المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌قحطان ‌ ‌نسب القبيلة: تنسب أغلب فروع قحطان إلى مذحج بن أدد بن - موسوعة القبائل العربية - جـ ٩

[محمد سليمان الطيب]

فهرس الكتاب

‌قحطان

‌نسب القبيلة:

تنسب أغلب فروع قحطان إلى مذحج بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد ابن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر وهو هود عليه السلام ابن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام ابن لماك بن متوشلخ ابن أخنوخ وهو إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام، وتعد هذه القبيلة من أكبر القبائل السعودية بالوقت الحاضر وتفرعت منها قبيلة بني هاجر التي أفردنا لها بحثًا منفصلا في المجلد السابع من الموسوعة.

ونبدأ في التفصيل عن مذحج التي هي أصل قحطان في الجزيرة العربية.

‌ما قاله الباحثوه والمؤرخون عن مذحج

(أ) ما قاله عمرو بن غرامه العمروي

(1)

:

قال أبو عمر بن عبد البر:

"اختلف في معنى مَذْحَج، فقيل: هي أم مالك بن أدد، نسب إليها ولدها، وقيل: بل هي أكمة حمراء ولد عليها "مالك"، فعرف بها ولده، وقيل: بل اجتمعوا إلى الأكمة باليمن، والأكمة تسمى (مَذحَج)، فقالوا: تعالوا نجعل مذحج أما، فتمذحجوا"

(2)

.

(1)

عن قبائل إقليم عسير في الجاهلية والإسلام من 1500 ق. م -1200 هـ ج 1 من القسم الثاني.

(2)

إنباه الرواة: 120.

ص: 3

‌نسبه:

مَذْحَج، هو أبو قبائل مذحج المنتشرة من اليمن إلى الكوفة في العراق، وهو: مالك بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، يجتمع مع الأزد في (زيد بن كهلان).

قال ابن عبد البر:

"أما مذحج، فكل من انتسب إلى مالك بن أدد بن زيد بن يشجب؛ فو مَذْحَجي، ومن لم ينتسب إلى مالك بن أدد فليس بمذحجي"

(1)

.

قلت: وقد ولد لمذحج خمسة من الولد هم: جَلَد، ومُرَاد (يُحابر)، وعَنْس (وزيد)، وسعد (العَشِيْرَة)، ولُمَيْس.

كلهم من أم واحدة، هي سلمى بنت منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

ومن هؤلاء الخمسة كانت قبائل مذحج المنتشرة في المعمورة، التي اشتهر بنوها بالنسب إليها في الجاهلية، والإسلام، وسيأتي بيانها إن شاء اللَّه، وهذه وصية أدد إلى ابنه مَذْحَج، قال في وصايا الملوك: إن أدد أوصى بنيه مذحجًا وطيئًا، فقال شعرًا:

إن الذي عرف الدنيا وجربها

من قبل أن تعرفوه ويكم أدد

أو فى لياليه اللاتي سلفن ولم

تسعفه من بعدها أيامها الجدد

بَنيَّ إني حلبت الدهر أشطره

فما عداني ممها الشريُ والشهد

وقد صحبت رجالا كنت آملهم

أن يخلدوا لي فما عاشوا وما خلدوا

بنيَّ إن مثل أمس اليوم سالمني

فلن يؤمنني مما أخاف غد

بني لا تبدأوا قومًا بمظلمة

وفي عداوة من عاداكم اجتهدوا

لا تحسدوا الناس ما أوتوا وما رزقوا

من الثراء فحق الحاسد الحسد

صونوا العشيرة وارعوا حق جاركم

فالجار أقرب ما تسدى إليه يد

شبوا لطارقكم نارًا يدوم لكم

نور به تهتدي الطراقة القصد

وصَّيْتُكم فاحفظوا عني الوصاة ولا

تبغوا سواها ففي استعمالها الرشد

(1)

المصدر السابق: 120.

ص: 4

ثم إن مذحجًا حفظ وصية أبيه وثبت عليها، وكذلك قبائل مذحج العريضة "تتبارى" حيث كانت في استعمالها، من الإيجاب للعشيرة، وإسداء الجميل، إلى الجار، والحفظ والمراعاة، وترك البدء بالظلم والعدوان، واجتهادهم في طلب المعالي.

‌بلاد قبائل مذحج قبل وبعد الهجرة

عندما نذكر الهجرة، فإننا نعني هجرة قبائل الأزد، لأنها عندما هاجرت من مأرب إلى أمصار الجزيرة، غيرت منهج القبائل العرفي، فى كل ما ألفوه فيما بينهم وما كانوا عليه من عادات وتقاليد.

ومن أوائل الأمور التي لم يألفوها، وكانت خرقًا في عاداتهم وتقاليدهم ظربة بن الأزد لأبيه، التي كانت السبب الرئيسي في الهجرة.

أما عن بلاد مذحج قبل ذلك فقد بينها الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب فقال: "سرو مذحج

(1)

أوله: الرباحة، والسف، وحمر، وتناعم لرهاء، المراوح لبني صائد، وينسبون إلى دوس الأزد، الجارة لبني عامر بطن من مسلية، الشعب لآل كتيف، وهم من بني مسلية، وهم أشرافهم، والباذة وميض وشيتان لبني مسلية، ولهم نخلان: واد كبير، أرض بني زائد أولها الخزانة، ونسبة، والهجيرة مصنعة جاهلية.

والشهد: وهو خصهم، وحوله أموال كثيرة، والسر ونواس، وعباية، ولهم حصن يعرف بالهضيمة، ولهم دبان، ومسر: كل هذه المواضع لبني زائد بن حي ابن أود.

وادي نعوة: لبني منبه وهم إخوة بني كتيف، وبني قيس، من بني أود رهط محمد بن الصنديد، ذو وثن: واد أفعى أيضًا.

حصامة، وشوكان: واديان للأوديين -وهي بني أود- ترمان: للأود، العطف، والفرع والعفة، وسمع، ومرحب، للنخع رهط الأشتر النخعي. .، صحب، وبلاس: للأوديين، وحيث ما وجدت للأوديين منهم فيه أخلاط.

(1)

سرو مذحج: من بلدان المخلاف الأوسط وهو مخلاف صنعاه.

ص: 5

وثينة: أولها عمران واسمه: الرقب: لبني كثيف وهم رهط: رزام بن محمد. ولهم الموضح وهي مدينة كبيرة، الحار وتاران: واديان لبني قيس من بني أود وهما أبناء عبد اللَّه بن سميطة أعني كثيفًا، وقيسًا.

ولهم قرية تعرف بالظاهرة، يرى واد كبير: لبني شكل بن حي من أود، وادي ثرة: لبني حباب، وهم إخوة بني شبيب، وقريتهم يقال لها: منها.

عرفان: وادي لبني: أفعى وهم من بني ربيعة بن أود وهم رهط بن الصنديد.

المقيق: لبني شهاب بن الأرقم بن حي بن أود.

الغمر: واد لثقيف رائش وهو جبل يحله بنو أود جميعًا.

يسقى: لبني عمرو وهم إخوة بني شهاب، المعواران: واد، والحميراء: واد كلاهما لبني مزاحم وهم من الدهابل وهم من أشراف بني أود وسادتهم وهم من بني ربيعة بن أود وهم: رهط ابن عثمان الدهبلي أقام بالثغر غازيًا دهرًا ثم عاد.

الدبية: لبني الحماس من بلحارث بن كعب، مران، وكبران، ونزعة، وحجومة، وملاحة والتيبب: كلها للنخع، وفي وادي مران منها بنو قيات منهم، وهم سادتهم وأشرافهم منهم محمد بن قباث مطعج الذئب وله خبر عجيب.

ذروعان الجزع: لبني عيذ اللَّه بن سعد (العشيرة)، الروضة، وطب: واديان لبني عيذ اللَّه بن سعد،. . . الخنينة: مدينة لبني سويق من بني حي بن أود، والسهل من وثينة مما يلي يرامس دار الحفينات، الحصن وساكنه: بنو شبيب، وبنو حباب في ثلاث قرى متفرقة، وأكمة: لبني أفعى فهذه وثينة.

أجور: واد واحد فيه قرى كثيرة: منها الجبوة وهي للسقائم من بني عيذ اللَّه، منهم يحيى بن حرب الذي عامل الخليفة على ولاية اليمن، ومنهم أبو يزيد ابن عبد العزيز أجمعت مذحج على رئاسته سار بها الى أبين، والسرو.

الطرق التي تختلط بين السروين، وأبين، وردمان، ورداع، وذمار، وقرن، فبيحان، وأجور مع ما ذكر من بلاد مذحج غير السرو.

ص: 6

وأول بلاد مذحج بعد أن تخرج من ذمار متوجهًا نحو المشرق بقدر فرسخين، أرض عنس وهي واسعة حدودها، من ناحية الشمال الثنية التي بـ (يكلى)، والطيبار، وجيرة، ومن ناحية الجنوب جبل يعرف بميتم فإلى حقل شرعة لهم نصفه.

ومن ناحية المشرق ثات، وبها اليوم من بطون عنس: النهديون، القريون، واللميسيون، والياميون، وهم رهط أبي العشيرة اليامي، وفي بلدهم قرى كثيرة منها النشر، والأهجر، وبشار، وبدسان، والجبل المعروف باشبيل في وسط بلدهم. . . وأسفل من ذلك الأودية إلى تنين، وما ولاها، قانفة، والمعافر وهم من مراد.

وأما كومان، وفجاءة فعدادهم في روف بطن من مراد بن مذحج)، وأما بنو سرحة وبنو طيبة، وبنو عنم من بني جليخة بن أكلب بن ربيعة بن عفرس وهم أحلاف في مذحج"

(1)

.

قلت: وهذه المواضع التي ذكرها الهمداني فيما تقدم تنحصر بين رداع وذمار وريم وأب جنوبًا، وعمران وحجة شمالا؛ مما يجاور صنعاء من الشمال والجنوب الشرقي والغرب عامة.

‌الجمع بين المواطنين في الجاهلية والإسلام

هاجرت الغالبية العظمى من قبائل مذحج، مثلها مثل الأزد وتركت مدنها وقراها، وأوديتها وجبالها، وسهولها، المتقدم ذكرها في حديث الهمداني. فأما الذين هاجروا منهم فنذكرهم حسب ترتيبهم على الطبيعة في السراة من الشام:

1 -

‌ قبيلة شمران:

وهم بنو يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مذحج، وقد حالفت خثعم واستقرت في منطقة باشوت بين سراة خثعم وسراة بلقران، يحدها من الشرق والغرب والشمال خثعم ومن الجنوب بالقرن.

(1)

صفة جزيرة العرب للهمداني: 181 - 189.

ص: 7

2 -

‌ قبيلة التخع:

وهم بنو جسر بن عمرو بن علة بن جلد بن مذحج، وقد نزلت هذه القبيلة وسكنت منطقة وادي بيشة، فبيشة إلى بئر بن سرار إلى وادي ترج، وحالفت النخع خثعم حتى ظهر الإسلام، ثم رحل أكثرهم وشاركوا في الفتوحات الإسلامية واستقر معظمهم في الكوفة إلى راولبند، ومن بقاياهم في الجزيرة العربية: بنو سهل بن بحر بن سوادة بن النخع، دخلوا في سبيع العزة (الأعزة) وينتشرون في نجد حاليًا

(1)

وبقي منهم في مواقعهم بني الحارث بن عجل بن الحارث بن سعد بن عمرو بن النخع، ومن بلادهم الفغرات والبهيم ولا يزالون حتى يومنا هذا.

3 -

‌ قبيلة بني منبه وهم إخوة شمران وهو:

منبه بن يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مذحج، وحالفت هذه القبيلة، شهران وهم في عدادهم، ومن المقدمين فيهم وتقع بلادهم في أعالي بيشة، وتعرف بلادهم ببيشة ابن عمير، يحدهم من الغرب والشمال بالحارث، ومن الجنوب والشرق إخوانهم من قبائل شهران العريضة، واستوطن جزء منهم في قبيلة بني مالك عسير، انظرهم هناك.

4 -

‌ قبيلة زبيد:

بضم الزاي وهو: زبيد -ويقال له منبه- بن الصعب بن سعد (العشيرة) بن مذحج، وقد سكنت هذه القبيلة بوادي لاع من أودية تثليث وطريب وأراكة والخنقة. وممن كان يسكنها: الأغلوق وبنو مازن وبنو عصم

(2)

وهم عشيرة الشاعر والفارس الصحابي المشهور: عمرو بن معدي كرب الزُبَيْدي، وقال الأمير محمد اليزيدي الأموي مفاخرًا بقبائله:

"زُبَيْد" وزيد قد أثرتم حفاظها

بوادي "طريب" كالكلاب السواعر

(1)

سبيع (الأعزة) وهم بنو سبيع بن مصعب بن معاوية من همدان، وهم غير قبيلة سبيع الغلبا العامرية.

(2)

انظر صفة جزيرة العرب للهمداني: 253.

ص: 8

5 -

‌ قبيلة بني هلال بن عامر

(1)

:

وقد سكنت هذه القبيلة مع بني سعد العشيرة في قرى الأنيح، وبردان، والعشة، والكريف وتقع هذه القرى جنوب أبها وغرب خميس مشيط. وفي القرن الخامس الهجري كانت قبيلة بني هلال شاركت في تحرير فلسطين مع صلاح الدين ثم عادت واستقرت في نجد ثم رحلت ودخلت تحت حكم اليزيدي الأموي، أمير عسير يومئذ: محمد بن عبد اللَّه اليزيدي وتحولت إلى قرى مناطق حَجْلَة بين أبها وخميس مشيط، ثم إلى الشمال الشرقي من خميس مشيط وإلى الشرق، ومن قراهم: طيب الاسم، وذهبان، والرونة، والراكس، والصمدة، فلما تفرقت قبيلة بني هلال بن عامر وسار منهم إلى ليبيا وتونس، وصعيد مصر، سكنت قراهم من بعدهم بنو رشيد بن الحباب بن عبد اللَّه بن سنحان الآتي ذكرها.

وعاد من عاد من بني هلال بن عامر فاستقروا في تهامة، على ساحل البحر الأحمر وفيما بين الشقيق جنوبًا، وخميس البحر شمالا ويحدهم من الشرق قبائل ألمع اليمن وألمع الشام، ولا يزالون حتى هذا التاريخ، وقد سكنوا في القرن السابع الهجري.

6 -

‌ قبيلة مُراد:

وهم من: مراد -وهو يحابر- بن مذحج، وقد سكن بنوه القاعة وتندحة إلى الشرق من مدينة خميس مشيط، ثم رحل منهم من رحل واستقر في الكوفة وفي البصرة، زمن الفتوح الإسلامية، أما من بقي منهم فقد عاد البعض إلى اليمن في مواقعهم الأولى، ورح البعض الآخر واستقر في أعالي تثليث، ومنهم آل علِيّ من آل سليمان بن درع بن مراد بن مذحج، وآل سليمان بن علي بن مراد بن مذحج أيضًا، انظر قبائلهم المعاصرة.

وفد منهم وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبايعوه منهم الصحابة والتابعون من المحدثين والفقهاء والشعراء وغيرهم. كما شاركوا في الفتوح الإسلامية مع إخوانهم من مذحج والأزد.

(1)

قلت: هنا ثمة خطأ، ولا صلة لقبيلة بني هلال بمذحج من حيث النسب والأصل فنسب بني هلال إلى عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن من مُضَر من العدنانية، وكانت فقط تجاور مذحج في ديارها.

ص: 9

7 -

‌ قبيلة الجَحَادِر:

وهم بنو جحدر بن عبد اللَّه بن سنحان بن يزيد بن حرب بن علة بن جلد ابن مذحج، إحدى قبائل سنحان من (جنب) وقد سكنت هذه القبيلة ضاحية تثليث الشرقية مع إخوانهم زُبَيْد، وغيرهم.

شارك قبيلة الجحادر في الفتوحات الإسلامية، واستقر بعضهم في الكوفة، والبعض الآخر لا يزالون في مواقعهم حتى يومنا هذا. يحدهم من الشرق جبال القهر الواقعة بين الخماسين شرقًا وتثليث غربًا، ومن الغرب إخوانهم من‌

‌ قبيلة المَسَارِدَة

(واحدهم مَسْرَدِي) ومن الجنوب: إخوانهم آل سَعد وآل مَهدِي فجبال القهر أيضًا، ومن الشمال وادي تثليث.

8 -

قبيلة المساردة:

واحدهم (مَسْردِي) وقد سكنت هذه القبيلة: مع إخوانهم من قبائل زبيد، والجحادر في منطقة تثليث وتقع قراهم على جانب آل سعد ومن الشمال وادي تثليث.

شاركت قبيلة المساردة إخوانهم في الفتح الإسلامي واستقر بعضهم في البصرة وبعضهم في الكوفة، وبقيت الغالبية في تثليث حتى يومنا هذا.

9 -

‌ قبيلة جنب:

وهم ينو يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مذحج، وقد سكنوا في المنشر والمختلف وسروم العقدة، وسروم العين، وسروم الفيض: وهي سروم الطرفاء والسفسف مع الجبلبن: وعراعرين، والقرحاء والثجة، وذات عش، والجبل الأسود: وهو معظم بلد جنب. . بحذاء بلد وادعة جنوبًا إلى جرش شمالا، ومن بلد جنب راحة ومحلاة: واديان يصبان من الجبل الأسود إلى نجد شرقًا، ومن قرى جنب: الكبيبة، لبني وقشة بن جنب، هذا ما قاله الهمداني

(1)

.

(1)

صفة جزيرة العرب: 252.

ص: 10

قلت: أما سروم العقدة في من قرى سنحان ولا تزال قائمة عامرة، وكذلك سروم العين، وأما سروم الفيض: فهو لعَبِيْدَة، والثجة لا تزال، والقرحاء هي: القرحة، والسفسف هي: السفوف، واللَّه أعلم.

يحدها: من الغرب: أصدار وأغوار تهامة، ومن الشرق: قبيلة سنحان، ومن الجنوب وادعة.

10 -

‌ قبيلة عُبيْدة:

بضم العين المهملة: جمع من قبائل قحطان (مذحج) وقضاعة، فأما مذحج فمن جنب بن يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مذحج. وأما الذين من قضاعة فجمع قبيل من بطون انتسبوا إلى عُبِيْدَة بنت مهلهل

(1)

:

وهو عدي بن ربيعة التغلبي، والسبب أن عبيدة تلك تزوجت في بني الحارث بن كعب بن الحارث بن مذحج

(2)

وهو: معاوية بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن منبه بن يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مذحج، ثم تزوجت في بني روح بن مدوك الجنبي، فولدت لكل من الزوجين أولادًا انتسبوا إليها فسموا عبيدة، التي يقول فيها أبوها حينما زوجها لمعاوية:

أنكحها فقدها الأرقام في

جنب وكان الحباء من أدم

لَوْ بأبانين جاء يخطبها

ضُرِّج ما أنف خاطب بدم

وعُبِيْدَة: وتلفظ بفتح العين المهملة وكسر الموحدة التحتية: قبائل كثيرة كبيرة منهم: (عَبْدَه) وهي في عداد شمر حاليًا، ومنها قبائل رحلت أيام الفتوح الإسلامية واستقر بعضهم في الشام، وبعضهم في اليمن، والبعض الآخر في المغرب العربي، وكانت بلادهم مع إخوانهم من قبائل جنب في السراة، وعلى ضفاف أودية بيشة العليا والعرين وطريب والمصنة وسروم الفيض وغيرها.

(1)

مهلهل: وهر أخو: كيب بن ربيعة التغلبي.

(2)

جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 413، المنتخب في ذكر أنساب قبائل العرب للمغيري 303، جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد للجاسر: 2/ 560، 561 وتاريخ ابن لعبون:47.

ص: 11

وقد قال شاعرهم:

حِنّا عَبيدة ما عَبِيدة غيرنا

إلا عَبِيدة جَنْب وأهل بَراد

(1)

11 -

‌ جُرَش:

بضم الجيم وفتح المهملة آخره شين معجمة: كانت أكبر مدينة في السراة، بعد مدينة الجهوة في بلاد بني شهر.

وتقع جرش إلى الجنوب الشرقي من مدينة أبها، وإلى الجنوب من مدينة خميس مشيط، وفي تقاطع خطي الطول 8/ 42 شرقًا، وعرضًا 2/ 18 شمال.

أطلالها باقية، وآثارها تقاوم الزمان على مر العصور، ولقد ترجمت بعضًا من الكتابات المرسومة على صخور جبل حمومة الداكن، وهي باللغة الحميرية فظهر لي من تلك الكتابات الآتي:

1 -

أن سكان تلك المدينة قبيلة من أصل حِمْيري.

2 -

أنها أنشئت في عهد دولة حِمْير.

3 -

أنها ليست للأزد، لأنها كانت قبل هجرتهم من مأرب (بألفي عام) تقريبًا.

4 -

أن اسم (سعد بن منبه) بن أسلم بن زيد، أول من اختطها هو وبنوه ولما كان يلقب بـ (جُرَش) سميت المدينة به.

5 -

أن شمس بنت الهميسع سكنت تلك المدينة زمان عرسها ومكثت بها طويلا بدليل أن صورها كانت ترسم على كل صخرة، وفي جبل حمومة وفي جبال عسير، وفي هضاب قرية الدارة بالقرب من أبها، بجوار قبر ذي القرنين.

وإن الصور كانت بهيثة لساس العرس، حتى أن صورتها التي في هضاب الدارة (تسمى هضبة العروس)، ومكتوب فوق الصرة (شمس بنت الهميسع العروس) هكذا وجدتها.

كما وجدت آثارًا في قمة جبل حمومة، تدل على أنه كان أما معبدًا، وأما برجا للمراقبة، وهذه أقوال العلماء فيها. قال الهمداني في كتبه:

(1)

صفة الجزيرة العربية: 252.

ص: 12

"شهران في سراة بيشة وترج، فيما بين جرش وأول سراة الأزد" وقال في موضع آخر:

"جرش كورة محد العليا، وهي من ديار عنز، ويسكنها ويترأس فيها العواسج من أشراف حِمْير، وهم من ولد يريم ذي مقار القَيْل، ولهم سُؤدد عَوْد وجابة اليمانية في أرض نجد إليهم، وهم يقومون معهم بحرب عنز، وفي شق قرية جرش فرق من النزارية، يدعون الجزارين من موالي قريش، والغاز من نزار من الغرباء. . وجرش في قاع ولها أشراف غربية بعيدة منها تنحدر مياهها في مسيل يمر في شرقيها، بينها وبين حمومة ناصية تسمى الأكمة السوداء، حمومة وحمة وكولة، ثم يلتقي بهذا المسيل أودية ديار عنز حتى تصب في بيشة بعطان.

فجوش رأس وادي بيشة، ويصالي قصبة جرش أوطان حزيمة من عنز، ثم يواطن حزيمة من شاميها عسير". وقال أيضًا:

"تندحة: وهي العين من أودية جرش، وفيها أعناب وآبار"

(1)

.

وقال ياقوت الحموي:

"جرش: بالضم ثم الفتح: عن مخاليف اليمن. . وهي في الإقليم الأول طولها 65 درجة، وعرضها 17 درجة، وقيل: إن جرش مدينة عظيمة في اليمن وولاية واسعة"

(2)

.

وقال فؤاد حمزة:

"يبدأ وادي بيشة من سراة عبيدة ورفيف، وكانت تقوم عند مبدئه قرية عظيمة، لم يبق منها إلا الأطلال وخرائب، هي: بلدة جرش، ثم يقطع هذا الوادي حدود بلاد قحطان حيث يكون اسمه بيشة بن سالم -أحد زعماء قحطان- ويدخل في ديرة قبيلة شهران حيث تقوم على أطرافه قرى شهران ومنها خميس مشيط، وبعد اجتيازها بقليل يصب فيه: وادي تندحة، ووادي أبها، وبعد أن يجتاز بلاد شهران يسمى بيشة النخل"

(3)

.

(1)

صفة جزيرة العرب: 255، 256.

(2)

معجم البلدان: مادة جرش.

(3)

في بلاد عسير: 54.

ص: 13

12 -

‌ قبيلة بني بشر:

وهم بنو بشر بن سعد العشيرة بن مذحج، قال الهمداني عن بلادهم:

"قرية وسخة: (بالفتح): لبني بشر"

(1)

وقال في موضع آخر:

"ووادي هذا وسعيًا ويسكنها البشرين من الأزد، وقد يقال أنهم من بلحارث"، وقال في موضع آخر:"تخرج من جرش قصد صعدة، على بلد جنب في سعيًا وادي بني بشر ذي أعناب وزرع"

(2)

.

قلت: وقرية وسحة: بفتح الواو والسين المهملة والحاء المعجمة أيضًا: كان اسمها في الجاهلية: بالخاء المعجمة، فلما وصلت زكاة أهلها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أول الزكاة قال:(من أين هذا)؟ فقيل من وسخة مذحج فقال صلى الله عليه وسلم:

(بل من وسحة) وأبدل الخاء المعجمة حاء مهملة

(3)

.

وتقع قبيلة بني بشر في الجنوب من سراة عبيدة حيث تختلط قراهم مع قرى إخوانهم من قبيلة شريف على ضفاف وادي راحة فوادي يعوظ إلى المنحنى.

ويحدها من الشمال: سراة عبيد ورفيدة، ومن الجنوب: قبيلة سنحان، ومن الشرق: قبيلة الحباب ومن الغرب: إخوانهم من بني جنب بن سعد العشيرة.

13 -

‌ قبيلة سنحان من قبائل جنب:

وهم أبناء سنحان بن يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مذحج، وتقع بلادهم مع إخوانهم في سراة سنحان وجنب ووادعة وعبيدة ورفيدة، كما تقع منازلهم على ضفاف وادي راحة ومنحدراته.

ويحدهم من الجنوب إخوانهم وادعة، ومن الشمال إخوانهم من قبيلتي شريف وبني بشر ومن الغرب: إخوانهم جنب ومن الشرق قبيلة شريف أيضًا.

(1)

صفة جزيرة العرب: 255، 256.

(2)

صفة جزيرة العرب: 250، 257، 262.

(3)

انظر صفة جزيرة العرب للهمداني: 265.

ص: 14

14 -

‌ قبيلة وَادِعَة:

وهم بنو وادعة بن عمر (مزيقياء) بن عامر (ماء السماء) بن حارثة (الغطريف) بن امرؤ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد. دخلت قبيلة وادعة في همدان، فقالوا: نحن بنو وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشح بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم، وهذا قول ابن حزم، ويقول الهمداني:"تقول حمير لوادعة همدان في هذا الدهر: أنتم من حِمْير، ويروى بعض وادعة أن ذلك كما تقول حِمْير، وأما المجاذبة التي تشهد في وادعة همدان فمن جهة الأزد يقولون: هو وادعة بن عمرو بن عامر بن حارثة، وأكثر وادعة تقول: وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشح، وإنما وقعت الأغلوطة من أجل تضاهي الأسماء كما وقع بين خولان فالتبس ذلك حتى بيناه"

(1)

.

ثم قال يصف بلادهم:

"وبلد وادعة النجدية: بقعة، وعودان، والثويلة، وغيل عليّ، ووادي عرد، وأعلى وادي نجران، فإلى جبل شوك، فقاضي دين، فالزبران، فإلى مهجرة، فالمنضج، فغيّل علي، فأقاويك، فأرينب، فجلاجل"

(2)

وقوله في موضع آخر:

"ثم يعترض بين نجران وتثليث أودية مثل حبونن وغيره من بلاد وادعة وبلاد يام وزبيد وسنحان وجنب وهم إلى الجنوب من إخوانهم قبيلة سنحان حيث تحدها من الشمال، ومن الجنوب: بلاد اليمن الشمالي (صحار)، ونجران من بلاد السعودية، ومن الشرق إخوانهم من بني الحارث الآتي ذكرهم، ومن الغرب جنب، وقد وردت بعض المواضع من بلاد وادعة في أرجوزة الحج التي ذكرها الهمداني للشاعر: أحمد بن عيسى الرداعي ومنها قوله:

وقد قطعنا قبله جهنمة

وطمئوا بالقلس المقدمة

(3)

بمكفهر ذي نشاص ماطر

بادره من وغل الحناجر

(4)

(1)

انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 349 والإكليل للهمداني: 2/ 92.

(2)

صفة جزيرة العرب: 250.

(3)

طمؤ: بلد لبني معمر بن الحارث بن سعد بن عبد ود بن وادعة: 412.

(4)

قال الهمداني: والحناجر من وادعة: 416.

ص: 15

مرا إلى محذا النعال دائبه

ثم مضحاها غدا بثائبة

(1)

ثم اندهو خوص المطايا الوسّج

ان مضحّاها بغيل المنضج

(2)

أو كالقطا الكدري قاربات

إلى شتات متواهقات

يجتبن وجه الأرض ذا الموماة

للفيض من رية عامدات

من الطلاح متطلعات

إلى بريد الصخر من ثلاث

(3)

أقول لما أخذت جلاجلا

فضمها والوعث والجراولا

(4)

قلت: وأغلب هذه المواضع لا تزال تحتفظ باسمها ورسومها، والبعض الآخر لا يعرف، إما لتغير اسمه، أو لهجره ودماره عبر السنين الماضية، وإما أنه ضمن الأراضي اليمانية.

والخلاصة في نسبهم: أن وادعة الأزد ووادعة همدان: أما أنهم اختلطوا فيما بينهم، فأصبحوا تحت مسمى قبيلة وادعة دون تحديد الأصل، وأما أن وادعة اليمن هي: وادعة همدان، ووادعة الشام التي تتخذ من منطقة ظهران الجنوب مقرا لها: هي وادعة الأزد واللَّه أعلم.

15 -

‌ بنو الحَارث: بلحَارث:

وهم بنو الحارث بن كعب بن الحارث بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك وهو مذحج. كانت بلادهم قبل الهجرة من اليمن، في شمال صنعاء، وفي بلاد يريم، وفي رداع، وبيحان وغيرها، وبعد الهجرة استقروا في نجران وما حولها وجاء الإسلام وهم هناك وسترى بلادهم كما ذكرها الهمداني حيث قال:

"موارد بني الحارث بن كعب: أعداد مياه بلحارث مما يصلى الهجيرة حمى ماء بأطراف جبال غاذ، بين مريغ والغائط، ومويع وعيالم وقد ينقطع، قلت: يقال له بدمات، والملحات ولوزة وشعى، قلت: أيضًا من أسافل غاذ.

(1)

محذا: النعال وثائبة: مراضع كلها لبني حيف من وادعة: 419.

(2)

قيل المنضج: قال الهمداني، غيل عليّ من وادعة:420.

(3)

شتات، ورية، وثلاث: قال الهمداني: مواضع، والطلاح موضع طلحة الملك وكل هذه المواضع في بلد وادعة:421.

(4)

جلاجلا: قال الهمداني: وجلاجلا آخر بلد وادعة: 421.

ص: 16

والكوكب ماء أسفل من عمي بحبل منقطع بالغائط دون العارض، وخطمة بئر بالرمل دون العارض احتفرها عبد اللَّه بن الربيع المداني، في عصر أبي العباس السفاح، والبراق ماء بأعلى وادي ثار، والزيادية بحبونن، والحصينية أسفل منها على شط الوادي، دون النهية، نهية حبونن.

والربيعة بأسفل نجران، ومذود، والهرار، والبراء هذه أعداد شمال بلاد بني الحارث.

وأول الأودية بين نجران والجوف قضيب فيه من مياه بلحارث الأغبر، والجموم، وماوة، وخليقا بأسفله، ومدرك بني حجنة في قضيب من الفيفا من بلد دهمة.

ثم الخل بين قضيب الويتمة: واد من بلد دهمة أعلاه فيه من مياه بلحارث فتح عد، ثم مدرك بني دهي أيضًا عد غيل وبأعلاه الشليلة نخل وماء لبني داعر، ثم وادي خب فبأعلاه طثر وأسواء مَاءَانِ عِدَان، وبئر ذي بئر.

ثم صرحان ولا ماء فيه، وهو واد بينه وبين الأحداء رملة الأذن، وبالأحداء من المياه: شطيف والنخل وهو أسفل أوبن. . وعينا ذئب مَاءَان مما يصلى نجران في أعلى الفرط، ويسمى ما بين الجوف ونجران، والأفراط (واحدها فرط)، وأكثر من يكون بالأفراط من بلحارث بنو معاوية منهم روح بن زرارة وابنه خوّار سيدان قتلتهما همدان، وكثرت بلحارث بينهما"

(1)

.

قلت: وحدودهم من الجنوب: اليمن الشمالي، ومن الشمال: إخوانهم من بني بشر والحباب من قبائل قحطان، ومن الغرب: بلاد إخوانهم من وادعة وسنحان وجنب، ومن الشرق: بلاد يام، هذا بالنسبة لبلادهم في صدر الإسلام. أما الآن فهم في جنوب الطائف وفي بعض بلاد الوشم، انظرهم في قبائل مذحج المعاصرة.

وهذه بعض مواضع بلحارث بن كعب كما وردت في أرجوزة الحج للرادعي ومنها قوله:

(1)

غيل المنضج: قال الهمداني: غيل عليّ من وادعة: 420.

ص: 17

نواسلا يرقلن في ذمّاج

ناجيتها في بعض ما أناجي

(1)

ومن ظبين ذي الثرى والمرحض

تؤم أمّا بركات العوض

(2)

16 -

‌ قبيلة حكم:

وهم بنو حَكَم بن سعد العشيرة بن مذحج، وهم رهط الصحابي الجليل رئيس مخلاف حكم ورئيس وفد حكم إلى النبي صلى الله عليه وسلم عبد الجد بن ربيعة الحكمي المذحجي.

استوطنت قبيلة حكم مخلافًا في تهامة عرف باسمها وذكر المؤرخون باسم مخلاف حكم، وبقي بهذا الإسم إلى أن ظهر فيهم الأمير: سليمان بن طرف الحكمي، وذلك في القرن الرابع الهجري، ثم انفصل عن حاكم عسير الأمير: عبد اللَّه بن سعيد بن هشام، بعد أن تغلب على الأمير القائد: عامر بن زياد الوادعي الأزدي ودخل تحت حماية أبي الجيش؛ إسحاق بن إبراهيم الزيادي صاحب الدولة الزيادية، ولما ضعفت تلك الدولة في عهد هذا الأمير، انفصل عنها، سليمان بن طرف الحكمي، وحول اسم مخلاف حكم، وإنشاء حكمًا له في ذلك المخلاف

(3)

.

ومنذ ذلك الحين عرف مخلاف حكم، (بالمخلاف السليماني) نسبة إلى الأمير سليمان الحكمي، ويقال له أيضًا مقاطعة جيزان.

وحدوده من الشمال: بلاد رجال ألمع اليمن، حيث وادي عتود وريم وكيسان ودرب بني شعبة، والشقيق، ومن الجنوب: الجمهورية العربية اليمنية، ومن الشرق: اليمن أيضًا، وجبال عسير، ونجران وبلاد إخوانهم وادعة، وسنحان، ومن الغرب: البحر الأحمر.

وفد منهم وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وشاركوا إخوانهم في الفتوحات الإسلامية، منهم الصحابة والتابعون من المحدثين والفقهاء وغيرهم.

(1)

دمّج: قال الهمداني: ودماج واد يصب في الخانق ثم إلى نجران: 416.

(2)

العرض: قال الهمداني: واد يصب إلى نجران: 418.

(3)

تاريخ عمارة اليمني: ص 65 - 66، وبلوغ المرام للعرشي: ص 13، والمقتطف من تاريخ اليمن للجرافي: ص 55، وتاريخ المخلاف العقيلي: 1/ 81.

ص: 18

17 -

‌ قبيلة جعفي:

وهم بنو جعفي بن سعد العشيرة بن مذحج.

وهم رهط الصحابة: يزيد بن مالك بن عبد اللَّه الجعفي وأبناءه سبرة، وعبد الرحمن.

كانت مساكنهم ومزارعهم على ضفاف وادي (جُردان) بضم الجيم وسكون الراء آخره نون على وزن فعلان، هكذا ضبطه الإمام نشوان الحميري في كتابه شمس العلوم.

وجردان يقع في الشرق من (اليمن الجنوبي) وهم من ممالك الواحدي، وبلاد الواحدي معروفة في التاريخ القديم، وهي من مخاليف حضرموت، وتبعد عن عدن إلى الشرق بـ (200) ميل تقريبًا.

وتصب مياه وادي جردان في الساحل الواقع غربي حضرموت، وقد هاجرت الغالبية العظمى من قبيلة جعفي بن سعد العشيرة، وسكنت بين شقيقاتها عبيدة، والنِّخَع، ومراد، وزُبَيد في الشمال والغرب من بلاد تثليث، وإلى الجنوب الشرقي من خميس مشيط حاليًا.

وجاء الإسلام وهم في هذه البلدان فوفد منهم وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبايعوه على الإسلام، ولما جاءت الفتوحات الإسلامية انتقل الجعفيون إلى العراق، وإلى بُخارست ونهاوند وغيرهما من بلاد العجم. وكان من أعلامهم وأشهر رجالهم ورجال الإسلام قاطبة إمام المحدثين صاحب الصحيح الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله، وغيره من المحدثين، انظر الوفود والمحدثون والشعراء.

وقال ياقوت الحموي:

"وجعفي بالضم ثم السكون والفاء مكسورة وياء مشددة: مخلاف جعفي باليمن إلى قبيلة من مذحج وهو جعفي بن سعد العشيرة بن مالك، بينه وبين صنعاء اثنان وأربعون فرسخًا" اهـ

(1)

.

(1)

معجم البلدان: 2/ 144 ومجموع بلدان اليمن وقبائلها: 1/ 189.

ص: 19

18 -

‌ قبيلة رُهَا:

وهم بنو رهاء بن منبه بن حريث بن علة بن جلد بن مذحج وكانت تسكن هذه القبيلة في مخلاف (شبوة) مع إخوانهم: الأشباء، والأيزون ثم صُدَاء، ثم رحلوا قبل الإسلام واستقروا في جنوب سراة جنب، وتعرف في زماننا بسراة فيفاء، ووفد منهم وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم انظر الوفود.

ثم رحلوا في زمان الفتوح الإسلامية وشاركوا في فتوح الشام ثم استقروا في جنوب حَرَّان من بلاد الشام (أي سوريا حاليا).

ويقال: إن منهم من جاور بني سُلَيْم، ويقال: إن بني سُلَيْم حلوا في مواطن الرهاء، منهم الصحابة والتابعون من المحدثين والفقهاء والقضاة.

19 -

‌ قبيلة صداء:

وهم بنو: صداء بن يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مذحج، وقد كانت تسكن هذه القبيلة مع إخوانهم الرهاء، ومراد وأود وغيرهم من قبائل مذحج في المنطقة الغربية من اليمن الشمالي.

ثم رحلوا مع من رحل من أشقائهم إلى جنوب عسير، ثم حدثت الفتنة بينهم وبين إخوانهم بنو منبه، وشمران، والحراث، والغلي، وهفان، وسنحان، فجانبوا هؤلاء الستة صداء فَسمُّوا جنبًا، وعرفوا به من العصر الجاهلي إلى يومنا هذا.

أما صداء فإنه بعد إن جانبهم إخوانهم، وأصبحوا قلة فيما بين القبائل، انقسموا إلى قسمين، قسم عاد إلى اليمن وقسم حل مع إخوانهم في عسير، ولما ظهر الإسلام وفد منهم وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبايعوه وشاركوا في الفتوح الإسلامية، منهم الصحابة والتابعون من المحدثين والفقهاء والقضاة.

20 -

‌ قبيلة أود:

وهم بنو أود بن الصعب بن سعد العشيرة بن مذحج. كانت تسكن هذه القبيلة فيما بين أبين ورداع في اليمن الشمالي ومن أشهر قراهم وثينة، قال الحجري:

ص: 20

"وقال ابن مخرمة: دثينة بالفتح وكسر المثلثة وسكون التحتانية ثم نون مفتوحة ثم هاء: صقع معروف باليمن بناحية أبين من الشمال وتهامة رداع الحرامل تحت الكور من الشرق، وهي بلاد متسعة في كل بقعة منها قبيلة منقطعة لا تطيع غيرها والعداوة بينهم قائمة، والصلح قد يقع بينهم في بعض الأزمان، وقاعدتها قرية كبيرة تسمى الحافة وسلاطينها الهياثم".

وكان مقدمهم آل قاحل بالقاف والحاء المهملة - إلى قوله: مما نقله عن القاضي مسعود ثم قال:

"قال الحافظ: ولعل عروة من غرنة، الدثيني منهم روى عن الضحاك بن فيروز ذكره سيف في الفتوح"

(1)

.

وقال الحوالي:

"تمثل الأكثرة: الساحقة في المنطقة الغربية، القبائل المذحجية من علة بن جلد ابن مذحج، وهم النخع والرهاء، وصداء، وبلحارث بن كعب، ومسيلة من مراد ابن مذحج وأود، والوذ. . . "

(2)

.

قلت: والكل منهم شارك في الفتوحات الإسلامية، فمنهم الصحابة والتابعون من المحدثين والفقهاء والقضاة، ومنهم الشعراء، انظر ذلك في أبوابه الآتية إن شاء اللَّه.

ولقد تجنبت ذكر عدد من قبائل مذحج والتي لم يثبت لي أن استوطنت عسير، سواء في الجاهلية أم في الإسلام، ومن تلك القبائل:

21 -

‌ قبيلة عنس:

قوم الأسود المنسي، ورهط الصحابي الجليل/ عمار بن ياسر العنسي رضي الله عنه.

كما تجنبت ذلك في قبائل ليست من الأزد ولا من مذحج، وكانت تسكن عسير، والسبب أنها رحلت برمتها ومن تلك القبائل:

قبيلة جهينة: والتي كانت تسكن في منطقة الواديين والقرعاء.

(1)

مجموع بلدان اليمن وقبائلها: 327، 328.

(2)

اليمن الخضراء: 132.

ص: 21

قبيلة حرب: والتي كانت تسكن سراة سنحان، ووادعة، وغيرهما.

قبيلة طيئ: التي كانت فيما بين حبونة (حبونن) وبلاد الحباب.

قبيلة زُبَيد: وهم سكان منصقة القنفذة الشرقية، وهم أبناء زُبيد المذحجي رهط الصحابي عمرو بن معدى غرب الزبيدي، وهم تابعون لمنطقة مكة حاليًا.

قبيلة سبيع: الأعزة من همدان، التي دخلت في سبيع العامرية، وأصبحتا قبيلة واحدة، وذلك في مطلع القرن الثاني الهجري، ومنهم الإمام الكبير أبي إسحاق السبيعي رحمه الله.

فمعذرة لأبناء تلك القبائل، فلم نكتب عنهم، والسبب أنهم يعيشون في أمصار الجزيرة من غربها إلى شرقها، وهذا ما يمنعنا من الكتابة عنهم، وأن الباحثين لينتظرون ونحن معهم، والمكتبة الإسلامية كذلك، وما يدوِّنه أبناء تلك القبائل عن قبائلهم في الماضي والحاضر، واللَّه ولي التوفيق. (انتهى)

‌ب - ما قاله المغيري عن مذحج

(*):

(وهو مَذْحج) بن أُدَد بن زيد بن يَشْجُب بن عَرِيْب بن زيد بن كهلان، وذكر في وصايا المُلُوك: أن أُدَد أوصى بنيه مَذحِجًا وطيئًا، فقال شعرًا:

إنَّ الذي عَرَفَ الدنيا وجَرَّبَها

مِنْ قَبْلِ أنْ تعرفوه وَيْكُمُ أدَدُ

(1)

أوفى لَياليه اللاتي سَلَفْنَ ولم

تُسْعِفْهُ من بَعْدها أيامُها الجُدُدُ

بَنِيَّ إني حَلبْتُ الدَّهرَ أشطُرَهُ

فما عَداني منها الشَّرْيُ والشُهُدُ

وقد صَحبتُ رجالا كنت آملهُم

أن يخلدُوا لي فما عاشُوا وما خَلَدُوا

بَنِيَّ إن مثلَ أمسِ اليومُ سَالَمَنِي

(2)

فليس يُؤمنني مما أخافُ غَدُ

بَنيَّ لا تَبْدَءوا قومًا بمَظْلَمَة

وفي عَداوَة من عاداكمُ اجتَهِدُوا

لَا تحسدُوا النَّاسَ ما أوتوا وما رُزِقُوا

مِنَ الثَّراءَ فَحَقُّ الحاسِدِ الحَسَدُ

(*) عن كتاب المنتخب من ص 283 إلى ص 503 (مع التنبيه أن للمغيري شطحات أو أخطاء في نسب بعض الفروع اعتمادًا على تشابه الأسماء في بطون وأفخاذ قبائل العرب أو تعصبه لقبائل القحطانية لنسبه في قضاعة.

(1)

في الأصل: يعرفونها. . . ويلكم أقد؛ والتصحيح من الأصمعي، 136.

(2)

في الأصل: بني اليوم الأمس سالمني؛ والتصحيح من وصايا، م، 101.

ص: 22

صُونوا العَشيرةَ وارعَوا حَقَّ جاركُمُ

فالجارُ أقرَب ما تُسْدَى إليه يَدُ

شُبُّوا لطَارقكُم نارًا يدُومُ لَكُمْ

نُورٌ به تَهْتَدي

(1)

الطَرَّاقةُ القُصدُ

وَصَّيْتُكم فاحفَظوا عَنِّي الوصَاةَ ولا

تبغوا سِوَاها فَفي استعمالها الرَّشَدُ

ثم إن مَذْحجا حفظ وصية أبيه وثبت عليها، وكذلك قبائل مَذْحج العريضة [تتبارى]

(2)

حيث كانت في استعمالها، من الإيجاب للعشيرة، وإسداء الجميل إلى الجار، والحفظ والمراعاة، وترك البدء بالظلم والعدوان، واجتهادهم في عداوة من عاداهم، والصبر على ما يبتلون به، وإكرام الضيف، وتقول العرب: إذا أردت نارًا عظيمة كأنها لأحد مَذْحج، وفى ذلك يقول قائلهم:

نُعَظِّمُ النارَ إذا النَّارُ التي

شَبَّها عَبْسٌ خَفَتْ أو صعْصَعَهْ

لقُدُوُرْ كالرَّوابي راسيات

وجفَان كالجَوابِي مُتْرَعَةْ

تَصْدُرُ العَالَةُ

(3)

والأضيافُ في

كلِّ يَوْمٍ وَهَيَ عنها مُشْبَعَةْ

أيُّها السَّاعي على آثارنَا

نَحْنَ ممن لَسْتَ أن تَسْعَى

(4)

مَعَهْ

نحن أوْدٌ حين تَسْتَكُّ القَنَا

وَالعَوَالي للعَوالي مُشْرَعَةْ

قال القَطَّامي في ذلك:

ألا إنما نيرانُ قَيْسٍ إذا شَتَوْا

لِطَارِقِ لَيْلٍ مثلُ نارِ الحُبَاحِبِ

(5)

ومن بني مَذْحِج، جنب، وهم بنو يزيد بن حرب بن عُلة

(6)

بن الجَلد بن مَذْحِج، وخالد، منهم جيل عظيم يقال لهم، بنو خالد اختلطوا في خالد الحجاز،

(1)

في الأصل: تهدى؛ والتصحيح من وصايا، م، 101؛ الأصمعي، 136.

(2)

الإضافة من وصايا، م، 102.

(3)

في الأصل: العيلات؛ والتصحيح من وصايا، م 102.

(4)

في الأصل: على نارنا. . . . لست تسعى؛ والتصحيح من الأصمعي، 137.

(5)

في الأصل: أنما نيران قيس عيلان إذا شبوها للطارق مثل نارب الحباحب، والتصحيح من وصايا، م، 102؛ لكن ابن منظور: محمد بن مكرم، في لسان العرب، بيروت 1955 م، 1، 297، نسب هذا البيت إلى النابغة.

(6)

في الأصل: علة بن خالد بن الجلد؛ وقد حذفنا خالدًا (انظر ابن الكلبي، 91؛ المبرد، 3، 91؛ العقد الفريد، 3، 395؛ ابن حزم، 413؛ نهاية الأرب، 2، 302؛ ابن خلدون 2، 532؛ القلقشندي، 219، صبح الأعشى، 1، 326؛ سبائك 39).

ص: 23

وَبِيْشَة وما حولها، وبنو يزيد بطون، وله من الولد هِفَّان

(1)

، وشِمْرَان، وسَنْحَان

(2)

، والغَلِي، ومُنَبِّه، والحارث، وصُدّاء، وإنما سموا جَنْب، لأنهم جَانَبُوا أخاهم صُدَاء وحالفوا سعد العَشِيْرة، فبنو هِفَّان بطن من مَذْحِج من جَنْب، وبنو شِمْرَان بطن من جَنْب، وبنو سَنْحَان بطن من جنب، ومنهم السَّياحين الذين في عُتَيْبَة، ومنهم آل مسيرة. سَنْحَان من عُبَيَّات مُطَيْر، ومن بطون جَنْب، بنورُها، وبنو مُنبِّه بطن من جنب، وبنو صُدَاء بطن، وهم بنو صُداء بن يزيد بن حَرْب أخ لجَنْب، قال أبو عُبَيْد: حالفت صُدَاء بن الحارث بن كعب، منهم زياد بن الحارث الصُّدَائِي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وبعثه إلى قومه فأسلموا، ومن بطون مَذْحِج، بنو معاوية بن الحارث بن مُنَبِّه بن يزيد بن حَرْب بن عُلَة بن الجَلْد بن مَذْحِج، وكان معاوية بن الحارث الذي إليه البيت والملك في جَنْب، وهو الذي استجار به مُهَلْهِل التَّغْلِبي أخو كُلَيْب، ومن بني معاوية؛ رُوْحُ بن زِنْبَاع

(3)

بن معاوية بن الحارث، كان له من الولد: شَدَّاد، وضَيْغَم، ومعاوية جد بني ضَيْغَم، منهم عَبْدَة -قدمنا ذكرها في شَمَّر- ومن بني ضَيْغَم، الفُغُم هو وجماعته في مُطَيْر، ومنهم آل بَتَّال سكان الرياض، ومن بني الحارث بن جَنْب بنو شَدَّاد وهم بطن من جَنْب، وهو شَدَّاد بن قُنَان بن سلمة من ابن الحارث المذكور، منهم الحُصَيْن ذو الغُصَّة بن يزيد ابن شَدَّاد، وهو رأس بني الحارث، ومن بني شَدَّاد، الشَّدَّاديْن الشَّلاوَى مع بني الحارث، ومن بطون شَدَّاد، بنو مُفلِح وهم بطون، ومن بطونَ مُفْلح، الفْهَر البطن المعروف في عَبيْدَة، قوم (مُتْرِك) بن شِفْلُوْت، ومنهم آل جُلَيْغم، ومن بطون مُفْلِح، الدَّعَاجِيْن في بَرْقَاء وهم أربعة بطون: المَلابِسة بطن، وذوو خُيوط بطن،

(1)

في الأصل: هفنان؛ والتصحيح من ابن الكلبي، 91، الاشتقاق، 212؛ العقد الفريد، 3، 39؛ 1، 119؛ ابن حزم، 413؛ القلقشندي؛ 219؛ صبح الأعشى؛ 1، 326؛ سبائك؛ 49.

(2)

في الأصل: وسبحان؛ والتصحيح من الإكليل، 2، 172، 246؛ ابن حزم، 413؛ اليمن الثقافي، 1، 67؛ اليمن الكبرى، 152، 153؛ حضارة اليمن، 20، النعمي، 41؛ قلب جزيرة العرب، 196؛ سراة غامد، 635.

(3)

هو في الحقيقة من جذام (انظر ابن الكلبي، 65) الاشتقاق، 376؛ العقد الفريد، 3، 402؛ الإكليل، 1، 159، 160، ابن حزم، 420؛ القلقشندي، 286؛ الجمان، 57؛ البيان، 13).

ص: 24

والمَعَالِيَة بطن، والهُدَّف بطن، ويلتحق بالدَّعَاجِيْن، القُثَمة أهل الحجاز، جماعة العَبُّود

(1)

، ومن بطون بني شَدَّاد؛ العِرْجان.

ومن بطون جَنْب، آل سليمان بطن، وآل زيدان بطن، وآل زُهَيْر بطن، والمَسَارِدَهْ بطن، والمَنَادِيَة بطن، والكُرْعان بطن، ومن بطون جَنْب، آل الصِّقْر وهم بطون، ومن بطونهم آل الجرْو بطن، الذين منهم ضُوَيْحي، وجُدَيْع الشُّجْعَان، والعبْس بطن من آل الصِّقرَ، منهم حَمُولة صالح المُدَاوي سكان بلد الرياض، وآل قُرَيش بطن، والجرَابِيْع بطن، وعائد بطن من آل الصِّقْر من عبيدة، ومن عائذ هذا، عائذ الخَرْج، الذين منهم آل مُعَيْذِر وآل عيسى أهل الأحساء [وعبد الرحمن ابن محمد السَّهْلاوي، وآل هريري، وآل داعج]

(2)

، وآل عيسى أهل شقراء، وآل زَامِل أهل أُثَيْفَية من بلدان الوَشْم، وهم آل عبد اللَّه، وآل زَامل، ومن عائذ، آل عُفَيْصَان أهل الخَرْج، وآل شُهَيْل أهل ضَرَما، وآل بُطَيْن في قرى نجد، وآل عَوَّاد أهل الدَّرُعِيَّة، وآل سالم في الدِّرْعِيَّة، ويحتمل أن عائذ الدِّرْعيَّة ليسوا من عائذ هذا، ومن بطون آل الصِّقْر، آل الَجَلْد البطن المعروف من بني الجَلْد بن مَذْحِج، ومن بطون جَنْب، حَمَالة البطن المعروف في عبيدة، ومنهم حَمُوْلَة آل حِمْلي في الأحساء [منهم أولاد عبد اللطيف بن موسى بن سليمان بن محمد الحْمِلي، ومنهم أولاد عبد اللَّه بن صالح الحمِلي، ومنهم أولاد محمد بن خليفة، وأولاد خليفة ابن عبد اللَّه بن أحمد آل خليفة، ومن بطونهم آل منصور سكنة النعاثل، فهؤلاء من بطون حَمَالَة]

(3)

ومن بطون جَنْب؛ الحُرْقَان البطن المعروف في عَبِيْدة، منهم الشُّثُّورْ أهل الحَوْطَة، ومن بطون الحُرْقَان، مُقْبل بطن من الحُرْقَان، ومن بني مُقْبل، الدَّلابِحَة المعروفون في عُتَيْبَة، منهم ذو عَصَّاي فخذ، وذو مُسَيْفِر فخذ منهم ذو هِلال، وذو سويد، والحمادين، وأما الغوارية فمن جذام.

ومن بطون جَنْب، شُرَيْف وهم البطن المعروف في عَبيْدة، منهم جماعة (محمد) بن دُلَيْم، وديارهم خَمِيس عَبِيْدة بقرب [وادي] بَيْشَةَ [ابن سالم أحد زعماء قحطان]

(4)

، وهم أكثر قحطان عددًا، ومنهم أهل جَاش وتَثْلِيثْ، ومن

(1)

انظر ملحق القبائل ص 491.

(2)

الإضافة من الكتاب المطبوع، 113.

(3)

الإضافة من نص الكتاب المطبوع، 113.

(4)

الإضافة من بلاد عسير، 54.

ص: 25

بطون شُرَيف، بنو بَشْر بطن، ومن بطون شُرَيف، بنو هَاجر، وهم بطون وأفخاذ ترجع إلى أصلين: آل محمد، والمُخَضَّبَة، ومن بني هَاجِر، المليقي البطن المعروف في المَنَاصِيْر، والمَنَاصِيْر من بني منصور بن زَهْران

(1)

من الأزد -وقد ذكرنا بني هَاجِر في نسب الأزد- ومن بني هَاجر، آل حُمُوْد سكان ثَادِق، ومن بطون شُرَيْف، آل الحمراء بطن، ومنهم حَمُولَةَ علي بن رَشِيد ساكن بلد الأحساء، ومن بطون شُرَيْف، آل داود بطن، والهدان بطن، ومن بطَون مَذْحِج، بنو مُسْلَيَة

(2)

بن عامر بن عمرو بن عُلَة بن الجَلْد بن مَذْحَج، فولد لمسْلِيَة، كِنَانَة، وأسَدَ ابنا مُسْلِيّة، فمن بني كِنَانَة بن مُسْلِيّة، بنو صُبْح، وثعلبة أبناء ناشرة، وأمهما حَبَابَة بها يعرفون، أُبَيُّ

(3)

ربيعة بن صُبُح الذي يقال له: أبو نَعَامة، ومن بني حَبَابة، عامر ابن إسماعيل القائد، وابن حَبَابَة الشاعر الجاهلي، ومن بني حَبَابَة هذا، الحْبَاب البطن المعروف في قحطان، منهم الحُمَيداني من أهل صبْحا، ومن بطون مَذْحِج، بنو الحارث بن مالك بن ربيعة [بن مالك بن كعب بن الحارث بن كعب بن الحارث]

(4)

بن عمرو بن حَرب بن عُلة بن الجَلْد بن مَذْحِج.

‌وَصيَّة الحارث بن مالِك

قال في وصَايا المُلوك: إن الحارث لما حضرته الوفاة أقبل على بنيه يوصيهم ويقول شعرًا:

بَنيَّ اهتدوا [لي]

(5)

مما اهْتَديْتُ سبيلَهُ

فأكرَمُ هذا النَّاس من كان هَاديَا

عُنِيتُ زمانًا لست أعلمُ مَا الهُدَى

وقد كان ذاكُم ضَلَّة من ضَلالِيَا

(6)

(1)

في الأصل: زهوان؛ والتصحيح من ابن الكلبي، 134؛ الاشتقاق، 496؛ القلقشندي، 274؛ سراة غامد، 436، 437.

(2)

في الأصل: مسلمة؛ والتصحيح من ابن الكلبي، 87؛ الاشتقاق، 403؛ العقد الفريد، 3، 396؛ ابن حزم، 414؛ نهاية الأرب؛ 2، 302، 303؛ ابن خلدون، 2، 532.

(3)

في الأصل: ابن أبي، والتصحيح من ابن الكلبي، 87، الإكليل، 2، 302.

(4)

في الأصل بعد عمر، عتبة بن حرب بن خالد بن علة بن خالد بن الجلد بن مذحج؛ والتصحيح والإضافة من مسودات المؤلف؛ وابن حزم، 416؛ سبائك، 40.

(5)

الإضافة من وصايا م، 106.

(6)

في الأصل: كالظلماء من متلاكيا؛ والتصحيح من وصايا، م، 106؛ الأصمعي، 143.

ص: 26

فلمَّا أرادَ اللَّه رُشْدي وزُلْفَتِي

أضاء سبيلَ الحَقِّ لي وَهَدانِيا

فألقَيْتُ عني الغَيَّ للرُّشْدِ والهُدَى

ويَمَّمْتُ نُورًا للحَنيفَة بَادِيا

وَصرْتُ إلى عيسى ابن مَرْيَمَ هَاديًا

رَشيدًا

(1)

فَسَمَّانِي المَسِيْحُ حَوَارِيَا

بَنيَّ اتقوا اللَّه الذي هو ربكم

بَراكُم له فيما بَرَا وَبَرَانِيَا

ونُؤمنُ بالإنْجِيْل والصُّحُف التِي

بها يَهْتَدي لِلوَحْي من كان تَاليا

لنَعَبُدَه سَبحانه دون غَيرِه

ونَسْتَدْفِعَ البَلْوَى به والدَّوَاهِيَا

بَنيَّ صَحِبْتُ النَّاسَ ثم خَبرتُهم

فأفضَلَهُم ألْفَيتُ من كان وَاعيا

وألفَيتُ أَسْنَاهُم مَحلا ومَنْصبًا

رشيدًا عن الفَحْشَاء والإفك نَادِيَا

وألفَيتُ أوهاهم لَدَى كل امْرةٍ

مُضلا لضُلال العشيرة

(2)

غَاوِيَا

بَنيَّ احفظوا للجار واجِبَ حقِّهِ

ولا تُسْلَموا فَي النَّائبات المَواليَا

وشُبُّوا على فَرع اليَفَاعة

(3)

نارَكُمَ

ليأتيهَا الضَّيفُ الذي باتَ سَارِيا

ولا تَبدَؤا بالجرب مَنْ لَمْ يكن لكم

منَ النَّاس بالعُدْوان والظُّلْمِ باديا

ومهما ازْدَرَعْتُم يا بني فإنه

سيُحصد يومًا بذر ما كان زاكيا

ومن بني الحارث، بنو رَبْعي بن عُبَيْد اللَّه بن عبد اللَّه بن عبد المَدَان، ومن بني عبد المدَان ملوك نَجْران، وعبد المَدَان، هو عمرو بن الدَّيَّان، [واسمه يزيد]

(4)

ابن قَطَن بن زياد بن الحارث بن كعب بن الحارث -المقدم ذكرهم- ومنهم ذوو رَبْعِي البطن المعروف في عُتَيْبَة، وهم الحُفَاة، ومنهم ذو صَقْر، والتُّوْمان فخذ، وآل طُويْق فخذ، والرَّقاقِصَة فخذ، ومنهم اليِبَّس، قال في نهاية الأرَب: ومن بني الحارث من يسكنون الشرق من بلد الطائف في ناحية الجنوب

(5)

وهم بنو الحارث الشَّلاوى، ومن بطون بني الحارث، بنو الحِمَاس ذكرهم أبو عُبَيد، منهم النَّجاشِي، وأخوه جدع

(6)

، ابنا عمرو كانا شريفين، وفي قومهم الحَماسة، والحماسة في اللغة

(1)

في الأصل: وسيدا؛ والتصحيح من وصايا، م، 106؛ الأصمعي، 143.

(2)

في الأصل: فضل الظلال للعشيرة، والتصحيح من وصايا، م، 106؛ الأصمعي، 144.

(3)

في الأصل: اليفاع، والتصحيح من وصايا، م، 106.

(4)

في الأصل: عبد المدان هو يزيد بن الديان؛ التصحيح والإضافة من ابن الكلبي، 83؛ ابن حزم، 416؛ الإصابة، 3، 660.

(5)

ابن بلهيد، 4، 147، 5، 125.

(6)

القلقشندي، 152 سبائك، 40؛ لكن ابن الكلبي؛ 84؛ الاشتقاق، 400، قالا: وأخوه خديج.

ص: 27

الشجاعة، ومن بطون الحارث، عبد المَدَان بن الدَّيَّان، قال في العِبَر: وكانت الرياسة لبني الدَّيَّان بنَجْران وكان الملك في بني عبد المَدَان، وانتهى قبل البعثة إلى يزيد بن عبد المَدَان ووفد أخوه على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم

(1)

، قال أبو عُبَيْد: من بني الدَّيَّان هذا، الرَّبِيُع بن زِيَاد أمير خُراسَان في زمن معاوية رضي الله عنه

(2)

، ومن بني الحارث، بنو زياد بطن، وبنو زائدة

(3)

بطن، ومن بني زياد، ذوي زِيَاد البطن المعروف في بَرْقاء، منهم الرُّقبات، وذوو هضول فخذ، والفرَّس، وذوو عُلَيَّان، والمقاطعة فخذ يقال لهم، ذو جُوَيْر، والقطافين بطن، منهم ذو حسين، والسِّبَعَة، والفصل، والمَضَايُيْن، ومنهم مَضَايِيْنُ حَرْب، والفُقَها أحلاف للسِّبَعَة وهم من المُورِقَة فهؤلاء بنو زياد، وبنو زائد في جنوب نجد

(4)

، ومن بطون بني الحارث، المَراثِد بن سلمة بن المَعْقَل بن كعب بن ربيعة بن كعب بن الحارث، يقال لهم المَراثِد، ومن ولد عمرو بن الحارث الحجل

(5)

بن حَزْن بطن، قال في العِبَر: وديارهم بنواحي نَجْران، قال ابن عبد البَرِّ: منهم [بشير] الحارثي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: مرحبًا بك، ما اسمك؟ قال: أكْبَر، قال: بل اسمك بَشيْر، وكانوا بنواحي نَجْران مجاورين لبني ذهْل بن عمرو مُزَيْقيّاء

(6)

، ومن بنيَ المَعْقِل بن كعب، المأمور بن معاوية الذي اجتمعت عليه مذْحِج، ومنهم اللَّجْلاج [وأخوه مُسْهِر، ومُسْهِر هو] الذي فقأ عين عامر (بن الطُّفَيْل يوم فيف الرِّيح] يوم الكلاب، [وعَبْد يَغُوث بن الحارث الشاعر] قتيل يوم التَّيْم

(7)

يوم الكلاب، وقال ابن هِشَام: قدم وفد بني الحارث على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم: بم كنتم تغلبون الناس يا بني

(1)

ابن خلدون، 2، 533؛ سبائك، 40.

(2)

ابن الكلبي، 83؛ الاشتقاق، 399؛ العقد الفريد، 3، 396؛ ابن حزم، 417؛ سبائك، 40.

(3)

ابن الكلبي، 83؛ أعطى: ويزيد هو النار.

(4)

في مجلة العرب، 1969 م، 9، ص 821، وجدنا: من عيبة. . بنو زايد.

(5)

سبائك، 39؛ القلقشندي، 49، ذكرا: العجل، لكن سيرة، 2، 593؛ الطبري، 3، 127؛ العقد الفريد، 3، 396، قالوا: المعجل.

(6)

في الأصل: قال أبو عبد البر منهم الحارث. . . قال الحارث. . . عمرو بن مزيقان؛ التصحيح والإضافة من ابن حزم، 331؛ الاستيعاب، 1، 154؛ الإصابة، 1، 161، القلقشندي، 49؛ صحيح الأعشى، 1، 327؛ الجمان، 11؛ سبائك 39.

(7)

في الأصل: الجلاح. . . عامر. . . قتيل يوم الكلاب: التصحيح والإضافة من ابن الكلبي، 84؛ الاشتقاق، 401؛ العقد الفريد، 3، 398؛ ابن حزم، 417؛ ابن الأثير؛ 1، 333، 634.

ص: 28

الحارث؟ قالوا: بثلاث، كنا نجتمع ولا نتفرق، ولا نبدأ أحدًا بظلم، ونصبر عند اللقاء

(1)

.

‌وَصيَّة أوْدُ بن مذحج

ومن بطون مَذْحِج، أود بن مذحج، كان حكيمًا في زمانه، وسيدًا مطاعًا في قومه، عاش دهرًا وعَمَّر حتى ضعف بصره وكل سمعه، وقصرت خطاه، وأوصى بنيه فقال شعرًا:

أودٌ بنيَّ أبوكُمُ أوْدَى به

صَرْفُ الزَّمَان وَرَيْبُه فَتَأوَّدَا

والدَّهْرُ غشَّى ناظرَيْه فلا يَرى

بهما الضُّحَى إلا ظَلامًا أَسْوَدَا

ما إنْ يَعِي إلا إذَا قُرِعَتْ لَهُ

وإذا يَمِيْلُ على المُحَدِّث أصيَدَا

وكان من الكبر الذي علاه يكون شبه الساهي ما يحس بشيء إلا إذا قرعت له العصى كما قيل:

لِذِي الحِلْم قَبْل اليوم ما تُقْرَعُ العَصَى

وما عُلِّمَ الإنسانُ إلا ليَعْلَمَا

وذكروا أن أوْدًا

(2)

أوصى بنيه فقال: يا بني، إن الناس لكم اثنان، صديق معين، وعدو مبين، فاعرفوا للعدو عداوته وللصديق صداقته، أما العدو فاخذلوه مخالفًا واقتلوه، ولا تأمنوه سلمًا، ولا تتركوه حربًا، وأما الصديق فأعينوه ظالمًا، وانصروه مظلومًا، ثم أنشأ يقول:

بَنِيَّ لقد دَعَوْتُكُمُ لنَهْجٍ

يَدُلُّ على البصيرة والرَّشَادِ

بَنِيَّ وَهَل أبٌ يَدْعُو بنيه

إلى غيرِ المكارم والسَّدَادِ؟

وهَل أحدٌ رأى من وِالديه

له غير المحبَّة والوِدَادِ؟

بَنِيَّ تَأمَّمُوا والناس شَتَّى

ذوو مِقَةٍ وحُسَّادٌ أعادي

فَأوفوا كيلهم بالصَّاعِ صَاعًا

ولا تبَقوا على حَضَرٍ وبَادِ

مِنَ الأعداء فالإبقا عليهم

يزيدهمُ التَّمادي

(3)

في التَّمادي

بَنِيَّ هي الوَصِيَّةُ فاحفَظُوهَا

لكم في أرضِ والدِكُم مُرَادِ

(1)

سيرة، 2، 594؛ الإكليل، 1، 189، هامش 2.

(2)

وصايا، 5، 37، لكن وصايا، م، 105؛ الأصمعي، 142، قالا: مرادا.

(3)

في الأصل إلى؛ والتصحيح من وصايا، م، 106؛ الأصمعي، 143.

ص: 29

وذكر صاحب العِقْد الفَرِيد: أن أودا، وصَعْبَا من أبناء سعد العشيرة

(1)

.

‌وَمِن سَعد العشيرة:

وهو سَعْد بن مَذْحِج، وإنما سمى سَعْد العَشِيْرَة لأن بنيه وبني بنيه بلغوا ثلاثمائة يركبون معه، فإذا سئل عنهم قال: هؤلاء عشيرتي، وقاية من العين.

ومن بطون سعد العشيرة، أود، وزُبَيْد، واسمه مُنَبِّه وهما ابنا صعب بن سعد، ومنهم زُبَيْد الأصْغَر، ومن أوْد أبو المَغْرَاء الشاعر، ومنهم الزَّعَافِر، وهو عامر بن حَرْب بن سعد بن مُنَبِّه بن أوْد، ومنهم عبد اللَّه بن إدريس الفَقِيْه، ومنهم الأفْوَه الشاعر، واسمه الصَلاه بن عمرو، ومنهم بنو رَمَّان

(2)

بن كعب بن أود، من ولده عافِيَة بن يزيد القاضي

(3)

: ومنهم بنو قَرْن لهم مسجد بالكوفة.

وأما زُبيْد، وهو منبه بن صعب بن سعد العشيرة، وزُبَيْد باليمن وهم زُبَيْد الأصغر، وهو زُبَيْد بن ربيعة بن زُبَيْد الأكبر، ومنهم زُبَيْد الحجاز دخلوا في مَسْرُوح، ومَسْرُوح بن حمير بن

(4)

سَبَأ بن يَشْجُب بن يعرُب بن قحطان؛ ذكره في العقد الفَرِيْد، فشملهم اسم مَسْرُوح بهذا، واسم حرْب جد لزُبَيْد الأكبر، ونزلوا الحجار فيما بين المدينة وعُسْفَان ونجد، قال السُّوَيدِي: وهم زُبَيْد الذين عليهم درك الحاج المصري، من الصَّفْرَاء، إلى الجُحْفَة، إلى رَابِغ، وهم أهل رَابِغ اليوم جماعة ابن مُبَيْرِيْك أمير رَابِغ، وقد اشتمل اسم حَرْب ومَسْرُوح على أمم متفرقة من كل حي، ومن زُبَيْد هذا؛ عاصم بن الأصقع

(5)

الشاعر، ومعاوية بن قيس بن سَلَمة الأفْكَل وكانا شَرِيْفَيْن، ومنهما الحارث بن عمرو بن عبد اللَّه بن قيس بن أبي

(1)

المعارف، 48؛ العقد الفريد، 3، 394.

(2)

في الأصل: ردمان؛ والتصحيح من ابن الكلبي، 97، مختلف القبائل، 36؛ العقد الفريد، 3، 394.

(3)

في الأصل: عاقبة بن زيد العاصي؛ والتصحيح من ابن الكلبي، 97؛ العقد الفريد 3، 394؛ الطبري، 8، 140، ابن حزم، 411؛ القلقشندي، 272، 273، ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، حيدر أباد الدكن، الهند، 1325 هـ، 5، 60.

(4)

الإضافة من العقد الفريد، 3، 369، لكنهم في الحقيقة من سعد بن سعد بن خولان (انظر الإكليل، 1، 298، 307، 317، 318).

(5)

في الأصل: الأسقع؛ والتصحيح من الاشتقاق، 412؛ العقد الفريد، 3، 396.

ص: 30

عمرو بن ربيعة بن عاصم بن عمرو بن زُبَيْد الأصغر، ومن عمرو هذا، بنو عمرو البطن المعروف في حَرْب، ومنهم عمرو بن مَعْدِي كَرِب الزُّبَيْدي، كان من فرسان العرب في الجاهلية وأسلم رضي الله عنه، وهو الذي يقول: لو سِرْت بظعينتي هذه وحدي على مياه مَعَد بن عدنان ما خِفْتُ أن أغلب عليها ما لم أَلق حُرَّاها وعَبْداها. قال في كتاب الاسْتِيعَاب: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك في خلافة أبي بكر

(1)

رضي الله عنه جرى له في اليَرْمُوك بلاء حسن وفقئت عينه، وبعثه عمر إلى العراق، وله في القادسية مثل ذلك، وهو الذي ضَرَبَ خطم الفيل ومنه انهزمت الأعاجم وكان الفتح على يده، ومات سنة إحدى وعشرين من الهجرة، وهو القائل:

وَلَمَّا رأيت الخَيْل زُورًا كأنَّها

جَدَاولُ زَرْعٍ أرسلتَ فاسْبَطَرَّتِ

فَجَاشَتْ إليَّ النَّفْسُ أوَّلَ مَرَّةٍ

فَرُدَّتْ على مكْرُوهِهَا فاسْتَقَرَّتِ

عَلامَ تَقُولُ الرُّمْحُ يُثقِل عاتِقِي؟

إذا أنا لم أطْعَنْ إذا الخَيْل كَرَّتِ

ومن بطون زُبَيْد الأصغر، زُبَيْد حوْران ذكرهم في مَسَالِك

(2)

الأبصار، ومن زُبَيْد، بنو نَوْفَل، وفي بني نَوْفَل الإمارة، ومن بطون زُبَيْد، آل صيفي

(3)

، وآل رجاء بطن من زُبَيْد ذكرهم الحَمْداني في عرب صرخد

(4)

، ومن بطون زبيد، آل محسن، وهم بصرخد ذكرهم الحمداني، منهم آل الحريث، وآل جحش بطن من زبيد صرخد، آل بدرة

(5)

بطن من بني نوفل، ومن زُبَيْد حَوْران، زُبَيْد سنجار وهم بطون كثيرة، ومن زُبَيْد حوران، الدُّرُوْز

(6)

، وكانت حَرْب المذكورة تنقسم إلى ثلاثة بطون: بني مَسْرُوح، وبني سالم، وبني عبد اللَّه، أما بنو سالم فسنذكرهم

(1)

في الأصل: في خلافة عمر؛ والتصحيح من أسد الغابة، 4، 132، 133؛ البغدادي، 1، 426؛ مسالك، 4، أ، ب؛ الارتسامات اللطاف، 343.

(2)

القلقشندي، 105، قال: صبعي؛ لكن مسالك، 4، أ؛ سبائك، 38؛ معجم قبائل العرب، 2، 464.

(3)

2؛ 658، قال: صيفي.

(4)

مسالك، 4، 8، القلقشندي، 103؛ سبائك 38.

(5)

القلقشندي، 111، أعطى آل بدال؛ لكن سبائك، 38، قال: آل برة.

(6)

أخد الدروز في الواقع هذا الاسم من أبي محمد عبد اللَّه الدرزي، أو محمد بن إسماعيل الدَّرزي، وهم ينتمون إلى مذهب الشيعة، والدرزي كلمة فارسية معناها الخياط، ومع ذلك =

ص: 31

في جُذَام إن شاء اللَّه تعالى، وأما مَسْرُوح، فزُبَيْد هذا بطن، وبنو علي بطن وهم أهل العَوَالي قُبَة، قوم [مُحْسِن]

(1)

الفِرْم، وبنو عَمْرو بطن، وبنو عوف بطن، والرحمان بطن، والسَّهْليَّة بطن، والسواعد بطن، والصالبة، والعفشة، والطُّرسَان، والهُنُود، والحناحنة، وَرَوَيثَة، والبلادي فهؤلاء يجمعهم مسروح، وأما العَبْدة أهل أبو ضباع فمن عَبْدَة عَنَزَة، وأما بنو عبد اللَّه، فهم من بني الصَّعْب بن سعد العشيرة، منهم الصَّعبَة العَبَادِلَة في مُطَيْر

(2)

كانوا في القديم مع إخوتهم زُبَيْد.

والعَبَادلَة أقسام: الرُّحَيْمي بطن، وقميشي بطن، ومخيفري بطن، والصعيبي بطن، والقنيني بطن، وعقيلي بطن، وجعفر بطن، وقُعَيَّاني بطن، وضَبَيْطي بطن، وشَلاحي بطن، ومَيْموني بطن، ومِشْرَافِي بطن، والسكان بطن، فهؤلاء يجمعهم الحلف بينهم.

ومن بطون صَعْب بن سعد العَشِيْرة، بنو زيد اللَّه يطن، وبنو أسد بطن ويقال لبنيه بنو نميرة، وله من الولد، الحّدَّاء، وأسلم

(3)

، قال أبو عُبَيْد: ودخلت، نميرة في مُراد، ومنهم عايذ اللَّه بطن، والحكم بطن، والحكم هذا كما في العِقْد الفَرِيْد، قبيلة كبيرة، منهم الجَرَّاح بن عبد اللَّه الحَكَمِي

(4)

، قتلته الترك أيام عمر ابن عبد العزيز وهم موالي أبي نواس، ومنهم عُمَيْر بن بِشْر

(5)

، وبنو بُنْدُقَة بطن

= فهم يفضلون أن يقال لهم: آل معروف أكثر من مناداتهم بالدروز، لأن الدروز ينتمون إلى القبائل القيسية والعدنانية، والاسم في الحقيقة يشير إلى مذهبهم الديني، مع أنهم في الواقع قبائل مختلفة، وهم يعيشون الآن في لبنان، وسوريا، وفلسطين، وعددهم حوالي أربعة عشر ألف (انظر صبح الأعشى، 3، 427، 31، 248، 249، تاج، 4، 35، علي، محمد كرد، خطط الشام، بيروت، 1969 م، 6، 263، 264، 367، 268).

(1)

الإضافة من ابن بُلَيْهِد، 3، 220، 4، 94، 95، 163؛ الزركلي، خير الدين، شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبد العزيز، بيروت، 1969 م، 2، 502.

(2)

تاج، 8، 255؛ معجم قبائل العرب، 3، 112.

(3)

في الأصل: سلمة؛ والتصحيح من ابن الكلبي، 91؛ القلقشندي، 433.

(4)

في الأصل: البراح. . . ومنهم ابن عبد اللَّه الحكمي؛ والتصحيح من ابن الكلبي، 19؛ الاشتقاق، 406؛ العقد الفريد، 3، 393؛ الإكليل؛ 1، 146، ابن حزم، 408؛ سبائك، 37؛ العقد الفريد، 3، 393؛ لكن ابن الكلبي، 91؛ وابن حزم، 409، قالا: بشير.

(5)

في الأصل. . . الحر. . .؛ والتصحيح من الاشتقاق، 407؛ العقد الفريد، 3، 393.

ص: 32

من الحكم، والمشهور من الصِّعَبة -المقدم ذكرهم- آل ضمنة بطن، والصفي بطن، منهم أبا الصفا، وآل درويش بطن، ومن بطون سعد العشيرة، بنو جُعْفِي، منهم بنو مَرَّان بطن من جُعْفى، عنهم عَلْقَمَة بن الحَرَّاب

(1)

، والجَرَّاح بن الحُصَيْن

(2)

، وبنو وائل بطن من جُعْفي، منهم دِيْنَار بن بادية الشاعر، ومن بطون جُعْفي، بنو سلمة بن عمرو بن ذُهْل بن مَرَّان، ومنهم أبو سَبْرَة رضي الله عنه، ومن بطون مَرَّان، بنو بَدَّا، وهم من بني عمرو بن عوف

(3)

بن ذُهْل بن مَرَّان، وبنو حَرِيم بطن من جُعْفي، ومنهم بنو مالك بن حَرِيْم بطن، ومن جُعْفي، أبو الطَّيب المتني، الشاعر الحكيم في شعره، والمعروف بالشجاعة والفخر، والأمثال العجيبة، ومنهم أبو العلاء المَعَرِّي الشاعر القائل فى شعره:

وإنّي وإن كنتُ الأخيرَ زمانه

لآتٍ بما لم تَسْتَطِعْهُ الأوائلُ

ويقال: إنه من تَنُوخ

(4)

، ومن بطون جُعْفي، المُجْمَع

(5)

بطن. وهم من بني مالك بن عمرو بن سعد بن عوف بن حَرِيم -المقدم ذكره، ومنهم ابن مليك، واسمه سلمة بن يزيد

(6)

، وأخوه لامه قيس بن سلحة وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بطون سعد العشيرة، آل الجَمَل البطن المعروف في قحطان، منهم آل مسعود بطن، والإمارة في آل عَبُّود، ويلحق بهم المَسَاعِيْد من عُتَيْبَة، وينقل عنهم أن المُقَاطَعَة وقعت بينهم في زمان عجَيْر بن عُضَيْب المَسْعُودِي، وجَعفر بن عَبُّود ولمقاطعتهم سبب.

(1)

في الأصل: ابن حسن، والتصحيح عن ابن الكلبي، 93؛ الاشتقاق، 407؛ ابن حزم، 409؛ القلقشندي، 174.

(2)

ابن الكلبي، 92؛ مختلف القبائل، 36؛ ابن حزم، 409؛ القلقشندي، 174؛ سبائك، 37.

(3)

لم يذكروا ابن عرف.

(4)

هو في الواقع من تنوخ، (راجع المعري، أبو العلاء، رسالة الغفران، بيروت، 1964 م، 5؛ رسائل أبي العلاء، أكسفورد، 1؛ بل، 5، 156؛ وفيات الأعيان، 1، 113؛ جواهر الأدب، 2، 198).

(5)

في الأصل: الجميع؛ والتصحيح من ابن الكلبي، 94؛ مختلف القبائل، 13؛ ابن حزم، 410، اللباب، 3، 168؛ القلقشندي، 72؛ سبائك، 38.

(6)

في الأصل: مليل. . . بن زيد؛ والتصحيح من ابن الكلبي، 94؛ الاشتقاق، 407، ابن حزم، 409؛ أسد الغابة، 2، 341، 342؛ القلقشندي، 72؛ الإصابة، 2، 69؛ سبائك، 38.

ص: 33

ومن بطون آل الجَمَل، آل سُويْدَان بطن من جَمَل، ومن آل سُويْدَان، آل شَلْفَان المعروفون في بلد شَقْرَاء والكُويْت، وآل مُقْبل أهل ضَرَمَا، ويقال: إنهم من نواصر تميم، ويقال: إنهم من مُقبل -المقدم ذكره في عَبِيْدة- ومن بطون جَمَل، آل عُلَيَّان بطن من جَمَل، وآل منيع بطن من جمل، وآلَ عَيَّاف من جَمَل [ومن آل عَيّاف بن جَمَل، آل عَفالِقْ سكنة الخَبرَاء ورِيَاض الخَبْرَاء، والبَدَائع من القَصِيْم، وفي عُنَيزة، آل حسن، ومن آل حسن، آل خْضَير، والخميسي، والحمَّاد، ومنهم أبو الهادي، ومن آل أبي الهادي، آل سْكَيْت، والدهاما، ومنهم النُّوَيْصِر، ومن النُّوَيْصِر، آل عوَيْد، ومنهم آل عُضَيْب، ومن العُضَيْب، السلطان والدُّهَيْمان، ومن العَفَالِق أيضًا، السحابين، وآل صُغَير، ومن آل الصُّغَيِّر، آل عَفَالِق سكنة المُبَرَّز في الأحساء، وهم أولاد حسين بن محمد، ومن آل عيلف، آل رُويْس سكنه اليمامة]

(1)

، وآل شَبْوة بطن من جَمَل، والعَجَارِشَة بطن من جَمَل، ومن جَمَل؛ الجَحَادِر، وآل محمد يقال: إنهم إخوة لجَمَل، ويقال: إنهم من بني جَمَل وهم بطون كثيرة، ومن أكبر بطونهم، آل سعد بطن، والسَحَمة بطن، وآل عَاطِف بطن، والمَشَاعلة بطن، والخَنَافر بطن، ومنهم خَنَافِرَة المِقَطَة، ومن بطون محمد، آل رَوْق، وآل عاصم، أما من روْق فهم من رَوْق - المقدم ذكرهم من طيئ

(2)

.

وأما آل عاصم، فهم من آل سليمان أخ لجَمَل وهم بطون، منهم آل عُضَيْب، جماعة [حزام بن عبد الرحمن]

(3)

بن حَشَر، وآل نَصَّار بطن، ومن بطون آل عاصم، العُصَمَة

(4)

البطن المعروف في بَرْقاء وهم بطون، الشِّفْعان بطن وهم الروامين، والحمارين، وآل السْمرا، والجَنَاب، والجَعَادِيْن، والجلاة منهم النِّفَاريْن، والعَبَابيْد، والعمْرِيَّة، والنَّباعيْن، والصِّمْحَان، والشِّجَاعِيْن فهؤلاء بطن، والغُزْوَال، والحُسَيْنَاتَ بطن، والعَلاوِيَّة بطن، والعَلاوِيَّة من عَلْوَى وكانوا في القديم لا يتقاطعون، وكان أول مقاطعتهم علي بن شنوطة، ومن آل عاصم،

(1)

الإضافة من نص النسخة المطبوعة، 120.

(2)

القلقشندي، 104.

(3)

الزيادة من ابن بُنَيْهِد، 1، 132.

(4)

راجع ملحق القبائل ص 492.

ص: 34

السَّعيد الذين مع الظَّفِيْر، ومن السعيد، آل مُقْحِم، وآل قاسم، وآل هُدَيْب ومساكنهم القصب من الوشم، ومنهم في ثَادِق، وآل ناصر أهل أثَيْفيَة من آل عاصم من حَمُولة، حُوَيْدي.

‌ومن بطون مَذْحِج نَخَع:

وهو نَخَع بن عمرو بن عَلَة بن الجَلْد بن مَذْحِج وهم بطون وأفخاذ، منهم بنو صُهْبَان بطن، منهم كُمَيْل بن زياد الذي قتله الحَجَّاج، ومن بني صُهْبان، الصُّهَبَة الذين في مُطَيْر، يقال لهم: ذو عَوْن، ومنهم آل جبرين بطن، والسقايين بطن، وذوو شطيط بطن، والكماهين بطن، وذو ميزان بطن، والحَرْصَان

(1)

بطن، والسلايمة بطن، والملاعبة بطن، وأما جماعة الفُغُم فهم من ضَيْغم -قدمنا ذكرهم- ومن بطون نَخَع، بنو وَهْبِيْل

(2)

، منهم شريك بن عبد اللَّه القاضي، وبنو جذيمة بطن، ومن بطون نَخَع، بنو حارثة بطن من نَخَع، منهم إبراهيم النَّخْعِي الفقيه، والحجَّاج بن أرطأة. والأشتر الذي ولاه علي رضي الله عنه على مصر، وكتب له عهدًا وهو أبلغ العهود، وهو من بني جذيمة، ومن بطونهم عامر بطن، وقيس بطن، وكعب بطن منهم بنو عدَّاء وهم أخوال الملوك من كِنْدَة، ومن بطون نَخَع، بنو عوف بن بكر، قال أبو عُبَيْد: وهم بكر نَخَع، منهم يزيد بن المكفف، وعلقمة ابن قيس

(3)

ومن بطون عوف، جُشم، ومن جُشم، بنو عمرو بطن، ومن بني عمرو، بنو هلال، ومن بني هلال، العُريَان

(4)

بن الهيثم بن الأسود.

(1)

في الأصل: الجرصان؛ والتصحيح من مسودات المؤلف.

(2)

في الأصل: بني هبل، والتصحيح من ابن الكلبي، 88؛ العقد الفريد، 397؛ ابن حزم، 414؛ القلقشندي، 447؛ سبائك، 41.

(3)

في الأصل: عبس، والتصحيح من ابن الكلبي، 90؛ العقد الفريد، 3، 397؛ ابن حزم، 415، 416؛ القلقشندي؛ 178؛ سبائك، 40.

(4)

في الأصل: العدنان؛ ومثله القلقشندي، 443، وسبائك، 40؛ لكن التصحيح من طب؛ 6، 60؛ الاشتقاق، 405؛ العقد الفريد، 3، 397؛ أثير، 4، 241، 5، 82، 220؛ ابن خلدون، 3، 171.

ص: 35

‌ومن بطون مَذْحِج بنو عَنْس:

منهم سعد الأكبر بطن، وسعد الأصغر بطن، ومالك

(1)

بطن، وعمرو بطن، ومخامر بطن، ومعاوية بطن، وعريب بطن، وعَتِيك

(2)

بطن، وشهاب بطن، والقِرِّيَّة بطن، وَيَام بطن، ومن عَنْس، الشاعر علي بن موسى بن عبد الملك ابن سعد بن عبد الملك بن سعد بن محمد بن عبد اللَّه بن سعد بن الحسن بن عثمان بن عبد اللَّه بن سعد بن ياسر بن كِنَانة بن قيس بن الحُصَين العَنْسي، فمن مالك بن عَنْس، الأسْود بن كعب الذي تَنَبَّأَ باليمن، ومن يَام بن عَنْس، عَمَّار بن ياسر الصحابي رضي الله عنه، ومن سعد الأكبر، أشراف عَنْس، منهم عامر

(3)

ابن ربيعة شهد بدرًا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو حَلِيفٌ لقُرَيْش.

‌ومن بطون مَذْحِج مُراد:

ومن بطون مُراد، نَاجية بطن، وزَاهر بطن، وأنْعمَ بطن، فمن نَاجِية بن مُراد، فَرْوة بن مُسَيك [كان]

(4)

واليًا لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على نَجْران.

ومن بني زَاهر بن مُراد، قيس بن هُبيرة بن عبد الغوث، وفي ناجية بن مُرَاد، بنو جَمَل بن كنانة، منهم هِنْد بن عمرو الجَمَلي قتله عبد اللَّه بن اليَثْرِبِي

(5)

يوم الجَمَل، ومن بني زاهر بن مراد، قيس بن مَكشُوح

(6)

، ومن مراد، هانئ بن

(1)

في الأصل: ملكان؛ والتصحيح من ابن الكلبي، 100؛ العقد الفريد، 3، 397؛ الإكليل، 2، 161؛ ابن حزم، 405.

(2)

العقد الفريد، 3، 398، ابن حزم، 405، لكن في ابن الكلبي، 100؛ والإكليل، 2، 161، وجدنا: عتيل.

(3)

العقد الفريد، 3، 398؛ سيرة، 1، 256، 257 (انظر الهامش)؛ أسد الغابة، 3، 80؛ لكن سيرة، 1، 256، 257، البلاذري، 1، 217؛ طب؛ 2، 370؛ ابن حزم، 303؛ أسد الغابة، 3، 80؛ الإصابة، 2، 249؛ أعطوا: من عنز بن وائل.

(4)

الإضافة من نص النسخة المطبوعة، 122؛ العقد الفريد، 3، 298.

(5)

في الأصل: النشري؛ والتصحيح من ابن الكلبي، 413؛ طب، 4، 529، 530؛ العقد الفريد، 3، 398؛ أثير، 3، 247، 248؛ نهاية الأرب، 2، 302.

(6)

لقد أخطأ يرحمه اللَّه في قوله: قيس بن المكشوح، واسم المكشوح هبيرة، واعتقاده أن هذا يشير إلى اسمين (انظر ابن الكلبي، 100؛ الاشتقاق، 414؛ العقد الفريد، 3، 398، ابن حزم، 407).

ص: 36

عروة

(1)

المقتول مع مسلم بن عقيل بن أبي طالب، ومن بطون زاهر بن مُراد بطون، بنو عَوْثبان

(2)

بطن، ومن بطون مُراد، الرَّبَض، منهم صَفْوان بن عَسَّال، قال أبو عبيد: وعداده في بني جَمَل رهط عمرو بن مُرَّة

(3)

، ومن مُراد، بنو قَرَن ابن ناجية، منهم أوَيْس القَرَني، وهو أوَيْس بن عمرو بن مالك بن عمرو بن سعد ابن عمرو بن عَصْوان بن قَرَن بن رَدمَان

(4)

بن ناجية بن مُراد بن مالك بن مَذْحِج، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: يأتونكم أمداد اليمن وفيهم أوَيْس القَرَني، يدخل الجنة بشفاعته [مثل ربيعة ومُضْر]

(5)

ذكره في العِقْد الفَرِيْد، وكان من التابعين رحمه الله وفد على عمر رضي الله عنه، ومن قَرَنْ هذا، القرينية البطن المعروف مع آل شَامِر وهم أفخاذ، منهم الضبَّة ومنهم حاضرة في قرى نجد، ومنهم آل مُهَنَّا هل البَرَّة، ومن عَبِيْدة، آل يمن في بلد الخَرْج وفي الأحساء.

وههنا بطون تنتسب إلى عائذ في الأحساء، منهم السَّهْلاوي، وآل هريري، وآل دَاعِج، وعائذ بطون كثيرة في عَبِيْدة، وفي عقيل عامر، وفي دوس، وفي حَنِيْفة، فاللَّه أعلم في أي عائذ هؤلاء، ومن بطون ضَيْغَم، آل شَهْوَان في بني هَاجِر - المقدم ذكرهم.

‌وَمِن بطون كهلان الأشعَريّون:

وهم من بني أدَد بن زيد بن كهلان، والأشْعَرِيُّون بطون وأفخاذ، منهم الأدْغَم بطن، والأنْعَم

(6)

بطن، وجُدَّة بطن، ومُرَاطَة بطن، وصنامة

(7)

بطن،

(1)

في الأصل: عمره، والتصحيح من البلاذري، 2، 241؛ طب، 4، 348، العقد الفريد، 3، 398؛ الإكليل، 2، 25؛ ابن حزم، 406، أثير، 4، 25.

(2)

في الأصل: بنو عتبان؛ والتصحيح عن ابن الكلبي، 100؛ ابن حزم، 407؛ تاج، 1، 632.

(3)

ابن الكلبي، 100؛ القلقشندي، 57، سبائك، 36.

(4)

في الأصل: ابن عمران. . . درمان؛ والتصحيح من العقد الفريد، 3، 398؛ (انظر أيضًا ابن الكلبي، 98؛ الاشتقاق، 414؛ ابن حزم، 407).

(5)

الإضافة من نص النسخة المطبوعة، 123؛ العقد الفريد، 3، 398؛ الإكليل، 2، 42.

(6)

ابن الكلبي، 100 لكن وجدنا في الاشتقاق، 416؛ العقد الفريد: 3، 400؛ ابن حزم، 397: الأتغم.

(7)

في الأصل منامة؛ والتصحيح من الاشتقاق، 417؛ العقد الفريد، 3، 400.

ص: 37

وأسعد

(1)

بطن، وسهلة بطن، وعكابة بطن، والشراعبة بطن، الذين تنسب إليهم الرماح الشرعبية، والشتانية بطن، والدعالج بطن، وكان محلهم باليمن وتفرقوا، ومنهم الأشاعرة أهل العراق، ومن أشراف الأشعرين أبو موسى الأشعري رضي الله عنه صاحب النبي صلى الله عليه وسلم واسمه

(2)

عبد اللَّه بن قيس واسمه سعد، كان من أشراف أهل العراق وهو أول من عبر

(3)

الدجلة يوم المدائن، وهو الذي حفر المنهل المعروف بحفر الباطن، ومن الأشعريين السائب بن مالك كان على شرطة المختار، وهو الذي قوي أمره، ومنهم أبو مالك الأشعري؛ الذي زوجه النبي صلى الله عليه وسلم لإحدى نساء بني هاشم، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "أما رضيت أن زوجتك رجلا هو وقومه خير مما طلعت عليه الشمس؟ وقال صلى الله عليه وسلم: يا بني هاشم؛ زوِّجوا الأشعريين، وتزوجوا إليهم فإنهم في الناس كصُرَّة المسك، أو كالأترج الذي إن شممت ظاهره وجدته طيبًا، وإن اختبرت باطنه وجدته طيبًا.

ومن الأشعريين؛ أبو عامر

(4)

عم أبي موسى رضي الله عنه الذي اتبع الغافلن من هوازن ومعه جماعة من الصحابة، فالتقوا بأوطاس، فناوشوه القتال فقتل منهم أبو عامر تسعة رجال مبارزة، يدعو كل واحد منهم للإسلام فيأبى، فإذا أبى قال أبو عامر: اللهم اشهد عليه بأني دعوته للإسلام فأبى فقتل تسعة، فلما بارزه العاشر منهم دعاه للإسلام فأبى، فقال: اللهم اشهد أني دعوته فأبى، فقال: اللَّه لا تشهد فكف عنه فأفلت ثم أسلم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم ينظره ويقول: هذا شريد أبي عامر.

ومن بطون أدد، خولان، وهم خولان بن عمرو

(5)

بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد، ومن بني خولان، بنو سعد بطن، وبنو بكر بطن، وبنو نبت بطن،

(1)

ابن الكلبي، 100، قال أسيد. . . وسعد؛ العقد الفريد، 3، 400، قال: أسد.

(2)

في الأصل: واسم أبيه، والتصحيح من ابن الكلبي، 100، سيرة 1، 324، الاشتقاق، 417؛ العقد الفريد، 3، 400؛ ابن حزم 397، الاستيعاب، 2، 371، أسد الغابة 300، 245؛ الإصابة 2، 359.

(3)

هكذا في الأصل.

(4)

في الأصل أبو عمر والتصحيح من سيرة 2، 437، أسد الغابة 5، 238، الإصابة 4؛ 123.

(5)

الزيادة من الإكليل 10، 3، ابن حزم 418، ابن خلدون 1، 334.

ص: 38

والأصهب بطن، وحبيب بطن، وعمرو بطن، ومنهم أبو إدريس الخولاني، قال في العبر: خولان في اليمن، وقد تفرقوا في الفتوحات الإسلامية، ومنهم الجم الغفير باليمن

(1)

.

‌ج - ما قاله الشرعبي عن مذحج المعاصرة في الجزيرة العربية

(2)

وهي قبائل قحطان:

أما في هذا الفصل فإنني سوف أبين قبائل مذحج الباقية، والمعروفة حاليًا بقبائل قحطان.

ولعل الناظر فيه، يتساءل عن أسباب تغيير المسمى من قبائل مذحج إلى قبائل قحطان.

والجواب هو: أن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز رحمه الله أمر بتعيين: عبد اللَّه الأزدي أميرًا في عسير، وعبد اللَّه هذا هو حفيد الصحابي الجليل: صرد بن عبد اللَّه الأزدي، وكان مقر الأمير عبد اللَّه في قرية المصنعة الواقعة على جانب وادي عُشْرَان من الشمال في بلاد علكم بن أسلم وإلى الشمال الغربي من مدينة أبها ببضعة أكيال.

وعندما تولى الإمارة، وحد قبائل مذحج والقبائل المحالفة لهم، والتي كانت كغيرها من القبائل في حالة تشتت وتفرق وخصام وشقاق.

ولما كانت قبائل المنطقة تتكون من جمع مختلط، من قبائل الأزد ومذحج وقضاعة، وحِمْير، وهمدان، رأى الأمير عبد اللَّه الأزدي أن يوحدهم، وأن يجمع شتاتهم ليكونوا يدًا واحدة ضد الأعداء الذين يتربصون بهم ريب المنون.

فأمر بأمرائهم وأعيانهم، ثم عرض عليهم الوحدة تحت اسم قبائل قحطان، جد العرب قاطبة، من باب إطلاق العام على الخاص.

فوافقه المجتمعون على ذلك، واتحدت صفوفهم وكلمتهم، وبذلك عرفت جماع القبائل بـ (قبائل قحطان) حتى يومنا هذا.

(1)

ابن خلدون 1، 534، القلقشندي 248، صبح الأعشى 1، 326، الجمان 101، سبائك 35.

(2)

انظر القبائل المعاصرة في جنرب وشرق عسير من ص 197 وما بعدها.

ص: 39

وكان ذلك في سنة (125 هـ)، بعد ذلك قتل الأمير عبد اللَّه سنة ثلاثين ومائة للهجرة، وفي سنة 132 هـ، اجتمعت قبائل عسير من الأزد وقحطان، وأمرّوا عليهم الأمير علي بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان، الذي استوطن أبها في أول القرن الثاني الهجري.

وبهذا الجواب أرجو أن أكون قد أبنت لك أيها الناظر ما كان يخفى عليك في ما تقدم بيانه، واللَّه أعلم.

أما القبائل المعاصرة من قحطان، فأوردها هنا على ترتيب حروف المعجم فأقول وباللَّه التوفيق:

‌قبيلة بني بشر

(1)

وهم أبناء: بشر بن حرب بن كعب بن أوس بن جنب بن سعد العشيرة المذحجي، وتنقسم القبيلة إلى قسمين في السراة وتهامة، فأما سكان السراة فينقسمون إلى البطون التالية بحسب حروف المعجم:

1 -

الرَّقْفَيْن.

2 -

شَغَب.

3 -

العُسْرَان.

4 -

الفَرْعَين.

5 -

القَبَل.

6 -

آل نُجَيْم.

وتقع قراهم على ضفاف وادي العسران، ووادي قَرَضَان، وادي عَمْق، ووادي الفرعين.

وأما أقسامهم في تهامة فهي:

1 -

آل أم جبرة.

2 -

آل حسان.

3 -

آل حسن.

4 -

آل خزيم.

5 -

آل سالم.

6 -

آل الصياد.

7 -

آل مسعود.

وهم في الغالب بادية، ينتقلون بحثًا عن الماء والكلأ، وعندهم الإبل والأغنام بأعداد كثيرة، وقد شجعتهم الدولة، وفقها اللَّه لكل خير، على

(1)

المقابلة مع الشيخ: سعيد بن ثقفان (شيخ الشمل).

ص: 40

التوطين، فقاموا ببناء الهجر الحديثة، وتقع هجرهم على ضفاف أودية تهامة الآتية:

وادي بواس، ووادي اليسرا، ووادي عوراء، ووآلي الحجفاء، ووادي نادة، ووادي الخائع، ووادي راحة ثواب، ووادي الجوّ، وهو بينهم وبين رفيدة قحطان - ووادي الدحيض، ووادي قدر، ووادي دهب، ووادي سريان، ووادي ردوم، ووادي رخاز، ووادي دفاء -وهو واد تسيل فيه الأودية المذكورة- يتجه من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي ثم يصب في وادي بيش، وهو الحد الفاصل من الغرب بين تهامة بني بشر، وقبائل الريث.

‌أشهر جبالهم في تهامة:

الجبل الأسود، القَهَرَة، مَقْوَس، الجرد، طور آل حسن، الشعراء، الخَلَقَة، أوْبَاخ، الدقيق، الخرقاء، ثمامة، حارث، الفقارة، بايد، الدرية، والدفين.

‌أشهر جبالهم في السراة:

جبل عين اللّوي، جبل الظاهر -وهو مشترك بينهم وبين إخوانهم (وَقَشَة) من قبيلة رفيدة قحطان-، وهو على شكل هضبة ممتدة من الجنوب إلى الشمال، جبل القهرة، وجبل المنظاف، وجبل نطوان، وجبل الفقمة -وهو على شكل هرمين متقابلين متجاورين وأصلهما واحد- وجبل صعقر، وجبل الصُدَيّات.

وسلسلة جبال المجاز وفيها آل نجيم من بني بشر ويجاورون إخوانهم آل بسام من قبيلة آل الصقر من الجنوب.

‌حدودهم:

يحدهم من الغرب: قبائل الريث التابعة لمقاطعة جيزان، ومن الشرق: قبائل رفيدة وعبيدة، ومن الجنوب: قبائل سنحان، ومن الشمال: قبائل رفيدة وشهران.

ص: 41

‌بالحارث

(1)

وهم بنو الحارث بن كعب بن الحارث المذحجي.

وهذه القبيلة قد رحلت واستقرت في جنوب الطائف وينقسمون إلى ثلاث قبائل هي:

قبيلة: بنيوس (بنو أوس)، وقبيلة: الشلاوي، وقبيلة: ناصرة.

فأما قبيلة بنيوس فتنقسم إلى عشرة بطون هي:

1 -

الجياشة.

2 -

الشدادين.

3 -

الشواحط.

4 -

الصليخات.

5 -

المذاهبة.

6 -

الطهفة.

7 -

الشبعة.

8 -

العضاوين.

9 -

متعان.

10 -

الغورية.

وأما قبيلة الشلاوى فتنقسم إلى تسعة بطون هي:

1 -

ذوي حطاب.

2 -

المعاتبة.

3 -

ذوي حنيتم.

4 -

الجعارين.

5 -

القنائلة.

6 -

الجثايث.

7 -

الحمدات.

8 -

العمور.

9 -

الجلاة.

وأما قبيلة ناصرة فتنقسم إلى ثلاثة بطون هي:

1 -

الحسكان.

2 -

الشعيت.

3 -

الموسى.

تقع هذه القبيلة إلى الجنوب من مدينة الطائف بـ (60) كيلا، وتمتد من حدود الليث بتهامة إلى بلاد البقوم وغامد، عبر أصدار وأغوار جبال السروات حتى عالية نجد، ومن أشهر أوديتها: ميسان، بواء، أبو راكة (ضراء)، قياء، الصور، غزايل، البيضة، الجبوب.

(1)

انظر معجم قبائل المملكة للشيخ حمد الجاسر، وقد صححناه من العقيد: مسفر الحارثي.

قلت: وقبيلة بالحارث هي من القبائل الكبيرة في جنوب غرب السعودية وهي منفصلة عن قحطان باسمها مثل قبيلة هاجر. إلا أنه يجمعها به قحطان أصل واحد في مذحج.

ص: 42

يحدهم من الشمال: بني سعد (عتيبة)، ومن الجنوب: قبيلتي ثقيف وبني مالك (بجيلة)، ومن الغرب: الليث، ومن الشرق: قبيلتي البقوم وغامد.

وكان من بني الحارث أمراء وقضاة في الأمصار، استعملهم الخلفاء كل في عصره، ومنهم:

1 -

محمد بن يزيد بن عبد المدان الحارثي، وقد استخلفه السفاح على صنعاء بعد عمر بن عبد المجيد بن الخطاب وهو أول نائب للعباسيين.

2 -

عبد اللَّه بن مالك الحارثي أرسله مكانهما فمكث أربعة أشهر ثم عزله وأبدله بـ:

3 -

يعلى بن الربيع الحارثي، فبقي في ولاية اليمن أربع سنين وأشهرا، وفي خلافة المنصور استعمل:

4 -

عبد اللَّه بن الربيع الحارثي ثم عزله في سنة 140 هـ.

ولعل المتتبع للسير والمغازي يجد الكثير من أبناء إقليم عسير في كل ناحية من نواحي الدنيا بأجمعها.

‌بالحارث ترج

وهم جمع قبائل حلت بوادي ترج من العصور الجاهلية إلى يومنا هذا، وهم من قبائل رجال الحجر بن الهنؤ بن الأزد، ومن بلحارث بن عجل بن الحارث ابن سعد بن عمرو بن النخع.

ومن قبائل شهران، ومن قبائل مذحج (قحطان)، تنقسم بلادهم إلى قسمين أساسيين هما:

1 -

آل خالد

(1)

.

2 -

الخشارمة.

فأما الخشارمة فهم من بادية بني عمرو بن الحجر وليس هنا محل ذكرهم لأنهم من الأزديين.

(1)

وهم غير بني خالد الذين يسكنون المنطقة الشرقية (الأحساء) ولا أرى بين القبيلتين صلة نسب.

ص: 43

وأما آل خالد فهم: أبناء الحارث بن عجل بن الحارث بن سعد بن عمرو بن النخع المذحجي، منهم الصحابة والمحدثون والفقهاء والقضاة والشعراء وينقسمون إلى ثلاثة أقسام هي بحسب حروف المعجم:

1 -

لَوْذَار: وهم أربعة بطون: الخِرَمَة، آل الرَّبيع، والشِّعَلَة، والظفْراء.

2 -

آل مُريْر: وهم قسمان: آل مْرير

(1)

، وآل فاضل.

3 -

آل نُعْمان: وهم ثلاثة بطون: الحَرَامِلَة، والخِرِشَة، وآل مَهْدِيّة

(2)

.

وتقع هجرهم وباديتهم على الأودية التالية:

وادي سمار، ووادي مرشد، ووادي العوص، ووادي مهر، ووادي معاض، ووادي القفلة، ووادي الصدر، ووادي بوشطبة، ووادي القؤ، ووادي المسمي، ووادي السماك، ووادي النعضاء، ووادي الحمراء، ووادي رايكة، ووادي وخيلق، ووادي مرخا، ووادي الميثاء، ووادي السدر، ووادي حوراء، ووادي الحجيلاء، ووادي عرعرة، ووادي العرقوب، ووادي الحفرة، ووادي المطلي، ووادي الكحل، ووادي نابط، ووادي شميسين، ووادي عليه، ووادي الشريات، ووادي المعارك، ووادي المسان.

‌أشهر جبالهم:

جبل القتبة، وجبل النفر، وجبل النفير، والجبال السُّود، وجبل السمرة، وجبل الهضب، وقاعدتهم بلدة الصور وجميع بلحارث تقع هجرهم على ضفاف وادي ترج الكبير من جانبيه وبه النخيل وكافة المزارع من القوباء بالأعلى، إلى الصور بالأسفل، وحدودهم مع جيرانهم كالتالي:

يحدهم من الشرق: شهران، ومدينة بيشة، ومن الشمال: أكلب والفزع حيث وادي تبالة من خثعم، ومن الغرب: بلقرن، ومن الجنوب: بني عمرو وبني شهر

(3)

.

(1)

وهم من قبائل قحطان التي نزحت من قحطان واستقرت محالفة لبلحارث ترج.

(2)

وهم الذين أتوا من قبيلة بلحارث بن كعب بن عبد اللَّه، سكان ميسان وقيان وغزائل جنوب الطائف والمتقدم ذكرهم وآل مهدية خاصة سكنوا محالفين لإخوانهم بوادي ترج.

(3)

المقابلة مع كبار السن في القبيلة ومنهم: عبد اللَّه بن فلاح الحارثي (آل عيسى).

ص: 44

‌قبيلة الجحادر

(1)

وهم أبناء جحدر بن عبد اللَّه بن سنحان بن مذحج.

وينقسمون إلى قسمين أساسيين:

1 -

آل الجمل.

2 -

آل سليمان.

‌أولا: آل الجمل وهم ست قبائل:

1 -

آل سويدان.

2 -

آل شبوه.

3 -

العَجَارشه.

4 -

آل عليان.

5 -

آل مريتع.

6 -

آل مسعود.

وتقع قراهم وهجرهم على ضفاف وادي تثليث وتمتد إلى الرين بنجد ولهذه القبائل بطون عدة ليس هنا حصرها.

‌ثانيًا: آل سليمان وهم قسمان كبيران:

أ - آل عاصم.

ب - آل محمد، وآل محمد ينقسمون إلى قسمين هما:

1 -

آل البطين.

2 -

آل دهيم.

فأما آل البطين فهم: آل سعد وآل روق.

وأما آل دهيم فهم: آل سلطان، وآل محمود.

ومن آل سلطان: المشاعلة وآل عاطف.

ومن آل محمود: السحمة، والخنافر.

ولهذه القبائل بطون وأفخاذ متعددة ليس هنا ذكرها.

وتقع قراهم وهجرهم في تثليث وتمتد هجرهم إلى نجد حيث مجرة المشاعلة بقنيفذة، والجلة.

(1)

المقابلة مع الشيخين: سيف بن مصلح بن عنون، ومحمد بن سعد بن عنون (تثليث)، والأستاذ: معيض البخيتان.

ص: 45

من أشهر هجرهم: المصبح، والكهيف بتثليث.

ومن أشهر أوديتهم: الثفن، الرسين، لاعس، كتنان.

ومن أشهر مواردهم: الريان، وحبية، وجرير، والزرق.

ومن أشهر جبالهم: الحمرة، والقائمة، وبجاد، والعاصد، وحبي، والقهر - جبال الكلاب.

وحدودهم: يحدهم من الشرق: قبيلة يام، ومن الغرب: وادي الحنثرية ونجد الجماد، ومن الشمال قبيلة الدواسر، ومن الجنوب؛ قبيلة الحباب.

‌قبيلة الحباب

(1)

وهم: بنو الحباب بن سنحان بن سعد العشيرة بن مذحج.

وتنقسم إلى قسمين كبيرين هما:

1 -

آل مسلم.

2 -

الهوجة.

فأما آل مسلم فينقسمون إلى قبيلتين هما: آل رشيد بن مسلم، وآل جميل ابن مسلم.

فأما آل رشيد بن مسلم بن حباب فهم خمسة بطون:

1 -

آل جبران.

2 -

آل الشريف.

3 -

آل علي.

4 -

آل فاضل.

5 -

آل حيدر.

ولكل من هؤلاء البطون أفخاذ عديدة، وهم حاضرة وبادية.

وأما آل جميل بن مسلم بن حباب فهم بطنان:

1 -

آل زيد.

2 -

آل حميدان.

(1)

المقابلة مع الشيخ: عبد اللَّه بن دلم وعبد اللَّه بن سعيد الحبابي.

ص: 46

ولهما أفخاذ عديدة، وهم مع إخوانهم آل رشيد المتقدم ذكرهم.

وأما القسم الثاني من الحباب وهم الهوجة أبناء: هويج بن حباب فهم أربع قبائل:

1 -

آل محمد بن هويج ويعرفون بآل زربة.

2 -

آل حامد بن هويج.

3 -

آل سعيد بن هويج.

4 -

آل غراب بن هويج.

ولكل قبيلة عدد من البطون وهم حاضرة وبادية وفي تهامة، وتنتشر قراهم وهجرهم على أودية: ملاح، ورشاد، والفرع، ومن بلادهم التي يسكنونها: الأمواه، اللجام، خراف، ملحمة الحباب، حجان، البلس، الخنقة، مرمى الحباب، نحوت آل برمان، الخوايس، البياض، تود، الحمرة، وراحة، ويشاركهم إخوانهم من القبائل المجاورة.

ومنهم في دولة قطر، والإمارات، والخرج والرياض، وقد استوطنوا هذه المناطق منذ ثلاثة قرون فأكثر.

‌حدودهم:

يحدهم من الغرب: قبائل عبيدة وبني بشر ومن الجنوب: قبائل وادعة، ومن الشرق: قبيلة يام، ومن الشمال: إخوانهم الجحادر في تثليث.

‌قبيلة حكم (الحكامية)

وهم أبناء الحكم بن سعد العشيرة المذحجي

(1)

.

كان أبوه يكنى به فيقال له أبا الحكم. مما يوحي بأنه أكبر أبنائه

(2)

.

(1)

نسب معد واليمن الكبير لابن الكلبي ج 1/ 301 وجمهرة ابن حزم ص 408.

(2)

الجمهرة لابن حزم ص 407.

ص: 47

ولما كانت هذه القبيلة إحدى القبائل في مقاطعة جازان، ولها ارتباطها الطبيعي والنسبي بإقليم عسير، فإنني أذكرها باقتضاب، نقلا عن كتاب صفة جزيرة العرب للهمداني و (تاريخ المخلاف السليماني) للأستاذ: محمد بن أحمد العقيلي، فقالا: "أشهر قبائل تهامة عند ظهور الإسلام، حكم، وتمتد من جنوب وادي مور إلى صبيا، ومن أشهر مدنها: مدينة الخصُوب، مدينة حكم، ثم قالا عنها في قبائل تهامة وقراها في القرن الرابع -يعني الهجري-:

"بلد حكم وهو مسافة خمسة أيام

(1)

، ثم قال العقيلي: والحكامية وتقدر بربع عدد "المسارحة" وحاضرتهم قرية المضايا.

قلت: ويقدر طول المخلاف بـ (235) كيلا وعرضه يتراوح بين 45 - 130 كيلا، وأما قوله بربع المسارحة فإن العقيلي لم يوضع عدد المسارحة حتى نعلم عدد الحكامية، ومن أشهر فخوذهم:

1 -

بني وَلِي.

2 -

بني حِفْظَ اللَّه.

3 -

بني مهدي.

4 -

بني سَهْل.

5 -

السَّوالِمَة.

6 -

بني إبراهيم.

7 -

الحَوَاسِبَة.

8 -

المَغَافِير

(2)

.

أما التفصيل عن قراهم فقد بينه الأستاذ العقيلي فى معجمه الجغرافي فلينظر هناك.

وقال الشيخ حمد الجاسر في معجم قبائل المملكة العربية السعودية: "بنو الحكم من قبائل منطقة جازان. . . ومنازلهم في الجنوب الشرقي من بلدة جيزان وقاعدتهم المضايا، ولهم من القرى نحو (12) قرية على ما ذكر الأستاذ العقيلي"

(3)

.

قلت: وقد ذكرت أشهر أعلامهم في الإسلام، انظرها في أشهر أعلام جنوب عسير

(4)

.

(1)

صفة جزيرة العرب للهمداني ص 54، ص 258. وتاريخ المخلاف السليماني: 1/ 67، 69.

(2)

تاريخ المخلاف: 1/ 75.

(3)

معجم قبائل المملكة: 1/ 145.

(4)

وصححت كل ذلك عن الأخ الأستاذ الدكتور/ أحمد حافظ الحكمي الأستاذ بجامعة الملك سعود بالرياض.

ص: 48

‌قبائل رفيدة قحطان

رفيدة: بضم أوله: يقال لها رفيدة قحطان، وذلك للتفريق بينهم وبين رفيدة عسير، وبين رفيدة العذرية المنتشرة فى نجد.

ورفيدة قحطان هذه تتكون من الأقسام الآتية، أذكرها بترتيب حروف المعجم:

1 -

جَارِمَة: وتقع قراهم على ضفاف وادي بيشة ابن سالم وأعالي جبال شعوف جارمة المطلة على تهامة.

2 -

آل الجَمَل: وتقع قراهم فيما بين الواديين جنوبًا، وبلاد شهران شمالا.

3 -

خَطَاب: وتقع قراهم في وادي خطاب، وفي أعالي وادي بيشة ابن سالم، وفي شعف جارمة.

4 -

ذُعَيّ: بضم أوله وفتح المهملة، ومثناة تحتية مشددة: وتقع قراهم في وسط وادي بيشة ابن سالم وفي مواقع جرش التاريخية.

5 -

آل شِوَاط: وتقع قراهم شرق وادي بيشه ابن سالم وتمتد قراهم من عبيدة جنوبًا إلى بلاد شهران شمالا.

6 -

بني قَيْس: وتقع قراهم مختلطة مع إخوانهم ذعيّ المتقدم ذكرهم.

7 -

وَقَشَة: بالفتح: وتقع قراهم فيما بين قبائل بني بشر، وعبيدة، وأعالي بلاد رفيدة.

8 -

لِحَاف: بكسر أوله: وتقع قراهم في منطقة سهول الواديين، ومشارف تهامة قحطان.

‌أشهر أوديتهم الزراعية:

وادي بيشة ابن سالم: وهو أعلى وادي بيشة المشهور وتنحدر سيوله من جبل "هَرُون" في الجنوب من سراة عبيدة، وفيه تنحدر سيول قبائل عبيدة السراة وآل الصقر وبني بشر، وآل معمر والوهابة وغيرهم من قبائل قحطان ويصب في وادي ابن هشبل في الشمال الشرقي من مدينة خميس مشيط، ثم في وادي بيشة النخل المشهور ثم إلى وادي الدواسر.

ص: 49

وادي جوف آل شواط وهو أكبر روافد وادي بيشة ابن سالم، ومن أودية رفيدة الصغيرة الزراعية:

وادي الشَّن، وعَنْقَرَة، والواديَيْن، وسَمْنَان، وصَرَايم، وام خِبَا.

‌أشهر جبالهم:

جبل كشر الذي سماه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بـ (جبل شكر) وهو المعروف بجبل ضَمَك، في هذا العصر.

جبل حَمُومَة: وهو التل الكبير الأسود الواقع على جانب وادي بيشة من الشرق، والملاصق لمدينة جرش التاريخية.

‌حدودهم:

يحدهم من الشمال: شهران، ومن الشرق: إخوانهم قبائل عبيدة، ومن الجنوب: قبائل بني بشر، وعبيدة، ومن الغرب: عسير، وتهامة قحطان

(1)

.

‌قبيلة زهير والمنادية

(2)

وهم قسمان:

1 -

زُهَيْر.

2 -

المنَادِيَة.

أولا: زهير: وينقسمون إلى ستة بطون:

1 -

آل خيطان.

2 -

آل غوازي.

3 -

قنينة.

4 -

آل كثير.

5 -

آل مالح.

6 -

المخالبة.

وتقع قراهم على ضفاف وادي الهجرة العرقين، ووادي خضار، ووادي عنم، ووادي الفرحة.

(1)

المقابلة مع الأستاذ: عبد اللَّه بن مرعي القحطاني، والشيخ: حسين بن سعد أبو حاوي.

(2)

المقابلة مع الشيخ: عبد اللَّه بن دليم.

ص: 50

ثانيًا: المنادية: وهم قسمان: بادية وحاضرة:

فأما البادية فلهم هجرة المنادية، بجوار العرقين، ويتجولون بحثًا عن الماء والكلأ مع غيرهم من إخوانهم بادية قبائل قحطان.

وأما الحاضرة: فيقعون على ضفات وادي الفرحة مع إخوانهم من قبيلة زهير.

‌أشهر أوديتهم:

وادي الجهرة، ووادي خضار، ووادي عنم، وادي الفرحة، وتقدم بيانها مع إخوانهم من قبائل آل معمر.

‌حدودهم:

يحدهم من الشرق: قبيلة آل علي، ومن الشمال: آل سليمان، ومن الغرب: قبيلة آل معمر.

‌قبيلة آل زيدان

(1)

قبيلة آل زيدان وتنقسم إلى قسمين:

1 -

آل ميراد.

2 -

آل نَمْرة.

وتقع قراهم في وادي طريب، ووادي السَّس، وهم مختلطون مع إخوانهم من ولد الحارث.

‌قبيلة آل سلمان

وهم أبناء: سلمان بن علي -وهو حرق

(2)

- بن مراد المذحجي.

وتنقسم إلى أربعة أقسام أذكرها بترتيب حروف المعجم:

(1)

المقابلة مع الشيخ: ذيب بن شفلوت.

(2)

علي بن مراد، ويكن بـ (حُرَق) ويعرف بنوه حاليًا بالحرقان من قبائل قحطان.

ص: 51

1 -

آل خْتَيْرِش.

2 -

الحَدَجَات.

3 -

آل خضران.

4 -

الهَدْبَاء.

وتقع قراهم على ضفاف أودية شَرَيْف من الغرب، ووادي الفَيْض من الجنوب، وهم من قبيلة الحرقان، أولاد حارث بن كعب بن الحارث المذحجي من عبيدة، هكذا قال الشيخ عبد اللَّه بن دليم.

‌أشهر أوديتهم:

وادي الفيضة: وتنحدر سيوله من جبال عبيدة، ويصب في وادي الخنقة ومنها إلى تثليث.

وادي الملحاة: وينحدر من جبل قرن الخبت متجهًا إلى الشرق، ليصب في المضيق ثم إلى تثليث.

‌أشهر جبالهم:

جبل قرن الخبث، وجبل أبو عشيرة، وجبل صديد، وجبل رفاعة.

‌حدودهم:

يحدهم من الشرق والجنوب: قبائل سنحان، ومن الغرب: قبيلة شريف، ومن الشمال: قبيلة الحباب

(1)

.

‌قبيلة آل سليمان

(2)

آل سليمان: وهم أبناء: سليمان بن علي -وهو حرق- بن مراد -المريدي- ابن مذحج المذحجي، من قبائل عبيدة.

وتقع قراهم وهجرهم على ضفاف وادي العَرِيْن (عرين قحطان)، فوادي عرقة، فوادي مفلح، فوادي الرّحبة، فوادي الشراف، فوادي قِيَان، فوادي العطف، فوادي شثة، فوادي الحريقة، وتجتمع سيول هذه الأودية في وادي العرين، ثم في تثليث، ثم إلى وادي الدواسر.

(1)

المقابلة مع الشيخ: سيف بن عنون، والشيخ ذيب بن شفلوت.

(2)

المقابلة مع الشيخين: سيف بن عنون، ومحمد بن عنون، والشيخ ذيب بن شفلوت.

ص: 52

ومن موارد آل سليمان، بئر صيّادة، وبئر جرادة، وبئر ظرافة، وبئر الجريفية، وبئر اللوزة، وبئر هملة.

ومن جبالهم: الشَّاهقَةَ - الطول - وتَرْقَنَة - وشُهَيْرَة - والضِّيْرَان - الشعثاء - وأفْرَاء.

وتنقسم هذه القبيلة إلى سبعة بطون كبيرة، كل بطن يكون حاليًا قبيلة ذات قرى ومناهل عدة وإليك أقسامهم مرتبة على حروف المعجم:

1 -

آل أبو جمعة.

2 -

آل جابر.

3 -

آل جُحيش.

4 -

الحُرْقان.

5 -

آل سلطان.

6 -

آل قُنفُذ.

7 -

آل كِنَاد.

‌حدودهم:

يحدهم من الشمال: إخوانهم قبيلة الفهر، ومن الشرق: قبائل قحطان الحباب، ومن الغرب: قبائل عبيدة -آل الصقر (طريب) - ومن الجنوب: قبائل آل علي وزهير.

‌قبيلة سنحان

(1)

وهم أولاد عمرو سنحان بن سعد العشيرة المذحجي.

وينقسمون إلى الأقسام التالية أذكرها على ترتيب حروف المعجم:

أولا: أهل وادي حُمْرَان وهم بطنان:

1 -

آل غائب.

2 -

آل غازي.

ثانيًا: أهل وادي جَنَاب، وهم ثلاثة عشر بطنًا:

1 -

آل أم باري.

2 -

آل جِحَال.

3 -

آل جَشْمَة.

4 -

آل زبيدي.

5 -

آل ساري.

6 -

آل صلَيم.

(1)

المقابلة مع الشيخ: سعيد بن ناصر بن راسي شيخ الشمل.

ص: 53

7 -

عَشْبَة.

8 -

آل عياش.

9 -

الغرس.

10 -

آل خميص.

11 -

آل هران.

12 -

آل الهوى.

13 -

آل يحمد.

وتقع قراهم على ضفاف وادي جناب.

ثالثًا: أهل وادي سروم، وهم سبعة بطون:

1 -

الأشاعرة.

2 -

آل الجهوات.

3 -

آل ذراع.

4 -

آل زياد.

5 -

آل سعيد.

6 -

السلاطين.

7 -

آل محنن.

وتقع قراهم على ضفاف وادي سروم.

رابعًا: أهل وادي السِّمَيْكَة، وهم ثلاثة بطون:

1 -

آل جحيش.

2 -

آل حازب.

3 -

آل مالك.

وتقع قراهم على ضفاف وادي السميكة.

خامسًا: أهل وادي الشَّوِيْحِط وهم بطنان:

1 -

آل حيان.

2 -

آل مانع.

وتقع قراهم على ضفاف وادي الشويحط.

سادسًا: أهل وادي الفَيْض وهم ستة بطون:

1 -

آل البازم.

2 -

الخمجات.

3 -

الشقحة.

4 -

آل غراء.

5 -

آل نميش.

6 -

آل يعلى.

7 -

آل ملفي.

وتقع قراهم على ضفاف وادي محمضين.

‌أشهر أودية قبائل سنحان:

وادي جناب: وتنحدر سيوله من الحمرة، ويصب في وادي القصب، ثم في حمران، ثم في تثليت.

ص: 54

وادي السميكة: وتنحدر سيوله في وادي الشويحط، ثم في وادي القصب، ثم في وادي الحمرة ثم يصب في وادي تثليث.

وادي محمضين: وتنحدو سيوله من الخوايس، ثم يصب في وادي القصب ثم في حمران، ثم في تثليث.

وادي الفيض: وتنحدر سيوله من أودية بلاد شريف، وراحة سنحان، ويسكنه عدد من قرى قبائل سنحان وعبيدة وبني بشر في وادي تثليث.

وادي ملاح: وتنحدر سيوله من الحمرة في بلاد الحباب متجهًا إلى الشرق ليصب في وادى حبونة (حبونن - حبونا) ثم في وادي نجران ثم في الربع الخالي.

وادي رشاد: وتنحدو سيوله من بلاد سنحان، ويصب في وادي ملاح المتقدم ذكره.

وادي الشويحط: وتنحدر سيوله من مرتفعات حدود بلاد يام بدر الجنوب ويصب في وادي بلاد القصب بلاد سنحان ثم في وادي ثليث.

‌أشهر جبالهم:

جبل روح والذي تقع فيه قرية السلاطين إحدى قرى سنحان.

جبل سفوف وبه آل حيان، وآل مانع.

‌حدودهم:

يحدهم من الغرب: قبيلة شريف، ومن الشمال: عبيدة، ومن الجنوب الحباب، ومن الشرق: قبائل يام.

‌قبيلة شريف

(1)

وهم أبناء: شريف بن جنب بن سعد العشيرة المذحجي.

وتنقسم إلى خمسة بطون:

(1)

المقابلة مع الشيخ: عبد اللَّه بن دليم.

ص: 55

1 -

بنو زِيد.

2 -

آل سريع.

3 -

عبد القادر.

4 -

بنو هاجر

(1)

.

5 -

بنيوس.

فأما بنو زيد: فتقع قراهم على ضفاف أودية الوقيرة، ومحلاة، والخشنا، ولهم بادية رحل يتنقلون مع إخوانهم عبر السهول الشرقية.

وأما آل سريع: فيسكنون جبال فرواع، ونطفا المطلة على تهامة من الغرب وعلى ضفاف وادي محلاة، ووادي نقعة، ووادي عجور، بأعلى وادي يعوض.

أما عبد القادر: فتقع قراهم بوادي راحة، أشهر أودية المنطقة سكانًا، وقسم منهم يقعون بضفاف وادي شراقب، وكان من أشهر قراهم الحرجة وهي من أقدم القرى، وكان بها أكبر أسواق المنطقة وهو سوق أسبوعي يقام يوم الإثنين.

وأما بنو هاجر: فهم قسمان: آل محمد، والمخضبة، ومنهما من هاجر إلى الأحساء فاستوطنها، وأما الباقون فتقع قراهم على ضفاف وادي يعوض، وبأسفل وادي راحة.

وأما بنيوس: فتقع على ضفاف وادي يعوض، ووادي ضيسر، ووادي محلاة، ووادي سباء.

‌أشهر أوديتهم:

وادي راحة، وادي يعوض، ووادي محلاة، ووادي الخشناء، ووادي شراقب، ووادي وضيسر، ووادي نقعة، ووادي عجور، ووادي سباء.

‌أشهر جبالهم:

جبل مِشْرِف جبل عالٍ يطل على بلاد عبيدة شمالا، وتحيط به قبائل شريف من الجنوب والشرق والغرب.

جبل قعم آل سريع، وجبل فرواع، وجبل نطفا.

(1)

بنو هاجر قبيلة من شريف من قحطان سبق أن فصلنا عنها في المجلد السابع بسبب انتشارها في بلاد الخليج واستقلالها الذاتي عن قحطان القبيلة الأم في السعودية.

ص: 56

‌حدودهم:

يحدهم من الغرب: تهامة (الجوّة) آل السّري، ومن الشمال: قبائل عبيدة، ومن الشرق: سنحان، ومن الجنوب، سنحان أيضًا.

‌قبائل آل الصقر

(1)

وهم أولاد روح بن مدركة بن جنب بن مدرك من بني عبيدة - المذحجي.

وتنقسم هذه القبيلة إلى ثلاثة أقسام رئيسية:

1 -

إسماعين.

2 -

آل سليمان (الصقر).

3 -

آل عائذ.

‌أولا: إسماعين:

بكسر الهمزة وسكون السين المهملة، وكسر العين المهملة بعدها المثناة التحتية ونون، وبطونهم الكبرى كالتالي:

1 -

آل ثابت.

2 -

آل جبيل.

3 -

آل الجرو (في القضاة، والقويعية).

4 -

الصحن.

5 -

طريب.

6 -

آل عابس.

7 -

العبّس.

8 -

العمل.

9 -

آل قريش.

10 -

آل مهدي.

11 -

آل بن نهار (في عرين قحطان).

‌ثانيًا: آل سليمان (الصقر):

وبطونهم ستة:

1 -

الجرابيع (طريب).

2 -

آل جمّان (بطريب).

3 -

آل سليمان (المضّ).

4 -

آل شوية (بالفرعين).

5 -

آل عضية والجبرة.

6 -

آل فرعة الصحن.

(1)

المقابلة مع الشيخ: هيف بن سليم شيخ الشمل.

ص: 57

‌ثالثًا: آل عايذ:

وبطونهم الكبرى هي:

1 -

آل جلدة.

2 -

آل جلدة والقضعان (بالجوف).

3 -

جلدة (بالحرجة وطريب).

4 -

الربعة.

5 -

آل عايذ (بحرف بيشة النخل).

6 -

آل عرف (بالسراة).

7 -

آل قنبة.

وتنتشر قرى هذه القبيلة على أودية سراة عبيدة، ووادي آل بسام، ووادي الصحن، ووادي طريب.

‌أشهر أوديتهم:

وادي سراة عبيدة: وتنحدر سيوله من جبال المحانذ، وجبل هرون، وجبل الطنبر، وجبل ظلم، ويصب في وادي تندحة ثم إلى وادي بيشة النخل.

وادي طريب: وتنحدر سيوله من جبال أم القصص، والعار، والجوف، ويصب في وادي تثليث.

وادي آل بسام: وتنحدر سيوله من جبال خوبر، وهرون، وتصب في وادي الخنقة ثم إلى وادي تثليث.

وادي الصحن: وتنحدر سيوله من جبال كَفَار، ولجرد، ومسحر، ويصب في وادي الخنقة، ثم إلى وادي تثليث.

‌أشهر جبالهم:

جبل ظَلَم: بسراة عبيدة، وجبل كَفَار: بوادي الصحن (آل قرعة)، وجبل الظنبر: جنوب آل عابس، وجبل الجرد: بجوار قرية آل عوير، وجبل أم العصص: بوادي طريق (آل الصقر)، وجبل العار، بجواره أيضًا، وجبل خوبر: بأسفل وادي آل بسام.

جبل هَرُون: بفتح الهاء وضم الراء المهملة: تنحدر منه ثلاثة أودية من أكبر أودية الجزيرة العربية:

ص: 58

أولها: أطولها، وادي بَيْشَة: وينحدر من جانب الجبل الشمالي وطوله سبعمائة وستون مترًا، من بدايته من ذلك الجل إلى مصبه في وادي الدواسر، وعلى جوانبه أكثر من مائة مدينة وقرية لقبائل بيشة وبلحارث وخثعم وضهران وقحطان وغيرهم.

وثانيها: أوسطها، وادي تَثْلِيْث: وينحدر من جانبه الشرقي وطوله ثلاثمائة وعشرة أكيال وعلى جوانبه أكثر من ست وتسعين مدينة وقرية من قبائل قحطان ويصب في وادي الدواسر.

وثالثها: وادي بَيْش: وينحدر من جانبه الغربي عبر أغوار وأصدار تهامة وسراة قحطان ويصب في البحر الأحمر شمال مدينة صبيا وطوله مائة وسبعة أكيال وعلى جوانبه مائة وإحدى عشرة مدينة وقرية من قبائل قحطان والريث، ومقاطعة جيزان.

ولجبل هرون قصة تاريخية انظرها في كتاب (الحضارات القديمة في عسير).

قاعدة قبيلة آل الصقر مدينة سراة عبيدة، ويتبع لهذه القبيلة عدد من الأفخاذ والبطون الصغيرة والقرى لا يتسع المجال لحصرها وعدها هنا، ولكبرها واندماجها مع أشقائها واتساع رقعتها لا يمكن تحديدها.

‌قبيلة العرجان

(1)

قبيلة العرجان من قبائل عبيدة وهي قسمان:

1 -

آل فاضل.

2 -

آل نومة.

ويقعون بالأحساء، والرياض وقاعدتهم الجَلْة التابعة للمزاحمية إلى الغرب من مدينة الرياض.

(1)

المقابلة مع الشيخ: ذيب بن شفلوت.

ص: 59

‌قبيلة آل عليّ

(1)

وهم أبناء: علي بن سليمان بن علي بن مراد المذحجي.

وتنقسم إلى خمسة بطون أذكرها على ترتيب حروف المعجم:

1 -

آل أبو سالم.

2 -

آل سهلة.

3 -

مشته.

4 -

آل نسيم.

5 -

آل هباش.

وتقع قراهم على ضفاف أودية الحريقة، وابن نشوان، وكتامة، وهم في عداد قبائل عبيدة.

‌أشهر أوديتهم:

وادي الحريقة: وتنحدر سيوله من بلاد عبيدة، ويصب فى وادي -قيان- العرين، ثم إلى تثليث ثم إلى وادي الدواسر.

وادي ابن نشوان: وتنحدر سيوله من جباد عبيدة السراة، ويصب في قيان أيضًا.

‌أشهر جبالهم:

جبل قون السويّة.

‌حدودهم:

يحدهم من الغرب: هجرة زهير، ومن الشمال: قبيلة آل سليمان، ومن الشرق: آل سليمان أيضًا، ومن الجنوب: قبيلة زهير من عبيدة.

‌قبيلة الفقاعيس

(2)

وتنقسم إلى بطنين هما:

1 -

آل جليس.

2 -

آل مدرج.

(1)

المقابلة مع الشيخ عبد اللَّه بن ديلم.

(2)

المقابلة مع الشيخ: ذيب بن شفلوت.

ص: 60

وتقع قراهم على ضفاف وادي الرهط، وعلى جبال القعم المطلة على وادي الفرحة، وبلاد شريف.

‌أشهر الأودية:

وادي الفرحة.

‌أشهر جبالهم:

جبال أبا البهم، وجبال خضار.

وهم مختلطون مع إخوانهم: آل علّي، وزهير، وآل سليمان، وآل سلمان، والمنادية ويعرف الجميع بـ (بني طلق) هكذا حدثني الشيخ ابن دليم.

‌قبيلة الفهر

(1)

قبيلة الفهر إحدى قبائل عبيدة قحطان وتقع هذه القبيلة على ضفاف وادي طريب الذي يسيل في وادي تثليث، وتنقسم إلى اثني عشر قسمًا وهم بحسب حروف المعجم:

1 -

آل حارث.

2 -

آل دشنة.

3 -

آل راجح.

4 -

آل سالم.

5 -

آل العَجِيّ.

6 -

آل غانم.

7 -

آل غنيمة.

8 -

آل قمراء.

9 -

آل قوافلة.

10 -

المصاليم وفيهم الرئاسة.

11 -

مليسان.

12 -

النطعان.

تنتشر قراهم وهجرهم على وادي الصبيخة الذي يسيل في وادي طريب، وفي وادي الرين بالعرض بنجد -قرى الجلة- ومنهم في الرياض، وفي سنام بنجد، وفي البدع -القويعية- وبعضهم في بحرة بين جدة ومكة المكرمة.

‌أشهر أوديتهم:

وادي الصبيخة وهو من أكبر روافد وادي طريب، وادي الرين بالعرض بنجد.

(1)

المقابلة مع الشيخ: ذيب بن شفلوت، وسيف بن عنون.

ص: 61

‌أشهر جبالهم:

جبل طبب، وجبل الحمرة، وجبل الملبيّة، وجبل بقيع، وجبلي ظيران وادي السلام غرب الصبيخة.

‌قبيلة المساردة

(1)

وتنقسم إلى أربعة أقسام هي:

1 -

الصقعات.

2 -

آل مبارك.

3 -

المراشدة.

4 -

آل مسعود.

وتقع قراهم على ضفاف وادي جاش من أعلاه حيث وادي الصبيخة إلى أسفله حيث وادي تثليث، ومنهم جزء كبير في سراة عبيدة وهم الوهابة سيأتي بيانهم مع إخوانهم آل معمّر.

‌قبيلة آل معمّر والوهابة

(2)

وهم من أبناء عبيدة من ولد الحارث بن كعب المذحجي.

وتنقسم إلى الأقسام الآتية بحسب حروف المعجم:

1 -

الأشاعرة.

2 -

آل جبار.

3 -

الجردة (في المضة).

4 -

آل جعدان.

5 -

آل حجراف.

6 -

الحجرية (المضة).

7 -

الحراملة (بالغرين).

8 -

الحراملة (بطريب).

9 -

آل خطاب.

10 -

آل دريم.

11 -

آل الراحلة.

12 -

الزهرة (بالسراة).

13 -

الزهرة (بالجوف).

14 -

آل سلمان.

15 -

آل شريف.

(1)

المقابلة مع الشيخ: عبد اللَّه بن دليم.

(2)

المقابلة مع الشيخ/ سعد بن حسين بن فردان وأولاده (شيخ الشمل).

ص: 62

16 -

آل عزبة.

17 -

آل علي وآل سعيد.

18 -

الغلقة (بالجوف).

19 -

الغلقة (بالسراة).

20 -

الفردان.

21 -

لجردة.

22 -

آل مجري.

23 -

آل محاصر.

24 -

المحاميد (بالجوف).

25 -

المحزّمة.

26 -

آل محمد الحضيرة.

27 -

آل محي.

28 -

آل مداوي.

29 -

آل مهروي.

30 -

الوادي الأبيض.

31 -

الورد.

32 -

آل نميلة.

33 -

النواب (بالمضة).

وهذه الأقسام تنقسم إلى عدد كبير من الأفخاذ والقرى التي لا يتسع هنا المجال لذكرها.

وتقع قراهم في سراة عبيدة، والجوف -جوف آل معمر- والمضة، ووادي العرين، ووادي طريب.

‌أشهر جبالهم:

في منطقة الجوف: أبو كُفَيّة، والأعْمِدَة، وأبو دَهَاك، وظور الحَنَاة، ومَسْحَر، ورَمَح.

وفي السراة: رَنْدَعْ المعروف حاليًا بـ -جبل الزهرة-، والمقابيل -آل فردان-، وعباد، والعهار، والعرقوب، والدّمَس، وظَلَم.

وفي المضة: حَبَر.

وفي الوهابة: حِنَيْف، والقَدَم، والمَحْرَق.

وجبال: القدم، وظور الحِنَاة، والمحرق، تقع بين الجوف والسراة، فهي مشتركة بينهم وبين إخوانهم من قبائل قحطان الأخرى.

‌أشهر الأودية:

وادي السرَّوي: وتنحدر سيوله من جبال الأصابع وجبل المجاز الواقعة في جنوب سراة عبيدة، وتصب في وادي تندحة ثم إلى وادي بيشة.

ص: 63

وادي الجوف -المشهور بجوف آل معمر- وتنحدر سيوله من جبال الجوف المتقدم ذكرها وتصب في وادي طريب ثم في المضة ثم في الصبيخة، ثم إلى وادي تثليث.

وادي الأبيض: ويسيل من جبل الظاهر، وجبل الدمس المذكور، ومن جبال السراة ويمر بسد الجماء -وهو سد بني في القرن الرابع الميلادي تقريبًا وفيه نقوش تبين ذلك- كما يمر بجوف آل الشواط، ويصب في وادي بيشة ابن سالم جنوب جبل حمومة.

وادي خَضَار والشَّبْهَانة: ويصبان في وادي عرين قحطان.

وحدود آل معمر التقديرية في السراة كالتالي:

من الجنوب: إخوانهم آل الصقر من عبيدة ووقشة من رفيدة، وبني بشر وجبل مسحر.

ومن الشمال: آل الشواط من رفيدة حدود طريب، ومن الغرب: آل الشواط.

ومن الشرق: حدود هجرة زهير، والصحن من عبيدة.

‌قبيلة آل مهدي

(1)

قبيلة آل مهدي وتنقسم إلى خمسة أقسام:

1 -

آل خميس.

2 -

آل مقطر.

3 -

آل هِجَار.

4 -

آل هلال.

5 -

آل وبرة.

وتقع قراهم على وادي طريب، وفي أعلى وادي الفَلِيْج بوادي العرين وفي بيثة النخل، وفي الأحساء، وفي وادي مُحَيْنَذا بنجد -القويعية- وفي الرياض.

‌أشهر أوديتهم وحدودهم:

هم مختلطون مع إخوانهم من قبائل الفهر، وغيرهم من ولد الحارث والشدادين في المواقع والأودية.

(1)

المقابلة مع الشيخ: ذيب بن شفلوت.

ص: 64

‌قبائل وادعة

وهم أولاد وادعة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرؤ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، وهم يقولون أنهم أبناء وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشح بن دافع ابن مالك بن جشم بن همدان، وقد ذكرناهم في قبائل مذحج، وبينا الأسباب الداعية إلى ذلك.

وحدثني الشيخ عبد اللَّه بن دليم عن ذلك فقال: القول الراجح هو: أنهم أبناء وادعة همدان، ووادعة الأزد، وكلاهما قبيلة واحيدة تعرف بوادعة الجنوب.

وتنقسم إلى ثلاثة أقسام هي:

أ - آل حيان: وهم ستة بطون:

1 -

آل خرصان.

2 -

آل شرى.

3 -

آل صالح.

4 -

آل عبد اللَّه.

5 -

آل متعبة.

6 -

آل مسعد.

ب - آل الطلحة: وهم من آل منصور من قبيلة يام أصلا ومن وادعة حلفًا.

جـ - آل مونس: وهم أيضًا من قبيلة يام أصلا ومن وادعة حلفًا.

وتقع قرى الجميع على ضفاف وادي ظهران الجنوب، ووادي الغيل، ووادي الطلحة، ووادي آل ثابت، ووادي كِتَام.

‌أشهر أوديتهم الزراعية:

وادي ظهران الجنوب: الذي تنحدر سيوله من جبال قعم وادعة ثم يسيل عبر مدينة ظهران، ويصب في وادي حبونة، وهو من أشهر الأودية في المنطقة وأخصبها، به المزارع والفواكه والخضروات.

وادي كِتَام: وتنحدر سيوله من جنوب قعم وادعة، ويصب في وادي ظهران ثم إلى وادي حبونا

(1)

.

(1)

المقابلة مع الشيخ: عبد اللَّه بن دليم.

ص: 65

‌أشهر جبالهم:

جبال شَتَات: ويقع في الشمال الغربي من مدينة ظهران الجنوب، وجبل عزان، ويطل على تهامة، وجبل قعم علب الواقع على الحدود السعودية اليمنية.

‌حدودهم:

يحدهم من الغرب: قبائل آل مُفْتَاح وآل مْكَاذِب من تهامة قحطان، ومن الشمال والشرق: قبائل الحباب، ومن الجنوب: قبائل يام.

‌قبائل تهامة قحطان

وهم ست قبائل نوردها هنا على حروف المعجم:

1 -

آل حيان.

2 -

آل السّري.

3 -

آل مفتاح.

4 -

آل مقرح.

5 -

آل مكاذب.

6 -

آل يزيد.

أولا: آل حيان: وينقسمون إلى تسعة بطون:

1 -

آل حجل.

2 -

آل ريعة.

3 -

آل زينة.

4 -

آل عافية.

5 -

آل عجيب.

6 -

آل غائضة.

7 -

آل مساري.

8 -

آل مطري.

9 -

آل النعير.

وتقع قراهم وهجرهم وباديتهم بالجوّة بتهامة، ووادي قرض.

ثانيًا: آل السّري: وينقسمون إلى أربعة بطون:

1 -

آل ظافر (أم لحام).

2 -

آل غراب.

3 -

آل محوير.

4 -

آل مشاتل.

ويسكنون في الجوّة أيضًا، وفي الفرشة.

ثالثًا: آل مفتاح: وينقسمون إلى ثلاثة بطون:

1 -

آل كفران.

2 -

آل مرعي.

3 -

آل مصمع.

ص: 66

رابعًا: آل مقرح: وينقسمون إلى ثلاثة بطون:

1 -

آل جازعة.

2 -

آل سلمان.

3 -

آل هادي.

وآل مفتاح وآل مقرح يسكنان في جبل الغول، ومع إخوانهم المذكورين أعلاه، وهذان القسمان من قبيلة الحباب أصلا، هكذا حدثني الشيخ عبد اللَّه بن دليم.

خامسًا: آل مكاذب:

وتقع هذه القبيلة على الحدود السعودية اليمنية ويسكنون بوادي المسنى، ووادي دفاء، وكلاهما يسيلان من جبال السراة ويصبان في وادي بيش ثم في البحر الأحمر.

سادسًا: آل يزيد: وهم خمسة أقسام:

1 -

آل ثواب.

2 -

آل سلامة.

3 -

المحلاف.

4 -

آل مشعنب.

5 -

آل معيّف.

ويسكنون بوادي الفرشة، ووادي أذيح

(1)

.

‌قبيلة جنب بن سعد العشيرة المذحجي

(2)

وهذه القبيلة ذكرتها في قبيلة بني بشر لكونهم يتبعون شيخ شمل بني بشر من ناحية، وأشقاء لبني بشر من ناحية أخرى.

وهي من قبائل تهامة قحطان.

ويحد تهامة قحطان من الغرب: قبائل الريث التابعة لمقاطعة جيزان، ومن الشمال: إخوانهم من رفيدة وشهران وبني بشر، ومن الجنوب: قبائل بني مالك فيفاء فالحدود السعودية اليمنية، ومن الشرق: إخوانهم من قبائل قحطان السروات.

(1)

المقابلة مع الشيخ: عبد اللَّه بن دليم.

(2)

المقابلة مع شيخهم/ سعيد بن ثقفان.

ص: 67

‌د - ما ذكره عاتق بن غيث البلادي عن مذحج

(1)

:

قال: هي إحدى القبائل القحطانية، ذات فروع متعددة وديار واسعة، كانت ديارهم تمتد من الجنوب الشرقي لمدينة صنعاء إلى ما جاوز تثليث شمالا، كانت ذات بأس ومنعة، فكانت تغير على أوساط نجد، فخشيتها القبائل وهابتها، وكان الشرف والمنعة فيها في بني الحارث بن كعب، ثم يليها مراد، وشوكة مراد كانت زبيد، ومن زبيد عمرو بن معد يكرب الزبيدي صاحب الصمصامة (سيف).

وكان لبني الحارث أبهة وملك، وكان بيتهم في بني عبد المدان، وقد جاء في بعض التواريخ أن بني عبد المدان كانوا يغزون قلب نجد، وكان من ينظر إلى نجران (عاصمة بني عبد المدان - وبعدها عن نجد يرى أن هذا الغزو من الخوارق، في عهد ليس فيه سيارة ولا طيارة، ولكن - على فضل بني عبد المدان وسطوة ملكهم - فإن سر ذلك أو ساعدهم على هذه الأعمال أنهم يسيرون إلى أطراف نجد بين قومهم مذحج، وقد اتخذوا -فيما يبدو- تثليث قاعدة أمامية لهم. وقد بلغ إعجاب العرب ببني عبد المدان وقوتهم وسطوتهم ما جعل أحدهم يقول:

تلوث عمامة وتجر رمحًا

كأنك من بني عبد المدان

وكان بنو عبد المدان قد بنوا في نجران بناءً سموه (كعبة نجران) وسنتحدث عنه في آثار نجران.

‌نسب مذحج:

جاء في نسبهم: مذحج واسمه مالك بن أدَد بن زيد بن يشجب بن عريب ابن زيد بن كهلان بن سبأ

(2)

. وقال الجوهري: مذحج بن يخابر بن مالك بن زيد ابن كهلان. فعلى خلاف بسيط هم من كهلان.

‌فروعها:

كانت مذحج قد بلغت مبلغ الشعوب الكبيرة عند بدء التدوين، وكانت لها فروع كثيرة منها:

(1)

انظر بين مكة وحضرموت - رحلات ومشاهدات طبعة 1402 هـ/ 1982 م، دار مكة للطباعة والنشر والتوزيع - المملكة العربية السعودية.

(2)

سبائك الذهب ص 34.

ص: 68

1 -

عنس: قبيلة لازالت معروفة في الجنوب الشرقي من صنعاء، وهي حدود ديار مذحج القديمة مما يلي الجنوب. ومن فروع عنس: مالك، القرية، ويام، وهي غير يام همدان. ومن عنس مراد، وهي قبيلة لازالت معروفة في اليمن قرب مأرب في ديار عنس، وقيل إنها تخرج خمسة آلاف مقاتل.

2 -

سعد العشيرة: كانت ديارها آخر شمال اليمن الشرقي إلى نجد، ومنها زبيد الأكبر وزبيد الأصغر، وكان لسعد العشيرة من الولد، صعب وجمل، والحكم، وعايذ اللَّه، وجعفي، وأسعد، وحر، وزيد اللَّه.

وكان لجعفي: حريم، ومران، وله بطون كثيرة.

3 -

ناجية: الابن الثالث لمذحج، وكان له من الولد: دومان، ويشكر، وزاهر وعبد اللَّه.

4 -

جلد: وكان له من الولد (عِلة)، ومن علة: حرب وعمرو. فمن حرب يزيد، له ولد كثير. ومن عمرو كعب والنخع. ومن كعب: الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مذحج.

وكان للحارث أبهة وملك كما ألمحنا سابقًا، وكانوا أهل نجران، وهم من أمنع العرب، وأغناهم وأجملهم مظهرًا. وروي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أنه عندما رأى وفدهم قال:"من هؤلاء الذين كأنهم من الهند".

وقد بلغوا من الشهرة والاستقلالية حتى صارت كلمة بني الحارث لا تنصرف إلا إليهم عند الإطلاق، ولا يقال لهم مذحج لشهرتهم التي فاقت القبيلة الأم.

وكان ملوكهم نو عبد المدان، وقاعدتهم نجران، وقريتهم (هجر)، وكانوا في حصن حصين، فنجران تتوسط ديار مذحج، فلا يستطيع احد أن يغزوهم، ققصدهم الشعراء ومدحوهم، ومنهم أعشى قيس حيث يقول:

وكعبة نجران حتمٌ عليـ

ـك حتى تُناخِي بأبوابها

نزورُ يزيدًا، وعبد المسيح،

وقيسًا، هُمُ خير أربابها

(1)

(1)

هؤلاء من بني عبد المدان بن الديان من بني الحارث، وكان يزيد هذا رأس القوم.

ص: 69

إذا الحبرات تلوّث بهم

وجرّوا أسافل هُدّابها

لهم مشربات لها بهجة،

تروق العيون بتعجابها

(1)

‌تاريخ مذحج

‌خبر إسلام بني الحارث بن كعب

بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد، في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى، سنة عشر بعد الهجرة، إلى بني الحارث بن كعب بنجران، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثًا، فإن استجابوا فاقبل منهم، وإن لم يفعلوا فقاتلهم.

فخرج خالد حتى قدم عليهم، فبعث الركبان يضربون في كل وجه، ويدعون إلى الإسلام. فأسلموا بلا قتال.

وكتب خالد إلى رسول اللَّه بذلك.

فكتب إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قائلا: بشرهم وأنذرهم، وأقبل وليقبل معك وفدهم.

فأقبل خالد وأقبل معه وفد بني الحارث بن كعب، منهم: قيس بن الحصين ذي الغصَّة، ويزيد بن عبد المدان، ويزيد بن المحجل، وعبد اللَّه بن قراد الزيادي، وشداد بن عبد اللَّه القناني، وعمرو بن عبد اللَّه الضِّبابي.

فلما رآهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: من هؤلاء القوم الذين كأنهم رجال الهند؟

قيل: هؤلاء رجال بني الحارث بن كعب.

فلما وقفوا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأسلموا -أكدوا سلامهم- قال لهم: "أنتم الذين إذا زجروا استقدموا؟ " فلم يراجعه أحد منهم. فأعاد عليهم أربعًا، فقال يزيد ابن عبد المدان: نعم، يا رسول اللَّه، نحن الذين إذا زجروا استقدموا،

(1)

كان القوم نصارى، فأعدوا لهم غرفا خاصة بشرب الخمر، فلما أسلموا أذهب اللَّه عنهم ذلك، واندثرت كعبة نجران كما سيأتي. ديوان الأعشى ص 28، دار الكتاب العربي.

ص: 70

قالها أربع مرار، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لو أن خالدًا لم يكتب لي أنكم أسلمتم ولم تقاتلوا، لألقيت رؤوسكم تحت أقدامكم". فقال يزيد بن عبد المدان: أما واللَّه ما حمدناك ولا حمدنا خالدًا. قال: "فمن حمدتم؟ " قالوا: حمدنا اللَّه عز وجل الذي هدانا بك يا رسول اللَّه. قال: "صدقتم".

ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بمَ كنتم تغلبون من قاتلكم في الجاهلية؟ "

قالوا: لم نكن نغلب أحدًا، قال: بلى، قد كنتم تغلبون من قاتلكم.

قالوا: كنا نجتمع ولا نفترق، ولا نبدأ أحدًا بظلم، قال:"صدقتم". وأمّر عليهم قيس بن الحصين.

ثم بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إليهم عمرو بن حزم، ليفقههم في الدين: ويعلمهم الكتاب والسنة ومعالم الإسلام، ويأخذ منهم صدقاتهم، وكتب إليه كتابًا عهد إليه فيه عهده. ثم لم يلبث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد بني الحارث إلا أربعة أشهر، حتى توفي

(1)

.

قال ابن إسحاق: وقدم على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وفد نصارى نجران، ستون راكبًا

(2)

.

عَنْس: تقدم نسبهم، وهم عنس بن مذحج، وتقدم بقية النسب. وفد منهم رجل على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأتاه وهو يتعشى، فدعاه إلى العشاء فجلس، فلما تعشى أقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"أتشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا عبده ورسوله؟ " فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا عبده ورسوله. فقال: "أراغبًا جئت أم راهبًا؟ " فقال: أما الرغبة فواللَّه ما في يديك مال، وأما الرهبة فواللَّه إنني ببلد ما تبلغه جيوشك، ولكنني خُوِّفت فخفت، وقيل لي آمن باللَّه فآمنت

(3)

.

فأقبل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، على القوم فقال:"رب خطب من عنس! " فمكث يختلف إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه يودعه فقال: اخرج، وبتته

(4)

، وقال: إن

(1)

السيرة النبوية ص 592 - 594 جـ 1 طبعة البابي الحلبي.

(2)

انظره في تاريخ نجران والطبقات لابن سعد ج 1 ص 339 مع اختلاف بسيط في الألفاظ وزيادات جمل بسيطة، وفي مكان آخر جعل السيرة إلى بني عبد المدان، ولا خلاف، فبنوا عبد المدان هم ملوك بني الحارث.

(3)

رحم اللَّه ذاك الصحابي، فلو نظر بعين الغيب لأدرك أن جيوش محمد صلى الله عليه وسلم لن يقف شيء ضدها.

(4)

بتته: جهزه وزوده.

ص: 71

أحسست شيئا فوائل

(1)

إلى أدنى قرية. فخرج فوعك فى بعض الطريق فواءل إلى أدنى قرية فمات، رحمه الله، واسمه ربيعة

(2)

.

سعد العشيرة: تقدم نسبه، وقيل سمي سعد العشيرة لأن ولده وولد ولده بلغوا ثلاثمائة، فكان إذا سئل قال: هؤلاء عشيرتي، خوفًا عليهم من العين.

قيل: عندما سمعوا بخروج النبي صلى الله عليه وسلم، وثب ذباب، رجل من بني أنس اللَّه ابن سعد العشيرة، إلى صنم كان لسعد العشيرة يقال له (فراض) بالفاء، فحطمه، ثم وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وقال:

تَبِعت رسول اللَّه إذ جاء بالهدى

وخلّفت فَرَّاضًا بدار هوان

شَددت عليه شدة فتركته

كأن لم يكن، والدهر ذو حدثان

فلما رأيت اللَّه أظهر دينه

أجبت رسول اللَّه حين دعاني

فأصبحت للإسلام ما عشت ناصرًا

وألقيت فيها كلكلي وجِرَاني

(3)

فمن مبلغ سعد العشيرة أنني

شريت الذي يبقى بآخر فانِ؟

وكان عبد اللَّه بن ذباب الأنسي مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه بصفين فكان له غناء

(4)

.

زبيد: قدم عمرو بن معد يكرب الزبيدي في عشرة نفر من زبيد المدينة، فقال: من سيد أهل هذه البحرة من بني عمرو بن عامر؟ فقيل له: سعد بن عبادة. فأقبل يقود راحلته حتى أناخ ببابه، فخرج إليه سعد فرحب به وأمر برحله فحطت وأكرمه وحباه، ثم راح به إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأسلم هو ومن معه، وأقام أيامًا، ثم أجاره رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، بجائزة وانصرف إلى بلاده وأقام مع قومه على الإسلام، فلما توفي رسول اللَّه، ارتد، ثم رجع إلى الإسلام وأبلى يوم القادسية وغيرها

(5)

.

(1)

واءل: لجأ وأرز.

(2)

الطبقات ج 1 ص 342. والسيرة ص 41 ج 1.

(3)

كلكل البعير: صدره وثقله، وجرانه: ما بين لحيته وحلقومه.

(4)

الطبقات ج 1 ص 328.

(5)

الطبقات ج 1 ص 328.

ص: 72

وقال ابن إسحاق: وقدم على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، عمرو بن معد يكرب الزبيدي في أناس من بني زبيد، فأسلم. وكان عمرو قد قال لقيس بن مكشوح المرادي حين انتهى إليهم أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا قيس، إنك سيد قومك، قد ذكر لنا أن رجلا من قريش يقال له محمد قد خرج بالحجاز، يقول إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه، فإن كان نبيا كما يقول، فإنه لن يخفى عليك، وإن كان غير ذلك علمنا علمه؛ فأبى عليه قيس، وسفه رأيه.

فركب عمرو حتى قدم على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم وصدقه وآمن به، فلما بلغ ذلك قيس بن مكشوح أوعد عمرًا، وتحطم عليه

(1)

، فقال عمرو:

أمرتك يوم ذي صنعا

ء أمرًا ماديًا رَشَدُهْ

أمرتك باتقاء اللَّه

المعروف تتَّعِدُهُ

خرجتُ من المُنى مثل

الحُميِّر غَرَّةَ وَتِدُهْ

تمنّاني على فرس

عليه جالسًا أسَدُهْ

إلى قوله:

فلو لاقَيْتَني للقيتَ

ليثًا فوقه لِبَدُهْ

(2)

وعمرو بن معد يكرب كان شاعرًا شجاعًا، له ديوان مطبوع، وكان له سيف يسمى الصمصامة، مشهور.

وظلت زبيد معروفة إلى أواخر القرن الثالث الهجري حيث تعرضت للإمام الهادي إلى الحق: يحيى بن الحسين، حين سار إلى اليمن فتعرضوا له قرب بيشة فحاربهم وهزمهم.

وفيما قرأت من كتب الأنساب قول أحدهم: وهم زبيد الحجاز الذين عليهم درك الحاج بين الصفراء والجحفة، أو نحو هذا. وهذا غلط، فزبيد الحجاز عن حرب بن سعد من خولان، ثابت نسبهم هناك

(3)

.

(1)

تحطم عليه: اشتد غيظًا عليه.

(2)

السيرة: ج 2 ص 583.

(3)

انظر كتاب (نسب حرب) للبلادي.

ص: 73

مراد: قيل: هو مراد بن عنس بن مذحج، وقيل: بل كان اسمه يخابر فتمرد فسمي مرادًا. قدم منهم فروة بن مسيك المرادي وافدًا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، مفارقًا لملوك كندة ومتابعًا للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزل على سعد بن عبادة، وكان يتعلم القرآن وفرائض الإسلام وشرائعه، وأجازه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بثنتي عشرة أوقية، وحمله على بعير نجيب، وأعطاه حلة من نسج عُمان، واستعمله على مراد وزبيد ومَذْحج

(1)

، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقات، وكتب له كتابًا فيه فرائض الصدقة

(2)

.

بنو جُعفي: ابن سعد العشيرة بن مذحج، كان منهم الإمام البخاري صاحب صحيح البخاري، وهو بالولاء لا بالنسب

(3)

. وكانت بلادهم باليمن جنوب شرقي صنعاء، وواديهم هناك جردان. وفد منهم على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قيس بن سلمة بن شراحيل من بني مَرَّان بن جُعفي

(4)

، وسلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع، وهما أخوان لأمٍ، وأمهما مُلَيْكَة بنت الحلو بن مالك من بين حَرِيم بن جُعفي، فأسلما.

وكانت جعفي يحرمون القلب في الجاهلية

(5)

فقال لهما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، بلغني أنكم لا تأكلون القلب؟ فقالا: نعم: قال: فإنه لا يكمل إسلامكم إلا بأكله؛ ودعا لهما بقلب مشوي، ثم ناوله سلمة بن يزيد، فلما أخذ أرعدت يده، فقال له رسول اللَّه: كله، فأكله وقال:

على أني أكلت القلب كَرهًا

وترعد حين مسسته بناني

ثم كتب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لقيس بن سلمة كتابًا نسخته: "كتابُ من محمد رسول اللَّه لقيس بن سلمة بن شراحيل، إني استعملتك على مُرَّان ومواليها وحريم ومواليها، والكلاب ومواليها من أقام الصلاة وآتى الزكاة وصدق ماله وصفَّاه.

(1)

لعل المقصود هنا مراد الشام وكانت ديارهم حول ديار زبيد قرب جرش، ومذحج الشام التي صارت اليوم تسمى (قحطان).

(2)

الطبقات لابن سعد ص 327 ج 1.

(3)

سبائك الذهب ص 37.

(4)

كان لجعفي من الولد: مَرَان، وحريم.

(5)

والغريب أن هذه العادات لها بقايا في البادية، فقبيلة حرب كانت ترى من العيب أكل اللسان والقلب، وجهينة ترى من العيب أكل العين.

ص: 74

قال: الكُلاب: أود، وزبيد، وجزء من سعد العشيرة، وزيد اللَّه بن سعد العشيرة، وعائذ اللَّه بن سعد العشيرة، وبنو صلاءة من بني الحارث بن كعب، قال المؤلف: هذه مذحج الشام، وهي وقبائل أخرى من مذحج انضمت إليها فأصبحت تسمى (قحطان).

الرهاويون: قال في الطبقات قدم خمسة عشر رجلا من الرهاويين، وهم حي من مذحج، على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سنة عشر، فنزلوا دار رملة بنت الحارث، فأتاهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فتحدث عندهم طويلا، وأهدوا لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هدايا منها فرس يقال له المراوح، وأمر به فشوِّر بين يديه فأعجبه، فأسلموا وتعلموا القرآن والفرائض، وأجازهم كما يجيز الوفد، أرفعهم اثنتي عشرة أوقية ونشّا، وأخفضهم خمس أواق، ثم رجعوا إلى بلادهم، ثم قدم منهم نفر فحجوا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، من المدينة، وأقاموا حتى توفي، فأوصى لهم بحاد مائة وسبق بخيبر في الكتيبة جارية عليهم وكتب لهم كتابًا، فباعوا ذلك زمن معاوية.

وعن عمرو بن هِزَان الرهاوي عن أبيه قال: وقدمنا رجل يقال له عمرو بن سبيع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم فعقد له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لواء، فقاتل بذلك اللواء يوم صفين مع معاوية، وقال في إتيانه النبي صلى الله عليه وسلم:

إليك رسولَ اللَّه أعملتُ نصّها

تجوب الفيافي سَمْلقًا بعد سَمْلق

على ذات ألواح أكلها السرى

تخب برحلي مرة ثم تُعْنق

فما لَكِ عندي راحة أو تلجلجي

(1)

بباب النبي الهاشمي الموفق

عتقتِ إذن من رحلة ثم رحلة

وقطع دياميم وهم مؤرق

(2)

وفي "صفة جزيرة العرب": سرو مَذحِج أوله الرَّباحة، والسَّلف وحُمر وتناغم لرُهاء. ويذيّل العلامة محمد الأكوع محقق "صفة جزيرة العرب" قائلا: الرباحة بلدة آهلة بالسكان لآل عزان وتقع شرق البيضاء

(3)

.

(1)

التلجلج: أن تبرك الناقة فلا تنهض، بجري على غيرها.

(2)

كل هذا عن الطبقات: 344، 345 ج 1.

(3)

صفة جزيرة العرب ص 181 تحقيق محمد الأكوع.

ص: 75

رهاء من علة بن جلد من مذحج. كذا قال الهمداني وهو يعدد منازل من جنوب اليمن، فيقول: بهرور لبني رُهاء من علة من جلد من مذحج، ودعوتهم في بني ربيعة

(1)

. (يقصد ربيعة جنب).

النَّخْع: قيل اسمه جسر فسمي النخع لابتعاده عن قومه، وجسر بن عمرو ابن عُلة بن جلد بن مذحج

(2)

. ومن النخع: الإمام إبراهيم النخعي الفقيه، والأشتر النخعي: مالك بن الحارث كان من قواد أمير المؤمنين علي كرم اللَّه وجهه. كانت ديارهم بأقاصي اليمن. وفد منهم رجلان على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، هما: أرطاة بن شراحيل، والجهيش، واسمه الأرقم، فعرض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عليهما الإسلام فقبلاة، فبايعاه على قومهما، فدعا لهما ولقومهما بخير، وقال:"اللهم بارك في النخع"

(3)

! وعقد لأرطأة لواء على قومه، فكان في يديه يوم الفتح وشهد به القادسية فقتل يومئذ فأخذه أخوه دريد فقتل فأخذه سيف بن الحارث من بني جذيمة فدخل به الكوفة

(4)

.

وفي خبر آخر: كان آخر من قدم من الوفود على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وفد النخع، قدموا من اليمن في النصف من المحرم سنة إحدى عشرة، وهم مائتا رجل، فنزلوا دار رملة بنت الحارث، ثم جاءوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، مقرين بالإسلام وقد كانوا بايعوا معاذ بن جبل باليمن، وللخبر بقية

(5)

.

وكانت النخع إلى جانب الإمام علي، كرم اللَّه وجهه، يوم صفين.

جنب: وهم منبّه، والحرث، والفلي، وسنحان، وهفان، وشمران. قيل سموا جنبًا لأنهم جانبوا أخاهم صداء بن يزيد فحالفوا سعد العشيرة، وحالف

(1)

نفس المصدر ص 191.

(2)

سبائك الذهب ونهاية الأرب والاشتقاق، ولسان العرب.

(3)

هذه قد تكون من الأقوال الموضوعة، ذلك أن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لا شك مستجاب، ولكننا لم نر بركت نزلت بالنخع!

(4)

،

(5)

الطبقات (346 ج 1).

ص: 76

أخوهم بني الحارث بن كعب، وهم -السبعة- بنو يزيد بن حرب بن علة بن جلد ابن مذحج.

وجنب اليوم معروفة كقسم من قبيلة قحطان، ومنهم (عبيدة جنب) تأتي في قحطان، وسنحان معروفة أيضًا في جنب من قحطان.

لقد أطلنا كثيرًا عن مذحج في رحلة قوامها المشاهدات لا سرد النصوص، ولكن أتينا بهذا لسببين:

أولهما أننا مقبلون على بحث نجران قاعدة مذحج فيما مضى، ولابد من معرفة هذه القبيلة، لأن كثيرًا من بطونها ستردد هناك.

وثانيهما - بحث قبيلة قحطان، وهى بقايا مذحج، ولكي يقرب هذا إلى ذهنك فلابد من معرفة الكثير من بطون مذحج التي لازالت بأسمائها في قحطان ومن جاورها.

‌أين ذهبت مذحج

؟

هذه القييلة أم القبائل الكبار التي كانت تملأ ما بين عدن أبين أو قربها إلى تثليث من نجد وتميل إلى جازان - ثم يختفى اسمها نهائيًا، فهل اندثرت كما يحلو لبعض الباحثين أن يقول عن قبائل أخرى؟

إن القبيلة العربية لا تندثر وقلما تغادر ديارها بأجمعها، غير أن الظروف وطول الزمن يدخل على تشكيلها القبلي تغيرات، فقد يحدث بين بطونها نزاع فتلحق كل قبيلة بقبيلة مجاورة قوية، مثل ما حدث مع بجيلة وعدوان.

وقد تندمج في قبيلة أخرى، مثل ما حدث لمزينة، وقد تغير اسمها نتيجة عوامل لم نستطيع معرفتها، مثل هوازن التي تنضوي جل فروعها اليوم تحت اسم عتيبة، ومن عتيبة؟ ومثل مذحج، التي انضوت فروع عديدة منها تحت اسم قحطان، ومن قحطان أصلا؟ غير أن مذحج بقية لها فروع كثيرة مستقلة. مثل: مراد، وعنس، وغيرها.

ص: 77

‌ما ذكره المؤرخون والباحثون عن قحطان

‌أ - ما ذكره محمد بن عثمان بن صالح القاضي عن قحطان

(1)

:

قال: وكان القحطانيُّون لهم القدم في اليمن وهي قبيلة من أشهر القبائل فمنهم من تحضر ومنهم من لا يزال في البوادي يرحلون في مواشيهم للأراضي الخصبة؛ وفيهم علماء وأدباء وشعراء وأعيان وها نحن نرتب من تحضر فمنهم الشاعر الشهير أبو العلاء المعري ويدعى رهين المحبسين وولادته بمعرَّة النعمان فنُسب إليها.

آل أبا الغتيم بعنيزة بآلضبط، وآل بابطين بشقراء من عائذ ومن أبرزهم العلامة مفتي نجد الشيخ عبد اللَّه بن عبد الرحمن بابطين المولود 1194 هـ والمتوفى سنة 1282 هـ، والثنيَّان بالخبراء وعنيزة عفالق، والجديعي بالخبراء والبديع وعنيزة عفالق، والحبيب بالخبراء والبدايع وعنيزة والبكيرية عفالق، نزح منهم للقاهرة مرسي وأخوه عبد الحميد، فمرسي خلَّف إبراهيم وعبد الحميد عقيم وماتا في الجيزة وعملهم في سوق الجمال بإمبابة بمصر وهم غير الحبيب بعنيزة؛ بالضبط أنهم خوالد وتقدم ذكرهم في بني خالد، وآل حماد في الخبراء ومنهم منصور الحماد بالبدايع وكانوا يسكنون بعنيزة بالبويطن فنزحوا للخبراء وعمروها وهم عفالق.

والحميدان بعنيزة ومنهم أولاد رشيد الحميدان الخميس بالخبراء عفالق، والخضير بالخبراء عفالق، وآل خنين بالدلم من عائذ وبيتهم بيت علم وأدب ودين، ومن أبرزهم الشيخ راشد الخنين رحمه الله وحافيده راشد الخنين الرئيس العام لتعليم البنات سابقًا تنقل في وظائف عالية في الدولة وكان مع علمه أديبًا بارعًا وشاعرًا منطيقا.

والدّبيان بعنيزة بالضبط ويعرفون بالشريق، والدويش في قول، وبعضهم ينسبهم إلى سبيع الدبيبي بعنيزة عفالق، والدهيمان بالخبراء، والرشيد المنصور بسكون الراء بعنيزة من الحميدان وتقدم الروسة بالمامة والخرج، وآل رشود بالخرج

(1)

انظر منهاج الطلب عن مشاهير قبائل العرب من ص 99 وما بعدها.

ص: 78

والرياض من عائد وهم غير أسرة الشيخ سعود الرشود فقد تقدم أنهم سبعان، والسحابين بالخبراء والبدائع وعنيزة عفالق من خثعم وفيهم علماء وأدباء ومؤرخون وأعيان، ومن أبرز علمائهم الشيخ محمد الصالح السحيباني قاضي البدايع المولود سنة 1325 هـ والمتوفى سنة 1400 هـ ووالده صالح المحمد وعمه على المحمد من أعيان أهالي البدايع وكذا أولادهم وأولاد عبد الرحمن المحمد ومنهم عبد اللَّه خطيب جامع الوسطى رحمهم الله ومنهم صالح بن عبد الرحمن مستشار شرعي بإمارة القصيم فهم من خيرة زماننا.

وأولاد الريس بعنيزة بالحفيرة، والسكيت بعنيزة والخبرا والبدايع عفالق، والسلطان أهالي الخبرا وهم غير السلطان بالبدايع ومن أشهرهم سلطان المحمد أمير الخبراء وسليمان السلطان كان أميرًا ببعض القرى بالمنطقة الغربية، وآل سليمان بالحريق من عائذ، وآل سويكت بالسلمية بالخرج، وألشعابا بالرياض.

وآل شهيل بالمزاحمية والرياض، والصغير بعنيزة والخبراء والبدايع عفالق وهم من غير الصغير العفيسان فإنهم عجمان، وتقدم الصلصان بالخبراء ورياض الخبراء عفالق وتقدم وإنما كررناهم لأن السين تتناوب مع الصاد والصلصان هم أول من أسسوا الخبراء سنة 1140 هـ ونزحوا إليها من البويطن في عنيزة، والعليان بعنيزة في حي الضليعة ومنهم حمد المانع ومدير التعليم بعنيزة سابقًا الأستاذ عبد الرحمن الصالح العليان، والعضيب بالخبراء ورياض الخبراء العواد بالقصيم عفالق، والعويد بالخبراء وبالبدايع يعرفون بالبراك أصلهم من الهلالية، والعماش بالبدايع عفالق بنو عمهم الفوزان وفي الأرجح أنهم سبعان وتقدم، والفاضل بعنيزة والخبراء والرس عفالق، والفوزان بنو عم الصليع في قول وتقدم قريبًا، وآل فريان بالرياض وفيهم علماء وأدباء وأعيان ودعاة خير ورشد وصلاح وهم من بني هاجر، والفلاي بعنيزة عفالق بنو عم للحبيب، وآل قاسم بالبير والقِصَب وحوطة سدير من آل عاصم ومنهم الشيخ الورع عبد الرحمن بن قاسم القحطاني وابنه محمد بن عبد الرحمن ولهما مؤلفات مفيدة وبحوث قيمة وأعمال جليلة يسجلها لهما التاريخ فمنها جمعها فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية وترتيبها أحسن ترتيب كما قاما بنشاط آخر بجمع وترتيب مجموعة الرسائل والمسائل النجدية وتسميتها

ص: 79

بالدرر السنية، وها هو محمد يجمع فتاوى مفتي نجد فأكثر اللَّه من أمثالهم النافعين.

والقميع بالخبراء في قول وآل مقحم بالمجمعة والوشم من آل عاصم ومنهم الأديب الشاعر الشيخ محمد بن مقحم المتوفى بذي القعدة سنة 1383 هـ وهم غير آل مقحم من الظفير، والمنيفي بالقصيم، وبني زيد وآل مفدى في بريدة وسدير ومنهم العالم الزاهد الشيخ عبد اللَّه بن مفدَّى المولود في بريدة سنة 1273 هـ والمتوفى فيها سنة الوباء عام 1337 هـ ولقد دام هذا الوباء في نجد تسعة أشهر ومنهم مدير جامعة الرياض سابقًا الفدَّا حفظه اللَّه، وتقدم لهم ذكر فمرجعهم قحطان.

وآل معتق بالزلفي، وآل مصيف بسدير والقصيم، وآل مانع بالبويطن، ومنهم حمد المانع الجديع بنو عم العليان وتقدم بالعين المزارعة بالقصيم، والمحيسن بالخبراء ورياض الخبراء عفالق، والمزم بالخبراء عفالق، والمعيوف بعنيزة، والمخضوب بالخرج وتقدم أنهم من بني هاجر وأن من أبرزهم الشيخ حسين المخضوب صاحب الديوان في الخطب، وآل منيف بالهلالية والبكيرية والبدايع عفالق، وآل مطير بالزلفي عفالق، والهذلول بالبدايع عفالق وكانوا قبل ذلك في الخبراء، والملحم بالزلفي، وآل انغيمش بالقصيم عفالق، وآل أنويصر بالخبراء عفالق وفيهم علماء وأدباء ويشغلون وظائف عالية في الدولة، ومن أبرزهم الشيخ محمد رئيس الديوان حفظه اللَّه ووفقه.

‌ب - ما ذكره الدكتور إبراهيم بن محمد الزيد عن قحطان

(1)

:

قال: تعتبر هذه القبائل من أكبر وأكثر وأقوى القبائل في جزيرة العرب، وتتمركز في مناطق واسعة، وهي الآن تابعة في تقسيمها الإداري لمنطقة عسير، ويحدهم من الشمال بادية شهران، وجنوبًا جمهورية اليمن، وشرقًا بلدة بَدْر الجَنُوب، وهي تابعة لمنطقة نَجْران، وغربًا شَهْران، وعَسِيْر، وتنقسم قحطان الجنوب إلى القبائل التالية:

(1)

وهو محقق كتاب المنتخب للمغيري، انظر من ص 497 إلى ص 503.

ص: 80

أ - قبيلة رُفَيْدة وبطونهم هي:

1 -

إلْحَاف وَوَقَشَة.

2 -

ذُعَي وبني قيس، وفيهم من الأفخاذ.

أ - فَذُعِيَ منهم آل قفيع وفصيلتهم: آل مخرب، وبنو تميم ولهم فضائل: آل مفايح، وآل قعيان، وآل مدِيْر، وقراهم الفرق، وآل لَجْهر، وآل شَرْهان، والحديثة الغربية.

آل بُرَيد، ومن فصائلهم: آل سعيد، وآل حمود -آل قراوش ومنهم أمْ ماشي- آل سالم، ومنهم شيخ الشَّمل، ومن فصائلهم: آل الوحش، وآل عبود، وآل خْزَيم، وآل شبشب.

المرغة، ويتبعهم فصائل: آل حيان، وصليمة، والحُرْقَان.

آل كامل، ويتبعهم من الفصائل: آل بوعوة الأعلون، وآل بوعوة أسفل، ومنهم القوايا، وأهل عِرْق بالحناء، وآل بوهتلة صفوان، بجوار المدينة العسكرية، وآل مُفَرِّح ولهم من الفصائل: المحوى، وآل كَمَاه، وآل عُنْقَة، وآل وقيشة، وآل بوشعط.

آل مُسْتَنْير الرَّوْغ، ولهم فصيلة آل أبو قيس، وآل مُسْتَنِيْر الثنية، ولهم فصيلة بالمدِيْر.

ب - أما بنو قيس، فمن فصائلهم: أهل الرَّبة، ويتبعهم آل رايزة، ومداحن، والعقيدة ويتبعها آل القابل، وآل أبو خضاعة؛ والحضيرة، وآل الشُّوَاط، ولزمه ويتبعهم الخربة، وآل سودان، الظرس، وجَوْف آل الشُّواط، والعِرْق عِرق آل ناخش، وآل عجيبة، وآل الرميح، والهجلة.

3 -

جَارِمَة وخَطَّاب، ولابد من التنويه هنا أن في الحجاز وعسير قد يطلق اسم الفخذ على القرية، أو يعني ذكر اسم القرية على أنه البطن أو الفخذ أو الفصيلة، فلهذه القبيلة القرى، أو الأفخاذ التالية:

المَضِيْق، القَرْحاء، لَجْوَان، آل الشيخ، الدربين، غراب، آل لعز، آل نادر، آل السُّواد، آل عمر، آل الدَّاحِس، آل رُهَيْر، عنقرة، آل شوَيَّة، آل كُرَيْدِيس،

ص: 81

الجَوْف، آل الرميح، المسمع، آل العضباء، آل راقع، آل حمرير، آل جمعة، وادي زيد، النمصة، سِرْذْيَاب، آل سلمة، آل دَلْهُم، آل غَيْلان، آل عباس، آل شبيرين، آل هيصم، آل الطويل، الهضبة، العَيْن، السَّر، أربيد، هضبة آل نادر وآل عبود، العرق، الهيرة، العَطْفَة، عربض الرديفة، آل يَعَنَ اللَّه، آل سليمان، آل قَذَّاف، آل هلال وهم في تهامة قحطان وعسير بدو رُحَّل.

ب - بنو بشْر، وشيخهم سعد بن ثَقْفَان، وهم إحدى قبائل قحطان.

جـ - قبيلة عَبيْدة، وتنقسم إلى ثلاث عمائر:

1 -

آل مَعَمِّر، ويحدهم من الشمال آل شُواط، وآل صقر قحطان، وجنوبًا آل صقر، ورُفَيْدة قحطان، وشرقًا وادي خضار، وقرية زُهَير، وغربًا آل شُوَاط، وتنقسم هذه القبيلة إلى بطون هي:

1 -

آل فَرْدَان وأفخاذهم: آل فهد، وآل دُلَيْم، وآل سعد بن علي، وآل حسين، وآل سعيد.

2 -

قرية الزهرة، وأفخاذهم، آل ناجي، وآل مسلم، وآل بديوي، وآل معَدِّي، وآل حنش، وآل عبد الرحمن، وآل أحمد، وآل مسعد، وآل شائع، وآل دومان، وآل اليماني.

3 -

قرية الغلقة وأفخاذهم: آل بشير، وآل مغيدي، وأهل القرى، وآل جخران، وآل طمسان، وآل بعشقة، وآل حصان، وآل شريف، وآل أبو دَاهِش، وآل عريج، وآل قيس، وآل دعمة، وآل فارع، وآل الشعشعي، وآل محيي، وآل أبو هيصم.

4 -

قرية المحزمة وأفخاذهم: آل حُمران، وآل حُوَيْد، وآل بو قَفْرَة، وآل حنيف، وآل عامر، وآل محَيَّا، وآل مسعود، وآل مجرى، وآل صَيَّاح، وآل صنيج، وآل حميدي، وآل مشفلت، وآل جذبان، وآل شتوي.

5 -

قرية الوَهَّابَة وأفخاذهم: آل مهروي، وآل محاصر، وآل سلمان، وآل عيبان، وآل دّشْنان، وآل محمد بن سعد، وَرْوُرْ، وآل قاسم، وآل تاتا، وآل عبده، وآل شاهر، وآل حوفان، وآل رقمان، وآل بنية، وآل غُراب، والمنبت.

ص: 82

6 -

قرية الوادي الأبيض وأفخاذهم هي: آل زليق، وآل عتمة، وآل مصلح، وآل حمران، وآل جبران، والحَرَامِلَة بالسرات، وآل هَتْلان، وآل أبو ظَهْر، وآل قَوْشَع، وآل قَذْلَة، وآل كليب، وآل زَراب، وآل شلوة، وآل عصم، وآل وقيد.

7 -

قرية الأشاعرة -لشَاعِرَة- وأفخاذهم هي: آل مُفْرِّح، وآل علي، والعواشز، وآل حسين، وآل الشيب.

8 -

قرية العيص وأفخاذهم هي: آل مَدْشُوْش، وآل حامد، وآل عَوْضة، وآل فرشان، وآل عبود.

9 -

قرية المحاميد وأفخاذهم هي: آل عيسى، وآل مُغيدي، وآل سالم، وآل غائب، وآل سِمْحان، وآل قَذْلة، وآل الرُّنَيْن، وآل عبد اللَّه، وآل سعد.

10 -

قرية آل دريم وأفخاذهم هي: آل مُطْلّق، وآل دِخِيْل اللَّه، وآل عائض، وآل محمد، وآل حسين.

11 -

قرية الورد وأفخاذهم هي: آل عَبُّود، وآل علي، وآل سعيد.

12 -

آل نُمَيْلَة وأفخاذهم هي: آل محَيّا، وآل سعيد، وآل أحمد، وآل موسى.

13 -

قرية آل خَطَّاب وأفخاذهم هي: آل علي، وآل مَسْتُورة، وآل مِسْفر.

14 -

قرية آل فَردان بالجوف وأفخاذهم هي: آل عبد الرحمن، وآل عائض، وآل سعيد، وآل فَهْد، وآل ملحة، وآل فَردان بن دُلَيْم، وآل غراب، وآل حسين.

15 -

آل جبار وأفخاذهم هي: آل علي بن محمد، وآل مبارك، وآل عبد اللَّه بن محمد، وآل حدوري، وآل سعد، وآل معِيْض، وآل العدلة، وآل جبار، وآل مبارك، وآل عَزَبة، وآل غدان، وآل زَرْعة، وآل عَصْعَص، المجاعبة.

16 -

قرية ضرب الضَّيْق وأفخاذهم هي: آل ماعز، وآل شريف، وآل عُريْج، وآل نهاية، وآل زايد، وآل مسفر، وآل أبو شِعْلَة، نازلة.

17 -

قرية آل غائب بالجَوْف وأفخاذهم هي: آل سعيان، وآل سعيد بن معِيْص، وآل مُتْعِبَة، وآل نَفْلا، وآل زائد بن فرحان، وآل الوحير، وآل عُلَيَّان، وآل قعوة، وآل حماد، وآل رَثْوان، وآل زَلْمَع، وآل فرحان، وآل خزام.

ص: 83

18 -

قرية الحظيرة وأفخاذهم هي: آل مُتْرِك، وآل محمد، وآل الشامي، وآل أبو مرعية، وآل مفلح، وآل حسين، وآل نادر، وآل سيف، وآل علي بن شايع، وآل حزوق.

19 -

قرية الحَدْباء بالجَوْف وأفخاذهم هي: آل مبارك، وثَلْبَة، وآل ناصر، وآل سعيد، وآل قهمود، وآل مَرْعي، وآل لداح.

20 -

قرية آل مجري بالجَوْف وأفخاذهم هي: آل عائض، وآل جرَيِّد، وآل سمحة، وآل شُوَيْل، وآل حُوَيْل، وآل حمير، وآل ذْفَيْل، وآل جُبْرَان.

21 -

قرية الربايع بالجَوْف وأفخاذهم هي: آل أبو عامر، وآل أبو ضُرَيْس، وآل ضاعن، وآل رُنَيْنِي بالجَوْف، وآل سعد، وآل محمد، وآل هَمْلة، وآل عُكَيْش، وآل جَلْخَف بالجَوْف.

22 -

قرية سُحَيْبَان بالجوف وأفخاذهم هي: آل خازم، وآل فالح، وآل حامد، وآل دَغَش، وآل زَابِن، وآل قَنْهَش، وآل مقبولة، وآل حجراف.

23 -

قرية العصارة بالجَوْف وأفخاذهم هي: آل عبد اللَّه، وآل علي، وآل محمد، وآل عبد الرحمن، وآل قهمود، والسعد.

24 -

قرية آل مُعَمِّر السفالة وأفخاذهم هي: آل مُشَفْلِت، وآل جردة، وآل غانم، وآل عنقص، وآل شيبان، وآل سُوَيْدَان، الفوارع.

25 -

قرية الحَرَامِلَة بالعَرِيْن وأفخاذهم هي: آل شُوَيْم، وآل مُلْفِي، وآل عَنْفَر.

2 -

آل الصقر، ومن كبارهم هَيف بن سْلَيْم، وآل دِعْجم، وآل حُصوْمة.

3 -

بنو طَلَق.

د - شُرَيْف، ومنهم شيخ القبيلة العام سعيد بن دُلَيْم بن محمد بن دُلَيْم أبو لِعْثَة، ومن عَبِيْدة:

1 -

بطن الفَهْر وأفخاذهم هي: المصاليم، وآل العجن، وآل القصادة، والقوافلة، وآل دشنة، وآل مليسان، والنطفان، وآل حارث، وآل راجح، وآل غنيمة، وآل قمرى.

2 -

آل مهدي وأفخاذهم هي: آل خميس، وآل مقطر، وآل هَجَّار، وآل وبر.

ص: 84

3 -

آل الجرو وأفخاذهم هي: آل جراش، وآل زبران، والدلمه.

4 -

آل عايذ وأفخاذهم هي: العشاير، وآل دربي، والهياصم.

5 -

العُرْجَان وأفخاذهم هي: العشائر، وآل مرضي، وآل عطيف، وآل الحجاري.

6 -

آل زيدان وأفخاذهم هي: آل ميراد، وآل غرة.

7 -

الكَوَادِرَة وأفخاذهم: آل شنان، وآل قناد، من عَبْدة وقريش وشيخهم ابن جلالة، والمساردة ومنهم آل شَرِي، هؤلاء تابعون للشيخ ذِيْب بن شِفْلُوْت.

هـ - سَنْحان.

و - الأحباب - الْحبَاب.

ز - قبيلة وَادِعَة، وهذه القبيلة من هَمْدان ولكنها دخلت الآن في قحطان

(1)

، وهذه القبيَلة تسكن في مدينة ظَهْرَان الجنوب وما حولها، وفي تهامة من قحطان، آل السرى، وآل السعيد، جَنْب بني سعد، ورئيس هذه القبائل العام سعيد بن دُلَيْم بن محمد بن دُلَيْم أبو لعثَة، ولكل قبيلة اليوم رئيس خاص، وكانت رئاسة آل دُلَيْم قوية في السابق أيام الملك عبد العزيز وما قبله.

أدلى بهذه المعلومات عن قحطان، الشيخ سعيد بن دُلَيْم أبو لِعْثَة، والشيخ سعد بن حسين بن فَرْدان شيخ قبيلة آل مُعَمِّر عبيدة قحطان.

‌جـ - ما ذكره الأستاذ/ علي بن أحمد بن عيسى عسيري عن قحطان

(2)

:

يطلق اسم قبيلة قحطان المقصودة هنا على مجموعة قبائل من خولان وهمدان تسكن ما بين ظهران الجنوب حتى وادي شهران، وفي الحقيقة أن تسمية هذه القبيلة بقحطان يثير الالتباس بينها وبين قحطان الذين يشكلون نصف العرب. ومما لا شك فيه أن هذه القبيلة هي إحدى القبائل الكبيرة التي تنتسب إلى قحطان، وتقع منازلها على طول وادي ظهران ووادي تثليث ووادي الجوف. وتحد من

(1)

الإكليل، 10، 65، 74، في سراة غامد وزهران؛ 485؛ فزاد حمزة، في بلاد عسير، 189.

(2)

كتاب (عسير) من 1249 هـ حتى 1289 هـ (1833 م -1872 م). دراسة تاريخية، طبعة 1407 هـ/ 1986 م.

ص: 85

الشمال بشهران وعسير ومن الجنوب بني صحار ويام، ومن الغرب بقبائل وداي بيش، ومن الشرق بحافة الربع الخالي

(1)

.

وتقسم قبيلة قحطان إلى ستة أقسام كبيرة تكون كل قحطان هي:

1 -

قبيلة وادعة: وتقع منازل هذه القبيلة على ضفاف وادي ظهران، وبلادهم جبلية ذات أودية كثيرة وخصبة أهمها: وادي الحاجر، ووادي قثام، ووادي العرين، ووادي طلحة، ووادي رشا، وكانت بلادهم تنتج كميات كبيرة من العنب حيث يتم تصديرها إلى أبها ورجال ألمع، وكانوا يستوردون البن من جبال رزاح وخولان الشام في اليمن، وأهم مدنهم ظهران، التي كانت تمثل عاصمتهم، ويعتقد بها عادة السوق الرئيسي للقبيلة

(2)

.

2 -

قبيلة سنحان: تقع هذه القبيلة على ضفاف وادي راحة وروافده، ويقطنون في السراة وفي تهامة، حيث يوجد لهم أتباع كثيرون في تهامة

(3)

، وينقسمون إلى قسمين، قسم متحضر وقسم بدوي، ويملكون ثروة كبيرة من الإبل التي يعتمدون علمها في حياتهم، ويشتهرون بالشجاعة وإجادتهم للقتال

(4)

.

3 -

قبيلة بني بشر: وتقع منازلهم على ضفاف وادي راحة ووادي يعوظ، وينقسمون إلى عدد كبير من العشائر، يقطنون في السراة وفي تهامة

(5)

، ومنطقة بني بشر قاحلة في الشرق، ولكنها أكثر أمطارًا وخصوبة ونباتات وغابات في اتجاه البحر، وتشتهر القبيلة بالكرم والشهامة والثروة، ويملك البدو أعدادًا كبيرة من المواشي

(6)

.

4 -

قبيلة شريف: وتقع مع قبيلة بني بشر على ضفاف وادي راحة، ووادي يعوظ، وشيخ القبيلة هو محمد بن دليم، الذي يعتبر في الوقت نفسه شيخ

(1)

هاشم النعمي، المصدر السابق، ص 41، محمد بن إبراهيم الحقيل، المرجع السابق، ص 33، 72

(2)

فؤاد حمزة، المصدر السابق، ص 138 - 814.

(3)

هاشم النعمي، المصدر السابق، ص 41.

(4)

Cornwallis Sir Kirahan.Op.Cit.P 60

(5)

هاشم النعمي، المصدر السابق، ص 41.

(6)

Cornwallis Sir Kirahan.Op.Cit.P 76

ص: 86

قحطان كلها

(1)

، ومنطقة شريف متعرجة السطح، تقل فيها الأشجار وتكثر الحشائش الموسمية، ونتيجة لقلة الأمطار فإن زراعتهم تعتمد على الري من الآبار، ولكن اهتمامهم بالزراعة محدود بالمقارنة مع التجارة التي تعد من أهم اْنشطتهم الاقتصادية، وتعد شريف من القبائل المسالمة التي لا تحب الحروب والقتال، أهم قراهم: حرجة: وبها حوالي مائتي منزل بنيت من الحجر والطين، وبها قلعة الشيخ محمد بن دليم

(2)

.

5 -

قبيلة عبيدة: وتقع شمال وادي يعوظ، وتنقسم إلى قسمين كبيرين هما: آل الصقر، وآل الحارث، وفيها ما يزيد على ثلاث وعشرين عشيرة

(3)

، وتشهر عبيدة بأنها أكثر قبائل قحطان ثراء ونشاطًا ومقدرة تجارية، وأهم مراكزهم: سراة عبيدة التي تعد من أهم مراكز البيع والشراء في منطقة عسير، حيث يقام فيها سوق أسبوعي، وأهم البضائع التي ترد إليها: السمن والجلود والبن والمواشي، ويصل عدد بيوتها إلى مائتي بيت، ومعظم سكانها يهتمون بالتجارة، ويستقر البعض من تجارهم بصفة دائمة في كل من رجال ألمع، وأبها، والنماص، وجزء منهم له أعمال تحارية في جدة، وما يميزهم في المجال التجاري المعرفة بالأساليب التجارية، ولهم رغبة قوية في الثراء، ولذلك فقراهم كثيرة العدد ومعمرة ومنظمة جدًّا، وقد اشتهروا بجانب ذلك بفنون البناء، وقد تخصصوا في ذلك ومارسوه في كل منطقة عسير

(4)

.

ويشتهر البدو من عبيدة بالخيول العربية الأصيلة التي يفخرون بها ونادرًا ما يبيعونها، كما يملكون ثروة كبيرة من المواشي، وقد اشتهروا بين قبائل إقليم عسير بأنهم كثيرًا ما يحاربون على ظهور الخيل والجمال حاملين البنادق والحراب بجانب الجنابا

(5)

.

(1)

هاشم النعمي، المصدر السابق، ص 41.

(2)

Cornwallis Sir Kirahan.Op.Cit.P 77

(3)

فؤاد حمزة، المصدر السابق، ص 142.

(4)

Cornwallis Sir Kirahan.Op.Cit.P 75

(5)

Cornwallis Sir Kirahan.Op.Cit.P 76

ص: 87

6 -

قبيلة رفيدة وجارمة: تقع هذه القبيلة على مسافة من مشارف وادي يعوظ في الجنوب حتى بلاد شهران في الشمال

(1)

، وتتكون هذه القبيلة من مجموعتين: المستقرون والبدو، ويشتهر المستقرون بالزراعة، وبكرههم للحروب والقتال. أما البدو فيتميزون بالمقدرة الحربية الممتازة، ويملكون أعدادًا كبيرة من المواشي، ومهنتهم الرئيسية الرعي

(2)

.

وتجدر الإشارة إلى أنه يوجد فرع من قحطان في نجد يعرفون بقحطان نجد، وهم قسمين: آل الجمل، وآل محمد أو آل سليمان

(3)

. ويقول الألوسي

(4)

عن القبائل الساكنة في نجد ما نصه: "ومنها قحطان وهم من أهل النجدة والقوة والعدة والعدد، وينقسمون إلى بطون: (الحمالين) و (العرينات) و (النبطة) و (الصحلة) و (مليح) و (القرينات) و (العزة) وبعضهم من بني عامر بن صعصعة من العدنانية".

أما عن العلاقة بين قحطان الشمال والجنوب فقد انفصلت تمامًا، ولا علاقة بينهم إلا في أوقات الجفاف والقحط حيث تأتي مجموعة قحطانية من الشمال إلى المنطقة الجنوبية ويجدون الترحيب من قبائل قحطان الجنوب، ولكن العلاقة بين قحطان في الشمال والجنوب تنتهي عند هذا الحد فقط ولا يوجد هناك أية رابطة أخرى تربط بينهم

(5)

.

‌د - ما ذكره الأستاذ/ هاشم بن سعيد النعيمي عن قحطان

(6)

:

يطلق اسم قبيلة قحطان المقصود وضعه هنا على مجموعة قبائل من مذحج وهمدان، تسكن ما بين ظهران الجنوب حتى وادي شهران، وتنحدر من الشعب القحطاني، ولكنها ليست هي القبيلة الوحيدة التي تشكل مجموعة القبائل

(1)

هاشم النعمي، المصدر السابق، ص 41.

(2)

Cornwallis Sir Kirahan.Op.Cit.P 73

(3)

حمد بن إبراهيم الحقيل، المرجع السابق، ص 74.

(4)

محمود شكري الألوسي، تاريخ نجد، حققه محمد بهجت الأثري، المطبعة السلفية، القاهرة 1343 هـ/ 1924 م - ص 89.

(5)

Cornwallis Sir Kirahan.Op.Cit.P 73

(6)

انظر تاريخ عسير في الماضي والحاضر - ط 1419/ 1999 م.

[صور هذا الكتاب بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية].

ص: 88

القحطانية، فقحطان من حيث العموم شعب ينطوي على قبائل عديدة وعمائر وبطون، تشكل في مجموعها نصف العنصر العربي الممتد ما بين خليج عُمان فالفرات شرقًا حتى المحيط الأطلسي غربًا، ومن الشمال من الإسكندرية فأعالي الفرات إلى خليج عدن جنوبًا، وتقع منازل قبيلة قحطان المقصودة هنا على طول وادي ظهران فوادي تثليث فوادي الجوف، وتحد من الشمال بشهران وعسير، ومن الجنوب ببني صحار ونجران، ومن الغرب بوادي بيش، ومن الشرق بحافة رمال الربع الخالي، وتنطوي على عدة قبائل نذكر هنا أهمها:

1 -

قبيلة وادعة: وترجع في الأصل إلى همدان، وتقع منازل وادعة على ضفاف وادي ظهران

(1)

، وتحد من الجنوب ببني صحار وجماعة ونجران، ومن الشمال سنحان، ومن الشرق بحبونا وبدر، ومن الغرب بجنب بن سعد، وتنطوي على عدة أفخاذ من أهمها ما يلي:

1 -

آل سيار.

2 -

آل امحاضي.

3 -

آل رشيد.

4 -

سحامي.

5 -

آل علي بن محمد.

6 -

القضاة.

7 -

آل زاهر.

8 -

آل جبير.

9 -

آل مونس.

10 -

آل زاخر.

11 -

آل ثابت.

ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بحوالي عشرين ألف نسمة، وهم على نائبين هما: ابن عريعر وابن كعبان، ويشغل منصب مشيختها حاليا الشيخ سعيد بن دليم "أبو لعثة" وهو شاب غض الشباب يبلغ من العمر حوالي أربعين عاما تقريبًا، ومعروف بالكرم والشجاعة

(2)

، والرئاسة في قحطان في أسرته بالتعاقب، وهم أهل نجدة وكرم وقوة بأس.

2 -

قبيلة سنحان: وتقع منازل هذه القبيلة على ضفاف وادي راحة، وما ينجر إليه من روافد، وتحد من الجنوب بقبيلة وادعة، ومن الشمال بشريف وبني

(1)

هذه القبيلة من أصل همداني، ولها فروع في نجران وفي اليمن.

(2)

توفي، وخلفه في منصب مشيخه قحطان ابنه علي بن سعيد بن دليم، وقد استفدت منه فيما يخص قبيلته.

ص: 89

بشر، ومن الغرب بجنب، ومن الشرق بشريف، وتنطوي على عدة أفخاذ من أهمها ما يلي:

1 -

السلاطين.

2 -

آل زائد.

3 -

آل مرتفع.

4 -

آل يعلا.

5 -

الخمجات.

6 -

هبالة.

7 -

آل هران.

8 -

الجبرة.

9 -

آل حيان.

10 -

آل مالك.

11 -

آل جحيش.

12 -

آل قنع.

13 -

آل عازب.

14 -

آل عشية.

15 -

آل الهوى.

16 -

آل عمد.

17 -

آل زبيري.

18 -

العرفان.

19 -

آل سعيدان.

20 -

آل امكايس.

21 -

آل سعيد.

22 -

آل علي بن راشد.

23 -

آل امشاعر.

24 -

آل جبران.

25 -

آل لدر.

26 -

آل سعيدة.

27 -

الرشدة.

28 -

آل جابر.

29 -

آل بيضاء.

30 -

آل عزاب.

31 -

آل سعيد بن مقبول.

32 -

آل عافية.

33 -

آل نملان.

34 -

آل حرقة.

35 -

آل عليان.

36 -

آل عيفة.

37 -

آل سعيد بن سلطان.

38 -

العوران.

39 -

آل مسعود.

40 -

آل مجلب.

41 -

آل عاصي.

42 -

آل صالح.

43 -

آل الزين.

44 -

آل إصبع.

45 -

آل محمد بن سعيد.

46 -

آل جران.

47 -

آل شادة.

48 -

الرشدة.

49 -

آل عاطف.

50 -

آل عمران.

51 -

آل الوصية.

52 -

البسيط.

53 -

آل جميح.

54 -

الحباب.

ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بحوالي خمسين ألف نسمة، ويشغل منصب مشيختها الشيخ سعيد بن دليم المار ذكره، وتنحدر هذه القبيلة من مذحج من القحطانية.

ص: 90

3 -

قبيلة شريف وبني هاجر

(1)

: ومنازل هاتين القبيلتين مختلطة بعضها ببعض، وتقع منازل القبيلتين على ضفاف وادي كولة ووادي محلاة فوادي يعوظ إلى المنحنى، وتحد من الشمال ببني عبيدة ورفيدة، ومن الجنوب ببني سنحان، ومن الغرب ببني جنب بن سعد، ومن الشرق بالحباب، وتنطوي على عدة أفخاذ

(2)

، يمكن حصر أهمها فيما يلي:

1 -

آل عامر.

2 -

آل سيف.

3 -

آل طلحان.

4 -

آل الطيز.

5 -

الغبران.

6 -

الخشنان.

7 -

آل دهر.

8 -

آل الخضراء.

9 -

آل الغار.

10 -

آل السمان.

11 -

آل حجا.

12 -

آل الشعبين.

13 -

آل مشبب بن رائث.

14 -

لكرم.

15 -

آل قلاط.

16 -

هفلان.

17 -

آل النجائب.

18 -

آل فطيس.

19 -

البصرة.

20 -

القضاة.

21 -

آل مونس.

22 -

آل شماخ.

23 -

الفروان.

24 -

آل عبد اللَّه.

25 -

آل الطويل.

26 -

الفنعوم.

27 -

آل ربعة.

28 -

لشراف.

29 -

العداوية.

30 -

آل حمدان.

31 -

آل هائف.

32 -

المزواحة.

33 -

الحرجة.

34 -

آل عيدان.

35 -

آل حيدة.

36 -

آل الشفى.

37 -

آل الواقدي.

38 -

آل عامر.

39 -

آل جبير.

40 -

آل عرعرة.

41 -

آل حامش.

42 -

آل امشاعر

43 -

آل زيدان.

44 -

بنو هاجر.

45 -

الموصم.

46 -

آل مسمة.

47 -

آل زرقان.

48 -

آل عباس.

49 -

آل شارد.

(1)

انظر عن بني هاجر فى المجلد السابع.

(2)

يشغل منصب مشيخة شريف وبني هاجر ابن دليم أبو لعثة.

ص: 91

وفيما يلي قبيلة بني بشر ومن عمائرها ما يلي:

1 -

المحافيظ.

2 -

آل عازب.

3 -

حمالة.

4 -

آل عفيف.

5 -

درامة.

6 -

مثاب.

7 -

آل عاطف.

8 -

العبيدية.

9 -

آل حرشي.

10 -

آل عطفة.

11 -

آل مانع.

12 -

آل الظهر.

13 -

أهل قحيم.

14 -

البهمة.

15 -

بني موسى.

16 -

آل الخلف.

17 -

آل ابن سارعة.

18 -

آل عثمان.

19 -

العسران.

20 -

آل مكر.

21 -

آل النمر.

22 -

آل شباع.

23 -

آل سحيم.

24 -

آل فرحان.

25 -

آل الشتاء.

26 -

آل زهرة.

27 -

أهل المصياد.

28 -

آل طيب.

ويقدر عدد أفراد قبيلة بني بشر بحوالي عشرين ألف نسمة، ويشغل منصب مشيختها سعد بن ثقفان

(1)

.

4 -

قبيلة عبيدة ورفيدة وجارمة: تقع منازل هذه القبائل الثلاث على مساحة من مشارف وادي يعوظ من الجنوب حتى بلاد شهران شمالا، وتنحدر هذه الثلاث القبائل من مذحج من القحطانية ما عدا رفيدة فهي قبيلة عدنانية من بني عنز بن وائل، وتحد من الشمال بشهران، ومن الجنوب ببني بشر وشريف، ومن الشرق أسافل وادي طريب والثفن، ومن الغرب بالجهرة وآل حسان، وتنطوي على عدة أفخاذ يمكن حصر أهمها فيما يلي:

1 -

آل عرفان.

2 -

آل مريد.

3 -

الفهر.

4 -

الجرابع.

5 -

آل أبي نهار.

6 -

آل جابر.

7 -

رغوة.

8 -

الفرس.

9 -

الوهبة.

(1)

توفي، وخلفه في منصب مشيخة بني بشر ابنه في الوقت الحالي.

ص: 92

10 -

آل عرفان.

11 -

الحراملة.

12 -

زهير.

13 -

سحيبان.

14 -

آل ربايع.

15 -

القطنان.

16 -

آل هلدة.

17 -

آل خطاب.

18 -

آل فرعة.

19 -

آل قريش.

20 -

آل عوير.

21 -

الفقاعيس.

22 -

آل الجرو.

23 -

آل حجران.

24 -

آل الذيبة.

25 -

آل مفرح.

26 -

المنادية.

27 -

آل مفرح.

28 -

آل العتر.

29 -

آل دكين.

30 -

آل الصقال.

31 -

الزراعة.

32 -

آل مذعان.

33 -

آل مدلاح.

34 -

آل مفرح الصناع.

35 -

آل سليمان.

36 -

آل ثابت.

37 -

آل بسام.

38 -

آل الخطاب.

39 -

آل زحنون.

40 -

آل مهدي.

41 -

آل جبل.

42 -

المحامد.

43 -

آل جبر.

44 -

آل غطية.

45 -

آل المشاعلة.

46 -

آل نملة.

47 -

آل دريم.

48 -

الحراملة.

49 -

آل الورد.

50 -

آل زليف.

51 -

آل الزهرة.

52 -

الميادخة.

53 -

آل كليب.

54 -

آل محاصر.

55 -

المحزمة.

56 -

آل مهدي.

57 -

المشاعلة.

58 -

آل سويدان.

59 -

آل عبود.

60 -

المساردة.

61 -

حمالة.

62 -

آل عاطف.

63 -

آل جلدة.

64 -

آل العراف.

ويرأس هذه القبيلة عدة رؤساء منهم ابن سليم، ولها فروع في نجد عديدة فمنهم آل عاصم وآل محمد وغيرهم، ويبلغ عدد أفراد هذه القبيلة حوالي خمسين ألف نسمة

(1)

، وهم من أشجع العرب وأكرمهم، وأغلبهم بادية نجدية وتهامية، ويقال لبدو تهامة: جنب بن سعد، وينحدرون من مذحج.

(1)

جولة ميدانية قام بها المؤلف بين القبائل المذكورة لتقصى وضع هذه القبائل مباشرة.

ص: 93

وفيما يلي نذكر قبيلة جارمة وخطاب:

1 -

آل نادر.

2 -

الجوف.

3 -

العرينة.

4 -

آل شوية.

5 -

آل رميح.

6 -

آل عمرة.

7 -

آل السوي.

8 -

آل الغطبا.

9 -

آل العراب.

10 -

الداحس.

11 -

آل زهير.

12 -

آل الشيخ.

وفيما يلي نذكر قبيلتي الحاف ووقشة:

1 -

آل علي.

2 -

فجعة.

3 -

آل حلامي.

4 -

جليحة.

5 -

آل حديلة.

6 -

آل امبايع.

7 -

آل الشاعر.

8 -

آل الدمام.

9 -

آل عامر.

10 -

آل بلحى.

11 -

آل أبي حبيب.

12 -

آل العيص.

13 -

بنو وهي.

14 -

آل لوط.

15 -

الأشراف.

16 -

آل خزيم.

17 -

آل الحارثة.

18 -

الحرقان.

19 -

المصايد.

20 -

القطن.

21 -

بنو مليكي.

22 -

المجمع.

23 -

المحشوشة.

وفيما يلي نذكر قبيلة بني قيس وآل الشواط:

1 -

بني قيس.

2 -

آل لشواط.

3 -

آل المستنير.

4 -

آل كامل.

5 -

آل سالم.

6 -

آل مفرح.

7 -

آل الماشي.

8 -

بنو غيم.

9 -

آل بريد.

10 -

آل مدير.

11 -

آل قفيع.

ويقدر عدد أفراد هذه القبائل بحوالي خمسين ألف نسمة، ويشغل منصب مشيختها عدة مشايخ.

ص: 94

‌هـ - ما ذكره فؤاد حمزة عن قحطان

(1)

:

قال: أقدم القبائل العربية محافظة على العوائد العربية القديمة، وديرة قحطان ما بين نجران وعسير وجنوبي نجد، وديرتهم في حصاة وعُريجي وتثليث وإلى الغرب من قحطان توجد شَهران وسبيع وإلى الجنوب الدَّواسِر وإلى الجنوب الغربي البُقوم.

وقسم من قحطان متحضر ومقيم في هجر، وقسم آخر في بلاد عسير من قديم ويمكن قسمة قحطان إلى بطنين، بطن في نجد وبطن آخر في عسير:

أما أفخاذ بطن عسير فهي تحت زعامة ابن دُلَيْم وعددها ستة وهي:

1 -

رُفَيْدات اليمن، الجُهَال، بيشة، ابن سالم، بنو قَيس، خطاب

(2)

.

2 -

بنو بشر منها الحاضرة والبادية: آل عِرفان، آل حيان، والتُّهْمان، آل محمد، آل فرحان

(3)

.

3 -

سَنحان الحُباب، الزُّربَا، الغازُي، آل شريف، آل سَلمان، آل الثوكة

(4)

، الرشدة. أما الحاضرة فهم أهل الغيض.

4 -

عابدة ومنها العشائر الآتية

(5)

:

1 -

المتحضرة - آل قريش، والبسّام، وآل الصقِر، والزُّهير، وبنو طلْق، والوهّابة، والفُردان، وآل عابس، والعرنة.

2 -

البدوية - آل حَمدان، والحرقان، وآل الفهر، وآل قرعة، والجرابيع والجهمة، وسفالة.

5 -

وادعة

(6)

أهل ظهران.

(1)

انظر قلب جزيرة العرب طبعة 1388 هـ/ 1968 - مكتبة النصر الحديثة - الرياض.

(2)

جنوب شرق أبها.

(3)

تبعد 200 ميلا عن صبيا حتى مخلاف اليمن.

(4)

شمالا الشرائف ويام، شرقًا الوداعة وغربًا بشر وفي الغرب والجنوب رفيدات اليمن.

(5)

شرقًا يام، وغربًا زهران، وجنوبًا بشر، وفي الغرب والجنوب رفيدات اليمن.

(6)

قرب يام في نجران.

ص: 95

6 -

شريف عند الخرجة وأكثرهم متحضرون ومنهم آل سريع

(1)

.

أما قبيلة قحطان نجد ففيها بطنان.

الجَحادِر، وجَنب.

والجحادر ينقسمون إلى بطنين: آل الجَمل، وآل سُليمان.

وآل الجمل ينقسمون إلى فخذين: آل مسعود، وآل سُوَيدان، وآل عُليّان، وآل مُرَيْتَع، وآل عِياف، وآل شِببْوَه والعجارشه.

وآل سليمان ينقسمون إلى فخذين: آل محمد، وآل عاصم.

وآل محمد ينقسمون إلى عشيرتين: آل دُهَيم، وآل الإبيطن.

وآل دهيم ينقسمون إلى عائلات: المحمد وفيهم الرياسة، منهم ابن هادي، والخَنافِر، والمشاعِلة، وآل عاطِف.

وآل البطن منهم: آل رُوْق، وآل سعد.

وآل عاصم ينقسمون إلى عشيرتين: آل طُرَيف، منهم الحَشَر، وآل رِزق ومنهم آل كُرَيْشان.

أما جنب فينقسمون إلى يطنين: عُبَيدة، وشريف.

وعُبَيدة ينقسمون إلى أفخاذ: الفِهْر، وآل الجرو، والمسَاوِرة، وآل مهدي، والحُرقان. (مرّ ذكرهم في قحطان عسير).

وشريف منهم بنو هاجِر الآتي ذكرهم، ويلحق بني هاجر آل داود والهوران.

‌وذكر فؤاد حمزة أيضًا في كتاب بلاد عسير عن قحطان التالي

(2)

:

قال عن وادعة ظهران، قراها وأوديتها:

كنت أعتقد قبل رحلتي إلى عسير أن قبيلة وادعة تؤلف قسما من أقسام قبيلة قحطان، وهذه العقيدة هي التي جعلتني أذكر وادعة ضمن أقام قحطان في

(1)

شمالا بشر ويام، شرقا يام، جنوبا سنحان الحباب، غربا بشر.

(2)

طبعة 1421 هـ/ 2001 م - دار الآفاق العربية - القاهرة.

ص: 96

كتابي "قلب جزيرة العرب"

(1)

، وحينما تقابلت مع كبار وادعة في خميس مشيط علمت منهم أنهم من نسل همدان بن زيد، وأن أقاربهم وأبناء عمومتهم، هم اليامية أهل نجران وحبونة وذوو محمد وذوو حسين وَدَهْم، حالة كون قحطان ينسبون إلى عامر بن الحَلْف بن قضاعة

(2)

، وهم أقرب إلى خَوْلان بن عامر (بنو جماعة ومنبه وكثيرون من غيرهم) منهم إلى وادعة.

تقع بلاد ظهران في منتهى حدود المملكة العربية السعودية المتاخمة لليمن، وتبعد عن خميس مشيط بطريق السيارات 226 كيلو مترا، وهي بلاد جبلية ذات أودية كثيرة خصبة، يحدها من الجنوب بلاد سحار الشام والفاصل بينهما "رأس عِلْبَيْن" يقابله في حدود اليمن "عقبة الشُّطْبة" التي كانت مدخل الجند إلى اليمن بقيادة ولي العهد، ويحدّها عن بلاد بني جماعة "يَبَاد" و"الصخيرة"وهما بجوار "وادي الحاجر" ويحدّها من جهة الغرب أي من جهة تهامة جبل "آل مخطئ" و"الْمُسَنَّى"، وأما من جهة الشرق فإن بلاد "يام" متصلة بها، وأقرب القرى إليها بلدة "بدر" مركز المكارمة، وبين بدر وظهران مسافة ست ساعات يقع في منتصفها ربع يسمى "رَهوَة الْمَقْصَم".

إن سكنى قبيلة صغيرة كوادعة في منعزل عن أبناء عمّها من همدان بن زيد، أمر لا يمكن تفسيوه بالوقائع التاريخية الثابتة، وليس لذلك مثيل إلا وجود قرية يَباد التابعة لسحار بين ظهران وبلاد بني جماعة من خولان، ومع ذلك فقد استقرت هذه القبيلة واستقلَّت به وخالطت قحطان بن عامر

(3)

واختلطت أنسابهما، مما دعا كثيرين إلى الظن بأنهما قبيلة واحدة.

وتقسم القبيلة إلى قسمَين: "آل حَيَّان" و"وادعة"، ولكن الأهالي يقسمون القبيلة بحسب القرى التي يقطنونها، وهذه أسماء قرى القبيلة وأوديتها:

أ- وادي الحاجر: ينبع بالقرب من وادي النشور في بلاد سحار باليمن. ويتجه إلى الشرق حيث يصب في وادي هداده الذي يصب بدوره في وادي حبونة.

(1)

انظر قلب جزيرة العرب، ص 189.

(2)

هنا ثمة خطأ من فؤاد حمزة لأن قبائل قحطان لا تمت بصلة إلى قُضاعة من حِمْيَر على الإطلاق.

(3)

هنا اختلط الأمر على فؤاد حمزة وذكر أن قبيلة قحطان الحالية والتي تنسب معظمها إلى مذحج من كهلان هي من قحطان القديم مباشرة، وهو جد العرب القحطانية وهو قحطان بن عابر وكما نرى ذكره عامر خطأ، وهذا يؤكد أن فؤاد حمزة ليس ملمًا بعلم الأنساب القديمة.

ص: 97

ب- وادي قتام: ينبع ما بين علبين والشطبة، وهي الحد الفاصل بين اليمن والمملكة العربية السعودية، ثم يصب في وادي الحاجر، ويجتمعان في "المجزعة" ثم في هداده.

وفي هذا الوادي خمس قرى هي اعتبارًا من علوّه إلى مصبّه:

1 -

الحنكة.

2 -

الصمدة.

3 -

الوساطة.

4 -

الشحق.

5 -

المجزعة.

3 -

وادي العرين: يبدأ في "عراعر" التي توالي تهامة من جهة الغرب، ويصب في المجزعة، وفيه من القرى ما يأتي:

1 -

عراعر.

2 -

آل عبيد اللَّه.

3 -

الحصن.

4 -

بلدة ظهران.

5 -

آل المونس.

6 -

التبضة.

وجميع الأودية المذكورة تصب في القرن والخانق في أعلى وادي حبونة.

جـ- وادي الفيل: يبدأ في قرية الأرنب، ويصب في القرن في أعلى حبونة، وفيه من القرى:

1 -

الأرنب.

2 -

الشعب.

3 -

المعلف.

4 -

آل كعبان وهم كبار وادعة.

5 -

ملحة.

د - وادي طلحة: وهو واد صغير يدفع مياهه في طرف "الذراع" وهي قرية يعلوها "سيل الحمرة"، وليس الوادي سواها.

هـ - وادي رشاد: وأوله قرية "آل جزقة"، وتليها قرية "آل يعلي" ويصب في "القرن" ثم في حبونة.

هذه الأودية الستة هي أصل وادي حبونة، أحد الأودية الستة التي ذكرنا أنها تصفَّى السطح الشرقي المائل لبلاد السراة ضمن المملكة العربية السعودية، ويصب

ص: 98

في حبونة أيضًا واديان آخران في بلاد "يام" هما وادي "الهداده"، ووادي "الحرشف".

والطرق الممتدة من بلاد وادعة إلى ما جاورها شتى أهمها:

1 -

طريق عقبة الخشبة.

2 -

طريق هفاص.

3 -

طريق شجع.

4 -

طريق المصاولة.

5 -

طريق القعم وعلبين، وهي طريق اليمن.

6 -

طريق سعد الكامل.

7 -

طريق الخانق وبدر وحبونة.

وقال عن نسب قحطان وأقسامها:

يطلق على هذه القبيلة اسم قحطان بن عامر، والأولى أن تكون قحطان بن عمرو بن الحَلْف بن قضاعة، وقحطان أخو خولان بن عمرو الذي منه قبائل كثيرة في اليمن وتهامة

(1)

. وقحطان من القبائل العربية المعاصرة في العدد والعدة، ومنها فروع متحضرة وفروع عشائر لا تزال على البداوة في عسير ووادي الدواسر ونجد، ويجتمع بها في أحد أجدادها الأعلين قبائل بني خالد وبني هاجر وسواها

(2)

، ولن نذكر هنا إلا أقسام قحطان المقيمة في جهات عسير بين وداعة ويام وعسير وشهران من الجنوب والغرب والشمال وبين وادي الدواسر من الشرق، ويمكن تحديد ديار ما سنذكره من أقسام قحطان بأنها واقعة في أعالي وفي مجرى وادي تثليث ووادي بيشة

(3)

.

ويمكن تقسيم قحطان إلى الأقسام الخمسة الآتية:

أولا: بطن رُفَيْدة، وأميرهم ابن سام الذي ذكرنا أن علو بيشة يسمى باسمه. وفي هذا البطن ستة أفخاذ هي:

1 -

ذعيّ.

2 -

بنو قيس.

3 -

جارمة وخطاب.

4 -

الحف ووقشة، ومن وقشة آل الحجل.

(1)

تقدم أن علَّقنا على هذا الخطأ من فؤاد حمزة في هامش صفحة 97.

(2)

قول فؤاد حمزة أن قبائل هاجر من قحطان هذا صحيح لكن كفرع منها وليس في الأجداد الأعلين، أما عن بني خالد فلا صلة لها من حيث النسب بقحطان على الإطلاق.

(3)

انظر تفاصيل وادى بيشة فيما سبق.

ص: 99

ولرفيدة أتباع في تهامة ذكروا لي منهم القبائل الآتية:

1 -

الجهرة.

2 -

آل علي.

3 -

آل الحلامي.

4 -

آل مفرج.

5 -

آل مفتاح.

6 -

آل مكاذب.

7 -

آل السرى.

ثانيا: بطن بني بشر، وأميرهم ابن ثقفان، وفيه العشائر الآتية:

1 -

آل عرفان.

2 -

الحيان.

3 -

آل محمد.

4 -

آل فرحان.

ولبشر أتباع في تهامة هم:

1 -

آل مسعود.

2 -

آل علي.

3 -

آل حسان.

4 -

آل الحسن.

5 -

آل سالم.

ثالثًا: سنحان الحباب. وأميرهم الحميداني، وفيه العشائر الآتية:

1 -

الزربا.

2 -

الغازي.

3 -

آل الشريف.

4 -

الرشدة.

5 -

آل شوكان.

ولهم في تهامة أتباع أهمها ما يأتي:

1 -

آل حجل.

2 -

آل مساري.

3 -

آل مداوي.

4 -

آل غائضة.

5 -

آل النعير.

6 -

حَيَّان.

7 -

آل عمس.

8 -

آل مفتاح.

9 -

آل مَعِينة.

10 -

آل مشاش.

11 -

آل سعيد.

ص: 100

رابعًا: بطن عبيدة، وأميرهم ابن شفلوط، ويمكن قسمته إلى فخذين:"آل الصفر" و"آل الحارث"، وفيه من العشائر ما يأتى:

1 -

الفهر.

2 -

آل مهدي.

3 -

آل معمر.

4 -

العرجان.

5 -

حَمَالة.

6 -

الحرقان أو آل سليمان.

7 -

المساردة.

8 -

آل سلمان.

9 -

آل علي.

10 -

آل زهير.

11 -

آل الكرعان.

12 -

آل زيدان.

13 -

آل الحرو.

14 -

الجرابيع.

15 -

العبس.

16 -

آل عائذ.

17 -

آل قريش.

18 -

آل الجلدة.

19 -

بنو طلق.

20 -

الوهابة.

21 -

العرين.

22 -

البسام.

23 -

المنادية.

خامسًا: بطن شريف، وكبيرهم دليم بن محمد أبو لعثة، وأقسامهم كما يأتي:

1 -

آل سريع.

2 -

بنو يزيد ومنهم ابن دليم.

3 -

بنو هاجر.

4 -

آل عبد القادر.

5 -

بنو أوس.

6 -

آل داود.

وقال عن وادي تثليث:

ينبع وادي تثليث من بلاد قحطان، ولذلك رأينا ضرورة ذكره فى هذا المرضع من الكتاب مع ذكر روافده الكثيرة التي تمده بأمطار بلاد قحطان، مثلما ذكرنا من قبل بعض الروافد التي تمده من بلاد شهران.

ص: 101

في بلاد قحطان تسعة أودية تقوم عليها قرى عامرة هي أساس وادي تثليث، وهي اعتبارًا من الجنوب إلى الشمال كما يلي:

أولا: وادي القصب وأساسه واديان:

أ- وادي المجمع، وفيه قريتان:

1 -

آل حازرب.

2 -

آل حيان.

ب- وادي جناب، وفيه ثلاث قرى:

1 -

آل سعد.

2 -

آل الهوى.

3 -

آل الزبيري.

ثانيًا: وادي سروم وتقوم على أطرافه القرى الآتية:

1 -

القعدة.

2 -

آل حتى.

3 -

السلاطين.

4 -

الجهاوات.

5 -

ابن قماش.

6 -

آل البازم.

ثالثًا: راحة سنحان وفيه من القرى:

1 -

آل الحمري.

2 -

آل عيضة.

3 -

الأشعث.

4 -

آل عمران.

رابعًا: راحة شريف وفيه من القرى:

1 -

الحوط.

2 -

القروات.

3 -

آل شَمَّاخ.

4 -

آل المونس.

5 -

القضاة.

6 -

الهفلان.

7 -

أمّ ظاهرة.

8 -

الفيض.

خامسًا: وادي الحرجة، وفيه قريتان:

(1)

خيسر.

ص: 102

(2)

الحرجة، وهي مركز هام للتجارة مع اليمن وعلى الأخص تجارة البن.

سادسًا: وادي محلاة، وفيه ثلاث قرى:

1 -

البغصة.

2 -

آل صبرة.

3 -

آل داود.

سابعًا: وادي يعوص، وفيه من القرى:

1 -

العقدة.

2 -

بنو هاجر.

3 -

أهل النقعة.

4 -

آل سامر.

5 -

آل مسلمة.

6 -

آل الباس.

7 -

آل شارد.

8 -

آل الكولة.

9 -

آل سيف.

10 -

آل الطيق.

11 -

الحظيرة، وهي مقر ابن دليم.

ثامنًا: وادي الوقيرة، وفيه من القرى:

1 -

آل شَرِيَّة.

2 -

آل مقامر.

3 -

آل طلحان.

تاسعًا: وادي الحظيرة، وفيه من القرى:

1 -

الحظيرة.

2 -

دهل.

3 -

الخضرا.

4 -

العنابس.

والأودية التي ذكرناها تعود إلى بطون "بني بشر" و"سنحان الحباب" و"شرِيف" من قحطان. أمّا "عَبيدة" و"رُفَيْدَة" فإن أوديتها تتجه إلى ناحية بلاد شهران وتثليث، ولذا فإننا -عدا ما ذكرناه- نذكر فيما يلي أهم الأودية التي ترفد وادي تثليث.

يذكرون أن وادي تثليث كان ملكا لعمرو بن معد يكرب، ولكنني أرجح أن يكون عمرا قد ملك أواسط الوادى الذي تقوم عليه في زماننا الحاضر قرى وهجر

ص: 103

لبعض عبيدة من قحطان، أمّا ما يكون ملك الوادي من منبعه إلى مصبه فذلك ما أستبعده.

طلبت من مترك بن شفلوط شيخ عبيدة أن يصف لي الوادي، متبعًا في ذلك مجراه من علوه إلى مصبه، فوصفه لي على النحو الآتي:

علو تثليث في الخوايس أي المناقع التي عند سنحان والحرجة وبلاد شريف، ويحول منها متجها إلى الشمال حتى يصل بعد مسيرة يوم للمطية إلى "المواه" وهو المكان الذي تجتازه طريق السيارات الذاهبة إلى "الحصينية" في أسفل وادي "حبونة" في طريقها إلى نجران، ثم يمتد من "المواه" إلى مسيرة نصف يوم للمطية حتى يبلغ "الحمْضَة" وهي قرية في بطن تثليث تخص "آل مسفر" من "آل مسعود" من "آل الجمل" من "قحطان". ومن الحمضَة يتجه إلى "الحفائر" وهو ماء في البادية بينه وبين الحمضة ثلاث ساعات، ثم على مسير ساعة يصل إلى "النقرة" وهي هجرة لابن عَبُّود من قحطان، وفي هذا المكان يصب في الوادي سيل سراة عَبِيدة المسمى "طَرِيب" الذي تقوم عليه هجرة "السبيخة" بلد محدثي ابن شفلوط. ويتجه الوادي من هذا المكان إلى "الكُهَيْف" وهي هجرة لآل سعد التابعين لابن لبْدة من قحطان، وبجوار هذه الهجرة قرية أخرى لآل سويدان التابعين لابن عبود من قحطان، ثم ينحدر إلى "بزيز" وهي على مسافة نصف يوم أيضًا، ثم إلى "جينة" على مسافة نصف يوم أيضًا، ثم إلى"مَلَح" مسيرة نصف يوم، ثم ينحدر إلى أن ينتهي بعرق "المختمية" الفاصل بين تثليث ووادي الدواسر.

وقد فاض تثليث عام 1337 هـ (1918 م) فيضانا عظيما، فكسر العرق الرملي الذي يحجزه عن وادي الدواسر عند المختمية، وطغى على وادي الدواسر، وجرف كثيرًا من بلدانه وقد ذكر لي الأمير عبد اللَّه بن معمر الذي كان أميرًا على الدواسر إذ ذاك أن السيل مكث أياما كثيرة لا يمكن مغالبته، ولذلك سمى المكان الذي اخترقه السيل في العرق الرملي المنكسر "مفجر المختمية".

وفيما يلي الأودية الرئيسية التي يمكن القول بأنها ترفد وادي تثليث خلاف الأودية المار ذكرها:

ص: 104

أولا: سيل سراة عبيدة من قحطان أو سيل طريب: وهو ليس بعيدا عن وادي بيشة ابن سالم، ويمر بالسبيخة بلد ابن شفلوط على بعد 49 كيلو مترا من خميس مشيط، ويتجه منها إلى "جاش" ثم يلتقي بتثليث عند "النقرة" بلد ابن عَبود كما مر.

ثانيًا: سيل الهيج: ويطلع من أودية "بني طلق" عند "الحنقة"، ويمر في "الرحيق"، ويلاقي تثليث في "الحفائر".

ثالثا: وادي المسيرق، وهو مجتمع ثلاثة أودية كبيرة:

1 -

وادي الشيق المار ذكره في الفصل الخامس ببلاد خيبر من شهران.

2 -

وادي السليل المار ذكره في وصف الطريق بين خيبر وتندحة.

3 -

وادي خيبر نفسه.

وتجتمع هذه الأودية الثلاثة عند بلدة خيبر وتصب في وادي "ثفن" الذي يعارض تثليث وراء جاش.

رابعًا: سيل القاعة: ويطلع من "عقدان" وهو ماء إلى الغرب من شجب "طريب" وشحير إلى بلدة اسمها "يعري" لقبيلة ناهس من شهران، ثم يلتقي بسيل "الطَّرِيسة" ثمّ يصبّ في طريب عند "الجِثْوة" فوق السبيخة بمسيرة ساعة.

‌وقال عن قرى قحطان:

ذكرنا في النبذة الثانية من هذا الفصل أسماء الأودية والقرى العائدة لبطون سنحان وشريف من قحطان، والآن نذكر أسماء قرى "رُفَيدة" و"عبيدة" و"بني بشر" وعذري في ذكرها، مع علمي بأن هذا البحث جاف، رغبتي في أن أجمع للمرة الأولى أسماء جميع الأودية والشعبان والقرى في بلاد عسير وملحقاتها كي تكون مرجعًا للمطلعين المدققين.

‌أولا: قرى بطن رفيدة:

أ- قرى فخذ الحف: ويسميها أهلها "لحاف":

ص: 105

1 -

العكاتة.

2 -

الحيفا.

3 -

القرن.

4 -

آل حلامي.

5 -

آل حذيلة.

6 -

آل علي.

7 -

آل بايع.

8 -

البطحاء.

9 -

آل عامر.

10 -

الصخبة.

11 -

بني وهب.

12 -

آل لوط.

13 -

الشاعر.

14 -

الدمام.

15 -

آل السمر (امسر).

ب- قرى فخذ وقشة:

1 -

بلحى.

2 -

آل أبي صبب.

3 -

الخمرة.

4 -

الحرقان.

6 -

الصور.

5 -

المصياد.

7 -

آل القضف.

8 -

آل خيش.

9 -

وادي حارث.

10 -

آل خزيم.

11 -

القرن.

12 -

العيص.

جـ - قرى فخذ آل الجمل:

1 -

الديبة.

2 -

المجمع.

3 -

آل فجعة.

4 -

المحشوش.

5 -

آل ابن حي.

6 -

الصفرا.

7 -

المراغة.

د - قرى فخذ قيس:

1 -

الجوف.

2 -

لزمة.

3 -

الدرب.

4 -

الحظيرة.

5 -

الربَّة.

هـ - قرى فخذ مستنير:

1 -

الثّنية.

2 -

الروغ.

3 -

بالمديد.

و- قرى فخذ ذَعَيّ:

1 -

آل كامل.

2 -

آل مفرج.

3 -

آل ماشي.

4 -

المراغة.

5 -

آل بريد.

6 -

بني تميم.

7 -

آل مدير.

8 -

آل سالم.

9 -

آل قصيف.

ص: 106

ز- قرى فخذ جارحة وخطاب:

1 -

المصيق.

2 -

القرحاء.

3 -

غقرة.

4 -

آل الشيخ.

5 -

الدربين.

6 -

عراب.

7 -

آل زهير.

8 -

يسواق.

9 -

آل الداحس.

10 -

آل العظبا.

11 -

آل السواد.

12 -

آل نادر.

13 -

آل الرميح.

14 -

الجوف.

15 -

آل شوية.

16 -

آل عمرنية.

17 -

آل عسر.

‌ثانيًا: قرى بطن عبيدة:

أ- قرى فخذ آل الصقر:

1 -

الربعة.

2 -

آل كنبة.

3 -

آل جلدة.

4 -

آل الشوف.

5 -

القضعان.

6 -

آل ثابت.

7 -

آل مهدي.

8 -

آل حبيل.

9 -

آل جبرة.

10 -

آل قريش.

11 -

آل عقبة.

12 -

آل قرعة.

13 -

آل بسام.

14 -

آل سليمان.

ب- قرى فخذ آل معمّر:

1 -

سحيان.

2 -

الربايع.

3 -

الحدباء.

4 -

الحظير.

5 -

الجرداء.

6 -

آل عربيدة.

7 -

الزهرة.

8 -

الفلقة.

9 -

الهواجر.

10 -

آل دريم.

11 -

المحاميد.

12 -

آل نميلة.

13 -

المخرمة.

14 -

الوهابة.

15 -

آل مهروي.

16 -

آل محاصر.

17 -

آل سلمان.

18 -

الوادي الأبيض.

19 -

الحراملة.

20 -

آل زليق.

21 -

آل كلب.

ص: 107

22 -

المجاذعة.

23 -

ابن خطاب.

24 -

الأشاعرة.

25 -

ابن الورد.

جـ - قرى فخذ بني طلق:

1 -

آل خضير.

2 -

زهير.

3 -

الرهط.

4 -

القفاعيس.

5 -

عنجة.

6 -

آل مقري.

7 -

آل دكيم.

8 -

آل مذعان.

9 -

الصفاق.

10 -

آل الحرد.

د- قرى فخذ طريب والعرين:

1 -

الجرابيع.

2 -

الفرس.

3 -

الحراملة.

4 -

رغوة.

5 -

آل كريمان.

6 -

آل جابر.

7 -

وهبة.

8 -

آل عرفان.

9 -

آل أبي نهار.

‌ثالثًا: قرى بطن بني بشر:

1 -

العسران.

2 -

آل شياع.

3 -

عثمان.

4 -

المحافيظ.

5 -

آل سارغة.

6 -

آل عازب.

7 -

حمالة.

8 -

العقيق.

9 -

العرابة.

10 -

آل الخلف.

11 -

الوسط.

12 -

الجهمة.

13 -

قحيم.

14 -

الدرب.

15 -

ابن النمر.

16 -

فرحان.

17 -

ابن عاطف.

18 -

العبيدية.

19 -

آل عطيف.

20 -

آل ظالم.

21 -

الزهرة.

22 -

آل مانع.

23 -

الزاوية.

24 -

آل الثنا.

25 -

شبيرمة.

26 -

مثاب.

27 -

دارمة.

28 -

ابن كليب.

29 -

ابن مظهر.

30 -

الجوبة.

31 -

آل مكر.

32 -

سهيب.

33 -

أهل سعيا.

ص: 108

ويلاحظ بكل جلاء أنّ أكثر الأسماء الواردة إنما هي في الواقع في أسماء فروع القبائل الساكنة في القرى نفسها، وهذا الاستعمال ناشئ عن تغلب أسم القبيلة على اسم القرية نفسها.

‌و- ما ذكره إبراهيم جار اللَّه الشريفي عن قحطان

(1)

:

قال: قحطان مجموعة قبائل من خولان وهمدان وهي من القبائل العربية الكبيرة، من أمرائها: شيخ المشايخ ابن قرملة، الشيخ ابن دليم، الشيخ ابن مريحة، الشيخ ابن حشيفان، الشيخ ابن سعيدان، الشيخ ابن سفران، الشيخ ابن لبدة، الشيخ العماج. وتنقسم إلى القبائل التالية:

(ألحاف ووقشة) وهم قبائل، وتنقسم إلى:

فجعة، جليحة، آل مبايع، المجمع، القطن، الأشراف، آل خزيم، آل الدمام، آل بلحي، آل لوط، آل حلامي، آل الشاعر، آل علي، آل حديلة، آل عامر، بنو وهب، آل أبي حبيب، المصايد، العيص، الحارثة، المحشوشة، الحرقان.

(بشر) قبيلة من جنب وتنقسم إلى:

آل حمالة، آل عاطف، آل الظهر، آل عازب، آل مثاب، آل مانع، المحافيظ، آل عفيف، آل درامة، آل عبيدية، أهل قحيم، آل حرشي، آل بهمة، بني موسى، آل طيب، آل مانع، آل زهرة، آل سحيم، آل مكر، آل النمر، آل فرحان، آل شباع، آل الشتاء، آل الخلف، آل عسران، آل ابن سارعة، آل عثمان.

(جارمة وخطاب) قبيلة وتنقسم إلى:

آل نادر، آل الشيخ، الجوف، آل زهير، العرينة، آل العراب، آل شوية، الداحن، آل عمرة، آل الغطبا، آل السوي، آل رميح.

(جنب) قبيلة من قحطان، وفي مختصر نسب عدنان وقحطان، ذكر المبرد أن جنب عدة قبائل وهم الغلي وسيحان وشِمران وهفّان ومنبه والحارث وهم بنو

(1)

عن التحفة الذهبية في معرفة الأنساب العربية، ط 1416 هـ/ 1995 م، طبع بالكويت.

ص: 109

زيد بن حرب بن عُلة. وسبب التسمية أنهم كانوا مجتنبين القبائل الأخرى وذلك ضعفهم أفرادًا، فلما اجتمعوا أصبحوا قبيلة قوية.

كما ذُكِر أنهم بطن من مذحج وهم بنو منبه بن حرب بن عُلة بن خالد بن مالك، ومالك هو مذحج، وأن سبب التسمية لأنهم جانبوا أخاهم صداء وحالفوا سعد العشيرة.

ومنازل هذه القبيلة في الجزء الجنوبي للمملكة العربية السعودية وفي عسير تحت زعامة ابن دليم، وينقسمون إلى: عبيك، وشريف. وفي عُمان ينقسمون إلى الأقسام التالية: عزامة، وفوارس، وغيالين، ومجاعلة، ومخانة ورئيسهما من هذا الفرع الأخير.

(بنو الحارث) تُنسب إلى بني شداد من جنب، وهو شداد بن قنان بن سلمة من الحارث بن منبه المذحجي، ومن أقسامها:

المتاعبة، شعيب، الموسي، الجثايث، الطهفة، الحسيكة، المسيلات، الشدادين، العضاوين، بنيوس.

(ذعي وبنو قيس وآل لشواط) قبيلة وتنقسم إلى:

بني قيس، آل لشواط، آل كامل، آل المستنير، آل الماشي، آل بريد، بنو غنيم، آل قفيع، آل مدير، آل سالم، آل مفرح.

(سنحان) قبيلة وتنقسم إلى:

آل عمران، آل بسيط، آل وصية، آل عاطف، السلاطين، آل مرتفع، آل هران، آل خمجات، آل حيان، آل زائد، آل يعلا، آل هبالة، آل جبرة، آل مالك، آل شادة، آل محمد بن سعيد، آل الزين، آل عاصي، آل حزقة، آل عليا، آل صالح، آل اصبع، آل جرا، آل رشدة، آل مجلب، آل مسعود، آل سعيد بن سلطان، آل عيفة، آل عوران، آل عافية، آل رشيدة، آل عرب، آل لدر، آل سعيد، آل سعيدان، آل سعيدة، آل سعيد بن مقبول، آل نملان، آل امكايس، آل حمد، آل عشية، آل قنع، آل جحيشة، آل لهري، آل عارب، آل زبيري.

ص: 110

(شرِيْف) قبيلة من جنب وتنقسم إلى:

آل عبد الرحمن، آل عباس، بنو هاجر وهم قبيلة، آل شارد، آل موصم، آل مسمة، آل زيدان، آل امشاعر، آل زرقان، آل حامش، آل الواقدي، آل الحرجة، العداوية، آل الطويل، آل مؤنس، آل النجائب، آل قلاث، آل حجا، آل دهر، آل طلحات، آل سيف، آل خشنان، آل الخضراء، آل الشعبين، آل هفلان، آل قضاة، آل عبد اللَّه، لشراف، آل مراوحة، آل شفي، آل عرعرة، آل جبير، آل حيدة، آل هائف، آل طير، آل ربعة، آل فروان، آل بصرة، آل مشبب، آل غار، آل غيران، آل عامر، آل سمان، آل لكرم، آل فطيس، آل سماخ، الفنعوم، آل عبدان، آل حمدان.

(بنو هاجر) قبيلة من شريف من جنب من قحطان، ومن أقسامها: المخضبة وآل محمد ومنهم الأفخاذ التالية:

دبسة، آل فهيد، آل حمرة، آل حصين، جرارحة، مضافرة، آل مانع، مزاحمة، آل قمزة، آل سعيد، شراعان، شراهين، آل سلطان، آل طوا، آل زبار، زخانين، مختلقين، آل محمد أميرة، آل فلاحة، آل كِلابة.

خيارين، شيخهم مشاش بن مبارك.

آل شباعين، شيخهم شافي بن سالم بن شافي، هو شيخ المخضبة.

شهوان، شيخهم سيف بن شهوان.

كيدادات، شيخهم عبد اللَّه بن جدايا.

ميسارير، شيخهم سويق بن مترب.

آل قاروف، شيخهم مبارك بن دغمة.

شأميل، شيخهم محمد بن ضابعين، هو شيخ آل محمد.

سماحين، شيخهم عويض السمحاني.

آل طايا، شيخهم جهاد بن طايا.

ص: 111

(عبيك) من جنب، وينقسمون إلى:

الفهر، آل جرف، آل جرر، آل حرقان، آل مهدي، آل المساودة.

(عبيدة ورفيدة وجارمة) قبائل من خولان، ما عدا رفيدة فهي قبيلة عدنانية، وتنقسم هذه القبائل إلى الأفخاذ التالية:

الجرابع، آل أبي نهار، الفرس، الوهبة، زهير، آل سحيبان، آل هلدة، آل كليب، آل خطاب، آل عوير، آل قريش، الفقاعيس، آل العتر، آل سويدان، آل عبود، آل محاصة، آل محزمة، آل الصقال، آل سليمان، آل بسام، آل ثابت، آل جبر، آل جبل، المحامد، آل دريم، آل الورد، الحراملة، آل مريد، آل جابر، آل عرفان، الربايع، آل فرعة، آل الجو، آل منادية، الزرعة، آل فهر، آل رغوة، القطنان، آل حجران، آل مفرح، آل عطية، آل الذيبة، آل دكين، آل مفرح الصناع، آل مذعان، آل مدلاح، آل زحنون، خمالة، آل مهدي، آل عطية، آل نملة، المشاعلة، آل زليف، آل الزهرة، الميادخة، آل عاطف، آل جلدة، آل لعرف، آل عاصم، المساردة، آل لشواط.

(وادعة) قبيلة من همدان، وهي تحت زعامة ابن دليم وتنقسم إلى:

آل سيار، آل علي بن محمد، آل مونس، القضاة، آل زاهر، آل أمحاضي، آل سحامي، آل جبير، آل رشيد، آل زاهر، آل ثابت

(1)

.

(الوادِعي) هذه النسبة إلى وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشج بن رافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جثم بن خَيْوان بن نَوْف بن همدان بن مالك بن زيد ابن أوسلة بن ربيعة بن زيد بن كهلان بن سبأ وهو عامر بن يشجب بن يعرب بن قحطان

(2)

.

(1)

كنز الأنساب ومجمع الآداب لحمد الحقيل؛ سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب، ص 149.

(2)

الأنساب للإمام أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني، ج 5، ص 556؛ سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب للسويدي، ص 349.

ص: 112

‌ز- ما ذكره عاتق بن غيث البلادي عن قحطان

(1)

:

قبيلة كبيرة ذات بأس ومنعة، واسعة الديار، متعددة الفروع والبطون تمتد ديارها من قرب ظهران الجنوب جنوبًا آخذة شمالا على راحة وسراة عبيدة مائلة غربا على سراة جنب، ثم شمالا إلى قرب خميس مشيط، وهذه تسمى قحطان اليمن، ذلك أن العرب تسمي كل ما هو جنوب يمنًا وكل ما هو شمال شامًا، مثل هذيل اليمن وهذيل الشام، وكلها قرب مكة، وزبيد اليمن وزبيد الشام قرب رابغ. ثم تأخذ ديار قسمها الثاني -قحطان نجد- من شمال شرقي خميس مشيط وتكون قاعدتهم تثليث وتتوغل شمالا إلى الحصاة وشرقها في إقليم اليمامة، تأخذ ديار بني هاجر إلى قرب الرمل، وكانت ديار قحطان تمتد إلى عفيف والدوادمي وتلك الديار من كبد نجد، ثم حدثت بينهم وبين عتيبة حرب فجلت قحطان عن هذه الديار في أواخر القرن الثاني عشر الهجري.

وقحطان هذه من بقايا مَذْحِج، ولكن لا نعرف سبب تسمية قحطان، وإن كان البعض خاض فيه بلا دليل واضح ولا سند يركن إليه، أما دليلنا على هذا القول فهو أن كل القبائل الرئيسية في قحطان يرجع نسبها إلى مذحج، وإن ديار قحطان لا زالت ديار مذحج، وإليك بعض التفاصيل:

سنحان من جنب، وجنب ثابت نسبها في مذحج، قال الهمداني

(2)

.: المختلف من ديار سنحان من جنب، ويسمى المحمرة والمنتشر، وسمي بهذا الاسم لما التقت مذحج وقضاعة عنده ونشروا فيه جمعهم، وهذا المكان من ديار سنحان لا زال معروفًا، وسنحان على شجرة مذحج، وهي اليوم من القبائل الرئيسية في قحطان.

‌جنب أم قبائل كبيرة في قحطان:

عبيدة: إحدى القبائل الكبيرة في قحطان. وقال الهمداني: وقريتا جنب الكبيبة لبني وقشة والقريحا حذاءها لبني عبيدة، والقريحا اليوم تسمى القرحا في

(1)

انظر بين مكة وحضرموت -رحلات ومشاهدات- طبعة 1402 هـ/ 1982 م، ص 71 وما بعدها، دار مكة للطباعة والنشر، المملكة العربية السعودية.

(2)

صفة جزيرة العرب، ص 433.

ص: 113

بلاد عبيدة، وقال الرداعي:(لما علت في عقبات الشفشف). قال الهمداني في شرحه

(1)

: الشفشف عقاب في بلاد عبيدة من جنب. ويقول شاعر قحطاني معاصر:

حنا عبيده ما عبيده عيرنا

إلا عبيدة جنب وإلا أبراد

(2)

وذكر الهمداني عبيدة الأزد وعبيدة كنانة، ولكنهما غير هذه.

بنو شُرَيف: من قبائل قحطان ذكرها ابن المجاور ولم يذكر اسم قحطان (القرن السابع الهجري)، وذكرهم الهمداني وهو يعدد بعض ديار مذحج، ولا زالت كبيرة.

بشر: من قبائل قحطان، وذكرها الهمداني وهو يعد منازل بعض قبائل مذحج، ولذا ترى أن أمهات القبائل القحطانية كلها مذحجية، عدا وادعة الهمدانية والتي يعرف أفرادها أنهم من همدان، أما القحطانيون فلا يعرفون إلا أنهم من قحطان.

أما كيف سميت قحطان "قحطان" فرغم أنني رأيت من قال: قحطان بن عامر وخولان بن عامر وجماعة ابن عامر، فإني لا أثق في هذا القول، لأنا لا نجد قبيلة واحدة في قحطان ترجع بنسبها إلى قضاعة، ذلك أن خولان بن عامر كما يقوله نسابو اليمن اليوم، ويقول الهمداني: خولان بن عمرو من قضاعة لا من كهلان، ولأن لدينا نظيرا لوضع قحطان، فهذه عتيبة معظم دروعها من هوازن، ولكن القبيلة تسمى عتيبة، لماذا ومتى حدث ذلك؟ لا يعلم أحد من المعاصرين عن هذا شيئا

(3)

، إلا أن كل الباحثين يعرفون أن عمود عتيبة اليوم في هوازن.

ومن قحطان قبيلة كبيرة، هي بنو هاجر، وقد رأيت أحد الباحثين أورد

(4)

: هاجر بن كعب بن بجالة الضبّي: جد جاهلي من نسله (علقمة بن موهوب) من فرسان ضَبّة، وكانت لبني هَاجِر إبل سود تشبّه بها الحجارة السوداء، قال الفرزدق يذكر قدرًا:

(1)

المصدر نفسه، 422.

(2)

هذه عبيدة تسكن أبراد قرب مأرب وهي من مذحج أيضًا.

(3)

انظر ذلك في "معجم قبائل الحجاز".

(4)

الأعلام حرف الهاء.

ص: 114

أنخنا إليها من حضيض عنيزة

أثافي

(1)

كذود الهاجري الرواسيا

فهذا نص لا يستطيع باحث أن يجتازه بلا أخذه في الاعتبار، ولكن يقابله واقع العرب في التسامي، فأنت -مثلا- تجد: بني عوف قبائل لا يمت بعضها إلى بعض بنسب، وبني عمرو، وبني مالك، وبني هلال، وغيرها، وهناك عادة عند العرب أن القبائل التي تتسامى تنجذب بعضها إلى بعض جهلا لا التصاقًا؛ فقد قال لي حربي من حرب بني مالك (بجيلة): نحن من حرب. يقصد "حرب" القاطنة بين مكة والمدينة الخولانية النسب. فلما واجهته بنسبه الحقيقي، وأن حربا هذه منصوص عليها من بجيلة، لم يكد يقتنع.

أما فروع قحطان الرئيسية فهي كما قدمنا: جَنْب، وسَنْحان، وعَبِيدة، وبنو بشر، وبنو شريف، ووادعة، وبنو هاجر.

وقد تناول بعض الكتاب تفاصيل هذه القبائل وفروعها: وبعضهم أدخل بعضها في بعض، وإليك شيئًا من هذه النصوص:

في كتاب عسير للأستاذ محمود شاكر: جاء ما يلي

(2)

:

قبيلة قحطان في عسير مجموعة قبائل تعود إلى خولان وهمدان

(3)

تسكن ما بين ظهران الجنوب وقبيلة شهران، ومن أهم أوديتها: ظهران - تثليث - الجوف - سنحان - بثمر - بعوض - الراحة

(4)

.

وهي عدة قبائل منها:

1 -

وادعة: وترجع إلى همدان وتقيم على ضفاف وادي ظهران شمال بني صحار وغرب قبائل حبونة وبدر وهي مجموعة بطون منفا: آل حيان ومشايخهم مسفر بن سعيد بن عريعر ومعيض بن علي بن كعبان، آل سيار - آل زاهر - ال رشيد - المخاضي - آل ثابت - آل جبير - آل مونس - سحامي - القضاة - آل علي بن محمد، ولكل قبيلة شيخها الخاص.

(1)

آثافي: القدر.

(2)

عن كتاب (عسير) لمحمود شاكر.

(3)

بل جلها عن بقايا مذحج.

(4)

وهناك قحطان نجد، حول تثليث وغيرها.

ص: 115

وشيخها ابن دليم، ويقدر عدد أفوادها بستين ألفًا.

2 -

سنحان: ويقدر عددها بخمسين ألفًا، وشيخها ابن راسي وهو الآن ناصر بن حسين، وهي عدة بطون منها: السلاطين - آل يعلى - آل زائد - آل ذوبة - آل مرتفع - الخمجات - هبالة وشيخها جابر بن علي بن مهمل، والحباب الذين شيخهم جراب بن حسن بن ذيب الجمحي.

وتعود في أصولها إلى خولان.

3 -

بنو بِشْر وشُرَيف: وتختلط منازل هاتين القبيلتين، أما بنو بشر من جنب ابن سعد

(1)

فشيخهم سعد بن عبد الهادي بن ثقفان، وأما شُرَيف وما يتبعها فشيخها ابن دليم وهو سعيد بن محمد بن دليم، ويقدر عدد أفراد هاتين القبيلتين بستين ألفًا.

4 -

عبيدة ورفيدة: أما عبيدة فهي من خولان أي قحطانية

(2)

، ويقدر عدد أبنائها بخمسين ألفًا، وأميرها ابن شفلوت وهي عدة بطون منها:

أ- آل الصقر: ومنهم آل عابس، وآل بسام، وآل الجلدة، وآل حبيل، والجرابيع، وشيخهم هيف بن سعد بن سليم.

ب- بنو طلق: وهم آل زهير، والمنادية، وشيخهم محمد بن جلالة المندي.

جـ- آل معمر: وشيخهم سعد بن حسين بن فردان.

د- بنو شداد: ومنهم آل الفهر، وآل الجرو، وآل مهدي، وآل زيدان، والعرجان، وشيخهم ذيب بن عشق بن زيد بن شفلوت الضيغمي ومقره في الصبيخة.

هـ- آل معمر في المضة، وشيخهم عايض بن فردان بن مشفلت.

و- آل سليمان الحرقان، وشيخهم ابن فهد بن جافل، ويسكن بوادي العرين من طريب وهو الحد بين سنحان وعبيدة.

(1)

وهو سعد العشيرة من مذحج.

(2)

عن كنز الأنساب ذكر أنهم نسبوا إلى أمهم عبيدة بنت المهلهل بن ربيعة التغلبي المشهور بالزير سالم.

ص: 116

ح- المساردة: وشيخهم حجل بن شري، وغيرهم من بطون عبيدة التي انتشرت في نجد وحائل.

ومنهم:

1 -

الحاف وشيخهم عبد العزيز بن محمد بن عامر.

2 -

دعي وولد قيس وشيخهم حسين بن صُمّان بن سالم بن غشّام.

3 -

جارمة وخطاب وشيخهم سعيد بن علي بن حسين بن هيف، وهم من خولان.

أما رفيدة فهي عدنانية وتعود إلى عنز بن وائل وتقدر بخمسين ألفًا.

وهناك قبائل أخرى صغيرة هي: قشة وآل الشواط ويقدر عدد القبائل جميعها بخمسة وعشرين ألفًا.

ويقال لبدو تهامة قحطان جنب بن سعد

(1)

.

أخذنا هذه المعلومات عن قبيلة قحطان من كتاب (عسير) لمحمود شاكر بتصرف، ولم يذكر المؤلف مرجعه في ذلك، وهناك قبائل قحطان التي لم يذكرها المؤلف: الجحادر، ومساكنهم شرق ظهران الجنوب، والجرا، واحدهم ابن جروة: من نواحي تثليث، أما عَبِيدة فإنهم منسوبون لأمهم عبيدة بنت المهلهل.

‌ح- ما ذكره الشيخ حمد الحقيل الوائلي عن قحطان

(2)

:

قال: هي مجموعة قبائل من (خولان. . وهمدان)

(3)

من أكبر القبائل العربية وبلادهم ما بين (نجران، وأبها) وجنوب (نجد) ومنهم سكان (الحصاة)، وعريجا، وصبحا، وتثليث، والرين. . وغيرها. وخولان قبيلة كبيرة من أشهر

(1)

هي جنب بن سعد العشيرة عن مذحج.

(2)

انظر كنز الأنساب ومجمع الآداب من ص 67 وما بعدها، وكذلك من ص 244 وما بعدها، طبعة 1408 هـ/ 1988 م بالرياض.

(3)

الواقع أن جل قحطان من بقايا مذحج، ولعل الحقيل نقل ذلك القول عن كتابي محمود شاكر والحفظي.

ص: 117

قبائل بكيل

(1)

وهي الآن خولان الشام أو خولان صعده وخولان الطيال والعالية وهجرتها حجانة وإليها ينسب آل الشامي وآل الكبسي وآل زبارة وهم أهل نجدة ووفاء وتفان في النصح لآل الرسول صلى الله عليه وسلم والزيود الذين يلتزمون مذهب الإمام زيد ابن علي يكونون أكثرية أهل اليمن وأصولهم أصول المعتزلة ويوجبون الجهاد والاجتهاد وكثيرا ما يوافقون الحنيفة في الفروع وفيهم قحطانيون وعدنانيون، وبكيل بمعنى زعيم وآل بكيل تعني قبائل يمنية كثيرة مثل خولان وأرحب وذهم وأنس وبني مطر والحيمة ونهم وبني حشيش وهمدان ومراد وعبيدة وخولان الشام وهمدانها وغيرها

(2)

وحاشد أبو قبائل يمنية متعددة وهم بكيل، ومذحج أبو قبائل يمانية، وعك أبو قبائل يمانية معروفة على اختلاف في نسبته إلى عدنان. قال ابن كثير في البداية: الصحيح أن عك من عدنان.

وأما قحطان ففي نجد منها بطنان وهما:

الأول: آل الجمل.

الثاني: آل محمد أو آل سليمان.

فالبطن الأول ينقسم إلى ما يلي:

1 -

آل مسعود وشيخهم ابن عبود.

2 -

آل سويدان.

3 -

آل عليان.

4 -

آل مريتع.

5 -

آل عياف.

6 -

آل شبوة.

(1)

خولان الصحيح أنها قبيلة من قضاعة وهي من خولان بن عمرو ولا صلة لها بقبائل بكيل وهم أهل صعدة في اليمن وكذلك لا يتصلون بخولان الطيال وهم أهل نجران جنوب المملكة العربية السعودية والذين يقولون خولان بن عامر.

(2)

هذا القول عن بكيل فيه نظر لأن بكيل هي أحد فرعي همدان القحطانية المشهورة ولا صلة بينها وبين خولان ومراد وعبيدة. . إلخ.

ص: 118

ويقول بعضهم: أولاد (جحدر) اثنان: (محمد وجمل)

(1)

.

البطن الثاني: (آل سليمان) وينقسمون إلى فخذين هما:

(أ) آل محمد.

(ب) آل عاصم.

فآل (محمد) ينقسمون إلى عشيرتين هما:

(أ) آل دهيم.

(ب) آل الأبيطن.

وآل (دهيم) ينقسون إلى عائلات:

آل (محمد) وفيهم الرئاسة، ومنهم:

1 -

(قرملة) وجماعتهم (السحمة) ومنهم آل سحيم في منفوحة والرياض وآل بداح في الحريق.

2 -

الخنافر.

3 -

المشاعلة.

4 -

آل عاطف.

آل (الأبيض) ومنهم:

1 -

آل روق.

2 -

آل سعد.

آل (عاصم) وينقسمون إلى (عشيرتين) هما:

1 -

آل (طريف) ومنهم آل (حشر) أمراء الهياثم من قرى الخرج.

2 -

آل (رزق) ومنهم آل (كريشان).

ومن أمراء هذه البطون التي ذكرناها:

(1)

وهم الجحادر من قحطان.

ص: 119

1 -

شيخ المشايخ (ابن قرملة)

2 -

ابن مريحة.

3 -

ابن حشيفان.

4 -

ابن لبدة.

5 -

ابن سفران.

6 -

ابن سجدان.

7 -

العماج.

أما (جنب) فينقسمون إلى بطنين هما:

الأول: عبيك.

الثاني: شريف.

وعبيك ينقسمون إلى (أفخاذ) هي:

1 -

الفهر.

2 -

آل (جرو) وفي هذا الاسم بطون في الشام ومصر عرب محافظون.

3 -

آل (المساودة).

4 -

آل (مهدي).

5 -

آل (حرقان).

6 -

آل لطمان الحرقان من عبيدة.

وشريف منهم (بنو هاجر)، وهناك بطن كبير في (عسير) تحت زعامة (ابن دليم) وهم:

1 -

رفيدات (اليمن).

2 -

الجهال.

3 -

بيشة.

4 -

ابن (سالم).

5 -

خطبة.

ص: 120

6 -

بنو (بشر) منها (حاضرة وبادية) وهم:

(أ) آل (عرفان).

(ب) الحبال.

(جـ) التهمان.

(د) أم (محمد).

(هـ) الفرحان.

7 -

سنحان وسنحان من مذحج من كهلان من قحطان وهي غير سنحان الخولانية التي نسب لها مخلاف في اليمن، ذكرها الهمداني في الإكليل، وفي سنحان مذحج بطون منها آل يعلي وآل زايد وآل ذريه وآل مرتفع والخمجات.

8 -

الحباب ولهم فروع.

9 -

الزربا.

10 -

آل غازي.

11 -

آل الشريف.

12 -

آل سليمان.

13 -

آل شوكان.

14 -

آل حميدات.

15 -

آل ناصر.

16 -

آل ملحان.

17 -

آل غراب.

18 -

آل الهوجة.

19 -

آل العيد.

20 -

آل جميح.

ومن قبائل (قحطان): (عبيدة)

(1)

مساكنها شرقا "يام"، وغربا:(زهران)

(2)

، وجنوبا (بشر)، والغرب والجنوب:(رفيدات اليمن)، وزعامة هؤلاء (لابن شفلوت) ومنهم "حاضرة وبادية".

(1)

نسبة إلى أمهم عبيدة بنت مهلهل التغلبي العدناني تزوجت في جنب من قحطان فكان هؤلاء من أبنائها، انظر لرادر الهجري 1، ص 61 سمة دار الكتب المصرية الخطية وغيرها ويوجد في جبال رفيدة في تهامة جبل عظيم سمى مهلهلا باسم مهلهل بن ربيعة التغلبي الوائلي.

قلت: وعبيدة هذه يقال لها عبيدة جنب ويقول شاعرهم:

حنا عبيده غير

إلا عبيده جنب والا أبراد

وأبراد قرب مأرب يسكنها قسم من عبيدة جنب هؤلاء.

(2)

زهران الأزدية بعيدة عن عبيدة ولعله ظهران وهي بلدة في الجنوب السعودي خلاف ظهران المعروفة في شرق السعودية على ساحل الخليج العربي.

ص: 121

ونذكر من المتحضرين الآتي:

1 -

عرين.

2 -

آل (عابس).

3 -

الفردان.

4 -

بنو (وهابة).

5 -

بنو (طلق).

6 -

الزهير.

7 -

الصقر.

8 -

البسام.

9 -

الجريش.

ومن (البادية).

1 -

العرجان.

2 -

القرعان.

3 -

القهر.

4 -

الحرجان.

5 -

آل (محدان).

6 -

الجرابيع.

7 -

سفالة.

وقبيلة (وادعة)

(1)

من (قحطان) تحت زعامة "ابن دليم" منها أفخاذ:

1 -

آل (زاهر).

2 -

آل (سيار).

3 -

سحامي.

4 -

آل (جبير) وهم غير (جبير هذيل الحاضرة).

5 -

آل (ثابت).

6 -

آل (رشيد) وهم غير آل (رشيد من شمر) وغير آل (رشيد من العجمان).

7 -

القضاة وهم غير (قضاة التميميين).

8 -

آل (مونس).

9 -

آل (محاضي).

10 -

آل (علي بن محمد).

(1)

هذه قسم من وادعة همدان انضمت حلفًا إلى قحطان بحكم الجوار وهناك من يقول بل لا زالت همدانية غير أن ديارها تجاور قحطان من الجنوب ويام من الشمال، فظن الناس أنها من فروع قحطان.

ص: 122

ومنازل هذه القبيلة التي هي (وادعة) على ضفاف وادي (ظهران اليمن) تحد من الجنوب ببني صحار

(1)

، ونجران، ومن حاضرة قحطان آل (عفالق) في (بلدة الخبرا بالقصيم) يقال إنهم أول من عمرها عام 1140 هـ وانتقلوا إليها من (البويطن من عنيزة) وعمروها وسكنوها.

ومن (قضاعة من قحطان) يوجد في (نجد)(بنو زيد بن سويد)(وزيد) هذا يتفرع منه بطون، وأفخاذ في اليمن، والعراق، وغيرها. ومن بني زيد حاضرة تسكن الوشم والقويعية والشعراء والدوادمي والبكيرية منهم.

1 -

الغيهب منهم الجمحة والصبيان آل سليمان في الزلفي وبنو الأمير في سدير والضوالع والشهبان من بني الأمير.

2 -

الصالح في شقرا، ومنهم آل ناصر وآل شهيب.

3 -

آل سدحان في شقرا، منهم آل جلال.

4 -

البواريد في شقرا.

5 -

آل عيسى في شقرا، ومنهم الشيخان أحمد بن عيسى، وإبراهيم بن صالح بن عيسى المتوفى في عنيزة سنة 1343 هـ.

6 -

آل مهنا من آل غيهب، وفيه آل مهنا من آل صالح.

7 -

آل مقرن في شقرا.

8 -

القوزة في شقرا.

9 -

البيزة في شقرا.

10 -

آل مجيول.

11 -

آل ناصر في الدرعية.

12 -

آل زيد في الغاط وغيرها.

13 -

البكور.

(1)

صحار هي من خولان بن عمرو من قضاعة.

ص: 123

14 -

آل حماد فخذ منهم آل يحيا في الإحساء وفي الحوطة حوطة سدير.

15 -

آل منيع.

16 -

آل جبرين.

17 -

آل يابس.

18 -

آل هدلق منهم آل سعدان.

19 -

آل مترك.

20 -

آل هويمل، غير العنزيين.

21 -

آل مسعود في الشعراء، والسحاما في القويعية، وآل زنيتان في العرض وآل قزعان في قرية في الرين بمنطقة العرض.

22 -

آل عودان في شقرا والمجمعة.

23 -

آل ضويان وآل معيقل في الخرج زميقه من بني زيد وهم غير معيقل شمر ومعيقل الوهبة.

24 -

الحداثا في البكيرية، غير الحداثا التميميين في (سدير).

25 -

آل (بشر) الذين منهم المؤرخ (عثمان بن بشر) المتوفى في بلدة جلاجل سنة 1290 هـ وهم غير آل بشر الأشراف وآل بشر الفضول.

26 -

آل (منيفي) في الزلفي.

27 -

آل (زكري) في سدير.

28 -

آل (فنتوخ) في الوشم.

29 -

آل (سعدان) في الدوادمي.

30 -

آل (منصور) في الدوادمي.

31 -

آل (محمد) في الدوادمي.

32 -

آل (هملان) في صفاقة قرب الدوادمي.

ص: 124

33 -

آل (صعب).

34 -

آل (سلطان).

35 -

آل (جماز).

36 -

آل (ربيعة) في شقرا، وآل سبتي يعرفون بآل عبد الكريم في شقرا وغيرها.

37 -

آل (أبو عباة).

38 -

آل (عيسى) في القصيم.

39 -

آل (فوزان) في الوشم منهم الضراريب في عنيزة.

40 -

آل (جماد).

41 -

آل (العبادلة).

42 -

آل (سبيل) وهم غير (الباهلين) في (نفي) وهم آل عثمان والسبيل لقب وبنو عمهم في شقراء وهم آل عثمان.

43 -

آل (قنيبط) في (عنيزة) والمنيفي.

44 -

آل (حنطي).

45 -

آل (حسين) وآل (ربيع) في شقرا.

46 -

آل (ابن حسن الرشيد). وآل شهوان في السر غير شهوان آل كثير وشمر.

47 -

آل (رقيب) في الوشم. والسلمان وآل علي والمرعبة.

48 -

(الرواجح) في القصيم والشقيران من آلة عطية في القويعية.

49 -

آل (فياض) في الرياض غير آل فياض في الوهبة.

50 -

آل (حصن) من آل سليمان من بني زيد وآل عيبان من آل هويمل بني زيد في العرض غير عيبان النواصر.

51 -

آل سعيفان في العرض.

ص: 125

ومن (قحطان) آل عماش في البدايع القصيم وفي الرياض القضابا:

1 -

آل سويدان.

2 -

آل شلفان ويوجد آل (شلفان) في سدير من الوهبة من تميم.

3 -

آل عليان.

4 -

آل عيارف.

5 -

آل شبوة.

6 -

العجارشة.

ومن آل (عياف) من (جمل) آل (حسن) وينقسمون إلى ما يلي:

1 -

آل خضير.

2 -

الخميسي.

3 -

آل حماد ومنهم:

(1)

آل (بوهادي) ومن آل (بوهادي).

1 -

السكيب.

2 -

الدهاما، ومنهم: النويصر، ومن آل نويصر الشيخ محمد النويصر في الديوان الملكي ويتمتع بسمعة طيبة.

1 -

العويد، ومنه:

(أ) آل (عضيب).

(ب) السلطان.

(جـ) الدهيمات.

(د) آل حسن في الخبرا والمحيسن والحماد.

ويلحق بآل (عفالق) من (قحطان) آل عواد في الهلالية وعنيزة.

1 -

والسحابين.

ص: 126

2 -

آل (نغيمش) في القصيم. . وهم غير (آل نغيمش في الفضول). . وآل نغيمش في الوهبة، وآل نغيمش في الظفير أسماء متواردة في قبائل (عديدة). والخميس في الخبرا من العفالق من خثعم.

ومن (قحطان) آل سحيم وآل عكرش وآل دهيمش تصغير دهمش في منفوحة والرياض. وآل الوهبي وآل المداوي.

1 -

آل صغير

(1)

في القصيم.

2 -

الروسة في اليمامة من قرى الخرج من أكلب من خثعم.

3 -

آل عاصم.

4 -

السعيد آل داود في المجمعة وغيرها من حمالة بن قحطان.

5 -

آل مقحم: ومنهم الأستاذ محمد بن مقحم رحمه الله من مواليد 1337 هـ في المجمعة وكان شاعرًا ظريفًا طريف الجملة سريعة البديهة في العجائب والمحاكاة يعجب الناظر، ويضحك الثكلان بنوادره وشعره، وله شعر في أصدقائه وهو من بارزي شعراء المجمعة، توفي في أواخر عام 1383 هـ، ويوجد آل (مقحم) غير هؤلاء من (آل علي) من السعيد في (الظفير).

آل منيع وهم ذرية بن صقر آل علي العاصمي، وآل محمد في الزلفي وآل قصبي نسبة إلى بلدة القصب، وآل عثمان، وآل حمد في القراين بالوشم.

6 -

آل قاسم.

7 -

آل مفدى في أشيقر، وسدير، والقصيم ومنهم.

8 -

آل هديب في الوشم، منهم في (ثادق) آل ناصر من (حويدي)، وآل حمدان وآل سيف في روضة سدير.

9 -

الشبانات في حريق الهزازنة وروضة سدير، وهم غير شبانات وهبة تميم، وآل قاسم في حوطة سدير، وآل خلف في العودة.

(1)

وقرأت من مسودة في مكتبة بعض العلماء قال: ومن بني ثور آل حجاج أهل الهلالية وأهل الخبراء الصغير وأتباعهم من آل عفالق أهل الحساء من كلب ويقال أنهم: عقيل الحسا. انتهى.

قلت: يلاحظ أن الحقيل ذكر فروعًا من خثعم وهذا خلط منه ولا صلة لخثعم بقبائل قحطان مدار البحث هنا.

ص: 127

10 -

آل معتق في الزلفي.

11 -

الفلاي في عنيزة من قحطان ومنها آل معيوف من خثعم من قحطان وهم غير معيوف تميم ومن الشبانات آل جدوع وآل عشوان.

12 -

آل بهلال في الزلفي والضورة من قحطان في منطقة الحريق.

13 -

آل بديوي في حرمة.

14 -

آل السعيدي في حرمة.

15 -

آل سيف في حرمة. والدواسا في المجمعة وحرمة من دوس الأزد قحطان.

16 -

آل فالح في حرمة. وآل مفرج في المجمعة.

17 -

آل غنام في الرياض من (آل جحشة من قحطان).

18 -

اليمانات في الخرج، والأحساء من (عبيدة من المصاليم من قحطان) وقد نسبهم (ابن عبد القادر) في تاريخ الإحساء إلى (عامر بن صعصعة من العدنانيين) والباحثون منهم أيدوا ما ذكرنا وفي التويم آل بن أحمد أبناء عم اليمنة المذكورين آنفا.

ومن قبيلة قحطان (عبيدة، ورفيدة، وجارمة)، تقع منازل هذه القبائل على مسافة من مشارف وادي (معوض) من الجنوب حتى بلاد (شهران) شمالا، وتنحدر هذه القبائل الثلاث من (خولان) القحطانية ما عدا (رفيدة) فهي (قبيلة عدنانية) من بني (عنز بن وائل).

وفي موضع آخر في كنز الأنساب ذكر الحقيل أيضًا عن قحطان التالي:

يطلق اسم قبيلة قحطان المقصود وضعه هنا على مجموعة قبائل من خولان وهمدان تسكن ما بين ظهران الجنوب حتى وادي شهران وتنحدر من الشعب القحطاني ولكنها ليست هي القبيلة الوحيدة التي تشكل مجموعة القبائل القحطانية، فقحطان من حيث العموم شعب ينطوي على قبائل عديدة وعمائر وبطون تشكل في مجموعها نصف العنصر العربي الممتد ما بين خليج عُمان فالفرات شرقا حتى المحيط الاطلسي غربا ومن الشمال من الإسكندرونة فأعالي الفرات إلى خليج عدن جنوبا وتقع منازل قبيلة قحطان المقصودة هنا على طوال

ص: 128

وادي ظهران فوادي تثليث فوادي الجوف وتحد من الشمال بشهران وعسير ومن الجنوب ببنى صحاري ونجران ومن الغرب بوادي بيش ومن الشرق تجافة ورمال الربع الخاليّ وتنطوي على عدة قبائل نذكر هنا منها:

1 -

‌ قبيلة وادعة:

وترجع إلى همدان ومنها الأفخاذ الآتية:

1 -

آل سيار.

2 -

آل أمحاضي.

3 -

آل رشيد.

4 -

سحامي.

5 -

آل علي.

6 -

القضاة.

7 -

آل زاهر.

8 -

آل جبير.

9 -

آل مؤنس.

10 -

آل زاهر.

11 -

آل ثابت.

ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بحوالي (60.000) ستين ألف نسمة.

2 -

‌ قبيلة سنحان:

وتقع منازل هذه القبيلة على ضفاف وادي راحة وما ينجر إليه من روافد وتحده من الجنوب بقبيلة وادعة ومن الشمال بشريف وبني بشر ومن الغرب بجنب ومن الشرق بشريف وتنطوي على عدة أفخاذ منها ما يلي:

1 -

السلاطين.

2 -

آل زائد.

3 -

آل مرتفع.

4 -

آل يعلا.

5 -

الخمجات.

6 -

هبالة.

7 -

آل هران.

8 -

الجبرة.

9 -

آل حيان.

10 -

آل مالك.

11 -

آل جحيشة.

12 -

آل قنع.

13 -

آل عازب.

14 -

آل عشية.

ص: 129

15 -

آل الهري.

16 -

آل حمد.

17 -

آل زبيري.

18 -

العرب.

19 -

آل سعيدان.

20 -

آل امكايس.

21 -

آل سعيد.

22 -

آل لدر.

23 -

آل سعيدة.

24 -

الرشيدة.

25 -

آل سعيد بن مقبول.

26 -

آل عافية.

27 -

آل نملان.

28 -

آل حزقة.

29 -

آل عليا.

30 -

آل عيفة.

31 -

آل سعيد بن سلطان.

32 -

العوران.

33 -

آل مسعود.

34 -

آل مجلب.

35 -

آل عاصي.

36 -

آل صالح.

37 -

آل الزين.

38 -

آل اصبع.

39 -

آل محمد بن سعيد.

40 -

آل جرا.

41 -

آل شاده.

42 -

الرشدة.

43 -

آل عاطف.

44 -

آل عمران.

45 -

آل الوصية.

46 -

البسيط.

ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بحوالي 50.000 (خمسين ألف نسمة وتنحدر هذه القبيلة من خولان القحطانية) كما ذكر الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب.

1 -

آل عرفان.

2 -

آل مريد.

3 -

الفهر.

4 -

الجرابع.

5 -

آل أبي نهار.

6 -

آل جابر.

ص: 130

7 -

رغوة.

8 -

الفرس.

9 -

الوهبة.

10 -

آل عرفان.

11 -

الحراملة.

12 -

زهير.

13 -

سحيبان.

14 -

الربايع.

15 -

القطنان.

16 -

آل هلدة.

17 -

آل خطاب.

18 -

آل فرعة.

19 -

آل قريش.

20 -

آل عوير.

21 -

قريش.

22 -

آل الجو.

23 -

آل حجران.

24 -

الفقاعيس.

25 -

آل مفرح.

26 -

المنادية.

27 -

آل الذيبة.

29 -

آل دكين.

30 -

الزرعة.

31 -

آل مذعان.

32 -

آل الصقال.

33 -

آل مفرح الصناع.

34 -

آل سليمان.

35 -

آل مدلاح.

36 -

آل بسام.

37 -

آل خطاب.

38 -

آل ثابت.

39 -

آل مهدي.

40 -

آل جبل.

41 -

زحنون.

42 -

آل جبر.

43 -

آل عطية.

44 -

المحامد.

45 -

آل نملة.

46 -

آل دريم.

47 -

المشاعلة.

48 -

آل الورد.

49 -

آل زليف.

50 -

الحراملة.

ص: 131

51 -

الميادخة.

52 -

آل كليب.

53 -

آل الزهرة.

54 -

المحزمة.

55 -

آل مهدي.

56 -

آل محاصة.

57 -

آل سليمان.

58 -

آل عبود.

59 -

آل عاطف.

60 -

آل عاصم.

61 -

المساردة.

62 -

خمالة.

63 -

آل لشواط.

64 -

آل العرف.

65 -

آل جلدة.

ويرأس هذه القبيلة عدة رؤساء ولها فروع في نجد عديدة منهم آل عاصم وبنو هاجر والجحادر وغيرهم، ويبلغ عدد أفراد هذه القبيلة (150.000) مائة وخمسين ألف نسمة وهم من أشجع العرب.

وفيما يلي نذكر قبيلة جارمة وخطاب:

1 -

آل نادر.

2 -

الجوف.

3 -

العرينة.

4 -

آل شوية.

5 -

آل رميح.

6 -

آل عمرة.

7 -

آل السوي.

8 -

آل الغطبا.

9 -

آل العراب.

10 -

الداحن.

11 -

آل زهير.

12 -

آل الشيخ.

وفيما يلي نذكر قبيلتي ألحاف ووقشة:

1 -

آل علي.

2 -

فجعة.

3 -

آل حلامي.

4 -

جليحة.

5 -

آل الشاعر.

6 -

آل أمبايع.

7 -

آل عامر.

8 -

آل الدمام.

ص: 132

9 -

آل عامر.

10 -

آل بلحي.

11 -

آل أبي حبيب.

12 -

آل لوط.

13 -

بنو وهب.

14 -

آل خزيم.

15 -

العيص.

16 -

الأشراف.

17 -

الحارثة.

18 -

القطن.

19 -

المصايد.

20 -

المجمع.

21 -

الحرقان.

22 -

المحشوشة.

وفيما يلي نذكر قبيلة ذعي وبني قيس وآل الشواط:

1 -

بني قيس.

2 -

آل الشواط.

3 -

آل المستنير.

4 -

آل كامل.

5 -

مستنير.

6 -

آل مفرح.

7 -

آل الماشي.

8 -

آل سالم.

9 -

آل بريد.

10 -

آل مدير.

11 -

بنو غنيم.

12 -

آل قفيع.

ويقدر عدد أفراد هذه القبائل بحوالي (25.000) خمسة وعشرين ألف نسمة، ويشغل منصب مشيختها عدة مشائخ.

ص: 133

‌ط- ما ذكره عبد اللَّه بن عبد العزيز آل مفلح الجذالين الكثيري اللامي عن قحطان

(1)

في منطقة الأفلاج بنجد:

قال عن الجحادر من قحطان: هم مجموعة من الأفخاذ القحطانية قدموا إلى منطقة الأفلاج في أزمنة متفرقة من جهات تثليث وما حولها وسكنوا الأفلاج واستوطنوها وهم التالي ذكرهم:

1 -

آل فاران: وهم من آل طرخم من آل مريتع من آل الجمل من الجحادر من مذحج من قحطان ويسكنون الأحمر بالأفلاج.

