الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هداية الرواة إلى تخريج أحاديث المصابيح والمشكاة
تصنيف
الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
المتوفى سنة (852) رحمه الله
وبحاشيته
النقد الصريح لما انتقد من أحاديث المصابيح للإمام العلائي
والأجوبة على أحاديث المصابيح للحافظ ابن حجر
تخريج العلامة المحدث
محمد ناصر الدين الألباني
رحمه الله
تحقيق
علي بن حسن بن عبد الحميد الحلبي
المجلد الثاني
دار ابن القيم
دار ابن عفان
بسم الله الرحمن الرحيم
جمَيع الحُقوق محفُوظة
الطبعة الأولى
1422 هـ - 2001 م
دار ابن القيم للنشر والتوزيع
هَاتف: 8274545 - فاكس: 8056554
الدمَّام - مدينة العمال - ص. ب: 20745
الرمز البريدي: 31951 بريد الخبر
دار ابن عفان للنشر والتوزيع
القاهرة - 11 ش درب الأتراك - الأزهر - خلف الجامع الأزهر
الجيزة - ت: 3255820 - ص. ب: 8 بين السرايات
هاتف محمُول:0101583626
جمهورية مصر العربية
E.mail: [email protected]
25 - باب الإِمامة
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1074 -
عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه أنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله - تعالى -فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه". [798]
• مُسْلِمٌ [290/ 673)]، وَالتِّرْمِذِيُّ [235] في الصَّلاةِ عَنِ أبي مَسْعُودٍ رضي الله عنه.
ويُرْوَى: "في أَهْلِهِ، ولا يَقْعدْ في بَيْتِهِ على تَكْرمتِهِ إلّا بإذْنِهِ".
• مُسْلِم [291/ 673] عَنْهُ فِيهَا.
1075 -
وقال: "إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم وأحقهم بالإمام أقرؤهم". [799]
• مُسْلِم [289/ 672]، وَالنسَائِيُّ [2/ 77] عَنْ أَبِي سعيد فيهَا.
1076 -
وقال: "إذا حضرت الصلاة؛ فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنا". [800]
• البُخَارِيُّ [(628) (630) (631) (685) (819)] في الصلاةِ عَنْ مَالِكِ بْنِ الحُوَيْرِث، وَسَيُعَادُ قَرِيبًا، وَلِلْبُخَارِيِّ [4302]، وَالنسَائِيِّ [2/ 9] عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَة، عَنْ أَبِيهِ نَحْوُه.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1077 -
قال: "ليؤذن لكم خياركم وليؤمكم قراؤكم". [801]
• أبو داوُدَ [590]، وَابْنُ مَاجَه
(1)
[726] في الصلاةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه.
1078 -
وقال أنس رضي الله عنه: إن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتوم يؤم الناس وهو أعمى. [802]
• أبو دَاوُدَ
(2)
[595] عَنْه فِيهَا.
1079 -
عن مالك بن الحويرث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من زار قوما فلا يؤمهم وليؤمهم رجل منهم". [803]
• الثلاثةُ [د 596 ت 356 س 2/ 80]
(3)
عَنْ مَالِكِ بْنِ الحُوَيْرِثِ فِيهَا.
1080 -
وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط وإمام قوم وهم له كارهون".
غريب [804]
• التِّرْمِذِيُّ [360] عَنْ أَبِي أمَامَةَ، وَقَالَ: حَسَن غَرِيبٌ
(4)
،
(1)
بإسناد ضعيف؛ فيه حسين بن عيسى الحنفي، ضعفه الجمهور، وقال البخاري في هذا الحديث: منكر.
(2)
وإسناده حسن، وله شاهدان، فهو صحيح؛ انظر "صحيح السنن"(609).
(3)
وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
قلت: وفيه نظر؛ فإن راويَهُ أبا عطية لا يعرف؛ كما قال جماعة، وانظر الحديث المتقدم (1117).
(4)
قلت: وأخرجه ابن أبي شيبة (7/ 47/ 2) وإسناده حسن.
1081 -
وقال: "ثلاثة لا تقبل منهم صلاة: من تقدم قوما وهم له كارهون ورجل أتى الصلاة دبارا والدبار: أن يأتيها بعد أن تفوته ورجل اعتبد محررة
(1)
". [805]
• أَبو دَاوُدَ [593]، وَابْنُ مَاجَه
(2)
[970] عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِيهَا.
1082 -
وقال:: "إن من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد لا يجدون إماما يصلي بهم". [806]
• أَبُو دَاوُدَ [581]، وَابْنُ مَاجَه
(3)
[982] عَنْ سَلامَةَ بِنتِ الحرِّ.
1083 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الجهاد واجب عليكم مع كل أمير برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر، والصلاة واجبة عليكم خلف كل مسلم برًّا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر، والصلاة واجبة على كل مسلم برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر". [807]
• أَبُو دَاوُدَ
(4)
[2533]، فِيهَا
(5)
مِنْ رِوَايَةِ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهُوَ مَنْقَطِعٌ.
(1)
اعتبده: استعبده واتخذه عبدًا. اهـ "قاموس".
(2)
وإسناده ضعيف؛ فيه عبد الرحمن بن زياد الأفريقي - وهو ضعيف -، عن عمران بن عبد المعافري - وهو مجهول -.
لكن الجملة الأولى منه صحيحة ثابتة، لها شواهد كثيرة؛ منها ما قبله، ومنها حديث ابن عباس الآتي (1128).
(3)
وأحمد في "المسند"(6/ 381)؛ وإسناده ضعيف؛ فيه مجهولان، كما بينته في "ضعيف سنن أبي داود"(91).
(4)
ورجاله ثقات؛ لكن العلاء بن الحارث كان اختلط، ومكحول لم يلق أبا هريرة، كما قال الدارقطني، وأورده الذهبي في ما أُنكر على عبد الله بن صالح - من رواية الطبراني عنه - ثم قال:"هذا مع نكارته منقطع".
= قلت: لا ذنب لعبد الله فيه؛ فقد تابعه ابن وهب عند أبي داود، فالعلة ما ذكرته.
وللجملة الأولى منه شاهد من حديث أنس بلفظ "
…
والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال، لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل
…
": رواه أبو داود بإسناد فيه مجهول.
(5)
كذا قال! والصواب أنه أخرجه في (الجهاد).
نعم؛ أخرجه في (الصلاة)(594)؛ لكن مختصرًا على جملة الصلاة؛ فتنبه!! (ع).
الفصل الثالث:
1084 -
عن عمرو بن سلمة قال: كنا بماء ممر الناس وكان يمر بنا الركبان نسألهم ما للناس؟ ما للناس؟ ما هذا الرجل فيقولون يزعم أن الله أرسله أوحى إليه أو أوحى الله كذا. فكنت أحفظ ذلك الكلام فكأنما يغرى
(1)
في صدري وكانت العرب تلوم
(2)
بإسلامهم الفتح فيقولون اتركوه وقومه فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق فلما كانت وقعة الفتح بادر كل قوم بإسلامهم وبدر أبي قومي بإسلامهم فلما قدم قال جئتكم والله من عند النبي حقا فقال: "صلوا صلاة كذا في حين كذا وصلاة كذا في حين كذا فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنا" فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني لما كنت أتلقى من الركبان فقدموني بين أيديهم وأنا ابن
(1)
يغرى؛ أي: يلصق به، يقال: غري هذا الحديث في صدري بالكسر - يغرى - بالفتح -: كأنه ألصق بالغراء.
وفي نسخة "المرقاة": يُغَرَّى - وهي التي اعتمدها الشارح -، وقيدها بالغين المعجمة، والراء؛ مضارع مجهول من باب (التفعيل).
وقيل: من باب (الإفعال): يلصق مثل الغراء؛ وهو الصمغ.
(2)
بحذف إحدى التاءين، بمعنى: تنتظر.
ست أو سبع سنين وكانت علي بردة كنت إذا سجدت تقلصت
(1)
عني فقالت امرأة من الحي ألا تغطون عنا است قارئكم؟ فاشتروا فقطعوا لي قميصا فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص. [1126]
• البخاري
(2)
(4302) عنه فيها
(3)
.
1085 -
وعن ابن عمر قال: لما قدم المهاجرون الأولون المدينة كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة وفيهم عمر وأبو سلمة بن عبد الأسد. [1127]
• البخاري في الهجرة
(4)
عن ابن عمر.
(1)
أي: اجتمعت وانضمت وارتفعت إلى أعالي البدن.
(2)
انظر "صحيح أبي داود"(599 - 601).
(3)
بل في (المغازي)! (ع)
(4)
لم نتبين هذا الموضع من "صحيح البخاري"! وجدناه في موضعين: أحدهما - مختصرًا - في (الصلاة)(692)، والآخر - مطولًا - في (الأحكام)(7175)؛ وإليهما - فحسب - عزاه المزي في "التحفة"(6/ 118، 122) من "البخاري"(ع).
1086 -
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ترفع لهم صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا: رجل أم قوما وهم له كارهون
(1)
وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط
(2)
وأخوان متصارمان
(3)
". [1128]
• ابن ماجه
(4)
(971) عنه.
26 - باب ما على الإِمام
مِنَ "الصِّحَاحِ
".
1087 -
قال أنس: ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ولا
(1)
لعدم قيامه بحق الإمامة، فلا يدخله فيه ما إذا كان السبب تعصبهم لمذهبهم!
(2)
لعدم قيامها بحق الزوجية.
(3)
أي؛ متقاطعان، لعدم قيامهما بحق الأخوة الإِسلامية.
(4)
ورجاله كلهم ثقات؛ غير أن عُبَيْدَة بن الأسود اتهمه ابن حبان بالتدليس، فقال:"يعتبر حديثه إذا بين السماع، وكان فوقه ودونه ثقات".
قلت: ولم يبين السماع في هذا الحديث فيما وقفت عليه من مصادره الأخرى - مثل "المعجم الكبير" للطبراني (3/ 154/ 2) و"الأحاديث المختارة" للضياء المقدسي (ق/ 259 - 260) -.
وقد ذكر هو والمنذري في "الترغيب"(1/ 171) أنه رواه ابن حبان - أيضًا - في "صحيحه"، فلعل عبيدة صرح بالسماع عندهُ!
وقد حسن الحديث -: النوويُّ والعراقيُّ، وصححه البوصيري، وعندي في ذلك وقفة لما ذكرت.
نعم؛ له شاهد من حديث أبي أمامة نحوه، وقد تقدم (1122).
ثم وقفت على إسناد ابن حبان في "الموارد"(377) فرأيته معنعنًا، فالعجب من ابن حبان كيف صححه، وراويه متهم عنده بالتدليس، وقد عنعنه؟!
قلت: فالحديث - بهذا الشاهد - حسن؛ إلا الجملة الأخيرة؛ فباقية على ضعفها؛ لعدم وجود ما يشهد لها.
أتم من النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف مخافة أن تفتن أمه. [808]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (708) م (469، 470)] عَنْ أَنَسٍ مِنْ حَدِيثَيْنِ في الصَّلاةِ.
1088 -
وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه". [809]
• البُخَارِيُّ
(1)
[709] عَنْهُ فِيهَا.
1089 -
وقال: "إذا صلى أحدكم الناس فليخفف فإن فيهم السقيم والضعيف والكبير. وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء". [810]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (703) م (183/ 467)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيهَا.
1090 -
عن قيس بن أبي حازم قال: أخبرني أبو مسعود رضي الله عنه أن رجلا قال: والله يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا منه يومئذ ثم قال: "إن منكم منفرين فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز: فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة". [811]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (702) م (182/ 466)] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ
(2)
رضي الله عنه فِيهَا س [في الكبرى 5891]، ق [984].
(1)
وكذا مسلم (2/ 44)، وقال "فأخفف" بدل:"فأتجوز".
(2)
في هامش الأصل - ها هنا - ما نصّه: "صوابه: عن أبي مسعود. كتبه عبد الله النجشي - غُفِرَ له - ". (ع)
1091 -
وقال: "يصلون لكم فإن أصابوا فلكم وإن أخطئوا فلكم وعليهم". [812]
• البُخَارِيُّ [694] عَنْهُ فِيهَا.
الفصل الثالث:
1092 -
عن عثمان بن أبي العاص قال: آخر ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أممت قوما فأخف بهم الصلاة". [1134]
• مسلم (468) عنه في الصّلاة.
وفي روايةٍ - له -: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "أُمَّ قومَك"، قال: قلت: يا رسولَ الله! إني أجد في نفسي شيئًا
(1)
؟ قال: "ادنُهْ
(2)
"، فأجَلسَني بين يديه، ثم وضع كفه في صدري بين ثَدييَّ، ثم قال: "تحوَّلْ"، فوضعها في ظهري بين كَتِفَيَّ، ثم قال: "أُم قَومَك؛ فمن أمُّ قومًا فليخفِّفْ؛ فإنُّ فيهم الكبيرَ، وإن فيهم المريضَ، وإنَّ فيهم الضعيفَ، وإنّ فيهم ذا الحاجة، فإذا صلّى أحدُكم لنفسه؛ فليصلِّ كيف شاء! ".
• مسلم - بطوله - عنه فيها.
1093 -
وعن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بـ (الصافات). [1135]
(1)
يعني الوسوسة، بدليل حديثه الآخر: قال: يا رسول الله! إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي؛ يَلْبِسُها علي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ذاك شيطان - يقال له: خِنْزَبٌ -؛ فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثًا"، قال: فقلت ذلك، فأذهبه الله عني: رواه مسلم، وأحمد.
(2)
الهاء: للسكت.
• أحمد [2/ 26] والنسائي
(1)
(2/ 95) في الصّلاة والحاكم
(2)
عنه.
27 - باب ما على المأموم من المتابعة وحكم المسبوق
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1094 -
قال البراء بن عازب رضي الله عنه: كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم فإذا قال: "سمع الله لمن حمده". لم يحن أحد منا ظهره حتى يضع النبي صلى الله عليه وسلم جبهته على الأرض. [813]
• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (811) م (197/ 474)] عَنْهُ في الصلاةِ (د [620]، ت [281]، س [2/ 96]).
1095 -
وقال أنس رضي الله عنه: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلما قضى صلاته أقبل علينا بوجهه فقال: "أيها الناس إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالانصراف: فإني أراكم أمامي ومن خلفي". [814]
• مُسلِمٌ [426] عَنْهُ فِيهَا.
1096 -
وعن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول: "لا تبادروا الإمام إذا كبر فكبروا وإذا قال: {ولا الضالين} . فقولوا: آمين وإذا
(1)
وإسناده صحيح، ورواهُ - أيضًا - الضياء في "المختارة".
(2)
لم تهتدِ إليه من "المستدرك"، ولا نظنه فيه؛ فقد عزاه المصنف رحمه الله في كتابة "إتحاف المهرة"(8/ 332 - 333) إلى (ابن خزيمة وابن حبان وأحمد)؛ ولم يعزه إلى الحاكم! (ع)
ركع فاركعوا وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد ". [815]
• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (769) م (87/ 415)] فِيهَا عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه؛ وَاللفْظُ لِمُسْلِمٍ.
1097 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه، فإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا! ولك الحمد وإذا سجد فاسجدوا "وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون".
قال الشيخ الإمام رحمه الله: وقوله "فصلوا جلوسا" منسوخ لما روي [816]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (689) م 411] عَنْ أَنَس فِيهَا.
• مُسْلِمٌ [689] عَنْهُ.
• تَبِعَ في ذَلِكَ مَا نَقَلَهُ البُخارِيُّ عَنِ الحُمَيْدِي
(1)
، وَقَدْ نُوزِعَ في ذَلِكَ.
(1)
هو: عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي المكي، من شيوخ البخاري، ثقة، حافظ، فقيه، مات سنة (219).
قال رحمه الله: "
…
هو في مرضه القديم، ثم صلى بعد ذلك صلى بعد النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا والناس خلفه قيام، لم يأمرهم بالقعود، وإنما يؤخذ بالآخرة فالآخر من فعل النبي صلى الله عليه وسلم".
أقول: هذا الجواب صحيح لو كان هناك فعلان، والواقع أنه أمر منه صلى الله عليه وسلم سابق، وفعل متأخر عنه، وحينئذ؛ فالفعل لا ينهض على نسخ الأمر، بل غاية ما يفيد: أن الأمر ليس للوجوب، بل للاستحباب، فيكون جلوس المؤتمين وراء الإِمام الجالس مستحبًا، وقيامهم وراءه جائزًا، وهذا هو الذي انتهى إليه الحافظ ابن حجر في بحثه حول هذا الحديث.
ومما يؤيد ذلك: استمرار عمل الصحابة بهذا الحديث بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وفيهم بعض رواته كجابر رضي الله عنه: فقد روى ابن أبي شيبة - بإسناد صحيح - عنه، كما قال الحافظ: أنه اشتكى، فحضرت الصلاة، فصلى بهم جالسًا، وصلوا معه جلوسًا.
وروي عن أبي هريرة أنه أفتى بذلك، وإسناده صحيح أيضًا.
1098 -
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال: "مروا أبا بكر أن يصلي بالناس" فصلى أبو بكر تلك الأيام ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم وجد في نفسه خفة فقام يهادى
(1)
بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض حتى دخل المسجد فلما سمع أبو بكر حسه ذهب يتأخر فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يتأخر فجاء حتى يجلس عن يسار أبي بكر رضي الله عنه فكان أبو بكر يصلي قائما وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قاعدا يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس مقتدون بصلاة أبي بكر. [817]
• متفق عليه [خ (687)، م (418)]. فيها عنها.
وفي رواية: يُسمِعُ أبو بكرٍ الناسَ التكبير.
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (712) م (96/ 418)] عَنْهَا فِيهَا.
1099 -
وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار". [818]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (691) م (114/ 427)] عَنْه
(2)
فِيهَا (د [623]، ت [582]).
مِنَ "الحِسَانِ
":
1100 -
عن علي ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله
(1)
أي: يمشي معتمدًا عليهما، من ضعفه وتمايله، وإحدى يديه على عاتق أحدهما، والأخرى على عاتق الآخر.
(2)
أي: عن أبي هريرة. (ع)
صلى الله عليه وسلم: "إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال؛ فليصنع كما يصنع الإمام".
غريب [819]
• التِّرْمِذِيُّ [591] في الصلاةِ عَنْ عَلِيٍّ وَمُعَاذٍ رضي الله عنهما، وَقَالَ: غَرِيبٌ
(1)
.
1101 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوه شيئا
(2)
ومن أدرك ركعة فقد أدرك الصلاة ". رواه أبو داود [820]
• أبو دَاوُدَ
(3)
[893]رضي الله عنه عنه
(4)
فِيهَا.
(1)
أي: ضعيف.
وعلته: الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس، وقد عنعنه.
لكن رواه أبو داود من طريق أخرى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: حدثنا أصحابنا - وفي رواية: غير أبي داود: أصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم: كان الرجل إذا جاء يسأل؛ فيخبر بما سبق من صلاته، وإنهم قاموا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين قائم، وراكع، وقاعد، ومصلّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فجاء معاذ، فأشاروا إليه، فقال معاذ: لا أراه على حال إلا كنت عليها، قال: فقال "إن معاذًا قد سن لكم سنة، كذلك فافعلوا"؛ فهذا بمعنى حديث علي ومعاذ، وإسناده صحيح، وصححه جماعة، كما ذكرته في "صحيح أبي داود"(523).
(2)
أي: لا تحسبوا ذلك السجود.
(3)
وإسناده ضعيف؛ فيه يحيى بن أبي سليمان - وهو لين الحديث، كما في "التقريب" -.
ومن طريقه: أخرجه الحاكم (1/ 216) وقال: "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي.
وفي "المرقاة": "قال ابن حجر: وروى ابن حبان - وصححه -؛ بلفظ "من أدرك ركعة من الصلاة قبل أن يقيم الإِمام صلبه؛ فقد أدركها
…
".
قلت: لم يورده الهيثمي في "الموارد" لننظر في سنده!.
ثم وجدت له ما يقوّيه؛ فانظر "الصحيحة"(1188).
(4)
أي: عن أبي هريرة. (ع)
1102 -
وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق". [821]
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[241] عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، فِيهَا.
1103 -
وقال: "من توضأ فأحسن وضوءه ثم راح فوجد الناس قد صلوا أعطاه الله - تعالى - مثل أجر من صلاها وحضرها لا ينقص ذلك م أجورهم شيئا". [822]
• أبو دَاوُدَ [564]، وَالنسائي
(2)
[2/ 111] عَنْهُ
(3)
فِيهَا.
1104 -
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: جاء رجل وقد صلى
(1)
ورجاله ثقات؛ وأعله الترمذي بالوقف.
وليس هذا بعلة، ولولا أن فيه حبيب بن أبي ثابت - راويه عن أنس، وهو مدلس، وقد عنعنه -؛ لحكمنا عليه بالصحة.
وقد تابعه حبيب بن أبي حبيب البجلي، عن أنس
…
نحوه موقوفًا عليه: رواه الترمذي، ورجاله ثقات؛ غير البجلي - هذا -، فقال الذهبي:"ما علمت به بأسًا".
قلت: لكنّه لم يتفرد به؛ فقد وردت له متابعات وشواهد؛ انظرها - مفصَّلة - في "الصحيحة"(1979)، و (2652).
(2)
وفيه محصن بن علي الفهري، وهو مجهول الحال، كما قال ابن القطان وغيره.
لكن له شاهد من حديث سعيد بن المسيب - عند أبي داود قبيل هذا الحديث -؛ وقد تكلمت عليهما في "صحيحه"(572 و 573).
(3)
أي: عن أبي هريرة. (ع)
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه؟ فقام رجل فيصلى معه". [823]
• أَبُو دَاوُدَ [574]، وَالتّرْمِذِيُّ
(1)
[220] عَنْهُ فِيهَا.
الفصل الثالث:
1105 -
عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة قال: دخلت على عائشة فقلت ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت بلى ثقل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أصلى الناس؟ " قلنا لا يا رسول الله وهم ينتظرونك فقال: "ضعوا لي ماء في المخضب
(2)
" قالت ففعلنا فاغتسل فذهب لينوء
(3)
فأغمي عليه ثم أفاق فقال: "أصلى الناس؟ " قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله قال: " ضعوا لي ماء في المخضب" قالت فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال: "أصلى الناس؟ " قلنا لا؛ هم ينتظرونك يا رسول الله! قال: "ضعوا لي ماء في المخضب"، فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال:"أصلى الناس؟ ". قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي صلى الله عليه
(1)
وقال (1/ 429): "حديث حسن".
قلت: وإسناده صحيح.
واعلم أنه قد شاع الاستدلال بهذا الحديث على مشروعية تعدد الجماعات في المساجد، ولا يدل على ذلك البتة، غاية ما فيه: جواز اقتداء من صلى الفرض من الجماعة الأولى بمن فاتته هذه الجماعة.
وتمام هذا البحث؛ راجعه في تعليق أحمد شاكر رحمه الله على "الترمذي".
(2)
المركن؛ وهي إجانة تغسل فيها الثياب.
(3)
أي: يقوم.
وسلم لصلاة العشاء الآخرة. فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس فأتاه الرسول فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تصلي بالناس فقال أبو بكر وكان رجلا رقيقا يا عمر صل بالناس فقال له عمر أنت أحق بذلك فصلى أبو بكر تلك الأيام ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم وجد من نفسه خفة وخرج بين رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر وأبو بكر يصلي بالناس فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يتأخر قال: "أجلساني إلى جنبه" فأجلساه إلى جنب أبي بكر والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد.
قال عبيدالله: فدخلت على عبدالله بن عباس فقلت له ألا أعرض عليك ما حدثتني به عائشة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال هات فعرضت عليه حديثها فما أنكر منه شيئا غير أنه قال أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس؟ قلت لا قال هو علي رضي الله عنه. [1147]
• متفق عليه [خ (687) م (418)] في الصّلاة عنه.
1106 -
وعن أبي هريرة أنه كان يقول: "من أدرك الركعة فقد أدرك السجدة ومن فاتته قراءة أم القرآن فقد فاته خير كثير". [1148]
• مالك [33] عنه
(1)
.
1107 -
وعنه، أنه قال: الذي يرفع رأسَهُ ويخفضه قبل الإِمام؛ فإنما ناصيتُه بيد الشيطانِ.
• مالك
(2)
[76] عنه كذلك.
(1)
أنه بلغهُ أن أبا هريرة كان يقول
…
فهذا معضل.
(2)
فيه مليح بن عبد الله السعدي، أورده ابن أبي حاتم (4/ 1/ 367)؛ ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
28 - باب من صلى صلاةً مرتين
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1108 -
قال جابر رضي الله عنه: كان معاذ بن جبل رضي الله عنه يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتي قومه فيصلي بهم. [824]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (700) م (181/ 465)] في الصلاةِ عَنْهُ.
قال جابر؛ كانَ معاذُ بن جبل يصلي معَ النبي صلى الله عليه وسلم العشاءَ، ثُم يَرجِعُ إلى قومِهِ، فيصلي بِهم العشاءَ، وهي له نافلةٌ
(1)
.
• البيهقي
(2)
[3/ 86] فِيهَا عَنْهُ وَمِنْ قَبلِهِ الدَّارَقُطْنِيُّ [1/ 274].
مِنَ "الحِسانِ
":
1109 -
عن يزيد بن الأسود قال: شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف فلما قضى صلاته وانحرف فإذا هو برجلين في آخر القوم لم يصليا معه قال: "علي بهما" فجيء بهما ترعد فرائصهما فقال: "ما منعكما أن تصليا معنا؟ ". فقالا: يا رسول الله إنا كنا قد صلينا في رحالنا. قال: "فلا تفعلا إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكما نافلة". [825]
(1)
وكذا أخرجه الشافعي في "مسنده"(ص 31) .... وي (1/ 237) بإسناد صحيح عنه.
(2)
سقطت من الأصل، والسياق والرمز يقتضيها. (ع)
• الثلاثةُ [ت 219 د 575 س 2/ 112]
(1)
في الصلاةِ مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ الأسْوِدِ.
الفصل الثالث:
1110 -
وعن بسر بن محجن عن أبيه أنه كان في مجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن بالصلاة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ورجع ومحجن في مجلسه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما منعك أن تصلي مع الناس؟ ألست برجل مسلم؟ " فقال: بلى يا رسول الله ولكني كنت قد صليت في أهلي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا جئت المسجد وكنت قد صليت فأقيمت الصلاة فصل مع الناس وإن كنت قد صليت ". [1153]
• مالك
(2)
، والنسائي (2/ 112) في الصّلاة عنه.
1111 -
وعن رجل من أسد بن خزيمة أنه سأل أبا أيوب الأنصاري قال: يصلي أحدنا في منزله الصلاة ثم يأتي المسجد وتقام الصلاة فأصلي معهم فأجد في نفسي شيئا من ذلك؟ فقال أبو أيوب: سألنا عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: "فذلك له سهم جمع". [1154]
• مالك
(3)
(11)، والنسائي
(4)
في الصّلاة عنه فيها.
(1)
وقال الترمذي (1/ 426): "حديث حسن صحيح".
قلت: وسنده صحيح.
(2)
بإسناد صحيح.
(3)
رواه أبو داود في "سننه" مرفوعًا، وإسناده ضعيف؛ فيه مجهولان: أحدهما الرجل الأسدي؛ ولذلك أوردته في "ضعيف السنن"(90).
ومن هذا الوجه: رواه أيضًا مالك في "الموطإ"(1/ 132)؛ لكنه عنده موقوف، فإطلاق عزوه إليه لا يخفى ما فيه!.
وقوله: "له سهم جمع"؛ أي: له نصيب من ثواب الجماعة.
(4)
كذا في الأصل ولم نره فيه! وإنما رواه أبو داود (578)؛ ولم يعزه المزي في "التحفة"(3/ 108) إلا إليه! (ع)
1112 -
وعن يزيد بن عامر قال: جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فجلست ولم أدخل معهم في الصلاة فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم رآني جالسا فقال: "ألم تسلم يا زيد؟ " قلت: بلى يا رسول الله قد أسلمت. قال: "وما منعك أن تدخل مع الناس في صلاتهم؟ " قال: إني كنت قد صليت في منزلي أحسب أن قد صليتم. فقال: "إذا جئت الصلاة فوجدت الناس فصل معهم وإن كنت قد صليت تكن لك نافلة وهذه مكتوبة". [1155]
• أبو داود
(1)
(577) رضي الله عنه فيها.
1113 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلا سأله فقال: إني أصلي في بيتي ثم أدرك الصلاة في المسجد مع الإمام أفأصلي معه؟ قال له: نعم قال الرجل: أيتهما أجعل صلاتي؟ قال عمر: وذلك إليك؟ إنما ذلك إلى الله عز وجل يجعل أيتهما شاء. [1156]
• مالك
(2)
(1/ 133/ 9) عن ابن عمر موقوفًا.
1114 -
وعن سليمان مولى ميمونة قال: أتينا ابن عمر على البلاط
(3)
وهم
(1)
وإسناده صحيح، وصححه جماعة؛ ذكرتهم في "صحيح السنن"(490).
(2)
بإسناد صحيح على شرطهما.
(3)
موضع معروف بالمدينة.
يصلون. فقلت: ألا تصلي معهم؟ فقال: قد صليت وإني سمعت رسول الله يقول: " لا تصلوا صلاة في يوم مرتين ". [1157]
• أحمد
(1)
(2/ 19)، وأبو داود (579) عنه فيها.
1115 -
وعن نافع قال: إن عبد الله بن عمر كان يقول: من صلى المغرب أو الصبح ثم أدركهما مع الإمام فلا يعد لهما. [1158]
• مالك
(2)
() عنه موقوفًا.
29 - باب السنن وفضلها
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1116 -
عن أم حبيبة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى كل يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعا بني له بيت في الجنة:
أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل صلاة الفجر". [826]
• مُسلِم [101/ 728] بِمَعْنَاه، وَالتِّرْمِذِيُّ
(3)
[415]، وَالنْسَائِيُّ [3/ 262 و 263]- وَاللَّفْظُ
(1)
وكذا في (2/ 41) وإسناده حسن، وصححه النووي وغيره، كما بينته في "صحيح أبي داود"(592).
(2)
بإسناد صحيح على شرطهما.
(3)
وقال: "حديث حسن صحيح".
قلت: ورجاله ثقات؛ لكن مؤمل بن إسماعيل سيِّئ الحفظ.
وقد خولف في قوله "وركعتين بعد العشاء". فرواه النسائي - بإسنادين - عن شيخ شيخ مؤمل ==
لِلتِّرْمِذِيِّ -؛ كلُّهُمْ في الطهارَةِ
(1)
عَنْهَا.
1117 -
وقال ابن عمر: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب في بيته وركعتين بعد العشاء في بيته وحدثتني حفصة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين حين يطلع الفجر. [827]
• متفق عليه [خ (1172)، م (729)] فيه عنه.
وفي رواية: وكَانَ لا يصلي بعدَ الجمعةِ حتَّى ينصرفَ، فيصلي ركعتينِ في بيتِهِ.
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (937)، م (882)]. عَنْهُ فِيهِ.
1118 -
وسئلت عائشة رضي الله عنها عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التطوع فقالت: كان يصلي في بيتي قبل الظهر أربعا ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يدخل فيصلي ركعتين وكان يصلي بالناس المغرب ثم يدخل فيصلي ركعتين ثم يصلي بالناس العشاء ويدخل بيتي فيصلي ركعتين وكان يصلي من الليل تسع ركعات فيهن الوتر وكان يصلي ليلا طويلا قائما وليلا طويلا قاعدا وكان إذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم وإذا قرأ قاعدا ركع وسجد وهو قاعد وكان إذا طلع الفجر
= فيه (1/ 256)؛ بلفظا "واثنتين قبل العصر"، وإسناده صحيح.
ثم تبين أن فيه أبا إسحاق الهمداني - وهو السبيعي -؛ وأنه اضطرب في إسناده عن شيخيه: فمرة أوقفه من رواية أحدهما، وتفصيل هذه العلة يتيسر في مجال آخر.
(1)
بل في (الصلاة)! (ع)
صلى ركعتين
(1)
، ثم يخرج فيصلي بالناس صلاة الفجر". [828]
• مسلم [(105/ 730) وأبو داود (1251)]- واللفظ له - فِيهِ وزاد: ثم يخرج صلى الله عليه وسلم، فيصلي بالناس صلاة الفجر.
وبعضه في "البخاري"[1182].
1119 -
و قالت عائشة رضي الله عنها: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر. [829]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (1169) م (91/ 724)] فِيهِ عَنْهَا.
1120 -
وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها". [830]
• مُسلِم [96/ 725] عَنْهَا فِيهِ.
1121 -
وقال: "صلوا قبل المغرب ركعتين صلوا قبل المغرب ركعتين". قال في الثالثة: "لمن شاء". كراهية أن يتخذها الناس سنة [831]
• البُخَارِيُّ [1183] عَنْ عَبْدِ الله بنِ مُغَفلٍ فِيهِ.
1122 -
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل بعدها أربعا". [832]
• مُسْلِمٌ [69/ 881] عَنْهُ فِيهِ.
1123 -
وفي أخرى له قال: "إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعا"[833]
(1)
قال التبريزي: "وزاد أبو داود: ثم غير يخرج
…
".
قلت: في "سننه"(رقم: 1251)، صحيح على شرط مسلم.
• مسْلِم [67/ 881]، وَالأربعَةُ [د 1131 ت 523 ق 1132 س 3/ 113] عَنْهُ فِيهِ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1124 -
عن أم حبيبة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار". [834]
• أَحْمَدُ [6/ 326]، وَالأربعةُ
(1)
[د 1269 ت 427 ق 1160 س 3/ 264] عَنْهَا بِهَذا في الطهَارَةِ
(2)
.
1125 -
وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربع قبل الظهر ليس فيهن تسليم تفتح لهن أبواب السماء". [835]
• أَبُو دَاوُدَ
(3)
[1270]، وَالتّرْمِذِيُّ [في "الشمائل" 294]، وَابْنُ مَاجَه [1157]، كُلُّهُم عَنْ أَبِي؛ أيوبٍ فيه.
1126 -
وروي أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلى أربعا ركعات بعد الزوال لا يسلم إلا في آخرهن وقال: "إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح". [836]
(1)
وقال الترمذي (2/ 292/ 427): "حديث حسن" صحيح.
قلت: أخرجه - هو وغيره - من طرق عنها، فالحديث بمجموعها صحيح قطعًا.
(2)
بل في (الصلاة)! (ع)
(3)
وضعفه بقوله عقبه: "عبيدة ضعيف".
وهو عبيدة بن معتب، قال في "التقريب": ضعيف؛ واختلط بآخره.
لكنه قُوي بطرقه؛ فانظر "صحيح أبي داود"(1153) فهو حسن.
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[478]، وَالنسَائِيُّ ["الكبرى" (331)]رضي الله عنهما عنه
(2)
فِيهِ.
1127 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رحم الله امرءا صلى قبل العصر أربعا". [837]
• أَحْمَد [3/ 411]، وَأَبُو دَاوُدَ [1271]، وَالتِّرْمِذِي
(3)
[430] عَنْهُ فِيهِ.
1128 -
وروي عن علي رضي الله عنه: أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل العصر أربع ركعات. [838]
1129 -
وروي عن علي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قبل العصر أربع ركعات يفصل بينهن بالتسليم على الملائكة المقربين ومن تبعهم من المسلمين والمؤمنين". [839]
• التِّرْمِذِيُّ
(4)
[429] عَنْهُ فِيهِ.
1130 -
وروي: أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل العصر ركعتين. [840]
• أَبُو دَاوُدَ
(5)
[1272] عَنْهُ فِيهِ.
(1)
وقال "حديث حسن غريب".
قلت: وإسناده صحيح.
(2)
أي: عن عبد الله بن السائب. (ع)
(3)
وقال (2/ 296/ 430)""حديث حسن" غريب".
قلت: وسنده حسن.
(4)
وقال (2/ 294/ 429): "حديث حسن".
قلت: وسنده حسن؛ وانظر "الصحيحة"(237).
(5)
في "سننه"(2 رقم 1272) وإسناده حسن.
1131 -
وقال: "من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عدلن له بعبادة ثنتي عشرة سنة". [841]
• التِّرْمِذِيُّ [435] فِيهِ، وَقَالَ: غَرِيبٌ، وَضَعفَهُ مُحمدٌ جِدًا.
1132 -
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من صلى بعد المغرب عشرين ركعة بنى الله له بيتا في الجنة ". [842]
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[435] عَنْهَا تَعْلِيقًا فِيهِ.
1133 -
و قالت عائشة رضي الله عنها: ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء قط فدخل علي إلا صلى أربع ركعات أو ست ركعات. [843]
• أبو داود
(2)
[1303] عنها فيه.
1134 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إدبار النجوم} الركعتان قبل الفجر {وأدبار السجود} الركعتان بعد
(1)
وأشار إلى ضعفه بقوله: "وقد روي عن عائشة".
وهو عند ابن ماجه موصولًا عنها؛ فلو عزاه التبريزي إليه؛ لكان أولى!.
وفي إسناده يعقوب بن الوليد المدني، قال أحمد:"كان من الكذابين الكبار يضع الحديث"، وكذبه غيره - أيضا -.
قال أبو الحارث: هو في "ابن ماجه"(1373). (ع)
(2)
في "سننه"(2 رقم 1303) بإسناد ضعيف؛ فيه مقاتل بن بشير العجلي.
قال الذهبي: لا يعرف.
قال أبو الحارث: وقد سقط ذكر أبي داود من الأصل؛ فاستدركناه! (ع)
المغرب ". [844]
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[3275] فِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه.
الفصل الثالث:
1135 -
عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أربع ركعات قبل الظهر بعد الزوال تحسب بمثلهن في صلاة السحر، وما من شيء إلا وهو يسبح الله تلك الساعة" ثم قرأ: {يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا له وهم داخرون} [1177]
• الترمذي
(2)
(3128) عنه في الصَّلاة.
1136 -
وعن عائشة قالت: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد العصر عندي - قط -[1178]
• متفق عليه [خ (591) م (835)] عنها فيها.
وفي رواية للبخاري؛ قالت: والذي ذهب به؛ ما تركهما حتى لقي الله.
(1)
وقال "حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن كريب".
قلت: وهو ضعيف كما في "التقريب".
(2)
وقال "حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث علي بن عاصم".
قلت: وهو ضعيف؛ لسوء حفظه وإصراره على خطإه؛ وشيخه فيه يحيى البكاء، ضعيف أيضًا.
ومن هذا الوجه: رواه أبو محمَّد العدل في "الفوائد"(ق 227/ 1) عن ابن عمر
…
لم يقل .. عن أبيه، واقتصر على الجملة الأولى منه.
وهكذا رواه ابن أبي شيبة في "التبريزي"(2/ 15/ 2) من طريق أخرى عن أبي صالح
…
مرسلًا؛ ورجاله ثقات؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(1431).
• البخاري (590) عنها فيه.
1137 -
وعن المختار بن فلفل قال: سألت أنس بن مالك عن التطوع بعد العصر فقال: كان عمر يضرب الأيدي على صلاة بعد العصر وكنا نصلي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد غروب الشمس قبل صلاة المغرب فقلت له: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليهما؟ قال: كان يرانا نصليهما فلم يأمرنا ولم ينهنا
(1)
. [1179]
• مسلم (836) عنه فيه.
1138 -
وعن أنس قال: كنا بالمدينة فإذا أذن المؤذن لصلاة المغرب ابتدروا السواري فركعوا ركعتين حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجد فيحسب أن الصلاة قد صليت من كثرة من يصليهما. [1180]
• مسلم (837) عنه فيه.
1139 -
وعن مرثد بن عبد الله قال: أتيت عقبة الجهني فقلت: ألا أعجبك من أبي تميم يركع ركعتين قبل صلاة المغرب؟ فقال عقبة: إنا كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: فما يمنعك الآن؟ قال: الشغل. [1181]
• البخاري (1184) عنه فيه.
1140 -
وعن كعب بن عجرة قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم أتى مسجد بني عبد الأشهل فصلى فيه المغرب فلما قضوا صلاتهم رآهم يسبحون بعدها
(1)
فهما مستحبتان، ونفي الأمر بهما لا يستلزم نفي المندوبية - كما توهم البعض -؛ لأنها صلاة، فهي عبادة أقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتبقى على الأصل - وهو المشروعية والاستحباب -؛ إلا بنهي - وهو منفي -؛ بل ثبت الأمر بهما على التخيير - كما تقدم -؛ فهو يفيد المندوبية أيضًا.
فقال: "هذه صلاة البيوت". [1182]
• أبو داود (1300) عن كعب بن عُجْرة فيه.
وفي رواية الترمذي، والنسائي:
…
قام ناسٌ يتنفَّلون؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بهذه الصلاة في البيوت".
• الترمذي
(1)
[604]، والنسائي [3/ 198] عنه فيه.
1141 -
وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في الركعتين بعد المغرب حتى يتفرق أهل المسجد. [1183]
• أبو داود
(2)
(1301) عن ابن عباس فيه.
1142 -
وعن مكحول يبلغ به أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى بعد المغرب قبل أن يتكلم ركعتين وفي رواية أربع ركعات رفعت صلاته في عليين".
مرسلا [1184]
• أخرجه رزين من مرسل مكحول رضي الله عنه.
1143 -
وعن حذيفة نحوه وزاد فكان يقول: " عجلوا الركعتين بعد المغرب فإنهما ترفعان مع المكتوبة "[1185]
• وللبيهقي (3068) في "الشعب"
(3)
نَحْوُه.
(1)
وقال هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
قلت: وفيه - عندهم جميعًا -: إسحاق بن كعب بن عجرة، وهو مجهول الحال، كما في "التقريب".
(2)
بإسناد ضعيف؛ فيه جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال ابن منده:"ليس هو بالقوي في سعيد بن جبير".
(3)
قال في "الترغيب"(1/ 205): "ذكره رزين، ولم أره في شيء من الأصول".
قلت: وقد رواه ابن نصر في "قيام الليل"(ص 31) بالرواية الأولى بإسناده عن مكحول مرسلًا.
وفيه أبو صالح - كاتب الليث -؛ وفيه ضعف، وبعضهم يحسن حديثه؛ كما يأتي (1227).
1144 -
وعن عمرو بن عطاء قال: إن نافع بن جبير أرسله إلى السائب يسأله عن شيء رآه منه معاوية في الصلاة؟ فقال: نعم صليت معه الجمعة في المقصورة
(1)
فلما سلم الإمام قمت في مقامي فصليت فلما دخل أرسل إلي فقال: لا تعد لما فعلت إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تكلم أوتخرج فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك أن لا نوصل بصلاة حتى نتكلم أو نخرج. [1186]
• مسلم (883) عنه فيه.
1145 -
وعن عطاء قال: كان ابن عمر إذا صلى الجمعة بمكة تقدم فصلى ركعتين ثم يتقدم فيصلي أربعا وإذا كان بالمدينة صلى الجمعة ثم رجع إلى بيته فصلى ركعتين ولم يصل في المسجد فقيل له. فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله
(2)
[1187]
• أبو داود
(3)
(1130) عنه فيه.
وفي رواية الترمذي
(4)
(522): رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ صلى بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلى بَعْدَ ذلِكَ أَرْبعًا.
(1)
موضع معين في الجامع، مقصور للسلاطين.
(2)
يعني: صلاة الركعتين في بيته، كما يدل عليه سائر ألفاظ الحديث - في "مسلم"، وغيره -، انظر "فتح الباري"(2/ 355)، ورسالتنا:"الأجوبة النافعة".
(3)
بإسناد صحيح.
(4)
ورجاله ثقات، فهو صحيح؛ لولا أن فيه عنعنة ابن جريج.
30 - باب صلاة الليل
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1146 -
عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ركعتين ويوتر بواحدة فيسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر وتبين له الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة فيخرج [845]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (994) م (736/ 122)] عَنْهَا في الطهَارَةِ.
1147 -
وقالت عائشة: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر فإن كنت مستيقظة حدثني وإلا اضطجع
(1)
. [846]
1148 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن. [847]
• متفق عليه
(2)
[خ (1160)] عنها فيه.
(1)
لم يخرجه المصنف!
وقال التبريزي: "رواه مسلم". وقال الصدر المناوي في "كشف المناهج"(ق 126): "رواه في (الصلاة) من حديث عائشة، واللفظ لمسلم، ولم يقل البخاري: "ركعتي الفجر"؛ وإنما قال: "إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى؛ فإن كنت مستيقظة
…
" الحديث.
قلت: بلى؛ فانظر "صحيح البخاري"(1161)، و"صحيح مسلم"(133/ 743). (ع)
(2)
بل الحديث - بهذا السياق - من أفراد البخاري! وإليه - فحسب - عزا المزي الحديث في "التحفة" ==
1149 -
وقال القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة منها الوتر وركعتا الفجر. [848]
• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1140) م (128/ 738)] عَنْهَا فِيهِ (د [1334]، س [الكبرى 422]).
1150 -
وقال مسروق: سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل. فقالت: سبع وتسع وإحدى عشر ركعة سوى ركعتي الفجر. [849]
• البُخَارِيُّ [1139] عَنْهُ فِيهَا.
1151 -
و قالت عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل ليصلي افتتح صلاته بركعتين خفيفتين. [850]
• مُسْلِمٌ [197/ 767] عَنهَا فِيهِ.
1152 -
وقال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم من الليل فليفتح الصلاة بركعتين خفيفتين. [851]
• مُسْلِمٌ [768]، وَأَبُو دَاوُدَ [1323] عن أبي هريرة فيه.
1153 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: بت عند خالتي ميمونة ليلة والنبي صلى الله عليه وسلم عندها فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد فلما كان ثلث الليل الآخر أو بعضه قعد فنظر إلى السماء فقرأ: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب}
= (25/ 12). (ع)
حتى ختم السورة ثم قام إلى القربة فأطلق شناقها
(1)
ثم صب في الجفنة
(2)
ثم توضأ وضوءا حسنا بين الوضوءين
(3)
لم يكثر وقد أبلغ فقام فصلى فقمت وتوضأت فقمت عن يساره فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه فتتامت صلاته ثلاث عشرة ركعة ثم اضطجع فنام حتى نفخ
(4)
وكان إذا نام نفخ فآذنه بلال بالصلاة فصلى ولم يتوضأ وكان في دعائه: "اللهم اجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا واجعل لي نورا"[852]
• متفق عليه [خ (1120)
(5)
، م (763/ 187)] عنه فيه.
وزاد بعضهم: "وفي لساني نورًا - وذكر -، وعصبي، ولحمي، ودمي، وشعري، وبشري".
• متفق عليها [خ (6316)، م (763/ 181)] أيضًا فيه.
وفي رواية: "واجعل في نفسي نورًا، وأَعظِم لي نورًا".
• لمسلم [763/ 189] عنه.
(1)
أي: خيطها الذي يشد به فمها.
(2)
أي: القصعة.
(3)
أي: من غير إسراف ولا تقتير، يدل هذا على أن من كان بين طرفي الإفراط والتفريط حسن. اهـ "مرقاة".
(4)
أي: تنفس بصوت حتى يسمع منه صوت النفخ بالفم؛ كما يسمع من النائم.
(5)
بل في (التهجد)! (ع)
وفي رواية: "اللّهم! أعطني نورًا".
• هي لمسلم [763/ 191] عنه.
وفي رواية: عن ابن عباس: أنه رقَدَ عندَ النبي صلى الله عليه وسلم فاستيقظ، فتسوَّكَ وتوضأ، وهو يقول:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ، حتَّى ختَم السورةَ، ثُمَّ قامَ، فصلى ركعتين أطالَ فيهما القيامَ والركوعَ والسجودَ، ثُمَّ انصرفَ فنامَ حتَّى نفخَ، ثُمَّ فعلَ ذلك ثلاثَ مراتٍ ستَّ ركعاتٍ، كلَّ ذلكَ
(1)
يَسْتَاكُ ويتوضأ، ويقرأُ هؤلاء الآياتِ، ثُمَّ أوتَر بثلاثٍ.
• مسلم [763/ 191] عنه فيه.
1154 -
وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أنه قال: لأرمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة فصلى ركعتين خفيفتين ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم أوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة. [853]
• مُسْلِم [م (195/ 76)] عَنْهُ فِيهِ.
1155 -
قالت عائشة رضي الله عنها: لما بدن
(2)
رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل كان أكثر صلاته جالسا. [854]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (1118) م (117/ 732)] عَنْهَا فِيهِ.
(1)
أي: فعل ذلك في ست ركعات.
(2)
من التبدين؛ وهو الكبر والضعف؛ أي: مسه الكبر وأسن.
1156 -
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لقد عرفت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن فذكر عشرين سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود رضي الله عنه سورتين في ركعة آخرهن {حم} الدخان و {عم يتساءلون} . [855]
• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْه، البخاري [4996] في فَضَائِلِ القُرآنِ، مسلم [275/ 722] في الصلاةِ (س [2/ 174]).
مِنَ "الحِسَانِ
":
1157 -
عن حذيفة رضي الله عنه: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل وكان يقول: "الله أكبر " ثلاثا " ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة " ثم استفتح فقرأ البقرة ثم ركع فكان ركوعه نحوا من قيامه يقول: "سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم" ثم رفع رأسه فكان قيامه نحوا من ركوعه يقول: " لربي الحمد " ثم سجد فكان سجوده نحوا من قيامه فكان يقول في سجوده: "سبحان ربي الأعلى" ثم رفع رأسه وكان يقعد فيما بين السجدتين نحوا من سجوده وكان يقول: "رب اغفر لي رب اغفر لي" فصلى أربع ركعات قرأ فيهن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة [856]
• أَبُو دَاوُدَ
(1)
[874] عَنْهُ في الصلاةِ، وَالنسَائِيُّ [2/ 199 - 200]، وَالتِّرْمِذِيُّ [270] في الشمَائِلِ عَنْهُ.
1158 -
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن
(1)
بإسناد صحيح.
قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين". [857]
• أبو دَاوُدَ
(1)
[1398] عَنْ عَبدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ.
1159 -
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: كان قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل يرفع طورا ويخفض طورا. [858]
• أبو دَاوُدَ
(2)
[1328] عَنْهُ.
1160 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على قدر ما يسمعه من في الحجرة وهو في البيت. [859]
• أَبُو دَاودَ
(3)
[1328] عَنِ ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنه.
1161 -
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلي تخفض صوتك" قال: أبو بكر قد أسمعت من ناجيت يا رسول الله وقال لعمر: "مررت بك وأنت تصلي رافعا صوتك" فقال: أوقظ الوسنان وأطرد الشيطان فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئا" وقال لعمر: "اخفض من صوتك شيئا". [860]
• أبو دَاوُدَ [1329] عَنْهُ فِيهِ، وَللتِّرْمِذِيِّ [447] نَحْوُه
(4)
، وَرَجحَ إِرْسَالَهُ
(5)
.
(1)
وسنده حسن، كما بينته في "التعليق الرغيب".
(2)
بإسناد ضعيف.
لكن معناه صحيح؛ فإن له شاهدًا من حديث عائشة: أخرجه مسلم.
(3)
بإسناد حسن، كما بينته في "تخريج صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم".
(4)
وقال: "حديث غريب".
قلت: "وإسناده صحيح؛ فإن الذي وصله ثقة، كما بينته في المصدر السابق.
(5)
رمز له في (الأصل) ب: (د س)!! ولعل رمز (س) تحرف من (ت)، كما يتبين من تخريج المصنف نفسه؛ فإنه لم يعزه أحد إلى النسائي؛ فتنبه!! (ع)
1162 -
وعن أبي ذر أنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح بآية والآية: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [861]
• النَّسَائِي [2/ 177]، وَابْنُ مَاجَه
(1)
[1350] عَنْ أَبي ذَرّ.
1163 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه". [862]
• أبو دَاوُدَ [1261]، وَالتّرمِذِيُّ
(2)
[420] عَنْهُ فِيهِ.
الفصل الثالث:
1164 -
عن مسروق قال: سألت عائشة: أي العمل كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: الدائم قلت: فأي حين كان يقوم من الليل؟ قالت: كان يقوم إذا سمع الصارخ
(3)
[1207]
• متفق عليه [خ (1132) م (741)] عنها.
(1)
وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي؛ وسنده حسن - أو يحتمل التحسين -؛ وشكك ابن خزيمة في صحته في "صحيحه"(1/ 271).
(2)
وقال: "حديث حسن صحيح".
قلت: وإسناده صحيح، ومن أعله؛ فما أصاب كما بينته في "التعليقات الجياد".
(3)
أي: صوت الديك.
قلت: يأتي في الأصل بعده بيسر.
1165 -
وعن أنس قال: ما كنا نشاء أن نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل مصليا إلا رأيناه ولا نشاء أن نراه نائما إلا رأيناه. [1208]
• النسائي
(1)
(3/ 213) عنه في الطهارة
(2)
.
1166 -
وعن حميد بن عبد الرحمن بن عوف قال: إن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قلت وأنا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله لأرقبن رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة حتى أرى فعله فلما صلى صلاة العشاء وهي العتمة اضطجع هويا
(3)
من الليل ثم استيقظ فنظر في الأفق فقال: {ربنا ما خلقت هذا باطلا} حتى بلغ إلى {إنك لا تخلف الميعاد} ثم أهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فراشه فاستل منه سواكا ثم أفرغ في قدح من إداوة عنده ماء فاستن
(4)
ثم قام فصلى حتى قلت: قد صلى قدر ما نام ثم اضطجع حتى قلت قد نام قدر ما صلى ثم استيقظ ففعل كما فعل أول مرة وقال مثل ما قال ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات قبل الفجر. [1209]
(1)
بإسناد صحيح على شرطهما.
وقد أخرجه البخاري في "صحيحه"، وسيأتي - فيما بعد - إن شاء الله تعالى.
(2)
بل في (الصلاة)!
ثم إن الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" في مواضع منها (1141) مطولًا؛ فعزوه للنسائي - وحده لا يخفى ما فيه من تقصير؛ مع وجوده في "الصحيح" من الطريق نفسها؛ فإن النسائي أخرجه من طريق يزيد، عن حميد، عن أنس. . . به، وأخرجه البخاري من طريق محمَّد بن جعفر، عن حميد. . . به!! (ع)
(3)
أي: زمانًا طويلًا.
(4)
استن: استاك.
• النسائي
(1)
(3/ 213) عنه فيه.
1167 -
وعن يعلى بن مملك أنه سأل أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وصلاته؟ فقالت: وما لكم وصلاته؟ كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى ثم يصلي قدر ما نام ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح ثم نعتت قراءته فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا. [1210]
• الثلاثة
(2)
[د (1466) ت (2923) س (4/ 213)] عنه فيه.
31 - باب ما يقول إذا قام من الليل
مِنَ "الصِّحَاح
":
1168 -
قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: "اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما
(1)
بإسناد صحيح على شرط مسلم.
(2)
وقال الترمذي (2/ 152): "حسن صحيح غريب". قلت: وإسناده صحيح.
أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت". [863]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (1120) م (199/ 769)] عَنْهُ فِيهِ (ت [3418]).
1169 -
وقالت عائشة رضي الله عنهما: كان - تعنى - النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته فقال: "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم". [864]
• مُسْلِمٌ [200/ 770] عَنْ عَائِشَةَ فِيهِ.
1170 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تعار
(1)
من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: رب اغفر لي أو قال: ثم دعا استيجيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته" [865]
• البُخارِيُّ [1154] عَنْهُ فِيهِ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1171 -
قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من الليل قال: " لا إله إلا أنت سبحانك اللهم استغفرك لذنبي وأسألك رحمتك اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك
(1)
أي: انتبه واستيقظ.
رحمة إنك أنت الوهاب ". [866]
• أبو دَاوُدَ
(1)
[5061]، وَالنسَائي [في الكبرى 10701] عَنْهَا فِيهِ
(2)
1172 -
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل فيسأل الله خيرا إلا أعطاه الله إياه". [867]
• أحمَدُ [5/ 241] وَأَبو دَاوُدَ في الأدب [5042]، وَالنْسَائِيُّ [الكبرى 10642]، وَابنُ مَاجَه [3881] عَنْهَا في الصلاةِ
(3)
(4)
.
1173 -
عن عائشة رضي الله عنها أنها ئيلت: بم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح إذا هب من الليل؟ فقالت: كان إذا هب من الليل كبر عشرا وحمد الله عشرا وقال: "سبحان الله وبحمده" عشرا، وقال:"سبحان الملك القدوس" عشرا واستغفر عشرا وهلل عشرا ثم قال: "اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة" عشرا ثم يفتتح الصلاة. [868]
• أبو دَاوُدَ
(5)
[5085]، وَالنَّسَائيُّ [الكبرى [10707] عَنْهَا فِيهِ
(6)
.
(1)
وإسناده ضعيف؛ فيه عبد الله بن الوليد - وهو المصري -؛ وهو لين الحديث، كما في "التقريب".
(2)
إنما أخرجه أبو داود في (الأدب)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" من "الكبرى"! (ع)
(3)
وإسناده صحيح، ثم أخرجته في "الصحيحة"(3288).
(4)
بل - كذلك - أخرجه أبو داود في (الأدب، والنسائي في (عمل اليوم)، وابن ماجه في (الدعاء)! (ع)
(5)
بإسناده ضعيف؛ فيه - كما ترى - شريق الهوزني، ولا يعرف، كما قال الذهبِي وغيره.
وفيه بقية بن الوليد، وهو مدلس، وقد عنعنه.
لكن أخرجه أبو داود أيضًا في "الصلاة"(766) من طريق أخرى عنها؛ دون قوله: وقال: "سبحان الملك القدوس عشرًا"، ودون الاستعاذة من ضيق الدنيا.
وإسناده صحيح، فلو آثره المؤلف لكان أولى! وله طريق ثالث في "المسند"؛ انظر "صحيح أبي داود"(741).
(6)
بل أبو داود في (الأدب)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"! (ع)
الفصل الثالث:
1174 -
عن أبي سعيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر ثم يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك " ثم يقول: "الله أكبر كبيرا " ثم يقول: " أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه"
(1)
. [1217]
• الثلاثة [ت (242) د (775) س (2/ 132)] عنه في الصلاة.
1175 -
وعن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أبيت عند حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فكنت أسمعه إذا قام من الليل يقول: " سبحان رب العالمين " الهوي
(2)
ثم يقول: " سبحان الله وبحمده " الهوي. [1218]
• الترمذي
(3)
(3416) والنسائي (3/ 209) عنه فيه
(4)
.
(1)
وإسناده صحيح، انظر الحديث (817).
(2)
هو: الحين الطويل من الزمان، وقيل: إنه مختص بالليل.
(3)
أخرجه في "الأدب"(2/ 249)، وسنده صحيح على شرط مسلم.
وقد أخرج طرفه الأول بزيادة فيه (2/ 52). وأخرجه أبو عوانة في "صحيحه"(2/ 181/ 303) بتمامه، وانظر "صحيح أبي داود"(1)(1193).
(4)
بل أخرجه الترمذي في (الدعوات)! وقد أخرجه ابن ماجه (3879). (ع)
32 - باب التحريض على قيام الليل
مِنَ "الصِّحَاح
":
1176 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يعقد الشيطان على قافية
(1)
رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد. فإن استيقظ فذكر الله - تعالى - انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان". [869]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (1142) م (207/ 776)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الصَّلاةِ (د [1306]، س [3/ 203]).
1177 -
وقال المغيرة بن شعبة -: قام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل حتى تورمت قدماه فقيل له: لم تصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدا شكورا؟ "[870]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (4836) م (79/ 271)] عَنْه فِيهِ (ت [412]، س [3/ 219]).
1178 -
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقيل له مازال نائما حتى أصبح ما قام إلى الصلاة فقال: "بال الشيطان في أذنه"[871]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (1144) م (205 - 774)، عَنْهُ فِيهِ (س [3/ 204]، ق [1330]).
1179 -
وقالت أم سلمة: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فزعا يقول: " سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الخزائن؟ وماذا أنزل من الفتن؟ من يوقظ صواحب الحجرات " يريد أزواجه " لكي يصلين؟ رب كاسية في الدنيا عارية في
(1)
أي: قفاه ومؤخره.
الآخرة " [872]
• البُخَارِيُّ [1126] عَنْهَا فِيهِ.
1180 -
وقال: "ينزل
(1)
ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ " [873]
• الجَماعَةُ عَنْ أبِي هُرَيرَةَ فِيهِ [خ (1145) م (168 - 758)].
وفي رواية: "ثُمَّ يبسطُ يديه يقول: من يُقرِضُ غيرَ عدومٍ ولا ظَلُومٍ؟! حتى ينفجرَ الفجرُ".
• مُسْلِمٌ [171/ 758] عَنْه فِيهِ.
وفي رواية: "يكون كذلك حتى يضيء الفجر، ثُمَّ يعلو ربّنا إلى كرسيّه".
1181 -
وقال:: "إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله - تعالى- فيها خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة". [874]
• مُسلِمٌ [661/ 757] عَنْهُ
(2)
فِيهِ.
1182 -
وقال: "أحب الصلاة إلى الله - تعالى - صلاة داود وأحب الصيام إلى
الله صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر
(1)
أي: نزولا حقيقيًا يليق بعظمته وجلاله، ولا تعرف كيفيته؟
وهذا هو مذهب السلف؛ كما قرره النووي، وهو أسلم وأعلم وأحكم.
(2)
أي: عن جابر. (ع)
يوما". [875]
• متفَقٌ عَلَيهِ [خ (1131) م (189/ 1159)] عنه
(1)
فِيهِ (س [3/ 314]، ق [1712]).
1183 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: كان تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام أول الليل ويحيي آخره ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته ثم ينام فإن كان عند النداء الأول جنبا وثب فأفاض عليه الماس وإن لم يكن جنبا توضأ للصلاة ثم صلى ركعتين". [876]
• مُتفَقٌ عَلَيهِ [خ (1146) م (129/ 739)] عنها فِيهِ (س [3/ 218]).
مِنَ "الحِسَانِ
":
1184 -
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وهو قربة لكم إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم". [877]
• الترمِذِيُّ
(2)
[3549] مِنْ طَرِيقِ أبِي إِدرِيسَ الخوَلانِيِّ عَنْ بِلالٍ، وَضَعفَه، وَعَلْقَهُ أيضًا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي
(1)
أي: عن ابن عمرو. (ع)
(2)
وقد وصله الحاكم (1/ 308) - وصححه على شرط البخاري، ووافقه الذهبي -!
وفيه عبد الله بن صالح - كاتب الليث -، وهو - وإن خرج له البخاري -؛ فإن فيه ضعفًا.
ومن طريقه: رواه البيهقي في "سننه"(2/ 502).
وقال العراقي في "تخريج الإحياء"(1/ 321) - بعد ما عزاه إليه، وإلى الطبراني -:"سنده حسن".
ثم رواه البيهقي من حديث بلال؛ بزيادة: "ومطردة للداء عن الجسد".
وفيه يزيد بن ربيعة - وهو الدمشقي، وهو متروك -، وعنه أبو عبد الله خالد بن أبي خالد - ولم أجد من ==
إدريسَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْهُ عَنْ أَبِي أمَامَةَ، وَرَجَّحَهَا، وَوَصَلَهَا الطبَرَانِيُّ [7466] مِنْ رِوَايَةِ أَبِي أمَامَةَ، وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا [6154] مِنْ حَدِيثِ سلمَان الفَارِسِيِّ، وَزَادَ: وَمَطْرَدَةٌ لِلداءِ عَنِ الجَسَدِ.
1185 -
وقال: "ثلاثة يضحك الله إليهم الرجل إذا قام بالليل يصلي والقوم إذا صفوا في الصلاة والقوم إذا صفوا في قتال العدو". [878]
• ابنُ مَاجَه
(1)
[200]، وَالبَغَوِيُّ [929] في "شَرْح السُّنةِ" عَنْهُ فِيهِ.
1186 -
وقال: "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن".
صحيح [879]
• التِّرْمِذِيُّ
(2)
[5/ 569 - 570] عَنْهُ فِيهِ.
1187 -
وقال: "رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن
= ترجمه.
وقد خالفه محمَّد القرشي، فقد ذكر اسم يزيد - هذا -، فقال: ربيعة بن يزيد، وكذلك قال عبد الله بن صالح في إسناده إلى أبي أمامة، وقد عرفت ضعفه.
وأما محمَّد القرشي؛ فهو محمَّد بن سعيد الشامي، كما قال الترمذي - وهو المصلوب - وهو كذاب.
لكن للحديث شاهد - من حديث سلمان الفارسي - عند الطبراني، وآخر - عند ابن السني - عن جابر، فالحديث بمجموع ذلك حسن؛ دون جملة:"ومطردة للداء عن الجسد"؛ وهو مخرج في "الإرواء"(452)، وانظر "تمام المنة"(ص 244).
(1)
وإسناده ضعيف؛ فيه: مجالد - وهو ابن سعيد -، وهو لين.
(2)
وقال: "غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
قلت: وسنده صحيح، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
أبت نضح في وجهها الماء. رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء". [880]
• أبو دَاوُدَ
(1)
[1308]، وَالنسَائيُّ [3/ 205]، وَابْنُ مَاجَه [1336] عَنْهُ.
1188 -
وعن أبي أمامة أنه قال: قيل: يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال: "جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات". [881]
• الترمِذِيُّ
(2)
[3499] عَنْهُ فِيهِ.
1189 -
وقال:: "إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن آلان الكلام وأطعم الطعام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام". [882]
• البَيهَقِيُّ [3892] في الشُّعَبِ
(3)
[وفي "السنة" (4/ 301)] عَنْهُ.
(1)
وإسناده حسن، وصححه الحاكم - أيضًا -، والذهبي، والنووي؛ كما بينته في "التعليق الرغيب".
(2)
وقال: "هذا حديث حسن، وقد روي عن أبي ذر، وابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "جوف الليل الآخر الدعاء فيه أفضل - أو أرجى -"، أو نحو هذا.
قلت: ورجاله ثقات؛ لكنه من رواية ابن جريج، عن عبد الرحمن بن سابط، عنه، وابن جريج مدلس، وقد عنعنه، وعبد الرحمن بن سابط لم يسمع من أبي أمامة، كما قال ابن معين، فلعل تحسين الترمذي للحديث من أجل الشاهدين الذين علقهما.
(3)
وكذا أحمد (5/ 343)، فلو عزاه إليه؛ لكان أولى.
ورجاله ثقات؛ غير ابن معانق - أو أبي معانق -؛ وهو مجهول.
وعزاه المنذري (1/ 214) لابن حبان في "صحيحه"(641) من هذا الوجه.
وله شاهد من حديث ابن عمر، وصححه الحاكم (1/ 328)، ووافقه الذهبي! كما يشهد له حديث عَلِي بعده.
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[2527] عَنْ عَلِي به في صِفَةِ الجنةِ.
الفصل الثالث:
1190 -
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل"[1234]
• متفق عليه [خ (1152) م (1159)] عنه في الصّلاة.
1191 -
وعن عثمان بن أبي العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كان لداود عليه السلام من الليل ساعة يوقظ فيها أهله يقول: يا آل داود قوموا فصلوا فإن هذه ساعة يستجيب الله عز وجل فيها الدعاء إلا لساحر أو عشار
(2)
". [1235]
• أحمد
(3)
(4/ 22) عنه.
1192 -
وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أفضل الصلاة بعد المفروضة صلاة في جوف الليل". [1236]
• أحمد
(4)
(2/ 342) عنه.
(1)
في "البر"(1/ 358)، وفي "صفة الجنة"(2/ 86)، وضعفه بقوله:"حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن - وهو كوفي -، وقد تكلم فيه بعض أهل الحديث".
قلت: لكن يشهد له الذي قبله، وآخر ذكرته آنفًا.
(2)
العشار: آخذ العشور من أموال الناس.
(3)
بإسناد ضعيف؛ فيه انقطاع بين الحسن - وهو البصري - وابن أبي العاص.
وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان -؛ فيه ضعف.
(4)
لقد أبعد المصنف النجعة! فالحديث رواه مسلم أيضًا (3/ 169)، وسيأتي لفظه في "الصيام".
1193 -
وعنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى فقال: إن فلانا يصلي بالليل فإذا أصبح سرق فقال: إنه سينهاه ما تقول". [1237]
• أحمد
(1)
(2/ 447)، والبيهقي [3261] في الشعب عن أبي هريرة.
1194 -
وعن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعا كتبا في الذاكرين والذاكرات". [1238]
• أبو داود (1309)، وابن ماجه
(2)
(1335) عن أبي هريرة وأبي سعيد في الصّلاة.
1195 -
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل". [1239]
• البيهقي
(3)
(2073) في "الشعب" عن ابن عباس.
1196 -
وعن ابن عمر أن أباه عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يصلي من الليل ما شاء الله حتى إذا كان من آخر الليل أيقظ أهله للصلاة يقول لهم: الصلاة ثم يتلو هذه الآية: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن
(1)
وإسناده صحيح، وانظر الحديث (رقم: 2) من "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة"، و "الصحيحة"(3482).
(2)
وإسناده صحيح، وصححه الحاكم، والذهبي، والنوري، والعراقي، كما بينته في "التعليق الرغيب".
(3)
بإسناده ضعيف جدًّا؛ فيه سعد بن سعيد الجرجاني وهو ضعيف.
قال الذهبي: "لا يصح حديثه هذا عن نهشل القرشي، وهو هالك".
نرزقك والعاقبة للتقوى}. [1240]
• مالك
(1)
عنه.
33 - باب القصد في العمل
مِنَ "الصِّحاح
":
1197 -
قال أنس رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى يظن أن لا يصوم منه ويصوم حتى يظن أن لا يفطر منه شيئا وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته ولا نائما إلا رأيته. [883]
• البُخَارِيُّ [1141، و 1973] عَنْه في الصَّلاةِ وَالصوْمِ.
1198 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل"[884]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (43) م (215/ 782)] عَنْهَا البخاري في الإيمَانِ مسلم في الصلاةِ.
1199 -
وقال: "خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا"[885]
• مُتفَق عَلَيْهِ أَيْضًا [خ 43، م 785] عنها فيما ذُكِرَ.
1200 -
وقال: "ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد". [886]
(1)
بإسناد صحيح.
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (1150) م (219/ 784)] عَنْهُ
(1)
في الصلاةِ (د [1312]، س [في الكبرى 1306]).
1201 -
وقال: "إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه". [887]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (212) م (222/ 786)] عَنْهَا فِيهِ.
1202 -
وقال: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة
(2)
". رواه البخاري [888]
• البُخَارِي [39]، وَالنَّسَائِيُّ [8/ 121]
(3)
عَنهُ
(4)
.
1203 -
وقال: "من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل". [889]
• مُسْلِمٌ [142/ 747]، وَالأربعَةُ [د 1313 ت 581 ق 1343 س 3/ 259] عَنْهُ فِيهِ.
1204 -
وقال: "صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب". [890]
• البُخَارِي [1117] عَنْهُ فِيهِ.
1205 -
وقال: "من صلى قاعدا فله نصف أجر القائم ومن صلى نائما فله
(1)
أي: عن أنس. (ع)
(2)
الدلجة: آخر الليل.
(3)
وابن حبان (351)، والبيهقي في "الشعب"(3/ 400 - 401)
(4)
أي: عن أبي هريرة. (ع)
نصف أجل القاعد". رواهما عمران بن حصين [891]
• البُخارِي [1116] عَنْ عِمْرَان فِيهِ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1206 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أوى إلى فراشه طاهرا وذكر الله - تعالى - حتى يدركه النعاس لم يتقلب ساعة من الليل يسأل الله شيئا من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه". [892]
• ابْنُ السُّنِّيِّ [الكبرى 719] فِي عَمَلِ اليَوْمِ وَالليْلَةِ
(1)
عنه
(2)
.
1207 -
وقال:: "عجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته فيقول الله لملائكته: انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقا مما عندي ورجل غزا في سبيل الله فانهزم مع أصحابه فعلم ما عليه في الانهزام وما له في الرجوع فرجع حتى هريق دمه فيقول الله تعالى لملائكته: انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقا مما عندي حتى هريق دمه". [893]
• أحْمَدُ
(3)
[1/ 416]، وَالبَغَوِيُّ [930] في "شَرْحِ السُّنَّةِ" عنه
(4)
.
(1)
فيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف.
(2)
أي: عن أبي أمامة.
ثم إن الحديث رواه الترمذي في "سننه"(3526) من الطريق ذاتها؛ فعزوه إلى ابن السُّنِّي - مع رواية الترمذي له - لا يخفى ما فيه من التقصير!! وقد عزاه إلى الترمذي: المزيُّ في "التحفة"(4/ 172). (ع)
(3)
ورجاله: ثقات، لكن عطاء بن السائب كان اختلط، وحماد بن سلمة - وإن روى عنه قبل الاختلاط -؛ فقد روى عنه بعد الاختلاط - أيضًا -؛ فلم يمكن تمييز ما قبله عما بعده.
لكن الحديث حسن أو صحيح؛ بالنظر إلى شواهده؛ وقد صححه الحاكم، وابن حبان، والذهبي، وانظر "الترغيب"(1/ 219 - 220).
(4)
أي: عن ابن مسعود. (ع)
الفصل الثالث:
1208 -
عن عبد الله بن عمرو قال: حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة الرجل قاعدا نصف الصلاة" قال: فأتيته فوجدته يصلي جالسا فوضعت يدي على رأسه فقال: "مالك يا عبد الله بن عمرو؟ " قلت: حدثت يا رسول الله أنك قلت: "صلاة الرجل قاعدا على نصف الصلاة" وأنت تصلي قاعدا قال: "أجل ولكني لست كأحد منكم". [1252]
• مسلم (735) عنه في الصّلاة.
1209 -
وعن سالم بن أبي الجعد قال: قال رجل من خزاعة: ليتني صليت فاسترحت فكأنهم عابوا ذلك عليه فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أقم الصلاة يا بلال أرحنا بها". [1253]
• أبو داود
(1)
(4985) عن سالم بن أبي الجعد؛ عن رجل من خزاعة فيه.
34 - باب الوتر
مِنَ "الصِّحاح
":
1210 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى فإذا
(1)
وإسناده صحيح.
خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى". [894]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (990) م (145/ 749)] عَنْهُ
(1)
في الصلاةِ (د [1326]، س [3/ 233]).
1211 -
وقال: "الوتر ركعة من آخر الليل". [895]
• مُسْلِمٌ [153/ 752]، وَأَبو دَاوُدَ [1421]، وَالنسَائِي [3/ 232] عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِيهِ.
1212 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء إلا في آخرها". [896]
• مُسْلِمٌ [123/ 737]، عَنْهَا فِيهِ.
1213 -
وعن سعد بن هشام رضي الله عنه أنه قال انطلقت إلى عائشة رضي الله عنها فقلت يا أم المؤمنين انبئيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى. قالت: فإن خلق نبي الله كان القرآن. قلت: يا أم المؤمنين أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه
(2)
الله ما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم ينهض ولا يسلم فيصلي التاسعة ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم يسلم تسليما يسمعنا ثم يصلي ركعتين بعدما يسلم وهو قاعد فتلك إحدى عشرة ركعة فلما أسن وأخذ اللحم أوتر بسبع وصنع في الركعتين مثل صنيعه في الأولى فتلك تسع يا بني وكان نبي الله
(1)
أي: عن ابن عمر. (ع)
(2)
أي: يوقظه.
صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها وكان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ولا أعلم نبي الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ولا صلى ليلة إلى الصبح ولا صام شهرا كاملا غير رمضان. [897]
• مُسْلِمٌ [139/ 746]، وَأَبُو دَاوُدَ [1349]، وَالنَّسَائِيُّ [3/ 241] فِيهِ عَنْهُ بِطُولِهِ.
1214 -
عن عبد الله ابن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا". [898]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (998) م (151/ 751)] عَنْهُ فِيهِ.
1215 -
وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بادروا الصبح بالوتر". [899]
• مُسْلِمٌ [149/ 750] أَيضًا عَنْهُ فِيهِ.
1216 -
عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل". [900]
• مسلم [162 - 163/ 755]، وَالتّرمِذِيُّ [455]، وَالنسائِيُّ
(1)
[؟] عَنْهُ فِيهِ.
1217 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: من كل الليل أوتر رسول الله صلى
(1)
لم نره في شيء من كتب النسائي؛ لا "الصغرى"، ولا "الكبرى"، ولا عزاه المزي في "التحفة" إليه.
وإنما عزاه (2/ 193) - مع مسلم والترمذي - إلى "سنن ابن ماجه"؛ وهو فيه (1187). وكذا عزاه الصدر المناوي في "كشف المناهج"(ق 132) إلى "مسند أحمد" والمذكورين، فتنبه!! (ع)
الله عليه وسلم: من أول الليل وأوسطه وآخره وانتهى وتره إلى السحر. [901]
• الجَماعَةُ [خ (996) م (136/ 745) د 1435 ت 456 ق 1185 س 3/ 230] عَنْهَا فِيهِ.
1218 -
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: أوصاني خليلي بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام. [902]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (1981) م (85/ 721)] عَنْهُ فِيهِ (د [1432]، س [3/ 229]).
مِنَ "الحِسَانِ
":
1219 -
عن غضيف بن الحارث أنه قال: قلت لعائشة: أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من الجنابة في أول الليل أم في آخره؟ قالت: ربما اغتسل في أول الليل وربما اغتسل في آخره قلت: الله أكبر الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة قلت: كان يوتر أول الليل أم في آخره؟ قالت: ربما أوتر في أول الليل وربما أوتر في آخره قلت: كان يجهر بالقراءة أم يخفت؟ قالت: ربما جهر به وربما خفت قلت: الله أكبر الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة. [903]
• أبو داود
(1)
[226]، وَابنُ مَاجَه [1354] بِاختِصَارٍ مِنْ رِوَايَةِ غُضَيفِ بنِ الحارِثِ، عَنْ عَائِشَةَ في الطهارَةِ
(2)
.
1220 -
وسئلت عائشة رضي الله عنها: بكم كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر؟ قالت: كان يوتر بأربع وثلاث وست وثلاث وثمان وثلاث وعشر وثلاث ولم يكن يوتر بأنقص من سبع ولا بأكثر من ثلاث عشرة. [904]
(1)
بإسناد صحيح.
(2)
بل رواه ابن ماجه في (الصلاة)! (ع)
• أبو دَاوُدَ
(1)
[1326] عَنْ عَائِشَةَ فيهِ.
1221 -
وعن أبي أيوب أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوتر حق على كل مسلم فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل". [905]
• أبو دَاوُدَ [1422]، وَالنَّسَائِيُّ [3/ 238]، وَابنُ مَاجَه
(2)
[1190] عَنْهُ فِيهِ.
1222 -
وقال: "إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن". [906]
• الثلاثةُ
(3)
هو عند ق أيضًا [د 1416 ت 453 س 1674] عَنْهُ
(4)
فِيهِ.
1223 -
وعن خارجة بن حذافة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن الله تعالى أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم: الوتر جعله الله لكم فيما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر". [907]
• أَبو دَاوُدَ [1418]، وَالتِّرْمِذِيُّ
(5)
[452]، وَابْنُ مَاجَه [1168] عَنْهُ فِيهِ.
(1)
وإسناده صحيح.
(2)
بإسناد صحيح؛ وهو مخرج في "صلاة التراويح"(ص 84).
(3)
ورجالهم ثقات؛ غير أن أبا إسحاق - وهو السبيعي - كان قد اختلط، ومع ذلك قال الترمذي:"حديث حسن"!
ولا غرابة فيه؛ فإنه يعني أنه حسن لغيره، كما نبه عليه في آخر كتابه، وهو حسن كما قال؛ فإن له شاهدًا من حديث ابن مسعود: أخرجه ابن ماجه (1169).
(4)
أي: عن علي.
والحديث أخرجه - كذلك - ابن ماجه (1169). (ع)
(5)
وضعفه بقوله (2/ 315): "حديث غريب".
قلت: وعلته: عبد الله بن راشد الزوفي، قال الذهبي:"ليس بمعروف، وذكره ابن حبان في "الثقات"
…
".
قلت: وقال:، يروي عن عبد الله بن أبي مرة - إن كان سمع منه -! ومن اعتمده؛ فقد اعتمد إسنادًا مشوشًا".
قلت: وعن ابن أبي مرة: يروي هذا الحديثَ الزوفيُّ.
نعم؛ الحديث صحيح من حديث أبي بَصرة مرفوعًا، دون قوله:"هي خير لكم من حمر النعم": أخرجه أحمد بسند صحيح.
ومن الغريب أن الشيخ الكتاني - وقد خرّج الحديث في تخريجه لـ "تحفة الفقهاء" عن عشرة من الصحابة -: ولم يذكر فيها هذه الطريق الصحيحة!
1224 -
وقال: "من نام عن وتره فليصل إذا أصبح". [908]
• البَغَوِيُّ
(1)
[4/ 188] عَنْهُ
(2)
مُرْسَلًا.
1225 -
وسئلت عائشة رضي الله عنها بأي شيء كان يوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان يقرأ في الأولى بـ {سبح اسم ربك الأعلى} وفي الثانية بـ {قل يا أيها الكافرون} وفي الثالثة ب {قل هو الله أحد} والمعوذتين .. [909]
• أبو دَاوُدَ [1424]، وَالتِّرمِذِيُّ
(3)
[463] عَن عَائِشَةَ رضي الله عنها في الطهَارَةِ
(4)
، وَالنَّسَائِي
(1)
قال التبريزي: "رواه الترمذي مرسلًا".
قلت: وإسناده حسن، وقد وصله الترمذي (2/ 330) بذكر أبي سعيد الخدري، وإسناده ضعيف جدًّا.
لكنه عند أبي داود بسند صحيح.
وسيأتي في الكتاب (1279).
(2)
أي: عن زيد بن أسلم؛ ثم إن البغوي لم يسنده عنه؛ وإنما علقه!
أما الترمذي؛ فقد أسنده عنه مرسلًا (465) وموصولًا (466)، كما تقدم في كلام شيخنا! (ع)
(3)
وقال: "حديث حسن غريب". قلت: وإسناده ضعيف.
لكن رواه الحاكم (1/ 305) من طريق أخرى صحيحة، وقال:"صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي.
(4)
بل في (الصلاة)! (ع)
[3/ 244] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبزى، وَأَحْمَدُ
(1)
[5/ 123] عَنْ أبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، والدارمي
(2)
[1/ 372] عَنِ ابن عَباس رضي الله عنه، وَلَمْ يَذْكُروُا:"المُعَوذَتَيْنَ"
(3)
.
1226 -
وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما أنه قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر: "اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك أنت تمن ولا يمن عليك أنت الغني ونحن الفقراء إليك وإنه لا يذل من واليت
(4)
تباركت ربنا وتعاليت"
(5)
. [910]
(1)
كذا! والصواب أنه من زوائد عبد الله على "المسند"؛ وانظر "زوائد عبد الله بن أحمد في (المسند)(رقم: 45 - 47) للدكتور عامر صبري - وفقه الله -.
على أن الحديث - من رواية أُبي -؛ لم ينفرد به عبد الله، بل رواه أبو داود (1423)، وابن ماجه (1171)، والنسائي (3/ 235، 244)؛ فعزوه لعبد الله - وحده - تقصير، والله أعلم! (ع)
(2)
هذا الحديث - من رواية ابن عباس - لم ينفرد به الدارمي؛ بل رواه النسائي (3/ 236)، وابن ماجه (1172)، والترمذي (462)؛ فعدم عزوه إليهم تقصير! (ع)
(3)
يعني: ابن أبزى، وأبيًا، وابن عباس؛ فإن هؤلاء جميعًا لم يذكروا المعوذتين في حديثهم.
ولا منافاة بينه وبين حديث عائشة؛ إذ كل ذكر ما سمع؛ ولا مانع من أن يكون عليه الصلاة والسلام قرأ أحيانًا هكذا، وتارة هكذا، ولذلك أمثلة كثيرة في عبادته صلى الله عليه وسلم.