2 -

آل مفرح: وهم آل زيد وآل محمد أبناء مفرح بن محمد بن حسن وهم من آل وهطة من آل شريم من آل عاطف من آل دهيم من آل سليمان من الجحادر قدموا إلى الأفلاج في أوائل القرن الرابع عشر الهجري وهم يسكنون حراضة.

3 -

آل ناصر: وهم من آل مسعود من آل الجمل من الجحادر من مذحج من قحطان ويسكنون ليلى.

4 -

آل كلثم: وهم من آل محثلة من آل سعد من الجحادر من مذحج من قحطان ويسكنون العجلية والشطبة وما جاورهما.

5 -

آل خزيم: وهم من آل شويم من آل عاطف من آل دهيم من آل سليمان من الجحادر من مذحج من قحطان ويسكنون الأحمر وواسط.

6 -

آل مقوي وهم:

(أ) آل عكروم.

(ب) آل عريج (ومنهم آل ناحي وآل رقمان)، وآل مقوي يسكنون الغيل وهم من الضورة من آل عاصف من آل دهيم من آل سليمان من الجحادر من مذحج من قحطان.

7 -

آل عايض: وهم من آل سلعان من آل سعد من الجحادر من مذحج من قحطان.

(1)

عن تأريخ الأفلاج وحضارتها، طبعة 1413 هـ/ 1992 م. ومنطقة الأفلاج جنوب شرق نجد.

ص: 134

8 -

آل معَاز: وهم من آل سعد من الجحادر من قحطان.

وذكر من بني هاجر من شريف من جنب من مذحج من قحطان في الأفلاج أيضًا وأن منهم أسرا قليلة من أفخاذ متباعدة بعضهم نزح إلى الرياض وغيرها وأهم أفخاذهم التالي ذكره:

1 -

آل محمد: وهم من الكدادات من بني هاجر ويسكنون ليلى.

2 -

اللهابين: وهم من بني هاجر وقد سكنوا أسيلة وهم آل شايع وآل زهير.

3 -

آل مبهل: وهم من آل حثيث من بني هاجر وقد سكنوا ليلى.

4 -

آل عقيل: وهم من بني هاجر ويسكنون سويدان.

وأضاف أن من مشاهير الهواجر:

1 -

سعود بن شايع اللهامين كان رجلا سخيا كريما منفقا سكن أسيلة وتوفي بعدما قدم من الحج في شهر محرم عام 1361 هـ.

2 -

سعود بن محمد بن سعود بن مبهل كان رجلا تقيا ورعا.

كما ذكر أيضًا من قحطان في الأفلاج (الزهرة) وقال عنهم:

وهم أبناء زهير بن زيد بن جميل بن مسلّم من الحباب من سنحان جنب من مذحج من قحطان ويسكنون في هجرة سميت باسمهم غربي الروضة والصفو.

كما ذكر آل ناصر وقال أنهم من الحباب من مذحج من قحطان ويسكن بعضهم مدينة ليلى ومنهم آل وافية وآل فارع.

كما ذكر آل لحيان من قحطان في الأفلاج وقال عنهم:

هم بنو لحيان بن سفر بن عازب من آل سرب (السربة) من آل سليمان من الحرقان عبيدة من جنب من مذحج من قحطان، وآل لحيان أبناء عم للشثور إذ يلتقون في فالح أحد فروع السربة، وبعض النسابين يعدهم من الشثور وقد عرفوا في الأفلاج منذ القرن التاسع الهجري، ويسكنون واسط التي كانت تسمى قديما (الباحة) سكنها بنو جعدة العامريون في العصر الجاهلي والقرون الأولى في

ص: 135

الإسلام، وآل لحيان بطون وأفخاذ متفرقة فيهم مشاهير ورجال لهم تأريخ، ومن مشاهيرهم عبد اللَّه بن فلاح آل لحيان اشتهر بالشجاعة والكرم، كان أميرًا في واسط وله مواقف كثيرة، توفي عام 1345 هـ تقريبا.

ومن أفخاذ آل لحيان:

1 -

آل فلاح وفيهم الإمارة وهم آل عبد اللَّه وآل فالح.

2 -

آل عمر ومنهم آل زيد وآل فواز.

3 -

آل محسن.

وذكر الشثور أيضًا من قحطان في الأفلاج قائلا عنهم:

هم من أقدم القبائل التي سكنت الأفلاج إذ يرجع تأريخهم إلى القرن السابع الهجرى، وأضاف عن نسبهم: أن المنقول عنهم والمشهور في نسبهم أنهم من الحرقان من عييدة من جنب من مذحج من قحطان، قال صاحب المنتخب

(1)

: ومن بطون جنب (الحرقان) وهو البطن المعروف في عبيدة منهم الشثور أهل الحوطة، وقيل في نسب شعثر إنه ابن محمد بن مزحل بن زيد بن علي بن عليش ابن عادي بن جمعان بن هادي بن مسعود بن مبارك بن فالح

(2)

، وفالح فرع من آل سرب بن سالم بن راجح (السربة) وهم بطن من بني جحيش بن زايد أحد بطون آل سليمان بن زيدان أحد عشائر حرق بن زارب (الحرقان) وحرق بن زارب بن أثير بن طلق من بطون بني يس بن رعَّاس بن عاصم بن ربيع من بني مرمض من زبيد من بني الحارث بن كعب المذحجي.

وقد بين الشيخ إبراهيم بن حمد الشثري المتوفي عام 1255 هـ نسب الشثور في قصيدة له -إن صحت نسبتها إليه- أنهم من آل حرق (الحرقان) حين قال:

إليك من الشثري نظما تضوعت

أزاهيره عطرًا وطابت مسابك

إلى أن يقول:

على متنها من آل حرق تقدموا

إلى الحارث الكعبي غرّ شوابك

(3)

(1)

انظر المنتخب للمغيري، ص 305.

(2)

في الجد (فالح) يلتقي آل لحيان مع الشثور.

(3)

عن إتحاف اللبيب.

ص: 136

أما الشيخ العلامة حمد الجاسر رحمه الله فقد نسب الشثور إلى آل زياد من بني عامر بن صعصعة من هوازن من قيس عيلان من مضر العدنانية

(1)

، وقد اعتمد في ذلك على ورقة بخط الشيخ عبد اللَّه بن زيد آل محمود قاضي قطر كتبها عام 1366 هـ نقلها من مخطوطة لجده لأمه الشيخ صالح الشثري

(2)

المتوفى عام 1309 هـ، وقد نقل الشيخ صالح هذا النسب من كتابة الشيخ ناصر بن غانم الشثري الذي قيل عنه إنه مفتي ديار فلج اليمامة.

كما نسب أحد الشثور -وهو الأستاذ محمد بن ناصر الشثري- أجداده إلى بني زياد في كتابه "إتحاف اللبيب في سيرة الشيخ عبد العزيز أبو حبيب" اعتمادًا على هذه النسخة، والذي يترجح عندي أنهم من الحرقان من عبيدة من جنب من مذحج من قحطان نسبا وأنهم من بني زياد بن قير عيلان حلفا - واللَّه أعلم.

وعن تأريخ الشثور في الأفلاج قال:

قدم الشثور إلى الأفلاج من جهات جنوب الجزيرة العربية (تثليث والصبيخة وطريب وما حولها) في القرن السابع الهجري فتحالفوا مع بقية باقية من بني كعب ابن ربيعة مما جعل النسابين يرجعهم إلى بني زياد من قيس عيلان من مضر، وحواضرهم في الأفلاج موضعان هما أسيلة والنقية.

* أسيلة: سكنها الشثور في القرن السابع الهجري وما بعده وصار لهم فيها تاريخ طويل وهي تقع عن ليلى شمالا ولا تزال تعرف بهذا الاسم.

* النقية: هي قرية عريقة سكنها فخذ كبير من الشثور تقع شرق مدينة ليلى ولا تزال بعض حيطانها قائمة

(3)

، وقد شهد هذان الموضعان حضارة ومجدا قبل القرن الحادي عشر الهجري ولا ريب أن قبيلة عاشت هذه الحقبة من الزمن وبهذه الكثرة أن يكون فيها علماء أفاضل وشعراء نبلاء ورجال لهم تاريخ ولكن التاريخ لم يدوِّن شيئا من أخبارهم وآثارهم فقد كان ضنينا علينا بذلك، ولا نعرف من علمائهم قبل القرن الثالث عشر إلا الشيخ ناصر بن غانم الشثري الذي قيل عنه إنه

(1)

انظر أنساب الأسر المتحضرة في نجد، ص 405.

(2)

وهو الشيخ ابن محمود من الأشراف وهو يمت إلى الشثور بصلة الخؤولة.

(3)

انظر فصل المعالم الأثرية.

ص: 137

مفتي ديار فلج اليمامة- ولم نعثر على ترجمة له

(1)

. أما بعد رحيل الكثير من الشثور إلى حوطة بني تميم فقد نشأ فيهم علماء، وعرفنا العديد منهم مما يدل على أنها قبيلة ذات تاريخ، ومن علماء الشثور بعد رحيلهم إلى حوطة بني تميم ما يلي:

1 -

عيسى بن محمد بن سهل الشثري، المتوفى سنة 1221 هـ في حوطة بني تميم.

2 -

إبراهيم بن حمد الشثري، المتوفى سنة 1255 هـ.

3 -

صالح بن محمد بن حمد الشثري، المتوفى سنة 1309 هـ.

4 -

عيسى بن إبراهيم بن حمد الشثري، المتوفى سنة 1294 هـ.

5 -

عبد العزيز بن محمد الشثري (أبو حبيب)، المتوفى سنة 1387 هـ

(2)

.

وعلماء الشثور ورجالاتهم كثيرون نكتفي بمن ذكرنا وكلهم من علماء الدعوة السلفية في نجد.

وبعد رحيل الشثور إلى حوطة بني تميم وإلى غيرها من المدن والديار لم يبق في الأفلاج منهم إلا فخذان هما:

1 -

آل حمود: وهم من آل سهل من الشثور من الحرقان من عبيدة من جنب من مذحج من قحطان ويسكنون مدينة ليلى بالأفلاج.

2 -

آل فارس: وهم من آل سهل من الشثور من الحرقان من عبيدة من جنب من مذحج من قحطان ويسكنون ليلى وهما فرعان: آل بُصيِّص، وآل مفرس وهم أبناء سالم بن حسن بن مفرس. (انتهى)

‌ي- ما ذكره رضا كحالة عن قحطان

(3)

:

قال: قحطان من أقدم القبائل العربية وأكثرها محافظة على العوائد العربية القديمة يقدر بيوتها بثلاثة آلاف وعدد نفوسها بثلاثين ألفا، تقع ديارها ما بين نجران وعسير، وجنوبي نجد، وديرتهم في حصاة وعويجي وتثليث، وإلى الغرب من

(1)

قيل: إنه من علماء القرن الحادي عشر الهجري، انظر: إتحاف اللبيب، 41.

(2)

إتحاف اللبيب، ص 41 - 45 - 66.

(3)

عن معجم قبائل العرب القديمة والحديثة، ج 3، ص 939، مؤسسة الرسالة، بيروت.

ص: 138

قحطان توجد قبائل شهران وسُبيع وإلى الجنوب الدواسر، وإلى الجنوب الغربي البقوم، ويقيم قسم متحضر من قحطان في هجر، وقسم آخر في بلاد عسير، ويمكن قسمة قحطان إلى بطنين: بطن في نجد وبطن آخر في عسير. وفي حاشية ص 939 قال أن الآلوسي في تاريخ نجد ذكر أن قحطان ينقسمون إلى بطون: الجمالين والعرينات والبنطة والصحلة والجبور وآل عدي والمذاوية والعيادي والضعمة ومليح والقرينات والعزة والأخيرة من بني عامر بن صعصعة من العدنانية. وذكر أن البتنوني في الرحلة الحجازية قد قسم قحطان إلى قسمين الأول بين الرياض ورنية، والثاني بالحوطة.

كما ذكر البتنوني أيضًا أن قحطان من قبائل عسير وبطونها عبيدة وشريف وسنحان ووادعة وعددهم عشرة آلاف، وتقع مساكنهم جنوبي العسير بشرق.

وكما ذكر أن الراوي في كتاب البادية ص 191 قسم قحطان إلى آل عامر والبليجات.

وذكر أن البركاتي في الرحلة اليمانية ص 101 قال أن قحطان قبيلة تابعة لأبها في إقليم عسير (جنوب المملكة العربية السعودية).

‌ك: ما ذكره الشيخ حمد الجاسر عن قحطان:

* ففي كتاب أصول الخيل العربية الحديثة قال التالي:

ممَّن كان يطلق عليه اسم (قَحْطَان) في عهدنا مَنْ كان يعرف قديمًا باسم (مَذْحِجَ)، ومَذْحِجُ هؤلاء من فروع قحطان الأصل الكثير الفروع، ومن (مَذْحِج) هؤلاء (الْجَحَافِل) و (الضَّيَاغم) و (آل شَهْوَان) وكلهم ممن عُرف باقتناء أصول الخيل، وسيمرُّ بالقارئ ذكرُ كثير لـ (الدُّهْم الشَّهْوَانِيَّات) التي انتشرت في قبيلة عَبِيدَةَ من (قحطان) ثم انتقلت إلى كِنْهر رجل من (العُجْمَان) فانقطع الرسن من (قحطان) ومن خيل قحطان (كُحَيْلان العجوز) كان أصله (لِلرِّمْثَيْنِ) من (عَبِيدة).

ولبعض شيوخهم معرفة بأصول الخيل، فقد نقل في كتاب "الأصول" عن محمد بن قَرْمَلَةَ شيخ قَحْطَان معلومات عن الدُّهْم وكُحَيْلة المَرْيُوم، والعُبَيَّة الشَرَّاكيَّة، والعُبَيَّة الطُّوَيْسة، وَكُحَيْلة الرُّعَيل، ورَبْدَاء باتِل الوِصَالي، وكُروْشِ الغُنْدور، وعن غير هذه الخيل، كما نقل عن خالد بن حَشْرِ بن وُرَيْكٍ شيخ

ص: 139

(آل عاصم) عن الدُّهْم وكُحَيْلَة بن عافِص، وكُحَيْلَةُ مشَيْرِيْق، وكُحَيْلَة الخُرْس، وكُحَيْلان أبو منقارة، وكُحْيلان ابن عُمر، وغير ذلك، ونقل عن ثعلب بن شَرِي من مشايخ عَبِيْدَة عن كُحَيْلَة المرْيُوم، وعن مُعَيقِل بنَ مذْكر وردَيني بن هاشم من آل عاصم عن كُحَيْلَة مُشَيرِيْق، ونقول أخرى فى مواضع متعددة، مما يدلُّ على بَصَرِهِم بأنساب الخيل، وأن مرابطها القديمة كانت عندهم من عهد (الضَّيَاغِم) وغيرهم.

ويبدو أن الخيل قَلَّتْ في قبائل قَحْطَان وأنها انتقلت منها إلى القبائل الأخرى.

يُروى أن الإمام فيصل بن تركي غضب على محمد بن هادي، شيخ قحطان، فأهدى له الشيخ مسترضيا فرسين من عتاق الخيل، وهما (الحَرْقَاء) و (نايف) وقال في ذلك قصيدة منها قوله

(1)

:

يا اللَّه يا منْشي مزُون طهَايفْ

افرجْ لمَنْ هُو مَا يجي دَرْب مُنْقود

أدْنَيْت انا (الحرقا) وقَلَّطت (نايف)

ورَدُّوا عليَّ الهَدْو ما ابْغِي له ردُود

(2)

(نايف) على اسْمه جَا عَدِيْم الوصايف

مُنَفِّلُة رَبِّي على الخيل به زَوْد

أبوهُ سَبَّاق لخيَلِ الطوايف

وامُّه ثمنْها تسعةَ آلاف مَنْقُود

يا شيْخ لا تسمعْ هْرُوْجَ الحفايِفْ

خُذُ جَابتي يا منْقَع الطِّيْب والجود

(3)

لو كنتْ (عَوْد) لي فُعولٍ عنايفْ

ورَبْعِي تطاوعْني على الهُون الكُود

(4)

حنَّا على ضِدِّكْ جْبال نوايفْ

وحنَّا لك أَطْوَع من عُنَيْبر ومسعود

(5)

لِي لآبةٍ تُرْوِي حدُودَ الرهايفْ

لاجَا نهارٍ فيه حَاوي ومَطْرُود

(6)

ما نشتحِنْ من حرْب كلَّ الطوايفْ

إلى بَدا لازمِكْ حِنّا لك جنود

(1)

"من آدابنا الشعبية"، ج 1، ص 67، منديل بن محمد آل فهيد.

(2)

قلَّطْتُ: قَدَّمْت. الهَدْوُ: ما أهديته.

(3)

هروج: كلام. الحفايف: الأعداء. جابتي: قولي وما أجيبك به. مَنْقع: مكان.

(4)

عود: شيخ كبير السنّ. الكود: الكائد الصعب.

(5)

عُنَيْبر ومسعود من غلمان فيصل.

(6)

لابة: قبيلة وجماعة، الرهايف: السيوف، لاجا إذا جاء، حاوي: كاسب غنيمة.

ص: 140

شدَّ (العُتيبي) من ورا (كُشْب) خايفْ

ولا يحدِّر كُودْ يَبْرَاله القوْد

(1)

وشدَّ (المُطيري) من خشوم (الرَّدَايفَ)

وإنْ سَنَّدُوا ورْدُوا (حُنَيْظِلْ) و (أَبَا الدوْد)

(2)

لِي لابة ما جُمِّعُوا بالعَلايفْ

من نَسْلِ (قَحْطَان) وتُعْزَى على (هود)

(3)

ومن شعر عُضَيب بن حَشْر القحطاني من (آل حشر) شيوخ آل عاصم من قحطان في فرسه، وتنسب لابنه قاسي:

يا سابْقِي حُبّكْ مقيم على سَاسْ

مولَّع في حبّك القلب توليعْ

(4)

حلقتْ لو سَامُوك بفَلوس (عبَّاس)

إني شفيع فيك لا اصْخِي ولا ابيع

(5)

ولا دَخَلْ قَلْبي منَ البيع هُوْجَاسْ

(6)

وانْ زَوَّدوا لي بالثمنْ قلَت: ما اطيع

ياما حَلا لا شَلَّت الذَّيل والراس

مِثْلَ المَهاةَ اللِّي تَهابَ المتابيع

(7)

ريْميَّةٍ شَمَّتْ منَ الرِّيْح نِسْنَاس

حَلَّتْ على زَوْلِ المُبَنْدقْ مع الرِّيع

(8)

وَالَ كما شَيْهَانَةٍ تبغي الأَفْرَاس

جَوْلٍ هَوَى تَبغيه قَدْمَ التواقيع

(9)

باغي الَى جانَا من القَفْر عَسَّاسْ

وسمِيَّة فيها الزُّبَيْدَي مَصاليع

(10)

وانا عَليْها قِدْمَ الاسلافْ نَطَّاسْ

لا جَاتْ حزَّا الفَزَعْ والزعازيع

(11)

(1)

كشْب: جبل في عالية نجد معروف. كُود: إلا. وقد تأتي بمعنى (لعل)، يبرا: يباريه. القود: ما قيد من خيل أو إبل هدية.

(2)

خشوم: أنوف، المقصود هنا أطراف. سنَّدوا: اتجهوا غربًا ويقابلها (حدَّرُوا)، حنيظل وأبا الدود: عن قرى الأسياح شرق القصيم.

(3)

العلايف: الرواقب، ما يدفع للجند. (وهود): يقصد النبي عليه السلام، إذ قحطان ينسب إليه.

(4)

سابقي فرسي: التي تسبق غيرها. ساس: أساس قوي.

(5)

عباس: يقصد عباس باشا حاكم مصر، وكان مغرما بشراء الخيل وبذل أغلى الأثمان. أصخِي: أسخو بالسين من السخاء.

(6)

هوجاس: تفكير.

(7)

ياما حلا: ما أحلى: شلت: رفعت. اللي: التي. المتابيع: الذين يتبعونها لصيد.

(8)

نسناس: هراء خفيف. شمَّت: أروحت. زول: ما يتراءي للناظر عن بعد. حلّت: تخيلت. المبندق: صاحب البندق.

(9)

شيهانة: نوع من الصقور. جول: مجموع طيور. هوى: أراد الوقوع.

(10)

عسَّاس: من يبحث عن مواقع الأرض الخصبة. وسمبَّة: سحابة أمطرت وقت الرسم. الزُّبيدي: نوع من الكمأة أبيض كبير. مصاليع: بارزٌ فوق الأرض.

(11)

قدم الأسلاف: أود الظاعنين. نطاس: أتعرَّف طريقهم عن العدو. لاجات: إذا اتت. حزات: أوقات.

ص: 141

لا صَوَّت الصَّيَّاح بادٍ بَالارْواس

يَفْرَحْ بِيَ الذَّودَ المطرِّف إلى ريع

(1)

والَى لَحَقْنَاهُمْ والارْيَاق يُبَّاسْ

مركَاضْنا ما هُو بْهَوْز وتَمانِيع

(2)

ولقاسي بن عضيب بن حشر قصيدة في فرسه، وقد عقرها أحد قومه عن غير قصد، أكتفي بالإشارة إليها

(3)

.

* وفي معجم قبائل المملكة العربية السعودية ذكر الجاسر عن قحطان التالي:

قحطان واحدهم قحطاني

(4)

فروع كثيرة متفرقة في شرق سراة الحجاز وجنوبها وفي الأودية المنحدرة منها نحو نجد. مثل فروع أودية بيشة وتثليث وطريب وجاش وظهران والجوف وغيرها. يحدها شمالا سهران وعسير. وجنوبًا صحار ونجران وغربًا وادي بيش، وشرقًا الربع الخالي.

وتفريعهم بحسب مواقع بلادهم ومنهم قحطان الجنوب منهم الفروع التالية:

1 -

الرفيدات (رفيدة).

2 -

بنو بشر.

3 -

سنحان.

4 -

عبدة.

5 -

وادعة.

6 -

شريف.

7 -

عبيدة.

8 -

جازمة.

9 -

الحاف.

10 -

وقشة.

11 -

ذعي.

12 -

بني قيس.

13 -

الشواط.

(1)

لا: إذا. الصياح: من يصيح ليخبر بقدوم عدو. بادٍ: مرتفع. الأرواس: الأمكنة المشرفة. المطرِّف: الذي يرعى في طرف. ريع: رأى ما يروعه.

(2)

الَى: إذا. الأرياق: جمع ريق. هَوْر: تخويف بدون فعل. تمانيع: من نخاف القتل، أي عندما نلاقي القوم نكون جادين في قتلهم لا نقصد تخويفهم ولا منعهم.

(3)

أوردها صاحب "من آدابنا الشعبية"، 1/ 132.

(4)

قال الجاسر: قحطان هنا ليس المقصود بقحطان هنا القبيلة القديمة التي تعتبر الأصل الثاني من أصول العرب، بمقابل (عدنان) بل قحطان هنا فرع من ذلك الأصل.

ص: 142

وذلك على اختلاف في تداخل هذه الفروع، مع كثرة بطونها ومن قحطان هؤلاء سكان تثليث ونواحيه منهم:

1 -

آل مسعود.

2 -

آل سعد.

3 -

المشاعلة.

4 -

آل سويدان.

5 -

آل شبوة.

6 -

المساردة.

7 -

الحباب.

8 -

آل عاطف.

وقحطان نجد منهم:

1 -

الجحادر.

2 -

جنب.

* وفي جمهرة أنساب الأسرة المتحضرة في نجد ذكر الجاسر عن قحطان:

يطلق هذا الاسم قديمًا على سكان اليمن من القبائل القديمة، ومن انتقل من تلك البلاد إلى وسط الجزيرة العربية، فهو بمقابل عدنان سكان الحجاز ونجد.

وقحطان هذا -عند النسابين- هو ابن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام ابن نوح. وعصره موغل في القدم بدرجة تحول دون معرفة أحواله، ثم أطلق اسم قحطان في عصور متأخرة -بعد القرن السابع الهجري- على مجموعة من القبائل ترجع في أصولها القديمة إلى قحطان، ولكنها ما كانت معروفة بهذا الاسم، بل لها أصماء خاصة تميزها منها زبيد وجنب ونهد وسنحان وفروع أخرى من مذحج ومن خولان ومن همدان.

كانت هذه القبائل مستوطنة شرقي السراة فيما بين أودية نجران جنوبًا إلى أطراف رمال الربع الخالي (صيهد قديمًا) شرقًا، إلى بلاد عسير وشهران غربًا فبلاد الدواسر شمالا.

وكانت هذه القبائل -كأمها الأولى قحطان- تنداح داخل نجد كلما كثرت وضاقت بها بلادها سفوح السراة الجنوبية والشرقية وأوديتها مثل طريب وتثليث وجاش وجوانب هذه الأودية.

ولكونها مجموعة من القبائل التي لم تكن أسماؤها كلها مشهورة، فكانت تنتسب إلى أصلها الأول قحطان، وهو انتساب صحيح ولا يعرف في نجد بهذا

ص: 143

الاسم -في العهد الحاضر- إلا من كان من تلك القبائل جنب ونهد وزبيد، وفروع أخرى من مذحج ومن خولان وهمدان وغيرها من القبائل اليمنية القحطانية الأصل. أما قحطان الأولى فالانتساب إليها غير معروف في عصرنا

(1)

.

ونورد ما ورد في الجمهرة عن بطون وأفخاذ وأسر قحطان مرتبة حسب الحروف الأبجدية:

- آل إبراهيم: فرع من أسرة آل أبا بُطين، من أبناء عبد العزيز ابن الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللَّه أبا بُطين ابن سلطان بن خميس العائذي من آل الصقير من عائذ من عبيدة من قحطان.

- آل أحمد: في التويم أبناء عم اليمنة (آل يمني)، من عبيدة من قحطان.

- آل إدريس: في حوطة بني تميم من عائذ من عبيدة من قحطان.

- البجادة: واحدهم بجادي، في اليمامة من الحرج من عائذ، وكانت لهم إمارة بلدهم، وفي سنة 1195 هـ توفي حسن بن راشد البجادي أمير اليمامة. وقال ابن بشر في حوادث سنة 1201 هـ: وفيها غزا سعود ونزل أرض ملهم فأتاه رجال أهل اليمامة، وذكروا له أن آل بجاد يريدون نقض العهد، فرحل وقصد اليمامة، فوصلها بالليل، فلما أصبح أهل البلد وعلموا خرجوا إليه بالنساء وطلبوا الأمان والعفو، فألزمهم يفدون على الشيخ وعبد العزيز، فخرجوا يريدون الدرعية (عاصمة آل سعود) فصرفوا أعناق ركابهم إلى الأحساء وهربوا إليه فأمر عبد العزيز بهدم محلتهم التي تسمى (الْبَنَّه)، واستعمل عليهم سعود أميرًا وبنى فيها حصنًا، وجعل فيه رجالا أميرهم محمد بن غشيان (انتهى). وفي سنة 1240 هـ قدم كليب البجادي رئيس اليمامة على تركي بن عبد اللَّه، فبايعه على السمع والطاعة.

- آل أبي بُطين

(2)

: في روضة سدير، ومنها تفرقوا في المملكة وخارجها في الكويت والزبير، وهم آل عبد الرحمن وآل عبد الوهاب وآل إبراهيم وآل عبد اللَّه

(1)

هنا يقصد الجاسر أن قحطان الأبعد مثل عدنان، هو جد أبعد لشعب كامل به قبائل كثيرة، ولذلك لا تذكره هذه القبائل إلا إذا سلسلت نسبها إليه وتنسب كل قبيلة إلى جدها القريب الذي تفرعت عنه.

(2)

القاعدة آل أبي بطين ولكن الاسم ينطق بالألف (أبا بطين) في جميع حالاته.

ص: 144

وآل محمد، أبناء عبد العزيز ابن الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللَّه أبي بُطين ابن سلطان بن خميس

(1)

العائذي من عائذ من عبيدة من قحطان.

في سنة 1282 هـ توفي الشيخ عبد اللَّه بن عبد الرحمن أبا بطين في بلدة شقراء

(2)

وفي سنة 1301 هـ - وقعة أم العصافير، بين الإمام عبد اللَّه بن فيصل والأمير محمد آل عبد اللَّه بن رشيد قتل فيها عبد العزيز ابن الشيخ عبد اللَّه أبا بطين.

- آل جاسر: في الغاط، من آل عواد -هم والملحم والمعتق في الزلفي- والعواد في الدرعية يجمعهم نسب واحد، من عائذ من عبيدة من قحطان.

- الجحشة: منهم الشثور في الحوطة، وآل غنام في الرياض من القرينية من آل حرقان من قحطان.

- آل جعد: في عُشيرة سدير والزلفي ثم في الكويت، من السعيد من آل عاصم من قحطان.

- الحبيب: من أهل الخبراء القدماء، من العفالق من قحطان.

- الحسن: في الخبراء، من أهلها القدماء الذين جاءوا إليها من البويطين في عنيزة من العفالق من قحطان، وهم أبناء عم للسلطان والمحيسن والحماد.

- آل حمود: في الرياض من عائذ من عبيدة من قحطان.

- آل خلف: في عودة سدير من قحطان.

- آل خنين: في الخرج من عائذ من عبيدة من قحطان.

- آل داعج: سكان اليمامة - وفي العمارية من عائذ من عبيدة من قحطان.

- آل دهيمش: في الرياض من السحمة من قحطان.

- آل رشود: من عائذ من عبيدة من قحطان.

- آل رويشد: من آل علي من آل عاصم من قحطان.

(1)

عن شجرة (أسرة البابطين) التي جمعها ونشرها إبراهيم العبد الكريم البابطين في الكويت.

(2)

ابن عيسى -النبذة-.

ص: 145

- آل زامل: في الخرج وأثيفية، وجنوبية سُدير.

منهم: عبد اللَّه بن سعد بن عبد الكريم بن عبد الكريم بن محمد بن راشد ابن زامل المتوفي في الخرج (1289 هـ).

من عائذ، من جنب، من عَبِيْدة، من قَحطان.

قال الشيخ عبد اللَّه بن عبد الرحمن البسام

(1)

: آل زامل كانت فيهم إمارة الخرج حين قيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوته، وله القصيدة النبطية التي نال فيها من رجال الدعوة السلفية، ومطلعها:

يا دِيْرتي جِعْلِكْ عَن الوَسْمِ تسعينْ

عام ولا دَبَّ الحَيَا حول مَبْناكْ

عسَاكْ وَاد مَن جَهَنَّمْ تصِيرِينْ

وسَعَايْرٍ تاكِلْ لي اقصاكْ وادْناكْ

يعني بديرته الخرج، التي أراد حِمَايتها من امتداد أنصار الدعوة إليها

(2)

.

وفي سنة 1095 هـ قال ابن بشر: وفيها سطا أناس من أهل الدلم على رئيسها زامل، وهم من عشيرته، فقتلهم. انتهى.

وقال ابن عيسى في ذكر حوادث سنة 1099 هـ: وفيها ظهر محمد بن غرير آل حمد رئيس الحسا والقطيف، ونزل الخرج، وحصل بينه وبين آل عثمان رؤساء الخرج من عائذ قتال شديد، ثم إنهم تصالحوا، ورجع عنهم. انتهى.

وذكر أن رئيس الْخَرْج سنة 1098 هـ هو زامل بن عثمان، وأنه سار مع أهل حريملاء، ومحمد بن سعود صاحب الدرعية إلى بلدة سُدُوس وهدموا قصْرها وخربوه.

وقال ابن بشر: وفي سنة 1111 هـ سطوة ابن عبد اللَّه في بلد الدلم وقُتل فيها زامل بن تركي.

وقال ابن بشر أيضًا: وفي سنة 1190 هـ قُتِل فوزان بن محمد أمير نُتَيْقَة، المعروفة في بلد الدَّلَم، وكان من ظَنَايِن أهل الدين، قتله زيد بن زامل أمير الدلم،

(1)

"علماء نجد خلال ستة قرون"، 567 - هامش.

(2)

يقول في تلك القصيدة:

أما حميتك عن. . . هل الدين

وإلا دفنت بهبوة من هباياك

ص: 146

ونقض عهد المسلمين، فحشد إليه عبد العزيز رحمه اللَّه تعالى بجنود المسلمين، فحصره في بلده أشد الحصار، فخرج من البلد هاربًا، فأرسل أهلها إلى عبد العزيز وصالحوه. وبايعوه على دين اللَّه ورسوله والسمع والطاعة، واستولى عليها، واستعمل فيها أميرًا سليمان بن عُفَيْصان.

وفيها قدم صاحب اليمامة حسن البجادي وافدًا على الشيخ وعبد العزيز ومعه رؤساء بلده، وبايعوا على دين اللَّه ورسوله والسمع والطاعة، ورجعوا إلى بلدهم. فلما كان بعد أيام قلائل نكثوا العهد، وحاربوا المسلمين.

وذلك بمُمَالأة من أناس من أهل الدلم، فأرسلوا إلى زيد بن زامل فجاء ودخل البلد وهرب منها ابن عُفَيْصَان، ومن كان معه من المرابطة، واستولى زيد على البلد، وقام في الحرب، وتظاهر عليه هو وآل بِجَاد. وكانوا قبل ذلك قد توجهوا على سعود بالنساء، وهو محاصرهم ومُضَيِّقٌ عليهم واستولى على بلد السَّلَمِيِّةِ، وأمسك محمد البجاديَّ وولده، فرده سعود فيها لذلك، فلما خان أهل الدلم وقدمها زيد تظاهروا على العرب.

وقال ابن بشر أيضًا: وفي سنة 1191 هـ سار عبد العزيز غازيًا إلى الخرج ونازل أهل الدلم، ودخلت العَدْوَاتُ إلى نواحي الحِلَّة وضيق على أهلها، وكان رئيسها زيد بن زامل غائبًا عند البجادي في بلد اليمامة، فحين بلغه منازلة عبد العزيز لأهل بلده استنجد، واحتفل بجيش ورجال، وسار إليهم، فلما وصل إليهم وإذا رجال المسلمين داخل البلد، فجعل مَسْطَاهُ على مناختهم ومن فيها، وكان فيها عبد العزيز والثقيل من رجال القوم والركاب، فأوقع بهم، فاقتتلوا قتالا شديدا، قُتِل فيه من المسلمين نحو عشرين رجلا، وأخذ بعضا من ركابهم، فلما أحسَّ الذين في البلد بالوقعة خرجوا منها فدخل زيد وقومه البلد، فرحل عبد العزيز ومن معه وقصد بلد نَعْجَان وقطع فيه نَخيلا ودمر زروعا وقتلوا رجالا. انتهى.

وقال الفخاري: وفي سنة 1176 هـ ارتدَّ أهل وثيثية، وقتلوا عبد الكريم بن زامل.

وفي سنة 1196 هـ، فيها قتل زيد بن زامل العايذي شيخ بلد الدلم قتلوه سُبَيْع، في وقعة بينه وبينهم.

ص: 147

وقال ابن بشر: وفي سنة 1197 هـ غزا زيد بن زامل صاحب الدَّلَم بجيش نحو المائتين، وأغار على بوادي سُبيع، فأخذ منهم إبلا ثم قفل راجعًا. وكان سليمان بن عُفَيصان غازيا بجيش نحو ثلاثين مطية، سيرهم عبد العزيز يتخطَّفون لِقُطَّاع الطريق، وكانوا قريبا من البوادي حين أخذ زيد الإبل، فلما علم ابن عفيصان ومن معه بذلك اطّلَبُوهم فلحقوهم. فلما تقابل الجيشان حصل بينهم مناوشة رَمْي بالبنادق، فثارت رمية من عند قوم ابن عُفيصان، فقدرها اللَّه سبحانه في زيد المذكور فكانت حتفه، فسقط من كُوْرِ مطيته ميتا، ذكر لي أنه لما سقط من الكور تعلق كُمُّ عباءته في غَزَال الكُور، فأخَذَ هُنَيْئةً وهو متعلق بالعباءة في الكُور، والمطية في شدة سَيْرها، فأوقع اللَّه الفشل في قومه بعد قتله، فقتل منهم نحو عشرة رجال وأخذوا ركابهم واستنقذوا إبل سُبيع. انتهى.

وقال ابن بشر: وفي 1198 هـ عدا براك بن زيد بن زأمل وأهل اليمامة على بلد منفوحة فقتل بينهم عِدَّة رجال. انتهى.

وفي سنة 1199 هـ: سار سعود بن عبد العزيز إلى الخرج فصادف في طريقه قافلة لأهل الخرج وغيرهم خارجة من الأحساء فأخذها، وقتل نحو سبعين رجلا منهم زامل بن زيد بن زامل العايذي صاحب بلد الدَّلم، وزيد الهِزَّاني، صاحب بلد حريق نعام، وسنان بن شاهين.

وفي سنة 1199 هـ: قتل براك بن زيد بن زامل العايذي أمير بلد الدلم المعروفة من بلدان الخرج قتله ابنا عمه: زامل وعبد اللَّه ابنا محمد بن راشد الأبرص، وتولى بعده في الدلم أخوه تركي بن زيد بن زامل.

وقال أيضًا: وفي آخر ذي الحجة سنة 1199 سار سعود بالجيوش المنصورة وقصد الخرج ونازل بلد الدَّلم، وحاصرها فوقع بينه وبين أهلها قتال في النخيل، ثم ألجؤوهم إلى البلد، وقتل أميرها تركي بن زيد بن زامل ومعه عدة رجال واستولى عليها، واستعمل فيها أميرًا سُليمان بن عُفَيْصان، ثم أذعن جميع الخرج وبايعوا على دين اللَّه ورسوله والسمع والطاعة. انتهى.

وفي سنة 1235 هـ: قدم تركي بن عبد اللَّه بن محمد بن سعود هو وأخوه زيد على محمد بن مشاري بن معمر في الدرعية وكان مستمرا على مكاتبة أهل

ص: 148

البلدان يأمرهم بالطاعة له فأطاعه أهل العارض والمحمل وسدير والوشم ووفد عليه كثير من أمراء البلدان وكان صاحب بلد حريملا حمد بن مبارك بن عبد الرحمن الراشد، وأمير بلد الرياض ناصر بن حمد بن ناصر العائذي، وزقم بن زيد بن زامل العائذي أمير بلد الدلم لم يجيبوه إلا بالمحاربة.

وفي سنة 1236 هـ: سار مشاري بن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود بمن معه من أهل العارض والمِحْمَل وسدير والوَشْم والبوادي، وتوجه إلى الخرج وحاصر أهل بلد السَّلَمَيَّةَ حتى استولى عليها.

ثم سار إلى بلد اليمامة المعروفة من بلدان الخرج وحصرها حتى استولى عليها.

ثم سار إلى بلد الدلم فخرج إليه أميرها رَقْمُ بن زيد بن زامل العائذي وبايعه على السمع والطاعة.

في سنة 1240 هـ: في رمضان ارتحل تركي من شقراء بمن معه من الجنود وتوجه إلى الخرج ونزل على بلد الدلم وأميرها إذ ذاك زقم بن زيد بن زامل العائذي، وحاصر البلد مدة أيام ثم طلبوا الصلح من تركي بن عبد اللَّه فوقع الصلح بينهم وبينه، على خروج رقم بن زيد بن زامل هو ومن معه من عشيرته وأتباعه، على دمائهم، وتم الصلح على ذلك فخرج زقم ومن معه من البلد، وأرسلهم تركي إلى الرياض واستولى تركي على بلد الدلم وأخذ جميع أموال آل زامل من خيل وركاب وصلاح.

وقال ابن عيسى: في سنة 1289 هـ وفي هذه السنة وفي ربيع الأول الوقعة التي بين أهل شقرا وأهل أُثيفية، في وسط بلد أثيفية، قتل فيها من أهل أثيفية عبد اللَّه ابن الأمير سعد بن عبد الكريم بن زامل، وعبد اللَّه بن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن زامل.

وقال: وفي سنة 1310 هـ حصل وقعة بين عيال سعد بن زامل وأتباعهم وبين آل عبد اللَّه بن زامل وأتباعهم، أهل أثيفية، وآل زامل المذكورون من عايذ، قتل من الفريقين ثمانية رجال.

ص: 149

- الزهارا: واحدهم زهيري في عرقة، وفي الرياض، في عايذ في عبيدة من قحطان.

- الزهرة: في وادي الظل غرب الروضة في الأفلاج من الحباب من قحطان.

- آل سالم: في الرياض من عائذ من عبيدة من قحطان.

- آل سالم: في الدرعية من عائذ من عبيدة من قحطان، جدهم حمد بن ناصر العايذي من عبيدة من قحطان.

- السحمة: من عبيدة من قحطان، حاربوا الفضول سنة 1074 هـ على تبراك ومعهم أبناء عمهم آل الجمل فانتصر الفضول عليهم.

- آل سحيم: في الرياض من السحمة من قحطان.

- آل سحيم: في الحريق، منهم الشيخ زيد بن محمد بن سليمان، من عائذ من عبيدة من قحطان.

- السدارا: في القصيم المعروفون بآل سلامة من عائذ من عبيدة من قحطان.

- آل سليمان: في الحريق منهم الشيخ زيد بن محمد آل سليمان 1307 هـ والشيخ محمد بن سعد آل سليمان والشيخ ناصر بن سعد آل سليمان وغيرهم من عائذ من عبيدة من قحطان.

- آل سيف: في روضة سدير وحرمة من قحطان.

- آل سيف: في أشيقر ثم في الرياض من آل علي من السعيد من قحطان.

- آل سيف: في الخرج من عائذ من عبيدة من قحطان.

- الشبانات: في الحريق بفتح الحاء، وفي الروضة من سدير من عبيدة من قحطان

(1)

.

(1)

في إمتاع 206: ومن بني عائذ بن سعد العشيرة. الشبانات في حوطة بني تميم وسدير من آل يزيد الذين ينتمون مع إخوتهم بني مزيد إلى بني عائذ بن سعيد بن الصقر بن دعاس بن سلطان الحارثي المذحجي، وانتسبوا إلى عائذ بن سعد العشيرة.

ص: 150

- الشعابا (آل الشعيبي): في الرياض من قحطان.

- آل شهيل: بضم الشين المعجمة وفتح الهاء في المزاحمية والرياض، من عائذ من عبيدة من قحطان، وهم غير الحوشان من عنزة.

- الضياغم: على لفظ جمع ضَيْغم - هؤلاء لهم أخبار وحكايات وأشعار متناقلة متوارثة عند العامَّة.

يفهم منها أنهم انتقلوا من جنوب الجزيرة إلى شمالها.

ومن ذلك قصيدة باللغة العاميَّة تصف المناهل التي وردوها في طريق هجرتهم

(1)

.

ومن أخبارهم المتناقلة ما يدور حول حروبهم في الأسياح (النباج) عند قَصْر مارد - وحول دومة الجندل، حول حصن مارد

(2)

.

ولهم أشعار في وصف خيلهم، أوردت بعضها في كتاب "معجم خيل العرب".

ولم أر -فيما اطلعت عليه من المؤلفات- شيئا عن تحديد زمنهم، ولكن يفهم مما سيأتي في بيان نسبهم - عن كتاب "طرفة الأصحاب" أنهم كانوا إلى آخر القرن السابع الهجري، لا يزالون في الجنوب، في بلاد مَذْحج - أي ما يعرف الآن ببلاد قحطان بمنطقة إمارة بلاد عَسِير.

جاء في كتاب "طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب" للسلطان عمر بن يوسف بن رسول المتوفى سنة 694 هـ

(3)

: نسب آل مُنيف وهم آل ضيغم وآل راشد من جنب، وهم المعروفون بالمعضة.

(1)

نجد أنموذجًا منها في كتاب "عالية نجد" من أقام "المعجم الجغرافي" ص 1093 و 1094.

(2)

انظر "بلاد القصيم" رسم الاسياح وكتاب "بلاد الجوف".

(3)

عن نسخة مخطوطة سنة 1029 - وقد طبع الكتاب بدمشق من منشورات (المجمع العلمي العربي) بتحقيق المستشرق ك. و. سترستين، ثم أعيد طبعه سنة 1406 هـ.

ص: 151

وهو منيف بن ضيغم بن منيف بن جابر بن علي بن عبد الرب بن ربيع بن سليمان بن عبد الرحمن بن رَوْح بن مدرك بن عبد الحميد بن مدرك

(1)

.

ويقال: إنهم من بَكيل إلا أنهم حالفوا عن من مَذْحج، فسموا جنب وقيل: إنهم من نزار من عنز بن وايل بن قاسط بن هنب بن أفصَا بن دُعْمِيِّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدِّ بن عدنان. دخلوا في نسب جنب لأن أُمَّهُمْ عبيدة بنت مُهَلْهِل بن ربيعة التغلبي، من تغلب بن وائل أخي عنز بن وائل، تزوجها روح بن مدرك من بعد معاوية بن عمرو بن معاوية بن الحارث الجنبي.

وإخوتهم من أُمِّهم آل عايذ، وآل راشد، وبنو قيس، وآل السفر، وآل الصلت، وأصحابهم يسمون الأبطن

(2)

، من وَلَد هذا معاوية الجنبي فنسبوا إليهم.

فآل ضيغم بن مُنيف وأولاده ثمانية: منيف وشكر وعيسى وعلي ومنصور وشيبان (سنان) وعامر وحارث.

فأولد منيف وَلدًا واحدًا يسمى عيسى، وأولاده ثلاثة باقون.

وأولد شكر ولدا واحدا يسمى منهم (ملهما)(؟) وأولاده أحد عشر باقون.

وأولد عيسى ولدا واحدا يسمى ثعلبة توفي وخلف أربعة بنين.

(1)

وفي "إمتاع" 304: ضيغم بن شهوان بن جعفر بن ضيغم بن منيف بن ضيغم بن منيف بن جابر ابن علي بن عبده بن سليمان بن عبد الرحمن بن الربيع بن سليمان من ولد روح بن مدرك بن عاصم، من ولد قيس بن معاوية بن عمرو بن معاوية بن الحارث الجنبي من كعب، إلى آخر ما ذكر عن صلتهم بجيدة بنت مهلهل التغلبي.

(2)

جاء في "الإمتاع" 304: ويجتمع معهم في راشد بن منيف بن ضيغم آل قزعة وآل فجيح، وآل مشعل، وآل حتيك، وآل شبوان، ومشايخ هذه البطون آل معيلي، وآل جلال، وآل عرادة، وآل غريب، وآل جردان، وآل جفرين، وقد وفد أعيان هؤلاء إلى الأمير حسن بن علي آل عائض عام 1336. ويسكن هؤلاء في براد، قرب مأرب باليمن، ويطلق عليهم (عَبيدة) نسبة إلى عبيدة بنت مهلهل عدي بن ربيعة التغلبي، إذ تزوج معاوية بن عمرو بن معاوية الحارثي بـ (عبيدة) وأولدها عدة أولاد منهم قيس ويعرف أحفاده بوجه الحارث في عسير، والسفر ودخل أحفاده في حرب بن سعد العشيرة، ومنهم العفس، ودخلوا في ناهس بن عفرس، أخي شهران، ومن العفس شقير أمير مطير بن الحكم بن سعد العشيرة في عهد الأمير غانم بن صقر، الذي وُجه مع قبيلته لطرد شريف مكة أحمد بن عجلان من تربة وبيشة، ودعما لفايز بن مطرف الحنتوشي جد حنش (؟)، وشقير هو أبو الدويش الذين انحصرت فيهم مشيخة مطير.

ص: 152

وأولد علي ولدين محلس وعرى (؟)[مجلب وعزيز].

وأولد منصور أربعة طريف وعبد اللَّه وشهوان وعلي، ولكل واحد منهم ولد.

وآل راشد بن منيف عشرة: علي بن راشد وَضَيْغم ومحمود وأحمد ومحمد وحمدان وحميد وحامد وجابر وعسكر.

فأولد علي بن راشد ثلاثة: محمود خلَّف ولدا واحدا ومنيف توفي وخلف عشرة.

وسنان توفي وخلف عشرة.

وأولد ضَيْغم بن رأشد أربعة (حامد له خمسة أولاد) وشُكْر له ولدان، ومحمود له ولد واحد، وراشد له أربعة أولاد.

وأولد محمود بن راشد ثلاثة: يغنم [نعيم] خلف ولدين، وعثمان خلف ولدين، وعركي خلف ثمانية، وخلف أحمد بن راشد خمسة، وقيمان (؟) خلف ستة، ومذكور خلف ثلاثة، وعمير خلف ثلاثة، ويحيا خلف وَلَدا، وعامر خلف خمسة.

وأولد محمد بن راشد ولدا واحدا توفي وخلف أربعة.

وأولد حميدان (؟) بن راشد ثلاثة: طوق خلف ستة وصعب توفي وخلف أربعة.

وأولد جابر بن راشد ولدا واحدا توفي، وخلف ولدا. انتهى.

فعلى ما تقدم فإنَّ الضياغم من قبيلة جَنْبٍ التي منها عَبْيدة القبيلة المشهورة القحطانية.

وهذا يُؤيد ما هو متعارف عن أصلهم قال أحد شعراء قحطان

(1)

:

(1)

نسب العزاوى في "عشائر العراق" ج 1 ص 171 - الشعر لـ (باذرَاع) من الظفير وذكر ص 303 أنه رئيس الذراعان عن الصمدة من الظفير، وسماه لزام بن ظاهر باذراع، وذكر أن بينه وبين السيوطي مهاجاة اورد طرفًا مني، وفى ص 302 نسبه إلى ابن خلاف شيخ آل سعيد من الظفير.

ص: 153

إن سِلْت عنا يـ (الصُّوَيْطِي) قحاطينْ

عَواصْم، والِّلي حْذَانَا لفايقْ

(1)

حنَّا و (عَبْدَهْ) و (الضَّياغِمْ) بْجَدَّيْن

لَطَّامْة يَوْمَ اللَّقا كل مايقْ

أما الأسرة المتحضرة التي تنتسبُ إليهم فأشهرها الأسرة الرَّشيديَّة التي حكمت شمال نجد ومركزها حائل نحو ثمانين سنة. على قول من يَنْسِبُها إلى الضَّيَاغِم.

- الطُّريفي: في عين الأسياح في القصيم، من السعيد من آل عاصم من قحطان، وهم أبناء عم للغانم.

- عائذ: بفتح العين المهملة بعدها ألف فياء وقد تُهَمز - مثناة تحتية مكسورة فذال معجمة.

واحدهم عائذي.

من القبائل التي تحضرت، واختلف النسابون في أصلها: إلا أنها صحيحة النسب.

وأكثر فروعها تنتسب إلى عبيدة من قحطان

(2)

، على ما هو متعارف بين المُنْتَسِبيْنَ إليها من أهل نَجْد.

ولا يزالُ لعائذ بقية معروفة بهذا الاسم في بلاد عبيدة بلاد قحطان

(3)

.

وإنْ خالط القبيلة إبَّان عِزِّها أخلاطٌ من قبائل أخرى - شأْنُها شأن غيرها من قبائل العرب.

ويظهر أنَّ انتقال عائذ إلى بلاد نجد كان قبل القرن السابع الهجري، فقد ذكر ياقوت في "معجم البلدان" في رسم (الوشم) ما نَصُّه: (وأخبرنا بَدويٌّ من أهل تلك البلاد أن الوشم خمس قرى، عليها سور واحد، من لبن

(4)

، وفيها نخل وزرع لبني عايذ، لآل مَزيد، وقد يتفرع منهم، والقرية الجامعة فيها ثَرْمَدَاءُ،

(1)

الصويطي: ابن سويط شيخ الظفير. حذانا: سوانا. لفايق: ملفقون مجمعون من أناس مختلفين، عواصم: من آل عاصم. من قحطان.

(2)

انظر مجلة "العرب" س 5 ص 1157 وس 6 ص 72 وس 14 ص 584.

(3)

انظر "العرب" ج ذي القعدة سنة 1401.

(4)

الصواب (على كل قرية سور).

ص: 154

وبعدها شقراء، وأُشَيْقِرُ، وأبو الرِّيش والمُحَمديّة

(1)

، وهي بين العارض والدهناء)

(2)

وبصرف النظر عَمَّا في هذا الكلام من الأخطاء الكثيرة، إلا أنه يدل على أنَّ بني عايذ كانوا معروفين في تلك البلاد في زمن ياقوت -القرنين السادس والسابع- وقد يكون ذلك قبل عهده.

وفي كتاب "مسالك الأبصار"

(3)

: عائذ بنو سعيد: دارهم من حَرْمة إلى جلاجل والتُّويم ووادي القرى، وليس بالوادي المقارب للمدينة النبوية الشريفة -زادها اللَّه شرفا- ويعرف بالعارض، ورماح والحفر.

وحدثني أحمد بن عبد اللَّه الواصلي أنَّ بلادهم بلاد خير ذات زرع وماشية، بقرى عامرة، وعيون جارية، ونعم سارحة، ولأرضهم بذلك الوادي منعة وحصانة، قال: وكان المظفر بَيْبَرْس الجاشنكير هَمَّ بِقَصْدهِ واللحاق به، والمقام فيه وأن يكون فيه كواحد من أهله، مُرْتَزِقًا مِنْ سوائم الإبل والشاء. قال: ثم انثنى رأيُهُ عن ذلك آخر الوقت ولو وَجَّهَ إليه وَجْهَهُ كانَ أحْمَدَ لِمُنْتَجَعِهِ، وأَدْنَى لِعَودِهِ إلى صَلاح الحال ومُرْتَجَعِهِ. انتهى.

وأورد ابن فضل اللَّه إشارة تدل على قوة قبيلة عائذ بحيث إن بعض قبائل العارض تنتمي إليهم فحينما عدَّد الذين ينضافون إلى إمرة آل فضل قال: (وفرقة من عايذ وهم آل يزيد وشيخهم ابن مغامس والمزايدة وشيخهم ابن أبي محمد)

(4)

.

(1)

لم يذكر (مرآة) وهي من أشهر قرى الوشم.

(2)

الوشم يقع غرب العارض لا شرقه، ولا بينه وبين الدهناء.

(3)

الباب الخامس -نسخة (أيا صوفيا) في أسطنبول- رقم 4317 ج 4 الورقة 91.

(4)

الورقة 77 المصدر المتقدم وفي "إمتاع" 29: عائذ قبيلة قحطانية، يزيد ومزيد عشائر من العطيان (بني عطية) من عائذ، وفي ص 108 منه: قبائل عائذ من آل الصقر من ولد الحارث بن كعب ومنهم قبائل استقرت في نجد، منهم العطان من بني عطية بن دهاس، وفيه ص 206: عائذ بن سعد العشيرة. . ومن بني عائذ هؤلاء أسر كثيرة تطرق لهم صاحب "الحلل" ومن بينهم الشبانات في حوطة بني تميم وسدير، من آل يزيد الذين ينتمون مع إخوتهم بني مزيد إلى عائذ بن سعيد ابن الصقر بن دعاس بن سلطان الحارثي المذحجي، وانتسبوا إلى عائذ بن سعد العشيرة. انتهى، وفيه ص 207: ثم تغلبت بنو عائذ بن سعيد بن صقر بن دعاس المذحجي على اليمامة في مطلع القرن الثامن. وقضت على إمارة آل حمود، وتفرع من بني عائذ قبيلة بني عطية التي استولت على سدير وتفرع منها آل يزيد وآل مزيد واستمرت حتى شملها سلطان آل جبر، وتغلب بعدئذ بنو خالد على اليمامة - وانظر ما ذكر ففيه تفصيل لا يتسع له المجال.

ص: 155

وحينما تحدث عن منازل بني يزيد يقول: (دارهم ملهم وبنبان وحجر ومنفوحة وصياح والبرة والعويند وجو) ويقول عن المزايدة: دارهم البخراء وحرمة وهي حرمة أخرى غير التي تقدم ذكرها، وسيحة الدبيل والهريم والبريك ونعام والخرج

(1)

. انتهى. ومن المعروف أن آل يزيد وآل مزيد من بقايا بني حنيفة ولعلهم انضووا إلى عائذ عند ضعفهم.

وفي تاريخ ابن لعبون

(2)

: وقد ذكر السيد أحمد بن عبد اللَّه بن حمزة في شرح "ذات الفروع" لما أتى على قوله:

وعائذ الشُّمُّ الذين إليهم

من المجد غايات العُلَى تَتَأوَّبُ

قال في الشرح: هو عائذ بن ربيعة بن عُقَيْل، وكان سعيد بن فضل الطائي قد غزاهم -في ألف وخمسمائة فارس فوافاهم خلوفًا قد غزوا ربيعة الفرس- فأخبروا أنَّ طيئًا قد استاقت أموالهم فرجعوا فأدركوهم، فاقتتلوا قتالا شديدا، فَقُتِل سعيد بن فضل، وأُسر ولده، وأخذ من خيلهم ألف قليعة، وقتلوا قتلا ذريعا. انتهى.

وقد ذكر السيوطي بني عائذ فقال: بنو عائذ بن سعيد ذكرهم الحمداني ولم يُبَيِّن من أيَّ عرب هم، غير أنه عائذ بن سعيد ثم قال: وديارهم من حرمة إلى جُلاجل، والتويم ووادي القرى، وقال: وليس بالوادي المقارب للمدينة، ويعرف بالعارض - ثم أورد كلام صاحب "مسالك الأبصار".

ثم نقل عن السيوطي في "قلائد الجُمان" بعد أن ذكر آل فضل بن ربيعة الطائيين الذين منهم آل عيسى وآل مهنَّا ملوك عرب زمانهم من العراق إلى الشام - قال: وينضمُّ إليهم من سائر العرب زعب والحريب وبنو كلب وبنو كلاب، وآل بشار وآل خالد حمص، وطائفة من سِنْبِس، وخالد الحجاز، والسراحين، ويأتيهم من عرب البريّة مَن نذكر، فمن غزيّة غالب وأجود والبطنان وساعدة، ومن بني خالد آل جناح والضبيبات من مياس، والجبور، والدعم، والقرشة وآل منيخة، وآل بيوت والمعامرة، والعلجان وفرقة من عائذ وآل يزيد والدواسر. انتهى.

(1)

الورقة 92 المصدر المتقدم.

(2)

26 - طبعة مكة، وص 30.

ص: 156

قال بعض المحدثين على قوله: وفرقة من عائذ، وهم آل يزيد وشيخهم ابن مغامس، والمزايدة وشيخهم ابن أبي محمد، وبنو سعيد وشيخهم العليمي والدواسر وشيخهم ابن بدران، الكل من عائذ الحجاز ابن ربيعة. انتهى.

وقال ابن لعبون أيضًا

(1)

: قلت: والذي استفاض في منازل العائذيين أن دارهم ما بين العُيينة إلى حدود الدرعية، المسمَّى بالوصيل، وأهلكهم آل درع، والموالفة الذين بقاياهم آل سعود وآل وطبان وجميع الدروع وآل مديرس وآل عبد الرحمن شيوخ ضرما، فقتلوا آل يزيد قتلا ذريعا ودمّروا منازلهم. وأما المزايدة فديارهم الخرج المعروف اليوم، وأما الدواسر فديارهم واديهم الذي هم فيه اليوم، ولم نعلم لعائذ اليوم بادية مستقلة بنفسها إلا الدواسر، على رأي مَنْ جعلهم منهم، والمعاليم أحلاف آل ظفير، وحاضرتهم قليلة. هذا الذي لخصنا من نسبهم. انتهى.

أما نسب هذه القبيلة فقد اختلف فيه النَّسَّابون، ولعل من أسباب الاختلاف أن اسم (عائذ) مثل اسم (خالد) قد يطلق على غير واحد.

ولهذا رأيت أحد الباحثين في الأنساب يقول معلِّقا على قول ابن عيسى

(2)

في ترجمة الشيخ أبي بُطين، ما نَصُّه:(قوله العائذي نسبًا: عائذُ كَثِيْرٌ: وعائذ حَنِيْفَةَ، وعائذ الظَّفير، وعائذ قحطان، والشيخ عبد اللَّه بن عبد الرحمن أبا بُطين من عائذ الظفير) انتهى.

وما أرى هذا القول صحيحًا من حيث تَعَدُّد قبيلة عائذ، ولا من حيث نسب أبي بُطين إلى عائذ الظفير.

وجاء في "صفة جزيرة العرب" للهمداني

(3)

في ذكر الأزد: (وكان من روادهم رجل يقال له عائذ بن عبد اللَّه، من بني مالك بن نصر بن الأزد) - ثم أورد له شعرا.

(1)

31.

(2)

هامش "عقد الدرر" لابن عيسى ص 47 طبعة وزارة المعارف سنة 1391 في ذيل "عنوان المجد".

(3)

ص 371 طبعة (دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر).

ص: 157

وعائذ بطن من ضَبَّة. فقد جاء في كتاب "عجالة المبتدي" للحازمي: العائذي منسوب إلى عائذ بن عمران بن مخزوم - من قريش، وعائذ بن مالك بن سعد بن ضبَّة، وجاء في كتاب "التنبيه والإيضاح عما وقع في الصحاح"

(1)

لابن بَرِّي: لجواس بن نُعيم الضَّبِّي - وليس لِجَوَّاس بن الْقَعْطَل:

مَتَى تَسْأَل الضَّبِّيَّ عَنْ شَرِّ قَوْمِهِ

يَقُلْ لَكَ: إنَّ العَايذِيَّ لَئِيْمُ

وقال ابن لعبون أيضًا

(2)

: ورأيت نسبة لعائذ يقول فيها: عائذ بن سعيد بن زيد بن جندب من جابر بن فريد بن عبد الحارث بن بغيض بن شَكْيَم -بفتح المعجمة وسكون الكاف- المحاربي الجسري له وفادة

(3)

، قال البلاذري: ومن ولده لقيط بن بكير بن النظر (؟) بن سعد بن عائذ بن سعيد بن عائذ بن سعيد، وكان راوية عالما صدوقا، وشهد عائذ الجَمَل، وصِفِّين وقُتل بهما

(4)

. انتهى.

وممن روى عنهم الهجريُّ: ميمون بن شيخ العائذي، من خويلد من ربيعة، من عقيل، صاحب سلامة، أورد به شِعْرًا.

ورأيت في ورقة تقلها الشيخ عبد اللَّه بن زيد آل محمود قاضي قطر عن كتابة جده لأمِّه الشيخ صالح بن محمد بن حمد الشثري ما نصه: (ومن ذرية هوازن بن منصور: سُبَيْع وبني هلال وعايذ وآل يزيد)

(5)

.

وقال الأستاذ عبد اللَّه بن خميس: وعائذ قبيلة رَبَعيَّة، تنازع السلطه فيها آل عثمان وآل زامل -ثم ذكر الأسر التي تُنْمَى إلى عائذ- وقال: والمرجَّح أن عائذًا خلفوا بني حَنِيفة على حكم الخرج - ثم سرد حوادث تتعلق بآل زامل رؤساء الدلم في الخرج

(6)

.

(1)

ج 1 ص 14.

(2)

33.

(3)

مترجم في "الإصابة" برقم 4447 - الطبعة الثانية ج 3 ص 607 وفي "الاستيعاب".

(4)

في الإصابة -نقلا عن البلاذري بعد كلمة (عالما). (وكان أبوه بكير بن النظر صدوقًا عالما - وشهد عائذ الجمل وصفين مع علي، ومعه راية بني محارب، وشهد قبل ذلك القادسية وجلولاء، ونهاوند أيام الفتوح، وقتل بصفين.

(5)

انظر رسم (الشثور).

(6)

"معجم اليمامة" 1/ 432 وما بعدها، وانظر عن هذا "العرب" س 14 ص 584.

ص: 158

ولا داعي للإطالة في ذكر من يُسَمَّى بعائذ.

وأرجح الأقوال وأصحها في نسب هذه القبيلة ما سبقت الإشارة إليه من أنها من عَبيْدَةَ، من جَنْب من قَحْطان، على ما هو معروف بين الأسر التي تَنْتَسب إليها، وقد تكون عائذ عُقيل التي ذكر الهجري شملها هذا الاسم.

وكنت نشرت مقالا في مجلة "العرب"

(1)

حول نسب هذه القبيلة رَجَّحْتُ فيه كونها عدنانية النَّسب، ولكن اتضح لي -فيما بعد- أن هذا وإن صَحَّ على بعض فروع القبيلة، فإنَّ أصلها من قحطان.

ويؤيِّد هذا ما جاء في كتاب "طُرفة الأصحاب في معرفة الأنساب"

(2)

في ذكر آل ضيغم من جَنْب ونَصُّهُ: وإخوتهم من أُمِّهم آل عائذ وآل راشد وبنو قيس وآل السفر وآل الصلت وأصحابهم، يسمون الأَبْطن من ولد معاوية الجنبي

(3)

.

وذكر أن روحَ بن مدرك أحد أجداد آل ضَيْغم تزوج عَبِيْدَةَ بنت مُهَلْهل بن ربيعة بعد معاوية بن عمرو بن معاوية بن الحارث الجنبي. انتهى.

وهذا الكلام وان لم يكن صريحا في ذكر القبيلة التي تشمل فروعًا كثيرة، إلا أنه يتفقُ مع ما يقوله المنتسبون إليها (والناس مأمونون على أنسابهم).

وقول صاحب "طرفة الأصحاب" قد ينطبق على فرع منهم - أي بعد انتقالهم إلى نَجْد، لأنه بعد زَمَن ياقوت بنحو نصف قرن.

وينتسب إلى عائذ أسَرٌ كثيرة منها: آل زامل (آل عثمان)، وآل عفيصان، وآل البجادي، وآل كِنْهِل، وآل سيف، وآل محسن، وآل معيذر، وآل خنين، وآل على -بالتصغير- وآل داعج. وكل هؤلاء من الخرج.

وآل أبا بُطين في سدير، وآل شهيل، وآل عمار، وآل داعج في المزاحمية، وآل سالم، وآل عواد في الدرعية، وآل إدريس وآل سليمان في الحوطة، وآل معتق في الزلفي، وآل موسى في أشيقر.

(1)

س 5 ص 1157.

(2)

تأليف السلطان بن يوسف بن رسول المتوفى سنة 694.

(3)

وفي "إمتاع" 15: في الكلام على سُدير جد الأسرة السديرية بزعم مؤلف الكتاب (فتوجه سُدير حتى استقر في وادي الفقي، وتغلب على بني عائذ بن سعد العشيرة).

ص: 159

- آل عبد الرحمن: في سدير، فرع من أسرة آل با بُطين، من أبناء الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز ابن الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللَّه أبا بطين ابن سلطان بن خميس العايذي، من آل الصُّقير من عائذ من عبيدة من قحطان.

- آل عبد اللَّه: في سدير، فرع من أسرة أبا بطين، من أبناء عبد العزيز ابن الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللَّه أبا بطين ابن سلطان بن خميس العايذي، من عائذ، من آل الصقير من عبيدة من قحطان.

- آل عبد الوهاب: فرع من أسرة آل أبا بطين من أبناء عبد العزيز ابن الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللَّه أبا بطين العائذي، ومن عائذ من عبيدة من قحطان.

- آل عبدان: في ضرما وبريدة، من الحرقان من عبيدة من قحطان.

وقال العبودي: العبدان أسرة صغيرة جاءت إلى بريدة من ضرما على حدود رأس هذا القرن (الرابع عشر الهجري)، ويقول أبناء عمهم هناك إن أصلهم من قحطان.

- عبيدة: قعيلة فحطانِيَّة، من جَنْب، وجَنْب من مَذْحِج أخي طيئ. ويطلق على فروع مذحج الآن اسم قحطان، وبلادهم هي بلاد مذحج القديمة في سَرَاة قحطان وما أنحدر من أوديتها من تَثْلِيْث وطَرِيْب والعَرِيْن وغيرها، في شرقي بلاد عَسِيْر.

قال الأشعري في كتاب "الباب في معرفة الأنساب"

(1)

في الكلام على جنب: فإن ولد صُداء ستة رجال يقال لهم جنب وهم منبّه والحارث والعلا وهفان وشمران وسنحان، وإنما سُمُّوا جنبا لأنهم جانبوا بني صداء، وحالفوا سَعْدَ العَشيرة، ولهذا يقول الناس جنب بن سعد، وحالفت بقيةُ بني صُدَاء الحارث بن كعب.

ومن جنب هؤلاء معاوية بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن زيد وفي ولد معاوية الملك، وهو الذي تزوج عبيدة بنت مُهَلْهِل بن ربيعة التَّغْلِبيّ، فأولد قبيلا عظيما يعرفون ببني عَبيْدَة التي يقول أبوها:

(1)

مخطوط، ومؤلفه أحمد بن محمد بن إبراهيم الأشعري من أهل القرن الخامس أو السادس الهجري.

ص: 160

أَنْكَحَهَا فَقْدُهَا الأَرَاقِمَ فِي

جَنْبٍ وكان الحبَاءُ منْ أَدَمِ

لَوْ بِأَبَانَيْنِ جَاءَ يَخْطِبُهَا

ضُرِّجَ ما أَنْفُ خاطِبٍ بِدَمِ

ونقل هذا ابن لعبون وأضاف: وتزوجها -بعد معاوية- رَوْحُ بن مدرك بن عبد الحميد بن مدرك، جد آل ضَيْغم بن منيف، وقيل. إنهم من نزار، من عنز بن وائل، دخلوا في نسب جَنْب. انتهى. وينكر نُسَاب عَبيدة الآن هذا القول ولكنه مشهور عند علماء النسب قبل ابن لعبون.

وقال أيضًا بعد ذكر تزويج مهلهل ابنته عَبيدة على أحد رؤساء جنب: وعَبيدة اليوم أهل العَرِين يتعلقون بالانتماء إلى نسلها. انتهى.

وينتمي إلى عَبيدة من الأسر المتحضرة في نجد كل من ينتمي إلى عائذ، كما تنتمي إليها أسر أخرى.

- آل عثمان: رؤساء الخرج قديمًا - في الخرج وفي نعجان من قراه، منهم آل زامل، من عائذ من عبيدة من قحطان.

في سنة 1099 هـ نزل محمد بن عزير آل حميد الخالدي شيخ الأحساء والقطيف على بلد الخرج وحصل بينه وبين آل عثمان رؤساء بلد الخرج من عايذ قتال شديد، قتل فيه عدة رجال من الفريقين ثم إنهم تصالحوا ورجع عنهم.

- آل عثمان بن منيع: في القصب والدوادمي والرياض، من آل منيع من آل علي من السعيد من آل عاصم من قحطان.

- آل عِكرش: في الرياض من السحمة من قحطان.

- آل علي: من أمراء القصب من السعيد من قحطان.

- آل علي: منهم آل قاسم في القصب ورغبة وثادق والحريق والرياض والكويت، وآل مقحم وآل سيف أشيقر، وآل محارب في القصب، وآل رويشد وآل منيع وآل عليان في القراين، وآل ابن فدا في أشيقر وفي جنوبية سدير والزغابا في عنيزة والخبراء -غير الزغابا الذين من حرب-.

كل هؤلاء من آل علي بن صقر من آل سعيد من آل عاصم من قحطان.

ص: 161

- آل علي: في شقراء، من آل منيع من آل سعيد من آل عاصم من قحطان.

- آل عليان: في القصب، من آل سعيد، من آل عاصم من قحطان.

- آل عمار: في المزاحمية، من عايذ من عبيدة من قحطان.

- آل عماش: في البدايع، في القصيم، من قحطان.

- العُمَر: من أهل الخبرا القدماء الذين قدم أوائلهم من البويطن في عنيزة إلى الخبراء فعمروها، وهم من العفالق من قحطان.

- آل عواد: في الرياض، من عبيدة من قحطان.

- آل غنَّام: في الرياض، في الجحشة من قحطان.

- الغيث: في الطرفية بالقصيم، من قحطان.

- آل فالح: في حَرْمَة، من قحطان.

- آل قاسم: في القصب والبير وحوطة سدير والحريق -بضم الحاء- وثادق ورغبة والرويضة، منهم الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم بن علي بن عثمان بن قاسم (1319 هـ -1392 هـ)، من آل علي، عن آل عاصم، من آل روق، من قحطان.

- آل قاسم: في عودة سدير، من عائذ من عبيدة من قحطان.

- آل القصبي: في الزبير، من آل قاسم من آل علي من آل عاصم من قحطان.

- القضاة (آل القاضي): في الرياض، من قحطان.

- آل قضيب (آل القضيبي) في الرياض، من قحطان.

- آل لِحْيَان: في واسط في وادي الحمر (الأحمر) بالأفلاج، من قحطان.

- آل محارب: في القصب: من آل علي من آل سعيد من آل عاصم من قحطان.

ص: 162

- آل محسن: في الدلم بالخرج من عائذ من عبيدة من قحطان.

- آل محمد: في الملقا بمنطقة الدرعية، من الزواحمة من الصقعات من المساردة من عبيدة من قحطان.

- آل محمد: في الزلفي، من قحطان.

- المدابلة (آل مدبل)، في الرياض في قحطان.

- المدامغة (المديميغ)، في الرياض من قحطان.

- آل المداوي، في الرياض من قحطان.

- المُعْتَق: في الزلفي، من عائذ من عبيدة من قحطان.

- آل مُعيذر: فى اليمامة، من عائذ من عبيدة من قحطان.

- آل مُفرِّج: في المجمعة، من قحطان.

- آل مُفيز: في ضرما، من عبيدة من قحطان.

- آل مقحم: في الحريق والقصب في الوشم وسدير والدرعية والرياض، من آل علي من آل عاصم من قحطان.

- آل مقرن: في اليمامة من الخرج، من عائذ من عبيدة من قحطان.

- آل ملحم: في الغاط، هم والجاسر والمعتق في الزلفي والعواد في الدرعية أبناء عم، من آل عواد من عايذ من عبيدة من قحطان.

- آل منيع: في القصب ثم في الزلفي والغاط والقراين والدوادمي والرياض، من آل علي من آل عاصم من قحطان.

- آل منيع: وهم آل محمد بن منيع في الزلفي والغاط والقصب، وآل أحمد بن منيع في القراين والرياض وآل عثمان بن منيع في القصب والدوادمي والرياض، من آل علي من آل سعيد من آل عاصم من قحطان.

- آل ناصر: في ثادق من قحطان.

ص: 163

- النويصر: من أهل الخبراء القدماء الذين هم العفالق، من قحطان. وهم أبناء عم للصُّغيِّر والدهيمان والعويد والسلطان، ومنهم قوم في مدينة عنيزة انتقلوا من الخبراء إليها.

- آل الوهيبي: بفتح الواو وكسر الهاء في الرياض، من قحطان.

- آل هديب: في القصب والرياض، من آل علي من آل سعيد من قحطان.

- آل هديب: في الوشم من قحطان.

قال في كنز الأنساب، في ذكر الحضر من قحطان آل هديب في الوشم، منهم في ثادق آل ناصر بن حويدي، وآل حمدان، وآل سيف في روضة سدير.

- الهذلول: من أهل البدائع جاءوا إليها من الخبراء، وهم أسرة متفرعة من الصغير من العفالق من قحطان أهل الخبراء القدماء.

- آل أبو هلال: في الزلفي من قحطان، ويقال لهم الهلالات.

- اليمنات: واحدهم اليمني في الخرج والأحساء من المعاليم من عبيدة من قحطان.

‌ل- ما ذكره الباحث السعودي فايز بن موسى البدراني الحربي عن وقائع قحطان مع القبائل ما بين عامي 850 - 1200 هـ/ 1445 - 1785 م

(1)

:

* في عام 980 هـ اشتراك قحطان في مناخ

(2)

بين الدواسر وآل مغيرة في الخرج.

* في عام 998 هـ اشتراك قحطان في مناخ بين الدواسر وآل مغيرة في الخرج.

* في عام 999 هـ اشتراك قحطان في مناخ بين الدواسر وآل مغيرة في الخرج.

* في عام 1023 هـ مناخ بين الدواسر وقحطان في الرين.

* في عام 1024 هـ مناخ بين الدواسر وقحطان في الرويضة.

* في عام 1030 هـ مناخ عظيم بين الدواسر وقحطان في الحرملية.

(1)

انظر من أخبار القائل فى نجد 850 - 1200 هـ طبعة ثانية ج 1، الرياض، دار البدراني للنشر والتوزيع.

(2)

مناخ: تعني مناخ الإبل لخوض المعارك.

ص: 164

* في عام 1064 هـ أخذ قحطان لغزو الدواسر في مغيرا.

* في عام 1068 هـ مناخ بين الدواسر وقحطان في الخرج.

* في عام 1073 هـ أخذ قحطان لغزو من آل كثير في حدباء قذلة.

* في عام 1074 هـ مناخ بين قحطان وآل كثير في تبراك.

* في عام 1075 هـ مناخ بين قحطان الفضول في الأنجل.

* في عام 1077 هـ استيلاء الدواسر على قافلة لقحطان قرب الرياض.

* في عام 1089 هـ مناخ بين قحطان والدواسر في الحرملية.

* في عام 1113 هـ مناخ بين قحطان والدواسر في الحرملية.

* في عام 1144 هـ وقعة بين قحطان والدواسر في الأنجل.

* في عام 1200 هـ وقعة بين القوات النجدية وقحطان في الجنوب.

‌م- ما ذكره الباحث علي بن شداد آل ناصر عن قبيلته (قحطان)

(1)

. ونلخص ما قاله عن فروع قحطان الكبرى وهي: والجحادر والحباب وعبيدة:

‌أولا: الجحادر:

وينقسمون إلى ثلاثة بطون هي: آل الجمل وآل سليمان وآل محمد، وذكر أن الجحادر تلتقي مع الحباب في الجد عبد اللَّه والجميع من سنحان من مذحج. ومنازل الجحادر في تثليث ونجد، ومن أبرز شيوخهم الشيخ محمد بن هادي بن قرملة الذي يعتبر شيخ شمل قحطان.

ومن آل الجمل العشائر التالية: آل مسعود، وآل سويدان، وآل شبوة، وآل عليان، وآل عياف، وآل مريتع، والعجارشة.

(1)

ينتمي الأستاذ علي بن شداد إلى قبيلة الحباب من قبائل سنحان من قحطان، هاجر من ديار قبيلته في تثليث (جنوب المملكة العربية السعودية) إلى دولة قطر عام 1967 م والتحق بالجيش القطري لمدة عشرين عامًا، فلما أكمل دراسته الجامعية التحق بالتدريس وما يزال، له كتاب الدليل والبرهان في أنساب قبائل قحطان المعاصرة وكتابان في الشعر وهما الحنين والأشجان في أشعار قبائل قحطان، والسيف والسنان عند فرسان قبائل قحطان. وقد سمح لنا مشكورًا بالنقل من كتبه المذكورة في المجلد التاسع من موسوعة القبائل العربية في السرد عن قحطان.

ص: 165

ومن آل سليمان العشائر التالية: آل روق، وآل عاصم.

ومن آل محمد العشائر التالية: آل سعد، وآل عاطف، والمشاعلة، والخنافر، والسحمة.

‌ثانيا: الحُبَاب:

قال: وهم أبناء حباب بن عمرو بن عامر بن سنحان بن يزيد بن حرب بن عُلة بن جلد بن مذحج، وتلتقي مع الجحادر في عبد اللَّه بن سنحان.

وتنقسم الحباب إلى قسمين هما آل مسلم والهوجة.

ومن آل مسلم الراشدة وآل جميل.

فمن الراشدة: آل شريف، وآل علي بن سعد، وآل فاضل، وآل غائب، وآل ملهي، وآل غازي، وآل عطيف، وآل جليل، وآل برمان، وآل معيض، وآل سلمان بن عبيد.

ومن آل جميل: آل حميدان، والعبد، وآل جميح، وآل ناصر، وآل ملحان، وآل حسناء

(1)

.

أما الهوجة فهم الهوجة والزربة.

فمن الهوجة: آل غراب، وآل نملان، وآل الجابر، وآل مقرح، وآل مفتاح، وآل مكاذب.

ومن آل زربة: آل شنان، وآل حثيث، وآل مالك، وآل سالم بن معيض، وآل كحلاء، وآل الكرمة.

‌ثالثا: عبيدة:

يقول العمروي في كتابه تثليث: عبيدة أمهم نسبوا إليها وهي بنت المهلهل (الزير سالم) عدي بن ربيعة التغلبي الوائلي، تزوجت من معاوية بن عمر بن معاوية بن الحارث بن منبه بن يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مالك وهو مذحج جد أغلب قبائل عبيدة وسائر قحطان الحالية.

(1)

آل جميح وآل ناصر وآل ملحان وآل حسناء يطلق عليهم الزهرة، ومن هذه الفروع وغيرها من الحباب في بلاد قطر والإمارات العربية.

ص: 166

ويضيف ثم تزوجت عبيدة التغلبية بعد ذلك روح بن مدرك بن عبد الحميد ابن مدرك الجنبي وأنجبت له عددا من الأولاد، ثم قامت بجمع أولادها من معاوية وروح وسكنت بهم في سراة جنب ووحدتهم تحت اسم أبناء عبيدة (انتهى).

مما تقدم يمكن القول أن أغلب قبائل عبيدة تنحدر أصولهم من هذين الجدين معاوية بن الحارث وروح بن مدرك، فولد الحارث هم بنو شداد وبنو طلق وبنو قيس والوهابة، أما آل الصقر فهم آل إسماعيل، وآل سليمان وآل الصقر وآل عائد.

فبنو شداد هم الفهر والعرجان وآل مهدي وآل معمر وحماله وإن قيل إنها بالحلف والأصل من بني بشر واللَّه أعلم.

وبنو طلق وهم الحرقان الذي قال العمروي إنهم من مواد وإنما دخلوا منذ القدم في إعداد عبيدة مثلما دخلوا آل الغمر في شهران واللَّه أعلم، وسوى أن كان هذا صحيحا أو غير ذلك فمراد وجنب جميعهم يرجعون في مذحج.

ومن بنو طلق آل إعلى وزهير والمنادية وآل زيد.

أما آل الصقر فهم ثلاثة فروع:

إسماعيل، آل سليمان، آل الصقر وعائذ. وإسماعيل هم آل عابس، وآل يوسف الذي منهم آل بسام، وآل بنهار.

آل سليمان، آل الصقر، ومنهم: الحقبان والجرابيع وآل عضية والأحامرة والقرعة وآل قنبة والربعة وآل جمان وآل شوية وآل سليمان المض.

‌آل عائذ:

أهل السراة: وهم آل العرف وآل قنبه والربعة.

أهل طريب: آل الجلدة وآل جير والهياصم والمصاعبة.

أهل نجد: آل كنهل وآل سالم وآل عواد وآل محسن وآل سلامة وآل شديد وآل داعج وآل سليمان وآل دريس.

ص: 167

وقال عن حاضرة قبائل قحطان:

فيه أربعة أقسام:

الأول: قبيلة شريف.

الثاني: قبائل ولد عمر سنحان.

الثالث: قبيلة بني بشر.

الرابع: قبيلة رفيدة.

تعتبر هذه القبائل من قبائل قحطان من القبائل المعروفة بحضارتها منذ القدم، وإن كان في بعضها من يعتبر بدوًا رحل في فترات معينة، ولكنهم لا يشكلون قاعدة ولا أغلبية.

كما أن موقع هذه القبائل قرب الشريط الممتد من خميس مشيط شمالا إلى قرب ظهران الجنوب جنوبا استوجب أن يكونوا في باب واحد.

القسم الأول: قبيلة شريف

(1)

- قحطان. . وهم ابن أزيد وآل سريع وآل عبد القادر وبني هاجر

(2)

وبنيوس.

أولا: آل أزيد وهم آل عبد الملك ومنهم آل ملاط وآل سيف والشرمان وآل طلحان وآل لميز (لميز) وآل شرية.

أ- ومن آل ملاط آل دليم بن شائع قوم بن دليم وفيهم الإمارة، وآل حجراف والريكان وآل عتيق.

ب- السلامين: وهم آل سفران وآل جازعة وآل دهام وآل داود وآل رفيع.

جـ - آل عبيد: وهم المواصمة وآل شارد.

ثانيا: آل سريع وهم آل جابر وآل حسن وآل زاهر وآل جوير

(3)

.

(1)

فهد بن عبد اللَّه بن محمد بن دليم بن شائع الملاطي من مواليد 1376 هـ - 1956 م، حاصل على الثانوية العامة، شيخ قبيلة شريف وقحطان الجنوب.

(2)

عن بني هاجر فقد أفردنا لهم بابا مستقلا عن قحطان في المجلد السابع.

(3)

ناصر بن شائع آل سريع هو شيخ آل سريع.

ص: 168

أ- آل جابر وهم آل سحيم وآل علي بن راقع وآل عبدال وآل مصلح وآل شبرم.

ب- آل حسن وهم آل معيض وآل منيع وآل درويش وآل شاهر وآل مبارك ومنهم آل هايض وآل زالفه وآل عجورا.

جـ - آل زاهر وهم آل سلمان وآل راشد.

ثالثا: آل عبد القادر وهم آل جبر وآل سالم وآل موسى وآل محمد

(1)

.

أ- آل جبر وهم أهل قرية آل عبد اللَّه وسكان الحوط.

قرية آل عبد اللَّه وهم آل مسفوه وآل شاهره وآل أبو هطلس وآل ناشر.

أما سكان قرية الحوط فهم آل هيف وآل زياد وآل الرجف وآل مطوح.

ب- آل سالم وهم سكان الصمعة وسكان القروات.

سكان الصمعة وهم آل معدي وآل خميس وآل أبو غبير وآل دائل وآل راقع.

وسكان القروات هم آل مجلي وآل مجوح.

جـ- آل موسى وهم آل جهيم وآل جعدنة وآل عباس وآل الطويل وآل شماخ.

د- آل محمد وهم آل مقداد وآل مسرع وآل قباص والصلعان وآل عبيان.

رابعا: بنيوس

(2)

وهم آل موسى والزرقان وآل مسلمة وآل حميد والعداوية وآل بحير.

‌قبائل ولد عمر سنحان

وهم يدخلون في سنحان مع الحباب والجحادر.

(1)

الشيخ هو عوض بن محسن آل عبد القادر.

(2)

الشيخ هو عبد اللَّه بن محمد بن شاهر بنيوس.

ص: 169

أولًا: أهل وادي جناب وهم

(1)

:

1 -

آل سعد.

2 -

آل ساري.

3 -

آل الزبيري.

4 -

آل العرف (آل صليم).

5 -

آل جشمة.

ثانيًا: أهل وادي سروم وهم:

1 -

السلاطين وهم آل محمد قوم بن راسي وآل زاهر وآل غانم وآل لاحق وآل حمود وآل عمره.

2 -

آل محنن وهم آل مجمل وآل سعيد والأشاعرة.

3 -

آل زايد.

4 -

الجهرات.

5 -

آل سعيدة.

6 -

آل دبيان.

7 -

آل مرتفع.

ثالثًا: أهل وادي السميكة وهم:

1 -

آل حازب

(2)

ومنهم آل مرزوق وآل غنيم وآل جبير وآل عون.

2 -

آل مانع.

3 -

آل حجيش.

رابعًا: أهل وادي الشويحط

(3)

وهم:

1 -

آل حيان ومنهم آل حسن بن مرعي وآل غنيم.

2 -

آل مانع.

خامسًا: أهل وادي الفيض وهم:

1 -

آل يعلي.

2 -

آل الخمجات.

3 -

آل غراء.

4 -

آل شقحة.

(1)

الشيخ هو سعد بن راسي.

(2)

الشيخ فهد بن سامر آل حارب.

(3)

الشيخ سعد بن ناصر بن راسي.

ص: 170

سادسا: أهل الرفغة ومنهم:

1 -

آل يحمد.

2 -

آل عايش.

‌قبيلة بني بشر قحطان

(1)

قبيلة بني بشر من جنب بن سعد حسب قول أغلب المصادر المكتوبة، وما يعد شبه إجماع بين عوارف هذه القبيلة نفسها. وهي إحدى قبائل قحطان المعاصرة والتي شملها هذا البحث.

وقبيلة بني بشر يقطنون سراة جنب وأغوارها، ومركزها الرئيسي الشغف المعروف باسمها (شغف بني بشر).

وشيخها حاليًا: سعيد بن سعد بن ثقفان.

وتنقسم هذه القبيلة إلى عدة فروع منها:

العسران، والرقفين، وشغف بني بشر، وآل بخيم.

أ - العسران ومنهم: شياع، وسعيا.

ب - الرقفين ومنهم: الجهمة، والدرب، وآل النمر، وقحيم السبت، وآل فرحان، والجوبه، وآل الظهر، وآل الشتاء، وحماله، وآل سارغه، وآل المحافيظ، وآل عازب، وتعرف القرى الأربع الأخيرة بالقبل.

جـ - شغف بني بشر ومنهم آل خلف، وآل عقيق، وآل دارمه، وآل الوسط، وحافظ، وآل عبيديه، وآل العرابة.

د - آل بخيم (آل حامي) ومنهم مثاب، والشبيرمه، والزاوية، وزهرة بني بشر وآل مانع، وآل ظالم، وآل عطيف، وآل حجدل، وآل سهيل، وكذلك بالفيض ببلاد سنحان آل سويد والحظيرة والجبرة

(2)

.

(1)

هو سعيد بن سعد بن عبد الرحمن بن ثقفان من مواليد عام 1357 هـ، حاصل على الثانوية العامة.

(2)

علي عبد الهادي البشري - انظر المزيد بمجلة العرب.

ص: 171

‌قبيلة رفيدة قحطان

تعتبر قبيلة رفيدة جزءًا من قبائل قحطان المعاصرة، وتتبع إداريا لمدينة أحد رفيدة الواقعة جنوب خميس مشيط ويتوسطها طريق الخميس - نجران مرورا بسراة عبيدة.

والتوزيع فيها يتبع المشيخة، وفيها أربعة مشايخ هم: عبد العزيز عامر على الحاف ووقشة والجحل، وسعيد بن هيف على جارمة وخطاب عبد العزيز بن صمان على ذعي وبني قيس، وطلال بن مشهور على آل الشواط.

وهذه القبيلة بها عدد كبير من الشخصيات والمثقفين والأكاديميين الذين نعتز بهم. كما يوجد هناك عدد كبير من أسر قحطان في بلاد الخليج العربي وخاصة في الكويت وقطر والإمارات خاصة من قبيلة الحباب.

وقال عن أشهر أعلام قحطان:

كما ذكرنا أن ترتيب هؤلاء الأعلام واختيارهم اجتهاد من المؤلف

(1)

والذي پرجو أن يكون قد وفق في ذلك، وهم على النحو التالي:

1 -

محمد بن هادي من قرملة (1180 هـ - 1292 هـ). . . الجحادر

2 -

شالح بن حطاب بن هدلان (؟ - 13 هـ). . . الجحادر

3 -

محمد بن دليم بن شائع. . . قحطان الجنوب

4 -

شافي بن سفر بن شبعان. . . بني هاجر

5 -

زيد بن سالم آل شفلوت. . . عبيده

6 -

عايض بن حزام بن عوض. . . الحباب

7 -

شداد بن علي بن هادي. . . الحباب

8 -

جراب بن حسن بن علي. . . الحباب

9 -

فيصل بن حزام بن حشر. . . الجحادر

10 -

حسين بن علي المدوس. . . الحباب

(1)

مؤلف كتاب الدليل والبرهان في أنساب قبائل قحطان.

ص: 172

‌محمد بن هادي (1180 هـ - 1292 هـ)

هو الشيخ محمد بن هادي بن قرملة (غانم) من آل حسن السحمة - الجحادر - قحطان.

لا يعرف تاريخ ميلاده ولا وفاته بالتحديد، ولكن أبوه هادي بن قرملة استشهد سنة 1226 هـ في معركة وادي الصفري إلى جانب الإِمام عبد اللَّه بن سعود في مواجهة الحملة المصرية بقيادة طوسون باشا والتي انتهت لصالح الجيش السعودي. وقد أورد طلال السعيد

(1)

وإبراهيم الخالدي

(2)

أن ولادة ابن هادي كانت سنة 1180 هـ تقريبًا أما الوفاة فتشير أغلب الدلائل أنها كانت في الربع الأخير من القرن الثالث عشر الهجري تقريبًا.

‌حياته

تعتبر حياة محمد بن هادي سلسلة من الأحداث المهمة والمثيرة في نجد والجزيرة العربية كانت في عهده تموج بالصراعات الداخلية وخاصة القبلية والخارجية، وهذه الكتابة تحاول إعطاء هذا العَلَم الشامخ شيئًا من حقه.

فهو فارس القصيدة والحرب بالإضافة إلى زعامته لقبيلة قحطان.

يقول شاعر من قحطان:

يا راكبًا حمرًا غشاها سحامة

ترعى الزهر لين الشحم فوقها زام

ملفاك ابن هادي مقدي الجهامة

راعي البويضا اللي على الحرب عزام

فحياته امتدت أمدا طويلًا، وعاصر خلالها كثيرًا من الزعامات والشخصيات والتي كان لها وزنها وتأثيرها في نجد والجزير العربية. مثل الإمام فيصل بن تركي، وابن رشيد، والشريف، وابن حميد، وراكان بن حثلين، وابن شافي، وشالح بن هدلان وغيرهم ومن زعماء قبائل العرب الآخرين.

والحقيقة أن حياة محمد بن هادي كانت حياة مليئة بالأحداث والوقائع المهمة والمذكورة في كتب التاريخ وخاصة النجدي منها، فهو كان ابنا من أبناء الجزيرة

(1)

السعيد، طلال، الموسوعة النبطية، ج 1، ص 428.

(2)

الخالدي، إبراهيم، ديوان تركي بن حميد.

ص: 173

العربية، ومن العرب الخلصاء بما يعرف عنهم من الذكاء الفطري والشجاعة الفائقة، كما جبلوا على المروءة ومكارم الأخلاق.

ومعروف أن محمد بن هادي خلف أباه هادي في زعامة قبيلة قحطان، وقد بدأ نجمه بالظهور منذ وفاة والده، وقد عاش طويلًا، وفي آخر عمره تنازل عن المشيخة لابن أخيه ناصر بن عمر بن هادي، وذلك لأن محمد كان عقيما وفي ذلك يقول:

أثر الكبر به للفتي كسر تعبار

والميتة أشلالي إلى فات حله

دنيا تنسينا حلاها بالامرار

واللي مضى نسيوه ما فات كله

لو لي عيال كان شبوا لي النار

يبرون عن نفسي ثمانين عله

‌مكانته:

كانت قبيلة قحطان وشيخها محمد بن هادي بن قرملة تسكن نجدا وتأخذ إتاوة على بعض القبائل المجاورين، وكان بعض زعماء القبائل يبعثون الهدايا القيمة لابن هادي طمعا في كسب وده من ناحية ودرءًا لخطره من ناحية أخرى يقول راكان بن حثلين شيخ العجمان:

أهديت لك نور السلف والجهامة

باغيك ذخرًا في مقابيل الأيام

يقول عبيد بن رشيد:

جانا جوابك بالشجاع ابن هادي

تقول لي بكروشٍ عندي مثاني

وقال تركي بن حميد:

ملفاك شيخ بالقسا يذبح الكوم

شيخ وشيخان القبائل تدله

تلقى محمد زبن من جاه مضيوم

زبن الذليل اللي مخيف محله

وقال سلطان الشريف:

وش عاد لو عيا محمد على الغوج

بخيل الطواله واحد كنه إياه

ص: 174

ويلاحظ في قصائد ابن رشيد والشريف رغبتهم فيما لدى محمد بن هادي من الخيول الأصيلة والنادرة أحيانًا بنجد كسبها محمد عن طريق الإهداء.

والكسب (قلائع) ورغبته من ناحية فيما لدى الآخرين من خيل أصايل كخيل ابن رشيد.

ويقول الجضعي من الفهر:

يا راكب وجنا تبوح المراهيق

كنه ظليما

(1)

حاديته الخشومي

تنصى لنا شيخ دلاله على سيق

محمد ولد هادي مرد العلومي

يعطونه الأجناب قب ملاويق

وخذ الأصايل من الأحفه رسومي

(2)

ومن هذه النماذج من الأشعار المتعددة الأطراف تتضح مكانة الشيخ محمد ابن هادي بن قرملة وما يتمتع به رحمه الله من الصفات التي من أهمها الكرم والشجاعة.

وكما يقال (الحق ما شهدت به الأعداء).

يقول الشيخ تركي بن حميد العتيبي:

يا راكب من فوق سلسات الأقران

فج العضود وساسهن من عماني

ملفاك من يروي شبا مقدم الزان

عبد الركاب اللي بها الحيل واني

شيخ نشا بالطيب من روس قحطان

عادتهم فك الحسبْ والعواني

من أشعار محمد بن هادي وأخباره:

كان سلطان الشريف قد طلب من الشيخ محمد بن هادي بن قرملة القحطاني أن يعطيه جوادا من أشهر جياده فكتب له محمد هذه القصيدة:

يا راكب من عندنا فوق هجهوج

سواج مواج بعيد معشاه

ما فوقه إلا الكور والنطع وخروج

وسفيفتين فوق وركيه تزها

اسبق من الدانوق في غلبة الموج

ملفاك سلطان زبون المخلاه

(1)

الظليم: ذكر النعام.

(2)

الأعداء.

ص: 175

يالعبدلي لا تكثر السوم بالغوج

لو كان طارينا الثمن كان بعناه

شفي عليه بردة والغلب عوج

أن حل بنحور السبايا مثاراه

هل مربة وان دبرت ركضها عوج

وان اقبلت شروي الحرار المغذاه

وكم عندل تبكي على العم والزوج

تجر صوت غافي النوم قزاه

وكم سابق نشري من المال بخروج

غدت بروس ارماحنا بالمثاراه

أنا جنودي كثر جوج وماجوج

حربينا لو هو بعيد نصيناه

حربينا ما يمرح الليل مفلوج

الناس قد ناموا وعينه مقزاه

وعدونا لو قطب الخيل بسروج

لازم يخلي منزله لانصيناه

فلما وصل الجواب إلى سلطان الشريف من أهالي الخرمة أجابه بهذه الأبيات:

حي الكتاب اللي من الفخر ممزوج

حيه وحي اللي لفا به وعناه

أهلا وسهلا به ولاهوب مهوج

حشمة لمن كزه ونرفا خطاياه

جانا جواب معرب الجد معروج

ومعسكر لكن حنا فهمناه

وش عاد لو عيا محمد الغوج

بخيل الطوالة واحد كنه إياه

ومما قال تركي بن حميد في محمد بن هادي:

يا زبن ولم فوق ما يطرد النوم

حراير يا زبن مثل الاهله

ملفاك شيخ بالقسا بذبح الكوم

شيخ وشيخان القبايل تدله

وإن كان جيت النضو يا زبن ماسوم

رد الخبر والنضو يا زبن خله

جانا من الشايب مكاتيب وعلوم

حي الكتاب اللي لفا شحمة له

الشايب اللي نقل الكبر والزوم

يقرا الكتاب ولا يهاب المظله

جزاه من عندي من الخيل حثلوم

مثل البرد من مزنة مستهله

أنا برمحي باول الخيل ملحوم

والا انت رمحك عند سارة

(1)

تشله

اديت انا اربع فحص والخامس التوم

وقعود زبن اللي بغى ما حصل له

(1)

سارة بنت خالد بن عضيب بن حشر.

ص: 176

فأجابه الشيخ محمد بن هادي بقوله:

حي الكتاب اللي به العفص مرشوم

حيه وحي اللي مشي حشمة له

ساعة قرينه شفت ما عفت مرسوم

رد النقا تركي وهو منحي له

يا سابقي غاش عتيبه منك لوم

مثل الربيع اليا غشا نجد كله

كدي على العتبان خمسة عشر يوم

قعدان والجمال حنا هل آله

وإن كان رمحك باول الخيل ملحوم

فانا برمحي حامي نجد كله

من شافنا بالحلم يقعد من النوم

ومن شافنا بالعلم بطنه يهله

عدونا لو جض ما هو مليوم

واللي وراه يجض من جضت له

حربك اللي جانا نقلناه بسهوم

وتر حربنا لا جاك ما احتلت شله

ما نشتحن للحرب والحرب مفهوم

ويا سعد منا باللقا فزعت له

ما خلقت الدنيا ولا الناس في يوم

واللي تمني حربنا مضحي له

وإن كان في نفسه فلا هوب مليوم

نعم الشوارب وافي الشبر كله

متوسط ما بين عتبان وبقوم

واللَّه علم في دق سلكهـ وجله

أما الشيخ شافي بن شبعان شيخ قبيلة بني هاجر فعندما حصل بينه وبين قبيلة العجمان خلاف، أركب للشيخ محمد بن هادي شيخ قحطان يطلبه النجده، وقلد الذلول هِمْلا وهو نوع من الهرس تستعمله البادية لطلب النجدة من القريب فإن أراد المرسل إليه مساعدتهم قطع القلادة من الذلول. وإن اعتذر تركها، وقد أرسل شافي مع الذلول وراعيها هذه الأبيات يذكر فيها أن جنبًا تجمع بني هاجر وعبيدة من قحطان ويذكره أنهم أقرب لبعضهم فقال

(1)

:

يا راكب حمرا بلون ساحمه

ترعى الزهر لين الشحم فوقها زام

فوقه صبي ما تغير كلامه

يدي الخير يم الرفاقة بالأولام

يا جنب تركوا الرثا والحمامه

احموا لنا من قبل حل التندام

صبيان قحطان غشاهم ملامه

ولها على صبيان جنب تلملام

يا سابقي غاش عتيبه منك لوم

مثل الربيع اليا غشا نجد كله

(1)

انظر المزيد في كتاب من آدابنا الشعبية.

ص: 177

حنا كما مايح ثمانين قامه

هيما وفي جيلانها تسعة اهيام

ما يظهر المايح من أقصا غمامه

خطر على جيلانها بالتهدام

حنا شوي وحاميتنا القرامه

قطاعة ننطح ولو كملوا يام

أرماحنا وسط المدينة علامه

مع الصحابة قاتلوا ذيك الأيام

جواب محمد بن هادي على اشاين بن شبعان:

يا سابقي تستاهلين السلامه

اللَّه يجبرك من بلا سو الايام

لابد من يوم نطير قتامه

أما على المطران ولا على يام

يا ذا البهم واللَّه تباري الجهامه

لما تحيي من بين صفوي والاوجام

لي لابة حولتهم من تهامه

سلاحهم مخ الفرنجي والاروام

حنا كما سيل يطم العدامه

حول على طاش البحر له تلطام

وإن كان عندك للمسير كرامه

عجل ترى ربعك مشافيق وحيام

كرامة ترث عليكم تدامه

تصبح ذراريكم مراميل وايتام

كم شيخ قوم مطلقين حزامه

من عقب لبس الجوخ قدوا له الخام

وإن كان تطري السيف تفصخ لجامه

لو هو على الدوشان ما كان تنلام

ورد أيضًا الشيخ راكان بن حثلين على محمد بن هادي بقصيدة نختار منها:

يا راكب حر تذرب سنامه

عليه في راكب نيه العام

ما طققوا لحبه ليالي فطامه

مقوي عظمه لبن كل مرزام

(1)

إلى ورد محمد يطير حمامه

جا للصريمة من لحيه نقصام

تلقي لابن هادي كبير العمامه

شيخ ورمحه مع هل الخيل مرسام

مر بواعدنا بحرب وقوامه

ومر يحينا منه هرج وتسلام

حي الكلام وحي من هو كلامه

اللي لفانا منه هرج التوهام

وش الجزا يا شوق زاهي وشامه

بالسابق اللي ما عرفنا لها أو قام

كزيت لك نور السلف والجهامه

باغيك ذخر في مقابيل الايام

وغديت انا واياك مثل النعامه

جاها بلاها من ثقيلات الاقدام

(1)

منديل الفهيد: من آدابنا الشعبية.

ص: 178

وقال محمد بن هادي معتذرا للإمام فيصل بن تركي في وشاية قيلت فيه:

يا اللَّه يا منشي مزون طهايف

افرج لمن هو ما يجي درب منقود

ادنيت انا الحرقا وقلطت نايف

وردوا على الهدو ما أبغي له ردود

يا شيخ لا تسمع هروج الحفايف

خد جابتي با منقع الطيب والجود

لو كنت عود لي فعول عنايف

وربعي تطاوعني على الهون والكود

حنا على ضدك جبال نوايف

وحنا لك اطوع من عنيبر ومسعود

لي لابة تروي حدود الرهايف

لاجا نهار فيه حاوي ومطرود

ما نشتحن من حرب كل الطوايف

والى بدا لازمك حنا لك جنود

لي لابة ما جمعوا بالعلايف

من نسل قحطان وتعزي على هود

وقال ابن هادي عندما سمع كلاما من شيوخ بعض القبائل بحقه عند الإمام فيصل بأنه عود ولا يحسن الكلام فقال

(1)

:

اللحف يبغضني على لطم خده

لوني عليهم هيَّن صرت غالي

عندك يصرف بي من الحكي قده

وفعولنا فيهم جداد سمالي

صلال دوّر له ورا المستجده

والفغم خلي في مرب المتالي

وطبان من قد كل الرمل خده

خلوه ربعه في مداس العيالي

لي لابة لا قلت للخيل رده

ترايعوا للهوش مثل الجمالي

فعولنا بالضد كل يعده

يعده الأول لنسل التالي

ربعي لي اطوع من محب لوده

وانا به اروف من مربي العيالي

اتبع مصالحهم بلين وشده

واكسر بهم عظم الحريب الموالي

ان جت من العاقل عرفنا مرده

ولا نلتفت لهروج بعض الرجالي

(2)

ابن حميد وابن هادي

(3)

:

طاب لتركي بن حميد، أن يضفي كثيرًا من خيالاته في وصف جمله لأنه تخيل أمه نعامة، وأباه بازلا، فلذا جاء يجمع بين الصفتين الخف والجناح، فقال:

(1)

منديل الفهيد: من آدابنا الشعبية.

(2)

المصدر السابق.

(3)

الأزهار النادية من أشعار البادية.

ص: 179

يا راكب اللي ما يداني الصفيري

هميلع من نقوة الهجن سرساح

أمه نامه واضربوها بعيري

جا منلطاني على خف واجناح

إحبال كوره من سلوك الحريري

وسفيفه مثل الغرابين اطفاح

يسرح من الطايف يضحى البصيري

والقابلة في بيت ابن عون مرتاح

استغل ابن هادي هذا الوصف من ابن حميد العتيبي - وهو الشغوف بمعارضته، فقال:

يا تركي بن حميد وش ذا البعيري

ما تجلبونه كان تبغون الأرباح

لا عاد له خف وجنح بطيري

أنا إذكر اللَّه راكبه كيف ما طاح

أنا لقيت الكذب في كل اميري

ويا حلو كذب امخضبة علط الأرماح

‌شالح بن هدلان الخنافر

هو الفارس المشهور شالح بن حطاب بن هدلان بن قاشان بن قريان بن دراج بن حسن بن خنفر آل محمد - الجحادر - قحطان.

لا يعرف تاريخ ميلاده ولكنه توفي سنة 1340 هـ - 1341 هـ تقريبًا قرب ضرما

(1)

.

نشأ شالح بين أفراد قبيلته الخنافر - قحطان، فكان مثاليا بشجاعته، وأمانته، وصدقه، وكرمه، وحُسن خلقه.

وكان يحكم لحل المشاكل سواء كانت قَبَلية أو فردية أو ما يسمى (السلوم والعوايد المعروفة بين القبائل عامة وقحطان خاصة)، بالإضافة إلى أنه كان محبوبا عند قبائل قحطان وكذلك عند القبائل الأخرى أيضًا.

‌شالح وأخيه الفديع:

كان الفديع أصغر من شالح سنا ولكنه يماثل أخيه شالح في كل شيء بشجاعته، أخلاقه، بالإضافة إلى أنه مغامر بفروسيته إلى حد بعيد، ووفيّ ومطيع

(1)

خليل بن سلطان آل هدلان.

ص: 180

في خدمة أخيه الأكبر على اعتبار أن الطاعة فضيلة ومكرمة من مكارم الأخلاق، قلما تتوافر بين الإخوان، ولكنها النموذج الذي يحتذى ويحث عليه ديننا الحنيف، كما كان الفديع يحمي الحمى ويرعى الإبل في مواطن الخوف بلا وجل.

ولشالح وأخيه الفديع مواقف كثيرة وخالدة

(1)

، أدرك شالح من خلالها أن سنة الحياة المبنية على كدر ستحول بينه وبين أخيه الفديع الذي أدرك شالح فراقه يلوح في الأفق، وقد أحس الفديع بتململ أخيه شالح مما يقاسيه الفديع من تعب وعنى نتيجة ما يقدمه لأخيه خاصة ولجماعته عامة فقال القصيدة التالية:

يا بو ذعار اكفيك لوني لحالي

واصبر على الدنيا وباقي تعبها

وان غم اخوة معثرين العيالي

انا لخويه سعد عينه عجبها

وان جن مثل مخزمات الجمالي

كم سابق تقزي وانا من سببها

كم خفرة قد حرمت للدلالي

لبست سواد عقب لذة طربها

وان جيت لي قفر من النشر خالي

يفرج بي الحواز يوم اقبل بها

افديك يا شالح بحالي ومالي

يا فارس الفرسان مقدم عربها

يا متيه ابله بروس المفالي

ياللي حميت حدودها يا جنبها

فتأثر شالح بها وأجابه بهذه القصيدة:

واخوالي عقب فرقاه باضيع

كني بما يجري على العمر داري

اخوي يا ستر البني المفاريع

ومطلق لسان اللي باهلها تماري

ما قط يوم شد بين الفراريع

يا كود ما بين الكمي والمشاري

ليته عصاني مرة قال ما طيع

كود أني أصير يوم تجري الجواري

أنا اشهد انه لي سريع المنافيع

عبد مليك لي ولاني بشاري

تشهد عليه مناتلات المصاريع

ومطلق لسان اللي باهلها تماري

يمناه تنتثر من دماهم قراطيع

وعوق العديم اللي بدمه يثاري

جداع سفرين الوجيه المداريع

خلي سروج الخيل منهم عواري

القلب ما ينسى بعيد المناويع

ليث على صيد المشاهير ضاري

(1)

يمكن الاستزادة من كتاب مسيرة أبطال الصحراء.

ص: 181

ووقع ما توقعه شالح عن مستقبل أخيه الفديع والذي قتل في إحدى معارك قحطان وعتيبة، ورثاه بهذه القصيدة المعروفة والمعبرة:

امس الضحى عديت روس الطويلات

وهيضت في راس الحجا ما طرا لي

وتسابقن دموع عيني غزيرات

وصفقت بالكف اليمين الشمالي

وجريت من خافي المعاليق ونات

والقلب من بين الصناديق جالي

واخوي باللي يم قارة خفا فات

من عاد عقبه بيستر خمالي؟

ليته كفاني سو بقعا ولا مات

وإن كفيته سو قبر هيالي

وليته مع الحيين راعي الجمالات

وانا فدا له من غبن الليالي

واخوي باللي يوم الاخوان فلات

من خلقته ما قال: ذا لك وذا لي

تبكيه هجن تالي الليل عجلات

ترقب وعدها يوم غاب الهلالي

وتبكي على شوفه بني عفيفات

من عقب فقده حر من الدلال

عون العديم ان جا نهار المثارات

والخيل من حسه بجبهن جفال

‌شالح وابنه ذئب

كان لشالح ستة أبناء (ذعار، وذيب، ومناحي، وسداح، وعبد اللَّه، ومحمد) رباهم شالح على مكارم الأخلاق وعلى الفروسية وتبين للأب أن من بينهم من يعيضه في أخيه الفديع، فكان ذيب محط اهتمام أبيه، حيث لمح فيه معاني الفروسية والرجولة منذ الصغر.

وبرز ذيب بفروسيته وأصبح مضرب المثل بشجاعته بين قبائل الجزيرة العربية، وربما كان من أبرز فرسان نجد في العصر الحديث.

وبقى شالح يترقب الفرص بالحمدة من رؤساء قبيلة عتيبة، لأخذ ثأر أخيه الفديع والذي قتلته عتيبة كما أسلفنا.

وسنحت الفرصة لشالح لأخذ الثأر من الحمدة، بعد أن تقابل الطرفان في إحدى المعارك بالميدان، وعمد أحد فرسان آل هدلان

(1)

للفارس عبيد بن تركي بن

(1)

هو مبارك بن غنيم آل كليفيخ.

ص: 182

حميد فقتله فكبر المصاب على الحمده فقال طيف اللَّه بن تركي بن حميد هذه القصيدة:

يا ونتي ونة كسير الجباره

اليا وقف ما احتال، وليا قعدون

عليك يا شباب ضو المناره

عليك ترفات الصبابا ينوحن

من مات عقب عبيد قلنا وداره

لا باكي عقبه ولا قايل من

تبكيك صفر البسوها غياره

تبكيك يوم ان السبايا تعنن

وتبكيك وضح ربعت بالزباره

الياقزن من خايع ما يردن

الخيل عقب عبيد ما به نماره

وش عاد لو راحن وش عاد لوجن

يا شيخ ما تامر عليهم بغاره

كود الجروح اللي على القب يبرن

يقطع صبي ما ينادي بثاره

الي اقبلن ذولي وذولك قفن

يا هل الرمك كل يعسف مهاره

والمنع ما نطريه لا هُم ولا حِن

فأجابه شالح بن هدلان بقوله:

ضيف اللَّه اشرب ما شربنا مراره

اصبر وكنك شالح يوم حزن

راح الفديع اللي علينا خساره

واخذ قضاه عبيد حامي ثقلهن

يمني رمت به ما تجبها الجباره

اللي رمت بعبيد في معتلجهن

من نسل ابوي وضاري للشطاره

يصيب رمحه يوم الارماح يخطن

وعبيد خلي طايح بالعماره

عليه عكفان المخالب يحومن

وعاداتنا بالصيد ناخذ خياره

ثلاثة الجذعان غصبن بلا من

يا قاطع الحسنى ترى العلم شاره

لابد دورات الليالي يدورن

حريبنا كنه رقيد الخباره

خطر عليه اليا توقظ من الجن

ماني بقصاد بليا نماره

جدع نطيحي بالسهل، وإن تلاقن

من حل دار الناس حلو دياره

لابد ما تسكن دياره ويغبن

ومن شق ستر الناس شقوا ستاره

ومن ضحك بالثرمان يضحك بلا سن

وإن كان ضيف اللَّه بعسف مهاره

فمهارنا من عصر نوع يطيعن

تدنا لصبيان سواة النماره

شهب لماضين الفعايل يعنن

ص: 183

أنا إلى كثرت لشاوير مشاير:

اجتمع بعض كبار قحطان في أمر ما ولم يدعو شالحا، فاغضب ذلك شالح وقرر الرحيل

(1)

وقال هذه القصيدة:

انا لي كثترت لشاوير ماشير

وحلفت ماتي برز ما دعاني

وانا صديقه في ليالي المعاسير

والا الرخا كل يسد بمكاني

وشوري ليا هجت توالي المظاهير

شلفا عليها رايب الدم قني

شلفا معودها لجدع المشاهير

يوم السبايا كنها الديد حاني

ماني بخبل ما يعرف المعايير

قدني على قطع الفرج مرجعاني

ان سندوا حذرت يم الجوافير

وإن حدروا سندت لمريغاني

تاخذ بخيران المريبخ مسايير

وما دبر المولى على العبد كاني

‌ذيب وبداية فروسيته

أثناء وجود شالح مع الدواسر أغار عليهم فرسان عتيبة، وكان عمر ذيب حينها حوالي أربعة عشر عامًا، وكان والده قد أعد له جوادا من الخيل ودربه على فنون القتال لأنه يعلق عليه أمالا كبارا.

وكان الدواسر قد لحقوا القوم المغيرين وردوا إبلهم ومعهم ابن جارهم الصغير ذيب، والذي دفع جواده نحو فارس من فرسان عتيبة كان في مؤخرة قومه فلكزه ورماه عن جواده وأخذه ذيب غنيمة والتي اتضح أنه لا يعدلها شيء من خيل عتيبة وربما في نجد أيضًا.

وعندما علم بها الأمير محمد بن سعود بن فيصل، ومحمد بن رشيد أمير حائل أرسل كل منهما رسله لطلبها من شالح، ولكنه اعتذر للرسل وقال القصيدة التالية:

يا سابقي كثرت علوم العرب فيك

علوم الملوك من أول ثم تالي

لا ني بالبايع ولاني بمهديك

وأنا اللي استاهل هدو كل غالي

(1)

نزل على قبيلة الدواسر الذي أعزوه وأكرموه.

ص: 184

وانتى من الثلث المحروم ولا اعطيك

وانتى بها الدنيا شريدة حلالي

ياما حلي خطوي القلاعة تباريك

افرح بها قلب الصديق الموالي

وياما حلي زين الندا في مواطيك

في عثعث توه من الوسم سالي

ويا حلو شمشول من البدو، يتليك

بقفر به الجازي تربي الغزالي

الخير كله نابت في نواصيك

وادله ليا راعيت زولك قبالي

بالضيق لوجيه المداريع نثنيك

وعجله وريضة خلال التوالي

حقك علي أني من البر ابديك

وعلى بدنك الجوخ احطه جلالي

ومن شق ستر الناس شقوا ستاره

وبالقيظ احطك في نعيم الظلالي

يا نافدا اللي حصلك من مجانيك

جابك عقاب الخيل ذيب العيالي

جابك صبي الجود من كف راعيك

في ساعة تذهل عقول الرجالي

يا سابقي نبي نبعد مشاحيك

والبعد سلم مكرمين السابلي

يم الجنوب وديرته ننتحي فيك

لربع من الأوناس قفر وخالي

ورحل بعد ذلك إلى الربع الخالي خوفا على جواد ذيب لتؤخذ قسرا.

وفي هذه الفترة سطع نجم ذيب بن شالح، واتجهت له الأنظار، وزاد حب أبوه له وأدرك أنه مفارق لا محالة، لأنه يخوض المعارك الطاحنة باندفاع كاندفاع عمه الفديع، وواحدا كهذا لا يمكن أن يكون من أصحاب الأعمار الطويلة فقال شالح قصيدته المشهورة يبكي على ذيب وهو حي!!

ما ذكر به حي بكي حي يا ذيب

واليوم انا باكيك لو كنت حيا

ويا ذيب يبكونك هل الفطر الشيب

إن لا يعتهم مثل خيل المحيا

وتبكيك قطعان عليها الكواليب

وشيال حمل اللي يبون الكفيا

وتبكيك وضح علقوها دباديب

إن رددت من يمة الخوف عليا

ويبكيك من صكت عليه المغاليب

إن صاح باعلى الصوت ياهل الحميا

ننزل بك الحزم المطرف لياهيب

إن رددوهن ناقلين العصيا

أنا أشهد أنك بيننا منقع الطيب

والطيب عسر مطلبه ما تهيا

ص: 185

قصيدة شالح ومقتل ذيب:

يا ذيب انا يا بوك حالي تردى

وانا عليك من المواجيب يا ذيب

تكسب لي اللي لاقح عقب عدا

طويلة النسنوس حرشا عراقيب

تجر ذيل مثل حبل المعدا

وتبري لحيران صغار حباحيب

واشري لك اللي ركضها ما تقدا

ما حد لقى فيها عيوب وعذاريب

قبا علي خيل المعادي تحدى

مثل الفهد توثب عليهم تواثيب

انا اشهد انك باللوازم تسدا

وعز اللَّه انك خيرة الربع بالطيب

ياللي على ذيب السرايا تعدا

لو حال من دونه عيال معاطيب

ليث على درب المراجل مقدى

ما فيك ياذيب السبايا عذاريب

وبعد ما سمع ذيب قصيدة والده الذي يتمنى فيها على ابنه الكسب وبين الوالد أن حاله تردى وواجب على الابن بر والده، كما ذكر شالح أنه أعد لابنه أفضل الخيل، وربما قيلت هذه القصيدة بطريقة المزاح، ولكن ذيب عقد العزم علي الغزو وغزا مع مجموعة من شبان قحطان نحو عتيبة وعندما قصدوا منهل يرتاده عتيبة، لمحه أحد رماة عتيبة هو ورفاقه فأطلق النار عليهم فأصابت ذيب بن شالح إصابة قاتلة.

وكبرت المصيبة على شالح بفقد ابنه ذيب، ذيب الشجاعة والكرم والبر والطاعة، وقال هذه القصيدة:

يا ربعنا ياللي على الفطر الشيب

عز اللَّه انه ضاع منكم وداعه

رحتوا على الطوعات مثل العياسيب

وجيتوا وخليتوا لقلبي يضاعه

خليتوا النادر بدار الأجانب

وضاقت بي الآفاق عقب اتساعه

تكدرن لي صافيات المشاريب

وبالعون شفت الذل عقب الشجاعه

يا ذيب أنا بوصيك لا تأكل الذيب

كم ليله عشاك عقب المجاعه

كم ليلة عشاك حرش العراقيب

وكم شيخ قوم كزته لك ذراعه

ويضحك ليا صكت عليه المغاليب

ويلكد على جمع العدو باندفاعه

وبينه لجيرانه يشيد على الطيب

وللضيف يبني في طويل الرفاعه

ص: 186

جرحي عطيب ولا بقالي مقاضيب

وافخت حبل الوصل عقب انقطاعه

كني بعد فقده بحامي اللواهيب

وكني غريب الدار مالي جماعه

من عقب ذيب، الخيل عرج مهاليب

ياهل الرمك ما عاد فيهن ضماعه

قالوا تطيب وقلت وش لون ابا طيب

وطلبت من عند الكريم الشفاعه

ندم شالح على قصيدته التي أدت لغزوة ذيب المشئومة وكانت من أسباب مقتل ذيب، وقال شالح هذه القصيدة التي سلم فيه لحكم ربه عز وجل:

ذيب عوى وانا على صوته اجيب

ومن ونتي جضت ضواري سباعه

عز اللَّه اني جاهل ما اعلم الغيب

والغيب يعلم به حفيظ الوداعه

يا اللَّه يا رزاق عكف المخاليب

يا محصي خلقه ببحره وقاعه

تفرج لمن صابه جروح معاطيب

وقلبه من اللوعات غاد ولاعه

ان ضاق صدري لذت فوق المصاليب

مانيب من يشمت فعايل ذراعه

صار السبب مني على منقع الطيب

ونجمي طمن بالقاع عقب ارتفاعه

يا طول ماهجيتهن مع لواهيب

ولاني بذاري كسرها من ضلاعه

ويا طول ما نوختها تصرخ النيب

وزن البيوت اللي كبار رباعه

واضوي عليهم كنهم لي معاذيب

إليا رمي زين الوسايد قناعه

اضوي عليهم واتخطى الأطانيب

وآخذ مهاوية الجمل باندفاعه

ابا انذر اللي من ربوعي يبا الطيب

لا يأخذ إلا من بيوت الشجاعه

يجي ولدها مذرب كنه الذيب

عز لبوه وكل ما قال طاعه

وبنت الردي ياتي ولدها كما الهيب

غبن لبوه، وفاشله بالجماعه

ياكب زوله عند بيت المعازيب

متحري متى يقدم متاعه

وبقى شالح حزينًا على ابنه ذيب، وذات ليلة سمع شخصًا من قحطان يقال له الهويدي ينشد عن طير له ويصوت بصوت عالي (من عين الطير) وكررها عدة مرات فأنشد شالح بن هدلان قصيدته المعروفة في طيره وإن اختلفت الطيور والمسميات والفراييس.

ص: 187

ان كان تنشد يالهويدي عن الطير

الطير واللَّه يالهويدي غدا لي

عذاب معسكرات المسامير

ان حل عند قطيهن الجفالي

ان جا نهار فيه شر بلا خير

وغدا لهن عند الطريح اجتوالي

ان دبرن خيل وخيل مناحير

وغدن مثل مخزمات الجمالي

على الرمك صيده عيال مناعير

وشره على نشر الحريب الموالي

يضحك ليا صكت عليه الطوابير

طير السعد قلبه من الخوف خالي

خيالنا وان عرجدن المظاهير

وزيزوم عبرات طواها الحيالي

غيث لنا وان جت ليالي المعاسير

وبالشح ريف للضعوف الهزالي

يسقي ثراه من الروايح مزابير

تمطر على قبر سكن فيه غالي

وتقول إحدى بنات آل هدلان

(1)

عندما سمعت جماعة من آل ذيبه آل حسن الخنافر يصوتون على راعي لديهم اسمه ذيب تأخر عليهم في ليلة من الليالي وأخذوا يرددون اسمه وينادونه مما آثار شجون بنت آل هدلان على ذيب بن شالح فقالت هذه القصيدة:

ليت آل ذيبه ما دعوا عندنا ذيب

يوم ان قلبي سج منه لينساه

فن ذيبهم ذيب الغنم والمشاريب

وفن ذيبنا على الخيل ينضاه

ذيب شفا الادنا وجوع الاجانيب

على النقاء والسرق ما هرب يدناه

لا واقمحي يا فارك العرف بالطيب

اتجر ثوب القز والقرن تشعاه

لا واقمحي يا مناتلات المصاليب

والهجن عقبه نيها زاد مبناه

الجد ابن مزحم ترانه هل الطيب

في قولهم والا بعد ما لحقناه

وابوه شالح شوق بيض الرعابيب

قلايعه خمس وثمانين مسماه

يا كم عزل جل ذود حنا ذيب

وكم ذود مصلاح نخرج خلاياه

ذيب النضا ذيب الرمك منقع الطيب

ومن مات يالدحام عقبه نسيناه

(1)

هيا بنت الفديع.

ص: 188

‌من أخبار شالح بن هدلان

تجاور شالح بن هدلان وظافر الحوير القحطاني في سنة من السنين، وغزوا الاثنان في يوم من الأيام فخالفهم الجدري على أهلهم ومات خلق كثير كان من ضمنهم زوجات الاثنين شالح وظافر، واتفق الاثنان أن لا يتزوجوا إلا بعد مدة معينة حزنا على زوجاتهم اللاتي كان بهن نوفًا على النساء في الجمال والطباع، ثم تزوج كلاهما، ثم بعد ذلك تواجهوا وسأل كل منهما صاحبه عما واجه وكان واضحًا أن الحوير توفق في زواجه عكس شالح الذي قال:

لاواهنبك يا الحوير هنياه

يوم انت في شوقك لقيت البدايل

وإن وليفي ما لقينا حلاياه

لو دوجوا بي في قفار وحايل

وليفي الل كلما جيب ابنساه

دعوا سميه ذاهبين الحمايل

يفز قلبي كلما اوحيت طرياه

فز المحبب من خشوم الفتايل

قلت اظهر بالقبر لين الصلاه

حال اللحد من دون سمر الجدايل

يا طول ماني في ذرا البيت وياه

من بينا بنشر جثيل الجدايل

قال أنت شالح: قلت له ايه انا اياه

قال انقلع لا عاد عندي تخايل

ما دام في شقراء دلال مراكاه

وما دام في الحوطه غروس ظلايل

وما دامت الحضران للبر تذراه

وما دامت البدوان تقني الرحايل

وما دامت الحجاج للبيت تنصاه

وما دامت الحكام تقني الأصايل

كن الزباد الخلص داخل شفاياه

من مبسم ما يدهله كل سايل

كان لشالح صديق من أهالي الحوطة اسمه فواز صاحب نخل وفلاحة، وكان شالح يزوره من وقت لآخر، وفي إحدى الزيارات عرض صديق شالح أن يترك البادية ويبع النخل وينزل عنده فقال شالح هذه القصيدة التي يذكر فيها حبه للبادية وفرسه (العبية) وقال لصديقه فواز من بني تميم أهل الحوطة ومن شيوخها: يا فواز أنا لا أستطيع أن أعيش إلا في البادية بين الإبل وحنينها والخيل وصهيلها وقال القصيدة التالية:

ص: 189

يا دار أبو موسى عليك التحيه

راعي دلال باشقر الكيف براز

شيخ ولد شيخ فعاله طريه

ملفى لاهل هجنا من البعد عجاز

واللَّه يا لولا حب بنت (العبيه)

أن اتحضرا فالبلد عند فواز

شبهتها والشيخ يقهر كيمه

ادميه عدت على حشم محواز

يا زينها بالجوخ والقرمزيه

إلى زبر جمع ورا جمع اركاز

نلحق بمصطور سريع الهويه

يضرب بحد الرمح ما هو هواز

اردها لعيون جالي الثنيه

غرو صغير كل ماجا الخبر فاز

فعل لبوي وفعل جسدي وليه

ماكر حرار ما شرك فيهن الباز

هل فرسة من عاد بقعا صبيه

لاجا النذر نرسي ولا حن بنراز

‌محمد بن دليم بن شائع

هو محمد بن دليم بن شائع بن فرحان الملاطي من بني أزيد أحد فروع قبيلة شريف الجنبية.

وهو شيخ قبيلة شريف وقحطان الجنوب.

لا يعرف تاريخ ميلاده بالتحديد ولكنه توفي سنة 1349 هـ عن عمر ناهز مائة عام تقريبًا رحمه الله.

كان له ولقبائل قحطان الجنوب دورا في المساعدة وبسط السيطرة على جنوب المملكة في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله.

فقد كان محمد بن دليم (أبو لعثة) يقيم نوعًا من الحكم المحلي (الذاتي) على قبائله ومن يتبعه من قبائل قحطان، وذلك قبل توحيد المملكة في عهد الملك عبد العزيز.

حيث يقال أنه كان يملك سجنا يربط فيه المخالفين كما يقيم بعض الحدود ويطبق فيه الأحكام الشرعية وما يتفق وتعاليم الإسلام.

ص: 190

وشيخ قحطان الجنوب حاليًا هو فهد

(1)

بن عبد اللَّه حفيد الشيخ المعروف محمد بن دليم بن شائع.

‌عائض بن حزام آل حميدان

هو الشيخ عايض بن حزام بن عبد اللَّه بن عوض بن عمير بن علي بن درويش بن عظيف بن جميل بن حميدان بن جميل بن مسلم بن حباب.

عقيد وزعيم وبطل من أبطال قبيلة آل حميدان الحباب، عاش أكثر من سبعين عامًا وتوفي حوالي سنة 1347 هـ.

وأمه ساره بنت محمد (المرحب) بن جرعود آل حميدان.

له من الأبناء:

1 -

فجحان.

2 -

كمعان.

3 -

زبدان.

4 -

حزام.

5 -

ذغيليب.

6 -

عمر.

ومن أحفاده الشيخ عبد اللَّه بن فجحان شيخ قبيلة آل حميدان الحالي.

يقول أحد شعراء آل حميدان يفتخر بقبيلته وشيخه عايض بن حزام:

من سربة يتلون أبو فجحان

حرا مقانيصه بعيد

ويقول آخر:

يتلون زيزوم السرايا عايض

عيد النضى ومطوع وشجاعي

‌مزايا وصفات:

يتمتع الشيخ عايض بن حزام رحمه الله بمزايا وصفات حميدة قلما تتوفر في شخصية وعلم من الأعلام في ذلك الوقت الذي كانت لغة القوة والسلب.

(1)

هو فهد بن عبد اللَّه بن محمد بن دليم بن شائع بن فرحان الملاطي من بني أزيد من مواليد عام 1376 هـ - 1906 م، وحاصل على الثانوية العامة.

ص: 191

‌شداد بن علي بن هادي آل ناصر

هو شداد بن علي بن هادي بن علي بن هادي بن علي بن ناصر بن حفاف ابن زهير بن زيد بن جميل بن مسلم بن حباب.

وهو عقيد وزعيم قبيلة آل ناصر الزهرة الحباب وأحد عوارفها وأبطالها.

لا يعرف تاريخ ميلاده ولكنه توفي حوالي سنة 1352 هـ بعدما عاش حوالي مائة عام تقريبًا، ودفن في الكوكب واد قرب حدود قبيلة يام المعروفة.

أمه مزهرة من آل عجلان - آل سعد - الجحادر.

وله من الإخوة:

1 -

دشن.

2 -

رفعان.

3 -

مسعود.

ومن الأبناء:

1 -

عويضه.

2 -

صياد.

3 -

زايد.

4 -

هادي.

5 -

إبراهيم.

6 -

حمد (منيح).

ومن المعروف أن المؤلف لكتاب الدليل والبرهان في أنساب قبائل قحطان من أبناء إبراهيم الابن الخامس من أبناء شداد بن علي بن هادي.

يعتبر شداد بن علي من كبار الشعراء في الحباب عامة وفي آل ناصر خاصة، وله أشعار تعتبر من الأمثال الدارجة في الأنساب والأولاد عند قبيلة الحباب وبعض القبائل الأخرى مثل:

ما عاد عندي للعيال عذوله

إيكون منهو خاذله ربيا

بنتنا نبغي فحلها حن عوالي

ما تفر بها الفحول الخشرمية

عطيت من ذودنا خلفات والقاح

في بنت مهان نزاع الطلايب

ص: 192

‌نماذج من أشعار شداد:

نزح آل ناصر من الجنوب لظروف معينة، ونزلوا بالهدار قرب الأفلاج واستقر بعضهم هناك ولكن شدادًا لم تناسبه الديرة فعاد للجنوب لأنه يحبها، فجاءته الأخبار أن جماعته في العارض بينهم بعض الخلافات فأزعجه ذلك وقال هذه الأبيات:

يا راكبًا من عندنا بنت آراك

قدهي على وطي الحفا صبور

تنصى بني عمًا لنا في العارض

آرب فيهم من يلم الشور

مارية الظفران لما جيتهم

اعيونهم كنها عيون اصقور

أن كان لما جبتهم لذوالك

وإلا فهبهم لشداد أو شور

آرب فيهم خيرٍ بيلمهم

ظفرًا لما شاف الخطاء عقور

وله عندما طعن في السن وكان في رمضان وطلب من أحد أولاده أن يقنص لعله يأتي بما يفطرون عليه من الصيد الذي كان متوافرا في زمنهم، ولكن الابن لم يطيع أباه فقال في ذلك:

قاله شداد باديًا قنور

ماني بمن شيبه يجي كسليا

عز اللَّه زايد ما يطيع وصاتي

ولا سرح للقائد الحثريا

أرجيك يا هدي تبين شوايعك

على الحف وإلا الصاحب الشرهيا

ما عاد عندي للعوال عذوله

إيكون من هو خاذله ريبا

وقال بعد خلاف حصل بين آل ناصر وقبيلة أخرى:

قاله شداد باديا في الشعوفي

في راس عدنه لا سقاها اللَّه من ماه

(1)

لا تحسب إن هذه المحلة شفوفي

ماشفي إلا ديننا اللي قضيناه

قضاه دشن شوق

اللي وقوعه في الاحف مشرواه

(2)

اخطوا علينا مكرمين الضيوفي

لطامة العايل طرقهم مخلاه

(1)

عدنه جبل قرب الخوابيس.

(2)

دشن أخو شداد الكبير.

ص: 193

يا سيف شومان بحده يزوفي

ما زافه إلَّا عرق مروًا تقداه

ترهم كما عدًا بسيقي الألوفي

وحنا كما سيلا حديدًا تغشواه

لي لابةٍ قد حدروا للذلوفي

نحوا مع الهدار يسقون من ماه

وعهدي بصياد معي في الشعوفي

(1)

وحدر الخضران ما زيد مشفناه

يا ليت أخو لجعه. . يجينا يطوفي

(2)

على آركن يا زين في الأرض ماطاه

وله عندما خطب في بنت المهان آل فطيح - يام وطلبوا عليه عددًا كبيرًا من الإبل مهرا لها وبشرط أن يكون حوارها في بطنها أو يباريها، فقال في ذلك:

عطيت من ذودنا خلفات والقاح

في بنت مهان نزاع الطلايب

(3)

ابغي لما جاء ولدها ليه ذباح

يذح غريمه ولو هو فيه عايب

(4)

وقال في بندقه لما قل شوفه وتغير وقعها:

يا بندقي شمني على يا أم قلبين

كنش طموح ماتمن بحشاها

باعطيش هادي فانه النادر الزيني

هادي لما شل البنادق زهاها

رد البندق:

شداد لا تكذب عليّ جعلك الزيني

كم جازي عشيت حوشك شواها

مالي بخاطي نادرًا خاطره شيني

ودي مع الشيبان واكرم لحاها

وله من الأشعار والمواقف ما قد يطول شرحه رحمه الله.

‌جراب بن حسن آل جميح

هو جراب بن حسن بن علي بن ذفال بن مستور بن عوض بن جميح.

وهو عقيد وشيخ من مشايخ قبيلة الحباب المعروفة.

(1)

صياد أحد أبناء شداد.

(2)

أخو لعجه محمد بن فاطمة عم شداد.

(3)

المهان من مرعي من آل شهوان آل فطيح الوعله - يام.

(4)

هذا البيت لا ينطبق على قبائل قحطان وإنما المقصود فيها قبائل أخرى.

ص: 194

يعد رحمه الله من المعمرين حيث عاش أكثر من مائة وثلاثين عامًا تقريبًا، لا يعرف تاريخ ميلاده شأنه شأن من عاشوا في البادية، ولكنه توفي سنة (1412 هـ/ 1991 م).

له عدد من الإخوة منهم: سرحان ونبيج، وخلف حوالي (32) نفسًا بين ذكر وأنثى. من أولاده ضبيب، ومترك؛ قتل في حرب اليمن عام 1350 هـ - 1351 هـ، وعلي شيخ آل جميح حاليًا وغيرهم.

أمه رزنه بنت عوض بن ذفال آل جميح.

يُعد جراب بن حسن (أخو مسعده) من الرجال المعروفين في قبيلة الحباب بالشجاعة والزعامة وإصلاح ذات البين، فهو في هذا المجال من الرجال المعدودين بإخلاصهم في السعي بين الناس بالإصلاح، وخصوصا في ماهيات الأنفس (الرقاب).

حيث يقال أنه كان سببا من أسباب إعتاق حوالي سبع رقاب حل عليها القصاص.

رحم اللَّه جراب بن حسن رحمة واسعة لما عرف عنه بإخلاصه في إصلاح ذات البين تلك الصفة والخصلة التي يحث عليها ديننا الإسلامي الحنيف.

‌حسين بن علي (المدوس) آل شنان

هو الشيخ حسين بن علي بن محمد مهمل بن عامر بن حامد بن شنان بن سويلم بن شامر بن محمد بن هويج بن حباب.

أمه دشنه بنت علي بن هادي آل ناصر، وخاله شداد بن علي.

من كبار شخصيات وعوارف آل زربة والحباب، وتوفي سنة (1421 هـ/ 2000 م) بعدما عاش حوالي مائة عام رحمه الله.

كان مقرع مقطع حق بين قبائل الحباب وغيرهم وكان أيضًا (عارفة) وهو معروف بسعة علمه وخبرته في حكم العوارف بين القبائل.

ص: 195

ولا غرابة إذا علمنا أن حسين بن علي ينحدر من أصل حامد بن شنان كبير عوارف آل شنان وآل زربة، وكذلك الحباب.

فلا يمكن أن تدور الحقوق القبلية في الأمور المهمة إلا ويذكر اسم حسين بن علي المدرس فيها، ومعروف أن ابنه الثالث سراج شيخ آل شنان الحالي.

‌بعض أشعاره وأخباره:

كان لحسين بن علي ناقة يغليها ويرعاها ابنه الكبير جابر، ولكن جابرا كان له معشوقة تشغله عنها، فطاحت الناقة وتكسرت فقال فيها ويعتب على ابنه وعلى إهماله لها:

عليك يا جابر بن حسين مني سلام

خليت جملا وتتبع قانيات الوشام

يا بنت خالش سهل والناس فيهم عجام

وهذا اللون من الشعر يسمى الدنان وهو يردد آخر النهار ومعروف عند كثير من قبائل الجنوب وخاصة الحباب ويام.

ومما قيل في حسين هذا البيت:

يا من يعلم حسين أن الشراة ارجعت

(1)

وأن العشائر بريغان الحبط ربعت

(2)

(انتهى).

(1)

الشراة من منارل آل شنان عامة وحسين بن علي خاصة.

(2)

الحبط من الأودية الأثيرة ويقع بين بلاد الحباب ويام.

ص: 196

‌فصل عن أشعار قحطان

(1)

هذه القصيدة للشاعر: سعد بن خزيم القحطاني فيها حث على مكارم الأخلاق وبر الوالدين وصلة الأرحام:

يقول منهو يعدل القاف بلسانه

وإذا هرج ما يميل عيار ميزانه

يا اللَّه وأنا طالبك يا غافر الزله

يا واحدًا يرجى عفوه وغفرانه

اغفر ذنوب على نفسي وسامحها

حيث انها في بحور الجهل غرقانه

أنت الذي رحمتك تنفع ومرجيه

ما غيرك أحدًا ترجا الخلق لحسانه

وعندي نصيحة عسى العقال تفهمها

نصيحة ما تكلف زائد ديانه

الأوله طاعة اللَّه لا تضيعها

ومن ضاع دينه حياته مالها خانه

اغنم حياتك ترى الدنيا غراره

ولا تطاوع هواء نفسك وشيطانه

احفظ صلاتك فرائضها وسنتها

تحفظك بيوم عبوس تشيب غرانه

صلاتك اللي نهار الحشر تشهد

لك لا واجه اللي مشي بالفسق عصيانه

وأيضًا صيامك وحجك لا تباخل به

أده بنصح وخشوع واكمل أركانه

وعط الزكاة الذي تعطي ومفروضه

زكاة مال الفتي زوده ونقصانه

والثانية والدينك لا تزعلهم

ترى الولد ما يصير لوالده هانه

أمك. . أمك. . وأباك وتم قدر أمك

ترى أمك اللي تبات الليل سهرانه

شالتك تسعة شهور في حواجبها

شالتك كرهن وعند الوضع كرهانه

وشالتك عامين طفل فوق منكبها

وعليك من صكة الأيام شفقانه

ترضعك مهجة حشاها لا تناسها

ربتك وفي تربيتك الأم نصحانه

والثالثة حق جارك كِنه أخوًا لك

لابد ما يذكر إذا راح جيرانه

جارك شريكك مع الأجواد له قيمة

احفظ جنابه وهن النفس من شانه

ولا تبدي بشي ما دري جارك

ولا تناظر عيونك صوب نسوانه

والرابعة لا لفاك الضيف رحب به

المؤمن اللي يقوم بقدر ضيفانه

(1)

من كتاب الحنين والأشجان في أشعار قبائل قحطان للأستاذ علي بن شداد آل ناصر الحبابي القحطاني، من دولة قطر، وقد سمح لنا مشكورًا بالنقل من كتابه في المجلد التاسع من موسوعة القبائل العربية.

ص: 197

لا ينكتم خاطرك لا جاك ضيف اللَّه

الفرق في الطيب اللي يفل حجانه

والخامسة صن خويك من خطأ المخطئ

يمشي ويا من معك من غدر عدوانه

ومنك التسامح معه لا سار في زله

يجب عليك الخوي قدره ورضوانه

والسادسة لا تحسسا كل ما فاتك

ما فات فايت وعند الرب عقلانه

ما كتب لك يا فتي ملزوم يأتي لك

ما حدا يحوشه بقو العزم وسأنه

والسابعة لا تجالس من نسي دينه

من جالسه ما يحصل غير خذلانه

حذارك حذارك لا تأتي جليس له

ترضي لقدرك بتنزيله وحقرانه

والثامنة كل عفن لا تعرف به

ترى معرفة ردي الناس خسرانه

ترى الردي ما يسرك حين تحتاجه

وتصبح معرفتك عنده مالها خانه

والتاسعة كلمة المنقود جنبها

الرجل ينقد لمنه زل بلسانه

والكذب ينقص مقام الرجل ويعيبه

لا قال قولا ولا يدري بمحيانه

وأيضًا النميمة ترى نقالها خاسر

نقالها جنبه لا تجلس وزانه

يجيب هرج وهو ما قيل ويقوله

ويحط تشويش بين الرجل واخوانه

يقول كلاما وهو ما ينظر حسابه

كبده على كلمة البهتان ظميانه

ومن يشهد الزور خاب وخائب حظه

يرضى على حظه بظلمه وبهتانه

ومع ردي حظه وطغيانه نسى دينه

ويشهد الزور مع ظلمه وطغيانه

هذا وبوصيك خف ربك وراقب له

ومن خاف ربه جزاه اللَّه بإحسانه

يوم القيامة يأخذ بيمينه كتابه

منزل نعيم ويسكن بارد جنانه

والرجل ما يرث العوجاء على ربعه

لابد من ساعة تلفي بفقدانه

ربعك تراهم عضودك درعك الضافي

والطير ما ينتهض من دون جنحانه

الرجل ما يرمي بشره على لادني

ما جوب شر الفتى قدام عدوانه

وأيضًا المراجل عليها النفس عزمها

النفس خلها على الجودات شرهانه

وملا يهوم المراجل ما يحصلها

وملا يغوص البحر ما حصل الدانه

والجود تلقاه يا الطيب مع الطيب

مع واحد ناسبه خاله وعمانه

من طيب ساسه يكون الطيب طبع له

المجد له عادة من طبع جدانه

ولا يغرك بعض الأزوال بهدومه

وتنغر من منظره ومنطق السانه

تقول أبو زيد ولا ذياب بن غانم

وإذا عرفته ردي ساس جدرانه

ص: 198

ما ينفعك لابداء اللازم ومحتاجه

جعل الدركتر يقص عظام سيقانه

ترى قليل الروابع قاصر الهمه

ما ينفعك لاحظا الديان ديانه

دور سهيل اليماني راعي الشيمه

هديب شام بشيل الحمل بأمتانه

اللي لا قلت الحيله وقف دونك

مثل الجمل يوم تسمع صرخ نيبانه

هذاك خله على متنك عضيدا لك

لا جاء نهار يروع القلب دخانه

ماهوب خطوي حموق يلزمه غيره

عينه من اللي مشي بالطيب عميانه

يضحك بسنه وهو ما قلبه بصافي

يضحك وسم الأفاعي أسنانه

يمشي بحقد عليك ويرقب الفرصة

وده يطبق عليك أنياب حنكاته

خلك مع أهل الفخر والمجد يا صاحي

ترى الفخر باسط للناس ميدانه

واللي يبي الطيب بيبانه يعينها

واللي بعشق الردي يندل بيبانه

وترى الردى له ربوع ما يخلونه

كسابة له وأهم بالكسب خسرانه

ويكفي رمز الكلام يعوض عن طوله

وما قال الأول نبيل الهرج نيشانه

وتمت وصلوا على محمد نبي اللَّه

أعداد ما نشاء الخيال وهل ودانه

أعداد ما هبت النود بذواريها

وأستغفر اللَّه عن الزلة ونسيانه

كان دعيبان اليامي جاليا مع قبيلة آل كناد آل سليمان الحرقان لمدة طويلة وذلك لخلاف حصل بينه وبين قبيلته فقد نزل بجوار الشيخ شايع بن سيف بن جرعن آل كناد رحمه الله، والشيخ عايض بن جبهان آل كناد، وقد أحسنوا جواره وقاموا بالواجب تجاهه حتى انتهى الخلاف بينه وبين قبيلته فلما عاد إليهم بعث بهذه القصيدة لقبيلة آل كناد يمتدحهم ويبيّن موقفهم منه:

يا اللَّه طلبتك طلبة يا كريمان

عطني من الدنيا وفرح فوادي

واللي مهيضني على بدع الألحان

ما قومي إلا عبرة بالفوادي

قومي حضن دوم نزلناه فرقان

يا جعل يلويبه عمود الجرادي

يا من يعلم شايع زبن من حان

يلقى طلايبهم بربع عوادي

تاصل علومه عند يام وهمدان

رفق المجنا لا غتشاه السوادي

قد استمينا شايع وابن جبهان

رفق المجنا مبعدين المعادي

هل صبحة في الغدي قبل الآذان

لما عدوا في نطح قوم بعادي

ص: 199

جمع الكنادي فعلهم عندنا بأن

ربع نقلط جارها في البلادي

ربع عبا الضيف عندهم ذبح خرفان

وفي اللقى سمٍ على الكبد جادي

وقال سلطان بن محمد بن نمر القحطاني في حقوق الجار:

يقول القحطاني هيّضه صوت جاره

هيض على العين المشقاة جارها

الجار يوصي به حقوق لوازم

لو هم خباث ما ينزل وقارها

الجار والضيفان فرضٍ على الفتى

لابد من ابدال دار بدارها

لا صرت معسور من المال معدم

فالنفس خففها بزين اعتذارها

والعذر يقنع به من الناس عاقل

يكون نفسه ما بري مقتدارها

وطمن عيونك لا تباهي بشوفها

ترميك في نار تقطع شرارها

والرجل لا تمهي لها في مسيرها

تخطر على روس الحيايا بغارها

(1)

فالى نويت بديرة تيتزورها

جنب رقاق القاع واتبع غزارها

(2)

وانشد عن اللي بينات فعايله

ترك رذال القوم وانحر خيارها

ولا تصاحب إلا كود من ينطح العدا

ان طار من تحت السبايا غبارها

واقنص بفرخ الحر لا صرت قانص

حتى تعود حايز من حبارها

فلا شفت من دونك اثنين تشاوروا

اذنيك علمها بكتم أخبارها

واحذر لسانك من جواب يعيبك

والعين سبر القلب والقلب دارها

لابد من هرج طويل على القفا

وقول على اليمنى وقول يسارها

لابد من قول على غير صائب

هرجة ردي ما يميز قرارها

ندري من الزلة ونخشى ونختشي

أيضًا ولا انظر جادل في خدارها

وهذه القصيدة للشاعر: سياف محسن القحطاني حول حقوق الجار أيضًا:

تري وفي العرب ما بشتكي جاره

يقدر الجار ويعرف واجب الجيره

لابد الأيام تسع عنه اذكاره

يكون في ديرة والجسار في ديره

الجار حقه على لاجواد في كاره

ما دام جنبك حتى يقفي به بعيره

وإذا فقد جبته بالبيت مازاره

يسأل عنه وش صده عليها خيره

(1)

تمهي: تمهلها وتترك لها حريتها.

(2)

تيتزورها: ستزورها.

ص: 200

هاذي سلوم العرب يا وافي الشاره

الجار عند العرب يسبق على غيره

وإلا قليل المعرفة قافل داره

ومن يم جاره قطع ساير مشاويره

وإن حصل ابنه قريب يمة جداره

يرفع بصوته على الجاهل بشهيره

من شأن يسمع أبوه ويأخذ انذاره

ويعطي ابنه على الخدين تسطيره

يقول ابنك لعب بالبيت وشجاره

قوم حاسب ابنك على ذنبه وتقصيره

ما قال ذا جاهلا ما يعرف أضراره

وترى الشجر لو تكسر ينزرع غيره

مسرور من ما عمل والنفس جباره

ضعيف عرف غدابه ضعف تفكيره

خبل يمينه ما تفرق عنده يساره

عدم معرفة سببها قل تبصيره

يا مزعل الجار ترى الأيام دواره

الموت ولا تنحت به مظاهيره

ولا يخلف يكون ذكراه وأخباره

أما على الطيب وإلا خايب السيره

وهل الوفاء لو يزل الجار صباره

تصبر على زلته من شان تقديره

وإذا تعذر قصيرك فقبل اعذاره

اخير من ردته تقبل معاذيره

يقوله اللي يصيب ويخطي عباره

وإن ما نفعه الولي ما ينفعه غيره

‌الفرق بين الجيران:

من القصص التي تروى عن الشيخ شالح بن هدلان أن فالح بن إبراهيم السبيعي كان جارا للشيخ شالح، ودامت الجيرة لسنوات طويلة، وحدث أن رزق فالح بمولود فأراد أن يختار لابنه اسمًا متميزًا وبعد طول تفكير لم يجد اسمًا في الأسماء التي تحيطه سوي اسم شالح الذي تتوافر فيه الخصال الكريمة والأخلاق الطيبة التي تغريه أن يطلق هذا الاسم على المولود غير أنه خشى أن يخرج ابنه على غير محمود الخصال ولا معهود القيم التي عهدها بالشيخ شالح فيكون بذلك أساء إلى ذكرى الرجل، وعلم بذلك الشيخ شالح بن هدلان وكان بآخر حياته فأثنى عليه لحسن ظنه به وأشار عليه أن يختار أي اسم يهواه وحاول إفهامه بأن الاسم لا يقدم ولا يؤخر.

وأخيرا سمى مولوده هزاع، ودرج الطفل في مراتع طفولته مستظلا بحب الشيخ شالح وعشيرته وأغدق عليه الرجل من عطفه ومن حنانه حتى أن شالحا قد منح الرجل ثلاث نياق ابتهاجا بطفله الأول. ولكن مع مرور الأيام استأذن الرجل

ص: 201

الشيخ بالرحيل إلى جماعته وكان الطفل قد بلغ آنذاك الخامسة من عمره وكان له ما أراد وبطريق العودة نزل على قوم ما دعوه للقهوة ومكث لديهم يومين وطفله قد رآه تطارده الكلاب ولا يجد الطفل من بينهم من يردها عنه، فأثار ذلك الاستياء بنفسه، فتذكر جيرانه السابقين الذين نعم بجيرتهم وكرمهم، وأخذ يردد الأبيات التالية التي يثني فيها على الشيخ شالح وخصال قومه:

هزاع شف جارك بنا صار بوَّار

جيراننا كنهم علينا زراتي

يا اللَّه عسى الهدلان بالخير عمّار

ابيوتهم للعز متبيناتي

يا اللَّه لا تقطع للأجواد ذكار

قصيرهم لا راح ما به حفاتي

خيّالهم بالضيق يقلِط على الجار

ويفك مضهود جَدَاه التِفَاتي

لا جا الملاقا عند حسكات الأوبار

ترايع لمركاضهم لين يأتي

كسّابة للجود وافين الأشبار

على النضا والا على المكرماتي

لعل مَيَّتْهم بعيد عن النار

وعسى بقية حيهم بالغناتي

هذه القصيدة في النصح والإرشاد للشاعر الكبير هادي بن عبد اللَّه بن القعيمة القحطاني قال فيها:

بدينا بذكر اللي عزيزٍ ورحماني

عزيزٍ يعز الخلق ويجمل احواله

اللَّه خلق مسلم وشيوعي ونصراني

وكل على قد أعماله كال مكياله

وترى من تمسّك في عرى خمس لركاني

يثيبه جليل الملك واللي يبي ناله

عسى اللَّه يزيّن مبتدى أمري وختماني

وعسى من عبد خلاقه النصر يهياله

وأنا اسباب ما هيض غرامي وشقاني

زماني درس وازريت لا رقع اسماله

أحد الليالي والليالي تحداني

وما فات من دورٍ على قلت يسقاله

أطول لمل فيها وهي طولها افناني

ولا من بيفزع لي ومن بشتكيها له

سوى اللي خلق روحي قدره وسواني

وحمل في سفينة نوح لزواج واسواله

وهو لول التالي لحد ما معه ثاني

وهو ناصر اللي يزهمه حين يشكاله

صبرت وصبرت وكل ما في الخفا باني

كشف وانكشف والصيد ناحر لختاله

أنا بانصح اللي له جلالٍ وله شاني

يعرّب تراه يقال نصف الولد خاله

يدوّر لمجني من حجي روس ضلعاني

لو كان يتعب من مذبه ومحواله

ص: 202

ترى الطير ماله ذنب والذنب للجاني

وري ما يعرف لماكر الطيب يعناله

ترى من جنى الشّبوط ما هوب ربحاني

يفرفش ولا شاف ارنبٍ ما قضبهاله

وبعض المجاني فيه حرٍ وشيهاني

طيورٍ تذبح دقة الصيد وجلاله

بنبي عن اللي شفت ماني بغلطاني

وفي الناس ملا غلط ما طاع عذاله

أنا أشوف بعض الناس ما كن له إخواني

ولو كان أبوه أعداد أصابيعه عياله

وبعضهم لخوة ظلال وحجاب وكناني

وعلى كل مسكن عاسرٍ ورد احباله

لربعه محل في مكانه ومسكاني

ويفرح بجمعاهم على ما تهياله

يعيشون في بيته صغارٍ وشيباني

على ما تيسر في صيانيه ودلاله

وترى في الرجال اللي له اللسان وسناني

يعيشون ربعه في ذرى حاله وماله

يعز الرفيق ويكرم الضيف والعاني

ومن بذره المعروف فالخير يدعاله

وترى في الرجال اللي يسمى كحيلاني

راع المد والمعروف لا قلوا ارجاله

مثل ما يقولون العرب ذاك قحزاني

كما الظلع للخائف إلا لاذ بحباله

وترى في الرجال اللي يسمى بليهاني

يجي حمل أليفه فوق حمله ويحتاله

ولا هو من كثر العلايق امتواني

كما الحمل لمن ثقل تعرف اجماله

ولا يعجبك مسنح بعضهم ولو زاني

لمنه تثيقل روزة الحمل ما شاله

خبيث الطبايع في المواثيق خواني

لكان يمسح بيده الوجه وسباله

وترى في الرجال امجرد بارع اللساني

وهو ما يفصّل بين يمناه وشماله

لسانه على غر القدى ماله اعاناني

ولا أقبل على أهل المجتمع يكره اقباله

وترى في الرجال سنوحِي حق نسواني

بروز مع الأسواق ويخايل ظلاله

يبي له بعض ناسٍ مذاهبهم اشياني

يدوّر هو مثله ويشريه برياله

وترى في الرجال اللي يسمى ردياني

ردٍ من ردٍ ومن الردى والردى جاله

يسمّى الشعل ولا يسمّى نويصاني

ردي دنيٍ في مماشيه وافعاله

برابيد نقصانٍ عسى جنسهم فاني

وما فات من ذا الجنس صار أنه اشلاله

وهل المذهب الطيب تحصلهم أعواني

كما العد طاروقه بدلّك على جاله

بعزٍ ومعروفٍ وقدرٍ وسلطاني

وكما قالوا أن الطير ياقع على اشكاله

ورفيق ليا من تكلمت حاكاني

ومن خلقته ما قال ذالي ولا ذاله

ربيعي ومصيافي وغرسي وبستاني

وانا له كما الوسمي ليا ذعذع خياله

ص: 203

ورفيق الي جات المواجيب ما جاني

ما عده رفيق هو وشرواه وامثاله

رفيقي على الدنيا ليا صار خلاني

افي الآخرة مالي نصيب من اعماله

لا صار ما يفرح بعزي ويدراني

فرفيقه على الدنيا بقى كنه الحاله

ولا صرت انا أعزه وعزه تعداني

فيعرض وانا بعرض وكل على فاله

بيلقي رفيق له على غير برهاني

رفيق الرخا ويبور لامسّت حباله

وانا الطيبين ربوع عيني وخلاني

ومن صد من دربي فلاني في حاله

أنا أفضّل آكل من كراسيع ذرعاني

ولا انصي الردي لحاجت آتلجاله

أنا للكلام الزين سيد وسلطاني

أجيبه على كيفي فهيمٍ لعداله

أنا أعدله تعديل قسم بميزاني

فطينٍ لميزانه ليا بان مثقاله

كلام عليه أعدل ارهون وآثاني

ولاني بمن ينقد كلامه ليا قاله

كلامي لا سمعه راعي المصنّف راعاني

ومن لا يعرّب حجته مالي وماله

ولا بتخجل كون لا بان دياني

أرده وأقصّر هقوته وتحداله

وصلوا على سيد البشر عد ما كاني

على محمد المختار واصحابه وآله

بدينا بذكر اللي عزيزٍ ورحماني

وختامها صلوا على سيد اتجاله

وقال ابن عفيشه:

ظروف الدهر ما عاد ينجا شريدها

وتمكّن الطارد بقبضة طريدها

كما قال راعي الوصف طاردك لاحقك

بطول المدى عزّي لحالة وحيدها

فيا غافل الدنيا ترى الحذف واصلك

تنبّه ترى الأيام هل من مزيدها

وللعمر حدّ وكلّ حيٍ له الفنا

يكون الذي كوّن سماها وبيدها

ودنيا بها طول الشقا يقصر البقا

ويرحل بها الضاوي ويرحل قعيدها

مضى الوقت ما برّقت والنفس كنّها

رحولٍ على البيدا تقاصر فديدها

(1)

وبديت بوصاةٍ تسرّ من يتخذ بها

ومرني بها ربّ الحرار وعبيدها

(2)

واخصك بها يا ابني عسى تفتهم لها

تدلك على من بعض الأريا سديدها

أوصيك بالتقوى وهي خير مكتسب

وخير ما تزرع وتجني حصيدها

(1)

قديدها: الفديد، الجري.

(2)

الحرار: الأحرار.

ص: 204

وتزوَّد من الدنيا زهابٍ لما بقي

من العمر قبل النفس بدني بعيدها

واعلم ترى التقوى بها الفوز والنجا

من النار لا قامت تلاحق وقيدها

وبالوجه نور وعز وسلاح في اللقا

تظهر بها نفسك إلى جا وعيدها

اوصيك عز الجار لو جار واكرمه

وفرح مرة جارك بفرحة وليدها

(1)

ترى فرحة ابن الجار قدرٍ لوالده

وحسنى تضاعف لك لو انك تحيدها

ترى الجار له حدٍ ويدني رحايله

ويقفي تقارع من ديارك شديدها

(2)

ورحّب بضيف اللَّه وسرّع بكرامته

مع ما تيسّر مرحبا به تعيدها

ترى الضيف لا ضاف المعازيب يحتري

وللذبح سكين تلظَى حديدها

ومني لمن يسمح نصيحة وهبتها

نصيحة نصحانٍ لمن يستفيدها

لاجل النصيحة قبل تشري بِعِدْلها

واليوم ببلاش ما احد يريدها

(3)

والثانية بالك تصاحب هل الحنا

ولا تعوّد اقدامك لهم بتعويدها

واعلم ترى كثير الطمع برث الطبع

وتقانع ترى قنعان نفسك يزيدها

ولا تستوي ثالث اثنينٍ تشاجروا

ترى عادة الشوشة يضوّل تحشيدها

ولا تخاطب إلا من يخصك بهرجته

عطه ردها بزينٍ والا مجيدها

وله أيضًا:

يقول المولَف للمثل عقب سفهانه

دثر وافترق شمله ولمّيت شتَانه

(4)

ادور المعاني عقب ماني تركتها

كما دورة المذهب بلا ذكرٍ ضيعانه

(5)

الى شفت في الأمثال عوجًا عدلتها

كما النجّار معوّج ليحانه

حريصٍ على الامثال خوفٍ من الشنا

وعن الميل ماي ادفن من الورد قلبانه

واجمّل وصوفٍ بالدليل اخترعتها

واخلّي هزال القيل واستظهر سمانه

وظهر لي ومثلي صنيعةٍ نشتغل بها

وكلٍّ يعدّل صناعة يده بسامانه

(6)

(1)

مرة: امرأة.

(2)

تقارع: تصدر صوتا شديدًا وجلبة.

(3)

عدلها: ما يعادلها.

(4)

شتانه: ما تفرق منه.

(5)

المذهب: الذي فقد له إبلا أو نحوها. ضبعانه: ضيعان جمع ضايع وهو المفقود.

(6)

سامانه: سامان، عدة العمل.

ص: 205

فلا كل من يصنع بتعجب صناعته

ولا كل ورّاد على الما معه زانه

ولا كل من ركب النضا دلّ بالفضا

ولا كلّ فلكٍ يسند النجم رّبانه

ولا كل من شاورت بالشور يسعدك

ولا كلّ من ناجيت أجابك من اوانه

ولا كل محتزمٍ تسرّك حزامته

ولا كلّ من مد التفق صاد نيشانه

ولا كلّ زعلانٍ بيزعل له الشره

ولا كلّ من جا الناس يقضون غرضانه

ولا كلّ رجلٍ رجل تضرب به الخلا

ولا كلّ من ولّيت سد الخفا صانه

ولا يستوي في الريس ربدان والبغل

ولا الاجوادي بنسب بنقّال حذيانه

ولا ربعة الطيّب كما ربعة الردي

ولا الحصّ عقده مشبهٍ طلع جيبانه

كذا القيل فيه من اوسط ونازل ومرتفع

كما وارد الكدلك وجيب وعربانه

نصير التشابه في الصنائع ومثلها

وكلٍ يرى جنسه له الرجح باوزانه

هذه القصيدة للشاعر مبارك بن عبد اللَّه بن علي بن شرثان آل ناصر المتوفي سنة 1987 م وهو يتحدث فيها عن الطيبين من الرجال والخبيثين أيضًا، وعن الكذب والنميمة وما فيهما من خصال قبيحة:

يا اللَّه يا مطلوب يا علم بحالي

اهدنا للخير ودروب السلامه

بادي رجم تعلوى كل عالي

واستلمت القاف واركبته نظامه

ابن شرثان يوضح في المجالي

يبغي الطيب يجوز من الخمامه

الردي بترك ولو جده موالي

لو اخوها والموالي من عمامه

الردي فنه الردي في كل حالي

يا خسارة من تجربه والندامه

الردي دامك من الضيقات سالي

عاملك واخترت ما جا من كلامه

وإن أعاليها تجاذبك الحبالي

بارت العمله وجاروحه همامه

والوفي مثل النجيب من الجمالي

بيتصبر لو تلحقه المسامه

يصتبر للضيم وحمولا ثقالي

وينقلك ما دام تمشي به من عظامه

واللَّه أن فرق الرجال من الرجالي

أنه مثل النور بفصل في الظلامه

فالرجال النجوم والطيب هلالي

فيه نور ودائم ممشا همامه

والمراجل ما تجي الا باحتمالي

لا تشك أنه يقوم بها الهلامه

يا محمد يا بن عايض حلها لي

حل مشكلة على منها غمامه

ص: 206

ويش يبغي بالرخوم من العيالي

آه يا ويلاه لو فيهم علامه

يا محمد هاظني قول وقالي

هاظني من تم يمشي بالنمامه

ان ذهب مني حكا وإن جا حكالي

كل من جاحط في صدره حثامه

واللَّه منقلها ولا ارخص كل غالي

ولا يطاوع من حكا راعي شهامه

هذه القصيدة مما قال الشاعر مبارك بن عبد اللَّه بن شرثان الحبابي وهي نصيحة تحتوي على بعض الإرشادات:

يقول القاف من هوجه يعدله مثل ما قال

يعدل الهرج ما يرضا يميل به الخمالي

يكن الهرج لين يجي مجال وحضرة ارجال

عليه احضوره ونضور يضيق به المجالي

انا عندي نصيحة منصح ما طول اجدال

يقول ان كان ما تقبل وصاني ردها لي

وصاته قال لا تطمع بربعه كل عنال

نصيحة ألا تبينها يكون لكل غالي

ولا تطمع بربعه واحد للقيل نقال

حكا لك يوم جاك وكل ما جاني حكالي

تري مارية الطيب يعيف الربع لانذال

يعيف المرقب الوطي مداوي العلالي

عميلك من يقول اشتد بي والحال بالحال

سوى بالحال ويلاوي على عسر الليالي

ولا تغتر في راعي التنيضح والتبهلال

يقزر علمه الطيّب بحيله واحتيالي

ولا تمهي لعيال إلى من بالخطاء عال

تراه يزيد في جهله ويغديه الهبالي

لماء جنّب طريق الحق واخطاء درب الاسهال

توطّه لين ينعزل الحرام من الحلالي

وإلى منه بدى اللازم فلا تقضيه برسال

تعن وعن راحلتك بشدٍ وارتحالي

تعن لمن إلى جيته نقل من حملك اثقال

وعليك بطيب الجدان منسوب الخوالي

زحازيح الرجال اللي لهم قفائي واقبال

لما جادوا هل العادة وجالٍ صك جالي

ونصيحة من هروج امزاح ما تعطي بها بال

تر الهرج يتولف لك اسمانه والهزالي

خطير هرج اللي تحسب ما فيه خوجال

رخيص يرخصك من عقب ما كان أنت غالي

صلاة الهرج يكنا لين يأتي صبة اريال

دليلا بازنه راعبه وزن بالعدالي

وتفاسير المعاني كلها صعبات وطوال

ولا كن يشرح المعنى وتفهمه الرجالي

ص: 207

نظم الشاعر علي بن مشبب بن لِى آل الصقر هذه القصيدة في النصح والإرشاد:

يا اللَّه يالي كل حي يساله

يا وامرٍ عبده على ما يريدي

تفرج لمن عدى الجذيبة لحاله

بين الأوادم مير كنه وحيدي

والقلب من بين الضلوع اجتواله

كنه بعرض مرهفات الحديدي

أسباب وقتٍ عانده ما صفاله

لي قلت راح الهم دلى يزيدي

من بعدها يبدأ العبيدي مقاله

أبيات شعر مثل عد المجيدي

(1)

يا سيد الخفرات زاهي دلاله

يا عزوة اللي يطلمون الضديدي

يا بنت قومٍ يكسبون الجماله

يوم الجهل يروون حد الوديدي

وليا تعدى الخصم ما هم بحاله

يطوعون الشره لو هو عنيدي

عندي نصيحة يا حلي الغزاله

نصيحةٍ من سمعها يستفيدي

بعض الأوادم لا يغرك خياله

العوشزه ما هي تظل المديدي

واللاش لا يعجبك كثرة حلاله

الريش فوق الحمراء ما يفيدي

لو هي كثيرٍ في المصارف رياله

ما هو بينفع في النهار الشديدي

من ترك الماجوب مالك ماله

شومي لغيره يا شبيه الفريدي

شومي لقرمٍ كل ما جاء مجاله

بقاله والنعم هرجٍ وكيدي

شهمٍ كريمٍ شيمته راس ماله

سعد الطروش اللي خطاهم بعيدي

لما اقبلوا رحب بهم طاب فاله

يلقون في بيته مقام سعيدي

أول قراهم طبخةٍ في دلاله

مع ثمر غرسٍ يقدم جديدي

من بعدها يذبح منيحة عياله

وإن كان حصل جاء بدلها هريدي

جزل ومن ناسٍ تحب الجزاله

لو هو فقيرٍ كنه راعي رصيدي

سعد ابن عمه لي تعني وجاله

بكل مشكله برأي سديدي

وصلاة ربي محمد منشي خياله

وعداد ما هب الهوى في الجريدي

على النبي اللي ظهر بالعداله

شفيع الأمة في نهار الوعيدي

(1)

المجيدي: عملة معدنية قديمة.

ص: 208

وهذه القصيدة للشاعر هادي بن عبد اللَّه بن القعيمة:

يا اللَّه طلبتك يا منشّي مخايله

يا خيّرٍ كلن يسأله ويلجي له

مجيبٍ لمن يدعي قريبٍ لسايله

ولا خاب منهو يدعي اللَّه ويسيله

طالبك يا رب تسهّل مطالبي

وما صعب من شي على اللَّه تسهيله

وادخل على اللَّه من مقارب هل الردى

أنا دخيل احماك يا منجي ادخيله

وادخل على اللَّه من راع النم والحسد

اللي يشب النار بين العرب قيله

قسمه ليا جا القيل والقال وافي

من النمامه بقعد الصاع وكيله

واللي الا من حل له وسط حاره

كثرت مشاكلها وكثرت دواهيله

يومٍ مع ورعه ولا هوب ينهره

ويوم مع الشارع وغيراه ترثي له

لا كل جارٍ عند طيبه لجاره

فطيبه لجيرانه انه يذاود معاديله

وإن غابوا رجال القصيره عدا بها

يقول ورعي قال لي ويش قلتي له

جعله فد للي يعشي قصيرته

ويجي ولدها لوه قد نام ويشيله

ولا صبح سنحا كنه خجلٍ ومستحي

ويقول ويش اللي قصركم نوصي له

ولا يخازرها بعينه نخازرها

نفسه على العلم الردي ما تسوي له

يبغي اليا من ذكرت الدار بأهلها

لي هو بطيب الحي تذكر نزازيله

وادخل على اللَّه من قريبٍ يهينني

بقربه وهو يبعد بشكله وتشكيله

بعيدٍ عن الباغي قريبٍ ليا بغي

كما النذل مالك فيه حيلٍ ولا حيله

وأنا نوبٍ أهجره ونوبٍ أأدبّه

كما صاحب الويلين ويله ويا ويله

ولا شك في الواقع ترى بعد مثل ذا

هو المكسب المعروف لو سقت ترحيله

ألا أن كان ما يرحل من الدار وأهلها

فارحل وخل الدار له هي ومن هي له

ولا شفت من تكره ففارق لمن تحب

كما قيل في جيلٍ تقافت مراحيله

وبعدك من اللي ما يسرك مسره

مع العلم قربٍ منه نقصٍ على جيله

وأنا بنصح اللي يستمع قول ناصحه

نصيحة مخايل قبل يطلع محاويله

ترى رفقة الخايب تقرّب من الردي

مع العلم. . كلن من جليسه ويصغي له

وإن قاربك عفن يعيّفك مسكنك

فحرّج على مسكنك وارخص محاصيله

فإن ما حصل بشريه منك بما حصل

فحاول شرا ملكهـ ولو غلي وتزيله

ودبّر من الخايب وسكّر لوايحك

تكسب عدم شوفه. . وتكسب بها ذيله

ص: 209

أما على الشرطة يقدم شكيته

والا على القاضي يكذّب بأقاويله

أقاويل صدق أو كذب أو ربما

حرامٍ شكيا الجار لو طالت الطيله

وأوصيك لا تنزل على منزل العرب

محل الجرب بعدي ولو داره محيله

وبيت الخنا ما هوب ينظف من الخنا

ولو غسل بالصابون. . ويعاد تغسيله

فاحرص على تنظيف عرضك ولاحظه

لا تاطا الخطر رجليك وعيونك اتخيله

مع العلم لا حل القدر ضيّع البصر

لمن حلت الأقدار ما سرت الحيله

ولا شك تنظيفك لعرضك من الخنا

بريحك عند آخر زمانك واتاويله

وصلوا على سيد البشر عندما انتشر

وعداد ما هل المطر من هماليله

يقول حمد بن هادي المسردي القحطاني:

يقول اللي برسم القافيات

يصوغ القاف صوغ مجوهرات

إلى منه بغا نظم القصيد

فلا يختار غير الطيبات

تنقا من نظيفات اللحون

على كيفه من القاف كلمات

محاريف القوافي لو تعصت

أصخرها ولو هي عاصيات

تخيرت الكلام اللي يفيد

وجنبت العلوم التافهات

وأنا قاسيت شدات الزمان

وذقت أمرارها والحاليات

ومن قاسى على الدنيا شدايد

يفيد ويستفيد من الحياة

وأنا ماني بقول اني خبيرٍ

ولاني بدعي بمقولات

درست من المعرفة ما تيسر

وصرت أعرف علوم موجزات

وعشت من الحياة اللَّه واعلم

عن اللي من سنين العمر فات

عرفت أطوار نبات الرجال

وشفت أسرارها المتخالفات

وميزت الرفيع من الوضيع

وقلت الحق ولا علم الثبات

ترى في الناس من يجلي الهموم

عن المضيوم عند النايبات

يسد النوب من كل النواحي

ويركي للحمول الكايدات

عزيز النفس لو ماله قليل

ايدينه بالوفا مستاصلات

عزيز النفس لو ماله قليل

احباله للمكارم واردات

عزيز النفس لو ماله قليل

اشبور للمراجل طايلات

ص: 210

وليا ظنيت به ظن بطيت

تشوف ارسوم ظنك راسبات

وليا منك نخيته في لزوم

بذل لك في قضاه المعجزات

وليا منك نصبته وانت ضيف

يقوم لك بجميع الواجبات

وفيهم من يزيد الهم غم

ولا ينطح وجيه المكرمات

واضعيف النفس لو ماله كثير

سوى به في حياته والممات

واضعيف النفس لو ماله كثير

من البطوله اشبوره قاصرات

واضعيف النفس نذلٍ ما يفيد

وجوده والعدم متساويات

بخيلٍ فوق دنياه وذليل

وعن الأمجاد اطبوعه شاذات

يقوله واحد جرب وشاف

وصار يقول عقب التجربات

على قول الذي بالقول فاز

سبقني في العصور الماضيات

جزا اللَّه الشدايد كل خير

عرفت بها القدا والمخطيات

وعرفت بها العدو من الصديق

جزاها اللَّه عني بحسنات

فيا سامع كلامي لك علي

نصايح كالجواهر غاليات

ولا أريد الجزا إلا من إلهي

ثواب اللَّه خير الجايزات

عليك بطاعة اللَّه ذو الجلال

إله الكون رب الكاينات

جليل الملك ذو العرش العظيم

ومن الأفلاك بأمره دايرات

مغيث المستغيث إليا استغاث

ونهار الجبابرة والطغات

ولي الأمر عالم كل شيء

ولا تخفى عليه الخافيات

محب العفو غفار الذنوب

وله حسنات الأسماء والصفات

وسيع الحلم رحمن رحيم

وعفوه واسع للمغفرات

وهو معبودنا المحيي المميت

وعلم الفقر بيده والغنات

عليك بطاعته في كل حين

وقم له بالفروض اللازمات

شهادتك وصلاتك والصيام

وحج البيت وأدِّ الزكاة

وبر الوالدين احرص عليه

وفعل الباقيات الصالحات

وقل معروف وانه عن المنكر

واتق ذنب رجم المحصنات

ولا تنقل كلام بالنميمة

وتظلم لك انفوسٍ غافلات

ترى المولى عن العالم غني

ومن طاعه ينال الأمنيات

ص: 211

كريم لا عطا ما هو بخيلٍ

ومداته جزال وافيات

إليا منه عطى جزلٍ عطى

وهو حلال صعب المشكلات

تراه اللي اليا ضاقت عليك

يفرجها مجيب الدعوات

مزيل الهم رزاقٍ معين

على خلقه عيونه مرقبات

عظيم الشأن حيٍ لا يموت

مديم والخلايق فانيات

وكن مستامنا به وامش وامن

والأقدار بفلاكها ماشيات

ولا تحزن وعاند كل هم

ولابد الشدايد زايلات

وليا شفت المحقريه ابديره

فأرض اللَّه فجوجٍ واسعات

بدل دارٍ جفاك اللي سكنها

اتحصل لك اديار ثانيات

فحث الرجل وارحل ولا تبالي

ولا تبقي عزومك فاترات

ودس بالرجل غبات المخاطر

ولا تحسب حساب مخاطرات

فلا يجري لك إلا ما كتب لك

ولا يلقاك عنه امحاذرات

وهاجر عن ديار الذل تربح

وسافر للديار العزيزات

ترى الأسفار سجات وغنايم

وكم للبال فيها تسليات

ترى الأسفار للعاقل مفيدة

تفيدك من جميع الناحيات

تعرّفك الرجال الطيبين

ذوي ساس العلوم الغانمات

وتجعل همه عزومك قويه

وتعطيك الدروس الكافيات

وفيها للمعاش أحسن وسيله

وفيها للنصيب مصادفات

وسجات النفس فيها وفيها

لعمر المرء في الدنيا طرات

تحرك في فجوج اللَّه الوسيعة

يجيك الرزق من كل الجهات

ولا ترضى الكسافه والمهونه

تشوف من المعادين الشمات

وترى عمر الفتى ما هوب دايم

وترى أجال النفوس محددات

ونيل المجد في قوة الإرادة

وطلاب المعالي ما يبات

بدور للعلا لو كان بتعب

وعيونه في طلبها ساهرات

فلا تغتر بالنوم العميق

تراه يضيعك عمق السبات

تغانم دام لك قدرة واستطاعة

وما دام الفرص لك سانحات

وليا منك بذلت الجهد فاعلم

ترى ارزاق العباد امقدرات

ص: 212

فكن صبارا واقنع بالمقدَّر

ولا تندم على ما كان فات

ترى الأرزاق ما تاتي بقسوة

ودنيانا تراها خذ وهات

ورزق الحي مضمون وجاري

اليا حتى تلافيه الوفاة

ولكن التسبب شي واجب

ومن يزرع سيجني الثمرات

ومن جد ترى لابد ياجد

كلام أهل العقول الذكيات

وليا منه بذل جهده ولا احرز

مرامه ما عليه اعاتبات

ونفسه ما يلحقها حسوفه

بقوله ما عملت محاولات

اليا من الليالي عاكسنه

وحظ ما سعي بمساعدات

فيدري بأن هذي دبرة اللَّه

ويبقى قانعٍ بالحاصلات

وخير الناس من يعطى القناعة

ولا أشقى من نفوس طامعات

وعندي غير ما قلته وصايا

على المعنى الصحيح امسيسات

اليا منك بغيت تصون عرضك

وتحظى بالمزايا الكاملات

فلا تمشي مع الأنذال دايم

وساير لك رجاجيلٍ ثقات

ومن لا شاور لا تستثيره

ولو عنده الظروف القاسيات

وكن صامتا فإن الصمت حكمة

وهيبة داخل المجتمعات

وكب الثرثرة بالك تلجلج

فلا يبقى على هرجك شفات

وكثر الضحك نقصٍ بالمهانه

فلا تضحك بدون مناسبات

ولا تنطق غير الصدق دايم

ولا تبدي هروجٍ كاذبات

وكن متواضعا بالك تكبّر

وخل اخلاقك دايما عاليات

ولا تشكي على حي سوى اللَّه

اليا شفت الظروف امعاكسات

ولا تبدي على الأنذال سدك

ولابد الشدايد زايلات

ولا تنس عليك بحفظ حقك

ترى ليس الكرم بمناضحات

وعن التبذير صن مالك يصونك

اليا جات الظروف القاسيات

ترى ما كل من يضحك يفيدك

اليا صارت ايدينك خاليات

وعز الجار فإن الجار قدره

على المسلم من المستلزمات

وضيفك بش في وجهه وقدّم

له الماجود حسب المقدرات

وحذراك الخيانة في خسويك

ولا ترضى عليه امحايفات

ص: 213

وحذراك الغرور أول شبابك

ترى طرق الغرور امضيعات

وليا ثار النشب بين المقرد

فجنب والعواقب مرضيات

ولا تخطي ولا يخطي عليك

وبالك تعترض لمعرضات

وليا جاك الخطا من يم جاهل

فداره بالهروج المقنعات

لعلك تقنعه باحس وسيله

وبيبان الحماقه امقفلات

وإن لم يقنع الجاهل بعذرك

واموره شفتها متوترات

فكن عاقل وحذراك الجهالة

وحسّب للقوافي قافيات

اليا جهل الجهول العقل ضده

فلا تحسب الأمور امهملات

مضى وقت الجهل واقفى وولى

مع غبر السنين المدبرات

وليا مد الجهول أيديه عامد

وصارت ما تفيد مفاهمات

فحاول تقنعه فان كان عائد

فلا للنكر غير المنكرات

وردع الجهل ما يحسب خطابه

ويحسب من الأمور المقديات

خصوصًا لانتهي مقدار صبرك

وشفت من الخصيم امعاندات

فلا يرضى على نفسه مذله

ايكون اللي عزومه ناقصات

ردي الخال نذل وابن هامه

ولاشٍ والروابع خاذلات

وليا منه قضى صبرك وغلّق

وشفت أن ما الحلول ابمجديات

فدافع دون عرضك والكرامه

وخاتمتك اليا ما جات جات

ولجل امقدر والموت واحد

ولنفس كلها له ذايقات

ولا ياقي الحذر مما يقدر

لابد أحكام ربك نافذات

وهذا ما استطعت من النصايح

نصايح ثابته وموكدات

بقوله واحد والكامل اللَّه

يوصي وما عمل بالتوصيات

أوصيكم وأنا واللَّه مقصّر

قصور ما تعطيه لروقات

خصوصًا جهة ما يرضي اللَّه

وهذا اللي به أكبر الفايدات

عسى ربي يسامحني ويغفر

ذنوبي الآتيه والسالفات

ولكن يا هل العرف اعذروني

اليا قصرت فابغي المعذرات

وصلى اللَّه على المختار طه

عدد ما نسنسن الذاريات

شفيع الخلق في يوم الملاقا

وكل الخلق حافين عرات

رسول الحق سيدنا محمد

عليه من الإله أزكى صلات

ص: 214

وقال مبارك بن شرثان الحبابي:

ابدع القاف واعدله وانظم جوابه

ناظمه عندما يطلب يقدم شفاوي

من ضميرٍ يقز الهرج لما حكابه

قزة اللي على شغله ستادٍ قصاوي

واتيخر من الهرج الموافق عذابه

وكل هرجٍ على معناه يعطي براوي

بانصح اللي على المسلم يسوي عصابه

لا يصيبه من المظلوم ذنب ودعاوي

أو بعاقب ويبلا مثل ما اللَّه بلابه

لين هذاك مقتولٍ وهذا جلاوي

لا تشمت على من جاه ذنب وصابه

وشفت وقته سقاه المر بعد الحلاوي

وليا صفالك عدوك فانتبه لنقلابه

لا تخليه دكتور لعينك يداوي

بينت لك الأمور وشفت كل ومابه

وشافت العين من هاوي وغاوي وناوي

مربحك يا من اللَّه راد بحمى عقابه

راح بحماة ربه حاملته العراوي

من تمسك بدين اللَّه وما في كتابه

ذاك له كافي يكفيه سوء البلاوي

ومن تجنب طريق الكذب والصدق جابه

جاءه دلوه بماه وكل دلو ملاوي

ومن غداء همّه الدنيا وغره شبابه

راح وقته معا دنياه حلم وحزاوي

مثل من يضرب المضي بليا حزابه

ضارب المهلكات موهقتّه الهقاوي

والردي يا عميل الخبر ما ينبدابه

لا تخاويه لو انك لحالك خلاوي

ليبدا لك لزوم صار نفسه هبابه

وضاعت المعرفة بينك وبين الرخاوي

خل عرفك مع الطيب وراعي الذرابه

مستوى المرقب الواطي وذب العلاوي

ابن شرثان عنا بالنصايح ركابه

رب تقبل ولا يومر بكفح الهقاوي

ونطلب اللَّه غفرانه ونرجي ثوابه

عالم الغيب يعلم غيبتي والنحاوي

وهذه القصيدة للشاعر سياف محسن القحطاني:

بديت باسم اللَّه منشي مطرها

الواحد اللي مالك ما على الكون

مرتب كل السنين وشهرها

ومنزه بالوصف عما يعدون

سبحان رب الببت مظهر قمرها

اللي كتب لاجال والرزق مضمون

ومن بعد ذكر اللَّه نقطف ثمرها

نختار مما لاق والعرف مسنون

اللَّه من نفس تزايد كدرها

والقلب كنه بين الاضلاع مطعون

والعين تعاني ما حصل من سهرها

لا قصدها حبا ولاني مديون

ص: 215

لا شك من دنيا كثيرًا خطرها

وأشوف بعض الناس عنها يغفلون

لاحظت ناس ما عرفنا سيرها

يوم تضحك لك ويوما يصدون

أزريت أميز وين وجهة نظرها

لا قول ذا صاحي ولا قول مجنون

وناس على النمة أطوالا شيرها

تتبع طريق ابليس وابليس ملعون

يأهل النمائم ما سمعتم نذرها

يا ويلكم ياللي جداكم تنمون

اللَّه بالقرآن بين خبرها

يوم القيامة في جهنم تجرون

وناس على لدنين تشهر ظفرها

وفي غيابهم بأعراضهم ما يجوزون

وناس على الجيران طارف قشرها

اللَّه يذل اللي على الجار يخطون

وناس عن الدليل معمي بصرها

ما يسمعون القول مهما يقولون

ما تسمع العذال مهما نهرها

وعن الصحيح اللَّه ومرهم يتيهون

ثقال النفوس اللي جهلها دمرها

عمى القلوب اللي على العكس يمشون

ما ميزوا ليل الدجى من سفرها

يمشون بعكس السير من غير قانون

وناس تبيع البنت بأغلى مهرها

واللَّه ما يرضاه ياللي تبيعون

دمر بيوتًا عامره ما عمرها

يقضي حياته بين دائن ومديون

ومن ناسب الطيب خلوله جبرها

ومن ناسب الأنذال بيموت مغبون

والطيب نوفاء عاليات زبرها

يصعب على بعض البشر فيه يرقون

ولا تستوي لأرض الدماث وعرها

ومن يطلب العليا فلا يقبل الهون

ذا قول من بعض المثايل ذكرها

واللي بقي يلقى رجال يسدون

ولا قلت أنا العارف وفاهم بشرها

ومن يدعي بالعرف غيره يعرفون

اخترت عما طال قطفه زهرها

وحكمت فيها اللي من الناس يوحون

وأرجو السموحة عن قصور قصرها

إذا نقص شي عساكم تعذرون

وبسم الولي مبداي وآخر خبرها

الواحد اللي نزل الكاف والنون

‌المساجلات والمعارضات بين الشعراء:

ما قال تركي بن حميد شيخ عتيبة في محمد بن هادي:

يا زبن ولم فوق ما يطرد النوم

حراير يا زبن مثل الأهله

ملفاك يا شيخ بالقسا يذبح الكوم

شيخ وشيخان القبائل تدله

ص: 216

وإن كان جيت النضو يا زبن ماسوم

رد الخبر والنضو يا زبن خله

جانا من الشايب مكاتيب وعلوم

حي الكتاب اللي لفا شحمة له

الشايب اللي بنقل الكبر والزوم

يقرا الكتاب ولا يهاب المظله

جزاه من عندي من الخيل حثلوم

مثل البرد من مزنة مستهله

انا برمحي باول الخيل ملحوم

والا أنت رمحك عند سارة

(1)

تشله

أديت انا اربع قحص والخامس التوم

وقعود زبن اللي بغي ما حصل له

فأجابه الشيخ محمد بن هادي بقوله:

حي الكتاب اللي به العفص مرشوم

حيه وحي اللي مشي حشمة له

ساعة قريته شفت ما عفت مرسوم

رد النقا تركي وهو منحي له

يا سابقي غاش عنيبه منك لوم

مثل الربيع اليا غشا نجد كله

كدي على العتبان خمسة عشر يوم

قعدان والجمال حنا هل آله

وإن كان رمحك بأول الخيل ملحوم

فانا برمحي حامي نجد كله

من شافنا بالحلم يقعد من النوم

ومن شافنا بالعلم بطنه يهله

عدونا لو جض ما هو مليوم

واللي وراه يجض من جضت له

حريك اللي جانا نقلناه بسهوم

وتر حربنا لا جاك ما احتلت شله

ما نشتحن للحرب والحرب مفهوم

ويا سعد منا باللقا فزعت له

ما خلقت الدنيا ولا الناس في يوم

واللي تمني حربنا مضحي له

وإن كان في نفسه فلا هوب مليوم

نعم الشوارب وافي الشبر كله

متوسط ما بين عتبان وبقوم

واللَّه علم في دق سلكهـ وجله

قال ضيف اللَّه بن تركي بن حميد العتيبي هذه القصيدة:

يا ونتي ونة كسير الجباره

اليا وقف ما احتال وليا قعدن

عليك يا شباب ضو المناره

عليك ترفات الصبايا ينوحن

من مات عقب عبيد قلنا وداره

لا باكي عقبه ولا قايل من

تبكيك صفر البسوها غياره

تبكيك يوم أن السبايا تعنن

(1)

هي سارة بنت خالد بن عضيب بن حشر زوجة محمد.

ص: 217

وتبكيك وضح ربعت بالزباره

اليا قزن من خابع ما يردن

الخيل عقب عبيد ما به نماره

وش عاد لو راحن وش عاد لو جن

يا شيخ ما تامر عليهم بغاره

كود الجروح اللي على القلب يبرن

يقطع صبي ما ينادي بشاره

الى اقبلن ذولي وذولاك قفن

يا اهل الرمك كل يصف مهاره

والمنع ما نطريه لا هم ولا حن

فأجابه شالح بن هدلان بقوله:

ضيف اللَّه اشرب ما شربنا مراره

اصبر وكنك شالح يوم حزن

راح الفديع اللي علينا خساره

واخذ قضاه عبيد حامي ثقلهن

يمنى رمت به ما تجيبها الجباره

اللي رمت بعبيد في معتلجهن

من نسل ابوي وضأري للشطاره

يصيب رمحه يوم الأرماح يخطن

وعبيد خلي طايح بالمعاره

عليه عكفان المخالب يحومن

وعاداتنا بالصيد ناخد خياره

ثلاثة الجذعان غصبن بلا من

يا قاطع الحسنى ترى العلم شاره

لابد دورات الليالي يدورن

حريبنا كنه رقيد الخباره

خطر عليه اليا توقظ من الجن

ماني بقصاد بليا نماره

جدع نطيحي بالسهل وإن تلاقن

من حبل دار الناس حلو دياره

لابد ما تسكن دياره ويغبن

ومن شق تر الناس شقوا ستاره

ومن ضحك بالثرمان يضحك بلا سن

وإن كان ضيف اللَّه يصف مهاره

فمهارنا من عصر نوح يطيعن

تدنا لصبيان سواة النماره

شهب لماضين الفعايل يعنن

نظم الشاعر صالح بن سلطان الكواري هذه القصيدة وبعثها إلى الشاعر عمير بن راشد العفيشة يشكو له من هموم الدنيا:

باللَّه يا ركب على الضمر القود

شبه العياد المدبحات الحنايا

اسداس ما لاجن على فقد مفرود

حيل على قطع الفيافي ضرايا

(1)

(1)

ضرايا: جمع ضارية وهي المتعودة.

ص: 218

عيس عليها من حلى الصيد جلحود

ذارن وشافن بالصحاري رعايا

(1)

اقفن وقفن صاعهن ريح بارود

وانحن مع البيدا وذيك الزرايا

(2)

والى وطن بخفوفهن فوق جلمود

عينت له من دوس الانضا شظايا

(3)

وإن شرفن في نايف الجال بصعود

فرن وخرن كالنجوم الهوايا

هجن براها السبر والدرب والكود

حتى غدن مثل الجريد العرايا

لو هن من الصمان وبلاد صاهود

من هجهن للبيد فيهن بقايا

(4)

خلوا النضا تقطع فدافيد وخدود

مثل النعايم لا حدتها الرمايا

(5)

وشعاد لو ضجن من السير والكود

حتيش لو تشكي الحفا والونايا

هيا عليها يا شغاميم وفهود

ريضوا قليل واحملوا لي وصايا

فالى قضيتوا يا هل الجيش مقصود

كبوا المطايا عند بيته جثايا

(6)

اعطوه خطي يا مطاليق بركود

فيه السلام اعداد نبت الخلايا

سلام مني ما هطل وابل جود

عد النبات ورملها والحصايا

وعد ما شالوا على الجيش غرود

ربع غناهم للمطايا عصايا

(7)

دون اللزيم تشوف ريضان وعدود

بر سقاه من الوسامي سقايا

الصاحب اللي على الطيب وعهود

فرض علي مواصله والشكايا

صافي الكلام وفاتني كل موعود

وارجوك تسمع ما مضى من حكايا

لا قيل من هو قلت مروي شبا العود

خيال حرد والسبايا نحايا

عيد الركايب لا لفنه على الكود

توجف باهلها والمزاهب خلايا

فتال مبروم وحلال معقود

عساف عسرات البيوت البلايا

زيزوم قوم زبنوا كل مطرود

زبن الطريد اللي دهنه الدهايا

(8)

من لابة ظفران لا ثار بارود

وبحور في باب الكرم والسخايا

(1)

جلحود: مثل وشبه.

(2)

الزرايا: جمع زرا وهي الأرض الكثيرة النبات.

(3)

جلمود: صخر.

(4)

بلاد صاهود: بلاد لم نعرفها ولم نتمكن من معرفتها من أحد الرواة الثقات.

(5)

فدافيد: جمع فدفد وهي الأرض الممتدة.

(6)

جمع جاث وجاثية وهو الجاثم.

(7)

غرود: غناء.

(8)

زيزوم: زعيم.

ص: 219

وإن جا نهار فيه زلزال ورعود

واسترخصت فيه النفوس الغلايا

كم واحد من حربهم راح مفقود

شالن عليه الغانيات النعايا

عندي على هذا تواريخ وشهود

بافعالهم قرت جميع البرايا

يا عمير شفني من عنا الوقت مكمود

حملي ثقيل ومقضي بي قضايا

اشكي عليك الحال يا عون مضهود

عز الرفيق اللي حباله جذايا

وقت غدا به فاعل الخير مفقود

فيه الزعامة للنسا والزرايا

والحر وده بين الاجداث ملحود

ولا حياته بالعمى والصمايا

(1)

أهون عليه الموت وتراب وحيود

ولا مشاهدة دار الغبن والشقايا

وشحال من قلبه من الهم ملهود

تحته صعيد وفوق راسه سمايا

جفنه جفا النوم ما زال برقود

وهموم صدره مقبلات قفايا

(2)

حتى عن المشروب والزاد مصدود

كبده رعاها من زمانه طنايا

وقت تغير واختلف كل معهود

والسمت هل ما بقى له بقايا

كثر الحسد يا عمير والزور وشهود

واهل النمامه والعلوم الردايا

ثبني وجبني وابتصر لي بمردود

عاديك لومي في جميع النحايا

انخاك يا ستر العماهيج والخود

سود المحاجر والثنايا حلايا

فيهن من المها عنق وخدود

واللي بقى من حور عين تهابا

ادخل على اللَّه من حسود ومقرود

واستغفر اللَّه من جميع الخطايا

والوذ به في يوم شاهد ومشهود

يوم الحساب ويوم نشر الخفايا

والختم صلى اللَّه على خير مولود

محمد المختار سيد البرايا

ونظم الشاعر عمير بن راشد العفيشة هذه القصيدة يجيب الشاعر صالح بن سلطان الكواري:

حي الكتاب اللي به القيل منضود

مثل العقود بجيد عذب السجايا

(3)

وحيه عدد ما مرت البيض والسود

وعد من حقت عليه القضايا

(4)

(1)

الصمايا: الصمى، وهو الصمم.

(2)

ذال: غفا.

(3)

منضود: منظم مرتب.

(4)

البيض والسود: الأيام والليالي.

ص: 220

وعد ما ذود ترزم على ذود

لا فرقوهن ناهبين الشوايا

(1)

وعد ما بيت من الغيث هاجود

وبل ينف غثاه حتى الفعايا

(2)

ويا مرحبا ترحيب والد لمولود

طفل لقلبه كل وقت يتغايى

(3)

وألف هلا يوم الفت القود بوفود

عاشت عيون شافت أهل المطايا

قمنا لهم بمسكر البن مقنود

في الحال والميسور عقب المحايا

وصار اجتماع بين ناشد ومنشود

وانشاد بين الغانمين ومغايا

(4)

مقدار يوم وليل حتى مضى هود

كني وهم في ليل عيد الضحايا

(5)

وباتوا بأسر الحال والجيش مرغود

بين الرفيغ ونصلة أم الحوايا

(6)

مده وشدوا بالهوالين وبدود

من فوق عوص الهجن كوم المطايا

(7)

وشلوا عليهن من ورا الصنع تغرود

وطافن عرص ما وردوهن ظمايا

(8)

والفوا بدار اخوان وابوان وجدود

اهلها عليهم مشفقين وشفايا

وحطوا لنا في بعض الأيام موعود

وادنيت ما يقطع بعيد المدايا

فرت ظهر منه المكانيك مشدود

سعنه وقسامه بزيته ملايا

(9)

توه يمرن ما تولاه كادود

صالون ما وقف بسوق الكرايا

(10)

ما عرضه راعيه ريضان وحيود

سافر على الرسته على اربع مشايا

لا طفتوا الشبشه فلفوا مع الرود

وسميسمه منصاكم ادنى القرايا

(11)

دار عمر بنيانها كل ممجود

أهل السموت الطيبه والعنايا

(12)

(1)

الشوايا: الشواية البقية من المال والقوم الهلكى والشوية: بقية قوم هلكوا جمعها شوايا.

(2)

بيت: أتى بالليل. هاجود: القادم ليلا. الفعايا: جمع أفعى وهي الحية.

(3)

يتغايى: يتصور ويتخيل.

(4)

مغايا: جمع مغية وهي المزحة.

(5)

هود: وقت

(6)

الرفيغ: القرية التي منها الشاعر عمير بن راشد العفيشة. نصلة: قطعة من جبل انفصلت عنه بسبب عوامل التعرية، أم الحوايا: مجموعة من الرياض شمالي الرفيغ.

(7)

الهوالين: جمع هولاني وهو رحل المطية، بدود: جمع بدة وهي كيس من الخيش.

(8)

الصنع: روضة غزيرة الماء وهي من ملازم الماء، عرص: روضة كبيرة بها ماء تقع شمال الصنع.

(9)

فرت: سيارة فورد الأمريكية الصنع. المكانيك: المهندس.

(10)

كادود: مكتسب، صالون: الصالون السيارة الصغيرة الفارهة. الكرايا: جمع كروة وهي الأجرة.

(11)

الشيشة: محطة تعبئة البنزين للسيارات. الرود: الطريق. سميسمه: القرية التي منها الشاعر صالح بن سلطان الكواري وتقع بين الدوحة والخور.

(12)

مجود: ماجد أي عزيز يطلب المجد.

ص: 221

سيلوا من الشاعر ولا هو بمنقود

عن مكرم الضيفان ريف الدنايا

(1)

ذخري سنادي لا بدا اللازم الكود

صالح لزيمي بالخطا والقدايا

ردوا سلامي له بكيف انت مزيود

سلام تكميله برد الهدايا

سلام أطيب من شذى المسك والعود

وأحلى من السكر ودر الخلايا

(2)

وقل له يقول عمير من غير ملدود

ما جاز في الشهر الحرام الهجايا

وقل له تفضل مانطاولك بزهود

مشايل رد البيوت الغلايا

وانشدك ما صار يا ترثة الجود

ما هاض بك لين ذعت الشكايا

كانك علي تشكي من الوقت مضهود

ما يفرح المضهود كود الحمايا

لو تشتكي وانت من دونك الطود

والهجن من دونك هزال ونايا

اقبل وانا لك يا فتى درع داوود

ستر لجسمك من خطير الهوايا

مال عليك يعز يحرق ابارود

وما نملكهـ جعله لراسك فدايا

ألا ان نقول انشدك والحال مسدود

عن مسيل وقت طال ما يتنايى

(3)

شفت الذي شفنا ولا في الحكي فود

واسكت ونسكت لا تبيح الخفايا

الوقت غث نفوس وقلوب وكبود

وخلي كثير الناس تشكي الأذايا

وقت به الصاحي من الغبن مجهود

ويشكون من ضده جميع النحايا

وقت وطى العالم بقوات وجنود

وفي كل نو له سبور وسبايا

وقت به المنقود ما هو بموجود

يا عونة اللَّه فيه كشف الغطايا

وقت ملجا الاجودي منه مقرود

والعلم الآخر فرعن الصبايا

الأول ملابسهن ابريسم وماهود

واليوم بالشلحه ويا أم العبايا

(4)

ومحيص النيسو على الزند مزنود

ومسرولات بالشلش كالعرايا

(5)

(1)

سيلوا: اسألوا.

(2)

الخلايا: الإبل التي تخلى للحلب واحدتها خلية.

(3)

ينتابي: يستقصى.

(4)

ابريسم: نوع من القماش ناعم اللمس. ناهود: نوع من القماش السميك وهو الجوخ. الشلحه: لباس خفيف تلبسه المرأة من تحت ملابسها. أم العبايا: نوع من العباءات شاع استعماله في الخمسينيات والستينيات وكان كثير من الناس ينكره.

(5)

محيص: نوع من الخياطة مشدود على الجسم. النيسو: نوع من القماش: لين ناعم الملمس. الشلش: قماش شفاف أبيض.

ص: 222

ويمشن اطاليق بلا خط وقيود

وسط الشوارع نسفن الغشايا

(1)

ولا حد ذا الوقت بالدين محمود

وراعي النقي تضحك عليه الرزايا

وعاش الكذوب وراعي الصدق مجحود

والنوط عز وبار سوق القنايا

(2)

واستانس الحصني والسرحان مطرود

والحر كنسل والقنص للحدايا

(3)

والحمد للَّه حظنا قام بعود

وحبالنا في كل عد رهايا

(4)

عشنا مع جند عزيزين وأسود

عصبة بني ثاني سهوم المنايا

شيخانا اللي منهم الزود ماجود

واحسانهم منه يدينا ملايا

اللي علينا فضلهم دوم مبدود

وهم يفعلون ونستحق العطايا

لولا علينا منهم الطلع مردود

ومن كسبهم نعزل علينا الحذايا

(5)

ما كان شدنا في قطر بيت مشيود

وعشنا بعز الراس ما حنا لجايا

هذا ويا صالح لمعناك مقصود

ما مقصدك في الشعر تبغي الجزايا

سلت وسؤالك يا فتى باح بسدود

لولا سؤالك ما دري وش ورايا

معناك تمحني وانا شايب عود

وقولي لمن لا يفتهم له هزايا

(6)

لاكون قولي له مراقيب وشهود

قالوا كلام العود مثل الحزايا

(7)

تمت وصلوا عد حي وما جود

على النبي سيد جميع البرايا

نظم الشاعر لحدان بن صباح الكبيسي هذه القصيدة وأرسلها إلى الشاعر عمير بن راشد العفيشة يشكو له هموم الدنيا:

قال الكبيسي من خيار المثايل

نظم يفيد اهل القلوب الجهايل

وهاض البنا من جور ذا الوقت والعنا

وهم بقاصي الجوف جا له ملايل

(1)

الغشايا: جمع غشوة وهي من القماش الشفاف الأسود تضعه المرأة على وجهها.

(2)

النوط: الورقة النقدية. القنايا: جمع قنية وهي ما يقتنى من الإبل والغنم والخيل وغيرها من مظاهر الثروة في السابق.

(3)

الحصني: الثعلب.

(4)

رهايا: جمع راهي وهو الموفي للغرض في كل شيء.

(5)

الحذايا: جمع الحذية وهي الأعطية.

(6)

هزايا: جمع هزو وهو الكلام الذي لا يستند إلى حقيقة ثابتة ويدعو إلى السخرية منه.

(7)

الحزايا: جمع الحزاة وهي حكاية تقصر في الغالب للأطفال يرسم فيها القصاص صورا خرافية مبالغًا فيها.

ص: 223

وميزت ذا الدنيا بفهمي وفكرتي

على أن ما فيها من الخبر زايل

ولا ينغبط فيها سوى طيب الذكر

ولا خير في مال ولا به جمايل

ولو من ملك الأموال ادى حقوقها

ما ريت صعلوك على الأرض زابل

(1)

فكان ايسر الصعلوك وامن من الفقر

وصاروا سوى في المرجله والفعايل

ولكن في التجار من زاد فعله

بسمت ومركى له عليهم نفايل

أما غني الدنيا لو كان معسر

هيف على دق الغنم والجلايل

والا غني المال الي ضعف عزمه

غدا كالحصا ماله ولا له فضايل

ولكن في ذا الوقت الانذال فضلوا

بالمال لو ما يفعلون المرايل

(2)

يصدق كثير المال لو كان كاذب

وقليل الثرى لو كان عدل فمايل

يا ذا الملا ليت الاموال تسبا

من البخيل اللي عن الحق عايل

ويرفد بها اللي يكرم الضيف لا لفى

واللي صبور في الوقوت المحايل

هذا تمنيته ويا ليته استوى

حتى الردى يزداد غبن وفشايل

وخلاف ذا دنيت عشر من النضا

خيار نظار وافيات الخصايل

قد ربعن بارض الطوارين في العذا

ولهن مرتع بين النقا والقلايل

(3)

خذن في دقيق العشب تسعين ليله

لين استوى فوق المناكب ظلايل

وصيعن وليعن بالمطاريش ونحلن

وصارن يديهن كالقنا بالمثايل

فيا ركب مني حزة العصر وجهوا

على ضمر مثل الجريد النحايل

نواحل بادن وبيدهن السرى

وبراهن مقاساة التعب في القوايل

نحفهن صلفهن واستدقن لكنهن

شخاتيل صيف ضيعتها المخايل

فلا كنهن لا درهمن غب سيرهن

خود تنافح زاهيات الحفايل

ولكن وف عنوقهن بهضعانهن

غصون وهبتها نسيم الشمايل

تريضوا يا ركب مقدار ساعه

ابرسل معاكم مكتب به رسايل

إلى لفيتوا لي عمير بن راشد

سقم العدى حامي أعقاب السحايل

(4)

(1)

صعلوك: فقير معدم لا يملك من حطام الدنيا شيئًا.

(2)

المرايل: المراجل جمع المرجلة وهي المروءة.

(3)

الطوارين: طوار الخرارة في قطر من الجنوب. العذا: جمع عذاة وهي الأرض الطيبة التربة الكريمة المنبت. النقا: نقا الكرعانة. القلايل: مجموعة حزوم جنوبي النخش.

(4)

السحايل: الخيل.

ص: 224

قولوا نديمك البيسي شكا لك

بلاه الدهر ما مقصده بالمثايل

شكا لك من الوجلا ودنيا تقاصرت

بها الاجودي ما هو بالخبر نايل

ألا يا عريب الجد يا ولد راشد

اشكي عليك الحال ويش انت قايل

شكيت لك وأنا عذور وسامح

لا شك من ذا الوقت شفت الهوايل

وش حيلة الشامي الى خان عضده

وتكسرت الأمواس ويا الطوايل

الى حصل له من يعيشه ويكرمه

رمى بالعتيق وصف واشفي الغلايل

ومن قنص الشامي يعزه ويدسمه

ومن قنص الورقا من الصيد فايل

(1)

وفي الناس من لا يفهم الحق والخطا

الحر والوراق جعلهم عدايل

الى ضامني شوم العسر وابعد اليسر

نصيت بالشكوى خيار الحمايل

بني هاجر الوافين في كل موجب

لهم سمنة تتعب كثير القبايل

(2)

شغاميم قوم لا زهمهم صريخهم

تواصيفهم شروى سباع المسايل

قلته وانا ماني لحوح على العسر

ودي اصاوغكم بحسن المقابل

ابطيت ما جات المراسيل بيننا

ولا أدري ذا الوقت بك كيف قايل

نظم الشاعر عمير بن راشد العفيشة هذه القصيدة ردا على قصيدة الشاعر الحدان بن صباح الكبيسي:

قال الذي في القيل ما هو بعايل

امثال قاف تنطبع في السجايل

آخذ من المنطوق مازان وانتقى

ولا ازيد قافي بالبيوت النقايل

مثايل يطرب لها كل معتني

لا جرها الملحن قد الظول ظليل

(3)

لا عدها الراوي لمن قال عدها

خذ حسبة نومه عن الجفن جايل

(4)

حريص على معناي ما يومن القفا

من اللي يعرف الدر لي والبدايل

ماني بطرب للمثايل لكنني

لفوني طروش من طري الفعايل

فزبت عجل قلت يا مرحبا بهم

هلا حي من جاني بزين المثايل

(1)

يدسمه: يكثر الشحم عنده فيكثر الدسم وهو السمن.

(2)

سمنة: انتصابة.

(3)

الظول: الجمع.

(4)

جايل: مبتعد مفارق.

ص: 225

واخلاف ذا دنيت من خبرة النضا

على منوة الركاب عشر ذلايل

(1)

بهن يطفق المختار لا داج وسطهن

سوى زينهن حطوا عليهن الأوايل

(2)

وقلت ارفقوا لي يا هل الهجن واقهروا

قدر ينتثر حبر على الخط سايل

اجمل كلام مع سلام وبارسله

على مستحق للرسائل يخايل

إلى تم خطي قلت هيا توكلوا

على ضمر مثل الجريد الذبايل

عليهن طروش تالي اليوم وجهوا

إلى برد النسناس عقب المقايل

سفاين فجوج البر الالحان ولمهن

إلى رجعوا به ذاكرين الخلايل

(3)

الى سمعن الطارق وحثن مسيرهن

وترامن على البيدا كبار الثمايل

(4)

شادن عذاري بين صفين ملعب

ضحى عيد الاضحى ينفحن بالبسايل

الى تماروا فوقهن كن وصفهن

قطا مقتفي تنحاه عكف الشبايل

(5)

عليهن قوي العزم جسر على الخلا

دليل بلا ديراتهم والنوايل

الى صاحبي لحدان تلفي نبايبي

بسلام وخط فيه رد الرسايل

ردوا سلامي له عدد وابل الحيا

وما اخضر قاع سال عقب المحايل

الى من لفيتوا يا المناديب فابشروا

بطلق وترحيب قفتها السهايل

سوى طبخة تحمس ويومر بغيرها

مع منسف فوقه من الضان حايل

قل يا نديبي له بقول النديم لك

انا من زمان افكر وعيني تخايل

زمان تغير حالنا فيه وابتدل

على ذا يعال وذا على الناس عايل

هل الملبس العالي من اول تبدلوا

ما يلبسون الا الهدوم السمايل

وهل الملابس الداني من اول تغيروا

بشالات وبشوت زهت بالعمايل

(6)

فلا ينحزن من طيب ضده الدهر

وهو قد مضى له من قديم فعايل

ولا يغبطون اللي رهي حلالهم

كثير ما في اليد والانفس بخايل

ترى اللاش ملزوم الى كثر ماله

بعده على درب الردى والرذايل

(1)

ذلايل: جمع ذلول وهي النجيبة من الإبل الكريمة.

(2)

الأوائل: أوائل جمع آلة وهي الرحل.

(3)

الخلايل: الحلان.

(4)

الطارق: صوت المغني فهو يطرق اسماعهن ويطربهن ويسمى قديمًا عند العرب (حداء الإبل). ترامن: تسابقن.

(5)

الشبايل: الطيور الجارحة.

(6)

العمايل: جمع عميلة وهي كرات صغيرة تعمل بالزري تتخذ زينة لحواشي البشت.

ص: 226

ولا تغبط الورقا إلى صف ريشها

بها يرجع القانص من الصيد فايل

ولا يحقر الشامي إلى عدم ريشه

ولا ينطرح واجب شيوخ القبايل

لا أكرمت ابن الاجواد معطيه حقه

ولا به تضيع المرجله والجمايل

كلامي استشهاد لما قال صاحبي

صحيح كلامه فيه ما هو بعايل

ألا يا الفتى الطيب لفتني شكايتك

وانا وانت شكوانا لمعطي الفضايل

ما هو بلك سفهان لكن مقصدي

امور لها ماني بيا القرم نايل

فانا مالي ألا وانت صبر على الدهر

ولا يصبر الاكل يابس بلايل

(1)

كم الدهر غربل من الاجاويد قبلنا

عقب القراح اسقاه كاس الحثايل

حالة عدوك واللَّه ماني بمادحه

زمان على باليم رز الشلايل

ما اخبر لي مال به ابيع واشتري

ولا لي وكيل صوبه اندب حوايل

ولاني بغواص يسير وينعطى

ولا لي عقارات ولا لي نخايل

ولا لي مع البدوان ذود مودعه

ولا لي مع الشوان فرق عدايل

ما يمدح الحاضر لمن كان ينتظر

زمان يصيد بخلته والد غايل

ولو بامدحه بالكذب ما قيل صادق

وهرج بغير الصدق ما هو بضايل

فلا تحسب ان ذمي لذا الوقت نيتي

ادور لجيلات الردى والكسايل

لكن ارتجيك اليوم يا اخي تزورني

فلا هو بزين منك قطع الوصايل

والى بلادك العسر فاقبل ونرفدك

من اللي عطانا اللَّه لو هو قلايل

فواللَّه ما اذخر عنك لا من وصلتني

وحلال عليك بعز جعله تبايل

(2)

تمت وصلى اللَّه على سيد البشر

شفيع امته يوم اجتماع الحصايل

هذه القصيدة للشاعر: سياف محسن القحطاني يسندها على الشاعر عبد اللَّه محمد النوشان:

يقول منهو عالي الرجم عداه

يسوقه الهاجوس للرجم مجبور

والناس تعاتبني على شأن مرقاه

ونقول هاوي حب والا انت مسحور

قلت مالي هوى يكون خطوى المناجاه

مناجاة منهو بالتماثيل مخبور

(1)

بلايل: جمع بليلة وهي الشفة.

(2)

تبايل: خسائر.

ص: 227

اللي كلامه بعتني فيه ينقاه

عز اللَّه أنه في النهاديب دكتور

البارحة ليل على النفس ما حلاه

أمسيت به مسرور حتى أسفر النور

سوالف يدله بها القلب ومناه

في مجلس ما حط راعيه بربور

(1)

ما فيه إلا الصفر من الهيل مملاه

والعود الأزرق فيه يفتر ويدور

المجلس اللي من جلس فيه غلاه

راعيه للزوار يضحك ومسرور

عبد اللَّه النوشان ما مل من جاه

يا اللَّه عسى بيته على العز معمور

عسى السعد من أين ما راح يلقاه

من أين ما وجه على خير مخبور

اللي محله للمسايير منصاه

واللي يزوره باكمل القدر مقدور

ما خاب من بيت الأجاويد ملفاه

اللي وفاهم بأول الوقت مشهور

يا مكرمين الضيف والجار ترفاه

إذا قست الأيام والوقت مدهور

كل المشاكل في محله نسيناه

ليلة فرح والهم مبعد ومحظور

كل الشقي والهم عنا رميناه

عنا بعد عمان من قارة القور

سريت ما مليت بالهرج وياه

من قمة الأمثال ما درج العور

يا اللَّه عساه بخير في كل دنياه

عساك بالنوشان ما تشوف قاشور

ما دمت حي من الصواديف بحماه

والا القضا حكمه على الناس مقذور

واقبل تحيات من القلب مهداه

مثل الحليب من المصاغير مدرور

ويا مواصل المكتوب حطه بيمناه

وأقول لك يا فاعل الخير مشكور

وهذا ما قاله الشاعر عبد اللَّه النوشان ردا على الشاعر سياف القحطاني:

يا اللَّه ياللي كل حي برجواه

اللي بفضله عايش كل مستور

الخالق الرزاق تلاجيت بحماه

الواحد الفرد الصمد معطي الحور

لديت للمعنى وسميت باللَّه

وممنون من عدل التماثيل بسطور

حي الكتاب اللي على الراس شلناه

ولو اتخلى عنه مانيب معذور

ميسر ولي صرفه بمثله وشرواه

وعرفي مع أهل العرف ما هوب مقصور

حي البيوت اللي لفتني معناه

من شاعر ياخذ ويعطي على الفور

يا حي ما جاني وراعيه حياه

من خاطر ماهوب يبخل بميسور

(1)

البربور: الجراك.

ص: 228

حيه عدد ما ناض برق ونثر ماه

سياف يا جعله امجار من الجور

ما دري وش اللي هيضه عقب مسراه

بسبح على كيفه بغبات وبحور

يعوم في بحر المعاني وصفاه

ما يمنعه لو قيل موحش ومخطور

من لابة تعرف نهار المثاه

الى انتخوا عند العشائر لهم طور

عند المعاند نزحم الضد بحماه

بالوقت الأول قبل كأكبر ومكبور

وباقي القبايل حفهم ما جحدناه

اللَّه يمنعنا من الجور والزور

كل على حقه من القدر والجاه

الناس مثل الناس والحظ له دور

واليوم كل رد كفه بمخباه

راع المغازي هون وكسر الكور

كل جدع سيفه ورمحه وشفاه

صاروا اخوان إسلام من دون محذور

والفضل للي ولف الذيب للشاه

وحكم الشريعة صار للحكم دستور

من وقت أبو تركي إلى وقتنا ذاه

حكم السعود سعود وأمان وسرور

كل قصر طلعه وطالع ابماطاه

من وعدال وخير والشر مدحور

هذا هو المطلوب والحمد للَّه

عساه في عزة الى نفخة الصور

بقوله اللي كل ما كال يملاه

ولا يجيب البيت عايب ومكسور

وما كل رماي بهدف بمرماه

وما كل قراي ضبط سورة الطور

ما قل دل وزبدة الهرج معناه

وهرج بلا برهان تافه ومحقور

‌الفخر:

وللشاعر راشد بن عفيشه في وقعة بنيان:

شمالي ابنيانٍ من الملا إلى الغضى

قنوفٍ تلاقت والهنادي بروقها

(1)

رعدها القهر والويل درجٍ محبب

وشخاتيلها لدن القنا من عروقها

(2)

(1)

ابنيان: موضع به ماء يقع جنوب غرب امباك وشمال جنوب الأحساء بحوالي 350 كم. الما: البئر حيث يجلب الناس الماء. الغضى: شجر من نبات الرحل له هدب كهدب الأرطى. قنوف: جمع قنيف وهو السحاب ذو الماء الكثير. الهادي: السيوف المصنوعة في الهند واحدها هندي أو هندواني.

(2)

القهر: الضوضاء والجلبة. درج، الرصاص المعد لذخيرة البنادق والمسدسات وغيرهما. شخاتيلها: شخاتيل جمع شختول وهو تسكاب المطر.

ص: 229

وحفها دويّ الخيل في دكدك الوطى

وأصوات حمران النواظر حقوقها

(1)

غثيرها البارود والعج إلى سكب

ازريت اميّز حمرها من شفوقها

(2)

ساقوا لنا كلّ ابلجٍ ينطح القنا

ربعٍ تخلى في الوهابل طروقها

(3)

وسقنا لهم من كل نمرٍ مجرب

درعٍ صوايدها وحمرٍ شدوقها

(4)

قصاصيب ملك الموت يأمر ونمتثل

بآفات الانفس يوم جانا يسوقها

(5)

والى هانت أوراق الجنايز من السما

حنّا سببها يوم ربّي بعونها

(6)

بشريةٍ يا سعد منهم رفاقته

هل البل لا منها تبرّت رفوقها

(7)

من جايبيها عرضوه اشهب اللظى

برماح تشايز ضربها من مروقها

(8)

وآلاد منصور أهل المدح والثنا

اللي نهار الضيق توفي حقوقها

(9)

ومخاضيب اجهل من جهل كل جاهل

واشراهل بقعى ومن حل فوقها

(10)

أهل سربة تحدي على الموت لا اقبلت

وإن دبرت لاهي تعفت عنوقها

(11)

بايماننا اللي يمتني الذيب وقعها

على الرد تمنع حردها من طفوفها

(12)

(1)

وحفها: صوتها. دوي: الدوي الصوت المتردد في الأرض ويقصد هنا صوت حوافر الخيل دكدك ودكداك الأرض المنبسط بين الشديدة والهشة.

(2)

غثيرها: الغثير، السحاب الذي يسير مع الريح ليس به مطر أبدًا. أزريت: تعبت وصعب علي.

(3)

أبلج: سيد كريم شجاع. تخلي: تترك. الوهيل: جمع الوهيلة وهي الداهية والحرب المدمرة.

(4)

ورد في المصدر (2)"درع شدوقها" بدلا من "حمر شدوقها".

(5)

قصاصيب: جمع قصاب وهو الجزار. ملك الموت: ملك الموت هو عزرائيل المكفل بإخراج الروح ممن حق عليه الموت. آفات: جمع افة وهي الوباء ويقصد هنا الأجل.

(6)

هافت: ذبلت وماتت وسقطت. الجنايز: الجنازة جثة الإنسان الميت. يعوقها: يعيقها.

(7)

بشرية: نسبة إلى بشر أحد أجداد قبيلة آل مرة العظام وينسب إليه كل مري. رفاقته: رفاقه. البل: الإبل. رفوقها: المرافقون لها من شدة أهوال الحرب.

(8)

عرضوه: تعرضوا له وأرغموه. أشهب اللظى: الظمأ والحر. تشايز: تمايل.

(9)

آلاد: أولاد. منصور: جد قبيلة المناصير المعروفة بنخوتها وشجاعة أفرادها وإليه ينسبون. ألاد منصور: هم المناصير.

(10)

مخاضيب: هم قبيلة بني هاجر وسموا بهذا الاسم نسبة إلى أحد أجدادهم الأفذاذ. بقعي: الدنيا. حل: نزل.

(11)

سربة: سرية، والجماعة من الخيل. تحدي: تتقدم إلى المعركة كأنما يحدوها حاد إليها. تعفت: تلوي عنوقها: جمع عنق وهو الرقبة.

(12)

الذيب: حيوان مفترس من فصيلة السباع. وقعها: فعلها وضربها حردها: الحرد، الخيل. طفوقها: سرعتها.

ص: 230

عاداتنا عند المزين نردها

نتسوق في الهيجا الى حمى سوقها

(1)

بشلف مضرين عسلهن على اللحم

وخناجر دفق الدمي من فتوقها

(2)

كله لعينا هجننا يوم حدرت

اللي شايلها لفت في حلوقها

(3)

والا لعينا فطر شمخ الذرى

اللي يعدى للمناره عبوقها

(4)

هبا اللاش لا اسعفت ذي ومثلها

رسوم المراجل لا عرضت ما يذوقها

(5)

لها من يقوم بها لا ثقل حملها

بني هديب اللي تعلق علوقها

(6)

سلالة سلطان العبيدي ويعرب

ما حن لأصول القبائل نبوقها

(7)

وصلوا على خير البرايا محمد

اعداد ما غنى الولع في عذوقها

(8)

وهذا الشاعر محمد بن ناصر بن كدم آل قريش من قبائل آل الصقر ينظم هذه الأبيات من قصيدة طويلة يعبر فيها عن فخره بقبائله ويصف منازلهم وجمال ربيعها. . فيقول:

(1)

المزين: كانت نساء العرب إذا قامت الحرب ركبن في الهوادج وسرن مع الجيش يحثنه على القتال ويستثرن همم الرجال. الهيجاء: المعركة.

(2)

شلف: جمع شلفا وهي الحربة. مضرين: معودون مدربون. عسلهن: عسل جمع عسلة وهي النصل الحاد في حرية الرمح. خناجر: جمح خنجر وهي آلة ذات حدين في رأسها انحناءة إلى الإِمام تستخدم في الطعان من قريب. الدمي: الدماء.

(3)

هجننا: هجن جمع هجين وهو البعير أو الناقة. حدرت: اتجهت شرقًا. شلايلها: الشلايل، جمع شليلة وهي قطع من القماش الأسود تربط في رقبة راحلة طالب النجدة فإذا قطعها القوم المستنجد بهم فذلك دليل بنجدتهم وإن لم يقطعها القوم المستنجد بهم فمعنى ذلك أنهم لن بنجدوا الذين استنجدوا بهم. لفت: أتت وعادت. حلوقها: رقابها.

(4)

فطر: جمع فاطر وهي الناقة. شمخ الذرا: عاليات السنام. المنارة: المجلس يجتمع فيه القوم يتجاذبون أطراف الحديث. المنارة: الشمعة ذات السراج. ابن سيده: والمنارة التي يوضع عليها السراج. عبوقها: الغبوق اللبن يندم للناس في العشي.

(5)

اللاش: الدنيء الذميم وهي من لا شيء أي ليس هناك شيء.

(6)

بني هديب، هديب: جمل قري سمين يوضع في مقدمة القافلة ليقودها وهو يحمل فرق حمله العادي حمل بعير آخر لقوته وصبره: بني هديب: الذين يشبهون هديبا في صبره.

(7)

سلطان العبيدي: أحد العرب القحطانية العظماء ينتسب له كثير من القبائل العربية منها بني هاجر وشمر وغيرهما. يعرب: هو يعرب بن قحطان وإليه تنتسب العرب القحطانية وهو أول من حكم الأمصار ونظم المدن وجيش الجيوش وأول من أعرب اللغة العربية الفصحى، وبنو هاجر ترجع أنسابها إلى العرب القحطانية. نبوقها: نسرقها ونكذب لنحصل عليها.

(8)

وردت الشطرة الأولى من البيت في المصدر (2) على النحو الآتي "وفضيلة ما قلت صلاة على النبي".

ص: 231

قال ابن ناصر يوم شرف وغنى

يسقبه من وبل الحيا مطار

أم القصص ترها تشوف أنزولنا

على الدهر ولا غزير أمطار

(1)

يا ما حلاها سايلات أجرورها

قد للزهر عقب السنة نوار

قد ذي أضعون البدو من كل ديرة

قدهو يبشر بالحياء من سار

لما جونا ناهس على فحص الفلى

ربع على وطي العدا جسار

(2)

ليحن لهم مثل البليهي حاضر

طلق المدارع هايج هكار

ما يمتنع منه المهوش بالعصى

وليا حذفته زاد جاه أجضار

لما ركبنا فوق قب المضمر

يركب عليها شايب وغمار

صفقت أسيوف الهند في شلاتنا

برق سرى في ليلة سبار

هذه القصيدة للشاعر زبران بن جراب آل سلمان:

قال الصبي زبران من ماض الغنا

كما يهيض البرق نوا ظايلي

تقبل سيوله من المناشي كنها

كنها فزاع صوب شكرا ما يلي

يا اللَّه يا عالم على أمره يقدري

يغافرا الذنب والزلايلي

يا ربعنا كنتوا نجوم زحلي

كنتوا رزان وعلى الحريب ثقايلي

واليوم قد كلا يذري حبكم

من عقب ما كنتوا ذراء القبايلي

منتوا بمثل الابة اللي تذكري

اللي تلاقي حفها بصمايلي

آل الشريف صبحوا دون الشري

معا مفيضة سرو في الوحايلي

ويقودهم شيخ مقاديم السري

ويرد لماء خفوا الذلايلي

مهدي كما ذئب جسور ليعدي

نمرا مغذا على الفريس دهايلي

يا شاغل البن شغل مقفري

عط بن زابن صبة الفنجالي

زهم رجاجيل تشيل امزعفري

والرد يروي مرهف الصقايلي

رجالهم يفرح لمارد البري

يطعن لعينا نسع الجدايلي

(1)

أم القصص: جبل مشهور في الجنوب الغربي لمدينة (طريب).

(2)

ناهس: من أكبر بطون قبائل شهران العريضة، وهم أهل شجاعة وإقدام.

ص: 232

مما قاله الشيخ الفارس تركي بن حميد في قصيدته المشهورة في رثاء أخيه عبيد:

ياهل الرمك كل يعسف مهاره

المنع لا نطريه لا هم ولا حن

فأجابه شالح بن هدلان بقصيدة منها:

أن كان ضيف اللَّه يعسف مهاره

فمهارنا من عصر نوح يطيعن

وقد ثارت قريحة الشاعر المعروف منير العاصمي قصائد تركي بن حميد وشالح فقال:

صدري كما نجر سريع مفاره

وهجس يرخص للقوارع يفيضن

معي بيوتات ولاهن كثاره

ولو هن شويات عن الكثر يوزن

هذا الشجر به من جنوب خضاره

وقد ذا سهيل في السما عقب ماكن

يا عارفين الجيش دنوا خياره

دنوا أربع قدهن بالأسداس يسعن

الكل منهن كن عينه شراره

وبراطم كنهن يدين يحسبن

جذر الفخوذ بذيالهن الشتاره

وخفافهم كنها قروش يصيغن

ما جمع الشاوي عليهن قشاره

ولا وقفوهم بالحدايد يكارن

يشدن حقوق الربد عجل مذاره

وإلا الجوازي يوم يرمن ويخطن

والا القطا لاطار عجل مطاره

والا الحمايم بالسما لا تغاطن

يا هل الهجن مرو عساها مجاره

الهاني التوصيف فيكم وفيهن

لمن لفن شباب ضو المناره

عن بيت شالح لقبلن لا يصدن

لا عاش غمر ما براسه نعاره

وحتى الذيابه بالسموه تحامن

الموت لاطرش على العبد زاره

وماتن بني بالغرف ما يشافن

ان كان ضيف اللَّه بعسف بكاره

فبكارنا قدهي لداره يدلن

بعلمه بحجبنا ودينه صقاره

وقلوبنا من حربهم ما يضجن

في ساقة اليمنا قطعنا يساره

وسيوفنا قدهي لراسه يسنن

أنشهد أنها حجة بعتماره

ثلاثة الجذعان غصب بلا من

لنا سنام المردفه والفقاره

ولهم بعد منها لحوم يسنن

فنجالهم عود العويدي بهاره

والزعفران لنا يبهر به البن

فنجالنا لاصب بشدي شقاره

دم الغزال اللي خمع يوم هجن

ص: 233

وقال الشاعر نافل بن جربوع بن عجب آل الجرو، هذه القصيدة مفتخرا بقبائله وبأفعالهم الطيبة:

بسم الولي نبدأ وهو خير بادي

الواحد المعبود رب السموات

الواحد المعبود رب العبادي

سبحان رب عالم بالخفيات

يا رافع عرشه بليا عمادي

يا مفرج هم وكربة وضيقات

يا اللَّه يا المعبود يا خير هادي

تحفظ علين نعمت الدين في الذات

سلام يا ربع تلبي المنادي

أولاد جاري كاسبين الجمالات

جرير وأبوه سقم المعادي

لآجا نهار فيه للروح بيعات

حنا هل الطالات علم وكادي

كسابة المعروف في كل الأوقات

لآجا نهار فيه قدح الزنادي

كم واحد من طعن أجدادنا مات

وليا حصل في يوم شبك الأيادي

أرواحنا ترخص وللمعركة جات

حريبنا ما يهتني بالرقادي

يسهر طوال الليل والجفن ما بات

الخوف له ماكل ومشرب وزادي

جرير وأبوه أنهار ما فيه شكات

وضيوفنا تلقا الشحم في البوادي

وأما الخوي لرواح دونه رخيصات

الموت دون أوجيهنا شيء عادي

دخيلنا يلقى حمية وفزعات

وصلاة ربي ليا نهار المعادي

على رسول بين الحق بأثبات

على نبي قادنا للرشادي

عليه من صحبه كثير الصلوات

هذه القصيدة للشاعر مبارك بن شرثان رحمه الله قالها عندما دخل السجن أفراد من أقاربه آل ناصر بتهمة باطلة ولكن الحكم السعودي العادل يعطي كل ذي حق حقه وأخذوا في السجن وقتا وعندما اتضح للمسئولين براءتهم أمروا بإظهارهم من السجن فورا، وقد قال الشاعر هذه القصيدة يفتخر في جماعته إذ إنهم أشداء في الحرب رحماء في السلم ولهم حروب كثيرة عملوا فيها بطولات مشهورة قبل أن يجيء الحكم السعودي، وعندما أتي السلام وطبقت أحكام الشرع أصبح الناس إخوة متحابين لم يعد هناك مجال للخصام بين القبائل واللجوء إلى القوة:

ص: 234

يا عين ياللي تعاف النوم ومصده

وتصد حتى من اللي تحت الأقدامي

من هم ربعا عليهم طالت المدة

من دونهم عسكر البيبان بالزامي

وحن اللَّه ربع الرفيق وضد من ضده

لكن صبرنا واطعنا حكم الإسلامي

ومن أول نلطم العائل على خده

نجعل على كبد راعي الغل ميسامي

يبطي عليل غليل ضاربه غده

وإن ثار قبس الحرائب فدع عزامي

(1)

ونورد الماء إلى قد سعنها قده

(2)

ما حن نتيه مساريها بالاظلامي

نأخذ عليها معاذيب الخلامده

وحرابنا له بمظوانا تحلامي

ربعي حباب إلى كل نسب جده

قومنا تكدر على الحراب الايامي

يوم الجهل واختلاف السبر والرده

والدرب مسموح بين الشرق والشامي

يوم التذاكر خروج حشوها عده

(3)

نمشي وطوق الكلاب الها تهرامي

(4)

واليوم صرنا نمس الحبل ونهده

من يوم قامت تحدث روس الأقلامي

أمر الحكومة يكف الموس من حده

حكام مثل الأسود لها تقظامي

حكام تلقي الأوامر وامرك اتلده

حكام نجد التحدي كل ضرغامي

فضل من الوالي اللي نرتجي مده

اللي رقيب على خلقه وعلامي

يا اللَّه يفارج الضيقات والشده

تفرج وتبرج لمن صلى ومن صامي

وتعز الإسلام بالطاعة ومن وده

وتنصر عبادك على عباد الاصنامي

وقال الشاعر جبران بن غرب آل كناد الحرقان أحد شعراء قبيلة آل سليمان

(5)

وقد عاش في القرن الثاني عشر الهجري هذه القصيدة النبطية يفتخر بنسبه فيها وبوضوح منازل قبيلته أيضًا:

لي قابلت ضو ابن همدان ضونا

حامت طيور العرش تبغي نصيبها

وما بين شهران ويام محلنا

ونجعل على كبد المعادي وقيدها

(1)

وإن ثار قبس الحرايب فادع عزامي: يعني الذيب.

(2)

ونورد الماء لما قد سعنها قده: يقصد بالسعن القرية التي يحمل فيها الماء آنذاك والقعدة يعني الليباس.

(3)

يوم التذاكر خروج حشوها عده: التذاكر يعني سبل المواصلات في ذلك الوقت. حشوها عده: العدة هي الرصاص.

(4)

نمشي وطوق الكلاب الها تهرامي: الكلب المفترس يسمونه الأطرق.

(5)

انظر (ديوان آل سليمان الحرقان عبيدة قحطان - شعر شعبي وقصص من الماضي).

ص: 235

حنا عبيدة من نسول آل ضيغم

ماحن بجبران تداري حريبها

صبينا لما شطا زربة الشفا

وإن عرضت الأشوار ياخذ صليبها

وحنا حرق على حرق من الأوايل

أهل القدي والهينة ما نجيبها

لنا وادي المضيق والخبت والشرف

وحنا حما الحدان واللَّه رقيبها

قصيدة منير الشاعر في الخروفه:

يا اللَّه يا المطلوب يا جزل العطاء

ياللي لكلمه طالبه سموع

اقبل جوابي وإن بغيت اتمثل

بأبيوت قاف مالهن اصنوع

أنا أبدع القيفان واخذ خيارها

ذرب الكلام أعدله بوقوع

ما أدهابه أجواد ولا أظلم به ابن عم

ولاني من اللي يبدع المرجوع

بدعت لي قاف صليب من الصفي

وأعدله بالهيب والفاروع

ركب من العجمان ربي رما بهم

غارو علينا والحلال أرتوع

أستصلح ابن معيض منا وباقنا

ولا خذوا بالصلح رد أسبوع

استصلحوا منا نهار الثلاثاء

وكانوا علينا ليلة الربوع

وصاح المصبح في راس طويله

وقال الدبش من مرته مزيوع

ركبوا ربعي فوق كل شمره

لا هيب لا حردا ولا خموع

تومي بذيل مثل عولين

وعليها من الظبي الفريد أرموع

من مرني من لابتي نخيته

عجل الفلك ومبتر قطوع

لحقوا بني عمي على كل عندل

فبأ حوافرها طويلة بوع

والكل منهم ميس من حياته

وصي بدينه والكفن مذروع

وساعة لحقناهم وبنا عليهم

واليا صنمهم دونهم مجدوع

من دونها العجمان بعدت ديارهم

قطاعة المرضع من المرضوع

ونخا الشليخي لابة ما خلو به

كدو عليهم والكشوف تثوع

ومن يوم سمعت الخيل صوت سالم

والميز منها والحيا متروع

غمر يروى حربته من خواله

وغوجه على سو البلا مدفوع

وأخيرا ما فتر هدير جمالهم

هدرت جملنا الصايك القضوع

ص: 236

الخيل جاءها البلا من فيصل

هجت وخلت جيشها مقروع

كن خيلهم يوم عذرت من جيشهم

جول القطا من مشربه مصيوع

عند الخروفه حل ضرب مخلص

لين اعذر الطامع من المطموع

أبذكر اللَّه كن طريح رجالهم

طرحانهم كنه سريد جذوع

هذا عشاء للذيب وهذا غدا له

وهذا هجور له وذاك قدوع

نطعن لعينا كل عفرا من إبلنا

مع زين مرتعها وطاة أرجوع

ونطعن لعينا كل ملحأ من إبلنا

نركض عليهم والكشوف تثوع

ترعى بنا العرا ويبدي نيها

من عقب ما كانت قرا وضلوع

ونطعن لعينا كل بنت على أوضح

من العام يعسف للحنى مصروع

صفرا عوانقها وبيض خدودها

الباسها من الحرير جذوع

وكله عناء للي وطي صوتها

الصوت وطي والشتاء خشوع

فزت من الصابح وخلت بشتها

ما فوقها ألا ثوبها قروع

ما يرتع القفري يا كون مطرف

ولا يقطع الفرجه يا كون بتوع

وأقول يا شعار جوزوا من الغناء

والا ابدعوا قاف على ذا النوع

وهذه القصيدة للشاعر نامي الحبابي يفتخر فيها بجماعته الحباب عندما صار بينهم اصطدام مع أعدائهم فانتصر الحباب على أقوام آخرين واستطاعوا أن يردوا الغزاة على أعقابهم نادمين وأخذوا ثار القتلى منهم مضاعفة وكانت هذه الحروب بين أبناء هذه الجزيرة في السنين الغابرة أيام الجهل، أما اليوم وللَّه الحمد في أمن وأمان:

طلبنا اللي لمن جاد جدنا

ولما شح ضيعنا العلوم

انا اللي هاضني صباح يوم

على الشيبان وعيال القروم

جاء صباحنا في يوم غر

نهار السوق قد كلا يسوم

خذينا في معرض يا فلاح

ولد حماد يا وافي العلوم

وغير اللَّه يسلم له محمد

خلافه ساهر ما هو ينوم

وأنا من لابتي جمع الحباب

مثل القصر ما فيه الثلوم

جعلنا عقب صباح الجماعة

جعلنا كرمة كلا يزوم

ص: 237

كن حس البنادق رأس سرو

رعاد الغدي قبل القوم

عقب القسم فالقطع لك خبيه

شعبنا القوم ما راحوا سلوم

هنا يوم وقد نشوه بعيد

بتصبح نوته قد هي تحوم

والشاعر سعد بن ناصر بن عريج آل رشيدان النهاري من شعراء القرن الثالث عشر الهجري تقريبًا، يفتخر فيها بقبائله آل بن نهار، ويعتز فيها بإخوانه آل الجرو، وبعض مواقفهم البطولية. يقول فيها:

يقول ابن ناصر بادي رجم طويل

يبدع الحون الغناء مما طراه

لابتي جمع النهاري في الورود

مثل حد فيد من يروي شباه

وآل بنهار مجددة الروسوم

نطرد العايل ونسهر في سناه

وراكب من عندنا بنت الهجوج

نصها ربع بني عم عصاه

جمعة آل الجرو يجلون الهموم

قد سروا من فوق جيش له رغاه

وقلهم جات الحمايا في طريب

يوم كل شاهم يبغي رعاه

سند الغاوي يزقف له جنود

مخطي دربه وربي ما هداه

(1)

ساند يبغي الزهر يرعي طريب

فصافقه ربع بني عم ادهاه

وهاضي ربع تفاجوا هم و. . .

ذا سلال العود ما يخلف نماه

سربت صفراء وصبيان جزول

يقربون الجرح من راعي العداه

وابن عادي كنه احصان طهوم

طاح في المركاب ذا طبعه واباه

(2)

آل عادي كنهم سم مريق. . . "وادي آل صقر" ربي قد حماه

(3)

وابن دحباش شرى صنع جديد

واظهر الصندوق ما يرجي ثناه

(4)

لابته وانكنهم دولة "لمام"

مثل سيل لا ورد زوى العضاه

(5)

يا غمار اشروا من الصنع الجديد

فالسواري بعجب اللي قد شراه

(1)

يزقف جنود: أي يزج ويحشد له جنود.

(2)

ابن عادي: هو أحد فرسان قبيلة الجرابيع آل صقر الموجودين بطريب في زمن الشاعر.

(3)

وادي آل صقر: يقصد الشاعر مدينة (طريب).

(4)

مفلح بن دحباش: فارس من قبيلة الخزامين من الجرابيع آل صقر، في زمن الشاعر، ومن أسرة آل دحباش حاليا الشيخ هادي بن مفلح بن دحباش أحد حقوق عبيدة المعروفين.

(5)

لمام: باللهجة المحلية وهي بالفصحى الإمام ويقصد به (ابن سعود).

ص: 238

فأن بو هادي لغاوية الطليب

يرتحل للهرج لآمنه نصاه

بادعه فمر يباتلها نشيد

ما كتبها بالقلم مع الدواه

ويقول شاعر من ولد عمر سنحان:

القصة والقصيدة التي سوف نوردها حصلت في بداية القرن الرابع عشر الهجري عندما غزت قبائل من المشرق على قبيلة آل هران من ولد عمر بن سنحان بموطنهم القصب لقصد الاستيلاء على أراضيهم وتوسيع سلطتهم إلى الفيض مقر قبيلة العنابس سنحان ولكن استطاعت قبيلة آل هران ومن ساندها من قبائل ولد عمران أن تدحر هذا الغزو وتعيدهم لديارهم بعد أن لحقت بالطرفين خسائر كبيرة في الأرواح قبل توحيد المملكة العربية السعودية تحت قيادة الملك عبد العزيز رحمه الله الذي جعل كل قبائل هذا البلد إخوانا.

ياللَّه يا مطلوب عدل النظر

سبحان من جمع امته تشحاله

يا معوش الحوت في جوف البحر

ما لقي سوق يصطرف بالرياله

ياللَّه تهدينا نصلي الفجر

والظهر وأما العصر في ميحاله

والمغرب أنه مثل لمح البصر

وأما العشاء فأحلا لنا وثاله

من طال عمره لابد يازا القبر

الموت ما حن النبي واعياله

غير قم بانديب كفيت النظر

اركب على نضو ومز احباله

ورح لآل أبو لعثه صلاة العصر

واعطه علوم الصدق لا تخفاله

امحمد بن دليم مثل الصقر

عينه على البدوان والعماله

أهيض القيفان مني فسر

من خاطري قد زان لي عداله

قد هاضني يوم سبر من حدر

على القصب قد زان صب اخياله

فيه اللجيني وفيه الحشر

يوم أن يام خيموا في جاله

جاك ابن نوره مقبل من حدر

قال القصب يأخذه في مد قاله

ثم ينتقل للفيض عقب العصر

عند ابن جبران يجي مقياله

هو ما درا ان سنحان نار حمر

قوم تقاضي حقها بأفعاله

من هازهم من الحف ماله قدر

حيد المرازة بذة النقاله

تروا الصبي ابن هويج سوا النكر

كم قتيل طاح عند احلاله

ص: 239

البيض له ما دام نور القمر

وما دام نجم في السما واهلاله

غير يا غبن عيني يا غبوني عشر

غبن اجذم قد حيزوه الحاله

كون التحقنا تسع والا عشر

وامات خمس تعجب النقاله

قال فريو بن فحس الحبابي قبل حوالي أربعمائة سنة تقريبًا

(1)

:

الحبابي باديا راس الجديره

حالف لو كان نجس ما يصلي

عاقل ما يتبع بيوت القصيره

يبغي الجنة وذا عمرا مولي

حدني حيا فلا رثيت جيره

مقطع واشق حلق اللي حبلي

الحباب يجون لي من كل ديره

أقطع حقوق على الفابت تزلي

واعمي الشيطان واقرحف نظيره

والمجالس وسطها يعرف محلي

وهذا أحد شعراء قحطان، يؤكد نسب قبيلة آل عائذ إلى جدهم الأعلى صقر ويؤكد سكن بعضهم عند الجبل الذي سمي أخيرا باسم جبل المدرع نسبة إلى جد المدارعة العائذي الصقري. فيقول:

ونعم بصقر ونعم واللَّه بلابته

أهل هية في ماضي الوقت تنذكر

لهم عزوة يوم العرب تنطح العرب

ولهم وقعة يوم الجهل تقطع الظهر

جبال المدرع تشهد بفعل جدهم

يوم المخاوف والمغيرات والخطر

تدرع بدرع الحرب لمواجهة العدا

وغزا واعتزا في ماضي الوقت وانتصر

ومن الشجرة اللي كلنا نفتخر بها

ومن روس قوم ذكرهم برفع النظر

من آل الصقر وآل الصقر من عبيدة

ومن روس قحطان هل العلم والخبر

(2)

وقال الشاعر محمد بن ناصر بن كدم آل الصقر هذه الأبيات من قصيدة طويلة له يجيب فيها الشاعر المعروف "لويحان" عندما سأله عن قبيلته، وهو في مجلس جلالة الملك عبد العزيز آل سعود -طيب اللَّه ثراه- وقد افتخر فيها بقبائله وبعض أفعالهم البطولية المحمودة، ونال بها إعجاب الملك عبد العزيز الذي أكرمه وأحسن منزلته:

(1)

وفريو بن فحس من كبار قبيلة الفحوس وعوارفها في زمانه.

(2)

انظر مجلة العرب، ج 11، 12، س 24، الجماديان سنة 1410 هـ (الرياض) دار اليمامة، ص 816.

ص: 240

حن قحاطين على العز دايم

قصرنا يبني وساسه شديد

حن هل الناموس وأهل الفعايل

لي لبسنا مخلصات الحديد

وإن نزعنا صافيات الصقايل

نصفق الحراب مما يريد

وإن وردنا مثل سيل الحشاير

ما ترده نابيات الزبيد

مثل مجراد يسوقه هبايب

يدفعه ربك على ما يريد

كان تنشدني فأنا من عبيدة

بزنالي ذراع دايم جديد

نمن المجرم وننكي المعادي

وإن حربنا ما نهاب البعيد

‌المدح:

نظم الشاعر عمير بن رشاد العفيشة هذه القصيدة إثر المعركة الفاصلة بين العجمان وحلفائهم وبين ابن سعود وكان بنو هاجر ضمن المحاربين مع ابن سعود وقد أبلوا بلاء حسنًا في هذه المعركة التي دارت رحاها على العجمان وحلفائهم بقرب الحسا عام 1332 هـ الموافق عام 1922 م.

لك الحمد يا من خص بعض البقايع

برجع بذر نبت لشكله نوايع

عظيم بسط الأرض وبني عالي السما

وهي عجبة اللي يعتجب في الصنايع

إله رجعنا من هوانا إلى الهدى

وبعد التفريق لم شمل الجمايع

وحن قبل ذاك الوقت ما التم شملنا

اشتات النظر متخالفين الرتايع

(1)

جمعنا الخبر من يام قالوا تولفوا

من العرق والصمان وصلوا نجايع

(2)

نحايا يدكون المشاريف والوطى

مظاهير واسلاف مع كل فايع

خذوا سجة وقت المرابيع واقبلوا

يسوقون قطعان رعت كل خايع

(3)

إلى مستوى كنزان شادوا بيوتهم

يقولون عز الراس والا القطايع

(4)

تهيا لنا معهم بكنزان معركهـ

بليل رمن فيه الصبايا القنايع

(5)

(1)

الرتابع: جمع مرتع وهو المقام من الأرض.

(2)

العرق: سلسلة تلال رملية بالدهناء مشهورة.

(3)

ورد صدر البيت في المصدر (1) كما يلي "قضوا سجة المرباع واليوم حدوا".

(4)

كنزان: موضع قرب الحسا.

(5)

القنابع: جمع قناع وهو كل ما يوضع على الرأس أو الوجه.

ص: 241

سرى ليلنا معهم إلى باكر الضحى

وهو ذبح ومذابح وعقر وقلايع

وقادت ظعاينهم وسارت جموعهم

الين الرعايا شرعت في الزرايع

وقالوا عقب كنزان نلنا مرامنا

بقيظ تحت ظل العروس الهنايع

(1)

لهم نية ونفوسهم سولت لهم

بحكم الحسا جوس بقو الجرايع

(2)

بلاد اليمام اللي من الترك حازها

نفاهم وجا ضد بدلهم مرايع

مرازيق وقفنا معه في نحورهم

وزدنا وقايد حربهم بالولايع

(3)

وكل عرف منا محبه ومبغضه

وراحوا فراقين القبائل مزايع

وجانا الذي منا وجاهم صديقهم

بضد اليمام يولفون الفزايع

قلطنا لهم في الحسد نبغي نردهم

بشرف وزلبات وشلف شنايع

وساروا محزمة القنازع وسبلوا

بجند قلط يهتز للقلب رايع

(4)

وظهرنا لهم عند المحيرس بجمعنا

سيوفه كما وصف البروق اللمايع

(5)

وفضنا كما سيل تنحدر من الجبل

يعم الوطى والمستوى والرفايع

وثار القهر بين الشنيفين والتقوا

وسرنا بسلات الهنادي مشايع

(6)

وحضرنا وهم في ماقف موعد لنا

وصاح المحرج بين شاري وبايع

وباعوا علينا واشترينا بسوقهم

وبعنا عليهم غاليات البضايع

وبيع النفوس بسوقها عادة لنا

طبيعة ولا نخلف عزيز الطبايع

وبالوقت الآخر بالفضا ضيقوا بنا

وعدوا عدوة منها تشيب الرضايع

وعدينا عليهم عدوة تعجب النظر

وتعرس فتياتنا والرجايع

(7)

يوم تجي منهم علينا وننهزع

ويم تجي منا عليهم هزايع

وطبعنا بهم يوم وسدوا طريقنا

ولولا منعنا اللَّه بعجل السرايع

(1)

الهنايع: المتمايلة المثقلة بالثمار.

(2)

ورد في المصدر (2)"القرايع" بدلا من "الجاريع". جوس: تردد للحرب.

(3)

مرازيق: المرازيق هم العجمان.

(4)

القنازع: جمع قنزعة وهي شعر الرأس يجمع ويربط إلى أعلى. ومحزمة القنازع: قبيلة العجمان لأنهم يحزمون شعر رؤوسهم إلى أعلى ويهاجمون اعداءهم بهذه الهيئة زيادة في شحن أنفس الخصوم بالخوف والرعب منهم.

(5)

المحيرس: موضع قرب الأحساء شمال المبرز.

(6)

الشنيفين: الجمعان.

(7)

الرجايع: جمع راجع وهي من تتزوج بعد زوج آخر طلقها أو توفى عنها.

ص: 242

ضحى راعي البلها حمد رد سابقه

على سرية آل معيض يوم الشرايع

(1)

طري الفعايل كاسب المدح في اللقا

شجاع بذاك اليوم سوى الفنايع

(2)

وابن إبراهيم وابن نمر خالد

شهود على ما قف زبون الودايع

(3)

وشافي واخوه سعود في حرمة الوغى

بصفه على شحف العياد الطلايع

(4)

تناخوا وردوا ردة فرجت لهم

وحطوا لهم في الضيق طرق وسايع

وقمنا نشارعهم على طول قيظنا

وكل بحث له علته والوجايع

خذينا وهم سبعة شهور مهلله

وحذف النشامي مثل حذف النصايع

وتالي وهيالنا وهم في مخلصه

قضوها لابن قبسه قوي البزايع

(5)

مع من طوينا الجال به من شيوخهم

طمعنا براس الشيخ يوم الصعايع

(6)

والى استنكروا منا بنسيان ما مضى

فحن ما نسينا ماضيات الصفايع

وحن قبل هذا في ابنيان ربعهم

نهار اغتشونا بالجموع الروايع

صفق جمعنا فيهم ولا هاب كثرهم

بشلف وحدب مرهفات برايع

بيوم خسرنا فيه والطايله لنا

كن الزلم فيه عياد طلح صرايع

(7)

ورجعنا لهم وقعة ابنيان في الحسا

بطارد ومطرود ومشرب وصايع

وغلب حظ أبو تركي عليهم ودبروا

ولا عاد كون الملتجي بالربايع

(8)

(1)

البلها: ناقة أو فرس يختارها صاحبها أو عشيرته ليعتزوا بها وذلك لأصالتها. راعي البلها: الذي يعتزي بها. حمد: هو حمد بن راشد العفيشة شقيق الشاعر عمير ووالد راشد بن حمد العفيشة، وعبد اللَّه بن حمد العفيشة. آل معيض: شيوخ العجمان.

(2)

الفنايع: الخوارق.

(3)

ابن إبراهيم: هو هادي بن إبراهيم الهاجري من آل يزيد. ابن نمر خالد: هو خالد بن نمر من الشباعين من بني هاجر.

(4)

ورد في المصدر (1)"شحيف" بدلا من "شحف". شافي: هو شافي بن سالم آل شافي شيخ مشايخ بني هاجر. وسعود: هو سعود بن سالم آل شافي شقيق شافي بن سالم آل شافي سالف الذكر.

(5)

مخلصة: موضع بقرب الحسا، ابن قبسة: أحد المحاربين في صف ابن سعود. البزايع: جمع بزعة وهي العزيمة.

(6)

الصعايع: جمع صعصعة وهي هول المعركة وزعزتها.

(7)

ورد في المصدر (2)"عتاب" بدلا من "عياد".

(8)

أبو تركي: هو الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.

ص: 243

وراحوا ورحنا كلنا معلق الوشل

وذاقوا كما ذقنا شديد اللقايع

(1)

اقوله وانا من لابة ينعبر بهم

قبيلة ماهم بملقطين النزايع

(2)

هواجر عبيدة جنب قحطان جدنا

ابن هود في التاريخ ما هو بضايع

فدينا ورا عبد العزيز بعمارنا

الين العدو عوَّد معيف وطايع

رجا في اليمام وضد يام أبو فهد

عبد اللَّه المذكور نمر الوقايع

(3)

وفنيت سبايانا وفرسان ربعنا

سهوم المنايا بينين الشوايع

وصفة عيال تؤما حل نفعهم

فهود الصباح منفضين القشايع

(4)

وساع الحلال وذهب اللي بقى لنا

عفاير وبيع والشرايد ضوايع

(5)

ويتموا بزايانا ولبسن حريمنا

ملابس حداد عقب علم الفجايع

(6)

صبرنا على الجاري لاجل مكسب العلى

وعبد العزيز به الرجا والطمايع

فلا عقب طيب افعالنا زاد حقنا

وحن كان معنا الزود ما هو بضايع

وبدوا علينا يام ومطير بالعطا

وقبيلة عتيبة مخرجين القرايع

فلا هو بمبعدنا إلى حل ما جبه

ولا هي بحكوة مجلس اهل الخدايع

ولكن قول وفعل تشهد لنا الملا

وذكر جميل بين الإسلام شايع

ونمت وصلى اللَّه على سيد الورى

عدد من مشى في الأرض منعم وجايع

محمد المبعوث بالحق والهدى

شفيع امته رافض جميع البدايع

وقال:

يا سعيد كان تسأل جد وتحفيد

لك معنوي بأصلنا تستفيده

(7)

حنا الذي يضرب بنا الوصف يا سعيد

كل يبي منا معانز بديده

(8)

(1)

الوشل: الجرح.

(2)

النزايع: الجماعات الغرباء.

(3)

أبو فهد عبد اللَّه: هو عبد اللَّه بن جلوي أمير المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية ومازالت هذه الإمارة في أولاده وأميرها حتى عهد قريب هو عبد المحسن بن جلوي.

(4)

القشايع: جمع قشعة وهي الشعر الكثيف غير مسترسل.

(5)

الحلال: جمع الحلة وهي البيت ومحتوياته.

(6)

هذا البيت لم يرد في المصدر (1) بزايانا: أطفالنا.

(7)

تحفيد: اهتمام بالغ. معنوي: قصد.

(8)

معانز بديده: خؤولة أولاده.

ص: 244

وحنا وعبد اللَّه ولد علي وعبيد

غرامة دون الحدود البعيدة

(1)

حنا وهم عصبة بعد وتاكيد

ضياغم من روس جنب وعبيده

هواجر يوثق بنا في المعاهيد

قحطان أبونا حافظين رصيده

ونزهين من قرب الدنس والمناقيد

وعروضنا مثل الثياب الصفيده

(2)

وقصيرنا ما حن لبيته رواويد

لا غاب منه لين حتى بعيده

(3)

ولا نتخبي دون بالاشيا المزاهيد

ويديننا في غالي الزاد بيده

ونتبع مراضي جاهله لو على الديد

ولاكرام جار البيت نفرح وليده

وإن مر كلبه ما حذفناه بالحيد

لو كان ما نرجي ورا الكلب صيده

ونرعى مراحيله لو هي مغاميد

وعلى كرامة ضيفنا هو قعيده

وخوينا نكمد مشاكيه تكميد

لو ما يهوجس يرضى بتعويده

(4)

وإن جاوا اهل جيش ونايا مضاديد

ما ذاقوا أمس إلا شلاوي قديده

نقحص لهم بالهيل ترس المباريد

والبن يحمس جمر الارطى وقيده

(5)

ونجهز لشتوي دفوفه ملاهيد

ويفهق لهم عقب العشا به بريده

(6)

وإن زارنا العاني لبعض المقاصيد

متعلث ما ننشده عن سديده

(7)

ونذبح سمان الضان له والمفاريد

ومن جاد للعاني فرحنا بجيده

وإن زارنا المجرم يقزي الاذاويد

ينزل ويرحل ما جعل له نضيده

(8)

فوق العلا نرفع مبانيه ونشيد

الين يبعد عن وطنا شديده

وإن هازنا ضد عمدنا بتكويد

عود بغبنه عبرته في رويده

(1)

عبد اللَّه: هو عبد اللَّه بن علي آل رشيد حاكم حائل ومؤسس حكم آل رشيد منذ عام 1835 م إلى عام 1847 م وكان حصيفا شجاعا. عبيد: هو عبيد بن علي آل رشيد شقيق عبد اللَّه بن علي آل رشيد وقائد جيوشه وكان فارسًا لا يشق له غبار وشاعرا مجيدا جل شعره في الفروسية والحرب قتل في إحدى المعارك.

(2)

عروضنا: أعراضنا.

(3)

رواويد: جمع رواد وهو الذي يكثر التردد على المكان.

(4)

تعويده: زيارة المريض.

(5)

نقحص: نقفز.

(6)

شتوي: خروف ولد بالشتاء.

(7)

متعلث: يسأل بعض الحاجة من هنا وهناك.

(8)

نضيدة: هي رف من الحجارة ترضع عليه الحاجيات المختلفة ولا يضعها إلا الذي سيقيم مدة طويلة تتجاوز الشهر.

ص: 245

ونجعل على زوره وسوم مجاديد

ويبطي وكبده من سنعنا غديده

(1)

وإن انتزح منا ورا نازح الميد

فالجيش يقطع مستواه وقويده

(2)

ما هو علينا إلى بغيناه ببعيد

ونصبر على حر الزمان وجليده

ناتيه في الكنه حلول المواريد

مقيال والا نرضمه بتهجيده

يصبح قطيعه بين الايدي تباديد

ويفرح لا ردوا عليه الشريده

واقفوا على إبله شايلين التغاريد

واعتاض في الهجمة زوامل رغيده

ومن زان حنا له صديق اجاويد

واخوان، للشيطان لا افتل قيده

لا حركوا الاسباب بعض المقاريد

نوطي على الزرب الصريع وهميده

(3)

وإن صار من عقب التساهل تلاديد

فالرابح اللي مقبلاته سعيده

شغل النضا والخيل ما فيه تبنيد

في كل وقت لابسين عديده

وإن ثار عكنان كشف غرة القيد

ندعى النفوس الغالية به زهيده

نقلط على الهيجا وحس البواريد

لكون ما ينفع عضيد عضيده

(4)

إلى وصلت الذله معلق الأواريد

واللي معاه جري تقاصر فديده

ونفرح إلى من صار صك وتسنيد

إلى استرغب الطارد بقبض الطريده

وصار اجتوال الخيل تن وتفاريد

وكل يخايل غرة في نديده

وهذا عليه معودين تراديد

ونحيي الأمور الماضية بالجديده

وعشنا على صايب ومصيوب وشهيد

وهذاك ممنوع تعزف ذويده

وهذاك معتدي وذا كاسب فيد

واصبح يوزع بين الادنين فيده

عقب الشقاق استقعد الحظ تعقيد

في دور أبو تركي منزح ضديده

(5)

اللى سهد الأوطان بالسيف تسهيد

حلال عقد المشكلات الكويده

(6)

العاهل اللي يرفد الناس ترفيد

من مبلغ ما هو بيحسب خريده

(7)

(1)

مجاديد: متجددة.

(2)

الميد: البعد. فريده: القويد، المرتفع الممتد.

(3)

الزرب: الغصن اليابس. هميده: الهميد، الميت.

(4)

البواريد: بواريد جمع بارودة وهي البندقية.

(5)

أبو تركي: هو الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.

(6)

الكويده: الصعبة.

(7)

خريده: صرفه.

ص: 246

صاروم له في ماكر العز تصعيد

وفي مكسب هل الطولات هل من مزيده

ابن سعود اللي ملك واسع البيد

عبد العزيز اللي فعوله حميده

فيدوم شمطان القروم الا واليد

سور العروبه ضد كاد كيده

(1)

ضرغام له جند نماره مجاليد

من هيبته ما احد طلع رون سيده

(2)

يخشاه راعي البوق ما ياخذ القيد

والخيس منه ما تقص الجريده

(3)

وأيضا المنفق ما تنقل الا ضحى العيد

واشباه ذلك من ملابس جديده

جعله لنا ذخر إلى يوم تابيد

واللَّه يمهل له سنين بديده

تمت وصلى اللَّه وسلم بتجويد

على نبي مخلص بالعقيده

المصطفى خاتم عدد الأنبياء السيد

طه رسول اللَّه محبه وسيده

محمد اللي وحد اللَّه بتوحيد

شفيع تباعه بيوم الوعيده

وللشاعر هادي بن عبد اللَّه بن القعيمة القحطاني، قصيدة طويلة يفتخر فيها بوطنه وقبيلته نورد قسما كبيرًا منها:

باسم اللَّه وأبدي بالتحية

على دوري وكل له حسابه

عسى ربي على الخير يهداني

يفيد المستمع واللي حكي به

وعلي أقول واوضح كلامي

ومن لا ينعرف وش ينبغي به

وعلى السامع يتابعني بدقة

وقاضي الحق لا استوضح قضابه

وأنا مقدر على اقناع المغفل

وحر الطير يعرف من غرابه

وعفوا ما أقصد إلا كل ناقص

يعيش بنقص عرفه ويحي به

وأنا لي مع هل الجابات جابه

وكل يفتخر بأحسن جوابه

مع أهل العرف لي رمية جماري

وعلى ربي خطأ الرمي وصوابه

وعلى اللَّه كل وضعي واتكالي

هو الخلاق وإليه الانابه

وعفوا لو بغيت اذكر مصيري

أنا من جب حاميته حرابه

(1)

قيدوم: قائد ومن كل شيء مقدمه.

(2)

رون سيده: طريقه الخاطئ من إنجليزية.

(3)

الخيس: جمع الخيسة وهي النخلة.

ص: 247

نجير ونمنع الضيف المعزب

ونحمي الضيف ونوفر زهابه

ولا منحن شربنا در ناقة

واخذها غزونا ردت غصابه

ولا منحن كلينا زاد دير

ومره غزونا وأخذه نهابه

وحنا لا بعد ذقنا بعدهم

يرد الكسب والكاسب يهابه

ولا منه دخل في البيت خايف

منعه الرجل لو هو في غيابه

غنين عن التعريف حنا

فخرنا واصلنا كل حكى به

ولا لي عادة اذكر نسبنا

لكن في الناس من عدد انسابه

وحنا ننتسب الانساب منا

وقاموس العرب منا انتسابه

قحاطين إلى كلحت لشافي

وتاريخ سبق عصر الصحابه

منا الأوس والخزرج ومنا

خزاعة وانتمت منا كلابه

بدون الصور في باقي القبايل

وكل متعب سلمه اركابه

وعفوا ما نراه يقول تكذب

فيند قبل يمضي في جوابه

اما حصّل اشهود ضد قولي

ولا استكفي وقولي يكتفي به

وصلاة اللَّه على الشافع محمد

عدد ما سطر سطرٍ في كتابه

يقول مبارك بن عبد اللَّه بن شرثان رحمه الله أن هذه قصة قد جرت على والده عبد اللَّه فقد غزا وبرفقته مجموعة أشخاص من الحباب فوق الهجن إلى الربع الخالي اتجاه عُمان وعندما وصلوا قرب عُمان أخذوا عددًا من الإبل بطريقة ما يسمّى بالفيد وكانت الإبل ملكا لقبائل يسمون الدروع وعندما علم أصحاب الإبل خبر أخذها استعدوا لاستردادها من الغازين ودارت بينهم معركة عنيفة ولكن الحباب أصروا على أخذ الإبل وعادوا بالإبل إلى الجزيرة العربية وكان ذلك عام 1328 هـ. تقريبًا، وقد قال الشاعر مبارك قصيدة بهذه المناسبة:

يا اللَّه طلبناك يا قاضي نوايبنا

يا عالم الغيب رب البيت معبودي

طالب تجعل ثوابك من وهايبنا

وتغفر خطانا وتمحا زلة العودي

عودًا يقول إلنا عادات تجذبنا

عند التوالي إلى جاء ردها كودي

ولا نجهل اللي يوصي فيه شايبنا

وصى ولا حن عن اللي قال برقودي

قال الجمالة ودرب العز واجبنا

والعُمر يفنا وعلم الجود ما جودي

ص: 248

ويقول حولت يوم البر ضاق ابنا

نهار لحقت ركاب القوم بضمودي

لحقت بأهلها على أثر الكسب تتلبنا

هجنًا عليها القرط والجعّد السودي

عبوًا تقدّم وعبوين تحف ابنا

وحنا عليهم نسوق المأ وبر كودي

كن البرّد من حقوق المزن يرذبنا

دندن رعدها وشبّت الأرض بارودي

ثم انثنبنا وعقّلنا ركايبنا

والعيب من هيج ولا قضب مردودي

خُبرة حباب كفينا دون غايبنا

قطاعة ما نعد النقص والزودي

ناطا الخطر كن ماشي بصايبنا

من خوفة يلحق الرجال منقودي

وفي مجلب الروح ما نغلي جلايبنا

وما كتب للعبد في اللوح مرصودي

فرض علينا تحدي من يعاتبنا

ومن لا يدوس الخطر ما يكسب القودي

ترعى وسيمة عربنا في سبايبنا

يرتاب ليشافها الطماع ويحودي

ونركب على اكوار طوعات تجول ابنا

جول القطاء يوم شاف العد ما رودي

تجتال والقالة العليا مواربنا

وابليس ملعون والحساد ملدودي

حنا حباب وعبد اللَّه مناسبنا

وقحطان أبونا المسمى مورثة هودي

من عصر الأجداد وأنا ضد حاربنا

اللَّه خلقنا منية كل مقرودي

وصلاة ربي عدد ما خط كاتبنا

على النبي محمد ما هب الهواء النودي

وهذه قصيدة للشاعر محمد بن جروان العلياني:

يا راكب اللي يرهج الجو حسها

ويهز سطح الأرض قو اشتغالها

اسبق من البارود زوعه وفره

مثل السهم لا مر سرعة خيالها

طيارة من صنع جرمل وردت

تشدي نزير رعود مزن خيالها

تمشي وتلفي لي مقادم قبايلي

وخص قحطان باسمهم لاسوالها

يلزمك من بين الحصاتين تنزل

جنوبي الدنيا والاخرى شمالها

ارفع بصوتك وانخ فيه القبايل

تاتيك قوم تخلفك باجتهالها

لا من لفوا من كل في وجانب

مثل الاسود الزايره باحتمالها

نب العيال الطيبين بذكرهم

خص الشيوخ وعم باقي رجالها

انخ الجحادر واثنهم بالنخوة

ازهم قبائلنا وصح في جالها

تاتيك جبعان المحازم كنهم

سبل تحدر من فروع جبالها

ص: 249

تشبع بوردتهم سباع جايعه

تشبع وترجع بالعشا لعيالها

وانخ الحباب حزامنا لا ثارت العدا

ربع نهار الضيق تشاف افعالها

ان جا لدخان الذخاير شوبه

ترهم جلايبها وترهم جمالها

وازهم عبيده كلهم وشيرخهم

دروعنا اللي ملتجي بظلالها

هم ربعنا اللي يرهب الحف جمعهم

وان ثارت الهيجا مشوا بظلالها

وانخوا بني هاجر مقابيس البلا

ترهم يجون مثل ذي وامثالها

لا من نخاهم واحد من ضده

ما تطاوع الشاير ولا عذالها

تعجبك وردتهم الى جا اللازم

لا من زبر جمع العدو واقبالها

قل تكفون يا قحطان وش ذا السكته

اقطع رجال ما تشاف افعالها

عيالكم بالسجن تندب بالثرا

تنخا هل العادات وأعزتالها

نعم يا بن فيصل الى جا مجاله

ما ذكر غيره واحد ارتكالها

يستاهل البيضا ويستاهل الثنا

وذي جابة حق تلينا مقالها

ترا الجبال الشاهقة يا ربعنا

من دون داخلها يعدي جالها

وبناتكم ما تنوخذ لا برتوا

وعيب قبال الخلق ضم عيالها

لا عاد ما للرجال يدرا هيبه

تسقط منازلها وينزل جلالها

رحنا نبي العيشة وستر اعراضنا

وعيالنا نبغي نسد احوالها

وأقلب على شمَّر وتلقى لابة

ترخص ذراريها وترخص حالها

خيار القبايل طيبين السمعه

سباع الفرايش ما احد يحتالها

تلفون ابن جبرين في ديرة له

عيد الركاب اللي تواما حبالها

هو مقدم الفضلان لا ضبضب السما

لا ضيعت خلج العشاير عيالها

فاليا سمحتوا من مورث ملبس

وقال الامور الكايدات انا لها

فانخوا لا الجربان لا جبت حيهم

اللي يذكر بالقدايم افعالها

اللي ليا عدو شيوخ القبايل

لا وصلت الجربان ياقف جدالها

وانخوا لنا ابن شريم وانخوا ابن علي

هم مزبن اللي من بعيد عنالها

يا سعد منهم باللوازم حزامه

في ساعة لا من بطل عذالها

وأنخوا لنا التمياط وانخ الطواله

وانخوا لنا الوجعان حامي ثقالها

وانخ اللغيصم كلهم وانخ ربعهم

قل تكفون يا العصلان هذا مجالها

ص: 250

وانخ ابن حسان راع الحويقه

له قردتا يسطي بها حين شالها

انخ الطنابا كلهم بالجمله

تأتي لك الشياب قبل اعيالها

مالي على الاجواد حق لازم

الا بشيمات العرب وامثالها

نخيتهم جار الزمان وضامني

ولا غيرهم لي حيلة باحتالها

انخ السويط مخضبة جرد النمش

شيوخ الظفير مزبنة من عنالها

خيالة القروى هل الباس القوي

اللي قضت في جارها من عيالها

وانخوا ابن حلاف وانخ قبايله

ستر العذارا حين ترمي شيالها

خيال قطعان تزايد جفيله

لا زاد من حس السبابا جفالها

له عادة ينزل إلى زرفل الدبش

ما احد من الظفران قبله نالها

لا صاح في جمع الخضور ترايعوا

ردوا كما سيل حدته ارمالها

دنيا كفا اللَّه شرها غداره

كم علقت من غافل أغلالها

جوارة بوارة مكارة

مثل الذي خانت شرفها بخالها

خان وجفانا الوقت صار بضدنا

وما كتب للنفس الشقية تنالها

حريمنا لا حل طاري ذكرنا

صاحت وغير الويل ترمي دلالها

ما كن لنا في نجد يذكر عشيرة

عزاه با نفس دناها كمالها

نخيت أنا الاجناب مما سطابي

نار توقد بالضمير اشتعالها

يا اللَّه ياللي حكمة النصر بيده

هون قضيتنا وحل اشكالها

تمت وصلى اللَّه على سيد البشر

نبينا المعصوم عن خمالها

وهذه قصيدة لابن شرهة من قبيلة آل مهدي من عبيدة قحطان يظهر فيها إعجابه بأفعال آل الجرو وبطولاتهم فيقول:

قلبي كما الملواح في كف صقار

والطير حشر والهبايب قويه

على بني عمي مدابيس الأشرار

كل ابلج يروي شبا العولقيه

زاعتهم النيه وحسقات ألاوبار

صوب المهامل والديار الخليه

على الرحيل يذكر لنا صار ما صار

كم حد شلفا راح كنه حنيه

يوم اشتبك عج الرمك دم وغبار

كم من عقيد طاح في الجندليه

يا ذيب ياللي بين سقمان وغمار

من راس رمح حويل دونك بنيه

ص: 251

مع الحشيشي قد طوينا به الغار

واللي عطانا امس لقى مثنويه

واعمر غدا به لابة تكرم الجار

جروية ترد الخطر والمنيه

كله لعينى جل خلفات وعشار

والفاطر اللي جر منها خليه

والا لعينى كاعب سترها طار

تزهم وتنخى لابة الضيغميه

وعيا عليهم عزهم للضيف والجار

وحربة جديع حامي الدوبليه

وضويحي اللي له براهين واذكار

يشهد له التاريخ في كل هيه

هل سربة تاخذ على الخيل مشوار

ويطوعون اللي له عزوم قويه

من فعلهم غنى حمام بالاشجار

واللي يسجل له فعول طريه

تمت وانا استغفر اللَّه واجتار

وارجيه يغفر زلتي والخطيه

على النبي صلوا عد وبل الامطار

وعداد ما كلم بوحيه نبيه

هذه القصيدة مشهورة قالها الشاعر أبو سنون

(1)

من قبيلة الكوادر في آل الجرو عندما تعرضوا لحدث في نجد وجاءه خبرهم وهو في الجنوب، وأعجب بفعلهم:

عند العشى عديت روس المراقيب

وقلب العنا قامت تهايض عباره

وياونتي والكبد فيها لواهيب

والعين تذري كن فيها ظفاره

يا عايض اركب فوق عوج المصاليب

على عقيلين قطيب وساره

وسرحه من "راك" عسى فالك الطيب

وعرض على "بدره" بتالي نهاره

(2)

وحزت صلاة العصر عند المعازيب

أهل الحصاة اللي سواة النماره

(3)

في ديرة ابن حويل تلقى التراحيب

والضيف اليا جاهم ثنوا في وقاره

أولاد صالح في الرمايه معاطيب

خيالة الجدعا مدابيس غاره

وانشد عليهم كلهم من الأجانيب

يوم على البدري تجينا أخباره

كم سابق شربت بذود حنازيب

خلي عليها الطير وسط المعاره

(1)

الشاعر أبو سنون، من قبيلة الكوادر، يلتقي نسبه في يوسف مع نسب قبيلة آل الجرو أبناء نهار ابن يوسف بن إسماعيل آل الصقر.

(2)

"راك" وهو مورد ماء للباديه. "بدوه" اسم لهضاب على خط سيره.

(3)

"أهل الحصاة" يقصد أحد منازل قحصان فى منطقة نجد، وما زال يسمى بحصاة قحطان حتى الآن.

ص: 252

وكم كاعب تبكي على الرجل والصيب

وتلبس على الثوب المجزع غتاره

يوم أقبلوا مثل الحنيني سواريب

وقالوا بنجعل ذا الفريق اصهاره

(1)

فيا جعل اخو صهده مع نجعه يشيب

وضويحي اللي ردها في الكراره

ما ودكم يبزا على غيرهم صيب

ويستاهلون اللي يعنف بهاره

جروية في الهوش تعلق الاصاويب

وتجل على كبد المعادي مراره

كم واحد ردوه غصب بلا طيب

بمزرجات الشلف فيدي نماره

يوم اعتلا البارود روس المراقيب

فضويحي طب الخطر دون جاره

وجديع في الضيقات يروي المغاليب

كم شيخ قوم يطفي جديع ناره

حامي عقاب الخيل والفطر الشيب

لا صاح صياح وجا يوم غاره

من فعلهم غنى حمام المراقيب

واستر من مثلي وهو في دياره

والعلم لا جابه صدوق المناديب

حقه تراحيب وجزيل البشاره

ومن يوم جاني علمهم صرت في طيب

والقلب مبسوط وهون غياره

يقول شاعر من بنى هاجر أثناء استنجاد قبيلته بقبائل قحطان في نجد وعلى رأسهم الشيخ محمد بن هادي

(2)

، إثر نشوب خلاف مع إحدى القبائل المجاورة لهم، قبل توحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز يرحمه اللَّه حيث كانت الحروب بين قبائل الجزيرة في ذلك الوقت تقوم لأتفه الأسباب.

يا راكب حر حسين ولامه

نيه جديد فوق نيه من العام

ملفاك شيخ بينات علامه

شيخ ورمحه في هل الخيام ملحام

ملفاك ابن هادي كبير العمامه

مكدر الصافي بعجات الأيام

حن درعه الضافي وقوة حزامه

وعدوه القاسي ندرسه بالأقدام

حن يارفاقتكم علينا مضامه

فحموا لنا فأنهم علينا حموا يام

حنا قليل وزايدتنا القرامه

صمالة نذبح ولا كملوا يام

حنا كما مايح ثمانين قامه

جوفي وفي جيلانها تسعة اهيام

ما يظهر المياح من أسفل جمامه

إلا رجال وارشيات وخدام

(1)

"الحنيني" المقصود هنا أسراب الجراد، إشارة إلى كثرتهم.

(2)

محمد بن هادي بن قرملة، أحد أكبر مشايخ قبائل قحطان.

ص: 253

وإن كان جذابه تنافض عظامه

خلي بغله في أسفل البير ما قام

على بني قحطان منا ملامه

ولها على صبيان جنب تلملام

ارماحنا وسط المدينة علامه

مع الصحابة ركزت ذيك الأيام

وقد قال الشاعر سعد بن حمد بن عيران هذه القصيدة في امتداح قبيلته:

يا طير ياللي تنفض الريش بالجناحان

خفيف الرسالة لي بغيتك توديها

تقافا دبشهم بعد مرباعهم الصمان

يبي ديرة لربوعنا منزل فيها

ويا ناشد عنا ترانا ولد نمران

طيور الحرار اللي تعنز مجانيها

نشيل البيارق لي غشي جوها دخان

ولي قيل يالحرقان تعرف عزاويها

ألاد الجحيشي تشتري غالية لثمان

تسوق الثمن في اللي ضياق مجاريها

مع خنجر ميرادها من طريق عمان

مع كل قرم للمواجيب بازيها

نعز الرفيق ونرجح الكيل والميزان

وضو الحرايب من حفيف نصاليها

تلاحت صخاف الشول مع لجة الحيران

مع كل عذرا غطرفت ندب واليها

كان الشاعر سعيد بن جبران آل كناد في رحلة قنص تجاه منطقة نجران قبل وقت من الزمان وكان برفقته أحد أصدقائه وعندما وصلا تلك المنطقة دخلا في شِعب وذهبا للبحث عن الصيد وعندما عادا إلى السيارة وإذا في بابها ورقة مكتوب بها بيتين من الشعر وهي:

ويش علمكم ياللي بذا الشعب وازين

عدوان والا اصحاب يامن حضنها

رجال يام لهم سلوم وقوانين

ربع بشهب الماو تحمي وطنها

وعندما قرأ الاثنان هذين البيتين صار عندهما رد فعل وعلما أن وراءها أمرا وكانا قد شاهدا سيارة واقفة قريبا من موقف سيارتهما فأيقنا أن صاحبها هو الذي وضح الأبيات، فقام الشاعر سعيد بن جبران بكتابة هذه الأبيات في الحال ووضعها في باب تلك السيارة:

يا ناشد عنا فحنا قحاطين

وربع يعدي عن لحاها طعنها

من فعلنا تهجد جميع الشياطين

ليصاح راعي الذود باخر ضعنها

ص: 254

ننهل حياض الموت ولنا براوين

والنفس في الماجوب يرخص ثمنها

وذربين ولا حنا على الشر عجلين

وعطبت يدين شقها في بدنها

ونمشي على وضح النقا والقوانين

ونسجها من شامها لي يمنها

بحكم السعود مرجحين الموازين

واخوان نورة يسعد من هو زبنها

هذه القصيدة للشاعر بن داود من شريف عندما طلب النجدة من قبائل قحطان في خلاف مع قبيلة أخرى ويمتدح قبائل الحباب وكانت هذه الوقعة في القرن العاشر الهجري تقريبا قرب ظهران الجنوب:

يا اللَّه ياللي تذكرني وانا ناسي

يا عالم ما خفى والناس ينسونه

يا مهلك من طغا يا محصي الناسي

والكون يمشي بتدبيره وقانونه

البارحة ساهر والناس غطاسي

والقلب يا أهل المحبة لا تلومونه

ذكرت وقت مضى يوم الدهر قاسي

يوم النسب والحسب والناس يغلونه

يوم القبائل لها شأن ومقياسي

وارزاقها في سنون الرمح مرهونه

يوم ولد الوادعي شجاع وسياسي

وبوه شيطان قال الحرب مادونه

والعبد رده طريح بين الاكياسي

رده بدل سبعة أكياس يكيلونه

وأماء ابن داود كن في رأسه إجراسي

وزهم شريف وعيوا ما يطيعونه

زهم عبيدة وجنب وقال يا ناسي

اللي حجرنا هل الطلحة يبيحونه

قالوا لك اللَّه ما نقدر على الباسي

مدري من الخوف ولا من يحبونه

وقال اين صبيان سنحان هل الساسي

اللي لما سمعوا الصايح يلبونه

وجوه الحباب وكفوا من كان غراسي

واللي يخالف عوايدهم يخنونه

ركبوا على كل منقيه وعرماسي

وسلاحهم كل رمح وكل مسنونه

وقاموا وحطوا صباح ما له اجناسي

يوم لنا عز والحساد ملعونه

ص: 255

‌طلب الغيث والمسير في النبات:

من القصائد القديمة التي قيلت في الشيخ: علي بن شديد (أمير آل مخثلة) رحمه الله هذه القصيدة للشيخ: محمد بن الأشدق المساردة (حويل) رحمه الله "قيلت عام 1345 هـ تقريبا":

يا فرقنا ياليت جلك معاشير

تمرس إلى منا نوينا المساري

وعيالها التسعة ابكار مغاتير

برص الخشوم مذورات الحباري

تبرا لطعان باهلها محادير

صوب الربيع يخجخجون الخباري

لا من تنحوا يطردون المخاضير

على شفا نجد وسيع البراري

يتلون اخو حمساء زبون المقاصير

لا تعتعت بين الكمي والمشاري

لا زعزع الضبطاء خلاف المظاهير

يطلق لسان اللي باهلها تماري

يفداه من له عجة بالدواوير

اللي على ربعه يشيل العجاري

هذاك جعله علة بالزوافير

والا تمزفه مارقات المجاري

زيزوم قوم يكسرون الطوابير

لا سمع صوت مردوفات الخزاري

(سعدية) تنطح وجيه المشاهير

ما بين (يام والدواسر) تشاري

مطوعين اللي براسه سعاطير

حتى يدنق من خشوم الهواري

في دقلهم يشبع به الذيب والطير

لا نشفت الارياق والدم جاري

(خيالة الضبطاء) نهار المغاوير

ما يسندون مقطعين الذراري

يا ليتني معهم على الشر والخير

ما دام لي في العمر بايع وشاري

نظم الشاعر عمير بن راشد العفيشة هذه القصيدة يتضرع إلى اللَّه ويطلب الغيث:

تصور بقلبي هاجس زيع اذهانه

واعوذ بجلال اللَّه عن زيغ شيطانه

(1)

عن الشرك والتشكيك طهرت خاطري

وادايي بنفسي بين عدله وغلطانه

(2)

رجمت اللعين وقلت باخلاص نيتي

لك الحمد يا من للفرج فك بيبانه

(3)

(1)

هاجس: خاطر بهم. زيغ: آمال عن الصراب.