(4)
زاد البيهقي، وغيره:"ولا يعز من عاديت".
(5)
زاد ابن مندة في "التوحيد"(ق 70/ 2): "لا منجا منك إلا إليك"، وسنده حسن.
• الأربعَةُ
(1)
[د (1425) ت (464) س (3/ 248) ق (1178)] عَنْهُ فيهِ.
1227 -
وعن أبي بن كعب أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم في الوتر قال: "سبحانك الملك القدوس" ثلاث يرفع في الثالثة صوته. [911]
• أبو دَاوُدَ [1430]، وَالنسائي
(2)
[3/ 235] عَنْهُ فِيهِ.
1228 -
وعن علي رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك". [912]
• الأربعَةُ
(3)
[د 1427 ت 3566 ق 1179 س 3/ 248] عَنْهُ فِيهِ.
الفصل الثالث:
1229 -
عن ابن عباس قيل له: هل لك في أمير المؤمنين معاوية ما أوتر إلا بواحدة؟ قال: أصاب إنه فقيه.
وفي رواية: قال ابن أبي مليكة: أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن
(1)
وقال الترمذي: "حديث حسن؟ ".
قلت: وإسناده صحيح.
(2)
وإسناده صحيح.
(3)
وقال الترمذي: "حديث حسن"
قلت: وسنده صحيح.
عباس فأتى ابن عباس فأخبره؟ فقال: دعه فإنه قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم. [1277]
• البخاري (3764)(3765) عنه.
1230 -
وعن بريدة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا". [1278]
• أبو داود
(1)
(1419) عنه.
1231 -
وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نام عن الوتر أو نسيه فليصل إذا ذكر أو إذا استيقظ". [1279]
• أبو داود
(2)
(1431)، والترمذي (465)، وابن ماجه (1188) عنه.
1232 -
وعن مالك بلغه أن رجلا سأل ابن عمر عن الوتر: أواجب هو؟ فقال عبد الله: قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوتر المسلمون. فجعل الرجل يردد عليه؟ وعبد الله يقول: أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوتر المسلمون. [1280]
• مالك
(3)
(97) عنه.
(1)
وإسناده ضعيف؛ فيه عبيد الله بن عبد الله العتكي - وهو المروزي -؛ ضعيف.
(2)
وإسناده صحيح، بخلاف إسناد الترمذي، وكذا ابن ماجه؛ فإنه ضعيف، وقد سبق بيان علته قريبًا (1268).
(3)
وإسناده ضعيف لانقطاعه.
1233 -
وعن علي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث يقرأ فيهن بتسع سور من المفصل يقرأ في كل ركعة بثلاث سور آخرهن: {قل هوا لله أحد} . [1281]
• الترمذي
(1)
(460) عنه.
1234 -
وعن نافع قال: كنت مع ابن عمر بمكة والسماء مغيمة فخشي الصبح فأوتر بواحدة ثم انكشف فرأى أن عليه ليلا فشفع بواحدة ثم صلى ركعتين ركعتين فلما خشي الصبح أوتر بواحدة. [1282]
• مالك
(2)
(97) عنه موقوفًا.
1235 -
وعن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي جالسا فيقرا وهو جالس فإذا بقي من قراءته قدر ما يكون ثلاثين أو أربعين آية قام وقرأ وهو قائم ثم ركع ثم سجد ثم يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك. [1283]
• مسلم (731) عنها.
1236 -
وعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: " كان يصلي بعد الوتر ركعتين". [1284]
• الترمذي
(3)
(471)، وابن ماجه (1195) عنها؛ وزاد:"خفيفتين وهو جالس".
(1)
ساكتًا عليه، وفيه الحارث - وهو الأعور -، ضعيف جدًّا؛ متهم!
(2)
بإسناد صحيح.
(3)
وسكت عليه، ولكنه إشار إلى تقويته بمجيئه عن جماعة من الصحابة سماهم - منهم أبو أمامة؛ ويأتي حديثه قريبًا (1278) -؛ وانظر "صفة صلاة النبي"(ص 122).
1237 -
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بواحدة ثم يركع ركعتين يقرأ فيهما وهو جالس فإذا أراد أن يركع قام فركع. [1285]
• ابن ماجه
(1)
(1196) عن عائشة.
1238 -
وعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن هذا السفر جهد وثقل فإذا أوتر أحدكم فليركع ركعتين فإن قام من الليل وإلا كانتا له". [1286]
• الدارمي
(2)
(1594). قلت: وصححه ابن حبان [2577].
1239 -
وعن أبي أمامة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليهما بعد الوتر وهو جالس يقرأ فيهما (إذا زلزلت) و (قل يا أيها الكافرون). [1287]
• أحمد
(3)
(5/ 260) عنه.
35 - باب القنوت
مِنَ "الصِّحَاح
":
1240 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع فربما قال إذا قال: "سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد": اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة
(1)
بإسناد صحيح، ورواه ابن حبان (2413، 2414، 2418).
(2)
بإسناد صحيح.
(3)
وابن نصر؛ بإسناد حسن.
ابن هشام وعياش بن ربيعة اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف " يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته: " اللهم العن فلانا وفلانا لأحياء من العرب حتى أنزل الله: (ليس لك من الأمر شيء) الآية. [913]
• مُتفَق عَلَيْهِ [م 675] عَنْهُ البخاري [4590] في تَفْسِيرِ سُورَةِ آلِ عِمرَان، وَاللفْظُ لَهُ في الصلاةِ.
1241 -
وقال عاصم الأحول: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن القنوت في الصلاة كان قبل الركوع أو بعده؟ قال: قبله إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرا إنه كان بعث أناسا يقال لهم القراء سبعون رجلا فأصيبوا فقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرا يدعو عليهم. [914]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (1002) م (301/ 677)] عَنْهُ في القُنُوتِ مِنْ كِتَابِ الصلاةِ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1242 -
قال ابن عباس رضي الله عنهما: قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا متتابعا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح إذا قال: "سمع الله لمن حمده" من الركعة الآخرة يدعو على أحياء من بني سليم؛ على رعل وذكوان وعصية ويؤمن من خلفه. [915]
• أَبو دَاوُدَ
(1)
[1443] عَنْه في الصَّلاةِ.
1243 -
وعن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا ثم تركه. [916]
(1)
وإسناده حسن.
• أبو دَاوُدَ
(1)
[1445]، وَالنَّسَائِيُّ [2/ 203، 204]، وَابنُ مَاجَه [1243]، كُلُّهُمْ في الصلاةِ عَنْه، وَأَصلُهُ في مُسْلِمٍ [677/ 299] بِدُونِ قوله: ثُمَّ تَرَكَهُ صلى الله عليه وسلم.
1244 -
وعن أبي مالك الأشجعي أنه قال: قلت لأبي: يا أبت إنك قد صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم ههنا بالكوفة نحوا من خمس سنين أكانوا يقنتون؟ قال: أي بني محدث. [917]
• التّرمِذِيُّ
(2)
[402]، وَالنسائِيُّ [2/ 204]، وَابنُ مَاجَه [1241] عَنْهُ في الصلاةِ.
الفصل الثالث:
1245 -
عن الحسن: أن عمر بن الخطاب جمع الناس على أبي بن كعب فكان يصلي بهم عشرين ليلة ولا يقنت بهم إلا في النصف الباقي فإذا كانت العشر الأواخر تخلف فصلى في بيته فكانوا يقولون: أبق أبي. [1293]
• أبو داود
(3)
(1429) عنه في الصّلاة به موقوفًا.
1246 -
وسئل أن بن مالك عن القنوت؟! فقال: قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الركوع وفي رواية: قبل الركوع
(4)
وبعده. [1294]
(1)
وإسناده صحيح.
(2)
واللفظ له؛ وقال: "حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم".
قلت: وإسناده صحيح.
(3)
بإسناد ضعيف؛ لأنه من رواية الحسن أن عمر بن الخطاب
…
وهذا منقطع.
(4)
قلت: هذه الرواية أرجح؛ لتناسب قوله: وبعده.
• ابن ماجه
(1)
(1183، 1184) عنه فيه.
36 - باب قيام شهر رمضان
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1247 -
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة في المسجد من حصير فصلى فيها ليالي حتى اجتمع عليه ناس ثم فقدوا صوته ليلة وظنوا أنه قد نام فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم. فقال: ما زال بكم الذي رأيت من صنيعكم حتى خشيت أن يكتب عليكم ولو كتب عليكم ما قمتم به. فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة. [918]
• الخَمْسَةُ [خ (731) م (213/ 781) د 1447 ت 450 س 3/ 198] في الصَّلاةِ عَنْهُ.
1248 -
و قال أبو هريرة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة فيقول: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
بإسنادين صحيحين.
لكن الرواية الثانية ليست صريحة في الرفع.
ولفظها: عن حميد، عن أنس بن مالك، قال: سئل عن القنوت في صلاة الصبح؟! فقال: كنا نقنت قبل الركوع وبعده.
أقول هذا؛ متذكرًا ما جاء في المصطلح أن قول الصحابي: كنّا نفعل كذا؛ إنما هو في حكم المرفوع، ولكن المصنف رواه بالمعنى، وما أظن هذا سائغًا في التأليف! ==
والأمر على ذلك ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر رضي الله عنه وصدرا من خلافة عمر رضي الله عنه". [919]
• مُسْلِمٌ [874/ 759] عَنْهُ فِيهَا.
1249 -
وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا". [920]
• مُسْلِمٌ [210/ 778] عَنْهُ فِيهَا.
مِنَ "الحِسَان
":
1250 -
قال أبو ذر رضي الله عنه: صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم بنا شيئا من الشهر حتى بقي سبع فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل فلما كانت السادسة لم يقم بنا فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل فقلت: يارسول الله لو نفلتنا قيام هذه الليلة. قال فقال: " إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام الليلة ". قال: فلما كانت الرابعة لم يقم بنا، حتى بقي ثلاث فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح. يعنى السحور. ثم لم يقم بنا بقية الشهر. [921]
• الأربعَةُ
(1)
[د (1375) ت (806) س (3/ 83 - 84) ق (1327)، في الصلاةِ عَنْهُ.
= قال أبو الحارث - عفا الله عنه -: والرواية الأولى: "بعد الركوع"؛ أخرجها البخاري (1001)، ومسلم (677)(ع)
(1)
وقال الترمذي: "حسن صحيح".
قلت: وسنده صحيح.
1251 -
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب"
ضعيف. [922]
• التِّرْمِذِيُّ [739]، وَابْنُ مَاجَه [1389] عَنْهَا فِيهَا، قَالَ الترمذي: سَمِعْتُ محمدًا يُضعِّفُهُ
(1)
.
1252 -
وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة". [923]
• الثلاثةُ
(2)
[د (1044) ت (450) س (الكبرى 1291)] عَنْهُ في الصلاةِ.
قُلْتُ: أَصْلُهُ في "الصَّحِيح". [خ 731 م 781]
الفصل الثالث:
1253 -
عن عبد الرحمن بن عبد القاري
(3)
قال: خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر: إني لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة
(1)
وتمام كلام البخاري - في "الترمذي"(1/ 143) -: وقال: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجاج بن أرطاة لم يسمع من يحيى بن أبي كثير.
قلت: لكن صح بغير هذا اللفظ؛ فانظر "الصحيحة"(1144).
(2)
بإسناد صحيح، وفي عزوه للترمذي بهذا اللفظ نظر! فإني لم أره عنده إلا بنحوه، فإن أراد المؤلف المعنى؛ ففي عزوه حينئذ قصور؛ إذ رواه الشيخان - كذلك -، وقد تقدم لفظهما (1295).
(3)
بتشديد الياء التحتيّة؛ نسبة إلى قبيلة (قارة).
قارئهم. قال عمر: نعم البدعة هذه والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون. يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله. [1301]
• البخاري (2010) عنه في الصّلاة
(1)
.
1254 -
وعن السائب بن يزيد قال: أمر عمر أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس في رمضان بإحدى عشرة ركعة فكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصا من طول القيام فما كنا ننصرف إلا في فروع
(2)
الفجر. [1302]
• مالك
(3)
(92) عنه.
1255 -
وعن الأعرج قال: ما أدركنا الناس إلا وهم يلعنون الكفرة في رمضان قال: وكان القارئ يقرأ سورة البقرة في ثمان ركعات وإذا قام بها في ثنتي عشرة ركعة رأى الناس أنه قد خفف. [1303]
• مالك
(4)
(92) عنه موقوف.
1256 -
وعن عبد الله بن أبي بكر قال: سمعت أبي يقول: كنا ننصرف في
(1)
بل في (صلاة التراويح)! (ع)
(2)
أي: أوائله، وأعاليه، وفرع كل شيء أعلاه.
(3)
بإسناد صحيح.
وأما روايته عقب هذه - عن يزيد بن رومان -، أنه قال: كان الناس يقومون في زمان عمر بن الخطاب في رمضان بثلاث وعشرين ركعة:
فضعيفة؛ لأن ابن رومان لم يدرك عمر، ولم يصح عنه إلا الرواية الأولى؛ لما حققته في رسالتي "صلاة التراويح"، فراجعها؛ فإنها مهمة.
(4)
بإسناد صحيح.
رمضان من القيام فنستعجل الخدم بالطعام مخافة فوت السحور. وفي آخرى مخافة الفجر. [1304]
• مالك
(1)
(92) عن عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنه،: سَمِعْتُ أبَيًّا.
قلت: كذا فيه! وهو غلط، كَأنه ظَنَّ أَن الناسخ لَحَنَ في إِسقاط الألفِ! وَلَيْس كَذلك؛ وإِنما هو بفتح الهمزة وَكَسْرِ الموحدَةِ وتخفيف آخِرِهِ؛ والصواب: سمعتُ أبِي - وهو أبو بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم -؛ وَأَما عبدُ الله بنُ أبي بكر - رضي الله تعالى عنهُ -؛ فلم يَلْحَق أبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رضي الله عنه.
1257 -
وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هل تدرين ما هذه الليلة " يعني ليلة النصف من شعبان قالت: ما فيها يا رسول الله فقال: " فيها أن يكتب كل مولود من بني آدم في هذه السنة وفيها أن يكتب كل هالك من بني آدم في هذه السنة وفيها ترفع أعمالهم وفيها تنزل أرزاقهم". فقالت: يا رسول الله ما من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالى؟ فقال: "ما من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالى ثلاثا قلت: ولا أنت يا رسول الله؟ فوضع يده على هامته فقال: " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمته ". يقولها ثلاث مرات
(2)
. [1305]
(1)
بسند صحيح بالرواية الأخرى.
وأما الأولى، فلم أرها عنده.
(2)
قال التبريزي: "رواه البيهقي في "الدعوات الكبير
…
".
قلت: لم أقف على الكتاب، ولا على إسناد الحديث، ولا على من تكلم عليه، وغالب الظن أنه ضعيف؛ اللّهم إلّا قوله: "ما أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله
…
" إلخ؛ ثابت في "الصحيح".
قال أبو الحارث - كان الله له -: أمَّ كتاب "الدعوات الكَبير"؛ فقد وقفت عليه؛ ولكني لم أهتدِ إلى الحديث فيه!
لكن وقفت على الحديث في كتاب "فضائل الأوقات"(رقم: 26) للبيهقي نفسه؛ وإسناده ضعيف؛ فيه النضر بن كثير العبدي؛ وهو ضعيف؛ كما في "التقريب". ==
1258 -
وعن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن
(1)
"
(2)
. [1306]
1259 -
ورواه أحمد
(3)
عن عبد الله بن عمرو بن العاص وفي روايته: "إلا اثنين مشاحن وقاتل نفس". [1307]
1260 -
وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر"
(4)
. [1308]
= والحديث رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 67) من طريق أخرى عن عروة عنها: وإسناده ضعيف أيضًا. (ع)
(1)
أراد به صاحب البدعة، المفارق للجماعة، كذا في "شرح السنة"(2/ 18/ 2).
(2)
قال التبريزي: "رواه ابن ماجه".
قلت: (رقم: 1290) بإسناد ضعيف؛ فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف، وقد اضطرب في إسناده، وفيه انقطاع - أيضًا - كما نص عليه المنذري.
لكن الحديث قوي عندي لشواهده، وقد ذكرتها في تعليقي على رسالة الأخ محمَّد نسيب الرفاعي في هذه الليلة، ثم خرجتها - مجموعة مصححة - في "الصحيحة"(1144).
(3)
في "المسند"(2/ 176)، وفيه ابن لهيعة - أيضًا -؛ وهذا وجه من وجوه اضطرابه في إسناده المشار إليه في الحديث الذي قبله.
(4)
قال التبريزي: "رواه ابن ماجه". ==
37 - باب صلاة الضحى
مِنَ "الصِّحاح
":
1261 -
عن أم هانئ رضي الله عنها أنها قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل وصلى ثماني ركعات فلم أر يصلى صلاة قط أخف منها غير أنه يتم الركوع والسجود، وذلك ضحى. [924]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (357) م (82/ 336)] عَنْهَا في الصلاةِ.
1262 -
و قالت معاذة: سألت عائشة رضي الله عنها: كم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الضحى؟ قالت: أربع ركعات ويزيد ما شاء الله. [925]
• مُسْلِمٌ [78/ 719]، وَالنسائيُّ [الكبرى 479] وَابنُ مَاجَه [1381] عَنْهَا فِيهَا، وَالتِّرمِذِيُّ [288] في الشمائِلِ.
1263 -
وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى". [926]
• مُسْلِمٌ [84/ 720] عَنْهُ فيهَا.
= قلت: (رقم: 1388) بإسناد واه جدًّا؛ فيه ابن أبي سبرة - وهو أبو بكر بن عبد الله بن محمَّد بن أبي سبرة -، قال أحمد، وابن معين:"يضع الحديث".
1264 -
وقال: "صلاة الأوابين حين ترمض الفصال
(1)
". [927]
• مُسْلِمٌ [143/ 748] عَنْ زَيدِ بْنِ أَرْقَمَ فيهَا.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1265 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عن الله تبارك وتعالى أنه قال: يا ابن آدم اركع لي أربع ركعات من أول النهار: أكفك آخره". [928]
• التِّرْمِذِي
(2)
[475] في الصَّلاةِ عَنْ أبِي ذَرّ وَغَيْرِهِ، وَأبو دَاوُدَ [1289]، وَالنسَائِي [الكبرى 466] عَنْ نُعَيمِ بنِ هَمَّارٍ.
1266 -
وقال: "في الإنسان ثلاث مئة وستون مفصلا فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منه بصدقة" قالوا: ومن يطيق ذلك يا نبي الله؟ قال: "النخاعة في المسجد تدفنها والشيء تنحيه عن الطريق فإن لم تجد فركعتا الضحى تجزئك". [929]
• أبو دَاوُدَ
(3)
[5242] عَنْ بُرَيدَةَ.
(1)
ترمض: تحترق.
الفصال: جمع فصيل؛ وهو ولد الناقة إذا فصل عن أمه.
(2)
وقال: "حديث حسن غريب".
قلت: بإسناده شامي صحيح، على ما في اسم شيخ الترمذي من الاختلاف في نسخه، كما بينه المحقق أحمد شاكر.
لكن الحديث - على كل حال - صحيح؛ فإن له طريقًا أخرى في "المسند"(6/ 440/ 451) عن أبي الدرداء وحده، وسنده صحيح؛ لولا أن شريح بن عبيد لم يدرك أبا الدرداء، كما في "التهذيب"، لكن يشهد له ما رواه أبو داود في "سننه"(1289)، وأحمد أيضًا (5/ 286 - 287) - عن نعيم بن همار بسند صحيح.
قلت: ورواه جميع الصحابة المذكورين - أبي الدرداء، وأبي ذر، ونعيمٍ - وقد سبق تخريجها آنفًا.
(3)
وأحمد أيضًا (5/ 254)، وإسناده صحيح على شرط مسلم.
1267 -
وقال: "من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا من ذهب في الجنة".
غريب. [930]
• الترْمِذِيُّ
(1)
[473]، وابن ماجه [1380] عَنْ أنَسٍ فِيهَا.
1268 -
وقال: "من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ركعتي الضحى لا يقول إلا خيرا غفر له خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر". [931]
• أبُو دَاوُدَ
(2)
[1287] عَنْ سَهلِ بْنِ مُعاذٍ، عَنْ أبِيهِ فِيهَا.
الفصل الثالث:
1269 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حافظ على شفعة الضحى غفرت له ذنوبه وإن كانت مثلا زبد البحر". [1318]
• أحمد (2/ 499)، والترمذي
(3)
(476)، وابن ماجه (1382) في الصّلاة عنه.
1270 -
وعن عائشة أنها كانت تصلي الضحى ثماني ركعات ثم تقول: لو نشر لي أبواي ما تركتها. [1319]
(1)
وقال: "غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
قلت: وعلته أن فيه موسى بن فلان بن أنس؛ وهو مجهول.
(2)
بإسناد ضعيف.
(3)
وقال: "لا نعرفه إلا من حديث نهاس بن قهم".
قلت: وهو ضعيف.
• مالك
(1)
(113) عنها.
1271 -
وعن أبي سعيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى حتى نقول: لا يدعها ويدعها حتى نقول: لا يصليها. [1320]
• الترمذي
(2)
(477) عنه في الصلاة.
1272 -
وعن مورق العجلي قال: قلت لابن عمر: تصلي الضحى؟ قال: لا. قلت: فعمر؟ قال: لا. قلت: فأبو بكر؟ قال: لا. قلت: فالنبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا إخاله. [1321]
• البخاري (1175) عنه لي الصّلاة.
38 - باب التطوع
مِنَ "الصِّحَاح
":
1273 -
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال عند صلاة الفجر: " يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي الجنة؟ ". قال: ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم أتطهر طهورا من ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي. [932]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (1149) م (108/ 2458)، في الصلاةِ عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه.
(1)
بإسناد صحيح.
(2)
وقال: "حديث حسن غريب".
وأقول: إسناده ضعيف؛ فيه عطية العوفي؛ وهو ضعيف مدلس، انظر تفصيل تدليسه في كتابي "الأحاديث الضعيفة"(ج 1/ 32).
1274 -
وقال جابر رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور حلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - ويسمى حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وآجله - فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به". [933]
• البخاري، والأربعَةُ عَنْهُ: البخاري [1162] في الدعَوَاتِ، النسائي [6/ 80] في النّكاح (أبو داود [1538]، والترمذي [480] ابن ماجه [1383]) في الصلاةِ.
مِنَ "الحِسَان
":
1275 -
قال علي رضي الله عنه: ما حدثني أحد حديثا إلا استحلفته، فإذا حلَفَ لي صدَّقتُهُ، وحدَّثَني أبو بَكْرٍ الصديقَ رضي الله عنه، وصدق أبو بكر. قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله تعالى إلا غفر الله له ثم قرأ: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم} . [934]
• التِّرمِذِيُّ
(1)
[3006]، وابن ماجه [1395] في الصلاةِ عَنْ عَليٍّ: حَدثني أبو بَكر الصديق رضي الله عنهما.
(1)
وقال: "حديث حسن".
قلت: وإسناده حسن، ورواه أبو داود - أيضًا - (رقم: 1521)؛ خلافًا لما يشعره كلام المؤلف.
1276 -
وقال حذيفة: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه
(1)
أمر صلى. [935]
• أبو دَاوُدَ
(2)
[1319] عَنْهُ فِيهَا.
1277 -
عن بريدة أنه قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بلالا فقال: " بم سبقتني إلى الجنة ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك
(3)
أمامي". قال: يا رسول الله ما أذنت قط إلا صليت ركعتين وما أصابني حدث قط إلا توضأت عنده ورأيت أن لله علي ركعتين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بهما". [936]
(1)
أي: أهمه.
(2)
وكذا أحمد (5/ 388)، وإسناده ضعيف؛ فيه محمَّد بن عبد الله الدؤلي، عن عبد العزيز - أخي حذيفة -، وهما مجهولان.
ثم وجدت له شاهدًا من حديث عبد الله بن سلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل بأهله الضيق؛ أمرهم بالصلاة، ثم قرأ: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا
…
} الآية.
وأخرجه الضياء في "المختارة"(58/ 180/ 1)، ورجاله ثقات، لكن فيه انقطاع.
فالحديث - به - حسن.
وقال الهيثمي (7/ 67): "رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله ثقات".
ومن طريقه: أبو نعيم في "الحلية"(8/ 176).
وقد وقفت على إسناده في "مجمع البحرين"(ق 162/ 2)، عن شيخه أحمد بن يحيى الحلواني، ولم أره في "الأوسط" - بعد البحث -.
(3)
الخشخشة: حركة لها صوت كصوت السلاح.
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[3689] في المَنَاقِبِ عَنْهُ.
1278 -
عن عبد الله بن أبي أوفى أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كانت له حاجة إلى الله تعالى أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم والفوز بالجنة، والنجاة من النار، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضى إلا قضيتها يا أرحم الراحمين".
غريب [937]
• الترمِذِي [479]، وَابْنُ مَاجَه [1384] في الصلاةِ، وَقَالَ الترمذي
(2)
: "غَرِيبٌ؛ وفائد أبو الورقاء ضعيف
…
".
39 - باب صلاة التسبيح
1279 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
وقال: "حديث حسن صحيح غريب".
وأخرجه أحمد أيضًا (5/ 360)، وإسناده صحيح على شرط مسلم، وصححه الحاكم، والذهبي.
(2)
وتمام كلام الترمذي (2/ 344/ 479): "وفي إسناده مقال؛ فائد بن عبد الرحمن يضعف في الحديث".
قلت: بل هو ضعيف جدًّا.
قال الحاكم: "وروى عن ابن أبي أوفى أحاديث موضوعة".
وهذا الباب خال عن الفصل الثالث.
قال: للعباس بن عبد المطلب: "يا عماه ألا أعلمك؟ ألا أمنحك؟ ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره خطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته: أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة قلت وأنت قائم: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا، ثم تهوي ساجدا فتقولها عشرا ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا قبل أن تقوم فذلك خمس وسبعون في كل ركعة.
إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل فإن لم تفعل ففي كل جمعة فإن لم تفعل ففي كل شهر فإن لم تفعل ففي كل سنة فإن لم تفعل ففي عمرك مرة". [938]
• أبو دَاوُدَ
(1)
[1297]، وَابنُ مَاجَه [1386] في الصلاةِ عَنْه، وَالتّرْمِذِيُّ
(2)
[482] عَنْ أبِي رَافِعٍ
(1)
بإسناد ضعيف؛ فيه موسى بن عبد العزيز: ثنا الحكم بن أبان - وكلاهما ضعيف من قبل الحفظ -.
وأشار الحاكم (1/ 318) - ثم الذهبي - إلى تقويته، وهو حق؛ فإن للحديث طرقًا وشواهد كثيرة، يقطع الواقف عليها بأن للحديث أصلًا أصيلًا، خلافًا لمن حكم عليه بالوضع، أو قال: إنه باطل.
وقد جمع طرقه: الخطيب البغدادي في جزء، وهو مخطوط في المكتبة الظاهرية بدمشق، وقد حقق القول عليه العلامة: أبو الحسنات اللكنوي في "الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة"(ص 353/ 374)، فليراجعه من شاء البسط؛ فإنه يغني عن كل ما كتب في هذا الموضوع، وقد أشار المؤلف إلى تقويته - أيضًا - بذكره طريق أبي رافع عقبه، وانظر أجوبة الحافظ ابن حجر حول هذا الحديث، وأحاديث أخرى، مبسوطة في آخر هذا الكتاب.
ثم حققت القول في بعض طرق الحديث المؤيد لما سبق في "صحيح أبي داود"(1173 - 1175).
(2)
في "سننه"(2/ 350)، وقال:"حديث غريب".
قلت: أي: ضعيف، وعلته: أنه من رواية موسى بن عبيدة - وهو ضعيف -، عن سعيد بن أبي سعيد - ==
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= مولى أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم؛ وهو مجهول -.
- قال العلائي في "النقد الصريح":
"وهو حديث، حسن، صحيح، رواه أبو داود، وابن ماجة بسند جيد إلى ابن عباس رضي الله عنهما، وعنه عكرمة، وقد احتج به البخاري، وعنه الحكم بن أبان، وقد وثقه يحيى بن معين، وأحمد العجليّ، وغيرهما، وعنه موسى بن عبد العزيز، وقد قال فيه يحيى بن معين والنسائي: لا بأس به، رواته متفق عليهم، وقد أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه".
وقال أبو حامد بن الشرقي: سمعت مسلم بن الحجاج - وكتب معي هذا الحديث - عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، عن موسى بن عبد العزيز يقول: لا يروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا.
وقال الإِمام أبو بكر بن أبي داود السجستاني: سمعت أبي يقول: ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا - يعني: حديث عكرمة عن ابن عباس -.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك على الصحيحين" مصححا له، ثم رواه - أيضًا - من طريق حيوة بن شريح، عن يزيد بن أبي حبيب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم علم هذه الصلاة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، فذكرها، ثم قال الحاكم: هذا إسناد صحيح لا غبار عليه.
فهذه التصحيحات؛ كلها تعارض ذكر ابن الجوزي له في كتابه "الموضوعات"، وتبين أنه أخطأ في ذلك - ولا بد -، وهو ساقه من ثلاث طرق؛ منها: اثنان؛ في إسناد كل منهما رجل ضعيف، وليس هو كذلك، فقد روى عنه جماعة من الثقات، وتقدم أن ابن معين والنسائي قالا فيه: لا بأس به، فليس بمجهول - قطعًا -.
ثم لا يلزم من كونه مجهولًا والآخرين ضعيفين أن يكون الحديث موضوعًا، لا سيما مع تصحيح من تقدم.
وللحديث طرق أخرى كثيرة غير ما ذكرنا.
فأما ما ذكره؛ السائل من أن الإِمام أحمد بن حنبل طعن فيه! فقد ذكر الخلال في كتاب "العلل" أن علي بن سعيد النسائي قال: سألت أحمد بن حنبل طعن صلاة التسبيح! فقال: لم يصح - عندي - منها شيء، فقلت له: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص! فقال: كل يرويه عن عمرو بن مالك النكري، فقلت: قد رواه - أيضًا - مستمر بن الريان، فقال: من حدثك! قلت: مسلم بن إبراهيم، فقال: مستمر شيخ ثقة، فكأنه أعجبه. ==
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فهذا تقوية منه للحديث بسند آخر غير ما تقدم.
وقد حكى الترمذي عن الإِمام عبد الله بن المبارك ما يقتضي تقوية هذا الحديث، وذكر استحباب فعلها من أصحابنا الروياني في "البحر"، والبغوي في "شرح السنة"، وذكرها من أئمة الحنابلة جماعة؛ منهم: أبو الوفاء بن عقيل، والشيخ موفق الدين المقدسي، وغيرهما - والله أعلم - ".
قال الحافظ ابن حجر في "أجوبته":
أما نقله عن الإِمام أحمد، ففيه نظر، لأن النقل عنه اختلف. ولم يصرح أحدٌ عنه بإطلاق الوضع على هذا الحديث وقد نقل الشيخ الموفق بن قُدامة عن أبي بكر الأثرَم قال: سألت أحمد عن صلاة التسبيح؟ فقال: لا يُعجبني، ليس فيها شيء صحيح، ونفض يده كالمُنْكِر.
قال الموَفق: لم يُثْبِتْ أحمدُ الحديث فيها، ولم يرها مستحبة، فإِنَّ فعلها إنسان فلا بأس.
قلت: وقد جاء عن أحمد أنه رجع عن ذلك، فقال علي بن سعيد النَّسائي: سألت أحمد عن صلاة التسبيح؛ فقال: لا يصح فيها عندي شيء.
قال: المُستمِر بن الريان، عن أبي الحريراء، عن عبد الله بن عمرو! فقال: مَن حَدثك؟ قلت: مسلم بن إبراهيم، قال: المستمِر ثقة، وكأنه أعجبه انتهى.
فهذا النقل عن أحمد يقتضي أنه رجع إلى استحبابها.
وأمّا ما نقله عنه غيره، فهو معارض بمن قوى الخبر فيها، وعمل بها.
وقد اتفقوا على أنه لا يُعْمَل بالموضوع وإنما يُعمل بالضعيف في الفضائل، وفي الترغيب والترهيب وقد أخرج حديثها أئمة الإِسلام وحفَّاظه: أبو داود في "السنن" والترمذي في "الجامع" وابن خُزَيمة في "صحيحه" لكن قال: إن ثبت الخبر، والحاكم في "المستدرك" وقال:"صحيح الإسناد" والدّارقطني أفردها بجميع طرقها في جزء، ثم فعل ذلك الخطيب، ثم جمع طرقها الحافظ أبو موسى المَدني في جزء سمّاه "تصحيح صلاة التسابيح".
وقد تحصل عندي من مجموع طُرُقها عن عشرة من الصحابة من طرُق موصولة، وعن عدة من التابعين من طُرُقِ مرسلة، قال الترمذي في "الجامع":"باب ما جاء في صلاة التسابيح" فأخرج حديثًا لأنس في مطلق التسبيح في الصلاة، زائدًا على أحاديث الذكر في الركوع والسجود، ثم قال:"وفي الباب عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو، والفضل بن عبّاس، وأبي رافع". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وزاد شيخنا أبو الفضل بن العراقي الحافظ، أنه ورد أيضًا من حديث عبد الله بن عمر بن الخطّاب وزدت عليهما فيما أمليته من تخريج الأحاديث الواردة في الأذكار للشيخ محيي الدين النووي عن العبّاس بن عبد المطلب، وعن علي بن أبي طالب، وعن أخيه جعفر بن أبي طالب، وعن ابنه عبّاس بن جعفر، وعن أمّ المؤمنين أمّ سلمة، وعن الأنصاري غير مسمّى، وقال الحافظ المِزِّي: يقال: أنَّه جابر.
فهؤلاء عشرة أنْفُس، وزيادة أم سلمة والأنصاري، وسوى حديث أنس الذي أخرجه الترمذي.
وأمَّا من رواه مرسلًا، فجاء عنه من طرق، أقواها ما أخرجه أبو داود، وابن ماجة، وابن خُزَيمة، وغيرهم من طريق الحكم بن أبان عن عِكْرِمة عنه، وله طرق أخرى عن ابن عبّاس من رواية عطاء وأبي الجوزاء وغيرهما عنه.
وقال مسلم في رواه الخليلي في "الإرشاد" بسنده عنه: "لا يُروى في هذا الحديث إسناد أحسن منه هذا".
وقال أبو بكر بن أبي داود عن أبيه: "ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غيره".
وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص، أخرجه أبو داود في "السنن" من طريق أبي الجوزاء، حدّثني رجل له صحبة يَرَوْنه أنه عبد الله بن عمرو، وأخرجه ابن شاهين في "الترغيب" من طريق عمرو بن شعيب عن محمَّد بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، عن جدّه.
وحديث الفضل، ذكره أبو نُعَيم الأصبهاني في كتابه "قُربان المتقين".
وحديث أبي رافع أخرجه الترمذي وابن ماجه، وقبلهما أبو بكر بن أبي شيبة.
وحديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، أخرجه الحاكم وقال:"صحّت الرّواية أن النبي صلى الله عليه وسلم علم جعفر بن أبي طالب هذه الصّلاة، وقال أيضًا: "سنده صحيح لا غُبار عليه".
وأخرجه محمَّد بن فُضيل في "كتاب الدّعاء" من وجهٍ آخر عن ابن عمر موقوفًا.
وحديث العبّاس، أخرجه أبو نُعيم في "قربان المتقين".
وحديث علي أخرجه الدّارقطني.
وحديث جعفر، أخرجه إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي في "فوائده".
وحديث عبد الله بن جعفر، أخرجه الدّارقطني أيضًا. ==
نَحْوَ ذَلِكَ.
1280 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب تبارك وتعالى: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك". [939]
• أَبُو دَاوُدَ
(1)
[864]، وَالتِّرْمِذِيُّ [1413] وَابْنُ مَاجَه [1425] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيهَا.
وفي رواية: "ثُمَّ الزكاةُ مثل ذلك، ثُمَّ تؤْخذُ الأعمال على حسبِ ذلك".
• أَبُو دَاوُدَ [866] وَابْنُ مَاجَه [1426] عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِي، وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ
(2)
[4/ 65] عَنْ رَجُلٍ غَيْرِ مُسَمُّى.
= وحديث أم سلمة أخرجه أبو نُعيم في "قربان المتقين".
وأمّا المراسيل، فأخرجها سعيد بن منصور، وأبو بكر بن أبي داود، والخطيب وغيرهم في تصانيفهم المذكورة، وقد جمعتُ طرقه مع بيان عللها وتفصيل أحوال رواتها في جزء مفرد وقد وقع فيه مثال ما تناقض فيه المتأولان في التصحيح والتضعيف، وهما الحاكم وابن الجوزي فإن الحاكم مشهور بالتساهل في التصحيح، وابن الجوزي مشهور بالتساهل في دعوى الوضع كل منهما [روى] هذا الحديث، فصرح الحاكم بأنه صحيح، وابن الجوزي بأنه موضوع، والحق أنه في درجة الحسن لكثرة طرقه التي يَقْوى بها الطريق الأولى والله أعلم.
(1)
ورواه النسائي - أيضًا - (1/ 81 - 82)، وقال الترمذي (2/ 269 - 270):"حديث حسن".
ورجاله ثقات، وفي إسناده اختلاف!
لكن الحديث صحيح لشواهده الكثيرة؛ منها حديث الرجل الذي لم يسم؛ وسيأتي بعده.
(2)
وكذا الحاكم (1/ 263)، وإسناده صحيح.
1281 -
وعن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أذن الله لعبد في شيء أفضل من ركعتين يصليهما وإن البر ليذر على رأس العبد ما دام في صلاته وما تقرب العباد إلى الله تعالى بمثل ما خرج منه - يعني القرآن". [940]
• أحْمَدُ [5/ 268]، وَالترمِذِيُّ
(1)
[2911] في فَضلِ القُرآنِ عَنْ أَبِي أمَامَةَ.
40 - باب صلاة السفر
مِنَ "الصِّحاح
":
1282 -
قال أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالمدينة أربعا وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين. [941]
(1)
وقال: "غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وبكر بن خنيس قد تكلم فيه ابن المبارك، وتركه في آخر عمره".
قلت: وفوقه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف - أيضًا -؛ وهو علة الحديث؛ فإن ابن خنيس قد توبع عليه، وإن كان قد خولف في إسناده: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 181/ 1) في مسند جبير بن نوفل - غير منسوب -: من طريق أبي بكر بن عياش، عن ليث، عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نوفل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وابن نوفل - هذا - لا يعرف إلا في هذا الإسناد الضعيف، ولعله من ليث، أو ممن دونه؛ والله أعلم.
والحديث: أخرجه ابن نصر - أيضًا - في قيام الليل (ص 23)، والخطيب في "تاريخه"(7/ 88)، و (12/ 220) من الوجه الأول.
وللجملة الأخيرة منه شاهد من حديث أبي ذر، وقد خرجته في "الصحيحة"(961).
ثم تبيَّن لي فيه علّة، تمنع من الحكم بتحسين - بله تصحيحه -؛ أوردته - لأجلها - في "الضعيفة"(1957)؛ فمن كان عنده "الصحيحة"، فليضرب عليه فيها.
• الجَمَاعَةُ
(1)
عَنْهُ [خ (1089) م (10/ 690) د 1202 ت 546 س 1/ 235] في الصلاةِ.
1283 -
قال حارثة بن وهب الخزاعي: صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن أكثر ما كنا قط وآمنه
(2)
بمنى ركعتين ركعتين. [942]
• الخمسَةُ [خ (1083) م (20/ 696) د 1965 ت 882 س 3/ 119] فِيهَا عَنْهُ.
1284 -
قال يعلى بن أمية: قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنما قال الله تعالى: {أن تقصروا من الصلاة إن خفتم} فقد أمن الناس. قال عمر: عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. فقال: "صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته"[943]
• مُسْلِمٌ [48/ 686]، وَالأربعَةُ [د 1199 ت 3034 س 3/ 116] عَنْهُ فِيهَا
(3)
.
1285 -
وقال أنس: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة فكان يصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة قيل له: أقمتم بمكة شيئا؟ قال: "أقمنا بها عشرا". [944]
• الجَماعَةُ [خ 1081) م (15/ 693) د 1233 ت 548 س 3/ 118 ق 1077] فِيهَا عَنْهُ.
1286 -
و قال ابن عباس رضي الله عنه: أقام النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
سوى ابن ماجه؛ فلم نره عنده.
وقال صدر الدين المناوي في "كشف المناهج والتناقيح"(ق 138): "رواه الجماعة
…
إلا ابن ماجه".
وكذا عزاه المزي في "تحفة الأشراف"(1/ 81) إلى الجماعة سوى ابن ماجه! (ع)
(2)
عطف على (أكثر). و (قط) مقدرها هنا.
والمعنى: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الوقت؛ والحال أنا بمنى: "مرقاة".
(3)
بل رواه الترمذي في (التفسير)! (ع)
وبمكة تسعة عشر يوما يصلى ركعتين. [945]
• البُخَارِيُّ [1080]، وَأبو دَاوُدَ [1230]، وَابْنُ مَاجَه [1075] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه فِيهَا.
1287 -
و قال حفص بن عاصم: صحبت ابن عمر في طريق مكة فصلى لنا الظهر ركعتين ثم جاء رحله وجلس فرأى ناسا قياما فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قلت: يسبحون
(1)
. قال: لو كنت مسبحا أتممت صلاتي. صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان لا يزيد في السفر على ركعتين وأبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم كذلك [946]
• الجَماعَةُ
(2)
[خ (1101 - 1102) م (8/ 689) د 1223 س 3/ 123 ق 1071] عَنْهُ فِيهَا.
1288 -
وقال ابن عباس رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر إذا كان على ظهر سير ويجمع بين المغرب والعشاء. [947]
• البُخَاريُّ [1107] فِيهَا عَنْهُ.
ورواه ابنُ عمر، وأنسٌ، ومعاذ.
• أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ [1106]، وَمُسْلِمٌ [703] في الصَّلاةِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَمِنْ حَدِيثِ [خ (1108)] أَنَسٍ نَحْوَه، وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ [52/ 706] حَدِيثَ مُعَاذٍ.
1289 -
وقال ابن عمر رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه
(1)
أي: يتنفلون.
(2)
سوى الترمذي؛ فإنما أخرجه (544) - بلفظ نحوه - من طريق آخر عن ابن عمر؛ وهكذا عزاه إليهم - سوى الترمذي - الصدر المناويّ في "كشف المناهج"(ق 139)؛ فتنبه!! (ع)
وسلم يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به يومئ إيماء صلاة الليل إلا الفرائض ويوتر على راحلته. [948]
• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1000) م 037 - 38/ 700)] عَنْهُ فِيهَا (د [1224]، س [1/ 244]).
مِنَ "الحِسانِ
":
1290 -
و قالت عائشة رضي الله عنها: كان ذلك قد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر الصلاة وأتم. [949]
• البَغَوِيُّ [1023] في "شرح السُّنَّةِ"
(1)
.
1291 -
وقال عمران بن حصين: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم وشهدت معه الفتح فأقام بمكة ثماني عشرة ليلة لا يصلي إلا ركعتين يقول: "يا أهل البلد صلوا أربعا فإنا سفر". [950]
• أبو دَاوُدَ
(2)
[1229]، والتِّرْمِذِيُّ [545] في الصلاةِ عَنْهُ.
1292 -
وقال ابن عمر رضي الله عنه: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر في السفر ركعتين وبعدها ركعتين والعصر ركعتين ولم يصل بعدها والمغرب ثلاث ركعات وبعدها ركعتين. [951]
(1)
ورواه الدارقطني (ص 242)، وعنه البيهقي (3/ 142)؛ وإسناده ضعيف؛ فيه طلحة بن عمرو، قال الدارقطني:"ضعيف".
ثم رواه من طريق أخرى عنها، وقال:"هذا إسناد صحيح".
قلت: وفيه سعيد بن محمَّد بن ثواب، ترجمه الخطيب في "تاريخه"؛ ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وبقية رجاله ثقات، ويعارضه حديثها الآتي (1348)، وهو أصح.
(2)
بإسناد ضعيف؛ فيه علي بن زيد - وهو ابن جدعان -؛ ضعيف.
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[552] عَنْهُ فِيهَا، وَفِيهِ ابْنُ أَبِي لَيْلَى الفَقِيهُ. وَهُوَ سَيِّيءُ الحِفْظِ.
1293 -
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مان في غزوة تبوك: إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين الظهر والعصر وإن ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر حتى ينزل للعصر وفي المغرب مثل ذلك إذا غابت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين المغرب والعشاء وإن ارتحل قبل أن تغيب الشمس آخر المغرب حتى ينزل للعشاء ثم يجمع بينهما. [952]
• أبو دَاوُدَ [1220]، وَالتِّرْمِذِيُّ
(2)
[553] في الصَّلاةِ عَنْهُ.
1294 -
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر وأراد أن يتطوع استقبل القبلة بناقته فكبر ثم صلى حيث وجهه ركابه
(3)
. [953]
• أَحْمَدُ [3/ 203]، وَأَبُو دَاوُدَ
(4)
[1225] في التطَوع عَنْهُ.
(1)
وقال: "حديث حسن، سمعت محمدًا - يعني: البخاري - يقول: ما روى ابن أبي ليلى حديثًا أعجب إلى من هذا، ولا أروي عنه شيئًا".
قلت: وهو سييّء الحفظ.
وشيخه فيه عطية - وهو العوفي -؛ ضعيف ومدلس.
لكن في الباب أحاديث أخرى يدل مجموعها على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي السنن أو بعضها في السفر أحيانًا.
(2)
وقال: "حديث حسن غريب، تفرد به قتيبة".
قلت: وهو ثقة، وكذلك سائر الرواة؛ فالحديث صحيح.
(3)
أي: حيث ذهب به مركوبه.
(4)
بإسناد حسن، ورواه ابن حبان في "كتاب الثقات"، والضياء المقدسي في "المختارة"، وصححه ابن ==
1295 -
وعن جابر رضي الله عنه أنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة فجئت وهو يصلي على راحلته نحو المشرق ويجعل السجود أخفض من الركوع. [954]
• أبو دَاودَ
(1)
[1227] عَنْهُ فِيهَا.
الفصل الثالث:
1296 -
عن ابن عمر قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين وأبو بكر بعده وعمر بعد أبي بكر وعثمان صدرا من خلافته ثم إن عثمان صلى بعد أربعا فكان ابن عمر إذا صلى مع الإمام صلى أربعا وإذا صلاها وحده صلى ركعتين. [1347]
• متفق عليه [خ (1082) م (694)] عنه في الصّلاة.
1297 -
وعن عائشة قالت: فرضت الصلاة ركعتين ثم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ففرضت أربعا وتركت صلاة السفر على الفريضة الأولى.
قال الزهري: قلت لعروة: ما بال عائشة تتم؟ قال: تأولت كما تأول عثمان
(2)
. [1348]
= السكن، وابن الملقن في "خلاصة البدر المنير".
(1)
وإسناده على شرط مسلم؛ فهو صحيح لولا عنعنة أبي الزبير؛ فإنه مدلس.
لكن قد صرح بالتحديث في رواية البيهقي "في سننه"(2/ 5).
وفي "البخاري" وغيره نحوه من طريق أخرى عن جابر، فثبت الحديث؛ والحمد لله.
(2)
فيه إشعار بضعف حديثها المتقدم (1341)؛ فإنها لو كانت تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أتم أحيانًا؛ لما تأولت كما تأول عثمان؛ فتأمل!
• متفق عليه [خ (350) م (685)] عنها فيها.
1298 -
وعن ابن عباس قال: فرض الله الصلاة على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين وفي الخوف ركعة. [1349]
• مسلم (687) عنه فيها.
1299 -
وعنه وعن ابن عمر قالا: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة السفر ركعتين وهما تمام غير قصر والوتر في السفر سنة. [1350]
• ابن ماجه
(1)
(1194) فيها عن ابن عباس وعن ابن عُمَرَ.
1300 -
وعن مالك بلغه أن ابن عباس كان يقصر في الصلاة في مثل ما يكون بين مكة والطائف وفي مثل ما يكون بين مكة وعسفان وفي مثل ما بين مكة وجدة قال مالك: وذلك أربعة برد
(2)
. [1351]
• مالك
(3)
(110) عنه موقوف.
1301 -
وعن البراء قال: صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر سفرا فما رأيته ترك ركعتين إذا زاغت الشمس قبل الظهر. [1352]
• أبو داود (1222)، والترمذي (550)، وقالَ: غريب
(4)
.
(1)
وإسناده ضعيف جدًّا؛ فيه جابر - وهو ابن يزيد الجعفي -، وهو متهم؛ كما قال البوصيري في "الزوائد"(ق 75/ 2).
(2)
جمع بريد؛ وهو فرسخان - أو اثنا عشر ميلًا -.
(3)
بلاغًا بدون إسناد؛ فلا يصح عن ابن عباس.
(4)
قلت: ورجاله ثقات؛ غير أبي بسرة الغفاري، قال الذهبي: لا يعرف.
1302 -
وعن نافع قال: إن عبد الله بن عمر كان يرى ابنه عبيد الله يتنفل في السفر فلا ينكر عليه. [1353]
• رواه مالك
(1)
(112) عن نافع عنه رضي الله عنه.
41 - باب الجمعة
مِنَ "الصِّحَاح
":
1303 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نحن
الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم ثم
هذا يومهم الذي فرض عليهم يعني الجمعة فاختلفوا فيه فهدانا الله له والناس لنا
فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد". [955]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (876) م (19/ 8551)] عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه.
وفي رواية: "نحن الآخِرونَ الأولونَ يومَ القيامِة، ونحنُ أولُ مَن يدخلُ الجنةَ بيدَ أنهم
…
".
• مسلمٌ [(20/ 855) (22/ 856)] عَنْهُ.
وفي رواية: "نحن الآخِرونَ مِن أهلِ الدنيا والأولونَ يومَ القيامةِ المَقْضِيُّ لهم قبلَ الخلائقِ".
1304 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه
(1)
قال: "بلغني عن نافع
…
"؛ فهو منقطع.
أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة ". [956]
• مُتفَق عَلَيْهِ
(1)
[م (17/ 854] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
1305 -
وقال: "إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيرا
إلا أعطاه إياه -قال - وهي ساعة خفيفة". [957]
• وَزَادَ مُسْلِمٌ [15/ 852]: "وَهِيَ سَاعَة خَفِيفَةٌ".
وفي رواية: "لا يوافِقُها مسلم قائمٌ يصلي يَسألُ
…
(2)
".
• لَهُما: [خ (935)، م (852)].
1306 -
قال أبو موسى: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة". [958]
• رَوَاهُ مُسْلِمٌ
(3)
[168853].
مِنَ "الحِسَانِ
":
1307 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله
(1)
كذا عزاه إلى المتفق عليه! والصواب أنه من أفراد مسلم؛ وإليه - فحسب - عزاه المزي في "التحفة"(10/ 203)، والصدر المناوي في "كشف المناهج"(ق 140)، بل صرّح أنه لم يخرجه البخاري! (ع).
(2)
زاد أحمد (2/ 272): "وهي بعد العصر".
ورجاله ثقات؛ غير محمَّد بن سلمة الأنصاري، فلم أعرفه.
(3)
وقد أُعل بالوقف، وسائر الأحاديث في الباب تخالفه، فانظر (1359 و 1360 و 1365)، وقد أشار إلى هذا الإمام أحمد بقوله:"أكثر الأحاديث في الساعة التي ترجى فيها إجابة الدعوة: أنها بعد صلاة العصر، وترجى بعد زوال الشمس"؛ ذكره الترمذي (2/ 361).
ومن شاء التفصيل حول الحديث؛ فليراجع "فتح الباري"(2/ 351).
عليه وسلم: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط وفيه مات، وفيه تيب عليه وفيه تقوم الساعة وما من دابة إلا وهي مصيخة
(1)
يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا الجن والإنس وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه".
قال أبو هريرة رضي الله عنه لقيت عبدالله بن سلام فحدثته فقال عبد الله بن سلام: قد علمت أيضا أية ساعة هي. هي آخر ساعة في يوم الجمعة. قال أبو هريرة: كيف تكون آخر ساعة في يوم الجمعة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي" وتلك الساعة لا يصلى فيها؟ " فقال عبدالله بن سلام: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في الصلاة؟ قال أبو هريرة رضي الله عنه: بلى، فهو ذاك. [959]
• مَالِك [88]، وَالثلاثةُ
(2)
عَنْهُ [د 1046 ت 491 س 3/ 113] فَفِي أَولِهِ قِصَّة مَعَ كَعبِ الأحْبَارِ رضي الله عنه.
1308 -
قال أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التمسوا الساعة التي ترجى في ويوم الجمعة بعد العصر إلى غيبوبة الشمس". [960]
• التِّرْمِذِيُّ [489] عَنْهُ في الصلاةِ، وَضَعَّفَ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي حُمَيْدٍ رَاوِيَهُ
(3)
.
(1)
أي: منتظرة لقيام الساعة: "مرقاة".
(2)
وقال الترمذي (2/ 363): "حديث حسن صحيح"؛ وهو مخرج في "صحيح أبي داود"(961).
(3)
قلت: لكنه لم يتفرد به، كما أشار إليه الترمذي بقوله:"وقد رُوي عن أنس من غير هذا الوجه".
ويشهد له الحديث الذي قبله، والحديث (1365).
وفي الباب عن جابر عند أبي داود - وغيره -، وصححه الحاكم، والذهبي، والنووي؛ ثم خرّجته في "الصحيحة"(2583).
1309 -
/ ب/ قال أبو سعيد الخدري: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة التي في ويوم الجمعة؟ فقال: "إني كنت علمتها ثم أنسيتها كما أنسيت ليلة القدر. [960]
• ب - ابنُ خُزَيمَةَ [1741]، وَالحاكِمُ [1/ 279] عَنْهُ. وفِي "الصَّحِيحَيْنِ" مِنْهُ: "إِنِّي كنتُ أَعْلَمتُ لَيْلَةَ القَدْرِ ثم أنسِيتُهَا.
1310 -
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة، فأكثرا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي" قالوا: يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا وقد أرمت؟ يقولون: بليت فقال: "إن الله - تعالى- حرم على الأرض أجساد الأنبياء". [961]
• أَبو دَاوُدَ
(1)
[1047]، وَالنَّسَائِي [1/ 91 - 92]، وَابْنُ مَاجَه [(1636) (1085)] عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ فيها.
1311 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة وما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله بخير إلا استجاب الله له ولا يستعيذ من شيء إلا أعاذه منه".
غريب. [962]
• أَحْمَدُ [2/ 298 - 299]، وَالتِّرْمِذِيُّ [3339] عَنْهُ فِيهَا، وَقَالَ: غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ مُوسَى
(1)
وإسناده صحيح، وقد صححه جماعة.
بْنِ عُبَيْدَةَ، وَهُوَ يُضَعفُ في الحَدِيثِ
(1)
.
الفصل الثالث:
1312 -
عن أبي لبابة بن عبد المنذر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر فيه خمس خلال: خلق الله فيه آدم وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض وفيه توفي الله آدم وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئا إلا أعطاه ما لم يسأل حراما وفيه تقوم الساعة ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا هو مشفق من يوم الجمعة ". [1363]
• ابن ماجه
(2)
(1084) عنه. وَأَخْرَجَ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ مُعَاذٍ نَحْوَهُ
(3)
.
1313 -
عن سعد بن عبادة: أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرنا عن يوم الجمعة ماذا فيه من الخير؟ قال: " فيه خمس خلال
(4)
" [1364]
(1)
وقال ابن عدي في "الكامل": "وهذا الحديث؛ العهدة فيه على موسى بن عبيدة".
ومن طريقه: رواه البغوي - أيضًا - في "شرح السنة"(1/ 120/ 2 - نسخة المكتب).
وأخرجه البيهقي في "سننه"(3/ 170) من هذا الوجه دون قوله: "وما طلعت شمس
…
".
ولكنه روى هذه القطعة في فضل الجمعة في "شعب الإيمان"، فانظر "الأحاديث الصحيحة". (برقم: 1502)، فقد ذهبت فيه إلى أن الحديث - بتمامه - حسن؛ لشاهد ذكرته هناك.
(2)
وكذا أحمد (3/ 430) بإسناد حسن؛ كما في "الزوائد".
ثم تبين لي أنه ضعيف؛ لاضطراب ابن عقيل في إسناده ومتنه؛ فانظر "الضعيفة"(3726).
(3)
كذا قال! ولم نجده مرويًّا عن معاذ لا عند ابن ماجه ولا غيره!! (ع)
(4)
في "المسند"(5/ 284)، وإسناده كالذي قبله.
1314 -
وعن أبي هريرة قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: لأي شيء سمي يوم الجمعة؟ قال: "لأن فيها طبعت طينة أبيك آدم وفيها الصعقة والبعثة وفيها البطشة وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة من دعا الله فيها استجيب له
(1)
". [1365]
• لأحْمدَ (2/ 311) عن أبي هريرة.
1315 -
وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة فإنه مشهود تشهد الملائكة وإن احدا لن يصلي علي إلا عرضت علي صلاته حتى يفرغ منها" قال: قلت: وبعد الموت؟ قال: "إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء فنبي الله حي يرزق".
• ابنُ مَاجه
(2)
[1367] عَنْهُ.
1316 -
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر". [1367]
• أحمد
(3)
(2/ 169) عن عبد الله بن عمرو، والترمذي (1074)، وقالَ: غريب ليس بمتصل.
(1)
رواه أحمد في "المسند"(2/ 311)، وإسناده ضعيف؛ فيه فرج بن فضالة - وهو ضعيف -، وعلي بن أبي طلحة لم يسمع من أبي هريرة؛ كما في "الفتح"(2/ 346).
(2)
ورجاله ثقات؛ إلا أنه منقطع في موضعين، كما قال البوصيري، لكن يشهد - لبعضه - الحديث المتقدم (1360).
(3)
ورجاله موثقون؛ إلا أنه منقطع، كما ذكر الترمذي.
لكن رواه الطبراني - ومن طريقه: الضياء المقدسي في "المختارة"(ق 9/ 26) - موصولًا - كما في "الفيض" -.
وله طريق أخرى في "المسند"(2/ 176، 220)، وإسناده حسن - أو صحيح - بما قبله.
1317 -
وعن ابن عباس أنه قرأ: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية وعنده يهودي فقال: لو نزلت هذه الآية علينا لاتخذناها عيدا فقال ابن عباس: فإنها نزلت في يوم عيدين في ويوم جمعة ويوم عرفة. [1368]
• الترمذي
(1)
(3044) عنه، قال: حسن غريب.
قلت: له شاهد في "الصحيح"[خ 4407، م 3017] عن عمر.
1318 -
وعن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان" قال: وكان يقول: "ليلة الجمعة ليلة أغر ويوم الجمعة يوم أزهر". [1369]
• البيهقي
(2)
في الدعوات عن []
(3)
.
(1)
وتمام كلامه في "التفسير"(2/ 175): "وهو صحيح".
(2)
وعزاه في "الجامع الصغير" للبيهقي في "الشعب"، وتعقبه شارحه المناوي بقوله:"وظاهر صنيع المصنف أن مخرجه رواه وأقره، وليس كذلك! بل عقبه البيهقي بما نصه: "تفرد به زياد النميري، وعنه زائدة بن أبي الرقاد"، وقال البخاري: "زائدة عن زياد منكر الحديث"، وجهله جماعة!.
ومن طريقه: رواه ابن عساكر في "تاريخه"(11/ 232/ 1)، والرافعي في "تاريخ قزوين"(3/ 433، 449)، والبزار (616، 961 - كشف).
(3)
كذا في الأصل ولم نره في "الدعوات"! وإنما هو في "فضائل الأوقات"(رقم: 14)، و"الشعب" (3815) للبيهقي نفسه: عن أنس.
وإلى البيهقي في "الفضائل": عزاه المصنف في "تبيين العجب"(ص 31). والحديث رواه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"(1/ 259)، وابن السني في "عمل اليوم"(659)، وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 269)، والطبراني في "الأوسط"(3939) كلهم من طريق زائدة
…
به. (ع)
42 - باب وجوبها
مِنَ "الصِّحَاح
":
1319 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين". [963]
• مُسْلِمٌ
(1)
[40/ 86] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ مَعًا.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1320 -
عن أبي الجعد الضميري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه". [964]
• الثلاثةُ
(2)
(3)
[د 1052 ت 500 س 3/ 88] عَنْ أَبِي الجَعْدِ الضمرِي، وَلأحْمَدَ
(4)
[5/ 300] عَنْ أَبِي
(1)
وانظر "الصحيحة"(2967).
(2)
وكذا ابن ماجه (1125). (ع)
(3)
وقال (2/ 373): "حديث حسن".
قلت: وإسناده حسن، وصححه جماعة، وهو صحيح باعتبار شواهده.
وقد رواه مالك في "الموطإ"(1/ 111/ 20) عن صفوان - قال مالك: لا أدري؛ أعن النبي صلى الله عليه وسلم، أم لا؟ -، أنه قال
…
فذكره.
وهو مرسل؛ على تردده في رفعه.
وقد وصله الطيالسي (2435) عنه، عن أبي هريرة. لكن صفوان لم يسمع منه!
(4)
ورجاله موثقون، وصححه الحاكم (2/ 488)، وتعقبه الذهبي بما لا يجدي.
لكن قد اختلف في إسناده، فقيل: عن أبي قتادة، وقيل: عن جابر - وهو الأرجح، كما قال الدارقطنِي -: أخرجه ابن ماجه (1126)، وحسنه الحافظ، وصححه البوصيري.
قَتَادَةَ نَحْوُهُ.
1321 -
وقال: "من ترك الجمعة من غير عذر فليتصدق بدينار فإن لم يجد فبنصف دينار". [965]
• أحمَدُ [5/ 14]، وَأَبُو دَاوُدَ [1053]، وَالنَّسَائِيُّ [3/ 89]، وَابْنُ مَاجَه
(1)
[1128] عَنْه في كتابِ الجمُعَةِ.
1322 -
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الجمعة على من سمع النداء". [966]
• أبو دَاوُدَ
(2)
[1056] عَنْهُ فِيهَا.
1323 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الجمعة على من آواه الليل إلى أهله"
(3)
.
ضعيف [967]
• رَدَّهُ النوَوِيُّ بِأن سَنَدَهُ عَلَى شَرْطِ الصَّحِيحِ، وَهُوَ كمَا قَالَ، وَلا تَغْتَرَّ بِكَلامِ مَنْ خَالَفَه، وَأَخْرَجَهُ التّرْمِذِيُّ [502] فِيهَا، وَقَالَ: إِسنادُهُ ضعيف
(4)
.
(1)
إسناده ضعيف؛ فيه قدامة بن وَبرة - وهو مجهول، كما قال الحافظ ابن حجر في "التقريب" -؛ وهو عند ابن ماجه منقطع، كما قال المنذري.
(2)
بإسناد ضعيف؛ فيه أبو سلمة بن نُبَيْهٍ، وهو مجهول نكرة، كما قال الذهبي، ومثله شيخه عبد الله بن هارون.
وحسَّنته في "الإرواء"(3/ 58).
(3)
أي: الجمعة واجبة على كل من كان بمحل لو أتى إليها؛ أمكنه الرجوع بعدها إلى وطنه قبل دخول الليل.
(4)
بل هو إسناد تالف هالك؛ فيه عبد الله بن سعيد المقبري - وقد كذبوه - وعنه معارك بن عباد، ==
1324 -
وقال: "تجب الجمعة على كل مسلم إلا امرأة أو صبيا أو مملوكا أو مريضا". [968]
• أَخْرَجَهُ الشافِعِي رضي الله عنه[385] مِنْ طَرِيقِ محمد بْنِ كَعْبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي وَائِلٍ بِهِ.
وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ
(1)
[1067] فِيهَا عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ: "الجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ في جَمَاعَةٍ إلا الأرْبَعَةِ، فَذَكَرَه، وَزَادَ: أَوْ مَرِيضًا.
وَأَخْرَجَهُ الحاكِمُ [1/ 288] مِنْ حَدِيثِ طَارِقٍ هَذَا عَنْ أَبِي مُوسَى بِهِ، وَصَححَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.
الفصل الثالث:
1325 -
عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة: "لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم". [1378]
• مسلم (652) عنه فيها.
= وعنه حجاج بن نصير - وكلاهما ضعيف -.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 140) من حديث عائشة؛ وفيه عبد الواحد بن ميمون - مولى عروة -، وهو متروك، كما قال الدارقطني وغيره.
ومن طريقه: أخرجه الديلمي (2/ 80).
(1)
ورجاله ثقات من رجال مسلم؛ غير أن أبا داود أشار إلى أنه منقطع، فقال:"طارق بن شهاب قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمع منه شيئًا".
قلت: لكن الحديث صحيح بشواهد له، ذكرتها في "الإرواء"(3/ 54).
وأما رواية الشافعي؛ فهي من طريق إبراهيم بن محمَّد - وهو ابن أبي يحيى الأسلمي -، وهو ضعيف جدًّا؛ لكني صححته في "الإرواء"(3/ 58).
1326 -
وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ترك الجمعة من غير ضرورة كتب منافقا في كتاب لا يمحى ولا يبدل". [1379]
• الشافعي
(1)
(381) عنه، وفي رواية له: ثلاثًا.
1327 -
وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة يوم الجمعة إلا مريض أو مسافر أو صبي أو مملوك فمن استغنى بلهو أو تجارة استغنى الله عنه والله غني حميد". [1380]
• الدارقطني
(2)
(2/ 3) عنه فيها.
43 - باب التنظيف والتبكير
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1328 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى". [969]
• البُخارِيُّ [883] في الجُمُعَةِ عَنْ سلمَان.
(1)
وفيه إبراهيم بن محمَّد - وهو الأسلمي -؛ وهو واهٍ - كما سبق آنفًا -.
(2)
وإسناده ضعيف؛ فيه ابن لهيعة، ومعاذ بن محمَّد الأنصاري - وهما ضعيفان -، وأبو الزبير - مدلس وقد عنعنه -.
وانظر "الإرواء"(3/ 56 - 57).
وفي رواية: "وفضلُ ثلاثةِ أيامٍ".
• مُسْلِمٌ [26/ 857] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ فِيهَا.
1329 -
وقال: "من مس الحصى
(1)
فقد لغا". [970]
• مُسْلِمٌ [27/ 857]، وَالثلاثةُ
(2)
[د 1050 ت 498] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ فِيهَا.
1330 -
وقال: "إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول".
وقال: "ومثل المهجر كمثل الذي يهدي بدنة ثم كالذي يهدي بقرة ثم كبشا ثم دجاجة ثم بيضة فإذا خرج الإمام طووا صحفهم ويستمعون الذكر"[971]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ 9299) م (24/ 850)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيهَا.
1331 -
وقال: "إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب؛ فقد لغوت". [972]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (394) م (11/ 851)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيهَا.
1332 -
وقال: "لا يقيمن أحدكم أخاه يوم الجمعة ثم يخالف إلى مقعده فيقعد فيه ولكن يقول: افسحوا". رواه ابن عمر. [973]
• مُسْلِمٌ [29/ 2178] عَنْهُ فِيهَا.
(1)
أي: سَواه للسجود.
(2)
لم نره عند النسائي؛ ولم يعزه إليه المزي في "التحفة"(9/ 376).
وإنما أخرجه ابن ماجه (1090)! (ع)
مِنَ "الحِسَانِ
":
1333 -
قال: "من اغتسل يوم الجمعة ولبس من أحسن ثيابه ومس من طيب إن كان عنده ثم أتى الجمعة فلم يتخط أعناق الناس ثم صلى ما كتب الله له ثم أنصت إذا خرج إمام حتى يفرغ من صلاته كانت كفارة لما بينها وبين جمعته التي قبلها". [974]
• أبو دَاوُدَ
(1)
[343] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
1334 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غسل
(2)
يوم الجمعة واغتسل وبكر
(3)
وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام واستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة: أجر صيامها وقيامها". رواه أوس بن أوس. [975]
• الأربعَةُ
(4)
[د 345 ت 496 ق 1087 س 3/ 97] عَنْهُ فِيهَا.
1335 -
وقال: "ما على أحدكم إن وجد أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى
(1)
ورجاله ثقات؛ إلا أن محمَّد بن إسحاق مدلس وقد عنعنه.
لكن قد صرح بالتحديث في رواية أحمد (3/ 81)، وكذا الحاكم (1/ 283) - وصححه - ووافقه الذهبي.
(2)
قوله: "غسل"؛ أي: جامع امرأته، فأحوجها إلى الغسل، وذلك يكون أغض لطرفه إذا خرج إلى الجمعة، واغتسل بعد الجماع.
(3)
و"بكر"؛: أي: أتى الصلاة في أول وقتها.
"وابتكر": أدرك أول الخطبة: من "جامع الأصول"(135).
(4)
وقال الترمذي (2/ 368/ 496): "حديث حسن".
وإسناده صحيح، كما بينته في "صحيح أبي داود"(372).
ثوبي مهنته؟! ". [976]
• ابْنُ مَاجَه
(1)
[1095] عَنْ عَبْدِ الله بنِ سَلامٍ فِيهَا.
وَهوَ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ [1078] مِنْ رِوَايَةِ يُوسُفَ بنِ عَبْدِ الله بْنِ سلامٍ.
1336 -
وقال: "احضروا الذكر وادنوا من الإمام فإن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة وإن دخلها". [977]
• أبو دَاوُدَ
(2)
[1108] عَنْ سَمُرَةَ فيهَا.
1337 -
وقال: "من تخطى رقاب الناس يوم الجمعة اتخذ جسرا إلى جهنم".
غريب [978]
• الترْمِذِيُّ [513] مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ أنَسٍ فِيهَا، وَقَال: غَرِيبٌ
(3)
.
(1)
الصواب أن يقال: رواه أبو داود - فإن هذا لفظه -، ورواه ابن ماجه (1/ 1095) نحوه! وإسنادهما صحيح.
وقد رواه مالك في "الموطإ"(1/ 110/ 17) عن يحيى بن سعيد، أنه بلغه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
…
وهذا معضل.
(2)
ورجاله ثقات؛ غير يحيى بن مالك - وهو الأزدي العتكي -؛ أورده ابن أبي حاتم (4/ 2/ 190)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
ومن طريقه: أخرجه أحمد - أيضًا - (5/ 11)، والحاكم (1/ 289)، وقال:"صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي.
وأغرب المنذري حيث أورد الحديث في "الترغيب"(1/ 255) - من رواية الطبراني، والأصبهاني، وغيرهما -، وأشار لضعفه!.
وانظر - لزامًا - "الصحيحة"(رقم: 365 - الطبعة الجديدة).
(3)
وعلته: أنه من رواية رشدين بن سعد، عن زَبان بن فائد - وكلاهما ضعيف -.
ثم وجدت له شاهدًا؛ أخرجته في "الصحيحة"(3122)، فهو - به - حسن.
1338 -
وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب. [979]
• أبو دَاوُدَ [1110]، وَالتِّرْمِذِيُّ
(1)
[514] عَنْهُ فِيهَا.
1339 -
وقال: "إذا نعس أحدكم يوم الجمعة فليتحول من مجلسه ذلك".
رواه ابن عمر [980]
• الترْمِذِيُّ
(2)
[526] فِيهَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
الفصل الثالث:
1340 -
عن نافع قال: سمعت ابن عمر يقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقيم الرجل الرجل من مقعده ويجلس فيه؟ قيل لنافع: في الجمعة قال: في الجمعة
(1)
وقال: "حديث حسن".
قلت: وإسناده حسن.
وله شاهدان من حديث ابن عمرو - عند ابن ماجه (1134) -، وجابر - عند ابن عدي في "الكامل"(4/ 1505) -، وإسنادهما ضعيف.
(2)
وقال: "حديث حسن صحيح".
قلت: ورجاله ثقات؛ غير أن محمَّد بن إسحاق مدلس، وقد عنعنه.
لكن أخرجه أحمد (2/ 135) - عنه - مصرحًا بالتحديث في رواية صحيحة عنه، فثبت الحديث، والحمد لله.
وانظر "الصحيحة"(468 - الطبعة الجديدة).
وغيرها. [1395]
• متفق عليه [خ (6270) م (2177)] عن ابن عمر في الجمعة.
1341 -
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يحضر الجمعة ثلاثة نفر: فرجل حضرها بلغو فذلك حظه منها. ورجل حضرها بدعاء فهو رجل دعا الله إن شاء أعطاه وإن شاء منعه. ورجل حضره بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحدا فهي كفارة إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام وذلك بأن الله يقول: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} "[1396]
• أبو داود
(1)
(1113) عن عبد الله بن عمرو فيها.
1342 -
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا والذي يقول له أنصت ليس له جمعة". [1397]
• أحمد
(2)
(1/ 230) عنه.
1343 -
وعن عبيد بن السباق مرسلا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمعة من الجمع: "يا معشر المسلمين إن هذا يوم جعله الله عيدا فاغتسلوا ومن كان عنده طيب فلا يضره أن يمس منه وعليكم بالسواك". [1398]
(1)
بإسناد حسن.
(2)
بإسناد ضعيف؛ فيه مجالد - وهو ابن سعيد -؛ قال الحافظ في "التقريب": "ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره".
ولذلك أشار المنذري في "الترغيب"(1/ 257)، إلى تضعيف الحديث؛ وقد خرجته في "الضعيفة"(1760).
• وهو عند مالك
(1)
(64) من مرسل عبيد بن السباق.
1344 -
وهو عن ابن عباس متصلا [1399]
• ابن ماجه (1098) عن ابن عباس فيها.
1345 -
وعن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حقا على المسلمين أن يغتسلوا يوم الجمعة وليمس أحدهم من طيب أهله فإن لم يجد فالماء له طيب". [1400]
• أحمد
(2)
(4/ 282)، والترمذي (528) عنه فيها، وقالَ الترمذي: حسن.
44 - باب الخطبة والصلاة
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1346 -
عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس. [981]
• البخاريُّ [904]، وَأبو دَاوُدَ [1084]، والتِّرْمِذِيُّ [503] في الجُمُعَةِ عَنْ أَنَسٍ.
1347 -
وعن سهل بن سعد قال: ما كنا نقيل
(3)
ولا نتغدى إلا بعد الجمعة. [982]
(1)
وإسناده مرسل صحيح.
وقد وصله ابن ماجه (1098)، كما ذكر المصنف، لكن فيه ضعيفان.
لكن له شاهد من حديث أبي هريرة في "المعجم الصغير" للطبراني (رقم:1127)، ورجاله ثقات، فالحديث - به - حسن أو صحيح.
(2)
وفي سنده يزيد بن أبي زياد - وهو القرشي الكوفي -؛ قال الحافظ: "ضعيف، كبر فتغير، وصار يتلقن".
(3)
نقيل: من القيلولة.
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (2/ 427) م (30/ 859)] عنه فيها (د [1086]، ت [525]).
1348 -
وقال أنس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتد البرد بكر بالصلاة وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة. يعني الجمعة. [983]
• البخاري [906] عَنْهُ.
1349 -
وعن السائب بن يزيد قال: كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فلما كان عثمان وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء
(1)
. [984]
• البُخَارِيُّ [912]، وَالأربعَةُ [د 1088 ت 516 ق 1135 س 3/ 100] عَنْهُ فِيهَا.
1350 -
وقال جابر بن سمرة: كانت للنبي صلى الله عليه وسلم خطبتان يجلس بينهما يقرأ القرآن ويذكر الناس فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا. [985]
• مُسْلِمٌ [34/ 862) (41/ 866)] عَنْهُ فِيهَا.
1351 -
و قال عمار: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة
(2)
من فقهه فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة وإن من البيان سحرا". [986]
• مُسْلِمٌ [47/ 869] عَنْهُ فِيهَا.
(1)
موضع في سوق المدينة.
(2)
أي: علامة.
1352 -
وقال جابر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول: "صبحكم ومساكم" ويقول: " بعثت أنا والساعة كهاتين ". ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى. [987]
• مُسْلِمٌ
(1)
[43/ 867] عَنْهُ فيهَا.
1353 -
وقال صفوان بن يعلى عن أبيه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك} [988]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ البخاري [4819] في بِدْء الخلْقِ، ومسلم [49/ 871] في الجُمُعَةِ، وأبو داود [3992] في الحُرُوفِ، والنسائي [الكبرى 11479] في التفسِيرِ.
1354 -
وقالت أم هشام بنت حارثة بن النعمان: ما أخذت {ق والقرآن المجيد} إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس. [989]
• مُسْلِمٌ [51/ 873]، وَأبو دَاوُدَ [1100]، وَالتِّرْمِذِيُّ
(2)
[؟]، وَابْنُ مَاجَه
(2)
في الجُمُعَةِ عَنْهَا.
1355 -
وعن عمرو بن حريث: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه. [990]
(1)
وتمام الحديث عنده: ويقول: "أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمَّد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة"، ثم يقول:"أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالًا فلأهله، ومن ترك دينًا أو ضياعًا فإليَّ وعليَّ".
(2)
كذا! والترمذي وابن ماجه لم يخرجا هذا الحديث مطلقًا - فيما نعلم -! أما الترمذي؛ فليس له أي رواية عن (أم هشام) هذه؛ فلم يرمز له في ترجمتها المصنف في "التقريب"، ولا غيره.
وأما ابن ماجه؛ فقد عزا المزي الحديث في "التحفة"(13/ 108) إليه في (الصلاة)، ورقم رقمه المصنف في ترجمة (أم هشام) من "التقريب"! ولكنه لم يقع لنا؛ فالله أعلم!! (ع)
• مُسْلِمٌ وَالأربعَةُ عَنْه،: مسلم [452/ 1359] في الحَجٌ، وأبو داود [4077]، وابن ماجه [1104] في اللّبَاسِ والنسائي [8/ 211] وَالزِّينَةِ.
1356 -
وعن جابر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب: "إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما". [991]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ 1170 م 875] في الجُمُعَةِ، وَاللفظُ لِمُسلِم.
1357 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أدرك ركعة من الصلاة مع الإمام فقد أدرك الصلاة". [992]
• مُتفَقٌ عَلَيهِ [خ (580) مك (162/ 607)] في الصلاةِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1358 -
عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب خطبتين كان يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ - أراه قال - المؤذن ثم يقوم فيخطب ثم يجلس ولا يتكلم ثم يقوم فيخطب. [993]
• أبو دَاوُدَ
(1)
[1092] في الجُمُعَةِ عَنْهُ.
1359 -
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا".
ضعيف [994]
(1)
بإسناد ضعيف؛ فيه العمري - وهو عبد الله بن عمر بن حفص العمري المكبر -؛ وهو ضعيف، كما في "التقريب"؛ وانظر "صحيح أبي داود"(1002)، و"الصحيحة"(2076).
• قُلْتُ: أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [509] عَنْهُ فِيهَا، وَفِي سَنَدِهِ محمَّد بْن الفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، وَهُوَ ذَاهِبُ الحَدِيثِ
(1)
.
الفصل الثالث:
1360 -
عن جابر بن سمرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما ثم يجلس ثم يقوم فيخطب قائما فمن نبأك أنه كان يخطب جالسا فقد كذب فقد - والله - صليت معه أكثر من ألفي صلاة.
(2)
[1415]
• مسلم (862) في الجمعة عنه.
1361 -
وعن كعب بن عجرة: أنه دخل المسجد وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا فقال: انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا وقد قال الله تعالى: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما} . [1416]
• مسلم (864) عنه فيها.
1362 -
وعن عمارة بن رويبة: أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه فقال: قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بأصبعه المسبحة. [1417]
(1)
لأنه مُتهَمٌ بالكذب، رماه به الإِمام أحمد، وابن معين، وغيرهما.
لكن يبدو أن معنى الحديث صحيح، فراجع "فتح الباري"(332 - 333).
ثم وقفت على طرق وشواهد، فصححت الحديث، وخرجته في "الصحيحة"(2080).
(2)
ليس المراد بقوله: (أكثر من ألفي صلاة): صلاة الجمعة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم صلى الجمعة يوم قدومه المدينة في عشر سنين، ولم يبلغ ذلك إلا نحو خمس مئة، بل المراد: الصلوات الخمس، والمراد: بيان كثرة صحبته. ذكره الشيخ المحدث الدهلوي رحمه الله.
• مسلم (874) عنه.
1363 -
وعن جابر قال: لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة على المنبر قال: "اجلسوا" فسمع ذلك ابن مسعود فجلس على باب المسجد فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "تعال يا عبد الله بن مسعود". [1418]
• أبو داود
(1)
(1091) فيها عن جابر.
1364 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أدرك من الجمعة ركعة فليصل إليها أخرى ومن فاتته الركعتان فليصل أربعا".
أو قال: "
…
الظهر
…
". [1419]
• الدارقطني،
(2)
(2/ 10) فيها عن أبي هريرة.
45 - باب صلاة الخوف
مِنَ "الصِّحَاح
":
1365 -
عن سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن أبيه قال:
(1)
وقال: "المعروف مرسل".
قلت: ورجاله ثقات؛ غير أن ابن جريج مدلس - كما قال الدارقطني وغيره -؛ وقد عنعنه.
(2)
بإسناد ضعيف؛ فيه ياسين الزيات، وهو ضعيف جدًّا؛ اتهمه ابن حبان بالوضع.
وقد تابعه جماعة من الضعفاء - عند الدارقطني وغيره -، وله طرق وشواهد كلها ضعيفة، وبعضها أشد ضعفًا من بعض، انظر "التلخيص الحبير"(ص 126 - 127).
غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد فوازينا العدو فصاففنا لهم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا فقامت طائفة معه وأقبلت طائفة على العدو فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه وسجد سجدتين ثم انصرفوا مكان الطائفة التي لم تصل فجاؤوا فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم ركعة وسجد سجدتين ثم سلم فقام كل واحد فركع لنفسه ركعته، سجد سجدتين. [995]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ 942، م 839] في صَلاةِ الخوف.
ورواهُ نافعٌ، عن عبد الله بن عمر، وزادَ فيه:"فإن كانَ خوف هو أَشدُّ من ذلكَ؛ صَلوا رِجالًا قيامًا على أقدامِهم، أو رُكْبانًا مُسْتَقْبِلِي القبلةِ إو غيرَ مُستقبِلِيها".
قال نافع: لا أُرَى عبدَ الله بنَ عمرَ ذكرَ ذلك إلا عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
• البخاري [943] فِيهَا، وَفِي التَّفْسِيرِ [4535] عَنْه.
1366 -
وعن يزيد بن رومان عن صالح بن خوات عمن صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذات الرقاع
(1)
صلاة الخوف: أن طائفة صفت معه وطائفة وجاه العدو فصلى بالتي معه ركعة ثم ثبت قائما وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته ثم ثبت جالسا وأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم". [996]
• متفَق عَلَيهِ [خ (4129) م (310/ 842] خ في المغازي فِيهَا
(1)
عَنْهُ.
(1)
إنما أخرجه البخاري في (المغازي)! (ع)
ورواهُ القاسم، عن صالح بن خَواتٍ، عن سهلِ بن أبي حَثْمة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
• الجَماعَةُ [د 1237 ت 565 في 1259 س 3/ 170] فِيهَا مِنْ طَرِيقِهِ.
1367 -
وقال جابر: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذ كنا بذات الرقاع
(1)
فنودي بالصلاة فصلى بطائفة ركعتين ثم تأخروا وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات وللقوم ركعتان. [997]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (4136)] فِيهَا عَنْ جَابِرٍ، وَاللْفظُ لِمُسلِمٍ [311/ 834].
1368 -
وعن جابر أنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فصففنا خلفه صفين والعدو بيننا وبين القبلة فكبر النبي صلى الله عليه وسلم وكبرنا جميعا ثم ركع وركعنا جميعا ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعا ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه وقام الصف المؤخر في نحر العدو فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم السجود وقام الصف الذي يليه انحدر الصف المؤخر بالسجود
(1)
: هي اسم شجرة في موضع الغزوة، سميت بها.
وقيل: لأن أقدامهم نقبت من المشي، فلفوا عليها الخرق.
وقيل: هي جبل فيه سواد وبياض وحمرة، وكأنها رقاع في الجبل.
والأصح: أنه موضع - كما في "معجم البلدان" لياقوت الحموي.
ويؤيد ما رجحه: قول أبي هريرة: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجد، حتى إذا كنا بذات الرقاع من نخل: الحديث: رواه أبو داود (1241)، ورجاله ثقات.
ونخل؛ سيأتي أنه موضع، فذات الرقاع موضع أيضًا، ولكنه أخص من نخل.
ثم قاموا ثم تقدم الصف المؤخر وتأخر المقدم ثم ركع النبي صلى الله عليه وسلم وركعنا جميعا ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعا ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه الذي كان مؤخرا في الركعة الأولى وقام الصف المؤخر في نحر العدو فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم السجود والصف الذي يليه انحدر الصف المؤخر بالسجود فسجدوا ثم سلم النبي صلى الله عليه وسلم وسلمنا جميعا
(1)
. [998]
مِنَ "الحِسَانِ
":
1369 -
عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالناس صلاة الظهر في الخوف ببطن نخل
(2)
فصلى بطائفة ركعتين ثم سلم ثم جاء طائفة أخرى فصلى بهم ركعتين ثم سلم. [999]
• أبو دَاوُدَ [؟]، وَالنسَائِيُّ [3/ 178] عَنْهُ
(3)
في صَلاةِ الخوفِ
(4)
.
الفصل الثالث:
1370 -
عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بين ضجنان
(1)
قال التبريزي: "رواه مسلم".
(2)
اسم موضع بين مكة والطائف.
(3)
و"بكر"؛: أي: أتى الصلاة في أول وقتها.
"وابتكر": أدرك أول الخطبة: من "جامع الأصول"(135).
(4)
مختصرًا وفيه الحسن البصري، وقد عنعنه، والدارقطني (186) أتم منه.
ورواه البيهقي (3/ 259) عنه.
وقال: "إنه اختلف عليه في إسناده".
(1)
وعسفان فقال المشركون: لهؤلاء صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم وهي العصر فأجمعوا أمركم فتميلوا عليهم ميلة واحدة وإن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يقسم أصحابه شطرين فيصلي بهم وتقوم طائفة أخرى وراءهم وليأخذوا حذرهم واسلحتهم فتكون لهم ركعة ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان. [1425]
• الترمذي
(2)
(3035)، والنسائي (3/ 174) في صلاة الخوف عنه.
46 - باب صلاة العيد
مِنَ "الصِّحَاح
":
1371 -
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم وإن كان يريد أن يقطع بعثا قطعه أو يأمر بشيء أمر به ثم ينصرف. [1000]
• مُسْلِمٌ [9/ 889] في العِيدَينِ عَنْه، وَأَصلُهُ مُتفَق عَلَيهِ، وَاللفْظُ الذِي هُنَا لِلْبُخارِيِّ [956].
1372 -
وعن جابر بن سمرة قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
موضع أو جبل بين الحرمين.
وعسفان: موضع على مرحلتين من مكة.
(2)
وقال: "حديث حسن".
قلت: بل هو. صحيح، فإن إسناده حسن، وله شاهد عن حديث جابر - عند أحمد (3/ 374) -؛ ورجاله ثقات.
العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة. [1001]
• مسْلِمٌ [7/ 887]، وَأبو دَاوُدَ [1148]، وَالنسَائِيُّ
(1)
[؟] في صَلاةِ العِيدَيْنِ عَنْهُ.
1373 -
و قال ابن عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يصلون العيدين قبل الخطبة. [1002]
• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (963) م (8/ 888)] عَنْهُ فيهَا ت [731]، س [3/ 183]).
1374 -
وسئل ابن عباس رضي الله عنهما: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد؟ قال: نعم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ثم خطب ولم يذكر أذانا ولا إقامة ثم أتى النساء فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة فرأيتهن يهوين إلى آذانهن وحلوقهن يدفعن إلى بلال ثم ارتفع هو وبلال إلى بيته. [1003]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (9/ 344) م (1/ 884)] عَنْهُ فِيهَا.
1375 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم الفطر ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما. [1004]
• الجَماعَةُ [خ (964) م (13/ 884) د 1159 ت 537 س 3/ 193 في 1291] فِيهَا عَنْهُ.
1376 -
وقالت أم عطية رضي الله عنها: أمرنا أن نخرج الحيض يوم العيدين وذوات الخدور فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم وتعتزل الحيض عن مصلاهن قالت امرأة: يا
(1)
لم نره في "سنن النسائي"، ولم يعزه إليه المزي في "التحفة"(2/ 155)؛ وإنما أخرجه الترمذي (532)!
نعم؛ أخرجه النسائي (3/ 182، 186)، وكذا مسلم (885) عن جابر بن عبد الله بنحوه مطولًا.
فلعله اختلط على المصنف هذا بهذا، والله أعلم!! (ع)
رسول الله إحدانا ليس لها جلباب؟ قال: "لتلبسها صاحبتها من جلبابها". [1005]
• أخْرَجَهُ الجَماعَةُ [خ (351) م (12/ 890) د 1138 ت 540 في 1307 س 3/ 180] فِيهَا عَنْهَا.
1377 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: إن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان وفي رواية
(1)
تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال: "دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد".
وفي رواية: يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا". [1006]
• مُتفَقٌ عَلَيهِ [خ (987)، م (17/ 892)] فِيهَا عَنْهَا.
1378 -
وقال أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترا. [1007]
• البخارِيُّ [953]، وَالترمِذِيُّ [543] فِيهَا عَنْهُ.
1379 -
وقال جابر: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق. [1008]
• البخاري [986] فِيهَا عَنْهُ.
1380 -
وقال البراء: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال: "إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب
(1)
قال ابن حجر - في هذه الرواية - (ق 47/ 5): "متفق عليه [خ (952)، م (15/ 892)] عن عائشة فيها.
سنتنا ومن ذبح قبل أن نصلي فإنما هو شاة لحم عجله لأهله ليس من النسك في شيء". [1009]
• الجَمَاعَةُ [خ (968) م (7/ 1961) د 2800 ت 1508 س 7/ 222] عَنْهُ فِيهَا.
1381 -
وقال: "من ذبح قبل الصلاة فليذبح مكانها أخرى ومن لم يذبح حتى صلينا فليذبح على اسم الله -تعالى-". [1010]
• مُتفَقٌ عَلَيهِ [خ (5500) م 01/ 1960)] عَنْ جُنْدُبٍ فِيهَا (س [7/ 224]).
1382 -
وقال: "من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين". [1011]
• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (5546) م (4/ 1961)] عَنِ البَرَاءِ فِيهَا.
1383 -
وقال ابن عمر: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذبح وينحر بالمصلى. [1012]
• البُخَارِيُّ [982]، وَأبو دَاوُدَ [2811]، وَالنسَائِي [3/ 193]، وَابْنُ مَاجَه [3161] فِيهَا عَنْهُ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1384 -
قال أنس رضي الله عنه: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: " ما هذان اليومان؟ " قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد أبدلكم الله بهما خيرا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر ". [1013]
• الثلاثةُ
(1)
(2)
س (3/ 179 - 180) د (1134)] في صلاةِ العِيدَينِ عَنْهُ.
(1)
لم نره عند الترمذي! (ع)
(2)
وإسناده صحيح؛ وانظر "الصحيحة"(2021).
1385 -
وعن بريدة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ولا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي. [1014]
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[542] فِيهَا عَنْهُ.
1386 -
وعن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في العيدين في الأولى سبعا قبل القراءة وفي الآخرة خمسا قبل القراءة. [1015]
• التّرْمِذِيُّ
(2)
[536]، وَابْنُ مَاجَه [1279] فِيهَا عَنْهُ.
1387 -
وروي - مرسلا - عن جعفر بن محمد أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كبروا في العيدين والاستسقاء سبعا وخمسا وصلوا قبل
(1)
"حديث غريب".
قلت: وإسناده صحيح، ورجاله ثقات معروفون غير ثواب بن عتبة، وقد روى عنه جماعة، ووثقه غير واحد من الأئمة، فلا مبرر للتوقف عن قبول حديثه.
وقد صححه ابن حبان (7/ 52/ 2812 - المؤسسة)، وكذا ابن القطان - كما في "التلخيص"(2/ 84) -، وكذا الحاكم (1/ 294)، ووافقه الذهبي، وكذا صححه ابن خزيمة (1426).
وله شواهد كثيرة؛ منها: حديث أبي سعيد الخدري
…
بالشطر الأول: أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 162)، والبزار (1/ 312/ 652)، وسنده حسن، وصححه ابن خزيمة (1469).
(2)
وقال: "حديث حسن، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب عن النبي عليه السلام ".
قلت: إسناده ضعيف جدًّا؛ من أجل كثير هذا؛ فإنه متهم.
ولكن الحديث قوي بشواهده الكثيرة، وهي مذكورة في كتب التخاريج؛ وقد استوفيت طرقه، وانتهيت إلى القول بتصحيحه في "إرواء الغليل" (رقم: 639).
الخطبة وجهروا بالقراءة. [1016]
• الشافعي
(1)
رضي الله عنه[457] مِنْ رِوَايَةُ جَعفَر، عَنْ أبِيهِ، عَنْ عَلِيّ، وَأبوهُ لَمْ يَسمَع مِنْ عَلِيّ رضي الله عنه.
1388 -
وسئل أبو موسى: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في الأضحى والفطر؟ فقال: كان يكبر أربعا تكبيره على الجنائز. [1017]
• أبو دَاوُدَ
(2)
[1153] عَنْهُ فِيهَا.
1389 -
وعن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم نوول يوم العيد قوسا فخطب عليه. [1018]
• أبو دَاوُدَ
(3)
[1145] فِيهَا عَنْهُ.
1390 -
وروي مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب يعتمد على عنزته اعتمادا. [1019]
• الشَّافِعِيُّ
(4)
[422] عَنْ عَطَاء مُرسَلًا.
1391 -
وعن جابر رضي الله عنه أنه قال: شهدت الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة فلما قضى
(1)
وهو مع إرساله ضعيف جدًّا؛ لأنه من روايته عن إبراهيم بن محمَّد - وهو ابن أبي يحيى الأسلمي -، وهو متهم.
ومن طريقه - أيضًا -: رواه عن علي
…
موقوفًا عليه.
(2)
وإسناده ضعيف؛ لأن فيه أبا عائشة؛ وهو غير معروف، كما قال الذهبي.
(3)
بسند ضعيف؛ فيه أبو جناب - واسمه يحيى بن أبي حية -، قال الحافظ: ضعفوه لكثرة تدليسه.
(4)
وهو مع إرساله واهٍ جدًّا؛ فيه إبراهيم - المذكور قريبًا -، عن ليث وهو ابن أبي سليم -، وهو ضعيف.
الصلاة قام متكئا على بلال فحمد الله وأثنى عليه ووعظ الناس وذكرهم وحثهم على طاعته ثم قال: ومضى إلى النساء ومعه بلال فأمرهن بتقوى الله ووعظهن وذكرهن
(1)
. [1020]
• أبو دَاوُدَ [1141]، وَابْنُ مَاجَه
(2)
عَنْهُ فِيهَا.
1392 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج يوم العيد في طريق رجع في غيره. [1021]
• التِّرْمِذِيُّ
(3)
[541]، وَالدَّارِمِيُّ [1/ 378] عَنْهُ.
وَأصلُهُ حَدِيثُ جَابِرٍ المَاضِي في الصِّحَاح.
(1)
وتمامه عند النسائي: وحمد الله وأثنى عليه، ثم حثهن على طاعته، ثم قال:"تصدقن؛ فإن أكثركن حطب جهنم"، فقالت امرأة من سفعاء النساء - سفعاء الخدين -: بم يا رسول الله؟! قال: "تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير"، فجعلن ينزعن قلائدهن وأقراطهن وخواتمهن، يقذفنه في ثوب بلال، يتصدقن به.
وإسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه في "صحيحه"(3/ 19)
…
نحوه، كلاهما من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر.
وهو في "الصحيحين" من طريق أخرى عن عطاء
…
به مختصرًا.
(2)
لم نره عند ابن ماجه!
ثم إن تخريجه هكذا فيه تقصير؛ فقد انتقد الصدر المناويُّ صاحبَ "المصابيح" على إيراده هنا؛ فقال في "كشف المناهج"(ق/ 148):
"أخرجه الشيخان [خ (978)، م (885)] والنسائي [3/ 186] ثلاثتهم هنا من حديث جابر مطولًا
…
؛ فكان من حق المصنف أن يذكره في (الصحاح) لا في (الحسان). ولما كان هذا اللفظ للنسائي؛ ساقه في (الحسان)؛ لكن لفظ "الصحيحية" موفٍ بما ذكره؛ فتأخيره إلى (الحسان) غلط، "والله أعلم"! (ع)
(3)
وقال: "حديث حسن".
قلت: بل صحيح؛ فإن له شواهد كثيرة بعضها في "البخاري".
1393 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه أصابهم مطر في يوم عيد فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العيد في المسجد. [1022]
• أَبو دَاوُدَ [1160]، وَابْنُ مَاجَه
(1)
[1313] فِيهَا عَنْهُ.
1394 -
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى عمرو بن حزم وهو بنجران
(2)
عجل الأضحى وأخر الفطر وذكر الناس. [1023]
• الشَّافِعِي
(3)
[(442) (1/ 232)] عَنْ إِبراهِيمَ - شيخهِ -، عَنْ أبِي الحُوَيرِثِ مُرسَلًا، قَالَ البَيهَقِي: طَلَبتُهُ في الرِّوَايَاتِ بِكتابِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، فلم أَجِدْهُ فيهَا.
1395 -
وروي عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن ركبا جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشهدون أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم أن يفطروا وإذا أصبحوا أن يغدو إلى مصلاهم. [1024]
• أَبو دَاوُدَ
(4)
[1157] وَالنَّسَائِي [3/ 180] في الصِّيَامِ
(5)
عَنْهُ.
الفصل الثالث:
1396 -
عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء عن ابن عباس وجابر ابن عبد الله قالا: لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى ثم سألته يعني عطاء بعد حين عن
(1)
وإسناده ضعيف، كما بينته في رسالتي "صلاة العيدين"(ص 32).
(2)
بلد في اليمن من ناحية مكة: "معجم البلدان".
(3)
وفيه إبراهيم بن محمَّد - المتقدم (1442) -.
(4)
وسنده صحيح.
(5)
بل في (الصلاة)! (ع)
ذلك؟ فأخبرني قال: أخبرني جابر بن عبد الله أن لا أذان للصلاة يوم الفطر حين يخرج الإمام ولا بعد ما يخرج ولا إقامة ولا نداء ولا شيء لا نداء يومئذ ولا إقامة. [1451]
• مسلم (886) في العيدين عنهما.
1397 -
وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الأضحى ويم الفطر فيبدأ بالصلاة فإذا صلى صلاته قام فأقبل عل الناس وهم جلوس في مصلاهم فإن كانت له حاجة ببعث ذكره للناس أو كانت له حاجة بغير ذلك أمرهم بها وكان يقول: " تصدقوا تصدقوا تصدقوا ". وكان أكثر من يتصدق النساء ثم ينصرف فلم يزل كذلك حتى كان مروان ابن الحكم فخرجت مخاصرا
(1)
مروان حتى أتينا المصلى فإذا كثير بن الصلت قد بنى منبرا من طين ولبن فإذا مروان ينازعني يده كأنه يجرني نحو المنبر وأنا أجره نحو الصلاة فلما رأيت ذلك منه قلت: أين الابتداء بالصلاة؟ فقال: لا يا أبا سعيد قد ترك ما تعلم قلت: كلا والذي نفسي بيده لا تأتون بخير مما أعلم - ثلاث مرار- ثم انصرف. [1452]
• متفق عليه [خ 956 م (889)] عنه في العيدين.
فصل في الأضْحِيَة
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1398 -
عن أنس رضي الله عنه أنه قال: ضحى رسول الله صلى الله عليه
(1)
المخاصرة: أن يأخذ رجل بيد رجل آخر وهما ماشيان، ويد كل واحد منهما عند خصر صاحبه، كما في "النهاية".
وسلم - بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر قال: رأيته وضاعا قدمه على صفاحهما
(1)
ويقول: "بسم الله والله أكبر". [1025]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (5564) م (18/ 1966)] في الأضَاحِي عَنْهُ صَلْى الله عَلَيهِ تَسْلِيمًا (س [7/ 230]، ق [3120]).
1399 -
وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد
(2)
فأتي به ليضحي به قال: " يا عائشة هلمي المدية" ثم قال: "اشحذيها بحجر" ففعلت ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه ثم قال: "بسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد
(3)
". ثم ضحى به. [1026]
• مُسْلِمٌ [19/ 1967]، وَأَبو دَاوُدَ [2792] فِيهِ عَنْهَا.
1400 -
وعن جابر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تذبحوا إلا مسنة
(4)
إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن". [1027]
(1)
جمع صُفْح؛ وهو الجنب.
(2)
قوله: "يطأ في سواد"؛ أي: يطأ الأرض.
و"يمشي في سواد"؛ أي: رجلاه سوداوان.
و"يبرك في سواد"؛ أي: كان بطنه وصدره أسود.
و"ينظر في سواد"؛ أي: أسود العين. كذا قال الطيبي.
(3)
أي: من ذبح منهم.
أو المراد: المشاركة في الثواب مع الأمة؛ لأن الرأس الواحد من الغنم لا يكفي عن أكثر من بيت واحد اتفاقًا.
(4)
هي: الثَّنِيَّةُ من كل شيء: من الإبل، والبقر، والغنم.
وهي - من الغنم، والبقر -: ما دخل في السنة الثالثة.
ومن الإبل: ما دخل في السادسة.
• مُسْلِمٌ
(1)
[13/ 1963] عَنْهُ صلى الله عليه وسلم فيهِ.
1401 -
وعن عقبة بن عامر: أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه غنما يقسمها على أصحابه ضحايا فبقي عتود
(2)
فقال: ضح به أنت". [1028]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (5555) م (15/ 1965)] فِيهِ عَنْهُ.
وفي رواية: قلتُ: يا رسول الله! أصابني جَذعٌ، قال:"ضَحِّ به أنت".
• متفق عليه [خ (5547)، م (1965/ 16) أيضًا. (د
(3)
؟، س 7/ 218)]
1402 -
و قال ابن عمر: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذبح وينحر بالمصلى. [1029]
• البُخَارِي [982] وَفِيهِ عَنْهُ.
1403 -
وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "البقرة عن سبعة والجزور عن سبعة". [1030]
• مُسْلِمٌ [352/ 1318]، وَالنسَائِيُّ [الكبرى 4121]، وَابْنُ مَاجَه
(4)
[3132] فِيهِ عَنْهُ - صلى اللهُ
(1)
قلت: في إسناده عنعنة أبي الزبير، عن جابر؛ كما بينته في "الضعيفة" (رقم:).
(2)
هو: الصغير من أولاد المعز، إذا قوي وأتى عليه حول.
(3)
إنما أخرجه أبو داود (2798) من حديث زيد بن خالد نحوه! (ع)
(4)
ورواه الترمذي - أيضًا - (1/ 284)، وقال:"حديث حسن صحيح".
قلت: وقد صح أن البعير يجزئ عن عشرة. ==
عَلَيهِ وسلمَ -
(1)
.
1404 -
وال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل العشر وأراد بعضكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا"[1031]
• مُسْلِم [39/ 1977] في الأضَاحِي عَنْ أمِّ سَلَمَةَ.
وفي رواية: "فلا يأخُذَنَ شعرًا، ولا يُقَلِّمَنُّ ظُفرًا".
• مُسْلِمٌ [1977/ 40] أَيْضًا عَنْهَا.
وفي رواية: "مَنْ رأى هلالَ ذي الحِجَّة، وأرادَ أن يُضَحِّي؛ فلا يأخذْ من شعرِه، ولا مِن أظفارِه".
• مُسْلِمٌ [1977/ 42] أَيْضًا فِيهِ عَنْهَا.
1405 -
وقال: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة"، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ". [1032]
• البُخارِيُّ [969]، وَأَبُو دَاوُدَ [2438]، وَالتّرْمِذِي [757]، وَابْنُ مَاجَه [1727] فِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
= وبه قال إسحاق بن راهويه، واحتج بحديث ابن عباس الآتي (1469).
(1)
هذا التخريج يوهم أن المذكورين أخرجوه مرفوعًا من قوله صلى الله عليه وسلم! وليس كذلك؟ بل أخرجوه من فعله وأمره.
ولكن أخرجه أبو داود (2808) هكذا؛ فكان العزو إليه أولى لمطابقته الرواة؛ والله أعلم! (ع)
مِنَ "الحِسَانِ
":
1406 -
عن جابر رضي الله عنه أنه قال: ذبح النبي صلى الله عليه وسلم يوم الذبح كبشين أقرنين أملحين موجئين
(1)
فلما ذبحهما قال: "إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض على ملة إبراهيم حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم منك ولك عن محمد وأمته بسم الله والله أكبر". [1033]
• أبو دَاوُدَ [2795]، وَابْنُ مَاجَه
(2)
[3121] فِيهَا عَنْه.
وفي رواية: ذَبح بيدِهِ، وَقَالَ:"بسم الله، والله أكبر، اللّهم هذا عني، وعمن لم يُضَحِّ مِن أمتي".
• أبو دَاوُدَ [2810]، وَالتّرْمِذِي
(3)
[1521] مِنْ رِوَايَةِ المُطلِبِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ حَنْطَبٍ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ الترمذي: غَرِيبٌ، ويقَالُ: لَمْ يَسمَع المطلِبَ مِنْ جَابِر
(4)
.
(1)
أي: خصيين.
(2)
وكذا أحمد في "المسند"(3/ 375). والدارمي (2/ 75 - 76) من طريق أبي عياش، عن جابر.
وأبو عياش - هذا -: هو المعافري المصري، ولم يوثقه أحد، وأشار الحافظ في "التقريب" إلى تليين حديثه.
ووقع في طريق ابن ماجه - وحده -: أنه الزرقي، وهذا آخر، لكن السند بذلك ضعيف؛ فيه إسماعيل بن عياش، وهو ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه منها.
ثم إن قوله في الحديث: "على ملة إبراهيم"؛ لم يرد إلا في رواية أبي داود، وهي شاذة عندي، وكأنها مدرجة، والله أعلم، ثم حسنته الرواية ثلاثة من الثقات عن المعافري، وتصحيح ابن خزيمة، والحاكم، والذهبي، وقررت نقله من "ضعيف أبي داود"(484).
(3)
وكذا أحمد في "المسند"(3/ 362،356).
(4)
قلت: ثم هو - على ذلك - كثير التدليس، كما قال الحافظ، وقد عنعنه، فالسند ضعيف.
قُلْتُ: وَعِنْدَ عَبْدِ الرَّزاقِ [8130] مِنْ طَرِيقِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ نَحُوهُ.
1407 -
وعن حنش أنه قال: رأيت عليا يضحي بكبشين فقلت، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاني أن أضحي عنه فأنا أضحي عنه. [1034]
• أبو دَاوُدَ [2790]، وَالتّرمِذِي
(1)
[1495] عَنْه فِيهِ.
1408 -
وعن علي رضي الله عنه أنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرف العين والأذن
(2)
وألا نضحي بمقابلة
(3)
ولا مدابرة ولا شرقاء
(4)
ولا خرقاء. [1035]
• الأربعَةُ
(5)
[د 2804 ت 1498 في 3142 س 7/ 216] فِيهِ عِنْهُ.
(1)
وقال: "حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث شريك".
قلت: وهو ضعيف لسوء حفظه، وشيخه أبو الحسناء مجهول، كما قال الحافظ، والذهبي.
ومن هذا الوجه: رواه أحمد (1/ 150).
(2)
أي: ننظر إليهما، ونتأمل في سلامتهما.
(3)
هي: التي قطع من قبل أذنها شيء، ثم ترك معلقًا من مقدمها.
وعكسها المدابرة؛ وهي التي قطع من دبرها، وترك معلقًا من مؤخرها.
(4)
الشرقاء: مشقوقة الأذن طولًا.
والخرقاء: مثقوبة الأذن ثقبًا مستديرًا.
(5)
وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح، وقال البخاري: لم يثبت رفعه".
قلت: وفي إسناده أبو إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي -، وكان اختلط، وليس في رواة هذا الحديث عنه من حدّث عنه قبل الاختلاط.
لكن الجملة الأولى منه طريقها عند ابن ماجه (3143) غير هذه، وإسنادها حسن؛ وهو رواية للنسائي.
وسائر الحديث عند ابن ماجه (3142) من الوجه الأول، وكذلك رواه أحمد من الوجهين ==
1409 -
وعن علي رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نضحي بأعضب القرن والأذن
(1)
(2)
. [1036]
•
1410 -
وعن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: ماذا يتقى من الضحايا؟ فأشار بيده فقال: "أربعا العرجاء والبين ظلعها
(3)
والعرواء البين عورها والمريضة البين مرضها والعجفاء التي لا تنقي
(4)
". [1037]
• الأربعَةُ
(5)
[د 2802 ق 3144 س 7/ 215 ت 1497] عَنْهُ فِيهِ.
= (1/ 80 و 95 و 101 و 105 و 108 و 125 و 128 و 149 و 152).
وللجملة الأولى عنده طريق ثالث (1/ 132).
(1)
أي: مكسور القرن مقطوع الأذن.
(2)
رواه ابن ماجه (رقم: 3145)، وكذا أحمد (1/ 83 و 127 و 129 و 127 و 150)، وأبو داود (2805)، والنسائي (2/ 204)، والدارمي (2/ 77) والترمذي (1/ 284)، وقال: حديث حسن صحيح".
قلت: وفيه جري بن كليب، قال أبو حاتم: شيخ لا يحتج بحديثه، ووثقه ابن حبان، والعجلي، وأشار الحافظ إلى تليين حديثه.
(3)
أي: عرجها.
(4)
أي: لا نقي لها، والنقي: الشحم.
(5)
وكذلك مالك في "الموطإ"(2/ 482/ 1)، وعنه الدارمي (2/ 76)، وفي إسناد مالك والدارمي انقطاع؛ يتبين من إسناد كتب الآخرين.
وقال الترمذي (1/ 283): "حديث حسن صحيح".
قلت: وإسناده صحيح.
وقول ابن المديني: إن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي لم يسمع من عبيد بن فيروز: مردود بتصريحه ==
1411 -
وعن أبي سعيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحي بكبش أقرن فحيل
(1)
ينظر في سواد ويأكل في سواد ويمشي في سواد. [1038]
• الأربعَةُ
(2)
[د 2796 ت 1496 ق 3128 س 7/ 220] عَنْهُ فِيهِ.
1412 -
وعن مجاشع من بني سليم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "إن الجذع يوفي مما يوفي منه الثني
(3)
". [1039]
• أبو دَاوُدَ [2799]، وَابْنُ مَاجَه
(4)
[3140] فِيهِ عَنْهُ.
1413 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نعمت الأضحية الجذع من الضأن". [1040]
• التِّرْمِذِيُّ
(5)
[1499] فِيهِ عَنْهُ.
= بسماعه منه لهذا الحديث - عند النسائي (2/ 203)، وابن ماجه (3144)، وكذا أحمد (4/ 284 و 289) -.
(1)
يعني: يشبه فحل الإبل في نُبلِهِ "قاموس".
(2)
وقال الترمذي: "حديث حسن غريب".
قلت: وسنده صحيح.
(3)
انظر الحديث (1454).
(4)
وإسناده صحيح. وللحديث سبب يوضح الناحية الفقهية منه، وقد ذكرته في "الأحاديث الضعيفة" (رقم:65).
(5)
وإسناده ضعيف، كما حققته في "الضعيفة" (رقم: 64).
وأزيد هنا، فأقول: إن نسخ الترمذي اختلفت في حكمه على الحديث: ففي بعضها: "حسن غريب"، وفي بعضها:"غريب"، بدون تحسين.
وهذا هو الأقرب إلى حال إسناده؛ والله أعلم.
1414 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فحضر الأضحى فاشتركنا في البقرة سبعة وفي البعير عشرة.
غريب [1041]
• التِّرمِذِي [1501]، وَالنَّسَائِي [7/ 222]، وَابْنُ مَاجَه
(1)
[3131] فِيهِ عَنْهُ.
1415 -
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما عمل ابن آدم من عمل يوم النحر أحب إلى الله من هراقة الدم وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض فيطيبوا بها نفسا". [1042]
• التِّرْمِذِيُّ
(2)
[1439]، وَابنُ مَاجَه [3126] فِيهَا عَنْهَا رضي الله عنها.
1416 -
وبروي، أنه قال:"ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر". [1043]
• الترْمِذِي [758]، وَابْنُ مَاجَه [1728] في الذِي قَبْلَه، وَفِي سندِهِ النهاسُ بْنُ قَهْمٍ، وَهُوَ مَتْرُوك.
الفصل الثالث:
1417 -
عن جندب بن عبد الله قال: شهدت الأضحى يوم النحر مع رسول
(1)
قلت: وإسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح.
(2)
وقال: "حديث حسن غريب"!
قلت: فيه أبو المثنى سليمان بن يزيد - وهو واهٍ -؛ كما قال المنذري (2/ 101)، والذهبي في "التلخيص"(4/ 222).
الله صلى الله عليه وسلم فلم يعد أن صلى وفرغ من صلاته وسلم فإذا هو يرى لحم أضاحي قد ذبحت قبل أن يفرغ من صلاته فقال: "من كان ذبح قبل أن يصلي - أو نصلي - فليذبح مكانها أخرى ".
وفي رواية: قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر ثم خطب ثم ذبح وقال: "من كان ذبح قبل أن يصلي فليذبح أخرى مكانها ومن لم يذبح فليذبح باسم الله". [1472]
• متفق عليه [خ (985) م (1960)] فيه عنه.
1418 -
وعن نافع أن ابن عمر قال: الأضحى يومان بعد يوم الأضحى. [1473]
• مالك
(1)
(301) عن نافع عنه.
قال: وبلغني عن عليّ بمثله.
1419 -
وقال: وبلغني عن علي بن أبي طالب مثله
(2)
. [1474]
1420 -
وعن ابن عمر قال: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة عشر سنين يضحي. [1475]
• الترمذي
(3)
(1507) فيه عن ابن عمر رضي الله عنه.
(1)
وإسناده صحيح.
(2)
فهو ضعيف لانقطاعه.
(3)
وقال: "هذا حديث حسن".
قلت: ورجاله ثقات؛ إلا أن ابن أرطأة مدلس؛ وقد عنعنه.
1421 -
وعن زيد بن أرقم قال: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ما هذه الأضاحي؟ قال: "سنة أبيكم إبراهيم عليه السلام" قالوا: فما لنا فيها يا رسول الله؟ قال: "بكل شعرة حسنة". قالوا: فالصوف يا رسول الله؟ قال: "بكل شعرة من الصوف حسنة"[1476]
• أحمد (4/ 368)، وابن ماجه (3127)
(1)
فيه عنه.
47 - باب العتيرة
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1422 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا فرع ولا عتيرة
(2)
".
والفرع: أول نتاج كان ينتج لهم كانوا يذبحونه لطواغيتهم. والعتيرة: في رجب. [1044]
(1)
وإسنادهما واهٍ بمرة؛ فإن فيه عائذ الله، عن أبي داود، والأول منكر الحديث والآخر يضع.
ولا يغتر أحد بتصحيح الحاكم إياه، وسكوت ميرك - ثم القاري عليه -؛ فقد تعقبه المنذري بقوله (2/ 101):"بل واهية؛ عائذ الله. هو المجاشعي، وأبو داود: هو نفيع بن الحارث الأعمى؛ وكلاهما ساقط".
وقال الذهبي في "تلخيصه"(2/ 389): "قلت: عائذ الله؛ قال أبو حاتم: منكر الحديث".
وفي هذا التعقب قصور لا يخفى.
(2)
قال الخطابي: "العتيرة: تفسيرها في الحديث: أنها شاة تذبح في رجب".
وقال الترمذي: "والعتيرة: ذبيحة كانوا يذبحونها في رجب، يعظمون شهر رجب؛ لأنه أول شهر من أشهر الحرم".
• الجَماعَةُ [خ (5473) م (38/ 1976) [د 2831 ت 1512 ق 3168 س 1/ 167] في الأضَاحِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1423 -
عن مخنف بن سليم: أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم عرفة يقول: "على كل أهل بيت في كل عام أضحية وعتيرة".
ضعيف منسوخة [1045]
• كَذَا قَالَ! أحْمَدُ
(1)
[4/ 215]، وَالأربعَةُ [د (2788) ت (1518) س (7/ 167 - 168) ق (3125)] في الأضَاحِي عَنْه، وَقَالَ الترْمِذِي: حَسَنٌ غَرِيبٌ.
الفصل الثالث:
1424 -
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت بيوم الأضحى عيدا جعله الله لهذه الأمة". قال له رجل: يا رسول الله أرأيت إن لم أجد إلا منيحة
(2)
أنثى أفأضحي بها؟ قال: "لا ولكن خذ من شعرك وأظفارك وتقص من شاربك وتحلق عانتك فذلك تمام أضحيتك عند الله". [1479]
(1)
الحديث ضعيف؛ لأن مداره على أبي رملة - واسمه: عامر -، وهو مجهول لا يعرف، قال الذهبي: قال عبد الحق: إسناده ضعيف، وصدقه ابن القطان؛ لجهالة عامر.
لكنه قد توبع، كما حققته - أخيرًا - في "صحيح أبي داود" الأضاحي؛ ولذلك نقلته من "ضعيف الجامع" إلى "صحيح الجامع".
(2)
أصل المنيحة: ما يعطيه الرجل غيره؛ ليشرب لبنها، ثم يردها عليه، ثم يقع على كل شاة؛ لأن من شأنها أن تمنح لها، وهو المراد هنا؛ كذا في "حاشية السندي".
ويؤيده: رواية أبي داود بلفظ: "ضحية" بدل: "منيحة".
• أبو داود (2789)، والنسائي
(1)
(7/ 212) في الأضاحي عنه.
48 - باب صلاة الخسوف
مِنَ "الصِّحَاح
":
1425 -
قالت عائشة رضي الله عنها: إن الشمس خسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث مناديا: الصلاة جامعة فتقدم فصلى أربع ركعات
(2)
وفي ركعتين وأربع سجدات. [1046]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (1066) م (4/ 901)] فِيهَا عَنْهَا.
1426 -
قالت عائشة: "ما ركعت ركوعا قط ولا سجدت سجودا قط كان أطول منه
(3)
. [1047]
1427 -
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: جهر النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخسوف بقراءته. [1048]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (1065) م (5/ 901)] فِيهَا عَنْهَا.
1428 -
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه
(1)
وفي إسنادهما عيسى بن هلال الصدفي، وفيه - عندي - جهالة؛ فقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 1/ 290)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا توثيقًا، وإنما وثقه ابن حبان، وهو معروف بتساهله في التوثيق.
(2)
أي: ركوعات.
(3)
قال التبريزي: "متفق عليه".
وسلم- والناس معه فقام قياما طويلا نحوا من سورة البقرة ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع رأسه، فقام قياما طويلا - وهو دون القيام الأول - ثم ركع ركوعا طويلا - وهو دون الركوع الأول - ثم سجد ثم قام فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع ثم سجد ثم انصرف وقد تجلت الشمس فقال:"إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الل ". قالوا: يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك ثم رأيناك تكعكعت
(1)
؟ قال: "إني أريت الجنة فتناولت منها عنقودا ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرا أفظع قط - منها ورأيت أكثر أهلها النساء". قالوا: لم يا رسول الله؟ قال: "بكفرهن". قيل: يكفرن بالله؟. قال: "يكفرن العشير ويكفرن الإحسان: لو أحسنت إلى أحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا؛ قالت: ما رأيت منك خيرا قط". [1049]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (1052) م (17/ 907)] فِيهَا عَنْهُ.
1429 -
وعن عائشة رضي الله عنه نحو حديث ابن عباس وقالت: "ثم سجد فأطال السجود ثم انصرف وقد انجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا" ثم قال: " يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا". [1050]
(1)
أي: تأخرت.
• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ 1044 م 901] فِيهَا عَنْها.
1430 -
وعن أبي موسى أنه قال: خسفت الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعا يخشى أن تكون الساعة فأتى المسجد فصلى بأطول قيام وركوع وسجود ما رأيته قط يفعله وقال: "هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته ولكن يخوف الله بها عباده فإذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره"[1051]
• مُتفَقٌ عَلَيهِ [خ (1044) م (1/ 901)، فِيهَا عَنْهُ (س [3/ 153]).
1431 -
وعن جابر رضي الله عنه أن قال: انكسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ست ركعات
(1)
بأربع سجدات. [1052]
• مُسْلِمٌ [10/ 904] فيها عَنْه.
1432 -
وروي عن علي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "صلاة الكسوف ثمان ركعات في أربع سجدات". [1053]
• مُسْلِمٌ [18/ 908] فِيهَا عَنْهُ
(2)
.
1433 -
وعن عبد الرحمن
(3)
بن سمرة كسفت الشمس في حياة رسول الله
(1)
أي: صلى ركعتين، في كل ركعة ثلاث ركوعات.
وهذه الرواية - مع ورودها في "صحيح مسلم" -؛ فإنها شاذة، وكذلك حديث ابن عباس بعده، وحديث أبي بن كعب (1492)؛ كله شاذ؛ لمخالفته لحديث عائشة، وابن عباس المتقدمين (1480/ 1482).
وقد حققت ذلك في جزء مفرد في "صلاة الكسوف".
(2)
هي رواية شاذة - أيضًا -؛ فانظر التعليق السابق.
(3)
في الأصل: (جابر)؛ ثم صححت في الهامش إلى (عبد الرحمن). (ع)
- صلى الله عليه وسلم فأتيته وهو قائم في الصلاة رافع يديه فجعل يسبح ويهلل ويكبر ويحمد ويدعو حتى حسر عنها فلما حسر عنها قرأ سورتين وصلى ركعتين". [1054]
• مُسْلِمٌ [26/ 913]، وَأبو دَاوُدَ [1195]، وَالنَّسَائِي [3/ 124] فِيهَا عَنْهُ.
1434 -
قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعتاقة
(1)
في كسوف الشمس. [1055]
• البخاري [1054]، وَأبو دَاوُدَ [1192] فِيهَا عَنْها، وَهُوَ طَرف مِنَ الحَدِيثِ الطوِيلِ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1435 -
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه: قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف لا نسمع له صوتا. [1056]
• أَبو دَاوُدَ [1184]، وَالتِّرْمِذِيُّ
(2)
[562] في صَلاةِ الكُسُوفِ عَنْهُ.
1436 -
وقال عكرمة: "قيل لابن عباس: ماتت فلانة - بعض أزواج النبي -
(1)
أي: فك الرقاب من العبودية.
(2)
وقال: "حسن صحيح"!
كذا قال؛ وفيه علتان:
الأولى: في سنده ثعلبة بن عباد، قال ابن حزم - وغيره -: مجهول، وأشار الحافظ ابن حجر إلى أنه لين الحديث.
والأخرى: مخالفته للحديث الصحيح الصريح في جهره صلى الله عليه وسلم بالقراءة، انظر (1481).
صلى الله عليه وسلم فخر ساجدا فقيل له تسجد في هذه الساعة؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم آية فاسجدوا" وأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم؟ [1057]
• أَبُو دَاوُدَ [1197]، وَالتِّرْمِذِيُّ
(1)
[3791] عَنِ ابن عَبَّاسٍ فِيهَا.
الفصل الثالث:
1437 -
عن أبي بن كعب قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم فقرأ بسورة من الطول وركع خمس ركعات وسجد سجدتين ثم قام الثانية فقرأ بسورة من الطول ثم ركع خمس ركعات وسجد سجدتين ثم جلس كما هو مستقبل القبلة يدعو حتى انجلى كسوفها. [1492]
• أبو داود
(2)
(1182) فيها عنه.
1438 -
وعن النعمان بن بشير قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يصلي ركعتين ركعتين ويسأل عنها حتى انجلت الشمس. [1493]
• أبو داود (1193) والنسائي (3/ 141) فيها
(3)
عنه.
وله في أُخرى: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرجَ يومًا مستعجلًا إلى المسجدِ،
(1)
وقال: "حديث حسن غريب".
قلت: وإسناده حسن، ورواه المقدسي في "المختارة"(64/ 32/ 2).
(2)
بإسناد ضعيف؛ فيه أبو جعفر الرازي؛ وهو ضعيف سيئ الحفظ، وانظر التعليق على الحديث (1485).
(3)
وفي إسناده انقطاع واضطراب، كما بينته في الجزء المشار إليه سابقًا.
وقد انكسفت الشمس فصلى حتى انجلت ثم قال: "إن أهل الجاهلية كانوا يقولون: إن الشمس والقمر لا ينخسفان إلا لموت عظيم من عظماء أهل الأرض وإن الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما خليقتان من خلقه يحدث الله في خلقه ما شاء فأيهما انخسف فصلوا حتى ينجلي أو يحدث الله أمرا".
• والنسائِي في روايةٍ [3/ 45].
فصل في سجود الشكر
مِنَ "الحِسَانِ
":
1439 -
عن أبي بكرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جاءه أمر يسر به، خر ساجدا شاكرا لله.
غريب [1058]
• أبو دَاوُدَ [2774]، وَالترْمِذِيُّ
(1)
[1578] في الجِهادِ عَنْهُ.
1440 -
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نغاشيا
(2)
فسجد شكرا لله -تعالى-. [1059]
• البَيهَقِيُّ [2/ 371] مِنْ رِوَايَةِ جَابِرٍ الجَعْفِيِّ، عَنْ محمد بْنِ عَلِيٍّ مِنْ مُرْسَلِهِ
(3)
، وَكَذَا الدارَقُطْنِيُّ
(1)
وإسناده حسن.
(2)
بضم النون وتخفيف الياء؛ قال ميرك: النغاشي - بتشديد الياء -، والنغاش - بحذفها -: هو القصير جدًّا، والضعيف الحركة، والناقص الخلقة؛ ذكره القاري.
(3)
وله علة أخرى شر من الإرسال؛ وهي أنه من رواية جابر الجعفي، عن أبي جعفر.
كذلك أخرجه الدارقطني في "سننه"(ص 157). ==
[1/ 410].
1441 -
وعن عامر بن سعد عن أبيه أنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة نريد المدينة فلما كنا قريبا من عزوزاء
(1)
نزل ثم رفع يديه فدعا الله ساعة ثم خر ساجدا فمكث طويلا ثم قام فرفع يديه ساعة ثم خر ساجدا فمكث طويلا ثم قام فرفع يديه ساعة ثم خر ساجدا قال: "إني سألت ربي وشفعت لأمتي فأعطاني ثلث أمتي فخررت ساجدا لربي شكرا ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني ثلث أمتي فخررت ساجدا لربي شكرا ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني الثلث الآخر فخررت ساجدا لربي شكرا". [1060]
• أبو دَاوُدَ
(2)
[2775] فِيهِ عَنْهُ.
= وجابر هذا متهم.
وقد وصله يوسف بن محمَّد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر
…
مرفوعًا بلفظ: كان إذا رأى الرجل مغير الخلق خر ساجدًا، وإذا رأى القرد خر ساجدًا، وإذا قام من منامه خر ساجدًا؛ شكرًا لله: رواه ابن عدي في "الكامل"(ق 357/ 1).
ويوسف - هذا - متروك.
(1)
بالمد - وقيل: بالقصر -: ثنية بالجحفة، عليها الطريق من المدينة إلى مكة.
(2)
وإسناده ضعيف؛ فيه يحيى بن الحسن بن عثمان، وهو مجهول، كما في "التقريب".
وقد عزاه التبريزي لأحمد! ولم أجده فيه؛ وإنما فيه (1/ 75 - 182) - عن سعد - قصة أخرى تشبه هذه؛ وليست هي!.
49 - باب الاستسقاء
مِنَ "الصِّحَاح
":
1442 -
عن عبد الله بن زيد قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس إلى المصلى يستسقي فصلى بهم ركعتين جهر فيهما بالقراءة واستقبل القبلة يدعو ورفع يديه وحول رداءه حين استقبل القبلة [1061]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (1024) م (2/ 894)] فِيهِ عَنْهُ.
1443 -
وقال أنس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء
(1)
فإنه يرفع حتى يرى بياض إبطيه. [1062]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (1031) م (5/ 895)] فِيهِ عَنْهُ (د [1170]، س [3/ 158]، ق [11801]).
1444 -
وعن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء. [1063]
• مُسْلِمٌ [6/ 896)] فِيهِ عَنْهُ.
1445 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال: "صيبا نافعا". [1064]
(1)
أي: لا يرفعها كل الرفع حتى يجاوز رأسه؛ إلا في الاستسقاء؛ فإنه يرفع حتى يرى بياض إبطيه، ولو لم يكن عليه ثوب.
وقد تضافرت الأحاديث في رفع اليدين في الدعاء في غير الاستسقاء، وللحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي رسالة في الرد على مَنْ نَفى مشروعية ذلك، وهي - بخطه - محفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق العامرة.
• البُخَارِيُّ [1032] فِيهِ عَنْهَا.
1446 -
وقال أنس: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر قال: فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر فقلنا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال: "لأنه حديث عهد بربه". [1065]
• مُسْلِمٌ [13/ 898] فِيهِ عَنْهُ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1447 -
عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فاستسقى وحول رداءه حين استقبل القبلة فجعل عطافه الأيمن على عاتقه الأيسر وجعل عطافه الأيسر على عاتقه الأيمن ثم دعا الله. [1066]
• الأربعَةُ
(1)
[د (1163) ت 556 ق 1267 س 3/ 155] فِيهِ عَنْهُ.
1448 -
وعنه أنه قال: استسقى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه خميصة
(2)
له سوداء فأراد أن يأخذ أسفلها فيجعله أعلاها
(3)
فلما ثقلت قلبها على عاتقيه. [1067]
• أَبُو دَاوُد [1164]، وَالنسَائِي
(4)
[3/ 156] فِيهِ عَنْهُ.
(1)
وإسناده ضعيف؛ فيه عمرو بن الحارث الحمصي، وهو غير معروف العدالة، كما قال الذهبي.
(2)
كساء أسود مربع، له علمان في طرفيه؛ من صوف وغير.
(3)
فيه إشعار بأن ذلك من السنة عند تيسره، فتأمل؛ فإنه في الفقه عزيز! وقد قال به الطحاوي (1/ 191).
(4)
وكذا أحمد في "المسند"(4/ 41) وإسناده صحيح.
1449 -
وعن عمير مولى آبي اللحم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي عند أحجار الزيت قائما يدعو رافعا يديه قبل وجهه لا يجاوز بهما رأسه. [1068]
• الثلاثةُ
(1)
[د 1168 ت 557 س 3/ 158] فِيهِ عَنْهُ.
1450 -
قالو ابن عباس رضي الله عنهما: خرج النبي صلى الله عليه وسلم يعني في الاستسقاء متبذلا متواضعا متخشعا متضرعا. [1069]
• الأربعَةُ
(2)
[د 1165 ت 559 ق 1266 س 3/ 156] عَنْهُ فِيهِ.
1451 -
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا استسقى: "اللهم اسق عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت". [1070]
• أبو دَاوُدَ
(3)
[1176] عَنْهُ.
(1)
وإسناده صحيح، وكذلك رواه أحمد (5/ 223).
ورواه الترمذي (2/ 443 - 444)، والنسائي (1/ 225)، فقالا: عن عمير - مولى آبي اللحم -، عن آبي اللحم
…
فجعلاه من مسند آبي اللحم.
وهو وهم! ولعله من سعيد بن أبي هلال؛ فإنه كان اختلط.
لكن رواه أحمد من طريقه عن عمير
…
لم يذكر آبي اللحم، والله أعلم.
(2)
وقال الترمذي (1/ 445): "حديث حسن صحيح".
قلت: وإسناده حسن.
(3)
إسناده حسن.
1452 -
عن جابر بن عبد الله أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يواكئ
(1)
فقال: "اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا
(2)
نافعا غير ضار عاجلا غير آجل". فأطبقت عليهم السماء. [1071]
• أَبُو دَاوُدَ
(3)
[1169] فِيهِ عَنْ جَابِرٍ.
الفصل الثالث:
1453 -
عن عائشة قالت: شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد الله ثم قال: "إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم". ثم قال: "الحمد
(1)
في "النهاية": "أي: يتحامل على يديه إذا رفعهما ومدهما في الدعاء، ومنه التوكؤ على العصا، وهو التحامل عليها، هكذا قال الخطابي في "معالم السنن"، والذي في "السنن" - على اختلاف نسخها ورواياتها -: بالباء الموحدة، والصحيح ما ذكره الخطابي".
قلت: والذي جاء في "سنن أبي داود"(1/ 303/ 1169)؛ لفظه: أتت النبي صلى الله عليه وسلم بواكي.
وكذا هو في "المستدرك"(1/ 327)، و"سنن البيهقي"(3/ 355)؛ وهو الصواب؛ لأن ما قاله الخطابي لم تأت به رواية، ولا انحصر الصواب فيه، بل ليس هو واضح المعنى؛ كما قال ميرك.
ثم الحديث؛ قال فيه الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبِي، وهو كما قالا، وقد أعل بما لا يقدح.
(2)
أي: كثيرًا.
(3)
وإسناده صحيح، كما سبق آنفًا.
لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك
(1)
يوم الدين لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء. أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين" ثم رفع يديه فلم يترك الرفع حتى بدا بياض إبطيه ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله فلم يأت مسجده حتى سالت السيول فلما رأى سرعتهم إلى الكن
(2)
ضحك حتى بدت نواجذه
(3)
فقال: "أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله". [1508]
• أبو داود
(4)
(1173) فيه عنها.
1454 -
وعن أنس أن عمر بن الخطاب كان
(5)
إذ قحطوا استسقى بالبعاس بن
(1)
بالألف في جميع النسخ!
والصواب: {ملك} ؛ كما في "السنن".
ويؤيده قول أبي داود في آخر الحديث أنه قراءة أهل المدينة؛ كما يأتي.
(2)
هو: ما يرد به الحر والبرد من المساكن.
(3)
أي: آخر أضراسه.
(4)
وقال: "هذا حديث غريب، إسناده جيد، أهل المدينة يقرأون: {ملك يوم الدين} وإن هذا الحديث حجة لهم".
قلت: وإسناده حسن.
(5)
فيه إشارة إلى تكرر استسقاء عمر بدعاء العباس رضي الله عنهما.
وفيه حجة بالغة على الذين يتأولون فعل عمر؛ بأنه إنما ترك التوسل به صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بعمه؛ بيانًا لجواز التوسل بالمفضول، مع إمكان التوسل بالفاضل!!
فإننا نقول: لو كان الأمر كما يزعمون؛ لفعل ذلك مرة واحدة، ولَمَا استمر عليه كما استسقى وهذا ==
عبد المطلب فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. قال: فيسقون. [1409]
• البخاري (1010) فيه عنه.
1455 -
وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خرج نبي من الأنبياء بالناس يستسقي فإذا هو بنملة رافعة بعض قوائهما إلى السماء فقال: ارجعوا فقد استجيب لكم من أجل هذه النملة". [1510]
• الدارقطني
(1)
(2/ 66) فيه عن أبي هريرة رضي الله عنه.
فصل
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1456 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور". [1072]
• مُتفَق عَلَيْهِ: البخاري [1035] في بِدْءِ الخلْقِ، ومسلم [17/ 900] في [الاستسقاء]
1457 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه
= بَيِّن لا يخفى - إن شاء الله تعالى - على أهل العلم والإنصاف!.
(1)
والحاكم - أيضًا - (1/ 325 - 326)، وقال:"صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي!
وفيه محمَّد بن عون - مولى أم يحيى بنت الحكم -، عن أبيه - ولم أعرفهما -.
وقد رواه ابن عساكر في "تاريخه"(7/ 297/ 2) من غير طريقهما.
وإسنادهما ضعيف - أيضًا -، فيه علل شرحتها في "الضعيفة" (برقم: 1202).
وسلم - ضاحكا حتى أرى منه لهواته
(1)
إنما كان يتبسم فكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه. [1073]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ 4828 م (16/ 899] في الاسْتِسْقَاءِ
(2)
عَنْهَا (د [5098]).
1458 -
وقالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به" وإذا تخيلت
(3)
السماء تغير لونه وحرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا مطرت سري عنه فعرفت ذلك عائشة رضي الله عنها فسألته؟ فقال: "لعله يا عائشة كما قال قوم عاد: {فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا: هذا عارض ممطرنا} ؟ [1074]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (3206) م (15/ 866)] عَنْهَا.
وفي رواية: ويقولُ إذا رأَى المطرَ: "هذا رحمةٌ".
• مُسْلِمٌ [14/ 899] عَنْهَا.
1459 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مفاتيح الغيب خمس ثم قرأ: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث
…
} الآية. [1075]
• البخاري [8/ 29] عَنِ ابنِ عُمَرَ.
1460 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليست السنة بأن لا
(1)
أي: اللحمة المشْرِفة على الحلق، أهو ما بين منقطع الحلق من أعلى الفم؛ والجمع: لهوات.
(2)
إنما أخرجه البخاري في (التفسير)، (الأدب)! (ع)
(3)
قال في "القاموس": "تخيلت السماء: تهيأت للمطر".
تمطروا ولكن السنة أن تمطروا وتمطروا ولا تنبت الأرض شيئا". [1076]
• مُسْلِمٌ [44/ 2904] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1461 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الريح من روح الله تأتي بالرحمة وبالعذاب فلا تسبوها وسلوا الله من خيرها وعوذوا به من شرها". [1077]
• أبو دَاوُدَ [5097]، وَالنسَائي [في الكبرى 10767]، وَابن مَاجَه
(1)
[3727] عَنهُ.
1462 -
وعن ابن عباس رضي الله عنه أن رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لا تلعنوا الريح فإنها مأمورة وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه". [1078]
غريب.
• التّرمِذِي [1978] عَنْه، وَقَالَ: غَرِيبٌ
(2)
.
1463 -
وعن أبي بن كعب أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما
(1)
والشافعي في "مسنده"(47) بإسناد صحيح.
(2)
وفي نسختنا من "السنن" - طبع بولاق (2/ 257): "حسن غريب".
قلت: وهو اللائق بإسناده؛ بل هو صحيح، رجاله كلهم ثقات، ولا علة فيه؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(528).
أمرت به". [1079]
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[2252]، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 10770] عَنْهُ.
1464 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ما هبت ريح قط إلا جثا النبي صلى الله عليه وسلم على ركبتيه وقال: "اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا".
قال ابن عباس رضي الله عنهما في كتاب الله عز وجل: {إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا}
(2)
(3)
{وأرسلنا الرياح لواقح} و {أن يرسل الرياح مبشرات} [1080]
• الشافِعِيُّ
(4)
[502] عَنْهُ.
1465 -
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أبصرنا شيئا من السماء تعني السحاب ترك عمله واستقبله وقال: "اللهم
(1)
وقال: "حديث حسن صحيح".
قلت: ورجاله ثقات؛ إلا أن حبيب بن أبي ثابت مدلس، وقد عنعنه.
وأقول: لكنه صرّح بالتحديث - في "عمل اليوم والليلة"(938 - 939)، وغيره - من طريق شعبة، عنه
…
به.
وقد خرجت الحديث وتكلمت عليه - تفصيلًا - في "الصحيحة"(2756)، فراجعه؛ فإنه مهم!
(2)
أي: شديدة البرد.
(3)
أي: ما ليس فيه خير.
(4)
بإسناد ضعيف جدًّا، فيه العلاء بن راشد، مجهول، يرويه عنه إبراهيم بن أبي يحيى - وهو الأسلمي - متهم.
إني أعوذ بك من شر ما فيه" فإن كشفه حمد الله وإن مطرت قال: "اللهم سقيا نافعا". [1081]
• الشَّافِعِيُّ
(1)
[501] وَاللفْظُ لَه، وَأبو دَاوُدَ [5099]، وَالنَّسَائِيُّ [3/ 164]، وَابْنُ مَاجَه [3889] عَنْهَا.
1466 -
وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: "اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك". [1082]
(1)
وفي إسناد الشافعي: الأسلمي - المذكور -.
لكنه لم يتفرد به؛ فإنه - عند أبي داود (5099) وغيره - من طريق أخرى بسند صحيح نحوه، وهو مخرج في "الصحيحة"(2757).
وأخرجه البخاري (1032)، وابن حبان (989 - الإحسان) من طريق أخرى عن عائشة
…
مختصرًا بلفظ: كان إذا رأى المطر قال: "صيبًا نافعًا".
• أحمَدُ [2/ 100 - 101]، وَالترْمِذِي [3450] عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَقَالَ: غَرِيبٌ
(1)
.
الفصل الثالث:
1467 -
عن عامر بن عبد الله بن الزبير أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته. [1522]
• مالك (2/ 992/ 26) عنه.
(1)
قلت: وعلته: أبو مطر - شيخ الحجاج بن أرطاة -؛ وهو مجهول، كما قال الحافظ، والذهبي؛ وهو مخرج في "الضعيفة"(1042).
5 - كِتَابُ الجنائِزِ
1 - باب عيادة المريض، وثواب المرض
مِنَ "الصحَاح
":
1468 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني
(1)
". [1083]
• البُخَاريّ [5649]، وَأبو دَاوُدَ [3105]، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 8666] عَنْهُ
(2)
في الجِهَادِ.
1469 -
وقال: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس". [1084]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (1240) م (4/ 2162)] في الاسْتِئْذَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
1470 -
وقال:: "حق المسلم على المسلم ست": إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه". [1085]
• مُسْلِمٌ [5/ 2162] عَنْهُ.
1471 -
وقال البراء بن عازب: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا
(1)
أي: الأسير.
(2)
أي: عن أبي موسى. (ع)
عن سبع أمرنا: بعيادة المريض واتباع الجنائز وتشميت العاطس ورد السلام وإجابة الداعي وإبرار المقسم ونصر المظلوم ونهانا عن خاتم الذهب وعن الحرير
(1)
والإستبرق والديباج والميثرة الحمراء
(2)
والقسي وآنية الفضة. [1086]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (1239) م (3/ 2066)] عَنْهُ النسائي [4/ 54] والبخاري في مَوَاضِعَ مِنْهَا في الجنائِزِ [1239] في الأطْعِمَةِ [5635] والترمذي [1760] في الاسْتِئْذَانِ، وَفِي الكفارات [2809].
وفي رواية: وعن الشرب في الفضة؛ فإنه مَنْ شَرِب فيها في الدنيا، لم يشرب فيها في الآخرة.
• مُتفَق عَلَيهِ
(3)
[م (3/ 2066)] كَذَلِكَ.
1472 -
وقال: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة
(4)
الجنة حتى يرجع". [1087]
• مُسْلِمٌ [41/ 2568] في الأدَبِ، (س) في الجنائِزِ عَنْ ثَوبان
(5)
.
(1)
أي: الثوب المنسوج من الإبريسم اللين.
والإستبرق: المنسوج من الغليظ.
والديباج: الرقيق.
وقيل: الحرير: المركب من الإبريسم وغيره مع غلبة الإبريسم: "مرقاة".
(2)
الوطاء على السرج.
والقسي: ضرب من ثياب كتان مخلوط بحرير، يؤتى به من مصر.
(3)
لم نجده هذه الرواية في "البخاري"؛ وإنما هي من أفراد مسلم؛ فتنبه! (ع)
(4)
بضم الخاء وسكون الراء؛ أي: روضتها.
(5)
كذا في الأصل مرموزًا له بـ: (س)؛ ولعله تحرف من (ت)؛ فإننا لم نجده في "سنن النسائي"؛ بل هو ==
1473 -
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما علمت إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي". [1088]
• مُسْلِمٌ [34/ 2569] لِي الأدَبِ، وَالتّرْمِذِيُّ
(1)
في الزُّهدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
1474 -
وقال ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده وكان إذا دخل على مريض يعوده قال: " لا بأس طهور إن شاء الله - تعالى - "، فقال له:"لا بأس طهور إن شاء الله". قال: كلا بل حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور. فقال: له النبي صلى الله عليه وسلم "فنعم إذا". [1089]
• البخاري [5662]، وَالنسائِيُّ [الكبرى 10878] في الطبِّ
(2)
عَنْهُ.
1475 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
= في "سنن الترمذي"(967).
وإليه - مع مسلم - عزاه المزي في "تحفة الأشراف"(2/ 137)، والصدر المناوي في "كشف المناهج"(ق 157)، والله أعلم! (ع)
(1)
لم نجده عند الترمذي، وما نخالة فيه! (ع).
(2)
بل رواه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(ع).
اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال: "أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما". [1090]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (5675) م (46/ 2191)] في الطِّبِّ عَنْهَا (س [الكبرى 10848]، ق [1619]).
1476 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعه: "بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا ليشفى سقيمنا بإذن ربنا". [1091]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ 5745، م 2194] عَنْهَا (د [3895]، س [الكبرى 10862] ق [3521]).
1477 -
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه كنت أنفث عليه بالمعوذات التي كان ينفث وأمسح بيد النبي صلى الله عليه وسلم برجاء بركتها. [1092]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (5751) م (510/ 2192)] في الطِّبِّ عَنْهَا د [3902]، س [الكبرى 10847] ق [3529].
ويروى: "كان إذا مَرِض أحدٌ من أهل بيته نفثَ عليه بالمعوِّذات".
• مُسْلِمٌ [50/ 2192] في الطِّبِّ عَنْهَا.
1478 -
وعن عثمان بن أبي العاص أنه شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر". قال: ففعلت فأذهب الله ما كان بي. [1093]
• مُسْلِمٌ [2202] وَالأربعَةُ [د 3891 ت 2080 ق 3522 س في الكبرى 10839] في الطِّبِّ عنه.
1479 -
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: " نعم ". قال: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شرك كل نفس أو عين حاسدة؛ الله يشفيك بسم الله أرقيك. [1094]
• مُسْلِمٌ [40/ 2186] في الطّبِّ، وَالتِّرْمِذِيُّ [972]، وَالنسَائِي [الكبرى 10843]، وَابْنُ مَاجَه [3523] عَنْهُ.
1480 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسن ويقول: "إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة
(1)
ومن كل عين لامة
(2)
" ويقول: [1095]
• البخارِي [3371]، وَالثلاثةُ [د 4737 ت 2060 س في الكبرى 10844] وهو عند ق أيضًا [3525] في الطِّبِّ
(3)
عَنْهُ.
1481 -
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يرد الله به خيرا يصب منه ". [1096]
• البُخَارِيُّ [5645]، وَالنسائِيُّ [الكبرى 7478] في الطِّبِّ عَنْهُ
(4)
.
(1)
هي - بتشديد الميم -: كل دابة ذات سم يقتل، والجمع: الهوام.
(2)
أي: جامعة للشر على المعيون؛ من لمهُ: إذا جمعه.
(3)
إنما أخرجه البخاري في (أحاديث الأنبياء)!
ثم إن الحديث أخرجه ابن ماجه - كذلك - (3525). (ع)
(4)
أي: عن أبي هريرة. (ع)
1482 -
وقال: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه"[1097]
• متْفَق عَلَيْهِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: البخاري [5641 - 5642] في الطبِّ، مسلم [52/ 2573] فَي الأدَبِ.
1483 -
وقال: "إني أوعك
(1)
كما يوعك رجلان منكم". قال: فقلت: ذلك لأن لك أجرين؟ فقال: " أجل ". ثم قال: " ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله سيئاته كما تحط الشجرة ورقها" [1098]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ 5647 م 2571] فِيهِمَا عَنِ ابن مَسْعُودٍ.
1484 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت أحدا الوجع عليه أشد من رسول الله صلى الله عليه وسلم. [1099]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ [خ (5646) م (44/ 2570)، فِيهِمَا عَنْهَا (س [الكبرى 7484]، ق [1622]).
1485 -
وقالت: مات النبي صلى الله عليه وسلم بين حاقنتي
(2)
وذاقنتي فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم. [1100]
• البُخَارِيُّ [4446] في الوَفَاةِ النبَوِيةِ عَنْهَا.
1486 -
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الرياح تصرعها مرة وتعدلها أخرى حتى يأتيه أجله ومثل المنافق كمثل
(1)
الوعك: حرارة الحمى وألمها.
(2)
الحاقنة: الوهدة المفخفضة بين الترقوتين.
والذاقنة: الذقن.
شجرة الأرزة المجذية
(1)
التي لا يصيبها شيء حتى يكون انجعافها
(2)
مرة واحدة". [1101]
• متفق عليه [خ (5643)، م (2810)] في الطب
(3)
عن كعب بن مالك].
1487 -
وقال: "مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصبيه البلاء ومثل المنافق كمثل شجرة الأرزة لا تهتز حتى تستحصد". [1102]
• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ أَبِي هُريرَةَ، البخاري [5644] في الطِّبِّ، مسلم [58/ 2809] في التوبةِ
(4)
، [2866].
1488 -
و قال جابر رضي الله عنه: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
على أم السائب فقال: " مالك تزفزفين
(5)
؟ ". قالت: الحمى لا بارك الله فيها فقال: " لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد". [1103]
• مسلم [2575] في الأدب عنه.
1489 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مرض العبد أو سافر؛ كتب له بمثل ما كان يعمل مقيما صحيحا". [1104]
• البُخَارِيُّ [2996] في الجِهَادِ، وَأبو دَاوُدَ [3091] عَنْ أَبِي مُوسَى.
(1)
أي: الثابتة القائمة.
(2)
أي: انقطاعها وانقلاعها.
(3)
إنما أخرجه مسلم في (صفة القيامة)! (ع)
(4)
بل في (صفة القيامة)! (ع)
(5)
من الزفزفة؛ وهي الارتعاد من البرد.
1490 -
وقال: "الطاعون شهادة لكل مسلم". [1105]
• مُتفَق عَلَيهِ عَنْ أنَسٍ، البخاري [5732] في الطّبِّ، وَمسلم [166/ 1916] في الجِهادِ.
1491 -
وقال: "الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله". [1106]
• مُتفَقٌ عَلَيهِ [خ (2829) م (164/ 1914)] في الجِهادِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ (ت [1063]، س [الكبرى 7528]).
1492 -
و قال: "ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد". [1107]
• البُخَارِيُّ [5734] في الطِّبِّ عَنْ عَائِشَةَ.
1493 -
وقال: "الطاعون رجز
(1)
أرسل على طائفة من بني إسرائيل أو على من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه". [1108]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (6974) م (92/ 2218)] عَنْ أسَامَةَ بْنِ زَيدٍ (ت [1065]، س [الكبرى 752]).
1494 -
وقال: "إن الله وتعالى قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه ثم صبر عوضته منهما الجنة " يريد عينيه. [1109]
• البُخَارِيُّ [5653] في المَرْخَى عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1495 -
عن علي رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله
(1)
أي: عذاب.
عليه وسلم يقول: ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسى ولا يعوده مساء، إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف
(1)
في الجنة ". رواه الترمذي وأبو داود [1110]
• أَبُو دَاوُدَ
(2)
[3098) (3099) (3100)]، في الجنائِزِ، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 7494]، وَابْنُ مَاجَه [1442] عَنْهُ.
1496 -
وقال زيد بن أرقم: عادني النبي صلى الله عليه وسلم من وجع كان بعيني. [1111]
• أبو دَاوُدَ
(3)
[3097] عَنْهُ.
1497 -
عن أنس: أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من توضأ فأحسن الوضوء وعاد أخاه المسلم محتسبا بوعد من جهنم مسيرة ستين خريفا
(4)
". [1112]
(1)
أي: بستان.
(2)
وكذا الترمذي في "سننه"(1/ 181)، وقال:"حديث حسن غريب وقد روي عن علي من غير وجه؛ منهم من وقفه ولم يرفعه".
قلت: وإسناده ضعيف.
"لكن رواه أبو داود من طريقين آخرين مرفوعًا، وقال: "أُسند هذا عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه صحيح".
وصحح الحاكم (3/ 341) إحدى طرقه، ووافقه الذهبي.
(3)
انظر "صحيح أبي داود"(2716).
(4)
أي: سنة.
• أَبو دَاوُدَ
(1)
[3097] عَنهُ.
1498 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يعود مسلما فيقول سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا شفي إلا أن يكون قد حضر أجله".
غريب. [1113]
• الثلاثةُ
(2)
[د (3106) ت (2083) س في الكبرى 10887] عَنْهُ.
1499 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يعلمهم من الحمى ومن الأوجاع كلها أن يقولوا: "بسم الله الكبير أعوذ بالله العظيم من شر كل عرق نعار
(3)
ومن شر حر النار".
غريب. [1114]
• التّرْمِذِيُّ [2075]، وَابنُ مَاجَه [3526] عَنْه، قال الترمذي: غَرِيبٌ لا نَعرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي حبيبةَ وَهُوَ ضعيف
(4)
.
1500 -
وعن أبي الدرداء أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أشتكى منكم شيئا أو اشتكاه أخ له فليقل: ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء فاجعل
(1)
وإسناده ضعيف؛ فيه الفضل بن دلهم الواسطي؛ وهو لين، كما قال الحافظ في "التقريب".
(2)
وقال الترمذي: "حديث حسن غريب".
قلت: وإسناده صحيح؛ وهو مخرج في "صحيح أبي داود"(2719).
(3)
أي: فوار الدم.
(4)
وسنده ضعيف؛ لما ذكره الترمذي.
رحمتك في الأرض اغفر لنا حوبنا
(1)
وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة وشفاء من شفائك على هذا الوجع. فيبرأ". [1115]
• أبُو دَاوُدَ
(2)
[3892] في الطِّبِّ، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 10877] في اليَوْمِ وَالليْلَةِ عَنْهُ.
1501 -
عن عبد الله بن عمرو أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء الرجل يعود مريضا فليقل: اللهم اشف عبدك ينكأ
(3)
لك عدوا أو يمشي لك إلى جنازة" [1116]
• أَبُو دَاوُدَ
(4)
[3107] في الجَنَائِزِ عَنْ عَبْدِ اللْهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه".
1502 -
وسئلت عائشة رضي الله عنها عن قول الله - وتعالى -: {إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} وعن قوله: {من يعمل سوءا يجز به} فقالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: "هذه معاتبة الله العبد فيما يصيبه من الحمى والنكبة
(5)
حتى البضاعة يضعها في يد قميصه فيفقدها فيفزع لها حتى إن العبد ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير". [1117]
(1)
أي: ذنبنا.
(2)
وفيه زياد بن محمَّد؛ وقد ضعفه البخاري جدًّا، بقوله:"منكر الحديث"؛ وقد تفرد بهذا الحديث، كما قال الذهبي.
ومن هذا الوجه: رواه الحاكم (1/ 344).
(3)
أي: يجرح.
(4)
وإسناده حسن، وصححه الحاكم (1/ 344، 549)، ووافقه الذهبي.
(5)
أي: المحنة.
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[2991] في تَفْسِيرِ النساء عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيدٍ، عَنْ أمِّهِ، عَنْهَا.
1503 -
وعن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يصيب عبدا نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر وقرأ: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} . [1118]
• التّرْمِذِيُّ [3252] في تَفْسِيرِ الشُّورَى عَنْه، وَقَالَ: غَرِيبٌ
(2)
.
وَفِيهِ مَجْهُولٌ.
1504 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض قيل للملك الموكل به: اكتب له مثل عمله إذا كان طليقا حتى أطلقه أو أكفته
(3)
إلي". [1119]
• أَحْمَدُ [2/ 203] مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو بِسَنَدٍ جَيِّدٍ.
وفي رواية: "فإن شفاه؛ غسَّله وطهَّره، وإِنْ قبضَه؛ غفرَ له ورَحِمه".
• أَحْمَدُ [3/ 148] عَنْهُ
(4)
.
(1)
وقال: "حديث حسن غريب".
قلت: وإسناده ضعيف؛ من أجل علي بن زيد - وهو ابن جدعان -؛ وهو ضعيف، وأمية - وهي: زوجة أبيه -، ولم يرو عنها غيره، فهي مجهولة.
ومن هذا الوجه: رواه أحمد - أيضًا - (6/ 218).
(2)
أي: ضعيف، وعلته: أنه من رواية عبيد الله بن الوازع: حدثني شيخ من بني مرة - وهما مجهولان -.
(3)
أي: أقبضه.
(4)
وروى - كذلك - (2/ 184 - 194 - 198 - 205) الأول منهما من طريق أخرى نحوه، وإسناده صحيح، وصححه الحاكم (1/ 348)، ووافقه الذهبي.
1505 -
وقال: "الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد والغريق شهيد وصاحب ذات الجنب شهيد والمبطون شهيد وصاحب الحريق شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد والمرأة تموت بجمع
(1)
شهيد". [1120]
• أَبو دَاوُدَ [3111]، وَالنسَائِيُّ [الكبرى 7529] في الطِّبِّ
(2)
، وَابْنُ مَاجَه [2803] في الجِهَادِ عَنْ جَابِر بْنِ عَتِيكٍ
(3)
.
1506 -
وعن سعد أنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس أشد بلاء؟ قال: "الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة هون عليه فما زال كذلك حتى يمشي على الأرض مال ذنب".
صحيح [1121]
• التّرْمِذِيُّ [2398]، وَالنَّسَائيُّ
(4)
[الكبرى 7481]، وَمَالكٌ
(5)
في الجنائِزِ، وَابْنُ مَاجَه [4023] في الفِتَنِ
(6)
، كُلُّهُم عَنْه.
(1)
بضم الجيم - ويكسر - وسكون الميم: من تموت وفي بطنها ولد.
(2)
وكذلك في (الجنائز) من "الصغرى"(4/ 14). (ع)
(3)
ومالك في "الموطإ"(1/ 233/ 36)، وهو حديث صحيح لشواهده الكثيرة، وقد ذكرتها في كتابي "أحكام الجنائز وبدعها"(ص 54 - 55).
(4)
إنما رواه النسائي في (الطب)! (ع)
(5)
كذا عزاه إلى مالك! ولم نره فيه، ولم يعزه الصمد المناوي في "كشف المناهج"(ق 161) إليه، بل ولا أورده المصنف نفسه في "إتحاف المهرة" من حديث سعد! (ع)
(6)
وإسناده حسن؛ وانظر "الصحيحة"(رقم: 143 - 145).
1507 -
و قالت عائشة رضي الله عنها: ما أغبط أحدا بهون موت بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه وسلم. [1122]
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[979] في الجَنَائِزِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها.
1508 -
وقالت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالموت وعنده قدح فيه ماء وهو يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه ثم يقول: "اللهم أعني على منكرات الموت أو سكرات الموت". [1123]
• الترمذي
(2)
[978] في الجنائز عن عائشة رضي الله عنها، وَأَصْلُهُ في "الصَّحِيحَيْنِ".
1509 -
وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا أراد الله تعالى بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة". [1124]
• أبو دَاوُدَ
(3)
، وَالتِّرْمِذِيُّ
(4)
[2396] في الزُّهْدِ عَنْ أَنَسٍ.
(1)
وإسناده ضعيف؛ فيه عبد الرحمن بن العلاء - وهو ابن اللجلاج؛ وهو مجهول، كما أشار إلى ذلك الترمذي، بقوله:"إنما نعرفه من هذا الوجه".
(2)
وقال: "حديث حسن غريب"! كذا في نسختنا من "السنن".
ونقل عنه الحافظ أنه قال: "غريب" - فقط - دون التحسين؛ وهذا هو الأقرب لحال إسناده؛ فإن فيه موسى بن سرجس، ولم يوثقه أحد، ولم يرو عنه غير اثنين!
(3)
لم نره في "سنن أبي داود" ولم يعزه إليه المزي في "التحفة"(1/ 222)، ولا الصدر المناوي في "كشف المناهج"(ق 161)! (ع)
(4)
وقال: "حديث حسن غريب".
قلت: وسنده حسن؛ إن شاء الله - تعالى -.
1510 -
وقال: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله عز وجل إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط". [1125]
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[2396] في الزهْدِ، وَابْنُ مَاجَه [4031] في الفِتَنِ عَنْ أَنَسٍ.
1511 -
وقال: "لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في نفسه وماله وولده حتى يلقى الله تعالى وما عليه من خطيئة ". [1126]
• الترمِذِي [2399] في الزهْدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ: حَسَنٌ صحيحٌ
(2)
.
1512 -
و قال: "إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ثم صبره على ذلك يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله". [1127]
• أَبو دَاوُدَ
(3)
[2150] مِن طَرِيقِ محمد بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جدِّهِ.
1513 -
وقال: "مثل ابن آدم وإلى جنبه تسع وتسعون منية إن أخطأته المنايا وقع في الهرم حتى يموت". (غريب). [1128]
• التِّرْمِذِيُّ [2456] في الزُّهدِ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ الشَّخِيرِ، وَقَالَ: غريبٌ
(4)
.
(1)
بإسناد الذي قبله؛ وهو حسن، كما عرفت.
وجملة (الحُبِّ)؛ لها شاهد قوي من حديث محمود بن لبيد
…
مرفوعًا: رواه أحمد (5/ 427) بسند صحيح؛ وانظر "الصحيحة"(رقم: 146).
(2)
وإسناده حسن، وصححه الحاكم (1/ 346) - ووافقه الذهبي -. ورواه أحمد - أيضًا - (2/ 287، 450).
(3)
وإسناده ضعيف، من أجل محمد بن خالد - هذا -؛ فإنه مجهول، كما في "التقريب".
(4)
وفي نسختنا من "السنن": "حسن غريب"! وكذا نقله عنه الضياء في "المختارة"(58/ 183/ 111).
قلت: وسنده حسن؛ فيه عمران القطان.
وقد تابعه - عند الضياء -: الحجاج بن الحجاج - وهو الباهلي -؛ وهو ثقة؛ فصح الحديث، والحمد لله!
1514 -
وقال: "يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض". [1129]
• التّرْمِذِيُّ [2402] في الزُّهْدِ عَنْ جَابِرٍ، وَقَالَ: غَرِيبٌ
(1)
.
1515 -
وعن عامر الرام أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن المؤمن إذا أصابه السقم ثم عافاه الله كان كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظة له فيما يستقبل. وإن المنافق إذا مرض ثم أعفي كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلم يدر لم عقلوه ولم يدر لم أرسلوه". [1130]
• أَبُو دَاوُدَ
(2)
[3089] في الجَنَائِزِ عَنْهُ.
(1)
وإنما أستغربه - والله أعلم -؛ لأنه من رواية عبد الرحمن بن مغراء، عن الأعمش - وقد تُكُلّم في حديثه عنه؛ كما في "التقريب" -. ثم إن فيه أبا الزبير، وهو مدلس، وقد عنعنه. فقول ميرك:"وإسناده جيد، والحديث حسن"! غير جيد.
نعم؛ هو حسن باعتبار أن له شاهدًا عن ابن عباس؛ انظر "الترغيب"(4/ 146)، و"المجمع"(2/ 304 - 305).
(2)
ومن طريقه: أخرجه البيهقي في "الشعب"(2/ 365/ 2)، وإسناده ضعيف؛ فيه أبو منظور - رجل من أهل الشام -؛ وهو مجهول، كما في "التقريب".
1516 -
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخلتم على المريض فنفسوا
(1)
له في أجله فإن ذلك لا يرد شيئا ويطيب بنفسه". (غريب)[1131]
• التِّرْمِذِيُّ
(2)
[2087]، وَابْنُ مَاجَه [1438] في الجَنَائِزِ عَنْهُ.
1517 -
و قال:: "من قتله بطنه لم يعذب في قبره". [1132]
• أَحْمَدُ [4/ 262]، وَالتِّرْمِذِيُّ [1064]، وَالنسَائِي [4/ 98]، في النسائي، وَابْنُ حِبان [2933]، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ سلَيْمَان بْنُ صُرَدٍ لِخَالِدِ بْنِ عُرفُطَةَ، أَوْ خَالِدٌ لِسُلَيمَان
…
وَقَالَ: غَرِيبٌ
(3)
.
الفصل الثالث:
1518 -
عن أنس قال: كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له: "أسلم". فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال: أطع أبا القاسم. فأسلم. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "الحمد لله الذي أنقذه من النار". [1574]
• البخاري (1356) في الجنائز عنه.
(1)
أي: أذهبوا حزنه فيما يتعلق بأجله، بأن تقولوا: لا بأس؛ طهور.
(2)
وقال: "غريب".
قلت: أي: ضعيف؛ فإن فيه موسى بن محمَّد بن إبراهيم التيمي، وهو منكر الحديث، كما في "التقريب"؛ وقد تكلمت على الحديث في "الأحاديث الضعيفة" (رقم: 182).
(3)
الذي في نسختنا من "سنن الترمذي": "حسن غريب".
قلت: ورجاله ثقات؛ إلا أن أبا إسحاق السبيعي كان اختلط.
لكن إسناده الآخر - عند أحمد (4/ 263) - صحيح، وبه رواه الطيالسي في "مسنده"(1288).
1519 -
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عاد مريضا نادى مناد في السماء: طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا". [1575]
• ابن ماجة
(1)
(1443) في الطب عنه.
1520 -
وعن ابن عباس قال: إن عليا خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه فقال الناس: يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أصبح بحمد الله بارئا. [1576]
• البخاري (6266) عنه.
1521 -
وعن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقلت: بلى. قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله تعالى لي. قال: " إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك " فقالت: أصبر فقالت: إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها. [1577]
• متفق عليه [خ (5652) م (2576)] في الطبِّ عنهُ.
1522 -
وعن يحيى بن سعيد قال: إن رجلا جاءه الموت في زمن رسول الله
(1)
وإسناده ضعيف؛ فيه أبو سنان القسملي - واسمه: عيسى بن سنان -؛ وهو لين، كما في "الميزان"، و"التقريب".
ومن طريقه: أخرجه الترمذي في "البر والصلة"(1/ 361)، وقال: "حديث حسن غريب، وقد روى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة
…
مرفوعًا شيئًا من هذا".
وسيعاد الحديث (برقم: 5015) مع شاهد في التعليق.
صلى الله عليه وسلم فقال رجل: هيئا له مات ولم يبتل بمرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويحك وما يدريك لو أن الله ابتلاه بمرض فكفر عنه من سيئاته". [1578]
• مالك
(1)
(2/ 942 / 8) مرسل.
1523 -
وعن شداد بن أوس والصنابحي أنهما دخلا على رجل مريض يعودانه فقالا له: كيف أصبحت؟ قال أصبحت بنعمة. فقال له شداد: أبشر بكفارات السيئات وحط الخطايا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله عز وجل يقول إذا أنا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني على ما ابتليته فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا. ويقول الرب تبارك وتعالى: أنا قيدت عبدي وابتليته فأجروا له ما كنتم تجرون له وهو صحيح". [1579]
• رواه أحمد
(2)
(4/ 123) عن شداد بن أوس، والصُّنَابحي.
1524 -
وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له ما يكفرها من العمل ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه". [1580]
(1)
وهو مرسل، صحيح الإسناد.
(2)
وإسناده حسن، وإن كان فيه إسماعيل بن عياش؛ فإنه صحيح الحديث في روايته عن الشاميين، وهذه منها؛ خلافًا لما يشير إليه كلام المنذري (4/ 151).
وصرح به الهيثمي، حيث قال:"إنه من رواية إسماعيل بن عياش، عن راشد الصنعاني، وهو ضعيف في غير الشاميين"!
وخفي عليهما أن الصنعاني هذا ينسب إلى صنعاء دمشق - لا اليمن -! وهو صدوق له أوهام؛ كما في "التقريب".
• أحمد
(1)
(6/ 157) عنها.