(2)

ادايي: أوزان وأعادل.

(3)

بيبانه: أبوابه.

ص: 256

قريب الرجا موحي مناجيه بالدجى

سريع النوال الا لمن راد حرمانه

(1)

مجيب يرد الفود والصوت يسمعه

حفيظ لمن لا تقدر الناس حفظانه

(2)

وكيل ما بين اراضيه والسما

كفيل برزق الخلق وارزاق حيوانه

لطيف رجع يوسف ليعقوب عقب ما

طوى اليأس منه ما تحرى بعقلانه

(3)

تعالى من أبرا قرحة أيوب واعتقته

واهل الكهف هناهم بأمانه ورضوانه

(4)

عساي التجي به خشية من عقوبته

ولا أكون حزب اللي تبين بنسيانه

واساله يعم اوطان الاسلام بالحيا

بهجاد غيم يوقظ النيم دنانه

(5)

حقاب من المغرب غشى البر والبحر

حشود رعود وتمطر الجود صملانه

(6)

هدوق هروق زم ناشيه وانهضم

حقوق مغاني الأرض من ماه مليانه

(7)

وهدت عوانات الجبل به على السهل

بسيل ينف غثاه بعروض جرفانه

(8)

تلاطم اهجاله يوم ضاقت ملازمه

وردت رياضه ماه بصفوق جيلانه

(9)

اسبوع ثرى واسبوع للمنتظر يرى

وثالث اسبوع تصلح المال رعيانه

(10)

ضفت كسوة الرحمن في الارض واستوت

كل الزل منشور بروضه ووديانه

(11)

(1)

موحي: عالم مدبر ومنه الوحي الذى نزل به جبريل عليه السلام الأنبياء والرسل عليهم السلام.

(2)

الفرد: الربح والكسب.

(3)

عقلانه: عودت بعد اليأس منه وانقطاع أخباره.

(4)

أيوب: رجل صالح وبعضهم يعده أحد الأنبياء من بني إسرائيل، يضرب به المثل في الصبر لما كان صبورا.

(5)

الحيا: المطر. هجاد: مستقر دائم. النيم: النايم. دنانه: الدنان، الصوت.

(6)

حقاب: سحاب كثيف متراكم. صملانه: جمع صميل وهو وعاه يتخذ من جلد الغنم لحفظ الماء وتبريده.

(7)

هدوق: غزير. هروق: هطول. زام: ارتفع. انهضم: ثقل فمال من شدة الثقل. حقوق: سحاب ممطر. مغاني: المنازل التي كان بها أهلوها واحدها مغني.

(8)

هدت: جرت بالماء وسالت. عوانات: الأودية. ينف: يقذف ويرمي بعيدا. غثاه: الغثاء كل شيء تخلف من النبات البالي. جرفانه: جرفان جمع جرف وهو المنحدر.

(9)

تلاطم: تضطرب وتبرز لها أمواج. أهجاله: الأهجال جمع هجلة وهي بركة ماء كبيرة عميقة تتجمع فيها السيول. صفوق: جمع صفق وهر السفح. جيلان: جمع جال وهو الحافة من المرتفع والبئر.

(10)

ثرى: ندى وهي الأرض التي أصابها المطر منذ فترة قصيرة ولم تجف.

(11)

الزل: جمع زولية وهي فرش يتخذ من الصوف موشى منمنم له هدب كثيف يستورد من فارس والشام.

ص: 257

نبات كسا متواسي القاع والجبل

تشكل به الفراخ في روس عودانه

(1)

ربيع به الحيان يلتم شملهم

تنازل به الشوان ونجوع بدوانه

(2)

وتكشت به الحضران في كل منتزه

يخوضون في عشبه ويجنون فقعانه

(3)

وهذه الأبيات من قصيدة لمحمد بن شريم المري بعث بها إلى الشاعر راشد ابن عفيشة الهاجري:

قم يا نديبي وارتحل فوق سرساح

سواج مواج كما الريم لونه

(4)

لابن عفيشه بشره بالحيا طاح

نو من القبله تحدر مزونه

قلت اتطلب طلية الصاحب للصحاح

يا جعل رب البيت يطلق عيونه

ونظم الشاعر راشد بن عفيشة الهاجري هذه القصيدة ردا على قصيدة محمد ابن شريم المري:

يا راكب من عندنا فوق مصلاح

تابي سنامه مارقات متونه

(5)

اللي كما وصف الجريده بالادباح

عوج كراسيعه تفاجح زغونه

(6)

مفتل الذرعان ومن الخلل صاح

ما قلب خفه من حفا يرقعونه

(7)

يومي براسه لا مشى كنه نفاح

لولا خزام فيه ما يقهرونه

(8)

يجعل مسير العشر ليل ومصباح

والعصر عند محمد يمرحونه

يفز وقشارك على النضو ما طاح

ويقلطك ويقول لك والمعونه

(9)

(1)

متواسي: مستو. الفراخ: الطائر يبني عشه.

(2)

الحيان: جمع حي وهو الثلة من الناس على أب كثروا أم قلوا. الشوان: جمع شاوي وهو الرجل الذي يجمع الأغنام من أصحابها ليتولى رعايتها.

(3)

تكشت: تتنزه، نجوع: جمع نجع وهو الراحل رحلة طويلة طلبا للنبات لرعي ماشيته. فقعانه: الفقعان جمع فقعانة أو فقعة وهي ضرب من الفطريات ينبت عند سقوط الربيع بعد أن تكون الأرض قد أصابها الوسمي.

(4)

سرساح: طويل مرتفع. سواج: سيره هادئا رويدًا. مواج: هو الذي ينثني فيذهب ويجيء.

(5)

مصلاح: طيب أصيل. مارقات: مرتفعات بارزات.

(6)

تفاجح زغونه: متفرق اليدين وهو من صفات الإبل الكريمة.

(7)

حفا: جمع حفاة وهي قطعة من للحصا أو الخشب تدخل خفت البعير فتؤذيه.

(8)

نفاح: راقص. يقهرونه: يردونه ويصرفونه.

(9)

يقلطك: يقدمك للمجلس. المعونة: أعانك اللَّه.

ص: 258

ابشر بكبش ما بغى فيه الارباح

وبن وقافي البن ما يذخرونه

(1)

سلم على ترثة شبيب ومراح

وثنه على اللي كلهم يتبعونه

(2)

لولاب حرب للواليب مفتاح

وله ما قف تجذي المشاكيل دونه

(3)

تركض مراكيضه مقاليم الاجناح

راعي الصعاد اللي وساع طعونه

(4)

ان كان تطري لي سنا بارق لاح

فالمنوة اللي لابتي يمتنونه

(5)

اوي واللَّه قبل غوال الارواح

من قبل غالي الروح يستسلمونه

(6)

اني مع ربعي الى صاح صياح

واشوف نشرة جوخهم يلبسونه

هواجر ما تستمع كل نصاح

وحنا لا جانا المجنى زبونه

(7)

هذه قصيدة مسلم العلياني القحطاني قالها في الشيخ محمد بن هادي "ابن قرملة" شيخ قحطان وطلب الغيث:

عن الضحى عديت في راس مرقب

في مرقب للنود فيه زليل

اخيل لي من تحت الضحضاح هجمه

ترعا الحيا من قاصر وطويل

يا اللَّه دخيلك من حكايا شامت

فان حكي الشامتين يجي جديل

على منايح الضيفان في ليلة السقا

وما دام فيها رغوة وسليل

يا اللَّه بليل لا ومر بالحيا

ياتي ربابه فالعصير جثيل

اليا ومر به ليلة بعد ليلة

لابد من ياطا السحاب يسيل

ياتي على اللي نازل في واعد

اللي دبشهم فالحجاز هزيل

يتلون هذاب السرايا محمد

اخو منيره زبن كل ذليل

ما يركب الا فوق كل شمره

اصيل ولا يتعلا إلا أصيل

واللَّه يا شيخ يعاشي محمد

ان ذاك من بد الرجال هبيل

(1)

كبش: خروف. قافي: تابع. يذخرونه: يدخرونه.

(2)

شبيب: أحد أجداد آل مرة العظماء. مراح: أحد أجداد آل مرة العظماء. ثنة: كرره مرة أخرى.

(3)

تجذي: تعجز. المشاكيل: جمع مشكل وهو الرجل الشهم الكريم.

(4)

الصعاد: فرس محمد بن شريم المري.

(5)

المشتحن: العاشق.

(6)

لابتي: لابة، قبيلة.

(7)

المجني: المتهم.

ص: 259

هذه قصيدة فهاد بن مسعر عندما جاور الكرك أمير المحلف من السهول، فقد حنت ناقته على مراعي الدهنا والصمان فقال:

يا فاطري واللَّه قد اتشامعيني

وان تتبعين الكرك وانتي مهانه

في موقع زلب ولا هوب زيني

والحمض ما ترعيته الا ذنانه

لو كان جريتي حزين الحنيني

انك من أسفل محرقه لي غيانه

وان كان يا شيب القرى تفهميني

فان كل حي عبرته من زمانه

اكود للخضران لو تنجعيني

ربع لرفات العشاير مدانه

لا بكر الوسمي عليهم بحيني

ذيدانهم خشر المها بدبقانه

خيالهم يروي شبات السنيني

ورمايهم كل يعرف رميانه

وله أيضا عندما كانوا مقيضين على سفوان وعندهم نقطة للأتراك وريسهم يعرف بالبيق وعندهم سبعة كلاب يوم جاء الصفري شدو من سفوان، وبعد وقت مر فهاد على سفوان وهو يريد البصرة وجد البيق يصفر لكلابه السبعة، فقال فهاد القصيدة التالية:

يا واللَّه اللي شدوا البدو يا لبيق

وخلوك والسبعة ودير سفواني

شدوا على اللي كنهن الشواهيق

كل أشقحن ياتيك وله تعواني

كم عبلة تجعل وعرها طواريق

لا روحت معها جلال المثاني

وشدوا على قعدانهم العبانيق

كل اشقح مشيه يجيك مهلاني

وكن الزعيري لانتشر في المشاريق

متفرش خشم الكتب للبطاني

والحكي واللَّه لا تحلو براريق

وقالوا ملت غدران هاك المكاني

هم جاهم الوسمي وقد هم مشافيق

وقيل أبشروا سال الغدير الفلاني

والطرش قاد وغادي له طواريق

وحيرانها غادي لها العجاني

وتلا وذا بظهور قب مفاليق

ولا عليها من العميل الهداني

واليا نزلنا منزل ما بعد ذيق

تلقى الدبش به من شريق ثواني

الحمض زين ونابت به زماليق

وفي مرتع تشهاه عرا الثفاني

واليا نزلنا نحرق البن تحريق

وقمنا نديره بينهم في الصياني

يثنى ويثلث للوجيه المطاليق

وهذاك توزيه الخزيزه وكاني

وحتيش لو زعلوا وجيه الحماميق

لصامه المجلس وجيه الحصاني

ص: 260

ويقول هادي بن تويم آل ناصر المتوفى سنة 1981 م:

قاف تبين من ابن تويم ميراده

إلى ضاع معنى السوالف فنشدو هادي

الزود في المرجله قد هي لنا عاده

والمرح ما هو يحصل كون بجهادي

جاري نحاسيل طاروق الغنى صاده

ويترك اللي درس ويسوي اجدادي

هرجه مليح وكوده يحصي اعداده

ولا يبين كلامه كون في قادي

عيوا هل الجود والجوده على العاده

جعله ينادى لهم من ربي منادي

اللَّه لما راد رد الوجه لبلاده

ويبطي لجا غضب من كافر وحسادي

لابد من طربة ومزوح نقاده

ومياز بين الرديف وراعي اشدادي

هذه القصيدة للشاعر: عامر المصعبي من شعراء ولد عمر:

ما قال عامر يوم عدا الطويله

في مرقب لا عاد جدد همومي

همي تزايد بالسنين المحيله

والما شحيح كف عنا الغيومي

اشوف راعي البير يظهر نثيله

وحال الحلال اتحال عقب الشحومي

فيا اللَّه طلبتك ساري من مخيله

من جر تثليث لدار التهومي

براق ليل ما يوني شعيله

ما عاد يعرف في سماها نجومي

اليا وطا الوديان ينقل بصيله

غير سنين مدبره والحثومي

ياتيك نبته من الشفا للثويله

نرعا بها سحم البكار العجومي

ترعى وسميتنا بحد الصقيله

مغزل وكلوب عليها وسومي

قم يا نديبي وارتحل بنت اصيله

وانص يحذف في القنا في سرومي

هو ما دروا ان قفران ربعه تشيله

ربعه شبوب الحرب ما هم رخومي

دعوى العنابس محتمين الدبيله

عيان عراف جميع قرومي

لاثار عج الخيل ناتي شليله

بمفض واسيوف هند ورومي

عوجت يا راسي عليك الفشيله

وانا احمد اللَّه يوم جتك السهومي

من كف عود حط كبدك حثيله

شلفا ابن زايد صيدها ما يقومي

هذا لعينا بنتنا اللي جميله

اليا ركبنا فوق قبن قحومي

نصل الغريم الليا نوينا نجيله

لو كان دونه صف جيش زحومي

عرق اللحم يشفي الكبود العليله

عليه جمع الطير عام تحومي

ص: 261

ما قبر منهم كون ماضي الفعيله

سالم وباقيهم صريع ردومي

فزعوا آل مندي والزهيري دليله

ثم التقاهم كل سبع لطومي

سقنا الفزايع سوقهم للحسيله

ويحرم عليهم فزعة صوب قومي

هذا وانا عامر جدودي اصيله

من صلب عنبس مثل عالي الرجومي

نمنع خوى الجنب وايضا الدخيله

وفي وجه ابن غراء تحط الضمومي

وصلوا على اللي دلنا للفضيله

محمد رسول اللَّه سيد العمومي

وقال الشاعر سحمي بن عبد الرحمن آل الجرو:

اللَّه علم يا ذا البرق اللي تنوض وتشتعل

أرب على الأوطان منك مخايلي

يسقى لنا دار نحبه على النقا

دار لنا فيها منازل لوايلي

فيها رسوم الجد الأول تنادي

يشهد عليها اللَّه ورؤوس القبايلي

وما طمنة أبها جنوب وحدرى

معليها شعاب البرق والنو ضايلي

الين يأتي كل وادي بسيله

طريب وتثليث والثفن سايلي

والعرين يرجع من علاويه لأسفله

وأهل المزارع فيه صادوا حصايلي

ياخذ ثمان مع ثمان مع أربع

والسيل يجري والملازم تغايلي

ويزوف نبته ما بعد ناصف الشهر

واستر حال اللي مشى به يخايلي

والنبت لا شفته بها يعجب النظر

زافة اغصونه والزهر فيه طايلي

وعطوف بيشه مرجعات كلها

والميثب يقولون نبته نفايلي

وما رفع المنجور والهضب للقعم

نبته يزيد مروجلات الشمايلي

فن شفها من القهر لي مسره

خطوى العشاير فيه بتقول حايلي

ترتع بها العرى ويبدي نيها

من بين شوك والسند والسوايلي

ص: 262

‌حب الإبل والخيل:

‌أولا: الإبل:

قال تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)} [الغاشية: 17].

هذه قصيدة للشاعر محمد بن الأشدق من المساردة من قحطان قالها في البل عندما سمع بعض الناس يسبها:

عسى كبد تبغض البل

جعل العله تازا فيها

يعذر بها فن قامح

وانا عندي بخس فيها

الى شفنا روس امثالي

سرينا واصبحنا فيها

راع الفرقه على الجره

يا جعل القوم اتاحيها

البل يا الخايب قريتنا

نبتاع ونشتري فيها

هذا يجلب وهذا يصر

وهذا يشرب من دافيها

البل فيها خطوا العفرا

تحرم الفيه راعيها

البل فيها خطوا الحمرا

كن القرمز متغشيها

والبل فيها خطوا الزرقا

حم بيض لواحيها

والبل فيها خطوا ملحا

كن الفلجان مقاريها

والبل فيها خطوا الصفرا

ما نبيعها ولا نصخيها

والبل فيها خطوا السمرا

ترمي بالشوف لداعيها

والبل فيها خطوا الصهبا

كن الشيوان تباريها

عسى كبد تبغض البل

جعل العله تازا فيها

وهذه قصيدة للشاعر عليان آل ناصر في حب البل:

قاله عليان الصبي ودع الطرب

مع اللي تولع بالمراقيب عند إبله

خمس مصاغير وخمس سوى تضرب

وخمس حقايقها سمان من العزله

خمس شدايدها تبرا السلف والجنب

بتلون براق حقوق نثر ويله

قال عليان الصبي في الخلا ينحب

نحيب الفطيم وحالي الجود يجمع له

علي راشد اللي حدر الصوب ثم غيب

عفاه السحاب وذاري النود من قد له

ص: 263

حظي حداني حدى حيف على الصعب

حداني وقداني ملاويه من قبله

فيا مل قلب كنة يلوى على شذب

ولا تاب من غمي ولا تبت من عذله

هيضتوا اللي داله يا هل الملعب

هيضتوا اللي ساكت ما تحنج له

انا اريد خضرا عاتق تسحن القصب

لواليبها مثل الحنايا وهي نحله

نواتيشها متحنيات من المصب

تحيناي نيبان الحنش في طرف نصله

اطفتها للروح ما هيب للعرب

الحادث ولقاف المغازيل زانت له

من لامني في حبها يا جعله العطب

ثمانين ظبي كل ما فارق الجمله

انا اريد مسراح بكور حل الشبب

ليا صفر الهابي توايق لابو حجله

تبين عليه محرقات من الخشب

عشقها مدانيف على عتق قبله

ما ريته بين المحاويش له مرب

كبير الترايب ليا اعترض محلا زمله

انا اريد خوة خبرة شوفهم يشهب

سكارا على السرفات كنها من الجمله

وانا اريد شب الضو بحر من الحطب

على فاقة عقب التعب طبخة عجله

لها ثلاث من الرسلان شفح بليا رب

كنها غرانيق مشت في طرف هجله

ونجر على ساق بولد الغنا يلعب

كن فيه مياح بكاره توايق له

عجل علي يا خاطر السوق بالمزهب

انا لي حاجة في نجد من دونها ما ادله

فلا حاجتي تعطى ولا حاجتي تطلب

انا حاجتي فرخ غدا طيب اصله

قد هو يصيد الطير وقد هو يصيد الضب

وقد هو يمنيني بشوايا من الجمله

لا واللَّه اللي حال دونه جو اشهب

بعيد على اللي من تهامة بينهج له

ولا عاد منه كون قد علي عصب

كنه مقب يوم ورد مع العبله

وردت الصبية جعلها عقبي الجدب

نفظت الخوا ما شفت ورد زلا نزله

ورت الحفاير كنها ختم الذهب

قراح مضاميها من الشرق الى القبله

الثالث وردت اجرير ابو طي من الخشب

ولا ناشه المربوع وحبل الرسن وصله

الرابع ورد الحصي من شافني رحب

والاول يقلطني والاخر عزم مثله

الخامس وردت اقلات فرع دونه عقب

كن المحط جالا شامط وابله

ص: 264

السادس وردت اجمام عد علي القرب

سقاها من بد الاراض بالجمله

عطاني ولد خالي هميم وقال اركب

وقطب عليه الكور قبل آتحنح له

صدرت صوب الحدى واهل الجبل ألاصهب

علي أبو ثمان اسنين قلبي غدا حبله

من عقب ذا صلوا على سيد العرب

صلاة مبرات من الشرك والزله

وهذه القصيدة للشاعر: هادي بن مريع بن سحاب من ولد عمر من سنحان قالها في حب البل:

يا زين ذود تدرج في معشاها

من عقب شوفة سيول من مناشيها

ويا زين شوت الفحل ليا جا وما شاها

ويا زين اليا حنت الفاطر لحاشيها

ويا زين حس العجل لا تلت ارشاها

قامت تخافق نعامه من مماشيها

ويا زين ربع قروم تلطم اعداها

لا جا نهار الشر تسمع عزاويها

لا شبت الحرب قام يدرج ارحاها

صبيان ربعي تعادى من يعاديها

واسلاحنا الشلف نرويها من ادماها

ويا زين شوف القيد من فيد راعيها

ويا زين نهب العشاير من مضحاها

من ديرة الخرف ناخذ من مقانيها

لا سندوها الشرا والذيب حاداها

خبرة قروم هبوا الضيقة ماسيها

عشوا سباع الخلا واتعشى اجراها

والطير يشبع ويرقا في مباديها

قوم ابن سدحه وابن زابن بملفاها

اشحوم حيل تكرمها ونثنيها

ودعوى آل جبران ربع العز مرقاها

كم هية قد جرت داسوا بلاويها

ودعوى ال زربه ديار الشر مرباها

حماية للطرف والشلف ترويها

سنحان رجال الحرايب نذكر اسماها

واولاد عمر فأنا ماني بناسيها

قلته وانا عنبسي من راس مجناها

ربعي هل الطايله واقسامنا فيها

قصيدة مطلق الهماش العذران في إبله ويمدح الشيخ فيصل بن حزام بن حشر لأنه أهداه فرس:

عيد العرب لا اشحوا وانا يوم عيدي

ليلة تثنت فاطري في هواها

في شف وضحا للمدوه تعيدي

أترك هوا بالي وبتبع مناها

أنا جنبها فوق مثل الفريدي

بنت الأصيل اللي خفصنا شباها

أخاف من غارة خطاة العقيدي

فيصل زبون اللي تسالس حذاها

ص: 265

‌ثانيا: الخيل:

جاء في الحديث أن "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة".

قال الفارس الشهير شالح بن هدلان:

يا سابقي كثرت علوم العرب فيك

علوم الملوك من اول ثم تالي

لا نيب لا بايع ولا ني بمهديك

وانا اللي استاهل هدو كل غالي

وانتي من الثلث المحرم ولا اعطيك

وانتي بها الدنيا شريدة حلالي

ياماحلى خطوى القلاعة تباريك

افرح بها قلب الصديق الموالي

ويا ما حلى زين الندا في مواطيك

في عثعث توه من الوسم سالي

ويا حلو شمشول من البدو يتليك

بقفر بهم الجازي تربى الغزالي

الخير كله نابت في نواصيك

وادله ليا راعيت زولك قبالي

بالضيق لوجيه المداريع نثنيك

وعجله وريضه خلاف التوالي

حقك علي اني من البر أبديك

وعلى بدنك الجوخ احطه جلالي

أبيه عن برد المشاتي يدفيك

وبالقيظ احطك في نعيم الظلالي

يا نافدا اللي حصانك من مجانيك

جابك عقاب الخيل ذيب العيالي

جابك صبى الجود من كف راعيك

في ساعة تذهل عقول الرجالي

يا سابقي نبي نبعد مشاحيك

والبعد سلم مكرمين السبالي

يم الجنوب وديرته تنتخي فيك

لربع من الاوناس قفر وخالي

قصيدة الشيخ الفارس قاسي بن غالب بن جخدب بن عضيب يوم جاء من خواله القريشات من سبيع حيث أمضى معهم عمره حتى سن المرحلة وألفى على عمه مذكر بن جخدب فخيله الكحيلة وقال شبها وليا فلزت لك بفرس رد علينا العودة وأفلزت له الفرس التي فيها معظم قصائده وكان الأمراء والملوك قد طلبوها فلم يبعها ولم يعطها، فقال:

يا سابقي شبيت أنا أمك وأنا أرجيك

وعديت الأشهر لين تميت حادي

وجيتي من المولى عسى اللَّه يجيبك

عطية من عند والي العبادي

لعل عمي يوم ما هوب يصخيك

لا نوخت هجن الملوك البعادي

في جنة الفردوس ما فيه تشكيك

عساه يضفي في علاها المهادي

ص: 266

بالبر من در العرابي نساقيك

بر وخاطي نوب بر بزادي

لين استوى عرفك وذيلك كما الديك

عن الدجاج محذف بالأيادي

ينعش فؤادي يا جوادي تفاديك

مع العذير وزينة في المقادي

يا سابقي يا شبه لدم تحاليك

الحارك أشعى والأباهر سنادي

أبيك للدارع المديني وراعيك

ما ينهزع متنك نهار الطرادي

يا بعد مرواسك على اللي يشاديك

واليا بغيته عنك ما هوب غادي

وقال الشيخ والفارس قاسي بن عضيب في الكحيلة يوم قد هي جذعه ما جرت ولا أعجبه ركضها، فقاموا بعض الناس يسونها أحد يقول أنها شباء عذره وأحد يقول مدعو له، فقد قال هذه القصيدة:

يا سابقي ما فيك شك ولا ريب

منتوقة الاسرار من عصر نوحي

واليوم جاء فيها شكوك من العيب

هوج يقولونه ولو كنت أنا أوحي

زينت طبعك تلقين الأواديب

لانتي بلا ونده ولا انتي جموحي

دور السنة مشيتك على الهون تقريب

تقريب سرحان عدى بالسروحي

عندي كما عذرا تنسب على الجيب

أشقر على الامتان غادي سبوحي

بنت الشيوخ ومنورة للخطاطيب

وخمس اسنوات عند أهلها طموحي

بصبر إلى ذيلك ينوش العراقيب

على أول أو ثاني بالقروحي

قيدن منا لا ديار الأجانب

كم منهل تشرب طراته ملوحي

هم طالع البل من طويل المراقيب

بوش مجاهيم وعفر تلوحي

هم حذفوا فوق الأشدة الأساليب

ثم قيل هيا يا زماميل روحي

هم انطلق سرحيها مع لها ببب

قحص المهار وكل غوج لدوحي

ناخذ عليها اللي غصب بلا طيب

بذرعان مراق وساق رموحي

وقال أيضًا:

يا سابقي ما كان مثلك تريحين

مرباك بين مطير وأولاد وايل

يا سابقي اللي مصصتك الفلو عشرين

لين انشخلتي مثل ضبي المسايل

وشاور علي بشباك قلنا معيين

وعقب اللقاح العام نبغيك حايل

وليا نعشت الراس بالحبل تعطين

راسك ولا نعتاض فيك البدايل

ص: 267

أبي ليا ما أرخيت الحبل تهوين

اهواي شيهان ربيب الخمايل

على الحذايا والمسامير تاطين

واللاش ما هو عن جواده بسايل

أعطيك من البيت النقي ما تشتهين

ومرهي عليك الشرب ويا العدايل

اللَّه يجيرك من عيون الشياطين

وأرجي من المولى عليك المهايل

ويحلب لك درها فيه تشفين

عثوا السنام اللي به الني طايل

من رعيها للقفر بين الحفيفين

بربعي مروية الغلب في الدبايل

لا صاح صياح وحنا مغرين

والكون صوب اللي من البوش ذايل

قمنا على قرنات الأذان علجلين

لازم يعود دقها والجلايل

وليا لحقناهم بالاشناق مسرخين

بسيوف هند تودع الراس مايل

والخيل نجعلها سواة الحراذين

بدهم العروق اللي تشج الوثايل

عواصم بالهوش ما هم بعمسين

ضارين في هداتهم بالفصايل

قصيدة مطلق الهماش آل عذران عندما عطاه فيصل بن حزام بن حشر شيخ قبيلة آل عاصم الجرواء وقد عقره الفرس ثم عوضه فيصل بفرس بنت الجرواء اسمها أدبية، فقال الهماش في الفرس:

البارحة كل رقد يا هنيه

وأنا عيوني حاربت لذة النوم

على جوادي سابقت كل هيه

في حبها يا عيد مانيب مليوم

الذيل ردن ملوح بالبليه

والساق ناعور على البير مرسوم

أبرها باليسر والمعسريه

وفي الرد أبديها بهدمي على التوم

باغي لمن الشيخ عزل كميه

وتلاوذو بضهورها كل شغموم

لاهي تصفصف كنها وحوحيه

تسبق شليل الخيل والراس مزموم

يا زينها بالجوخه القرمزيه

لا جا من الحربي شعابيث وعلوم

أبغى عليها أنطح أوجيه السريه

لا خمت اهل الخيل خطوات ملحوم

عطية من عند زبن الونيه

فيصل زبون اللي من الحق مضيوم

أنا أحمد اللَّه عقبتلي دبيه

ما قدر الوالي على عبد مقسوم

ص: 268

قصيدة الشيخ قاسي بن عضيب في فرسه الكحيلة حيث طلبها منه عباس باشا مرسله الخديوي لبيعها أو إهدائها وقد عرض على قاسي ثمنا غاليا لكن قاسي رفض ذلك الثمن وقال:

يا سابقي حبك مقيم على ساس

ومولع في حبك القلب توليع

واللَّه لو ساموك بفلوس عباس

اني شفيع فيك لا صخى ولا طيع

ولا دخل قلبي من البيع هوجاس

وان زودوا لي بالثمن قلت ما أبيع

يسابقني وان شالت الذيل والراس

مثل المهاة اللي تهاب المتاليع

ريمية جاها من الريح نسناس

شافت لها رول البندق مع الريع

والا كما شيهانة تبغي الأفراس

قامت تفاهق في الهوا للمراييع

شافت لها طلع زما عقب الأياس

جول هوا تبغيه قدم التواقيع

باغي ليا جانا من القفر عساس

وسمية فيها الزبيدي مصاليع

وأنا عليها قدم الأسلاف نطاس

لا جات صفات النذر والزعازيع

وليا بدى الصياح بيات الأرواس

يفرح بنا الذود المطرف اليا زيع

وليا لحقناهم والأرياق يباس

مركاضنا ما هوب هوز وتمانيع

عاداتنا ناخذ وراهم بمرواس

وعاداتنا نرخي حبال مصاريع

بأيماننا نروي شبا كل عباس

بدهم العروق اللي تبوج المداريع

وعقبه تقابلنا على ضو قباس

وقاموا يعدمون الفناجيل تجزيع

فنجال بن خنته تقعد الراس

والزعفران منطع فيه تنطيع

‌قصة هادي الشعرا القحطاني:

سئل قال هو أنني مع رجاجيل فعلهم غطى على فعلي لذلك فعلي مع جماعتي يعتبر لا شيء لأنهم يغطون علي بأفعالهم ويفوقوني وهذا هو سبب عدم شهرتي مثل بقية فرصان آل روق جماعتي.

أما مناسبة قصيدته الموضحة فهي أنه سند إلى (الدخول) وهو مورد ماء في نجد معروف ومع هادي الشعراء إبله وهو على حصانه (مسعود) وقال هذين البيتين عندما ورد إبله على الماء:

ص: 269

البير نقشع هيتم من جباها

وهضابها مثل الشيوخ الجواليس

انا و (مسعود) ندوج وراها

كله لدارتنا لكثر النواميس

وأثناء ذلك غارت عليه قبيلة معادية طامعين في إبله وحصل عند البل طراد بينه وبين القوم المغيرين إلا أنه وقف دونها بشجاعة وفك إبله منهم وهزمهم وأصيب حصانه (مسعود) أثناء الطراد بينه وبين القوم، وقام ولد عمه واسمه مهدي ابن لغده وأعطاه فرسا اسمها (ختله) بدل حصانه الذي أصيب في الطراد وقد قال هادي الشعرا هذه القصيدة في الفرس التي أعطاها إياه ابن عمه مهدي ابن لغده وهي (ختله) وأيضا ذكر في قصيدته أنه متأثر من إصابة حصانه (مسعود) الذي أصيب أثناء الطراد مع القوم.

يقول هادي الشعرا الورقي القحطاني:

ابا اتخطا الناريم العمودي

باغي يسويلي من الكيف مقنود

يا نافذا اللي جاب (ختله) يقودي

من صلب ابوي وجاذبه منسب الجود

جاني بطافحة الذراع الهبودي

لو شفت عمري حسرة عقب (مسعود)

كن يتطلق من ظهرها عقودي

لاجت تهش الذيل والراس مشدود

جاني بطافحة الذراع الهبودي

لو شفت عمري حسرة عقب (مسعود)

كن يتطلق من ظهرها عقودي

لاجت تهش الذيل والراس مشدود

‌القنص وحب الطيور والبنادق:

قال شالح بن هدلان:

إنْ كَانْ تَنْشِدْ يَالْهُوَيْدِي عن الطَّيْر

الطَّيْر وَاللَّه يَالْهُوَيْدِي غَدَا لِي

طِيْرِي عَذَاب معَسْكَرَاتِ المسَامِيْر

انْ حَلَّ عِنْد قطيّهِنْ

(1)

الْجِفَالِي

إنْ جَا نَهَار فِيْه شَرّ بلَا خَيْر

وَغَدَا لَهنْ عِنْد الطَّرِيْح اجْتُوالي

إنْ دَبَّرَنْ خَيْل وَخَيْلِ مَنَاحِيْر

وَغَدَنْ مِثْل مَخَزَّمَاتَ الجِمَالِي

عَلَى الرَّمَكْ صيْده عيَال مَنَاعِيْر

وَشَرّه عَلَى نَشْر الحَريْب المُوَالِي

يَضْحَك لِيَا صَكّتْ عَليه الطّوَابِيْر

طِيْرَ السَّعد قَلْبِه مِنَ الَخُوف خَالِي

(1)

جمع قطاة: يقصد ظهور الخيل.

ص: 270

خَيَّالِنَا وإِنْ عَرْجِدَنَّ المِظَاهِيْر

وزَيْزُوْم عَيْرات طُواها الْحِيَالِي

غِيْثٍ لنا وإنْ جَت لِيَالي الْمَعَاسِيْر

وبِالشَّحْ رِيفٍ لِلضَّعُوف الْهِزَاني

‌قصة الخطبة وطلب البندق مهر للخطيبة:

كان في ماضي الزمن رجل يدعى بداح محمد بن حسناء الفهري القحطاني، وكان يوجد مع الرجل المذكور بندق صمعاء يطلق عليها اسم علوية حيث كان تصل أبعد مسافة أثناء الرماية وذلك عند مقارنتها مع البنادق الأخرى وقد اشتهرت بين رجال القبيلة وكان السلاح الطيب في ذلك الوقت له قيمته وله دوره سواء في وقت مهر لبنته وقال إذا كان هذا شرطك أن تكون علوية مهر ابنتك فإنني لا أرغب الزواج منها إلا أن والد البنت أصر على طلبه وكذلك أصر الخطيب على رفض مطلبه، وقد قال بداح قصيدة بهدا الموضوع نورد منها الأبيات التالية والقصيدة أطول من ذلك:

أغلى عندي من طوال الذوايب

مدراج غرات المها بعلويه

أطمر بها لا خف تالي الركايب

وهي ملاحقها فزوع قويه

أقف بها إذا كبا كل خايب

لا عاد ولد اللاش خلى خويه

أولى بها وأنا عطيب الضرايب

ماني مفلول علومه رديه

‌راعي القنص:

نظم الشاعر عمير بن راشد العفيشة هذه القصيدة عندما علم أن اثنين من أقاربه قاما بشراء طير لهما ليقنصا به وقد غرهما بمظهره الجميل ولكنه لم يكن بالمستوى المطلوب من الصقور من فصيلته.

يا عمي سعود الذي عمك سعيد

يا نزه من درب الشنا والسماجه

(1)

يذكر بهجرتكم اثنين صلاديد

وافين في فن الكرم والمواجه

(2)

(1)

سعود هو السيد سعود بن فيصل العجب الشهواني. سعد: هو السيد سعيد بن عجب العجب وهو عم للسيد سعود بن فيصل العجب.

(2)

صلاديد: أشداء، المواجه: الحرب أي أنهما شجاعان.

ص: 271

لولا انهم سووا كما قاطع السيد

اللي صلاة الظهر يعلق سراجه

(1)

اظن كل قصير ينقل الكيد

والربع فيهم زود كبر وشهاجه

(2)

تشاركوا في طير باشيا مزاهيد

قوى عزمهم بزين ابتلاجه

ما يعلمونه جهل لو قد هو مصيد

ولا سالوا اللي وقف في حراجه

(3)

خلوا وطنهم من ركن لي مسيعيد

ودخان والزور وحباري عفاجه

(4)

قالوا نبي قطع الفرجه والمسانيد

ولكل منهم موتره في كراجه

ولا بينوا في شورهم زيد وعبيد

يخشون ينقص عزمهم باحتجابه

(5)

تعنوا ما ثمنوا للمناقيد

لو مجلس فيهم كثير لجاجه

وحطوا بسبلة مشوط اتلى المواعيد

حيث مشوط رامي بالحداجه

(6)

ورحب وباشرهم بسيرة الاجاويد

والا فلا له في الصقاقير حاجه

راعي القنص من بين سرعه وتركيد

ما يسمح إلا لين يطلق جناحه

(7)

وتحزموا من غير شل البواريد

يوم الحوار الفجر يرفع خلاجه

(8)

واقفوا مع حزم شباك الجلاميد

ومرواسهم مفلى مصلح نعاجه

(9)

(1)

سراجه: السراج، المصباح.

(2)

الكيد: الخبث والمكر. شهاجه: غرور.

(3)

حراجه: الحراج، المعرض.

(4)

ركن: جزيرة تقع شمال قطر تابعة لها تبعد عن الرويس حوالي خمس كيلو مترات تشاهد من الساحل القطري، مسيعيد: مدينة مشهورة في قطر تبعد عن الدوحة حوالي أربعين كيلو متر فيها عدد من المصانع كمصنع الأسمدة الكيماوية والحديد والصلب وبها ميناء كبير لناقلات النقط وميناء آخر تجاري. الزور: منطقة كبيرة واسعة ممتدة من جنوب دخان في قطر شاملة جنوب قطر كثيرة النبات والأشجار كثيرة الصيد والطيور في الربيع: عفاجه: عفاج جمع عفجة وهي روضة واسعة.

(5)

زيد وعبيّد: اسمان وضعا لاختلاف الرأي فيقال "خبر زيد وعبيد" أي أفضى لهما بسره ومعنى ذلك أن السر سوف ينتشر.

(6)

سبلة: موضع. مشوط: هو السيد مشوط بن ناصر الخليل الشهواني. الحداجة: جمع الحدج وهو الحمل (فصحة) وورد في لسان العرب "الحداجة كالحدج والجمع حدائق، قال الليث: الحدة مركب ليس برحل ولا هودج تركبه نساء الأعراب. قال الأزهري: الحدج، بكسر الحاء، مركب من مراكب النساء نحو الهودج والمحفة". (لسان العرب - حدج)

(7)

حناجه: غله.

(8)

البواريد: البنادق. الحوار: ابن الناقة حين ولادته.

(9)

الجلاميد: جمع الجلمود وهو الحجر الشديد الصلب (فصيحة). مرواسهم: المرواس، العودة مفلى: الملفى، مكان رعي الغنم. نعاجه: شياهه (فصيحة).

ص: 272

تبينوا بالطير واطلع بتوكيد

وهو ضيع صيدته في العجاجه

وصاحوا عليه ورد راسه بتعويد

وقالوا مقيل وراحه انعدواجه

(1)

وسووا لهم قرص لناره تواقيد

وكلوه من بين النياه ونضاجه

(2)

واللَّه عقلهم سالمين التلاديد

والفوا بعلم الما القراح وهماجه

وله:

جعل المخايل تسقى حزم جراح

لي هفوة فيه خوطى طماني

(3)

يا حظ ابو من قنص به كل مصباح

بمقلم الريش مفتوق الثماني

(4)

حر طبيع ولا يحتاج ملواح

والى شهمته على الصيد شفاني

(5)

يا بعد طلعه على الشويف لا راح

يا جعل يفدان خطوات الهداني

(6)

يوم أبرق الريش يزفن كنه مزاح

كنه على الخرب نقال الوحاني

(7)

لا من ضربها وعرقى قبل يلتاح

لا برقة الريش مثل القحوياني

(8)

فلا نحرها بكفه كنه ذباح

للدم في السبق مثل الزعفراني

يا زين ضراب وكره عقب الامداح

والمبرقع اللي مجاذيبه لياني

وقال ابن عفيشة:

يا أهل الولع بالطير وعناية الصيد

نقله مع قرب الفحل في هياجه

(9)

ماريت اللي يعتني به تراديد

مثل الهبيل بهمته واختفاجه

(10)

(1)

انعواجه: عودة.

(2)

نضاجه: نضجه.

(3)

جزء جراح: جزم بشمال دخان غرب فرضة دخان المشهورة بفرضة الشيخ حسن بن علي وينحدر منه واد كبير إلى الشرق في اتجاه البحر اسمه وادي جراح. هقوة: رغبة، طمان: مكان مطمئن من الأرض، منخفض.

(4)

يا حظ ابو: ما أسعد، مقلم الريش: الصقر الطيب الذي بجناحه ألوان مختلفة. مفتوق الثمان: المقصود أن مخالبه سليمة ليس بها ألم يجمعها.

(5)

شهمته: حرضته.

(6)

الشريف: الإنسان الشديد النظر. الهداني: الرديء والأحمق البليد الجافي الوخم الثقيل في الحرب.

(7)

الخرب: ذكر الحباري. الوحاني: الغل والحقد.

(8)

عرقي: استدار. يلتاح: يرجع. القحوياني: القحويان هو الأقحوان وهو زهر بري.

(9)

الفحل: المقصود به فحل الإبل وهو البعير هياجه. وقت اشتهائه.

(10)

تراديد: تكرار، اختفاجه: اضطرابه

ص: 273

وتشوف بين ايدي الصقاقير تفنيد

مراسل وسبوق ووكور عاجه

(1)

كن محتفلهم محتفل موسم العيد

والا احتفال اللي بحزة زواجه

والا احتفال الحرب ربشه وتجنيد

حتى يصيد الضد منهم خجاجه

(2)

وأيضا القنص فرحه يخدر بترفيد

والفرخ والشاهين الاسود علاجه

والاحمر مربوع مطلق عواميد

ادرع الى الامتان سفر حجاجه

(3)

والا اشقر صافي نقل عقب تصفيد

الى شافه المولع زاد ابتهاجه

يهيا لمن يرهي على القرب وبعيد

خاطي الامير اللي على الراس تاجه

(4)

وعند ايمنه ويساره شبان او اليد

سوارين خلفه سريع انزعاجه

يصبح قنيصه والين واسع الميد

جيبات وادواج تبوج الزراجه

(5)

ويطون ميادين الجنوب الجراهيد

وما طال من دو يبوج انفجاجه

(6)

يقنص الى القونس وهجل التخاديد

وله في العراق وفي الردايف دواجه

(7)

مثل الغزاة اللي تسابق على الفيد

يعزل قايدهم قوايد خراجه

ويا زين قوله عقب الاصلاف تبنيد

في خايع طيره يشوق التعاجه

ريح النفل به لا لفت به الاناويد

يبري من الراس فيه ومعيد

(8)

يقوله اللي ساني فيه ومعيد

فوق النضا باج الفضا بانسهاجه

(9)

(1)

عاجه: العاج مادة تستخرج من عظام الفيل وانيابه ومن ظهر السلحفاة.

(2)

رمبشة: ارتباك. خجاجة: رهبة.

(3)

مطلق عواميد: كامل الريش تامه.

(4)

يرهي: يجود فيرفه.

(5)

جيبات: جمع جيب وهو نوع من السيارات صممت خصيصا للصحراء. أدواج جمع دوج وهي نوع من السيارات الأمريكية الصنع قوية، تبوج تقطع الزراجة: الأرض المستويه قليلة الشجر.

(6)

الجراهيد: جمع جرهيدة وهي الأرض الممتدة لا نبات فيها ولا بناء.

(7)

القونس: موضع في السيح في جنوب شرق جزيرة العرب. هجل التخاديد: ملوء ماء في نجد. الردايف: مجموعة رياض في شمال شرق جزيرة العرب. دواجه: جيئة وذهابا.

(8)

النفل: نبت من أحرار البقول ينبت متسطحا على الأرض له نوار أصفر طيب الريح. المديم: المتعب المرهق. عماجه: إرهاقه ودورانه.

(9)

ساني: الساني الذي يستخرج الماء من البئر على ظهر السانية وهي أن يضع طرف الرشا على ظهر دابة والدلو في طرف الرشا الآخر ثم يسوق الدابة وعندما تخرج الدلو يعيد هذه الدابة مرة أخرى حتى تصل الدلو إلى قعر البئر لتمتلئ بالماء ويعيد وهلم جرا إلى أن يكتفي القوم وهي مهمة شاقة ومعنى البيت أنه متعود على الشدايد وصبور.

ص: 274

وله أيضا:

البارحه نومي تفارق وموقه

سهر وغيري في حلا النوم غافي

باسباب طيري صادقت له وفوقه

قص العلق واقفي له النود قافي

(1)

طير له الصقار نفسه زهوقه

حر وبين اسما الحرار اختلافي

اما اشقر سريع لحوقه

ما هو بللمقفي تلوب مرافي

(2)

درع مخايبه ودرع شدوقه

من نشر دم الخرب تحت الخوافي

(3)

والا نعيري سغار دقوقه

طلعه قرار الى اعتلوا بالكشافي

(4)

لا ادلى على جول توايق عنوقه

ما يتعب الصقار لاقصى المخافي

(5)

والاحمر مربوع تحته وفوقه

مطلق عمد ريشه كما التبر صافي

(6)

زين المفرع فرخ تعجب رموقه

ادرع شماغه فوق الامتان ضافي

(7)

وحجله قصير حد نقشة سبوقه

وزنه ثقيل والجوانح خفافي

لا من علي الفج خليت فتوقه

قمت اتفرج به ولو كان حافي

(8)

شله ولا غرس رزان عذوقه

إلى خبروني باول الصيد لافي

ويسوى المنيح اللي لذيذ غبوقه

ويحلب لبنها لي بريد ودافي

(9)

من غير ودي يوم قطع علوقه

في غفلة مني ولا له اسعافي

ودورت له باعلى قطر لي شروقه

وخبت سمان الجيش له والضعافي

وارسلت للبحرين حتى رقوقه

وله في الكويت وصوب نجد ملافي

(10)

(1)

وفوقه: جمع وفق وهو القدر. قص: قطع. العلق: المرسل.

(2)

تلوب: مطارد. مرافي: متابع.

(3)

الخوافي: جمع خافية وهي الريشة في وسط جناح الطائر.

(4)

تعيري: نوع من الصقور الجيدة. دقوقه: هي النقط البيضاء بجناح طير الحر. طلعه: أبصاره. قرار: مؤكد.

(5)

ادلى: اقتفى.

(6)

التبر: الذهب.

(7)

شماغه: الشماغ نوع من الغتر مطرز بخيوط حمراء يعرف في قطر وما جاورها بالغتر الكويتية والمعنى أن ريشة أحمر كلون الشماغ وقد كسا امتانه فهو تام الحمرة وهي من سمات الحرار الجيدة.

(8)

الفج: المضرب البعيد من الأرض وجمعها فجاج.

(9)

المنبح: الناقة والشاة والعنز تخصص لشرب حليبها وهي المنيحة.

(10)

رقوقه: رقوق جمع رق وهو برج الحفر لاستخراج الماء والنفط.

ص: 275

وظني على ابو ظبي حروة خفوقه

ودبي والعين مع حفيت وقافي

(1)

وقفت في المعرض ولا رمت سوقه

غالي ولا عندي لسوقه مكافي

وشحاذة لطير سدت طروقه

ولا عاد يعطي الطير كون السنافي

خطوى نجيب طيبات عموقه

كساب مدح الحاضره والقوافي

نفسه على كسب المعالي شفوقه

وافي مقام بكل الاسناع وافي

وصلوا عدد من زارت البيت نوقه

وروح بسيد السعي عقب الطوافي

على نبي اللَّه واعز مخلوقه

شفيعنا في يوم يبسة الشفافي

(2)

وقال ابن عفيشة في طيره عضيب:

يا عضيب ما تسمع حكايا المذاريب

شافوا يمينك هي ويسراك عطبان

(3)

اشوفها كثرت عليك العذاريب

ترى الرخامه عندنا شانها شان

(4)

الى عزبنا عزبة للتجارب

فالمرجله ما هي بتنشري بالاثمان

المرجله تاتيك غصب بلا طيب

افتن بعين كنها عين ضيغان

(5)

فالى عدن برق الحباري مهاريب

فالقف لجملتهن ترى اللقف نيشان

(6)

لا قام يردي لك طويل العراقيب

ومترس بالريش لك كنه زفان

(7)

مثل الخروف اللي يهول على الذيب

بالك تهاب الحرب لو كان فتان

خمه وعلق هامته بالكلاليب

وخل المهب تروح بالريش نثران

(8)

‌القهوة:

القهوة رمز الضيافة العربية، وبها امتازوا عن غيرهم من الأمم الأخرى.

هذه قصيدة الشاعر: فهاد بن مسعر العاصمي القحطاني في القهوة:

(1)

حفيت: جبل كبير عظيم كثير الطرقات والأودية يحف مدينة العين بأبو ظبي.

(2)

الشافي: الأشافي.

(3)

عضيب: اسم للصقر. . حكايا: حكايات. المذاريب: المهذبون. عطبان: متألمة.

(4)

العذاريب: العيوب.

(5)

ضيغان: هو ضيغان آل عجب من آل شهران من بني هاجر وكان شجاعا لا يهاب شيئا.

(6)

الحباري: جمع حبارى. القف: اقطع الطريق. نيشان: علامة.

(7)

يردي: يقفز ويحجل. مترس: واضعا ريشه كالترس للدفاع. رفان: راقص.

(8)

المهب: الريح.

ص: 276

اوي واللَّه دلة يا بن مجحود

في سرحة دوحا وظل برادي

هلها ثلاثة ما نبي غيرهم زود

واللي يسويها نظيف سدادي

صبه لمن يروي شبا مقدم العود

إلى دبرت صم الرمك للعوادي

وإلا لمن يطمر ليا جات وبود

عقيرته تقزي نهار الطرادي

اللي ليا من دبر الجيش عرجود

يفتك تاليها بضرب ركادي

وصبه لمن يثني ليا جاه مظهود

دون ابن عمه ما رضا بالزهادي

وصبه لمن يومي لهل ضمر قود

تلقا لها قدام بيته مرادي

وباقي العرب خله ولا فيه منقود

هذارة المجلس حمير السمادي

وقال:

واللَّه يا لو كيفية بعض الامرار

يا خالي انه ما بقا إلا قليله

لا ضماق صدري قلت شبوا لي النار

حطوا حطب رمثن جرومه جليله

دنوا ثلاث ما بها أجوا ولا هجار

ونجر يصوت للنشامى عويله

ولا يقهوي كون ثنتين اضوار

والثالثة قد هي عليهن نفيله

الاوله مرسوم والثانية كار

والثالثة للي خطاهم طويله

لا جوك زمل عقيل نقالة الكار

اللي يشيلون الحمول الثقيله

عده لمنهو للمواجيب صبار

صبارة لا كان الأشيا قليله

وان اقبلت كنها عوارين سنجار

ثم ناطحة هاذي وذي مستحيله

يروون في مركاضهم كل قنطار

وينسمون الجاذية بالدبيله

وقال في القهوة:

واللَّه ما استانس وينساح بللي

ألا لياما أوحيت صكت فحلها

يدرج لحيران النياق الغوالي

من بينهم والظو تذعر قبلها

والربع يا مدغش ربوع رجالي

والسالفة لا جات ما أحد شقلها

وترى السوالف يا ذهان الرجالي

تسمج اليا عرضت على غير أهلها

لا جاك خطوى زندلي أزدالي

قولوله أمثاله بعد منه ولها

ترى الردي ما يعجبك في كل حالي

وأن قابل الكبد العذيه دبلها

خله لعله مظلمات الليالي

ونفسه عسى ربي يعجل بأجلها

ص: 277

هذه قصيدة للشاعر غالب بن فتنان الروقي القحطاني قالها في القهوة:

تكفون شبوا ضوكم يا رجاجيل

جيبوا حطب وانا باجيب جرحيه

برية يا شهيل وبهارها الهيل

واللي يسويها يمينه طريه

(1)

يوم الردي لا سال عنها ولا سبل

يفنى وغاية همته سندريه

مقيس ماها ثلاثة فناجيل

في دلة من سوق شقراء عذيه

ماها قراح من هضاب شهاليل

من هضبة ابن حويل والا الوجيه

قصيدة حويدي العاصمي في ابن كليب الهاجري في القهوة:

راسي اللي موجعاته شكاياه

من الشمس يبغي كيفتن في الظلالي

وان كان تبغي الكيف واللي تمناه

وتبغي الشحم ومبهرات الدلالي

عليك يا بن كليب علين وتلقاه

بيته الا جيت الجماعة موالي

لا مدوا المبراد ياتيك بملاه

ما قال هيد يلحقه كل تالي

الهيل والمسمار يغلون مشراه

والزعفران اللي من الهند غالي

ليته ولد عمي وأنا من دناياه

اليا ارتخت رجلي وكربت حبالي

ويقول عليان الناصري:

قنب قتيّب الذيب من راس قاره

عشعوش طير بالجناحين خفاق

اسلومنا ما حن نعرف السجاره

واسلومتا ما حن نعرّف التبرداق

الراس يبغي كيفة بالشطارة

عيارة معي اللي للنواميس عشاق

عياره معي اللي شبْ ضو المناره

ويصك نجرًا للمناعير مشتاق

سعد الغريب اللي بعيدٍ دياره

لما أقبلت حبل السراجيف خفاق

قبائلٍ تنطح ضيوف الخسّارة

مراجلٍ تعبى معي حسن الاخلاق

اللي كساه الشيب تثنى وقاره

واللى كساه الذل معهم فلا يباق

من نسي من ربعه حياته خساره

ما يلتهم للنفس قدر ومعلاق

ان عاش راسي جيتهم بالسباره

مضنون عينى من وراء كل بواق

وان مات راسي ما عليهم خساره

عمرٍ درس والحظ في محلب راق

من بعد ذا ذكر النبي يا حظاره

صلوا عليه اعداد ما هل براق

(1)

برية: البرية من أجود أنواع القهوة العربية.

ص: 278

ويقول مبارك بن شرثان آل ناصر:

وقت العشي في عالي الرجم عديت

وذكّر على ما فات رجم الغرابيل

وذكّر على بيت حلى منه ماريت

بيت على العمدان يضفى كماء الليل

بيت يجوز بخائع القفر يا ليت

ينصاه ذربين على ظمرٍ حيل

والبيت عنده من يرحب إلى جيت

وجهٍ يهلّى بالوجيه المقابيل

ما فاد قوله ليت ياما تمنيت

كثر التماني والمناوي دهاويل

يا زين شب الضو في ربعة البيت

وبرية تحمس وتذعر من الهيل

عما يروان مرها الضيف ما قيت

يا جعل يارثها قليل المحاصيل

يا اللَّه يا اللى تعلم الحي والميت

يا خالق المخلوق جيل وراء جيل

اغفر خطاي وزلتي كان زليت

يا مالك انفوس عليها مواسيل

وهذه قصيدة دخيل بن عبد اللَّه بن دعس العاصمي:

عقب ما شيد السنافي عزيتلي

شد قرم للعرب سهل جنابه

راعي دلال بها بن وهيلي

ولعويدي ذاعر والطيب جابه

ان بغيت الصبر منه ما يجيلي

شايف قلب الخطا حل البلا به

دمع عيني مثل وبل من فحيلي

مثل واد في الجبل سالت شعابه

ليتني في البر لنوي بالرحيل

كان بازهب وباقشع طنابه

غار ساس القيصر راس ما يزيلي

صبة له في حديد ويش جابه

جعل ما نعتاض في ماجد بديلي

سعد ربعه والضعيف ليا لجابه

جعل يفدى ساجد خاطي نجيلي

مرزقة لحريمته شيه هبابه

لو حلاله واجد ما به حصيلي

جعل يشكي فوق الابهر من صوابه

جعله اللَّه من صوابه يستزيلي

والردى يا جعله اللَّه ما غدا به

للنبي صليت تالي ختم قيلي

للنبي محمد سيد الصحابه

وهذه قصيدة راشد بن محمد بن رجوي:

يا مسوي القهوة على صالي النار

عجل وسو الكيف للي يبونه

وقدم لنازلين هيل ومسمار

وخله على المطلوب لا تحرقونه

وقلط قدوع من لذيذات الأثمار

لمن تناصف بسرها يقطفونه

ص: 279

وقدم لهم من حالي الدر مدرار

مع ما تيسر كودهم يشتهونه

نبي الجماعة لا لفونا بمسيار

في بيتنا يلقون ما يرغبونه

ولي تجمع عندنا جملة اخيار

هذا يخيرهم وذا ينشدونه

في دكة مفتوحة ما لها جدار

ما صكة ابوابه ولا حيل دونه

قل مرحبا وأهلين باللي لفا الدار

يا مرحبا واهلين باللي يجونه

ترى الجماعة والمسير مع الجار

إلهم عليكم واجب يطلبونه

وخلك سريع لا لفي البيت خطار

بكبش سمين لازم تذبحونه

عسى الزيارة دايم الدوم تكرار

عسى الجماعة دايم يدهلونه

هذي طراة العمر لو صار ما صار

لابد ما يرحل وتقفي ضعونه

هذي عوايد ربعنا يا هل الكار

اللي يلوذ بضيفهم يكرمونه

عواصم تلقى لهم طيب الأذكار

عند القبايل طيبهم يذكرونه

الطيب يلقى مع عظيمين الأشوار

والحر ما يرضى بدرب المهونه

ترى الفرايض والنوافل بالأسحار

ابرك من الدنيا وما يجمعونه

شوري عليكم يا بعيدين الأنظار

لا تهملون الحق لا تهملونه

وهذه القصيدة للشاعر: فلاح بن جبران بن دعيرم آل كناد آل سليمان الحرقان قالها بعد أن ضافه أحد الأشخاص وعندما ذهب من عنده وصله خبر أن هذا الرجل يستهئ بالدلة التي يقهوي فلاح ضيوفه فيها ويقول أنها صغيرة، وكانت الدلال في ذلك الوقت قليلة أو شبه معدومة وكان نادرا ما يوجد الرجل الذي يقهوي الضيوف بسبب الفقر وسوء الأحوال. . فقال هذه الأبيات:

الشف دله حسا ما هبها الشيف

وضويها سالمات الهبايب

وبهارها الهيل من غالي المصاريف

وفنجالها دار للربع الحبايب

يا من نديبي على ست مواجيف

تنصى رعا الهرج ولها منه صبايب

عرض كلامه لدلات من الكيف

ويقول ما حن نقهوي كل شايب

فإن كان طاوعت لعلوم المعاريف

والا نوطيك عتشات الزرايب

ربعي كما وصف شختور من الصيف

وانتوا كما الليل كل منه هايب

عقب صبي هفا دون الأطانيف

وجده يناديه لعلوم العجايب

الصدق حد السلال اللي مراهيف

والكذب ما ينبني راعيه عايب

ص: 280

وقال الشاعر: محمد بن غانم بن جبران بن الجذع رحمه اللَّه تعالى، قالها عندما ضاف أحد الأشخاص ولاحظ منه عدم البشوش في وجه الضيف كعادة أهل الشيمة من الرجال، وبعدما خرج من عنده وجد في طريقه بيت فاتجه له فإذا هو بأحد جماعته وهو: عايض بن محمد بن حضرم فقام بالواجب تجاه ضيفه وأكرمه بعد عناء وتعب، وقد حث الدين الإسلامي على إكرام الضيف والعناية به، فقال هذه الأبيات:

نافدا اللي كيفته زين المصافي

حثها ببهارها قرف وهيله

دايم محماسها بالضو دافي

قلطه بالبن في جمر كليله

سبل في شربها من دون قافي

من مدود الرب تاتي له سهيله

عايض يا جعل راسه دام عافي

شوق دارية الجعود اللي جثيله

جعل يفدان الردي راعي السوافي

لي هدفه الضيف ما يفرح بليله

في دروب المرجلة ما هو بوافي

وعند تالي الهرج لما جا صميله

مما قال الشاعر محمد الشعرا القحطاني:

قم سو فنجال ترى ماه مبيوت

غر السحاب منزله من هللها

طبخة كريم وطيب السهيل منعوت

واحمس على جمر قد اقفى شعلها

دقة بنجرو ثولث النجر بالصوت

يجذب رجال ما ندور بدلها

زلة بوضحا واحتفظ به عن الفوت

والا صفت يا فرز الأولاد شللها

صبه لربع مروية كل مصلوت

وشلف تلسن كل طيب نقلها

‌الشكوى ومتاعب الحياة:

نظم الشاعر راشد بن عفيشة هذه القصيدة وضمنها نظراته في الحياة:

ياهل المعاصي كافلين بالامدار

في زمركم والخمر وانيتوا تشوفون

(1)

تضرب لكم الامثال بالكتب وانظار

والمهتدي يجزى جزا ممنون

(2)

منها خلقهم للمطاعه والأفكار

وفيها الى منه بغاهم يعودون

وارسل رسول يتبعونه بالآثار

بالفرض علمهم وما كان مسنون

(1)

الأمدار: جمع مدر ويقصد بها الحاضرة من قرى ومدن. رمز: الزنا.

(2)

أنظار: أفكار وآراء.

ص: 281

دنيا تقلب ما عليها حد قار

كم صفة راحت وذولاك يمشون

(1)

اتلى التلايا تصبغ الوجه بغبار

توبوا ترى التايب من النار مصيون

(2)

العابد المخلص بجنات وانهار

والعاصي المشرك فهذاك ملعون

دنياك ما تسوى ولا ربع دينار

ريش البعوضة ما يجي به على الدون

(3)

يا اللَّه بستر الدار من ماقف العار

وفي الآخرة عتق مع اللي يعتقدون

(4)

وارجي المغفرة والفر في غمرة الغار

وبرحمتك والعفو ساعة يسيرون

(5)

عبدك مطيع لك قرار بلا انكار

ولا إله إلا أنت عما بظنون

ويل المكذب يوم يدري بالاسرار

ويل الذي من دون ربي يعبدون

الملك بيد اللَّه لا صار ما صار

والي الرقاب وعنده الرزق مضمون

يا اللَّه طلبتك يوم ضيعات الابصار

نهار ميعاد الخلايق يحضرون

نهار ينشق السما والفلك دار

ولا يدور الا من الكاف والنون

حافين عارين ويمشون حسار

الى بعثروا ثم حصلوا اللي يعملون

الحق منصوب ولا فيه معيار

كل قصاصه بالموازين موزون

(6)

احد يمدون كتابه بالاعسار

واحد على اليمنى يمدون

(7)

فاز الخف وحازوا فرقة لنار

بيس القرار بمقعد الذل والهون

تمت وصلى اللَّه على سيد الاخيار

محمد اللي فضله عامر الكون

ما ساعي يسعى وما طاير طار

وحلقوا بالبيت ناس يلبون

وقال عليان آل ناصر:

قاله عليان الصبي لبس تاج الشيب

قلة مجاهيمه ولا قلة انواعه

حدوني على شانه هل الماقف التعيب

مع صفة ما عاد له عندهم طاعه

يا وجد علي وجد من هو كلاه احديب

نهار الخميس يعلق الناب ثم زاعه

(1)

قار: مستقر. صفة: جيل.

(2)

اتلى: آخر. التلايا: النهاية والعاقبة.

(3)

البعوضة: حشرة صغيرة على هيئة الذبابة تمتص دم الكائن الحي وتسبب عددا من الأمراض.

(4)

ماقف: موقف.

(5)

ساعة يسيرون: يوم القيامة.

(6)

معيار: قطعة من الحديد أو الحجر توضع في الميزان لمعادلة الماعون الذي به الحاجة الموزونة.

(7)

الإعسار: اليسار وقصد بها العسر والصعوبة.

ص: 282

يا طول نصف اليوم ما لحقت الصليب

خمس الدقايق وآخره جات لي ساعه

عسى لايمي جعله ذليل وحكم صعيب

يداري بني عم تواصلوا بالشجاعه

عسى لايمي شيب لا صيب ولا نصيب

غدا مثل شيبي يطوي اذراه باذراعه

عسى لايمي جعله يلاوي رجم تعيب

حياته حياة الذيب ما فيها طماعه

انا راس مالي كل من في الضيقا صحيب

خلان السعة بانوا وهم كانوا بضاعه

حقي على اللي جاك يومي به النجيب

ما سرني سره وما لاعني لاعه

شفاليت جو بالشحم فوق المعاصيب

ذبة على اركابهم كل رباعه

جاني محمد شوق توفات الرعابيب

جاني على شر دان يومي بذراعه

آل مسلم طوعوا كل من راسه صليب

تماروا وتعبوا في المراجل وبزاعه

حامد من اللي طيبهم كايد رغيب

لما ابطا علي الهزم صفر بالجراعه

طيبه على ساس خلفه جد عريب

تعدا طوال الشبر وجا فوقهم ساعه

يا بنت غنيتي واعلاج الهوا قريب

حديث على حله ما تابع اسناعه

يا بنت انا قومي علاج البلا قريب

علاجه على اللي خالق عرشه وقاعه

يا سامع الماء في الفرانيق له صبيب

تسمع دبيب النمل في الليل واقراعه

حالي نحيب جاه ورد من النحيب

اجحد نحيب ما تنا يا لقراعه

لولا السحا والشيب ان اعوي للذيب

يسمع قنيبي بين رجمه ومقطاعه

علي لابة من دونهم بارق تعيب

دنوا لي طويل السوح ودي بسوباعه

ثلاثين ليل يرمح الجوب بالسليب

وايسوج سوج الداب في غونة انساعه

هجيجه يداوي علة ما لها طبيب

كنه جنيه في مصبه ومطباعه

تسعة اعياد مدهله روس القناتيب

شدوا معازيبه وهو يبني اشراعه

دنياه راحلته ومصايبها تصيب

لما صابته مثلي خفيف تصعصاعه

تلبس ثياب الزري واتلاوي اللعيب

تومي مع ماية ولا يامن تهزاعه

تضحك مع التالي والاول يشق الجيب

لا سين يا للي محزمة فارق اجماعه

الاخر تمديله انقوضها على الخبث والطيب

تنوخ ركايبها عاد النفس طماعه

وأحد يربيها ولا له فيها نصيب

يزرب عليها لين يصد بالسباعه

طريقي عليها لين تلحق بي العزيب

على هارب قد زان طبعه وسناعه

من سيف اخو نوره غدينا كما الذهيب

ذهيب مداويره وبالانياب قطاعه

ص: 283

يا بوك لا تشفق علي غير المكاتيب

ما خط بين الكاف والنون في طاعه

لا يا وجودي وجد فيص بليا سيب

غدى في غزير الموج ما لحق له قاعه

ولا يا وجودي وجد قرم عليه امصيب

سلك به المعاطب في دقل مفزاعه

فأمك لا توليها عقيب ولا رقيب

قدمها ودنق عليه باللين واخضاعه

وابوك اللازم عليك طرف حبل في قليب

قد بزاك ورجاك ضمه من الطاعه

ولا يرميك الحمق باسهوم الذنب القريب

ما هو بناموس تجي بين فزاعه

ان جاك طلاب القدا عطه المواجيب

ساعد على القانون والحق واتباعه

وان جاك طلاب الخطا فاسقه مغاريب

ابو عاير المفتوق وادم به متاعه

وجارك بعيد الدار حقه عليك امصيب

مع طوال الشبر لي غاب عايلته وداعه

والاجنبي مثل الشحم واللحم يصبح غبيب

يدخل عليك الغيظ ضحكه وجلاعه

فلا تعود للثعل تبتلي به وانت ذيب

يداريك وايعاديك بحيشه وباطباعه

حسين المهاوي ما يلاوي على قظيب

كنه رديد الشان في سد مناعه

عليه الرديف ينوم وهو يطوي الخبيب

ونيه بدود القاع بالعمق مرباعه

على عاتقي فرخ يهدي لي وهو لي صحيب

صحيب من العاتق اليا الكتف ميضاعه

قديم من الصندوق في رواي الخشيب

يا سعد شراية ويا ويل بياعه

الشف عود ظاري باسماح الظهيب

ولا هو يذوقه دون طراف الجماعه

مر على ظبي ومر نعلق ذيب

ومر جثيل القرن نخلف تزعزاعه

يا كاسبين البيض تبدي وليس اتغيب

تظوي بها الليلات واتشاف لماعه

انا محزمي ناصر ليا جات من الشريب

عطوا مالهم دوني وفي الهوش بياعه

لحقة بالزهيري عيد طلاب المواجيب

ذياب الفرايس من صلا القوم فياعه

لحقة بال مسلم محزم الخايف والطيب

هذوليك صبيان عراف وقطاعه

لحقة بالحباب ورزنوا طرات العزيب

واليا جاهم النذير على الضد بياعه

لحقة بسنحان ابن عامر معاطيب

هل الجود والجودات في العسر والجاعه

جد علي جد اليا قحطان الصليب

لما ضاع جد اللي حسبهم قصر باعه

قحطان عز الدين والجار والقريب

نياتهم في البر والبحر بتاعه

واحد ودهم ما ربعوا فيها الاجانيب

حامينها بارقاب عود وشلاعه

حيرانهم ما سندوها في اللهابيب

ترعى في الهفات الى الرين من قاعه

ص: 284

خلفاتهم تنقاد يباريها كل اديب

وخبالهم يطعن وياتيك باقلاعه

عقيدهم يأتي بزينات الحنازيب

عليها وسوم القوم ما فيها شفاعه

حريبهم ينزار من داره العشيب

ولا يلحق الحيضان من بعد منجاعه

لا خير في هرج مضى ما يقال امصيب

وصدق الكلام ايزيد في عز بداعه

عليان بداع وتومي به دواليب

تقبل وتقفي به مع حل هجاعه

سفينتك عدلها لا تاطا ظواريب

تخطرا بك السندا ولا هي بظلاعه

اشيا شرحناها هدايا من التدريب

وما غوي منها علموا لي بسناعه

من عقب ذا صلوا على النبي الحبيب

شريف طريق الخير حظه وتباعه

صلوا عليه اعداد من ركب عوص النيب

تقدا مغيب الشمس في خدمة الطاعه

ص: 285

‌غامد وزهران

‌نسب غامد:

هو غامد بن عبد اللَّه بن كعب بن الحارث بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن أدد (الأزد) بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان

(1)

.

‌نسب زهران:

هم إخوة غامد، وزهران هو ابن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك ابن نصر بن أدد (الأزد). . إلخ.

وقد ربطنا قبائل غامد وزهران لقربهما في النسب والديار

(2)

في المملكة العربية السعودية.

‌استعراض ما قاله المؤرخون عن غامد وزهران

(أ) ما ذكره ابن حزم الأندلسي عن غامد وزهران

(3)

:

قال: ولد نصر بن الأزد: مالكا. فولد مالك بن نصر: عبد اللَّه؛ ومُويْلِكا؛ ومَيْدَعان؛ وحمارا، وهو الذى [يقال له]:"أكْفَرُ من حِمار"

(4)

.

(1)

قحطان هنا هو الأكبر ابن هود عليه السلام وقيل ابن عابر مؤسس العرب القحطانية؛ وليس قحطان الأصغر المسمى به قبيلة قحطان التي ذكرناها في بداية هذا المجلد والتي معظم فروعها من مذحج كما أوضحنا (انظر عنها).

(2)

وارتباط قبائل غامد وزهران في عنوان واحد في هذا المجلد مثل ارتباط سُبيع والسهول في عنوان واحد في المجلد السادس من الموسوعة.

(3)

انظر الجمهرة ص 376 - 386 - دار الكتب العلمية - بيروت.

(4)

مجمع الأمثال م: 104.

ص: 286

ولد عبد اللَّه بن مالك: كعبا. فولد كعب: الحارث. فولد الحارث: كعبا؛ وماسِخة، بطن، وإليه تنسب القسِيُّ الماسِخيَّة. فولد ماسخة: عامرا، وأمه زَارة، وإليها ينسب بنوه؛ وغَرُّ

(1)

بن ماسِخة. فولد غَر: أسَيْرة

(2)

، بطن بالحجاز. ومن بني زارة: زُهَيْر بن نَجْد بن الأَكرَم، كانوا بالكوفة في عامر.

مضى بنو ماسخة بن الحارث بن كعب.

وهؤلاء بنو كعب بن الحارث بن كعب.

ولد كعب بن الحارث بن كعب: زَهْران، قبيل عظيم؛ وعبد اللَّه؛ وأَحْجَن؛ ومالكا. فولد أحْجَن: لهب بن أحْجن، بطنٌ، وهم وبنو أَسد بن خُزيمة أَعْيَفُ العَرَب؛ فيهم يقول كثير:

تيمَّمْتُ لُهْبًا أَبتغِي العِلْمَ عِنْدَهُم

وَقَدْ رُدَّ عِلْمُ العَائِفِينَ إلى لِهْبِ

(3)

وقال آخر

(4)

:

فَمَا أَعْيَفَ اللَّهْبِي لا دَرَّ

دوُّه وأَزْجَرَهُ لِلطَّيْرِ لا عَزَّ ناصِره

وأسلم بن كعب؛ وقَرْن بن كعب، بطنان. فولد أسْلَم بن كعب بن الحارث ابن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد: عوفا، وهو ثُمالة؛ وغالبا

(5)

؛ وبعودة

(6)

؛ ومافان

(7)

.

فولد ثُمَالة: عوفا، وسلمة، وعثمان، وعَمْرا، فولد عمرو بن ثمالة: تميما، وبلالا، ورزاما، ولأْيًا، وعليا؛ فالشرف منهم في بلال.

(1)

وكذا في الاشتقاق 288. وقال ابن دريد أيضًا: "قال ابن الكلبي: هم بنو غرا. الفصيل أو الحوار". وفي المقتضب 72: "غرا" تبعًا ابن الكلبي، و"نهاية الأرب 2: 313: "غراء"، وهو تحريف.

(2)

في المقتصب: "شريق".

(3)

عيون ألاخبار 1: 148 والأغاني 8: 40.

(4)

هو كثير عزة أيضًا كما في زهر الآداب 2: 169 ومحاسن البيهقي 2: 22 - 23 والمتطرف 2: 169 وعيون الأخبار 1: 147 وشرح الشريشي للمقامات 2: 215 فى قصة طويلة.

(5)

انظر المقتضب 73.

(6)

هذا ما في المقتضب.

(7)

في المقتضب: "ماقان".

ص: 287

وإلى ثمالة ينتمي المُبرد النحويّ البصريّ محمد بن يزيد بن عبد الأكبر ابن عمير بن حسان بن سليم بن سعد بن عبد اللَّه بن زيد بن مالك بن الحارث بن عامر بن عبد اللَّه بن بِلال بن عوف بن أَسْلَم، وهو ثُمالة المذكور

(1)

؛ وُلد ليلة الإثنين ليلة الأضحى سنة 210 هـ، ومات رحمه الله يوم الإثنين لليلتين بقيتا لذي الحجة سنة 286؛ ودفن بباب الكوفة ببغداد.

مضى بنو أسلم بن كعب بن الحارث بن كعب.

وهؤلاء بنو أخيه عبد اللَّه بن كعب بن الحارث بن كعب.

ولد عبد اللَّه بن كعب بن الحارث بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد: عَمْرا، وهو غامد، قبيلة؛ وأفكه، بطن.

فولد غامد: سعد مناة؛ وظَبْيَان، بَطنٌ؛ ومَحْمِيَة، فولد سعد مَناة: الدُّول؛ وثعلبة، بطن. وولدُ الدُّول بن سعد مَناة: ثعلبة، بطن؛ ومازن، بطن؛ وكثير، بطن؛ ووَالبة بطن. منهم عبد الرحمن بن مخْنَف بن سليمان بن الحارث بن عوف ابن ثعلبة بن عامر بن ذُهْل بن مازن بن ذُبيان بن ثعلبة بن الدُّول بن سعد مَناة بن غامد، وهم بيت الأزد بالكوفة؛ وعُمارة بن الصَّقْعَبِ، وعبد اللَّه، قُتلا يوم الجَمَل. ومنهم؛ أبو ظَبْيَان

(2)

الأعْرَج، وهو عبد شمس بن الحارث بن كثير بن جشم بن سُبيع بن مالك بن ذُهْل بن مازن بن ذُبيان بن ثعلبة بن الدُّول بن سعد بن مناة بن غامد، وفد على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو صاحب راية قومه يوم القادسية؛ وابنه طارق، وكان من الأشراف وابن أخيه جُنْدَب بن زهير بن الحارث بن كثير، كان على الرجَّالة يوم صفين مع علي، وبها قُتل؛ وأبو زينب زُهَيْر بن عوف بن

(1)

وكذا في وفيات الأعيان في ترجمته، قال ابن خلكان بعد أن ساق نسبته إلى "أسلم":"وهو ثمالة بن أحجن بن كعب بن الحارث بن كعب"؛ ثم قال: "وقال ابن الكلبي: عوف بن أسلم هو ثمالة". ولا يصح نص ابن حزم هنا إلا إذا فهم "هو" عائدا إلى "عوف بن أسلم" ليتفق مع نص ابن الكلبي ومع نصه السياق ومع ما في المقتضب 72. ويكون سياق نسب المبرد بتمامه: "ابن بلال بن عمرو بن عوف -وهو ثمالة- بن أسلم" ويكون قد أسقط "عمرا" كما أسقطه من بعده ابن خلكان. . . قلت: وثمالة التي دخلت أو حالفت ثقيفا (انظر عنها في ثقيف في المجلد الخامس من الموسوعة).

(2)

أنشد له في الإصابة 5238:

إني أبو ظبيان غير المكذبة

أبي أبو العنقا وخالي المهلبة

ص: 288

الحارث بن كثير، والذي شهد على الوليد بن عُقبة بشرب الخمر، قُتل يوم صفين؛ وعبد الرحمن بن نُعيم بن زُهير بن شهر بن رزَيق بن عامر بن ذهْل بن التوءَم بن بكر بن ثعلبة بن الدول بن سعد مناة بن غامد، والي خُراسان. ومنهم: عبد اللَّه ابن عائذ بن اللهَبَة بن عوف ابن قُريع بن بكر بن ثعلبة، كان مع معاوية، وله شرف. ومنهم: الحَجْن

(1)

ابن المرقَّع بن سعد بن عبد الحارث بن الحارث بن عبد الرحمن بن مازن بن الدول بن سعد مَناة بن غامد، وفد على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؛ وربيعة بن ناجد بن أنيس بن عبد الأسد بن مُعاذ بن الدول بن سعد مناة بن غامد، من أصحاب علي، وله رواية؛ والحارث بن عبد الشارق بن لغط بن مضة ابن عامر بن كثير بن الدول بن سعد مَناة، كان مع علي يوم الجَمَل؛ فلقى عَمْرَا ابن الأشرف العتكيَّ والد مسعود وزياد، وكان مع أم المؤمنين، فقتل كل واحد منهما الآخر؛ وسفيان بن عوف بن المغفَّل بن عوف بن عمير بن كلب بن ذهْل ابن سيَّار

(2)

بن والِبة بق الدول بن سعد مَناة بن غامد، صاحب الصوائف؛ إلى أرض الرُّوم؛ وقيس، وزهير، ويزيد، والحكم، بنو المغفل، أعمام سُفيان المذكور؛ وقُتل قَيْس وزُهير يوم القادسية، وقتل يزيد والحكم يوم النخَيْلة؛ وجُندَب بن كعب بن عبد اللَّه بن جزء بن عامر بن مالك بن عامر بن ذهْل بن ثَعْلَبة بن ظَبْيان بن غامد، الذي تُلَقبه الشيعة جُنْدب الخَيْر

(3)

، وينسبون إلبه أنه قتل الساحر بين يدي الوليد بن عُقبة.

مضى بنو عبد اللَّه بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن نبْت بن مالك بن زيد بن كَهْلان بن سبأ.

وهؤلاء بنو أخيه مالك بن كعب:

ولد مالك بن كعب؛ شجاعة، بطنٌ.

وهؤلاء بنو أخيهما زَهْرَان بن كعب بن الحارث.

(1)

صوابه من الإصابة 1620 والقاموس (جحن)، وقال ابن حجر:"آخره نون".

(2)

في المقتضب 73: "وولد والبة بن الدول سيارا، وعمرا، وذهلا".

(3)

انظر الاشتقاق ص 290 جوتنجن و 495 من تحقيق عبد السلام هارون.

ص: 289

ولد زَهْرَان بن كعب: عبد اللَّه، ونَصْرا، والنَّمِر، ومالكا، وعُبْرة

(1)

، وصُقْلا؛ يُقال لبني صُقل وعُبرة بنو خُنيس

(2)

فولد عبد اللَّه بن زَهْران: عُدْثان. فولد عُدْثان: دَوْسا، قبيلة؛ ودَعْثة

(3)

بطن صغير.

وهؤلاء بنو دوس بن عُدْثان بن عبد اللَّه بن زَهْرَان بن كعب:

ولد دوْس مُنْهِبا، وغُنْما. فولد مُنْهب بالسَّراة.

فولد غنم بن دَوْس: فَهْم بن غنم. فولد فهم بن غنم بن دَوْس: مالك بن فهم، وأكثرهم بعُمان: وسُلَيْم بن فهم؛ وطريف بن فهم، وهم بالحجاز. فولد مالك بن فهم بن غنم بن دَوْس: نَوى

(4)

، ولده بُعمان؛ وجَذيمة، وهو الوضَّاح الأبرص مَلِك الحيرة، الذي قتلته الزَّبَّاء؛ وعوف؛ وجَهْضَم؛ وسُلَيمة

(5)

، بطن؛ ومعن، بطَن؛ وهُناءَة، بطن؛ وشَبابة

(6)

، بطن؛ والحارث؛ وعمرو؛ وثعلبة، بنو مالك بن فهم.

فأما ثعلبة، فدخل في تَنُوخ.

وأمَّا سُلَيمة، فمن ولده: أبو حمزة الخارجي، صاحب وقعة قُدَيْد، واسمه المختار بن عبد اللَّه

(7)

بن مازن بن مَجاسِر بن سُليمة بن مالك بن فهم

(8)

.

ومن بني هُناءة: عُقبة بن سَلْم بن نافع بن هلال بن صُهبان

(9)

بن هَرَّاب ابن عائذ بن خِنزير بن أَسْلَم بن هُناءة بن مالك بن فهم بن غَنَم بن دَوْس. ولاه

(1)

صوابه في المقتضب ومختلف القبائل 23 والاشتقاق 291.

(2)

في المقتضب: "وهو رجل حضنهم".

(3)

هذا الصواب من المقتضب والاشتقاق 291، 322 والقاموس.

(4)

صوابه من المقتضب والاشتقاق 292 حيث نص على اشتقاقه. وقد اعتدى مغير بالقلم على المقتضب فجعلها "نويا".

(5)

صوابه من المقتضب 73 ومختلف القبائل 25.

(6)

انظر المقتضب والمشتبة 290 والقاموس واللسان (شبب).

(7)

في البيان والتبيين 2: 122: "يحيى بن المختار". وفي الأغاني 12: 112 نص من الشعر يشهد أن اسمه "المختار": وهو:

كخليلك المختار أذك به

من مغتد في اللَّه أو سرى

(8)

انظر المقتضب ومختلف القبائل 25.

(9)

انظر المقتضب 73.

ص: 290

المنصور البحرَيْن والبصرة، فأكثر القتل في ربيعة حتى كان ذلك سبب انحلال الحِلْف بين الأزد وربيعة، وقتله رجلٌ من ربيعة، فتك به في جامع البصرة بحضرة الناس.

وولد عوف بن مالك بن فهم: جَهْضَم. منهم: الجَهاضم بالبصرة؛ منهم: نصر بن علي المحدث؛ ومنهم: جرير بن حازم المحدث المشهور، وابنه وهب بن جرير، من كبار أصحاب شُعبة؛ ومن ولده: خالد بن يزيد بن وهب بن جرير بن حازم. وبنو جَهْضَم يقولون: إنَّهم من ولد جَهْضَم بن جذيمة الملك الوضَّاح؛ والأشهر أنَّ جذيمة لم يعقب.

وولد شبابة بن مالك بن فهم، هم بالبصرة والسَّراة. فولد شبابة بن مالك ابن فهم: زيد بن شبابة، وهُم الفَراهيد. منهم: الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم اللغويُّ النحوى الناسك.

وولد الحارث بن مالك بن فهم: منقدا

(1)

، يسمَّى ولده العُقاة؛ وجُرمُوزا، وبنوه يُعرفون بالجَراميز، وقردوسا؛ من ولده هشام بن حسَّان المحدث؛ ولقيط بن الحارث بن مالك بن فهم، من ولده: كعب بن سُور بن بكر بن عبد بن ثعلبة بن سُلَيْم بن ذُهْل بن لقيط بن الحارث بن مالك بن فهم، قاضي البصرة لعمر، قتل يوم الجَمَل بين الصَّفَّين، وهو يدعو كلتا الطائفتيْن إلى الإمساك، إلا أنه كان مع أم المؤمنين، ومن معسكرها خرج: وولد عمرو بن مالك بن فهم: مالكا، ومعاوية، وولده يُدْعَون القَامِل؛ وواشحا

(2)

، ومن ولده: سليمان بن حرب الواشحي

(3)

المحدث؛ وغيرهم. ومن ولد عمرو بن مالك بن فهم هذا: هم الأشَاقِر، رَهْطُ كعب الأَشْقَرِي، وهم ولد سَعْد بن عائذ بن عمرو بن مالك بن فهم.

وذكر الكلبي أنَّ مسعودًا المعروف بالقمر، الذي قتلته تَمِيم بالبصرة، هو مسعود بن عمرو بن عبد بن محارب بن صُنَيْم بن مُلَيْح بن شرطان بن معن بن مالك بن فهم بن غنم بن دَوْس.

(1)

بالدال المهملة.

(2)

المقتضب "واشج" انظر تهذيب التهذيب 4: 188.

(3)

انظر تهذيب التهذيب.

ص: 291

قال علي: وهذا خطأٌ؛ وهو مسعود بن عمرو بن الأشرف العتكي، على ما نسبناه في بني العتيك.

والكَرْمانيُّ صاحب العَصَبيَّة بخراسان، اسمُه جُدَيْع بن علي بن شَبيب بن عامر ابن بُرَارَي

(1)

بن صُنَيْم بن مُلَيْح بن شَرطان بن معن بن مالك بن فهم بن غَنَم بن دوْس، قتله نصرُ بن سيَّار، وله ابنان: عثمان، وعليّ، ابنا جُدَيع، قتلهما أبو مسلم، بعد أن قاما معه ونصراه، وفرقا كلمة العرب بخُراسان، واستأصل آل الكَرْمانِي كلَّهم، وقتل بعدهما أخاهما المُنْذر بن جُدَيع. وكان علي بن جُدَيع عقيمًا أعور. وقد قال قوم: إن جُدَيع بن علي بن جُديع بن شبيب بن ميمون بن جديع بن عمرو بن عدي بن وائل بن العتيك؛ والذي قلنا أولا أصح، واللَّه أعلم.

ومنهم: العلامة الراوية أبو بكر محمد بن الحسن بن دُرَيْد بن عتاهية بن حَنْتَم

(2)

بن الحسن بن حَمَامِي بن جزء بن واسع بن وهب بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عدي بن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم بن دَوْس بن عُدْثان.

مضى بنو مالك بن فهم بن غنم بن دَوْس.

وهؤلاء سَلِيم بن فهم بن غنم بن دَوْس:

ولد سُلَيْم بن فهم: ثعلبة، وتُبيع.

فمن ولد ثعلبة، أبو هُرَيْرَة، وقد اختُلف في اسمه اختلافًا عظيمًا. وثبت الكلبيُّ على أنه عبد اللَّه بن عامر بن عبد ذي الشَّرْى بن طريف بن عباد بن صَعْب ابن هُنَيَّة بن سعد بن ثعلبة بن سُليم بن فهم، صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؛ وبنوه: المُحْرز بن أبي هريرة، وعبد الرحمن بن أبي هريرة، وبلال بن أبي هريرة؛ وابن ابنه عبد الرحمن بن بلال بن أبي هُريرة، محدث؛ ولأبي هُريرة أخٌ يقال له كريم؛ وابن عمه أبو عبد اللَّه الأغر؛ وخال أبي هريرة: سعد بن صُبَيْح بن الحارث بن سابي بن أبي صَعْب بن هُنَيَّة، كان في الجاهلية لا يأخذ أحدًا من قُرَيش إلا قتله بأبي أزّيْهر الدَّوْسِي، وكان أبو أَزَيْهَر قد قتله هشام بن المغيرة المخزومي لمطْلِه إياه

(1)

انظر المقتضب 74 والاشتقاق 295.

(2)

انظر ابن خلكان في ترجمته وبغية الوعاة 30 وسائر كتب التراجم.

ص: 292

بمهر أخته؛ وعبد اللَّه بن النعمان بن عبد اللَّه بن وهب بن سعد بن عوف بن عامر ابن عبد غنم بن غنام بن أسامة بن مالك بن عامر بن حرب بن سعد بن ثعلبة بن سُلَيْم بن فهم، وهو الذي قتل الحازوق

(1)

الحنفي، قائد نجدة؛ بعثه نجدة إلى السَّراة؛ فأوغل فيهم، ولهم شِعاب مُنْكَرَة، فأُخذ في شعب منها، فرُضخ

(2)

وهو ومن معه بالحجارة حتى ماتوا؛ ومن ولده: عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن النعمان، ولاه المهديُّ السَّراة؛ وعُمارة بن عمرو بن أبي كلثم، واسم أبي كلثم خالد بن معمر بن وهب بن زهير بن عامر بن عبد غنم بن غنام بن أسامة، وهو الذي قال، إذ قُتل الوليد بن يزيد:"لئن انتضَيْتُ سيفي لا أغْمده وفي الأرض قُرَشِي حتى أقتله"؛ فأخذه مروان بن محمد؛ فضرب عنقه صَبْرًا؛ وذو النور الطُّفَيْل بن عمرو بن طريف بن العاصي بن ثعلبة بن سُلَيم بن فهم، صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الذي جعل له اللَّه تعالى بدعوة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نورًا في وجهه؛ فقال:"يا رسول اللَّه، أخشى أن يقول قومي: هي مُثْلةٌ"، فرجع النور في طرف سَوْطه، فكان يضيءُ في الليل؛ قتل يوم اليمامة، وقتل ابنه عمرو يوم اليرموك؛ وهو الذي جعل شعار الأزد:"يا مبرور! يا مبرور! ".

مضى بنو غنم بن دَوس بن عُدْثان بن عبد اللَّه بن زَهْرَان بن كعب بن الحارث ابن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بنو الأزد.

وهؤلاء بنو أخيه مُنهب بن دَوْس:

ولد مُنْهب بن دَوْس: دُهْمان؛ وعوفا، وهو نَجَا

(3)

؛ منهم عمرو بن حُمَمة

(4)

بن الحارث بن رافع بن سعد بن ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غنم

(5)

بن دُهْمان بن مُنْهب بن دَوْس، من المُهاجِرين الأوَّلين إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؛ وابن ابنه، جُنْدّب بن جنْدَب بن عمرو بن حُمَمة، قُتل يوم صِفين مع معاوية؛ وأخته أمُّ

(1)

صوابه في القاموس (حزق).

(2)

رضخ الحصى - كمنع وضرب أي كسرها وراضخ زبد شيئًا: أعطاه كارهًا. وفلانا: راماه بالحجارة. وهو يرتضخ.

(3)

انظر المقتضب 74، قال:"سمى نجا لأن ملكًا من ملوك حمير لطمه فنجا". نجا: سلح.

(4)

الإصابة 5814.

(5)

في إصابة 1223: "غانم".

ص: 293

عمرو بنت جُنْدَب بن عمرو بن حُمَمة، أمُّ عمرو بن عثمان ابن عفان رضي الله عنه؛ وهي أيضًا أمُّ خالد وأبان ابني عثمان أيضًا.

ودار دَوْس بالأندلس: تُدْمير، منهم: بنو شاهر بن زرعة، وبنو هارون بن زرعة.

مضت دوْس. ومضى بنو عبد اللَّه بن زَهْران بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك ابن نصر بن الأزد.

وهؤلاء بنو أخيه نَصْر بن زَهْران:

فولدُ نصر بن زَهْرَان: دُهمان بن نصر؛ وعثمان بن نصر. فولد عثمان بن نصر: النّمِر بن عثمان؛ بطن، وحُمَى بن عثمان؛ وغالب بن عثمان، منهم أبو الكنود بن عبد اللَّه بن عامر بن عبد اللَّه بن عبد نُهْم بن سعد بن صبح بن مالك ابن فهم بن ربيعة بن سُليم بن النَّمر بن عثمان، من أصحاب عبد اللَّه بن مسعود، قتل مع المختار؛ وابن عمه أبو بردة بن عوف بن عبد نُهْم، عثمانيُّ المذهب، ومنهم: الطُّفَيْل بن عبد اللَّه بن الحارث بن سَخْبَرَة بن جُرْثُومة الخير بن غادية بن مُرَّة بن جُشَم بن الأوس بن عامر بن حُفَين

(1)

بن النَّمِر بن عثمان بن نصر بن زهران، أخو عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها لأمها، وهو أسن منها ومن عبد الرحمن أخيها؛ وأبو ضرير حُذيفة بن عبد اللَّه بن عوف بن عبد اللَّه بن عوف ابن عبد اللَّه بن الحارث بن سَخْيَرَة، صاحب رايتهم يوم القادِسيَة، كان في ألفين وخمسمائة من العطاء. ومنهم: الحارث بن حصيرة بن عبد اللَّه بن الحارث بن دريْد بن شِبْل بن عُوَيْف بن مازن بن علي بن كنانة بن عامر بن حُفين

(2)

بن النَّمِر ابن عثمان، كان محدثًا، وهو ضعيف؛ وعمارة بن أبي مريم، من ولد أنمار بن النمر بن عثمان، كان من فقهاء الشام.

مضى بنو النَّمير بن عثمان بن نصر بن زَهران.

(1)

هذا الصواب من المقتضب 74 والقاموس (حفن).

(2)

هذا الصواب من المقتضب والقاموس.

ص: 294

وهؤلاء بنو حُمَى بن عثمان بن نصر بن زَهْرَان:

ولد حُمَى بن عثمان؛ اليحمد

(1)

، بطن.

وهؤلاء بنو أخيهما غالب بن عثمان.

ولد أخوهما غالب بطونًا كثيرة، منهم: بنو الحُدَّان

(2)

بن شمس بن عمرو ابن غالب بن عثمان: منهم: صَبرة بن شَيْمَان بن عُكَيْف بن كيُّوم

(3)

بن عبد ناقم ابن عبد شمس بن الحُدَّان بن شمس، رأس الأَزْدَ يوم الجَمَل مع أم المؤمنين، وقُتل يومئذ. ومن بطون بني غالب بن عثمان أيضًا: بنو مَعْوَلة بن شمس، أخي الحُدان ابن شمس، منهم: جَيفَر، وعبَّادا، ابنا الجُلَنْدَي بن كَركَر بن المستكبر

(4)

بن مسعود بن الجُرَاز

(5)

بن عبد العزى بن مَعْولة بن شمس، ملكا عُمان على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؛ كتب إليهما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأسْلَمَا، وزيد الأعْوَر

(6)

بن جَيْفَر بن الجُلَنْدَي المذكور، ارتدَّ عن الإسلام؛ وللجُلَنْدَي عقبٌ، يملكون جزيرة واسعة بقرب عُمان إلى اليوم؛ ومحمد بن واسع الزاهد البصريُّ، وهو من ولد زياد بن شمس، أخي مَعْوَلة بن شمس المذكور.

مضى بنو عثمان بن نصر بن زَهران.

وهؤلاء ولدُ أخيه دُهمان:

ولد دُهمان بن نصر؛ الصَّقْب، والصَّعْب.

فمن بني الصَّقْب، أبو أمَيْمَة، تزوَّج أمَّ فَرْوة بنت أبي قُحافة، أخت الصديق رضي الله عنه؛ فولدت ابنة اسمها أُمَيْمة، تزوَّجها عبد اللَّه بن الزُّبير.

(1)

صوابه المقتضب والاشتقاق 296.

(2)

هذا الصواب من المقتضب 74.

(3)

كذا في الاشتقاق 299 قال ابن دريد: "من كام الفرس الحجر يكومها".

(4)

صوابه في المحبر 77 والمقتضب.

(5)

اثبت ما في المقتضب بضبطه منه.

(6)

انظر المقتضب 74.

ص: 295

ومن بني الصَّعْب بن دُهمان بطون كثيرة، منها الأوس ومحْضَب ابنا مبشِّر

(1)

ابن الصَّعْب بن دُهمان، بطنان. ومنهم: بنو يُرْسان

(2)

، وبنو هلال. وبنو عبد اللَّه، وبنو عامر، وبنو الخُصاصة

(3)

، بنو عمرو بن كعب بن الغِطْرِيف ابن بكر بن يشكُر بن مبشِّر

(4)

بن الصَّعْب بن دُهمان، بطون. منهم: المحدث محمد بن بكر البُرْساني. ومنهم: ربيعة، وعوف، وسلامان، بنو يشكر بن مبشر ابن الصعب، بطنان. . ومنهم: بنو فاحش، وبنو الرُّبْعة

(5)

، ابنا الحارث بن عبد اللَّه بن الغِطْريف بن بكر بن يشكر، بطنان: وبطون جمَّة غير هؤلاء. ومنهم: عبد الجبار بن عبد الرحمن بن زيد بن قيل بن قيس بن زيد بن جابر بن رافد

(6)

بن سُبالة بن عامر بن عمرو بن كعب بن الغطْريف بن بكر بن يشكر بن مبشر بن الصَّعب بن دُهمان، صاحب شرطة المنصور، الذي قام عليه بخراسان. فقتله المنصور صبْرًا. ومنهم: أبو أزَيْهِر بن أُنيس، حليف قريش، الذي قتله هشام بن المغيرة المخزوميُّ، وكان يُقال له الدَّوْسِي، لأنَّ عداده كان في دَوْس؛ وكان حليف أبي سفيان بن حرب. ومنهم: عثمان بن سُراقة بن عبد الأعلى بن سُراقة، وهو الذي خُلع بالشام زمن عبد اللَّه بن علي، وقتل العكِّي وابنه، وعثمان هذا من بطن يُقال لهم الجنابذ، من بني سعيد الغِطرِيف بن بكر بن يَشْكُر بن مبشر.

مضى بنو نَصْر بن زَهْرَان.

وهؤلاء بنو أخيه عُبرة

(7)

بن زَهْرَان:

منهم كان جُنادة بن أبي أميَّة: الأمير الذي كان بالشام، وكانت له صوائف؛ وأراد معاوية استلحاقه أخًا، كما فعل بزياد؛ فأبى ذلك جُنادة.

(1)

صوابه في المقتضب 74 والاشتقاق 300 ومختلف القبائل 27.

(2)

صوابه في المقتضب 75.

(3)

صوابه فى المقتضب.

(4)

صوابه في المقتضب والاشتقاق ومختلف القبائل.

(5)

هذا ضبط المقتضب 75.

(6)

انظر المقتضب.

(7)

انظر المقتضب ومختلف القبائل 22.

ص: 296

وهؤلاء بنو أخيهما مالك بن زَهْرَان:

منهم: بنو سَلامان بن مُفرج بن مالك بن زهْرَان، بطن، منهم كان الشَّنْقَرى الفاتك، وكان يغير عليهم لأنهم قتل رجل منهم أباه، فلم يطلبوا بثأره، فلحق ببني فَهْم بن عمرو بن قيس عيلان بن مُضر؛ وكانوا أخواله. وفي ذلك يقول:

جَزَيْنَا سَلامَانَ بن مُفْرِجَ قَرْضَها

بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهمُ وَأَزَلَّتِ

وهُنَّئ بِي قَوْمٌ وما إنْ هَنَأتُهُمْ

وَأصْبَحْتُ فِي قَوْم ولَيْسُو بِمَنْبتي

(1)

مضى بنو عبده اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد.

وهؤلاء بنو مَيْدَعان بن مالك بن نصر بن الأزْد:

ولد مَيْدَعان بن مالك: مالك بن مَيْدَعان. فولد مالك بن مَيْدَعان: راسب ابن مالك، بطن؛ منهم: عبد اللَّه بن وهب ذو الثَّفنَات

(2)

، أول من قدم الخوارج على أنفسهم يوم النَّهْرَوان وسموه بالخلافة؛ وكان من خيار التابعين، فقتل يومئذ - نعوذ باللَّه من الخذلان.

مضى بنو الأزد بن الغَوْث بن نَبْت بن مالك بن زيد بن كَهْلان بن سَبأ.

‌ب - ما ذكره الشيخ حمد الجاسر رحمه الله عن غامد وزهران

(3)

:

قال عن الأزد الذين تفرعت منهما قبيلتي غامد وزهران الآتي:

الأزد: يتفق النسابون على أن قبيلتي غامد وزهران جذمان عظيمان من الأزد

(4)

-وتقدم ذكر صلتهما بالأزد، والأزد لقب أطلق على دراء بن الغوث بن

(1)

البيتان 29، 30 من المفضلية 20.

(2)

الاشتقاق 301 والطبري 6: 42 والتنبيه والإشراف 256 والمقتضب 75.

(3)

انظر في سراة غامد وزهران. . (نصوص مشاهدات وانطباعات) للشيخ حمد الجاسر - منشورات دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر الرياض - المملكة العربية السعودية.

(4)

قال أبو عبيد القاسم بن سلام (154/ 214 هـ) في كتاب "الأموال" ص 21 الطبعة الأولى بمصر سنة 1353 هـ: (القبيلة التي في اليمن تسميها العامة الأزد، وأما أهل العلم بالنسب وغيره فإنهم يقولون: الأسد -بالسين- وهو عندي الصواب. كذا سمعت ابن الكلبي يقول) أهـ. وأقول: التعاقب بين السين والزاي في اللغة العربية كثير مثل: الشارب والشاسب: أي الضَّامرُ وتزلغ وتسلغ: أي تشقق. ولزق الحائط: أي لصق الحائط. والرجز والرجسن: العذاب. والزقر والسقر: أي الصقر. ("الإبدال" لأبي الطيب اللغوي، ج 2، ص 107 إلى ص 117) =

ص: 297

نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر.

وللأزد من الأبناء لصلبه:

1 -

مازن وكان يدعى الزاد وإليه جماع غسان، وغسَّان ماءٌ بين زبيد ووادي رمع، نزلوه فنسبوا اليه.

2 -

نصر ومنه زهران وغامد كما تقدم، ومنه غيرهما.

3 -

عمرو.

4 -

عبد اللَّه.

5 -

الهنو.

6 -

قدار.

7 -

الأهيوب.

ومن هؤلاء تفرعت قبائل كثيرة لا يتسع البحث لاستيفاء ذكرها، وقال الأشعري في كتاب "الباب":

والأزد جرثومة عظيمة من جراثيم العرب، وقد افترقت على نيف وعشرين قبيلة، فمن قبائل الأزد:

1 -

الأوس.

2 -

الخزرج.

3 -

غسان.

4 -

خزاعة.

5 -

مازن.

6 -

بارق.

7 -

ألمع.

8 -

الحجر.

9 -

العتيك.

10 -

راسب.

11 -

غامد.

12 -

والبة.

13 -

ثمالة.

14 -

لهب.

15 -

زهران.

16 -

الحدان.

17 -

شكر.

18 -

وعك.

19 -

دوس.

20 -

فَهم.

21 -

الجهاضم.

22 -

الأشاقر.

23 -

القسامل.

24 -

الفراهيد. اهـ

= وإذن فكما قال يحيى بن معين: الأزد والأسد سواء ("الأنساب" السمعاني 1/ 213)، وقال لي الدكتور محمود الغول أن اسم الأزد في النقوش القديمة لم يرد إلا بالسين (الأسد).

ص: 298

وهناك من يقسم على هذا الأساس. قال ياقوت: الأزد تنقسم إلى أربعة أقسام: أزد شنوءة، وأزد السراة، وأزد غسان، وأزد عُمان، ولذلك قال كثير النجاشي:

فإني كذي رجلين رِجْلٍ صحيحة

وأخرى بها رَيْبٌ من الحدثان

فأما التى صحت فأزد شنوءة

وأما التي شُلَّت فأزد عُمان

وقريب من هذا في "الصحاح" للجوهري، ثم يختلف المتقدمون في معنى (شنوءة)

(1)

:

1 -

فيقول ابن هشام

(2)

: شنوءة هو عبد اللَّه بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك ابن نصر بن الأسد.

ويقول في "معجم البلدان"

(3)

: هم بنو كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد.

2 -

ويقول في موضع آخر: وسارت قبائل نصر بن الأزد -وهم قبائل كثيرة منهم دوس، وغامد، وبارق، وأحجن، والجنادية (؟) وزهران وغيرهم- نحو تهامة فأقاموا بها، وشنأوا قومهم، وشنتهم إذ لم ينصروهم في حروبهم -أي حروب الذين قصدوا مكة فحاريوا جُرهم وهم خزاعة، وقصدوا المدينة فحاربوا اليهود من الأزد- فهم أزد شنوءة

(4)

.

3 -

ويقول في موضع ثالث: شنوءة: مخلاف باليمن بينها وبين صنعاء 42 فرسخًا، تنسب إليها قبائل من الأزد يقال لهم أزد شنوءة. والشناءة: البغض. والشنوءة -على فَعُولة- التقزُّز وهو التباعد من الأدناس، تقول: رجل فيه شنوءة، ومنه أزد شنوءة. والنسبة إليهم شنئي، قال ابن السكيت: ربما قالوا: أزد شنوة - بالتشديد بغير همزة، وينسب إليهم شنوي. قال بعضهم:

(1)

معجم البلدان: شنوءة.

(2)

السيرة النبوية، ج 1 ص 96.

(3)

مادة السراة.

(4)

"معجم البلدان" مأرب.

ص: 299

نحن قريشٌ، وهم شَنُوَّه

بنا قريشٌ خُتِمَ النبوَّة

(1)

وقد أدرك هذا الخلط في تقسيم الأزد أحد متقدمي العلماء، وهو مختصر "جمهرة النسب" فكتب في الحاشية

(2)

: في صحاح الجوهري (شنأ): أزد شنوءة، ويقال شنوءة ولم يبين من أي بني الأزد هم. ثم قال في الأزد: يقال أزد شنوءة وأزد عُمان، وأزد السراة، وأورد للشاعر

(3)

:

فإني كذي رجلين رِجْلٍ صحيحة

وأخرى بها رَيْبٌ من الحدثان

فأما التي صحت فأزد شنوءة

وأما التي شُلَّت فأزد عُمان

وفي "عجالة النسب"

(4)

: أزد شنوءة اسمه الحارث -وقيل عبد اللَّه- بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد، فقوله: إنه الحارث أقرب إلى الصواب، فالحارث بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد هو الذي ولد هذه البطون والقبائل من دوس ونصر وغامد وماسخة وغيرهم، وأهل عُمان الآن يقولون إنهم شنوءة وهم من دوس، ثم من مالك بن فهم بن غَنَم بن دوس.

وفي الاشتقاق: أم قصي بن كلاب (جد النبي صلى الله عليه وسلم) هي فاطمة بنت سعد ابن سَيل من أزد شنوءة، وسعد بن سَيل من نصر بن زهران. وهذا الذي ظهر من صحة ذلك يبطل تقسيم الشاعر في هذا البيت وقوله: إن أزد عُمان غير أزد شنوءة.

وقول الجوهري: يقال أزد شنوءة وأزد السراة، وأزد عُمان إن أراد به التقسيم على ثلاث قبائل فقد تقدم بيان فساد بعضه وتمام ذلك أن أزد السراة أيضًا من أزد شنوءة، فيهم من يذكر وهم ثمالة تحل بلدًا بالسراة اسمه قوسي (الكامل للمبرد).

وغامد منهم أبو ظبيان الأعرج صاحب رايتهم يوم القادسية، وهو القائل:

نحن صِحَابُ الجيش يوم الأحْسَبَة

(1)

"معجم البلدان" شنوءة.

(2)

ص 216.

(3)

هو كثير النجاشي على ما في "معجم البلدان".

(4)

ص 79.

ص: 300

قال في "جمهرة النسب": إنه يوم كان بينهم في السراة.

ودوس منهم منهب بن دوس في السراة "جمهرة النسب".

وبنو نصر بن زهران منهم في "الاشتقاق": بنو غالب بن عثمان بالسراة. وبنو النمر بن عثمان بطن عظيم بالسراة "الاشتقاق" وبنو زارة بطن في السراة. زارة في "جمهرة النسب": أم عامر بن ماسخة.

والأقرب أن يقال: إن هذا كقولهم: غسان والأنصار وخزاعة، وكلهم غسان، وإنما تحدد للأنصار وخزاعة هذا الوصفان فبقيت تسمية غسان للشاميين.

وفي تاريخ الطبري: في أخبار المرتدة بنواحي الطائف وهي ولاية عثمان بن أبي العاص الثقفي، ومالك بن عوف النصري، عثمان على المدن، ومالك على أهل الوبر، يعني ولايتهما من حياة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى أن وقعت الردّة. قال: وبعث عثمان بن أبي العاص بعثا إلى شنوءة، وقد تجمعت بها جُمَّاع من الأزد وبجيلة وخثعم، عليهم حميصة بن النعمان، وعلى أهل الطائف عثمان بن ربيعة، فالتقوا بشنوءة، فهزموا تلك الجُمَّاع، وتفرقوا عن حميصة، وهرب حميصة في البلاد. فهذا قد جعل شنوءة موضعًا لعله سمى باسم القبيلة لمقامها فيه. انتهى.

وأضيف إلى ما تقدم: شنوءة -على ما أخبرني الأستاذ عبد الرحمن بن حاقان رحمه الله جبل لا يزال معروفًا في بلاد عسير، والأستاذ قد أقام في تلك البلاد حقبة من الزمن.

وللأزد تاريخ حافل في الجاهلية والإسلام، فقد كانوا من أثرى القبائل عددًا وأحصنها بلادًا، وبلغ من شأنهم أنهم قبيل الإسلام وضعوا إتاوة على عير قريش. قال الآمدى: لما قتلت قريش أبا أزيهر الدوسي، قتلت به الأزد من أشراف قريش تسعة، وجعلت قريش للأزد على أنفسهم خرجًا كل عام وفي ذلك يقول معقر بن حمار الباقي:

لقد علمت بنو أسد بأنا

تقحمنا المعاشر مُعلمينا

تركنا تسعة للطير منهم

بمكة للسباع مطرَّحينا

فلما أن قضينا الدَّين قالوا:

نريد الصلح، قلنا: قد رضينا

وضعنا الخرج موظوفًا عليهم

يؤدّون الإتاوة صاغرينا

ص: 301

لنا في العِير دينار مسمَّى

به حزُّ الحلاقم يتقونا

ولولا ذاك ما عدلت قريش

شمالا في البلاد ولا يمينا

(1)

ولما جاء الإسلام كانت قبيلتنا الأوس والخزرج الأزديتان من أول من استجاب لدعوته، وأول من آوى الرسول صلى الله عليه وسلم ونصره، ومن ثم سماهم اللَّه في القرآن الكريم الأنصار، وقد عرض بعض رؤساء الأزد على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قبل الهجرة الإيواء والنصرة، فقد روى السمعاني وغيره عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري رضي الله عنه قال: قدم الطفيل بن عمرو الدوسي على رسول اللَّه بمكة فقال لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: هلم إلى حصن حصين، وعدد وعدة

(2)

. وقد أسلم عدد من رجال الأزد قبل الهجرة، غير أن انقياد عامتهم للإسلام جاء متأخرًا كغيرهم من قبائل العرب، فقدم وفدهم على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة من الهجرة، برئاسة صُرد بن عبد اللَّه الأزدي - على ما تقدم.

وقد وردت أحاديث وآثار منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الأزد، وعلماء الحديث يتساهلون في رواية أحاديث الفضائل لكونها لا تتعلق بتحريم أو تحليل، وليتهم لم يفعلوا! فمن تلك الأحاديث:

1 -

عن سويد بن الحارث. قال: وفدت سابع سبعة من قومي على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلما دخلنا عليه وكلمناه فأعجبه ما رأى من سمتنا ورِيِّنا فقال: "ما أنتم"؟ قلنا: مؤمنون. فتبسم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقال: "إن لكل قول حقيقة فما حقيقة قولكم وإيمانكم"؟ قلنا: خمس عشرة خصلة، خمس منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها، وخمس أمرتنا أن نعمل بها، وخمس تخلقنا بها في الجاهلية فنحن عليها إلا أن تكره منها شيئًا. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما الخمسة التي أمرتكم بها رسلي أن تؤمنوا بها؟ " قلنا: أمرتنا أن نؤمن باللَّه وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت. قال: "وما الخمسة التي أمرتكم أن تعملوا بها؟ " قلنا: أمرتنا أن نقول لا إله إلا اللَّه، ونقيم الصلاة، ونؤتي الزكاة، ونصوم رمضان، ونحج البيت من استطاع إليه سبيلا. فقال:"وما الخمسة الذى تخلقتم بها في الجاهلية؟ ". قالوا: الشكر عند

(1)

"المؤتلف والمختلف" للآمدي - 197 - الطبعة الثانية.

(2)

الأنساب: 5/ 401.

ص: 302

الرخاء، والصبر عند البلاء، والرّضى بمر القضاء، والصدق في مواطن اللقاء، وترك الشماتة بالأعداء. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء" ثم قال: "وأنا أزيدكم خمسًا فيتم لكم عشرون خصلة إن كنتم كما تقولون؛ فلا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تنافسوا في شيء أنتم عنه غدًا تزولون، واتقوا اللَّه الذي إليه ترجعون وعليه تعرضون، وارغبوا فيما عليه تقدمون، وفيه تخلدون". فانصرف القوم من عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وحفظوا وصيته وعملوا بها

(1)

.

2 -

"الإيمان يمان، ورَحَى الإسلام في قحطان، والقسوة والجفاء فيما ولد عدنان، حِمْيَر رأس العرب ونابها، ومذحج هامتها وغلصمتها، والأزد كاهلها وجمجمتها، وهمدان غاربها وذروتها"

(2)

.

3 -

"الأمانة في الأزد، والحياء في قريش"

(3)

.

4 -

"أتتكم الأزد أحسن الناس وجوها، وأعذبها أفواها"

(4)

.

5 -

"إن الأزد أسد اللَّه في الأرض، يريد الناس أن يضعوهم ويأبى اللَّه إلا أن يرفعهم، وليأتين على الناس زمان يقول الرجل: يا ليت أبي كان أزديا، يا ليت أمي كانت أزدية"

(5)

.

وللأزد أثناء الفتوحات الإسلامية في الشجاعهة مواقف معروفة، وبرز منهم رجال كثيرون في مختلف الصفات الحميدة، ممن صحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم وآزروه ونصروه، وممن حملوا العلم ونقلوه عن الصحابة فمن بعدهم إلى من بعدهم ممن نكتفي بالإشارة إلى بعض من لهم أثر كبير في الثقافة العربية الإسلامية.

ففي علم الحديث: مسدد بن مسرهد، شيخ الإمام أحمد وغيره وهو أول من صنف مسندًا للحديث في البصرة، وفي الففه والحديث: الإمام محمد بن

(1)

"البداية والنهاية" ج 5 ص 94،

(2)

"الأنساب" للسمعاني: 1/ 23.

(3)

"الإصابة" رقم 5159، ضعيف الجامع (2295).

(4)

"الإصابة" 5229، ضعيف الجامع (83).

(5)

"القرب في محبة العرب"151.

ص: 303

أحمد الطحاوي صاحب المصنفات المعروفة ومن أشهرها: "شرح معاني الآثار" وفي اللغة: الخليل بن أحمد، مصنف كتاب "العين" أول معجم للغة العربية، ومخترع علم العروض. ومحمد بن الحسين بن دريد مؤلف "جمهرة اللغة" وغيرها من المؤلفات. وفي الأدب: محمد بن يزيد المبرد: صاحب "الكامل" وغيره. وفي النسب والتاريخ: الحافظ عبد الغني بن سعيد أول من صنف في المؤتلف والمختلف من الأسماء والكنى والألقاب

(1)

. ويزيد بن محمد بن إياس الأزدي، مؤلف كتاب "تاريخ الموصل".

أما في الشعر: فإن ما وصل إلينا قليل -باستثناء شعر الأنصار- مع أنه عرف في القرن الثاني الهجري والذي يليه مجموعة تعرف بشعر الأزد، أشار إليها الآمدي في "المؤتلف والمختلف"، كما تدل على هذا القصة الآتية: قال أبو العباس أحمد بن يحيى (ثعلب): قلت لمحمد [بن عبد اللَّه بن طاهر]: قرأنا شعر الأزد على أبي المنهال وكان عالمًا به، قد قرأه على مؤرج وعلى خالد، فقال المبرد: قد قرأناه. ولم يقرأه قط. فقال له الأمير: على من؟ فقال: إنه كان تأتينا الأعراب فيمجدوننا -أي يكثرون- فسكت عنه، وكان محمد يفهم

(2)

. انتهى. وممن عرفته من شعراء الأزد - غير شعراء زهران وغامد، الذين سيرد ذكرهم عند ذكر نسب القبيلتين:

1 -

أبو الجياش الحجري الأزدي (صفة الجزيرة 216).

2 -

بسر بن المغيرة بن أبي صفرة الأزدي (الإكمال 1/ 270).

3 -

ثابت قطنة من العتيك من الأزد (الأغاني: 3/ 47 وما بعدها). وله شعر كثير في كتب التاريخ، وانظر مجلة "العرب" السعودية، السنة الرابعة ص 29.

4 -

جماعة البارقي الأزدي (صفة الجزيرة: 209).

5 -

جواس بن حيان الأزدي من عُمان (المؤتلف: 100).

6 -

حاجز الأزدي: (الأغاني 12/ 47 وما بعدها).

(1)

مقدمة "الإكمال" ج 1 ص 6.

(2)

"مجالس العلماء" للزجاجي ص 107.

ص: 304

7 -

حسان بن ثابت الأنصارى شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم وديوانه مطبوع.

8 -

ابن حمام الأزدي: (المؤتلف: 127).

9 -

سراقة البارقي الأزدي: (المؤتلف والمختلف: 196).

10 -

سراقة بن مرداس الأصغر البارقي (المؤتلف: 197).

11 -

الشنفري الأزدي (الأغاني 21/ 87 إلى 49 وشعره في الطرائف إلا لامية العرب).

12 -

عايذ بن عبد اللَّه الأزدي (صفة الجزيرة: 208 والسيرة لدغفل والوصايا).

13 -

عبد اللَّه بن عبد الرحمن البارقي (صفة الجزيرة 209 والإكليل 1/ 92).

14 -

عدي بن وداع الأزدي (معجم الشعراء 65 ولسان العرب: بكر).

15 -

العرندس العوذي الأزدي (معجم الشعراء: 172).

16 -

عمرو بن أبي عمارة الخنيسي الأزدي (معجم الشعراء: 55).

17 -

عمرو بن أشيم الأزدي (معجم الشعراء: 55).

18 -

غامد الأزدي أبو القبيلة (معجم الشعراء: 44 والاشتقاق).

19 -

عمرو بن براق الثمالي الأزدي (المؤتلف والمختلف: 88 وصفة جزيرة العرب ص 49).

20 -

عمرو الخاركي الأزدي (معجم الشعراء: 32).

21 -

عوف بن عبد اللَّه الأزدي (معجم الشعراء: 126).

22 -

قيس بن الخطيم (وديوانه مطبوع).

23 -

أبو قيس (صرمة بن أبي أنس) الخزرجي الأنصاري (السيرة النبوية: 2/ 156).

4 -

كعب بن مالك الأنصاري (ديوانه مطبوع).

ص: 305

25 -

لمس بن سعد البارقي الأزدي صاحب حلف الفضول (معجم الشعراء: 253).

26 -

محمد بن الحسن بن دريد الأزدي العالم اللغوى (وديوانه مطبوع).

27 -

محمد بن سعيد الأزدي (معجم الشعراء: 421).

28 -

محمد بن عبيد بن عوف الأزدي (معجم الشعراء: 352).

29 -

مروان بن سعيد المهلبي الأزدي (معجم الشعراء: 320).

30 -

معقر بن حمار البارقي الأزدي (المؤتلف: 128 ومعجم الشعراء: 299).

31 -

المفضل بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي (معجم الشعراء: 297).

32 -

النعمان بن بشير الأنصاري (وديوانه مطبوع).

33 -

يعلي الأحول الشكري الأزدي (الأغاني: 19/ 11 ومجلة العرب س 3 ص 183).

وهناك شعراء من أهل المدينة كابن الأحوص وعبد الرحمن بن حسان وغيرهما ممن يطول الكلام لو حاولنا الاستقصاء.

‌الموطن القديم للأزد:

يكاد يجمع مؤرخو العرب على أن الأزد كانوا يسكنون في جهات مأرب من أرض اليمن، وأنهم إثر حادثة سيل العرم تفرقوا.

ويورد المفسرون في تفسير الآية الكريمة: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)} [سبأ] يوردون حديثًا منسوبًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم هذا نصه: سأل فَرْوة بن مُسيك المُرادي النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: يا رسول اللَّه ما سبأ أرجل أم جبل أم واد؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا بل رجل ولد عشرة، فتشاءم أربعة، وتيامن ستة، فتشاءم لخم وجذام وعاملة وغسان،

ص: 306

وتيامن حِمْيرُ ومَذْحِج والأَزدْ وكندة والأشعريون، وأنمار التي فيها بجيلة وخثعم"

(1)

.

وخبر السد وخرابه، وتفرق بني سبإ، ونسبة الأزد إليه من الأمور المعروفة، غير أن الخيال أضفى على قصة السد من الزيادات ما أبرزها بصورة تبعث الاستغراب والعجب، بعد أن اتخذ منها القصاصون مادة للإطراف والتسلية والترويح. ومع أن كتاب "تفرُّق الأزد" الذي نسبه صاحب "الفهرست"

(2)

وغيره لابن الكلبي لم يصل إلينا إلا أنه وصل إلينا من خبر الأزد ما لا نستبعد أن يكون ما في كتاب ابن الكلبي لا يخرج عنه، وبصرف النظر عن المقتطفات التي أوردها البكري وياقوت في معجميهما، وما جاء في كتاب "الأغاني" مما هو من كتاب ابن الكلبي فقد وردت نصوص طويلة في كتب أخرى، من أوفاها ما جاء في كتاب "السيرة" المنسوب لدغفل الشيباني، وفيه نقول عن ابن الكلبي وعبيد بن شربة وهما متأخران عن زمن دغفل، وأسلوب الكتاب لا يرقى إلى أساليب من نسبت إليهم تلك الأقوال، وما جاء في "التيجان" لابن هشام صاحب السيرة، ولندع ذكر ذلك الجرذ الضخم الجثة وتقليبه لصخور السد، وإن كانت هذه الخرافة أصبحت مسيطرة على عقول كثير من الشعراء وغيرهم إلى عهد قريب، حيث نجد الشاعر عمارة الحكمي يقول:

ولا تحتقر كيدَ الضعيف فربما

تموت الأفاعي من سموم العقاربِ

وقد هَدَّ قديمًا عَرش بلقيس هُدهدٌ

وخَرَّب حفرُ الفأرِ سَدَّ مأربِ

ولندع خبر عمران بن عامر، واحتياله عندما شاهد الجُرَذ بأن أمر ابنه أن يلطمه في ملأ من قومه ليتخذ من تلك اللطمة حيلة لبيع أمواله، ورحيله قبل أن يعلم قومه بخراب السد، لندع هذا، وإن كان في عهدنا من ينتسب إلى (الملطوم) هذا، وهو لقب أضفى عليه منذ زمن متقدم

(3)

ولنكتف من خبر السد مما يتعلق بتفرق أهله ببعض نصوص وردت في كتب لمؤلفيها منزلة بين العلماء.

(1)

"الأنساب" - ج 1 ص 21.

(2)

ص 96 طبعة أوربا.

(3)

انظر "منتخبات من شمس العلوم" ص 95.

ص: 307

1 -

قال ابن هشام في "السيرة": وكان سبب خروج عمرو بن عامر من اليمن -فيما حدثني أبو زيد الأنصاري- أنه رأى جرذًا يحفر في سد مأرب، الذي كان يحبس عليهم الماء، فيصرفونه حيث شاؤوا من أرضهم، فعلم أنه لا بقاء للسد على ذلك، فاعتزم على النقلة من اليمن، فكاد قومه، فأمر أصغر ولده إذا أغلظ له ولطمه أن يقوم إليه فيلطمه، ففعل ابنه ما أمره به، فقال عمرو: لا أقيم ببلد لطم وجهي فيه أصغر ولدي وعرض أمواله. فقال أشراف من أشراف اليمن: اغتنموا غضبة عمرو، فاشتروا منه أمواله. وانتقل في ولده وولد ولده. وقالت الأزد: لا نتخلف عن عمرو بن عامر، فباعوا أموالهم، وخرجوا معه، فساروا حتى نزلوا بلاد عك مجتازين يرتادون البلدان، فحاربتهم عك، فكانت حربهم سجالا، ففي ذلك قال عباس بن مرداس البيت الذي كتينا

(1)

. ثم ارتحلوا عنهم فتفرقوا في البلدان، فنزل آل جفنة بن عمرو بن عامر الشام، ونزلت الأوس والخزرج يثرب، ونزلتا خزاعة مرّا، ونزلت أزد السراة السراة، ونزلت أزد عمان عُمان، ثم أرسل اللَّه تعالى على السد السيل فهدمه، ففيه أنزل اللَّه تبارك وتعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم:{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ. . .} [سبأ]

(2)

.

على أنه في كتاب "التيجان" المنسوب إليه أورد الخبر مطولا، وملخص ذلك

(3)

أن الأزد سارت مع عمرو بن عامر من مأرب إلى بلاد عك وبعد تجاور القبيلتين زمنا حدثت بينهما حرب فسارت الأزد إلى بلاد همدان فوقع بين القبيلتين قتال كان النصر فيه للأزد إلا أنهم ارتحلوا بعده من بلاد همدان وتخلف منهم بنو وادعة بن عمرو فانتسبوا في همدان فقيل وادعة بن عمرو بن جشم بن حاشد بن همدان، وسار الأزد إلى بلاد مذحج، وبعد قتال وقع الصلح وانتسب في بني مذحج من غسان بنو زيد بن الهنو

(4)

وصاروا معهم إخوة فيقال إلى اليوم: بنو

(1)

يقصد: وعك بن عدنان الذين تلقبوا بغسان حتى طردوا كل مطرد.

(2)

"السيرة النبوية" ج 1 ص 13.

(3)

من ص 276 إلى ص 282.

(4)

في المطبوع (الهبور) خطأ.

ص: 308

زيد بن الحارث بن كعب بن [عمرو بن]

(1)

بن جلد بن مالك. ثم قالت لهم الكاهنة طريفة:

نحو السراة عجلوا الرحيلا

لا تجعلوا من دونها بديلا

أصبح وجه الأرض مستحيلا

فسارت نصر بن الأزد إلى عُمان والبحرين.

وقالت الكاهنة: يا ثعلبة من كان منكم ذا هم أمدن، وخيل أدكن، فليلحق أرض شن. فكانت هذه صفات أرد شنوءة، فليحق بهم عون بن

(2)

عدي بن حارثة ابن عمرو، وهؤلاء أزد شنوءة.

وسارت خُزاعة حتى وصلت بطن مر.

وسار الأوس والخزرج إلى المدينة.

وسار جفنة وبنوه إلى الشام

ثم قال: ونزل السراة من الأزد بنو هبير (؟) بن الهنو بن الأزد والبعض من ولد الهبور (؟) بن دهمان وعامر وآهلة (؟) ابنا عبد اللَّه بن نصر بن كعب بن الأزد، وهم أزد شنوءة، فهذه القبائل الذين سكنوا السراة يظهر بظهر الجبل الذي يقال له الحجاز، أعلى المجيد، شديد البرد، والحجاز ما حجز بين نجد وتهامة ففي أعلى نجد الحر في الشتاء والصيف وفي أسفله غور في الشتاء بارد.

ونزل لهب

(3)

ومنهب وراسب بنو مالك بن نصر بن الأزد وهم برق دهمان ابن زهران بن كعب بن نصر بن الأزد. . هذه القبائل التي نزلت السراة الذي يقال له الحجاز لأنه حجز بين نجد وتهامة وهو السراة، وإنما سمي السراة لاستوائه كاستواء سراة الفرس

(4)

.

(1)

في المطبوع (بن عبيد بن خالد) خطأ.

(2)

أولاد عدي: سعد وهو بارق وعمرو وعمران - ولعل هذا عوف بن كنانة بن بارق بن عدي.

(3)

في الكتاب: (سهب).

(4)

وفيه دهوان.

ص: 309

فلما نزلت أزد شنوءة السراة وجدوا بها امرأة من قوم عاد بن قحطان فقالت: أنا أعلم بالبلاد منكم فسارت بهم حتى أنزلتهم أرضًا تسمى طريب فقالت: هذه طريب

(1)

حجر ضر، وجبلها وعر، يلقى الراعي بها شر، ثم خرجت بهم حتى أتت كراء، فقالت: هذه كراء، مرحلة قاتلة للنساء، ثم سارت إلى بيشة فقالت: منزلة خربة، آمنة مانعة. فنزلت الأزد بهذه المنازل كلها.

2 -

وصاحب "الأغاني" يحاول أن يورد خبر افتراق أهل مأرب خاليًا من بعض ما ألصق به من خيال، فيقول -في حديث طويل-

(2)

:

فلما أرسل اللَّه سيل العرم على أهل مأرب -وهم الأزد- قام رائدهم فقال: من كان ذا جَمَل مِفَنّ، ووَطبٍ مدَن، وقُرْبة وشَنّ، فلينقلب عن بقرات النعم، فهذا اليوم يوم هَم، وليلحق بالثني من شَنّ -فيقال وهو [جبل] بالسراة- فكان الذين نزلوه أزد شنوءة. ثم قال لهم: ومن كان ذا فاقة وفقر، وصبر على أزمات الدَّهر، فليلحق ببطق مَرّ، فكان الذين سكنوه خزاعة. ثم قال لهم: من كان منكم يريد الخمر والخمير، والأمر والتأمير، والديباج والحرير، فليلحق ببُصْرى والحفير-وهي من أرض الشام- فكان الذين سكنوه غسَّان. ثم قال لهم: ومن كان منكم ذا هم بعيد، وجَمَل شديد، ومزاد جديد، فليلحق بقصر عُمان الجديد، فكان الذين نزلوه أزد عُمان. ثم قال: ومن كان يريد الراسخات في الوَحْل، المطعمات في المحل، فليلحق بيثرب ذات النخل، فكان الذين نزلوها الأوس والخزرج.

3 -

ويعتبر الهمداني من أوثق من يتحدث عن اليمن وقبائله، وقد أورد في "صفة جزيرة العرب" كلامًا طويلًا عن تفرق الأزد يحسن إيراده بنصه قال: ولما خرج عمرو مزيقياء ابن عامر ماء السماء، هو ومالك بن اليمان من مأرب في جماعة الأزد، وظهرا إلى مخلات خولان وأرض عنس، وحقل صنعاء فأقبلوا لا يمرون بماء إلا أنزفوه ولا بكلأ إلا أسحقوه لما فيهم من العَدَد والعُدَد، والخيل

(1)

في المطبوع (طرب) خطأ وطريب واد معروف يقع شرق بيشة وهو من روافد وادي تثليث (بقرب الدرجة 15/ 43 طولا وبين: 30/ 18 و 30/ 19 عرضا) وهو الذي سكنته طيئ قبل الجبلين وفيه قال راجزهم: اجعل طريبا كحبيب ينسى لكل قوم مصبح وممسى وورد في "معجم البلدان" مصحفا (ظريب).

(2)

"الأغاني" ج 19، ص 95.

ص: 310

والإبل والشاه والبقر وغيرها من أجناس السوام وفي ذلك تضرب لهم الرواد في البلاد تلتمس لهم الماء والمرعى، وكان من روادهم رجل من بني عمرو بن الغوث خرج لهم رائدًا إلى بلاد إخوتهم همدان فرأى بلادا لا تقوم مراعيها بأهلها وبهم، فأقبل آيبا حتى وافاهم وقام فيهم منشدًا لهذه الأبيات:

ألما قعجبوا منا ومما

يعسفنا به ريب الليالي

تركنا مَأربًا وبه نشَأنا

وقد كنَّا بها في حسن حال

نقيل سروحنا في كل يوم

على الأشجار والماء الزلال

وكنا نحن نسكن جنتيها

ملوكا في الحدائق والظلال

فوَسوس ربَّنا عمرٌو مقالا

لكاهنه المُصرِّ على الظلالِ

فأقبلنا نسوق الخور منها

إلى أَرض المجاعة والهزال

ألا يا للرجال لقد دهيتم

بمعضلة إلا يا للرجال!!

أبعد الجنتنن لنا قرار

بِرَيدة أو أثافت أو أزال؟

وإن الجوف واد ليس فيه

سوى الربض المبرز والسيال

وفي غُرَقٍ فليس لكم قرار

ولا هي ملتجا أهل ومال

وأرض البون قصدكم إليها

لترعوها العظيم من المحال

وفي الخشب الخلاء وليس فيه

لكم يا قوم من قيل وقال

وهذا الطود طود الغور منكم

ودون الطود أركان الجبال

يريد بالطود ما قطع اليمن من جبل السراة الذي بين نجدها وتهامها، وسمى طودًا ووجد في بعض كتب ذي ماذن كتاب بالمسند: من كريب ذي ماذنم إلى أهل تهامة وطودم. . في كلام قد ذكرناه في كتاب "الإكليل":

وخيلكمُ إذا جشَّمتموها

قرُوَّ الشامخات من الجبال

أخاف وجى يعقلها عليكم

فتصبح لا تسير من الكلال

وأنتم يا بني غوث بن نبت

ولاة الخيل والسمر العوالي

إذا ما الحرب أبدت ناجذيها

وشمرت الجحاجح للقتال

(1)

(1)

أبدت ناجذيها: أي كشَّرت عن أنيابها، شمَّرت الجحاجح: أي الأبطال. ويقال أيضًا: كشفت الحرب عن ساقها -أي اشتد أوارها وزاك لهيبها- وهذه ترادف كشَّرت عن أنيابها، ومعناهما واحد.

ص: 311

وكان من روادهم رجل يقال له عائذ بن عبد اللَّه من بني مالك بن نصر بن الأزد خرج لهم رائدًا إلى بلد إخوتهم حِمْيَر فرأى بلادًا وعرة لا تحملهم مع أهلها فأقبل آيبًا حتى وافاهم فقام فيهم منشدًا وأنشأ يقول:

علام ارتحال الحي من أرض مأرب

ومأرب مأوى كل راض وعاتب

أما هي فيها الجنتان وفيهما

لنا ولمن فيها فنون الأطايب؟

ألم تك تغدو خورنا مرجحنة

على الحرج الملتف بين المشارب؟

أأن قال قولا كاهن لمليكنا؟

فما هو فيما قال أول كاذب

تخلفها والجنتين ونبتغي

بجهران أو في يحضب مثل مارب

فهيهات بل هيهات والحق خير ما

يقال وبعض القول كشف المعايب

لقد رُدْتُ صيدًا والسحولين بعده

وعينهما السيال بين الذنائب

وغورت حتى طفت أبين بعد ما

خبرت لكم لحج الربى والسباسب

فلم أر فيما طفت من أرض حِمْير

لمأربنا من مشبه ومقارب

وهذي الجبال الشم للغور دونكم

حجاب وما فيها لكم من مآرب

وخيلكم خيل رعت في سهولة

من الأرض لم تألف طلوع الشناخب

أخاف عليهن الونى أن ينالها

وأنتم ولات المعلمات الكتائب

وكم ثم كم من معشر بعد معشر

أبحتم حماهم بالجياد السلاهب

ثم إنهم أقاموا بإزال وجانب بلد همدان في جوار ملك حِمْيَر في ذلك العصر حتى استحجرت خيلهم ونعمهم وماشيتهم، وصلح لهم طلوع الجبال فطلعوها من ناحية سهام ورمح وهبطوا منها على ذؤال وغلبوا غافقًا عليها، وأقاموا بتهامة ما أقاموا حتى وقعت الفرقة بينهم وبين كافة عك فساروا إلى الحجاز فرقًا فصار كل مخذ منهم إلى بلد فمنهم من نزل السروات، ومنهم من تخلف بمكة وما حولها، ومنهم من خرج العراق، ومنهم من سار إلى الشام، ومنهم من رمى قصد عُمان واليمامة والبحرين، ففي ذلك يقول جماعة البارقي:

حلَّت الأزد بعد مأربها الغو

رَ فأرض الحجاز فالسروات

ومضت منهم كتائب صدق

منجدات تخوض عرض الفلاة

فأتت ساحة اليمامة بالأظـ

ــعان والخيل والقنا والرماة

ص: 312

فأنافت على سيوف لطسم

وجديس لدى العظام الرفات

واتلأبت تؤم قافية البحـ

ــرين بالخور بين أيدي الرعاة

فأقرت قرارهِا بعُمان

فعُمانٌ محلُّ تلك الحماة

وأتت منهم الخورنق أَسدٌ

فاحتووا ملكها وملك الفرات

وسمت منهم ملوك إلى الشأ

م على التُّبِّنية المضمرات

فاحتووها وشيدوا الملك فيها

فلهم ملك باحة الشامات

تلكم الأكرمون من ولد الأز

د لغسان سادة السادات

والمقيمون بالحجازين منهم

أرغموا عنهم أنوف العداة

ملكوا الطود من سروم إلى الطا

ئف بالبأس منهم والثبات

واحتوت منهم خزاعتها الكعـ

ـــبة ذات الرسوم والآيات

أخرجت جرهم بن يشجب منها

عنوةً بالكتائب المعلمات

فولاة الحجيج منها ومنها

قدوة في منى وفي عرفات

وإليها رفادة البيت والمر

باع يجبى لها من الغارات

وبنو قيلة الذين حووا يثـ

ـــرب بالقود والأسودِ العتاة

زحفوا لليهود وهي ألوف

من دهاة اليهودِ أيُّ دهاة

فأبادوا الطغاة منها ولما

يفشلوا في لقاء تلك الطغاة

وأذلوا اليهود منها وأخلوا

منهم الحرَّتين واللابات

أصبح الماء والفسيل لقومي

تحت آطامها مع الثمرات

ولهم من بني اليهود عبيد

خول من نواضر وبنات

ورعاة لهم تسيم سروحا

وسقاة قوارب وطهاة

أسروها من اليهود لدى تشـ

ـــتيتها في القرى وفي الفلوات

أيهاذا الذي يسائل عنا

كيف يخفي عليك نور الهداة؟

نحن أهل الفخار من ولد الأز

د وأهل الضياء والظلمات

هل ترى اليوم في بلاد سوانا

من ملوح وسادة وولاة؟

فأما ساكن عُمان من الأزد فيحمد وحدان ومالك والحارث وعتيك وجديد، وأما من سكن الحيرة والعراق فدوس، وأما من سكن الشام فآل الحارث: آل محرّق وآل جفنة ابني عمرو، وأما سكن المدينة فالأوس والخزرج، وأما من

ص: 313

سكن مكة ونواحيها فخزاعة، وأما من سكن السروات فالحجر بن الهنو ولهب وناه وغامد ومن دوس وشكر وبارق السوداه وحال وعلي بن عثمان والنمر وحوالة وثمالة وسلامان والبقوم وشمران وعمرو، ولحق كثير من ولد نصر بن الأزد بنواحي الشحر وريسوت وأطراف بلد فارس فالجويم فموضع آل الجلندي

(1)

.

4 -

ويقول صاحب كتاب "السيرة"

(2)

المنسوب لدغفل:

وسارت أولاد دوس بن زهران بن نصر بن الأزد في أهاليهم وأولادهم إلى أرض تهامة، فجاوروا أولاد معد بن عدنان فيها.

وسارت أولاد قرن بن قدام بن عدنان بن عبد اللَّه بن الأزد بن الغوث فنزلوا بظواهر اليمن. . ومنهم أويس القرني.

وسار سعد العشيرة وولده وولد ولده وكانوا بشرًا كثيرًا فنزلوا بظواهر اليمن.

وسار بنو الحارث بن كعب بن علة بن [جلد] بن مالك بن مذحج ونزلوا بنجران.

وسارت كندة إلى أرض تهامة فأقاموا بها مع ربيعة بن نزار فيما بين ضرية وذات عرق والشعثمين مع أولاد معد فصاهروهم وحالفوهم فكانت لغتهم وحجهم واحدا، فلما كثروا تفرقوا فيما بين بيشة وتبالة والدفينة وبطن الجريب وضرية وذي طلال، وفي ذلك يقول أبو طالب بن عبد المطلب:

وكندة إذ ترمي الجِمار عشية

يساعدها حجاج بكر بن وائل

حليفان شدًا عقد ما احتلفا له

وردّا عليه عاطفات الوسائل

وصار يحابر وحرملة ابنا أدد بن الهميسع بن عمرو بن عريب بن عمرو بن الأزد، ومعما ابن أخيهما طيئ، وكان اسمه جلهمة فأقاموا فيما بين تهامة واليمن، ووقع بين طيئ وعميه ملاحاة ففارقهم وسار نحو الحجاز ثم سار إلى جبلي طيئ.

(1)

"صفة جزيرة العرب" من ص 207 إلى 211.

(2)

مخطوطة الأمبروزيانا في إيطاليا الورقة الـ 58.

ص: 314

وسار عمران بن عامر في بقية ولده ومعه ابن أخيه جفنة بن عمرو بن عامر في نفر كثير من قومه قاصدين بلاد الشام حتى وافوها وجاوروا من كان بها من لخم وعاملة. انتهى.

فأنت ترى من هذه النصوص أن المتقدمين من المؤرخين -وهم لا يخرجون عما نقلنا- يكادون يعللون خروج كل القبائل القحطانية من اليمن بخراب السدّ، ويجعلهم كلهم من أهل مأرب.

وانتقال تلك القبائل -أو جلها- من اليمن أمر معقول ومقبول، ولكن كونها انتقلت أثر خراب السدّ أمر مشكوك فيه، ذلك أن المتقدمين يؤرخون حادثة الخراب بأنها في عصر الملك الفارسي دارا بن بهمن

(1)

، ودارا هذا هو الذي غزاه الإسكندر الكبير في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد، والأدلة التاريخية والنقوش التي عثر عليها في أمكنة كثيرة في جنوب الجزيرة وشمالها، وفي أمكنة أخرى خارجها، تدل على انتشار كثير من تلك القبائل التي ورد ذكرها خارج اليمن قبل سيل العرم، وليس من المعقول أيضًا أن تلك الرقعة الصغيرة من الأرض وهي مأرب تتسع لعدد كبير من السكان يتكون من قبائل.

والأمر الذي لا ريب فيه أن انتقال تلك القبائل كان في فترات متفرقة، وفي أزمان متباعدة، فعندما تضيق البلاد بسكانها ينتقل قسم منهم بحثًا عن بلاد تُلائم حياتهم. وللأستاذ محب الدين الخطيب بحث ممتع عن هجرات القبائل دعاه "اتجاه الموجات البشرية في جزيرة العرب".

‌وقال الجاسر عن أصول قبيلتي غامد وزهران في قبائل الأزد:

ومما ينبغي ملاحظته فيما يتعلق بأنساب القبائل العربية قديمها وحديثها اختلاط الأنساب وتداخلها، وهذا ناشئ من عدة أمور منها التحالف والتجاء قبيلة ضعيفة إلى قبيلة أقوى منها، وانضواؤها تحت اسمها، ومنها التجاور في المنازل الذى ينشأ عنه الاختلاط غالبًا، أما بسبب قرابة من طريق المصاهرة، أو جهل نسب إحدى القبيلتين وظنها أنها من القبيلة الأخرى، ولعل هذا يوضح سبب التداخل بين قبيلتي عدوان وزهران وهو تداخل قديم حيث نجد في كتاب

(1)

"السيرة" الورقة الـ 57.

ص: 315

"الجمهرة" ومختصراتها ما هذا نصه: (فولد عدوان يشكر ودوسًا، ويقال هم دوس الذين في الأزد)

(1)

وفي الكتاب المذكور: (فولد الحارث بن زيد بن عدوان سعدًا ومعاوية وربيعة في الأزد على نسب فيهم. ومن أسباب الاختلاط أيضًا الاتفاق في الأسماء وهذا أمر معروف منذ القديم، وقد لاحظ ذلك الهمداني فقال: وكذلك سبيل كل قبيلة من البادية تضاهي باسمها اسم قبيلة أشهر منها؛ فإنها تكاد تتحصل نحوها، وتنتسب إليها، رأينا ذلك كثيرًا"

(2)

اهـ. وهذا يفسر لنا الاختلاط في نسب كثير من القبائل المتفقة في الأسماء، مثل شبابة في دوس، وشبابة في عدوان وفهم من أغار من بجيلة وفهم بن غنم من دوس، وفهم أخي عدوان القبيلة العدنانية وكل هذه القبائل تسكن السراة ومنازلها متقاربة، ويقال مثل هذا في قبيلة بني خالد في شرقي الجزيرة ووسطها، إلا أن مما لا شك فيه أن قبائل السراة أصفى أنسابًا من قبائل نجد وشمال الحجاز وأصرح وأقل تداخلا.

ونحن فيما سنورده عن أصول أنساب قبيلتي زهران وغامد سنقتصر على ما ورد في كتب المتقدمين في المصادر التي ذكرناها في أول الفصل الأول من هذا القسم، أما الفروع الحديثة فقد سبق ذكرها.

‌أزد شنوءة:

سبقت الإشارة إلى الاختلاف في معنى هذا الاسم، ولكن مما لا اختلاف فيه أن أزد السراة من أزد شنوءة، من بني كعب بن الحارث بن كعب ابن عبد اللَّه ابن مالك بن نصر بن الأزد، قال في "مختصر الجمهرة": ومن كعب ابن الحارث:

1 -

زهران بن كعب

(3)

- قبيل عظيم.

2 -

ولِهْبٌ - بطن - بن أحجن بن كعب وهم أعْيَفُ العرب.

3 -

وقرن - بطن - بن كعب.

4 -

وثَمالة - بطن - وهو عوف بن أسلم بن أحجن بن كعب، والشرف فيهم في بني بلال بن عمرو ابن ثمالة.

5 -

وأفكه - بطن - بن عبد اللَّه بن كعب.

6 -

ومالك بن كعب.

7 -

وغامد وهو عمرو بن عبد اللَّه بن كعب.

(1)

"المقضب" الورقة 52، نسخة دار الكتب المصرية.

(2)

"صفة جزيرة العرب" ص 90.

(3)

في هامش كتاب "النسب": قبيل أكبر من بني زهران بن الحجر.

ص: 316

زهران: وها هو تفريع نسب قبيلة زهران.

ولد زهران بن كعب بن الحارث:

1 -

عبد اللَّه.

2 -

ونصرًا.

3 -

والنمر.

4 -

ومالك.

5 -

وعُبرة.

6 -

وصقلا يقال لعبرة وصقل ومالك: بنو خنيس (حاضن حضنهم).

فولد عبد اللَّه بن زهران:

1 -

عُدثان.

فولد عدثان بن عبد اللَّه:

1 -

دوس - بطن عظيم.

2 -

ودُعْثة - بطن صغير.

3 -

ودِهْنة - بطن صغير.

فولد دوس بن عدثان:

1 -

غنم.

2 -

ومنهب - بالسراة.

فولد غنم بن دوس:

1 -

فهم.

2 -

والحارث (دَرَجَ)

(1)

.

فولد فهم بن غنم:

1 -

مالك، وهم بعُمان

(2)

.

2 -

وسليم.

3 -

وطريف: وهما بالحجاز.

فولد مالك بن فهم بن غنم:

1 -

نوا، ولده بعُمان.

2 -

وجذيمة الأبرش الملك الذي قتلته الزبَّاء

(3)

.

3 -

وعوف

(4)

.

4 -

وجهضم.

5 -

وسليمة - بطن.

6 -

ومعن - بضن.

7 -

وهناءة - بطن.

8 -

والحارث.

9 -

وشبابة.

10 -

وعمرو.

(1)

أي لم يعقب.

(2)

قال ابن دريد: (فمن قبائل دوس العظام: مالك بن فهم وهم بعُمان، وسليم بن فهم وهم بالسراة).

(3)

كان أبرص فتهيبت العرب أن تقول أبرص فقالت: أبرش، ووضاح.

(4)

زاد ابن دريد "الاشتقاق" - 497 - بنو عوف بن مالك ومنهم بنو الجون بن أنمار بن عوف. =

ص: 317

11 -

وثعلبة

(1)

(وأم ثعلبة الحرام بنت مالك بن فهم بن تيم اللَّه بن أسد بن وبرة ابن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة فانتسب ثعلبة في تنوخ، فهم فيهم إلى اليوم يدعون بني ثعلبة

(2)

.

فولد عوف بن مالك بن فهم بن غنم:

1 -

جهضم.

2 -

وجريرا.

3 -

وجون.

وبنو جهضم يقولون: جهضم بن جذيمة الأبرش ابن مالك بن فهم، وكان جذيمة عاقرًا.

وولد نوا

(3)

بن مالك بن فهم بن غنم:

1 -

شنيف.

2 -

وعمرو.

3 -

وحنش.

وولد سليمة

(4)

بن مالك بن فهم بن غنم:

1 -

جلهمة (حماية).

2 -

وسعد.

3 -

وعبد.

4 -

وحملة.

5 -

وضباك.

6 -

ومجاسر.

7 -

وتبريد.

8 -

وقرضرا.

منهم أبو حمزة الخارجي، وهو المختار بن عبد اللَّه بن مازن بن مجاسر، صاحب يوم قديد.

وولد هناءة بن مالك بن فهم غنم:

= ومنهم أبو عمران الجوني (اسمه عبد اللَّه بن حبيب محدث من أهل البصرة توفي سنة 128 - تهذيب) الذي يحدث عنه. وفهم فزارة بن عمران بن مالك بن بلال بن حرب بن عمرو بن زرارة بن الجون بن أنمار بن عوف، الذي يقول فيه الشاعر:

ومن المظالم ان تكو

ن على المظالم، يا فزارة

(1)

قال في "الإكمال": خمام -بخاء معجمة- بن مالك بن فهم بن غنم.

(2)

من مختصر الجمهرة، ص 217.

(3)

في المقتضب: نوي وفي حالة النصب (نويّا) وضبط ابن دريد الاسم وذكر اشتقاق - 498 - والمتقدمون كثيرًا ما يكتبون الكلمة كما تنطق.

(4)

في "الاشتقاق" - 497 - وسليمة الذي رمى بها أباه بسهم فقتله وله يقول مالك:

أعلِّمه الرماية كل يوم

فلما اشتدَّ ساعده رماني

وفي "الإكمال" 4/ 336 - بفتح السين وكسر اللام- انتهى. وفي كتب اللغة النسبة إليهم سليمة -بخلاف القاعده- ولعله لدفع الاشتباه بين النسبة إلى سلمة من الأنصار، أو سلمة من غيرهم.

ص: 318

1 -

أسلم.

2 -

وجهم.

3 -

صامدة.

فولد أسلم بن هناءة.

1 -

خنزيرا.

2 -

وبكرا.

3 -

وفسحان.

4 -

وغرثا (عربا).

فولد خنزير بن أسلم:

1 -

عايذا.

2 -

وعازبا.

3 -

وحاسبا.

منهم عقبة بن سلم بن نافع بن هلال بن صهبان بن هَرَّاب بن عايذ بن خنزير

(1)

.

وعبد الملك بن هلال بن عياض بن عمرو بن حرب بن عايذ بن خنزير (قائد هارون وولي نهاوند وجُرْجان وأذْرْبيجان وتفليس وحمص).

ومعدان بن سهم بن مالك بن عقربان بن سوار بن صايدة بن عازب بن خنزير، كان شريفًا.

وصحيرة بن عمرو بن حارثة بن عقربان بن سوار، كان شريفًا.

وولد شبابة بن مالك بن فهم بن غنم:

1 -

زيد.

2 -

وفراهيد.

3 -

عَبْد.

منهم عقبة بن السمهري بن حرب بن كعب بن عبد بن حمام بن عبد بن زيد بن شبابة.

والحرُّ بن الحر بن ضحيان بن قطن بن هانئ بن ظالم بن جشم بن حاضر ابن ظالم بن فراهيد، كان شريفًا (فارسًا)

(2)

.

(1)

صاحب دار عقبة بالبصرة "الاشتقاق" وزاد: ومن رجالهم في الإسلام الحين بن قريش الذي ولي فارس وكُرَوَ دجلة. وأبو شيخ الهنائي أحد عُباد البصرة المشهورين.

قال ابن حزم عن عقبة بن سلم: ولاء المنصور البحرين والبصرة فأكثر القتل في ربيعة حتى كان ذلك سب انحلال الحلف بين الأزد وربيعة وقتله رجل من ربيعة فتك به في جامع البصرة.

(2)

في "الاشتقاق": كان فارس أهل دهره، ومنهم في الإسلام: الخليل بن أحمد صاحب العروض.

ص: 319

وولد الحارث بن مالك بن فهم بن غنم:

1 -

مُنقذ - وهو العَقْيُ، وهم العُقَاةُ

(1)

.

2 -

وجرموز، وهم الجراميز.

3 -

وفردوس، وهم القراديس

(2)

.

4 -

ولِحْيا.

5 -

ولَقِيطا.

منهم كَعْب بن سُور بن بكر بن عبد بن ثعلبة بن سُليم بن ذهل بن لقيط، ولي قضاء البصرة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فلم يزل عليها حتى قتل مع عائشة يوم الجمل، أتاه سهم فقتله

(3)

.

والهيثم بن المنخل بن الحارث بن أرقم بن أسود بن همام بن سحان بن قصامة بن كتون [كتامة] بن جرموز (كان فارس العرب).

والصفاف بن حجر بن محبر بن عمرو بن بكر بن أنمار بن قيس بن وقدان ابن أخطب بن أمسك بن العُقْي - لهم عدد وشرف.

وولد عمرو بن مالك بن فهم:

1 -

مالك.

2 -

ومعاوية.

3 -

وعايذ سمي قسْمَلة لجماله، وهم القسامل.

4 -

ووابيل.

5 -

وواشح.

6 -

وماوية.

(1)

في "الاشتقاق": العقيُ: أول ما يطرحه الصبي من بطن أمه إذا ولد. ولا تلتفت إلى قول ابن الكلبي: قد عق أباه فسمي عقيًا.

(2)

ومن القراديس: سعد بن مجد، الذي قتل قتيبة بن مسلم "الاشتقاق" - 499 - فمن العُقاةَ: آل الصَّفاق بن حجر بن يُحير بن عمر بن بكر بن أنمار بن قيس بن وقدان بن أخطب بن أسيد بن العقي، لهم عدد ورياسة وشرف بفارس. وذكر أبو عبيد: الصفاق بن حجر: لهم شرف بفارس.

(3)

في "الاشتقاق" ولي القضاء في البصرة لعمر وعثمان رضي الله عنهما وخرج يوم الجمل وفي عنقه المصحف ليصلح بين الناس فجاءه سهم غرب فقله. كذا في "الاشتقاق" وفي "جمهرة ابن حزم": قتل يوم الجمل بين الصفين، وهو يدعو كلتا الطائفتين إلى الإماك، إلا أنه كان مع أم المؤمنين، ومن معسكرها خرج.

ص: 320

7 -

وأبا أبية.

8 -

وكلاب.

9 -

وصخفان.

فولد وائل بن عمرو بن مالك بن فهم:

1 -

أسد، وهو فجم، وهم فَجُومة

(1)

.

2 -

ومرّة وهم بنو العم الذين في تميم.

فولد مالك بن عمرو بن مالك بن فهم.

1 -

عايذ، وهو صُليْمَى

(2)

.

2 -

وممدود، وهم الأشاقر.

3 -

وشُرَيْك بطن، وهم رهط مقاتل بن الدول

(3)

.

4 -

وشيل (شك).

5 -

وذهبان.

6 -

وعديّ.

7 -

وزو.

8 -

وآل ممدود.

9 -

وزاكي.

فولد عايذ بن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم:

1 -

أسد.

2 -

وسعد، وهر الأشقر [لأنه كان أشقر] وهم الأشاقر رهط

(4)

كعب بن معدان الأشقري الشاعر قال فيه زياد الأعجم:

قالوا الأشاقر تهجوكم فقلت لهم

ما كنت أحسبهم كانوا ولا خلقوا

فولد أسد بن عايذ بن مالك بن عمرو:

(1)

كذا في المختصر وفي الأصل وكتاب أبي عبيد: فحم وهم فحومة.

(2)

في "الاشتقاق" وهم بنو زاكيا (؟) وصليمي يمد ويقصر. ومن رجالهم سبيعة بن غزال وفد على أبي بكر الصديق رضي الله عنه في أمر أهل عثمان وله حديث.

غزال وفد على أبي بكر للصديق رحمه الله في أمر أهل عثمان وله حديث.

(3)

قال ابن دريد "الاشتقاق" - 501 - فمن بني شريك بن مالك: بنو أسد بن شريك، الذين لهم خطة بالبصرة: يقال لها خطة بني أسد، وليس بالبصرة خطة لبني أسد بن خزيمة العدنانية.

فمن بني أسد: مسدد بن مسرهد بن مسربل بن ملمتك بن جرو بن يزيد بن شبيب بن الصلت ابن مالك بن أسد بن شريك.

ومن مواليهم: مقاتل -صاحب التفسير- وذكره أبو عبيد أيضًا أن من موالي بني شريك.

(4)

قال ابن دريد: ومن موالي الأشاقر: شعبة بن الحجاج الفقيه.

ص: 321

1 -

حاضر. فولد حاضر بن أسد بن عايذ:

1 -

ظالم.

2 -

وجُدَيد بطنان عظيمان بالبصرة.

وولد ذهبان بن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم:

1 -

عمرو.

2 -

وشُنيف.

3 -

وسعد.

4 -

وربيعة.

وولد شُريْك بن مالك:

1 -

أسد.

وولد جذيمة بن مالك بن فهم:

1 -

جَهْضَم

(1)

.

2 -

ووهبيل (هَبِيل).

فولد جهضم بن جذيمة:

1 -

صهبان.

2 -

وجعبر (جعفر).

3 -

وكعب.

4 -

وجلد.

5 -

ولبا (ليبا).

6 -

وعُبيدة.

7 -

والأسود.

منهم علي بن الحجاج بن سليمان بن حازم بن عمرو بن عبد الرحمن بن جعبر بن صبهان بن عوف بن زهران بن الأسود بن جهضم، (ولي قومس ثم جرجان ثم كان على شرطة هارون والعسكرين، ثم مات بجرجان واليًا عليها)، والحارث بن قيس بن صُهْبان بن غزوان

(2)

بن عوف بن علاج، كان أيام المهلب بالبصرة شريفًا (وهو أخو المهلب لأمه).

وولد معن بن مالك بن فهم:

1 -

شرطان.

2 -

وصيفيا.

3 -

وحُداد.

4 -

وربيعة.

5 -

وكزدي.

6 -

وهُجَير.

7 -

وأسد.

8 -

وكوم (كودن).

(1)

قال ابن حزم: الجهاضم منهم نصر بن علي المحدث، ومنهم جرير بن حازم المحدث المشهور وابنه وهب بن جرير من كبار أصحاب شعبة، ومن ولده: خالد بن يزيد بن وهب بن جرير بن حازم. وبنو جهضم يقولون أنهم من ولد جهضم بن جذيمة الوضاح. والأشهر أن جذيمة لم يعقب. انتهى.

وأقول: انظر لوهب بن جرير بن حازم أرجوزة في وصف طريق الحج من البصرة في كتاب "المناسك" ص 622 من أروع الشعر في تحديد الأمكنة ووصفها.

(2)

في "الاشتقاق": عدوان.

ص: 322

فولد شرطان بن معن:

1 -

مُليْح.

2 -

وصُهْبان.

3 -

وكعب.

4 -

وخزيمة.

فولد مُليح بن شَرْطَان:

1 -

عمرو.

2 -

وصُنَيْم.

منهم مسعود بن عمرو بن عدي بن محارب بن صُنَيْم وهو القمر، (سمي لجماله قمر العراق) كان سيدهم باليمن فقتلته بنو تميم

(1)

.

والكَرْمَانِي وهو جُدَيْع بن علي بن شبيب بن عامر بن بُرَاري بن صُنَيْم، ورأس الأزد في أيام العصبية بخراسان في أيام نصر بن سيار

(2)

.

وولد سُلَيم بن فَهْم بن غَنْم بن دوس بن عدثان:

1 -

ثعلبة.

2 -

وتبيعا.

فولد ثعلبة بن سُلَيْم:

1 -

العاص.

2 -

وسعد.

3 -

وعويص (عوض).

4 -

وزمام (زمان).

منهم أبو هريرة عمير بن عامر بن عبد ذي الشِّري (وهو صَنَمٌ) بن طَريف ابن عبَاد بن أبي صعب بن هَنِيْة بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم، صحب النبي صلى الله عليه وسلم

(3)

وأخوه أبو كريم بن عامر.

وسعد بن صبيح بن الحارث بن سابي بن أبي صعب بن منبه بن سعد كان لا يأخذ أحدًا من قريش إلا قتله بأبي أزيهر وهو خال أبي هريرة

(4)

.

(1)

في "الاشتقاق": وهو الذي أجار عبيد اللَّه بن زياد أيام الفتنة.

(2)

زاد ابن حزم: وله ابنان عثمان وعلي ابنا جديع قتلهما أبو مسلم بعد أن قاما معه ونصراه وفرقا كلمة العرب بخراسان، واستأصل آل الكرماني كلهم.

(3)

قال ابن حزم: وبنوه المحرز وعبد الرحمن وبلال، وابن عبد الرحمن بن بلال محدث.

(4)

زاد ابن حزم: وكان أبو أزيهر قد قتله هشام بن المغيرة المخزومي لمطله إياه بمهر أخته انتهى: وسيأتي خبر ذلك.

ص: 323

وذو السنبلة وهو خالد بن عوف بن نضلة بن معاوية بن الحارث بن رافع بن عبد بن عتبة بن الحارث بن رعل بن عامر بن حرب بن سعد بن ثعلبة وقد رأس.

وعبد اللَّه بن النعمان بن عبد اللَّه بن وهب بن سعد بن عوف بن عامر بن عبد غنم بن غنام بن أسامة بن مالك بن عامر بن حرب بن سعد، وهو سيدهم بالسروات وهو الذي قتل الحازوق الحنفي أيام نجدة، وكان دخل أرض الأزد فوغل فيها، فقيل له: إن لهم شعابًا منكرة فلا تيغل فلما أوغل أخذ عليه، فرضخ هو وأصحابه بالحجارة فقالت أخته:

تبصّرت أظعان الحجاز فلا أرى

حزاقًا فعيني كالجُمَان من القطر

وعبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن النعمان، ولاه المهدي السراة، وأمره قومه.

وعمارة بن عمرو بن أبي كلثم

(1)

، وهو خالد بن معمر بن وهب بن زهير ابن عمرو بن عامر بن عبد غنم بن غنام الذي قال حين قتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان: لئن انتضيت سيفي لا أغمده وفي الأرض قرشيّ حتى أقتله. فأخذه مروان بن محمد فقتله.

وطفيل (ذو النور) بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم ابن فهم وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي اللَّه إن دوسًا قد غلب عليهم الزنا، فادع اللَّه عليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهم اهد دوسًا" ققال: يا رسول اللَّه: ابعثني إليهم، ففعل، فقال: اجعل لي آية يهتدون بها. فقال: "اللهم نوّر له" فسطع نور بين عينيه، فقال: يا رب أخاف أن يقولوا مثله، فتحول إلى طرف سوطه، فكان يضيء في الليلة الظلماء. فقال: يا رسول اللَّه اجعلنا ميمنتك، واجعل شعارنا (مبرورًا) ففعل، فشعار الأزد اليوم كلها (مبرور) ثم قتل يوم اليمامة.

وقتل ابنه عمرو بن الطفيل يوم اليرموك.

ومنهم حفص بن دهشم الشاعر الجاهلي.

(1)

في الاشتقاق: عمارة بن عمرو بن كلثوم، ولعله خطأ فما هنا يتفق مع ما أورده ابن حزم.

ص: 324

وولد مُنهِب بن دوس:

1 -

دُهمان.

2 -

وعوف وهو نجَا، وهو عبرة (سمي نجا لأن ملكا من ملوك حِمْير حبسه فنجا).

فولد دهمان بن منهب:

1 -

محارب.

2 -

وغانم.

منهم وهب بن عبد اللَّه بن عامر بن سعد بن عوف بن عبيد بن سعد بن حرب بن السلم بن محارب بن دهمان الشاعر

(1)

.

وعبد اللَّه بن أبي خالد بن زهير بن رُوَي بن عياض بن مالك بن عبد اللَّه ابن مالك بن عبد اللَّه بن الأحمس الشاعر، إسلامي، وجندب بن طريف الشاعر، إسلامي، الذي يقال له ابن الغامدية. وعمرو بن حُمَمة

(2)

بن الحارث ابن رافع بن سعد بن ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غانم بن دهمان، وهو بيتهم. وجندب بن جندب بن عمرو بن حممة، قتل مع معاوية بن أبي سفيان بصفين. وأخته أم عمرو بنت عمرو بن حممة امرأة عثمان بن عفان رضي الله عنه وهي أم عمرو وخالد وأبان وعمر، بني عثمان بن عفان.

وأبو غُنَيش

(3)

الشاعر، جاهلي عن بني مبذول بن لؤي.

(ومن بني نجا بن مُهب بن دَوْس) حممة بن عوف بن غزية بن الحارث بن ذبيان بن نجا بن منهب الذي طال عمره فقال:

أُخبر أخبار القرون التي مضت

ولابدَّ يومًا أن يطار بمصرعي

وولد نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب:

1 -

عثمان.

2 -

ودُهمان.

(1)

زاد ابن دريد: في أول الإسلام.

(2)

قال ابن حزم: عن عمرو بن حممة: من المهاجرين الأولين إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

(3)

قال ابن ماكولا: وأما غنيش -بضم الغين المعجمة، وفتح النون وبعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها وشين معجمة، فهو أبو غنيش الشاعر أحد بني مندلة (مبذول) من لؤي بن عامر بن عليم ابن دهمان. قال المستغفري: ذكره ابن حبيب. حاشية في الاشتقاق - 505 - .

ص: 325

فولدى عثمان بن نصر:

1 -

النمر، بطن

(1)

.

2 -

وغالب.

3 -

وغانم.

4 -

وعبد اللَّه، وهو حُمي

(2)

. أمهم رُهْم بنت عبد اللَّه بن زهران.

فولد النمر بن عثمان بن نصر:

1 -

سُلَيم.

2 -

وحُفَيْن.

3 -

وأنمار.

فولد سليم بن النمر: 1 - ربيعة.

فولد ربيعة بن سليم بن النمر:

1 -

فهم.

2 -

وعمرو.

3 -

وحرب.

4 -

وصبيع.

مولد فهم بن ربيعة:

1 -

صعب.

2 -

ومالك.

فولد مالك بن فهم بن ربيعة: 1 - صبح.

منهم عبد اللَّه وهو أبو الكنود بن عامر بن عبد اللَّه بن عبد نهم بن سعد ابن سعد بن صبح، كان من أصحاب عبد اللَّه بن مسعود، وقتل مع المختار بن أبي عبيد.

وجابر بن الأكرش بن عوف بن عبد نهم بن سعد بن سعد كان شريفًا.

وأبو بردة بن عوف بن عبد لهم، كان عثمانيا، وكان شريفًا.

وأبو أميمة بن ربيعة بن عبد اللَّه بن الطمحان بن عويف بن عبد نهم كان شريفًا.

(1)

قال ابن دريد: من قبائل زهران، النمر بن عثمان، بطن عظيم بالسراة، لهم بأس ونجدة.

(2)

ضبطه الأمير ابن ماكولا في كتاب "الإكمال" - 2/ 254 - بضم الحاء المهملة وتشديد الميم الممالة، ومثل هذا الضبط ورد في "مختصر الجمهرة" - ص 220 - وكتاب "النسب" لأبي عبيد - الورقة الـ 39 - وفي "الاشتقاق" بدون ذكر اشتقاقه، أو ضبطه بالحروف وإذن فإن ما جاء في "جمهرة النسب" لابن حزم ص 383/ 384. و"المقتضب" - الورقة الـ 74 - غير صحيح. وقد أشرنا إلى هذا الضبط في تعليقنا على كتاب "عجالة النسب" للحازمي، في مجلة "العرب" السنة الأولى ص 375.

ص: 326

وأبو الصياح: واسمه المختار بن سويد بن أبي زهير بن سعيد بن عمرو بن فهم بن ربيعة بن سليم بن النمر، كان رئيسًا في دعوة بني هاشم.

وولد حفَين بن النمر:

1 -

عامر.

2 -

وذهل.

فولد عامر بن حفين:

1 -

الأوس.

2 -

وكنانة.

منهما أبو الجهم بن حبيب

(1)

بن الحارث بن عويف بن سعيد بن عتيبة بن عوانة

(2)

بن مرة بن جشم بن الأوس، وهو حليف لقريش بالمدينة في بني عدي ابن كعب، ولهم بقية هناك، وقد تزوجوا في قريش وصاهروهم.

وطفيل بن عبد اللَّه بن الحارث بن سَخْبَرة بن جُوثومة بن عائذة

(3)

وهو أخو عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأمها، أمهما أم رومان بنت عمير الكناني.

وأبو مرثد

(4)

عبد اللَّه بن عوف بن عبد اللَّه بن الحارث بن سخبرة صاحب رايتهم يوم رستم، وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء.

والحارث بن حصيرة بن عبد اللَّه بن الحارث بن دُريد بن شِبْل بن عُويف بن مازن بن علي بن كنانة بن عامر بن حُفين الذي يحدث عنه.

وولد أنمار بن النمر: 1 - حُبَيْش.

فولد حبيش بن أنمار: 1 - الذُّوَيْل.

فولد الذُّوَيْل بن حُبَيش:

1 -

سعد.

2 -

وعامر وهو نجا (سمي نجا أيضًا لأنه حبس فنجا من بعض الملوك) منهم عمارة بن أبي كان فقيهًا في الشام.

وولد حمي بن عثمان:

(1)

في "النسب" لأبي عبيد: كان يلي لأبي جعفر.

(2)

بخط الدمياطي (لعله عايدة).

(3)

في "جمهرة ابن حزم": غادية.

(4)

في "النسب" لأبي عبيد: وأبو مريم، وهو حذيفة بن عبد اللَّه صاحب رايتهم يوم رستم وفي "جمهرة ابن حزم" أبو ضرير- مرير- مريد - وكلها تصحيف.

ص: 327

1 -

اليَحْمَد - بطن - أمه رُهْم بنت وبرة بن تَغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.

فولد اليحمد بن حُمي:

1 -

الشَّرْيُ

(1)

.

2 -

وماجد، وهو مُجْد

(2)

.

3 -

وعمرو

(3)

.

4 -

وكعب.

5 -

وسعد.

6 -

وخالد.

7 -

وحُمَيم.

8 -

وحُميد.

9 -

ومالك.

10 -

وربيعة.

منهم الحسين بن محمد بن جابر بن محمد بن جابر بن علي بن مالك بن حرملة بن مالك بن ربيعة بن اليحمد، كان شريفًا.

ومحارب بن عبد اللَّه بن شمس بن سى بن دمى بن حبيب بن شمس بن تميم ابن ضمضم بن عامر بن باقل

(4)

بن الشري بن اليحمد كان شريفًا.

(1)

زاد ابن دريد: وهم بنو شار. ومن بطون الشري: بنو عبرة وبنو باقل ومن قبائلهم: بنو خروص، وبنو السحتن، وبنو هنيء، ومن بني هنيء بنو زعل. منهم زياد بن الربيع بن حبيش بن جابر بن فرْفار المحدث. ومنهم المعلى بن زياد بن حاضر بن مصاع، ولي ولايات بالهند وكان من رجالهم، ومنهم بنو رويم الذين بالموصل لهم شرف.

(2)

قال ابن دريد: فمن رجال المجد: مرة بن قليد. وكان شريفًا، وكان على مقدمة المهلب أيام قاتلوا المختار بالكوفة وهو الذي ولي حصار المختار، وله يقول أعشى همدان:

مُرَّ، يا مُرَّ، مُرَّة بن تليد

ما وجدناك حين تُسألُ مُرّا

(3)

قال ابن دريد: ومن ولد عمرو بن اليحمد: جابر بن زيد الفقيه، وجويبر بن سعيد الفقيه. ومنهم المهلب بن الحلال رأس الأزد بخراسان أيام الكرماني.

(4)

ومنهم مرة بن جابر، من باقل كان شريفًا، قتل يوم الجمل - ابن دريد. وقال ابن دريد: "منهم مالك بن مالك بن وهب بن سعد بن خالد بن كواد، كان شريفًا. وذكر اشتقاق كود، ولم ينسبه، غير أنه من اليحمد كما يفهم من كلامه. قال ابن دريد: ومن اليحمد بنو قدي، وبنو ثعالة وبنو فجوح. ومنهم بنو أكلب، وبنو بحري. فمن بني أكلب: بنو غراب ولهم خطة بالبصرة منهم بشر بن كليب بن الأسود بن الأدرد بن قطران بن غراب، ولي شرطة البصرة ليزيد ابن منصور، خال المهدي، وكان من أشراف القواد. ومنهم معلق ومغيرة ابنا أبي اللماء بن عمرو بن جابر بن حاج بن غراب. وبنو بحري. .، منهم المحبر بن إياس بن مرهوب شريف بخراسان في أول الإسلام ومنهم وداع بن حميد، كان شريفًا، وولي الهند، وهو الذي أغلق أبواب المدينة دون ولد المهلب ومنعهم الدخول.

ص: 328

وسار بن مالك بن عدي بن لاحق بن سنتان بن بحر بن المجد بن اليحمد، كان شريفًا.

ومَخْلد بن الحسن بن عبد اللَّه بن تليد بن اليحمد، كان فارسًا (شريفًا، بخراسان).

وولد غالب بن عثمان

(1)

:

1 -

غنم.

2 -

والندب.

فولد غنم بن غالب:

1 -

عمرو.

2 -

وسعد - بطن.

3 -

وجذيمة (خزيمة) - بطن.

فولد عمرو بن غنم: 1 - شُمْس.

فولد شمس بن عمرو:

1 -

الحُدّان - بطن.

2 -

ونَحْو- بطن.

3 -

وزِيَاد - بطن.

4 -

ومَعْوَلَةُ (وهم المعاول) - بطن.

فولد الحُدان

(2)

بن شُمْس: 1 - شُمْس.

فولد شُمْسُ بن الحدان:

(1)

قال ابن دريد: وأما غالب بن عثمان فهم بالسراة.

(2)

قال ابن دريد: فمن بني حدان بنو حاود، ولهم خطة في البصرة، ومنهم بنو أنعم، فمن رجالهم: ضحيان بن سمان بن ضحيان، صاحب رحل الذهب، كان شريفًا، استخلفه عمرو بن العاص على بني شمس. وقال قوم: بل كعب بن لقيط بن غافر بن سمان.

ومن رجالهم صبرة بن شيمان بن عكيف بن كيوم، كان رئيس الأزد يوم الجمل، وهو أجار زيادًا، ومنهم بنو جرهام. ومنهم بنو دحي. فمن مواليهم صالح بن عبد القدوس، كان من رجال أهل البصرة، شاعرًا عالمًا، ثم قال بقول بشارة الأعمى، بمذهب الدهرية.

ومن بني حاود: الفضل بين لقيط بن جابر بن كمن بن شرجي بن حاود. ومن بني أنعم: شيبة بن نهيك كان شريفًا بالبصرة وخراسان.

قال محمد بن يزيد المبرد: حدثت أن صبرة بن شيمان الحداني دخل على معاوية والوفود عنده، فتكلموا فقام صبرة فقال: يا أمير المؤمنين إنا حي فعال، ولسنا بحي مقال، ونحن فأدنى مقالنا عند أحسن مقالهم. فقال: صدقت.

ص: 329

1 -

عَبْد.

2 -

وربيعة.

فولد عبد بن شُمْس:

1 -

مالك.

2 -

ورسن.

3 -

وباقل.

منهم صبرة بن شيمان بن عكيف بن كيوم بن عبد بن باقل بن عبد شمس رأس الأزد يوم الجمل، وقتل يومئذ.

وولد نحو بن شمس بن عمرو:

1 -

عجيف.

2 -

ومُعَازبا

(1)

.

3 -

ومُلاتِمات

(2)

.

4 -

ومُرّ.

فمن بني زياد بن شمس: يزيد بن عابد بن عبد اللَّه بن أسد بن عابد بن زياد، كان فارسًا.

وولد مَعْوَلة بن شمس:

1 -

عبد العُزَّى.

2 -

وبرامد (نافد).

3 -

ورياما.

4 -

وعَزَّ جَدُّه.

فولد عبد العُزَّى بن معولة:

1 -

الجُرَاز.

منهم الجَلَنْدَي بن المستكير بن مسعود بن الجُرَازِ بن عبد العُزَّى بن مَعْولَة، صاحب عُمان الذي مدحه المسيب بن علس الضُّبَعي فقال:

يا جَلَنْدَي يا ابن مُسْتكِير

يا خير من يمشي من الذكور

فولد الجلندي: جَيْفَرًا وعَبْدًا.

(1)

قال ابن دريد: معازب: مفاعل من قولهم: تعاذب القوم، إذا تباعد بعضعهم عن بعض، ومنه رجل عزب، لأنه عزب عن النكاح، ومنه أعزب القوم إبلهم، إذا باعدوها في المرعى. .

(2)

وقال: ملاتمات: مفاعلات من قولهم: تلاتم القوم، واللتم الضرب باليد، ولتمت المرأة صدرها إذا ضربته بيدها (وفي الهامش: في المحكم: ملاتمات: اسم أبي قبيلة في الأزد، فإذا سئلوا من قبيلتهم قالوا: نحن بنو ملائم -بفتح التاء-).

ص: 330

وكتب إليهما النبي صلى الله عليه وسلم كتابًا: إلى جيفر وعَبْد سيْدي أهْل عُمان.

وزبيد بن الأعور بن جَيْفر، ارتدَّ عن الإسلام

(1)

.

وسعيد وسليمان ابنا عباد بن زيد بن عبد بن الجلندي كانا سيدي أهل عُمان.

وولد ريام بن مَعْولَةَ:

1 -

عَبْس.

2 -

وجَهَرْبَذُ.

وولد عَزَّ جَدَّهُ بن معولة:

1 -

ثعلبة.

2 -

وحَرّب.

وولد دهمان بن نصر بن زهران:

1 -

صَعْب.

2 -

وصَقْب.

فمن بني صَعْب أبو أميمة كان أحد أزواج أم فروة أخت أبي بكر الصديق رضي الله عنه فولدت له جارية يقال لها أميمة فتزوجها عبد اللَّه بن الزبير.

ومنهم بقية في الكوفة.

فولد صعب بن دهمان:

1 -

مُبَشَر.

2 -

وعمرو.

فولد مبشر بن صعب:

1 -

يَشكر.

2 -

ومِحْضَب.

3 -

والأوس - وهما بطنان.

4 -

والحارث.

فولد يشكر بن مبشر:

1 -

بكر.

2 -

وعامر - بطن.

3 -

وربيعة - بطن.

4 -

وعوف - بطن.

5 -

وسلامان - بطن.

6 -

وأَخَوَيْن (اسم رجل) - بطن.

(1)

قال ابن حزم: وللجلنْدَي عقب، يملكون جزيرة واسعة بقرب عُمان إلى اليوم، ومحمد بن واسع الزاهد البصري من ولد زياد بن شمس أخي معولة بن شمس.

ص: 331

فولد بكر بن يشكر.

1 -

عامر- وهو الغطريف (وهو الكريم فى معناه، كانت للغطاريف ديتان في قتالهم، على سائر الأزد).

2 -

سعد.

3 -

وعوف.

4 -

والحارث وهو الغلوق (دخلوا في بني زبيد فغَلِقُوا فيهم فسموا الغلوق منهم ضمادٌ الشاعر)

5 -

وجَعْثَمةُ.

فولد الغطريف بن يشكر بن مبشر بن صعب:

1 -

سعد.

2 -

وعبد اللَّه.

فولد عبد اللَّه بن الغطريف.

1 -

الحارث وهو الغطريف الأصغر.

2 -

والحويرث وهو غُطَيْف الذي في مُراد، يقولون: غطيف بن عبد اللَّه بن ناجية بن مراد.

فولد الحارث بن عبد اللَّه:

1 -

عبد اللَّه.

2 -

وكعب.

3 -

وواشِحُ - بطن.

4 -

ورَبيعة - وهو الرُّبْعَةُ - بطن.

فولد كعب بن الغطريف

(1)

:

1 -

عمرو.

2 -

مالك.

3 -

سعد.

4 -

أبيّ.

فولد عمرو بن كعب بن الغطريف:

1 -

عامر.

2 -

ومالك.

3 -

وبُرْسَان

(2)

- بطن.

4 -

وهلال - بطن.

5 -

وعبد اللَّه - بطن.

6 -

وأَلاة وهو الخصاصة - بطن.

(1)

قال ابن دريد: ومن موالي آل واشح هؤلاء. آل خاقان المعروفون.

(2)

من برسان: المحدث محمد بن بكر البرساني (ابن حزم).

ص: 332

فولد عامر بن عمرو بن كعب:

1 -

وايل.

2 -

وسُبَالة - بطن.

3 -

وحُذْروجًا

(1)

.

4 -

وحُجْر (مجر).

5 -

وزبيلا.

6 -

ورَسَنٌ.

7 -

رِبْسٌ - بُطُون.

فولد وايل بن عامر بن عمرو:

1 -

عدي.

2 -

وفراص (ويقال فَرَّاس) - بطن.

3 -

ووَهْب.

4 -

وسَعْد - بطون.

فولد فَرّاص بن وايل:

1 -

أسد.

2 -

وجشم.

منهم الفضيل بن هناد

(2)

بن يزيد بن شُرَيح بن شُرحَبِيل بن الحارث بن جشم.

وولد سُبالة بن عامر بن عمرو بن كعب:

1 -

رافد.

2 -

ونعب.

3 -

وزيد.

4 -

وأنس.

فولد رافد بن سُبالة:

1 -

جابر.

منهم عبد الجبار بن عبد الرحمن بن يزيد بن قيل

(3)

بن قيس بن زيد بن جابر كان على شرط أبي جعفر المنصور، ثم ولي خراسان فخلع فصلبه في الكوفة عند باغ المختار، وكان أخوه عبد العزيز على البصرة، وإليهم تنسب دار عبد العزى بمصر.

وولد سعد بن كعب بن الغطريف:

(1)

الذال معجمة (نسب أبي عبيدة).

(2)

زاد ابن دريد: كان من رجالهم وهو أول من أظهر السواد بالري.

(3)

غير معجمة في الأصل وما هنا عن جمهرة ابن حزم.

ص: 333

1 -

مالك.

منهم أبو أزَيْهر بن أنيس بن الخَيْسق بن مالك وكان عداده في دوس، فقيل الدوسي، وكان حليفًا بمكة لأبي سفيان صخر بن حرب، فزوج ابنته عتبة بن ربيعة وزوج الأخرى الوليد بن المغيرة، وزوج عاتكة ابنته أبا صفيان، فولدت له محمدًا وعنيسة، قتله هشام بن المغيرة بذي المجاز

(1)

.

فولد أبو أزيهر أبا حنَّاءة [وجبلة] فولد أبو حنَّاءة بن أبي أزيهر شميلة، تزوجها مجاشع بن مسعود السلمي، وقتل عنها يوم الجمل مع عائشة رضي الله عنها فخلف عليها عبد اللَّه بن عباس بن عبد المطلب وإياها عنى ابن فسوة حين يقول:

أتيحت لعبد اللَّه، يوم لقيته

شُمَيلة ترمي بالحديث المفَتَّر

وشميلة التي أسندت نصر بن حجاج السلمي إلى صدرها فبرأ فضرب لها مثلا قول الأعشى:

لو أسندت ميتا إلى صدرها

عاش، ولم ينقل إلى قابر

وولد مالك بن كعب بن الغطريف:

1 -

تَوْءَمُ.

فولد توءم بن مالك:

1 -

حُزَق.

فولد حزق بن توءم:

1 -

سَمَاعَةُ.

2 -

وتاعِبَة

(2)

- بطنان.

وولد سعد بن الغطريف:

1 -

الخِيَار- بطن بالموصل.

(1)

في "النسب": قال أبو إسحاق: كان خليفة أبي مسلم على خراسان.

(2)

في "النسب الكبير": توم وفي "جمهرة ابن حزم": وفي الإكمال لابن ماكولا (2/ 299) حزق ابن توءم بن مالك بن كعب بن الحارث الغطريف بن عامر الغطريف بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران: سماعة وتابية ابنا خزق.

ص: 334

منهم عثمان بن سُراقة بن عبد الأعلى بن سراقة الذي خلع بالشام وخرج على أبي جعفر زمان عبد اللَّه بن علي، وهو الذي قتل العتكي القائد

(1)

.

وولد ربيعة بن يشكر:

1 -

عَبْد - بطن.

وولد جَعْثمة

(2)

بن يشكر بن مبشر بن صعب:

1 -

عمرو.

فولد عمرو بن جَعْثمة:

1 -

عامر وهو الجادر، وقعوا في بني الديل أيام خرجوا من مأرب، فحالفوا نفاثة بن عدي بن الديل (بن بكر بن كنانة) فهم فيهم.

منهم سعد بن سيل بن حُمالة بن عوف بن غَنْم بن عامر الجادر، وهو جدُّ قصي بن كلاب، أبو أمه فاطمة بنت سعد بن سيل، وكان عامر أول من بنى جدار الكعبة فسمي الجادر، ولهم بقية في المدينة

(3)

.

وولد عُبْرة بن زَهران:

1 -

عُبَيْد - بطن.

منهم جُنادة بن أبي أمية، كان من أشراف أهل الشام في زمانه

(4)

.

2 -

وعامر بن عُبْرة.

3 -

وسريق.

فولد عبيدة بن عبرة:

1 -

ولمة.

2 -

وحَريم.

3 -

وجمرة.

4 -

وعلقة.

فولد جمرة بن عُبيْدة بن عُبْرَة:

1 -

معاوية.

(1)

قال ابن حزم: عثمان هذا من بطن يقال لهم الجنابذ من بني سعيد الغطريف.

(2)

في المقتضب: خثعمة.

(3)

سماهم ابن دريد: الجدرة.

(4)

زاد ابن حزم: وكانت له صوائف، وأراد معاوية استلحاقه كما فعل بزياد، فأبى جنادة.

ص: 335

فولد معاوية بن جمرة:

1 -

حيّان.

فولد حيان بن معاوية:

1 -

عدي.

فولد عدي بن حيان:

1 -

عبد اللَّه.

فولد عبد اللَّه بن عدي:

1 -

عامر.

فولد عامر بن عبد اللَّه بن عدي:

1 -

الحارث -وهو شُعَيث بطن بالكوفة صغير-

فولد شُعَيْث بن عامر:

1 -

سعد.

2 -

وثعلبة.

وولد مالك بن زهران:

1 -

مُفْرِج

(1)

.

فولد مُفرج بن مالك بن زهران:

1 -

سلامان - بطن.

2 -

والحارث وهو كَدَادة.

منهم حاجز بن عوف بن الحارث بن الأخثم بن عبد اللَّه بن ذهل بن مالك ابن سلامان بن مفرج الشاعر.

وولد كَدادة

(2)

بن مفرج:

(1)

مفرج كذا ورد في "المختصر" وكذا في شعر الشنفري، وأما ابن دريد فقد قال في ضبطه: مفرج مُفَعِّل، من فرجت الشيء أفرجه فرجًا إذا وسعته، وفرس فريج واسع الشحوة، وورد في "النسب" لأبي عبيد: وكذا في "المقتضب".

(2)

"في النسب": كدادة - وفوق الدال (خف) إشارة الى تخفيفها.

ص: 336

1 -

مالك.

فولد مالك بن كَدادة:

1 -

ربيعة.

فولد ربيعة بن مالك بن كَدادة:

1 -

مازن.

2 -

وعوف.

3 -

وربيعة.

4 -

(فُجَاءة بطن بالكوفة وهو ثعلبة بن ربيعة بن مالك بن كَدَادة)

(1)

.

نسب غامد

(2)

وهو عمرو بن عبد اللَّه بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد.

فولد غامد بن عبد اللَّه:

(1)

من زيادات ابن حزم (ص 381/ "جمهرة النسب" الطبعة الثانية).

1 -

ومنهم -أي بني مالك بن فهم بن غنم بن دوس-: العلامة الراوية أبو بكر محمد بن الحسن ابن دريد بن عتاهية بن حنتم بن الحسن بن حمامي بن جزء بن واسع بن وهب بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عدي بن عالك بن فهم بن غنم بن دوس.

2 -

بنو مالك بن زهران: (ص 386).

منهم سلامان بن مفرج بن مالك بن زهران، بطن، كان منهم الشنفري الفاتك، وكان يغير عليهم لأنهم قتل رجل منهم أباه فلم يطلبوا بثأره، فلحق ببني فهم بن عمرو بن قيس عيلان ابن مضر، وكانوا أخواله، وفي ذلك يقول:

جزينا سلامان بن مفرج قرضها

بما قدمت أيديهم، وأزلت

وهنئى بي قوم، وما إن هنأتهم

وأصبحت في قوم، وليسوا بمنبتي

(2)

سمي غامدا لأنه كان بين قمه شيء فأصلحه، وتغمدهم بذلك فقال:

تحملت للصلح الشآى من عشيرتي

فأسماني القيل الحضهوري غامدا

وقال في "الاشتقاق" - 492 - : غامد هو عبد اللَّه وكان ابن الكلبي يقول: سمي غامدًا لأنه وقع بين عشيرته شر فتغمد ذنوبهم -أي غطاها وسترها- ومنه الغمد وكان ابن الكلبي يقول: سماه بهذا الاسم قيل من أقيال حمير، وينشد بيتًا:

تلافيت شرا كان بين عشيرتي

فأسماني القيل - إلخ -

وغمدت: ليلتنا إذا أظلمت قال الراجز:

وليلة غامدة غمودا

ظلماء تغشى النجم والفرقُردا

-يريد الفرقد- ويقال: غمدت السيف وأغمدته لغتان. وبرك الغماد موضع، وكان الأصمعي يقول: اشتقاق غامد من قولهم: غمدت الركيُّ: إذا كنز ماؤها.

ص: 337

1 -

سعد مناة.

2 -

وظبيان - بطن.

3 -

ومالك - بطن.

4 -

ومحمية - بطن.

فولد سعد مناة بن غامد:

1 -

الدُّول.

2 -

وثعلبة - بطن - رهط عبد العُزَّى ابن صُهَل بن عبد العزى بن عمرو بن ثعلبة، الشاعر الجاهلي.

وولد الدُّول بن سعد مناة بن غامد:

1 -

ثعلبة - بطن.

2 -

ومازن - بطن.

3 -

وكبير- بطن.

4 -

ووالِبَة - بطن.

فولد ثعلبة بن الدول:

1 -

ذُبْيان.

2 -

وبكر.

فولد ذبيان بن ثعلبة:

1 -

مازن.

2 -

وكعب، وهو عبد.

ومازن منهم مخنف بن سليم بن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان، وهو بيت الأزد بالكوفة

(1)

.

من ولده أبو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف الراوية.

وأخوه عبد شمس بن سليم قتل يوم النخيلة.

وأخوهم الصقْعَبُ بن سليم قتل يوم الجمل مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

(1)

قال سراقة بن مرداس البارقي يرثي عبد الرحمن بن مخنف الغامدي، لما قتل في كازر -بفارس- في وقعة المهلب مع الخوارج:

ثوى سيد للأسد أسد شنوءة

وأسد عُمان رهن ومس بكازر

وضارب حتى مات أكرم ميتة

بأبيض صاف كالعقيقة، باتر

وصرع حول التل تحت لوائه

كرام المساعي، من كرام المعاشر

قضى نحبه يوم اللقاء ابن مخنف

وأدبر عنه كل ألوث دائر

(معجم البلدان) كاثر.

ص: 338

وفراص بن عتيبة بن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان الشاعر-جاهلي- وعبد اللَّه بن أبي الحصين بن مالك بن عتيبة بن عوف بن ثعلبة، قتل يوم صفين، مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وأبو ظبيان: الأعرج وهو عبد شمس بن الحارث بن كبير

(1)

بن جشم بن سبيع بن مالك بن ذهل بن مازن بن ذبيان، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابًا، وهو صاحب رايتهم، يوم القادسية

(2)

وابنه طارق بن أبي ظبيان، كان من أشرافهم.

وجندب بن زهير بن الحارث بن كبير

(3)

بن جشم بن سبيع، قتل يوم صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان على الرجَّالة.

وأبو زينب زهير بن عوف بن الحارث بن كبير

(4)

بن جشم بن سبيع، الذي شهد على الوليد بن عقبة بن أبي معيط أنه رآه يقيء الخمر، قتل بصفين مع علي ابن أبي طالب رضي الله عنه.

وعبد الرحمن بن نعيم بن زهير بن شهر بن رزن بن عامر بن التوأم بن بكر ابن ثعلبة بن الدول، كان شريفًا

(5)

. وفيه يقول أبو ظبيان الأعرج الوافد:

أنا

(6)

أبو ظبيان غير المكذبه

أبي أبو العُفَّى وخالي اللُّهَبه

اكرم من يعلم بين ثعلبه

ذُبِيانِها وبكْرها في المنْسبه

نحن صحاب الجيش يوم الأحسبه

يوم الأحسبة يوم كان للأزد.

وعبيد اللَّه بن عايذ بن اللهبة كان شريفًا مع معاوية.

(1)

في "جمهرة ابن حزم": كثيرًا. وأراه تصحيفًا لأن كبيرًا من أسماء هذه القبيلة.

(2)

قال أبو عبيد: قتله ابن الزبير.

(3)

في "جمهرة ابن حزم": كبير.

(4)

في "جمهرة ابن حزم": رزيق.

(5)

زاد في "الاشتقاق" - 494 - : ولي خراسان لعمر بن عبد العزيز، وكان من رجالهم.

(6)

في هامش (المختصر) أنى: كذا فيهما، وأظنه يكون أبي.

ص: 339

وولد مازن

(1)

بن الدؤل:

1 -

عبد الحارث.

2 -

وذِبْيَان.

3 -

وحُلمة.

منهم الحَجْنُ بن المُرَقْع بن سعد بن عبد الحارث بن الحارث بن عبد الحارث

(2)

بن مازن، وفد على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

وهم بالسْرَوات، أشرافٌ.

وولد كبير بن الدؤل:

1 -

مازن.

2 -

وعامر.

3 -

وحبيب، وهو حديجة.

منهم عبد شمس بن عفيف بن زهير بن مالك بن ثعلبة بن مر بنَ مازن، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.

وعبد الرحمن

(3)

بن عوف بن الأحمر بن زهير بن مالك بن عوف بن ثعلبة الشاعر الذي رثا الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وربيعة بن ناجذ بن أنيس بن عبد الأسد بن عامر بن معاذ بن مازن، كان من أصحاب علي بن أبي طالب، وكان له فضل

(4)

.

والحارث بن زهير بن عبد الشارق بن لُعْط بن مَظَّة بن عامر بن كبير بن الجول، قتل مع علي بن أبي طالب، وقتل عمرو بن الأشرف العتكي، التقيا فقتل كل واحد منهما صاحبه.

وزهير بن محمد بن حماه بن فرام بن ربيعة بن مالك بن عوف بن مهرف ابن عبد اللَّه بن ذهل بن حبيب بن كبير بن الدول، كان من أهل الدعوة بخراسان من المسودة، وكانت بنته تحت زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهي التي قتلها يوسف بن عمرو الثقفي ضَرْبًا، بالكوفة.

(1)

قال ابن دريد "الاشتقاق": 493 - : ومن بني مازن: زيد بن الأطول فارس، وفيه يقول الشاعر:

فلو فعل الفرارس فعل زيد

لابنا غانمين، لنا وقير

(2)

عند ابن حزم: بن عبد الرحمن.

(3)

في "الاشتقاق": عبد اللَّه.

(4)

في "جمهرة ابن حزم": له رواية.

ص: 340

وعبد العزى بن مسروح بن جبير بن كبير الشاعر

(1)

.

وولد والية بر الدول.

1 -

سَيَّار.

2 -

وعمرو.

3 -

وذهل

(2)

.

منهم سفيان بن عوف بن المغفل بن عوف بن عمير بن كلب بن ذهل بن سيّار، صاحب الصوائف، وهو صاحب الغارة، وفيه يقول الشاعر:

أقم يا ابن مسعود قناة صليبة

كما كان سفيان بن عوف يقيمها

(3)

وسم يا ابن مسعود مدائِنَ قيْصر

ما كان سفيان بن عوف يسومها

ويريد والحكم ابنا المغفل بن عوف، قتلا يوم النُّخَيْلة.

وقيس وزهير ابنا المغفل يوم القادسية.

ومليكة بنت يزيد بن المغفل زوجة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكِنْدي، قتل عنها.

وولد ظبيان بن غامد:

1 -

غنم.

2 -

وثعلبة.

منهم جندب الخير بن عبد اللَّه بن ضَبّ بن الأخْرم بن مُشَعْثِ بن خثم بن جُشَم بن سلامان بن غنم بن ظبيان كان من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وجندب بن كعب بن عبد اللَّه بن جَزْء بن عامر بن مالك بن عامر بن ذهل ابن ثعلبة بن ظبيان بن كامد، قاتل الساحر أيام الوليد بن عقبة بن أبي معيط،

(1)

قال أبو عبيد: وزهير بن محمد القائد مع أبي جعفر، وربيعة بن مهرب، وعبد المزى من مسروح الشاعر جاهليان

(2)

في كتاب "النسب لأبي عبيد" قال أبو إسحاق: سفيان بن عوف مخبلي من خثعم انتهى، وهذه حاشية أضيمت إلى الكتاب وليست منه، وأبو إسحاق هذا هو أحد رواة الكتاب، وهو إبراهيم ابن محمد العباسي أمير مكة.

(3)

في هامش المختصر: تقدم هذا عند ذكر عبد الرحمن بن مسعود بن الحارث بن عمرو بن حرجة الفزاري وأنه ولي الصائفة وأن سفيان بن عوف ولي الصوائف عشرين سنة، كلها في خلافة معاوية بن أبي سفيان. قال ابن دريد "الاشتقاق" 495: ومنهم سعيد بن أبي سعيد الشاعر صاحب الأنبار وله حديث.

ص: 341

الذي كان يقال له بُشَانِي

(1)

، كان يلعب للوليد بن عقبة، يريه أنه يقتل رجلا ثم يحييه، ويدخل في فم ناقة ويخرج من حيائها (دُبُرها)، فقال لمولى له، صَيْقَل: أعطني سيفًا هذامًا. فأعطاه. ثم أقبل إلى الساحر فضربه ضربة فقتله وقال: أحْي نفسك فأخذه الوليد فحبسه، فلما رأى السجان صلاته وصومه خلى سبيله، فأخذ الوليد السجان فقتله.

‌وقال الجاسر عن فروع قبيلتي غامد وزهران وأهم قراهم في الوقت الحاضر:

‌قبائل زهران - في السراة

1 -

دوس بني قيم: وشيخها سعيد بن محمد الرامواك.

وأهم قراها: آل نعمة - آل خاجة - الجحاف - الهرة - سيحان - السنة عسيلة - الكاحدين - الكاحلة - حظوة - الجبور.

2 -

دوس بني علي: وشيخها عبد ربه بن فرحة.

أهم قراها:

في السراة: رَمَس - الحبشة - الريحان.

فى تهامة: الجرداء - القزعة - الفرعة - سوق السبت - السند - الكف - السعيرة - المربى - الحنكة - المليح - الجناب.

(1)

في "الاشتقاق": بشتاني - ص 495.

وفي "المختصر"- 216 - و"الاشتقاق" 495 - جنادية الأزد: جندب بن زهير بن الحارث بن كبير ابن خشم بن سبيع بن مالك بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن الدول وجندب الخير بن عبد اللَّه بن ضب -وجندب بن كعب بن عبد اللَّه وتقدم نسبهما- ويل لابن عمر: إن المختار يعمد إلى كرسي فيجعله على بغل أشهب، ويحفُّ بالديباج، ثم يطوف حوله، ويطيف به أصحابه يستبقون به ويستنصرون به ويقولون:(هذا مثل تابوت بني إسرائيل) قال ابن عمر: فأين بعض جنادية الأزد عنه؟. وفي الكرسي قال أعشى همدان:

شهدتُ عليكم أنكم سبديّةٌ

وإني بكم -يا شرطة الكفر- عارفُ

وأن ليس كالتابسوت فينا وإن سعت

شبامُ حواليه، ونهد وخارفُ

وإن شاكرٌ طاقت به وتمحت

بأعواد، أدبرت، لا تساعفُ

وزاد أبو عبيد في الجنادب: جندب بن عفيف، وجعلهم أَرَبعة.

ص: 342

3 -

دوس بني منهب آل عياش: وشيخها عيسى بن مسفر بن عبد اللَّه.

أهم قراها:

في السراة: غدي - الحصنين - الزرقان.

في تهامة: العقب - أبي شوك - قرعة - الكلبات.

4 -

دوس بني منهب:

أهم قرى بني منهب:

في السراة: عمضان - بدادا - الوكف - القرن - قريدة - القامة.

في تهامة: فضالة العليا - فضالة السفلى - عياس.

5 -

بالطفيل: شيخهما مفرح بن خضران.

أهم قرى بالطفيل:

في السراة: عويرة - الهدى - سلامان - الكورس - الغرير.

في تهامة: آل حمامة.

6 -

قريش: شيخها جابر بن الحسين.

أهم قراها: الأطاولة - بني محمد - القسهاد - الحسن - القسمة - منحل - النويمات - منضحة - القصصة - الرهوتين - آل دكان - القهبان - الهدوان.

7 -

بنو جندب: شيخها فيصل بن زنان:

أهم قراها: الحكمان - المكاتيم - آل سرور- آل صقاعة - المظلمات - آل طاهر.

8 -

بنو بشير: شيخها عبد الوهاب الصعيري:

أهم قراها: الشطة - الاشتاء - الوهدة - القامرة - القوارير- آل سلمان - الجدلان - آل زياد - العقاربة - أهل الرأس - الحضيري.

9 -

بنو حرير: أهم قراها: محوية - المثيلة - الحبشة- المشارق - آل سعيدان - الدعبة - الربعة - الصعدان.

10 -

بنو عدوان: أهم قراها: الصحوات - الكرادسة - الكلبة- الشعبة - حُظَى.

ص: 343

وشيخ هاتين القبيلتين هو جمعان السَّبيحي.

11 -

بنو كنانة: شيخها ذياب بن سعيد.

أهم قراها: مسيَّر- المندق - العنق - النصباء - بلحكم - عشبة - الوسط - أم عمرو - الحلاة - الحبارى - القرنطة.

ويتبع هذه القبيلة قرى وادي ثمران في تهامة.

12 -

بيضان: شيخها خضران الصغير.

أهم قراها في السراة: البارك - الدارين - بنو هريرة - قراء - الحلاة - المصاعية - الحناديد - المصاقير.

وأهم قراها في تهامة: الصور- الصقران - العرباء - الوسطة - العين - قرى حصن الحبس - قرى الأصدار.

13 -

بلخزمر: شيخها عيضة بن صالح.

أهم قراها: القبل - الرخيلة - الفصيلة - ربوع الصفح - رسبا - أريمة - حديد - الطرف - الكعامير- مولغ - عنازة - السَّرفة - الجماجم.

ويتبعها في تهامة قرى وادي أشحط وسبة.

14 -

بنو حسن: وشيخها منسي بن عصيدان.

أهم قراها: قرى وادي الصدر- العصداء - العفوص - الصفرة- رباع - الجوفاء - نعاش - قرن ظبي - خيرة - آل موسى - الأثمة - المشايعة - مراوة - شبرقة - مليكة.

ويتبعها في تهامة قرى الجعدة.

15 -

بنو عامر: شيخها عبد المجيد أبي الرُّقُوش.

أهم قراها: بني سار- الربيان - حميم - بروقة - المصرخ - الرومي.

ص: 344

‌قبائل زهران في تهامة

1 -

بنو سُليم الشغبان: وشيخها أحمد بن مغطي.

أهم قراها: الحَجْرة - آل مقبل - آل يسلم - آل سهلة - بنو عطا - المضحاة.

2 -

بنو سليم أولاد سعدي: الشيخ رمضان بن أحمد.

أهم قراها: قرى وادي غليلة - قرى وادي الحبيبة - قرى وادي رَمَا - قرى آل بعاج - قرى وادي الزرعة - قرى وادي الخرايت - العصمة - ذنايب - قرى وادي لفظ.

3 -

بنو سُليم بالمفضل: الشيخ مطر بن رزق اللَّه.

أهم قراها: قرى وادي ريم - قرى وادي الشُعْراء - قرى وادي سمعة - قرى وادي بير الغميقة.

4 -

بنو سُليم الجُبَّر: الشيخ عبد اللَّه بن أحمد العواجي.

أهم القرى: النجيل - قرى وادي دو - الخليف - مضحاة المشاييخ - آل سويدي - آل بالريان.

5 -

قبائل الأحلاف: ولها ثلاثة مشاييخ وهم:

أ - محمد أبو القرون.

وتتبعه القرى التالية: الغبشة - المضحاة - الطولة - وادي يحر- النوزة - بالأسود - آل ظهيرة - آل فلاح - بنو زرعة.

ب - مستور بن أحمد.

وتتبعه القرى التالية: قِلْوة - حبس ابن زينة - الحوية - بنو زهير- آل سلطانة.

جـ - محمد بن جمعان النفناف.

وتتبعه القرى التالية: البدلة - كيدى - العجزة - المرصاد - الرهفة - الذويب - الفرع - جبل أحمار- جبل الرهوة.

6 -

بنو عمر الأشاعيب: شيخهم محمد بن عبد اللَّه بن موالي.

أهم القرى: الجوة - العياش - ذو عين - بنو عاصم - قرى وادي ممنى - قرى وادي منجل - قرى وادي شعاق - قرى وادي راش - قرى بني دحيم - قرى وادي الجنش وحواز.

ص: 345

7 -

بنو عمر العلي: الشيخ علي بن محمد.

أهم القرى: المخواة - المشايعة - العياش - ضيان - القزة - قرى وادي الأحسبة.

8 -

ناوان: الشيخ عبد الكريم بن هيال.

وتتبعه قرى وادي ناوان جميعها.

9 -

دوقة المشاييخ: تتبع إداريّا لإمارة القنفدة ولها أربعة مشاييخ وأهم قراها: مشرف - الفرع - آل ثواب - الوحشة - النقار- الصقعة.

ملاحظة هامة:

إن 90 % من سكان تهامة إمارة غامد وزهران من قبيلة زهران، ولا يقطن تهامة من غامد إلا قبيلة واحدة هي قبيلة غامد الزناد بالإضافة إلى بعض القرى العائدة لبني عبد اللَّه.

‌قبائل غامد وأهم قراها

1 -

قبيلة بني خثيم: الشيخ هاشم بن عدنان.

أهم قراها: رغدان - الطويلة - الجادية - الرهوة - الجعرة - الحبشي - آل بلعلا - الغانم - الكراء - قمهدة - بني مشهور- المراصعة.

2 -

قبيلة بني عبد اللَّه: الشيخ عبد العزيز عبد الهادي.

أهم قراها: الباحة - الظفير- الزرقاء - مسب - بني سعد - محضرة - الملد - الحمدة - قمبور- المريري - الراعب - السواد - بشير- بني فروة.

ويتبعها في تهامة: شدا غامد الأعلى - شدا غامد الأسفل - وادي قراما.

3 -

قبيلة بني ظبيان: الشيخ عبد اللَّه بن صقر.

أهم قراها: الغمدة - حصن المضحاة - الجبل - الرمادة - بني حدة - خفة - عرا - حصن أبا الزين - العباس - الريحان - رحبان - المقاضبة - الحلة - العبالة - الطرفين - الغشامرة - المفارجة - العطاردة - الخويتم - العقشان - غزير- بني سعيد - الأجاعدة - بني جرة - القرن - عالقة بني ظبيان.

ص: 346

4 -

قبيلة بني كبير: الشيخ عثمان بن سويعد.

أهم قراها: الغبر- الحبيس - الحدب - العبادل - بني والية - الزرتاء - الفلاح - آل سالم - آل سرور- آل مرزوق - المزرعة.

5 -

قبيلة الرهوة: الشيخ حامد الكلي.

وأهم قراها: عالقة الرهوة - مقمور- العسلة - العذبة - الفرشة - الجرار - بالعذمة - المحالية - بني هلال - الطلقية.

6 -

بلجرشي: الشيخ عبد اللَّه بن أحمد بن مصبح.

وأهم قراها البركة - العامر- بني عامر- الركبة - العوذة - الغازي - السلمية - الحصن - بني عبيد - المدان - حزنة - شعب - الفقهاء - المصنعة - القريع - غيلان - الريفة - الصقاع - الحمران - الجبل - الشيعة - الجلحية - المكارمة - العطاشين - البكير- جبر.

7 -

بالشهم: الشيخ أحمد بن عبد العزيز اللخمي.

أهم القرى: عبدان - الأبناء - الحلية - الجحافين - آل زراع - الحميد - الفرية - الفرح - آل دكان - الأزاهرة - القمع - قذانة - حوالة.

‌بادية غامد

1 -

قبيلة رفاعة.

2 -

قبيلة الحلة.

3 -

مبيلة الزُّهْرَان.

4 -

قبيلة الهجاهجة.

5 -

قبيلة العبيدات.

6 -

قبيلة القنازعة.

7 -

قبيلة آل سلم.

8 -

بادية بني كبير.

9 -

الزوابع.

أغلب هذه القبائل رُحَّل، وبعضهم قطن العقيق ووادي معشوقة.

وتتبع قبيلة غامد: قبيلة (غامد الزناد) من تهامة وهم بادية وحاضرة، وأهم مراكزهم: العطوة - بطاط، وشيخهم الزندي.

‌وقال الجاسر عن انتشار قبيلتي غامد وزهران خارج السراة:

دفعت السراة بموجات كثيرة من سكانها، انتشروا في أجزاه مختلفة من جزيرة العرب، وفي البلاد القريبة منها، وكان من أثر ذلك أن استقرت خارج

ص: 347

السراة فروع من قبيلتي زهران وغامد، كما انتشرت فروع أخرى، قبل استيطان القبيلتين في السراة، ومن أهم تلك الفروع:

1 -

بطون من زهران وأكثرهم من دوس، انتشروا في شرق الجزيرة، في عُمان، حيث كونوا إمارة عربية قبل الإسلام، واستمرت إلى عهدنا الحاضر، ولا تزال فروع من الأزد أكثرهم من دوس، يقيمون هناك على أنسابهم، مما يجده القارئ مفصلا في الكتب المؤلفة عن عُمان

(1)

.

2 -

ومنهم من عبر البحر إلى بلاد فارس، وهم قسم من قبيلة سليمة من دوس، ويذكر مؤرخو عُمان أنهم كانوا ذوي شوكة وقوة في العهد الجاهلي حتى ألحقوا ضررًا بأحد ملوك الفُرس، ومن سليمة هؤلاء أناس كانوا يعيشون في بلاد فارس، في جبل القفس من إقليم كرمان، على ما ذكر ياقون الحموي ولطرافة ما تحدث به عنهم نورده بنصه قال:

قال الرهني: القُفْس جبل من جبال كومان مما يلي البحر وسكانه من اليمانية ثم من الأزد بن الغوث ثم من ولد سليمة بن مالك بن فهم؛ وولده لم يكونوا في جزيرة العرب على دين العرب للاعتراف بالمعاد والإقرار بالبعث ولا كانوا مع ذلك على دينهم في عبادة طواغيتهم التي كانوا يعبدونها من الأوثان والأصنام، ثم انتقلوا إلى عبادة النيران فلم يعبدوها أيضًا عندهم وفي قدرتهم، ثم فتحت كرمان على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، فلم يظهر لأحد منهم ذلك من ذلك الزمان إلى هذا الزمان، ما يوجب لهم اسم نحلة وعقد ولا اسم ذمة وعهد، ولم يكن في جبالهم التي هي مأواهم بيت نار ولا فهر يهود ولا بيعة نصارى ولا مصلى مسلم، إلا ما عساه بناه في جبالهم الغزاة لهم، وأخبرني مخبر أنه أخرج من جبالهم الأصنام الكثيرة ولم أتحققه، قال الرهني: وإني وجدت الرحمة في الإنسان وأن تفاوت أهلها فيها، فليس أحد منهم يغار من شيء منها فكأنها خارجة من الحدود التي يميز بها الإنسان من جميع الحيوان كالعقل والنطق، اللذين جعلا سببًا للأمر والزجر، ولأن الرحمة وإن كانت من نتائج قلب ذي الرحمة، ولذلك في هذه الخلة التي كأنها فى الإنسان صفة لازمة كالضحك، فلم أجد في القُفس منها قليلا ولا كثيرًا، فلو أخرجناهم بذلك عن حد من حدود الإنسان لكان جائزًا ولو جعلناهم

(1)

سنفصّل إن شاه اللَّه عن قبائل عُمان في المجلد الثاني عشر من الموسوعة.

ص: 348

من جنس ما يصاد ويرمى لا من جنس ما يعزى ويدعى ويؤمر وينهى، إذا ما كان على ما بأن لنا وظهر وانكشف وشهر أنه لم يصلح على سياسة سايس، ولا دعوة داع وهداية هاد، ولم يعلق بقلوبهم ما يعلق بقلوب من هو مختار للخير والشر والإيمان والكفر، كان السبع الذي يقتل في الحرم والحل وفي السرق والأمر ولا يستبقى للاستصلاح والاستحياء للإصلاح أشبه منه بالإنسان الذي يرجى منه الارعواء عن الجهالة والنزوع من البطالة والانتقال من حالة إلى حالة، قال: وولد مالك بن فَهْم من الأبناء: فراهيد، والخمام، والهناءة، ونوى، والحارث، ومعن، وسليمة بنو مالك بن فهم بن غنم بن دوس. قال: والمتمرد من ولد عمرو بن عامر بوادي سبأ هو جد القُفس، وذلك أن سليمة بن مالك هو قاتل أبيه مالك بن فهم، وهو الفار من إخوته بولده وأهله من ساحل العرب إلى ساحل العجم مما يلي مكران والقاطن بعد في تلك الجبال، قال الرهني: وأردنا بذكر هذه الأمور التي بيناها من القفس لندل على أنهم لم يكن لهم قط في جاهلية ولا إسلام ديانة يعتمدونها، وليعلم الناس أنهم مع هذه الأحوال يعظمون من بين جميع الناس علي ابن أبي طالب رضي الله عنه لا لعقد ديانة، ولكن الأمر غلب على فطرتهم من تعظيم قدره، واستبشارهم عند وصفه

(1)

. انتهى.

3 -

ومن دوس فرع استوطن الحيرة ونواحيها، وكون هناك إمارة صار لها صيت منتشر، وكان من ملوكها:

1 -

مالك بن فهم بن غنم بن دوس كذا يقول النسابون، وأرى أن النسب مختصرًا.

2 -

ثم ملك أخوه عمرو بن فهم.

3 -

ثم جذيمة بن مالك بن فهم.

ولهذا الملك ذكر مستفيض في كتب التاريخ، وقد ذكر ابن جرير في تاريخه

(2)

أنه أفضل ملوك العرب رأيًّا، وأبعدهم مغارًا، وأشدهم نكاية، وأظهرهم حزمًا، وأنه أول من استجمع له الملك بأرض العراق، وضم إليه

(1)

"معجم البلدان" مادة تفس.

(2)

"تاريخ الرسل والملوك" 1/ 750 وما بعدها.

ص: 349

العرب، وغزا بالجيوش، وكان به برص فكنت العرب عنه وهابت أن تسميه وتنسبه إليه إعظامًا له فقالوا: جذيمة الوضاح وجذيمة الأبرش، وكان غزا طسما وجديس في اليمامة في الوقت الذي غزاهم حسان أسعد أبي كرب الملك الحِمْيَري، فرجع جذيمة بعد أن أتت خيول حسان على سرية له - وقد قتلته الملكة الزباء ملكة تدمر، في قصة معروفة.

وقال في كتاب "البدء

(1)

والتاريخ":

أول من ملك الحيرة مالك بن فهم بن غنم بن دوس الأزدي، وكان ممن خرج من سبأ، مع مزيقيا عمرو بن عامر، في زمن أردشير الجامع، أو بعده بقليل. وفي كتب أهل الإسلام أن ذلك كان في الفترة -واللَّه أعلم- وكان ملكه عشرين سنة ثم ملك بعده ابنه جذيمة بن مالك.

ومما يلاحظ عدم الاتفاق بين ما يقال من أن هؤلاء الملوك انتقل فرعهم الذي ينتسبون إليه عند خراب السد، وقد سبقت الإشارة إلى أن ذلك في عهد غزو الإسكندر الكبير لبلاد فارس، وبين زمن الملكة الزباء التي قضت على آخر ملوكهم وهو جذيمة، والزباء على ما يقولون حكمت بين سنتي 266/ 273 للميلاد.

ولسنا بصدد تفصيل أخبار الفروع التي انتشرت في قبيلتي غامد وزهران، قبل الإسلام أو بعده، وإنما رأينا المناسبة تستدعي الإشارة إلى طرف من ذلك. .

ولعل أعظم الموجات القبلية وأقواها، هي الموجة التي حدثت مع انتشار الفتوحات الإسلامية في صدر القرن الأول الهجري، فقد تفرقت القبائل العربية في مختلف الأقطار التي فتحها المسلمون من أقصى بلاد خراسان شرقًا إلى بلاد الأندلس غربًا، وهذا من الأمور التي لا تحتاج إلى إيضاح.

وكان لقبائل الأزد، ومنهم غامد وزهران أثر كبير في الفتوحات الإسلامية، كما كانت لهم مواقف في الحوادث الدامية المحزنة، عند استعار نار العصبية في خراسان مما لا نرى حاجة للتوسع في الحديث عنه.

(1)

ج 3 ص 196.

ص: 350

وقد انتشرت فروع من دوس وغيرها في العراق: في البصرة وفي الموصل خاصة، وقد فصل طرفًا من أخبار هؤلاء مؤرخ الموصل يزيد بن محمد بن إياس الأزدي في كتابه "تاريخ الموصل".

وفي مصر كانت دوس من القبائل التي صحبت عمرو بن العاص رضي الله عنه في فتح تلك البلاد، ويظهر أن عدد الدوسيين كان قليلا، فلما أراد عمرو أن يقرر لكل قبيلة سجلا خاصًا، وجد هناك من القبائل، عدد أفرادها قليل، وكره كل بطن أن يدعى باسم غير اسم قبيلته فجعل عمرو راية كالنسب الجامع لهم، فكان ديوانهم عليها واختطوا كلهم في موضع واحد، فسميت الخطة، خطة الراية

(1)

ومن قبيلة دوس عدد شارك في فتح بلاد الأندلس ثم أقام هناك. قال ابن حزم: ودار دوس بالأندلس تدمير منهم بنو شاهر بن زرعة وبنو هارون بن زرعة

(2)

.

‌اشتهار قبيلة دوس دون غيرها من قبائل الأزد:

يكاد اسم دَوْس يطغى على اسم القبيلتين، ودوس -كما هو معروف- فرع من زهران، ويرجع هذا إلى أمور: منها أن دوسًا كانوا يسكنون في قمة السراة في بلاد منيعة حصينة، أو كما قال أحد المتقدمين في وصف بلادهم:(حِصْنٌ في رأس جَبَلٍ، لا يُؤتى إلا من مثل الشراك)

(3)

، فاكتسبت بذلك قوة وتماسكًا وبقاء. بخلاف إخوتهم فقد نزلوا في سفوح جبال، وعلى ضفاف أودية متصلة بما يجاورها اتصالا سهلا. ومنها أن دوسًا انتشرت خارج بلادها، فانتقل منها أناس إلى الأطراف الشرقية من الجزيرة، عُمان والحيرة، فأسسوا هناك إمارتين اشتهرتا منذ العهد الجاهلي، فأضفت شهرتهما على دَوْس ما ارتفع به ذكرها، ومن عادة القبائل العربية أن اسم الفرع الصغير من القبيلة إذا عرف واشتهر انتسبت إليه الفروع الأخرى كما هو معروف الآن. ومنها أن دوسًا سارع بعض رجالها في قبول الدعوة الإسلامية، فنالوا مكانة سامية في صدر الإسلام مما زاد في رفع منزلة القبيلة. كما عرف من رجالها من برز في جانب من جوانب المعرفة كالصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه الذي يعتبر من أكثر الصحابة -إن لم يكن

(1)

"معجم البلدان" مادة راية.

(2)

"جمهرة الأنساب" ص 373.

(3)

"الأنساب": ج 5 ص 401.

ص: 351

أكثرهم- حفظًا للحديث النبوي، وكالخليل بن أحمد أول من وضع معجمًا للغة العربية، وكَمسَدَّد بن مُسَرْهِد أول من صنف مسندًا للحديث في مدينة البصرة، وكان دُرَيْد العالم اللغوي الأديب وغيرهم.

يضاف إلى ذلك ما عرف من إخلاص كثير من رجال دوس وصدقهم في تلقي الدعوة الإسلامية، كما سيمر بك في تراجم بعض الصحابة منهم، وما امتاز به هؤلاء من شجاعة وإقدام في الفتوحات الإسلامية الأولى. ونكتفي بالإشارة إلى موقفهم في وقعة اليرموك بين المسلمين وبين الروم سنة ثلاث عشرة بعد الهجرة كما وصفه أحد مؤرخي الأزد، قال:

وثبتت الأزد، وقاتلت قتالا شديدًا لم يقاتل مثله أحد من تلك القبائل، وقتل منهم مقتلة لم يقتل مثلها [من] قبيلة أخرى.

وأقبل يومئذ الطفيل بن عمرو ذو النُّور وهو يقول: يا معشر الأزد لا يؤتين المسلمون من قِبَلِكُم، وأخذ يضرب بسيفه مقدمًا عليهم وهو يقول:

قد علمتْ دَوْسٌ وشَكْرٌ تَعْلَمُ

أني إذا الأبْيَضُ يومًا مُظْلمُ

وعَرَّدَ النَّكْسُ وفَرَّ الأيْهَم

أني عُفْرٌ في الوقاع ضَيْغَمُ

وقاتل قتالا شديدًا وقتل من أشدائهم تسعة، ثم قتل رحمه الله.

وقاتل جندب بن عمرو بن حُمَمَة ورفع رايته [وقال]: يا معشر الأزد إنه لا يبقى منكم ولا ينجو من الإثم والعار إلا من قاتل، ألا وإن المقتول شهيد، والخائب من هرب اليوم، ثم أخذ يقول:

يا معشر الأزْد احتذاذ الأفيالْ

هَيْهاتَ هيْهَاتَ وقوفٌ للحالْ

لا يمنعُ الرايةَ إلا الأبطالْ

وقاتل قتالا شديدًا حتى قتل - يرحمه اللَّه.

ونادى أبو هريرة: يا مَبْرُور!! يا مَبْرُور!! فأطافت به الأزد. فقال: تزينوا لحور العين، وارغبوا فى جوار ربكم في جنات النعيم، فما أنتم إلى ربكم في موطن من مواطن الخير أحب إليه منكم في هذا الموطن، ألا وإن للصابرين فضلهم.

ص: 352

قال

(1)

: وأطافت به الأزد، ثم اضطربوا هم والروم، فوالذي لا إله إلا هو لرأينا الروم وإنها لتدور بهم الأرض - وهم في مجال واحد كما تدور الرحا، فما برحوا ولا زالوا، وركبهم من الروم أمثال الجبال، فما رأينا موطنًا قط أكثر قحفًا ساقطا، أو معصما نادرًا، أو كفًا طائحة، من ذلك الموطن، وقد -واللَّه- أوحلناهم شرًّا وأوحلونا، فنحن في مثل ذلك وكان جل القتال في الميمنة، وإن القلب ليلقون مثل ما نلقى، ولكن حمة القوم وحدهم وحردهم وحنقهم علينا، وكنا في آخر الميمنة، فقد لقينا من قتالهم ما لم يلق مثله أحد. فواللَّه إنا لكذلك نقاتلهم، وقد دخل عسكرنا منهم نحو من عشرين ألفًا من ورائنا، فعصمنا اللَّه من أن نزول

(2)

.

‌من أخبار دوس في الجاهلية

1 -

‌ يوم حِضْرة:

حِضْرة -بالكسر ثم السكون- موضع بتهامة كان فيه يوم بين بني دوس بن عدثان وبني الحارث بن كعب، وكان الغلب والظفر لدوس

(3)

.

كذا أورد الخبر ياقوت في كتابه. وقد أورد خبره مفصلا صاحب "الأغاني" وقد وهم ياقوت حيث قال أنه بين دوس وبين بني الحارث بن كعب، والصواب: أنه بين دوس وبين بني الحارث بن عبد اللَّه بن عامر من يشكر من منهب من دوس نفسها.

قال صاحب "الأغاني" ما ملخصه:

كان ضماد بن مسرح بن النعمان بن الخيار بن سعد بن الحارث بن عبد اللَّه ابن عامر بن الحارث بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن منهب بن دوس سيد آل الحارث، وكان يقول لقومه: أحذركم جرائر أحمقين من آل الحارث ببطلان رياستكم، وكان ضماد يتعيفُ، وكان آل الحارث يسودون العجيرة،

(1)

القائل هو الرازي عبد الأعلى بن سراقة الأزدي ممن حضر الوقعة.

(2)

"تاريخ فتوح الشام" تأليف محمد بن عبد اللَّه الأزدي البغدادي المتوفى سنة 231 - صفحة 224/ 225 - مطبعة سجل العرب في القاهرة سنة 1970.

(3)

"معجم البلدان".

ص: 353

فكانت دوس أتباعًا لهم، وكان القتيل من آل الحارث تؤخذ له ديتان، ويعطون إذا لزمهم عقل قتيل من دوس دية واحدة، فقال غلامان من بني الحارث يومًا: ائتوا شيخ بني دوس وزعيمهم الذين ينتهون إلى أمره، فلنقتله، فأتياه، فقالا: يا عم إن لنا أمرًا نريد أن تحكم بيننا فيه، فأخرجاه من منزله، فلما تنحيا به قال أحدهما: يا عم إن رجلي قد دخلت فيها شوكة فأخرجها لي، فنكس الشيخ رأسه لينزعها وضربه الآخر فقتله. فعمدت دوس إلى سيد بني الحارث، وكان نازلا في قَنَوْنا فأقاموا له في غيضة الوادي، وسرحت إبله، فأخذوا منها ناقة، فأدخلوها الغيضة وعقلوها فجعلت الناقة ترغو وتحن إلى الإبل، فنزل الشيخ إلى الغيضة ليعرف شأن الناقة، فوثبوا عليه فقتلوه، ثم أتوا أهلهم، وعرفت بنو الحارث الخبر، فجمعوا لدوس وغزوهم، فنذروا بهم فقاتلوهم فتناصفوا، وظفرت بنو الحارث بغلمة من دوس فقتلوهم، ثم إن دوسًا اجتمع منهم تسعة وسبعون رجلا فقالوا: من يكلمنا من يمانينا حتى نغزو أهل ضماد، وكان ضماد قد أتى عكاظا، فأرادوا أن يخالفوه إلى أهله، فمروا برجل من دوس وهو يتغنى:

فإن السلم زائدة نواها

وإن نوى المحارب لا تروب

فقالوا هذا لا يتبعكم، ولا ينفعكم إن تبعكم، أما تسمعون غناءه في السلم فأتوا حممة بن عمرو فقالوا: أرسل إلينا بعض ولدك. فأجابهم قائلا: وأنا إن شئتم!! وهو عاصب حاجبيه من الكبر، فأخرج معه ولده جميعًا، وخرج معهم، وقال لهم: تفرقوا فرقتين فإذا عرفت بعضكم وجوه بعض فأغيروا، وإياكم والغارة حتى تتفارقوا، لا يقتل بعضكم بعضا، ففعلوا فلم يلتفتوا حتى قتلوا ذلك الحي من آل الحارث، وقتلوا ابنا لضماد، فلما قدم [من عكاظ] قطع أذني ناقته وذنبها وصرخ في آل الحارث، فلم يزل يجمعهم سبع سنين، ودوس تجتمع بإزائه، وهم مع ذلك يتغاورون ويتطرف بعضهم بعضًا. وكان ضماد قد قال لابن أخ له يكنى أبا سفيان لما أراد أن يأتي إلى عكاظ: إن كنت تحرز أهلي وإلا أقمت عليهم، فقال له: أنا أحرزهم من مائة، فإن زادوا فلا. وكانت تحت ضماد امرأة من دوس -وهي أخت مربان بن سعد الدوسي الشاعر- فلما أغارت دوس على بني الحارث قصدها أخوها فلاذت به، وضمت فخذها على ابنها من ضماد وقالت: يا أخي اصرف عني القوم فإني حائض، لا يكشفوني. فنكز سية القوس في درعها

ص: 354

وقال: لست بحائض ولكن في درعك سخلة بكذا من آل الحارث، ثم أخرج الصبي فقتله وقال في ذلك:

ألا هَلْ أتى أُمَّ الحصين ولو نأتْ

خلافتنا في أهله ابن مُسَرّح

ونَضْرة تدعو بالفناء وطلقها

ترائبه ينفحْنَ من كلِّ مَنْفحِ

وفَرّ أبو سفيان لما بدا لنا

فرار جبانٍ لامّهِ الذُّلُّ - مُقْرِحِ

فلم يزالوا يتغاورون حتى كان يوم حضرة الوادي، فتحاشد الحيَّان، ثم أتتهم بنو الحارث ونزلوا لقتالهم، ووقف ضماد بن مسرح في رأس الجبل، وأتتهم دوس وأنزل خالد بن ذي السبلة بناته: هند وجندلة وفطيمة ونضرة؛ فبنين بيتًا يستقين الماء، ويحضِّضن، وكان الرجل إذا رجع فارًا أعطينه مكحلة ومجمرًا وقلن: معنا فأنزل! -أي إنك من النساء- وجعلت هند بنت خالد تحرضهم وترتجز وتقول:

مَنْ رَجُلٌ ينازل الكتيبة

فذالكم تزني به الحبيبة

فلما التقوا رمى رجل من دوس رجلا من آل الحارث فقال خذها وأنا أبو الزبن. فقال ضماد وهو في رأس الجبل، وبنو الحارث بحضرة الوادي: يا قوم زُبنتم فارجعوا، ثم رمى رجل آخر من دوس فقال: خذها وأنا أبو ذكر!! فقال ضماد: ذهب القوم بذكرها فاقبلوا رأيي وانصرفوا. فقالوا: قد جبنت يا ضماد، ثم التقوا فأبيدت بنو الحارث

(1)

.

2 -

‌ يوم ثرُوق:

كان عامر بن بكر بن يشكر -وهو الغطريف- ويقال لبنيه الغطاريف، وكان لهم ديتان، ولسائر قومه دية، وكان لهم على دوس إتاوة يأخذونها كل سنة، حتى إن الرجل منهم ليأتي بيت الدوسي فيضع سهمه أو نعله على الباب ثم يدخل، فيجيئ الدوسي فإذا أبصر ذلك انصرف ورجع عن بيته، حتى أدرك عمرو بن حممة بن عمرو فقال لأبيه: ما هذا التطول الذي يتطول به إخواننا علينا؟! فقال: يا بني! إن هذا شيء قد مضى عليه أوائلنا، فأعرض عن ذكره. فأعرض عن هذا الأمر، وأن رجلا من دوس عرَّس بابنة عم له فدخل عليها رجل من بني عامر بن

(1)

"الأغاني" 12/ 52، 53 ونسب الرواية إلى أبي عمرو.

ص: 355

يشكر، فجاء زوجها فدخل على اليشكري، ثم أتى عمرو بن حممة فأخبره بذلك، فجمع دوسًا وقام فيهم فحرضهم وقال: إلى كم تصبرون لهذا الذل؟! هذه بنو الحارث تأتيكم الآن تقاتلكم، فاصبروا تعيشوا كراما، أو تموتوا كراما!. فاستجابوا له، وأقبلت إليهم بنو الحارث فتنازلوا واقتتلوا، فظفرت بهم دوس، وقتلتهم كيف شاءت. فقال رجل من دوس يومئذ:

قد علمت صفراءُ حرشاءُ الذيل

شرَّابة المحض تروك للقيل

نرخي فروعًا مثل أذناب الخيل

أنَّ ثروقًا دونها كلّ الويل

ودونها خرط القتاد بالليل

(1)

وقال الحارث بن الطفيل بن عمرو الدوسي في هذا اليوم:

يا دار من ماويّ بالسَّهْبِ

بنيت على خطب من الخطب

إذ لا ترى إلا مقاتلة

وعجانسًا يرقلن بالركب

ومُدَجَّجًا يسعى بشِكَّتهِ

مُحْمرةٌ عيناه كالكلب

ومعاشرًا صدأُ الحديد بهم

عَبِقَ الهناء مخاطم الجرب

لما سمعت نَزَالِ قد دعيتْ

أيقنت أنهمُ بنو كعب

كعب بن عمرو لا لكعب بني العنـ

ـــقاء والتبيان في النسب

فرميتُ كبش القوم معْتمدًا

فمضى واشوه بذي كعب

شكُّوا بحقويه القداح كما

ناط المعرِّضُ أَقْدُحَ القضب

فَكأنَّ مُهري ظَلَّ منغمًا

بشبا الأسِنَّة مَغْرَةَ الجَأب

يا رُبَّ موضوع رفعتُ ومر

فوع وضعتُ بمنزلِ اللصب

وحليل غانية هتكت قرارها

تحت الوغى بشديدة العضب

كانت على حُبِّ الحياة فقد

أحللتها في منزل غرب

(جانيك من يجني عليك وقد

تعدى الصحاحُ مباركَ الجرب)

(2)

(1)

"الأغاني" 12/ 53 من رواية الكلبي.

(2)

قال في "الأغاني": ليس هذا البيت من هذه القصيدة.

ص: 356

‌تحالف دوس وقريش وثقيف

كان سبب حلف ثقيف في قريش أن قريشًا، حين كثرتُ رغبت في وَجٍ -وهو وادي الطائف- فقالت لثقيف: نشرككم في الحرم، وأشركونا في وَجٍ. فقالت ثقيف: كيف نشرككم في واد نزله أبونا وحفره بيده في الصخر، لم يحفره بالحديد، وفيه يقول:

فأرميها بِجُلْمُودٍ

وتَرْميني بِجُلْمُودِ

فأفْنيهَا وتُفْنيني

وكلٌّ هالِكٌ مُودِي

وأنتم لم تجعلوا الحَرَم وإنما جعله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فقالت قريش: لا تدخلوا حرمنا علينا، ولا ندخل عليكم وَجَّكم، فلما خشوا الحرب، وخشيت ثقيف من قريش وخزاعة وبني بكر بن عبد مناة. حالفت قريشا، ودعت إخوتها من دوس. وقالت قريش لثقيف: نطلب من دوس ما طلبنا منكم من الشركة في الدار. فقالت ثقيف: بل دوس تحالفكم. فركب عبد ياليل بن متعب ومسعود بن عمرو وهما من ثقيف ثم من الأحلاف في نفر، حتى أتوا دوسًا، فقالوا لهم: إن قريشًا طلبت منا أن ندخلهم في وَجٍ، وأن يدخلونا في الحرم، فأبينا ذلك عليهم، ثم خالفناهم، فرغبوا إلى ما عندكم، فأدخلوهم وليدخلوكم، وحالفوهم. فحالفت دَوْس قريشا.

والذين حالفوا في قريش من دوس هم بنو سلامان بن مفرج، وبنو منهب، وبنو مالك، وعامة نُبيش، ولم يحالف سائر دوس

(1)

.

‌مقتل أبي أزيهر الدَّوسي

كان أبو أزيهر حليفًا لأبي سفيان بن حرب الأموي القرشي، وأخوال أبي سفيان من دوس، وكانا يجلسان معًا في قبة يصلحان بين من حضر إليهما، وقد تزوج أبو أزيهر عاتكة بنت أبي سفيان، وزوج بنته زينب عتبة بن ربيعة، والأخرى الوليد بن المغيرة ولكنه بلغه أنه غليظ على النساء، فأمسكها عنه، وسبب ذلك أنه قال: أنا أشرف أم أبوك؟. فقالت: بل أبي؛ لأنه سيد أهل السراة، والعرب

(1)

"المنمق في أخبار قريش"، ص 281 - 283.

ص: 357

يصدرون عن رأيه، وإنما أنت سيد بني أبيك، وفيهم من ينازعك الشرف. فلطمها فهربت إلى أبيها. فلما نزل الناس سوق ذي المجاز نزل أبو أزيهر على أبي سفيان، فأتى بنو الوليد بن المغيرة فقتلوه، وكانت بنته عند أبي سفيان، وكان ذلك بعد الهجرة، ووقعة بدر، فدعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت وأمره بهجاء المطيبين، فانبعث يحرض في دم أبي أزيهر ويعير أبا سفيان خفرته وجبنه فقال:

غدَا أهل ضَوْجَي ذي المخاز بسحرة

وجار بن حَربٍ بالمُغَمَّس ما يغدُو

كساك هشام بن الوليد ثيابَه

فَأبْلِ وأخلِقْ، مثلَها جُدَدًا بَعْدُ

قضى وَطَرًا منه، فأصبح ماجدًا

وأصبحت رخوًا ما تُخبُّ وما تعْدُو

فلو أنَّ أشياخًا بِبَدْرٍ شهودُهُ

لَبَلَّ نُحورَ القَوْمِ مُعْتبِطٌ وَرْدُ

وما منع العَيْرُ الضَّرُوطُ ذِمَارَه

وما مَنعتْ مَخْزَةَ والِدِهَا هِندُ!

فلما بلغ قوله يزيد بن أبي سفيان جمع قومه، فلما علم أبو سفيان جاءه وكان في مكة فنزع اللواء من يده وقال: قبحك اللَّه أتريد أن تضرب قريشًا بعضها ببعض في رجل من الأزد [من دوس]، سنؤتيهم الدية إن قبلوها، وإنما أراد حسان أن يضرب بعضنا ببعض، وخلفنا عدو شامت -يعني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

ثم إن ضرار بن الخطاب خرج في نفر من قريش بعد إسلام أهل الطائف إلى أرض دَوْس فنزل على مولاة لهم تدعى أم غيلان، تمشط النساء، وتجهز العرائس، فأرادت دوس قتل ضرار وقومه فمنعتهم أم غيلان، ونسوة معها، فقال ضرار بن الخطاب في ذلك:

جزى اللَّه عنَّا أمَّ غيلان صالحًا

ونسوتها إذ هُنَّ شعثٌ عواطلُ

فهنَّ دفعْنَ الموت بعد اقترابه

وقد برزتْ للثائرين المقاتِلُ

دَعَتْ دعوةً دوْسًا فسالتْ شعابُهِا

بعزٍّ، وأَدَّتْها الشراجُ القوابلُ

وعَمْرًا جزاه اللَّه خيرًا فما وَنَى

ومَا بَرَدَتْ مِنْهُ لديَّ المفاصِلُ

فجرَّدْتُ سيفي ثم قُمتُ بنصله

وعَنْ أَيِّ نفسٍ بَعد نفسي أُقاتِلُ؟!

وأرسل أبو سفيان مائتي ناقة دية لأبي أزيهر مع ضرار وقومه، فقبل رهط أبى أزيهر الدية، ولما أراد ضرار وقومه الانصراف شدت عليهم الغطاريف والنمر ودوس فقتلوا بعضهم، ونجا بعضهم، منهم ضرار فإن أم غيلان أخرجت بناتها حُسّرًا دونه، وقالت: إني قد أجرته، وحرماتكم حُسْرٌ دونه، فإن شئتم فأهتكوا

ص: 358

الستر، واستحلوا حرمته، فتركوه لها، فانصرف وقال شعرًا يمدحها. ولكن حسانًا استمر في تحريض دوس، ومما قال:

إن تقتلوا مائةً به فَدَنِيَّةٌ

بأبي أُزيهر من رجالِ الأبْطح

فلم ترض الأزدُ حتى غاورت قريشًا، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، فقال شاعر من دوس:

ألا أبلغا حَسَّان أعني ابن ثابتٍ

بأنَّا ثأرنا من قتيل المضَيَّحِ

ثلاثين من أبناء فهْر بن مالك

وعشرين إلا واحدًا لم يتَيَّحِ

تركنا سراةَ الحيِّ تَيْمًا وعامرا

وسهمًا ومخزومًا كشاءٍ مذبحِ

ووضعت دوس خرجا على قريش لما طلبوا الصلح، وقال في ذلك سراقة الأكبر بن مرداس: -من قصيدة-

فلما أن قضينا الدَّين قالوا:

نريد السَّلْمَ، قلنا قد رضِينا

وضَعْنَا الخَرْجَ موظوفًا عليهم

يؤدُّونَ الإتاوة، آخرينا

لنا في العير دينارٌ مُسمَّى

به حَزُّ الحلاقَم يتَّقونا

ولولا ذاك ما جالت قريش

شمالا في البلاد ولا يمينا

فلم يزل ذلك عليهم يؤدونه للأزد حتى ظهر النبي صلى الله عليه وسلم فطرحه فيما طرح من سنن الجاهلية.

ويظهر أن مقتل أبي أزيهر -وقد حدث بعد ظهور الإسلام- قد كان من الأمور التي استغلتها (الدعاية الإسلامية) للإيقاع بين قريش وبين دوس، فهذا حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم يحرض دوسًا على الطلب بثأر أبي أزيهر في قصيدة جاء فيها:

يا دوسُ إن أبا أُزيهر أصبحت

أصداؤه رهن المضيَّح فاقدحي

حَربا يشيب لها الوليد وإنما

يأتي الدنيّة كلُّ عبد نحنح

فابكي أخاك بكل أسمر ذابلٍ

وبكلّ أبيض كالعقيقة مُصفح

وبكل صافية الأديم كأنها

فتخاء كاسرةٌ، تدقُّ وتطمحُ

ص: 359

وطمرةٍ مَرَطى الجراء كأنها

سيدٌ بمقفرةٍ وسهب أفيح

إن تقتلوا مائة به فدنيَّةٌ

بأبي أزيهر من رجال الأبطح

(1)

‌ومن أيام غامد:

لا نجد فيما بين أيدينا من المصادر المطبوعة الكثير عن أيام قبيلة غامد في الجاهلية، وكل ما بين أيدينا نتف لا تروي غلة الصادي.

ومن أمثلة ذلك، ما أورده أبو علي الهجري في نوادره حيث قال:

وأنشدني السروي أحد بني غواية شنوي، لبعض غامد في قتل عبد اللَّه بن أبي النعيم اللهبي أحد بني رهم -والنسبة إليه غواوي ولا نظير له، وإلى بني حية حوويّ، وإلى حيّ بني سليم حيوي، وإلى بني فُتَيَة من بني سليم فتوي، وإلى الصُّبي من بني كلاب صبوي-

نزعنا قلب لهبٍ من حشاها

وألقينا الجحافل والبطونا

قتلنا يوم ذي غلف فتاهم

وسيّدهم وأصبحهم جبينا

وأوردهم بنصل السيف صلتًا

وأعجلهم قرى للطارقينا

وكان هو المحارب إذ دعاهم

وكان أبوه عرْقَهُمُ السمينا

تركناهيم كتاب أفرقتها

ولم تعجل شفارُ الجازرينا

مخوّية على الثفنات منها

سناسنها عَوَارٍ قد بُرينا

فأجابه اللهبي:

صدقتم -والإله- لقد قتلتم

أخانا، أو أخاكم ظالمينا

فلا وترًا بذلكمُ نقضتم

ولا ذهب العشيرةُ سالمينا

وربّ محمد وإله موسى

لتعترفنَّنا فيه يقينا

وكم من مثلكم وأشدّ حربًا

تركناه وقد قرع اللجينا

نُضمّن ديننا قومًا كرامًا

إذا عزَّ القضاءُ بهم قضينا

ولما أدركوا بثأرهم بابن النعيم اللهبي قال شاعر لهبٍ، وأصابت لِهبُ ابن مسروح الغامديَّ:

(1)

ديوان حسان - 45 ط بيروت وانظر "معجم ما استعجم" ص 1312.

ص: 360

شفى النفسَ حتى ليس فيها حسافةٌ

فأمست بيوت الشعر حادٍ نشيدها

بعدوة أبطال من أحجن غادروا

حليلة مسروح طويلا حدودها

وكم من فتاة طلقتها سيوفنا

فأمسى يُقضُّ للذهاب عمودُها

حدَّت المرأة تحدُّ حدودًا، وأحدَّت بالألف.

وللهبي يقولها لغامد:

ألا يا بني نُعم تركتم أثورَكم

على بطل مُستنظر غير حامد

أبي الضيم منكم واحتمى دون راية

من أسلم أبطالٌ طوال السواعد

فنحن إذن مثلانِ نحن وأنتمُ

إذا ما قتلنا آمنًا وهو راقدُ

متى تغد منَّا عُصبة لا تورِّها

مجرَّبةٌ ضرَّابةٌ للمعاضد

بأيمانها خضرٌ تعاشى طبيبُها

كما يتعاشى الأرمدُ المتساندُ

مجرَّبةٌ هنديّة لحدودها

إذا صدرت عن مستغار عوانِدِ

ولا ندري متى وقعت هذه الحوادث التي أشار إليها الهجري، ولا نستبعد أن تكون قريبة من عهده، لأن عنايته مُنْصبَّة في الغالب على تدوين ما هو قريب من زمنه.

ومعلوم أن الإسلام أزال معالم الجاهلية، وطمس كثيرًا من أحوالها، ولئن أصبحت بعض القبائل مغمورة في العهد الجاهلي، فقد ارتفع لها في العهد الإسلامي من علو الذكر وبُعْد الصيت ما فاقت به قبائل نابهة الذكر في العصر الجاهلي، وكفى بالإسلام فخرًا.

‌وقال عن غامد وزهران في العهد الإسلامي:

كانت قبيلتنا غامد وزهران (ودوس منها) من أسرع القبائل مبادرة إلى قبول الإسلام. فقد قدم من دوس الطفيل بن عمرو مكة فاجتمع بالرسول صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام -كما سيأتي تفصيل هذا- ثم عاد إلى السراة يدعو إلى الإسلام.

وكان لقبيلة دوس منزلة رفيعة لدى الرسول صلى الله عليه وسلم وما ذلك إلا لما اتصفت به من الصفات الفاضلة، وتحلت به من الأخلاق الكريمة، وقد وردت آثار مشوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في فضل هذه القبيلة، منها:

ص: 361

1 -

دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهم اهْد دَوْسًا"

(1)

.

2 -

أوصى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في مرض موته - بالداريين والرُّهاويين والدوسيين خيرًا

(2)

.

3 -

وأهدى رجل من المشركين هدية لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأثابه، فسخط فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا جَرَم لا أقبل بعدها زَبَد مُشْرِك إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي" والزَّبَدُ: الهدية

(3)

.

4 -

وأورد السمعاني

(4)

:"إن شفاعتي لتنال حاءَ وحكَمَ وسَلْهَبَ وصداء" وقال: سَلْهَبُ في نسب اليمن من دوس.

ولقبيلة غامد وفادتان إلى رسوال اللَّه صلى الله عليه وسلم؛ أولاهما حينما كان في مكة قبل الهجرة، والثانية في السنة العاشرة من الهجرة والرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة:

1 -

روى ابن سعد بسنده إلى لوط بن يحيى الأزدي قال: كتب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى أبي ظبيان الأزدي من غامد يدعوه ويدعو قومه إلى الإسلام، فأجابه في نفر من قومه بمكة، منهم مخنف وعبد اللَّه وزهير، وهم بنو سُليم، وعبد شمس ابن عفيف بن زهير، هؤلاء بمكة. وقدم عليه بالمدينة الحجن بن المرقع، وجندب بن زهير، وجندب بن كعب، ثم قدم بعد مع الأربعين؛ الحكم بن مغفل، فأتاه بمكة أربعون رجلا، وكتب النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ظبيان كتابًا، وكانت له صحبة

(5)

.

2 -

وروى ابن سعد

(6)

أيضًا عن شيخه الواقدي محمد بن عمر حدثني غير واحد من أهل العلم قالوا: قدم وفد غامد على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان [سنة عشر]

(7)

وهم عشرة، فنزلوا ببقيع الغرقد، ثم لبسوا من صالح ثيابهم، ثم انطلقوا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه، وأقرُّوا بالإسلام، وكتب

(1)

"طبقات ابن سعد" 4/ 238.

(2)

"طبقات ابن سعد" 2/ 254.

(3)

"المنمق في أخبار قريش"283.

(4)

"الأنساب" 1/ 22

(5)

"الطبقات" 1/ 280

(6)

"الطبقات" 1/ 345

(7)

من تاريخ ابن جرير 1/ 1728.

ص: 362

لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كتابًا فيه شرائع الإسلام، وأتوا أبي بن كعب فعلمهم قرآنا، وأجازهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كما يجيز الوفد، ثم انصرفوا.

3 -

ولمسلمي قبيلتي زهران وغامد، مواقف مشرفة، سواء في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أو بعده، ولا يتسع المجال لتفصيل تلك المواقف، وحسب القارئ أن يلم إلمامه موجزة بطرف من أخبار مشاهير هاتين القبيلتين، بما سنسرده من تراجم بعضهم:

‌فمن الصحابة والتابعين:

1 -

أبو ظبيان الأعرج الغامدي، واسمه عبد شمس بن الحارث بن كثير بن جشم، معروف بكنيته قال ابن الكلبي والطبري: وفد على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابًا، وهو صاحب راية غامد يوم القادسية، وهو القائل:

أنا أبو ظبيان كير المكذبَه

أبي أبو العنقا، وخالي اللهبه

أكرم من يعلم بين ثعلبة

قال ابن حجرة واستبعد أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يغير اسمه

(1)

.

وقال ابن سعد: أدرك عمر بن الخطاب

(2)

:

وقال ابن دريد

(3)

: كان فارسًا شاعرًا، وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء، وكان كثير الغارة.

وكان أبو ظبيان مضطجعًا بالعقيق فلم ينبهه إلا حصيدة القحافي عن خثعم، يقود جيشًا، وقوم أبي ظبيان بهضبة الأمعز، فركب فرسه ولم يأت قومه، ولم يعرج حتى طعن حصيدة فقتله.

ويقال: إنه مشى إلى الأسد فقتله وأنشد:

فسلوهُم بالقاعِ كيف بُدَاهَتي

وسلوهُمُ عني بلَوْذِ الأسْوَدِ

جَرُّوا حُصَيدة بعدما أدميته

بالرمح، مثل الطائر القَشِب الرَّدِي

قد صَدَّني عنه الرماحُ وأُسْرَةٌ

تحنو عليه، وأسْرَتي لم تَشْهَدِ

(1)

"الإصابة" - 5238 - .

(2)

"الطبقات" 1/ 280.

(3)

"الاشتقاق"493.

ص: 363

2 -

أبو هريرة: عبد الرحمن بن صخر الدوسي: لما دعى الطفيل دَوْسًا إلى الإسلام لم يجبه إلا أبو هريرة، وكان هو وأهله في جبل يقال له ذو رمعا

(1)

، فلقيه بطريق بَرَحْرَح

(2)

، وكان يزحف في العقية من الظلمة ويقول:

يا طولها من ليلة وعنائِها

على أنَّها من بلدة الكُفْرِ نَجَّتِ

(3)

وكان اسمه في الجاهلية عبد شمس، فسماه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن وكناه أبا هريرة، لأنه وجد هرة فحملها في كمه فقيل: ما هذه؟ فقال: هريرة. فقال: "يا أبا هريرة"!.

أسلم عام خيبر، وشهدها، ثم لازم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

واستعمله عمر على البحرين ثم عزله، وأراده عليٌّ ليعمل له فأبى، وسكن المدينة حتى توفي في العقيق سنة تسع -أو سبع- وخمسين - عن 78 سنة - وحمل من قصره من العقيق إلى المدينة، فدفن في البقيع

(4)

.

وقد أجمع أهل الحديث على أنه أكثر الصحابة حديثًا، وذكر أبو محمد بن حزم أن مسند بقيِّ بن مخلد احتوى من حديث أبي هريرة على خمسة آلاف وثلاثمائة حديث وكسر

(5)

.

(1)

كذا في "الأغاني" ج 12 ص 51. وفي طبعة دار الكتب ج 13 ص 219: (ذو رمع) وأشار في الحاشية إلى أن في إحدى النسخ: (ذو منعا) وقال المحقق: صوابه ما أثبتنا. قال ياقوت: موضع باليمن. وأقول: قال الأستاذ علي بن صالح الزهراني في كتاب بعثه إلي -وسأورده بنصه-: (عقبة ذي منما تقع غربي آل حجاف تؤدي إلى الحجرة بتهامة - عن طريق وادي الجرداء).

(2)

في المطبوعة: (فلقيه بطريق يزحزح) ولا معنى لهذا.

(3)

"الأغاني": 12/ 51 - 52 طبعة الساسي.

(4)

قال ياقوت (معجم: 2/ 512) في لحف جبل طبرية قبر يقولون أنه قبر أبي هريرة رضي الله عنه وله قبر بالبقيع، وقبر بالعقيق. وقال (4/ 1007): يبنى بليد قرب الرملة فيه قبر صحابي بعضهم يقول: هو قبر أبي هريرة، وبعضهم يقول: قبر عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح.

(5)

"الإصابة" رقم 1190 (من الكنى).

ص: 364

وقد حاول بعضهم النيل من هذا الصحابي الجليل بسبب كثرة روايته، غير أنه دافع عن نفسه، ولهذا فإن ما ألفه أحد المتأخرين وهو الأستاذ محمود أبو ريّة

(1)

عن هذا الصحابي الجليل مما لا يصح الاعتماد عليه.

3 -

أم أبان الدوسية زوجة عثمان: قدم جندب بن عمرو بن حممة الدوسي المدينة مهاجرًا في خلافة عمر بن الخطاب، ثم مضى إلى الشام للجهاد، وخلف ابنته أم أبان عند عمر وقال: يا أمير المؤمنين إن وجدت لها كفؤًا فزوجه بها، ولو بشراك نعل، وإلا فأمسكها حتى تلحقها بدار قومها في السراة، فكانت عند عمر، وقتل أبوها شهيدًا، فكانت تدعو عمر أباها ويدعوها ابنته. وبينما عمر على المنبر يومًا يكلم الناس في بعض الأمور إذ خطر على قلبه ذكرها فقال: من له في الجميلة الحسيبة بنت جندب بن عمرو ابن حممة؟ وليعلم امرؤ من هو! فقام عثمان فقال: أنا يا أمير المؤمنين. فقال: أنت لعمرو اللَّه "أهل" كم سقت إليها؟ قال: كذا وكذا. قال: قد زوجتكها، فعجل المهر فإنها مُعَدَّة. ونزل عن المنبر فجاء عثمان بمهرها، فأخذه عمر في ردنه، فدخل به عليها وقال: يا بنية مُدي حجرك!. ففتحت حجرها فألقى فيه المال، ثم قال يا بنية قولي: اللهم بارك لي فيه. فقالتها، ثم قالت: وما هذا يا أبتاه؟ قال: مهرك. فنفخت فيه وقالت: واسوأتاه. فقال: احتبسي منه لنفسك ووسعي منه لأهلك، وقال لحفصة: يا ابنتاه أصلحي من شأنها، وغيري بدنها، واصبغي ثوبها، ففعلت، ثم أرسل بها مع نسوة إلى عثمان، ولما ذهبت قال عمر: إنها أمانة في عنقي أخشى أن تضيع بيني وبين عثمان، فلحقهن، وذهب معهن حتى ضرب على عثمان بابه ثم قال: خذ أهلك بارك اللَّه لك فيهم، فدخلت على عثمان، فأقام عندها طويلا، لا يخرج إلى حاجة، فدخل عليه سعيد بن العاص. فقال له يا أبا عبد اللَّه لقد أقمت عند هذه الدوسية مقامًا ما كنت تقيمه عند النساء. فقال أما أنه ما بقيت خصلة كنت أحب أن تكون في امرأة إلا صادفتها فيها ما خلا خصلة واحدة. فقال: وما هي؟ قال: إني رجل قد دخلت في السن، وحاجتي في النساء الولد، وأحسبها حديثة لا ولد فيها اليوم. فتبسمت. فلما خرج سيعيد قال عثمان لها: ما أضحكك؟

(1)

توفى سنة 1390 (1970) م.

ص: 365

قالت: قد سمعت قولك في الولد، وإني لمن نسوة ما دخلت امرأة منهن على سيد قط فرأت حمراء، حتى تلد سيد من هو منه.

وقد ولدت لعثمان: عمرًا وعمر وخالدًا. وأبان ومريم

(1)

.

4 -

أم شريك زوج النبي صلى الله عليه وسلم: قال ابن سعد في "الطبقات": أسلم زوج أم شريك، وهي غزية بنت جابر الدوسية من الأزد، وهو أبو العكر، فهاجر إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مع أبي هريرة مع دوس حين هاجروا، قالت أم شريك: فجاءني أهل أبي العكر فقالوا: لعلك على دينه؟ قلت: أي واللَّه إني لعلى دينه، قالوا: لا جرم واللَّه لنعذبنك عذابًا شديدًا، فارتحلوا بنا من دارنا ونحر كنا بذي الخلصة وهو موضعنا، فساروا يريدون منزلا وحملوني على جمل ثفال شر ركابهم وأغلظه، يطعموني الخبز بالعسل ولا يسقوني قطرة من ماء، حتى إذا انتصف النهار وسخنت الشمس ونحن قائظون فنزلوا فضربوا أخبيتهم وتركوني في الشمس، حتى ذهب عقلي وسمعي وبصري، ففعلوا ذلك بي ثلاثة أيام، فقالوا لي في اليوم الثالث: اتركي ما أنت عليه. قالت: فما دريت ما يقولون إلا الكلمة بعد الكلمة، فأشير بإصبعي إلى السماء بالتوحيد، قالت: فواللَّه إني لعلى ذلك وقد بلغني الجهد إذ وجدت برد دلو على صدري، فأخذته فشربت منه نفسًا واحدًا ثم انتزع مني، فذهبت انظر فإذا هو معلق بين السماء والأرض، فلم أقدر عليه، ثم دلي إلي ثانية فشربت منه نفسًا ثم رفع، فذهبت انظر فإذا هو بين السماء والأرض، ثم دلي إلي ثالثة فشريت منه حتى رويت وأهرقت على رأسي وجهي وثيابي، قالت: فخرجوا فنظروا فقالوا: من أين لك هذا يا عدوة اللَّه؟ قالت: فقلت لهم إن عدوة اللَّه غيري من خالف دينه، وأما قولكم من أين هذا، فمن عند اللَّه رزقًا رزقنيه اللَّه، قالت: فانطلقوا سراعًا إلى قربهم وإداواهم فوجدوها موكأة لم تحل، فقالوا: نشهد أن ربك هو ربنا وأن الذي رزقك ما رزقك في هذا الموضع بعد أن فعلنا بك ما فعلنا هو الذي شرع الإسلام، فأسلموا وهاجروا جميعًا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكانوا يعرفون فضلي عليهم وما صنع اللَّه لي، وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وهي من الأزد، فعرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم،

(1)

انظر "نسب قريش"، ص 104 وما بعدها.

ص: 366

وكانت جميلة وقد أسنت فقالت: إني أهب نفسي لك وأتصدق بها عليك، فقبلها النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت عائشة: ما في امرأة حين تهب نفسها لرجل خير، قالت أم شريك: فأنا تلك، فسماها اللَّه مؤمنة؛ فقال:{وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ. . .} [الأحزاب] فلما نزلت هذه الآية قالت عائشة: إن اللَّه ليسرع لك في هواك

(1)

.

5 -

جنادة بن أمية الدوسي الزهراني الأزدي: من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شهد فتح مصر، وولي البحر لمعاوية، توفي سنة 80 هـ

(2)

في الشام. وقال ابن حجر

(3)

: هو جنادة بن أبي أمية، واسم أبيه أبو كبير، وأن جنادة أدرك الجاهلية والإسلام وتوفي سنة 67 هـ وذكر أنه تابعي. وأورد اسم صحابي أزدي هو جنادة بن أبي أمية الأزدي وفرق بينهما ونقل ذلك عن بعض المتقدمين من العلماء.

6 -

جندب بن زهير الغامدي: قال الحافظ ابن حجر: جندب

(4)

بن زهير ابن الحارث بن كثير بن سبيع بن مالك الأزدي الغامدي - ويقال جندب بن عبد اللَّه ابن زهير الغامدي، ذكر ابن الكلبي في التفسير عن أبي صالح عن ابن عباس قال كان جندب بن زهير الغامدي إذا صلى أو صام أو تصدق فذُكِر ارتاح لذلك فنزلت:{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا. . .} [الكهف] الآية - وله ذكر في ترجمة عمير بن الحارث الأزدي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومه عنهم جندب بن زهير ومخنف بن سليم وعبد اللَّه بن سليم وجندب بن كعب وغيرهم، وروى علي بن سعد "في الطاعة والمعصية" من طريق مقاتل عن عكرمة عن ابن عباس قال: قام رجل من الأزد يقال له جندب بن زهير الغامدي إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: بأبي وأمي إني لأرجع من عندك فلم تقر عيني بمال ولا ولد حتى أرجع فأنظر إليك فأنى لي بك في غمار القيامة؟ فذكر حديثًا طويلا في أهوال يوم القيامة، ومقاتل ضعيف وروى ابن سعد بسند له أنه كان مع علي يوم

(1)

"الطبقات الكبرى" ج 8 ص 155، 156.

(2)

"الإكمال": 2/ 151.

(3)

الإصابة -1201، 1299.

(4)

"الإصابة" - 1217.

ص: 367

الجمل، وروى حذيفة من طريق علي بن زيد عن الحسن أن جندب بن زهير كان مع علي بصفين وكذا ذكره المفضل الغلابي في تاريخه، وقال أبو عبيد كان على الرجالة يومئذ، وذكر ابن دريد في "أماليه" بسنده إلى أبي عبيدة عن يونس قال عبد اللَّه بن الزبير اصطففنا يوم الجمل فخرج علينا صائح كالمنتصح من أصحاب علي فقال: يا معشر فتيان قريش أحذركم رجلين: جندب بن زهير الغامدي والأشتر فلا تقوموا لسيوفهما، أما جندب فرجل رَبَعةٌ يجر درعه حتى يُعفي أثره، قال ابن عبد البر: ذكر الزبير أن جندب بن زهير هذا هو قاتل الساحر، والصحيح أنه غيره، واختلف في صحبة جندب بن زهير وتكلموا في حديثه من أجل السري ابن إسماعيل، (قلت): فوق الزبير عن عمه في كتاب "الموفقيات" بين جندب بن زهير وبيى جندب بن كعب قاتل الساحر بن كبشة، وكذا فرق بينهما ابن الكلبي.

7 -

جندب بن عمرو بن حممة الدوسي: هو جندب بن عمرو بن حممة بن عوف بن غوية بن سعد بن الحارث بن ذبيان بن عوف بن منهب بن دوس، كذا نسبه صاحب "الأغاني" ونسبه ابن حجر: ابن حممة بن الحارث بن رافع بن ربيعة بن ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غانم بن دهمان بن منهب بن دوس.

كان يقول في الجاهلية: إن للخلق خالقًا لا أعلم من هو، فلما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم خرج في خمسة وسبعين رجلا، حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وأسلموا وكان جندب يقربهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا رجلا، فيسلمون. وأورد ابن حجر نقلا عن ابن دريد أن سائلا سأل ابن عباس عن قول الشاعر:

لِذي الحكم بعد اليوم ما تُقْرعَ العصا

وما عُلِّمَ الإنسان إلا ليعلما

فقال: ذاك عمر بن حممة الدوسي، قضى بين العرب ثلاثمائة سنة (؟!) فكبر، فألزموه السابع أو التاسع من أولاده، فكان إذا غفل قرع له العصا.

8 -

جندب بن كعب الغامدي: قال الحافظ ابن حَجَر: جندب بن كعب بن عبد اللَّه بن جزء بن عامر بن مالك بن دهمان الأزدي الغامدي أبو عبد اللَّه -وربما نسب إلى جده وهو جندب الخير وهو قاتل الساحر- قال ابن حبان: جندب بن

ص: 368

كعب الأزدي له صحبة، وقال أبو حاتم: جندب بن كعب قاتل الساحر. ويقال: جندب بن زهير فجعلهما واحدًا. وقال ابن سعد عن هشام بن الكلبي: حدثنا لوط بن يحيى قال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي ظبيان الأزدي من غامد يدعوه ويدعو قومه، فأجاب في نفر من قومه منهم مخنف وعبد اللَّه وزهير بنو سليم وعبد شمس بن عفيف بن زهير، هؤلاء قدموا عليه بمكة وقدم عليه بالمدينة جندب بن زهير وجندب بن كعب والحجن بن المرقع، ثم قدم بعد مع الأربعين الحكم بن مغفل، وروى البخاري في تاريخه من طريق خالد الحذاء عن أبي عثمان قال: كان عند الوليد رجل يلعب، فذبح إنسانًا وأبان رأسه، فعجبنا فأعاد رأسه فجاء جندب الأزدي فقتله، ومن طريق عاصم عن أبي عثمان، قال: قتله جندب بن كعب. وروى البيهقي في "الدلائل" من طريق ابن وهب عن ابن لهيعة عن أبي الأسود أن الوليد بن عقبة كان أميرًا بالعراق وكان بين يديه ساحر يلعب، فكان يضرب رأس الرجل ثم يصيح به فيقوم خارجًا فيرتد فيه رأسًا فقال الناس: سبحان اللَّه يحيى الموتى، ورآه رجل صالح من المهاجرين فنظر إليه، فلما كان من الغد اشتمل على سيفه، فذهب يلعب لعبه ذلك فاخترط الرجل سيفه فضرب عنقه، وقال إن كان صادقًا فليحي نفسه، فأمر به الوليد فسجن، وكان صاحب السجن يسمى دينارًا، وكان صالحًا فأعجبه فأقبل نحو الرجل فقال له: انطلق لا يسألني اللَّه عنك أبدًا. وسيأتي في ترجمة زيد بن صوحان له طريق أخرى من حديث بريدة، وقال ابن الكلبي: اسم الساحر المذكور بستاني وفي الاستيعاب أبو بستان، وقال صاعد اللغوي في "الفصوص" اسمه بطرونا - (انتهى).

ونكتفي بهذا القدر وبمن ذكرنا من غامد وزهران من الصحابة والتابعين.

‌وقال الجاسر عن القرى والمواضع المأهولة في بلاد غامد وزهران بالمملكة العربية السعودية:

1 -

لم أذكر إلا المواضع والقرى التي مروت بها أو بقربها، وكلها في السراة.

2 -

قد تسمى القرية باسم سكانها مثل (بلجرشي) و (بني جرة) و (آل موسى) والفقهاء.

ص: 369

3 -

قد يطلق الاسم الواحد على مجموعة من المساكن متفرقة أو على واد يجمع قرى، أو على واد وجبل في آن واحد.

إن ضبط الاسم قد لا يكون صحيحًا، وذاك أن الأخ الذي كان معنا من أهل نجد، وهو عامي. وتختلف لهجة أهل هذه البلاد عن غيرهم، فقد يملي علي صاحبنا (الصقرة) وينطقها غينا، أو العكس. وقد ينطق الكاف سينا.

4 -

أضفت أسماء مواضع قليلة ذكرت في المؤلفات القديمة.

يقول الأمير سعود بن عبد الرحمن السديري: إن عدد القرى في بلاد غامد وزهران 798 قرية وهناك محلات صغيرة ترتبط بتلك القرى، يسميها بعضهم قرية، وهي في الحقيقة جزء من تلك القرى، ولو أدخلت في الحساب ربما وصل عدد القرى إلى 3000 قرية

(1)

كما يقول الأستاذ محمد بن مسفر الزهراني إن القرى في بلاد رهران تقارب 800. وكلا القولين ينطبق على مجموع القرى في تهامة والسراة، وهنا يجد القارئ وصفًا لـ 140 ضعًا في بلاد غامد و 215 في بلاد زهران، أكثرها قرى وأودية فيها كلها في السراة، وهناك مواضع كثيرة لم أذكرها لأنني لم أحط بها خيرًا، وقرى وأودية كثيرة تابعة لبعض قبائل هذه المنطقة، تقع في تهامة، وفي سفوح السراة المتصلة بتهامة، لم أذكرها لأنني لم أصل إليها.

‌وها هو البيان:

آل الجدلان (ويقال قرية الجِدْلان): هي أكبر قرى وادي أبيدة، وهي في الجزع المعروف من الوادي باسم وادي بطحان، وفيها مقر الدوائر الرسمية، الإمارة والمحكمة وغيرهما، وتبعد عن الباحة عشرين ميلا، ويقام فيها سوق أسبوعي.

آل حُمَيد: قرية سكانها من غامد، وبها يقام سوق الثلاثاء من كل أسبوع، وتقع جنوب بلجرشي على مسافة 13 ميلا تقريبًا.

(1)

المنهل جزء ربيع الثاني سنة 1390 (حزيران سنة 1970) ص 525 و 530.

ص: 370

آل حميدان: من قُرى زهران جنوب الأطَاوِلة.

آل دُغْمَان: قرية من قرى بطحان في وادي أبيدة، وتبعد عن الباحة 17 ميلا.

آل دُهَيْس: قرية باسم سكانها من فَهْم من دوس في أسفل وادي الغِرَبة بقرب برحرح، ثلاثة أميال بينها وبين الجحَّاف (مقر سوق بَرَحْرَح).

آل رياد: قرية في بطحان (وادي بيدة) شرق آل جدلان مقر الدوائر الرسمية بأربعة أميال.

آل زراع: قرية من قرى غامد بقرب وادي مَوْطِف.

آل سرور: قرية لبني جندب في وادي الجِنْش.

آل سُعَيْدان: من قرى بني حُرير، من عدوان في بلاد زهران.

آل سَقيطة: من قرى بني ظبيان من غامد، تقع جنوب الباحة بما يقارب ستة أميال.

آل صِقَاع: قرية لبني جُندب في وادي الجِنْش.

آل عَيْفة: قرية لدوس في غربي ثُروق.

آل موسى: من قرى زهران، تقع جنوب الأطاولة والمسافة بينهما 20 كيلا تقريبًا.

آل نعمان: من قرى فهم من دوس في وادي بَرَحْرَح.

ابن عَرَار: اسم قرية لبني حسن من زهران، في وادي الشاعر.

الأبْنا: بفتح الهمزة وإسكان الباء فنون مفتوحة ممدودة: من قرى بالشهم من غامد في جنوب بلجرشي على مسافة ستة أميال، وشيخ القرية أحمد بن عبد العزيز اللخمي رئيس بلدية بلجرشي ووالده عبد العزيز من مشاهير رجال غامد وشعرائهم.

أبيدة: (انظر وادي أبيدة).

أُثْرُب: جبل عظيم يمتد من الغرب إلى الشرق، مُطِلا على تهامة، وبارزًا في سلسلة السراة، ويفصل بين بلادهم بالشهم -غامد- وبين وادي شُزَا في بلاد

ص: 371

خثعم التابعين في شؤونهم الإدارية لإمارة بيشة، ويبعد عن بلجرشي 22 ميلا تقرييًا.

أثلى: قال الهمداني

(1)

: ومن بلد دوس اثلى وصحبة، وذنب، فراجل.

الأَثِمَّةُ: (بفتح الهمزة وكسر الثاء، فميم مفتوحة مشددة فهاء) قرية لبني حسن من زهران، تقع مجاورة لبلاد غامد، وتبعد عن الباحة شمالها بسبعة أكيال تقريبًا.

الأثِمَّةُ: (بفتح الهمزة وكسر الثاء المثلثة وتشديد الميم بعدها هاء) وتضاف فيقال: أَثمَّةُ الصدر للتفريق بينها وبين قرية أخرى بهذا الاسم، وهذه من قرى صَدْر وادي تربة في بلاد زهران.

الأجاعدة: قرية لبني ظبيان من غامد جنوب فيق في الطريق إلى بلجرشي، تبعد عن الباحة 15 ميلا تقريبًا.

أراخ: (وينطق وراخ وهي لهجة معروفة قديمة مثل أضاخ ووضاخ) واد يقع بين وادي كرا ووادي بيدة، وهو من روافد وادي كرا. وتنحدر فروعه من جيل عيان في سراة زهران، ويتجه صوب الشمال، وفي الوادي مزارع وآبار ومساكن قليلة، ويبعد عن العقيق 44 كيلا.

أرْيَمَةُ: بفتح الهمزة بعدها راء ساكنة، فياء مثناة تحتية ساكنة، فميم مفتوحة فهاء، قرية لبلخزمر من زهران، تقع في وادي تربة، شرق إيل نعمة بما يقارب 20 ميلا.

الأزاهرة: من قرى بلاد غامد الواقعة جنوب بلجرشي يدعها الطريق المتجه إلى الجنوب يساره، وتشاهد منه بعد قطع عشرين ميلا من بلجرشي وينعرج طريقها ذات اليسار بعد قطع 14 ميلا من بلجرشي.

الأشْتَى: (بفتح الهمزة فشين ساكنة فتاء مفتوحة، فألف مقصورة) قرية من قرى زهران، تقع جنوب الأطاولة وتبعد عنها 7 أكيال.

(1)

"صفة جزيرة العرب" - 123.

ص: 372

الأطاولة: من أكبر قرى زهران، وتقع على الطريق العام من الباحة إلى الطائف، وتبعد عن الباحة 33 كيلا.

ويقام فيها سوق أسبوعي يوم الأربعاء.

وتقع الأطاولة بقرب الدرجة (15/ 20 طولا و 17/ 41 عرضًا).

أم عمرو: قرية لبني كنانة في وادي مُسَيِّر.

الأنْصَبُ ويسمى أنْصَبُ عنازة: من قرى بلخزمر، بقرب المندق شرقه بما يقارب ستة أميال.

أنْصَبُ بَلْحكَم: وادٍ وجبل، لبني كنانة من زهران، فيه قرى منها:

1 -

العامِيَة بكسر الميم وتخفيف الياء.

2 -

القَزَعة - بفتحات ثلاث.

3 -

الوَسَط.

4 -

دار المسِيد (أي المسجد).

5 -

بني حَرِيم.

ويقع هذا الوادي على مقربة من المندق، حوالي أربعة أميال.

إيل نعمة (أو آل نعمة): واد لدوس، فيه قرية إيل نعمة، على سفح جبل مطل على الوادي، ويبعد الوادي عن ثُروق ثلاثة أميال.

ويقام فيها سوق أسبوعي، وفي هذه القرية المركز الحكومي.

وقد كتب الاسم في الخريطة (النعامة) خطأ، وتقع بقرب الدرجة (10/ 20 طولا و 15/ 41 عرضًا).

الباحة: هي قاعدة إمارة غامد وزهران، وهي مدينة حديثة، تقع في باحة من الأرض في سفوح جبال يخترقها وادٍ، (بقرب الدرجة 29/ 20 طولا و 29/ 41 عرضًا).

وقد يقال فيها: باحة رغدان

(1)

، مضافة إلى رغدان البلدة الواقعة شمالها والمدينة مضاءة بالكهرباء، وفيها مباني حكومية لمختلف الدوائر الرسمية، وفيها دارات على الطراز الحديث، وسوق عامر.

(1)

"في ربوع عسير" للأستاذ عمر رفيع ص 228.

ص: 373

ويقام سوقها الأسبوعي يوم الخميس.

والمسافة بينها وبين الطائف 220 كيلا تقريبًا.

بَدَادَا: من قرى دوس يدعها طريق ثروق إلى إيل نعمة يمينًا، وسيلها يفضي إلى عمضان، وتبعد عن ثروق ما يقارب ميلين.

بَرَحْرَحُ: بفتح الباء والراء وإسكان الحاء الأولى: واد سكانه بنو فهم من دوس من زهران، وهو في منبسط واسع من الأرض، تجتمع فيه سيول جبل سيحان، ويطل عليه هذا الجبل من الشمال الشرقي ووادي الهدة وما بينهما من الجبال، ويقع فبه عدد من القرى منها:

1 -

آل نعمان.

2 -

القَزْعة.

3 -

الهَرَّاء.

4 -

الحجَّاف.

5 -

الصمّاء.

6 -

غرابة.

7 -

سَيْحان.

8 -

العُسيلة.

9 -

السُّنّة.

10 -

السلاطين.

11 -

المقارنة.

12 -

العشور.

13 -

بني عمران.

وهذا الوادي من روافد وادي تربة. ويبعد عن الطائف 226 كيلا وعن الباحة 32 كيلا. وقد ورد ذكر عقبة بَرَحْرَح.

بَرْوقَةُ: قرية لبني عامر من زهران، يدعها طريق الباحة إلى الصدر يمينه، بعيدة عن الطريق، والمسافة بينها وبين الباحة 22 ميلا.

بَشير: إحدى قرى غامد، تقع جنوب الباحة على مقربة منها، بما يقارب خمسة أكيال، وهي من قرى عبد اللَّه من غامد.

بطحان: من أشهر أودية السراة، وهو، وادي بيدة (أبيدة) ويبتدي من شمال بلدة الباحة بما يقارب الـ 17 ميلا، ويتجه صوب الشمال ويسمى أسفله وادي بيدة وفيه قرى منها:

1 -

قرية آل دغمان (في بيدة) تبعد عن الباحة 18 ميلا.

2 -

قرية آل جدلان (وفيها مركز الحكومة) تبعد عن الباحة 20 ميلا.

3 -

قرية الحظيري تبعد عن الباحة 23 ميلا.

ص: 374

4 -

قرية آل رياد تبعد عن الباحة 24 ميلا.

5 -

قرية الغتامية تبعد عن الباحة 25 ميلا.

6 -

قرية الخرصان تبعد عن الباحة 27 ميلا.

7 -

قرية معشوقة تبعد عن الباحة 37 ميلا.

8 -

قرية الوقرة (وفيها آثار حصن متهدم) تبعد عن الباحة 41 ميلا.

وبعضهم لا يطلق اسم بطحان إلا على جزع من الوادي في وسطه حيث توجد أهم القرى، وهناك بساتين جميلة، ويقولون بأن رمانه يفضل على رمان الطائف.

بَطيلة -بفتح الطاء- قرية لبني عامر من زهران، تقع على يسار طريق الباحة إلى المندق، وتشاهد على مسافة 22 ميلا من الباحة من الطريق وسبعة أميال من المندق.

البعرة -على اسم بعرة البعير- قريتان متقارنتان، في أعلى واد بهذا الاسم، غرب المندق بمسافة ميلين، وواديهما ينحدر شرقًا، فيجتمع بوادي المندق، وهما مطلتان على تهامة في الشفا، أعلى وادي غليلة والحمام ثم وادي الشعراء من أودية تهامة. وأهل البعرة بنو الطفيل من دوس، من زهران.

البقعة: واد يقع شرق الباحة بـ 13 كيلا في الطريق إلى العقيق.

البُكير: ثلاث قرى متقاربة لقبيلة بلجرشي، وتبعد عنه خمسة أميال في الجنوب.

الجرشي: بفتح الباء بعدها لام ساكنة، فجيم مضمومة فراء مفتوحة، فشين مكسورة، فياء النسبة - وكأن أصل الاسم بنو الجرشي، وهذا الاسم أطلق على البلدة لأن سكانها يسمون بها، وقد تسمى سوق بلجرشي، أو السوق بدون إضافه، عند سكان تلك الناحية القريبين منه.

وتبعد مدينة بلجرشي عن الباحة 22 ميلا (32 كيلا تقريبًا). وتقع هذه المدينة على تل صخري مرتضه في براح واسع من الأرض، تحيط به القرى والأودية

ص: 375

من جميع الجهات، وفيها مبان حديثة، وهي مضاءة بالكهرباء وهي مجموعة من القرى المتفرقة، مثل قرية بني عامر، والعامر، والبركة.

بلعذمة -بفتح الباء واسكان اللام وفتح العين المهملة واسكان الذال المعجمة بعدها ميم مفتوحة فهاء-: قرية للرهوة من غامد في جنوب بلجرشي، تبعد عنه سبعة أميال تقريبًا.

بني جرة: ثلاث قرى متجاورة يشملها هذا الاسم، في بلاد غامد، تقع بين الباحة وبلجرشي، وتبعد عنه أربعة أميال.

بني حدا: من قرى غامد في جنوب وادي فيق، وتبعد عن الباحة 12 ميلا تقريبًا.

بني حَرِيم: من قرى كنانة زهران، في وادي أنصب بَلحكم.

بني سار: قرية باسم سكانها وهم بن غامد ويظهر أن صواب الاسم بني يسار، واحدهم يدعى يساري، وأهل هذه الجهه يسقطون الياء من أول الاسم إذا سبقتها ياء فيقولون بنى سيد، وإذا طلبت منهم النسبة قالوا يسيدي.

وتبعد قرية بني سار عن الباحة بـ 11 كيلا تقريبًا في شمال الباحه (وتقع بقرب الدرجة 4/ 20 طولا و 28/ 41 عرضًا).

وانظر (حمى بني سار).

بني سعد: قريتان متجاورتان لبني ظبيان من غامد، بقرب الطريق بين الباحة وبلجرشي، وتبعدان عن الباحة بـ 15 ميلا تقريبًا.

بني عَمَار: قرية تابعة للنصباء، على يمين الطريق من المندق إلى الباحة بما يقارب ميلين من المندق.

بني عمران: من قرى دوس، في برحرح.

بني فروة: من قرى بني عبد اللَّه من غامد شرقي الباحة، بخمسة أكيال على طريق العقيق.

بني مشهور: من قرى بني خُثَيم من غامد في وادي فيق.

ص: 376

بني هُرَيْرَة: ويظهر أنهما عرفتا باسم سكانها الذين هم من بني عُويف من زهران، ومنهم من يزعم أنهم من ذرية أبي هريرة الصحابي، والقريتان على طريق المتجه إلى المَنْدق من الباحة، وتبعد عن هذه: 13 ميلا.

بني والبة: قرية بوادي بني والبة، ويقام فيها سوق أسبوعي كل يوم أحد، وتقع في المنتصف بين الباحة وبلجرشي بطريق بلاد بني كبير.

بني هلال: قرية للرهوة من غامد، تبعد عن بلجرشي ثمانية أميال.

بني يزيد: قرية لدوس في واد يدعى وادي بني يزيد، في أعلى وادي إيل نعمة.

بني يزيد: واد يبعد ميلين عن وادي إيل نعمة وهو في أعلاه، بعده المتجه إلى بَرَحْرَح.

بيده: (انظر وادي أبيدة).

بيضان: من أودية بلاد زهران ينحدر إلى تربة، فيه قرى منها المبارك، والدارين، والجُرَّة، وغيرها، ويبعد عن الباحة بعشرة أميال تقريبًا بينها وبين المَنْدَق.

بَيْضَانُ: قال الهجري

(1)

: أنشدني أبو محمد بن دُحيم الثقفي:

ألا بِأنَا الرّيْمُ الذي أنا آلِفُه

ومن هو عني ذاهل القلب عازبُهُ

ومن بالحشا من حُبِّه مالو انَّهُ

ببيضان طاحت من ذراه شَنَاخِبُهُ

بيضان: موضعان أحدهما جبل غامد، وهو المشهور عند العرب، والآخر موضح بناحية السوارقية، لا أدري ظاهرة أو بلد. انتهى.

البيضاني: من قرى إيل نعمة مجاورة لها، لفهم من دوس.

تُرَبة: (انظر وادي تُرَبة).

التُّيُوس: بضم التاء والياء قرية لعدوان بوادي الكلبة.