1525 -
وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عاد مريضا لم يزل يخوض الرحمة حتى يجلس فإذا جلس اغتمس فيها". [1581]
• أحمد (3/ 304) ومالك
(2)
(2/ 946/ 17) عنه.
1526 -
وعن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أصاب أحدكم الحمى فإن الحمى قطعة من النار فليطفئها عنه بالماء فليستنقع في نهر جار وليستقبل جريته فيقول: بسم الله اللهم اشف عبدك وصدق رسولك بعد صلاة الصبح وقبل طلوع الشمس ولينغمس فيه ثلاث غمسات ثلاثة أيام فإن لم يبرأ في ثلاث فخمس فإن لم يبرأ في خمس فسبع فإن لم يبرأ في سبع فتسع فإنها لا تكاد تجاوز تسعا بإذن الله عز وجل". [1582]
• الترمذي (2084) في الطب وقالَ: غريب
(3)
.
1527 -
وعن أبي هريرة قال: ذكرت الحمى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبها رجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبها فإنها تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث الحديد". [1583]
• ابن ماجه
(4)
(3469) في الطب عنه.
(1)
وفيه ليث بن أبي سليم؛ وهو ضعيف.
(2)
بلاغًا دون سند.
ولكن هو - عند أحمد (3/ 304) - بإسناد رجاله ثقات؛ إلا أن هشيمًا مدلس، وقد عنعنه، لكن الحديث صحيح لشواهده الكثيرة.
(3)
أي: ضعيف، وعلته: أن فيه رجلًا لم يُسم.
(4)
بسند ضعيف؛ فيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيف.
ولكن يشهد له حديث جابر المتقدم (1543).
1528 -
وعنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد مريضا فقال: "أبشر فإن الله تعالى يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار يوم القيامة". [1584]
• أحمد (2/ 440)، وابن ماجه
(1)
(3470) عن أبي هريرة.
1529 -
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرب سبحانه وتعالى يقول: وعزتي وجلالي لا أخرج أحدا من الدنيا أريد أغفر له حتى أستوفي كل خطيئة في عنقه بسقم في بدنه وإقتار في رزقه". [1585]
• ذكره رزين
(2)
.
1530 -
وعن شقيق قال: مرض عبد الله بن مسعود فعدناه فجعل يبكي فعوتب فقال: إني لا أبكي لأجل المرض لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " المرض كفارة " وإنما أبكي أنه أصابني على حال فترة ولم يصبني في حال اجتهاد لأنه يكتب للعبد من الأجر إذا مرض ما كان يكتب له قبل أن يمرض فمنعه منه المرض. [1586]
• ذكره رزين.
(1)
وكذا الحاكم (1/ 345)، وقال:"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي؛ وهو كما قالا، كما بينته في "صحيحة"(556).
(2)
قال المنذري (4/ 153): "ذكره رزين، ولم أره"؛ يعني: في شيء من الأصول الستة، وغيرها.
قلت: وكذا الذي بعده؛ لم أرهما في شيء من كتب الحديث التي وصلتْ إليها يدي!
1531 -
وعن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعود مريضا إلا بعد ثلاث. [1587]
• ابن ماجه
(1)
(1437) في الطب
(2)
عنه.
1532 -
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخلت على مريض فمره يدعو لك فإن دعاءه كدعاء الملائكة". [1588]
• ابن ماجه
(3)
(1441).
1533 -
وعن ابن عباس قال: من السنة تخفيف الجلوس وقلة الصخب في العيادة عند المريض. [1589]
• ذكره رزين عن ابن عباس
(4)
.
قال: وقالَ رسولُ الله - صلى الله عَلَيهِ ويسَلَّمَ - لَّما كثُرَ لغطُهمْ واختلافُهم -: "قوموا عنّي".
(1)
بإسناد ضعيف جدًّا؛ فيه مسلمة بن علي، وهو متهم.
وقال أبو حاتم: "هذا حديث باطل موضوع"؛ كما بينته في "الأحاديث الضعيفة" رقم (145).
ولا يقويه حديث: "لا يعاد المريض إلا بعد ثلاث"، فإنه مثله في الوهن، كما بينته في المصدر المذكور عقب هذا الحديث!
(2)
بل في (الجنائز)! (ع)
(3)
وإسناده ضعيف؛ لانقطاعه بين ميمون بن مهران، وعمر رضي الله عنه.
(4)
قلت: أخرجه الشيخان، وأحمد (1/ 324 - 325) من حديث ابن عباس .. بالشطر الثاني مئة في قصة مرض موته صلى الله عليه وسلم.
قلت: هو في "الصحيح"[خ 4432] في أثناء حديث عن ابن عباس في الوفاة النبوية.
1534 -
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العيادة فواق
(1)
ناقة" [1590]
• البيهقي في "الشعب"[9222] عنه
(2)
.
1535 -
وفي رواية سعيد بن المسيب مرسلا: "أفضل العيادة سرعة القيام". [1591]
• أخرجه البيهقي [9221] أيضًا.
1536 -
وعن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد رجلا فقال له: "ما تشتهي؟ " قال: أشتهي خبز بر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان عنده خبز بر فليبعث إلى أخيه ". ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا اشتهى مريض أحدكم شيئا فليطعمه". [1592]
• ابن ماجه
(3)
(3440) في الطب عنه.
1537 -
وعن عبد الله بن عمرو قال: توفي رجل بالمدينة ممن ولد بها فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا ليته مات بغير مولده ". قالوا ولم ذاك يا
(1)
أي: قدر ما بين الحلبتين؛ لأنها تحلب، ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر، ثم تحلب.
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(ق 182/ 1)؛ وفي إسناده جماعة لم أجد من ذكرهم.
وأورده السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية البيهقي في "الشعب"، ولم يتكلم عليه المناوي بشيء.
(3)
بسند ضعيف؛ فيه صفوان بن هبيرة، قال الحافظ:"لين الحديث".
ومن طريقه: أخرجه الضياء في "المختارة"(66/ 82/ 2)، وتمام في "الفوائد"(98/ 2).
رسول الله؟ قال: "إن الرجل إذا مات بغير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره
(1)
في الجنة". [1593]
• النسائي
(2)
(8/ 4)، وابن ماجه (1614) في الجنائز عنه.
1538 -
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "موت غربة شهادة". [1594]
• ابن ماجه
(3)
(1613) فيه عنه.
1539 -
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات مريضا مات شهيدا أو وقي فتنة القبر وغدي وريح عليه برزقه من الجنة". [1595]
• ابن ماجه
(4)
(1615) فيه عنه.
1540 -
عن العرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يختصم الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى ربنا عز وجل في الذين يتوفون من الطاعون فيقول الشهداء: إخواننا قتلوا كما قتلنا ويقول: المتوفون: إخواننا ماتوا
(1)
أي: محل قطع خطواته.
(2)
بسند حسن
(3)
وإسناده ضعيف؛ فيه الهذيل بن الحكم أبو المنذر، قال الذهبي: قال البخاري: منكر الحديث، فمن مناكيره هذا الحديث.
(4)
بإسناد واهٍ جدًّا؛ فيه إبراهيم بن محمَّد بن أبي عطاء وهو إبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيى الأسلمي، وهو متهم، كما سبق مرارًا.
وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في "الموضوعات".
على فرشهم كما متنا فيقول ربنا: انظروا إلى جراحتهم فإن أشبهت جراحهم جراح المقتولين فإنهم منهم ومعهم فإذا جراحهم قد أشبهت جراحهم". [1596]
• أحمد (4/ 128 - 129) والنسائي
(1)
(6/ 37) في الطب عنه.
1541 -
وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الفار من الطاعون كالفار من الزحف والصابر فيه له أجر شهيد". [1597]
• أحمد
(2)
(3/ 352) عنه.
2 - باب تمنِّي الموت وذكره
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1542 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله أن يزداد خيرا وإما مسيئا فلعله أن يستعتب
(3)
". [1133]
• البُخَارِيُّ [5673] فِي الطِّبِّ عَنْه.
(1)
ورجاله موثقون.
وله شاهد من حديث عتبة بن عبد؛ بإسناد لا بأس به، كما قال المنذري (2/ 204).
(2)
وسنده ضعيف؛ فيه عمرو بن جابر الحضرمي، وهو ضعيف، كما في "التقريب"، وقد كذبه أحمد وغيره.
ولكن له شاهد من حديث عائشة: أخرجه أحمد (6/ 153، 145، 255) بسند صحيح، فلو آثره المؤلف على هذا لكان أولى!
(3)
أي: يسترضي؛ أي: يطلب رضاء الله عنه بالتوبة.
1543 -
وقال: "لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا". [1134]
• مُسْلِمٌ [13/ 2682] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ في الدُّعَاءِ.
1544 -
وقال: "لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه فإن كان لابد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي"[1135]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ [خ (5671) م (10/ 2680)] عَنْهُ فِي الدُّعَاءِ.
1545 -
وعن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه الموت قبل لقاء الله، فقالت عائشة رضي الله عنها: إنا لنكره الموت قال: "ليس ذلك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه فكره لقاء الله وكره الله لقاءه
(1)
". [1136]
• البخارِيُّ [6507] فِي الرِّقَاقِ عَنْ أَنسٍ، وَمُسْلِمٌ [15 - 16/ 2684] في الدُّعَاءِ عَنْ عَائِشَةَ.
1546 -
وقال أبو قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فقال: "مستريح أو مستراح منه" فقالوا: يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه؟ فقال: " العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة
(1)
قال التبريزي: "وفي رواية عائشة والموت قبل لقاء الله .. ".
قلت: يعني: عند مسلم (8/ 65)، وعلقه البخاري (4/ 232)، ولكنه لم يسق لفظه.
الله والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب". [1137]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْه، البخاري [6512] فِي الرِّقَاقِ، مسلم [61/ 950] فِي الجَنَائِزِ (س 4/ 48).
1547 -
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل".
وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. [1138]
• البخَارِي [6416] فِي الرِّقَاقِ عَنْهُ.
1548 -
عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله". [1139]
• مُسْلِمٌ [2877/ 81]، وَابْنُ مَاجَه [4167] فِي الزُّهْدِ، وَأَبُو دَاوُدَ [3113] في الجَنَائِزِ، كُلهُمْ عَنْهُ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1549 -
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله للمؤمنين يوم القيامة؟ وما أول ما يقولون له؟ " قلنا: نعم يا رسول الله قال: "إن الله يقول للمؤمنين هل أحببتم لقائي؟ فيقولون نعم يا ربنا فيقول: لم؟ فيقولون: رجونا عفوك ومغفرتك. فيقول: قد وجبت لكم مغفرتي". [1140]
• الطبَرَانِيُّ [20/ 104] عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَل، وَسنَدُهُ مُنْقَطعٌ
(1)
.
(1)
قال التبريزي:"رواه في "شرح السنة"، وأبو نعيم في "الحلية"
…
".
قلت: (8/ 179)؛ وإسناده ضعيف؛ فيه عبيد الله بن زحر، وهو ضعيف. =
1550 -
وقال: "أكثروا ذكر هاذم
(1)
اللذات". يعني -الموت-. [1141]
• التَّرمِذِيِّ
(2)
[2307]، وَالنَّسَائِيُّ [4/ 4] وَابْنُ مَاجَه [4258]، كُلُّهُمْ فِي الجَنائِزِ
(3)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
1551 -
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه: "استحيوا من الله حق الحياء " قالوا: إنا نستحيي من الله يا نبي الله والحمد لله قال: "ليس ذلك ولكن من استحيى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيى من الله حق الحياء". [1142]
• التِّرمِذِيُّ
(4)
[2458] عَنْه، وَقَالَ: إِنَّمَا نَعرِفُهُ مِنْ هَذَا الوَجْهِ.
= ومن طريقه رواه ابن المبارك في "الزهد"، وعنه أحمد (5/ 238)، فلو عزاه إليه؛ كان أولى.
وأخرجد ابن أبي الدنيا أيضًا في "حسن الظن"(184/ 1).
وانظر "الضعيفة"(6125).
(1)
بالذال المعجمة؛ أي: قاطعها.
وبالدال المهملة؛ أي: كاسرها. "مرقاة".
(2)
وقال: "حديث حسن غريب".
وأقول: بل هو حديث صحيح؛ فإن إسناده حسن، وله شواهد كثيرة، انظرها إن شئت في "الجامع الصغير"، - ثم خرجتها في "الإرواء"(682).
(3)
إنما أخرجه الترمذي وابن ماجه في "الزهد"! (ع)
(4)
وقال: "غريب".
قلت: وإنما استغربه؛ لأن فيه الصباح بن محمَّد، وهو ضعيف، وقد تفرد به، كما أشار إليه الترمذي. =
1552 -
و قال: "تحفة المؤمن الموت". [1143]
• البَيهَقِيُّ
(1)
[9884] في "الشُّعَبِ" عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو.
1553 -
وقال: "المؤمن يموت بعرق الجبين
(2)
". [1144]
• التِّرْمِذِي
(3)
[982]، وَالنَّسَائِيُّ [4/ 5 - 6]، وَابْنُ مَاجَه [1452] في الجنائِزِ عَنْ بُرَيْدَةَ.
1554 -
ويروي: "موت الفجاءة أخذة الأسف
(4)
". [1145]
= ومن طريقه: رواه الحاكم (4/ 323) - وصححه - ووافقه الذهبي! مع أنه قال في الصباح هذا -: "رفع حديثين هما من قول عبد الله، قال ابن حبان: يروي الموضوعات"!
ثم وجدت له بعض الشواهد؛ مما جعلني أميل إلى تحسينه، وشرح ذلك مما لا يتسع له المقام، ومحله في "الروض النضير"(601).
(1)
ورواه أبو نعيم أيضًا في "الحلية"(8/ 185)، والحاكم (4/ 319)، وابن المبارك في "الزهد" (برقم: 599)، وعبد بن حميد في "المنتخب من المسند"(ق 44/ 2)، وابن بشران في "الأمالي"(ج 26/ 110 /1)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 120/ 105/ 150)، وقال أبو نعيم:"غريب".
وأما الحاكم؛ فقال: "صحيح الإسناد"!
فتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: ابن زياد: هو الأفريقي؛ ضعيف".
لكن أورده المنذري في "الترغيب"(4/ 168)، والهيثمي في "المجمع"(2/ 320) - من رواية الطبراني في "الكبير" -، وقال الأول:"إسناده جيد"، وقال الآخر:"رجاله ثقات"! فلينظر سند الطبراني؛ هل هو من غير طريق الأفريقي هذا؟ أم ذلك من تساهلهما؟! وهو ما أرجحه؛ والله أعلم.
ثم خرجته في "الضعيفة"(6890).
(2)
قيل: هذا كناية؛ يعني: يشتد الموت على المؤمن؛ بحيث يعرق جبينه من الشدة؛ لتمحيص ذنوبه، ورفع درجته.
(3)
وقال: "حديث حسن".
قلت: وسنده صحيح.
(4)
قال التبريزي: "زاد البيهقي في شعب الإيمان"
…
: "أخذة الأسف للكافر، ورحمة للمؤمن .... ".
• أَبُو دَاوُدَ
(1)
[3110] في الجنائِزِ عَنْ عُبَيْدِ بنِ خَالِدٍ رَجُلٍ مِنَ الصحَابَةِ
…
قَوْلَهُ.
1555 -
وعن أنس رضي الله عنه أنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على شاب وهو في الموت فقال: "كيف تجدك؟ " قال: أرجو الله يا رسول الله وإني أخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف".
غريب [1146]
• الترمِذِي [983]، وَابنُ مَاجَه [4261] في الزُّهْدِ، وَالنسَائِيُّ [الكبرى 10901] في اليوْمِ وَالليْلَةِ مِنْ رِوَايَةِ جَعْفَرِ بنِ سلَيمَان، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنَسٍ، قالَ الترمذي: غَرِيبٌ
(2)
، وَقَدْ رُوِىَ مُرسَلًا عَنْ ثابِتٍ.
الفصل الثالث:
1556 -
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تمنوا
(1)
وإسناده صحيح.
ورواه أحمد أيضًا (3/ 424، 4/ 219)، والبيهقي في "سننه الكبرى"(3/ 378)، والزيادة عنده، لكن من حديث عائشة.
كذلك أخرجه أحمد (6/ 136)؛ وفيه عبيد الله بن الوليد - وهو الوصافي -؛ ضعيف، كما في "التقريب".
وقال البيهقي: "ورواه سفيان الثوري، عن عبيد الله
…
موقوفًا عن عائشة".
قلت: ولعله الصواب.
الأسف: رري بفتح السين؛ بمعنى: الغضب، وبكسرها؛ بمعنى: الغضبان.
(2)
في نسختنا من "السنن"(1/ 184): "حسن غريب".
قلت: وهذا هو اللائق بحال إسناده؛ فإن رجاله ثقات؛ وفي سيار بن حاتم كلام لا يضر؛ فالسند حسن.
الموت فإن هول المطلع شديد وإن من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله عز وجل الإنابة". [1613]
• أحمد
(1)
(3/ 332) عنه.
1557 -
وعن أبي أمامة قال: جلسنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ورققنا فبكى سعد بن أبي وقاص فأكثر البكاء فقال: يا ليتني مت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا سعد أعندي تتمنى الموت؟ " فردد ذلك ثلاث مرات ثم قال: " يا سعد إن كنت خلقت للجنة فما طال عمرك وحسن من عملك فهو خير لك". [1614]
• أحمد
(2)
(5/ 267) عنه.
1558 -
عن حارثة بن مضرب قال: دخلت على خباب وقد اكتوى سبعا فقال: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يتمن أحدكم الموت " لتمنيته. ولقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أملك درهما وإن في جانب بيتي الآن لأربعين ألف درهم قال ثم أتى بكفنه فلما رآه بكى وقال لكن حمزة لم يوجد له كفن إلا بردة ملحاء
(3)
إذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه حتى مدت على رأسه وجعل على قدميه الأذخر! [1615]
(1)
بإسناد ضعيف؛ فيه الحارث بن يزيد - أو ابن أبي يزيد -؛ لم يوثقه أحد غير ابن حبان.
(2)
بسند ضعيف؛ فيه علي بن يزيد - وهو الألهاني -؛ ضعيف.
(3)
أي: فيها خطوط بيض وسود.
• أحمد
(1)
(5/ 111) - واللفظ له -، والترمذي (970) باختصار عن حارثة بن مضرب، عن خباب.
3 - باب ما يقال عندَ من حَضَرَهُ الموتُ
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1559 -
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقنوا موتاكم
(2)
لا إله إلا الله". [1147]
• مُسْلِمٌ [1/ 916]، وَالأرْبَعَةُ [د 3117 ت 976 ق 1445 س 4/ 5] فِي الجَنَائِزِ عنه.
1560 -
وَقَالَ:"إذا حَضَرْتم المريضَ أو الميتَ؛ فقولوا خيرًا؛ فإن الملائكةَ يُؤَمِّنون على ما تقولون". [1148]
• مُسْلِمٌ [6/ 919]، وَالأرْبَعَةُ [د 3115 ت 977 ق 1447 س 4/ 4] عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ.
1561 -
وقالت أم سلمة رضي الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله به: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها".
فلما مات أبو سلمة رضي الله عنه قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة؟
(1)
ورجاله ثقات؛ غير أن أبا إسحاق - وهو السبيعي - كان اختلط.
لكن رواه الترمذي (1/ 181 - 182) من طريق شعبة عنه، وهو إنما سمع منه قبل الاختلاط، فالسند صحيح وقال الترمذي:"حديث حسن صحيح".
ومن هذه الطريق: رواه أحمد - أيضًا - (5/ 110)
…
مختصرًا مثل الترمذي.
(2)
أي: الذين حضرهم الموت، ومثله الحديث الآتي (1626)؛ إن صح.
أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. [1149]
• مُسْلِمٌ [3/ 918]، وَالأرْبَعَةُ [؟]
(1)
في الجَنَائِزِ عَنْهَا.
1562 -
وقالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة قد شق بصره
(2)
إلى السماء فأغمضه ثم قال: " إن الروح إذا قبض تبعه البصر " فضج ناس من أهله فقال: " لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون " ثم قال: " اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه". [1150]
• مُسْلِمٌ [7/ 920] في الجَنَائِزِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ.
1563 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفي سجي ببرد حبرة
(3)
. [1151]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْهَا، البخاري [5814] فِي اللِّبَاسِ، مسلم [48/ 942] في الجَنائِزِ.
(1)
كذا عزاه إلى الأربعة! وإنما أخرجوه بسياق آخر بنحوه: أخرجه أبو داود (3119) مختصرًا عن أم سلمة.
وأخرجه الترمذي (3511)، وابن ماجه (1598)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1070، 1072) عن أم سلمة عن أبي سلمة! (ع)
(2)
شق بصره: إذا نظر إِلى شيء لا يرتد إليه طرفه.
(3)
بوزن عنبة: بُرْدٌ مُوَشّىً مخططٌ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1564 -
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة"[1152]
• أَبُو دَاوُدَ
(1)
[3116] في الجَنَائِزِ عَنْهُ.
1565 -
وعن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرؤوا على موتاكم سورة (يس). [1153]
• أبو دَاوُدَ [3121]، وَالِنَّسائِيُّ [الكبرى 10913]، وَابْنُ مَاجَه
(2)
[1448] في الجَنائِزِ
(3)
عَنْهُ.
1566 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت وهو يبكي حتى سال دموع النبي صلى الله عليه وسلم على وجه عثمان. [1154]
• أبو دَاودَ [3163] في الجَنائِزِ، وَالتَّرمِذِيُّ
(4)
[989]، وَابْنُ مَاجَه [1456] عَنْهَا.
(1)
وكذا ابن منده في "التوحيد"(ق 48/ 2)، والحاكم (1/ 135)، وقال:"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي؛ وهو كما قالا.
ورجاله كلهم ثقات؛ غير صالح بن أبي عريب، وقد روى عنه جماعة من الثقات، ووثقه ابن حبان، وقال
ابن منده: "هو مصري مشهور".
(2)
وكذا أحمد في "المسند"(5/ 26) بسند ضعيف؛ فيه أبو عثمان وليس بالنهدي، عن أبيه، وكلاهما مجهول.
ثم هو موقوف، ومضطرب، كما بينته في غير ما موضع، آخرها الرد على كتاب "التاج".
والحديث؛ رواهُ ابن حبان (7/ 269/ 3002 - المؤسّسة).
(3)
إنما رواه النسائي في "عمل اليوم والليلة"! (ع)
(4)
وقال: "حديث حسن صحيح". ==
1567 -
و قالت عائشة: إن أبا بكر رضي الله عنه قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته. [1155]
• أخْرَجَهُ البخارِيُّ [3667] فِي أَوَّلِ حَدِيثِ السَّقِيفَةِ.
1568 -
وعن حصين بن وحوح أن طلحة بن البراء مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال: " إني لا أرى
(1)
طلحة إلا قد حدث به الموت فآذنوني به وعجلوا فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله". [1156]
• أَبُو دَاوُدَ
(2)
[3159] فِي الجَنائِزِ عَنْهُ.
الفصل الثالث:
1569 -
وعن عبد الله بن جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين " قالوا: يا رسول الله كيف للأحياء؟ قال: " أجود وأجود ". [1626]
• ابن ماجه
(3)
(1446) في الجنائز عنه.
1570 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الميت
= قلت: وفيه نظر؛ لأن عاصم بن عبد الله ضعيف، كما قال الحافظ في "التقريب".
وله بعض الشواهد، ولا تنفعه؛ انظر "الضعيفة"(6010).
(1)
أي: لا أظن.
(2)
بإسناد ضعيف؛ فيه عزرة - أو عروة؛ شك بعض الرواة بن سعيد الأنصاري، عن أبيه - وهما مجهولان، كما في "التقريب" -؛ وسعيد بن عثمان البلوي مجهول - أيضًا -.
(3)
وفيه إسحاق بن عبد الله بن جعفر - وهو ابن أبي طالب -؛ وهو مجهول الحال، لم يوثقه أحد.
تحضره الملائكة فإذا كان الرجل صالحا قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان فلا تزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيفتح لها فيقال: من هذا؟ فيقولون: فلان فيقال: مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ادخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان فلا تزال يقال لها ذلك حتى تنتهي إلى السماء التي فيها الله.
فإذا كان الرجل السوء قال: اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث اخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق
(1)
وآخر من شكله أزواج
(2)
فما تزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيفتح لها فيقال: من هذا؟ فيقال: فلان فيقال: لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فإنها لا تفتح لك أبواب السماء فترسل من السماء ثم تصير إلى القبر". [1627]
• ابن ماجه
(3)
(4262) - واللفظ له -، والنسائي في الجنائز [4/ 8 - 9] وزاد فيه: "فيأتون به أرواح المؤمنين فيسألونهُ: ماذا فعل فلان؟
…
" الحديث.
1571 -
وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها ". قال حماد: فذكر من طيب ريحها وذكر المسك قال: "ويقول أهل السماء: روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه فينطلق به إلى ربه ثم يقول: انطلقوا به إلى آخر الأجل ". قال: " وإن الكافر إذا خرجت روحه " قال حماد: وذكر من نتنها وذكر لعنها. " ويقول أهل السماء:
(1)
ما يغسق - أي: يسيل - من صديد أهل النار.
(2)
أي: أصناف.
(3)
بسند حسن، وكذا رواه أحمد (2/ 344 - 345).
روح خبيثة جاءت من قبل الأرض فيقال: انطلقوا به إلى آخر الأجل".
قال أبو هريرة: فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة
(1)
كانت عليه على أنفه هكذا. [1628]
• مسلم (2872) في الجنائز
(2)
عنه.
1572 -
وعنه، قال: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا حُضِرَ المؤمنُ؛ أتتْ ملائكةُ الرَّحمةِ بحريرةٍ بيضاءَ، فيقولون: اخرُجي راضيةً مرضيًّا عنكِ إلى رَوْحِ اللهِ وريحان، وربّ غيرِ غضبانَ، فتخرجُ كأطيبِ ريحِ المسكِ، حتى إنَّه ليُناولهُ بعضُهم بعضًا، حتى يأتوا بهِ أبوابَ السَّماء، فيقولونَ: ما أطيبَ هذهِ الريحَ التي جاءتكم من الأرضِ! فيأتونَ بهِ أرواح المؤمنين، فلهم أشدُّ فرحًا به من أحدكم بغائبِه يَقدَم عليه، فيسألونهُ: ماذا فعلَ فلانٌ؟! ماذا فعل فلانٌ؟! فيقولون: دعوه؛ فإنَّهُ كان في غمِّ الدنيا، فيقول: قد مات، أما أتاكم؟! فيقولون: قد ذُهِبَ بهِ إلى أُمِّه الهاوية.
وإنَّ الكافرَ إذا احتُضِرَ؛ أتَتهُ ملائكةُ العذابِ يمِسح
(3)
، فيقولون: اخرجي ساخطةً مسخوطًا عليكِ إلى عذاب اللهِ عز وجل، فتخرجُ كأنتَنِ ريحِ جيفةٍ، حتى يأتونَ بهِ بابَ الأرض، فيقولون: ما أنتنَ هذه الريحَ! حتى يأتونَ بهِ أرواحَ الكفَّار
(4)
".
(1)
الريطة: كل ملاءة ليست بِلِفْقَيْن؛ كلها نسج واحد وقطعة واحدة.
أو كل ثوب لين رقيق.
ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم الريطة على الأنف؛ لما كوشف له، وشم من نتن ريح روح الكافر.
(2)
بل في (صفة الحنة)! (ع)
(3)
المسح - بكسر الميم - البلاس.
(4)
رواه أحمد، والنسائي في "سننه"(1/ 259 - 260) بإسناد صحيح.
1573 -
وعن البراء بن عازب قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال: " استعيذوا بالله من عذاب القبر " مرتين أو ثلاثا ثم قال: " إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان " قال: " فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض " قال: " فيصعدون بها فلا يمرون - يعني بها - على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الطيب فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى سماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم
(1)
فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة - فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى قال: " فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولون له: من ربك؟ فيقول: ربي الله فيقولون له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له: وما علمك؟
(1)
أي: للمستفتحين من الملائكة.
فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي مناد من السماء أن قد صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة " قال: " فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره " قال: " ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول: أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول: أنا عملك الصالح فيقول: رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي ". [1630]
قال: "وإنَّ العَبدَ الكافرَ إذا كانَ في انقَطاعِ منَ الدنيا، وإقبالٍ منَ الآخرةِ؛ نزلَ إليهِ منَ السماءِ ملائكةٌ سُودُ الوُجوهِ، معَهم المُسوحُ
(1)
، فَيَجْلِسُونَ منه مدَّ البَصرَ، ثمَّ لمجيءُ ملكُ الموتِ، حتى يجلسَ عندَ رأسِه، فيقولُ:؛ أيَّتُها النَّفسُ الخَبيثة! اخرُجي إلى سُخطٍ منَ اللهِ"، قال: "فتَفرَّقُ
(2)
في جسدِه، فينتزِعُها كما يُنزَعُ السَّفُّودُ
(3)
منَ الصُّوف المبلولِ، فيأخذُها، فإذا أخذَها لمْ يدَعُوها في يده طرفةَ عينٍ، حتى يجعَلوها في تلكَ المُسُوحِ، وتخرُجُ منها كأنْتن ريح جيفَةٍ وُجدتْ على وجهِ الأرضِ، فيصعدُون بها، فلا يمرّونَ بها على ملإ منَ الملائكةِ؛ إلَّا قالوا: ما هذا الرُّوحُ الخَبيثُ؟! فيقولونَ: فُلانُ بنُ فلانٍ - بأقبحِ أسمائِه التي كانَ يسمَّى بها في الدنيا -، حتى ينُتهى به إلى السماء الدنيا، فيستفتحُ له، فلا يُفتحُ له - ثمَّ قرأ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم:{لا تُفتَّحُ لهُمْ أبوابُ السَّماءِ ولا يَدْخُلونَ الجنَّةَ حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِيَاطٍ} -، فيقولُ الله عز وجل؛: اكتُبوا كتابَه في سِجِّينٍ،
(1)
المسوح: جمع مسح - بالكسر -؛ وهو اللباس الخشن.
(2)
تفرق - بحذف إحدى التاءين -؛ قال الطيبي: "أي: كراهية الخروج إلى ما يستحق من العذاب الأليم". اهـ "مرقاة".
(3)
الحديدة التي يشوى بها اللحم.
في الأرضِ السُّفلى، فتُطرَحُ رُوحُه طرْحًا - ثمُّ قرأ:{ومَنْ يُشْرِكْ باللُّهِ فَكأنَّما خَرَّ من السَّماءِ فتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أوْ تَهْوي بهِ الرِّيحُ في مَكانِ سَحِيقْ} -، فَتُعَاد رُوحُهُ فَي جَسَدِهِ، ويأيته مَلَكَانِ، فَيُجلِسَانِهِ، فَيَقولانِ لَهُ: مَنْ ربُّك؟! فيقولُ: هاهْ هاهْ، لا أدْرِي! فيقولان له: ما دينُك؟! فيقولُ: هاهْ هاهْ، لا أدرِي! فيقولانِ له: ما هذا الرَّجلُ الذي بُعِث فيكمِ؟! فيقولُ: هاهْ هاهْ، لا أدْرِي! فيُنادي مُنادٍ منَ السماءِ: أنْ كذَبَ، فأفرشوه منَ النَّارِ، وافتَحوا له بابًا إلى النارِ، فيأتيهِ منْ حرِّها وسَمومِها، ويُضيَّقُ عليه قبرُه؛ حتى تختلفَ فيه أضلاعُه، ويأتيهِ رجلٌ قبيحُ الوَجهِ، قبيحُ الثياب، مُنْتِنُ الرِّيحِ، فيقولُ: أبْشِرْ بالذي يسُوؤُكَ، هذا يومُكَ الذي كنتَ توعَد، فيقولُ: مَنْ أنت؟! فوَجهُكَ الوَجهُ يجيءُ بالشرِّ! فيقولُ: أنا عملُكَ الخبيث، فيقولُ: ربِّ! لا تقِمِ السَّاعةَ".
وفي روايةٍ نحوه، وزادَ فيهِ:"إذا خرجَ روحُه صلّى عليه كل ملكِ بينَ السَّماءِ والأرضِ، وكلُّ ملكِ في السَّماءِ، وفُتحتْ له أبوابُ السَّماءِ، ليسَ منْ أهلِ بابٍ؛ إلَّا وُهم يدعونَ الله أنْ يُعرَجَ بروحِه مِنْ قِبَلِهم، وتُنزعُ نفسُه - يعني: الكافرَ - معَ العُروقِ، فيلعنُه كل ملكٍ بينَ السَّماءِ والأرض، وكلُّ ملكٍ في السَّماءِ، وتُغلقُ أبوابُ السَّماءِ، ليسَ منْ أهلِ باب؛ إلَّا وهُم يدْعونَ اللهَ أنْ لا يُعرج رُوحُه منْ قِبَلهِمْ". [1629].
• رواه أحمد
(1)
(4/ 287 - 288) من وجهين في أحدهما ما ليس في الآخر.
قلت: وأخرج أبو داود [3212]، والنسائي [4/ 78] وابن ماجه [1548] في الجنائز بعضه.
1574 -
وعن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه قال: لما حضرت كعبا الوفاة أتته
(1)
في "المسند"(5/ 287، 288، 295، 296).
وإسناد الرواية الأولى صحيح، وأما الأخرى؛ ففيها يونس بن خباب، وهو ضعيف.
ورواه أبو داود (4753). - نحو الرواية الأولى.
أم بشر بنت البراء بن معرور فقالت: يا أبا عبد الرحمن إن لقيت فلانا فاقرأ عليه مني السلام. فقال: غفر الله لك يا أم بشر نحن أشغل من ذلك فقالت: يا أبا عبد الرحمن أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أرواح المؤمنين في طير خضر تعلق بشجر
(1)
الجنة؟ " قال: بلى. قالت: فهو ذاك. [1631]
• ابن ماجه
(2)
(1449) عنهُ في الجنائز.
1575 -
وعنه عن أبيه قال: أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنا نسمة
(3)
المؤمن طير طير تعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله في جسده يوم يبعثه". [1632]
• رواه مالك (164) وأخرجه النسائي (4/ 108)
(4)
.
1576 -
وعن محمد بن المنكدر قال: دخلت على جابر بن عبد الله وهو يموت
(1)
أي: تأكل وترعى.
(2)
وسنده ضعيف؛ فيه عنعنة محمَّد بن إسحاق، وهو مدلس.
وقد روى أحمد (3/ 455) هذه القصة على خلاف هذه الرواية، ولفظه: قال:
قالت أم مبشر لكعب بن مالك وهو شاكٍ -: اقرأ على ابني السلام تعني: مبشرًا، فقال: يغفر الله لك يا أم مبشر! أولم تسمعي ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما نسمة المسلم طير تعلق في شجر الجنة حتى يرجعها الله عز وجل إلى جسده يوم القيامة؟! قالت: صدقت، فاستغفر الله!
وسنده صحيح.
وله شاهد من حديث أم هانئ
…
مرفوعًا بمعناه: أخرجه أحمد (6/ 424 - 425)، والطبراني، ومن طريقه: أبو نعيم في "الحلية"(2/ 77)، وسنده حسن بشواهده.
(3)
أي: روح المؤمن.
(4)
وسنده صحيح.
فقلت: اقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام. [1633]
• أخرجه ابن ماجه
(1)
(1450) في الجنائز من طريقه.
4 - باب غسلِ الميت وتكفينه
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1577 -
قالت أم عطية رضي الله عنها: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته فقال: اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا أو سبعا بماء وسدر واجعلن في الاخرة كافورا فإذا فرغتن فآذنني" فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه
(2)
وقال: " أشعرنها
(3)
إياه " [1157]
• الجَمَاعَةُ [خ (1254) م (36/ 939) د 3142 ت 990 ق 1458 س 4/ 28] فِي كِتَابِ الجَنَائِزِ عَنْهَا.
وفي رواية: "ابدأنَ بميامِنِها ومواضع الوضوء منها"، وقالت: فضفرنا شعرَها ثلاثةَ قرونٍ
(4)
، فألقيناها خلفها.
• الجَماعَةُ [خ (1255) م (42/ 939) خ (1263) م (37/ 939)]- أيضًا - فِيهِ عَنْهَا.
(1)
ورجاله ثقات؛ إلا أن أحمد بن الأزهر؛ قال أبو أحمد الحاكم عنه: "كان كبر؛ فربما يلقن"، وقال ابن حبان في "الثقات":"يخطئ".
(2)
أي: إزاره المشدود به خصره.
(3)
أي: اجعلنه شعارها، والشعار: الثوب الذي يلي الجسد؛ لأنه يلي شعره.
(4)
أي: ضفائر، وهذه سنة مهجورة في جنائز النساء، فرحم الله من أحياها.
1578 -
و قالت عائشة رضي الله عنها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب يمانية بيض سحولية
(1)
من كرسف ليس فيها قميص ولا عمامة. [1158]
• الجَمَاعَةُ [خ (1264) م (45/ 941) د 3151 ت 996 ق 1469 س 4/ 35] فِيهِ عَنْهَا.
1579 -
وعن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه ". [1159]
• مُسلِمٌ [49/ 943] فِيهِ عَنْهُ.
1580 -
وقال خباب بن الأرت: قتل مصعب بن عمير يوم أحد فلم نجد شيئا نكفنه فيه إلا نمرة، فكنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ضعوها مما يلى رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر. [1160]
• الخمسَةُ [خ (1276) م (44/ 940) د 3155 ت 3853 س 4/ 38] فِيهِ عَنْهُ.
1581 -
وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: إن رجلا كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فوقصته
(2)
ناقته وهو محرم فمات ن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تمسوه بطيب ولا تخمروا
(3)
رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا". [1161]
(1)
نسبة إلى سحول؛ وهي قرية باليمن.
والكرسف: القطن.
(2)
من الوقص؛ وهو كسر العنق؛ أي: أسقطته، فاندق عنقه.
(3)
لا تخمروا: لا تغطوا ولا تستروا.
• الجَماعَةُ [خ (1267) م (93/ 1206) د 3238 ت 951 ق 3084 س 4/ 39] فِيهِ
(1)
عَنْهُ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1582 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم".
وقال: "ومن خير أكحالكم الإثمد فإنه ينبت الشعر ويجلوا البصر". [1162]
• أبو دَاوُدَ [4061] فِي اللِّبَاسِ، وَالتِّرْمِذِيُّ
(2)
[(994)]، وَابْنُ مَاجَه [1472] في الجَنَائِزِ بِاختِصَارٍ، كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
1583 -
وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا". [1162]
• أبو دَاوُدَ
(3)
[3154] فِيهِ عَنْهُ.
1584 -
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: "أنه لما حضره الموت؛ دعا بثياب جدد فلبسها ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها ". [1164]
(1)
إنما أخرجه ابن ماجه في (المناسك)! (ع)
(2)
مفرقًا بإسنادين، وقال - في الشطر الأول منه -:"حديث حسن صحيح".
قلت: وإسناده صحيح.
وأخرجه ابن حبان بتمامه (12/ 242/ 5423 - المؤسسة) - وغيره -، وقد بينته في كتابي "الجنائز"(ص 82).
(3)
وإسناده ضعيف؛ فيه عمرو بن هاشم أبو مالك الجنبي؛ قال الحافظ: "لين الحديث، أفرط فيه ابن حبان".
• أبو دَاوُدَ
(1)
[3114] فِيهِ عَنه.
1585 -
وعن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خير الكفن الحلة
(2)
وخير الأضحية الكبش الأقرن". [1165]
• أَبو دَاوُدَ
(3)
[3156]، وَابْنُ مَاجَه [1/ 473]، فِيهِ عَنْهُ.
1586 -
وعن ابن عباس أنه قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلى أحد أن ينزع عنهم الحديد والجلود وأن يدفنوا بدمائهم وثيابهم. [1166]
• أبو دَاوُدَ
(4)
[3134] فِيهِ عَنْه، وَأصلُهُ لِلْبخارِيِّ [1343] عَنْ جَابِرٍ.
(1)
وإسناده صحيح؛ - وصححه ابن حبان، والحاكم، والذهبي، وقد خرجته في "الصحيحة"(1671).
(2)
واحد الحلل؛ أي: الإزار والرداء.
(3)
وإسناده ضعيف؛ فيه حاتم بن أبي نصر، وهو مجهول؛ كما في "التقريب".
ولا يقويه الذي بعده؛ لشدة ضعفه - كما سترى -.
قلت: ورواه الترمذي (1517)، وكذا ابن ماجه (3130) من حديث أبي أمامة؛ وقال الترمذي:"حديث غريب".
قلت: وآفته: عفير بن معدان أبو عائذ:
قال ابن أبي حاتم (3/ 2/ 36): "قال ابن معين: لا شيء، وقال أبي: هو ضعيف الحديث، يكثر الرواية عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بالمناكير مما لا أصل له، لا يشتغل بروايته". قلت: وهذا من روايته عن سليم!
وقال النسائي: "ليس بثقة".
(4)
بإسناد ضعيف؛ فيه علي بن عاصم، عن عطاء بن السائب، وهما ضعيفان؛ وانظر "أحكام الجنائز"(ص 72).
الفصل الثالث:
1587 -
عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عبد الرحمن بن عوف أتى بطعام وكان صائما فقال: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا رأسه وأراه قال: وقتل حمزة وهو خير مني ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا ولقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام. [1644]
• البخاري (1275) في الجنائز عنه.
1588 -
وعن جابر قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي بعدما أدخل حفرته فأمر به فأخرج فوضعه على ركبتيه ن فنفث فيه من ريقه وألبسه قميصه قال: وكان
(1)
كسا عباسا قميصا. [1645]
• متفق عليه [خ (5795) م (2773)] عنه.
5 - باب المشي بالجنازة والصلاة عليها
مِنَ "الصِّحَاح
":
1589 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم". [1167]
• الجَماعَةُ في [خ (1315) م (50/ 944)، كتَابِ الجَنَائِزِ عَنْهُ.
(1)
أي: عبد الله بن أُبيٍّ.
1590 -
وقال: "إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة
قالت: قدموني وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها: يا ويلها أين يذهبون بها؟
يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمع الإنسان لصعق
(1)
".
يرويه أبو سعيد الخدري [1168]
• البُخَارِي [1316] فِيهِ عَنْهُ.
1591 -
وقال: "إذا رأيتم الجنازة فقوموا فمن تبعها فلا يقعد حتى توضع". [1169]
• مُتفَقٌ عَلَيهِ [خ (1310) م (77/ 959)] عَنْهُ فِيهِ (ت [1043]، س [4/ 44]).
1592 -
وقال: "إن الموت فزع فإذا رأيتم الجنازة فقوموا"
يرويه جابر [1170]
• مُسْلِم [78/ 960] فِيهِ عَنْهُ.
1593 -
وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم الجنازة ثم قعد -بعد -". [1171]
• مُسْلِمٌ [84/ 962]، وَالأربْعَةُ [د 3175 ت 1044 س 4/ 77 ق 1544] فِيهِ عَنْهُ.
1594 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يصلي عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط". [1172]
(1)
أي: لمات أو غشي عليه.
• مُتفَق عَلَيهِ [خ 47 م (52/ 945)] عنه، وَهَذَا لَفْظُ البخارِيِّ في كتابِ الإيمَانِ في أَوَائِلِ "صَحِيحِهِ".
1595 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى
(1)
للناس النجاشي اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر أربع تكبيرات. [1173]
• الجَماعَةُ [خ (1318) م (62/ 951) د 3204 ت 1022 س 4/ 69 ق 1534] فِيهِ عَنْهُ.
1596 -
أن زيد بن أرقم كبر على جنائزة خمسا وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبرها. [1174]
• مُسلِمٌ [72/ 957]، وَأَبُو دَاوُدَ [3197]، وَالترْمِذِيُّ [1023]، وَابنُ مَاجَه
(2)
[1505] فِيهِ عَنْهُ.
1597 -
وروي أن ابن عباس رضي الله عنهما صلى على جنازة فقرأ فاتحة الكتاب فقال: لتعلموا أنها سنة. [1175]
• البُخَارِيُّ [1335]، وَالثلاثة
(3)
[د 3198 ت 1027 س 4/ 74] فِيهِ عَنْهُ.
1598 -
وقال عوف بن مالك: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول: "اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت
(1)
أي: أخبرهم بموته.
(2)
وكذا النسائي (4/ 72). (ع)
(3)
وصححه الترمذي؛ كما سيأتي (برقم: 1673).
وزاد النسائي وغيره -:
…
وسورة.
وهي زيادة صحيحة محفوظة؛ خلافًا لمن زعم شذوذها؛ لقصور باعه في هذا العلم! وانظر "أحكام الجنائز"(ص 151)، ومقدمة "صفة الصلاة"(ص 30 - 32).
الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة وقه فتنة القبر وعذاب النار"، حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت. [1175]
• مُسلِمٌ [15/ 963] وَالنَّسَائِيُّ [4/ 73] فِيهِ عَنْهُ.
1599 -
وقالت عائشة رضي الله عنها صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابني بيضاء في المسجد: سهيل وأخيه. [1177]
• مُسلِمٌ [101/ 973]، وَأَبُو دَاوُد [3190] فِيهِ عَنْهُ.
1600 -
و قال سمرة بن جندب: صليت وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة ماتت في نفاسها فقام وسطها. [1178]
• الجَماعَةُ [خ (1332) م (87/ 964) د 3195 ت 1035 س 4/ 70 ق 1493] فِيهِ عَنْهُ.
1601 -
عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبر دفن ليلا فقال: " متى دفن هذا؟ " قالوا: البارحة. قال: " أفلا آذنتموني
(1)
؟ " قالوا: دفناه في ظلمة الليل فكرهنا أن نوقظك فقام فصففنا خلفه فصلى عليه. [1179]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (1247) م (69/ 954)] فِيهِ عَنْهُ.
1602 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن أسود كان يكون في المسجد يقم المسجد فمات فأتى- يعنى: رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره فصلى عليه. ثم قال: "إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله ينورها لهم بصلاتي عليهم". [1180]
(1)
أي: أخبرتموني.
• مُتفَق عَلَيهِ
(1)
[خ (1337) م (71/ 956)] فِيهِ عَنْهُ (د [3203]، ق [1527]).
1603 -
وقال: "ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه
(2)
". [1881]
• مُسلِمٌ [59/ 948]، وَأبو دَاوُدَ [3170]، وَابنُ مَاجَه [1489] عَنِ ابنِ عَبَّاس فِيهِ.
1604 -
: "ما من ميت تصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مئة كلهم يشفعون له؛ إلا شفعوا فيه
(3)
". [1182]
1605 -
وقال أنس رضي الله عنه: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وجبت" ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا. فقال: "وجبت" فقال عمر: ما وجبت؟ فقال: "هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض". [1183]
• مُتفَقٌ عَليهِ [خ (1367) م (60/ 949)] فِيهِ عَنْ أنَس.
وفي رواية: "المؤمنون شهداءُ اللهِ في الأرضِ".
• البخارِيُّ [2642] عَنْ أَنَسٍ في الشهاداتِ.
1606 -
وقال عمر رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أيما
(1)
تفرد - به بهذا التمام - مسلم.
أما لفظ البخاري؛ فليس فيه: "إن هذه القبور
…
" الحديث! (ع)
(2)
أي: قبل شفاعتهم - أي: دعاءهم -.
(3)
رواه مسلم.
مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة" قلنا: وثلاثة؟ قال: "وثلاثة". قلنا واثنان؟ قال: "واثنان" ثم لم نسأله عن الواحد. [1184]
• البُخاريُّ [1368] عَنْهُ فِيهِ.
1607 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا". [1185]
• البُخارِيُّ [1393]، وَالنَّسَائِي [4/ 53] فِيهِ عَنْ عَائِشَةَ.
1608 -
وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين في قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول: "أيهم أكثر أخذا للقرآن؟ " فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال: "أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة". وأمر بدفنهم بدمائهم ولم يصل عليهم ولم يغسلوا. [1186]
• البخاريُّ [1347] فِيهِ عَنْهُ.
1609 -
وقال جابر بن سمرة رضي الله عنه: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بفرس معروري
(1)
فركبه حين انصرف من جنازة ابن الدحداح ونحن نمشي حوله. [1187]
• مُسلِمٌ [89/ 965]، وَأبو دَاوُدَ [3178]، وَالتِّرمِذِيُّ [1013]، فِيهِ عَنْهُ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1610 -
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه يقال أنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الراكب يسير خلف الجنازة والماشي يمشي خلفها وأمامها
(1)
أي: عارٍ من السَّرْج ونحوه.
وعن يمينها وعن يسارها قريبا منها والسقط يصلى عليه ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة". [1188]
• أحْمَدُ [7/ 247]، وَالأربعَةُ [د 3180 ت 1031 س 4/ 56 ق 1507]، وَاللفْظُ لأبِي دَاودَ مِنْ رِوَايَةِ زِيَادِ بنِ جُبيَرَ عَنْ أبِيهِ عَنِ المُغِيرَةَ، وَقَالَ الترمذي: حَسَنٌ صَحِيحٌ
(1)
، وَالَّذي وَقَعَ في "المَصابِيح" عَنِ المُغِيرَةِ بنِ زِيَادٍ، وَهم كَأنَّهُ انقَلَبَ
(2)
.
1611 -
عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة. [1189]
• الأربعَةُ
(3)
[د 3179 ت 1007 في 1482 س 4/ 56] في الجنائِزِ عَنِ ابن عُمَرَ، وَرُوَاتُهُ رُوَاةُ الصَّحِيح لَكِنْ قَالَ التِّرمِذيُّ: أَهْلُ الحَدِيثِ يَرَونْ المُرْسَلَ أصَحَّ.
ورواه بعضهم مرسلًا.
• قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسائِيُّ كَذَلِكَ.
1612 -
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال "الجنازة متبوعة ولا تتبع".
وإسناده مجهول. [1190]
(1)
وإسناده صحيح.
(2)
يعني: بدل المغيرة بن شعبة، وهو خطأ بين؛ إذ ليس في الصحابة والتابعين أحد بهذا الاسم.
(3)
وكذا أحمد في المسند (2/ 8، 37، 122، 140) من طرق عديدة عن الزهريّ
…
به.
وهذا إسناد صحيح غاية، ولا يعله إعلال بعض المحدثين له بالإرسال؛ لأن الذي أرسله عن الزهريّ؛ قد خالفه الجماعة المشار إليهم، ومعهم زيادة، فيجب قبولها.
• أبو دَاوُدَ [3184]، وَابْنُ مَاجَه [1484] فِيهِ، وَفِيهِ [أبو]
(1)
ماجد، قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَجْهُولٌ.
1613 -
وقال: "من تبع جنازة وحلمها ثلاث مرات: فقد قضى ما عليه من حقها".
غريب [1191]
• الترْمِذيُّ [1041] فِيهِ عَن أبِي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ: غَرِيبٌ
(2)
.
1614 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء". [1192]
• أبو داود [3199]، وابن ماجه [1497] فيه عنه.
1615 -
وروى: أن النبي صلى الله عليه وسلم حمل جنازة سعد ابن معاذ بين العمودين. [1193]
• الشَّافِعِيُّ [الأم 1/ 269] بِسَنَدٍ ضَعِيفٌ، وَأخْرَجَهُ المُصَنّفُ في "شَرْح السُّنَّةِ"[5/ 337] مِنْ هَذَا الوجه
(3)
(4)
.
1616 -
وروي عن ثوبان أنه قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في
(1)
كان في الأصل: (ابن)! وهو تحريف؛ لعله تحرف على الناسخ؛ فقد قال الصدر المناوي في "كشف المناهج"(ق 169): "رواه أبو داود وابن ماجه جميعًا من حديث أبي ماجدة
…
"؛ فتحرف (أبي) إلى (ابن)!
والله أعلم. (ع)
(2)
وتمام كلامه: "ورواه بعضهم بهذا الإسناد ولم يرفعه؛ وأبو المهزم؛ اسمه: يزيد بن سفيان؛ وضعفه شعبة".
(3)
إنما أخرجه البغوي في "شرح السنة" معلقًا! (ع)
(4)
ورواه ابن سعد في "الطبقات"(3/ 2/ 10)؛ وفيه الواقدي، وهو كذاب.
جنازة فرأى ناسا ركبانا فقال: "ألا تستحيون؟ إن ملائكة الله على أقدامهم وأنتم على ظهور الدواب". [1194]
• التَّرْمِذِي
(1)
[1012] فِيهِ عَنْهُ.
ووقفه بعضهم عن ثوبان.
• أَخْرَجَهُ ابْنُ المبارَكِ في "الزُّهْدِ"
(2)
كَذَلِكَ
(3)
.
1617 -
وعن ابن عباس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب. [1195]
• أبو دَاوُدَ [3198]، وَالتِّرمِذِيُّ
(4)
[1026]، وَابنُ مَاجَه [1495] فِيهِ عَنْهُ.
(1)
وكذا ابن ماجه. (1480) بسند ضعيف؛ فيه أبو بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف.
وأما أبو داود؛ فرواه (3177) من طريق أخرى عن ثوبان بلفظ آخر، قال: أتي بدابة وهو مع الجنازة، فأبى أن يركبها، فلما انصرف أتي بدابة فركب، فقيل له؟! فقال: إن الملائكة كانت تمشي، فلم أكن لأركب وهم يمشون! فلما ذهبوا ركبت.
وإسناده صحيح، فلو آثر المصنف هذا اللفظ لأصاب!
(2)
كذا عزاه إلى ابن المبارك! ولم نجده - بعد بحث - فيه؛ بل ولا في شيء من كتبه المطبوعة!
وقد رواه - موقوفًا -: البيهقي في "السنن"(4/ 23)، ورجّح الموقوف. (ع)
(3)
وقال الترمذي: "قال محمَّد يعني: البخاري: والموقوف منه أصح".
قلت: لينظر في لفظه، فإن كان بهذا اللفظ؛ فهو في حكم المرفوع، كما لا يخفى!
هذا إن صح الإسناد إليه.
(4)
وضعفه، وقال: "والصحيح عن ابن عباس؛ قوله: من السنة القراءة على الجنازة بفاتحة الكتاب
…
"؛ ثم ساق إسناده إليه بذلك قال: "هذا حديث حسن صحيح".
قلت: وقد رواه البخاري كما تقدم (1654).
1618 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى على الجنازة قال: "اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا. اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان. اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده". [1196]
• الأربعَةُ
(1)
[د 3201 ت 1024 ق 1498 س في الكبرى 10919] فِيهِ
(2)
عَنْ أَبِي هُريْرَةَ.
وَالنَّسَائِي
(3)
[الكبرى 10923] مِن طَرِيقِ أبي إِبرَاهِيمَ الأشْهُلِيِّ، عَنْ أبيهِ نَحْوَهُ بِاخْتِصَارٍ.
1619 -
وعن واثلة بن الأسقع أنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من المسلمين فسمعته يقول: "اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار وأنت أهل الوفاء والحق اللهم اغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم". [1197]
• أبو دَاوُدَ [3202]، وَابنُ ماجَه
(4)
[1499] عَنْهُ فِيهِ.
1620 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اذكروا محاسن موتاكم
(1)
وكذا أحمد في "المسند"(2/ 368) والحاكم (1/ 358): أخرجوه من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وقال الحاكم:"صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
وأعله بعضهم بالإرسال، وليس بشيء؛ لأن الذين أوصلوه عن يحيى جماعة، فروايتهم أرجح، مع ما فيها من الزيادة.
(2)
إنما أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"! (ع)
(3)
وكذا الترمذي (1/ 190)، وقال:"حديث حسن صحيح".
قلت: أبو إبراهيم - هذا - مجهول، وانظر "التلخيص الجبر"(ص 161).
(4)
وإسناده جيد.
وكفوا عن مساوئهم". [1198]
• أبو دَاوُدَ [4900]، وَالتِّرْمِذي
(1)
[1019] فِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
1621 -
وعن أنس رضي الله عنه أنه صلى على جنازة رجل فقام حيال رأسه ثم جاؤوا بجنازة امرأة فقام حيال وسط السرير فقيل له: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الجنازة مقامك منها، ومن الرجل مقامك منه؟ قال: نعم. [1199]
• أبو دَاوُدَ [3194]، وَالتِّرْمِذِيُّ [1034]، وَابْنُ مَاجَه
(2)
[1494] فِيهِ عَنْهُ - وَاللْفْظ لِلتِّرْمِذِيِّ -.
الفصل الثالث:
1622 -
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان ابن حنيف وقيس ابن سعد قاعدين بالقادسية فمر عليهما بجنازة فقاما فقيل لهما: إنها من أهل الأرض أي من أهل الذمة؟ فقالا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام فقيل له: إنها جنازة يهودي. فقال: " أليست نفسا؟ "[1680]
• متفق عليه [خ (1312) م (961)] فيه عنهما.
1623 -
وعن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تبع جنازة لم يقعد حتى توضع في اللحد فعرض له حبر من اليهود فقال له: إنا هكذا نضع يا محمد قال: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
(1)
وإسناده ضعيف، قال الترمذي:"حديث غريب، سمعت محمدًا يقول: عمران بن أنس المكي منكر الحديث".
(2)
وإسناده صحيح، وقال الترمذي (1/ 193):"حديث حسن".
"خالفوهم". [1681]
• أبو داود (3176)، والترمذى (1020) - وقالَ:"غريب"
(1)
-، وابن ماجه (1545) فيه عنه.
1624 -
وعن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بالقيام في الجنازة ثم جلس بعد ذلك وأمرنا بالجلوس. [1682]
• أخرجه أحمد
(2)
(1/ 82).
1625 -
وعن محمد بن سيرين قال: إن جنازة مرت بالحسن بن علي وابن عباس فقام الحسن ولم يقم ابن عباس فقال الحسن: أليس قد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم لجنازة يهودي؟ قال: نعم ثم جلس. [1683]
• أخرجه النسائي
(3)
(4/ 46) فيه عنه.
1626 -
وعن جعفر بن محمد عن أبيه أن الحسن بن علي كان جالسا فمر عليه بجنازة فقام الناس حتى جاوزت الجنازة فقال الحسن: إنما مر بجنازة يهودي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على طريقها جالسا وكره أن تعلوا رأسه جنازة يهودي فقام. [1684]
• أخرجه النَّسائي
(4)
(4/ 47) أيضًا فيه.
(1)
وتتمة كلامه: "وبشر بن رافع ليس بالقوي".
قلت: لكنه عند أبي داود من طريق أخرى؛ وفيها عبد الله بن سليمان بن جنادة بن أبي أمية، عن أبيه
…
به - وهما ضعيفان -؛ فهما علة الحديث.
(2)
وإسناده حسن.
(3)
وإسناده صحيح.
(4)
وإسناده صحيح.
1627 -
وعن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا مرت بك جنازة يهودي أو نصراني أو مسلم فقوموا لها فلستم لها تقومون إنما تقومون لمن معها من الملائكة ". [1685]
• رواه أحمد
(1)
(4/ 391).
1628 -
وعن أنس أن جنازة مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فقيل: إنها جنازة يهودي فقال: "إنما قمت للملائكة
(2)
". [1686]
• رواه النسائي (4/ 48)
1629 -
وعن مالك بن هبيرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مسلم يموت فيصلى عليه ثلاثة صفوف من المسلمين إلا أوجب".
فكان مالك إذا استقل أهل الجنازة؛ جزأهم ثلاثة صفوف لهذا الحديث.
وفي رواية الترمذي: قال كان مالك بن هبيرة إذا صلى الجنازة فتقال الناس عليها جزأهم ثلاثة أجزاء ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى عليه ثلاثة صفوف أوجب ". [1687]
(1)
وهذا في (4/ - 413) بإسناد ضعيف، فيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف.
(2)
رواه النسائي؛ ورجاله ثقات؛ غير أن ابن إسحاق مدلس، وقد عنعنه - عنده وعند ابن ماجه؛ والترمذي، وكذا أحمد (4/ 79)، والحاكم (1/ 362)، والبيهقي (4/ 30) -.
ومع ذلك؛ قال الترمذي: "حديث حسن"، وقال الحاكم:"صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي!!.
لكنه يتقوى بالذي قبله، وشاهد آخر من حديث عبد الله بن عمرو - وعند ابن حبان (7/ 324/ 3053 - المؤسسة) - بسند حسن في الشواهد.
• أبو داود [3166] والترمذي (1028)، وابن ماجه
(1)
(1490) فيه عنه.
1630 -
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة على الجنازة: " اللهم أنت ربها وأنت خلقتها وأنت هديتها إلى الإسلام وأنت قبضت روحها وأنت أعلم بسرها وعلانيتها جئنا شفعاء فاغفر له. [1688]
• أبو داود
(2)
(3200) عنه فيه.
1631 -
وعن سعيد بن المسيب قال: صليت وراء أبي هريرة على صبي لم يعمل خطيئة قط فسمعته يقول: اللهم أعذه من عذاب القبر. [1689]
• رواه مالك
(3)
(158) عنه.
1632 -
وعن البخاري تعليقا قال: يقرأ الحسن
(4)
على الطفل فاتحة الكتاب ويقول: اللهم اجعله لنا سلفا وفرطا وذخرا وأجرا. [1960]
• علقه البخاري (3/ 203).
قلت: وَوُصل عن ابن عباس - كما تقدم -.
1633 -
وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الطفل لا يصلى عليه ولا يرث ولا يورث حتى يستهل". [1691]
(1)
قلت: وفيه - عندهم جميعًا - عنعنة محمد بن إسحاق؛ وهو مدلس، ومع ذلك؛ فقد صححه جمع؛ كما بينته في "أحكام الجنائز"(ص 128).
(2)
وكذا أحمد في "المسند"(2/ 256، 345، 363، 458) بسند ضعيف، فيه علي بن شماخ.
(3)
وإسناده صحيح.
(4)
كذا في جميع النسخ! وفي البخاري (1/ 335): وقال الحسن: يقرأ
…
• الترمذي (1032)، وابن ماجه
(1)
(1508) فيه عنه.
1634 -
وعن أبي مسعود الأنصاري قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم الإمام فوق شيء والناس خلفه يعني أسفل منه. [1692]
• الدارقطني
(2)
(2/ 88) في كتاب الجنائز من "السنن".
6 - باب دفن الميت
مِنَ "الصِّحَاح
":
1635 -
قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في مرضه ألحدوا لي لحدا
(3)
وانصبوا علي اللبن نصبا كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم. [1200]
• أحمَدُ [1/ 196]، وَمسلِم [90/ 966]، وَابنُ مَاجَه [1556] في كتابِ الجنائِزِ عَنْهُ.
1636 -
و قال ابن عباس رضي الله عنه: جعل في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيفة
(4)
حمراء. [1201]
• مُسْلِمٌ [91/ 967] عَنْهُ فِيهِ.
(1)
بإسنادين واهيين عن أبي الزبير، عنه - معنعنًا -.
وذكر الترمذي أنه روي عن جابر موقوفًا، قال:"وكان هذا أصح".
(2)
وأخرجه أبو داود (597)، وإسناده صحيح؛ وقد أوردته في "صحيح أبي داود".
(3)
في "النهاية": "اللحد: الشق الذي يعمل في جانب القبر لوضع الميت؛ لأنه قد أميل عن وسط القبر إلى جانبه".
(4)
كساء له خمل.
1637 -
وعن سفيان التمار: أنه رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنما. [1202]
• البُخَارِيُّ [1390] عَنْهُ فِيهِ.
قُلْتُ: سُفْيَان المَذْكُورُ تَابِعِيٌّ صَغِيرٌ، وَمِنَ المسْتَغْرَبَاتِ أن الحُمَيْدِيَّ أَوْرَدَ حَدِيثَهُ هَذَا في الجَمْع بَيْنَ "الصَّحِيحَيْنِ"[1179] في مُسْنَدِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلا ذِكْرَ لابْنِ عَبَّاسٍ فِيهِ أَصْلًا!
1638 -
وقال علي رضي الله عنه: لأبي الهياج الأسدي: ألا
(1)
أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته. [1203]
• مُسْلِمٌ [93/ 969] عَنْهُ فِيهِ.
1639 -
وقال جابر رضي الله عنه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يبنى عليه وأن يقعد عليه. [1204]
• مُسْلِمٌ
(2)
[94/ 970]، وَالثلاثةُ [د 3225 ت 1052 س 4/ 86] فِيهِ عَنْهُ.
1640 -
وعن أبي مرثد الغنوي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها". [1205]
• مُسْلِمٌ [97/ 972]، وَأَبُو دَاوُدَ [3229]، وَالنسَائِيُّ [2/ 67]، وَابنُ مَاجَه
(3)
فِيهِ عَنْهُ.
1641 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأن يجلس أحدكم على
(1)
بتشديد اللام: للتحضيض.
(2)
في "مسلم"(3/ 63): (وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه)؛ بتقديم وتأخير.
(3)
هذا التخريج فيه ملاحظتان: الأولى: أن النسائي إنما رواه في (القِبْلة)! الثانية: أننا لم نره عند ابن ماجه؛ وإنما هو عند الترمذي (1050)! (ع)
جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر ".
يرويه أبو هريرة رضي الله عنه[1206]
• مُسلِمٌ [96/ 971] فِيهِ عَنْهُ.
مِنَ "الحِسانِ
":
1642 -
قال عروة بن الزبير: كان بالمدينة رجلان أحدهما يلحد والآخر لا يلحد. فقالوا: أيهما جاء أولا عمل عمله. فجاء الذي يلحد فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم. [1207]
• وَهُوَ في شرح السُّنَّةِ [1510]، وَفِي "المُوَطَّإ"[1/ 321/ 28] عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أبِيهِ
(1)
.
وَأَخْرَجَة أحْمَد، وابنُ مَاجَه مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ
(2)
.
1643 -
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللحد لنا والشق لغيرنا". [1208]
• الأرْبعةُ
(3)
[د (3208) ت (1045) س (4/ 80) في (1554)] فِيهِ عَنه، وَقَالَ الترمذي: غَرِيبٌ.
(1)
وإسناده ضعيف؛ لإرساله.
وقد رواه ابن ماجه (1558) من طريق أخرى عن عائشة
…
نحوه، بإسناده ضعيف أيضًا -؛ فيه عبد الرحمن بن أبي مليكة القرشي وهو عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله القرشي، وهو ضعيف، كما في "التقريب".
(2)
كذا في الأصل! ولعل الناسخ وهم فسقط من قلمه شيء من التخريج؛ فإننا لم نجده في "سنن ابن ماجه" من حديث ابن عباس.
وكذا فقد قال الصدر المناوي في "كشف المناهج"(ق 171): "
…
ورواه الإِمام أحمد [3/ 139]، وابن ماجه [1557] معناه من حديث أنس. ورواه أحمد أيضًا [1/ 292] من حديث ابن عباس (ع).
(3)
وقال الترمذي: "حديث حسن غريب من هذا الوجه"، وهو - كما قال الترمذي - حديث حسن؛ باعتبار شواهده التي منها ما رواه أحمد في "المسند"(4/ 357، 359، 362)، وابن ماجه - أيضًا - (1555) من طرق ضعيفة، عن زاذان، عن جرير
…
به.
وقد عزا حديث ابن عباس: البوصيري في "الزوائد" لمسلم من حديث سعد:
وهو من أوهامه؛ فإنه عنده بلفظ آخر، وليس من قوله صلى الله عليه وسلم؛ بل حكاية عما صنع به صلى الله عليه وسلم حين دفنه، وقد لقدم (1693).
وراجع له كتابنا "أحكام الجنائز"(ص 184).
1644 -
وعن هشام بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد: " احفروا وأوسعوا وأعمقوا وأحسنوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد وقدموا أكثرهم قرآنا ". [1209]
• الأربعَةُ [د (3215) ت (1713) س (4/ 81) ق (1560)] فِيهِ
(1)
عَنْه، وصحَّحَهُ التّرْمِذِيُّ
(2)
.
1645 -
وقال جابر: لما كان يوم أحد جاءت عمتي بأبي لتدفنه في مقابرنا فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ردوا القتلى إلى مضاجعهم". [1210]
• الأربعَةُ
(3)
[د 3165 ت 1717 س 4/ 79 في 1516] فِيهِ
(4)
عَنْهُ.
1646 -
عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: سل
(5)
رسول
(1)
بل رواه الترمذي في (الجهاد)! (ع)
(2)
قلت: وإسناده صحيح.
(3)
وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح، ونبيح ثقة".
قلت: وهذه فائدة عزيزة لا تجدها في كتب الرجال، وهي توثيق الترمذي لنبيح هذا - وهو العنزي الراوي عن جابر -، وقد وثقه أيضًا أبو زرعة، والعجلي، وابن حبان، وبقية الرجال ثقات فالإسناد صحيح.
(4)
بل رواه الترمذي في (الجهاد)! (ع)
(5)
أي: جُرَّ بلطف.
الله صلى الله عليه وسلم من قبل رأسه. [1211]
• الشافِعِيُّ
(1)
[589] عَنِ ابن عَبَّاسٍ.
1647 -
وعن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل قبرا ليلا فأسرج له بسراج فأخذ من قبل القبلة وقال: "رحمك الله إن كنت لأواها تلاء للقرآن".
إسناده ضعيف [1212]
• التِّرْمِذِيُّ [1057] فيهِ عَنْه، وَقَالَ: حَسَنٌ
(2)
.
1648 -
وعن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أدخل الميت القبر قال: "بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله". [1213]
• الترْمِذِيُّ [1046]، وَقَالَ: حَسَنٌ، وَابْنُ مَاجَة
(3)
[1550] فِيهِ عَنْهُ.
(1)
بسند ضعيف؛ فيه عمر بن عطاء وهو ابن وراز، وهو ضعيف.
(2)
وليس كما قال؛ فإن فيه يحيى بن اليمان - وهو سيئ الحفظ -، والحجاج بن أرطاة - وهو مدلس، وقد عنعنه.
والتفصيل في "أحكام الجنائز" ص 180.
(3)
وكذا أحمد في "المسند"(2/ 27/ 40، 59، 69)، مرفوعًا من قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا وضعتم موتاكم في القبر؛ فقولوا
…
".
وسنده صحيح.
والترمذي (1/ 195) من طريق الحجاج، عن نافع، عنه.
والحجاج: هو ابن أرطاة، وهو مدلس، ومن طريقه: رواه ابن ماجه (1550)، ومن طريق ليث بن أبي ==
وفي رواية: "وعلى سُنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
الثلاثَةُ فِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
1649 -
وعن جعفر بن محمد عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم حثا على الميت ثلاث حثيات بيديه جميعا وأنه رش على قبر ابنه إبراهيم ووضع عليه حصباء.
مرسل [1214]
• الشَّافِعِي
(1)
[599/ 601] عَنْه، وَلَهُ شَاهِدٌ عِنْدَ البيْهَقِي [3/ 410] مِنْ حَدِيثِ عَامِرِ بنِ رَبِيعَةَ.
1650 -
وقال جابر رضي الله عنه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجصص القبور وأن يكتب عليها وأن تبنى وأن توطأ. [1215]
• التِّرْمِذِيُّ
(2)
[1052] فِيهِ عَنْهُ.
= سليم، عن نافع.
فلعل الحجاج تلقاه عن الليث، فدلسه لضعفه.
ورواه أبو داود (3213) بالإسناد الصحيح عن ابن عمر، لكن من فعله صلى الله عليه وسلم.
(1)
وهو - مع إرساله - فيه: إبراهيم بن محمَّد وهو ابن أبي يحيى الأسلمي، وهو متروك.
لكن قد جاء من غير طريقه، فراجع "الإراوء"(755).
(2)
وقال: "حديث حسن صحيح".
قلت: وفي إسناده مدلسان: ابن جريج، وأبو الزبير.
ومن هذا الوجه: رواه مسلم دون الكتابة، وقد مضى لفظه (برقم: 1697)، وكذلك رواه الحاكم (370)، لكنه زاد الكتابة.
وبدونها: رواه أبو داود (3225)، والنسائي (1/ 285) مصرحًا بتحديث ابن جريج، وأبي الزبير. =
1651 -
وقال جابر رضي الله عنه: رش قبر النبي صلى الله عليه وسلم فكان الذي رش الماء على قبره بلال بن رباح بقربة بدأ من قبل رأسه حتى انتهى إلى رجليه. [1216]
• البيهَقيُّ [3/ 411] فِيهِ عَنْهُ.
1652 -
وعن المطلب
(1)
قال: لما مات عثمان ابن مظعون رضي الله عنه فدفن أمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يأتيه بحجر فلم يستطع حملها فقام النبي صلى الله عليه وسلم وحسر عن ذراعيه وحملها فوضعها عند رأسه وقال: " اعلم
(2)
بها قبر أخي وأدفن إليه من مات من أهلي ". [1217]
• أبو دَاوُدَ
(3)
[3206] عَنْهُ فِيهِ.
1653 -
وقال القاسم بن محمد: دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت: يا
= فصح الحديث؛ والحمد لله.
وروى النهي عن الكتابة: ابن ماجه (1563)، والبيهقي (4/ 4) من طريق ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن جابر، ورجاله ثقات؛ لولا أن ابن جريج مدلس.
(1)
الحديث من رواية كثير بن زيد عن المطلب عن المطلب بن عبد الله بن المطلب المخزومي التابعي، وهو ثقة، وقد روى الحديث عن صحابي شهد القصة، كما صرح بذلك المطلب - نفسه -؛ فالحديث متصل، وليس بمرسل، كما ادعى ميرك!
(2)
في "السنن": "أتعلم".
(3)
ورجاله ثقات، وفي كثير بن زيد كلام لا يضر؛ فالحديث حسن.
وقد رواه ابن ماجه (1561) من طريقه بإسناده عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم قبر عثمان بن مظعون بصخرة.
وسنده حسن - أيضًا -.
أماه اكشفي لي عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم فكشفت لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لا طئة مبطوحة
(1)
ببطحاء العرصة الحمراء. [1218]
• أبو دَاوُدَ
(2)
[3220] عَنْهُ فِيهِ.
1654 -
وقال البراء بن عازب رضي الله عنه: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فوجدنا القبر لم يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة وجلسنا معه. [1219]
• أَبو دَاودَ [3212]، وَالنسائِيُّ [4/ 78] وَابنُ مَاجَه
(3)
[1549] فِيهِ عَنْهُ.
1655 -
وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كسر عظم الميت ككسره حيا ". [1220]
• أَبو دَاوُدَ [3207] وَابْنُ مَاجَه
(4)
[1616] فِيهِ عَنْهَا.
(1)
أي: ملقاة فيها البطحاء، وهو الحصى الصغار.
ولا يلزم من ذلك أن يكون القبر مسطحًا؛ لإمكان تكويم الحصى على القبر حتى يكون مسنَّمًا؛ فلا منافاة حينئذ بين هذا الحديث - إن صح - وبين الحديث الصحيح المتقدم (برقم: 1695)!
(2)
بإسناد ضعيف؛ فيه عمرو بن عثمان بن هانئ، وهو مجهول الحال، وهذا معنى قول الحافظ فيه مستور".
(3)
وكذا رواه أحمد (4/ 297)، وإسناده صحيح - أيضًا -.
(4)
وكذا مالك في "الموطإ"(1/ 238/ 45) بلاغًا.
وأما أبو داود (3207)، وابن ماجة (1616)؛ فروياه بإسناد حسن، وكذا رواه أحمد (6/ 58، 168 - 169، 200 - 264)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(2/ 186).
وله عند أحمد - (6/ 100، 105) - طريق أخرى عن عمرة، عن عائشة.
فالحديث صحيح. =
الفصل الثالث:
1656 -
عن أنس قال: شهدنا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تدفن ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر فرأيت عينيه تدمعان فقال: " هل فيكم من أحد لم يقارف
(1)
الليلة؟. فقال أبو طلحة: أنا. قال: فانزل في قبرها فنزل في قبرها ". [1715]
• البخاري (1285) فيه عنه.
1657 -
وعن عمرو بن العاص قال لأبنه وهو في سياق الموت: إذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار فإذا دفنتموني فشنوا
(2)
علي التراب شنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما ينحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأعلم ماذا أراجع به رسل ربي. [1285]
• مسلم (121) فيه
(3)
عنه.
1658 -
وعن عبد الله بن عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا مات أحدكم فلا تحبسوه وأسرعوا به إلى قبره وليقرأ عند رأسه فاتحة البقرة وعند رجليه بخاتمة البقرة ". [1717]
= ورواه أحمد، وابن سعد في "الطبقات"(8/ 353) بسند صحيح عنها
…
موقوفًا؛ وله حكم المرفوع.
(1)
يقارف: يجامع؛ كما في "النهاية".
(2)
أي: صبوا.
وفي بعض النسخ: سُنُّوا - بالسين المهملة -.
(3)
بل في (الإيمان)! (ع)
• البيهقي
(1)
(9294) في "الشعب"، وقالَ: الصحيح إنّه موقوف
(2)
.
1659 -
وعن ابن أبي مليكة قال: لما توفي عبد الرحمن بن أبي بكر بالحبشي
(3)
وهو موضع فحمل إلى مكة فدفن بها فلما قدمت عائشة أتت قبر عبد الرحمن بن أبي بكر فقالت:
وكنا كندماني جذيمة حقبة
…
من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا
…
لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
(4)
ثم قالت: والله لو حضرتك ما دفنت إلا حيث مت ولو شهدتك ما زرتك. [1718]
• الترمذى
(5)
(1055) فيه عن ابن المنكدر.
1660 -
وعن أبي رافع قال: سل رسول الله صلى الله عليه وسلم سعدا
(1)
ورواه الطبراني في "الكبير"(2/ 208/ 2)، والخلال في "كتاب القراءة عند القبور"(ق 25/ 2) بإسناد ضعيف جدًّا؛ فيه يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي - وهو ضعيف -، عن أيوب بن نهيك - ضعفه أبو حاتم وغيره، وقال الأزدي: متروك -.
(2)
والموقوف لا يصح إسناده؛ فيه عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج، وهو مجهول - كما تقدم (1563) -.
وانظر "الضعيفة"(4140).
(3)
موضع قريب من مكة.
(4)
وهذان البيتان تمثلت بهما عائشة، وهما من كلمة لمتمم بن نويرة؛ يرثي أخاه مالك بن نويرة.
وندمانا جذيمة: مالك وعقيل.
(5)
وهو مرسل، ورجاله ثقات؛ إلا أن ابن جريج مدلس، وقد عنعنه.
وأورده في "المجمع"(3/ 60)، وقال:"رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله رجال الصحيح"!.
ورش على قبره ماء. [1719]
• ابن ماجه
(1)
(1551) فيه عنه.
1661 -
وعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة ثم أتى القبر فحثا عليه من قبل رأسه ثلاثا. [1720]
• ابن ماجه
(2)
(1565) عنهُ.
1662 -
وعن عمرو بن حزم قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم متكئا على قبر فقال: لا تؤذ صاحب هذا القبر أولا تؤذه. [1721]
• أحمد
(3)
عنه.
(1)
بسند ضعيف جدًّا؛ فيه مندل بن علي - وهو ضعيف -: أخبرني محمَّد بن عبيد الله بن أبي رافع - وهو متروك -.
(2)
وإسناده جيد.
(3)
لم أجده في "المسند"؛ بل أجزم أنه ليس فيه؛ فإن الهيثمي لم يورده في "المجمع"، وكذا المنذري في "الترغيب"، ثم الشيخ البنا في "الفتح الرباني"؛ بل إن عمرو بن حزم ليس له في "مسند أحمد" شيء مطلقًا.
نعم؛ أورد المنذري (4/ 190) - ثم الهيثمي (6/ 13) - نحوه من حديث عمارة بن حزم، برواية الطبراني في "الكبير"؛ وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف.
ثم وجدت الحديث في "إطراق المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي"(ق 222/ 2) لابن حجر؛ من طريق يحيى بن إسحاق عن ابن لهيعة - وهو صحيح الحديث عنه -.
على أنه - أعني: ابن لهيعة - قد توبع من عمرو بن الحارث - وهو ثقة -؛ فصح الحديث يقينًا، والحمد لله؛ فخرجته في "الصحيحة"(2960).
ومنه يتبين أن في "المسند" المطبوع خرمًا، ويقع في النفس أن ثمة رواية أوسع من رواية المطبوع مادة!
7 - باب البكاء على الميت
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1663 -
قال أنس رضي الله عنه: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين
(1)
وكان ظئرا
(2)
لإبراهيم فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبله وشمه ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه
(3)
فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان. فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله! تبكى؟ فقال: " يا ابن عوف إنها رحمة ثم أتبعها بأخرى فقال: إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون "[1221]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1303) م (62/ 2315)] عَنْه، البخاري، وأبو داود [3126] في الجَنَائِزِ، ومسلم فَي الفَضَائِلِ.
1664 -
وقال أسامة بن زيد: أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه: أن ابنا لي قبض فأتنا. فأرسل يقرئ السلام ويقول: "إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب". فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد ابن ثابت ورجال فرفع إلى
(1)
أي: الحدَّاد.
(2)
أي: زوج مرضعة إبراهيم عليه السلام.
وفي "النهاية": "الظئر: المرضعة غير ولدها، ويقع على الذكر والأنثى". اهـ.
(3)
أي: يموت.
رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تتقعقع
(1)
ففاضت عيناه. فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟ فقال: "هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده. وإنما يرحم الله من عباده الرحماء". [1222]
مُتفَق عَلَيْهِ [خ (1284) م (11/ 923)] عَنْه فِي الجَنائِزِ (س [4/ 21]).
1665 -
وقال عبد الله بن عمر: اشتكى سعد بن عبادة شكوى فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم فلما دخل عليه وجده في غاشية
(2)
فبكى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى القوم بكاء النبي صلى الله عليه وسلم بكوا فقال: ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه أو يرحم وإن الميت لعيذب
(3)
ببكاء أهله عليه". [1223]
• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1296) م (165/ 103)] عَنْهُ فِيهِ.
1666 -
وقال: "ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية". [1224]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1296) م (167/ 104)] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِيه (ت [999]، س [4/ 20]).
1667 -
وقال: "أنا بريء ممن حلق
(4)
وسلق وخرق". [1225]
(1)
أي: تضطرب وتتحرك، ولا تثبت على حالة واحدة.
(2)
أي: شدة المرض.
(3)
أي: يتألم.
أو يعذب يوم القيامة، إذا كان راضيًا به ولم ينههم عنه - وهو الأقرب -؛ للحديث الآتي (برقم: 1742).
(4)
أي: شعره أو رأسه لأجل المصيبة. =
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1296) م (167/ 104)] مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى.
1668 -
وقال: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة". [1226]
• مُسْلِمٌ [29/ 934] عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأشْعَرِيِّ فِي الجَنَائِزِ.
وَقَالَ: "النائحةُ - إذا لم تَتُبْ قبلَ موتِها - تقامُ يومَ القيامة، وعليها سِرْبالٌ مِن قَطِرَانٍ، ودِرْعٌ مِن جَرَبٍ
(1)
".
• مُسْلِمٌ [934] وَابْنُ مَاجَه [1581] عَنْ أَبِي مَالِكٍ فِيهِ.
1669 -
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال: "اتقي الله واصبري " قالت: إليك عني فأنك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم. فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت: لم أعرفك. فقال: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى". [1227]
• الخَمْسَةُ [خ (1283) م (15/ 926) د 3124 - 988 س 4/ 22] عَنْهُ فِيهِ.
1670 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يموت لمسلم ثلاث من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم
(2)
". [1228]
= وصلق وفي رواية: سلق -؛ أي: رفع صوته بالبكاء والنوح.
وخرق؛ أي: قطع ثوبه للمصيبة.
(1)
أي: من أجل جرب كائن بها.
(2)
أي إلا مقدار ما يبر الله - تعالى - قسمه فيه بقوله: {وإن منكم إلّا واردها كان على ربك حتمًا =
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1251) م (150/ 2632)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيهِ.
1671 -
وقال لنسوة من الأنصار: "لا يموت لإحداكن ثلاثة من الولد فتحتسبه
(1)
إلا دخلت الجنة. فقالت امرأة: واثنان يا رسول الله؟ قال: "واثنان". [1229]
• مُسلِمٌ
(2)
[151/ 2632] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ فِيهِ
(3)
.