(1)

التعليقات والنوادر، 211.

ص: 377

ثُرُوق: ينطق هذا الاسم بضم الثاء والراء بعدها واو ساكنة فقاف وجاء في "تاج العروس": ثرْوَقُ: كجعفَرٍ بلدة عظيمة لدوس. وقوله كجعفر غلط صوابه: كَصَبُورٍ. انتهى.

ويطلق اسم ثروق عند أهل تلك الجهة على أرض واسعة فيها قرى ومزارع، يحدها من الجهة الشرقية جبل يدعى (ظهر الغدا) بفتح الغين المعجمة والدال المهملة - وهذا الجبل يمثل نصف قوس كامل الشكل، يمتد من الجنوب إلى الشمال محاذيًا لأرض ثروق، بمسافة تقرب من خمسة أكيال، ويقدر ارتفاعه بـ 4500 قدم عن سطح البحر. ومن الجنوب جبل (غَمضَان) بفتح العين المهملة بعدها ميم فضاد معجمة مفتوحة، فألف فنون -ويحدها من الجنوب الغربي الشَّفا- ويقصد بكلمة الشفا عند سكان السراة طرف الجبل المطل على تهامة، فمن الشفا في ثروق تشاهد جبال تهامة وأوديتها رأي العين، ويرى من أرفعها جبل نيس -في الجنوب- ونيس بكسر النون فياء مثناة تحتية ساكنة، فسين مهملة، وهذا الجبل من أشهر جبال تهامة، وفيه من الوحوش النُّمور (جمع نمر) بينما هذا الحيوان قد انقرض من أكثر أنحاء الجزيرة سوى بعض جبال تهامة -ويحدُّ ثروق من الجهة الشمالية الغربية الشَّفا المطل على قرية الشُّعيرة في تهامة، ومن جهة الغرب الشفا المطل على جرداء بني علي بن زهران. ويحدها من الشمال: جبال تفصل بينها وبين وادي آل نعمة.

وسيل ثروق منه يتجه صوب الجنوب منحدرًا إلى وادي رَما في تهامة، وقسم يتجه إلى الشمال الغربي منحدرًا إلى جرداء بني علي في تهامة أيضًا.

وفي ثروق من القرى:

1 -

غُدَي (بضم الغين وفتح الدال ثم ياء).

2 -

قرية الزُّرقان.

3 -

الحُصنين (كذا ينصقونها بضم الحاء) وهذه القرى فى جنوب ثروق.

4 -

العَيفَة (في الغرب).

5 -

قرن بَلحَشحاش (ثلاث قرى).

6 -

رَمَس (بفتح الراء والميم).

7 -

الحَبِشة (بفتح الحاء وكسر الباء).

8 -

الرَّيحان - وهذه القرى في وسط ثروق وشمالها.

وبعضهم يضيف إلى هذه القرى: آل سعيدان، زَعْنَة، رَيْعان، الدُّولان، آل عَيفَة.

ص: 378

وفي ثروق واد واحد هو وادي الخَلَصة.

وثروق: سكانها بنو علي من دوس، مَن زهران.

وقد ورد اسم ثروق في "معجم البلدان" بهذا النص: ثَروق: مرتجل لم أر هذا المركَّب مستعملا في كلام العرب وهو اسم قرية عظيمة لبني دوس بن عدثان ابن زهران بن كعب بن الحارث بن نصر بن الأزد، جاء ذكرها في حديث حممة الدوسي، وفي حديث وفود الطفيل بن عمرو على النبي صلى الله عليه وسلم أنه أسلم ورجع إلى قومه في ليلة مطيرة ظلماء حتى نزل ثروق وهي قرية عظيمة لدوس، فيها منبر، فلم يبصر أين يسلك فأضاء له نور في طرف سوطه، فبهر الناس ذلك النور، وقالوا: أنار أحدثت على القدوم ثم على ثووق لا تطفأ - الحديث، وقال رجل من دوس في حرب كانت بينهم وبين بني الحارث بن كعب:

قد علمتْ صفراء حوساء الذيلْ

شرَّابة المحض تروك للقيلْ

ترخي فروعًا مثل أذناب الخيلْ

أن ثروقا دونها كل الويلْ

ودونها خَرط القتاد بالليلْ

وقد أتت واد كثير السَّيل

(1)

الجادِيَةُ: قرية في بلاد غامد جنوب رهوة البُرْ، والمسافة بينهما كيل واحد.

جافانُ: قرية لبني حسن من زهران، مشهورة بزراعة اللوز، تقع غرب الباحة بما يقارب عشرين ميلا.

جَبْر: بفتح الجيم وإسكان الباء بعدها راء - من قرى غامد الواقعة على مسافة عشرة أميال جنوب بلجرشي.

الجُبُور: يطلق على قَرْيةٍ ووادٍ سميا باسم السكان وهم من بني فهم من دوس، بقرب واديَ الحَرَاء، والجبور يقولون: إن أبا هريرة الصحابي الجليل منهم (انظر ترجمته).

الجحَّاف: قرية في أعلى وادي بَرَحْرَح، وبها يقام السوق أسبوعيًا يوم الخميس، وتبعد عن إيل نعمة عشيرة أميال تقريبًا.

(1)

"معجم البلدان" و"الأغاني" 12/ 51.

ص: 379

الجَحَافين: -بتخفيف الحاء- قرية لبالشَّهْم من غامد تبعد عن بلجرشي إحدى عشر ميلا تقريبًا، وفي جنوبه.

الجدْلان: أكبر قرية في وادي بيدة فيها المركز الحكومي، وهي من بلاد زهران، وتبعد عن الباحة 17 ميلا.

جَدْرَةُ: -بالجيم المفتوحة، فدال ساكنة فراء مفتوحة فهاء- قرية لبني عبد اللَّه من غامد شرق الباحة بما يقارب 10 أكيال، يسار طريق العقيق.

الجَرْداء: من أودية دوس، بين قرية الكاحلة وبين جبل العرنين، يدعه طريق برحرح من إيل نعمة يمينه، ويبعد عنها خمسة أميال تقريبًا فيه قرية بهذا الاسم، ويقام فيه السوق كل يوم سبت من كل أسبوع.

الجُرة -بالجيم مضمومة، بعدها راء مشددة مفتوحة فهاء- قرية لبني عُوَيْف من زهران، تقع يسار الطريق إلى بلاد غامد من الباحة بما يقارب 10 أميال من الباحة.

الجَرِيرة: من قرى عدوان في وادي الكلبة.

الجَلْحِيَّةُ: من قرى غامد، بقرب قرية الابْنا.

الجَمَاجِم: من قُرى بَلْخزمر، على يمين طريق المندق إلى الباحة، بعد مسيرة ستة أميال.

الجِمْسُ: واد لبني كبير، فيه قرية بهذا الاسم، ويقع هذا الوادي جنوب فيق بـ 14 ميلا تقريبًا.

الجِمْعُ: بكسر الجيم وإسكان الميم بعدها عين مهملة. قرية لبالشَّهْم من غامد، يمرُّ بها طريق الجنوب بعد 18 ميلا من بلجرشي.

الجِنْش: بكسر الجيم وإسكان النون بعدها شين معجمة، واد ينحدر من الرهوتين إلى وادي تربة، حيث يجتمع به عند قرية الحُباري، وسكانه آل جندب من زهران، وفيه من القرى:

1 -

آل صِقَاع.

2 -

آل سرور.

3 -

السَّهْسَاه، ويقع الوادي شرق إيل نعمة بمسافة تقرب من 18 ميلًا.

الجَوْفَاء: من قرى بني حسن من زهران في وادي رهاوة.

ص: 380

الحَالُ: من قرى غامد الواقعة بقوب بلجرشي في الطريق منه إلى الجنوب وتبعد عنه مسافة ميلين.

الحُبارَى: من قرى وادي تربة لزهران، شرق إيل نعمة بـ 17 ميلا.

الحبشة: -بفتح الحاء وكسر الباء وفتح الشين ثم هاء- قرية في وسط ثروق لدوس.

الحبشة -بكسر الحاء وفتح الباء والشين المعجمة فهاء-: من قرى بني حرير من عدوان في بلاد عدوان.

الحبشي: قرية لبني خثيم من غامد، خلف جدرة شرق الباحة، يسار طريق العقيق، والمسافة بينها وبين الباحة تقرب من عشرة أكيال.

الحبواء: قرية لدوس أسفل وادي الغربة، وادي الحوية.

حَجْرَة دوس: قبيلة من الأزد منها أبو هريرة، ولهم موضع يقال له حجرة دوس، كان بين كنانة ودوس فيه وقعة، وهو إلى اليوم يعرف بحجرة دوس، قال ابن وهب الدوسي:

إن تؤتَ حَجْرتنا نعقد نواصيها

ثم نكن كالذي بالأمس يعتدلُ

نُحب روضاتنا جُدْبًا وممْرعَةً

كما نحب إذا ما صحت الإبلُ

نحن حفرنا بها حفراء راسية

في الجاهلية أعلى حوضها طَحل

(1)

الحِدَّانُ: من قرى غامد القريبة من بلجرشي، المسافهَ بينهما تقرب من أربعة أميال.

الحَدب: قرية لغامد تبعد عن الباحة 13 ميلا في الطريق إلى بلجرشي.

الحدباء: قرية لبني كنانة من زهران، تابعة للنصباء، تبعد عن المندق ميلين أيسر طريق المتجه للباحة.

حَدِيد: -بقح الحاء المهملة وكسر الدال بعد ياء فدال أخرى- قرية لبلخزمر بقرب قرية أريمة، بينهما ميل، في وادي تربة.

الحَرَّاء: وادٍ لدوس، فيه قرية الخاجة على يمين الطريق من إيل نعمة إلى برحرح بمسافة تقرب من ستة أميال من إيل نعمة.

(1)

"معجم البلدان" مادة: روضة حجرة دوس.

ص: 381

حَزْنة: جبل أسود مرتفع يطل على بلدة بلجرشي من الجنوب الغربي، وفي سفحه قرية تسمى باسمه.

حزنة: قرية في سفح جبل حزنة، مجاورة لبلدة بلجرشي: وقد تمنى الشاعر الأزدي يعلى الأحول -وهو محبوس بمكة- شربة من ماء حزنة. وقال ياقوت

(1)

: جبل في ديار شكر، إخوة بارق من الأزد. وقد أخذ هذا من ورودها في شعر يعلى الأحول الشَّكْري.

الحسن: من قرى زهران، جنوب سبيحة بما يقارب 13 كيلا.

الحشرج: واد فيه مزارع لرفاعة من غامد، ويقع بعد العقيق للمتجه إلى الطائف، ويبعد عنه 20 كيلا.

الحصن: من قرى بلجرشي البلدة، مجاورة لها.

حصن أبا الزين: قرية من قرى عرا لغامد، تبعد عن الباحة بما يقارب ستة أميال.

حصن المضحاة: من قرى غامد يبعد عن الباحة عشرة أميال تقريبًا.

الحصنين -مثنى-: قرية في الجنوب الغربي من ثروق.

الحطوري: -بفتح الحاء المهملة وإسكان الطاء المهملة وفتح الواو وكسر الراء بعدها ياء- قرية لبني حرير، تابعة للزعية، تبعد عن إيل نعمة 12 ميلا بطريق الوادي.

حظا: بضم الحاء المهملة وفتح الظاء المعجمة:- قرية لبني حرير، من عدوان.

الحظيرى: من قرى بطحان (وادي بيدة) يبعد عن آل جدلان مقر الحكومة بثلاثة أميال، شرقه، وعن الباحة 23 ميلا.

حِظوَةُ: بكسر الحاء المهملة فظاء معجمة ساكنة، فواو مفتوحة فهاء: قرية لبني فَهْم من دَوْس، تبعد عن المندق ثمانية أميال.

(1)

"معجم البلدان".

ص: 382

الحكمان -بإسكان الكاف بعدها ميم- قرية لبني جندب من زهران، في وادي تربة، وفيها مزرعتان إحداهما الزير والأخرى الملهِّي، وتبعد عن إيل نعمة 12 ميلا - بطريق وادي تربة.

الحَلاةُ: قرية بقرب المَنْدَق لزهران، تبعد عنه ما يقارب الميل في الطريق منه إلى الباحة.

الحَلاةُ: من قرى زهران في وادي المَرَار على يمين الطريق، بمسافة تقارب 13 ميلا عن الباحة.

الحِلَّةُ: قرية بقرب الباحة تبعد عنها بما يقرب من ميلين في طريق بلجرشي، من قرى غامد.

الحُلَيَّةُ: بالحاء المهملة المضمومة فلام مفتوحة فياء مفتوحة مشددة، فهاء: قرية للرهوة من غامد على مسافة عشرة أميال من بلجرشي جنوبه.

حمى بني سار، هذا الحمى يقع في بلاد بني سار (يسار) ويحسن أن نورد ما كتبه الدكتور عمر عبد المجيد دراز - خبير المراعي في وزارة الزراعة في كتابه "المراعي ووسائل تحسينها في المملكة" قال:

"وقد كانت محض مصادفة أثناء سيري في واحد من ثلاثة طرق توصل ما بين طريق الطائف -بيشة إلى بلدة بلجرشي أن لاحظت وجود منطقة تكاد الأعشاب تغطيها غطاء كاملا وذلك على غير ما كنا نشاهد على طول الطريق في رحلتنا هذه أو ما قبلها من رحلات- فاستوقفت قافلة سياراتنا، لنستطلع الأمر فكانت المفاجأة أن أجد نفسي على أطراف واحد من أهم الأحمية المتبقية بهذه البلاد ونموذج جيد للأحمية وهو (حمى بني سار) الذي ظل الرعي محظورًا فيه تمامًا لسنوات طويلة.

وقد أمكن جمع بعض المعلومات عن هذا الحمى من عدة مصادر وتتلخص فيما ذكره لنا أحد المعمرين بالمنطقة هو السيد مسفر بن مبارك الزهراني وكذلك ولده محمد من أن هذا الحمى كان لبني سار منذ القدم وأنهم كانوا قد اختلفوا في أمره مع بني حسن، فقتل في سبيله من الأخيرين سبعة، ثم احتكموا إلى الشريف حيدرة (مندوب الشريف حسين) فحكم لبني سار بأن (المسيكة) لهم، والمسيكة

ص: 383

منطقة الحمى لحالية وعاد بنو سار فرحين بالحكم، ولكنهم أنشدوا متفاخرين يقولون:

حكم لنا قدام سيدي حيدره

ولا درى أن الحكم عندي في البلد

وطيت في ريع المسيكة مجزره

مجزرة يعلم بها الجد الولد

يا عم سعيد يا كلامك ما اكبره

لا تأمن الدنيا ترى الدنيا بعد

واللَّه ما تعدى الردم فأنا مره

واسقيك من شي كما حشو البرد

ومن يومها أصبحت (المسيكة) مرة أخرى حمى لبني سار، فقاموا على حمايتها من الرعي وجعلوا لاستغلالها نظامًا مرسومًا له أصول متوارثة تدل على سعة فهم لطبيعة المراعي ووسائل تحسينها عن طريق حماية النباتات الجيدة، الصالحة للرعي لتنمو وتتكاثر ولتستمر البيئة متقدمة في تطورها نحو عشيرة نباتية أرقى وأنفع من الناحية الرعوية.

ويمكن اعتمادًا على ذكر اسم الشريف حيدرة في الأنشودة التي ذكرناها بعاليه وعلى ذكر (حشو البرد) في آخر بيت منها، والمقصود به نوع البارود الذي كان مستعملا في البنادق القديمة، أن هذا الحمى قد أصبح مصانًا منذ أكثر من أريعين سنة تقريبًا، أي إلى ما قبل بدء الحكم السعودي إلى الآن. وقد أمكن دراسة منطقة (حمى بني سار) واتضح أن مساحته تتراوح ما بين 2000 إلى 3000 فدان إذ إن طوله 4 كيلو مترات تقريبًا وعرضه أكثر من كيلو متر واحد في أكثر من مكان، ويقع الحمى إلى الشمال من بلجرشي في منطقة جبلية تقع ضمن البيئة النباتية التي ينمو فيها العتم (أي شجرة الزيتون البري والمعروفة باسم Olea Chrysoppylla).

وقد يكون ارتفاع المنطقة عن سطح البحر حوالي 2000 متر، وقد سبقت الإشارة في بحث مناخ هذه المنطقة وتوزيع أمطارها إلى أن متوسط ما تناله سنويا من المطر قديكون ما بين 300 و 500 مليمتر.

وقطاعات التربة السطحية على طول الطريق الذي مهد حديثًا إلى بلجرشي مارا بالناحية القريبة من الحمى توضح المدى الذي تراكمت فيه التربة الخصبة بين جذور الأعشاب نتيجة لما أضفته أو كلفته من الحماية ومنع التآكل والانجراف.

ص: 384

وطبيعي أن هذه التربة الخصبة المتراكمة سنة بعد أخرى بما تحويه من مواد عضوية ورطوبة مختزنة قد زادت في مقدرة النباتات على الحصول على حاجتها من المياه.

والصور الفوتوغرافية التىٍ أخذت للمنطقة داخل الحمى وخارجه ثم مقارنة العشائر النباتية فيهما تظهر مدى الفرق الكبير بين داخل الحمى وخارجه، فهي في منطقة الحمى قد أصبحت تغطيها الحشائش المختلفة بغطاء كثيف، كما تقل فيها بشكل واضح الأشجار والشجيرات وأكثرها لا تصلح غذاء للماشية في حسين تزداد الأشجار والشجيرات خارج الحمى مع قليل من بقايا الحشائش.

وهذه الظاهرة الأخيرة، أي تناقص عدد الأشجار والشجيرات، (وأغلبها لا قيمة غذائية له) داخل الأحمية عما هو الحال في المناطق غير المحمية، تعتبر ظاهرة هامة ومرغوبة وهي تدل على مدى مقدرة حشائش المراعي الجيدة على القضاء على النباتات غير النافعة إذا ما أعطيت الفرصة واتبعت سياسة سيليمة تسمح بحدوث ذلك، فلنعط الفرصة للنافع للتغلب على عديم الفائدة وكانت أهم النباتات في داخل الحمى هي الفرقاء Themcda Triandrac تعتبر من أهم نباتات الرعي ذات القيمة الغذائية والرعوية العالية. والتي قد تكون ذات أثر كبير في تحسين المراعي وكذلك بعض أنواع النصي Aristida spp، والسخبر Cymbopogon Scheamanthus والحمرور Hyparrhenia.SP، وقليل من نبات السواسي Polygala Sp وكلها حشائش أو نباتات لها أهميتها من الناحيية الرعوية، في حين أن المنطقة خارج الحمى كانت تنتشر فيها أشجار العرعر Juniprus Procera، وأشجار العتم، وشجيرات الشث Dodonea Viscosa، وهذه الأخيرة قد تكون أكثر النباتات إنتشارًا في هذه المنطقة خارج الحمى، ويبدو أن عدم قابليتها للرعي قد أعطاها فرصة للتكاثر، وهي لذلك قد احتلت مكان الحشائش والأشجار المختلفة التي أزيلت من بيئتها الطبيعية، إما عن طريق الرعي الجائر أو لأي سبب آخر وهي في ذلك تنتشر لتملأ الفراغ الذي تركته هذه النباتات، وهذا مثل لما يحدث من خلل في التوزيع الطبيعي للنباتات نتيجة لسوء الاستغلال أو الاستعمال، وقد يحدث نظير له في جنوب الولايات المتحدة الأمريكية بانتشار شجرة المسكيت Prosopis Juliflora وبعض أنواع العرعر.

ص: 385

ويمكننا القول نتيجة لما شاهدناه ان هذا الحمى قد كفل له صيانة حقيقية وأن هناك حراسة دائمة تتغير بالتناوب بين المنتفعين بالحمى، ومن ثم فإن نفقات أو تكاليف الحماية بالأسوار الشائكة أو الحراس المأجورين نعتبر معدومة تقريبًا بالإضافة إلى أن التقاليد المرعية بين أهالي هذه المناطق تكفل منع التعدي عليها وإتلافها أو تدميرها إذ إن كل من يتعدى عليها بالرعي أو مخالفة النظم والتقاليد الموضوعة فإنه يعاقب بعقوبات عرفية كذبح شاه أو أكثر" انتهى.

الحمى: -بكسر الحاء وفتح الميم بعدها ألف- واد لبني كبير (غامد) تمتد فروعه من ريع الرهوة (رهوة رفيق) الواقعة جنوبه فيما بينه وبين بلجرشي على يسار الطريق، والرهوة تفصل بينه وبين فيق، ويقع في شرق بلجرشي بمسافة تقرب من 12 ميلا.

ويتجه وادي الحمى نحو الجنوب الشرقي حتى يفيض بوادي رنية ومن قرى وادي الحمى:

1 -

الغبر.

2 -

الحبيس.

3 -

الحدَب.

4 -

الظفير (ظفير بني كبير).

5 -

العبادل.

6 -

الدهامشة (والثلاثة الأخيرة على ضفته اليمنى).

7 -

بني والبة.

8 -

الزرقاء (زرقاء بني كبير).

9 -

الأحامِر (فيها مستوصف بني كبير).

10 -

الكدفة.

11 -

السِّيَار (بكسر السين المشددة وفتح الياء مخففة).

12 -

آل فلاح.

13 -

آل سرور.

14 -

النعيم (بضم النون وفتح العين).

15 -

صُبر (بضم الصاد وكسر الباء).

16 -

المرزوق.

17 -

مَيْسان.

الحمَّاد: من بلاد بني عبد اللَّه من غامد، شرق الباحة بما يقارب 8 أكيال، يمين طريق المتجه للعقيق بما يقارب الكيل الواحد عن الطريق.

الحَمَدَة: من قرى غامد الواقعة جنوب الباجة بمسافة خمسة أكيال، في الطريق إلى بلجرشي.

الحمراء: قرية بين قذانة وبلجرشي، من بلاد غامد، وتبعد عن قذْانة 21 ميلا تقريبًا -غربًا-.

ص: 386

الحُمْرَان: قرية تسمى باسم مكانها من غامد (واحدهم حُمراني) وهى من أجمل قرى غامد، وأعمرها، منارة بالكهرباء، وفيها بنايات حديثّة، ومفرق الطريق إليها من طريق بلجرشي إلى الجنوب يمينًا، مغروس بالأشجار وأهلها ذوو عناية بتجميلها، وهي مطلة على واد جميل يدعى وادي الحمران، وأسفله شكران وعلى مسافة أقل من ميل غربيها أرضٌ مستوية تطل على تهامة وتبعد عن بلجرشي خمسة أميال تقريبًا، ويقام فيها سوق أسبوعي.

الحُمَرَةُ: بضم الحاء المهملة وفتح الميم والراء فهاء: قرية لبني كنانة من زهران، على سفح جبل مطل على وادي قرية، يمين القادم من إيل نعمة إلى الباحة.

الحُمْض: بضم الحاء وفتح الميم بعدها ضاد معجمة قرية تابعة لقرن ظبي، وسكانها بنو حسن من زهران، وتقع يسار الطريق للمتجه ليلا لبلد زهران مسافة خمسة أميال تقريبًا.

الحُمَيدان: من قرى بنى حُرير من عدوان فى بلاد زهران.

حُمَيم -بضم الحاء وفتح الميم- من قرى غامد الواقعة في الطريق بين الباحة والظفير، وتبعد عن الباحة ثلاثة أميال.

حُمَيم -بضم الحاء وفتح الميم بعدها ياء ساكنة فميم- قرية لبني عامر من زهران، غرب الباحة بما يقارب 22 ميلا، يدعها طريق الصدر يمينه.

الحنادير: من قري بني عويف من زهران الواقعة على الطريق من الباحة إلى المندق، وتبعد عن الباحة 15 ميلا.

الحَنْوَةُ: وادٍ في بلاد زهران، يقع بين قريتي ربوع الحسن وشِبرقة.

ومن روافده شعب يُدعى شعب العَرْعر يكثر فيه نبات هذا النوع من الشجر.

حوالة: قريتان متجاورتان لبالشهم من غامد على يمين المتجه من الطريق العام من بلجرشي إلى الجنوب، ويتجه إليها طريقها عند الميل الـ 19 على وجه التقريب، وتقع في سفح جبل أقرب من الناحية الشمالية.

ص: 387

الحَوْشبِية: قرية من قرى إيل نعمة مجاورة لها لفهم من دوس.

الحَويَّةُ: واد لبني دَوس، أعلاه الفصيلة، ثم ينحدر حتى يجتمع بوادي بَرَحرَح. وفيه المثل:(كل شيء من اللَّه إلا هراوي الحوية)

(1)

.

ويطلق على هذا الوادي أسماء الفصيلة أعلاه، ثم الحوية، ثم الغربة، ثم الحَبوَاء، ثم الكاحِدين، ويمتد مسافة تقارب خمسة أميال.

الخَاجَة: من قرى دوس، يدعها طريق برحرح من إيل نعمة يمينه، ومفرق الطريق إليها بعد سير خمسة أميال من إيل نعمة.

الخالة: وادٍ من أودية غامد، يقع جنوب بلجرشي بمسافة تقرب من سبعة أميال.

خرصان من قرى بطحان (وادي أبيدة) شرق آل جدلان بسبعة أميال.

الخُرْقان: واد من روافد وادي العقيق، يبعد عن العقيق -البلدة- خمسة أكيال غربًا.

خَفَة: -بفتح الخاء والفاء مخففة بعدها هاء- من قرى غامد الواقعة جنوب وادي فيق، وتبعد عن الباحة 12 ميلا.

الخَلَصَةُ: وادٍ في بلاد دوس، يقع غرب ظهر غدا، وتقع قرية رمس على جانبه الشرقي، وهو في فرعة دوس، وسيله ينزل إلى وادي الشعراء في تهامة من أعالي وادي عليب، وعلى ضفته الغربية تقع أكمة مطلة على تهامة كان صنم ذي الخلصة مبنيًا فوقها. وقد ورد اسم هذا الموضع في خبر أم شريك الدوسية في قولها -وسيرد في ترجمتها-: فارتحلوا بنا من دارنا ونحن كنا بذي الخَلَصة وهو موضعنا

(2)

.

الخُوَيْتم: من قرى غامد الواقعة بقرب الباحة بما يقارب خمسة أميال في الجنوب منها.

(1)

هذا قول سيئ: إذ كل شيء من اللَّه بدون استثناء ومثل هذا الكلام لا يجوز، غير أن هذا القول من أناس جهال قبل انتشار التعليم، والجهل موجود في كل زمان ومكان.

(2)

"الطبقات" ج 8 ص 55 - الطبعة البيروتية.

ص: 388

خياصَةُ: واد لفهم بني ظبيان، ولبلجرشي، ولغيرهم، وكلهم من غامد، يقطعه الطريق بين الباحة وبلجرشي، ويبعد عن هذا ثلاثة أميال.

خَيرَة: -من الخير- من قرى بني حسن من زهران، ويطلق هذا الاسم على خمس حلل، أو قرى صغيرة متجاورة، تقع يمين الطريق القاصد إلى بلاد زهران من الباحة القاعدة، وتبعد عنها بما يقارب ثمانية أميال ولها سوق أسبوعي.

دار بني هلال: قرية للرهوة من غامد جنوب بلجرشي، بمسافة ثمانية أميال.

دار الجبل: ثلاث قرى يشملها هذا الاسم وهي لبلجرشي، وتبعد عن المدينة (بلجرشي) بما يقارب الميل، في الجنوب.

دار الجبل: من قرى غامد: تبعد عن الباحة في جنوبها الغربي سبعة أميال تقريبًا.

دار الرَّمادة: يقصد بكلمة دار قرية: وهذه قرية لبنى ظبيان من غامد، تبعد عن الباحة سبعة، أميال تقريبًا.

دار المَسيد: -بكسر السين ويبدلون الجيم ياء أي المسجد- وهي من قرى كنانة زهران، في وادي أنصب بَلْحكم، في أعلاه، على الطريق من المندق إلى الباحة، وتبعد عن المندق أربعة أميال تقريبًا.

الدارَيْن: لبني عويف من قرى زهران الواقعة يمين الطريق المتجه من الباحة إلى بلاد زهران، وتبعد عن الباحة بما يقارب تسعة أميال.

دُحيس: -وينطقون الدال بين الفتحة والضمة والحاء مفتوحة- واد بقرب قرية ربوع الحَسَن شمالها في بلاد زهران فيه بساتين.

الدِّرَكة -بكسر الدال وفتح الراء- من قرى بلخزْمر، من زهران بقرب المندق يمين المتجه منه إلى الباحة، بمسافة عنه تقرب من ستة أميال.

الدْعَبَةُ: من قرى بني جُرير، من عدون في بلاد زهران.

دَكَّه: (بفتح الدال وتشديد الكاف المفتوحة بعدها هاء) قرية لغامد تقع على يسار الطريق من بلجرشي إلى الجنوب، بعد مسافة 19 ميلا تقريبًا، ومفرق الطريق إليها يبدأ بعد 14 ميلا من بلجرشي.

ص: 389

دَوقةُ: وادٍ للأحلاف من زهران فرعه يمتد من غرب الباحة بما يقارب 11 ميلا، ويسمى شفا وادي دوقة، وفرع وادي دوقة.

الدُّولان: من قرى ثروق.

الدهامة: من قرى بني كبير في الحمى، تبعد عن بلجرشي 15 ميلا تقريبًا.

ذنب: من بلد درس (انظر أثلى).

راجل: من بلد دوس (انظر أثلى).

رأس ضان -بالضاد المعجمة- جبل في بلاد دوس، له ذكر في حديث أبي هريرة

(1)

.

الراصعة: من قرى بني خُثَيم من غامد في وادي فيق.

الراعِبُ: قرية في بلاد غامد، تقع جنوب الباحة بشرق، وشرق رغدان (كتبت في الخريطة الراغب بالغين خطأ) وتبعد عن الباحة بما يقارب خمسة أكيال.

رَباع: بفتح الراء والباء الممدودة وآخره عين مهملة - قرية سكانها بنو حسن من زهران، واقعة على الطريق بين الباحة والمندق، على مسافة 13 ميلا تقريبًا من الباحة.

الربَقة: قرية لبلجرشي من غامد، بقرب بلدة بلجرشي.

رُبُوع قُرَيْش: وتسمى أيضًا قريش الحسن: من قرى غامد فيها سوق أسبوعي يقام كل يوم أربعاء.

رُبُوع الصَّفْح: قرية لبلخزمر من زهران، في الطريق بين الباحة والمَنْدق - تبعد عن المندق ستة أميال تقريبًا، ويقام سوقها الأسبوعي يوم الأربعاء، ومن ثَم سميت ربوع الصفح، والصفح هو أسمها.

الرَّبْيَان: قرية لبني عامر من زهران، تقع يمين الطريق من الباحة إلى الطائف أو أبيدة - وتبعد عن الباحة بمسافة تقارب خمسة أميال.

رُحْبان: -بضم الراء- قرية لغامد في وادي العلي، تبعد عن الباحة خمسة أميال تقريبًا.

(1)

معجم البلدان.

ص: 390

روَسَبَة: قرية لبني كنانة في وادي تربة على يمين الطريق، شرق إيل نعمة بما يقارب 17 ميلا.

رَسَبَةُ: قرية بأسفل وادي الشاعر.

رغدان: من أكبر قرى غامد، ويقام فيه سوق الأحد من كل أسبوع، ويقع شمال الباحة، والمسافة بينهما خمسة أكيال (أو ميلان ونصف تقريبًا).

وقد كان في عهد الحكومة التركية قاعدة إمارة بلاد غامد وزهران.

رَمس -بفتح الراء والميم- أكبر قرى ثروق في وسطها، وفيها المدرسة، ويقام سوقها دورة واحدة في السنة، في يوم الثلاثاء، أول شهر ذي الحجة، لعرض الأضاحي.

الرومي: -بضم الراء بعدها واو فميم مكسورة فياء- من أكبر قرى زهران، ويقام فيه السوق يوم السبت من كل أسبوع، ويقع غرب بني سار، منحرفًا ذات اليمين عن الطريق، وتبعد عن الباحة سبعة أميال تقريبًا.

رُهاوة -تفتح الراء وتضم وتسكن- من أودية بلاد زهران، يقع يسار الطريق من الباحة إلى المندق، ويبعد عن الباحة بما يقارب 20 ميلا، وفيه قرى، هي من أعلاه إلى أسفله:

1 -

الجوفاء.

2 -

السهلة وهاتان لبني حسن.

3 -

القبل.

4 -

الدخيلة.

5 -

المحاميد (والثلاث لبلخزمر).

6 -

ذيب (لبني حسن).

ويجتمع وادي رهاوة بوادي الشاعر فوق قرية رسبة، فيكونان واديًا واحدًا ينحدر إلى وادي تربة.

الرّهْوة: رهوة البر: قرية تقع شمال الباحة بينهما تسعة أكيال تقريبًا، (أو أربعة أميال).

وتقع بقرب الدرجة 2/ 20 طولا و 18/ 41 عرضًا.

ص: 391

والرهوة في اللغة ما اطمأن وارتفع ما حوله، وهي شبه تل يكون في متون الأرض على رؤوس الجبال

(1)

.

وقد أورد الزمخشري -وعنه نقل ياقوت- اسم رهوة القلتين من قرى عردات (عردة) أحد روافد وادي تربة العظام.

وعد الهمداني من بلاد العذمين من شِهْر رهوة بني قاعد، قرية شعفية، على رأس من السراة

(2)

. وهي على ما أفادني الأستاذ الجليل محمد بن عبد اللَّه ابن حميد المالكي العسيري: قرى، لا قرية واحدة وبنو قاعد من بني العذمة (بالعذمة) بالذال المعجمة.

رهوة فيق: جبل مطل على وادي فيق من الناحية الجنوبية، وفيه ثنية (ريع) يمر منه الطريق إلى بلجرشي، وتبعد الرهوة عن الباحة 11 ميلا.

الريحان: قوية في وادي عرا من بلاد غامد تبعد عن الباحة خمسة أميال في جنوبها الغربي.

ريعان: قرية في وسط ثروق، وتسمى ريحان أيضًا.

الريعة -بفتح الراء وإسكان الياء المثناة التحتية بعدها عين مفتوحة فهاء- من قرى بني حرير من عدوان في بلاد زهران.

الزاوية: واد لبني كبير من غامد يقع جنوب وادي فيق، والمسافة بينهما 14 ميلا تقريبًا.

الزرقاء: قرية لغامد تقع شمال البارحة مجاورة لها والمسافة بينهما كيلان تقريبًا، وهناك زرقاء أخرى غير هذه.

الزرقاء: قرية بقرب وادي والبة من غامد، تبعد عن بلجرشي 15 ميلا تقريبًا وعن الباحة مثل ذلك.

الزرقان: من قرى ثروق - لدوس.

زَعنة: من قرى ثروق.

(1)

"معجم البلدان".

(2)

"صفة الجزيرة"، 121.

ص: 392

سبيحة -بفتح السين وكسر الباء بعدها ياء ساكنة فحاء مهملة مفتوحة فهاء- قرية كبيرة يتبعها عدد من المزارع، تقع في سفح جبل شمرخ، أول سراة زهران، وسبيحة في بلاد عدوان منهم. ويحف الطريق العام بسبيحة من اليمين للمتوجه إلى الباحة، وتبعد عن الطائف 160 كيلا، وعن الباحة 51 كيلا، وسيل واديها من روافد عردة.

وتقع سبيحة بقرب الدرجة 20/ 20 طولا و 15/ 41 عرضًا.

السرفة -بكسر السين وإسكان الراء- قرية لبلخزمر، من زهران بين الباحة والمندق عن يمين الطريق من الباحة، وتبعد عن المندق بما يقارب سبعة أميال.

سُعَيْدَة: وادي سعيدة (بإسكان السين وبعضهم يضمها وفتح العين) تنحدر أغلب فروعه: (1) من الزاوية، لبني كبير. (2) من بلاد بني سعيد. (3) من بلاد بني جُرَّة -بضم الجيم وتشديد الراء المفتوحة- وكل هؤلاء الثلاثة من بني ظبيان.

ومن قرى وادي سعيدة:

1 -

بني سعيد.

2 -

الأجاعدة.

3 -

قرن المغسل.

4 -

بني جُرة.

5 -

مقمور (من الرهوة).

6 -

العسَلة (من الرَّهوة الفخذ المعروف)، والعسلة: بفتح العين والسين وتسمى أيضًا: دار الهضبة.

7 -

القَرَى (بفتح القاف والراء ممدودة).

8 -

العَذْبة (بفتح العين وإسكان الذال).

9 -

الفرشة.

10 -

الجرَّار.

ومن فروع وادي سعيدة: وادي شِكران، ووادي الخالة، ووادى الأبناء، ووادي الحمران، ووادي البُكير، ووادي الأبلم. وكلها تجتمع في وادي العذبة في أسفل وادي سعيدة. ووادي سعيدة يقع بين الباحة وبلجرشي ويبعد عن الأخير 4 أميال شماله بشرق، يقطعه الطريق عرضًا.

السكراء: من أودية غامد الواقعة جنوب بلجرشي على مسافة 14 ميلا.

السَّلاطين: اسم قرية لفهم من دوس في وادي برحرح.

السنة -بضم السين وفتح النون مشددة فهاء- قرية لفهم دوس في الجنوب الغربي من جبل سيحان.

ص: 393

السَّوَاد: من قرى بني عبد اللَّه بن غامد، تبعد عن الباحة كيلين في الطريق منها إلى العقيق.

السُّوق: اسم يطلق على بلدة بلجرشي.

السهاه -بكسر السين بعدها هاء ساكنة، فسين معجمة مفتوحة ممدودة فهاء- قرية لبني جندب في وادي الجنش.

السَّهلة: قرية لبني حسن من زهران في وادي رهاوة.

سَيْحان: جبل يقع مطلا علي وادي تُربة ووادي بَرَحْرَح من الشمال، وهو الحدُّ الفاصل بين بلاد بني مالك وبلاد زهران. وسكانه من فهم من دوس من زهران، وفيه ثلاث قرى:

1 -

سيحان في رأسه.

2 -

العُسَيْلة في الشمال الغربي منه.

3 -

الغُرَابة - في الجنوب الشرقي منه، ويبعد عن بَرَحْرَح قرابة ميلين.

سيحان: قرية في أعلى جبل سيحان، لفهم من دوس.

الشاعر: وادٍ من أودية بلاد زهران، فيه مجموعة من القرى منها:

1 -

المشايعة.

2 -

العِمَدة.

3 -

ابن عرار.

4 -

وادي المعارجة - وكلها لبني حسن، ويقع علي يمين الطريق من الباحة إلى المندق، ويبعد عن الباحة بما يقارب عشرين ميلا.

ويجتمع سيل وادي الشاعر بسيل وادي رهاوة قبل قرية رسبة الواقعة في أسفله، ثم ينحدران في واد واحد إلى تربة.

الشُّبْرُقَة: بضم الشين وإسكان الباء فراء مضمومة، من قرى غامد تقع في واد بهذا الاسم جنوب الأطاولة والمسافة بينهما 15 كيلا وبعضهم يورد الاسم غير مُعرَّف (شبرقة).

شَدَا: من أشهر جبال تهامة وهما شدوان مثنى شدا، أحدهما لغامد والآخر لزهران.

ص: 394

وقد ورد اسم جبل شَدَا مَثَنَّى في شعر يعلى الأحول الأزدي

(1)

:

أرقت لِبَرْقٍ دونه شَدَوان

يمانٍ وأهوى البرق كل يماني

جرى منه أطراف الشَّرَى، فمشيَّعٌ

فأبيان، فالحيان من ذمرانِ

فمران فالأقباص أقباص أملح

فماوان من واديهما شطنان

ومنها

وليت لنا من ماء حَزْنة شربة

مبرّدة باتت على الطهيان

وورد أيضًا في قصيدة نسبها الهمداني لأبي الجياش الحَجْري:

فجبال السراة فالفرعَ الوسـ

ـــطى حَكَيْنَ الجنانَ، فالحيفاءُ

فالشداوان من سقامة فالمر

حلة المرجحنّة النجلاء

فقرى مغَسل فأوديه النهبـ

ـــين فالوادي ذي النجول، العذاء

فالذُّرَى من سراة غامد

فالنمر فأجبال دوسها طخياء

(2)

وقد ذكرنا هذا الجبل وهو في تهامة حرصًا على تسجيل ما يتعلق به من شعر.

شَرْبان: واد يقع في الطريق من العقيق (عقيق غامد) إلى الطائف، ويبعد عن العقيق 30 كيلا وأهل هذا الوادي رفاعة من بادية غامد

وهو بين وادي الحشرج ووادي الطويّ، وتجتمع الأودية الثلاثة حتى تفيض في وادي كَرَا.

الشريق -بفتح الشين المعجمة وكسر الراء بعدها مثناة تحتية فقاف- من قرى الصدر، صدر وادي تربة في بلاد زهران.

الشَّطَّةُ: بشين وطاء مفتوحتين مشدَّدتين بعدها هاء: من قرى زهران، تبعد عن الأطاولة أربعة أكيال تقريبًا.

(1)

"الأغاني" 19/ 111 و"العرب" السنة الثالثة ص 183.

(2)

"صفة الجزيرة"217.

ص: 395

الشُّعْبَةُ: واد لعَدوان، من روافد تُربة، في بلاد زهران، وفيه قريتان: الشعبة العليا، والشعبة السفلى.

الشُّعبة: من قرى غامد مجاورة للجَلحيْة.

الصخرة: من قرى: وادي العلي، لغامد، تبعد عن الباحة اثني عشر ميلا في جنوبها الغربي.

الصخرة: من قرى بني عبد اللَّه من غامد، شرق الباحة فى الطريق إلى العقيق والمسافة بينها وبين الباحة 6 أكيال.

الصدَاقُ: بفتح الصاد والدال الممدودة بعدها قاف: قرية مطلة على أيمن وادي تُربة للمتجه شرقًا، لبني كنانة من زهران، والمسافة بينهما وبين إيل نعمة 16 ميلا تقريبًا.

الصَّدْر: صَدْر وادي تربة فيه قرى:

1 -

الفقهاء.

2 -

الصَّدر.

3 -

الشَّريق.

4 -

القَطّارة.

5 -

الأثمَّة: أثمَّةُ الصَّدر، الغَربة. وسكان الصَّدر بنو حسن من زهران.

ويقع الصدر شرق إيل نعمة بما يقارب 23 ميلا وغرب الباحة بمثل ذلك أى أنه متوسط بينهما.

الصَّدر: قرية في صدر وادي تربة، في بلاد زهران.

الصَّمَّاءُ: قرية بأعلى وادي بَرَحرَح لفهم من دوس، تبعد عن إيل نعمة تسعة أميال، وهي بقرب الجحاف سوق بَرَحْرح.

الصُّنَّة: بضم الصاد وتشديد النون بعدها هاء، واد يقع يمين طريق العقيق ويبعد عن الباحة شرقًا 14 كيلا.

ضان: جبل تهامي، كأنه من جبال دوس، لأنه في حديث أبي هريرة: انحدر من رأس ضأن:- يذكر في القاف في قدوم ضان، ورأس ضان ذكر في الراء

(1)

.

(1)

"معجم البلدان".

ص: 396

الضحوات -بفتح الضاد المعجمة وفتح الحاء المهملة بعدها وأو مفتوحة فألف فتاء- قرية لعدوان بواد بهذا الاسم، يقام فيها سوق أسبوعي.

الضحوات: بفتح الضاد المعجمة والحاء المهملة: واد لعدوان، فيه قريتان، قرية بهذا الاسم، والأخرى الكرادسة. وهو من بلاد عدوان يقع بقرب وادي الكلبة.

الطرف: قرية بأسفل وادي الشاعر لبلخزمر -من زهران-.

الطرفين -مثنى طرف- قريتان متجاورتان، تقعان بقرب الطريق بين الباحة وبلجرشي. وتبعد عن الباحة ميلين، وهما من قرى غامد.

الطَّلقية: قرية للرهوة من ضواحي بلجرشي، على مسافة ميل منه.

الطَّويلة: -ضد القصيرة- قرية لغامد يسكنها منهم بنو خُثَيْم وبنو سعد وبنو عبد اللَّه وغيرهم، وتقع شمال الباحة، بما يقارب الميلين.

الظفير -بفتح الظاء وكسر الفاء بعدها ياء فراء- من أكبر قرى بلاد بني عبد اللَّه بن غامد، وكان يومًا ما هو قاعدة الإمارة.

وبين الظفير وبين الباحة -القاعدة الآن- ما يقارب الكيلين، وهذه البلدة مضاءة بالكهرباء، وفيها بيوت مبنية على الطراز الحديث.

ولم أر لاسم الظفير في الكتب القديمة سوى ما جاء في "معجم البلدان" من أنه يطلق على حصن في اليمن، وهو غير المذكور هنا.

الظفير: قرية لبني كبير من غامد، فيما بين بلجرشي والباحة وليست على الطريق.

عالقة: من أودية غامد، وهو واد صغير، بين الباحة وبلجرشي، ويبعد عن هذا أربعة أميال.

عالقة الرهوة: قرية مضافة إلى سكانها من غامد في الطريق من الباحة إلى بلجرشي، والمسافة بينها وبين بلجرشي سبعة أميال.

عالقه العباس: قرية في بلاد عامد تقع في الطريق بين الباحة وبلجرشي، وتبعد عن الباحة 15 ميلا.

ص: 397

العامية: بتخفيف الياء من قرى بني كنانة من زهران، في وادي الأنصب، أنصب بلحكم.

العبادلة: قرية بقرب الباحة ينهما ميلان في الطريق إلى بلجرشي، في بلاد غامد.

العذبة: من القرى القريبة من بلجرشي، والمسافة بينهما 3 أميال وتقع في واد بهذا الاسم من أخصب أودية بلاد غامد.

عرا: من قرى بني ظبيان من غامد في الجنوب الغربي من الباحة بما يقارب خمسة أميال.

العِرق: عرق بني سار جبل ينحدر سيله إلى وادي أبيدة وهو أعلى فروع ذلك الوادي، وفي هذا الجبل مزارع، وفيه يقع حمى بني سار (انظر حرف الحاء) ويبعد العرق عن الباحة 12 كيلا تقريبًا.

العملة: من قرى الرهوة، من غامد، بين الباحة وبلجرشي، وتبعد عن بلجرشي 5 أميال.

العُسَيلة: قرية في الشمال الغربي من جبل سيحان لفهم دوس.

العَصْداء: من قرى بني حسن من زهران، غرب الباحة بما يقارب 19 ميلا في الطريق إلى الصدر.

العطَّارة: من قرى غامد التي لا تبعد عن الباحة أكثر من خمسة أميال في الجنوب منها.

العطاشين: من ضواحي بلجرشي على ميل منه، وسكانها بلجرشي القبيلة.

العُفُوص: اسم يطلق على خمس قرى لبني حسن من زهران، تقع يمين الطريق للمتجه من الباحة إلى المندق، والمسافة بينهما وبين الباحة تقارب 7 أميال.

العقشان -بضم العين بعدها قاف ساكنة فشين مفتوحة ممدودة بألف فنون-: قرية لغامد تبعد عن الباحة في جنوبها سبعة أميال تقريبًا.

العُقلة -بضم العين وفتح القاف واللام-: من قرى بني جندب من زهران في وادي تربة، تبعد عن إيل نعمة 13 ميلا بطريق الوادي.

ص: 398

العقيق: واد ينحدر من السراة، فيه بلدة ونخل، وهو لغامد، وقد تقدم الكلام عليه.

العَلِي: (انظر وادي العلي).

العَمَدة: من قرى بني حسن من زهران في وادي الشاعر.

عَمَضَانُ: قرية لبني منهب من دوس، في أعلى وادي عمضان، وتبعد عن المندق اثني عشر ميلا تقريبًا.

عَمَضَانُ: بالعين المهملة المفتوحة، بعدها ميم مفتوحة، فضاد معجمة مفتوحة فألف فنون: واد لبني مُنْهِب من دوس، يبعد عن المندق ستة أميال تقريبًا - في الغرب منه.

عَنَازَة -بتخفيف النون- من ترى بلخزمر من زهران، على يسار طريق المتجه من المندق إلى الباحة، وتبعد عن المندق ستة أميال تقريبًا.

العُنُق: من قرى زهران القريبة من المندق، والمسافة بينهما تقارب الميل على طريق المتجه إلى الباحة.

عَوِيْرَة: بفتح العين وكسر الواو، قرية لزهران في واد بهذا الاسم تقع في الطريق بين المندق وبلاد دَوْس، ويقام فيها سوق أسبوعي.

عَوِيرة: بفتح العين وكسر الواو - واد ينحدر سيله إلى عَمَضَان.

عَيْسان: جبل يشاهد من الطريق بين الباحة وأبيدة، بعد سَيْر ما يقارب 15 ميلا، ومن هذا الجبل تنحدر بعض سيول وادي أراخ، أحد روافد وادي كَرَا.

العِيْص: بكسر العين بعدها ياء فصاد مهملة - قرية لبَلْخِزْمر من زهران، تقع يمين الطريق بين الباحة 22 كيلا. وهذه القرية تقع في واد يسمى وادي العيص.

العِيْصُ: واد - فيه قرية بهذا الاسم، وهو من فروع وادي الشاعر يقع في الطريق بين الباحة والمَنْدق، يبعد عن الباحة 21 ميلا تقريبًا وثمانية أميال من المندق.

ويطلق العيص على واديين غير هذا هما:

ص: 399

1 -

العيص واد يقع في الشمال الغربي من ينبع، وهو ينحدر في وادي الحمض.

2 -

العيص واد من روافد وادي بيشة يصب فيه من الجنوب الشرقي، وهو في بلاد رفيدة فيه قرى لرفيدة ولبني بشر.

غابة حَزْنة: فى سفح جبل حزنه بقرب بلدة بلجرشي.

غابة الخالة: غابة كثيفة من أشجار العرعر تقع في وادي الخالة، جنوب بلجرشي، وتبعد عنه سبعة أميال تقريبًا.

غابة رَغْدان: غابة كثيفة مطلة على تهامة وعلى وادي الباحة الذي فيه قرية رغدان.

غابة السَّكْرَاءِ: تقع جنوب بلدة بلجرشي على مسافة 14 ميلا في الطريق إلى الجنوب.

غابة قِذانة: تقع في أسفل وادي قذانة، ويمر بها الطريق العام، من بلجرشي إلى الجنوب بعد 20 ميلا.

الغَبَرُ: -بفتح الغين المعجمة والباء الموحدة ثم راء- قرية لبني كبير في وادي الصَّدْعة.

الغَتَامِيَةُ: قرية تقع في وادي أبيدة جنوب قرية معشوقة.

(كتبت في الخريطة: الغتمية خطأ) وتبعد عن آل جدلان بخمسة أميال، وعن الباحة 25 ميلا.

غَثْرَان -بالغين المفتوحة فثاء ساكنة، فراء مفتوحة ممدودة، فنون: واد لآل حِلَّة (بكسر الحاء المهملة وتشديد اللام المفتوحة فهاء) من بادية غامد، يبعد عن الباحة شرقها عشرة أكيال.

غُدَيُّ -بضم الغين وفتح الدال فياء مشددة: قرية في ثروق في جنوبها، لدوس لبني علي منهم.

الغُرَابة: قرية في الجنوب الشرقي من سَيْحان، لدوس، في وادي بَرَحْرَح.

ص: 400

الغَرَبَة: -بفتحات ثلاث: من قرى الصدر في بلاد زهران.

الغِرَبَةُ: بكسر الغين وفتح الراء - واد هو جُزء من وادي الحويَّة، أسفله، وفي السراة يطلق على الوادي الواحد عدة أسماء، ولعل هذا بسبب كثرة سكان الوادي، فكل قوم يسمون الجزع الذي يسكنونه باسم.

الغُرَيَري: قرية لزهران مجاورة لِعَويْرة، في واديها.

غَزيْر -بفتح الغين وكسر الزاي-: من قرى غامد الواقعة تطل على وادي فيق وتبعد عن الباحة بما يقارب ثمانية أميال، في جنوبها.

الغشامرة: من قرى غامد، وكأنها مسماة باسم سكانها، وفيها سوق أسبوعي.

الغِمْدَةُ: وبعضهم بفتح الغين - وادٍ في بلاد بني ظبيان من غامد، ذو أشجار ملتفة من العرعر وغيره، ويقع في الجنوب الغربي من قرية الباحة على مقربة منها.

غيلان: قرية تقع بقرب بلجرشي -من قرى غامد- لقبيلة بلجرشي.

الفَرَاء -بفتح الفاء والراء الممدودة- قرية تقع يمين الطريق للمتجه من الباحة إلى بلجرشي بعد أن يتجاوز 13 ميلا.

الفِرْحُ: بكسر الفاء وإسكان الراء بعدها حاء مهملة: قرية تقع في واد بهذا الاسم، سكانها بالشهم من غامد ويدعها الطريق المتجه إلى الجنوب يمينه، وتشاهد منه، بعد أن يسير المرء 17 ميلا من بلجرشي.

الفِرْحُ: بكسر الفاء وإسكان الراء بعدها حاء مهملة - من أودية بلاد غامد الواقعة جنوب بلجرشي، ويقطعه طريق الجنوب بعد تجاوز 18 ميلا وفيه قرية بهذا الاسم لبالشهم.

فَرعَةُ بني حسن: منبسط واسع من الأرض، فيه مزارع، وأشهر قراء القَرْن، والفرعة هذه من بلاد زهران، وتبعد عن الباحة في شمالها 12 كيلا.

الفِريَة: بالفاء بعدها راء مهملة فياء مشددة فهاء: قرية لبالشهم من غامد. على مسافة 14 ميلا من بلجرشي.

ص: 401

الفِرَيْة: بالفاء والراء مفتوحة: واد من أودية غامد فيه قرية بهذا الاسم سكانها بالشهم، ويبعد جنوب بلجرشي 14 ميلا تقريبًا.

الفَصِيلة: قرية لزهران، في الطريق بين الباحة والمندق وتبعد عن المندق سبعة أميال.

الفَصيلة: قرية لدوس من زهران، في واد بهذا الاسم يبعد عن إيل نعمة خمسة أميال.

الفَصيلة: من أودية دوس في المنتصف بين برحرح وإيل نعمة، وهو فرع من وادي الحَوِيْة، وفي الفصلية قرية بهذا الاسم.

الفقهاء: قرية بقرب بلجرشي من بلاد غامد.

الفقهاء: من قرى الصّدْر - صدر تربة، في بلاد زهران.

الفلاح: من قرى بني كبير من غامد، تقع بوادي الحمى حِمَى بني كَبير، وتبعد عن بلجرشي 13 ميلا.

الفِلَعَة: بكسر الفاء وفتح اللام والعين المهملة بعدها هاء: قرية لبلخزمر، يدعها طريق الصدر من الباحة يمينه، والمسافة بينها وبين الباحة 20 ميلا تقريبًا.

فيق: واد لبني خُثَيم من غامد يبعد عن الباحة في جنوبها بسبعة أميال، وفيه من القرى:

1 -

الراصعة.

2 -

بني مشهور.

3 -

قَمْهَدة.

4 -

غَزِير (لبني ظبيان مطلة على الوادي).

5 -

صُبْح (للغشامرة من بني ظبيان تطل على الوادي)، وهذا الوادي من أجمل الأودية لكثرة بساتينه وأشجار وفروع الوادي من الرهوة الواقعة جنوبه بينه وبين وادي الحِمَى، وينحدر حتى يجتمع بوادي قوب في أسفل بلاد غامد متجهًا صوب وادي رَنْيَة.

القامَة: قرية تقع على اليسار من قرية عمضان لبني منهب من دوس، والمسافة بين القريتين تقارب الميل.

ص: 402

القَبَل: قرية لبالخزمر من زهران في وادي رهاوة، في الطريق من الباحة إلى المندق، وتبعد من الباحة 21 ميلا تقريبًا.

القِدَحَة: من ترى بني كنانة، تتبع مُسَيِّر، في وادي تُرَبة، وتبعد عن إيل نعمة عشرة أميال، بطريق وادي تربة.

قَدُوم -بفتح أوله: ثنية بالسراة، وهو [في] بلد دوسٍ، وفي حديث الطفيل ابن عمرو الدوسي ذي النُّور: فلما أوفيت من قَدُوم سطع من كَدَاء نورٌ - وروى البخاريُّ في كتاب الجهاد في (باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم) وساق السند أن أبان بن سعيد أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر، بعدما افتتحوها، فقال: يا رسول اللَّه أسهم لي. فقال أبو هريرة: لا تسهم له يا رسول اللَّه، هذا قاتل ابن قوقل. فقال أبان لأبي هريرة: واعجبا لوَبر تدلَّى علينا من قدوم ضأن، ينعي عليَّ قتل رجل مسلم، أكرمه اللَّه على يدي، ولم يُهِنِّي على يديه. هكذا رواه الناس عن البخاري: قدوم ضأن -بالنون- إلا الهمداني فإنه رواه: من قدوم ضال -باللام- وهو الصواب إن شاء اللَّه

(1)

.

قَدُوم ضان: قال القاضي عياض في كتاب "مطالع الأنوار": قدوم ضأن، ويُروى: ضان غير مهموز - مفتوح القاف مخفف الدال وعند المروزي: بضم القاف. وفي كتاب "المغازي": من رأس ضان قال الحربي: هو جبل ببلاد دوس. . ورواه أحمد بن سعيد الصدفي أحد رواة الموطأ: بضم القاف وتشديد الدال: ثنية بجبل من بلاد دوس

(2)

.

قِذانة: بكسر القاف وتشديد الذال المفتوحة بعدها ألف فنون مفتوحة فهاء، من أكبر قرق غامد وأحسنها، تقع على الطريق من بلجرشي إلى الجنوب على مسافة 19 ميلا، وتقع في سفح جبل أثرب شماليه، وسكانها بالشهم من العوامر (بقرب الدرجة 45/ 41 طولا، 50/ 19 عرضًا).

قِذَّانة: واد من أوديه غامد، تقع فيه قرية قِذَّانة.

(1)

"معجم ما استعجم"1053.

(2)

"معجم البلدان".

ص: 403

قِرَانُ: بالتخفيف - قال نصر: ناحية بالسراة من بلاد دوس، كان بها وقعة

(1)

.

قُرَّان: بضم القاف وتشديد الراء الممدودة بألف بعدها نون، جبل في سفحة قرية قرّة لزهران، ويبعد عن الباحة في غربها بما يقارب 11 ميلا.

القَرْنُ: قرن الفَرعة: قرية لزهران تقع جنوب الأطاولة والمسافة بينهما 21 كيلا.

قَرْنُ بني الحشحاش: قرية لدوس في وسط ثروق.

قَرْنُ ظبي: -قرية لبني حسن من زهران- في وادٍ يدعى بهذا الاسم من روافد وادي تربة، وتقع على يمين طريق بلاد زهران من الباحة -قاعدة المقاطعة- بما يقارب 8 أميال.

وقد جرى في هذا الموضع وقعة أورد خبرها العصامي ويحسن أن تسوق الخبر بنصه، كما أورده في تاريخه - قال في الكلام على غزوات الشريف حسن بن أبي نمي:

ومن ذلك غزوة سوق الخميس ويسمى زهران، يتصل به قرن ظبي والصفا والمخواة وجبل عظيم يسمى مَلَس. كان من شأن هذه المواضع أن سكانها لا يورثون النساء جملة كافة وخصوصًا البنت التي منعها من أعظم سنن الجاهلية ومانعوها هم الكفار شرعًا، ومن عادتهم أن يمنعوا كل من وصل إليهم وخصوصًا العصاة لولاة الأمور، والذين يأكلون أموال الناس بالباطل والفجور، ثم تكرر منهم ما ذكر من القبائح، ونصحهم مولانا الشريف المشار إليه وهددهم فلم ينقادوا للناصح والنصائح، فبرز أمره المطاع إلى أكبر أولاده الكرام، السيد الحسين الأسد الضرغام بدر التمام، أن يقصدهم في محالهم فقاتلهم وقتل أعظم رجالهم، وحاز نفائس أموالهم، وفاز بأسر نسائهم وأطفالهم. فلما ملك البلاد والعباد، ووصل البشير بنصرته إلى والده وجده خير والد من خير أجداد، برزت أوامره المطاعة، أن ينصَّب حاكمًا شرعيًا وأميرًا ليقيم نظام السنة والجماعة، فتم ذلك على الأوضاع الشرعية، ونقل خراجها إلى الخزائن الشريفة العلية.

(1)

"معجم البلدان".

ص: 404

ثم غزا معكال

(1)

. وذلك أنه بعد مدة قريبة برز مولانا الشريف حسن إلى غزو معكال بأقصى البلاد الشرقية لأمور فعلوها فيها طعن على الدولة الإسلامية وحسبك السنة النبوية المبرورة، "الفتنة من ها هنا" وأشار إلى الجهة المذكورة، فقام مولانا المشار إليه في ذلك حماية لبيضة الإسلام وخصوصًا حجاج بيت اللَّه الحرام، وزوار جده محمد صلى الله عليه وسلم، فوصل دارهم وقاتلهم فيها احتقارًا بهم، وعساكر الإسلام اللَّه تعالى يحميها ويبلغها بسعده أقصى أمانيها في جمع كذلك يزيدون على خمسين ألفًا، وطال مقامه فيهم حتى استأصل أهل الدار رجالا وأموالا وكل من كان إليهم إلفًا، فتحدث أعداؤه المخذولون أنه مات وعسكره انكسر نظير ما وقع لجده صلى الله عليه وسلم بخيبر، فلما خبر ذلك لأهل سوق الخميس، سول لهم عدو اللَّه أخوهم إبليس، فقتلوا الحاكم الشرعي والأمير المذكورين شقاقًا منهم في الدارين، فلما عاد مولانا الشريف من الشرق سالمًا، في النفس والأهل والآل، غانمًا ملك معكال، وما قرب منه من سائر المحال، دخل مكة على أجمل الأحوال، ومشايخهم بين يديه في الحديد والأغلال، ثم أقاموا في ظل نعمة مدى عام كامل، فطلبوا من فضله وإحسانه الشامل أن يكونوا خدامه في محل سلطانهم، وأن يحملوا إليه ما يرضيه كل عام من محصول أوطانهم، فأجابهم إلى مطلوبهم. وأمر عليهم محمد بن عثمان بن فضل حيث لم يبق من بين سلطنتهم إلا هذا النسل.

ثم عزم على غزو سوق الخميس لفعلهم المذكور الخسيس، فقصدهم بنفسه الزكية افتتاح سنة سبع وثمانين وتسعمائة، فاجتمع بسوحه من بادية مكة المشرفة طوائف هذيل وغطفان وعدوان وبني سعد وما اتصل بهم من المؤلفة فاجتمعوا بناديه الفسيح رحابه، المنيع جاره وأحزابه، فنظر إليهم أمير دار المضيف، فاستكثر ما يجب لهم من المصاريف، فقال على لسانهم لمولانا الشريف: لعل سيدي يعجل بالمسير، فإن الجيش كبير. فقال له الشريف: أجبهم عني بأني أطعم صغيرهم حتى يشب، وشابهم حتى يشيب. ثم سار بهم بعد مدة فلما وصل واديهم، ونزل مخيمه المعظم في ناديهم، قال لهم بعض عقلاء الرجال: اطلبوا من مولانا الصلح. فأجابوا جواب أهل الغرور والهوس على سبيل التهكم: اسألوا عن الصلح في جبل ملس فتقبل تمام الفال، ثم صعدت الرجال على الجبال، وعم القتل معظم

(1)

إحدى محلات مدينة الرياض الآن.

ص: 405

الرجال، وأسر النساء والأطفال، ثم قبض على مائة وسبعين من أشرافهم وكبلهم في الحديد في أعناقهم وأطرافهم فأحضروا له من الدروع والأموال جملا كثيرة لا يحولها المقال. فأخذ ذلك من الغنائم، وأقام شريعة جده سيد العوالم. ثم عاد إلى مكة المشرفة، فدخلها في شهر رمضان في موكب عظيم لم يسمع بمثله فيما مضى، وبين يديه الجماعات المقبوضون كل عشرة في كبل حديد، وشيخهم مع ولديه في الحديد، راكب في حال غير جميل. ثم أمر بدبح أربعة عن الحاكم كما ذبحوه، وذلك بسوء ما فعلوه

(1)

.

قَرْنُ المَغْسِل: بفتح الميم وإسكان الغين وكسر السين بعدها لام - من قرى غامد، ويقام به سوق أسبوعي، يوم الإثنين، ويقع في الطريق بين الباحة وبلجرشي، ويبعد عن بلجرشي بستة أميال. والقرن في اللغة الجبل، أما المغسل فيظهر أنه الوارد في قصيدة أوردها الهمداني في "صفة الجزيرة"

(2)

ونسبها لأبي الجياش الحَجرِي من الحجر بن الهنو ومنها:

فجبال السراة فالفرعَ الوسـ

ــــطى حَكَيْنَ الجنانَ، فالحيفاءُ

فالشداوانِ من سقامة فالمر

حلة المرجحنّة النجلاء

فقري مغسل فأودية النهبـ

ـــين فالوادي ذي النجول، العذاء

فالذُّرَى من سراة غامد

فالنمر فأجبال دوسها طخياء

ولا أستبعد أن يكون الصواب: فقرا مغسل، والقرا: هو مظهر الجبل الممتد.

القُرُنْطَة: بضم القاف والراء وإسكان النون، وفتح الطاء بعدها هاء: قرية لبني كنانة في وادي تُرَبة، تبعد عن إيل نعمة شرقًا 14 ميلا.

قُرْة: من قرى بلاد زهران تقع بعد وادي بيضان للمتجه إلى المندق، على اليسار، وهي في سفح جبل يُدعى قُرَّان، ويبعد عن الباحة بما يقارب 11 ميلا.

قُرَيدة - بالتصغير: قرية لبني منهب من دوس، بين وادي عمضان ووادي الوكف.

(1)

"سمط النجوم العوالي" ج 4 ص 367/ 369.

(2)

ص 127.

ص: 406

القُرّيع: قرية لغامد جنوب بلجرشي، تبعد عنه بما يقارب خمسة أميال.

قرية العباس: لبني محمد من غامد، تبعد عن الباحة بما يقارب سبعة أميال في الجنوب الغربي.

القَزَعَة: في أنصب بلحكم من قرى كنانة من زهران.

القَزْعَة: من قرى فهم دوس في برحرح.

القِسمَةَ: بكسر القاف وفتح السين: قرية مجاورة لقرية محوية جنوبها، بينهما كيلان، وبجوار هذه القرية آثار معدن قديم، وهي في بلاد زهران، يمرُّ بها الطريق.

القَطَّارة -بتشديد الطاء- من قرى الصَّدر، في بلاد زهران.

القَعْرَة: من بلاد بني حُرَير من عدوان في بلاد زهران.

قَمْهَدَة: من قرى بني حُثَيْم من غامد في وادي فيق.

القوارِيْرُ: من قرى زهران، في جنوب الأطاولة بينهما 12 كيلا.

قُوب (تنطق القاف بحركة بين الفتحة والضمة وسكون الواو، بعدها باء): هو وادٍ من فروعه رَهْوَةُ البُرِّ والجادية، الحد الفاصل بين زهران وغامد.

وتصب فيه أودية من أشهرها وادي (الغَمَدةَ) بفتح الغين والميم والدال - من الجهة الجنوبية، ووادي مَرَارة، من الجنوب الشرقي.

ثم يتجه الوادي جنوبًا بشرق مارًّا بمحل يدعى الجوف، فيه جبل بهذا الاسم، ويجتمع بوادي فيق ثم يتصل أسفل الوادي بوادي رَنْية.

وفي وادي قُوب من القُرَى:

1 -

رَهْوَةُ البُر.

2 -

الجادِية.

3 -

الطَّويلة.

4 -

بني سَعْد.

5 -

رغْدَان.

6 -

الزَّرْقَا.

7 -

الباحة (قاعدة تلك الجهة).

8 -

الظَّفير.

9 -

المَلَدُّ.

10 -

حمَيْم.

ص: 407

القَهَادُ: قرية لبني محمد من زَهْران بقرب الأطاولة.

الكاحلة: قرية لدوس، يدعها المتجه إلى بَرَحْرَح من إيل نعمة يمينه، وتبعد عن إيل نعمة أربعة أميال.

الكاحِدَيْن: قرية لفَهْم من دوس قبل ملتقى وادي الحويَّة بوادي بَرَحْرَح يميل واحد.

كتابل -بالكاف بعدها تاء مفتوحة ممدودة فباء موحدة فلام- من أودية بلاد غامد، يبعد عن الباحة بما يقارب 11 ميلا في الجنوب الغربي.

الكَدَفة: قرية في حمى بني كبير، تبعد عن بلجرشي 14 ميلا.

الكَرَّاء: بفتح الكاف وفتح الراء مشددة ممدودة بعدها همزة: قرية لبني خُثَيم من غامد، شرق الباحة بما يقارب 9 أكيال، يسار طريق العقيق.

الكَرادسة: قرية لعدوان في وادي الضحوات.

الكَعامِر: من قرى زهران الواقعة يمين طريق الباحة إلى المندق، وتبعد عن المندق ستة أميال تقريبًا.

الكلبة -بكسر الكاف وبفتح اللام والباء- واد لعدوان فيه أربع قرى:

1 -

الجريرة.

2 -

الدار.

3 -

التُّيوس.

4 -

اليَمَنَةُ. وهذا الوادي في بلاد زهران، يدعه طريق الطائف إلى الباحة يمينه بقرب سبيحة.

الكليبة: قرية لبني كبير من غامد في الحمى، تبعد عن بلجرشي 15 ميلا تقريبًا.

الكَوْرَسُ: بفتح الكاف وإسكان الواو بعدها راء مفتوحة فسين مهملة - من قرى زهران في وادي عويرة.

المبارك: قرية لبني عويف من زهران، واقعة يمين الطريق الممتد من الباحة إلى بلاد زهران، وتبعد عن الباحة عشيرة أميال تقريبًا.

المثِيلة: من قرى بني حرير، من عدوان في بلاد زهران.

ص: 408

مَحْويَّة: -بفتح الميم وإسكان الحاء وكسر الواو فياء مشددة مفتوحة فهاء-: قرية تقع جنوب سبيحة بينهما (5) خمسة أكيال تقريبًا، وهي في بلاد زهران.

المخالدة: من قرى الرهوة من غامد، وتبعد عن بلجرشي أريعة أميال. .

مَدْخَلة: وادٍ يقع شمال الباحة بما يقارب الـ 13 ميلا، ويبتدئ من نهاية الجبل المعروف باسم (عرق بني سار) وهو من روافد وادي بيدة.

المَرَار -بفتح الميم والراء مخففة-: واد من أودية بلاد زهران، يقطعه الطريق بين الباحة والمندق، ويبعد عن الأولى بـ 12 ميلا.

مَرَارَة: من أودية بلاد غامد، يقع جنوب الباحة، ويقطعه طريق المتجه إلى بلجرشي، ويبعد عن الباحة خمسة أميال.

مرَاوة: قرية لبني حسن من زهران في أعلى وادي تربة فوق الصدر.

المُردَّد: قرية بقرب الباحة، تبعد عنها ميلين في الطريق منها لبلجرشي من قرى غامد.

المَرْضَاةُ: قرية لغامد يدعها الطريق المتجه من بلجرشي إلى الجنوب يمينه، وتشاهد من الطريق رأى العين بعد قطع 13 ميلا من بلجرشي.

المَرْوة: من قرى بني حُرَير من عدوان في بلاد زهران.

مُسَيَر: قرية تقع في سفح جبل بهذا الاسم، من بلاد زهران، تبعد عن المندق بما يقارب الميلين في الطريق إلى بلاد دوس.

مُسَيَر: وادٍ لبني كنانة بن زهران ينحدر إلى وادي تربة، يبعد عن المندق خمسة أميال.

المشارق: من قرى بني حرير من عدوان، في بلاد زهران.

المشايعة: من قرى بني حسن من زهران في وادي الشاعر.

مَثِنيَّة: قرية لبني كنانة من زهران في وادي تربة، تبعد عن إيل نعمة شرق 16 ميلا.

ص: 409

المصاعبة: -كأنها جمع مصعب- قرية لبني عويف من زهران على اليسار في الطريق بين الباحة والمندق، وعلى مسافة 15 ميلا من الباحة تقريبًا.

المصاقير: قرية لبني عويف على يمين طريق بلاد زهران من الباحة، وتبعد عنها بما يقارب الـ 7 أميال.

المَصْرخُ: قرية لبني عامر من زهران، بقرب قرية الرومي، غرب بني سار.

المصنْعة: قرية في سفح جبل حزنة، بها مقاطع للأحجار من الجبل، مجاورة لبلجرشي.

المِضْحاة: (حصن).

مطاول: تل صخري ممتد يعترض الطريق من الباحة إلى وادي أبيدة ويبعد عن الباحة سبعة أميال. ويسمى ظهر مطاول، وعرق مطاول، وقرا مطاول.

المُظْلِمَات -بكسر اللام- قرية لبني جندب من زهير في وادي تربة، شرق إيل نعمة بما يقارب 17 ميلًا.

المعارجة: من قرى بني حسن من زهران، في وادي الشاعر.

معشوقة: اسم يشمل مزارع وبساتين حسنة وقصيرات متفرقة، تقع أسفل وادي أبيدة، وتبعد عن الباحة 37 ميلًا، ويشاهد بقربها آثار حصون متهدمة منتشرة على جانبي الوادي.

(وتقع بقرب الدرجة 20/ 20 طولًا و 22/ 41 عرضًا).

المَغْثَة: قرية في ظهر مسير - الجبل - تبعد عن المندق خمسة أميال تقريبًا.

المَقَارنة: من قرى فهم دوس في بَرَحرح.

مَقْصَرة: من قرى وادي تَرَبة لزهِرّان شرق إيل نعمة بما يقارب 17 ميلًا.

مَقْمور: قرية لآل الرهوة من غامد، بين الباحة وبلجرشي وتبعد عن الأخير 4 أميال.

المكَارِمة: من قرى غامد مجاورة للجلحية، تبعد عن بلجرشي جنوبًا بميل ونصف تقريبًا.

ص: 410

المَلدُّ: بفتح الميم واللام وتشديد الدال المهملة: من قرى غامد الواقعة جنوب الباحة بمسافة ثلاثة أميال، بطريق بلجرشي.

مُليكة: قرية لبني حسن، من زهران، تقع بقرب قرية بني سار.

مِنْحَلُ: قرية صغيرة تقع جنوب القسمة، وتبعد عنها بأربعة أكيال.

المِندَحَةُ: قرية في بلاد غامد بين محوية والقسمة.

المَنْدَقُ: (مفعلٌ من ندق) وهو فعل لم أجد له ذكرًا فيما بين يدي من كتب اللغة، ولا أستبعد أن يكون أصله نتق الذي هو فعل مستعمل بمعنى الجذب، كنتق الغرب من البئر، ونتقت المرأة كثر ولدها، ومنه الحديث:"عليكم بالأبكار، فإنهن أعذب أفواها، وأنتق أرحاما، وأرضى باليسير".

ومن المعروف أن التاء والدال كثيرًا ما يتعاقبان في اللغة العربية مثل: نتل وندل ونتق وندق وأهل هذه البلاد يخرجون القاف في (المندق) من مخرج بينها وبين الكاف، ولهذا يتبادر إلى السامع أنها كشاف (المنك) ومن هنا رسمت بهذا الاسم في بعض المصورات الجغرافية، ومادة (ندك) مهملة في العربية.

والمندق (يقع بقرب الدرجة 4/ 20 طولا و 16/ 41 عرضًا) ويبعد عن الباحة ثلاثين ميلًا في غربها (62 كيلا تقريبًا) وهو قاعدة إمارة بلاد زهران، التابعة الإمارة بلاد غامد وزهران، وفيه أمير.

ويقع في سفح جبل مطل على وادٍ يدعى المندق أيضًا، وهو من بلاد بني كنانة من زهران، وسوقه الأسبوعي يقام يوم السبت.

مَنْهُوجاء: بفتح الميم وإسكان النون بعدها هاء مضمومة فواو ساكنة فجيم مفتوحة ممدودة، فهمزة: شعبة تقع غربي جبل سَيْحَان تفصل بين بلادي زهران وبني مالك.

الموسى: من قرى غامد، كأنها مسماة باسم سكانها.

مُوطف: (بضم الميم وبعضهم بفتحها بعدها واو وتنطق الطاء بين الفتح والضم): واد ينحدر من قرب قرية الحُليَّة مارًا بقرية بني هلال، وجبر، وهما من

ص: 411

قرى بلجرشي - وبقرية المحالية (للرهوة) وقرن أبا الحصين، والجحافين - وأحدهم جحافي - وآل زراع والمرباة وآل حميد وسوق الثلاثاء، شرق بلجرشي.

ويفيض الوادي في أعلى وادي رَنية.

وهذا الوادي تكثر فيه الأشجار الباسقة من العرعر والعُتم، بحيث تكون غابات صغيرة، وهو من انظر أودية بلاد غامد، وأحسنها.

ويقطعه طريق المتجه جنوبًا وشرقًا من بلجرشي بعد 12 ميلًا.

مهاب: من قرى غامد، بقرب حصن المضحاة.

نُخال: قال الهمداني: إضم واد عظيم تفزره أودية كثيرة، وهو من أعراض الحجاز الكبار كنُخال

(1)

انتهى ولم يحدده. أما ياقوت فقد ذكر: نخال شعب من شُعبٍ، وشُعْبُ وادٍ يصبّ في الصفراء بين مكة والمدينة، وأورد شاهدًا من شعر كثير. وهذا غير ذاك. وأقول وادي نُخال وادٍ ينحدر من جبل شُمرخ متجهًا صوب الشمال، حتى يجتمع بوادي عَرَده. وقد يطلق على وادي عَرَدة اسم نُخال، لأن هذا من فروع وادي عَرَدة.

نُعاش: بضم النون وفتح العين الممدودة فشين معجمة، من قرى بني حسن من زهران، تقع يسار طريق الباحة إلى المندق، وتبعد عن الباحة بما يقارب 16 ميلًا.

نِقَاعُ بني حسن: أرض زراعية واسعة تزرع عَثريًا، تقع على طريق الصدر من الباحة، وتبعد عنها 18 ميلًا.

النقعة: من قرى زهران، يقام فيها سوق أسبوعي كل يوم سبت.

وادي أبيدة: تقدم الكلام عليه.

وادي تُرَبة: يطلق بعض المتقدمين على وادي تُربة اسم وادي أبيدة، بحيث يُظنَّان واديًا واحدًا، وهذا فيه جانب من الحقيقة، غير أن الصحيح أن وادي أبيدة هو أحد فروع وادي تربة الكبار، وله فرع آخر هو وادي عَرَدة (أو عردات عند المتقدمين) وهناك فرع ثالث يخترق سراة زهران يدعى هذا الفرع وادي تربة.

(1)

"صفة"171.

ص: 412

وينحدر أعالي هذا الفرع من وسط سراة زهران (بالقرب من الدرجة 15/ 41 طولًا شرقيًا و 3/ 20 عرضًا شماليًا) ويمتد حتى يجتمع بفرع وادي عَرَدة بقرب الدرجة (15/ 41 طولًا و 1/ 20 عرضًا، ويجتمع الفرعان بفرع أبيدة، فيكونان وادي تربة. وبعد اجتماع الفروع الثلاثة يتكون وادي تربة، فيسير حتى يمر ببلدة تربة، وهذه تقع بقرب الدرجة 23/ 21 طولًا شرقيًا، و 38/ 41 عرضًا شماليًا وعند الدرجة 43/ 41 عرضًا شماليًا يجتمع بها وادي كراء، فيكونان واديًا واحدًا، يتجه نحو الشمال الشرقي حتى يفيض إلى الخُرمة (بقرب الدرجة 58/ 21 طولًا شرقيًا و 1/ 42 عرضًا شماليًا)، ويأتي من جهة الجنوب وادي حدق، يجتمع به، فيكونان واديًا يدعى وادي سُبيع، فيتجه شرقًا حينئذ، تاركًا جبل برام يمينه ثم يفيض في صحراء واسعة، غرب منهل القنصلية، وشمال جبل التين وتنضاف إليه أودية كثيرة، تفيض في تلك الصحراء، ومن ثم يقف المجرى.

وادي العامر: واد سكانه بنو عامر، يقع غرب الباحة، يدعه طريق الصدر منها يمينه، ويبعد عن الباحة 22 ميلًا تقريبًا.

وادي العلي: وادي لبني ظبيان من غامد، يقع جنوب الظفير، بمسافة لا تزيد على الميلين وبقربة من القرى:

1 -

الطرفين: قريتان متقابلتان.

2 -

العبالة والحلة: قريتان متقابلتان أيضًا.

3 -

المردد.

4 -

رحبان.

5 -

الريحان - في وادي عرا.

6 -

العكشان.

7 -

الخويتم.

8 -

العطاردة.

9 -

عرا.

10 -

غزير.

11 -

حصن أبا الزين (في عرا).

12 -

قرية العباس (من بني محمد).

13 -

دار الرمادة (*)(لبني ظبيان).

14 -

دار الجبل.

15 -

دار الحصن.

16 -

حصن المضحاة.

17 -

الغمر.

18 -

وادي كنابل.

19 -

قرية العلي.

(*) يقصدون بكلمة (دار). قرية.

ص: 413

وكل هذه القرى بقرب بلدة الظفير، بحيث لا تزيد أقصاها على مسافة تسعة أميال من الظفير.

الوَسط: من قرى أنصب بلحكم من قرى كنانة زهران.

الوَقْرة: قرية ومزارع شرق معشوقة، وتبعد عنها أربعة أميال، وفيها قصر قديم متهدم.

الوَكَفُ: بفتح الواو والكاف بعدها فاء: وادٍ أعلاه لبني فهم من دوس، وأسفله لبني مُنهب منهم، وهو من روافد وادي عمضان، يبعد عن المندق عشرة أميال تقريبًا، وفروعه فيما بين ثروق، ووادي إيل نعمة من ظهر الغَدا (اسم جبل لدوس).

الهتافرة: من قرى زهران الواقعة يمين طريق الباحة إلى المندق، عند الوصول إلى وادي الشاعر، وهي بعيدة عن الطريق.

الهَدَة: قرية بوادي عويرة، وبقرب قرية عَويرة.

الهدةُ: بفتح الهاء والدال فهاء: واد لبني منهب من دوس، ينحدر إلى عمضان، يبعد عن المندق 12 ميلًا تقريبًا.

وهناك موضعان بهذا الاسم:

1 -

الهدة في سراة الطائف يمر بها الطريق من الطائف إلى مكة وتعرف قديمًا بهدة بني زليفة من هُذيل.

2 -

الهَدَة: بقرب عسفان، وهي التي ورد ذكرها في خبر سرية الرَّجيع، ولا تزال معروفة.

الهَرَّاء: من قرى فهم دوس في بَرَحْرَح.

هَمْلانُ: وادٍ صغير بين قريتني سبيحة ومحوية في بلاد زهران، فيه سكان وحدائق صغيرة.

اليَمَنَةُ: بفتحات ثلاث من قرى عدوان في وادي الكلبة.

ص: 414

‌وقال الجاسر عن العشائر والبطون لغامد وزهران:

لا يجد الباحث مصادر يوثق بها تتعلق بتسجيل أنساب قبائل المملكة، وتفرع العشائر والبطون والأفخاذ، وتوصح الصلات من حيث النسب مع أن كثيرًا من القبائل نعي بحفظ أنسابها عنايه عظيمة، وقل أن توجد قبيلة لا يكون فيها من يعرف كل فروع قبيلته، بل يوجد من بين هؤلاء من يعرف الصلات والروابط النسبية بين تلك الفروع.

ولا شك أن حير من يجب أن يلتفت إلى هذا الجانب من حياة الأمة بالدراسة والتسجيل هم أبناء العشائر أنفسهم، ولا سيما بعد أن انتشر بينهم التعليم وحصل كثيرون منهم على نصيب وافر منه.

ولقد وقعت موقف الحائر -وأنا أدور هذه المعلومات عن هذا الجزء الحبيب من بلادنا- حيث لم أجد ما أعتمد عليه في تفصيل الحديث عن أنساب السكان في العهد الحاضر سوى ما كتبه الأستاذ فؤاد حمزة قبل أربعين سنة -تقريبًا- وهو رجل لم يزر هذه الجهة عند تدوين ما كتب، وليس من الخبيرين بأحوالها، ولكن الصلته القوية بالدولة استقى معلوماته من مصادر مختلفة فصارت أقرب إلى الصحة مما كتبه آخروں جاؤوا بعده وهم ليسوا من أهل هذه البلاد. إن مبعث الحيرة هو هل أهمل ذكر هذا الجانب الحيوي في بحث أردت منه أن يكون شاملا المختلف أوجه الحياه في هذه البلاد؟ أم أكتفي بما كتبه الأستاذ فؤاد؟ لقد اخترت الأخير، وأضفت إليه بيانًا مفصلا، يحوي كل أسماء العشائر والبطون والأفخاذ التي سمعت بها أثناء تنقلي في جوانب سراة غامد وزهران. وإنني لأرجو أن أقرأ قريبًا في كتابات مثقفي الغامديين والزهرانيين - أمثال الأستاذ معجب بن سعيد، والأستاذ محمد بن مسفر الزهراني، والأستاذ علي بن صالح الزهراني، وإخوانهم عن هذه البلاد ما يفي ويكفي ويشفي، ويصحح الأخطاء، في كتابتي هذه وفي غيرها من كتابات غيري

قال الأستاذ فؤاد حمزة: بطون زهران:

البطن الأول: دوس وفيه فخذان:

1 -

بنو منهب.

2 -

بنو فهم.

ص: 415

البطن الثاني: بنو عمرو وأفخاذه:

1 -

بنو حُرَير وبنو عَدوان.

2 -

قريش.

3 -

بنو بشر وبنو جندب.

البطن الثالث: بنو يُوْسى وأفخاذه:

1 -

بنو حسن.

2 -

بَلْحِزْمِر.

3 -

بنو كنانة.

4 -

بنو عامر.

5 -

أهل بيضان.

البطن الرابع: بطَيْل.

البطن الخامس: بنو سُلَيْم وأفخاذه:

1 -

بلْمفْضِل.

2 -

أولاد سعْدِي.

3 -

الشغبان.

4 -

الجَبْر.

البطن السادس: الأحلاف وفيه من الأفخاذ:

1 -

بَلْعُور.

2 -

بنو نُقْمة.

3 -

بنو خُرَيص.

4 -

بنو الأسود.

وقال عن غامد: القسم المتبدّي يسمى آل صيَّاح. . وأما القسم المتحضر فأهم أقسامه: بنو ذبيان، بنو كبير، الحُمْران، الظافر، الرمادة، الزُّعَلة، القرزعة، بنو عمر، بنو لام، المنتظر. انتهى ما كتبه الأستاذ عن العشائر الزهِرّانية والغامدية، أو الفروع الكبيرة للقبيلتين. والذي ألاحظ ورود أسماء لَمْ أسمع بها أثناء رحلتي مثل (بطيل) الذي عده البطن الرابع من بطون زهران، وقرأت ما جاء في "المنهل" نقلًا عن كتاب للأستاذ محمد بن مسفر الزهِرّاني عن قبيلته فلم أره ذكره، ولقد سمعت باسم (بطيلة) من قرى زهران لبني عامر منهم بقرب وادي العيص لا اسم بطن أو عشيرة منها. ورأيت الأستاذ محمد مسفر يكاد يتفق مع الأستاذ حمزة فيما ذكر، إلَّا أن مسفرًا يقول: قبائل الأحلاف ثلاثة مشاييخ، وبنو عمر الأشاعيب، وبنو عمر العلي، وناوان (لعله يقصد سكان ناوان فهو وادٍ معروف) ودوقة المشاييخ

(1)

. وهو لا يذكر بلعور، ومن بعدهم ممن ذكرهم فؤاد. وفي فروع قبيلة غامد أورد الأستاذ فؤاد أسماء غريبة لَمْ أسمع بها مثل:(الزعلة والقرزعة والمنتظر) أما الرمادة فاسم قرية من قرى غامد. ومهما يكن فالأستاذ فؤاد ممن لا ينكر فضله في عنايته بتاريخ بلادنا بمؤلفات ثلاثة تعتبر أساسًا لتاريخنا الحديث، أما ما

(1)

"المنهل" السنة الـ 36 ص 531.

ص: 416

يشوبها من نقص، أو يقع فيها من أخطاء فإن التبعة في إكمال النقص وإصلاح الخطأ تقع على أبناء البلاد أنفسهم، ومن قدم لك ما يستطيع تقديمه لم يهضمك حقك.

وها هو بيان بأهم العشائر والبطون والأفخاذ في عهدنا - أما أصول أنساب القبيلتين زهران وغامد، في القديم فقد أوردناه في مكان آخر.

ويحسن عند البحث عن أي اسم تجريده من الزوائد مثل (بنو - بني - آل - أل).

ويلاحظ أن عددًا كبيرًا من تلك الأفخاذ اختصرت فيها كلمة (بنو) بالباء وحدها. فيقال في (بني الحكم) وبني الجرشي: (بَلْحَكم) و (بَلْجُرَشي) من قبيل التخفيف وهي قاعدة عربية قديمة، وعند البحث عن اسم من هذا القبيل تحذف الباء.

قال في "تاج العروس"

(1)

: (بَلْقَيْن). كما قالوا: بلحارث وبَلْهُجَيْم وأصله بنو القين وبنو الحارث وبنو الْهُجَيْم، وهو من شواذ التخفيف.

قال ابن الجوَّالي: العرب تعتمد ذلك فيما ظهر في واحدة النطق باللام مثل الحارث والخزرج والعجلان، ولا يقولون فيما لم يظهر لامه لذلك لا يقولون: بَلْنَجَّار في بني النجار لأن اللام لا تظهر في النطق بالنجار فلا تجوزه العربية ولم يقل في الأنساب. انتهى.

وهذا البيان يحوي جُل أسماء العشائر وفروعها، ولا أقول كلها إذ كثيرًا ما تختلط -في السراة- أسماء القرى بأسماء فروع القبائل، ولا يستطيع التمييز بينها إلا من كان ذا خبرة ومعرفة، ومرور عابر لا يمكنه من الاتصاف بهاتين الصفتين.

الأجاعدَةُ: من ظبيان من غامد.

الأحلاف: من فروع قبيلة زهران من سكان تهامة وأفخاذ هذا الفرع:

1 -

بَلعور.

2 -

بنو نقمة.

3 -

بنو خرَيص.

4 -

بالأسود.

الأزاهِرَة: من غامد.

(1)

مادة (قين).

ص: 417

بَالأسْوَدِ (بنو الأسود): من الأحلاف من زهران ولعلهم ينسبون إلى الأسود ابن جهضم بن جذيمة بن مالك بن فهم بن غنم.

الأشاقِرُ: من دوس، من زهران، وهم بنو سعد بن عائذ بن مالك بن عمرو ابن مالك، من فهم

(1)

.

بنو بشر: من زهران.

بنو بشير: من زهران.

بُطَيْل: من فروع قبيلة زهران على ما ذكر الأستاذ فؤاد حمزة، ولم أسمع بهذا الاسم أثناء رحلتي.

الجبر: من بني سليم، من زهران

(2)

.

الجبُور: من دوس من زهران.

الجحافِين: من بَالشهم من غامد.

بَلجرشي (بنو الجُرَشي): فرع كبير من قبيلة غامد.

بنو جُرَّة: من غامد.

آل جَدْلان: من زهران في بيدة.

بنو جُندُب: من زهران.

الحجَّاف: من فهم من دوس من زهران، سكان بَرَحْرَح.

بنو حَريم: من كنانة من زهران.

الحشحاش: من بني علي من دوس من زهران.

بَلحشحاش (بنو الحشحاش): من دوس من زهران.

بلَحَكم (بنو الحكم): من كنانة من زهران.

الحُكمانُ: من بني جندب من زهران.

(1)

كتب الأنساب.

(2)

"قلب جزيرة العرب".

ص: 418

آل حِلَّة -بكسر الحاء المهملة وفتح اللام المشددة بعدها هاء-: من فروع غامد الكبيرة من البادية.

الحُمَرَة: من بني كنانة من زهران.

الحُمَيْدانُ: من حُرَير من عدوان من زهران.

حَوَالة: سكان قريتي حوالة في سفح جبل أثرب من العوامر، ومن بالشهم من غامد.

بنو خُثيم -بضم الحاء وفتح الثاء بعدها ياء مثناة تحتية فميم-: من غامد سكان وادي فِيْق.

الخُرْصان: من زهران في وادي بيدة.

بنو حُرَير -بضم الحاء المهملة، وفتح الراء المهملة أيضًا-: من زهران.

بنو حسن: من زهران.

الحُمْرَان: من فروع قبيلة غامد الكبيرة.

الخرصان: من سكان أبيدة من زهران.

بنو خُريص: من الأحلاف من زهران.

بَلْخَزْمَر (بنو الخزمر) بالخاء المعجمة المفتوحة، بعدها زاي ساكنة فميم مفتوحة فراء: من زهران.

الدَّعبة -بكسر الدال وفتح العين والباء الموحدة فهاء-: من بني حُرَير من عدوان من زهران.

آل دغمان: من زهران من سكان وادي بيدة.

بنو دكة: بفتح الدال وتشديد الكاف المفتوحة بعدها هاء - من غامد.

دوس: فرع كبير من فروع قبيلة بني زهران، ينقسم إلى قسمين هما:

1 -

بنو فهم.

2 -

بنو منهب. ولكل قسم أفخاذ عديدة.

ودوس هو ابن عدثان بن عبد اللَّه بن زهران.

ص: 419

آل دهيس (الدهسة) من فهم من دوس.

ذبيان: من فروع غامد الكبيرة، وهو ذبيان بن ثعلبة بن سعد مناة بن الدول بن غامد.

بنو ذيب: من بني حسن من زهران.

رفاعة: من فروع غامد الكبيرة من البادية.

الرهوة: من غامد (واحدهم رهاوي).

آل زارع: من غامد بقرب وادي موطف.

الزرقان: من بني علي من دوس من زهران.

الزهران: من غامد سكان جبل عيسان.

آل زياد: في بيدة من زهران.

بنو سار (كذا ينطقون هذا الاسم ولكنهم عند النسبة يقولون: يساري): من زهران.

آل سرور: من بني جندب من زهران.

بنو سعد: من ظبيان من غامد.

أولاد سعدي

(1)

: من بني سليم من زهران.

آل سُعَيدان: من بني حُرير من عدوان من زهران.

آل سُعيدان: من بني علي من دوس من زهران.

سُفيان: من زهران.

آل سَقِيطَة: من بني ظبيان من غامد.

السَّلاطينُ: من فهم من دوس من زهران من سكان بَرَحْرَح.

بنو سلامان: من زهران، وهو سلامان بن مفرج بن مالك بن زهران، ورد ذكره في كتب النسب.

(1)

"قلب جزيرة العرب".

ص: 420

بنو سُليم: من فروع زهران من سكان تهامة، وأقسام هذا الفرع:

1 -

الشعبان.

2 -

بالمفضل.

3 -

الجبر.

4 -

أولاد سعدي.

بنو سَليمَة -بفتح السين- بطن من دوس من زهران، كما ذكره النسابون.

السِّهْسَاه -بكسر السين الأولى:- من بني جندب من زهران.

بنو سِيْد (يَسِيد) واحدهم يَسيدي، من غامد من البادية.

شبابة: من دوس من زهران، وهو شبابة بن مالك بن فهم بن دوس، ذكر في كتب النسب.

الشُّغْبانُ: من بني سُلَيْم من زهران.

بالشَّهْم (بنو الشَّهم): من غامد.

الصُّعدان: من بني حُرَير من عدوان من زهران.

آل صِقاع -بكسر الصاد وفتح القاف مخففة بعدها عين مهملة-: من بني جُندبٍ من زهران.

آل الطُّفيل: من بني منهب من دوس وهم ينتسبون إلى الطُّفيل بن عمرو بن طريف الصحابي الجليل الوافد على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (وسيأتي ذكر نسبه وترجمته في قسم أصول الأنساب).

الظافر

(1)

: من فروع قبيلة غامد على ما ذكر الأستاذ فؤاد حمزة، ولم أسمع بهم.

بنو ظبيان: من غامد، وهو ظبيان بن غامد، ومن هذا البطن رجال عرفوا في صدر الإسلام سيأتي ذكر بعضهم.

بنو عامر: سكان قرية بطيلة من زهران.

بنو عبد اللَّه: من فروع غامد الكبيرة.

عَدوانُ: من زهران - من الفروع الكبيرة.

(1)

"قلب جزيرة العرب".

ص: 421

بَلعَذْمَة (بنو العَذْمة) من الرَّهْوَةِ من غامد.

بنو عليّ: أحد فروع دوس الكبيرة، من بني مُنهب، قسم يسكن في فرعة دوس (ثروق) وقسم في وادي الجرداء في تهامة إليه تنحدر سيول ثروق وما حولها، وفيه عدد من القرى، وسيله يفضي إلى عِلْيَب.

بنو عَمَّار: من كنانة من زهران.

بنو عُمر: من فروع قبيلة زهران من سكان تهامة في المخواة وما حولها، ومن هذا الفرع:

1 -

الأشاعيب.

2 -

العلي.

بنو عُمَر: من فروع قبيلة غامد.

بنو عَمرو: أحد فروع قبيلة زهران الكبيرة، ومن أفخاذه:

1 -

بنو حُرير.

2 -

بنو عدوان.

3 -

قريش.

4 -

بنو بشر.

5 -

بنو جندب.

بنو عُمران: من فهم من دوس سكان برحرح من زهران.

العوامر: سكان قرية حوالة من غامد - وتقدم أن حوالة فرع منهم.

بلعور: (بنو العور) من الأحلاف من زهران.

بنو عريف: من زهران، وقريتهم المصاعبة في السراة.

آل عياش: من بني منهب من دوس.

آل عَيْفة: من بني علي من دوس من زهران.

الغتَامية: بتخفيف الياء - في بيدة من زهران.

الغَثَامِرَة (بالغين المعجمة بعدها شين معجمة): من غامد، ثم من بني ظبيان.

بنو فَرْوَةَ: من غامد.

الفُقهاءُ (جمع فقيه): من بني حسن من زهران من سكان الصَّدْر - صَدْر تُرَبة.

ص: 422

الفقهاء -جمع فقيه- من غامد، سكان قرية باسمهم، بقرب بَلْجُرشي.

فَهْم: من دوس من زهران سكان أعلى وادي الوَكف من روافد عَمضَان، وسكان وادي الحَويَة ووادي بَرَحْرَح وإيل نعمة.

وفَهْمٌ هو ابن غنم بن دوس بن عدثان.

فَهْمُ: من ظبيان من غامد، سكان وادي خيَاصة، بقرب بَلجُرشي.

قُريش الحسن: من زهران.

قريش: ومن قبيلة -غامد فخذ- يسمي بهذا الاسم على ما حدثني أحدهم.

بنو كَبير: من فروع قبيلة غامد الكبيرة وكبير هو ابن الدُّول بن سعد مناة بن غامد - على ما في كتب النسب.

الكِلَبَةُ: -بالباء الموحدة بعد اللام والكاف- من عدوان من زهران.

كِنَانَة: من قبيلة زهران. وكنانة هو ابن عامر بن حفين بن النمر بن عثمان ابن نصر بن زهران -على ما ذكر النسَّابون-.

بنو لامٍ: من فروع قبيلة غامد، على ما ذكر الأستاذ فؤاد حمزة.

اللَّهَبةُ: بطن من غامد، ذكره علماء النسب.

المحاميدُ: من بلخزمر (بنو الخزمر) من زهران.

بنو محمد: من زهران سكان قرية القهاد بقرب الأطاولة.

بنو محمد: من غامد سكان قرية العباس، بقرب وادي العلي.

المشايعة: من بني حسن من زهران.

المشاييخ: من زهران، يسكنون في تهامة، وتضاف إليهم دوقة فيقال دوقة المشاييخ ودوقة الأحلاف.

بنو مشهور: من بني ظبيان من غامد.

المصاعِبَةُ: من بني عُوَيْف من زهران.

المعارجَةُ: من قرى بني حسن من زهران في وادي الشاعر.

ص: 423

بالْمفَضَّل (بنو المُفَضَّل): من سُلَيم من زهران.

المنتظر: من فروع قبيلة غامد، ذكرهم فؤاد حمزة.

بنو مُنْهِب: من فروع دوس من زهران.

ومُنْهِب هو ابن دوس، أخو غَنْم -على ما في كتب النسب-.

آل مُوسَى: من زهران.

آل نعْمَة (ويميلون الألف إيْل نعمة): من فهم من دوس.

بنو نُقْمَة: من الأحلاف من زهران.

والِبَةُ: من غامد، وهو والبة بن ثعلبة بن سعد مناة بن غامد - كما في كتب الأنساب.

الهَتَافِرَةُ: من بني حسن من زهران.

بنو هِلالٍ: من الرخوة من غامد.

بنو يَزِيْدَ: من دوس من زهران، مسكنهم في وادٍ باسمهم، بأعلى وادي إيل نِعْمة.

بنو يَسَارٍ: (انظر سار).

بنو يُوْسَي: فرع كبير من فروع قبيلة زهران ومنه:

1 -

بَلْخَزْمَر.

2 -

بنو كنانة.

3 -

بنو عامر.

4 -

أهل بيضان، ذكر هذا الأستاذ فؤاد حمزة في كتاب "قلب جزيرة العرب" انتهي.

‌ج - ما ذكره الأستاذ/ محمد مسفر الزهراني عن قبيلته "زهران

"

(1)

:

قال عن جغرافية ديار زهران:

‌الموقع والحدود والسكان:

تقع بلاد زهران في الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية في أواسط جبال الحجاز وتهامة أي بمحازاة الليث شرقًا، وتبعد عن مدينة الطائف مائة

(1)

عن كتاب بلاد زهران في ماضيها وحاضرها - طبعة عام 1390 هـ.

ص: 424

وثمانين كيلو مترًا تقريبًا، وهي بالنسبة لها في الجنوب الشرقي، كما أنها تبعد عن أبها مركز منطقة عسير 12 مرحلة للمشاة أو تزيد

(1)

.

ويحدها شمالًا بالحارث "بنو الحارث" وبنو مالك، وجنوبًا بلاد غامد وزبيد وغربًا إمارة الليث والبحر الأحمر، وشرقًا بادية غامد (جبال عيسان).

ويقدر سكانها بثلاثمائة وخمسين ألف نسمة تقريبًا، جميعهم من الحضر، ويسكنون ما يقارب خمسمائة قرية، منتشرة في كافة أنحاء بلاد زهران سراة وتهامة.

‌السطح:

ينقسم سطح بلاد زهران إلى قسمين رئيسيين هما:

‌أ - مرتفعات جبال السراة

.

ب - سهل تهامة.

أ- مرتفعات جبال السراة:

تقع هذه المرتفعات شرق سهل تهامة، وهي جزء من سلسلة جبال السروات الممتدة على طول ساحل المملكة العربية السعودية الغربي، وهي جبال شديدة الانحدار -نحو الغرب- قليلة المنافذ، صعبة المسالك، يزيد ارتفاعها على 2200 متر تقريبًا فوق سطح البحر. ومن أهم جبالها وأشدها ارتفاعًا: جبال بيضان، وجبل الأنصب، وجبل سيحان والعرنين وجبل الأزهر وجبل شمرخ وجبل البراقة، وتحصر هذه الجبال فيما بينها أودية كثيرة جدًا أهمها:

1 -

وادي تربه:

وهو أطول أودية بلاد زهران وأوسعها حوضًا، ويبدأ من سفوح جبال بيضان وبني حسن، ويتجه شمالًا حتى ينتهي في تربة النخل ويزيد طوله على 300 كيلو متر على وجه التقريب، ومياه هذا الوادي لا تنقطع معظم أيام السنة.

(1)

عن كتاب بلاد عسير ص 87 لفؤاد حمزة.

ص: 425

2 -

وادي بطحان:

ويبدأ من سفوح جبال بني عامر وبني حسن، ويتجه أيضًا نحو الشمال حيث يلتقي مع وادي تربة على بعد 150 كيلو مترًا من منبعه، ويكونان معا واديًا واحدًا، وهذا الوادي في شرق بلاد زهران.

3 -

أودية قصيرة أهمها:

أ - أودية رمس والحوية والشاعر والحباري ومعداه والجنش وتصب في وادي تربة.

ب - أودية منضحة ومنحل والتويمات، وتصب في وادي بطحان.

وقد قامت سلسلة جبال السراة سدًّا منيعا من الغرب، بحيث يتعذر عبورها إلَّا من فجوات حفرتها الطبيعة، ونحتتها بين ملتقى الجبال وتقاطع الأودية. ويطلق سكان بلاد زهران على تلك الفجوات اسم العقاب ومن أهمها: عُقبة ذي منعة وعقبة السعبرة بدوس، وعقبة بعرة، وعقبة بلخزمر، وعقبة الجوفاء ببني حسن، وعقبة مساعد ببيضان.

وقد قامت هذه العقبات حارسًا أمينًا على البلاد، فظلت بعيدة عن سيطرة الفاتحين

(1)

وهذا مكنها من الاحتفاظ بعاداتها وتقاليدها العربية الأصيلة.

‌ب - سهل تهامة:

سهل تهامة زهران جزء من سهل تهامة الذي يمتد من أقصى شمال المملكة العربية السعودية إلى أقصى جنوبها، والمنحصر بين سلسلة جبال السروات شرقًا والبحر الأحمر غربًا، ويتراوح طول سهل تهامة زهران من تهامة بني مالك شمالًا، إلى زبيد وغامد الزناد جنوبًا، ما بين 150 و 200 كيلو متر تقريبًا. ويتراوح عرضه من جبال السراة شرقًا إلى الحدود الإدارية لإمارة الليث والبحر الأحمر غربًا ما بين 100 و 150 كيلو مترًا تقريبًا.

وبأخذ سهل تهامة زهران في الارتفاع التدريجي كلما اتجهنا من الغرب إلى الشرق ولهذا نجد سطحه يتكون من ثلاثة أقسام رئيسية هي:

1 -

تهامة الساحل في الغرب

(2)

.

(1)

فؤاد حمزة - المصدر السابق - ص 91.

(2)

يطلق الأهالي على هذا الجزء من سهل تهامة (الخبت).

ص: 426

2 -

تهامة العروض في الوسط، وتكثر فيها الجبال المعترضة ذات الارتفاع الشاهق.

3 -

تهامة الإصدار في الشرق.

ويوجد فيها جبال شاهقة الارتفاع، غزيرة المياه، خصبة التربة آهلة بالسكان أهمها: جبل شدا زهران وجبل نيس وجبل ربا وجبل نخرة، وتشتهر هذه الجبال بزراعة البن والموز والليمون، وفي قممها تعيش الوحوش الكاسرة كالذئاب والنمور.

وتتجه أودية سهل تهامة زهران من الشرق إلى الغرب وتصب في البحر الأحمر ومن أهمها: وادي دوقة ووادي ناوان ووادي الأحسبة ووادي رما ووادي غليلة ووادي لقط، وعلى حوافها تقوم قرى تهامة.

‌المناخ:

مناخ بلاد زهران غني عن التعريف، ويمتاز بلطفه واعتداله مما سيجعل هذه البلاد في المستقبل القريب من أكبر وأجمل مصائف المملكة العربية السعودية التي يؤمها الناس هربا من حرارة الصيف ورطوبته.

ويمكن أن نفرق هنا بين نوعين من المناخ هما:

1 -

مناخ مرتفعات جبال السراة

2 -

مناخ سهل تهامة.

1 -

مناخ مرتفعات السراة:

وهذا المناخ يشبه إلى حد كبير مناخ (الهدي) وهو عمومًا معتدل جاف صيفًا، بارد ممطر شتاء، وتهب في فصل الصيف الرياح الشمالية الشرقية، وهي رياح جافة؛ لأنها تهب من مناطق جافة. أما في فصل الشتاء، فتهب الرياح الجنوبية الغربية، وهي رياح ممطرة تشبع بالرطوبة أثناء مرورها على البحر الأحمر.

2 -

مناخ سهل تهامة:

حار شديد الرطوبة صيفا، معتدل غزير المطر شتاءً، ويتعرض سهل تهامة لهبوب الرياح الشمالية الشرقية الجافة في فصل الصيف، وهبوب الرياح الجنوبية

ص: 427

الغربية الممطرة في فصل الشتاء وتقل كمية الأمطار الساقطة على بلاد زهران على وجه العموم بالتدريج كلما اتجهنا من الغرب إلى الشرق، وبالتالي تتدرج الحياة النباتية من أشجار ضخمة كثيفة في الغرب إلى أشجار ونباتات فقيرة في أقصى الشرق.

‌وقال عن زهران عبر التاريخ الجاهلي والإسلامي:

‌نزوح زهران من اليمن ضمن قبائل الأزد:

أنجب سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان: حمْيرًا وكهلان وأربعة عشر ولدا سواهما، فيقال لبني سبأ جميعهم السبئيون ما عدا حِمْيَر وكهلان، فإن جميع قبائل اليمن تحدرت منهما

(1)

فمن بطون حِمْيَر: معدان وملحان وشرعب والدرون والأوزاع والتبابعة وقُضاعة. ومن بطون كهلان: همدان وكندة ومَذْحِج وطيئ ولخم وجذام والأزد، وتعتبر زهران بطنا من الأزد.

وتروي لنا الكتب التاريخية قصة توضح سبب نزوح الأزد من اليمن، وتفرق قبائلها في أنحاء الجزيرة العربية، وتتلخص القصة في أن عمرو "المُلَّقب مزيقياء" ابن عامر "الملقب ماء السماء" ابن حارثة الغطريف، كان من أعظم ملوك مأرب في الزمن القديم، وكان له حول سد مأرب من الحدائق ما لا يحاط به، لدرجة أن الجارية كانت تمشي من بيتها، وعلى رأسها مكتل، فيمتلئ فاكهة من غير أن تلمس شيئًا منها

(2)

، وكانت له ولآبائه من قبله بادية كهلان باليمن تشاركهم فيها حِمْيَر، ثم استقلوا بالملك بعد حِمْيَر. ويلقب عمرو أيضًا بالبهلول، وقد قال عمرو بن حرام جد حسان بن ثابت شاعر رسول اللَّه (عليه أفضل الصلاة والسلام):

ورثنا من البهلول عمرو بن عامر

وحارثة الغطريف مجدا مؤثلا

وقد خرج عمرو ذات يوم يتنزه حول سد مأرب -الذي كان يحفظ مياه الأمطار لأهل اليمن، فيصرفونها كيف شاءوا- فرأى جرذا يحفر في السد، فعلم أنه لا بقاء للسد، وعزم على الانتقال من اليمن إلى بلاد أخرى

(3)

فدبر مكيدة

(1)

ابن عبد ربه - العقد الفريد - ج 3 ص 285.

(2)

خير الدين الزركلي - الأعلام - ج 5 - ص 349.

(3)

ابن هشام - سيرة النبي - ج 1 - ص 9.

ص: 428

تمكنه من الارتحال دون أن يتأثر قومه، فأمر أصغر أولاده بأن يتشاجر معه أمام الناس، وإذا أغلظ عليه ولطمه رد عليه اللطمة، ففعل ابنه ذلك فقال عمرو:"لا أقيم ببلد لطم فيه وجهي أصغر ولدي" ثم باع أملاكه لأشراف اليمن من حِمْيَر ونزح. فقالت الأزد: "لا نتخلف عن عمرو بن عامر" وخرجوا معه، وافترقوا إلى ست وعشرين قبيلة

(1)

منها غسان وجفنة والأوس والخزرج وخُزَاعة ومازن وثمالة وزهِرّان وغامد وألمع ووالبة وبارق. فنزلت الأوس والخزرج يثرب "المدينة"، ونزلت خُزَاعَة بطن مر بالقرب من مكة المكرمة، ونزل أزد عُمان عُمان، ونزلت زهران وغامد مرتفعات السراة.

وأنا أعتقد أن هذا السبب ليس كافيًا لنزوح الأزد من اليمن، وأرى أن السبب الصحيح هو ما رواه خير الدين الزركلي

(2)

ومؤداه أن دولة سبأ ضعفت في عهد عمرو بن عامر، فتغلب بدو كهلان على أرض سبأ، وعاثوا فيها فسادا فذهب الحفظة القائمون بأمر السد، وأهمل أمره، فتصدع وخرب وبدأت هجرة الأزد من تلك الديار برفقة عمرو بن عامر، ونزلوا بماء غسان، ثم انتقلوا إلى وادي عك، وفيه مرض عمرو ومات، فتفرق الأزد في البلاد.

‌نسب زهران ومنازلها:

زهران قبيلة أزدية قحطانية تنتسب إلى جدها الأكبر زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان

(3)

وقد أنجب زهران بن كعب ستة أولاد هم: عبد اللَّه ونصر والنمر ومالك وعبره وصقل

(4)

ومن نسلهم تكونت قبائل زهران، وهي اليوم من أكبر القبائل في بلاد عسير

(5)

، وتقع ديارها في أواسط جبال الحجاز وتهامة بمحاذاة الليث شرقًا، ويحدها شمالًا

(1)

جواد علي - تاريخ العرب قبل الإسلام - ج 4 - ص 260.

(2)

المصدر السابق - ص 249.

(3)

الطبري محمد بن جرير - تاريخ الرسل والملوك - ج 1 - ص 613.

(4)

ابن حزم الأندلس - جمهرة أنساب العرب - ص 379.

(5)

الزركلي خير الدين - الأعلام - ج 3 - ص 85.

ص: 429

بنو الحارث وبنو مالك، وجنوبًا غامد وزبيد، وشرقا بادية غامد، وغربًا إمارة الليث والبحر الأحمر.

ومما يجدر ذكره أن ست قبائل من زهران تقطن حاليًا سهل تهامة زهران الخصيب، وقد نزحت إليه -كما أعتقد- هربا من المجاعات التي سادت مرتفعات السراة في العهود القديمة، فاستصلحت أراضيه الخصبة واستقرت به نهائيًا، زد على ذلك أن جزءًا كبيرًا من أفراد بعض قبائل السراة، مثل بيضان ودوس بني علي ودوس بني منهب وبني كنانة يقيمون حاليًا في تهامة، ولهم فيها مزارع لا حصر لها. وهذا يدلنا على أن أولئك الأفراد قد نزحوا إلى تهامة بسبب الجدب وكثرة النسل وأقاموا بها، ولا زالوا محافظين على تبعيتهم وانتمائهم لقبائلهم الأصلية في سراة زهران. كما يلاحظ أن لفظ (دوس) قد طغى إلى حد كبير على لفظ (زهران) في الجاهلية وصدر الإسلام، باعتبار أن دوسا تمثل جزءًا كبيرًا من زهران من حيث العدد والانتشار في بلاد زهران سراة وتهامة، وهذا ما جعل بعض المؤرخين يكتفون بذكر (دوس) بدلا من زهران، بينما ظن آخرون أن دوسًا قبيلة مستقلة تمام الاستقلال من زهران، وهذا خطأ فاحش جدًا فدوس قبيلة من قبائل زهران، وبطن من بطونها، وجزء لا يتجزأ منها

(1)

.

وعلى هذا الأساس إذا قلنا الطفيل بن عمرو الدوسي أو الزهراني، فالنسبة في كلتا الحالتين صحيحة تمام الصحة.

‌زهران وعبادة الأصنام:

كانت عبادة الأصنام هي العبادة السائدة في بلاد زهران في الجاهلية، وكان لزهران أصنامها المشهورة، شأنها في ذلك شأن قبائل العرب آنذاك، ومن أشهر تلك الأصنام: ذو الكفين وذو الشرى وذو الخلصة، وسنتحدث عن الصنم الأخير بالتفصيل.

‌ذو الخلصة:

جرت عادة العرب في جاهليتها أن تشترك بضع قبائل في عبادة صنم واحد، فكان ذو الخلصة لدوس "زهران" وخثعم وبجيلة ومن جاورهم من قبائل

(1)

ابن دريد - الاشتقاق - ص 496.

ص: 430

العرب

(1)

وكانت هذه القبائل تعظمه وتهدي له وتستقسم عنده بالأزلام. ويقال أن امرأ القيس بن حجر الكندي استقسم عنده بعد مقتل أبيه، فخرج السهم ينهاه عن طلب ثأره فقال:

لو كنت يا ذا الخلص الموتورا

مثلي وكان شيخك المقبورا

لم تنه عن قتل العداة زورا

(2)

وكان ذو الخلصة عبارة عن مروة بيضاء منقوش عليها كهيئة التاج، وكان يطلق عليه الكعبة اليمانية

(3)

وقد أرسل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد اللَّه البجلي في مائة وخمسين فارسًا إليه، فهدمه جرير وأحرقه بالنار. ولما اضطرب حبل الأمن في جزيرة العرب في العصور الأخيرة، وساد الفقر وافتقد الناس الراحة والطمأنينة، وعادوا إلى التمسح بالأحجار والأشجار رجع بعض ضعاف النفوس من رجال دوس إلى عبادة ذي الخلصة وشجرة العبلاء

(4)

. وبعد أن استولى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على الحجاز في عام 1343 هـ عين عبد العزيز بن إبراهيم أميرًا على منطقة الطائف، وانتدبه لقيادة حملة سيرها إلى سراة الحجاز لإخضاع بعض القبائل القاطنة بها، وبعد انتهاء الحملة من مهمتها عرجت على دوس، وذلك في ربيع الثاني عام 1344 هـ وكانت جدران ذي الخلصة قائمة، وبجوارها شجرة العبلاء، فأحرق رجال الحملة الشجرة وهدموا البيت.

وفي عام 1375 هـ تكونت لجنة حكومية برئاسة علي بن جنيدي، وذهبت إلى جبال دوس، وذلك لإزالة ما تبقى من صخور معبد ذي الخلصة، ويقال أن ذا الخلصة عتبة باب مسجد بتبالة بخثعم

(5)

.

(1)

ابن هشام - المصدر السابق - ص 91.

(2)

الكلبي هشام بن محمد - كتاب الأصنام - ص 34.

(3)

الأزرقي محمد بن عبد اللَّه - أخبار مكة - ج 1 - ص 378.

(4)

المصدر السابق - 381.

(5)

ابن الكلبي - المصدر السابق - ص 36.

ص: 431

‌إسلام زهران:

لما بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ودعا الناس إلى الدخول في الإسلام، كانت قبائل زهران من السباقة إليه، فأسلمت وحسن إسلامها.

وتروي لنا الكتب التاريخية قصة طويلة توضح دعوة زهران إلى الإسلام، ودخولها فيه. وتتلخص القصة في أن الطفيل بن عمرو الدوسي قدم مكة المكرمة، ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بها فمشى إليه رجال قريش وقالوا له

(1)

: "يا طفيل إنك قدمت بلادنا، وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل

(2)

بنا وقد فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وبين أبيه، وبين الرجل وبين أخيه، وبين الرجل وبين زوجته، وإنا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا، فلا تكلمه، ولا تسمعن منه شيئًا".

وما زالوا به حتى صمم على أن لا يسمع منه شيئًا ولا يكلمه، وحشى أذنيه بالقطن، حتى لا يبلغه شيء من قول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. ولما دخل المسجد (أي الطفيل) رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قائمًا يصلى بجوار الكعبة فجلس قريبًا منه، فسمع كلامًا حسنًا ألان قلبه، وملك عليه جوارحه ومكث في المسجد حتى انصرف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى داره، فتبعه ودخل عليه وقال له:"يا محمد إن قومك قد قالوا لى كذا وكذا، ثم أبى اللَّه إلا أن يسمعني قولك، فسمعته قولًا حسنًا، فأعرض علي أمرك". فعرض عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الإسلام، وتلا عليه ما تيسر من القرآن فأسلم الطفيل وشهد شهادة الحق، وقال:"يا نبي اللَّه إني امرؤ مطاع في قومي، وأنا راجع إليهم فداعيهم إلى الإسلام، فادع اللَّه أن يجعل لي آية، تكون لي عونًا عليهم فيما أدعوهم إليه" فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللهم اجعل له آية" فسطع نور بين عينيه، فقال:"يا رب أخاف أن يقولوا مثلة" فتحول النور إلى رأس سوطه، فكان يضيء له في الليلة المظلمة، فأطلق عليه لقب ذي النور.

ولما علمت قريش بإسلامه هددوه فخاطبهم قائلًا:

ألا أبلغ لديك بني لؤي

على الشنآن والعضب المرد

(1)

ابن هشام - المصدر السابق - ج 1 - ص 407.

(2)

أعضل - اشتد.

ص: 432

بأن اللَّه رب الناس فرد

تعالى جده عن كل جد

وأن محمدًا عبد رسول

دليل هدى وموضح كل رشد

وأن اللَّه جلله بهاء

وأعلى جده في كل جد

(1)

ثم عاد الطفيل إلى زهران، ودعا أهل بيته إلى الإسلام فأسلموا ثم دعا قومه فتباطأوا عليه، فعاد إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقال له:"يا نبي اللَّه إنه قد غلبني على دوس الزنى فادع اللَّه عليهم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اللهم اهد دوسا. ارجع إلى قومك فادعهم وارفق بهم" فعاد الطفيل إليهم ودعاهم إلى الإسلام فأسلم كثير منهم، وقدم معه إلى المدينة المنورة سبعون أو ثمانون أهل بيت، وفيهم أبو هريرة رضي الله عنه وعبد اللَّه بن أزهر، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم آنذاك في غزوة خيبر، فيقال أنه قسم لهم من غنيمتها

(2)

ثم صحبهم معه وأنزلهم حرَّة الدجاج. وقد قال أبو هريرة في هجرته تلك:

يا طولها من ليلة وعناءها

على أنها من بلدة الكفر نجت

ولما أحرق الطفيل بن عمرو الدوسي ذا الكفين صنم عمرو بن حممة الدوسي اتضح لرجال زهران طريق الحق، وأيقنوا أن الأصنام لا تملك أن تدافع عن نفسها فأسلموا جميعًا

(3)

وانضم كثير منهم إلى جيوش رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة

(4)

وشاركوا إخوانهم المسلمين في معظم الحروب الإسلامية إن لم تكن جميعها.

‌مشاهير رجال زهران في الجاهلية والإسلام وأهم أعمالهم:

برز من زهران رجال كثيرون اشتهروا بالكرم والشجاعة والعلم والأدب والحكمة والملك العريض، فكان منهم الملك المهيب، والقائد الباسل والصحابي الجليل، والخطيب اللامع، والراوية الموثوق في روايته، والشاعر المجيد.

(1)

ابن حجر العسقلاني - الإصابة في تمييز الصحابة - ج 2 - ص 216.

(2)

ابن سعد الطبقات الكبرى - المجلد الأول - ص 353.

(3)

ابن الجوزي جمال الدين - صفوة الصفوه - ج 1 - ص 246.

(4)

محمد حسين هيكل - حياة محمد - ص 172.

ص: 433

وفيما يلي بعض أولئك الرجال:

‌أ - في الجاهلية:

1 -

‌ جذيمة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس:

قال عنه محمد بن جرير الطبري

(1)

: "كان جذيمة من أفضل الملوك العرب رأيا، وأبعدهم مغارا، وأشدهم نكاية، وأظهرهم حزما، وأول من استجمع له الملك في أرض العراق، وضم إليه العرب، وغزا بالجيوش". ويعتبر جذيمة بن مالك من أشهر القدماء في الحكمة والخطابة والرياسة، وهو أول من أسرج الشمع، ورمي بالمنجنيق

(2)

وكان به برص فهابت الناس أن تسميه به تعظيما له، فقالوا جذيمة الوضَّاح، وجذيمة الأبرش. وكانت منازله له بين الحيرة والأنبار، وكانت تفد إليه الوفود، وتجيء له الأموال.

وله قصة مذكورة في كتب التاريخ والأدب - مع الزبَّاء بنت عمرو بن ظرب ابن حسان الذي كان يحكم في الجزيرة ومشارق بلاد الشام.

2 -

‌ حممة بن الحارث بن رافع الدوسي:

سيد دوس في الجاهلية، ومن أسخى رجال العرب كافة آنذاك، وهو مطعم الحاج بمكة المكرمة في موسم الحج

(3)

وقد اشتهر بالحكمة. ويروي لنا أبو علي القالي

(4)

القصة التالية التي تدل على حكمته وتبصره ببواطن الأمور: "اجتمع عامر بن الظرب العدواني وحممة بن الحارث بن رافع الدوسي عند ملك من ملوك حِمْيَر، فقال: تساءلا حتى أسمع ما تقولان. فقال عامر لحممة: أين تحب أن تكون أياديك؟ قال: عند ذي الرثية العديم

(5)

وذي الخلة الكريم

(6)

، والمعسر الغريم، والمستضعف الهضيم. قال: من أحق الناس بالمقت؟ قال: الفقير المختال،

(1)

تاريخ الرسل والملوك - ج 1 - ص 612 - ط 1960 م.

(2)

الجاحظ أبي عثمان عمرو بن بحر - البيان والتبيين - ج 1 - ص 191.

(3)

ابن عبد ربه - المصدر السابق - ج 1 - ص 302.

(4)

الأمالي - ج 2 - ص 276.

(5)

الرثية: وجع المفاصل.

(6)

الخلة: الحاجة.

ص: 434

والضعيف الصوَّال، والعيي القوَّال. قال: فمن أحق الناس بالمنع؟ قال: الحريص الكاند

(1)

، والمستميد الحاسد، والملحف الواجد. قال: فمن أجدر الناس بالصنيعة؟ قال: من إذا أُعطي شكر، وإذا مُنع عذر، وإذا موطل صبر، وإذا قدَّم العهد ذكر. قال: من أكرم الناس عشيرة؟ قال: من أن قُرِّب منح، وإن بَعْد مدح، وإن ظُلم صَفَح، وإن ضويق سمح. قال: من الأم الناس؟ قال: من إذا سأل خضع، وإذا سُئل منع وإن ملك كنع

(2)

. ظاهره جشع، وباطنه طبع

(3)

. قال: فمن أحلم الناس؟ قال: من عفا إذا قدر، وأجمل إذا انتصر، ولم تطغه عزة الظفر. قال: فمن أحزم الناس؟ قال: من أخذ رقاب الأمور بيديه، وجعل العواقب نصب عينيه، ونبذ التهيب دبر أذنيه. قال: فمن أخرق الناس؟ قال: من ركب الخطار، واعتسف العثار

(4)

وأسرع البدار قبل الاقتدار. قال: فمن أجود الناس؟ قال: من بذل المجهود، ولم يأس على المعهود. قال: فمن أبلغ الناس؟ قال: من جلي المعنى المزيز

(5)

باللفظ الوجيز، وطبق المفصل قبل التحزيز. قال: فمن أنعم الناس عيشا؟ قال: من تحلى بالعفاف ورضي بالكفاف وتجاوز إلى ما لا يخاف. قال: فمن أشقى الناس؟ قال: من حسد على النعم، وتسخط على القسم، واستشعر الندم على فوت ما لم يحتم. قال: من أغنى الناس؟ قال: من استشعر اليأس، وأبدى التجمل للناس، واستكثر قليل النعم ولم يسخط على القسم. قال: فمن أحكم الناس؟ قال: من صمت فادكر ونظر فاعتبر، ووعظ فازدجر. قال: من أجهل الناس؟ قال: من رأى الخرق مغنما، والتجاوز مغرما".

3 -

‌ عمرو بن حممة بن الحارث بن رافع:

أحد حكام العرب في الجاهلية، ويقال أنه عاش ثلاثمائة وتسعين سنة، فاعتبر من المعمرين، ولقبه العرب بذي الحلم، وله قصيدة طويلة كلها حكم وعبر نقتطع منها قوله:

كبرت وطال العمر مني كأنني

سليم أفاع ليلة غير مودع

(1)

الكاند: الجاحد.

(2)

كنع: بخل.

(3)

طبع: حسد.

(4)

اعتسف العثار: أي سلك الطريق على غير هدى.

(5)

المزيز: الطيب.

ص: 435

وما السقم أبلاني ولكن تتابعت

على سنون من مصيف ومربع

ثلاث مئين من سنين كوامل

وها أنذا أرتجي مر أربع

فأصبحت بين الفخ والعش نادبا

إذا رام تطيارا يقال له قع

أخبر أخبار القرون التي مضت

ولابد يومًا أن أصار لمصرعي

وقال ابن دريد عن السكن بن سعيد

(1)

: "كنا جلوسًا عند ابن عباس وهو يفتي الناس في ضفة زمزم، فقام إليه أعرابي فقال: أفتيتهم فأفتنا. قال: هات. قال الأعرابي: ما معنى قول الشاعر:

لذي الحكم

(2)

قبل اليوم ما تقرع العصا

وما علم الإنسان إلا ليعلما

قال ابن عباس: ذاك عمرو بن حممه الدوسي، قضى بين العرب ثلاثمائة سنة فألزموه السابع أو التاسع من أولاده، فكان إذا غفل قرع له العصا، فينتبه فلما حضره الموت اجتمع إليه قومه، فأوصاهم بوصية حسنة".

وقد ضرب العرب المثل بحلم عمرو بن حممه فقال الحارث بن وعلة الذهلي:

وزعمت أن لا حلوم لنا

أن العصا قرعت لذي الحلم

وقال الفرزدق:

وإن أعف استبقي حلوم مشاجع

فإن العصا كانت لذي الحلم تقرع

(3)

ولما توفي عمرو بن حممه ودفن، مر بقبره نفر من أهل المدينة وهم حاطب ابن قيس، والهدم بن امرئ القيس بن الحارث، وعتيك بن قيس بن هيشة فنحروا رواحلهم عليه

(4)

وقال كل واحد منهم قصيدة في رثائه، فقال حاطب بن قيس:

سلام على القبر الذي ضم أعظما

تحوم المعالي حوله فتسلم

سلام عليه كلما ذر شارق

وما امتد قطع من دجى الليل مظلم

(1)

ابن حجر - المصدر السابق - ج 3 - ص 302.

(2)

صحتها الحلم.

(3)

المرزباني محمد بن عمران - معجم الشعراء - ص 209.

(4)

أبو علي القالي - المصدر السابق - ج 2 - ص 144.

ص: 436

فيا قبر عمرو جاد أرضًا تعطفت

عليك ملث دائم القطر مرزم

تضمنت جسما طاب حيا وميتا

فأنت بما ضمنت في الأرض معلم

فلو نطقت أرض لقال ترابها

إلى قبر عمرو الأزد حل التكرم

إلى مرمس قد حل بين ترابه

وأحجاره بدر وأضبط ضيغم

إلى أن يقول:

لقد هدم العلماء موتك جانبا

وكان قديمًا ركنها لا يهدم

وقال الهدم:

لقد ضمت الأثراء منك مرزا

عظيم رماد النار مشترك القدر

حليما إذا ما الحلم كان حزامة

وقورا إذا كان الوقوف على الجمر

إذا قلت لم تترك مقالا لقائل

وإن صلت كنت الليث يحمي حمى الاجر

ليبكك من كانت حياتك عزه

فأصبح لما بنت يغضي على الصغر

وقال عتيك:

برغم العلى والمجد والجود والندى

لواك الردى يا خير حاف وناعل

لقد نال صرف الدهر منك مرزأ

نهوضا بأعباء الأمور الأثاقل

يضم العفاة الطارقين فناؤه

كما ضم أم الرأس شعب القبائل

ويسرو دجى الهيجاء مضاء عزيمة

كما كشف الصبح أطراف الغياطل

ونسنهزم الجيش العرمرم باسمه

وإن كان جرارًا كثير الصواهل

ويمضي إذا ما النقع مد رواقه

على الروع وأرفضت صدور العوامل

4 -

‌ سواد بن قارب الدوسي:

ك ان سواد بن قارب من أعلم أهل وقته، وأشهرهم في الكهانة والشعر، وأطولهم باعا في جميع المكارم

(1)

وكان له مقام رفيع في دوس، وقد اشتهر في الإصابة في التعبير، ويقال أنه خرج خمسة نفر من طيئ من ذوي الحجا والرأي وهم برج بن مسهر، وأنيف بن حارثة، وعبد بن سعد بن الحشرج أبو حاتم طيئ،

(1)

الآلوسي - بلوغ الأدب في معرفة أحوال العرب - ج 3 - ص 299.

ص: 437

وعارق الشاعر، ومرة بن عبد رضي، يريدون سواد بن قارب ليختبروا علمه. فلما قربوا من السراة قالوا: ليخبأ كل واحد منا خبيئا ولا يخبر به أصحابه، لنسأل سواد عنه، فإن أصاب عرفنا علمه، وإن أخطأ ارتحلنا عنه. فخبأ كل واحد منهم شيئًا، ثم ذهبوا إلى سواد وأهدوا إليه إبلا وطرفا من طرف الحيرة، فاستقبلهم أحسن استقبال ونصب لهم القباب، ونحر لهم النياق. فلما انتهت أيام الضيافة حضروا عنده، فتكلم برج بن مسهر وكان أسن أصحابه فقال:

جادك السحاب، وأمرع لك الجناب

(1)

وضفت عليك النعم الرغاب

(2)

نحن أولو الآكال

(3)

والحدائق والأغيال، والنعم الجفال

(4)

ونحن أصهار الأملاك، وفرسان العراك. فقال سواد: والسماء والأرض، والغمر والبرض

(5)

والقرض والغرض إنكم لأهل الهضاب الشم، والنخيل العم

(6)

والصخور الصم، من أجا العيطاء، وسلمى ذات الرقبة السطعاء

(7)

. قالوا: صدقت. ثم سألوه عما خباؤه فأخبرهم بالأشياء المخبأة، وبما واجههم في طريقهم. فقالوا: صدقت وأنت أعلم من تحمل الأرض

(8)

ثم ارتحلوا عنه بعد أن ظهر لهم أن ما قيل لهم عنه لا يساوي شيئًا مع سعة علمه وتبصره بالأمور فقال عارق الشاعر:

ألا للَّه علم لا يجارى

إلى الغايات في جنبي سواد

أتيناه نسائله امتحانا

ونحسب أن سيعمد بالعناد

فأبدى عن خفى مخبآت

فأضحى سرها للناس بادي

حسام لا يليق ولا يثأثي

عن القصد الميمم والسداد

(9)

كان خبيئنا لما انتجينا

بعينيه يصرح أو ينادي

(1)

أمرع: أخصب.

(2)

الرغاب: الواسعة.

(3)

الآكال: الأرزاق.

(4)

الجفال: الكثيرة.

(5)

الغمر: الماء الكثير. البرض: الماء القليل.

(6)

العم: الطوال.

(7)

العيطاء والسعطاء: الطويلة.

(8)

الآلوسي - المصدر السابق - ص 302.

(9)

يليق - يمسك - يثأثي - يحبس.

ص: 438

فأقسم بالعثائر حيث فلس

ومن نسك الأقيصر ملعباد

(1)

لقد حزت الكهانة عن سطيح

وشق والمرفل من إياد

ويروي ابن هشام

(2)

قصة إسلام سواد بن قارب فيقول: "بينما عمر بن الخطاب ذات يوم جالسًا إذ مر به رجل، فقيل: يا أمير المؤمنين، أتعرف هذا المار؟ قال: ومن هذا؟ قالوا: هذا سواد بن قارب الذي أتاه رئيه

(3)

بظهور النبي عليه الصلاة والسلام قال فأرسل إليه عمر فقال له: أنت سواد بن قارب؟ قال: نعم. قال: فأنت على ما كنت عليه من كهانتك؟ قال: فغضب، وقال: ما استقبلني بهذا أحد منذ أسلمت يا أمير المؤمنين. فقال له عمر: سبحان اللَّه!! ما كنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك. فأخبرني ما نبأ رئيك بظهور رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: نعم يا أمير المؤمنين بينما أنا ذات ليلة بين النائم واليقظان إذ أتاني رئي فضربني برجله، وقال: قم يا سواد بن قارب، واسمع مقالتي، واعقل إن كنت تعقل، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى اللَّه عز وجل وإلى عبادته، ثم أنشد يقول:

عجبت للجن وتطلابها

وشدها العيس بأقتابها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى

ما صادق الجن ككذابها

فادخل إلى الصفوة من هاشم

ليس قداماها كأذنابها

قال: قلت دعني أنام، فإني أمسيت ناعسا. فلما كانت الليلة الثانية أتاني فضربني برجله وقال: قم يا سواد بن قارب، فاسمع مقالتي، واعقل إن كنت تعقل، وأنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب، يدعو إلى اللَّه عز وجل وإلى عبادته، ثم أنشد يقول:

عجبت للجن وتخبارها

وشدها العيس بأكوارها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى

ما مؤمنو الجن ككفارها

فارحل إلى الصفوة من هاشم

بين روابيها وأحجارها

(1)

العثائر: جمع عثيرة وهو ذبح كان يذبح ويقدم للأصنام، في الجاهلية. فليس: صنم الأقيصر: صنم.

(2)

المصدر السابق - ج 1 - ص 227.

(3)

الرئى: التابع من الجن.

ص: 439

قال: قلت: دعني أنام، فإني أمسيت ناعسا. فلما كنت الليلة الثالثة أتاني فضربني برجله، وقال: قم يا سواد بن قارب، فاسمع مقالتي، واعقل إن كنت تعقل، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب، يدعو إلى اللَّه عز وجل وإلى عبادته، ثم أنشد يقول:

عجبت للجن وتجساسها

وشدها العيس بأحلاسها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى

ما خير الجن كأنجاسها

فادخل إلى الصفوة من هاشم

وأرم بعينيك إلى رأسها

فقمت فقلت: قد امتحن اللَّه قلبي، فرحلت ناقتي ثم أتيت المدينة "وفي رواية حتى أتيت مكة، وهي أقرب إلى الصحة، لأن الجن إنما جاءت إليه عليه الصلاة والسلام للإيمان به في مكة، فإذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأصحابه حوله، فلما رآني قال: مرحبا يا سواد بن قارب، قد علمنا ما جاء بك، فقلت: يا رسول اللَّه، قد قلت شعرًا فاسمع مقالتي يا رسول اللَّه، فقال: هات فأنشأ يقول:

أتاني رئي بعد هدء ورقده

ولم يك فيما قد بلوت بكاذب

ثلاث ليال قوله كل ليلة

أتاك رسول من لؤي بن غالب

فشمرت عن ساقي الإزار ووسطت

بي الذعلب الوجناء بين السباسب

فأشهد أن اللَّه لا رب غيره

وأنك مأمون على كل غائب

وأنك أدنى المرسلين وسيلة

إلى اللَّه يا بن الأكرمين الأطايب

فمرنا بما تأتيك يا خير مرسل

وإن كان فيما جاء شيب الذوائب

وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة

سواك بمغن عن سواد بن قارب

قال: ففرح النبي عليه الصلاة والسلام هو وأصحابه بمقالتي فرحا شديدًا حتى رؤي الفرح في وجوههم، وضحك رسول اللَّه حتى بدت نواجذه وقال: أفلحت يا سواد. فرأيت عمر رضي الله عنه التزمه، وقال: كنت أشتهي أن أسمع هذا الحديث منك. فهل يأتيك رئيك اليوم؟ قال سواد بن قارب: أما منذ قرأت القرآن فلا، ونعم العوض كتاب اللَّه عز وجل. انتهى".

ويعتبر سواد بن قارب من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام ولما توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خاف أن يرتد قومه فخطب فيهم الخطبة البليغة التالية:

ص: 440

"يا معشر الأزد، إن سعادة القوم أن يتعظوا بغيرهم، ومن شقاوتهم ألا يتعظوا إلا بأنفسهم، وإن من لم تنفعه التجارب ضرته، ومن لم يسعه الحق لم يسعه الباطل، وإنما تسلمون اليوم بما أسلمتم به أمس وقد علمتم أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد تناول قوما أبعد منكم فظفر بهم، وأوعد قوما أكثر منكم فأخافهم، ولم يمنعه منكم عدة ولا عدد، وكل بلاء منسي إلا ما بقي أثره في الناس، ولا ينبغي لأهل البلاء إلا أن يكونوا أذكر من أهل العافية للعافية، وإنما كف نبي اللَّه عنكم ما كفكم عنه، فلم تزالوا خارجين مما فيه أهل البلاء داخلين فيما فيه أهل العافية، حتى قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خطيبكم ونقيبكم فعبر الخطيب عن الشاهد، ونقب عن الغائب، ولست أدري لعله تكون للناس جولة، فإن يكن فالسلامة منها الأناءة، واللَّه يحبها فأحبوها" فأجابه القوم، والتزموا بقوله

(1)

فقال في ذلك:

جلت مصيبتك الفداة سواد

وأرى المصيبة بعدها تزداد

أبقى لنا فقد النبي محمد

صلى الإله عليه ما يعتاد

حزنا لعمرك في الفؤاد مخامرا

وهل لمن فقد النبي فؤاد

كنا نحل به جنابا ممرعا

جف الجناب فأجدب الرواد

فبكت عليه أرضنا وسماؤنا

وتصدعت وجدا به الأكباد

كان العيان هو الطريف وحزنه

باق لعمرك في النفوس تلاد

أن النبي وفاته كحياته

الحق حق والجهاد جهاد

لو قيل تفدون النبي محمدًا

بذلت له الأموال والأولاد

وتسارعت فيه النفوس ببذلها

هذا له الأغياب والأشهاد

هذا وهذا لا يرد نبينا

لو كان يفديه فداه سواد

إني أحاذر والحوادث جمة

أمرا لعاصف ريحه أرعاد

إن حل منه ما يخاف فأنتم

للأرض إن رجفت بنا أوتاد

لو زاد قوم فوق منية صاحب

زدتم وليس لمنية مزداد

(2)

في هذه القصيدة الرائعة دليل كبير على تمسك رجال زهران الشديد بإسلامهم، وحبهم لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وحزنهم العظيم لفقده، في وقت ارتد فيه

(1)

ابن هشام - العروض الأنف - ج 1 - ص 140.

(2)

عبد اللَّه بن محمد بن عبد الوهاب - مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ص 62.

ص: 441

عامة العرب

(1)

-إلا قليلًا منهم- عن الإسلام وفي مقدمتهم القبائل التي اعتنقته لا عن إيمان بمبادئه، بل رهبة من سيوف رجاله، ولو أن قبائل زهران "دوس" كما يقول البعض

(2)

أسلمت خوفا من السيف، لنهجت نهج القبائل الأخرى، كأسد وغطفان وبكر بن وائل، وهي القبائل السبَّاقة إلى الارتداد عن الإسلام.

‌ب - في الإسلام:

1 -

‌ الطفيل بن عمرو الدوسي:

وهو من المهاجرين الأولين إلى الإسلام ومن كبار القواد الذين فازوا بثقة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فعهد إليهم بمهام الأمور. كما كان الطفيل شاعرًا غنيًا كريما مطاعا في قومه

(3)

وقد صحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى قبضه اللَّه. ولما ارتدت العرب خرج مع المسلمين لقتال المرتدين، تحت راية خالد بن الوليد رضي الله عنه وشارك في حروب نجد كلها، ثم سار مع المسلمين إلى اليمامة ومعه ابنه عمرو بن الطفيل، فرأى في المنام أنه حلق رأسه، وأنه خرج من فمه طائر، وأنه لقيته امرأة، فأدخلته في فرجها، ورأى ابنه يطلبه طلبا حثيثا ثم حبس عنه، وقد عبر رؤياه بنفسه كالتالي: أما حلق رأسه فقطعه، وأما الطائر الذي خرج من فمه فروحه، وأما المرأة التي أدخلته في فرجها، فالأرض يحفر له ويدفن فيها، وعبر طلب ابنه إياه، وعدم لحاقه به، باجتهاد ابنه بأن يصيبه ما أصابه، ثم قتل رحمه الله شهيدًا في معركة اليمامة

(4)

.

بعثه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سنة 8 هـ ليهدم ذا الكفين صنم عمرو بن حممة الدوسي، فذهب بقومه، وهدمه، وجعل يوقد النار في وجهه وهو ينشد قائلًا:

يا ذا الكفين لست من عبادكا

ميلادنا أقدم من ميلادكا

إني حششت النار في فؤادكا

(1)

المصدر السابق - ص 410.

(2)

يقول بعض المؤرخين أن دوسا اسلمت خوفا من قول كعب بن مالك:

قضينا من تهامة كل وتر

وخيبر ثم أحجمنا السيوفا

نخيرها ولو نطفت لقالت

قواطعهن دوسًا أو ثقيفًا

(3)

الزركلي - المصدر السابق - ص 329.

(4)

ابن هشام - المصدر السابق - ص 411.

ص: 442

ثم أخذ معه أربعمائة مقاتل من زهران، ومعهم منجنيق ودبابة، وذهبوا إلى الطائف حيث وافوا الرسول صلى الله عليه وسلم بها، وشاركوا المسلمين في غزوتها

(1)

، فكان لهم دور كبير في نجاح تلك الغزوة.

ويقول محمد حسين هيكل

(2)

أن قدوم الطفيل بن عمرو الدوسي وقومه إلى الطائف كان بدعوة من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وذلك بعد أن طال حصار المسلمين لثقيف التي تحصنت في حصونها، ودافعت عنها دفاعًا شديدًا أدى إلى ضجر المسلمين، ونقص مؤونتهم. ولما كان لرجال دوس علم في الرماية بالمنجنيق، وبمهاجمة الحصون في حماية الدبابات، فقد استنصرهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فجاء طائفة منهم ومعهم أدواتهم، وشاركوا إخوانهم المسلمين في فتح الطائف.

وسواء صحت هذه الرواية أم لم تصح، فهي تقدم لنا الدليل الواضح على مدى خبرة رجال زهران وتمرسهم في فنون الحرب وأساليبها، وبالتالي مساهمتهم الفعالة في الحروب والفتوح الإسلامية، يدفعهم إلى ذلك عقيدة راسخة وشجاعة نادرة، وعزيمة صادقة، لا تنال منها الأحداث والمحن. ولا نبالغ إذا قلنا أن هذه الصفات كانت ميزة لكل جندي من جند المسلمين، وبها تمكنوا من نشر الإسلام على نطاق واسع في أنحاء المعمورة، وقوضوا أركان أكبر إمبراطوريتين آنذاك، وهما إمبراطوريتا الفُرس والروم اللتان كانتا تسيطران على العالم بأسره وقتئذ.

2 -

‌ أبو هريرة رضي الله عنه:

هو عمير بن عامر بن عبد ذي الشرى الدوسي الزهراني، صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومن كبار رواة حديثه. وقد اختلف أهل النسب في اسمه، فقال بعضهم، اسمه عمير بن عامر بن عبد ذي الشري، وقال آخرون اسمه عبد الرحمن بن صخر، وقال بعض ثالث: اسمه عبد نهم بن عامر ويقال إنه اجتمع في اسمه واسم أبيه أربعة وأربعون قولًا.

(1)

النويري - المصدر السابق - ج 17 - ص 335.

(2)

محمد حسين هيكل - المصدر السابق - ص 435.

ص: 443

وروى الترمذي عن عبيد اللَّه بن أبي رافع قال: "قلت لأبي هريرة لم كنيت بأبي هريرة؟ قال: كنت ارعى غنم أهلي، وكانت لي هرة صغيرة، فكنت أضعها في الليل في شجرة، وإذا كان النهار ذهبت بها معي، فلعبت بها، فكنوني أبا هريرة".

وقد أجمع أهل الحديث أن أبا هريرة أكثر الصحابة حفظا للحديث ورواية له؛ وذلك لأنه كان جريئا على أن يسأل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يجرؤ أحد غيره على السؤال عنها، بالإضافة إلى أنه منذ أن أسلم في الفترة الواقعة بين صلح الحديبية، وغزوة خيبر كان ملازما لرسول اللَّه عليه الصلاة والسلام يغزو معه، ويحج برفقته، ويسير بجانبه حيث سار. ويقال أن له خمسة آلاف وثلاثمائة حديث. ويكفيه فخرا واعتزازا شهادة سيد الأنام له بالحرص على العلم والحديث

(1)

.

وقد أرسله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم برفقة العلاء بن الحضرمي لدعوة المنذر بن ساوي العبيدي -ملك البحرين- إلى الإسلام. كما استعمله الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه على البحرين ثم عزله. ولما تولى الإِمام علي بن أبي طالب (كرم اللَّه وجهه) مهام الخلافة أراد أن يستعمله فرفض

(2)

ولم يزل يسكن المدينة المنورة حتى توفي رحمه الله في سنة 57 هـ. وقيل سنة 58 هـ.

3 -

‌ معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي:

صحابي جليل، من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية

(3)

ومن أهل بدر، وقد شهد خيبر مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكان على خاتم النبي واستعمله أبو بكر وعمر على بيت مال المسلمين، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأحاديث. ومات في زمن عثمان ابن عفان رضي الله عنه

(4)

.

(1)

ابن حجر - المصدر السابق - ج 4 - ص 200.

(2)

أبو عمر القرطبي - الاستيعاب في أسماء الأصحاب - ج 4 - ص 206.

(3)

ابن سعد الطبقات الكبري - ج 4 - ص 116.

(4)

الزركلي - المصدر السابق - ج 8 - ص 194.

ص: 444

4 -

‌ جنادة بن أبي أمية الزهراني الأزدي:

صحابي جليل، وقائد بحري محنَّك، وهو من كبار الغزاة في العصر الأموي وقد شهد فتح مصر

(1)

وكان قائدًا على غزو الروم من خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه حتى زمن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

(2)

وروى بعض الأحاديث النبوية دعاه معاوية ليستشيره في إرساله في غزوة بحرية، فقال له جنادة: إنما أنا سهم من كنانتك، فارم بي حيث شئت".

وقال في أول غزوة له في البحر: "اللهم إن الطاعة علي وعلى هذا البحر، اللهم إنا نسألك أن تسكنه وتسيرنا فيه"

(3)

وقد فتح جنادة جزيرة رودس سنة 53 هـ

(4)

وجزيرة أرواد سنة 54 هـ

(5)

ويقال أن معاوية أراد استلحاقه أخا كما فعل بزياد، فرفض جنادة ذلك

(6)

.

5 -

‌ عمرو بن الطفيل بن عمرو الدوسي:

صحابي جليل، ومحارب باسل، وكان من أصحاب الرايات، وقد قطعت يده في معركة اليمامة ثم صحت. وبينما كان جالسًا في مجلس الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ أتي بطعام، فتنحى عمرو. فقال له عمر بن الخطاب:"مالك؟ لعلك تتحفظ لمكان يدك". قال أجل. قال عمر: لا واللَّه لا أذوقه حتى تسوطه بيدك" ففعل ذلك ثم أكلا سويا

(7)

. وقد شارك رحمه الله في حروب العراق، ولما توجه خالد بن الوليد لنجدة أبي عبيدة عامر بن الجراح في الشام، أرسله ليخبره بتوجه النجدة إليهم. وفي معركة اليرموك كان يحمل راية دوس، وقد أبلى في تلك المعركة بلاءً حسنًا، ثم استشهد رحمه الله على يد جبلة بن الأيهم الغساني.

(1)

ابن الأثير - اللباب في تهذيب الأنساب - ص 513.

(2)

القرطبي - المصدر السابق - ج 1 - ص 244.

(3)

ابن عساكر - التاريخ الكبير - ج 3 - ص 409.

(4)

الطبري - تاريخ الأمم والملوك - ج 4 - ص 214.

(5)

المصدر السابق - ص 218.

(6)

ابن حزم - المصدر السابق - ص 386.

(7)

ابن حجر - المصدر السابق - ج 2 - ص 536.

ص: 445

6 -

‌ جندب بن عمرو بن الطفيل الدوسي:

حمل راية قومه في معركة اليرموك بعد استشهاد والده عمرو، ثم سلمها الأحد أصحابه، وخرج لقتال جبلة بن الأيهم وهو ينشد ويقول:

سأبذل مهجني أبدًا لأني

أريد العفو من رب كريم

واضرب في العدا جهدا بسيفي

وأقتل كل جبار لئيم

فإن الخلد في الجنات حق

تباح لكل مقدام سليم

ثم حمل على جبلة وقاتله قتالا شديدًا، وكاد يستظهر عليه، إلا أن جبلة تمكن من قتله، فصاحت دوس: الجنة الجنة وهجمت علي كلاب الروم وتبعتها الأزد فكان لحملتهم أثر كبير في انتصار المسلمين

(1)

.

7 -

‌ الطفيل بن عبد اللَّه بن الحارث بن سخبرة:

صحابي جليل، وهو أخو عائشة بنت أبي بكر الصديق زوجة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من أمها أم رومان، وهو أسن منها، وكان أبوه عبد اللَّه بن الحارث بن سخبرة قد قدم مكة المكرمة، فحالف أبا بكر رضي الله عنه ولما توفي خلفه أبو بكر على أم رومان، فأنجبت له عائشة وعبد الرحمن

(2)

.

8 -

‌ جندب بن عمرو بن حممه الدوسي:

صحابي جليل، ومقاتل شجاع، وكان يقول في الجاهلية:"إن للخلق خالقا ولكن لا أدري من هو"

(3)

وقوله هذا يدلنا على ميله لدين الحنيفية في الجاهلية، وعزوفه عن عبادة الأصنام والأوثان. ولما علم ببعثة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قصد إليه مسلمًا، وشارك في كثير من الحروب الإسلامية. وكان في معركة اليرموك أميرًا على بعض الكراديس فرفع رايته وقال:"يا معشر الأزد أنه لا ينجو من الإثم والقتل والعدو إلا من قاتل، ألا وإن المقتول لشهيد، والخائب من فر" فقاتل

(1)

محمد الواقدي - فتوح الشام - ج 1 - ص 156.

(2)

ابن حجر - المصدر السابق - ج 2 - ص 216.

(3)

المصدر نفسه - ج 10 - ص 250.

ص: 446

(رضي الله عنه حتى قتل

(1)

. وقد ترك جندب رضي الله عنه ابنته أم أبان عند الخليفة عمر بن الخطاب وذلك قبل مضيه للمشاركة في حروب الشام وقال له إن وجدت لها كفؤا فزوجها ولو بشراك نعله وإلا فأمسكها حتى تلحقها بدار قومها. فبقيت أم إبان عند عمر تدعوه أباها إلى أن زوجها من عثمان بن عفان فولدت له ابنه عمرو بن عثمان في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه

(2)

ثم أنجبت له خالدًا وأبان بعد ذلك.

9 -

‌ الحارث بن الطفيل بن عمرو الدوسي:

شاعر فارس، من مخضرمي شعراء الجاهلية والإسلام، قدم مع أبيه الطفيل ابن عمرو وقومه إلى المدينة المنورة، في السنة السابعة من الهجرة، وجدد إسلامه على يد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. ومن أشهر قصائده هذه القصيدة:

يا دار من مأوي بالسهب

بنيت على خطب من الخطب

إذ لا ترى إلا مقاتلة

وعجانسا

(3)

يرقلن بالركب

ومدججا يسعي بشكته

محمرة عيناه كالكلب

ومعاشرا صدأ الحديد بهم

عبق الهناء

(4)

مخاطم الجرب

(5)

لما سمعت نزال قد دعيت

أيقنت أنهم بنو كعب

إلى أن يقول:

جانيك من يجني عليك وقد

تعدى الصحاح

(6)

مبارك الجرب

وقد قال الحارث هذه القصيدة في الحرب التي وقعت بين دوس وبين بني الحارث بن عبد اللَّه بن عامر بن يشكر. وكان سببها أن غلامين من بني الحارث قتلا شيخًا من مشايخ دوس غدرا فعمدت دوس إلى شيخ بني الحارث فقتلوه،

(1)

ابن عساكر - المصدر السابق - ج 3 - ص 412.

(2)

ابن حجر - المصدر السابق - ج 1 - ص 251.

(3)

الجمال الضخمة.

(4)

الهناء: القطران.

(5)

مخاطم الجرب: خطام الإبل.

(6)

الصحاح: الصحيح من الإبل.

ص: 447

فعلم بنو الحارث بالخبر فجمعوا جموعهم، وغزوا دوسا، فقاتلوهم. ولم يزالوا يتغاورون حتى كان يوم (حضرة الوادي)، فتقاتلت دوس وبني الحارث قتالا شديدًا، فأبيدت بنو الحارث

(1)

وقال الحارث بن الطفيل قصيدته في تلك المناسبة.

10 -

‌ الحرث بن عبد اللَّه بن وهب الدوسي:

صحابي جليل، قدم مع أبيه عبد اللَّه بن وهب على النبي صلى الله عليه وسلم ضمن وفد دوس، فأقام مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وعاد أبوه إلى السراة. وهو جد أبي زهير عبد الرحمن بن مغر بن عياض بن الحرث المحدث.

11 -

‌ النعمان بن رازية الأزدي اللهبي:

عريف دوس، وصاحب رايتهم في غزوة الطائف. وذكر في المغازي للواقدي أن دوسا عندما قدمت للمشاركة في غزوة الطائف، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا معشر الأزد من يحمل رايتكم؟ " فقال الطفيل بن عمرو: "من كان يحملها في الجاهلية النعمان بن رازية اللهبي"

(2)

.

12 -

‌ حذيفة بن عبد اللَّه بن عوف الزهراني:

صحابي جليل، ومقاتل شجاع لا يهاب الردي، وكان قائد جيش زهران في معركة القادسية، وحامل رايتهم، وكانوا في خمسمائة وألفي مقاتل

(3)

.

13 -

‌ خباب بن عمرو بن حممة الدوسي:

أخو جندب، أمّره خالد بن الوليد على بعض الكراديس في معركة اليرموك.

14 -

‌ مروان بن قيس الدوسي:

صحابي جليل، خرج من دوس مهاجرًا إلى المدينة المنورة، فمر بإبلٍ لثقيف، فاستاقها، فتبعه رجال ثقيف، وأخذوا له امرأتين، وارتدوا إبلهم، واستولوا على إبله، فشكى حاله إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له: خذ أول غلامين

(1)

أبو الفرج الأصفهاني - الأغاني - ج 13 - ص 225.

(2)

ابن حجر - المصدر السابق - ج 3 - ص 531.

(3)

ابن حزم الأندلسي: جمهرة أنساب العرب - ص 384.

ص: 448

تلقاهما من هوازن، فأغار مروان على ثقيف، وأخذ غلامين من بني عامر من هوازن هما: أبي بن مالك وحيدة الجرشي، فأتى بهما رسول اللَّه فأمره بحفظهما حتى ترد عليه ثقيف ماله وعياله، وأوصاه بالإحسان إليهما. فقصر في أمرهما، فشكيا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأمر بلالا بأن يقوم بنفقتهما. ثم توسط بعد ذلك الضحَّاك بن سفيان الكلابي العامري في الأمر وذهب إلى الطائف، واسترد أهل مروان وماله، فأطلق مروان الغلامين ثم حصل خلاف بين الضحَّاك وأبي بن مالك، فقال الضحَّاك يعاتبه:

أتنسي بلائي يا أبي بن مالك

غداة الرسول معرض عنك أشوس

يقودك مروان بن قيس بحبله

ذليلا كما قيد الرفيع المحبس

15 -

‌ فضالة بن وهب الليثي الزهراني:

صحابي جليل، روى الكثير من أحاديث الرسول صلوات اللَّه وسلامه عليه، وروى عنه داود بن أبي هند، وقد اختلف في صحبته المؤرخون فقال بعضهم أنه صحابي، وقال البعض الآخر أنه تابعي.

16 -

‌ أبو أمية

(1)

الدوسي الزهراني:

زوج أم قحافة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر الصديق، وله منها بنت تسمى أميمة تزوجها عبد اللَّه بن الزبير.

‌حالة بلاد زهران قبل قيام المملكة العربية السعودية:

في الفترة التي سبقت عهد الأمان والرخاء والاستقرار، عهد آل سعود الكرام، كانت بلاد زهران تتبع لمتصرفية عسير، وذلك أثناء حكم الدولة العثمانية

(2)

وبطبيعة الحال كانت تلك التبعية اسميا فقط، لبعد بلاد زهران عن مركز الدولة العثمانية ولصعوبة الطرق المؤدية إليها بالإضافة إلى عدم اعتراف رجال زهران بتلك التبعية وفي تلك الفترة طغى الجهل في بلاد زهران، وسيطرت عليها العصبية القبلية، وضعفت العاطفة الدينية، وسادت الحروب القبلية المدمرة، فعاش

(1)

وقيل أبو أميمة، وهو الأصح.

(2)

عمر رضا كحالة - جغرافية شبه جزيرة العرب - ص 281.

ص: 449

الأفراد والجماعات، في قلق دائم، وخوف متزايد. فترتب على ذلك انعدام الأمن، وافتقاد الطمأنينة، وانخفاض مستوى المعيشة، مما جعل السكان في جميع القرى يلجأون إلى بناء قراهم في أعالي الجبال، ويقيمون فيها الحصون الحربية -التي نشاهدها اليوم منتشرة في جميع أنحاء بلاد زهران سراة وتهامة- لحماية أنفسهم من خطر الغارات الفتاكة التي يشنها رجال القبائل الأخرى.

وقد استمرت الحالة كذلك حتى قامت المملكة العربية السعودية، فساد الأمن، وعم الرخاء وقضى على البدع والخرافات الدينية.

‌أعمال زهران الحربية في عهد آل سعود الكرام:

تعرضت جزيرة العرب في بداية القرن الثالث عشر الهجري لحملات الأتراك التي قام بها محمد علي باشا والي مصر من قبل الدولة العثمانية، يساعده ولداه طوسون وإبراهيم باشا. وكان الهدف من تلك الحملات هو إظهار مصر بمظهر الحامي لمقدسات المسلمين في مكة والمدينة لتكسب الرأي العام الإسلامي إلى جانبها، بالإضافة إلى رغبة محمد علي باشا في القضاء على الجنود الألبان الذين كانوا عامل شغب في مصر، وفتح أسواق جديدة لمصر في الحجاز.

وقد قاومت الدولة السعودية الأولى تلك الحملات، وكبدت الأتراك خسائر فادحة في الرجال والأموال، إلا أنهم زحفوا إلى مكة واستولوا عليها بعد استيلائهم على جدة والمدينة، ثم واصعلوا زحفهم -أي الأتراك- إلى الطائف وبلاد زهران وغامد وعسير، فكان نصيبهم الفشل الذريع. وكان يقود جيش زهران في تلك الأثناء بخروش بن علاس الزهراني من قرية العدية بقبيلة قريش. وقد أظهر في حروبه ضد الأتراك شجاعة نادرة وإخلاصا صادقًا لآل سعود الكرام، وكان بالتالي حجر عثرة أمام توسع الأتراك في منطقة عسير سراة وتهامة.

وفي سنة 1228 هـ اشتبكت قبائل زهران وغامد مع جيوش الأتراك في القنفدة فهزم الأتراك شر هزيمة، ثم تجددت هزائمهم في زهران وغامد، فطلبوا النجدة من محمد علي باشا، فأمدهم بقوات كبيرة يقودها ولده طوسون، ومع ذلك فقد توالت هزائمهم وعادوا يجرون ذيول الخيبة والفشل برا إلى الطائف وبحرا إلى جدة، وغنم رجال زهران ما كان معهم من المؤونة والذخيرة، ومن أهم تلك المعارك الحاسمة المعركة الكبرى التي وقعت في وادي قريش ببلاد زهران،

ص: 450

حيث هاجم بخروش بن علاس بجيش زهران المتواضع في عدده وعدته جيش الأتراك الذي يقدر بحوالي عشرين ألف مقاتل، فهزمه شر هزيمة، وقدر عدد القتلى من الأتراك بألف رجل

(1)

تقريبا، فانسحب الأتراك إلى الطائف. ما يتمتع به من بطولة حقة وحنكة حربية بارعة.

التقى بعد ذلك جيش آل سعود بقيادة الإمام عبد اللَّه بن سعود بجيش الأتراك بقيادة محمد علي باشا في معركة "بسل" بالقرب من الطائف، وكانت نتيجة تلك المعركة في صالح الأتراك لتفوقهم على الجيش السعودي في العدد والعدة. وقد شدد الأتراك الضغط على جناحي الجيش السعودي اللذين تكونا من غامد وزهران. وأعتقد أن ضغط الأتراك المباشر على زهران وغامد، يرجع سببه إلى حنق محمد علي باشا، وعزمه على الانتقام من رجال زهران وغامد الذين أذاقوا جيوشه مرارا عديدة طعم الهزيمة المرة ومزقوهم شر ممزق.

وبعد معركة بسل استولى محمد علي باشا على تربه وبيشة وما جاورهما ثم زحف إلى عسير، فقبض على طامي بن شعيب وبخروش بن علاس. ويحكى لنا أحمد علي

(2)

نقلا عن كتاب "حكام مكة" للكولونيل ديجوري وصفا لنهاية حياة القائد الزهراني بخروش بن علاس على يد محمد علي باشا فيقول: "كان بخروش عبوسا ساكنا، وفي ليلة من الليالي وجد بخروش حراسه نياما، فحل وثاقه وهرب، وعندما درى الحراس بهروبه تعقبوه ولما اقتربوا منه قتل بعضهم، وجرح كثيرين منهم، وأخيرا وقع في أسرهم، وجيء به عند محمد علي باشا، وسأله لماذا هربت وقتلت الجنود؟ فقال له: ما دمت حرا مطلقا أعمل كما أشاء. فرد عليه الباشا سأعاملك بنفس المعاملة. وأمر برد الأغلال عليه، وإيقافه وسط الجنود ثم أمر الجنود المحيطين به أن يطعنه كل واحد منهم طعنة غير قاتلة برأس خنجرة إطالة في تعذيبه. وتلقى الزعيم تلك الطعنات بصمت وشجاعة ولم ينبس بكلمة تشعر بأنه نادم على ما وقع منه، أو يستعطف الباشا وأخيرا قطع أحد الجنود رأسه، وأرسل إلى إستانبول مع طامي بن شعيب الذي أعدم هناك"

(3)

.

(1)

صلاح الدين المختار - تاريخ المملكة العربية السعودية - ج 1 - ص 147.

(2)

آل سعود - ص 64، 65.

(3)

يقول أحد أحفاد بخروش أن جثته دفنت في واد الأحسبة بتهامة زهران.

ص: 451

ولم تقف سخرية الأتراك عند هذا الحد، بل تعدت إلى أنهم عند وصولهم إلى مصر في طريقهم إلى إستانبول، علقوا رأس بخروش بين كتفي زميله طامي، وطافوا به في شوارع القاهرة. وهكذا انتهت حياة هذا البطل ولكن ذكره ما زال ملء الأسماع، وخاصة في بلاد زهران مسقط رأسه ومجال شجاعته.

وبعد عودة محمد علي إلى مصر، هاجم رجال زهران وغامد وألمع جنوده المقيمين في تهامة والسراة؛ ودحروهم عدة دحرات. فانهزموا حاسرين إلى الطائف وجدة

(1)

.

وفي الثلاثينيات من القرن الرابع عشر الهجري، استبدت أسرة آل عايض بشؤن الحكم في بلاد عسير، وكان الأمير حسن بن عائض مستبدا ظالما، فنفرت منه القبائل -وخصوصا قحطان وزهران

(2)

- وأرسلت وفودها إلى مدينة الرياض، وشكوا إلى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (غفر اللَّه له) ما يعانيه الأهالي في عسير من ظلم واستبداد آل عائض. فأرسل الملك عبد العزيز إلى حسن بن عائض ستة من علماء نجد ينصحونه، ويدعونه إلى التزام جادة الحق والصواب، ولكنه كابر ولم يستمع لنصحهم، واستمر في سياسة الظلم والعدوان. فبعث إليه الملك عبد العزيز جيشا يقوده الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي، فتمكن من القبض على حسن بن عائض وابن عمه محمد، وأرسلهما بالتالي إلى الملك عبد العزيز بالرياض فأكرمهما أحسن إكرام واتفق معهما على أن يعودا إلى عسير، ويلتزما الهدوء والسمع والطاعة. فعادا إلى بلادهما راضيين مغتبطين. ولكن حسن بن عائض عاد من جديد إلى إثارة الشغب والفوضى، فجهز الملك عبد العزيز رحمه الله حملة كبيرة ووجهها إلى عسير بقيادة ابنه الأمير فيصل بن عبد العزيز وعند وصول الحملة إلى بلاد زهران انضم إليها أربعة آلاف مقاتل من زهران

(3)

واستمرت الحملة في زحفها إلى عسير، حيث تمكن الأمير فيصل من القضاء على آل عائض نهائيا، وأراح الناس من ظلمهم وتعسفهم. وفي وقتنا الحاضر تنعم بلاد زهران - بفضل اللَّه ثم بفضل الحكم الرشيد والقيادة الحكيمة من

(1)

أمين الريحاني - نجد وملحقاته وسيرة الملك عبد العزيز - ص 83.

(2)

نفس المصدر - ص 300.

(3)

المصدر السابق - ص 302.

ص: 452

آل سعود- تنعم بالرخاء والأمن والاستقرار. وها هم شباب زهران يعملون في جميع أجهزة مملكتنا الفتية، وفي مقدمتها الأجهزة العسكرية، يدفعهم إلى ذلك، إيمان بالواجب، وتقدير للمسئولية، وإخلاص كبير في خدمة الدين والوطن والمليك.

‌وقال عن الحياة الاجتماعية في بلاد زهران:

سنلقي في هذا الفصل شيئًا من الضوء على النواحي الاجتماعية التالية، لنتعرف من خلالها على سير الحياة الاجتماعية في بلاد زهران:

1 -

‌ المجتمع في بلاد زهران

.

2 -

الأسرة.

1 -

المجتمع في بلاد زهران:

مجتمع بلاد زهران مجتمع قبلي بسيط، محافظ على عاداته وتقاليده العربية الأصيلة، والقبيلة هي الوحدة وحجر الأساس الذي بني عليه النظام الاجتماعي في هذه البلاد، وهي عبارة عن أسرة كبيرة، يعتقد أفرادها أنهم يتحدرون جميعا من أب واحد وأم واحدة، ولذلك فالقبيلة عادة تسمى باسم الأب الأكبر لها.

وبما أن القبيلة في حاجة ماسة إلى رئيس أكبر لها يشرف على أمورها، وينظم أحوالها، فقد استوجب الأمر اختيار رئيس لها من أبنائها، يسمى بلهجة زهران:"شيخ القبيلة". ويتم اختياره إذا تأكد رجال القبيلة من سمو أخلاقه، وحصافة رأيه، بغض النظر عن ثروته وكبر سنه.

وشيخ القبيلة هو المسئول الأول فيها، والناطق باسمها، والمطالب بحقوقها لدى الجهات المختصة. ولا يجوز لأفراد قبيلته البت في أي موضوع يتعلق بالقبيلة إلا بعد عرضه عليه وأخذ موافقته.

ولكي توزع المسئولية، وتنظم أعمال القبيلة تنظيما لائقا يعود على أفرادها بالخير والفائدة، فقد اختير لكل قرية نائب من قبل شيخ القبيلة يطلق عليه اسم:"عريفة القرية" وعن طريق هذا النائب يتم الاتصال بشيخ القبيلة لنقل رغبات ومطالب أهل القرية إليه ليعمل بدوره على تحقيق ما يمكن تحقيقه منها.

ص: 453

وإلى وقت قريب جدا كان لكل قبيلة من قبائل زهران شاعرها الذي يشيد بمفاخرها وأمجادها، ويهجو أعداءها ويندد بهم، ثم أخذت هذه الظاهرة في التلاشي تدريجيا حتى انعدمت تماما في الوقت الحاضر.

وقد تحدرت قبائل زهران كما ذكرنا سابقا من أبناء زهران بن كعب بن الحارث الستة وهم: عبد اللَّه ونصر والنمر ومالك وعبرة وصقل ومن نسلهم تكونت قبائل زهران وكان يطلق على بني عبرة وصقل بنو خنيس

(1)

نسبة إلى رجل تولى حضانتهم، وقام بالإشراف على أمورهم.

ومما يجدر ذكره أن هناك اختلافا كبيرا بين قبائل زهران في الماضي والحاضر، وذلك من حيث التوزيع الجغرافي والأسماء، فقبائل زهران حاليا تقطن في أواسط جبال الحجاز وتهامة، بينما انتشرت في الماضي في الحجاز وتهامة وعُمان والبصرة والأندلس. ومن أهم بطون زهران في الجاهلية والإسلام: دعثة وسليمة، وبنو شاهر بن زرعة وبنو هارون بن زرعة

(2)

ومعن وهناءة والجنابذ وشبابة والنمر بن عثمان واليحمد وبنو الحدان وبنو معولة وبنو عامر وبنو هلال وبنو عبد اللَّه وبنو الخصاصة، وبنو فاحش وبنو ربعة وبنو برسان والأوس بن شمس ومحضب بن شمس وبنو سلامان ومنهم كان الشاعر الشنفري الفاتك ثابت بن أوس العداء المشهور في الجاهلية

(3)

وكان يغير عليهم لأن رجلا منهم قتل أباه، ولم يساعدوه على أخذ ثأره فلحق بأخواله، وأقسم ليقتلن من بني سلامان مائة رجل فقتل منهم تسعة وتسعين ثم أمسكوا به وقتلوه، فمر رجل منهم بجمجته فضربها تشفيا عنه فدخلت فيها شظية من الجمجمة فمات فتمت المائة وقد قال عند لحاقه بأخواله:

جزينا سلامان بن مفرج قرضها

بما قدمت أيديهم وأزلت

وهنئ بي قوم وما إن هنأتهم

وأصبحت في قوم وليسوا بمنبتي

وقد تبوأ الشنقري مكانة مرموقة في الشعر، وله (لامية العرب) التي وجد فيها المؤرخون والأدباء صورة حقة للحياة العربية الأصيلة التي يرى فيها

(1)

ابن حزم الأندلسي - نفس المرجع - ص 379.

(2)

سكن بنو شاهر بن زرعة وبنو هارون بن زرعة تدمير بالأندلس.

(3)

ابن حزم الأندلسي - نفس المرجع - ص 386.

ص: 454

العربي يطوي الصحراء مؤتزرا بعباءته ضامر البطن يبحث عن العزة والكرامة والأنفة.

‌وقال عن قبائل زهران وشيوخها وقراها:

1 -

‌ قبائل زهران في السراة

عدد (1)، القبيلة: دوس بني فهم، شيخها وأهم القرى التابعة له: سعيد محمد الداموك.

في السراة:

آل نعمة - بنو فهم (آل خاجة) - سيحان - بنو زيد - حظوة - الجبور - عسيلة - الكاحدين الكاحلة - الهرة - الحجاف سنه - العراق - غياض الصماء - قزعة.

عدد (2)، القبيلة: دوس بني علي، شيخها وأهم القرى التابعة له: عبد ربه ابن فرحة. رمس - الحبشة - الريحان.

في تهامة:

الجرداء - القزعة - الفرعة - قرية سوق السبت - السند - الكف - السعبرة - المربي - الحنكة - سند الميلح - الجناب.

عدد (3)، القبيلة: دوس بني منهب آل عياش، شيخها وأهم القوى التابعة له: عيسى بن مسفر. عذى - الحصنين الزرقان - العقب - قرية أبي شواك - قرعة - الكلبات - معيود.

عدد (4)، القبيلة: دوس بني منهب وبالطفيل، شيخها وأهم القرى التابعة له: مفرح بن خضران.

في السراة:

عمضان - بدادا - الوكف القرن - قريدة - القامة عويرة - بعرة - الهدي - الغرير - سلامان - الكورس - الردمة.

في تهامة:

فضالة العليا - فضالة السفلى - عياس - آل حمامة.

ص: 455

عدد (5)، القبيلة: بنو كنانة، شيخها وأهم القرى التابعة له: ذياب بن سعيد.

في السراة:

مسير - المندق - العنق النصباء - العلاء - بلحكم دار المسيد - مشنيه - القرنطة - الحبارى - آل مزاح.

في تهامة:

قرى وادي ثمران:

عدد (6)، القبيلة: بيضان، شيخها وأهم القرى التابعة له: خضران الصفير.

في السراة:

قرى البارك - الدارين بنو هريرة - قراء - العلاء المصاعبة - الحناديد المصاقير.

في تهامة:

الصور - الصقران - العرباء - الوسطة - العرضي - قرى حصن الحبس - العين - قرى الإصدار.

عدد (7)، القبيلة: قريش، شيخها وأهم القرى التابعة له: جابر بن الحسين.

الأطاولة - بنو محمد - القهاد العدية - الحسن - القسمة - منضحة - التويمات - منحل - الراوين - القصعة - الهدوان - آل دكان - الرهوتين.

عدد (8)، القبيلة: بنو جندب، شيخها وأهم القرى التابعة له: فيصل بن علي بن زنان.

الحكمان - آل طاهر - المكاتيم - العقلة - آل سرور - المظلمات - آل صقاعة.

عدد (9)، القبيلة: بنو بشير، شيخها وأهم القرى التابعة له: عبد الوهاب الصعيري.

ص: 456

الأشتاء - الوهدة القامرة - آل سلمان - الجدلان - العقاربه - أهل الرأس - الحضيري - آل دغمان - أهل الزربه.

عدد (10)، القبيلة: بنو عدوان وبنو حرير، شيخها وأهم القوى التابعة له: جمعان السبيحي.

سبيحة العليا - سبيحة السفلى - الكرادسة - الضحوات - الكلبة - الجريرة - العبارية - الشعبة - المثيلة - الحبشة - الدعبة - المشارق - الريعة - آل سعيدان - الصعدان - القعرة - آل حميدان.

عدد (11)، القبيلة: بلخزمر، شيخها وأهم القرى التابعة له: عيظه بن صالح.

القبل - الصفح - المحاميد - الرخيلة - الفصيلة - مولغ - السرفة - عنازة - الجماجم - رسبا - حديد - أريمه - الطرف - الكعامير.

عدد (12)، القبيلة: بنو عامر، شيخها وأهم القرى التابعة له: عبد المجيد أبي الرقوش.

بنو سار - الرومي - المصرخ - حميم - بروقة - الربيان.

العدد (13)، القبيلة: بنو حسن، شيخها وأهم القرى التابعة له: منسي بن عصيدان.

الصغرة - قرن ظبي - خيرة - الجوفاء - رباع - العصداء - العفوص - نعاش - المشايعة - قرى وادي الصدر - مراوة - شبرقة - القحف - آل موسى القرن - مليكة - الأثمة.

2 -

‌ قبائل زهران في تهامة

عدد (1)، القبيلة بنو سُلَيْم

1 -

بنو سُلَيْم الشغبان، شيخها وأهم القرى التابعة له: أحمد بن مفطي. آل مقبل - آل يسلم - آل سهلة بنو عطا - المضحاه.

ب- بنو سُلَيْم أولاد سعدي، شيخها وأهم القرى التابعة له: رمضان بن أحمد.

ص: 457

قرى وادي غليلة - قرى وادي الحبيبة - قرى وادي رما - قرى آل بعاج - قرى وادي الزرعة - قرى وادي الخرايت - قرى العصمة - ذنايب - قرى وادي لقط.

جـ- بنو سُلَيْم بالمفضل، شيخها وأهم القرى التابعة له: مطر بن رزق اللَّه.

قرى وادي ريم - قرى وادي الشعراء - قرى وادي سمعة - قرى وادي بير الغميمة.

د- بنو سُلَيْم الجبر، شيخها وأهم القرى التابعة له: عبد اللَّه بن أحمد العواجي.

النجيل - وادي دو - الخليف مضماة المشايخ - آل سويدي - آل بالريان.

عدد (2)، القبيلة: قبائل الأحلاف "ثلاثة مشايخ":

1 -

محمد أبو القرون.

الغبشة - المضحاة - الطولة - وادي يحر - النوزة - بالأسود - آل ظهيرة - آل فلاح - بنو زرعة.

2 -

مستور بن أحمد.

قلوة - حبس بن زينة - الحوية بنو زهير - آل سلطانة.

3 -

محمد بن جمعان النفناف.

البدلة - كيدي - العجرة - المرصاد - الرهفة - الذويب - الفرع - جبل أحمار - جبل الرهوة.

عدد (3)، القبيلة: بنو عمر الأشاعيب، شيخها وأهم القرى التابعة له: محمد بن عبد اللَّه بن موالي.

الجوة - العياش - ذو عين - بنو عاصم - قرى وادي ممني - قرى وادي منجل - قرى وادي سقامة - قرى وادي راش - قرى وادي بني دحيم - قرى وادي الجنش وحواز.

عدد (4)، القبيلة: بنو عمر العلي، شيخها وأهم القرى التابعة له: علي بن محمد.

ص: 458

المخواة - المشايعة - العياش - منيان - القزة - قرى وادي الأحسبة.

عدد (5)، القبيلة: قرى وادي ناوان، شيخها وأهم القرى التابعة له: عبد الكريم بن هيال.

عدد (6)، القبيلة: دوقة المشاييخ، تتبع إداريا لإمارة القنفذة، وأهم قراها مشرف - الفرع - آل ثواب - الوحشة - الفرع - النقار - الصقعة.

2 -

الأسرة:

‌الأسرة

هي الخلية الأولى في المجتمع، والنظام الأسري في بلاد زهران أوسع بكثير منه في غيرها، فالأسرة عادة تتكون من الأب والأم والأبناء ذكورا وإناثا، وإذا تزوج أحد أبناء الأسرة فإنه ينفصل عنها ليكوّن بدوره أسرة جديدة، وهكذا بالنسبة لبقية الأبناء.

أما في بلاد زهران فلا يحصل شيء من هذا القبيل، بل يبقى الابن بعد زواجه ضمن أسرته، ولا ينفصل عنها إلا نادرًا جدا، وفي ظروف قاسية يقتنع بها الأب فيسمح لابنه بالانفصال. وينتج عن هذا -بالطبع- اتساع نطاق الأسرة وتزايد أفرادها بصفة مستمرة، وقد يصل عدد أفراد بعض الأسر في بلاد زهران إلى أكثر من ثلاثين شخصا.

ومن الجدير بالذكو أن هذه العادة متأصلة في نفوس السكان، يحرصون على بقائها، ويعتبرون كل من يخالفها شاذا ومارقا عن عادات وتقاليد مجتمعه. وأعتقد جازما أن سبب تمسك السكان بهذه العادة يرجع إلى ما يأتي:

أولا - طبيعة المجتمع الزراعي الذي يعيش فيه سكان بلاد زهران، والذي يستدعى تضافر جهود جميع أفراد الأسرة وخاصة الشباب لتتمكن الأسرة من توفير ما يحتاج إليه أفرادها من الغذاء والكساء، وما يجري مجراهما من ضروريات الحياة المعيشية.

ثانيًا - انخفاض المستوى المادي في بلاد زهران، وقلة دخل الأسر مما يحتم على أفرادها التمسك والحرص الشديد على بقاء الحياة الجماعية والتكافل بين أفراد الأسرة الواحدة.

ص: 459

‌د- ما ذكره علي بن صالح السلوك الزهراني عن غامد وزهران

(1)

:

1 -

‌ قال عن غامد:

غامد كما هو معروف - اسم جد قبيلة غامد من أزد شنوءة وهو غامد بن عبد اللَّه بن كعب بن الحارث، وقد غلب الاسم على البلاد التي يسكنها بنوه، فسميت البلاد باسم جد القبيلة وفينت تعرف في كتب الأقدمين بسراة غامد بالنسبة للسراة. وتنقسم قبيلة غامد إلى ثلاثة أقسام:

الأول: غامد الحاضرة بالسراة.

الثاني: غامد البادية بسفوح السراة.

الثالث: غامد الحاضرة والبادية بتهامة.

‌أولًا: قبائل غامد الحاضرة بالسراة:

1 -

قبيلة بني عبد اللَّه - بكسر الدال وترقيق لفظ الجلالة. . يقدر أفرادها بـ 13800 نسمة يسكنون في 25 بلدة وقرية، عدا القسم الذي يسكن في تهامة وسنأتي على ذكره في القسم الثالث.

2 -

قبيلة بلجرشي "بني الجرشي" يقدر أفرادها بـ 16150 نسمة يسكنون في 35 بلدة وقرية.

3 -

قبيلة بني ظبيان يقدر أفرادها بـ 14100 نسمة يسكنون في 37 بلدة وقرية.

4 -

قبيلة بني خُثيم -بضم الخاء- يقدر أفرادها بـ 10500 نسمة يسكنون في 23 بلدة وقرية.

5 -

قبيلة بالشهم - بتشديد الشين (بني الشهم) يقدر أفرادها بـ 10350 نسمة يسكنون في 16 بلدة وقرية.

6 -

قبيلة الرهوة يقدر أفرادها بـ 8650 نسمة يسكنون في 19 بلدة وقرية.

(1)

عن المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (بلاد غامد وزهران) - طبعة 1401 هـ/ 1981 منشورات دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر - الرياض.

ص: 460

7 -

قبيلة بني كبير -بفتح الكاف- يقدر أفرادها بـ 7680 نسمة يسكنون في 20 بلدة وقرية عدا قسم البادية الذي سنأتي على ذكره في القسم الثاني.

‌ثانيًا: قبائل غامد البادية:

1 -

قبيلة رفاعة -بكسر الراء المهملة وفتح الفاء- يقدر أفرادها بـ 2500 نسمة ويكونون 28 فخذا وحاضرتهم العقيق (بفتح العين).

2 -

قبيلة الزهران -بضم الزاي المعجمة وسكون الهاء- يقدر أفرادها بـ 2500 ويكونون عشرة أفخاذ، وحاضرة هذه القبيلة الغتامية، ومعشوقة بوادي أبيدة.

3 -

قبيلة الحلة بكسر الحاء - يقدر أفرادها بـ ألف وخمسمائة نسمة ويكونون 13 فخذًا.

4 -

قبيلة آل طالب يقدر أفرادها بخمسمائة نسمة ويكونون أربعة أفخاذ.

5 -

قبيلة القنازعة بفح القاف وكسر الزاي المعجمة - يقدر أفرادها بخمسمائة نسمة ويكونون ستة أفخاذ.

6 -

قبيلة بني كبير -البادية- يقدر أفرادها بألفي نسمة ويكونون ثلاثة عشر فخذًا. ويعودون في الأصل لقبيلة بني كبير الحاضرة.

7 -

قبيلة الهجاهجة -بفتح الهاء الأولى وكسر الثانية- يقدر أفرادها بألف نسمة ويكونون خمسة عشر فخذًا.

8 -

قبيلة آل مسلم -بفتح الميم والسين المهملة وتشديد اللام- يقدر أفرادها بستمائة نسمة ويكونون ثمانية أفخاذ.

9 -

قبيلة الزوايع -بفتح الزاي والواو وكسر الياء قبلها ألف- يقدر أفرادها بألف نسمة ويكونون 17 فخذا.

‌ثالثًا: قبائل غامد في تهامة:

1 -

قبيلة غامد الزناد -بكسر الزاي المعجمة- يقدر أفرادها بـ 8000 نسمة يسكنون في 46 قرية ومنها قسم بادية يطلق عليها العطوة من بني سعد.

ص: 461

2 -

قبيلة بني عبد اللَّه -القسم التهامي- ويقدر أفرادها بـ 8500 نسمة تقريبًا، يسكن أفرادها في 15 بلدة وقرية بجنوب شرقي جبل شدًا الأعلى وبشدا الأسفل وبوادي نيرا، وجبل قُراما.

2 -

‌ وقال عن زهران:

سميت البلاد باسم جد القبيلة، زهران بن كعب بن الحارث بن كعب من أزد شنوءة ويجتمع زهران وغامد في كعب، وكانت تعرف في كتب الأقدمين بسراة دوس وسراة بني فهم وبني عدوان "بالنسبة للسراة" وتقسم زهران إلى قسمين:

الأول: زهران الحاضرة بالسراة.

الثاني: زهران الحاضرة والبادية بتهامة.

‌أولا: قبائل زهران الحاضرة بالسراة:

1 -

قبيلة بني حسن يقدر أفرادها بستة وعشرين ألف وثمانماية نسمة يسكنون في 40 بلدة وقرية.

2 -

قبيلة بني كنانة -بكسر الكاف- يقدر أفرادها بـ 10635 بعشرة آلاف وستمائة وخمسة وثلاثين نسمة يسكنون في 34 بلدة وقرية منها خمس قرى صغيرة بوادي ثمران بتهامة.

3 -

قبيلة بلخزمر (بني الخزمر) -بفتح الباء وسكون اللام وفتح الخاء وسكون الزاي المعجمة- يقدر أفرادها بـ 14560 بأربعة عشر ألف وخمسمائة وستين نسمة، يسكنونها في 37 بلدة وقرية منها 15 بزية صغيرة بوادي أشحط وبوادي سبة بتهامة - ستذكر في قسم تهامة.

4 -

قبيلة دوس بني فهم يقدر أفرادها بعشرة آلاف نسمة يسكنون في 27 بلدة وقرية.

5 -

قبيلة دوس بني علي يقدر أفرادها بثلاثة ألاف نسمة يسكنون في 4 بلدان وقرى عدا القسم الذي ينزل بتهامة بوادي الجرداء وسنأتي على ذكره في القسم الثاني.

ص: 462

6 -

قبيلة بيضان يقدر عدد أفرادها بـ 8000 بثمانية آلاف نسمة ويسكنون في 11 بلدة وقرية عدا النازلين بتهامة وسيذكرون في القسم الثاني.

7 -

قبيلة بني عامر يقدر أفرادها بستة آلاف نسمة يسكنون في 16 بلدة وقرية منها ست قرى بوادي النشم -بفتح الشين- بتهامة.

8 -

قبيلة قريش -بضم القاف- يقدر أفرادها بـ 8000، بثمانية آلاف نسمة يسكنون في 18 بلدة وقرية.

9 -

قبيلة بني عدوان وبني حُرير يقدر أفرادها بعشر آلاف نسمة ويسكنون في 23 بلدة وقرية.

10 -

قبيلة بني بشير -بفتح الباء وكسر الشين- ويقدر أفرادها بعشرة آلاف وتسعمائة وخمسين نسمة يسكنون في 16 بلدة وقرية أغلبها في وادي بيدة.

11 -

قبيلة دوس بني منهب وبالطفيل (بني الطفيل) يقدر أفرادها بسبعة آلاف نسمة يسكنون في 17 بلدة وقرية منها أربع قرى بتهامة دوس.

12 -

قبيلة دوس العياش -بفتح العين المهملة وتشديد الياء- يقدر أفرادها بستة آلاف نسمة يسكنون في سبع قرى منها أربع بأعلى وادي حرباء -بكسر الحاء- بتهامة دوس.

13 -

قبيلة بني جندب -بضم الجيم المعجمة وسكون النون- يقدر أفرادها بخمسة آلاف نسمة يسكنون في 17 بلدة وقرية.

‌ثانيًا: قبائل زهران الحاضرة والبادية بتهامة:

1 -

قبيلة بني عمر الأشاعيب أو بني عمر العياش، يقدر أفرادها بتسعة آلاف نسمة يسكنون في 39 بلدة وقرية.

2 -

قبيلة بني عمر العلي - يقدر أفرادها بأربعة آلاف نسمة يسكنون في 20 بلدة وقرية أهمها المخواة.

3 -

قبيلة الشغبان -بضم الشين وسكون الغين- يقدر أفرادها بخمسة آلاف نسمة يسكنون في 27 بلدة وقرية أهمها الحجرة -حجرة دوس- وثلثهم بادية رحل.

ص: 463

4 -

قبيلة الجبر -بضم الجيم وتشديد الباء- يقدر أفرادها بخمسة آلاف نسمة يسكنون في 26 بلدة وقرية ولهم بادية رحل.

5 -

قبيلة الأحلاف - يقدر أفرادها بـ 3000 نسمة يسكنون في 16 بلدة وقرية.

6 -

قبيلة باللسَوْدَ (بني الأسود) -بفتح الباء وتشديد اللام المفتوحة وسكون السين وفتح الواو- يقدر أفرادها بـ 2500 نسمة يسكنون في 3 قرى أهمها بلدة قلوة، أما الباقون فبادية رحل.

7 -

قبيلة آل عبد الحميد - يقدر أفرادها بـ 2000 نسمة يسكنون في 10 قرى.

8 -

قبيلة أولاد سعدي يقدر أفرادها بـ 3000 نسمة يسكنون في خمسة وعشرين قرية.

9 -

قبيلة آل سعد يقدرون بـ 3000 نسمة، وهم بادية رحل لهم قرية تسمى الدنادنة جنوب غربي المخواة ويسكنون في وادي ناوان شمال وادي الأحسبَة.

10 -

قبيلة بالمفضل (بني المفضل) -بفتح الباء وسكون اللام وفتح الميم والفاء، وتشديد الضاد- يقدر أفرادها بـ 2000 نسمة يسكنون في 33 بلدة وقرية.

11 -

قبيلة دوس بني علي -بوادي الجرداء- القسم التهامي يقدرون بـ 2000 نسمة ويسكنون في 23 قرية صغيرة.

12 -

قبيلة بيضان بشدا الأعلى وبوادي نيرا وبالأصدار القسم التهامي يقدرون بـ 2000 نسمة ويسكنون في 13 قرية كبيرة وصغيرة.

13 -

قبيلة باخزمر بتهامة بوادي أشحط وسبَّة يقدرون بـ 1000 نسمة يسكنون في 15 قرية صغيرة.

14 -

قبيلة المشاييخ قرب مصب وادي دوقة في البحر الأحمر يتبعون إداريًا القنفدة. وعدد أفرادها 3000 نسمة يسكنون في 7 قرى.

ص: 464

15 -

قبيلة بني شهاب في الساحل قرب مصب وادي دوقة يتبعون إداريا القنفذة ويقدر أفرادها بـ 2000 نسمة وهم بادية رحل ولهم قرى صغيرة ويرجعون في الأصل لقبيلة بالطفيل (بني الطفيل) من بني سليم من زهران.

‌حدود بلاد غامد وزهران الإدارية

من الشرق: إمارة بيشة.

من الغرب: إمارتا الطائف والليث.

من الشمال: إمارات رنية؛ تربة، والطائف.

من الجنوب: إمارة القنفذة.

‌موقع بلاد غامد وزهران:

تقع بين خطي الطول 41، 42 وخطي العرض 19 و 20.

‌أراضي بلاد غامد وزهران:

تنقسم إلى الأقسام الآتية:

1 -

المنطقة المرتفعة في السراة وتقع في آخر الشمال، والشمال الغربي وفي الغرب وفي الجنوب، والجنوب الغربي من المنطقة، ارتفاعها عن سطح البحر ما بين 2300 إلى 2500 م، وبها قمم عالية ما بين 2800 إلى 3000 م، وخصوصًا في جبال دوس، وبيضان، وقرن ظبي، وجبال بني ظبيان وجنوب غربي بلجرشي (مرتفعات حزنة) وتتخللها أودية زراعية تقع على جوانبها القرى.

2 -

المنطقة المتوسطة الارتفاع في السراة، في الشمال الشرقي، والشرق والجنوب، والجنوب الشرقي من المنطقة، ارتفاعها من 1800 م إلى 2200 م، تتخللها الأودية الزراعية.

3 -

منطقة منخفضة نسبتا (شبه السراة) وهي واقعة في آخر الشرق والشمال الشرقي من المنطقة، والجنوب الشرقي من المنطقة، تقطنها بادية غامد ارتفاعها لا يزيد عن 1600 م، وهي غنية بالمراعي.

ص: 465

4 -

منطقة الأصدار -جمع صدر- وهي بين السراة وتهامة من النواحي الشمالية الغربية، والغربية والجنوبية، وتقع في أواسط الجبال المنحدرة إلى تهامة، وهي التي تزود المنطقة بالموز والبن والليمون وأنواع الرياحين.

5 -

منطقة تهامة وتنقسم إلى أربعة أقسام:

أ- منطقة ساحلية.

ب- منطقة موازية للمنطقة الساحلية.

جـ- منطقة جبلية توازي جبالها السراة وهي:

1 -

شَدَوان، الأعلى، والأسفل، والحياة فيهما كالحياة في السراة.

2 -

جبل نيس - بكسر النون.

3 -

جبل ربا - بالفتح.

4 -

منطقة "شبه سراة" وهي فرعة غامد الزناد ونباتاتها كنباتات المنطقة الثالثة في السراة.

‌مساحة بلاد غامد وزهران:

يبلغ طول المنطقة من الغرب إلى الشرق 200 كيل.

يبلغ عرض المنطقة من الجنوب إلى الشمال 180 كيلا.

وتمثل مساحة مقدارها 36.000 كيل مربع تقريبًا.

الأقسام الإدارية في بلاد غامد وزهران في المملكة العربية السعودية:

القاعدة الإدارية لبلاد غامد وزهران حاليا هي بلدة الجاحة لوقوعها في منطقة أقرب إلى الوسط بين بلاد غامد من الجنوب والشرق، وبلاد زهران من الشمال والغرب والجنوب الغربي، وبها جميع الأجهزة الحكومية السعودية الرئيسية التي نقلت إليها من بلجرشي في أواخر 1383 هـ الآتي بيانها:

1 -

إمارة المنطقة (إمارة منطقة الباحة) ويتبعها من الإمارات والمراكز الإدارية إحدى عشر إمارة هي:

- إمارة مركز بلجرشي في بلدة بلجرشي - بسراة غامد.

ص: 466

- إمارة مركز المندق في بلدة المندق - بسراة زهران.

- إمارة مركز قلوة في بلدة قلوة - بتهامة زهران.

- إمارة مركز العقيق في بلدة العقيق حاضرة بادية غامد.

- إمارة مركز بيدة في بلدة الجدلان بوادي بيدة بسراة زهران.

- إمارة مركز القرى في بلدة الأطاولة بسراة زهران.

- إمارة مركز دوس في بلاد دوس - آل نعمة - بسراة زهران.

- إمارة مركز بني حسن في بلدة الصغرة بسراة زهران.

- إمارة مركز الحجرة في بلدة الحجرة بتهامة زهران.

- إمارة مركز المخواة في بلدة المخواة بتهامة غامد وزهران.

- إمارة مركز غامد الزناد في بلدة آل عاطف بتهامة غامد.

2 -

محكمة شرعية كبرى ويتبعها التالي:

محكمة مستعجلة، وكتابة عدل، وبيت مال، ومحكمة في بلجرشي، ومحكمة في العقيق، ومحكمة في بيدة، ومحكمة في القرى، ومحكمة في المندق، ومحكمة في قلوة، ومحكمة في المخواة.

‌وقال عن المناخ في بلاد غامد وزهران:

يختلف باختلاف الارتفاع والانخفاض.

فالمناخ في المناطق المرتفعة معتدل صيفا بارد نسبيًّا شتاءً، وفي المناطق الأقل ارتفاعًا معتدل صيفًا بارد شتاءً وفي تهامة وخصوصًا المنطقة الساحلية، شديدة الحرارة صيفًا معتدلة شتاءً.

وفيما يلي بيان تفصيلي عن متوسط الحرارة الكبرى والصغرى والضغط الجوي ومتوسط الأمطار للأعوام من 1382 هـ (1962 م) إلى عام 1389 هـ (1969 م) كما سجلته الإرصادات الجوية بالوحدة الزراعية في بلجرشي (بني الجرشي) ولا يعتبر هذا حكمًا للسراة فهناك مناطق أكثر ارتفاعًا من بلجرشي إذا علمنا أن ارتفاع بلجرشي عن سطح البحر هو 2100 م في حين أن المنطقة الأولى يتراوح ارتفاعها ما بين 2300 م إلى 2500 م.

ص: 467

‌هـ- ما ذكره إبراهيم بن أحمد الحسبل عن غامد وزهران

(1)

:

‌أولا: غامد

غامد: أبو قبيلة، نسب إليها الغامديون، والنسب إليه: غامدي، وهو عمرو ابن عبد اللَّه بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد. ولقب بغامد لإصلاحه أمرًا كان بين قومه فسمي غامدًا من قوله: غمد الشئ أي ستره، وقد تقدم نسب غامد وعن جميع البطون والأفخاذ والفصائل والعشائر التي نسبت إلى ذلك الأصل. وفيما قدمته عن الماضي (تاريخ غامد) ابتداء من العهد الجاهلي إلى العهد الإسلامي وحتى عهدنا الحاضر كذلك عن منازلهم في السراة وتهامة وجغرافية بلادهم وأحوالهم الاجتماعية، وعن سير أسلافهم وعن الحروب والأحداث، ومشاركتهم في الفتوحات الإسلامية، وعن القادة، والعلماء، والشعراء، والأدباء، وعن الحضارة، والحداثة والتطورات. . . إلخ.

‌غامد الزناد:

إن الجهد الذي بذلته والمعلومات التي نقلتها عن بلاد غامد وزهران ما هي إلا نزر يسير عن القبائل المنتشرة في هذه الرقعة الواسعة من الأرض وسراتها وجبالها الشامخة، فأنا وقد تعذر علي الوصول إلى بعض المنازل والديار والأودية لظروف خاصة فألتمس العذر. لقد أسعدني لقائي بالشيخ عثمان بن علي الزندي شيخ قبائل غامد الذي قابته في بعض جولاتي في تهامة والذي تفضل بشرحه عن بلاد غامد الزناد وقد تفضل مشكورًا بتقديم نبذة تاريخية وجغرافية عن بلاد غامد الزناد.

1 -

الموقع: تقع غامد الزناد في الجنوب الغربي لمنطقة الباحة على مساحة من الأرض تقدر بحوالي (2700 كم) وحدوها كما يلي: شمالا محافظة المخواة، وجنوبًا العرضية الشمالية، وشرقًا العرضية الشمالية، وغربا ديار حرب وبني عيسى وزبيد.

(1)

انظر غامد وزهران وانتشار الأزد في البلدان.

ص: 468

2 -

المناخ: جار صيفًا ودافئ شتاءً، أما المناطق المرتفعة فيمتاز مناخها بالاعتدال صيفا ويميل إلى البرودة النسبية شتاء كما هو الحال في فرعة غامد الزناد وجبل المسودة.

3 -

أقسام القبيلة: تنقسم قبيلة غامد الزناد إلى أربعة أقسام كما يلي:

القسم الأول: اللحمات، والزناد، ويسكنون قرى وادي بطاط.

القسم الثاني: آل نجاد، وآل عبيد، والجنادية، والمقاشة، واللحمات، وهؤلاء يسكنون قرى فرعة غامد الزناد.

القسم الثالث: المسودة وبني هلال ويسكنون القرى التابعة لنصبة وجبال المسودة.

القسم الرابع: آل عطاف، وآل شميلة، والشعابين، وآل سوادة، وآل داحشة، يسكنون القرى التابعة ليبس.

ويذكر الشيخ عثمان أن قرى غامد الزناد تزيد عن مائة وخمس وثلاثين قرية، ترتبط بأربعة مراكز حكومية وقد أشاد بما نفذ فيها من مشاريع حكومية وخدمات ومرافق عامة وبمناسبة برنامج التنشيط السياحي لربيع عام (1414 هـ) بغامد الزناد صدر كتاب (غامد الزناد درة تهامة) أسهم فيه أبناء المنطقة يالمعلومات عن القبيلة ومنازلها وقد سجل العلماء والأدباء والمثقفون في ذلك الكتاب مقالات تفيض بالعطاء المتميز.

وبهذه المناسبة يطيب لي أن أتحدث عن النقلة الحضارية الكبرى، والنهضة العمرانية الحديثة المميزة التي شملت كل مناطق المملكة العربية السعودية وما ذلك إلا بالمجهودات التي بذلت من قبل حكومتنا الرشيدة حرصًا منها على مسايرة الركب الحضاري المتطور. وقد وضعت الحكومة خطتها الخمسية للنقلة الحضارية والتطورات المستقبلية الحديثة، ووضعت في حسبانها كل المشاريع والمستلزمات والمتطلبات للقطاعات الخاصة والعامة وكانت الأولوية في التنفيذ للبنية الأساسية والمشاريع الهامة، وبالتالي حظيت كل منطقة بنصيبها من الاعتمادات لتنفيذ مشاريعها ومستلزماتها، من خدمات عامة، كل ذلك برعاية وعناية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود يحفظه اللَّه وحكومته الرشيدة، وقد

ص: 469

حظيت منطقتنا (منطقة الباحة) بالقسم الوافر من المشاريع الحيوية الهامة والاعتمادات العامة فيما يختص بالمنطقة والمحافظة والمراكز وخلافها وذلك بدعم وجهود ومساعي أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير: محمد بن سعود بن عبد العزيز، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن محمد بن سعود حفظهما اللَّه.

‌بادية غامد:

الحقيقة إنه لم يعد هناك بادية بالمعنى الصحيح في وقتنا الحاضر فحكومتنا الرشيدة بفضل نشرها للمدارس والعلم والتعليم حولت حياة البادية إلى حياة حضارية مستقرة ونقلت أبناء البادية من الرعي، وتربية المواشي إلى أفضل مجالات الحياة العصرية الحديثة. وحمل أبناء البادية في هذا العصر الشهادات العليا وأوسمة الشرف يديرون أعمالا مهمة في الدوائر الحكومية وفي القطاعات المختلفة. وقد تحولت منازل البادية في وقتنا الحاضر من بيوت الشعر إلى قصور فخمة وبساتين وارفة، وعلى طول الطرق الحديثة التي كانت أرضًا قفرًا نجد محطات الوقود والمطاعم والمقاهي والاستراحات والبقالات وقد توفرت فيها جميع المستلزمات. وما ذلك إلا بما تنعم به هذه البلاد من أمن وأمان في ظل رعاية حكومتنا الرشيدة أدام اللَّه عزها. وحاضرة بادية غامد مدينة العقيق، ويقال عقيق غامد، وكانت العقيق إلى عهد قريب بلدة صغيرة تحفها أشجار النخيل وبيوتها من الطين وسقوفها من الخشب وجريد النخيل وكانت محاصيل العقيق من التمور والحبوب قليلة، لا تقارن مثلا بمحاصيل بيشة وتربة من التمور والحبوب وغيرها.

كانت أول رحلة لنا إلى العقيق في عام 1383 هـ في مهمة قضائية رأجمل مشهد استمتعنا به في تلك الرحلة هو وقوفنا على وادي العقيق ذلك المسيل العظيم وقفنا على حافته والمياه تنحدر وكأنها سلاسل الفضة تنساب في حرية كاملة حيث لا حواجز ولا موانع. ولا نعلم إلى أين تسير وإلى أين تنتهي. وقد اصطدنا من بين منعطفات ذلك المسيل ورواكده وغدرانه سمكًا كان لنا وجبة عشاء دسمة، ومدينة العقيق في وقتنا الحاضر غيرها بالأمس. فالالتفاتة الملكية الكريمة بإنشاء مطار منطقة الباحة في العقيق غير معالمها حيث أصبحت محط وإقلاع الرحلات الجوية وواجهة لمدخل المنطقة ولذلك كان لها الأولوية في التخطيط، والتنظيم

ص: 470

والعناية التامة، في جميع المرافق الحكومية والخدمات العامة بفضل الجهود المبذولة، من جهة ومساهمة صندوق التنمية العقارية من جهة أخرى حيث تحول العمران القديم إلى مبان فخمة وانتشر العمران في كل مكان وأقيمت المحلات التجارية على جوانب الشوارع الفسيحة الممتدة وبرزت العقيق كمدينة عصرية حديثة تتوفر فيها كل الإمكانات والمستلزمات اللازمة لمتطلبات الحياة.

وتمتد منازل بادية غامد من بلدة العقيق إلى أباد وليف وغثران، وقملا، وبهر، وعيسان، والمعشوقة، ونخال الأعلى ونخال الأسفل، والسوسية إلى لغبة وشريان والطوى والحشرج وليف الموالي للشعبة ومبايع الأعلى ومبايع الأسفل بالقرب من وادي تربة إلى القوعاء والجبجبة وهذه المنازل والمراعي والمناهل تنتقل فيها البادية من جهة إلى جهة أخرى حيث مساقط الأمطار ووفرة المراعي، وللبادية نظم وعادات وتقاليد تلتزم بها كل قبيلة ومعروف عنهم الكرم والوفاء وحماية الجار.

‌مشايخ قبائل غامد البادية

1 -

الشيخ/ بخيت بن طاحوس المكي، شيخ قبيلة رفاعة.

2 -

الشيخ/ علي بن عليبي، شيخ قبيلة الهجاهجة.

3 -

الشيخ/ مطلق بن عبد اللَّه الحمر، شيخ قبيلة الحلة.

4 -

الشيخ/ عبد اللَّه بن بسيس، شيخ قبيلة الزهران.

5 -

الشيخ/ مناحي بن عتيق بن هندي، شيخ قبيلة القنازعة.

6 -

الشيخ/ محمد بن عوض بن جبار، شيخ قبيلة آل مسلَّم.

7 -

الشيخ/ مدشوش بن ناهض، شيخ قبيلة آل طالب.

8 -

الشيخ/ هندي بن منسي بن عبد العزيز، شيخ قبيلة الزوايع.

ص: 471

‌ثانيًا: زهران

‌صفة وتعريف:

زهران: لغة صفة للبياض كأن له بريقًا ونورًا يزهو كما يزهر النجم أو السراج ويقال: قد أزهر الشجر والنبات إذا نوَّر وظهر زهره، والزاحر أيضًا المشرق من ألوان (الرجال) قال ابن سيده: زهرة الدنيا حسنها وبهجتها وعندنا مثل يقول: زهران زهرة الأرض أي نور كل نبات والجمع زهر، وزهران: صفة لكل مزهر كان له بريق ونور والزاهر المشرق من الرجال قال ابن سيده: الأزهر: الحسن الأبيض من الرجال وقيل هو الأبيض فيه حمرة ورجل أزهر أي أبيض مشرق الوجه كأن له بريقًا ونورًا يزهر النجم أو السراج، فالزاهر: الحسن من النبات ويقال مزهر والزاهر: المشرق من ألوان الرجال.

زهران: هو زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد، ومن زهران بطون وأفخاذ وفصائل كثيرة انتشرت في جهات متعددة داخل شبه الجزيرة العربية وخارجها منذ العهد الجاهلي إلى عهد الفتوحات الإسلامية وقد شرحت ذلك في الجزء الأول من هذا الكتاب. ومجال بحثنا هذا يتعلق بالوضع الحالي لقبائل زهران التي مازالت مستقرة في مواطنها، والمنتشرة في السراة وما والاها وهي تابعة في وقتنا الحاضر إداريًا لمنطقة الباحة جنوب المملكة العربية السعودية ولكل قبيلة من هذه القبائل شيخ: وهو المسئول أمام السلطات الحكومية كما هو مسئول عن طلباتها ومستلزماتها وحل مشاكلها، ولكل قرية أو فصيلة عريفه وهو ما يسمى حاليًا بالعمدة أو شيخ الحارة في بعض البلدان الأخرى حيث يرجع الأمر إليه فيما يختص بجماعته في إدارة شؤونهم وحل مشاكلهم وهي عادة متبعة في النظام القبلي، وهذه البطون أو الفخوذ أو الفصائل من هران يحمل كل منها في وقتنا الحاضر اسم قبيلة قلَّت أم كثرت. وبسبب الأوضاع الحالية من حضارة وتغير في ظروف المعيشة والتطور العلمي والفكري الذي عم الجيل الحاضر في المملكة هو سبب الانتقال من القرى إلى المدن ونورد لذلك أسبابًا كثيرة منها: الوظائف الحكومية في شتى المجالات التي لا يمكن حصرها والأعمال التجارية، ومع ذلك فالمنطقة التي تضم بلاد زهران وغامد مازالت عامرة بسكانها الأصلين ومازالت هذه القبائل محتفظة بأنسابها وأحسابها وعاداتها وتقاليدها على

ص: 472

الرغم من اختلاطهم بغيرهم من الشعوب نتيجة التطورات الحضارية وحاجة الناس إلى العمالة واستقدامهم للرجال والنساء من بلدان مختلفة عربية وغير عربية وقيل الشروع في التفاصيل عن هذه القبائل العريقة في النسب والعظيمة في الحسب يجدر بنا أن نقدم نبذة عن منازل هذه القبيلة في السراة وتهامة وما والاها.

‌بلاد زهران الموقع والحدود والأقسام

تقع بلاد زهران في أواسط جبال السروات الجنوبية الغربية وما والاها وهي واسعة الأرجاء مترامية الأطراف متباعدة الجوانب ترتبط في وقتنا الحاضر إداريًا بمنطقة الباحة وتقع بين بلاد بني مالك في الشمال، وبلاد غامد في الجنوب من الجنوب الشرقي، وغربًا ناحية تهامة ديار بني حسن وذوي بركات، وهما من الأشراف وفي الجنوب الغربي ديار زبيد غير أنها تمتد في منحدرات جبال السراة الغربية، وفي تهامة قسم من جبال شدا الغربية وسهل يمتد بمحاذاة الليث شرقا يعرف بتهامة رهران. كما أنها تمتد امتدادًا واسعًا في الجهة الغربية إلى الغور وهو السهل الساحلي ناحية دوقة. وجميع أودية دوقة تصب في البحر الأحمر، وقديمًا كان يسمى مرفأ دوقة إلا أنه لا يوجد لدوقة مرفأ على البحر الأحمر بالمعنى الصحيح، وإذا أمعنا النظر في جغرافيتها وأهم مناطقها ومدنها وقراها فهي تنقسم إلى أقسام أبرزها ما يلي:

1 -

‌ القسم الأول من بلاد بني زهران:

المنطقة الواقعة على مرتفعات جبال السراة الغربية الجنوبية، وتمتد من جبال بيضان الموالية لبلاد غامد في الجنوب حتى بلاد بني مالك وبالحارث في الشمال وهذه المنطقة ترتفع عن سطح البحر بحوالي 2500 م تقريبًا. ومناخها بارد رطب في الشتاء ومعتدل في الصيف وهذا الجزء من بلاد زهران يشتمل على كثير من المدن والقرى ومعظم قراها على سفوح الجبال المرتفعة، أما أوديتها فأكثرها مزارع وأرضها خصبة، ويتميز هذا القسم من بلاد زهران بجمال الطبيعة من: جبال شاهقة، وغابات كثيفة، وأراضي خضراء إنها بحق من المصايف الجميلة والمنتزهات الوارفة الظليلة، وتقع معظم المدن الرئيسية على الخط العمومي المتجه من الطائف إلى الباحة عبر سلسلة جبال السراة الجنوبية الغربية مارًا ببلاد بني سعد وميسان في

ص: 473

بلاد بالحارث والقريع من بلاد بني مالك، ثم برحرح في بلاد دوس من زهران، وهو بداية الدخول إلى بلاد زهران من الناحية الشمالية ويمر الخط بالبلدان والقرى الجميلة في بلاد دوس حتى بلاد زهران. وتبرز المباني الحديثة كمعلم حضاري نتيجة التطورات الحديثة أما المباني القديمة على المرتفعات الجبلية فهي رمز المتانة والقوة. وتذكرنا بما كان عليه الأسلاف من الفطانة والبراعة والإتقان فهل لنا أن نحافظ على هذه الآثار الجميلة؟!

وأبرز مدن هذا الجزء المشار إليه من بلاد زهران هو مدينة المندق وهي حاضرة تلك الجهات ومقر الدوائر الحكومية، وفي المندق فروع البنوك والشركات والمحلات التجارية الهامة، وخلافه من الموافق العامة وقد أخذت مدينة المندق في التوسع والانتشار من حيث التنظيمات والتطورات الحديثة والمباني الفخمة. وحظيت من قبل جكومتنا الرشيدة كغيرها من مدن المملكة بالعناية والرعاية في جميع المرافق والخدمات العامة والمشاريع وغير ذلك مما لا يتسع المجال لذكره وهي عامرة بسكانها وأسواقها. وتعتبر من المصايف الجميلة التي يرتادها الزوار لما يتوفر فيها من الإمكانيات والخدمات وجميع المستلزمات.

2 -

‌ القسم الثاني من بلاد زهران:

وهو الجزء الشرقي من سراة زهران وهو أقل ارتفاعًا وسهل المسالك وهي ممنطقة واسعة ولكنها أقل خصوبة من سابقتها، ومن أشهر مدنها: ربوع قريش ويقال أيضًا الأطاولة وتقع ربوع قريش على الخط العمومي المتجه من الطائف إلى أبها المار من جبل شمرخ وقد مهدت عقبة شمرخ ويسر اللَّه منها طريق المسلمين بفضل حكومتنا الرشيدة. أما ربوع قريش فهي قاعدة تلك الجبهة ترتبط بها مجموعة من القرى والقبائل، وفي ربوع قريش سوق أسبوعي يرتاده الناس في القديم وكانت تأتي إليه القبائل من كل مكان. أما في الوقت الحاضر فقد انتشرت المحلات التجارية في كل مدن المنطقة والبلدان المجاورة للخط العمومي ويوجد في ربوع قريش الدوائر والمرافق - الحكومة والخدمات العامة، وقد انتشر العمران الحديث فيها بشكل يفوق الوصف حتى أن الأرض التي كانت معدة للزراعة أقيمت عليها المباني المتطورة، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على حسن أحوال الناس المادية في هذا العهد الميمون. وفي الجزء الشرقي الجنوبي من بلاد زهران

ص: 474

تقع بلدة بني سار وهي مقر آل الرقوش مشايخ قبائل زهران سابقًا، أما في وقتنا الحاضر فتنحصر مشيخة آل الرقوش على قبيلة بنى عامر حيث تفرقت قبائل زهران على عدة مشايخ ويترأس قبيلة بنى عامر في الوقت الراهن الشيخ عبد اللَّه بن عبد المجيد بن رقوش، وامتد العمران الديث في بلدة بني سار في الوقت الحاضر بهندسته الجميلة وفخامته على جانبي الخط العمومي عشرات الكيلومترات بالإضاقة إلى الأسواق والخدمات والمرافق العامة وقد شملها التخطيط والتنظيم ويرجى لها مستقبل زاهر مشرق بإذن اللَّه لأنها في منطقة واسعة وقابلة للتطور.

‌بطون وأفخاذ وفصائل زهران بمنطقة السراة وتهامة

سبق أون أشرنا إلى قبيلة زهران وما انحدر منها في الجزء الأول من هذا الكتاب غير أن بطون وفخوذ وفصائل زهران أكثر من أن تحصر، ويرى البعض أنني لم أتعرض لهم وليس الأمر تجاهلا مني بل من باب الاختصار لأن قبائل زهران كثيرة الانتشار في جهات واسعة من جبال السراة إلى شرقها وما انحدر منها غربًا في غور تهامة حتى ساحل البحر الأحمر، واستكمالا لما سبق نشره أضيف هذه المعلومات عن بطون وأفخاذ وفصائل زهران في السراة وما والاها وذلك حسبما ورد في الوثائق القديمة عن تاريخ زهران. راجيًا من اللَّه أن يلهمني الصواب.

‌أ - سكان السراة اثنا عشر بطنًا كما يلي:

1 -

بنو حرير فخذ، وبنو عدوان فخذ وهما بطن واحد.

2 -

قريش فخذ وهم بطن واحد.

3 -

بنو جندب فخذ، وبنو بشير فخذ وهم بطن واحد.

4 -

دوس بني فهم، وبني منهب جملتهم بطنان مع تهمهم.

5 -

بنو كنانة بطن واحد.

6 -

بلخزمر وهم بطن واحد.

7 -

بنو حسن خمسة فخذان من بطنين ونصف.

ص: 475

8 -

أهل بيضان وأتباعهم بطن واحد.

9 -

دوس بالطفيل نصف بطن.

10 -

بنو عامر بطن واحد.

‌ب- أهل تهامة وهم سبعة فخوذ من ثلاثة بطون كما يأتي ذكرها:

1 -

بنو سليم منهم بالمفضل فخذ، وأولاد سعدي فخذ والشغبان فخذ والجبر فخذ وهؤلاء الفخوذ الأربعة من بطنين.

2 -

الأحلاف: منهم بلعور فخذ، وبنو نقحة فخذ، وبنو خريص، وبلسود فخذ واحد والجميع بطن واحد.

وما عدا: هؤلاء من القاطنين بتهامة فهم تبع لأهل الحجار أي السراة

(1)

راجع الملاحق.

‌جـ- قبائل زهران ومشايخهم في الوقت الحاضر:

1 -

بنو عامر، الشيخ/ عبد اللَّه بن عبد المجيد بن رقوش.

2 -

بنو بشير، الشيخ/ عبد الوهاب بن بخيت الصعيري.

3 -

بنو جندب، الشيخ/ محمد بن فيصل بن زنان.

4 -

قريش، الشيخ/ جابر بن الحسن.

5 -

بنو حرير وبنو عدوان، الشيخ/ سيعد بن جمعان السبيحي.

6 -

بيضان، الشيخ/ عطية بن خضران بن علي.

7 -

بنو حسن، الشيخ/ مبارك بن منسي عصيدان.

8 -

بلخزمر، الشيخ/ عيظة بن صالح.

9 -

بنو كنانة، الشيخ/ فهد بن ذياب بن سعيد.

10 -

دوس بني منهب بالطفيل، الشيخ/ عوض بن خضران بن عطية.

(1)

هذا ما ورد عن مشايخ زهران سابقًا وعلى رأسهم الشيخ راشد بن جمعان، وقد وجدته في وثيقة قديمة موقعة منهم.

ص: 476

11 -

دوس بني منهب آل عياش، الشيخ/ يحيى بن أحمد بن يحيى.

12 -

دوس بني علي، الشيخ/ عبد ربه بن فرحة.

13 -

دوس بني فهم، الشيخ/ فراج بن سعيد الداموك.

‌د- قبائل زهران في تهامة ومشايخهم:

1 -

قبيلة بني سليم وأقسامها:

1 -

بالمفضل، الشيخ/ رزق اللَّه بن مطر بن رزق اللَّه.

2 -

أولاد سعدي، الشيخ/ رمضان بن أحمد.

3 -

الشغبان، الشيخ/ سعد بن عطية الطيار.

4 -

الجبر، الشيخ/ عبد اللَّه بن أحمد العواجي.

2 -

آل سعد/ ناوان: الشيخ/ عائض عوض عبد اللَّه عبد الكريم.

‌هـ- الأحلاف:

1 -

الأحلاف، الشيخ/ يحيى بن أحمد أبو القرون.

2 -

الأحلاف باللسود، الشيخ/ إبراهيم بن مستور بن أحمد.

3 -

آل عبد المجيد، الشيخ/ عبد اللَّه بن محمد بن جمعان النفناف.

4 -

بنو عمر الأشاعيب، الشيخ/ أحمد بن عبد اللَّه بن موالا العمري.

5 -

بنو عمر العلي، الشيخ/ حسين بن علي بن محمد.

دوقة المشايخ من زهران يتبعون إداريًا لمدينة القنفدة، هذه قبائل زهران وأحلافهم في تهامة والحقيقة أن هناك فخوذًا وفصائل من زهران داخلة في قبائل أخرى في منطقة تهامة نذكر منها القارزي الزهراني، وألسني الزهراني، والمفضلي الزهراني، والمشايخي الزهراني.

(معنى الأحلاف)

يسأل بعض القراء الكرام عن الأحلاف وصلتهم بالقبائل والجواب هو:

ص: 477

الحلف في اللغة والمعنى: هو الحلف والعهد والميثاق وقد ورد في اللسان: الحلف بالكسر، العهد يكون بين القوم وقد حالفه أي عاهده، وتحالفوا أي تعاهدوا

(1)

.

وفي الحديث عن أنس: حالف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار. قال ابن الأثير: أصل الحلف: المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق. إذن فالحلف هو العهد والميثاق باختصار هو اتفاقية ملزمة للطرفين: قال تعالى: {. . . وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34)} [الإسراء]. فالحليف يدخل في القبيلة بالاتفاق والمعاهدة على التعاضد والتساعد ويجمع بين الحلفاء الجوار والتواصل والتعامل والمصالح المشتركة ثم يأتي دور المصاهرة ويحصل الارتباط بوشائج القرابة والنسب حتى لا تكاد تميز بين الحلف وحليفه ولكن في العرف العام عند القبائل يقال للداخلين في القبيلة عن طريق الحلف يقال لهم (الأحلاف) بما معناه أنهم ليسوا من أصل القبيلة بل صلتهم بها هو عن طريق الحلف والجوار ثم وشائج القرابة والنسب

(2)

.

‌الأحلاف في تهامة وصلتهم بزهران وغامد

سبق التعريف بتهامة وهي الأرض الواقعة بين منحدرات السروات والمناطق الساحلية المجاورة للبحر الأحمر ويقال لها أيضًا غور تهامة والذي يعنينا منها في هذا البحث هو القسم الموالي لسراة غامد وزهران، وأغلب سكانه من زهران وغامد وأحلافهم، والحقيقة أن هذه القبائل جميعها تنحدر من أصل واحد وهو الأزد؛ فقد ورد عن قبائل الأزد حين خروجها من مأرب أنهم أقاموا في تهامة حتى وقعت الفرقة بينهم فصار كل فخذ منهم إلى بلد فمنهم من سكن السروات ومنهم من نزل مكة وما حولها ومنهم من خرج إلى العراق ومنهم من ذهب إلى الشام ومنهم من ذهب إلى اليمامة والبحرين وعُمان، وقد ذكر الهمداني من سكن السروات فقال: (أما من سكن السروات فالحجر بن الهنوء، ولهب، وناه، وغامد، ودوس، وشكر، وبارق، وحاء، وعلي بن عثمان، والنمر، وحوالة، وثمالة، وسلامان، والبقوم، وشمران، وعمرو، ولحق كثير من ولد النصر بن

(1)

اللسان ج 9 ص 53.

(2)

النسب هنا مقصود به المصاهرة يقال فلان نسيبي، ورحيمي، وصهري وهكذا.

ص: 478

الأزد بنواحي الشحر وريسوت وأطراف بلد فارس فالجويم فموضع آل الجلندي) وأكثر هذه القبائل مازالت تحتفظ بأسمائها ما عدا ناه وحاء لعلها محرفة أو فيها نقص في الحروف، وقد ورد في شعر أبي الحياش الحجري أسماء بلاد العرب والمناهل والأودية التهامية والسراوية المعروفة والمشهورة التي حلت فيها العرب في السراة وتهامة وقد ذكر ضمن تلك المسميات الشدوان من سقامه فقرى الدارتين أرض علي، ولعل علي المشار إليها هي في وقتنا الحاضر ديار بني عمر العلي لأنها تقع في منحدرات الشدوان الشرقية وبالقرب من وادي سقامة ولعل بني عمر العلي هم نسبة إلى علي بن عثمان السالف ذكره، وهذه قرائن ودلائل، وعمومًا إن سكان تلك المنطقة في اعتقادي هم من أصل واحد من أزد شنوءة وهم من القبائل التي تخلفت عن الأزد حين تفرقهم في البلدان وقد تخلفوا مع أبناء عمومتهم غامد وزهران وخلافهم من القبائل التي أشار اليها الهمداني.

‌و- ما ذكره علي بن أحمد عيسى العسيري عن غامد وزهران

(1)

:

‌قال عن قبيلة غامد:

هي بطن من الأزد من قحطان: "وهم بنو عامر واسمه عمر بن عبد اللَّه بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللَّه بن نصر "وهم أزد شنوءة، وكانت تعرف في كتب الأقدمين بسراة غامد"

(2)

.

وتعتبر قبيلة غامد قبيلة قوية، تمتد أرضها لتحوي نطاقًا واسعًا من المرتفعات بين خطي عرض 19/ 30 و 15/ 20، وبين خطي طول 30/ 41 و 42، ويحدهم من الشمال قبيلة شلاوة ومن الشرق شمران، ومن الجنوب بالقرن وبلعريان ومن الغرب بلاد زهران وبلاد زبيد

(3)

.

وتنقسم قبيلة غامد إلى ثلاثة أقسام: غامد الحاضرة بالسراة، وغامد البادية بسفوح السراة. وغامد الحاضرة والبادية بتهامة

(4)

.

(1)

عن كتاب عسير من عام 1249 حتى 1289 هـ/ 1833 - 1872 م طبعة 1407 هـ/ 1987 م.

(2)

علي بن صالح الزهراني، بلاد غامد وزهران، ط 1 منشورات اليمامة، الرياض 1391 هـ/ 1971 م، ص 4.

(3)

lbid،p Cornwallis،sir Kirahan،45

(4)

علي بن صالح الزهراني، المرجع السابق، ص 4.

ص: 479

أولا: قبيلة غامد البادية بالسراة وتشمل: رفاعة، والزهران، والحلة، وآل طالب، والقنازعة، وبني كبير، والهجاهجة، وآل مسلم، والزوايع.

ثانيًا: قبيلة غامد الحاضرة بالسراة وتشمل سبعة أقسام هي: بنو عبد اللَّه، وبلجرشي، وبنو خثيم، وبالشهم، والرهوة وبنو كبير، وبنو ظبيان.

ثالثًا: قبيلة غامد في تهامة وتشمل: الزناد، وبني عبد اللَّه

(1)

.

وتشتهر قبيلة غامد بالتجارة حيث يذهب عدد كبير من القبيلة إلى مكة وجدة والطائف للتجارة أثناء موسم الحج. وأهم القبائل الصديقة لغامد بنو مالك وزبيد

(2)

.

وتنقسم أراضي بلاد غامد وزهران إلى أربعة أقسام:

1 -

المنطقة المرتفعة في السراة وتقع في أقصى الشمال الغربي، وفي الغرب وفي الجنوب، والجنوب الغربي من المنطقة: يصل ارتفاع بعض القمم إلى ثلاثة آلاف متر، وخصوصًا في جبال دوس، وبيضان، وقرن ظبي، وجبال بني ظبيان وجنوب غرب بلجرشي.

وتتخلل هذه المرتفعات أودية زراعية تقع على جوانبها القرى.

2 -

المنطقة المتوسطة الارتفاع في السراة وارتفاعها من 1800 م - 2200 م. تتخللها الأودية الزراعية

(3)

.

3 -

منطقة منخفضة نسبيًا (شبه السراة)، وتقطنها بادية غامد، ارتفاعها لا يزيد عن 1600 متر، وهي غنية بالمراعي.

4 -

منطقة الإصدار، وهي بين السراة وتهامة، وتقع في أواسط الجبال المنحدرة إلى تهامه، وهي التي تزود المنطقة بالموز والبن والليمون وأنواع الرياحين.

5 -

منطقة تهامة وهي تشمل مناطق ساحلية، ومنطقة موازية للمنطقة الساحلية ومنطقة جبلية

(4)

.

(1)

علي بن صالح الزهراني، المرجع السابق، ص 4 - 6.

(2)

op.cit،p Cornwallis،sir Kirahan،45

(3)

علي بن صالح الزهراني، المرجع السابق، ص 11، 12.

(4)

علي بن صالح الزهراني، نفسه، ص 12.

ص: 480

أهم قرى غامد: رغدان: وكانت قائمقامية يتبعها قبائل: غامد، وزهران وشمران، وبني سُليم، وقبائل وادي بيشه. وكان هذا في العهد العثماني

(1)

. ويبلغ عدد سكان غامد حوالي مائة وعشرين ألف نسمة

(2)

.

‌وقال عن قبيلة زهران:

زهران قبيلة أزدية قحطانية تنتسب إلى جدها الأكبر زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث، وقد أنجب زهران بن كعب ستة أولاد ومن نسلهم تكونت قبائل زهران

(3)

. يقول السويدي

(4)

عنهم: "هم بطن من مزيقياء من الأزد". كما ورد ذكر سراة في كتاب صفة جزيرة العرب حيث يقول الهمداني

(5)

: "ثم سراة زهران من الأزد، دوس وغامد والحر، نجدهم بنو سواءة بن عامر وغورهم لهب وعويل من الأزد وبنو عمرو".

وتعتبر قبيلة زهران قوية ومحاربة، تتمركز في أقصى شمال عسير، ويحدها من الشمال ديار بني مالك الحجازية، ويحدها من الشرق غامد، ومن الجنوب قبائل زبيد، ومن الغرب ذوي بركات وذوي حسن. وتمتد منطقتهم غربًا عدة آميال باتجاه الساحل، وتمتد في الداخل إلى منطقة الجبال الرئيسية حتى الطريق الموصل بين أبها والطائف. ولخصوبة الأرض الزراعية فقد ارتفعت الكثافة السكانية في هذه القبيلة

(6)

.

(1)

شرف بن عبد المحسن البركاتي، الرحلة اليمانية، ط 2، المكتب الإسلامي بيروت 1399 هـ/ 1979، ص 79.

(2)

محمد الجاسر، في سراة غامد وزهران، ص 109.

(3)

محمد مسفر الزهراني، بلاد زهران في ماضيها وحاضرها، ط 1، مكة المكرمة 1390 هـ. ص 15، 16.

(4)

محمد أمين البغدادي السويدي، سبائك الذهب في أنساب العرب، طبع في الآستانة (بدون تاريخ)، ص 63.

(5)

الحسن بن أحمد الهمداني، صفة جزيرة العرب، تحقيق محمد علي الأكوع منشورات اليمامة، الرياض - 1399 هـ/ 1979 م، ص 260.

(6)

Cornwallis.sir Kirahan.Aser before Warld war I.a hardbooh.Cambaridya،Enyland.p 44

ص: 481

وتنقسم قبيلة زهران إلى بطون كثيرة: البطن الأول بنو منهب وبنو فهم. والبطن الثاني بنو عمرو. والبطن الثالث بنو يوس. والبطن الرابع بطيل، والبطن الخامس بنو سُليم. والبطن السادس الأحلاف. وينقسم كل بطن إلى عدة أفخاذ

(1)

.

وتنقسم قبيلة زهران إلى قسمين كبيرين هما: المستقرون والبدو. ويقدر عدد المستقرين بخمسة عشر ألف نسمة. وتكرس قبيلة زهران كل قوتها للحروب والاستعداد للقتال، ويحتقرون أي عمل يدوي باستثناء الزراعة. وأهم قراهم الدوس في منطقة جبال دوس، وبها قلعة راشد بن جمعان وبها سوق زهران الرئيسي

(2)

.

‌ز- ما ذكره الدكتور إبراهيم بن محمد الزيد عن غامد وزهران

(3)

:

‌قال عن قبيلة غامد:

يحد بلاد غامد من الشمال - قبيلة بلحارث البدو، والبُقُوْم، والشَّلاوَى وزَهْرَان، وجنوبًا بنو سَهْم، والعَوَامِر، وبنو بُحَير، وشرقا بنو مَيْمُون، وغربًا بنو عُمر، وزهران، وزُبَيْد، وتقع بلادهم على طريق الطائف وأبها، ولهم ولزهران إمارة لجميع المنطقة مقرها مدينة البَاحَة، وينقسمون إلى قسمين حاضرة وبادية:

أ- فالحاضرة ينقسمون إلى بطون هي:

1 -

أبا الشَّهَم.

2 -

الرَّهوَة.

3 -

بنو كَبِيْر.

4 -

بنو ظَبْيَان.

5 -

بنو خُثَيْم.

6 -

بَلْجُرَشي.

وكل هذه البطون يسكنون في جبال السروات.

ب- وبادية غامد لهم بطون هي:

1 -

رِفَاعة.

2 -

الهجاهِجة.

3 -

الحِلَّة.

(1)

محمد الجاسر، في سراة غامد وزهران، منشورات اليمامة الرياض 1391 هـ/ 1971 م.

(2)

Op.cit،p Cornwallis،sir Kirahan،p.44

(3)

عن تحقيقه كتاب المنتخب للمغيري (انظر الملحق في نهاية الكتب). طبعة ثانية 1405 هـ/ 1985 م.

ص: 482

4 -

المُسَلَّم.

5 -

الزُّهْرَان.

6 -

العبيدات.

7 -

القَنَازِعة.

8 -

بادية بني كَبِيْر.

9 -

الزوابع.

ولكل بطن شيخ خاص بهم، ويتبع قبيلة غامد في تهامه، غامد الزَّنَاد، وهم بادية وحاضرة، ومن أهم بلدان غامد، بَلْجُرَشِي، والباحة.

أخذت هذه المعلومات من الشيخ عبد الكريم بن محمد بن حسين الناصري التميمي.

‌وقال عن قبيلة زهران:

تسكن هذه القبيلة في جبال السروات، وتمتد إلى تهامة، ويخترق بلادهم الطريق الرئيسي الممتد من الطائف إلى أبها، وتبعد بلادهم عن مدينة الطائف (180 كم) تقريبًا، ويحدهم من الشمال - قبيلة بني مالك، وقبيلة بني الحارث، وجنوبًا قبيلة غامد وبني عُمر، وشرقًا بادية غامد، وغربًا قبائل اللَّيث، ودّوْقَة، وأكبر بلدانهم الأطَاوِلَة، والمَنْدَق، وتنقسم قبيلة زهران إلى بطون كبيرة هي:

1 -

بنو حسن، ويسكنون شرق وغرب زهران في السراة، وقريتهم شُبْرُوقَة.

2 -

بنو عامر، ومنهم راشد بن جْمَعَان بن رَقُوْش، كان يرأس قبيلة زهران منذ العهد العثماني حتى عام (1353 هـ) ثم تشعبت زهران لكل بطن رئيس بسبب منازعات قبلية، ويرأس بني عامر الآن ابنه عبد المجيد، ويسكنون في السَّرات.

3 -

بنو جُنْدُب في السَّراة.

4 -

بنو بَشِيْر في السَّراة.

5 -

قُرَيْش في السَّراة.

6 -

بنو كنانة في السَّراة.

7 -

بنو عَدْوان وبنو حُرير، في السَّراة.

8 -

بَلْخَزْمَر في السَّراة.

9 -

دوس بني فَهْم في السَّراة.

ص: 483

10 -

دَوْس أبا الطُّفَيْل، جماعة عامر بن الطُّفَيْل، في السَّرات وفي تهامة.

11 -

دوس آل عَيَّاش في جبل ثُرُوْق.

12 -

دوس رَمَس.

ويسكن تهامة من زهران البطون التالية:

1 -

بنو سُلَيْم، في قرية الحَجْرة وما جاورها.

ب- بنو سُلَيْم بَلْمُفَضَّل، أهل الشَّعْراء، والنُّجَيْل.

جـ- الأحلاف ويسكنون بلد قِلْوة.

د- بنو عمرو ويسكنون بلد المَخْواة وما جاورها.

هـ- بنو سعد سكان، نَاوَان، في تهامة، أخذت هذه المعلومات من الشيخ عبد الكريم بن محمد بن حسين الناصري التميمي توفي عام (1398 هـ - 1978 م) الذي كان يتنقل بين قراهم مُرْشِدًا دينيًا مدة عشرين سنة، ثم سكن مدينة الطائف وبها توفي.

‌ح- ما ذكره عاتق بن غيث البلادي عن غامد وزهران

(1)

:

‌قال عن قبيلة غامد:

غامد، وهي قبيلة أزدية تنسب إلى غامد بن عبد اللَّه بن كعب بن الحارث بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر، وهو شنوءة بن الأزد. وكذا أثبتناه في (معجم قبائل الحجاز) وقيل: بل غامد هو عبد اللَّه، ثم بقية النسب، وقيل: بل هو عمرو بن عبد اللَّه. تمتد ديارهم من بلاد خثعم جنوبًا -بحيث تفصل بينهم وبين بلقرن- إلى بلاد زهران شمالا وراء رغدان، وتمتد من الشرق إلى الغرب فلها في الشرق أعالي وأدي رنية، وتهبط إلى تهامة جنوب دوقة.

وهذه ديارهم من عهد الجاهلية؛ أكثر غامد أهل حضارة وتجارة ولهم مدن كبيرة عامرة، مثل: الباحة وبلجرشي والظفير، وقد مرت معنا.

(1)

عن كتاب بين مكة وحضرموت - رحلات ومشاهدات - طبعة 1402 هـ/ 1983 م دار مكة للنشر والتوزيع.

ص: 484

ومن أهم فروعها: بلجرشي، وبنو عبد اللَّه، وبنو كبير، بطن قديم مذكور-وبنو ظَبْيَان- وبنو خُثَيم، وبالشهم، والرهوة، وكلها حاضرة.

ومن بادية غامد: رفاعة، الزُّهران، والحلَة، وآل طالب، والقنازعة، وقسم من بني كبير، والهجاهجة، وبنو سُلَّم، والزوايع، ومنها في تهامة: غامد الزناد، يطلق على قسم منها (العطوة).

‌وقال عن قبيلة زهران:

قبيلة من الأزد، هم إخوة غامد نسبًا، وجيرانهم ديارًا، مع اختلاف في العادات والسجايا، وهم بنو زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر، وهو شنوءة بن الأزد، وقد تقدم نسب الأزد.

تقع ديارهم جنوب الطائف على قرابة 190 كيلا، بين غامد في الجنوب وبالحارث شمالا شرقيا، وبني مالك شمالا وجنوبًا شرقيا غامد أيضًا، وجنوبًا غربيا زبيد من حرب، وغربًا الأشراف ذوو حسن والبحر. وقاعدتهم بلدة المندق على ظهر السراة شمال غربي.

‌فروع زهران:

أتينا على تفصيلها في (معجم قبائل الحجاز)، وهنا عجالة يقتضي المقام ذكرها، فمن فروع زهران:

1 -

بنو يُوْس: ومنها: بنو حسن، وبلخزمر (بنو الخزمر)، وكنانة، وبنو عامر، والأحلاف.

2 -

بنو سُليم: وهم بنو سليم بن قطرة بن دوس بن عُدْثان بن عبد اللَّه بن زهران. ومنهم: بنو المفضل، وآل مقبل، وآل يحمد، وولد سعدى، وبالطفيل، وبنو بشير، والمشاييخ؛ حلفاء. وآل يحمد: هم بنو اليحمد بن حمي بن عثمان بن نصو بن الأزد. ومبشر، وهو: مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر.

3 -

بنو عُمَر: ومنهم: الجبر، وآل سويدي، وبنو جندب، وبنو حرير، وبنو عبدوان، وقريش (حلفاء).

ص: 485

4 -

دَوْس: وهم بنو دوس بن عدثان، وبقية النسب مضى في بني سُلَيم. ومن فروعهم: بنو منهب، وهم بنو منهب بن دوس، وبقية النسب كما هو، وآل عياش، وبنو علي، وبنو فهم؛ وهم بنو فهم بن غنم بن دوس. وتتميز قبيلة زهران بالكرم الزائد والشجاعة، وجلها غير ذي مال، بخلاف إخوتها غامد المشهورين بالغنى والترف. (انتهى)

‌ط- ما ذكره عبد الرحمن بن زبن المرشدي العتيبي عن غامد وزهران

(1)

:

قال: تتميز قبائل السراة (الحجاز) بالصراحة في النسب، والمحافظة على الاسم القديم، وقد لفتت صراحتهم هذه نظر الرحالة والمؤرخين القدماء، مما جعل أحد أئمة اللغة يقول:(أفصح الناس أهل السروات) وفصاحة اللسان من أوضح الدلائل على صراحة النسب، وعدم الاختلاط وقد أُعْجِب بهم الرحالة العربي ابن جُبَيْر فختم كلامه عنهم بقوله:(والقوم عرب صرحاء، فصحاء جُفَاةٌ أَصِحَّاءُ)

(2)

ويقول الشيخ حمد الجاسر في كتابه "في سراة غامد وزهران": (. . إلا أنه مما لا شك فيه أن قبائل السراة أصْفَى أنسابًا من قبائل نَجْد وشمال الحجاز، وأَصرح وأقَلُّ تَدَاخُلا)

(3)

وقال: (لعل أبرز ظاهرة تتضح لمن يُعْنى بدراسة أحوال سكان هذه السروات صراحة نسبهم) إلى أن قال: (حيث يتضح بقاء أسماء القبائل الأخيرة ثابتة منذ العهود القديمة بخلاف أسماء القبائل الأخرى)

(4)

وهذه ظاهرة تبدو أكثر وأوضح في قبائل السراة اليوم، فمن حيث الأصول لازالت مترابطة مثال ذاك قبائل رجال الحجر، عدة قبائل قديمة الاسم، ولازالت في بلادها وبأسمائها، والاسم الجامع (الحجر) ومن حيث الفروع لازالت بعض بطون هذه القبائل معروفة أيضًا، وفي مساكنها لم تُغادرها.

ولي بهذه القبائل صلة وثيقة وقديمة فعرفت عنها وأحببت إيضاح ما أعرفه.

قبيلة غامد: غامد لقب لعمرو بن عبد اللَّه بن كعب بن الحارث بن كعب ابن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن دِرَاء (الجد الجامع لقبائل الأسد) فهم إحدى

(1)

عن مجلة العرب السعودية ج 3، 4 س 30 (رمضان، شوال 1415 هـ/ مارس إبريل 1995).

(2)

"في سراة غامد وزهران" - حمد الجاسر 487.

(3)

المصدر السابق.

(4)

مجله العرب س 24 ج 221.

ص: 486

قبائل شنوءة من الأسد من سبإ من القبائل القحطانية

(1)

وهم اليوم سبع قبائل نوردها هنا مختصرة

(2)

.

1 -

بنو كبير: وعزوتهم (آلاد قابوس) وهم بنو كبير بن الدؤل بن سعد بن غامد

(3)

والنسبة إليهم (الكَبَري) على غير القياس، وكعادة العرب في النسبة قديمًا، وهم ثلاثة أفخاذ: بَلْحَارث، وآل جابر، وآل علي وهم بادية وقرو (حَضر بالسراة).

2 -

بنو ظبيان: لازالوا على أسمهم القديم ظبيان بن غامد، والنسبة (الظَّبياني).

3 -

بَلجُرَشِي -أي بنو الجُرَشِي- وغلب اليوم اسم البلد على البطن، وعِزوتهم (صِبيَانَ قُرَيش) ويسمون (قريش غامد) ربما وصفوا بقريش لشرفهم، والعرب كانت تصف بعض بطونها وقبائلها وخصوصًا من القحطانية باسم (قريش) كما قالوا في الأنصار رضي الله عنهم:(قريش اليمن) وفي بني غطيف (قريش مراد) يريدون بَيْتَهُم ووجاهتهم وشرفهم في تلك القبيلة كشرف قريش.

4 -

بَالشَّهم -أي بنو الشهم- والنسبة (الشهمي) أقصى بلاد غامد جنوبًا وهم خلطاء خثعم.

5 -

بنو عبد اللَّه: أهل الباحة، ووجوه غامد اليوم، والنسبة (العَبْدَلي) وهي عِزوَتُهم.

6 -

بنو خُثَيْم: (الخثيمى) وهم أهل رغدان، وعزوتهم (آلاد قاطع) وهم في السراة وتهامة، ويقال لبني عبد اللَّه وبني خثيم مجتمعين (ثعلبة) وثعلبة من بطون غامد الشهيرة قديمًا، وفيهم كانت رياستهم وكانوا قسمين ذُبْيَان وبكر، واسم ذبيان لازال معروفًا كَعِزْوَة لأهل (حَزْنَة) اليوم يقال لهم (بني ذبيان).

7 -

بنو طلق: وتنطق القاف نطقًا تعسر كتابته أقرب ما يكون إلى حرف الزاي ويشكل بنو طلق وهم بعض بني كبير بادية غامد التي تحل (العقيق) وما حوله، ولهم فيه هجر وبنو طلق ثلاثة أفخاذ كبرى:

(1)

جمهرة النسب لابن الكلبي 194.

(2)

انظر "العرب"؛ س 27، ج 3، 4 عام 1412 هـ.

(3)

نسب معد واليمن لابن الكلبي 194.

ص: 487

(أ) بنو سِيَار: وهم فرع قديم من وَالبة، وفي النسب سيار بن والبة بن الدؤل بن سعد بن غامد

(1)

.

(ب) الزُّهران: بضم الزاي على صيغة الجمع.

(ج) آل حلة: وفروع بني سيار هي: الهجاهجة، والعُبَيدات، ورفاعة، فمن العبيدات:- الزوايع -بالياء- وآل طالب، والبشابشة والقنازعة، وآل مسلّم، والدَّعَاجين، وهم من دعاجين عُتَيْبَةَ بقولهم وقول غامد، ولا زال وسمهم كما هو، لا يسمون وسم غامد رغم حلفهم معهم، ووسم غامد الشعب هكذا

(2)

(وعِزوَتهم) إلى اليوم (آلاد مفلح) وهم قرابة 500 رجل وحلفهم للعبيدات، أما رفاعة فهم: المغانية، وآل غنيم، والحناتيش، واللقيان، والقعاطرة.

ومن بطون غامد التي اندثرت وتفرقت (بني سِيْد) والنسبة (سيدي) وأصل الاسم أسِيْد، وهم متفرقون مع بلجرشي (الحمران منهم) وفي بني ظبيان وبني عبد اللَّه، وباديتهم قليلة مع بني طلق.

ويعد من غامد القرو اليوم (أهل السراة) حيث تقسم غامد إلى غامد البدو وهم (بنو طلق وبنو كبير) وغامد القَرْو (أهل السراة) وغامد الزِّنَاد، أهل تهامة، وهذا تقسيمهم حسب الموقع، أما حسب النسب والفروع فهم سبعة كما تقدم.

ويعد من أهل السراة الرّهْوة، وهي منطقة تعرف بهذا الاسم وليست بنسب، إذ يسمون (بني معجل) قيل: إنهم من بطون غامد السابقة وقيل بطق مستقل واللَّه أعلم.

ويدخل في غامد اليوم قبائل من قبائل شنوءة ممن يشاركها النسب، كـ (شكر) مع بني كبير (وبني لِهْب) مع بني عبد اللَّه و (حوالة) مع بالشهم، و (طاحية) وقد أصبح موضعًا لا قبيلة مثل وادي (الأثبات) كانوا قبيلة من شنوءة و (حميم) و (الحدّان) أسماء قبائل، واليوم أصبحت مواضع في السراة معروفة.

قبيلة زهران: زهران أخت غامد وهي من القبائل القليلة التي حافظت على اسمها، بل لازال بعض بطونها على اسمه أيضًا وفي بلادها الأولى، وهي منسوبة

(1)

نسب معد واليمن لابن الكلبي 199.

(2)

نسب معد واليمن لابن الكلبي 199.

ص: 488

إلى زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر كما تقدم في نسب غامد.

وتنقسم زهران قديمًا إلى خمسة بطون هي: دَوْس ودُعة، ودُهْنة وبنو نَصْر، وبنو خنيس. فمن قبائل نصر بن زهران: النمر والندب والحدان والمعاول ملوك (عُمان) في الجاهلية، ولازالوا معروفين في (عُمَان) والغطاريف، وهم الذين أنزلوا أزد شنوءة السراة، وقد طغى مسمى فرع (دوس) على زهران، واستقلت دوس المهاجرة إلى عُمان والعراق عن زهران اسمًا ودارًا.

وفروع زهران حال التاريخ أربعة كبرى هي: دوس، وبنو سُليم، (وهم أصلًا فرع من دوس) والثالث بَنيُوس، والرابع بنو عمرو.

قال شاعرهم الكبير محمد بن ثامرة الزهراني الذي قاد غامد وزهران لحرب الترك عام 123 هـ:

انْحِن (زهران) أبونا واحد

وأولاده أربعة

(يوس) والثاني (عمرو) والثالث

(الدوسي) الذي من شامَا

و (سليم) أخوهم الرابع

وهم جبرا معالمه

وهذا تفصيل بوطونهم الأربعة:

1 -

دوس: لا زالوا باسمهم في السراة وعلى تفريعهم القديم (فَهْم ومُنْهِب) ولهم طريقة في التفريع غير المعروفة فبدلا من أن يقولوا: دوس قسمان؛ فَهْم ومُنْهِب يضيقون القبيلة إلى الفرع فيقولون (دوس بني فهم) و (دوس بني مُنْهِب) و (دوس العيَّاش) و (دوس بني علي) ومعروف أن العياش وبني علي من فروع بني مُنْهب. وينتمي إلى دوس اليوم قبائل عديدة في (عُمَان) كَالمَعَاول، والهناوية، واليحمد، وبلحارث، وبني خروص، وبني عبرة وغيرهم، وغالب أزد (عُمان) من زهران ومن دَوْسٍ خاصة.

2 -

بنو سُليم: يعدون اليوم بطنا مستقلا من زهران برأسه، وهم أصلا من دوس من فَهْمٍ، فهم: بنو سُليم بن فهم بن غنم بن دوس، قال في "النسب الكبير"

(1)

: فولد فهم بن غنم بن دوس مالك وهم بعُمان، و (سُلَيم) وطريف

(1)

نسب معد واليمن لابن الكلبي، 199.

ص: 489

وهما بالحجاز أي بالسراة وهناك سليم آخر في زهران هو سليم بن نمر بن نمر بن عثمان بن نصر بن زهران، ولكن لم يذكر أنه بطن، ومما يؤيد كون بني سليم هؤلاء هم سليم (دوس) لا سليم بن نمر أنهم وإلى اليوم يسكنون (حَجْرة دوس) بتهامة، ولا زال لهم صلة بدوس، فأحد بطونهم لا زال بالسراة يعرف باسم دوس الطفيل، وهم سلالة الطفيل بن عمرو السلمي الدوسي رضي الله عنه، ونسبه من بني سليم، وسليم هؤلاء من أكثر بطون زهران، وأعزها، وهم الذين أخرجوا قومهم من بني فهم، فألحقوهم بِعُمَان وكان لهم بتهامة إمارة لبني عمر بن الأشْيَم السلمي الزهراني، وجاء في النقش

(1)

سلسلة نسب لهم باسم السلطان بن السلطان إبراهيم بن عمر بن محمد بن سليم بن الجابر بن علي بن عمر بن الأشيم السلمي الزهراني، ويظهر واللَّه أعلم أن عمر بن الأشيم هذا جد المعروفين اليوم في (وادي الأحسبة) وما حوله ببني عمر أو بني عمرو الآتي ذكرهم، وهم اليوم مستقلون بالاسم عن بني سليم، بل عن زهران، وهناك من ينسبهم إلى زهران واللَّه أعلم.

ومن بطون بني سُلَيم اليوم، الجُبّر، والمشايخ، وبالمُفَضّل، وبَالطُّفَيل، والشُّعْبَان، وولد سَعْدي، ومن الشُّعْبَان (اليحمد) وهو بطن من قديم من زهران لازال على اسمه، وبعض بني سُلَيم بادية في تهامة، وبادية زهران قليلة إذ أكثرهم أهل قرى بالسراة وتهامة وجميع بني سُليم في تهامة عدا بالطفيل بالسراة، ويظهر أن سبب خروجهم إلى تهامة بسبب يوم (حَضْوَة) حيث قيل: إنهم تنحَّوْا زمنًا إلى تهامة

(2)

.

3 -

بنيوس: النسبة إليهم (البنيوسي) وفصيح الاسم (بني أوس) تدغم الياء في الألف فتكتب وتنطق (بنيوس) ومثلها (بنيوس) في بني شِهْر وفي بلحارث وفي جنب بن سعد من قحطان، وفي فروع زهران القديمة فرعان يسمى كل منهما (بنيوس) الأول بني أوس بن عامر بن حفين بن نمر بن عثمان بن نصر بن زهران، فهم أحد بطون النمر، من بني نصر بن زهران، والفرع الآخر بنو أوس بن مبشر ابن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران، لكني أرجح أنهم الأوَّلون بنو أوس بن عامر بن حفين، لعدة أسباب:

(1)

"مخلاف عشم" لحسن الفقي.

(2)

الأنساب للصحاري 303/ ج 2.

ص: 490

1 -

أن بلادهم اليوم لا زالت هي هي بلاد النمر من زهران بسراة النمر التي ذكرها الهمداني بعد سراة غامد فقال: ". . . ثم غامد ثم بلد النمر ثم بلد دوس"

(1)

وبلاد بنيوس اليوم تقع في السراة بين سراة دوس وسراة غامد.

2 -

إن في بنيوس اليوم بطون قريبة النسب من أوس بن عامر بن حفين، فمن فروعهم اليوم بني كنانة الذين هم كنانة بن عامر بن حفين أخي أوس هذا، ومن بطونهم التي لا زالت على اسمها أيضًا: بني صخبرة بن جرثومة بن عادية ابن مرة بن جشم بن أوس (البطن).

وذكرهم في "نسب معد واليمن" باسم بني الأوس، حيث ذكر أن بعضهم حالف تَنُوخ مع من حالف من دوس وغيرهم

(2)

.

وبطون بنيوس اليوم أربعة هي:

(أ) كنانة: تقدم نسبهم وهم فرعان: صخبرة وبنو مروان.

(ب) بنو حسن: ومن فروعهم: بلحارث وبنو مسعود، ومن قراهم اليوم بالسراة: العقوص والجوفاء والمشايعة وجافان والهتافرة وبراع، والعصداء وهي قرية جاهلية قديمة جاء ذكرها في شعر حاجز:

بقارعة الغريف فذات مشي

إلى العَصْداء ليس بها مُقيم

منازل عذبة الأنياب خَوْد

فما إن مثلها في الناس نِيْمُ

(3)

(ج) بَالْخِزْمِر: والنسبة إليهم (الخزمري) ويقال لهم (الخزامرة) وهم سراة وتهامة.

(د) الأحلاف: أهل (دَوْقَةَ) و (قلوة) وكلهم بنهامة عدا بيضان وبني عامر وفروعهم: بني زرعة وبَلَّسود (بنو الأسود) بادية بتهامة ولهم قرى وبنو نقمة وبَلَّعور وبيضان، وهي فخذ وقرية بالسراة، وطغي مسمى القرية على الفخذ نظير بلجرشي من غامد. وبنو سعد - أهل نادان - والمشايخ - أهل (دوقة الأحلاف) -

(1)

صفة جزيرة العرب 262 - للهمداني.

(2)

نسب معد واليمن ج 3/ 407.

(3)

قصائد جاهلية نادرة - يحيى الجبوري ص 71.

ص: 491

وبنو زهير وبنو عامر وهي أكبر أفخاذهم وأشهرها، وفيهم الرياسة على زهران قديمًا، حيث منهم (الرقوش) مفردهم (أبا الرقوش) كانت لهم شيخة زهران، وبنو عامر هؤلاء أحد بطون يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران قال في "النسب الكبير": فولد يشكر بن مبشر: بكر وعامر بطن وربيعة بطن. انتهى

(1)

. وهؤلاء إخوة الغطاريف، وورثوا رئاستهم بل رئاسة شنوءة كلها حيث كانت في الغطاريف لبني الحارث منهم وبني عامر هؤلاء الذين يقول فيهم أحد الشعراء الغطاريف

(2)

:

أبَتْ فضلاتُ الأزد إلا تكرما

كما سبقت أولادهم بالمكارم

لهم سرة البطحاء من سرّ مجدها

وحيث انتمت أعراقها في الظواهر

أبَي اللَّه أنْ يرعي حماكم وأن يرى

لكم حوزة موطوءة بالعساكر

فإن تَهْلكوا تُصْبح شنُوءة بعدكم

تَحنُّ قواصيها حُنَيْن الأباعر

بكم أُحْرزَتْ من بطن نَجْدٍ وغُوْره

بلَادٌ وأسدادُ الشعاب الغوابر

بني عامر مَجْدًا عمرتم أرومَه

وأعلى بِنَاه عَدْمَلِيّ الزوافر

وقوله:

أبى اللَّه أن يرعى حماكم وأن يرى

لكم حوزة موطوءة بالعساكر

يصدقه قتلهم للترك في القرن الثالث عشر الهجري عندما غزوا بلاد غامد وزهران في حملتهم على الجزيرة العربية فقادهم (أبا لرقوش) العامري الزهراني وأجلى الترك من بلاد زهران.

4 -

بنو عمرو: ينطق الاسم عُمْر، ويظهر أن المقصود (عَمْرو) لا (عُمَر) حيث جمعهم العمارية ويقال لهم عَمْرو القرا، والقرا ظهر السراة المستوي وأكبر فراهم فيه الأطاولة وهم خمس قبائل هي:

(أ) قريش: وهم من قريش مكة، ومنهم بخروش بن علاس صاحب الترك.

(1)

النسب الكبير ج 2/ 231.

(2)

قصائد نادرة من كتاب "منتهى الطلب من أشعار العرب" د. صالح الضامن.

ص: 492

(ب) عدوان: وهم البقية الباقية من عدوان أهل السراة حيث كانت بلادهم قبل خروج الأزد للسراة تمتد من سراة الطائف حتى (المعدن) و (بُقْرَان) و (السَّرين) بتهامة وفي أعلاه وادي أبيدة (بيدة) اليوم واختلاطهم بزهران قديم، حيث يقال: إن دوسًا منهم واللَّه أعلم.

(جـ) بنو جندب: ويظهر أنهم بنو جندب بن عمرو بن حُمَمَة، من دوس، استقلوا باسمهم كما استقل بنو سليم من قبل، وجندب في أسماء الأزد كثير، وجنادبة الأزد معروفون لكن أكثرهم من غامد.

(د) بنو حرير: النسبة إليهم (الحريري) وتُقْرن مع عدوان فيقال (بني حرير وعدوان).

(هـ) بنو بَشِير ولهم ذكر في "تاريخ الموصل" قال مالك بن فهم بن غنم دوس حين غاضب قومه، ورحل من السراة إلى (عُمَان):

ألا مَنْ مُبْلِغٌ أبْنَاءَ فَهْم

مُغَلْغَلةً عَنِ الرِّجْلِ اليَمَانِي

ومُبْلِغٌ (مُنْهِبًا) و (بنِي بَشِيْرٍ)

و (سَعْد اللَّه) والْحَيّ المُدَانِيْ

تَحِيَّةَ نَازِحٍ أمْسى هَواهُ

بِجُنْح الْبَحْرِ من أرْض (عُمَان)

وكان سبب نزوجه أنه كان له جار له كلبة فرماها بنو أخيه (بنو سليم) فقتلوها فغضب، فقال: لا أقيم ببلد يُهضم فيه حقُّ جاري، وكان بنو أخيه، أعزّ من بنيه وأكثر. فخرج بمن معه من زهران إلى (عُمَان) فَهم (أزد عُمان) وكانت قريتُهُم التي خرجوا منها تُسَمَّى (الكلبة) قال الأزدي: فسمي الفخذ فخذ الكلبة، وقيل بنجد الكلبة وهو اسمه بالسراة اليوم. قلت:(الكلبة) قرية مشهورة إلى اليوم من قرى بني عمرو هؤلاء، لعدوان منهم، وهذا مِما يرجح أن بني عمرو أو بني جندب منهم من دوس.

بنو عمرو العلي، والأشاعيب: وهذه قبيلة مستقلة باسمها اليوم، قبيلة برأسها من قبائل السراة، وليست من غامد ولا من زهران في العدد، أما في النسب فهناك خلاف هل هي من زهران أو من غيرها؟ ويظهر أن من أرجعها إلى زهران في النسب ظن أنهم من بني عمرو السابقين أحد بطون زهران، والمعروفون بعمرو (القرا) وقد يكون هذا تشابه بالاسم، وكيفية نطقه فَهُمْ لا ينطقونه (عَمْرو)

ص: 493

ولا (عُمَر) بل (عُمْر) فهو أقرب إلى (عَمْرو) وقد ألّف بعض أبنائها كتابًا نسبهم فيه إلى قبيلة (شَكْر) قوم الشاعر يعلى الشكري، معتمدًا على كونهم حَلُّوا بلادهم، وهذه القرينة اليوم يعتمدها بعض الباحثين، لكنّها لا تثبت أمام التحقيق إذْ كَمْ من قبيلة غادرت بلادها وحلّت محلها قبيلة أخرى لا صلة لها بالنسب.

والخلاف في النسب قديم بل هو سمة من سماته وليستْ هذه القبيلة الكريمة بأول من اختلف في نسبها ولا يؤثر هذا الخلاف في نسبها في صَرَاحَتِهِ، فهي من قبائل شنوءة من الأزد، لكن من أيّ بطونها، في هذا أقوال:

القول الأول: أنهم بطن من زهران، استَقَلَّ عنها كما استقل دوس قديمًا من أهل (عُمان) وغيرهم، وله ما يؤيده من قربهم من زهران في البلاد والعادات والموالاة لهم ولغامد من بين قبائل السراة اليوم وخصوصًا أن في زهران إلى اليوم بطنًا كبيرًا ذا فروع وعشائر يسمى ببني عمرو القرا قال لي بعضهم: إن بني عمرو هؤلاء منهم واللَّه أعلم.

القول الثاني: أنهم من الأسد بن عمران بن عمرو من شنوءة، وهم المسمون (دوسر) الدواسر اليوم وفيهم بطن لا زال معروفًا يسمى (العمور) نسبتهم (العَمْروي) نسبة إلى (عمرو) قال الهمداني: ثم سراة الحال لِشَكْر نَجْدُهم خَثْعم، وغورهم قبائل من الأسد بن عمران، ثم سراة زهران من الأزد دوس وغامد والحر؟

(1)

نَجْدُهم بنو سواءة بن عامر، وعورهم لِهْب وعَوِيل من الأزد، وبَنُو عمرو، وبنو سواءة خليطي والدعوة عامرية

(2)

وهذا تحديد دقيق لبلاد بني عمرو اليوم. وسراة الحال جبال ليس بالعالية، قامت عليها قرية سميت قرية (الحال) مَدَّ عليها عمران (بَلْجُرشي) فأصبحت حيًّا من أحيائها، ودخل أهلها وهم (شَكْر) في غامد في بني كبير منهم، وغور (الحال) وبَلْجُرشي اليوم بلاد بني عمرو هؤلاء، (حَزْنَة) و (الصَّدر) و (المخواة) ومن بطون الأسد بن عمران المسمون الأسد الدوسر في بعض كتب النسب من بطونهم بنو عمرو بن الأسْد بن الحارث بن العَتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو مُزَيْقيا، وذكر في "النسب الكبير" أنهم بطن من العَتيك من الأسد من الدوسر من شنوءة.

(1)

هكذا وردت (الحر) يظهر أنها الحجر القبائل المعروفة في جنوب المملكة العربية السعودية.

(2)

صفة جزيرة العرب للهمداني.

ص: 494

القول الثالث: أنهم بنو عمرو بن الأزد، أو بنو عمرو بن مازن الأزد، وعمرو في الأزد وفي العرب كثير، ويستبعد كونهم من بني عمرو بن مازن لكونهم كانوا من غساسنة الشام بخلاف بني عمرو بن الأزد والذين ذكرهم في "النسب الكبير"

(1)

، وذكر بطونهم فقال: ولد عمرو بن الأزد: ماوية بطن بِعُمَان، وربيعة وامرأ القيس وهم غسَّانيون، وألمع بطن بالحجاز أزديون، وحُدْجُنة بطن بالحجاز أزديون، وعرمان بطن بعُمان، وسعدًا والصّيْق الذين في عبد القيس هؤلاء بنو عمرو من الأزد. انتهى، والحجاز المذكور هنا هو السراة. وذكر الشيخ حمد الجاسر

(2)

"في سراة غامد وزهران" بني عمرو هؤلاء فقال: بنو عمرو قال في كتاب "وصايا الملوك" المنسوب لعلي بن محمد بن دعبل الخزاعي: وأما من سكن السراة فبجيلة وخثعم والحجر ولهب وباه، وغامد وشكر وبارق وحاء وسَنْحان، وعلي بن عثمان، ودوس، ونمر، وحوالة، والبقوم، وشمران، وعمرو، ومثل هذا الكلام في "صفة جزيرة العرب" غير أن الهمداني يذكر بني عمرو مرة أخرى من سكان تهامة فيقول بعد ذكر سراة دوس وغامد:(وغورهم لهب وعويل من الأزد وبنو عمرو)، وهذا يدل على أنهم انتقلوا إلى تهامة في زمن متقدم، وبنو عمرو هؤلاء لا يزالون في موطنهم القديم وهم من الأزد) انتهى.

قلت: وبنو عمرو اليوم أكثرهم في تهامة، وقليل منهم في السراة في (حزنة) وما حولها وتقدم قول الهمداني ونصه: ". . . ثم سراة زهران من الأزد دوس وغامد والحر نَجْدُهم بنو سواءة بن عامر وغورهم لهب وعويل من الأزد، وبنو عمرو وبنو سواءة خليطي والدعوة عامرية)

(3)

، وقوله: وغورهم لهب وعويل من الأزد وبنو عمرو وبنو سواءة. مضطرب، فلم يتقدم ذكر لبني عمرو هؤلاء، ولا يعرف في الأزد (عويل؟) ويظهر أن عويل تصحيف عمرو حيث أراد أن يقول: وغورهم لهب وعمرو من الأزد ثم استأنف قوله وبنو عمرو وبنو سواءة الذين هم في نجدهم خلطاء، والدعوة أي النصرة والحلف مع بني سواءة بن عامر أما (لِهْب) فلا زالت ببلادها من أغوار بني عمرو هؤلاء ودخلت (لهب) اليوم في بني عبد اللَّه من غامد أهل (شدا) بتهامة.

(1)

النسب الكبير.

(2)

في سراة غامد وزهران للجاسر ص 477.

(3)

صفة جزيرة العرب للهمداني.

ص: 495

وأكبر قرى بني عمرو اليوم (المِخواة) وهي مركزهم بتهامة، ووادي (الأحسبة) ووادي (مَمْنَي) ووادي (ضيان) ووادي (راش) و (الجوَّة) و (حزنة) وهي اليوم بينهم وبين غامد وبعضهم في السراة مخالطين لغامد.

‌فروع بني عمرو:

ينقسمون إلى قسمين؛ العلي، والأشاعيب، وهم كأهل السراة، يقولون في التفريع: بني عمرو العلي، وبني عمرو الأشاعيب يضيفون اسم القبيلة إلى الفرع فيظنها من لا يعرفها قبيلتين، وهي واحدة كقولهم: دوس بني مُنْهِب، ودوس العيَّاش.

‌أ - العلي:

1 -

منهم آل حسين وفيهم مشيخة بني عَمْرو العلي، ومركزهم (الخربة) في (المخواة) وهم حضر.

2 -

آل موسى (حضر).

3 -

الشماسية (حضر).

4 -

الخرفة -بالفاء- وهم بادية في (الخريق).

5 -

آل سعد.

6 -

الكاتلة - بالتاء (بادية).

7 -

السباطنة ويسمون العثمة قديمًا.

8 -

البلاغثة.

9 -

آل دُمَيْنَة وهؤلاء بادية بوادي (الأحسبة) بتهامة ومن آل دُمَيْنَة (المشاة) وهم: آل سلامة والعباشة والربعان.

10 -

بنو ناشر: في (حزنة) و (المصنعة) و (الربقة) ومنهم: الربعان تفرقوا بقي بعضهم في قومهم بني عَمرو، ونزح أغلبهم إلى آل دُمَيْنَة بوادي (الأحسبة) وفي بني ظبيان، ومن أسرهم: آل طعمان وآل محلان وآل سعيد وآل الخيثمي والهزعة والسباعية وآل بدران وآل مسفر وآل مقبول في (يفاعة) مع الحمران من غامد ويقال: إن الربعان أصلًا من قبيلة ربيعة اليمن المعروفون في عسير، ويلاحظ أن في بطون الغطاريف من زهران بنو ربيعة بن الحارث الغطريف، وكانوا يسمون (الربعة) والربعان هؤلاء من أشرف بطون بني عَمْرٍو اليوم بالسراة.

‌ب - الأشاعيب:

وهم الفرع الثاني من بني عمرو، وهم أكثر من العلي، ومنهم:

1 -

بنو عاصم.

2 -

الرواشدة.

3 -

بنو زيدان.

4 -

العياش ولشهرتهم يقال أحيانًا بنو عمرو العياش بدلا من قولهم بنو عمرو الأشاعيب.

5 -

الصُعَبة.

6 -

الجهابلة.

7 -

الحمرة وأغلب هؤلاء بادية في وادي (ممني) و (منجل) و (هوران) و (سقامة) و (سيالة)، ويدخل بنو عمرو اليوم ضمن حلف شبابة فهم أقرب إلى زهران المنتمية إلى حلف خندف. انتهى.

ص: 496

‌آل مرة

‌أصل القبيلة:

من مُرة بن جشم بن يام

(1)

بن أصبا بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد

(2)

بن جشم بن حبران

(3)

بن نَوْف بن همدان بن زيد بن مالك بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر وهو هود "عليه السلام".

‌ما قاله المؤرخون والباحثون عن آل مرة:

1 -

ما ذكره فؤاد حمزة في "قلب جزيرة العرب" عن آل مرة

(4)

:

قال: آل مرة من أقدم القبائل وأصحها نسبًا وأشدها مراسًا وأكثرها بداوة وأبعدها عن الحضارة، ومنازلها تمتد من جنوبي الطريق الموصلة بين الحسا والرياض إلى جهات المخرج وجهات العقير إلى واحتي الجافورة ويبرين حتى أواسط الربع الخالي.

ولهذه القبيلة فخذان رئيسان هي: شبيب بن مرة، وعلي بن مرة، فالفخذ الأول (بشر) تتبعه العشائر الآتية:

(1)

عن قبيلة يام وفروعها قد فصلنا عنها في المجلد السابع من الموسوعة، وعن قبيلة العجمان التي انفصلت عن يام فقد ذكرناها في المجلد السادس، وآل مرة شأنها شأن العجمان انفصلت عن يام؛ ولذلك خصصنا لها بحثًا مستقلا في هذا المجلد.

(2)

عن قبائل حاشد الأخرى فلسوف نفصل عنها إن شاء اللَّه في المجلد الثاني عشر من الموسوعة الذي يجمع قبائل اليمن وعُمان والإمارات.

(3)

حبران: ذكرت في عدة مراجع خيران.

(4)

انظر: قلب جزيرة العرب طبعة ثانية بالرياض ص 202.

ص: 497

العذبة، وبحيح، وبريد، وداوي، وفهيدة، وغفران، وهادي، وآل حسنة، وجحيش، وشبيب، وآل زفية، دمنان بن جشم.

والفخذ الثاني تتبعه عشائر: الغياثين والجرابعة وآل نجم.

والفخذ الثالث تبعه عشائر: الغضبان وأهل نعام.

وقد تفضل سمو الأمير عبد اللَّه بن عبد الرحمن آل سعود بذكر الأقسام الآتية لآل مرة:

يقسمون إلى بطنين: علي، وشبيب، ويلحقهم في جشم كل من: آل دمنان وآل هتيلة وآل هندي.

أما آل علي بن مرة فينقسمون إلى فرعين هما: الغياثين والجرابعة.

وأما شبيب فينقسمون إلى فرعين هما: آل سعيد وآل غفران.

وآل سعيد بنقسمون إلى آل بشر وآل جابر.

وآل بشر ينقسمون إلى آل فاضل وآل البحيح وآل بريد.

وآل فاضل ينقسمون إلى آل فهيدة وآل عذبة.

2 -

‌ ما ذكره الشيخ حمد الحقيل في "كنز الأنساب ومجمع الآداب" عن آل مرة

(1)

:

قال: وصفت هذه القبيلة واشتهرت بالقيافة، ومنازلها من جنوب الطريق الموصلة بين الأحساء والرياض؛ إلى جهة المخرج وجهات العقير إلى واحتي يبرين والجافورة حتى وسط الربع الخالي، ولها فخذان رئيسان هما:

1 -

شبيب بن مرة.

2 -

علي بن مرَّة.

قال: ومن أمراء هذه القبيلة: المرضف، وأبو ليلة، وابن شريم، وابن نديله، وابن نقادان، وابن اصعاق، المحنا.

3 -

‌ ما ذكره الشيخ حمد الجاسر رحمه الله في "معجم المملكة العربية السعودية" عن آل مرة

(2)

:

قال: آل مُرَّة واحدهم مَرِّي

(3)

، منهم الفروع الآتية:

(1)

انظر كنز الأنساب ص 193، الطبعة الحادية عشر 1408 هـ/ 1988 م.

(2)

انظر معجم قبائل المملكة العربية السعودية ص 657 وما بعدها.

(3)

هكذا قال الجاسر -بفتح الميم- لأن المتداول في النطق مَرَّي وليس مُرِّي.

ص: 498

1 -

آل علي بن مرة ومن فروعهم:

(أ) الغياثين واحدهم غيثاني وهم آل حرير واحدهم حريري، وآل بزام واحدهم بزامي.

(ب) الجرابعة واحدهم جربوعي وهم آل جبران واحدهم جبراني، وآل نجم واحدهم نجمي، وآل طييران واحدهم طييراني.

2 -

آل شبيب ومن فروعهم:

(أ) الغفران واحدهم غفراني ومنهم آل عوير وآل جلاب وآل عبثا وآل حثلين وآل مهران وآل درعة وآل معيان وآل جغران وأن مرصاع وآل فرج.

وآل هادي بن زايد (زايد) منهم: آل شرى وآل نتيفة وآل مانع وآل جذنان وآل غبشان وآل جفران وآل بريس وآل بقيعة وآل بنا.

وآل جابر منهم آل زقيمة، وآل مقلم، وآل غضبان، وآل غضيف، وآل ابن نعام، وآل شاجع، وآل بحيح. منهم: آل سمرة، وآل سويحيت، وآل سنيد، وآل حسنا، والسحالين، وآل سعيد بن ضرفاس، وآل صالح بن ضرفاس، وآل حنيتم ابن صرفاس. وآل جحيش، وآل نابت، وآل فهيدة ومنهم آل شفيع.

وآل شافع، وآل عازب، وآل غانم بن هادي، والسوالمة، وآل نميان، وآل عذبة واحدهم عذبي وهم:

(أ) آل منصور ومنهم التالي:

1 -

آل فارس، وآل دمثة، وآل سعيد منصور، وآل قريع.

2 -

آل جفيش.

(ب) آل هتيلة واحدهم هتيلي.

وبلاد آل مرة في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية في حرض وما حوله والجافورة ويبرين والخن والسكك ونباك.

ولآل مرة في الدكاكة عدد من الآبار التي حفرها أو أحيوها ومنها التالي:

بئر سالم، وبئر معمورة، وبئر الأذاني، وبئر هادي، وبئر الحارة، وبئر الخشبي، وبئر صبغة، وبئر طريوه، وبئر شنّة، وبئر زويرة، وبئر القعدة، وأبو

ص: 499

رويقة، وبئر مبارك، وخور ابن رشدان، وأبا الحيايا، والقعاميات، والحوايا، والشويكة، والأوراك، وكرش البعير.

‌وقال الجاسر أيضًا عن آل مرة في كتاب "أصول الخيل

"

(1)

:

آل مرة قبيلة قحطانية من يام من همدان وانتقالها من جنوب الجزيرة العربية (بلاد يام) في عهود متاخرة، وهذه القبيلة منتشرة فيما بين يبرين وحرض وبلاد قطر ونواحي الأحساء، وتتوغل جنوبًا إلى حدود عُمان وحضرموت في (الربع الحالي) المعروف قديمًا باسم (صيهد) و (الفج الحالي) وهي تقتني بعض أصول الخيل من (الصويتيات) ومنها خيل (دبلان) أحد آل مرة.

وورد في كتاب "الأصول": نقل عن اثنين منهم عبد اللَّه بن نقادان شيخ آل مرة في عُمان تحدث عن الدُّهْم، وسالم بن عويضة عن كحيلة الرعيل وكروش الغندور.

4 -

‌ ما ذكره الأستاذ سعود الهاجري عن آل مرة

(2)

:

قال: يرجع نسب آل مرة إلى جشم بن يام من همدان القحطانية، ويُدعى مؤسسهم مرة بن جشم بن يام وأعقب علي بن مرة، وشبيب بن مرة.

وقد سكن آل مرة قديمًا في الجنوب الغربي من الجزيرة العربية، ولكنهم نزحوا حتى استوطنوا أجزاء من الربع الخالي في الجهة الشمالية الشرقية، ولا تزال لهم إلى يومنا هذا صلات ببعض الأفخاذ من آل مرة الذين بقوا في تلك النواحي ومنهم آل دمنان وآل هتيلة وآل هندي.

ويتجول آل مرة بإبلهم في جزء كبير من الربع الخالي ويصلون نجران في الجهة الغربية منه وكذلك حتى الظفرة في الجهة الشرقية، كما أن كثيرًا من آل مرة يقاسمون بني هاجر والعجمان في مراعي الربيع الخصب بوادي المياه، ومن الأماكن التي توجد بها آبارهم: يبرين، الجافورة، الجوب، السنام، الوسعة، الكرسوع، اللبدة، البوح، الدكاكة. ومن هجرهم: يبرين، السكاك، نباك، اليدوع.

(1)

انظر ص 141 من كتاب أصول الخيل العربية الحديثة.

(2)

عن كتاب بني هاجر.

ص: 500

وقد اشتهر أبناء هذه القبيلة بتقفي الأثر وبالأخص منهم فخذ آل دمنان وكان منهم اثنان أسهما في اكتشاف الربع الخالي مع فلبي ولذلك تستخدمهم الحكومات في تقفي أثر المطلوبين للعدالة قبل نهضة البترول، وهناك مثل شائع في الجزيرة العربية يقول:"في السماء برقية وفي الأرض مرية".

وتُكنُّ قبيلة آل مرة الولاء للملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله فكانت من أشد القبائل في ذلك وكانوا من بين المناصرين له، فقد وجدت أسرته من آل سعود الملاذ والأمان عندما التجأت عند قبيلة آل مرة، بعد خروجهم من الرياض عندما سيطر عليها ابن رشيد، وقد اكتسب الملك عبد العزيز من آل مرة كثيرًا من التجارب والمعلومات التي استقاها من رجالاتهم الأشداء في السيطرة على الرياض. وزار العديد من الباحثين والرحالة الأوروبيين قبيلة آل مرة لدراسة أحوالها ومعرفة سر تعلقها وحبها للصحراء ومنهم دنبال بول كول في كتابه "آل مرة بدو الربع الخالي" وكذلك الكاتبة كلوس فردناند في كتابها "بدو قطر" وقد نشرت العديد من المقالات في الصحف الأجنبية والدوريات الشهرية.

وقال عن فروع آل مرة التالي:

1 -

آل علي بن مرة وهم أفخاذ:

أ - الغياثين ومنهم آل حرير آل بزام.

ب - الجرابعة ومنهم آل جبران، آل نجم، آل طييران.

2 -

آل شبيب بن مرة وهم أفخاذ:

الغفران وآل جابر وآل بحيح وآل فهيدة وآل عذبة وآل بريد وآل زيدان.

الغفران: ومنهم آل عوير، وآل هادي بن زايد، آل بريص، آل بقيع، آل بنا. ومن آل عوير: آل جلاب، آل ميثاء، آل حثلين، آل مهران، آل درعة، آل معيان، آل جغران، آل مرصع، آل فرج. ومن آل هادي بن زيد: آل نتيفة، آل مانع، آل جذنان، آل غبشان، آل جفران.

آل جابر: ومنهم آل زقيمة، آل مقلم، آل غضبان، آل غضيف، آل ابن نعام، آل شجع.

ص: 501

آل بحيح: ومنهم آل سمرة، آل سنيد، آل حسنا، آل سعيد بن ضرفاس، آل صالح بن ضرفاس، آل منيتم بن ضرفاس، آل جحيش، آل نابت.

آل فهيدة: ومنهم آل شفيع، آل شافع، آل عازب، آل غانم بن هادي، السوالمة، آل نميان.

آل عذبة: ومنهم آل منصور، آل جفيش، نقادان.

آل دمنان: ومنهم آل جبعة، آل الصقور، آل هتيلة.

5 -

‌ قال صاحب "الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر" عن آل مرة:

آل مرة كبيرهم ابن نقادان، وسقمانهم خمسة عشر ألف وخيلهم ألفين.

وأضاف الأستاذ سعود بن غانم الجمران العجمي محقق الكتاب التالي:

قال عنهم مؤلف "لمع الشهاب" سنة 1233 هـ في صفحة 65 ما يلي:

(وطائفة أخرى من يام، يقال لهم آل مرة، تارة يسكنون اليمن وأخرى نجدا، بحسب ما يصلح أحوالهم لمواشيهم، وهم أهل إبل فقط، وشجعان ولشجاعتهم لا ينازلون أحدًا من (. . .) -كذا- ولا يخالفونهم وإن كانوا قليلين، وربما نزلوا أرض الأحقاف من مشارق اليمن، مما يلي عُمان، وهم يبلغون ألفي رجل أو أكثر، وتلك الديار التي يسكنها هؤلاء أرض فيافي وقفار، شديدة الحر جدًّا، وأما الماء ففيها عزيز الوجود، وربما وجد فيها ماء أملح من البحر، لكن يشربونه هؤلاء، وغالب قوتهم من لبن الإبل، وبينهم وبين الدرعية مسافة اثنين وثلاثين يومًا للراكب المجد السير، وهم في طاعة آل سعود) انتهى. وآل مرة هؤلاء قبيلة عربية عريقة اشتهرت بالشجاعة المنقطعة النظير يقال أنهم لم يهزموا في أية معركة، كما اختصوا بعلم ألقيافة والأثر وهم حنبليو المذهب. ومن آل جشم هؤلاء ملوك عدن آل زريع أول من تولى الملك منهم العباس بن الكرم اليامي وله حصن التعكر وما يأتي من البر وما جاوره وشقيقه المسعود بن الكرم اليامي وله حصن الخضراء وما يليه من البحر وذلك في عام 470 هـ وقد عظمت مملكة آل زريع هؤلاء واتسعت وشملت مدنا كثيرة ومساحات واسعة من اليمن، وقد استمر ملكهم مائة عام حيث انتهى سنة 569 هـ عندما غزا السلطان شمس الدولة (توران

ص: 502

شاه) الأيوبي، اليمن واحتلها، وكان آخر ملوكهم عمران بن محمد بن سبأ آل زريع اليامي، نو كرم فياض ومآثره خالدة.

وقبيلة يام التي تنتمي إليها مرة تضم بطونًا كثيرة منهم العجمان وآل هبرة وآل مواجد والغز والأسلوم وآل الهندي والصقور وآل مفلح وغيرهم، ومن يام عبيدة بن الأجدع الفقيه ومنهم الصحابيان المشهوران زبيد بن الحارث اليامي وطلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب بن جخدب اليامي وكلاهما فقيهان.

لاحظ تاريخ اليمن العمارة اليمني وتاريخ الجندي وكتاب الاشتقاق لابن دريد).

أما بطون آل مرة فقد حدثني عنها راشد بن صالح بن راشد بن مقارح بما يلي:

(1)

آل بحيح: بن بشر بن شبيب بن سعيد بن مرة من ولد جشم بن يام، وأفخاذ آل بحيح هم:

آل حنيتم كبيرهم متعب المنخس.

آل سنيد وكبيرهم ابن نحيان.

آل سمرة، وكبيرهم ابن الصعاق.

آل مريزيق، وكبيرهم المحنا.

آل صالح بن ضرفاس، وكبيرهم ابن نوره.

آل سعيد بن ضرفاس، وكبيرهم ابن الأسود.

آل حسنا، وكبيرهم بن نديلة ومحمد بن جار اللَّه.

آل نابت، وكبيرهم المغرز.

آل مقارح، وكبيرهم راشد بن مقارح ثم ولده علي.

آل هيضة، وكبيرهم سعيد بن القوز.

آل جحيش، وكبيرهم عبد اللَّه أبو صلعا.

ص: 503

آل بريد، وكبيرهم ابن ذروة ومنهم أيضًا ابن رميص مقطع الحق لكافة رجال يام.

(2)

بطن آل فهيدة: ابن بشر بن شبيب بن سعيد بن مرة من أفخاذهم: آل شفيع كبيرهم في القديم الرواشدة، وآل عازب وكبيرهم بن حران، وشيخ آل فهيدة كافة محمد بن شريم ثم ولده راشد ثم لاهوم ثم طالب بن شريم الموجود حاليًا، ويليه في المشيخة الأمير فيصل بن محمد بن شريم، وأسرة آل شريم ذات زعامة ومجد وسؤدد، وقد مكث عندهم الإِمام عبد الرحمن بن فيصل آل سعود رحمه الله وأسرته عند خروجه من الرياض سنة 1308 هـ وبقي عندهم فترة من الزمن مكرمًا معززًا مبجلا ولم ينس لهم هذه المأثرة المجيدة فأحاطهم هو ونجله الملك عبد العزيز آل سعود بكل رعاية وعطف وتقدير بعد استعادتهم المُلك من خصومهما، وكان الملك عبد العزيز رحمه الله كثير الإطراء لهم في مجالسه الخاصة.

(3)

آل جابر: بن سعيد بن مرة.

منهم: الشيخ العام المرضف، وقد اشتهر منهم في التاريخ محمد المرضف ثم علي المرضف ثم فيصل المرضف ثم حمد بن فيصل المرضف الذي مدحه الشاعر سالم بن خرمان العجمي، وشيخهم اليوم جابر المرضف وبلدته يبرين المشهورة غرب جنوب الأحساء بحوالي 230 كيلا.

(4)

الغفران: بن شبيب بن سعيد بن مرة وكبيرهم حمد بن جلاب.

(5)

الجرابعة: بن علي بن مرة.

(6)

الغياثين: بن سعيد بن مرة، وكبيرهم الحرير.

(7)

آل هتيلة: بن سلمان بن شبيب بن سعيد بن مرة.

(8)

آل بريص: بن شبيب بن سعيد بن مرة، وكبيرهم ابن الأحيمر.

(9)

آل زيدان: بن سعيد بن مرة، وكبيرهم ابن شابل.

(10)

آل عذبة: بن فاضل بن بشر بن شبيب بن سعيد بن مرة، والشيخ العام ابن نقادان، ومن أمرائهم: ابن فاضل، وابن حنزاب، وابن هدفه.

ص: 504

أما مدن آل مرة الياميين وقراهم فهي: (يبرين) وهي بلدة مأهولة بالسكان يملكها الشيخ جابر بن حمد المرضف وهي تقع على مسافة 230 كيلا غرب جنوب الأحساء، وقد ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان والهمداني في صفة جزيرة العرب ووصفاها بكثرة المياه والنخيل والزروع وكانت عامرة منذ القديم.

ومن قرى مرة أيضًا (انباك) تبعد أربعين كيلا عن سلوى جنوبًا شرقًا قرب الحدود السعودية القطرية وأميرها فيصل بن عبد اللَّه آل نقادان.

6 -

‌ ما ذكره الأستاذ إبراهيم جار اللَّه بن دُخنة الشريفي في "الموسوعة الذهبية" عن آل مرة

(*):

المرة من قبائل جشم من يام: قال الإِمام أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني الصيفي الشُّريفي التميمي المتوفي في القرن السادس الهجري: المُرِّي نسبة إلى مر بن الجبار بن عبد اللَّه بن قادم بن زيد بن عريب بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن زيد ابن ربيعة بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ويلتقون مع قبيلة يام في جشم بن حاشد، وهو يام بن أصفي بن مانع بن مالك بن جشم بن حاشد

(1)

.

قال الحيدري: آل مرة من أعظم عشائر نجد وهم من أهل القوة والشجاعة والكثرة ولهم قبائل كثيرة منها آل جابر وآل عذبة والغفران وآل علي، وشيخهم الأكبر في هذا العصر فيصل المرضف وهم مع العجمان على حد واحد

(2)

.

قال حمد الحقيل: ومن أمراء القبيلة: المرضف، أبو ليلة، ابن شريم، ابن نديلة، ابن نقادان

(3)

.

قال حمد الجاسر: وبلاد آل مرة في المنطقة الشرقية: حرض وما حوله، والجافورة، ويبرين، والحن، والسكك، ونباك. ولآل مرة في الدكاكة عدد من

(*) انظر الموسوعة الذهبية ج ط 1419 هـ/ 1998 م.

(1)

الأنساب للتميمي ج 5/ 269؛ لب اللباب ج 2/ 253.

(2)

عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد/ 204.

(3)

كنز الأنساب ومجمع الآداب لحمد الحقيل/ 221 - 222.

ص: 505

الآبار التي حفروها أو أحيوها، ومنها: بئر سالم، وبئر معمورة، بئر الأذاني، بئر هادي، بئر الحارة، بئر الخشبي، بئر صبغة، بئر طريوه، بئر شنة، بئر زويره، بئر القعدة وأبو وريقة، بئر مبارك، خور ابن رشدان، أبا الحيانا، القعاميات، الحوايا، الشويكلة، الأوراك، كرش البعير

(1)

.

وأضاف الجاسر: ومن القبائل التي لا تزال تتمسك بالمميزات القبلية القديمة: آل مرة والعجمان، فبعد ضعف قبيلة بني خالد، انساح إلى المنطقة الشرقية من جنوب الجزيرة آل مرة والعجمان، فأزاحوا سكانها من البادية، إلا من رضخ لسيطرتهم، وانتشروا فيها، فحلت قبيلة العجمان في وسطها في أريافها، ونزلت قبيلة آل مرة في ناحيتها الجنوبية، في أطراف الرمال، وفيما بين الأحساء وشبه جزيرة قطر

(2)

.

‌ومن موارد ومواطن آل مرة

(3)

:

إمباك هجرة لبني مرة، أميرها ابن نقادان.

أمُّ الضُّرُوس: جمع ضرس، ماء يقع في شمال الربع الخالي الشمالي الغربي، شرق الخن في الطرف الغربي من أرض الجَوْف، الواقعة جنوب الجافورة، من موارد آل مُرَّة

(4)

.

أمُّ عدوة: من مياه واحة يبرين، في بلاد بني آل مُرَّة.

أمُّ العَمَد ماء يقع في غربي السَّنام، شمال العُبَيْلة، في الرَّبع الخالي، من موارد آل مرة.

أمُّ النَّصِيِّ: من مياه يبرين في وسط الواحة، من موارد آل مرة.

بَخْراء: ماءٌ يقع في شرقي الجَوْب الذُّويي في الربع الخالي، من موارد آل مرة، ويبعد عن يبرين نحو 40 كيلا.

بُنيَّان: في الجيبان، من بلاد آل مرة.

(1)

معجم قبائل المملكة العربية السعودية لحمد الجاسر ج 2/ 657 - 660.

(2)

المعجم الجغرافي، المنطقة الشرقية، لحمد الجاسر، القسم الأول/ 58.

(3)

المعجم الجغرافي، المنطقة الشرقية، لحمد الجاسر.

(4)

المعجم الجغرافي، المنطقة الشرقية، لحمد الجاسر، القسم الأول/ 173.

ص: 506

البُوْح: من مياه آل مُرَّة، بمنطقة الدكَاكَة، وفي الرَّبع الخالي.

بيتر آل جُحَيش: وآل جحيش من آل مرة، وتبعد عن يبرين من الجهة الجنوبية الشرقية بنحو 450 كيلا.

بير ابن جهيم: في الجنوب من يبرين، شرقي صيحا، وجنوب القصب، في غربي قارة العُشر، وتبعد عن يبرين بنحو مائة كيل، من موارد آل مرة.

بير فارس: من موارد آل مرة، في الجنوب الشرقي من يبرين، ويبعد عنها بنحو 400 كيل، وهو بئر ارتوازي ماؤه مُرٌّ.

بير فاضل: ماء في وسط الربع الخالي الشمالي الغربي، ويبعد عن يبرين نحو 150 كيلا، من موارد آل مرة.

بير آل منصور: جنوب كذمة وجنوب يبرين للشرق 170 كم.

بير مريزق: من مياه السنام، في الربع الخالي، من موارد آل مرة.

بير هادي: ماءٌ يقع في غربي الدكاكة، في الربع الخالي الشرقي الجنوبي، من موارد آل مرة.

الجافورة: صحراء واسعة جدًّا، رملية، صعبة المسالك لغزارة رملها، تمتد شمالًا من العُقير، شرق الأحساء من قرب بقيق بلسان ضيق، ثم يعرض تدريجيًا بعد تجاوز سواد الأحساء جنوبًا حتى يبلغ اتساعها قرب حرض في الجنوب الغربي، فيبرين، فتتصل بالربع الخالي. وتمتد شرقًا إلى ساحل البحر، فخليج سلوى، وفي جانبها الشرقي مياه كثيرة، أما في وسطها فهي قليلة المياه. ويحد الجافورة من الغرب منطقة الأحساء، ومن الشرق رمال الربع الخالي ومن الشمال ساحل البحر. قال الجاسر: وقد غامر العجمان بارتياد الحد الشمالي للجافورة، غير أن قبيلة آل مرة القوية هي التي استطاعت التردد على الجافورة بصورة دائمة بحيث إنها لا تتوقف عن دخولها إلا في فصل الشتاء أو بحثًا عن هارب من أعدائهم الأشد منهم قوة؛ ويقال أن آل مرة عندما يكونون في الجافورة يلبسون نعالا من نوع غليظ مصنوعة من شعر الإبل، وقال: وعند إقامة آل مرة في الجافورة، لا يشربون شيئًا سوى لبن إبلهم، ويستخدمونها أيضًا في الطبخ بدلا من الماء، وإذا اضطروا لشرب المياه من الآبار، فإنهم يخلطونها بالتمر حتى يصبح طعمها مقبولا

(1)

.

(1)

المعجم الجغرافي، المنطقة الشرقية، لحمد الجاسر، القسم الأول 356 - 358.

ص: 507

حَرَض: مورد ماء قديم لقبيلة آل مرة، ويقع على بعد 15 كيلا من بلدة حَرض، وهو الماء الذي عناه الأزهري في كتاب التهذيب قائلًا ما نصه:

"حرَض: ماءٌ معروف في البادية".

الحفائر: من مياه يبرين في جنوبي الواحة، من موارد بني مرة.

الحلْفَاء: على اسم النبات المعروف، من موارد بني مُرّة بمنطقة إمارة حرض.

خربْقَاء: من مياه يبرين، وتقع في وسطه، من موارد آل مرة.

الخُشُّ: في إمارة حَرَض، هجرة لبني مُرَّة.

الخَشَبيّ: في سلوى، من موارد بني مُرَّة.

الخِ: منخفض واسع من الأرض تحيط به الرمال من كل الجهات، والخن ويبرين متشابهتان في طبيعة الأرض، ومتقاربتان في المساحة، وفي الخِن آبار، ويسمى البئر "بدْع"، وفي شمال المنخفض قرية الخِن وتقع في طرف مرتفع يدعى خشم الخن. ومن سكان الخن آل حسنًا من آل بحيح من آل مُرَّة وغيرهم من آل مُرَّة.

خور آل جُحيش: ماءٌ في الجنوب الشرقي من الربع الخالي الشمالي الشرقي، وآل جحيش من بني مُرَّة.

خور ابن خويران: من موارد آل مُرَّة بمنطقة سلوى.

خور ضاحية: من مناهل منطقة الدكاكة في الربع الخالي، لآل مُرَّة.

الخيسة: ماءٌ يقع غرب السكك، على مقربة من رأس سلوى، من غربه، من موارد آل مُرَّة.

الدَّكَاكة: في الربع الخالي الجنوبي الشرقي، وفيها مناهل لآل مُرَّة، من آل عوير، وآل جفران، من آل غفران، منها: بئر سالم نسبة إلى سالم بن صالح بن جهامان من آل جفران. ومن آبار الدكاكة الأخرى: بئر أبا الحيانا، بئر الأداني، بئر ابن رشدان، أو خور ابن رشدان، بئر أبو وريقة، بئر الحارَّة، بئر الخشبي، بئر زويرة، بئر شنة، بئر صبغة، بئر طريوة، بئر القعدة، بئر مبارك، بئر معمورة، بئر هادي، غُمَيْغمة.

ص: 508

ومن آبار الربع الخالي: الأوراك، الحوايا، الشويكلة، القعاميات، كرش البعير.

الذُنيب: في إمارة حرض، من هُجْر آل غفران من آل مُرَّة.

رُمَيْحَة: من هِجْر آل مُرَّة، التابعة لإمارة حَرض.

سَبْع: في منطقة سلوى، من مياه آل مُرَّة.

السِّكَك: تقع على حدود دولة قطر الجنوبية، بمحاذاة سلوى جنوبًا، وهي آبار ثلاث متقاربة، من هجر آل مُرَّة، سكانها آل عَذْبة.

السَّنَامِ: من مناطق الربع الخالي، وماء لآل مُرَّة في منطقة الدكاكة.

سُوْدة: في جنوب الهفوف، وتبعد عنها نحو ثلاثين كيلا، من موارد آل مُرَّة.

الشَّلْفَا: ماءٌ يقع جنوب بئر فاضل، وجنوب شرق بئر آل منصور، في الربع الخالي، من موارد آل مُرَّة.

صُبيحَا: ماء في جنوب يبرين، في الرمال، في الشمال الشرقي من مُقِينمَة، من مناهل قبيلة آل مُرَّة، وسُمِّي في أحد البيانات الرسمية: صُبيْحَة، وعدَّ من هِجْر بني مُرَّة، الملحقة بإمارة حَرَض

ضَاحِيَة: خَوْر ضاحية من مياه آل عوير من الغفران من بني مُرَّة، ويقع في الدَّكاكة.

الطرفاء: من موارد آل صالح من آل بحيح من آل مُرَّة.

الطُريْفَاء: ماء يقع في شرقي الربع الخالي الشمالي الغربي، من موارد بني مُرَّة.

طُرَيْوَة: جنوب شرق يبرين على بعد 450 كيلا تقريبًا في الربع الخالي، من موارد آل مُرَّة.

الطُّويرف: من مياه يبرين في جهته الشمالية، من موارد آل مُرَّة.

الطويرفَة: من موارد آل مُرَّة، وتقع جنوب يبرين بنحو 250 كيلا، وهي هجرة لآل نقران من آل مُرَّة في منطقة إمارة حرض.

ص: 509

الطويلة: من موارد آل نقران من آل مُرَّة في منطقة حرض في المنطقة الشرقية.

العِشاوي: في منطقة حرض، هجرة لآل جابر من آل مُرَّة.

العضيليَّة: من موارد آل مُرَّة القديمة، وتقع في الأغوار في الجنوب الغربي من الأحساء.

عَطْسَة: من موارد آل مُرَّة، وتقع في الجانب الغربي الشمالي من الربع الخالي.

العِكْرِش: في منطقة سلوى، من موارد آل مُرَّة.

العُوْج: في جنوب يبرين، في الربع الخالي، من موارد آل مُرَّة.

غُمَيْغمة: في الدكاكة، في الربع الخالي، من موارد آل مُرَّة.

القَصَب: ماء لآل مُرَّة، ويقع في الجنوب الشرقي من يبرين.

القعاميات: من نواحي الربع الخالي، الذي تتجول فيه قبيلة آل مُرَّة.

القلايب: في سلوى، من موارد آل مُرَّة.

القليبة: هجرة بمنطقة حرض بقرب يبرين، جنوب جبل ضبَع، لآل عذبة، وآل عازب، وآل فهيدة، من آل مُرَّة.

الكرسُوع: في منطقة الدكاكة، بالربع الخالي، من مياه قبيلة آل مُرَّة.

‌وتنقسم قبيلة آل مُرَّة إلى التالي:

الجرابعة، آل دمنان، بني شبيب، آل علي بن مُرَّة، آل نجم، آل هتيله.

الجرابعة: من بني مُرَّة، ومنهم:

آل جبران: واحدهم جبراني.

آل طييران: واحدهم طييراني.

آل معمور: واحدهم معموري.

آل دمنان: في نجران، من بني مُرَّة، ومنهم: آل جبعة، الصقور.

ص: 510

بني شبيب: من بني مُرَّة، ومنهم:

آل سعيد: من بني شبيب، ومنهم:

آل بريد، آل بشر، آل جابر.

آل بحيح: من آل بشر من آل سعيد، ومنهم:

آل جحيش ومنهم: آل حميد، آل سفران، آل سويحيت، السحالين، آل محمد بن بحيح ومنهم:

آل حَسْنًا، السعيد، آل سمره، السنيدي، آل ضرفاس، آل مريزيق؛ ومن آل ضرفاس من آل محمد بن بحيح: آل سعيد، آل صالح، آل منيتم.

آل نابت ومنهم: آل عزيز، آل غانم، آل معيوف.

عيال فاضل: من آل بشر من آل سعيد، ومنهم:

آل عذبة من عيال فاضل، ومنهم: آل منصور، وآل جفيش، وآل نقادان.

آل نقادان من آل عذبة، ومنهم:

آل سندا، آل عيسى في الكويت، آل نقادان منهم الشيخ عبد الرحمن بن محمد آل نقادان، آل هدفه منهم سالم بن حمد بن هدفه، آل هويمل.

آل فهيده من عيال فاضل، ومنهم:

السوالمة، آل شافع، آل شفيع، العلي، المسعود.

ومن آل علي من آل فهيدة: آل عازب، آل غانم بن هادي، آل نميان.

ومن آل جابر من آل سعيد:

آل زقيمة، وأحدهم زقيمي.

آل شفيع ويقال شاجع، واحدهم شاجعي.

آل غضبان، واحدهم غضباني.

آل غضيف، واحدهم غضيفي.

ص: 511

آل مقلم، وأحدهم مقلمي.

آل ابن نعام.

آل هادي بن حمد.

آل غفران، من بني شبيب، ومنهم:

آل بريص، ويقال بريص، واحدهم بريصي.

آل بقيع، ويقال آل بقيع، واحدهم بقيعي.

آل بناء، ويقال آل بنا، واحدهم بناني.

آل جفران، واحدهم جفراني.

آل جلاب، واحدهم جلابي.

آل حثلين، واحدهم حثيلي.

آل درعه من آل غفران.

آل عوير، واحدهم عويري.

آل غياثين واحدهم غيثاني.

آل فرج.

آل مرصاع، واحدهم مرصاعي.

آل معيان، واحدهم معياني.

آل مهران، واحدهم مهراني.

آل هادي بن زايد، واحدهم زايدي، من آل غفران، ومنهم:

آل جذنان، واحدهم جذناني.

آل جفران، واحدهم جفراني.

آل شري.

آل غبشان، واحدهم غبشاني.

ص: 512

آل مانع.

آل نتيفه، واحدهم نتيفي.

آل علي بن مُرَّة، من بني مُرَّة، ومنهم:

الغياثين، واحدهم غيثاني، من آل علي بن مُرَّة، ومنهم:

آل بزام، واحدهم بزامي.

آل حرير، وأحدهم حريري.

آل هتيله: من بني مُرَّة، ومنهم:

آل عطية، آل قحيز.

‌قال صاحب صهوة الفارس:

آل مُرَّة، منهم من كان يرافق آل سفر في هجرتهم، وهم من بطون يام القبيلة القحطانية المشهورة

(1)

. وقد انتقلت عشيرة النجدي، من نجد في الجزيرة العربية عن طريق البحرين إلى بر فارس ليستقروا في قرية هميران، وقد انضموا لقبيلة عبيدل، أيام حكم الشيخ محمد سلطان بن عبد الحسين وكان يرافقهم في هذا التنقل البصار، وينتسبون جميعًا إلى آل مُرَّة القبيلة المعروفة في شبه الجزيرة العربية

(2)

. ومن آل مُرَّة في بر فارس: آل يحيى الذين هاجروا إليها من الجزيرة العربية

(3)

.

وانتقل من الجزيرة العربية إلى بر فارس بعض بني بشر، وينتمون إلى قبيلة مُرَّة بصحبة آل علي، وكان نزولهم في مكان يقال له رأس بستانة، ومنها انتقلوا إلى قرية تاونة الواقعة على ساحل الخليج وتبعد عن قرية جارك مسافة 7 كم غربًا

(4)

، وأول من حكم من بني بشر، هو الشيخ محمد بن مفلح البشري عام 1165 هـ حيث استمر حكمه حتى عام 1187 هـ ليتولى حكمهم ابنه عبد اللَّه بن

(1)

صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس، لعبد الرزاق محمد صديق/ 17.

(2)

صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس، لعبد الرزاق محمد صديق/ 20.

(3)

صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس، لعبد الرزاق محمد صديق/ 217.

(4)

صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس، لعبد الرزاق محمد صديق/ 28، جريدة اليوم صالح الذكير.

ص: 513

محمد وكان كأبيه كريمًا ونبيلًا ويتصف بالصلاح والعدل والزهد والورع، والذي استمر حكمه حتى عام 1219 هـ، ومن ثم آلت إلى ابنه صالح بن عبد اللَّه بن محمد الذي اتصف بصفات أبيه وحده من قبله، واستمر حكمه حتى وفاته عام 1244 هـ، ليتولى ابنه عبد اللَّه بن صالح الحكم، تابعًا سيرة أبيه وأجداده، كما اشتهر بالشجاعة والبلاغة، وكان صديقًا حميمًا للشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة، كما قام الشيخ عبد اللَّه بن صالح البشري بتزويج اخته إلى الشيخ سلطان بن صقر القاسمي حاكم الشارقة عام 1250 هـ.

استمر الشيخ عبد اللَّه في الحكم حتى وفاته عام 1272 هـ، فتولى الحكم بعد ذلك ابنه الشيخ صالح بن عبد اللَّه بن صالح حتى 1293 هـ، وكان رحمه الله محبًّا للخير داعيًا إليه، ومن ثم تولى ابنه الشيخ رحمة بن صالح الحكم وكان ذا أخلاق حميدة، حتى وفاته في قرية تاونة عام 1317 هـ ليتولى ابنه محمد بن رحمة الحكم، وفي عهده ولقلة الموارد، تفرق بنو بشر بين قرى المنطقة وجزيرة قيس وخور فكان في إمارة الشارقة وإلى قطر.

وهذا نسب محمد بن رحمة: هو محمد بن رحمة بن صالح بن عبد اللَّه ابن صالح بن عبد اللَّه بن محمد بن مفلح البشري، ومنه ولده: غضبان، وعبد الرحمن، وأحمد. ومن ولد عبد الرحمن بن محمد: رضوان، وغضبان. ومن ولد أحمد بن محمد: محمد، وأحمد. ومن ولد أحمد بن محمد: حسن، ورضوان.

استمر حكم الشيخ محمد بن رحمة في قريته حتى وفاته عام 1348 هـ ليتولى بعد ذلك الشيخ غضبان بن محمد الحكم في قرية نخل نمير، أما ابنه أحمد ابن محمد فقد تولى حكم قرية تاونة، ويساعدهم أخوهم عبد الرحمن في ذلك. توفي أحمد ابن الشيخ محمد في قرية تاونة عام 1350 هـ.

كما تولى الشيخ عبد الرحمن بن محمد البشري حكم قرية تاونة بعد وفاة أخيه الشيخ أحمد بن محمد البشري، وكان ذلك بولاية من أخيه الشيخ غضبان ابن محمد بن رحمة. واستمر حكم الشيخ غضبان حتى وفاته عام 1360 هـ،

ص: 514

ودفن في قرية نخل نمير، ليتولى أخوه الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن رحمة بن صالح بن عبد اللَّه بن صالح بن عبد اللَّه بن محمد بن مفلح بن بشر الحكم مكانه، كما قام بإنابة أبناء أخيه محمد بن أحمد وأحمد بن أحمد البشري حكم قرية تاونة

(1)

، وقد استمر حكم الشيخ عبد الرحمن حتى انتقاله إلى إمارة الشارقة عام 1386 هـ، توفي الشيخ عبد الرحمن عام 1402 هـ وله من الولد: رضوان.

كما انتقل من الجزيرة العربية إلى بر فارس آل علي: قال محمد صديق: هم من سُبيع نجد، من آل عمرو بن سبيع بن مصعب بن معاوية بن كثير من مالك بن مُرَّة بن يام

(2)

، والصحيح هنا أن بني السبيع هؤلاء بطن من همدان، وهم من السبيع بن صعب، وفي معجم البلدان وتاج العروس: السبيع بن سبع بن صعب ابن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن خيوان بن نوف بن همدان، وتنسب إليهم خطة بالكوفة تعرف بجبانة السبيع

(3)

.

أما سُبيع نجد فهم من بني سُبيع بن بكر بن أشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عَيْلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان

(4)

. كما أن آل علي هؤلاء حسب ما ورد من بني عمومة العجمان، فيكون نسبهم الصحيح هو آل علي من بني علي بن مُرَّة، وعموم آل مُرَّة ينتسبون إلى جشم بن حاشد بن خيوان بن نوف بن همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن زيد بن ربيعة بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. ويام هو بن أصفي بن مانع بن مالك بن

(1)

صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس، لعبد الرزاق محمد صديق/ 44، 238 - 243.

(2)

المنتخب/ 214، صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس، لعبد الرزاق محمد صديق/ 245.

(3)

معجم البلدان لياقوت ج 2/ 294، الأغاني للأصفهاني طبعة دار الكتب المصرية ج 9/ 13، العقد الفريد لابن عبد ربه ج 2/ 79، القاموس للفيروزآبادي ج 3/ 36، تاج العروس للزبيدي ج 2/ 547، ج 5/ 374، لسان العرب لابن منظور ج 10/ 13، الأنساب للسمعاني التميمي في 591 - 1 اللباب لابن الأثير مخطوط، الاشتقاق لابن دريد/ 254، نهاية الأرب للقلقشندي مخطوط في 27 - 1، معجم قبائل العرب لعمر رضا كحالة ج 2/ 502 - 503.

(4)

جمهرة أنساب العرب لابن حزم/ 249 - 250.

ص: 515

جشم بن حاشد

(1)

. وآل علي هؤلاء غير قبيلة بني بو علي التميمية في سلطنة عُمان.

ويذكر أن انتقال قسم من آل علي من نجد إلى بر فارس كان بسبب الخلاف بينهم وبني عمومتهم العجمان، حيث رافقهم آل ابن بشر من نجد عن طريق القطيف عام 1152 هـ، إلى رأس بستانة، ثم إلى دوان الشرقية، ومنها إلى قرية جارك

(2)

. وكان انتقال آل علي تحت قيادة كبيرهم الشيخ علي بن خلفان والذي انتخب حاكمًا لقرية جارك وما حولها، وقد اتسعت منطقتهم حتى شملت قيسا وغيرها. توفي الشيخ علي بن خلفان عام 1165 هـ، وكان له من الولد: حسن وطريف وأحمد.

تولى الشيخ حسن بن علي الحكم في قرية جارك وتوابعها ما بين 1165 - 1207 هـ، 1752 - 1793 م، كما حكم الشيخ طريف بن علي جزيرة قيس، وبذلك انفصل عن حكم أخيه، ومن تولى بعد وفاته ابنه الشيخ عيسى بن طريف بن علي حكم جزيرة قيس حتى عام 1258 هـ - 1842 م، لينتقل بعدها وبسبب الخلافات مع النصوريين إلى دولة قطر، وبذلك عادت جزيرة قيس إلى تبعية منطقة جارك.

وكان يساعد الشيخ حسن بن علي، أخوه الشيخ أحمد بن علي بن خلفان في إدارة حكم المنطقة. وبعد وفاة الشيخ حسن بن علي، تولى الحكم ابن أخيه الشيخ عبد اللَّه بن أحمد بن علي. وفي عام 1237 - 1822 م، قام الشيخ جبارة ابن محمد النصوري الخالدي بعزل الشيخ عبد اللَّه بن أحمد، ليتولى من بعده الشيخ أحمد بن عبد اللَّه بن حسن بن علي بن خلفان أمور الحكم حتى وفاته في جارك عام 1257 هـ - 1841 م.

تولى الحكم الشيخ عبد اللَّه بن أحمد بن عبد اللَّه بعد وفاة أبيه، وكان رحمه الله مشهورًا بالتقوى والصلاح، ليستمر حكمه مدة ست سنوات ليتنازل

(1)

الأنساب للسمعاني الشريفي التميمي ج 5/ 269، لب اللباب ج 2/ 253.

(2)

المنتخب/ 214، تاريخ جهانكيرية/ 130، جريدة اليوم/ صالح الذكير، صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس، لعبد الرزاق محمد صديق/ 26.

ص: 516

بعدها عن الحكم عام 1263 هـ - 1847 م، لابن أخيه الشيخ محمد بن حسن بن أحمد وكان هذا كريمًا شجاعًا وسياسيًا محنكًا، وكان له الكثير من الأصدقاء، منهم: الشيخ مذكور النصوري الخالدي حاكم منطقة بني خالد، والشيخ حمد بن إسماعيل حاكم منطقة عبيدل. وفي عام 1297 هـ، أبعد الشيخ محمد من قبل الحكومة المركزية إلى جزيرة قيس، ولكنه عاد إلى جارك في نفس العام ليتولى حكمها حتى وفاته عانم 1301 هـ - 1884 م، ليتولى الحكم ابن عمه الشيخ صالح ابن محمد وهو صالح بن محمد ابن الشيخ صالح بن حسن بن عبد اللَّه، وكان حاكمًا تقيًا مشهورًا بالفطنة والحنكة السياسية، فقد آخى بين القبائل المتناحرة، وأنهى الكثير من الخلافات التي وقعت بينها، كما قام بمصاهرة الكثير منهم، ليستمر حكمه حتى وفاته في قرية جارك عام 1340 هـ - 1922 م.

بعد وفاته، قام ابنه الشيخ محمد بن الشيخ صالح آل علي حكم قبيلة آل علي، ومقر حكمه مدينة جارك الساحلية، وكان ينوب عنه الشيخ عبد اللَّه بن صالح والشيخ محمد بن صالح في إدارة قرى المنطقة، وفي عام 1395 هـ - 1975 م، تنازل الشيخ محمد بن صالح لابنه عن الشيخ حسن عن الحكم وانتقل إلى (أبو ظبي) في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبعدها بعام واحد، تبعه ابنه الشيخ حسن ليسكن إمارة الشارقة ليجتمع فيها أغلب شمل آل علي

(1)

.

وهذه سلالة حكام آل علي بن خلفان:

طريف: هو طريف بن علي بن خلفان.

أحمد: هو أحمد بن علي بن خلفان، ومن ذريته: محمد بن هارون بن بركات بن حسن بن عبد اللَّه بن أحمد بن علي بن طريف، ومن ولد محمد بن هارون: علي، فريد، هارون، حسن، عبد الرحمن، فيصل.

(1)

صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس، لعبد الرزاق محمد صديق/ 45 - 46، 113، 245 - 253، جريدة اليوم الإثنين 10 محرم 1417 هـ الموافق 27 مايو - أيار - يونيو 1996 م، العدد 8382، جريدة اليوم الثلاثاء 11 محرم 1417 هـ، الموافق 8 مايو 1996 م، العدد 8373. بقلم صالح الذكير، جريدة اليوم، الإثنين، 28 ربيع أول 1417 هـ الموافق 12 أغسطس - آب - 1996 م، العدد 8459، بقلم محمد بن دخيل العصيمي.

ص: 517

حسن: هو حسن بن علي بن خلفان، ومنه ولده:

عيسى، عبد اللَّه. ومن ذرية عبد اللَّه بن حسن: محمد وهو محمد بن حسن بن أحمد بن عبد اللَّه بن حسن. إبراهيم وهو إبراهيم بن أحمد بن خلفان ابن أحمد بن عبد اللَّه بن حسن، ومنه: خلفان، وصالح.

سالم: وهو سالم بن محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن عبد اللَّه بن حسن، ومنه ولده: أحمد بن سالم، ومنه: محمد، وعبد الرحيم، ومحمد بن سالم، ومنه: سالم. صالح: وهو صالح بن محمد بن صالح بن حسن بن عبد اللَّه بن حسن، ومنه ولده: محمد وعبد اللَّه. ومن محمد بن صالح: حميد، وحسن، ومن حسن بن محمد: فريد، وعلي. ومن عبد اللَّه بن صالح: خالد، وصالح، ومن صالح بن عبد اللَّه: يوسف، ويونس.

7 -

‌ ما ذكره الأستاذ محمد بن راشد بن علي آل عذبة عن قبيلة آل مُرَّة

(1)

:

قال عن مواطنهم ووسومهم وعزاويهم ونداءاتهم التالي:

كانت قبائل يام عمومًا لا تقطن في الجهة الشرقية من شبه الجزيرة العربية، بل كانوا في نجران وما حولها حتى عهد قريب، وعندما نقول عهدًا قريبًا فلا يعني أننا نقصد أنه عقود من الزمن، بل نستطيع القول أن ذلك العهد هو قرابة القرن ونصف القرن من الزمان.

ولو رجعنا لعام (1238) للهجرة، ذلك العام هو بداية نهاية حكم آل عريعر، وذلك بعد وقعة الرضيمة بين يام ومن معهم من القبائل ضد ابن عريعر، حيث انتهت المعركة بهزيمة ساحقة لابن عريعر وقد انتهى عصره بعدها بسنة أو

(1)

وينتمي الأخ الباحث/ محمد بن راشد بن علي إلى آل عذبة من قبيلة آل مُرَّة المشهورة وقد أصدر كتابًا عن قبيلته آل مُرَّة عام 2001 م أسماه: "الدرة من أخبار قبيلة آل مُرَّة"، وقد سمح لنا مشكورًا بالنقل منه ما نراه مفيدًا عن آل مُرَّة في المجلد التاسع من الموسوعة، وذلك لإحياء تراث قبيلته العريقة ونشره على مستوى دولي، فجزاه اللَّه خيرًا عن قبيلته.

والأخ الأستاذ محمد بن راشد من مواليد 1964 م، وله كتابات في المصحف والمجلات الشعرية. وصاحب أول موقع لآل مُرَّة على شبكة الإنترنت.

ص: 518

سنتين، بالتحديد عام (1240) للهجرة. والقصد من ذكر هذه الوقعة هو أن آل مُرَّة كانوا في نجران عندما استنجد بهم العجمان والقبائل الأخرى لحرب ابن عريعر، كما أن يام كانوا هناك.

منازل قبيلة آل مُرَّة قديمًا في نجران، تحد الديرة العرفية لآل مُرَّة برمال الدهناء مشرقًا، وتمتد جنوبًا عبر الجزء الأوسط من الربع الخالي.

قل أن تجد ديرة من ديار القبائل العربية أوسع من ديرة آل مُرَّة، وإن اتساعها من عدة وجوه ليس من الصعوبة تحديده وتكون رمال الدهناء على وجه التقريب الحد الغربي لآل مُرَّة، وأن سهول ريداء وأبو بحر ومنطقة الحجر الجيري الواقعة في القسم الجنوبي من الصمان في الحداب (السهول الحصائية) الواقعة حول (يبرين) وحرض هي دون منازع جزء من ديرة آل مُرَّة.

وآل مُرَّة يتجولون حسب مشيئتهم في جزء كبير من الربع الخالي، ويطوفون في الجهة الغربية حتى نجران وفي الجهة الشرقية حتى الظفرة. وعلى أي حال فإن ديرتهم تقع ما بين خط الطول 48 درجة و 53 درجة شرقًا

(1)

.

وكانت الأرض التي تدعي قبيلة آل مُرَّة ملكيتها واسعة جدًا، وكانت مساحتها بما فيها الربع الخالي تقرب من مساحة فرنسا أو مساحة ولاية تكساس الأمريكية

(2)

.

قال فؤاد حمزة: "أما القسم الغربي ففي ملكية آل دمنان من آل مُرَّة، وواحة يبرين (*) الكبرى تخص آل جابر أيضًا من آل مُرَّة، بينما آل بحيح منهم من يقطنون الجافورة، وهي قسم من الربع الخالي"

(3)

.

(1)

مجلة العرب لحمد الجاسر.

(2)

المملكة المؤلف روبرت كيسي ص 5.

(*) وقد ذكر يبرين في كتاب راشد الخلاوي في أكثر من موقع حيث قال:

لك اللَّه ما سنعت لسهيل ناقتي

ولولاها ما توّخت (يبرين) شاربه

(3)

قلب جزيرة العرب ص 400 فؤاد حمزة.

ص: 519

‌التوزيع:

آل مُرَّة يسكنون الأرض الواقعة جنوب "سنجق الحسا" والأرض الملاصقة لحدودها الخارجية، في نفس الجهة وبعضهم يوجد غالبًا في (الخرماء) بجوار آبار الزرنوقة، وهم يزورون بر الظهران وأحيانًا يغزو فدائيوهم وادي "الفروق"، وهم وحدهم الذين يسكنون صحراء الجافورة وجبرين من أملاكهم وهم يزورون قطر أحيانًا في أثناء ارتحالهم، كما يترددون على منطقة "عقل" ويوجد قليل من آل مُرَّة بين البدو الذين يترددون سنويًا على "عنك" في واحة "القطيف" والذين لهم علاقة دائمة بهذا المكان

(1)

.

سنذكر بعض مناطق آل مُرَّة حسب التفاصيل الموجودة لدينا، أما باقي مناطق وهِجَر وقرى آل مُرَّة سنكتفي بسرد أسمائها ونستميح القارئ العزيز إن لم نكن على دراية كاملة بها وهي كالتالي:

1 -

‌ منطقة الشهامة:

تبعد منطقة الشهامة من الأحساء جنوبًا حوالي ثلاثين كيلا، وهي بقرب الزرنوقة، وشمالي جبل (أبرق الخلفات)، وسلسلة جبال (الخرماء) تكون متاخمة لها من جهة الغرب، يحدها من الشمال الشرقي منطقة (عالية)، ومن الشمال منطقة (الغويبة) حيث تبعد عنها عشرين كيلا تقريبًا، ومنطقة الشهامة تكون في طرف الجافورة الشمالي، وبئر هادي البعير تبعد عن منطقة الشهامة حوالي ثلاثة كيلو مترات فقط، وتقع جنوب بئر (الكرنتيلة).

2 -

‌ منطقة أمباك:

تقع منطقة أمباك جنوب غرب منطقة (سلوى) السعودية المتاخمة لحدود دولة قطر. وتبعد أمباك من هذه المنطقة الحدودية تقريبًا خمسين كيلو مترًا، ويتفرع لها طريق عن طريق (سلوى - البطحاء)، وتبعد عن هذا الطريق الحيوي مسافة خمسة وثلاثين كيلو مترًا، وتمتاز منطقة أمباك بأنها زراعية، وأميرها هو فيصل بن عبد اللَّه آل نقادان.

(1)

دليل الخليج/ تأليف: ج. ج لويمر - القسم الجغرافي - الجزء الرابع ص 2136.

ص: 520

3 -

‌ منطقة السكك:

تقع منطقة السكك بقرب المنطقة السعودية الحدودية المتاخمة لمنفذ الحدود القطري (بوسمرة)، وتقع غرب سلوى الحدودي السعودي بعدة كيلو مترات، ويتفرع لها طريق عن طريق الإمارات - سلوى.

4 -

‌ منطقة القراين:

وهي هِجْرة تبعد عن طريق (الأحساء - سلوى) حوالي ثمانية وعشرين كيلو مترًا في جهة الجنوب، وتقع في الجنوب الشرقي من منطقة (تماني)، وتقع على أرض منبسطة غربًا من خيوط المشورة.

حيث إنها تقع في شرقي الجافورة ويمتاز موقعها أنها تكون من الجهة الشرقية تطل على أرض منبسطة تصلح للزراعة، ومن الغرب تكون الجافورة حيث الكلأ، ويمر بها طريق (الجلوجية) وهذا الطريق قديم، كان قد قام بعمله عمال (الجيولوجيا) في الستينيات من القرن الماضي.

5 -

‌ بئر منصورة:

تقع في السنام، وتبعد من منطقة (يبرين) حوالي المائة وسبعين كيلا في الجنوب الشرقي، ومن منطقة (الغزاله) جنوبًا بحدود مائة كيلو مترًا، وتقع شمال غرب منطقة (الشلفاء) ويحدها من جهة الشرق ‌

(بئر فاضل)

بحدود ثمانية وعشرين كيلو مترًا.

6 -

‌ بئر شويرب المجاحيد:

تقع في الجانب الغربي من منطقة (أمباك)، والمعلوم أن منطقة (أمباك)، تقع جنوب غرب منطقة سلوى الحدودية، وبئر شويرب تقع غربي منطقة أمباك حوالي ثمانية وعشرين كيلو مترًا، حيث إنها تمتاز بموقع جيد في (سيح)، فإن الجافورة تكون في جهة الغرب منها.

7 -

بئر فاضل:

تقع بئر فاضل شرقًا من (منصورة) تقريبًا بحوالي ثمانية وعشرين كيلا، ويحدها من جهة الجنوب منطقة (الشلفاء) ويحدها من الغرب (عرق الغنم).

ص: 521

ونذكر بعض الأماكن والآبار التي تخص آل مُرَّة غير ما تقدم:

فضيلة - الطويلة - خشم الزينة - المحدار - بعيج - محفورة - تماني - الفردانية - العملاء - المسيح - مريطبة - الباهية - عالية - الغويبة - الثوير - سودة - عجايب - شجعة - هجرة آل عازب - الزايدية - معمورة - سبلاء - شطوة - صبغة - آبار الرملة (الدكاك) - العوج - القليبة - القصب - زميع - ندقة - ندقان - قلمة آل جحيش - بئر هادي آل مفافي - طريوه - مطيوي - طمن - العبيلة - الشلفاء - مَطْربه - بئر ابن جهيم - مقينمة - الغزالة - الكرنتيلة - بوعرزيلة - بئر هادي البعير - دعيكة - الزرنوقة - العاقولة - عطسة - العديد العضباء - الغبيطين - قلمة فيصل - لبدة - هكشة - هيضة - أم أثلة - الخن - نميلة - أم الحديد - الطريقاء - منفية - الحفاير - بئر بو ليلة - بئر ابن بخيته - بئر آل ريدان - بئر آل نابت - أبرق.

‌وسوم آل مُرَّة

‌تعريف الوسم:

وكلمة الوسم متداولة عند البدو عامة؛ (الوسم) وجمعها (وسوم) هي آثار كي بالنار على الماشية كالإبل والأغنام، وهي علامات تأخذ أشكالًا خاصة تنفرد بها كل قبيلة عن الأخرى، وفخيذة عن أخرى. وقد تتشابه الوسوم من حيث الشكل تقريبًا أو قد يتطابق وسم مع آخر من كافة النواحي وذلك في العصبة الواحدة من القبيلة فيعمدون إلى وضع (عزلة) وجمعها (عزلات) وهي علامات صغيرة تضاف إلى الوسم الأصلي ليميزه عن غيره، وكل وسم يحمل اسمًا خاصًّا به.

فوسم أفخاذ آل عذبه مثلًا:

‌آل جفيش:

وعادة يسمى وسمهم (الجلم) وعند غير آل مُرَّة يسمى (المقص)؛ والمعنى واحد، ويتغير شكله مع تغيير موقعه، فمنهم من يضعه على الفخذ الأيمن ومنهم من يضعه على الفخذ الأيسر ومنهم من يجعله مقلوبًا ومنهم من يجعل له رجلين

ص: 522

ومنهم من يجعل له رجلًا واحدة ومنهم من يضعه على الخد الأيمن، وبعضهم يضعه على الخد الأيسر، وتضاف إليه العزلات.

ويأخذ هذه الأشكال التالية:

[رسم]

‌آل نقادان:

أغلب وسمهم (آل نقادان) الحلقة والمطرق، وتكون دائمًا معًا، وموقعها على الرقبة من جهة اليسار، ويكون متقدمًا في مقدمة الرقبة، وتكون الحلقة خلف المطرق، والطرق يكون أقرب للأذن، وهذه الحلقة تكون كبيرة واضحة وتقع في مقدمة الرقبة، أما المطرق فيكون كبيرًا واضحا قد قطع الرقبة تمامًا، وهناك (عزلات) وهي تسمي (شُهّد) وهي تفرّق بين الناس من أفراد الفخيذة الواحدة، واسم هذا الوسم (الحلقة والمطرق)، أو حلقة ومطرق آل نقادان. ويتغير شكل الوسم من عائلة أخرى، فمنهم من يجعل للحلقة (ذيلا)، أي تكون كرقم (التسعة) وهذا يختصون به آل هويمل، إضافة إلى العزلات فيما بينهم.

ويأخذ هذه الأشكال:

[رسم]

‌وسوم آل منصور:

عرف عند آل مُرَّة أن وَسْم آل عذبة (الباب) أو (حلق)، أما الباب فهو لا يتغير، أما (الحلق)(الجلم) يتغير من فخيذة لأخرى، فمنهم من يكون الحلق ثلاثًا ومنهم من تكون اثنتان بمطارق ومنهم من تكون واحدة مجرورة ونحوه، إليك عزيزي القارئ بعض التفاصيل.

ص: 523

الباب: هو عبارة عن مربع غير مغلق من الأسفل، ويوجد به نقطة في وسط المربع، ويوضع هذا الوسم على فخذ الناقة من جهة اليمين فوق (الثفنة)، وتضاف إليه (عزلات) فمنهم من يضع (الغويبي) والغويبي هي عزلة مع الوسم فوق الرأس من الخلف وسمي الغويبي لأنه غابيًا أي خافيا لا يرى إلا لمن أراد أن يتحقق منه، ورسم الباب خاص بآل فارس فقط من آل عذبة.

والجدير بالذكر أن هناك وسمًا شبيهًا بالباب عند آل مُرَّة ولكن في موضع آخر، ففخيذة آل شري من الهادي بن زايد من الغفران يضعون وسمهم بابًا ولكن على الرقبة من جهة اليمين، ويسمى (العلق).

الحلق: هي عبارة عن ثلاث حلق صغيرة اثنتان متقابلتان وتحتهما واحدة في نفس حجمهما وبجانبهما مطرق؛ وهذا الوسم قد يسمى عند غير آل مُرَّة (المقص) وعند آل مُرَّة البعض يسميه (الجلم)، وهذا الوسم خاص بآل (منصور بن غانم) وهم آل سعيد بن منصور وآل دمثة، ويختلف مكان الوسم بين الفخيذتين، فكما أن آل سعيد بن منصور يضعونه على الخد الأيمن فإن آل دمثة يضعونه على الفخذ الأيمن للناقة، وعلى أذن الشاه وهناك عزلات للتفريق بين أفراد الفخيذة الواحدة، فعندما نأتي لآل سعيد بن منصور مثلا، فإن منهم من يضع (اللآحي) وهو شاهد على اللحي الأيمن أمام الوسم، ومنهم من يضع (العاضد) وهو مطرق صغير (مرتكز) قائم على اليد اليمنى للناقة فوق (الكرسوع) الكوع، ومنهم من يضع (شخطه) وهو مطرق (أفقي) على الفخذ الأيمن للناقة (فوق الثفنة) ومنهم من يضع (معراض) وهو مطرق صغير على الرقبة من جهة الوسم.

ومنهم من يضع (قرعة) واحدة أو (قرعتين) اثنتين، والقرعات عادة توضع فوق العين وهي عبارة عن نقط صغيرة. ومنهم من يضع (رقمة) وهي نقطة كبيرة.

أما آل دمثة، فيضيفون عَزَلان يختلف في مسماها لاختلاف مواقعها، فمنهم من يضع (شخطة) فوق الوسم، ومنهم من يضع (لطمة) شخطة على الساق، ومنهم من يضع (شخطتين) ومنهم من يضع (رقمة) أو رقمتين تختلف في مواقعها وهكذا.

ص: 524

وكانت (الحلق) على الخد (وسم آل سعيد بن منصور) ليست حكرًا على آل سعيد منصور فقط، بل كان أغلب آل عذبة يعتمدونه وسمًا لهم حتى عهد قريب.

ويأخذ هذه الأشكال:

[رسم]

‌آل قريع:

ووسمهم (العمود)، وهو عبارة عن مطرق كبير واضح ونقطة (رقمة) أمامه. وموقعه على الرقبة من اليسار ويكون متقدمًا قريبًا من أذن الناقة، وتكون (الرقمة) أمامه تستقر على الخد الأيسر للناقة، ويكون الطرق يقطع الرقبة من أعلى إلى أسفل.

وعندما يكون ذلك الوسم على الغنم فإنه يكون صغيرًا على أذنها ويكون المطرق بجانب الرقمة تمامًا.

أما وسوم آل مُرَّة كثيرة ومختلفة ونذكر منها ما قد تم الحصول عليه.

ص: 525

‌وهذه وسوم آل فهيدة

القلادة. . . U - . . . آل شفيع

القلادة المبعوحة. . . [رسم]. . . الغانم بن هادي

القلادة والردعات. . . [رسم]. . . آل عازب

قلادة. . . U . . . آل مسعود

كلوب. . . [رسم]. . . آل شافع

‌وهذه وسوم آل بحيح

حلقة آل سمرة. . . O. . . آل سمرة

مغزل آل حسناء. . . IT . . . السحاليل

مغزل آل حسناء. . . IT. . . آل شيبة

مطارق. . . . . آل حنيتم

الدامع (حنيتم). . . :. . . آل حنيتم

مغزل. . . T. . . آل هيضه

مغزل. . . T. . . آل مشقف

مغزل. . . T. . . آل مريزيق

مغزل. . . T. . . آل علي بن سعيد

هلال. . . [رسم]. . . آل أسود

دامع آل سنيد. . .• . . . آل سنيد

مشغار. . . V . . . آل مقارح

مشغار. . . [رسم]. . . آل هميمي

وسم آل جميدان. . . [رسم]. . . آل جحيش

مخلب. . . [رسم]. . . آل سفران

هلال. . . [رسم]. . . آل سفران

هلال. . . [رسم]. . . آل ميعوف

مخلب. . . آل غانم

كلوب. . . • •. . . آل نابت

مطارق. . .. . . آل بريد

كلوب. . . • •. . . آل بريد

ص: 526

‌وهذه وسوم آل مرة الغفران

العلق. . . [رسم]. . . آل جغران

المشط. . . [رسم]. . . آل جذنان

مغزل. . [رسم]:. . . آل شري

وشمة. . . [رسم]. . . آل جغران

مطارق. . .. آل معيّان

الطحيحي. . . [رسم]. . . آل ميثاء

الطحيحي. . . •. . آل جلاب

القرعات. . .:. . المهران

القرعات. . .•. . آل بناء

الحنيّة. . . U. . . آل بريص

قلادة. . . [رسم]. . . آل بريص

حلقة ومطارق. . . O آل دماغ + آل مسعود

حلاقة آل درعة. . . O •آل درعة

ص: 527

‌عزاويهم

تعريف: يقال لها (العزوة) عند آل مُرَّة، وعند غيرهم يقال لها (نخوة)، والعزوة والنخوة هي تلك الكلمة أو الكلمات التي تصدر من الشخص في أقصى حالات خاصة، فأما الغضب الشديد، أو الإقدام في المعركة أو عندما يُراعَ الشخص فجأة، وهذه (العزوة/ النخوة) تختلف من قوم لآخرين، فمن الناس من يعتزي بأخته أو قبيلته أو ناقته أو فخيذته أو فرسه وهكذا، فمن الناس كما أسلفنا يعتزي بأخته كقوله (أخو نوره)، (وأخو جوزاء)(وأخو مزنة) ونحو ذلك، ومنهم من يعتزي بفخيذته كقول آل هتيلة (بن هاتل) وكقول آل سنيد من آل بحيح (ابن سنيد) وهكذا، وقد يصطنع الرجل له عزوة في وقت الرخاء ولكن عندما تأتي ساعة الصفر فإنه ينسى العزوة المصطنعة ويتلفظ بعزوته الأصلية ونورد هنا أمثلة فقط.

‌العزوة

الشرفاء - الهدلاء - الحرشاء - أخو جوزاء - خيال الهدلاء - أخو نوره - خيال القضعاء - ابن سنيد - خيال الكحلاء - خيال الحجباء - خيال العلياء - أخو صيته - خيال الشدقاء - ابن علي - أخو صبره - ابن مطير - ابن هاتل - أخو زملة.

‌نداؤهم

‌النداءات قديمًا:

تعريف: هو نداء ينادي به الرجل أو الطفل بصفة نداء، عندما يكون في الليل أو عندما تنعدم عنده الرؤية وذلك لمعرفة فئة من الناس حوله، سواء كانوا على ماء (بئر) أو في تجمع ما، أو نحو ذلك، ويريد أن يعرف إن كان هؤلاء من قومه أم لا، فينادي بنداء قومه (نداء متعارف عليه مسبقًا)، فإن كان هؤلاء الجماعة من قومه ردوا عليه بنفس النداء، فإن ردوا عليه بنداء آخر، أو لم يردوا فإنه يوجس منهم خيفة ولعله قد يرجع أدراجه.

وإليك أمثلة لتلك النداءات:

ص: 528

الرقم. . . النداء/ الدعاء. . . خاص لـ. . .

1 -

يبرين. . . لآل مُرَّة قاطبة

2 -

العجرفي (آل بقير). . . آل قريع. . . آل منصور. . . العذبة

3 -

قضعان. . . آل سعيد منصور. . . آل منصور. . . العذبة

4 -

سعيّد. . . آل نقادان. . . العذبة

5 -

فرحان. . . آل نقادان. . . العذبة

6 -

أقبل عليّ. . . آل عازب. . . آل فهيدة

7 -

وصيم. . . آل فارس. . . آل عذبة

8 -

عليان. . . آل راشد بن سعد. . . آل عليان آل عذبة

‌سلوم آل مرة وأمثال عنهم وعن كرمهم

كلمة (سلوم) مفردها (سلم) بكسر السين، ومعناها عند آل مرة وغيرهم (اصطلاحًا) قانونًا أو عرفًا، وهذه السلوم تمثل دستورًا يرجعون إليه في حالة حدوث نزاعات أو اختلافات فيما بينهم.

وهذه السلوم مازال يعمل بها عند البدو، وهي عادة لا تتعارض مع الشريعة السمحاء.

والجهات المختصة في الدولة لا ترى ضيرًا في العمل بها أو تفعيلها، لأن فيها نوعًا من حقن الدماء، وكف الأذى، وعندما يقومون عرَّافو آل مُرَّة بإنهاء إشكال أو حل خلاف على موجب هذه السلوم فإنهم يعمدون أحيانًا إلى تصديقها من جهات الاختصاص لكي يكون ذلك رسميًّا.

وهذه السلوم الكثير من الناس يجهلها، وخصوصًا في وقتنا الحالي، وذلك راجع لعدم الرجوع إلى تلك السلوم إلا في حالات خاصة ولأن الجهات الأمنية أخذت على عاتقها حفظ الأمن والأخذ بزمام الأمور.

ومن سلوم آل مرة نذكر بعضًا منها:

الزبن: الزبن هو لجوء شخص آخر يريد الحماية، أو فئة من الناس لفئة أخرى وموافقة الأخير (حسب سلم القبيلة) ما لم يكن ذلك الشخص أو الفئة قد

ص: 529

حشمت أحدًا حشم عمد، فإنها في هذه الحالة لا تزبن (إلا في حالة خاصة) كما حدث مع آل منصور من آل عذبة عندما قاموا وزبَّنوا عرب من آل مرة (زبن بالخطأ)، وهم قد حشموا حشم عمد، ومع ذلك زبنوهم آل منصور لمدة سنة وشهرين، والذي قام بالزبن هما الفارسان حمد مسعود آل حثلة وجابر البعير، ومن دافع ذلك الزبن هو أن آل منصور في ذلك العام قد توفي منهم نخبة من فرسانهم؛ فقيل:"آل منصور ذا الزمان انكسر عزهم" فردت هذه الكلمة للفارس جابر البعير، فقال مقولته المشهورة:"واللَّه ذا الزمان إن نزبن بالخطأ، ولا نعطي الحق طالبه" ونحن نذكر هذه الحالة الاستثنائية فليس معناه أنها الوحيدة، كلا فقد حدثت حادثتين مماثلتين قام بها آل عذبة وزبنوا أناس من آل مرة، كما زبن سالم بوشريده، وكما زبن أبا النفوس، وغيرها في تاريخ آل مرة، ولكن عدم معرفتي بتفاصيل هذه الحوادث فإني أكتفي بذكرها فقط.

ونعود لموضوع الزبن.

أما إذا كان هؤلاء الناس غير حاشمين حشم عمد فإنهم يزبنون سنة وشهرين (أربعه عشرة شهرًا)، وتتجدد بعهدها لمدة مماثلة عند أناس آخرين، حتى تحل الأمور بواسطة عراف آل مرة.

ويجب على الشخص (الزابن) أن يقوم بمجاورة (المزبن) ويقوم الأخير بالتنبيه على الجميع بذلك وهو بمثابة إعلان، ومن اعتدى بعد الإعلان على (الزابن) فقد حشم حشم عمد.

مقولة "المري ما يهمل" ومعنى هذه المقولة كما أسلفنا يجب أن يكون الزابن جارًا للمزبن. وأغلب القبائل تتبع هذا السلم، عدا قبيلة الدواسر، فإن المزبن يقوم (بوسم) عضا الزابن ويتركه يذهب حيث شاء.

مقولة يقول المري "أنا ماني بحالف ما أحشم!!! ولكني حالف أن أتنقى" ومعنى هذا أنه لن يحلف يمينًا أن لا يُعتدَى على من هو في لزمه، فجهال الناس كثير، ولكنه قد حلف يمينًا أن يأخذ بثأره ويرد اعتباره.

الحشم: هو اعتداء من شخص على آخر أو من فئة على أخرى وهي مسحوبة على شخص آخر أو فئة أخرى كأن يكونوا جيرانا أو ضيوفا أو أخوياء،

ص: 530

أو حتى (الملحة)، فالرجل الذي (يتناول معك من زادك) يكون في لزمك ما لم (ينقض) تلك الملحة، ونقضها هو تناول بعده أكلا أو شرابًا، وعليه فيجب على الرجل (المحشوم) أن (يثور)(يأخذ حق من هو في لزمه).

الحشم العمد: هو كسابقه ولكن الفرق بينهما أن الشخص المعتدي قد قام بالاعتداء على دخيلك بعد تنبيهك بذلك فقد حشم (حشم عمد) وهو في هذه الحالة لا يزبن، بل يعطى (المهربات) وهي ثلاثة أيام وقيل سبعة حيث يسير معه (مسيّر) حتى يخرجه من القبيلة فإن انتهت المدة جدد له بأخرى مماثلة من شخص آخر وحتى تحل الأمور نهائيًا.

العاني: العنوة هي (مصطلح)، وهي صلة تجمع بين شخصين من قبيلة أو حتى من قبيلتين مختلفتين، ويمكن أن تكون الصلة بين فئتين من قبيلتين، والعاني هو عم الأولاد أو خالهم، ولا يكون العاني (عانيًا) بمجرد المصاهرة فقط (النسب) إلا بوجود أبناء من أخت ذلك العاني، وهذا العاني عندما يتعرض لأذى من قول أو فعل من قبيلة أو فخيذة عانية (نسيبه) فإنه وجب على نسيبه (المثار)(أخذ حقه له)، وعندما يكون للعاني عوان كثير فإن أحدهم إن قام وأخذ بحقه فكفى، ويسقط حق الآخرين بالمثار.

أما إن كان العاني هو المعتدي فإنه يخرج من العنوة، وهناك مقولة مشهورة عند آل مرة وهي (إذا ظهرت شحمه زغنه) أي إذا ظهر بياض إبطه.

الخوي: هو الشخص الذي يلزم خويه إذا أكل وشرب معه فهو يلزمه وإن كان خوي طريق ولم يشرب معه ولم يأكل فلا يلزمه.

‌قصة نادرة:

كانت هناك حملة متجهة إلى الرياض ولم يكن فيها إلا رجل واحد من آل مرة وهو ابن (همام) من الجرابعة، وكان من ضمن هذه الحملة رجل من آل عرجاء العجمان وكان له ناقة ضمن الحملة، واثناء مسيرهم كان ابن همام يلبس بشتًا أو عباءة، فقام وحملها على ناقة العرجاني، وفي هذه الأثناء أغار عليهم قوم من آل مرة وأخذوا الحملة، ومن ضمنها ناقة العرجاني، فقام ابن همام مطالبا برد الناقة بحجة أنها تلزمه وأن بشته كان عليها.

ص: 531

فذهب العرجاني (لابن جميلة) ولعله كبير قومه وهو من الجرابعة أيضًا، وأخبره بما حدث، فقال ابن جميلة: لك بدلا منها ناقة، فرفض العرجاني في ذلك. فقام ابن جميلة وذهب لآل مرة الذين أخذوا الحملة، وطالب برد ناقة العرجاني، فرفضوا رد الناقة لأن ابن همام ليس في وجهه شيء، ولما رأى ابن جميلة ذلك، رجع وبعدها بفترة بسيطة قام هو وأربعة بأخذ صبعة من الإبل ومعها (فحلها) عوضًا في ناقة العرجاني وما لبثوا حتى لحق الطلب، ولما لم يكن لهم قوة في مقابلتهم فقد كانوا قليلا بالنسبة للطلب، فقد قاموا وعقروا الإبل السبع وتركوا الفحل لم يعقروه.

ونحن إذ نذكر هذه القصة لا نهدف إلا أن نبين جانبًا من الشيم والأخلاق الحميدة عند البدو من آل مرة.

الجار (القصير): فهو يلزم جاره وقد أوصى به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف حيث قال: "لقد أوصاني جبريل في الجار حتى ظننت أنه سيورثه".

إلا جار الحجر والمدن فلا يلزم جاره إلا بتعنزه.

‌ومن السلوم قديما:

* إذا طاح الجذاب على المايح في البئر ومات الاثنان، فأهل الجذاب يدفعون الدية لأهل المايح، بينما يكون الجذاب (الميت)(هميان).

* إذا جاءك أحد يطلب منك دلو البئر، فقبل أن تعطيه إياه قل له "اشتره" فيقول:"اشتريته" ثم قل "اشهدوا يا حاضرين" وذلك دون تحديد سعر، فعندها تكون في منأى من تبعات ما قد يحصل من الدلو من ضرر لأحد، إن حصل.

* إذا قام رجل بحفر بئر ولم يضع عليها حواجز أو نحو ذلك، فإنه يكون مسؤولا مسئولية كاملة عن كل من يقع فيها من آدمي أو حيوان، وعليه فإنه يدفع الدية والتعويض حسب الحالة.

هذه بعض سلوم القبائل في السابق وكثير من الناس يجهل هذه السلوم.

ص: 532

‌نظام الرئاسة عند قبيلة آل مرة

(الإمارة)

نظام الرئاسة عند قبيلة آل مرة كغيرها من القبائل، فهو وراثي يؤول إلى الابن أو الأخ شريطة أن يكون هذا الخلف مؤهلا لذلك، وللرئاسة (الإمارة) صفات من أهمها أن يكون فارسًا مقدامًا، كما أن الكرم والغنى صفتين أساسيتين، وعنده ما يكون الأمير ذا سجايا حميدة فإنه يكون مقبولا عند أفراد القبيلة بقناعة وعن رضا نفس، وكانت المعارك هي المناسبات التي تعتبر محكًا وفرصة لظهور علامات الزعيم، كما حدث في أحد المعارك والتي أظهر فيها الغيهبان شجاعة مفرطة أهلته للإمارة من ذلك اليوم.

وعندما نعود بالذاكرة للخلف قرنين من الزمان فقط فإننا نذكر من أمراء قبيلة آل مرة الشيخ علي المرضف آل جابر ويكنى (بالمرضف) وكذلك يكنى براعي الرضيمة، وقد كانت إمارته لا تقتصر على قيلة آل مرة فقط بل كان يكف قبائل يام في نجران، حيث قد صال بهم في يوم الرضيمة، ويوم الوجاج ويوم وقعة (باع طوق).

ثم جاءت مشيخة الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللَّه آل نقادان، ومن ثم الأمير الشيخ محمد بن شريم آل شريم.

‌القضاء عند قبيلة آل مرة:

قديمًا كان عُرَّاف القبيلة هم قضاتها، العرَّاف هو جمع (عارفه)، وهو الرجل الذي يتميز بالحكمة والفطنة والذكاء والحلم، فعندما يكون هناك نوع من الخصومة بين شخصين أو فئتين من القبيلة فإنهم يلجأون إليه، وعادة عندما يحتكمون إليه في أي نزاع فإنهم يقرون بما يحكم به ويأخذون بكلامه، ومن عراف آل مرة نورد هنا على سبيل المثال.

الضلعان: من آل جابر.

آل شفيع: من آل فهيدة.

آل رميص: آل بريد.

ص: 533

‌الحالة الاقتصادية لآل مرة

كانت قبيلة آل مرة كغيرها من القبائل التي تعيش في شبه الجزيرة، وتعتمد على تربية الإبل والخيل وبما أن بعض القبائل التي توجد في نجد قد امتهن بعضها الزراعة، ممن هم في البلدان والهِجَر إلا أن قبيلة آل مرة لم يكن لها ميل لذلك الاتجاه، وليس آل مرة وحدهم في هذا، بل أغلب القبائل البدوية، وبما أن قبيلة آل مرة تجوب الربع الخالي شمالا وجنوبًا فإن الزراعة لا تصلح أن تكون نشاطًا لهم كبدو رحل ينتقلون من مكان لآخر على مدار العام، كما أنهم ليسوا أهل زراعة من قبل.

فنجد جل اهتمامهم في تربية الإبل والخيل وتنضاتها والمحافظة عليها من الغزاة والحوف.

والإبل تعتبر عند البدو مصدرا مهما بل رئيسيّا للبن، فهم يعتمدون عليه كمادة غذائية، إذ لا يوجد غيره إلا التمر إن وجد، والأغنام قليلة عندهم وذلك لعدم ملاءمتها لوضعهم كبدو رحل، فهي قد تعوق حركتهم في الرحيل كما أن الغنم أقل تحملا من الإبل في قطع المسافات الطويلة وفي حالة شح الماء أو ضى في تحملها هجير القيظ.

وإضافة إلى ذلك فإن الإبل هي الوسيلة المناسبة للتنقل وهي أفضل من الخيل في التنقل لمسافات طويلة، فهي على تحمل الظمأ أقدر من الخيل.

والإبل تضفي على صاحبها نوعا من الهيبة والوجاهة، وينظر له بعين الاحترام، ويحسب في مصاف الأثرياء، والإبل لها مكانة في نفوس البدو، فعادة يذكرونها في شعرهم، ويفخر فرسانهم في الذود عنها وحمايتها، ويفتخرون بامتلاك أعمقها أصولا.

والإبل منذ القدم هي مقياس لكثير من الأمور عند البدو، كالمهور والدية وكثير من الأمور الاجتماعية، ومن أصول الإبل عند آل مرة نذكر أمثلة منها:

آل شرفاء - وآل عشراء - وآل هدلاء - وآل حرشاء - وغيرها.

ص: 534

أما سلالات الإبل (العُمانيات) النجائب فعلى سبيل المثال:

آل رجماء - بنات ضبيان - الجوالية وغيرها الكثير.

ومن مرابط الخيل عند آل مرة:

سودة عند المقارح (آل بحيح).

الدليماء عند اللواء (الغفران).

الصقلاوية عند بوقحف (آل عذبة).

الحصان زيدان عند الصعاق (آل بحيح).

‌من قصص الوفاء بالوعد

قصد أحد آل مرة

(1)

البحر ويدعى حمد المري، ولعله يجد له ركوبًا مع أحد نواخذة البحر في موسم الغوص لعل اللَّه أن يكتب له من تلك (الدشة) رزقًا يعود به إلى أهله وعياله.

فقصد البحرين، ووجد اْصحاب السفن على وشك دخول البحر، وكلما أستاذن أحد النواخذة ليركب معه أبى؛ بحجة أن العدد مكتمل، وأنهم ليسوا بحاجة، فرأى أن هناك سفينة قد تأخرت عن دخول البحر، فاستأذن نوخذها أن يكون أحد أفراد سفينه، غيصًا أو سبيًا أو أي مهنة كانت، فأبى نوخذة تلك السفينة، وبعد إلحاح منه، وافق ذلك النوخذة، وقال أنه لا يستطيع أن يحمله معه في هذه الرحلة، ولأنه متوجه لقطر، فقال له ذلك النوخذة: أنا ذاهب الآن لقطر بهذه الحمولة وبعد تفريغها في قطر سوف أدخل الغوص، وعليك أن توافيني في قطر إن رغبت في دخول البحر معي.

كان يجب عليه أن يبحث عمن يوصله لقطر، وبعد بحث واستجداء لبعفر النواخذة الذين ما زالوا على السِّيف - قبل أحد النواخذة أن يوصله لقطر فقط وكان من أهل البحرين، ولم يجد موضع ركوب إلا في مقدمة السفينة

(2)

، وبعد

(1)

لم نتمكن من معرفة اسمه بالكامل.

(2)

هذا المكان لا يقبل إلا على مضض، لعدم ملاءمته.

ص: 535

أن وصلوا إلى إحدى الهيرات، نزل بعض الغاصة من جانبي السفينة، وكانت بالقرب منهم سفينة أخرى في نفس الهير ولها غاصة في الهير أيضًا، وهي سفينة من قطر، فنزل أحد غاصة النوخذة البحريني وأقبل عليه أحد غاصة السفينة القطرية وكان رجلا قوي البنية له خبرة في الغوص، وأخذ منه ما قد جمعه من محار بالقوة، فما كان منه إلا أن عاد إلى السطح ليشكي لنواخذاه من ذلك الغيمى، ونزل غاصة آخرون، فقابلهم ذلك الرجل وأخذ محصولهم.

فقال حمد المري للنوخذة (ما رأيك أن أنزل وآتيك بذلك الرجل"؟. . فاستغرب النوخذة من هذا الرجل ومن تلك الثقة فهو لا يريده أن يأتيه به، بل يريد الفكاك منه، وليخلّص غاصته منه. فقال له النوخذة: كيف، لن نستطيع؟ فقال المري: لي شروط؛ وهي أن تجعل لي مكانا على أحد جانبي السفينة

(1)

وأن تسمح لي بالغوص مادمت معكم وأن تجعل لي حصة من المحصول. فوافق النوخذة البحريني على تلك الشروط، ونزل حمد المري، وما إن نزل حتى أقبل عليه ذلك الرجل، فمد يده كالعادة كأنه يريد أن يصافحه، فمد يده حمد المري وما إن قبض يده حتى أدارها خلفه بقوة وبسرعة شديدة وأمسك يده الأخرى ثم قام بطي الحبل عليه ثم نفضه، وما إن نفض الحبل حتى جذبه السيب.

وكانت المفاجأة!! إنه رجل قد لُفَّتْ الحبال على يديه، وما لبثوا حتى خرج حمد المري على سطح السفينة، وإذا بذلك الرجل من السفينة القريبة منهم وعرفه ذلك النوخذة البحريني ووبخه وندم ذلك الرجل وقال لذلك النوخذة: أنا أحلف باللَّه أن ذلك الغيص ليس من أهل البحرين". وأخلى النوخذة سبيله ليعود إلى سفينته.

وبعد وصول ذلك النوخذة البحريني لقطر، أراد حمد المري النزول من السفينة ليوفي بوعده للنوخذة القطري، فطلب منه النوخذة البحريني أن يرافقهم في الرحلة، فرفض قائلا أن بيني وبين النوخذة القطري وعدًا وسوف أوفي بوعدي له، وأعطاه حصة مغرية من المحصول فرفض، فحاول فيه جاهدًا وحاول أن يغريه بشتى الطرق إلا أن ذلك الرجل أصر على موقفه.

(1)

جانبي السفينة: هي الأماكن المناسبة للغاصة.

ص: 536

‌القصة الثانية:

كان الفارس سالم بن هضبان المري ومعه أحد فرسان ربعه

(1)

في طريقهما على بعيرين اثنين، فعلم بهما ركب من قبيلة بني هاجر، وكان عقيدهم الفارس عبد الرحمن بن محيا

(2)

فأغاروا عليهما، فلما رآهما سالم وخويه أناخا بعيريهما وعقلاهما وأتيا بينهما فأقبل عليهما القوم والتحموا معهما في قتال، وكان الفارسان في شبه (محجى)

(3)

فتشتوا الركب وعملوا عليهما كالدائرة، ولكن لم يستطيعوا أن يقتربوا منهما فعقر سالم بن هضبان فرس ذلك العقيد، ووقعت بالقرب منهما، وما إن وقع حتى عاجله سالم بن هضبان بطلقة أصيب بها إصابة بالغة، فجذبه سالم بن هضبان بين البعيرين ووضع (الجنبية)

(4)

على رقبته وهدده إن لم يمنعه هو وصاحبه وبعيريهما وإلا قتله، فمنعه ذلك العقيد، فأقبل ابنه، فقال له أبوه:"تكفى تراني منعت الرياجيل!! لا تخلي الرياجيل يذبحونهم حتى لو مت"!!. فنبه قومه قائلا: "إن هؤلاء قد فعهم أبي"، ولكن ما لبث أن مات أبوه في تلك الأثناء. وأخذ بعض القوم يحرضه على قتل سالم وخويه بحجة أنهما قتلا أباه، إلا أنه أبى، وهدد بقتل من يقتلهما، فمنعهما في حياة أبيه وبعد موته، وأعطاهما بعيريهما وأخلى سبيلهما.

هذه من القصص النادرة التي تتجلى فيها الشهامة والوفاء عند البدو وقد اشتهرت قبيلة بني هاجر بذلك أيضًا.

‌قهوة حارب

هذه مقولة يستخدمها العرب قديمًا وهي القهوة التي بعدها أحد أفراد القبيلة أو فرسانها أو من شيوخها ويتأنى في صنعها حتى يكتمل جميع فرسان قبيلته فيسكب أول فنجان ويضعه على الأرض فيقول هذا فنجان الفارس المشهور الذي

(1)

لم نتمكن من معرفة اسم ذلك الفارس.

(2)

هو فارس وصنديد من فرسان قبيلة بني هاجر المعروفة.

(3)

محجى: كل مكان ممكن أن يكون فيه المقاتل في مأمن من خصمه فهو محجى، قد يكون ذلك المحجى من الحجارة ونحو ذلك، وقد يكون من الشجر، وحتى الراحلة تكون محجى لصاحبها فى بعض الأحيان.

(4)

الجنبية: هي الخنجر.

ص: 537

من القبيلة المعادية، فيشربه إحدى فرسان القبيلة ويتحارب هو والفارس المذكور (المشهور) حتى يقتل أحدهما الآخر.

‌الطفل رد أباه في العنوة

(1)

كان (محمد بن نقادان) متزوجًا من امرأة من إحدى بطون آل مرة، وكان نسيبه يدعى (هديب) وقيل (صالح) وذات يوم قتل هديب رجلا من (فخيذة أخرى من آل مرة)، فلما علم آل عذبة بالأمر تدخلوا لإصلاح ذات البين وتسوية الأمور، فذهبوا لفخيذة المقتول، فطلبوا قتل صاحبهم، فكان طلبًا صعبًا لآل عذبة فهو صهرهم، فرفض آل عذبة أن تأخذهم الدنية في (عانيهم) ولكنهم على استعداد لتقبل جميع الوساطات. وبعد أن فشلت جهود آل عذبة في إيجاد مخرج لصهرهم لم يبق أمامهم إلا (المهربات)

(2)

، فأعد (هديب) العدة للرحيل فقد قرر أن يجلى بعيدًا، وبينما هو كذلك، فإذا بابن أخته يصيح (رضيعًا) فقال لأخته (زوجة ابن نقادان) خذي طفلك. قالت: لا، الطفل الذي ما يعنوي خاله ليس بولدي ولا أنا بأمٍّ له"، فتركت طفلها وجلت مع أخيها ومكثوا في الرملة بضعة أشهر، يعيشون على لبن الإبل والصيد، وقد بحث عنه أهل القتيل فلم يجدوه، وكان الرجل متحرصًا كل الحرص، وكانت أخته حُبلى، ولم تظهر آثار الحمل عليها، وسرعان ما علمت وبشرت أخاها، ومعنى هذا أنه سيعود في (العنوة) من جديد، بعد أن خرج منها

(3)

، وسينتهي عنه الطلب ثم أتت بطفلها، فركب هديب ورجع متسللا لآل عذبة وأقبل على (ابن نقادان) وأخبره بالأمر، فما كان من (ابن نقادان) وآل عذبة! إلا أن ركبوا لأهل القتيل وأخبروهم بأمر الطفل الوليد،

(1)

العنوة: هي صلة تجمع بين الرجل وخال أبنائه أو عمهم عدما يكون من غير عصبته، ولا يكون الرجل عاني إلا بعد أن يولد لصهره أطفال من زوجته التي هي أخت لذلك العاني.

(2)

المهربات: هي مدة ثلاثة أيام، وقيل سبعة بأن تقوم بمرافقة الشخص المطلوب من قبل فئة أخرى، حتى توصله لمن يقبل أن يلجأه.

(3)

خرج من العنوة: بمجرد أن يعتدي فإنه يخرج من العنوة، شريطة أن يكون المعتدي عليه أبعد جدًّا من صهره ويقول آل مرة:(إذا ظهرت شحمه زغنة) أي إذا ظهر بياض إبطه فإنه يخرج من العنوة؛ أي بمجرد أن يرفع يده ليضرب بها.

ص: 538

ونبهوهم أن الرجل عاد في العنوة من جديد وقال العذبة لأهل القتيل: لكم "حكم وشيخة"

(1)

وفعلا تمت تسوية الأمر بالطرق السلمية

(2)

.

‌خلوه في حلو المنام يتهنى

قال الشاعر سعدون محمد بن بصيص العذبة الري الملقب بـ (القروي):

(عذبية) عند المتلّى تثنّى

لا طار ستر البيض والصوت غاير

يازى بهم راعى الظعين المجنّى

إلا لفاههم قد ركابه نحاير

خلّوه في حلو المنام يتهنى

عقب السهر ومراقبة كل ساير

وقال الشاعر (صالح بن دماغ المري):

ما يضربون إلا النحر والنخاعه

على النقى ما هم باخوّانة الجوار

(3)

وقال الشاعر/ محمد ناصر الفويران المري:

من فوقها لابتي تشهر عزاويها

عقّالهم في نهار الهوش جهالي

(4)

‌يا نخى جهال لابتي ذربين الأفعالي

قال العقيد محمد بن جار اللَّه آل حسناء المري:

لعيون منهو نخاني يوم قفوابه

نأتي بمطلوبه ولو كان غالي

إلى وزى "مصلح" فحقه ومطلوبه

بانخي جهال لابتي ذربين الافعالي

كم واحد في نحانا يدهّر ثوبه

نثني عاد المحبّب له تعزالي

وقال الشاعر/ محمد الشمالي المري:

ناطا على الموت ما ماتت عزيمتنا

واللَّه إن يموت الحنش والسم في نابه

(5)

(1)

حكم وشيخة: هو مصطلح دارج في قضايا الأعداء، وبموجبه يقوم المعتدي بالخضوع لما يطلبه المعدى عليه من شروط منها مالية ونحوه شريطة أن يتنازل عن حقه، أو ينهي القضية من طرفه.

(2)

سمي الطفل (عليًا) وكني في ما بعد بـ (عير الجافور) وهو جد الأمير عبد الرحمن بن نقادان، أما أخوه الأول الذي تركته أمه عند أبيه فسمي (هويمل) لأن أمه أهملته وجلت مع أخيها وهو جد (آل هويمل) الموجودين الآن.

(3)

كتاب مهرجان الشموخ لقبيلة آل مرة ويام ص 93.

(4)

نفس المصدر السابق ص 81.

(5)

نفس المصدر السابق ص 81.

ص: 539

‌رفقها مري

هذه المقولة قديمة جدًّا، ويقال كذلك (البل رفقها مري)، وعندما يكون (المري) مرافقًا للإبل فإنها تكون في مأمن من القوم (خصوصًا عندما يكون أولئك القوم من آل مرة). ومن منطلق هذه المقولة جاءت هذه القصة النادرة الغاية في الشهامة والشيمة. كان رجل من قبيلة آل مرة قد جلا عند قبيلة الدواسر المعروفة، ووجد عندهم كل كرم وترحيب وحسن ضيافة، إلى درجة أنهم اعتبروه أحدهم وزوجوه من بناتهم، وبعد مرور فترة من الوقت وبعد وساطات و (جاهيات) من آل مرة يرجون رجوعه لقبيلته، قرر الرجوع لآل مرة ورجع، وكانت امرأته في ذلك الأثناء حُبلى، وبعد أشهر من سفر زوجها لآل مرة وقبل أن تضع طفلها عرضت على أخيها أن يوصلها لزوجها، فقبل أخوها طلبها وجهز ذلولين وتوجها لديار آل مرة، وفي أئناء الطريق صادفا في طريقهما حملة متجهة إلى الأحساء، وهذه الحملة عليها ما غلى ثمنه وخف وزنه من الذهب والفضة، فاستأذنا من أمير الحملة ليصحبوهما طيلة الطريق فوافق، وبعد أن أسدل عليهم الليل ستاره شعرت المرأة بآلام الوضع، وفي الصباح قال أخ المرأة لأمير الحملة:"أستأنفوا مسيركم فنحن اليوم لا نستطيع إكمال سفرنا معكم". فأمر أمير الحملة حملته بالتحرك، وبعد أن ابتعدت الحملة شيئًا قليلا رأى أمير الحملة أنه من غير اللائق أن يتركوا خويهم وأخته، فأمر الحملة بالرجوع ونزلوا في مكانهم لمدة يومين، وفي أثناء إقامتهم وضعت المرأة مولودها وكان (ذكرًا)، ثم أستأنفوا سفرهم جميعًا، ولكن كانت المفاجأة، وهي أنه أقبل عليهم قوم مدججين بالسلاح يريدون الحملة وما عليها من الذهب والفضة، فتذكرت المرأة المقولة فقالت لأخيها: اذهب إلى القوم، فان كانوا من آل مرة فقل (الحملة رفقها مري) وهي تقصد طفلها الوليد، فأقبل عليهم وقال لهم:"هل أنتم من آل مرة؟ " قال عقيدهم: "نعم". قال: "الحملة رفقها مري". فقال: "عنّز نفسك"! ظنًا منه أنه يقصد نفسه فأبلغهم أن معهم طفلا من قيلة آل مرة وأبيه مع قبيلته وهم ذاهبون به إليه، فلم يصدقوه وذهبوا إلى المرأة التي يرونها تحمل الطفل وأكدت كلام أخيها، فقال كبير القوم لقومه:"استخيروا باللَّه من هذه الحملة"، فسلمت الحملة بما فيها وما عليها بسبب إرادة اللَّه أولا ثم ذلك الطفل وشيمة القوم وشهامة أمير الحملة الذي آثر الإقامة يومين حتى تمكن

ص: 540

الدوسري وأخته استئناف سفرهما معهم، فكانت النتيجة أن سلمت حملته بما عليها.

‌حسن بن حمرة

كان الفارس حسن بن حمرة البزام وهو من الغياثين آل مرة؛ كان معه أحد ربعه، وكان الاثنان عند إبل حسن، فلما أصبحا ذات يوم وكانت الإبل قد سرحت. قال حسن لصاحبه:(أنا سوف ألحق الإبل وأنت شد على ركايبك والحقني)، وكانا قد حملا ركايبهما من (شريح) الضباء، وكان على أثرهما في تلك الساعة قوم غزاة يقتفون آثارهما؛ وما هي إلا ساعة حتى أطبق القوم على خوي حسن بن حمرة وأخذوه وكتفوه وأخذوا سلاحه وركايبه. ولما رأى القوم (الشريح) أكلوا منه وكانوا جياعًا، ثم توجهوا في طلب حسن والإبل.

علم حسن أن في الأمر شيئًا، فقام وأدخل الإبل في شعيب وقيل في (صدع) ثم عقّلها كلها وأزهب بندقيته وأخذ (محجاه) وعندما اقترب القوم منه وكانوا لا يرونه خاطبهم قائلا "المنع يالربع. . المنع" فقال أحدهم "أمنع وأنت في وجهي". فقال له حسن "إن كنت صادقا فاقترب حتى أعرفك، ولا يقرب معك أحد من ربعك"، فاقترب منه حتى قال له حسن:"عندك" وكان في مرمى بندقية حسن، وقال له الرجل "أنت وبندقك في وجهي" فقال له حسن "وإبلي" فتردد الرجل من أن يرد الإبل فهي غنيمة كبيرة فقال:"أنا معي قوم ما هم بطايعيني"؟!! "قال له أمنع أخير لك" فلبى له الرجل طلبه، فقال حسن "وخويي وبندقه وركايبه" فتردد الرجل لأنه لم يبق من الطمع إلا ذلك فقال "الرجال ما هم على كيفي أنا وياك كسبهم ومعهم" وكان الرجل في موقف حرج جدًا وهو الآن هدفًا سهلا قريبًا من حسن، وكان حسن في محجي لا يظهر منه إلا رقبه بندقيته، فما كان منه إلا أن أعطاه المنع، فقال حسن "والشريح؟!! فالتفت الرجل لربعه فقال "لم يبق إلا الشريح"، فردوا الشريح عليهم.

وهكذا أنقذ حسن بن حمرة نفسه وبندقيته وإبله وخويه وسلاحه وركايبه وشريح الضباء كذلك.

ص: 541

‌الجمي باللي في الجابية اليوم غاويه ولا مندله

وقعت معركة بين آل مرة وإحدى القبائل، وكانوا آل مرة قد نزلوا بالقرب من إحدى الوديان، وكان الوادي يسمى (الجابية)، وهذا الاسم كان دارجًا عن آل مرة ويام أهل نجران، وكانوا يعلمون أن القوم في الوادي، فألجم البصيّص

(1)

فرصه عنانها (مقلوبًا) وظنوه أنه لم ينتبه، فقيل له "غاوي يالبصيص" فقال:"الجمي باللي في الوادي اليوم غاويه ولا مند له".

‌تعاذلوا عيال همدان

وهذا المثل له قصة وهي:

أن أهل اليمن من قبيلة دهم

(2)

أغاروا على جماعة من آل مرة وكانوا قلة، فعلقوا "الشلايل"

(3)

لآل مرة ويام. فجاءهم المدد من آل مرة والوعلة ويام أهل نجران فنوخوا دهم ومن معهم على "الخضراء"

(4)

، بينما نوخوا آل مرة ومن معهم على "دحضة"

(5)

وهو موقع بينهم وبين نجران، وأخذت خيل يام تعرض، وكانت حوالي تسعة آلاف فرس، أي تسعة آلاف خيال، دون أهل الهجن. فلما رأت دهم ما رأوا من تلك القوة، تشاوروا بينهم وسرعان ما عزموا على الرحيل، فما كان منهم إلا أن أنسحبوا من أرض المعركة ليلا.

فقال الشاعر المري هذه القصيدة بهذه المناسبة:

يا كون يا همدان فيكم عارف

يفطن لضرّاب الحديد إلى ضرب

إلى ضرب "يامي" يلين بهم الحجر

يعطب بهم زبر الحديد إلى ضرب

ما تسعة آلاف تساس بلادهم

شرّابه الكدر الذي ما ينشرب

خيالهم يعطى البشاير في اللقاء

رمحه يفري الدروع إلى ضرب

(1)

هو محمد بن علي البصيصي آل عذبة.

(2)

دهم: قبيلة كبيرة عرفت بالشجاعة وهم أهل اليمن، ويجمعهم مع يام الجد الأكبر "همدان".

(3)

الشلايل: جمع شليلة، وهي قطع من القماش باللون الأحمر تعلق في رقبة الناقة التي صاحبها يطلب النجدة لمن خلفه فإن قطعت فإنهم قد عزموا على نصرته.

(4)

الخضراء: بئر في طرف وادي نجران.

(5)

دحضة: بين الوادي ونجران.

ص: 542

حقنا فرخ السنام وغيرنا

تلطم قدوره بالريايا والعصب

ياللَّه إني طالبك رايح ليله

أحلى من الذاوي وطراف العنب

(1)

‌نعتة بن رملان

(2)

هذه المقولة متداولة عند آل مرة وكثير من الناس كان الفارس المعروف أحيبس بن صالح بن رملان في غزوة ضمن ركب من آل مرة وكان ضمن الركب الفارس والعقيد المعروف تويم بن خصوان آل بحيح المري، وأغاروا على قوم قرب سبخة مطي

(3)

وأخذوا إبلهم وما لبثوا إلا أن لحقوا أهل الإبل بالغزاة وصارت معركة بين الطرفين وصوب ابن رملان في رجليه ثم أخذ (ينعت)

(4)

قومه فرد عليه اثنان من آل نابت

(5)

من آل مرة، وهم إخوة وقتلا هذين الرجلين عنده، فرد تويم ابن خصوان واستركب ابن رملان.

فأنشد أحيبس بن صالح بن رملان الغياثين المري:

ردوا على ربعي سهوم المنايا

وأنا كسير وأرفع الصوت وأصيح

يا ربعنا يا راكبين المطايا

رزّوالهم البيضاء إلى هبت الريح

وحطوا على قبور النشامى هنايا

يسقيهم الغربي بمزونٍ مروايح

(6)

وما لبث أن مات ابن رملان متأثرًا بجراحه بعد وصولهم لخشم الزينة.

‌مقولة من هيبته في غيبته خلي الفؤاد على الوضم

(7)

جمع أمير آل جابر ربعه وأخبرهم أنه ينوي الغزو، وطلب منهم التجهز للغزو، ولما جهزوا وسار القوم وكان من ضمن القوم الفارس (علي بن هادي) من

(1)

الذاوي: الرطب.

(2)

هو أحيبس بن صالح بن رملان الغياثين المري.

(3)

هي أرض سبخة مترامية الأطراف جنوب شرق المملكة العربية السعودية وجنوبي دولة قطر وشمالي دولة الإمارات.

(4)

ينعت: يطلب النجدة.

(5)

آل نابت: هما آل تمران.

(6)

الهنايا: كانوا قديمًا يحيطون القبر بالأحجار من جميع الاتجاهات، إلا الجهة المرتفعة من القبر فإنها تترك لتسمح بمرور السيل إذا نزل المطر ليسقي القبر.

(7)

مقولة مشهورة للغيهبان حتى يومنا هذا.

ص: 543

آل هادي بن حمد وهو الأخ الأكبر للغيهبان، ولما انتصف النهار فإذا بهم يرون رجلا يتبعهم من بعيد وكان راجلا، وكان علي قد ترك أخاه الغيهبان نائمًا كعادته، وكان من عادة البدو عندما يغزون يأخذون معهم إبلا من الحيل السمان ليذبحوها للقوم، فلما جاء العصر عسكروا وذبحوا إحدى تلك الحيل، وقطع لحمها ووضع على الوضم

(1)

وتقاسمه القوم وأخذوا يشوون منه، ومن المعروف أن لحمه (الفؤاد) لا يأكلها إلا من أراد منازلة الفارس الصنديد أو العقيد من القوم المعادية، فتركت تلك القطعة من اللحم، فأقبل الغيهبان (وكان ذلك الرجل الذي يتبعهم طيلة النهار)، فلما رأى أن تلك القطعة من اللحم لم تمس، أقبل عليها وكان معه قطعة من الخشب قد جعلها كالرمح وتسمى (شوحط)

(2)

، فطعن بها تلك اللحمة وابتعد بها قائلا:"من هيبته في غيبته خلّي الفؤاد على الوضم"!!، وفي الصباح استأنفوا مسيرهم فوجدوا في طريقهم إبلا فأخذوها، وسرعان ما لحق الطلب، وكان في مقدمتهم عقيدًا (مجوَّخ)

(3)

، فمرَّ على الغيهبان كالسهم، ولم يكن يلتفت لذلك الأبله الذي يسير على قدميه وليس معه سلاح، بل كان جل اهتمامه بمن هم مثله من الفرسان (المجوخين) ومن عتاة القوم وعلى ظهور الخيل، وما إن حاذي للغيهبان حتى خاطفه بضربه بالشوحط من تحت إبطه نافذة من إبطه الآخر، فخر صريعًا وأخذ الغيهبان فرسه وسلاحه، ودارت المعركة وانتهت بأن ذهب آل جابر بالإبل، وبعد أن ابتعدوا وكانوا في مأمن جاء وقت تقسيم الغنائم، فقال عم الغيهبان "أولا يأخذ حمد الغيهبان غزيزته

(4)

، ثم يقسم لكم الإبل".

‌نجدة آل مرة للعجمان في وقعة الرضيمة

‌ومقولة "ما جاءت به حوبة

"

عندما أرسل العجمان الفارس (علي بن سريعة) إلى آل مرة ويام لطلب النجدة، علَّق (الشلايل)

(5)

فلما وصل إلى الأمير علي المرضف

(6)

قطع الشلايل،

(1)

الوضم: وهو الحطب يجمع ويوضع تحت اللحم لرفعه من الأرض يسمى (وضم).

(2)

شوحط: أداة حرب أقرب ما تكون للرمح وهي من الخشب.

(3)

مجوخ: عليه (الجوخ) وهي حُلة تصنع من الجوخ ولا يلبسها إلا العقداء أو الفرسان.

(4)

غزيزته: يخار من الإبل الطيبة قبل القسمة.

(5)

الشلايل: جمع شليلة، وهي قطع من القماش تربط حول رقبة الذلول التي يركبها من يطلب النجدة، فإن قطعت هذه الشلائل من قبل القوم الذي استنجد بهم، فقد أثابوه.

(6)

علي المرضف: هو الشيخ علي المرضف ويكنى (المرضوف) وهو أمير آل مرة، ويام أهل الجنوب.

ص: 544

وتوجه بآل مرة ويام لنصرة العجمان، وكان الموضف يكف يام أهل الجنوب قاطبة، وقد التحق مع المرضف أهل (حوبة)

(1)

وهم أهل فلاحة، وكانوا في فصل الخريف، وبما أن نجران وما حولها تكون درجة حرارتها عالية بالنسبة إلى نجد، فقد أحسوا ببرودة الجو كلما تقدموا جهة الشمال، وكانت المسافة طويلة، فما إن انتصفوا في الطريق حتى حلّ الشتاء وكانوا يواصلون المسير ليلا ونهارًا.

وذات ليل قال أهل حوبة فيما بينهم لماذا لا نستأذن الأمير لنستريح بعض الوقت ونوقد النار لنصطلي عليها، فأرسلوا أحدهم لذلك، فأخذ يخوض الجيش والخيل ليقابل الأمير، وكان الأمير في مقدمة القوم فلما لحقهم، رأى الأمير راكبًا فرسه وكان يرافقه ابن سريعة، وكان ابن سريعة (حاسر) الرأس، وكان القمر بدرًا، ويرى انعكاس ضوء القمر على رأس ابن مسريعة، ولما رأى ذلك رجع. ولما قدم إلى قومه سألوه عما إذا كان استأذن الأمير أم لا؟ فقال "لا" وأخبرهم عما رأى من ابن سريعة وقال "حصلت رجال ما جات به حوبة" أي أن هذا الرجل لا يحس بالبرد مثل أهل حوبة.

‌مقولة

يرقد سمين العين في ضف غيره

وذي سواه من كف الهموم ينام

كان الغيهبان، واسمه (حمد)

(2)

في نشأته أبله، وكان مسفهًا بنفسه، وكان أخوه الأكبر يدعى (علي)، وكان أخوه هو من تكفل به وبشؤون والدتهما المسنة، فإذا جاء وقت الرحيل أخذ الغيهبان عباءته ثم نام على المراح، أما عليًا فيقوم بالحمل على الجمال وطي البيت ثم يركب والدته على البعير ويقوده بها، وإذا نزل منزلا جديدًا قام ببناء البيت وجلب الحطب وأشعل النار وعمل القهوة لأمه، وكانت أمه لا تشرب القهوة إلا بوجود الغيهبان، وذات مرة وفضت أن تشرب القهوة إلا بحضور حمد فقال لها علي: "يا والدتي أنت تعرفين حمد، هو الآن

(1)

حوبة: منطقة زراعية في نجران.

(2)

الغيهبان: هو عقيد وشاعر وحكيم، عاش في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي تقريبًا وهو حمد بن هادي بن حمد بن علي بن جابر بن سعيد بن شيب بن مرة، أما سبب كنيته بالغيهبان؛ فقد كان منذ طفولته وفي شبابه شبه مخبول؛ وقد بلغ سن الشباب وهو يلعب ويلهو مع الأطفال جاعلا من جذع شجرة فرسًا يركبه ويسحبه خلفه.

ص: 545

على الدار، وإذا شبع من النوم تبع آثارنا وإذا جاء ذهب يلعب من الأطفال"، فألحت عليه أن يأتي به، فقال إنه "خبل" فقالت له "اذهب إليه فإن كان نائمًا ورأسه في اتجاه الريح فهو خبل"، وأما إذا كان نائمًا ورأسه في عكس اتجاه الهواء فهو غير ذلك" فذهب للمراح فوجده نائمًا ورأسه في عكس اتجاه الهواء، فأيقظه وقال له:"يا حمد يا أخي، عذبتني هل أكون عند الركاب والإبل أو الوالدة أو أبحث عنك"؟ فقال الغيبهان قولته المشهورة:

يرقد سمين العين في ضف غيره

وذي سواه من كف الهموم ينام

ثم ذهب لوالدتهما، فأقبل الغيهبان وقبل رأس أمه ثم شرب معها فنجانًا من القهوة ثم ذهب كعادته يلعب مع الصبيان، وكان قد اتخذ له غصنًا من الشجر جاعلا منه فرسًا له، وذات يوم رغب عليّ في الزواج لعله يجد زوجة تساعده، ويرزقه اللَّه بالأولاد، فلما أخبر والدته أمرته أن يستشير أخاه. فقال لها: هل أستشير من يلعب مع الصبيان؟! فألحت عليه. فرضخ لأمرها وذهب لأخيه حمد فأخبره عما يريد، وكان الغيهبان يهز ذلك الغصن وقد ركبه ثم قال:"احذر من أم الحرس، واحذر من أم الجرس، واحذر من عشبة الدار، ورغ من طريق الفرس، جهلا، جهلا، جهلا"، فهز الغصن واستانف اللعب مع الأطفال، فوقف أخوه علي برهة ثم عاد لوالدته وأخبرها، فقالت هل علمت ما معنى كلامه؟ فقال: لا. فقالت: "أم الحرس هي الزوجة التي لها أولاد من غيرك، أما أم الجرس فهي المرأة البلهاء الثرثارة، وأما عشبة الدار

(1)

، فهو يقصد المرأة الجميلة التي أباها ردي"

(2)

.

"‌

‌ وعد ابن بنا

"

ابن بنا

(3)

هو من الغفران من آل مرة، وقد عرف بوفائه للوعد، بل بدقة الوفاء في وعوده دائمًا -وهذه من خصال المؤمن- فقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان" صدق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

(1)

عشبة الدار: عادة العشب الذي ينبت في أماكن سبق وأن نزلت من قبل يكون فيه نضارة أكثر من غيره وذاك بفعل وجود السماد في مكان الإبل أو الغنم.

(2)

ردي: أي لا خير فيه.

(3)

لم نتمكن من معرفة اسمه كاملا.

ص: 546

وقيل: إن ابن بنا قد أعطى وعدًا لرجل، وذلك الوعد بعد عام كامل من ذلك اليوم وقال له:"وعدك دور اليوم في المكان الفلاني" وقيل أنه واعده عند حواير الزكرت، ولما جاء ذلك اليوم، وبينما الرجل في الموعد المحدد (وكان الموعد جبلا) فبينما هو يرقى ذلك الجبل من جهة، كان ابن بنا يرقاه من الجهة الأخرى.

وقيل: إن له قصة مع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وهو أنه ذهب من عنده ووعد الملك أن ياتيه في موعد (كذا)، ولما جاء وقت الموعد أتاه في موعده، فقال الملك عبد العزيز "هذا وعد ابن بنا"

(1)

.

وأصبح مثلا شائعًا عند آل مرة خصوصًا، فعندما يذكر شخص ما بعدم وفائه للوعد. فيقال عنه:"وعده مهو بوعد اين بنا". وإذا أراد شخص أن يؤكد على موعد مع آخر فيقول له: "أريد وعد ابن بنا".

‌مقولة (من همل أمه فلاني بالوصي) ومقولة (اصبري علي ما أصبرت عليه خيل يام)

أقبل العقيد الغيهبان من الرملة، ومعه أربعة بيوت من ربعه فقط، وهم أخوه من أمه سعيد بن شفيع وهو من آل فهيدة وابنه شفيع وثلاثة من آل جابر ورجل من العجمان

(2)

، وكانوا قاصدين الربيع، ولما اقتربوا من (المقرن)

(3)

وجدوا أرضًا خصية وفيها مرعى طيب، وبما أنها لم تكن فسيحة فقد نزلوا في طرفها. فقال الغيهبان لجماعته:"سرحوا حلالكم حادر، إيلين نبور الأرض"

(4)

.

ولكن سعيدا نسي كلام أخيه، فسرح الإبل شرقًا، وما لبثت حتى أغار عليها قوم كثير وأخذوها فقال سعيد: "يالربع أنا طالبكم ما تلحقونها أنا حنج

(1)

ولا نعلم هل هذه العبارة هي من الملك عبد العزيز في القصة الثانية، أم أنها قيلت في قصته الأولى، أختلف الرواة في ذلك.

(2)

قيل إنه من آل عرجاء وقيل آل حبيش وقيل إنه من الشواولة.

(3)

المقرن: هو ملتقى وادي العجرية مع وادي السليل، وهما يسيران متوازيان، ووادي العجرية يكون شمالي وادي السليل ويلتقيان ويكون ملتقاهما أرض منبسطة وتسمى بالفرش.

(4)

نبور الأرض: أي تقوم بالكشف لتتأكد من خلو الفلاة من القوم والمعادين، وكان الغيهبان يعلم أن الغزاة والقوم المعادين سيأتون على أثرهم، فهو يريد أن يكونوا من قبل القوم وليس الحلال، ولعلمه بأن الأرض (القافرة) مرمى للغزاه دائمًا والذين يبحثون عن الطمع.

ص: 547

برووسكم"

(1)

. فغضب الغيهبان فقال: "البل اليوم مهي بإبلك يالغبره!! البل اليوم إبل الغيهبان"

(2)

.

وكان آل جابر الثلاثة إخوة ووالدتهم عجوز مسنة، فأخذ كل واحد منهم يشير على أخيه أن يمكث عند والدتهم ولا يذهب معهم في طلب الإبل، فطلب الأخوان الكبيران من أخيهما الصغير المكوث عند والدتهما لأنهم قد لا يعودان، فغضب وقال:"من يبقى أمه يقعد عندها. . . من هَمَّل أمه فلاني بالوصي" وسارت مثلا دارجًا عند آل مرة. فلحقوا الإبل وكانوا سبعة فرسان فقط، وخاضوا غمار المعركة فخرجوا منها ناجين بعد أن خلفوا خلفهم (جريرة)

(3)

، ثم عادوا واخترقوا صفوف القوم للمرة الثانية وخرجوا من الجهة الأخرى وقد أكثروا من القتلى والعقاير، وفي المرة الثالثة عُقرت الخيل كلها عدا فرس العجمي وكان القوم قد دخلهم الرعب والوهن، ومنهم من عقرت فرسه ومن قتل عدا الذين أصيبوا أو فووا. فردها العجمي (فهابت)

(4)

فرسه فما كان منه إلا أن (عممها)

(5)

ثم أغار عليهم فعقرت فرسه هي الأخرى فقال: "اصبري على ما أصبرت عليه خيل يام" فأصبحت مقولة معروفة عند آل مرة ويام. وردوا الإبل ومنعوا الكثير من القوم. وكان حصان الغيهبان واقفًا فظنوه حيّا، فقال لهم الغيهبان:"روحوا صوبه" فلما أتوه وجدود قد طعن بثمانية رماح متخالفة فيه، من كل جهة أربعة، وقد ثبتته في الأرض ومنعته من الوقوع فأنشد الغيهبان:

ياللَّه يأملهم الطلبات يا ربي

يا رؤوف يا كاتب الحسنات يا والي

اليوم نهيا لنا كونٍ على طرف

ياليت حن عندها في طارف المالي

حلفت باللي ترجى الحجاج مغفرته

ما به غير السّبع في الإقفاء والإقبالي

شيربت بحوض المنايا ثم علّت به

شربت حثالة عقب ما شربت زلالي

(1)

حنج برووسكم: أي لا يريدهم أن يفدوا بأنفسهم دون إبله فهم سبعة فرسان فقط، والقوم كثير.

(2)

الغبرة: كان سعيد بن شفيع في إحدى عينيه (غبرة) بياض في حبة العين، ولما كان الغيهان لم يتمالك نفسه فقد نعته بهذه الصفة: ولكنه ندم على ذلك وذكره في القصيدة.

(3)

جريرة: ما خلفوه خلفهم من الجنائز والعقائر من الخيل.

(4)

هابت: جفلت.

(5)

عممها: ربط على عينيها بقماش.

ص: 548

خيالنا (بوشفيع) طالت أمهاله

خيال وأنا بأذكر الرحمن خيالي

شلفاه تشنى على اليمنى ضرايبها

أما على اليسرى فضربه ماله أمثالي

خمسة وعشرين براس الرمح كزّيته

ضربٍ براس القنادزٍ وحوّالي

ربي تجير فهيد من بلاء الدنيا

اللي إلى شفته حوّل العز يهيالي

جعله على الحق يسير مقبول

وجعله حل الصلاة مقوم بعجالي

يا فهيد بأوصيك في كبار روس هجمتنا

يومك تهم عندها يا فهيد بالغالي

حاذرو في يوم الورد لا تغايبها

لا تكتفي نهار الورد بالخالي

علّه إلى سرى بارق ليله

نوّ رزين وبرقه يشعل شعالي (*)

‌الكرم في شعر آل مرة

علي بن عبد الهادي المدحوس البريدي المري

نذبح لها الحيران قدر وسفطان

ولا إن خرفان الشواوي رهيّه

يذكر الشاعر أن الضيوف يقام لهم بكل واجبات الكرم، وأنهم يعمدون إلى الذبح من الإبل مع وجود الغنم.

‌القهوة عند العرب:

كان الشاعر سعيد بن علي المدحوس المري آل بريد في رحلة من رحلاته، وكان شرابًا للقهوة، وصاحب كيف، وبعد أن طالت رحلته ونفذ ما معه من القهوة، تذكر مجالس ربعه وما فيها من الكيف وما هو عليه في تلك اللحظة من اللهفة للقهوة فأنشد:

ياللَّه بقرمٍ سنافي ما حسب هيله

(1)

مكبّر طبخته والماء عرف قدّه

يصك نجره ويبغي المشرب يجي له

ويقول ما راح عند اللَّه يجي ردّه

ثلاث دلات والرابعة فناجيله

تعري خوى اللي مشوِّش لاحقٍ حدّه

إلى ضوى الضيف ما الخائب يومي له

وما حومته من بعض الاسناع بترده

(*) هذه الأبيات نقلت من قوافي (جريدة الراية القطرية) عدد بتاريخ 3/ 10/ 1999 حمد بن العبيد.

(1)

القرم هنا هو رجل بمعنى الكلمة، ما حسب هيله أي لا يحسب حساب للهيل (البهار) الذي يضعه على القهوة.

ص: 549

‌أكرم من ابن سنداء

هذا مثل قديم في الكرم ومشهور عند البادية، كان (ابن سنداء) وهو من آل عذبة من آل مرة لا يملك إلا ناقة واحدة ذلول (عُمانية)، وكانت هي بالنسبة له كل شيء، فكان يغزي عليها، وكانت الوسيلة الوحيدة لتنقله، وكان يذهب عليها للصيد ليعيش نفسه وعياله، وذات ليلة كان عند أهله نائمًا، فإذا به يسمع (خبط) الركاب فإذا بامرأتين، فأمر زوجته أن تشعل النار ليصطلوا عليها من البرد القارص، وبينما هو جالس في (الربعة)، سمع إحداهن تقول للأخرى:(ارخ الحزام من بطنك لتدخلك حرارة النار).

قالت الأخرى: "إنني أخاف أن تضيع نفسي"، وكان قد ربطت الحزام من شدة الجوع، فلما سمع ذلك قام إلى ذلوله وكانت تبرك خلف البيت ورد رأسها ثم نحرها، وأخرج فؤادها وبعض الشواء وأعطاها لزوجته لتعمل منه عشاء للنساء وكانت هذه القصة مثلا. ويقال "أكرم من ابن سنداء".

‌كرم ناصر بن سوده

كان الفارس ناصر بن سودة، وهو من آل نابت من آل مرة كريمًا، وكان كرمه من عسر، وكان معدمًا إلا من أربع من الإبل وكانت كلها لقحات، ثلاث منها صغار في السن والرابعة كبيرة، فرأى مركوبة فأشار لهم بيده، ولم يكونوا ليقصدوه فأومأ لهم، فأقبلوا عليه ورحب بهم، فذهب في الحال إلى رجل من ربعه كان عنده إبل كثيرة فأراد منه (قعودًا) ليذبحه للمركوبة، فرفض أن يعطيه وكان مغتاظًا من ابن سودة لأنه منع أن يقصدوه، فرجع بن سودة وقد غضب غضبًا شديدًا ولما وصل منزله قال لابنه:"محمد يا ولدي اذبح مريفه". وكانت هي الكبيرة من الإبل وكانت عزوتهم من قبل ذلك التاريخ حتى اليوم، فقال له ولده:"لبيك". فقام على الفور وعقر عرقوبها بالسيف دون أن يسأل والده فعشى ضيفانه وجماعته.

ص: 550

‌راشد العليان

كان راشد بن راشد بن العليان كريمًا، وكان لا يملك إلا ثلاث من الإبل وهي خلفات (أضوار)

(1)

على (بكرة) واحدة، وكانت تلك الخلفات فيها قوت يومه وعياله، وكان يحلبها لأهله ولجماعته، وكان ابنه (علي) طفلا وكان يحب البكرة حبًّا شديدًا وكان قد وضع في رقبتها (قلادة) وهي عبارة عن خيط من الصوف، وذات يوم أقبل عليه ضيوف منهم (عويضة آل هلال) فقلَّطهم وقهواهم وذهب يسعى لهم بالعشاء، وقصد راعي غنم كثير؛ كان بالقرب منه وطلب منه ذبيحة، ولم يكن يملك في ذلك الوقت نقودًا، فرفض راعي الغنم أن يعطيه، فرجع غضبان حزينا، ولم يدر في خلده أن يترك ضيوفه دون عشاء، فعمد إلى تلك البكرة وهي تبرك بالقرب من أمهاتها الثلاث ورد رأسها وطعنها بالسكين ثم ذبحها، فأخذ ابنه علي يصيح حزنًا على بكرته الغالية عنده، ولا يعلم لماذا ذبحت؟ وعاتبه ضيوفه على فعلته وكانوا يفضلون أن يبيتوا بدون عشاء من أن يذبح تلك البكرة التي هى بمثابة العصب الشرياني لحياته هو وعائلته، إذ بغير تلك البكرة لن تدر الإبل الثلاث وسوف يحرمون من لبنها السنة كاملة، لأن اللبن هو قوت يومهم ولا غيره إلا التمر إن وجد.

‌كرم ابن نديلة

جمع العقيد راشد بن نديلة أكل بحيح بين الكرم والشجاعة، فقد كان كريمًا جوادًا، وكان غالبًا ما تكون ذبائحه من الإبل مع وجود الغنم، وله قصيدة في الكرم ولكن لا نعرف منها إلا هذين البيتين، ونرجو ممن يعرف تكملتها أن يوافينا بها مشكورًا.

(1)

أضوار: الخلفات: هي جمع خلفه وهي الناقة الحلوب، أضوار: أي أنها أخذت حيرانها فور ولادتها ووضع بدلا منها (حورًا) من ناقة أخرى، يوهموها أنه ابنها، ولتكون أكثر من ناقة وأمّا لـ (حوار) واحد، والهدف من ذلك هو أن يستفيدوا من لبن اثنتين من الخلفات، حيث يحلبونها دون أن يكون للحوار نصيب منها مما يوفر كمية كبيرة من اللبن، بينما الحوار يرضع من الناقة الثالثة مناصفة بينهم وبينه.

ص: 551

كمٍ خلوجٍ تروّم كاسع البيت

يذبح ولدها لخطار الزمان

يا محلا سوقهم إلى مني الفبت

بفنجال بنٍ خالطه زعفراني

وهذه القصيدة للشاعر صالح بن حلاص آل الفهيدة المري

في عبد اللَّه ابن الزقيبا المري، وهي تدل على كرم عبد اللَّه:

يأهل الهجن يا عشّاقة أكوارها

لا لفيتوا من الغربة وطول المسير

عند بيت الزقيبا حطّوا قشارها

لا تعدّون بيت صبي للمناره عشير

ما يجي للحليله يأخذ أشوارها

وما يطيع المشيره يوم طلّق الأمير

حنة العرب يوم ذبح حوارها

قال هذي عوايدنا نطيّح الكبير

والأمير الذي ذكر هذه القصيدة هو الشيخ محمد بن لاهوم بن شريم المري.

‌الشيخ محمد بوليلة

كان لمحمد بن صالح أبو ليلة نصيبه من قصص الكرم، فهو شيخ من شيوخ آل مرة وذات مرة غاب فترة من الزمن، وكان أبوه الشيخ صالح بوليله ينظر إلى الغنم فرأى الخرفان تسرح وتمرح معها فتذكر ابنه (محمد) في غيبته، فقال هذه القصيدة لم نحصل منها إلا على هذين البيتين:

يا ذا البهم أفرح بغيبة محمد

عليك ردّي البراء يوم يأتي

حُرٌّ على ذبح السمينة معوّد

خذا من حاتم جميع الصفاتي

‌من عادات العرب في البادية إكرام الجار:

كان عبد اللَّه بن حمد بن صبحان البريدي المري وهو رجل شجاع وكريم وشاعر، وكان له جار من قبيلة سبيع يقال له (رتيبان)، وبعد فترة رحل شاعرنا عبد اللَّه بن صبحان لجماعته، وتذكر (رتيبان) السبيعي مجلس جاره بن صبحان أنه كان مفتوحا للمسايير والضيوف فأنشد هذه القصيدة في جاره يشيد فيها بكرمه:

الكيف عقبك خاربٍ يابن صبحان

ما عاد عقبك مجلسٍ يدهلونه

كيف الرجال وكيف ذربين الإيمان

أهل البراقع شفتهم يشربونه

ص: 552

وبعد أن وصلت القصيدة للشاعر عبد اللَّه بن صبحان رد بهذه القصيدة التي لم نحصل منها إلا على هذا البيت ومعها هدية لجاره السبيعي وهي عبارة عن دلال قهوة.

اللَّه على شبّتها مع وقت الأذان

ونجرٍ يصوّت للنشامى يجونه

وهذه من عادات العرب وشيمهم الطيبة.

‌ومن قصائد الحلم والأناة:

العقيد الفارس حمد بن هادي الملقب (بالغيهبان) له قصائد في الحكم والأناة، وقد كان حكيمًا حليمًا، وهناك بيت من الشعر له، نادر ومشهور جدًّا، إلى درجة أنه يستشهد به في كثير عن المواقف وكذلك يستشهد به الخطباء من على أعواد المنابر، وهو قوله:

إبليس والدنيا ونفسي والهوى

كيف النجاة وكلهم أعدائي

وله أيضًا:

لا جاك من ابن عمك أول زلة

احذر من والزلات واحذر تجهلي

لا جاك من ابن عمك ثاني زلة

عرْضه على العقّال كانه يعقلي

لا جاك من ابن عمك ثالث زلة

ابعد ضعونك عن ضعونه وارحلي

لا جاك من ابن عمك رابع زلة

فعرْضه على حد الحديد المصقلي

الحوض لامنه كشف عن غطاقه

كلٍ على جال القليب بيدهلي (*)

(*) وقيل أن القصيدة للضويلع.

ص: 553

‌بعض ما قيل في آل مرة

‌آل عذبة:

آل عذبة هو بطن من بطون قبيلة آل مرة، ويتفرع آل عذبة إلى ثلاث فخائذ وهم آل نقادان وآل جفيش وآل منصور، وجدهم الأعلى هو منصور، ويجمعهم الجد (فاضل) مع فخيذة آل فهيدة، كما أن (بشر) يجمعهم مع آل بحيح و (سعيد) يجمعهم مع آل جابر (وشبيب) يجمعهم مع الغفران والجد علي بن مرة يجمعهم مع الغياثين والجرابعة، وقيل: إن نسب آل عذبة قد انحدر من أشراف مكة، واللَّه أعلم.

وهناك روايات تؤكد ذلك، ومن هذه الروايات كان ركب من آل عذبة في الرياض ولعلهم في ضيافة الملك عبد العزيز آل سعود يرحمه اللَّه، وكانوا يستمعون لرجل يسرد أنساب القبائل، وفي نهاية كلامه قال:"واللَّه، إن هناك فخيذتين من قبيلتين يتحاريون ويتواخذون وهم عيال رجل واحد"! قيل: من هم؟ قال: "آل عذبة من آل مرة وآل حبيش من العجمان وأصلهم من الأشراف"

(1)

.

وفي عام 1964 للميلاد عندما انتقل فوج الأمير طالب بن راشد آل شريم المري لنجران، ذهب الأمير طالب ومعه أخوياه للشيخ (أبو ساق) وهو شيخ كبير وله مكانته وعنده شجرة للقبائل، وبصفة أن آل مرة والعجمان كانوا في نجران قبل نزوحهم إلى شرق شبه الجزيرة العربية، فقد سأله الأمير طالب بن راشد عن الشجرة والأنساب ودار الحديث في ذلك، فقال:"هنا بديدتين من قبيلتين جدهم واحد وهم آل عذبة وآل حبيش وأصلهم من الأشراف". فقال الأمير طالب: "هؤلاء ربعنا وغير بعيد (يقصد آل حبيش) وهؤلاء ربعنا ومعنا".

‌ومن هذه الروايات:

ذهب مسعود بن علي آل حثلة من آل عذبة إلى السودان في الثمانينيات من القرن الماضي في رحلة عمل، وعندما كان في مطار جدة تقابل مع شابين

(1)

يقال: إن الذي ذكرها وعاصرها هو محمد بن محمد آل حبينة من آل عذبة.

ص: 554

سعوديين فجلسا بجانبه، فدار الحديث بينهما وبينه حتى عرفا منه أنه من آل مرة، حينها سألاه من أي آل مرة؟ فقال: من آل عذبة. فقالا له أنتم ربعنا وجماعتنا، ولكنكم نزحتم للشرق. فقال لهما سعود: ممن أنتما؟ قالا: نحن من الأشراف، ونعلم أن هناك نزيعة منا قد نزحوا للشرق وهم آل عذبة. قلت: وعمومًا فإن آل عذبة إن كانوا من الأشراف من قريش فنعما هي، وإن كانوا من آل مرة من يام فيكفيهم فخرًا نسبهم لإحدى أعرق القبائل القحطانية وأصحها نسبًا، أما اسم (عذبة) فقيل: إنه اسم أمهم وقيل: إنها من آل رزق من العجمان من يام.

‌آل مرة إخلاصهم ما فيه شك

هذه قصيدة قالها الشاعر الشيخ مشعل بن قاسم آل ثاني في عرضة آل مرة ويام مشاركة منه في فرحتهم بعد عودة القوات القطرية بعد تحرير دولة الكويت (*):

قال الذي في محفل العيد غنا

في كلمة يطرب لها كل قصيد

والحمد للي عزنا في وطنا

في العام عيدين وذا ثالث العيد

في ظل قايدنا زبون المجنّا

النادر اللي في المهمات صنديد

شيخ الشيوخ اللي بأمانة ومنّا

(خليفة) المنصور وإخوانه العيد

هو درعنا كان الليالي رمنّا

اللي فرد بالطيب والمجد تفريد

مفراص ماص ماضٍ مستسنّا

اليَن من الماهود وأقسى من الحديد

ويعيش شيخٍ هو ذرانا وأملنا

سبع السباع وكيد من ينقل الكيد

(حمد) حميد الراي في كل فنّا

ولي عهد الدار سعد المضاهيد

قايد جموع في اللقا ماتوّنا

خذ من كرم (حاتم) وسطوات (أبو زيد)

يعيش شيخ نزّح الغدر عنا

وجيشٍ على أمره يخضع السيد والبيد

واليوم جازتلي على ما أتمنا

والشعر جاله في ضميري مواريد

مع لابةٍ في العز منا وعنا

(مرية) تستاهل المدح وتزيد

يشهد لها التاريخ وأنسٍ وجِنّا

لطّامةً العايل بكثح البواريد

ظفران يوم الشر منا ومنا

أهل المناسب والدلال البغاديد

(*) كتاب مهرجان الشموخ لسالم صالح بن جهامان المري.

ص: 555

عدوهم لازارهم ما تهنا

وصديقهم له في الثريا مقاعيد

حنا وهم من يوم عشنا وكنا

سيف لنا نلطم به الخصم ويببيد

(يا ميّة) يوم السوابق تعنا

فازوا على العالم بكثير التحاميد

واخلاصهم ما فيه شكٍ وظنّا

لا دوّر الزلّة كثير المناقيد

يفداهم اللي بالمواجيب قنّا

أهل الوفى والجود والجد والجيد

(ويامٍ) سواة طويق ظلٍ وكنّا

خضّاعة لروس الطغاة النماريد

أهل بيوت في الحرايب تبنّا

ريفٍ على الصاحب وللخصم تنكيد

واليوم حنا في فرحكم حفلنا

يا من بكم نفخر على الخصم ونسيد

تمت بحمد اللي بعطفه شملنا

والعفو لا قصر كلامي عن الميد

وصلّوا عدد مزن رعوده تحنا

على رسول حدد الحق تحديد

‌علي بن سمره آل مطلق اليامي

يا علي المرضف يا وثنا

يا عنا الهجن تنقل كل ساعه

‌زرع القلب إن جاوك اجراد

الشاعر عيلان المصراني العجمي

(1)

:

تلفي لابتي صبيان (يام)

زرع القلب إن جاوك اجراد

(يام) موطيه للنجوس

إلى منه نهق عير الرشاد

هم ذرعانا وحنا الكتوف

وهم صوّانا وحنا الزناد

هم دائم لنا غار كنين

وهم البيت وحنا له ابجاد

وله كذلك

(2)

:

سرنا عليهم بسقم الحرب (ياميه)

لا عاد نسمع ولا بنطيع عذّالي

سرنا عليهم بصبيان العواجيه

جمع رزين ومنه الدم شلالي

هل سربةٍ تخلف العشاق من غيه

تقدع شبا الأوله وتنجي التالي

(1)

دبوان ابن فردوس ص 274.

(2)

نفس المصدر ص 263.

ص: 556

ميه وتسعين في وجه العكيليه

واللي ومرنا عليهم قادرٍ والي

كن الجنايز خشب بيرنسع طيّه

يؤخذ من الجم ويحذف به على الجالي

‌يستاهلون الإبل

هذه القصيدة قديمة لشاعرة تدعى رحمة

(1)

من آل مرة وهي تثني على آل (عذبة) وتمدحهم بعد معركة جرت بينهم وبين إحدى القبائل، وكان العذبة خمسة عشر خيالا فقط وكانوا كلهم من الشباب حديثي السن كما أوردت في البيت الخامس من القصيدة:

يستاهلون البَن شرّب خوالي

اللي لشيخان القبايل يدربون

أقبل عليهم شيخ قوم يثاري

زادوا علي طلابه الدين بديون

ودربوا "سعيدان" زبون التوالي

شيخ على شيخ له الركب يعدون

(2)

"ومجيحيد" يقهرهم سواة النهالي

قهر النهال اللي لهلها يعدون

(3)

خمسة عشر ما فوقها إلا العيالي

جهّال ما هم للملاقى يعرفون

ياليت ابن حثلة حظر الاعتكالي

ولا "البصبّص" حاضر هية الكون

(4)

آلاد منصورٍ عزاز المجالي

اللي على حوض المنايا يردون

(5)

ما حقهم باللي تعد بالمجالي

ما كان هم بالغزيزه يروحون

(6)

بعد قصيدتها هذه أقبل عليها رجل من تلك القبيلة وقال لها: "أنت رحمة أم الإنشاد؟ " منتقدها في تلك القصيدة فقالت له:

"يا ويش عندك يومني أم الانشاد

خوالي اللي مطلقين لساني"

(1)

قيل أنها من آل زيدان آل مرة وقيل أنها بنت فهد آل سلامة بن زرعة.

(2)

سعيدان: هو شيخ من شيوخ القبيلة المعادية قتل في تلك المعركة.

(3)

مجيحيد: هو محمد حمد آل منصور العذبة المري وهو فارس فحل. النهال: هي الإبل الظمئى التي تُرد عن الحوض.

(4)

ابن حثلة: هو فارس من آل منصور العذبة وكذلك البصيص ويتمنون حضررهما تلك المعركة.

(5)

آل منصور: إحدى فخائذ آل عذبة الثلاث.

(6)

الغزيزة: هي أطيب الإبل عندما يأخذها القوم، حيث يقوم الفارس ويخرج تلك الناقة من الكسب قبل غيره إن أمكن له ذلك.

ص: 557

وأراد أن يستفزها فقال هذا البيت وهو من نوع المباغتة "سيلي جاش، تعداش، سيل يطم الجرفان" فقالت: "سيلك جاني، تعداني، أنا الدهناء والصمان، وأنا جافورة ندقان" فما لبث إلا أن انصرف، دون أن يرد (*).

‌عذيبة يشكي المعادي خطرها

كان الشاعر/ فهيد بن مريح القحطاني، مع آل عذبة، وأقام معهم مدة ليست بالقصيرة، وقد وجد عندهم كل محبة وتقدير، وكانوا يعتبرونه منهم، وكان له الأولوية في كل شيء وكان يقدم في صدر المجلس دائمًا، وكانت صبة القهوة الأولى له، وكانوا يقلطونه على الكرامة أولا أن يذكر هذا التقدير في هذه الأبيات، فأنشد هذه القصيدة:

لي فاطرٍ كثرت فيها الأشاوير

يوم أكتسى بالتي عالي ظهرها

يا زينها مع الحلفات يبرى لها ضير

ولا إلى هاج الجمل ما شطرها

يا زينها في خايعٍ له نواوير

لادرّعوا جرد المهر في شهرها

ترعى (بآل جفيش) ربعٍ مناعير

(عذبيةٍ) يشكي المعادي خطرها

قصيرهم إلى جرى له تعاثير

يمشي وينزل ما زما من قورها

لو كان تلحقهم عليه المخاسير

حمّاله ما جاءه في محتظرها

‌شيخ ومارث شيوخ ترذي النيب

كان الشاعر سالم بن خرمان آل ضاعن وهو من قبيلة العجمان مع آل جابر آل مرة. وكان الشاعر في منزل الأمير (حمد المرضف) ضيفا مكرمًا معززًا طيلة إقامته معهم، وقد مكث معهم مدة ليست بالقصيرة، فقد دل البيت العشرون من قصيدته أنها قد طالت إقامته في بيت الأمير حمد المرضف.

وأراد الشاعر أن يترجم أحاسيسه إلى أبيات تبين ما كان يلاقيه من حسن الضيافة والكرامة والتقدير عند آل جابر فأنشد هذه القصيدة:

يا من يقرّب إلينا عود المصاليبي

خلوا (سهيل) لمسرى الجيش ماريه

ارب ركب النضا يبرد لواهيبي

حيث عيني (لنجران) شقاويه

(*) رواية محمد بن حمد المعنس.

ص: 558

وأنا على فاطر لي يوم تدوي بي

كنها من الصيد إلى ذارت وضيحيه

جذوى الفخذ ما اعتبيت لها المشاعيبي

ومقطّب فوقها للكيفات نشميه

وخرجٍ جديدٍ وكيفات تعاجيبي

وشديّد ما يدور الورك راعيه

لا روحت بي مع خطوى اللهابيبي

العب لها لعب جهال هلاليه

فإلى رفعت العصا والصوت يا شيبي

تدوي كما السبع في حزت معاديه

خمسة عشر وجبة في الجو تدوي بي

تصبح وتمسي بي الفاطر خلاويه

ما خايلت عينها نشر المعازيبي

يا محلا البيت تبنيه السنافيه

ياللَّه بعقب الصلف قرمٍ يهلي بي

ما هو يحسب مخاسيره ولا شيّه

قد حن على كيفة المشكل مواجيبي

الا كون من حاط للضيفان ماليه

اللي إلى مرّته بيض المحاجيبي

راحت ورقابها بالدم ممليه

فاطري دون أهلنا فرجة الذيبي

أما مسير الشهر ولا حراويه

فاطري لا لويت الورك هجّى بي

هجّى هجبج القطا في يوم هيفيه

يا جعل عظمش امجار من الأسابيبي

قد ذا الشهر ثالث وانت خلاويه

موسّم فوق كتفش بالعراقيبي

والبشت يا فاطري نجحت ملاويه

عقب الشحم غاربش كنه قرى الذيب

ومعذوش مستدق بالعمانيه

من عقب الشمال قد حن مجانيبي

من دار هجر نبي (سنح) وحراويه

اللَّه يثني عليكم يا معازيبي

ودياركم جعلها بالغيث ماليه

غربت وابطيت في ديرة الأجانيبي

في دار (بو فيصل) ريف الخلاويه

إن أقبلت فاطري لا هو بهلّي بي

وإن دبّرت قال: (يا مسعد النية)

اللَّه عسى عارضه يبدي به الشيب

كم مجرمٍ زبّنه عامين وضحيه

شيخٍ ومارث شيوخٍ ترذي النيب

أهل صحون تملى فى المعسريه

له منزلٍ في البيان من القناتيب

زيزوم بدوٍ ولا ينوي لشاويه

فإلى وعد لأهل عوج المصاليبي

كم قاد نمرا تشادي للتهاميه

من صلب يام ميبسة المشاريبي

كم نشر قوم غدوا به من مضاميه

يعطي ويهدي مرازيم الحنازيبي

ما ناشت يده فلا هو له بماليه

يا من يودي سلامي يا مناديبي

صوب (المرضف) يودي هرجتي ليه

واخوانه بعد اللي من ماكر الطيبي

ماكر حرار مداغيش نداويه

ص: 559

فرسان خيل ومبندقةٍ معاطيبي

يردون البلاء بالنفس كليه

أهل رباع تشادي للمهاضيبي

ودلالهم دايم على النار مركيه

ما ازين على ضوهم هرج التعاجيبي

ربعٍ تدلّه بعيد الحي من حيه

ما هم نقّاله للكبر والغيبي

مارث شيوخ وشيختهم على خيّه

لا سرت فوق الانضاء بأذكر معازيبي

بالخير ولا كل ضاربٍ نيه

‌سبع قبايل فرقتهم قبيلة

(1)

كان الشاعر الفارس نغيمس بن هادي الشولاني

(2)

من العجمان، مع قبيلة آل مرة، وكان محل احترام وتقدير، وكان قد شارك معهم في معركة بين آل مرة وعدة قبائل مجتمعة، كانت تنوي إبادة قبيلة آل مرة وأن يغنموا الإبل والخيل؛ والتي كانت عند آل مرة بكثرة قل أن توجد عند غيرهم من القبائل، وكان لا يوجد مقارنة بين آل مرة وتلك القبائل؛ كما قال الشاعر ولكن اللَّه كتب النصر لآل مرة، بعد أن كثر القتل والإصابات بين الطرفين، وقد أبلوا آل مرة بلاءً حسنًا، وكسروا الجموع المعادية، فأرسل الشاعر الفارس نغيمش بن هادي الشولاني هذه القصيدة لضيدان وسلطان وهما من كبار العجمان ويمدح فيها الأمير لاهوم بن شريم شيخ آل مرة:

يا راكب اللي كنها فرد غزلان

لا صاعها من يمة الريح زيله

تياسرت مع يمة (الجدي) لابان

هجنٍ عليها بالمساري دليله

فإذا لفيتوا شيّعوا ذكر (ضيدان)

اللي تعدى الجيل الأول وجيله

قولوا (سلام الحرص يا طير حوران)

بحفوةٍ يا اللي علومك جميله

أنا بشير للمعادي بخذلان

عز لرأسك يا ذعار الدبيله

من هازنا زرناه بخشوم الاضعان

ومروبعات في المنازل ظليله

يبرى لها من يمة الخوف فرسان

ومال إلى نوّخ يشيبك عويله

تراوحت صم الحوافر بفرسان

وتخالفوا ضرب اليدين الطويله

(1)

شطر من القصيدة.

(2)

هو من فخذ الشواولة والتي عرفت بالشجاعة وقوة المراس.

ص: 560

سرنا عليهم والسفر ما بعد بان

فعل اللَّه الماضي على كل حيله

يا ميّه في حومة السوء ظفران

يا ما ذهب في وردهم من قبيله

يا من يبشر بالخير ابن سلطان

سيع قبايل فرقتهم قبيله

يا ليتكم شوفتوا طلقي الإيمان

تنخاهم انساهم وروحوا سحيله

حنا انتصرنا والمعادي بخذلان

ولا يأمن الأحكام راعي دغيله

زيزومنا بو راشد ذيب الاقران

حييت يا شيخ علومك مهيله

شيخ ليام إلى امتلى الجو دان

(لاهوم) شيال الحمول الثقيله

يتلاه طوابير وخيل وفرسان

ويقود نمرا مثل وصف المخيله

إلى اقبلت غادي رعدها له تحنحان

الموت اللي في نحرها تشيله

(حمر شعر) زبن الحصان العزومي

كان هناك رجل من قبيلة سبيع ويقال له (عامر) مع آل عذبة قد جمعته الجيرة الطيبة معهم وكان محل ترحيب ووقار عندهم، وهذه من عادات البدو، وذات يوم عزم بالرحيل لربعه سبيع، وفعلا رحل منهم، في نفس اليوم الذي رحلوا فيه لطلب الرعي، ولكنه فضل ألا يبتعد عن (العد) الماء الذي كان عليه إلا بعد أن يتزود بالماء، ورجع على بعير لذلك، فرأى ديار آل عذبة وقد خليت منهم، وأخذ يتذكر أنه كان (يسير)

(1)

عليهم وكانوا يقومون من أماكنهم احترامًا له ليجلس فيها فأنشد قائلا:

صدّرت أنا والعد قادي دواوير

ووردت أنا والعد غادي ثلومي

يا وين بأسير إلى جيت بآسير

من عاد توّي من محله يقومي

أقفى سلفهم واقتفاهم مظاهير

وظعونهم في شف الأقطاع تومي

يتلون حامى مقلعات المسامير

(حمر شعر) زبن الحصان العزومي

(عذبية) يروون حد القناطير

لا طار ستر مردوعات الوشومي

أقفوا من الصمان يبغون الجوافير

في شف كل ملحاء ردومي

(1)

يسير عليهم: يزورهم.

ص: 561

‌لولاب حرب للواليب مفتاح

هذه الأبيات من قصيدة الشيخ محمد بن شريم المري، بعث بها إلى الشاعر راشد بن عفيشة الهاجري:

قم يا نديبي وارتحل فوق سرساح

سوّاج موّاج كما الريم لونه

لابن عفيشة بشره بالحيا طاح

توّمن القبله تحدّر مزونه

قلت أتطلب طلبة الصاحب الصاح

يا جعل رب البيت يطلق عيونه

فود الشاعر راشد بن عفيشة الهاجري:

يا راكبٍ من عندنا فوق مصلاح

نابي سنامه مارقاتٍ متونه

اللي كما وصف الجريده بالأدباح

عوجٍ كراسيعه تفاجح زغونه

مفتّل الذرعان ومن الخلل صاح

ما قلب خفه من حفٍ يرقعونه

يومي براسه لامشى كنه نفّاح

لولا خزامٍ فيه ما يقهرونه

يجعل مسير العشر ليلٍ ومصباح

والعصر عند محمد يمرحونه

يفز وقشارك على النضو ما طاح

ويقلطك ويقول لك: (والمعونه)

أبشر بكبش ما بغى فيه الأرباح

والبَن وقافي البَن ما يذخرونه

سلم على ترثة شبيب ومرّاح

وثنه على اللي كلهم يتبعونه

لولاب حربٍ للواليب مفتاح

وله ماقفٍ تجذي المشاكيل دونه

تركض مراكيضه مقاليم الأجناح

راعي الصعاد اللي وساع طعونه

إن كان تطري لي سنا بارقٍ لاح

فالمنوه اللي لابتي يمتنونه

‌راحوا مع العذبة على قحص المهار

حدث سوء فهم بين آل هادي من قبيلة العجمان وبين أبناء عمومتهم، مما حدى بهم بالذهاب بعيدًا حتى تصفى الأجواء وتهدأ الأنفس.

ونزلوا مع آل عذبة من آل مرة ومكثوا معهم مدة ليست بالقصيرة، وقد لاقوا من العذبة كل الإكرام والتقدير، وكان الفارس الشيخ راكان بن فلاح آل حثلين قد حز في نفسه فراق ربعه وأبناء عمومته آل هادي، ولكن عزاه فيهم أنهم مع آل عذبة، وهاضت قريحته بهذه القصيدة وإن كنا لم نحصل منها إلا على النزر اليسير:

ص: 562

يا ربعنا اللي يجعلون الشحم حار

لا زوّت العرفج هبوب الشمالي

راحوا مع العذبة على قحص الامهار

يا واللَّه جاءوا في راس عالي

‌مقولة:

" بديدتين ما تؤخذ إبلها؛ آل نابت والمشاعلة من قحطان.

بديدتين إليا لحقوا البل ردوها؛ آل نابت في آل مرة، والمشاعلة من قحطان.

إذا قال: خيال الكحلاء أنا بن نابت، إلى لحقناها وسيق عطفت.

وإذا قال: خيال البويضا المشعلي تفرح بنا يوم النهار المشمعل.

هذه المقولة قيل أنها لأحد آل سعود.

‌إلى آل بشر وأجعلهم مناخ الركايب

قيلت هذه القصيدة بمناسبة ما حدث من تمرد بعض القبائل القطرية على حكم الشيخ قاسم، وشقوا عصا الطاعة فحاصرهم في قصر الربيجة مدة وأخذ خيلهم وتولاهم وعفا عنهم، ومرة أخرى في قصر الزبارة تولاهم وعفا عنهم ثم في آخر الأمر شوشوا في الفويرط، فحل الشيخ قاسم بساحتهم قتل بعضهم وصادر أموالهم ثم عفا عنهم واستقل بالإمارة (*).

أرى الجفن يجفو النوم ما يالف الكرى

إذا همّ في بعض الهمم والمطالب

قم با نديبي وارتحل عيدهية

عمانية من ساس هجن نجايب

(1)

عليها قطّاع الفرج ما يهابها

دليل في الظلماء إذا النجم غايب

فانا لي على كل البوادى قدايم

إذا نابهم سنة الغلا والحرايب

(2)

ابذل لهم نفسي ومالي وعصبتي

وحصن لهم في موجبات النوايب

فاركب ومر بها المخاضيب ساعة

ولا تكثر المهروج في غير صايب

(3)

(*) ديوان الشيخ قاسم ص 16.

(1)

نجايب: الهجن الطيبة.

(2)

قدايم: يعني معروف سابق - الحرايب الحروب وما يتبعها من تلف وشدة.

(3)

المخاضيب: عشيرة من بني هاجر من قبائل قحطان.

ص: 563

سبعة عشر عام وانا قايم بهم

وانا لهم درع حصين القطايب

(1)

وحاربت فيهم الأقربين وحفهم

مع ذا وعجز القلم بالكتايب

(2)

فإن رحبوا بك فاطرح الرحل عندهم

وطرش إلى الباقين منك النبايب

(3)

فإن كان هابوا فاخلط السير بالسرى

إلى البشر وأجعلهم مناخ الركايب

(4)

ثم قل لهم ربعي تراخى أحزامهم

إلا شغاميم القروم العطايب

رقوا مرتقى العليا مع من رقى بها

حرار الدم بأنيابها والمخالب

‌كم عقيدٍ لا عرفهم راح ناير

قال هذه الأبيات الشيخ علي بن عدوة الهاجري موجهها لأحد بني هاجر، بعد أن سمع منه كلامًا قدحًا في آل مرة، وكان علي بن عدوة صهرا لآل مرة:

أشهد أن حمود ما عنده بصاير

يحسب أن علي غشيم في نسيبه

ما درى إني له على العيرات زاير

وخابر ربعه مواقفهم تعيبه

(وآل مرة) سمهم في العظم ساير

وخابرين وقعهم يوم الحريبه

كم عقيدٍ لا عرفهم راح ناير

نشرهم لا شيف من كلٍ يجيبه

جارهم ما خششوا منه الذخاير

وكل منهم ناقته تمنح قريبه

عادهم لا حولوا عند العشاير

جنوبها أهل الغزايز في الكسيبه

‌الشاعر الفارس فهيد بن صبيح الضاعن العجمي

يا ناصر المشهور ليتك تخايل

الجمع عند العصر يوم التحظناه

بمصقلات تودع الراس مايل

واللي جديد مشط راسه تريناه

كله لعني دقها والجلايل

اللي إيضفك زاهي العشب ترعاه

وكلمه لعنى ناقصات الجدايل

الكل منهم صافي الدمع تنعاه

ذوقوا عملكم يا خباث العمايل

واللي عمل سوء لزوم إنه يلقاه

(1)

حصين القطايب: سياج حصين لهم من كل شدة.

(2)

الأقربين: الأهل - وحفهم عدوهم.

(3)

النبايب: جمع نبا.

(4)

البشر: إحدى بطون قبيلة آل مرة الرئيسية.

ص: 564

وحموا لنا اللي يقحمون الدبايل

جوابر مثل الفهود المغذاه

لعل ما نعتاض فيهم بدايل

الكل منهم تدفق الدم يمناه

والجوابر الذين ذكروا في البيت قبل الأخير هم فخيذة آل جابر من آل مرة.

‌تنصى العذبة زبنها في التديواس

كان هناك رجل من قبيلة قحطان المشهورة عانيًا لآل عذبة، وبالتحديد لآل (قرنه)، ومر غزو آل مرة وأخذوا إبل ذلك الرجل، فأخبرهم أنه عاني لآل عذبة، وفي سلم آل مرة أن إبل العاني لا توخذ وإن أخذت فترد، ولكن هؤلاء الغزو رفضوا ردها لعدم معرفتهم به، بل ظنوا أنه يتحايل عليهم، فما كان منه إلا أن هب لآل عذبة، حيث قاموا باسترداد إبله من آل مرة فأنشد هذه القصيدة ولم نحفظ منها إلا هذه الأبيات:

يا راكب من عندنا فوق نعاس

نضو يبدل سيرته بالخبيب

حدّر مع (برك)

(1)

وجنّب هل الفاس

قطاعة (العَرْس) شوك الزريب

تنصى (العذبه) زبنها في التديواس

لا زعزعوا في معتكلها الشبيب

أدّوا لوايمهم

(2)

من الربع الأنجاس

ما رقبوها بعد باللي في المغيب

عند اللوايم لبسوا الدرع والطاس

لزم تجيك من المواوي هريب

(3)

أنا من آل دهيم

(4)

ساس على ساس

ماني من اللي ترثه جدوده قريب

أنا من آل محمد كم صعب راس

عاقوا شبابه قبل يأتي المشيب

شرقي بين عمي يطارد بني باس

وغربيهم حامي جوانب طريب

وأنا عوانيي

(5)

على قب الأفراس

(عذبيه) دايم نحاس الحريب

(1)

(برك) وادي في ديار قحطان - العرس: صغار الماعز، وكانوا يقطعون الشجر ذا الشوك لها لتأكل منه وذلك لارتفاع الشجر من الأرض.

(2)

لوايمهم: يعني الإبل المأخوذة، أي لو لم ترد لكانت لومًا على العذبة.

(3)

الأبيات الخمسة الأولى أوردها حمد بن جفين العذبة.

(4)

آل دهيم: فخذ من فخوذ قبيلة قحطان المشهورة.

(5)

عوانيي: يقصد العذبة.

ص: 565

من كان عوانيه عوانيي فلا باس

لابد تأتي المواوي هريب

تبنى لهم البيضاء على روس الأطعاس

عداد ما هل وبل صبيب

(ابن القرنه)

(1)

شوق مدقوق الالعاس

يستاهل الفنجال قبل السريب

الشاعر/ سالم بن حوشان العجمي:

صبيان مذكر وسقم الحرب ياميه

ربعٍ تمنى المواجه وحن كفيناها

‌يا سعد من هم لابته في الحرايب

(2)

قام الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -طيب اللَّه ثراه- بزيارة للبحرين في ربع أول لسنة 1939 م، وكان في مقدم مستقبليه الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة رحمه الله، وأقام على شرف الملك عبد العزيز حفل عشاء، وكان من ضمن رجال الشيخ سلمان اثنان من آل بوشريدة العذبة

(3)

، وكانا قد لبسا الجوخ وركبا حصانين وكانا أقوياء البنية، فظن الملك عبد العزيز أنهما من اولاد الشيخ حمد وأعجب بهما، وسأل الشيخ حمد قائلا:"أيا حمد هؤلاء العيال عليك"؟

فقال الشيخ رحمه الله: "هؤلاء من آل عذبة". . . فقال الملك عبد العزيز رافعًا صوته "آل عذبة أخو الأنور!! إي واللَّه العذبة. .

يا سعد منهم لابته في الحرايب

لا انشق ثوب الصلح عقب المساداه

هذا ما قال راكان فيهم

(4)

.

(ما أخبر ميت يأخذ حي إلا آل نابت)

(5)

قيل: إن هذه المقولة للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود يرحمه اللَّه وهي في آل نابت من آل مرة.

(1)

القرنه: من آل جفيش العذبة.

(2)

بيت ضمن قصيدة للشيخ راكان بن فلاح آل حثلين العجمي وهذه القصيدة في آل عذبة آل مرة.

(3)

هما مسعود وسالم بن سعيد بن فارس بن غانم المنصور العذبه، وسالم يكى بأبي شريده، ولهذه التسمية قصة سوف نتطرق لها في هذا الكتاب لاحقًا.

(4)

روى هذه القصة أحد كبار قبيلة بني هاجر للراوي علي محمد المري والذي رواها للمؤلف.

(5)

وقيل إن هذه المقولة للأمير عبد اللَّه بن جلوي آل سعود.

ص: 566

وذلك بعد معركة وقعت بين آل نابت وبين إحدى القبلائل وكتب اللَّه النصر لهم، حيث كان آل نابت نيامًا، وفي وضع اللاحرب، بينما أقبل عليهم قوم يفوقونهم أضعاف الأضعاف بالعدد والعدة وكتب اللَّه النصر لهم.

‌من جاء يبيها عرضوه أشهب اللظى

قال الشاعر راشد بن عفيشة الهاجري ضمن قصيدة طويلة هذه الأبيات في آل مرة:

(بشريةٍ) يا سعد منهم رفاقته

وهل البل لا منها تبرّت رفوقها

من جاء يبيها عرّضوه أشهب اللظى

برماحٍ تشايز ضربها من مروقها

قال: من أنت عنه يا ولد؟!! قال: أنا من مزدية العسيف، نايشة الحفيف. قال: هاذولا آل مرة ولا أنت منهم.

قال: من أنت عنه يا ولد؟!! قال: أنا من نزّالة العدام، حمّاية الجهام. قال: هاذولا آل مرة ولا أنت منهم.

قال: من أنت منه يا ولد؟!! قال: أنا من بعيدين المغازي، مصيدة الجوازي. قال: هاذولا آل مرة ولا أنت منهم.

‌عساهم أولاد ابن مرة

كان هناك راع عند إبل محمد بن رشيد حاكم نجد الأول وكان ذلك الراعي في حدود شعيب حفر الباطن من جهة العراق، وكان وقت المغرب وفي أرض خلية، وكان قد طلب الرخصة من معزبه ولم يرخص له، فتملل من رعيته، وكان يسمع بقبيلة آل مرة إنهم (بعيدين المغازي، مصيدة الجوازي)، وكان لا يتوقع أنهم يغزون على من هم في ذلك الموقع الذي هو فيه، وأخذ ينشد ويقول:

قم يا نديبي على الحره

زينه تواصيف وقراني

شرّفت والكبد محتره

ولا سفّروا لي بضيان

عساهم أولاد ابن مره

تفجر بهم قبل الأذاني

ص: 567

وفي تلك اللحظة كان هناك غزو من آل مرة على مقربة منه، وهو لا يعلم بهم، فأقبلوا عليه فقال أحدهم: هل تعلم بوجودنا؟ حتى تقول هذه الأبيات؟ قال الراعي: لا واللَّه ولكن اللَّه أنطقني لأنني متملل من الرعية. وأعلم أن آل مرة بعيدين المغازي. فقال كبيرهم: إذًا ذلولك وما عليها لك، وخذ من إيلك ما تشاء ولك حرية الرجوع، أما باقي إبلك فسوف نأخذها. وفعلا أخذوها، وأخلوا سبيله وذلوله وما كان عليها وكذلك ما شاء له أخذه من إبله.

‌غدا بها جابر زبون الحصاني

غزا الفارس جابر بن دجران من جنوب قطر حتى وصل إلى القصيم وبريدة، وجابر بن دجران عن الفرسان البارزين، وفي هذه الغزوة أخذ جابر بن دجران (معاويد)

(1)

لرجل يدعى (رحيم)، فقال رحيم هذه القصيدة التي لم نحصل منها إلا على هذه الأبيات:

يا زين حسن غروبها والسواني

لا دبّرت هاذي وهاذي معرواه

غدى بها (جابر) ربون الحصاني

اللي حج ربوعنا فعل يمناه

وأنا (رحيم) عيد من كان واني

ماني بهثّام لمن طاب مجناه

والحق هذا البيت بعد أن لامه ربعه على مدح جابر بن دجران وهو عدوهم، وبعد ما وصلت هذه القصيدة إلى ابن دجران وأوصى على رحيم واستضافه وأحسن إكرامه ورد إليه إبله.

‌يام هل الناموس والأسناع

وقال الشاعر الفارس على الخفيف

(2)

ضمن قصيدة له:

من لابةٍ في الضيق بنشاف فعلها

يام هل الناموس والأسناع

وقال فيهم الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين ضمن قصيدته عندما كان في السجن:

(1)

المعاويد: هي الإبل التي تسني وتسقي الغرس.

(2)

هو فارس وشاعر ويذكر أن خاله هو (الغيهبان) المري.

ص: 568

ليتك لنا يا شيخ بالعين تشتاف

يوم أقبلت دولة صبيان يام

وكذلك قال:

ومن سايلك مني فأنا من بني يام

من لابة في الضيق تقضي اللزوم

وله فيهم:

كم ثار عند ركابنا من كتامه

ياما هلك من ضدنا من سبب يام

وكذلك:

نرجي مها شيلك تعدي تهامه

لا ساقك اللَّه والقدم ناحرٍ يام

وكذلك:

(ياميه) زبّدوا في الكيل مكيال

ومن شد شدٍ رموا له فوق ديوانه

‌يبنون بيت الحرب إلى جاء نذيرها

كان الشاعر عبيد بن ناصر آل شامر العجمي بينه وبين الشاعر سعيد بن سنيد الدعية المري جيرة استمرت لسنوات عدة، وبعد هذه الجيرة الطويلة رغب سعيد بن سنيد بالرحيل، فلما رحل سعيد ورأى الشاعر عبيد بن ناصر ديار جاره خالية أنشد هذه القصيدة الطويلة، ولكن لم نتمكن من الحصول إلا على هذه الأبيات:

تشدي اللقطا إلى من روحت

لا طارت من مشرع جميع مطيرها

إلى جاء نهار مثل يوم المبرمس

ثم أغتشى روس النوايف غثيرها

(مربة) يا سعد من هم لابته

يبنون بيت الحرب إلى جاء نذيرها

‌تسعين ليل عندكم ما بي خلاف

حدثت معركة جزئية بين جماعة من آل مرة، وجماعة من سبيع، وكان الطرفان متكافئين تقريبًا وانتهت بهزيمة سبيع ومنع كبيرهم ومعه قوم من جماعته، وفي سلوم القبائل قديمًا أنه عندما يمنع فإنه يسلم علي نفسه ومن معه ويعطي له ما يحتاجه من راحلة ومتاع ويخلي سبيله ليعود إلى قومه.

ص: 569

فكان الفارس، محمد بن جابر آل منصور العذبة هو الذي منع ذلك الفارس، ومن معه وهو يلقب براعي السويداء؛ وهي فرسه.

وبعد أن منعهم عاد بهم إلى قومه وكرمهم وأحسن وفادتهم وجهزهم بكل ما يلزم ليعودوا لقومهم، إلا كبيرهم الذي قد أصيب في المعركة فقد مكث في منزل راعي السويداء معززًا مكرمًا، ويقومون على علاجه حتى برئ، وقد مكث في ضيافتهم حوالي ثلاثة أشهر ونيف وقد أنشد هنه القصيدة المعبرة، يذكر ما لقيه من كل معاني الاحترام والتقدير:

شرّفت في رأس النقا وأبدع القاف

في بيت من هو لابته يدهلونه

وأخيل برّاق سوى له تكشّاف

جعله على ديرانا يذكرونه

راعي السويداء (محمد) نسل الأشراف

(عذبية) حريبهم يقهرونه

يا حامي الدنّاوز بن من خاف

وعاد هشّال الخلا يمتنونه

إلى قبلت خيل وجمعٍ له أرداف

حرز لتالي خيلهم ينعتونه

نقّال سيف للعدا ماله أوصاف

ورمحٍ ثقيل ما تعالج طعونه

تسعين ليلٍ عندكم ما بي خلاف

على فقار متيه تفعلونه

وعلى لبن بكرٍ من الذود مشعاف

إلى غزاها طامعٍ يمنعونه

يا خوك دنّوا لي من الهجن هياف

أمبرم الذرعان فج ازغونه

أبغى بني عم ما حلّوا بالأسياف

من الجبل إلى النفوذ يحمونه

ويقصد في البيت الأخير أبناء عمه من السبيع.

‌لا ساسوا الجاره ولا حسّوا الجار

الشاعرة/ جدعة الهاجرية

جدعة آل هادي كانت جارة لآل عذبة من آل مرة، وكانت تنعم بحسن الجيرة والعشرة معهم، ورأت من آل عذبة ما يثلج الصدر من كل ما تحتاجه من حق الجيرة، وذات يوم رحلت إلى قومها، وبعد أن نزلت مع قومها، رأت أن إبلها لا ترغب في أن تسرح إلا في جهة آل عذبة وكان ابنها يدعى (عامرا)، وكانت إبلها قد تعرضت للأخذ من إحدى القبائل عندما كانت جارة لآل عذبة، فلحقها آل عذبة وردوا إبلها عليها فأنشدت هذه القصيدة:

ص: 570

الذود يا عامر ترازم على الدار

تبغي مراحٍ لآل عذبة يسارا

واللَّه يا لولا حب طبخ ونشار

واللَّه يا هم ما عليهم خيارا

لا جاهم المجرم ينزل ويختار

عند ابن (حنزاب) منجّي الشبارا

(وحمر شعر) اللي تجي منه الاذكار

يطلق لسان اللي تدور المارا

لا جاء نهار فيه قبس البلاء ثار

رمحه دريع والقلايع تبارا

لازرفلت الأنضاء وجاء عندها عار

حلف عليها (جعمل) ما تزارا

و (خجيم) شوق اللي تلبس بالأسوار

إلى حصل عند الركايب إمارا

(عذبيه) الحف يأتونه جهار

حريبها تسقيه كاس المرارا

لا ساسوا الجاره ولا حسوا الجار

تبنى لهم البيضاء بروس الزبارا

قصيرهم يدعي على كبش وحوار

على السنام مقلط بالقفارا

الشاعر راشد بن عفيشة الهاجري

(1)

:

لا شك ما اتعبنا يكون محلفنا

(يامٍ) مُكتّفَةٍ الجمل في الحريبه

(2)

اللي إلى لقّوا لنا الوجه خفنا

من حيث لقّواهم علينا تعيبه

وإلى تصالحنا جحدنا جنفنا

وكلٍّ والآخر سكّرٍ في حليبه

(3)

‌عذيبة يروون حد القناطير

وقال العاصمي القحطاني:

صدّرت أنا والعد فادي دواوير

ووردت أنا والعد غادي ثلومي

يا وين بأسير إلى جيت بآسير

من عاد توّي من محله يقومي

أقفى سلفهم وأقتفاهم مظاهير

وظعونهم في شف الأقطاع قومي

(1)

ديوان العفيشة.

(2)

محلفنا: الحلف، حلف ضم مجموعة من القبائل منها بني هاجر وآل مرة. ويام: أبو عدة قبائل منها العجمان وآل مرة.

(3)

جنفنا: انحيازنا (فصيحة)، {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182)} [البقرة].

ص: 571

يتلون حامي مقلعات المسامير

(حمر شعر) زبن الحصان العزومي

(عذبية) يروون حد القناطير

لاطار ستر مردوعات الرقومي

أقفوا من الصمان يبغون الجوافير

في شف كل ملحاء ردومي

قال الفارس الشاعر: ليل المتلقم آل هادي العجمي.

بآلاد (يام) موطيه كل شيطان

كم راس شيخ في المعارك جدعناه

‌معارك وأحداث عن آل مرة

‌الوضع السياسي لآل مرة قديمًا

كانت قبيلة آل مرة كغيرها من قبائل شبه الجزيرة العربية لها دور بارز في سير الأحداث السياسية وخصوصًا في القرنين الماضيين، فقبيلة آل مرة لها نفوذ لا يستهان به، ولهم من المكانة بين القبائل والجرأة مما يجعل لهم ثقلا بين تلك القبائل، وكما أسلافنا أن لهم دورا مهما في سير تلك الأحداث، فكانوا هم القوة العسكرية لأحد أطراف النزاع على السلطة في عهد الدولة السعودية الثانية فكانوا مع سعود ابن فيصل آل سعود ومعهم أبناء عمومتهم العجمان، وقد خاضوا معه عدة حروب ضد أخيه عبد اللَّه بن فيصل منها معركة (المعتلى) و (البرة) و (جودة) و (الوجاج) وغيرها، كما أن لقبيلة آل مرة دورا مهما في مقارعة العثمانيين مع سعود بن فيصل إبان احتلالهم الأحساء والقطيف.

ولم يكن ذلك الدور فقط مع سعود بن فيصل، بل كانت لهم مواقعات دامية مع الأتراك على شكل وقعات ومناوشات وإثارة القلاقل والفوضى، وما وقعة (قهدية) منا ببعيد، فقد قتلوا من الأتراك تقريبًا خمسين عسكريًا في تلك الوقعة فقط وغنموا منهم تقريبًا مليون روبية، وذلك ما أكدته المصادر التاريخية فقد كانوا بعبعًا مرعبًا للأتراك وخصوصًا فخيذة آل بحيح الذين عرفوا بالجرأة والإقدام، فبعد وقعة قهدية استطاع أحد الجند أن ينجو على فرسه، فأقبل بها على جدول صغير فلما رأت صورتها في الماء جفلت، فهاب ذلك التركي وقال:"بحيح في الماء" وذلك من كثرة ما قد سمع من نخوتهم في تلك الوقعة.

ص: 572

أما دور قبيلة آل مرة في دور الدولة السعودية الثالثة فهو لا يقل عن دورهم في ما سبقه. وذلك بدأ بإيواء الإمام عبد الرحمن بن فيصل وعائلته في وقت كانت كل القبائل تخشى شدة بأس ابن رشيد الحاكم آنذاك، وقد نشأ الملك عبد العزيز في مضارب قبيلة آل مرة مع آل شريم وتعلم الكثير من فنون القتال، مرورًا بمساعدتهم الفعلية والعسكرية للملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود يرحمه اللَّه في المعارك التي خاضها لتوحيد المملكة.

كما أن الدور السياسي للقبيلة لم يقتصر على شبه الجزيرة العربية، بل تعدى إلى البحرين، إذ استنجد بهم شيخ البحرين آنذاك (عبد اللَّه بن خليفة) في عام (1258 هـ) بعدما حدث خلاف بينه وبين أخيه (محمد) وخاضوا معه حربًا ضروسًا مما مكنه من الحكم بعد أن كان سيؤول إلى اْخيه لولا اللَّه ثم نصرة آل مرة له، وذلك كما ذكرته كتب التاريخ.

‌حكام الدولة السعودية

(1)

(1)

عبد اللَّه الفيصل حكم من 2/ 12/ 1865 م حتى 9/ 4/ 1871 م، وحكم من 15/ 1/ 1871 م حتى 15/ 1/ 1873 م.

(2)

سعود الفيصل حكم من 10/ 4/ 1871 م حتى 15/ 8/ 1871 م، وحكم من 15/ 1/ 1873 م حتى 16/ 4/ 1875 م.

(3)

عبد اللَّه بن تركي حكم من 15/ 8/ 1871 م حتى 15/ 10/ 1871 م.

(4)

عبد الرحمن بن فيصل حكم من 26/ 1/ 1875 م حتى 28/ 1/ 1876 م.

(5)

سعود بن فيصل حكم من 28/ 1/ 1876 م حتى 13/ 3/ 1876 م.

‌قال ج. ج. لويمر

(*):

آل مرة بينهم وبين الإدارة التركية في سنجق الحسا مشاكل مزمنة، وفروع آل بحيح على وجه الخصوص كثيرو الشغب وشديدو العداء مع جيرانهم، ففي

(1)

كتاب فاسيليف ص 238.

(*) كتاب دليل الخليج - القسم الجغرافي - تأليف: ج. ج لويمر - الجزء الرابع ص 2140.

ص: 573

سنة 1900 م ذبحوا شيخ الأسرة الحاكمة في البحرين مع عدد من أتباعه عند بئر ابن عقدان في بر الظهران حيث كان يمارس رياضته، وفي سنة 1902 مزقوا قوة تركية بجانب العقير، وفي سنة 1905 شنوا هجومًا غادرًا على قوارب البحرين في خليج حويقيل في بر القارة، وفي سنة 1906 أعادوا فعلتهم الجريئة ضد الأتراك في نفس مكان سنة 1902 وتحت نفس الظروف إلى حد بعيد.

‌نشأة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود

ولد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود عام 1880 م وأمه سارة بنت السديري.

قال فؤاد حمزة عن ميلاد الملك عبد العزيز: "ولد عبد العزيز في الرياض في ذي الحجة عام سبع وتسعين ومائتين وألف للهجرة، في ديسمبر عام ثمانمائة وثمانين وألف للميلاد"

(1)

.

خرج الإمام عبد الرحمن بن فيصل آل سعود وابنيه محمد وعبد العزيز وابنته نورة وعبد اللَّه بن جلوي لديار آل مرة حيث وجدوا عندهم الأمن والمنعة، في وقت كانت أغلب القبائل قد تخلت عنهم مخافة بطش ابن رشيد حاكم نجد آنذاك ومكث مع آل مرة حوالي أربع سنوات، وعن نشأة الملك عبد العزيز قال الزركلي: اتجه الإمام عبد الرحمن إلى البادية، يلتمس مأوى ينأى به وبمن معه عن العدوان.

ولما صار في عرض البر، استشعر من القبائل المخيمة في المناطق القريبة من الرياض ذعرها الكبير من كبير آل رشيد إذ هي آوت كبير آل سعود، فانطلق بمن معه موغلا في منازل آل مرة والعجمان بين يبرين والأحساء

(2)

.

ويقول روبرت كيسي: "وعندما طرد آل سعود من موطنهم في الرياض عام 1891 م لاذوا بالفرار إلى الربع الخالي، وكانت هناك روابط وصلات تربطهم بقبيلة آل مرة التي كانت تجوب قفار منطقة الربع الخالي"

(3)

.

(1)

قلب جزيرة العرب، فؤاد حمزة ص 367، وذكر أن الملك عبد العزيز توفي في نوفمبر 1953 م.

(2)

شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز، تأليف خير الدين الزركلي ج 1 ص 26.

(3)

كتاب المملكة ص 4 للمؤلف روبرت كيسي ترجمة دهام العطاونة.

ص: 574

وقال: "لذا كانت مضارب قبيلة آل مرة عام 1891 م الملجأ الطبيعي لعبد الرحمن الذي كان يبحث عن ملاذ من آل رشيد المنتصرين، وتوقف آل سعود من الهرب في مكان يقع إلى الجنوب من واحة يبرين".

وأضاف:

لم يقض ذلك الصبي البالغ من العمر 15 عامًا، أكثر من سنتين في الصحراء، إذ انتقل عبد العزيز وعائلته عام 1893 أو 1894 إلى سواحل الخليج العربي وإلى الحياة الأكثر راحة في ميناء الكويت.

دأب ابن سعود في أواخر سني حياته على القول بأن العامين اللذين عاشهما بين المرة كانا الفترة التي استحوذ خلالها على كافة المهارات التي تمكن بفضلها من إرساء قواعد وتشييد المملكة

(1)

.

وقال العلامة حمد الجاسر يرحمه اللَّه:

"إذ إنه عندما كان صغيرًا (يقصد الملك عبد العزيز) وكانت أسرته في المنفى عن الرياض. فقد ألجأه آل شريم، وهم الأمراء الرئيسيون لآل مرة، وكثيرًا كان الملك عبد العزيز يتجول مع البدو من آل مرة في الصحاري الجنوبية، حينما كانت الحظوظ لا تزال تتعثر بآل سعود، وإلى هذه التجربة يرجع الفضل لقصد عظيم من المعلومات التي أخذها الملك عبد العزيز من البدو

(2)

.

وقال فاسيليف في كتابه: "كانت الشهور التي قضاها عبد الرحمن في التجوال بين قبائل آل مرة، قد هيأت للأمير الشاب إمكانية التضلع في العادات والأخلاق البدوية، وأساليب وحيل العمليات الحربية للرحَّل"

(3)

(*).

وفي أثناء وجود عبد الرحمن بن فيصل وأولاده مع آل شريم ولما كان وقت العشاء، فقدوا الطفل (عبد العزيز)، فأمر الأمير (محمد بن شريم) أحدهم أن

(1)

كتاب المملكة ص 4 للمؤلف روبرت كيسي ترجمة دهام العطاونة.

(2)

مجلة العرب للعلامة الشيخ/ حمد الجاسر يرحمه اللَّه.

(3)

كتاب فاسيليف ص 238.

(*) لقد طالت إقامة الإمام عبد الرحمن بن فيصل مع آل مرة لسنوات كما أثبت ذلك كبار السن من آل مرة، وليس أشهر كما قال فاسيليف (المؤلف).

ص: 575

يأتي به، فذهب (سعد بن سعد آل شريان) وبحث عنه ووجده يلعب مع الصبية فأتى به، (وكان الطفل قد غلبه النعاس) ورفض تناول العشاء، وحاولوا إقناعه، فقال سعد: يا عبد الرحمن يمكن عاد يحكم عبد العزيز؟ وهو يقولها من باب الطرفة، قال عبد الرحمن:"حن ذا الحين نبغيه يتعشى ما نبغيه يحكم" فقال عبد العزيز: "الحكم واللَّه في ذا الرأس" وأشار إلى رأسه. وبعد أن دخل الملك عبد العزيز الرياض ووحد المملكة، وكان في إحدى غزواته، وكان (سعد بن سعد) رديفًا له على الناقة، وقد تعبا من الركوب والسفر، قال الملك عبد العزيز "يا سعد تعال في محلي (على الشداد) فقال سعد "ماني براكب" فضحك الملك عبد العزيز وقال "لا تظن إني نسيت كلمتك (وذكرها) فضحك سعد بن شريان.

وقال الكاتب قدوي قلعجي:

"وفي جوار آل مرة وقبائل الربع الخالي، حذق عبد العزيز أساليب النزال وفنون القتال، وألف معيشة البدو والشظف والعذاب، والحياة تحت خيمة من جلد الماعز، وغدا سريع الوثبة، رشيق الخطوة، خبيرا بمسالك الصحراء ومواقع المياه وتتبع الأثر وسياسة الإبل، لا يخشى هجير الصيف ولا زمهرير الشتاء، وتعوَّد القناعة ببعض التمر واللبن قوتا يقي من الموت"

(1)

.

‌عملية جراحية بدائية

وقد عاش الملك عبد العزيز -يرحمه اللَّه- حياة بسيطة منذ نشأته، وكان متأقلمًا مع شظف العيش والبداوة والصحراء، وقد ذكر ذلك كثير من المؤرخين والكتَّاب، فقد أورد قدري قلعجي في كتابه هذه القصة التي جرت أحداثها في قبيلة آل مرة، وكان عبد العزيز ممن عاصرها حيث ذكر أن داكوبرت فون ميكوش قال إن ابن سعود روى أنه اضطر في تلك الأيام إلى المساهمة في عملية جراحية خطرة، فقد أصيب أحد أفراد قبيلة المرة بطعنة رمح في معدته أحدثت فيها جرحًا بليغا، وكان الجريح شابًا قويًّا، فحرص أفراد القبيلة على إنقاذ حياته، وأرسلوا

(1)

كتاب موعد مع الشجاعة قبس من حياة عبد العزيز آل سعود ص 70.

ص: 576

بضعة رجال ينقبون في الصحراء عن نوع من النمل الكبير له فكان قويان كبيران، فتغيب هؤلاء يومين كان على الجريح أن يبقى خلالهما ممددًا فوق الرمال لا تبدو منه أية حركة، ثم عادوا وهم يحملون نحوا من ثلاثين نملة، وأصبح إذ ذاك من الممكن إجراء العملية على يد عجوز من آل مرة عليم بأساليب المعالجة والشفاء.

وفي الوقت الذي كانوا يذيبون فيه كمية من زبد الناقة في وعاء أضرمت تحته النار، كشف "الجراح" عن موضع الإصابة، وهو يتمتم بالتعاويذ، وكان على ابن سعود أن يطرد الذباب بقطعة من الجلد، وعلى أخيه محمد وابن جلوي أن يمسكا بالجريح الذي كان يتلوى من الألم من غير أن تصدر منه آهة أو أنة.

وفي هذه الأثناء غمس "الجراح" يديه وفي إحداهما سكين طويل، في الزبد الحار، وسكب كمية في موضع الجرح، ثم شق بطن المصاب بضربة واحدة، وعمل على إيقاف النزيف من الأوعية المتقطعة بصب الزبد الحار عليها، ثم مد يده إلى داخل البطن فأخرج منه المعدة وناولها لابن سعود الذي كان عليه أن يمسك بهذه الكتلة الدموية ويضغط في الوقت نفسه على طرفي الجرح ليقرب ما بين شقيه، في حين كان شخص آخر يقدم للطبيب نملة بعد أخرى، جاعلا كل واحدة تعقص شقي الجرح بفكيها، ثم يهرس جسمها بإبهامه فيظل الفكان مع الرأس ضاغطين على الشقين، وإذ ذاك تبدأ عملية الخياطة في الجرح إلى أن تنتهي، فيقفل جدار البطن ببعض الأشواك الكبيرة، ويصب الزبد فوقه من جديد ثم يضمد بقطعة من القماش.

ولما انتهت العملية وضع الجريح الذي ازرقَّ جلده بين جملين لوقايته من البرد أثناء الليل. وأما ما عدا ذلك من أسباب العناية فترك أمره إلى اللَّه. وكان اللَّه رحيمًا فشفي المصاب بعد بضعة أسابيع شفاء تامًا، وأصبح فيما بعد من أتباع ابن سعود ورئيسًا لحرسه الخاص.

ومما قيل عن حياته يرحمه اللَّه: أنه رغب في مصاهرة الأمير علي المرضف أمير آل مرة آنذاك، وقيل أنه تزوج بصبرة بنت المرضف، ولكنها رفضت القدوم إليه في الرياض بعد دخوله، وفي رواية أخرى أنه لم يتزوج بها لأنها تريد ابن عم لها، وعندما سئلت عن رفضها لتلك الزيجة قالت هذين البيتين:

ص: 577

يايمه ما أبغي الشيخان

مالي برفع البابه

شفّي ولد عمٍ لي

حرٍ علي مركابه

ثم توجه للكويت ومكث فيه طويلا، ثم عاد من الكويت وأقام عند (المرضف) قبل انطلاقته لدخول الرياض من (صمان يبرين)، وكان الفارس محمد ابن فهيد بن عزرة آل جابر معه عندما انطلق لدخول الرياض، فلما أقبلوا على (مغززات) وكان عبد العزيز يريد دخول الرياض خلسة دون أن تكون الركايب معه فأمر على (ابن عزرة) ومعه (ابن معين) وهو من آل عوجاء أن يحرسا الهجن والخيل، فقال ابن عزرة "يا عبد العزيز ماني بقاعد خلافكم".

فقال عبد العزيز "واللَّه لو إني ماني بخابرك وراي عند الركاب ما سريت!! حنا بنسري إن انتصرنا، جاكم البشير، وإن قتلنا، فالخيل والجيش أمانة عندك تسلمها لعبد الرحمن" يقصد والده فدخلوا الرياض، وقتلوا عجلان وكتب اللَّه لهم النصر، وأذن مؤذن بأن الحكم للَّه ثم لعبد العزيز، وفي الصباح أرسل عبد العزيز البشير إلى ابن عزرة".

قيل أن هذين البيتين للملك عبد العزيز عندما انطلق لدخول الرياض:

يا فاطري هجّي من الجافوره

ذي ديرة مالك قعاد فيها

هوايتش في ديره (أخونوره)

في ديرة (عجلان) وامر فيها

‌معركة قنا وقني

(1)

وقعت هذه المعركة في عام (1182 هـ) حوالي (1768 م) بين سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود وآل مرة، وهم على عد يعرف (قنا وقني)، فالتحم القتال بين الجمعين ووقعت الهزيمة على سعود وجيشه.

ذكر حسين خلف خزعل: "جهزت الدرعية قوة عام 1182 هـ - 1768 م تولى قيادتها الأمير سعود وسير بها لغزو آل مرة، فأدركهم الأمير سعود على الماء والمعروف "قنا وقني"

(2)

.

(1)

ابن بشر 53/ 1، تاريخ نجد ص 107؛ العزاوي تاريخ العراق بين احتلالين 6/ 4، من وقائع وأحداث البدو ص 186 وكذلك تحفة المشتاق للبسام ص 210 - 211 تحقيق الخالدي.

(2)

حياة الشيخ محمد عبد الوهاب، تأليف حسين خلف الشيخ خزعل ص 304.

ص: 578

وذكر "أن الدائرة على قوة الدرعية وأنه قتل منهم نحو عشر رجال، منهم ناصر بن عثمان بن معمر، وعلي الفصام وفوزان بن ناصر المدلجي".

‌وقعة مخيريق سنة 1190 هـ (1776 م)

صار عبد العزيز غافلًا ناحية الجنوب، فأغار على آل مرة، ودارت رحى المعركة بين الطرفين فسارت الهزيمة على جيش عبد العزيز، حيث ألجأوا جيش عبد العزيز إلى عقبة ضيقة في جبل تسمى (مخيريق الصفا) فوقع في العقبة كثير من ركاب المسلمين، وقتل حوالي ستين رجلا من جيش عبد العزيز منهم أمير القصيم (عبد اللَّه بن حسن) وهذلول بن نصير، وتسمى وقعة (مخيريق)

(1)

:

وذكر البسام في تحفة المشتاق:

"أغار عبد العزيز بن محمد بن سعود على آل مرة في الخرج، فصارت الهزيمة على عبد العزيز ومن معه، لحقهم البدو إلى عقبة وعرة تسمى "ميخيريق الصفا" وقتل من جنود عبد العزيز نحو خمسين رجلا منهم "عبد اللَّه آل حسن أمير بريدة، وهذلول بن ناصر وهذه الوقعة يسمونها "وقعة مخيريق الصفا"

(2)

.

‌معركة الخرج

(*)

وقعت هذه المعركة في عام (1190 هـ) بين آل مرة وعبد العزيز بن محمد ابن سعود، في الخرج، فهزم عبد العزيز بن محمد ومن معه.

قال الشاعر وهو من آل نابت آل مرة:

واللَّه يا لولا قوله "مستردي"

ما شافت "المخلف" قصور اليمامه

يوم نصدرها ويوم تعدي

ويا قلبي اللي ما بقى به حثامه

نمشي على ثر شيخنا المستجدي

يومٍ على ظبيٍ ويوم نعامه

(1)

عنوان المجد في تاريخ نجد ج 1 ص 66 وحياة الشيخ محمد عبد الوهاب، تأليف حسين خلف الشيخ خزعل ص 304، طبعة بيروت.

(2)

تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق للبسام - تحقيق إبراهيم الخالدي ص 218.

(*) ابن عيسى تاريخ بعض الحوادث ص 117؛ من وقائع وأحداث البدو ص 188.

ص: 579

‌نهاية آل عريعر - يوم الرضيمة (1238 هـ)

(1)

أرسل العجمان سبعة فرسان منهم لابن عريعر. . وذلك ليستصلحوا لكي يسمح لهم بالرعي في الجبل وقد كان ابن عريعر الخالدي حامي الجبل حماية كاملة، إلى درجة أن بيض الحباري والنعام لا يؤخذ ألبتة.

فما كان من ابن عريعر إلا أن قتل منهم ستة وترك السابع يرجع ليخبرهم بما جرى لرفاقه، وكان كبير العجمان آنذاك (محمد الطويل) فرحل العجمان ونزلوا بالقرب من ابن عريعر وأخذوا يقومون بمناوشات خفيفة ثم طلبوا النجدة من سبيع، فأقبلوا ولكن دون جدوى، ثم أرسلوا يطلبون النجدة من مطير، فطلب كبير مطير وهو الدويش من العجمان (المارج) وهي كل فرس لا يعرف من قلعها (حذف راكبها منها)، فأعطوه ما طلب ثم أرسلوا بطلب النجدة من الدواسر، وكان كبيرهم ابن قويد، فاشترط عليهم أن يعطوه الريشة (بيت ابن عريعر وحاشيته)، فرفضوا في بادي الأمر ثم وافقوا، ولكن رغم حضور هؤلاء لم يتمكنوا من هزيمة ابن عريعر، فطلب العجمان النجدة من آل مرة بأن أرسلوا إليهم (ابن سريعة) وهو من العجمان، فأقبل الأمير المرضف (علي)

(2)

ومعه أهل الجنوب، وكان آل مرة في (العبر) قرب نجران، وكان أهل نجران يحبون المرضف ويتبعونه"، فلما رأى جند ابن عريعر آل مرة مقبلين ومن معهم من يام، وكانوا يلبسون ثيابًا سودًا تسمى (الهندية) وجمعها (هنادي) قالوا له: "لقد أقبل آل مرة بنسائهم ليكثروا جموعهم" فقال "لا واللَّه. . إلا جاءكم أهل الجنوب وهناديهم السود"، ودارت معركة الرضيمة وانتهى حكم ابن عريعر من ذلك الوقت.

قال ابن فردوس: "طلبوا النجدة من الدويش وكان بالأرطاوية فاشترط الدويش على العجمان بأن يعطوه الطوال وهي اللهابة والقرعا واللصافة وطلب الودايع وهي الشرف إبل ابن عريعر الخاصة وأيضًا طلب فلو العمود وأعطوه ما

(1)

الرضيمة: موقع شمالي الرياض - قرب رماح.

(2)

هو الشيخ علي المرضف أمير آل مرة آنذاك وأمير يام أهل نجران ويكنى بـ (المرضوف) وسمي من ذلك اليوم بـ (راعي الرضيمة).

ص: 580

أراد وهم قصدهم ليس الطمع بل القضاء على ابن عريعر وحكمه واحتموا بالسهول وأرسلوا إلى الدواسر وطلب ابن قويد على العجمان الريشة المعروفة ببيت ابن عريعر وبالظلة وأعطوه ما أراد واستمرت الحرب ولكنهم لم يقدروا على ابن عريعر فأرسل العجمان برسول يستنجد بقبائل نجران وهي مذكر ويام حضروا وتم لهم النصر بحضورهم" انتهى

(1)

.

وأنشد الخفيف حيث قال:

قامت مخاييل مع الصبح ركبت

ملت ملازمها وغبت ترابها

ترعد بخفّان المحبب والقنا

وتمطر بدرج ودارج الدم سحابها

لكن العاقير بين ذولا وذولا

نصال تدربا من علاوي هضابها

ولكن طرحان المناعير بيننا

جذوع نخل قطعت من عقابها

تسعين ليل والخلايا معقله

من الجوع والهزل تشنت رقابها

رحنا وجينا بالدويش المسمى

له ركضة عند الضحى ينحكى بها

وجينا بخطلان الأيدي آل زايد

ربعٍ ترعى بالأحدة ركابها

ورحنا وجينا بالسهول وخلطهم

برازيةٍ في الضيق تروي حرابها

وجانا من (العبر) المسمى مخيلة

مخيلة يا سعد منهو عدا بها

كم وردوا في وردهم من عوقليه

وجنبيّةٍ ما ردها إلا نصابها

وهذه القصيدة للشاعر محمد بن سالم بن ريحان آل جابر المري:

بعد يوم الرضيمة وبعد أن انتصروا ورجع آل مرة ونزلوا في يبرين وأرسل ابن ريحان هذه القصيدة إلى رجال يام في نجران ويذكر فيها ديار آل مرة وحدودهم:

طالبك بارق ليلة تنثر الحيا

على وديعة خرب السيل جالها

تلاحت كن سيلها يوم حدرت

ترعد وينثر بارد الماء اسبالها

وسمية كن سيلها يوم حدرت

مجافر حياض عقب ما راح مالها

(1)

ديوان ابن فردوس ص 275 (ذكرت هذه المعركة في وقائع وأحداث البدو ص 203) كذلك ابن بشر ج 2 ص 12.

ص: 581

ولكن بياض الريم طرحت عقابه

إلى لحقت القناص لما رفى لها

وعلى (المنخلي) ليل حقوق نخابله

دار إلى جاها الحيا ينعنى لها

إلى جاته البل بين هزلا وضالع

تسلم حطامها وتسمن هزالها

أثاري حناشلها مجاريح صيدها

وتفرخت بيض النعامة ريالها

وسقى لنا ما حدرت (حراضات) مشرق

وما رفعت (مرخ) تملا اهجالها

وما رفعت (عيوه) إلى (سد مآرب)

ومن لامنا يلتام في حبنا لها

دكاك من الرمضى دماث من الحفى

وما جيت بالنور حتى اجبالها

ابغي القبض فيها (قلته) قرقفية

وإن جاء الشتاء فيها الدفى في رجالها

خله ويا راكب على اكوار ضمر

دواريب ندغ الروس نومي حبالها

إلى اقرع المشعاب في الشن هو ذلت

اهذال ربد يوم بان العنى لها

من عقب عشرٍ ولك بالجود ملفى

دواوير (يام) قرّب اللَّه حلالها

هل الفرش والترحيب والمجد والثنا

وهل صحون عجلة في مثالها

سلم عليهم عد ما ذعذع الهوى

ذواري سهيل حثْها وانتقالها

وسلم عليهم من سلام تنشره

سوالفٍ تاتيك يا لك ويالها

(فيام) كما العارض ونجد وما حوى

إلى الصبح شلْ من الرواسي جبالها

(ويام) كما ليلٍ غطّى الأرض بالدجى

وحنا كما شمس ينوض اشتعالها

(ويام) كما موج البحر في تقلابه

وحنا جلاب موردتها احبالها

فما ينفع الحراب العناف بالحظا

لا عاد ما اليمنى اتصافق اشمالها

وما يكسر الحيده سوى جال هضبه

خطر على من صكها من هيالها

وختامها مني صلاة على النبي

عد المطر واعداد ذاري رمالها

‌وثائق تبين مدى نفوذ يام

(*)

هذه الوثائق تبين مدى القوة التي يتمتعون بها (يام) آنذاك، وكيف أن حكومة محمد علي باشا يحسبون لهم كل حساب، فهذه الرسائل من إبراهيم توفيق وصاحب الدولة للتشاور بأمر يام، وكيف أنهم يقضُّون مضاجعهم، إلى

(*) المجلد الأول - وثائق شبه الجزيرة العربية في عصر محمد علي 1243 - 1256 هـ/ 1819 - 1840 م ص 402 ص 403.

ص: 582

درجة أنهم يخشون من حلف محتمل بين يام وابن عايض بن مرعي، وكذلك تبين هذه الوثائق أنهم يطلبون المدد من صاحب الدولة لزيادة عدد الجنود.

مصدر الوثيقة: دار الوثائق القومية - القاهرة.

وحدة الحفظ: محفظة (262) عابدين.

رقمها في وحدة الحفظ: (88) حمراء.

تاريخها: 6 صفر 1253 هـ/ 12 مايو 1837 م.

موضوعها: رسالة من إبراهيم توفيق، إلى المعية السنية، عن نقل الجنود المكلفين بالمحافظة على، "أبو عريش"، و"صبيا"، لسوء صحتهم وإقامة طائفة الحضارمة محلهم.

ولي النعم مولاي حضرة، صاحب الدولة:

"لما تلقينا كتابكم السامي، المرسل إلينا من قبل، بنقل الجنود المكلفين، بالمحافظة على "أبو عريش"، و"صبيا"، لتوعكهم، بسبب سقامة الجو، في ذينك الموضعين، وإقامة طائفة الحضارمة مكانهم، دعونا الشريف حسين بن علي حيدر، إلى الحضور لدينا، لنتخذ قرارًا حسنًا، في هذا الشأن، فتشاورنا في الأمر، وبلغ كل منا القرار، الذي اتخذناه، إلى الشريف علي بن حيدر.

ونقدم إليكم طيه الكتاب الوارد، من الشريف المشار إليه، بخصوص نقل الأورطة الأولى، إلى هذا الجانب، وإبقاء الأورطة الرابعة، في قلاع "أبي عريش"، و"صبيا"، لتطلعوا عليه: وقد جاءنا يوم كتابنا هذا؛ كتاب من الشريف حسين بن علي حيدر، يشعرنا بالاتفاق الذي أبرم بين أشقياء يام، وبين المدعو عائض بن مرعى، وقد أرسلناه، طيا لتطلعوا دولتكم على ما حكى فيه. وأن لدينا جنودًا مستعدين لصد الأعداء، ومهاجمتهم، إلا أن الظروف تحتم علينا مراعاة الحزم والاحتياط، فالحاجة تدعو إلى وجود، مائتي فارس، من الأشداء لتثبيت عمل الطائفتين المشتومتين، لأن الفرسان الذين "بأبي عريش" ليس فيهم إلا مائتا فارس أصحاء تقريبا، والباقون لا يستطيعون قياما ولا قعودا، فلنلتمس من دولتكم أن تتكرموا بإرسال مائتي فارس على جناح السرعة".

ص: 583

صورة الكتاب الذي حرر في 21 صفر سنة 1253 هـ/ 27 مايو 1837 م.

إلى حضرة إبراهيم باشا، سر عسكر اليمن:

في العشرين من هذا الشهر، وصل إليّ كتابكم المحرر في 6 صفر 1253 هـ، الذي جاء فيه، إنكم دعوتم الشريف حسين للتشاور في إقامة فريق من طائفة الحضارمة بقلعتي "أبي عريش" و"صبيا"، وإنكما اتخذتما قرارًا في ذلك فبلغتماه الشريف علي بن حيدر، فاطلعت على مفاده، وعلى مضمون مرفقين الوارد أحدهما إليكم من الشريف المشار إليه (علي بن حيدر)، في نقل الأورطة الأولى إلى طرفكم، وإبقاء الأورطة الرابعة، في قلعتي "أبي عريش" و"صبيا" والثاني من الشريف حسين بن علي حيدر، مخبرا قيام "طائفة يام" متحدين مع أشقياء عسير، وقد علمت من كلامكم أن لديك الكفاية من الجنود بصد العدو ومهاجمتهم، وأن الفرسان الذين "بأبي عريش" ليس فيهم إلا مائتا فارس، وأن الباقين عاجزون، إلى حد لا يستطيعون قياما ولا قعودًا، وأنه ينبغي أن نرسل إليكم سريعا مائتي فارس أقوياه لصد الأشقياء المشئومين، وتفريق جمعهم، وقد كنت كتبت في 29 محرم سنة 1253 هـ إلى دولتكم، وإلى الشريف علي بن حيدر، ومرة أخرى في 18 صفر سنة 1253 هـ إلى دولتكم، وإلى الشريف علي بن حيدر، وبينا لكم، أننا مطلعون على اتفاق الأشقياء، وإقدامهم على ارتكاب الأعمال السقيمة، وأننا نعلم تفاصل أفعالهم الخبيثة، لأن جواسيسنا يغدون ويروحون في كل مرة، فيجب أن لا يخفى عليكم ذلك، وأن تكونوا على حذر، وأننا سنرسل إليكم ما تشاءون من الجنود، إذ دعت ألف، لكن حيث سبق إرسال دفاتر محاسبة الشونة، لسنة ثمان وثلاثين، وتقديمها إلى خزينة دولتكم، نجترئ على إفادة من محاسبة، سنة تسع وثلاثين ستقدم بعد الآن.

وقد أفيد في الورقة الواردة في هذه الأيام من عبدكم جمعة أغا، حاكم قنفذة، إلى عبدكم هذا، أن الشريف علي بن حيدر، أمير أبي عريش، كانت عادته منذ القديم أن يرسل إلى أهل صبيا وأهل طريف ووادي أهل بيشي، (هكذا في الأصل)، الذين هم تحت حكم ابنه حاكما عليهم، لكن القبائل المذكورة لم يقبلوا الحاكم المذكور في هذه المرة، وأعادوه إلى طرف والده، فعلى ذلك عين الشريف المومى إليه، حاكمًا غير ابنه، وأرسله إليهم، ولكنه لم يقبل أيضًا

ص: 584

وأرجع، فبقى الشريف المومى إليه بهذه الصورة. . لا يستطيع أن يعمل شيئا، ولا يقدر على الزحف إلى القبائل المذكورة، لعدم القوة عنده، فكتب خطابا إلى عربان يام يسلطهم على تلك القبائل، فكتب عربان يام إلى القبائل المذكورة خطابات عدة مرات على قصد التوسط في إصلاح ما بينهم وبين الشريف المومى إليه، لكنها أثرت وسلكوا سبيل الحيل والفتن، ولما علم عربان يام ذلك قاموا ضد القبائل المذكورة وحاربوهم، وكان عون اللَّه في جانب يام، وانتصروا على القبائل المذكورة، وقتلوا منهم كثيرًا، وأخربوا قرية لهم، فقام مشايخ تلك القبائل، وذهبوا إلى علي بن مجثل يستنجدونه، فأرسل علي بن مجثل من طرفه أخاه سعيد بن مسلط ومعه كثير من أهالي عسير ورجال ألمع اليمانيين، إلى طرف علي بن حيدر تظاهرا بمظهر أن هذا الإرسال لتأليف ما بين الشريف المومى إليه والقبائل المذكورة، لكن يقال أن ذلك على أمل ضبط أبي عريش، بحيلة بالنظر إلى ما جبل عليه علي بن مجثل من خبث الضمير، لأنه سبق أن طلب أبا عريش من ولدكم الباشا، وكان ولدكم الباشا رد هذا الطلب قائلا له: أن مولانا ولي النعم الأعظم، هو الذي أعطى أبا عريش للشريف علي بن حيدر، وقد اجترأنا على تقديم هذه العريضة، لإحاطة ولي النعم، علما بذلك فالأمر والإدارة في هذا الشأن، وسائر الشئون لمولاي صاحب الدولة، والمرحمة، ولي نعمتي، من غير امتنان.

عبدكم/ رستم

‌انضمام آل مرة لفيصل بن تركي في "حليوين

"

في عام سنة 1850 للميلاد، فكر محمد بن خليفة أمير البحرين بالامتناع عن دفع الزكاة لفيصل بن تركي فما كان من فيصل إلا أن نزل على مكان يسمى (حليوين) بين الأحساء والقطيف فوفدت عليه جموع آل مرة، ولكن أمير البحرين عاد ودفع الزكاة مجددًا لفيصل بن تركي آل سعود.

قال محمد عرابي نخلة

(1)

:

"وساد الأمن والسلام منطقة الأحساء حتى سنة 1850 م حين فكر محمد بن خليفة في الامتناع عن أداء الزكاة، مما جعل فيصل يعد العدة لإخضاع آل خليفة

(1)

تاريخ الأحساء الأصل 1818 - 1913 م، تأليف الدكتور محمد عرابي نخلة ص 128، 129.

ص: 585

فرحل إلى الأحساء وعسكر في مكان يسمى "حليوين" حيث تكثر المياه في المنطقة بين الأحساء والقطيف وطلب من أتباعه أن يفدوا عليه، فاجمعت عساكر الأحساء بقيادة "أحمد السديري" وجاءت جموع آل مرة.

‌معركة الطبعة 1277 هـ

(1)

وقعت هذه المعركة بين عبد اللَّه الفيصل ومن معه من جهة، وبين العجمان (آل معيض) وجماعة من آل عذبة من جهة أخرى وهم (الأمير عبد الرحمن بن عبد اللَّه آل نقادان وآل جفيش والفارسان والبصيص ومجيحد)، ودارت المعركة جنوب الكويت، وأبلوا (يام) بلاء حسنا وقاتلوا قتال المستميت ولكن كثر جند عبد اللَّه وعتاده حسمت المعركة لصالحه، وقد كان البحر من خلفهم وجيش عبد اللَّه من أمامهم، وحصرهم عبد اللَّه وقد غرق منهم عدد من الفرسان.

وقد كان الفارس (مجيحد بن سعد بن منصور) وهو من آل عذبة قد اعتلى ظهر فرسه (الصقلاويه) قائلا: "خيال الجرباء مجيحد. . حرداء وخيل الشيوخ مقافي".

فنقم منه فلاح بن حثلين شيخ العجمان في عصره وكان في لفظة همهمة.

فقال "هم. هم. واللَّه يا لولا فعل شفته منك إن أجازيك، لكن فعلك يبطل الألسنة".

وأنشد الفارس ركان بن حثلين:

يا ربعنا وين المطير

جمعين والثالث بحر

بأبوج للسربة طريق

لعيون براق النحر

وبعدها قام أمير البحرين فأرسل (خشبا) سفنا شراعية لآل عذبة والعجمان ونقلتهم إلى البحرين وقد أعطى العذبة (الزلاق)

(2)

.

(1)

اما فاسليف فذكرها أنها في مارس عام 1816 للميلاد، ص 215.

(2)

الزلاق: إحدى مدن مناطق البحرين، وحكام البحرين عادة يربطون اسم الزلاق بآل عذبة يعتبرونها لآل عذبة حتى الآن (عرفًا).

ص: 586

وسرعان ما أرسل لهم أمير البحرين الخيام والمؤن.

ولم يمكث آل عذبة والعجمان (المعيض) في البحرين طويلا، بل غادروها، فآل عذبة غادروا لقطر ومن ثم منه للأحساء، حيث أقبل عليهم الأمير (على المرضف)

(1)

مقبلا بيام من (براد)

(2)

ثم وقعت الوجاج، عندما كان يترجز المرضف:

يا يام يا سقم الحريب

ردوا لعبد اللَّه جزاه

(3)

‌معركة المعتلى

(*)

قام سعود ينازع أخاه الإمارة بعد موت أبيهما، لجأ إلى ابن عائض في أبها فرده خائبا لأن آل عائض في تلك الأيام كانوا موالين لآل سعود، ثم عاد سعود ابن فيصل من أبها إلى نجران وكان العجمان هناك، فاجتمعوا حوله ينصرونه على أخيه، وانضم إليهم عدد كبير من الدواسر وآل مرة.

وكان محمد بن فيصل مع أخيه عبد اللَّه على أخيه سعود، فاحتربوا في وقعة المعتلى، فجرح سعود وانهزم، ثم سار بعد أن داوى جراحه عند آل مرة، إلى عُمان يستنجد صاحبها فلم ينجده، وراح من عُمان إلى البحرين فلباه شيخها، ثم حالف العجمان.

قال محمود شاكر: "وفشل سعود في تأييد آل عايض له فغادرهم متجهًا إلى قبائل (يام) في نجران حيث وجد هناك دعمًا من المكرمي وآل مرة، فجمع جمعًا، واتجه نحو أخيه، إلا أنه هزم ورجع، فالتجأ إلى الشرقية وإلى البريمي

(4)

وانضم عدد كبير من الدواسر وآل مرة".

ذكر الظاهري: "أنه قدم فيصل المرضف على سعود ومن معه من آل مرة، وحاربوا، معه في المعتلى، وحصلت معركة شديدة وانهزم فيها سعود وجرح في بدنه، وأقام عند آل مرة حتى برئ

(5)

.

(1)

علي المرضف: هو أمير آل مرة آنذاك ويام أهل الجنوب كافة.

(2)

براد: جبل في نجران.

(3)

رواها للمعد: حمد بن جفين العذبة وعلي محمد المداد العذبة أيضًا.

(*) في تحفة المشتاق للبسام، تحقيق إبراهيم الخالدي ص 345 ذكر أنها وقعت في سنة 1283 م.

(4)

شبه جزيرة العرب نجد. المؤلف محمود شاكر ص 203.

(5)

العجمان وزعيمهم راكان ص 70.

ص: 587

وقال الدكتور محمد عرابي نخلة بعد معركة المعتلى، وبعد إصابة سعود:

"حيث لجأ إلى بني مرة الذين ضمدوا جراحه وأخفوه إلى حين بينهم"

(1)

.

وفي تحفة المستفيد قال:

"وقدم عليه من آل مرة فيصل المرضف"

(2)

.

‌معركة الوجاج

(3)

(1287 هـ/ 1870 م)

(4)

أقبل "فيصل المرضف" صائلا بآل مرة ويام والوعلة وبني سلمان وآل دمنان، وكان معه "إبراهيم السلوم" من الشواولة العجمان، ونزل المرضف بمن معه على "الذليقية"

(5)

جنوب الأحساء، وأخذ يتابع الغارات على الأحساء وهو يريد مقابلة الإمام عبد اللَّه الفيصل، وكان في الأحساء بقايا من العجمان وكان جيش سعود الفيصل بالقرب من الأحساء.

فأرسل المرضف أحد رجاله وأمره أن يدخل الأحساء و"يترجز" ويقول:

يا يام يا سقم الحريب

ردوا لعبد اللَّه جزاه

(6)

من كان له حق مصيب

يوم أسعفت يأخذ قضاه

(7)

يا طول ماني في المغيب

وأسحن لعبد اللَّه دواه

(8)

من كان منكم لا يغيب

ترى الوعد "خشم الصراه"

(9)

(1)

تاريخ الأحساء السياسي (1818 - 1913 م) للدكتور محمد عرابي نخلة ص 140.

(2)

تحفة المستفيد/ أحمد بن علي بن مشرف الأحسائي سنة 1670.

(3)

الوجاج: موقع ماء أو جدول صغير شرقي الأحساء.

(4)

يصادف (1287 هـ) بالتاريخ الهجري وحاولنا مقارنتها بالميلادي اجتهادًا.

(5)

الذليقية: جنوب الأحساء حوالي العشرين كيلا.

(6)

ردوا لعبد اللَّه جزاه: أنه يريد أخذ الثأر بعد الطبعة، وقيل إن الفارس الذي أرسله المرضف هو (ابن راية آل عذبة).

(7)

أسعفت: الفرصة سارت مواتية ومتاحة.

(8)

أسحن لعبد اللَّه دواه: أي إنني أعد العدة لمقابلته.

(9)

خشم الصراه: موقع قرب الأحساء.

ص: 588

وبعد أن سمع العجمان صوت ذلك الفارس وهو يرتجز أقبلوا عليه، فأخبرهم أن المرضف قد أقبل وأنه صوف يدخل الأحساء، فقال له العجمان إننا سنضع في بيرقنا مارية وسنكون مع جيش عبد اللَّه، فإن كان النصر لكم فإننا سوف نكفيكم جهة جش عبد اللَّه الموالية لنا، بينما كان سعود الفيصل ضد جيش عبد اللَّه الفيصل وكتب اللَّه النصر لهم، فأخذ (سليمان بن عبد الحي) ينشد قائلا:

يا حيسفا يا ثلاثة تحت الألحادي

ربعنا اللي غدوا في مقدم الهيه

(1)

يوم حطوا لنا "الوجاج" ميعادي

وحطوا لنا البيرق اللي فيه ماريه

يوم خانوا بنا لمه بين بادي

مجمع السرق (عجمان ومريه)

فرد عليه المرضف:

(يا سليم) وراك تذم الأجوادي

يا ولد قينه بالملح مشريه

خيلنا ما نضرّيها بالأسنادي

نقصر الشيخ الأكبر من هقاويه

وجمعنا في الحرايب يرد ميرادي

ربعي صلب (يام) يالحساويه

وذكر أحمد بن علي الأحسائي الوجاج وقال:

"وفي رجب من هذه السنة خرج سعود بن فيصل من البحرين متوجهًا إلى الأحساء، ومعه عن آل خليفة أحمد بن الغتم في عدة رجال من أهل البحرين، ولما وصل العقير انضم إليه العجمان وآل مرة فتوجه إلى الأحساء وقاتل أهل الجفر حتى دخل قريتهم عنوة وانتهبها الجند".

وأضاف: "وجماعة قليلة من العجمان وآل مرة والتقوا مع الأمير سعود في الوجاج الواقع بين الهفوف والقرى الشرقية

(2)

(*).

(1)

يفيد البيت أن جيش عبد اللَّه الفيصل قد قتل من كبارهم ثلاثة، وكان المحقق إبراهيم الخالدي في كتاب تحفة المشتاق للبسام قد حذف البيتين الأخيرين، ولكنه ذكر أن الشيخ راكان هو الذي رد عليه.

(2)

تحفة المستفيد للشيخ أحمد بن علي بن مشرف الأحسائي ص 168.

(*) فكيف يكون آل مرة جماعة قليلة وقد أقبلوا عن بكرة أبيهم مع المرضف من نجران ومن معه من يام؟

ص: 589

قالت إحدى فتيات الأحساء بيتا من الشعر:

يا خوفتي كون البريسم قدى صوف

عبد اللَّه الفيصل يطرّد جلاوي

وكان راكان بن حثلين قد أرسل قصيدة للإمام عبد اللَّه الفيصل وهو في البحرين "مستصلحًا" وذلك بعد حرب الطبعة، وقصيدة راكان هي:

قال المعيضي في الضحى يبدع القاف

طول لسانه فعل ولد الأمامي

واللَّه يا لولا جمعك اللي له أرداف

بدولة هل العوجا سواه النظامي

إنا نعد لهم على كل مزغاف

بفعل يعرفونه جديد وعامي

وعاداتنا عند المظاهير ننشاف

لا طار ستر معورجات الوشامي

بين الظفير والمطيري وعسّاف

ننزل ولا نرد البري والزحامي

حنّا كما حرب بدى راس مشراف

صيده من جل الجوازي الجسامي

جاه أسمر في مخلبه سم الأتلاف

طقه وخلى روس ريشه عدامي

‌معركة جودة 1287 هـ/ 1870 م

هي بعد معركة الوجاج بحوالي الشهر تقريبًا، فبعد أن علم الإمام عبد اللَّه الفيصل بما جرى في الوجاج، جمع أهل نجد ونزل على جودة، وهي آبار مياه شمالي الأحساء حوالي المائة كيلو متر، فخرج عليه أخوه سعود الفيصل وفيصل المرضف ومن معه من آل مرة والوعلة وإبراهيم السلوم من الشواولة العجمان وأهل نجران، وكذلك العجمان بقيادة حزام بن مانع، وكان جيش الإمام عبد اللَّه بقيادة أخيه محمد ويكنى بالمطوع، فدارت رحى المعركة واشتدت بين الطرفين وأسر فيها محمد الفيصل وانهزم جيش عبد اللَّه وقتل منهم حوالي التسعمائة فارس

(1)

وكاد أحد فرسان آل مرة وهو (صنيتان) من آل فهيده وقد طعن في السن وتهدلت جفونه على عينيه ولم يعد يرى إلا الأشياء القريبة منه، أخذ هذا الفارس يرعد ويزبد ويقول ليرفع معنويات القوم "راس ما به دوخة خل الضبع تشله" فقال أحد القريبين منه "عمي صنيان ما يشوف الجموع المرزية والسيوف اللي تبارق من (المشاف إلى صفراء جودة) وهو يقصد جيش الإمام عبد اللَّه.

(1)

من أحد المصادر شريط كاسيت لابن رفعه العجمي.

ص: 590

وقيل في جودة الكثير من القصائد، منها هذه الأبيات من قصيدة قيل أنها لابن هويدة آل جابر آل مرة:

يا من خبر يوم جوده

ما حن نهاب الخيام

جينا بجمع نذوده

مثل القطيع الحيام

الحرب حنا وقوده

باللَّه وصبيان يام

وقال الأحسائي

(1)

:

وسار بالعجمان وآل مرة، وأحمد بن الغتم، وجمع من أهل المبرَّز وأهل الطرف، وقصد الماء المسمى جودة شمال الأحساء، لأن طريق محمد بن فيصل عليه، فنزل سعود على الماء قبل وصول محمد، ووصل محمد في اليوم السابع والعشرين من رمضان، والتحم الفريقان.

وأضاف:

وقتلوا من جند الأمير محمد أربعمائة رجل، من مشاهيرهم عبد اللَّه بن بتال المطيري، ومجاهد بن محمد أمير بلدة الزلفي، وإبراهيم بن صويد أمير بلدة جلاجل، وعبد اللَّه بن مشاري بن ماضى، وعبد اللَّه بن علي آل عبد الرحمن أمير بلدة ضرمى، وأسر محمد بن فيصل قائد الحملة، فأمر سعود بتقييده وأرسله إلى سجن القطيف، وأقام سعود في محل الوقعة، وكتب إلى أهل الهفوف، يأمرهم بالتسليم، والمبايعة على السمع والطاعة، فساروا إليه وبايعوه، فرحل من جودة.

قال الدكتور عبد اللَّه السبيعي

(2)

:

اغتاظ سعود بن فيصل من ترحيب العثمانيين بعبد اللَّه بن فيصل وأخيه محمد وإظهار الاحترام والحماية لهما، وقرر الانتقام من العثمانيين، فخرج من الدلم ونزل على قبيلة العجمان بجودة في أواخر شهر جمادى الأولى 1288 هـ/ 1871 م، والتي لم تكن على ود مع أخيه عبد اللَّه بن فيصل، إذ إنها لم تنس ما

(1)

تحفة المستفيد للأحسائي ص 169.

(2)

الحملة العسكرية العثمانية على الأحساء والقطيف وقطر د. عبد اللَّه بن ناصر السبيعي ص 140.

ص: 591

أنزله بها في موقعتي ملح والطبعة، كما أنها لم تكن سعيدة بقدوم العثمانيين وإحكام قبضتهم على القطيف والأحساء وما حولهما.

وقد قوي معسكر سعود أثناء إقامته بنواحي الأحساء، حين وفد إليه شيوخ قبيلة آل مرة يعرضون الولاء ويحسنون الانقضاض على العثمانيين وطردهم من الأحساء ويقللون من شأنهم.

قال محمد عبد القادر: "إن مع سعود أحمد بن الغتم وآل مرة والعجمان".

وقال فاسليف: "عقد سعود تحالفا مع آل مرة والعجمان واستولى على الأحساء".

‌ذكر وقعة الخويراء - 1288 هـ

هذه الوقعة حدثت بين سعود بن فيصل آل سعود وأخيه عبد اللَّه ومعه الأتراك حيث كان مع سعود آل مرة والعجمان وبعض القبائل وانتهت المعركة بانهزام سعود الفيصل.

"قال الأحسائي"

(1)

:

وفي آخر جمادى الآخرة خرج سعود بن فيصل من بلدة الدلم، ونزل على قبيلة العجمان، ووفد إليه رؤساء قبيلة آل مرة، وحسنوا إليه مهاجمة الأحساء، وإنقاذها من الأتراك.

وأضاف "فخرج إليهم قائد الجيش التركي، ومعه الإمام عبد اللَّه، بجميع ما لديهم من الجيوش والمدافع، فوقع بينهم القتال في الوضع المسمى الخويراء (الواقع جنوبي مدينة الهفوف) وانهزم جند الأمير سعود بن فيصل، بعد ما قتل منهم رجال، وأمنت البلاد وشملها الاستقرار".

‌وصول الحملة العثمانية

تحركت القوات العثمانية من بغداد في أول شهر صفر سنة 1288 هـ/ 1871 م، وكانت الحملة مكونة من ثلاثة آلاف جندي وألف وخمسمائة من رجال

(1)

تحفة المستفيد ص 172.

ص: 592

القبائل العربية، ومعها تسعة مدافع، وكان الفريق محمد نافذ باشا هو قائد الحملة، وقد راجت شائعات أن سعود بن فيصل قد أرسل أحمد بن خليفة آل غتم مع محمد بن ثاني إلى قطر يقصد تمكينه من حكمها

(1)

.

عززها ما أكده شيخ البحرين عيسى بن علي الخليفة في رسالة بعث بها إلى المقيم السياسي البريطاني في الخليج في 18 رجب 1288 هـ/ 3 أكتوبر 1871 م، قال فيها:

"عين فيما مضى أحمد بن خليفة بن غتم من قبل سعود بن فيصل للبقاء في قطر. . وعندما قدم البدو إلى جوار البدع خاصة آل مرة والعجمان قام محمد بن ثاني بأمر أحمد الغتم بمغادرة البدع، ودعوة ناصر بن مبارك بن عبد اللَّه الخليفة وبني هاجر إلى البدع بعد تلقي خبر قدوم العثمانيين"

(2)

.

واصل الجنود العثمانيين زحفهم نحو قلعة الدمام وإطلاق سراح محمد بن فيصل الذي كان محتجزًا في أحد أبراجها، وكان طحنون هو المسؤول بتلك القلعة من قبل سعود بن فيصل فاستسلم بعد معرفته بمصير قلعة القطيف التي كانت قد استسلمت أيضًا، وتم إخلاء سبيل محمد بن فيصل، فدخل الجيش العثماني القلعة ورفع العلم عليها

(3)

.

أفاد الفريق محمد نافذ باشا في برقيته تلك أن عبد العزيز بن سعود بن فيصل الموجود في قلعة الدمام قد تمكن من الفرار ليلا من قلعة الدمام بعد تيقنه من عدم إمكانية الصمود في وجه القوات العثمانية إلى جهة غير معروفة.

وربما كان عبد العزيز بن سعود بن فيصل موجودًا في المنطقة مع أخيه سعد الذي تذكر الوثائق الرسمية وصوله إلى قطر قادمًا من الأحساء مع ناصر بن مبارك الخليفة في 25 صفر 1288 هـ/ يونيو 1871 م

(4)

.

(1)

الحملة العسكرية - د. عبد اللَّه السبيعي ص 66.

(2)

نفس المصدر 67 السابق.

(3)

نفس المصدر 67 السابق.

(4)

الحملة العسكرية - د. عبد اللَّه السبيعي ص 78.

ص: 593

وقد تبين فيما بعد أن عبد العزيز بن سعود بن فيصل قد فر إلى قطر مع عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن ثنيان آل سعود الذي فر إلى جنوب الأحساء، ثم انتقلا من هناك إلى قطر بعد استيلاء العثمانيين على الأحساء مع جمع من العجمان وآل مرة ومنها عبر إلى البحرين ومعه حوالي 15 رجلا من أتباعه في 19 ربيع الثاني 1288 هـ/ 7 يوليو 1871 م، وقد استقبله الشيخ عيسى بن علي الخليفة شيخ البحرين الذي كان عائدًا لتوه من رحلة قنص في قصره في الأول من شهر جمادي الثانية 1288 هـ/ 18 أغسطس 1871 م، وكان والده حفيًّا به ومتابعًا لأموره بإرساله الرسل إليه وكان أولهم قد وصل إلى البحرين في 6 جمادى الثانية 1288 هـ/ 23 أغسطس 1871 م. وقد تردد في البحرين في 21 جمادى الأولى 1288 هـ/ 8 أغسطس 1871 م حرص عبد العزيز بن سعود بن فيصل على تأمين احتياجات أتباعه من العجمان وآل مرة في قطر، وأن شيخ البحرين سيسمح له بذلك مما أثار مخاوف الإنجليز من أن ينظر العثمانيون إلى ذلك باعتباره تدخلا من قبل شيخ البحرين إلى جانب سعود بن فيصل، وقد صدق حدس الإنجليز فيما بعد

(1)

.

‌معركة البرة

معركة بين سعود ومن معه من آل مرة والعجمان وبعض القبائل وبين أخيه عبد اللَّه بن فيصل، ودارت بينهما معركة حامية انهزم فيها فرسان الأمير عبد اللَّه.

ذكر أحمد بن علي بن مشرف الأحسائي في كتابه التالي:

"وفي ربيع الأول من سنة ثمان وثمانين، خرج من الرياض (يقصد سعودا) غازيًا لأخيه عبد اللَّه وقبائل قحطان، ومعه العجمان وآل مرة، وسُبيع والسهول والدواسر، وأهل الرياض والخرج والحوطة فوافاهم على البرة (قرية معروفة في نجد) فالتقى الجمعان يوم السابع من جمادى الأولى، وبعد معركة حامية الوطيس انهزم جيش الإمام عبد اللَّه وقتل منهم عدد كثير، ومن مشاهير القتلى من هذا الجيش عبد العزيز بن محمد بن ناهض، ومن جيش سعود منصور الطويل، أحد فرسان العجمان المشاهير"

(2)

.

(1)

نفس المصدر السابق 78.

(2)

كتاب تحفة المستفيد للشيخ/ محمد عبد اللَّه العبد القادر الأحسائي ص 17.

ص: 594

قال الظاهري: "في ربيع الأول عام 1288 هـ الموافق 1871 م، خرج من الرياض الأمير سعود بن فيصل ومعه قبائل قحطان، والعجمان، وآل مرة، وسبيع، والسهول، والدواسر، وأهل الرياض، والخرج، والحوطة قاصدين غزو الإمام عبد اللَّه الفيصل الذي كان معسكرًا في إحدى قرى نجد وتسمى "البرة"، وفيها التقى الجمعان يوم 7 جمادى الأولى عام 1288 هـ الموافق 1871 م، ودارت بينهما معركة حامية انهزم فيها فرسان الإمام عبد اللَّه وقتل منهم عدد كبير، ومن أبرز الذين قتلوا من فرسان الإمام عبد اللَّه هو الفارس عبد العزيز بن محمد بن ياهض، ومن فرسان الأمير سعود فارس العجمان المشهور منصور الطويل"

(1)

.

‌محاولة سعود استرداد حكم الأحساء من العثمانيين

(*)

رعم تسارع إجراءات العثماذِش إحكام قبضتهم على الأحساء والقطيف، إلا أن سعود بن فيصل لم يسلم بالأمر كما كان يتمناه العثمانيون، جاءت أولى محاولاته للتصدي للوجود العثماني عندما قور استخدام القوة الحربية لمجابهة استيلاء العثمانيين على المنطقة مستفيدًا من تعمقهم في الداخل بعيدًا عن خطوط إمداداتهم البحرية، وكان هذا الخيار أحد إستراتيجيات سعود بن فيصل منذ علمه بمسير الحملة العثمانية، فقد كان يرى أن استدراجهم إلى العمق هو أفضل السبل المتاحة أمامه لمجابهة فعالة واختبار حقيقي لقوتهم لا سيما وهم لا يزالون حديثي عهد بالمنطقة، وقد كان العثمانيون يترقبون رد فعل سعود بقلق بالغ حتى أن وجود ابنه عبد العزيز في البحرين -رغم صغر سنه- إذ ذكر أن عمره يتراوح بين 1 - 12 سنة قد أثار مخاوف العثمانيين ومعهم أيضًا الإنجليز الذين ظنوا أن تواجده في البحرين كان بقصد إرساله أو قيادته لحملة بحرية تهاجم القطيف بواسطة القوارب أو بهدف إرساله أسلحة وذخيرة لوالده في نواحي الأحساء رغم تطمينات شيخ البحرين لهم بأن صغر سن عبد العزيز لا يؤهله للقيام بمثل تلك المهمات.

ظن سعود بن فيصل بعد هزيمته لأخيه الإمام عبد اللَّه بن فيصل في وقعة البرة في 2 جمادى الأولى 1288 هـ/ 1871 م، أن الأمر قد دان له، مما حمله

(1)

العجمان وزعيمهم راكان - أبو عبد الرحمن الظاهري، ص 153 - 154.

(*) التصدي السعودي للحكم العثماني - د. عبد اللَّه السبيعي ص 29، 30.

ص: 595

على إرسال مندوب من قِبله إلى البحرين يحمل رسالة منه يزف فيها خبر انتصاره، وقد ترددت مندوبه على البحرين مرتين كان آخرها في شهر رجب 1288 هـ/ أكتوبر 1871 م، والتي حمل خلالها رسالة إلى المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي جاء فيها أن أهل الرياض وبادية نجد قد انحازوا إليه، وقد اشتكى سعود بن فيصل في تلك الرسالة من نكوث المقيم السياسي البريطاني بوعده بأن لا يسمح بنشاط حربي في البحر، بينما قدمت الحملة العسكرية العثمانية بحرًا وأخذت بلاده (الأحساء والقطيف)، وقد ختم سعود بن فيصل رسالته بقوله أنه سيقدم إلى الأحساء في 1 رجب 1288 هـ/ 16 سبتمبر 1871 م، وقد أدى تشكك سعود بن فيصل في إمكانية الحصول على عون من الإنجليز ولو كان دبلوماسيًا إلى طرقه كافة الأبواب الممكنة قبل أن ترسخ جذور العثمانيين في بلاده، مما حمله على إرسال مندوب من قبله إلى والي بغداد في 19 جمادى الثانية 1288 هـ/ 14 سبتمبر 1871 م، يحمل رسالة منه مرفقا بها مضبطة وقع عليها أغلب أعيان نجد تطالب بإيجاد تسوية مقبولة بين سعود بن فيصل والعثمانين حين زيارته للأحساء.

طال انتظار سعود بن فيصل لرد من العثمانيين فلما يئس طلب من القبائل المؤيدة له في منطقة الخرج الخروج معه إلى الأحساء، وخرج من الدلم ونزل على قبيلة العجمان في جودة في أواخر جمادى الثانية 1288 هـ/ سبتمبر 1871 م، فزينوا له فكرة الهجوم وأظهروا له تأييدهم لا سيما وهم لم يكونوا على ود مع أخيه الإمام عبد اللَّه بن فيصل إذ لم يغفروا له ما أنزله بهم في موقعتي "ملح" و"الطبعة"، كما أن العجمان لم يكونوا راضين عن إحكام العثمانيين قبضتهم على الأحساء ونواحيها، وشاركهم في ذلك قبيلة آل مرة في إبداء التأييد والوعد بالمساندة، ولقي ذلك هوى في نفس سعود بن فيصل لمقارعة العثمانيين ومحاولة إخراجهم من المنطقة أو على الأقل التوصل إلى تسوية مقبولة معهم، وأرسل سعود بن فيصل في جمادى الثانية 1288 هـ/ سبتمبر 1871 م إلى عبد اللَّه بن ثنيان آل سعود الموجود في البحرين مندوبه شريدة يطلب الحصول على أسلحة وسيوف ومسدسات وأن يعمل على إرسال خيوله الموجودة في البحرين مع محمد ابن هجرس مع أعلاف ومياه وأن يبعث بها دون تأخير إلى الخرج، مخبرًا إياه أنه

ص: 596

موجود حين كتابته الرسالة في الرياض، وأوصاه بعدم التوقف عن العمل أو الاستسلام والبقاء في البحرين للمساندة، ومما جاء في تلك الرسالة فيما يتعلق باستعداد سعود بن فيصل للجهاد لتخليص البلاد من الوجود العثماني قوله:

أن أهل جميع المدن صغيرها وكبيرها قد انضموا إلى جانبي وسيعلنون معي الجهاد ضد عدوهم لحماية بلادهم وأبنائهم وأرواحهم. . وأنني أشعر أن موقفي قوي وأن اللَّه سيمنحني القوة. وإبلاغ سلامي إلى الابن عبد العزيز وكافة أصدقائه. . ويسلم عليكم كل الأبناء وعبد الرحمن بن فيصل وتركي وسعود بن جلوي وفهد بن عبد اللَّه (ابن صنيتان) ومشهود وثنيان والشيخ عبد اللطيف آل الشيخ

(1)

.

ومن محاولات سعود بن فيصل الاتصال بالحكومة البريطانية لطلب مساندتهم له بمنع وصول إمدادات للعثمانيين، وكذلك طلب أن يكونوا طرفًا ثالثًا بينه وبين العثمانيين، ولكن جاء الرد مخيبًا لآماله

(2)

.

فبعد أن عرف سعود بحصول قطيعة بين أخيه عبد اللَّه والعثمانيين سارع إلى جس نبض الدولة العثمانية تجاه إمكانية التعامل معهم في مساعي تفضي إلى استعادته لحكم المنطقة

(3)

.

فقد طلب سعود بن فيصل من الشيخ عيسى بن علي آل خليفة أحد أمرين إما أن يؤمن له مساعدة تمكنه من التخلص من العثمانيين أو أن يقرضه مبالغ مالية قد يُرضى بها العثمانيين ضريبة سنوية في حال موافقتهم على الانسحاب من المنطقة.

استمرارا في تلك المساعي أرسل سعود بن فيصل مبعوثًا آخر وصل إلى البحرين في 12 ذي الحجة 1288 هـ/ 2 مارس 1872 م قادمًا من معسكر سعود بن فيصل في الحني هو فيصل المرضف أحد شيوخ آل مرة البارزين إلى منصرف لواء

(1)

التصدي السعودي للحكم العثماني - د. عبد اللَّه السبيعي ص 30، 31.

(2)

نفس المصدر ص 35، 36.

(3)

نفس المصدر ص 37.

ص: 597

الأحساء حيث وصلها في صباح يوم 4 محرم 1289 هـ، حاملا معه هدية من سعود بن فيصل عبارة عن حصان وناقتين قبلها الفريق محمد نافذ باشا، ولم يضيع فيصل المرضف الوقت فاجتمع في مساء يوم وصوله بالمتصرف حيث تم الاتفاق على إرسال مندوب من قبل المتصرف إلى سعود بن فيصل شريطة بقاء فيصل المرضف مع المتصرف حتى عودته سالما. بعث متصرف لواء الأحساء في مساء اليوم مندوبًا من قبله هو محمد رفعت بك يرافقه جنديين وأحد رجال سعود بن فيصل لحمايته حاملا معه هدية المتصرف عبارة عن ملابس وعباءات ومسدسات وسيوف وثمانية أكياس أرز وتمور وكتب رسالة لسعود بن فيصل جاء فيها:

"إذا أردت أن يعهد إليك بحكم البلاد فيجب عليك أن تعترف بتبعيتك للدولة العثمانية ودفع المصاريف التي أنفقتها الدولة على الحملة ويمكن أن تدفعها على أقساط علاوة على أن تدفع مبلغًا سنويًا مثل ما كان يدفعه والدك، على أن تدفع المبالغ المستحقة التي توقف دفعها إلى الوقت الحاضر، وإرسال اثنين من أبنائك كرهائن إلى بغداد، وأن لا تمارس أية سلطة في مينائي القطيف والعقير. . وأن تعترف بأن سلطتك محصورة في الأحساء ونجد. . فإذا وافقت على هذه الشروط فيمكنك القدوم إلى العقير مع قليل من الأتباع حيث ستتم مقابلتك، أما إذا لم تعجبك الشروط فإمكانك الحضور إلى الأحساء، إذ ستعيد لك الدولة العثمانية أملاك والدك من النخيل في الأحساء والقطيف ولن تفرض عليك ضرائب وسيخصص لك مرتب شهري قدره ألف ريال، وعلى أن تمضي فترة ستة شهور بعد الانفاق للتأكد من الطاعة وتنفيذ الاتفاق، وإذا لم تقبل هذه الشروط فإمكانك أن تستمر في الثورة حتى يحين وقت القبض عليك بالقوة وعندها ستعامل كمنشق على الدولة العليا"

(1)

.

وقال أحمد بن خليفة الغتم: "إنه إذا فشلت مهمة فيصل المرضف واتضح لسعود أن العثمانيين غير راغبين في تسوية تضمن انسحابهم من الأحساء والقطيف فإن سعودًا سوف يسير ليخيم في جودة وينتظر أخاه الإمام عبد اللَّه بن فيصل هناك ومعه شيوخ نجد الآخرين ليقرر القرار الذي يختاره اللَّه".

(1)

التصدي السعودي للحكم العثماني - د. عبد اللَّه السبيعي ص 40.

ص: 598

"ويبدو أن سعود بن صنيتان كان في مهمة لجلب سلاح من البحرين لسعود ابن فيصل"

(1)

فشلت تلك المراسلات في بناء الثقة بين الطرفين لا سيما بعد أن عرف سعود بأن المنصرف قد بعث يستدعي الإمام عبد اللَّه بن فيصل في 13، ذي الحجة 1288 هـ/ 23 فبراير 1872 م، وتكراره دعوته رغم رفض الإمام عبد اللَّه الذي عرف العثمانيين وتعامل معهم عن كثب فتابع اتصاله بشقيقه مبررًا رفضه بحجج عدة وبأمور تمنعه من القدوم ومنها المرض

(2)

.

وكان سعود بن فيصل حينئذ على وشك الهجوم على القطيف يصحبه جمع من قبائل بني هاجر والعجمان وآل مرة وقد أزعجت تلك الانتفاضة السلطات العثمانية وخاصة التفاف قبيلتي العجمان وآل مرة حول آل سعود واحتمالية عودة الألفة والتقارب بين الإمام عبد اللَّه وأخيه سعود

(3)

.

مال الإمام عبد اللَّه بن فيصل إلى الموافقة على المبادرة التي أطلقها أخوه سعود بتوحيد جهودهما للتصدي للعثمانيين وكان عبد اللَّه يتجاهلها فيما مضى. فقد كتب سعود لأحد رجال الوكالة السياسية البريطانية في البحرين في 20 ذي الحجة 1288 هـ/ 1 مارس 1872 م، رسالة جاء فيها:

"وصل ناصر بن حمد المبارك إلى هنا مندوبًا من أخي عبد اللَّه وطلب مني التوصل إلى سلام والدخول في ترتيبات معه وقد وافقت. . . ولأنكم أصدقائي رأيت من الضروري إحاطتكم بهذه التطورات"

(4)

.

كما أفادت الأخبار القادمة إلى البحرين من الرياض أن الإمام عبد اللَّه بن فيصل قد نصب رايته خارج الرياض وأعلن استعداده للجهاد، وأن شيوخ قبيلتي شمر وعنزة وابن قرملة شيخ قبيلة قحطان قد أعلنوا استعدادهم للانضمام إليه والرغبة في المسير معه للانضمام إلى سعود بن فيصل في عيون الجبيل

(5)

.

وكان الإخوة الثلاثة قد قسموا جيشهم إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول يقوده الإمام عبد اللَّه بن فيصل ويتكون من رجال من قبيلتي بن هاجر والدواسر وعهد له

(1)

نفس المصدر ص 43.

(2)

نفس المصدر ص 44.

(3)

نفس المصدر ص 46.

(4)

نفس المصدر ص 47.

(5)

نفس المصدر ص 35، 36.

ص: 599

بمهاجمة الحساء، والقسم الثاني بقيادة سعود بن فيصل ومعه أفراد من قبائل العجمان وآل مرة وسبيع والسهول وبني هاجر وأسند إليه الهجوم على القطيف، والقسم الثالث بقيادة محمد بن فيصل مع مجموعة من المقاتلين عهد لهم بقطع طريق العقير - الهفوف في حالة قدوم إمدادات عثمانية، وقد تمكن محمد بن فيصل ومن معه الاستيلاء على قافلة من الفرسان قوامها 30 رجلا في ذلك الطريق في 15 صفر 1289 هـ، قبل توجهه بعد ذلك إلى قطر. وقد جاء في تقريرين إخباريين عن تطورات الأحداث في المنطقة وصلا إلى البحرين في 1 و 15 صفر 1289 هـ/ و 10 و 24 أبريل 1872 م، على التوالي وصول سعود بن فيصل إلى مكان يبعد مسيرة يومين عن مدينة الكويت ومعه رجال من قبائل العجمان وآل مرة والدواسر وعدد من أهل نجد وأنه يخطط للهجوم على البصرة. ويبدو أن سعودا كان يريد جس نبض العثمانيين وإثارة مخاوفهم من هجومه عليهم في البصرة لعل ذلك يدفعهم للبحث الجدي معه حول الجلاء من الأحساء والقطيف.

آثار سعود منذ البداية خوفًا كبيرًا بين صفوف العثمانيين في القطيف وانعكس على سكانها، فقد اقترب جيش سعود بن فيصل من مشارف القطيف حيث عسكر في ملح قرب القطيف وكان معه أخوه محمد والشيخ عبد الرحمن آل الشيخ وحشد كبير من العجمان وآل مرة

(1)

.

فقد أرسل مندوبًا إلى البحرين في 18 صفر 1289 هـ/ 27 أبريل 1872 م ومعه رسالتان إحداهما للشيخ عيسى بن علي الخليفة شيخ البحرين والأخرى لشقيقه الشيخ أحمد الخليفة وذكر المندوب أنه قد التحق 500 رجل من قبيلة سُبيع و 200 من السهول و 200 بن آل مرة وقد التحقوا به وعاهدوه وفي شروط معينة

(2)

.

وأضاف سعود بن صنيتان أن سعود بن فيصل بادر بإرسال فيصل المرضف أحد شيوخ قبيلة آل مرة في 21 ذي الحجة 1288 هـ/ 3 مارس 1872 م، مندوبًا من قبله يحمل رسالة إلى الفريق محمد نافذ باشا متصرف لواء الأحساء بخط سعود بن صنيتان نفسه

(3)

.

(1)

نفس المصدر ص 49.

(2)

نفس المصدر ص 51.

(3)

نفس المصدر ص 60، 61.

ص: 600

راقبت الدولة العثمانية بقلق بالغ أنباء التصالح بين الإمام عبد اللَّه بن فيصل وأخيه سعود بن فيصل، فقد سارع الصدر الأعظم في 23 محرم 1289 هـ إلى الكتابة إلى ولاية بغداد يفيدها بورود رسائل تفيد بتقارب عبد اللَّه وسعود والتفاف قبيلتي العجمان وآل مرة حولهما

(1)

.

‌وصول عبد الرحمن بن فيصل من بغداد ومحاولة استعادة الأحساء:

تم تعيين بزيع بن محمد بن عريعر متصرفًا للواء الأحساء في 8 محرم 1291 هـ/ مارس 1872 م

(2)

.

جاءت الضربة القاصمة لحكم بزيغ بن محمد بن عريعر وللعثمانيين الذين اعتمدوا عليه وعلقوا عليه آمالا من مطالب سعودي جديد بحكم الأحساء وتوابعها هدف إلى إخراج العثمانيين بالقوة المفاجئة. كان القادم الجديد هو عبد الرحمن بن فيصل الذي أصدر أمرا سلطانيا برفع قيود الإقامة الجبرية عنه وعن مرافقه فهد بن صنيتان والتي كانت مفروضة عليهما في بغداد في 2 صفر 1291 هـ/ أكتوبر 1874 م ومنحه مخصصًا شهريًّا وقد نص الأمر على تخصيص راتب وإيجار منزل لهما في بغداد إن أراد الإقامة بها أو السماح لهما بمغادرتها

(3)

.

وصل عبد الرحمن بن فيصل البحرين في 1291 هـ/ شهر أغسطس 1874 م البحرين وأقام بها شهرين تحسس خلالها أمور الإدارة العثمانية من خلال اتصاله برجال قبائل الداخل وسكان المدن فوجد أخبارًا مشجعة واحتمالات لأماني يمكن تحقيقها

(4)

.

بدأ عبد الرحمن بن فيصل على الفور الاتصال عن طريق رسائل بعثها مع عن يثق بهم إلى شيوخ قبيلتي العجمان وآل مرة يسألهم عن تأييدهم لو حاول تخليص الأحساء من العثمانيين، فجاء ردهم مشجعًا

(5)

.

(1)

نفس المصدر ص 84.

(2)

نفس المصدر ص 87.

(3)

نفس المصدر ص 88.

(4)

نفس المصدر ص 88.

(5)

نفس المصدر ص 89.

ص: 601

ذكر أن عبد الرحمن الفيصل قد تمكن من جمع حوالي 600 رجل حوله من البحرين عبر بهم إلى العفير ميناء الأحساء الرئيسي وهناك التحق به كثير من أنصاره من قبائل المنطقة خاصة العجمان وآل مرة

(1)

.

جمع عبد الرحمن حوله في الأحساء حوالي 8000 مقاتل بينهم 500 فارس وهاجم بهم العثمانيين في الأحساء في شهر رمضان 1291 هـ، وكان هدفه إخراج الجنود العثمانيين من قلاعهم وتحصيناتهم، فبدأ بقلعة خزام الواقعة خارج أسوار مدينة الهفوف مقر الإدارة العثمانية في لواء الأحساء، وكانت قلعة خزام هدفًا جيدًا واختيارًا ذكيّا لبدء المحاولة بسبب موقعها وقلة عدد أفراد حاميتها، وقد تمنعت القلعة في بداية الأمر بسبب إحاطتها بخندق يعيق تسلقها بتأثير مدافع قلعة الكوت التي أمنت المساندة لها، لكن عبد الرحمن بن فيصل عالج تحصينات قلعة خزام بصنع سلالم مناسبة مكنته من اقتحامها في 15 شوال 1291 هـ/ 26 نوفمبر 1874 م، وقد قتل من الجند العثماني المدافع عن القلعة 11 رجلا وإن كانت بعض المصادر تقلل العدد إلى 6 أفراد من العثمانيين و 11 رجلا من الجنود العرب الذين كانوا بداخل القلعة، كما قتل قائد حامية القلعة دخيل آل عريعر ابن عم بزيغ العريعر متصرف لواء الأحساء ومن جانب قوات عبد الرحمن بن فيصل قتل اثنان وجرح مثلهما. وقد وصلت في تلك الأثناء نجدات من آل سعود، فوصل سعود بن جلوي ومعه أحد أبناء سعود بن فيصل كما بدأ سعود في تجهيز نفسه للمسير إلى القطيف التي كان عبد الرحمن بن فيصل يخطط للمسير إليها بعد تمكنه من السيطرة على الوضع في الأحساء

(2)

.

‌نجدة ناصر باشا السعدون وبطشه بالأحساء:

قدم المدد العثماني على نوعين، أولهما قوة عسكرية نظامية مكونة من ثلاثة أفواج تعداد كل منها حوالي ثمانمائة رجل تساندها ثلاثة مدافع، وعدد من الجنود غير النظاميين. أرسلت هذه القوات محمولة على ظهر سفينتين حربيتين وسفينة نقل إلى ميناء القطيف، وصل آخرها في نهاية شهر ديسمبر 1874 م، وعلى متنها

(1)

نفس المصدر ص 92.

(2)

نفس المصدر ص 93.

ص: 602

ستمائة جندي بقيادة ناصر باشا السعدون شيخ المنتفق يعاونه الفريق محمد باشا، وكان ناصر باشا السعدون قد تكفل بمهمة إنجاد بزيغ وإخماد انتفاضة عبد الرحمن ابن فيصل

(1)

.

ومن أجل حشد قوات أكبر بادر عبد الرحمن بن فيصل بإرسال ابن أخيه سعد بن سعود إلى جودة وابن عمه فهد بن صنيتان إلى الهفوف لاستنهاض مزيد من التعزيزات، وقد بذل جهده للاحتماء من وطاة نيران المدفعية العثمانية التي ميزت قوات ناصر باشا السعدون حيث كان بحوزته ثلاثة مدافع ظل محاصرًا للأحساء مدة أربعين يومًا، وما لبث الجيشان أن التحما في معركة ضارية دامت أربعة أيام بدأت في اليوم الأول من شهر ذي القعدة في الحويرات. وكان عبد الرحمن بن فيصل قد اختار مجموعة خاصة مكونة من 16 فارسًا و 80 من راكبي الهجن وعهد إليهم بمهمة تعقب ناصر باشا السعدون ومحاولة قتله، ولكنهم عندما اقتربوا منه أطلقت عليه النيران بكثافة فقتل رأسين من الإبل ففر الجميع في اضطراب مما أربك من كان مع عبد الرحمن بن فيصل وأدى إلى تفرق من كان معه، عندما أيقن عبد الرحمن بن فيصل أنه لا فائدة من الاستمرار في التصدي بسبب تفوق الجيش العثماني عددًا وعدة، ففر مع فهد بن صنيتان وعدد قليل من أتباعه الذي ثبتوا معه قاصدين جودة، فقد ذكر إبراهيم بن محمد أحد مرافقي عبد الرحمن بن فيصل الذي وصل إلى البحرين قادمًا من جودة عن طريق الزبارة مع أربعين من مرافقيه في شهر ذي الحجة 1291 هـ/ يناير 1875 م أن عبد الرحمن بن فيصل لا يزال في جودة وأن أخاه سعود بن فيصل موجود في الرياض

(2)

.

سارع عبد الرحمن بن فيصل بعد الهزيمة من جودة إلى الرياض حيث وصلها في وقت مناسب، إذ وجد أخاه سعودا مريضًا يعاني من جرح بليغ أصابه في إحدى معاركه بجوار حريملاء، ولم يمض وقت طويل حتى مات سعود بن فيصل في 18 ذى الحجة 1291 هـ/ 25 يناير 1875 م، فتسلم عبد الرحمن بن فيصل الإمامة، إذ ذكر أن محمد بن سعود بن فيصل قد أخبره أن والده قد أوصى قبل وفاته بأن يعهد بالحكم من بعده لأخيه عبد الرحمن

(3)

.

(1)

نفس المصدر ص 97.

(2)

نفس المصدر ص 99.

(3)

نفس المصدر ص 111.

ص: 603

لم تقعد هزيمة عبد الرحمن بن فيصل في الأحساء ولا وفاة سعود بن فيصل في عام 1291 هـ/ 1875 م، بآل سعود عن استمرار محاولاتهم لاستعادة حكم الأحساء والقطيف من العثمانيين، رأوا رغم الهزيمة العسكرية ضرورة استمرار مساعيهم المتواصلة لمقارعة العثمانيين وتوقعوا إمكانية نجاحهم إن هم وحدوا جهودهم وحشدوا إمكانياتهم لمجابهة العثمانيين. وكان الإمام عبد اللَّه بن فيصل أكثر المتحمسين وأنشط العاملين لتحقيق ذلك الهدف مستشعرًا واجبه ومستفيدًا من تجاربه وراغبًا لتصحيح أخطائه في الاستعانة بالعثمانيين وما جره ذلك من انفرادهم بحكم الأحساء والقطيف وتعميق الخلاف بين أبناء الإمام فيصل بن تركي

(1)

.

‌تمرد آل مرة على الأتراك

كان لقبيلة آل مرة دورهم في قض مضاجع الأتراك، فهم يعتبرونهم مستعمرين.

فبعد أن شاركوا في عدة حروب مع سعود الفيصل ضد الأتراك، فإنهم يشنون غارات خاطفة وجريئة على عسكر الأتراك بين الفينة والأخرى، كما حدث ذلك في هذه الوقعة التي قتل فيها قاسي وهو كبير جند الأتراك في تلك الوقعة وكذلك وقعة قهدية التي أربكت العثمانيين ومناوشات أخرى سنتطرق لها لاحقًا.

‌مقتل قاسي باشا:

يذكر أن تسعة رجال من الحسناء من البحيح من آل مرة أثناء خروجهم من الأحساء لحق بهم العسكر الأتراك، فحدثت لينهم معركة وقتل منهم رجلين أحدهما (ابن محسنه) فاشتدت المعركة بينهم بالقرب من جبال (الأربع) وكان العسكر الأتراك يفوقونهم بالعدد وكان معهم رجل يدعى (محمد بن فهد) وهو كذلك من آل بحيح وكان مصابًا بمرض ولم يستطع المشاركة لشدة مرضه، فما كان منه إلا أن طلب سلاحًا لما أعطوه سلاحه شارك في خوض المعركة وسرعان ما قتل أحد جند العسكر الكبار وهو يدعى (قاسي) باشا، وبعد أن قتل كبير العسكر انسحب الأتراك، تاركين بعض الغنائم والمصابين.

(1)

نفس المصدر ص 115.

ص: 604

وقال الشاعر سالم الحايف المري في هذه المعركة هذه الأبيات:

يا شيب عيني رأيت أنا الخيل طفّاح

شابت عيوني وأنبت الشيب رأسي

مثل الجراد إلى نثسر عقب مصباح

دافي وقد هو عايفٍ المماسي

يا عون يا اللي يوم الأنياب كلاح

ما عودوا في منع طابور (قاسي)

طقه شميمي فلاوينه طاح

متحدر من فوقها بنت كاسي

يستاهلون مزعفر البن لا فاح

وإن حبّوا العذرا فلا فيه باسي

جاءت أول مواجهة كبرى بين القبائل في الأحساء والقوات العثمانية النظامية والتي كانت بمثابة اختبار لفعالية الجنود العثمانيين واستعدادهم للقتال بعد أن تمكنوا من دخول القطيف والأحساء، عندعا احتشدت جموع من قبائل العجمان وآل مرة وغيرهم مبدية استعدادها لمناصرة سعود بن فيصل الذي كان يسعى لإخراج القوات العثمانية من الأحساء، وقد أثار هذا الحشد الكبير على مشارف الأحساء فزع قيادة القوات العثمانية في الأحساء وجعل قائدها الفريق محمد نافذ باشا يسارع إلى تغطية قلة عدد جنوده تحسبا لتطور الموقف فيعمد إلى تحنيد أفراد محليين كما سارع يستغيث بولاية بغداد لسرعة نجدته فأمدته على عجل

(1)

.

استمر تحدي رجال القبائل للسلطة العثمانية في لواء الأحساء؛ ففي مطلع عام 1289 هـ/ أبريل 1872 م لم تتردد قبائل العجمان وآل مرة وبنو هاجر وسُبيع في الانحياز إلى محاولة آل سعود لاستعادة المنطقة من العثمانيين، وخاصة عندما هاجم سعود بن فيصل القطيف وضيق الخناق على العثمانيين فيها.

ففي عام 1900 م أخرج جماعة من أقارب شيخ البحرين للصيد على ساحل الحساء، وفي 3 ديسمبر من ذلك العام هوجموا من قبل عصابة من "آل مرة" وكان يقودها "راشد بن مقارح" زعيم فرع آل "بحيح" من تلك القبيلة، ولقد ارتكبوا جريمة شنعاء إذ قتلوا ثلاثة من شيوخ البحرين وحوالي عشرين خادمًا كانوا يرافقونهم انتقامًا لمقتل أحد أبناء ابن مقارح الذي كان قد قتل من قِبل رعايا شيخ البحرين في السنة السابقة. وفي أغسطس من عام 1901 م تقدمت السلطات

(1)

الأمن الداخلي في الأحساء والقطيف وقطر أثناء الحكم العثماني - د. عبد اللَّه بن ناصر السبيعي ص 63.

ص: 605

البريطانية باحتجاجاتها إلى السلطات العثمانية في البصرة التي اهتمت بالقضية وأرسلت أوامرها المشددة إلى المسؤولين العثمانيين في الأحساء بإلقاء القبض على القتلة وإنزال العقاب الرادع بآل مرة في جميع أنحاء الأحساء وقطر

(1)

.

‌معركة قهدية

(2)

وقعت هذه المعركة بين آل مرة والأتراك وأغلبهم من آل بحيح وقد قتلوا الأتراك شر قتلة وقتل منهم ما يقارب خمسين شخصًا وغنموا خيلا كثيرا وغنائم أخرى كثيرة.

وفي كتاب راكان بن حثلين ذكر أنه في عام 1902 م أن آل مرة ومعهم بني هاجر هاجموا الأتراك عند قهدية؛ حيث أظهروا البطش في القوافل التجارية التي اعتادت التردد بين العقير والأحساء أسبوعيًا، فكمنوا لها بقهدية وانقضوا عليها فنهبوها واستولوا على ما قيمته مليون روبية، وقتلوا خمسين من الشرطة الذين كانوا حراس للقافلة

(3)

.

بعد هذه المعركة أنشد الشاعر محمد بن ثانيه الجربوعي هذه القصيدة:

شرفت مشرافي وأعدل القافي

وحمدت أنا اللي عطا قلبي تمانيه

من هية زلّت في الصيف واشتلت

على نظام العساكر والعقيريه

كبيرهم قال بركب على الحايل

يمشي معاها مع الحملة سواريه

ربي فتل قيده وأطفاء بواريده

شافوا المناكر من عيال (البحيحيه)

جاوهم كما نو بمطر ولا هوّن

عمود وبله مخابيط (القريزيه)

نوٍ له أردا في يبرق وكشافي

والدم سيله جرى في القاع جاريه

ذيب الخلاء الجافي قد لاب الأسيافي

عيّن زهاب السنه في خيط (قهديه)

جيشٍ وصبياني وأطوال الأرساني

مثل الجراد المروكب في طرف حيه

والضبع والحايم له مرزق دايم

والضبع شبعت وهي كانت شقاويه

شبعانة وهي كان ما تعطي

شبعت من الجوع والخيران ممليه

(1)

نفس المصدر ص 64.

(2)

من ضمن الرواة علي محمد المداد، وذكر أن منها أربعين فرسًا عند آل عذبة فقط.

(3)

كتاب راكان بن حثلين ط 1995 ص 81.

ص: 606

ذكر الدكتور/ محمد نخلة التالي: "ويبدو أن السلطات العثمانية كانت تدفع رواتب لشيوخ القبائل، وذلك لتأمن شرهم، ولكن تلك الرواتب كانت قليلة، وفي أوائل عام 1902 م طالب زعماء "آل مرة" و"بنو هاجر" بزيادة رواتبهم. . ولكن مطالبهم رفضت فقاموا بالاستيلاء على قافلة تابعة للدولة العثمانية كانت عبر الطريق بين الهفوف والعقير بالقرب من مكان يسمى "قهدية" ولقد نكل البدو بحرس القافلة، واستولوا على ما قيمته مليون روبية، بالإضافة إلى جميع البضائع التي كانت تحملها القافلة، وخسر العثمانيون في تلك الغارة العديد من رجال الشرطة الذين كانوا يقومون بحراسة تلك القافلة مما آثار سخط الوالي فراح يعزل متصرف الأحساء آنذاك "موسى كاظم باشا"، وعين بدلا منه السيد "طالب النقيب" الذي عمل بحزم لإقرار الأمن في ربوع الأحساء، وقام بمهاجمة معسكر "آل مرة" المسؤولة عن مهاجمة القافلة الآنفة الذكر"

(1)

.

وكان متصرف لواء الأحساء آنذاك هو موسى كاظم الحسيني الذي فوجئ بالحادث فبدا مرتبكًا ومحتارًا فيما يتخذ، فلما بلغ أمر الهجوم والي البصرة بادر بطلب عزل المتصرف لعجزه وطلب تعيين طالب باشا النقيب وإرسال قوة عسكرية معه مكونة من 500 جندي مشاة وأربعة مدافع خفيفة لإعادة فرض هيبة الدولة العثمانية التي تزعزعت إن لم تكن قد زالت. وعندما وصل طالب باشا النقيب مدحه الشيخ عبد العزيز العجلي أحد مشائخ الأحساء البارزين في قصيدة عصماء حثه فيها على بذل الهمة في إعادة الأمن إلى ربوع الأحساء، ومما قاله:

قبائل سوء بالاهانة عودوا

وقد طال عن لقيا الهوان عهودها

وغرهم الإكرام منكم وهكذا

تجور باكرام الملوك عبيدها

وظنوا بأن الملك ليس لرعيه

حماه ولا يحوي رجالا تسودها

فهان ولي الأمر فيهم وقدره

ولم يحترمه وغدها ورشيدها

وقادوا إليه كل يوم بلية

قوافل تسبيها وقتلى تبيدها

ومن عسكر السلطان خمسين غادروا

على وهدات الرمل يجري صديدها

ولا ردهم عهد توثيق ولا يد

عليهم من الإحسان يجري مزيدها

(2)

(1)

تاريخ الأحساء السياسي 1818 - 1913 م - د. محمد عرابي نخلة ص 203.

(2)

المؤلف لكتاب آل مرة.

ص: 607

قد يكون عدد بنو هاجر في تلك الوقعة قليلا بالنسبة لآل مرة. لأن السيد طالب النقيب اعتبر آل مرة مسئولون عن وقعة قهدية، مما دعاه للقيام بعمل عسكري ضد آل مرة فقط في الزرنوقة؛ مستخدمًا المدفع في ذلك الهجوم

(1)

.

عمدنا إلى ذكر قصيدة العجلي على ما فيها من الهجاء والنيل من قبيلة آل مرة خاصة حيث ذكر ما حدث منهم في قهدية وكذلك نال من بعض القبائل، وذلك للأمانة التاريخية.

رغم تعدد القبائل التي تحدت سلطة الدولة العثمانية في لواء الأحساء، إلا أن التحدي الكبير الذي واجهته السلطة العثمانية في المنطقة كان معظم مصادره قبيلتي العجمان وآل مرة أقوى قبائل المنطقة وأكثرها ميلا للنزعة الهجومية

(2)

.

فقد شن أفراد من قبيلة آل مرة في عام 1307 هـ/ 1889 م غارة على قافلة تجارية كانت متجهة من ميناء العقير إلى مدينة الهفوف ونهبوا ما فيها من بضائع وأموال

(3)

.

هنا تقرير يسجل حالات (أعمال) القرصنة التي وقعت على ساحلي القطيف وقطر منذ شهر يوليو والمدونة في رسالة المقيم في الخليج الفارسي رقم 245 تاريخ 4 نوفمبر 1878 يقول آغا محمد رحيم أنه بناء على معلومات تلقاها من شيخ البدع ومن شيخ الزبارة، فإن القراصنة كانوا اثني عشر من بني هاجر وثلاثة من آل مرة، أما قائدهم فكان البعير المري AL BOA AL MURRI.

استولت مجموعة من البدو من بني هاجر وآل مرة على قارب من نوع شوعي تملكه قبيلة العماير المقيمة في القطيف، وكان القارب مؤجرًا لجماعة من قبيلة الدواويدة DAWAUIDH لاستخدامه في صيد اللؤلؤ.

ونورد هنا تقريرًا عسكريًا بريطانيّا عن الجزيرة العربية سنة 1904 م وهو يستعرض أعداد القبائل التي يمكنها أن تحمل السلاح نظير دعم مادي من الأتراك، وكما ذكر في التقرير "ولكن بالاسم" أي أنهم على غير ولاء مع الأتراك. . وذكر

(1)

تحفة المستفيد لمحمد بن عبد اللَّه الأنصاري الأحسائي ص 187 - 188.

(2)

الأمن الداخلي/ عبد اللَّه السبيعي ص 69.

(3)

نفس المصدر ص 78.

ص: 608

قبيلة آل مرة وعددهم (3000) فرد تقريبًا، حاملو السلاح فقط (600) فرد فقط

(1)

.

التقرير الإداري لعام 1902 م.

طريق القوافل بين العقير والأحساء لم يكن آمنًا معظم أيام السنة، وقد هوجمت ثلاث قوافل كبيرة ونهبت من قبل البدو، واحدة من هذه القوافل تحركت من الأحساء نحو العقير في 29 أبريل 1902، وكانت مرافقة من قبل 230 جنديّا نظاميّا وغير نظامي، وقد هوجمت القافلة من قبل فرع الغفران - المرة، ومن قبل بني هاجر، قيل أن كل المرافقين قتلوا تقريبًا، وأن القلة الذين هربوا أمسكوا كرهائن لضمان سلامة المسجونين البدو في الأحساء، المتصرف سيد طالب ابن نقيب البصرة، والذي استلم منصبه في يوليو 1902 أعاد قدرًا من الأمان في المقاطعتين (الأحساء والقطيف)، وفهم أن سلسلة من المواقع العسكرية ستؤسس بين الأحساء والعقير، وستحمى من قبل مدفعين وضبطية أتراك.

التقرير الإداري السنوي لعام 1903 م.

قالت التقارير أن الطرق بين القطيف والأحساء، وبين العقير والأحساء غير آمنة كالعادة، وأن بدو القبائل يسببون متاعب جمة للسلطات التركية

(2)

.

قال د. عبد اللَّه السبيعي واصفًا عدم استكانة القبائل باستهتارهم بالسلطات العثمانية: "استمرت القبائل في نهج الأسلوب الذي اعتادت عليه، إذ لم تلق حسمًا من السلطة العثمانية يوقفها عند حدها، ففي عام 1316 هـ/ 1898 م، استدرج أفراد من قبيلة آل مرة قافلة بريد في طريقها بين القطيف والهفوف ونهبوها

(3)

.

وقد دل هذا الهجوم المكثف على مدى استهتار رجال القبائل بالسلطات العثمانية، وتحديهم لها ولا سيما بعد طلب شيوخ قبائل آل مرة وبني هاجر والعجمان من الإدارة العثمانية في لواء الأحساء زيادة مرتباتهم الشهرية مقابل استمرارهم في حماية القوافل، التجارية والبريد

(4)

.

(1)

مجلة الواحة الالكترونية العدد 5 ساحل القرصنة.

(2)

مجلة الواحة الإلكترونية العدد 5 ساحل القرصنة.

(3)

الأمن الداخلي/ د. عبد اللَّه السبيعي - ص 92.

(4)

المصدر السابق ص 93.

ص: 609

‌قضية الحزم

(*)

وهي الحادثة المشهورة التي وقعت في عام 3101 هـ/ 1883 م، والتي ذكر أن محمد سعيد باشا قد أمر الجنود العثمانيين بإحراق مساكن آل مرة والعجمان في الحزم وهي موقع لسكنى البادية خارج أسوار مدينة المبرَّز، والتي اشتكى منها كل من عبد الرحمن النقيدان أحد شيوخ قبيلة آل مرة وشلاش بن حجرف أحد شيوخ قبيلة العجمان فقد وجه المتصرف محمد نزيه بن أحمد عطا سؤالا لمحمد سعيد باشا حول تلك المسألة جاء فيه:

إن فهد السعدون وفرقة عسكرية قد وقعت (وقع) منهم هجوم وتعديات بحق الأهالي نتج عنه قتل نفوس، ونهب أموال وهتك أعراض وفق الإفادات التي رفعها عبد الرحمن النقيدان شيخ قبيلة آل مرة وشلاش بن حجرف شيخ العجمان عن الوقائع وقد ورد استفسار من نظارة الداخلية للولاية حول القضية آمل الإفادة.

وقد جاء رد محمد سعيد باشا مقتضبا حيث ذكر:

أن واقعة الهجوم المذكورة والقتل المزعوم قد حصل منذ سنتين بسبب الجراءة على استخدام السلاح في مواجهة العسكر السلطاني والضابطة وإظهار الشقاوة والتمرد وما وقع أمام قلعة صاهود بناحية المبرَّز وتمرد البدو في منطقة الحزم وقد تم إشعار ولاية بغداد بأول تفصيلات صورة التأديب وآخرها وأوراق كامل التحقيقات محفوظة في إدارة التحريرات والرجوع إليها يوضح منشأ الواقعة وأحداثها وبمطالعتها يمكنكم الوقوف على حقيقة الحال المطلوب للإجابة.

ثم بدأت الإدارة العثمانية منذ عام 1292 هـ/ 1875 م، بتوسيع قاعدة الحماية للقوافل التجارية والبريد بوضع ميزانية مستقلة يصرف منها رواتب وإكراميات ومعايدات لبعض كبار شيوخ قبائل العجمان وآل مرة وبني هاجر والمناصير، حيث حاز شيوخ العجمان على نصيب الأسد من تلك المخصصات المالية، إذ جاء في آخر كشف للمخصصات للصرف أعد سنة 1331 هـ/ 1912 م، لثمانية أشخاص من شيوخ القبيلة يتراوح المخصص الشهري لهم ما بين 325 قرشا و 146 قرشا وثلاثين بارة، تلاهم شيوخ آل مرة حيث

(*) الحكم والإدارة في الأحساء والقطيف وقطر/ د. عبد اللَّه السبيعي ص 76.

ص: 610

صرفت الإدارة العثمانية لأربعة شيوخ من القبيلة وبمعدل 243 قرشا وثلاثين بارة لكل واحد منهم.

وظلت السلطة العثمانية في لواء الأحساء تعتمد على البريد البري في نقل بريدها الرسمي إلى البصرة وبغداد حيث كانت تعهد بنقله إلى سعاة يحملونه بحراسة رجال القبائل وخفرائها وخاصة بني هاجر وآل مرة والعجمان مقابل مكافآت مالية منتظمة لهم مقابل تعهدهم بتأمين متعهدين لهذا النوع من الخدمة البريدية

(1)

.

قال ج. ج. لويمر في كتابه ويدفع الأتراك معونة مالية لشيخ آل مرة عامة ولشيوخ تسمى العذبة والغفران ولمحمد الصعاق من آل بحيح والمعونة المالية ترتبط لخدماتهم البريدية في سجق الحسا ولكن ذلك لا يضمن حسن تصرف القبيلة كما أن الحكومة العثمانية لا تستطيع الحصول على أي دخل منهم

(2)

‌معركة الصريف

(3)

وقعت هذه المعركة في العام (1318) للهجرة حوالي (1897) للميلاد، بين الشيخ مبارك آل صباح وعبد الرحمن بن فيصل آل سعود وبعض القبائل ضد الأمير محمد بن رشيد، وكان آل مرة قد شاركوا مع الشيخ مبارك في تلك المعركة مع غيرهم من القبائل، ودارت رحى المعركة وانتهت بانتصار جيش ابن رشيد وقتل من الطرفين الكثير

(4)

.

قال محمد شاكر في كتابه: "فهزم ابن رشيد في بداية الأمر، أما شيخ الكويت ومعه مطير والعجمان وآل مرة وعشائر العراق، وأمراء بريدة من آل مهنا وأمراء عنيزة من آل سليم، وذلك في القصيم، ثم انتصر ابن رشيد في الصريف في القصيم في ذي القعدة سنة 1318 هـ، وعادت نجد كلها لابن رشيد، فرحل عبد الرحمن بن فيصل آل سعود للكويت"

(5)

.

(1)

الأمن الداخلي د. عبد اللَّه السبيعي.

(2)

كتاب دليل الخليج - القسم الجغرافي - الجزء الرابع - تأليف، ج - ج لويمر ص 2141.

(3)

كتاب وقائع من أحداث البدو ص 23.

(4)

تحفة المشتاق/ للبسام. تحقيق إبراهيم الخالدي ص 383، حيث ذكر أن محمد بن شريم قدم على جابر مبارك الصباح ومعه آل مرة.

(5)

شبه جزيرة العرب نجد/ محمود شاكر ص 322.

ص: 611

قال الشاعر/ محمد بن حمد المجاحيد الملقب بشويرب بعد وقعة الصريف:

بوم لحق الرشيد هو وقيمانه

حولوا لابتي ذربين الأفعالي

الكل منهم شجاع ويكسب الناله

واقفت الخيل فيها الدم شلالي

(البصّيص) وابن (غابان) وأمثاله

(ومحمد) اللي يعوج الروح للتالي

(وهزَّاع) من طاح منا عوّد وشاله

يا من من الموت كنه في الخلا الخالي

حولت والموت بينا كلح أنيابه

لعيون من هو عزيز وعندنا غالي

وقال عبد اللَّه المزين في وقعة الصريف:

"كما انضم إليه قسم كبير من آل مرة وسبيع والسهول، فغزى بهم على قبيلة مطير وقحطان وغنم منهم أموالا كثير، فعزم التوجه إلى الرياض"

(1)

.

‌حصار الملك عبد العزيز لإمام اليمن

(*)

أخرج الملك عبد العزيز للقبائل هيئة الأمر بالمعروف لحثهم على الجهاد بالمال والنفس فاستجابت قبائل نجد، ومنهم قبيلة آل مرة، وقد ذهب من آل نابت فقط أربعون رجلا، وتم محاصرة إمام اليمن في قلعة محصنة على حدود السعودية مع اليمن، وطال عليه الأمد وهو محاصر وقطع عليه خط المؤنات من جهة اليمن ومكثوا خمسة سنين على هذا الحال، وكان الملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه اللَّه هو القائد للقوات المسلحة آنذاك، وفي أثناء الحصار قام أربعة رجال من آل مرة بالتسلل لهذه القلعة ليلا وهم: حمد بن هدفه العذبة، ومحسن بن حبيشة وابن الضعيف كلهم من آل نابت والكربي من آل عازب من آل فهيدة، قاموا وتسللوا إلى القلعة ليلا، ودخلوا في غار تحت البرج الذي يتحصن فيه الإمام وكان ذلك البرج له (مزاغيل) ينظر منها الرماة ويصوبون بنادقهم لأهدافها، وانتظروا يتحينون الفرصة لدخول للقلعة، وأخذ العطش منهم مأخذه ولا يستطيعون مغادرة موقعهم، ولن يستطيعون الصبر على الظمأ. فتشاوروا فمنهم من يشير عليهم الخروج مندفعين مجازفين بأنفسهم، ومنهم من يقول لا يمكن ذلك، وبينما هم كذلك فإذا هم يسمعون صوتًا عرفوا منه أنه صوت (السقاي) وكان يمتطي حمارًا

(1)

كتاب تاريخ وأمجاد لعبد اللَّه المزين ص 113، (فتح الرياض 2 من الملك عبد العزيز).

(*) رواها سعيد بن سلمى آل نابت المري.

ص: 612

عليه قربًا ملأى بالماء إمدادًا لأصحاب البرج، فكان طريق الحمار من أعلى منهم، ولما اقترب السقاي وحماره من البرج فإذا بقومه يؤدون صلاة العشاء فربط الحمار ورقى إليهم ليصلي معهم، فرقى أحدهم للحمار وأخذ منه قرب الماء وذهب بها لربعه وشربوا، وكان في أعلى البرج سراج، وبعد أن انتصف الليل وهدأ وهدأت أصوات الناس وسكن الليل، قام الإمام وأخرج رأسه من إحدى المزاغيل لينظر فرأى ابن هدفه وربعه ظلال رأسه، وظلال البندق وكان فوقهم مباشرة، فرفعها ابن حبيشة إليه وضربه وأصابت رأسه مباشرة فوقع في البرج صريعا ووقعت البندقية خارج البرج، حيث وقعت على ابن هدفه وجماعته ولم يكونوا يعلمون أنه الإمام، وبعد أن أطلقت تلك الرصاصة التحمت الجيوش وانهزمت جيوش الإمام معنويا قبل انهزامهم عسكريّا، وأمكن اللَّه منهم وفتحت أبواب القلعة وهرب من هرب منهم وأسر من أسر، فلما نظروا إلى البندقية فإذا بها تحمل اسم الإمام وهي من نوع (ام تاجين)، ودارت معركة بين الجمعين، وفي الصباح وجدوا القلعة قد خليت من أصحابها، وبعد فترة من انتهاء المعركة نادى منادي الملك عبد العزيز أنه من يريد البقاء معنا فله ذلك ومن أراد الذهاب فهو مرخوص، إلا ابن هدفه وربعه فإنهم غير مرخوصين (وذلك بعد علم الملك عبد العزيز بقصة ابن هدفه وربعه) ومكثوا مع الأمير فيصل بن عبد العزيز مكرمين معززين ووجدوا عنده كل حفاوة وتكريم طيلة فترة بقائهم عنده، وقد مكثوا عند الأمير فيصل سنة كاملة، ثم طلبوا السماح لهم بزيارة أهليهم.

وممن شارك من آل مرة نذكر منهم (بخيت بن بخيت العليان - راشد بن سعد العليان - محمد بن فهيد الهويمل - الكحيلي من آل هادي بن زايد - العطيب من الغياثين وراشد بن عمير) وكانت هناك جبهتان؛ الجبهة الأولى في خميس مشيط، والأخرى في نجران وقال راشد بن عمير هذه الأبيات:

في خميس مشيط دوّجنا بسوقه

يا ليتني ما شفت شيين الحلايا

كم طويلٍ نايفٍ ذبّت بروقه

إيلين قد هي مثل طيران الحنايا

عز والى بارقٍ رينا شعوقه

جعل يسقي دار مجلي الثنايا

ضامر السرجوف عهده ما يبوقه

جعل يفدونه مطرده الحكايا

ص: 613

‌معركة قدام

(1)

بعد مقتل فلاح بن مانع آل حثلين من قبل عسكر الأتراك في الأحساء كان ابنه راكبًا في "الخرج" جنوب الرياض، وكان "يقيّض" خيله، وبعد أن علم بمقتل أبيه أراد أخذ ثأره فأرسل "الشلايل"

(2)

لآل مرة، فأقبل راعي الشلايل على الأمير "علي المرضف" فقال له المرضف: اذهب لآل مرة و"آل بشر"

(3)

فإن "قطعوا الشلايل" فأبشر بسعدك - فإن لم يفعلوا فلن أثيبك". وفعلا ذهب راعي الشلايل لآل بشر وقاموا بتقطيع الشلايل، وأقبل المرضف وآل مرة على العجمان في موقع في "الحبل" واسمه "قدام" وكانت مُطير في ذلك الموقع، فأقبل المرضف فقال له الفارس المعروف "محمد الطويل": حَوْلوا تقهووا!!. فقال له المرضف: الخيل تيك لنا ولا للقوم؟ فقال له الطويل: إلا للقوم. قال المرضف: الفزعة اللي تأتي تأكل وتشرب مهي مسويه شي!! واللَّه ما نمالحكم إلا بعد أن نمالحهم"

(4)

وركض وركضوا (آل مرة) معه على مُطير وما هي إلا لحظات حتى أتوا بخمسة عشر "قلاعة"

(5)

ثم دارت رحى المعركة وهزم الدويش زعيم مُطير ومن معه.

قال الشاعر الفارس/ عيلان المصراني العجمي:

(1)

قدام: بين يام ومُطير ومعهم قبائل أخرى، وهذه الوقعة في عهد الإمام فيصل بن تركي، وبما أن هذه الوقعة هي ردة فعل يام بعد تسليم مُطير ابن حثلين للأتراك ومن ثم قتله في عام 1262 هـ، فإن هذه الواقعة حدثت تقريبًا حوالي 1264 هـ، وسميت زبارة الجبلان من ذلك اليوم لأنهم قتلوا فيها. أحد المصادر شريط كاسيت لفهيدة بن رفعة من آل مفلح من العجمان، في مقابلة مع أحد أصحاب السمو "آل سعود".

(2)

الشلايل: قطع من القماش تربط حول عنق البعير الذي يمتطه من يطلب النجدة، فإن قطعت من قبل صاحب النجدة فمعنى ذلك أنه سوف يقوم بنجدته.

(3)

آل مرة وآل بشر: كانوا في موطنهم في الجافورة، بينما المرضف كان في نجران.

(4)

فتهايقت سلمى بنت محمد الطويل من وراء الرواق وقالت: يا علي المرضف ترى إن اللَّه أسلمك من ذاليوم تراك محجور على بنات آل مرة ويام!! فقال علي المرضف: متى ذالشحنة جاتش جعل أبيش في النار؟!! ما هذا كله بحب لي، غير قومش، الجموع اللي وارش!! غير واللَّه إن أمالحهم ما بعد ما مالحت أبيش.

(5)

القلاعة: خيل منهوبة من الخصم.

ص: 614

تنصى لابتي صبيان (يام)

ريف القلب لا جاوك جراد

يام كفنا وحنا الزنود

يام بيتنا وحنا البجاد

أشهد إن جدنا الأول عريب

وإن ذبح المطيري في سداد

جانا شافي وأبو اثنين

كن جموعهم كتف الجراد

وجانا باشة البدو الدويش

كنه الغوج منقطع القياد

(الدهام) باع روحه بيع المرخصين

حطينا له الصفراء وساد

وقال الفارس علي محمد بن طفلة الفهيدة المري في تلك المعركة:

ترى الوعد شمالي قدام

ترّك اللي للوعد ما حضر

ضربنا في الرأس ولا في الظهر

وقال الفارس الشاعر/ سالم الحايف البحيح المري:

كم ذبحنا في المضامي عن عقيد

ربعي اللي ما أخلفوا علمانها

حتى قال:

دبّروا والحرب مصقول جديد

حن سكانها لارقص شيطانها

وهذا البيت قيل أنه للفارس محمد بن الدعية آل سنيد المري:

أن سيقت البل فالمساوق رؤسنا

نرخص عمارٍ عند أهلها غاليه

وهذا الشاعر من قبيلة آل مرة ولكنه لم يعرف قال:

إن كان ما حمينا العرب حسكات الوبر

ولا جلينا صوب ديره وابله

يا لاد مرة يا مخابيط الكفر

ياللي على الموت الحمر متمايله

ص: 615

‌يردونها غصبًا على ذرع القنا

الشاعر الفارس/ فرج بن الحنزاب العذبة في وقعة جنيح:

قال الشبيبي والذي بات ساهر

على الضو يلحق ما جذي من وقودها

اللي مهيضني جموع تزبرت

تسعة شيوخ في نحانا تذودها

لو أنهم يوم أقبلوا صوب مثلهم

كان الجنايز ما حصينا عدودها

عيال الهدا ركبوا على كل عندل

ثلاثين حسبي نقصها هي وزودها

يردونها غصبًا على ذرع القنا

إلى جفرة خلج الثميدي ورودها

إلى دبرت كنها تضالع بلا ضلع

وإن أقبلت كن العيازي ورودها

خمسة وثلاثين طرحنا عقاير

وخمسة وعشرين هي ذي نقودها

ليته جرى عند الطريقاء دويسه

يوم اختلط حمر المنايا وسودها

‌وحنا نطحناهم على ظهور زلبات

قال الفارس والشاعر محمد بن حمد المجاحيد المنصور العذبة الملقب (بشويوب) بعد وقعة جنيح وقد انتصروا وهم ثلاثون فارسا فقط، بينما القوم حوالي الثلاثمائة فارس من بني هاجر والمناصير:

يا راكب وجنا عليها كلافات

تشدي لهيق حقّق الشوق ذاير

تلفي على راعي الحكايا الجميلات

فإن كان فكره في التماثيل حاير

إن (. . .) ميت ما بعد مات

اللَّه جعل يومه قد العج ثاير

متوسدٍ عيد الركاب الونيات

ومتلحّف من لابسين الشهاير

غاروا علينا جامعين عوانات

طامعين في خلفاتها والعشاير

وحنّا نطحناهم على ظهور زلبات

نعطي على يوم الملاقى البشاير

عقيدهم مطروح قدم المغيرات

ومقابله جمله خيول عقاير

يا ما رمى عنده شجاع له أصيات

عليه شقّن الصبايا السناير

فعل نفلنا به جميع البداوات

مع كثر مربت غاير

هل سربةٍ تقبل على الموت عجلات

وإن دبرن لاكن قدهي نحاير

نطعن لعيون الفتايا الجميلات

لاطار ستر البيض والصوت غاير

ص: 616

لعيون طرعات العشاير وخلفات

في وردنا ما حن نهاب الخساير

يستاهلون مقند البن الأفوات

وحنا السنام مشمرخ والفقاير

صلنا وقدنا للسرايا هل أبيات

مع هجمة فيها تضيع الفكاير

سرنا وجيناهم على خمس شدات

نسبق بها الغارات قبل النذاير

وأقفت بهم طوعات الأرسان عجلات

من الوهد ومعكفات الجماير

يا سر قلبي يوم راحت بهم أفوات

متغانمين بالشفن للحواير

خلوا المباني والصبايا الستيرات

عقب المباني يجعلون الحضاير

نزلنا (. . .) نزلةٍ ما بعد جات

يرسم بها كبد الحفيف المقاير

‌رايات الحرب

كما هو معلوم أن للحرب راية وهي عبارة عن سارية في أعلاها قماش ويسمى (البيرق) وعادة هذه الراية لا تعطى إلا للفارس المقدام الذي يخوض غمار الحرب غير مبال بكثرة القوم المعادين ويحافظ عليها ألا تقع، لأن وقوع الراية يضعف من معنويات الفرسان، بل يجب عليه أن ينطلق بها وينصبها بجانب راية القوم المعادين.

ومن بعض أسماء حملة رايات الحرب عند آل مرة للمثال فقط لا للحصر.

فخيذة آل بحيح راعي البيرق هو الحوير.

آل سنيد راعي البيرق هو كل من اسمه صالح من آل حميدة.

آل جابر راعي البيرق هو جابر بن بريك ويقال لهم آل دوكر.

آل عذبة: راعي البيرق هو بن أعمر.

آل فهيدة: راعي البيرق هو بني يحيى

(1)

.

‌راعي السويداء يرد إبله من القوم وحده

راعي السويداء هو محمد بن حمد من آل منصور العذبة المري، ذهب ذات يوم لـ (بني هاجر) ليرد روجته بعد أن طلقها وزوجته هي (منية بنت سعيد الهاجري)

(2)

، وبعد أن رجع بزوجته، قدم قوم على إبله وأخذوها، وكان راعي

(1)

المصدر: محمد بن سيف العليان.

(2)

والد منية هو سعيد الهاجري فارس ومن كبار قبيلة بني هاجر.

ص: 617

السويداء يكنى كذلك بـ (دويش) أي أن نظره ضعيف، فإذا بهم يرون الإبل المأخوذة، فدخلته الريبه مخافة أن تكون إبله، وظن أن زوجته لن تخبره بذلك خوفا عليه من ملاقاة القوم وحده، وكانت زوجته (منية) لها قوة نظر خارقة فقال لها:"أما نتش أمانه، إذا كانت تلك الإبل إبلي، فلا تجحدينها عليّ"، وكان لابد لها إلا أن تخبره فقال لها "سأبيع نفسي دون إبلي، ولكن إن قتلت فلا تتركين الطيور الجارحة تأكلني" فركض على القوم وأقبل على كبيرهم فقال له "أخرجوا من البل"، فقال كبيرهم مستهزئًا به لكونه وحده، "ما هذا بكلام رجل يلحق إبله مأخوذة وعشيقته تنظر" فركض عليه راعي السويداء وضرب رأسه بالسيف فقتله وخاض غمارهم وخرج من الجهة المقابلة، ثم عاد عليهم كالسهم وضرب الآخر فخر صريعًا، وبعد أن رأوا منه ما رأوا قال أحدهم:"نحن نستر فعك" فقال له: "عطني وجهك؟ " فأعطاه وجهه، ثم رد إبله.

هذه الأبيات لزوجته منية بنت سعيد عندما طلبت منه الطلاق:

يا محمد يا حامي الدنا ويا زين من خاف

وأي هشال الخلاء يمتنونه

غزيت وكل غزَّاي تاليه الانكاف

وكل غزَّاي هله يرتجونه

عطني طلاقي دام الهجن زلاف

عاد الجماعة كلهم يسمعونه

يا شيخ طالبتك من الزمل هياف

من إبلكم ما أبغيكم تشترونه

حتى نسوي حمايم من القاف

بنصى هلي كم مجرمٍ هم زبونه

وقد قتل راعي السويداء يوم وقعة الطبعة وكان مخرفًا.

‌مساعدة آل مرة لعبد اللَّه آل خليفة لتثبيت حكمه جمادي الأولى 1258 هـ

(1)

وقع خلاف بين عبد اللَّه بن خليفة (رئيس البحرين) وبين أخيه محمد، وعلم عبد اللَّه أن الحرب واقعة لا محالة، فطلب المساعدة من آل مرة، فأتوا (آل مرة) وحاربوا معه ضد أخيه (محمد) فوقعت حرب ضروس قتل فيها رجال وسبي فيها أطفال ونساء وأخذ فيها أموال فهرب (محمد) إلى ابن ثنيان في الرميحية

(1)

عنوان المجد الجزء الثاني ص 97 لابن بشر، وكذلك تحفة المشتاق للبسام ص 320 المحقق/ إبراهيم الخالدي.

ص: 618

آنذاك، ومكنوا (آل مرة) الشيخ عبد اللَّه من استعادة ملكه، فرخص عبد اللَّه لآل مرة ذلك اليوم بأخذ الغنائم.

قال البسام: "وقع الاختلاف بين عبد اللَّه بن خليفة شيخ البحرين وبين أخيه محمد في جماد أول، وحصل فيهم حرب عظيم ونهب للأموال، واستلحق عبد اللَّه عربان آل مرة، ونهبوا البحرين، وقتل من الفريقين خلق كثير"

(1)

انتهى.

‌حمد مسعود وابن هاشل وعسكر الترك

كان الفارس حمد في الأحساء يصلح على آل مرة من الأتراك والعكس

(2)

، وفي يوم من الأيام جاءه حمد بن هاشل من آل سمرة من آل بحيح وكان ابن هاشل فقيرًا معدمًا كغيره من الناس في ذلك الوقت، فكان الصلح معناه حرمانه ومن هم على شاكلته من القوة والجرأة من أن يغنموا من الأتراك بين الفينة والأخرى في غارات خاطفة بطريقة أو بأخرى.

فقدم ابن هاشل إلى حمد مسعود وشكى له الحال مما هو فيه من الفقر والفاقة وطلب منه أن يستثنيه من ذلك الصلح وأن يرد به البرى على العسكر، وفعل الفارس حمد مسعود ما طلب منه ابن هاشل، وقال للعسكر: أن ابن هاشل ليس لنا عليه سلطان وهو خارج عن الصلح. وكان حمد مسعود يريد أن يضرب عصفورين بحجر فهو في حال قد سمح لابن هاشل في شن الغارات على الأتراك الذين هم بمثابة مستعمرين للجزيرة.

ولمعرفته من أن ابن هاشل لن يقع في أيدي العسكر وذلك لمعرفة ابن هاشل لكافة الأراضي والطرق التي يسلكها في حالة تتبعه من قبل العسكر الأتراك، وفي المقابل جهل أولئك العسكر في تلك الدروب والطرق، ومن جهة أخرى قد أبقى على الصلح بينه وبين الأتراك وما فيه من فوائد لآل مرة.

أخذ ابن هاشل يتابع الغارات على الأتراك ويقطع طريق القوافل بين العقير والأحساء، ويدخل الأحساء ويقوم بأخذ ما قد يقع تحت يده من مؤنة العسكر،

(1)

ما ذكر أن آل مرة نهبوا البحرين فهذا غير صحيح أنهم لم يتعدوا غنائم الحرب فقط.

(2)

يصلح: الصلح اتفاق يمنع بموجبه الاعتداء، ومصلحة آل مرة منه (مصلحة مشتركة) وقيل أنه ليس حمد مسعود بل هو حمد بن راشد الغانم الملقب بـ (ابن غابان).

ص: 619

وقد حاولوا النيل منه دون فائدة، وقد أصبح ابن هاشل مثل (الذيب المعنوز)

(1)

وبعد أن أعياهم مطاردته وفشلهم في القبض عليه، قالوا لابن مسعود: ائتنا بابن هاشل واجعله يصالحنا ونعطيه كل ما يريد شريطة أن يكف غاراته. وبما أن حمد مسعود لم يكن ليصدق كلامهم! إلا أنه قرر أن يرى نهاية القصة، فأرسل لابن هاشل وطلب منه الحضور إليه، فأخبره بما أراد العسكر فوافق ابن هاشل على أن يذهب ويصلح معهم، فذهب في الغد مع حمد مسعود للعسكر فدخلا على الباشا ولعل اسمه (ابن سلمى)، وبعد أن نظروا لهيئة ابن هاشك وضآلة جسمه فقالوا: أنت ابن هاشل الذي فعل كذا وكذا وتقطع الطرق وتأخذ القوافل"؟ فما كان منهم إلا نقضوا عهدهم وأمروا بأخذه للسجن وأمروا اثنان من العسكر باقتياده، وكان مقبلا على (الدروازه) بوابة الكوت الكبيرة، وعندما سنحت الفرصة لابن هاشل وكانت (الجنبيه) في (حقوه) وسرعان ما رد لها ردة خاطفة أسرع من البرق الخاطف فقتل بها من عن يمينه بضربة قوية أنزلت أمعاءه في الأرض وأصاب الآخر ثم أقبل على البوابة مشهرًا سلاحه فصاحت الصافرة فما كان من حرس البوابة إلا أن هموا بإغلاق مصراعيها، فأقبل عليهم وكانوا قد رأوا ما حدث لصاحبهم، فما كان منهم إلا أن هربوا منه فخرج مسرعا ودخل على حمد مسعود وأخبره بأمره.

فقام حمد مسعود واستردفه على الذلول وخرج به من الأحساء، وبعد لحظات لحقت بهم خيل العسكر، فقال حمد مسعود لابن هاشل أنزل في هذا البئر وأنا سوف أرجع لهم وعندما يظلم الليل سآتيك وفعلا نزل حمد هاشل في (بئر جراد) وحرفها حمد مسعود للعسكر، فقالوا له:"نحن نبحث عن ابن هاشل" فقال: "وأنا كذلك" ولما حل المساء ذهب حمد مسعود لابن هاشل ووجده قد غادر مكانه متوجهًا لجماعته عند (الحفاير) فلحقه حمد مسعود حتى وجده قد وصل أهله سالما.

(1)

مثل عند آل مرة.

ص: 620

‌يا هل الهجن درمات السماري

هذه القصيدة قالها الفارس المعروف/ ظافر بن عمير السحايل آل حسناء البحيح المري. عندما غزا هو والفارس المعروف زيد بن دلوان وهو كذلك من السحايل إلى نجد، فهجموا على أحد حكام نجد القدماء وأخذوا بعض الغنائم ومن ضمنها الإبل ووقع الفارس/ ظافر بن عمير أسيرًا في يد ذلك الحاكم ووضعه في سجن مظلم وأغلق عليه الأبواب، ولم يكن مع القوم من أبناء عمه إلا زيد بن دلوان.