وفي رواية: "ثلاثةٌ لم يبلغوا الحِنْثَ".
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
(4)
[خ (102)، م (153/ 2634)] عَنْهُ فِيهِ
(5)
.
1672 -
وقال: "يقول الله عز وجل: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة". [1230]
• البُخَارِيُّ [6424] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ فِيهِ.
= مقضيّا}.
واردها؛ أي: داخلها.
ولكن المؤمن لا تضره النار، بل تكون عليه بردًا وسلامًا كما كانت على إبراهيم، كما ثبت في الحديث المروي في "المسند"(3/ 328)، و"مسند عبد بن حميد"(1106)، والحاكم (4/ 587)، وغيرهم - عن جابر.
(1)
أي: تطلب بموته ثوابًا عند الله بالصبر عليه.
(2)
ورواه البخاري (3/ 97 - فتح - من حديث أبي سعيد الخدري نحوه، وسيأتي (برقم: 1752).
(3)
إنما رواه مسلم في (البر والصلة)! (ع)
(4)
يعني: من حديث أبي هريرة، وهو عند البخاري معلق (3/ 194).
(5)
إنما رواه البخاري في (العلم)، ومسلم في (البر)! (ع)
مِنَ "الحِسَانِ
":
1673 -
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة. [1231]
• أَبُو دَاودَ
(1)
[3128] عَنْهُ فِيهِ.
1674 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا للمؤمن: إن أصابه خير حمد الله وأثنى عليه وشكر وإن أصابته مصيبة حمد الله وصبر فالمؤمن يؤجر في كل أمره حتى في اللقمة يرفعها إلى في امرأته. [1232]
• النَّسَائِيُّ
(2)
[الكبرى 10906] عَنْ سعْدٍ في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ.
1675 -
عن أنس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مؤمن إلا وله بابان: باب يصعد منه علمه وباب ينزل منه رزقه. فإذا مات بكيا عليه فذلك قوله: {فما بكت عليهم السماء والأرض} [1233]
• الترمذي [3255] عن أنس في تفسير سورة الدخان، وقال:"غريب"، وفيه موسى بن عُبَيْدَةَ، ويزيد بن أبان، وهما ضعيفان.
1676 -
عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان له فرطان من أمتي أدخله الله بهما الجنة". فقالت عائشة - رضي
(1)
بسند ضعيف؛ فيه محمَّد بن الحسن بن عقبة، عن أبيه، عن جده - وثلاثتهم ضعفاء -.
(2)
وهو كذا في "مسند أحمد"(1/ 173، 177، 182) بسند صحيح عن سعد بن أبي وقاص.
ورواه مسلم (8/ 227) عن صهيب، دون قوله: "فالمؤمن
…
".
الله عنها -: فمن كان له فرط من أمتك؟ فقال: "ومن كان له فرط يا موفقة". فقالت: فمن لم يكن له فرط من أمتك؟ قال: "فأنا فرط أمتي لن يصابوا بمثلي".
غريب [1234]
• الترمذي
(1)
[1062] في الجنائز، وقال:"غريب".
1677 -
وقال أبو موسى الأشعري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد". [1235]
• الترمذي
(2)
[1021] في الجنائز عن أبي موسى.
1678 -
وقال: "من عزى مصابا فله مثل أجره". [1236]
• الترمذي
(3)
[1073]، وابن ماجه [1602] عن ابن مسعود فيه.
(1)
وفي نسحتنا من "السنن"(1/ 197): "حسن غريب".
وفيه عبد ربِّه بن بارق الحنفي، ضعفه النسائي، وغيره، وقال أحمد: ما أرى به بأسًا.
(2)
وقال:"حديث حسن غريب".
قلت: وإسناده ضعيف؛ فيه أبو سنان - واسمه: عيسى بن سنان القسملي -؛ قال الحافظ: "لين الحديث". ثم وجدت له طريقًا أخرى؛ حسنته بها في "الصحيحة"(1408).
(3)
وفيه علي بن عاصم الواسطي؛ وهو ضعيف؛ لخطإه، وإصراره عليه.
وقد رُوي الحديث من طرق أخرى واهية؛ انظرها في "إرواء الغليل"(765).
• قال العلائي في "النقد الصريح": = =
1679 -
عن أبي برزة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله
= وهذا ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" من حديث ابن مسعود، وجابر رضي الله عنهما، وفي سند الأول حماد بن الوليد وهو متكلم فيه، وفي طريق الثاني محمَّد بن عبيد الله العرزمي وهو متهم؛ ليس بثقة.
والحديث الأول رواه الترمذي وابن ماجة من غير طريق حماد بن الوليد، في إسناده - عندهما - علي بن عاصم، عن محمَّد بن سوقة، وقد تكلم جماعة من الأئمة في علي بن عاصم - هذا -، وذكروا هذا الحديث من جملة ما انتقد عليه.
لكن ذكر الحافظ أبو بكر الخطيب أن هذا الحديث رواه إبراهيم بن مسلم الخوارزمي عن وكيع بن الجراح، عن قيس بن الربيع، عن محمَّد بن سوقة.
وإبراهيم بن مسلم - هذا - ذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يتكلم فيه أحد، وقيس بن الربيع صدوق، تكلموا فيه، وحديثه يصلح متابعا لرواية علي بن عاصم.
والذي يظهر أن هذا الحديث يقارب درجة الحسن، ولا ينتهي إليه، بل فيه ضعف محتمل، فأما أن يكون موضوعا؛ فلا.
قال الحافظ ابن حجر في "أجوبته":
قلت: أخرجه الترمذي وابن ماجة من حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ ورجاله رجال الصحيحين، إلَّا علي بن عاصم، فإنَّه ضعيف عندهم، قال الترمذي بعد تخريجه:"لا نعرفه مرفوعًا إلّا عن علي بن عاصم".
ورواه بعضهم عن محمَّد بن سُوقة شيخ علي بن عاصم موقوفًا على عبد الله بن مسعود، وقال الترمذي أيضًا "أنكره على علي بن عاصم، وعدُّوه من غلطه".
وقال أبو أحمد بن عَدِي: رواه جماعة متابعةً لعلي بن عاصم، سرقه بعضهم منه، وأخطأ فيه بعضهم.
وأخرجه ابن عدي من حديث أنس بلفظ:"من عزَّى أخاه المسلم من مصيبته كساه الله حُلَّة" وسنده ضعيف.
وأخرجه أبو الشيخ في "كتاب الثواب" من حديث جابر بمعناه، وأبو يَعْلى من حديث أبي بَرْزَة بلفظ آخر وقد قلنا: إنَّ الحديث إذا تعددت طرقه يقوى بعضها ببعض، وإذا قوى كيف يَحْسُن أن يُطْلَق عليه: إنَّه مُخْتلق؟!
عليه وسلم: " من عزى ثكلى كسي بردا في الجنة".
غريب [1237]
• الترمذي
(1)
[1076] فيه عن أبي برزة.
1680 -
وروي: أنه لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم". [1238]
• الأربعة
(2)
[د (3132)، ت (998)، س
(3)
، ق (1610)] عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فيه.
الفصل الثالث:
1681 -
عن المغيرة بن شعبة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من نيح عليه فإنه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة"[1740]
• متفق عليه [خ (1291) م (933)] في الجنائز عنه.
1682 -
وعن عمرة بنت عبد الرحمن أنها قالت: سمعت عائشة وذكر لها أن عبد الله بن عمر يقول: إن الميت ليعذب ببكاء الحي عليه تقول: يغفر الله لأبي عبد الرحمن أما إنه لم يكذب ولكنه نسي أو أخطأ
(4)
إنما مر رسول الله صلى الله عليه
(1)
وقال: "غريب"؛ وليس إسناده بالقوي".
قلت: وعلته: منية بنت عبيد بن أبي برزة، قال الحافظ:"لا تُعرف".
(2)
وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
قلت: وإسناده صحيح.
(3)
لم نجده عند النسائي؛ ولم يعزه إليه المزي في "التحفة"(4/ 300)! (ع)
(4)
لم يخطئ ابن عمر رضي الله عنه ولم يَنْسَ، بل حفظ شيئًا لم تحفظه عائشة رضي الله عنها، ولم =
وسلم على يهودية يبكي عليها فقال: "إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها". [1741]
• متفق عليه [خ (1289) م (932)] فيه عنها.
1683 -
وعن عبد الله بن أبي مليكة قال: توفيت بنت لعثمان بن عفان بمكة فجئنا لنشهدها وحضرها ابن عمر وابن عباس فإني لجالس بينهما فقال عبد الله بن عمر لعمرو بن عثمان وهو مواجهه: ألا تنهى عن البكاء؟ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه". فقال ابن عباس: قد كان عمر يقول بعض ذلك. ثم حدث فقال: صدرت مع عمر من مكة حتى إذا كنا بالبيداء فإذا هو بركب تحت ظل سمرة
(1)
فقال: اذهب فانظر من هؤلاء الركب؟ فنظرت فإذا هو صهيب. قال: فأخبرته فقال: ادعه فرجعت إلى صهيب فقلت: ارتحل فالحق أمير المؤمنين فلما أن أصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول: وا أخاه واصاحباه. فقال عمر: يا صهيب أتبكي علي وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه؟ " فقال ابن عباس: فلما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة فقالت: يرحم الله عمر لا والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه"؛ ولكن: "إن الله يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه"، وقالت عائشة: حسبكم القرآن: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} .
قال ابن عباس عند ذلك: والله أضح وأبكي.
= ينفرد ابن عمر بهذا الحديث؛ بل رواه جماعة من الصحابة؛ منهم أبوه - كما هو مذكور في الحديث الآتي بعده -.
(1)
السَّمُرة: من شجر الطلح. اهـ "مختار".
قال ابن أبي مليكة: فما قال ابن عمر شيئا. [1742]
• متفق عليه [خ (1286) (1287) (1288) م (927) (928) (929)] فيه عنه.
1684 -
وعن عائشة قالت: لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قتل ابن حارثة وجعفر وابن رواحة جلس يعرف فيه الحزن وأنا أنظر من صائر الباب تعني شق الباب فأتاه رجل فقال: إن نساء جعفر وذكر بكاءهن فأمره أن ينهاهن فذهب ثم أتاه الثانية لم يطعنه فقال: "انههن" فأتاه الثالثة قال: والله غلبننا يا رسول الله فزعمت أنه قال: "فاحث في أفواههن التراب". فقلت: أرغم الله أنفك لم تفعل ما أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من العناء
(1)
. [1743]
• متفق عليه [خ (1299) م (935)] فيه عنها.
1685 -
وعن أم سلمة قالت: لما مات أبو سلمة قلت غريب وفي أرض غربة لأبكينه بكاء يتحدث عنه فكنت قد تهيأت للبكاء عليه إذ أقبلت امرأة تريد أن تسعدني
(2)
فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتا أخرجه الله منه؟ " مرتين وكففت عن البكاء فلم أبك. [1744]
• مسلم (922) عنها فيه.
1686 -
وعن النعمان بن بشير قال: أغمي على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته عمرة تبكي: واجبلاه واكذا واكذا تعدد عليه فقال حين أفاق: ما قلت شيئا إلا
(1)
أي: تعب الخاطر.
(2)
من الإسعاد: قال في "النهاية": "هو إسعاد النساء في المناحات: تقوم المرأة فتقوم معها أخرى من جاراتها، فتساعدها على النياحة".
قيل لي: أنت كذلك؟!
زاد في رواية فلما مات لم تبك عليه. [1745]
• البخاري (4267) عنه فيه.
1687 -
وعن أبي موسى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من ميت يموت فيقوم باكيهم فيقول: واجبلاه واسيداه ونحو ذلك إلا وكل الله به ملكين يلهزانه
(1)
ويقولان: أهكذا كنت؟ ". [1746]
• الترمذي (1003) فيه عنه وقالَ: غريب
(2)
.
1688 -
وعن أبي هريرة قال: مات ميت من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمع النساء يبكين عليه فقام عمر ينهاهن ويطردهن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعهن فإن العين دامعة والقلب مصاب والعهد قريب". [1747]
• النسائي
(3)
(4/ 19) فيه عنه.
1689 -
وعن ابن عباس قال: ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت النساء فجعل عمر يضربهن بسوطه فأخره رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال: "مهلا يا عمر" ثم قال: "إياكن ونعيق الشيطان" ثم قال: "إنه
(1)
أي: يضربانه ويدفعانه.
(2)
الذي في نسختنا من "السنن": "حسن غريب".
قلت: وإسناده حسن.
(3)
بسند ضعيف؛ فيه سلمة بن الأزرق، قال الذهبي:"لا يعرف".
مهما كان من العين ومن القلب فمن الله عز وجل ومن الرحمة وما كان من اليد ومن اللسان فمن الشيطان". [1748]
• أحمد
(1)
(1/ 335) عن ابن عباس.
1690 -
وعن البخاري تعليقا قال: لما مات الحسن بن الحسن بن علي ضربت امرأته القبة
(2)
على قبره سنة ثم رفعت فسمعت صائحا يقول: ألا هل وجدوا ما فقدوا؟ فأجابه آخر: بل يئسوا فانقلبوا. [1749]
• علقه البخاري ["التغليق" (2/ 481 - 482)].
قلت: ووصله المحاملي في "أماليه"[هو في (الجزء السادس عشر) منه - رواية الأصبهانيين، كما في "الفتح" (3/ 400)].
1691 -
وعن عمران بن حصين وأبي برزة قالا: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فرأى قوما قد طرحوا أرديتهم يمشون في قمص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبفعل الجاهلية تأخذون؟ أو بصنيع الجاهلية تشبهون؟ لقد هممت أن أدعو عليكم دعوة ترجعون في غير صوركم! " قال: فأخذوا أرديتهم ولم يعودوا لذلك. [1750]
• ابن ماجه
(3)
(1485) عنهما فيه.
(1)
ورواه في مكان آخر منه لم يتيسر لي الوقوف عليه الآن، وسنده ضعيف، فيه علي بن زيد - وهو ابن جدعان -؛ ضعيف، وبه أعله الهيثمي (3/ 17).
(2)
أي: الخيمة، كما في "الفتح"(3/ 161).
(3)
وإسناده واه جدًّا؛ فيه علي بن الحزور، عن نفيع - وهو ابن الحارث أبو داود الأعمى؛ وهو كذاب متهم بالوضع؛ والأول متروك.
1692 -
وعن ابنِ عمرَ، قال: نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ تُتَّبعَ جنازةٌ معها رانَّةٌ
(1)
. [1751]
1693 -
وعن أبي هريرة أن رجلا قال له: مات ابن لي فوجدت عليه هل سمعت من خليلك -صلوات الله عليه- شيئا يطيب بأنفسنا عن موتانا؟ قال: نعم سمعته صلى الله عليه وسلم قال: "صغارهم دعاميص
(2)
الجنة يلقى أحدهم أباه؛ فيأخذ بناحية ثوبه فلا يفارقه حتى يدخله الجنة". [1752]
• مسلم (2635) فيه
(3)
، وأحمد (2/ 488 و 510) - واللفظ له - عنه.
1694 -
وعن أبي سعيد قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله. فقال: " اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا" فاجتمعن فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله ثم قال: "ما منكن امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة؛ إلا كان لها حجابا من النار" فقالت امرأة منهن: يا رسول الله أو اثنين؟ فأعادتها مرتين؟ ثم قال: "واثنين واثنين واثنين". [1753]
(1)
الرانة: النائحة الصائحة.
والحديث: رواه أحمد ()، وابن ماجه في "سننه"(1583) بسند ضعيف؛ فيه أبو يحيى وهو القتات الكوفي، وهو ضعيف.
قلت: لكن الحديث حسن؛ لأن له أكثر من شاهد واحد؛ كما بينته في "أحكام الجنائز"(ص 91).
(2)
الدعاميص: جمع دعموص؛ وهي دويبة نغوص في الماء، وتكون في مستنقع الماء.
والدعموص: الدخال في الأمور.
(3)
بل في (البر والصلة)! (ع)
• البخاري (1249، 7310) وهو عنده في الجنائز مختصر ورواه بهذا التمام في الاعتصام [7310] عنه فيه
(1)
.
1695 -
وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلمين يتوفى لهما ثلاثة إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهما". فقالوا: يا رسول الله أو اثنان؟ قال: " أواثنان ". قالوا: أو واحد؟ قال: " أو واحد ". ثم قال: "والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره
(2)
إلى الجنة إذا احتسبته". [1754]
• أحمد (5/ 241) عنه؛ وبعضه في "ابن ماجه"
(3)
(1609).
1696 -
وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قدم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث: كانوا له حصنا حصينا من النار " فقال أبو ذر: قدمت اثنين. قال: " واثنين ". قال أبي بن كعب أبو المنذر سيد القراء: قدمت واحدًا؟ قال: "وواحدًا". [1755]
• الترمذي (1061)، وابن ماجه (1606) فيه عن ابن مسعود، وقالَ (الترمذي): غريب
(4)
.
(1)
إنما رواه في (الجنائز) مختصرًا؛ ورواه - بهذا السياق - في (الاعتصام)! (ع)
(2)
السرر: هو ما يبقى بعد القطع مما تقطعه القابلة. "نهاية".
(3)
وإسنادهما ضعيف؛ فيه يحيى بن عبيد الله بن موهب، ضعيف.
ولرواية ابن ماجه شاهد في "المسند"(5/ 328) عن عبادة بن الصامت؛ وهو مخرج في "أحكام الجنائز"(ص 53 - 54).
(4)
وتمام كلامه: "وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه".
قلت: والراوي عن أبي عبيدة: أبو محمَّد - مولى عمر بن الخطاب -؛ مجهول.
ومن طريقه: رواه ابن ماجه - أيضًا - (1606).
1697 -
وعن قرة المزني: أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أتحبه؟ " فقال: يا رسول الله أحبك الله كما أحبه. ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ما فعل ابن فلان؟ " قالوا: يا رسول الله مات. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما تحب ألا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك؟ " فقال رجل: يا رسول الله له خاصة أم لكلنا؟ قال: " بل لكلكم ". [1756]
• أحمد
(1)
(5/ 35) عنه.
1698 -
وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن السقط ليراغم
(2)
ربه إذا أدخل أبويه النار فيقال: أيها السقط المراغم ربه أدخل أبويك الجنة فيجرهما بسرره حتى يدخلهما الجنة". [1757]
• ابن ماجه
(3)
(1608) عنه فيه.
1699 -
وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله تبارك وتعالى: ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثوابا دون الجنة". [1597]
• ابن ماجه
(4)
(1597) فيه عنه.
1700 -
وعن الحسين بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من
(1)
وإسناده صحيح، ورواه النسائي - أيضًا - (1/ 296).
(2)
يراغم ربه: يجادله ويخاصم.
(3)
بإسناد ضعيف؛ فيه مندل بن علي؛ وهو ضعيف.
(4)
وإسناده حسن، وصححه البوصيري.
مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها وإن طال عهدها فيحدث لذلك استرجاعا إلا جدد الله تبارك وتعالى له عند ذلك فأعطاه مثل أجرها يوم أصيب بها". [1759]
• أحمد
(1)
(1/ 201)، والبيهقي (9695) في "الشعب" عنه.
1701 -
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا انقطع شسع أحدكم فليسترجع فإنه من المصائب". [1760]
• البيهقي
(2)
(9693) في "الشعب" عنه.
1702 -
وعن أم الدرداء قالت: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله تبارك وتعالى قال: يا عيسى إني باعث من بعدك أمة إذا أصابهم ما يحبون حمدوا الله وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم ولا عقل. فقال: يا رب كيف يكون هذا لهم ولا حلم ولا عقل؟ قال: أعطيهم من حلمي وعلمي". [1761]
• البيهقي
(3)
(9953) في "الشعب" عنه.
(1)
بسند ضعيف؛ فيه هشام بن أبي هشام، وهو مجهول، كما قال أبو حاتم، وهو غير هشام أبي المقدام العجلي - المتهم -؛ كما استظهره الحافظ ابن حجر في "التعجيل".
ثم تبين لي أنه أبو المقدام نفسه؛ لأنه جاء مكنِّيا في بعض روايات الحديث بهذه الكنية، كما بينته في "الضعيفة" (برقم: 455).
(2)
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 331): "رواه البزار؛ وفيه بكر بن خنيس، وهو ضعيف، ورواه عن شداد بن أوس
…
مرفوعًا مثله؛ وفيه خارجة بن مصعب، وهو متروك".
قلت: ورواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 183)؛ وفيه عمر بن عطاء وهو ابن وراز، ضعيف -، عن يحيى بن عبيد الله المدني - وهو متروك -، عن أبيه - وهو مجهول -.
(3)
ورواه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 227، 5/ 243)، وابن أبي الدنيا في "الصبر"(ق 47/ 1)، والخرائطي في "فضيلة الشكر"(ق 129/ 1)، وابن عساكر في "التاريخ"(14/ 127/ 1)، ورجاله ثقات؛ إلا أن عبد الله بن صالح فيه ضعف.
8 - باب زيارة القبور
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1703 -
عن بريدة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء
(1)
فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا". [1239]
• مسلم [977] في الجنائز عن بريدة.
1704 -
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال: "استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكركم الموت". [1240]
• مسلم [976]، وأبو داود [3234]، والنسائي [4/ 90]، وابن ماجه [1569] في الجنائز عن أبي هريرة.
1705 -
وعن بريدة رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين
(1)
أي: قربة؛ فإنه جلد رقيق لا يجعل الماء حارًا، فلا يصير مسكرًا عن قريب، بخلاف سائر الظروف؛ فإنها تجعل الماء حارًا؛ فيصير النبيذ مسكرًا؛ فرخص لهم في شرب النبيذ من كل ظرف ما لم يصر مسكرًا.
والمسلمين! وإنا إن شاء الله بكم لاحقون [أنتم لنا سلف، ونحن لكم تبع]؛ نسأل الله لنا ولكم العافية".
وعنه في رواية: "إنا - إن شاءَ اللَّهُ - بِكم لاحِقونَ أنتم لنا فرَطٌ ونحنُ لَكم تبَعٌ نسألُ اللَّهَ العافيةَ". [1241]
• مسلم [975] عن أبي هريرة فيه.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1706 -
عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور بالمدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال: "السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر
(1)
". [1242]
• الترمذي [1053] فيه عنه، وقال:"حسن غريب".
الفصل الثالث:
1707 -
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد
(2)
". [1766]
• مسلم (974) عنها فيه.
(1)
قلت: وإسناده ضعيف؛ فيه قابوس بن أبي ظبيان، وهو ضعيف.
(2)
أي: مقبرة المدينة.
1708 -
وعنها قالت: كيف أقول يا رسول الله؟ تعني في زيارة القبور قال: "قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون "
(1)
. [1767]
1709 -
وعن محمد بن النعمان يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة غفر له وكتب برا". [1768]
• البيهقي (7901) في "الشعب" عنه، وهو مرسل
(2)
.
1710 -
وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة". [1769]
• ابن ماجه
(3)
(1571) عنه فيه.
1711 -
وعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور.
وقال: قد رأى بعض أهل العلم أن هذا كان قبل أن يرخص النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور فلما رخص دخل في رخصته الرجال والنساء
(4)
.
وقال بعضهم: إنما كره زيارة القبور للنساء لقلة صبرهن وكثرة جزعهن. تم كلامه [1770]
• أحمد (3/ 442 - 443)، والترمذي (1056)، وابن ماجه (1575) عنه فيه، وقالَ الترمذي: حسن
(1)
رواه مسلم.
(2)
وهو حديث موضوع، كما بينته في "الأحاديث الضعيفة"(49).
(3)
بسند ضعيف، وحسنه البوصيري! وفيه عنعنة ابن جريج.
(4)
وهذا هو الحق، كما بينته في كتابي "أحكام الجنائز وبدعها".
صحيح
(1)
.
1712 -
وعن عائشة قالت: كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني واضع ثوبي وأقول: إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر رضي الله عنه معهم فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر. [1771]
• رواه أحمد
(2)
(6/ 202) رضي الله عنه.
(1)
وهو كما قال؛ فإن له شواهد.
(2)
ورجاله رجال الصحيح، كما قال الهيثمي (9/ 37).
6 - كتاب الزَّكاةِ
[1 - باب]
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1713 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فقال: "إنك تأتي قوما من أهل الكتاب. فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فإن هم أطاعوا لذلك. فأعلمهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة. فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم. فإن هم أطاعوا لذلك. فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب". [1243]
• الجماعَةُ عَنْهُ [خ (1496) م (19/ 29) د 1584 ت 625 س 5/ 2 ق 1783] في الزكاةِ.
1714 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار"، قيل: يا رسول الله فالإبل؟ قال: "ولا صاحب إبل لا يؤدي منها حقها - ومن حقها حلبها يوم وردها - إلا إذا كان يوم القيامة
بطح لها بقاع قرقر
(1)
أوفر ما كانت لا يفقد منها فصيلا واحدا تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار"، قيل: يا رسول الله فالبقر والغنم؟ قال: "ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي منها حقها؛ إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر لا يفقد منها شيئا ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء
(2)
تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار". قيل: يا رسول الله فالخيل؟ قال: "الخيل ثلاثة: هي لرجل أجر وهي لرجل ستر وعلى رجل وزر. فأما التي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرج أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كان له حسنات ولو أنه انقطع طيلها
(3)
فاستنت
(4)
شرفا أو شرفين؛ كانت آثارها وأوراثها حسنات له؛ ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يريد أن يسقيها؛ كان ذلك حسنات له، وأما الذي هي له ستر: فرجل ربطها تغنيا وتعففا، ثم لم ينس حق الله - تعالى - في رقابها ولا ظهورها فهي له ستر،
(1)
القاع: الأرض الواسعة المستوية.
والقرقر: الأملس.
(2)
العقصاء: ملتوية القرنين.
الجلحاء: التي لا قرن لها.
العضباء: مكسورة القرن.
(3)
الطِّوَل: الحبل.
(4)
واستنت: نشطت لمراحها.
شرفًا؛ أي: شوطًا أو موضعًا عاليًا من الأرض.
وأما الذي هي عليه وزر فرجل فرجل ربطها وفخرا ورياء ونواء
(1)
لأهل الإسلام فهي على ذلك وزر". وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمر؟ قال: "ما أنزل عليّ فيها شيء إلا هذه الآية الفاذة
(2)
الجامعة {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} [1244]
• مُتَّفَقٌ فِي علَيهِ عَنْهُ فِيهَا
(3)
، البخاري [(4962)] في التَّفْسيِرِ (ضض 1)، وَ (مسلم)[24/ 987] فِي الزَّكَاةِ.
1715 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله شجاعا
(4)
أقرع
(5)
له زبيبتان
(6)
يطوقه ثم يأخذ منه بلهزمتيه - يعني شدقيه - يقول: أنا مالك أنا كنزك". ثم تلا هذه الآية: {ولا يحسبن الذين يبخلون .... } الآية. [12458]
• مُسلِمٌ
(7)
عَنْهُ فِيهَا.
(1)
النواء: المنازعة والمعاداة.
(2)
والفاذة؛ أي: المنفردة في معناها.
(3)
إنما أخرجه البخاري في (الزكاة)، و (التفسير) وغيرهما مختصرًا مقطعًا.
أم هذا السياق؛ فهو لمسلم! وإليه - فحسب - عزاه الصدر المناوي في "الكشف"(ق 175). (ع).
(4)
الشجاع: الحية الذكر.
(5)
الأقرع من الحيات: المتمعط شعر رأسه، لكثرة سمه.
(6)
الزبيبتان: هما نقطتان سوداوان فوق عيني الحية.
(7)
بل رواه البخاري (1403) عن أبي هريرة.
ولذا قال للصدر المناوي (ق 176): "رواه البخاري هنا من حديث أبي هريرة، ولم يخرجه مسلم"! قلت: نعم؛ أخرجه مسلم (988)؛ لكن عن جابر؛ فتنبه!! (ع)
1716 -
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من رجل يكون له إبل أو بقر أو غنم لا يؤدي حقها إلا أتي بها يوم القيامة أعظم ما يكون وأسمنه تطؤه بأخفافها وتنطحه بقرونها كلما جازت أخراها ردت عليه أولاها حتى يقضى بين الناس". [1246]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1460) م (30/ 990)] عَنْهُ فِيهَا.
1717 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم المصدق
(1)
فليصدر عنكم وهو عنكم راض". [1247]
• مُسْلِمٌ [29/ 989] وَالتِّرْمِذِيُّ [648]، وَالنَّسَائِي [5/ 31] وَابْنُ مَاجَه [1802] عَنْ جَرِيرٍ فِيهَا.
1718 -
وقال عبد الله بن أبي أوفى كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: "اللهم صلى على آل فلان". فأتاه أبي بصدقته فقال: "اللهم صلى الله على آل أبي أوفى". [1248]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ 1497 م 1078] عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى فِيهَا د [1590]، س [31/ 5]، ق [1796]
وفي رواية: إذا أتى الرجلُ النبي صلى الله عليه وسلم بصدقته قال: "اللَّهم! صلِّ عليه".
• البخارِيُّ [6359] عَنْهُ فِي الدَّعَوَاتِ.
1719 -
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة. فقيل: منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله ورسوله. وأما خالد فإنكم تظلمون
(1)
أي: آخذ الصدقة؛ وهو العامل.
خالدًا. قد احتبس أدراعه وأعتده في سبيل الله. وأما العباس فهي على. ومثلها معها ". ثم قال: " يا عمر أما شعرت أن عم الرجل صنوا أبيه؟ ". [1249]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1468) م (114/ 983)] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ فِيهَا.
1720 -
وعن أبي حميد الساعدي، أنه قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي فخطب النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أما بعد فإني استعمل رجالا منكم على أمور مما ولاني الله فيأتي أحدكم فيقول: هذا لكم وهذا هدية أهديت لي فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر أيهدى له أم لا؟ والذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منه شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرا له خوار أو شاة تيعر" ثم رفع يديه حتى رأينا عفرة
(1)
إبطيه فقال: "اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت". ثلاثا؟! [1250]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (4174) م (26/ 1832)] عَنْهُ فِيهَا
(2)
(د [2946]).
1721 -
وقال: "من استعملناه منكم على عمر فكتمنا مخيطا
(3)
فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة". [1251]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ عَنْ أَبِي حُمَيْد، البخاري في الزكَاةِ وَالهِبَةِ وَغَيرهمَا، (ومسلم) فِي المَغَازِي
(4)
.
(1)
وقال النووي في شرح هذه الكلمة: "هي بضم العين المهملة - وفتحها -، والفاء ساكنة فيهما؛ والأشهر الضم، وقال الأصمعي وآخرون: عفرة الابط: هي البياض ليس بالناصع، بل فيه شيء كلون الأرض".
(2)
إنما أخرجه البخاري - بهذا اللفظ - في (الأحكام)! نعم؛ أخرجه في (الزكاة) ولكن باختصار. (ع)
(3)
الإبرة.
(4)
كذا خرّجه المصنف رحمه الله، وهو وهم! فإنه بهذا اللفظ - من أفراد مسلم (1833) في =
منَ "الحِسَانِ
":
1722 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لما نزلت {والذين يكنزون الذهب والفضة} كبر ذلك على المسلمين. فقالوا: يا نبي الله إنه كبر على أصحابك هذه الآية. فقال: "إن ما فرض الزكاة إلا ليطيب ما ما بقي من أموالكم فكبر عمر. ثم قال: "ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء المرأة الصالحة إذا نظر إليها تسره وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته". [1252]
• أبو دَاوُدَ
(1)
[1664] عَنْهُ في الزكاةِ.
1723 -
وقال: "سيأتيكم ركيب مبغضون فإذا جاؤكم فرحبوا بهم وخلوا بينهم وبين ما يبتغون فإن عدلوا فلأنفسهم وإن ظلموا فعليهم فأرضوهم فإن تمام زكاتكم رضاهم وليدعوا لكم". [1253]
• أبو دَاوُدَ
(2)
[1588] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ فِيهَا.
وفي رواية: "أَرْضُوا مُصَدِّقيكم"، قالوا: يا رسولَ الله! وإن ظلمونا؟! قال: "أرضوا مصّدِّقيكم، وإن ظُلِمْتُم".
• أبو دَاوُدَ
(3)
[(1589) س (5/ 31)] عَنْهُ.
= (الإمارة) من حديث عدي بن عميرة الكندي.
نعم؛ هو متفق عليه [البخاري (925، 1500، 2597، 6636، 6979، 7174، 7197) مطولًا ومختصرًا بنحوه، ومسلم (1832)] عن أبي حميد الساعدي! (ع)
(1)
قلت: ورجال إسناده ثقات، ولكن له علة خفية؛ تكشفت لي بعد أن تتبعت طرقه، وقد أودعت تحقيق ذلك في "الضعيفة"(1319).
(2)
انظر "ضعيف أبي داود"(278).
(3)
قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم، وقد خرجته في "صحيحه" (3/ 34) دون قوله:"وإن ظلمتم"، وهو رواية لأبي داود؛ وانظر "صحيح أبي داود"(1414).
1724 -
وقال بشير بن الخصاصية: قلنا: إن أهل الصدقة يعتدون علينا أفنكتم من أموالنا بقدر ما يعتدون؟ قال: " لا "[1254]
• أبو داود
(1)
[1586] عنه فيها.
1725 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العامل على الصدقة بالحق كالغازي في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته". [1255]
• الترمذي [645] فيها عن رافع بن خديج، وقال: حسنٌ
(2)
1726 -
وقال: "لا جلب ولا جنب
(3)
ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم". [1256]
• أبو داود
(4)
[1591] فِيهَا مِنْ رِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ شعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، وَمِنْ رِوَايَةِ عِمْرَان بْنِ حصين ببعضه.
(1)
قلت: وإسناده ضعيف؛ فيه دَيسَمُ؛ رجل من بني سدوس؛ قال الذهبي: "لا يُدْرَى من هو؟! "؛ وانظر "ضعيف أبي داود"(277).
(2)
وهو كما قال؛ فإن ابن إسحاق - وإن كان عنعنه عنده وعند أبي داود -؛ فقد صرّح بالتحديث في رواية لأحمد (4/ 143).
(3)
الجلب في الزكاة: أن ينزل الساعي محلًّا بعيدًا عن الماشية، ولا يأتي مياههم وأماكنهم لأخذ الصدقات، ولكن يأمرهم أن يجلبوا نعمهم إليه.
والجنب في الزكاة: أن ينزل الساعي بأقصى محال إبل الصدقة، ثم يأمر بالأنعام أن تحضر، وكلاهما منهي عنه؛ لما فيه من المشقة على المزكين.
(4)
ورجاله ثقات؛ وفيه عنعنة ابن إسحاق، ولكن قد صرح بالتحديث عند أحمد (2/ 216)، وتابعه - عنده - (2/ 215) عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، عن عمرو بن شعيب، فالإسناد به حسن.
1727 -
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من استفاد مالا فلا زكاة فيه حتى يحول عيه الحول". [1257]
التِّرْمِذِيُّ
(1)
[631] عَنْهُ فِيهَا.
والوقف على ابنِ عمرَ أصحُّ.
• قُلْتُ: هُوَ قَوْلُ التِّرْمِذِيِّ [632]
1728 -
وعن علي رضي الله عنه: أن قال: سأل العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعجيل صدقة قبل أن تحل؟ فرخص له في ذلك. [1258]
• أبو دَاوُدَ [1624]، وَالتِّرْمِذِيُّ [678] وَابْنُ مَاجَه
(2)
[1795] فِيهَا عَنْهُ.
1729 -
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من ولي يتيما له مال فليتجر فيه ولا يتركه حتى تأكله الصدقة".
ضعيف [1259]
• التِّرْمِذِيُّ [641] عَنْه، وَفِي سَنَدِهِ المُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاح، وَهُوَ ضَعِيفٌ
(3)
.
(1)
قلت: وإسناد المرفوع - هذا - واهٍ جدًّا؛ فيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؛ قال الترمذي - نفسه -: "ضعيف الحديث، ضعّفه أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وغيرهما من أهل الحديث، وهو كَثِير الغلط".
قلت: وإسناد الموقوف صحيح.
وللحديث طريق أخرى عن ابن عمر
…
مرفوعًا وشواهد؛ وكلها ضعيفة خرجتها في "الإرواء"(787)
ثم وجدت له طريقًا صحيحًا عن علي رضي الله عنه؛. خرجته في "صحيح أبي داود"(1403)، فصح الحديث مرفوعًا؛ والحمد لله.
(2)
قلت: هذا حديث حسن، وقد اضطرب الرواة في إسناده اضطرابًا كثيرًا، وقد صح مرسلًا، وجاء له شواهد، وقد فصلت القول في ذلك في "الإرواء"(857).
(3)
قلت: وقد توبع؛ لكن من مثله أو أضعف! وتفصيل ذلك في "الإرواء"(788).
الفصل الثالث:
1730 -
عن أبي هريرة قال: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر بن الخطاب: لأبي بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله فمن قال: لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ". فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا
(1)
كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها. قال عمر رضي الله عنه: فوالله ما هو إلا أن رأيت أن الله شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق. [1790]
• متفق عليه خ (1399) م (20) عنه فيها
(2)
.
1731 -
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا أقرع يفر منه صاحبه وهو يطلبه حتى يلقمه أصابعه".
(3)
[1791]
1732 -
وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من رجل
(1)
العناق: الأنثى من أولاد المعز.
(2)
بل رواه مسلم في (الإيمان)! (ع)
(3)
عزاه في "الفتح الكبير" لأحمد، والنسائي، والحاكم فقط! وهو قصور واضح؛ فقد أخرجه أبو داود - أيضًا -، وكذا الحميدي في "مسنده"(52).
لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل الله يوم القيامة في عنقه شجاعا" ثم قرأ علينا مصداقه من كتاب الله: {ولا يحسبن الذين يبلخون بما آتاهم الله من فضله} الآية. [1792]
• الترمذي (3012)، والنسائي (5/ 11)، وابن ماجه
(1)
(1784) عنه فيها.
1733 -
وعن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما خالطت الزكاة مالا قط إلا أهلكته". [1793]
• رواه الشافعي (607) وأحمد
(2)
(3)
وفسره أحمد بالرَّجُلِ يأخذُ الزكاةَ وهو موسِرٌ أو غنِّي، وإنما هي للفقراء، أو فسره الحميدي بمن قد وجب عليه الصدقة فلا يخرجها فيُهْلِكُ الحرام الحلال.
2 - باب ما تجب فيه الزكاة
مِن "الصِّحَاحِ
":
1734 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة وليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة وليس فيما دون خمس ذود
(4)
من الإبل صدقة". [1260]
(1)
قلت: هو حديث حسن صحيح، وإسناده صحيح على شرط مسلم.
(2)
وإسناده ضعيف؛ فيه: محمَّد بن عثمان بن صفوان، وهو منكر الحديث، كما قال أبو حاتم في "الجرح"(8/ 24/ 108)، وانظر "تخريج المشكلة" (رقم: 63).
(3)
هذا الإطلاق يوهم أن أحمد رواه في "المسند"! وليس كذلك؛ بل رواه في "العلل"(5352 - برواية ولده عبد الله)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(3522).
ولذا؛ لم يعزه إليه الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 64)؛ فتنبه! (ع)
(4)
الذود: جماعة الإبل ما بين اثنين إلى التسعة. =
• الجَمَاعَةُ [خ (1459) م (1/ 979) د 1558 ت 626 س 5/ 17 ق 1793] عَنْ أبِي سَعِيدٍ في الزَّكاةِ.
1735 -
وقال:: "ليس على المسلم صدقة في عبده ولا في فرسه". [1262]
• الجَمَاعَةُ [خ (1464) م (8/ 982 د 1595 ت 628 س 5/ 35 ق 1812] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ فِيهَا.
1736 -
وقال: "ليس في العبد صدقة إلا صدقة الفطر". [1262]
• مُسْلِمٌ [10/ 982] عَنْهُ فِيهَا.
1737 -
وعن أنس: أن أبا بكر رضي الله عنه كتب له هذا الكتاب لما وجهه إلى البحرين: بسم الله الرحمن الرحيم هذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين والتي أمر الله بها رسوله فمن سُئلها من المسلمين على وجهها فليعطها ومن سئل فوقها فلا يعط: في أربع وعشرين من الإبل فما دونها من الغتم خمس شاة. فإذا بلغت خمسا وعشرين إلى خمس وثلاثين ففيها بنت مخاض
(1)
انثى فإذا بلغت ستا وثلاثين إلى خمس وأربعين ففيها بنت لبون
(2)
أنثى. فإذا بلغت ستا وأربعين إلى ستين ففيها حقة
(3)
طروقة الجمل فإذا بلغت واحدة وستين إلى خمس وسبعين ففيها جذعة،
(4)
فإذا بلغت - يعنى - ستا وسبعين إلى تسعين ففيها بنتا
= وقيل: ما بين الثلاثة إلى العشرة، ولا واحد لها من لفظها.
(1)
بنت مخاص: هي التي تمت لها سنة.
(2)
بنت لبون: هي التي تمت لها سنتان ودخلت في الثالثة.
(3)
حقة: هي التي تم لها ثلاث سنين ودخلت في الرابعة.
وطروقة الجمل: مركوبة للفحل.
(4)
جذعة: هي التي تم لها أربع سنين.
لبون. فإذا بلغت إحدى وتسعين إلى عشرين ومئة ففيها حقتان طروقتا الجمل، فإذا زادت على عشرين ومئة ففي كل أربعين بنت لبون وفي كل خمسين حقة. ومن لم يكن معه إلا أربع من الإبل ومئة؛ فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها. فإذا بلغت خمسا ففيها شاة ومن بلغت عنده من الإبل صدقة الجذعة وليست عنده جذعة وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويجعل معها شاتين أن أستيسرتا له أو عشرين درهما. ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده الحقة وعنده الجذعة فإنها تقبل منه الجذعة ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين. ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده إلا بنت لبون؛ فإنها تقبل منه بنت لبون ويعطي معها شاتين أو عشرين درهما. ومن بلغت صدقته بنت لبون وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين. ومن بلغت صدقته بنت لبون وليست عنده وعنده بنت مخاض فإنها تقبل منه بنت مخاض ويعطي معها عشرين درهما أو شاتين. ومن بلغت صدقته بنت مخاض وليست عنده وعنده بنت لبون فإنها تقبل منه ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين. فإن لم يكن عنده بنت مخاض على وجهها وعنده ابن لبون فإنه يقبل منه وليس معه شيء. وفي صدقة الغنم في سائمتها إذا كانت أربعين إلى عشرين ومئة شاة فإن زادت على عشرين ومئة إلى مائتين ففيها شاتان. فإن زادت على مئتين إلى ثلاث مئة ففيها ثلاث شياه. فإذا زادت على ثلاث مئة ففي كل مئة شاة. فإذا كانت سائمة الرجل ناقصة من أربعين شاة واحدة فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها. ولا تخرج في الصدقة هرمة ولا ذات عوار
(1)
ولا تيس؛ إلا ما شاء المصدق. ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية. وفي الرقة
(2)
ربع
(1)
العوار بفتح العين -: العيب والنقص.
(2)
الرقة: الدراهم المضروبة.
العشر فإن لم تكن إلا تسعين ومئة فليس فيها شيء إلا أن يشاء ربها. [1263]
• البُخَارِيُّ [1454] وَأَبُو دَاوُدَ [1567]، وَالنَّسَائِي [18/ 5] عَنْهُ فِيهَا.
1738 -
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا
(1)
العشر. وما سقي بالنضح نصف العشر". [1264]
• البُخارِيُّ [1483]، وَالأرْبَعَةُ [د 1596 ت 640 س 5/ 41 ق 1817] عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِيهَا.
1739 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العجماء جرحها جبار والبشر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس". [1265]
• الجَماعَةُ [خ (1499) م (45/ 1710) د 3085 ت 642 س 5/ 45] رواه ق 2509 إِلَّا ابْنَ مَاجَه فِيهَا
(2)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1740 -
عن علي رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد عفوت عن الخيل والرقيق فهاتوا صدقة الرقة؛ من كل أربعين درهما
(1)
العثري؛ ذكر في "القاموس" أنه: ما سقته السماء.
والحق: ما ذكره آخرون من أن العثري: ما سقي بالعاثور؛ وهو شبه نهر يحفر في الأرض، تسقى به البقول والنخل والزرع.
(2)
في هذا التخريج ملاحظتان: الأولى: أنه لا يصح استثناء ابن ماجه من الجماعة الذين رووا هذا الحديث؛ فإنه أخرجه مفرقًا في موضعين (2509، 2673) الثانية: أن مسلمًا إنما أخرجه في (الحدود)، وأبا داود أخرجه - آخره - في (الخراج).
وعلى الصواب في الملاحظتين خرجه الصدر المناوي في "كشف المناهج والتناقيح"(ق 179). (ع)
درهم وليس في تسعين ومئة شيء فإذا بلغت مائتين ففيها خمسة دراهم؛ فما زاد فعلى حساب ذلك. وفي الغنم في أربعين شاة شاة إلى عشرين ومئة، فإن زادت واحدة فشاتان إلى مئتين. فإن زادت فثلاث شياه إلى ثلاث مئة فإذا زادت على ثلاث مئة ففي كل مئة شاة. فإن لم تكن إلا تسعا وثلاثين؛ فليس عليك فيها شيء وفي البقر: في كل ثلاثين تبيع وفي الأربعين مسنة وليس على العوامل شيء". [1266]
• أبو دَاوُد [1574]، وَالتِّرْمِذِيُّ
(1)
[620]، وَابْنُ مَاجَه [1790] عَنْهُ فِيهَا.
1741 -
وعن معاذ رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وجهه إلى اليمن أمره أن يأخذ من البقرة: من كل ثلاثين تبيعا أو تبيعة ومن كل أربعين مسنة". [1267]
• الأربعَةُ
(2)
[د (1578) ت (623) س (5/ 26) ق (1803)] عَنْهُ فِيهَا.
1742 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المعتدي في الصدقة كمانعها". [1268]
• أَبو دَاوُدَ [1585] وَالتِّرْمِذيُّ
(3)
[646]، وَابْنُ مَاجَه [1808]، فِي الزكَاةِ عَنْ أَنَسٍ.
1743 -
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
(1)
قلت: في إسنادهما أبو إسحاق وهو السبيعي، وهو - مع اختلاطه - كان يدلس، وقد عنعنه، ومن طريقه: رواه في "المسند"(1/ 92، 113، 121، 145، 146، 148).
ثم ثبت عندي، فانظر "صحيح أبي داود"(1403 - 1405).
(2)
وانظر "الإرواء"(3/ 268 - 271).
(3)
واستغربه، وإسناده حسن؛ وهو مخرج في "صحيح أبي داود"(1413).
وله شاهد من حديث جابر
…
مرفوعًا: أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 392/ 2887).
وسلم قال: "ليس في حب ولا تمر صدقة حتى يبلغ خمسة أوسق". [1269]
• النَّسَائِيُّ
(1)
[5/ 40] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ فِيهَا.
1744 -
وعن موسى بن طلحة أنه قال: كان عندنا كتاب معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إنما أمره أن يأخذ الصدقة من الحنطة والشعير والزبيب والتمر.
مرسل [1270]
• البَيهَقِيُّ [4/ 128 - 129]، وَالبَغَويّ، في "شَرْحِ السُّنَّةِ" مُرْسَلٌ.
وَأخْرَجَه الطبَرَانِيُّ [] مِنْ حَدِيثِ أبِي مُوسىَ وَمُعَاذٍ
(2)
.
1745 -
وعن عتاب بن أسيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في زكاة الكروم: "إنها تخرص كما تخرص النخل ثم تؤدى زكاته زبيبا كما تؤدى زكاة النخل تمرا". [1271]
• الأربعَةُ
(3)
[د 1602 ت 644 س 5/ 109 ق 1819] عَنْهُ فِيهَا.
1746 -
عن سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "إذا خرصتم فخذوا ودعوا الثلث فإن لم تدعوا الثلث فدعوا
(1)
قلت: رواه مسلم (3/ 67) عنه
…
بهذا اللفظ تمامًا!
(2)
قلت: وأخرجه الدارقطني، والحاكم - وصححه -، ووافقه الذهبي؛ وهو كما قالا.
وقد أعل بالانقطاع؛ وأجبت عنه في "الإرواء"(801).
(3)
وقال الترمذي: "حسن غريب".
قلت: وفي إسناده ضعف وإرسال، وقد بينته في "الإرواء"(805).
الربع ". [1272]
• الثَّلاثَةُ
(1)
[د (1605) ت (643) س (5/ 42)، عَنْهُ فِيهَا.
1747 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث عبد الله ابن رواحة إلى يهود فيخرص النخل حين يطيب قبل أن يؤكل منه. [1273]
أبو دَاوُدَ
(2)
[1605] عَنْهَا فِيهَا.
1748 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في العسل في كل عشرة أزق زق
(3)
". [1274]
• التِّرْمِذِي
(4)
[629] عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِيهَا.
1749 -
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فإنكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة". [1275]
• التِّرْمِذِيُّ
(5)
[635] عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ ابْنِ مسْعُودٍ.
(1)
سكت عنه الترمذي! وفي إسناد الجميع: عبد الرحمن بن مسعود بن نيار؛ قال الذهبي: "لا يعرف، وقد وثقه ابن حبان على قاعدته! ".
قلت: وعلى ذلك: أخرج حديثه - هذا - في "صحيحه"(8/ 75/ 3280 - المؤسسة)، وانظر "تمام المنة"(ص 373).
(2)
رجاله ثقات؛ وفيه انقطاع، لكن له شواهد ذكرتها في "الإرواء"(805).
(3)
الزق: جلد يجزُّ ولا ينتف للشراب. اهـ. "قاموس".
(4)
وقال: "في إسناده فقال، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب كثير شيء".
قلت: لكن للحديث شاهد - من حديث ابن عمرو - بسند جيد، حققته في "الإراوء"(810).
(5)
قلت: بإسنادين، رجح أحدهما، وهو صحيح رجاله كلهم ثقات.
قُلْتُ: وَأصْلُهُ في الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الكُسُوفِ الطَّوِيلِ
(1)
.
1750 -
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن امرأتين أتتا رسول الله
صلى الله عليه وسلم وفي أيديهما سواران من ذهب فقال لهما: "أتحبان أن يسوركما الله -تعالى - بسوارين من نار؟ " قالتا: لا. قال: " فأديا زكاته "
ضيعف [1276]
• التِّرْمِذِيُّ [637] عَنْهُ فِيهَا، وَقَالَ: ضَعِيفٌ
(2)
.
1751 -
وعن أم سلمة قالت: كنت ألبس أوضاحا
(3)
من ذهب فقلت: يا رسول الله أكنز هو؟ فقال: "ما بلغ أن يؤدى زكاته فزكي فليس بكنز". [1277]
• أبو دَاوُدَ
(4)
[1564] عَنْهُ فِيهَا.
1752 -
وعن سمرة بن جندب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
(1)
كذا! والصواب أن الشيخين أخرجا الأمر بالصدقة من حديث عبد الله بن مسعود - نفسه -: البخاري (1466)، ومسلم (1000)؛ فكان ينبغي العزو إليهما!
نعم؛ تتمة الحديث؛ تفرد بها الترمذي عن الشيخين من رواية ابن مسعود؛ وأصلها - كما قال المصنف -! عند البخاري (1052)، ومسلم (907) عن ابن عباس. (ع)
(2)
لكن رواه أبو داود، والنسائي وغيرهما من طريق أخرى، عن عمرو بن شعيب
…
به نحوه.
وإسناده حسن، كما حققته في "التعليق الرغيب".
(3)
أوضاح: جمع وَضَحٍ؛ وهو نوع من الحلي.
(4)
إسناده ضعيف منقطع، لكن المرفوع منه حسن، كما بينته في "الصحيحة"(559).
وقد روى مالك في "الموطإ" عن ابن عمر - قوله -: "ما بلغ
…
"؛ وإسناده صحيح.
يأمرنا أن نخرج الصدقة من الذي نعد للبيع. [1278]
• أبو دَاوُدَ
(1)
[1562] عَنْهُ فِيهَا.
1753 -
وعن ربيعة عن غير واحد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطع لبلال بن الحارث المزني معادن القبلية وهي من ناحية الفرع
(2)
فتلك المعادن لا تؤخذ منها إلا الزكاة إلى اليوم. [1279]
• مَالكٌ [1/ 248 /8]، وَأبُو دَاوُدَ [3061] مِنْ رِوَايَةِ رَبِيعَةَ
(3)
، وَوَصَلَهُ أَبُو دَاوُدَ
(4)
بِذِكرِ بِلالِ بْنِ الحَارِثِ فِيهِ.
الفصل الثالث:
1754 -
عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس في الخضراوات
(1)
وإسناده ضعيف؛ وهو مخرج في "الإرواء"(827).
(2)
ذكر "القاموس" أن الفرع: موضع من أضخم أعراض المدينة.
(3)
قلت: ربيعة هذا ثقة، أدرك بعض الصحابة، والأكابر من التابعين: فإن كان الذين روى عنهم - وهم غير واحد - من الصحابة؛ فيكون الحديث موصولًا؛ لأن جهالة الصحابة لا تضر، وإن كانوا من التابعين؛ فهو مرسل، وهو الأرجح.
نعم؛ رُوي موصولًا، لكن إسناده لا يصح كما بينته في "الإرواء"(830).
(4)
كذا عزاه المصنف - بذكر (بلال بن الحارث) إلى أبي داود ولم نره فيه، ولا عزاه إليه المزي في "التحفة"؛ وإنما عزاه - مرسلًا - إلى أبي داود (13/ 450)، ولم يشر إلى أنه وصله كذلك؛ وكذا الصدر المناوي في "كشف المناهج"(ق 180 - 181).
ولكن رواه ابن خزيمة (2323)، والحاكم (1/ 404)، والطبراني (1/ 357) موصولًا بذكر (بلال) فيه وإليهم عزا المصنف الحديث في "إتحاف المهرة"(2/ 635)، والله أعلم (ع)
صدقة ولا في العرايا
(1)
صدقة ولا في أقل من خمسة أوسق صدقة ولا في العوامل صدقة ولا في الجبهة صدقة ".
قال الصقر
(2)
: الجبهة الخيل والبغال والعبيد. [1813]
• رواه الدارقطني
(3)
(2/ 95) عنه.
1755 -
وعن طاوس أن معاذ بن جبل أتي بوقص البقر فقال: لم يأمرني فيه النبي صلى الله عليه وسلم بشيء. [1814]
• رواه الشافعي
(4)
(649) رضي الله عنه، وقال: الوَقْصُ: مَا لَمْ يَبْلُغ الفريضَةَ.
3 - باب صدقة الفطر
مِن "الصِّحَاحِ
":
1756 -
عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: فرض رسول الله صلى
(1)
العرايا: واحدة العرية؛ وهي النخلة يعريها صاحبها رجلًا محتاجًا، ويجعل له ثمرها.
قال ابن حجر: فليس فيها صدقة؛ لأنها في الغالب تكون دون النصاب، ولأنها تخرج عن ملك مالكها قبل الوجوب.
(2)
الصقر: اسم راو، يكنى بأبي سعيد.
(3)
وفيه الصقر بن حبيب: قال ابن حبان: "يأتي عن الإثبات بالمقلوبات"، وقال الدارقطني:"لا يكاد يُعرف".
لكن في الباب حديث صحيح في أن الخضر لا زكاة عليها من حديث معاذ، وهو مخرج في "الإرواء"(801).
(4)
وكذا الدارقطني (ص 202)؛ ورجاله ثقات؛ لكنه منقطع بين طاوس ومعاذ.
الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة. [1280]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1503) م (12/ 984) (22/ 986)] فِيهَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
1757 -
وَقَالَ أبو سعيد الخدري: كنا نُخرِجُ زكاةَ الفطرِ صاعًا من طعامٍ، أو صاعًا من شعيرٍ، أو صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من أَقِط، أو صاعًا من زبيبٍ. [1281]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1506) م (17/ 985)] عَنْهُ فِيهَا.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1758 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: في آخر رمضان أخرجوا صدقة صومكم. فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الصدقة صاعا من تمر أو شعير أو نصف صاع من قمح على كل حر أو مملوك ذكر أو أنثى صغير أو كبير. [1282]
• أَبُو دَاوُدَ
(1)
[1622] عَنْهُ فِيهَا.
1759 -
وقال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين. [1283]
• أَبُو دَاوُدَ
(2)
[1609] عَنْهُ فِيهَا.
(1)
في سنده انقطاع؛ فانظر "ضعيف أبي داود"(رقم: 288)؛ وفيه: أن المرفوع منه صحيح.
(2)
قال الصنعاني "وابن ماجه، وصححه الحاكم، وفيه زيادة: "فمن أداها قبل الصلاة؛ فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة؛ فهي صدقة من الصدقات". =
الفصل الثالث:
1760 -
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث مناديا في فجاج مكة: "ألا إن صدقة الفطر واجبة على كل مسلم ذكر أو أنثى حر أو عبد صغير أو كبير مدان من قمح أو سواه أو صاع من طعام". [1819]
• الترمذي
(1)
(674) عنه فيها.
1761 -
وعن عبد الله بن ثعلبة أو ثعلبة بن عبد الله بن أبي صعير عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صاع من بر أو قمح عن كل اثنين صغير أو كبير حر أو عبد ذكر أو أنثى. أما غنيكم فيزكيه الله. وأما فقيركم فيرد عليه أكثر ما أعطاه ". [1820]
• أبو داود
(2)
(1619) عنه فيها.
4 - باب من لا تحل له الصدقة
مِن "الصِّحَاحِ
":
1762 -
قال أنس رضي الله عنه: مر النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم بتمرة في
= قلت: وإسنادهُ جيد؛ وهو مخرج في "الإراوء"(843).
(1)
وقال: "حديث حسن غريب".
قلت: وهو كما قال؛ وإن كان فيه عنعنة ابن جريج! فهو حسن بما بعده.
(2)
وفي إسناده النعمان بن راشد، وهو صدوق سيّئ الحفظ - كما في "التقريب" -.
لكن تابعه بكر بن وائل - وهو صدوق - دون: "أما غنيّكم
…
" إلخ؛ فالإسناد جيد، والله أعلم.
الطريق فقال: "لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها". [1284]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (2431) رواه في اللفظة م (164/ 1071)]، عَنْهُ فِي الزكَاةِ
(1)
(د [1652]، س
(2)
.
1763 -
و قال أبو هريرة رضي الله عنه: أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كخ كخ" ليطرحها ثم قال: "أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة؟ ". [1285]
• مُتفَقٌ عَلَيهِ [خ (1491) م (161/ 1069)] عَنْهُ فِيهَا.
1764 -
وقال:: "إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد". [1286]
• مُسلِمٌ [167/ 1072] مِنْ حَدِيثِ عَبدِ المُطلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ.
1765 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطعام سأل عنه: "أهدية أم صدقة؟ " فإن قيل: صدقة: قال لأصحابه: "كلوا" ولم يأكل وإن قيل: هدية ضرب بيده فأكل معهم. [1287]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1576) م (175/ 1077)] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
1766 -
وقالت عائشة رضي الله عنها قالت: كان في بريرة ثلاث سنن: إحدى السنن أنها عتقت فخيرت في زوجها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الولاء لمن أعتق". ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم والبرمة تفور بلحم فقرب إليه خبز وأدم من أدم البيت فقال: " ألم أر برمة فيها لحم؟ " قالوا: بلى ولكن ذلك
(1)
بل رواه البخاري في (البيوع)، وغيره! (ع)
(2)
لم نره عند النسائي، وعزاه المزي إلى (اللقطة)، ولم نره! (ع)
لحم تصدق به على بريرة وأنت لا تأكل الصدقة قال: "هو عليها صدقة ولنا هدية". [1288]
• مُتفَقٌ عَلَيهِ عَنْهَا فِيهَا، البخاري [5097] فِي النِّكَاحِ، وَفِي الطِّلاقِ [5279] ومسلم [1504/ 14] في العِتْقِ.
1767 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها. [1289]
• البخارِيّ [2585] عَنْهَا فِي الهِبَةِ.
1768 -
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو دعيت إلى كراع لأجبت ولو أهدي إلي ذراع لقبلت". [1290]
• البخاريُ [2568] فِي الهِبَةِ، وَالنِّسَائِيُّ [الكبرى 6609] في الوَليِمَةِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
1769 -
وقال: "ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن به فيتصدق عليه ولا يقوم فيسأل الناس"[1291]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، البخاري [4539] في التَّفْسيِرِ، ومسلم [1039/ 101] فِي الزَّكَاةِ (د [1632]، س [5/ 85]).
مِنَ "الحِسَانِ
":
1770 -
عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على الصدقة فقال لأبي رافع: اصحبني كيما تصيب منها. فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال: "إن الصدقة لا تحل لنا وإن موالي القوم من أنفسهم". [1292]
• الثَّلاثة [د 1650 ت 657 س 5/ 107] مِنْ حَدِيثِ أَبِي رَافع في الزَّكَاةِ، وَصحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ
(1)
.
1771 -
وقال: "لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة
(2)
سوي". [1293]
• أَبُو دَاوُدَ [1634] فِي الزَّكَاةِ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرو رضي الله عنه.
وَهُوَ عِنْدَ الترمذي
(3)
[652] بِلَفْظِ: "قَوِيّ" - بدل: "سَوِيِّ"، وَرَجَّحَ بَعْضُهُمْ وَقْفَهُ.
1772 -
ويروي: "لا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب". [1294]
• أَبو دَاوُدَ [1633] وَالنَّسَائِيُّ
(4)
[5/ 99 - 100] مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُدَيِّ بْنِ الخِيَارِ أَخبَرَني رَجُلانِ: أَنَّهُمَا أَتَيَا النبِي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ في حَجةِ الوَدَاع وَهُوَ يُقَسِّمُ الصَّدَقَةَ، فَسَأَلاهُ منها، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "إِن شِئْتُمَا أَعْطَيتُكُما، وَلا حَظٌ
…
" فَذَكَرَهُ.
1773 -
وقال: "لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة: لغاز في سبيل الله أو لعامل عليها أو لغارم أو لرجل اشتراها بماله أو لرجل كان له جار مسكين فتصدق على المسكين فأهدى المسكين للغني". [1295]
• أَبُو دَاوُدَ [1635]، وَابْنُ مَاجَه [1841] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلَهُ عَنْ عَطاءِ بْنِ يَسَارٍ.
ويروى: "أو ابن السبيل".
(1)
قلت: وإسناده صحيح على شرط الشيخين،
(2)
المرة: القوة.
(3)
وقال: "حديث حسن".
قلت: وهو كما قال أو أعلى؛ فإن له طريقين عن ابن عمرو، وشاهدًا من حديث أبي هريرة وغيرهما، وهي مخرجة في "الإرواء"(877).
(4)
وإسناده قوي، وهو مخرج في "الإرواء"(876).
أَبو دَاوُدَ
(1)
[1637] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
1774 -
عن زياد بن الحارث الصدائي أنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ورجلٍ أصابتْهُ فاقةٌ حتَّى يقومَ ثلاثةٌ من ذوي الحِجَى من قومِهِ لقد أصابتْ فلانًا فاقةٌ فحلَّتْ له المسألةُ حتَّى يصيبَ قومًا من عيشٍ أو قال سدادًا من عيشٍ فبايعتُه فأتاهُ رجلٌ فقال أعطني من الصَّدقةِ فقال: "إنَّ اللهَ لم يرضَ بحكمِ نبيٍّ ولا غيرِه في الصَّدقاتِ حتَّى حكم فيها هو فجزَّأها ثمانيةَ أجزاءٍ؛ فإن كنت من تلك الأجزاءِ أعطيتُكَ حقَّكَ". [1296]
• أبو دَاوُدَ
(2)
[1630] عَنْهُ فِيهَا.
الفصل الثالث:
1775 -
عن زيد بن أسلم قال: شرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لبنا فأعجبه فسأل الذي سقاه: من أين هذا اللبن؟ فأخبره أنه ورد على ماء قد سماه فإذا نعم من نعم الصدقة وهم يسقون فحلبوا من ألبانها فجعلته في سقائي فهو هذا: فأدخل عمر يده فاستقاءه. [1836]
• مالك
(3)
(31/ 269/1) عن زيد
…
به.
(1)
في إسناد هذه الرواية: عطية العوفي، وهو ضعيف.
وأما الرواية الأخرى؛ فرواها أبو داود عن عطاء
…
مرسلًا؛ من طريق مالك.
ورواه من طريق أخرى عنه، عن أبي سعيد الخدري
…
موصولًا؛ وإسناده صحيح، كما بينته في "الإرواء"(870).
(2)
وإسناده ضعيف؛ وهو مخرج في "الضعيفة"(1320).
(3)
وهو ضعيف، لانقطاعه بين زيد بن أسلم وعمر.
5 - باب من لا تحل له المسألة ومن تحل له
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1776 -
عن قبيصة بن مخارق أنه قال: تحملت حمالة
(1)
فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها. فقال: "أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها". ثم قال: "يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش - فما سواهن من المسألة- يا قبيصة سحتٌ يأكلها صاحبها سحتا". [1297]
• رَوَاهُ مُسلِمٌ [109/ 1044] وَأَبُو دَاوُد [1640] وَالنَّسَائِيُّ [5/ 88] كَلُّهُم فِي الزَّكَاةِ عَنْهُ.
1777 -
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا. فليستقل أو ليستكثر". [1298]
• مُسلِمٌ [105/ 1041] فِيهَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
1778 -
وقال: "ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم
(2)
". [1299]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1474) م (104/ 1040)] عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِيهَا.
(1)
الحمالة: بفتح الحاء؛ في "القاموس": "حمل: كفل"، وفي "المشارق":"الحمالة: الضمان، والحميل: الضامن، وقالوا: الحمالة: ما يتحمله الإنسان عن القوم من الدية والغرامة في ماله وذمته، ويقع بينهم الحرب وسفك الدماء، فيصلح ذات البين، فيتحمل الديات".
ويظهر من ذلك أن تحمل الحمالة مخصوص بإصلاح ذات البين وتكفل الديات.
(2)
أي: قطعة لحم.
1779 -
وقال: "لا تلحفوا في المسألة فوالله لا يسألني أحد منكم شيئا فتخرج له مسألته مني شيئا وأنا له كاره فيبارك له فيما أعطيته". [1300]
• مُسْلِمٌ [(99/ 1038)] مِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ فِيهَا.
1780 -
وقال: "لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه". [1301]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ، البخاري في الزكاةِ عَنِ الزُّبَيْر بنِ العَوَّام ومسلم عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ
(1)
.
1781 -
وقال حكيم بن حزام: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فقال لي: "يا حكيم إن هذا المال خضر
(2)
حلو فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه. وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى". قال حكيم: فقلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا"[1302]
• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ 1472 م (960/ 1035)] عَنْهُ فِيهَا، وَاللَّفْظُ لِلْبُخَاريِّ.
1782 -
وقال: "اليد العليا خير من اليد السفلى". [1303]
• عن مالك بن نضْلَة عند أبي داود [1649] فيها.
1783 -
وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على
(1)
كذا! والصواب أن يقال: متفق عليه عن أبي هريرة في (الزكاة): خ (1470)، م (1042). ورواه البخاري (1471) عن الزبير بن العوام! (ع)
(2)
خضر: طري ناعم؛ مرغوب فيه غاية الرغبة.
المنبر وهو يذكر الصدقة والتعفف عن المسألة: "اليد العليا خير من اليد السفلى واليد العليا هي المنفقة واليد السفلى هي السائلة". [1304]
1784 -
وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: إن أناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده، فقال:"ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ومن يستعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر". [1305]
• مُتَّفَق عَلَيْهِ [خ (1469) م 1053] عَنْهُ فِيهَا.
1785 -
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول: أعطه أفقر إليه مني. فقال: "خذه فتموله وتصدق به فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه. ومالا فلا تتبعه نفسك"[1306]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1473 (م) 110/ 1045)] عَنْهُ فِيهَا.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1786 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسائل كدوح
(1)
يكدح بها الرجل وجهه إلا أن يسأل ذا سلطان أو في أمر لا يجد منه بدا". [1307]
• الثَّلَاثَةُ
(2)
[د (1639) ت (681) س (5/ 100)] عَنْ سَمُرَةَ في الزَّكَاةِ.
(1)
كدوح؛ أي: خدوش وجروح.
(2)
وقال الترمذي: "حسن صحيح". =
1787 -
وقال: "من سأل الناس وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ومسألته في وجهه خموش أو خدوش أو كدوح". قيل يا رسول الله وما يغنيه؟ قال: "خمسون درهما أو قيمتها من الذهب". [1308]
• الأرْبَعَةُ
(1)
[د (1626) ت (650) س (5/ 97) في (1840)] فِيهَا عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
1788 -
وقال: "من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من النار". قالوا يا رسول الله وما يغنيه؟ قال: "قدر ما يغديه ويعشيه". [1309]
• أَبُو دَاوُدَ
(2)
[1629] عَنْ سَهْلِ بْنِ الحَنْظَلِيَّةِ.
وفي رواية: "شِبَعُ ليلةٍ ويومٍ".
• أَبو دَاوُدَ [1629]، عَنْهُ فِيهَا.
1789 -
وقال: "من سأل منكم وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا". [1310]
• أبُو دَاوُدَ
(3)
[1627] عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أسد فِيهَا.
1790 -
وقال: "إن المسألة لا تحل لغني ولا لذي مرة سوي إلا لذي فقر مدقع أو غرم مفظع ومن سأل الناس ليثري به ماله: كان خموشا في وجهه يوم القيامة
= قلت: وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (8/ 181 / 3386 - المؤسسة).
(1)
وإسناده صحيح.
(2)
وإسناده صحيح.
(3)
وكذا مالك في "المؤطإ"(2/ 999/ 11)؛ وإسناده صحيح؛ وجهالة الصحابي لا تضر.
ورضفا
(1)
يأكله من جهنم فمن شاء فليقل ومن شاء فليكثر". [1311]
• التِّرْمِذِيُّ
(2)
[653] عَنْ حُبْشِي بْنِ جُنَادَةَ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيح كَمَا تَقَدَّمَ.
1791 -
ويروى: "إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع". [1312]
• أَبُو دَاوُدَ [1641]، وَالتّرْمِذِيُّ [1218] فِيهَا عنْ أَنَسٍ، وَعِنْدَ ابْنِ مَاجَه [2198] بَعْضُهُ
(3)
.
1792 -
وقال: "من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته. ومن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى إما بموت عاجل أو غنى عاجل". [1313]
• أَبُو دَاوُدَ [1645] وَالترْمِذِيُّ
(4)
[2326] عَنِ ابن مَسْعُودٍ فِيهَا
(5)
.
الفصل الثالث:
1793 -
عن ابن الفراسي أن الفراسي قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أسأل يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا وإن كنت لابد فسل الصالحين". [1853]
• أبو داود (1646)، والنسائي
(6)
(5/ 95) عنه فيها".
(1)
الرضف: الحجارة المحماة.
(2)
وقال: "حديث غريب".
قلت: أي: ضعيف، وعلته: مجالد وهو ابن سعيد، وهو سيئ الحفظ.
(3)
وإسناده ضعيف؛ وهو مخرج في "الإرواء"(867).
(4)
وهو حديث حسن لطرقه؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(2787).
(5)
إنما رواه الترمذي في "الزهد"! (ع)
(6)
قلت: إسناده ضعيف؛ لأن ابن الفراسي هذا لا يُعرف، وكذلك الراوي عنه مسلم بن مخشي.
ومن طريقه: أخرجه البخاري في "التاريخ"(7/ 138 - 139/ 619)، والطبراني في "الكبير"(1/ 99/1).
1794 -
وعن ابن الساعدي قال: استعملني عمر على الصدقة فلما فرغت منها وأديتها إليه أمر لي بعمالة فقلت إنما عملت لله وأجري على الله فقال خذ ما أعطيت فإني قد عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعملني فقلت مثل قولك فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدق". [1854]
• أبو داود (1647) عنه فيه.
قلت: وأصله في الصحيح
(1)
[خ 7163 م 1045/ 112].
1795 -
وعن علي رضي الله عنه أنه سمع يوم عرفة رجلا يسأل الناس فقال: أفي هذا اليوم: وفي هذا المكان تسأل من غير الله؟ فخفقه
(2)
بالدرة. [1855]
• ذكره رزين.
1796 -
وعن عمر رضي الله عنه قال: تعلمن
(3)
أيها الناس أن الطمع فقر وأن الإياس غنى وأن المرء إذا يئس عن شيء استغنى عنه. [1856]
• ذكره رزين.
(1)
أي: في "صحيح مسلم"(3/ 98 - 99) بهذا السياق؛ فكان العزو إليه أولى!
(2)
خفقه؛ أي: ضربه.
والدِّرَّة: العصا التي يضرب بها.
(3)
في "المرقاة"، و"التعليق الصبيح":"تعلمون"؛ وهر خبر بمعنى الأمر.
1797 -
وعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا فأتكفل له بالجنة؟ " فقال ثوبان: أنا فكان لا يسأل أحدا شيئا. [1857]
• أبو داود (1643)، والنسائي
(1)
(5/ 96) عنه في الزكاة.
1798 -
وعن أبي ذر قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشترط علي: " أن لا تسأل الناس شيئا " قلت: نعم. قال: "ولا سوطك إن سقط منك حتى تنزل إليه فتأخذه". [1858]
• رواه أحمد
(2)
(5/ 181).
6 - باب الإنفاق وكراهية الإِمساك
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1799 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان لي مثل أحد ذهبا لسرني أن لا يمر علي ثلاث ليال وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدين". [1314]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، البخاري [7228]، في التَّوْحِيدِ، ومسلم [31/ 991] في الزَّكَاةِ.
1800 -
و قال: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أطع منفقا خلفا ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا". [1315]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ [خ (1442) م (57/ 1010)]، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،.
(1)
بإسناد صحيح.
(2)
وإسناده صحيح.
1801 -
وقال صلى الله عليه وسلم لأسماء: "أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي
(1)
فيوعي الله عليك ارضخي
(2)
ما استطعت". [1316]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1434) م (88/ 1029)]، عَنْ أَسْمَاءَ في الزَّكَاةِ [5/ 73].
1802 -
وقال: "قال الله تعالى: أنفق يا ابن آدم أنفق عليك". [1317]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، البخاري [5352]، في الرِّقَاقِ
(3)
، ومسلم [36/ 993]، في الزَّكَاةِ.
1803 -
وقال: "يا ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول". [1318]
• مُسْلِمٌ [97/ 1036] عَنْ أبِي أُمَامَةَ فِيهَا.
1804 -
وقال: "مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جنتان
(4)
من حديد قد اضطرت
(5)
أيديهما إلى ثديهما وتراقيهما فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه البخيل كلما هم بصدقة قلصت وأخذت كل حلقة بمكانها". [1319]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1443) م (75/ 1021)]، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيهَا.
1805 -
وقال: "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن
(1)
الإيعاء: حفظ الأمتعة بالوعاء، والمراد: أن لا تمنعي فضل الزاد عمن افتقر إليه.
(2)
أي: أعطي ولو شيئًا يسيرًا.
(3)
بل في (النفقات)! (ع)
(4)
أي: درعان.
(5)
أي: ضُمت وأُلصقت.
الشح أهلك من كان قبلكم: حملهم على أن يسفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم". [1320]
• مُسْلِم [56/ 2578] عَن جَابِرٍ.
1806 -
وقال: "تصدقوا فإنه يأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها يقول الرجل: لو جئت بها بالأمس لقبلتها فأما اليوم فلا حاجة لي بها". [1324]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1411) م (1011) عَنْ [حَارِثَةَ بْنِ]
(1)
وَهْبٍ في الزَّكَاةِ (5/ 77).
1807 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رجل: يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرا؟ قال: "أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم؛ قلت: لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان كذا ". [1322]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1419) م (92/ 1032)]، عَنْهُ فِيهَا (د [2865]، س [5/ 68]).
1808 -
عن أبي ذر قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو
جالس في ظل الكعبة فلما رآني قال: "هم الأخسرون ورب الكعبة" فقلت: فداك أبي وأمي من هم؟ قال: "هم الأكثرون أموالا إلا من قال: هكذا وهكذا وهكذا: من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله وقليل ما هم". [1323]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (6638) م (30/ 990)] عَنْهُ فيها (ت [617]، س [5/ 10]).
(1)
في الأصل: (حارية بنت)! وهو تحريف!
والصواب ما أثبتناه؛ فقد أورده المزي في "التحفة" من حديثه.
وعلى الصواب خرّجه الصدر المناوي في "كشف المناهج"(ق 186) - مجوَّدًا -؛ فوضع علامة الإهمال =
مِنَ "الحِسَانِ
":
1809 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار. والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار. ولجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل". [1324]
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[1961] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ في الأدَبِ.
1810 -
وقال: "لأن يتصدق المرء في حياته بدرهم خير له من أن يتصدق بمئة عند موته". يهدي صحيح. [1325]
• أَبُو دَاوُدَ [2866]، فِي العِتقِ، وَالتِّرْمِذِيُّ [] في الوَصَايَا، كِلاهُمَا عَنْ أبِي سَعِيدٍ بِمَعْنَاه، وَأَخْرَجَهُ
الدَّارِمِيُّ [3229]، بِلَفْظِهِ فِي حَدِيِثِهِ
(2)
(3)
.
1811 -
وقال: "مثل الذي يتصدق عند موته أو يعتق كالذي يهدي إذا شبع". [1326]
• التِّرمِذِيُّ
(4)
[2123]، عَنْ أبِي الدَّرْدَاءِ فِيهَا.
= تحت (الحاء)! (ع)
(1)
وإسناده ضعيف جدًّا، كما بينته في "الأحاديث الضعيفة"(153).
(2)
وإسناده ضعيف، وبيانه في "الضعيفة"(1321)، و"ضعيف أبي داود"(494).
(3)
هذا التخريج - والذي بعده - فيه نظر! والصواب أن يقال في الحديث.
[رواه أبو داود (2866) في (الوصايا) عن أبي سعيد].
الحديث الثاني: [رواه أبو داود (3968) في (العتق)، والترمذي (2123) في (الوصايا) بمعناه، والدارمي (3229) بلفظه: عن أبي الدرداء]! (ع)
(4)
وصححه!
1812 -
وقال: "خصلتان لا تجتمعان في مؤمن: البخل وسوء الخلق". [1327]
• التِّرْمِذِيُّ [1962] فِي البَرِّ وَالصِّلَةِ عَنْ أبِي سَعِيدٍ، وَقَالَ: غَرِيبٌ
(1)
تَفَرَّدَ بِهِ صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
1813 -
"لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا". [1328]
• النَّسَائِيُّ [6/ 14]، فِي الجِهَادِ عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ.
1814 -
وقال: "لا يدخل الجنة خب
(2)
ولا بخيل ولا منان". [1329]
• التِّرْمِذِيُّ
(3)
[1963] فِي البَرِّ وَالصِّلَةِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه،.
1815 -
و قال: "شر ما في الرجل شح هالع
(4)
وجبن خالع
(5)
". [1330]
• أَبُو دَاوُدَ
(6)
[2511] فِي الجِهَادِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،.
= قلت: وفيه نظر؛ لأن تابعيَّه - أبا حبيبة الطائي -؛ لم يروِ عنه غير أبي إسحاق السبيعي؛ ولم يوثقه غير ابن حبان؛ فهو في عداد المجهولين، ولذلك أوردت الحديث في "الضعيفة"(1322).
(1)
قلت: أي: ضعيف؛ وقد خرجته وبينت علته في "الضعيفة"(1119).
(2)
أي: خدَّاع يفسد بين الناس.
(3)
وقال: "حديث غريب".
قلت: وفيه نظر؛ لأن في سنده ضعيفين، كما هو مبين عندي في "مسند أبي بكر" من "أحاديث البيوع وآثاره":
(4)
أي: جازع يحمل على الحرص.
(5)
أي: شديد، كأنه يخلع قلبه من شدة خوفه.
(6)
وإسناده صحيح؛ كما هو مبين في "الصحيحة"(560).
الفصل الثالث:
1816 -
عن عائشة رضي الله عنها أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن للنبي صلى الله عليه وسلم أينا أسرع بك لحوقا؟ قال: " أطولكن يدا فأخذوا
(1)
قصبة يذرعونها فكانت سودة أطولهن يدا فعلمنا بعد أنما كانت طول يدها الصدقة وكانت أسرعنا لحوقا به زينب وكانت تحب الصدقة. قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أسرعكن لحوقا بين أطولكن يدا ". قالت: فكانت
(2)
يتطاولن أيتهن أطول يدا؟ قالت: فكانت أطولنا يدا زينب؛ لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق. [1875]
• متفق عليه [خ (1420) م (2452)] في الزكاة
(3)
عن عائشة رضي الله عنها.
1817 -
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال رجل: لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على سارق فقال اللهم لك الحمد على سارق؟ لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يدي زانية فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية فقال اللهم لك الحمد على زانية؟ لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يدي غني فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على غني فقال اللهم لك الحمد على سارق وزانية وغني؟ فأُتي فقيل له أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها وأما الغني فلعله يعتبر فينفق مما أعطاه الله". [1876]
(1)
التذكير هنا للتعظيم، كما في قوله - تعالى -:{وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} .
(2)
أي: جماعة النساء من أمهات المؤمنين.
(3)
بل رواه مسلم في (فضائل الصحابة)! (ع)
• متفق عليه [خ (1421) م (1022)] فيها عن أبي هريرة.
1818 -
وعنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة
(1)
من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته فقال له يا عبد الله ما اسمك قال: فلان الاسم الذي سمع في السحابة فقال له: يا عبد الله لم تسأَلُني عنِ اسمي؟ فقال: إنِّي سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق حديقة فلان لاسمك فما تصنع فيها قال أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثا وأرد فيها ثلثه". [1877]
• مسلم (2984) في البر والصلة عن أبي هريرة.
1819 -
وعنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى فأراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص فقال أي شيء أحب إليك؟ قال لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس " قال: " فمسحه فذهب عنه قذره وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا قال فأي المال أحب إليك قال الإبل - أو قال البقر شك إسحق - إلا أن الأبرص أو الأقرع قال أحدهما الإبل وقال الآخر البقر قال فأعطي ناقة عشراء فقال بارك الله لك فيها " قال: " فأتى الأقرع فقال أي شيء أحب إليك قال شعر حسن ويذهب عني هذا الذي قد قذرني الناس". قال: " فمسحه فذهب عنه وأعطي
(1)
بسكون الراء: مسيل الماء؛ أي: السهل من الأرض. اهـ "مرقاة".
شعرا حسنا قال فأي المال أحب إليك قال البقر فأعطي بقرة حاملا قال: "بارك الله لك فيها" قال: " فأتى الأعمى فقال أي شيء أحب إليك قال أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس ". قال: " فمسحه فرد الله إليه بصره قال فأي المال أحب إليك قال الغنم فأعطي شاة والدا فأنتج هذان
(1)
وولد هذا
(2)
قال فكان لهذا واد من الإبل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم ". قال: " ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ به في سفري فقال الحقوق كثيرة فقال إنه كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله مالا فقال إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ". قال: " وأتى الأقرع في صورته فقال له مثل ما قال لهذا ورد عليه مثل ما رد على هذا فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ". قال: " وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري فقال قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم شيئا أخذته لله فقال أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك". [1878]
• متفق عليه عن ابن عمر: البخاري (3464) في أحاديث الأنبياء - صلوات الله عليهم -، ومسلم (2961) في الأدب.
(1)
أي: الناقة والبقرة.
(2)
أي: الغنم.
1820 -
وعن أم بجيد قالت: قلت يا رسول الله إن المسكين ليقف على بابي حتى أستحيي فلا أجد في بيتي ما أدفع في يده؟. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادفعي في يده ولو ظلفا محرقا". [1879]
• أحمد (6/ 382 - 383) وأبو داود (1667) والترمذي
(1)
(665) عنها.
قلت: قد ذكره في الأصل - كما سيأتي قريبًا -.
1821 -
وعن مولى لعثمان رضي الله عنه قال: أهدي لأم سلمة بضعة من لحم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه اللحم فقالت للخادم: ضعيه في البيت لعل النبي صلى الله عليه وسلم يأكله فوضعته في كوة البيت. وجاء سائل فقام على الباب فقال: تصدقوا بارك الله فيكم. فقالوا: بارك الله فيك. فذهب السائل فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا أم سلمة هل عندكم شيء أطعمه؟ ". فقالت: نعم. قالت للخادم: اذهبي فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك اللحم. فذهبت فلم تجد في الكوة إلا قطعة مروة
(2)
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " فإن ذلك اللحم عاد مروة لما لم تعطوه السائل". [1880]
• البيهقي
(3)
في "الدلائل"[6/ 300]، عنه.
(1)
وصححه.
قلت: وهو كما قال؛ وصححه - أيضًا - ابن حبان (824)، والحاكم (1/ 417) - ووافقه الذهبي -.
وفي رواية للنسائي (1/ 357 - 358)، وأحمد (4/ 70)، و (6/ 383) عنها - مرفوعًا - بلفظ:"ردّوا السائل ولو بظلف محرَّق"، وسيأتي في الكتاب (1942).
وفي لفظ لأحمد: "ضعوا في يد المسكين
…
".
(2)
المروة: الحجارة.
(3)
إسناده ضعيف؛ لجهالة مولى عثمان؛ على غرابةٍ في متنه! والله أعلم.
1822 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بشر الناس منزلا؟ قيل: نعم قال: الذي يسأل بالله ولا يعطي به". [1881]
• أحمد
(1)
(1/ 319) عنه.
1823 -
وعن أبي ذر أنه استأذن على عثمان فأذن له وبيده عصاه فقال عثمان: يا كعب إن عبد الرحمن توفي وترك مالا فما ترى فيه؟ فقال: إن كان يصل فيه حق الله فلا بأس عليه. فرفع أبو ذر عصاه فضرب كعبا وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما أحب لو أن لي هذا الجبل ذهبا أنفقه ويتقبل مني أذر خلفي منه ست أواقي". أنشدك بالله يا عثمان أسمعته؟ ثلاث مرات. قال: نعم. [1882]
• أخرجهُ أحمد
(2)
(1/ 63).
وأصلهُ في "الصحيح".
1824 -
وعن عقبة بن الحارث قال: صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة العصر فسلم ثم قام مسرعا فتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه ففزع
(1)
بإسناد صحيح.
ورواه النسائي - أيضًا -، والترمذي - وحسنه -، وابن حبان - وصححه -.
وإنما لم يصححه الترمذي؛ لأن في سنده ابن لهيعة! ولكنه - عند الآخرين - من غير طريقه؛ كما ذكرته في "التعليق الرغيب" الجهاد؛ ويأتي الحديث - بتمامه - (1941).
(2)
وكذا الترمذي، والنسائي.
وإسناده صحيح، وسيأتي معزوًا إليهما بأتم مما هنا - بعد -.
الناس من سرعته فخرج عليهم فرأى أنهم قد عجبوا من سرعته قال: " ذكرت شيئا من تبر عندنا فكرهت أن يحبسني فأمرت بقسمته". [1883]
• البخاري (851) في الصلاة عنه.
1825 -
وعن عائشة رضي الله عنها أتها قالت: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندي في مرضه ستة دنانير أو سبعة فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أفرقها فشغلني وجع نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم سألني عنها: " ما فعلت الستة أو السبعة؟ " قلت: لا والله لقد كان شغلني وجعك فدعا بها ثم وضعها في كفه فقال: "ما ظن نبي الله لو لقي الله عز وجل وهذه عنده؟ ". [1884]
• أحمد
(1)
(6/ 104) عَنْهَا.
1826 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صبرة من تمر فقال: " ما هذا يا بلال؟ " قال: شيء ادخرته لغد. فقال: " أما تخشى أن ترى له غدا بخارا في نار جهنم يوم القيامة أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا "[1885]
• البيهقي
(2)
(1345) في "الشعب" عن أبي هريرة.
1827 -
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السخاء شجرة في
(1)
بسند ضعيف؛ فيه موسى بن جبير، قال ابن القطان:"لا يعرف حاله".
ثم تبين لي أنه حسن الحديث؛ وعليه فقد خرجت حديثه - مصححًا - في "الصحيحة"(1014)؛ لما له من الشواهد.
(2)
حديث صحيح لطريقه وهو مخرج في "الترغيب"(2/ 40)، و"الصحيحة"(2661).
الجنة فمن كان سخيا أخذ بغصن منها فلم يتركه الغصن حتى يدخله الجنة. والشح شجرة في النار فمن كان شحيحا أخذ بغصن منها فلم يتركه الغصن حتى يدخله النار ". [1886]
• البيهقي (10877) في "الشعب" عنه.
1828 -
وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بادروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها". [1887]
• ذكره رزين
(1)
.
7 - باب فضل الصدقة
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1829 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه
(2)
حتى تكون مثل الجبل" [1331]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ [خ (1410) م (63/ 1014)] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ في الزَّكَاةِ.
(1)
ورواه الطبراني في "الأوسط"(1/ 92/ 2 - زوائده)، وإسناده ضعيف جدًّا؛ فيه عيسى بن عبد الله العلوي، قال الدارقطني:"متروك الحديث".
ورواه ابن عدي في "الكامل"(153/ 2) عن أنس؛ وفيه كذاب.
ورواه السِّلفي في "جزء أحاديث وحكايات" وفيه بشر بن عبيد، وهو متهم.
ورواه الخطيب (9/ 340) - أيضًا -؛ وفيه كذاب آخر.
(2)
أي: مُهره.
1830 -
وقال: "ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله". [1332]
• مُسْلِم [69/ 2558] فِي الأدَبِ، وَالتِّرْمِذِيُّ [1673]، فِي البَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
1831 -
وقال: "من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة وللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان". فقال أبو بكر: ما علي من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: "نعم وأرجو أن تكون منهم". [1333]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، البخاري [3666]، فِي فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، ومسلم [85/ 1027]، فِي الزَّكَاةِ.
1832 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أصبح منكم اليوم صائما؟ " قال أبو بكر: أنا قال: " فن تبع منكم اليوم جنازة؟ " قال أبو بكر: أنا. قال: " فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ " قال أبو بكر: أنا. قال: " فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ ". قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة". [1334]
• مُسْلِم [87/ 1028] فِي الزَّكَاةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
1833 -
وقال "اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم تجد فبكلمة طيبة". [1335]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْه، البخاري [6539]، فِي الرِّقَاقِ، ومسلم [66/ 1016]، فِي الزَّكَاةِ.
1834 -
وقال: "يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن
(1)
شاة". [1336]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ عَنْه، البخاري [2566] فِي الهِبَةِ، ومسلم [90/ 1030] فِي الزَّكَاةِ.
1835 -
وقال: "كل معروف صدقة". [1337]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ، البخاري [6021] فِي الأدَبِ عَنْ جَابِرٍ، ومسلم [52/ 1005] فِي الزَّكَاةِ عَنْ حُذَيْفَةَ (د [4947]).
1836 -
وقال: "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق". [1338]
• مُسْلِمٌ [144/ 2626]، وَالتِّرْمِذِيُّ [1833] عَنْ أبِي ذَرٍّ، مسلم فِي الأَدَبِ، والترمذي فِي الأطْعِمَةِ.
1837 -
وقال: "على كل مسلم صدقة". قالوا: فإن لم يجد؟ قال: " فليعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق". قالوا: فإن لم يستطع؟ أو لم يفعل؟ قال: "فيعين ذا الحاجة الملهوف". قالوا: فإن لم يفعله؟ قال: "فيأمر بالخير". قالوا: فإن لم يفعل؟ قال: "فيمسك عن الشر فإنه له صدقة"[1339]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ [خ (1445) م (55/ 1008)] عَنْ أَبِي مُوسَى فِي الزَّكَاةِ (س [5/ 64]).
1838 -
وقال: "كل سلامي من الناس عليه صدقة: كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة ويميط الأذى عن الطريق صدقة". [1340]
(1)
فرسن الشاة: لحم بين ظلفي الشاة، وأريد به المبالغة؛ أي: ولو شيئًا يسيرًا.
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، البخاري [2989] فِي الجِهَادِ، ومسلم [56/ 1009] فِي الزَّكَاةِ.
1839 -
وقال: "خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله عز وجل وعزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار". [1341]
• مُسْلِمٌ [54/ 1007] فِي الزَّكَاةِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها.
1840 -
وقال: "إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة" قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: " أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر". [1342]
• مُسْلِمٌ [53/ 1006] عَنْ أَبِي ذَرٍّ فِيهَا.
1841 -
وقال: "نعم الصدقة اللقحة
(1)
الصفي منحة
(2)
والشاة الصفي
(3)
منحة تغدو بإناء
(4)
وتروح بآخر". [1343]
(1)
اللقحة: بكسر اللام - ويجوز فتحها -؛ أي: الناقة ذات اللبن القريبة النتاج. اهـ "مرقاة".
(2)
منحة: بكسر الميم؛ أي: عطية - بالنصب على التمييز، وقيل: على الحال.
(3)
والمنح: إعطاء ذات لبن فقيرًا ليشرب لبنها ثم يردها على صاحبها إذا ذهب درّها. اهـ "مرقاة". والصفي: الغزيرة اللبن.
(4)
أي: يحلب من لبنها ملء إناء وقت الغدوة، وملء إناء آخر وقت الرواح - وهو المساء -. اهـ "مرقاة".
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، البخاري [5608] فِي الأشْربَةِ، ومسلم [74/ 1020] فِي الزَّكَاةِ.
1842 -
وقال: "ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة إلا كانت له صدقة". [1344]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَنَسٍ، البخاري [6012] فِي المُزَارَعَةِ، ومسلم [12/ 1553] فِي البُيُوعِ.
ويروى: "ما سُرِقَ منه له صدقةٌ".
• مُسْلِمٌ [7/ 1552] عَنْ جَابِرٍ فِيهَا.
1843 -
وقال: "غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي
(1)
يلهث كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغفر لها بذلك". قيل: إن لنا في البهائم أجرا؟ قال: "في كل ذات كبد رطبة أجر". [1345]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، البخاري [3321] فِي بِدْءِ الخَلْقِ، ومسلم [154/ 2245] فِي الحَيَوَانِ.
1844 -
وقال: "عذبت امرأة في هرة أمسكتها حتى ماتت من الجوع فلم تكن تطعمها ولا ترسلها فتأكل من خشاش
(2)
الأرض". [1346]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، البخاري [3318]، ومسلم [151/ 2242] فِي الحَيَوَانِ.
1845 -
وقال: "مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال: لأنحين هذا عن طريق المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة". [1347]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْه، البخاري [652] فِي الصَّلاةِ، ومسلم [127/ 1914] فِي البِرِّ وَالصِّلَةِ.
(1)
قال في "اللسان": "الركي جنس المركيَّة، وهي البئر، وجمعه رِكىً وركايا".
(2)
أي: هوامها وحشراتها.
1846 -
وقال: "لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس". [1348]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْه، البخاري [2472] فِي المَظَالِمِ، ومسلم [129/ 1914] فِي البِرِّ وَالصِّلَةِ.
1847 -
وعن أبي برزة قال: قلت: يا نبي الله علمني شيئا أنتفع به قال: "اعزل الأذى عن طريق المسلمين". [1349]
• مُسْلِمٌ [131/ 2618] عَنْهُ فِي البِرِّ وَالصِّلَةِ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1848 -
قال عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة جئت فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب. فكان أول ما قال: "أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام". [1350]
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[2485] فِي الزُّهْدِ، وَابْنُ مَاجَه [1334] فِي الأطْعِمَةِ عَنْهُ.
1849 -
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعبدوا الرحمن وأطعموا الطعام وأفشوا السلام تدخلوا الجنة بسلام". [1351]
• التِّرْمِذِىُّ
(2)
[1855]، وَابْنُ مَاجَه [3694] فِي البِرِّ عَنْهُ.
(1)
وقال:"حسن صحيح".
قلت: وإسناده صحيح على شرط الشيخين، كما بينته فِي "الصحيحة"(569).
(2)
وقال: "حسن صحيح"؛ وهو كما قال؛ على ما بيناه فِي "الصحيحة"(571).
غير أن ابن ماجه ليس عنده إلا الفقرة الأولى والثالثة من الحديث.
1850 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء". [1352]
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[664] فِي الزَّكَاةِ عَنْ أنَسٍ.
1851 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:: "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار". [1353]
• التِّرْمِذِيُّ [2616] فِيهَا
(2)
عَنْ مُعَاذٍ.
1852 -
وقال: "كل معروف صدقة وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك". [1354]
• التِّرْمِذِيُّ
(3)
[1970] فِيهَا
(4)
عَنْ جَابِرٍ.
1853 -
وقال: "تبسمك في وجه أخيك صدقة وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة ونصرك الرجل الرديء البصر لك صدقة وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة".
[غريب 1355]
(1)
بإسناد ضعيف؛ وهو مخرج فِي "الإرواء"(885).
لكن الشطر الأول منه صحيح بطرقه؛ ولذا فقد خرجته فِي "الصحيحة"(1908).
(2)
بل فِي (الإيمان)! (ع)
(3)
انظر "الترغيب"(3/ 57).
(4)
بل فِي (البر والصلة)(ع).
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[1956] فِي البِرِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ.
1854 -
عن سعد بن عبادة أنه قال: يا رسول الله إن أم سعد ماتت فأي الصدقة أفضل؟ قال: "الماء". فحفر بئرا وقال: هذه لأم سعد. [1356]
• أَبُو دَاوُدَ [1681]، وَالنَّسَائِيُّ [6/ 254] عَنْهُ فِيهَا
(2)
، وَفِيهِ مَجْهُولٌ
(3)
.
1855 -
وقال: "أيما مسلم كسا مسلما ثوبا على عري كساه الله من خضر الجنة وأيما مسلم أطعم مسلما على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة. وأيما مسلم سقا مسلما على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم". [1357]
• أَبُو دَاوُدَ
(4)
[1682]، فِيهَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
1856 -
وقال: "إن في المال لحقا سوى الزكاة " ثم تلا: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب
…
} الآية. [1358]
• التِّرْمِذِيُّ
(5)
[659 - 660] عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، وَفِيهِ أَبُو حَمْزَةَ مَيْمُونٌ الأَعْوَر، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَقَدْ
(1)
وقال: "حسن غريب"؛ وهو كما قال؛ فإن له طريقًا أخرى عن أبي ذر بنحوه؛ وقد أودعته فِي "الصحيحة"(575)، وخرجت قبله الطريق الأولى (572).
(2)
بل أخرجه النسائي فِي (الوصايا)! (ع)
(3)
إسناده ضعيف.
(4)
والترمذي؛ وقال: "حديث غريب"؛ أي: ضعيف.
وعلته: عطية العوفي، وهو معروف بالضعف والتدليس.
ومن طريقه: رواه أحمد أيضًا (3/ 13).
ورُوي عنه موقوفًا.
وقال ابن أبي حاتم (2/ 171) عن أبيه: "الصحيح موقوف، الحفاظ لا يرفعونه".
(5)
وقال: "هذا حديث إسناده ليس بذاك، وأبو حمزة ميمون الأعور يضعف، وروى بيان وإسماعيل بن سالم، عن الشعبي هذا الحديث
…
قوله. وهذا أصح".
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَه [1789]، مِنْ هَذَا الوَجْهِ بِلَفْظِ:"لَيسَ فِي الَمالِ حَقٌ سِوَى الزَّكَاةِ" وَالجَمْعُ بَينَهُمَا مَعَ الاضْطِرَابِ صَعْبٌ
(1)
.
1857 -
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: "الماء
(2)
". قال: يا نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: "الملح". [1359]
• أبو دَاوُدَ
(3)
[1669، 3476] فِي الزَّكَاةِ وَالبُيُوع عَنْ بُهَيْسَةَ، عَنْ أَبِيهَا.
1858 -
وقال: "من أحيى أرضا ميتة فله فيها أجر وما أكلت العافية
(4)
منه فهو له صدقة". [1360]
• النَّسَائِيُّ
(5)
[الكبرى 5757] فِي إِحْيَاءِ الَمَوَاتِ عَنْ جَابِرٍ.
(1)
قلت: بالإضافة إلى العلل الأخرى.
(2)
عند عدم احتياج صاحبه إليه.
(3)
إسناده ضعيف.
(4)
العافي: الوارد، وكل طالب رزق أو خير: من إنسان، أو بهيمة، أو طائر؛ من عفوته؛ أي: أتيته أطلب معروف.
والعافية: الجماعة.
وضمير (منه): لحاصل الأرض وريعها. اهـ. "مرقاة".
(5)
قلت: ورواه أحمد وغيره بأسانيد بعضها صحيح.
لكن اختلف الرواة فِي حرف من الشطر الأول من الحديث، فبعضهم قال:"فله فيها أجر" - كما هنا -، وبعضهم قال:"فهي له"، ولم يتبين لي الراجح منهما حتى الآن، وانظر "الصحيحة"(568).
1859 -
وقال: "من منح منحة لبن أو روق أو هدى زقاقا
(1)
أو سقى لبنا؛ كان له كعدل رقبة أو نسمة". [1361]
• التِّرمِذِيُّ [1957]، فِي البِرِّ عَنِ البَرَاءِ وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ
(2)
.
وفي رواية: "كان له مثل عتق رقبة".
• التِّرْمِذِيُّ [] عَنْهُ.
1860 -
عن أبي تيمية الهجمي، عن أبي جري جابر بن سليم قال: رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه؟ قلت من هذا؟ قالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: عليك السلام يا رسول الله مرتين قال: "لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الميت قل السلام عليك" قال: قلت: السلام عليك، قال: قلت: أنت رسول الله؟ قال: "أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته
(3)
كشفه عنك وإن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك وإذا كنت بأرض قفرا أو فلاة فضلت راحلتك فدعوته ردها عليك". قلت: اعهد إلي. قال: "لا تسبن أحدا " قال فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا بعيرا ولا شاة. قال: " ولا تحقرن شيئا من المعروف وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف وارفع إزارك إلى نصف الساق فإن أبيت فإلى الكعبين وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه فإنما وبال ذلك عليه ".
(1)
أي: طريقًا، والمراد؛ أي: عرّف ضالًا طريقًا.
(2)
وإسناده صحيح.
(3)
الضمير فِي: "دعوته" يعود على "الله" من قوله: "أنا رسول الله".
وفي رواية: "فيكون لك أجر ذلك ووباله عليه". [1362]
• أبُو دَاوُدَ
(1)
[4084] بِتَمَامِهِ فِي اللِّبَاسِ، وَالتِّرْمِذِيُّ [2721 - 2722]، فِي الاسْتِئْذَانِ، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 9691] فِي الزينةِ، كِلاهُمَا بِاخْتِصَارٍ.
1861 -
عن عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما بقي منها؟ " قالت: ما بقي إلا كتفها قال: " بقي كلها غير كتفها". [1363]
صحيح.
1862 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مسلم كسا مسلما ثوبا إلا كان في حفظ من الله مادام عليه منه خرقة". [1364]
• التِّرْمِذِيُّ
(2)
[2484] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الرِّقَاقِ.
1863 -
عن عبد الله بن مسعود -يرفعه- قال: "ثلاثة يحبهم الله: رجل قام من الليل يتلوا كتاب الله ورجل يتصدق بصدقة بيمينه يخفيها أراه قال: من شماله ورجل كان في سرية فانهزم أصحابه فاستقبل العدو".
غريب. [1365]
• التِّرْمِذِيُّ
(3)
[2567] فِي صِفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَقَالَ: غَيرُ مَحْفوظٍ
(4)
.
(1)
وإسناده صحيح.
(2)
بإسناد ضعيف؛ فيه خالد بن طحان أبو العلاء، ضعفه ابن معين، وقال: خلط قبل موته بعشر سنين.
ومع ذلك؛ فالترمذي قال: "حسن غريب من هذا الوجه"! وأخرجه الحاكم (4/ 196) من هذا الوجه، وقال:"صحيح الإسناد"! ورده الذهبي بقوله: "قلت: خالد ضعيف".
(3)
رمز له فِي الأصل برمز النسائي؛ وما نراه إلا وهمًا! والصوابُ: أنه أخرجه الحديث الذي بعده! (ع)
(4)
وتمام كلامه: "والصحيح ما روى شعبة وغيره، عن منصور، عن ربعي بن خراش، عن زيد بن ظبيان، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني: الحديث الذي بعده، وهذا رواه أبو بكر، عن الأعمش، عن منصور، عن ربعي، عن ابن مسعود، فخالف فِي إسناده، ولذلك حكم الترمذي على الحديث بأنه محفوظ، وهو الظاهر؛ لأن أبا بكر فِي حفظه ضعف، فلا يعتد بخالفته، ومن طريقه أخرجه الطبراني (3/ 80/ 1)، ومع ذلك ففي الطريق المحفوظ وهن كما يأتي.
1864 -
عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله فأما الذين يحبهم الله فرجل أتى قوما فسألهم بالله ولم يسألهم لقرابة بينه وبينهم فمنعوه فتخلف رجل بأعيانهم فأعطاه سرا لا يعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به فوضعوا رءوسهم فقام أحدهم يتملقني
(1)
ويتلو آياتي ورجل كان في سرية فلقي العدو فهزموا فأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح له.
وأما والثلاثة الذين يبغضهم الله الشيخ الزاني والفقير المختال والغني الظلوم". [1366]
• التِّرْمِذِيُّ [2568]، فِي صِفَةِ الجَنَّةِ، وَالنَّسَائِي [5/ 84] فِي الزَّكَاةِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَقَالَ الترمذى: صَحِيحٌ
(2)
".
(1)
دل الحديث على أنه من كلامه صلى الله عليه وسلم، والعبارة هذه تدل على أنه من كلامه - تعالى -:"يتملقني"!
(2)
إسناده ضعيف؛ فيه! زيد بن ظبيان، قال الذهبي:"ما روى عنه سوى ربعي بن حراش".
يشير بذلك إلى أنه مجهول، ومع هذا فالترمذي قال عقبه:"حديث صحيح"! وصححه ابن حبان (1602)، والحاكم (2/ 113)! وراجع التعليق على الحديث السابق. =
1865 -
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الجبال فقال بها عليها
(1)
فاستقرت فعجبت الملائكة من شدة الجبال فقالوا يا رب هل من خلقك شيء أشد من الجبال؟ قال نعم الحديد قالوا يا رب هل من خلقك شيء أشد من الحديد قال نعم النار فقالوا يا رب هل من خلقك شيء أشد من النار قال نعم الماء قالوا يا رب هل من خلقك شيء أشد من الماء قال نعم الريح فقالوا يا رب هل من خلقك شيء أشد من الريح قال نعم ابن آدم تصدق بصدقة بيمينه يخفيها من شماله".
غريب [1367]
• التِّرْمِذِيُّ [3369] عَنْ أنَسٍ، وَقَالَ: غَرِيبٌ
(2)
، وَسُلَيْمَان رَاوِيهِ عَنْ أنَسٍ مَجْهُولٌ.
الفصل الثالث:
1866 -
عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من عبد مسلم ينفق من كل مال له زوجين في سبيل الله إلا استقبلته حجبة الجنة كلهم يدعوه إلى ما عنده". قلت: وكيف ذلك؟ قال: "إن كانت إبلا فبعيرين وإن كانت بقرة فبقرتين". [1924]
= وقد وجدت له متابعًا قويًّا: يرويه يزيد أبو العلاء، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبي ذر
…
به أتم منه: أخرجه ابن المبارك فِي "الزهد"(1212)، وابن أبي شيبة فِي "المصنف"(7/ 147 - 148)، وابن نصر فِي "قيام الليل"(80)، والطحاوي فِي "مشكل الآثار"(4/ 23 - 24)؛ وأحمد أيضًا (5/ 176)، والحاكم (2/ 88 - 189)، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي؛ وسنده صحيح.
(1)
أي: ضرب بالجبال على الأرض حتى استقرت.
(2)
أي: ضعيف، وعلته: أن فيه سليمان بن أبي سليمان، قال الذهبي:"لا يكاد يُعرف".
• النسائي
(1)
(6/ 49) في الزكاة
(2)
عنه.
1867 -
وعن مرثد بن عبد الله قال: حدثني بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن ظل المؤمن يوم القيامة صدقته ". [1925]
• أحمد
(3)
(4/ 233) من رواية أبي الخير: حدثني بعض الصحابة.
1868 -
وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من وسع على عياله في النفقة يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته".
قال سفيان: إنا قد جربناه فوجدناه كذلك. [1926]
• ذكره رزين.
قلت: أخرجه الطبراني [10/ 77] والدارقطني فِي "الأفراد"
(4)
.
1869 -
وروى البيهقي في شعب الإيمان عنه وعن أبي هريرة وأبي سعيد وجابر وضعفه. [1927]
• ورواه البيهقي فِي "الشُّعبِ"[3792، 3794، 3795، 3791] عنه، وعن أبي سعيد، وأبي هريرة،
(1)
ورجاله ثقات؛ إلا أن فيه عنعنة الحسن البصري، وكذلك رواه الحاكم وغيره، وصححه!
لكن صرح بالتحديث فِي روايتين لأحمد عنه؛ فصح الحديث، والحمد لله؛ وراجع "الصحيحة"(567)، و (2260)، و (2879).
(2)
بل فِي (الجهاد)! (ع)
(3)
وإسناده صحيح؛ وهو مخرج فِي "مشكلة الفقر"(رقم: 118).
(4)
لم نره - بعد بحث - في "أطراف الغرائب" لابن طاهر المقدسي - بتحقيق محمود ونصار، والسيد يوسف! مع التنبيه على أنها نسخة سقيمة كثيرة التحريف والتصحيف!! (ع)
وجابر؛ وضعَّفَها
(1)
.
1870 -
وعن أبي أمامة قال: قال أبو ذر: يا نبي الله أرأيت الصدقة ماذا هي؟ قال: "أضعاف مضاعفة وعند الله المزيد". [1928]
• أحمد
(2)
(5/ 178) عنه.
8 - باب أفضل الصدقة
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1871 -
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى وأبدأ بمن تعول ". [1368]
• البُخَارِيُّ [1426/ 1427]، وَالنَّسَائِيُّ [5/ 62] فِي الزَّكَاةِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، وَأخْرَجَ مُسْلِمٌ [95/ 1034] عَنْهُ آخِرَهُ.
1872 -
وقال: "إذا أنفق المسلم نفقة على أهله وهو يحتسبها كانت له صدقة". [1369]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أبي مَسْعُودٍ: البخاري [55] فِي الإِيمَانِ، ومسلم [48/ 1002] فِي الزَّكَاةِ.
(1)
هو حديث ضعيف من جميع طرقه، وحكم عليه شيخ الإِسلام ابن تيمية بالوضع، فما أبعد، والشريعة لا تثبت بالتجربة؛ إن ثبت ذلك عن سفيان!
(2)
فِي "المسند"(5/ 265)؛ وهو قطعة من حديث طويل؛ فيه علي بن يزيد - وهو الألهاني؛ وهو ضعيف -، وعنه معان بن رفاعة - وهو لين الحديث -.
ورواه أحمد - أيضًا - (5/ 178) من طريق أخرى عن أبي ذر نفسه؛ ولكنه ضعيف أيضًا؛ فقد يرقى الحديث إلى رتبة الحسن بمجموع الطريقين؛ والحديث مخرج فِي "الإرواء"(897).
1873 -
وقال: "دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك". [1370]
• مُسْلِمٌ [39/ 995] فِي الزَّكَاةِ عَنْ أَبَي هريرة رضي الله عنه،.
1874 -
وقال: "أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله". [1371]
• مُسْلِمٌ
(1)
[38/ 994] عَنْ ثَوْبَانَ فِيهَا.
1875 -
وقالت أم سلمة: يا رسول الله ألي أجر أن أنفق على بني أبي سلمة؛ إنما هم بني فقال: "أنفقي عليهم فلك أجر ما أنفقت عليهم". [1372]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ [خ (1467) م (47/ 1001)]، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أبي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّهَا فِي الزَّكَاةِ.
1876 -
وعن زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت: انطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم: فوجدت امرأة من الأنصار على الباب حاجتها مثل حاجتي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة. فخرج علينا بلال فقلنا له ائت رسول الله فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك أتجزئ الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما؟ ولا تخبره من نحن. قالت فدخل فسأله فقال: "من هما ". قال: زينب، قال:"أي الزيانب؟ ". قال امرأة عبد الله فقال: "نعم؛ لهما أجران أجر القرابة وأجر الصدقة". [1373]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1466) م (45/ 100)] فِي الزَّكَاةِ عَنْهَا (ت [636]، س [5/ 92]، ق [1834])
(1)
.
(1)
وكذا البخاري فِي "الأدب المفرد"(751)، وأحمد (2/ 473)، والبيهقي (7/ 467).
1877 -
وقالت ميمونة بنت الحارث: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أعتقت وليدتي؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو إنك أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك". [1374]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْهَا، البخاري [2592] فِي الهِبَةِ، ومسلم [44/ 999]، فِي الزَّكَاةِ.
1878 -
وقالت عائشة: يا رسول الله إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال: " إلى أقربهما منك بابا". [1375]
• البُخَارِيُّ [2595] عَنْهَا فِي الهِبَةِ، وَفِي غَيْرِهَا.
1879 -
وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك". [1376]
• مُسْلِمٌ [142/ 2625] فِي البِرِّ وَالصِّلَةِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1880 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يا رسول الله أي الصدقة أفضل؟ قال: "جهد المقل وابدأ بمن تعول". [1377]
• أبو دَاوُدَ
(1)
[1677] فِي الزَّكَاةِ عَنْ أبِي هُرَيْرَة.
قُلْتُ: وَأَصلُهُ فِي الصَّحِيحِ كَمَا تَقَدَّمَ.
1881 -
وقال: "الصدقة على المسكين صدقة وهي على ذي الرحم ثنتان: صدقة وصلة". [1387]
• التِّرْمِذِيُّ [658]، وَالنَّسَائِيُّ [5/ 92]، وَابْنُ مَاجَه
(2)
[1844]، كُلُّهُمْ فِي الزَّكَاةِ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ
(1)
وإسناده صحيح؛ وهو مخرج فِي "الإرواء"(834، 897)، و"التعليق الرغيب"(2/ 28)؛ وخرجت له شاهدًا عزيزًا - من حديث جابر - بإسناد جيد فِي "الصحيحة"(566).
(2)
وإسناده صحيح، أو حسن لغيره؛ انظر "الإرواء"(883).
عَامِرٍ.
1882 -
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عندي دينار فقال: " أنفقه على نفسك " قال: عندي آخر قال: " أنفقه على ولدك " قال: عندي آخر قال: " أنفقه على أهلك " قال: عندي آخر قال: "أنفقه على خادمك ". قال: عندي آخر قال: " أنت أعلم". [1379]
• أبُو دَاوُدَ [1691]، وَالنَّسَائِيُّ
(1)
[5/ 62] عَنْهُ فِي الزَّكَاةِ.
قُلتُ: وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ كَمَا تَقَدَّمَ.
1883 -
عن أبن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أخبركم بخير الناس؟ رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله. ألا أخبركم بالذي يتلوه؟ رجل معتزل في غنيمة
(2)
له يؤدي حق الله تعالى فيها. ألا أخبركم بشر الناس رجل يسأل بالله ولا يعطي به". [1380]
• التّرْمِذِى
(3)
[1652] فِي الجِهَادِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
1884 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تردوا السائل ولو بظلف محرق". [1381]
(1)
وإسناده حسن كما بينته فِي "الإرواء"(895).
(2)
غنيمة: تصغير غنيم، بمعنى: قطيع من الغنم.
(3)
وإسناد صحيح، كما تقدم بيانه تحت (رقم: 1881)، وأخرجه الضياء فِي "المختارة"(63/ 18/ 1).
• أبُو دَاوُدَ [1667]، وَالتِّرْمِذِيُّ [665]، وَالنسَائِي [5/ 81] في الزكاةِ عَنْ أمِّ بُجَيدٍ، وَقَالَ الترمذي: "حَسَنٌ صَحِيحٌ
(1)
".
1885 -
وقال: "من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سأل بالله فأعطوه ومن دعاكم فأجيبوه ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أن قد كافأتموه". [1382]
• أَبُو دَاوُدَ [1672] فِي الأدَبِ، وَالنَّسَائِيُّ
(2)
[5/ 82] فِي الزَّكَاةِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
1886 -
وقال: "لا يسأل بوجه الله إلا الجنة". [1383]
• أَبُو دَاوُد
(3)
[1671] فِي الأدَبِ
(4)
عَنْ جَابِرٍ.
(1)
وقد مضى (برقم: 1879)، وأنه صحيح.
وله شاهد من حديث جابر - مرفوعًا - بلفظ: "إذا أتاكم السائل؛ فضعوا فِي يده ولو ظلفًا محرقًا": رواه ابن عدي.
(2)
وإسناده صحيح.
(3)
وإسناده ضعيف.
وفي الاستدلال بهذا الحديث على عدم الجواز نظر من وجوه:
الأول: أنه ضعيف لا يصح إسناده؛ فإن فيه سليمان بن قرم بن معاذ، وقد تفرد به، كما قال ابن عدي فِي "الكامل"(ق 155/ 1)، ثم الذهبي، وهر ضعيف لسوء حفظه، فلا يحتج به.
ولذلك لما أورد السيوطي هذا الحديث من رواية أبي داود، والضياء فِي "المختارة"، تعقبه المحقق عبد الرؤوف المناوى بقوله:"قال في "المهذب": فيه: سليمان بن معاذ، قال ابن معين: ليس بشيء اهـ وقال عبد الحق، وابن القطان: ضعيف".
قلت: وقال الحافظ فِي "التقريب": "سيئ الحفظ".
الثاني: لو صح الحديث؛ لم يدل على ما ذهب إليه من رأى عدم الجواز؛ لأن المتبادر منه: النهي عن السؤال به تعالى شيئًا من حطام الدنيا، أما أن يسأل به الهداية إلى الحق الذي يوصل به إلى الجنة؛ فلا يبدو لي أن الحديث يتناوله بالنهي.
ويؤيدني فِي هذا: ما قاله الحافظ العراقي: "وذكر الجنة؛ إنما هو للتنبيه به على الأمور العظام لا للتخصيص، فلا يسأل الله بوجهه فِي الأمور الدنيئة، بخلاف الأمور العظام؛ تحصيلًا أو دفعًا، كما يشير إليه استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم به"؛ نقله المناوي وأقره.
الثالث: إنما بوَّب النووي للحديث بالكراهة، لا بعدم الجواز، فقال:"باب كراهة أن يسأل الإنسان بوجه الله غير الجنة"، والكراهة عند الشافعية للتنزيه.
(4)
بل فِي (الزكاة)! (ع)
1887 -
عن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا من نخل وكان أحب أمواله إليه بيرحاء
(1)
وكانت مستقبل المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس فلما نزلت هذه الآية: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} قام أبو طلحة فقال يا رسول الله إن الله تعالى يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وإن أحب مالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله تعالى أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بخ بخ ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين ". فقال أبو طلحة أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وفي بني عمه. [1945]
• متفق عليه [خ (1461) م (998)] فِي الزكاة وغيرها عنه.
1888 -
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصدقة
(1)
اختلف المحدثون فِي ضبط هذه الكلمة، فقالوا: بفتح الباء وكسرها، وفتح الراء وضمها، والمد فيها والقصر، وهي: اسم مال، أو موضع بالمدينة.
أن تشبع كبدا جائعا". [1946]
• البيهقي
(1)
(3367) فِي "الشعب" عنه.
9 - باب صدقة المرأة من مال الزوج
مِن "الصِّحَاحِ
":
1889 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذ أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره بما كسب وللخازن مثل ذلك لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئا". [1384]
• الجَمَاعَةُ [خ (1437) م (79/ 1023) عَنْ عَائِشَةَ البخاري؟ ومسلم؟، وأبو داود [1685] والترمذي [672]، - جَمِيعًا - فِي الزَّكَاةِ.
1890 -
وقال: "إذا أنفقت المرأة من كسب زوجها من غير أمره فلها نصف أجره". [1385]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْهُ
(2)
، البخاري [5360] فِي النَّفَقَاتِ، ومسلم [84/ 1026] فِي الزَّكَاةِ.
(1)
قال المناوي فِي "فيض القدير": "رمز المصنف لحسنه! ولعله لاعتضاده؛ وإلا ففيه هشام بن حسان؛ أورده الذهبي فِي "الضعفاء"، وقال: قال شعيب، عن شعبة: يكن يحفظ".
وأقول: هذا: إعلال نجيب! وأعجب منه: إيراد الذهبي لحسان - هذا - في الضعفاء"؛ فإنه لما أورده في "الميزان"، وحكى قول شعبة - هذا فيه؛ تعقبه بقوله:
"هذا قول مطروح؛ وليس شعبة بمعصوم
…
وهذه زلة من عالم؛ فإن هشام بن حسان ثقة ثبت".
وهذا هو الصواب؛ وحسبك دليلًا على ذلك: أن الشيخين قد احتجا به.
فإن لم يكن فِي الحديث غير هذه العلة؛ فهو صحيح؛ ولكني استبعد ذلك؛ ولم أقف على إسناده لأنظر فيه؛ فعسى الله أن يُيَسِّر لي ذلك فيما بعد!
(2)
أي: عن أبي هريرة! (ع)
1891 -
وقال: "الخازن المسلم الأمين الذي يعطي ما أمر به كاملا موفرا طيبة به نفسه فيدفعه إلى الذي أمر له به أحد المتصدقين". [1386]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ [خ (1438) م (79/ 1023)] عَنْهُ
(1)
فِي الزَّكَاةِ (د [1684]).
1892 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: إن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت تصدقت فهل لها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: نعم ". [1387]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ عَنْهَا، البخاري [1388] فِي الجَنَائِزِ، ومسلم [51/ 1004] فِي الزَّكَاةِ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1893 -
عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته عام حجة الوداع: "لا تنفق امرأة شيئا من بيت زوجها؛ إلا بإذن زوجها". قيل: يا رسول الله ولا الطعام؟ قال: " ذلك أفضل أموالنا ". [1388]
• التِّرْمِذِيُّ
(2)
[670] فِي الزَّكَاةِ، وَابْنُ مَاجَه [2295] فِي التِّجَارَاتِ عَنْهُ.
1894 -
وعن سعد قال: لما بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء قامت امرأة: إنا كل على آبائنا وأبنائنا وأزواجنا فما يحل لنا من أموالهم؟ قال: " الرطب تأكلنه وتهدينه ". [1389]
(1)
أي: عن أبي موسى! (ع)
(2)
وقال: "حديث حسن".
قلت: وهو كما قال.
• رَوَاهُ أبو دَاوُدَ
(1)
[1686] فِي الزَّكَاةِ عَنْهُ بِمَعْنَاه، وَأَوْرَدَهُ المُصَنِّفُ فِي "شَرْحِ السُّنةِ"[1697] بِلَفْظِهِ.
الفصل الثالث:
1895 -
عن عمير مولى آبي اللحم قال: أمرني مولاي أن أقدد لحما
فجاءني مسكين فأطعمته منه فعلم بذلك مولاي فضربني فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فدعاه فقال: " لم ضربته؟ " فقال يعطي طعامي بغير أن آمره فقال: " الأجر بينكما ". [1953]
• مسلم (1025) فِي البر والصلة عنه.
وفي رواية له: كنت مملوكًا فسألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتصدق من مال مولاي بشيء؟! قال صلى الله عليه وسلم: "نعم؛ والأجر بينكما".
10 - باب من لا يعود فِي الصدقة
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1896 -
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حملت على فرس في سبيل الله فأضاعه الذي كان عنده فأردت أن أشتريه فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لا تشتره إن أعطاكه بدرهم فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه". [1390]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنه، البخاري [3003] فِي الجِهَاد، مسلم [2/ 1620] فِي الفَرَائِضِ.
(1)
وإسناده جيد.
وفي رواية: "لا تعدْ فِي صدقَتِكَ؛ فإنَّ العائدَ فِي صدقتِهِ كالعائدِ فِي قَيْئه".
البخاري [1490] فِي الزَّكَاةِ، مسلم [7/ 1622] فِي الفَرَائِضِ.
1897 -
عن بريدة أنه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتته امرأة فقالت يا رسول الله إني تصدقت على أمي بجارية وإنها ماتت قال: "وجب أجرك وردها عليك الميراث". قالت يا رسول الله إنه كان عليها صوم شهر أفأصوم عنها قال: " صومي عنها ". قالت يا رسول الله إنها لم تحج قط أفأحج عنها قال: "نعم حجي عنها". [1391]
• مُسْلِمٌ [157/ 1149] فِي الصَّوْمِ بِتَمَامِهِ، وَالنَّسَائِي [الكبرى 6315] فِي الفَرَائِضِ بِبَعضِهِ، كِلاهُمَا عَنْهُ.
7 - كتاب الصَّوْمِ
[1 - باب]
مِنَ "الصِّحَاح
":
1898 -
ب - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء ". وفي رواية: " فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين". [1391]
• / ب - البُخَارِيُّ [(1898) (1899)] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ فِي الصِّيَامِ.
وفي رواية: "فتحت أَبْوابُ الرَّحْمَةِ".
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ [م (2/ 1079)] عَنْهُ فِيهِ.
1899 -
وقال: "في الجنة ثمانية أبواب فيها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون"[1392]
• البُخَاريُّ [(3257)] عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فِي صِفَةِ الجَنَّةِ.
1900 -
وقال: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا؛ غفر له ما تقدم من ذنبه. ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". [1393]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1901)] فِيهِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
1901 -
وقال: "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من
أجلي".
وقال: "للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف
(1)
فم الصائم أطيب عند الله -تعالى- من ريح المسك والصيام جنة
(2)
وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث
(3)
ولا يصخب
(4)
وفإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم" [1349]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ [خ (1904) م (1151)] عَنْهُ فِيهِ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1902 -
وقال: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت
(5)
الشياطين ومردة
(6)
الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ن ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة".
غريب
(7)
. [1395]
(1)
الخلوف - بالضم -: تغير رائحة الفم.
(2)
الجُنَّة؛ أي: الوقاية، والمراد: أنه حجاب وحصن للصائم من المعاصي.
(3)
يرفث: يتكلم بقبيح.
(4)
يصخب: يرفع صوته بالهذيان.
(5)
صفدت؛ أي: قيدت بالأصفاد.
(6)
مردة الجن: جع مارد، وهو المتمرد للشر.
(7)
وهو كما قال: لكن له شاهد في "المسند" يتقوى به، وهو الذي بعدهُ.
• التِّرْمِذِيُّ [682] فِي الزَّكَاةِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
الفصل الثالث:
1903 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم". [1962]
• رواه أحمد (2/ 230)، والنسائي
(1)
(4/ 129) فِي الصوم عنه.
1904 -
وعن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يقول الصيام: أي رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان". [1963]
• البيهقي
(2)
(1994) فِي الشعب فيه عنه.
1905 -
وعن أنس بن مالك قال: دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا كل محروم". [1964]
• ابن ماجه
(3)
(1644) فيه عنه.
(1)
وهو حديث جيد لشواهده.
(2)
ورواه أحمد، والحاكم - وصححه -؛ ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
لكن فيه من تكلم فيه؛ فهو حسن، فراجع "تمام المنة"(ص 394).
(3)
وإسناده حسن.
1906 -
وعن سلمان الفارسي، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: " يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله تعالى صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمن من فطر فيه صائما كان له مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء " قلنا: يا رسول الله ليس كلنا نجد ما نفطر به الصائم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على مذقة
(1)
لبن أو تمرة أو شربة من ماء ومن أشبع صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ومن خفف عن مملوكه فيه غفر الله له وأعتقه من النار". [1965]
• البيهقي
(2)
(3608) فِي "الشعب" عنه فيه.
(1)
أي: شربة من اللبن الممزوج بالماء.
(2)
وإسناده ضعيف جدًّا.
وهو أخرجه من طريق ابن خزيمة فِي "صحيحه"، لكن أشار - هذا - إلى تضعيفه بقوله:"إن صح الخبر"؛ وذلك لأن فيه علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.
وقد أخرجه أبو اليمن بن عساكر فِي "أحاديث شهر رمضان"(ق 32/ 1 - 2) من طريق البيهقي بسنده عن ابن خزيمة.
ومن رواية ابن خزيمة: ذكره المنذري فِي "الترغيب"(2/ 67)، وعزاه لغيره مختصرًا، وقال:"وفي أسانيدهم علي بن زيد بن جدعان".
ومن طريقه: أورده ابن أبي حاتم فِي "العلل"(1/ 249)، وقال - عن أبيه -:"حديث منكر"، وأعله بعلة أخرى خفية، فليراجعه من شاء، وهو مخرج فِي "الضعيفة"(871).
1907 -
وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل. [1966]
• البيهقي
(1)
(3629) فِي "الشعب" فيه عنه.
1908 -
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الجنة تزخرف لرمضان من رأس الحول إلى حول قابل ". قال: " فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح تحت العرش من ورق الجنة على الحور العين فيقلن: يا رب اجعل لنا من عبادك أزواجا تقر بهم أعيننا وتقر أعينهم بنا". [1967]
• البيهقي
(2)
(3633) فِي "الشعب" فيه عن [ابن عمر]
(3)
.
1909 -
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يغفر لأمته في آخر ليلة في رمضان ". قيل: يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: " لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله". [1968]
• أحمد
(4)
(2/ 292) عنه.
(1)
وهو مخرج فِي "الضعيفة"(3015)؛ وإسناده ضعيف جدًّا.
(2)
إسناده ضعيف جدًّا؛ وهو مخرج فِي "الضعيفة"(1325).
(3)
ما بين المعكوفتين بياض فِي الأصل، والسياق يقتضيه! (ع).
(4)
فِي آخر حديث حديث؛ أوله: "أعطيت أمتي خمس خصال
…
"؛ وفيه هشام بن أبي هشام أبو المقدام؛ وهو ضعيف اتفاقًا.
ومن طريقه: أخرجه ابن نصر فِي "قيام الليل"(ص 108)، وكذا البزار - كما فِي "المجمع"(3/ 140).
2 - باب رؤية الهلال
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1910 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم
(1)
عليكم فاقدروا له". [1396]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ [خ (1906) م (3/ 1081)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فِي الصِّيَامِ.
وفي رواية: "فإن غُمَّ عَلَيْكُمْ؛ فَأَكْمِلُوا العِدَّةَ ثلاثينَ".
• مُتفَقْ عَلَيهِ [خ (1907) م 1080] فِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَاللْفْظُ لِلْبُخَارِيِّ.
1911 -
وقال: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين". [1397]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1907) م (18/ 1081)] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ فِيهِ.
1912 -
وقال: "إنا أمة أمية لا تكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا وهكذا ". وعقد الإبهام في الثالثة. ثم قال: "الشهر هكذا وهكذا وهكذا؛ يعني تمام الثلاثين" يعني مرة تسعا وعشرين ومرة ثلاثون. [1398]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1913) م (15/ 1080) عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِيهِ.
1913 -
وقال: "شهرا عيد لا ينقصان
(2)
: رمضان وذو الحجة". [1399]
(1)
غم؛ أي: غطي الهلال في ليلة الثلاثين.
(2)
قوله: لا ينقصان؛ أي: غالبًا عن الثلاثين.
أو لا ينقصان معًا فِي سنة واحدة، أو فِي سنة معينة، أرادها صلى الله عليه وسلم.
وليس المراد أنهما لا ينقصان حسًّا؛ كما أجمعوا عليه. اهـ "مرقاة".
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1912) م (31/ 1089)] عَنْ أبِي بَكْرَةَ فِيهِ (د [2323]، ت [692]، ق [1659]).
1914 -
وقال: "لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صوما فليصم ذلك اليوم". [1400]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1914) م (21/ 1082)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيهِ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1915 -
وقال: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا". [1401]
• الأَرْبَعَةُ
(1)
[د 2337 ت 738 س الكبرى 2911 ق 1651] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيهِ.
1916 -
وقال صلى الله عليه وسلم: "أحصوا هلال شعبان لرمضان". [1402]
• التِّرْمِذِيُّ
(2)
[687] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ فِيهِ.
1917 -
وقالت أم سلمة: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان. [1403]
• التِّرْمِذِيُّ [736]، وَالنَّسَائِيُّ
(3)
[4/ 140] عَنْهَا فِيهِ.
(1)
واستنكره الإمام أحمد!
لكن سنده صحيح.
(2)
وأعله بما لا يقدح؛ وصححه الحاكم، والذهبي على شرط مسلم!
والصواب: أنه حسن الإسناد؛ وبيان ذلك مما لا يتسع له المقام؛ ولذلك فقد أودعته فِي "الصحيحة"(565)؛ وهو بمعنى الحديث الآتي (1980).
(3)
صحيح؛ وهو مخرج في "صحيح الترغيب"(1011).
1918 -
وقال عمار بن ياسر: "من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم". [1404]
• الأَرْبَعَةُ
(1)
[د 2334 ت 686 س 4/ 153 ق 1645] عَنْهُ فِيهِ.
قُلْتُ: وَعَلَّقَهُ البخاري [4/ 119].
1919 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت الهلال يعني هلال رمضان فقال: " أتشهد أن لا إله إلا الله؟ " قال: نعم قال: " أتشهد أن محمدا رسول الله؟ " قال: نعم. قال: "يا بلال أذن في الناس أن يصوموا غدا". [1405]
• الأرْبَعَةُ
(2)
[د 2340 ت 691 س 4/ 131 ق 1652] عَنْهُ فِيهِ.
1920 -
وعن ابن عمر قال: تراءى
(3)
الناس الهلال فأخبرت رسول الله
(1)
وقال الترمذي: "حسن صحيح".
قلت: ورجاله ثقات، لكن أبا إسحاق وهو السبيعي كان اختلط، وهو - إلى ذلك - مدلس، وقد عنعنه عندهم جميعًا، وكذلك هو عند ابن حبان (878)، والحاكم (1/ 424)، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! لكن ذكر الحافظ له طريقًا أخرى بإسناد، قال:"حسن"! وهو عندي صحيح، كما حققته فِي "الإرواء"(925).
(2)
وأعله الترمذي بالإرسال، وأما الحاكم؛ فصححه، ووافقه الذهبي!
والصواب: ما قاله الترمذي؛ كما بينته فِي "الإرواء"(907)
(3)
التراءي: أن يُرى القوم بعضهم بعضًا.
- صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصام وأمر الناس بصيامه. [1406]
• أَبُو دَاوُدَ
(1)
[2342] عَنْهُ فِيهِ.
الفصل الثالث:
1921 -
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحفظ
(2)
من شعبان مالا يتحفظ من غيره. ثم يصوم لرؤية رمضان فإن غم عليه عد ثلاثين يوما ثم صام. [1980]
• أبو داود
(3)
[2325] عنها.
1922 -
وعن أبي البختري
(4)
قال: خرجنا للعمرة فلما نزلنا ببطن نخلة
(5)
تراءينا الهلال. فقال بعض القوم: هو ابن ثلاث. وقال بعض القوم: هو ابن ليلتين فلقينا
ابن عباس فقلنا: إنا رأينا الهلال فقال بعض القوم: هو ابن ثلاث وقال بعض القوم: هو
ابن ليلتين. فقال: أي ليلة رأيتموه؟ قلنا: ليلة كذا وكذا. فقال: إن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - مده
(6)
للرؤية فهو لليلة رأيتموه. [1981]
• مسلم (1088) من طريق أبي البَخْتَريّ عن ابن عباس؛ وفيه قصة.
(1)
وإسنادهُ صحيح على شرط مسلم، كما قال الحاكم، والذهبي، وهو مخرج فِي المصدر السابق (908).
(2)
يتحفظ: يتكلف فِي عد أيام شعبان؛ للمحافظة على صوم رمضان.
(3)
وإسناده صحيح، وهو مخرج فِي "الإرواء" (3/ 7 - 8) تحت الحديث (رقم: 902).
(4)
أبو البختري؛ اسمه: سعيد بن فيروز الكوفي.
(5)
قرية مشهورة شرقي مكة، تسمى الآن بالمضيق، قاله ابن حجر. اهـ "مرقاة".
(6)
مدَّه للرؤية؛ أي: جعل مدة رمضان زمان رؤية الهلال. "مرقاة".
وفي رواية: "إن الله مده للرؤية فهو لليلة التي رأيتموها".
فصل
مِن "الصِّحَاحِ
":
1923 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تسحروا فإن في السحور بركة ". [1407]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ [خ (1923) م (45/ 1095)] عَنْ أَنَسٍ فِيهِ.
1924 -
قال: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر". [1408]
• مُسْلِمٌ [46/ 1096]، وَأَبُو دَاوُدَ [2343]، وَالتِّرْمِذِيُّ [709] فِيهِ عَنْهُ
(1)
.
1925 -
وعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر". [1409]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1957) م (48/ 1098)] عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فِيهِ.
1926 -
قال: "إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم".
رواه عمر رضي الله عنه. [1410]
• الخَمْسَةُ [خ (1954) م (51/ 1100) د 2351 ت 698 س في الكبرى 3310] عَنْهُ فِيهِ
(2)
.
(1)
أي: عمرو بن العاص. (ع)
(2)
أي: عن عمر بن الخطاب. (ع)
1927 -
وقال أبو هريرة رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم. فقال له رجل: إنك تواصل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وأيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني". [1411]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1965) م (57/ 1103)] عَنْهُ فِيهِ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1928 -
عن حفصة رضي الله عنها -عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من لم يجمع
(1)
الصيام من الليل قبل الفجر فلا صيام له". [1412]
• الأَرْبَعَةُ
(2)
[د 2454 ت 730 س 4/ 196 ق 1700] عَنْهَا فِيهِ.
ويُروى موقوفًا على حَفْصَةَ -.
• ذَكَرَهُ أَبُو دَاوُدَ [2454]، وَالنَّسَائِيُّ [4/ 196 - 197] فِيهِ.
1929 -
وقال: "إذا سمع النداء
(3)
أحدكم والإناء في يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه
(4)
". [1413]
(1)
الإجماع: العزم والاتفاق، يقال: أجمع على الأمر، وأزمع عليه: إذا صمم العزم، قال تعالى -:{وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ} ؛ أي: أحكموه بالعزيمة.
(2)
وإسناده صحيح، ولا يعله وقف من أوقفه؛ كما بينته فِي "الإرواء"(914).
(3)
أي: أذان الصبح فِي رمضان.
(4)
أي: حتى يشرب الماء الذي هو فيه.
• أَبُو دَاوُدَ
(1)
[2350] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، فِيهِ.
1930 -
وقال: "قال الله تعالى: أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا". [1414]
• الترمِذِيُّ
(2)
[(700) (701)] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ فِيهِ.
1931 -
- وقال: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور". [1415]
• الأَرْبَعَةُ
(3)
[د 2355 ت 658 س فِي الكبرى 3321 ق 1699] عَنْ سَلْمَان
(4)
فِيهِ.
1932 -
وقال أنس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن فتميرات فإن لم تكن حسا حسوات من ماء.
غريب. [1416]
• أَبُو دَاوُدَ [2356]، وَالتِّرْمِذِيُّ
(5)
[696] عَنْهُ فِيهِ.
1933 -
عن زيد بن خالد أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائما أو جهز غازيا فله مثل أجره".
صحيح. [1417]
(1)
وإسناده صحيح، وله بعض الشواهد؛ وقد خرجتها فِي "الصحيحة"(1394).
(2)
إسناده ضعيف.
(3)
وإسنادهم صحيح؛ وصححه ابن حبان (3514 - 3515 - (المؤسّسة)! ثم تبين لي - بعدُ - أنهُ ضعيف؛ والصحيح من فعليه صلى الله عليه وسلم، كما فِي الذي بعوه، وانظر "الإرواء"(922).
(4)
هو ابن عامر. (ع)
(5)
وإسناده جيد.
• التِّرْمِذِيُّ [807]، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 3331]، وَابْنُ مَاجَه [1746] فِيهِ عَنْه، وَقَالَ الترمذي: حَسَنٌ صَحِيحٌ
(1)
.
1934 -
عن ابن عمر أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله". [1418]
• أَبُو دَاوُدَ [2357]، وَالنَّسَائِيُّ
(2)
[الكبرى 3329] عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِيهِ.
1935 -
وروي: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال: "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت". [1419]
• أَبُو دَاوُدَ [2358] مِنْ رِوَايَةِ مُعَاذِ بْنِ زَهْرَةَ: أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
…
فَذَكَرَهُ
(3)
.
الفصل الثالث:
1936 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون". [1995]
(1)
وهو كما قال، وهو فِي "سنن البيهقي"(4/ 240).
(2)
وإسناده حسن؛ كما بينته فِي "الإرواء"(920).
(3)
ولكن له شواهد يقوى بها.
ثم تبين لي أن الشواهد المشار إليها - وهي من حديث ابن عباس، وأنس - فيها ضعف شديد، فلا يصلح الاعتبار بها.
على أن هذا الحديث - مع إرساله -؛ فإن مرسله غير معروف، وقد فصلت ذلك كله فِي "الإرواء"(919).
• أبو داود (2353)، وابن ماجه
(1)
(1698) عنه فيه.
1937 -
وعن أبي عطية قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة فقلنا: يا أم المؤمنين رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة والآخر: يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة. قالت: أيهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة؟ قلنا عبد الله بن مسعود. قالت: هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم والآخر أبو موسى. [1996]
• رواه مسلم (1099) عنه فيه.
1938 -
وعن العرباض بن سارية قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان فقال: " هلم إلى الغداء المبارك ". [1997]
• رواه أبو داود (2344)، والنسائي
(2)
(4/ 145) عنه فيه.
1939 -
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم سحور المؤمن التمر ". [1998]
• أبو داود
(3)
(2345) عنه فيه.
(1)
إسناده صحيح.
(2)
قلت: وكذا أحمد (4/ 126، 127)، وابن خزيمة فِي "صحيحه"(1/ 201)، وابن حبان (882)، وإسناده حسن؛ ثم تبين لي أن فيه مجهولًا - كما بينته فِي تعليقي على "صحيح ابن خزيمة" -.
وله طريق أخرى فِي "المسند"(4/ 132)، وسنده حسن أيضًا.
وله شاهد من حديث أبي الدرداء، وصححه ابن حبان كما في "الضعيفة"(1961)، فالحديث صحيح قطعًا؛ ثم خرجته فِي "الصحيحة"(2983)، و"صحيح أبي داود"(2030)، و"النصيحة" (رقم: 111).
(3)
قلت: عزوه لأبي داود خطأ محض! وسلف المؤلف فيه: المنذري فِي "الترغيب والترهيب"(2/ 94)! =
3 - باب تنزيه الصوم
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1940 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ". [1420]
• البُخَارِيُّ [1903]، وَأَبُو دَاوُدَ [2362]، وَالتِّرْمِذِيُّ [707]، وَابْنُ مَاجَه [1689] فِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
1941 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وهو صائم وكان أملككم لأربه
(1)
. [1421]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1927) م (56/ 1106)] فِيهِ عَنْهَا (د [2382]، ت [729]).
1942 -
وقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر في رمضان وهو جنب من غير حلم فيغتسل ويصوم. [1422]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1930) م (76/ 1109)] فِيهِ عَنْ عَائِشَةَ [في الكبرى 2962].
1943 -
وقال ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم واحتجم وهو صائم. [1423]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1938) م (78 - 1202)] عَنْهُ فِيهِ، وَفِي لَفْظٍ: "احْتَجَمَ صَائِمًا مُحَرَّمًا - صَلَّى الله
= وإنما أخرجه ابن حبان (8/ 253/ 3475 - المؤسسة)، وأبو عوانة فِي "صحيحيهما"؛ وإسناد الأول منهما صحيح؛ وله شواهد؛ ذكرت ذلك كله فِي "الصحيحة"(562).
(1)
الأرب - مفتوحة الهمزة والراء، ومكسورة الهمزة ساكنة الراء -؛ معناهما واحد؛ وهو حاجة النفس ووطرها.
عَلَيهِ وسَلَّمَ -".
1944 -
وقال: "من نسي وهو صائم فأل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه". [1424]
• الجَمَاعَةُ [خ (1933) (669) م (171/ 1155) د 2398 ت 721 س فِي الكبرى 3275 ق 1673] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ فِيهِ.
1945 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت. وأهلكت قال: "ما شأنك؟ " فقال: وقعت على امرأتي في نهار رمضان، قال:"فأعتق رقبة"، قال: ليس عندي، قال: فصم شهرين متتابعين؟ " قال: لا أستطيع، قال: "فأطعم ستين مسكينا؟ " قال: لا أجد. قال: " اجلس "، فجلس، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر والعرق المكتل
(1)
الضخم قال: "خذ هذا فتصدق به". قال: على أفقر منا؟! فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، قال:"أطعمه عيالك". [1425]
• الجَمَاعَةُ [خ (1936) م (81/ 1111) د 2390 ت 724 س فِي الكبرى 3117 ق 1671] عَنْهُ فِيهِ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1946 -
عن عائشة رضي الله عنها: أن الني صلى الله عليه وسلم: كان يقبلها وهو صائم ويمص لسنانها. [1426]
(1)
زنبيل ينسج من خوص النخل، يسع خمسة عشر صاعًا، انظر "القاموس".
• أَبُو دَاوُدَ
(1)
[2386] فِيهِ عَنْهَا.
1947 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المباشرة للصائم فرخص له. وأتاه آخر فنهاه فإذا الذي رخص له شيخ وإذا الذي نهاه شاب. [1427]
• أَبُو دَاوُدَ
(2)
[2387] عَنْهُ فِيهِ.
1948 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: "من ذرعه
(3)
القيء وهو صائم فليس عليه قضاء ومن استقاء عمدا فليقض".
ضعيف. [1428]
• الأَرْبَعَةُ [د 2380 ت 720 س الكبرى 3130 ق 1676] عَنْهُ فِيهِ، وَقَالَ الترمذي: حَسَن غَرِيبٌ، وَقَالَ أحْمَدُ: لا يَصِحّ، وَقَالَ البخاري: لا أَرَاهُ مَحْفُوظًا
(4)
.
1949 -
وعن معدان بن أبي طلحة أن أبا الدرداء حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر. قال: ثوبان صدق وأنا صببت له وضوءه. [1429]
(1)
إسناده ضعيف؛ فيه ثلاثة ضعفاء؛ وقد ضعفه أبو داود نفسه.
(2)
فِي إسناده ضعف؛ لكن شواهد يصح بها، خرجت بعضها فِي "التعليقات الجياد"، وانظر "الصحيحة"(1606).
(3)
سبقه وغلبه بلا اختياره.
(4)
قلت: كذا قال الإِمام البخاري! وذلك على ما أحاط به علمه، وقد عرفه غيره - كأبي داود - من حديث حفص بن غياث، متابعًا لعيسى بن يونس.
ولذلك فالحديث صحيح، كما حققته فِي "الإرواء"(923).
• الثَّلاثَةُ
(1)
[د 2381 ت 87 س الكبرى 3120] رواه ت فِي الطهارة عَنْهُ فِيهِ
(2)
.
1950 -
وعن عامر بن ربيعة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي يتسوك وهو صائم". [1430]
• أَبُو دَاوُدَ [2364]، وَالتِّرْمِذِيُّ
(3)
[725] عَنْهُ فِيهِ.
1951 -
وقال لقيط بن صبرة: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما". [1431]
• الأَرْبَعَةُ [د 2366 ت 788 ق 407 س فِي الكبرى 3047] عَنْهُ فِيهِ
(4)
، وَمِنْهُمْ مَن طَوَّلَهُ.
1952 -
وروي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اشتكيت عيني أفأكتحل وأنا صائم؟ قال: " نعم ".
ضعيف. [1432]
• التِّرْمِذِيُّ [726] عَنْ أَنَسٍ فِيهِ، وَقَالَ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ، وَلا يَصِحُّ.
1953 -
روي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لقد
(1)
وقال الترمذي: "وقد جوّد حسينٌ المعلِّم هذا الحديثَ، وحديث حسين أصح شيء فِي هذا الباب".
قلت: وإسناده صحيح، كما بينه فِي "الإرواء"(111)، و "حقيقة الصيام"(ص 15 - 16).
(2)
إنما رواه الترمذي فِي (الطهارة)! (ع)
(3)
وإسناده ضعيف؛ كما بينته فِي "الإرواء"(68).
(4)
إنما رواه ابن ماجه والنسائي (1/ 66) فِي (الطائرة).
نعم؛ رواه النسائي فِي (الصوم) من "الكبرى"(ع)
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بالعرج
(1)
يصب على رأسه الماء وهو صائم من
العطش أو من الحر. [1433]
• أَبُو دَاوُدَ [2365]، وَالنَّسَائِيُّ
(2)
[في الكبرى 3029] مِنْ رِوَايَةِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم.
1954 -
وعن شداد بن أوس: أنه قال: رأي النبي- صلى الله عليه وسلم رجلا يحتجم لثماني عشرة خلت من رمضان فقال: " أفطر الحاجم والمحجوم ". [1434]
• أَبُو دَاوُدَ [2369]، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 3139]، وَابْنُ مَاجَه [1681] عَنْه، وَصَحَّحَهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوِيهِ.
قال المصنِّف رحمه الله:
وتأوَّله بعضُ من رخَّص فِي الحِجامة: أي: تعرَّضا للإفطار، المحجوم للضعف، والحاجمِ لأنّه لا يأمَن من أَنْ يصِل شيء إلى جَوْفه بمصِّ المَلازم
(3)
(4)
.
• قُلْتُ: جَزَمَ الشَّافِعِيُّ رضي الله عنه، بِأَنَّهُ مَنْسُوخٌ.
1955 -
وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي- صلى الله عليه وسلم أنه قال "من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقض عنه صوم الدهر كله".
(1)
موضع بين مكة والمدينة.
(2)
وإسناده صحيح.
(3)
جمع ملزمة؛ وهي قارورة الحجامين.
(4)
وإسناده صحيح، ولا داعي لتأويله بما قاله المؤلف، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص بالحجامة للصائم، وذلك دليل على نسخ هذا الحديث؛ وراجع - لتفصيل هذا - "الإرواء"(931).
ضعيف [1435]
• الأَرْبَعَةُ
(1)
[د 2396 ت 723 س فِي الكبرى 3281 ق 1672] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيهِ.
1956 -
ووري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كم من صائم ليس له من صيامه إلا الظمأ وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر". [1436]
• أخْرَجَهُ الحَاكِمُ
(2)
[1/ 431] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
الفصل الثالث:
1957 -
عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث لا يفطرن الصائم الحجامة والقيء والاحتلام". [2015]
• الترمذي (719) و قال: غير محفوظ
(3)
.
(1)
والبخاري تعليقًا، وأشار لضعفه؛ وعلته: أبو المطوس هذا، عن أبيه، ولا يُعرف لا هو، ولا أبوه، كما قال الذهبي، وفيه علل أخرى، فراجع "الفتح"(4/ 129).
(2)
والدارمي؛ وإسناده جيد.
(3)
قلت: فيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؛ وهو ضعيف جدًّا، وتجد شيئًا من ترجمته وأقوال أئمة الجرح فِي الكشف عن حاله فِي "الضعيفة"(25).
ومما يزيد فِي ضعف حديثه - هذا - قول الترمذي - عقب تضعيفه إياه -:
"وقد روى عبد الله بن زيد بن أسلم، وعبد العزيز بن محمَّد - وغير واحد - هذا الحديث: عن زيد بن أسلم
…
مرسلًا؛ لم يذكروا فيه: عن أبي سعيد".
ومع ذلك: فمعنى الحديث صحيح؛ كما لا يخفى على الفقهاء.
وقد أخرجه الطبراني فِي "المعجم الكبير"(1/ 72/ 1) بإسناد خير من هذا؛ من حديث ثوبان
…
مرفوعٌ نحوه؛ وفيه ضعف؛ وانظر - لزامًا - تعليقي على "حقيقة الصيام"(ص 20 - 22).
1958 -
وعن ثابت البناني قال: سئل أنس بن مالك: كنتم تكرهون الحجامة للصائم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا إلا من أجل الضعف. [2016]
• البخاري (1940) عنه.
1959 -
وعن البخاري - تعليقا- قال: كان ابن عمر يحتجم وهو صائم ثم تركه فكان يحتجم بالليل. [2017]
• قلت: ووصله عبد الرزاق [7531] بسند صحيح.
1960 -
وعن عطاء قال: إن مضمض ثم أفرغ ما في فيه من الماء لا يضيره أن يزدرد ريقه وما بقي في فيه ولا يمضغ العلك
(1)
فإن ازدرد
(2)
ريق العلك لا أقول: إنه يفطر ولكن ينهى عنه. [2018]
• البخاري (4/ 159) تعليقًا عنه من قوله.
قلت: ووصله سعيد بن منصور [3/ 168 - تغليق التعليق] بسندٍ صحيح.
4 - باب صوم المسافر
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1961 -
قالت عائشة رضي الله عنها: إن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنبي صلى الله عليه وسلم أصوم في السفر وكان كثير الصيام. فقال: "إن شئت
(1)
العلك: الذي يمضغ.
(2)
ازدرد، أي: ابتلع.
فصم وإن شئت فأفطر". [1437]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1943) م (103/ 1121)] عَنْهُ فِيهِ [4/ 187].
1962 -
وقال أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم لست عشرة مضت من شهر رمضان فمنا من صام ومنا من أفطر فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم. [1438]
• مُسْلِمٌ [93/ 1116)] عَنْهُ فِيهِ.
1963 -
وقال جابر رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه
(1)
فقال: " ما هذا؟ " قالوا: صائم. فقال: " ليس من البر الصوم في السفر". [1439]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1946) م (92/ 1115) عَنْهُ فِيهِ (د [2407]، س [4/ 177]).
1964 -
وقال أنس قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر فنزلنا منزلا في يوم حار فسقط الصوامون وقام المفطرون فضربوا الأبنية
(2)
وسقوا الركاب
(3)
، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ذهب المفطرون اليوم بالأجر". [1440]
• مُتَّفَقْ عَلَيْهِ [خ (2890) م (100/ 1119)] عَنْهُ فِيهِ
(4)
.
(1)
أي: رجلًا سقط من ضعف بسبب الصوم، وجعل عليه ظُلة تقيه حر الشمس.
(2)
أي: الخيام.
(3)
أي: الإبل التي يسار عليها.
(4)
إنما رواه البخاري فِي (الجهاد والسير)! (ع)
1965 -
وقال عن ابن عباس رضي الله عنه: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بماء فرفعه إلى يده ليراه الناس فأفطر حتى قدم مكة وذلك في رمضان. [1441]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1948) م (88/ 1113) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِيهِ (د [2404]، س [4/ 184]).
1966 -
وروي عن جابر: أنه شرب بعد العصر. [1442]
• رَوَاهُ مُسْلِمٌ [91/ 1114] عَنْهُ فِيهِ
مِنَ "الحِسَانِ
":
1967 -
روي أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم -أنه قال: "إن الله وضع عن المسافر شطر الصلاة والصوم عن المسافر وعن المرضع والحبلى". [1443]
• الأَرْبَعَةُ
(1)
[د 2408 ت 715 س 4/ 190 ق 1667] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ القُشَيْرِيِّ فِيهِ.
1968 -
وقال: "من كان له حمولة
(2)
تأوي إلى شبع فليصم رمضان من حيث أدركه". [1444]
• أَبُو دَاوُدَ
(3)
[(2410) 2411)] عَنْ سَلَمَةَ بْنِ المُحَبِّقِ.
(1)
وإسناده جيد.
وأخرجه - كذلك - البخاري فِي "التاريخ"(7/ 71/ 326)، وابن خزيمة فِي "صحيحه"(1/ 211/ 2)، وابن سعد فِي "الطبقات"(7/ 45)، والطبري فِي "تفسيره"(3/ 430/ 2792).
(2)
أي: كل ما يحمل عليه؛ من إبل، أو حمار، أو غيرهما؛ أي: مركب يوصله إلى المنزل فِي حال الشبع والرفاهية، ولم يلحقه جهد ومشقة، والأمر فِي الحديث محمول على الندب.
(3)
وإسناده ضعيف، وهو مخرج فِي "الضعيفة"(981).
الفصل الثالث:
1969 -
عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم
(1)
فصام الناس ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب فقيل له بعد ذلك إن بعض الناس قد صام. فقال: "أولئك العصاة أولئك العصاة". [2027]
1970 -
وعن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر
(2)
". [2028]
1971 -
وعن حمزة بن عمرو الأسلمي أنه قال: يا رسول الله إني أجد بي قوة على الصيام في السفر فهل علي جناح؟ قال: " هي رخصة من الله عز وجل فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه". [2029]
5 - باب القضاء
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1972 -
قالت عائشة رضي الله عنها: كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان". [1445]
تعني: الشُّغْلُ بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
موضع على ثلاثة أميال من عسفان.
(2)
رواه ابن ماجه (1666)، وإسناده ضعيف؛ والصواب فيه: أنه موقوف على عبد الرحمن بن عوف، كما بينته فِي "التعليق الرغيب"، و "الضعيفة"(498).
• الجَمَاعَةُ [خ (1950) م (151/ 1146) د 2399 ت 783 ق 1669 س 4/ 191] عَنْهَا فِي الصِّيَامِ.
1973 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه". [1446]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (5195) م (84/ 1026)] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ فِيهِ
(1)
.
1974 -
وقالت معاذة لعائشة رضي الله عنها: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ قالت: كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة. [1447]
• الجَمَاعَةُ [خ 321 م (69/ 335) د 262 ت 130 س 4/ 91 ق 631] عَنْهَا فِيهِ
(2)
.
1975 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مات وعليه صوم صام عنه وليه". [1448]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1952) م (153/ 1147)] عَنْهَا فِيهِ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1976 -
روي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من مات وعليه صيام شهر رمضان فليطعم عنه مكان كل يوم مسكين". [1449]
• التِّرْمِذِيُّ [718] فيه عَنْه، وَقَالَ: لا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ،
(1)
إنما رواه البخاري فِي (النكاح)! (ع)
(2)
لم يروه فِي (الصوم) إلا النسائي! (ع)
والصحيح: أنّه موقوف على ابن عمر رضي الله عنهما.
• هُوَ كَلامُ التَّرْمِذِيِّ
(1)
.
الفصل الثالث:
1977 -
عن مالك بلغه أن ابن عمر كان يسأل: هل يصوم أحد عن أحد أو يصلي أحد عن أحد؟
فيقول: لا يصوم أحد عن أحد. ولا يصلي أحد عن أحد. [2035]
• مالك
(2)
(1/ 303 /43) أنه بلغه عنه بذلك.
(1)
قلت: وتمام كلام الترمذي: "
…
لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه
…
، وأشعث: هو ابن سوَّار، ومحمد: هو - عندي - ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى".
قلت: وهو ضعيف، ومثله أشعث.
ومع هذا الضعف فِي إسناد الحديث؛ فهو مخالف لظاهر الحديث الذي قبله.
ومن هذا الوجه: رواه ابن عدي (23/ 2).
(2)
وإسناده منقطع.
لكن وصله البيهقي فِي "السنن"(4/ 254) من طريق يحيى بن سعيد، عن القاسم، ونافع: أن ابن عمر كان إذا سئل عن الرجل يموت وعليه صوم من رمضان أو نذر؟ يقول: لا يصوم أحد عن أحد؛ ولكن تصدقوا عنه من ماله للصوم؛ لكل يوم مسكينًا.
وإسناده صحيح.
6 - باب صيام التطوع
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
1978 -
قالت عائشة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر ويفطر حتى نقول: لا يصوم وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان، كان يصوم شعبان إلا قليلا. [1450]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ [خ (1969) م (175/ 1156)(176/ 1156) عَنْهَا فِي الصِّيَامِ.
1979 -
وقالت: ما علمته صام شهرا كله إلا رمضان ولا أفطره كله حتى يصوم منه حتى مضى لسبيله. [1451]
• مسلم [176/ 1156]، والنسائي [4/ 152] عنها فيه.
1980 -
وقال عمران بن حصين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم له أو لآخر: " أصمت من سرر
(1)
شعبان؟ " قال: لا قال: " فإذا أفطرت فصم يومين". [1452]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1983) م (199/ 116)] عَنْهُ فِيهِ.
1981 -
وقال: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل". [1453]
• مُسْلِمٌ [202/ 1163)]، وَالأرْبَعَةُ [د 2429 ت 740 س فِي الكبرى 2907 ق 1742] عَنْ أَبِي
(1)
أي: آخره.
هُرَيْرَةَ فِيهِ
(1)
.
1982 -
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم: يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان". [1454]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (2006) م (131/ 1132) عَنْهُ فِيهِ (د
(2)
، س [4/ 204]).
1983 -
وقال ابن عباس رضي الله عنهما حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله إنه يوم يعظمه اليهود والنصارى. فقال: "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع". [1455]
• أَبُو دَاوُدَ
(3)
[2445] عَنْهُ فِيهِ.
1984 -
وقالت أم الفضل بنت الحارث: أن ناسا تماروا يوم عرفة في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف عل بعيره بعرفة فشربه. [1456]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1988) م (110/ 1123) عَنْهَا فِيهِ (د 2441).
1985 -
و قالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر
(4)
قط. [1457]
(1)
رواه النسائي فِي (الصوم) من "الكبرى"؛ أما فِي "الصغرى"؛ ففي (3/ 206) فِي (الصلاة)! (ع)
(2)
لم نره عند أبي داود؛ ولم يعزه إليه الصدر المناوي فِي "الكشف"(ق 202)! (ع)
(3)
هو - بهذا اللفظ - فِي "مسلم"(1134)؛ وإليه عزاه الصدر فِي "الكشف"(ق 202)؛ وهو مقتضى صيغة البغوي والتبريزي!
(4)
المراد من العشر: عشر ذي الحجة.
• مُسْلِمٌ [9/ 1176]، وَأَبُو دَاوُدَ [2439]، وَالتِّرْمِذِيُّ [756] عَنْهَا فِيهِ.
1986 -
وعن أبي قتادة: أنه قال: قال عمر يا رسول الله كيف بمن يصوم الدهر كله قال: " لا صام ولا أفطر، ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله صيام يوم عرفة أحتسب
(1)
على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله". [1458]
• مُسْلِمٌ
(2)
[196/ 1162]، وَالأَرْبَعَةُ [د 2425 ت 749 س 4/ 207 ق 1713] عَنْهُ فِيهِ.
1987 -
عن أبي قتادة أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم الاثنين فقال: "فيه ولدت وفيه أنزل علي". [1459]
• مُسْلِمٌ [198/ 1162] عَنْ أَبِي قَتَادَةَ فِيهِ.
1988 -
وسئلت عائشة رضي الله عنه: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم فقلت لها: من أي أيام الشهر؟ قالت: لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم. [1460]
• مُسْلِمٌ [194/ 1160]، وَأَبُو دَاوُدَ [2453]، وَالتِّرْمِذِيُّ [763] عَنْهَا فِيهِ.
1989 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر". [1461]
• مُسْلِمٌ [204/ 1164]، وَالأَرْبَعَةُ [د 2433 ت 759 ق 1716 س الكبرى 2862] عَنْ أَبِي أَيُّوبٍ فِيهِ.
(1)
أي: أرجو.
(2)
وفيه بعض الزيادة على ما هنا؛ وهو مخرج فِي "الإرواء"(4/ 108/ 952).
1990 -
وقال أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الفطر والنحر. [1462]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1991) م (141/ 827)] عَنْهُ فِيهِ (د [2417]، ت
(1)
).
1991 -
وقال: "لا صوم في يومين: الفطر والضحى". [1463]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1995) م (140/ 827)] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ فِيهِ.
1992 -
قال: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله". [1464]
• مُسْلِمٌ [144/ 1141]، وَالنَّسَائِيُّ
(2)
[7/ 170] عَنْ نُبَيْشَةَ الخَيْرِ فِيهِ.
1993 -
وقال: "لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم قبله أو بصوم بعده". [1465]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ 1985 م (147/ 1144)] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ فِيهِ.
1994 -
وقال: "لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تختصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم". [1466]
• مُسْلِمٌ [148/ 1144] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيهِ.
1995 -
وقال: "من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا". [1467]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (2840) م (168/ 1153)] عَنْ أبِي سَعِيدٍ فِيهِ
(3)
(ت [1623]، س [4/ 172]، ق
(1)
لم نره عند الترمذي! وإنما رواه ابن ماجه (772)! (ع)
(2)
إنما رواه النسائي فِي (الفرع والعتيرة)! نعم؛ رواه فِي (الصوم) من "الكبرى"(4182). (ع)
(3)
بل رواه البخاري فِي (الجهاد والسير)(1)(ع)
[1717]
)
1996 -
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ " فقلت: بلى يا رسول الله. قال: "فلا تفعل صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا وإن لعينك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا وإن لزورك
(1)
عليك حقا. لا صام من صام الدهر.
صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله. صم كل شهر ثلاثة أيام واقرأ القرآن في
كل شهر". قلت: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: "صم أفضل الصوم صوم داود: صيام يوم وإفطار يوم. واقرأ في كل سبع ليال مرة ولا تزد على ذلك". [1468]
• الجَمَاعَةُ
(2)
[خ (1975) (1976) (1979) م (181/ 1159) (182/ 1159) د 1388 س 4/ 211] عَنْهُ فِيهِ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
1997 -
قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين والخميس. [1469]
• التِّرْمِذِيُّ
(3)
[745]، وَالنَّسَائِيُّ [4/ 202 - 203]، وَابْنُ مَاجَه [1739] عَنْهَا فِي كِتَابِ الصَّوْمِ.
(1)
الزور: جمع زائر.
(2)
إنما أخرجه الترمذي وابن ماجه مختصرًا؛ كل منهما مقتصرًا على جزء؛ ولم يخرجاه تامًا؛ فتنبه!! (ع)
(3)
وقال: "حسن غريب".
قلت: إسناده صحيح؛ وفيه خلاف يسير لا يضر؛ بيّنه النسائي (1/ 306).
وله شاهد من حديث أبي هريرة بإسناد صحيح عنه؛ وهو مخرج فِي "الإرواء"(949).
1998 -
و قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم". [1470]
• أَحْمَدُ [2/ 3029]، وَالتِّرْمِذِيُّ
(1)
[747] عَنْهُ فِيهِ.
1999 -
عن أبي ذر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة". [1471]
• التِّرْمِذِيُّ [761]، وَالنَّسَائِيُّ
(2)
[4/ 223] عَنْهُ فِيهِ.
2000 -
عن عبد الله أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من غرة كل شهر ثلاثة أيام وقلما كان يفطر يوم الجمعة. [1472]
• الثَّلاثَةُ [د 2450 ت 742 س 4/ 204] رواه ق أيضًا [1725] مقتصرًا على الجملة الثانية
(3)
عَنْهُ فِيهِ.
2001 -
وعن عائشة أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين ومن الشهر الآخر الثلاثاء والأربعاء والخميس. [1473]
(1)
وقال: "حسن غريب".
قلت: فِي سنده جهالة ومخالفة لكن يشهد له حديث أسامة؛ فهو - به - قوي؛ وتفصيل القول على ذلك فِي "الإرواء"(948 - 949).
(2)
وإسناده حسن؛ كما بينته فِي "الإرواء"(947).
(3)
وقال الترمذي: "حسن غريب".
قلت: وهو كما قال؛ فإن سنده حسن.
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[746] عَنْ عَائِشَةَ فِيهِ.
2002 -
عن أم سلمة أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر أولها الاثنين والخميس. [1474]
• أَبُو دَاوُدَ [2452]، وَالنَّسَائِيُّ
(2)
[4/ 221] عَنْهَا فِيهِ.