وفي أثناء ذلك كتب ظافر بن عمير قصيدة في ابن عمه زيد بن دلوان كي يعيد الغنائم إلى الحاكم ليخرجه من السجن وأرسلها مع أحد الناس الذي أوصلها إليه وعندما قرأها زيد أبلغ القوم بالأمر وطلب منهم العودة إلى الحاكم وإرجاع الغنائم من أجل ابن عمه ظافر فرجع زيد بالغنائم، وعندما أقبل على بوابة الحاكم الكبيرة ودخلت الإبل والخيل، رجعت اثنتان من الإبل مقرونتان بحبل فضرب أحداهما بالسيف ففصل رأسها عن جسمها وبقي رأسها معلقًا بالأخرى، وحينها كان الحاكم يشاهد ذلك المنظر فقال لجنده أطلقوا السجين ظافرين عمير ولا تصيبوه بأذى وأعطوه كل الغنائم التي أخذوها. وقصيدة ظافر بن عمير التي أرسلت لزيد ابن دلوان هي:

يا هل الهجن درمات السماري

سلموا لي على حي تجونه

إن بغوني فأنا في ذالمكاني

وإن كان بغوا فيدهم فيخرفونه

حزة العصر كني في غداري

والسفر حالت البيبان ودونه

‌ياما حديناهم مع رأس لهبوب

أغار قوم على إبل آل نابت ولحق آل نابت الإبل فآثر القوم ترك البل لأهلها، إلا أن كل واحد منهم استغز له غزيزة من البل (أى رضوا بالغنائم من البل بالقليل بواحدة أو باثنتين) فقام أحد القوم واستغز (الزعوج الثنو) فلحقه المغرز فضربه بما في بطنها (بطن البندق) وكانت البنادق آنذاك (فتيل) وبعد أن أخلى ضربه بذاتها، أما ابن فروان فكان أثناء لحقاهم بالإبل، وأثناء قصِّهم لأثرها ليلا، كان يرى أثر الإبل وهي (الرجماء) كان يرى أثرها وهي قد تعبت من اللحاق

ص: 621

بالإبل، فكانت تشطح يمنة ويسرة، وكان يرى أثر لبنها ينزل في الأرض، فكلما رأى ابن فروان ذلك اعتزى ثم قام بشحن بندقيته تسمى (روم) وهي طويلة ومخزنها لا يتسع إلا لطلقة واحدة فقط، ولغياب فكر ابن فروان خصوصًا عندما يرى أثر ناقته فإنه يعود ويشحنها مرة أخرى، ولما لحقوا وقام وضرب على الزناد انفجرت البندقية، وبعد أن ردوا الإبل وردوا على (القصب) ولما أرادوا سقي الإبل ولم يجدوا مخطرًا لجاره المقام، جعلوا من سبطانه تلك البندقية (مخطرًا للجاره) وأنشد ابن فروان قصيدة حصلنا منها فقط على هذا البيت:

(روم) على (الرجماء) فداها حديده

عند الوسيق وعند رد الدراريج

وقال الفارس حمد بن جابر المغرز آل نابت المري هذه القصيدة يصف ما حدث في المعركة:

جاءنا الجميش بسربة مستنيره

مثل الحدايا يوم شافت عشاها

شبيت مثل الفرد قبًّا ظهيره

مذعورة المقدم كبير قفاها

شبهتها عنز أدم مستذيوه

عقب (. . .) ممرس في غذاها

أرخيت باليسرى حباله المريره

وأرفق عليها لا تمزع ضناها

(1)

يبغى (الزّعوج الثنو) رضوة عشيره

وأنا معيي ما شحنّي زراها

ساعة لحقته فحق الكسيره

عند الزعوج (وراجح) قد بغاها

كسرت عليه السيف حتى جفيره

وثورت فيه اللي جديدٍ غراها

(2)

وله أيضًا:

صاح المصيح واعتلى رأس مشذوب

كز التراب وجاه دقل الفزاعي

وأنا مع أولهم على كور مرعوب

لاني من ذهني ولاني بواعي

كل أبلجٍ متدوخل في سمل ثوب

نقله من البارود في القرن صاعي

ياما حديناهم مع رأس لهبوب

ضيق وهو قبل (عطسه) وساعي

شبهتهم حشو مع السوق مجلوب

وطي عليه الحد يوم استباعي

(1)

ضاها: كانت فرسًا مبطحًا.

(2)

جديد غراها: الغراء آنذاك هو من فرث الضباء وكانت رائحته طيبة فيقومون بلياسته على جانبي البندقية.

ص: 622

‌الفارس الشاعر صالح بن ضميد آل حثلة

ذهب الفارس الشاعر صالح بن ضميد آل حثلة من آل منصور، ذات مرة ومعه ابن عزرة من آل جابر، وبعد أن وصلا ديار الدواسر، وجدا رجلا (حشاش) فقبضاه ومنعاه ولم يأخذا سلاحه منه، وبينما هم كذلك ظهرت عليهم خيل الدواسر وفيها ابن (قويد)، وبعد أن رأى الدوسري خيل ربعه (انقلب عليهم) وبما أنه لم يسلب من سلاحه فقال لهم: يا لربع هذي خيل ربعي وأنتو الآن (ممنوعين) أنا بأمنعكم، وبما أن الموقف ليس في صالحهما وجدا أنهما ليس أمامهما إلا ذلك الأمر، وأخذا ناقتهما وسلاحهما، وأقبل عليهم ابن قويد وعلم أنهما (قد منعا)، وأخذوا يسيرون متجهين للبيوت كلهم جميعًا وأثناء ذلك تحين (صالح بن ضميد) الفرصة فلاذ في ظهر الفرس ودفعها بقوة فقذفوه بالرماح، ومن حسن حظه علق أحد الرماح في (ثوبه) من تحت أبطه في (المفرّج) فقبض عليه وابتعد عن مرمى الرماح ثم وقف واستدار بالفرس وردها عليهم ثم (اعتزى) انتخى (خيال العصلاء أنا أخو عفره أمنع منع طري وإلا واللَّه إن يتمثناك)(يقصد ابن قويد)!!؟ فأقبل عليهم بالفرس (مطلق) ورمحه في يده، فقال ابن قويد (ارفع الحد وأنت في وجه ابن قويد) وعند ذلك (أمن) على نفسه وصاحبه، وهذه عادات البدو الطيبة، فنزل من فرسه وأخبر ابن قويد بشأن صاحبهما أنه منعهما وأخذ سلاحهما، فقال ابن قويد:"اللي بيسرق بننقيه" ورد ناقتهما وسلاحهما. وعاد (ابن عزرة) لآل مرة، بينما مكث صالح بن ضميد مع الدواسر فترة بسيطة ثم طلبوا منهم أن (يسيرهم) لديار آل مرة للرعي فيها حيث كانت ديار الدواسر ممحلة في ذلك الوقت. ومن سلوم آل مرة أن من يريد الرعي في ديارهم من القبائل الأخرى فإنه يحتاج لـ (المسير) وذلك المسير يجب أن يكون قد تزوج من نساء تلك القبيلة التي تطلب الرعي، وفعلا تزوج صالح بن ضميد من الدواسر و (حدر) بهم لديار آل مرة ومكثوا معه فيها مدة عام كامل، وهذه القصيدة كان قد أرسلها مع ابن عزرة لربعه:

يا فهيد ما عاونتني يوم ونيت

ونّه عليل شاكي من الأذيّه

أبشر وبشرهم إلا منك الفيت

بظهور حيران وحيل طريه

يا واللَّه اللي يا أسمر العرف ذليت

قد فكوا المحزم وخذوا المطيه

ص: 623

لا عاد تقبل هرجتي لا تحاكيت

لو كان بألبس كسوه القصيريه

جاورت من الدواسر مائة بيت

وحولتهم يم الديار العذيه

‌العقيد/ محمد بن جار اللَّه المري

ارتحل العقيد محمد بن جار اللَّه

(1)

ومعه نفر قليل من جماعته إلى نجد، في حين كانت ديارهم ممحلة، وكانت نجد فيها من القبائل التي لها صولات وجولات في ذلك الوقت وكان فيها ريف. فرحل العقيد محمد قاصدًا تلك الديار وهو يعلم أن الذهاب لتلك الديار نوع من المجازفة، وفعلا تمكن من أن ينزل فيها ونزل في (وادي الريحان)، وهاضت قريحته بتلك الأبيات:

يا من يخبر نازل الجيبان

في الحمض ترعى جلها

(2)

إن حن نزلنا وادي الريحان

دار الحفيف نحلها

لعيونهم زرفل ضعن (فيحان)

ريشه حنيه شلها

لعيون من هو يلبس السيهان

أبو قذيله هلها

‌وحر من ماكر حرار تعلى

غزى الفارس عبيد بن حران المري، وكان معه الفارس حميد بن راشد وهو من آل فلاح من أهل الإمارات ويثني عليه عبيد بن حران لما رأى منه من حسن الخوة والعشرة فأنشد عبيد:

شفي من الشيخان لباسه الكار

شيّالة الحمل الثقيل المعلّى

وحميد بن راشد ريف الخوي والجار

وحر من ماكر حرار تعلّى

وهذان البيتان لوالد عبيد بن حران المري:

وجودي عليكم بالتواجيد يا حرّان

ومن صوبكم يا بوك في خاطري هنّه

ولا مثلكم يا بوك يرضى لنا بالحقران

ومن رضي بالحقران ما ريعوا منّه

(1)

هو أمير وعقيد وفارس مغوار لا يشق له غبار، وله مواقف بطولية ذكر بعضها في هذا الكتاب، وهو فخيذة آل حسنا بحيح.

(2)

جلها: الجل هى كبار الإبل سنّا.

ص: 624

‌في الصلب والصمان ماش لنا كاد

قصيدة لحمد آل سلامة آل ثابت المري (بعد معركة رد إبل نفل) مع الدواسر وكان لا يخلو قصيدة من ذكر الإبل حيث فزعوا على أثر الإبل على الهجن دون أن يضعوا عليها الأشدة:

ظهورها جيازت وإلى هي خوالي

من زينها كن حن على فرش ابن حمّاد

لا كثروا فينا الحكا والمجالي

أبشر بذودك يا (نفل) عقب الأبعاد

كله لعين الفاطر ام الوشالي

قموص ما تحلب إلا بقيّاد

(1)

كنه مزينها بصير العيالي

سبعٍ فقايرها وفيها تسنّاد

نقصْها بالمشعل عقب الهلالي

وغترنا الدنسة قادي لها تويقاد

(2)

واللَّه لو هو توقّى الصلالي

في الصلب والصمان ماش لنا كاد

(3)

‌ما ردنا من ذب رأس القلاله

تحالفت عدة قبائل واجتمعت وأضمرت البطش لقبيلة آل مرة في المبرنس، وعزمت على إبادتها، فجهز آل مرة لهم، كان كان آل مرة ليسوا بكثرة تلك الجيوش. وتقابلت الجموع. وأثناء ذلك وبينما الجموع (مرزيه)

(4)

، كان الأمير لاهوم بن شريم (يحكل)

(5)

جموع آل مرة لكي لا تنقض على الفوم حتى يكتملوا، فأقبل عليه الأمير فيصل المرضف فقال: لا تحكلهم!!! فقال الأمير لاهوم: "أخو صافيه!! جعل أبيه في النار اللي فرسه ما تذب مع الريع ذاك!! ". . وما كاد أن ينهي كلمته حتى انقض جمع آل مرة وبدأت المعركة وحمي الوطيس

(1)

الوشالي: اللبن القليل في الناقة قبل (إدرارها). قموص: تنفر عندما تحلب وتضطرب وكذلك يقولون غير آل مرة (نحوس).

(2)

كانت رؤوسهم دائمًا مشبعة بالدهن وكذلك غترهم وبعد أن نفذ الحطب من المشعل هو إناء يوضع فيه رمل وفيه نار يضيء لهم عندما (يتبعون) أثر الإبل، وكانوا يقصدون أثر الإبل على نور القمر ثم عمدوا للمشعل ولكن نفذ منهم الحطب فعمدوا إلى غترهم وكانت تضيء بفعل الدهن الذي فيها من رؤوسهم.

(3)

الصلالي: الصخر الكبير، وهو يقصد عقيد القوم.

(4)

مرزيه: أي أن الجموع متقابلة على أهبة الاستعداد.

(5)

يحكل: يمنع.

ص: 625

واشتدت وقتل فيها الكثير من تلك القبائل، وكان القوم المعادين قد وضعوا (بيرقهم)

(1)

في رأس (قلاله)

(2)

، فعمدوا عليه من شباب آل مرة واعتلوا تلك القلالة وقتلوا صاحب البيرق، وكتب اللَّه النصر لآل مرة على قلة عددهم بالنسبة للقوم المعادين فأنشد الشاعر مسلم بن ريحان هذه القصيدة:

يا اللَّه يا والي على كل والي

يا كاتب للعبد رزقه وآجاله

دافوا لنا جمع تواخذ الأهالي

من طق منهم ذاك ينهب حلاله

ودفنا لهم جمعٍ ضرير مصالي

وتمت على جد غزاوي عياله

لا كن بارود الكفر له أشعالي

ماردنا من ذب راس القلاله

باعوا عليهم رامسين العيالي

غدى بالهم من عيال الجهاله

ولشويرب المجاحيد العذبة المري هذه القصيدة العصماء:

يا راكب اللي توما شق نابه

ما فوقه الا الميركه والشدادي

منصاه بو (تركي) مجرّى المهابه

زبن الحدور اللي جذت في الطرادي

(. . .) شبشب علينا الحرابه

وربي جعل حربه لجنده نفادي

حرب مقرود اللي سعى به

الأول جاهم وتاليه عادي

جمع علينا من سباع الشعابه

من كل فج جاءوا مثل الجرادي

جاءوا (. . .) من علاوي هضابه

(. . .) جاءوا من كل وادي

(. . .) معهم تعاوي كلابه

(. . .) و (. . .) جاءوا معهم جرادي

واللَّه يا لولا سايته وانقلابه

ان حل هل العيلات واهل المعادي

من جاء يبغيها خذينا ركابه

نجمع عليها من حلال البوادي

مطاولتنا من عصور الصحابه

ونعطي لبنها للي له الوقت حادي

الكل منهم جاك بنقل زهابه

يبغون خلفات عليها العتادي

سرنا عليهم سير راعي طلابه

ضمنيها حرص وجاء في البلادي

كم جودلٍ منا درع في ثيابه

من وقع أهلهم يلبسون الجدادي

(1)

بيرقهم: علمهم.

(2)

القلاله: الجبل. أو ما اعتلى من الأرض.

ص: 626

من عقب ذا كل يهمل ركابه

في الحبل خلوها بليا قيادي

لو إن ابن (. . .) صدق في جوابه

ما كان دسنا للمشوره حمادي

أول شببنا يوم ربي حدى به

وجمع (. . .) حل فيه الحصادي

يبغي إبلنا في باله إنها نهابه

وهو ما درى إنه من قنصها يصادي

وأنا مع أولهم ولا أسمع الإجابه

وأقدع مداغيش النشامى العوادي

أول شببنا الشيخ ربي حدى به

غدى عشاء لسباعها والحنادي

حوّل به اللي مكنّ به صوابه

رمى بجفّه في نحور العوادي

بقديمي ما رده إلا نصابه

حشن الضلوع اللي تحمي الشنادي

كلم كاعب عليه شقق ثيابه

لبست سمل من عقب لبس الجدادي

وصياحها تأتي به جابه وجابه

البيت مطوي والجهامه تقادي

كلم فارس عنده قصرنا شبابه

وحريمته لبست ثياب الحدادي

ذيب (. . .) لا سحبت الذيابه

رزقا جاك بليا محدادي

كم سابق يؤخذ رسنها نهابه

من فارس يجعل بردنه قنادي

اللا به اللي العدو ما تهابه

بياعة لنفوسنا في الطرادي

لعمون مجمول حسين جوابه

ولعيون خلفات عليها العتادي

وهذه القصيدة للشاعر أبا الزمات آل سنيد آل بحيح المري:

صدير من (معيج) والجنب عندها (هزاع)

و (سعيد البعير) بالكمي في جوانبها

صناديد (آل بشر) خيلهم عجلة المفزاع

يا سعد من هم لابته في حرايبها

يحمون الجهامة في المرابيع والمفراع

بخيل على حوض المنايا تورّدها

بني عمي اللي ذكرهم في القبائل شاع

أهل سربة ما أحد يتجرأ يهم بها

مجاهيم قطعان إلى شافها الطماع

وهو خابر الربع لزم يجنبها

إلى جاء نهار فبه طمّاعه ونزاع

وتناخى ببشر يا مقلم شواربها

يسير الطمع بركابهم والثقيل ارتاع

وتبغي الركايب نشمي ما يغايبها

ص: 627

‌وقعة بئر العوامر

(*)

بينما كان آل نابت يحفرون بئر العوامر وإذا بهم يتفاجئون بالجيش والقوم وهم من قبيلة نعيم من قد عاثوا في الإبل، وكان سالم بن جروة آل نابت لم يكن ضمن الذين على البئر بل كان قد أخذ بندقيته وذهب للصيد وفور عودته تفاجأ بالمشهد وكان سلاحه مازال معه ففزع على القوم ولم ينتظر ربعه الذين بدأوا يلبسون ملابسهم وسلاحهم (لأنهم كانوا قد خلعوا ملابسهم أثناء حفر البئر) فلحق سالم بن جروة القوم ولكن سرعان ما أصيب من قبل أمير القوم ويدعى (متيعب). لحقوا آل نابت وكان أحدهم قد لحق القوم رأسا والآخرين (شطروا) الإبل وأتوا القوم من أمامهم، فأما الذي لحق القوم من خلفهم وجد سالم بن جروة مصابا إصابة بالغة ومات فسأله قائلا: يا سالم أربك داري باللي قومك: (أي هل تعرف من هو الذي قتلك؟) قال: "نعم إنه صاحب الجوخة الحمراء"، فلحق ربعه وكانوا ظانين أن سالم بن جروة أمامهم ولكن هذا الرجل أخبرهم بأمره فقال لمبارك وهو شقيق سالم بن جروة يا مبارك: لا تدور سالم اليوم، سالم اليوم يفداك، ويقول تراه عند راعي الجوخة الحمراء. قال مبارك:"اسمعوا يا ربع تراه من رمى راعي الجوخه الحمراء اليوم ترعى بندقي بتقوع فيه ولا تقولون إني ما قلت لكم، إلا أن أقتل أو تروح فرمه سبق على فرسي". وبعد أن لحقوا الإبل، قرع القوم في نحورهم فقال ابن جروة:"من قوادكم يمنعكم"؟ فقال متيعب: "قوادهم متيعب ولا هو بالغبي".

قال ابن جروة: (قم بسالم) وكانت بندقية ابن جروة لا تخطئ هدفها ألبتة، فسبلوا آل نابت عليهم فأقاموا منهزمين القوم عن بعد، وأخذوا يرمون آل نابت دون أن يمنعهم من أن يلحقوا بهم، فضرب ابن جروة متيعب فأصابه، فأخذ متيعب يصيح بأعلى صوته: يا حمران العيون. . تكفون يا عيال أبي، ومن أراد منهم أن يرجع عليه إما أن يقتل أو أن تعقر ذلوله، فما كان منهم إلا الهروب ولكن لم يتركوهم (آل نابت) ظحقوهم وردوهم وقتل من منهم ومنع من منع وأخذوا جيشهم وتغنموا منها فقال ابن جروة هذه القصيدة:

(*) بئر العوامر: هي بئر شويرب المجاحيد، وعندها عدة آبار لآل مرة.

ص: 628

بقعا كفى اللَّه شرها ما أعجلها

تأتي العرب بغت وهم ليت يدرون

يا بيرقوش عدة تويم ما أعجلها

وقلبي مع قطّانه العد مشحون

(1)

بير ابن جروة سالم اللي نزلها

واليوم ما شفته مع اللي يزولون

كم قايدة صيد (بمزيمه) قتلها

ويقلد أوجابه مع اللي يغنون

(2)

يدلها الليل غاشي قذلها

خصر البطون اللي من البعد يسرون

(3)

ساعة لحقناهم فخلّوا جثلها

طرنابهم ولا بالعون يرمون

كله لعين اللي (كحيل) فحلها

ياسم بها من قبل أهلها يهدون

(4)

إبل زرايبها مناعير أهلها

دفاقة للدم ما هم يذلون

(5)

أكبارنا ما تنقصر من فعلها

واصغارنا على أزرق الموت يردون

(ومتيعب) خلوه في مجتولها

ما عاد ربع الشيخ عنده يردون

خذنا خناجرهم بليا ثمنها

ولا ما هم للغوالي بيعطون

ريت القطارى دبرت ما أعجلها

ورقابهم عوج على المنع يدعون

(6)

هذه القصيدة حفظت عند الشيخ عبد اللَّه بن قاسم آل ثاني، وابنه حمد وقال أن البيت (يقصد البل زرايبها مناعير أهلها) قال عنه أنه لم يسبق عليه.

‌كله لعين اللي تهل دموعها

جرت معركة بين إحدى فخائذ آل مرة وهم (آل جابر)

(7)

وليسوا كلهم بل آل (شاجع)

(8)

والدواسر فقط، وانتهت المعركة بنصرهم ولكنهم قتل منهم سبعة

(1)

يا بيرقرش: من كلمة قوة، وهي كنتيجة أو سلام.

(2)

مزيمة: اسم بندقية سالم بن جروة. يقلد أو جابه. كان القوم بعد أن يغنموا من المعركة، فكل فارس منهم قتل فارسًا، أو عقر ذلولا أو رسًا أو فعل فعلا يفوق غيره فإنه يكون له (وجب) وهو نصيب قبل القسمة.

(3)

خصر البطون: الهجن الضمر بعد المسافات التي تقطعها.

(4)

ياسم بها: أي أن الفحل يهيج في البل مبكرًا.

(5)

زرايبها: مفردها (زرب) وهو الحجر، وهو يقصد البل حماتها أهلها، وكل نوع من الحيوانات له مكان يحتمي فيه، إلا الإبل فزرايبها (جمع زريبه) هم فرسانها.

(6)

القطارى: يقصد أن القوم جاؤوا من قطر.

(7)

آل جابر: إحدى بطون آل مرة.

(8)

آل شاجع: إحدى فخائذ آل جابر.

ص: 629

فرسان وكلهم يدعرن في بني جابر وكان الفارس (بورقبة) لم يحضر المعركة، ولكن أخبره رجل من آل مرة، كان قد حضرها وعندما استفسر أبو رقبة عن المعركة قال له ذلك الفارس "أبشر بالعز. . انتصروا آل جابر ولم يقتل منهم أحد"!!: ولكن أبو رقبة لم يصدق فقال هذا البيت:

أبيك في النار. . عامٍ وذا العام

من حي منهم في المدوسة ومن مات؟

فقال له ذلك الرجل: "أتلعن أبي؟!!. أجل واللَّه إنهم سبعة كلهم بني جابر دخلوا المعركة ولم يخرجوا منها أحياء".

‌يا زين عقب العمس لا شرف البادي

(1)

كان الفارس سالم محمد الريحان المري

(2)

ضمن ركب من آل جابر في غزوة، وكانوا لا يقصدون قبيلة معينة، بل وكان همهم هو (الطمع) فقط، ويعلمون أنهم سوف يقدمون على الخطر في حال أخذهم للبل لأنهم سيجدون عندها مقاومة، وأثناء ذلك أنشد الفارس سالم بن ريحان هذه الأبيات ليرفع من معنويات ربعه ويتمنى وجود الطمع مهما كانت المقاومة عنده:

يا زين عقب العمس. . لا شرف البادي

وأقبل (يزقّف)(مخيّرته) ويلعبها

(3)

قال: أبشروا بالطمع ما ني بحسادي

البل (عروض) ومعطتكم مناكبها

(4)

في ضربنا المسعد اللي ترث الاجوادي

يا زينها تتبع الحكال يجذبها

(5)

غرنا على البل وخذينا كل محشادي

وأخذت وهو عند الحليله ما يغابها

(6)

(1)

البادي: الشخص الذي يرقى الجبل.

(2)

هو سالم بن محمد بن ريحان آل جابر.

(3)

يزقَّف: زقف البندقية بأن يقذفها في الماء ثم يمسكها في أن تقع على الأرض عدة مرات مخيرته: بندقيته؛ لأنه يتخيرها من ضمن البنادق.

(4)

عروض: يقصد أن الإبل منتشرة وكثيرة ورتع.

(5)

الحكال: هو الراعي عندما يرد الإبل عندما تسير في غير وجهته التي يرغب.

(6)

محشادي: هي الناقة (الخلفة).

ص: 630

‌معركة ألم أثله

(1)

(*)

كان آل جابر

(2)

على آبار أم أثله، وكان سعود الكبير على خلاف مع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، وذات مرة قال عبد العزيز:"هنا قبيلتين إن صفوا لسعود فالحكم مخطور، وإن غزى بإحداها على الأخرى فحظي وأنا أخو نوره" وهو يقصد قبيلتي العجمان وآل مرة.

وقد عزم سعود على أن يتمركز في يبرين لكي يكونون (يام وأهل المشرق) تحت إمرته، وبعد ذلك أعد العدة لغزوهم، وكانوا (آل جابر) فقط ثمانية بيوت ومعهم رجل من آل دمنان وقد أبلى بلاءً حسنًا في ذلك اليوم، ومن ضمن فرسان آل جابر كل من:

حمد بن نوطان بن أحقي حمد بن علي الجهيم، وأبو رقبة وابنه

(3)

.

ودارت رحى المعركة بين الطرفين وعقرت فرس (سلمان) شقيق سعود الكبير، وكتب اللَّه النصر لآل جابر، وكان (بورقبة) شابًا في مقتبل العمر، فلما سمع الصايح قام واغتسل وأخذ ينشد:

تلهموا يا غمار

هو به حد ما توفّى

طالت عليه الحياة؟!

الموت ما هو بعور

العور اللي قفّى

والمدح للي شراه. . .

وقد سمي من ذلك اليوم بـ (سايم روحه)، وقتل في المعركة. أما حمد بن علي آل جهيم فقد سمي من ذلك اليوم براعي (العضدية) وهي إحدى خيل سعود، وكان الدمناني لم يبق معه إلا طلقة واحدة، فلم يرد أن يخسرها فقال أحد جنود سعود: تراه أخلى!! ما عاد معه ذخيرة" فقال له الدمناني: "إن كنت صادقا إني ما معي ذخيرة فارفع رأسك!! " أوكان الاثنان كل منهما في (محجى)، فرفع

(*) رواها علي بن جابر بن تفيان المري.

(1)

هي آبار ماء لآل مرة في غربي الجافورة وشرقًا للجنوب من يبرين وهي الآن منطقة قائمة، وهي ملك للأمير زيد بن راشد بن نديلة.

(2)

إحدى فخائذ - مرة وهم قوم أولو قوة وبأس شديدين.

(3)

حمد بن نوطان: هو عقيد من آل جابر.

ص: 631

رأسه، فبادره الدمناني بطلقة فقتله. وقد وقع بيرق سعود وانكسر، ولكن ما لبث أن عاد سعود كالسهم وقومه منكسرين حتى أقبل على البيرق وحمله ثم لحق بقومه.

فأنشد الفارس حمد البطين:

يا نديبي فوق حرٍ زهى زين الولام

إلى الفيت الشيخ (بوتركي) فسلم عليه

(. . . . . . . . . . .)

استعنا بالولي يوم سبلنا عليه

يوم هج (. . .) ما نفع ولد الإمام

خايف من الضبعه لا تدرج عليه

ضربنا في الراس ولأعلى حد الحزام

حكمه البندق لنا ما بغيناها جات فيه

وأنشد بورقبة يقول حيث قتل ولده في المعركة:

جانا مع البيرق نحايا جرودي

وأقبل علينا يوم صواحة العود

(1)

يوم خلى البيرق وشله سعودي

يوم عليهم ساعي ساعي فيه مقرود

معقلات في الضبابه تنودي

لجّت ولج بها حوار ومفرود

كله لعنا ناقضات الجعودي

ولا لعين ناظر العين مجهود

(يامٍ) لنا بيت وحن له عمودي

والحيد ما تنكسر كون بحيود

يا وي واللَّه غلمه من جنودي

هل سربةٍ تركض على الخيل بالعود

‌فعلنا سمر الذوايب تماري به

وهذه القصيدة قيل إنها للدمناني الذي كان معه وقيل إنها لأبو رقبة الجابر:

يوم جانا بيرق الشيخ يمشي به

ما تقهقر إلين عقرت بسلمان

فعلنا سمو الذوايب تماري به

ما ارتهقنا يوم زوغات الأذهاني

(2)

بشروا جوب الغضا لا عوى ذيبه

العشاء يلقاه في خشم بركان

(3)

واللَّه يالناموس ما أقفى بغني به

هملوا في الحيش خيل وصبيان

(4)

(1)

صواحة العود: مصطلح يفيد أنهم في آخر فصل الربيع.

(2)

سمر الذوايب: الفتيات.

(3)

خشم بركان: هو جبل في الرملة.

(4)

الحيش: شجر كبير عادة ما ينبت قرب آبار المياه.

ص: 632

‌قصة أخرى مع ابن رشيد:

كان الأمير عبد الرحمن

(1)

في رحلة صيد وكان قد صاد ظبيا وحمله تحت إبطه، وبينما هو في طريق العودة أقبل عليه قوم من جيش ابن رشيد وكانوا يريدون الظفر به وقتله ولكنه أخذ يطاردهم وكان الظبي ما زال في إبطه، وبعد أن أعياهم وجرح بعضهم ولم يظفروا به تركوه.

وقال عن ذلك شعرًا:

شليت ظبيي والتقيت المغيره

فكيت زملي من عيال السناعيس

ابن رشيد اللي ما يمثل بغيره

أقفى وجنوده من طمعهم مفاليس

كم عقبوا في المعركة من عقيره

من خيلهم ومن عيال مدابيس

أنا عنا (صيته) إذا جات ذيره

آقف لي ما قف ما بعد قيس

اقود نمرا في نحا كل ديره

معي نشامى فوق حيل عراميس

والى التقينا بالوجيه الشريره

انكّس الفارس على الأرض تنكيس

ربعي هل العادات في كل سيره

(مريه) عند الملاقى مدابيس

(عذبيةٍ) يثنون يوم الكسيره

تعرف فعول فروخهم القرانيس

ياما عقرنا من جواد ظهيره

وكم فارس في ملتقى خيلنا ديس

الجار ما نذخر عليه الذخيره

خشيرنا في الماء واللبس والكيس

وبيوت للضيفان فيها ذخيره

فيها الدلال متعبات المحاميس

وسوالف صدق ولا هي بغتيره

ما حن بأهل نشر العلوم الحماميس

وبعد أن استلم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود دفة الحكم، وكان مشغولا مع كبار أمراء آل مرة والقبائل الباقية، وكان الأمير عبد الرحمن بن نقادان، وقد طعن في السن، وكان ينتظر السماح له بالدخول على الملك فطال عليه الانتظار، ولما سمح له أخذ يصيح بأعلى صوته:"هملتني يا عبد العزيز، هملتني يوم كبرت وقديت شيبه"، فقال الملك عبد العزيز: "إيه، عبد الرحمن لو

(1)

هو الأمير عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن علي بن عبد اللَّه بن سالم بن نقادان العذبة المري.

ص: 633

أنك اليوم مثلك يومك تطارد الخيل وظبيتك في أباطك"!!!. فقال الأمير عبد الرحمن: واللَّه لو أني اليوم مثلي ذاك الحين إن تنتبه لي وتنشد مني. . ".

‌يوم الخشعانية

معركة بين آل مرة وابن رشيد، كان بين ابن رشيد والشيخ عبد الرحمن آل نقادان عهد وصلح، وبعد فترة أغار جيش ابن رشيد على جماعة من آل مرة وأخذ بعض الحلال ودارت بينهم معركة وكانت الغلبة للكثرة، وغنم ابن رشيد من حلال آل مرة ما غنم، وقد احتمى بعضهم على إبله وحلّته. ومن أشهر الذين حموا حلالهم وحلّتهم، الأمير عبد الرحمن آل نقادان ومحمد بن سنيد آل بحيح وقد قتل في هذه المعركة الفارس هادف بن طيثاب، وكسرت قدم سالم آل نقادان، فلم يجرؤ أحد من خيل ابن رشيد على عبد الرحمن آل نقادان لأنه يعقر كل فرس تقترب من البيت والحلة، فما كان منهم إلا أن رجعوا منه القهقراء، وقد عقرت جواد الأمير عبد الرحمن، ولكنه غنم عددا لا بأس به من خيل ابن رشيد، فما كان من قوم ابن رشيد إلا أن أخبروه بذلك قائلين:"أن هناك فارسًا عمل كذا وكذا بنا". فقال ابن رشيد لأحد حاشيته ويدعى (دغيم): "اذهب وقل له يأتي في وجهي"، فأتى الأمير عبد الرحمن لابن رشيد فعرفه ابن رشيد. فقال عبد الرحمن: لماذا نقضت العهد؟ فقال ابن رشيد: أنا لم أقصد أن أغزوكم ولكن قصدت قبيلة (كذا) وأسماها، ولكن (أبشر بالعوض) فقال الأمير عبد الرحمن: كيف أبشر بالعوض؟ وقد أخذ بعض حلالنا؟ فقال ابن رشيد: لك بيضاء اللهدة، وهي الركاب والهجن والخيل، أما ما تبقى من الحلال فكيف أرجعه لك وقد أخذه ناس غير معروفين، فجيش ابن رشيد عبارة عن لفيف من القبائل.

ومن فرسان آل مرة الذين حموا حلالهم وبيوتهم وحلتهم من جيش ابن رشيد، الفارس محمد بن سنيد آل سنيد آل بحيح وقام بعقر خمسة أفراس من خيل ابن رشيد وغنم فرس من الفداويات هي من خيل ابن رشيد الأصلية، وبعد أن انتهت المعركة وتقابل الفارس محمد بن سنيد مع الشاعر الفارس شويرب النجاحيد آل منصور من آل عذبة وصف محمد بن سنيد المعركة للشاعر شويرب فهاضت قريحته فأنشد هذه الأبيات واصفًا المعركة على لسان محمد بن سنيد:

ص: 634

يا معيكل قوم الرشيد لحقونا

يبغون جل خلوفها والمعاشير

ولو أنهم من ورث جدي عدونا

يحرم علينا اللي نهوده مزابير

خذنا الفداويه غصب ما عطونا

منها حذفنا لابسين المشاهير

ومعيكل الذي ذكر في القصيدة هو راعي عند محمد بن سنيد الدعية المري.

‌معركة حرض

حصلت معركة بين خمسة من آل مرة وهم من آل بريد وآل فهيدة فقط مع قوم آخرين، من قبيلة أخرى، وقد قتلوا عقيد أولئك القوم، بينما أصيب أحد الخمسة في قدمه.

وبعد نهاية المعركة أنشد أحد فرسان آل مرة هذه القصيدة، لم نحصل إلا على بيت فقط:

ترعى بنا (السرّاء) نبات المسايل

يا من يرد العلم لاخوان ساره؟

(1)

فجاوبهم عبد اللَّه بن حمد بن صبحان آل بريد المري حيث لم يكن معهم في تلك المعركة:

تستاهل الخمسة شحم عقّر الحيل

ما قلّط النسنوس صوب الفقاره

يستاهلون مقنّد البن بالهيل

وغنّوا لهم بالابسات الغياره

غاروا عليهم مثل وِرد مفاليل

وكل ضيف نحتسي له وقاره

وقارهم سرنا لهم بالمساييل

بضرب الركاد اللي عليهم دماره

‌أنا ربعي الجبلان حماية التالي

غزى ركب من الجبلان

(2)

على فخيذة من آل جابر آل مرة وكانوا في الصمان، ووجدوا الإبل قبل أن يجدوا أهلها، فأخذوها فصاح الصايح ففزع أهل الإبل، وكانت الإبل لـ (أبو رقبه)

(3)

، وكان هو من ضمن الفزعة (الطلب)،

(1)

السراء: هي إبلهم، وتكنى آل السراء وهي من خيرة الإبل المجاهيم.

(2)

الجبلان: فخيذة من فخائذ قبيلة مطير المشهورة.

(3)

أبو رقبة: يلقب بسابق الخيل؛ وهو من فرسان آل جابر المعروفين.

ص: 635

وراشد ابن فهيد آل دحباش

(1)

، وكانوا قليلا في الحدد لعلهم لا يتجاوزون العشرة فرسان، وردوا الإبل وقتلوا من قتل ومنعوا الآخرين، وكان هناك فارس من الجبلان اسمه (علي)، قد منعه (بوميه)

(2)

بعد أن أصيب، فقام بوميه بمعالجته حتى برئ، وأكرم وفادته، ومكث معهم قرابة العام، ولما برئت رجله أنشد يقول هذه الأبيات، وسمعها مضيفه (بوميه)، ولما جاء الصباح قام بوميه بتجهيز ذلول لضيفه بكل ما يلزم وقال: هذه الذلول وما عليها لك متى أردت الرحيل:

علمي بخلّي حزه المغرب التالي

على زمزم يشرب بدلو اليمانيه

أنا ربعي الجبلان حمَّاية التالي

لا ضيّقوا بالجيش خيل الجنوبيه

يشدون نو زمي تالي

بالرجل سروال وبالراس حدريه

(3)

بيّن الذليل وبيّن من يمنع التالي

وتبيّن عشير الطامح المعشرانيه

نهار تجول الخيل والعج يجتالي

وعج الفتايل مثل برّاق ليليه

‌أخو صبرة

غزى قوم من المناصير على بيوت من آل مرة وأخذوا إبلا لآل مرة، وقتلوا الأطفال وقتلوا كذلك رجلا قد طعن في السن، وسلبوا إحدى نساء آل مرة.

وكان الشيخ علي المرضف في نجران، لما أخبر بذلك صاح "أخو صبره!! " ترى حين يا يام غزو. . وفعلا جهز وغزى ومعه آل مرة ويام. وقال لآل مرة:"ترى الكسب والطمع ليس لكم في هذه الغزوة، بل هو ليام الذين معكم، وأنتم كزوتكم لأخذ ثأركم فقط"، ثم حرك الجيوش ضاربًا الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية متوجهًا لعُمان، وقد أتى من جنوب من (الرملة) حتى وصل عُمان فلما وصلوا قال لهم المرضف: ترى عزوتكم اليوم بشهرة

(4)

.

(1)

ابن دحابش: فارس من فرسان آل جابر المعروفين.

(2)

بوميه: فارس من فرسان آل جابر المعروفين.

(3)

حدرية: طاقية.

(4)

شهره: هي المرأة التي سلبت.

ص: 636

ثم تقابل الفريقان، وقتلوهم (آل مرة) ومن معهم من يام شر قتلة وأبادوهم، وكانوا (المناصير) قد ذبحوا الأطفال والطاعن في السن وزادوا (آل مرة) عليهم بأن لاقروا بطون الحوامل، وغنموا (آل مرة) غنائم كثيرة

(1)

.

وبعد أن انتهت المعركة أدركوا (المناصير) خطورة الوضع، ورأوا أنهم قد بدأوا بأمر غير مألوف وهو ذبح الأطفال والكهول وكذلك رأوا من آل مرة ما زاد على ذلك وهو بقر بطن الحامل، وعلموا أن المعارك والمواجهات سوف لن تنتهي بينهم وبين آل مرة، وإذا كل منهم أخذ في التحدي بعمل مشين تجاه الآخر فإن ذلك ليس في صالحهم، فركبوا للأمير المرضف واعتذروا له عما بدر منهم في قصة المرأة وقتل الأطفال والكهول فقال لهم المرضف:"من بدأ بهذه السنة؟ فعليكم أن تحملوا تبعاتها". فقالوا: "نحن طالبينك من اليوم فما بعده".

‌وإلا فعدوني، ذعور القنادي

حدث بين الفارس المشهور عبد الهادي بن طيثاب المري من فخيذة آل حسناء من آل بحيح وبين جماعته خلاف، ورحل عنهم لفخيذة آل جابر من آل مرة ومكث معهم فترة من الزمن ثم عاد لربعه. وأثناء وجوده مع فخيذة آل جابر حصل على جماعته غزو من إحدى القبائل المعادية لهم ودارت معركة شرسة، وقتل بعض الرجال من كلا الطرفين، وكان النصر حليفًا لجماعة فارسنا عبد الهادي بن طيثاب آل حسناء المري، ووصل الخبر إلى الأمير ابن (دحباش) من آل جابر الدي يقيم عنده الفارس عبد الهادي بن طيثاب وقال الأمير:(لا تخبروا عبد الهادي بالرجال الذين قتلوا في المعركة حتى نصبح) ولكن أثناء كلامهم تصادف قدوم عبد الهادي عليهم وسمع ما يقول الأمير ابن دحباش فطلب من الأمير أن يخبره بالأمر فأخبره بما حصل على جماعته وأنهم انتصروا على القوم المعتدين فقال الفارس ابن طيثاب هذه القصيدة متمنيًا أنه معهم وحاضر المعركة:

القلب هاض وهيّضه يا بن دحباش

أربوعنا اللي فوق قبٍ عيادي

ياليتني معهم على كور مرهاش

بأمات خمس اللي فشقها جدادي

(2)

وإن كان ما قالوا هل الخيل: "سوي آش"

وإلا فعدوني، ذعور القنادي

(1)

قلت: لا أعاد اللَّه هذه الأيام مرة أخرى على العرب والمسلمين.

(2)

أمات خمس هي البنادق الألمانية الصنع وسميت هكذا لأنها تحمل خمس طلقات في خزنتها.

ص: 637

‌وخذنا الخناجر والسيوف البواتير

(*)

كانوا (آل فطيس) وهم من آل بحيح تسعة فقط ومعهم امرأة؛ لغزاهم المناصير وبنو ياس، وكانوا يقدرون بـ (25) فارسا وأثناء مسيرهم ليلا لحقوهم (المناصير وبنو ياس) وكانوا نيامًا أو شبه نيام على ظهور الإبل وهي (سواري) بهم فأقبل أحدهم على المرأة وهي على ظهر الناقة وكان هو يمشي فأمسك برجلها يريد أن يوقعها، لأنها كانت في تالي البل، فظنت أنه أحد إخوانها فقالت له:"يا علي هذا مهو وقت مزاح" فسمعها أبوها وكان حذقا في تالي البل. فأخذ بندقيته وأطلق منها عيارًا ناريًا في الهواء، وما لبثوا ثم قامت المعركة بينهم، ولم يكن هناك وجه مقارنة، وأبلى آل فطيس بلاء حسنًا؛ وكانت المرأة إذا رأت شيئًا من الرماح قد وقع أخذته وأعطته إخوانها، وكان القوم يروون ما فعله بهم آل فطيس بتلك الرماح، فقال أحدهم:"اذبحوا المرأة" وفعلا قتلوها، وأصيب أبوها وقتل اثنان من إخوانها وكانت إصابة الأب خطيرة، حيث إن رئته خرجت من مكانها وكان يردها وقد أكمل الطراد:

ياللَّه ياللي طلبته ما نساها

يا عالم الدنيا عليك التدابير

يا اللَّه يا خلاق نفس ولاها

يا خالق لعبده عسر وتيسير

طالبك الجنة وأنا في رواها

ولا فأنا صوب مرضاتك أسير

عينٍ مع الرقده كثير قلاها

على إبلنا اللي عجومٍ وأباكير

لقحت بنا الدنيا وحن في ذراها

وولدت مع الأذان بهلال وتكبير

جانا جموعٍ ما عرفنا لغاها

جردة بني ياس وجردة مناصير

راحوا بهِجْنًّا وخذنا قضاها

مراكب الحكام هجنٍ مغاتير

وسيوف هند غالي مشتراها

وخذنا الخناجر والسيوف البواتير

ما دامت الرملة تطرى وماها

تعرس بنا اللي قيل فيها عواذير

لو كان نطبخ ما غدينا عشاها

حن تسعة في وردها والمصادير

منا (علي) عزوته ما نساها

جنبيته درعا وعوده تكاسير

يدوي دواية نجمة من سماها

دواية نطلق حلوق الشعاعير

كن شوف الدمى في ملتقاها

فج الوزور من البكار المعاشير

(*) حدثت هذه المعركة إبان حكم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود أي أوائل القرن العشرين.

ص: 638

وبعد حولان الحول غزوا آل مرة لأخذ الثار وكان عقيدهم حمد بن جلاب. وقال لقومه قبل بدء المعركة: "تراكم غزوتكم اليوم كلكم مفلحة" وهو يقصد بنت آل فطيس التي قتلت. . مما حدى بأحد المناصير يقول: "أبوش يا مفلحة ما كثر أخوانش اليوم" عندما سمع كل القوم يعتزون بها.

وفي رواية قيل: (أخذوا إبل آل فطيس، وبما أن العدد ليس فيه مقارنة، فقد آثروا (آل فطيس) ألا يدخلوا الحرب مع القوم فحملوا متاعهم على (12) بعيرا وتركوا الإبل، فلحق بهم ابن مشغونة وهو منصوري، وقد نهي عن لحاقهم، ونوخ أمامهم هو ومن معه، فلما رأى آل فطيس ذلك نزعوا ملابسهم ليعرف بعضهم بعضًا، ودارت رحى المعركة، قتلت المرأة، وقتل معها أخوها (علي) وكذلك الشيبان فطيس والبزر، وقد ذبح ابن مشغونة وأخذت بندقيته) وقتل معه (12) فارسًا وقد حملوا (آل فطيس) جيشهم وإبلهم، كان كان قد خسروا شيئًا من الإبل فقد غنموا جيشًا وسلاحًا كما ورد في القصيدة.

‌الشاعر الفارس الحوف آلا معيان المري

يا نديبي فوق زاهية الأواني

ضمر من جيش زايد مطعمات

تيّهوها في الحياة تسعين ليل

ما تصوع في النبات مغفلات

نصها شيخ ظهر توه جديد

أمّروه وشك يبغي الفيهات

يوم (. . .) بلعب بالنشيد

خابر منا فعول ماضيات

يحسبنها مثل لعبه في السراج

ضربة الدمام عند الغانيات

جاء بقيمان مثل وصف الجراد

أو كما وصف الجبال الراسيات

يوم صالوا من شمال باحتمال

جالب ربي نفوس حاينات

ثم نطحنا هم مثل السيل الجذوب

بالمصقل أو حد المرهفات

نحمد اللَّه لابتي مثل الفهود

مغذيات بالطراد مغلثات

تحتهم خيل كما وصف الوحوش

فوقها مثل الحرار الصارمات

نتعذر عن جرعات الحنين

عندها نرخص عمار غاليات

ما حضر مع (. . .) ربع يوم

يوم هم مثل الجذوع مدانيات

قيمة الطيحان غير اللي مكان

ما قطبهم كيتب حسبه ثبات

ص: 639

ضبعة الجامور أأتينا حدور

أشهد أنه حط لعيالش مقات

من طفر قدره فسبوره يغوض

من طغى بالكبر سبوره يلات

(. . . . . . . . . . . . .)

وأحمد اللَّه بالعلوم الطيبات

ضبعة الجيبان واللَّه المستعان

غببت عقب الدحول ممليات

شيخهم (. . .) قفى واستخار

خاف من ترب المنايا والممات

(. . .) ناير فد هو صويب

(. . .) ذايق ضرب الممات

(. . .) ماود الجواد

ماثنى عند تالي الجاذيات

‌وتعوهم مثل وتاع الضمايا

قال العقيد الفارس/ عبيد بن حران المري بعد إحدى غزواته:

لحقوا هل البل على هجن سماني

متعبين جيشهم قاديٍ سقايا

وين خلان البنات أهل الفهاني

كل قرمٍ ما يخاف من المنايا

حولوا ربعي بتفّاق اماني

ونّعوهم مثل ونّاع الضمايا

طمرتي لعيون مجلى الثماني

أو لعين اللي نخاني من ورايا

خايف من هرجة وقت الفهاني

في مجالسهم كثيرين الحكايا

أبغي المبغض إلى منه قفاني

يقمعه من كان زين في قفايا

قلت "ابن دبسه" خويي ويعناني

يوم سهوم الموت تومي بالمنايا

واللَّه ما أخلّي خويي إلى نخاني

الخوي الزم عليّ من الدنايا

‌حذفت بالروح كنه غير عاريه

حصلت مناوشات بين ركبان آل مرة وكانوا في غزوة وبين قوم آخرين، وكان من ضمن الركب الفارس المعروف والشاعر علي بن راشد المقارح آل بحيح، وبعد أن أقفوا ركب آل مرة بالكسب لحقوا أهل البل، وحصلت بينهم معركة وحمي وطيسها، وأخذ أحد فرسان آل مرة ينخى على ابن المقارح بأعلى صوته.

وبعد أن انتهت المعركة أنشد الشاعر قصيدة جيدة ولكن لم نحصل منها إلا على هذا البيت:

حذفت بالروح كنّه غير عاريّه

كله لعين صبيٍ نهار الهوش ينخاني

ص: 640

وقال الشاعر الفارس/ مبارك المغرز آل نابت المري:

يوم على (عطسه) قليلٍ مشيله

وأنا أحمده نصر الشيب فيه ثاير

يوم اتجهنا فوق حد النثيله

حل البلاء فيهم وجات الحشاير

(1)

كلم واحد منهم ترّبنا

(2)

جديله

بمصقّلات من الأحفاء دثاير

كله لعين بوقرون جثيله

ولا لعين غارزات العشاير

(3)

‌شبهتم حشو مع السوق مجلوب

غزا المناصير مكتملي العدد والعدة على آل مرة، على بئر (عطسه) والمعلوم أن عطسه تقع غربا من بئر عزيز، والأخيرة تقع في الجنوب الشرقي من ندقان بمسافة تبلغ 10 كم، وأثناء سير المناصير قاصدين آل نابت، وجدوا رجلا من آل نابت فقبضوه (قبيض) وأجبروه أن يدلهم على العرب، فخدعهم بأن سلك بهم طريقًا آخر، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد رأوا إبلا قاصدة الماء تسير عكس اتجاههم فعلموا أنه خدعهم فرجعوا على أثر الإبل ولكن لم يعد الوقت من صالحهم، فقد وصلوا وقت الظهيرة وقد أخذ العطش منهم مأخذه، وكانت (عطسه) عبارة عن بئرين إحداهما في الجنوب والأخرى في الشمال، وكانوا قد وصلوا للبئر الجنوبية وكان فيها مايح

(4)

وكان كثرة آل نابت على البئر الشمالية، فصاح الصايح من البئر الجنوبية، وكانت امرأة قد جلست على إحدى الكثبان الرملية المرتفعة وتصيح وتحمس الرجال، كان أحد آل نابت في قاع البئر (مائحا) أي يملأ (القلوص) جمع دلو - بالماء، وذلك لقلة الماء في البئر، وكان اسمه (فرج بن فريج)، فعمدت أمه بأن ألقت (جنبيته)

(5)

عليه في البئر، وما كان من نساء آل نابت بعد أن التحم رجالهم في القوم إلا أن قاموا بإفراغ (القرب)

(6)

من الماء في الأرض حتى لا يشرب منها المناصير، وقام (فرج بن

(1)

جات الحشاير: حلت المذبحة في القوم المعادين.

(2)

تربّنا: مشتقة من كلمة (تراب) أى أنهم يوقعون روس المعادين بالأرض.

(3)

غارزات العشاير: الإبل.

(4)

مايح: وهو من ينزل في البئر يملي الدلو عندما يشرف ماؤها أن ينضب.

(5)

جنبتيه: خنجره.

(6)

القرب: جمع قربه.

ص: 641

فريج) بقطع كل دلو ينزل عليه في البئر ولا يملؤه بالماء، ودارت المعركة وانتهت بخسارة فادحة للمناصير وغنموا منهم غنائم كثيرة، ومنعوا منهم آل نابت كثير وقتلوا منهم من قتلوا.

وهنا الشاعر الدوَّاي يصور المشهد بعد أن وصل وقد كان ضمن من كان على البئر الشمالية وأنشد يقول:

صاح المصيّح واعتلى رأس مشذوب

نفّ التراب وجاه وقل الفزاعي

(1)

وأنا مع أولهم على كور منجوب

لاني من ذهني ولاني بواعي

(2)

كل أبلجٍ مودخل في سمل ثوب

نقله من البارود في القرن صاعي

(3)

يا ما حديناهم مع ضنك لهبوب

ضيق وهو قبل عطسه وساعي

(4)

شبهتهم حشو مع السوق مجلوب

وطيّ علي الحد يوم استباعي

(5)

‌يتلون مثل اللي طويل صهيله

قصيدة حمد بن سلامة آل نابت (ابن جروة)

في معركة بين آل نابت وإحدى القبائل، وكان كبير القوم يتغزل بإحدى بنات عشيرته اسمها (منيرة) وعندما لحقوا الإبل قال العقيد:"عندما أكفيكم هذا الفارس" ويقصد ابن جروة هل ستخبرون منيرة بذلك؟ قالوا له: "اللي عندك هاته أهل الإبل لحقوا" فما كان منه إلا أن صوَّب سلاحه وأطلق رصاصة فأصاب بها ذلول من آل نابت، ولكن كان الوقت لا يسعفه، فضربه أحد فرسان آل نابت (بذات البندق) دون أن يطلق عليه الرصاص، وقام الآخر وسحب بندقية من يده ودارت رحى المعركة وقتل ذلك العقيد فتمثل حمد بن سلامة بن جروة بهذه الأبيات:

(1)

مشذوب: التل الصغير (الجبل) مرتفع نسبة ما. نف التراب: يحثو بالتراب الأعلى (علامة استغاثة).

(2)

منجوب: جمعها نجائب، وهي الإبل الهجن الأصيلة.

(3)

السمل: ثوب سمل عكس جديد، والسمل القديم. القرن: هو ما يوضع فيه البارود وينقله الفارس على جنبه مرافقًا للبندقية.

(4)

ضنك: ضيق، وهي (فصحى) وقد وردت في القرآن الكريم، في سورة طه الآية (124). عطسه: هي بئر ماء.

(5)

حشو: جمع حاشي، وهي صغار الإبل، وقد شبه انهزام القوم بالحشوان التي تساق للقصب.

ص: 642

يا اللَّه اللي مدّته لي جزيله

إلى طلبه حاجه من عقب هوجاس

سبحانه يعطي العطايا الجزيله

واللَّه إلى منه عطى العبد ما قاس

أنا أحمد اللَّه على ذالوهيله

اللي اطربتني عقبا طول التعوماس

شوف (السارب) يوم ذبّوا سحيله

ثم لا يموهم على قفا حزم الاطعاس

واللي ندر منهم عثر في شليله

وأشلى له غير انه بالرجل ماداس

ما نسّموا هجن عليها عضيله

أهل الرحال أبطوا على الهجن جلاس

حول (. . .) لعنى (منيره)

ثم أخلفه ربع تعرف الترمّاس

كله لعين كل ملحاء جثيله

سبعٍ فقايرها وفيها تقيعاس

يدها مضراةٍ بهدم النثيله

تجمل إلى وردت من عقب الأخماس

عزوة بني عمي نهار الدبيله

ما عندها نفشٍ نهار التديواس

يا راكب فوق سمراء طويله .. درهامها عقب الصلف يقلب الراس

أرب في مضواك للربع حيله

آلاد بشر مسندي بدة الناس

يتلون مثل اللي طويل صهيله

إلى انصرم عقب التصراع ما انقاس (*)

عيد الركاب إلى صوت بالشليله

وزبن الرجال إلى غدى عندها حاس

‌عتيق البيضاء

هذه القصة حدثت على رجل من آل مرة ويدعى "علي" ففي يوم من الأيام غار عليه قوم وأخذوا إبله وقتلوه وسلبوا النساء وكان في يد إحدى النساء حلي من الفضة فحاولوا نزعها من يدها فلم يستطيعوا فقطعوا يدها، وجاء الخبر لـ "محمد ابن هادي" ربما أنه "المربع الغانم ابن هادي الفهيدة المرة" فطلب من بني يام والمكارم أهل نجران المساعدة وكان معه من المرة حوالي (20) عشرين خيالا فقط وكانوا في الجنوب بالقرب من حضرموت وكانت المرأة التي قطعت يدها تدعى "البيضاء بنت علي"، وكان الغزاة من قبائل الجنوب ويقطنون بالقرب من حضرموت وشيخ تلك القبيلة (الغزاة) يدعى "غريب" وجرت المعركة، وكانوا (بني يام) قد تواصوا بقطع الزبن (العلاقات) بينهم وبين هذا الرجل، فقامت قبيلة يام بأسر أحد أبناء "غريب" والذي أسره رجل يدعى "الثعيلب" وهو من بني يام، وقال: سوف آخذ هذا الرجل

(*) يقصد الأمير عبد الرحمن بن نقادان.

ص: 643

إلى البيضاء بنت علي فإن شاءت قطعنا يده وإن شاء أن تعفو عنه أخلينا سبيله فعفت عنه.

وقال شاعرهم هذه القصيدة، سمي الرجل عتيق البيضاء:

عم (يام) و (المكارم) بالسلام

لابتي سقم المعادي والحريب

ما تنام العيق والأخرى ما تنام

صلب جدي لاعوى ذيب لذيب

زين لعب عيالنا يوم الزحام

فوق خيل ما تذوق إلا الحليب

لابتي تحمي الظعينه والجهام

في نهار الهوش واليوم الصعيب

ضربنا في الرأس من فوق الحزام

لاتبرى صحيب من صحيب

سلمنا ما هوب سلمك يا الخمام

نشرب الصافي ولعدانا السريب

يوم جيناكم مع رؤوس العدام

خيلكم من خيلنا راحت هريب

لا عنى (البيضاء) رمينا به شمام

تأكله سحم الضواري في الشعيب

وقال الفارس عبد اللَّه الطريبيل البريدي المري:

يا اللَّه المعبود يا والي السراير

يا عليم ويا كريم نقتدي به

انصر اللي ما يخونون القصاير

ون وزاهم مجرم قاموا بنوبه

‌شرف السيل

(1)

كان الأمير/ عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن نقادان، غازيًا ومعه آل عذبة وآل مرة، وبينما هو بالقرب من (تثليث) بالقرب من وادى (طريب)، إذ وجدوا إبلا كثيرة فأخذها وحدر بها لديار آل مرة، ولحقوا أهل الإبل، ولكن قدر اللَّه أن تمطر في ذلك اليوم فأقبل سيل قوي حال بين الأمير ومن معه وكسبه وبين القوم، فأقبل فارس من القوم يقال له (مرباد) وعبر السيل بحصانه وغرق، وسار مثلا حتى اليوم يقال (همزة مرباد)، واستمر السيل خمسة أيام وهو يجري.

وقيل: إن هذه القصيدة لرحمة آل سلامة بعد إحدى المعارك، حيث استنجد العجمان بآل مرة.

(1)

هي إبل مسميّة من خيرة البل وأعراقها سلالة، بقي منها عند فهيد بن خميس من آل خميس.

ص: 644

يوم النعيريه على (. . .)

والخيل من صلب يام مطاويع

يافز قلبي يوم راحوا مقافي

متغانمين بالشفق ذبّة الريع

على لهم مثل المرض في العوافي

مثل الضروس اللي دواها المقاليع

‌ربي مقدرنا على الشيخ تقدير

قال الشاعر الفارس شويرب المجاحيد المري بعد وقعة جنيح:

با راكب حر شدوده تغايير

(1)

ولد آرك ما قلّطوا له زواره

ينصا قروم يحتسون المسايير

بالشحم والبن اللي يزيد بهاره

يستاهلون مبهر البن لا دير

وحنا السنام اللي يتيّه حواره

جاوا (. . .) عانة (. . .)

وأرخوار قاب الخيل والجيش غاره

أما عطيتوا الخيل بيض الغنادير

(2)

ولا سعيتوا في دروب الحضاره

ويقول ناصر "غافل الصيد ماذير"

ويدورنا وسط القبايل دواره

صيده رمى به والسبايا مدابير

هل سربة تجعل بكبده مراره

أقفى مثل العلق من على البير

يرفع بصوته ماحد زيد زاره

ربّي مقدّرنا على الشيخ تقدير

كم شيخ قوم قدينا وداره

ربعي تحرص عند تالي المظاهير

تحريص طيب ذمّه في دباره

إن أقبلوا كنهم عيال السفافير

وإن دبّروا ما شيف فيها نياره

يا ذيب فودة ناد ذيب الجوافير

دونش (. . .) واهتجي من فقاره

حتى سباع (بحيلق) عينت خير

تسبن وتلبن وأمتلن الحجاره

أشلى له إنه قاعد في المقاصير

في دار عيسى سعد من زيد زاره

يبغي إبلنا من دونها ينعق الطير

وهو يحسب إنها من جواني العماره

كلها لعين خلفها والمعاشير

والكاعب اللي طار منه قشاره

أرخصت شيبي عند تالي المظاهير

يوم الذليل جاعل روحه تجاره

(1)

شدوده تغايير: يقصد الجمل الذي يركبه من يطلب النجدة، والشد يقصد (الشلايل) جمع (شليلة). ولد آرك: الأرك هي نوع من الإبل النجائب (الهجن).

(2)

الغنادير: النساء الجميلات.

ص: 645

وقيل: إن البيتين الأولين وردا هكذا:

ملفاه ربع يعتبون المسايير

يحيل وفنجال يكن بهاره

بشريه تروي رقاب الغناطير

لا ثار قبس الحرب واشتب ناره

‌يا لاد مرة يا صلايب جدودي

كان رجال على (القظيم) ماء في الجنوب وهم علي بن فاضل بن غانم العذبة وأخوه سعيد وحمد بن جابر المغرز وضماد وهما من آل نابت، وأغاروا ذات يوم على قوم كثير وأخذوا إبلهم، ووقعت بينهم معركة شرسة وقال سعيد بن محمد بن فاضل هذه القصيدة: وقيل: إنها للأجفش آل فهيدة:

يا لاد مرة يا صلايب جدودي

أولاد شبيب كل قرمٍ وتباع

أولاد بشر محزمي والعضودي

كل أبلج في الهوش رزع وقطاع

لولا المغرز كان راحو بذودي

لا بندق ترمى ولا حبل مصراع

رزّوا له البيضاء برأس النفودي

ما دام نور الشمس يبدى على القاع

‌ترى الهجن ستر للنشامي وفضَّاحه

الفارس الشاعر عبيد بن حران المري يقول عن الهجن:

ترى الهجن ستر للنشامى وفضّاحه

ولا كل من ركب النضا جاء بالأجهالي

كلم واحد لا ركبها قلت امداحه

وكم واحد لا ركبها يطرب البالي

شجاع إلى من قربوا القوم في الساحه

صبور على ما جاء ولا هو بعذالي

لا وهنيك يا أريش العين بالراحه

وأنا في سموم وأنت يالعذب بضلالي

ولا يشتهب للجيش إلى قرب مرواحه

ولا هو يحاتي ميله الفي لا مالي

ولا خذ قطيع قد شفاياه كلاحه

ولا هو يحاتي عوجه الروح للتالي

ولا درجت به فاطره من وراء الباحه

ولا وردت به مشرع من هله خالي

عزي لمن تقصر حباله عن الشاحه

ومن كان حبله وارد شربه زلالي

ص: 646

‌قد حن على قبضه الشيخ شفقين

جرت معركة بين أحد عشر بيتا من آل البحيح وآل عذبة وبين إحدى القبائل وقال الشاعر فيها هذه القصيدة، وهذه القصة رواها فهيد بن سعيد بن سلعان آل بحيح المري، وكذلك فهد بن قعيس آل سنيد للشاعر/ سعيد بن رهمه البحيح المري:

يا اللَّه من يوم جرى يوم الاثنين

يوم على (جو النعامه) إقتامه

ساروا علينا ما بعد حن داريين

مثل الجراد إذا انتشر من إتهامه

وخيلنا ما غير تسع وثنتين

ومن عانه اللَّه ما تردى مقامه

قد حن على قبضه الشيخ شفقين

أشفق من الجرناس قبض الحمامه

أقفى يصيح وينعت الربع الأدنين

عقب الطمع يقول (يا للَّه السلامه)

(. . .) أبو عباتين

إن حربنا للروح يأتي سقامه

قطعاننا ترعى الخطر بين حدين

وننزل إذا كثر الخطر وازدحامه

ما تبعت الجيران بدو (بن لوذين)

وترعى بها إلى قطر والشهامه

يا ضبعت الجيبان يا اللي تجوعين

دونش لحم صيد إجسام عظامه

خذ اللَّه روحه ما أنت تجازين

فهو دش اللي كل يوم كرامه

‌حن ما غير خمسة والزود ما فينا

كان هناك شيخ وتاجر من تجار بني غافر يتوعده الفارس عبيد بن حران لأخذ الثأر منه وذلك بعد مقتل أحد فرسان آل مرة، فلما علم ذلك التاجر أخذ يتوعد عبيد ويقول:"واللَّه يا من جانبي برأس عبيد بن حران إن أدفن فقره، ذالرجال اللي يروعون به البزران" وكان نسوة قبيلتي بني غافر والهناوية يخوفن أطفالهن إذا أردن منهم النوم فيقلن لهم: "أرقد ولا بيجيك عبيد بن حران".

وعندما كان الفارس عبيد بن حران في عُمان ومعه الفارس صالح بن قحيصان المري وكانا في طريقهما وقد تركا خلفهما كل من (محمد وسالم) وهما أخوان عبيد وراشد العطيب من آل حسناء آل مرة كانا قد ذهبا بحثًا عن الماء، فإذا بحملة ذلك التاجر مكونه من أربعين جملا محملة.

ص: 647

فقال عبيد: صالح يا ابن أبي هذا الرجال اللي يتمنى رأسي"!!! وفي الحال سبلا عليهم بالبنادق، وتناوخا معهم وعقروا جيش عبيد وصالح فجعلاها (محاجي) لهما، حتى غابت الشمس، فإذا بالأفزاع تأتيهم من ربعهم، فأنشد عبيد:

لحقوا أهل الإبل ثلاثين ترامينا

والكل منا يقاس الطول بحباله

حن ما غير خمسه والزود ما فينا

أل معونه راعي البيت ونسأله

صنع الكفر من قديم كسوت أيدينا

تورّع اللي من الشرهين عياله

لعيون من يبتجح إلى جاه طاربنا

خذنا قضاء شيخنا قرم من أمثاله

واللَّه إن يخلّى التعرّض وإن يصافينا

وأن يخلى المري الطرّاش في حاله

‌عبور حمر شعر للبحر

(1)

غزى قاسم بن ثاني ومعه الهواجر والمناصير من قطر يريدون آل مرة شرقًا من الأحساء، وكان الفارس حمد بن جابر العذبة الملقب بـ (حمر شعر)

(2)

في طريقه ذاهبًا لقطر، فوقع في أيدي القوم فأمسكوا به وربطوه وأخذوه معهم، لكي لا (ينذر)

(3)

بهم، وقيل: إن يقبلوا على المنفذ البري الذي يدخل على شبه جزيرة قطر، استطاع أن يهرب منهم فقصد البحر وخاضه سباحة قاصدًا آل مرة لينذرهم، فوضع يندقيته على رأسه وربطها وخاض البحر، فإن أحس بالتعب سبح مع تيار الأمواج، فإذا استرد أنفاسه عكس التيار متجهًا للغرب، حتى وصل الشاطئ الغربي، وكان قد بلغ منه التعب والإرهاق مبلغه، فرأته امرأة عند (ركاب)

(4)

، فذهبت لأبيها وأخبرته، فركب من فوره ومن معه فوجوده وحملوه، ولما وصلوا (عقروا)

(5)

لهم حوار من جيران الإبل (كرامة) له، وأخذوا (يمسدونه)

(6)

بدهن الحوار والودك على (المله)

(7)

. وفى الصباح أصبح حمر شعر في حال تمكنه من ركوب الخيل، فقال: أعطوني فرسا". فقالوا: واللَّه ما يعطيك إلا يدك، اختر لك

(1)

عبره من الشاطئ الشرقي للغربي سباحة وكانت المسافة التي قطعها من (20 - 25) كيلا.

(2)

حمر شعر: هو حمد بن جابر آل جفيش العذبة وهو فارس وشاعر.

(3)

ينذر: يبلغ قومه ليستعدوا.

(4)

ركاب: الجمال.

(5)

عقروا: ذبحوا له حوار كرامة له.

(6)

يمسدونه: بأن يضع خرقة بها دهن ويضعونها قرب النار ثم يضغطون بها على عروق جسمه.

(7)

الملّه: هي رمادة النار الحارة.

ص: 648

فرسًا" واختار فرسًا من الخيل، وكان أول من قابل جيش ابن ثاني والهواجر والمناصير يوم غد، ودارت رحى المعركة وكانت النتيجة بالنصر لآل مرة

(1)

.

‌أقبل عليه الموت ينفض ربابه

ذهب الأمير/ علي المرضف وهو أحد أمراء آل مرة ويام أهل الجنوب ومعه حاشيته إلى الإمام عبد اللَّه الفيصل آل سعود على عهد الدولة السعودية الثانية، فاستقبلهم خير استقبال وأكرمهم وسألهم عن حلالهم الذي لم يُزَكْ، حيث كانت القبائل تأتي بإبلها إلى اليمامة عند عبد اللَّه الفيصل وبعد أن تؤخذ زكاة إبلهم يعودون أدراجهم، وعندما سألهم عبد اللَّه الفيصل قال الأمير/ فيصل المرضف:"لم نأت بالبل ولكم ذلك إن ارغبتوا فيه". فقال عبد اللَّه الفيصل: سوف نعفيكم من هذه المهمة، سنرسل أفرادا من أخويانا ليأتوا بالحلال وتبقون أنتم بضيافتنا، وفعلا أمر عبد اللَّه الفيصل على عدة أفراد من أخوياه للذهاب لـ (جابر) وهو شقيق الأمير علي المرضف لجلب الحلال لقصر اليمامة في الرياض، وقبيل ذهابهم أعطى علي المرضف رئيس الحملة رسالة شفهية لأخيه جابر فقال: قل لـ (جابر) أن يحمل البيت على (وذكر اسم موضع دون نجران) وقال (فلانه) وكأنه يقصد بهذا اسم ناقة وهو في الأصل ليس كذلك، وقل له (يحمل الوراد) على (فلانان)(وذكر اسم جبل بعد ذلك الموضع وهو في اتجاه نجران) وكأنه يعني اسم أحد الجمال القوية، وقل لهم ينزلون في (مشق شخر الدهماء)

(2)

وخرب نايش العقاب قفاه" وفعلا ذهب رجال عبد اللَّه الفيصل كما أمرهم أميرهم وأبلغوا الرسالة الشفهية من الأمير/ علي المرضف لأخيه (جابر) ففهمها أخوه، ونفذ فحواها، ورحل باتجاه نجران ورجع أخوياه عبد اللَّه بن فيصل وأخبروه فأرسل سرية على أثرهم ولكن لم يستطيعوا أن يأتوا بالحلال لعبد اللَّه الفيصل، فرجعوا فأرسل السرية الثانية ثم الثالثة وكانوا في وادي (نساح)، فرأى كبير رجال عبد اللَّه

(1)

قيل: إنه ابن يتيمة من آل بحيح وهو الذي وجد حمر شعر على الشاطئ. وفي رواية أخرى قيل: إن حمر شعر لم يتمكن من المشاركة في المعركة لسوء حالته الصحية بعد عبوره للبحر.

(2)

مشق شخر الدهماء: مكان سبق وأن نزلوا فيه بالقرب من نجران، وكانت إحدى الأفلاء تعرض (تلعب) فأنشق شخرها (ما بين رجليها)، خرب نايش العقاب قفاه: أي هموا في السير وجدوا، والخرب هو ذكر الحباري.

ص: 649

الفيصل ناقة تسمى (العشواء أم قرون) وكان ضخمة ومن خيرة الإبل، فأراد أن يستأثرها لنفسه، فقال "ائتوني بها"؟ فرفضوا فذهب ليطلق عقالها فأطلق العقال الأيمن، ثم انحنى ليطلق العقال الأيسر فعاجله جابر المرضف بلضربة بالسيف شطرته نصفين، حتى أن كلتا كليتيه انشطرت كل واحدة منهما إلى جزئيتين. فالتحموا مع السرية، وانسحبت السرية بعد أن اثخنوا بالجراح، بينما اتجه جابر المرضف نحو نجران.

فأنشد عامر البطين هذه القصيدة وإن لم نكن نحفظ منها إلا هذه الأبيات:

قال أبو رهمه بيوت نقدها

نقد المصرّف للذهب عند بابه

(1)

يوم بنى الخيمه وركز عمدها

أقبل عليه الموت ينفض ربابه

(2)

كله لعين اللي يتعمهم زبدها

في الشعب يوم أكثر عليها ضبابه

(3)

وكله لعين اللي تنقض جعدها

سود عكاريشه وبيض عذابه

(4)

وأنشد الشيخ علي المرضف:

يا فاطري خبي برد العلومي

استبدلي سير المروفه بدرهام

شفق على شوف الربوع القرومي

والعيد جاء دونه سبعة أيام

شرفت حوران طوال الرجومي

مهو يقطع جوها كل نوّام

أبغي ثمن طعمش ثلاثين يومي

سير نهار العيد معهم وسلام

كان هناك راعٍ عند أحد آل مرة واسمه (محمد)، ولا يعرف تفاصيل أخرى عنهما وقد أنهى هذا الراعي خدمته عند المري وذهب لقومه، وكان محمد هذا عنده إبل طيبة من خيرة الحلال وكان يتمنى أن يظفر بها ولكن يعلم أن محمدًا لن يمكنه منها، فأخذ يصف الإبل لخاله بهذه القصيدة:

(1)

أبو رهمه: هو عامر البطين، وليس له إلا ابنة واحدة تسمى رهمة، وقد حاولت إطلاق عقل الناقة (عشير) بعد أن قتل جابر المرضف رجل عبد اللَّه الفيصل لتتمكن باللحاق بالقطيع ولم تستطع فأقبل عليها (صالح بوشدوق) وأطلق عقال الناقة.

(2)

يقصد السرية عند ما أقبلت وبنت خيمتها.

(3)

يتعمم ريدها: يقصد الناقة.

(4)

تنقض جعدها: يقصد ابنته رهمه.

ص: 650

إلى ذبّت مع القرنين يا خال وانتحت

إلى عرفت كن الوضيحية روسها

من دونها سته وسبعين شقه

والسابعة تلقى جدايد رموسها

لا واهني يا خاله من يجنب بها

لا سار (محمد) غايب من حروسها

محمد عيد المواجيب لا أقبلت

ياما حماها من عراير نجوسها

(عبيد) بعدنا لا عمست الأشاوير

الفارس الشاعر/ سالم بن حران المري: قال الفارس سالم بن حران المري وهو أحد إخوة الفارس المعروف والشاعر عبيد بن حران المري، وبعد إحدى معارك آل حران مع أهل المشرق في عُمان هاضت قريحة الفارس بهذه الأبيات:

(عبيد) بعدنا لا عمست الأشاوير

وعادة بعدنا إلى سمّيت الأسامي

وأنا "الرقيبه" وأنا "سبر المناعير"

يا سعد ربعي إلى طال الزحامي

أرعى الركايب وأجي بالماء من البير

كله لعيناك يا قاني الوشامي

لحقوا بني "ياس" وعيال "المناصير"

واللي لحقنا ثلاثين تمامي

خذنا من البل نجايبها وأبا كير

ياما غلينا عليها كل رامي

‌عيوا علينا في الطراد الغياثين

قال بخيت بن الأجفش وهو آل نميان من آل الفهيدة وبعد إحدى المعارك الضروس وقد رأى من الغياثين إقداما وجرأة:

عيّوا علينا في الطراد الغياثين

أهل المهار إللي تجبب أقذلها

عيّوا علينا وهم ما غير عشرين

يوم النفوس الحاينه قرب أجلها

مخيله هلّت علينا بجمعين

يوم أسبلت وأبل الثميدي هللها

وربعي أهل العادات عند المخلين

ما أحلى هدد شبانها مع جهلها

‌ستين ليل والنضا مقفيات

الفارس العقيد علي الفاضل له عدة أبيات وجدت من قصيدة طويلة، ولعله قالها في مغزاه من محران وهو شيخ عقيد ودليله.

ص: 651

أغار قوم من (آل ذوي)

(1)

على حلال لآل مرة وأخذوه، وكان الفرسان مغيبين

(2)

، وأقبلت (مفلحة) بنت الأمير ابن (نقادان)

(3)

على كبير القوم (تستشفع)

(4)

عنده لعله يرد عليها بعض الحلال، وكان على ظهر جواده فقال لها: اقتربي، فلما اقتربت منه ضربها بعاقب بندقيته على فمها وحطم أسنانها الأمامية، فما كان منها إلا أن جمعت أسنانها في صُرة وأرسلتها للعقيد علي آل فاضل العذبة المري

(5)

، وكان آنذاك في نجران، فلما فتح علي آل فاضل الصرة قال: خيال العوجاء أنا ابن فضيل!!! ثم جهز غازيًا لأخذ الثأر من (آل ذوي) وفعلا غزى من نجران عبر الربع الخالي حتى وصل (العبر)، وأخذوا ثأرهم، وغنموا غنائم كثيرة، بعد معركة شرسة مع (آل ذوي) قتل فيها الكثير من آل ذوي، وبعد أن انتهت المعركة، ضرب علي آل فاضل بنت كبير القوم على فمها بعاقب بندقيته، وذلك رد ما فعل أبوها في مفلحة بنت ابن نقادان. وقال:"هذا فعل سنة أبيش" وكان أحد الفرسان طيلة الغزوة يتأفف من طول المسافة، وكان يقول (فاطر جوماء وراعيها شايب) يقصد الناقة التي كان العقيد علي الفاضل يركبها، بل ظن ذلك الرجل أن العقيد قد تاه الطريق، وكان ذلك الرجل قد جعل شعر رأسه على شكل جديلتين وتسمى (صنيفين).

فسمعه العقيد علي آل فاضل فأنشد قائلا:

غزيت مغزى يقصر اللآش دونه

يعود منه نفّاح الصنيفين تايب

تلومني الأنذال وتلوم فاطري

ويقولون "جوما" وراعيش شايب

كم عقلة جنّبتها داري بها

لا سد حس الطير والنجم غايب

كم عقلة وردتها شبه ضمّر

لا سار جفن اللاش بالنوم طايب

(1)

آل ذوي: إحدى قبائل جنوب شرق شبه الجزيرة العربية، وهذه القبائل تطلق على آل مرة والقبائل المتاخمة لها بـ (أهل الغرب).

(2)

مغيبين: غائبين سواه كانوا في غزوة أو نحو ذلك.

(3)

هي بنت ابن فقادان ولا أعرف هل هو الأمير (جد الرحمن).

(4)

تستشفع: لعله يرد بعض الحلال بعد أن سار في حوزة القوم.

(5)

هو عقيد ودليله وله مغازي بعيدة حتى أنه غزى الحرة على ضفات البحر الأحمر.

ص: 652

حتى قال:

(. . . . . . . . . . . . . . . .)

وكم دل شيبي من شباب وشايب

إلى أن قال:

كم ذود مصلاح خذيتها ثم بزيتها

لا قابل القن المجافي الترايب

وقال أيضًا:

ستين ليل والنضا مقفيات

مع مثلهن ما عاجب رقابهنه

استيأس المشتاق ما عاد يأتي

في باله العيرات ما يصلنّه

صدرتها من زمزم شاربات

مثل النعام إلى احتمى جفلهنّه

حفيت مواطيها ومتجمرات

من طول محاني وادي يتبعنه (*)

كم صبيٍ عشقة للبنات

عقب التبسم بدل الضحك ونّه (*)

ما دام اللَّه كاتب لي حياة

فالعمر ما طول الغرب يدركنه

(الفقار لآل عذبة)

معركة محمد بن جابر الطويل للدويش

(1)

ذهب الفارس المعروف محمد بن جابر الطويل وهو من آل حبيش العجمان في غزوة وكان معه حوالي مائتي فارس من العجمان وكذلك (ستون فارسًا) من الخييلان من قبيلة الدواسر. وفي الطريق تقابلوا مع الأمير عبد الرحمن آل نقادان وهو أمير آل مرة في ذلك الوقت وكان غازيًا وكان مع الأمير عبد الرحمن تسع وعشرون فارسًا من آل عذبة فقط، عرف منهم (الفارس المعروف محمد بن البعير) وكان فتى لا يتجاوز الخامسة عشر من عمره وكانت أول (خيالته) في تلك المعركة، وكانوا في الصمان وقد أخذوا إبلا لمطير. وفي بداية المعركة قتل (هندي) وهو ولد محمد الطويل فأخذ محمد الطويل يطرد (شقير) وهو من الدوشان

(*) البيتان الأخيران أوردهما حمد بن جفين العذبة.

(1)

حدثت حوالي سنة 1260 هـ، وقد ذكرها ابن بشر في الجزء الثاني ص 110، رواها محمد بن البعير بنفسه لعلي محمد المداد.

ص: 653

وهو من قتل ولده (هندي) ويصيح يا عيال عذبة يا خوان هندي فأخذ شقير (يقصر) الفرس له ليرغبه بمطاردته حتى ابتعد عن قومه فمالت عليه خيل مطير وعرقوها به فوقع فردها الأمير عبد الرحمن ومن معه من آل عذبة ورجع معهم ابنه (منصور الطويل) وجويعد آل سفران. فأقبل عليه الأمير عبد الرحمن ونزل من فرسه فوقه وأخذ يقاتل فوق رأسه، حتى تمكن آل عذبة من حمله ووضعه في حجر ابنه منصور وخرجوا من أرض المعركة. وقتل الأمير عبد الرحمن ستة فرسان أحدهما شطره نصفين بالسيف حتى أن سيف الأمير عبد الرحمن لم يعد في جفيره بعد تلك المعركة لقوة الضرب به للدروع. وبعد انتهاء المعركة لصالح الطويل ومن معه، قال لولده منصور "اذبح تلك الناقة السمينة أم الدبدوب وأعط ظهرها ونسانيسها لآل عذبة".

وصار لحم الفقار لآل عذبة من ذلك اليوم حتى الوقت الحاضر (*).

‌تسعين ليل ما ترقع جسدها

وقعة حمض ركبه

وقعت معركة بين ركب من آل مرة من فخيذة آل بريد وقوم من قبيلة أخرى وكانوا قرب (ركبه) وهي بئر ماء تقع جنوب منطقة الخفجي في السعودية، وكان آل بريد في طريقهم في غزوة، وكان معهم الفارس دايس العذبة وأخوه (علي)، وتقابلوا مع القوم وكأن القوم قد طمعوا في ركايب بريد وأرادوا أخذها بالقوة فدارت بينهم معركة، لكن تمكن آل بريد من أن يحموا ركايبهم فقال الشاعر الفارس عبد الهادي بن سعيد المدحوس البريدي هذه القصيدة:

(*) عندما عمدنا ذكر هذه الوقعة ليس استنقاصًا من شجاعة العجمان والدواسر، كلا، فقبيلتا العجمان والدواسر قبيلتان مشهورتان بالشجاعة والإقدام. ولكن جاء ذكر هذه القصة للتاريخ، كما أن آل حبيش يعمدون لذكر هذه الوقعة بين وقت لآخر وهذه صفة كمال في الشجاع، فلا ضير عندهم في ذكر أخبار من هم على شاكلتهم في الشجاعة.

ص: 654

عيناش يا لدجرة

(1)

سبعنا السبيّه

تسعين ليل

(2)

ما ترقّع جسدها

لعيون صافي الخد جثل الزويه

اللي دموعه مغرقات نهدها

ولا لعنا كل بكرٍ

(3)

معينة

عزوة بني عمي إذا إش ضهدها

‌نشق شق مارقته الرافيه

قال الفارس الشاعر محمد بن حمد المجاحيد العذبة:

يا (. . .) ويش أنت منا تستفيد

(. . .) مثلك يستتم العافيه

من كان مثلك عانته سوداء لبيد

يظهر جموع من جموع صافيه

من صلب (يام) يلين بهم الحديد

نشق شقٍ ما رفته الرافيه

واللَّه. . . إن توزّى وراء كوت العبيد

تتبع قصيرك والمنازل هافيه

(. . .) في حربنا ما هو يزيد

نقطف غصونه عقب ما هي عافيه

(مريّةٍ) في نهار الهوش وثقين

كان الأمير فيصل بن عبد اللَّه آل نقادان أمير آل عذبة معه تسعة من الفرسان كلهم من آل عذبة عدا اثنين.

أحدهما هو ناجي

(4)

بن حمدة من الغفران، والآخر رجل من العداوين وكان من ضمنهم: بخيت بن بخيت العليان، وجار اللَّه بن علي آل هويمل، وكانوا منكفين من الرياض وقاصدين أهلهم في الدبدبة، وكانوا في أواخر الربيع سراة ليلا، وبعد أن انفلق الصبح فإذا بهم بالقرب من مخيم للشيخ مبارك بن صباح، فلما رأى هجن الأمير وربعه ظن أنهم أكثر مما توقع فأمر عليهم بخمسين خيالا يأتوا بهم.

فأقبل عليهم جيش الشيخ مبارك ودعوهم بأمان اللَّه. فقال الأمير فيصل: "خيال الهدلاء أنا أخو صيته. . تكفون يا لربع أمان اللَّه معكم، سلاحكم في

(1)

الدجرة: اسم ذلوله.

(2)

تسعين ليل: مدة غزوتهم.

(3)

بكر: الفتاة من الإبل، وعادة ما يذكرونها البدو في قصيدتهم.

(4)

قال المداد إن ابن حمدة اسمه مسعود.

ص: 655

يديكم وهجنكم في نحوركم. . قرنوا الهجن". وفعلا نزلوا وقرنوا الهجن كلها، ما عدا العدواني رفض أن يقرن ذلوله في جيشهم، وأخذوا يطاردون طراد قفا، وكلما اقترب منهم أحد من فرسان ابن صباح عقروا فرسه، وقتل العدواني في الحال، فأخذوا سلاحه واستمروا في حماية أنفسهم وهجنهم.

وما لبثوا إلا أن كسرت ساق ابن هويمل، فصاح قائلًا: الأرض يا فيصل الأرض" وكان يقصد أن يتحاجون في الهجن. فقال الأمير له: "لا، لا مهو بالأرض" فنزلوا عليه ربعه وحملوه على إحدى الهجن ودبروا به ثم قتل ابن حمدة، وأصيب الأمير بعشر مخابيط كلها نافذة وكتب له اللَّه السلامة، وكلما عقر سمعوا نخوته "أخو صيته أخو صيته".

وعقوت هجنهم التسع. وكلما عقرت ذلول حملوا سلاحهم على الأخرى حتى لم يتبق إلا ذلول ابن حمدة ولكنهم عقروا وقتلوا وأصابوا معظم رجال ابن صباح، فرجعوا إليه. فلما رأى منهم ما رأى، تعجب واندهش فقال:"كم هؤلاء القوم؟ ومن هم؟ قالوا: فقط هم عشر، ولا نعلم إلا أنهم جنوبيين (أي من بلاد جنوب الجزيرة العربية)، ونخوتهم واحدة" وفي رواية أن الخمسين فرسًا قد أصيبت إصابات متفاوتة، وفي الأخير علموا أنهم من آل مرة وكان في المجلس عبد لآل جابر

(1)

(عتيق) فتبجح بما عمله آل مرة، فأنشد هذه القصيدة:

شافوا ركيب مع صلاة الصبح قازين

متعينين مع قلال الصبح وهو ساعه

أرسل عليهم أمام الدار خمسين

ومن ضربهم جاتك الفرسان مرتاعه

قالوا: هلا بالنضاء. قالوا: معيين

أهلها بعيد وراء الجافور نجّاعه

عيّوا على الجيش عيال دياقين

عيال عم على العدوان بتّاعه

(مريّةٍ) في نهار الهوش وثقين

ندّر حرار بسوء الموت قطّاعه

لو قيل "كم هم؟ قالوا: نصف عشرين

أهل عشر ما اعطوا فيهم سمع ولا طاعه

‌العقيد/ حمد بن جلاب

هو فارس وعقيد ودليله، عاصر العقيد على آل فاضل

(2)

ولكن كان العقيد علي آل فاضل أكبر منه سنًا وكان رجلا ذا حظ، فلا يستغنون (أمراء آل مرة) من

(1)

قال المداد: إن العبد من عبيد آل جابر وقال في شريط سابق أنه من عبيد آل منية آل جابر.

(2)

هو العقيد حمد بن هادي بن جلاب من الغفران.

ص: 656

مشورته في الحروب، وقد كان هو عقيد آل مرة بعد وقعة آل فطيس والمناصير وكذلك في بدع طوق ومعارك أخرى وقيل: إنه هو والعقيد علي آل فاضل في وقت واحد.

ولكن الدليل على أن علي الفاضل أكبر من ابن جلاب سنّا هو أن ابن جلاب وقد غزى لحضرموت أو وادي (جعلان) ووجد إبلا وأخذها، ووجد عندها رجلا كهلا قد طعن في السن، فسأله عما إذا كان أحد قد غزاه من قبل، فقال ذلك الرجل الكهل:"نعم، سبق وأن غزانا علي آل فاضل عندما كنت طفلا".

وكان يملك إحدى خيرة مرابط الخيل وهي (كحيلة ابن جلاب) وتسمى (كحيلات الجلابية) ومربطها من عند الشيخ عبد اللَّه بن حمد آل خليفة شيخ البحرين

(1)

.

‌إبليس والدنيا ونفسي والهوى

كان العقيد (الغيهبان) في الرملة، وكانت معه زوجته وعبده، وذات يوم سرح العبد عند الإبل، وذهب الغيهبان إلى بئر ماء قريبة منهم تسمى (الأطواء)

(2)

ولما عاد، فإذا بإبله قد أخذها القوم وزوجته قد سلبت ووجدها قد جلست وطمرت نفسها بالتراب لتستر نفسها، فأقبل عليها وهو على فرسه، ومد عليها الرمح وأمرها أن تمسكه، فمسكته فجذبها فإذا بها، واقفة، وكانت قد نقضت شعرها وأسدلته على مقدمة جسمها ليسترها، فأخذ يضحك عليها ويداعبها وهي تبكي، أعطاها عباءته، ولحق بالقوم، وقتل منهم سبعة عشر فارسًا، ورد الإبل ورد عبده وغنم منهم ورد بعضهم (منيع)، وأنشد يقول:

يا اللَّه يا لمطلوب يا جزل العطاء

يا للي بسد الكامتين أدراي

اللي إلى من قلت: (كن)، كان الحياء

محيي العضاة البايده بالماء

(3)

أنا بليت بغلمة لم يخلقوا

ما خلقوا الا لشقوتي وعنائي

(4)

(1)

كتاب الخيل عند العرب عز وكبرياء ص 117.

(2)

الاطواء- مورد ماء شرقي السليل، في طرف الرملة من الجبل.

(3)

العضاة: العظام البالة.

(4)

غلمه: طغمه.

ص: 657

إبليس والدنيا ونفسي والهوى

كيف النجاة وكلهم أعدائي

النفس توزى بي على درب مهونتي

وإبليس يرمى بي على البلوائي

قال الشبيبي والذي له سابق

من خيل نجد مهرة شعوائي

(1)

أبرها ولا بعد ذقت ركوبها

إلا نهار ميرادنا (الأطواء)

كود على الرجل القصير يعنْها

إلا يعرّضها شباء السندائي

العين منها مثل عين مجرّب

شاف الخطأ من واحد متعائي

(2)

لأذنين من تو المعذّر كنها

أجذاع نخل سقيت بالماء

وحوافر كنها الزلف متجفيه

صم ثقال تجرح البيدائي

(3)

معارف فوق المناكب كنها

قطعة حرير في يد الشرّائي

كن ذيلها شختور رايح مزنه

إلا أنشت وهلّت الوبلائي

تلقاها وراء فرقان (يام) سابر

بمسارجٍ وطويلة العلباء (*)

يوم جيت لاذى كاعبي مسلوبه

تذرف بدمعة عينها النجلائي

قلت كاعب عليش بسترش

والستر تحت العمامة الصعوائي

بيضاء ومخالطة البياض بصفرة

مثل الذهب في الفضة البيضائي

إن قلت قصيرة فالقصيرة شينه

ولا هي بالطويلة العنبائي

سميت باسم اللَّه ثم ركبتها

وحولت براعي الجوخة الصفراء

إن كاني لحقت البل ولا رديتها

فأنا رقيده القينة السوداء

فإن كاني لحقت ثم رديتها

فأنا رقيد الكاعب البيضاء

لحقت كبير القوم ثم قضعته

قضع الجمال الصدر في الظلمائي

ذبحت منهم تسعة مع ثمانية

ورديت جزلاهم على الهزلائي

وأنا كما رص ربا في رصوص

مطعومة الداء والندى والداء

(4)

(1)

الشبيبي: (شبيب) وهو جد آل مرة، وهو دون الجد (علي بن مرة).

(2)

عين مجرب: الفارس المغتاض.

(3)

الزلف: جمع زلفة وهو إناء عادة يستعمل للشرب.

(*) قصاصة وردت إليّ من علي مبارك الكاموخة المري مشكورًا.

(4)

أنا كما راص ربا في رصوص: مطعومة الداء والنداء والداء. يقصد الثعبان (الحنش). فهناك نوع من الثعابين سمها شديد الفتك بالضحية، مطعومة الداء والنداء والداء: أي أن الثعبان يعيش على الداء يقصد أن سم الثعبان يعيشه بأن يحميه من أعدائه، وقوله (الندى) أظهرت الدراسات أخيرًا أن هناك نوعًا من الثعابين تأكل من الرمل، بل وتعيش عليه.

ص: 658

لا جاك ذكري فلا ماني مدرّج ضلّع

ولا راعي فرقة معزائي

(1)

لا جاك ذكري فلاني على شلوانه

طويلة السمحاق والعلباء

إلى تقابلت روس الشيوخ وجلهموا

فالعلم تحت العمامة الصعواء

ختما منها قولي صلاة على النبي

أعداد ما هلت حقوق المخايلي

‌عينوا ضربنا في الملعبي

قال الشاعر الحوف آل معيان المري:

ياللَّه يالمعبود يا ناعش الهزل الضعيف

يا قبل سوال التايبي

(2)

يا سلامي على من هولي وليف

كل صبيٍ يشل المغربي

يوم بانوا لنا مثل القنيف

عيّنوا ضربنا في الملعبي

كن هوا شيل دمهم وبل صيف

يا بس القاع منه يشربي

ما يفك الحفيف من الحفيف

كون درج حداه اللولبي

‌سرنا على القوم ونخنا وناخوا

(*)

كان الفارس المعروف صالح بن مسعود الغيثاني المري ويلقب بصالح بن مهرة الغيثاني نسبه لأمه مهرة، كان صالح بن مهرة في مقتبل العمر وله ذلول أصيل وكان يكرمها غاية الإكرام وقد حيّلها ست سنوات متتابعة وفي السنة السابعة قام ودربها (عسفها) وأحسن تدريبها ثم غزى ومعه قوم كثير، ومشوا شهرًا كاملا حتى أخذ منهم من التعب والعطش مأخذه، وتشاور القوم بينهم بعدما حصل لهم من التعب والنصب وقل معهم الماء وهموا أن يرجعوا فقال لهم صالح بن مهرة وهو عقيدهم:"انتظروني في هذا المكان لكي أكشف الأرض التي أمامنا" ومشى من عندهم وقت الظهر إلى أن اقتربت الشمس للغروب حيث أقبل على جبل صغير ونزل من الذلول ثم عقلها واعتلى الجبل وارتقى ورأى حلالا كثيرًا وعربان ثم رجع إلى قومه وأخبرهم.

(1)

الصفات التي ذكرها لي هذا البيت هي صفات الراعي، ونفى إن تكون من صفاته.

(2)

قيل: إن تكملة البيت هي (يا عليم بسد الغايب).

(*) ديوان الغيثاني ص 156 - 157 مع بعض التصرف.

ص: 659

فمشوا في الليل حتى اقتربوا من المكان الذي رأى فيه الإبل، وفي الصباح صبحوا القوم وسرعان ما هرب أحد الرعاة فلحقه صالح فأمسك به وقص أذنيه وقال له:"اخبر قومك بأن صالح بن مهرة وقومه قد وصلوكم" وذهب الراعي إلى قومه وصاح بهم ففز القوم وقالوا له (عسى ما هو شر) فقال الراعي: "هل به شر غير هذا" فإذا بهم يرون الدماء تتقاطر من أذنيه، والتقى الطرفان وقامت المعركة بينهما وكان النصر لصالح بن مهرة وقومه وأخذوا الإبل والقلايع ثم أنشد صالح ابن مهرة الغيثاني المري هذه القصيدة:

قال ابن (مهرة صالح) ضم عيره

وغدا لها عقب الحيال نكال

حيّلتها ست وسبعٍ عسفتها

واستبدلت عقب الرباخ اقفال

روّحتها من عند ربعي مشيحه

وشفت الخلايا بالعصير ثقال

ومع غروب الشمس عدّيت معتلا

وحققت بعيوني طوارف مال

ومع صلاة الصبح حولت لابتي

للقوم واشتد النهار وطال

سرنا على القوم ونخنا وناخوا

ثم صار من بين الجموع قتال

سرنا على جمع المعادين بالقنا

وفرنجي يشضي العضام نوال

خذنا قلايعهم وخذنا حلالهم

واللاش كسبه فيه وضلال

وقد ريت ذا يدرج حوار وريت ذا

يلقي البكار المسمنات جمال

‌سجن دواهم ترثه (الغيهباني)

(*)

وقعة أم أثلة:

وقعت هذه المعركة بين ركب من آل مرة وأهل الشارقة و (أم أثلة)، هى بشر تقع في (الجوب) في السنام في ديرة آل مرة، كان بعض آل مرة قد نزلوا على هذه البئر وهم ثلاثة بيوت فقط فأقبل عليهم أهل الشارقة وأخذوا الإبل من المضمى وساروا بها قبل أن يلحق بهم الطلب حيث قال عقيدهم: كل منكم يوسم إبله، أما هؤلاء (المأخوذين) فقد أرسلوا رجلين من الرجال الأشداء على ذلولين من خيرة الهجن إلى آل مرة الذين هم أمام القوم الذين أخذوا الإبل وسرعان ما

(*) ديوان الغيثاني ص 169 - 170 مع بعض التصرف.

ص: 660

اعترضوا طريق القوم وقصوا أثرهم وفي نفس اليوم لحقوا بهم وقال أحد فرسان آل مرة: "وهني عين حصلت ما تمتني".

وكان عدد القوم يقارب مائتين وثلاثين فارسًا، فالتقوا من قبل الظهر إلى بعد العصر وكان النصر لآل مرة ولم يسلم من ركايب القوم إلا ثمان فقط واسترجع آل مرة الإبل وأرسلوا البشير، وبعدما وصل البشير قال جميان الغفراني هذه القصيدة وهو من الذين لم يحضروا المعركة ويصف القصة كاملة ويمدح فيها مرسل الغيهبان المري وهي:

علمٍ لفاني مثل وصف التماني

حييت به وأنا على حوض الادراك

زمزم (سويد) جردة من عماني

ثم جات يا زبن المناعير تتلاك

تبغي مكان (محمد) يوم كاني

يومه دخل في غبة الموت ثم جاك

سحن دواهم ترثة (الغيهباني)

شيخٍ على شيخٍ ولا فيه شكّاك

اختار في الصبيان ربع زياني

ومطلوبة من حسينات الاسلاك

راحت من أم إثلة قد الليل داني

والعصر بأدنى السيف يالقرم تنخاك

تنخى (آل مرة) ناقلين الوحاني

زرايب البل من على عصر الاشراك

حطوا طماميع إبلهم مرمهاني

ذيّا على ذيّا وهذا على ذاك

ما راح منهن كون حسبة ثماني

حظ لهم ولا فهم كنهم أولاك

كله لعين مشرهفات الاذاني

الي توسم عادها بين الادراك

زينات ما بين البدن والثفاني

وزينات ما بين الغوارب والاوراك

‌إلى تقابلت روس الشيوخ وجلهموا

قام عم الغيهبان وهو أمير ربعه ذات يوم وأشعل النار وجمع فرسان قبيلته، ليخبرهم بعزمه القيام بغزو إحدى القبائل وأخذ يعد ويحسب الفرسان المشهورين وكان عمر (حمد) آنذاك ستة عشر عاما ولم يلقوه بالا، فطلب من عمه أن يعده مع الفرسان (المرشحين للقتال يوم غد) فقال له عمه:"أنت قاصر يا ولدي" فغضب وأخذ يخاطب عمه في هذه القصيدة:

ص: 661

يا عم لا عديت الرجال فعد لي

من الراية العلياء ثمان خصايلي

الأولى: ماني بقن قامح

بين الرجال محايل ومسايلي

والثانية: دمّاح عجفاء جاري

حتاه إلى راح يذكر جمايلي

والثالثة: فإنا زيزوم سربه

ومصبّح قبايل بقبايلي

والرابعة: ركّاب غوج أدهم

يحمي الحدور من الطمور الحايلي

والخامسة: نقّال سيف قاطع

منه الدمي تحت الدروع هشايلي

والسادسة: لبّاس ثوب أبيض

ومن لبس ثوب الشاش وجهه طايلي

(1)

والسابعة: للسمن والسمين مسيّل

دب الدهر من جاه يلقاه سايلي

والثامنة: ما أصغيت صوب قصيرتي

ولاني عليها مرقبٍ ومخايلي

ولاني بخاطي خايب من خايب

اللي على الجاره يحط حبايلي

ذا قول منهو زاعلٍ ومزعل

تعدد الفرسان وهو يخايلي

وآنست في قلبي سواه المليله

بين الضماير قايمٍ شعايلي

وأنا برجوا واحدٍ ما غيره

وهو راعي الخيرات والفضايلي

أرجيه يفجعهم صباحٍ بغاره

خيلٍ تجي الفين والكل أصايلي

من فوقها اللي بايعين أرواحهم

والكل منهم باينٍ له فعايلي

وأنا على صفراء عريب جدها

ملحيّة الذرعان وأيضًا حايلي

البس عليها الدرع مع طاسة اللقا

وإلى ضربت الشيخ يأتيك مايلي

حتاهم إلى عدوا يعدون موقفي

وإلى قبضت السيف أبرى الغلايلي

وترى صبيٍ ما يثمن قوله

بعد من صُفر العيون الهزايلي

(2)

سر في الرجال محبّل ما ينحبل

يصدر بحمله فوق غيره مايلي

(3)

سر في الرجال مسفّح زين القبل

مخلوط بين النساء والرجايلي

في الرجال مثل الهنادي قاطع

يأخذ على قروم الرجال نفايلي

(1)

لباس ثوب أبيض: ومن لبس ثوب الشاش وجهه طايلي: هو لا يقصد الثوب بمعناه، بل يقصد ثوب (النقا) وهذا البيت استوقف الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن يرحمه اللَّه حيث قال:"هذا البيت لم يتطرق له الشعراء في قصيدهم إلا الغيهبان".

(2)

صفُر العيون الهزايلي: يقصد الغنم.

(3)

سر في الرجال: كلمة (سِر) بكسر السين، هذه من الكلمات التي كانت دارجة عند آل مرة فقط، وتعني (ترى) كأن لو قال (ترى في الرجال).

ص: 662

فلما سمع عمه هذا الكلام وعرف أنه سيفعل وأنه من الفرسان المعدودين لحيره بالخيل وأحضر له جميع ما يلزمه من الأسلحة، وفي الصباح حدثت المعركة ففعل فعلا مشهورًا وكان انتصار جماعته في ذلك اليوم على اللَّه ثم عليه وبعد ذلك أعطاه عمه من الإبل.

‌وقفة الأربع ودخنة

(1)

أقبل قوم من المشرق على ست بيوت من آل جابر شرقي الأحساء

(2)

، فلما اقتربوا قام رقيبهم وارتقى جبلا فرأى ست بيوت وفيها ست رجال فقط وعندها ستة قطعان من الإبل، فرجع إلى قومه يبشرهم بالطمع، وقال هنا صيده لا تتعب اللقاف، فأغاروا عليهم ودارت بينهم معركة شرسة لم ينالوا منها أولئك القوم إلا الهزيمة فأنشد أحدهم هذه القصيدة والتي تعتبر ملحمة:

جانا عن المشرق جموع هايله

الكل منهم ناوي الأتلافي

شرّف رقيبتهم وقال مشيرهم

ذي صيده ما تتعب اللقافي

تم صبحونا حزة صبحه بعشيه

من قبل أن ينباج النهار الصافي

فنطحتهم بالجنبيه الملحوحه

رافع بعالي الصوت للأطرافي

جابني زبن القليل محمد

محمد المشهور له ميقافي

وعيالنا ما هي تغور أصواتهم

يروون مذلوق الحديد أرهافي

كله لعين القاطر الجرميه

اللي لها من مشيها زفزافي

ولا لعين ربعنا المتقيظة

اللي تراوز مخرف الخرافي

‌كله لعين فيصل ذيب الأقران

اجتمع ركبان من آل مرة والعجمان واتحدوا وغزو ليأخذوا ثأرا لآل مرة حيث قتل الشيح فيصل المرصف، كان قد قتل في غزوة وتناوخوا مع القوم من الصباح حتى الظهر، وقتلوا منهم من قتل وهرب الآخرون.

(1)

هي أربعة جبال متشابهه بالشكل واللون. ودخنة هي هضبة سوداء بجانبها، وتقع شرقي منطقة الأحساء حوالي عشره أكيال تقريبًا.

(2)

من هؤلاء الفرسان محمد الصامل، وأبو ميه وعويضة الأدرم وكلهم من آل جابر

ص: 663

وكان الفارس قريع يتمنى حضور آل غضبان المعركة وهم من آل جابر.

فأنشد نهار بين ليل المتلقم العجمي قائلًا:

لعنا (قريع) ما تنينا (آل غضبان)

ومن كان منا غايب ما تنيناه

من خشم (عوصاء) إلى ما قف (العان)

تسعين ليل ودثرها ما رميناه

وهنا قصيدة أخرى لا تعرف من قائلها:

يا شيخنا اللي عند (هيت) وطيناه

ليته بعينه يوم سرنا يشوفي

يا شيخنا اللي تفعل الشحم يمناه

لاهبت النكباء وجانا الحفوفي

‌ما نربي الخيل والجهال

الشاعر الفارس علي محمد بن طفلة آل فهيدة المري بعد المبرنس:

بعد إحدى المعارك الحاسمة والتي ليست الأطراف فيها متكافئة وهذه المعركة أبلى فيها آل مرة بلاء حسنًا ضد ألوف مؤلفة من قبائل شتى، وكتب اللَّه النصر الموزّر لآل مرة، فأنشد الشاعر يقول ضمن قصيدته التي حصلنا منها فقط على هذه الأبيات:

راكب اللي مشيها زرفال

صوب (. . .) برد علوم

خبره وان جمعنا العيال

يجعل الجمع الكبير ثلوم

بيرق يمشي بقصف آجال

والمحرج للعمار يسوم

ما نربّي الخيل والجهال

كون نبغيها لمثل اليوم

بشروا سبع طواه الحال

بالعشاء من ضربنا المسموم

غصنهم لو قالوا إنه طال

لا أصبحوا لاغصنهم مصروم

صابهم عقب (العريق) جفال

من ضربنا ما أهتنوا بالنوم

ص: 664

‌العقيد عامر البطين يغزو من المنخلي

(1)

غزى العقيد عامر البطين من المنخلي، ولما كان في السنام

(2)

وجدوا على إحدى المياه، حلالا فأغاروا عليه وأخذوه، وكان أهل الحلال (غُيَّب)

(3)

ولعلهم في غزوة. فأقبلت بنت شيخ القوم على العقيد عامر البطين تستشفعه لرد بعض حلالها، فقال لها:"خذي ما شئت" فأخذت ناقتين (أضوار)

(4)

على حوار، وبعيرين فقط، وطلب منها أن تأخذ المزيد فرفضت. فقالت للعقيد عامر: "جزاء صنيعك هذا عندي لك نصيحة، ولن أقولها إلا في منأى من الناس، وفعلا ابتعد قليلا من القوم ونصحته أن لا يقفي بالحلال اليوم، بل يتركه يشرب اليوم وغدًا من الماء، ويقوم بتحميل ما معه من (مزاد)

(5)

، إضافة إلى أربعين مزادة من عندها، ثم أوصته أن يقوم على عشر من الإبل ويقطع ألسنتها بعد أن ترتوي من الماء

(6)

، ثم يستأنف المسير. ولكن حذرته أن يسلك الطريق الأقل وعورة والذي يمر على آبار المياه، مخافة من أن يقابل أهل الحلال فيردونه، بل أوصته قائلة: "أضرب مهلكة

(7)

، وأقبض أبو بحر

(8)

، إيلين تضرب ريداء

(9)

، فإذا كنت في النصيفة بيا وبين المنخلي، وضمأ الحلال والخيل والرجال، فاسق الرجال من المزاد واسق الخيل من بطون الإبل، واجعل الرملة والدهناء بينك وبين القوم" وفعلا عمل بنصيحتها ثم استأنف مسيره، حتى وصل المنخلي ولم يمت معه ناقة ولا فرس.

(1)

هو عامر البطين من آل جابر وهو عقيد ودليله وشاعر، وله غزوات كثيرة. المنخلي: ماء بالقرب من نجران وكان آل مرة والعجمان في نجران آنذاك.

(2)

السنام: أرض مستوية تقع من يبرين جنوبًا وشرقًا.

(3)

غُيَّب: غير متواجدين.

(4)

أضوار: مفردها (ضير) وهي الناقة الحلوب، يعمدون على إخفاء ولدها ساعة ولادته، ويأتون يولد ناقة أخرى فتظن أنه ولدها، وذلك ليستفيدوا من لبن الناقتين.

(5)

مزاد: مفردها: مزاده. وهي تصنع من جلد الإبل وذلك لنقل المياه فيها على ظهور الإبل.

(6)

والقصد من قطع ألسنة الإبل لكي لا تجتر مما قد يعكر صفو الماء في بطونها، فيبقى الماء صافيًا.

(7)

مهلكة: قطعة واسعة من الأرض لا يوجد فيها ماء وقليل مرور القوافل معها لأنها ليست من السبل الآمنة، وهي في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية.

(8)

أبو بحر: وادي في جنوب شبه الجزيرة وشمالي عُمان.

(9)

ريدا: أرض مستوية قليلة الوعورة جنوب شرق الجزيرة العربية.

ص: 665

‌وقعة البحث

(*)

وقعة بين الغياثين آل مرة وآل عوير الغفران وكبيرهم المهري من جهة والمناصير من جهة أخرى والبحث هو موضوع ماء جنوب ماء ندقان في الجافورة، وقد قتل من الغياثين ثمانية وعشرين فارسًا بينما قتل من المناصير أربعين ونيف. ولكن الفارس سعيد الحرير استطاع أن يمتنع ومعه إحدى عشر فارسًا.

‌العقيد محمد بن جار اللَّه

يا طويل العمر. . . عبد اللَّه جفانا

يا طول ما حن بالغباين صابرينا

يا عوينه، يحسب إن قد ذا جدانا

ما درى إن قاسي الحديد بنا يلينا

أن قربنا. . قال: "جاونا في حمانا"

وإن بعدنا. . قال: أولا مخاونينا

واللَّه إن يشكي مبتنا ومعدانا

إليه تأتيه الطوارف مشتكينا

‌معركة صبخة آل محرم

(*)

أقبل اثنان من آل محرم لآل مرة يبحثون عن إبل لهم قد ضاعت ولما لم يجدوها أخذا إبلا لآل شافعة من آل حثلين من آل عوير وكان عند الإبل راع من بني راشد وهو كذلك من أهل المشرق، ولكنهما قاما وربطاه وأخذاه معهما، وقامت أحد خيرة الهجن الأصيلة واسمها (الذهبية) وهربت ورجعت، ولما حل عليهم الظلام وقعت إحدى الإبل في أحد الكثبان الرملية فقاما بفك قيود الراعي ليساعدهما، ولكنه سرعان ما هرب، ولما جاء قبل ظهر يوم غد وصلت الناقة لأهلها فعلما أن في الأمر شيئًا وسرعان ما وصل الراعي وأخبرهما بما جرى. فركب آل شافعة الناقة وهما إخوة (شيناح) و (شافي) ولحقا الإبل، ولكنهما تركا أثر الإبل وقصدا ماء يسمى (المنصى) لعلمهما أن القوم سيقصدانه، وفعلا لما وصلا الماء وجد أحد القوم يروي قربته فقتلاه وسرعان ما أقبل الآخر فقتلاه وردا الإبل، وبعد فترة، أقبل آل محرم وهم من المشرق بسرية وكان آل عوير هم من يليهم

(*) رواها ناصر بن علي القوبان المري.

(*) رواها ناصر بن علي القوبان المري.

ص: 666

فأرادوا أخذ إبل لهم فلم يستطيعوا فرجعوا أدراجهم، فلحق بهم آل عوير وقت الغروب ومعهم سبعة عشر فارسًا من آل بحيح واثنان من الجرابعة حاملين معهم المشعل، ولما جاء الصباح ولم يلحقوا بهم قال أحدهم:"لماذا" لا نرجع فلم يؤخذ لنا ناقة ولا جمل؟ " فقال حمد آل نورة: "بل سنلحق بهم فأنا قد أصبت منهم ست عشرة طعنة ولن نرجع، وفعلا لحقوا بهم وجعلوا سبورا عن يمين القوم وسبورا عن يسارهم، وسرعان ما وجدوهم في صبخة أمامهم قد أشعلوا النار ليتناولوا الغداء فانهالوا عليهم وكان آل مرة قد منعوا المنع فيما بينهم ولكن قام جابر الجرود ومنع ابن ربيع وهو كبيرهم ومعه أربعة ودارت رحى المعركة وقتل أكثر آل محرم وسميت الصبخة بهم".

ص: 667

‌خزاعة

‌نسب القبيلة:

يرى بعض النسابين أن خُزاعة من الأزد، ويرى البعض الآخر أن خُزاعة من مُضَر بن نزار بن معد بن عدنان؛ من ذرية عمرو بن لُحي بن قمعة بن خندف.

قلت: وأميل إلى الرأي الثاني لما ورد في ذلك من أحاديث نبوية سيأتي بيانها واستعراضها.

‌ما ذكره المؤرخون والنسابون عن خُزَاعة

1 -

‌ ما قاله ابن حزم الأندلسي في الجمهرة:

قال: وهؤلاء بنو قَمَعة بن إلياس:

وبهم تمَّ الكلام في خِنْدِف، وهم بنو إلياس بن مُضَر بن نَزار بن مَعَد بن عدنان. أخبرني عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن خالد الهَمْداني، قال: نا ابراهيم بن أحمد البلخي، نا محمد بن يوسف الفِرَبْري: نا محمد بن إسماعيل البُخاريُّ: نا أبو اليمان

(1)

، هو الحَكَم بن نافع: نا شُعيب، هو ابن أبي حَمزة، عن الزُّهْري: سمعت سعيد بن المسيب قال: قال أبو هُرَيْرة: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "رأيت عمرو بن عامر بن لُحي يجرُّ قُصْبَهُ في النار. وكان أول من سيب السوائب".

حدثنا عبَّاد بن أحمد: نا عبد اللَّه بن إبراهيم: نا أبو زيد بن المَرْوزي: نا البخاري: نا إسحاق بن إبراهيم، هو ابن راهويْه: نا يحيى بن آدم: نا إسرائيل، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرة، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"عمرو بن لُحَيّ بن قَمعَة بن خِنْدِف أبو خزاعة"

(2)

.

(1)

انظر تهذيب التهذيب 2: 441.

(2)

الحديث في البخاري ج 4: 184 من الطبعة السلطانية ببولاق. وهو فيه بإسناد ثالث 6: 54 - 55. وانظر فتح الباري شرح البخاري ج 6 ص 398 - 400 وج 8 ص 213. طبعة بولاق. القصب، بضم القاف وسكون الصاد: الأمعاء.

ص: 668

قال عليّ: ليس هذا مخالفًا لما قبله، إذ قد ينسبه إلى والد جده نسبة إضافة كما قال عليه الصلاة والسلام:"أنا النَّبيُّ لا كَذِبْ، أنَا ابن عَبْدِ المُطَّلِبْ".

حدثنا عبد اللَّه بن يوسف بن نامي: حدثنا أحمد بن فتح المَعَافِري: نا عبد الوهاب بن عيسى بن ماهان: نا محمد بن عيسى بن عمر الجلودي: نا إبراهيم ابن محمد بن سفيان: نا مُسْلِم بن الحجاج: نا زُهير بن حَرْب: نا جرير، عن سُهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "رأيت عمرو بن لُحَيّ بن قَمَعَة بن خِنْدِف -أبا بني كعب هؤلاء- يجر قُصْبَهُ في النار".

حدثنا أحمد بن عمر بن أنس العَدَوِيّ: نا أبو ذر عبد بن أحمد الهَرَوِيُّ الأنصاريُّ: نا عليّ بن عمر الدراقُطْنِي: نا الحسين بن إسماعيل القاضي المحاملي الضَّبِّيُّ: نا سعيد بن يحيى الأمويُّ: نا أبي، عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هُرَيْرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عُرِضَتْ عليَّ النار، فرأيت فيها عمرو بن لحَيّ بن قَمَعَة بن خنْدِف يجرُّ قُصْبَهُ في النار، وهو أوَّلُ من غيَّر دين إبراهيم عليه السلام، وأشبه من رأيت به أكْثَم بن أبي الجَوْن". فقال أكثَم: "أيضرّني شبهُه يا رسول اللَّه؟ ": قال: "لا، لأنَّه كافرٌ، وأنت مسلمٌ".

حدثنا عبد اللَّه بن ربيع التميميُّ: نا محمد بن أحمد بن مفرّج: نا سعيد ابن السكن: نا الفِرَبْرِيُّ: نا مُسَرَّد: نا يحيى، هو ابن سعيد القطَّان، عن يزيد بن أبي عُبيد

(1)

: نا سلمة بن الأكْوَع، قال: خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على قوم من أسْلم يتناضلون بالسوق؛ قال: "إرموا، يا بني إسماعيل؛ فإنَّ أباكم كان راميًا".

قال عليّ: أمَّا الحديث الأول، والثالث، والرابع، ففي غاية الصحة والثبات؛ وأما الثاني: ففيه اسرائيل، ولكن الأحاديث الثلاثة حجة قاطعة وكافية، ولا يجوز تعدي القول بما فيها. فخزاعة من ولد قَمَعَة بن إلياس بن مُضَر بلا شك، وليس لأحد مع مثل هذا كلام. وأسلم إخوة خزاعة بلا شك عند أحد من النسابين.

(1)

هو مولى سلمة بن الأكوع. تهذيب التهذيب 11: 349.

ص: 669

قال عليّ: فولد قَمَعَة بن إلياس: عامر بن قَمَعَة، فولدُ عامر بن قَمَعَة أفْصَى، وربيعة، وهو لُحَيّ، ابنا عامر بن قَمَعَة، فولد لُحَيّ: عمرو بن لُحَيّ. فولد عامر بن لُحَيّ: عمرو بن عامر بن لُحَيّ، وهو عمرو بن لُحَيّ نسب إلى جده؛ وهو أوّلُ من غير دين إسماعيل عليه السلام ودعا العرب إلى عبادة الأوثان، فولد عمرو بن عامر بن لُحَيّ: كعب، بطنٌ، ومُلَيح، بطنٌ وعَوف، بطنٌ، أمهم أسَديَّة؛ وعَديٌّ، بطن: أمه أيضًا أسديَّة؛ وسَعْد: أمه أم خارجة البَجَليّة، التي يُقال لها:"أَسرع من نكاح أم خارجة".

وهؤلاء بنو كعب بن عَمْرو بن عامر بن لحَيّ بن قَمَعَة بن إلياس.

ولد كعب بن عمرو: سَلُول، بطن؛ وسَعْد، بطن ومازن بطن؛ أمهم بنت لُوَّيٌ بن غالب من قريش؛ وحُبْشيَّة؛ أمه من بني جُشَم بن معاوية بن بكر بن هوازن.

وهؤلاء بنو سَلُول بن كَعُب بن عَمُرو بن عامر بن لُحَيّ بن قَمَعَة بن إلياس:

ولد سَلُول بن كعب: حُبْشِيَة، والحِرْمِز، وعديّ. فولد حُبْشِيَّة بن سلول: قُمَيْر، بطن؛ وحُلَيْل، بطنٌ، وهو الذي كان حاجب الكعبة، وتزوج قُصَيّ بن كلاب ابنته حُبَّى بنت حُليل، وضاطر، بطن، وكلَيْب، بطنٌ. فولد قُمَيْر بن سلول: عبد اللَّه، وعبد مناف، وعبد العُزَّى، منهم: بِشْر بن صفوان بن عمرو بن عُويمر بن صِرمة بن عبد اللَّه بن قُمَيْر، كتب إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام؛ وعمرو بن خالد بن عمرو بن عُويمر بن صرمة بن عبد اللَّه بن قُمَير، كان حلف في الجاهلية أن لا يدع ثأرًا لكَعْبيّ إلا وطَلَب به؛ وَذُؤْيْب بن حَلْحَلة بن عمرو بن كلَيب بن أصرم بن عبد اللَّه بن قُمَير، له صحبة، وكان على بُدن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؛ وابنُه قَبِيصة بن ذُؤيْب الفقيه، صاحب عبد الملك بن مروان؛ ومالك ابن الهَيْثم بن عوف بن وَهْب ابن عمير بن عمير بن هاجر بن عبد العُزَّى بن قُمَير، أحد نُقَباء بني العبَّاس؛ وبنوه: نصر، وحمزة، وعبد اللَّه: ولي حمزة وعبد اللَّه الشرطة؛ وأحمد بن نصر بن مالك الفقيه، الذي قتله الواثق في المحنة.

مضى بنو قُمَيْر بن حُبْشِيَّة بن سَلول بن كعب بن عمرو بن عامر بن لُحَيّ ابن قَمَعَة.

ص: 670

وهؤلاء بنو ضاطِر بن حُبْشِيَّة بن سَلول:

منهم: طلحة بن عبد اللَّه

(1)

بن كُرَيْز بن جابر بن ربيعة بن هلال بن عبد مناف بن ضاطِر، وهو غيرُ طَلْحة الطَّلَحات.

وهؤلاء بنو حُليْل بن حُبْشِيَّة بن سَلُول:

ولد حُليْل بن حُبشِيَّة: أبوَ غُبشان، واسمه المُحْتَرس؛ باع الكَعْبة بزقِّ خَمْر من قُصَي بن كلاب؛ وهَلال بن عامر؛ وعبد نُهْم. كان لبني أبي غُبشان غدَدٌ عظيمٌ وأحياءٌ جمَّةٌ، ومن بني عبد نُهم كان كُرْز بن عَلْقَمة بن هلال بن جريْبة بن عبد نُهم بن حُلَيْل، الذي قفا أثر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى الغار: فرأى عليه نسج العنكبوت وعُشَّ الحَمَامة ببيضها؛ فقال: "ها هنا انقطع الأثر؛ فإما غاص في الأرض، أو ارتفع إلى السماء، فانصرفوا! ". وهو الذي وضع معالم الحرم في زمن معاوية، والقيَافة إلى اليوم باقية في ولده بالحجاز، ويُعرفون بذلك.

مضى بنو حُلَيْل بن حُبْشِيَّة.

وهؤلاء بنو أخيهم كُلَيْب بن حُبْشِيَّة:

منهم: خِراش بن أمية

(2)

بن ربيعة بن الفضل

(3)

بن عفيف بن كُليب بن حُبْشِيَّة، حليفُ بني مخزوم.

مضى بنو حُبشِيَّة بن سَلُول بن كعب بن عمرو بن عامر بن لُحَيّ.

وهؤلاء بنو عَدِيّ بن سَلُول بن كعب بن عمرو بن عامر بن لُحَيّ:

ولدُ عديّ بن سَلُول: حَبْتَر، بطن؛ وهِينة

(4)

، بطن، من بني هينة بن عديّ: أبو قِصاف حَرَّاب بن عمرو

(5)

بن عامر بن صبرة بن هِينة، الذي أصاب سهْمُه الوليد بن المغيرة المخزومي. ولبني حَبْتَر أيضًا عددٌ جم.

(1)

وهو الذي يصح أن يلتبس بطلحة الطلحات، واسمه أيضًا طلحة بن عبد اللَّه. الاشتقاق 280.

(2)

والصواب بالراء كما في الإصابة 2229 والسيرة 745، 823.

(3)

في الإصابة: "بن الفضل بن منقذ بن عفيف" بإضافة "منقذ".

(4)

فسره ابن دريد في الاشتقاق 278 بأنه من الهدوء والسكون، يقال: فلان يمشي على هينته، وكذا وردت في نهاية الأرب 2: 318 لكن في مختلف القبائل: "هنيئة" من الهناءة، ولم أجد لها سندا آخر.

(5)

في الاشتقاق 278 "حراب بن عامر". ولم يصرح ابن إسحاق في السيرة 273 باسمه، بل ذكر أنه رجل من بني كعب بن عمرو.

ص: 671

وهؤلاء بنو أخيه حُبْشِيَّة بن كَعب بن عَمْرو بن عامر بن لُحَيّ:

ولد حُبْشِيَّة بن كعب بن عمرو بن عامر بن لُحَيّ: حرام، بطن؛ وغاضرة، بطن، فمن بني غاضرة: عِمْران بن الحُصَين بن عُبيد بن خَلَف بن عبد نُهْم بن خزيمة بن جَهْمة بن غاضرة بن حُبْشِيَّة بن كعب، صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؛ ومن ولده: نُجَيد بن عِمْران

(1)

، ومحمَّد بن عِمْران، ويعقوب بن عبد اللَّه بن نُجَيد بن عِمران بن الحُصَيْنَ، محدث، وخالد بن طليق بن محمد بن عمران بن الحصين، قاضي البصرة؛ وسَعْد بن سارية بن مُرَّة بن عمْرَان بن رباح بن سالم بن غاضرة ابن حُبْشِيَّة بن كعب، ولي شرطة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثم ولاه أذْرَبيجان؛ وسليمان بن صُرد بن الجَون بن أبي الجَوْن عبد العُزَّي بن مُنقذ

(2)

بن ربيعة بن أصْرَم بن ضَبيس

(3)

بن حرام بن حُبشِيَّة بن كعب، له صحبة، وكان من شيعة علي، قتل يوم عين الوردة، وهو رئيس التوابين يومئذ. ومنهم: حُبيش، وهو الأشْعَر، بن خالد بن خليف بن منقذ بن ربيعة بن أصرَم، قتل يوم فتح مكة، وعاتكة بنت خليف بن قُنْفُذ بن أصْرَم بن حُبْشِيَّة بن كعب، وهي أم مَعْبَد، صاحبة الخَيْمَتَيْن

(4)

.

مضى بنو حُبْشِيَّة بن كعب بن عمرو.

وهؤلاء بنو سعد بن كعب بن عمرو بن القَيْن بن رزاح:

منهم: عمرو بن الجموح بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القَيْن بن رزَاح ابن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو بن لُحَيّ، له صحبة: كان ممَّن أجْلَب على عثمان رضي الله عنه، وكان من شيعة علي رضي الله عنه، قُتل أيَّام معاوية رحمهما اللَّه، ورأسُه أول رأسِ مُسلم حُمل في الإسلام من بلد إلى بلد.

مضى بنو كعب بن عمرو بن عامر بن لُحَيّ بن قَمَعَة بن إلياس، وهم جُمهورُ خُزاعة.

(1)

نجيد بالتصغير وآخره دال، كما في تهذيب التهذيب 1: 422 والاشتقاق 278.

(2)

انظر نسب قريش 369.

(3)

انظر الاشتقاق 279.

(4)

انظر خبر ذلك في السيرة 33 والإصابة 1500 من النساء.

ص: 672

وهؤلاء بنو مُلَيْح بن عمرو بن عامر بن لُحَيّ بن قَمَعَة بن إلياس:

منهم: طَلْحة الطَّلحات بن عبد اللَّه بن خلف بن سَعْد بن عامر بن بيَاضة ابن سُبيع بن جُعثمُة

(1)

بن سعد بن مُلَيْح بن عمرو بن عامر بن لُحَيّ، قُتل أبوه مع أم المؤمنين رضي الله عنهما يوم الجَمَل؛ والشاعر كُثَيِّر بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن عُوَيْمر بن مَخْلَد بن سُبيع بن جُعْثُمَة. ويقال: إن بني مُلَيْح هؤلاء من ولد الصَّلْت بن مالك بن النَّضْر بن كَنانة، أخي فِهْر بن مالك؛ ولذلك كان كُثَيِّر ينتمي إلى قُرَيْش.

مضى بنو مُلَيْح بن عمرو بن عامر بن لُحَيّ.

وهؤلاء بنو عدي بن عمرو بن عامر بن لُحَيّ:

منهم: بُدَيْل بن وَرْقاء بن عبد العُزَّى بن ربيعة بن جُزَى بن عامر بن عبد بن مازن بن عَدِي بن عمرو بن عامر بن لُحَيّ، وكان أدْهَى العَرَب؛ وابنه عبد اللَّه، قتل يوم صِفِّين مع علي، ونافع بن بُدَيْل أخوه، له صحبة، قتل يوم بئر مَعُونة؛ وأخوهما أبو عمرو بن بُدَيْل، كان من المصريين الذين حصروا عثمان رضي الله عنه والحَيسمان بن عبد عمرو بن ضُبيعة بن عمرو بن زمَّان بن عدي بن عمرو بن عامر بن لُحَي، الذي أتى بقتل كفار قريش يوم بدر إلى مكة، ثم أسلم بعد ذلك

(2)

.

مضى بنو عدي بن عمرو بن عامر بن لُحَيّ.

وهؤلاء بنو سَعْد بن عمرو بن عامر بن لُحَيّ الذي أمه أمُّ خارجة:

ولد سعد بن عمرو: الحَيَاء، المُصْطَلق: اسم الحَيَاء عامر، واسم المُصطلِق جذَيمَة، منهم: أم المؤمنين جُوَيرية بنت الحارَث بن أبي ضرار، واسمه حبيب، ابن الحارث بن عائد

(3)

بن مالك بن جذيمة؛ وأخوها عمرو بن الحارث، له صحبة.

(1)

انظر الاشتقاق 3.

(2)

السيرة 460 والإصابة 1893.

(3)

وكذا في سيرة ابن سيد الناس 2، 5، 3.

ص: 673

وهؤلاء بنو عَوْف بن عمرو بن عامر بن لُحَيّ:

ولد عوف بن عمرو بن عامر بن لُحَيّ: نَصْر

(1)

، بطن وجَفْنة، وهم عباد بالحيرة. فمن بني نَصْر: علقمة بن الفَغْواء، صاحب رسول اللَّه، صلى الله عليه وسلم.

مضى بنو عمرو بن عامر بن لُحَيّ، وهو ربيعة بن عامر بن قَمَعَة بن إلياس ابن مُضَر. ولا يُعلم لجده لُحَيّ عقبٌ من غيره.

وهؤلاء بنو أفْصَى بن عامر بن قَمَعَة بن إلياس بن مُضَر:

وهو أخو لُحَيّ بن عامر بن قَمَعَة بن إلياس، ولَدُ أفْصى بن عامر: أسْلَم، بطن، ودارُهم بالأندلسُ: ألْش

(2)

وأعمالها وما حواليها، منهم بنو الشيخ وغيرهم، ومالك بن أفصى، ومِلْكان بن أفصَى؛ وهؤلاء الثلاثة ممن تخزَّعَ، فهم مع خُزاعة، وامرؤ القيس، وجهارة؛ وعَدِي، وعمرو؛ وأحريش؛ وخطَّاب؛ ولائذ؛ وخَثْم، وخُثَيْم؛ وسوادة؛ هؤلاء كلهم ينتمون إلى غَسَّان،

وهؤلاء بنو أسْلَم بن أفْصَى بن عامر:

ولد أسْلَم بن أفْصَى: سَلامان بن أسْلم، بطن؛ وهوازن بن أسلم، بطن، منهم: مالك والنعمان ابنا خَلَف بن عوف بن دارم بن عد

(3)

بن وائلة بن سَهْم بن مازن بن الحارث بن سَلامان بن أسلم. كانا طليعتَيْن للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، قتلا فدفنا في قبر واحد، وبُرَيْدة بن الحُصَيْب الأسْلَمِي، وهو بُرَيْدة بن الحُصَيب بن عبد اللَّه بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسْلَم، وابناه: عبد اللَّه، وسليمان، لهما عقب بمرو وعددٌ، ولدا في يوم واحد توأمين، وماتا في يوم واحد، ولعبد اللَّه بنون: سهل، وأوْس، وصَخْر، ومنهم: مالك بن جُبير بن حِبال بن ربيعة، شهد الحُدَيبية، وجَرهَد

(4)

الأسلَميّ، وهو من بني رزاح بن عدي بن سهم، وسلمة بن الأكْوَع، واسم الأكْوَع سِنان بن عبد اللَّه بن قُشَيْر بن خزيمة بن مالك بن مازن بن الحارث

(1)

"نضر" بالضاد المعجمة في هذا الموضع وتاليه.

(2)

ألش من أعمال تدمير بالأندلس.

(3)

في الإصابة 7614 "عمير".

(4)

ذكره في الإصابة 1127 والقاموس.

ص: 674

ابن سلامان بن أسلم، وأخواه أهْبان بن الأكوع، وعامر بن الأكوع، لهم كلهم صحبة وتقدُّمٌ، وابنه سنان بن سلمة، ولد زمان النبي صلى الله عليه وسلم وعُقبة، وإياس ومحمد ويزيد: بنو سلمة بن الأكُوَع. ومن ولده: عبد العزيز بن عُقْبة بن سلمة بن الأكُوَع، محدثٌ، والشاعران دِعْبل بن علي بن رزين، وابن عمه لَحَّا أبو الشيص، وهو لقبٌ، وكنيته أبو جعفر، واسمه محمد بن علي بن عبد اللَّه بن رزين بن سليمان بن تميم بن بهز

(1)

بن حراس بن خلف

(2)

بن عبد بن دعْبل بن أنس بن مالك بن خُزَيْمة بن مالك بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم، ولد عبل ابن أخ شاعر اسمه علي بن رزين؛ والقائد محمد بن الأشعث بن عقبة بن أهبان مكلم الذئب بن عباد

(3)

بن ربيعة بن كعب بن أمية بن يقظة بن خزيمة بن مالك بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم، كانت له ولآله آثار عظيمة في دعوة بني العباس؛ وبنوه: جعفر بن محمد، وعبد اللَّه بن محمد، وغيرهما؛ وهزال بن ذئاب من يزيد بن

(4)

كُلَيْب بن عامر بن خُزَيْمة بن مالك بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم، وابنه نُعَيم بن هزال له صحبة، وهو الذي جاء فيه الأثر:"يا هزَّال لو سترته بردائك! " وزُرعة بن عامر بن مازن بن ثعلبة، من بني هوازن بن أسلم، أول من قتل من المسلمين يوم أحد، وأبو حَدْرَد، واسمه سلامة ابن عُمير ابن أبي سلامة

(5)

بن سعد بن مُساب بن الحارث بن عَبس

(6)

بن هوازن ابن أسلم، وابنه عبد اللَّه بن أبي حَدْرَد، صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وابنه القَعْقَاع بن عبد اللَّه، له أيضًا صحبة، وأم الدرْداء خيْرة بنت أبي حَدْرد المذكور، صحابيَّةٌ فاضلةٌ عالمة رضي الله عنها وهي أم الدَّرْداء الكبرى، وعبد اللَّه بن أبي أوفى، واسمه علقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد، له صحبة، آخر الصحابة موتًا بالكوفة.

مضى بنو أسلم بن أفصى بن عامر بن قمعة بن إلياس بن مضر.

(1)

في الأغاني 15: 104: "بن نهشل، وقيل ابن بهيش".

(2)

في الأغاني: "بن خراش بن خالد".

(3)

هذا الصواب من الإصابة 302.

(4)

في الإصابة 8154: "هزال بن بريد بن ذئاب".

(5)

انظر الإصابة 4612.

(6)

انظر مختلف القبائل 21.

ص: 675

وهؤلاء بنو مِلْكان بن أفْصَى بن عامر بن قَمَعَة:

وهم مع خزاعة. منهم: الحارث، وهو غُبْشان بن عبد عمرو بن بُوَى بن مِلكان بن أفْصَى. وقد حجب البيت منهم ذو الشِّمالَيْن

(1)

، واسمه عَميرة بن عبد عمرو بن غُبشان بن عبد عمرو بن بُوَى بن مِلْكان بن أقصَى، بدري، حَليفٌ لبني زُهرة، قُتل يوم بَدْر؛ وسباع بن عبد عمرو بن ثعلبة بن عمرو بن غُبشان، قتله حمزة بن عبد المطلب، ومال بن الطُّلاطلة

(2)

بن عمرو بن غُبْشان، كان من المستهزئين؛ ونافع بن الحارث بن حبالة بن عمير بن الحارث، وهو غُبْشان، ولي مكة لعمر بن الخطاب، ومن ولده: المحدث الخُزاعي بمكَّة، وهو إسحاق بن أحمد ابن إسحاق بن نافع بن أبي بكر بن يوسف بن عبد اللَّه بن نافع بن الحارث بن حبالة بن عمير بن الحارث بن غُبْشان.

مضى بنو ملكان بن أفْصَى.

وهؤلاء بنو مالك بن أفْصَى:

منهم: أسماءُ بن حارثة بن سعيد بن عبد اللَّه بن عتَّاب

(3)

بن سعد بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفْصَى، له صحبة: وسليمان بن كثير بن أميّة ابن سعد بن عبد اللَّه بن المؤْتَنِفِ بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفْصَى، رئيس دُعاة بني العبَّاس، وابنه محمَّد بن سليمان؛ ضرب أبو مُسلم عُنق سليمان وابنه هذا صَبْرا. . مَضت خُزاعة كلها.

مضى بنو قَمَعَة بن إليْاس بن مُضر بن نِزار، وبهم تَمَّ الكلامُ في خِنْدِف وفي أبيهم إلياس بن مُضَر بن نِزار. (انتهى).

2 -

‌ ما قاله محقق كتاب المنتخب للمغيري؛ الدكتور إبراهيم محمد الزيد عن خزاعة:

قال: انتقلت خزاعة من الجنوب في هجرة الأزد الكبرى، قبيل القرن الخامس الميلادي، وأقامت بالقرب من مكة، ثم دارت معارك بينها وبين جُرهم انتهت بزوال سيطرة جُرهم من مكة، وانتقال سدانة الكعبة وحكم مكة إلى

(1)

نسب قريش 394، 2454.

(2)

في القاموس (طلل).

(3)

في الإصابة 36: "غياث".

ص: 676

خزاعة، وظل الأمر كذلك حتى اختلف قُصي سيد قريش مع خُزاعة بسبب سدانة الكعبة اختلافًا سالت فيه الدماء، وانتهى بانتقال السدانة وحكم مكة لقُصي والسماح لخزاعة بالإقامة مع قريش في مكة، وقد اشتركت خزاعة في فتح مصر، وفي أوائل القرن الثاني الهجري تتابع أفراد منها على حكم مصر، فكان منهم محمد بن الأشعث أمير مصر (141 - 143 هـ) وبعد القرن الثالث الهجري ضعفت القبيلة لأن قوة قريش وارتفاع نجمها حد من نشاط خزاعة فتناساها المؤرخون

(1)

فيما بعد شأن القبائل التي تضعف بزوال سلطانها، وهي الآن في وقتنا الحاضر بقية قليلة من تلك القبيلة لا يزيد عدد أفرادها عن مائة وعشرين يقيمون في أماكنهم القديمة في مكة وما حولها، إذ يحدهم من الشمال من القبائل السادة فليتة، ومن الجنوب قبيلة لِحْيَان، ومن الشرق الشُّيُوخ آل زَيْنِي، ومن الغرب - الأشراف البَرَكَات، وأكبر قرية لخُزَاعة دَفُّ خُزَاعة، التي تبعد شمالا عن مكة (22 كم) وبسبب الجفاف الذي أصاب العيون انتقلوا إلى داخل مكة، وبدأت هجرتهم إلى مكة منذ عشرين سنة، وما تزال أرضهم وبلادهم ملكًا لهم، وخلَّفوا فيها أربعة رجال منهم لاستثمارها وصرف غلتها على فقرائهم من خُزاعة، والذين بقوا هم أحمد بن عبد الكريم الخُزَاعي، وعلي بن عِيْضَة الخُزَاعِي، وجَمِيْل أحمد الخُزَاعِي، وعبد اللَّه بن سالم الخُزَاعِي، وسكن مهاجروهم في حي الطَّنْدبَاوِي، من جنوب مكة، ومنهم يسير يسكن في حي، جَرْول، بمكة، وخزاعة الآن تنقسم إلى ثلاثة أفخاذ:

1 -

خُزَاعة وادي فَاطِمَة، والمسمى في المعاجم العربية، مَرِّ الظَّهْرَان، ويسمون ذوي مَدَّة، ولهم من الفصائل:

أ- آل مُفَرِّح.

ب- ذو محمد.

ج- ذو حامد، وكان رئيسهم في السابق عيد بن مُبارك الخُزَاعِي، أما اليوم فيرأسهم عبد الخالق بن سعيد الخزاعي الذي يسكن حي الطَّنْدباوي في مكة المكرمة.

(1)

البري، عبد اللَّه خورشيد، القبائل العربية في مصر في القرون الثلاثة الأولى للهجرة ص 125، 126.

ص: 677

2 -

الطُّلَحة، ويسكنون جنوبي مكة على بعد (30 كم) في وادي مَلْكان، وهو ينسب في القديم إلى مَلْكان بن أفْصَى، بطن من خُزَاعة

(1)

، ولا يزال هذا الاسم باقيًا على أصله لم يتغير، وسكانه خُزاعة إلى الآن، وهم بادية أهل مواشي، ولكنهم في السنوات الأخيرة هاجروا منه بقصد العمل في المصالح الحكومية، وتعليم أبنائهم في المدارس، واستوطنوا مكة في حي الطَّنْدباوي، حول بستان الكَعَكِي، وفصائلهم هي:

أ- ذو مُطَيْر.

ب- آل سِرَاج.

ج- آل رَدَّاد، وعريفتهم الآن مَبْروك بن أحمد الخُزَاعي، ولم يبق في وادي مَلْكان منهم سوى أربعة من الرجال، ويرأس الطلحة الآن مبارك بن أحمد الخزاعي.

الشَّمَارِيْن، كانوا يسكنون وادي مَلْكان سابقًا، ثم انتقلوا إلى مكة منذ عشرين سنة، وفصيلتهم آل عَوَّاد، ورئيسهم مرزوق بن عَبْدُون الخُزَاعي الساكن في حي الهِنْداوية بمكة، وكان شيخهم في السابق كافة عيد الخزاعي المتوفى عام (1395 هـ) ولهم عَرِيفَة آخر يدعى مَبْروك بن أحمد الخزاعي، أدلى بمعلومات أفخاذهم مُبَارك بن أحمد بن مبارك الخُزاعي سنة (55) وهو رئيس فخذ الطُّلَحة، عُمْدَة مَحَلَّة الطِّنْدباوي بمكة.

3 -

‌ ما ذكره الباحث السعودي عاتق بن غيث البلادي الحربي عن خزاعة في معجم قبائل الحجاز:

قال: قبيلة عريقة شغلت حيزًا من تاريخ الحجاز، وملأت كثيرًا مما حول مكة، ووليت البيت الحرام زمنًا. واختلف في نسبها، فقيل: إنها من عدنان، من ولد قمعة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. واسم قمعة عمير، ورجح ذلك ابن حزم في الجمهرة، واحتج له بأحاديث تقوم بها الحجة، وقيل من ولد الصلت بن النضر بن كنانة، وعن ابن إسحاق قال: وخزاعة بن ربيعة ابن

(1)

ابن حزم، 468.

ص: 678

حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأسد ابن الغوث، وخندف أمهم، وإنما سميت خزاعة لأنهم تخزعوا من ولد عمرو بن عامر، حين أقبلوا من اليمن يريدون الشام، فنزلوا بمر الظهران فأقاموا به. وممن ذكر أن خزاعة من قحطان، أبو عبيدة معمر بن المثنى، لأنه قال -فيما نقله عنه الزبير بن بكار-: فلما لم تتناه جرهم عن غيهم وتفرق أولاد عمرو بن عامر (من اليمن، فانخزع بنو حارثة بن عمرو بن عامر) فأوطنوا تهامة. وسميت خزاعة: خزاعة كعب، ومليح وسعد وعوف وعدي بنو عمرو بن ربيعة بن ربيعة بن حارثة ابن عمرو بن عامر، وأسلم وملكان ابنا أفصَى بن حارثة بن عمرو بن عامر. وقال ابن الكلبي: عمرو بن لحي هو أبو خزاعة كلها منه تفرقت، وذكر أن لحيّا هو ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن أمرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ. وقال ابن الكلبي: قوله عمرو بن ربيعة يعني عمرو بن لحي كعبًا بطن، وملحًا بطن، وعديا بطن، وعوفًا وسعدًا وكل من ولد ربيعة بن حارثة فهم خزاعة. وإنما قيل لهم خزاعة: لأنهم تخزّعوا من ولد عمرو بن عامر وتخلفوا عنهم وفارقوهم. وكذلك يقال أيضًا: لبني أفصى بن حارثة لأنهم تخزعوا من ولد مازن بن الأزد في إقبالهم من اليمن. ثم تفرقوا في البلدان، وفي خزاعة بطون كثيرة.

قال محمد بن عبدة بن سليمان النسابة: افترقت خزاعة على أربعة شعوب: فالشعب الأول ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر الأسن ابن ربيعة، وهم بنو جفنة. ويقال: جفنة الذين بالشام من غسان. والشعب الثاني: أسلم بن أفصى. والشعب الثالث: ملكان. والشعب الرابع: مالك بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر. وقال: إنما قيل لها خزاعة لأنها تخزعت عن عظم الأزد، والانخزاع: التقاعس والتخلف، فأقامت بمر الظهران، بجنبات الحرم وولوا حجابة البيت دهرًا.

‌ولايتهم للبيت:

واختلف في سبب ولايتهم للبيت، وأرجح ما رأيت، قيل: كانت ولاية البيت في إياد بن نزار بن معد بن عدنان. فلما ثارت الفتن بين إياد ومضر أجليت إياد عن الحرم فحاولوا أن يحملوا الحجر الأسود فكانوا لا يحملونه على بعير إلا برك وعجز فعمدوا إلى دفنه تحت شجرة نكاية في مضر، وكانت امرأة من خزاعة

ص: 679

متزوجة في مضر فرأت ما فعلت إياد بالحجر الأسود ورأت أن فقد الحجر قد شق على بني مضر، فقالت لقومها خزاعة خذوا ميثاقًا على القوم ليولونكم البيت إن أنتم دللتموهم على الحجر وأنا أخبركم به، فوافقت مضر وأعطت خزاعة المواثيق فدلت تلك المرأة خزاعة على مكان الحجر، فكان من يومها لخزاعة ولاية البيت إلى أن أجلاهم قصي جد النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي أخبارهم وتأريخهم اختلاف كثير. وفي خبر تخزعهم يقول عوف بن أيوب الأنصاري الخزرجي، وقيل غيره:

فلما هبطنا بطن مرٍّ تخزعت

خزاعة منا في حلول كراكر

حمت كل وادٍ من تهامة واحتمت

بصم القنا والمرهفات البواتر

وقيل: إن ولاية البيت دامت في عمرو بن لحي وولده خمسمائة سنة، حتى كان آخرهم حليل بن حبيشة بن سلول بن كعب، وقيل: إن عمرو بن لحي عَمَّرَ ثلاثمائة وخمسًا وأربعين سنة، وهو أول من غير ملة إبراهيم ونصب الأصنام فتابعته العرب.

‌مساكنهم:

وقد ملأت خزاعة المنطقة الممتدة من جنوب غربي مكة إلى قرب وادي الصفراء في شريط من تهامة ممتد على جانبي الطريق العام بين مكة والمدينة، فكانت تجاورها من الغرب بنو كنانة، ومن الشرق هذيل في جنوب مكة، وقريش حول مكة، وسليم بن منصور شمال مكة، وكانت لهم من المواضع: من الظهران، وعُفان، وخليص، وقُديد، والجحفة، والسائرة (حجر الآن) وشطر من الأبواء. وعد صاحب معجم قبائل العرب من بطونهم: بنو المصطلق، وبنو سعد بن عمرو ابن لحي، وبنو كعب بن عمرو، وبنو عدي بن عمرو، وبنو مليح بن عمرو، وبنو عوف بن عمرو.

‌ومن حوادثهم التاريخية:

إن ولاية البيت كانت في كعب بن عمرو بن لحي، فرغبت قيس بن عيلان في البيت، وطمعوا أن ينزعوه منهم، فساروا ومعهم قبائل من العرب، ورأسوا

ص: 680

عليهم عامر بن الظرب العدواني، فساروا إلى مكة في جمع، فخرجت إليهم خزاعة، فاقتتلوا فهزمت قيس. وكان بين خزاعة وكنانة حلف على التناصر، والتعاضد على سائر الناس، فاقتتلت خزاعة وبنو أسد، فاعتلتها بنو أسد، فاستعانت خزاعة ببني كنانة، فذكر الشداخ قرابة بني أسد، فخذل كنانة عن نصرة خزاعة. وعدت بنو بكر بن عبد مناة على خزاعة، وهم على ماء لهم بأسفل مكة، يقال له الوتير، فاقتتلوا، وقد أعانت قريش بني بكر على خزاعة. وبعد صلح الحديبية دخلت بنو بكر في عهد قريش، ودخلت خزاعة في عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وشاركت خزاعة في فتح مكة، ويوم حنين، وانضمت إلى علي كرم اللَّه وجهه سنة 37 هـ. ويروي صاحب معجم قبائل العرب، وقال أبو عبيد: وعمرو هذا -يعني مُزْيقياء- أبو خزاعة كلها، وقال القاضي عياض: المعروف في نسب خزاعة أنه عمرو بن لحي بن قمعة بن إلياس بن مضر، وإنما عامر عم أبيه أخو قمعة. وقال ابن عبد البر في الأنباء: اختلفوا في خزاعة بعد إجماعهم على أنهم ولد عمرو بن لحي، فقال ابن إسحق ومصعب بن الزبير: خزاعة في مضر، وهم من ولد قمعة بن إلياس. . إلخ.

وقال ابن خلدون: خزاعة من قمعة من خندف بن إلياس بن مضر

(1)

وهم بنو خزاعة بن عمرو بن عامر بن لحي وهو ربيعة بن عامر بن قمعة واسمه حارثة ابن عمرو بن لحي، وفي عون الباري على هامش نيل الأوطار: اختلف في نسب خزاعة مع الاتفاق على أنهم من ولد عمرو بن لحي.

وكان كُثَير عَزّة الشاعر قد انتسب إلى كنانة فقال: إن قومه من ولد الصلت ابن النضر (قريش) بن كنانة. فأنكرت عليه خزاعة ذلك، وهجاه كثيرون بسبب هذا الانتساب. وقال له عبد الملك بن مروان: ويحك، الحق بقومك خزاعة، فأخبره أنه من كنانة قريش، وأنشد:

أليس أبي بالصلت أم ليس أسرتي

لكل هجال من بني النضر أزهرا

ويظهر في هذه الرواية أن كثيرًا لم ينسب كل خزاعة إلى كنانة، وإنما أرد قومه بني مليح بن عمرو. وقد تواترت عن النسابين أن الصلت لم يعقب

(2)

.

(1)

المشهور أن خندف امرأة إلياس بن مضر.

(2)

(الاشتقاق لابن دريد ص 35 إلى 481، معجم قبائل العرب، شفاء الغرام ص: 44، 45، 48 ج 2، ديوان كثير عزة ص 233).

ص: 681

‌وتقسم بقايا خزاعة اليوم إلى:

1 -

‌ خزاعة الوادي:

وهم سكان دف خزاعة بمر الظهران شمال غربي مكة، ولهم زراعة في بر صمدة كانت تسقى بعين البحرين فانقطعت فاستوطن أكثرهم مكة. وقال شيخ خزاعي وجدته في الساقية من عرنة، يوم 19 ربيع الثاني سنة 1400 هـ: يقال لخزاعة الوادي: ذوو مَدَّة.

2 -

‌ خزاعة البر:

وهم بادية رُحَّل يسكنون المنطقة الواقعة بين الحديبية شمالًا إلى قرب وادي البيضاء جنوب مكة، ولهم حجة تذكر ديارًا كثرة خرجت اليوم من أيديهم، وهذه الحدود: درب الحب شمالًا، وجنوب وادى ملكان جنوبًا، والسوق الصغير بمكة ودرب المعرفات شرقًا، وغربًا جبل عَمَر وسمته مما أشرف على الساحل، راجع معجم معالم الحجار عن هذه الأماكن. وقد دخلت جالية من الموركة من البقوم ديار خزاعة فاستوطنتها، وثار النزاع بين القبيلتين فخسرت خزاعة القضية، كما استوطن هذه الديار بطن من زبيد من حرب يسمى المجانين دخلوا في لحيان. وتقسم خزاعة البر إلى: الطُّلَحة، والنسبة إليهم طليحي. والصقارية، والنسبة إليهم صقري، وأضاف الخزاعي صاحب الساقية، الآنف ذكره: الشمارية، واحدهم شمراني، أهل إبل، من فروعهم: آل عوَّاد، وآل عايد، وآل مبارك، والغطشان. ومن فروع الطلحة: ذوو رداد، وذوو سراج، وذوو عويض، وذوو حنيش، والقواسية. ثم قال: أما الصقارية فهم ثلاثة (رجاجيل) أي رجال، وقد نزلوا الوادي -أي من الظهران- ولم يبق منهم أحد في البر. وقد تحضر أكثر خزاعة البر في مكة، ويقدر من بقي منهم في دياره بمائة وخمسين بيتًا فقط.

وأضاف البلادي: أنه يوجد فرع صغير يسمى خزاعة يسكن المليح شمال الطائف وشرق السيل الكبير، وينتسبون إلى قبيلة خزاعة المشهورة.

ص: 682

3 -

‌ ما ذكره عبد القادر فياض حرفوش عن خزاعه

(*):

قال عن خزاعة في المعجم العربي: خَزَعَ: خَزَعَ عن أصحابه يَخْزْعُ خَزْعًا وتَخَزَّع: تخلَّف عنهم في مسيرهم. وخَزَعَ عنهم إذا كان معهم في مسير فَخَنَسَ عنهم، وسميت خزاعة بهذا الاسم لأنهم لما ساروا مع قومهم من مأرب فانتهوا إلى مكة تَخَزَّعَوا عنهم، فأقاموا وسار الآخرون إلى الشام.

وقال ابن الكلبي: إنما سموا خُزاعة لأنهم انخزعوا من قومهم حين أقبلوا من مأرب، فنزلوا ظهر مكة.

وقيل: خُزاعة حَي من الأزد مشتق من ذلك لتخلفهم عن قومهم، وسموا بذلك لأن الأزد لما خرجت من مكة لتتفرق في البلاد تخلفت عنهم خزاعة وأقامت بها.

قال الشاعر حسان بن ثابت:

فَلمَا هَبَطنَا بَطْنَ مَرٍّ، تَخَزَّعتْ

خُزاعةُ عنا في حُلُولٍ كَراكرِ

(1)

وهم بنو عمرو بن ربيعة وهو لُحَيّ بن حارثة، فإنه أوّل من بَحَّر البحائر وغيَّرَ دين إبراهيم

(2)

.

وجاء: خُزاعة: من قولهم انخزع القوم عن القوم، إذا انقطعوا عنهم وفارقوهم، وذلك أنهم انخزعوا عن جماعة الأسد

(3)

أيام سيل العرم، لما أن صاروا إلى الحجاز، فافترقوا بالحجاز فصار قوم إلى عُمان، وآخرون إلى الشام

(4)

ومن بني عمرو بن لُحيّ تفرقت خُزاعة.

وحول ولاية خزاعة البيت في مكة المكرمة يقول الشاعر الجاهلي عمرو بن الحارث بن عمرو الخُزاعي:

(*) وهو مؤلف سوري ينتسب إلى آل خرفوش من خُزاعة في بلاد الشام، وله كتاب "خزاعة في الجاهلية والإسلام".

(1)

وقيل. إن الشعر هو لشاعر آخر هو عون بن أيوب الأنصاري.

(2)

لسان العرب (خزع) 8/ 70.

(3)

أي: الأزد.

(4)

الاشتقاق/ 468.

ص: 683

نَحنُ وَلينَا البَيت مِن بَعْدِ جُرهم

لنَمْنَعَهُ من كُلِّ بَاغٍ وآثِمِ

ونَقْبَلُ ما يُهدى لَهُ لا نَمَسهُ

نَخافُ عِقَابَ اللَّهِ عِنْدَ المَحَارِم

(1)

وحول مسير خزاعة قال الشاعر الإسلامي عون بن أيوب الأنصاري الخزرجي:

فَلمَا هَبَطنَا بَطْنَ مَرِّ، تَخَزَعَتْ

خُزَاعَةُ منّا في حُلول كَراكرِ

(2)

حَمَتْ كل وادٍ منْ تهامة واحْتَمتْ

بِصُمّ القَنَا والمُرْهَفَاتَ البَواتِرِ

خَزَاعَتُنَا أَهْلُ اجْتَهَادٍ وِهجْرَةٍ

وَأنْصَارُنَا جُندُ النبيّ المُهَاجرِ

وَسِرْنَا إلى أن قَدْ نَزَلنَا بيَثْرِبَ

بلا وَهَنٍ مِنّا وغير تَشَاجُرِ

وسَارَتْ لَنَا سَيارةٌ ذَات مَنظرٍ

بَكَومِ المَطايا والخيول الجَماهرِ

يَرومُوِنَ أَهلَ الشام حتى تمكنوا

مُلوكًا بأرضِ الشامِ فوق المنَابِرِ

أولاكَ بَنُو مَاءِ السَمَاءِ تَوارثُوا

دِمشقَ بِمُلكٍ كَابرًا بَعْدَ كَابرِ

(3)

‌مساكن خزاعة وتوزعها

من المعروف أن قبيلة خزاعة من الأزد ومن سكان اليمن نزحوا عنها بسبب خراب سد مأرب، وعن مواطن سكنها، جاء في صفة جزيرة العرب فيقول:"ويلملم، وطيبة، ومَلْكَان، والبيضاء، والمدارج، ووادي رحمة، وأسفل عُرنة، ومكة، أحوازها لقريش وخزاعة، ومنها مَرُّ الظهران، والتنعيم، والجعرانة، وسرف، وفَخ، والعصم، وعسفان، وقديد، وهو لخزاعة، والجُحفة، وَخُم إلى ما يتصل بذلك في جُهينة ومحال بني حرب"

(4)

.

وقد قال الشاعر

(5)

عن توزعهم ومغادرتهم اليمن:

وَقَدْ فَارَقَت مِنْهَا مُلوكُ بلادَها

فَصَاروا بأَرضِ الشَامِ مَبْدى وَمَحْضرِ

وَقَدْ نَزَلَتْ مِنا خُزاعةُ مَنزلا

كريمًا لَدَى البَيتِ العَتيق المُستّرِ

(1)

معجم الشعراء/ ص 57.

(2)

مرّ: بين مكة والمدينة (موضع) معجم البلدان 5/ 123

(3)

معجم البلدان 5/ 123.

(4)

صفة جزيرة العرب/ 232، 233.

(5)

قول آل سعد بن ملك يكرب تبع - صفة جزيرة العرب/ 325.

ص: 684

وكان حزن أهل العمن شديدًا من الذين تضرروا بخراب السد، وتفرقهم في البلاد، حيث قال أحد روادهم وهو رجل من بني عمرو بن الغوث خرج لهم رائدًا إلى بلاد إخوتهم في همدان، فرأى بلادًا لا تقوم مراعيها بأهلها وبهم فأقبل آيبًا حتى وافاهم وقام منشدًا فقال:

تَرَكْنَا مأربَا وبه نَشَأنَا

وَقَدْ كُنا بِهَا فى حُسْنِ حَالِ

وَكُنَّا نَحْنُ نَسْكُنُ جَنَّتَيهَا

مُلُوكًا فَي الحَدائقِ والظِلالِ

فَوَسْوسَ رَبُّنَا عَمْرٌو مَقَالا

لكَاهِنهِ المُصِرِّ على الضَّلالِ

فَأَقْبَلنَا نَسُوقُ الخُورَ مِنْهَا

إلى أَرضِ المجَاعةِ والهُزَالِ

أَلا يا للرِّجَالِ لَقَدْ دُهيتم

بمُعَضلَةٍ ألا يا للرِّجالِ

(1)

والقصيدة تفيض بالألم والحسرة، وهم يحملون مسؤولية نزوحهم عن أرضهم إلى سيدهم عمرو الذي سمع رأي الكهنة بخراب السد، وأعطى أمره بالرحيل؟ وكذلك قال الشاعر عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد حول هجرة العرب خوفًا من انهيار سد مأرب في اليمن:

عَلامَ ارْتِحَالُ الحَيِّ من أرضِ مأرب

ومَأرب مأوَى كلِّ راضٍ وَعَاتِبِ

أإنْ قَالَ قولًا كَاهِنٌ لَمِلِيكِنَا

فَمَا هو فيمَا قَالَ أوَّل كَاذِبِ

(2)

وحول توزع العرب عامة وخزاعة خاصة التي توجهت إلى مكة وطردت جرهمًا منها بالقوة وحلت محلها ففي ذلك يقول جماعة البارقي:

حَلّتْ الأزْدُ بَعدَ مَأربهَا الغَّورَ

فَأرضُ الحجَازِ فالسَّرواتِ

واحْتَوَت منهم خُزاعَتها الكَعْبَةَ

ذَاتَ الرُّسومِ والآياتِ

أخْرَجَتْ جُرهمَ بنَ يَشجبَ مِنْهَا

عُنوةٌ بالكَتَائِب المعلمات

فَولاةُ الحَجيجِ مِنْهَا وَمنها

قُدوةٌ فِي منى وفي عَرفَاتِ

وإليها رفَادةُ البَيت والمرْبَاعِ

يُجْبَى لهَا من الغَاراتِ

نَحْنُ أهلُ الفَخَارِ من وَلَد الأزْد

وأهلُ الضِّياء والظُّلماتِ

هَل تَرى اليومَ فِي بَلادٍ سِوانَا

مِنْ مُلوكِ وسَادةٍ وَوُلاةِ؟

(3)

(1)

صفة جزيرة العرب/ 327.

(2)

صفة جزيرة العرب/ 328.

(3)

صفة جزيرة العرب/ 329.

ص: 685

والشاعر هنا في قصيدته يبين مسير قبائل الأزد ومنها خزاعة، وهو بذلك يثبت الروايات التاريخية التي تتحدث عن نزوح جماعي عن جنات اليمن، وكان ذعرهم أعجلهم بالرحيل خوفًا من مصيبة تحل بهم من جراء انهيار سد مأرب؟

وبعد الفتح الإسلامي، كان شأن خزاعة شأن القبائل العربية الأخرى، توزعت في بلاد ما بين النهرين، ومن ثم إلى بلاد الشام، ومصر حتى وصل بعض رجالاتها مع الجيوش العربية إلى بلاد المغرب.

فهذا مثلا: الشيخ محمد بن عبد الرحمن الأسلمي الخزاعي، ثائر في العصر الأموي بالأندلس أراد الاستقلال بحصن قليوشة (من كورة تدمير) ثم خضع لأمير الجماعة (عبد اللَّه بن محمد الأموي) وجاءه التقليد بالولاية على الحصن، ولما صارت الخلافة (بقرطبة) إلى الناصر عبد الرحمن بن محمد، استمر مدة قصيرة يظهر الطاعة له، ثم جاهر بعصيانه واستعد لحربه وتحصن بحصن (لَقَنْت) فوجه إليه الشاعر جيشًا قتل ابنًا له اسمه عبد الرحمن، وضعف أمره فاستسلم فأقدمه الشاعر إلى قرطبة فتوفي بها عن نحو مائة عام سنة 329 هـ

(1)

.

وهكذا كان شأن قبائل العرب في الأندلس وغيرها من الأمصار التناحر على المُلك.

‌ربُوع خُزاعة في مكة

الرَّبع: المنزل والدار بعينها، والوطن متى كان وبأي مكان كان! وهو مشتق من ذلك، وجمعه أَرْبعٌ ورِباعٌ ورُبُوعٌ وأَرْبَاعٌ. ورَبَع بالمكان يَرْبَعُ رَبْعًا: اطمأَنَّ. والرَّبعُ: المنزل ودار الإقامة، والمحلة

(2)

.

وبعد شرح معنى الكلمة من لسان العرب، ورد في أخبار مكة بأن لبعض أفراد من قبيلة خُزاعة منازل مشهورة مازالت قائمة في مكة ومعروفة إلى اليوم منها:

دار الأسود بن خلف الخزاعي وهي دار طلحة الطلحات باعها عبد اللَّه بن القاسم بن عبيدة بن خلف الخُزاعي، من جعفر بن يحيى البرمكي بمائة ألف دينار،

(1)

المقتبس لأبي حيان - أعلام 6/ 190.

(2)

لسان العرب (مادة ربع).

ص: 686

وهي دار الإمارة وسميت بذلك لنزول الأمراء فيها، وهي التي عند الحذائين بناها حماد البربري للرشيد هارون أمير المؤمنين.

ولهم أيضًا دار القدر التي هي في زقاق أصحاب الشيرق، باعها عبد الرحمن بن القاسم بن عبيدة بن خلف الخزاعي من الفضل بن الربيع بعشرين ألف دينار.

وللملحيين الخزاعيين أيضًا دار أم إبراهيم التي في زقاق الحذائين اشتراها معاوية منهم، وكان يقال لها دار أوس، ويقال لها اليوم: دار سلسبيل - يعني أم زبيدة

(1)

.

وللملحيين أيضًا دار ابن ماهان في زقاق الحذائين.

ولآل نافع بن عبد الحارث الخزاعي، دار حمزة، اشتراها من آل أبي الأعور السلمي، فكانت له حتى كانت فتنة ابن الزبير

(2)

، فاصطفاها ووهبها لابنه حمزة ابن عبده اللَّه بن الزبير، فهي تعرف اليوم بدار حمزة وهي اليوم في الصوافي ولآل نافع بن عبد الحارث الخزاعي، أيضًا الربع المتصل بدار شيبة بن عثمان، ودار الندوة إلى السويقة، إلى دار حمزة التي بالسويقة، إلى ما دون السويقة، والزقاق الذي يسلك منه إلى دار عبد اللَّه بن مالك وإلى المروة، وينقطع ربعهم من ذلك الزقاق عند دار أم إبراهيم التي في دار أوس ومعهم فيه حق الملحيين وهو الربع الذي صار لابن ماهان

(3)

.

ودار أُبي خلف، ودار السجن سجن مكة، كانت لصفوان بن أمية فابتاعها نافع بن عبد الحارث الخزاعي وهو أمير مكة، ابتاعها لعصر بن الخطاب بأربعة آلاف درهم

(4)

.

ودار بديل بن ورقاء الخزاعي التي في طرف الثنية

(5)

.

(1)

أخبار مكة 2/ 234، 238، و"زقاق أصحاب الشيرق كان بالقرب من زقاق الحجر".

(2)

أخبار مكة 2/ 240.

(3)

أخبار مكة 2/ 254.

(4)

أخبار مكة 2/ 263.

(5)

أخبار مكة 2/ 264.

ص: 687

‌خزاعة وولاية البيت

بعد أن استقرت خزاعة في مكة، وكانت جرهم تملك زمام إدارة المركز الديني فيها، ويظهر أنهم أساءوا معاملة أهلها والحجاج القادمين إليها "ثم إن جرهمًا بغوا بمكة واستحلوا خلالا من العرمة فظلموا من دخلها من غير أهلها، وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى لها"

(1)

. ويظهر أن جرهمًا لم تعد تطاق لسوء تصرفها مع الناس فاضطرت قبائل أخرى للتدخل ورفع الظلم "فلما رأت بنو بكر ابن عبد مَنَاة بن كنانة، وغُبشان من خزاعة ذلك، أجمعوا لحربهم وإخراجهم من مكة. فآذنوا لهم بالحرب فاقتتلوا، فغلبتهم بنو بكر، وغُبشان فنفوهم من مكة"

(2)

.

وقال عمرو بن الحارث يذكر بكرًا وغُبشان وساكني مكة الذي خلفوا بعدهم:

كُنَّا أُناسًا كما كنتم فغيَّرنا

دَهرٌ فأنتم كمَا كنَّا تكونونا

(3)

ثم إن غُبشان من خزاعة وليت البيت دون بني بكر بن عبد مناة وكان الذي يليه منهم عمرو بن الحارث الغُبشاني، وقريش إذ ذاك حلول وصرم

(4)

وبيوتات متفرقون في قومهم من بني كنانة، فوليت خزاعة البيت يوارثون ذلك كابرًا عن كابر، حتى كان آخرهم حُليل بن حُبشيَّة بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي

(5)

.

وفي رواية أخرى: فلما خرج عمرو بن عامر مزيقياء من اليمن حين أحسوا (بسيل العرم) في ولده وقرابته ومن تبعه من الأزد، فساروا حتى انتهوا إلى (مكة) وأهلها يومئذ (جرهم) وهم ولاة البيت فنزلوا (بطن مُرّ) وسألوهم أن يأذنوا لهم في المقام معهم فقاتلتهم (جرهم) فنصرت (الأزد) عليهم فأجلوهم عن مكة ووليت

(1)

سيرة ابن هشام 1/ 113.

(2)

سيرة ابن هشام 1/ 114.

(3)

سيرة ابن هشام 1/ 116.

(4)

الصرم: الجماعات المتقطعة.

(5)

سيرة ابن هشام 1/ 117.

ص: 688

خزاعة البيت فلم يزالوا ولاته واشتدت شوكتهم وعظم سلطانهم حتى أحدثوا أحداثًا ونصبوا أصنامًا

(1)

.

ولقد وردت رواية الأزرقي في أخبار مكة حول وجود خزاعة في مكة، سأذكرها رغم تشابه المعلومات وذلك لتوضيح الصورة واستكمال المعلومات، فيقول: "وانخزعت خزاعة بمكة فأقام بها ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر وهو لحي، فولى أمر مكة وحجابة الكعبة، وقال حسان بن ثابت الأنصاري يذكر انخزاع خزاعة بمكة ومسير الأوس والخزرج إلى المدينة وغسان إلى الشام

(2)

.

فَلَمَّا هَبَطنَا بَطْنَ مَرٍّ تَخَزَعَتْ

خُزَاعَةُ مَنَّا في حُلُول كَراكرِ

(3)

حَموا كل وادٍ من تُهامة واحْتَموا

بصُم القنَا والمرهَفَاتَ البَواترِ

وكانَ لها المَرْبَاعُ في كلِ غَارةٍ

تُشن بنَجْدٍ والفجاج العَوابر

خُزاعَتُنَا أهْل اجتهاد وهجرةٍ

وَأنْصَارُنَا جَند النبي المُهَاجرِ

(4)

ويقول الأزرقي: فلما حازت خزاعة أمر مكة وصاروا أهلها جاءهم بنو إسماعيل وقد كانوا اعتزلوا حرب جرهم وخزاعة فلم يدخلوا في ذلك، فسألوهم السكن معهم وحولهم فأذنوا لهم، فلما رأى مضاض بن عمرو بن الحارث، وقد كان أصابه من الصبابة إلى مكة ما أحزنه، أرسل إلى خزاعة يستأذنها في الدخول عليهم والنزول معهم بمكة في جوارهم، ومت إليهم برأيه وتوديعه قومه عن القتال وسوء السيرة في الحرم واعتزاله الحرب، فأبت خزاعة أن تقررهم ونفتهم عن الحرم كله ولم يتركوهم ينزلون معهم، فقال عمرو بن لحي: وهو ربيعة بن حارثة بن

(1)

المعارف/ 640.

(2)

أخبار مكة 1/ 95.

(3)

ديوان حسان ص 264 هذا البيت في ديوان حسان. بطن مر: موضع. فالحلول: جمع حل من حل بالمكان، وذلك نزول القوم بمحلة نقيض الارتحال. والكراكر: الجماعات واحدتها كركرة. والكركرة الجماعة من الناس.

(4)

في حاشية أخبار مكة ص 95 ونسب صاحب التيجان بأن القصيدة إلى الشاعر عمرو بن أنيف الغساني.

وقال أيضًا بنفس الحاشية بأنها وردت في ياقوت إلى الشاعر عون بن أيوب الأنصاري الخزرجي. والقصيدة طويلة اخترت الأبيات المذكورة أعلاه لأنها تتعلق بقبيلة خزاعة.

ص: 689

عمرو بن عامر لقومه، من وجد منكم جرهميًا قد قارب الحرم، فدمه هدر، فنزعت إبل لمضاض بن عمرو بن الحارث بن مضاض بن عمرو الجرهمي من (قنونا) تريد مكة، فخرج في طلبها حتى وجد أثرها قد دخلت مكة، فمضى على الجبال من نحو أجياد حتى ظهر على جبل أبي قبيس يتبصو الإبل في بطن وادي مكة. فأبصر الإبل تُنحر، وتأكد بأنه لا سبيل إليها، فخاف إن هبط الوادي أن يقتل فولى منصرفًا إلى أهله وأنشأ يقول:

فكنا ولاة البيت من بعد نابت

نطوف بهذا البيت والخير ظاهر

فَأخْرَجنَا منها المليك بقدرةٍ

كذلك بين الناس تجرى المقادر

واحتازت خزاعة بحجابة الكعبة وولاية أمر مكة وفيهم بنو إسماعيل بن إبراهيم بمكة وما حولها لا ينازعهم أحد منهم في شيء من ذلك ولا يطلبونه، فتزوج لُحي وهو ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر، فهيرة بنت عمرو بن الحارث ابن مضاض بن عمرو الجرهمي ملك جرهم، فولدت له عَمْرًا، وهو عمرو بن لحي، وبلغ بمكة وفي العرب من الشرف ما لم يبلغ عربي قبله ولا بعده في الجاهلية، وهو الذي قسم جمين العرب في حطمة حطموها عشرة آلاف ناقة، وكان أول من أطعم الحاج سدايف الإبل ولحمانها على الثريد، وعم فى تلك السنة جميع حاج العرب بثلاثة أثواب من برود اليمن، وكان قد ذهب شرفه في العرب كل مذهب. وكان قوله فيهم دينًا متبعًا لا يخالف، وهو الذى نصب الأصنام حول الكعبة، وهو أول من غير الحنيفية دين إبراهيم وكان أمره بمكة مطاعًا لا يُعصَى

(1)

.

وكان بمكة شاعر من جرهم على دين إبراهيم فقال يناشد عمرو بن لُحي:

يا عمرو لا تظلم بمكة

إنها بلد حرام

سائل بعاد أين هم

وكذاك تحترم الأنام

وبنو العماليق الذين

لهم بها كان السوام

(2)

(1)

أخبار مكة 1/ 100، 101.

(2)

أخبار مكة 1/ 101.

ص: 690

ويقول الأزرقي عن خزاعة بمكة:

وكانوا هم حجابه، وخزانه، والقوام به، وولاة الحكم بمكة وهو عامر لم يخرب فيه خراب ولم تبن خزاعة فيه شيئًا بعد جرهم، ولم تسرق منه شيئًا علمناه، ولا سمعنا به وترافدوا على تعظيمه، والذب عنه، وقال في ذلك عمرو ابن الحارث بن عمرو الغبشاني:

نحن وليناه فلم نغشه

وابن مضاض قايم يهشه

ياخذ ما يُهدى له يفشه

نترك مال اللَّه ما نمشه

(1)

‌زواج قصي من خزاعة - وولايته البيت

كان قُصي -جد النبي صلى الله عليه وسلم مع أمه في أخواله "عُذرة من قُضاعة" وقد بلغ، فَعَيَّره رجلا من قُضاعة قائلا: ألا تلحق بنسبك وقومك فإنك لست منا، فرجع قصي إلى أمه وقد وجد في نفسه مما قاله القُضاعي فسألها عما قال له فقالت: واللَّه أنت يا بني خير منه وأكرم، أنت ابن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (قريش) بن مالك بن النضر بن كنانة، وقومك عند البيت الحرام وما حوله، فاجمع قُصي للخروج إلى قومه واللحاق بهم وكره الغربة في أرض تُضاعة، فقالت له أمه: يا بني لا تعجل بالخروج حتى يدخل عليك الشهر الحرام فتخرج في حاج العرب فإني أخشى عليك، فأقام قُصي حتى دخل الشهر الحرام، وخرج في حاج قُضاعة حتى قدم مكة فلما فرغ من الحج أقام بها وكان قُصي رجلا جلبدًا حارمًا بارعًا فخطب إلى حُليل بن حُبشية بن سلول الخُزاعي ابنته حبى، فعرف حليل نسبه فزوجه حبى، وحليل يومئذ يلي الكعبة وأمر مكة، فأقام قُصي معه حتى ولدت حبى لقُصي؛ عبد الدار، وهو أكبر ولده، وعبد منات، وعبد العُزَّى، وعبد بن قُصي. فكان حليل يفتح البيت، فإذا اعتل أعطى ابنته حبى المفتاح فتفتحه، فإذا اعتلت أعطت المفتاح زوجها قُصيا أو بعض ولدها فيفتحه، وكان قُصي يعمل في حيازته إليه وقطع ذكر خُزاعة عنه

(2)

.

فلما حضرت حليلا الوفاة نظر إلى قُصي وإلى ما انتشر له من الولد من ابنته فرأى أن يجعلها في ولد ابنته فدعا قُصيًا فجعل له ولاية البيت وأسلم إليه

(1)

أخبار مكة 1/ 102.

(2)

أخبار مكة 1/ 104، 105.

ص: 691

المفتاح وكان يكون عند حبى فلما هلك حليل أبت خُزاعة أن تدعه وذاك، وأخذوا المفتاح من حبى فمشى قُصي إلى رجال من قومه من قريش وبني كنانة ودعاهم إلى أن يقوموا معه في ذلك وأن ينصروه، ويعضدوه فأجابوه إلى نصره وأرسل قُصي إلى أخيه رزاح بن ربيعة وهو ببلاد قومه من قُضاعة يدعوه إلى نصره ويعلمه ما حالت خُزاعة بينه وبين ولاية البيت ويسأله الخروج إليه بمن أجابه من قومه فقام رزاح في قومه فأجابوه إلى ذلك فخرج رزاح بن ربيعة ومعه إخوته من أبيه حسن، ومحمود، وجلهمة، وبنو ربيعة بن حرام فيمن تبعهم من قُضاعة في حاج العرب مجتمعين لنصر قُصي والقيام معه، فلما اجتمع الناس بمكة خرجوا إلى الحج فوقفوا بعرفة وبجمع

(1)

، ونزلوا منى، وقُصي مجمع على ما أجمع عليه من قتالهم بمن معه من قريش؛ وبني كنانة، ومن قدم عليه مع أخيه رزاح من قُضاعة، فلما كان أخر أيام منى أرسلت قُضاعة إلى خُزاعة يسألونهم أن يسلموا إلى قُصي ما جعل له حُليل، وعظموا عليهم القتال في الحرم وحذروهم الظالم والبغي بمكة وذكروهم ما كانت فيه جرهم وما صارت إليه حين ألحدوا فيه بالظلم والبغي، فأبت خُزاعة أن تسلم ذلك فاقتتلوا بمفضى مأزمي منى. قال: فسمي ذلك المكان المفجر

(2)

لما فجر فيه وسفك من الدماء وانتهك من حرمته فاقتتلوا قتالا شديدًا حتى كثرت القتلى في الفريقين جميعًا وفشت فيهم الجراحات، وحاج العرب جميعًا من مُضَر واليمن مستكفون ينظرون إلى قتالهم، ثم تداعوا إلى الصلح ودخلت قبائل العرب بينهم وعظموا على الفريقين سفك الدماء والفجور فى الحرم فاصطلحوا على أن يحكموا بينهم رجلا من العرب فيما اختلفوا فيه فحكموا يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن الليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وكان رجلا شريفًا فقال لهم: موعدكم فناء الكعبة غدًا فاجتمع إليه الناس وعدوا القتلى فكانت في خُزاعة أكثر منها في قريش وقُضاعة وكنانة وليس كل بني كنانة قاتل مع قُصي، إنما كانت مع قريش من بني كنانة قبائل يسيرة، واعتزلت عنها بكر بن عبد مناة قاطبة، فلما اجتمع الناس بفناء الكعبة قام يعمر بن عوف فقال: ألا إني قد

(1)

عرفة: أرض مستوية تبلغ ميلين طولا في مثلها عرضًا وحدها من الجبل المشرف على بطن عرفة إلى جبالها إلى قصوري آل مالك. وجمع: هي المزدلفة سميت بذلك لاجتماع الناس بها، وحدها بين بطن محسر والمأذمين.

(2)

المفجر: مكان خلف الجبل المقابل لثبير.

ص: 692

شدخت ما كان بينكم من دم تحت قدمي هاتين فلا تباعة لاحد على أحد في دم وإني قد حكمت لقُصي بحجابة الكعبة وولاية أمر مكة دون خُزاعة لما جعل له حُليل وأن يخلي بينه وبين ذلك وأن لا تخرج خُزاعة عن مساكنها من مكة

(1)

. وهذه الرواية مع غيرها من الروايات المماثلة لها والتي ذكرت، تثبت بأن قصة "أبو غبشان" وزق الخمر غير صحيحة وباطلة، فخُزاعة تخلت عن ولاية البيت بالقوة كما تقول الروايات.

وفي رواية هامة عن الحالة التي كانت بين خُزاعة وقريش، قال البيهقي: لما صار مفتاح البيت إلى قُصي بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ابن مالك بن النضر، ووقعت الحرب بين خُزاعة وبين فِهْر فأخرجتهم بنو فهر (قريش) من مكة، وصار لهم المفتاح والسلطنة إلا أن خُزاعة لم تَدِن بسلطتهم ولا سائر كنانة، ولم ينقَدْ بعض رؤسائهم إلى بعض فاتفقوا على الرياسة بأشطارها المعلومة عندهم وهي ستة:

الأولى: السِّدانة، وهي ولاية مفتاح الكعبة.

الثانية: الرفادة، وهي الطعام الذي يُصنع في الموسم لفقراء الحجاج.

الثالثة: السقاية، وهي حياض من أدم كانت على عهد قريش نوضع بفناء الكعبة ويشرب الحجاج منها.

الرابعة: دار النَّدوة، كانوا يجتمعون فيها للمشاورة.

الخامسة: اللواء.

السادسة: إمارة الجيوش والكتائب.

وأعلى هذه من جهة الدين الكعبة، ومن جهة الدنيا الإمارة وكان قُصي قد جمعها كلها.

وقيل في قريش:

أبوكُمْ قُصَيٌّ كانَ يُدْعَى مُجَمِّعًا

به جَمَّعَ اللَّهُ القبائل من فِهْرِ

(1)

أخبار مكة 1/ 106، 107.

ص: 693

وقال البيهقي: إن العرب أرَّخت بموت جده كعب بن لؤي لعظمته عندها ثم أرخت باجتماعها لقصيِّ وأخذه مفتاح الكعبة.

وهنا تظهر رجاحة عقل قُصي عندما رأى أن العرب طالت مع خُزاعة، وأن الوسطاء لم يفلحوا في حل الخلاف بينهما بل زادوها تعقيدًا، فكانت وجهة نظره أن يباشر بنفسه بحل خلافه مع خُزاعة، وحول هذا الموضوع الهام قال البيهقي: وكان قصيِّ معدودًا في السَّلطنة، ولما كثرت الحروب بين قريش وخُزاعة، وكانت الرسل تتردد بين الفريقين فلا يؤدي من الكلام ما يقضي بانفصال العرب، فقال لقومه: لقد طال الخطب بيننا وبين هؤلاء القوم، وسببه أن الرسل الذين تتردد بيننا تقصر في الكلام، فيطول أمد العرب.

فقالوا: فما الرأي؟

قال: أن أكون المتكلم معهم.

قالوا: وكيف ذلك؟

قال: نرسل إلى إخواننا من قبائل كنانة ويدخلون بيننا، وأكون أنا المتكلم والحيَّان متقابلان.

وهنا كان الحكم الفصل في اجتماع حاشد بين خُزاعة وقريش، وجاه على رأس وفد كنانة يعمر بن عامر الليثي، وإليك الرواية كما وردت. وحضرت كنانة وأميرها الشَّدَّاخ الشاعر البطل، وحضرت خُزاعة، وحضرت قريش، وتقابلوا على هيئة العرب، فبرز قصيٌّ على فرسه وقال: يا معشر خُزاعة، لما كان لكم مفتاح البيت والمُلك علينا، أنازعناكم في شيء من ذلك؟

قالوا: لا.

قال: فلما أعاد اللَّه لنا بيت آبائنا، لم حسدتمونا فيه وجعلتم تقاتلونا عليه؟ وايم اللَّه، لو قاتلنا عليه ولم نكن نأخذه بحق، لكنا في ذلك معذورين، فإن طلب الوراثة في الرياسة بالسيف مكرمة، وقد علمتم أنا لا نخليه أبدًا!

وهؤلاء إخواننا بنو كنانة معنا لا معكم، وأنتم غرباء بعداء من اليمانية في أرض المعدية، فإن جنحتم إلى السلم وطلبتم القرار في مهاد العافية، فأقيموا ما

ص: 694

شئتم في بطن مَرِّ ولكم رياستكم، ونحن لا نؤمر عليكم ولا نعترضكم، ولسنا طالبي مُلك، ولا حاجة لنا في غير هذا البيت وجواره، فإن انقدتم إلى ما قلته انقدنا إلى حسن جواركم وشدخت هذه الدماء التي بيننا وان أبيتم فالسيوف لها الحكم، والنصر من السماء، وللأمور دلائل، وللإقبال علامات، والشقيُّ من عاند السَّعد عند إقباله!

قال: فامتلأت أسماع خزاعة بهذا الكلام، وعلم عقلاؤهم أنه الحق، فقالوا: ومن يَشْدخ هذه الدماء، ويضمن ما سلف منها ألا يطالب أحد به، وما يستقبل ألا يُراق هدرًا؟

فقال قُصيٌّ: يتولى ذلك شد بني كنانة يَعْمَر بن عامر الليثيُّ وهو شَدَّاخُها، فسمي من ذلك الحين بالشَّدَّاخ وعقدوا الإيمان على ذلك، وقر كل أحد في مكانه

(1)

. ولقب بالشَّدَّاخ لأنه شَدَخ من قريش وخُزاعة الدماء التي كانت بسبب حروبهم على البيت أي هدرها، وتمم الصلح

(2)

.

وكلام قُصي لخُزاعة: "أنتم غُرباء بُعداء من اليمانية في أرض المعدية" هذا يقطع الشك باليقين حول نسب خزاعة بأنها يمانية.

وهناك روايات متعددة الوجوه مختلفة المضمون، وضعيفة أريد بها التشويه منها أن قصيّا خدع أبا غبشان بأن أسكره بالطائف وأخذ منه مفاتيح الكعبة بزق خمر

(3)

؟ ولقد أوردت الروايات الأقرب للحقيقة والواقع.

وفي زمن ولاية خُزاعة للبيت ذُكر أن وادي مكة سأل فى الجاهلية سيلا عظيمًا، وأن السيل هجم على أهل مكة فدخل المسجد الحرام، وأحاط بالكعبة، ورمى بالشجر بأسفل مكة، وجاء برجل وامرأة ميتين، فعرفت المرأة كانت تقيم بأعلى مكة، ويقال لها فارة، وإنها امرأة من بني بكر، ولم يعرف الرجل، فبنت خُزاعة حول البيت بناء أداروه عليه، وأدخلوا الحجر فيه ليحصنوا البيت من السيل

(1)

نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب 1/ 323.

(2)

نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب 1/ 378.

(3)

ثمار القلوب 1/ 243، 244، مجمع الأمثال للميداني 1/ 216.

ص: 695

فلم يزل ذلك البناء على حاله حتى بنت قريش الكعبة فسمي ذلك السيل (سيل فارة)

(1)

.

‌ديانة خزاعة في الجاهلية

فكان أول من غير دين إسماعيل عليه السلام، ونصب الأوثان، وسيب السائبة، ووصل الوصيلة، وبحَّر

(2)

البحيرة، وحمى الحامية

(3)

، عمر بن ربيعة، وهو لُحيُّ بن حارثة بن عمرو بن عامر الأزدي، وهو أبو خزاعة.

وكانت أم عمرو بن لُحيُّ فُهيرةُ بنت عمرو بن الحارث، ويقال: قمعة بنت مُضاض الجرهمي.

وكان الحارث هو الذي يلي أمر الكعبة، فلما بلغ عمرو بن لُحَيَّ نازعه في الولاية وقاتل جُرهمًا ببني إسماعيل، فظفر بهم وأجلاهم عن الكعبة، ونفاهم من بلاد مكة، وتولى حجابة البيت.

ثم إنه مرض مرضًا شديدًا، فقيل له: إن بالبلقاء من الشام حَمَّةٌ إن أتيتها تبرأت، فأتاها فاستحم بها، فبرأ، ووجد أهلها يعبدون الأصنام، فقال ما هذه؟ فقالوا: نستقي بها المطر، ونستنصر بها على العدو، فسألهم أن يعطوه منها، ففعلوا، فقدم بها مكة ونصبها حول الكعبة

(4)

. وإن الأصنام التي أحضرها عمرو ابن لُحَيَّ هي خمسة أصنام "ود - سواع - يغوث - يعوق - نسر"

(5)

.

وقام بتوزيعها بعد أن وصلت بسلام وأجابت عمرو بن لُحَيَّ مُضر بن نزار، فدفع إلى رجل من هُذيل يقال له الحارث بن تميم بن سعد بن هُذيل بن مدركة بن

(1)

أخبار مكة 1/ 166 - تحيط بمكة جبال صخرية شاهقة قلما ينفذ الماء اليها، أو تقوى على إمساكها، فإذا هطلت الأمطار بشدة انحدرت المياه إلى الوديان بسرعة فكونت منها سيولا تنساب في أزقتها وشوارعها ولكثر ما تأتي هذه السيول من جهة الأبطح وتنحدر من منى، ومن الجبال القائمة في جهة العدل في طريق الطائف.

(2)

بحر: فمعناه شق الأذن للناقة تنجب خمسة أبطن - وسيأتي شرح ذلك فيما بعد.

(3)

الحامية: الحامي: فحل الإبل فلا يركب ولا يحمل عليه ولا يمنع من ماء ولا مرعى.

(4)

كتاب الأصنام/ 8/ انظر السيرة النبوية 1/ 76، 77.

(5)

كتاب الأصنام/ 27.

ص: 696

إلياس بن مضر (سُواعًا) بأرض يقال له رُهاط من بطن نخلة يعبده من يليه من مضر، فقال رجل في العرب:

تَرَاهُمْ حَول قَيْلِهِم عُكوفًا

كما عَكَفَتْ هُذيلُ على سُواعِ

وأجابته مُذحج، فدفع إلى أنعم بن عمرو المرادي (يغوث) وكان بأكمة اليمن، يقال لها: مذحج تعبده مذحج ومن والاها.

وأجابته همدان: فدفع إلى مالك بن مرثد بن جُشم بن حاشد بن خبران بن نوف بن همدان (يعوق) فكان بقرية يقال لها: خيوان، تعبده همدان ومن والاها من أرض اليمن.

واجابته حِمْيَر: فدفع إلى رجل من ذي رعين يقال له: معد يكرب (نسرًا) فكان بموضع من أرض سبأ يقال له: بلخع، تعبده حمير ومن والاها

(1)

.

فلما صنع هذا عمرو بن لُحَيَّ دانت العرب للأصنام وعبدوها واتخذوها

(2)

. فكان أقدمها كلها "مَنَاة" وقد كانت العرب تُسمي "عبد مناة" و"زيدة مناة" وكان منصوبًا على ساحل البحر من ناحية المُشلَّل بُقديد بين المدينة ومكة، ومناة هذه كانت لهُذَيْل وخُزاعة، وكانت قريش وجميع العرب تعظمه

(3)

.

وكان لها منحرٌ ينحرون فيه هداياهم يقال له الغَبْغَبُ، وفيه يقول الشاعر قيس بن الحُدادية الخزاعي:

تَلَيْنَا ببَيتِ اللَّه أوّلَ حَلْفَةٍ

وإلا فأنصاب يَسُرْنَ بغَبْغَبِ

وكانت قريش تخصها بالإعظام

(4)

.

‌إساف ونائلة:

حدَّث الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن إسافًا ونائلة "رجل من جرهم يقال له إساف بن يَعْلى، ونائلة بنت زيد من جُرهم" وكان يتعشقها في

(1)

كتاب الأصنام/ 57.

(2)

كتاب الأصنام/ 13.

(3)

كتاب الأصنام/ 14.

(4)

كتاب الأصنام/ 20، 21.

ص: 697

أرض اليمن، فأقبلا حُجَّاجَّا، فدخلا الكعبة، فوجدا غفلة من الناس وخلوة في البيت ففجر بها في البيت، فمسخا، فأصبحوا فوجدوهما مسخين، فأخرجوهما فوضعوهما، فعبدتهما خُزاعةُ وقُريش ومن حجَّ البيت بعد من العرب

(1)

.

بالإضافة إلى عبادة الأصنام في الجاهلية عند قبائل العرب ومنها قبيلة خزاعة فكانت بنو مليح من خزاعة، وهم رهط طلحة الطلحات يعبدون الجن

(2)

.

فلم تزل هذه الأصنام تعبد حتى بعث اللَّه النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بهدمها

(3)

وانطوت صفحة من الضياع في تاريخهم.

‌رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم

-:

عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: رفعت لي النار فرأيت عَمْرًا رجلا قصيرًا أحمر أزرق يجر قصبه في النار. قلت: من هذا؟ قيل: هذا عمرو بن لُحَيَّ، أول من بحر البحيرة، ووصل الوصيلة، وسيب السائبة، وحمى الحامي، وغير دين إبراهيم، ودعا العرب إلى عبادة الأوثان.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: أشبه بنيه به قَطَنُ بن عبد العُزَّى. فوثب قَطَنٌ فقال: يا رسول اللَّه أيضرني شبهه شيئًا؟ قال: لا أنت مسلم وهو كافر

(4)

.

ولقد جاءت روايات تاريخية كثيرة حول عمرو بن لُحُيَّ وديانته، ولقد ذكر في نشوة الطرب

(5)

"وكان عمرو بن لُحَيِّ حي غلبت خُزاعة على الحرم قد جعلته ربًا لا يبتدع بدعة إلا اتخذوها شريعة وربما كان ينحر في الموسم عشرة آلاف بدنة

(6)

، ويكسو عشرة آلاف ثوب، وكان يلت السويق

(7)

على صخرة اللات

(8)

،

(1)

كتاب الأصنام/ 9.

(2)

كتاب الأصنام/ 34.

(3)

كتاب الأصنام/ 57، 58.

(4)

كتاب الأصنام/ 58.

(5)

نشوة الطرب 1/ 212.

(6)

البدنة من الإبل والبقر كالأضحية من الغنم تهدى إلى مكة.

(7)

السويق: طعام يتخذ من مدقوق الحنطة والشعير.

(8)

اللات: ربة وثنية عبدت في بعض أنحاء جزيرة العرب في الجاهلية وقد مثلت بعدة أشكال منها الشكل الذى ذكره ابن الكلبي وهو الصخرة المربعة البيضاء وكانت في الطائف.

ص: 698

ثم أمرهم بعبادتها وأن يبنوا عليها بيتًا سموه اللات، ويقال: دام أمره وأمر ولده على هذا ثلاثمائة سنة".

وذكر الأزرقي في أخبار مكة

(1)

"أن عمرو بن لُحَيِّ فقأ أعين عشرين بعيرًا، وكانوا من بلغت إبله ألفًا فقأ عين بعير"، وفيهم قيل:

وكان شُكْرُ القومِ عند المِنَنِ

كَيَّ الصَّحيحاتِ وَفَقْء الأعْيُنِ

وكانت التلبية في عهد إبراهيم عليه السلام: اللهم لبيك لا شريك لك، حتى كان عمرو بن لُحَيِّ، فبينما هو يلبي إذ تمثل له الشيطان في صورة شيخ يلبي معه فقال عمرو: لبيك لا شريك لك

(2)

، فقال الشيخ: إلا شريكًا هو لك! فأنكر ذلك عمرو، فقال الشيخ: تملكه وما ملك؛ فإنه لا بأس بهذا! فقالها عمرو ودانت بها العرب

(3)

.

‌الإفاضة في الجاهلية

جعل حُبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة في الجاهلية، إلى صوفة - وصوفة رجل يقال له أخزم بن العاص بن عمرو بن مازن بن الأسد، وكان أخزم قد تصدق بابن له على الكعبة يخدمها، فجعل إليه حبشية الإفاضة بالناس على الموقف، وحُبشية يومئذ يلي حجابة الكعبة، وأمر مكة يصطف الناس على الموقف فيقول حبشية: أجيزي صوفة. فيقول الصوفي: أجيزوا أيها الناس فيجوزون

(4)

.

وجاء في جمهرة النسب لابن الكلبي: عن صوفه ونسبها:

وولد حميس بن أد: حربًا، كانوا مع أبرهة الأشرم فهلكوا يوم الفيل، ونجا منهم ستون رجلا، وهم في بني عبد اللَّه بن دارم، وأمهم الخثناء بنت وبرة أخت كلب، وبقي عددهم محدودًا دون زيادة.

(1)

أخبار مكة 1/ 100.

(2)

في الروض الأنف 1/ 357 لبيك لا شريك لك لبيك.

(3)

نشوة الطرب 1/ 212، 213.

(4)

أخبار مكة/ 186/ ويقال إن امرأة من جرم تزوجها أخزم بن العاص بن عمرو بن مازن بن الأسد، وكانت عاقرًا فنذرت إن ولدت غلامًا أن تصدق به على الكعبة عبدًا لها يخدم ويقوم عليها، فولدت من أخزم (الغوث) فتصدقت به عليها فكان يخدمها (أخبار مكة) / 187.

ص: 699

وصوفة بن مر؛ منهم: شرحبيل بن حسنة وهم حلفاء في جمع، فهم ينسبون وليس لهم بقية وكان لهم عز وشرف.

وحكى عن ابن الحربود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هل بقي أحد من صوفة يدفع بالناس" فقالوا: لا، إلا امرأة.

فقال: "لا ينبغي لامرأة أن تدفع بالناس"

(1)

.

وزيادة في الإيضاح حول صوفة ذكر ابن الكلبي ما يلي:

والغوث بن مر، وهو الربيط، وهو صوفة، كانت أمه نذرت، وكان لا يعيش لها ولد، لئن عاش لتربطن برأسه صوفة ولتجعلنه ربيط الكعبة، ففعلت، وجعلته خادمًا للبيت حتى بلغ، ثم نزعته، فسمِّي الربيط

(2)

.

وأما الغوث بن مر فهم الذين كانوا يجيزون بالحاج حتى فنوا ودرجوا فتحول ذلك إلى كرب بن صفوان، وله يقول أوس بن مغراء:

ولا يريمون في التعريف موقفهم

حتى يقال أجيزوا آل صفوانا

(3)

وجاء في جمهرة أنساب العرب: "وبطون صغار إخوة لتميم بن مر، ليسوا قبائل وهم ضاعنة، والشعيراء، وصوفة، ومحارب بنو من بن أد"

(4)

.

‌البحيرة، والسائبة، والوصيلة، والحامي

(5)

هذه الكلمات وردت بحق عمرو بن لُحي الخُزاعي من حديث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون الخُزاعي: "يا أكثم، رأيت عمرو بن لُحي بن قمعة بن خندف يجر قُصْبَه في النار فما رأيت رجلا أشبه منك به ولا بك منه": فقال أكثم: عسى أن يضرني شبهه يا رسول اللَّه؟ قال: "لا، إنك مؤمن وهو كافر، إنه أول من غير دين إسماعيل،

(1)

جمهرة النسب لابن الكلبي 302.

(2)

جمهرة النسب/ 189.

(3)

جمهرة النسب/ 190.

(4)

جمهرة أنساب العرب ص 206 - 480 - وهناك من توهم بأن صوفة قبيلة. وذكر عارف العارف أن الصوفة مع قبيلة الترابين من خزاعة، واللَّه أعلم.

(5)

سيرة ابن هشام 1/ 89، وانظر أسد الغابة 1/ 133.

ص: 700

فنصب الأوثان، وبحَّر البحيرة، وسيَّب السائبة ووصل الوصيلة، وحمى الحامي". وإن هذه الكلمات تحتاج إلى توضيح لأنها قد تبدو غريبة على القارئ، ولقد جاء هذا التوضيح في السيرة النبوية على النحو الآتي:

قال ابن إسحاق: فأما البحيرة فهي بنت السائبة، والسائبة: الناقة إذا تابعت بين عشر إناث ليس بينهن ذكر، سيبت فلم يركب ظهرها، ولم يجز وبرها ولم يشرب لبنها إلا ضيف؛ فما نُتجت بعد ذلك من أنثى شقت أذنها، ثم خلى سبيلها مع أمها فلم يركب ظهرها، ولم يجز وبرها، ولم يشرب لبنها إلا ضيف كما فعل بأمها، فهي البحيرة بنت السائبة.

والوصيلة الشاة إذا أتأمت

(1)

عشر إناث متتابعات في خمسة أبطن، ليس بينهن ذكر، جعلت وصيلة.

قالوا: قد وصلت، فكان ما ولدت بعد ذلك للذكور منهم دون إناثهم، إلا أن يموت منها شيء فيشركوا في أكله ذكورهم وإناثهم.

قال ابن هشام: ويروى: فكان ما ولدت بعد ذلك لذكور بنيهم دون بناتهم.

قال ابن إسحاق: والحامي: الفَحْلِ إذا نتج له عشر إناث متتابعات ليس بينهن ذكر، حمي ظهره فلم يركب، ولم يجز وبره، وخلي في إبله يضرب فيها، لا ينتفع منه بغير ذلك.

قال ابن هشام: وهذا كله عند العرب على غير هذا إلا الحامي، فإنه عندهم على ما قال ابن إسحاق. فالبحيرة عندهم: الناقة تشق أذنها فلا يركب ظهرها، ولا يجز وبرها، ولا يشرب لبنها إلا ضيف، أو يتصدق به وتهمل لآلهتهم.

والسائبة: التي ينذر الرجل أن يسيبها إن برئ من مرضه، أو إن أصاب أمرًا يطلبه، فإذا كان أساب ناقة من إبله أو جملا لبعض آلهتهم فسابت فرعت لا ينتفع بها.

(1)

أتأمت: جاءت باثنين في بطن واحد.

ص: 701

والوصيلة: التي تلد أمها اثنين في كل بطن، فيجعل صاحبها لآلهته الإناث منها، ولنفسه الذكور منها، فتلدها أمها ومعها ذكر في بطن، فيقولون: وصلت أخاها، فيسيب أخوها معها فلا ينتفع به

(1)

.

قال ابن إسحاق: فلما بعث اللَّه تبارك وتعالى رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم أنزل عليه {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (103)} [المائدة].

ونزلت عدة آيات بهذا الموضوع، وهذا يعتبر من العادات السيئة في الجاهلية وهي من الترهات الباطلة التي رفضها الإسلام.

ولما أكثر عمرو بن لحي من نصب الأصنام حول الكعبة وغلب على العرب عبادتها، وأنمحت الحنيفية منهم إلا لمعًا، قال في ذلك الشاعر شحنة بن خلف الجرهمي:

يا عمرو؛ إنكَ قَدْ أحْدَثْتَ آلهَةً

شَتى بمكة حَولَ البيتِ أنْصَابًا

وَكانَ للبيت رَبٌّ واحدٌ أَبَدًا

فَقَدْ جَعَلتَ له في الناس أرْبَابًا

لِتَعْرِفنَّ بأنَّ اللَّه في مَهَلٍ

سَيْصطَفي دُونكم للْبَيتِ حُجَّابَا

وقيل: إن عمرو بن لحي هو من المعمرين لأنه عاش ثلاثمائة سنة وخمسًا وأربعين سنة

(2)

.

وإذا قيس ذلك العمر بالنسبة لعمر الإنسان من أول السنة الميلادية أو من أول السنة الهجرية إلى الآن، فإن ذلك التقدير مبالغ فيه جدًا.

‌رجال خزاعة وبطونها في الاشتقاق اللغوي

والاشتقاق هو أخذ كلمة من كلمة أو أكثر مع تناسب بينهما في اللفظ والمعنى وقد عرف كتاب الاشتقاق لابن دريد، كما سماه الأزهري في مقدمة التهذيب "كتاب اشتقاق الأسماء" وياقوت الحموي قال عنه "كتاب اشتقاق القبائل" وابن دريد يقول في مقدمة كتابه: "فشرحنا في كتابنا هذا أسماء القبائل والعمائر

(1)

سيرة ابن هشام 1/ 90.

(2)

مروج الذهب 2/ 62، 63، 64.

ص: 702

وأفخاذها وبطونها، وتجاوزنا ذلك إلى أسماء ساداتها وثنياتها، وشعرائها وفرسانها، وجراري الجيوش من رؤسائهم، ومن ارتضت بحكمه فيما شجر بينها، وانقادت لأمره في تدبير حروبها ومكايدة أعدائها".

وحين سئل العتبي: ما بال العرب سمَّت أبناءها بالأسماء المستشنعة وسمت عبيدها بالأسماء المستحسنة؟

فقال: لأنها سمت أبناءها لأعدائها، وسمت عبيدها لأنفسها.

ورأى ابن دريد تدفعه الغيرة العربية أن يرد على الشعوبية ونحوهم بعض مطاعنهم على العرب، وأن يبين لهؤلاء القوم مذهب العرب في هذه التسمية مبينًا أسبابها وعلاتها معرجا في ذلك على الاشتقاق، وبذلك أفاد ابن دريد الأجيال العربية فائدة مركبة، في اللغة والتاريخ بأن حفظ لنا أنساب القبائل واجتهد في الاشتقاق اللغوي وربما حدث بعده الجدل في نقده وإنما ترك لنا أثرًا طيبًا، منه ننهل الفائدة والمتعة والمعرفة.

ولد حارثة بن عمرو

(1)

بن عامر؛ رَبيعَة وهو لُحَيُّ.

فولد ربيعة: عمرًا، وهو أبو خُزاعة، وهو أول من بَحَّر البحيرة، وسيب السائبة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي.

واشتقاق (خُزاعة) من قولهم: اتخَزَعَ القوم عن القوم، إذا انقطعوا عنهم وفارقوهم؛ وذلك أنهم انخزعوا عن جماعة الأسد

(2)

أيام سيل العرم لما أن صاروا إلى الحجاز فافترقوا بالحجار فصار قوم إلى عُمان، وآخرون إلى الشام.

قال حسَّان:

فلما قَطْعنا بطنَ مَرٍّ تَخزَّعتْ

خُزاعةَ منافي جُموعٍ كَرَاكرِ

ومن بني عمرو بن لُحيّ تفرقت خُزاعة.

ومن قبائل بني عمرو: كعب، ومُليحَ، وسَعد.

(1)

هو حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر.

(2)

الأزد - في نسب معد/ نهاية الأرب 244.

ص: 703

ومنهم: بنو سَلُول بن عمرو. و (سَلُول): فعول إما من السلة وهي السرقة، وإما من قولهم: سللت الشيء من الشيء، أسله سلا، ويقولون: في بني فلان سَلَّة وفتك، أي سرقة. وسليل الرجل: ولده، وهو السُّلالة أيضًا. والسالُّ: سيل ماء دقيق. والجمع سُلَّانُ. والأسل: الرِّماح، شبهت بنبات الأسل المعروف في الآجام.

ومنهم: بنو حُبْشيَّة بن كعب. و (الحُبشَّية) ضربٌ من النمل الكبار.

ومنهم: بنو الحِزمِر، و (الحِزمرُ) اشتقاقه من الحزمرة، وهي الضيق

(1)

.

ومنهم: بنو حُلَيْل. و (حُليل) إمَّا من تصغير حَلِّ، أو تصغير أحَلّ، وهو المسترخي العصب من القوائم في الدواب، فرسُ أحَلّ، والحلّة: القوم المجتمعون في مَحَلّتهم، والحلالُ جمع. والحَلال: ضدُّ الحرام. والحُلُّ: ضد الحرم. والحِلّ: ضد الحِرْم. وأحَلَّ المحْرِم إحلالا، وحلَّ بالمكان حُلولا، وحلَّ الدَّيْن مَحَلا، وحللت العَقْد حلا.

ومنهم بنو ضاطِر. و (الضَّاطر) أشتقاقه من قوم ضَياطِر، وهو الضَّخم الذي لا منفعة فيه ولا غناء، والجمع ضَياطر وضياطرون.

وكان حُلَيلُ سادن الكعبة، فزوَّج ابنته حُبَّى بقُصيِّ بن كلاب، وأوصى عليها وأعطاها مفتاح الكعبة، فأعطته زوجها قُصَيّا، فتحولت الحِجابة من خُزاعة إليهم.

ومنهم: بنو قُمير و (قُمير) تصغير قَمَر، قال الشاعر

(2)

:

وَقُميرُ بدا ابنَ خَمسٍ وعِشْرِينَ

لهُ قالت الفتاتان قُوما

(3)

فمن بني قُمير: الحجّاج بن عامر بن أقرَم، شَرِيف.

و (أقْرَمُ) أفعلُ إما من قولهم: قَرَمت الشيء، أي قطعتُه، أو من البصير المُقْرَم، وهو الفَحل، أو البعير المقروم، وهو الذي تُجَلف جلدةٌ من خَطْمه فيقع عليها الخطامُ ليَذِلْ، والفصيل القارم: الذي يتناول الباقل بعد رضَاعه، يقرمه

(1)

الاشتقاق/ 468.

(2)

هو عمر بن أبي ربيعة.

(3)

أي قم لئلا يراك الناس ويفضحك القمر.

ص: 704

ويأكله، والقُرَامة: كلُّ شيء قرمتَه بفيك فألقيته، وقرمَ إلى اللَّحم قَرْما إذ اشتهاه، والاسم القَرم، والمِقرمة: إزار يُطرح على الفراش، نحو المِحْلسَ وما أشبهه

(1)

.

ومنهم: حلحلة بن عمرو بن كُليب، شريفُ، من ولده: قَبيصة بن ذُؤيب، كان على خاتم عبد الملك بن مَرْوان.

ومنهم: مالك بن الهيثم، أحد نقباء بني العباس.

ومن بني ضاطر: حَفْص بن هاجر بن عبد مناف الشاعر.

ومنهم: قُرّة بن إياس، كان شريفًا.

ومنهم: طلحة بن عُبيد اللَّه بن كريْز كان شريفًا فاضلا.

ومنهم: قيس بن عمرو بن مُنْقِذ الشاعر، الذي يقال: ابن الحُداديَّة جاهليُّ وبنو حُداد من بني كنانة.

ومنهم: المحترش، وهو أبو غُبْشان

(2)

الذي يزعمُون أنه باع البيت من قُصيِّ، وله حديث، و (المُحترش): مفتعل من الحَرْش. و (غُبْشان): فُعلان من الغبش، والغَبَش: باقي ظُلمة اللَّيل، والجمع أغباش.

ومنهم: طارق بن تَلهيَة بن يَعْمرَ.

و (طارقَ): فاعل من طرقُته أطرُقه ليلا. والطَّرْق أيضًا: فعل الكاهنة تَطرقُ الحصي. والطَّرق أيضًا: طرقُ الصوف وغيره بالمطرقة، وجئتك طُرقةً أو طُرقتين، أي مرّة أو مرتين، والطارق: نَجْم

(3)

.

وقولهم: "نحن بنات طارق"

(4)

.

أي بنات الواضح والمكشوف. والناقة طَروقة الفحل، إذا بلغت أن يطرقها الفحل، وجاء القومُ مَطارِيقَ، إذا جاء بعضهم في إثر بعض، وطَارقَ بين درعين،

(1)

الاشتقاق/ 469.

(2)

أبو غبشان بن سليمان بن عمرو، كان قد حج البيت، ومن ولده ذو الشمالين، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد بدرًا، وهو غير ذي اليدين الذي ذكر في حديث السهو في الصلاة.

(3)

الاشتقاق/ 47. وانظر سورة الطارق في القرآن الكريم/ الآية الأولى.

(4)

القول يعود إلى هند بنت عتبة/ الأغاني 14/ 16 وقيل لهند بنت بياضة.

ص: 705

مثل ظَاهَر سواءُ، إذا لبسهما، وما يفعلان طِرْقُ، أي قُوة، وأصل الطَّرق الشَّحمُ. والنَّخلُ الطريق، وقالوا: المُطرَّ، وقالوا: الطِّوال، وقالوا: الذي يُنال باليد. وأطرق الرجلُ يُطرِقُ إطراقًا، وأطرقًا: اسم موضع

(1)

. وأطرقتُ النَّصل فهي مُطْرَقة. ورجل به طِرِّيقه، ورجل مَطروقُ: الذي به استرخاءُ وبَلَهُ. وبعير أطرقُ، وكذلك الفرسُ إذا كان في عصبه استرخاء.

و (تَلهِيَة) تَفعِلة من اللَّهو. قال الشاعر

(2)

:

"بتَلهيةٍ أرِيشُ بها سهامي"

(3)

ومنهم: كُرز بن عَلقمة، وهو الذي قَفَا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغار فرأى عليه نسج العنكبوت، فقال: ها هنا انقطع الأثر.

ومنهم: السّفّاح بن عبد مَنَاةَ الشاعر. و (السّفّاح) فعَّال من سفَحت الماء سفحًا، إذا صببته. وسَفْح الجبل: حيث ينسفح عليه ماء السَّيل

(4)

.

والسِّفَاح: ضدُّ النِّكاح، لتسافُح الرجل المرأة ماءهما إذا اجتمعا. وقد سمت العرب سفيحًا، ومُسافِحًا، وسفَّاحًا.

ومنهم: بنو الضَّريبة بن عمرو بن الحِزْمِر، لهم شرفُ.

ومنهم: مسروحُ بن قَيس بن الضَّريبة: الشاعر. و (الضريبة): ما ضُرب بالسيف وهو ضريبةٌ، والضَّريبة أيضًا: حدُّه. يقولون: ماضي الضَّريبة. والضَّريب: الجليد. والضَّريب: العسل الجامد. وضَربَ البعيرُ الناقةَ ضِرابَا، إذا قَرَعها. والضَّارب: عرِقُ غليظ يمرُّ في أرض سهلة، ومن قولهم: انزل ذاك الضارب. وأضربتُ عن الشيء إضرابًا، إذا أعرضت عنه، والضَّريبة: ما كان على الإنسان من خراج أو نحوه. وفلانُ مَحْضُ الضَّريبة، أي كريم الأخلاق، والضُّرَباء: الذين يَضربون بالقداح. قال الشاعر

(5)

:

كَمَقَاعِد الرُّقَباءِ للـ

ـضُّرَبَاءِ أيديهمْ نَواهِدْ

(1)

اسم موضع من نواحي مكة، وهو من منازل هذيل أيضًا.

(2)

المثقب العبدي كما في المفضليات/ 289.

(3)

عجزه "تبذ المشرقات من القطين".

(4)

الاشتقاق/ 471.

(5)

هو أبو داود الإيادي، كما في المسير والقداح لابن قتيبة ص 133.

ص: 706

ويقال: استضربَ اللَّبنُ، إذا خَثُر وغَلظُ. وضَرَب فلان في الأرض اذا سافَرَ فيها مسترزقًا أو تاجرًا. والمضارب: الخيام وما أشبهها للمسافرين.

ومنهم: بنو حَبْتَر، وبنو هينة. و (الحَبْتَر): القصير: رجلُ حَبتُر وحُباتر. و (الهِينَة) من الهدوء والسكون. يقال: فلان يمشي على هِينَته، أي على هُدوّه. والهُون: الهَوَان.

ومنهم: بُدَيْل بن أمِّ أصرَمَ، شريف. و (بُدَيْل): تصغير بَدَل، من قولهم: هذا بَدلُ من هذا. والإبدال: قوم زُهَّاد، رعموا، لا تخلو الأرض منهم، إذا مات واحد، أبدل اللَّه عز وجل به آخر. وزعموا أنهم سبعون: أربعون بالشام، وثلاثون في سائر البلاد

(1)

.

ومنهم: أبو قِصَاف، واسمه حَرَّاب بن عامر، الذي أصاب سهمه الوليدَ بن المغيرة فقتله؛ وله حديث.

ومنهم: بنو غاضرة، منهم: رُنَيم بن صَيْفِي بن فَروة، كان شريفًا.

و (زُنَيم): تصغير أزْنَم، من قولهم: تيسٌ أزنُم: له زَنَمتان. وبنو أزْيَمَ: بطن من بني تميم.

ومنهم: عِمْرَان بن الحُصين بن عُبيد بن خَلَف، صحب النبي صلى الله عليه وسلم. وهو أبو نُجَيد، وكانت تصافحه الملائكة وتناجيه، لداء كان به، فاكتوى فذهب عنه ذلك، وذهب ما كان يسمع ويرى.

ومنهم: تميم بن سُويد الشاعر.

وأبو رُمح الشاعر

(2)

، الذي رثى الحسين بن علي رضي الله عنهما.

ومنهم: الأشيم، وهو أبو جُمعة، وهو جدُّ كُثيِّر عَزة، وهو أبو أمه وإليه ينسب كثير.

ومنهم: جَعدة، وأبو الكُنُود، الشاعران: ابنا عبد العُزَّى.

(1)

الاشتقاق/ 472.

(2)

واسمه عمير بن مالك.

ص: 707

و (الكَنُود): الكَفُور للنِّعمة، ومن ذلك قول اللَّه عز وجل:{إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)} [العاديات: 6].

ومنهم: بنو ضَبِيس. و (ضَبِيسُ): فعيل من قولهم: رجلٌ ظَبِيسٌ، إذا كان سيئ الخُلق.

ومنهم: أكْثَم بن أبي الجَوْن

(1)

وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فرأيت عمرو بن لُحَيُّ يجر قُصْبَه في النار وأشبه بني عمرو به أكثم"

(2)

.

و (الأكثم): العظيم البطن.

ومنهم: سُليمان بن صُرَدَ، رأس التوابين، قتل يوم عين وردة.

ومنهم: خندَب بن وهبِ، حامل لواء خُزاعة.

ومنهم: الحُصَين بن نَضْلةَ الكاهن، سيد أهل تهامة.

ومنهم: معتِّب بن أكوع الشاعر. و (الأكوع): الذي في كوع يده اعوجاجُ. والكُوع: المَفصِل بين الذِّراع والكفّ مما يلي الإبهام. الرجل أكوع والمرأة كوعاء.

ومنهم: عاتكة بنت خُليف

(3)

، وهي أمُّ معبد التي نزل بها النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر. ولها حديث.

ومنهم: مطرود بن كعب بن عُرْفُطة الشاعر، الذي رَثَى هاشمًا وعبد شمس ونوفلا والمطلب: بني عبد مناف. و (العُرفُط): ضرب من الشجر.

ومنهم: عمرو بن الحَمِقِ الكاهنُ، صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد المشاهد مع علي ابن أبي طالب كرم اللَّه وجهه وقتله معاوية بالجزيرة، وكان رأسه أول رأس نصب في الإسلام. و (الحَمِق) زعموا: الخفيف اللِّحية.

(1)

أكثم بن الجون بن أبي الجون بن منقذ، واسم أبي الجود عبد العزى بن منقذ بن ربيعة بن أصرم ابن ضبيس بن حرام، بن حُبشية بن سلول/ الاشتقاق 473.

(2)

أخرجه الحافظ في الإصابة، وزاد:"فقال أكثم يا رسول اللَّه، أيضرني شبهه؟ قال: لا إنك مسلم وهو كافر".

(3)

في الإصابة: "اسمها عاتكة بنت خالد" وورد في السيرة (أم معبد بنت كعب).

ص: 708

والانحماق: الجزع. قال الشاعر:

"والشَّيخُ يُضرَبُ أحيانًا فَيَنْحَمِقُ"

(1)

والحُمْق معروف. والحُمَاق: بئر يخرجُ على الصّبيان. وامرأة مُحْمِقة، إذا ولدت الحَمْقَى. قالت امرأةٌ من العرب:

لستُ أبالي أن أكونَ مُحمِقَه

إذا رأيتُ خُصيةً مُعلَّقَه

أي إذا وَلَدتْ غلامًا.

ومنهم: أبو مالك، وهو أسيد بن عمرو بن الأجْحَم. و (الأجْحَم): الجاحظ العينين. وجحمتا الأسد: عيناه، بكل لغة. والأجحم هذا، هو الأجحم بن دِنْدِنة

(2)

، أحسب أن أمه خالدة بنت هاشم بن عبد مناف.

و (الدِّنْدِن): يبيس الشجر البالي. قال الشاعر

(3)

:

والمالُ يَغْشى رجالا لا خَلاقَ لهم

كالسَّيل يَغْشى أصولَ الدندنِ البالي

(4)

ومن بني مُلَيح بن عَمرو: عبد اللَّه بن خَلَف بن أسعد بن عامر بن بيَاضة. وابنه: طلحة بن عبد اللَّه، الذي يُقال له طلحة الطَّلحات. وهم أصحاب قصر بني خَلفٍ بالبصرة، وكان طلحة أجود أهل البصرة في زمانه غير مدافع.

ومنهم: عمرو بن سالم بن حَصيرة، الذي يقول للنبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة:

لا هُمَّ إنِّي ناشدُ محمّدًا

حِلفَ أَبينَا وأَبيهِ الأتْلَدا

(5)

ومنهم: كُثيِّر بن محبلى الرحمن الشاعر. وهو تصغير (كثير) والكَثير: ضد القليل. والكثر: الجُمَّار، ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم:"لا قطع في ثمر ولا كثر" وعدد كثار، أي كثير، وكثر بنو فلان بني فلان، إذا كانوا أكثر منهم. واشتقاق الكوثر بن الكثرة، والواو زائدة. ويقال: عدد أكثر، في معنى كثير.

(1)

صدره كما في الجمهرة/ 1812. "ما زال يضربني حتى استكنت له"، الاشتقاق 474.

(2)

قال النسابة العمري: بيت الأحجم في خزاعة أسيد بن عمرو بن الأحجم وهو ابن دندنة.

(3)

هو حسان بن ثابت - ديوانه 237.

(4)

الديوان واللسان (دنن): "أناسا لا طباخ لهم". وفي طبخ: "رجا بهم" الطباخ، بالفتح والضم: العقل.

(5)

السيرة 806/ الاشتقاق 475.

ص: 709

ومنهم: بُديل بن ورقاء بن عبد العُزّي، شريفٌ كتب إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام، وكان له قدرٌ في الجاهلية بمكة.

ومنهم الحَيْسُمَان بن عمرو، وهو الذي جاء بخبر قَتلَى بدر إلى أهل مكة وكان يومئذ مشركًا ثم أسلم. و (الحَيْسُمان): فَيعُلان من الحَسْم، من قولهم: حَسَمت الشيء: قطعته. وحسمت الجُرح: كويته. واشتقاق السَّيف الحُسام من الحسم.

ومنهم: المُصِطلق، واسمه جَذيمة. وسمى (المُصطَلق) لحسن صوته، كأنه مفتعل من الصَّلْق. والصَّلْق: شدة الصَّوت وحدّته، من قوله عز وجل:{سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ. . . (19)} [الأحزاب]. ويقال: صَلَقَ بنو فلان بني فلان، إذا أوْقَعوا بهم فقتلوهم قتلا ذريعًا. قال الشاعر

(1)

:

فصلَقنا في مُرادٍ صَلقةً

وصُدَاءٍ ألحقتهم بالثَّلَلْ

(2)

والصَّلائق: ما صُلِق من اللَّحم بالنار، وهو الذي تقول العامة: سُلِقَ

(3)

.

وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لو شئت أمرت بصلائق وصناب" وهو الخليط من الأصباغ. والصليق

(4)

، من النبت. قال الشاعر:

تسمَعُ منها في الصَّليقِ الأشهبِ

مَعْمَعةً مثل الحريق المُلْهِبِ

ومنهم: الحارث بن أبي ضِرَار، أبو جُوَيرية زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

ومنهم: علقمة بن الفَغْو، صحب النبي صلى الله عليه وسلم. و (الفَغْو): أول ما يبدو من نور الشجر إذا تفتح. يقال: فَغَا الشجر وأفْغَى، ومنه اشتقاق الفاغية المعروفة من النور. وأفغَى النخل، إذا ركِبته القشرة التي تسمى القَفَندُور. قال الشاعر

(5)

:

أحَسَّانُ إنّا يا بنَ أكِلة الفَغَا

لعمرُك نَغتالُ الحروبَ كذلِكِ

(1)

هو أمية بن أبي الصلت، وقيل الأصح أنه للبيد والبيت في ديوانه ص 16.

(2)

الاشتقاق 476.

(3)

كلام فصيح كما في اللسان والقاموس، ويقال سلقت الشيء إذا أغليته بالنار.

(4)

"وهو الذي أكل أعاليه".

(5)

هو أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.

ص: 710

وممن انخزع مع خُزاعة أسْلَمُ بن أفُصَى، ومالك بن أفصى وإخوته، وهم يسمون أسْلَمُ: فولَدَ أَسْلَمُ سَلامان

(1)

.

ومنهم: مالكُ والنُّعمان: ابنا خَلَف، كان طليعتين للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فقتلا فدفنا في قبر واحد.

ومنهم: جَرْهَد بن خُويلد

(2)

، وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم:"غط فخذك فإن الفخذ عورة"

(3)

واشتقاق (جَرهَدِ) من قولهم: اجْرهَدَّ بنا السَّير، أي طال.

واجْرهدَّت ليلتنا، إذا طالت.

ومنهم: بُريدة بن عبد اللَّه بن بُريدة الفقيه، وهو بُريدة بن الحُصَيْب.

ولبُريدة صُحبة. و (بُريدة) إما تصغير بُردة، وإما تصغير بَرَدة. والبَرد معروف. والبَرَد من قولهم: ثورُ أَبْرَدُ، إذا كان في طرف ذنبه بياض، والأنثى بَرداء. ومنه اشتقاق الأبَيْرِد الشاعر. والبَرْد: النَّوم. وفسروا في التنزيل {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24)} [النبأ] وأحتج أبو عبيدة في هذا بقول الشاعر:

بَرَدَتْ مَرَاشِفُها عليَّ فَصَدَّني

عَنها وعن قُبُلاتها البَرْدُ

(4)

والإبْرِدة: داء معروف. والبريد عربي معروف. قال الشاعر

(5)

:

بَرِيدَ السُّرَى باللَّيل من خيل بَرْبَرَا

(6)

وَبَردَى: نهرُ بِدمَشق معروف. قال الشاعر

(7)

:

بَرَدَى يُصفَّق بالرَّحيق السَّلْسَلِ

(8)

(1)

الاشتقاق/ 477.

(2)

هناك اختلاف في تسلسل النسب انظر الاستيعاب 1/ 254.

(3)

رواه أبو داود في (الحمام) والترمذي في (الاستئذان).

(4)

فسره في الجمهرة 1/ 241 بقوله: "يعني أنها كانت نائمة فسكنت مراشفها فامتنع من أن يقبلها كراهة أن ينبهها".

(5)

هو امرؤ القيس بن حجر. ديوانه 101.

(6)

صدره: "على كل مقصوص الذنابي معاود".

(7)

هو حسان بن ثابت. ديوانه 309.

(8)

صدره: يسقون من ورد البريض عليهم.

ص: 711

والبَرْدِيُّ: نبتُ معروف. والأبْرَدَان: طرفَا النَّهار. قال الشاعر

(1)

:

إذا الأرْطَي توسَّدَ أَبْرَدَيْهِ

خُدودُ جوازيءٍ بالرَّملِ عِينِ

ومنهم: عامرُ الشاعر

(2)

، استشهد يوم خَيْبَر. ومحمد بن مسلم، أول من قتل من المسلمين يوم أحد.

ومنهم: الحارث، وهو غُبْشان بن عَبد عمرو، وكان قد حجب البيت.

من ولده: ذو الشمالين، واسمه عمر بن عبد عمرو، شهد بدرًا، وحلفه في بني زُهرة.

ومنهم: أسماء بن حارثة، الذي قاله له النبي صلى الله عليه وسلم:"مر قومك ليصوموا عاشوراء"

(3)

قال: ومن أكل؟ قال: "ومن أكل".

ومنهم: ذؤيب بن هلال الشاعر.

ومنهم: بنو دِعْبل، وإليه البيت، منهم الحارثُ بن حِبال بن دِعبل، شهد الحديبية. واشتقاق (دِعبل) من البعير الدِّعبل، وهو العظيم الخَلْق.

ومنهم: نَصْلة بن عبد اللَّه، الذي قتل هلال بن خَطل الأدْرَميَّ يوم الفتح

(4)

وهو متعلق بأستار الكعبة، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله، وقتلت إحدى قَيْنَتَيْه اللتين كانتا تغنيان بهجاه النبي صلى الله عليه وسلم وأسلمت الأخرى.

ومنهم: أُهْبانُ، وهو مكلم الذِّئب، وهو ابن عياذ بن ربيعة وله حديث.

ومنهم: عبد اللَّه بن أبي أَوْفَى صحب النبي صلى الله عليه وسلم.

ومنهم: بنو بُوَيِّ. و (بُويُّ): تصغير بَوِّ. والبَوّ: أن يسلخ جلد الفصيل ويحشى تبنًا ويقدم إلى أمه لترأمه وتدر عليه.

(1)

هو الشماخ، انظر ديوانه 94.

(2)

هو عامر بن الأكوع وهو الذي قال له الرسول صلى الله عليه وسلم يوم مسيره إلى خيبر: "أنزل يا ابن الأكوع فخذ لنا من هناتك" فنزل يرتجز برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:

واللَّه لولا اللَّه ما اهتدينا

ولا تَصدقنَا ولا صلينا

ورجع سيفه عليه في يوم خيبر فكلمه كلمًا شديدًا فمات منه. السيرة 756.

(3)

أخرجه الحاكم في المستدرك. الإصابة 136.

(4)

الاشتقاق 479.

ص: 712

ومنهم: أبو قيلة، وهو وَجْز بن غالب، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم. و (القَيلُ): ما كان دون الملك نفسه، كأنه بعد الملك.

و (وَجْز) من قولهم: كلامُ وجز وكلام وجيز، أي سريع. وأوجز الرَّجلُ في كلامه، إذا اختصره وأسرع فيه.

ومنهم: سُليمان بن كثير، كان من نقباء بني العباس، قتله أبو مسلم

(1)

.

‌الخلاف حول نسب خزاعة

اختلف بعض النسابة أمثال ابن إسحاق ومصعب الزبيدي مع ابن الكلبي حول نسب خزاعة؟

فقال ابن الكلبي: هي قحطانية

(2)

.

وقال الاثنان: هي عدنانية

(3)

.

ومهما وقع من اختلافات بين علماء النسب حول ذلك فهذا لن يقدم ولن يؤخر؛ فخزاعة قبيلة عربية أصيلة لعبت دورًا هامًا في الجاهلية، ناف على ثلاثة قرون في حماية الكعبة وخدمتها، وتحالفت مع قريش، وكانت من الدعامات القوية والمساندة للرسول صلى الله عليه وسلم ورسالته، ومن حلفه فنصرته ونصرها، واشتركت في الفتوحات الإسلامية، وكان لرجالها من الأهمية بمكان في عصور كثيرة؛ وبرز منهم القادة والشعراء الذين سجلهم التاريخ. ولنضع الخلافات أو الاختلافات جانبًا لكي لا يضيع القارئ في هذه المتاهات التي هو بغنى عنها أصلا وتكفي الإشارة لذلك.

وربما خضع بعض الرواة والمؤرخين إلى اعتبارات قبلية أو سياسية معينة في تثبيت أو تبديل الحقائق وفق رغباتهم، ومن خلال التناقضات الحاصلة لديهم يسهل على الباحث اكتشاف ذلك.

وفي خزاعة بطون كثيرة ونرى ذلك من سياق النسب عندها.

(1)

الاشتقاق 480.

(2)

الإنباه على قبائل الرواة، ص 82.

(3)

الإنباه على قبائل الرواة، ص 82.

ص: 713

‌نسَبُ خُزَاعَة وبطونِها

وولَدَ حارثة بن عمرو بن حَارثة بن امرئ القيس بن ثَعلبَة بن مَازِن بن الأزد: رَبيعة، وهو لُحَيُّ

(1)

، وأفصى، وهُما خُزاعة

(2)

، وعَديّا وكعبًا أمهم بنت أُد ابن طَابخة بن إلياس بن مُضر.

فولد رَبِيعةُ بن حَارِثة: عَمرًا، وهو الذي بَحَّر البحيرة، وسيب السائبة ووصل الوصيلة، وحمى الحامى

(3)

، وغير دين إسماعيل عليه السلام، ودعا العرب إلى عبادة الأصنام

(4)

؛ أمه: فُهيرةُ بنت عامر بن الحارث بن مُضاضٍ الجُرهُميّ

(5)

، ومنه تفرقت خُزاعةُ، وكان صاحب الكَعْبة.

فولد عمرو بن ربيعة بن حَارثَةَ: كَعْبًا، بطن، وهو صاحب الكعبة، وعَوفًا، ومُليحًا، بطن، أُمهم: تماضر بنت الحارث بن ثعلبة بن دُودان بن أسد.

(1)

في الإنباه على قبائل الرواة ص 81: اختلفوا في نسب خزاعة بعد إجماعهم على أنهم ولد عمرو ابن لحي، فقال ابن إسحق ومصعب الزبيري: خزاعة في مضر وهم من ولد قمعة بن إلياس بن مضر بن نزار بن عدنان.

قال ابن إسحاق: خزاعة هو كعب بن عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف.

وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: خزاعة كعب ومليح وسعد وعوف وعدي بنو عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر.

وقال ابن الكلبي: خزاعة هم ولد عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو. فعلى هذا القول خزاعة قحطانية من اليمن، وعلى القول الآخر خزاعة مضرية من عدنان.

(2)

وإنما قيل لهم خزاعة لأنهم انقطعوا عن قومهم وفارقوهم، وذلك أنهم انخزعوا عن جماعة الأزد أيام سيل العرم. فأقبل بنو عمرو فانخزعوا من قومهم فنزلوا مكة ثم أقبل بنو أسلم ومالك وملكان بنو أفصى بن حارثة فانخزعوا فسموا خزاعة.

(3)

في الأصنام لابن الكلبي ص 8: حمى الحامية.

(4)

في الأصنام ص 8: وكان الحارث هو الذي يلي أمر الكعبة. فلما بلغ عمرو بن لُحي نازعه الولاية، وقاتل جرهما ببني إسماعيل. فظفر بهم وأجلاهم عن الكعبة ونفاهم من بلاد مكة، وتولى صحابة البيت بعدهم ثم إنه مرض مرضًا شديدًا فقيل له: إن بالبلقاء من الشام حمة إن أتيتها برأت فأتى فاستحم بها فبرأ. ووجد أهلها يعبدون الأصنام فقال: ما هذه؟ فقالوا نستقي بها المطر ونستنصر بها على العدو، فسألهم أن يعطوه منها، ففعلوا فقدم بها مكة ونصبها حول الكعبة./ نسب معد 2/ 440.

(5)

في الأصنام ص 8: وكانت أم عمرو بن لحي فهيرة، ويقال قمعة ينت مضاض الجرهمي.

ص: 714

وعَديّا، بطن، أمه: رُحْمُ بنت كاهل بن أسد. وسَعدًا، أمه أم خارجة بنت سعد بن عبد اللَّه بن قُداد البَجَليّ

(1)

.

فولد كَعبُ بن عَمرو: سَلُولَ، وهو حَاجبُ الكعبة، وسَعدًا، بطن، ومازنا أمهم: تُماضر بنت لؤي بن غالب بن فهر.

وحُبشيَّة، أمه: القَدُود بنت غُزيَّة بن جُشَم بن بكر بن هوازن

(2)

.

فولد سَلولُ بن كعب بن عمرو بن ربيعة: حُبشيَّة، حاجب الكعبة، والحزمر، وعَديّا، أُمهم: تَعْمرُ بنط مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة بن حَارثة.

فولد حُبشيَّة بن سَلولِ: قُميرًا، بطن، وحُليلا، بطن، وهو حاجب الكعبة

(3)

، بطن، وضاطرًا، بطن، وكُليبًا، أمهم: المحضُ بنت عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة.

‌بنو قمير بن حبشيَّة

فولد قُمَيْرُ بن حُبشيَّة: عبد اللَّه، وعَبْد مَنَاف، وعَبْد العُزِّى، أمهم وَحشية بنت جَبْر بن عَدِي بن سَلُول.

فمن بني قُمير: بشر بن سُفيان بن عمرو بن عويمر بن صرمة بن عبد اللَّه بن قُمير

(4)

، وكتب إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام.

وعمرو بن خالد بن عمرو بن عويمر، الذي حلف ألا يترك ثأرًا لكعبي إلا طلب به في الجاهلية

(5)

.

(1)

في مجمع الأمثال 1/ 348: "وأسرع من نكاح أم خارجة" هي عمرة بنت سعد بن عبد اللَّه بن قداد بن ثعلبة، تزوجت نيفًا وأربعين زوجًا، وولدت في عامة قبائل العرب -ثم تزوجها عمرو ابن ربيعة- فولدت له: سعدًا أبا المصطلق، والحيا، وهما بطنان في خزاعة.

(2)

في جمهرة انساب العرب ص 235: إمه من بني جُشم بن معاوية بن بكر.

(3)

في العقد الفريد 3/ 382: حُليل بن حُبشية، وهو كان صاحب البيت قبل قريش.

(4)

في جمهرة أنساب العرب ص 235/ بشر بن صفوان، وفي العقد الفريد 3/ 382 بُسر بن سُفيان.

(5)

في جمهرة أنساب العرب ص 236/ كان حلف في الجاهلية أن لا يدع ثأرًا لكعبي إلا وطلب به.

ص: 715

والحجَّاج بن عامر بن أرقم

(1)

بن يَعْمُر بن صِرمة بن عبد اللَّه بن قُمير كان شريفًا. وحَلْحلة

(2)

بن عمرو بن كليب بن أصرم بن عبد اللَّه بن قُمير، الذي ذكره أبو الكنود في شعره من ولده: قبيصة

(3)

بن ذؤيب بن حَلْحَلة، كان على خاتم عبد اللك بن مروان بن الحكم.

ومَالك بن الهَيْثم بن عوف بن وهب بن عَميرة، وهو ذو السيفين، كان من نُقباء الدعوة

(4)

. وولده: نصر، وحمزةُ، وعَبْدُ اللَّه، وجعفر، وداود، بنو مالك بان الهيثم ولَوا الشُّرط للخُلفاءِ

(5)

.

وأخوه عَوف بن الهيثم بن عوف، من قُواد الدعوة، إليه ينسب مسجد عوف بمصر.

‌بَنو ضَاطر بن حُبشية

وولد ضَاطر بن حُبْشَيَّة: عَبْد مَنَاف، وعُبيدًا، وحَبيبًا، وثُريّا، أُمهم: تَعْمُر بنت جُبير بن سَلُول.

منهم: حَفْصُ بن هَاجر بن عبد مناف بن ضاطر الشاعر.

وقَرَّةُ بن إياس بن ربيعة بن منقذ بن هاجر،، وكان شريفًا. وابنه يحيى بن قَرَّة، سيد قومه.

وطَلحةُ بن عُبيد اللَّه بن كُريز بن هاجر بن ربيعة بن هلال بن عبد مَناف بن ضَاطِر

(6)

، كان فاضلا.

(1)

في الاشتفاق ص 469: أقرم.

(2)

في العقد الفريد 3/ 382/ جلجلة بن عمرو، وفي الطبري 5/ 239/ ثم حَلْحَلة.

(3)

قبيصة بن ذؤيب، ويكنى أبو إسحاق، وكان على خاتم عبد الملك بن مروان، وكان عبد الملك قد تقدم إلى صُحَّابه فقال:"لا يحجب عني قبيصة أي ساعة جاء من ليل أو نهار، إذا كنت خاليًا أو عندي رجل واحد، وان كنت عبد النساء أدخل المجلس وأعلمت بمكانه فدخل" وكان الخاتم إليه وكانت السكة إليه، تأتيه الأخبار قبل عبد الملك، ويقرأ الكتب قبله، وهو الذي نهى عبد الملك حين عزم على خلع أخيه عبد العزيز.

(4)

مالك بن الهيثم من نقباء دعوة بني العبَّاس.

(5)

في جمهرة أنساب العرب ص 236: ولي حمزة وعبد اللَّه الشُرطَة.

(6)

في جمهرة أنساب العرب ص 236/ طلحة بن عبد اللَّه بن كريز بن جابر.

ص: 716

وقَيس بن عمرو بن سعد بن عمرو بن ضاطر الشَّاعر، الذي يقال له ابن الحُداديَّة

(1)

.

‌بنو حُليل بن حُبْشيَّة

وولد حُليل بن حُبشيَّة: المُحترش، وهو أبو غُبشان، وهو آخر من حَجَب البيت من خُزاعة، وهو الذي باع البيت من قُصي بن كلاب

(2)

.

وَهِلالا، وعَامِرًا، وعَبْد نُهْم.

منهم: الحائلُ بن سفيان بن ضايئ بن المُحترِش، لهم شَرفُ وعَدَدُ.

وبنو السَّفَّاح بن سَلمةَ بن خالد بن عُبيد بن عبد اللَّه بن يعمر بن المُحترش. وكُرْزُ بن عَلقمة بن هِلال بن جُرَيبة بن عَبْد نُهْم بن حُليل، وهو الذي قَفَا أثر النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى الغار الذي كان فيه، فرأى عليه نسج العنكبوت، فقال:"ها هنا انقطع الأثر"

(3)

، فانصرفوا، وهو الذي وضع معالم البيت أيام معاوية

(4)

، وولده اليوم قافة في مكة

(5)

.

‌بنو كليب بن حُبشيَّة

وولد كُلَيب بن حُبشيَّة: عفيفًا، وعَمرًا، أُمهم: دَعْدُ بنت حَبْتَر بن عَدِي فولد عَفِيفُ بن كُليب: الفضل، أمه: نُعْمُ بنت عبد اللَّه بن قُمير.

(1)

في الاشتقاق ص 474/ هو قيس بن عمرو بن منقد الشَّاعر الذي يقال له ابن الحُداديَّة جاهلي وبنو حُداد من كنانة، وفي الأغاني 14/ 144: هو قيس بن منقذ بن عمرو بن عبيد بن ضاطر ابن صالح بن حُبشية، والحُداديَّة أمه، وهي امرأة من مُحارب بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر، ثم من قبيلة منهم يقال لهم بنو حداد، شاعر من شعراء الجاهلية، وكان فاتكًا شجاعًا صُعلوكًا خليعًا، خلعته خُزاعة بسوق عكاظ، وأشهدت على أنفسها بخلعها إياه، فلا تحمل جرة له، ولا تطالب بجريرة يجرها أحد عليه. نسب معد 2/ 442.

(2)

في الاشتقاق ص 469/ وكان حُليل سادن الكعبة، فزوج ابنته حُبَّى بقُصي بن كلاب، وأوصى إليها وأعطاها مفتاح الكعبة، فأعطته زوجها قصيًا، فتحولت الحجابة من خزاعة وفي جمهرة أنساب العرب ص 236: وباع أبو غُبشان بن حُليل الكعبة بزق خمر من قُصَي بن كلاب.

(3)

في جمهرة أنساب العرب ص 236: "هاهنا انقطع الأثر، فإما غاص في الأرض، أو ارتفع إلى الماء فانصرفوا".

(4)

في جمهرة أنساب العرب ص 236/ معالم الحرم في زمن معاوية.

(5)

في جمهرة أنساب العرب ص 236/ والقيافة إلى اليوم باقية في ولده بالحجاز ويعرفون بذلك.

ص: 717

ونهيكًا، أمه بنت حارثَةَ بن تيم بن مُرَّة بن كعب بن لُؤيّ بن غالب بن فهر ابن مالك بن النَّضْر.

وعَامرًا، أمه الفُرقةُ بنت سعيد بن سهم.

فولد عامر بن عَفِيف: عوفًا، وعُثمان، وعفيفًا، وعفّان، أُمهم: هُجيرة بنت أداة بن رياح بن عَدي بن كعب بن لُؤي بن غالب.

منهم: السَّفَّاح بن عبد مناف

(1)

بن عوف بن عامر الشاعر.

وولد مُنقذ بن عَفِيف الفطْمَةَ.

منهم: خِرَاش بن أمية بن ربيعة بن الفضل، كان حليفًا لبني مخزوم

(2)

، وولده بالمدينة.

وولد عمرو بن كليب: خَشْرمًا.

فولد خَشرمُ بن عمرو بن كُليب: وَديعَةَ، وشِهابًا، والسَّفاح.

فولد وَديعَةُ بن خَشرم عَمْرًا، وهو أبو دراع

(3)

، ومالكًا، ومسعُودًا وأبَا صَبْرة، وأبا غني، وهو خالد، أُمهم أميَّةُ بنت نعمان بن وهب بن أصرم بن عبد اللَّه بن قُمير.

‌بنو الجزمِر بن سَلول

وولد الحِزْمِر بن سَلُول: ذِرَاعًا وعَبْدًا، وعمْرًا

(4)

، أمهم: ليلى بنت سعد بن كعب بن عمرو.

وَروة، أمه من القَارةِ.

منهم: عبد اللَّه بن عمرو بن سعد بن ذراع، كان شَريفًا.

وبَنو الضَّريبة بن عَمرو بن الجزْمِر، لهم شرف.

(1)

في العقد الفريد 3/ 383، والاشتقاق/ ص 471/ السفَّاح بن عبد مناة.

(2)

في الإصابة 1/ 421 خراش بن أمية، ويكنى أن نضلة، وهو حليف بني مخزوم. شهد المريسيع والحديبية. وحلق رأس النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ.

(3)

في المقتضب 91/ أبو دراع، بالذال المعجمة.

(4)

في المقتضب 91/ فولد الحزمر بن سلول: رواحًا، وعبدًا، وعمرًا. وروحًا.

ص: 718

منهم: مَسْروحُ بن قَيْس بن الضَّريبة الشَّاعر.

ومُحَمَّدُ بن فضيلة بن عبد اللَّه بن عَمرو بن عبد اللَّه بن الحِزْمِر كان شريفًا بالعراق، وولي ولاياتٍ.

‌بَنو عَدي بن سلول

وولد عَديُّ بن سَلُول: حَبْترًا، بطن، أمه: الرَّبَعةُ بنت حُبشيَّة بن كعب. وَهَنيَّة

(1)

: أمه بنت سلول بن صعصعة بن مُعاوية بن بكر بن هوزان. فولد حَبْتر ابن عَدي: عَبدًا، وحَبيبًا، وخَشْرَمًا، ومقباسًا، وكعبًا. منهم: مَالك بن مُؤَمَّل بن سُويد بن أسعد بن خشرم، وكان شريفًا. وتَميمُ بن أسد بن سويد بن أسُعد الشاعر.

ويَزيد بن سلمة بن خلف بن عَمرو بن الأحب بن مِقباس، وهو يَزيد بن أم أصرم.

وأبو رُمْحٍ: وهو عُمير بن مَالك بن حَنطب بن عبد شَمس بن سَعد بن أبي غنم بن حبيب بن حَبتر، الشَّاعر، رثى الحسين بن علي رضي الله عنهما.

‌بَنو هَنيَّة بن عدي

وولد هَنيَّة بن عَدي: صَبْرةَ، ومِقباسًا، ومَازنًا، وزَيدًا.

منهم: أبو قصاف، وهو حَرَّاب بن عَامر بن عَامرة بن صَبرة بن هَنيَّة

(2)

الذى أصاب سَهْمهُ الوَليد بن المُغيرة فقتله.

‌بنو غَاضِرة بن حُبشيَّة

وولد حُبْشيَّة بن كَعب بن عَمرو: حَرامًا، بطن، وغَاضِرةَ، بطن، أمهما: عاتكة، من جهمة، بنت مُرَّة بن عبد مَناةَ بن كِنانة.

(1)

في الاشتقاق/ ص 472/ هِيَنة، يقال: فلان يمشي على هينته، أي على هدوء، وفي مختلف القبائل ومؤتلفها ص 11 هنية. وفي جمهرة أنساب العرب/ ص 236/ هينة/ وفي نهاية الأرب 2/ 318 هينة./ نسب معد 446/ 2/.

(2)

في جمهرة أنساب العرب ص 473/ ابو قصاف حَرَّاب بن عمرو بن عامر بن صيرة، وفي الاشتقاق ص 473/ أبو قصاف واسمه حَرَّاب بن عامر.

ص: 719

فولد غَاضرةُ بن حُبشيَّة: سالمًا، وبَدا، وَجَهمة، والمُحصِر، ومُنقذًا، أُمهم: أم مُنقذ بنت نَصر بن عَمرو بن عوف بن ربيعة بن حارثة.

منهم: زُنَيْمُ بن صَيفي بن فَروة بن خُويلد بن خالد بن عبد نُهم بن جُريبة من جَهمة، كان شريفًا.

وعمرانُ بن الحُصين بن عُبيد بن خَلف بن عَبد نُهم صَحبَ النبي صلى الله عليه وسلم وهو أبو نُجيد

(1)

.

من ولده: خالد بن طَليق بن مُحمد بن عمران بن حُصين، ولي القضاء بالبصرة.

وسَعيد بن سَارية بن مُرَّة بن عمران بن رباح بن سالم بن غاضرة

(2)

، ولي شرط علي بن أبي طالب، ثم ولاه أذربيجان.

وجعفر بن خِراش بن عُبيد بن خويلفة بن مُبشِّر بن رباح كان شريفًا مُمدحًا.

والأشيمُ، وهو أبو جَهمة

(3)

بن خالد بن عُبيد بن مُبشِّر بن رباح، وهو جَدُّ كُثيِّر بن عبد الرحمن صَاحب عزَّة أبو أمه إليه يَنْتسبُ.

وجَعْدة، وأبو الكُنود، الشَّاعران ابني عَبد العُزَّى بن عمرو بن زَيد بن جَهمة ابن غاضرة.

‌بنو حَرام بن حُبْشيَّة

وولد حَرام بن حُبْشيَّة: ضَبيًا، وريَاحًا؛ أمهما: واقدة بنت ذراع بن الحِزْمِر. فولد ضبيُّ بن حَرَام: أصْرَمَ، وَعَديّا، أمهما بنت منقذ بن غاضرة.

(1)

في الاشتقاق/ ص 473/ كان أبو نُجيد تصافحه الملائكة وتناجيه لداء كان به فاكتوى فذهب عنه ذلك وذهب ما كان يسمع ويرى.

(2)

في جمهرة أنساب العرب ص 237/ سعد بن سارية بن مرة بن عمران بن رباح بن سالم بن غاضرة. وفي العقد الفريد 3/ 283/ سعيد بن سارية.

(3)

في الاشتقاق ص 473 أبو جمعة، وكذلك في العقد 3/ 383، والشعر والشعراء 1/ 410.

ص: 720

منهم: أَكْثمُ بن أبي الجَوْن، وهو عَبْدُ العُزَّى بن مُنقذ بن رَبيعَة بن أَصْرم الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم:"وأشبه بني عمرو به أكثم"

(1)

.

ومنهم: سُليمان بن صُرَد

(2)

بن الجَوْن بن أبي الجون، صَحِبَ النبي صلى الله عليه وسلم وقتل يوم "عين الوردة" وكان رأس التوابين الأربعة آلاف.

ومنهم: حُبيش، وهو الأشعرُ بن خَالد بن خُليف بن مُنقذ بن رَبيعة بن أصرم، قتل يوم فتح مكة.

ومُعتِّبُ بن أكوع بن عبد اللَّه بن منقذ بن خُليف الشاعر وجُندب بن وَهْب ابن ضبيس بن رياح بن حِزام، حامل لواء خُزاعة. وعاتكة بنت خُليف

(3)

بن مُنقذ ابن رَبيعة بن أصرم بن ضبيس

(4)

لها يقول الشاعر

(5)

:

جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاس خَير جَزَائِه

رَفيقَيْن حَلا خَيْمَتي أُمَّ مَعْبَدِ

لِيَهْنِ بني كَعْب بأن فَتَاتَهَمُ

وَمَقعِدَها للمُسلمينَ بِمَرصَدِ

وكان النبي صلى الله عليه وسلم حيث هاجر نزل بها، وأبو بكر الصديق معه.

(1)

وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أكثم رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار، فما رأيت رجلا أشبه به منك" فقال أكثم: "يا رسول اللَّه أيضرني شبهه؟ قال: لا، إنك مسلم وهو كافر، وإنه كان أول من غير دين إسماعيل، فنصب الأوثان، وسيب السائبة، وبحر البحيرة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي.

(2)

كان سليمان بن صرد خيرًا فاضلا، كان اسمه في الجاهلية يسارًا فسماه النبي صلى الله عليه وسلم سليمان، شهد مع علي، صفين، فلما قتل الحسين بن علي، ندم هو والمسيب بن نجية الفزاري وجميع من خذله ثم خرجوا يطبون بدمه فسموا التوابين وكانوا أربعة آلاف فاقتتلوا بموضع يقال له عين الوردة مع جند أهل الشام فقتل سليمان والمسيب.

(3)

في جمهرة أنساب العرب ص 238/ هي عاتكة بنت خليف بن قنفذ بن أصرم بن حُبشية بن كعب وهي أم معبد صاحبة الخيمتين وفي سيرة النبي 1/ 487/ أم معبد بنت كعب، وفي الاستيعاب 4/ 471 أم مجد الخُزاعية اسمها عاتكة بنت خالد أخت حُبيش بن خالد. وهي التي نزل عليها النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر.

(4)

في الإصابة 1/ 309 حُبيش ويقال ابن الأشعر، والأشعر لقب، وهو حُبيش بن خالد بن سعد ابن منقذ بن ربيعة بن أصرم، استشهد يوم الفتح.

(5)

في سيرة النبي 1/ 487 والاستيعاب فأصبح صوت بمكة عاليًا يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو يقول الشعر: جزى. .

ص: 721

‌بنو سَعْد بن كَعْب

وولد سَعْد بن كَعْب بن عَمرو بن ربيعة: عمرًا، وتيمًا، أمهما: ليلى بنت عَائش بن ظَرب بن الحارث بن فِهْر.

منهم: جَبلةُ بن سُويد بن عمرو بن عُرقَطةَ بن النَّاقد بن مُرَّة بن تَيم

(1)

، بايع النبي صلى الله عليه وسلم.

ومَطرودُ بن كعب بن عُرقطة الشَّاعر، رَثى هاشمًا، ونَوفلا، وعَبْد شمس، والمُطَّلب بني عبد مَناف بن قصي

(2)

.

وعَمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عَمرو بن سَعْد، صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد مع علي مَشاهده، قتله مُعاوية بن أبي سُفيان بالجزيرة، وكان رأسه أول رأس نُصب في الإسلام

(3)

.

والحارث بن أسد بن عبد العُزَّى بن جَعْونَة بنِ عمرو بن القَين

(4)

صحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبو مالك، أسيد بن عبد اللَّه بن الأجْحم بن أسد بن الأجحم بن دَنْدَنة بن عمرو بن القين بن رِزاح بن عَمْرو، ولي خُرَاسان.

وشِمْرُ بن عُبَيْد بن الأجحم بن أسيد بن الأجحم بن دَنْدنَة، له سَابقة في الدَّعوة وكانت حيَّة بنت هاشم عند الأجحم بن دَندنَة، فولدت له أسِيدًا، وزرعة ومُرَّة، وَوَرَقَة، وسَلمى، والمحض.

والحُصينُ بن نضلة بن زيد بن أبي حَرَّاد بن الكاهن، كان سَيَّد أهل تِهامة، هلك قبل الإسلام

(5)

.

(1)

في الإصابة 1/ 225/ جبلة بن جنادة بن سويد بن عمرو بن (عرفطة - بالفاء) ابن الناقد بن تيم ابن سعد بن كعب.

(2)

لجأ مطرود بن كعب الخزاعي إلى عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف لجناية كانت له، فحماه وأحسن إليه، فأكثر مدحه وصدح أهله ورثى بني عبد مناف وابنه المغيرة:

وقال: هم سادة الناس إذا حصَّلوا

ونَسْلُ سَاداتٍ لسَاداتِ

(3)

في جمهرة أنساب العرب ص 238/ عمرو بن الجموح الكاهن له صحبة، كان ممن أجلب على عثمان؛ وكان من شيعة علي، وفي الاشتقاق/ 474 عمرو بن الحمق الكاهن.

(4)

كان أسيد بن عبد اللَّه من سادات القوم بخراسان. كان مؤيدًا قويًا للدعوة العباسية ولاه قحطبة قيادة الجند ومطاردة أنصار الأمويين ومؤيديهم. نسب معد 2/ 451.

(5)

نسب معد 2/ 452.

ص: 722

‌بَنو مُليح بن عَمْرو بن رَبيعَة

وولد مُلَيْح بن عمرو بن ربيعة بن حَارثَة: سَعْدًا، وغَنْمًا، أُمهم: حَيَّة بنت تيم بن مُرَّة بن كَعْب بن لؤي بن غالب بن فهْرِ.

منهم: عَبْد اللَّه بن خلف بن أسعد بن عامر بن بَياضة بن سُبيع بن جَعثمة ابن سعد بن مُليحِ، قتل يوم الجمل مع عَائشة أم المؤمنين، أمه: حَبيسةُ بنت أبي طلحة بن عبد العُزَى بن عُثمان بن عبد الدار.

وابنه طلحةُ بن عبد اللَّه، الذي يقال له طَلحة الطَّلحات

(1)

، وكان أجود العرب أمه صَفيَّة بنت الحارث بن طلحة بن أبي طَلحة العَبدريّ.

والأسود بن خلف بن أسعد، كان شريفًا.

وعثمان بن خلف، كان شريفا.

وعمرو بن سالم بن حصيرة بن سالم الشَّاعر، الذي يقول يوم فتح مَكَّة:

اللَّهُمَّ إنِّي نَاشدُ مُحَمَّدًا

حلْفَ أَبينا وأَبيهِ الأتْلَدَا

وكُثيِّر بن عبد الرحمن بن الأسود بن عُويمر بن مَخلد بن سَعيد بن سُبيع بن جعثمة بن سعد بن فليح الشَّاعر

(2)

، صاحب عَزَّة.

وولد غَنَمُ بن مُليح: حَانَ، وأُسامَةَ.

منهم كَلَدَة بن بشر بن خابل بن خالد بن ضَبيس بن ثَعلَبةَ بن حان

(3)

كان شريفًا.

‌بَنو عديّ بن عمرو بن رَبيعة

وولد عَدِي بن عمرو بن ربيعة بن حَارثَة: مَازِنًا، وزِمَانًا، وكَاهِلا.

(1)

في الاشتقاق/ ص 475/ طلحة بن عبد اللَّه، الذي يقال له طلحة الطلحات، وهم أصحاب قصر بني خلف بالبصرة، وكان طلحة أجود أهل البصرة في زمانه غير مدافع.

(2)

كان شاعر بني مروان وخاصًا بعبد الملك، وكانوا يعظمونه ويكرمونه/ معجم الشعراء/ 242.

(3)

نسب معد 2/ 453.

ص: 723

منهم: بُديل بن وُرَقَاءَ بن عَبْد العُزَّى بن رَبيعة بن جُزيّ بن عَامِر بن مَازِن الذي كتب إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام

(1)

.

وابنه عبد اللَّه بن بُديل، قتل يوم صفِّين مع علي بن أبي طالب

(2)

.

وأبو عمرو بن بُديل كان من رؤوس المصريين الذين ساروا إلى عثمان بن عَفَّان

(3)

ونَافِعُ بن بُديل، قتل يوم بئر مَعُونَةَ.

ومُحمَّد بن ضَمرة بن عمرو بن نَضلةَ بن مسعود بن الأخنس بن كلاب بن حَرام بن عامر بن عبد بن مازن، كان شريفًا بالعراق.

والحَيْسُمَانُ بن عَبْد عَمرو بن ضبَيعة بن عمرو بن مازن بن عَديّ

(4)

، الذي جَاءَ بقتل أهل بَدْر إلى مَكَّة، وكان كافرًا فأسلم يومئذ.

‌بنو سَعْد بن عَمْرو

وولد سَعْد بن عَمْرو رَبِيعَة بن حَارِثَة جَذيمَة، وهو المُصطلق

(5)

، بطن، وعامر وهو الحَيَا، بطن.

(1)

أسْلَم بُديل هو وابنه عبد اللَّه يوم فتح مكة، وقيل أسلم قبل الفتح، وشهد حُنينًا والطائف وتبوك، وكان النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليه كتابًا، فقال: يا بني هذا كتاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فاستوصوا به فلن تزالوا بخير مادام فيكم/ الإصابة 1/ 164.

(2)

كان هو وأخوه عبد الرحمن رسولا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ثم شهدا صفين مع علي وقتلا بها وكان عبد اللَّه على الرجالة.

(3)

كان أهل مصر الذين ساروا إلى عثمان ستمائة رجل على أربعة ألوية لها رؤوس أربعة مع كل رجل منهم لواء، وكان جماع أمرهم جميعًا. . إلى عمرو بن بديل بن ورقاء الخزاعي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى عبد الرحمن بن عديس التجيبي/ الطبري 4/ 369 وفي 4/ 348/ أبو عمرو بن بديل.

(4)

في سيرة النبي 1/ 646 كان أول من قدم مكة بمصاب قريش، الحَيْسُمان بن عبد اللَّه الخزاعي وفي الطبري 2/ 461 الحَيْسُمان بن عبد اللَّه بن إياس بن ضبيعة بن مازن بن كعب بن عمرو الخُزاعي، وفي جمهرة أنساب العرب/ ص 239/ الحَيسُمان بن عبد عمرو بن ضبيعة بن عمرو بن زِمَّان بن عدي بن عمرو بن عامر بن لُحي، الذي أتى بقتلى كفار قريش يوم بدر إلى مكة، ثم أسلم بعد ذلك، وفي الإصابة 1/ 365 الحَيسُمان بن إياس بن عبد اللَّه ابن إياس بن ضبيعة بن عمرو بن زَمَّان بن عدي بن عمرو بن ربيعة الخزاعي/ نسب معد 2/ 454.

(5)

في الاشتقاق/ ص 476/ سُمِّي المُصطلق لِحُسن صوته.

ص: 724

فولد الحَيَا بن سَعْد: حَرَامًا، ومُرَّة؛ دَرَجَ.

منهم: عَبْدُ بن خَلَف بن كِلاب بن غَاضِرَةَ بن حَرَام، كان شريفًا.

وعَليَاءُ بن عُمَيْر بن الأعظَم بن جَذيمة بن حَرام بن الحيا، حَلِيفٌ لِقُرَيشٍ.

وولد المُصطَلقُ بن سَعْد: مَالِكًا، وقيسًا، ومازنًا.

فولد قَيْسُ بن المُصطلق: عُويَّةَ، ومَعْويًا.

منهم: جُلَيْحةُ بن قُديد بن عُبيد بن حَلْف بن إياس بن حَيَّة بن عُويَّة بن مَالِك بن جَذيمَة، وهو المصطلق.

وجُويريَّةُ بنت الحارث بن أبي ضِرَار

(1)

زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

‌بنو عَوف بن عمرو بن ربيعة

وولد عَوف بن عمرو بن رَبِيعةَ بن حَارِثَة: نصرًا، بطن، وجفنة، وهم عِبادٌ بالحيرةِ.

فمن بني نَصر: عَلْقَمةُ بن الفَغْواءِ

(2)

صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهم آخر بني رَبيعة ابن حَارثة

(3)

.

‌بَنو أفصى بن حارثة

وولد أفْصَى بن حارثة

(4)

: أسْلَمَ، بطن، وقد انْخَزعَ، ومَالِكًا، بطن وقد انْخَزعَ، ومِلكَان وقد انْخَزعَ، وامرأ القيس، وجَهَادَة

(5)

وَعَديّا وعَمرًا،

(1)

في الاستيعاب 4/ 251 جُويريَّة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة، وجَذيمة هو المُصطلق. سباها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم المريسيع، وهي غزوة المُصطلق، وكان اسمها بَرَّة فغير رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم اسمها، وسماها جُويرية، حفظت جُويرية عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ورويت عنه، توفيت سنة ست وخمسين هجرية.

(2)

في الاشتقاق، ص 477، عَلقَمة بن الفغو، و (الفَغْو) أوَّل ما يبدو من نور الشجر إذا تفتح.

وفي الإصابة 2/ 498 علقمة بن الفَغْواء، بفاء مفتوحة وغين معجمة ساكنة، ويقال ابن أبي الفَغْواء له صُحبة.

(3)

نسب معد 2/ 456.

(4)

في جمهرة أنساب العرب/ ص 240: أفصى بن عامر، وفي الإنباه/ ص 99 أفصى بن حارثة.

(5)

في جمهرة أنساب العرب/ 240/ جهارة.

ص: 725

وحُرَيشًا، وخَطَابَا، وزَيدًا، وَجُشَمَ، وسَوادَة، كُلُّهم من غَسَّان، إلا أسْلَمَ ومَالكًا، ومَلِكان فإنهم من خُزاعة

(1)

.

‌بنو أسْلم بن أفصى

فولد أَسْلَم بن أفْصى بن حَارِثَة: سَلامان، وهَوازن، بطن. فولد سَلامَانُ بن أسْلَم: الحَارث فولد الحَارث بن سَلامان: مَازنًا، ودُهْمَانَ، وهو المُجرَّ، بطن. فولد مَازِنُ بن الحَارث: سَهمًا، بطن، وحَديدة.

منهم: مَالك ونُعمان ابنا خَلف بن عوف بن دارم بن عنز

(2)

بن وائلة بن سهم كانا طَليعَتي

(3)

النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحدٍ، فَقُتلا وَدُفِنا في قبر واحد.

ومنهم: جَرْهَدُ من رِزاح بن عَدي بن سَهم، كان شريفًا

(4)

.

وبُريدةُ بن الحصيب بن عبد اللَّه بن الحارث بن الأعرج بن سعد

(5)

، شهد النبي صلى الله عليه وسلم وتوفي بمرو خُراسان. وابنه عبْدُ اللَّه بن بُريدةَ الفقيه.

وولد حَدِيدةُ بن مَازن: عامرًا، وخُزيمة.

وولد الهِر بن الحَارث بن سَلامان: سَعْدًا.

وولد خُزيمةُ بن حَديدةَ: أَنَسًا، ويقظة وقيسًا.

فولد أَنَسُ بن خُزيمةُ: دِعْبلا، إليه البيت، وثعلبة.

(1)

في جمهرة أنساب العرب/ ص 240/ أسلم بن أفصى، ومالك بن أفصى وملكان بن أفصى، وهؤلاء الثلاثة ممن تَخَزَّع، وفي الإنباه/ ص 99 افترقت خزاعة على أربعة شعوب: فالشعب الأول ربيعة بن حارثة بن عمرو، والشعب الثاني أسلم بن أفصى، والشعب الثالث ملكان بن أفصى والشعب الرابع مالك بن أفصى. نسب معد 2/ 456.

(2)

في جمهرة أنساب العرب/ ص 240: عد، وفي الإصابة 3/ 422/ عُمير.

(3)

في الاشتقاق/ ص 478، وجمهرة أنساب العرب/ ص 240 طليعتين للنبي صلى الله عليه وسلم وفي الإصابة 323/ قال ابن الكلبي: كانا طليعين يوم أحد فاستشهدا فيها ودفنا في قبر واحد.

(4)

في الاشتقاق/ ص 478/ جَرْهَد بن خُوليد، وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم:"غط فخذك فإن الفخذ عورة"، واشتقاق "جرهد" من قولهم: اجرهدَّ بنا السير أي طال، واجرهدت ليلتنا، إذا طالت.

(5)

في الإصابة 1/ 150 أسلم بريدة بن الحصيب بن منصرف النبي من بدر، وسكن البصرة، وغزا خراسان زمن عثمان، ثم تحول إلى مرو فسكنها إلى أن مات سنة ثلاث وستين، وفي الطبقات لخليفة بن خياط/ ص 109/ من ساكني الكوفة، ثم أتى خراسان/ نسب معد 2/ 457.

ص: 726

منهم: مُخلع بن مُخلع بن قَيس بن عَبد بن دِعبل بن أنس، كان شريفًا، من ولده: مَجْزأةُ بن زِاهر بن الأسود بن مُخلِع، كان شريفًا بالكوفة وكان من أصحاب عمرو بن الحمق. والحارثُ بن حِبَال بن رِبيع بن دعبل، شَهِد الحُديبية

(1)

.

ومَالِكُ بن جُبير بن حِبال شهد الحُديبية

(2)

.

ونَضَلةُ بن عبد اللَّه بن الحارث بن حِبال، الذي قتل هلال بن خَطل يوم فتح مَكَّة

(3)

.

ومنهم: الأكوعُ بن عبد اللَّه بن قُشير بن خُزيمة بن مَالك بن سَلامان بن أسلم، وبَنوه أهُبانُ، وسَلمة

(4)

صَحَب النبي صلى الله عليه وسلم.

وعَامر الشَّاعر

(5)

واستشهد يوم خَيْبَر.

وولد يَقَظَةُ بن خُزِيمةُ بن حَديدةَ: أُميَّةَ.

(1)

في الإصابة 1/ 276 "الحارث بن حبان بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن جبلة بن مالك بن سلامان ابن أسلم الأسلمي، ذكره ابن الكلبي فيمن شهد الحديبية، وتبعه ابن جرير وابن شاهين" وورد: حبان بدل حبال وهم من الناسخ أو الطابع.

(2)

في الإصابة 3/ 321/ مالك بن جبير بن حبال بن ربيعة بن دعبل بن أنس، وهو وعمه الحارث ابن حبال ذكرهما الطبري، ونقله ابن الأثير عن ابن الكلبي وهو في الجمهرة.

(3)

نضلة بن عبد اللَّه وهو الذي قتل هلال بن خطل الأدرميِّ يوم الفتح وهو متعلق بأستار الكعبة، أمر النبي بقتله، وقتلت إحدى قينتيه اللتين كانتا تُغنيِّان بهجاه النبي صلى الله عليه وسلم وأسلمت الأخرى، ثم تحول نضلة إلى البصرة وولده بها، وغزا خراسان ونزل بمرو ومات بها ودفن في مقبرة كلاباذ وولده بمرو، وقيل مات بالبصرة، وقيل مات بمغازة سجستان وهراة وذلك سنة أربع وستين/ الاستيعاب 3/ 513/ طبقات خليفة بن خياط 109.

(4)

في جمهرة أنساب العرب/ ص 240/ سلمة بن الأكوع، وأخوه أهبان بن الأكوع وعامر بن الأكوع، لهم كلهم صُحبة وتقدم ذكرهم.

(5)

هو عامر بن الأكوع، وهو الذي قال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم مسيره إلى خيبر "يا ابن الأكوع فخذ لنا من هناتك" فنزل يرتجز برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:

واللَّه لولا اللَّهُ ما اهْتَدَينا

ولا تَصَدَّقنا ولا صَلَّينَا

إنَّا إذا قَومٌ بَغَوا عَلَيْنَا

وإن أرادوا فِتنَةً أَبَيْنَا

وقتل يوم خيبر شهيدًا، رجع سيفه عليه وهو يقاتل فكلمه كَلمًا شديدًا فمات منه نسب معد 2/ 458/ مسيرة النبي 2/ 329/.

ص: 727

منهم: مُحمَّدُ بن الأشعث بن عُقبة بن أُهبان، مُكلَّم الذئب بن عَبَّاد بن رَبيعة بن كَعب بن أُميَّة بن يَقظةَ كان من قواد الدَّعوة العباسية

(1)

.

من ولده: عَبْدُ اللَّه وجعفر ابنا مُحمد بن الأشعث.

وولد هَوَازنُ بن أَسْلَم بن أفصى: ثَعلبةَ، والحارث، وعَيْشًا، ومَازنًا.

منهم: عبد اللَّه بن أبي أَوفى، وهو عَلْقمةُ بن خالد بن الحَارث بن أسِيد بن رِفَاعة بن ثَعْلبةَ بن هوازن

(2)

، صَحبَ النبي صلى الله عليه وسلم.

وعُبيد اللَّه بن مالك بن يَعْمُر بن أبي أسيد بن رِفَاعة بن ثعلبةَ بن هوازن

(3)

. صحب النبي صلى الله عليه وسلم وزُرعةُ بن عامر بن مَازن بن ثَعلبةَ بن هَوازن، أوَّل من قُتل من المسلمين يوم أُحُد

(4)

.

وولد عَبسُ بن هوازن: الحَارث، وعَامِرًا.

منهم: سَلامةُ، وهو أبو حَدْرَد بن عُمير بن أبي سَلامةَ بن سَعد بن مُساب

(5)

بن الحارث بن عَبس.

وابنُه عُبيد اللَّه بن سلامةَ، صاحب خَالد بن الوليد في غَزوة بني جَذيمَة

(6)

.

(1)

في جمهرة أنساب العرب/ ص 241/ مُحمَّد بن الأشعث بن عُقبة بن أُهبان مكلم الذئب بن عباد ابن ربيعة بن كعب بن أمية بن يقظة القائد، وكانت له ولآله آثار عظيمة في دعوة بني العباس. الطبري 2/ 37، 38.

(2)

عبد اللَّه بن أوفى، له ولأبيه صحبة، وشهد عبد اللَّه الحُديبية، وروى أحاديث شهيرة، نزل الكوفة سنة ست أو سبع وثمانين وكان آخر من مات بها من الصحابة ويقال مات سنة ثمانين. الإصابة 2/ 27.

(3)

في الإصابة 2/ 43/ عبيد اللَّه بن مالك بن النعمان بن يعمر بن أبي أسيد، بالتصغير، ذكره ابن ماكولا، ونقل عن ابن الكلبي أن له صحبة، وهو في الجمهرة.

(4)

زُرعة بن عامر بن مازن بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم الأسلمي، قال ابن الكلبي: له صحبة قديمة وشهد أحدًا واستشهد بها وهو أول قتل من المسلمين، ورد في الإصابة، ولم يذكره ابن هشام في السيرة، ولا في طبقات ابن خياط.

(5)

في طبقات ابن خياط / 110/ يساف، وفي الإصابة 4/ 42 مسآب بكسر الميم، وفي جمهرة أنساب العرب 241/ مُساب.

(6)

في سيرة النبي 2/ 433 كان ابن حدرد في خيل خالد بن الوليد. نسب معد 2/ 460.

ص: 728

‌بنو ملكان بن أفصى

وولد مِلْكان بن أَفْصَى: بُوَيًا.

فولد بُوَيَّ بن مِلكان: عَمْرًا، وسُليمًا، ومالكًا، ومازنًا.

عنهم: الحَارث، وهو غُبشان بن عبد عمرو بن سُليم، كان قد حَجَب البيت.

من ولده: ذو الشِّمالين، وهو عَميرةُ بن عبد عمرو بن نَضلة بن عمرو بن غُبشان

(1)

، شهد بدرًا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو حليف بني زُهرة بن كلاب.

وسِبَاعُ بن عَبد العُزَّى بن نَضلةُ بن عَمرو بن غُبشان

(2)

، قتله حَمزةُ بن عبد المُطَّلبَ يوم أحُدِ، ثم أكبَّ ليأخذ دِرعهُ فزرقَهُ وَحشيَّ بالحربة فقتله.

ومالك بن الطَّلاطلة بن عمرو بن غُبشان كان من المستهزئين بالنبي صلى الله عليه وسلم.

ونافع بن عبد الحَارث

(3)

بن حبالة بن عُمير بن غُبشان، ولي مكة لعمر بن الخطاب.

وأبو قَيلة، وجَزْ بن غالب بن غُبشَان

(4)

وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

في الاشتقاق/ ص 479/ ذو الشَّمالين، واسمه عُمير بن عبد عمرو، شهد بدرًا وحلفه في بني زُهرة، وفي جمهرة أنساب العرب/ ص 242/ عميرة بن عبد عمرو بن غُيشان بن عبد عمرو، وفي الإصابة 1/ 474 عُمير بن عبد عمرو بن نضلة بن غَسَّان بن مالك بن أفصى ثلاثة كلهم أضبط: ذو الشَّمالين، وعمر بن الخطاب وأبو ليلى، والأخبط هو الذي يعمل بيديه جميعًا.

(2)

في جمهرة أنساب العرب/ ص 242/ سِباعُ بن عبد عمرو بن ثعلبة بن عمرو بن غبشان، وفي سيرة النبي 2/ 71 قال وحشي: فلما التقى الناس، خرجت أنظر حمزة وأتبصَّره إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العُزَّى، فلما رآه حمزة، ضربه ضربة كأن ما أخطأ رأسه، قال: وهززت حربتي، دفعتها عليه.

(3)

في تاريخ اليعقوبي 2/ 151 وجمهرة أنساب العرب ص 242 والعقد الفريد 3/ 384 نافع بن الحارث.

(4)

لا ذكر لأبي قيلة في الاستيعاب ولا في الإصابة وكذلك في طبقات بن خياط، ولا يذكره سوى ابن دريد في الاشتقاق/ ص/ 480/. نسب معد 2/ 461.

ص: 729

‌بَنو مَالِكُ بن أفصى

وولد مَالِكُ بن أفصى: ثَعلبَةَ، ودُهمان، والأوس، وغَنْمًا.

فولد ثَعْلبةُ بن مَالِك: عَامِرًا.

منهم: أسماءُ بن حَارثة بن سعيد بن عبد اللَّه بن عَتَّاب بن سَعد بن عمرو ابن عامر بن ثعلبة بن مَالك بن أفصى

(1)

، الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم:"مر قومك فليصوموا يوم عاشوراء" قال: "ومن أكل يا رسول اللَّه؟ " قال: "ومن أكل"

(2)

.

ومن ولده: غَيلانُ بن عبد اللَّه بن أسماء من قُوَّاد الدعوة العباسية.

وهند وحِمرَان أبناء حَارثة بن سعد، إليهم البيت.

ومنهم: عويمر بن حَارثة بن مالك بن بُهثة بن قُصبَّة بن عوف بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصي، الذي يقول له حسان بن ثابت:

أَسْلَمُ أَفصى غَيْرَ آل عُويمر

بقَيَّةُ عِدوانٍ دقَاقٍ أيُورُهَا

مَرَازيحُ من فِعْلِ الكرامِ مَسَارِعُ

إلى اللؤْمِ أَنْذالُ ثِمَادُ بُحُورهَا

(3)

ومنهم: ذُؤَيب بن هلال بن عُويمر

(4)

.

وشَعْثَاءُ بنت هلال، لها يقول حسَّان بن ثابت الأنصاري

(5)

:

لَعمرُ أبيكِ الخَير يا شَعْثَ مَا نَبا

عَليَّ لساني في الخُطُوبِ ولا يَدي

(1)

في الاستيعاب 1/ 81: أسماء بن حارثة الأسلمي، ويكنى أبا محمد، ينسبونه! أسماء بن حارثة ابن هند بن عبد اللَّه بن غياث، وهو أخو هند بن حارثة، وكان هند وأسماء من أهل الصُّفَّة، توفي سنة ست وستين بالبصرة وهو ابن ثمانين سنة، وقيل توفي في خلافة معاوية وفي ولاية ابن زياد.

(2)

الاشتقاق/ ص 479، الإصابة 1/ 55 نسب معد 2/ 461.

(3)

انظر ديوان حسان بن ثابت 1/ 177.

(4)

هو ذؤيب بن هلال الشاعر. الاشتقاق/ ص 479.

(5)

انظر ديوان حسان بن ثابت 1/ 25.

ص: 730

وسُليمان بن كثير بن أمية بن سعد بن عبد اللَّه بن المؤتَنِف بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن أفصي، كان من نقباء الدعوة العباسية

(1)

. قتله أبو مسلم وهؤلاء بنو أفصى وهو آخر خُزاعة.

‌خزاعة وقبائل العرب

‌حلف خزاعة وعبد المطلب سيد قريش

لقد ذكرت في سياق الكتاب أن خزاعة دخلت مكة بالقوة وأمسكت بزمام السلطة الدينية والإشراف على الكعبة والحجيج قرابة ثلاثة قرون، ثم أخرجت منها بالقوة على يد قريش، وهذا العداء القديم لم يمنع من عودة الصفاء والوفاق بين قريش وخزاعة، بعقد حلف يضع الماضي وينظر إلى المستقبل، لقد كان هذا التحالف في الجاهلية، فألقي بظل ثقل الماضي ومآسيه، وأعطى ثماره في الإسلام عندما نصرت خزاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والوقوف خلف قيادته ونشر رسالته، ووقوفه صلى الله عليه وسلم مع خزاعة ونصرتها فكان ثمرة ذلك فتح مكة.

أما رواية التحالف في كتاب أنساب الأشراف

(2)

بين قريش بزعامة عبد المطلب وبين قبيلة خزاعة يمثلها بعض قادتها:

فلما نصر بنو الخزرج عبد المطلب، قالت خُزاعة، وهم يومئذ كثير قد قووا وعزوا: واللَّه ما رأينا بهذا الوادي أحدًا أحسن وجهًا، ولا أتم خلقًا، ولا أعظم حلمًا، ولا أبعد من كل موبقة ومذنبة تُفسد الرجال من هذا الإنسان -يعنون عبد المطلب- ولقد نصره أخواله من الخزرج، ولقد ولدناه كما ولدوه -وأن جده عبد مناف لابن حُبَّى بنت حُليل بن حُبشية سيد خُزاعة- ولو بذلنا له نصرنا وحالفناه انتفعنا به وبقومه وانتفع بنا، فأتاه وجوههم، فقالوا: يا أبا الحارث، إنا قد ولدناك كما ولدك قوم من بني النجار؛ ونحن، بعدُ، متجاورون في الدار، ولقد أماتت الأيام ما كان يكون في قلوب بعضنا على قريش من الأحقاد، فهلم، فلنحالفك،

(1)

في الاشتقاق/ ص 480 سُليمان بن كَثير، وفي العقد الفريد 3/ 384 سُليمان بن كُثير بالتصغير وهو وهم. وفي الطبري 7/ 107 سُليمان بن كثير، وكان سليمان هذا رئيس دُعاة بني العباس، وهو احد النقباء الاثني عشر لتلك الدعوة. نسب معد 2/ 463.

(2)

أنساب الأشراف 1/ 70.

ص: 731

فأعجب ذلك عبد المطلب وقبله وسارع إليه فأجابهم إلى حلف، فأقبل ورقاء بن عبد العُزَّى أحد بني مازن بن عديّ بن عمرو بن لُحيّ، وسفيان بن عمرو القميري، وأبو بشر، وهاجر بن عُمير القميري، وهاجر بن عبد مناف بن ضاطر، وعبد العزيز بن قطم المصطلقي في عدة من وجوههم، فدخلوا دار الندوة وكتبوا بينهم كتابًا، وكان عبد المطلب في سبعة نفر من بني عبد المطلب، والأرقم بن نضلة بن هاشم، ولم يحضر أحد من بني نوفل ولا عبد شمس، فلما فرغوا من الكتاب، علقوه في الكعبة، وكان الذي كتبه لهم أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة ابن كلاب وتزوج عبد المطلب يومئذ لبني بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر، فولدت له أبا لهب، وتزوج أيضًا ممنعة بنت عمرو بن مالك بن مؤمل، فولدت له الغيداق.

أما نص كتاب التحالف ففيه زيادة أو نقصان، واختلاف في الكلمات، بين مرجع وآخر، دون المساس بالمعنى المقصود، حيث تبقى الصيغة نفسها تؤدي إلى الغرض المطلوب، والنص يتسم بالوضوح، وسأورده كما ذكر في أنساب الأشراف: "هذا

(1)

ما تحالف عليه عبد المطلب بن هاشم، ورجالة عمرو بن ربيعة، من خزاعة، ومن معهم من أسلم ومالك ابني أفصى بن حارثة، تحالفوا على التناصر والمؤاساة ما بل بحر صوفة

(2)

، حلفًا جامعًا غير مفرق، الأشياخ على الأشياخ، والأصاغر على الأصاغر، والشاهد على الغائب، وتعاهدوا وتعاقدوا أوكد عهد، وأوثق عقد، لا ينقص ولا ينكث ما شرقت شمس على ثبير

(3)

، وحنَّ بفلاة بعير، وما قام الأخشبان

(4)

وعمَّر

(5)

بمكة إنسان، حلف أبد، لطول أمد، يزيده طلوع الشمس شدا وظلام الليل مدّا، وإن عبد المطلب وولده ومن

(1)

ورد في مفتاح الأفكار 31 وجمهرة رسائل العرب 1/ 24 (باسمك اللهم)، ورجالة (ورجالات).

(2)

ما بل بحر صوفه: صوف البحر على شكل الصوف الحيواني واحدته صوفة، ومن الأبديات قولهم: لا آتيك ما بل بحر صوفه، وحكى اللحياني: ما بل البحر صوفه والمفهوم من صوف البحر أنه الأسفنج (لسان العرب).

(3)

ثبير: جبل بقرب مكة. والفلاة: البادية.

(4)

والأخشبان: جبلا مكة، أبو قبيس والأحمر.

(5)

واعتمر بمكة.

ص: 732

معهم دون سائر بني النضر بن كنانة، ورجال خزاعة متكافئون، متضافرون، متعاونون، فعلي عبد المطلب النصرة لهم ممن تابعه على كل طالب وتر، في بر أو بحر، أو سهل أو وعر، وعلى خزاعة النصرة لعبد المطلب وولده ومن معهم على جميع العرب، في شرق أو غرب، أو حَزْن

(1)

أو سهب، وجعلوا اللَّه على ذلك كفيلا، وكفى به حميلا"

(2)

.

فقال عبد المطلب شعرًا بهذه المناسبة:

سأوصِي زُبيرًا إن أتتني منيتي

بإمساك ما بيني وبين بني عمرو

وأن يحفظَ العهدَ الوكيدَ بجهده

ولا يُلحدْن فيه بظلمٍ ولا غدرِ

همُ حفظوا الإلَّ القديم وحالفوا

أباك وكانوا دون قومك من فِهِر

وكان عبد المطلب وصى ابنه الزبير، ثم أوصى الزبير إلى أبي طالب، ثم أوصى أبو طالب العباس. أي بالحفاظ على هذا الحلف مع خزاعة.