2003 -
وعن مسلم القرشي أنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام الدهر فقال: "صم رمضان والذي يليه وكل أربعاء وخميس فإذا أنت قد صمت الدهر". [1475]
• الثَّلاثَةُ
(3)
[د 2432 ت 748 س فِي الكبرى 2779] عَنْهُ فِيهِ.
2004 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه
(1)
وقال: "حديث حسن".
قلت: وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
لكنه من رواية خيثمة - وهو ابن عبد الرحمن الجعفي - عنها؛ قال ابن القطان: "ينظر فِي سماعه من عائشة".
ثم رأيت أبا داود يجزم - فِي حديث: أمرني أن أدخل امرأة على زوجها قبل أن يعطيها شيئًا - بعدم سماعه من عائشة (2128)؛ فانظر "التعليقات الرضية"(/)، و "تمام المنة"(ص 414 - 415).
(2)
وإسناده صحيح.
(3)
وضعفه الترمذي بقوله: "حديث غريب؛ وروى بعضهم عن مسلم بن عبيد الله، عن أبيه"؛ يعني: أنهم اختلفوا فِي اسم صحابي الحديث؛ فبعضهم قال: "عبيد الله"، وبعضهم قال:"مسلم".
والراوي عنه: كذلك اختلفوا فيه - وهو ابنه -، ولم يوثقه غير ابن حبان.
وقد أخرجه البخاري في "التاريخ"(7/ 253 - 254/ 1077): عن مسلم بن عبيد الله، عن أبيه.
وسلم - نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة. [1476]
• الأَرْبَعَةُ
(1)
(2)
[د 2440 س فِي الكبرى 2830 ق 1732] لم يروه ت عَنْهُ فِيهِ.
2005 -
عن عبد الله بن بسر عن أخته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم فإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة
(3)
أو عود شجرة فليمضغه". [1477]
• الأَرْبَعَةُ [د 2421 ت 744 س فِي الكبرى 2762 ق 1726] عَنْهُ فِيهِ، وَقَالَ (الترمذي) (1726):
حَسَنٌ
(4)
، وَقَالَ أبو داود [2421]: مَنْسُوخٌ.
2006 -
وقال: "ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر".
غريب. [1478]
• التِّرْمِذِيُّ [758]، وَابْنُ مَاجَه [1728] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
2007 -
وقال: "من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض". [1479]
(1)
عزوه للأربعة وهم! فإنه لم يروه الترمذي؛ بل استثناه الصدر المناوي - منهم - فِي "كشف المناهج"(ق 204)! (ع)
(2)
إسناده ضعيف.
(3)
أي: قشرها.
(4)
قلت: وسنده صحيح، وقد أُعلَّ بما لا يُقدح، وبيان ذلك فِي "الإرواء"(960)، وذكرت له فيه ثلاث طرق صحيحة.
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[1624] عَنْ أَبِي أُمَامَةَ.
2008 -
وقال: "الغنيمة الباردة الصوم غفي الشتاء".
مرسل. [1480]
• التِّرْمِذِيُّ [797] عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ فِيهِ، وَأَشَارَ إِلَى إِرْسَالِهِ
(2)
الفصل الثالث:
2009 -
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ " فقالوا: هذا يوم عظيم: أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا فنحن نصومه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فنحن أحق وأولى بموسى منكم " فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه. [2067]
(1)
وقال: "حسن غريب".
قلت: وهو كما قال؛ على ما بينته في "الصحيحة"(563)، وذكرت له هناك بعض الشواهد.
(2)
قلت: وتمام كلام الترمذي: "عامر بن مسعود لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهو والد إبراهيم بن عامر القرشي؛ الذي روى عنه شعبة والثوري".
قلت: وفيه علة أخرى؛ وهي أن الراوي عنه - غُيَرْ بن عَرِيب - لا يُعرف، كما قال الذهبي.
ومن طريقه: أخرجه أحمد (4/ 335).
لكن له شاهد يرويه سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس
…
مرفوعًا، وسعيد - هذا - ضعيف: أخرجه الطبراني فِي "الصغير"(ص 148/ رقم: 69 - الروض) عن الوليد بن مسلم، عنه
…
به.
فالحديث - بهذا الشاهد - حسن، واللّه أعلم؛ وقد خرجته فِي "الصحيحة"(1922).
• متفق عليه [خ (2004) م (1130)] عنه فِي الصيام.
2010 -
وعن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم السبت ويوم الأحد أكثر ما يصوم من الأيام ويقول: "إنهما يوما عيد للمشركين فأنا أحب أن أخالفهم". [2068]
• رواه أحمد (6/ 323 - 324).
قلت: وأبو داود
(1)
(2)
.
2011 -
وعن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بصيام يوم عاشوراء ويحثنا عليه ويتعاهدنا عنده فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا عنه ولم يتعاهدنا عنده. [2069]
• رواه مسلم (1128) فيه عنه.
2012 -
وعن حفصة قالت: أربع لم يكن يدعهن النبي صلى الله عليه وسلم: "صيام عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر وركعتان قبل الفجر". [2070]
• النسائي
(3)
(4/ 220) عنها فيهِ.
2013 -
وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفطر
(1)
كذا عزاه إلى أبي داود! ولم نجده فيه، ولا أورده المزي فِي "التحفة"، ولا عزاه التبريزي إليه.
بل أورده الهيثمي فِي "المجمع (3/ 198) إشارة إلى أن أحدًا من أصحاب الكتب الستة لم يخرجه، ولكنه قصر فعزاه إلى "كبير الطبراني" مع وجوده فِي "المسند"! (ع)
(2)
قلت: وإسناده ضعيف؛ وقد بينت علته فِي "الضعيفة"(1099).
(3)
بعض أسانيده صحيح؛ لكن فِي متنه اختلاف كثير؛ وهو مخرج فِي "الإرواء"(4/ 111)، و"صحيح أبي داود"(2106).
أيام البيض في حضر ولا في سفر. [2017]
• النسائي
(1)
(4/ 198) عنه فيه.
2014 -
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل شيء زكاة وزكاة الجسد الصوم". [2072]
• ابن ماجه
(2)
(1745) عنه فيه.
2015 -
وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يصوم يوم الاثنين والخميس. فقيل: يا رسول الله إنك تصوم يوم الاثنين والخميس. فقال: "إن يوم الاثنين والخميس يغفر الله فيهما لكل مسلم إلا ذا هاجرين
(3)
يقول: دعهما حتى يصطلحا". [2073]
• أحمد (2/ 329)، وابن ماجه (1740) عن أبي هريرة
(4)
.
قلت: وتقدم أصله فِي الحسان.
2016 -
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام يوما ابتغاء وجه الله بعده الله من جهنم كبعد غراب طائر وهو فرخ حتى مات هرما". [2074]
• رواه أحمد
(5)
(2/ 526) عن أبي هريرة.
(1)
وإسناده حسن؛ وبيانه فِي "الصحيحة"(580).
(2)
بإسناد ضعيف؛ وقد خرجته فِي "الضعيفة"(1329)، وذكرت له هناك شاهدًا واهيًا.
(3)
ذا: مزيدة.
هاجرين بالتثنية؛ أي: قاطعين. اهـ "مرقاة".
(4)
وإسناده ضعيف، وقد صححه جماعة! وهو عندي صحيح لغيره، والتفصيل فِي "الإراوء"، وانظر التعليق على الحديث السابق (2056).
(5)
وفي سنده مجهول الحال، وآخر لم يُسَمَّ، وقد اختلف فيه على ابن لهيعة، ومدار إسناده عليه، وقد فصلت ذلك فِي "الضعيفة"(1330).
وللبيهقي [3590] فِي "الشعب" عن سلمة بن قيس نَحْوُه.
2017 -
وروى البيهقي في «شعب الإيمان» عن سلمة بن قيس
(1)
. [2075]
فصل
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
2018 -
عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: " هل عندكم شيء؟ " فقلنا: لا قال: " فإني إذا صائم ". ثم أتانا يوما آخر فقلنا: يا رسول الله أهدي لنا حيس
(2)
فقال: " أرينيه فلقد أصبحت صائما " فأكل. [1481]
• مُسْلِمٌ [م (170/ 1154)، وَالثَّلاثَةُ [د 2455 ت 723 س 4/ 194] عَنْهَا فِي الصِّيَامِ.
2019 -
عن أنس رضي الله عنه أنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سليم فأتته بتمر وسمن فقال: "أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في
(1)
قال القاري في "المرقاة": "وما وقع فِي نُسخ "المشكاة": "سلمة بن قيس" غلط، والصواب: سلمة بن قيصر". اهـ "مرقاة".
قلت: كذلك رواه عنه جماعة عنه صلى الله عليه وسلم، وهو الذي عن أبي هريرة عند أحمد.
لكن وقع فيه: سلمة بن قيس - كما عند البيهقي -؛ وهو تصحيف قديم - فيما يبدو -؛ والله أعلم.
(2)
تمر يخلط بسمن وأقط؛ فيعجن شديدًا، ثم يندر منه نواه، وربما جعل فيه سويق. اهـ "قاموس".
وعائه فإني صائم ". ثم قام إلى ناحية من البيت فصلى غير المكتوبة فدعا لأم سليم وأهل بيتها. [1482]
• مُسْلِمٌ، وَالأَرْبَعَةُ
(1)
عَنْهُ فِيهِ.
2020 -
وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دعي أحدكم إلى طعام وهو صائم فليقل: إني صائم ". [1483]
• مُسْلِمٌ [159/ 1150]، وَالثَّلاثَةُ [د 2461 ت 781 س فِي الكبرى 3269] فِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
2021 -
وقال: " إذا دعي أحدكم فليجب فإن كان صائما فليصل وإن كان مفطرا فيطعم". [1484]
• مُسْلِمٌ [106/ 1431]، وَالثَّلاثَةُ [د 2460 ت 780 س فِي الكبرى 3270] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَيْضًا.
مِنَ "الحِسَانِ
":
2022 -
عن أم هانئ رضي الله عنها قالت: لما كان يوم الفتح فتح مكة جاءت
فاطمة فجلست على يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم هانئ عن يمينه
فجاءت الوليدة بإناء فيه شراب فناولته فشرب منه ثم ناوله أم هانئ فشربت فقالت:
يا رسول الله إني كنت صائمة؟ فقال لها: " أكنت تقضين شيئا؟ " قالت: لا. قال: " فلا يضرك إن كان تطوعا ". [1485]
• الثَّلاثَةُ
(2)
[د 2456 ت 732 س فِي الكبرى 3304] عَنْهَا فِيهِ.
(1)
كذا الأصل! وما نراه إلا وهمًا، فإنه لم يخرجه مسلم ولا الأربعة؛ إلا النسائي فِي "الكبرى"(8292).
ولكن كان عليه أن يعزوه للبخاري؛ فإنه رواه (1982)! (ع)
(2)
إسناده جيد، وقد رواه الحاكم (1/ 439) والبيهقي (4/ 276) من طريق سماك بن عكرمة عن أبي صالح عن أم هانئ مرفوعاً، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي =
وفي رواية: "الصَّائِمُ المُتَطَوِّعُ أَمِيرُ نَفْسِه؛ إِنْ شاءَ صامَ، وإِنْ شاءَ أَفْطَرَ".
• التِّرْمِذِيُّ [732] عَنْهَا فِيهِ.
2023 -
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كنت أنا وحفصة صائمتين فعرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه فقالت حفصة: يا رسول الله إنا كنا صائمتين فعرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه؟. قال: " أقضيا يوما آخر مكانه ". [1486]
• أَبُو دَاوُدَ [2457]، وَالنَّسَائِيُّ
(1)
[الكبرى 3291] عَنْهَا فِيهِ.
= وهو كما قالا؛ فإن سماكًا لم يتفرد به:
فقد رواه شعبة: حدثني جعدة، عن أم هانئ
…
به، قال شعبة: فقلت لجعدة: أسمعته أنت من أم هانئ؟! قال: أخبرنى أهلنا، وأبو صالح مولى أم هانئ، عن أم هانئ: رواه الدارقطني فِي "الأفراد"(2/ رقم: 30 - 31 - من نسختي)، والبيهقي، وأحمد (6/ 341).
فهذه طريق أخرى تُقوي الأولى. وله طريق ثالثة: خرجها أبو داود، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن أم هانئ
…
نحوه.
وهذا إسناد قوي فِي المتابعات.
وقد قال الحافظ العراقي فِي "تخريج الإحياء"(2/ 331): "إسناد حسن".
وله شاهد من حديث عائشة بسند صحيح، وهو مخرج فِي "الإرواء"(965)؛ وانظر "آداب الزفاف"(ص 156 - 158).
(1)
ورواه الترمذي (735)، وذكر أنه أرسله جماعة من الحفاظ؛ لم يذكروا فيه:"عن عروة"؛ قال: "وهذا أصح؛ لأنه روي عن ابن جريج، قال: سألت الزهري، قلت له: أحدثك عروة عن عائشة؟ قال: لم أسمع من عروة فِي هذا شيئًا، ولكني سمعت - فِي خلافة سليمان بن عبد الملك - من ناس، عن بعض مَن سأل عائشة عن هذا الحديث: حدثنا بذلك
…
"؛ ثم ساق إسناده الصحيح إلى ابن جريج به.
وهذا يُروى مُرسلًا - على الأصحّ - عن الزُّهريّ، عن عائشة رضي الله عنها.
• كَأَنَّهُ أَخَذَهُ مِن قَوْلِ البُخَارِيِّ: لا يُعْرَفُ سَمَاعُ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ!
2024 -
وعن أم عمارة بنت كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة حتى يفرغوا". [1487]
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[785] مِنْ رِوَايَةِ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ مَوْلاةٍ لَهُمْ - يُقَالُ لَهَا: لَيْلَى - عَنْ أمِّ عِمَارَةَ.
وَالنَّسَائِي [الكبرى 3267] بِدُون ذَكْرِ أُمِّ عِمَارَةَ.
وَأَمَّا الذِي ذَكَرَهُ البَغَوِيُّ أن هَذَا الحَدِيثَ عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ أمِّ عُمَارَةَ بِنْتِ كَعْبٍ: فَذِكْرُ الزُّهْرِيِّ فِيهِ وَهَمٌ - وَكَذَا عَائِشَةَ -!
وَإِنمَا هُوَ مِنْ رِوَايَةِ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ كَمَا ذَكَرْتُه، وَكَذَا هُوَ عِنْدَ أَحْمَدَ [6/ 365] ".
الفصل الثالث:
2025 -
عن بريدة قال: دخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتغدى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الغداء يا بلال ". قال: إني
= قلت: فهذا نصٌّ من الزهري، أنه لم يرو هذا الحديث عن عروة أصلًا! فذلك يؤكد رواية الحفاظ عنه، ويدل على خطإ من رواه عنه، عن عروة؛ وهو جعفر بن برقان - عند الترمذي، وكذا أحمد (6/ 263) -؛ وهو - وإن كان من رجال مسلم -؛ فيه ضعف؛ لا سيما فِي الزهري؛ قال الحافظ:"صدوق؛ يهم فِي حديث الزهري".
أقول: وأما رواية أبي داود؛ فهي عن زُمَيْل - مولى عروة -، عن عروة، عن عائشة
…
به.
وزُمَيْل - هذا - مجهول؛ كما قال الحافظ وغيره؛ فالحديث ضعيف لا يصح؛ ولفظه بنحوه؛ إلا أنه قال: "لا عليكما! صومًا مكانه يومًا آخر".
(1)
انظر "الضعيفة"(1332).
صائم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نأكل رزقنا وفضل رزق بلال في الجنة أشعرت يا بلال أن الصائم تسبح عظامه وتستغفر له الملائكة ما أكل عنده؟ ". [2082]
• البيهقي
(1)
(3586) فِي "الشعب" عنه.
7 - باب ليلة القدر
مِنَ "الصِّحَاح
":
2026 -
قالت عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ". [1488]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (2017) م (219/ 1169)] عَنْهَا، وَلَيْسَ عِنْدَ مُسْلِمٍ "فِي الوِتْرِ".
2027 -
وقال ابن عمر: إن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرى رؤياكم قد تواطأت
(2)
في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر". [1489]
(1)
قلت: لم أقف - حتى الآن - على الكتاب المذكور لنتكلم على إسناد الحديث، ولكني وقفت عليه بالواسطة؛ فقد أخرجه ابن عساكر فِي ترجمة (بلال) من "تاريخ دمشق": من طريق البيهقي.
وبذلك عرفت أنه حديث موضوع؛ فيه كذاب، وآخر ضعيف.
لكن هذا لم ينفرد به؛ بل تابعه آخر - عند ابن ماجه (1749) -؛ فكان عزوه إليه أولى! وأودعت بيان ذلك فِي "الضعيفة"(1332).
(2)
أي: توافقت.
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ [خ (2015) م (205/ 1165)] عَنْهُ فِي أَوَاخِرِ الصِّيَامِ (د
(1)
[1385]).
2028 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التمسوا في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر: في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى في ثالثة تبقى". [1490]
• البُخَارِيُّ [2021]، وَأبو دَاوُدَ [1381] عَنْهُ فِيهِ.
2029 -
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية
(2)
ثم أطلع رأسه. فقال: " إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة ثم اعتكفت العشر الأوسط ثم أتيت فقيل لي إنها في العشر الأواخر فمن أعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر فقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر ". قال: فمطرت السماء تلك الليلة وكان المسجد على عريش فوكف المسجد فبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جبهته أثر الماء والطين والماء من صبيحة إحدى وعشرين". [1491]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ 2018 م 1167] عَنْه، وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ.
2030 -
وعن عبد الله بن أنيس أنه قال أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم "أن يقوم ليلة ثلاث وعشرين ". [1492]
(1)
أخرجه أبو داود مختصرًا. (ع)
(2)
قال الإمام النووي فِي "شرح صحيح مسلم": "أي: قبة صغيرة من لبود".
• مُسْلِمٌ
(1)
[(179/ 762) (220/ 762)] عَنْهُ فِيهِ.
2031 -
وعن أبي بن كعب أنه حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين. فقيل: بأي شيء تقول ذلك؟ قال: بالعلامة التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تطلع الشمس في صبيحة يومئذ بيضاء لا شعاع لها. [1493]
• مُسْلِمٌ [(179/ 762) (220/ 762)]، وَالثَّلاثَةُ [د 1378 ت 793 س الكبرى 3406] عَنْهُ فِيهِ.
2032 -
وقالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره. [1494]
• مُسْلِمٌ [8/ 1175]، وَالتِّرْمِذِيُّ [796]، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 3390]، وَابْنُ مَاجَه [1767] عَنْهَا فِيهِ.
2033 -
وقالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله. [1495]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (2024) م (7/ 1174)] عَنْهَا فِيه (د [1376]، س [3/ 217]، ق [1768]).
مِنَ "الحِسَانِ
":
2034 -
عن أبي بكرة أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "التمسوها يعني ليلة القدر في تسع بقين أو في سبع يبقين أو في خمس يبقين أو ثلاث يبقين أو آخر ليلة "[1496]
• التِّرْمِذِيُّ [794]، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 3403] عَنْه، وَقَالَ (الترمذي): صَحِيحٌ
(2)
.
(1)
وكذا أبو داود، وسيأتي لفظه بعد ستة أحاديث.
(2)
وهو كما قال، وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات؛ وصححه ابن حبان.
2035 -
وقال ابن عمر رضي الله عنهما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال: "هي في كل رمضان". [1497]
• أَبُو دَاودَ [1387] عَنْهُ فِيهِ.
ووقفه بعضهم على ابن عمر.
• حَكَاهُ أَبُو دَاوُدَ
(1)
.
2036 -
عن عبد الله بن أنيس أنه قال: قلت يا رسول الله إن لي بادية أكون فيها وأنا أصلي فيها بحمد الله فمرني بليلة من هذا الشهر أنزلها إلى هذا المسجد؟ قال: " انزل ليلة ثلاث وعشرين ". قال فكان إذا صلى العصر دخل المسجد فلا يخرج إلا في حاجة حتى يصلي الصبح. [1498]
• أَبُو دَاوُدَ
(2)
[1380] عَنْهُ فِيهِ.
2037 -
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت
(1)
فقال: "رواه سفيان وشعبة، عن أبي إسحاق
…
موقوفًا على ابن عمر".
قلت: هذا الموقوف أصح؛ لأن أبا إسحاق - وهو السبيعي - كان اختلط؛ وسفيان وشعبة قد سمعا منه قبل الاختلاط؛ فتكون روايتهما أرجح من رواية من رواه عنه مرفوعًا - وهو موسى بن عقبة، الذي لم يعرف متى كان سماعه منه؟! -.
وفيه علة أخرى؛ وهي عنعنة أبي إسحاق؛ فإنه وصف بالتدليس.
والمحفوظ عن ابن عمر: الأمر بتحرِّيها فِي السبع الأواخر؛ كما فِي الحديث الثاني من الفصل الأول!
(2)
وإسناده ضعيف؛ فيه ابن عبد الله بن أنيس؛ لم يُسَمَّ؛ فقيل: هو صخرة، وقيل: عمرو! وكلاهما ليس بمشهور.
وفيه عنعنة ابن إسحاق؛ وكان يدلس!
إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: " قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
هذا حديث صحيح. [1499]
• التِّرْمِذِيُّ [3513]، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 10708]، وَابْنُ مَاجَه [3850] عَنْهَا، وَقَالَ الترمذي: صَحِيحٌ
(1)
.
الفصل الثالث:
2038 -
عن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: " خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة". [2095]
• رواه البخاري
(2)
(2023) فِي الصيام عنه.
2039 -
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان ليلة القدر نزل جبريل عليه السلام في كبكبة من الملائكة يصلون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله عز وجل فإذا كان يوم عيدهم يعني يوم فطرهم باهى بهم ملائكته فقال: يا ملائكتي ما جزاء أجير وفى عمله؟ قالوا: ربنا جزاؤه أن يوفى أجره. قال: ملائكتي عبيدي وإمائي قضوا فريضتي عليهم ثم خرجوا يعجون إلى الدعاء وعزتي وجلالي وكرمي وعلوي وارتفاع مكاني لأجيبنهم. فيقول: ارجعوا فقد
(1)
وإسناده صحيح.
(2)
وابن أبي شيبة (5/ 511).
غفرت لكم وبدلت سيئاتكم حسنات. قال: فيرجعون مغفورا لهم ". [2096]
• البيهقي (3717) فِي الشعب
(1)
عنهُ
(2)
.
8 - باب الاعتكاف
مِنَ "الصِّحَاح
":
2040 -
عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده. [1500]
• الخَمْسَةُ [عَنْهَا]
(3)
[خ (2026) م (5/ 1172) د 2462 س فِي الكبرى 3336 فِيهَا.
2041 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه
(1)
أي: جماعة.
(2)
قلت: هذا حديث موضوع، ولوائح الوضع عليه بيِّنة، وفيه إثبات المكان لله نصًّا ولفظًا! وهو طرف من حديث أورده ابن الجوزي بتمامه فِي "الموضوعات" من رواية أصرم بن حوشب، عن
…
قتادة، عن أنس، وقال: "لا يصح، أصرم كذاب، ورواه عباد بن عبد الصمد، عن أنس
…
أبسط من هذا؛ وعباد؛ قال العقيلي: يروي عن أنس نسخة عامتها مناكير".
وأقره السيوطي فِي "اللآلئ"(2/ 99)، وقال: "ورواه أيضًا أبان، عن أنس: أخرجه الديلمي: أنبأنا
…
؛ وأبان متروك".
(3)
كان فِي الأصل: (عنه)! والصواب ما أثبتناه.
ثم إن الحديث لم نجده فِي "سنن الترمذي"، ولم يعزه المزي فِي "التحفة"(12/ 61) إليه! (ع)
جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة. [1501]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ [خ (1902) م (50/ 2308)] عَنْهُ فِيهِ.
2042 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض وكان يعتكف كل عام عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه. [1502]
• البُخَاريُّ [4998]، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 7992]، وَابْنُ مَاجَه [1769] عَنْهُ فِيهِ.
2043 -
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف أدنى إليَّ رأسه وهو في المسجد فأرجله وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان. [1503]
• البُخَارِيُّ [2029]، وَأَبُو دَاوُدَ [2468]، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 3373]، وَابْنُ مَاجَه [1776] عَنْهَا فِيهِ.
2044 -
وروي عن عمر رضي الله عنه: أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام؟ قال: " فأوف بنذرك". [1504]
• الجَمَاعَةُ [خ (2032) م (27/ 1656) د 3325 ت 1539 س فِي الكبرى 3349 ق 2129] عَنْهُ فِيهِ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
2045 -
عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فلم يعتكف عاما. فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين. [1505]
• الأَرْبَعَةُ
(1)
[د 2463 ق 1770 س فِي الكبرى 3344 عن أُبي وت 803 عن أنس] عَنْ أَنَسٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِيهِ.
2046 -
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض وهو معتكف فيمر كما هو فلا يعرج يسأل عنه. [1506]
إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل في معتكفه.
• أبو داود
(2)
[2472] عنها فيه.
2047 -
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل في معتكفه. [1507]
• الجَمَاعَةُ [خ 2033 م 1173 د 2464 ت 791 ق 1771 س (2/ 44)] عَنْ عَائِشَةَ فِيهِ
(3)
، وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يذْكُرَهُ فِي الأَوَّلِ:
2048 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: السنة على المعتكف أن لا يعود مريضا ولا يشهد جنازة ولا يمس المرأة ولا يباشرها ولا يخرج لحاجة إلا لما لابد منه ولا اعتكاف إلا بصوم ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع". [1508]
• أَبُو دَاوُدَ
(4)
[2473] فِيهِ عَنْهَا.
(1)
وقال الترمذي: "حسن صحيح".
قلت: وهو كما قال؛ فإن سنده صحيح.
وكذلك إسناد حديث أُبيٍّ - عند أبي داود (2463) - صحيح أيضًا.
ورواه ابن ماجه (1769) من حديث أبي هريرة؛ وسنده جيّد؛ وكذلك رواه أبو داود (2466).
(2)
وفي إسناده: الليث بن أبي سُليم؛ وهو ضعيف.
(3)
إنما رواه النسائي فِي (المساجد)! نعم رواه فِي (الاعتكاف) من "الكبرى"(3347)! (ع)
(4)
وأعلّه بما لا يقدح؛ وإسناده جيد. =
الفصل الثالث:
2049 -
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا اعتكف طرح له فراشه أو يوضع له سريره وراء أسطوانه التوبة
(1)
. [2107]
• رواه ابن ماجه
(2)
(1774) عنه فيه.
= ورواه البيهقي (4/ 315، 320)، والدارقطني (247 - 248) بإسناد صحيح؛ وبيان ذلك فِي "الإرواء"(966).
(1)
هي: من أسطوانات المسجد النبوي، سميت بذلك؛ لأن أبا لبابة تاب الله عليه عندها.
(2)
قلت: وإسناده ضعيف؛ فيه نعيم بن حماد، قال الحافظ:"صدوق، يخطئ كثيرًا".
لكن رواه الطبراني فِي "المعجم الكبير"(3/ 201/ 1) من طريق غيره. =
2050 -
وعن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في المعتكف: "هو يعتكف الذنوب
(1)
ويجري له من الحسنات كعامل الحسنات كلها ". [2108]
• رواه بن ماجه،
(2)
(1781) عنه.
= وفي الطريقين: عيسى بن عمر بن موسى، ولم يوثقه غير ابن حبان، لكن روى عنه جماعة من الثقات، فالحديث يحتمل للتحسين؛ والله أعلم.
(1)
منصوب بنزع الخافض؛ أي: يحتبس عن الذنوب.
(2)
وفي إسناده فرقد السبخي؛ ضعيف، قال الحافظ:"لين الحديث، كثير الخطإ".
ومن طريقه: رواه أبو نعيم فِي "أخبار أصبهان"(2/ 332).
8 - كتاب فَضَائِلِ القُرْآنِ
[1 - باب]
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
2051 -
عن عثمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". [1509]
• البُخَارِيُّ [5027]، وَالأَرْبَعَةُ [د 1452 ت 2907 س فِي الكبرى 8037 ق 211] فِيهِ عَنْ عُثْمَان.
2052 -
وقال: "أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي بناقتين كوماوين
(1)
في غير إثم ولا قطع رحم؟ " قالوا: يا رسول الله كلنا يحب ذلك قال: "فلأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل". [1510]
• مُسْلِمٌ [251/ 803]، وَأَبُو دَاوُدَ [1456] عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه.
2053 -
وعن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات
(2)
عظام سمان ". قلنا: نعم. قال: " فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام
(1)
أي: ناقتين عظيمتي السنام.
(2)
هي: الحوامل من النوق.
سمان ". [1511]
• مُسْلِمٌ [250/ 802]، وَابْنُ مَاجَه [3782] فِي ثَوَابِ التَّسْبِيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
2054 -
وقال: "رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع
(1)
فيه وهو عليه شاق له أجران". [1512]
• الجَمَاعَةُ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: البخاري [4937] فِي تَفْسِيرِ {عَبَسَ} ، ومسلم [244/ 798] فِي فَضَائِلِ القُرْآنِ مِنْ كِتَابِ الصَّلَاةِ، وَفِي الصَّلَاةِ الترمذي [2904] والنسائي [الكبرى 8047] فِي فَضَائِلِ القُرْآنِ وَفَى ثّوَابِهِ.
2055 -
وقال: "لا حسد إلا على اثنين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار". [1513]
• الجَمَاعَةُ - إِلَّا أَبَا دَاوُدَ - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه: (خ)[(7529)] فِي التَّوْحِيدِ (م)[266/ 815] فِي الصَّلاةِ، (ت)[1936] فِي البِرِّ، (س)[الكبرى 8072] فِي فَضْلِ القُرْآنِ، (ق)[4209] فِي الزُّهْدِ.
2056 -
وقال: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن: مثل الأترجة
(2)
ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر". [1514]
• الجَمَاعَةُ عَنْ أَبِي مُوسَى، (خ)[5020] و 7560] فِي التَّوْحِيدِ، وَفِي فَضَائِلِ القُرْآنِ، (م)[243/ 797] فِي الصَّلاةِ، (د)[4830] فِي الأدَبِ، (ت)[2865] فِي الأَمْثَالِ، (س)[8/ 124] فِي الوَلِيمَةِ،
(1)
التعتعة فِي الكلام: التردد من حَصْرٍ وَعِيٍّ، انظر "القاموس".
(2)
الأترجة: وهي ثمر معروف - يقال له: ترنج -؛ وهو جامع لطيب الطعم والرائحة.
(ق)[214] فِي السُّنَّةِ.
وفي رواية: "المُؤْمِنُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَيعْمَلُ بهِ كالْأُتْرُجَّة، والمُؤْمِنُ الذي لا يَقرَأُ القُرْآنَ، وَيعْمَلُ به كالتَّمْرَة".
• الحَدِيث البخَارِيُّ [5059] عَنْهُ فِيهِ.
2057 -
وقال:"إن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين". [1515]
• مُسْلِمٌ [269/ 817] فِي الصَّلاةِ، وَابْنُ مَاجَه [218] فِي السُّنَّةِ عَنِ ابنِ عُمَرَ
(1)
.
2058 -
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن أسيد بن حضير قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكنت فقرأ فجالت الفرس فسكت فسكنت ثم قرأ فجالت فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح عرجت في الجو حتى لا أراها؟ قال: "تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم". [1516]
• البُخَارِيُّ [5018]، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 8016] عَنْ أبِي سَعِيدٍ فِي فَضَائِلِ القُرْآنِ
(2)
.
(1)
كذا! ولعله سبق قلم؛ فإنه من (مسند عمر) لا (ابن عمر)؛ وعلى الصواب عزاه الصدر المناوي فِي "كشف المناهج"(ق 209)! (ع)
(2)
قلت: إطلاق عزوه إلى البخاري يوهم أنه رواه موصولًا؛ وليس كذلك؛ فإنما علقه فِي الموضع المشار إليه!
نعم؛ رواه مسلم فِي "صحيحه"(796) موصولًا فِي (الصلاة).
وعلى الصواب؛ عزاه الصدر المناوي فِي "كشف المناهج"(ق 209 - 210)! (ع)
2059 -
عن البراء رضي الله عنه أنه قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين
(1)
فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال: " تلك السكينة تنزلت بالقرآن ". [1517]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنِ البَرَاء: " (خ)[3614] فِي عَلامَاتِ النُّبُوَّةِ، (م)[240/ 795] فِي الصَّلاةِ، (ت)[2885] فِي فَضَائِلِ القُرْآنِ العَظِيمِ.
2060 -
وعن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه أنه قال: كنت أصلي فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فلم أجبه حتى صليت ثم أتيت. فقال: "ما منعك أن تأتيني؟ فقلت كنت أصلي فقال ألم يقل الله (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم) ثم قال لي: " ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ". فأخذ بيدي فلما أرادنا أن نخرج قلت يا رسول الله إنك قلت:" ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن؟ قال: (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ". [1518]
• البُخَارِيُّ [4474] فِي التَّفْسِيرِ وَالفَضَائِلِ، وَأَبُو دَاوُدَ [1458]، وَالنَّسَائِيُّ [2/ 139] فِي الصَّلاةِ، وَابْنُ مَاجَه [3785] فِي ثَوَابِ التَّسْبِيحِ عَنْ أبِي سَعِيدِ بْنِ المُعَلَّى.
2061 -
وقال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة". [1519]
• مُسْلِمٌ [212/ 780]، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 8015] فِي فَضَائِلِ القُرْآنِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
2062 -
وقال: "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا
(1)
الشطن: الحبل الطويل الشديد الفتل.
الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان
(1)
أو فرقان
(2)
من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة". [1520]
• مُسْلِمٌ [252/ 804] فِي فَضَائِلِ القُرْآنِ مِنَ الصَّلَاةِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ.
2063 -
وقال: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق
(3)
أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما". [1521]
• مُسْلِمٌ [253/ 805]، وَالتِّرْمِذِيُّ [2883] فِي فَضَائِلِ القُرْآنِ عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ.
2064 -
عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ "، قلت الله ورسوله أعلم قال:"يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ ". قال: قلت (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) قال فضرب بيده في صدري فقال: "ليهنك العلم أبا المنذر".
وفي رواية: ثم قال: والذي نفس محمد بيدِه إنَّ لهذه الآية لسانًا وشفتيْنِ تُقدِّسُ المَلِكَ عند ساقِ العرشِ". [1522]
• مُسْلِمٌ [810]، وَأَبُو دَاوُدَ [1460] فِي الصلاةِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه.
(1)
وهي - بالياءين -: ما يكون أدون من الغمامتين بالكثافة، وأقرب إلى رأس صاحبهما.
(2)
أي: طائفتان من الطير.
وفي "القاموس": "الفرق: طائر، وجمعه: فرقان".
(3)
أي: ضوء ونور.
2065 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة ". قال قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال: " أما إنه سيعود ". فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا هريرة ما فعل أسيرك؟ " قلت يا رسول الله شكا حاجة وعيالا ف رحمته فخليت سبيله فقال: " أما إنه كذبك وسيعود ". فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود قال دعني أعلمك
(1)
كلمات ينفعك الله بها: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) حتى تختم الآية؛ فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما فعل أسيرك؟ " قلت: زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها، قال:"أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال ". قلت لا، يا رسول الله! قال:" ذاك شيطان ". [1523]
• البُخَارِيُّ
(2)
[2311 و 3275] فِي الوِكَالَةِ وَغَيْرِهَا، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 10795] فِي عَمَلِ اليَوْمِ
(1)
قال القاري فِي "المرقاة": "وفي نسخة: "أعلمْك" - بالجزم - ".
(2)
(فائدة): نقل الصدر المناوي في "كشف المناهج والتناقيح"(ق 211) عن الحميدي أن هذا الحديث معلَّق عند البخاري غير موصول، ثم نقل تعقُّب الإمام النووي بما خلاصته: أن (عثمان بن الهيثم) من شيوخ =
وَاللَّيْلَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
2066 -
عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: بينما جبريل عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا
(1)
من فوقه فرفع رأسه فقال: " هذا باب من السماء فتح لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته ". [1524]
• مُسلِمٌ [254/ 806]، وَالنَّسَائِيُّ [2/ 138] فِي الصَّلاة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
2067 -
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى فأعطي ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس وخواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك بالله من أمته شيئا المقحمات". [1525]
• مُسْلِمٌ [279/ 173] فِي الصَّلاةِ، وَالتِّرْمِذِيُّ [3276] فِي تَفْسِيرِ البَقَرَةِ، وَالنَّسَائِيُّ [1/ 223] فِي الصَّلاةِ عَنِ ابْنِ مَسعُودٍ رضي الله عنه.
2068 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه". [1526]
• الجَمَاعَةُ [م (255/ 807)] عَنْ أَبِي مَسعُودٍ، (خ)[4008] فِي المَغَازِى، (د [1397]، ق [1368]) فِي الصَّلاةِ، (ت [2881]، س [الكبرى 8005]) فِي فَضَائِل القُرْآنِ.
= البخاري المعروفين، وقول البخاري:(قال فلان) إن كان من شيوخه؛ محمولٌ على السماع والاتصال؛ وهذه فائدة مهمة؛ فتنبه!! (ع)
(1)
أي: صوتًا.
2069 -
وقال: "من حفظ عشر آيات من أول
(1)
سورة الكهف عصم من الدجال". [1527]
• مُسْلِمٌ [257/ 809] فِي الصَّلَاةِ، وَأَبُو دَاوُدَ [4323] فِي المَلاحِمِ، وَالتِّرْمِذِيُّ [2886] فِي فَضَائِلِ القُرْآنِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ.
2070 -
وقال: "أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ " قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: " قل هو الله أحد " تعدل ثلث
(2)
ثلث القرآن". [1528]
• مُسْلِمٌ [259/ 811] فِي الصَّلاةِ، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 10537] فِي عَمَلِ اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ.
2071 -
وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ (قل هو الله أحد) فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: " سلوه لأي شيء يصنع ذلك " فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أخبروه أن الله يحبه". [1529]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (خ)[7375] فِي التوْحِيدِ، (م (263/ 813)، س [2/ 170]) فِي الصَّلاةِ عَنْ عَائِشَةَ.
2072 -
وقال أنس رضي الله عنه: إن رجلا قال: يا رسول الله إني أحب هذه السورة: (قل هو الله أحد) قال: إن حبك إياها أدخلك الجنة". [1530]
• البُخَارِيُّ [774] فِي الصَّلاةِ تَعْلِيقًا، وَوَصَلَهُ التّرْمِذِيُّ [2901] فِي فَضَائِلِ القُرْآنِ عَنْ أَنَسٍ.
(1)
وفي رواية لمسلم: "
…
من آخر الكهف"؛ وهي رواية شاذة، والأولى هي المحفوظة؛ كما حققته فِي تعليقي على "مختصر صحيح مسلم" - بقلمي، ثم زدته بيانًا فِي "الصحيحة" (582).
(2)
بالتذكير والتأنيث.
2073 -
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه -أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس)[1531]
• مُسْلِمٌ [264/ 814]، وَالتِّرْمِذِيُّ [2902]، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 8030] فِي فَضَائِلِ القُرآنِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ.
2074 -
وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات. [1532]
• (خ) فِي الطّبِّ [5748] وَالأدَبِ
(1)
وَفَضَائِلِ القُرْآنِ [5017](م) فِي الرِّقَاقِ
(2)
، (د)[5056] فِي الأدَبِ، (ت [3402]، ق [3875]) فِي الدُّعَاءِ (س)[الكبرى 10624] فِي التَّفْسِيرِ
(3)
، كُلُّهُمْ عَنْ عَائِشَةَ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
2075 -
عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه
(1)
بل فِي (الدعوات)(6319)! (ع)
(2)
لم نجده فِي "صحيح مسلم" لا فِي (الرقاق) ولا فِي غيره؛ بل ولم يعزه المزي فِي "التحفة"(12/ 60) إليه! (ع)
(3)
كذا عزاه إلى (التفسير)؛ وسبقه إلى ذلك: المزي فِي "التحفة"(12/ 61)، والصدر المناوي في "كشف المناهج"(ق 212)! ولم نجده فيه؛ وإنما أخرجه فِي "عمل اليوم والليلة"! (ع)
وسلم - أنه قال: "ثلاثة تحت العرش يوم القيامة القرآن يحاج العباد
(1)
له ظهر وبطن
(2)
والأمانة والرحم تنادي: ألا من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله ". [1533]
• البَغَوِيُّ
(3)
[3433] فِي "شَرْحِ السُّنَّةِ" عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ "التَّرْغِيبِ" لِحُمَيْدِ بْنِ زَنجَوَيْهِ بِسَنَدِهِ.
2076 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها ". [1534]
• الثَّلاثَةُ
(4)
[د 1464 ت 2914 س فِي الكبرى 8056] فِي فَضَائِلِ القُرْآنِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو.
2077 -
وقال: "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب".
صَحِيحٌ. [1535]
• التِّرْمِذِيُّ [2913] فِي فَضَائِلِ القُرْآنِ عَنِ ابُنِ عَبَّاسٍ، وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ
(5)
(1)
أي: يخاصمهم فيما صنعوا، وأعرضوا عنه فِي أحكامه وحدوده، ويخاصم عنهم بسبب محافظتهم على حقوقه، وقد ورد أن القرآن حجة لك أو عليك "لمعات".
(2)
ظهره: ما استوى فيه المكلفون من الإيمان به، والعمل بمقتضاه.
وبطنه: ما وقع التفاوت فِي فهمه من العباد، وفيه تنبيه على أن كلًا منهم يطالب بقدر ما انتهى إليه من علم الكتاب وفهمه:"لمعات".
(3)
وإسناده ضعيف، وعبد الرحمن بن عوف - هذا -؛ ليس هو الزهري - أحد العشرة المبشرين بالجنة -؛ بل هو قرشي آخر، وفي ثبوت صحبته عندي نظر، وقد بينت ذلك كله في "الضعيفة"(1337).
(4)
وإسناده حسن، وصححه ابن حبان (1790)، وهو مخرج فِي "الصحيحة"(2240).
(5)
قلت: فِي تحسينه - بَلْهَ تصحيحه - نظر عندي! لأنه من رواية قابوس بن أبي ظبيان؛ وقد ضعّفه جماعة من الأئمة؛ قال ابن حبان: "ينفرد عن أبيه بما لا أصل له؛ فربما رفع المراسيل، وأسند الموقوف"، وقال =
قُلْتُ: وَاسْتَدركَه الحَاكِمُ [1/ 544]، وَقَدْ ضَعَّفَ النَّسَائِيُّ رَاويَهُ قَابُوسَ بْنَ أَبِي ظَبْيَان.
2078 -
وقال: " يقول الرب تبارك وتعالى: من شغله القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين. وفضل كلام الله تعالى على سائر الكلام كفضل الله على خلقه".
غريب. [1536]
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[2926]رحمه الله فِي فَضَائِلِ القُرْآنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
2079 -
قال: "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول: {الم} حرف. ألف حرف ولام حرف وميم حرف".
غريب [1537]
• التِّرْمِذِيُّ [2910] فِي فَضَائِلِ القُرْآنِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ
(2)
!
كَذَا قَالَ.
2080 -
عن الحارث
(3)
عن علي رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول
= الحافظ: "فيه لين".
قلت: ومن طريقه أخرجه الدارمي (3309)، وأحمد (1/ 223) والضياء فِي "المختارة"(582/ 191/ 2)، والحاكم (1/ 554)، وقال:"صحيح الإسناد"؛ فتعقبه الذهبي فِي "تلخيصه" بقوله: "قلت: قابوس ليّن".
(1)
وإسناده ضعيف جدًّا، وقال الذهبي:"حسنه الترمذي، فلم يحسن! "؛ وهو مخرج فِي "الضعيفة"(1335).
(2)
وهو صحيح؛ وانظر "الصحيحة"(660).
(3)
وهو ضعيف جدًّا - كما تقدم -.
الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ألا إنها ستكون فتنة ". فقلت ما المخرج منها يا رسول الله قال: " كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به) من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى
(1)
إلى صراط مستقيم ".
إسناده مجهول [1538]
• التِّرْمِذِيُّ [2906] عَنْ عَلِيٍّ فِي فَضَائِلِ القُرْآنِ، وَقَالَ: إِسْنَادُهُ مَجْهُولٌ
(2)
.
2081 -
وقال: "من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه تاجا يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم فما ظنكم بالذي عمل بهذا؟ ". [1539]
• أَبُو دَاوُدَ
(3)
[1453] فِي الصَّلَاةِ عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ.
2082 -
وقال: "لو كان القرآن في إهاب
(4)
ما مسته النار". [1540]
(1)
وفي بعض النسخ: (هَدَى) بالبناء للفاعل.
(2)
وتتمة كلامه: "وفي الحارث مقال".
قلت: وأقرَّه العراقي فِي "تخريج الإحياء"(1/ 289)؛ ثم خرجته فِي "الضعيفة"(6393).
(3)
وإسناده ضعيف.
(4)
الإهاب: الجلد.
• البَغَوِيُّ [1180] في "شَرْحِ السُّنَّةِ" عَنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، وَأصْلُهُ عِنْدَ أحْمَدَ
(1)
[4/ 154] مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ بِمَعْنَاه.
2083 -
وعن علي رضي الله عنه -عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن فاستظهره فأحل حلاله وحرم حرامه أدخله الله به الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت له النار".
غريب ضعيف [1541]
• أحْمَد
(2)
[1/ 148، 149]، وَالترْمِذِيُّ [2905]، وَابْنُ مَاجَه [216] عَنْ عَلِيّ رضي الله عنه في فَضَائِلِ القُرْآنِ، وَقَالَ الترمذي: غَرِيبٌ، وَحَفْصُ بنُ سُلَيمَان يُضعفُ في الحَدِيثِ
(3)
.
2084 -
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب رضي الله عنه: "كيف تقرأ في الصلاة؟ " فقرأ أم القرآن فقال: "والذي نفسي بيده ما أنزلت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها وإنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت".
صحيح. [1542]
(1)
وكذا الدارمي في "السنن"(2/ 430)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(1/ 390)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(ص 264)، وسنده حسن.
وله شاهد من حديث عصمة بن مالك - عند البيهقي، والضياء المقدسي -؛ ولكن إسناده ضعيف جدًّا.
(2)
عزوه إلى أحمد خطأ محض؛ فإنه لم يروه هو؛ وإنما هو من زيادات ولده عبد الله على "مسنده"؛ وإلى عبد الله - دون أبيه -: عزاه المصنف في "أطراف المسند المعتلب"(4/ 428)، و"إتحاف المهرة"(11/ 446)؛ وانظر "زوائد عبد الله في (المسند) "الدكتور عامر صبري! (ع)
(3)
قلت: بل هو واهٍ جدًّا! كما يشير إلى ذلك قول البخاري - فيه -: "تركوه"، وكذبه بعضهم، وقال الحافظ في "التقريب":"متروك".
• الترمِذِيُّ
(1)
[2875]، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ في فَضَائِلِ القُرْآنِ، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ [1/ 557].
2085 -
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تعلموا القرآن فاقرءوه فإن مثل القرآن لمن تعلم وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه كل مكان ومثل من تعلمه فرقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكئ
(2)
على مسك ". [1543]
• التِّرْمِذِيُّ [2876] في فَضَائِلِ القُرْآنِ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ
(3)
، وَالنسَائِيُّ [الكبرى 8749] في السِّيَرِ، وَابْنُ مَاجَه [217] في المُقَدِّمَة عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
2086 -
وقال: "من قرأ (حم) المؤمن إلى (إليه المصير) وآية الكرسي حين
(1)
وإسناده صحيح، وأخرجه ابن حبان (1714)، والحاكم (1/ 557)، ولكنهما قالا:"عن أبي هريرة" عن أبي بن كعب"!
وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي.
(2)
أي: رُبط.
(3)
قلت: في إسناده عطاء مولى أبي أحمد، قال الذهبي:"لا يُعرف".
ومن طريقه: رواه ابن نصر في "قيام الليل" ص (40)، وكذا ابن خزيمة في "صحيحه" (رقم:159)، وعنه ابن حبان (5/ 499/ 2126 - المؤسسة).
وهو من رواية عبد الحميد بن جعفر، عن سعيد المقبري، عن عطاء، عن أبي هريرة.
وخالفه الليث بن سعد، فقال: عن سعيد المقبري، عن عطاء
…
به مرسلًا، ولم يذكر أبا هريرة.
أخرجه الترمذي - أيضًا -.
وهو أصح كما قال البخاري في "التاريخ"(6/ 462/ 2995)، وذلك لأن الليث أوثق وأحفظ من عبد الحميد، ولا سيما وقد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، ولذلك قال الحافظ:"صدوق، ربما يهم".
ورواه عبد الرزاق في "مصنفه"(3/ 376/ 6018) من طريق ابن أبي أسيد، عن سليمان بن يسار
…
مرسلًا.
وابن أبي أسيد لم أعرفه.
يصبح حفظ بهما حتى يمسي. ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح".
غريب. [1544]
• الترمِذِيُّ
(1)
[2879] في فَضَائِلِ القُرْآنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
2087 -
وقال: "إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام أنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة فلا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان".
غريب. [1545]
• أَبُو دَاوُدَ في فَضَائِلِ القُرْآن
(2)
، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 10802] في عَمَلِ اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، كِلاهُمَا عَنِ النُّغمَانِ بنِ بَشِرٍ، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ [2/ 260].
2088 -
وقال: "من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال".
صحيح. [1546]
• التّرْمِذِيُّ [2886] في فَضَائِلِ القُرْآنِ، وَقَالَ: "حَسَنٌ صَحِيحٌ
(3)
" عَنْ أبِي الدَّرْدَاءِ.
(1)
وقال: "غريب؛ وقد تكلم أهل العلم في عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي من قبل حفظه".
قلت: وقال البخاري: "ذاهب الحديث". وقال النسائي: "متروك".
فهو ضعيف جدًّا.
(2)
لم نره عند أبي داود؛ لا في (الفضائل) ولا في غيرها؛ ولا عزاه المزي في "التحفة"(9/ 30) إليه.
وإنما رواه الترمذي (2882)! (ع)
(3)
قلت: نعم؛ الحديث صحيح؛ ولكن بلفظ: "عشرًا بدل: "ثلاث" - وهو الذي تقدم (2126) برواية مسلم -.
وأما بهذا اللفظ؛ فهو شاذ؛ لأن الحديث واحد، والطريق واحدة؛ مدارها على قتادة، وكل أصحابه قالوا:"عشر"؛ إلا شعبة، فقال في رواية عنه:"ثلاث"؛ ولكنه وافق الجماعة في الرواية الأخرى عنه؛ وهي الصواب؛ =
2089 -
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن (يس) ومن قرأ (يس)
كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات".
غريب [1547]
• التِّرْمِذِيُّ [2887] فِي فَضَائِلِ القُرْآنِ عَنْ أنَسٍ، وَقَالَ: غَرِيبٌ
(1)
.
2090 -
وقال: "إن الله تبارك وتعالى قرأ (طه) و (يس) قبل أن يخلق السموات والأرض بألف عام فلما سمعت الملائكة القرآن قالت طوبى لأمة ينزل هذا عليها وطوبى لأجواف تحمل هذا وطوبى لألسنة تتكلم بهذا". [1548]
• الدَّارِمِيُّ [2/ 456] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، وَقَدْ زَعَمَ ابْنُ حِبَّانَ [في "المجروحين"(1/ 108)، أَنَّهُ مَوْضُوعٌ
(2)
، وَتَبِعَهُ ابْنُ الجَوْزِيِّ [في "الموضوعات" (رقم: 238)].
2091 -
وقال: قال رسول الله: " من قرأ (حم) الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك"
(3)
.
= وتفصيل هذا في "الضعيفة"(1336).
(1)
أي: ضعيف؛ وتمام كلامه: إلا نعرفه إلا من هذا الوجه، وهارون أبو محمَّد شيخ مجهول".
قلت: وفيه علَّة أخرى بينتها في "السلسلة"(169)، وقلت فيه ثمة:"موضوع".
(2)
فقال: "هذا متن موضوع".
قلت: وإسناده واهٍ جدًّا؛ وهو مخرج في "الضعيفة"(1248).
(3)
قال الترمذي: "غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه؛ وعمر بن أبي خثعم يضعف، قال محمَّد: وهو منكر الحديث".
قلت: وهذا يعني أنه في منتهى الضعف عنده؛ وقد اتهمه ابن حبان بالوضع، وساق له هذا الحديث.
وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 234 - اللآلئ)، وقال:"عمر يضع الحديث". ==
غريب [1549].
2092 -
وقال: "من قرأ الدخان في ليلة الجمعة غفر له". [1550]
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[2889] في فَضَّائِلِ القُرْآنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهِمَا.
2093 -
وعَنِ العِرْباضِ بْنِ سَارِيَةَ: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات
(2)
قبل أن يرقد؛ يقول: "إن فيهن آية خير من ألف آية
(3)
".
غريب [1551]
• الثَّلاثَةُ عَنِ العِرْباضِ بْنِ سَارِيَةَ
(4)
، أبو داود [5057] فِي الأدَبِ مِنْ وَجْهَيْنِ، وَالآخَرَان [ت 2921]
= ثم خرجته في "الضعيفة"(6734).
(1)
وقال: "لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وهشام أبو المقدام يضعَّف؛ ولم يسمع الحسن من أبي هريرة؛ هكذا قال أيوب، ويونس بن عبيد، وعلي بن زيد".
وهشام: هو ابن زياد، وهو ضعيف جدًّا، قال الذهبي:"ضعفه أحمد، وغيره"، وقال النسائي:"متروك"، وقال ابن حبان:"يروي الموضوعات عن الثقات"، وقال أبو داود:"كان غير ثقة"، وقال البخاري:"يتكلمون فيه".
(2)
بكسر الباء: هي التي افتتحت بـ {سُبْحَانَ} و {سَبِّحِ} و {يُسَبِّحُ} ؛ وهي سورة الإسراء، والحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى. "مرقاة".
(3)
وإخفاء الآية فيها كإخفاء ليلة القدر في الليالي، وإخفاء ساعة الإجابة في يوم الجمعة. "مرقاة".
(4)
فيه مجهول؛ انظر "التعليق الرغيب"(1/ 310).
ورواه الدارمي عن خالد بن معدان
…
مرسلًا؛ وفيه عنعنة بقية بن الوليد.
وقد خالفه معاوية بن صالح، فرواه مرسلًا - عند الدارمي (2/ 458) -؛ وهو أصح. =
س في الكبرى 8026] في فَضَائِلِ القُرْآنِ.
2094 -
وقال: "إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي: (تبارك الذي بيده الملك). [1552]
•
(1)
الأَرْبعَةُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أبو داود [1400] في الصَّلاةِ، والترمذي [2891] في فَضَائِلِ القُرْآنِ، وَقَالَ: حَسَنٌ، والنسائي [710] في التْفْسِيرِ، وابن ماجه [3786] في ثَوَابِ القُرْآنِ، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ [2/ 497]
2095 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءه
(2)
على قبر وهو لا يحسب أنه قبر فإذا فيه إنسان يقرأ سورة (تبارك الذي بيده الملك) حتى ختمها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر ". [1553]
• التِّرْمِذِيُّ [2890] عَنِ ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنه، في فَضَائِلِ القُرْآنِ، وَقَالَ: حَسَن غَرِيبٌ
(3)
.
2096 -
وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ: (آلم تنزيل) و (تبارك الذي بيده الملك).
= فالحديث ضعيف مرسل.
(1)
وإسناده حسن؛ وصححه ابن حبان (1766)، والحاكم (4/ 498)، ووافقه الذهبي!
(2)
الخباء: الخيمة.
(3)
قلت: نقل المنذري في "الترغيب"(2/ 23) عن الترمذي، أنه قال:"غريب" وهو اللائق بحال إسناده؛ فإن فيه يحيى بن عمرو بن مالك النكري، قال الحافظ:"ضعيف، ويقال: إنَّ حماد بن زيد كذبه".
غريب [1554]
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[2892] في فَضَائِلِ القُرْآنِ، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 10544] في عَمَلِ اليوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَنْ جَابِرٍ.
2097 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا زلزلت) تعدل نصف القرآن و (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن و (قل يا أيها الكافرون) تعدل ربع القرآن. [1555]
• التّرْمِذِيُّ
(2)
[2894] فِيهِ، وَالحَاكِمُ [1/ 566] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
2098 -
عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم فقرأ ثلاث آيات من آخر سورة (الحشر) وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدا. ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة".
غريب [1556]
• التِّرْمِذِيُّ
(3)
[2922] عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ.
(1)
قلت: تكلم على الإسناد بما ينتهي إلى أنه ضعيف منقطع.
ولكني وجدته موصولًا بسند صحيح في بعض المصادر المخطوطة، فخرجته في "الصحيحة"(585).
(2)
قلت: واستغربه!
لكن الفقرة الأخيرة من الحديث ثابتة صحيحة، وقد رُويت عن أنس من طريق أخرى حسنها الترمذي.
- وعن ابن عمر من طريقين صحيحين، صحح أحدهما الحاكم، ولذلك خرجته في "الصحيحة"(586).
(3)
وقال: "غريب". =
2099 -
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قرأ كل يوم مائتي مرة (قل هو الله أحد)
محي عنه ذنوب خمسين سنة إلا أن يكون عليه دين". [1557]
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[2898] فِيهِ عَنْ أَنَسٍ.
2100 -
وعنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال:"من أراد أن ينام على فراشه فنام على يمينه ثم قرأ مائة مرة (قل هو الله أحد) فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب: يا عبدي ادخل على يمينك الجنة".
غريب [1558]
• الترمِذِيُّ
(2)
[2898] عَنْ أنَسٍ، وَهُوَ في الْذِي قَبْلَهُ.
2101 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقرأ (قل هو الله أحد) فقال: " وجبت " قلت: وما وجبت؟ قال: " الجنة ". [1559]
= قلت: أي: ضعيف؛ وعلته: خالد بن طهمان، وكان اختلط قبل موته بعشر سنين، وقد خرجت الحديث في "الإرواء"(2/ 58/ تحت 342).
(1)
وقال: "حديث غريب"، قلت: وإسناده ضعيف جدًّا، كما بينته في "الضعيفة 300".
ورواه الدارمي (2/ 461)؛ وفي إسناده: محمَّد الوطاء، عن أم كثير، ولم أعرفهما.
(2)
وقال: "غريب". قلت: وهو اللائق بحال إسناده؛ فإن فيه حاتم بن ميمون أبا سهل؛ وهو ضعيف، كما بينته في "الضعيفة" (300)؛ فإن إسناد هذا والذي قبله واحد - عند الترمذي -؛ ولكن قال - عقبه -:"وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ثابت"! فالله أعلم؛ فقد ذكر ابن عدي هذا الحديث والذي قبله، وقال (110/ 1):"لا يرويهما غيره"!
• الترمِذِيُّ [(2897)] في فَضَائِلِ القُرْآنِ، وَقَالَ: "حَسَن غَرِيبٌ
(1)
"والنَّسَائِيُّ [2/ 171] في الصَّلاةِ وَغَيْرُهُمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
2102 -
عن فروة بن نوفل عن أبيه: أنه قال: يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي. فقال: " اقرأ (قل يا أيها الكافرون) فإنها براءة من الشرك ". [1560]
• الثَّلاثَةُ عَنْ فَرْوَةَ بنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أبِيهِ: أبو داود [5055] في الأَدَبِ، والترمذي [3403] في الدَّعَوَاتِ، والنَّسائِيُّ [الكبرى 10638)] في التفْسِيرِ
(2)
.
2103 -
وقال عقبة بن عامر رضي الله عنه: بينا أنا سير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء
(3)
إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل
(1)
ونقل عنه المنذري (2/ 224) قوله: "صحيح غريب"؛ وهو الأليق بحال إسناده؛ وقد صححه الحاكم - أيضًا -، ووافقه الذهبي.
(2)
وكذا أحمد (5/ 456)، والدارمي (1/ 459)، والحاكم (2/ 565)، وقال:"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبِى.
ولم يفصح الترمذي عن حال الحديث عنده! ولكنه ذكر أن أصحاب أبي إسحاق السبيعي اضطربوا عليه في إسناد الحديث، وبين وجهًا من وجوه الاضطراب.
وذكر ابن كثير في "التفسير" وجوهًا أخرى منه.
ومدارها - عند من ذكرنا - على أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن أبيه.
لكن الترمذي ختم كلامه بقوله: "وقد رُوي هذا الحديث من غير هذا الوجه؛ قد رواه عبد الرحمن بن نوفل، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
وعبد الرحمن: هو أخو فروة بن نوفل.
قلت: وكأنه يشير - بذلك - إلى تقوية الحديث؛ وهو الوجه عندي؛ ومتابعة عبد الرحمن؛ قد خرجتها في "التعليقات الحسان"(786).
(3)
الجحفة: هي ميقات أهل الشام.=
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ بـ (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) ويقول: " يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما ". [1561]
• النسَائِيُّ
(1)
(2)
[رقم: 88] في فَضَائِلِ القرْآنِ عَنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ.
2104 -
عن عبد الله بن خبيب، أنه قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركناه فقال: "قل". قلت ما أقول؟ قال: " (قل هو الله أحد) والمعوذتين حين تصبح وحين تمسي ثلاث مرات تكفيك من كل شيء". [1562]
• أَبُو دَاوُدَ [5082] في الأدَبِ، وَالتِّرْمِذِيُّ
(3)
[3575] في الدَّعَوَاتِ، وَالنسَائِيُّ [8/ 250] في الاسْتِعَاذَةِ عَن عَبْدِ اللهِ بنِ خُبَيْبٍ.
2105 -
عن عقبة بن عامر قال: قلت يا رسول الله اقرأ سورة (هود) أو سورة (يوسف)؟ قال: " لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس)
(4)
[1563]
= والأبواء: موضع بين مكة والمدينة.
(1)
لم نره بهذا السياق عنده! (ع)
(2)
إسناد صحيح لغيره؛ انظر "صحيح سنن أبي داود"(1316).
(3)
وقال: "حسن صحيح"؛ وهو كما قال.
وأخرجه أحمد (5/ 312) - أيضًا -.
(4)
أخرجه أحمد (4/ 149، 155، 159)، والدارمي (3442)، والنسائي (2/ 158)، و (8/ 254)؛ وإسناده صحيح؛ وقد صححه ابن حبان (1776 - 1778)، والحاكم (2/ 540)، ووافقه الذهبي.
الفصل الثالث:
2106 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعربوا القرآن واتبعوا غرائبه وغرائبه فرائضه وحدوده". [2165]
• البيهقي (2293) في "الشعب" عن أبي هريرةَ
(1)
(2)
.
2107 -
وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة وقراءة القرآن في غير الصلاة أفضل من التسبيح والتكبير والتسبيح أفضل من الصدقة والصدقة أفضل من الصوم والصوم جنة من النار". [2166]
• البيهقي
(3)
(2243) في "الشعب" عنها.
2108 -
وعن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قراءة الرجل القرآن في غير المصحف ألف
(4)
درجة وقراءته في المصحف تضعف على ذلك إلى ألفي درجة". [2167]
• البيهقي
(5)
(2218) في "الشعب" عنه.
2109 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله
(1)
وهو ضعيف جدًّا، وقد خرجته في "الضعيفة"(1345 - 1346).
(2)
أي: بيِّنوا معانيه وأظهروها.
(3)
وإسناده ضعيف.
(4)
أي: ذات ألف درجة في الثواب.
(5)
ضعيف الإسناد.
عليه وسلم -: " إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء ". قيل يا رسول الله وما جلاؤها؟ قال: " كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن ". [2168]
• البيهقي
(1)
(2014) في "الشعب" عنه.
2110 -
وعن أيفع بن عبد الكلاعي قال: قال رجل: يا رسول الله أي سورة القرآن أعظم؟ قال: (قل هو الله أحد)، قال: فأي آية في القرآن أعظم؟ قال: آية الكرسي (الله لا إله إلا هو الحي القيوم)، قال: فأي آية يا نبي الله تحب أن تصيبك وأمتك؟ قال: "خاتمة سورة البقرة فإنها من خزائن رحمة الله تعالى من تحت عرشه أعطاها هذه الأمة لم تترك خيرا من خير الدنيا والآخرة إلا اشتملت عليه". [2169]
• الدارمي
(2)
(3380) عن أيفعَ بن عبد الله الكلاعي - أحد التابعين - مرسلًا.
2111 -
وعن عبد الملك بن عمير مرسلا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء". [2170]
• الدارمي (3370)، والبيهقي (2370) في "الشعب" عن عبد الملك بن عمير مرسلًا
(3)
.
2112 -
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: من قرأ آخر آل عمران في
(1)
ضعيف الإسناد؛ وهو مخرج في "الضعيفة"(6096).
(2)
وسنده معضل - أو مرسل - ضعيف: أيفع هذا روى عن راشد بن سَعْدٍ، وغيره؛ قال الأزدي:"لا يصح حديثه"، وهو شبه مجهول، قال الحافظ:"وقد غلط فيه بعضهم، فعده في الصحابة، وقد بينته في كتاب "الإصابة"
…
".
ووقع في "الدارمي"(2/ 447): "
…
بن عبد الله" بالإضافة! وهو خطأ مطبعي!
(3)
وإسناده ضعيف لإرساله.
ليلة كتب له قيام ليلة. [2171]
• البيهقي
(1)
في "الشعب"
(2)
عنه.
2113 -
وعن مكحول قال: من قرأ سورة آل عمران يوم الجمعة صلت عليه الملائكة إلى الليل. [2172]
• البيهقي
(3)
في "الشعب"
(4)
عنهُ.
2114 -
وعن جبير بن نفير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطيتهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهن وعلموهن نساءكم فإنها صلاة وقربان ودعاء". [2173]
• الدارمي
(5)
(3390) عنه.
(1)
موقوف؛ وفيه ابن لهيعة.
(2)
لم نره في "الشعب". وقد رواه مَن هو أعلى طبقة منه؛ وهو الدارمي (3661)؛ وإسناده جيد؛ وإن كان فيه ابن لهيعة؛ فإن الراوي عنه: إسحاق بن عيسى الطباع؛ وهو من قدماء أصحابه. (ع)
(3)
مقطوع؛ ورجال إسناده ثقات.
(4)
لم نره في "الشعب"؛ وهو - كسابقه - رواه الدارمي (3662). (ع)
(5)
قلت: أخرجه من طريق معن: ثنا معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات، ومعن: هو ابن عيسى؛ وهو ثقة من أئمة الحديث.
وقد خالفه عبد الله بن صالح المصري: أخبرني معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن أبي ذر
…
مرفوعًا؛ فوصله بذكر أبي ذر: أخرجه الحاكم (1/ 562)، وقال:"صحيح على شرط البخاري"، ورده الذهبي بقوله:
"كذا قال! ومعاوية لم يحتج به البخاري؛ قال: ورواه ابن وهب، عن معاوية
…
مرسلًا".
قلت: ثم ساق الحاكم إسناده إلى ابن وهب. =
2115 -
وعن كعب رضي الله عنه
(1)
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اقرؤوا سورة هود يوم الجمعة"
(2)
. [2174]
2116 -
وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له النور ما بين الجمعتين". [2175]
• البيهقي
(3)
في الدعوات
(4)
عنه.
2117 -
وعن خالد بن معدان قال: اقرؤوا المنجية وهي (آلم تنزيل) فإن بلغني أن رجلا كان يقرؤها ما يقرأ شيئا غيرها وكان كثير الخطايا فنشرت جناحها عليه قالت: رب اغفر له فإنه كان يكثر قراءتي فشفعها الرب تعالى فيه وقال: اكتبوا له بكل خطيئة حسنة وارفعوا له درجة ". وقال أيضا: "إنها تجادل عن صاحبها في القبر تقول: اللهم إن كنت من كتابك فشفعني فيه وإن لم أكن من كتابك فامحني عنه وإنها تكون كالطير تجعل جناحها عليه فتشفع له فتمنعه من عذاب القبر" [2176]
• الدارمي [2673] عنه
(5)
.
= فقد اتفق ابن وهب وابن عيسى - وهما ثقتان جليلان - على إرساله؛ فهو الصواب.
ووصله من عبد الله بن صالح خطأ منه؛ لأنه سيّئ الحفظ.
(1)
ينبغي أن لا تكون هذه الجملة - وهي جملة الترضّي - محفوظة؛ لأنه إنما يقال في الصحابة؛ وكعب - هذا - ليس منهم؛ بل هو كعب الأحبار؛ ولذلك أعله التبريزي بالإرسال؛ فأصاب!
(2)
قال التبريزي: "الدارمي [3403] مرسلًا"، ابن حجر فيه تخريج!
(3)
وهو حديث حسن، كما بينته في "التعليق الرغيب".
(4)
كذا! ولم نجده في "الدعوات"! وإنما رواه في "السنن"(3/ 249)، وفي غيره؛ فكان العزو إلى "السنن" أولى! (ع).
(5)
قال: أخبرنا أبو المغيرة: حدثنا عبدة، عن خالد بن معدان، قال
…
فذكره.
وهذا رجاله ثقات؛ غير عبدة هذا، فلم أعرفه، وإني لأظن أنه محرف من عفير -، وهو ابن معدان -؛ وهو ضعيف جدًّا.
وقال في {تَبَارَكَ} مثلَه، وكان خالدٌ لا يبيتُ حتى يقرأَهُما.
وقال طاووس: فُضِّلَتا على كلِّ سورة في القرآنِ بسِّتينَ حسنةً.
• الدارمي
(1)
(3408)(3410)(3412) عنه.
2118 -
وعن عطاء بن أبي رباح قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ (يس) في صدر النهار قضيت حوائجه". [2177]
• الدارمي
(2)
(3498) عن عطاء؛ بلغني
…
فرفعه.
2119 -
وعن معقل بن يسار المزني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ (يس) ابتغاء وجه الله تعالى غفر له ما تقدم من ذنبه فاقرؤوها عند موتاكم". [2178]
• البيهقي
(3)
(2458) في "الشعب".
2120 -
وعن عبد الله بن مسعود أنه قال: إن لكل شيء سناما
(4)
وإن سنام
(1)
من طريق أبي خالد عامر بن جَشِيبٍ، وبحير بن سعد، أن خالد بن معدان قال .. فذكره.
ورجاله ثقات؛ إلا أن شيخ الدارمي فيه عبد الله بن صالح؛ فيه ضعف؛ كما سبق قريبًا.
وعلى كل حال؛ فالحديثان مقطوعان، ولا حجة في مقطوع.
(2)
ورجاله ثقات؛ فهو قوي؛ لولا الإرسال!
(3)
وإسناده ضعيف، ثم خرجته في "الضعيفة"(6623).
(4)
أي: رفعة، مستعار من سنام البعير.
القرآن سورة البقرة وإن لكل شيء لبابا
(1)
وإن لباب القرآن المفصل
(2)
. [2179]
• الدارمي
(3)
(3377) عنه.
2121 -
وعن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لكل شيء عروس وعروس القرآن الرحمن ". [2180]
• البيهقي
(4)
(2494) في الشعب.
2122 -
وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة ابدا ".
وكان ابن مسعود يأمر بناته يقرأن بها في كل ليلة. [2181]
• البيهقي
(5)
(2498) في "الشعب".
2123 -
وعن علي رضي الله عنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب هذه السورة (سبح اسم ربك الأعلى).
[2182]
• أحمد (1/ 96) عنه.
2124 -
وعن عبد الله بن عمرو قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
أي: خلاصة؛ هي المقصودة منه.
(2)
المفصَّل: من سورة الحجرات إلى آخر القرآن - على الأصح -. اهـ. "مرقاة".
(3)
وإسناده حسن.
وشطره الأول: أخرجه الحاكم مرفوعًا وموقوفًا، وهو مخرج في "الصحيحة"(588).
(4)
منكر؛ وهو مخرج في "الضعيفة"(1350).
(5)
ضعيف؛ وهو مخرج في "الضعيفة"(289 - 291).
فقال أقرئني يا رسول الله فقال: " اقرأ ثلاثا من ذوات (الر) " فقال: كبرت سني واشتد قلبي
(1)
وغلظ لساني قال: " فاقرأ ثلاثا من ذوات (حم) " فقال مثل مقالته. قال الرجل: يا رسول الله أقرئني سورة جامعة فأقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا زلزلت الأرض) حتى فرغ منها فقال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها أبدا ثم أدبر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح الرويجل" مرتين. [2183]
• أحمد
(2)
: (2/ 169) عنه.
2125 -
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا يستطيع أحدكم أن يقرأ ألف آية في كل يوم؟ " قالوا: ومن يستطيع أن يقرأ ألف آية في كل يوم؟ قال: " أما يستطيع أحدكم أن يقرأ: (ألهاكم التكاثر) "؟. [2184]
• البيهقي
(3)
(2518) في "الشعب" عن ابن عمر رضي الله عنه.
2126 -
وعن سعيد بن المسيب مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
أي: غلب عليه قلة الحفظ وكثرة النسيان.
(2)
وكذا أبو داود (1399) من طريق عيسى بن هلال الصدفي عنه.
وعيسى هذا أورده ابن أبي حاتم (6/ 290/ 1611)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وأما ابن حبان؛ فأورده في "الثقات"(1/ 162) على قاعدته في توثيق المجهولين.
ومع ذلك؛ فقد قال الحافظ فيه: "صدوق" خلافًا لقاعدته الغالبة في أمثال هذا؛ فإنه يقول فيهم: "مجهول"، أو:"مقبول"؛ يعني: عند المتابعة؛ والله أعلم!
وللحديث عند أحمد تتمة، مضت (برقم: 1479).
(3)
وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(1/ 566 - 567) - أيضًا -، ولم يصححه؛ بل ذكر أن عقبة بن محمَّد بن عقبة - الذي في إسناده - غير مشهور، ووافقه الذهبي، وقال المنذري (2/ 224):"أعرفه".
قال: "من قرأ (قل هو الله أحد) عشر مرات بني له بها قصر في الجنة ومن قرأ عشرين مرة بني له بها قصران في الجنة ومن قرأها ثلاثين مرة بني له بها ثلاثة قصور في الجنة". فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: والله يا رسول الله إذا لنكثرن قصورنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الله أوسع من ذلك ". [2185]
• الدارمي
(1)
(3429) من مرسل سعيد بن المسيب.
2127 -
وعن الحسن مرسلا: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ في ليلة مائة آية لم يحاجه القرآن تلك الليلة ومن قرأ في ليلة مائتي آية كتب له قنوت ليلة ومن قرأ في ليلة خمسمائة إلى الألف أصبح وله قنطار من الأجر ". قالوا: وما القنطار؟ قال: " اثنا عشر ألفا ". [2186]
• الدارمي
(2)
(3459) من مرسل الحسن.
فصل
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
2128 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا
(3)
من الإبل في عقلها". [1564]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ: (خ)[5033] في فَضَائِلِ القُرْآنِ، (م)[231/ 791] في الصلاةِ عَنْ أَبِي مُوسَى.
(1)
ورجاله ثقات، رجال البخاري، ولكنه مرسل!
(2)
هو - مع إرساله - فيه أبو النعمان؛ وكان اختلط!
(3)
أي: فرارًا وذهابًا، أو تخلصًا وخروجًا.
2129 -
وقال: "واستذكروا القرآن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم
(1)
من عقلها". [1565]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (5032) م (288/ 790)] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، كَالَّذِي قَبْلَهُ.
2130 -
وقال: "مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت". [1566]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (5031) م (226/ 789)، عَنِ ابن عُمَرَ رضي الله عنه، كذَلِكَ.
2131 -
وقال: "اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه". [1567]
• البُخَارِيُّ [5060]، وَالنَّسَائِي [الكبرى 8098] في فَضَائِلِ القُرْآنِ عَنْ جُنْدُبٍ.
2132 -
وسئل أنس رضي الله عنه: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كانت مدا مدا ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم يمد بـ {بسم الله} ويمد بـ {الرحمن} ويمد ب {الرحيم} . [1568]
• البُخَاريُّ [5046] في فَضَائِلِ القُرْآنِ، وَالأربعَةُ [د 1465 ت في الشمائل 315 س 2/ 179 ق 1353] في الصَّلاةِ سِوَى التِّرْمِذِى في الشمَائِلِ عَنْ أَنَسٍ.
2133 -
وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أذن
(2)
الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن". [1569]
(1)
النَّعَم - وقد تسكن عينه -: الإبل والشاءِ، أو خاص بالإبل؛ جمعه: أنعام، وجمع الجمع: أناعيم. اهـ "قاموس".
(2)
أي: استمع، وذلك عبارة عن حسن موقعه عند الله. اهـ "التعليق الصبيح".
2134 -
وقال: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به". [1570]
• مُتفَقْ عَلَيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: (خ)[5023] في فَضَائِلِ القُرْآنِ، (م)[233/ 792] في الصَّلاةِ، (س)[] فِيهِمَا.
2135 -
وقال: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن". [1571]
• البُخَارِيُّ [7527] في التَّوْحِيدِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
2136 -
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: " اقرأ علي ". قلت: أقرا عليك وعليك أنزل؟ قال: " إني أحب أن أسمعه من غيري ". فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) قال: " حسبك الآن ". فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان. [1572]
• الخَمْسَةُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: (خ)[(5049) (5050)] في فَضَائِلِ القُرْآنِ، (م [247/ 100] في الصَّلاةِ، (د)[3668] في العِلْمِ، (ت [3025]، س [الكبرى 8077]) في التَّفْسِيرِ.
2137 -
وعن أنس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: " إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن " قال: آلله سماني لك؟ قال: " نعم ". قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟ قال: " نعم ". فذرفت عيناه. وفي رواية: " إن الله أمرني أن أقرأ عليك (لم يكن الذين كفروا)
قال: وسماني؟ قال: " نعم ". فبكى 1573
• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ أنَسٍ، (خ)[(4960) (4961)] فِي التفْسِيرِ، (م)[245/ 799] فِي الصَّلاةِ.
وفي رواية: "أَمَرَنِي أن أقرأَ عليكَ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} .
• مُتفَق عَلَيهِ فِيهِمَا عَنْهُ.
2138 -
وقال ابن عمر رضي الله عنهما: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو.
وفي رواية قالَ: "لا تُسافِرُوا بالقُرآنِ فإنِّي لا آمَنُ أَنْ ينالَهُ العَدُوُّ". [1574]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (2990) م (92/ 1869) م (94/ 1869)] في الجِهَادِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه (د [2610]، ق [2879]).
مِنَ "الحِسَانِ
":
2139 -
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: جلست في عصابة من ضعفاء المهاجرين وإن بعضهم ليستتر ببعض من العري وقارئ يقرأ علينا إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام علينا
(1)
فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت القارئ فسلم
(2)
ثم قال: " ما كنتم تصنعون؟ " قلنا: كنا نستمع إلى كتاب الله قال فقال: " الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم ". قال فجلس وسطنا ليعدل بنفسه فينا ثم قال بيده هكذا
(3)
فتحلقوا وبرزت وجوههم له فقال: "أبشروا يا معشر صعاليك
(4)
المهاجرين بالنور التام يوم القيامة تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم وذاك خمسمائة سنة ". [1575]
• أَبُو دَاوُد
(5)
[3666] في العِلْمِ، وَسَيَأتِي بِتَمَامِهِ في الزُّهْدِ.
(1)
أي: قام فوق رؤوسنا.
(2)
أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(3)
أي: أمر بالتحلق.
(4)
جمع صعلوق؛ وهو الفقير، ولم يكن للكلمة حينذاك هذا الظل البشع الذي طرأ عليها في الزمن الحاضر.
(5)
وكذا أحمد (3/ 63، 96)؛ بإسناده ضعيف؛ فيه العلاء بن بشير؛ وهو مجهول، كما قال الحافظ وغيره.
والشطر الأخير - منه -: عند ابن ماجه (4123)، وابن المبارك (1477) من طريق أخرى ضعيفة - أيضًا =
2140 -
وقال: "زينوا القرآن بأصواتكم". [1576]
• أَبُو دَاوُدَ [1468]، وَالنَّسَائِيُّ [2/ 179 - 180]، وَابْنُ مَاجَه [1342] في الصَّلاةِ
(1)
، وَعَلَّقَهُ (خ)[9/ 193] في التَّوْحِيدِ، كُلُّهُمْ عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَوَصَلَّهُ الحَاكِمُ [1/ 575] في فَضَائِلِ القُرْآنِ وَزَادَ:"فَإِنَّ الصَّوْتَ الحَسَنَ يَزِيدُ القُرْآنِ حسْنًا".
2141 -
وقال: "ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله يوم القيامة أجذم". [1577]
• أَبُو دَاوُدَ
(2)
[1474] في الصَّلاةِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ.
2142 -
عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث". [1578]
• أَحْمَدُ [(2/ 164، 165، 193، 195)]، وَالحَاكِمُ
(3)
، وَأَبُو دَاودَ [1394]، وَابْنُ مَاجَه [1347] في الصَّلاةِ، وَالتِّرْمِذِيُّ
(4)
[2949] في القِرَاءَاتِ، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 8067] في فَضَائِلِ القُرْآنِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو.
2143 -
وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
= عن ابن عمر.
(1)
وإسناده صحيح.
(2)
وإسناده ضعيف؛ فيه ثلاث علل، بينتها في "الضعيفة"(1354).
(3)
كذا عزاه إلى الحاكم، ولم نجده فيه؛ ولا عزاه الصدر المناوي إليه في "الكشف"(ق 217)؛ بل ولا المصنف نفسه في "الإيمان المهرة"(9/ 640)! (ع)
(4)
وقال: "حسن صحيح".
قلت: وإسناده صحيح.
"الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة ولامسر بالقرآن كالمسر بالصدقة".
غريب. [1579]
• الثَّلاثَةُ
(1)
[د 1333 ت 2919 س 3/ 225] في الصلاةِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ.
2144 -
عن صهيب أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما آمن بالقرآن من استحل محارمه".
ضعيف. [1580]
• التِّرْمِذِيُّ
(2)
[2918] في فَضَائِلِ القُرْآنِ عَنْ صُهَيْبٍ، وَأخْرَجَهُ البَيهَقِيُّ [شعب الإيمان (173)] مِنْ وَجْهٍ؛ آخَرَ.
2145 -
عن يعلى بن مملك
(3)
أنه سأل أم سلمة عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هي تنعت
(4)
قراءة مفسرة حرفا حرفا. [1581]
(1)
وقال الترمذي: "حسن غريب"!
قلت: بل هو أعلى من ذلك؛ فإن إسناده صحيح؛ وقد صححه جماعة؛ منهم ابن حبان (1791).
(2)
وقال: "ليس إسناده بالقويّ، وأبو المبارك - يعني: تابعيَّه - رجل مجهول، وقد روى محمَّد بن يزيد بن سنان، عن أبيه - هذا الحديث -؛ فزاد في هذا الإسناد: عن مجاهد، عن سعيد بن المسيب، عن صهيب، ولا يتابع محمَّد بن يزيد على روايته؛ وهو ضعيف".
قلت: وقد تكلم ابن أبي حاتم إسناد الحديث في "العلل"(2/ 54)، وذكر عن أبيه؛ أنه شبه (الموضوع).
(3)
مجهول، ما روى عنه سوى ابن أبي مليكة.
(4)
قال الطيبي: "يحتمل قولها: (تنعت) وجهين:
الأول: أن تقول: كانت قراءته كيت وكيت.
والثاني: أن تقرأ مرتلة كقراءة النبي صلى الله عليه وسلم؛ والله أعلم". اهـ من "التعليق الصبيح".
• الثَّلاثَةُ [د (1466) س (1/ 181)] عَنْهُ (د، س) في الصَّلاةِ، (ت)[2923] في فَضَائِلِ القُرْآنِ.
2146 -
وروي أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته يقول: {الحمد لله رب العالمين} ثم يقف ثم يقول: {الرحمن الرحيم} ثم يقف.
والأول أصح
(1)
. [1582]
• أبو دَاوُدَ [4001] في الصَّلاةِ، وَالتِّرمِذِيُّ [2927] في القِرَاءَاتِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ.