وقال ابن الكلبي: وهذا الحلف هو الذي عناه عمرو بن سالم الخُزَاعي حين قال لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:

لا همَّ إني نَاشدٌ مُحمَّدا

حلف أبينَا وأبيهِ الأتْلَدَا

(3)

‌يوم ذات نكيف

كان بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة مبغضين لقُرَيْش مضطغنين عليهم ما كان من قصي حين أخرجهم من مكة مع من أخرج من خزاعة حين قسمها رباعًا وخططًا بين قريش، فلما كان على عهد عبد المطلب هموا بإخراج قريش من الحرم وأن يقاتلوهم حتى يغلبوهم عليه، وَعَدَتْ بنو بكر على نعم لبني الهُون بن خُزيمة فاطَّردوها، ثم جمعوا جموعهم وجمعت قريش جموعها واستعدت، وعقد عبد المطلب الحلف بين قريش والأحابيش وهم بنو الحارث بن عبد مناة وبنو الهون بن

(1)

الحزن: ما غلظ من الأرض.

(2)

حميلا والحميل بالحاء المهملة، وهو: المعتمد عليه وورد في مصادر أخرى جميلا: (أنساب الأشراف 1/ 72).

(3)

أنساب الأشراف 1/ 72.

ص: 733

خُزيمة بن مُدركة، وبنو المُصطلق من خُزاعة، فلقوا بني بكر ومن انضم إليهم، وعلى الناس عبد المطلب، فاقتتلوا بذات نكيف، فانهزم بنو بكر وقتلوا قتلا ذريعًا، فلم يعودوا لحرب قريش، قال بن شعلة الفهري:

فلله عينَا من رأى من عصابة

غَوَتْ غَيَّ بكر يومَ ذات نكيفِ

أناخوا إلى أبياتنا ونسائنا

فكانوا لنا خيفًا بشرّ مضيفِ

فقتل يومئذ عبد بن السفاح القاري من القارة؛ قتادة بن قيس أخا بلعاء بن قيس، واسم بلعاء مُساحق.

ويومئذ قيل: قد أنصف القارة من راماها، والقارة من ولد الهُون بن خُزيمة، ومن ولد عَضَل بن الدِّيش، وقال رجل منهم:

دعونا قارةً لا تُنْفرونا

فَنُجْفِل مثل إجفال الظليم

وقيل: بهذا البيت سموا قارة، وكان يقال للقارة رماة الحدق

(1)

.

‌خزاعة (*) وقيس عيلان

زعموا أن قيس عيلان رغبت في البيت، وخزاعة يومئذ تليه وطمعوا أن ينزعوه منهم، فساروا ومعهم قبائل من العرب ورأَسوا عليهم عامر بن الظرَّب العدواني، فساروا إلى مكة في جمع لُهام

(2)

، فخرجت إليهم خزاعة فاقتلوا، فهزمت قيس، ونجا عامرٌ على فرس

(3)

جواد له فقال قيس بن الحدادية الخزاعي في ذلك:

لقد سُمتَ نفسك يابن الظَّرِبْ

وَجَشَّمْتَهمْ مَنْزِلًا قد صَعُبْ

(4)

وَحمَّلْتَهمْ مَركبًا بَاهِظًا

من العبءِ إذ سُقتهمِ للْشَّغَبْ

(5)

بِحَرْبِ خُزَاعة أهل العلا

وأهل الثَّنَاء وأهل الحَسَبْ

(1)

الكامل في التاريخ 1/ 587/ 588.

(*) الأغاني 14/ 141.

(2)

لُهام: كثير عظيم.

(3)

فرس جواد: رائع.

(4)

يريد لقد سمت نفسك خسفًا، أى أوليتها إياه.

(5)

بهظه الأمر: غلبه وثقل عليه.

ص: 734

هم المانعو البيت والذائدون

عن الحُرمَات جميع القَربْ

نَفَوا جُرهُمَا ونَفَوا بَعْدهم

كنانة غصبًا ببيض القضب

وَهُمْ ألحقوا أسدًا عنوةً

بأحياء طيءٍ وحازوا السلب

(1)

خُزاعة قومي فإن أفتخر

بهم يَزكُ مُعتَصري والنسب

(2)

‌خزاعة (*) وقبيلة هوازن

أغارت قبيلة هوازن على خُزاعة وهم بالمحصَّب

(3)

من منى، فأوقعوا ببطن منهم يقال لهم: بنو العنقاء، وبقوم من بني ضاطر، فقتلوا منهم عبدًا، وَعَوفًا، وأقرم، وغبشان، فقال بن الأحب العدواني يفخر بذلك:

غَدَاةَ التَقينَا بالمَحَصَّب منْ مِنَى

فَلاقَتْ بَنُو العنقاء إحْدَى الفَطَائِم

تَرَكْنَا بها عَوفًا وَعَبدًا وَأَقْرَمًا

وَغُبْشَانَ سُؤرًا للنُّسورِ القَشَاعِمِ

(4)

فأجابه قيس بن الحدادية الخُزَاعي، فقال يعيره أن فخر بيوم ليس لقومه:

فَخَرْتَ بيوم لم يَكنْ لك فخرُه

أحَادِيثَ طَسمٍ إنما أنت حالمُ

(5)

تُفَاخَرَ قومًا أطرَدَتْكَ رماحُهمْ

أكعب بن عمرو: هَلْ يُجَابُ البَهائِمُ

(6)

فلو شَهدتْ أمُّ الصبيَّين حملنا

وَرَكضهم لإبيضَّ منها المقَادمُ

غَداة تَولَّيتمْ وَأدْبَرَ جَمْعُكُمْ

وأُبنا بأسْراكم كأنَّا ضراغمُ

(7)

ثم أغارت هوازن على بني ليث، فأصابوا حيًّا منهم يقال لهم: بنو الملوح ابن يعمر بن عوف، ورعاء لبني ضاطر بن حُبشية، فقتلوا منهم رجلًا وسَبوا منهم كثيرًا واستاقوا أموالهم، فقال في ذلك مالك بن عوف النَّصري:

(1)

عنوة: قهرًا. والسلب: ما يسلب.

(2)

زكا يزكو: نما، ويقال: رجل كريم المعتصر: جواد عند المسألة كريم.

(*) الأغاني 14/ 141.

(3)

المحصب: موضع رمي الجمار بمنى.

(4)

السؤر: البقية والفضلة. والقشاعم: جمع قشعم، وهو من النسور، المسن الضخم.

(5)

طسم: قبيلة من عاد انقرضوا.

(6)

أطرده: صيره طريدًا.

(7)

ضراغم: جمع ضرغم، وهو الأسد.

ص: 735

تلقَّطن ضَيطَاري خُزاعة بعدما

أَبَرْنَ بصَحْراء الغميم الملوَّحَا

(1)

قَتلْنَاهمْ حتى ترَكْنَا شَريدهم

نساء وأيتامًا ورجلا مُسدَّحًا

(2)

‌الحرب بين كنانة (*) وخزاعة

قال الشاعر الأخْزَر بن لُعْط الدّئلي، فيما كان بين كنانة وخزاعة في تلك الحرب فخلدها في شعره إذ قال:

ألا هَلْ أَتي قُصْوَى الأحَابيش أنَّنا

رَدَدْنَا بني كَعْب بأفْوَق نَاصِل

(3)

حَبَسْنَاهُمُ في دَارَةِ العَبْد رَافِع

وَعِنْدَ بُدَيْل مَحْبسًا غَير طَائِل

(4)

بدَار الذَّليلِ الآخِذِ الضَّيْم بَعْدَمَا

شَفَيْنا النّفُوسَ منهُمُ بالمنَاصِلِ

(5)

حَبَسْنَاهُمُ حتى إذا طَال يَوْمُهُمْ

نَفَخْنَا لَهُمْ مِن كلِّلَّ شعْبٍ بوَابِلِ

(6)

نُذَبِّحْهُمُ ذَبْحَ التُّيُوسِ كأنَّنا

أُسُودٌ تَبَارَى فيهُمُ بالقَوِاصلِ

(7)

هُمُ ظَلَمُونا واعْتَدَوا في مسيرِهمْ

وَكَانوا لَدى الأَنْصَابِ أَوَّلَ قَاتل

كأنَّهُمُ بالجِزْعِ إذ يَطرُدونَهُم

بفاثور حُفَّان النِّعام الجَوافِلِ

(8)

ورد عليه الشاعر بديل

(9)

بن عبد مناة الخُزَاعي يكذبه فيقول:

(1)

الضيطار: الضخم اللئيم الذي لا غناء عنده. أبارهم: أهلكهم.

الغميم: موضع بين مكة والمدينة قرب المدينة بين رابغ والجحفة.

(2)

السدَّح: وهو الصرع بطحًا على الوجه أو إلقاء على الظهر (الأغاني 14/ 139).

(*) السيرة النبوية 3/ 392.

(3)

قصوى الأحابيش: قصوى: أبعد، والأحابيش كل من حالف قريشًا، ودخل في عهدها من القبائل. وبريد يقول:(بأفوق ناصل): أنها ردت خالية، والأفوق في الأصل: السهم الذي انكسر فوقه وهو طرفه الذي يلي الوتد. والناصل: الذي زال نصله، أي حديدته التي تكون فيه.

(4)

الدارة: الدار.

(5)

الضيم: الذل.

(6)

نفحنا: وسعنا. والشعب: المطمئن بين جبلين. والوابل: المطر الشديد، وأراد به هنا دفعة الخيل.

(7)

بريد بالقواصل هنا: الأنياب.

(8)

الجزع: ما انعطف من الوادي. وفاثور: موضع بنجد، وقيل اسم جبل بمكة، وجفان النعام: صغارها، والجوافل: المولية المسرعة (السيرة النبوية 3/ 392).

(9)

ورد اسمه: بديل بن عبد مناة بن سلمة بن عمرو بن الأحب، وكان يقال له: بُديل بن أم أصرم - وورد في حاشية السيرة "بُديل بن سلمة بن خلف بن عمرو بن الأخنس بن مقياس بن حبتر بن عدي بن سلول بن كعب الخزاعي" وهو غير بديل بن ورقاء.

ص: 736

كَذَبْتُمْ وَبَيت اللَّه مَا إنْ قَتَلْتُمُ

وَلَكنْ تَرَكْنَا أمْرَكمْ فِي بَلابل

(1)

تَفَاقَد قَوْمٌ يَفْخَرُون ولم نَدَعْ

لَهمْ سَيِّدًا يَنْدُوهُمُ غَيرَ نَافلِ

(2)

أمِنْ خيفة القومِ الأُولَى تَزدَريهمُ

تُجيز الوَتير خائفًا غيرَ آثلِ

(3)

وفي كُلّ يَومٍ نحنُ نَحْبُو حباءنا

لعَقْل ولا يُحْبَى لنَا في المعَاقَلِ

(4)

ونحن صَبَّحْنا بالتَّلاعةَ دارَكُمْ

بأسْيافنا يَسْبقْن لَوْم العَواذَلِ

(5)

ونحنُ مَنَعْنا بين بَيْضِ وعِتْوَد

إلى خَيْف رَضْوَى من مَجَرّ القَنابِلِ

(6)

ويَوْمَ الغَميم قد تَكَفَّتَ ساعيًا

عُبَيْسٌ فَجَعناه بجَلْدٍ حُلاحَلِ

(7)

أَأَنْ أجْمَرتْ في بيتِها أمُّ بَعضكُمْ

بجُعْمُوسِها تَنْزُونَ أنْ لم نُقَاتِلِ

(8)

‌خزاعة (*) وبنو مخزوم

لما حضرت الوليد بن المغيرة المخزومي الوفاة، دعا بنيه، وكانوا ثلاثة: هشام ابن الوليد، والوليد بن الوليد، وخالد بن الوليد، فقال لهم: أي بني، أوصيكم بثلاث، فلا تضيعوا فيهن دمي في خزاعة، فلا تطلنه

(9)

، واللَّه إني لأعلم أنهم منه براء، ولكني أخشى أن تسبوا به بعد اليوم؛ ورباي في ثقيف، فلا تدعوه حتى تأخذوه، وعقري

(10)

عند أبي أزيهر

(11)

، فلا يفوتنكم به، وكان أبو أزيهر قد

(1)

البلابل: اخلاط الهم ووساوسه.

(2)

يندوهم: يجمعهم في الندي، وهو المجلس. (أي النادي).

(3)

الوتير: اسم ماء بأسفل مكة لخزاعة وغير آثل: غير راجع.

(4)

نحبو: نعطي. والعقل: الدية.

(5)

التلاعة: ماء لبني كنانة بالحجاز. وشبقن لوم العواذل: يشير إلى المثل المعروف: سبق السيف العذل.

(6)

بيض (بالفتح): من منازل بني كنانة بالحجاز. وعتود (بكر أوله وسكون ثانيه) ماء لكنانة أيضًا. والخيف ما انحدر من الجبل. ورضوى: جبل بالمدينة. والقنابل: جمع قنبلة: قطعة من الخيل.

(7)

الغميم: موضع بين مكة والمدينة. وتكفت: حاد عن طريقه، وعبيس: رجل. والجلد: القوي. والحلاحل: السيد.

(8)

الجعموس: العذرة. وأجمرت. . . أي رمت بسرعة وهو كناية عن ضرب من الحديث يسمح وصفه. ويريد الفزع وعدم الاطمئنان.

(*) سيرة ابن هشام 3/ 410، 411، 412؛ وردت هذه الرواية في أنساب الأشراف 1/ 135.

(9)

طل الدم وأطله: هدره فلم يثأر به.

(10)

العُقرا "بضم العين": دية الفرج المغصوب.

(11)

أبي أزيهر الدوسي بن أنيس بن الخيسق، من ولد سعد بن كعب بن الغطريف (أنساب الأشراف 1/ 135).

ص: 737

زوجه بنتًا، ثم أمسكها عنه، فلم يدخلها عليه حتى مات. فلما هلك الوليد بن المغيرة، وثبت بنو مخزوم على خزاعة يطلبون منهم عقل

(1)

الوليد وقالوا: إنما قتله سهم صاحبكم -وكان بني كعب حلف من بني عبد المطلب بن هشام- فأبت عليهم خزاعة ذلك، حتى تقاولوا أشعارًا وغلظ بينهم الأمر - وكان الذي أصاب الوليد سهمهُ رجلًا من كعب بن عمرو من خزاعة.

قال عبد اللَّه بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم:

إني زعيم أن تَيسرُوا فهرّبُوا

وأن تتركوا الظَّهْران تَعوي ثَعالبُهُ

(2)

وأنْ تَتركُوا مَاءً بجزعة أطرْقَا

وَأَنْ تَسأَلُوا: أيُّ الأراك أطَايبهُ

(3)

فإنَّا أناسٌ لا تُطَلّ دِماؤُنَا

ولا يَتَعالى صَاعِدًا مَنْ نُحَارِبُهُ

(4)

وكانت الظهِرّان والأراك منازل بني كعب، من خزاعة، فأجابه الجون بن أبي الجون، أخو بني كعب بن عمرو الخُزاعي فقال:

واللَّه لا نُؤْتِي الوليد ظُلامةً

ولَمَّا تَرَوا يومًا تَزُولُ كَواكِبُهْ

ثم إن الناس ترادوا وعرفوا أنما يخشى القوم السبة، فأعطتهم خزاعة بعض العقل، وانصرفوا عن بعض وقال الجون

(5)

الخزاعي:

فَنَحْنُ خَلطنا الحربَ بالسِّلم فاستوت

فأمَّ هواه آمنًا كلُّ رَاحِلِ

مقتل أبي أزهر الدوسي: ثم عدا هشام بن الوليد على أبي أُزيهر، وهو بسوق ذي المجاز، وكان عند أبي سفيان بن حرب (عاتكة) بنت أبي أزيهر، وكان أبو أُزيهر رجلًا شريفًا في قومه، فقتله الوليد لوصية أبيه إياه، فغضب يزيد بن أبي سفيان فجمع بني عبد مناف، وأبو سفيان بذي المجاز، وأخذ يحرضهم على الانتقام وعلم أبو سفيان وذهب إلى ولده وأحضره وهو في الحديد وأخذ الرمح

(1)

العقل: الدية.

(2)

الزعيم هنا: الضامن، والظهران، واد قرب مكة.

(3)

الجزعة والجزع: معظم الوادي، وقيل: ما انثنى منه. وأطرقا: اسم علم لموضع، سُمي بفعل الأمر للاثنين، فهو محكي لا يعرب.

(4)

طل دمه (بالبناء للمجهول): هدر ولم يثأر به.

(5)

وسيأتي الجون وشعره في باب شعراء خزاعة - ورده على الشاعر المخزومي.

ص: 738

من يده ثم ضرب به على رأسه ضربة هدَّه منها، ثم قال له: قبحك اللَّه! أتريد أن تضرب قريشًا بعضهم ببعض في رجل من دوس سنؤتيهم العقل إن قبلوه وأطفأ ذلك الأمر.

وأخذ حسان بن ثابت يحرض في دم أبي أُزيهر، فلما بلغ أبا سفيان قول حسان قال: يريد حسان أن يضرب بعضنا ببعض في رجل من دوس! بئس واللَّه ما ظن، وحجز الإسلام بين الناس.

‌غزوة المسلمين لبني المصطلق (*) من خزاعة

كانت غزوة بني المصطلق في شهر شعبان من سنة خمس للهجرة، وكان سببها أن الحارث بن أبي ضرار سيد خزاعة جمع جموعًا واستعد للمسير إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعلم النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر، فسار في المسلمين، إلى أن وصل إلى ماء لهم يقال له المريسيع بناحية قديد فنزل عليه، وأمر عمر بن الخطاب، أن يعرض على المشركين التوحيد، فأبوه، فحمل عليهم المسلمون، فقتلوا منهم جمعًا وأسروا أسرى كثيرة وغنم المسلمون أموالا وسبيًا، وكانت جويرية

(1)

ابنة الحارث بن أبي ضرار في السبي، فأعتقها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وتزوجها، وكان اسمها برّة، فسماها جويرية، ويقال إنه أعتقها وتزوجها على عتق مائة من أهل بيت قومها، فلما عتقوا انصرفوا إلى منازلهم

(2)

.

وفي رواية ثانية فجاء أبوها فافتداها ثم أنكحها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقيل: إنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول اللَّه أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من الأمر ما قد علمت فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبني على تسع أواق فأعني في فكاكي، فقال: أو خبر من ذلك؟ فقالت: ما هو؟ فقال أودي عنك كتابتك وأتزوجك، قالت: نعم يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: قد فعلت. وخرج الخبر إلى الناس فقالوا: أصهار رسول اللَّه، يُسْتَرقُّون! فأعتقوا ما

(*) أسد الغابة 7/ 56، الطبقات الكبرى 8/ 116 أنساب الأشراف 1/ 340 تاريخ الطبري 2/ 604. ووردت بالكامل في التاريخ (سنة 6 هـ).

(1)

هي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة بن المصطلق من خزاعة (الطبقات 8/ 116) انظر ترجمتها.

(2)

أنساب الأشراف 1/ 70.

ص: 739

كان في أيديهم من سبي بني المصطلق فبلغ عتقهم مائة أهل بيت بتزويجه

(1)

إياها.

ولقد أورد صاحب الأغاني

(2)

عن يوم المريسيع الرواية التالية قال:

أصيب قوم من بني جُندع بن ليث بن بكر رهط أمية بن الأشكر يقال لهم بنو زُبينة، أصابهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم المُريسيع في غزوة بني المُصطلق، وكانوا جيرانهم يومئذ، ومعهم ناس من بني لحيان من هُذيل ومع بني جندع رجل من خزاعة يقال له طارق، فاتهمه بنو ليث بهم، وأنه دل عليهم، وكانت خزاعة مُسلمها ومشركها يميلون إلى النبي صلى الله عليه وسلم على قريش فقال أمية بن الأشكر لطارق الخزاعي:

لعمرك إني والخزاعيَّ طارقًا

كَنَعجةِ عَادٍ حَتْفَها تَتَحفَّرُ

أثَارتْ عليها شَفْرةَ بكُراعها

فَظَلَّتْ بهَا من آخر الليل تُجزرُ

شمتَّ بقوم هم صديقك أهلكوا

أصابهمُ يومٌ من الدَّهرِ أعْسَرُ

كأنك لم تُنبأ بيومِ ذُؤالة

ويوم الرَّجِيع إذ تنحرّ حَبْتَرُ

فهلا أباكمْ في هُذيل وعمكم

ثَأرتم وهم أعدى قلوبًا وأوتر

ويوم الأراكِ يوم أردف سيبكم

صميم سراة الدبل عبدٌ ويعمرُ

وسعد بن ليث إذ تُسلُّ نساؤكم

وكلب بن عوف نحّروكم وعقَروا

عَجبتُ لشيخٍ من ربيعة مُهتَرٍ

أُمرَّ له يومٌ من الدهرِ مُنكَرُ

(3)

فأجابه طارق الخزاعي فقال:

لعمرك ما أدري وإني لقائل

إلى أيِّ مَن يظنني أتعذَّرُ

(4)

أُعنّف إن كانت زُبينةُ أُهلكتْ

وَنَالَ بني لحيان شرٌّ ونُفِّرُوا

(5)

(1)

الطبقات الكبرى 8/ 116 - ولجويرية ترجمة تخصها.

(2)

الأغاني 21/ 25 ولقد جاء تعليق صاحب الأغاني على هذه الرواية هو الآتي: وهذا الخبر مصنوع من مصنوعات ابن الكلبي والتوليد فيه بَيّن وشعره شعر ركيك غث لا يشبه أشعار القوم، وإنما ذكرته لئلا يخلو الكتاب من شيء قد روي.

(3)

مهتر: الذاهب العقل والمخطئ في كلامه.

(4)

وجاء هذا البيت أيضًا في الأغاني 21/ 27 على الشكل التالي:

فواللَّه ما أدري وإني لصادق

إلى أي من تظنني أتعذَّر

وفي مخطوط: ظنتني أتعذر، وتعذر الرجل: احتج لنفسه، وتعذر من الذنب: تنصل. وتعذر إليه: اعتذر وهو المراد هنا.

(5)

الأغاني 21/ 26، 27.

ص: 740

‌القتال بين بكر وخزاعة ونصرة النبي صلى الله عليه وسلم لخزاعة

كان القتال ينشب بين القبائل العربية في الجاهلية لعدة أسباب منها:

- الخلاف على مواطن الماء والكلأ.

- الغزو الذي تبغت فيه القبيلة القوية، القبيلة الأضعف.

- الثأر، لأشخاص قتلوا غدرًا أو عمدًا.

- هجاء شاعر من قبيلة يطعن قبيلة ثانية في شرفها.

- وأحيانًا تقع الحرب لأسباب تافهة، لمخاصمة بين رجلين فتثور ثائرة القبائل فتسقط ضحايا ويدوم القتال سنوات عدة، وقد يفني المتقاتلون وخلافهم مازال على أشده، وفي هذا الإطار كان الخلاف بين بكر وخزاعة، ولما جاء الإسلام وهذب نفوس العرب، ووسع من تفكيرهم ووحد صفوفهم وصهرهم في بوتقة الشعب الواحد الذي ينظر إلى تحقيق طموحات وتأدية رسالة سامية، تلاشى معظم التفكير القبلي بمعناه العدائي، وأصبحت الرابطة الأقوى هي رابطة الدين، ثم تطورت العلاقات بينهم وبين الشعوب التي نشروا رسالتهم الإنسانية فيها، إلى أن أصيب العرب في تراجع وهزائم في أماكن عديدة نتيجة خلافاتهم على الزعامات، وشعروا بأن العالم يتجه إلى الفكر القومي مهما كانت ديانة هذه الشعوب. أي عادت إليهم عصبية الجذور في الانتماء، وهكذا كان شأن العرب، كغيرهم من الأمم. .؟

وما حدث في الجاهلية بين بكر وخُزاعة هو أن بكر بن عبد مناة من كنانة عدت على خزاعة وهم على ماء لهم بأسفل مكة يقال له الوتير، وكان الذي هاج ما بينهما، أن رجلًا من بني الحضرمي اسمه مالك بن عبَّاد وكان حليفًا للأسود بن رزن الدَّئلي ثم البكري، خرج تاجرًا فلما توسط أرض خُزاعة عدوا عليه فقتلوه وأخذوا ماله، فعدت بنو بكر على رجل من خزاعة فقتلوه فعدت خزاعة قبيل الإسلام على بني الأسود بن رزن الديلي، وهم مَنْخَر

(1)

بني بكر

(1)

المنخر هنا: المتقدمون، لأن الأنف هو المقدم من الوجه.

ص: 741

وأشرافهم، سلمى، وكلثوم، وذؤيب فقتلوهم بعرفة عند أنصاب الحرم

(1)

.

فبينما بنو بكر وخُزاعة على ذلك حجَز الإسلام بينهم، واشتغل الناس به فلما كان صلح الحديبية ودخلت خُزاعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ودخلت بنو بكر في عهد قريش، اغتنمت بكر تلك الهدنة وأرادوا أن يصيبوا من خزاعة ثأرهم بقتل بني الأسود، فخرج نوفل بن معاوية الدُّئلي بمن تبعه من بكر حتى بيت خزاعة على ماء الوتير، فأصابوا منهم رجلًا وتحاوزوا واقتتلوا، ورفدت قريش بني بكر بالسلاح، وقاتل معهم من قريش من قاتل بالليل مستخفيًا، حتى حازوا خُزاعة إلى الحرم، وكان ممن أعان من قريش بني بكر على خزاعة ليلتئذ بأنفسهم متنكرين، صفوان بن أمية، وعكرمة بن أبي جهل، وسهيل بن عمرو، مع غيرهم وعبيدهم.

ودخل بنو بكر إلى مكة خلف خزاعة، فقال بنو بكر يا نوفل إنا قد دخلنا الحرم إلهك إلهك، فقال: كلمة عظيمة إنه لا إله له اليوم!

يا بني بكر أصيبوا ثأركم، فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم، أفلا تصيبون ثأركم فيه! وقد أصابوا بيتوهم بالوتير رجلًا يقال له منبه، وكان رجلًا مفئودًا خرج هو ورجل من قومه، يقال له تيم بن أسد، فقال له منبه: يا تيم، انج بنفسك، فأما أنا فواللَّه إني لميت قتلوني أو تركوني، لقد انبت فؤادي، فانطلق تميم فأفلت، وأدركوا منبهًا فقتلوه، أما خزاعة فقد لجأوا إلى دار بُديل بن ورقاء الخزاعي ودار مولى لهم يقال له رافع

(2)

.

فلما تظاهرت بنو بكر وقُريش على خزاعة وأصابوا منهم ما أصابوا ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من العهد والميثاق بما استحلوا من خُزاعة، وكانوا في عقده وعهده، خرج عمرو بن سالم الخُزاعي ثم أحد بني كعب حتى قدم على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة، وكان ذلك مما أهاج فتح مكة، فوقف عليه وهو في المسجد جالسٌ بين ظهراني الناس فقال:

(1)

تاريخ الطبري 3/ 43.

(2)

تاريخ الطبري 3/ 43 - ومفئود: ضعيف الفؤاد.

ص: 742

لا همّ إنِّي نَاشدٌ مُحمَّدا

حلْفَ أَبينَا وأَبيه الأتْلدَا

(1)

فوالدًا كُنَّا وَكُنْتَ وَلَدا

ثمَّت أَسَلَمْنَا فلم نَنْزِعْ يَدَا

(2)

فانْصُر رَسُولَ اللَّه نَصْرًا أعْتَدا

وادْعُ عبَادَ اللَّه يأتوا مدَدَا

(3)

فيهمِ رسول اللَّه قد تَجرَّدَا

أَبْيضَ مَثل البَدْر يَنْمي صُعدَا

(4)

إن سيم خَسْفًا وَجْهُهُ تَرَبَّدا

في فَيْلَقٍ كالبَحْرِ يجري مُزْبَدا

(5)

إنّ قريشًا أَخلَفُوكَ الموعدَا

ونَقَضُوا ميثَاقك المؤكَّدَا

(6)

وجَعَلوا لي في كَدَاءٍ رَصَّدَا

وَزَعَموا أن لسْتُ أَدْعُو أحَدَا

وَهُمْ أَذَلُّ وأقَلُّ عَدَدَا

هُمْ بَيَّتُونَا بالوَتيرِ هُجَّدَا

(7)

فَقَتَّلونا رُكَّعًا وَسُجدَا

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك: قد نُصرت يا عمرو

(8)

بن سالم! ثم عرض لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عَنَانٌ من السماء، فقال: إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب.

(1)

في السيرة (يا رب إني) ناشد: طالب ومذكر، والأتلد: القديم.

(2)

في السيرة (قد كتم ولدًا وكنا والد) يريد أن بني عبد مناف، أمهم من خزاعة، أسلمنا: من السلم.

(3)

في السيرة (فانصر هداك اللَّه). اعتدا: أي حاضرا، من الشيء العتيد وهو الحاضر، والمدد: العون.

(4)

يُجردا: تشمر وتهيأ.

(5)

الفيلق: العسكر الكبير. سيم: طلب وكلف. والخسف: الذل. تربد: تغير السواد.

(6)

أي أن قريشًا: خلفي الموعد معك ونقضوا الميثاق المؤكد باعتدائهم على خزاعة.

(7)

الوتير: اسم ماء بأسفل مكة لخزاعة. والهجد: النيام وقد يكون الهجد أيضًا: المستيقظين وهو من الأضداد.

القصيدة من تاريخ الطبري 3/ 45، وكذلك في السيرة 3/ 394 وفي كتاب من اسمه عمرو من الشعراء / 145 وقال عمرو بن سالم يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأبيات وهي من الحماسة البصرية 1/ 196:

لَعْمري لئنْ جَادت لكَ العينُ بالبُكَا

لمحقوقةٌ أن تستهلَ وتَدْمَعَا

فيَا حَفْص إنَّ الأمرَ جَلَّ عن البُكَا

غَداةَ نَعى الناعي النبي فأسْمَعَا

فواللَّهِ لا أنساهُ ما دمتُ ذاكرًا

لشيءٍ وما قَلبتُ كفًا واصْبَعَا

(8)

وورد اسمه في نسب معد 2/ 454، 453 "عمرو بن سالم بن حصيرة بن سالم الخزاعي، والكعبي وعمرو بن سالم بن كلثوم الخزاعي، وهو من كعب خزاعة.

ص: 743

وهناك رواية ثانية أوردها ابن الأثير يقول فيها: "كان سبب ذلك أن رجلًا من خزاعة سمع رجلًا من بكر ينشد هجاء النبي صلى الله عليه وسلم فشجه فهاج الشر بينهم وثارت بكر بخزاعة حتى بيتوهم بالوتير. . إلخ.

‌بديل والرسول صلى الله عليه وسلم

-:

خرج بُديل بن ورقاء في نفر من خُزاعة حتى قدموا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة، فأخبروه بما أصيب منهم، وبمظاهرة قريش بني بكر عليهم، ثم انصرفوا راجعين إلى مكة، وقد كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال للناس: كأنكم بأبي سفيان قد جاء ليشدد العَقْد ويزيد في المدة.

ومضى بديل بن ورقاء وأصحابه، فلقوا أبا سفيان بعُسفان، قد بعثته قريش إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليشدد العقد ويزيد في المدة، وقد رهبوا الذي صنعوا، فلما لقي أبو سفيان بديلا قال: من أين أقبلت يا بديل؟ وظن أنه قد أتي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

قال: سِرْت في خزاعة في الساحل وفي بطن هذا الوادي.

قال: أوما أتيت محمدًا؟

قال: لا.

فلما راح بُديل إلى مكة قال أبو سفيان: لئن كان جاء المدينة لقد علف بها النوى، فعمد إلى مبرك ناقته، فأخذ من بعرها ففته فرأى فيه النوى، فقال: أحلف باللَّه لقد جاء بُديل محمدا

(1)

.

بعد أن استنجدت خزاعة بالرسول صلى الله عليه وسلم حزم أمره بالمسير إلى مكة وأمرهم بالجد والتهيؤ وقال: اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها

(2)

. فتجهز الناس، وأخذ شاعر الدعوة الإسلامية حسان بن ثابت يحرضهم ويذكر مصاب رجال خزاعة وقال:

أتَاني وَلَمْ أشْهد بِبَطْحاءِ مَكَّةٍ

رِجَالُ بني كَعْبٍ تُحَزُّ رِقَابُها

(3)

(1)

تاريخ الطبري 3/ 46.

(2)

الطبري 3/ 47.

(3)

عناني: أهمني. وفي تاريخ الطبري أتاني - وبني كعب: من خزاعة.

ص: 744

بأيْدِي رِجالٍ لم يَسُلُّوا سُيوفَهِم

وَقَتْلَى كَثِيرٌ لم تُجَنَّ ثِيَابُها

(1)

أَلا ليَتَ شعْري هل تَنَالنَّ نُصْرَتي

سُهَيْل بْنَ عَمرو وحدُّها وَعُقابُها

وَصَفْوانُ عَوْدًا حُزَّ من شُفْرِ إسْتِه

فَهذَا أَوانُ الحْرب شُدَّ عصَابُها

(2)

فَلا تَأمَنَنَّا يا بن أُمُّ مُجَالَد

إذا احتُلِبَتْ صِرْفًا وأَعْصَل نَابُها

(3)

ولا تَجْزَعوا منَّا فإنَّ سُيُوفَنا

لهَا وَقَعَةٌ بالَموْتِ يُفْتَحُ بَابُها

(4)

‌التجسس على الرسول صلى الله عليه وسلم

-:

عن ابن عباس قال: لما نزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرّ الظهران، قال العباس بن عبد المطلب، وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة: يا صباح قريش! واه لئن بغتها في بلادها، فدخل مكة عَنْوة، إنه لهلاكُ قريش آخر الدهر! فجلس على بغلة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم البيضاء، وقال: أخرج إلى الأراك لعلّي أرى حطابًا أو صاحب لبن، أو داخلا يدخل مكة فيخبرهم بمكان رسول اللَّه، فيأتونه فيستأمنونه، فخرجت، فواللَّه إني لأطوف في الأراك ألتمس ما خرجت له، إذ سمعت صوت أبي سفيان ابن حرب وحكيم بن حزام وبُديل بن ورقاء، وقد خرجوا يتحسسون الخبر عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فسمعتُ أبا سفيان وهو يقول: واللَّه ما رأيت كاليوم قط نيرانًا.

فقال بُديل: هذه واللَّه نيرانُ خزاعة، حَمْشَتْها الحرب!

فقال أبو سفيان: خزاعة الأم من ذلك وأذلُّ

(5)

!

وكان أبو سفيان يبحث عن المخرج لأنه أدرك نهاية الأمر أن النصرة للنبي صلى الله عليه وسلم الذي صفح عنه، وكان من المبايعين هو وغيره من زعماء القبائل له وكذلك بديل بن ورقاء الخزاعي.

(1)

بأيدي رجال لم يسلوا سيوفهم: يعني قريشًا. لم تجن ثيابها: لم تستر. يريد أنهم قتلوا ولم يدفنوا.

(2)

العون: المسن من الإبل.

(3)

ابن أم مجالد: يعني عكرمة بن أبي جهل. الصرف اللبن الحامض هنا. وأعصل: أعوج.

(4)

تاريخ الطبري 3/ 48، سيرة ابن هشام 3/ 397.

(5)

تاريخ الطبري 3/ 52.

ص: 745

توحدت الجزيرة، وتحطمت الأصنام واعتنق الجميع دين الإسلام وأصبح للعرب دولة، سقطت أمامها أعتى الدول، ونشرت رسالتها إلى العالم كله.

ومن أراد أن ينظر إلى رواية فتح مكة فليرجع إلى كتب التاريخ، فهي في السنة الثامنة للهجرة. وهنا أخذنا ما يتعلق بقبيلة خزاعة.

‌الخيل عند خزاعة

كان للخيل أهمية خاصة عند العرب، فهم يسمونها بأجمل الأسماء ويقولون فيها أحلى الأشعار، ولكنها كانت قليلة قياسًا على اقتنائهم للجمال؛ لأنها شديدة التحمل على أعباء السفر، وصبورة تعيش في ظروف مختلفة، إلا أن الخيل أكثر سرعة وحركة وخاصة في الحروب، ولذلك كان كل فارس في قبيلته، يحاول شراء فرس أو حصان؛ لذا اقترنت أسماء الخيول بأسماء فرسانها، كما أن المؤرخين اهتموا بتدوين المعارك والفرسان، فلم تكن الخيول بمعزل، عن رواياتهم، بل ذكروها أيضًا: فهذا ابن غادية الخُزاعي ثم الأسلمي، كان عنده فرس يقال لها (مَصَادٌ) يقول لها:

صَبَرْتُ مَصَادًا إزاءَ اللَّطيـ

ــم حتى كأنَّهما في قَرَنْ

(1)

خَضَبْتُ به زَاعبيَّ السِّنَانِ

فُوَيْقَ الإزار وَفَوقَ العُكَنْ

(2)

ويزعم أن ابن غادية هو الذي قتل ربيعة بن مُكدِّم يوم الكَديد، وأنه كان حليفًا لبني سليم، وكان في الحيل التي لقيته، كما نُسب قتله إلى نُبيشة بن حبيب السلمي

(3)

.

أما ذؤيب بن هلال الخزاعي الكاهن، فكان عنده فرس يقال لها:(صَعدَةُ) وفيها يقول يوم أخذت منه:

لَعمْرُكَ إِنِّي يومَ حَانَتْ بجُدَّةٍ

وصَعْدَةَ إِذْ لاقَيْتُهمُ لِذَليلُ

(4)

يَرَاني نِسَاءُ الحَيَّ فَارِسَ صَعْدَةٍ

لفَارِسِها بالحَرَّتَيْنِ صَلَيلُ

(5)

(1)

اللطيم: فرس ربيعة بن مكدم (نسب الخيل/ 35).

(2)

الإزار: القميص. والعكن: ما انطوى وتثنى من لحم البطن سمنًا.

(3)

نسب الخيل/ 35.

(4)

صعدة: فرس هلال.

(5)

الحرتين: اسم مكان. والصليل: صوت وقع الحديد بعضه على بعض، وغلب على وقع السيف مطلقًا. (نسب الخيل 58).

ص: 746

‌آل حرفوش وانتسابهم إلى خزاعة

قال الأستاذ عبد القادر حرفوش:

جاء في تاريخ بعلبك

(1)

ما يلي: الحرافشة في بعلبك والبقاع:

"ينتهي نسبهم إلى حرفوش الخُزاعي من خُزاعة العراق سار جدهم حرفوش الخُزاعي مع سرايا الفتوح واستقر في غوطة دمشق ولما توجه أبو عبيدة بن الجراح إلى بعلبك عقد للخُزَاعي راية بقيادة فرقة ويبدو أن السكنى طابت له في بعلبك فأقام مع رافع السهمي يدرأ عنها أخطار الروم"

(2)

.

"وتكاثر أبناؤه وأحفاده وقد اتصفوا بالشجاعة، والكرم، والبطش والظلم أحيانًا"

(3)

.

وعن حكمهم في لبنان جاء في تاريخ بعلبك "إنهم حكموا بلاد بعلبك والبقاع قرابة ثلاثة قرون. . . وحكومة بعلبك متوارثة لبني الحرفوش"

(4)

.

ولمؤرخ آخر في كتاب سماه "تاريخ بعلبك"

(5)

يقول:

"ثم دانت بعلبك وقراها لحكم أمراء بني الحرفوش، وهم عائلة من الشيعة، كانوا من البأس والسطوة والفروسية في مكان عظيم".

وعن نسبهم يقول: إن الأمير حرفوش الخُزاعي جد هذه العيلة عُقدت له راية بقيادة فرقة من حملة أبي عبيدة بن الجراح على بعلبك واستوطن بعدئذ المدينة وكثر نسله، وكانوا من أعظم الأعيان فيها إلى أن تيسر لهم الاستقلال في المدينة وأقاليمها وبلاد البقاع في أواخر حكم سلاطين مصر من المماليك فسادوا وحكموا ثم ظلموا وعتوا وتسلطوا على الرعية

(6)

.

وجاء لمؤرخ ثالث في كتاب (دواني

(7)

القطوف):

(1)

تاريخ بعلبك - دكتور حسن عباس نصر اللَّه.

(2)

تاريخ بعلبك - 1/ 224.

(3)

تاريخ بعلبك - 1/ 224.

(4)

تاريخ بعلبك - 1/ 225 - 226.

(5)

تاريخ بعلبك - ميخائيل موسى ألوف البعلبكي.

(6)

تاريخ بعلبك - صفحة 86 ويذكر شعرًا عاميًا لهم في صفحة (100) سأذكره فيما بعد، ميخائيل ألوف البعلبكي.

(7)

دواني القطوف في تاريخ بني معلوف (عيسى المعلوف).

ص: 747

"وكان الأمراء الحرافشة يتولون بعض شؤون هذه البقعة في أول عهدهم للحكم ومسكنهم في بعلبك وكرك نوح، وهم فرقة من الشيعة نسبت إلى جدها الأمير حرفوش الخُزاعي الذي عقدت له راية بقيادة فرقة في حملة أبي عبيدة بن الجراح على بعلبك، قدموا من بغداد إلى غوطة دمشق ثم إلى بعلبك وسكنوها"

(1)

.

وهناك رواية وردت في موسوعة أعيان الشيعة

(2)

تؤكد على اتصال أمراء آل حرفوش ببعلبك مع أقاربهم من قبيلة خُزاعة بالعراق: والرواية تقول: "إن الأمير جهجاء ابن الأمير مصطفى الحرفوشي الخُزاعي، ذهب إلى العراق إلى بني عمه من قبيلة خُزاعة، بسبب ضغط بني عمه عليه وأخذهم الإمارة منه وأنه ذهب إلى العراق كفًّا للشر ورعاية لحرمة أخت الأمراء، وهي أخته، وكان لها نفوذ عليه وعلى غيره ولم يذكر اسمها.

وأن والي الشام أرسل حاكمًا إلى بعلبك محمد أغا العبد أثناء غياب الأمير جهجاه بالعراق، فأرسلت أخت الأمراء كتابًا إلى جهجاه تعلمه بذلك، فحركت فيه الحمية العربية فرجع من العراق إلى سورية وجمع عساكره وهاجم محمد آغا العبد في بعلبك وقتل أصحابه وهرب إلى دمشق وذلك في سنة (1201 هـ) واستعاد الإمارة، أما والده الأمير مصطفى فقد قتله الأتراك

(3)

.

وقال الأمير جهجاه حرفوش الخُزاعي قصيدة يفتخر بشعره الشعبي المألوف وانتمائه إلى خُزاعة، وأذكر بعضًا منها:

أنَا بِبَغْدَادْ مَا عِنْدي عَلا يمْ

بهذَا الأمْر ما عندي اطِّلاعِ

كَفِّيْت الشَّرْ وأنَطَيهُمْ قَفَايَا

ارْحَمهُ، اللَّهُمْ مِنْ حِرُوب الخُزاعي

نَهرتْ العَبْدِ هَات المعْنَقِيَّة

عَليها اعتَلَى رَهْط الخُزاعي

ورُمحي منْ جَبلْ بَغدادْ جِبْتُه

وسَيفي حَرَبْتُه سُمَّ الأَفَاعي

عَطَسْت وجِبت من بَغْداد ليكُمْ

تُشِيْل الضَيم عَنكم في ذِرَاعي

(4)

(1)

دواني القطوف صفحة 155.

(2)

أعيان الشيعة للشيخ الأمين.

(3)

أعيان الشيعة 4/ 251.

(4)

أعيان الشيعة 4/ 250.

ص: 748

وهو يذكر وجوده عند أبناء عمومته من خُزاعة وأنه قادم إليهم ليخلصهم مما هم فيه، وأعاد إليهم إمارتهم في لبنان.

‌لمحة عن أصل الحرافشة:

تناقل الآباء عن الأجداد نسبهم القبلي وتاريخهم جيلا بعد جيل، ومسيرة حياتهم من موطنهم الأصلي في بعلبك حتى حطموا رحالهم في إقليم الجولان، وجذورهم القديمة الراسخة في عمق التاريخ وصولا إلى قبيلة خُزاعة القحطانية اليمانية التي كانت تقيم قبل الإسلام في ظاهر مكة، وكان لها سدانة الكعبة قبل بني هاشم من قريش.

وقد مرت كتب التاريخ في العصور الوسطى والحديثة على ذكر الحرافشة وإمارتهم، فذكرهم المحبي في تاريخه، والمعلوف، والأمير الشهابي وحسن عباس نصر اللَّه، وميخائيل البعلبكي، وكتب كثيرة، على أنهم كانوا من الذين حكموا في لبنان فترة طويلة، وكانت علاقتهم بالسلطة التركية الممثلة بوالي الشام سيئة بسبب قهر وظلم الأتراك للناس وتحصيل الأموال الطائلة منهم، وكثيرًا ما اقتتل الحرافشة مع الأتراك الذين نظموا حملات عديدة لإخضاعهم، كما تحالف الحرافشة أكثر من مرة مع المعنيين والشهابيين، لصد غارات الأتراك على لبنان وأوقعوا بهم خسائر كبيرة، ودام هذا الصراع السياسي والعسكري حتى فترة متأخرة من القرن التاسع عشر.

وتعرض الحرافشة إلى عدة حملات عنيفة من العساكر التركية تعرضوا فيها للقتل والتشرد فبعضهم اختبأ في جبال لبنان وجرود الهرمل، وتوجه البعض الآخر إلى طرطوس واللاذقية (مقرمدة) وسكنت جماعة منهم حوالي حمص، وفي جبل العرب بمدينة شهبا، ونزلت جماعة منهم في إقليم الجولان (سكوفيا، فيق، الياقوصة) وهؤلاء إخوة وأبناء عم. وفر آخرون إلى مصر وسكنوا مدينة بنها، ونزل قسم منهم في الأردن (إربد) ووصلت جماعة منهم إلى الجزائر (صطيف) وجميع هؤلاء على اختلاف مذاهبهم ومواطنهم المتباعدة يلتقون في جدهم حرفوش الخُزاعي الذي يتصل نسبه بقبيلة خُزاعة.

ص: 749

وكان الشيخ فياض رحمه الله (نسابة في العشائر) ويحفظ نسبه في آل حرفوش ويسلسله حتى يصل إلى قبيلة خُزاعة، ولقد ثبت لنا صحة روايته في المراجع القديمة والحديثة.

لم نرغب في التوسع بذكر أخبار إمارة آل حرفوش في لبنان لأن الأخ الأستاذ عبد العزيز حرفوش أحاطنا علمًا بأن مخطوطًا لديه شمل كل أخبارهم وسيعمل على نشره قريبًا، ونحن نشكره جزيل الشكر لتقديمه بعض المصادر لنا بما يخص آل حرفوش.

‌خزاعة والحكم التركي

لم يحل القرن الثاني عشر الهجري حتى كانت الثورات تعم العراق وخاصة لواء الحلة الثائر ضد الحكم التركي الذي أنهك الشعب بالضرائب والتجنيد الإجباري، فقام كثيرون من رؤساء القبائل بالثورة والاحتجاج على هذه المعاملة القاسية، وظهر الشيخ سلمان الخُزاعي ولم يكن جيشه جيشًا قبليًا، بل كان فيه شيء من التنظيم والإدارة، وقد انضم إليه جماعات من شمَّر وحاصر الحلة بقصد الاستيلاء عليها، فقام أهل الحلة ببناء سور حولها وتأهبوا للطوارئ، وأرسل والي بغداد جيشًا إلى الحلة لحمايتها من الشيخ سلمان الخُزاعي فلم يفلح الشيخ سلمان بالاستيلاء عليها

(1)

.

لما أسندت ولاية العراق إلى حسن باشا أخذ على نفسه إخماد الثورات في لواء الحلة، فجعل منها قاعدة عسكرية لمكافحة القبائل الثائرة مثل خُزاعة وآل جشعم من شمَّر، وبهذا الإجراء تمكن من حماية المدينة

(2)

.

‌الكولات (المماليك):

كانت الحالة في عهد الكولات (المماليك) وهم قوم من الرقيق اشتراهم حسن باشا واتخذهم خاصة وحرسًا يعتمد عليهم في أيام الشدة، وقد اعتنى بتدريبهم العسكري فنبغ منهم في فنون الحرب، وتولى بعضهم إدارة لعدد من المدن العراقية، والأعمال الحكومية الأخرى، وكان أغلبهم من الكرج، فلما كثروا

(1)

تاريخ الحلة 1/ 120.

(2)

تاريخ الحلة 1/ 121.

ص: 750

وتدربوا على الأعمال الحكومة سمت نفوسهم إلى الولاية على العراق وتبتدئ حكومتهم في العراق في سنة (1172 هـ) بسليمان باشا وتنتهي سنة (1247 هـ) بداود باشا؛ كان العراق في عهد هؤلاء الكولات في حالة يرثى لها لكثرة تعدياتهم وما ارتكبوه من الفظائع التي تقشعر لها الأجسام، وكان الأمن في عهدهم مفقودًا والثورات الأهلية غير منقطعة، وذلك لسوء تدبير هؤلاء (الكولات) فلم تر الحلة وأريافها في عهدهم راحة، وكانت الثورة ضد الحكومة تصبح في كل مكان وتقوم بها القبائل العربية متعاونة مثل عُقيل وآل جشعم وخفاجة وخزاعة. . . لأن الشعب كان ينظر إلى حكامه نظرة لصوص يسرقونهم ولا يقومون بأية مشاريع عامة مثل المدارس والمشافي. . إلخ، وأبلت المقاومة العربية بلاء حسنًا ضد حكومة (الكولات)

(1)

.

في عهد عمر باشا والي بغداد أخذ نفوذ خُزاعة يقوي ويشتد في مقاومة الحكم التركي، وكان زعيم خُزاعة حينذاك، الشيخ حمود الخُزاعي، فأرسلت إليه الحكومة التركية قوة كبيرة من الجيش، ودمرت (لملوم)

(2)

ثم عفي عنه وأعيد إلى المشيخة.

ولم تهدأ قبيلة خُزاعة عن الاستعدادات والمقاومة، وأخذ أمرها يستفحل في ذلك، وكانت زعامة القبيلة قد آلت إلى حمد الحمود الخُزاعي وكانت ولاية عمر باشا قد انتهت، ووصف الشيخ الخُزاعي بالرجل الداهية، والحليّون يتناقلون أخباره بالإعجاب، عن ذكائه وفراسته وحنكته، ولقد رفض الشيخ رفضًا باتًا الخضوع للسلطة التركية ولم يحفل بالاستعدادات الحربية ولا بوصول الإنذار النهائي إليه، فلما أفضت ولاية العراق إلى سليمان باشا سنة (1194 هـ) قاد الجيش بنفسه إلى حرب قبيلة خُزاعة، فلما قاربهم كسر الشيخ الخُزاعي سدود المياه ليوقف زحف الجيش التركي، ولكن تمكن سليمان باشا من سد المياه وتقدم نحو خُزاعة، فعبر الشيخ الخُزاعي إلى الجانب الغربي من الفرات، وبذلك نجا وأخيرًا تمكن سليمان باشا من أخذ الضرائب من خُزاعة

(3)

.

(1)

تاريخ الحلة 1/ 124.

(2)

لملوم: يظهر أنها مقر لقوات خُزاعة (لم توجد في معجم البلدان).

(3)

تاريخ الحلة 1/ 128.

ص: 751

في سنة (1211 هـ) كان أحد رجال الحكم في الحلة شخصًا اسمه (محمود) وكان ظالمًا فتاكًا بطش ببعض رجالات الحلة وهدم دورهم ورحلهم إلى بغداد تنكيلا بهم بسبب ميلهم وتعاطفهم مع خُزاعة، ولكن في النهاية تم قتله

(1)

.

ما كادت حكومة الكولات (المماليك) تنتهي من صد غارات الوهابيين التي كانت تهاجم العراق، حتى أخذت قبائل العرب في الحلة تظهر العصيان على الحكومة وبلغت أشدها منذ العقد الثالث من القرن الثالث عشر الهجري. فأخذت الحكومة تعد العدة لإخضاعهم وتأديبهم، فتوجه سعيد باشا والي بغداد إلى الحلة التأديب قبيلة خُزاعة، ولكنه توقف في الحلة لأنه رأى أن لا قبل لجيشه بمقابلة خُزاعة لنقص في الإدارة

(2)

.

وفي سنة (1231 هـ) انتشرت قبيلة خُزاعة في أرياف الحلة وأساد أفراد القبيلة التصرف مع سكان القرى والمقاطعات الزراعية فأرسلت الحكومة جيشًا إلى الحلة للمحافظة على الأمن وكبح جماح خُزاعة

(3)

.

هذا، وسقطت حكومة الكولات (المماليك) في العراق بسقوط داود باشا سنة (1247 هـ)

(4)

.

وفي سنة (1275 هـ) تولى أمر الحلة شبلي باشا العريان في آخر أيام عمر باشا والي العراق وكان هذا الوالي شديدًا يعامل الشعب بقسوة ووحشية. وساعد شبلي العريان وهو سوري من جنوب سورية الأتراك على إخماد الثورة في الحلة، وكانت قبيلة خُزاعة في ولاية الحلة ذات نفوذ كبير، فحاربهم وأخمد ثورتهم

(5)

.

وفي سنة (1295 هـ) أعيدت الحلة متصرفية وجعلت الديوانية تابعة لها وممن شغل متصرفية الحلة في هذا الدور أشرف باشا في الخامس من شهر أيلول سنة

(1)

تاريخ الحلة 1/ 130.

(2)

تاريخ الحلة 1/ 132.

(3)

تاريخ الحلة 1/ 133.

(4)

تاريخ الحلة 1/ 139.

(5)

تاريخ الحلة 1/ 143.

ص: 752

(1295 هـ) هذا المتصرف هو ابن أخت المشير نافذ باشا، قام بحملة عسكرية، وشتت فيها شمل قبيلة خُزاعة وآل شبل، واشتد في إهانتهم وإذلالهم

(1)

.

كانت قبيلة خُزاعة قوة لا يستهان بها في العراق وخاصة في الفرات الأوسط وكان قادة القبيلة لهم مهابة وقوة أمثال محمد وعباس وحمود أولاد حمد آل عباس الخُزاعي، وكانوا يغدقون على الشعراء ويكرمونهم، ولكن الأتراك أثاروا بين القبائل العربية النعرة الطائفية المذهبية بين السنة والشيعة، وبذلك ظهر الأدب الطائفي، واتهم بعض الأدباء والشعراء بموالاتهم لقبيلة خُزاعة، فحرقت السلطة دورهم ولحقهم أذى كبيرًا وعاشوا ردحًا من الزمن في ظل قبيلة خُزاعة، وهكذا أخذت الروح الأدبية تنمو وتشتد، بعد ذهاب العوامل التي أوجدتها الطائفية والتي أحيانًا ما كانت توقع بين القبائل العربية بعضها ببعض، هذا، وكان الشاعر صادق ابن علي بن الحسين بن هاشم. . . له مراسلات ومدائح مع عدد من القبائل العربية ومنها رؤساء خُزاعة، ذات السلطة والنفوذ حينذاك

(2)

.

‌شعراء خزاعة

‌أميَّة (*) بن خلف الخزاعي

شاعر من شعراء خزاعة هجا الشاعر حسان بن ثابت الأنصاري فقال:

ألا من مُبْلِغٌ حَسّانَ عَنِّي

مُغَلغَلةً تَدِبُّ إلى عُكاظِ

(3)

ألَيْسَ أَبُوكَ فِينَا كانَ قيْنًا

لدى القَيْنَاتِ فَسْلَا في الحِفاظِ

(4)

يمَانِيًّا يَظَلُّ يَشُدُّ كيرًا

وَيَنْفُخُ دَائِبًا لهَبَ الشُّواظِ

(5)

(1)

تاريخ الحلة 1/ 147.

(2)

تاريخ الحلة 1/ 134.

(*) لم اعثر على ترجمة له. ديوان حسان بن ثابت الأنصاري/ 297، 298.

(3)

مغلغلة: أي رسالة. وعكاظ: سوق من أسواق الجاهلية. ويقول أبلغه رسالة تشتهر وتشيع، يعني أبياته التي يهجوه بها.

(4)

القين: الحداد والصناع، وقان الحديدة يقينها: عملها وسواها. وقان الإناء: أصلحه.

(5)

الكبير: كير الحداد، وهو رق أو جلد غليظ ذو حافات ينفخ فيه الحداد. والشواظ: اللهب الذي لا دخان فيه.

ص: 753

ورد عليه حسان بن ثابت الأنصاري بقصيدة جوابية سأذكر أبياتًا منها:

أتَاني عَنْ أُمَيَّةَ ذَرْوُ قَوْلٍ

وَمَا هُوَ بالمَغِيبِ بِذِي حِفاظ

(1)

سأنْشرُ إنْ بقيتُ لكم كلامًا

يُنَشَّرُ في المجامعِ منْ عُكاظِ

تَغُضُّ الطَّرْفَ أَنْ أَلْقَاكَ دُوني

وَتَرْمِي حِينَ أُدْبِرُ بِاللِّحَاظِ

(2)

‌أهبان (*) بن غادية الخزاعي

قتل أهبان بن غادية الخزاعي، رَبيعَةُ

(3)

بن مُكَدَّم، وهو من بني كَنَانَة، بينما تقول قيس: قتله نُبَيْشَةُ بن حبيب السُّلميُّ، وأُهْبَان هذا أخو نبيشة لأمه، وكانا أتاه زائرًا، وأغار ربيعة بن مُكدم على بني سُليم، فخرج أُهبان مع أخيه نبيشة، فحمل عليه فقتله، وحمل أخو ربيعة على أُهبان ففاته. وفي ذلك يقول أهبان الخزاعي:

وَلَقَدْ طَعَنْتُ رَبِيعَةَ بنَ مُكَدَّمٍ

يَوْمَ الكَدِيدِ فَخَرَّ غَيرَ مُوَسَّدِ

في عَارِضٍ شَرِقٍ بَنَات فُؤادِهِ

منهُ بأَحْمَرَ كالنَّقيعِ المُجَسَّدِ

(4)

وَلَقَدْ وَهَبْتُ سِلَاحهُ وَجَوادَهُ

لَأَخي نُبيْشَةَ قَبَلَ لوْمِ الحُسَّدِ

وقال أخو ربيعة يجيبُه:

فَاتَ ابنُ غَاديةَ المَنيَّةَ بعدَما

رَفَّعْتُ أسْفَلَ ذَيْلِهِ بالمطرَد

(5)

قُلْ لابنِ غَادِيَةَ المُتَاحِ لِقَتْلِنَا

مَا كَانَ يَقْتُلُنا الوَحيَدُ الْمُفْرَدُ

(6)

يُريدُ أن أُهبانَ مُفردٌ من قومه في أخواله.

(1)

قوله ذرو قول: أي طرف من قول لم يتكامل، قال ابن الأثير، الذرو من الحديث ما ارتفع إليك وترامى من حواشيه وأطرافه من قوله ذرا لي فلان أي ارتفع والحفاظ: المحافظة على العهد.

(2)

ديوان حسان بن ثابت. ص 297، 298.

(*) الكامل للمبرد 3/ 1458 الأغاني 16/ 24.

(3)

هو أحد فرسان مُضَر المعدودين وشجعانهم المشهورين.

(4)

صدر البيت "في ناقع شرقت بما في جوفه" والمسجد: المخلوط بالزعفران. (أغاني 16/ 41).

(5)

المطرد: رمح قصير يطارد به الفارس.

(6)

في البيت إقواء.

ص: 754

‌أوس (*) بن ربيعة الخزاعي

شاعر من شعراء خزاعة، بلغ من العجز ما جعله يسأم عمره لكبر سنه فقال يشكو حاله:

لَقَدْ عُمِّرْتُ حَتَّى مَلَّ أَهْلِي

ثَوَائي عِنْدَهُمْ وَسَئِمْتُ عُمْرِي

(1)

وَحُقَّ لمَنْ أتَى مئَتَان عَامًا

عَلَيه وَأَرْبَعٌ منْ بَعْد عَشْرِ

(2)

يَمَلُّ مَنَ الثَواءِ وَصُبْحِ يَوْمٍ

يُغَادَيه وَلَيْلٍ بَعْدُ يَسْري

(3)

فَبَلَّى جْلدَّتِى وَتُرِكْتُ شِلوًا

وَبَاحَ بِمَا أُجَنُّ ضميرُ صَدْرِي

(4)

قال الشاعر زهير بن أبي سلمى في هذا الاتجاه:

سئمتُ تكاليفَ الحياةِ ومن يَعِشْ

ثمانين حولا لا أبا لكَ يَسْأمِ

لقد سئم الحياة وتكاليفها أي مشاقها لأنه بلغ الثمانين، ومن لا يسأم لمسيرة هذا العمر الطويل وما احتمله خلالها من مصاعب وآلام، حتى أصابه العجز والوهن وانتهى به ذلك إلى أرذل العمر، فكيف بأوس الذي يخبر عن نفسه وعن عمره.

وَحُقَّ لمن أتي مئتان عامًا

عليه وأربعُ من بعد عشر

وفي هذا العمر يفقد الإنسان كثيرًا من حواسه، وخاصة القدرة على التفكير؟

‌بُجيد (**) الخزاعي

هو بُجيد بن عمران الخزاعي، شاعر من شعراء خزاعة، كان ممن حضر فتح مكة التي غصت برجال

(5)

المسلمين وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم، وتنادى الشعراء إلى أم القرى يسجلون هذا الفتح العظيم الذي أرسى أركان الدعوة الإسلامية.

(*) حماسة البحتري ص / 147.

(1)

ثوى بالمكان: أقام واستقر وأطال الإقامة به. سئم الشيء: مله وضجر منه. وأحس نحوه فتورًا.

(2)

أتى: قرب ودنا. وأتى عليه الدهر: أهلكه.

(3)

يغاديه، غدا، غُدُوًا: ذهب غدوة، ويقال اغد عني، وعليه غدوًا، وغدوة: بكر فهو غاد وهي غادية. والغادية: السحابة تنشأ فتمطر غدوة.

(4)

الشلو: كل مسلوخ أكل منه شيء وبقيت منه بقية.

(**) سيرة ابن هشام 3/ 428.

(5)

ذكر ابن هشام في السيرة 3 و 4/ 421 (كان جميع من شهد فتح مكة عشرة آلاف).

ص: 755

وكان على رأس الشعراء حسان بن ثابت الأنصاري، وبجير بن زهير بن أبي سُلمى المُزْني، وعباس بن مِرْدَاس السُّلمي، وجعدة بن عبد اللَّه الخُزَاعي وبجيد بن عمران الخزاعي

(1)

، الذي قال:

وَقَدْ أَنْشَأ اللَّهُ السَّحاب بنَصْرِنَا

رُكامَ صَحاب الهَيْدَبِ المُتَراكِبِ

(2)

وهجْرَتَنَا في أرْضِنَا عِنْدَنَا بِهَا

كتابٌ أتى مِنْ خَيرِ مُمْلٍ وَكَاتِبِ

ومِنْ أجْلنا حَلَّتْ بِمَكَّةَ حُرْمَةٌ

لِنُدْرِكَ ثَأرًا بالسيوفِ القواضِبِ

(3)

‌تميم (*) بن أسد الخزاعي

عن ابن عباس، قال: دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح على راحلته، فطاف عليها وحول البيت أصنام مشدودة بالرَّصاص، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يشير بقضيب في يده إلى الأصنام ويقول:{. . . جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81)} [الإسراء] فما أشار إلى صنم منها في وجهه إلا وقع لقفاه، ولا أشار إلى قفاه إلا وقع لوجهه حتى ما بقي منها صنم إلا وقع. فقال تميم بن أسد الخزاعي في ذلك:

وفي الأَصْنَامِ مُعْتَبَرٌ وَعِلْمٌ

لِمَنْ يَرْجُو الثَّوابَ أو العِقَابَا

(4)

من المعروف في كتب التاريخ أن خزاعة دخلت في عهد الرسول، وبكر دخلت في عهد قريش وذلك قبل انتصار الدعوة الإسلامية وحسم الموقف لصالح الإسلام، وكان بين القبيلتين ثارات لا تهدأ.

وبينما كان تميم بن أسد الخزاعي بمكة يصحبه رجلٌ من قومه يدعى منبه وكان مفئودا أي ضعيف الفؤاد (القلب) أراد جماعة من بكر قتلهما فاعترض بعضهما وقال: "إنَّا قد دخلنا الحرم، إلهكَ إلهكَ" فقال نوفل بن معاوية الديلي من بني بكر وهو يومئذ قائدهم، كلمة عظيمة لا إله له اليوم يا بني بكر، أصيبوا ثاركم، فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه.

(1)

إن الشعراء الذين ذكرناهم على سبيل المثال لا الحصر (السيرة 3/ 428).

(2)

المتراكب الذي يركب بعضه بعضًا. والهيدب: المتداني من الأرض.

(3)

القواضب: القواطع. سيرة ابن هشام 3/ 428.

(*) الطبقات الكبرى 5/ 459، أسد الغابة 1/ 255، حماسة البحتري ص/ 66.

(4)

سيرة ابن هشام 3/ 417.

ص: 756

وشعر منبه بالخطر فقال: يا تميم اُنج بنفسك، فأما أنا فواللَّه إني لميت قتلوني أو تركوني، لقد انبَثَّ فؤادي وانطلق تميم فأفلت، وأدركوا مُنْبَها فقتلوه

(1)

.

فقال تميم

(2)

يعتذر من فراره عن منبه:

لَمَّا رأْيتُ بَنِي نُفاثَةَ أَقْبَلوا

يَغْشَوْنَ كُلَّ وَثيرَة وحِجَابِ

(3)

صَخْرًا وَرَزْنًا لا عَريبَ سوَاهُمُ

يُزْجُونَ كُلّ مُقَلَّصٍ خَنَّابِ

(4)

وذَكرتُ ذَحلا عِندنَا مُتَقَادِمًا

فيما مَضَى مِن سَالِف الأحْقابِ

(5)

ونَشَيْتُ ريحَ المَوَتِ مِنْ تلقَائهم

وَرهِبْتُ وَقْعَ مُهَنَّدٍ قَضَّابِ

(6)

وَعَرفتْ أنَّ مَنْ يَثْقَفُوهُ يَتْركُوا

لَحْمًا لمُجرِية وَشِلوَ غُرَابِ

(7)

قَوَّمتُ رجْلا لا أخاف عثارَها

وطَرَحتُ بالمَتنِ العَرَاء ثيابِي

(8)

ونَجَوتُ لا يَنجو نَجائي أَحْقَبٌ

عِلجٌ أَقَبُّ مُشَمِّر الأَقْرَابِ

(9)

تَلْحَى ولو شَهِدَتْ لكان نكيرُها

بَولا يَبُلُّ مَشافرَ القَبْقابِ

(10)

القَومُ أعْلَم ما تَركْتُ مُنَبِّهًا

عن طيب نَفْسٍ فاسْأَلِي أَصْحَابِي

(11)

(1)

سيرة ابن هشام 3/ 390.

(2)

قال ابن هشام: وتروي لحبيب بن عبد اللَّه الأعلم الهذلي. وبيته "وذكرت ذحلا عندنا متقادعًا" عن أبي عبيدة، وقوله "خناب" و"علج أخب مشمر الأقراب".

(3)

وثير: الأرض اللينة الرطبة، ومنه يقال: فراش وثير: إذا كان رطبا. وثير: الأرض الممتدة. والحجاب: ما أطمان من الأرض وخفى.

(4)

لا عريب: أي لا أحد، يقال: ما بالدار عريب. ويزجون: يسوقون. والمقلص: الفرس الشمر. والخناب: الفرس الواسع المنخرين. ويروى خباب: أي مسرع، من الخبب: السرعة في السير.

(5)

الذحل: طلب الثأر. الأحقاب: السنون.

(6)

نشي: شم. والمهند القضاب: السيف القاطع.

(7)

المجرية: اللبؤة التي لها جراء أي أولاد. والشلو: بقية الجسد.

(8)

المتن: ما ظهر من الأرض وارتفع. والعراء: الخالي لا يخفى فيه شيء.

(9)

نجوت: أسرعت. وأحقب: أي حمار وحش أبيض المؤخر، وهو موضع الحقيبة. وعلج: غليظ. وأقب: ضامر البطن. ومشمر الأقراب: منقبض الخواصر وما يليها.

(10)

تلحى: تلوم. والمشافر النواحي والجوانب. والقبقاب من أسماء الفرج. ونكير: أمر شديد صعب.

(11)

سيرة ابن هشام 3/ 391.

ص: 757

وجاء عنه في الطبقات الكبرى: تميم بن أسد بن سُويد بن أسعد بن مشنوء ابن عبد حَبْتَر من خزاعة، وكان شاعرًا، وأمره النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة أن يجدد أنصاب الحرم

(1)

.

أما في أسد الغابة جاء: تميم بن أسيد وقيل تميم بن أسد بن عبد العُزَّى بن جَعونَة بن عمرو بن القين بن رِزَاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو الخزاعي.

أسلم وولَّاه النبي صلى الله عليه وسلم تجديد أنصاب الحرم وإعادتها، نزل مكة. وروى عنه عبد اللَّه بن عباس أنه قال: "دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح فوجد حول البيت ثلاثمائة ونيفًا أصنامًا قد شددت بالرصاص فجعل يشير إليها بقضيب في يده ويقول: {. . . جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81)} [الإسراء] فلا يشير إلى وجه الصنم إلا وقع لقفاه ولا يشير إلى قفاه إلا وقع لوجهه فقال تميم:

وفي الأنْصَابِ مُعْتَبرٌ وَعِلمٌ

لمنْ يَرْجو الثَّوابَ أو العِقَابَا

(2)

‌ثعلبة (*) بن موسى الخزاعي

قال في الشيب والتشاؤم منه:

قَدْ كُنْتُ أفْزعُ للبيضَاء أُبْصِرُها

من شَعر رأسي وَقَدْ أَيْقَنْتُ بالبَلَقِ

(3)

الآنَ حينَ خَضبْتُ الرأسَ زَايَلَنِي

مَا كُنْتُ أَلْتَذُّ من عيشي ومن خُلُقي

(4)

إنَّ الشَبابَ إذا ما الشِيبُ حَلَّ بِهِ

كالغُصْنِ يَصْفَرُّ فيه نَاعمُ الوَرَقِ

شَيْبٌ تُغيِّبُهُ عَمَّنَ تَغُرُّ بِهِ

كَبَيعك الثوبَ مَطْويًّا على حَرِقِ

فإن سَتَرْت مشيبًا أو غَرَرْت به

فليس دَهْرٌ أَكلْناه بِمُسْتَرقِ

(1)

الطبقات الكبرى 5/ 459.

(2)

أسد الغابة 1/ 255.

(*) جاء في الأمالي إن القصيدة لرجل من خزاعة وأنشدها له أبي بكر بن الأنباري. والتوضيح بهامشه، هو ثعلبة بن موسى كما في حماسة البحتري ص 291 طبع مدينة ليدن سنة 1909 م.

إن الشاعر يقول: بأنه فزع من الشعر الأبيض عندما رآه في رأسه لأنه نذير بتقدم العمر، فهو أصبح كالغصن الذي يصفر ورقه، ويتحسر على الشباب ونضارته. ولكن هذه هي الحياة.

(3)

البلق: كان في لون شعره أسود وأبيض.

(4)

خضب: الخِضابُ: ما يخضب به من حناء ونحوه. وخضب الشيء: غير لونه.

ص: 758

أفْنَى الشَبَابَ الذِي أفْنَيْتَ مَيْعَتَه

مَرُّ الجَديدَين من آتٍ وَمُنْطَلَقِ

(1)

لم يترُكا مِنْكَ في طُولِ اخْتلافِهمَا

شيئًا يخَافُ عَليهِ لَذْعةَ الحَرَقِ

(2)

وقال أيضًا:

مَازِلتُ أصْنَعُ للمشببِ أَكيدُهُ

عَنِّي وَأَرْدَعُ لَوْنهُ بخضَابِ

فَيَعُودُ ثُمَّ أعُودُ ثُمَّ يَعُودُ لِي

فأَعُودُ ثُمَّ مِلِلتُ من أَتْعَابِي

(3)

‌جَعْدة (*) بن عبد اللَّه الخزاعيُّ

شاعر مخضرم أدرك الإسلام وقال يوم فتح مكة:

أكَعبَ بن عَمْرو دَعْوةً غَيرَ باطل

لَحيْن لَهُ يَومَ الحديدِ مُتَاحِ

(4)

أُتيِحَتْ لَهُ من أَرْضِه وسَمَائه

لَتَقْتُله لَيْلا بغَير سلاحِ

وَنَحنُ الأُلَى سَدَّتْ غَزَالَ خُيولُنَا

ولَفْتَا سدَدْنَاهُ وَفَجَّ طَلاحِ

(5)

خَطَرْنَا وَرَاءَ المُسْلِمِينَ بِجَحْفَلٍ

ذَوِي عَضُدٍ من خِيلِنَا ورِمَاحِ

(6)

وقال جعدة في (أسد بن كُرزْ) وما كان سَنّه في نجدة ابن عمه -جرير بن عبد اللَّه- على شدة ما كان بينهما من تنافر عندما تجهزت قضاعة لمحاربته، وكان جرير قد ارتاع عندما رأى أسدًا وأصحابه في السلاح ظنّا منه أنه قد جاء ليعين عليه، وعندما رآه جاء عونًا له قال جرير: ليت لي بكل بلد ابن عم عاقًا مثل أسد، لجفوة كانت بينهما، فقال جعدة يذكر فعل أسد:

تَدَارَكَ رَكضُ المَرْءِ مِنْ آلِ عَبْقرٍ

جَرِيرًا وَقَدْ رَانتْ

(7)

عَلَيهِ حَلائِبُهُ

(1)

ميعة الشباب: أوله.

(2)

أمالي القالي 1/ 111.

(3)

حماسة البحتري 291.

(*) السيرة النبوية 4/ 427، أغاني 22/ 10، معجم البلدان/ ص 7943.

(4)

الحين: الهلاك. ومتاح: مقدر.

(5)

الألى: الذين. وغزال: اسم موضع ولفت: موضع أيضًا. وفج طلاح: موضع. ويحتمل أن يكون طلاح جمع طلح، الذي هو الشجر، وأضيف الفج إليه.

(6)

خطرنا: اهتززنا. ويروى حظرنا. ومعناه: منعنا. والجحفل: الجيش الكبير.

(7)

ويروي وقد رثت عليه. هذا ورانت عليه: غلبت عليه.

ص: 759

فَنَفَّسَ واسْتَرْخَى به العِقْدُ بَعْدَمَا

تَغَشَّاهُ يَوْمٌ لا تَوارَى كَواكِبُهْ

(1)

وَقَاكَ ابنُ كُرزٍ ذُو الفَعَالِ بنَفْسِهِ

وَمَا كُنْتَ وَصَّالا لَهُ إذْ تُحَاربُهْ

إلى أسَد يَأْوي الذَّلَيلُ بِبَيته .. . ويَلْجَأُ إِذْ أعْيَتْ عَلَيْه مَذَاهِبُهْ

فَتًى لا يَزالُ الدَّهْرُ يَحْمِلُ مُعْظِمًا

إذا المُحْتَدَى المَسْئُولُ ضَنْت رَواجِبُهْ

(2)

وقال جعدة بن عبد اللَّه يفخر:

ونَحْنُ مَنَعْنَا العَبْدَ إذ صَافَ سَهْمُهُ

منَ القَومِ حَتَّى خُلِّصَ العَبْدُ سَالِمَا

(3)

وَقُلتُ لَهُمْ: يا قَوْمَنَا إنَّ خَطْبَهُ

دَقيقٌ ولَكنْ لَيْسَ نُسْلِمُ جَارِمَا

وَغَيْطَلَة فيها رمَاحٌ وَخِلَّةٌ

مُقَطَّعَةٌ أَوْسَاطَهَا الدَّمُ جَازمًا

(4)

حَبَسْنَا بهَا حَتَّى إذَا ما تَزَيَّلَتْ

نُقَطِّعُ أَوْصالًا بها ومَعَاصِمَا

صَبَرْنَا وَلَمْ نَجْزَع على كِلِّ شَرمَحٍ

طَوِيلِ اليَدَيْنِ لا يُقِرُّ المظَالِمَا

(5)

وكُنَّا إذا ما الحَربُ شُبَّ وَقُودُهَا

ضَرَبْنَا بأَثْمَان المَخَاضِ الجَمَاجِمَا

(6)

‌أبو جندب (*) بن مرة وحاطم الخزاعي

اشتكي أبو جُندَب بن مُرة شَكوى شَديدةً، وكان يُقال له المَشؤوم، وكان له جارٌ من خزاعة يُقال له حاطِمُ بن هاجر بن عبد مناف بن ضاطر، فوقعت به بنو لِحيان فقتلوه، قبل أن يَسْتبل أبو جندب من مرضِه، واستاقوا أمواله وقتلوا امرأته، وقد كان أبو جُندب دعى قومه فَجمعوا له غَنمًا، فلما أفاق من مرضته خرج من أهله حتى قَدِم مكة، ثم جاء يمشي حتى استلمَ الرُّكن وقد شَقَّ عن استِه فعرف النّاسُ أنه يريد الشَّر، ثم صاح فقال:

(1)

يريد أنه أمضى يومًا أحس به أنه طويل بلا نهاية، وذلك لشدة الرعب الذي حل به، ولكن تنفس الصعداء حين علم بالحقيقة.

(2)

الرواجب: جمع الراجبة: مفصل أصل الأصبع - أغاني 22/ 10.

(3)

صاف السهم عن الهدف يصيف ويصوف: عدل.

(4)

الغيطلة: أراد بها غيطلة الحرب، وهي كثرة صوتها وجلبتها وغبارها، والتفاف الناس فيها كغيطلة الشجر، وهو الكثير الملتف. والخلة: البطانة يغشى بها جفن السيف، تكون من أدم وهي معطوفة على قوله: رماح. ومقطعة: يعني جفون السيف تقطعت من قدمها.

(5)

الشَّرمُح من الرجال: القوي الطويل (لسان).

(6)

الوحشيات أو الحماسة الصغرى ص/ 8.

(*) أشعار الهذليين 2/ 810.

ص: 760

إنِّي امرُؤٌ أَبكي عَلَى جاريّه

أَبْكي على الكَعْبِيِّ والكَعْبِيه

فَلَوْ هَلَكتُ بَكيا عَلَيه

كَانَا مَكَانَ الثَّوبِ من حَقْوِيَّه

فلمَّا فرغ من طوافِه وقضى حاجته من مكة، خرج في الخُلَعاء من بَكْر وخزاعة فاستجاشهم على بني لحيان، فقتل قتلَى وسَبَى نِساءً من نسائهم وذَراريهم فقال في ذلك سُويد بن عُمير بن عامر بن أسود بن بياضة الخُزَاعيُّ، وكان من الخُلعاء:

أفرَدَ جَامِعٌ للقَومِ حَزْنًا

وَعَمْرًا إذْ يَنُوءُ وَلا يَقُومُ

(1)

أَجُبْنٌ مَا أتَاكَ وأنتَ تُدْعَى

وَقَدْ يَحْنُوِ عَلَى الكُرْه الكَرِيمُ

(2)

نَجَوْتَ بِقُوف نَفْسِكَ غَيرَ أَنِّي

أَخَالُ بأَنْ سِتُوِتِمُ أَوْ تُئِيمُ

(3)

فإنِّي غيْرَ هاجَيكُمْ وَلَكِنْ

أقُولُ عُرَاكُمْ الحَدَثُ الأَلِيمُ

(4)

وقال سويد الخزاعي في ذلك أَيضًا:

القَوْمُ أَعْلَمُ لَوْ ثَقفْنَا مَالِكًا

لاصْطَافَ نِسْوَتُهُ وَهنَّ أوَالِي

(5)

أفَرَزتَ لَمَّا أَنْ رَأَيْتَ عَدَيَّنَا

وَنَسِيتَ مَا قَدَّمْتَ يَوْمَ غَزَالِ

(6)

يَابَا خُصَيْلَةَ لَنْ يُمِيتَكَ بَعْدَمَا

يَابَا خُصَيْلَةَ غَيْرُ شَيْبِ قَذَالِ

(7)

(1)

حزن: رجل منهم. ينوء: ينهض.

(2)

يحنو: يعطف.

(3)

نجا بقوف نفسه، وبظوف نفسه: إذا كان يقتل أو يموت، وأخذت بقوف رقبته، وبقاف رقبته، أي أخذت برقبته. ستؤتم: من اليتم. وتئيم: تقتل عن امرأتك. أو تئيم: أي تبقى غير امرأة تسيبها.

(4)

عراكم: أتاكم يعرو. يقول: لا أهجوكم، ولكني أحدث بأخباركم السيئة، أقول قد نزل بهم كذا وكذا، وفعل بهم كذا، فهذا شر من الهجاء. الأليم: الموجع.

(5)

لاصطاف: من الصيف. أوَالي: "فواعل" من ألَوْتُ، أي وهُنْ حِزانٌ أي لا يجتهدن. ولغة هذيل ألوت: أي قدرت واستطعت.

(6)

يوم غزال: من أيام العرب سيأتي ذكره في هذا الكتاب.

(7)

أشعار الهذليين 2/ 812.

ص: 761

‌الجون (*) بن أبي الجون الخزاعي

هو الجون بن أبي الجون، أخو بني كعب بن عَمرو الخُزاعي، شاعر من شعراء خزاعة، قال يرد في شعره على الشاعر المخزومي عبد اللَّه بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم، الذي هدد في شعره خزاعة بسبب سهم أصاب الوليد بن المغيرة ثم أدى إلى مقتله فقال:

إنِّي زَعيمُ أن تَسيرُوا فَتَهربوا .. وأَنْ تَتْركُوا الظَّهران تَعْوي ثعالبُهُ

(1)

وأَنْ تَتْركُوا ماءً بجزْعَةِ أَطرقَا

وَأَنْ تَسْأَلوا: أيُّ الأراك أَطَايبُهُ؟

(2)

فإنَّا أُنَاسٌ لا تُطَلّ دمَاؤُنَا

ولا يتعالى صَاعدًا مَنْ نُحارِبُهُ

(3)

وكانت الظهِرّان والأراك منازل بني كعب من خُزاعة، فأجابه الجَوْنُ بن أبي الجَوْن الخزاعي قائلًا:

واللَّهِ لا نُؤْتي الوَليد ظُلامةَ

ولَمَّا تَرَوْا يَوْمًا تَزُولُ كواكَبُهْ

وَيُصْرعُ منكم مُسْمِنٌ بعد مُسْمِن

وتُفْتحُ بَعْدَ المَوْت قَسْرًا مشاربُهْ

(4)

إذا ما أكَلْتُمْ خُبزَكم وَخَزيركَم

فَكلُكم بَاكي الوَليدَ ونَادِبُهْ

(5)

واصطلحت خزاعة وبني مخزوم فقال الجَوْن بن أبي الجون الخزاعي:

وَقَائلَةً لمَّا اصْطَلَحْنَا تَعَجُبًا

لما قد حَمَلنَا للوَليدِ وَقَائلِ

ألم تُقْسموا تُؤْتوِا الوليد ظُلامةً

وَلمَّا تَروْا يَومًا كثيرَ البَلابلِ

(6)

فَنَحْنُ خَلَطْنَا الحرب بالسِّلم فاستوتْ

فأمَّ هواهُ آمنًا كلُّ رَاحِلِ

(*) سيرة ابن هشام 2/ 412.

(1)

الزعيم (هنا): الضامن، والظهران: واد قرب مكة.

(2)

الجزعة والجزع: معظم الوادي، وقيل ما انثنى منه. وأطرقا: اسم علم لموضع سمي بفعل الأمر للاثنين، فهو محكي لا يعرب.

(3)

طل دمه (بالبناء للمجهول): هدر ولم يثأر به.

(4)

قسرًا: قهرًا.

(5)

الخزير، شبه عصيدة بلحم، وبلا لحم، قيل: هي حساء يتخذ بشحم، أو هي مرقة من بلالة النخالة.

(6)

يريد أن تؤتوا، ومعناه: أن لا تؤتوا. كما جاء في التنزيل {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا. . . (176)} [النساء]. البلابل: وساوس الأحزان.

ص: 762

ثم لم ينته الجونُ بن أبي الجون حتى افتخر بقتل الوليد، وذكروا أنهم أصابوه، وكان ذلك باطلًا فقال:

ألا زَعَم المُغيرةُ أنَّ كَعْبًا

بمكَّةَ منهمُ قَدْرٌ كَثيرُ

(1)

فلا تَفْخَر مُغيرةُ أنْ تَراها

بها يَمْشِي المُعَلْهِجِ والمَهِيرُ

(2)

بها آبَاؤُنا وبها ولدْنُا .. كما أرْسَى بمُشْتَبِه ثَبيرُ

(3)

وَمَا قَالَ المُغيرَةُ ذَاكَ إلا

لِيَعْلَمَ شَأنُنا أو يَسْتَشيرُ

فَإنَّ دَمَ الوَليدُ طَلُّ إنَّا

نَطُلُ دمَاءً أنْتَ بها خَبيرُ

كساهُ الفاتكُ المَيمونُ سَهْمًا

زُعافًا وهو مُمتَلئُ بهيرُ

(4)

فَخرَّ ببطن مَكَّةَ مُسْلَحِبًا

كأنَّهُ عنْدَ وجبَتْهُ بَعيرُ

(5)

سَيَكفيني مِطَالَ أبي هشَامٍ

صغّارٌ جَعْدةُ الأَوْبَارَ خُورُ

(6)

‌الحسين (*) بن دعبل الخزاعي

لقد روى ابن المعتز رواية عن أبي الورد قال:

رأيت محمد بن واصل وقد عرض جيشًا من الأعراب من بني تميم بفارس، وكانوا من عشيرته فوجدهم على غاية الرثاثة وقُبْح الهيئة، وانصرف عنهم إلى قوم من عبد القيس من أهل البحرين، فعرضهم فوجدهم أخسّ زيًا وأَردأ ثيابًا، فالتفت إلى الحسين بن دعبل -وكان أتاه زائرًا فأكرمه وقدمه وقَبِلَ شعره ورعي له في أبيه- فقال يا دِعْبليَ، قال: لبيك أيها الأَمير، قال: إن أنشدتني في قرب شبه

(1)

الوليد بن المغيرة المخزومي وكعب من خزاعة.

(2)

المعلهج: المطعون في نسبه، كأنه منحوت من أصلين، من "العلج" لأن لأمه علجة ومن "اللهج" كأن واطئ الأمة قد لهج بها. والمهير: الصحيح النسب ير أن أمه حرة تزوجت بمهر.

(3)

ثبير: جبل بمكة.

(4)

الزعاف: السم، أو سم الساعة، والبهير: المنقطع النفس، من البهر بضم الباء.

(5)

المسلحب: الممتد، والوجبة: السقطة.

(6)

الخور: الغزار اللبن.

وردت القصة في الكتاب بأن أبي أزيهر الدوسي هو الذي أصاب الوليد بن المغيرة بسهمه وليست خزاعة "سيرة ابن هشام 1 و 2/ 412 "

(*) طبقات الشعراء/ 408.

ص: 763

هؤلاء الأَعراب بعضهم ببعض وصَلتُك بعشرة آلاف درهم، قال: أيها الأمير رجوتُ أني قد وُفقِّت لما تريده، هم كما قال حبيب بن أوس الطائي:

لئامٌ طَغَامٌ بل كِرامٌ بِزَعْمهم

سواسيةٌ ما أشْبَه الحُولَ بالقُبْلِ

(1)

قال ابن واصل: أحسنت واللَّه، ما عَدوْتَ ما في نفسي، وأمر له بعشرة آلاف درهم. ومما اخترنا له قوله:

دَمعٌ تُصوِّبه الأنفاس والحُرَقُ

من ناظريّ على خديَّ يَستبقُ

يَرْقَى إلى مقلتي بالشوق مجتمعًا

من الحشا بزفيرِ ثم يَفتَرِقُ

ربيعُ خَدّيَّ من عَينيَّ مُتَّصل

وماءُ عينيّ من فَرْط الهوى غَدَقُ

لم أَدرِ أنَّ سبيل النوم منقطع

حتى رأيت جفوني ليس تتَّفقُ

وقال في الحارث بن سيما:

هذا زئيرُ الليث فاستقيما

ولا تَناما ولا تُنيما

سِيرَا حثيثًا ودعا التَّهويما

واستعملا العُنيق والرَّسيما

(2)

وقال ابن معتز: والدَّعبليّ مليح الشعر جدا

(3)

.

‌حنظلة (*) الخزاعي

حنظلة من شعراء خزاعة، وقد بلغ به العمر الكِبَر، فرغب ابنه قُرة الهجرة فهاجت قريحة حنظلة الشعرية وعاتب ابنه عتابًا رقيقًا، صوَّرَ فيه حياته بعد فراقه إياه فقال:

أقُولُ لقُرَّة إذْ سَوَّلَتْ

له النفسُ تَرك الكَبيرِ اليَفَنْ

(4)

أقُرّةُ رَبَّتَما لَيْلةٍ

غَبَقتُكَ فيها صَرِيَحَ اللَّبْنْ

(5)

(1)

والقبل: جمع أقبل وهو من إقبال سواد العين على الأنف، والقبل في العينين أيضًا هو إقبال نظر كل من العينين على الأخرى.

(2)

العنيق: نوع من السير السريع. والرسيم نوع من سير الإبل.

(3)

طبقات الشعراء/ 407، 408.

(*) أمالي القالي 3/ 305.

(4)

اليَفنُ: الكبير في السن.

(5)

الغَبُوقُ: شربُ العشي: والصَّبوح: شُرب الغداة. والجاشريةُ: حين جَشر الصُّبح. والقيلُ: شُرب نصف النهار.

ص: 764

أحينَ فَشَا الشَّيْبُ في لَّمتي

وأَفْنَى شَبَابيَ مَرُّ الزَّمَنْ

تَروَّحْتَ في النَّفَر الرائحين

وخَلَّيْتَ شَيخَكَ بَادي الحَزَنْ

وأَفْردْتَهُ والهًا في الدِّيار

يُصرِّفُهُ الدهرُ فَي كُلِّ فنْ

قَليلَ الكلَام بَطيءَ القيَا

مِ يَبْكِي لوَحْدته ذَا شَجن

أَرَدْتَ به الأجر فيما زَعَمْتْ

وَتَركُكَ شَيْخك عَينُ الغُبْن

(1)

‌دعبل (*) بن علي الخزاعي

هو أبو علي دِعبل بن علي بن رزين بن سليمان الخزاعي الشاعر المشهور، وذكر صاحب الأغاني، أنه دِعبل بن علي بن رزين بن سليمان بن تميم بن نهشل وقيل، ابن بهنس بن خراش بن خالد بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن سلامان بن أسلم بن أفص بن حارثة بن عمرو بن عامر مزيقيا.

وقال الخطيب البغدادي في تاريخه: هو دِعبل بن علي بن رزين بن عثمان ابن عبد اللَّه بن بديل بن وَرقاء الخزاعي

(2)

.

أصله من الكوفة، ويقال: من قرقيسيا وأقام ببغداد، وقيل إن دِعبلا لَقَبٌ واسمه الحسن، وقيل عبد الرحمن، وقيل محمد، وكنيته أبو جعفر. . .؟.

كان شاعرًا مجيدًا، إلا أنه كان بذيء اللسان، مولعًا بالهَجو والحطّ من أقدار الناس وقد هجا الخلفاء ومَنْ هم دونهم.

(1)

والغبنُ: في البيع، والغَبنُ: في الرأي، يقال: غَبن إن رأيه يغبن غبَنًا، وغبنتُ فلانًا أغبنُه غبنًا. أمالي القالي 2/ 305.

وعلى الأبناء أن يتمثلوا قول اللَّه تعالى في رعاية الوالدين {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا. . . (23)} [الإسراء] ولقد صور اللَّه تعالى الوالدين في كبرهما صورة حقيقية، وأمر الابن أن يقول لهما قولًا كريمًا ويخفض لها جناح الذل من الرحمة، ويطلب الرحمة لهما كما ربياه صغيرًا، إنها الطريقة الفضلى وإنه توجيهٌ إلهي في التواد والتراحم والتواصل، وكل ذلك يؤدي إلى المحبة إلى المجتمع الإنساني الذي يبدأ من الأسرة.

(*) الأغاني 20/ 68، وفيات الأعيان 2/ 266، سير أعلام النبلاء 11/ 519، الوافي بالوفيات 14/ 12، الكامل لابن الأثير 7/ 594، تاريخ ابن عساكر 8/ 172، الحماسة الشجرية 1/ 262. ولدعبل ديوان مطبوع.

(2)

وفيات الأعيان 2/ 266.

ص: 765

‌جرأة دعبل:

ومن الأدلة القاطعة على جرأة دعبل في حياته التي عاشها أنه قال: "لي خمسون سنة أحمل خشبتي على كتفي، أدور على مَنْ يصلني عليها فما أجد مَن يفعل ذلك".

ولم يزل مرهوب اللسان، خائفًا من هجائه للخلفاء، وبقي دهرَه كلَّه متوارٍ هاربًا.

ودخل إبراهيم المهدي إلى مجلس المأمون مرة فشكى إليه حاله من هجاء دعبل الذي قال فيه:

نَعَرَ ابنُ شكَلة بَالْعِرَاقِ وَأَهْلِهِ

فَهَفَا إليهِ كلُّ أطلَسَ مَائق

فقال المأمون: لك أَسوة بي فقد هجاني واحتملته وقال فيَّ:

أيَسومُني المأمونِ خُطةَ جَاهلٍ

أَو مَا رأى بالأَمْسِ رأس مُحَمَّدِ

إنِّي منَ الْقَومِ الذين سُيوفُهم

قَتَلَتْ أَخَاكَ وشَرَّفَتْكَ بمَقعَدِ

شَادُوا بذكرِك بَعدَ طولِ خُمُولِهِ

واستنقَذُوكَ من الحَضِيضَ الأوهَدِ

وكان بين دعبل ومسلم بن الوليد الأنصاري اتحاد كثير، وعليه تخرَّج دعبل في الشعر، فاتفق أن وليّ مسلم جهةَ في بعض بلادِ خُراصان هي جرجان، فقصده دعبل لما يعلمه من الصحبة التي بينهما، فلم يلتفت إليه مسلم، ففارقه، وقال فيه:

غَشَشْتَ الهَوَى حتَّى تَدَاعَت أُصُولُهُ

بنَا وابتَذَلتَ الوصْلَ حتى تَقَطَّعا

وأنْزَلْتَ من بين الجوانحِ والحَشَا

ذَخيرةَ وُدٍّ طالما قد تمنّعَا

فَلا تَعْذلَنِّي ليسَ لي فيك مَطمَعُ

تَخَرَّقت حتى لم أجد لك مرقَعَا

وهبك يميني استأكلَتْ فَقَطعْتُها

وصَبَّرْتُ قلبي بعدها فتشجعا

(1)

‌الهجاء في شعر دعبل:

كانت رؤية الشاعر للهجاء نابعة من تجربته، إذ سئل يومًا: من قبل أبي خالد الخزاعي: ويحك يا دعبل قد هجوت الخلفاء والوزراء والقواد، ووترت

(1)

وفيات الأعيان/ 268.

ص: 766

الناس جميعًا، فأنت دهرك كله شريد طريد هارب خائف، فلو كففتَ عن هذا، وصرفت هذا الشعر عن نفسك.

فقال دعبل، بل أجاب: ويحك إني تأملت ما أقول، فوجدت أكثر الناس لا يُنقطع بهم إلا على الرهبة، ولا يبالي بالشاعر وإن كان مجيدًا إذا لم يخفْ شرَّه، ولمن يتقيك على عَرضه أكثرُ ممن يرغب إليك في تشريفه، وعيوبُ الناس أكثر من محاسنهم، وليس كل من شرفته بشعر شَرُفْ، ولا كل من وصفته بالجود والمجد والشجاعة ولم يكن ذلك فيه انتفع بقولك، فإذا رآك قد أوجعت عرض غيره وفضحته اتقاك على نفسه، وخاف من مثل ما جرى على الآخر، ويحك يا أبا خالد إن الهجاء المقذع آخذُ بضَبُع الشاعر من المديح المُضرع.

قال أبو خالد: فضحكت من قوله وقلت: هذا واللَّه مقال من لا يموت حتف أنفه

(1)

.

وهجا دعبل أبا نُضير بن حميد الطوسي فقال:

أبَا نُضَير تحلْحَل عن مجالسنا

فإن فيكَ لمن جاراكَ مُنتقَصَا

أنت الحمارُ حرونًا إن وقعتَ به

وإن قصدتَ إلى مربوعهِ قمَصا

إني هززَتُكَ لا آلوكَ مجتهدًا

لو كنتَ سيفًا ولكني هززتُ عصا

(2)

كما هجا الرشيد بعد موته، ولم يترك من محسن أو مسيء إليه إلا هجاه، وقد زار مصر وحمل كتبا إلى المطلب بن عبد اللَّه بن مالك الخزاعي عندما كان واليًا عليها، ثم إن المطلب ولي دعبلًا أسوان، فنالَ المطلبُ منه المدحَ والقدحَ والهجاء المر، وما حمل الهجاء إليه إلا سوء سمعته وكان حتفه في هجائه.

وفي حياته مواقف مخزية عندما جنى جناية بالكوفة وهو غلام، فأخذه قائد شرطتها حينذاك منظورُ الأسدي، ثم ضربه ثلاثمائة سوط، فخرج من الكوفة ولم يدخلها إلَّا نادرًا، كما قتل رجلًا صيرفيًا وكل ظنه أن كيسه معه فوجد في كمه رمانًا فهرب

(3)

.

(1)

الأغاني 20/ 74.

(2)

الأغاني 20/ 79.

(3)

الأغاني 20/ 83.

ص: 767

وكانت الشُّراة والصعاليك يلقونه فلا يوذونه، ويواكلونه ويشاربونه، ويبرُّونه، وكان إذا لقيهم وضع طعامه وشرابه ودعاهم إليه، ومن الأمثلة على ذلك: أنه دعا بغلاميه ثقيفٍ وشغفٍ وكانا مغنين، فأقعدهما يغنيان، وسقاهم وشرب معهم وأنشدهم، فكانوا قد عرفوه وألفوه لكثرة أسفاره، يواصلونه ويصلونه

(1)

.

‌هجاؤه للمعتصم:

وهجا دعبل المعتصم، عندما أبلغه أنه يريد اغتياله فهرب إلى الجبل. وكان المعتصم يكرهه لطول لسانه فقال:

بَكَى لِشَتات الدِّين مُكْتئبٌ صَبُّ

وفاضَ بفَرْط الدَّمع من عَيْنِه غَرْبُ

(2)

وقَامَ إمَامٌ لَمْ يكنْ ذا هدايةٍ

فليس لهَ دينٌ وليسَ له لُبُّ

وما كانت الأنْباءُ تأتى بمثلِهِ

يُمَلَّك يومًا أو تَدينُ له العُرْبُ

ولكنْ كما قالَ الذين تَتَابعوا

من السَّلَفِ الماضين إذ عَظُمَ الخطبُ

مُلوكُ بني العبَّاسِ في الكُتْب سبعةٌ

ولم تأْتِنَا عن ثامن لهمُ كُتبُ

كذلكَ أَهْلُ الكَهْفَ في الكَهْفَ سبعةٌ

كرَامٌ إذا عُدُّوَا وثامنُهم كلْبُ

وإنِّي لأُعلي كلبَهَمَ عنك رِفعةٌ

لأنكَ ذو ذَنْب وليس له ذَنْبُ

لقد ضاعَ مُلكُ النَّاسِ إذ سَاسَ ملكهُم

وَصيفٌ وأُشناسُ فقد عَظُم الكربُ

(3)

وفَضْلُ بني مَرْوَان يُثلم ثَلمةً

يَظَلُّ لها الإسلام ليس له شَعْبُ

(4)

‌المدح:

ومن أهم قصائده في المدح القصيدة التائية المشهورة في مدح أهل البيت:

مَدَارسُ آيَاتٍ خَلَتْ مِنْ تَلاوةٍ

ومَنْزِلُ وَحِيٍ مُقْفرُ العَرَصَاتِ

دِيارُ عليٍّ والحُسَيْنِ وجَعفَرٍ

وحَمزةَ والسجَّادِ ذِي الثَّفِناتِ

(5)

(1)

الأغاني 20/ 83.

(2)

الغرب: عرق في العين يسقي لا ينقطع، والدمع، أو سيله. والغرب في الأصل: الدلو العظيمة.

(3)

وصيف وأشناس: من الموالي الأتراك الذين اختارهم المعتصم قوادًا في جيشه وحكامًا في ملكهـ فأفسدوا أمور الدولة وكانوا من عوامل القضاء عليها.

(4)

شعب: اجتماع والتئام. وفي الأصل يثلم ثلمة. الأغاني 20/ 96.

(5)

الثفنات: جمع ثفنة، وهي المركبة، يعني أن طول السجود أثر في ثفناته. والسجاد ذو الثفنات (علي بن الحسين "زين العابدين" وجعفر الطيار).

ص: 768

ديارٌ عَفاها جَورُ كُلِّ مُنابِذٍ

وَلَمْ تعفُ للأيَّامِ والسَّنَواتِ

قِفَا نَسْأَلِ الدَارَ التى خَفَّ أَهْلُها

مَتى عَهْدُها بالصَّوِمِ والصَّلَواتِ

(1)

هَمُ أهلُ ميرَاث النَّبِيِّ إذَا اعْتَنروا

وَهمْ خَيرُ قَادات وخيرُ حُمَاةِ

(2)

وَقَدْ كَانَ منهُمْ بالحِجَاز وأَهْلِها

مَغَاويرُ نَحَّارُوَنَ في السَّنواتِ

(3)

إذا أَوْرَدُوا خَيلا تَسعَّرُ بالقَنَا

مساعرُ جَمْرِ الموتَ والغَمَراتِ

(4)

فَيَا ربِّ زِدْني مِنْ يَقيني بَصيرةً

وَزدْ حُبُّهم يَا ربِّ فِي حَسَنَاتِي

تَخيَّرتُهُم رُشْدًا لأَمْري فإنَّهُمْ

علَى كلِّ حَال خيرةُ الخيَراتِ

(5)

فَلَولا الَّذِي أَرجُوه في اليومِ أَو غدٍ

تَقطَّعَ قَلْبي إثْرَهمْ حَسَراتِ

فيا نَفْسُ طِيبي ثم يا نَفْسُ ابْشِرِي

فَغْيرُ بَعيدٍ كلُّ مَا هَوَ آتٍ

(6)

‌نهاية دعبل:

لقد كان هجاء دعبة السوط الذي جُلد به فأدماه وأذله، عندما هجا مالك ابن طوق قائلًا:

سألت عنكم يا بني مالك

في نازح الأرض وفي الدانيه

طُرّا فلم تُعرف لكم نسبةٌ

حتى إذا قلتُ بنو الزانيه

وبلغت مالك الأبيات فطلبه فهرب، فأتي البصرة وعليها إسحاق بن العباس. . . وقد كان بلغه هجاء دعبل وعبد اللَّه بن أبي عُيينة نزارًا، فأما ابن أبي عُيينة فقبض عليه، ودعا بالنَّطع والسيف ليضرب عنقه، فجحد القصيدة وحلف عليها بالطلاق ثلاثًا، وبكل يمين تبرئ من الدين أنه لم يقلها، وإن عدوّا له قالها وجعل يتضرع إليه ويقبّل الأرض ويبكي بين يديه، فرق له وقال: أمّا إذ أعفيتك من القتل فلا بد من أن أشهرك، ثم دعا له بالعصا فضرب بها حتى سلح، وأمر

(1)

خف القوم خفوفًا: ارتحلوا.

(2)

اعتنري: انتسب.

(3)

السنوات: مفردها سنة الأزمة أو القحط.

(4)

المساعر: مفردها مِسْعَر: موقد الحرب.

(5)

خار الشيء: اختاره، والاسم الخيرة والخَيرة.

(6)

تجريد الأغاني ج 3 ص 2080.

ص: 769

به فأُلقي على قفاه وفتح فمه، فردَّ سلحه فيه، والمقارعُ تأخذ رجليه، وهو يحلف ألا يكفَّ عنه حتى يَستوفَيه ويبلعه أو يقتله فما رُفعت عنه حتى بلع سلحه كله، ثم خلاه، فهرب إلى الأهواز، وبعث مالك بن طوق رجلًا حصيفًا مقدامًا أعطاه سمّا وأمره أن يغتاله كيف شاء، وأعطاه على ذلك عشرة آلاف درهم، فلم يزل يطلبه حتى وجده في قرية من نواحي السوس فاغتاله في وقت من الأوقات بعد صلاة العتمة، فضرب ظهرَ قدمه بعكاز لها زجٌ مسموم، فمات من غد، ودفن بتلك القرية، وقيل: بل حُمل إلى السوس فدفن فيها

(1)

.

وكانت ولادة دعبل سنة ثمان وأربعين ومائة، وتوفي سنة ست وأربعين ومائتين بالطيب وهي بلدة بين واسط العراق وكور الأهواز

(2)

.

‌رزين (*) بن علي الخزاعي

هو رزين بن علي بن رزين بن سليمان. . . الخزاعي، شقيق الشاعر دعبل الخزاعي، شاعر مقل، كان يصحب أخاه دعبلًا في بعض أسفاره، ويجتمع بشعراء العصر فيناشدهم الشعر، ولم يسلم من لسان أخيه حينًا، فإن لدعبل فيه مُرّ الهجاء، وقد زار مصر وهو عائد من الحج مع أخيه دعبل. ومن هجاء دعبل لشقيقه قوله فيه

(3)

:

مَهَدْتُ لَهُ وُدّي صَغيرًا ونُصْرَتي

وقَاسَمتُه مالي وبَوَّأتُهُ حِجْرِي

وَقَدْ كانَ يَكفيه مِنَ العَيْشِ كُلِّه

رَجاءٌ ويأسٌ يَرْجعان إلى فَقْرِ

وفيه عيوبٌ لَيْسَ يُحصَى عدادُها

فأصْغرُها عَيْبًا يَجِلُّ عنِ الكَفْرَ

ولو أنَّني أَبديتُ للنَّاسِ بَعْضَها

لأصْبَحِ مِنْ بَصْقِ الأحبَّة في بَحْرِ

فَدوتكَ عِرْضِي فَاهجُ حَيّا وإن أمُتْ

فأُقْسِمُ إِلا ما خَرِيتَ علىَ قَبْرِي!

ويظهَر أن شقيقه رزين، كان ذا عقل وفهم وروية فلم يرد على دعبل لا بشتيمة ولا هجاء حتى ولا عتاب.

(1)

الأغاني 20/ 143.

(2)

وفيات الأعيان 2/ 270.

(*) ديوان دعبل 148، 286، 511، 566، والحماسة البصرية 2/ 131 والأغاني 10/ 49، 20/ 67.

(3)

ديوان دعبل 148.

ص: 770

وإلى جلسة شعرية خرج إبراهيم بن العباس ودعبل بن علي الخزاعي وأخوه رزين في نُظرائهم من أهل الأدب رَجَّالةً إلى بعض البساتين في خلافة المأمون، فلقيهم قوم من أهل السواد من أصحاب الشَّوك "كانت توقد به التنانير في العراق" قد باعوا ما معهم من الشوك، فأعطوهم شيئًا، وركبوا تلك الحمير، فأنشأ إبراهيم يقول:

أُعيضَتْ بعد حَمْل الشَّو

ك أحمالًا من الحُرْفِ

(1)

نشاوى لا من الصَّهْباءِ

بَل مِن شدَّةِ الضُّعْفِ

(2)

فقال رزين:

فلو كنتم على ذاكَ

تَؤولونَ إلى قَصفِ

تَساوتْ حَالُكم فيه

ولم تَبقَّوا على خَسفِ

(3)

فقال دعبل:

وإذ فَاتَ الذي فَاتَ

فَكُونوا من بني الظَّرْفِ

(4)

وَمُرُّوا نَقصَف اليومَ

فإنِّي بَائعٌ خُفّي

(5)

فانصرفوا معه فباع خُفَّه وأنفقه عليهم.

ولقد وردت ثلاثة أبيات من الشعر نسبت إلى رزين بن علي الخزاعي في الحماسة البصرية وفيها يقول:

فَوَاحَسْرَتَا لم أقض منكمْ لبانة

ولم أتمتع بالجوار وبالقربِ

يَقُولونَ هذا آخر العهد منهم

فقلت وهذا آخر العَهد من قلبي

ألا يا حمام الشعب: شعب مرهق

سَقَتْكَ الغوادي من خمام ومن شَعبِ

(6)

(1)

أحمالا: في الديوان أوقارًا (287).

(2)

في الديوان: نشاوى لا من السُّكر

ولكن من أذى الضعف

(3)

عجز البيت في ديوان دعبل 287 "ولم تعنوا على الخسف".

(4)

ورد في الديوان: فإذ فات الذي فات

فكونوا من ذوي الظَّرف

(5)

القصف: اللهو واللعب، يقال: إنه مولد (الصحاح).

(6)

الحماسة البصرية 2/ 151.

ص: 771

‌سليمان (*) بن أبي دباكل الخزاعي

شاعر إسلامي عاش في العصر الأموي، وعاصر الشاعر الأحوص بن محمد الأنصاري، ولكنه قليل الشعر أوضاع شعره، وذكرت له قصيدة كانت لها مناسبة. قال عبد اللَّه بن عمَّار بن ياسر: خرجت أنا والأحوص مع عبد اللَّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إلى الحج، فلما كنا بقُدَيد قلنا لعبد اللَّه بن الحسن: لو أرسلت إلى سليمان بن أبي دُباكِل الخزاعي فأنشدنا من رقيق شعره، فأرسل إليه فأنشدنا قصيدة له يقول فيها:

يَا بِيت خَنْسَاءَ الَّذِي أَتَجَنَّبُ

ذَهَبَ الزَّمَانُ وَحُبُّهَا لَا يَذْهَبُ

(1)

أَصْبَحْتُ أَمْنَحُكَ الصُّدودَ وَإِنَّنِي

قَسْمًا إِلَيْكَ مَعَ الصُّدودَ لِأُجَنِّبُ

(2)

مَالِي أَحْنُّ إِذَا جَمَالُكِ قَرَّبَتْ

وَأَصُدُّ عَنْكِ وَأَنْتَ مِنِّي أَقْرَبُ

(3)

لِلَّهِ دَرَكٌ! هَلْ لَدَيْكِ مِعْوَّلٌ

لمُتَيَّمٍ أَمْ هَلْ لِوَدِّكَ مَطْلَبُ

(4)

فَلَقَدْ رَأَيْتُكَ قَبْلَ ذَاكَ وَإِنَّنِي

لِمُوَكِّلٍ بِهُوَاكَ لَوْ يَتَجَنَّبُ

(5)

إِذْ نَحْنُ فِي الزَّمَنِ الرَخيّ وَأَنْتُمْ

مُتَجَاوِرُونَ كَلَامُكُمْ لَا يُرْقُبُ

(6)

تَبْكِي الحَمَامَةُ شَجَوْهَا فَتُهِيجُنِي

وَيَرُوحُ عَازِبُ هَمِّي المَتَأوِّبُ

(7)

وَتَهُبُّ سَارِيَةُ الرِّيَاحِ مِنْ أَرْضِكُمْ

فَأرَى البِلَادِ لَهَا تُطِلُّ وَتُجْنِبُ

(8)

وَأَرَى السَّمِّيَّةَ بِاسْمِكُمْ فَيَزِيدُنِي

شَوْقًا إِلَيْكَ سَمِيُّكِ المُتَغَرِّبُ

(9)

(*) المنازل والديار 392، خزانة الأدب 2/ 52، 53، حماسة أبي تمام 2/ 133/ أشعار الهذليين 1/ 205/ والأغاني 21/ 108.

(1)

في أشعار الهذليين (يا بيت دهماء).

(2)

لم يرد هذا البيت في أشعار الهذليين.

(3)

قال السكري في شرحه: "أكره أن يقول الناس في وفيك وأنت قريبة مني".

(4)

في الهذليين: (لمكلف أم هل لودك مطلب). ما عليه معول: أي ما عليه محمل ومعتمد. وللَّه درك: أي خير، أو للَّه ما تعمل.

(5)

و

(6)

لم يرد البيت الخامس والسادس لا في الهذليين ولا في المنازل والديار.

(7)

ورد صدر البيت في الهذليين (تدعو الحمامة شجوها فتهيجني). وشجوها حزنها. والمنتأوب: الذي يرجع بالليل.

(8)

ورد هذا البيت في الهذليين (وتهيج. . . فأرى الجناب لها يحل ويجنب). وفي المنازل (وتهب جارية. . . لها تطل وتخصب).

(9)

هذا البيت لم يرد في الهذليين.

ص: 772

وَأَرَى الصَّديقَ يُودُّكُمْ فَأُودُهُ

إِنْ كَانَ يُنسَبُ منْك أَوْ يَتَنَسَّبُ

(1)

وَأُخَالقُ الوَاشِينَ فيك تَجَمُّلا

وَهُمُ عَلَيَّ ذَوُو ضَغَائِنَ دُؤَّبُ

(2)

ثُمَّ اتَّخَذتِهمُ عليَّ وَلَيجَةً

حَتَّى غَضِبْتِ وَمِثْلُ ذَلِكَ يُغْضِبُ

(3)

وردت القصيدة في خزانة الأدب.

وجاء في أشعار الهذليين زيادة بيتين من الشعر على ما ورد في الخزانة والمنازل والديار وهما:

وَأَرَى البلادَ إذا سَكَنْت بِغَيْرِهَا

جَذْبًا وإنِ كَانْتَ تُطَلُّ وَتُخْصبُ

(4)

ويَحَلُّ أَهَلي بالمَكَانِ فَلا أَرَى

طَرْفي لِغَيرِكِ مَرَّةً يَتَقَلَّبُ

(5)

وقال أيضًا:

يَطُولُ اليَوْمَ لا أَلْقَاك فيهِ

وَيَوْمٌ نَلْتَقِي فيه قَصِيرُ

(6)

وَقَالوا لا يَضيرُكَ نَأْيُ شَهْرٍ

فَقلتُ لِصَاحِبيَّ فَمَنْ يَضِيرُ

(7)

‌سويد (*) بن عامر الخزاعي

هو سويد بن عامر من بني المصطلق من خزاعة، شاعر جاهلي قيل: روي مسلم بن الحارث الخزاعي ثم المُصطلقي، روي يزيد بن عمرو بن مسلم الخزاعي،

(1)

في الهذليين (وأرى العدو بحبكم فأحبه. . . أولا ينسب). وفي المنازل (وأرى البعيد. . .).

(2)

ورد صدر البيت في الهذليين (وأصانع الواشين). وفي المنازل جاء القافية (درب). ودؤب: يدأبون في ذلك.

(3)

هذا البيت لم يرد في الهذليين. والوليجة: بطانة الإنسان وخاصته.

(4)

تُطَلُّ: يصيبها الطَّلُّ.

(5)

شعراء الهذليين 1/ 205.

(6)

أي: يطول يوم الفراق، ويقصر يوم التلاق.

(7)

يقول: إن صاحِبَيَّ ادعيا عدم الضر لي بالبعد ولو كان شهرًا فقلت لهما ولو كانت دعواكم هذه صحيحة فمن الذي يضره البعد غيري. (حماسة أبي تمام 2/ 133).

(*) أسد الغابة 5/ 167 وقال الزبير بن بكار هذا الشعر لأبي قلابة الشاعر الهذلي واسمه: الحارث بن صعصعة. . . بن هذيل.

قال أبو عمر ورواية يزيد بن عمرو بن مسلم الخزاعي أثبت من قول الزبير بن بكار، أي أن الشعر لسويد بن عامر.

ص: 773

عن أبيه قال: كنت عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومنشد ينشد قول سُويد بن عامر المصطلقي:

لا تَأمَنَنَّ وإنْ أَمسَيتَ فِي حَرَمٍ

إنَّ المَنَايَا بجَنْبَيْ كُلِّ إِنْسَانِ

(1)

وَاسْلُك طَرِيقَكَ تَمْشِي غَيْرَ مُخْتَشعٍ

حَتَّى تُلاقَي ما يَمْنِي لَك المَانِي

(2)

وَكُلُّ ذي صَاحبِ يَوْمًا مُفَارقُهُ

وكُلُّ زَادٍ وَإِنْ أَبْقَيتَهُ فَاني

(3)

وَالخَيَرُ والشَّرُ مَقْرُونَانِ فِي قَرَنِ

بِكُلِّ ذَلِكَ يَأتِيكَ الجَدِيدَانِ

(4)

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لو أدرك هذا الإسلام لأَسلم، قال: فبكى أبي، فقلت: يا أبت، أتبكي لمشرك مات في الجاهلية؟! فقال: يا بني واللَّه ما رأيت مشركًا خيرًا من سويد بن عامر.

‌عمرو بن هميل الخزاعي

(*)

أغار بنو لحيان في الجاهلية على خُزاعة وبني بكر وأدركوا ثأرهم وقتلوا منهم قتلى كثيرة، فقال شاعرهم عمرو بن هُميل في هذه الغزوة (يوم غزال) بنيل بني لحيان من خزاعة وبني بكر:

أبَانَا بيَوْم العَرْجِ يَوْمًا بِمْثلِهِ

غَدَاةَ غَزَالٍ بالخَليط المُزَيَّلِ

(5)

فَقَتْلًا بقَتْلانَا وسُقْنَا بسَبْينَا

نسَاءً وَجِئْنَا بالهجَانَ المُرَعَّل

(6)

فأصْبَحْنَ أخْلامَ العِبَادِ عَوانيًا

يُرسِّفْنَ شَتَّى فِي الحديدِ المُسَلْسَلِ

(7)

(1)

يقول: لا تأمنن أن تأتيك منيتك، وإن كنت بالحرم، حيث تأمن الطير.

(2)

في اللسان: (واسلك طريقك فيها غير محتشم). ويمنى لك الماني: يقدر لك المقدر.

(3)

يرى أن البقاء ودوام الحال من المُحال.

(4)

أسد الغابة 5/ 167 والاستيعاب 3/ 453.

(*) أشعار الهذليين 2/ 815.

(5)

أبانا: كافأنا، أخذنا البواء وأبأت هذا بهذا: قتلته به من البواء. وهو القود. وغَزَالٌ: ثنية عُسفان. والمُزيَّل الذي ذهب بعضه من بعضن أو المفرَّق.

(6)

يقول: قتلنا بمن قتل منا. الهجان: من الإبل البيض الكرام. مُرَعَّلٌ: وهو أن يُشقَّ في آذانها شقيق صغير توسم بذلك. ويقال المُرَعَّل: الخيار السَّمان ذواتُ الأسمنة وهذه لُغتهم يقال: جاءنا برعائل: أي قطع من الشحم واللحم واحللها رعيلةٌ.

(7)

الخلم: الصديق. عوان: أسرى. والرَّسيف: مَشيُ المُقَيَّد. مُسلسَلٌ: له سَلاسِلُ.

ص: 774

وَكُنَّا إِذَا مَا الحَرْبَ ضُرِّسَ نَابُهَا

نَقُوِّمُهَا بالمَشرفيِّ المُقَلَّلِ

(1)

بَنِيهَا تَرْبَّتِهَا صِغَارًا نُقِيمُهَا

وَنَضْرِبُ رَأْسَ الأَبلَخِ المُتَخَيَّلِ

(2)

أَلَمْ يَعْلَمْ التَّيْسُ الخُزَاعِيُّ أَنَّنَا

ثَأَرْنَا أَبَا عَمْرٍو وَأَصْحَابَ جَنْدَلِ

(3)

قُتِلْنا بِقَتْلانَا خُزَاعَةَ كُلُّهَا

وَبِكْرًا فَفِي كِلَا الفَرِيقَيْنِ نَعْتَلِي

(4)

نَغاوِرُ فِي أَهْلِ الأرَاك وتَارَةً

نُغاوِرُ أَصْرَامًا بِأَكْنَافِ مَجْدَلِ

(5)

فأجابه الشاعر سويد بن عُمير عامر الخُزاعي حيث قال:

أَلَا أَبْلَغَا أَفْنَاءَ لحَيَان آيَةً

وَكُنْتَ مَتَى تُجْهِلْ خَصيمَكَ يَجْهَلِ

(6)

عَجِبْتُمْ لِشَأْنِ الحَرْبِ أَنْ أَعْقَبَتْكُمُ

وَأَيَّةُ أُنْثَى حَامِلٍ لم تُحَوِّلِ

(7)

وَتَنْسَى الأُلَى جِئْنَا بِهِمْ فَتَرَكْتَهُمْ

لَدَى خَلَفَ يَسْعَوْنَ فِي كُلِّ مَرْمَلِ

(8)

وَكَنَّ يُراكِلْن المُرُوطَ نَوَاعِمًا

يَمْشِّينَ وَسْطَ الدَّارِ فِي كُلِّ مُنْعَلِ

(9)

‌عامر (*) بن عبيد الخزاعي

عامر هذا رجل من خزاعة يقال له "مُجَمِّعٌ" واسمه عامر بن عُبيد، وكان سيِّدَ قومه، وإنما سُمِّيَ "مُجَمِّعا" لأنه جمع خزاعة من أفناء القبائل من بطون بني

(1)

ضُرِّس نابها: ساء خُلُقُها. مُقَلَّل: له قُلةٌ، أي قبيعةُ تقله.

(2)

الأَبْلَخُ: المُتَعَظِّم. مُتَخَيِّل: يختال، أي يتبختر في مَشيه، يريد الرؤساء.

(3)

ثأرنا: أدركنا قاتله فقتلناه.

(4)

نعلني: لنا العلاء والشَّرَف والزِّيادةُ.

(5)

نُغاور: من الغارة. يريد نغير مُرة في هؤلاء، ومرة في هؤلاء. أصرامٌ: جماعات من الناس. مجدلٌ: واد.

(6)

آية: علامةٌ، رسالة مشهورة، أي متى تطلب ذلك منه تجده.

(7)

امرأة مُحَوِّل: إذا ولدت مُرَّة ذكرًا ومرة أنثى. أعقبتكم: أي صارت لكم الدولة يقول: عجبتم من أن صارت الدولة لكم، وأي قوم ولم يدل منهم ولابد من يوم ويوم.

(8)

الألى: الأشراف. وخلف بن اسعد بن عامر، جد طلحة الطلحات بن عبد اللَّه بن خلف. والمرمل: قيد صغير، وقالوا حيث يرملون فيه، كأنه قال: في كل معدي: تركتهم: فلم تطلبهم.

(9)

المرط: ثوبٌ تلبسه المرأة قد لبس قبل ذلك، ويقال الثوب المُعلَمُ. وقوله مُنْعَلٌ: مِرْطٌ طويل تطؤه المراة فيصير لها نعلا، أي تطؤه كأنه نَعْلٌ. "أشعار الهذليين 2/ 818".

(*) أشعار الهذليين 2/ 860.

ص: 775

كنانة منهم حُلفَاء، فجَمعهم على حِلفٌ بني مُدْلِج، فغَزَّاهم هو وابنُ أخ له في غَزاةٍ عظيمة، حتى صبَّحوا دارُا من بني سهم بن معاوية، ودارًا من بني سعد بن بكر وقُتِلَ عامر بن عُبيد، وقام عنده ابن أخٍ له يرتجز:

إنِّي لَعَمرُ طَيْرِكَ الكُنُوسِ

(1)

وأَمرِك المُلَجْلَجِ الرَّميس

(2)

لأرفِعن ذِكْرَ بنِي ضَبِيسِ

(3)

بِضَرْبَةٍ أَو طَعْنَةَ خَلُوسِ

نَفاخةٍ كذنبِ الشَّمُوسِ

وقُتل عامر بن عُبيد مع ابن أخيه وبقيت جثة عامر في العراء، والنسور تأكل منها، وأُخذ رجل من بني سعد بن بكر يقال له:"ابنُ جاع قَملُهُ" كان يصطاد على جيفة عامر النسور، هذا، وقد رثته جَنُوبُ بنت الحَزِن بن مُرَّة فقالت:

أَلا يا عينُ مَا جُودِي بهَمْرٍ

على قَتلَى بَنِي كَعْبِ بْنِ عَمْرو

(4)

أَصَابَتهُمْ قَبائِل مِنْ هُذَيْلٍ

وآدَتْهَا بَنُو سَعْدِ بْنِ بَكْرِ

(5)

وفي ذلك يقول أُميةُ بن الأَسْكَرِ، أخو بني جُنْدُع بن لَيثٍ، حين أغارت عليهم وعلى بني لحيان خَيلُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالكَديد، ودلَّهم عليه رجُلٌ من خزاعة يقال له طارقٌ، فوجَدَت عليه بنو بَكرٍ وبنو لحيان، فقال طارقٌ:

واللَّهِ مَا أدْري وإنِّي لَقَائِلٌ. .. إلى أيِّ مَن يَطَّنُني أَتَعذَّرُ

(6)

أُعنِّف أَنْ كَانَت زُبَينةُ أُهْلِكَت

وَنَالَ بني لِحْيَان شَرٌّ وَنَفَّرُوا

وقال أُمَيَّةُ بن الأسكَرِ:

لَعمْرُكَ إِنِّي والخُزَاعيَّ طَارِقًا

كَنَعْجَةِ عَادٍ حَتْفَهَا تَتَحَفَّرُ

(1)

الكُنُوس: التي تكِنسُ.

(2)

الرميس: المدفون: رَمَسْتُهُ، أَرمُسُهُ رَمْسًا.

(3)

بنو ضبيسٍ: من سهم بن هُذيل.

(4)

بني كعب: من خزاعة.

(5)

آدتها: أعانتها.

(6)

يَطَّنُني: يتهمني. أتعذر: اعتذر.

ص: 776

أَثَارت عَلَيْها شَفرةً بكُرَاعهَا

فَباتَتْ بهَا مِنْ آخر اللَّيل تُجْزَرُ

وَمَا خلْتُني شَمتُ يَوْمَ بُدَالَةٍ

ولا الشَّجَرَاتِ إذْ تُنْحَّرُ حَبْتَرُ

ولا يا بنَ جاعَ قَمْلُهُ عنْدَ عَامرٍ

مُقيتًا عَليه قَاعِدًا يَتَنَسَّرُ

(1)

فَهَلا أَبَاكُمْ في هُذَيْلٍ وعَمَّكُمْ

ثَأَرْتُمْ وَهُم أَعْدى قُلُوبًا وَأَوْتَرُ

وَسَعد بن لَيْث إذْ تَشُل رجالُكُمْ

وكَلَب بن عوف نحَّرُوكم وبَقَّروا

(2)

ويَوَم الأَرَاكِ يوم أُردَفَ سَبيَكُمْ

صَمِيمُ سَرَاةِ الدِّيلِ عَبْدٌ وَيَعْمَرُ

وقد قتل بنو سَهْم بن معاوية من بني حَبْتَر في تلك الأيَّام أربعين أو خمسين رجُلًا، وكان معقل بنُ خويلد بن واثلة بن مُطحِل قد قتل من خزاعة قبل ذلك عَشرة رهطٍ منهم المُحتطبُ وعامرُ بن أَقرم، فقال عبدُ مناف بن ريعٍ الهُذَليُّ ثم الجُربيُّ، يذكر ذلك:

أنِّي أصادفُ مثْلَ يَوْم بُدالَةٍ

ولَقَاءُ مثلَ غَداةِ أَمسِ بَعيدُ

شَدَّ الرِّجالُ والحَديِد فأَفْلحُوا

إنَّ المُحاوَلَ لِلعَلاءِ شَديدُ

(3)

‌عبد الغفار (*) الخزاعي

قال عبد الغفار الخزاعي يصف الفرس:

ذَاكَ وقد أذْعَر الوحوشَ بصَلْـ

ــتِ الخدِّ رَحبٍ لَبَانُه مُجْفَرْ

(4)

طويلُ خَمْسٍ قصيرُ أربَعةٍ

عريضُ ستٍ مقلِّصٌ حَشْوَرْ

(5)

حَدَّتْ له تسعةٌ وقد عَرِيَت

تسعٌ ففيه لمن رأى منظرْ

(6)

(1)

المقيت: الجادُّ فيه، وهو المقَفِّي أثره. عليه، أي على عَامِر، يتنسر: يصطاد النسور.

(2)

تَشُلُّ: تَطردُ. سعد بن ليث، وكلب بن عوف: من كنانة.

(3)

المحاولة: الالتماس، يقول: طلب الشَّرف شديدٌ. ويروى: بالعلاء عَتِيدُ: أي يَسِيرٌ (أشعار الهذليين 2/ 863) ومن خلال الشعر أن هذا اليوم هو يوم بُدالة.

(*) ذيل الأماني للقالي/ 191 - لا يوجد له ترجمة.

(4)

لَبَانُه مُجْفَرٌ: واسع الجُفرة وهي من الفُرس وسطه. ولبان الفُرس صدره.

(5)

الخمس الطويلة هي: وظيفة الرِّجلين والذراعين، والشئن، "الشعر الذي في مؤخر الرسغ" والأربع القصيرة هي: أرساغه ووظيفا يديه وعسيبه وساقاه، والست العريضة هي الفخذان والوركان والأوظفة. والحَشْوَرُ: منتفخ الجنبين.

(6)

التسعة التي حَدَّث هي: عرقوباه، وأذناه، وقلبه، ومنكباه. والتسعة العارية من اللحم هي خداه وجبهته والوجه كله وقوائمه.

ص: 777

ثم له تسعةٌ كُسيْنَ وقد

أَرْحَبَ منه اللَّبان والمَنْخَرْ

(1)

بعيدُ عشرٍ وقد قَرُبن له

عَشْرٌ وخمسٌ طالت ولم تَقْصُرْ

(2)

نُقْفيه بالمَحْض دون وِلْدَتِنا

وعضُّهُ في آريِّه ينْثَر

(3)

نَصْبُحُهُ تَارةً ونَغْبَقُه

ألبانَ كُوْمٍ رَوُائمٍ أَظْؤُرْ

(4)

حتى شَتَا بادنًا يقال ألا

بطوون من بُدنِه وقد أُضْمِرْ

(5)

مُوثَّقُ الخَلْق جُرْشُعٌ عَتْدٌ

مُنضَرِجُ الحُضْر حين يُسْتَحضَرْ

(6)

خَاظِي الحَمَاتَيْن لحمُهُ زِيَمٌ

نَهْدٌ شديدُ الصِّفَاق والأَبْهَرْ

(7)

رقيقُ خَمْسٍ غليظُ أربعةٍ

نائي المَعَدّين ليِّنُ الأَشْعَرْ

(8)

‌عبد اللَّه بن أبي أوفى (*) الخزاعي

هو عبد اللَّه بن أبي أوفى، واسم أبي أوفى: علقمة بن خالد بن الحارث ابن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم الأسلمي الخزاعي، يكنى أبو معاوية وقيل: أبو إبراهيم، وقيل أبو محمد.

(1)

التسعة المكسوة هي الفخذان وحاميتاه، ووركاه وحصيرا جنبيه وفهداه وهما في الصدر "هما اللحمتان اللتان في الزَّوْر كالفهدين واللبان الصدر.

(2)

يريد بالعشر التي قربت عشر خصال صالحة قربن منه وعشر خصال رديئة بعدن منه فليست فيه، والخمس التي طالت ولم تقصر هي خمس خصال رديئة.

(3)

العُضُّ: العجين تُعْلفه الإبل والشعير والحنطة لا يشركهما في شيء والآريُّ الآخيَّة وهي محبس الدابة.

(4)

الكُوم: جمع كَوْماء وهي الناقة الضخمة السنام. والروائم: جمع رائمة، وهي الناقة العاطفة على ولدها: والأَظْؤُر: ج ظِئر وهي الناقة التي تعطف على ولد غيرها المرضعة له.

(5)

ضمر الخيل تضميرًا: علفها القوت بعد السمن فأضمرها.

(6)

الجُرْشُع: العظيم الصدر المنتفخ الجنبين. ومُنْضَرِجُ الخُضْر: شديد العَدو.

(7)

الحَماتان من الفرس هما اللحمتان المجتمعتان في ظاهر الساقين من أعاليهما والخاظي: المكتنز اللحم أو الغليظ الصلب. ولحمه زيم مكتنز، والصَّفاق: هو الجلد الأسفل الذي تحت الجلد الذي عليه الشعر. والأبهر: عرق في الظهر.

(8)

المَعَدان: موضع دفتي السَّرْج. والأشعر: ما استدار بالحافر من منتهى الجلد. عيون الأخبار. ذيل الأمالي للقالي ص 191.

(*) سير أعلام النبلاء 3/ 428، الوافي بالوفيات 17/ 78، أسد الغابة 3/ 182.

ص: 778

شهد الحديبية، وبايع بيعة الرضوان، وشهد خيبر وما بعدها من المشاهد ولم يزل بالمدينة حتى قُبض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثم تحول إلى الكوفة، وهو آخر من بقي بالكوفة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

قال عبد اللَّه: غزونا مع الرسول صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل الجراد وقيل ست غزوات.

وروى عنه عمرو بن مرة، وإسماعيل بن أبي خالد، والشعبي، وعبد الملك ابن عمير وأبو إسحاق الشيباني، والحكم بن عتيبة، وسلمة بن كهيل، وغيرهم.

توفي عبد اللَّه بن أبي أوفى الخزاعي سنة ست وثمانين وقيل سنة ثمان وثمانين وكف بصره في آخر حياته.

قال عبد اللَّه بن أبي أوفى شعرًا في امرأته، ويظهر لنا من خلاله أن حياته الزوجية كانت قلقة فبث همومه قائلًا:

نكَحْتُ ابنةَ المُنتَصَى نَكْحَةً

عَلَى الكُرْه ضَرَّتْ وَلَمْ تَنْفَعِ

(1)

وَلَمْ تُغْن من فَاقَة مُعْدِمًا

وَلَمْ تُجْدِ خَيرًا وَلَمْ تَجْمَعِ

(2)

مُنْجَّذَةً مثل كَلْبِ الهِراشِ

إذا هَجَعَ النَّاسُ لَمْ تَهجَعِ

(3)

مُفرِّقةً بَيْنَ جِيرانِها

وَمَا تَسْتَطِعْ بَيْنَهُمْ تَقْطَعِ

(4)

بِقَوْل رَأيْتُ لِمَا لا تَرَى

وَقِيلَ سَمِعْتُ وَلَمْ تَسْمَعِ

(5)

فإنْ تَشْربِ الزِّقَّ لا يُرْوها

وإنْ تأكلِ الشَّاة لا تَشْبَعِ

(6)

(1)

ابنة المنتصي: زوجة الشاعر - والمعنى أنه تزوج بها عن كره منه وأن تزوجه بها ضره ولم ينفع.

(2)

الفاقة: الفقر: والمعنى أن تزوجه بامرأته لم يقع في وجه من الوجوه فما أغنى فقيرًا ولا أنال خيرًا ولا جمع شملا.

(3)

المنجذة: المجربة المعلوم ما عندها، والهراش: تحريش كلب علي كلب آخر. وقوله إذا هجع الناس لم تهجع: يصفها بأنها تمشي بالنمائم بين الناس. والمعنى: أن الناس عرفوا ما عندها وأنها مثل كلب الهراش في تهيج الشر لحرصها على أذاهم.

(4)

والمعنى أن امرأته لحرصها على أذى الناس تفرق بالنميمة بين الخلطاء وتقطع الأرحام بين الأقارب مهما استطاعت إلى ذلك.

(5)

والمعنى أنها تباهت وتكابر فتدعي رؤية ما لم تره وسماع ما لم تسمعه لتقطع بذلك علائق المودة بين الأصحاب والقرابة بين الأقارب.

(6)

تشرب الزق: أي تشرب ما في الزق - والمعنى أنها تأتي بأفعال المسرفين في الأكل والشرب، لا تعرف القناعة ولا تعرف صحة نفسها.

ص: 779

ولَيْسَتْ بِتَارِكَةٍ مَحْرَمًا

وَلَوْ حُفَّ بالأسَلِ الشُّرَّعِ

(1)

ولو صَعدَت في ذُرَى شاهِق

تَزلُّ بها العُصْمُ لمْ تُصْرَعِ

(2)

فَبئسَتْ قِعادُ الفَتَى وَحْدَها

وَبئسَتْ مُوفَيِّةُ الأَرْبَعِ

(3)

‌عبد اللَّه بن بديل (*) الخزاعي

هو عبد اللَّه بن بُديل بن ورقاء بن عبد العُزَّى الخُزاعي، أسلم مع أبيه قبل الفتح، وقال ابن إسحاق: إن قريشًا يوم فتح مكة لجأوا إلى دار بُديل بن ورقاء الخزاعي، وشهد بديل وابنه عبد اللَّه، حُنينًا والطائف وتبوك.

وقتل عبد اللَّه وشقيقه عبد الرحمن بصفين مع الإِمام علي رضي الله عنه، وكان على الرَّجَّالة، وهو من أفاضل أصحاب عليّ وأعيانهم. وهو الذي صالح أهل أصبهان مع عبد اللَّه بن عامر، في خلافة عثمان سنة تسع وعشرين

(4)

.

وعبد اللَّه صحابي، كان من الدهاة الفصحاء، انتهت إليه السيادة في خزاعة ويعتبر عبد اللَّه من دهاة العرب

(5)

.

كان بصفين وعليه درعين ويحمل سيفين، ولم يزل يضرب حتى انتهى إلى معاوية فأزاله عن موقفه فتكاثر عليه أصحاب معاوية، فقتلوه. فكان يقول قبل قتله:

(1)

محرما: أي حراما، والحرمة ما لا يحل انتهاكه، وحفَّ: أي أحاط، والأسل: الرماح. والشرع: جمع شارعة من اشرعت الرُّمح نحوه فشرع إذا سددته نحوه وصوبته. ومعناه أنها مولعة بالحرام لا تتركه ولا تقلع عنه ولا يمنعها من إتيانه مانع.

(2)

الذري: جمع ذروة وهي أعالي المشيء. والشاهق: الجبل المرتفع. والعصم: جمع أعصم وهو الوعل الذي في يده بياض. والمعنى أنها قليلة اللحم يابسة البدن إذ صعدت في أعلى الجبل الذي نزل به الوعول، لم تزل قدمها ولم تسقط من فوقه.

(3)

القعاد: ما يقعده الإنسان في بيته. وموفية الأربع: أي معها ثلاث نسوة فتكون هي تمام الأربع - والمعنى أن الذم لا يفارقها بوجه، فإن كانت مفردة فهي مذمومة وإن كان معها غيرها فهي مذمومة أيضًا. حماسة أبي تمام 2/ 229/ شرح التبريزي.

(*) أسد الغابة 3/ 184، وقعة صفين 205 - 245، المحبر 184، أسد الغابة 1/ 203.

(4)

أسد الغابة 3/ 184.

(5)

المحبر/ 184.

ص: 780

لم يَبْقَ إلا الصَّبْرُ وَالتَّوَكُّلُ

ثُمَّ التَّمَشِّى فِي الرَّعيلِ الأَوَّلِ

مَشَى الجِمَالِ فِي حِيَاضِ المَنْهَلِ

وَاللَّه يَقْضِيَ مَا يَشَاءُ وَيَفْعَلَ

فلما رآه معاوية قال: واللَّه لو استطاعت نساءُ خزاعة لقاتلننا فضلًا عن رجالها، وتمثل بقول حاتم:

كَليث هزبرٍ كَانَ يُحَمي ذمَارَهُ

رَمَتْهُ المَنَايَا قَصْدُهَا فَتَقَطَّرا

أَخُو الحَرْبِ أَنْ عَضَّتْ بِهِ الحَرْبَ عَضَّهَا

وَإِنَّ شَمَّرا يَوْمًا بِهِ الحَرْبُ شَمَّرَا

(1)

وكانت صفين سنة سبع وثلاثين بعد الهجرة.

وفي كتاب وقعة صفين جاء الشعر الذي قاله عبد اللَّه بن بديل على خلاف ما جاء في كتاب أسد الغابة كما ورد في تقديم العجز على الصدر:

لم يَبْقَ إلا الصَّبْرُ وَالتَّوَكُّلُ

وأَخْذُكَ التّرْسَ وسَيفًا مِقْصَلْ

(2)

ثُمَّ التَّمَشِّي فِي الرَّعيل الأَوَّلِ

مَشِيَ الجَمَالِ فِي حِيَاضِ المَنْهَلْ

(3)

وَاللَّهُ يَقْضِيَ مَا يَشَاءُ وَيَفْعَلَ

(4)

‌عبد اللَّه (*) بن أبي الشيص الخزاعي

والده الشاعر محمد بن رزين بن سليمان الخزاعي، وذكر صاحب الأغاني فقال: "ولأبي المشيص ابنٌ يقال له عبد اللَّه شاعر أيضًا، صالح الشعر، وكان منقطعًا إلى محمد بن طالب

(5)

.

كان أبو سعد المخزومي يدخل إلى المأمون فينشده هجاء دعبل له وللخلفاء ويحرضه وينشده جوابه، فلم يجد عند المأمون ما أراده فيه، وكان يقول: الحق في

(1)

أسد الغابة 3/ 185.

(2)

مفصل: يقال سيف فاصل ومفصل وفصال: قطاع.

(3)

التمشي: المشي.

(4)

وقعة صفين/ 245.

(*) الأغاني 16/ 319، 20/ 13 وطبقات الشعراء 364، والمحب والمحبوب والمشموم والمشروب 1/ 87 و 2/ 117، 120، جاء عنه: من شعراء بغداد عاصر أبا تمام ورثاه.

(5)

ولقد ورد اسمه في ترجمة عمه دعبل الخزاعي ينافح عنه، وورد اسمه أيضًا في ترجمة والده في الأغاني 16/ 319 وله أخبار في طبقات الشعراء 364.

ص: 781

يدك والباطل في يد غيرك، والقول لك ممكن، فقل ما تكذبه به، فأمَّا القتل فإني لست أستعمله إلا فيمن عَظُم ذنبه أفأستعمله في شاعر؟ فاعترض بينهما ابن أبي الشيص، فقال يهجو أبا سعد:

أنا بَشرْتُ أبا سعـ

ــد فأعطاني البشارَهْ

بأبٍ صِيد له بالأمـ

ــسِ في دار الإمارَهْ

فهو يومًا من تَميمٍ

وهو يومًا من فَزارَهْ

كل يوم لأبي سعـ

ـــد على الأنساب غَارَهْ

خَزَمَتْ مَخْزمُ فَاه .. فادَّعاها بالإشَارَهْ

(1)

وقال فيه أيضًا:

أبا سعدٍ بحق الخَمس

والمفروض من صَومِكْ

أقُلت الحقَّ في النسبة

أمْ تَحلمُ في نومِكْ

أين لي أيها المغرو

ر ممَّنْ أنت في يومكْ

فَولَّى قَائلًا لو شئتَ

قد أقْصرت من لومكْ

ودعني أكُ من شئتُ

إذا لم أك من قَوْمِكْ

(2)

يقول ابن معتز: حدثني النَّوْفليّ قال:

كنا بواسط ومعنا ابن أبي الشيص، فتجارينا أمر الشعراء، ففضلنا بعضًا على بعض، فقال ابن أبي الشيص: أنا أشعر الناس، وكان أشعر منِّي أبي ومن جميع من مضى ومن بقي، فقلت له: كذبت في نفسك خاصَّةً، فأما أبوك فلعمري إنه كان أشعر اهل زمانه. وكانت بابن أبي الشيص لُوثة، لأنَّ السوداء غلبتْ عليه، فاختَلَطَ واشتاط

(3)

وخرق ثيابه، ثم زجّ نفسه في دجلة وكان فينا جماعة يسبحون فأخرجناه وهو لا يعقل لما به من البرد -وكان يوم شديد البرد- فَدثّرناه حتى تماسك وقوي قليلًا، فلما أصبح مات ومما يستحسن له:

(1)

الأغاني 20/ 130.

(2)

الأغاني 20/ 131.

(3)

اشتاط: التهب غيظًا.

ص: 782

أظن الدهر قد آلى فبرا

بأن لا يكسب الأموال حُرَّا

كأنَّ صفائح الأحرارِ أَرْدَتْ

أباه فحارب الأبرار طُرَّا

وأمكنَ منِ رقَاب المال قَومًا

وملَّكهم بها نَفعًا وضَرَّا

وأصبحَ كِلُّ ذي شَرفٍ رَكُوبًا

لأعنَاق الدُّجَى بحرًا وبَرَّا

يُهتِّك جَيبَ درعْ الليل عنه

إذا مَا جَيبُ درع الليل ذُرَّا

يُراقب للغنى وجهًا ضحوكًا

ووجهًا للمنية مكفهِّرًا

ليكْسِبَ من أقَاصِي الأرض مالًا

يَحُلُّ به المحلَّ المُشْمَخِرَّا

ومن جَعل الظلَامَ له قَعُودا

أصاب به الدُّجَى خيرًا وشرَّا

وله أيضًا:

كفى حزَنًا أني أرى من أحبه

[لدي]

(1)

صريعًا لا أُطيق له نفعا

سوى أنني أدعو له اللَّه مخلصًا

وأُذرى على خدّي بمصرعه دمعا

(2)

وقال عبد اللَّه أيضًا:

حَذِرْتُ الهوَى حتى رُميتُ مِنَ الهوَى

بأَصْرَد سَهمٍ في قِسيِّ الحَوَاجِبِ

رَمَينَ فَأَصْمَيَّنَ القلوبَ مَكَانها

وَتُخْطيَ يَدُ الرامي له في المغايب

(3)

وقال أيضًا:

جَعَلَتْ تُواصِلُ بالدمُوع دُموعا

جَزَعًا ولَم تَكُ قَبْلَ ذاك جَزُوعا

وَجَرى لَهَا دَمْعٌ يُعصْفرُهُ دَمٌ

في صَحنِ وَجْنتها فَعَادَ نَجيعا

فَكَأنَّهُ خَرَزُ العَقيقِ مُفَصّلا

بالدُّر يُحسَبُ سِلْكُهُ مَقْطُوعَا

(4)

وقال أيضًا:

ومُعرِضة تَظنُ الهجرَ فَرضَا

تَخَالُ لِحاظَها للضَّعْفِ مَرْضِى

كَأني قَتَلتُ لها قَتِيلا

فَمَا مني بغيرِ الهَجْرِ تَرْضَى

(5)

(1)

زيادة ليستقيم الوزن مأخوذة من المختصر.

(2)

طبقات الشعراء/ 364، 365.

(3)

المحب والمحبوب والمشموم والمشروب 1/ 87.

(4)

المحب والمحبوب والمشموم والمشروب 2/ 117.

(5)

المحب والمحبوب والمشموم والمشروب 3/ 120.

ص: 783

‌عبد اللَّه (*) بن طاهر الخزاعي

هو عبد اللَّه بن طاهر بن الحسين بن مُصعب بن رزُيق بن ماهان الخزاعي أبو العباس، وعبد اللَّه وقومه خُزَاعيون بالولاء، إذ كان جدهم رزيقًا مولى لطلحة الطلحات الخزاعي والي سجستان، وأصل عبد اللَّه من "بادغيس" بخراسان، كان أبو العباس عبد اللَّه بن طاهر سيِّدًا نبيلًا عالي الهمة شهمًا، فهو وأهله نشأوا في ظل القيادة العباسية، وأخلصوا لها؛ لذلك كان الخليفة المأمون كثير الاعتماد عليه حسن الالتفات إليه لذاته، ورعاية الحق والده وما أسلفه من الطاعة في خدمته.

ولد عبد اللَّه بن طاهر سنة اثنتين وثمانين ومائة، وتأدب في صغره وقرأ العلم والفقه وسمع من وكيع وعبد اللَّه المأمون، وروى عنه إسحاق بن راهويه وهو أكبر منه، ونصر بن زياد وخَلْقٌ سواهم. وكان بارعا في الأدب حسن الشِّعر وتقلَّد الأعمال الجليلة، ولَّاه المأمون الشام حربًا وخراجًا فخرج من بغداد إليها واحتوى عليها، ثم ولَّاه مصر ودخلها في يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرةً ومائتين فقمع المفسدين بها ومهَّدَ البلادَ ورتب أحوالها وأقام على إمرة مصر سنة واحدة وخمسة وعشرة أيام وخرج منها لخمس بقين من شهر رجب سنة اثنتي عشرة ومائتين بعد أن طرد منها عُبيد اللَّه بن السري واستخلف على مصر عيسى بن يزيد الجُلُودي، وركب البحر وتوجه إلى العراق، فلما قارب بغداد تلقاه العباس ولدُ الخليفة المأمون والمعتصم محمد أخو المأمون وأعيان الدولة وقدم عبد اللَّه بغداد وبين يديه المنغلبون على الشام ومصر مثل ابن أبي الجمل وابن أبي أسقر وورد (الصقر) وغيرُهما، فأكرمه المأمون ثم ولَّاه بعد ذلك خُراسان وفي خُراسان كسّرَ الملاهي وعمر الرِّباطات ووقف لها الوقوف وافتدى الأسرى من الترك بنحو ألفي درهم، وكانت سيرته محببًا عادلًا عظيم الهيبة حسن المذهب شجاعًا مقدامًا، ولما مات خلّف في بيت ماله أربعين ألف ألف درهم سوى ما في بيت مال العامة وكانت وفاته بمرو في شهر ربيع الأول سنة ثلاثين ومائتين وله ثمان وأربعون سنة

(1)

.

(*) تاريخ بغداد 9/ 483؛ النجوم الزاهرة 2/ 191 وفيات الأعيان 3/ 83 المحبر 386، انظر تاريخ الطبري ج 8 وج 9 والكامل في التاريخ ج 6، وج 7، والديارات ومروج الذهب.

(1)

النجوم الزاهرة 2/ 201.

ص: 784

‌حروبه:

لما خرج بابك الخُرّميُّ على خُراسان وأوقع الخوارج بأهل قرية الحمراء من أعمال نيسابور، وأكثروا فيها الفساد واتصل الخبر بالمأمون بعث إلى عبد اللَّه وهو بالدَّيَنورِ يأمره بالخروج إلى خراسان، فخرج إليها في النصف من شهر ربيع الآخر سنة (213 هـ) وحارب الخوارج وقدم نيسابور في رجب سنة (215 هـ)

(1)

.

‌شاعريته:

أعطى المأمون عبد اللَّه بن طاهر مال مصر لسنة خراجها وضياعها فوهبه كله وفرقه في الناس ورجع صفرًا من ذلك فغاظ المأمون فعله، فدخل إليه يوم مقدمه فأنشده أبياتًا قالها في هذا المعنى:

نَفسي فداؤُكَ والأعنَاق خاضعةٌ

للنَّائباتِ أبيّا غير مُهتَضمِ

إليكَ أَقْبَلَت من أرضٍ أَقَمْتُ بها

حَولَين بَعدك في شوقٍ وفي أَلمِ

أَقْفو مساعيك اللاتي خُصصتَ بها

حَذوَ الشِّراك على مَثَل من الأدمِ

فكان فضليَ فيها أنني تَبَعٌ

لما سننتَ من الإنعامِ والنِّعمِ

ولو وُكِلتُ إلى نفسي غَنيتُ بها

لَكن بَدأتَ فلم أَعجز ولم أُلَمِ

(2)

فضحك المأمون وقال: واللَّه ما نَفِسْتُ عليك مكرُمةٌ نلتها ولا أُحدوثة حَسُن عنك ذكرها، ولكن هذا شيء إذا عوَّدتَه نفسك افتقرتَ ولم تقدر على لَمَّ شَعَثِك وإصلاح حالك، وزال ما كان في نفسه.

‌قصته مع محمد بن يزيد الأموي:

قال عبد اللَّه بن طاهر قصيدنه التي يفخر فيها بمآثر أبيه وأهله ويفخر بقتلهم المخلوع (الأمين) عارضه محمد بن يزيد الأموي الحصني، وكان رجلًا من ولد مسلمة بن عبد الملك، فأفرط في السَّب وتجاوز الحد في قبح الرد، وتوسط بين القوم وبين بني هاشم فأربى في التوسط والتعصب، فكان مما قال فيه:

(1)

وفيات الأعيان 3/ 83.

(2)

الأغاني 12/ 92.

ص: 785

يا بنَ بيتِ النار موقدُها

ما لجاذَيهِ سَراويلُ

(1)

من حُسينٌ من أَبوك وَمَن

مُصعبُ! غالتكم غولُ

نسبٌ في الفخر مُؤتَشبٌ

وأُبواتٌ أراذيلُ

(2)

قَاتلُ المَخلوعِ مَقْتولٌ

وَدَمُ المقتول مطلولُ

(3)

وبعد ذلك ظفر عبد اللَّه بن طاهر بالأموي وصفح عنه، بعد أن كان يعيش في قلق واضطراب وخوف دائم من أن يلقى حتفه على يد عبد اللَّه بعد أن ولي مصر ورُدَّ إليه تدبير الشام، واعتذر الأموي اعتذارًا شديدًا وقبل منه عبد اللَّه بن طاهر ذلك، ثم عاش بعدها بأمان.

وفي خراسان زاره دعبل ونادمه، وكان دعبل على صلة بأسرة طاهر يدُل عليها بخزاعة، إن أعطوه مدحهم، وإن منعوه ذمهم وهجاهم، وقد نال على يد عبد اللَّه وحده أموالًا طائلة، ولعبد اللَّه ظن في دعبل شديد القبح وكان يخاف لسنه، ولكنه أحب الأدب والنغم والشعر والشعراء وعطف عليهم، وإلى أولاده انتهت رياسة آل طاهر.

وقال دعبل حينما دخل مجلس عبد اللَّه بن طاهر ببغداد:

جئتُ بلا حُرمةٍ ولا سَبَبٍ

إليك إلا بحُرمَةِ الأدَبِ

فاقض ذِمامي فإنني رَجُلٌ

غيرُ مُلحٍّ عليك في الطَلبِ

(4)

وقال يذكر عبد اللَّه بن طاهر وقد وعده غلامًا فأخلف.

يا جواد اللِّسان مِنْ غير فِعلٍ

ليت في راحَتَيْك جُودَ اللِّسانِ

عَيْنَ (مهْرانَ) قَد لَطَمْت مِرارًا

فاتَّق ذا الجَلال في (مِهْران)

(5)

عُرْتَ عَيْنًا، فَدَعْ (لِمَهْرانَ) عَيْنًا

لا تَدَعْهُ يَطوفُ في العُمْيانِ

(6)

(1)

الحاذان من الدابة: ما وقع عليه الذنب من أدبار الفخذين.

(2)

نسب مؤتشب: (بفتح المشين) غير صريح.

(3)

الأغاني 12/ 95.

(4)

ديوان دعبل الخزاعي/ 65.

(5)

ديوان دعبل الخزاعي/ 261 بضرب المثل للرجل الذي يكذب في حديثه فيقال: هو يلطم عين مهران. ومهران رجل يضرب به المثل في الكذب.

(6)

عار العين يعورها: ذهب ببصرها.

ص: 786

‌عبيد اللَّه (*) بن عبد اللَّه الخزاعي

أبو أحمد عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن طاهر بن الحُسين بن مُصعب بن رُزَيق ابن ماهان الخُزاعي بالولاء، كان لأبيه وجده علو المنزلة عند المأمون فولاهما خراسان وغيرها، وكان عبيد اللَّه أميرًا ولي الشرطة ببغداد خلافةً عن أخيه محمد ابن عبد اللَّه، ثم استقل بها بعد موت أخيه، وكان سيدًا، وإليه انتهت رياسة أهله، وهو آخر من مات منهم رئيسًا. وله محمل من الأدب والتصرُّف في فنونه ورواية الشعر وقوله، والعلم باللغة وأيام الناس وعلوم الأوائل من الفلاسفة والموسيقى والهندسة، وله صنعة في الغناء حسنةٌ متقنة وتوصل إلى ما عجز عنه الأوائل من جمع النغم كلها في صوت واحد، وكان على علاقة طيبة بالمعتضد باللَّه الذي أظهر له المودة وتفقده بالصلات لما اختلت حال عبيد اللَّه، وقيل عنه: كان مترسلًا شاعرًا لطيفًا حسن المقاصد جيد السبك رقيق الحاشية. ومن شعره:

واحَربَا من فِرَاقِ قَومٍ

هُمُ المصَابيحُ والحُصُونُ

والأُسدُ والمزنُ والرواسي

والأمنُ والخَفضُ والسكونُ

لم تَتَنكَر لَنَا الليالي

حتَّى توفَّتهُمُ المَنُونُ

فَكُلُّ نَارٍ لَنَا قُلُوَبٌ

وَكُلُّ مَاءٍ لَنَا عُيونُ

(1)

وقوله:

إنَّ الأميرَ هو الذي

يُضحي أميرًا يومَ عَزلِهِ

إن زَالَ سُلطانُ الوَلا

ية لم يزلْ سلطانُ فَضْلِهِ

وقوله:

اقْضِ الحوائجَ ما استطعـ

ــــتَ وكنْ لهمِّ أَخِيكَ فَارِجَ

فَلَخَيرُ أيامِ الفتى

يومٌ قضَى فيه الحوائجَ

(*) الأغاني 9/ 49 العمدة 1/ 550، وفيات الأعيان 3/ 120، الديارات / 71 تاريخ بغداد 10/ 340.

(1)

وفيات الأعيان 3/ 121.

ص: 787

وقال وهو ينظر إلى قبور أهله:

النفسُ تَرقَى بحزنٍ في تراقيها .. ودَمْعَةُ العين تجري فيها مآقيها

لبقعةٌ ما رأتْ عيني كقِلّتِها

ولا ككثرةِ أحبابٍ ثَوَوْا فيها

‌مؤلفاته:

ومن الكتب المصنفة له - الإشارة في أخبار الشعراء - ورسالة في السياسة الملوكية، وكتاب مراسلاته لعبد اللَّه بن المعتز، وكتاب البراعة والفصاحة. وكانت حياته مليئة بالشعر والأدب والسياسة والفن، ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وكانت وفاته ليلة السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من شوال سنة ثلثمائة ببغداد ودفن بمقابر قريش

(1)

.

‌علي (*) بن إبراهيم الخزاعي

هو علي بن إبراهيم الخزاعي يكنى أبو الحسن، نشأ في بادية خزاعة بالحجاز وقدم العراق فصحب إسماعيل بن بلبل، فقدمه على سائر شعراء زمانه ومدح عبيد اللَّه بن سليمان وابنه القاسم ومحمد بن داود بن الجراح مديحًا كثيرًا.

وتوفي في سنة ثلاث وثمانين وقيل: في سنة خمس وثمانين ومائتين، وهو القائل:

لَجَّ الفُؤَادُ فَليسَ يَنْفَعَهُ

عَذلٌ وَلا النَكَباتُ تَرْدَعَهُ

(2)

أَوْهَى مَعاقدَ صبرِه كلَفٌ

لَمْ يُوهه يومًا تَمَنَّعُهُ

(3)

بمُمَنَّعٍ تمَّتْ مَحَاسنُهُ

يُخْفَى بِهَا بَدْرًا وَيُطلِعُهُ

(4)

(1)

وفيات الأعيان 3/ 122 تاريخ بغداد 10/ 344.

(*) معجم الشعراء للمرزباني/ ص 148، لم أعثر لهذا الشاعر على أية أشعار غير المذكورة رغم البحث في مراجع عديدة ومتعددة، ولم أدخر جهدًا في ذلك.

(2)

لجَّ: لَجَّ في الأمر - لجاجا، ولَجَاجة: تمادى. ويقال لج في الخصومة: أي لازمها وأبى أن ينصرف عنها. والعَذْلُ: الملامة.

(3)

وَهِي الرَّجُلُ: يَهي، وَهْيًا ضعف، والواهي: الضعيف.

(4)

المنعَةُ: العزُّ والقُوَّةُ. يقال هو في مَنَعَةٍ، أي: قوَّة يمتنع بها على من يريده.

ص: 788

‌عمرو (*) بن المبارك الخزاعي

كُوفي طَيِّبُ قال يصف الحالة التي وصل إليها:

مَنْ لأُذْني بمَلامِ

وبِكفِّي بمُدَامِ

(1)

رَقَّ عَظمُ الجَهْلِ مِنِّي

وانْحَنَى مَتْنُ عُرامَي

(2)

وَتَمَشَّ الفَذُّ من شَيْبِي

إلى الشَّيْبِ التُّوم

(3)

نَظْمَكَ الدُّرُ إلى الدُّرَّ

ةِ في سِلْلِ النِّظَامِ

(4)

ومن قوله:

لَم يَنْتَظرْنَ فَتَسْتَبلَّ قُلوبُ

حَتَّى رَمَيْنَ فَرَشْقُهُنَّ مُصِيبُ

(5)

نُجْلٌ يُتَبِّعْنَ السِّهامَ لأسْهُمِ

فَلَهُنَّ من بَعْدِ النُّدوبِ نُدَوبُ

(6)

وله أيضًا:

أمَا يُحْسِنُ من يُحسِنُ

أنْ يَغْضَبَ أنْ يَرْضَى

أَمَا يَرْضَى بأنْ صِرْتُ

على الأَرْضِ له أرْضَى!

(7)

‌عمرو بن جنادة (*) الخزاعي

كان من شأن عمرو بن جنادة الخزاعي، هجاء الناس، وكان ذَرِبَ اللسان، وكان شبيهًا له شاعر من بني لَحْيَان بن هُذيل فاحش القول سليط اللسان يقال له

(*) عيون الأخبار 2/ 353 ومن اسمه عمرو من الشعراء (225) وأمالي اليزيدي (123).

(1)

ورد عجز البيت في عيون الأخبار (ولكفي بمدام).

(2)

ورد البيت في عيون الأخبار: دق عظم الجهل مني

وانثنى سن عرامي

والعرام: الشدة والقوة.

(3)

الفذَّ: الفرد. والتُّؤامُ: جمع توأم، وأصله المولود مع غيره في بطن، ويستعار للمزدوجات كما وقع في هذا البيت.

(4)

من اسمه عمرو من الشعراء (225).

(5)

بَلَّ وابلَّ من مرضه: صَحَّ وبَرئ.

(6)

النَّدبة: أثر الجرح الباقي في الجلد (جمعها أنداب ونُدوبُ).

(7)

من اسمه عمرو من الشعراء (226).

(*) شعراء الهذليين 2/ 818 معجم الشعراء 56 ومن اسمه عمرو من الشعراء/ 101.

ص: 789

عمرو بن هُميل، فذكر لعمرو بن جُنادة، فبينا هو بسوق مني لم يجد إلا رجلا قد أخذ بمنكبه ثم قال له: من أنت، قال: أنا رجل من بني لحيان من هذيل وأنا عمرو بن هُميل.

قال الخزاعي: مرحبًا بك، وقد ذكرت لي، وقد أحببت أن أكسوك ردائي هذا لبُرْدٍ له مَطْوِيٌّ جديد. ولا يريد الخُزاعي إلا أن يهجوه، قال اللحياني: أحسنت جزاك اللَّه خيرًا، فقد كنت أريد أن أشتري رداءً، ثم أخذ البرد، فجعله على منكبيه ثم رجع به إلى منزل أهله، فلما رأوه قالوا له: ما هذا الثوب يا عمرو بن هُميل؟ قال: هذا ثوب كسانيه رجل صالح لقيته. قالوا: ما اسمه؟ قال: زعم أنه عمرو بن جُنادة قالوا: ففي الخيبة سقطت! فذلك أفحش الناس وأموته على الشيء! أي أحرصه، يستميت على الشيء. قال: فماذا تأمرونني أن أفعل؟ قالوا: أطو هذا الثوب عندك حتى يعلم أنك قد أبليته، ثم تسمع! فواللَّه لتسمعن منه أذى! ففعل، فبينما هو قاعدٌ لم يفجأه إلا رجل يتغنى بهجائه فخرج عمرو بن هُميل بالبرد حتى جاء به ساحة الدار التي فيها عمرو بن جُنادة، فربطه بين شجرتين وترك الريح تضرب به، فأصبحوا فرأوا الثوب فقالوا له: هذا الثوب الذي كسوت عمرو بن هميل، واللَّه ليقطعنا وإياك بالهجاء، ولا واللَّه ما علا جلده حين أخذه!

فقال عمرو بن جُنادة:

فَلا واللَّه لا أكْسُو غُلامًا

دَعَا لحْيان يَوْمًا ما حَييتُ

وقَالُوا خَيْرنُا عَمْرٌو فَلمَّا

كَسَوْتُ الثَّوب خَيْرَهُمُ لُحيتُ

(1)

لَقَدْ أسْرَفْتُ حين كَسَوتُ ثَوبِي

مَزَابِدَ بالحجَاز لها كَتيتُ

(2)

يَظلُّ رئيسُهُمْ بالسَّيْفِ صَلْتًا

إذا ما قيلَ قد ضَحِي الحَميتُ

(3)

ولقد رد عمرو بن هُميل ردًّا مقذعًا عليه ومن قصيدة له يقول فيها:

أَلَا مَنْ مبِلْغُ الكَعبيَّ عنِّي

رسُولًا أَصْلُهَا عِندِي ثَبيتُ

(4)

(1)

لُحيتُ: وقع فيَّ، وهُجيتُ وشتمت.

(2)

مزابدُ: أسقية، ويقال: جرار، وجعل بطونهم بمنزلة الأسقية. ومِزْبَدٌ وهو الذي يمخض فيه اللبن والزبد، وسقاء أو جرة. وكتبت: غليان.

(3)

ضحي: أصابته الشمس. حَميتٌ: زق فيه زبد أو سمن. صلنا: قد شهره.

(4)

الكعبي: من بني كعب من خزاعة.

ص: 790

فلا واللَّه أَلْبَسُ ثَوْبَ عَمْرٍو

وَلَوْ قَلَّ الثِّيَابُ وَلَوْ عَريتُ

(1)

تَعَلَّمْ أَنَّ شَرَّ فَتًى أُناسٍ

وَأَرْضَعهُ خُزاعيٌ كَتيتُ

(2)

ويمنَعُكَ الوَلاءَ وأَنْتَ عَبْدٌ

وأُمْنَعُ حَيْثُ كُنْتُ إذا لُقِيتُ

(3)

ويستطرد بالهجاء تارة وبالفخر تارة أخرى. . .

‌عمرو (*) بن الحارث الخزاعي

هو عمرو بن الحارث الخزاعي، شاعر جاهلي، يقول في ولاية خزاعة للبيت:

وَنَحْنُ وَلينَا البَيْتَ من بَعْد جُرْهُم

لنَمْنَعَهُ من كُلِّ بَاغٍ وآثِمِ

(4)

وَنَتْرُكَ ما يُهْدَى له لَا نَمَسُّه

نَخَافُ عِقَابَ اللَّهِ عِنْدَ المَحَارِمِ

(5)

(1)

ألبس: أي لا ألبس.

(2)

كتيت: بخيلٌ، يقال: إنه لكتيت اليدين: أي بخيل.

(3)

يقول: يمنعني قومي وعزي حيث لقيت، يجوز أن يكون في حرب وفي غيرها. أي إذا قاتلت منعني قومي. شعراء الهذليين 2/ 819، 820.

(*) معجم الشعراء ص/ 75 ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 81 والإيناس بعلم الأنساب ص/ 64 وفيه يخاطب بكر بن غالب. . . بن مضاض الجرهمي، شاعرًا من خزاعة هو عمرو بن الحارث ابن عمرو فيقول له:

يا عَمْرو لا تَفْجُرْ بمكَّة

إنها بلدٌ حرَامْ

واسأل بعادٍ أين هُمْ

أم كيف تُخْتَرْمُ الأنام

أو بالعماليق الَّذين

لهم بها كان السَّوَام

ومخاطبة بكر. . . الجرهمي لعمرو الخزاعي، يعني أهمية عمرو في خزاعة ذاك الوقت، وهنا يؤرخ الشاعر وجود العماليق في مكة، وذلك في البيت الثالث.

(4)

كما أن عمرو بن الحارث الخزاعي، يذكر بأنهم أخذوا البيت الحرام من جرهم وذلك ليمنعوه من كل باغ وآثم، وبذلك أرخ الشاعر مجيء قبيلة خزاعة من بعد جرهم.

(5)

ولقد جاء صدر البيت في معجم الشعراء (ونقبل ما يهدى له لا نمسه) وهنا يذكر الشاعر عفة خزاعة وأنفة نفوسهم من أن يمسوا ما يهدى إلى البيت الحرام؛ لأنهم مؤمنون يخافون عقاب اللَّه لهم.

ص: 791

‌عمرو (*) بن سنة الخزاعي

قال في عُبيد اللَّه بن زياد:

عبيدُ اللَّه لا أخشاكَ إنِّي

أبى لِي مَنصبي وأَبَى بَيَانِي

فمَا لكَ قد حَليتَ بذكر عَمْرو

كَمَا حَليَ اللِّسان بِهِذْرِيَانِ

(1)

ومن قوله:

لا عِشْتُ إنْ لَمْ أَتَّخِذ بَواقِرَا

حُمْرَ الفُروعِ صُيَّبًا خنَاجِرَا

(2)

‌عمرو (**) بن عبد مناة الخزاعي

هو عمرو بن مناة الخزاعي، ويقال هو ابن عبد مناف. جاهلي، وذكر عنه بأنه أول عاشق في العرب، وهو القائل في ليلى بنت عيينة الخزاعية:

أَرَى العَهْد مِنْ لَيْلَى حَديثًا وَنَائِيًا

هو النَّأيُ لا ينأى الحبيبُ لياليَا

(3)

هو النأي لا أن تَشْحُطَ الدارَ مَرَّةً

ولكنَّ نأي الدهرُ أن لا تَلاقيَا

(4)

(*) معجم الشعراء/ 47 لا يوجد للشاعر ترجمة، ولكنه يظهر أنه كان من أصحاب الشأن في العصر الأموي لأنه يرد على أحد قادتهم عبيد اللَّه بن زياد ويتحدى سلطته بأنه لا يخشاه. وعبيد اللَّه ابن زياد، كان أمير العراق ولي البصرة سنة خمس وخمسين وله اثنتان وعشرون سنة، وولي خراسان، فكان أول عربي قطع جيحون، وافتتح (بيكند) قرب بخارى (سير أعلام النبلاء 3/ 545).

(1)

هذر الرجل في منطقه - هذرًا، وتهذرًا: هذى وأكثر في كلامه وتكلم بما لا ينبغي، وهذر كلامه هذرًا: كثر فيه الخطأ والباطل. معجم الشعراء (47) وورد بيت الشعر الأخير في كل من اسمه عمرو من الشعراء وكانت القافية (بَهْيذبان) وذلك في الصفحة (189).

(2)

من اسمه عمرو من الشعراء (189).

(**) معجم الشعراء/ 56 لا يوجد له ترجمة.

(3)

العهد: العلم. بقال: هو قريب العهد بكذا: أي قريب العلم، وعاهده: أعطاه عهدًا وميثاقًا. وجاء عجز البيت في من اسمه عمرو من الشعراء (79)(هو النأي لا ناي الحبيب لياليا).

(4)

نأي عنه - نأيا: بعد عنه فهو ناء، ويقال: نأتك فلانة، أي: فرقتك، والنأي: البعد والمفارقة، وتناءوا: تباعدوا. شحط: شحطت الدار شحوطًا: بعدت، وشحط المزار: نأى. وجاء عجز البيت في من اسمه عمرو من الشعراء (79)(ولكن نأي الدار أن لا تلاقيا).

ص: 792

وجاء في كتاب من اسمه عمرو

(1)

من الشعراء رواية ثانية تقول: أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة، عن أبي عبد الرحمن الغلابي عن علي بن صالح، عن ابن داب قال: كان أول عاشق في العرب، صدق في عشقه، عمرو بن عبد مناة، وكان مذكورًا بحسن الحديث وجودة الشعر، فرأى ليلى ابنة عُيينة الخُزاعية تجتازُ إلى بيت لها فعشقها، وهام حتى كان النوم قد امتنع عليه إلا بحيث يرى بيوت أهلها وفي ذلك يقول:

أُوَسَّدُ أَحْجَارًا وَدَقْعاءَ نَائِمًا

مَبِيتَ عَسيف الحيِّ غيرِ المُكَرَّمِ

أرَى بَيْتَ لَيْلَى حينَ أُغْلِقَ بَابُهُ

أَلَذَّ وأَشهَى من مِهَادٍ مُقَرَّمِ

وليلى كانت متزوجة، مما دفع زوجها الذي كان يحبها ويغار عليها إلا أن يقتل عمرًا الخزاعي، وبذلك أنهى الحب حياة الشاعر.

‌عمرو (*) المتنكب الخزاعي

هو عمرو بن جابر بن كعب من بني عدي بن عمرو.

شاعر قديم، لقب بالمتنكب لقوله:

تنكبْتُ للْحَربِ العَضوضِ التي أَرَى

ألا مَنْ يُحارَب قَومهُ يَتنكَّبِ

(2)

هذا في رواية ابن دريد وأبي العباس الأحول. وقال الهيثم بن عدي ولقيط: سُميّ بذلك لقوله:

فإن يَخْرجُوا في الحَربِ أَفْرَحْ بِخَرْجهمْ

وإن يَنكبُوا يومًا من الدهرِ أَنكُبِ

(3)

وذكر محمد بن الهيثم عن أبيه أنه سمي المتنكب لقوله:

فَإنْ يَخْرُجُوا في القومِ أَفْرَحْ بِخَرْجِهِم

وأن يَنْكُثُوا يَوْمًا من الدَّهْرِ أَنكُثِ

(4)

(1)

من اسمه عمرو من الشعراء (ص 78).

(*) معجم الشعراء/ 56 ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 78.

(2)

الحرب العضوض: الشديدة الضروس. نكب: المَنْكِبُ: مجتمع رأس الكتف والعضد، أو ما بين الكتف والعنق. المنكبية: ما يوضع على الكتف في الكسوة العسكرية. وتنكب بارودته أو قوسه: ألقاها على منكبيه.

(3)

النكبة: المصيبة، ونكبة الدهر نكبًا ونكبًا: أصابه بنكبة.

(4)

من اسمه عمرو من الشعراء ص 78، وروي أيضًا (فإن يخرجوني. . .).

ص: 793

‌عمير (*) بن الجعد الخزاعي

خرج عُمَير بن الجَعْد بن القَهْد الخزاعي من ذي غُلائل، بمائة من كعب بن عمرو حتى صبحوا بني لحيان بالحُشاش، يوم حُشاش، فوجدوا الناس غَيْر مُفترقين، وعُمير صاحب الرَّاية، فاقتتلوا، فقتلتهم بنو لحيان، ولم ينج منهم أحد إلا عمير، وعمير صاحب الراية، تلفَّت حين رأى أصحابه قد قُتلوا ثم قال: من ذو حاجة في أهل غلائل؟ ثم رمى بالراية وأعجز، فقال في ذلك عمير بن الجعد حين أعجز:

صَدَفَتْ أُمَيمَةُ لاتَ حينَ صُدُوفِ

عَنِّي وآذَنَ صُحْبَتي بخُفُوفِ

(1)

أأَمَيْمَ هَلْ تَدْرينَ أَنْ رُبَّ صَاحبٍ

فَارَقتُ يَوْمَ حُشَاشِ غَيْرِ ضَعيفِ

يَسَرٍ إذَا كَانَ الشِّتَاءُ وَمُطَعِم

للَّحْمِ غَيرِ كُبُتَّة عُلْفُوفَ

(2)

يُرْوي النَّدِيمَ إذَا تَنَاشَى صَحْبُه

أُمُّ الصَّبيِّ وَثَوْبُهُ مخْلُوفُ

(3)

لَمَّا رَأَيْتُهُمُ كَأنَّ نِبَالَهُمْ

بالجزْعِ منْ نَقَرَى نِجَاءُ خَرِيفٍ

(4)

وَعَرَفْتُ أَنْ مَنْ يَثْقفُوهُ يَترُكُوا

للضَّبْعِ أَوْ يَصْطَفْ بشَرِّ مَصيفٍ

أَيْقَنْتُ أَنْ لا شَيْءَ يُنْجى منْهُمُ

إِلَّا تَفَاوُتُ جَمِّ كُلِّ وَظيفِ

(5)

رَفَّعْتُ رِجْلا لا أخَافُ عِثَارَهَا

ونَجَوْتُ مِنْ كَثَبٍ نَجَاءَ خَذُوفِ

(6)

(*) ورد اسمه في حماسة البحتري ص 67، ومعجم الشعراء ص 57 عمرو بن جعدة بن فهد بن عبد اللَّه الخزاعي، أما في أشعار الهذلين 1/ 463 وفي معجم البلدان، ورد اسمه عمير بن الجعد بن الفهد الخزاعي (معجم 2/ 302 و 5/ 345) والقصيدة كاملة في ديوان الهذليين.

(1)

صدفت: أعرضت، كأنه جاء طيفها، خُفوفٌ، رحيلٌ.

(2)

اليَسَرُ: واحد الأيسار وهو صاحب الميسر، يريد أن ييسر في الشتاء ويقامر ويطعم اللحم. وكُبُنَّة: جاف. والعلفوف: الجاني أيضًا.

(3)

تناشى: يريد انتشى. يقول: إذا انتشى أصحابه وتغافلوا عن الشراب اشترى هو فأرواهم. وقوله وثوبه مخلوف: والمخلوف الذي إذا بلي وسطه قطع من وسطه، ثم جمع رأساه يقال: أخلف ثوبك، أي لا يزال يعطي توبه ويهبه. (والبيت فيه إقواء).

(4)

يقول: كأن نبالهم مطر الخريف، من شدته وتتابعه وكثرته وسرعته.

(5)

تَغَوُث: تعاون. وَظيفُ الساق: عظمه. تغارث: يُغيثه. وجَمُّ الوظيف ما جَمَّ من عَدوه. يقول: علمت أنه لا ينجيني منهم في هذه الحال شيء إلا العدو الشديد، وأن يخرج كل وظيف لي ما جم من عدوه.

(6)

خَذُوفٌ: أتان سمينة. ويروي: "إن النجاء لراهب معروف". راهب: خائف ويقال: خذوف: تخذف بالحصا إذا عدت.

ص: 794

وإذَا أَرَى شَخْصًا أَمَامي خِلْتُهُ

رَجُلًا فَحُلْتُ كَميلَة الخُذْرُوفِ

(1)

‌عُمير (*) بن الصماء الخزاعي

وعمير هو من الذين نسب إلى أمه والصماء أمه، وهو عمير بن عياض أحد بني مشنوء بن عبد حَبْتَر بن عدي بن سلول، وهو القائل في حرب كانت بينهم وبين كنانة في الجاهلية:

ألا تُعَاجلْني المنيَّة أَستقَدْ

مقادَ جيادي من عُميرٍ وَمَعْبَدِ

ولو أدْرَكَتْ خيلي عُميرًا ومعبدًا

ونُعمان ما آبوا بنافِلةٍ بَعْدي

لكانوا بأطرافِ القنا أو تنازعوا

إلى الحيِّ أعناقَ المطيِّ المَعضَّدِ

(2)

وقال أيضًا:

فلما أن تفرَّق آلُ ليلى

جَرَت بيني وبينهم الظباءُ

جَرتْ سُنُحًا فَقلتُ لها أَجِبري

نوًى مَشمُولةً فمتَى اللقاءُ

(3)

‌عوف بن محلم (**) الخزاعي "أبو المنهال

"

قال عنه ياقوت في معجمه: أحد العلماء الأدباء، والرواة الفهماء، والندامى الظرفاء والشعراء الفصحاء، كان صاحب أخبار ونوادر، وله معرفة بأيام الناس،

(1)

يقول: عدوت عدوًا شديدًا على أحد جانبي كالخذروف، وهي الخوَّارة التي يلعب بها الصبيان. وخذرف الحيوان أسرع. والحذروف: عود صغير مشقوق في وسطهن يشد بخيط ويدور، فيسمع له خفيف، ويشبه به كل سريع في جريه، والجمع خذاريف.

ويروى: أن صدر البيت "وإذا أرى شرفًا أمامي خلته. . . " كما وردت القصيدة في كل من اسمه عمرو من الشعراء (ص 80). انظر الحاشية.

(*) معجم الشعراء/ 71 وورد في نوادر المخطوطات في كتاب من نسب إلى أمه من الشعر/ 87 بأن اسمه عمرو بن الصماء الخزاعي.

(2)

ورد هذا البيت في نوادر المخطوطات على هذا الشكل: (لكانوا لأطراف القنا أو لنازعوا). ومعنى (استقد) في صدر البيت الأول: واستقدت الحاكم. أي سألته أن يقيد القاتل بالقتيل. والقود: قتل النفس بالنفس أي القصاص (لسان).

(3)

معجم الشعراء/ 71. ومشمولة: مكروهة كما تكره الشمال في الشتاء لبردها.

(**) طبقات الشعراء 185، 393، معجم الأدباء 1534، 2137، 2140 تاريخ بغداد 9/ 353، 483/ أمالي القالي 1/ 50. =

ص: 795

اختصه طاهر بن الحسين بن مصعب لمنادمته، واختاره لمسامرته، وكان لا يخرج في سفر إلا أخرجه معه، وجعله زميله وأنيسه وعديله، لحبه إياه وإعجابه بشخصه وكان طاهر من قادة الدولة العباسية في زمن الخليفة المأمون وكذلك ابنه عبد اللَّه ابن طاهر.

وأصله من حران، فبقي مع طاهر ثلاثين سنة لا يفارقه، وكان يستأذنه في الانصراف إلى أهله ووطنه فلا يأذن له ولا يسمح به، ولا يجيبه إلى ذلك، وجمع من الأموال حتى أصبح من أهل الثروة والغنى، فلما مات طاهر، ظن عوف أنه قد تخلص وأنه سيرجع إلى وطنه، ولكنه عبد اللَّه بن طاهر، قربه من نفسه وأنزله منزلته من أبيه، وكان عبد اللَّه أديبًا فاضلًا عالمًا بأخبار الناس، فلما وقف عبد اللَّه على أدب عوف وفضله تمسك به وأفضل عليه كثير ما له وحسن حاله، وتلطف بجهده أن يأذن له عبد اللَّه في العود إلى وطنه فلم يكن إلى ذلك سبيل، وحفزه الشوق إلى أهله، فاتفق أن خرج عبد اللَّه من بغداد يريد خُراسان، فصير عوفًا عديله يستمتع بمسامرته ويرتاح إلى محادثته إلى أن دنا من الري، فلما شارفها سمع صوت عندليب يغرد بأحسن تغريد وأشجى صوت، فأعجب عبد اللَّه بصوته والتفت إلى عوف بن محلم فقال له: يا ابن محلم هل سمعت قط أشجى من هذا الصوت وأطرب منه؟ فقال: لا واللَّه أيها الأمير وإنه لحسن الصوت شجيُّ النغمة مطرب التغريد فقال عبد اللَّه: قاتل اللَّه أبا كبير حيث يقول:

ألا يا حمامَ الأيك إلفُكَ حاضرٌ

وَغُصنُكَ مَيَّادٌ فَفِيمَ تَنوحُ

أَفِق لا تَنُحْ من غيرِ شيءٍ فإنَّني

بَكيتُ زَمَانًا والفؤادُ صَحِيحُ

فقال عوف: أحسن واللَّه أبو كبير وأجاد، ثم قال: أصلح اللَّه الأمير، إنه كان في الهذليين مائة وثلاثون شاعرًا ما فيهم إلا مفلق، وما كان فيهم مثل أبي كبير، فإنه يبدع في شعره، ويفهم آخر قوله أوله، وما شيء أبلغ في الشعر من الإبداع فيه.

= وهناك قد وقع خلط بين عوف بن محلم الشيباني وهو من أشراف العرب في الجاهلية، كان مطاعًا في قومه توفي سنة (45 ق هـ). وبين عوف بن محلم الخزاعي الشاعر أبو المنهال والذي توفي سنة (220 هـ) في زمن الدولة العباسية.

ص: 796

قال عبد اللَّه بن طاهر: أقسمت عليك إلا أجزت شعر أبي كبير.

قال عوف: أصلح اللَّه الأمير قد كبر سني وفني ذهني وأنكرت كل ما كنت أعرفه.

قال عبد اللَّه: سألتك بحق طاهر إلا فعلت، وكان لا يسأل بحق طاهر شيئًا إلا ابتدر إليه لما كان يوجبه له.

وكانت قريحة عوف الشعرية فياضة تدفقت بما تجيش به نفسه واختلج به صدره وتحركت عواطفه، ورمضت لواعج شوقه فبادر الأمير بقوله:

أفي كلِّ عام غُربةٌ وَنُزوحُ

أمَا للنَّوَى مِنْ وَنْيَةٍ فَتُريحُ

(1)

لَقَدْ طَلَّحَ البَين المُشِتُّ رَكائبي

فَهَلْ أَرَيَنَّ البَيْنَ وهو طَليحُ

(2)

وأرَّقَني بالرّيِّ نَوحُ حَمامة

فَنُحتُ وَذو البَثِّ الغَريب يَنُوحُ

(3)

على أنَّها نَاحَتْ ولَمْ تُذْر دَمعة

وَنُحتُ وأَسرابُ الدمُوعِ سُفُوحُ

(4)

وَنَاحتْ وفَرخاها بحيثُ تَراهُما

ومَنْ دون أَفراخي مَهامِهُ فيحُ

أَلا يا حمام الأيْك إلفُكَ حَاضرٌ

وَغُصنَكَ مَيَّادٌ فَفِيمَ تَنوحُ

عَسَى جُودُ عبد اللَّه أَنْ يَعكسَ النَّوى

فَتُلْقَى عَصَا التَّطوافِ وَهِي طَريحُ

(5)

فإنَّ الغِنَى يُدْنَي الفَتَى مِنْ صَديقِهِ

وَعُدْمُ الغِنَى بالمُقتِرينَ طَرُوحُ

(6)

فاستعبر عبد اللَّه ورق له وجرت دموعه وقال له: واللَّه إني لضنين بمفارقتك شحيح على الفائت من محاضرتك، ولكن واللَّه لا أعملت معي خُفًّا ولا حافرًا إلا راجعًا إلى أهلك ثم أمر له بثلاثين ألف درهم.

(1)

غربة ونزوح: الابتعاد عن الوطن. والنوى: البعد. ونية: أي فترة.

(2)

طلح: أي أعيا.

(3)

وأرقني: في بعض المصادر وهيجني، وذو البث: في طبقات ابن معتز: ذو اللب، وفي مصادر وذو الشجو الحزين.

(4)

ولم تذر: أي لم ترسل دمعة. وأسراب الدموع: جماعتها. وسفوح: مصدر سفحت الدمع، كمنعت. صبته. أو سفح الدمع: كقعد: انصب، ومثله السفح فيهما.

(5)

التطواف: في طبقات ابن المعتز: التسيار. التطواف: مصدر طافن الكثير السيرن وعصا التطواف، كناية عن الاستقرار، وترك السفر، وطريح: بمعنى مفعول، أي مطروح.

(6)

المقترين: في طبقات ابن معتز: للمعسرين. والمقترين: جمع مقتر. المضيق على عياله في النفقة. وطروح: رام وقاذف. صيغة مبالغة. (معجم الأدباء 5/ 2138).

ص: 797

فقال عوف يمدح عبد اللَّه وأباه:

يا ابْنَ الَّذي دَانَ لَهُ المشْرقَانِ

وأُلْبسَ الأمْنَ بهِ المغْربَانْ

(1)

إنَّ الثَّمأنِينَ وبُلِّغْتُهَا

قَدْ أحْوَجَتْ سَمْعِي إلى تُرْجُمَانْ

وأبدلتني بالشَّطَاط أنحْنا

وكُنْتُ كالصَّعْدَةِ تحت السِّنَانْ

(2)

وَعَوَّضتني من زمَاعِ الفَتَى

وَهِمّتي هَمَّ الهجان الهدَانْ

(3)

وقَارَبَتْ منِّي خُطًى لَمْ تَكُنْ

مُقَاربَاتٍ وثَنَتْ مِنْ عنَانْ

(4)

وأَنْشأَتْ بَيني وَبَيْنَ الوَرَى

عَنَانَةً مِنْ غَيْرِ نَسْجِ العَنَانْ

(5)

ولَم تَدَعْ فِيَّ لُمسْتَمْتعٍ

إلا لِسَانِي وبَحَسْبي لِسَانْ

أَدْعُو بِهِ اللَّهَ وأُثْني بِهِ

عَلَى الأَمِيرِ المُصْعَبيِّ الهَجَانْ

(6)

وَهِمْتُ بالأوطَانَ وَجْدًا بها

وبالغَوانِي أَيْنَ منِّي الغَوَانْ

(7)

فَقَرِّبانِي بأَبي أَنْتُما

منْ وطَني قَبْل اصْفرَار البَنَانْ

(8)

وقَبْلَ مَنْعَاي إلى نِسْوة

أَوْطانُها حَرَّانُ والرَّقَّتَانْ

(9)

سَقَى قَصُورَ الشاذياخِ الحَيَا

منْ بَعْدِ عَهْدِي وقُصُور الميَانْ

(10)

فَكَمْ وكَمْ مِنْ دَعْوَةٍ لِي بِها

أَنْ تَتَخَطَّاها صُرُوفُ الزَّمَانْ

(11)

(1)

المشرقان والمغربان: أي يا من حكم المشرفين والمغربين، وأحل الأمن فيهما.

(2)

الطول وحسن القوام أو اعتداله. أنحنا: في الأصل (الحنا) يريد الانحناء أي تقوس الظهر. والصعدة: القناة المستوية. والسنان: حديدتها.

(3)

الزماع: كسحاب: المضاء في الأمرن فهو اسم من الزميع: أي الشجاع الذي يزمع بالأمر ثم لا يثني عنه. همتي: ورد في طبقات ابن معتز (187) همه. والهدان: الأحمق الثقيل.

(4)

العِنَان: سير اللجام، فهو يكفي عن الانقياد. (بكسر العين).

(5)

العَنَان: المسحاب واحلله عنانه (بفتح العين).

(6)

الهجان: الحسيب.

(7)

همت بالأوطان: أحببتها وتعلقت بها من الوجد والحزن. والغواني جمع غانية وهي المرأة الجميلة الناعمة المستغنية بجمالها.

(8)

اصفرار البنان: كناية عن الموت.

(9)

المنعى: خبر الوفاة. وحران والرقتان: موضعان. وورد في طبقات ابن معتز (الرقمتان 188).

(10)

الشاذياخ والميان: موضعان بنيسابور. وهي قصور بخراسان لآل طاهر.

(11)

معجم الأدباء 5/ 2139.

ص: 798

بعد هذه القصيدة الشعرية التي لامست مشاعر عبد اللَّه، أطلق سراح شاعره الذي كانت أشعاره تخبر الأمير بأن عوف بن محلم يدنو من أجله، قرباني من وطني قبل اصفرار البنان، ولكن الموت عاجله في طريق عودته وقبل أن يصل إلى وطنه وأهله. وعلم الأمير بالخبر فاشتد ذلك عليه وجزع له.

وكان عوف بن محلم سخيًّا على الطعام جدًّا، صاحب لهو وشراب وخلاعة، وكان له إخوان يتمتع بهم ومعهم، ويعاشرهم ويفضل عليهم، وكان الشعراء الأصاغر يقصدونه ويمدحونه، فيعطيهم ويصلهم، ويتوسلون به إلى طاهر فيشفع لهم ويخرج جوائزهم

(1)

.

كانت وفاته على وجه التقريب كما ذكر صاحب الأعلام 220 هـ/ 835 م

(2)

.

‌فاطمة (*) بنت الأحجم الخزاعة

هي فاطمة بنت الأحجم الخزاعية، كان أبوها أحد سادات العرب في الجاهلية وهو زوج خالدة بنت هاشم بن عبد المطلب، وفاطمة هذه تعد في الصحابة قالت شعرًا تمثلته فاطمة الزهراء، أو عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهما يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم:

يا عَين بَكِّي عِنْدَ كُلّ صَباحِ

جُودي بأرْبَعةٍ عَلَى الجَرَّاحِ

(3)

قدْ كُنْتَ لِي جَبَلا ألُوذُ بظِلِّهِ

فَتَركْتَني أضْحَى بِأجْرَدَ ضَاحِ

(4)

(1)

طبقات ابن معتز 90، وله فيه متفرقات من أشعاره.

(2)

الأعلام 5/ 97.

(*) ورد في الحماسة والتنبيه 87، والحماسة البصرية 1/ 228 فاطمة بنت الأحجم بن دندنة الخزاعية، وكذلك في أمالي القالي 2/ 1 فاطمة بنت الأحجم بن دندنة الخزاعية، ففاطمة هي من خزاعة تحديدًا وليس من الخزرج كما ورد في نشوة الطرب 1/ 197، 198. كما وردت أخبارها في أسد الغابة 7/ 219 وبلاغات النساء 207، وحماسة أبي تمام 1/ 376.

(3)

بكي: أكثري البكاء عند كل صباح. والمراد بالأربعة قبائل الرأس وهي مجاري الدمع إلى العين وتريد بهذا الكثرة - والمعنى: يا عيني أكثري البكاء كل صباح على الجراح واستنزلي الدموع الكثيرة عليه.

(4)

الأجرد: الأملس. والضاحي: البراز للشمس - والمعنى كنت لي ملجأ أعتصم به والآن قد تركتني غرضًا لسهام الأيام.

ص: 799

قَدْ كُنْتُ ذَاتَ حميةٍ ما عِشْتَ لي

أمْشي البَرازَ وكُنْتَ أنْتَ جَناحِي

(1)

فاليَوْمَ أخْضَعُ للذَّلِيلَ وأتَّقي

منهُ وأدْفَعٌ ظالمي بالرَّاحِ

(2)

وأغُضُّ من بَصَري وأَعْلَمُ أنَّهُ

قَدْ بَانَ حَدِ فَوارِسي ورِمَاحِي

(3)

وَإِذَا دَعَتْ قُمْريَّةٌ شَجَنًا لَهَا

يومًا عَلَى فَنَنٍ دَعَوتُ صَبَاحِي

(4)

وقالت فاطمة أيضًا:

إخَوتَي لا تَبعدُوا أَبَدًا

وَبَلَى واللَّهِ قَدْ بَعدُوا

(5)

لَوْ تَمَلَّتهُمْ عَشِيرَتُهُمْ

لاقْتِنَاءَ العزِّ أَوْ وَلَدُوا

(6)

هانَ منْ بَعْضِ الرَّزيَّةِ أَوْ

هانَ مِنْ بَعْضِ الَّذي أجِدُ

(7)

كُلُّ مَا حَيٍّ وَإِنْ أمِرُوا

وارِدُوا الحوضِ الَّذِي ورَدُوا

(8)

(1)

الحمية: الأنفة والعزة. والبراز: الفضاء. وجناحي: أي قوتي - والمعنى: قد كنت لي في حياتك صاحبة عزة وأنفة أقطع الفلاة الواسعة وحيدة لا أرهب أحدًا لأنك قوتي وحصني.

(2)

الراح: الكف - والمعنى: أني أصبحت اليوم ذليلة خاضعة لكل امرئ ليس لي ما أدفع به ظالمي إلا كفي.

(3)

بان: انفصل: والمعنى: أني أعرض عمن نالني بسوء لعلمي أن الذي كان قائدًا للفوارس وكان كحد الرمح في الشدة والقوة انفصل عني.

(4)

الشجن: الحزن. والفن: الغصن الناعم. والمعنى أني إذا سمعت نوح القمرية حزنًا على إلفها فوق الغصن ناديت واسوء صباحاه. (حماسة أبي تمام 1/ 376).

(5)

إخوتي: منادى - والمعنى يا إخوتي لا أريد هلاككم طول الدهر ولكن قدر اللَّه ضد مرادي.

(6)

تملتهم تمتعت بهم زمنًا طويلًا.

(7)

الرزية: المصيبة. ومعنى البيتين الثاني والثالث: لو تمتعت بهم عشيرتهم زمنًا طويلًا حتى حازت العز أو خلفوا أولادًا لخف بعض المصيبة أو بعض ما أجده من الحزن.

(8)

ما: زائدة: وأمروا: أي عمروا. والضمير يرجع إلى كل. والمعنى: كل الأحياء وإن عمروا طويلًا لابد أن يردوا الحوض الذي ورده إخوتي. حماسة أبي تمام 1/ 378 وورد في نشوة الطرب أنها قالت الأبيات المذكورة: كان لها إخوة فاطلعت في بئر، فسقطت لها مدرى من فضة، فنزل أحدهم يخرجها فأسن فمات، ومازال ذلك دأبهم واحدًا بعد واحد إلى أن ملك السبعة، وفيهم قالت الأبيات. ومعنى المدرى والمِدْراة: ضرب من الأمشاط. وأسن: غشي من شدة ريح البئر.

وقال زهير:

يغادرُ القِرْنَ مُصْفرًا أنَاملُهُ

يميدُ في الرُّمحِ سَيْد المائِحِ الأسنِ

نشوة الطرب 1/ 197، 198.

ص: 800

‌الفضلُ (*) بن العباس الخزاعي

هو الفضل بن العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث الخزاعي الكوفي. له أشعارٌ كثيرة، وذكر أنه ولي بَلْخَ وطُخارستانَ من كُور خُراسان فغزا كابُلَ، وكان له بها أثر حسن، فقال في ذلك:

إنَّا على الثَّغْرِ نَحميه وَنَمْنَعُه

بنُصْرَةِ اللَّه، والمنصورُ مَنْ نَصَرَا

كم وقعة بحمَى إسْكينَ مُشْعَلَة

وبالمنوحار أُخْرَى تَقْدَحُ الشَّرَرَا

(1)

يا أَهْلَ كَابل هَلا عَاذَ عَائذُكُم

بالبُدِّ يَمْنعُ مِنَّا من به انْتَصَرَا

لو كانَ يَدْفَعُ ضَيْمًا عَنكُمْ لَدَرَا

عَنْه القسيَّ التي غَادَرْنَه كَسَرا

تَصِبُنا نقْمَةٌ للَّه بالغةٌ

رضْوَانَّه فاصْبرُوا لا تَهْلَعُوا ضَجَرَا

بِاللَّهِ يَطْلُب ثَأرَ الدِّين طالبُنَا

وبالرَّسُولِ وبالفُرْقَان إذ نُشِرا

لا نَمْنَعُ الوَارِدِينَ الوِرْدَ مَا نَهَلُوا

إلى اللِّقَاءِ ولكن نَمْنَعُ الصَّدَرَا

(2)

والعباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث الخزاعي صاحب الإيغار

(3)

الذي يسقي الفرات من عمل كُوثي والفلُّوجة، أجراه الرشيد كما أجرى المنصور بقطين بن موسى وقاطعه عنه، فصار عملا مفردًا، وكان قد قلده خُراسان، وصير محمد الأمين في حجره، واستخلفه بمدينة السلام في وقت خروجه عنها. وكان الرشيد لا يقيم بمدينة السلام من السنة إلا شهرًا أو شهرين، ومنزل جعفر بن محمد بن الأشعث بالباب المحوَّل من الجانب الغربي بإزاء الميل.

ولقد نال الفضل ثقة المأمون، فولاه جرجان وطوس وعراق المعجم، ولقد تأدب الفضل في مدرسة دعبل الخزاعي لصلته الجيدة بوالده العباس، وقد ساءت العلاقة بين دعبل والفضل حينًا فذكره دعبل بفضله عليه وتهدده وأوشك أن يهجوه. واعتبر ابن النديم في الفهرست (236) أن الفضل من الشعراء المقلين، وقال: إن له رسائل مروية كثيرة. الفهرست (176).

(*) معجم الشعراء ص 181. الورقة 38.

(1)

اسكين والمنوحار: اسماء مواضع.

(2)

القصيدة في كتاب الورقة، وفي معجم الشعراء غير كاملة.

(3)

الإيغار: أوغر العامل الخراج أي استوفاه. ويقال: أن يوغر الملك الرجل الأرض يجعلها له من غير خراج وقد سمي ضمان الخراج إيغارًا وهي لفظة مولدة.

ص: 801

‌قيس ابن الحُدادية (*) الخزاعي

هو قيس بن مُنقذ بن عمرو بن عبيد بن ضاطر بن صالح بن حبيشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة وهو خزاعة.

والحُدادية أمه وهي امرأة من مُحارب بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مُضَر من قبيلة منهم يقال لهم: بنو حداد.

شاعر من شعراء الجاهلية، وكان فاتكًا شجاعًا صُعلوكًا خليعًا، خلعته خزاعة بسوق عكاظ، وأشهدت على نفسها بخلعها إياه، فلا تحتمل جريرة له، ولا تطالب بجريرة يجرها أحدٌ عليه.

‌أغار على بني قمير وقتل ابن عش:

جمع قيسٌ شُذَّاذًا

(1)

من العرب وفُتَّاكًا من قومه، وأغار عليهم بهم، وقتل منهم رجلًا يقال له ابن عُش، واستاق أموالهم، فلحقه رجل من قومه، كان سيدًا وكان ضلعه

(2)

من قيس فيما جرى عليه من الخلع، يقال له ابن محرّق، فأقسم عليه أن يرد ما استاقه، فقال: أما ما كان لي ولقومي فقد أبورت قسمك فيه وأما ما اعتورته

(3)

أيدي هذه الصعاليك فلا حيلة لي فيه، فرد سهمه وسهم عشيرته وقال في ذلك:

فَأقْسِمُ لَولا أسهم ابن مُحرِّقٍ

مع اللَّه ما أكْثَرتُ عَدَّ الأقَارِبِ

(4)

تَرَكْتُ ابن عُشٍ يَرْفَعُونَ برَأْسِه

يَنُوءُ بساقٍ كعبها غير رَاتِبِ

(5)

وأنْهَاهُمُ خَلْعي على غَرِ ميرةٍ

مِنَ اللَّحْمِ حتى غُيِّبوا في الغَوَائِبِ

(6)

(*) الأغاني 14/ 136، 152، الاختيارين/ 216، معجم الشعراء 202، معجم البلدان 6/ 266.

(1)

الشذاذ: الذين ليسوا في حيهم ومنازلهم أي أصابهم التشرد.

(2)

اي ميلك وهواك.

(3)

اعتوروا المشيء وتعاوروه: تداولوه.

(4)

والمعنى: لولا أن ابن محرق جعل للَّه سهمًا في هؤلاء القوم أي لولا أنه أقسم على باللَّه أن أرد إليهم ما غنمته منهم، ما أكثرت محمد الأقارب: أي لقلت عدد أقاربي فلم أبق على هؤلاء الذين نالوني بالأذى منهم ويقصد بني قمير من خزاعة.

(5)

غير راتب: أي غير منتصب.

(6)

نهى من اللحم: شبع منه واكتفى. الميرة: الطعام يمتاره الإنسان أي يجلبه.

ص: 802

ثم أغارت هوازن وأصابت، رعاء لبني ضاطر بن حبيشية من خزاعة، فقتلوا منهم رجلًا وسبوا منهم سبيًا كثيرًا واستاقوا أموالهم وقد قال مالك بن عوف النصري في ذلك:

تَلقَّطنَ ضَبطاري خُزاعة بعدما

أَبَرْنَ بصَحْراءِ الغَميمِ الملوَّحا

(1)

قَتَلْنَاهُمُ حَتَّى تَرَكْنَا شريدهم

نِساءً وأيتامًا ورَجُلًا مُسدَّحا

(2)

‌ثم أغار قيس على هوازن وقتل أبا زيد وعروة:

فلما صنعت هوازن ببني ضاطر ما صنعت جمع قيس بن الحُدادية قومه، فأغار على جُموع هوازن، فأصاب سبيًا ومالا، وقتل يومئذ من بني قشير: أبا زيد وعروة وعامرًا ومُروحًا، وأصاب أبياتًا من كلاب خُلوفًا

(3)

، واستاق أموالهم وسبيًا ثم انصرف وهو يقول:

نحنُ جَلبنَا الخَيلَ قُبّا بُطُونها

تَرَاهَا إلى الدَّاعي المُثوِّب جُنَّحا

(4)

بكلِّ خُزَاعيٍّ إذا الحرب شمَّرتْ

تَسَرْبَلَ فيها بُرْدُهُ وَتَوشَّحَا

قَرَعْنَا قُشيرًا في المحَلِّ عشيَّةً

فَلَمْ يَجدُوا في واسِعِ الأرْضِ مَسْرَحا

قَتَلْنَا أَبَا زَيد وزَيدًا وعَامرًا

وَعروةَ أقْصَدنَا بهَا ومروَّحا

(5)

وأُبنا بإبلِ القوم تحدى، ونسوةٍ

يبكّينَ شلوًا أو أسيرًا مُجَرَّحا

(6)

غَداةَ سَقينا أرضهم مِنْ دِمَائِهم

وأُبْنَا بأُدَمٍ كُنَّ بالأَمْسِ وضَّحا

(7)

(1)

الضيطار: الضخم اللئيم الذي لا غناء عنده. أبارهم: أهلكهم. الغميم: موضع بين مكة والمدينة قرب المدينة بين رابغ والجحفة.

(2)

السدح: ذبحك المشيء وبسطه على الأرض، أو هو الصرع بطحًا على الوجه، أو إلقاء على الأرض كالتسديح.

(3)

الخلوف: الحي إذا خرج الرجال وبقي النساء.

(4)

القبب: دقة الخصر وضمور البطن. الشويب: تثنية الدعاء. جنح: جمع جانحة أي مائلة إليه مقبلة عليه (وفي البيت خرم).

(5)

أقصده: طعنه فلم يخطئه.

(6)

تحدى: تساق. والشلو: كل مسلوخ أكل منه شيء وبقيت منه بقية.

(7)

بأدم: أي بسبايا من النساء، وأدم جمع أدماء، وصف بالأدمة بالضم وهي في الناس: السمرة. وضحا: أي بيضًا جمع واضحة، صرن أدمًا لشدة ما قاسين من ذل السبي والغلبة.

ص: 803

وَرُعْنَا كِلابًا قَبلَ ذَاكَ بغَارَةٍ

فَسُقْنَا جلادًا في المُبَاركِ قُرَّحَا

(1)

لَقَدْ عَلَمَت أفْنَاءُ بكر بن عَامرٍ

بأنَّا نَذُودُ الكاشِحَ المُتَزَحزِحَا

(2)

وأنَّا بِلا مهرٍ سوَى البيضِ والقَنَا

نُصيبُ بأفْنَاءِ القبائل مَنْكَحَا

‌قيس بن عيلان وخزاعة:

هذا، وقد زعموا أن قيس بن عيلان رغبت في البيت، وخزاعة يومئذ تليه، وطمعوا أن ينزعوه منهم، فساروا ومعهم قبائل من العرب ورأسوا عليهم عامر بن الظرَّب العدواني، فساروا إلى مكة في جمع لُهام

(3)

فخرجت إليهم خزاعة فاقتتلوا، فهزمت قيس، ونجا عامرٌ على فرس له جواد

(4)

، فقال قيس بن الحُدادية في ذلك:

لَقَدْ سُمتَ نَفْسِكَ يا بنَ الظَّرِبْ

وَجَشَّمتهمِ مَنزِلًا قَدْ صَعُبْ

(5)

وَحَمَّلتَهُم مَركَبًا بَاهِظًا

منَ العبء إذ سُقْتَهم للشَّغبْ

(6)

بِحَربِ خُزَاعَةَ أهلِ العُلا

وَأهلِ الثَّنَاء وأهلِ الحَسَبْ

هم المانعو البيت والذائدون

عن الحرمات جميعِ العَرَبْ

نَفَوا جُرهُمًا ونَفَوا بَعْدهم

كَنَانَة غصبًا ببيضِ القُضَبْ

وَسُمر الرماح وَجُرد الجيادِ

عليها فوارسِ صدقٍ نُجَبْ

وهم ألحقُوا أسَدًا عَنوةً

بأحياء طيءٍ وَحَازوا السلَبْ

(7)

خُزاعةُ قومي فإن أَفْتَخرْ

بِهِمْ يَزُكُ مُعْتَصَري وَالنَسَبْ

(8)

(1)

رعنا: افزعنا. والجلاد من الإبل: الغزيرات اللبن، أو التي لا لبن لها ولا نتاج، والقرح والقوارح: جمع قارح وهي الناقة أول ما تحمل.

(2)

الأفناء: الأخلاط، والكاشح: مضمر العدواة، والمتزحزح: المتباعد، يريد المتباعد عن محيتنا المتجافي عن مودتنا. (الأغاني 14/ 140).

(3)

لهام: كثير عظيم.

(4)

فرس جواد: رائع.

(5)

يريد لقد سمت نفسك خسفًا، أي أوليتها إياه.

(6)

بهظه الأمر: غلبه وثقل عليه.

(7)

عنوة: قهرًا والسلب، ما يسلب.

(8)

زكا يزكو: نما، ويقال: رجال كريم المعتصر: جواد عند المسألة كريم.

ص: 804

هُمُ الرَأسُ والنَّاسُ مِنْ بَعْدهمْ

ذُنَابي، وَمَا الرَأسُ مثلَ الذَنَبْ

(1)

يُواسَى لدَى المَحْلُ مَولاهَمِ

وَتُكْشَفُ عَنْهُ غمُومُ الكَرَبْ

(2)

فجَارهمُ آمنٌ دَهْرَهُ

بهم أن يُضَامَ وأن يغْتَصَبْ

يُلبُّونَ في الحَربِ خَوفَ الهِجَاء

ويَبَرُونَ أَعْدَاءَهم بالْحَربْ

وَلَوْ لَمْ يَنجّكَ مِنْ كَيَدِهِمْ

أمينُ الفصوصِ شديدُ العَصَبْ

(3)

لَزُرْتَ المنَايَا فَلَا تَكْفَرَن

جَوادكَ نُعمَاهُ يا بنَ الظَّرَبْ

فإِنْ يَلْتَقُوكَ يَزُرْكَ الحِمام

أَو تَنْجُ ثَانيةً بالهَرَبْ

(4)

قال أبو الفرج: هذه القصيدة مصنوعة والشعر بَيِّن التوليد.

ثم أعادت هوازن الكرة وأغارت على خزاعة وهم بالمحصَّب من مِنى، فأوقعوا ببطن منهم يقال لهم بنو العنقاء، وبقوم من بني ضاطر، فقتلوا منهم عبدًا، وعوفًا، وأقرم، وغبشان فقال ابن الأحب العدواني يفخر بذلك:

غَداة التَقَينَا بالمحصَّبِ مِنْ مِنًى

فَلاقَت بَنُو العنقاء إحدى العَظَائِمِ

(5)

تَرَكْنَا بها عَوفًا وَعَبْدًا وأقرمًا

وغبشان سُؤرًا للنُّسورِ القَشَاعِمِ

(6)

فأجابه قيس بن الحدادية فقال يعيره أن فخر بيوم ليس لقومه:

فَخَرْتَ بيَومٍ لَمْ يَكُنْ لكَ فَخْرُهُ

أحَادِيثَ طَسمٍ إنَّما أَنْت حَالمُ

(7)

تُفَاخرُ قَومًا أطْرَدَتْكَ رِمَاحُهُم

أكعب بن عمرو: هل يُجَابُ البَهَائِمُ

(8)

فَلَو شَهِدَت أمُ الصبيَّيَنَ حَمْلَنَا .. وَرَكْضهم لأبْيَضَّ منهَا المقَادِمُ

غداة تَولَّيتُمْ وَأَدْبَرَ جَمْعُكُمْ

وأُبْنَا بأَسْرَاكُمْ كأنَّا ضَرَاغِمُ

(9)

(1)

الذنابي: الذنب.

(2)

المحل: الجدب. والموالي: الجار والحيف.

(3)

الفصوص: جمع فص، وهو ملتقى كل عظمين، والأمين: القوي.

(4)

الأغاني 14/ 142.

(5)

المحصب: موضع رمي الجمار بني.

(6)

السؤر: البقية والفضلة، والقشاعم: جمع قشعم، وهو من النسور: المسن الضخم.

(7)

طسم: قبيلة من عاد انقرضوا.

(8)

اطرده: صيره طريدًا.

(9)

ضراغم: جمع ضرغم وهو الأسد. الأغاني 14/ 143.

ص: 805

وقد كان ابن الحدادية أصاب دمًا في قوم من خُزاعة هو وناس من أهل بيته، فهربوا فنزلوا في فراس بن غنم، ثم لم يلبثوا أن أصابوا أيضًا منهم رجلًا، فهربوا ونزلوا في بجيلة على أسد بن كرز، فآواهم وأحسن إلى قيس وتحمل عنهم ما أصابوا في خزاعة وفي فراس، فقال قيس بن الحدادية يمدح أسد بن كرز:

لا تَعْذِليني سَلْمَى اليوِمَ وانتظري

أن يجمعَ اللَّهُ شَملًا طَالَمَا افْتَرَقَا

إنْ شَتَّتَ الدَّهْرُ شَمْلًا بَينَ جيرتكم

فَطَالَ في نعْمَةٍ يَا سَلمُ مَا اتَفَقَا

وَقَدْ حَلَلْنَا بِقَسْريٍّ أخي ثقَةٍ

كالْبَدرَ يَجْلو دُجَى الظلماء والأفُقَا

لا يَجْبُرُ النَّاسُ شيئًا هَاضَهُ أَسَدٌ

يَومًا لَا يَرتَقُونَ الدَهْرَ مَا فَتَقَا

(1)

كَمْ مِن ثَنَاءٍ عَظِيمٍ قَدْ تَدَارَكَهُ

وَقَدْ تَفَاقَمَ فيهِ الأَمْرُ وانْخَرَقَا

قال صاحب الأغاني: هذه الأبيات من رواية أصحابنا الكوفيين، وغيرهم أنها مصنوعة، صنعها حمَّاد الراوية لخالد القسري

(2)

في أيام ولايته، وأنشده إياه فوصله، والتوليد بيّن فيها جدًّا.

غزا الضريس القشيري بني ضاطر في جماعة من قومه، فثبتوا له وقاتلوه حتى هزموه، وانصرف ولم يفز بشيء من أموالهم، فقال قيس بن الحدادية في ذلك:

فدًى لبني قيسٍ وَأفْنَاءَ مَالكٍ

لدَى الشّمعِ مِن رِجْلي إلى الفَرقِ صَاعِدَا

(3)

غَداة أتَى قومُ الضَّريس كَأنَّهُمْ

قَطَا الكُدر من ودَّانَ أَصْبَحَ وَارِدَا

(4)

فَلَمْ أرَ جَمْعًا كانَ أَكرمَ غَاليًا

وأَحْمَى غُلامًا يَومَ ذَلكَ أطردَا

(5)

رَمَينَاهُمُ بالحوّ والكُمتِ والقَنَا

وَبيضٍ خِفَافٍ يَخْتَلِينَ السَوَاعِدَا

(6)

(1)

هاض الشيء: كسره.

(2)

هو خالد بن عبد اللَّه بن يزيد بن أسد بن كرز البجلي ثم القسري، ولاه الوليد بن عبد الملك وتوفي سنة 126 هـ.

(3)

الشسع: أحد سيور النعل. والفرق: موضع المفرق من الرأس أي وسطه الذي يفرق فيه الشعر.

(4)

الكدر: موضع قرب المدينة، والكدري: ضرب من القطا. وودان: قرية بين مكة والمدينة، قرية من الجحفة.

(5)

وفي البيت سناد التأسيس، وهو عيب من عيوب القافية ولعلها "طاردًا".

(6)

الحو: جمع أحوى، وحواء وصف من الحوة: وهي حمرة إلى السواد، والكميت من الخيل يستوي فيه المذكر والمؤنث، وصف من الكمتة، وهي لون بين السواد والحمرة وجمعه كمت. يختلين السواعد: يقطعن ويذهبن بسواعد المضروبين بها.

ص: 806

‌مديح قيس لبني عدي بن عمرو من خزاعة:

لما خلعت خزاعة قيسًا، تحول عن قومه، ونزل عند بطن من خزاعة، يقال لهم بنو عدي بن عمرو بن خالد، فآووه وأحسنوا إليه وقال يمدحهم:

جَزَى اللَّهُ خَيرًا عنِ خَليعٍ مُطَّردٍ

رِجالًا حَموهُ آلُ عمرو بن خَالد

فَلَيسَ كَمِنْ يَغزو الصَديق بنَوكه .. وهَمته في الغَزْوِ كَسب المَزَاوِدِ

(1)

عليكُمْ بِعَرصات الديار فإنني

سواكُمُ عَديدٌ حينَ تُبلى مَشَاهِدي

(2)

ألاوَذتمُ حَتَّى إذا مَا أَمِنْتُمُ

تَعَاورتُمُ سَجْعًا كَسَجْع الهَداهِدِ

(3)

تجنَّى عليَّ المَازِنَانِ كِلاهُمَا

فَلا أَنَا بالمغضي وَلا بالمُسَاعَدِ

(4)

وَقَدْ حَدَبتْ عمرو عَلَيَّ بِعزِّهَا

وأبْنَائها من كَلِّ أرْوَعَ مَاجِدِ

(5)

مَصَاليتُ يومِ الرَّوع كسبهمُ العُلا

عِظامُ مقيلَ الهام شعرُ السواعدِ

(6)

أولئكَ إخوانِي وجُلُّ عَشِيرَتِي

وَثروتهم والنصر غير المحارِدِ

(7)

‌خزاعة واليمامة:

أغارت خزاعة على اليمامة

(8)

، فلم يظفروا منها بشيء فهزموا وأسر منهم أسرى فلما كان أوان الحج، أخرجوهم من أسرهم إلى مكة في الأشهر الحرم

(1)

فليس كمن يغزو: أي فلي هذا الحي كمن يغزو. والنوك بالفتح والضم: الحمق. والمزاود: جمع مزود: وهو وعاء الزاد.

(2)

العرصة: كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء والجمع عَرَصَات. عديد: معدود. تبلي: تختبر. مشاهد جمع مشهد، أي شهود الققال وخائضي غماره.

(3)

لاوذ: استتر، وتعاوروه: تداولوه، وسجعت الحمامة: طربت في صوتها ووالته على طريق واحد.

(4)

تجنى عليه: ادعى ذنبًا لم يفعله.

(5)

حدب عليه: عطف. والأروع: من يعجبك بحسنه وجهارة منظره أو بشجاعته.

(6)

مصاليت: جمع مصلات. وهو الماضي في الأمور. الهام: الرؤوس، جمع هامة، ومقبل الهامة: مستقر الراس أي العنق، يقول: إنهم غلاظ الأعناق وهو كناية عن قوة البأس. شعر: جمع أشعر وهو كثير الشعر طويله.

(7)

الثروة: كثرة العدد بين الناس. والمال غير المحارد: أي غير المنقطع. وأصله من حاردت الإبل جرادًا: انقطعت ألبانها.

(8)

اليمامة: صقع شرقي الحجاز ويعد من نجد.

ص: 807

ليبتاعهم قومهم، فغدوا جميعًا إلى الخلصاء

(1)

، وفيهم قيس بن الحدادية، فأخرجوهم وجعلوهم في حظيرة ليحرقوهم، فمر بهم عدي بن نوفل فاستجاروا به فابتاعهم وأعتقهم، فقال قيس يمدحه:

دَعَوتُ عَديًا والكبولُ تَكبُّنِي

ألا عَديُّ يَا عَديُّ بنُ نَوفَلِ

(2)

دَعَوتُ عَديًّا والمنَايَا شَوَارِعٌ

ألا يَا عَديُّ الأسيرُ المُكَبَّلِ

(3)

فَمَا البحرُ يَجرى فى السَّفينِ إذَا غَدَا

بأجودَ سيبًا مِنْهُ في كُلِّ مَحْفَلِ

(4)

تَدارِكَت أَصْحُابَ الحظيَرةَ بَعْدَمَا

أصَابَهُم مِنَّا حَريقُ المُحَلَّلِ

(5)

وَأَتْبَعْتَ بينَ المشعَرَينِ سَقَايَةً

لحجَّاجِ بيتِ اللَّهِ أكَرَمَ مَنْهَلِ

(6)

‌شوق وحنين:

قال قيس بن الحُدادية:

بانَتْ سُعادُ وأَمْسَى القَلبُ مُشتاقا

وَأقْلَقَتهَا نَوَى الإزْمَاعِ، إقْلاقَا

وَهَاجَ بالبَين، منها، مهْجَسٌ فَجِعٌ

قَدْ كَانَ، قدْمًا، بفَجْعِ البَينِ نَعَّاقَا

أضْحَتْ مَنَازِلُهَا، بالْقَاعِ، دارِسةً

إِلَّا نُئيّا، كَوَشْمِ الجَفْنِ، أخْلاقَا

(7)

أَدْنَى الإماءُ جَمالاتٍ قُراسيةً

كَوُمَ الذُّرَى، مُوَّر الأعضاد، أَفْنَاقَا

(8)

أنَّى أُتِيحَ، لَهَا، حِرْبَاءُ تَنْضُبَةٍ

لا يُرْسِلُ السَّاقَ، إِلَّا مُمْسِكًا سَاقَا

(9)

(1)

الخلصاء: بلد بالدهناء، والدهناء من ديار بني تميم بنجد.

(2)

هو عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة. والكبول: جمع كبل، وهو أعظم ما يكون من الأقياد. وكبه: قلبه وصرعه.

(3)

شوارع: جمع شارعة، أي مسددة، من شرعت الرماح أي تسددت.

(4)

السيب: العطاء.

(5)

المحلل: أي من حلل إحراقنا في الأشهر الحرم.

(6)

الأغاني 13/ 146.

(7)

التي: جمع التؤي، وهو الحفيرة حول الخيمة تمنع عنها ماء المطر. والجفن: غمد السيف والأخلاق: البالية.

(8)

القراسية: الضخمة الشديدة. والكوم جمع أكوم. وهو البعير العظيم السنام. ومور: جمع ماثر وهو المائج السريع الحركة. والأفتاق: الفحول: المكرمة.

(9)

تنضبة: شجرة تألفها الحرابي، والحرباء إذا لجأ إلى شجرة فزالت عنها الشمس تحول إلى أخرى أعدها لنفسه. وهذا مثل يضرب للمحلف، أي لا يدع حاجة إلا سأل عنها.

ص: 808

ويقول في امرأة اسمها قسيمة:

قَضَيتَ القَضَاءَ، مِن قَسِيمَةِ فَاذْهَبِ

وَجانَبْتَها، يا لَيْتَ أَنْ لَم تَجَنَّبِ

(1)

وَأَعْقَبتَها هَجْرًا، وَشَفَّكَ دُونَها

مَناطِقُ رَهْطٍ، في قَسيمَةِ، خُيَّبِ

(2)

إِذا استَحْلَفونِي، في قَسيمَةَ، أجْنَحَتْ

يَدايَ، إِلى جَوفِ الرِّتاجِ، المُضَبَّبِ

(3)

يَمينًا، بِرَبِّ الرَّاقِصاتِ، عَشِيَّةً

وَإِلا فَأَنْصابٍ، يَمُرْنَ، بِغَبغَبِ

(4)

فَوَيلٌ، بِها، لِمَنْ تَكونُ ضَجِيعَهُ

إِذا ما الثُّرَيّا، ذَبْذَبَت كُلَّ كَوكَبِ

إِذا اشتَدَّ إِرهامُ النَّدى فَهوَ سَاقِطٌ

خَضولٌ كَظَهرِ البُرجُدِ، المُتَصَبِّبِ

(5)

مُبَتَّلَةٌ، بَيضاءُ، تُؤتيكَ شِيمَةً

عَلَى حَصَرٍ، في صَدْرِهَا، وَتَهَيُّبِ

(6)

وقال أيضًا:

هَلْ يُبلِغَنَّ الجارَتَينِ، تَحِيَّةً

ذَوا سَفَرٍ، قَد أَجْمَعاهُ، كِلاهُما؟

عَلى حُرَّتَينِ، استَعْلَيا كُلَّ قَفرَةٍ

سَديسَينِ، قَد تَنْفي الرِّجالَ ذُراهُما

(7)

كأَنَّ القُطُوعَ والأَشِلَّةَ عُلَّقَتْ

على آبِدَينِ، لاحقٍ إِطلاهُما

(8)

يَكادانِ بَعدَ الأَينِ، وَالشَّأوِ مِنهُمَا

تَفُضُّ، قُوى نِسعَيهِمَا، زَفْرتاهُما

(9)

يَبُوسانِ، لَمْ تَطمِثْهُما كَفُّ حالِبٍ

عَلى السَّوطِ، وَالأَنسَاعِ، كانَ مِراهُما

(10)

كَأَنَّ عَمودَي قامَتَين تَدانَتا

بِمَنزِلَةٍ، أُهوِيَّةٍ، عُنُقاهُما

(11)

(1)

قسيمة: اسم امراة.

(2)

مناطق: جمع منطق، وهو الكلام والخيب: جمع خائبة.

(3)

اجنحت: مالت.

(4)

يمرن: أي تمور بدماء العتائر. وغبغب: منحر ينحرون فيه عتائرهم.

(5)

الإرهام: من قولك: أرهمت السماء إذا أمطرت. والخضول: الندى يترشش من نداه. والبرجد: كساء غليظ من صوف أحمر مخطط. والمتصبب: المتحدر.

(6)

المبتلة: الجميلة التامة الخلق. والحصر: البخيل. وضيق الصدر الأختيارين 216، 220.

(7)

الحرَّة: الناقة الكريمة. والسديس: التي ألقت السن التي بعد الرباعية، وذلك في السنة الثامنة.

(8)

القطوع: جمع قطع، وهو الطنفسة يجعلها الراكب تحته وتغطي كتفي الناقة.

(9)

تفض: تقطع. والقوي: جمع قوة، وهي الطاقة الواحدة من حبل أو وتر. والنسع: سير يضفر عريضًا، تشد به الرحال.

(10)

المرا: أصله المراء فقصره وهو في الأصل المحالبة، كان كل راكب يحلب ما عند الناقة من الجري.

(11)

القامة: البكرة يستقى عليها، والأهوية: الهوة البعيدة القصر. ارتفاع عنقيهما.

ص: 809

كَأَنَّ مُبيتًا مِن ثَمانٍ مِنَ القَطا

مُناخُهُما، يَنفي الحَصا كَلْكَلاهُما

هُما جارَتايَ، لا تَعودانِ هَالِكًا

عَلى سَفَرٍ، فَكُلُّ حَيٍّ يَطاهُما

(1)

هُما نَعْجَتانِ، مِن نِعاجِ قَصيمَةٍ

إِذا مارَتا يَأتيهِما جُؤذَراهُما

(2)

هُما ظَبْيَتانِ مِن ظِباءِ تَبالَةٍ

يُساقِطُ مَردًا، يانِعًا، مِدْرَياهُما

(3)

إِذا هَزَّتا قَرنَيهِما، مِن ذُبابَةٍ

يُصيبُ الغُصونَ، الدَّنِيَاتِ، نَساهُما

(4)

وقال أيضًا:

إِنَّ الفُؤادَ قَد أَمسى هائِمًا، كَلِفًا

قَد شَفَّهُ ذِكرُ سَلمى، اليَومَ، فَانْتَكَسَا

عَناهُ ما قَد عَناهُ، مِن تَذَكُّرِها

بَعدَ السُلُوِّ، فَأَمسى القَلْبُ مُخْتَلَسَا

وَبَعْدَ ما لاحَ شَيبٌ، في مَفارِقِهِ

وَبانَ عَنهُ الصِّبَا، وَالجَهْلُ فَانمَلَسَا

(5)

تَذَكَّرَ الوَصْلَ، مِنها، بَعدَما شَحَطَت

بِها الدِيارُ فَأَمس القَلْبُ مُلْتَبَسا

(6)

فَعَدِّ عَنكَ هُمُومَ النَّفسِ إِذ طَرَقَتْ

وَاشدُدْ، بِرَحلِكَ، مِذعانَ السُّرَى سُدُسًا

(7)

عَيرانَةً، عَنْتَريسًا، ذاتُ مُعْجَمَةٍ

إِذا الضَّعيفُ وَنى، في السَّيرِ، أَو رَجَسَا

(8)

تَجْتابُ كُلَّ مَطًا، ناءٍ مَسافَتُهُ

وَمَهمَه، ما بِهِ حَبْسٌ، لِمَنْ حَبَسَا

(9)

إِذا تَرَدَّى السَّرابُ القورُ، فَالتَمَعَت

أَشباهُ بيضٍ، مُلاءٍ، لَم تُصِب دَنَسَا

(10)

خاضَت بِنا غَولَهُ، وَالعيسُ وانِيَةٌ

وَقَدْ تَخَبَّى بِهَا اليَعْفُورُ فَاكْتَنَسَا

(11)

(1)

يطا: أصله يطأ، فأبدل من الهمزة ألفًا على غير قياس.

(2)

القصيمة: الرملة تنبت الغضى. ومار: تحرك بسرعة وجاء وذهب. الجؤذر: ولد البقرة الوحشية.

(3)

تبالة: اسم موضع، على طريق اليمن من مكة.

(4)

الاختيارين/ 218.

(5)

الملس: تخلص وانفلت.

(6)

الملتبس: أي الملتبس عليه الأمر.

(7)

المذعان: المطواع. والسدس: المبالغة الثامنة من عمرها.

(8)

العيرانه: المشبه بالعير لنشاطها. والعتريس: الوثيقة الغليظة الصلبة. والمعجمة: الصبر والصلابة، والشدة على الدعك. رجس: هدر.

(9)

تقطع. والمطا: الظهر. استعاره للطريق.

(10)

القور: جمع قاره، وهي الجبيل الصغير الأسود.

(11)

الغول: المشقة وبعد المسافة. والعيس: الإبل يخالط بياضها شقرة. واليعفور: الظبي: واكتنس: دخل كناسه، وهو مستتره في الشجر.

ص: 810

كَأَنَّها، بَعدَما طالَ النَّجاءُ بِها

مُحاذِرٌ، ظَلَّ يَحدُو ذُبَّلا، عُجُسا

(1)

أَو مُفرَدٌ، أَسْفَعُ الخَدَّينِ ذُو جُدَد

جادَتْ لَهُ مِن جُمادَى لَيةٌ، رَجَسا

(2)

وَباتَ ضَيفًا، لِأَرْطاةٍ، يَلوذُ بِها

في مُرجَحِنٍّ، مَرَئهُ الرِّيحُ، فَانبَجَسا

(3)

حَتَّى إِذا لاحَ ضَوءُ الصُّبْحِ باكرَهُ

مُعاوِدُ الصَّيدِ يُشلي أَكْلُبًا، غُبُسا

(4)

فَانصاعَ، وَانصَعْنَ أَمثالَ القِداحِ مَعًا

تَخالُ أَكْرُعَها، بِالبيدِ مُرْتَعَسا

(5)

كان قيس ابن الحُدادية يهوى نُعم أم مالك بنت ذؤيب الخزاعي، وتوقدت نار حبه وزادت لوعته وفاض حنينه وشوقه، عندما أحس برحيلها مع بطون من خزاعة جالين إلى مصر والشام لأنهم أجدبوا، حتى إذا كانوا ببعض الطريق رأوا البوارق خلفهم، وأدركهم من ذكر لهم كثرة الغيث والمطر وغزارته، فرجع عمرو ابن عبد مناة في ناس كثير إلى أوطانهم، وتقدم قبيصة بن ذؤيب ومعه أخته أم مالك، معشوقة قيس، ومفجرة عواطفه الشعرية في الحب، والشوق والحنين متأثرًا بفراقها، فتدفقت عبقريته الشعرية بقصيدة بث فيها كل أحاسيسه ومشاعره الصادقة حتى أصبحت حديث للجالس فأنشدتها عائشة بنت طلحة في مجلسها، وبعد أن فرغت منها، قالت: من يزيدني فيها بيتًا فله خلعتي فلم تر أحدًا فعل ذلك:

أَجِدَّكَ، إن نُعمٌ نَأَت، أَنتَ جازِعُ؟

قَدِ اقتَرَبَت، لَو أَنَّ ذَلِكَ نافِعُ

قَدِ اقْتَرَبَتْ، لَو أَنَّ في قُربِ دَارِها

جَدَاءً، وَلَكِنْ كُلُّ مَنْ ضَنَّ مَانِعُ

(6)

فَإِنْ تَلقَيَن أسماءَ، يَوْمًا فَحَيِّها

وَسَلْ: كَيفَ تُرعى، بِالمَغيبِ، الوَدائِعُ

(1)

النجاء: السرعة في السير. والمحاذر: بريد به حمار وحش يتوقع شرًا. والذيل: الأتن الضوامر. والعجس: جمع عجساء وهي الشديدة الوسط.

(2)

المفرد: ثور الوحش. الأسفع: من السفعة، وهي السواد إلى حمرة. والجدد: جمع جدة وهي الخطة في ظهر الثور، تخالف لونه. ورجس: هدر.

(3)

الأرطاة: ضرب من الشجر. والمرجحن: السحاب المستدير الثقيل. وانبجس: انفجر وتصبب المطر.

(4)

معاود الصيد: صياد درب معتاد الصيد. ويشلي الأكلب: يدعوها ويغريها بالصيد. والغبس: الذي لونه لون الرماد.

(5)

القداح: السهام قبل أن تنصل وتراش. والمرتعس: مصدر ارتعس، إذا ارتعس ورجف. الاختيارين/ 224.

(6)

الجداء: النفع.

ص: 811

فَظَنِّي بِها حِفظٌ لِغَيبي وَرِعيَةٌ

لِما استُرعِيَتْ، وَالظَّنُّ بِالغَيبِ واسِعُ

وَقَدْ يَحمَدُ اللَهُ العَزاءَ، مِنَ الفَتى

وَقَدْ يَجْمَعُ الأَمرَ الشَّتيتَ، الجَوامِعُ

أَلا قَدْ يُسَلَّى ذُو الهَوى عن حَبيبِهِ

فَيَسْلُو، وَقَدْ تُرْدِي الرِّجَالَ المَطَامِعُ

كَمَا قَدْ يُسَلَّى بِالْعِقَالِ، وَبِالْعَصَا

وَبِالقَيدِ، ضِغْنُ الفَحْلِ، إِذْ هُوَ نَازِعُ

(1)

فَمَا رَاعَني إِلّا المُنادي: أَلا اظْعَنُوا

وإلا الرَّوَاغي، غُدوَةً، وَالقَعَاقِعُ

(2)

فَجِئْتُ، كَمَخُفْي السِّرِّ، بَيْنِي وَبَينَها

لأسألَها: أَيّانَ مَن سارَ راجِعُ

فَقالَت: لِقاءٌ بَعدَ حَولٍ، وَحِجَّةٍ

وَشَحْطُ نَوًى، إِلّا لِذي العَهدِ قاطِعُ

(3)

وَقالَت: متُزَحزِحْ،، لا بنا خِلْتَ خَلَّةً

إِلَيْكَ، وَلا مِنّا لِفَقرِكَ راقِعُ

بِحَسبُكَ مِن قُرْبٍ، ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ

وَمِن حَزَنٍ، أَن زادَ شَوقَكَ رابِعُ

وَقَد يَلتَقي بَعدَ الشَّتاتِ، أُولو النَّوى

وَيَستَرجِعُ، الحَيَّ، السَّحابُ اللَّوامِعُ

(4)

فَمازِلتُ تَحتَ السِّترِ حَتَّى كَأَنَّني

مِنَ الطَّلِّ، ذو طِمرَينِ في البَحْرِ شَارِعُ

(5)

وَهَزَّت إِلَيَّ الرَأسَ، مِنّي تَعَجُّبًا

وَعُضِّضَ، مِما قَد أَتَيْتُ، الأَصَابِعُ

سَعى، بَينَهُم، واشٍ بِأَفلاقِ بِرمَةٍ

لِيَفجَعَ، بِالأَظغانِ، مَن هُوَ جازِعُ

بَكَتْ مِن حَديثٍ بَثَّهُ، وَأَشاعَهُ

وَرَصَّفَهُ واشٍ، مِنَ القَومِ راصِعُ

بَكَتْ عَينُ مَن أَبكاكَ، لا يَعرِفُ البُكى

وَلا تَتَخالَجكِ الأُمورُ، النَّوازِعُ

فَلا يَسمَعَنْ سِرِّي، وَسِرَّكِ، ثالِثٌ

ألا كُلُّ سِرٍّ، جاوَزَ اثنَينِ، شائِعُ

وَكَيفَ يَشيعُ السِّرُّ، مِنِّي، وَدُوْنَهُ

حِجابٌ، وَمِن دونِ الحِجابِ الأَضالِعُ؟

وَحُبَّ لِهَذا الرَّبْعِ، يَمضي، أَمامَهُ

قَليلُ العَلَى، مِنهُ جَليلٌ وَرادِعُ!

لَهوتُ بِهِ، حَتّى إِذا خِفتُ أَهلَهُ

وَبَيَّنَ مِنهُ لِلحَبيبِ، المُخادِعُ

نَزَعتُ، فَما سِرِّي لِأَوّلِ سائِلٍ

وَذُو السِّرِّ، ما لَمْ يَحفَظِ السِّرَّ مَاذِعُ

وما إنْ خَذُولٌ، نازَعتْ حَبَلَ حابِلٍ

لِتَنْجُوَ، إلا استَلَمتَ وَهِيَ ظالِعُ

(6)

(1)

الفحل النازع: الذي حَنَّ واشتاق اشتياقًا شديدًا.

(2)

الرواغي: من قولك رغت الناقة، إذا صوتت.

(3)

الخلَّة: الحاجة.

(4)

وقوله: يسترجع الحيَّ السحاب، يشير به إلى رجوع نبيصة بن ذؤيب وأخته نعم إلى أوطانهما، بعد أن بلغهما كثرة الغيث فيها.

(5)

الطل ههنا: العرق. والشارع: الداخل.

(6)

الخذول: البقرة الوحشية تخذل صواحباتها، وتنفرد مع ولدها.

ص: 812

بأحسنَ مِنها، ذَاتَ يَوْمٍ، لَقِيتُها

لهَا نَظَرٌ نَحوِي، كَذِي البَثِّ خاشِعُ

رَأَيتُ لَها نارًا، تُشَبُّ، وَدونَها

طَوِيلُ القَرا، مِنْ رَأسِ ذَروَةَ فارِعُ

(1)

فَقُلتُ لِأَصحابي: اصطَلوا النَّارَ، إِنَّها

قَريبٌ فَقالُوا: بَلْ مَكَانُكَ نَافِعُ

(2)

فَيا لَكَ مِن حادٍ، حَبَوت مُقَيَّدًا

وَأَنْحَى عَلى عِرنَين أَنفِكَ جَادِعُ

(3)

أَغَيظًا، أَرَدَت أَنْ تُخِبَّ جِمالَها

لِتَفْجَعَ، بِالأَضعانِ مَن أَنْتَ فاجِعُ

(4)

فَما نُطفَةٌ بِالطَّودِ، أَو بِضَرِيَّةٍ

بَقِيَّةُ سَيلٍ، أَحرَزَتها الوَقائِعُ

(5)

يُطيفُ بِها، حَرّانُ، صادٍ، وَلا يَرى

إِلَيها سَبيلًا، غَيرَ أَن سَيُطالِعُ

(6)

بِأَطيَبَ مَن فيها، إِذا جِئتَ طارِقًا

مِنَ اللَّيلِ، وَاخضَلَّتْ عَلَيكَ المَضَاجِعُ

(7)

وَقَدْ جَاوَرتْنَا، فِي شُهُورٍ، كَثيَرَةٍ

فَما تَوَّلَتْ، واللَّهُ رَاءٍ، وسَامِعُ

فَجِئتُ كَأَنِّي مُستَضيفٌ وَسائِلٌ

لِأُخْبِرَها كُلَّ الَّذي أَنَا صَانِعُ

فَأَيُّهُما ما أَتبَعَنَّ فَإِنَّنِي

حَزينٌ عَلى إِثرِ الَّذي أَنَا وادِعُ

بَكى مِن فِراقِ الحَيِّ قَيسُ بنُ مُنقِذٍ

وَإِذ راءُ عَينَي مِثلِهِ الدَّمعُ شائِعُ

بِأَربَعَةٍ تَنهَلُّ لَمّا تَقَدَّمَتْ

بِهِم طُرقٌ شَتَّى وَهُنَّ جَوامِعُ

وَما خِلتُ بَينَ الحَيِّ حَتَّى رَأَيْتُهُم

بِبَينُونَةَ السُّفلى وَهَبَّت سَوافِعُ

كَأَنَّ فُؤادي بَينَ شِقَّينِ مِن عَصًا

حِذارَ وُقُوعِ البَينِ، وَالبَينُ واقِعُ

يَحُثُّ بِهِم حادٍ، سَريعٌ نَجاؤُهُ

وَمُعْرًى عَنِ السَّاقَينِ، وَالثَّوبُ واسِعُ

فَقُلتُ لَها: يا نُعمَ، حُلِّي مَحَلَّنَا

فَإِنَّ الهَوَى يا نُعمُ، وَالعَيشُ جامِعُ

فَقُلتُ لَها تَاللَّهِ يَدري مُسافِرٌ

إِذا أَضمَرَتهُ الأَرضُ، ما اللَّهُ صَانِعُ

فَشَدَّت عَلى فِيهَا اللِّثَامَ وَأَعرَضَتْ

وَأَمْعَنَ بِالكُحْلِ السَّحِيقِ المَدامِعُ

(1)

تشب: توقد. والقران الظهر. وذروة: اسم جبل. والفارع: العالي.

(2)

وقوله: اصطلوا النار: أي جدوا في السير لنصطلي النار.

(3)

وقوله: حبوت مقيدًا وأنحى. . . يدعو عليه.

(4)

أردت: يخاطب الحادي. ورواية الأغاني: اردت. وتخب جمالها: تجعلها تسرع. والإظعان: مصدر اظعنته إذا سيرته.

(5)

والنطفة: الماء الصافي. والطود: الجبل. وضربة: بئر.

(6)

وسيطالع أي: سيطلع عليها.

(7)

واخضلت: نديت.

ص: 813

وَإِنّي لِعَهدِ الوُدِّ راعٍ وَإِنَّنِي

بِوَصْلِكَ، ما لَمْ يَطوِنِي المَوْتُ طامِعُ

(1)

إن الشاعر قيس ابن الحدادية يذكر بألم ولوعة فراق نعم أم مالك له ويصور حاله بعدها وما قد يصيبه إذا ما صروف الليالي مستها بسوء، فهو شغوف يحبها حتى ملت عليه حياته، فهو كثير الوقوف على الأطلال وفي هذه القصيدة يقول:

سَقى اللَهُ أَطْلالا بَنُعمٍ تَرادَفَتْ

بِهِنَّ النُوى حَتَّى حَلَلنَ المَطالِيا

(2)

فَإِنْ كَانَتِ الأَيَّامُ يا أُمَّ مالِكٍ

تُسَلِّيكُمُ عَنِّي وَتُرضي الأَعادِيا

فَلا يَأْمَنَنَّ بَعْدِي امرِؤٌ فَجْعَ لَذَّةٍ

مِنَ العَيشِ أَو فَجْعَ الخُطُوبِ العَوافِيا

(3)

وَبُدِّلْتُ مِن جَدْواكِ يا أُمَّ مالِكٍ

طَوارِقُ هَمٍّ يَحتَضِرْنَ وَسَادِيَا

(4)

وَأَصْبَحْتُ بَعْدَ الأُنْسِ لابِسَ جُبَّةً

أُساقِي الكُماةَ الدَّارِعينَ العَوالِيا

(5)

فَيَوماي يَوْمٌ في الحَديدِ مُسَرْبَلًا

وَيَوْمٌ مَعَ البيضِ الأَوَانِسِ لاهِيا

فَلا مُدْرِكًا حَظًّا لَدَى أُمِّ مَالِكٍ

وَلا مُسْتَريحًا في الحَيَاةِ فَقَاضِيَا

(6)

خَليلَيَّ إنْ دَارَتْ عَلَى أُمِّ مَالِكٍ

صُرُوفُ اللَّيالِي فَابعَثَا لِيَ نَاعِيا

وَلا تَتْرُكَانِي لا لخَيْرٍ مُعَجَّلٍ

وَلا لِبَقاءٍ تَنْظُرانِ بَقائِيا

وَإِنَّ الَّذِي أَمَّلَتُ مِنْ أُمِّ مَالِكٍ

أَشَابَ قَذَالِي وَاسْتَهَامَ فُؤادِيا

(7)

فَلَيْتَ المَنَايا صَبَّحَتْنِي غُدَيَّةً

بِذَبحٍ وَلَمْ أَسْمَعْ لِبَيْنٍ مُنَادِيَا

(8)

(1)

القصيدة وردت في الاختيارين 225، وفي الأغاني 14/ 136 وجاء التعليق في حاشية الاختيارين بأن اختلافًا ورد بين الرواة حول عدد أبيات القصيدة بين زيادة ونقص. منهم من قال عن أبي عمرو الشيباني أربع وأربعون بيتًا، ورواها اليزيدي عشرة أبيات وقال أبو العباس: قلت لأبي عبد اللَّه بن الأعرابي: إنها ثمانون بيتًا. قال: أنشدها فإنه ليس فيها غير هذه العشرة الأبيات، فأنشدتها، فكان كما قال وحكى لنا أن عائشة بنت طلحة أنشدتها، فقالت: من زادني على هذه العشرة الأبيات فله بدنة. الاختبارين، ذكر الحاشية عن أمالي اليزيدي ص 153، 154.

(2)

المطالي: الأرض السهلة اللينة تنبت الغضاة. ترادفت: تتابعت عليها الرحلة.

(3)

العوافي: جمع عافية وهي الطامسة.

(4)

الجدوى: العطبة.

(5)

الجبة: الدرع. والكماة: جمع كمي، وهو الشجاع المتكي في سلاحه أي المتغطي المتستر بالدروع والبيضة. ورجل دارع: عليه درع. والعوالي جمع عالية، وهي أعلى الرمح ورأسه.

(6)

قاضيًا: ميتًا من قضي، أي مات.

(7)

القذال: جماع مؤخر الرأس. واستهام فؤاده: أذهبه.

(8)

غدية مثل عشية: والجمع غدايا كمشية وعشايا. والبين الفراق.

ص: 814

نَظَرتُ وَدُونِي يَذْبُلٌ وَعِمَايَةٌ

إِلى آلِ نُعمٍ مَنْظَرًا مُتَنائِيَا

(1)

شَكَوتُ إِلى الرَّحْمَنِ بُعدَ مَزارِهَا

وَمَا حَمَّلَتْنِي وَانْقِطَاعَ رَجَائِيَا

وَقُلْتُ وَلَمْ أَمْلِكْ أَعَمرو بنُ عامِرٍ

لِحَتْف بِذَاتِ الرَّقْمَتَينِ يَرى لِيَا

(2)

وَقَدْ أَيْقَنَت نَفْسي عَشِيَّةَ فارقُوا

بِأَسْفَلَ وادي الدَّوْحِ أَنْ لا تَلاقِيا

إِذَا مَا طَواكِ الدَّهْرُ يَا أُمَّ مَالِكٍ

فَشَأنُ المَنَايا القَاضِياتِ وَشَانِيَا

(3)

‌مقتل قيس ابن الحدادية:

كان من خبر مقتل قيس ابن الحدادية أنه لقي جمعًا من مزينة يريدون الغارة على بعض من يجدون منه غرّة، فقالوا له: استأسر، فقال: وما ينفعكم مني إذا استأسرتُ وأنا خليع؟ واللَّه لو أسرتموني ثم طلبتم بي من قومي عنزًا جرباء جَذماء

(4)

ما أعطيتموها، فقالوا له: استأسر لا أم لك! فقال: نفسي عليّ أكرم من ذاك، وقاتلهم حتى قتل وهو يرتجز ويقول:

أَنَا الَّذي تَخْلعُهُ مَواليه

وَكُلُّهُمُ بَعدَ الصفاءِ قالِيه

(5)

وَكُلُّهُم يُقسِمُ لا يُبَالِيَه

أَنَا إِذَا الموتُ يَنُوبُ غَالِيه

(6)

مُخْتَلِطٌ أَسْفَلُهُ بِعالِيَه

قَدْ يَعْلَمُ الفِتيان أَني صَاليه

إِذَا الحَديدُ رَفَعَتْ عَوالِيَه

ويروى أنه كان يتحدث إلى امرأة من بني سُليم، فأغاروا عليه وفيهم زوجها فأفلت ونام في ظل وهو لا يخشى الطلب، فاتبعوه فوجدوه، فقاتلهم، فلم يزل يرتجز وهو يقاتلهم حتى قُتل

(7)

.

(1)

يذبل وعماية: جيلان في بلاد نجد.

(2)

الرقمتان: روضتان إحداهما قريب من البصرة، والأخرى بنجد.

(3)

الأغاني 14/ 150.

(4)

الجذماء: المقطوعة اليد.

(5)

قاليه: مبغضة.

(6)

والغالي في أمره: المبالغ فيه.

(7)

الأغاني 4/ 152.

ص: 815

‌كثير (*) عزة الخزاعي

هو كُثَيِّر بن عبد الرحمن بن الأسود بن عويمر بن مخلد بن سعيد بن سبيع ابن جعثمة بن سعد بن مليح

(1)

. . . الخزاعي. . . بن الصَّلت بن النضر بن كنانة وفي ذلك يقول:

أَلَيسَ أبِي بالنَّضر أم ليسَ والدي

لكلِّ نَجِيبٍ من خُزاعةَ أَزْهَرَا

ويكنى أبا صخر واشتهر بكُثَيِّر عَزَّة

(2)

، وعَزَّة هذه محبوبته، وغالب شعره تشبيب بها.

‌نشأة كُثَيِّر:

نشأ كُثَيِّر وشب في حجر عمِّ له صالح، فلما بلغ الحُلُم أشفق عليه أن يسفه، وكان غير جيد الرأي ولا حسن النظر في عواقب الأمور، فاشترى له عمه قطيعًا من الإبل وأنزله فرش ملل

(3)

فكان به، ثم ارتفع فنزل فرع المِسوَر بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف من جبل جُهَيْنة الأصغر، وكان قبل المِسوَر لبني مالك بن أفصي، فضيَّقوا على كُثَيِّر وأساءوا جواره فانتقل عنهم وقال:

أبَتْ إبلي مَاءَ الرِّداهِ وَشَفَّها

بنو العَمِّ يحمونَ النّضيحَ المبرَّدا

وَمَا يَمْنَعُونَ المَاءَ إلا ضَنَانَةً

بأصْلابِ عُسْرَى شَوْكُها قَدْ تَخَدَّدَا

فَعَادَتْ فَلَمْ تَجْهَدْ عَلى فَضْلِ مَائِهِ

رِياحًا ولا سُقيا ابنِ طَلقِ بنِ أَسْعَدَا

(*) حماسة أبي تمام 2/ 95، 97، 98، 103، 355، وسير أعلام النبلاء 5/ 152 وعيون الأخبار 2/ 235، 199، والأغاني 9/ 3 وخزانة الأدب 5/ 221. وأمالي القالي 1/ 46، 2/ 107 والشعر والشعراء 334، ونسب معد 2/ 253، وطبقات فحول الشعراء/ 540.

(1)

نسب معد 2/ 253 وورد في معجم الشعراء 42 كثير بن عبد الرحمن بن عامرط بن عويمر بن

مخلدبن سعيد بن سبيع بن جعثمة.

(2)

وعزة بنت حَمَيلْ بن حفص من بني حاجب بن غفار وكنيتها أم عمرو الضَّمرية نسبة إلى قبيلة ضمرة وكثيرًا ما يطلق عليها الحاجبية نسبة إلى جدها الأعلى كقوله:

خليليَّ إن الحاجبيةَ طَلَحتْ

قلوصيكما وناقتي قد أَكَلَّتِ

(خزانة 5/ 221).

(3)

فرش ملل: واد بين عميس الحمائم، وصخيرات الثمامة بالقرب من ملل قرب المدينة.

ص: 816

ويروى أنه أول شعر قاله

(1)

.

‌شخصية كُثَيِّر وشعره:

قال الوقاص: رأيت كُثَيِّرًا يطوف بالبيت، فمن حدثك أنه يزيد على ثلاثة أشبار فكذبه، وكان إذا دخل على عبد العزيز بن مروان يقول له: طأطئ رأسك لا يصبه السقف

(2)

.

وقال جرير لكُثَيِّر: أي رجلٍ أنت لولا دمامتك.

فقال كُثَيِّر:

إن أك قَصْدًا في الرِّجالِ فإنَّنِي

إذَا حَلَّ أمرٌ سَاحتي لَطَوِيلٌ

(3)

وقيل لكُثَيِّر: يا أبا صخر كيف تصنع إذا عسر عليك قول الشعر؟

قال: أطوف بالرِّباع المُخْليَة

(4)

والرِّياض المُعشبة، فيسهل عليَّ أرصنه ويسرع إليَّ أحسنه.

وقيل له أيضًا: ما بقي من شعرك؟

فقال: ماتت عَزَّةُ فما أطرب، وذهب الشباب فما أعجب، ومات ابن ليلى فما أرغب -يعني عبد العزيز بن مروان- وإنما الشعر بهذه الخلال

(5)

.

وكان لكُثَيِّر في التشبيب نصيب وافر، وجميل مقدم عليه وعلى أصحاب النسيب جميعًا، وله في فنون الشعر ما ليس بجميل، وكان جميل صادق الصبَّابة. بينما كان كُثَيِّر يتقول ولم يكن عاشقًا، وكان راوية جميل

(6)

.

‌عقوقه لأبيه:

كان أبوه قد أصابته قرحة في أصبع من أصابع يده فقال له كُثَيِّر: أتدري لم أصابتك هذه القرحة في أصبعك؟ قال: لا أدري. قال: ما ترفعها إلى اللَّه في يمين كاذبة

(7)

.

(1)

الأغاني 9/ 23.

(2)

الأغاني 9/ 6.

(3)

الأغاني 9/ 7. والقصد: الربعة من الرجال.

(4)

المخلة: الخالية من السكان، يقال: خلت الدار وأخلت.

(5)

عيون الأخبار 2/ 199، 200.

(6)

طبقات فحول الشعراء 545. وكان كُثَيِّر راوية جميل بثينة، ونقد شعره وفضل نفسه عليه.

(7)

الأغاني 9/ 19.

ص: 817

وقيل في شعره: قدم كُثَيِّر على عبد الملك بن مروان الشَّام فأنشده والأخطل عنده، فقال عبد الملك: كيف ترى يا أبا مالك! قال: أرى شعرًا حجازيًا مقرورًا لو ضغطه بَرْدُ الشَّام لاضْمحل

(1)

.

وقيل أيضًا: ما قصد القصيد ولا نعت الملوك مثل كُثَيِّر

(2)

.

وسئل من أشعر الناس؟

فقيل كُثَيِّر بن أبي جمعة، هو أشعر من جرير والفرزدق والراعي وعامتهم (يعني الشعراء) ولم يدرك أحد في مديح الملوك ما أدرك كُثَيِّر.

وجاء عنه أيضًا: كان كُثَيِّر شاعر أهل الحجاز، وهو شاعر فحل، ولكنه منقوص حظه بالعراق، وقيل: أشعر أهل الإسلام.

وكان كُثَيِّر يستقصي المديح، وكان فيه مع جودة شعره خُطلٌ وعُجب وقالوا: أيضًا: ما ضرَّ من يروي شعر كُثَيِّر وجميل ألا تكون عنده مغنيتان مطربتان

(3)

.

‌معرفة كُثَيِّر بعَزَّة:

نسب كُثَيِّر إلى عزَّة لكثرة تشبيبه بعزَّة الضَّمرية، وعُرف بها وقيل كُثَيِّر عزَّة وأول عشق كُثَيِّر لها، أنه مر بنسوة من بني ضمرة ومعه جَلَبُ غنم، فأرسلن إليه عزَّة وهي صغيرة، فقالت له: يقلن لك النسوة: بعنا كبشًا من هذه الغنم وأنسنا بثمنه إلى أن ترجع، فأعطاها كبشًا وأعجبته، فلما رجع جاءته امرأة منهن بدراهمه، فقال: وأين الصبية التي أخذت مني الكبش؟ قالت: وما تصنع بها! هذه دراهمك.

قال: لا آخذ دراهمي إلا ممن دفعت الكبش إليها وخرج وهو يقول:

قَضَى كلُّ ذِي دَينٍ فوّفى غَريمه

وَعزَّةُ مَمْطُولٌ مُعنَّى غَرِيمُها

(4)

وهناك رواية ثانية تؤدي المعنى نفسه، فلما تأبي كُثَيِّر أن يأخذ الثمن إلا من عزَّة فقال لهن: عزَّة غريمي، ولست أقتضي حقي إلا منها، فمزحن معه وقلن:

(1)

طبقات فحول الشعراء 541.

(2)

الأغاني 9/ 5.

(3)

الأغاني 9/ 3.

(4)

الأغاني 9/ 24.

ص: 818

ويحك! عزَّة جارية صغيرة وليس فيها وفاء لحقك فأحله على إحدانا، فإنها أملأ به منها وأسرع له أداء.

فقال: ما أنا بمحيل حقي عنها. ومضى لوجهه، ثم رجع إليهن حين فرغ من بيع جلبه فأنشدهن فيها:

نَظَرْتُ إليها نَظْرَةً وهي عَاتِقٌ

على حين أن شَبَّتْ وَبَانَ نُهُودُهَا

وَقَدْ درَّعُوهَا وهي ذَاتُ مُؤَصَّد

مَجوبٍ ولمَّا يَلبَسُ الدّرعُ رِيدُهَا

(1)

منَ الخَفِراتِ البيض وَدّ جليسُها

إذا ما انْقَضَتْ أحْدُوثةٌ لو تُعيدُها

(2)

فقلت له: أبيت إلا عزَّة! وأبرزنها إليه وهي كارهة، ثم أحبتَّه عزَّة بعد ذلك أشد من حبه إياها

(3)

.

‌وصف عزة:

عن قسيمة بنت عياض بن سعيد الأسلمية، وكنيتها أم البنين قالت: سارت علينا عزَّة في جماعة من قومها بين يدي يربوع وجُهينة، فسمعنا بها فاجتمعت جماعة من نساء الحاضر أنا فيهن، فجئنا فرأينا امرأة حلوة حُميراء نظيفة فتضاء لنا لها، ومعها نسوة كلهن لها عليهم فضل من الجمال والخلق إلى أن تحدثت ساعة فإذا هي من أبرع الناس وأحلاهم حديثًا، فما فارقناها إلا ولها علينا الفضل في أعيننا، وما نرى في الدنيا امرأة تروقها جمالا وحسنًا وحلاوة

(4)

.

‌الشك في عشق كُثَيِّر:

قال ابن سَلام: كان كُثَيِّر مدعيًا ولم يكن عاشقًا، وكان جميل صادق الصبابة والعشق. . . عن أبي عبيدة قال: كان جميل يصدق في حبه وكان كُثَيِّر يكذب.

(1)

المؤصد: صدار تلبسه الجارية (الفتاة الصغيرة). والمجوب: الذي جعل له جيب. وريدها: تربها وندها.

(2)

والخَفَارَةُ: شدة الحياء. وخَفِرَت المرأة خَفَرًا: اشتد حياؤها.

(3)

الأغاني 9/ 25.

(4)

الأغاني 9/ 28.

ص: 819

أنه نظر إلى عزَّة ذات يوم وهي متنقبة تميس في مشيتها، فلم يعرفها كُثَيِّر وقال: يا سيدتي! قفي حتى أكلمك فإني لم أر مثلك قط، فمن أنت ويحك؟ قالت: ويحك! وهل تركت عزَّة فيك بقيةً لأحد؟

قال: بأبي أنت! واللَّه لو أن عزَّة أمة لي لوهبتها لك.

قالت: فهل لك في المخاللة؟

قال: وكيف لي بذلك؟

قالت: أني وكيف بما قلت في عزَّة؟!

قال: أقلبه فاحوله إليك.

فسفرت عن وجهها ثم قالت: أغدرًا يا فاسق وإنك لهكذا! فأبلس

(1)

ولم ينطق وبهت، فلما مضت أنشأ يقول:

ألا ليتني قبل الذي قلتُ شيبَ لي

من السُّمِّ جَدْحَاتٌ بماءِ الذَّرَارحِ

(2)

فمتُّ ولم تعلمَ عليَّ خَيانَةً

وكم طالبٍ للربح ليس برابح

أبوءُ بذنبي إنني قد ظَلَمْتُها

وَإنِّي بباقِي سِرِّها غيرُ بائِحِ

(3)

‌لقاء عزَّة وكُثَيِّر:

. . . عن أبي عمرو الجُهنيّ عن أبيه قال:

سارت علينا عزَّة في جماعة من قومها، فتزلت حيالنا، فجاءني كُثَيِّر ذات يوم فقال لي: أريد أن أكون عندك اليوم فاذهب إلى عزَّة، فصرت به إلى منزلي، فأقام عندي حتى كان العشاء، ثم أرسلني إليها وأعطاني خاتمه وقال: إذا سلَّمت، فَستَخرُج إليك جارية، فادفع إليها خاتمي وأعلمها مكاني، فجئت بيتها فسلَّمت فخرجت إليَّ الجارية فأعطيتها الخاتم فقالت: أين الموعد؟ قلت: صَخَراتُ أبي عُبيد الليلةَ، فواعدتها هناك، فرجعت إليه فأعلمتُه فلما أمسى قال لي: انهض بنا، فنهضنا فجلسنا هناك نتحدث حتى جاءت من الليل فجَلَسَتْ فتحدَّثا فأطالا،

(1)

أبلس: سكت وتحير.

(2)

الجدحه: اللته. والذرارح: دويبات أعظم من الذباب.

(3)

الأغاني 9/ 31، 32.

ص: 820

فذهبت لأقوم، فقال لي: إلى أين تذهب؟ فقلت: أخليكما ساعةً لعلكما تتحدثان ببعض ما تكتُمان. فقال لي: اجلس! فواللَّه ما كان بينا شيءٌ قطُّ، فجلستُ وهما يتحدثان وإن بينهما لَثُمامةً عظيمة هي من ورائها جالسة حتى أسْحَرْنَا، ثم قامت فانصرفت، وقمت أنا وهو، فظلّ عندي حتى أمسى ثم انطلق

(1)

.

‌عتاب عزَّة لكُثَيِّر:

. . . عن سائب رواية كُثَيِّر قال:

خرجتُ معه نريد مصر فمررنا بالماء الذي فيه عزَّة فإذا هي في خباء، فسلّمنا جميعًا فقالت عزَّة: وعليك السلام يا سائب، ثم أقبلت على كُثَيِّر فقالت: ويحك! ألا تتَّقي اللَّه! أرأيتَ قولك:

بآيةِ ما أَتَيتُكِ أُمَّ عمرِو

فَقُمتِ لِحَاجَتِي والبيتُ خَالِي

أخَلوتُ معك في بيت أو غير بيت قطُّ؟!

قال: لم أَقُله، ولكنني قلتُ:

فأُقسمُ لو أَتَيتُ البحرَ يومًا

لأشربَ ما سَقَتْني من بِلالِ

وَأقسمُ إنَّ حُبَّك أمَّ عمرِو

لَداءٌ عند منقطع السُّعالِ

قالت: أمَّا هذا فَنَعمْ.

وقال سائب: ثم أتينا عبد العزيز بن مروان بمصر وعدنا، فقال كُثَيِّر عليكِ السلام يا عزَّة. قالت عليك السلام يا جملُ، فقال كُثَيِّر:

حيتك عزَّة بعد الهجر فانصرفت

فحي ويحك من حياك يا جَملُ

لو كُنْتَ حيَّيتَها ما زلتَ ذا مقَةٍ

عندي ومَا مَسْك الإدْلاجُ والعَمَلُ

(2)

ليتَ التحيَّةَ كانت لي فاشْكُرهَا

مَكَانَ يَا جَملٌ حُيِّيتَ يا رَجُلُ

(3)

(1)

الأغاني 9/ 30.

(2)

المقة: المحبة.

(3)

الأغاني 9/ 32.

ص: 821

‌عزَّة وغلام كُثَيِّر:

كان لكُثَيِّر غلام تاجرٌ، فباع من عزَّة بعض سلعه، ومطلته مُدة وهو لا يعرفها فقال لها يومًا: أنت واللَّه كما قال مولاي:

قَضَى كلُّ ذِي دَينٍ فَوَّفَى غَرِيمه

وَعَزَّةُ مَمطُولٌ معنًى غَريمُهَا

فانصرفت عنه خَجلة.

فقالت له امرأة: أتعرف عزَّة؟

قال: لا واللَّه!

قالت: فهذه واللَّه عزَّة.

فقال: لا جَرَم واللَّه لا آخذ منها شيئًا أبدًا ولا أقتضيها ورجع إلى كُثَيِّر فأخبره بذلك، فأعتقه ووهب له المال الذي كان في يده

(1)

.

‌عزَّة وبثينة:

قالت عزَّةُ لبُثينةَ: تصدَّي لكُثَيِّر واطمعيه في نفسك حتى أسمع ما يجيبك به فأقبلت إليه وعزة تمشي وراءها مختفيةً، فعرضت عليه الوصل، فقاربها ثم قال:

رَمَتْني على عَمْدٍ بُثينَةُ بعْدَمَا

تولَّى شَبابِي وارْجَحَنَّ شَبَابُهَا

فكشفت عزَّةُ عن وجهها، فبادرها الكلامَ ثم قال:

ولكنَّما تَرمينَ نَفْسًا مَريضةً

لِعَزَّة منها صَفُوها ولُبَابُها

فضحكت ثم قالت: أولى لك بها قد نجوت، وانصرفتا تتضاحكان

(2)

.

‌عزَّة وسكينة بنت الحسين:

خرج كُثَيِّر في الحاجّ بجمل له يبيعه، فمرَّ بسُكينة بنت الحسين ومعها عزَّة وهو لا يعرفها، فقالت سُكينة: فسُومُوه بالجمل، فساموه فاستام مائتي درهم فقالت: ضَعْ عنَّا فأبى، فدعت له بتمر وَزُبد فأكل، ثم قالت له: ضع كذا وكذا

(1)

الأغاني 9/ 27.

(2)

الأغاني 9/ 35.

ص: 822

(لشيء يسير) فأبى، فقالوا له: قد أكلت يا كُثَيِّر بأكثر مما نسألك! فقال: ما أنا بواضع شيئًا، فقالت سكينة: اكشفوا عنها وعن عزَّة، فلما رآهما استحيا وانصرف وهو يقول: هو لكم هو لكم

(1)

.

‌عائشة بنت طلحة وكُثَيِّر:

بعثت عائشة بنت طلحة إلى كُثَيِّر فقالت له:

يا ابن أبي جمعة ما الذي يدعوك إلى ما تقول من الشعر في عزَّة وليست على ما تصف من الحسن والجمال؟ لو شئت صرفت ذلك إلى غيرها ممَّن هو أولى به منها، أنا أو مثلي، فأنا أشرف وأوصل من عزَّة (وإنَّما جرَّبته بذلك) أي أرادت اختبار صدق حبه لعزَّة:

فقال:

إذا مَا أَرَادَتْ خُلَّةٌ أن تَزيلنَا

أَبْينا وَقُلنَا الحَاجبيَّةُ أوَّلُ

(2)

سَنُوليك عُرفًا إنْ أرَدْتِ وصَالنَا

وَنَحْنُ لِتلك الحاجَبيَّةِ أَوْصَلُ

لها مَهْلٌ لا يُسْتَطَاعُ دِرَاكُهُ

وسَابِقَةٌ فِي الحُبِّ ما تَتَحوَّلُ

(3)

فقالت عائشة واللَّه لقد سميتني لك خُلَّةً وما أنا لك بخُلَّة وعرضت علي وَصْلك وما أريد ذلك وإن أردت، ألا قلت كما قال جميل:

ولَرُبَّ عارضَةٍ عَلَيْنَا وَصْلَهَا

بالجِدِّ تَخْلُطُه بقولِ الهَازِلِ

فأجَبْتُها فِي الحُبِّ بعد تَسَتُّرٍ

حُبِّي بُثَينَةً عن وصالك شاغلي

(4)

‌أم الحويرث وكُثَيِّر:

. . . عن إبراهيم المهدي قال: قدم على هشام بن محمد الكلبي فسألته عن العشاق يومًا فقال: تَعَشَّق كُثَيِّر امرأة من خزاعة يقال لها أم الحويرث فنسب بها،

(1)

الأغاني 9/ 30.

(2)

الشعر والشعراء 338، وورد صدر البيت في الخزانة (إذا وصلتنا خلة كي تزيلها) 5/ 222.

(3)

ورد في خزانة الأدب 5/ 222 عجز البيت (وسابقة مِلحُبّ لا تتحول). والمهل: التقدم في الخبر والنسب.

(4)

الشعر والشعراء 338، 339، وخزانة الأدب 5/ 222.

ص: 823

وكرهت أن يسمع بها ويفضحها، كما سمع بعزة، فقالت له: إنك رجل فقير لا مال لك فابتغ مالا يُعفي عليك، ثم تعال فاخطبني كما يخطب الكرام، قال لها: فاحلفي لي ووثقي أنك لا تتزوجين حتى أقدم عليك، فحلفت، ووثقت له، فمدح عبد الرحمن بن إبريق الأزدي، فخرج إليه، فلقيته ظباء سوانح ولقي غرابًا يفحص التراب بوجهه، فتطير من ذلك حتى قدم على حي من لهب

(1)

فقال: أيكم يزجر؟

فقالوا: كلنا فمن تريد؟

قال: أعلمكم بذاك.

قالوا: ذاك الشيخ المنحني الصلب، فأتاه فقص عليه القصة، فكره ذلك وقال له: قد توفيت أو تزوجت رجلًا من بني عمها فأنشأ يقول:

تيمَّمتُ لهبًا أبتغي العلمَ عنْدَهم

وَقَدْ رُدَّ علمُ العائفينَ إلى لهبِ

تَيمَّمتُ شيخًا منهمُ ذَا بَجالةٍ

بَصيِرًا بِزَجْرِ الطَير مُنْحَنَى الصُّلبِ

(2)

فَقُلتُ لَهُ مَاذا تَرَى في سَوانِحٍ

وَصَوتَ غُرابٍ يَفْحَصُ الوَجْهَ بالتُّرَبِ

فَقَالَ جَرى الطَّيرُ السَّنيح ببَيْنَها

وَقَالَ غُرابٌ جَدَّ مُنْهَمِرَ السَّكبِ

فَإِلا تَكُنْ مَاتتْ فَقَدْ حَال دُونَهَا

سِواكَ خَليلٌ باطنٌ من بَنِي كَعْبِ

فمدح الرجل الأزدي ثم أتاه فأصاب منه خيرًا كثيرًا، ثم قدم عليها فوجدها قد تزوجت رجلًا من بني كعب، فأخذه الهلاس

(3)

فكشح

(4)

جنباه بالنار، فلما اندمل

(5)

من علته وضع يده على ظهره فإذا هو برقمتين فقال: ما هذا؟ قالوا له: إنه آخذك الهلاس وزعم الأطباء أنه لا علاج لك إلا الكشح بالنار فكشحت بالنار، فأنشأ يقول:

عَفَا اللَّهُ عَنْ أُمُّ الحُويرث ذَنْبَها

عَلامَّ تُعنِّيني وَتكمي

(6)

دَوائيَا

فَلَو آذَنُوني قَبْلَ أن يرقُمَوا بِهَا

لَقُلْتُ لَهُمْ أُمُّ الحُوَيرث دَائِيَا

(1)

لِهب: قبيلة من اليمن معروفة بالعيافة وزجر الطير.

(2)

ذا بجالة: يبجله الناس ويعظمونه.

(3)

الهلاس: داء بهزل الجسم أو هو السل.

(4)

الكشح: الكي بالنار.

(5)

أي تماثل للشفاء.

(6)

تكمي: تستر.

ص: 824

وجاء كُثَيِّر إلى عبد اللَّه بن جعفر وقد نحل وتغير، فقال له عبد اللَّه: ما لي اراك متغيرًا يا أبا صخر؟

قال: هذا ما عملت بي أم الحويرث، ثم ألقى قميصه فإذا به قد صار مثل القش وإذا به آثار من كي

(1)

.

‌كُثَيِّر

(2)

في الكوفة:

وصل كُثَيِّر إلى الكوفة، فأتى إلى مسجد بارق، فقالوا له:

أنت من أهل الحجاز؟

قال: نعم.

فقالوا: فأخبرنا عن رجل شاعر ولد زنا يدعى كُثَيِّر.

قال: سبحان اللَّه أما تسمعون أيها المشايخ ما يقول الفتيان!

قالوا: هو ما قاله لنفسه.

فانسل منهم وجاء إلى والي الكوفة حسَّان بن كيسان، فطيره على البريد.

وقال عمر بن شبَّة في خبره: أن سُراقة

(3)

البارقي هو المخاطب له بهذه الشتيمة وإنه عرفه وقال له: إن قلت هذا على المنبر قتلتك قحطان وأنا أولهم، فانصرف إلى منزله ولم يعد إلى عبد الملك بن مروان بالشَّام.

‌كُثَيِّر في مصر:

خرج كُثَيِّر إلى مصر وعزَّة بالمدينة فاشتاق إليها فقام إلى بغلة له فأسرجها وتوجه نحو المدينة لم يعلم به أحد، فبينا هو يسير في التيه بمكان يقال له فيفاء خريم إذ هو بعير قد أقبلت من ناحية المدينة في أوائلها محامل فيها نسوة وكُثَيِّر متلثِّم بعمامة له وفي النسوة عزَّة فلما نظرت إليه عرفته وأنكرها فقالت لقائد قُطارها

(4)

: إذا دنا منك الراكب فاحبس: فلما دنا كُثَيِّر حبس القائد القطار فابتدرته عزَّة فقالت: من الرجل؟ قال: من الناس. قالت: أقسمتُ؟ قال: كُثَيِّر.

(1)

الأغاني 9/ 33، 34، 35.

(2)

الأغاني 9/ 13.

(3)

سراقة البارق من ظرفاء وشعراء أهل العراق (الأغاني 9/ 13)

(4)

القطار: القافلة من الجمال.

ص: 825

قالت: فأين تريد في هذه المفازة؟

قال: ذكرت عزَّة وأنا بمصر فلم أجد أن خرجت نحوها على الحال التي ترين.

قالت: فلو أن عزَّة لقيتك فأمرتك بالبكاء أكنت تبكي؟

قال: نعم.

فنزعت عزَّة اللثام عن وجهها وقالت: أنا عزَّة فإن كنت صادقًا فافعل ما قلت، فأفحم.

فقالت للقائد: قد قطارك فقاده وبقي كُثَيِّر مكانه لا يحير

(1)

: ولا ينطق حتى توارت، فلما فقدها سالت دموعه وأنشأ يقول:

وَقَضَّين ما قَضَّيْنَ ثم تَرَكْتَنِي

بِفَيْفَا خُرَيْمٍ قائمًا أتَلدَّدُ

(2)

تَأَطَّرْنَ حتَّى قلْتُ لسْنَ بَوَارِحًا

وَذُبْنَ كما ذابَ السديفُ المسَرهَدُ

(3)

أقُولُ لماء العين أَمْعِنْ لَعَلَّهُ

لما لا يُرى من فائب الوِجْد يشْهَدُ

فَلَم أَرَ مثَلَ العينَ ضَنَّت بِمَائِهَا

عَليَّ ولا مثْلي على الدَّمْع يَحْسُدُ

وبَينَ التَّراقِي واللَّهاةِ حَرارَةٌ

مَكَانَ الشَّجَى ما إن تَبُوحَ فَتبرُدُ

وعادت عزَّة إلى مصر وخرج كُثَيِّر يريد مصر فوافاها والناس ينصرفون عن جنازتها

(4)

.

‌كُثَيِّر والحزين الدّيليّ:

التقى كُثَيِّر والحزين الدّيليّ بالمدينة في دار ابن ازهر في سوق الغنم، فضمهما المجلس، فقال كُثَيِّر للحزين: ما أنت بشاعر يا حزين، إنما توصل الشيء.

فقال له الحزين: أتأذن لي أن أهجوك؟

قال: نعم.

(1)

لا يحير: لا يدري ماذا يفعل.

(2)

الفيفا: الصحراء الواسعة. وأتلدد: أتلفت يمينة ويسرة في حيرة.

(3)

تأطرن: جاء في لسان العرب: تأطرت المرأة إذا لزمت بينها وأقامت فيه. والسديفُ: شحم السنام، والمسرهد: السمين.

(4)

الشعر والشعراء: 340، 341.

ص: 826

وكان كُثَيِّر قبل ذلك وهو ينتسب إلى بني الصلت

(1)

بن النضر بن كنانة وقال:

أَليسَ أبي بالنَّضرِ أو ليس إخوتي

بِكلِّ هجانٍ من بني الصَّلت أَزْهَرًا

فإن لم تكونوا من بني الصَّلت فاتركوا

أرَاكًا بَأذيالَ الخمائل أَخْضَرا

(2)

فلما أذن كُثَيِّر للحزين أن يهجوهن قال الحزين:

لَقَدْ عَلقَتْ زُبَّ الذُّبابِ كُثَيِّرًا

أسَأودُ لا يُطنينه وَأَراقمُ

(3)

قَصيرُ القَميصِ فَاحشٌ عندَ بيته

بَعَضُّ القُرادُ باسْتِهِ وهو قَائِمُ

فقام كُثَيِّر فحمل عليه فلكزه، وكان الحزين طويلًا أيّدًا، فقال له الحزين: أنت عن هذا أعجز، واحتمله فكان في يده مثل الكرة، فضرب به الأرض، فخلصه منه الأزهريون، فبلغ ذلك أبا الطُّفيل عامر بن واثلة وهو بالكوفة، فأقسم لئن ملأ عينيه من كُثَيِّر ليضربنه بالسيف أو ليطعنته بالرمح، وكان خندف الأسدي صديقًا لأبي الطفيل، فطلب إلى أبي الطفيل في كُثَيِّر واستوهبه إياه فوهبه له، والتقيا بمكة وجلسا جميعًا مع عمر بن علي بن أبي طالب، فقال: أما واللَّه لولا ما أعطيت خندفًا من العهد لوفيت لك، ولقد رثي كُثَيِّر خندفًا بقصيدة مطلعها:

يَنَالُ رجالًا نفعه وهو منهمُ

بعيدٌ كَعيُّوقِ الثرَيَّا المُحَلِّقِ

(4)

ولم يخطر بفكر كُثَيِّر بأن الحزين الديلي سيبلغ منه ما بلغ في هجائه له ببيت واحد، وهو من الهجاء المقذع المر:

قَصيرُ القَميصِ فَاحشٌ عندَ بيته

يَعَضُّ القُرادُ باسْتِهِ وهو قَائِمُ

وهذا ما أثار حفيظته وانتهى الأمر إلى تدارك الموقف بينهما؟

(1)

الصلت بن النضر كان كُثَيِّر يدعي الانتساب إلى قريش.

(2)

الخميلة: المهبط الغامض من الرمل والتي يشبه نبتها خمل القطيفة.

(3)

الساود: الحبات. ولا يطنينه: لا يبقين عليه. والأرقم: أخبث الحياة وأطلبها للناس.

(4)

العيوق: كوكب أحمر مضيء بحيال الثريا في ناحية الشمال، ويطلع قبل الجوزاء أغاني 9/ 7، 8.

ص: 827

‌مذهب كُثَيِّر:

ورد عنه "كان كُثَيِّر شيعيًا غاليًا يزعم أن الأرواح تتناسخ ويحتج بقول اللَّه تعالى: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)} [الانفطار].

"وكان كُثَيِّر كيسانيًا يرى الرجعة".

كان كُثَيِّر يتشيع، ويزعم أن محمد ابن الحنفية لم يمت وقال في ذلك:

أَلا إِنَّ الأئمَّة من قُريشٍ

وُلاةُ الحقِّ أربعةٌ سواءُ

عليٌّ والثَّلاثَةُ من بَنيه

همُ الأسباطُ ليس بهم خَفَاءُ

فَسبْطٌ سبطُ إيمان وبرٍّ

وسبطٌ غَيَّبته كَربَلاءُ

وَسبطٌ لا تراه العينُ حتَّى

يَقُود الخَيلَ يقدُمها اللِّواءُ

تَغيَّب لا يُرَى عنهم زمَانًا

برَضْوَى عنده عسلٌ وماءُ

(1)

ولقد وردت روايات طريفة حول ما قاله كُثَيِّر في مثل هذه الأمور لابد من ذكرها لاكتمال صورة البحث التي تتعلق به:

دخل عبد اللَّه بن حسن على كُثَيِّر يعوده في مرضه الذي مات فيه، فقال له كُثَيِّر: ابشر! فكأنك بي بعد أربعين ليلة قد طلعت عليك على فرس عتيق. فقال له عبد اللَّه بن حسن: مالك عنيف لعنة اللَّه! فواللَّه لئن مت لا أشهدك ولا أعودك ولا أكلمك أبدًا.

ورواية ثانية: كان أبو هاشم عبد اللَّه بن محمد بن علي قد وضع الأرصاد على كُثَيِّر فلا يزال يؤتى بالخبر من خبره، فيقول له إذا لقيه: كنت في كذا وكنت في كذا إلى أن جرى بين كُثَيِّر وبين رجل كلام فأتي به أبو هاشم: فأقبل به على أدراجه فقال له أبو هاشم: كنت الساعة مع فلان فقلت له كذا وكذا وقال لك كذا وكذا، فقال له كُثَيِّر: أشهد أنك رسول اللَّه

(2)

.

ورواية ثالثة وقعت له مع عمته:

كان كُثَيِّر يدخل على عمة له برزة فتكرمه وتطرح له وسادة يجلس عليها، فقال لها يومًا: لا واللَّه ما تعرفيني ولا تكرمينني حق كرامتي!

(1)

الأغاني 9/ 14.

(2)

الأغاني 9/ 16، 17.

ص: 828

قالت: بلى واللَّه إني لأعرفك.

قال: فمن أنا؟

قالت: ابن فلان، وابن فلانة، وجعلت تمدح أباه وأمه.

فقال: قد عرفت أنك لا تعرفيني.

قالت: فمن أنت؟

قال: أنا يونس بن متى

(1)

.

والروايات كثيرة عن كُثَيِّر ومنها عن. . . عن طلحة بن عبد اللَّه قال: ما رأيت قط أحمق من كُثَيِّر، دخلت عليه يومًا في نفر من قريش، وكنا كثيرًا ما نتهزأ به، وكان يتشيع، فقلت له: كيف تجدك يا أبا صخر؟ وهو مريض.

فقال: أجدني ذاهبًا.

فقلت له: كلا!

فقال: هل سمعتم الناس يقولون شيئًا؟

فقلت: نعم! يتحدثون أنك الدَّجال.

قال: أنا لئن قلت ذاك إني لأجد في عيني ضعفًا منذ أيام

(2)

.

‌أخباره مع الأمويين:

المقابلة الأولى بين عبد الملك وكُثَيِّر.

دخل كُثَيِّر على عبد الملك بن مروان، فقال عبد الملك:

أأنت كُثَيِّر عزَّة؟ قال: نعم.

قال: أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه.

فقال: يا أمير المؤمنين، كل عند محله رحب الفناء، شامخ البناء عالي السناء، ثم أنشأ يقول:

(1)

الأغاني 9/ 19.

(2)

الأغاني 9/ 20.

ص: 829

تَرَى الرِّجُلَ النَّحِيفَ فَتَزْدَرِيهُ

وَفي أَثْوَابَهُ أَسَدٌ هَصُورُ

(1)

وَيُعْجِبُكَ الطَّريرُ إِذَا تَرَاهُ

فَيُخَلِفُ ظَنَّكَ الرَّجُلُ الطَّريرُ

(2)

بُغَاثُ الطَّيرِ أَطْوَلُهَا رِقَابًا

وَلَمْ تَطُلِ البُزَاة وَلَا الصُّقُورُ

(3)

خِشَاشُ الطَّيْرِ أَكْثرُهَا فِراخًا

وأُمُّ الصَّقْرِ مِقْلاةٌ نَزُورُ

(4)

ضِعافُ الأُسْدِ أَكثَرُهَا زَئيرًا

وأَصْرَمُها اللواتي لا تَزِيرُ

وَلَقَدْ عَظُمَ البَعِيرُ بِغَيْرِ لُبٍّ

فَلَمْ يَسْتَغْنِ بِالعَظْمِ البَعِيرُ

يُنَوَّخ ثُمَّ يَضْرِبُ بالهَرَاوَى

فَلَا عُرْفٌ لَدَيْهِ وَلَا نكيرُ

(5)

يُقَوِّده الصَّبِيُّ بِكُلِّ أرضٍ

ويَنْحَرُه عَلَى التُّرَبِ الصغيرُ

(6)

فقال عبد الملك: للَّه دره، ما أفصح لسانه، وأضبط جنانه، وأطول عنانه! واللَّه إني لأظنه كما وصف نفسه.

من خلال مسار الحديث أرى أن هذه هي المقابلة الأولى لكُثَيِّر مع عبد الملك ابن مروان حتى قال له: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، ورد كُثَيِّر بالشعر عليه.

لم ينظر الأمويون إلى كُثَيِّر نظرة عدائية لاعتناقه مذهبًا يخالف مذهبهم، ولتظاهره بحب الإِمام علي بن أبي طالب وأولاده وأحفاده، بل كانوا لا يصدقونه بمسألة ما، إلا إذا اقسم لهم به، لأنهم يعرفون مدى إخلاصه له، فكان يأتي ولد حسن بن حسن فيهب الدراهم لهم، ثم يأتي إلى معاوية بن عبد اللَّه بن جعفر فيقبله ويقول له: أنت من الأنبياء الصغار ورب الكعبة.

(1)

وردت القصيدة في حماسة أبي تمام بأنها لعباس بن مرداس، وفي حاشية الحماسة 2/ 20 قال: إن هذا الشعر لمعاوية بن مالك، أما المصدر الذي نسبه إلى كُثَيِّر هو أمالي القالي 1/ 46 وهو مرجعنا، وقد ورد في الحماسة قافية البيت. . . مزير - والاختلاف هنا بين المرجعين. الحماسة وأمالي القالي.

(2)

صدر البيت (ويعجبك الطرير فتبتليه).

(3)

صدر البيت (ضعاف الطير أطوالها جسومًا).

(4)

صدر البيت (بغاث الطير أكثرها فراخًا).

(5)

ويضربه الوليد بالهراوي فلا غير لديه ولا نكير.

(6)

ولقد ورد (يصرفه الصبي بكل وجه ويحسبه على الخسف الجرير).

ولقد ورد في حماسة أبي تمام 2/ 20 زيادة:

فإن أكُ في شراركمُ قليلا

فإني في خياركمُ كثير

ص: 830

مع كل مودته تلك، كان كُثَيِّر ينتسب إلى الأمويين ويمدحهم بشعره وينال أعطياتهم، وهم يدركون بأن كُثَيِّرًا لا يشكل عليهم أية أخطار متوقعة، فهو مجرد شاعر قزم الشخصية لا يزيد طوله على ثلاثة أشبار، يبحث عن العشق والغرام وينشد أشعاره حوله، ومنظره يوحي إلى السخرية والتندر فهم أحبوا شعره وعطفوا عليه، ومدحهم وكان صادقًا في مدحه إياهم.

‌كُثَيِّر وعبد الملك بن مروان:

دخل كُثَيِّر على عبد الملك بن مروان فقال: يا أمير المؤمنين، إن أرضًا لك يقال لها غُرَّب ربما أتيتها وخرجت إليها بولدي وعيالي فأصبنا من رطبها وتمرها بشراء مرة وطعمة مرة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يعمرنيها فعل؟ فقال له عبد الملك: ذاك لك.

فندمه الناس وقالوا له: أنت شاعر الخليفة ولك عنده منزلة، فهلا سألت الأرض قطيعة!

فأتى الوليد فقال: إن لي إلى أمير المؤمنين حاجة فأجلسني قريبًا من البرذون فلما استوى عليه عبد الملك قال له: إيه! وعلم أن له إليه حاجة، فقال كُثَيِّر:

جَزَتْكَ الجَوازِي عن صَديقكَ نَظرةً

وَأَدْنَاكَ رَبِّي في الرَّفِيق المُغرَّبِ

فإِنَّكَ لا يُعَطِى عَليكَ ظُلامةً

عَدوٌ ولا تَنْأَى عن المُتَقرِّبِ

وإِنَّك مَا تَمْنَع فَإِنَّك مَانعٌ

بحقٍّ وَمَا أَعْطَيتَ لَمْ تَتَعَقَّبِ

فقال له: أترغب غربًا

(1)

؟

قال: نعم يا أمير المؤمنين.

قال: اكتبوها له ففعلوا

(2)

.

وروى أن عبد الملك بن مروان قال له: ويحك! الحق بقومك من خزاعة فأخبر أنه من كنانة قريش وأنشد كُثَيِّر قوله:

(1)

غرب: ماء بنجد ثم بالشريف من مياه بني نمير.

(2)

الأغاني 9/ 10.

ص: 831

أَلَيْسَ أَبِي بِالصَّلْتِ أَم ليس إخوتي

بكل هجانٍ مِنْ بَنِي النَّضْرِ أَزْهَرَّا

فَإِنْ لمْ تَكُونُوا مِنْ بَنِي النَّضْرِ فَاتْرُكُوا

أَرَاكًا بِأَذْنَابِ القَوابل أَخْضَرَا

أُبِيَتْ الَّتِي قَدْ سُمَتني ونَكْرتُها

ولو سُمتَها قبلِي قَبيصَةَ أَنْكَرَا

لَبسْنَا ثيابَ العَصْبِ فاخْتَلطَ السَّدَى

بِنَا وَبِهِمْ وَالْحَضْرَمِيَّ المخَصّرا

(1)

فقال له عبد الملك: لابد أن تنشد هذا الشعر على منبري الكوفة والبصرة، وحمله وكتب إلى العراق في أمره، فأجابته خزاعة الحجاز إلى ذلك وقال فيه الأحوص، ويقال: بل سراقة البارقي:

لَعَمْري لقَدْ جَاءَ العِراقَ كُثَيِّرٌ

بِأحْدُوثةٍ مِن وَحيه المُتكَذَّبِ

أيزعمُ أني من كِنَانةَ أوّلي

وَمَاليَ من أُمُّ هُناكَ وَلا أبِ

وأجابه كُثَيِّر وقيل أبي علقمة الخزاعي فقال:

أبَا خُبَثٍ أكرمْ كِنَانَةَ أنَّهم

مَواليك إنْ أمرٌ سَما بِكَ مُعَلقُ

ورد عليه الأحوص في قصيدة نذكر منها:

فإنَّكَ لا عمرًا أبَاكَ حَفظْتُهُ

ولا النَّضَر إن ضَيَّعتَ شَيخَكَ تَلْحَقُ

وَلَم تُدرِك القَومَ الذينَ طَلَبْتَهُمْ

فَكُنْتَ كَمَا كَانَ السِّقاءُ المُعَلَّقُ

(2)

خرج عبد الملك بن مروان لحرب مصعب بن الزبير فنظر إلى كُثَيِّر في ناحية من عسكره يسير مطرقًا، فدعا به وقال: لأعلم ما أسكتك وألقى عليك بثك، قال كُثَيِّر فإن أخبرتك عنه أتصدقني؟ قال نعم:

قال: قل وحق أبي تراب لتصدقني.

قال: واللَّه لأصدقنك.

قال: لا أو تحلف به، فحلف به.

فقال تقول: رجلان من قريش أحدهما صاحبه فيحاربه، القاتل والمقتول في النار، فما معني سيري مع أحدهما إلى الآخر ولا آمن سهمًا عاثرًا لعله أن يصيبني فيقتلني فأكون معهما!

(1)

العصب: برود يمينة يعصب غزلها (أي يجمع ويشد).

(2)

الأغاني 9/ 11، 12.

ص: 832

قال: واللَّه يا أمير المؤمنين ما أخطأت

(1)

.

قال: فارجع من قريب. وأمر له بجائزة.

‌بين عبد الملك وكُثَيِّر:

سأل عبد الملك بن مروان وكُثَيِّرًا: من أشعر الناس اليوم يا أبا صخر؟ قال من يروي أمير المؤمنين شعره، فقال عبد الملك: أما إنك لمنهم.

وقال كُثَيِّر لعبد الملك: كيف ترى شعري يا أمير المؤمنين؟

قال: أراه يسبق السحر ويغلب الشعر.

وكان عبد الملك بن مروان يخرج شعر كُثَيِّر إلى مؤدب ولده مختومًا يرويهم إياه ويرده

(2)

.

‌عبد الملك بن مروان وكُثَيِّر:

دخل كُثَيِّر على عبد الملك بن مروان فقال له: نشدتك بحق علي بن أبي طالب هل رأيت أحدًا قط أعشق منك؟

قال يا أمير المؤمنين لو نشدتني بحقك أخبرتك؟

فقال: نشدتك بحقي إلا أخبرتني؟

قال: نعم يا أمير المؤمنين، بينا أنا أسير في بعض الفلوات فإذا أنا برجل قد نصب حباله فقلت له: ما أجلسك ههنا؟

قال: أهلكني وأهلي الجوع. فنصبت حبالتي هذه لأصيب لهم ولنفسي ما يكفينا ويعصمنا يومنا هذا.

قلت: أرأيت إن أقمت معك فأصبت صيدًا أتجعل لي منه جزأ؟

قال: نعم، فبينا نحن كذلك وقعت فيها ظبية، فخرجنا نبتدر، فبدرني إليها فحلها، وأطلقها فقلت: ما حملك على هذا؟

(1)

الأغاني 9/ 21، 22.

(2)

الأغاني 9/ 22، 23.

ص: 833

قال: دخلتني لها رقة لشبهها بليلى. وأنشأ يقول:

أيا شبه ليلي لا تَراعي فإنَّني

لكِ اليومَ من وحْشيَّةٍ لصَديقُ

(1)

أَقُولُ وقَدْ أَطْلقْتُهَا من وِثَاقِها

فَأَنْتِ للَيْلَى إنْ شَكَرْتِ عتيقُ

(2)

‌كُثَيِّر وأعجب أخباره:

سأل عبد الملك كُثَيِّرًا عن أعجب خبر له مع عزَّة؟ فقال: حججت سنة من السنين وحج زوج عزَّة بها، ولم يعلم أحد منا بصاحبه، فلما كنا ببعض الطريق أمرها زوجها بابتياع سمن تصلح به طعامًا لأهل رفقته، فجعلت تدور الخيام خيمة خيمة حتى دخلت إلي وهي لا تعلم أنها خيمتي، وكنت أبري أسهمًا لي، فلما رأيتها جعلت أبري وأنا انظر إليها ولا أعلم حتى بريت عظامي مرات ولا أشعر به والدم يجري، فلما تبينت ذلك دخلت إلي فأمسكت يدي وجعلت تمسح الدم عنها بثوبها، وكان عندي نحي من سمن فحلفت لتأخذنه، فأخذته وجاءت إلى زوجها بالسمن، فلما رأى الدم سألها عن خبره فكاتمته، حتى حلف لتصدقنه، فضربها وحلف لتشتمنيه في وجهي.

فوقفت علي وهو معها فقالت لي: يا بن الزانية وهي تبكي، ثم انصرفا فذلك حين أقول:

يُكَلِّفُهَا الخِنزيرُ شَتْمي وَمَا بهَا

هَواني ولكنْ للْمَليكِ اسْتَذلَّتِ

(3)

يجوز أنه جرح نفسه، أما أنه بري عظامه وهو لا يشعر، فهذه رواية مبالغ فيها؟

‌عزَّة وعبد الملك بن مروان:

دخلت عزَّة على عبد الملك بن مروان وقد عجزت، فقال لها أنت عزَّة كُثَيِّر؟

فقالت: أنا عزَّة بنت حُميل.

(1)

تراعي: من الروع وهو الخوف.

(2)

الشعر والشعراء: 339.

(3)

خزانة الأدب 5/ 216، والأغاني 9/ 28.

ص: 834

قال: أنت التي يقول لك كُثَيِّر:

لِعَزَّة نَارٌ ما تَبوخُ كأنها

إذا ما رَمَقْتَاها من البُعْدِ كوكَبُ

(1)

فما الذي أعجبه منك؟

قالت: كلا يا أمير المؤمنين! فواللَّه لقد كنت في عهده أحسن من النار في الليلة القرة.

وفي رواية ثانية:

فقالت له: أعجبه مني ما أعجب المسلمين منك حين صيروك خليفة.

فضحك حتى بدت له سن سوداء كان يخفيها، فقالت له: هذا الذي أردت أن أبديه.

فقال لها: هل تروين قول كُثَيِّر فيك:

وقد زَعَمت أني تَغيَّرتُ بَعْدَها

ومَن ذا الذي يا عزُّ لا يتغيَّرُ

تغيَّر جسمي والخَليقَةُ والتي

عَهدْتِ ولم يُخَبرْ بسرِّك مُخْبَرُ

قالت لا! ولكني أروي قوله:

كَأنِّي أُنَادِي صَخْرَةً حِينَ أَعْرَضْت

مِنْ الصُّمِّ لَوْ تَمْشِي بِهَا العُصْمُ زَلَّتِ

صُفُوحًا فَمَا تَلْقَاكِ إِلَّا بَخِيلَةٌ

فَمِنْ مَلَّ مِنْهَا ذلكَ الوصْلَ مَلْتِ

(2)

فأمر بها فأدخلت على عاتكة بنت يزيد، وفي رواية ثانية: أنها أدخلت على أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان - فقالت لها: أرأيت قول كُثَيِّر:

قضى كلُّ ذي دَينٍ فوَّفّي غَريمَة

وعزَّة ممطولٌ مُعنَّى غَريمُها

ما هذا الذي ذكره؟

قالت: قبلة وعدته إياها.

قالت: أنجزيها وعلي إثمها

(3)

.

(1)

نبوخ: تسكن.

(2)

صفوحًا: معرضة صادة.

(3)

الأغاني 9/ 26، 27.

ص: 835

‌عبد العزيز بن مروان وكُثَيِّر عزَّة:

دخل كُثَيِّر على عبد العزيز بن مروان وهو مريض وأهله يتمنون أن يضحك فلما وقف عليه قال له: واللَّه أيها الأمير لولا أن سرورك لا يتم بأن تسلم وأسقم لدعوت ربي أن يصرف ما بك إليَّ، ولكني أسأل اللَّه أيها الأمير العافية ولي في كنفك النعمة، فضحك وأمر له بمال:

وأنشد له:

ونَعودُ سيِّدَنا وسيِّد غيْرنَا

ليْتَ التَشَكِّي كان بالعُوَّاد

لو كاَن يَقبَلُ فِدْيةً لفدَيْتُهُ

بالمُصْطفَى من طارِفي وتَلادِي

(1)

‌يزيد بن عبد الملك وكُثَيِّر:

وقدم كُثَيِّر على يزيد بن عبد الملك وقد مدحه بقصائد جياد مشهورة، فأعجب بهن يزيد، وقال له: احتكم.

قال: وقد جعلت ذلك إلي!

قال: نعم.

قال: مائة ألف.

قال: ويحك! مائة ألف!!

قال: على جود أمير المؤمنين أبقي أم على بيت المال؟

قال: ما بي استكثارها، ولكني أكره أن يقول الناس: أعطى شاعرًا مائة ألف ولكن منها عروض؟

قال: نعم يا أمير المؤمنين.

وكان كُثَيِّر يحضر سَمَر يزيد ويدخل عليه، فقال له ليلة: يا أمير المؤمنين ما يعني الشماخ بقوله:

إذَا عَرِقَتْ مغابنُها وَجَادَتْ

بدرَّتِها قِرَى جحِنٍ قَتينِ

(2)

(1)

المصطفى: المختار. والطارف: المال الحديث. والتلاد: المال الموروث. الشعر والشعراء: 343.

(2)

مغابنها: أي بواطن الأفخاذ: قراد قتين: قليل الدم واللحم من جوعه. طبقات الشعراء: 543.

ص: 836

فسكت عنه يزيد فقال: بَصْبَصنَ إذ حُدين! ثم أعاد، فسكت عنه يزيد، فقال: بَصْبَصنَ إذ حُدين! فقال له يزيد وما على أمير المؤمنين أن لا يعرف هذا؟ هو القراد أشبه الدواب بك، وكان كُثَيِّر قصيرًا متقارب الخلق، فحجب عن يزيد فلم يصل إليه، فكلم مسلمة بن عبد الملك يزيد فقال: يا أمير المؤمنين، مدحك؟ قال: بكم مدحنا؟ قال بسبع قصائد: قال: سبعمائة دينار، واللَّه لا أزيده عليها.

‌نهاية كُثَيِّر:

قال لما حضرته الوفاة:

بُرِّئْتُ إِلَى الإِلَهِ مِنْ ابْنِ أَرْوَى

وَمِنْ دَيْنِ الخَوارجِ إِجْمَعِينَا

وَمِنْ عَمْرٍ بَرِئْتُ وَمِنْ عَتِيقٍ

غداة دُعي أَميرَ المومنينا

(1)

بكى بعض أهل كُثَيِّر عليه وهو في رمقه الأخير يودع الحياة، فقال كُثَيِّر: لا تبك فكأنك بي بعد أربعين ليلة تسمع خشفة نعلي من تلك الشعبة راجعًا إليكم.

مات كُثَيِّر وعكرمة مولى ابن عباس في يوم واحد فاجتمعت قريش في جنازة كُثَيِّر ولم يوجد لعكرمة من يحمله، وذلك في سنة خمس ومائة.

فقال الناس: مات اليوم أفقه الناس، وأشعر الناس.

وجاء أيضًا: فما تخلفت امرأة بالمدينة ولا رجل عن جنازتيهما، وغلب النساء على جنازة كُثَيِّر يبكينه ويذكرون عزَّة في ندبتهن له، وقد جاوز ثمانين سنة، بسنة أو اثنتين. وكانت وفاته في خلافة يزيد بن عبد الملك

(2)

.

وكان كُثَيِّر متزوجًا وله أولاد، ولكن العشق عنده فجر قريحته وله قصيدة جميلة نذكر منها عدة أبيات ويمكن العودة إلى ديوانه:

خليليَّ هذا ربعُ عُزَّة فاعْقِلا

قلوصَيكما ثمّ أبكيا حيثُ حلَّتِ

وما كنتُ أدري قبلَ عَزَّةَ ما البكا

ولا موجعات القلب حتى تولَّتِ

فقلتُ لهَا يا عزَّ كلُّ مصيبة

إذا وُطِّنَت يومًا لها النَّفسُ ذَلَّتِ

وواللَّهِ ثُمَّ اللَّهِ ما حلَّ قبلها

ولا بَعْدَها من خُلَّةٍ حيث حَلَّتِ

(3)

(1)

خزانة الأدب 5/ 224.

(2)

الأغاني 9/ 4، 36، ومعجم الشعراء 422.

(3)

خزانة 5/ 217.

ص: 837

‌محمد (*) أبو الشيص الخزاعي

هو محمد بن رزين بن سليمان، وأبو الشيص لقب غلب عليه، وهو عم دعبل

(1)

الخزاعي، وورد عنه أيضًا "هو أبو الشيص محمد بن علي بن رزين الخزاعي" من أهل الكوفة شاعر مطبوع، سريع البديهة، وبارع في وصف الشراب، وأبو الشيص لقب وكنيته أبو جعفر، توفي سنة (196 هـ)

(2)

.

وجاء عنه أيضًا هو محمد بن عبيد اللَّه. . . أبو الشيص الخزاعي"

(3)

.

وقال عنه أبو تمام: كان أبو الشيص شاعرًا إسلاميًا متوسط المحل من شعراء عصره غير نابه الذكر لوقوعه بين مسلم بن الوليد وأشجع وأبي نواس، فخمل ذكره وعمي في آخر عمره وله مراث في عينيه قبل ذهابهما وبعده وهو سريع الهاجس جدًّا، والشعر عنده أهون عليه من شرب الماء على العطشان، ويعتبر من أوصف الناس للشراب وأمدحهم للملوك

(4)

.

وقال صاحب الأغاني عنه هو "محمد بن رزين بن سليمان بن تميم بن نهشل، وقيل ابن نهيس بن خراش بن خالد بن عبد بن دعبل بن أنس بن خزيمة ابن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر بن ثعلبة

(5)

.

كان أبو الشيص يقول عن قصيدته هذه "إنها أجمل ما قلت" وأثنى عليها الشعراء كأبي نواس:

وَقَفَ الهَوَى بِي حَيثُ أَنْتِ فَليس لي

مُتأخَّرٌ عَنه ولا مُتقَدَّمُ

(6)

(*) زهر الآداب 2/ 526، 4/ 1013، 1029 العقد الفريد 5/ 347، عيون الأخبار 1/ 41، 1478 طبقات ابن معتز 72، حماسة أبي تمام 2/ 143، الأغاني 16/ 319 وورد في كتاب نكت الهميان في نكت العميان 295 هو محمد بن عبد اللَّه. . . الملقب بأبي الشيص وهو ابن عم دعبل الخزاعي.

(1)

حماسة أبي تمام 2/ 143.

(2)

عيون الأخبار 1/ 100.

(3)

زهر الآداب 4/ 1013، 1029.

(4)

حماسة أبي تمام 2/ 143.

(5)

الأغاني 16/ 319.

(6)

المعنى: وقف بي الهوى حيث أنت واقفة فليس لي متأخر عن موقفك ولا متقدم عليه.

ص: 838

أجدُ المَلامَةَ في هَوَاك لَذيذَةً

حُبّا لذكْرِك فَلْيَلُمْني اللُوَّمُ

(1)

أَشْبهت أعْدَائِي فَصِرْتُ أُحِبُّهُمْ

إذْ كَانَ حَظِّي مِنْكَ حَظِّي منهُمُ

(2)

وَأَهْنتنِيَ فأهَنْتُ نَفْسِي صَاغِرًا

مَا مَنْ يَهُونُ عَليكِ مِمَّنْ أُكرِمُ

(3)

انقطع أبو الشيص إلى عُقبة بن جعفر بن الأشعث الخزاعي وكان أميرًا على الرَّقة فمدحه بأكثر شعره، فقلما يروى له في غيره، وكان عُقبة جوادًا فأغناه عن غيره، ولأبي الشيص ابن يقال له عبد اللَّه شاعر أيضًا صالح الشعر، وكان منقطعًا إلى محمد بن طالب، فأخذ منه جامع شعر أبيه، ومن جهته خرج إلى الناس، وكان أبو الشيص سريع الهاجس جدًّا فيما ذكر عنه، ولأبي الشيص كغيره من الشعراء الرثاء والغزل والهجاء والمديح.

قال أبو الشيص: لما مدحت عقبة بن جعفر بقصيدتي التي أولها:

لا تَنْكري صدي ولا إعراضي

ليس المُقِلُّ عن الزمان بِراضِ

أمر بأن تعد وأعطاني لكل بيت ألف درهم

(4)

، إذ قال:

أبقى الزمانُ به ندوب عضَاضَ

وَرَمَى سوادَ قُرونه بياضِ

(5)

نَفَرتْ به كأسُ النديم وأغمضتْ

عنه الكواعبُ أيَّما إغماضِ

(6)

ولربما جُعلتْ محاسن وجهه

لجفونها غَرضًا من الأغراضِ

حَسرَ المشيبُ قِناعه عن رأسهِ

فرميتَه بالصدِّ والإعراض

إثنان لا تصبو النساء إليهما

ذو شيبة وَمُحالف الإنفاضِ

(7)

(1)

المعنى: أني أجد اللوم الذي يتضجر منه غيري لذيذًا في هواك لحبي لذكرك فليكثر اللائمون اللوم حتى تزداد اللذة.

(2)

أشبهت أعدائي: أي وافقت في معاملتي أعدائي. وقوله حظي منهم: يريد التشبيه.

والمعنى: وافقت أعدائي في معاملتك لي فأخذت فيما أكرهه، وأعرضت عما أحبه فصرت أحبهم لأن حظي منك فيما أرومه يماثل حظي من أعدائي.

(3)

المعنى: أردت ذلتي فذللت نفسي لك مصغرًا لها ولا كرامة لمن يهون عليك "حماسة أبي تمام 2/ 143، 144".

(4)

الأغاني 16/ 319.

(5)

النَّدَبَة: أثر الجُرح الباقي على الجلد ج أنداب، وندوب.

(6)

والكعوب: نُهود ثدي الجارية، وجارية كعاب، وكعب الثدي، نهد.

(7)

نفض القوم: ذهب زادهم. أي لم يبق لديه شيء.

ص: 839

فوعودهِنَّ إذا وعدنكَ باطل

وَبُرُوقُهن كواذب الإيماضِ

(1)

لا تُنكري صَدِّى ولا إعراضي

ليس المقلُّ على الزمان براضِ

حُلّي عِقال مطيتي لا عن قلًى

وامضي فإني يا أميمة ماضِ

عُوِّضت عن بُرْد الشباب مُلاءَةً

خَلَقًا وبئس معوضَةُ المعتاضِ

أيَّام أفراسُ الشباب جوامحٌ

تأبي أعنَّتها على الرُّوَّاضِ

وركائب صرفتْ إليك وجوهَهَا

نَكبَاتُ دهر للفتى عضَّاضِ

شَدُّوا بأعواد الرِّحال مَطيّهم

من كل أهوجِ للحصَى رَضَّاض

يرمينَ بالمرءِ الطريقَ وتَارة

يَحْذفن وَجْه الأرضِ بالرضاضِ

(2)

قَطعُوا إليكَ رياض كل تَنُوفِةٍ

ومهامه مُلْس المنون عراضِ

(3)

أكلَ الوجيفُ لحُومَها ولحومَهمْ

فأتوك أنْقاضًا على أنقَاضِ

(4)

ولقد أَتتك على الزمانِ سواخطًا

فرجعن عنك وهنَّ عنه رواضِ

إن الأمانَ من الزَمَانِ وريبه

يا عُقْبَ شَطًّا بحركِ الفيّاضِ

بحر يلوذ المُعْتَفُونَ بنَيْله

فَعمْ الجداول مُترَع الأحواضِ

(5)

ثَبْت المقام إذا التوى بعدّوه

لم يخش مِنْ زَللٍ ولا إدخاضِ

(6)

غيث توشَّحت الرياض عِهاده

ليثٌ يطوفُ بغابةٍ وغياضِ

(7)

ومشمّرٍ للموت ذيل قميصه

قَاني القَنَاة إلى الردى خوَّاضِ

(8)

لأبي محمّدٍ المرجَّى راحتا

مَلكٍ إلى أعلى العُلا نهَّاضِ

فَيَدٌ تدفَق بالندى لوليِّه

ويدٌ على الأعداء سمٌّ قاضِ

وجناح مقصوص تحيَّفَ ريشه

ريبُ الزمان تحيُّف المِقْراضِ

أنْهَضْتَه ووصلت ريش جناحه

وجبرته يا جابر المُنْهاضِ

(9)

(1)

ومض البرق: يمض، ومضًا، ووميضًا، وأومض: لمع خفيفًا ولم يعترض في نواحي الغيم.

(2)

الرضراض: الحصى أو ما دق منه.

(3)

التنوفة: البرية لا ماء فيها ولا أنيس.

(4)

الوجيف: السير السريع.

(5)

المعتفون: طالبوا المعروف. والفعم: المملوء.

(6)

الإدحاض: الانزلاق.

(7)

العهاد: جمع عهد وهو أول مطر الربيع.

(8)

القاني: الأحمر.

(9)

المنهاض: المنكر.

ص: 840

نفسي فداؤك أيّ ليث كتيبةٍ

يُرمَى بِها بين القنا المرفاضِ

(1)

وما طرأ لأبي الشيص في الدنيا وسارت به الركبان هذه القصيدة وهي من عيون شعره إذ قال:

أَشاقكَ والليلُ مُلْقي الجِرانِ

غُرابٌ يَنوحُ على غُصْنِ بَانِ

أحمُّ الجَناح شديد الصِّياح

يُبكِّي بعينين لا تَهْمُلانِ

(2)

وفي نَعَباتِ الغرابِ اغترابٌ

وفي البَانِ بَيْنٌ بعيدُ التَّدانِ

(3)

لعَمْري لئنْ فَزعَتْ مُقلتا؛

إلى دمعةٍ قَطْرُها غيرُ وانِ

(4)

فَحُقَّ لعينيك أَلا تجفَّ

دموعُهما وهما طَرِفانِ

(5)

ومن كان في الحيِّ بالأَمْس منك

قريبَ المكان بعيدُ المكانِ

فهل لك يا عيشُ من رَجْعةٍ

بأيَّامِك المُونقاتِ الحسانِ

فيا عيشَنا، والهوى مُورق

له غُصنٌ أخضرِ العود دانِ

(6)

لعلَّ الشباب ورَيْعانَهُ

يُسَوِّدُ ما بيّضَ القادمانِ

وهيهات يا عيش من رجعة

بأغْصَانِكَ المائلات الدَّوَاني

لقد صَدَعَ الشيبُ ما بيننا

وبينك صَدْعَ الرِّداءِ اليماني

عليك السلام فكم ليلة

جموحٍ دليلٍ خَليعِ العنانِ

(7)

قَصَرْتُ بك اللَّهوَ في جانبيه

بِقَرْعِ الدُّفوفِ وعَزَفِ القَيانِ

وعَذْراءَ لمْ تَفْتَرِعْها السُّقَاةُ

ولا اسْتَامها الشَّرْبُ في بيتِ حانِ

ولا احْتَلَبَتْ دَرَّها أَرْجُلٌ

ولا وَسَمَتْها بنارٍ يَدانِ

(8)

(1)

هكذا بالأصل ولعلها الأرفاض وهو ما تحطم من الشيء وتفرق. ويريد به: القنا التي يحطمها ويفرقها. (طبقات الشعراء 76).

(2)

ورد في عيون الأخبار 1/ 41 أحص الجناح. أي قليل الريش، والغراب عند العرب نذير شؤم.

(3)

نعب الغراب: نعبًا ونعيبًا: أي صَوَّت.

(4)

الوني: الضعف والفتور والكلال والإعياء.

(5)

طرف عينه أصابها بشيء فدمعت.

(6)

داني بين الأمرين: قارب بينهما. والدَّنَى: القريب، وتدنَّى فلان أي دَنَا قليلًا قليلًا، وتدانوا دنا بعضهم من بعض.

(7)

العنان: سير اللجام الذي تمسك به الدابَّة.

(8)

الدَّرَ: اللبن، ودَرَّ الضَّرع باللبن يدر درورًا، وأدرت الناقة فهي مُدِرّ: أي دَرَّ لبنُها.

ص: 841

ولكن غَذَتْهَا بألبانِها

ضُروُعٌ يَحُفُّ بها جدولانِ

(1)

إلى أن تحوّل عنها الصِّبا

وأَهدى الفطامَ لها المرضعانِ

فلم تَزَلْ الشمسُ مَشْغُولةً

بصبغتها في بطون الدِنانِ

(2)

تُرَشحها لِلثَامِ الرجال

إلى أن تصدّى لها الساقيانِ

فَفَضَّا الخواتِيم عن جَوْنِةِ

صَدوفٍ عن الفحلِ بكرٍ عَوَانِ

(3)

عَجُوزِ غذا المسكُ أَصْدَاغَها

مُضمَّخة الجلدِ بالزعفرانِ

يطوفُ علينا بها أحورٌ

يَداهُ مِنَ الكأسِ مَخْضُوبَتانِ

لياليَ تُحْسَبُ لي من سِنيَّ

ثمان وواحدةٌ واثنتانِ

غلامٌ صغير أُخو شِرَّةٍ

يَطيرُ معي للهوى طَائرانِ

جَرُور الإزارِ خَليل العِذَارِ

عليَّ لِعهد الصِّبا بُرْدتانِ

(4)

أُصيب الذنوبَ ولا أتقي

عُقوبةَ مَا يَكْتبُ الكاتبانِ

تَنَافَسُ فيَّ عيونُ الرجال

وتعثر بي في الحجُولِ الغواني

فأقْصَرتُ لما نَهاني المشيبُ

وأَقصَر عَن عذلي العاذلانِ

وعافتْ عُيوف وأترابها

رُنُوِّي إليها وملَّت مَكاني

وراجعتُ لما أطارَ الشباب

غرابان عن مفرقي طائرانِ

رأَت رجلًا وَسَمتْه السِّنونَ

بريْبِ المشيب وريبِ الزمانِ

(5)

فَصَدتْ وقالتْ: أخو شيبة

عديمٌ. ألا بِئْسَتِ الحالتانِ

فقلت: كذلكَ من عَضَّه

من الدَهرِ ناباه والمخلبانِ

وعُجْتُ إلى جملٍ بازلٍ

رحيبٍ رَحى الزور فَحل هجانِ

(6)

سَبوحُ اليدين طموحِ الجرانِ

غَؤول لأنساعه والبطانِ

(7)

(1)

الضَّرُع: لكل ذات ظِلْف أو خُف.

(2)

الدَّن: الجرَّة الضخمة للخمر والزيت والخل، ج دِنانُ.

(3)

العَوَانُ: النَّصف في سنها من كل شيء والجمع عون. وبقرةٌ عوانٌ لا فارضٌ مسنة ولا بكر صغيرة.

(4)

البُرْد: من الثياب جمعه بُرُودٌ، والبُرْدة كساء مربع فيه صغر تلبسه العراب.

(5)

وسمته السنون: أي تركت أثرها عليه. والوسم: العلامة.

(6)

رحى الزور: هي كركرة البعير التي إذا بركت أصابت الأرض. والهجان من الإبل الكرام.

(7)

في الأصل: الحران. هذا، والجران هو مقدم العنق من مذبح البعير إلى منحره. والنسع: سير مضفور يجعل زماما للبعير وغيره. والبطان: الحزام الذي يجعل تحت البطن.

ص: 842

فعضَّيت أَعواد رحلي به

وناباه من زمعٍ يضربان

(1)

فلما استقلَّ بأَجْرانهِ

ولانَ على السَّيْرِ بعضَ اللِّيانِ

قَطعتُ بهِ من بلادِ الشامِ

خُرُوقًا يضَلُّ بها الهاديانِ

(2)

إلى مَلكٍ من بني هاشمٍ

كريم الضرائب سبط البنانِ

إلى عَلمِ البأسِ في كفِّه

من الجود عينان نضَّاختانِ

(3)

ومن قلائد أبي الشيص قصيدته التي مدح بها عقبة بن الأشعث الخزاعي فقال:

مَرَتْ عَيْنَهُ للشَّوقِ فالدمْعُ مُنْسَكِبْ

طُلولُ ديارِ الحيِّ والحيُّ مغترِبْ

(4)

كسا الدّهرُ بُرْدَيْهَا البِلى ولرُبّما

لَبسْنا جديديْها وأعلامنا قُشُبْ

(5)

فغيَّر مغناها ومحَّتْ رسُومَها

سَماءٌ وأرواحٌ ودهرٌ لها عَقَبْ

(6)

تَبدَّلتِ الظُّلْمانِ بعد أَنيسها

وَسُودًا من الغِربانِ تبكي وتنتحبْ

(7)

وعهدي بها غنَّاء مخضَرَّة الرُّبا

يَطيبُ الهوى فيها ويستحسن اللَّعب

وفي عَرصَات الحيِّ أَظْبٍ كأنَّها

موائِدُ أغْصانٍ تأَوَّدُ في كُثُبْ

(8)

عَفائفُ لم يكشفن سِترًا لِغَدْرَةٍ

ولم تَنْتحِ الأطرافُ منهنَّ بالرِّيبْ

فأدْرجَهم طيُّ الجديدينِ فانطَوَوْا

كذاك انصداعُ الشَّعْب ينأَى ويقترب

وكأسٍ كسا الساقي لنا بعْد هَجَعَة

حواشَيها ما مَجَّ من ريقهِ العنبْ

(9)

كُمَيْت أَجادتْ جمرةُ الصيفِ طَبْخَها

فآبَتْ بلا نار تُحَشُّ ولا حَطَبْ

(10)

لَطيمة مِسكٍ فُتَّ عَنْهَا خِتامُها

معتَّقة صَهْباءُ حِيريَّة النَّسَبْ

(11)

(1)

عضيت مخفف عضضت بصاحبي: لزمته ولزقت به. وفي الأصل: نابان. هذا والزمع: الدهش.

(2)

الخروق: جمع خرق وهو الأرض الواسعة تنخرق فيها الرياح.

(3)

عين نضاخة: فوارة غزيرة. طبقات الشعراء 80.

(4)

مرت عينه: مسحها لتدر الدمع.

(5)

قشب: جمع قشيب وهو الجديد.

(6)

الرواح: جمع ريح. والعقب: الجري بعد الجري.

(7)

الظلمان: جمع ظليم وهو ذكر النعام.

(8)

العرصات: ساحات الديار. وموائد جمع مائدة وهي المائلة. وتأود: تنحي وتنعطف.

(9)

هجع: الهُجُوعُ: النوم ليلًا، ويقال: أتيت فلانًا بعد هجعة: أي بعد نومة خفيفة من الليل.

(10)

الحمراء: شدة الظهيرة، وحمارة القيظ: شدة الحر. وحش النار، إذا أوقدها.

(11)

اللطيمة: وعاء المسك.

ص: 843

ربيبةُ أحقابٍ جلا الدهرُ وجْهَها

فليس بها -إلا تلالؤها- ندبْ

(1)

إذا فُرُجاَتُ الكأس منها تُخيِّلتْ

تأَمَّلتَ في حَافَاتِها شُعَل اللَّهَبْ

كأنَّ اطِّرادَ الماءِ في جَنَباتِها

تَتبَّعُ ماءُ الدَّرّ في سُبُكِ الذَّهَبْ

سَقَاني بها والليلُ قد شَابَ رأسُه

غَزالٌ بحنَّاءَ الزّجاجة مُخْتَضَبْ

يَكادُ إذا ما ارْتَجَ ما في إزَارَه

مَالتْ أعاليه من اللين يَنْقضِبْ

تَرَبَّعَ في أطلالها بعد أهْلِها

زَمانٌ يُشِتُّ الشَمْلَ، في صرفِهِ عَجَبْ

عَواتقُ قد صَانَ النَّعيمُ وُجُوهها

وخَفَّرها خَفْرُ الحواضن والحُجُبْ

لطيفُ الحشى عَبْلُ الشَّوَى مُدْمَجُ القَرَى

مريضُ جُفونِ العين في طيِّهِ قَبَبْ

(2)

أَميلُ إذا قائد الجهل قادني

إليه وتلقاني الغواني فَتَصْطَحِبْ

فورَّعني بعد الجهالة والصِّبَا

عن الجهل عهدٌ بالشبيبة قد ذَهَبْ

وأَحداثُ شَيْبِ يَفْتَرعْنَ عن البِلى

ودهرٌ -تَهِرُّ الناس أيَّامُهُ- كَلبْ

فأَصبحتُ قد نكَّبْتُ عن طُرُق الصِّبا

وَجَانَبتُ أحداثَ الزُّجاجة والطَّرَبْ

يحطَّان كأسًا للنديم إذا جَرَتْ

عليّ وإنْ كانت حَلالا لمن شَرِبْ

ولو شِئْتُ عاطَاني الزجاجة أحورٌ

طويلٌ قَناةِ الصُّلْبِ مُنْحَزِلُ العَصَبْ

ليالينَا بالطَّفِّ إذْ نحنُ جيرةٌ

وإذْ للهوى فينا وفي وَصْلِنا أَزَبْ

ليالي تسعى بالمدامةِ بيننا

بناتُ النَّصارى في قلائدها الصُّلُب

تُخالسني اللذاتِ أيدي عَواطلٍ

وجُوفٌ من العبدان تبكي وتَصْطَخِبْ

(3)

إلى أَنْ رَمى بالأربعين مُشِبُّهًا

ووقَّرني قرع الحوادث والنَّكَبْ

(4)

وكْفْكَفَ من غربي مَشيبٌ وَكَبْرَةٌ

وأحكمني طولُ التجارب والأدبْ

(5)

وبحرٍ يحارُ الطرفُ فيه قطعته

بِمَهنُوءَةٍ من غير غُرٍّ ولا جربْ

(6)

(1)

الندب: آثار الجرح.

(2)

الشوى: الأطراف، والقرى: الظهر. وأطواء البطن: مكاسر طيه. والقبب: دقه الخصر، أو رقته وضمور البطن.

(3)

العاطل: هي المرأة التي لا حلى عليها.

(4)

أشب لك الرجل إشبابًا: إذا رفعت طرفك فرأيته من غير أن ترجوه أو تحسبه ويقال أشب لي كذا: أتيح لي. وأشبه: جعله يشبه أو يقدر.

(5)

في الأصل: عن عبري مشيب وكبره. هذا ويقال: علته كبرة إذا أسن.

(6)

المهنوءة: التي طلبت بالهناء وهو القطران. والغر: داء يتمعط منه وبر الإبل.

ص: 844

مُلاحكة الأضلاع محبوكة القَرى

مُدَاخلة الرَّايات بالقار والخشبْ

(1)

مُوَثَّقة الألواح لم يُدْمِ متنَهَا

ولا صفحتيها عَقْدُ رَحْلِ ولا قَتَبْ

(2)

عريضةُ زَوْرِ الصدر دَهمْاء رَسْلة

سنَادٌ خَليعُ الرأس مزمومة الذَّنَبْ

(3)

جَموحُ الصَّلا موارة الصدر جَسْرَةٌ

تَكَادُ من الإِغْراقِ في السير تَلْتَهِبْ

(4)

مُجفَّرة الجنبين جَوفَاءَ جَونْة

نَبيلةُ مجرى العرْض في ظهرهَا حَدَبْ

(5)

مُعلَّمةٌ لا تَشْتكي الأَيْنَ والوَجى

ولا تَشْتَكي عَضَّ النُّسوعِ ولا الدَّأَبْ

(6)

ولم يَدْمَ من جَذْبِ الخشَاشة أَنفُها

ولا خَانَها رَسْمُ المنَاسب والنَّقَبْ

(7)

مُرَقَّقَةُ الأخْفَافِ صُمٌّ عِظامُها

شَديدة طَيِّ الصُّلْب معصوبةُ العَصَبْ

يَشقُّ حُبابَ المَاءِ حَدُّ جِرانِها

إذا ما تَفَرَّى عن منَاكبها الحَبَبْ

إِذا اعْتَلَجَتْ والريحُ في بَطْن لُجَّةٍ

رأَيتَ عَجاجَ الموتِ من حولِها يَثِبْ

تَرامى بها الخُلْجانُ من كلِّ جانبٍ

إلى مَتنٍ مُقتِّر المَسَافة مُنجذبْ

(8)

وَمَثقُوبة الأخفاف تَدْمَى أُنُوفها

معرَّقة الأصلاب مطويّة القُرُبْ

(9)

صَوَارِعُ للشَّعْبِ الشديد التيامُهُ

شَواعبُ للصَّدْعِ الذي ليسَ يَنْشَعِبْ

(10)

(1)

اللحك والملاحكة والتلاحك: شدة التئام الشيء. والقرى: الظهر.

(2)

وثقه توثيقًا فهو موثق: أحكمه، وأنه موثق الخلق، أي محكمه.

(3)

ناقة رسله: سهلة السير، والسناد: الناقة القوية.

(4)

الصلوان: مكتنفا الذنب من الناقة. ومار الشيء مورًا: تهيأ أي تحرك وجاء وذهب، ومارت الناقة في سيرها: ماجت. والجسرة: العظيمة من النياق.

(5)

جفر الجنبان: اتسعا، وهو ما يناسب وصف السفينة.

(6)

الأين: الإعياء. والوجى: الحفاء.

(7)

الخشاشة: ما تدخل في عظم أنف البعير. والشطر الثاني قد يكون محرفًا عن: ولا شانها وسم المناسم. والوسم: الكي بعلامة في البدن. والمنسم: طرف خف البعير. والنقب: رقة الأخفاف. وقد تكون محرفة عن: ولا خانها رسم النياسب. من الرسيم وهو ضرب من المشي والنياسب جمع نيسب وهو الطريق الواضح.

(8)

مقتر: كذا بالأصل ولعلها من اقترت الإبل: شبعت وسمنت غاية السمن والمسافة تحريف المشافر.

(9)

القرب: الخاصرة، وتوصف الإبل فيقال مطوية القرب والأقراب.

مطوية الأقراب أما نهارها

فسبت وأما ليلها فذميل

(10)

الشعب: من معانيه القبيلة العظيمة وموصل قطع الرأس. والصدع: من معانيه: الشق والتفريق. صوادع للشعب: مفرقات للجماعات. وشواعب للصدع: جامعات للمتفرق الذي لا يجتمع. طبقات الشعراء 83.

ص: 845

ومن قلائد أبي الشيص المبالغة السائرة في الأرض قوله:

يا دَارُ مَالَكِ ليس فيكِ أَنيسُ

إلا معالم آيُهنُ دُرُوسُ

(1)

الدهرُ غَالَكِ أمْ عراك من البِلى

بعدَ النَّعيم خُشُونةٌ ويُبُوسُ

(2)

ما كانَ أخْصَبَ عيشَنَا بكِ مرَّة

أَيامَ رَبْعُكِ آهِلٌ مَأنُوسُ

فَسَقَاكِ يا دارَ البِلى مُتَجرّفٌ

فيه الرَّواعِدُ والبروق هجوسُ

دارٌ جَلا عنها النعيم فَرَبْعُها

خلَقٌ تمرُّ به الرياحُ يبيسُ

طَلَلٌ مَحتْ أيُّ السماِء رُسُومَهِ

فكأنَّ باقي مَحْوهنَّ دروسُ

ما اسْتَحلَبتْ عينيك إلا دِمْنَةٌ

ومَخرَّبٌ عنه الشَّرى مَنْكُوسُ

ومخيَّسٌ في الدار يَنْدبُ أهْلَهُ

رثُّ القلادة في الترابِ دَسيسُ

(3)

أَنس الوحوشُ بها فليسَ بربعها

إلا النعامُ تَرُودُه وتَحَوسُ

(4)

رَبْعٌ تَربَّعَ في جَوانبه البِلى

وَعَفَتْ مَعَالِمُه فَهُنّ طُموسُ

(5)

يَدْعُو الصَّدَى في جَوفهِ فيُجِيبهُ

رُبْدُ النعام كأنَّهُنَّ قُسوسُ

(6)

ولربّما جرَّ الصَّبَا لي ذَيلَهُ

فيه، وفيه مأنَفٌ وأَنيسُ

من كُلِّ ضامرة الحشَا مهضومة

لحبالهَا بحبالنا تَلْبيسُ

مُتستّراتٌ بالحياء لوابسٌ

حُلَلَ العَفَاف عن الفواحش شُوسُ

(7)

وسبيئةٌ من كَرْمها حِبريَّةٌ

عذراءُ منْ لَمسِ الرِّجَال شَموسُ

(8)

لم يَفْتقِ النُّعمان عُذْرتَها ولم

يَرْشفْ مُجَاجَة كَاسهَا قَابُوسُ

(9)

كَتبَ اليهودُ على خَواتمِ دَنّها

يَا دنّ أنتِ على الزمَانِ حَبيسُ

(1)

دَرَسَ الرَّسم دُرُوسًا: عفا وذهب أثرهُ، وتقادم عهده فهو دارسٌ ج دوارس.

(2)

الدهر غالك: أي خانك أو غدر بك.

(3)

خيسه تخيسًا: ذلَله أو حبسه، والدسيس: ما دس في التراب.

(4)

تروده: تتفقده وتطلبه. وتحوس: تتردد بينه بمعنى تجوس.

(5)

لعلها (تريع) بمعنَى جري.

(6)

الصدى: نوع من البوم عظيم الرأس ينادي في الأماكن الخربة.

(7)

في الأصل: سوس. والشوس: إظهار والتيه والنخوه.

(8)

شموس: ممتنعة.

(9)

العُذرةُ: البكارة.

ص: 846

ذِمِّيةٌ صلَّى وزَمْزَمَ حَولَها

من آل بَرمكَ هَرْبدٌ ومَجُوسُ

(1)

تَجَلُو الكَئُوسَ - إذا جلَتْ عن وَجهِهَا

شمسًا غَذَاهَا الشَمْسَ فَهِي عَروسُ

عَكَفَتْ بها عُفْرُ الظبَاء كأنَّها

بأَكفهنَّ كواكبٌ وشموسُ

(2)

من كلِّ مرتَجِّ الرَّوادف أَحورٍ

كِسْرى أَبوه وأمه بَلْقيسُ

رَخُو العِنان، إذا ابتديت فخادم

وإذا صبوت إليه فهو جَليسُ

يَسْعَى بإبريقٍ كأَنَّ فِدَامَهُ

من لونها في عصفرٍ مَغموسُ

(3)

يسقيكَ ريقَ سبيئةٍ حِيريَّة

مما اسْتَبَاهُ لفصْحِه القسيس

بين الخَورْنقِ والسَّدير مَحِلَّة

لِلَّهْوِ فيهَا منزلٌ مَطْمُوسُ

(4)

فالنَّدُّ من ريحانها مُتَضَوِّعٌ

والظَّهر من غزلانِهَا مَدْحُوسُ

(5)

نَحِسَ الزَّمانُ بأهْلِهَا فَتَصَدَّعُوا

إنَّ الزَمَان بأَهْلِهِ لَنَحُوسُ

كُنَّا نَحُلُّ به ونحنُ بغبطةٍ

أيامَ للأَيَّامِ فيه حَسيسُ

فَبَنَى عَليهِ الدهرُ أَبْنية البلى

فَعَلَى رَبَاه كآبةٌ وعبوسُ

وَصَريع كأس بتُّ أرقبهُ وَقَدْ

نَهَشَتْهُ من أَفْعَى المدامِ كَئوُسُ

عَقلَ الزُّجَاجُ لسَانَه وَتَخَاذَلَتْ

رِجْلاهُ فهو كأنَّه مَطسُوسُ

(6)

سَطَتِ العُقارُ به فَرَاحَ كأنَّما

مَجَّ الرَّدَى في كأسِهِ الفَاعُوسُ

(7)

ومما يستحسن له قوله:

نَهَى عَنْ خُلِّةِ الخَمْرِ

بَياضٌ لاحَ في الشَّعْرِ

وَقَد أَغْدو وعَينُ الشمـ

ـسِ في أثوابِها الصُّفْرِ

عَلَى جَرْداءَ قَبَّاءَ الـ

ــحَشا مُلْهِبة الحُضْرِ

(8)

(1)

الزمزمة: كلام المجوس عند أكلهم. وآل برمك من الفرس - كان لهم صولة في العهد العباسي. والمجوس عبدة النار.

(2)

عَفِرَ الظَّبي - عَفَرًا: خالط بياضه حُمرةٌ فصار لونه كالعفِر، فهو أعفر. وهي عفراء ج عُفرٌ.

(3)

الفدام: خرقة توضع على فم الإبريق ليصفى بها.

(4)

الخورنق والسدير: باني الخورنق والسديد النعمان الأول (المناذرة) في الحيرة.

(5)

مدحوس: دحس الشيء، ملأه فالشيء مدحوم، أو لعلها مدخوس: من الدخس، وهو الإكتناز.

(6)

مطسوس: طعنة طاسة: طعنة تبلغ الجوف.

(7)

الفاعوس: الحية. طبقات الشعراء/ 85.

(8)

قباء الحشا: دقيقة الخصر. والحضر: اسم من احضر الفرس أي عدا شديدًا.

ص: 847

بِسيفٍ صَارِمٍ الحَدِّ

وزقٍّ أَحْدَبَ الظَّهْرِ

وَظَبْي يَعْطِف الأُزْرَ

وَيثْنِيها على الخَصْرِ

على أَلْطفِ ما شُدّتْ

عليه عُقَدُ الأُزْرِ

مَهَاةٌ تَرْتَمي الألبا

بِ عَنْ قَوْسٍ مِنَ السِّحْرِ

لها طَرْفٌ يَشوبُ الخمـ

ــــــرَ للنُّدْمان بالخَمْرِ

عَفيفُ اللَّحظ والأَعضا

ءِ في الصَّحْو وفي السُّكْر

(1)

عَلَى عَذْراءَ لَمْ تُفْتَق

بنارٍ لا ولا قِدْرِ

عَجُوزٌ نَسَجَ الماءُ

لَها طَوْقًا من الشَّذْرِ

(2)

كأنَّ الذَّهبَ الأحمـ

ـــــرَ في حَافَاتِها يَجْرِي

وَليلٍ تَرْكَبُ الرُكبَا

نُ في أَجوافِه الخُضْرِ

بأرضٍ تُقَطعُ الحَيْرَ

ةُ فيها بالقَطَا الْكُدرِ

(3)

تمسَّكتُ على أَهْوَا

لِها باللَّه والصَبْرِ

وإعمال بنات الريـ

ــحِ في المَهْمَهِ والقَفْرِ

شماليلَ يُصافحن

مُتُونَ الصِّخْرِ بالصَّخْرِ

بإيجافٍ يَقُدّ الليـ

ــــــــلِ عَنْ نَاصيةِ الفَجْرِ

(4)

أنشد لعدد من الشعراء في مجلس المأمون مثل بشار ومسلم ابن الوليد ونظرائهما فلم يهش لشيء من ذلك، وفضل عليهم أبا الشيص الخزاعي لقصيدته التي يقول فيها:

جَلا الصبحُ أوْنيَّ

(5)

الكرَى عَنْ جُفُونِهِ

وفِي

(6)

صَدْرِهِ مثلُ السِّهَامِ الَقواصِدِ

تَمَكَّنَ من غِرَّاتِه الحبُّ فانْتَحَى

عَليهِ بأَيْدٍ أَيِّداتٍ حواشدِ

(7)

(1)

في الشعر والشعراء: الإغضاء. وكلاهما ذو معنى.

(2)

الشذر: الخرز وقطع الذهب.

(3)

القطا: طائر يضرب بها المثل في الهداية.

(4)

الإيجاف: الإسراع. ويقد: يقطع. طبقات الشعراء - لابن معتز (77).

(5)

آن يؤون أونًا: استراح، والأوني نسبة للاستراحة. وفي المختصر (لذات).

(6)

في الأصل: وعن.

(7)

الأيد: القوي.

ص: 848

إذا خَطَراتُ الشَوقِ قلَّبْنَ قَلْبَهُ

شَدَدْنَ بأَنْفاسٍ شِدادِ المَصَاعِدِ

يُذكِّرُه خَفْضُ الهوى ونعيمهُ

سَوالفَ أيامٍ وليسَ بعَائِدِ

(1)

لما مات الرشيد رثاه ومدح محمد الأمين فمما قال في ذلك:

جَرَتْ جَوارٍ بالسَّعْدِ والنَّحْسِ

فَنَحْنُ في وحشَةٍ وفي أُنْسِ

العَيْنُ تَبْكي والسِنُّ ضَاحكةٌ

فَنَحنُ في مأتم وفي عُرْسِ

يُضْحكُنَا القائمُ الأَمينُ ويُبـ

ــــكينا وَفَاةُ الإِمامِ بالأمسِ

(2)

بدْران: بدرٌ هذا ببغداد في الـ

ـــــخُلْد وبدر بطُوسَ في الرَّمْسِ

(3)

وقال أبو الشيص يخاطب امرأة كان يعشقها:

وقائلةٍ وقد بَصُرَتْ بِدَمْع

على الخدّين مُنْحَدرٍ سَكوبِ

أَتكذِبُ في البكاء وأَنْتَ جَلْد

قديمًا ما جَسَرْتَ على الذُنوبِ

(4)

قميصُكَ والدموعُ تجولُ فيهِ

وقلبكَ ليس بالقلب الكَئيبِ

كمثل قميص يوسف حينَ جَاؤوا

عليه عشيةً بَدَمٍ كَذُوبِ

فقلت لها فِداكِ أبي وأمي

رجَمْتِ بسوء ظنّك في الغيوبِ

(5)

أَما واللَّهِ لو فتّشتِ قلبي

لسرَّكِ بالعَويل وبالنحيبِ

دموعُ العاشقين إذا تَلَاقَوا

بظهر الغيب أَلسِنَةُ القلوبِ

(6)

وقال يمدح أبا بشر:

يا من تمنّى على الدنيا مبَالغَهَا

هلا سَأَلْتَ أبا بِشْر فَتُعْطَاهَا

ما هبَّتِ الريحُ إلا هَبَّ نَائِلُهُ

ولا ارْتَقى غايةً إلا تَخَطَّاها

(7)

(1)

سوالف أيام: أي حكايا أيام ماضية. وسلف الشيء، مضى وانقض. والسالفة: الماضية ج سوالف. طبقات الشعراء لابن معتز (86).

(2)

محمد الأمين ابن الخليفة هارون الرشيد.

(3)

الخلد: قصر كان للخليفة العباسي ببغداد - الرَّمسُ: القبر أو ترابه. وطوس: هي مدينة بخراسان، وبها قبر علي بن موسى الرضا، وبها أيضًا قبر هارون الرشيد (معجم البلدان 4/ 56).

(4)

ما جسرت: أي ما اجترأت.

(5)

الرَّجْمُ: القتل، والقذف، والعيب، والشتم، والطرد.

(6)

زهر الآداب 4/ 1013.

(7)

زهر الآداب 4/ 1029.

ص: 849

وكانت لأبي الشيص جارية سوداء اسمها تبر وكان يتعشقها وفيها يقول:

لَمْ تُنْصِفي يَا سَمَيَّةُ الذَّهَبُ

تَتْلَفُ نَفْسِي وَأَنْتَ فِي لَعبِ

يَا ابْنَةَ عمّ المسك الذَّكيِّ وَمَنْ

لولاك لم يُتَّحدْ وَلَمْ يَطِبْ

نَاسَبَكِ المسك في السّوادِ وفي الريـ

ـــحِ فَأَكْرِمْ بِذَاكَ مِنْ نَسَبِ

(1)

‌نهاية الشاعر:

كان أبو الشيص عند عقبة بن جعفر بن الأشعث الخزاعي يشرب، فلما ثمل نام عنده، ثم انتبه في بعض الليل فذهب يدب إلى خادم له، فوجأه بسكين، فقال له: ويحك قتلتني واللَّه، وما أحب أن أفتضح أني قتلت في مثل هذا ولا تفتضح أنت بي، ولكن خذ دستجه

(2)

فاكسرها ولونها بدمي واجعل زجاجها في الجرح، فإذا سئلت عن خبري فقل: إني سقطت في سكري على الدستجة فانكسرت فقتلتني، ومات من ساعته، فلما كان بعد أيام سكر الخادم فصدق عقبة عن خبره وأنه هو قتله، فلم يلبثه أن قام إليه بسيفه فلم يزل يضربه حتى قتله.

‌محمد (*) بن عبد اللَّه الخزاعي

هو محمد بن عبد اللَّه بن طاهر بن الحسن بن مصعب، أبو العباس الخزاعي بالولاء كان شيخا فاضلا، وأديبًا شاعرًا، وهو أمير، ولي إمارة بغداد في أيام المتوكل، وكان مألفًا لأها العلم والأدب، وقد أسند حديثًا عن أبي الصلت الهروي.

عزم محمد بن عبد اللَّه بن طاهر على الحج، فخرجت إليه جارية شاعرة فبكت لما رأت السفر، فقال:

دَمْعَةٌ كَاللُّؤْلُؤِ الرَّطْـ

ــــبِ عَلَى الخَدِّ الأَسْيِلْ

(3)

هَطَلْتُ فِي سَاعَةِ الْبَيِّـ

ـــــنِ مِنْ الطَّرَفِ الكَحِيلْ

(4)

(1)

الأغاني 16/ 325.

(2)

الدستجه: إناء كبير من الزجاج، الأغاني 16/ 326.

(*) تاريخ بغداد 5/ 418.

(3)

أَسُلَ الخَدُّ - أسالَةً: مَلُسَ ولانَ واستوى، فهو أَسيلٌ وهي أسيلَةٌ.

(4)

الكحيل والكَحْلاءُ: الشَّديدة سواد العين، أو التي كأنَّها مكحولةٌ وإن لم تُكحلْ. وكَحِلَتِ العينُ - كحلًا: اسودَّت أجفانُها خِلقةً ويقال: فهو أكحل وهي كحلاءُ.

ص: 850

ثم قال لها أجيزني فقالت:

حينَ هَمَّ القَمرُ البَا

هرَ عَنَا بالأُفُولْ

(1)

إنَّمَا تفْتَضَحُ العُشَّا

قُ في وَقْتِ الرَّحِيلْ

وكتب إلى جارية يحبها:

مَاذَا تَقُولِينَ فِيمَا شَفَّهُ سَقَمُ

مَنْ جَهْدِ حُبِّكِ حَتَّى صَارَ حَيَرَانَا?

فأجابته:

إذَا رَأيْنَا مُحِبًا قَدْ أَضَرَّ بِهِ

جَهْدُ الصَبَابةِ، أَوْلَيْنَاهُ إحْسَانَا

وقال من قصيدة له:

أُواصلُ مَنْ هَويتُ عَلَى خِلال

أذُودُ بِهِنَّ أَسْبَاب التَقَالِي

وَأَحَفَظُ سَرَّهُ وَالغَيبَ منْهُ

وَأرْعَى عَهْدَهُ فِي كُلِّ حَالِ

وَمَا أَنَا بِالمُلولِ، ومَا التَّجَنِّى

وَلا الغدرُ المذممُ مِنْ شِمَالِي

(2)

وفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين - لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة توفي محمد بن عبد اللَّه بن طاهر الخزاعي. ورثاه الشعراء.

‌محيي الدين بن قرناص (*) الخزاعي

ذكر في المنهل الصافي وفي نفحة الريحانة أن من يكنى بابن قرناص جماعة كثيرون كلهم من حماة، وكأنهم أسرة واحدة، منهم أبو إسحاق مخلص الدين، إبراهيم بن محمد بن هبة اللَّه الخزاعي، الحموي، ابن قرناص

(3)

الذي قال:

(1)

أفل القمرُ - أفولا: غاب فهو آفلٌ.

(2)

الشّمالُ (ج) شمائِلُ: الطبعُ والخُلُقُ. أي ليس الغدر من طبعه وخلقه.

(*) نفحة الريحانة 2/ 40، 4/ 47، وخزانة الأدب 8/ 379. وجاء في لسان العرب: قرنص: ويقال: القرانيصُ خرز في أعلى الخف، واحدها قُرنوصٌ. ويقال للبازي إذا كَرَّز: قد قُرْنِصَ قرنَصَةً وَقُرنِسَ. وبازٍ مُقَرنَصٌ أي مقتنى للاصطياد وقد قَرْنَصته أي اقتنيته. وربما جاءت لنسبة قرناص من هذا الأمر.

(3)

انظر حاشية المنهل الصافي 1/ 122. وكذلك حاشية نفحة الريحانة 2/ 20.

ص: 851

أنْظرُ إِلَى خَيمَةٍ وَقَدْ نُصِبَتْ

خَضْرَاءَ عِنْدَ الصَّبَاحِ مُبْيِضَّهْ

كأَنَّهَا قُبَّةٌ لِرَاهِبَةٍ

وَقَدْ كَسَتْهَا صُلْبَانُ من فِضَّهْ

(1)

أما محي الدين بن قرناص فقال بحضرة شرف الديق الحلي ملغزًا الشبابة:

وَنَاطقَة خَرْسَاءَ بَادٍ شُجُونها

تَكَنَفَهَا عَشرٌ وَمنهُنَّ تُخبرُ

يَلذُّ إلى الأَسْمَاعِ رَجْعُ حَديثها

إذا سُدَّ منها مَنْخِرٌ جَاشَ مَنْخِرُ

(2)

وقال أيضًا:

وَحَدِيقَةُ غِنَّاءَ يُنْتَظَمُ النَّدَى

بِفُرُوعِهَا كَالدُّرِّ فِي الأَسْلَاكِ

وَالبَدْرِّ مِنْ خَلَلِ الغُصُونِ كَأَنَّهُ

وَجْهُ المَلِيحَةِ طَلَّ مِنْ شبَّاكِ

(3)

‌مطرود (*) بن كعب الخزاعي

هو مطرود بن كعب الخزاعي، شاعر فحل جاهلي لجأ إلى عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف لجناية كانت معه، فحماه وأحسن إليه، فأكثر مدحه، ومدح أهله. وكان صادق العاطفة والمحبة لهم في حياتهم وبعد رحيلهم وشعره ينبئ بذلك فقال فيهم خيرًا أشعاره، نذكر منها أهمها وهي كثيرة ومتناثرة في كتب التاريخ والأدب، ولكن ابن هشام في السيرة جمع أكثر شعره. . .

قال يبكي المطلب وبني عبد مناف

(4)

جميعًا حين أتاه نعي نوفل بن عبد مناف، وكان نوفل آخرهم هُلكًا:

يا ليلةً هَيَّجتْ ليلاتي

إحدى لياليَّ القَسيَّاتِ

(5)

(1)

نفحة الريحانة 2/ 40.

(2)

خزانة الأدب 8/ 379. والشبابة: قصبة الزمر المعروفة.

(3)

نفحة الريحانة 2/ 47.

(*) الطبري 2/ 251، 256، آمالي القالي 1/ 241، وفيات الأعيان 1/ 61، أمالي المرتضى 2/ 268، 269، معجم الشعراء/ 282، أنساب الأشراف 1/ 62، المحبر 163، سيرة ابن هشام 1/ 136، 138، 139، 178.

(4)

كان اسم عبد مناف المُغيرة، وكان أوَّلَ بني عبد مناف هُلْكا هاشم، بغزة من أرض الشام، ثم عبد شمس بمكة، ثم المطلب برَدْمان من أرض اليمن ثم نوفلا بسلمان من ناحية العراق.

(5)

القسيات: الشدائد. ويروى العشيات. والعشيات: المظلمات.

ص: 852

وما أُقاسِ منْ هُمُومٍ وما

عالجتُ من رُزْء المنيَّاتِ

إذا تذكَّرْتُ أخي نوفلا

ذَكَّرَني بالأوَّليَّاتِ

ذَكَّرنِي بالأُزُر الحُمْر والسـ

ــأرْديةِ الصُّفَرِ القَشِيباتِ

(1)

أربعةٌ كلُّهَمُ سَيِّدٌ

أبناءُ سادات لسادَاتِ

مَيْتٌ برَدْمان وميْتٌ بسَلْـ

ـــــمانْ وميتٌ عند غَزّاتِ

وميِّتٌ أُسْكِن لحدًا لدى

المَحْجوب شَرْقيّ البنيَّاتِ

(2)

أخلصهمْ عَبدُ مناف فهمْ

مِنْ لَوْمِ مَنْ لامَ بمَنْجاةِ

إنَّ المُغيراتِ وأبناءَها

مِنْ خَيْرِ أحياءٍ وأمواتِ

(3)

فقيل لمطرود: انظرني ليالي، فمكث أيامًا، ثم قال:

يا عينُ جُودي وأذْرِي الدمعَ وانهمري

وابكي على السِّرِّ من كَعْبِ المُغيراتِ

(4)

يا عينُ واسْحَنْفري بالدمع واحتفليْ

وابكي خبيئةَ نفسي في المُلمَّاتَ

(5)

وابكِي على كُلَّ فيَّاضٍ أخي ثقَة

ضَخْمِ الدَّسيعة وهَّاب الجَزِيلاتِ

(6)

مَحْضِ الضَّريبة عالي الهمِّ مُخْتَلقٌ

جَلدِ النَّحيزة ناءٍ بالعَظيماتِ

(7)

صَعْبِ البديهَة لا نِكْسٌ ولا وُكِلٌ

ماضي العَزِيمة متْلاف الكَرِيمات

(8)

صَقْرٍ تَوسَّط من كعبٍ إذا نُسبوا

بَحبوحَةَ المَجْدِ وَالشُّمّ الرفيعات

(9)

ثم اندُبِي الفيضَ والفيَّاضَ مُطَّلبا

واسْتَخْرطي بعدَ فَيْضات بجمَّاتِ

(10)

أمْسَى برَدْمان عنَّا اليومَ مُغْترِبا

يا لهفَ نَفْسي عليه بين أمْواتِ

(1)

القشيبات: الجديدات.

(2)

البنيات: الكعبة.

(3)

المغيرات: بنو المغيرة - سيرة ابن هشام 1/ 138.

(4)

السِّر: الخالص النسب.

(5)

واسحنفري: أديمي. واحتفلي: أي اجمعيه، من احتفال الضرع، وهو اجتماع اللبن فيه.

(6)

الفياض: الكثير المعروف. وضخم الدسيعة: كثير العطاء. والجزيلات: الكثيرات.

(7)

الضريبة: الطبيعة. والمختلق: التام الخلق. والنحيزة: الطبيعة أيضًا. وناء: ناهض.

(8)

النكس: الدنيء من الرجال. والموكل: الضعيف الذي يتكل على غيره.

(9)

البحبوحة: وسط الشيء. والشم: العالية.

(10)

استتخرطي: استكثري. والجمات: المجتمع من الماء، فاستعار هنا الدمع.

ص: 853

وَأبكى لك الويْلُ أما كنت باكية

لعَبْد شَمْسٍ بَشَرْقيّ البنياتِ

وهاشمٍ في ضريحِ وَسْطَ بَلقعةٍ

تَسْفِي الرياحُ عليهِ بين غَزَّاتِ

ونوفلٍ كان دون القوم خالِصتي

أمس بسلْمان في رَمْسٍ بموماة

(1)

لم ألْق مثلَهُمُ عُجْما ولا عربا

إذا استقلَّتْ بِهم أُدْمُ المَطَّيَّاتِ

(2)

أَمْسَتْ دِيَارُهُمُ منهم مُعَطَّلةً

وقد يَكُونُونَ زَيْنا فِي السرِيَّاتِ

(3)

أفْناهُمْ الدَّهْرُ أم كَلَّت سيوفُهُمُ

أم كُلّ مَنْ عَاشَ أزواد المَنيَّاتَ

(4)

أَصْبحتُ أَرْضى من الأقوام بعدَهُمُ

بَسْطُ الوجوهِ وإلقاءُ التحيَّاتِ

يا عينُ فابكي أَبًا لشّعثِ الشجيَّات

يَبْكينه حُسَّرًا مثل البَلِيَّاتِ

(5)

يبكين أكرم مَنْ يَمْشِي على قَدَمٍ

يُعْوِلْنَهُ بِدُموعٍ بعد عَبراتِ

(6)

يَبْكِينَ شَخْصًا طَوِيلَ البَاعِ ذَا فَجَر

آبِي الهضيمة فَرَاجَ الجَلِيلَاتِ

(7)

يبكين عمرو العُلا إِذْ حَانَ مَصْرَعُهُ

سَمَحَ السَّجيَّة بَسَّامَ العَشِيَّاتِ

(8)

يَبْكِينَهُ مُسْتَكِينَاتٌ على حَزَنٍ

يا طولَ ذلك مِنْ حزنٍ وعَوْلَاتِ

يبكين لمَّا جلاهُنَّ الزَّمانُ له

خُضْرُ الخدودِ كأمثالِ الحَمِيَّاتِ

(9)

مُحزمات عَلَى أوساطهِنّ لِمَا

جرّ الزَّمانُ مِن أَحْدَاثِ المُصَيباتِ

أُبِيتُ لَيْلي أُرَاعي النَّجمَ من ألمٍ

أبكي وتبكي معي شَجْوِى بُنيَّاتي

(1)

الموماة: القفر.

(2)

أدم المطيات: الأدم من الإبل: البيض الكرام.

(3)

السريات: جمع سرية وهي القطعة من الجيش أقصاها أربعمائة تبعث إلى العدو. وهم خيار العسكر.

(4)

أزواد المنيات: ويزوي (ازواد). يريد القوم الذين يريدون الموت، شبههم بالذين يردون الماء.

(5)

الشجيات: الحزينات. وينكر بعض أهل اللغة تشديد باء الشجي ويقولون بأن ياء الشجي مخففة وياء الخلي مشددة. البليات: جمع بليه وهي الناقة التي كانت تعقل عند قبر صاحبها إذا مات حتى تموت جوعًا وعطشًا.

(6)

كان الوجه أن يقول "عبرات" بالتحريك: إلا أنه أسكن للتخفيف ضرورة.

(7)

الهضيمة: الذل والنقص. والجليلات: الأمور العظام.

(8)

السجية: الطبيعة. وبسام العشيات: يريد أنه يبتسم عند لقاء الأضياف لأن الأضياف أكثر ما يردون عشية.

(9)

الحميات: الإبل التي حميت الماء: أي منعت.

ص: 854

ما في القُرومِ لهم عِدْلٌ ولا خَطَرٌ

ولا لمن تركو شَرْوى بَقبَّاتِ

(1)

أبناؤُهم خيرُ أبناءَ وأنفُسهم

خيرُ النُّفوس لدى جَهْد الأليَّاتِ

(2)

كم وهبوا من طِمرٍّ سابح أرن

ومن طمرَّةٍ نَهْب في طَمرَّاتِ

(3)

ومن سُيوف من الهنْديّ مُخْلَصَة

ومنْ رِمَاح كَأشطان الرَّكَيَّاتِ

(4)

ومن توابعَ مَمَّا يُفْضِلون بِهَا

عِندَ المسائلِ منْ بَذْلِ العَطيَّاتِ

فلو حَسبْتُ وأحْصَى الحاسبون معي

لَم أَقْضِ أفعَالَهم تلكَ الهَنيَّات

هم المُدلُّونَ إمَّا مَعْشَرٌ فَخَروا

عند الفخار بأنساب نَقيَّاتِ

زَيْنُ البَيوت التي خَلُّوا مساكنَها

فأصبحتْ منهُم وَحْشًا خَلَيَّاتِ

(5)

أقولُ والعينُ لا ترقا مدامِعُها

لا يُبْعدُ اللَّهُ أصحابَ الرَّزيَّاتِ

(6)

وقال مطرود بن كعب الخزاعي يبكي عبد المطلب وبني عبد مناف:

يا أيها الرَّجُلُ المُحَوَّلُ رَحْلَهُ

هَلا سألتَ عنْ آلِ عَبدِ مَنافِ

هَبَلتَكَ أُمُّك لو حَلَلْتَ بدَارهم

ضَمِنُوك مِنْ جُرْمٍ ومن أقْرَافِ

(7)

الخالِطِينَ غنيهُم بفَقِيرهم

حتَّى يعُودَ فَقيرُهُمْ كالكَافِي

المُنْعِمِينَ إذا النُّجومُ تغيَّرت

والظَّاعِنينَ لَرِحْلةِ الإيلافِ

(1)

القروم: سادات الناس، وأصله الفحول من الإبل. والعدل: المثل. والخطر: القدر والرفعة. وشروى: مثل، يقال: هذا شروى هذا، أي مثله.

(2)

الأليات: الشدائد التي يقصر الإنسان بسبيها، وهي أيضًا جمع ألية وهي اليمين.

(3)

الطمر: الفرس الخفيف. وسابح: كأنه يسبح في جريه أي يعوم. وأرن: نشط. والنهب: ما انتهب من الغنائم.

(4)

الأشطان: جمع شطن، وهو الحبل. والركيات: جمع ركية وهي البئر.

(5)

في سائر الأصول (حلوا) بالحاء المهملة.

(6)

لا ترقا: لا تنقطع، وأصله الهمز فخفف في الشعر. والرزيات: جمع رزية، لغة في الرزيئة بمعنى المصيبة والإصابة بالانتقاص. ويريد بأصحاب الرزيات: من أصيبوا وانتقصوا وأصبح شأنهم كما وصف. السيرة النبوية ص 1/ 148.

(7)

هبلتك: فقدتك. وهو على جهة الإغراء لا على جهة الدعاء، كما نقول: تربت يداك. ولا أبا لك، وأشباههما. والإقراف: مقاربة الهجنة. أي منعوك من أن تنكح بناتك وأخواتك من لئيم فيكون الابن مقرفًا للؤم أبيه وكرم أمه فيلحقك وصم من ذلك.

ص: 855

والمُطْعمينَ إذَ الرِّياحُ تناوحت

حتَّى تغيبَ الشَّمسُ في الرَّجَّافِ

(1)

إمَّا هلَكْتَ أَبا الفعال فمَا جَرَى

من فوق مثلكَ عَقْدُ ذات نطافِ

(2)

إلا أَبِيكَ أخي المَكارِمِ وحدَهُ

والفيضِ مُطلَّبُ أبي الأضْيَافِ

(3)

‌مُعاذ (*) بن صرم الخزاعي

كان معاذ فارس خزاعة، وأمه من عك، ومن خلالها توطدت علاقته مع أخواله، فبين الحين والآخر كان معاذ يقوم بزيارتهم، وفي إحدى زياراته استعار منهم فرسًا، وأتى قومه، فقال له رجل يقال له جُحَيش بن سودة وكان له عدوًا: أتسابقني على أن من سبق صاحبه أخذ فرسه؟ فسابقه، فسبق معاذ، وأخذ فرس جحيش، وأراد أن يغيظه فطعن أيطل الفرس بالسيف، فسقط، فقال جُحيش: لا أم لك قتلت فرسًا خيرًا منك ومن والديك؟ فرفع معاذ السيف فضرب مفرقه، فقتله ثم لحق بأخواله وبلغ الحي ما صنع، فركب أخ لجحيش وابن عم له فلحقاه فشد على أحدهما فطعنه فقتله وشد على الآخر فضربه بالسيف فقتله.

وقال في ذلك:

ضَربْتُ جُحَيْشًا ضَربةً لا لئيمةً

ولَكنْ بصَاف ذي طَرَائقَ مُسْتَكِّ

قَتَلْتُ جُحَيشًا بعد قَتْلِ جَوَادِهِ

وَكنتُ قَديمًا فَي الحَوَادِثِ ذا فَتْكِ

قَصدتُ لعمرٍو بَعْدَ بَدْرٍ بَضَربَةَ

فَخَرَّ صَريعًا مثلَ عَائَدةِ النُّسْكِ

لِكَي يَعْلَم الأقَوامُ أَنِّي صَارمٌ

خُزاعَةُ أجْدَادِي، وأُنْمى إِلَى عَكِّ

فَقد ذُقْتَ يا جَحْشُ بنَ سَودةَ ضَربَتِي

وَجرَّبتني إِن كنَتَ من قَبلُ في شَكِّ

تَرَكْتُ جُحَيشًا ثَاوِيًا ذا نَوائِحَ

خَضيبَ دَم جَارَاتُهُ حوله تَبْكي

(1)

تناوحت: تقابلت. والرجاف (هنا): البحر.

(2)

النطاف: جمع نطفة، وهي القرط الذي يعلق من الأذن. هذا على رواية من روى "عِقد" بكسر اللعين، ومن رواه بفتح العين جعل النطاف جمعًا لنطفة وهي الماء القليل.

(3)

يريد أنه كان لأضيافه كالأب. والعرب تقول لكل جواد: أبو الأضياف. (السيرة النبوية 1/ 178).

(*) مجمع الأمثال 1/ 322، 323.

ص: 856

تَرِنُّ عليه أمُّهُ بانتحَابِهَا

وتقشر جلْدَيْ مَحجريَها من الحَكّ

ليرفَع أقوامًا حُلُولي فيهم

وَيُزري بقوم -إن تركْتُهم- تَرْكي

وَحِصنِي سَراةُ الطَّرفِ واليَّفُ مَعْقَلِي

وَعِطَري غُبَارُ الحرْبِ لا عَبَقُ المِسْك

تَتُوَق غَداةَ الرُّوع نَفسي إلى الوَغَى

كَتَوقِ القَطَا تَسْمُر إلى الوَشل الرَّكِّ

ولَسْتُ بِرِعْدِيدٍ إذا راع مُعْضِلٌ

ولا في نَوادِي القَوم بالضَّيِّق المُسْك

وَكَمْ مَلَكٍ جَدَّلتُهُ بِمُهَنَّدِ

وسَابِغَةٍ بَيْضَاءَ مُحْكَمَةِ السَّكِّ

(1)

هذا هو سبب فرار معاذ إلى أخواله لأنه ارتكب جرمًا في أهله؟

فأقام في أخواله زمانًا، ثم إنه خرج مع بني أخواله في جماعة فتيانهم يتصيدون، فحمل معاذ على عير، فلحقه ابن خال له يقال له الغضبان، فقال: خل عن العير.

فقال معاذ: لا، ولا نعمت عين.

فقال له الغضبان: أما واللَّه لو كان فيك خير لما تركت قومك.

فقال معاذ: زُرْ غِبًا تزدد حبًا، فأرسلها مثلا، وهو أول من قال ذلك، ثم أتى قومه فأراد أهل المقتول قتله، فقال لهم قومه: لا تقتلوا فارسكم وإن ظلم فقبلوا منه الدية.

ومن هذا المثل قال الشاعر:

إذا شئتَ أن تُعْلَي فَزُرْ متواتِرًا

وإن شئت أن تَزْدَادَ حُبًّا فَزُرْ غِبًّا

(2)

‌معبد (*) الخزاعي

معبد الخزاعي، الذي رد أبا سفيان يوم أحد عن الرجوع إلى المدينة: ولقد وردت الرواية في سيرة ابن هشام والكامل في التاريخ، وأسد الغابة وكانت واحدة، وأخذت الرواية من أسد الغابة، والشعر من سيرة ابن هشام:

(1)

مجمع الأمثال 1/ 322.

(2)

أمثال الميداني 1/ 323.

(*) سيرة ابن هشام ق 2/ 102، 3/ 210. الكامل في التاريخ 2/ 164. أسد الغابة 5/ 217.

ص: 857

جاء: أن معبدًا الخزاعي مر برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو بحمراء الأسد، وكانت خزاعة مسلمهم ومشركهم عيبة

(1)

رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمكة، صَغْوهم

(2)

معه، لا يخفون عليه شيئًا كان بها. فقال معبد، وهو يومئذ مشرك: يا محمد، أما واللَّه لقد عز علينا ما أصابك في أصحابك، لوددنا أن اللَّه أعفاك فيهم. ثم خرج ورسول اللَّه بحمراء الأسد حتى لقي أبا سفيان بن حرب، ومن معه بالروحاء، وقد أجمعوا بالرجعة إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقالوا:"أصبنا حَدَّ أصحابهم وقادتهم، ثم رجعنا قبل أن نستأصلهم - لنُكرَّن على بقيتهم فلنفرغن منهم".

فلما رأى أبو سفيان معبدًا قال: ما وراءك يا معبد؟

قال معبد: محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثلهم، يتحرقون

(3)

عليكم تحرقًا قد أجمع معه من كان تخلف عنه، وندموا على ما صنعوا، فلهم من الحنق

(4)

عليكم شيء لم أر مثله قط!

قال أبو سفيان: ويلك ما تقول؟

فقال معبد: واللَّه ما أرى أن ترتحل حتى ترى نواصي الخيل.

قال أبو سفيان: فواللَّه لقد أجمعنا على الكرة عليهم لنستأصل بقيتهم.

قال معبد: فإني أنهاك عن ذلك، فواللَّه لقد حملني ما رأيت على أن قلت فيه أبياتًا من الشعر.

فقال أبو سفيان: ماذا قلت؟.

قال معبد: قلت.

وهنا يقول معبد:

كَادتْ تُهَدُّ من الأصْوَاتِ رَاحِلَتِي

إذ سألتِ الأرضُ بالجُرْد الأبابِيلِ

(5)

(1)

ولفظ ابن هشام "عيبة نصح لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، والمعنى "أي موضع سره".

(2)

صغرهم: أي مبلهم معه. ولفظ السيرة "صففتهم معه" أي اتفاقهم معه. وحمراء الأسد تبعد عن المدينة ثمانية أميال (الاستيعاب 30/ 481).

(3)

يتحرقون: يلتهبون من الغيظ.

(4)

الحنق: شدة الغيظ.

(5)

تهد: تسقط لهول ما رأت من أصوات الجيش وكثرته. والجرد: الخيل العتاق. والأبابيل: الجماعات.

ص: 858

تَرْدي بأُسْدٍ كِرَامٍ لا تَنابلَة

عند اللِّقاءِ ولا مِيلٍ مَعَازِيلِ

(1)

فَظَلْتُ عَدْوًا أظنُّ الأرْضَ مَائِلةً

لمَّا سَمَوْا برَئيس غير مَخْذولِ

(2)

فقلتُ: وَيْلَ ابْنِ حَرْبٍ من لقائِكُمُ

إذا تَغَطْمَطَتِ البَطْحَاءُ بالجيلِ

(3)

إنِّي نَذِيرٌ لأهل البَسْلِ ضاحِيةً

لكلِّ ذِي إِرْبَةَ منهم ومَعْقُولِ

(4)

من جَيْشِ أحْمَدَ لا وَخْشٍ تَنَابِلَة

وليس يُوصَفُ ما أنْذَرْتُ بالقِيلِ

(5)

فثني ذلك أبا سفيان ومن معه.

قال معبد شعرًا في ناقة للرسول هوت:

فأقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ينتظر أبا سفيان، فمر به معبد بن أبي معبد الخزاعي، فقال، وقد رأى مكان

(6)

رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وناقته تهوي

(7)

به:

قَدْ نَفَرَت من رُفْقَتيْ مُحَمَّدِ

وَعَجْوَةٍ مِنْ يَثْرب كالعَنْجَدِ

(8)

تَهْوي على دينِ أَبِيها الأتْلَدِ

قَدْ جَعلَتْ ماءَ قُدَيد مَوْعِدي

(9)

وَمَاء ضَجْنان لَهَا ضُحَى الغَدِ

(10)

(1)

تردي: تسرع. والتنابلة: القصار. والميل: جمع أميل، وهو الذي لا رمح أو لا ترس. وقيل هو الذي لا يثبت على السرج. والمعازيل: الذين لا سلاح معهم.

(2)

العدو: المشي السريع. وسموا: علوا وارتفعوا.

(3)

ابن حرب: هو أبو سفيان. وتغطمطت: اهتزت وارتجت، ومنه: بحر غطامط إذا علت أمواجه. والبطحاء: السهل من الأرض، والجيل: الصنف من الناس وفي سائر الأصول: إذا تعظمت البطحاء بالخيل. وهو ظاهر التحريف.

(4)

أهل السبل: قريش لأنهم أهل مكة، ومكة حرام. والضاحية: البارزة للشمس. والإربة: العقل.

(5)

الوخش: رذالة الناس وأخساؤهم. والتنابلة: القصار. والفيل: القول. سيرة ابن هشام ج 3 ص 102.

(6)

في سائر الأصول "وقد كان رسول اللَّه. . . إلخ".

(7)

تهوي: تسرع.

(8)

العنجد: حب الزبيب، ويقال: هو الزبيب الأسود.

(9)

الدين: الدأب والعادة. والأتلد: الأقدم. وقديد: موضع قرب مكة.

(10)

ضجنان: بالفتح والتحريك، جبل بناحية تهامة، وقيل على بريد مكة. وجاء في معجم البلدان بين ضجنا ومكة خمسة وعشرون ميلًا. (سيرة ابن هشام 3/ 310).

ص: 859

‌هاجر (*) بن عبد العزى الخزاعي

عاش هاجر بن عبد العُزَّى الخُزاعي دهرًا فيما ذكر ابن الكلبي عن أبي السائب المخزومي قال: حدثني به طلحة بن عبيد اللَّه بن كريز الخزاعي، وقال غيره هو عُمَيْرة بن هاجر بن عُمير بن عبد العُزَّى بن قمير الخزاعي، وهو جد عبد اللَّه بن مالك بن الهيثم بن عوف بن وهب بن عُميرة بن هاجر بن عمير بن عبد العُزّى بن قُمير الخزاعي عاش سبعين ومائة سنة. وقال:

بَليتُ وَأَفْنَاني الزَّمَانُ وَأصْبَحتْ

هُنَيْدَةُ قَد أَنْضَيْتُ مِنْ بَعْدهَا عَشْرَا

وَأَصْبَحْتُ مِثْلَ الفَرْخِ لا أَنَا مَيِّتٌ

فَأُسْلَى ولا حيٌّ فَأُصْدِرُ لي أَمْرَا

وَقَدْ كُنْتُ دَهْرًا أَهْزمُ الجَيْشَ وَاحِدًا

وَأُعْطي فَلا منّا عَطَائِي ولا نَزْرَا

وَقَدْ عِشْتُ دَهْرًا لا تُجِنُّ عَشِيرَتِي

لَهَا مَيِّتًا حَتَّى أَخُطَّ لَهُ قَبْرَا

(1)

‌علماء وقادة من خزاعة

‌أحمد (**) بن ثابت الخزاعي

هو أبو الحسن أحمد بن ثابت بن عثمان الخزاعي المروزي ابن "شبوية".

الإِمام القدوة الحدث، شيخ الإسلام.

سمع عبد اللَّه بن المبارك، وسفيان بن عُيَينة، والفضل بن موسى، وأبا أسامة، وطبقتهم.

(*) المعمرون /92/.

(1)

معنى القصيدة: المعمرون من الشعراء، بصابون بالملل واليأس ويضيقون ذرعًا في الحياة، لعجزهم وخور قوتهم، فيتذكرون الماضي وينديونه ويتمنون الموت، فالشاعر زهير بن أبي سلمي يقول:(سئمت تكاليف الحياة) وهذا الشاعر الخزاعي يقول: بأن الزمان: فنى عمره وأبلاه، مشبهًا نفسه بالفرخ الصغير العاجز الذي لا حول له ولا قوة، كقول: لا أنا ميت فأُسلى، ولا هو حي قوي كعادته صاحب أمر ونهي، ثم يتذكر الماضي البعيد في اعماقه، فيفخر بأنه أمضي دهره يهزم جيش الأعداء وحده ويعطي الهبات الكثيرة دون مِنَّة، وكان لدهر، لا تجن عشيرته لها ميتًا إلا أن يخط هو له القبر.

وجَنَّ الميت جَنّا، وأجَنَّه: ستره. والجَنَنُ بالفتح: القبر لستره الميت. والجَنَنُ أيضًا: الكفن. وأجَنَّه: كفنه. وأجْنَنْتَهُ: أي واريته (لسان العرب).

(**) سير أعلام النبلاء 11/ 8، النجوم الزاهرة 2/ 254، مختصر تاريخ دمشق 3/ 99.

ص: 860

حدث عنه: أبو داود، وأبو زُرعة الدمشقي، وأحمد بن أبي خيثمة وجماعة.

وحدث عنه من أقرانه يحيى بن مُعين، وغيره.

وثقه النسائي وغيره.

قال عبد اللَّه بن أحمد الخزاعي (شَبُّوية) سمعت أبي يقول: من أراد علم القبر فعليه بالأثر، ومن أراد علم الخبز، فعليه بالرأي.

. . . قال ثابت بن أحمد الخزاعي (شبوية): كان يخيل إلي أن لأبي فضيلة على أحمد بن حنبل لجهاده، وفكاك الأسرى، فسألت أخي عبد اللَّه فقال: أحمد ابن حنبل أرجح، فلم أقنع، فأريت شيخًا حوله الناس يسألونه، ويسمعون منه، فسألته عنهما، فقال: سبحان اللَّه!! إن أحمد بن حنبل ابتلى فصبر، وإن ابن شبوية عوفي، المبتلى الصابر كالمُعافي؟! هيهات.

قال البخاري وأبو حاتم: توفي سنة ثلاثين ومائتين وهو ابن ستين سنة

(1)

وورد في النجوم الزاهرة 2/ 254 توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين

(2)

وجاء في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر:

أحمد بن شَبُّويَهْ بن أحمد بن ثابت بن عثمان بن مسعود بن يزيد الأكبر ابن كعب بن مالك بن الحارث بن قرط بن مازن بن سنان بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو ابن عامر أبو الحسن الخُزاعي.

كان يسكن طرسوس، وقدم دمشق، وهو ثقة، وشبوية لقب، ونسب إلى الماخزاني، وهي قرية من قرى مرو يقال لها ماخزان، ويقال هو مولى لبديل بن ورقاء الخزاعي.

مات أحمد بطرسوس سنة ثلاثين أو تسع وعشرين ومائتين وهو ابن ستين سنة

(3)

.

(1)

سير أعلام النبلاء 11/ 7، 8.

(2)

النجوم الزاهرة 2/ 254.

(3)

مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر 3/ 99، 100.

ص: 861

‌أحمد (*) بن محمد الخزاعي

هو أحمد بن محمد بن علي بن أسيد، الخزاعي الأصبهاني (أبو العباس): الشيخ الصدوق، المحدث.

حدث عن: القصبي، ومُسْلم بن إبراهيم، وقُرَّة بن حبيب، وأبي الوليد الطيالسي، وأبي عمرُ الحَوْضي، وعِدَّةٍ.

حدث عنه: القاضي، وأحمد العسَّال، وعبد الرَّحمن بن سِبَاه، وأبو القاسم الطبراني، وأبو الشَّيخ بن حَيَّان، وآخرون.

قال أبو الشيخ: هو ثقة مأمون. توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين - في شهر صفر

(1)

.

‌أحمد بن نصر (**) الخزاعي

هو أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثم الخزاعي، ومالك بن الهيثم أحد نقباء بني العباس، وهو (جد) أحمد بن نصر، وكذلك كان لأبيه نصر أثر طيب

(2)

.

في سنة إحدى وثلاثين ومائتين تحرك بغداد قوم مع أحمد نصر الخزاعي وكان سبب هذه الحركة أن أحمد، كان يغشاه أصحاب الحديث، كيحيى بن معين، وابن الدَّورقي وابن خيشمة، وكان يظهر المباينة لمن يقول: القرآن مخلوق، ويبسط لسانه فيمن يقول ذلك.

وكان الخليفة الواثق باللَّه يؤمن بذلك ويجاهر به ويعاقب من ينكره، فغاظ من هذا الأمر أحمد بن نصر الخزاعي فذكر عنده الواثق، فجعل يقول: ألا فعل هذا الخنزير أو قال هذا الكافر، وفشا ذلك من أمره، فخوف بالسلطان، وقيل له: قد اتصل أمرك به، فخافه.

وعرف أحمد بن نصر الخزاعي بمعارضته، فالتف حوله من أهل بغداد كل من يعارض الخليفة، وأن الناس بايعوه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

(*) سير أعلام النبلاء 13/ 505.

(1)

سير أعلام النبلاء 13/ 506.

(**) تاريخ اليعقوبي 2/ 482، تاريخ الموصل 178، 294، 341، الكامل في التاريخ 7/ 20، 23، 65 الطبري 9/ 135.

(2)

الكامل في التاريخ 7/ 20.

ص: 862

والسمع له، كما كثر الدعَّار بمدينة السلام (بغداد) وظهر بها الفساد، وهذه المعارضة زادت عليه حنق الواثق وكاد له واعتقل أحمد بن نصر الخزاعي ورفاقه إثر إخبارية وردت عنهم بأنهم سيحركون الشعب بعد قرع الطبول في ليلة الخميس في شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين لثلاث خلون منه، وقرعت الطبول يوم الأربعاء وانكشف السر بفضل جماعة منهم ثملوا بفعل النبيذ

(1)

بعد أن خضعوا للتحقيق واعترفوا تحت وطأة العنف، وقيدوا جميعهم وزعيمهم الخزاعي بسلاسل الحديد.

وأعد الواثق لهم مجلسًا عامًا ليمتحنوا امتحانًا مكشوفًا، فحضر القوم واجتمعوا عنده، وكان أحمد بن أبي دؤاد متنفذًا لدى الواثق، فلما أتي بأحمد بن نصر لم يناظره الواثق في الشغب ولا فيما رفع عليه من إرادته الخروج عليه، ولكنه قال له: يا أحمد ما تقول في القرآن؟

قال أحمد بن نصر: كلام اللَّه، وأحمد "مستقتل قد تنور وتطيب".

قال الواثق: أفمخلوق هو؟

قال أحمد: هو كلام اللَّه.

قال الواثق: فما تقول في ربك، أتراه يوم القيامة؟

قال أحمد: يا أمير المؤمنين جاءت الآثار عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته" فنحن على الخبر، قال: وحدثني سفيان بن عيينة بحديث يرفعه: "أن قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع اللَّه يقلبه". وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" فقال له إسحاق بن إبراهيم: ويلك! انظر ماذا تقول!

قال الخزاعي: أنت أمرتني بذلك.

فأشفق إسحاق من كلامه وقال: أنا أمرتك بذلك!

قال الخزاعي: نعم أمرتني أن أنصح له إذ كان أمير المؤمنين، ومن نصيحتي له ألا يخالف حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

(1)

تاريخ الطبري 9/ 136.

ص: 863

فقال الواثق لمن حوله: ما تقولون فيه؟

فأكثروا، فقال عبد الرحمن بن إسحاق -كان قاضيًا على الجانب الغربي فعزل، وكان حاضرًا، وكان أحمد بن نصر الخزاعي ودّا له-: قال: يا أمير المؤمنين هو حلال الدم.

وقال عبد اللَّه الأرمني صاحب ابن أبي دؤاد: اسقني دمه يا أمير المؤمنين.

فقال الواثق: القتل يأتي على ما تريد.

قال ابن أبي دؤاد: يا أمير المؤمنين كافر يُستتاب، لعل به عاهة أو تغير عقل -كأنه كره أن يقتل بسببه-.

فقال الواثق: إذا رأيتموني قد قمت إليه، فلا يقومن أحد معي، فإني أحتسب خُطاي إليه، ودعا بالصَّمصامة -سيف عمر بن معد يكرب الزّبيدي وكان في الخزانة، أهدي إلى موسى الهادي، فأمر سلمًا الخاسر الشاعر أن يصفه له، فوصفه فأجازه- فأخذ الواثق الصّمصامة وهي صفيحة موصولة من أسفلها مسمورة بثلاثة مسامير تجمع بين الصفيحة والصلة. فمشى إليه وهو في وسط الدار، ودعا بنطع فصُيِّر في وسطه، وحبل فشد رأسه، ومد الحبل، فضربه الواثق ضربة، فوقعت على حبل العائق، ثم ضربه أخرى على رأسه، ثم أخذ سيما الدمشقي سيفه، فضرب عنقه وحز رأسه

(1)

.

وقد ذكر أن بغا الشرابي ضربه ضربة أخرى، وطعنه الواثق بطرف الصَّمصامة في بطنه فحمل معترضًا حتى أتى به الحظيرة التي فيها بابك فصلب فيها وفي رجله زوج قيود، وعليه سراويل وقميص، وحمل رأسه إلى بغداد، فنصب في الجانب الشرقي أيامًا، وفي الجانب الغربي أيامًا ثم حول إلى الشرقي وحظر على الرأس حظيرة، وضرب عليه فسطاط، وأقيم عليه الحرس، وعُرف ذلك الموضع برأس أحمد بن نصر، وكتب في أذنه رقعة: هذا رأس الكافر المشرك الضال، هو أحمد بن نصر بن مالك، ممن قتله اللَّه على يدي عبد اللَّه هارون الإِمام الواثق باللَّه أمير المؤمنين، بعد أن أقام عليه الحجة في خلق القرآن ونفي التشبيه، وعرض عليه

(1)

تاريخ الطبري 9/ 138.

ص: 864

التوبة، ومكنه من الرجوع إلى الحق، فأبى إلا المعاندة والتصريح والحمد للَّه الذي عجل به إلى ناره وأليم عقابه وإن أمير المؤمنين سأله عن ذلك فأقر بالتشبيه وتكلم بالكفر، فاستحل بذلك أمير المؤمنين دمه ولعنه. وأودع السجن من له صحبة معه وذاقوا ألوان العذاب في السجون

(1)

، وكان ذلك سنة (231 هـ).

توفي الواثق سنة (232 هـ) وتولى بدلا منه المتوكل على اللَّه، فنهى عن الجدال في القرآن وغيره ونفذت كتبه بذلك إلى الآفاق.

ثم سمح بجمع جثة أحمد بن نصر الخزاعي، فحمله ابن أخيه موسى إلى بغداد وغسل ودفن وهكذا كانت نهايته

(2)

؟

إنها نهاية محزنة ومؤسفة أن يقتل الإنسان من أجل مخالفة رأيه رأي الآخرين أو معارضتهم، وليس بالضرورة أن تكون أفكار أمة بكاملها متوافقة أيًا كان موقعها حتى ولا بالقهر؛ لأن العقول والأفكار المنبثقة متفاوتة بين إنسان وآخر، فالأفكار الضحلة تسقط معها حاملوها قلوا أم كثروا، وليس الخزاعي هو الأول ولن يكون الأخير في مثل تلك المجتمعات.

‌إسحاق (*) بن إبراهيم الخزاعي

هو إسحاق بن إبراهيم بن مصعب بن زريق بن أسعد بن زاذان الخزاعي بالولاء، وهو ابن عم طاهر بن الحسين، ولي الشرطة ببغداد من أيام المأمون

(3)

إلى أيام المتوكل، وكان جوادا ممدحًا، وكان يعرف بصاحب الجسر

(4)

وعلى يده امتحن العلماء بأمر المأمون وأكرهوا.

وكان صارمًا خبيرًا سائسًا حازمًا وافر الفعل جوادًا له مشاركة في العلم، توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين. وولي بعده ابنه محمد.

(1)

تاريخ الطبري 9/ 139.

(2)

تاريخ الطبري 9/ 190.

(*) الديارات/ 40، 123، 124، 141، سير أعلام النبلاء 11/ 171 الوافي بالوفيات 8/ 396، 397، بغية الطلب/ 1408 - 1409، الكامل في التاريخ 6/ 363.

(3)

كان صاحب الشرطة ببغداد أيام المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل.

(4)

كان يسمى بصاحب الجسر؛ لأنه كان يتولى أمر الجسرين ببغداد.

ص: 865

ومن القصص المرعبة التي تدل على وحشية إسحاق وجبروته القصة التي وردت في كتاب الديارات ومفادها، قال: وكنا يومًا عند إسحاق بن إبراهيم بن مُصعب فقدمت المائدة، وكان قد تقدم بعمل هريسة، فقدمت إليه الهريسة، فنظر إليها، فرأى شعرة، فأومأ إلى بعض غلمانه بشيء لم نفهمه، فما لبث أن جيء له بطيفورية

(1)

عليها مكية، فوضعها ورفع المكبة، فإذا يد الطباخ بدمها في الطيفورية، فرفعنا أيدينا، وتنغص أكلنا مما ورد علينا وقمنا وليس منا أحد ينتفع بنفسه

(2)

.

إنه الظلم بعينه، بل إنها لجريمة أن تقطع يد مقابل شعرة؟!

‌إسحاق (*) بن أحمد الخزاعي

هو أبو محمد إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن نافع الخُزاعي المكي، شيخ الحرم، جوَّد القرآن على البَزِّي، وعبد الوهاب بن فُليح.

وحدَّث عن: ابن أبي عمر العَدَني بمسنده، وعن محمد بن زُنْبور، وأبي الوليد الأزرقي.

وكان متقنًا، ثقة، ذكر أنه تلا على ابن فليح مئة وعشرين ختمة، وله مصنفات في القراءات.

قرأ عليه ابن شَنَبُوذ، والمطَّوِّعي، ومحمد بن موسى الزَّينبي وعدّة، وحدَّث عنه ابن المقرئ، وإبراهيم بن عبد الرَّزاق الأنطاكي وآخرون.

مات بمكة في ثامن رمضان سنة ثمان وثلاثمائة

(3)

.

‌إسحاق (**) بن قبيصة الخزاعي

هو إسحاق بن قُبيصة بن ذؤيب الخزاعي.

(1)

ضرب من الأواني شبه الصحاف أو الأطباق يتخذ لوضع الطعام أو الفاكهة فيه.

(2)

الديارات/ 124.

(*) الوافي بالوفيات 8/ 403 سير أعلام النبلاء 14/ 289، البداية والنهاية 11/ 131.

(3)

سير أعلام النبلاء 14/ 289.

(**) مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر 4/ 308.

ص: 866

كان على ديوان الزَّمني بدمشق، وهو من أهلها، وسكن الأردنَّ، ووليها لهشام بن عبد الملك. أي كان إسحاق على ديوان الصدقات أيام هشام. سمع وأسمع.

قال إسحاق: إن أباه قبيصة كان بدمشق، وداره بباب البريد، وكان على ديوان الزمني بدمشق في أيام الوليد بن عبد الملك.

وقال الوليد: لأدعن الزمن أحب إلى أهله من الصحيح.

وقال: وكان يؤتى بالزمن حتى يوضع في يده الصدقة.

روي عن أبيه، عن عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تبايعوا الذهب إلا مثلا بمثل، ولا الفضة إلا مثلا بمثل، لا زيادة بينهما ولا نظرة".

وكتب عمر بن الخطاب إلى معاوية: لا إمرة لك على عُبادة، واحمل الناس على ما قال، فإنه هو الأمر.

عن إسحاق بن قبيصة، قال: قال كعب: لو غير هذه الأمة أنزلت عليهم الآية لنظروا اليوم الذي أنزلت فيه فاتخذوه عيدًا يجتمعون له: فقيل له: أي آية يا كعب؟

فقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا. . . (3)} [المائدة].

فقال عمر: فالحمد للَّه، قد عرفت اليوم الذي أنزلت فيه، والمكان الذي أنزلت فيه، يوم عرفة في يوم الجمعة، وكلاهما بحمد اللَّه لنا عيد

(1)

.

‌أسيد (*) بن عبد اللَّه الخزاعي

هو أسيد بن عبد اللَّه بن الأجْحَمْ بن أسد بن الأجْحَم بن دندنة بن عمرو ابن القين بن رزاح بن عمرو الملقب بأبي مالك. ولي خراسان

(2)

. كان أسيد بن

(1)

مختصر تاريخ دمشق 4/ 309.

(*) تاريخ الطبري 7/ 369، 379، 390، الكامل في التاريخ 5/ 364، عيون الأخبار 3/ 129، 143.

(2)

نسب معد 2/ 451، هناك اختلاف في تسلسل النسب بين مصدر وآخر.

ص: 867

عبد اللَّه من سادات القوم بخراسان، وهو أول من سَوَّد بمدينة (ينسا) وكان مؤيدًا قويًا للدعوة العباسية، ولاه قُحطبة قيادة الجند ومطاردة أنصار الأمويين ومؤيديهم

(1)

.

وجاء في الاشتقاق هو أبو مالك اسيد بن عمرو بن الأجحم. والأجحم: الجاحظ المعينين. وجحمتا الأسد: عيناه، بكل لغة. والأجحم هذا هو الجحم بن دِنْدَنةٍ، أحسب أن أمه خالدة بنت هاشم بن عبد مناف. والدِّندِن: يبيس الشَّجر البالي.

وبيت الأجحم في خزاعة أسيد بن عمر بن الأجحم وهو ابن دندنة.

قال الشاعر:

والمالُ يَغْشى رجالا لا خَلاقَ لهم

كالْسَيلِ يَغْشَى أصولَ الدِّندنِ البالي

(2)

وأسيد بن عبد اللَّه الخزاعي هو أحد القادة الشجعان، من ذوي الرأي، صحب أبا مسلم الخراساني قبل ظهور الدعوة العباسية فخدمه برأيه وسعيه، وقيادته للجيوش هناك، وجعله أبو مسلم على مقدمة جيشه حين دخل مدينة مرو وولي بعد ذلك خراسان وتوفي بها وكان قبل ذلك بمدينة (بنسا) من خراسان، وهو الذي نشر ولبس اللباس الأسود الذي أصبح شعار بني العباس

(3)

.

سأل رجل أسيد بن عبد اللَّه فاعتل عليه، فقال: إني سألت الأمير من غير حاجةٍ.

قال: وما حملك على ذلك.

قال الرجل: رأيتك تحب من لك عنده حسن بلاء فأحببت أن أتعلق منك بحبل مودة

(4)

.

(1)

نسب معد 2/ 431.

(2)

الاشتقاق/ 475.

(3)

الكامل في التاريخ 5/ 364، تاريخ الطبري 7/ 390، 391.

(4)

عيون الأخبار 3/ 143.

ص: 868

‌أصيل (*) الخزاعي

هو أصيل بن سفيان -وقيل بن عبد اللَّه- الهذلي، وقيل الغفاري، وقيل الخزاعي. وأصيل بالتصغير.

قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصيل الخزاعي: "يا أصيل، كيف تركت مكة؟ " قال: تركتها وقد أحجن

(1)

ثُمامُها، وأمْشَرَ

(2)

سَلمها، وأعْذَقَ

(3)

إذخرها" فقال صلى الله عليه وسلم: "دع القُلوب تَقِرَّ". وهذه الرواية الأولى.

وهناك رواية ثانية تقول: "قدم أصيل الغفاري قبل أن يُضرب الحجاب على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فدخل على عائشة، رضي الله عنها، فقالت له: يا أصيل، كيف عهدت مكة؟ قال: عهدتها قد أخصب جنابها وابيضت بطحاؤها. قالت: أقم حتى يأتيك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلم يلبث أن دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أصيل، كيف عهدت مكة؟

قال: عهدتها واللَّه قد أخصب جنابها، وابيضت بطحاؤها وأعذق إذخرها

(4)

، وأسلب ثمامها

(5)

وأمشر سلمها.

فقال: حسبك يا أصيل، لا تحزنا".

‌أقرم (**) الخزاعي

هو الأقرم بن زيد أبو عبد اللَّه الخزاعي.

روي حديثه داود بن قيس، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن أقرم الخزاعي عن أبيه عبد اللَّه قال: كنت مع أبي بالقاع من نَمِرَة

(6)

، فمر بنا ركب فأناخوا بناحية

(*) البيان والتبيين 2/ 156، وأسد الغابة 1/ 121، والرواية الأولى هي من كتاب البيان والتبيين، والثانية هي من كتاب أسد الغابة.

(1)

أحجن: أي بدا ورقه.

(2)

أمشر: خرج ورقه واكتسى به أي أورق واخضر.

(3)

أعذق: صار له عذوق وشعب، وقيل أزهر.

(4)

الإذخر: نبت معروف بالحجاز.

(5)

وأسلب ثمامها: أي أخوص وصار له خوص، والثمام نبت معروف بالحجاز ليس بالطويل.

(**) الاستيعاب 1/ 225، وأسد الغابة 1/ 131، وقيل أرقم والصحيح أقرم.

(6)

نمرة: ناحية بعرفة، وموضع بقُديد.

ص: 869

الطريق، فقال لي أبي: كن في بهمك

(1)

حتى آتي هؤلاء القوم فإني سائلهم، قال: فخرج وخرجت في أثره، قال: فإذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

. . . عن عبيد اللَّه بن أقرم عن أبيه قال: "صليت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فكنت أرى عُفرة

(2)

إبطه إذا سجد".

‌إياس (*) بن زيد الخزاعي

هو إياس بن زيد ويقال ابن زيد أبو زكريا الخزاعي، والد عبد اللَّه بن أبي زكريا الدمشقي من التابعين، أدرك عمر بن الخطاب وكان عمر يثني عليه.

روى أبو زكريا الخُزاعي عن سَلْمان الفارسي قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "رباط يوم وليلة في سبيل اللَّه عز وجل كصيام شهر وقيامه، إن مات جرى له أجر المرابط إلى أن يبعث، وأومن من الفتان

(3)

، وقطع له من الجنة رزق".

وعن أبي زكريا عن أبي أمامة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن المعروف لا يصلح إلا لذي دين، أو لذي حسب، أو لذي حلم". قال سعيد بن عبد العزيز: كتب عمر بن الخطاب إلى يزيد بن أبي سفيان أو إلى أبي الدرداء: واقرئا مني الرجل الصالح السلام - يعني أبا زكريا والد عبد اللَّه بن أبي زكريا

(4)

.

‌أمية (*) الخزاعي

هو أمية بن مخشي الخزاعي، يكنى أبا عبد اللَّه بن بصري، من الأزد كان من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم روى عنه المثنى بن عبد الرحمن بن مخشي، وهو ابن أخيه، له حديث واحد في التسمية على الأقل، قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالسًا، ورجل يأكل ولم يسم، حتى لم يبق إلا لقمة، فلما رفعها إلى فيه قال: بسم اللَّه

(1)

البهم: جمع بهمة، وهي ولد الضأن الذكر والأنثى. وفي الإصابة كن ههنا.

(2)

العفرة: بياض ليس بالناصع، ولكن كلون عفر الأرض وهو وجهها. (أسد الغابة 1/ 131).

(*) مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر 5/ 91.

(3)

الفتان: بروي بضم الفاء وفتحها، فالضم جمع فاتن ويكون للجنس، أي يؤمن كلَّ ذي فتنة، وبالفتح هو الشيطان. انظر صحيح مسلم بشرح النووي 5/ 262.

(4)

مختصر تاريخ دمشق 5/ 91.

(*) الاستيعاب 1/ 196، أسد الغابة 1/ 143.

ص: 870

أوله وآخره. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مازال الشيطان يأكل معه حتى إذا ذكر اسم اللَّه استقاء ما في بطنه".

رواه أحمد بن حنبل عن ابن المديني، عن يحيى بن سعيد، ولا يعرف له غير هذا الحديث (أخرجه الثلاثة)

(1)

.

‌بُدَيل (*) بن ورقاء الخزاعي

هو بُديل بن ورقاء بن عبد العُزَّى بن ربيعة بن جُزَي بن عامر بن عبد مازن ابن عديّ بن عمرو بن عامر بن لُحي. . . وكان أدهى العرب

(2)

.

وكان بُديل شريفًا وله قدر في الجاهلية بمكة، وكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام

(3)

.

وقال ابن إسحاق: إن قريشًا يوم فتح مكة لجأوا إلى دار بُديل بن ورقاء الخزاعي ودار مولاه رافع، وشهد بديل وابنه عبد اللَّه حنينًا والطائف وتبوك، وكان من كبار مسلمة الفتح، وقيل أسلم قبل الفتح

(4)

.

وأبناء بُديل هم عبد اللَّه قتل يوم صفين مع علي بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه، ونافع بن بديل قتل يوم بئر معونة، وأبو عمرو بن بديل وكان على رؤوس المصريين الذي ساروا إلى الخليفة عثمان بن عفان، وكانوا يأتمرون بأمره

(5)

.

وندب النبي صلى الله عليه وسلم بُديل الخزاعي للإشراف على سبي هوازن من حنين إلى الجعرانة حتى يقدم

(6)

عليه.

(1)

أسد الغابة 1/ 143.

(*) السيرة النبوية ج 3 + 4/ 311، 312، 391 - 396، 400، 402 والكامل في التاريخ 2/ 201، 202، 240، 244، 245، 266/ طبقات ابن سعد 4/ 294، نسب معد 2/ 453، جمهرة النسب 239، أسد الغابة 3/ 201.

(2)

جمهرة أنساب العرب (239) ورد تأخير أو تقديم في تسلسل نسب بديل في كتب النسب والتاريخ وهذا يعود إلى نقل الرواة قد يسقط منهم بعض الأسماء؟

(3)

الاشتقاق/ 476.

(4)

أسد الغابة 1/ 203.

(5)

نسب معد 2/ 453، 454، وانظر الحاشية. وجمهرة أنساب العرب 239.

(6)

طبقات ابن سعد 4/ 294 وأسد الغابة 1/ 204. والجعرانة: منزل بين مكة والطائف نزله النبي صلى الله عليه وسلم وقسم بها غنائم حنين.

ص: 871

كما بعثه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعمرو بن سالم الخزاعي، وبسر بن سفيان إلى بني كعب يستنفرونهم إلى عدوهم حين أراد أن يخرج إلى تبوك، وشهدوا جميعًا مع النبي صلى الله عليه وسلم تبوك.

وشهد بُديل بن ورقاء حجة الوداع مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

(1)

.

وتوفي بديل

(2)

قبل النبي صلى الله عليه وسلم.

وورد نص كتاب

(3)

في أسد الغابة قيل إنه من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بديل بن ورقاء الخزاعي.

وجاء السند عن. . . عن عبد اللَّه بن سلمة عن أبيه سلمة قال: دفع إلى أبي بُديل بن ورقاء الكتاب وقال: يا بني هذا كتاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فاستوصوا به، فلن تزالوا بخير ما دام فيكم:

النص:

بسم الله الرحمن الرحيم

"من محمد رسول اللَّه إلى بديل بن ورقاء، وَسَروَات بني عمرو، فإني أحمد إليكم اللَّه الذي لا إله إلا هو، أما بعد:

فإني لم آثم بإلكم

(4)

ولم أضع في جنبكم، وإن أكرم أهل تِهَامة علي أنتم، وأقربهم لي رحمًا ومن معكم من المطيبين، وإني قد أخذت من هاجر منكم مثل ما أخذت لنفسي، ولو هاجر بأرضه غير ساكن مكة إلا معتمرًا أو حاجًا، وإني لم أضع فيكم إذا سلمت، وإنكم غير خائفين من قبلي ولا محصرين".

وجاء التعليق في أسد الغابة: هذا حديث غريب، وكان الكتاب بخط علي ابن أبي طالب، رضي الله عنه

(5)

.

(1)

طبقات ابن سعد 4/ 294.

(2)

أسد الغابة 1/ 204.

(3)

أسد الغابة 1/ 203، 204.

(4)

الإل: العهد، والمعنى: لم أخن عهدكم فآثم.

(5)

أسد الغابة 1/ 204.

ص: 872

‌بُديل وَعُمْرة الحُديبية:

في السنة السادسة للهجرة خرج النبي صلى الله عليه وسلم معتمرًا في ذي القعدة لا يريد حربًا ومعه جماعة من المهاجرين والأنصار ومن تبعه من الأعراب (البدو) وقد أنذر النبي من قبل المخلصين له بأن قريشًا ترفض قدومه، ومن بين الذين قدموا إليه وأحاطوه علمًا بالتحركات المعادية له بديل بن ورقاء الخزاعي الذي جاء في نفرٍ من قومه خزاعة وكانوا عَيْبَةٌ

(1)

نصح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من أهل تهامة فقال:

إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد نزلوا أعداد

(2)

مياه الحديبية، معهم العوذ المطافيل، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنا لم نأت لقتال أحد ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشًا قد نهكتهم الحرب وأضرب بهم، فإن شاءوا ماددناهم مدة ويخلّو بيني وبين الناس، فإن أظهر، فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإلا قد جَمُّوا، وإن هم أبوا، فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي

(3)

، أو لينفذن اللَّه أمره.

فقال بُديل: سنبلغهم ما تقول:

فانطلق بديل حتى أتى قريشًا فقال:

إنا قد جئناكم من عند هذا الرجل وسمعناه يقول قولًا، فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا.

فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا أن تحدثنا عنه بشيء، وقال ذو الرأي منهم: هات ما سمعته يقول، قال: سمعته يقول: كذا وكذا فحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم انتدبت قريش عروة بن مسعود الثقفي لمقابلة النبي صلى الله عليه وسلم وعاد ليقل لقومه بعد أن شاهد إخلاص المسلمين للنبي صلى الله عليه وسلم: "إنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها"

(4)

.

(1)

عيبة نصح: أي خاصته وأصحاب سره.

(2)

الأعداد: جمع عدد بالكسر، وهو الماء الدائم الذي له مادة لا انقطاع لها.

(3)

السالفة: صفحة العنق، وهما سالفتان من جانبيه.

(4)

تاريخ الطبري 2/ 625، 626، 627 / وفي سيرة ابن هشام 3/ 311 "وإن كان جاء ولا يريد قتالًا، فواللَّه لا يدخلها علينا عنوة أبدًا ولا تحدث بذلك عنا العرب".

ص: 873

لما رجع عُروة بن مسعود الثقفي إلى قريش بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خراش بن أمية الخزاعي إلى قريش على جمل له يقال له الثعلب ليبلغ عنه، فعقروا به جمل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأرادوا قتله فمنعته الأحابيش وخلوا سبيله حتى أتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

ثم بعثت قريش سهيل بن عمرو أخا بني عامر بن لؤي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليصالحه على أن يرجع عنهم عامه ذلك، وجرى بينهم الصلح، ودخلت خُزاعة في عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ودخلت بنو بكر في عهد قريش

(1)

.

وفي السنة الثامنة للهجرة قبيل فتح مكة كان بديل على اتصال مع النبي صلى الله عليه وسلم ونذكر ذلك في يوم فتح مكة.

‌بسر (*) الخزاعي

هو بُسر بن سفيان بن عمرو بن عُويمر بن صرمة بن عبد اللَّه بن قُمير بن حُبشيَّة بن سَلُول بن كعب بن عمرو بن ربيعة، وهو لُحي الخزاعي الكعبي. كان شريفًا، كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام، فأسلم سنة ست من الهجرة، وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم عينًا إلى قريش بمكة، وهو الذي لقي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما اعتمر عمرة الحديبية، وساق معه الهَدْيَ، فأخبره أن قريشًا خرجت بالعوذ المطافيل، قد لبسوا جلود النمور. أي أخبره خبر قريش وجموعهم. ولقد شهد الحُديبية

(2)

.

‌تقي (**) الدين الخزاعي

هو القاضي تقي الدين أبو بكر الخزاعي الحنبلي ومن أعيانهم، كان كثير الاشتغال بالعلم، كثير التلاوة حفظًا، وقراءة الحديث النبوي، وباشر في الحكم سنين كثيرة مع العفة والديانة.

(1)

الكامل في التاريخ 2/ 204.

(*) الاستيعاب 1/ 246 وأسد الغابة 1/ 216.

(2)

أسد الغابة 1/ 216 وقوله: العوذ المطافيل: بريد النساء والصبيان. والعوذ: في الأصل جمع عائذ: وهي الناقة إذا وضعت، وبعدما تضع أيامًا حتى يقوى ولدها، والمطافيل: جمع مطفل وهي الناقة التي معها ولدها.

(**) تاريخ البُصروي 85.

ص: 874

توفي في رجب سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة يوم السبت ودفن بسفح قاسيون

(1)

(والموافق - 4 نيسان - 1478 م) وذلك في عهد الخليفة العباسي (المستنجد باللَّه يوسف)، والسلطان الملك الأشرف قايتباي الظاهري، والأتابكي أزبك الظاهري

‌جعفر (*) بن عبد اللَّه الخزاعي

هو جعفر بن عبد اللَّه بن محمد بن سيد بُونة الخزاعي. جاء عنه: من أهل شرق الأندلس من أعمال دانية

(2)

، يكنى أبو أحمد الولي الشهير كان أحد الأعلام المنقطعي القرين في طريق كتاب اللَّه، وأولى الهداية الحقة، فذ شهير، شائع الخلة، كثير الأتباع، بعيد الصيت، توجب حتى الأمم الدانية بغير دين الإسلام، عند التغلب على قرية مدفنه بما يقض منه بالعجب.

قال الأستاذ أبو جعفر بن الزبير عند ذكره في الصلة: أحد أعلام المشاهير فضلًا وصلاحًا؛ قرأ ببلنسية، وكان يحفظ نصف "المدونة"

(3)

وأقرأها، ويؤثر الحديث والتفسير والفقه، على غير ذلك من العلوم. أخذ القراءات السبع عن المقرئ أبي الحسن بن هُذيل، وأبي الحسن بن النعمة، ورحل إلى المشرق، فلقي في رحلته جلَّة، أشهرهم واكبرهم في باب الزهد وأنواع سني الأحوال، ورفيع المقامات، الشيخ الجليل الولي اللَّه تعالى العارف أبو مدين

(4)

شعيب بن الحسين المقيم ببجاية! صحبه وانتفع به، ورجع من عنده بعجايب دينية، ورفيع أحوال إيمانية، وغلبت عليه العبادة، فشهر بها حتى رحل إليه الناس بدعائه والتيمن برؤيته ولقائه، فظهرت بركته على القليل والكثير منهم وارتوا زلالا من ذلك العذب النمير، وحظه من العلم مع عمله الجليل موفور وعلمه نور على نور. وحدث

(1)

جبل قاسيون: يطل على مدينة دمشق من جهة الشمال، وإن المنازل تسلفت سفوحه حتى كادت أن تصل قمته، وقد أصلح حاليًا وشفت فيه الطرقات المعبدة وغرست عليه الأشجار الحراجية، وإن منظر دمشق من فوق قمته تبدو أكثر ساحرية في ليالي الصيف المنعشة.

(*) الإحاطة في أخبار غرناطة/ 461.

(2)

دانية من ثغور الأندلس القديمة، تقع جنوبي بلنسية على لسان بارز وقد كانت أيام الطوائف قاعدة المملكة مجاهد العامري أمير دانية والجزائر الشرقية.

(3)

المدونة: هو كتاب للإمام مالك.

(4)

العلامة الأندلسي الشهير توفي سنة (594 هـ).

ص: 875

قريبه الشيخ أبا تمام غالب بن حسين بن سيد بُونة حين ورد غرناطة، فكان يحدث عنه بعجائب دخوله غرناطة: وذكر المعتنون بأخباره بالحضرة إلى طريقه، أنه دخل الحضرة وصلى في رابطة الربط من باب

(1)

. . . وأقام بها أيامًا، فلذلك المسجد المزية عندهم إلى فيما بعد. . .

وانتقل الكثير من أهله وأذياله عند تغلب العدو على الشرق على بلدهم، إلى هذه الحضرة، فسكنوا ربض البيازين، على دين وانقباض وصلاح فيحجون بكنوز من أسراره ومبشراته مضنون بها على الناس، وبالحضرة اليوم منهم بقية تقدم الإلماع بذكرهم.

توفي بالموضع المعروف بزناته في شوال سنة أربع وعشرين وستمائة وقد نيف على الثمانين

(2)

.

‌جويرية (*) بنت الحارث الخزاعية

هي جويرية بنت الحارث بن أبي ضِرارِ بن حَبيب بن عائذ بن مالك بن جَذيمة -وهو المصطلق- بن سعد بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقيا، وعمرو هو أبو خزاعة

(3)

.

وقعت جويرية في سبي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم المُرَيسيع وهي غزوة بني المصطلق سنة خمس، وقيل سنة ست وكانت تحت ابن عم لها يقال له مسافع بن صفوان بن مالك بن جذيمة ذو الشفر فقتل عنها، فكاتبها ثابت بن قيس على نفسها على تسع أواق، وكانت امرأة حلوة ملاحة، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه.

فأتت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها، أو تسأله.

قالت عائشة: فواللَّه ما هو إلا أن رأيتها فكرهتها وقلت: بري منها ما قد رأيت! (أي جمالها الفائق).

(1)

بياض في الأصل. تركت النص كما ورد في كتاب الإحاطة 1/ 463.

(2)

الطبقات الكبرى 8/ 116، أسد الغابة 7/ 56 - المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم سير أعلام النبلاء 2/ 261 والاستيعاب 4/ 366.

(*) أسد الغابة 7/ 56. الطبقات الكبرى 8/ 116 والمنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وسير أعلام النبلاء 2/ 261، والاستيعاب 4/ 36.

(3)

أسد الغابة 7/ 57.

ص: 876

فلما دخلت جويرية على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قالت: يا رسول اللَّه، أنا جُويرية بنت الحارث، سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، وقد كاتبت على نفسي، فأعني على كتابتي.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أو خير من ذلك، أؤدي عنك كتابك وأتزوجك.

قالت: نعم.

ففعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فبلغ الناس أنه قد تزوجها، فقالوا: أصهار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق، فلقد أعتق بها مائة أهل بيت من بني المصطلق، "فما أعلم امرأة، أعظم بركة منها على قومها". هكذا قالت عائشة.

ولما تزوجها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حجبها، وقسم لها، وكان اسمها بَرَة فسماها جويرية

(1)

.

روت جويرية عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها ابن عباس وغيره.

وجاء في الطبقات الكبرى: سبى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بني المصطلق فوقعت جويرية في السبي فجاء أبوها فافتداها ثم أنكحها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

وفي رواية أخرى: فجاء أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن ابنتي لا يسبى مثلها فأنا أكرم من ذاك فخل سبيلها، قال: أرأيت إن خيرناها أليس قد أحسنا؟ قال: بلى وأديت ما عليك. فأتاها أبوها فقال: إن هذا الرجل قد خيرك فلا تفضحينا.

فقالت: فإني قد اخترتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال: قد واللَّه فضحتنا. وتوفيت جويرية سنة ست وخمسين وهي يومئذ ابنة خمس وستين سنة وصلى عليها مروان ابن الحكم

(2)

في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

لقد كان هذا الزواج زواجًا سياسيًا كونها ابنة سيد قومها وبزواجه منها انتهى العداء حيث أطلق الأسرى من بني المصطلق وأصبح الجميع في خندق المسلمين.

(1)

أسد الغابة 7/ 57.

(2)

الطبقات الكبرى 8/ 117 والاستيعاب 4/ 366.

ص: 877

‌الحارث (*) بن أبي ضرار الخزاعي

الحَارث بن أبي ضِرَار، وهو حبيب، بن الحارث بن عائد بن مالك بن جَذيمة، وهو المصطلق، بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي المصطلقي أبو جويرية، زوج النبي صلى الله عليه وسلم بنت الحارث.

تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث وكانت في سبايا بني المصطلق من خزاعة (روايتها مذكورة في الكتاب) فأقبل أبوها الحارث بن أبي ضرار لفداء ابنته، فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء فرغب في بعيرين منها، فغيبهما في شعب من شعاب العقيق، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد، أخذتم ابنتي وهذا فداؤها، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأين البعيران اللذان غيبت بالعقيق في شعب كذا كذا؟

قال الحارث أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأنك رسول اللَّه ما اطلع على ذلك إلا اللَّه، وأسلم الحارث، وابنان له، وناس من قومه

(1)

.

‌حارثة (**) بن وهب الخزاعي

هو حارثة بن وهب الخزاعي أخو عبيد بن عمر بن الخطاب لأمه. روى عنه أبو إسحاق السبيعي، ومعبد بن خالد الجهني.

. . . عن معبد بن خالد الجهني قال: سمعت حارثة بن وهب الخزاعي، يقول: سمعت سول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف مستضعف لو أقسم على اللَّه لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ متكبر"

(2)

. هذا حديث صحيح أخرجه الثلاثة.

(*) أسد الغابة 1/ 400 الوافي بالوفيات 11/ 252، المحبر 89، الطبري 2/ 604، معجم البلدان 4/ 515.

(1)

وردت هذه الرواية في الحبر وأسد الغابة، والوافي بالوفيات، وفي تاريخ الطبري ذكر المعركة مع بني المصطلق على ماء لهم يقال له: المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل فتزاحف الناس واقتلوا قتالا شديدًا، فانهزم بنو المصطلق من خزاعة وانتصر المسلمون عليهم وسبوا منهم.

(**) أسد الغابة 1/ 430.

(2)

العتل: هو الشديد الجافي. والجواظ: قيل هو الجموع المنوع، وقيل الكثير اللحم المختال، وقيل: القصير البطين.

ص: 878

‌حَبَّة (*) الخزاعي

هو حَبَّة بن خالد الخزاعي، أخو سواء بن خالد الخزاعي، يعد في الكوفيين، روي حديثه سلام أبو شرحبيل أنه سمع حبة وسواء ابني خالد، قالا دخلنا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعالج بناء، فقال لهما: هلما فعالجا، فلما أن فرغا أمر لهما بشيء

(1)

، ثم قال لهما:"لا تأيسا من الرزق ما تهززت رؤوسكما فإن الإنسان تلده أمه ليس عليه قشر ثم يعطيه اللَّه ويرزقه". ويعد في الكوفيين

(2)

.

‌حُبيش الخزعي

(**)

هو حُبيش بن خالد بن منقذ بن ربيعة [ومنهم من يقول حُبيش بن خالد بن خليف بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيب بن حرام الخزاعي الكعبي أحد بني كعب بن عمرو].

وقيل: حبيش بن خالد بن ربيعة، لا يذكرون منقذًا. وينسبونه: حبيش بن خالد بن ربيعة بن حرام بن ضُبيس بن حرام بن حُبيشة بن كعب بن عمرو الخزاعي الكعبي حليف بني منقذ بن عمرو، ويكنى أبا صخر، وهو صاحب حديث أم معبد الخزاعية، وأبوه خالد يقال له الأشعر يعرف بذلك، وحبيش هذا هو أخو أم معبد الخزاعية، واسمها عاتكة بنت خويلد بن خالد، وأخوها خويلد بن خالد، ومن نسبهم قال: بنو خالد بن خليفة بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبيشة بن كعب بن عمر، وهو أبو خزاعة

(3)

.

وفي أسد الغابة

(4)

ورد اسمه خُنيس بن خالد، وفي الوافي بالوفيات

(5)

حبيش وأكثر الذين ينسبونه يقولون حُبيش.

(*) الاستيعاب 1/ 380، أسد الغابة 1/ 440.

(1)

أسد الغابة 1/ 440.

(2)

الاستيعاب 1/ 380 ولقد ورد الحديث في أسد الغابة "لا تأيسا من الرزق ما تهزهزت رؤوسكما فإنه ليس من مولود يولد من أمه إلا أحمر ليس عليه قشر، ثم يرزقه اللَّه عز وجل". والقشر بالكسر اللباس. (أخرجه الثلاثة).

(**) الاستيعاب 1/ 453 والوافي بالوفيات 11/ 287 وأسد الغابة 3/ 147.

(3)

الاستيعاب 1/ 453.

(4)

أسد الغابة 2/ 147.

(5)

الوافي بالوفيات 11/ 287.

ص: 879

قتل حُبيش يوم الفتح هو وكرز بن جابر، وكانا مع خالد بن الوليد، فَضَلا عن الطريق فقتلا جميعًا ولما قتل حُبيش جعله كرز بين رجليه، ثم قاتل حتى قتل وهو يرتجز ويقول:

قد علمتْ صفراء من بني فِهر

نقيَّة الوجه نَقية الصَّدرِ

لأضربنَّ اليوم عن أبي صَخرِ

وكان حُبيش يكنى أبا صخر

(1)

.

ويقال له ولأبيه: قتيل البطحاء

(2)

.

‌حرملة (*) بنت عبد الأسود الخزاعية

حرملة بنت عبد الأسود بن جذيمة بن أقيش بن عامر بن بياضة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو من خزاعة.

أسلمت بمكة قديمًا وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها جهم بن قيس بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي.

هلكت حرملة بأرض الحبشة وولدت لجهم بن قيس حُرَيْملة وعبد اللَّه وعمرًا.

وكان يقال أم حريملة، وأمها أمة لعمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر ابن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي

(3)

.

‌الحسن (**) بن الحسين الخزاعي

هو الحسن بن الحسين بن مصعب الخزاعي، أحد القادة الشجعان في زمن المأمون العباسي، كان مقامه بخراسان، وغضب لأمر، فانصرف إلى كرمان عاصيًا

(1)

أسد الغابة 2/ 147 - الرجز في سيرة ابن هشام 2/ 408.

(2)

الوافي بالوفيات 11/ 287.

(*) سيرة ابن هشام 3/ 361، الطبقات الكبرى 8/ 286، أسد الغابة 7/ 63.

(3)

الطبقات الكبرى 8/ 286.

(**) الكامل في التاريخ 6/ 386، 497، 504، تاريخ الطبري 8/ 597، 9/ 85، 87، 89، 91، 92، 145.

ص: 880

وذلك سنة ثمان ومائتين، فسار إليه من قادة المأمون على رأس جيش أحمد بن أبي خالد، فأخذه وأتي به المأمون فعفا عنه، وعاد إلى ممارسة عمله كقائد في طبرستان، وهزم جيش سرخستان وقتله وذلك سنة أربع وعشرين ومائتين.

وكان سرخستان هذا ألزم نفسه بشاعر من أهل العراق يقال له أبو شأس وهو القطريف بن حُصين بن حَنْش، لكي يتعلم منه أخلاق العرب مذاهبها واعتقل ثم أدخل إلى الحسن الخزاعي فأكرمه وأحسن معاملته، وقال له: قل في الأمير قصيدة، فقال أبو شأس: واللَّه لقد امحى ما في صدري من كتاب اللَّه من الهول، فكيف أحسن الشعر؟

وفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين مات الحسن بن الحسين بطبرستان في شهر رمضان، وهو من آل طاهر الخزاعي بالولاء

(1)

.

‌الحصين (*) الخزاعي

هو الحُصين بن عُبيد بن خلف بن عبد نُهم بن حُذيفة بن جُهمة بن غاضرة ابن حُبشية بن كعب بن عمرو الخزاعي، والد عمران حصين، مختلف في صحبته وإسلامه.

عن عمران بن حصين قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأبي: يا حصين كم تعبد اليوم إلهًا؟

قال: سبعة، ستة في الأرض وواحد في السماء.

قال: فأيهم تعبد لرغبتك ورهبتك؟

قال: الذي في السماء. قال يا حصين، أما إنك لو أسلمت لعلمتك كلمتين ينفعانك.

قال: فلما أسلم حصين قال: يا رسول اللَّه علمني الكلمتين اللتين وعدتني.

قال: قل: اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي.

(1)

تاريخ الطبري 9/ 145.

(*) الاستيعاب 1/ 408، وأسد الغابة 2/ 26، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 132.

ص: 881

في رواية ثانية: وروي ربعي بن حراش، عن عمران بن حصين، عن أبيه، قال: قلت يا رسول اللَّه، أو يا محمد، إن عبد المطلب كان خيرًا منك لقومك، كان يطعمهم السَّنام والكبد، وأنت تنحرهم. فلما أراد أن ينصرف قال: ما أقول؟ قال: اللهم قني شر نفسي، واعزم لي على أرشد أمري، فانطلق ولم يكن أسلم.

فلما أسلم قال: يا رسول اللَّه، كنت أتيتك فعلمتني كذا وكذا، فما أقول الآن وقد أسلمت؟

قال: قل اللهم قني شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري، اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت، وما أخطأت وما عمدت وما جهلت

(1)

. أخرجه الثلاثة.

‌الحيسمان (*) بن عبد اللَّه الخزاعي

كان الحيسُمان أول من قدم مكة بمصاب قريش يوم غزوة بدر الكبرى.

فقالوا: ما وراءك؟

قال: قتل عُتبة بن ربيعة، وشَيبة بن ربيعة، وأبو الحكم بن هشام، وأمية بن خلف، وزمعة بن الأسود، ونُبيه ومنُبه ابنا الحجَّاج، وأبو البختري بن هشام، فلما جعل يُعدد أشراف قريش قال صفوان بن أميَّة وهو قاعد في الحجر: واللَّه إن يعقل هذا فاسألوه عني، فقالوا وما فعل صفوان بن أمية؟ قال: ها هو ذاك جالسًا في الحجر وقد واللَّه رأيت أباه وأخاه حين قتلا

(2)

.

أما ابن الحيسُمان، فقد قتله اللصوص في داره بمدينة الكوفة سنة (30 هـ) فكتب الوليد بن عُقبة إلى عثمان في أمرهم بعد أن تعرف عليهم فجاء الأمر بقتلهم

(3)

.

(1)

أسد الغابة 2/ 2. "وعزم اللَّه لي: خلق لي قوة وصبرًا".

(*) تاريخ الطبري 2/ 461، وجمهرة أنساب العرب/ 239، الإصابة 1/ 365، نسب معد 2/ 453 الاشتقاق/ 476.

(2)

سيرة ابن هشام 2/ 646، الكامل في التاريخ 2/ 131.

(3)

وجاء في الاشتقاق 476/ من خزاعة: الحَيْسُمَان بن عمرو، وهو الذي جاء بخبر قتلى بدر إلى أهل مكة وكان يومئذ مشركًا ثم أسلم. والحَيْسُمَان: من الحَسم، من قولهم: حسمت الشيء: قطعته. وحسمت الجُرح: كويته واشتقاق السيف الحُسام من الجسم. وجاء في نسب معد 2/ 453. والحيسمان بن عمرو بن ضُبيعة بن عمرو بن مازن بن عديّ الذي جاء بقتل أهل بدر إلى مكة وكان كافرًا فأسلم يومئذ. الكامل في التاريخ 3/ 105.

ص: 882

‌خالد بن طليق (*) الخزاعي

هو خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين الخزاعي.

إخباري، راوية، نسَّابة، وكان معجبًا تياهًا.

ولاه المهدي قضاء البصرة، وبلغ من تيهه أنه كان إذا أقيمت الصلاة قام في موضعه، فربما قام وحده، فقال له إنسان مرة سوِّ الصف فقال بل يستوي الصف بي.

مصنفاته: كتاب الماثر، كتاب المتزوجات، كتاب المنافران، كتاب الرهان

(1)

.

وجاء أيضًا في سنة ست وستين ومائة، عزل عبيد اللَّه بن الحسن عن قضاء البصرة وولي مكانه خالد بن طليق بن عمران بن حصين الخزاعي، فلم تحمد ولايته فاستعفى أهل البصرة منه

(2)

.

‌خراش (**) بن أمية الخزاعي

هو خراش بن أمية بن ربيعة بن الفضل بن منقذ بن عفيف بن كليب بن حُبشيَّة بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة، وهو لُحَي الخزاعي، كان حليفًا لبني مخزوم، ولده بالمدينة، يكنى أبو نضلة، وهو الَّذي حلق للنبي رأسه يوم الحديبية وكان حجامًا، وهو الذي رمى نفسه على عامر بن أبي ضرار أخي الحارث يوم المُرَيْسيع

(3)

مخافة أن يقتله الأنصار، وكان رمى رجلا منهم بسهم

(4)

.

بعثه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الحديبية إلى مكة وحمله على جمل يقال له الثعلب، فأذته قريش وعقرت جمله وأرادت قتله، فمنعته الأحابيش، فعاد إلى

(*) معجم الأدباء 3/ 1236 - الفهرست/ 107. وقضاة وكيع 2/ 123، 133.

(1)

معجم الأدباء 3/ 1236.

(2)

تاريخ الطبري 8/ 154 والكامل في التاريخ 6/ 96، 74.

(**) نسب معد 2/ 445، أسد الغابة 2/ 125، الوافي بالوفيات 13/ 301 سيرة ابن هشام 3/ 314، 414، تاريخ الطبري 3/ 631، 3/ 63 طبقات ابن سعد 2/ 96، 98.

(3)

كان في السنة الخامسة من الهجرة ويدعي هذا اليوم أيضًا بغزوة بني المصطلق.

(4)

أسد الغابة 2/ 125، نسب معد 2/ 445 طبقات ابن سعد 5/ 144 ويوجد اختلاف في تسلسل النسب في المراجع. وهذا يعود إلى تعدد الرواة والفواصل الزمنية بينهم.

ص: 883

رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فحينئذ بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان

(1)

، إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب، وإنما جاء زائرًا لهذا البيت معظمًا لحرمته

(2)

.

‌خراش قتال:

لما كان عام الفتح دخل ابن الأثوع الهذلي مكة وهو على شركهـ، فرأته خزاعة، فعرفوه، فأحاطوا به وهو إلى جنب جدار من جُدر مكة لثأر لها عنده يقولون به أأنت قاتل أحمر؟

قال: نعم، فَمَه؟ أي فما الذي تريدون أن تصنعوه؟ ".

إذ أقبل خراش بن أمية مُشتملا على السيف فقال هكذا عن الرجل. . . فطعنه بالسيف في بطنه وابن الأثوع الهذلي يقول أقد فعلتموها يا معشر خُزاعة؟ وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يا معشر خُزاعة، ارفعوا أيديكم عن القتل، فقد كثر القتل إن نفع، لقد قتلتم قتيلا لأدينَّه.

ولما بلغ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما صنع خراش بن أميَّة قال: إن خراشا لقتال يعيبه بذلك

(3)

.

وجاء في وفيات الأعيان شهد خراش بيعة الرضوان وحلق رأس النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرو شيئًا وتوفي سنة

(4)

(60 هـ).

‌خويلد (*) بن عمرو الخزاعي

هو خويلد بن عمرو بن صخر بن عبد العُزَّى بن معاوية بن المحترش بن عمرو بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة، أبو شريح الخزاعي.

(1)

أسد الغابة 2/ 125.

(2)

تاريخ الطبري 2/ 631.

(3)

سيرة ابن هشام 3/ 414.

(4)

وفيات الأعيان 13/ 301.

(*) أسد الغابة 2/ 152، طبقات ابن سعد 4/ 295، طبري 4/ 272، 5/ 346، الكامل في التاريخ 4/ 18، 296، الوافي بالوفيات 13/ 441 وقعة صفين/ 382.

ص: 884

اختلف في اسمه فقيل: كعب بن عمرو، وقيل: عمرو بن خويلد، وقيل: هانئ، والأكثر أي الأصح خويلد

(1)

، نزل المدينة.

أسلم قبل الفتح أي فتح مكة وكان يحمل أحد ألوية بني كعب من خزاعة الثلاثة وقد روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحاديث وله صحبة

(2)

.

ثم تحول أبو شريح من المدينة إلى الكوفة ليدنو من الغزو، فبينما هو ليلة على السطح، إذا استغاث جاره، فأشرف فإذا هو بشباب من أهل الكوفة قد بيتوا جاره؟ وجعلوا يقولون له لا تصِحْ، فإنما هي ضربة حتى نريحك من روعة هذه الليلة فقتلوه فصاح بهم أبو شريح، وكتب فيهم الوليد بن عقبة إلى عثمان، بعد أن تعرف عليهم، فكتب إليه في قتلهم، فقتلهم على باب القصر في الرَّحبة

(3)

، وهم زهير بن جندب الأزدي، ومورع بن أبي مورع الأسدي، وشُبَيل بن أبي الأزدي؟ أما الذي اعتدوا عليه وقتلوه، هو ابن الحيسمان الخزاعي.

‌أبو شُريح الخُزاعي:

قال: يوم صفين:

يا ربِّ قاتِلْ كلَّ مَنْ يَريدُنَا

وكذا إلهي كلَّ من يَكِيدُنَا

حتَّي يُرَى معتدلا عَمُودُنَا

إِنَّ عَليّا لَلَّذِي يَقُودُنَا

وَهَو الذي بِفِقْهِهِ يَؤودنَا

(4)

عَنْ قَحَم الفتْنَةِ إِذْ تَريدُنَا

(5)

وجاء عنه في رواية ثانية:

كان أبو شريح من عقلاء أهل المدينة فكان يقول: إذا رأيتموني أبلغ بمن أنكحت إليه السلطان فاعلموا أني مجنون فاكووني، وإذا رأيتموني أمنع جاري أن

(1)

أسد الغابة 2/ 152.

(2)

طبقات ابن سعد 4/ 295.

(3)

الطبري 4/ 272، الكامل في التاريخ 3/ 105.

توفي أبو شريح سنة (ثمان وستين هـ) بالمدينة.

(4)

آده: عطفه وثناه.

(5)

وقعة صفين ص 382.

ص: 885

يضع خشبة في حائطي فاعلموا أني مجنون فاكووني، ومن وجد لأبي شريح سمنًا أو لبنًا أو جدايةً

(1)

فهو له حل فليأكله وليشربه.

قال الواقدي وكان له مال بالمدينة فيه ما ذكر فكان الناس يرعون فيه

(2)

.

وجاء أيضًا: أبا شريح الخزاعي، نصح عمرو بن سعيد فقال لا تغز مكة فإني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إنما أذن اللَّه لي في القتال بمكة ساعة من نهار، ثم عادت كحرمتها فأبى عمرو أن يسمع قوله، وقال: نحن أعلم بحرمتها منك أيها الشيخ"

(3)

.

‌ذؤيب بن حلحلة (*) الخزاعي

هو ذؤيب أبو قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم بن عبد اللَّه بن عمير بن حُبشية بن سلول بن كعب

(4)

.

هو صاحب بُدن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكان يبعث معه الهدي ويأمره إذا عطب منها شيء قبل محله أن ينحره، ويخلي بينه وبين الناس وبينه.

عن ابن عباس: أن ذؤيبًا أبا قبيصة حدثه: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يبعث معه بالبُدن، ثم يقول: إن عطب منها شيء قبل محله، فخشيت عليه موتًا، فانحرها، ثم اغمس نعلها في دمها ثم اضرب به صفحتها، ولا تطعم منها أنت ولا أحد من أهل رفقتك.

شهد الفتح مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكان يسكن قُدَيدًا

(5)

، وله دار بالمدينة وعاش إلى زمن معاوية.

وذؤيب والد قبيصة، له صحبة ورواية، وجعل أبو حاتم الرازي ذؤيب بن حبيب غير ذؤيب بن حلحلة، فقال: ذؤيب بن حبيب الخزاعي، أحد بني مالك

(1)

الجدابة: الغزال.

(2)

الموفقيات/ ص 512.

(3)

كان ذلك سنة (60 هـ) بين عبد اللَّه بن الزبير والأمويين (طبري 5/ 346).

(*) أسد الغابة 2/ 182.

(4)

طبقات خليفة/ 107.

(5)

قُديد: موضع قرب مكة.

ص: 886

ابن أفصي، أخي أسلم بن أفصي، صاحب هَدْي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وروى عنه ابن عباس.

ثم قيل: ذؤيب بن حلحلة بن عمرو الخزاعي، أحد بني قُمير، شهد الفتح مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو والد قبيصة بن ذؤيب، روى عنه ابن عباس.

ويقول صاحب أسد الغابة: ومن جعل ذؤيبًا هذا رجلين فقد أخطأ ولم يصب الصواب، والحق ما ذكرناه

(1)

.

‌رفاعة بن زيد الخزاعي

(*)

وقدم على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في هُدْنة الحُديبية، أواخر سنة ست للهجرة رفاعة بن زيد الخُزاعي

(2)

، فأسلم وحسن إسلامه، وكتب له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كتابًا إلى قومه وفيه:

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتابٌ من محمد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لرفاعة بن زيد إني بعثته إلى قومه عامة، ومن دخل فيهم، يدعوهم إلى اللَّه ورسوله، فمن أقبل منهم، فمن حزب اللَّه وحزب رسوله، ومن أدبر فله أمان شهرين.

فلما قدم رفاعة على قومه أجابوا وأسلموا، ثم ساروا إلى الحَرَّة

(3)

حَرَّة الرحلاء فنزلوها.

‌ريطة (**) الخزاعية

هي ريطة بنت سفيان الخزاعية، زوجة قُدامة بن مظعون، حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها شهدت بيعة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم وابنتها معها عائشة بنت قدامة بن مظعون.

(1)

أسد الغابة 2/ 182.

(*) صبح الأعشى 6/ 382، 13/ 323 وسيرة ابن هشام 3/ 615.

(2)

في الطبري وسيرة ابن هشام: "الجذامي" وفي السيرة الحلبية: الخزاعي.

(3)

علم الحرة في ديار بني القين بن جسر بين المدينة والشام.

(**) الاستيعاب 4/ 405 وتجريد أسماء الصحابة 2/ 267، 270.

ص: 887

‌زيد (*) بن يحيى الخزاعي

هو زيد بن يحيى بن عُبيد، أبو عبد اللَّه الخزاعي الدمشقي.

سمع مالك بن أنس وغيره، وقدم بغداد وحدث بها، فروى عنه أحمد بن حنبل وغيره.

وقيل عنه: زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي دمشقي قدم بغداد، فكتب عنه البغداديون، وكان ثقة.

وله أكثر من حديث نقلت عنه.

توفي سنة سبع ومائتين

(1)

.

وجاء عنه أيضًا:

حدث زيد بن يحيى الدمشقي عن أبي معبد عن مكحول عن أنس بن مالك قال: قيل: يا رسول اللَّه، متى ندع الائتمار بالمعروف والنهي عن المنكر؟.

قال: "إذا ظهر فيكم مثلما ظهر في بني إسرائيل، إذا كانت الفاحشة في كباركم، والملك في صغاركم، والعلم في رُذَّالكم"

(2)

.

‌سلامة (**) بنت معقل الخزاعية

قيل عنها أيضًا: الأنصارية، وقيل هي من خارجة قيس عيلان.

. . . عن الخطاب بن صالح عن أمه قالت: حدثتني سَلامة بنت معقل امرأة من خارجة قيس عيلان - قالت: قدم بي عمي في الجاهلي فباعني من الحباب بن عمرو الأنصاري أخي أبي اليَسَر، فولدت له عبد الرحمن بن الحباب ثم هلك فقالت لي امرأته: الآن واللَّه تباعين في دينه، فأتيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقلت:

(*) تاريخ بغداد 8/ 444.

(1)

تاريخ بغداد 8/ 444.

(2)

مختصر تاريخ دمشق 9/ 171 وفي حاشيته - تاريخ أبي زرعة 1/ 281 وفيه حدثنا أبو زرعة قال: وشهدت جنازة زيد بن يحيى بن عبيد بباب الصغير سنة (207 هـ) بعد المغرب - وانظر تقريب التهذيب 1/ 277.

(**) أسد الغابة 7/ 146 وانظر الاستيعاب 4/ 3413 ترجمة.

ص: 888

يا رسول اللَّه إني امرأة من خارجة قيس عيلان، قدم بي عمي المدينة، فباعني من الحباب بن عمرو، أخي أبي اليَسَر بن عمرو فولدتُ له عبد الرحمن بن الحباب، فقالت امرأته: الآن تباعين في دينه.

فقال: مَنْ ولي الحباب؟

قالت: أخوه أبو اليسر بن عمرو.

فبعث إليه وقال: أعتقوها وإذا سمعتم برقيق قدم علي فأتوني أعوضكم منها.

قالت: فأعتقوني، وقدم على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رقيق فعوضهم مني غلامًا

(1)

.

أخرجه الثلاثة

(2)

.

‌سليمان بن صرد (*) الخزاعي

هو سُليمان بن صُرد بن الجون بن عبد العزّى بن منقذ بن ربيعة بن أصرم ابن ضُبيس بن حَرام بن حُبشية بن سَلُول بن كعب بن عمرو بن ربيعة، وهو لُحَيّ، الخُزاعي.

كان اسمه في الجاهلية يَسَارًا فسماه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سُليمان، يكنى أبا الطرف، وكان خيرًا فاضلًا، له دين وعبادة، سكن الكوفة أول ما نزلها المسلمون، وكان له قدر وشرف في قومه، وشهد مع علي بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه مشاهده كلها، وهو الذي قتل حَوْشبا ذا ظليم الأُلهاني بصفين مبارزة، وكان فيمن كتب إلى الحسين بن علي بعد موت معاوية، يسأله القدوم إلى الكوفة، فلما قدمها ترك القتال معه، فلما قتل الحسين ندم هو والمُسيب بن نَجَبةَ الفَزاري، وجميع من خَذَله ولم يقاتل معه، وقالوا: ما لنا توبة إلا أن نطلب بدمه فخرجوا من الكوفة

(1)

أسد الغابة 7/ 146، 147.

(2)

أخرجه أبو داود في السنن 2/ 420، وكتاب العتق، باب في عتق أمهات الأولاد، حديث رقم 3953، وأحمد في المسند 6/ 360.

(*) طبقات ابن سعد 4/ 292، 6/ 25، طبقات خليفة بن خياط 107، 136 المحبر 291 تاريخ الطبري 5/ 583 جمهرة أنساب العرب 156، أسد الغابة 2/ 449 الوافي بالوفيات 15/ 392 سير أعلام النبلاء 3/ 394 وقعة صفين 205، 519 الكامل في التاريخ 4/ 159 - 189.

ص: 889

مُستهَل ربيع الآخر من سنة خمس وستين، وولوا أمرهم سليمان بن صرد، وسموه أمير التوابين وساروا إلى عبيد اللَّه بن زياد، وكان قد سار من الشام جيش كبير، يريد العراق، فالتقوا بعين الوردة، من أرض الجزيرة، وهي رأس العين، قتل سليمان بن صرد، والمُسَيَّب، وكثير ممن معهما، وحُمل رأس سليمان والمسيب إلى مروان بن الحكم بالشام، وكان عُمر سليمان حين قتل ثلاثًا وتسعين سنة.

وكان ممن كاتب الحسين بعد موت معاوية فقال

(1)

:

بسم الله الرحمن الرحيم

لحسين بن علي من سُليمان بن صُرد والمسيب بن نجَبة ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة، سلام عليك، فإنا نحمد إليك اللَّه الذي لا إله إلا هو، أما بعد:

فالحمد للَّه الذي قصم عدوَّك الجبار العنيد الذي انتزي على هذه الأمة فابتزَّها أمرها وغصبها فيئها، وتأمر عليها بغير رضا منها، ثم قتل خيارها واستبقى شرارها، وجعل مال اللَّه دولة بين جبابرتها وأغنيائها، فبعدًا له كما بعدت ثمود إنه ليس علينا إمام، فأقبل لعل اللَّه أن يجمعنا بك على الحق

(2)

.

ومن شعر سليمان بن صُرد الخزاعي يوم صفين:

يا لك يَوْمًا كاسفًا عَصَبْصَبا

يَا لَكَ يَومًا لا يُوارى كَوْكَبا

(3)

يَأيُّها الحَيُّ الذي تَذَبْذَبا

لسنا نَخَافُ ذا ظُلِيمٍ حَوْشبَا

لأن فينا بَطَلا مُجَرَّبَا

ابِنَ بُديلٍ كالهزَبْرِ مُغْضَبا

أَمسَى عليٌّ عندنا مُحَبَّبا

نَفدِيه بالأُمِّ ونُبْقِي أَبَا

(4)

(1)

أسد الغابة 2/ 449.

(2)

الكامل في التاريخ 4/ 20 تاريخ الطبري 5/ 352، وقعة صفين 519.

(3)

الكاسف: العبوس. عصبصب: يوم عصبصب وعصيب: شديد الحر. وكوكبا: كأن نجومه ظاهرة لشدة ظلامه واحتجاب شمسه، لما ثار من الغبار.

(4)

وقعة صفين ص 400.

ص: 890

‌سليمان (*) بن عبد اللَّه الخزاعي

هو سليمان بن عبد اللَّه بن طاهر بن الحسين أبو أيوب الخزاعي، وآل طاهر هم من خزاعة بالولاء ولقد خدموا في الدولة العباسية، وأخلصوا لها وتسلموا مناصب رفيعة، وسليمان هذا ولي طبرستان، ثم ولي شرطة بغداد والسواد في وقت حدثت فيه حوادث شغب كثيرة من الصعاليك الذين قدموا مع سليمان من طبرستان بعد حربه هناك مع المتمردين الذين لاذوا بالفرار، فلم يجد من المال لديه أن يدفع معاشات لهم فأقطعهم الأرض فأساءوا إلى أهل بغداد وجاهروا بالفاحشة وتعرضوا للحرم والعبيد والغلمان

(1)

.

وكان سليمان أديبًا شاعرًا روى عنه المبرد وأبو مالك الضرير وغيرهما ومن شعره ما كتبه إلى بعض أصحابه وكان عليلا فقال:

بإِخْوانِكَ الأدنين لا بكَ كانَ مَا

شَكوتَ إليَّ اليومَ مِنْ ألَمِ الوَجْدِ

لِكُلّ امرئٍ مِنْهم بِقَدْرِ احْتِمَالِه

فإِنْ عَجزوا عَنْهُ تَحَمَّلْتُه وَحْدِي

وروى له الأخفش علي بن سليمان:

حتَّى إذا ما أتَتْ لِمَجْلسِها

وصارَ فيه من حُسنِها وَثَنُ

غَنَّتْ فَلَمْ تَبْقَ فيَّ جَارِحةٌ

إلا تَمنَّيْتُها أنَّها أُذُنُ

(2)

حج سليمان في سنة (228 هـ) وذلك في خلافة هارون الواثق أبي جعفر ومات في سنة (266 هـ) شهر محرم.

‌سُليمان بن كثير (**) الخزاعي

هو سُليمان بن كَثير بن أُمَيَّة بن سعد بن عبد اللَّه المُؤتَنف بن عمرو بن ثعلبة ابن مالك بن أفصي، الخزاعي.

(*) الطبري 9/ 124، 271، 275، 307، 342، 386، 392، 399، 401، 403، 440، 549.

(1)

تاريخ الطبري 9/ 392.

(2)

الوافي بالوفيات 15/ 396.

(**) نسب معد 2/ 463، وفيات الأعيان 2/ 522، عقد فريد 4/ 218، تاريخ الموصل 26، 38، 50، 53، 56، 165، 245، رسائل الجاحظ 1/ 22 الكامل في التاريخ 5/ 190، 348، 436، 475، 476. تاريخ الطبري 6/ 562، 7/ 34، 107، 141، 198، 227، 344.

ص: 891

كان سليمان هذا رئيس دعاة بني العبَّاس، وهو أحد النقباء الاثني عشر لتلك الدعوة

(1)

، وهو من النشطاء المخلصين لها ولقد تعرض للهلاك في العهد الأموي وفي سنة (117 هـ) أخذ أسد بن عبد اللَّه جماعة من دعاة بني العباس بخراسان، فقتل بعضهم، وحبس بعضهم، وكان فيمن أخذ سليمان بن كثير وآخرون معه، فذكر أن سليمان بن كثير قال: أتكلم أم أسكت؟

قال أسد: بل تكلم.

قال سليمان بن كثير نحن واللَّه كما قال الشاعر:

لو بِغَيرِ الماءَ حَلْقي شَرِقٌ

كنتُ كالغَصَّانِ، بالماء اعْتِصَاري

تدري ما قصتنا؟ صيدت واللَّه العقارب بيدك أيها الأمير؛ إنا أناس من قومك، وإن هذه المضرية إنما رفعوا إليك هذا لأنا كنا أشد الناس على قتيبة بن مسلم؛ وإنما طلبوا بثأرهم

(2)

.

فاستشار الأمير أصحاب الرأي لديه، فمنَّ بهم على عشائرهم منهم سليمان بن كثير الخزاعي، فأطلق منهم أهل اليمن، ومن كان من ربيعة لحلفهم مع اليمن

(3)

.

وكان سليمان يحظى باحترام العباسيين لإخلاصه ونصيحته لهم، ولكن أبا مسلم الخراساني أساء الظن به فأحضره وقال له: أتحفظ قول الإِمام لي: من اتهمته فاقتله؟

قال: سليمان نعم.

قال: أبو مسلم فإني قد اتهمتك.

قال سليمان: أنشدك اللَّه!

قال أبو مسلم: لا تناشدني، فأنت منطو على غش الإِمام، وأمر بضرب عنقه

(4)

وكان أبو مسلم يقتل على الظن والشبهة حتى بلغ عدد قتلاه مئات الألوف.

(1)

نسب معد 2/ 463.

(2)

تاريخ الطبري 7/ 107.

(3)

الكامل في التاريخ 5/ 190.

(4)

الكامل في التاريخ 5/ 436، 437.

ص: 892

ولقد عرض إبراهيم الإِمام الإمارة على سليمان بن كثير فأبى، ثم أجمع رأيه على أبي مسلم وأوصاه بسليمان فقال:"ولا تخالف هذا الشيخ، يعني سليمان بن كثير، ولا تعصه، وإذا أشكل عليك أمر فاكتف به مني"

(1)

.

ولكن أبا مسلم تعجل الأمر فأنفذ حكمه ومات الشيخ النقيب وغضب العباسيون من أجله، وعندما وقع أبو مسلم بين يدي الخليفة المنصور أبو جعفر، قال له: "ما دعاك إلى قتل سليمان بن كثير مع أثره في دعوتنا وهو أحد نقبائنا قبل أن ندخلك في شيء من هذا الأمر؟.

قال أبو مسلم: أراد الخلاف وعصاني فقتلته.

فقال المنصور: وحاله عندنا حاله فقتلته، وتعصيني وأنت مخالف عليَّ قتلني اللَّه إن لم أقتلك

(2)

.

وقُتل سليمان بن كثير سنة (132 هـ) بضرب عنقه، ولم ير أبو مسلم الخراساني أحدًا ممن ضرب عنقه غيره

(3)

، وذلك ليتأكد من موته.

كانت نهاية سليمان بن كثير الخزاعي محزنة أن يقتل لمجرد الشبهة على يدي أبي مسلم الخراساني، وهو الرجل المخلص الذي عمل جاهدًا ضد الدولة الأموية، وكان من النقباء الأشراف، وموضع ثقة الإمامين محمد بن علي ومن بعده إبراهيم ابن محمد، ولقد كان حساب أبي مسلم عسيرًا على يدي أبي جعفر المنصور، ولكن بعد أن بلغ السيل الزبى وأخذ يشكل خطرًا على الدولة العباسية، وهذا ما أدركه المنصور حين قدومه لبغداد عائدًا من خراسان؛ إذ قال كلمة مشهورة إلى أبي العباس السفاح: "لست خليفة ولا آمرك بشيء إن تركت أبا مسلم ولم تقتله، قال وكيف؟ قال: واللَّه ما يصنع إلا ما أراد، قال أبو العباس اسكت فاكتمها

(4)

ولكن الذي قتله المنصور.

(1)

الكامل في التاريخ 5/ 348.

(2)

تاريخ الطبري 9/ 491، الكامل في التاريخ 5/ 475.

(3)

تاريخ الطبري 7/ 450.

(4)

تاريخ الطبري 7/ 450.

ص: 893

‌أم سنبلة (*) الخزاعية

هي أم سنبلة المالكية إخوة أسلم من خُزاعة أسلمت وبايعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة.

. . . عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: لما قدمنا المدينة نهانا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن نقبل هدية من أعرابي، فجاءت أم سنبلة الأسلمية بلبن فدخلت به علينا فأبينا أن نقبله فنحن على ذلك إلى أن جاء رسول اللَّه معه أبو بكر فقال: ما هذا؟ فقلت: يا رسول اللَّه هذه أم سنبلة أهدت لنا لبنًا وكنت نهيتنا أن نقبل من أحد من الأعراب شيئًا.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: خذوها فإن أسلم ليسوا بأعراب هم أهل باديتنا ونحن أهل قاريتهم إذا دعونا أجابوا وإن استنصرناهم نصرونا، صبي يا أم سنبلة، فصبت فقال: ناولي أبا بكر، فشرب، ثم قال: صُبي، فصبت فشرب رسول اللَّه، ثم قال: صُبي فصبت فناوله عائشة فشربت، فقالت عائشة: وابردها على الكبد! كنت نهيتنا أن نأخذ من أعرابي هدية. فقال الرسول:

إنَّ أسلم ليسوا بأعراب، هم أهل باديتنا ونحن أهل قاريتهم إن دعوناهم أجابوا وإن استنصرناهم نصرونا

(1)

.

وجاء في أسد الغابة قال الرسول صلى الله عليه وسلم "خذوا هدية أم سنبلة فهي أهل باديتنا، ونحن أهل حاضرتها"

(2)

.

‌شمس الدين (**) الخزاعي

هو القاضي شمس الدين الخزاعي الحنبلي، كان في عهد الخليفة (المستنجد باللَّه أبو المظفر يوسف) العباسي، والسلطان الأشرف قايتباي الظاهري، وقضاة دمشق قُطب الدين الخضري الشافعي. . . وغيره، وذلك في سنة أربع وسبعين وثمانمائة أي في سنة 1469 م".

(*) الطبقات الكبرى 8/ 294، أسد الغابة 7/ 348.

(1)

الطبقات الكبرى 8/ 294.

(2)

أسد الغابة 7/ 348.

(**) تاريخ البُصروي 39، 46.

ص: 894

وفي السابع عشرة من شوال

(1)

، توجه الركب الشامي إلى الحجاز وسافر معهم من الأعيان قاضي القضاة جمال الدين الباعوني الشافعي، والقاضي شمس الدين الخزاعي وغيرهم.

‌ضمرة (*) بن عمرو الخزاعي

هو ضَمْرة بن عمرو الخزاعي، وقيل: ضَمْرة بن جُنْدب، وقيل ضَمْمَ

(2)

.

عن ابن عباس: أن عبد الرحمن بن عوف كتب إلى أهل مكة الآية {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ. . . (97)} [النساء]

(3)

، فلما قراها المسلمون قال ضَمْمَ بن عمرو: واللَّه لأخرجن، وكان مريضًا، وقال آخرون: تمارض عمدًا ليخرج. فقال: أخرجوني من مكة فقد آذاني فيها الحُر، فخرج حتى انتهى إلى التنعيم فتوفي، فأنزل اللَّه عز وجل {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ. . . (100)} [النساء].

وجاء عن ابن عباس قال خرج ضَمْرَة بن جُنْدب من بيته فقال لأهله: احملوني فأخرجوني من أرض الشرك إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فمات في الطريق قبل أن يصل إلى رسول اللَّه فنزل الوحي {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ. . . (100)} [النساء]، وكذلك وردت الرواية في الاستيعاب لضمرة بن العيص بن ضمرة بن زنباع الخزاعي

(4)

.

‌طاهر (**) بن الحسين الخزاعي

هو طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق بن ماهان. . . وقيل: رزيق بن أسعد بن رادويه، وقيل: أسعد بن زادان، وقيل: مصعب بن طلحة بن رزيق

(1)

سنة (874 هـ = 1469 م) وكان عدد الحجاج يتراوح بين (16000 و 20000) حاج، ومتوسط كلفة الحاج ثلاثون دينارًا.

(*) أسد الغابة 3/ 61 الوافي بالوفيات 16/ 367 والاستيعاب 2/ 301.

(2)

جاء بالوافي بالوفيات 16/ 367 هو ضمرة بن العيص بن ضمرة بن زنباع الخزاعي.

(3)

أسد الغابة 3/ 61.

(4)

انظر الاستيعاب 2/ 301.

(**) وفيات الأعيان 2/ 517، تاريخ بغداد 9/ 353، الديارات، 91، 95.

ص: 895

الخزاعي بالولاء، كان جده رزيق بن ماهان مولى طلحة الخزاعي المشهور بالكرم والجود المفرط.

لُقِبَ طاهر بن الحسين ذو اليمينين: لقبه بذلك المأمون واختلفوا في تلقيبه هذا لأي معنى كان، فقيل: لأنه ضرب شخصًا في وقعته مع علي بن ماهان فقده نصفين، وكانت الضربة بيساره، فقال فيه بعض الشعراء.

"كلتا يديك يمين حين تضربه"

وكان جده مصعب بن رزيق، وقيل: زريق كاتبًا لسليمان بن كثير الخزاعي صاحب دعوة بني العباس.

وكان أولاد طاهر طلحة وعبد اللَّه وعلي

(1)

وحفيده عبيد اللَّه من الذين تسلموا قيادات هامة في الدولة العباسية، تقديرًا لطاهر الذي حاصر بغداد سنة (198 هـ) وقتل الأمين، ثم ولي خراسان سنة (205 هـ) وبقي فيها حتى مات سنة (207 هـ)، وقيل: إن المأمون اغقاله وكان آل طاهر الخزاعي بالولاء من المناصرين للمأمون في حربه مع أخيه الأمين.

وأحب طاهر الشعر والشعراء وبذل لهم، وكان بعين واحدة أي أعور العين وقال الشاعر:

يا ذا اليمينينِ وعينٌ واحدة

نقصانُ عينٍ ويمينٌ زائدة

ووصفه الجهشياري بقوله: "أعور كريه الوجه"

(2)

.

ويظهر أن خلافًا وقع بين آل طاهر الخزاعي بالولاء، وبين الشاعر دعبل الخزاعي، صاحب اللسان السليط البذيء الذي قال يهجو طاهر بن الحسين وأولاده:

تَولّي طاهرٌ مِنْ بَعْدِ أنْ قَدْ

أقامَ فلا يُسامُ ولا يَسومُ

(3)

وأبقى بعدَهُ فينا ثَلاثًا

عَجائِبَ تُسْتَخَفُّ لها الحُلومُ

(4)

(1)

عليٌ هذا ولي خراسانة سنة 213 ولاية مؤقتة بعد موت أخيه طلحة الذي كان نائبًا عن أخيه عبد اللَّه، حتى وصل عبد اللَّه إلى خراسان سنة (214 هـ). ديوان دعبل.

(2)

الوزراء والكتاب - 291.

(3)

طاهر بن الحسين. . . فارسي الأصل، وكان من قادة المأمون.

(4)

الحَلوم: العقول، ومفردها حلم.

ص: 896

ثَلاثةُ أعبُدٍ لأب وأُمٍّ

تَمَيَّزُ عن ثَلاثَتِهِمْ أُرومُ!

(1)

فَبعْضُهُمْ يَقولُ: قُريشُ قَوْمي

وتَدفعُهُ الموالي وَالصَّميمُ

(2)

وبعضُ في خُزاعةَ مُنْتَماهُ

وَلاءٌ غَيرُ مَجْهولٍ، قَديمُ

(3)

وبعضُهُمُ يَهَشُّ لآلِ كسرى

ويَزْعُمْ أنَّه عِلْجٌ لئيمُ

(4)

لقدْ كَثُرت مناسَبُهُمْ علينا

فكلُّهُمُ على حالٍ زَنِيمُ

(5)

‌طلحة (*) بن عبد اللَّه الخزاعي

هو طلحة الطلحات أحد الأجواد المشهورين في الإسلام، واسمه طلحة بن عبد اللَّه بن خلف الخزاعي

(6)

، وأضيف إلى الطلحات لأنه فاق في الجود خمسة أجواد اسم كل واحد منهم طلحة، وهو طلحة الخير، وطلحة الفياض، وطلحة الجود، وطلحة الدراهم، وطلحة الندى.

وقيل سمي بذلك لأنه كان أجودهم، وقيل لأنه وهب في عام واحد ألف جارية، فكانت كل جارية منهن إذا ولدت غلامًا تسميه طلحة على اسم سيدها وقيل سمي طلحة الطلحات بسبب أمه، وهي صفية بنت الحارث بن طلحة بن أبي طلحة وأخوها طلحة بن الحارث.

قال سحبان بن وائل البليغ المشهور في طلحة الطلحات:

يا طلْحُ أكرمَ من مَشَى

حَسبًا وأَعطاهُ لتالدْ

منك العطاءُ فأَعطني

وعليَّ حمدُك في المشاهدْ

(1)

الأرم: الأصول، ومفردها: أرومة. وأولاد طاهر الثلاثة هم: طلحة، وعبد اللَّه وعلي. وفي تاريخ دمشق والسماوي والحمدونية وبعض المصادر الأخرى:(أخوة).

(2)

في الأغاني: (فبعض في قريش منتماه) وفي غير الأغاني: (يدفعه).

(3)

أي كانوا ينتمون إلى خزاعة بالولاء منذ القدم.

(4)

العلج: الواحد من كفار العجم، والجمع: علوج.

(5)

الزنيم: المستلحق في قوم ليس منهم. (ديوان دعبل 232).

(*) خزانة الأدب 8/ 15، 16، 17، 10/ 372، طبري 6/ 179.

(6)

كان أجود أهل البصرة في زمانه، ذهبت عينه في سمرقند وكان يميل إلى بني أمية فيكرمونه، وولا زياد بن مسلمة على سجستان، فتوفي فيها واليًا سنة (65 هـ) وسجستان ناحية كبيرة وولاية واسعة واسم مدينتها (زَرَنج).

ص: 897

فحكَّمه فقال فرسك الورد، وقصرك بزرنج، وغلامك الخباز وعشرة آلاف درهم. فقال طلحة: أف لك، لم تسألني على قدري وإنما سألتني على قدرك، وقدر قبيلتك باهلة! واللَّه لو سألتني كل فرس وقصر وغلام لي لأعطيتك ثم أمر له بما سأل وقال: واللَّه ما رأيت مسألة محكم ألأم منها.

وقال قيس الرُّقيات يرثي طلحة الطلحات:

كانَ لا يحرم الخليلَ ولا يَعْـ

ــــتلُّ بالنُّجلِ طيبَ العَذِراتِ

(1)

سَبِطَ الكَفَّ بالنوال إذا ما

كان جُودُ البخيل حَبْسَ العِداتِ

وجاء أيضًا: في سنة (61 هـ) كان طلحة بن عبد اللَّه بن خلف الخزاعي تحت إمرة سلم بن زياد والي خراسان وسجستان، وكان يقود أحد الجيوش، ثم أصبح واليًا على سجستان، فجبى المال وأعطى زواره ومات فيها

(2)

.

ولقد كان والده عبد اللَّه من قبله كاتبًا على ديوان البصرة لعمر بن الخطاب وعثمان حتى قتل في معركة الجمل

(3)

. كما أن عائشة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم أنزلها شقيقها محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما في دار عبد اللَّه الخزاعي بالبصرة بعد انتهاء المعركة، على صفية بنت الحرث وهي أم طلحة الطلحات

(4)

.

‌طلحة (*) بن عبيد اللَّه الخزاعي

هو طلحة بن عبيد اللَّه بن كريز الخُزاعي أبو المطرف

(5)

.

(1)

العذرة: فناء الدَّار. والعَذِرات: أفنية الدور وكانوا فيما مضى يطرحون النَّجاسات في أفنية دورهم، فسموها باسم الموضع، وكذلك الغائط هو عند العرب ما اطمأن من الأرض، وكانوا فيما مضى إذا أراد الرجل قضاء حاجته طلب الموضع المطمئن من الأرض فكثر هذا، حتى سموا الحدث باسم الموضع، وكذلك الكنيف في كلام العرب: الحظيرة التي تعمل للإبل فتكنفها من البرد، فسموا ما حظروه وجعلوه موضعًا للحدث بذلك الاسم تشبيهًا به.

(2)

الكامل في التاريخ 4/ 97، 98.

(3)

المحبر.

(4)

الكامل في التاريخ 3/ 255.

(*) الوافي بالوفيات 16/ 480، الاشتقاق/ 470 طبقات ابن سعد 7/ 228، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر 11/ 210.

(5)

ورد في مختصر تاريخ دمشق 11/ 211 هو طلحة بن عبيد اللَّه بن كريز بن جابر بن ربيعة بن هلال بن عبد مناف بن ضاطر بن حُبشية بن سلول بن كعب أبو المطرف الخزاعي الكوفي كان شاعرًا فاضلًا.

ص: 898

وكان يقال له الكوفي لإقامته بالكوفة.

جاء عنه في الاشتقاق/ 470، كان شريفًا فاضلًا.

وورد عنه في طبقات ابن سعد 7/ 228، كان قليل الحديث.

وجاء عنه في الوافي بالوفيات 16/ 480: روي عن أبي عمر وأبي الدرداء وعائشة وأم الدرداء هجيمة.

وروى عنه: أبو حاتم وحماد بن سلمة وإبراهيم بن أبي عيلة وحميد الطويل وغيرهم.

وكان يكثر غشيان أم الدرداء.

وسئل عنه أحمد بن حنبل فقال: ثقة

(1)

.

‌عاتكة أم معبد (*) الخزاعية

هي عاتكة بنت خُلَيف بن مُنقذ بن رَبِيعَةَ بن أَصْرَم بن ضبيس الخزاعية.

. . . عن حُبيش بن خالد صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة إلى المدينة مهاجرًا هو وأبو بكر، ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد اللَّه بن أريقط مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء القُبْة، ثم تسقي وتطعم، فسألوها لحمًا وتمرًا ليشتروه منها، فلم يصيبوا عندها شيئًا من ذلك، وكان القوم مُرملين مُسنتين، فنظر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر

(2)

الخيمة فقال: "ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم.

قال: "هل بها من لبن"! قالت: هي أجهد من ذلك قال: "أتأذنين لي فأحلبها، فدعا بها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فمسح بيده ضرعها، وسمى اللَّه، ودعا لها في

(1)

الوافي بالوفيات 16/ 480.

(*) في جمهرة أنساب العرب ص 238: هي عاتكة بنت خُليف بن قُنْفُد بن أصرم بن حُبشية بن كعب. وهي أم معبد صاحبة الخَيمتين، وفي سيرة النبي 1/ 487: أم معبد بنت كعب، وفي الاستيعاب 4/ 471: أم معبد الخزاعية، عاتكة بنت خالد، أخت حُبيش بن خالد وهي التي نزل عليها النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر. هذا، وقد أخذت نسبها من نسب معد لابن الكلبي 2/ 449.

(2)

كسر الخيمة: جانبها.

ص: 899

شاتها فتفاجت عليه، ودرت واجترت، ودعا بإناء يربض الرَّهْط، فحلب، فيه نجا حتى علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، وشرب آخرهم، ثم أراحوا، ثم حلب ثانيًا فيها بعد ذلك حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها، وبايعها، وارتحلوا عنها، فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافًا يتساوكن هزالا مخهن قليل، فلما رأى أبو معبد اللبن عجب، وقال: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب حيال ولا حلوب في البيت؟

قالت: لا واللَّه، إلا أنه مر بنا رجل مبارك، من حاله كذا وكذا.

قال: صفيه لي يا أم معبد.

قالت: رأيت رجلًا ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة، ولم تزر به صعلة، وسيم، قسيم، في عينيه دَعَج، وفي أشفاره عطف، وفي عنقه سَطَع، وفي صوته صَحَل، وفي لحيته كثاثة، أزجَّ، أقرن، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب، حلو المنطق، فصل، لا نَزرٌ ولا هَذْر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة، لا بائن من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا، وأحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفون به، إن قال: أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس ولا مُفند.

قال أبو معبد: هو واللَّه صاحب قريش الذي ذُكر لنا من أمره ما ذكر من مكة ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا

(1)

.

وجاء أيضًا في رواية ثانية.

هي عاتكة بنت خالد بن خليف بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبُيس بن حرام بن حُبشية بن سلول بن كعب بن ربيعة الخزاعية.

وعن زوجها: هناك اختلاف في ذكر اسم زوجها، في الطبقات الكبرى.

قال: كانت تحت ابن عمها، ويقال له تميم بن عبد العُزَّى بن منقذ بن ربيعة ابن أصرم بن ضُبيس بن حرام بن حُبشية بن سلول بن كعب بن عمرو من خزاعة.

(1)

الاستيعاب 4/ 513، وردت القصة في كتاب فصيحات العرب في الجاهلي والإسلام ص 71 بشكل موسع ومناقش.

ص: 900

وفي أسد الغابة قال: وكان زوجها أكثم بن أبي الجون الخزاعي وهو أبو معبد.

معنى ذلك أن عاتكة تزوجت من ابن عمها تميم وكان ذلك زواجها الأول وكان فراقه إياها إما بموته أو بطلاقها منه.

أما زواجها الثاني فكان من أكثم بن أبي الجون الخزاعي، ويقول في أسد الغابة وهو أبو معبد، وزوجهُ أم معبد هي التي نزل بها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة، ومنزلها يعرف اليوم بخيمة أم معبد

(1)

.

وفي الطبقات الكبرى قال: كان منزلها بِقُديد، وقُديد اسم موضع قرب مكة.

وعن أم معبد، عندما مر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بقُديد وأتى منزلها ومعه بعض صحبه قالت: نظر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر البيت فقال ما هذه الشاة يا أم معبد؟

قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم.

قال: هل لها من لبن؟

قالت: هي أجهد من ذلك.

قال: أتأذنين أن أحلبها؟

قالت: بأبي أنت وأمي، إن رأيت بها حلبًا فاحلبها.

فمسح ضرعها وذكر اسم اللَّه، ودعا بإناء يربض

(2)

الرهط، فحلب فيه فسقاها حتى رويت وسقى أصحابه فشربوا حتى رووا وشرب آخرهم وقال: ساقي القوم آخرهم شربًا فشربوا جميعًا عَلَلا بعد نَهَل حتى رضوا

(3)

.

‌عبد الرحمن (*) بن أبزى الخزاعي

له صحبة، ورواية، وفقه، وعلم.

(1)

الطبقات الكبري 8/ 288، أسد الغابة 7/ 182.

(2)

يُربض: أي يرويهم ويثقلهم حتى يناموا ويمتدوا على الأرض.

(3)

أسد الغابة 7/ 182.

(*) المحبر/ 379، طبقات خليفة بن خياط 109، الطبقات الكبرى 5/ 462، أسد الغابة 3/ 422، سير أعلام النبلاء 3/ 201، الطبري 2/ 622.

ص: 901

وجاء عنه في المحبر: كان عبد الرحمن بن أبزى كاتبًا لدى نافع بن عبد الحارث الخزاعي، وهو عامل أبي بكر وعمر على مكة

(1)

.

وجاء عنه في طبقات خليفة بن خياط: هو مولى نافع بن عبد الحارث من ساكني الكوفة، روى أحاديث

(2)

.

وجاء في الطبقات الكبرى: كان عبد الرحمن بن أبزى على مكة خلفه عليها نافع بن عبد الحارث حين خرج إلى عمر بن الخطاب

(3)

.

وجاء في أسد الغابة: هو مولى نافع بن عبد الحارث سكن الكوفة واستعمله علي بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه على خراسان، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأكثر روايته عن عمر، وأبي بن كعب، رضي الله عنهما.

وقال فيه عمر بن الخطاب: عبد الرحمن بن أبزى من رفعه اللَّه بالقرآن. . بعد أن قال عنه نافع حين استخلفه على مكة، وذلك بين يدي عمر: إني وجلله أقراهم لكتاب اللَّه وأفقههم في دين اللَّه. فتواضع لها عمر وقال: لقد سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إن اللَّه سيرفع بالقرآن أقواما ويضع آخرين"

(4)

.

عاش إلى سنة نيف وسبعين هجرية

(5)

.

أما نافع الخزاعي:

هو نافع بن عبد الحارث بن حُبالة بن عُمير بن الحارث، وهو غُبشان بن عبد عمر بن عمرو بن بُوي بن مِلْكان بن أفصى من خُزاعة، وكان نافع بن عبد الحارث والي عمر بن الخطاب على مكة

(6)

.

وعبد اللَّه بن أبزى مولى عنده وهو خزاعي بالولاء.

أما أبزى الخزاعي. هو أبزى والد عبد الرحمن الخزاعي.

(1)

المحبر 379.

(2)

طبقات خليفة 109.

(3)

الطبقات الكبرى 5/ 462.

(4)

أسد الغابة 3/ 425.

(5)

سير أعلام النبلاء 3/ 201.

(6)

الطبقات الكبرى 5/ 460.

ص: 902

لم تصح لأبزى صحبة ولا رؤية، ولابنه عبد الرحمن صحبة ورؤية.

عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أنه خطب الناس قائمًا، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وذكر طوائف من المسلمين فأثنى عليهم ثم قال: "ما بال أقوام لا يعلّمون جيرانهم ولا يفقهونهم ولا يفطنونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم، وما لأقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتفطنون، والذي نفسي بيده ليعلمن جيرانهم وليفقهنهم وليفطنهم وليأمرنهم ولينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم وليتفقهن وليتفطنن أو لأعاجلنهم بالعقوبة في دار الدنيا، ثم نزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فدخل بيته. وقيل رواه عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

.

‌عبد اللَّه (*) بن بديل الخزاعي

هو عبد اللَّه بن بديل بن ورقاء بن عبد العزَّى بن ربيعة الخزاعي، أسلم مع أبيه قبل الفتح وشهد حُنينًا والطائف وتبوك وكان سيد خُزاعة، وخزاعة عيبة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وقيل: بل هو وأخوه عبد الرحمن من مُسلمة الفتح والأول أصح وشهد الفتح.

وكان له قدرٌ وجلالة، ويملك نخلا كثيرًا، ومن وجوه الصَّحابة، وهو الذي صالح أهل أصبهان مع عبد اللَّه بن عامر، وكان على مقدمته، وذلك في زمن عثمان بن عفان سنة تسع وعشرين من الهجرة.

وبعد مقتل الخليفة عثمان رضي الله عنه كان بديل الخزاعي من أفاضل أصحاب علي كرم اللَّه وجهه وأعيانهم وفي معركة صفين كان عليه درعان وسيفان، وكان يضرب أهل الشام، أي جيش معاوية وهو يقول:

لَمْ يَبْقَ إِلَّا الصَّبْرُ وَالتَّوكُّلُ

ثُمَّ التَّمشِّي في الرَّعيل الأوَّلِ

مَشْيَ الجِمَالةِ فِي حِيَاضِ المَنْهَلِ

واللَّهِ يُقْضِي ما يَشَاءُ وَيَفْعَلَ

فلم يزل يضرب بسيفه حتى انتهى إلى معاوية، فأزاله عن موقفه، وأزال أصحابه الذين كانوا معه، وكان مع معاوية يومئذ عبد اللَّه بن عامر واقفًا، فأقبل أصحاب معاوية على ابن بديل يرمونه بالحجارة حتى أثخنوه، وقتل، فأقبل إليه

(1)

أسد الغابة 1/ 56.

(*) أسد الغابة 3/ 184 والاستيعاب 3/ 9 والطبقات الكبرى 4/ 294.

ص: 903

معاوية وعبد اللَّه بن عامر معه، فألقى عبد اللَّه بن عامر عمامته غطى بها وجهه، وترحم عليه فقال معاوية: اكشفوا عن وجهه، فقال له ابن عامر: واللَّه لا يمثل به وفيَّ روح، وقال معاوية اكشفوا عن وجهه فقد وهبناه لك.

ففعلوا، فقال معاوية: هذا كبش القوم وربِّ الكعبة، اللهم أظفر بالأشتر والأشعث بن قيس، واللَّه ما مثل هذا إلا كما قال الشاعر:

أَخُو الحَرْبِ إِنْ عَضَّتْ بِهِ الحربُ عَضّها

وإِنْ شَمَّرتْ يومًا بهِ الحَربُ شَمَّر

كليثٍ هِزَبْرٍ كَانَ يَحمي ذِمَارَهُ

رَمَتْهُ المَنَايَا قَصْدَها فَتَقَطَّر

ثم قال معاوية: إن نساءَ خزاعة لو قدرت أن تقاتلني فضلًا عن رجالها لفعلن.

. . . عن زيد بن وهب الجهني أنَّ عبد اللَّه بن بُديل قام يوم صفين في أصحابه، فخطب، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ألا إنَّ معاوية ادَّعى ما ليس له، ونازع الأمر أهله، ومَنْ ليس مثله، وجادل بالباطل ليدحض به الحقَّ، وصال عليكم بالأحزاب، والأعراب، وزيَّن لهم الضلالة، وزرع في قلوبهم حُبَّ الفتنة، ولبس عليهم الأمر، وأنتم واللَّه على الحقِّ، على نُورِ من ربكم وبُرهان مبين، فقاتلوا الطغاة الجفاة، {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ. . . (14)} [التوبة]، وتلا الآية، قاتلوا الفئة الباغية الذين نازعوا الأمر أهله، وقد قاتلتموهم مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فواللَّه ما هم في هذه بأزكى ولا أَتقى ولا أبر، قوموا إلى عدوِّ اللَّه وعدوكم، رحمكم اللَّه

(1)

.

هذا، ولقد قتل معه شقيقه عبد الرحمن في هذه المعركة

(2)

.

‌عبد اللَّه (*) بن جبير الخزاعي

هو عبد اللَّه بن جُبير الخُزاعي، ويكنى أبا عبد الرحمن، مختلف في صحبته، سكن الكوفة.

(1)

الاستيعاب 3/ 10.

(2)

أسد الغابة 3/ 184 (معركة صفين).

(*) الاستيعاب 3/ 13 وأسد الغابة 3/ 194.

ص: 904

وروي سَمَاك بن حَرب أنه قال: طعن النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا في بطنه إما بقضيب وإما بسواك، فقال: أوجعتني فأقدني

(1)

، فأعطاه العود الذي كان معه، ثم قال: استقد، فقبل بطنه، ثم قال: بل أعفو عنك، لعلك تشفع لي بها يوم القيامة.

أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: عبد اللَّه بن جبير هذا هو الذي يروي عن أبي الفيل

(2)

.

وقد قيل إن حديثه مرسل

(3)

.

إذا كانت الرواية صحيحة فهي تواضع النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في مداعبتهم لأن اللَّه سبحانه وتعالى خاطب رسوله صلى الله عليه وسلم فقال له: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} [القلم] وقال له أيضًا: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ. . . (159)} [آل عمران]، من هنا ينظر إلى أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.

‌عبد اللَّه (*) بن الحارث الخُزاعي

هو عبد اللَّه بن الحارث بن أبي ضرار -واسمه حبيب- بن الحارث بن عائذ بن مالك بن حَذِيمة -وهو المصطلِق، وإنما سُمي المصطلق لحسن صوته- ابن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء، يقال لولد عمرو بن ربيعة: خزاعة.

وعبد اللَّه أخو جُويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في فداء أسارى من بني المصطلق، وغيب في بعض الطريق ذودًا

(4)

كن معه وجارية سوداء، فكلم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في فداء الأسارى، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: نعم بما جئت به؟ فقال عبد اللَّه: ما جئت بشيء!.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: فأين الذود والجارية السوداء التي غيبت بموضع كذا؟ فقال عبد اللَّه: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنك رسول اللَّه، واللَّه ما كان معي أحد ولا سبقني إليك أحد. فأسلم.

(1)

أقدني: أي مكني من الاقتصاص؛ وأقدت القاتل بالقتيل أي قتلته به (اللسان 5/ 3771).

(2)

ووردت أبي الفيل، أسد الغابة 2/ 193.

(3)

الاستيعاب 3/ 13.

(*) أسد الغابة 3/ 205، والاستيعاب 3/ 20.

(4)

الذود: من الإبل ما بين الخمس إلى التسع، وقيل ما بين الثلاث إلى العشر.

ص: 905

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لك الهجرة حتى تبلغ بَرك الغِماد

(1)

.

‌عبد اللَّه (*) بن أبي زكريا الخزاعي

الإِمام القدوة الرَّباني أبو يحيي الخُزاعي الدمشقي.

قال أبو مُسْهِر: كان سيد أهل المسجد، فقيل: بِمَ سادهم؟

قال: بحسن الخلق.

قال الواقيُّ: كان يُعْدَلُ بعمر بن عبد العزيز، وقال يمان بن عدي: كان عبد اللَّه بن أبي زكريا عابد أهل الشام، وكان يقول: ما عالجت من العبادة شيئًا أشد من السكوت.

قال الأوزاعيُّ: لم يكن بالشام رجل يفضل على ابن أبي زكريا. وروي بقية، عن مسلم بن زياد، قال: كان عبد اللَّه بن أبي زكريا لا يكاد يتكلم إلا أن يسأل، وكان من أكثر الناس تبسمًا، قال: ما مسست دينارًا ولا درهمًا قطّ، ولا اشتريت شيئًا قطّ، ولا بعته إلا مرة، وكان له إخوة يكفونه.

قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث صاحب غزو، وكان عمر بن عبد العزيز بجلسه معه على السرير.

أرسل عن سلمان الفارسي، وأبي الدرداء وعُبادة بن الصامت وطائفة، وسمع من أم الدرداء، وغيرها. حدث عنه صفوان بن عمرو، وعلي بن أبي حملة، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد وعدد كثير غيرهم.

توفي سنة سبع عشرة ومائة

(2)

في خلافة هشام بن عبد الملك.

‌عبد (*) بن علقمة الخزاعي

هو عبد اللَّه بن علقمة: أبي أوفى الخُزاعي الأسلمي

(3)

، وكنيته أبو محمد وقيل أبو معاوية وقيل: أبو إبراهيم. وشهد الحديبية وخيبر.

(1)

بَرك الغِمَاد: موضع وراء مكة بخمس ليال بما يلي البر، وقيل بلد باليمن.

(*) طبقات خليفة بن خياط 312، تاريخ الإسلام 4/ 264، سير أعلام النبلاء 5/ 286.

(2)

سير أعلام النبلاء 5/ 286، الطبقات الكبرى 7/ 456.

(*) أسد الغابة 3/ 181، والإستيعاب 3/ 7، ونكت الهميان 182، وسير أعلام النبلاء 3/ 428، 430، والمحبر 298، والبرصان والعرجان 362.

(3)

نكت الهميان 182.

ص: 906

وجاء حول نسبه أيضًا: هو عبد اللَّه بن أبي أوفى الأسلمي، واسم أبي أوفى علقمة بن خالد بن الحارث بن أسد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم ابن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر. هو أخو زيد بن أبي أوفى، يكنى أبا معاوية، وقيل: أبا إبراهيم، وقيل أبا محمد. شهد الحديبية وخيبر

(1)

.

وجاء عن نسبه أيضًا: هو عبد اللَّه بن أبي أوفى، واسم أبي أوفى: علقمة ابن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم الأسلمي، يكنى أبا معاوية، وقيل: أبو إبراهيم. وقيل: أبو محمد

(2)

. شهد الحديبية وبايع بيعة الرضوان وشهد خيبر وما بعدها من المشاهد. ولم يزل بالمدينة حتى قبض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثم تحول إلى الكوفة، وهو آخر من بقي بالكوفة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ابتنى بها دارًا في أسلم، وكُفّ بصره وكان يصبغ رأسه ولحيته بالحناء، وكان له ضفيرتان

(3)

.

وسئل عبد اللَّه بن أبي أوفى عن الجراد. فقال: غزوت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ست غزوات نأكل الجراد. وكذا رواه سفيان بن عُيينة، ورواه الثوري عن أبي يعفور قال: سبع غزوات

(4)

.

وروى حديثًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "اعلم أن الجنة تحت ظلال السيوف"

(5)

.

وتوفي عبد اللَّه بالكوفة سنة ست وثمانين وقيل سبع وثمانين بعد ما كف بصره

(6)

. وقيل سنة ثمان وثمانين.

‌عُبيد (*) بن نضلة الخزاعي

جاء في طبقات خليفة بن خياط: ومن خزاعة وهم ولد عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة، عُبيد بن نضلة، مات في ولاية بشر بن مروان سنة ثلاث أو أربع وسبعين

(7)

.

(1)

الاستيعاب 3/ 7.

(2)

أسد الغابة 3/ 181.

(3)

أسد الغابة 3/ 182.

(4)

أسد الغابة 3/ 182.

(5)

أسد الغابة 3/ 182.

(6)

نكت الهميان/ 182 وأسد الغابة 3/ 182 والاستيعاب 3/ 8.

(*) طبقات خليفة بن خياط/ 150، طبقات ابن سعد 6/ 117 وأسد الغابة 3/ 542.

(7)

طبقات خليفة/ 150.

ص: 907

وجاء في طبقات ابن سعد: عُبيد بن نُضيلة الخزاعي ويكنى أبا معاوية، روى عن عمرو عبد اللَّه، وروى عن علي في الفريضة.

وقال يحيى بن آدم عن الحسن بن صالح قال: قرأ يحيى بن وثاب، على عُبيد بن نُضيلة، وقرأ عبيد بن ضيلة على علْقمة، وقرأ علقمةُ على عبد اللَّه فأي قراءة أصح من هذه؟

وقال غير يحيى بن آدم: إن عبيد بن نُضيلة قد قرأ على عبد اللَّه بن مسعود، ثم قرأ على علقمة بعد ذلك، قالوا: وتوفي عبيد بن نضلة بالكوفة في ولاية بشر بن مروان

(1)

.

وجاء في أسد الغابة: عُبيد بن نُضيلة الخزاعي، سكن الكوفة، مختلف في صحبته، روى الأوزاعي، عن أبي عبيد -حاجب سليمان بن عبد الملك- عن القاسم بن مخيمرة، عبيد بن نُضيلة: أنهم قالوا في سنة: سَعِّر لنا يا رسول اللَّه. فقال: "لا يسألني اللَّه عن سنة أحدثتها فيكم لم يأمرني بها، ولكن سلوا اللَّه من فضله"

(2)

.

روى شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيد بن نُضيلة، عن المغيرة بن شعبة قصة المرأتين اللتين رمت إحداهما الأخرى بعمود فسطاط، فقتلتها وما في بطنها، فعلى هذا يكون "عبيدًا" تابعيًا، واللَّه أعلم. أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى

(3)

.

‌العباس (*) بن جعفر الخزاعي

هو العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث الخزاعي أبو نصر، وهو أيضًا أبو الشاعر الفضل بن العباس الذي أدبه دعبل الخزاعي.

كان العباس موضع ثقة الرشيد، فأوغر له بعض أعمال الفرات فسمي في التاريخ صاحب الإيغار، ولي له خراسان سنة (173 هـ) وكان أبوه جعفر بن

(1)

طبقات ابن سعد 6/ 117.

(2)

أسد الغابة 3/ 542.

(3)

أسد الغابة 3/ 543.

(*) معجم الشعراء/ 181 / ديوان دعبل الخزاعي 535 - الورقة - 76.

ص: 908

محمد بن الأشعث واليًا عليها من قبل، ثم العباس وليها للمأمون ثانية سنة (193 هـ) وقد صير الرشيد الأمين في حجره زمنًا، واستخلفه في بغداد، في وقت خروجه عنها.

وقد جمعته بدعبل الخزاعي قبيلته فمدحه وأثنى عليه وهجاه أيضًا، وهو الذي ولاه سمنجان من أعمال خراسان.

ولقد غضب دعبل من العباس بن جعفر فقال يهجو أباه:

مَا جَعْفرُ بنُ محمد بن الأشعث

عندي بخَيْر ابوةً من عَثْعَثِ

عَبَثًا تُمارسُ بي، تُمَارسُ حيّةً

سَوّارةً، إن هِجْتَها لِم تَلْبَثِ

(1)

لو يَعلمُ المغرورُ ماذا حازَ مِن

خِزيٍ لوالده، إذن لم يَعْبَثِ

(2)

وقال من قصيدة يمدح بها العباس بن جعفر:

أما في صُروف الدَّهر أن تَرْجعَ النَّوى

بِهمْ، ويُدالَ القُربُ يَوْمًا من البُعْدِ

(3)

بَلى، في صُروفَ الدَّهَرِ كُلُّ الذي أَرى

ولكنّما أغْفَلنَ حَظّي على عَمْدِ

فَوَاللَّهِ ما أَدْري: بأيِّ سِهامِها

رَمَتْني، وكُلٌّ عِنْدنَا لَيْسَ بالمُكْدِي

(4)

‌أم عجرد (*) الخزاعية

لها ذكر في حديث المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده قال: سمعت أم عجرد الخُزاعية تسأل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قالت: يا رسول اللَّه أمر، كنا نفعله في الجاهلية ألا نفعله في الإسلام؟

قال: ما هذا؟

قالت: العقيقة.

قال: "فافعلوا، عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة".

(1)

الممارسة: المعالجة: والسوّار: الذي تسور الخمرة في رأسه سريعًا، يريد سرعة الهيجان.

(2)

ديوان دعبل الخزاعي/ 100.

(3)

النَّوى: البعد، وهي مؤنثة لا غير، وفي غير الورقة:(أن تسعف النوى بنا). وفي الدر (وبذاك القرب منا على البعد) وفيه تصحيف.

(4)

أكدى الرجل: أخفق، ولم يظفر بحاجته/ ديوان دعبل 126.

(*) أسد الغابة 7/ 366، الاستيعاب 4/ 501.

ص: 909

مثل حديث أم كرز والمثنى ضعيف جدًّا

(1)

.

‌عزة (*) بنت خابل الخزاعية

عزَّة هي من المبايعات للرسول صلى الله عليه وسلم قالت: قدمت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فبايعني قال على: (إن لا تزنين، ولا تسرقين، ولا تؤذين فتبدين أو تخفين).

قالت: عزة: فأما الإيذاء، فقد عرفته وعلمته، وهو قتل الولد، وأما مُخْفَى فلم أسأل عنه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولم يخبرني به، وقد وقع في نفسي أنه إفساد الولد، فواللَّه لا أفسد لي ولدًا أبدًا.

فلم تفسد لها ولدًا حتى ماتت. يعني الغيل

(2)

.

وجاء اختلاف على اسم والدها فقيل (كامل) انظر الإصابة 4/ 352، انظر الاستيعاب 4/ 1886.

‌علقمة بن الفغواء (**) الخزاعي

هو علقمة بن الفَغْوَاء -وقيل: ابن أبي الفَغْواء- بن عبيد بن عمرو بن مازن ابن عَدي بن عمرو بن ربيعة الخزاعيّ

(3)

.

وجاء في نوادر المخطوطات: تحفة الأبيه فيمن نسب إلى غير أبيه، أي نسب إلى أمه فهم: علقمة بن الفَغْواء، صحابي، وقيل: ابن أبي الفغواء، وهو عَلقمة بن عُبيد الخُزاعي. والفغواء، بالفاء والغين المعجمة: لقب أمه والفَغَا: مَيَل في الفم

(4)

. وعمرو بن الفغواء أخو علقمة صحابيان.

وجاء في أسد الغابة: أن العلقمة صحبة، سكن المدينة. وهو أخو عمرو بن الفَغْواء، بعثه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمال إلى أبي سفيان بن حرب ليقسمه في فقراء

(1)

الإستيعاب 4/ 501

(*) أسد الغابة 7/ 196.

(2)

أسد الغابة 7/ 193

(**) نوادر المخطوطات 1 م 107، أسد الغابة 4/ 86.

(3)

أسد الغابة 4/ 86.

(4)

نوادر المخطوطات 1/ 107.

ص: 910

قريش، وكان دليل النبي صلى الله عليه وسلم إلى تبوك. وروى عنه ابنه عبد اللَّه بن علقمة بن الفغواء، عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

.

وجاء في الطبقات الكبرى: هو عَلقمة بن القعواء (بالقاف والعين) بن عُبيد ابن عمرو بن زمان بن عدي بن عمرو بن ربيعة، كان قديم الإسلام ينزل بثأر ابن شُرَحبيل وهي فيما بين ذي خُشُب والمدينة. وكان يأتي المدينة كثيرًا وهو دليل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى تبوك

(2)

.

‌عمران (*) بن حصين الخزاعي

هو عِمْرَان بن حُصَيْن بن عُبيد بن خلف بن عبد نُهم بن حُذَيْفة بن جَهْمة ابن غَاضرة بن حُبَشية بن كعب بن عمرو الخزاعي الكعبي.

وقال الكلبي: عبد نُهم بن جرمة بن جهيمة. وقال أبو عمرو: عبد نُهم بن سالم بن غاضرة واتفقوا في الباقي.

يُكنى أبو نُجيد، أسلم عام خيبر، وغزا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غزوات. بعثه عمر بن الخطاب إلى البصرة، ليفقه أهلها، وكان من فضلاء الصحابة، واستقضاه عبد اللَّه بن عامر على البصرة، فأقام قاضيًا يسيرًا، ثم استعفي فأعفاه.

قال محمد بن سيرين: لم نَرَ في البصرة أحدًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفضل على عمران بن حُصين.

(1)

أسد الغابة 4/ 86، 87/ وجاء في الاشتقاق/ 477 / علقمة بن الفَغو صحب النبي صلى الله عليه وسلم و (الفغو) أول ما يبدو من نور الشجر إذا تفتح. يقال فَغَا الشَّجرُ وأفغى، ومنه اشتقاق الفاغية المعروفة من النَّوْر وأفتى النخل إذا ركبته القشرة التي تسمى القفندور. قال الشاعر أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:

أَحَسَّانْ إنّا يا بنَ آكلة الفَغَا

لعمرُك نَغْتَالُ الحرُوبَ كَذلِكِ

وبذلك يكون إلى كلمة (الفغو) أكثر من معنى.

(2)

الطبقات الكبرى ج 4/ 295. والأخطاء لابد من وقوعها في الإملاء أو النقل أو الطباعة، أو في سقوط بعض الكلمات، وإن ذلك لا يخفى على القارئ خاصة عندما يكون سير الرواية صحيحًا في المصادر، وأحيانًا يقع الاشتباه أو الإلتباس في الأسماء وهذا يرد كثيرًا في كتب التراث، فبالتدقيق يصح ذلك، أو يذكر ما ورد.

(*) الطبقات الكبرى 7/ 9 أسد الغابة 4/ 281، الكامل في التاريخ 3/ 101، 241، 492، 212، 160 و 4/ 451.

ص: 911

وكان مجاب الدعوة، ولم يشهد الفتنة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه الحسن، وابن سيرين وغيرهما.

وعندما افترق أهل البصرة ثلاث فرق: فرقة مع طلحة والزبير وفرقة مع علي بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه، وفرقة لا ترى الققال، منهم الأحنف وعمران ابن حصين وغيرهما. . سار عمران بن حصين وأبي الأسود الدؤلي بإصلاح ذات البين قبل وقوع معركة الجمل، وأوعز لهما بهذه المهمة عثمان بن حُنيف لأن الحصين كان رجل عامة وأبي الأسود رجل خاصة، ولم تنفع وساطتهما لدى الأطراف، فقال عمران عن الحرب القادمة: أي واللَّه لتعركنكم عركًا طويلًا، وأشار عمران على صحبه أن يعتزلوا هذه الحرب بعد أن لم يستطع منع وقوعها وأقام في البصرة ومعه مالك بن أنس وغيرهم من الصحابة والتابعين.

ولقد اشترك عمران بن الحصين عندما انتفض أهل فارس على الدولة وذلك سنة تسع وعشرين، اشترك مع عبد اللَّه بن عامر عندما سار بالناس إلى فارس فالتقوا بأصطخر وكان على ميمنته أبو برزة الأسلمي وعلى ميسرته معقل بن يسار، وعلى الخيل عمران بن الحصين ولكلهم صحبة واشتد القتال وانهزم الفرس وكان النصر للمسلمين

(1)

.

توفي عمران سنة اثنتين وخمسين بالبصرة

(2)

.

‌عمرة (*) الخزاعية

هي عمرة بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية المُصطلقية، وهي أخت جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم

(3)

.

روى عنها ابن أخيها

(4)

محمد بن عمرو بن الحارث بن أبي ضرار، عن عمته عمرة بنت الحارث، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدنيا خضرة حلوة فمن أصاب منها

(1)

الكامل في التاريخ 3/ 101، 241، 212.

(2)

الكامل في التاريخ 3/ 492 وذكر في كتاب البرصان والعرجان/ 8، 280 / "وكان ممن سقي بطنه - ومن المفاليج".

(*) الاستيعاب 4/ 441، وأسد الغابة 7/ 200.

(3)

أسد الغابة 7/ 200.

(4)

الاستيعاب 4/ 441.

ص: 912

من شيء من حله بورك فيه" وروى عنها أيضًا "وَرُبَّ متخوض في مال اللَّه ومال رسوله، له النار يوم القيامة"

(1)

.

‌عمرو بن الحمق (*) الخزاعي

عمرو بن الحمق من خزاعة وهم ولد عمرو بن عامر بن حارثة، أي هو عمرو بن الحمق بن كاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو لحي

(2)

. توفي سنة (51 هـ).

وجاء في نسب معد: عمرو بن الحَمِق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد، صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد مع علي كرم اللَّه وجهه مشاهد

(3)

.

وفي جمهرة أنساب العرب: عمرو بن الجموح بن الكاهن له صحبة، كان ممن أجلب على عثمان، وكان من شيعة علي

(4)

كرم اللَّه وجهه.

وفي الاشتقاق: عمرو بن الحمق الكاهن

(5)

.

هاجر عمرو بن الحمق الخزاعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد الحديبية، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ عنه أحاديث، وسكن الكوفة، وانتقل إلى مصر، وقيل أنه سكن الشام، ثم انتقل إلى الكوفة، فسكنها، والصحيح أنه انتقل من مصر إلى الكوفة.

وكان ممن سار إلى عثمان بن عفان، وهو أحد الأربعة الذين دخلوا عليه الدار، وادعى بأنه طعنه تسع طعنات.

وشهد مع علي مشاهده كلها: الجمل، وصفين، والنهروان، وأعان حجر ابن عدي، وكان من أصحابه، فخاف زيادًا، فهرب من العراق إلى الموصل

(1)

أسد الغابة 7/ 200 أصل الحوض المشي في الماء وتحريكهـ، ثم استعمل في التلبس بالأمر والتصرف فيه، أي: رب متصرف في مال اللَّه تعالى ما لا يرضاه.

(*) طبري 4/ 393/ ابن الأثير 3/ 144، 168، صبح الأعشى 14/ 82، معجم البلدان/ 5000، بغية الطلب/ 3672 / الطبقات الكبرى 6/ 25 أسد الغابة 4/ 216، ابن عساكر 19/ 201.

(2)

طبقات خليفة بن خياط/ 107، 136.

(3)

نسب معد 2/ 451.

(4)

جمهرة أنساب العرب/ 238.

(5)

الاشتقاق/ 484.

ص: 913

واختفى في غار بالقرب منها، فأرسل معاوية يطلبه من عامله عبد الرحمن ابن أم الحكم، فأرسل له رأسه، وهناك رواية تقول أن حية نهشته في الغار فوجد ميتًا، ورواية ثانية تقول: بأن عامل معاوية اعتقله، وطعنه تسع طعنات، على قدر الطعنات التي طعنها لعثمان بن عفان وعلى كلتا الحالتين. مات الرجل وأرسل رأسه سنة خمسين

(1)

وقبره مشهور بظاهر الموصل.

قال عمرو

(2)

بن الحمق الخزاعي يوم صفين:

بؤسًا لِجُند ضَائعٍ يَمانِ

مُستوِ سِقينِ كاتِّساق الضَّانِ

(3)

تَهويَ إلى رَاعٍ لها وَسْنَانِ

أَقْحَمَهَا عَمْرو إلى الهَوانَ

(4)

يا ليتَ كَفِّي عدِمَتْ بِناني

وَأنَّكم بالشِّحْرِ من عُمَانِ

(5)

مثل الذي أفنَاكُمُ أَبْكَانِي

(6)

(1)

أسد الغابة 4/ 217، وقيل سنة (51) قتله عبد الرحمن بن عثمان الثقفي وبعث برأسه إلى معاوية (الطبقات 107).

(2)

إن عليًا رضي الله عنه عقد الوية القبائل فأعطاها قومًا منهم بأعيانهم جعلهم رؤساءهم وأمراءهم وجعل على خزاعة عمرو بن الحمق.

(3)

الاستياق والاتساق: الاجتماع. وفي اللسان (12: 260): اتسقت الإبل واستوسقت: اجتمعت.

(4)

كان الشاعر عمرو بن الحمق يخاطب جند أهل اليمن الذين يقودهم عمرو بن العاص ويشبههم بالأغنام وأن عمرو بن العاص يقودهم إلى الذل والهوان.

(5)

وجاء في كتاب المعارف لابن قتيبة (ص 291) تحقيق الدكتور ثروت عكاشة - دار المعارف - ما يلي:

عمرو بن الحمق رضي الله عنه هو من خزاعة بايع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وصحبه بعد ذلك وروى حديثًا وكان من ساكني. . الكوفة" ومن شيعة علي بن أبي طالب وكان ممن سار إلى "عثمان" وشهد مع "علي بن أبي طالب" مشاهده وأعان "حجر بن عدي" ثم هرب إلى الموصل ودخل غارًا فنهشته حية فقتلته وبعث إلى الغار في طلبه، فوجدوه ميتًا، فأخذ عامل الموصل رأسه فحمله إلى زياد وبعث به زياد إلى معاوية وهو أول رأس حمل من بلد إلى بلد في الإسلام.

(6)

وقعة صفين 399.

ص: 914

وقال عمرو أيضًا يوم صفين:

تَقُولُ عِرْسِي لَما أَنْ رأَتْ أَرَقي

ماذا يَهيجُك مِن أَصْحَابِ صِفِّينَا

ألستَ في عُصبة يَهدِي الإلهُ بِهمْ

لا يَظْلِمونَ ولا بَغْيًا يُرِيدُونَا

فَقُلْتُ: إِنِّي عَلَى مَا كَانَ مِنْ سَدَر

أخْشَى عَواقبَ أمر سَوف يَأتِينَا

إدَالَةَ القَوْمِ في أَمْرٍ يُرادُ بِنَا

فأقْنَي حَياءً وكُفِّي ما تَقُولِينَا

(1)

ومن قوله يفخر بنسبه:

يَا عَمْرو يَا ابنَ الحَمِقِ بن عَمْرِو

مِنْ مَعْشرٍ شُمِّ الأنُوفِ زُهْرِ

(2)

إن التطاحن السياسي على امتلاك السلطة له نتائج سلبية على مدى العصور. وهكذا كان في صدر الإسلام وفي الدولتين الأموية والعباسية وما جاء بعدهما. . .!

ولزوج عمرو بن الحمق، آمنة بنت الشريد، قصة مع معاوية بن أبي سفيان، ذكرت في كتاب فصيحات العرب وبليغاتهم (ص 30) تعطي صورة عن ذلك الصراع المرير، الذي شتت شمل العرب من مشرقه إلى مغربه؟! إلى حد الانهيار الذي كاد أن يفقدهم هويتهم ووجودهم على مدى قرون متتالية.

‌عمرو (*) بن القعواء الخزاعي

. . . عن عبد اللَّه بن عمرو بن القعواء الخزاعي عن أبيه قال: دعاني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقد أراد أن يبعثني بمال إلى أبي سفيان يقسمه في قريش بمكة بعد الفتح فقال: التمس صاحبًا.

قال الخزاعي: فجاءني عمرو بن أمية الضَّمْري (من كنانة) فقال: بلغني أنك تريد الخروج وتلتمس صاحبًا، قلت: أجل، قال: فأنا لك صاحب.

قال الخزاعي: فجئتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؛ فقلت: وجدت صاحبًا.

(1)

وقعة صفين/ 381، ودال الدهر - دولا، ودولة: انتقل من حال إلى حال، ودالت الأيام: دارت وتحولت من قوم إلى آخرين، ويقال دالت له الدولة.

(2)

في كتاب من اسمه عمرو من الشعراء ص 139، أي هو من قبيلة خزاعة.

(*) الطبقات الكبرى 4/ 296، وجاء في أسد الغابة 4/ 250 هو ابن الفعواء بن عُبيد بن عمرو بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة الخُزاعي أخو علقمة، وقيل ابن أبي الفعواء.

ص: 915

وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: إذا وجدت صاحبًا فآذني.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم من؟

فقلت: عمرو بن أمية الضمري.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا هبطت بلاد قومه فاحذره فإنه قد قال القائل أخوك البكري ولا تأمنه.

قال الخزاعي: فخرجنا حتى إذا جئت الأبواء قال عمرو بن أمية الضمري: إني أريد حاجة إلى قومي بودان فثُلبّتْ لي.

قال الخزاعي: قلت راشدًا، فلما ولي ذكرت قول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فشددت على بعيري، ثم خرجت أوضعه حتى إذا كنت بالأصافر إذا هو يعارضني في رهط، وأوضعت فسبقته فلما رآني قد فته انصرفوا وجاءني فقال: كانت لي إلى قومي حاجة، قلت: أجل. فمضينا حتى قدمنا مكة فدفعت المال إلى أبي سفيان

(1)

.

‌علي (*) بن أحمد الخزاعي

هو أبو القاسم. علي بن أحمد بن محمد بن الحسن، الخزاعي، من ولد معلم الذئب أهبان بن عياذ الخزاعي

(2)

، رضي الله عنه.

وقيل عنه: الشيخ الصدوق، والعالم المحدث.

سمع من: الهيثم بن كُلَيب الشاشي "مُسنَده" وكتاب "الشَّمائل" وكتاب "غريب الحديث" لابن قُتيبة، وغير ذلك، وطال عمره، وتفرد. وحدث أيضًا عن أبيه، والأستاذ عبد اللَّه بن محمد بن يعقوب البخاري، وعبد اللَّه بن محمد بن طَرْفان البَلْخي، ومحمد بن أحمد بن خَنْب، وأبي عمرو محمد بن إسحاق

(1)

الطبقات الكبرى 4/ 296.

(*) سير أعلام النبلاء 17/ 199.

(2)

هو أهبان بن الأكوع بن عياذ بن ربيعة الخزاعي، وكان من أصحاب الشجرة، وكان يضحي عن أهله بالشاة الواحدة، وهو الذي كلمه الذئب - انظر الإصابة 1/ 78، وتهذيب التهذيب 1/ 380، وقيل: إن مكلم الذئب هو أهبان بن أوس الأسلمي - قال: كنت في غنم لي، فشد الذئب على شاة منها، فصاح عليه فأقعى على ذنبه، فقال: من لها يوم نشغل عنها؟. "تبقى مثل هذه الحوادث مجرد روايات خيالية".

ص: 916

العصفري، وأبي جعفر محمد بن محمد بن عبد اللَّه الجمّال، ومحمد بن أحمد السُّلَمي، وطائفة غيرهم.

وارتحل في كبره، فحدث ببُخاري، وبلخ وسمرقند ونسف. حدث عنه جماعة من أهل تلك الديار وآخر أصحابه موتًا أحمد بن محمد الخليلي الدَّهْقان.

كان مولده في رجب سنة ست وعشرين وثلاث مائة.

مات ببُخارى في صفر سنة إحدى عشرة وأربع مائة.

‌علي (*) بن محمد الخزاعي (710 - 789 هـ/ 1310 - 1387 م)

هو علي بن محمد بن أحمد بن موسى بن مسعود، أبو الحسن بن ذي الوزارتين، الخزاعي: بحاثة، مؤرخ، أديب، أندلسي الأصل، مولده بتلمسان، ووفاته بفاس، استكتبه السلطان إبراهيم المريني، ثم كتب في ديوان زيان بتلمسان، واستقر أخيرًا في بلاط بني مرين، وصنف للسلطان المتوكل على اللَّه أبي فارس المريني سنة (786 هـ) كتابه "تخريج الدلالات السمعية، على ما كان في عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الحرف والصنائع والعمالات الشرعية" اطلع عبد الحي الكتاني على نسخة منه غير تامة، فأضاف إليها زيادات كثيرة، ونسب الكتاب كله إليه، وسماه "التراتيب الإدارية - ط" في مجلدين. . ولقد فات الكتاني من كتاب الخزاعي نحو ربعه، وإن هذا الربع هو في إحدى خزائن تطوان الخاصة، ونقلت عنه خزانة الرباط نسخة بالتصوير الشمسي

(1)

.

‌غالب (**) بن حسن الخزاعي

هو غالب بن حسن بن غالب بن حسن بن أحمد بن يحيى بن سيد بونه الخزاعي يكنى أبا تمام، جاء عنه ما يلي:

(*) فهرست السراج - التراتيب الإدارية 1 - 26 - 74 - تاريخ الجزائر العام 2 - 102 وشجرة النور، رقم 854، وتذكر المحسنين - خ وهو فيه علي بن مسعود، نسبة إلى جده، أخذ ذلك عن درة الحجال 2/ 442. ونشر في مجلة المكتبة "أيلول 1962" أن تخريج الدلالات طبع في تونس في عهد الحماية الفرنسية. ومازال بعيدًا عن جمهور الباحثين؟

(1)

انظر الأعلام/ ج 5/ ص.

(**) الإحاطة في أخبار غرناطة 4/ 239.

ص: 917

أصل سلفه من بونه

(1)

، واستوطن جده بالأندلس قرية زنيتة من وادي لستة شرقي الأندلس من أعمال قسنطانية

(2)

، ومالك فيها أموالا عريضة، ولما ظهر سبطه ولي اللَّه أبو أحمد شيخ المريدين بذلك الصقع، وظهرت عليه البركات، وشهدت بولايته الكرامات، غمرتهم بركته، ونوهت بهم شهرته، إلى أن استولى العدو على تلك الجهات، بعد وفاة الشيخ، فهاجرت ذريته إلى غرناطة بعد استيطانهم ألش

(3)

وبنوا بالرَّبض المعروف بربض البيّازين

(4)

. واقتطعوا وامتطوا، واتخذوا دار إقامة، وانتشرت به نحلتهم الإرادية وانضم إليهم من تبعهم من جالية أهل المشرق، وتقدم هذا الشيخ ويعد شيخًا ويُعْسوبًا وقاضيًا وخطيبًا به، بعد خاله، فقام بالأعباء سالكًا سنن الصالحين من أهل الجلدة والجدة والقوة والرجولة من الإيثار والمثابرة على الرباط، والحفوف إلى الجهاد، وكان مليح الشيبة كثير التخلق، جم التواضع، مألفًا للغرباء، مبذول البشر، حسن المشاركة، رافضًا للتصنع، مختصر المطعم والملبس بقية من بقايا الجلة، معتمدًا في مجالس الملوك بالتجلة.

حمل عن والده أبي علي، وعن خاله، وعن الخطيب أبي الحسن بن فضيلة وغيرهم.

له تأليف في تحريم سماع البيراعة المسماة بالشبابة، وعلى ذلك درج جمهورهم.

مولده: في القعدة من عام ثلاثة وخمسين وستمائة.

وفاته: توفي عاشر شوال من عام ثلاثة وثلاثين وسبعمائة، وكان الحفل في جنازته بشذ عن الوصف ودفن بمقبرتهم

(5)

.

(1)

بونة هي ثغر أفريقي يقع على شاطئ البحر المتوسط في منتصف المسافة بين تونس وبجاية وكان ايام الدولة الحفصية من ثغور مملكة نونس، وهو الآن من ثغور الجزائر ويسمى عنابة اشتقاقًا من اسمه القديم (بلد العناب).

(2)

قسنطانية: بلدة صغيرة من أعمال شرق الأندلس تقع غربي ثغر دانية وجنوى مدينة شاطبة.

(3)

ألش: بلدة أندلسية تقع على مقربة من أوريونة في شرقي الأندلس.

(4)

البيازين: أهم أحياء غرناطة الإسلامية.

(5)

الإحاطة في أخبار غرناطة 4/ 240.

ص: 918

‌الفضل (*) بن غانم الخزاعي

في سنة 198 هـ ولى القضاء على مصر من قبل المطَّلب بن عبد اللَّه الخزاعي وليها في ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين ومائة وكان ممَّن قدم على المطَّلب من العراق.

كان الفضل بن غانم كبير اللحية جدًّا فكان يجعل في لحيته عوذةً خوفًا من عين لَهِيعة

(1)

، كان يفعل ذلك يوم الجمعة إذا خطب.

وقيل أن الفضل بن غانم كان متهمًا

(2)

فجاءَه سعيد بن تَليد في السَحَر فوجد على بابه غُلامًا أسود فانصرف ولم يدخل فقال له الفضل بعد ذلك: أرسلت إليك فلم تأت؟. قال: قد جئت بكذا والغلام الأسود على الباب.

فسكت الفضل ولم يعد إليه سعيد.

وكان مُطَّلب الخزاعي أجرى على الفضل بن غانم مائة وثمانية وستين دينارًا في كل شهر وهو أوَّل قاضٍ أُجري عليه هذا.

. . . حدَّث عبد الرحمن بن عبد الحكم قال: أقام الفضل على القضاء سنة أو نحوها ثم غضب عليه المُطَّلب فعزله.

وكان سليمان بن يحيى بن وزير التجيبي أول أهل المسجد وثب على الفضل ورفع عليه إلى مُطَّلب الخزاعي حتى عزله.

وجاء: أن الفضل صُرف عن توليه القضاء في المحرم سنة تسع وتسعين ومائة ولم يتم سنة.

‌قبيصة بن ذؤيب (**) الخزاعي

هو قبيصة بن ذؤيب بن حَلحلة بن عمرو بن كعب بن أصرم بن عبد اللَّه بن قُمير بن حبشيَّة بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو لحي بن حارثة بن

(*) الولاة والقضاة 420، 421، وتاريخ ولاة مصر وقضاتها ص، 3145.

(1)

في التلخيص كان معيانًا. (أي كان الرجل يصيب بالعين).

(2)

في التلخيص: يميل إلى الغلمان.

(**) الطبري 2/ 239، 240، 5/ 239، 6/ 43، 180، 412، 466، الكامل في التاريخ 3/ 6، 464، 4/ 299، 513، 520، 525، 555، سير أعلام النبلاء 4/ 6282، طبقات ابن سعد 5/ 176، أسد الغابة 4/ 382، طبقات خليفة 309، تاريخ دمشق لابن عساكر 21/ 63.

ص: 919

عمرو بن عامر، يكنى أبو إسحاق من خزاعة

(1)

. ولد أول سنة للهجرة وقيل عام الفتح.

سمع من عثمان بن عفان وله دار بالمدينة في التمارين في زقاق النقَّاشين وكان تحول إلى الشام فكان آثر الناس عند عبد الملك بن مروان، وكان على خاتم عبد الملك، وكان البريد إليه فكان يقرأ الكتب إذا وردت ثم يدخلها على عبد الملك فيخبره بما فيها

(2)

.

وقال عنه الذهبي صاحب سير أعلام النبلاء: الإِمام الكبير الفقيه، أبو سعيد

(3)

الخُزاعي المدني ثم الدمشقي الوزير، مولده عام الفتح سنة ثمان ومات أبوه ذؤيب بن حلحلة صاحب بُدن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر أيام النبي صلى الله عليه وسلم فأتى بقبيصة بعد موت أبيه فيما قيل فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم ولم يع هو ذلك.

وروي عن أبي بكر -إنْ صح- وعن عُمر، وأبي الدَّرداء، وبلال وعبد الرحمن بن عوف، وتميم الداري، وعبادة بن الصامت، وعدة.

حدث عنه ابنه إسحاق، ورجاء بن حَيوة، وأبو الشعثاء جابر بن زيد وآخرون وكان على الختم والبريد للخليفة عبد الملك، وقد أصيبت عينه يوم الحرَّة وله دار معتبرة بباب البريد

(4)

وكان ثقة مأمونًا كثير الحديث.

ولقد سمع قبيصة أبا الدرداء وزيد بن ثابت، وورد عنه أن قبيصة بن ذؤيب كان معلم كتاب، وجاء تعليق الذهبي يعني في مبدأ أمره.

وقيل عن قبيصة: كان أعلم الناس بقضاء زيد بن ثابت، وكان من علماء هذه الأمة. ما رأيت أحدًا أعلم من قبيصة.

وقيل أيضًا: كان عبد الملك بن مروان رابع أربعة في الفقه والنسك هو وسعيد بن المسيب، وقبيصة بن ذؤيب، وعروة بن الزبير.

توفي سنة ست وثمانين، وقيل: سنة سبع، وقيل: سنة ثمان وثمانين

(5)

(1)

طبقات خليفة/ 309.

(2)

طبقات ابن سعد 5/ 176.

(3)

ورد يكنى أبا إسحاق وفي مصدر آخر أبا سعيد.

(4)

باب البريد: اسم لأحد أبواب. جامع دمشق من جهة الغرب وبه سميت محلة باب البريد وهي من أنزه المواضع (قديمًا) ودار قبيصة هي في موضع دار الحُكم.

(5)

سير أعلام النبلاء 4/ 282، مختصر تاريخ دمشق 21/ 63.

ص: 920

‌قبيصة والخليفة

(1)

:

تقدم الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان إلى حجابه فقال:

"لا يحجب عني قبيصة أي ساعة جاء من ليل أو نهار إذا كنت خاليًا أو عندي رجل واحد، وإن كنت عند النساء أدخل المجلس وأعلمت بمكانه فدخل، وكان الخاتم إليه، وكانت السكة إليه، تأتيه الأخبار قبل عبد الملك، ويقرأ الكتب قبله ويأتي بالكتاب إلى عبد الملك منشورًا فيقرؤه، إعظامًا لقبيصة فدخل عليه فسلم عليه وقال: آجرك اللَّه يا أمير المؤمنين في أخيك عبد العزيز! قال وهل توفي؟ قال: نعم، فاسترجع عبد الملك، ثم أقبل على روح فقال: كفانا اللَّه أبا زرعة ما كنا نريد وما أجمعنا عليه، وكان ذلك مخالفًا لك يا أبا إسحاق، فقال قبيصة: ما هو؟ فأخبره بما كان (يريد خلع عبد العزيز).

فقال قبيصة: يا أمير المؤمنين، إن الرأي كله في الأناة والعجلة فيها ما فيها. وكان عزم عبد الملك بن مروان، على خلع أخيه عبد العزيز، فنهاه قبيصة بن ذؤيب وقال لا تفعل هذا فإنك باعث على نفسك صوت نعار، ولعل الموت يأتيه فتستريح منه! فكف عبد الملك عن ذلك"

(2)

.

‌في مجلس الخليفة:

قال قبيصة بن ذؤيب الخُزاعي: كنت عند عبد الملك بن مروان أنا وحسان ابن مالك بن بحدل الكلبي وولده وإخوته وأبو الزعيزعة مولاه فجاء الآذن فاستأذن لعمرو بن سعيد، فأذن له وجعل يقول:

إحْذَرْ عَدُوَّكَ أَنْ يكونَ صُدَيِّقًا

وإِذَا هَمَمْتَ بِقَتْلِهِ فَتَمَكَّنِ

أَدْنَيْتُه مِنِّي ليَسْكُنَ رَوْعُهُ

فَأصولَ صَوْلَةَ حَازمٍ مُسْتَمكَنِ

غَضَبًا ومَحْميَةً لِديني إنَّهُ

ليس المُسيءُ سَبيلُهُ كالمُحْسنِ

ثم التفت إلي وإلى حسان فقال: إن شئتما فقدما فلما نهضنا وقد أقبل عمرو وقال عبد الملك وهو يتضاحك: يا حسان أنت أطول من قبيصة، ثم خرجنا

(1)

تاريخ الطبري ج 6 - ص 412.

(2)

ورد في ج 4 - ص 525 الكامل في التاريخ لابن الأثير - ولد قبيصة بن ذؤيب الخزاعي أول سنة من الهجرة وحنكه النبي صلى الله عليه وسلم وكان فقيهًا وتوفي سنة سبع وثمانين هجرية.

ص: 921

فقال حسّان: هو واللَّه قاتله، إن عبد الملك رجل ليس في منطقه فضل وإنما مازحنا ليؤنسه ثم يثب به.

قال: وسلَّم عمرو ثم جلس مع عبد الملك على سريره فحادثه ساعة ثم أقبل أبو الزعيزعة فأخذ السيف عن عاتقه فقال: يا أمير المؤمنين أيؤخذ سيفي؟ فضحك عبد الملك ثم قال: أوتطمع لا أبا لغيرك أن تقعد معي بسيف بعد الذي كان منك؟

فأطرق عمرو ثم قال له عبد الملك: يا أبا أمية إني كنت أعطيت اللَّه عهدًا إن ملأت عيني منك مستمسكًا أن أجمع يديك إلى عنقك ثم أثقلك حديدًا فقال عبد العزيز بن مروان: ثم تصنع ماذا يا أمير المؤمنين؟ قال:

ثم أطلقه وما عسيت أن أصنع بأبي أميّة؟ قم يا أبا الزعيزعة فأت بجامعة وقيد، فأتي بهما وكانا قد أعدا له فصيرهما في عنقه ورجليه، فقال عمرو: نشدتك اللَّه يا أمير المؤمنين أن تخرجني فيهما على رؤوس الناس، فقال: أو مكرًا يا أبا أمية، لعمري ما أخرجك فيهما ولا أخرجهما منك إلا صُعُدًا، ثم جذبه أبو الزعيزعه جذبة سقط منها على وجهه فأصابت قائمة السرير ثنيته فانكسرت، فقال: يا عبد الملك نشدتك اللَّه أن يدعوك كسر عظيم مني إلى أن تركبني بأشد منه، فقال: يا أبا أمية علمت أن العرب والعجم يبقون هملا ويصلح أمر قريش فقط لفديتك بدم النواظر ولكنه واللَّه ما اجتمع فحلان في هجمة قط إلا قتل أحدهما صاحبه قم يا عبد العزيز فاضرب عنقه، وخرج عبد الملك لصلاة العصر فإذا يحيى بن سعيد قد وافى في ألف من مواليه من أهل حمص، فلما أحس به عبد الملك أمسك أنفه بيده كالرعيف وقدم ابن أم الحكم الثقفي وكان خلفه، فصلى ابن أم الحكم بالناس ودخل عبد الملك القصر فقال لعبد العزيز: ما صنعت؟ قال: يا أمير المؤمنين ناشدني اللَّه والرحم فكرهت قتله فقال: أخزى اللَّه أمك

(1)

البوالة على عقبيها فإنك لم تشبه غيرها، ادنه يا غلام، فأضجع له ثم ذبحه بيده بالسيف ذبحا وهو يقول:

يا عَمْرُو إلا تَدَعْ شَتْمي ومَنْقَصَتِي .. أَضْرِبْكَ حَيْثُ تَقولُ الهامَةُ اسْقُوني

(1)

كانت أمه ليلي بنت زبّان بن الأصبغ الكلبي.

ص: 922

قال: وانقضت الصلاة وخرج يحيى بن سعيد إلى الباب في مواليه وأصحابه فكثر ضجيجهم وجعلوا يقولون: أسمعنا صوتك يا أبا أمية فخرج إليهم الوليد بن عبد الملك في موالي عبد الملك وغيرهم فناوشوهم فأصابته ضربة على أليته، فأخذه ابن أرقم فادخله بيتًا وأجاف عليه الباب، ودخل عبد الرحمن بن أم الحكم من باب المسجد فقال لعبد الملك: أيها الرجل ما صنعت فقد جل الخطب؟

قال: قتلته، قال: أصاب اللَّه بك الخير والرشد، فأخذ ابن أم الحكم الرأس فرمي به إلى أصحاب الأشدق فانكسروا حين يئسوا منه وأمر عبد الملك ببيت المال ففتح ونادى الناس أن أحضروا أعطياتكم فأقبل الناس وتركوا ما كانوا فيه.

ووضع لعبد الملك سرير فخرج فجلس عليه وهو يقول: أين الوليد واللَّه لئن كانوا أصابوه لقد أدركوا ثأرهم فأخبر بمكانه وأنه لم يصب بأذى فأمسك، وأمر عبد الملك فنودي: من أتى بيحيى بن سعيد أو بأحد ولد سعيد فله ألف دينار فأخذوا جميعًا من ساعتهم فأمر بأشخاصهم إلى الكوفة فصار يحيى مع مصعب ابن الزبير

(1)

.

وجاء في أنساب الأشراف

(2)

بأن عبد الملك خرج في غزوة وخلف بعقبه عمرًا الأشدق فغلب على دمشق وأغلق أبوابها وأعطى أهلها عطايا كثيرة، فرجع عبد الملك حين أتاه الخبر: فأغلق عمرو أبواب المدينة وتحصن فقال له عبد الملك: إنك قد أفسدت أمر أهل بيتك وأطمعت فيهم عدوهم فيما صنعت قوة لابن الزبير، ارجع إلى بيعتك وطاعتك، فإني أجعل لك العهد وأنفذ كل ما أعطيت من الأموال فرضي وفتح الأبواب ودخل عبد الملك المدينة.

هذه قصة حقد عبد الملك على عمرو بن سعيد الأشدق، وكان حسابه له في منتهى الشدة والقسوة، لاتهامه إياه بخيانته والتمرد عليه.

لقد أوردت القصة لأن راويتها هو قبيصة الخزاعي الذي كان الخليفة يدنيه من مجلسه، ولأهميته عند الأمويين.

(1)

أنساب الأشراف 4/ 446، 447، 448، وجاء أن عمرو بن سعيد الأشدق هو ابن عم عبد الملك بن مروان، وكان يلقب بأبي أمية.

(2)

أنساب الأشراف 4.

ص: 923

‌الكاهن الخزاعي

(*)

كان أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ذا مال، فتكلف أن يفعل كما فعل عمهُ هاشم في إطعام قريش، فعجز عن ذلك، فشمت به ناس من قريش وعابوه لتقصيره، فغضب، ونافر هاشمًا على خمسين ناقة سوداء الحدق تنحر بمكة، على الجلاء عشر سنين، وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي، وهو جد عمرو

(1)

بن الحمق وكان منزله عسفان، وكان مع أمية أبو همهمة بن عبد العزى الفهري، وكانت ابنته عند أمية.

فقال الكاهن الخزاعي: "والقمر الباهر، والكوكب الزاهر، والغمام الماطر، وما بالجو من طائر، وما اهتدى بعلم مسافر، في منجد وغائر، لقد سبق هاشم أمية إلى المآثر، أول منها وآخر، وأبو همهمة بذلك خابر".

فأخذ هاشم الإبل فنحرها وأطعم لحمها من حضر، وخرج أمية إلى الشام

(2)

فأقام بها عشر سنين، فتلك أول عداوة وقعت بين هاشم وأمية، في الجاهلية، وكانت أسباب هذه الخلافات هي المنافسة على الكرم والجود والزعامة والإشراف على الكعبة والحجيج الذي يرد إليها من كل صوب وحدب.

وقال الأرقم بن نضيلة يذكر هذه المنافرة ويذكر تنافر عبد المطلب وحرب بن أمية:

لما تَنَافرَ ذو الفضائل هاشم

وأميةُ الخيرات نفر هاشمُ

وقال أيضًا:

وقبلك ما أردى أميةَ هاشمٌ

فأورده عمرو إلى شر مورد

(3)

‌كرز (**) بن علقمة الخزاعي

هو كرز بن علقمة بن هلال بن جُريبة بن عبد نُهم بن حُليل بن حُبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة، وهو لُحي، الخزاعي الكعبي، وعمرو بن لُحي هو أبو خزاعة يرجعون كلهم إليه.

(*) أنساب الأشراف 1/ 60.

(1)

وجاء نسب عمرو وجده كما يلي: عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد. . . من خزاعة (نسب معد 2/ 415).

(2)

قلت: ومن حُسن الطالع وعجيب الأقدار أن يكون مُلك ذرية أُمية للخلافة الإسلامية فيما بعد من مناصرة أهل الشام لمعاوية من أحفاد أمية الذي حوّل عاصمة الخلافة إلى دمشق كما هو معروف.

(3)

أنساب الأشراف 1/ 61.

(**) أسد الغابة 4/ 469، طبقات ابن سعد 5/ 458.

ص: 924

أسلم كرز يوم الفتح، وعُمِّر عُمرًا طويلًا، وهو الذي نصب أعلام الحرم أيام مُعاوية في إمارة مروان بن الحكم على المدينة.

. . . عن عروة بن الزُّبير قال: حدثنا كُرز بن علقمة الخزاعي قال:

"أتى أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، هل للإسلام من منتهى؟ قال: نعم فمن أراد اللَّه به خيرًا من عرب أو عجم أدخله عليه، ثم تقع فتن كالظلل، يضرب بعضكم رقاب بعض، فأفضل الناس يومئذ معتزل في شعب من الشعاب، يتقي به ويدع الناس من شره"

(1)

.

وهذا كرز هو الذي قفا أثر النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الغار، فلما رأى عليه نسج العنكبوت قال: ها هنا انقطع الأثر، وهو الذي قال حين نظر إلى قدم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "هذا القدم من تلك القدم التي في المقام، يعني قدم إبراهيم صلى الله عليه وسلم

(2)

.

‌أم كرز (*) الخزاعية

هي أم كُرز الكعبية الخزاعية أتت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، يوم الحديبية وهو يقسم لحوم بُدنه فأسلمت وروت عنه صلى الله عليه وسلم قالت: سألت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، عن العقيقة فقال: عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة.

روى عنها ابن عباس وغيره.

‌مالك بن خداش (**) الخزاعي

لقد وردت عن مالك حكاية فيها غاية الطرافة والمصادفة إذا كانت القصة حقيقية وهي تقع في باب التنجيم:

خرج عمر

(3)

بن عبيد اللَّه بن معمر، ومالك بن خداش الخزاعي غازيين، فمرا بامراة وعليها جماعة، وهي تخط لهم، فنظر إليها وضحك مستهزئًا بها (أي مالك الخزاعي).

(1)

أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن أبي المغيرة عن الأوزاعي بإسناده: المسند 3/ 477.

(2)

طبقات ابن سعد 5/ 459، أسد الغابة 4/ 469.

(*) الطبقات الكبرى 8/ 294، أسد الغابة 7/ 382.

(**) الموفقيات/ ص 366.

(3)

هو عمر بن عبيد اللَّه بن معمر بن عثمان التيمي القرشي، من القادة الشجعان الأجواد، وكان من رجال ابن الزبير، وقد ولاه البصرة وولاه مصعب بلاد فارس سنة (68 هـ).

ص: 925

فقالت: أيها الضاحك، أما واللَّه لا تخرج من سجستان حتى تموت فيتزوج هذا الرجل امرأتك وأشارت إلى عمر، فمات بسجستان، وتزوج امرأته، وهي رملة بنت عبد اللَّه بن خلف الخزاعي.

‌مالك (*) بن علي الخزاعي

كان مالك قائدًا من أشراف عصره، فقد ولاه الخليفة هارون الرشيد واليًا على البصرة، ثم ولاه على طريق خراسان، واستمر إلى أن نشبت معركة بينه وبين الشراة، فردهم، ولكنه أصيب في رأسه مات على أثرها.

ومدح الشعراء مالك بن علي فهذا أبو الشمقمق يمدحه ويذم سعيد بن مسلم الباهلي فيقول:

قالَ لي النَّاسُ: زُرْ سَعيدَ بن سَلْم

قُلْتُ للنَّاس: لا أَزُورُ سَعيدَا

وَأَميري فَتَى خُزَاعَةَ بالبَصْـ

ــــرَةِ قَدْ عَمَّها سَمَاحًا وَجُودَا

وَلَنِعْمَ الفَتى سَعِيدٌ وَلَكنْ

مَالِكٌ أكْرَمُ البَريَّةِ عُودَا

وقال سعيد: لوددت أنه لم يكن ذكرني مع مالك وأنه أخذ مني أمنيته وقال أبو الشمقمق أيضًا:

قد مَرَرْنَا بِمَالِكٍ فَوَجَدْنَا

هُ جوادًا إلى المَكَارِمِ يَنْمي

ما يُبَالي أَتَاه ضَيْفٌ مُخِفٌ

أم أتَاهُ ياجُوجُ مِنْ خَلْفِ رَدْمِ

(1)

قال أبو بكر النطاح:

فَتَى شَقيتْ أمْوَالَهُ بسمَاحِهِ

كمَا شَقيتْ قَيسُ بأرْمَاحِ تَغْلبِ

فلو أنَّني أَصْبَحْتُ في جُودِ مالكٍ

وعِزَّتِه ما نَالَ ذلك مَطْلَبِي

(2)

(*) الكامل في التاريخ 6/ 215، تاريخ الطبري 8/ 346

(1)

الكامل للمبرد 2/ 893.

(2)

وورد في حاشية الكامل 2/ 888: بهامش الأصل ما نصه: "الصحيح أنه في مالك بن طوق التغلبي" والأبيات في زهر الآداب 2/ 1017 في مالك بن طوق.

ص: 926

‌محمد بن أحمد (*) الخزاعي

هو محمد بن أحمد بن عثمان بن أحمد

(1)

الخُزاعيُّ (أبو الفتح) المطيري وعرف بالباهر

(2)

الخطيب أبو الفتح.

كان خطيب قصر عُروة

(3)

، وله نظم جيد.

سمع بسامراء من علي بن أحمد بن يوسف البزاز، والحسن بن محمد بن يحيى الفحام، وببغداد عبد الملك بن بشران، وبالكوفة من أبي الحسن محمد بن جعفر النحوي التميمي.

روى عنه: أبو العز بن كادش، وغيره. وفي روايته عن علي الرفاء مقال: توفي سنة تسع وسبعين وأربعمائة، وله أربع وتسعون سنة

(4)

.

وجاء عنه في المنتظم: روى الحديث ونظم الشعر، وكانت له يد في القرآت إلا أنهم حكوا عنه تسامحًا في الرواية

(5)

.

‌محمد بن الأشعث (**) الخزاعي

محمد بن الأشعث بن عقبة الخُزاعي كان من كبار القادة الذين اعتمد عليها الحكم العباسي في أوائل حكم العباسيين، وله تاريخ مشرف وخاصة في ندبه للمهام الصعبة لقتال الخارجين عن الحكم في أفريقيا وفي بلاد فارس، ومشاركته في معارك كثيرة. (في سنة 130 هـ وجه أبو مسلم محمد بن الأشعث إلى الطَّبسين وفارس، وفي سنة 13 هـ عين واليًا على فارس)

(6)

.

(*) سير أعلام النبلاء 18/ 492، والمنتظم 16/ 264.

(1)

في (المنتظم) محمد بن أحمد بن القزاز المطيري، والمطيري نسبة إلى مطيرة وهي قرية من نواحي سر من رأى.

(2)

انظر المنتظم 9/ 33.

(3)

هي قرية من نواحي بغداد من ناحية بين النهرين، وقصر عروة أيضًا بالعقق منسوب إلى عروة بن الزبير انظر معجم البلدان 4/ 360.

(4)

في المنتظم: توفي المطيري عن مئة وثلاث عشرة سنة.

(5)

المنتظم 16/ 264.

(**) صبح الأعشى 5/ 119، 180 الكامل في التاريخ 5/ 317، 318 تاريخ الطبري 7/ 389، 460، 497.

(6)

تاريخ الطبري ج 7 - ص 389 - 460.

ص: 927

(وفي سنة 138 هـ خلع جهور بن مرار العجلي، وكان سبب ذلك فيما ذكر أن جَهْور لما هزم سنباذ حوى ما في عسكره وكان فيه خزائن أبي مسلم التي خلفها بالري فلم يوجهها إلى أبي جعفر، وخاف فخلع، فوجه إليه أبو جعفر محمد بن الأشعث الخزاعي في جيش عظيم، فلقيه محمد فاقتتلوا قتالًا شديدًا، ومع جهور نخب فرسان المعجم، زياد والاشتاخنج، فهزم جمهور وأصحابه وقتل من أصحابه خلق كثير وأسر زياد والاشتاخنج وهرب جهور فلحق بأذربيجان فأخذ بعد ذلك باسبا ذور فقتل)

(1)

:

(في سنة (141 هـ) عُزل موسى بن كعب عن مصر ووليها محمد بن الأشعث ثم عزل عنها ووليها نوفل بن الفرات)

(2)

.

(في سنة 142 هـ عزل عن مصر نوفل بن الفرات، ووليها محمد بن الأشعث ثم عزل عنها ووليها نوفل بن الفرات، ثم عزل عنها نوفل ووليها حميد ابن قحطبة)

(3)

.

(في سنة (143 هـ) سير العباسي المنصور؛ محمد بن الأشعث الخُزاعي أميرًا على إفريقية فسار من مصر سنة (143 هـ) فوصل إليها في خمسين ألفًا ووجه معه الأغلب بن سالم التميمي لقتال الخوارج، وبعد عدة معارك انتصر عليهم وقتل قادتهم، أبو هُريرة الزناتي، وأبو الخطاب وذلك سنة (144 هـ)، وكتب إلى المنصور بظفره ورتب الولاة في الأعمال كلها وبنى سور القيروان فيها وتم سنة (146 هـ) وضبط إفريقية وأمعن في طلب كل من خالفه من الأمور).

وعند عودة ابن الأشعث لقيته رسل المنصور بالبر والإكرام)

(4)

(1)

تاريخ الطبري ج 7 - ص 497.

(2)

تاريخ الطبري ج 7 - ص 511 - ورد في كتاب أمراء دمشق/ 95 أنه ولي دمشق سنة أربعين ومائة بعد صالح بن علي، وكان ممن حضر حصار دمشق في أول سلطان بني هاشم، وقال الشاعر في أمر توليته دمشق:

وقد تولى أمرها ابن الأشعث

فاصغ لما أقوله وحدّث

أمراء دمشق 133.

(3)

تاريخ الطبري ج 7 ص 514.

(4)

الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 5 ص 317 - 318 وذكر صاحب الوافي بالوفيات 2/ 228 فقال: الأمير محمد بن الأشعث بن يحيى الخزاعي أحد قواد بني العباس، ولي دمشق للمنصور ثم ولي مصر ودخل القيروان الحرب الأباضية، وكان شجاعًا مهيبًا.

ص: 928

(وفي سنة (149 هـ) كانت غزوة العباس

(1)

بن محمد، الصائفة أرض الروم ومعه الحسن بن قطحبة ومحمد بن الأشعث فهلك محمد بن الأشعث في الطريق)

(2)

.

‌محمد (*) بن جعفر الخزاعي

هو محمد بن جعفر بن عبد الكريم أبو الفضل، ركن الإسلام، الخزاعي الجرجاني: عالم بالقراءات، له فيها "المنتهى" و"تهذيب الأداء" و"الواضح" و"الإبانة في الوقف والابتداء - خ" ذكر في منجزات وأهداف 55.

كانت وفاته سنة 408 هـ تقريبًا - 1017 م

(3)

.

‌محمد (**) بن راشد الخزاعي

هو محمد بن راشد، أبو يحيى الخزاعي الشامي، من أهل دمشق ويعرف بالمكحولي، سمع مكحولا أبو عبد اللَّه الهذلي، وسليمان بن موسى الدمشقي.

روى عنه سفيان الثوري، ويحيى بن القطان، وآخرون انتقل من دمشق إلى البصرة فنزلها، ثم قدم بغداد وحدث بها.

وقيل عنه: ثقة وصدوق ولكنه شيعي، أو قدري، ولكنه مستقيم الحديث. وقيل عنه أيضًا: هو شامبي دمشقي خزاعي، وهو ممن هرب من مروان بن محمد ونزل العراق فأقام بها حتى هلك أيام المهدي، وكان من طلبه مروان بدم الوليد بن يزيد، وذلك أن أهل دمشق قتلوا الوليد. وقيل عنه أيضًا: إنه معتل الحديث، وكان يرى الخروج على الأئمة. وقيل عنه: مات بعد سنة ستين ومائة

(4)

.

وجاء رأي علماء عصره به متناقضا: وثقه الإِمام أحمد، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي، وقال الدَّارقُطني: يعتبر به، وقال

(1)

تاريخ الطبري ج 8 - ص 28.

(2)

"العباس ابن عم المنصور".

(*) غاية النهاية 2/ 109، الأعلام 6/ 71.

(3)

الأعلام 6/ 71.

(**) تاريخ بغداد 5/ 271، وسير أعلام النبلاء 7/ 343، وجاء بالوافي بالوفيات 3/ 68 توفي سنة 170 هـ.

(4)

تاريخ بغداد 5/ 271.

ص: 929

أحمد بن عدي: ليس بحديثه بأس إذا حدث عنه ثقة، فحديث مستقيم، وقال عبد الرَّزَّاق: ما رأيت رجلا أورع منه، وقال عنه أبو النضر: أما إنه صدوق، ولكنه شيعي قدري، وقال الفلاس: قدري، وقيل عنه: معتزلي رافضي، وقال أبو مُسهر: لم يكن ثقة، كان يصحف، وكان يرى السيف فلم أكتب عنه. وقال الجوزجاني: يشتمل على غير بدعة، وكان متحريًا للصدق

(1)

.

‌محمد (*) بن مزيد الخزاعي

هو محمد بن مَزْيَدْ بن محمود بن منصور بن راشد بن نَعْشرَة، أبو بكر الخزاعي المعروف بابن أبي الأزهر.

حدث عن: الزبير بن بكار، ومحمد بن يزيد المبرد المبرد وآخرين. وروى عن حماد بن إسحاق الموصلي، وروي عنه أبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني.

قيل عنه: كان غير ثقة يضع الأحاديث على الثقات. وله شعر كثير وكان ضعيفًا فيما يرويه، وكتب عنه أحاديث منكرة، وقيل عنه ليس بالمرضي، وكذاب. ووردت أحاديث عنه في تاريخ بغداد، أنكرها العلماء.

‌محمد (**) بن مقيم الخزاعي

هو محمد بن مقيم بن درويش بن محمد الحامدي الخزاعي: فقيه إمامي، من أهل أصفهان، أقام وتوفي بالنجف حوالي (1165 هـ/ 1752 م).

له كتب منها "حاوى نخب الأدلة والأقوال، فيما لا يجوز جهله من العقائد والأعمال - خ" شرح به "بداية الهداية" للشيخ الحر، شرحًا مزجيًا.

‌المطلب (***) بن عبد اللَّه الخزاعي

هو المطلب بن عبد اللَّه بن مالك بن الهيثم الخُزاعي؛ أمير مصر ولاه المأمون على مصر سنة ثمان وتسعين ومائة، وقدم إلى مصر من مكة في النصف من شهر

(1)

سير أعلام النبلاء 7/ 343.

(*) تاريخ بغداد 3/ 288.

(**) الذريعة 6/ 337.

(***) النجوم الزاهرة 2/ 157، الولاة والقضاة/ 152 وما بعدها/ تاريخ اليعقوبي 2/ 444 وورد أن =

ص: 930

ربيع الأول سنة ثمان وتسعين ومائة، وسكن المعسكر وأقر على شرطته هبيرة بن هاشم مدة قليلة، ثم عزله بمحمد بن عامة، ثم عزل محمدًا بعبد العزيز بن الوزير الجروي، ثم عزل عبد العزيز بإبراهيم بن عبد السلام الخزاعي، ثم عزله بهبيرة بن هاشم المذكور أولا، كل ذلك لما كان في أيامه من كثرة الاضطراب والفتن والحروب قائمة في كل ديار مصر، فإن أهل مصر كانوا يوم ذاك فرقتين: فرقة من حزب الأمين، وفرقة من حزب أخيه المأمون، فقاسى المطلب الشدائد، وعزل ودامت ولايته حوالي سبعة أشهر ونصف. وكان والي مصر قبل المطلب عباد بن محمد، الذي عزل وأودع السجن، وكذلك ولي بعد المطلب العباس بن موسى، وأودع المطلب السجن بإذن المأمون وذلك سنة ثمان وتسعين ومائة وفيها ولي المأمون الخلافة وقتل الأمين وعلقت رأسه وطيف بها

(1)

.

وثار أهل مصر وأخرجوا المطلب الخزاعي من حبسه وأقاموه على إمرة مصر لأربع عشرة ليلة خلت من المحرم سنة تسع وتسعين ومائة وطردوا عبد اللَّه بن العباس والحسن بن عبيد وأخرجوهما من مصر وقيل قتلوا عبد اللَّه بن العباس وولوا عليهم المطلب هذا فاستولى على مصر ورفق بالرعية وأجزل لهم أعطياتهم وأحسن إليهم، فانضم عليه ص خلائق من الجند ومن أهل مصر وغيرهم، فاستفحل أمره بهم وقويت شوكته، وأخرج من أصحاب العباس وابنه عبد اللَّه، ثم وقعت بينهما معارك، ويقال بأن العباس بن موسى مات بالسُّم.

ولما بلغ المأمون ذلك لم يجد بدًّا من أن يقره على إمرة مصر، ثم عزله سنة مائتين وولي مكانه السري بن الحكم. . ثم جرت معارك طاحنة بين السري والمطلب الخزاعي، وقتل بين الطرفين خلائق كثيرة، فهرب المطلب من مصر إلى مكة، ودخل السري مصر واستولى عليها، وكان حكم المطلب هذه المرة الثانية على مصر سنة واحدة وسبعة أشهر

(2)

.

= والده عبد بن مالك (أبو العباس) كان صاحب الشرطة في أيام المهدي فالهادي فالرشيد، وتولى أرمينية وأذربيجان. أما المطلب فقد ولاه الأمين الموصل سنة (196 هـ) فأخذ له البيعة بها ومن ثم استماله المأمون. وورد عنه أيضًا ترجمة في ديوان دعبل الخزاعي، الذي مدحه وهجاه، وفي الأغاني مدحه محمد بن وهيب 19/ 3.

(1)

النجوم الزاهرة 2/ 157، 161، 162، 163.

(2)

النجوم الزاهرة 2/ 162.

ص: 931

المطلب بن عبد اللَّه الخزاعي والشعراء:

لما قدم المطلب الخزاعي من الحج لقيه الشاعر محمد بن وهيب مستقبلا مع من تلقاه، ودخل إليه مهنئًا بالسلامة فأنشده قصيدة طويلة نذكر منها:

وما زلتُ أسترعي لكَ اللَّه غَائبًا

واظهرُ أشفاقًا عليكَ وأكتمُ

(1)

وأعلم أن الجودَ ما غبتَ غَائبٌ

وأنَّ الندى في حيثِ كنت مخيّمُ

سَيفخُر ما ضمَّ الحطيمُ وزمزمٌ

بمُطَلبٍ لو أنَّه يتكلمُ

أَعدتَ إلى كنافِ مكةَ بهجةً

خزاعَيَّةً كانت تُجلُّ وتعظمُ

ليالي سُمَّارُ الحجَونِ إلى الصَّفَا

خُزاعةَ إذ خَلَتْ لها البيتَ جُرهمُ

وحنُّ إليك الركن حتى كأنه

وقد جئتهُ خلٌّ عليكَ مُسَلِّمُ

(2)

وقال دعبل الخزاعي يهجوه:

اضرِبْ ندى طلحة الطَّلحاتِ مُبْتَدِئًا

بلُؤمِ (مُطَّلب) فينا، وكن حَكَمَا

تَخْرَجْ (خُزاعةُ) من لُؤمٍ ومِنْ كَرَمٍ

فلا تَعُدٌّ لَهَا لُؤمَا ولا كَرَمَا

(3)

وبينما كان المطَّلب الخزاعي في مجلسه وبحضرته الشاعر أبي سعد، أقبل دعبل، فالتفت المطلب إلى أبي سعد فقال له: حرّكْ دعبلا - وكان المطلب حقد على دعبل قوله:

تُنوّطُ مِضرُبك المُخْزِياتِ

وتَبْصُق في وجهك المَوْصِلُ

في يوم ما تزاحم الشعراء أمام مجلس أمير مصر المطلب الخزاعي وكان سخيًا، فنظر إلى رجل رث الحال في أطمار خلقان، وقد انتهى الشعراء إلقاء ما جادت به مواهبهم الشعرية، ومن كانت له حاجة قضاها له، فقال عبد المطلب: أيها الرجل، إن كانت لك حاجة فاذكرها وإلا فانصرف، فنهض الرجل وأنشأ يقول:

(1)

أسترعي اللَّه: أطلب منه أن يرعاك ويحفظك.

(2)

الأغاني 19/ 8.

(3)

ديوان دعبل الخزاعي/ 239/ ولقد ذكرنا الشعر من باب التعريف بالشخصية المترجم لها.

ص: 932

مَا زرتُ مُطَّلبًا إلا بمطَّلَبِ

وهمّة بَلغتْ بي غاية الرُّتبِ

رَحَلْتُ عنسى إلى البيت الحرام على

ما كان من تَعب فيها ومن دأبِ

حتى إذا ما انقضى نُسْكي عطفت لها

ثِنْيَ الزمام فأَمّت سيد العَربِ

إني اعتصمت بإستارين مُستلمًا

رَكُنينِ مُطَّلِبًا والبيتَ ذا الحُجِبِ

هذا رجائي وهذي مصرُ سانحة

وأنتَ أنتَ وقد نَاديتُ من كثبِ

والقصيدة أكثر من ذلك، ولكنني اخترت أهم الأبيات الشعرية فيهما فلما سمع المطلب أعجبه ما قد سمع فقال المطلب: لبيك لبيك من أنت؟ قال أنا أحمد ابن الحجاج مولى المنصور، قال: مرحبًا بك وأهلا، قد أمرت لك بمثل ما أمرت به لجميع الشعراء، فإذا شئت فاقبض ذلك

(1)

.

ولقد مدح المطلب الخزاعي الشاعر المعلى الطائي بقوله:

يا شَاهرَ السيف إلى فتنة

يَؤُوبُ مَسعَاهَا إلى فَوْتِ

أخطُبْ إلى مُطَّلبِ ضَربةً

إنْ كنتَ مُشتاقًا إلى الموتِ

تَرى فتًى يروى القنا من دَمٍ

يكسوك منها خلعة الفَوتِ

إذا انتضى أسيافه سخطة

عجّلن عن سَوْفٍ وعَنْ ليتِ

(2)

والشعراء الذي امتدحوا المطلب كثرة، وهذا شأن الشعراء، يمتدحون المعطاء الكريم.

‌معتب (*) بن الحمراء الخزاعي

هو مُعَتِّب بن عوف بن عامر بن الفضل بن عَفيف بن كليب بن حُبْشية بن سَلول بن كب بن عمرو بن الخزاعي السلولي، حليف بني مخزوم من قريش ويعرف بابن الحمراء، ويكنى أبا عوف.

(1)

طبقات الشعراء لابن معتز/ 302.

(2)

طبقات الشعراء لابن معتز/ 333.

(*) أسد الغابة 5/ 224، سيرة ابن هشام 1/ 327، 367، 683. الطبقات الكبرى 3/ 264.

ص: 933

وذكر في تسمية من هاجر إلى الحبشة من حلفاء بني مخزوم: معتب بن عوف من خزاعة وهو الذي يدعى (عَيْهَامَة)

(1)

.

وذكر فيمن شهد بدرًا، من بني مخزوم بن يقظة، ومعتب بن عوف حليف لهم من خزاعة

(2)

.

لما هاجر عوف من مكة إلى المدينة نزل على مبشر بن عبد المنذر وآخى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بينه وبين ثعلبة بن حاطب الأنصاري.

لا عقب له، وقيل إنه توفي سنة سبع وخمسين هجرية، وكان عمره كما ذكر ثمانية وسبعين عامًا.

وذكر الطبري بأن عمره عند وفاته كان ثماني وخمسين سنة، وهذا فيه نظر لأن من شهد بدرًا وهي في السنة الثانية من الهجرة لا يجوز لأنه سيكون حسب ذلك عمره ثلاث سنين، والرواية الأولى أصح

(3)

.

‌منصور (*) بن سلمة الخزاعي

هو منصور بن سلمة بن عبد العزيز بن صالح الخزاعي (أبو سلمة) سمع مالك بن أنس وغيره وروى عنه أحمد بن حنبل وغيره.

جاء عنه: بأنه ثقة وكان من أبصر الناس بأيامهم لا تسأله عن أحد إلا جاءك بمعرفته، وكان يتفقه.

وقيل أيضًا كان أبو سلمة الخزاعي أحد الثقات الحفاظ الرفعاء الذين كانوا يسألون عن الرجال، ويؤخذ بقوله فيهم.

وقال عنه ابن أبي خيثمة "كتبت اليوم عن كبش نطاح".

(1)

العيهامة: الطويل العنق.

(2)

أسد الغابة 5/ 224. وجاء الطبقات الكبرى 3/ 264 شهد معتب بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

(3)

أسد الغابة 5/ 224، والطبقات 3/ 264.

(*) تاريخ بغداد 13/ 70، وجاء في سير أعلام النبلاء 9/ 560 بأنه ولد بعد (140 هـ) وتوفي (210 هـ).

ص: 934

قال محمد بن سعد: منصور بن سلمة كان ثقة سمع من غير واحد وكان يتمنع من الحديث، ثم حدث أيامًا، ثم خرج إلى الثغر، فمات بالمصيصة

(1)

سنة عشر ومائتين في خلافة المأمون

(2)

.

قال عنه الذهبي: الحافظ النَّاقد الحُجة أبو سلمة الخُزاعي البغدادي، وثقه يحيى بن مُعين وغيره، وكان من أئمة هذا الشأن، بصيرًا بالرِّجال والعلل، حدَّث عن: عبد العزيز بن أبي سلمة، وحمَّاد بن سلمة، ومالك بن أنس، وطبقتهم.

وحدَّث عنه: أحمد بن حنبل، وعبَّاس الدُّوريُّ، وأحمد بن أبي خيثمة، وخلق كثير

(3)

.

‌نافع (*) بن عبد الحارث الخزاعي

هو نافع بن عبد الحارث بن حِبَالة بن عَمير بن غبشان - واسمه الحارث بن عمرو بن بُوَي بن مِلْكان بن أفصى الخُزاعي.

نسبوه كلهم إلى خزاعة، وساقوا نسبه إلى مِلْكان، وهو أخو خزاعة وأخو أسلم، ويقال لبعض ولده: خزاعي، لقلة بني مِلْكان، فنسبوا إلى خزاعة.

ولنافع صحبة ورواية، واستعمله الخليفة عمر بن الخطاب على مكة والطائف وفيهما سادة قريش وثقيف، وخرج إلى عمر وأستخلف على مكة مولاه عبد الرحمن بن أبزى، فقال عمر: استخلف على آل اللَّه مولاك! فعزله واستعمل خالد بن العاص بن هشام.

أسلم نافع يوم الفتح، وأقام بمكة ولم يهاجر، وكان من فضلاء الصحابة وكبارهم روى عنه أبو سلمة، وحميد، وأبو الطفيل.

(1)

المصيصة: هي مدينة على شاطيء جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب طرسوس (معجم البلدان 5/ 169).

(2)

تاريخ بغداد 13/ 70.

(3)

سير أعلام النبلاء 9/ 560.

(*) أسد الغابة 5/ 300 تاريخ الطبري 4/ 241.

ص: 935

وأخبر عن وكيع، عن سفيان، عن حبيب بن أبي أثاث، عن حميد بن عبد الرحمن، ومجاهد عن نافع بن عبد الحارث قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من سعادة المرء المسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء"

(1)

.

روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطًا من حوائط المدينة، فجلس على قُف

(2)

، فجاء أبو بكر يستأذن فقال: لأبي موسى الأشعري: "ائذن له" وبشره بالجنة، ثم جاء عمر يستأذن، فقال:"ائذن له" وبشره بالجنة، ثم جاء عثمان يستأذن، فقال "ائذن له" وبشره بالجنة، وسيلقى بلاء

(3)

. وأنكر الواقدي أن يكون لنافع بن عبد الحارث صحبة، وقال: حديثه هذا عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم (أخرجه الثلاثة).

‌نصر (*) الخزاعي

هو نَصر بن وهب الخزاعي، روى عنه أبو المليح الهُذلي عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث معاذ في الإيمان قوله:"ما حق اللَّه على الناس. . . " الحديث

(4)

.

وجاء أيضًا: أن نصر بن وهب الخزاعي، رأى النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه أبو المليح الهُذلي أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ركب حمارًا مرسُونًا بغير سرْج مؤكف عليه قطيفة، وأردف معاذ بن جبل

(5)

. أخرجه الثلاثة.

‌نضرة (*) الخزاعي

هو نَضْرة بن أكثم الخزاعي، ويقال الأنصاري، حديثه عند يحيى بن أبي كثير، عن يزيد بن أبي نعيم، عن سعيد بن المسيب، عن نضرة بن أكثم، أنه

(1)

مسند الإمام أحمد 3/ 407، 408.

(2)

قثف البئر: هو الدكة التي تجعل حولها.

(3)

مسند الإمام أحمد 3/ 408، أسد الغابة 5/ 300.

(*) أسد الغابة 5/ 316، الاستيعاب 4/ 85.

(4)

الاستيعاب 4/ 85.

(5)

أسد الغابة 5/ 316. والمرسون: الذي جعل عليه الرسن. وهو الحبل الذي يقاد به البعير وغيره، والإكاف: البرذعة وأكف الحمار تأكفًا: شد عليه الإكاف.

(*) أسد الغابة 5/ 319 والاستيعاب 4/ 86.

ص: 936

تزوج امرأة، فلما جامعها وجدها حُبلى، فرفع شأنها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى أن لها صداقها، وأن ما في بطنها عبدٌ له، وجلدت مائة، وفرق بينهما.

وروى ابن جريج، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن المسيب، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له نضرة، قال: تزوجت امرأة بكرًا في سترها، فدخلت عليها فإذا هي حبلى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لها الصداق بما استحللت من فرجها، والولد عبدٌ لك، فإذا ولدت فاجلدها"

(1)

.

قال الحسن: فاجلدها، وقال ابن أبي السري: فاجلدوها، أو قال: فحدُّوها.

هذه مشكلة: يعني أن المرأة حملت سفاحًا قبل زواجها فهي (زانية) لابد من إقامة الحد عليها بعد ولادتها، على أن يدفع لها زوجها الأخير الصداق بما استحل من فرجها عند طلاقها.

أما المولود القادم: مجهول الأب، وألزم زوج أمه بتربيته مقابل أن يصبح الطفل ملكه أو عبدًا له وبذلك حُلت المشكلة حلا شرعيًا.

‌نعيم (*) بن حماد بن معاوية الخزاعي

هو نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك الخزاعي ويقال له (أبو عبد اللَّه) ولقب بالأعور الفارض المروزي.

سمع من إبراهيم بن طهمان حديثًا واحدًا، وروى عنه يحيى بن معين، وجماعة آخرهم حمزة بن محمد بن عيسى الكاتب.

وكان نعيم قد سكن مصر ولم يزل مقيمًا بها حتى أشخص للمحنة في القرآن إلى سر من رأي في أيام المعتصم، فسئل عن القرآن فأبى أن يجيبهم إلى القول بخلقه، فسجن ولم يزل في السجن إلى أن مات، وفي السجن سمع منه حمزة بن محمد الكاتب.

ويقال: إن أول من جمع المسند وصنفه نعيم بن حماد. وكان نعيم كاتبًا لأبي عصمة، وكان أبو عصمة شديد الرد على الجهمية وأهل الأهواء ومنه تعلم

(1)

الاستيعاب 4/ 86 انظر الحاشية، كما وردت الرواية ذاتها في أسد الغابة 5/ 319.

(*) تاريخ بغداد 13/ 306، وسير أعلام النبلاء 10/ 595، 600.

ص: 937

وكان نعيم يلقب بالفارض، لأنه أعلم الناس بالفرائض. ويقول نعيم عن نفسه: أنا كنت جهميًّا فلذلك عرفت كلامهم، فلما طلبت الحديث عرفت أن أمرهم يرجع إلى التعطيل.

ووردت أحاديث نقلت عنه، وقالوا عنه: بأنه غير ثقة وضعيف، وآخرون شهدوا به بأنه ثقة.

وعن أبي بكر الطوسي قال: "أخذ نعيم بن حماد في أيام المحنة سنة ثلاث وعشرين -أو أربع وعشرين- وألقوه في السجن، ومات في سنة سبع وعشرين ومائتين وأوصى أن يدفن في قيوده

(1)

.

وجاء عنه أيضًا: "نعيم بن حماد كان من أهل مرو وطلب الحديث طلبًا كثيرًا بالعراق والحجاز، ثم نزل مصر فلم يزل بها حتى أشخص منها في خلافة أبي إسحاق بن هارون، فسئل عن القرآن، فأبى أن يجيب فيه بشيء مما أرادوه عليه، فحبس بسامراء فلم يزل محبوسًا بها حتى مات في السجن سنة ثمان وعشرين ومائتين، وكذلك قيل في السجن ببغداد غداة يوم الأحد لثلاث عشرة حلت من جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين ومائتين، وكان مقيدًا محبوسًا لامتناعه من القول بخلق القرآن، فجر بأقياده فألقي في حفرة، ولم يكفن ولم يصل عليه

(2)

.

قال عنه الذهبي: الإمام العلامة الحافظ أبو عبد اللَّه الخزاعي، صاحب التصانيف.

قال عنه أحمد بن حنبل: لقد كان من الثقات، وقال عنه يحيى بن معين: يروي عن غير الثقات.

وقال أبو زرعة الدمشقي: يصل أحاديث يوقفها الناس.

وقال العباس بن مُصعب: وضع نعيم بن حماد كتبًا في الرد على أبي حنيفة، وناقض محمد بن الحسن ووضع ثلاثة عشر كتابًا في الرد على الجهمية وكان من أعلم الناس بالفرائض.

(1)

تاريخ بغداد 13/ 306، 313.

(2)

تاريخ بغداد 13/ 314.

ص: 938

قال ابن المبارك: نعيم هذا وقد جاء بأمر كبير يريد أن يُبطل نكاحًا قد عقد ويبطل بيوعًا قد تقدمت، وقوم توالدوا على هذا، ثم خرج إلى مصر، فأقام بها نحو نيف وأربعين سنة، وكتبوا عنه بها وحمل إلى العراق في امتحان (القرآن مخلوق) مع البويطي مقيدين فمات نعيم بالعسكر سنة (229 هـ) قلت: نعيم من كبار أوعية العلم لكنه لا تركن النفس إلى رواياته

(1)

.

لقد وردت عنه من علماء عصره شهادات مختلفة بين مشكك به ومصدق في رواياته لأحاديث منها صحيحة، ومنها غير صحيحة ولم يروها غيره.

‌نعيم (*) بن حماد بن محمد الخزاعي

هو نعيم بن حماد بن محمد بن عيسى بن الحسن بن نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك الخزاعي (أبو القاسم) من أهل الدينور قدم بغداد وحدث بها عن عيسى بن علي بن زيد الدينوري، وأحمد بن محمد بن خالد القاضي. كتبوا عنه في مسجد أبي عمر مهدي في سنة تسع وأربعمائة، قال نعيم بن حماد الخزاعي، حدثنا أبو القاسم عيسى بن علي بن زيد حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو سلمة المنقري حدثنا صدقة ابن موسى أبو المغيرة عن ثابت البنائي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أفضل الصدقة، صدقة رمضان"

(2)

.

‌نمير (**) بن أبي نمير الخزاعي

هو نُمير بن أبي نُمير، وأسم أبي نُمير، مالك الخزاعي، وقيل الأزدي، أبو مالك، سكن البصرة وله صحبة، روى عنه ابنه مالك: أخبرنا أبو منصور بن مكارم بإسناده عن المُعافي بن عمران، عن عصام بن قُدامة، عن مالك بن نُمير الخزاعي عن أبيه قال: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قاعدًا في الصلاة واضعًا يده اليمنى على فخذه اليمنى

(3)

.

(1)

سير أعلام النبلاء 10/ 597، 598، 599، 600.

(*) تاريخ بغداد 13/ 314.

(2)

تاريخ بغداد 13/ 314، 315.

(**) الاستيعاب 4/ 73 وأسد الغابة 5/ 361.

(3)

أسد الغابة 5/ 361 - أخرجه النسائي في كتاب السهو، باب (الإشارة بالإصبع في التشهد): 3/ 38 من طريق، المعافى بإسناده نحو. وذكر في الاستيعاب (في الجلوس بالصلاة) 4/ 73.

ص: 939

‌هاشم (*) بن محمد الخزاعي

هو أبو دلف هاشم بن محمد الخزاعي، كان في العراق بمدينة البصرة سنة خمس وثلاثمائة هجرية، وكانت بالبصرة فتنة عظيمة، وسببها أنه كان الحسن بن الخليل بن رمال متقلدًا أعمال الحرب بالبصرة، وأقام بها سنين، وجرت بينه وبين العامة من مضر وربيعة فتن كثيرة، وسكنت، ثم ثارت بينهم فتنة اتصلت، فلم يمكنه الخروج من منزله برحبة بني نمير، واجتمع الجند كلهم معه، وكان لا يوجد أحد منهم في طريق إلا قتل، حتى حوصرت وغورت القناة التي يجري فيها الماء إلى بني نُمير، فاضطر إلى الركوب إلى المسجد، فقتل من العامة خلقًا كثيرًا.

فلما عجز عن إصلاحهم خرج هو ومعه الأعيان من أهل البصرة إلى واسط، فعزل عنها واستعمل أبو دلف هاشم بن محمد الخزاعي عليها فبقي نحو سنة وصُرف عنها

(1)

.

ويظهر أن هاشمًا الخزاعي كان يقرض الشعر إذ يقول في دير القائم الأقصى، على شاطئ الفُرات، بطريق الرَّقَّة:

بدَيْر القَائمِ الأقْصَى

غَزَالٌ شَادِنٌ أحْوَى

(2)

بَرَى حُبِّي له جسْمي

ولا يَدْري بمَا ألْقَى

(3)

وأُخْفي حُبَّه جُهْدِي

ولا واللَّهِ لا يخْفَى

‌همينة (**) بنت خلف الخزاعية

هي هُمينة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة بن سُبيع بن جُعثمة بن سعد بن مُليح بن عمرو بن ربيعة من خزاعة.

(*) الكامل في التاريخ 8/ 108، نفخة الريحانة 2/ 98.

(1)

الكامل في التاريخ 8/ 108.

(2)

نسبت الأبيات في الريحانة إلى هاشم بن محمد الخزاعي وكذلك نسبها ابن شاشو في تراجم بعض أعيان دمشق، ونسبها ياقوت إلى عبد اللَّه بن مالك المغني، ثم قال: وقال الخالدي: هو لإسحاق الموصلي.

(3)

في تراجم بعض أعيان دمشق "برى جسمي له حبي" نفحة الريحانة 2/ 98.

(**) أسد الغابة 7/ 287، طبقات ابن سعد 8/ 286. الاستيعاب 4/ 253.

ص: 940

أسلمت بمكة قديمًا وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع زوجها خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، فولدت له هناك سعيدًا وأمة. فتزوج الزبير بن العوام أمة، فولدت له خالدًا وعمرًا

(1)

.

وهُمينة هي أخت عبد اللَّه بن خلف، والد طلحة الطلحات، وفي رواية ثانية في أسد الغابة، بأن هُمينة هي عمة طلحة الطلحات، وطلحة هو ابن عبد اللَّه ابن خلف. . وقيل فيها أيضًا: أميمة، وأمينة

(2)

.

‌هنيدة (*) بن خالد الخزاعي

هو هُنيدة بن خالد الخزاعي، وقيل النخعي، مختلف في صحبته، كانت أمه تحت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، نزل الكوفة.

روى عنه أبو إسحاق السَّبيعي أنه قال: نشأت سحابة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"رعدت هذه بنصر بني كعب".

وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من يأخذ هذا السيف بحقه" فأخذه رجل من القوم فقاتل حتى قتل، وقال:

أنا الذي عاهدني خليلي

(3)

‌وجز (*) بن غالب الخزاعي

هو وَجْزٌ بن غالب بن عامر بن الحارث، وهو غُبشان، وغبشان هو أبو كبشة ابن عبد عمرو بن ملكان بن أفصى من خُزاعة

(4)

.

وهو أول من عبد الشِّعْري، كان وَجْز يقول:"إن الشِّعرى تقطع السماء عرضًا، فلا أرى في السماء شيئًا، شمسًا ولا قمرًا ولا نجمًا يقطع عرضًا" والعرب تُسمى الشِّعرى "العبور" لأنها تعبر السماء عرضًا.

(1)

طبقات ابن سعد 8/ 286.

(2)

أسد الغابة 7/ 287، 288، وذكر أيضًا همينة بنت خالد.

(*) الاستيعاب 4/ 110، وأسد الغابة 5/ 420.

(3)

أسد الغابة 5/ 420 وانظر ترجمة "أبي دجانة سماك بن خرشة".

(**) نسب معد 2/ 461، والاشتقاق/ 480، ونسب قريش/ 265.

(4)

نسب قريش/ 265.

ص: 941

وكان لوجز ابنة يقال لها قيلة، وقيلة هذه تمت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بصلة قربى الرحم، ولقب وجز بأبي قيلة وكذلك بأبي كبشة، وكان سيدًا في خُزاعة

(1)

.

وجاء عنه في الاشتقاق: ومن خزاعة: أبو قيلة، وهو وجز بن غالب وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم والقيل: ما كان دون الملك نفسه، كأنه بعد الملك، ووجز من قولهم: كلام وجز وكلام وجيز: أي سريع، وأوجز الرجل في كلامه إذا اختصره وأسرع فيه

(2)

.

وجاء أيضًا في نسب معد: وأبو قيلة وجز بن غالب بن غبشان وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم

(3)

.

ويذكر وجز الخزاعي أنه كان يراقب كوكب الشعري في السماء وشاهده وهو يقطع السماء عرضًا ولا يوجد غيره من الكواكب يسير بهذا الاتجاه، ويظهر من ذلك أن وجزًا كان يحسن علم الفلك حتى قام بهذه المراقبة الدقيقة، ولكن ملاحظاته هذه لم تدون، واتهم بعبادة الكوكب المذكور لأن عبادة الكواكب والأصنام منتشرة في الجاهلية في جزيرة العرب وما جاورها من بلاد العجم والتي كانت سباقة في هذا المضمار إلى أنواع مختلفة من الآلهة، من نار وشمس وقمر وأحجار. . . إلخ.

‌يحيى (*) بن غيلان الخزاعي

هو يحيى بن غيلان بن عبد اللَّه بن أسماء بن حارثة، الأسلمي من خزاعة سمع مالك بن أنس، وأبا عوانة ويزيد بن زريع. إلخ.

روى عنه أحمد بن حنبل وغيره كثيرون. . .

قيل عن يحيى: كان ثقة نزل بغداد، ثم خرج إلى البصرة في حاجة له فمات هناك سنة عشر ومائتين.

(1)

نسب قريش/ 261، 262، 265.

(2)

الاشتقاق/ 480.

(3)

نسب معد 2/ 461 وجاء في الحاشية لا ذكر لأبي قيلة في الاستيعاب ولا في الإصابة كذلك لا أثر له في طبقات خليفة ولا يذكره سوى ابن دريد في الاشتقاق ص 480. بينما وجدت له الترجمة المذكورة في نسب قريش، وذكر في أسد الغابة 5/ 438.

(*) تاريخ بغداد 14/ 158.

ص: 942

‌المراجع

- قبائل إقليم عسير في الجاهلية والإسلام، عمرو بن غرامة العمروي.

- صفة جزيرة العرب، الهمداني.

- جمهرة أنساب العرب، ابن حزم.

- المنتخب في ذكر أنساب العرب، المغيري.

- جمهرة أنساب الأسر المتحضرة، الجاسر.

- فى بلاد عسير، فؤاد حمزة.

- معجم البلدان، ياقوت الحموي.

- الإكليل، الهمداني.

- تاريخ ابن لعبون في نجد، ابن لعبون.

- تاريخ الخلاف السليماني، العقيلي.

- بلوغ المرام، العرشي.

- المختلف من تاريخ اليمن، الجرافي.

- معجم البلدان والقبائل اليمنية، المقحفي.

- اليمن الخضراء، الحوالي.

- القبائل المعاصرة في جنوب وشرق عسير، الشرعبي.

- معجم قبائل المملكة العربية السعودية، حمد الجاسر.

- نسب معد واليمن الكبير، ابن الكلبي.

- بين مكة وحضرموت، البلادي.

- سبائك الذهب، السويدي.

- نسب حرب، البلادي.

- الطبقات الكبرى، ابن سعد.

ص: 943

- منهاج الطلب عن مشاهير قبائل العرب، عثمان القاضي.

- تاريخ عسير في الماضي والحاضر، هاشم النعمي.

- الموسوعة الذهبية، الشريفي.

- كنز الأنساب، الحقيل.

- الأنساب، السمعاني.

- تاريخ الأفلاج، عبد اللَّه الجذالين.

- معجم قبائل العرب القديمة والحديثة، رضا كحالة.

- أصول الخيل العربية، حمد الجاسر.

- أخبار القبائل في نجد، فايز البدراني.

- البرهان في أنساب قبائل قحطان المعاصرة، علي بن شداد آل ناصر.

- سراة غامد وزهران، الجاسر.

- في ربوع عسير، عمر رفيع.

- بلاد زهران في ماضيها وحاضرها، محمد مسفر الزهراني.

- المعجم الجغرافي للبلاد السعودية، علي بن صالح السلوك.

- غامد رزهران وانتشار الأزد في البلدان، إبراهيم بن أحمد الحسبل.

- عسير، علي أحمد العسيري.

- قلب جزيرة العرب، فؤاد حمزة.

- كنز الأنساب، حمد الحقيل.

- بنو هاجر خلان الأشدة، سعود الهاجري.

- الدرة في أخبار قبيلة آل مرة، محمد بن راشد العذبي.

- معجم قبائل الحجاز، البلادي.

- خزاعة في الجاهلية والإسلام، عبد القادر حرفوش.

ص: 944