الفصل الثالث:
2147 -
عن جابر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا الأعرابي والأعجمي قال: "اقرؤوا فكل حسن وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح
(2)
يتعجلونه ولا يتأجلونه
(3)
"
(4)
.
2148 -
وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق
(5)
ولحون أهل الكتابين
(1)
كذا قال! ونحن نرى أن الأصح: هذا الحديث؛ لأسباب شرحتها في "تخريج صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم"، و"الإرواء"(343).
(2)
القدح: السهم قبل أن يراش.
والمعنى: يبالغون في عمل القراءة كَمَالَ المبالغةِ؛ لأجل الرياء والسمعة.
(3)
أي: يطلبون ثوابه في الدينا، ويؤثرون العاجلة على الآجلة.
(4)
رواه أبو داود (830)، وإسناده صحيح؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(259).
(5)
قال المناوي في "الفيض": "وأهل الفسق من المسلمين الذين يخرجون القرآن عن موضوعه بالتمطيط؛ بحيث يزاد حرف، أو ينقص حرف؛ فإنه حرام إجماعًا".
وسيجي بعدي قوم يرجعون بالقرآن ترجع الغناء والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم
(1)
. [2207]
2149 -
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا"
(2)
. [2208]
2150 -
وعن طاووس مرسلا قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا للقرآن؟ وأحسن قراءة؟ قال: " من إذا سمعته يقرأ أرأيت أنه يخشى الله". [2209]
قال طاووسٌ: وكانَ طَلْق كذلكَ
(3)
.
2151 -
وعن عبيدة المليكي وكانت له صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أهل القرآن لا تتوسدوا القرآن واتلوه حق تلاوته من آناء الليل والنهار وأفشوه وتغنوه وتدبروا ما فيه لعلكم تفلحون ولا تعجلوا ثوابه فإن له ثوابا"
(4)
. [2210]
(1)
أخرجه أبو عبيد في "الفضائل"(ق 34/ 1 - 2)، وغيره.
وإسناده ضعيف؛ فيه بقية بن الوليد - وهو مدلس -، وأبو محمَّد - روايه عن حذيفة - مجهول.
(2)
رواه الدارمي (3501)؛ وإسناده صحيح.
(3)
رواه الدارمي (3489)؛ وهو حديث صحيح لطرقه، وقد خرجتها في تخريج "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم"، وبعضها عند الضياء المقدسي في "المختارة"(63/ 13/ 2)؛ وانظر "الصحيحة"(1583).
(4)
رواه البيهقي في "الشعب"(2007).
قلت: وقد أخرج طرفه الأول: البخاري في "التاريخ"(6/ 83 - 84/ 1783)، والطبراني: من طريق أبي =
فصل
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
2152 -
وقال عمر بن الخطاب: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤوها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرأ " فقرأت القراءة التي سمعته يقرأ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هكذا أنزلت ". ثم قال لي: " اقرأ ". فقرأت. فقال: " هكذا أنزلت إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه ". [1583]
• الخَمْسَةُ عَنْهُ: (خ)[2419) م (270/ 818] في فَضَائِلِ القُرْآنِ، (م، د [1475]، س [2/ 150]) في الصَّلاةِ، (ت)[29431] في القِرَاءَاتِ.
2153 -
وقال ابن مسعود: سمعت رجلا قرأ وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها فجئت به النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فعرفت في وجهه الكراهية فقال: "كلاكما محسن فلا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا". [1548]
• البُخَارِيُّ [(5062)]، وَالنَّسَائِي [الكبرى 8095] في فَضَائِلِ القُرْآنِ عَنْهُ.
= بكر بن أبي مريم، عن المهاصر، عن عَبيدة المليكي - صاحب النبي صلى الله عليه وسلم.
وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف؛ كما في "الإصابة"؛ أورده في ترجمة (عَبِيدَة) هذا - بفتح العين -، وأشار إلى أن صحبته لا تثبت، بقوله:"قال ابن السكن: يقال: له صحبة".
قلت: والمهاصر: هو ابن حبيب الربذي؛ أورده ابن حبان في "ثقات التابعين"(1/ 224).
2154 -
وعن أبي بن كعب أنه قال: كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة أنكرتها عليه ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه فأمرهما النبي صلى الله عليه وسلم فقرآ فحسن شأنهما فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري ففضت عرقا وكأنما أنظر إلى الله - تعالى - فرقا فقال لي: " يا أبي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي فرد إلي الثانية اقرأه على حرفين فرددت إليه أن هون على أمتي فرد إلي الثالثة اقرأه على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها فقلت:"اللهم اغفر لأمتي اللهم اغفر لأمتي وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم عليه السلام ". [1585]
• مُسْلِمٌ [273/ 820]، وَأَبُو دَاودَ [1478]، وَالنَّسَائِيُّ [2/ 153]، كُلُّهُمْ في الصَّلاةِ عَنْهُ.
2155 -
وقال ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أقرأني جبريل على حرف فراجعه فلم أزل أستزيده فيزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف". [1586]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ عَنِ ابن عَبَّاسٍ: (خ)[4991] في بِدْءِ الخَلْقِ، (م)[272/ 819] في الصَّلاةِ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
2156 -
عن أبي بن كعب أنه قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فقال: " يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط" قال: يا محمد إن القرآن أونزل على سبعة أحرف". [1587]
• التِّرْمِذِيُّ [2944] في القِرَاءَاتِ، وَقالَ؛ "حَسَنٌ صَحِيحٌ" عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
(1)
رضي الله عنه.
وفي رواية: "ليسَ منها إلا شافٍ كافٍ".
• أَبُو دَاوُدَ [1477] عَنْ أُبَيٍّ.
وفي رواية عن أُبيّ، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إن جِبريلَ ومِيكائيلَ أتيانِي، فقعدَ جِبريلُ عن يَمِينِي، وميكائيلُ عنْ يسَارِي، فَقَالَ جِبريلُ: اقْرَإِ القُرْانَ على حَرْفٍ، وَقَالَ مِيكائيلُ: اسْتَزِدْه، حتى بلغَ سبعةَ أحْرُفٍ، فكُل حرفٍ شافٍ كافٍ".
• ابْنُ حِبَّان فِي "صَحِيحِهِ"[737] مِنْ طَرِيقِ أنَسٍ عَنْ أُبَي بْنِ كَعْبٍ
(2)
.
2157 -
عن عمران بن حصين: أنه مر على قاص يقرأ ثم يسأل
(3)
فاسترجع
(4)
ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس". [1588]
• التِّرْمِذِيُّ [2917] عَنْ عِمْرَان بْنِ حُصَيْنٍ في فَضَائِل القُرْآنِ، وَقَالَ: حَسَنٌ، إِسْنَادُهُ لَيْسَ بِذَاكَ
(5)
.
(1)
قلت: وإسناده حسن.
وإسناد أبي داود (1477) صحيح على شرط الشيخين.
(2)
ورواه النسائي (1/ 150) أيضًا -، وهو رواية لأحمد (5/ 114، 122)، والطحاوي في "المشكل"(4/ 189)، وإسناده صحيح.
(3)
أي: يسأل الناس شيئًا من مال الدنيا بالقرآن.
(4)
استرجع؟، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون.
(5)
وهو كما قال، ولا تعارض بين طرفي كلامه؛ كما قد يتوهم البعض؛ لأنه يعني أنه حسن لغيره كما هو اصطلاحه.
وقد ذكرت بعض شواهد الحديث في "الصحيحة"(257 - 260)، وقد سبق في الكتاب أحدها (2206).
الفصل الثالث:
2158 -
عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ القرآن يتأكل
(1)
به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم ". [2217]
• البيهقي (2625) في "الشعب" عنه
(2)
.
2159 -
وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه {بسم الله الرحمن الرحيم} . [2218]
• أبو داود
(3)
(788) في الصلاة عن ابن عباس رضي الله عنه.
2160 -
وعن علقمة قال: كنا بحمص فقرأ ابن مسعود سورة يوسف فقال رجل: ما هكذا أنزلت. فقال عبد الله: والله لقرأتها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أحسنت" فبينا هو
(4)
يكلمه إذ وجد منه ريح الخمر فقال
(5)
:
(1)
أي: يطلب به الأكل من الناس.
(2)
وقال ابن حبان: "لا أصل له عن رسول صلى الله عليه وسلم "؛ ذكره السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة"، وفي "الجامع الصغير" أيضًا.
وراجع التفصيل في "الضعيفة"(1356).
(3)
وإسناده صحيح على شرط الشيخين؛ وقد صححه غير واحد؛ وهو مخرج في "صحيح أبي داود"(754).
(4)
أي: ابن مسعود.
(5)
وقال ابن حبان: "لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "؛ ذكره السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة"، وفي "الجامع الصغير" أيضًا.
وراجع التفصيل في "الضعيفة"(1356).
أتشرب الخمر وتكذب بالكتاب؟ فضربه الحد. [2219]
• متفق عليه [خ (5501) م (801)] عنه.
2161 -
وعن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه مقتل أهل اليمامة. فإذا عمر بن الخطاب عنده. قال أبو بكر إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى إن استحر
(1)
القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن قلت لعمر كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر هذا والله خير فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت الذي رأى عمر قال زيد قال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن قال: قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!. قال هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر. فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من العسب
(2)
واللخاف
(3)
وصدور الرجال حتى وجدت من سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره
(4)
: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} حتى خاتمة
(1)
أي: اشتد وكثر.
(2)
بضمتين: جمع عسيب؛ وهو جريدة النخل.
(3)
بكسر اللام: جمع لخفة؛ وهي الحجارة البيض الرقاق.
(4)
أي: مكتوبة؛ لأنه كان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة، ولا يلزم من عدم وجدانه إياها - حينئذ - أن لا تكون تواترت عند من لم يتلقها من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كان زيد يطلب التثبت عمن تلقاها بغير واسطة. اهـ "التعليق الصبيح".
براءة. فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر. [2220]
• البخاري (4986) في التفسير عنه.
2162 -
وعن أنس بن مالك: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشأم في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاث إذا اختلفتم في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
قال ابن شهاب فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت، أنه سمع زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} فألحقناها في سورتها في المصحف. [2221]
• رواه البخاري (4987)(4988) فيه بطوله.
2163 -
وعن ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا
سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطول ما حملكم على ذلك فقال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل
(1)
عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: " ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " فإذا نزلت عليه الآية فيقول: " ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ". وكانت الأنفال من أوائل ما نزلت بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن نزولا وكانت قصتها شبيهة بقصتها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطول. [2222]
• أحمد (1/ 57)، وأبو داود (786) في الحروف، والترمذي
(2)
(3086) في القراءات عنه.
(1)
وقال في "المرقاة": "بالتأنيث معلومًا، وبالتذكير مجهولًا".
(2)
وقال (2/ 182): "حديث حسن صحيح".
قلت: ورجاله ثقات؛ غير يزيد الفارسي، قال ابن أبي حاتم (4/ 2/ 249) - عن أبيه -:"لا بأس به"، وضعفه البخاري.
وفي الحديث نكارة، كما بينته في "ضعيف أبي داود"(141).
9 - كتاب الدَّعَوَاتِ
[1 - باب]
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
2164 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي إلى يوم القيامة فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا". [1589]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ خ (6304) ت [3602] في الدَّعَوَاتِ، (م)[(338/ 199) (334/ 198) (335/ 198) (336/ 198)، فِي الإِيمَانِ، (ق) [4307] في الزُّهْدِ، كُلُّهُمْ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
2165 -
وقال: "اللهم إني اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فإنما أنا بشر فأي المؤمنين آذيته شتمته لعنته جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة". [1590]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (6361) م (90/ 2601)، في الدَّعَوَاتِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، وَاللَّفظ لِمُسْلِمٍ.
2166 -
وقال: "إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت ارحمني إن شئت ارزقني إن شئت وليعزم مسألته
(1)
إنه يفعل ما يشاء ولا مكره له". [1591]
• الجَمَاعَةُ [خ (7477)] إِلَّا النَّسَائِيَّ في الدَّعَوَاتِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
(1)
أي: يطلبها جازمًا من غير تردد.
وفي رواية: "ولكن لِيَعْزِمْ ولْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ؛ فإنَّ الله لا يَتَعَاظمُهُ شيءٌ أعْطاهُ".
• أَخْرَجَهَا مُسْلِمٌ [9/ 2679] فِيهِ.
2167 -
وقال: "يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل". قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: " يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي فيستحسر
(1)
عند ذلك ويدع الدعاء". [1592]
• مُسْلِمٌ [92/ 2735] فِي الدُّعَاءِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، وَبَعْضُهُ في البُخَارِيِّ [6340].
2168 -
وقال: "دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل". [1593]
• مُسْلِمٌ [88/ 2733] في الدَّعَوَاتِ، وَابْنُ مَاجَه [2895] في الحَجِّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ.
2169 -
وقال: "اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينهما وبين الله حجاب". رواه مسلم
وذكر حديث ابن عباس: " ". في كتاب الزكاة 1594
• الجَمَاعَةُ [خ (1496) م (29/ 19) د 1584 ت 2014 س 5/ 55 ق 1783] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الزكَاةِ.
2170 -
وقال: "لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم". [1595]
• مُسْلِمٌ [74/ 3009] في آخِرِ كِتَابِهِ، وَأبو دَاوُدَ [1532] في الصَّلاةِ عَنْ جَابِرٍ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
2171 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدعاء هو العبادة " ثم قرأ: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) ". [1596]
(1)
أي: ينقطع ويمل ويفتر.
• الأَرْبَعَة عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أبو داود [1479]، والترمذي [2969] في الدَّعَوَاتِ (س [الكبرى 11464]، ق [3828]) في التَّفْسِيرِ.
2172 -
ويُروي: " الدعاء مخ العبادة ". [1597]
• التِّرْمِذِيُّ [3371] عَنْ أنَسٍ فِيهِ، وَقَالَ: غَرِيبٌ
(1)
.
2173 -
وقال: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء".
غريب [1598]
• التِّرْمِذِيُّ
(2)
[3370]، وَابْنُ مَاجَه [3829] في الدَّعَوَاتِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
2174 -
وقال: "لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر
(3)
". [1599]
(1)
إسنادهُ ضعيف؛ فيه ابن لهيعة، وهو سيّئ الحفظ.
والصحيح في لفظ الحديث؛ اللفظ الذي قبله.
(2)
وقال: "حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عمران القطان، وهو ابن دَاوَد، ويُكنى: أبا العوام".
قلت: وهو كما قال؛ وعمران القطان حسن الحديث - في نقدي -، ويمكن أن يكون هذا معنى قول الحافظ فيه:"صدوق يهم".
والحديث: أخرجه البخاري - أيضًا - في "الأدب المفرد"(712) من هذا الطريق، وفي لفظ له (713):"أشرف العبادة الدعاء": أخرجه من طريقه خليفة، قال: ثنا أبو داود، قال: حدثنا عمران
…
به.
وهو لفظ شاذ عندي؛ فإنه - في "مسند الطيالسي"(2585)، وعند الترمذي - باللفظ الأول.
وأخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 47) من طريق خليفة.
(3)
أي: الإحسان والطاعة.
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[2139] في القَدَرِ عَنْ سَلْمَان.
2175 -
وقال: "إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء". [1600]
• التِّرْمِذِيُّ
(2)
[3548] في الدَّعَوَاتِ عَنِ ابن عُمَرَ.
2176 -
وقال: "ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل أو كف عنه من السوء مثله ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم". [1601]
• التِّرْمِذِيُّ
(3)
[(3381) (3573)] فِيهِ عَنْ جَابِرٍ.
(1)
وقال: "حديث غريب".
قلت: وإسناده ضعيف، لكن له شاهد يتقوى به، ولذلك أوردته في "الصحيحة"(154).
(2)
وقال: "غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي؛ وهو ضعيف في الحديث؛ ضعَّفه بعض أهل العلم من قبل حفظه".
قلت: فمثله يصلح للاعتبار؛ فحديثه حسن:
يشهد لطرفه الأول: حديث سَلْمان - الذي قبله -.
ولطرفه الآخر: حديث معاذ عند أحمد (5/ 234)؛ وفيه شهر بن حوشب؛ وهو ضعيف ولم يسمع من معاذ.
وأخرجه الحاكم (1/ 493) عن ابن عمر.
وأخرجه (1/ 492) من حديث عائشة - وصححه -! وردّه الذهبي بقوله: "زكريا مجمع على ضعفه".
وفي أوله: "لا يغني حذر من قدر" - وكذا في حديث معاذ -؛ فهذا - بهما - قويٌّ.
(3)
وسكت عليه؛ على خلاف عادته! وكأنه لوضع علّته؛ فإن فيه ابن لهيعة - وهو ضعيف - وعنعنه أبي الزبير - وهو مدلس -.
ومن هذا الوجه: أخرجه أحمد - أيضًا - (3/ 360). =
2177 -
وقال: "سلوا الله من فضله فإن الله يحب أن يسأل وأفضل العبادة انتظار الفرج".
غريب [1602]
• التِّرْمِذِيُّ [3571] في الدَّعَوَاتِ عَنِ ابْنِ مَسعودٍ، وَقَالَ: غَرِيبٌ
(1)
.
2178 -
وقال: "من لم يسأل الله يغضب عليه". [1603]
• التِّرْمِذِيُّ
(2)
[3373] فِيهِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
2179 -
وقال: "من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة وما سئل الله شيئا يعني أحب إليه من أن يسأل العافية". [1604]
• التِّرْمِذِيُّ
(3)
[3548] فِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
= لكن له شاهد من حديث عبادة بن الصامت - عنده (5/ 329)، وهذا الترمذي، وقال:"حسن صحيح غريب" -، وإسناده حسن.
فلو آثره المصنف لكان أحسن!
وله شاهد آخر، يأتي في الكتاب (2259).
(1)
قلت: أي: ضعيف، وقد بيّنت وجه ضعفه في "الضعيفة"(492).
(2)
وقال: "لا نعرفه إلا من هذا الوجه؛ وأبو المليح؛ اسمه: صبَبِحٌ؛ سمعت محمدًا [يعني: البخاري] يقوله".
قلت: وهو ثقة، كما قال ابن معين، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين؛ فالحديث صحيح.
وقد أخرجه الحاكم (1/ 491) - وصححه -، وأقره الذهبي؛ وهو مخرج في "الصحيحية"(2654).
(3)
وقال: "حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، وهو ضعيف
…
". ومن طريقه: أخرجه الحاكم (1/ 498) - وصححه -. =
2180 -
وقال: "من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء".
غريب [1605]
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[3382] فِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
2181 -
وقال: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه".
غريب. [1606]
• التَّرْمِذِيُّ [3479] فِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ: غَرِيبٌ
(2)
.
2182 -
وقال: "إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها". [1607]
• أَبُو دَاوُدَ
(3)
[1486] فَى الصَّلاةِ عَنْ مَالِكِ بْنِ يَسَارٍ.
2183 -
ويروي: "فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم". [1608]
= ورده الذهبي بأن القرشي - هذا - ضعيف.
(1)
وقال: "غريب".
قلت: أي: ضعيف! لكن له طريق أخرى - عن أبي هريرة -؛ يتقوى بها؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(593).
(2)
قلت: وهو كما قال! لكني وجدت له شاهدًا؛ فالحديث - به - حسن؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(594).
(3)
إسناد حسن، وله شاهد مرسل، أوردته في "الصحيحية"(595).
• أَبُو دَاوُدَ
(1)
[1485] فِيهِ عَنِ ابن عَبَّاسٍ مُطَوَّلًا.
2184 -
وقال: "إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا". أي خاليا. [1609]
• أبو دَاوُدَ [1488] في الصَّلاةِ، وَالتِّرمِذِيُّ
(2)
[3556]، وَابْنُ مَاجَه [3865] في الدَّعَوَاتِ عَنْ سَلْمَان.
2185 -
وعن عمر رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه. [1610]
• التِّرْمِذِيُّ
(3)
[3386] في الدَّعَوَاتِ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه.
(1)
بسند ضعيف؛ فيه رجل لم يُسَمَّ!
وقد سمّاه ابن ماجه (1193)، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 98/ 1): صالح بن حسَّان.
وكذا سماه في "المستدرك"(1/ 536)؛ ولكن وقع فيه: صالح بن حيَّان! وهو تحريف؛ وإنما هو: حسَّان - وهو متروك الحديث -.
ومن طريقه: ذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 351) وقال - عن أبيه -: "هذا حديث منكر"؛ وهو مخرج تحت الحديث السابق.
(2)
وقال: "حسن غريب؛ وروى بعضهم ولم يرفعه"!.
قلت: إسناد الموقوف أصح.
وهو عند الحاكم (1/ 498) - مرفوعًا وموقوفًا -؛ وذكر له شاهدًا مرفوعًا من حديثِ أنس.
وله شاهد آخر من حديث ابن عمر - عند الطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 205/ 2).
ثم رأيت ابن حبان قد أخرجه (3/ 160/ 876)، و (3/ 163/ 880 - المؤسسة)، وابن عدي في "الكامل"(ق 54/ 1) من طريق جعفر بن ميمون - وغيره -، عن أبي عثمان، عن سلمان
…
مرفوعًا.
فالحديث صحيح قطعًا.
(3)
وقال: "حديث صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن عيسى، وقد تفرد به"!. =
2186 -
وقالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك. [1611]
• أَبُو دَاوُدَ
(1)
[1482] في الصَّلاةِ عَنْ عَائِشَةَ.
2187 -
وقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب لغائب". [1612]
• أبُو دَاوُدَ [1535] في الصلاةِ، وَالتِّرْمِذِيُّ
(2)
[1980] في الدَّعَوَاتِ عَنِ ابْنِ [عَمْرٍو]
(3)
.
2188 -
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن لي وقال: " أشركنا يا أخي في دعائك و لا تنسنا ". فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا. [1613]
= قلت: لم يوثقه أحد؛ بل ضعفه أبو حاتم - وغيره -؛ بل قال الحاكم، والنقاش:"يروي عن ابن جريج، وجعفر الصّادق: من أحاديث موضوعة"!
فكيف يصح حديثه؟! بل هو شديد الضعف.
ولذلك قال ابن أبي حاتم في حديثه هذا - عن أبي زرعة - (2/ 205): "منكر، أخاف أن لا يكون له أصل.
ولذلك فإنه يهجس في النفس أن قوله: "صحيح" لعله زيادة من بعض النساخ والله أعلم،
(1)
انظر "صحيح أبي داود"(1332).
(2)
وقال - مضعفًا -: "حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والإفريقي يضِعَّف في الحديث، وهو عبد الرحمن بن زياد بن أنعم".
ومن طريقه: رواه أبو داود (1535)، وكذا البخاري في "الأدب المفرد"(623).
(3)
كان في (الأصل): (ابن عُمَرَ)! وهو سبق قلم من الناسخ أو المصنف؛ ففي (مسند ابن عمرو) أورده المزي في "التحفة"(6/ 351)، وغيره في غيره! (ع)
• أَبُو دَاوُدَ [1498] في الصَّلاةِ، وَالتِّرْمِذِيُّ [3562] في الدَّعَوَاتِ، وَابْنُ مَاجَه [2894] في الحَجِّ عَنْ عُمَرَ
(1)
.
2189 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين". [1614]
• التِّرْمِذِيُّ
(2)
[3598] في الدَّعَوَاتِ، وَابْنُ مَاجَه [1752] في الصَّوْمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
2190 -
وقال: "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد ودعوة المسافر ودعوة المظلوم". [1615]
• أَبُو دَاوُدَ [1536] في الصلاةِ، وَالتِّرْمِذِيُّ
(3)
[1902] في البِرِّ، وَابْنُ مَاجَه [3862] في الدَّعَوَاتِ عَنْ أَبِي هريرة.
(1)
وإسناده ضعيف، ولا تغتر بإيراد بعض الكبار إياه وسكوته عليه!.
وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"!
وهذا من تساهله؛ فإن فيه عاصم بن عبيد الله؛ وهو ضعيف، كما قال الحافظ في "التقريب".
(2)
بإسناد ضعيف؛ - وبه أخرجه ابن حبان (3/ 158/ 874)، و (16/ 396/ 7387 - المؤسسة) - مطولًا ومختصرًا -؛ وحسّنه الترمذي لغيره!
وكان يكون ذلك؛ لولا أن شواهده - مع ضعفها - مضطربة المتن؛ كما بينه في التعليق على "الكلم الطيب"(رقم: 162).
(3)
وقال: "حديث حسن"؛ وهو كما قال؛ على ما بينته في "الصحيحة"(596)؛ ونبهت هناك على وهم وقع لي في تعليقي على "الكلم الطيب"؛ والمعصوم من عصمة الله، وأسأل الله المغفرة والرحمة!
الفصل الثالث:
2191 -
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع
(1)
نعله إذا انقطع". [2251]
• الترمذي (3682) عن أنس وفي رواية مرسلة: "حتى يسأله الملح".
2192 -
زاد في رواية عن ثابت البناني مرسلا " حتى يسأله الملح وحتى يسأله شسعه إذا انقطع". [2252]
2193 -
وعن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه. [2253]
• البيهقي في الدعوات [182]
(2)
.
2194 -
وعن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان يجعل أصبعيه حذاء منكبيه ويدعو. [2254]
• البيهقي في الدعوات [185]
(3)
.
2195 -
وعن السائب بن يزيد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
(1)
الشسع: أحد سيور النعل بين الأصبعين.
(2)
أخرجه أحمد - أيضًا - (3/ 259)، وإسناده صحيح على شرط مسلم، ولكن يظهر لي أنه مختصر من حديثه المتقدم في الاستسقاء (1498)، بلفظ: كان صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء؛ فإنه يرفع حتى يُرى بياض إبطيه: متفق عليه.
فهذا يبين حديث الباب، وأن المبالغة في الرفع إنما هو في الاستسقاء، والله أعلم.
(3)
أخرجه أبو داود - أيضًا - (1105)، وكذا أحمد (5/ 237)، وإسناده ضعيف - وأورده الهيثمي في "المجمع" خلافًا لشرطه، وابن حبان (2404)، والحاكم (1/ 536) -.
إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه. [2255]
• البيهقي في الدعوات [184]
(1)
.
2196 -
وعن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما والاستغفار أن تشير بأصبع واحدة والابتهال أن تمد يديك جميعا. [2256]
• أبو داود (1489) عنه.
وفي رواية له (1490)
(2)
والابتهال فرفع يديه وجعل ظهورهما مما يلي وجهه.
2197 -
وعن ابن عمر أنه يقول: إن رفعكم أيديكم بدعة ما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا يعني إلى الصدر. [2257]
• أحمد
(3)
(2/ 61) عنه.
2198 -
وعن أبي بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه. [2258]
• الترمذي (3385) وقال: حسن صحيح
(4)
.
(1)
وأخرجه أبو داود، وإسناده ضعيف.
ولا يصح حديث في مسح الوجه باليدين بعد الدعاء؛ كما حققته في "إرواء الغليل"(رقم: 433 - 434).
(2)
قلت: وإسناده صحيح.
(3)
وإسناده ضعيف، فيه مبشر بن حرب؛ وهو لين الحديث.
(4)
وفي إسناده حمزة الزيات؛ وفيه بعض الضعف.
لكن تابعه رقبة - وهو ابن مصقلة -؛ وهو ثقة: أخرجه مسلم (7/ 105 - 106) في حديث قصة الخضر مع موسى عليهما السلام، فلو أن المصنف آثره لكان أحسن! ورواه الطبراني في "الكبير" =
2199 -
وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها " قالوا: إذن نكثر قال: " الله أكثر ". [2259]
• رواه أحمد
(1)
(3/ 18).
وقد تقدم أصله في الحسان من حديث جابر.
2200 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " خمس دعوات يستجاب لهن: دعوة المظلوم حتى ينتصر ودعوة الحاج حتى يصدر ودعوة المجاهد حتى يقعد
(2)
ودعوة المريض حتى يبرأ ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب ". ثم قال: " وأسرع هذه الدعوات إجابة دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب ". [2260]
• البيهقي [شعب الإيمان (1125)
(3)
] عنه.
= (4/ 218/ 4081) من حديث أبي أيوب
…
مرفوعًا؛ ولا بأس وإسناده في الشواهد.
(1)
وكذا الحاكم (1/ 463)، وقال:"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي؛ وهو كما قال.
وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت نحوه؛ دون قوله: "وإما أن تدخر
…
" أخرجه أحمد (5/ 329)، والترمذي، وقال: "حديث حسن صحيح".
قلت: وإسناده حسن.
(2)
أي: يقعد عن الجهاد أو المجاهدة.
قال القاري في "المرقاة": وفي نسخة صحيحة: "يفقد"، وكتب ميرك في "هامش المشكاة": حتى يقفل، أي: يرجع". -
(3)
وإسناده ضعيف جدًّا؛ فيه عبد الرحيم بن زيد العمِّيُّ، وهو متهم بالكذب -، عن أبيه - وهو ضعيف -؛ وقد خرجته في "الضعيفة" (1344)؛ وقلت ثمة:"موضوع".
2 - باب ذكر الله عز وجل والتقرب إليه
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
2201 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده ". [1616]
• مُسْلِمٌ [39/ 2700]، وَالتِّرْمِذِيُّ [] في الدَّعَوَاتِ، وَابْنُ مَاجَه [] في ثَوَابِ التسْبِيحِ عَنْ أبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
2202 -
وقال: "سبق المفردون". قالوا: وما المفردون؟ يا رسول الله قال: " الذاكرون الله كثيرا والذاكرات". [1617]
• مُسْلِمٌ [4/ 2676] في الدَّعَوَاتِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
2203 -
وقال عليه: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت". [1618]
• البُخَارِيُّ [6407] في الدَّعَوَاتِ عَنْ أَبِي مُوسَى، وَلِمُسْلِم [779] عَنْهُ فِي الصَّلاةِ بِلَفْظِ:"مَثَلَ البَيتِ الذِي يُذْكَرُ اللهُ - تَعَالَى - فِيهِ".
2204 -
وقال: "يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم". [1619]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، (خ)[7405] في التَّوْحِيدِ، ([م (2/ 2675)، ت [3603]) في الدَّعَوَاتِ، (س)[الكبرى 7730] في النُّعوت، (ق)[3822] في ثَوَابِ التَسْبِيح.
2205 -
وقال: "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد ومن جاء بالسيئة فجزاء
سيئة مثلها أو أغفر ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة". [1620]
• مُسْلِمٌ [22/ 2687] في الدُّعَاء وَابْنُ مَاجَه [3821] في ثَوَابِ التَّسْبِيح عَنْ أَبِي ذَرّ
(1)
.
2206 -
وقال: "إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ولا بد له منه". [1621]
• البخَارِيُّ [6502] في الرِّقَاقِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
2207 -
وقال: "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم - قال -؛ فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، فإذا تفرقوا عرجوا إلى السماء قال: فيسألهم الله وهو أعلم بهم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عبادك في الأرض، قال: فيسألهم الله - وهو أعلم بهم ما يقول عبادي؟ قالوا يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويهللونك ويمجدونك قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك. قال: فيقول: كيف لو رأوني؟! قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا. قال: يقول: فما يسألوني؟ قال: يسألونك الجنة. قال:
(1)
وانظر "الصحيحة"(581).
يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها. قال: فيقول فكيف لو رأوها؟! قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة. قال: فيقول فمم يتعوذون؟ قال: يقولون: من النار. قال: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو رأوها؟! قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة. قالوا: ويستغفرونك قال: فيقول فاشهدكم إني قد غفرت لهم. وأعطيتهم ما سألوا، إنما جاء لحاجة وفي رواية يقولون: رب فيهم عبد خطاء، إنما مر فجلس معهم؟ قال: فيقول وله غفرت؛ هم القوم لا يشقى جليسهم»
(1)
". [1622]
2208 -
وعن حنظلة الأسيدي أنه قال: انطلقت أنا وأبو بكرحتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: نافق حنظلة يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وما ذاك؟ " قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين
(2)
فإذا خرجنا من عندك عافسنا
(3)
الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا
(4)
فقال رسول الله
(1)
لم يذكر المصنف الحديث ولا يخرجه في الأصل وخرجه الصدر المناوي في "كشف المناهج"(ق 223)، فعزاه للمتفق عليه.
قلت: أخرجه البخاري (6408)، ومسلم (2689). (ع)
(2)
رأي عين: مصدر أقيم مقام أسماء الفاعلين؛ والمصدر يقام مقام اسم الفاعل والمفعول، والواحد والتثنية والجمع.
أي: كأننا راؤون الجنة والنار، وأحوال القبر والقيامة بالعين:"التعليق الصبيح".
(3)
أي: خالطناهم، ولاغيناهم، وعالجنا أمورهم، واشتغلنا بمصالحهم. "مرقاة".
(4)
أي: مما ذكرنا به.
- صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة" ثلاث مرات. [1623]
• مُسْلِمٌ [25/ 2675]، وَالتِّرْمِذِيُّ [2514]، وَابْنُ مَاجَه [4239] في الزُّهْدِ عَنْ حَنْظَلَةَ الكَاِتبِ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
2209 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم؟ وأرفعها في درجاتكم؟ وخير لكم من إنفاق الذهب والورق؟ وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ " قالوا: بلى قال: " ذكر الله ". [1624]
• التَّرْمِذِيُّ [3377] في الدَّعَوَاتِ، وَابْنُ مَاجَه [3790] في ثَوَابِ التسْبِيحِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ
(1)
.
2210 -
وعن عبد الله بن يسر أنه قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس خير؟ فقال: " طوبى لمن طال عمره وحسن عمله " قال: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: "أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله". [1625]
• الترمِذِيُّ [(3375) (2329)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الزُّهْدِ بِنَحْوِهِ، وَبِاللَّفْظِ أخْرَجَهُ البَغَوِيُّ [1245] في "شَرْحِ السُّنَّةِ"
(2)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ.
(1)
وإسناده صحيح مرفوع، وسكت عنه الترمذي خلافًا لعادته! وصححه الحاكم، والذهبي.
(2)
وإسناده صحيح، وكذا رواه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 111 - 112).
وقد خرجته في "الصحيحة"(1836).
2211 -
وقال: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: " حلق الذكر ". [1626]
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[3510] في الدَّعَوَاتِ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه.
2212 -
وقال:" من اضطجع مضجعا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة
(2)
ومن قعد مقعدا لا يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة". [1627]
• أبو دَاوُدَ [4856] في الأدَبِ عَنْ أبِي هُرَيرَةَ، وَأخْرَجَهُ النسَائِيُّ [الكبرى 10237] مُخْتَصَرًا
(3)
.
2213 -
وقال: "ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان عليهم حسرة
(4)
". [1628]
2214 -
وقال: "ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة يوم القيامة فإن شاء عفا عنهم وإن شاء أخذهم بها". [1629]
• التِّرْمِذِيُّ
(5)
[3380] في الدَّعَوَاتِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
2215 -
وقال: "كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمر بمعروف أو نهي عن منكر
(1)
وهو حديث حسن بشواهده؛ ولذا خرجته في "الصحيحة"(2562).
(2)
ترة: أي: حسرة.
(3)
حديث صحيح، وقد تكلمت على طرقه وألفاظه وشواهده في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (رقم: 85 - 74).
(4)
حديث صحيح، وقد خرجته في المصدر السابق.
(5)
وإسناده صحيح، كما بينته في المصدر السابق.
أو ذكر الله".
غريب. [1630]
• التِّرْمِذِيُّ [2412]، وَابْنُ مَاجَه [2974] عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، وَقَالَ (الترمذي): غَرِيبٌ
(1)
.
2216 -
وقال: "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي". [1631]
• التِّرْمِذِيُّ
(2)
[2411] في التَّفْسِيرِ عَنْ أَمِّ حَبِيبَةَ.
2217 -
عن ثوبان أنه قال: لما نزلت (والذين يكنزون الذهب والفضة) كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فقال بعض أصحابه: لو علمنا أي المال خير فنتخذه؟ فقال: " أفضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه ". [1632]
• التِّرْمِذِيُّ
(3)
[3094] في التَّفْسِيرِ عَنْ ثَوبان.
الفصل الثالث:
2218 -
عن أبي سعيد قال: خرج معاوية على حلقة في المسجد فقال: ما
(1)
قلت: أي: ضعيف؛ وقد بينت علته في "الضعيفة"(1366).
(2)
وقال: "حديث حسن غريب".
قلت: وفي إسناده رجل مجهول، كما هو مبين في المصدر السابق (920).
(3)
وقال: "حديث حسن، سألت محمَّد بن إسماعيل: سالم بن أبي الجعد سمع من ثوبان؟! فقال: لا"؛ فالحديث منقطع.
وقد قال أحمد في أحاديث سالم، عن ثوبان:"إنها ليست بصحاح".
أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله قال: آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟ قالوا: الله ما أجلسنا غيره قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثا مني وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: " ما أجلسكم هاهنا " قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا قال: "آالله ما أجلسكم إلا ذلك؟ قالوا: الله ما أجلسنا إلا ذلك قال: " أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة ". [2278]
• رواه مسلم (2701).
2219 -
وعن عبد الله بن يسر: أن رجلا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به
(1)
قال: "لا يزال لسانك رطبا بذكر الله". [2279]
• الترمذي (3375) من حديث عبد الله بن بسر؛ وفيه قصة، وقال: حَسَنٌ غريب
(2)
.
2220 -
وعن أبي سعيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي العباد أفضل وأرفع درجة عند الله يوم القيامة؟ قال: " الذاكرون الله كثيرا والذاكرات"، قيل: يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله؟ قال: " لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما فإن الذاكر لله أفضل منه درجة ". [2280]
• أحمد (3/ 75)، والترمذي (3376) وقال: غريب
(3)
.
(1)
أي: أتعلق به.
(2)
قلت: بل هو صحيح الإسناد، وكذا قال الحاكم، والذهبي.
(3)
وهذا هو الصواب؛ وهو اللائق بحال إسناده؛ فإنه من رواية ابن لهيعة، عن دراج، وكلاهما ضعيف.
2221 -
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس
(1)
وإذا غفل وسوس ". [2281]
• الحديث ذكره البخاري تعليقًا [6/ 223]. قلت: ووصله الطبري [15/ 355] هو عندهما موقوف على ابن عباس في "تفسيره"
(2)
.
2222 -
وعن مالك قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل خلف الفارين وذاكر الله في الغافلين كغصن أخضر في شجر يابس"[2282]
• مالك في "الموطّإِ" بلاغًا.
(1)
أي: انقبض الشيطان وتأخر.
(2)
على هذا التخريج نظر من وجهين:
الأول: أن الحديث عند البخاري موقوف، وليس بمرفوع.
والآخر: أنه بهذا اللفظ ليس للبخاري، وإنما للطبري في "تفسيره"(30/ 228) والحاكم (2/ 541) مع اختلاف يسير في اللفظ، وقال الحاكم:"صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي!
وذلك منهما عجيب؛ فإن في إِسناده حكيم بن جبير، وهو ضعيف، كما قال الحافظ في "الفتح"(8/ 570).
وذكر له طرقًا أخرى عن ابن عباس بألفاظ متقاربة؛ أحدها: عند سعيد بن منصور، وهو موافق للفظ الكتاب؛ إلا أنه زاد في أوله:"يولد الإنسان والشيطان جاثم". وكلها موقوفة.
نعم؛ قد رُوي مرفوعًا من حديث أنس نحوه، ولكنه لا يصح إسناده، ولذلك أوردته في "الضعيفة"(1367).
ثم رأيته في "الأحاديث المختارة" للضياء: من طريق أخرى عن ابن عباس موقوفًا أيضًا، ومن طريق سعيد بن منصور - أيضًا - (61/ 258/ 1)، وإسناده صحيح.
2223 -
وفي رواية: " مثل الشجرة الخضراء في وسط الشجر وذاكر الله في الغافلين مثل مصباح في بيت مظلم وذاكر الله في الغافلين يريه الله مقعده من الجنة وهو حي وذاكر الله في الغافلين يغفر له بعدد كل فصيح وأعجم". [2283]
والفصيحُ: بنو آدمَ، والأعجمُ: البهائمُ.
• رزين
(1)
.
2224 -
وعن معاذ بن جبل قال: ما عمل العبد عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله. [2284]
• مالك (1/ 211/ 24)، والترمذي (3377)، وابن ماجه
(1)
(3790) عنه.
2225 -
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يقول: أنا مع عبدي إذا ذكرني وتحركت بي شفتاه". [2285]
• رواه البخاري
(2)
رضي الله عنه.
2226 -
وعن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: "لكل شيء صقالة
(3)
وصقالة القلوب ذكر الله وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله " قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: " ولا أن يضرب بسيفه حتى
(1)
وإسناده صحيح موقوفًا؛ وهو تمام الحديث السابق (2269).
(2)
قلت: هو - عنده - معلق!
وقد وصله في "خلق أفعال العباد"، وأحمد (2/ 540)، وغيرهما، وانظر التعليق على "الترغيب"(وصححه)، ابن حبان (2316).
(3)
هي التجلية والتصفية.
ينقطع ". [2286]
• رواه البيهقي في "الدعوات"
(1)
3 - باب أسماء الله تعالى
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
2227 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها
(2)
دخل الجنة". [1633]
• مُتفَق عَلَيهِ [خ (7392) م (6/ 2677)] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ (ح، م، ت) في الدَّعَوَاتِ، (س)[الكبرى 7659] في النُّعُوتِ، وَسَاقَ التِّرْمِذِيُّ [3507] الأَسمَاءَ.
وفي رواية: "وهو وِتْرٌ يُحب الوِترَ".
• مُتفَق عَلَيهِ عَنْهُ.
(1)
قلت: لم أقف على إسناده، ولكن كلام المنذري يشعر بضعفه، فقد قال في "الترغيب" (2/ 228):"ورواه ابن أبي الدنيا؛ والبيهقي من رواية سعيد بن سنان".
قلت: وهو أبو مهدي الحمصي، وهو متهم بالوضع.
قال أبو الحارث - كان الله له -: قد وقفت على إسناده، ولكن في "شعب الإيمان"(522)؛ لا في "الدعوات" وفي إسناده التي نقلها شيخنا رحمه الله عن المنذري. (ع)
(2)
جاء في "المرقاة": "أي: آمن بها، أو عدّها وقرأها كلمةً كلمةً على طريقة الترتيل؛ تبركًا وإخلاصًا، أو حفظ مبانيها، وعلم معانيها، وتخلق بما فيها".
مِنَ "الحِسَانِ
":
2228 -
قال: "إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة هو الله الذي لا إله هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن الوالي المتعالي البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور".
غريب. [1634]
• الترمِذِي [3507] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ:"غَرِيبٌ"
(1)
.
(1)
أي: ضعيف، وتمام كلامه:"لا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح، وهو ثقة عند أهل الحديث"!
قلت: لكنه كان يدلس تدليس التسوية، وكذلك شيخه الوليد بن مسلم، ولم يصرحا بالتحديث في أيٍّ من طبقاته؛ بل روياه عمن فوقهما بالعنعنة، فهذه هي العلة.
وثمة علة أخرى؛ وهي الشذوذ والنكارة؛ فقد أخرجه الشيخان - وغيرهما - عن أبي هريرة
…
مرفوعًا به دون سرد الأسماء - كما تقدم في الفصل الأول -، وكذلك أخرجه أحمد (2/ 258، 267، 314، 427، 499، 503، 516) من طرق عنه.
وقد أشار الترمذي إليها بقوله: "وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله =
2229 -
وعن بريدة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول: اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال: "دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب". [1635]
• الأَرْبعَةُ عَنْ بُرَيْدَةَ، أبو داود [1493] في الصَّلاةِ (ت [3475]، ق [3857]) في الدَّعَوَاتِ، (س)[الكبرى 7666] في التَّفْسِير
(1)
(2)
.
2230 -
وعن أنس قال: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ورجل يصلي فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم أسألك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى ". [1636]
= عليه وسلم -، ولا نعلم في كبير شيء من الروايات - له إسناد صحيح - ذكر الأسماء؛ إلا في هذا الحديث، وقد روى آدم بن أبي إياس - هذا الحديث - بإسناد غير هذا عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
وذكر فيه الأسماء، وليس له إسناد صحيح".
قلت: وكذلك رواية ابن ماجه بذكر الأسماء - مع اختلاف متنها (رقم: 3861) -، وفيه عبد الملك بن محمَّد الصنعاني، عن أبي المنذر زهير بن محمَّد التميمي - وفيها ضعف -.
وأخرجه ابن حبان (2384)، والحاكم (1/ 16) من طريق صفوان، ولم يتنبه الحاكم، والذهبي لعلة التدليس.
ثم أخرجه الحاكم من طريق أخرى؛ فيها متروك.
(1)
لم نره عنده في (التفسير)! (ع)
(2)
وإسناده صحيح.
• أَبُو دَاوُدَ [1495] والنسائي
(1)
[3/ 52] في الصَّلاةِ، عن أنس رضي الله عنه.
2231 -
وعن أسماء بنت يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) وفاتحة (آل عمران): (الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم). [1637]
• أَبُو دَاوُدَ [1496] في الصَّلاةِ، وَالتِّرْمِذِيُّ
(2)
[3478]، وَابْنُ مَاجَه [3588] في الدَّعَوَاتِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يزيدٍ.
2232 -
قال: "دعوة ذي النون إذا دعا ربه وهو في بطن الحوت (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) لم يدع بها رجل مسلم في شيء إلا استجاب له". [1638]
• التّرْمِذِيُّ
(3)
[3505] في الدَّعَوَاتِ عَن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه،.
الفصل الثالث:
2233 -
عن بريدة رضي الله عنه قال: دخلت مع رسول الله - صلى الله
(1)
وكذا ابن ماجه، إسناده صحيح.
وأما إسناد الآخرين؛ فصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! وفيه نظر، بينته في "صحيح السنن"(1342).
(2)
وقال: "حسن صحيح".
قلت: فيه - عندهم جميعًا - شهر بن حوشب، وهو سيّئ الحفظ. وعنه: أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(102).
لكن له شاهد من حديث أبي أمامة
…
مرفوعًا مختصرًا: أخرجه الحاكم (1/ 505 - 506) بإسناد حسن، وهو مخرج في "الصحيحة"(746).
(3)
ولم يتكلم عليه بصحة أو ضعف، وهو صحيح الإسناد، كما بينته في "الكلم الطيب"(122).
عليه وسلم - المسجد عشاء فإذا رجل يقرأ ويرفع صوته فقلت: يا رسول الله أتقول: هذا مراء؟ قال: " بل مؤمن منيب " قال: وأبو موسى الأشعري يقرأ ويرفع صوته فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسمع لقراءته ثم جلس أبو موسى يدعو فقال: اللهم إني أشهدك أنك أنت الله لا إله إلا أنت أحدا صمدا
(1)
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد سأل الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب " قلت: يا رسول الله أخبره بما سمعت منك؟ قال: " نعم " فأخبرته بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: أنت اليوم لي أخ صديق حدثتني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. [2293]
• ذكره رزين. قلت: ووصله الحارث [1060] عن أنس رضي الله عنه
(2)
.
4 - باب ثواب التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
2234 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل الكلام أربع: سبحان
(1)
أحدًا صمدًا: منصوبان على الاختصاص. وفي "شرح السنة": مُعرفان ومرفوعان؛ على أنهما صفتان لله - تعالى -. اهـ. "تعليق". -
(2)
قلت: لقد أبع المصنف النجعة! فالحديث رواه أحمد في "المسند"(5/ 349، 359)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأصله في "صحيح مسلم"(2/ 192) من هذا الوجه.
وبعضه عنده من حديث أبي موسى نفسه، وسيأتي طرف منه في الكتاب (6194).
الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر". [1639]
• ابنُ حِبَّان [839] عَنْ سَمُرَةَ بهَذَا اللَّفْظِ، وفيه: لا تبالي بأيهن بدأت:
…
وَأصْلُهُ عِنْدَ مُسْلِمٍ [2137].
وفي رواية: "أَحَبُّ الكلامِ إلى الله أربعٌ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلا الله، والله أكبر، لا يَضُرُّكَ بأيِّهِنَّ بدَأتَ".
• مُسْلِمٌ [12/ 2137]، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 10681] عَنْهُ.
2235 -
وقال: "لأن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس". [1640]
• مُسْلِمٌ [32/ 2695]، وَالتِّرمِذِي [3597] في الدَّعَوَاتِ، وَالنَّسَائِي [الكبرى 10671] فِي اليَوْمِ وَاللَّيلَةِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
2236 -
وقال: "من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". [1641]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أبِي هُريرَةَ، (خ)[6405] في صِفَةِ إِبْلِيس، (م)[28/ 2691] في الدَّعَوَاتِ، (ق)[3812] في ثَوَابِ التسبِيحِ.
2237 -
وقال: "من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه". [1642]
• مُسْلِمٌ [29/ 2692]، وَالتّرمِذِي [3469] في الدَّعَوَاتِ، وَأَبُو دَاوُدَ [5091] في الأدَبِ، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 10403] في اليَوْمِ وَاللَّيلَةِ، كُلُّهُمْ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
2238 -
وقال: "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحانه الله وبحمده سبحانه الله العظيم". [1643]
• الجَمَاعَةُ - إِلَّا أَبَا دَاوُدَ - عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، (خ)[7563] في التَّوْحِيدِ، (م)[2694]، ت [3467]) في
الدُّعَاءِ، (س [الكبرى 10666]) في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، (ق [3806]) في ثَوَابِ التَّسْبِيحِ.
2239 -
وقال: "أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ " يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة". [1644]
• مُسْلِمٌ [37/ 2698]، وَالتِّرْمِذِيُّ [3463] في الدَّعَوَاتِ، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 9980] في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَنْ سَعْدٍ.
2240 -
وقال: وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الكلام أفضل؟ قال: " ما اصطفى الله لملائكته: سبحان الله وبحمده". [1645]
• مُسْلِمٌ [84/ 2731]، وَالتِّرْمِذِيُّ [3593] في الدَّعَوَاتِ عَنْ أبِي ذَرٍّ.
2241 -
وعن جويرية أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة قال: " ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ " قالت: نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضى
(1)
نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته". [1646]
• مُسْلِمٌ [79/ 2726]، وَالتِّرمِذِيُّ [3555] في الدَّعَوَاتِ، وَالنَّسَائِيُّ [3/ 77] في الصلاةِ، وَابْنُ مَاجَه [3808] في ثَوَابِ التسْبِيح عَنْ أمِّ المُؤمِنِينَ جويرية.
2242 -
وقال: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه". [1647]
(1)
وفي بعض النسخ: "رضاء"؛ بالمد.
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (6403) م (28/ 2691)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَد تَقَدمَ (ت [3468]، ق [3798]).
2243 -
وقال: "لا حول ولا قوة إلا بالله: كنز من كنوز الجنة؟ ". [1648]
• الجَمَاعَةُ عَنْ أَبِي مُوسَى (خ []، م []، د [1528]، ت [3374]) في الدَّعَوَاتِ، (س)[الكبرى 7679] فِي النعُوتِ، (ق)[3824] في ثَوَابِ التسْبِيحِ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
2244 -
وقال: "من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة ". [1649]
• التِّرْمِذِيُّ [346] في الدَّعَوَاتِ، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 10663] في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَنْ جَابِرٍ
(1)
.
2245 -
وقال: "ما من صباح يصبح العباد فيه إلا مناد ينادي سبحوا الملك القدوس". [1650]
• الترمِذِيُّ
(2)
[3569] في الدَّعَوَاتِ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ.
2246 -
وقال: "أفضل الذكر: لا إله إلا الله وأفضل الدعاء: الحمد لله ". [1651]
• التِّرْمِذِيُّ
(3)
[3383] في الدعَاءِ، وَالنسَائِيُّ [الكبرى 10667] في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، وَابْنُ مَاجَه [3800] في ثَوَابِ التسْبِيحِ، كُلُّهُمْ عَنْ جَابِر.
(1)
وهو حديث صحيح، خرجته في "سلسة الأحاديث الصحيحة"(64).
(2)
وقال: "حديث غريب".
قلت: أي: ضعيف؛ فيه موسى بن عُبَيْدة، عن محمَّد بن ثابت - وهما ضعيفان -.
(3)
وحسنَّه، وهو كما قال، صححه ابن حبان (2326).
2247 -
وقال: "الحمد رأس الشكر ما شكر الله عبد لا يحمده". [1652]
• البَيْهَقِيُّ
(1)
[4395] فِي "الشُّعَبِ" عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَسَنَدُهُ مُنْقَطِعٌ.
2248 -
وقال: "أول من يدعى إلى الجنة يوم القيامة الذين يحمدون الله في السراء والضراء ". [1653]
• البَيْهَقِيُّ
(2)
[1653] في "الشُّعَبِ" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
2249 -
وقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال موسى عليه السلام: يا رب علمني شيئا أذكرك به وأدعوك به فقال: يا موسى قل: لا إله إلا الله فقال: يا رب كل عبادك يقول هذا إنما أريد شيئا تخصني به قال: يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري
(3)
والأرضين السبع وضعن في كفة ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهن لا إله إلا الله ". [1654]
• النَّسَائِيُّ
(4)
[الكبرى 10670] في عَمَلِ اليوْمِ وَاللَّيْلَةِ عنْ أبِي سَعِيدٍ.
2250 -
عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من قال: لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه فقال: لا إله إلا أنا وأنا أكبر وإذا قال: لا إله إلا الله وحده قال: يقول: لا إله إلا أنا وحدي وإذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له يقول الله: لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد قال: لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد
(1)
وإسناده ضعيف، كما بينته في "الضعيفة"(1372)
(2)
وإسناده ضعيف، كما بينته في "الأحاديث الضعيفة"(632).
(3)
غيري: استثناء.
(4)
وأخرجه ابن حبان (2324)، والحاكم (1/ 528)، وقال:"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي!
قلت: وفيه دراج أبو السمح، عن أبي الهيثم، وهو ضعيف عنه!
وإذا قال: لا إله إلا الله ولا وحول ولا قوة إلا بالله قال: لا إله إلا أنا لا حول ولا قوة إلا بي " وكان يقول: " من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار ". [1655]
• الترمِذي
(1)
[3430] في الدعَاءِ، وَالنَّسَائِي في اليَوْمِ وَاللَّيْلةِ، وَابْنُ مَاجَه [3794] في ثَوَابِ التسْبِيحِ، كُلهُمْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ مَعًا.
2251 -
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال: " ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل؟ سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما بين ذلك وسبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك ".
غريب [1656]
• أبو دَاوُدَ [1500] في الصَّلاةِ، وَالتِّرمِذِيُّ [3568] في الدَّعَوَاتِ، وَالنَّسَائِي [الكبرى] في اليَوْمِ وَاللَّيلَةِ
(2)
عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه، وَقَالَ (ت): غَرِيبٌ
(3)
.
(1)
وقال: "حسن غريب، وقد رواه شعبة
…
، ولم يرفعه"!
ثم ساق إسناده إلى شعبة به، وهو إسناد صحيح، ووقفه لا يضره، فإنه في حكم المرفوع، لا سيما وقد رواه جماعة مرفوعًا، وصححه ابن حبان (2325).
وقد ذكر ابن ماجه (3794) سماع أبي إسحاق من الأغر، فزالت شبهة تدليسه.
(2)
لم نره في شيء من كتب النسائي! (ع)
(3)
أي: ضعيف؛ خلافًا لمن زعم ثبوته من المعاصرين! وقد رددت عليه في رسالة مطبوعة؛ وانظر "الضعيفة"(1/ 188 - 193/ تحت الحديث 83).
2252 -
وقال: "من سبح الله مائة بالغداة ومئة بالعشي كان كمن حج مائة حجة ومن حمد الله مائة بالغداة ومئة بالعشي كان كمن حمل على مائة فرس في سبيل الله ومن هلل الله مائة بالغداة ومئة بالعشي كان كمن أعتق مائة رقبة من ولد إسماعيل ومن كبر الله مائة بالغداة ومئة بالعشي لم يأت في ذلك اليوم أحد بأكثر مما أتى به إلا من قال مثل ذلك أو زاد على ما قال".
غريب. [1657]
• التِّرْمِذِيُّ [(3471) (4/ 1417)] في الدَّعَوَاتِ عن عَمْرُو بْنُ شُعَيبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّهِ، وَقَالَ: غَرِيبٌ
(1)
.
2253 -
وقال: "التسبيح نصف الميزان والحمد لله يملؤه ولا إله إلا الله ليس لها حجاب دون الله حتى تخلص إليه".
غريب [1658]
• التِّرْمِذِيُّ [3518] في الدَّعَوَاتِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَقالَ:"غريب"
(2)
.
2254 -
وقال: "ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصا قط إلا فتحت له أبواب السماء حتى يفضي إلى العرش ما اجتنب الكبائر ". [1659]
• التِّرْمِدِيُّ [3590] في الدُّعَاءِ وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 10669] في اليَوْم وَاللَّيْلَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ
(1)
قلت: أخرجه من طريق الضحَّاك بن حمزة، عن عمرو بن شعيب
…
به.
والضحاك ضعيف، كما قال الحافظ؛ وانظر "الضعيفة"(1315).
(2)
أي: ضعيف، وعلته: أنه من رواية إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي - وكلاهما ضعيف -.
(ت): غَرِيبٌ
(1)
.
2255 -
وقال: "لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ". رواه الترمذي. وقال: هذا حديث حسن غريب إسنادا 1660
• التِّرْمِذِيُّ
(2)
[3462] في الدُّعَاءِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
2256 -
عن يسيرة بنت ياسر رضي الله عنها وكانت من المهاجرات قالت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس
(3)
واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات ولا تغفلن فتنسين الرحمة ". [1661]
• أَبُو دَاوُدَ [1501] في الصَّلاةِ، وَالتِّرمِذِيُّ
(4)
[3583] في الدُّعَاءِ عن يَسِرَةُ بِنْتُ يَاسِرٍ.
(1)
كذا نقله عنه!
وفي طبعة بولاق (2/ 279): "حسن غريب" - وهو الذي وقع في "الترغيب"(2/ 238) -؛ وهو الأقرب لحال إسناده؛ فإنه حسن، واللّه أعلم.
(2)
وإسناده ضعيف، لكن الحديث حسن، كما قال الترمذي؛ لأن له شاهدين، ذكرت الحديث من أصلهما في "الأحاديث الصحيحة"(155).
(3)
أي: قول: سبحان الملك القدوس؛ أو: سبوح قدوس رب الملائكة والروح.
ويمكن أن يراد بالتقديس: التكبير.
(4)
وهو حديث حسن، له شاهد موقوف على عائشة، ذكرته في الرسالة السابقة التي رددت فيها على من احتج بما لم يثبت (ص 63).
الفصل الثالث:
2257 -
عن سعد بن أبي وقاص قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: علمني كلاما أقوله قال: " قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله رب العالمين لا حول ولا قوة إلى بالله العزيز الحكيم ". فقال فهؤلاء لربي فما لي؟ فقال: " قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني ".
شك الراوي في " عافني ". [2317]
• مسلم (2696) عنه.
2258 -
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على شجرة يابسة الورق فضربها بعصاه فتناثر الورق فقال: " إن الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر تساقط ذنوب العبد كما يتساقط ورق هذه الشجرة ". [2318]
• الترمذي (3533) وقال: غريب
(1)
.
(1)
أي: ضعيف؛ وذلك لأن فيه انقطاعًا بين الأعمش وأنس، ثم إن شيخ الترمذي - محمَّد بن حميد الرازي - ضعيف.
لكن أخرجه أحمد (3/ 152) من طريق أخرى عن أنس؛ ورجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أن سنانًا - وهو ابن ربيعة الباهلي - إنما أخرج له البخاري مقرونًا؛ وهو مختلف فيه:
ضعَّفه ابن معين، وأبو حاتم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي في "الكامل" (188/ 1):"أرجو أنه لا بأس به".
فهو حسن الحديث - إن شاء الله -؛ ما لم يظهر وهن.
ومن طريقه: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(634).
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 55) من غير طريق الرازي؛ وانظر "الصحيحية"(3168).
2259 -
وعن مكحول عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنز الجنة ".
قال مكحول: فمن قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ولا منجى من الله إلا إليه كشف الله عنه سبعين بابا من الضر أدناها الفقر. [2319]
• الترمذي (3601) من رواية مكحول عنه، وفيه كلام مكحول، قال (ت): ليس بمتصل؛ مكحول لم يسمع من أبي هريرة
(1)
.
2260 -
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا حول ولا قوة إلا بالله دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم". [2320]
• البيهقي
(2)
[171] في "الدعوات" عن [أبي هريرة]
(3)
والطبراني في "الصغير"
(4)
عن جابر.
2261 -
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله يقول الله تعالى: أسلم عبدي واستسلم ". [2321]
• البيهقي
(5)
(135) في "الدعوات"[عن أبي هريرة]
(6)
.
(1)
قلت: لكن له طريق أخرى عن أبي هريرة بسند صحيح: أخرجه أحمد (2/ 335)، والحاكم (1/ 21)، ويأتي لفظه بعد حديث.
(2)
أخرجه الحاكم (1/ 542)، وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة"؛ وفيه بشر بن رافع الحارثي؛ وهو ضعيف؛ ولذلك تعقبه الذهبي بقوله:"قلت: بشر واهٍ"؛ وراجع "الصحيحة"(1528).
(3)
بياض في الأصل، واستدركناه من مصادر التخريج. (ع).
(4)
بل في "الأوسط"(5028)! وإليه - فقط - عزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 151)، و"مجمع البحرين"(4547)! (ع)
(5)
أخرجه - كذلك - الحاكم: من طريق عمر بن ميمون، عن أبي هريرة - وصححه -، ووافقه وأخرجه أحمد - أيضًا -؛ وله عنده طريق أخرى، كما سبق آنفًا.
(6)
بياض في الأصل، واستدركناه من مصادر التخريج (ع).
2262 -
وعن ابن عمر أنه قال: سبحان الله هي صلاة الخلائق والحمد لله كلمة الشكر ولا إله إلا الله كلمة الإخلاص والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض وإذا قال العبد: لا حول ولا قوة إلا بالله قال الله تعالى: أسلم عبدي واستسلم. [2322]
• ذكره رزين
(1)
.
5 - باب الاستغفار والتوبة
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
2263 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ". [1662]
• البُخَارِيُّ [6307]، وَالتِّرْمِذِيُّ [3259] في الدَّعَوَاتِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
2264 -
وقال: "إنه ليغان
(2)
على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة
(1)
قلت: لم أقف على إسناده!
وطرفه الأخير مرفوع في الذي قبله.
وقوله: "والله أكبر: تملأُ ما بين السماء والأرض": مرفوع - أيضًا - في حديث مالك الأشعري (المتقدم 281) في رواية أحمد، كما سبق تخريجه هناك.
(2)
قال عياض: "المراد بالغين: فتران عن الذكر، الذي شأنه أن يدام عليه، فهذا فتر عنه - لأمر ما - عد ==
مرة". [1663]
• مُسْلِمٌ [41/ 2702] في الدَّعَوَات، وَأبو دَاوُدَ [1515] في الصَّلاةِ، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 10276] في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَنِ الأغَرِّ المُزَنِيِّ.
2265 -
وقال: "يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة ". [1664]
• مُسْلِمٌ [42/ 2702] فِيِه عَنْهُ.
2266 -
وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن الله تبارك وتعالى أنه قال: " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على
= ذلك ذنبًا، فاستغفر عنه.
وقيل: هو شيء يعتري القلب مما يقع من حديث النفس.
وقيل: هو السكينة التي تغشى قلبه.
والاستغفار لإظهار العبودية لله لما أولاه.
وقيل غير ذلك": "التعليق الصبيح".
أفجر قلب واحد منكم ما نقص من ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم
وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما
نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط
(1)
إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي
أعمالكم أحصها عليكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير
ذلك فلا يلومن إلا نفسه ".
راوه أَبِو ذَرّ.
وكان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث؛ جثا على ركبيتيه. [1665]
• مُسْلِمٌ
(2)
[55/ 2577] في الأدَبِ عَنْ أَبِي ذَرّ.
2267 -
وقال:"كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا ثم خرج يسأل فأتى راهبا فسأله فقال: أله توبة قال: لا فقتله وجعل يسأل فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا فأدركه الموت فناى
(3)
بصدره نحوها فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فأوحى الله إلى هذه أن تقربي وإلى هذه أن تباعدي فقال قيسوا ما بينهما فوجد إلى هذه أقرب بشبر فغفر له". [1666]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
(4)
عنْ أَبِي سَعِيدٍ، (خ)[3470] في بَنِي إِسْرَائِيلَ، (م)[47/ 2766] في التَّوْبَةِ، (ق)
(1)
المخيط: الإبرة.
(2)
وانظر "التعليقات الحسان"(2/ 8).
(3)
ناء؛ أي: نهض ومال بصدره.
(4)
قال البغوي: "وفي رواية لمسلم: "فدُل على رجل عالم، فَقَالَ: إنه قتل مئة نفس، هل له من توبة؟! قال: نعم؛ ومن يحول بينه وبين التوبة؟! انطلق إلى أرض كذا وكذا؛ فإن بها أناسًا يعبدون الله، فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك؛ فإنها أرض سوء، فانطلق حتى نصف الطريق؛ أتاه الموت؛ فاختصمت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأتاهم ملك في صورة آدمي، فجعلوه بينهم، فقَالَ: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما أدنى؛ ==
[2622]
في الدِّيَّاتِ.
2268 -
وقال: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ". [1667]
• مُسْلِمٌ [11/ 2749] في التَّوْبَةِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
2269 -
وقال: "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها". [1668]
• مُسْلِمٌ [31/ 2759] فِيهِ، وَالنَّسَائِيُّ [200] في التَّفْسِيرِ عَنْ أَبِي مُوسَى.
2270 -
وقال: "إن العبد إذا اعترف ثم تاب تاب الله عليه". [1669]
• البخَارِيُّ [4141] عَنْ عَائِشَةَ في الحَدِيثِ الطوِيلِ في قِصَّةِ أَهلِ الإفْكِ.
2271 -
وقال: "من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ". [1670]
• مُسْلِمٌ [43/ 2703] في الدَّعَوَاتِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
2272 -
وقال: "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان راحلته بأرض فلاة
(1)
فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس
(2)
منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ
= فهو له؛ فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة
…
" اهـ "التعليق الصبيح".
(1)
أي: مفازة بعيدة.
(2)
أيس: لغة في يئس.
بخطامها
(1)
ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح ". [1671]
• مُتَّفَق عَلَيْهِ عَنْ أَنَسٍ - وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ. [2747] في التَّوْبةِ -، وَاخْتَصَرَهُ البُخَاريُّ [6309] في الرِّقَاقِ.
2273 -
وقال: "إن عبدا أذنب ذنبا فقال: رب أذنبت فاغفره فقال ربه أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا فقال: رب أذنبت ذنبا فاغفره فقال ربه: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا قال: رب أذنبت ذنبا آخر فاغفر لي فقال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي فليفعل ما شاء". [1672]
• مُتَّفَق عَلَيْهِ عَنْ أبِي هُرَيرَةَ: (خ)[7507] في التَّوْحِيدِ، (م)[29/ 2758] في التَّوْبةِ، (س)[الكبرى 10252] في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ.
2274 -
عن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث أن رجلا قال: والله لا يغفر الله لفلان وأن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى
(2)
علي أني لا أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك".
أو كما قال. [1673]
• مُسْلِمٌ
(3)
[137/ 2621] في الأدَبِ عَنْ جُنْدُبٍ.
(1)
أي: بزمامها.
(2)
يتحكم عليّ ويحلف باسمي.
(3)
قلت: وفي شيخه - سويد بن سعيد - كلام، لكني وجدت له متابعًا قويًّا، خرجته في "الصحيحة" =
2275 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء
(1)
لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ". قال: " ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة ". [1674]
• البُخَاريُّ [6306] في الدَّعَوَاتِ، وَالنسَائِي [الكبرى 10416] في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَنْ شَدَّادِ بنِ أوْسٍ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
2276 -
قال أنس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان
(2)
السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم إنك لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها
(3)
مغفرة ".
غريب. [1675]
• التِّرْمِذِيُّ [3540] عَنْ أَنَسٍ في الدَّعَوَاتِ، وَقَالَ: غَرِيبٌ
(4)
.
= (1685)، ويشهد الحديث الآتي (2347).
(1)
أقر.
(2)
العنان: السحاب، وإضافتها إلى السماء: تصوير لارتفاعه، وأنه بلغ مبلغ السماء.
(3)
بقرابها: بضم القاف ويكسر؛ أي: بملئها.
(4)
قلت: هو حديث حسن - كما قال الترمذي - بشاهده المذكور، بل هو صحيح؛ فإن له شاهدين =
2277 -
وقال: "من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ما لم تشرك بي شيئا". [1676]
• البَغَوِيُّ [4191] في "شَرْحِ السُّنَّةِ" عَنِ ابن عَبَّاسٍ.
2278 -
وقال: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ". [1677]
• أَبُو دَاوُدَ [1518]، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 10290] في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، وَابْنُ مَاجَه [3819] في التَّسْبِيحِ
(1)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
2279 -
وقال: "ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة ". [1678]
• أبو دَاوُدَ [1514] في الصَّلاةِ، وَبِمَعْنَاهُ في التَّفْسِيرِ
(2)
، وَالتِّرْمِذِيُّ [3559] في الدَّعَوَاتِ عَنْ أَبِي بَكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه
(3)
.
2280 -
وقال: "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون". [1679]
= آخرين؛ خرجتهما مع الحديث في "الصحيحة"(128، 903، 1951).
(1)
وإسناده ضعيف، كما بينته في "الضعيفة"(705).
(2)
كذا في الأصل وما علمنا لأبي داود في "سننه" كتاب (التفسير)! ولم يعزه المزي في "التحفة"(5/ 309)، والصدر المناوي في "كشف المناهج"(ق 229) إلا إلى (الصلاة) من "سنن أبي داود"! (ع)
(3)
وإسناده ضعيف، كما صرح بذلك الترمذي بقوله:"حديث غريب، وليس إسناده بالقوي".
قلت: فيه مولى لأبي بكر، لم يُسم.
وقال العجلوني في "كشف الخفاء"(2/ 249/ رقم: 2170): "رواه
…
وأبو يعلى، والبزار عن أبي بكر مرفوعًا"، ونقل قول الترمذي، وقال عقبه:
"لكن له شاهد عند الطبراني في "الدعاء" عن ابن عباس رضي الله عنهما.
• التِّرْمِذِيُّ [2499]، وَابْنُ مَاجَه
(1)
[425] في الزُّهْدِ عَنْ أنَسٍ.
2281 -
وقال: "إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب واستغفر صقل قلبه وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه فذلكم الران الذي ذكر الله تعالى (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).
صحيح. [1680]
• الترمِذِيُّ
(2)
[3334]، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 11658] في التْفْسِيرِ، وَابْنُ مَاجَه [4244] في الزُّهْدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
2282 -
وقال: "إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ". [1681]
• التِّرْمِذِيُّ
(3)
[3538] في الدَّعَوَاتِ، وَابْنُ مَاجَه [4253] في التَّوْبَةِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
2283 -
وقال: "إن الشيطان قال: وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت
(1)
وإسناده حسن، وصححه الحاكم (4/ 244).
وتعقبه الذهبي بقوله: "علي بن مسعدة الباهلي؛ فيه لين".
قلت: ولذلك قال الترمذي: "حديث غريب"؛ أي: ضعيف.
ولعل الأقرب إلى الصواب ما ذهبنا إليه، والله أعلم.
(2)
وقال: "حسن صحيح"، وصححه ابن حبان (1771)، والحاكم (2/ 517)، ووافقه الذهبي، وإسنادهم حسن.
(3)
وقال: "حسن غريب"، وصححه ابن حبان (2449)، والحاكم (4/ 257)، ووافقه الذهبي.
والأقرب قول الترمذي لولا عنعنة مكحول!
نعم؛ له شاهد - عند الحاكم، وأحمد (3/ 425)، و (5/ 362) عن رجل من الصحابة، فهو - به - حسن.
أرواحهم في أجسادهم فقال الرب عز وجل: وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لا أزال أغفر لهم ما استغفروني ". [1682]
• أحْمَدُ [3/ 29]
(1)
عَنْ أبِي سَعِيدٍ.
2284 -
وقال: "إن الله جعل بالمغرب بابا عرضه مسيرة سبعين عاما للتوبة لا يغلق ما لم تطلع عليه الشمس من قبله وذلك قول الله عز وجل: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل). [1683]
• التِّرْمِذِيُّ
(2)
[3535] في الدَّعَوَاتِ عَن صَفْوَان بْنِ عَسَّالٍ.
2285 -
وقال: "لا تنقطع الهجرة حتى ينقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ". [1684]
• أَبُو دَاوُدَ [2479] في الجِهَادِ، وَالنَّسَائِي
(3)
[الكبرى 8711] في السيرِ عَنْ مُعَاوِيَةَ.
(1)
دون قوله: "وارتفاع مكاني"!
وإنَّما رواه بهذه الزيادة: البغوي في "شرح السنة"(1/ 146/ 2).
وفيه - عندهما - ابن لهيعة، عن دراج - وكلاهما ضعيف -.
ورواه الحاكم من طريق أخرى: عن دراج
…
بدون الزيادة.
وأخرجه أحمد (3/ 29/ 41) من طريق أخرى عن أبي سعيد
…
بدونها - أيضًا -؛ فهي زيادة منكرة.
وأما أصل الحديث؛، فحسن بمجموع الطريقين؛ وانظر "الصحيحة"(104).
(2)
وقال: "حسن صحيح".
قلت: وإسناده حسن؛ وأخرجه أحمد - أيضًا - (4/ 240 - 241)، والبخاري في "التاريخ"(4/ 304 - 305/ 2921).
(3)
وكذا أحمد (4/ 99)، والدارمي (2/ 239 - 240) من طريق أبي هند البجلي - وهو مجهول، كما قال ابن القطان وغيره -. =
2286 -
وقال: "إن رجلين كانا في بني إسرائيل متحابين أحدهما مجتهد للعبادة والآخر يقول: مذنب فجعل يقول: أقصر عما أنت فيه فيقول خلني وربي حتى وجده يوما على ذنب استعظمه فقال: أقصر فقال: خلني وربي أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك أبدا ولا يدخلك الجنة فبعث الله إليهما ملكا فقبض أرواحهما فاجتمعا عنده فقال للمذنب: أدخل الجنة برحمتي وقال للآخر: أتستطيع أن تحظر على عبدي رحمتي؟ فقال: لا يا رب قال: اذهبوا به إلى النار ". [1685]
• أَبُو دَاوُدَ
(1)
[4901] في الأدَبِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ
(2)
.
2287 -
عن أسماء بنت يزيد قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: (يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا) ولا يبالي
(3)
"
= لكن له طريق أخرى يتقوى بها، كما بينته في "الإرواء"(1208).
(1)
وكذا أحمد في "المسند"(2/ 322)، مع اختلاف في اللفظ! وإسناد حسن.
وأخرجه - أيضًا - عبد الله بن المبارك في "الزهد"(900)، والبيهقي في "الشعب"(2/ 297/ 1)، وابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (رقم: 45).
وله - عنده - شاهد من حديث أبي قتادة
…
مختصرًا.
(2)
رمز في الأصل برمز (س) لم نجده فيه؛ ولم يعزه إليه الصدر المناوي في "الكشف" ولا المزي في "التحفة"! (ع)
(3)
هذه الكلمة من قول الرسول صلى الله عليه وسلم زيادة على الآية؛ أي: لا يبالي بمغفرة الذنوب جميعًا، لسعة رحمته.
غريب. [1686]
• التِّرْمِذِيُّ [3237] في التَّفْسِيرِ عَنْ أسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدٍ، وَقَالَ: غَرِيبٌ
(1)
.
2288 -
وعن ابن عباس: في قوله تعالى: (إلا اللمم) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن تغفر اللهم تغفر جما
…
وأي عبد لك لا ألما
غريب. [1687]
• التَّرْمِذِيُّ [3284] في التَّفْسِيرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَالَ: غَرِيبٌ
(2)
.
2289 -
عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تعالى يا عبادي كلكم ضال إلا من هديت فاسألوني الهدي أهدكم وكلكم فقراء إلا من أغنيت فاسألوني أرزقكم وكلكم مذنب إلا من عافيت فمن علم منكم أني ذو قدرة على المغفرة فاستغفرني غفرت له ولا أبالي ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أتقى قلب عبد من عبادي ما زاد في ملكي جناح بعوضةولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أشقى قلب عبد من عبادي ما نقص ذلك من ملكي
(1)
وفي إسناده شهر بن حوشب، وهو ضعيف.
ورواه - كذا - أحمد (6/ 454، 459 - 461).
(2)
وتمام كلامه: "لا نعرفه إلا من حديث زكريا ابن إسحاق".
قلت: وهو ثقة من رجال الشيخين، ولذلك صححه الحاكم (2/ 466 - 470) على شرطهما، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
ومن طريقه: الحربي في "الغريب"(5/ 61/ 2).
جناح بعوضة. ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا في صعيد واحد فسأل كل إنسان منكم ما بلغت أمنيته فأعطيت كل سائل منكم ما نقص ذلك من ملكي إلا كما لو أن أحدكم مر بالبحر فغمس فيه إبرة ثم رفعها ذلك بأني جواد ماجد أفعل ما أريد عطائي كلام وعذابي كلام إنما أمري لشيء إذا أردت أن أقول له (كن فيكون) ". [1689]
• التَّرْمِذِيُّ
(1)
[2495]، وَابْنُ مَاجَه [4257] في الزُّهْدِ عَنْ أبِي ذَرٍّ وَأَصْلُهُ في مُسْلِمٍ [2577]، وَقَدْ تَقَدمَ.
2290 -
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ (هو أهل التقوى وأهل المغفرة) قال: قال ربكم أنا أهل أن أتقى فمن اتقاني فأنا أهل أن أغفر له ". [1689]
• التِّرْمِذِيُّ
(2)
[3328]، وَالنَّسَائِيُّ [650] في التَّفْسِيرِ، وَابْنُ مَاجَه [4299] في الزُّهْدِ عَنْ أَنَسٍ.
(1)
وقال: "حديث حسن".
قلت: ويعني أن سنده ضعيف؛ وعلته: شهر بن حوشب؛ وهو ضعيف.
وقد أخرج مسلم (8/ 17) هذا الحديث من طريق أخرى، عن أبي ذرّ
…
به؛ وليس فيه كثير من الألفاظ التي في حديث شهر هذا؛ ومن ذلك قوله: "إلا كما
…
إلخ، وفيه ما ليس في هذا.
ولذلك؛ فهو منكر - عندي -. بهذا السياق.
(2)
وضعفه بقوله: "حديث غريب، وسهيل بن عبد الله القطيعي ليس بالقوي في الحديث، وقد تفرد به عن ثابت".
ومن طريقه: أخرجه الحاكم (2/ 508) - وصححه - ووافقه الذهبي!
لكن ذكر له السيوطي في "الدر المنثور"(6/ 287) شاهدًا من حديث أبي هريرة - من رواية ابن مردويه -. =
2291 -
وعن ابن عمر قال: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس يقول: " رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور " مائة مرة. [1690]
• الأَرْبعَةُ
(1)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: (د)[1516] في الصَّلاةِ، (ت)[3434] في الدَّعَوَاتِ، (س)[الكبرى 10292] في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، (ق)[3814] في ثَوَابِ التَّسْبِيحِ.
2292 -
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان قد فر من الزحف ".
غريب. [1691]
• أَبُو دَاوُدَ [1517] في الصَّلاةِ، وَالتَّرمِذِيُّ [3577] فِي الدَّعَوَاتِ - وَقَالَ:"غَرِيبٌ"
(2)
- عَنْ بِلالِ
= فإن كان سنده ليس شديد الضعف، فالحديث به حسن.
وقد نقل ابن كثير عن الترمذي أنه قال: "حسن غريب"! والله أعلم.
(1)
وكذا أحمد في "المسند"(2/ 21، 67، 82) من ثلاثة طرق؛ أحدها صحيح على شرط الشيخين؛ وبه أخرجه الآخرون؛ وقال الترمذي: "حسن صحيح".
وعزاه الحاكم لمسلم! فوهم.
والسياق لأحمد، والترمذي.
وقال غيرهما: "الرحيم" بدل: "الغفور"!
والراجح - عندي - اللفظ الأول: "الغفور"؛ في تحقيق أودعته في كتابي "الصحيحة"(556).
(2)
قلت: أي: ضعيف؛ وذلك لأن يسار بن زيد، كما قال الذهبي.
ومثله: ابنه بلال - أو هلال -.
لكن الحديث صحيح؛ فقد جاء من حديث ابن مسعود وغيره، كما بينته في "التعليق الرغيب".
بْنِ يَسَارِ بْنِ زيْدِ بْنِ مَوْلا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ زَيْدٍ
…
بِهِ.
الفصل الثالث:
2293 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يا رب أني لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك ". [2354]
• رواه أحمد
(1)
(2/ 509).
2294 -
وعن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما الميت في القبر إلا كالغريق المتغوث
(2)
ينتظر دعوة تلحقه من أب أو أم أو أخ أو صديق فإذا لحقته كان أحب إليه من الدنيا وما فيها وإن الله تعالى ليدخل على أهل القبور من دعاء أهل الأرض أمثال الجبال وإن هدية الأحياء إلى الأموات الاستغفار لهم ". [2355]
• البيهقي
(3)
(7905) في "الشعب".
2295 -
وعن عبد الله بن يسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا ". [2356]
(1)
وكذا ابن ماجه (3660)؛ وإسناده حسن؛ ثم خرجته في "الصحيحة"(1598)، وذكرت له - ثمة - شاهدًا.
(2)
كالمشرف على الغرق، المستغيث المستعين المستجير.
(3)
قلت: في إسناده رجل مجهول، والمتن منكر جدًّا، كلما قال الذهبي، وأقره العسقلاني، وهو مخرج في "الضعيفة"(799).
• النسائي في "اليوم والليلة"[الكبرى 10289]، وابن ماجه (3818)
(1)
في ثواب التسبيح.
2296 -
وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: " اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا أساؤوا استغفروا ". [2357]
• ابن ماجه
(2)
(3820) في الزهد.
2297 -
وعن الحارث بن سويد قال: حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين: أحدهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والآخر عن نفسه
قال: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا أي بيده فذبه عنه.
ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لله أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض دوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش
(1)
وإسناده صحيح، كما قال البوصيري في "الزوائد"(ق 255/ 1 - مصورة المكتب)، وصححه الضياء في "المختارة"(ق 113/ 1).
وله شاهد مرفوع عن عائشة: أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(10/ 395)، و "أخبار أصبهان"(1/ 330).
(2)
فيه علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، كما قال اليوصيري (ق 255/ 1).
ومن طريقه: رواية أحمد في "الزهد"(رقم: 39)، وكذا البيهقي في "الشعب"(2/ 338/ 2).
وتابعه - عنده (2/ 339/ 1) -: ثابت البناني.
لكن في الطريق إليه: الحسن بن المثنى البصري؛ ترجمه ابن أبي حاتم (3/ 39/ 166)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
فأرى أنه وهم في هذا الإسناد، ولا مجال لشرح ذلك هنا، والله أعلم.
أو ما شاء الله قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده ". [2358]
• متفق عليه (ح)(6308) في الرقائق (م)(2744) في التوبة.
2298 -
وعن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحب العبد المؤمن المفتن
(1)
التواب ". [2359]
• أحمد
(2)
(1/ 80) عنه.
2299 -
وعن ثوبان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما أحب أن لي الدنيا بهذه الآية (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا) الآية " فقال رجل: فمن أشرك؟
(3)
فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: " ألا
(4)
ومن أشرك" ثلاث مرات. [2360]
(1)
المبتلى كثيرًا بالسيئات أو بالغقلات.
(2)
إسناده واهٍ جدًّا؛ فيه متهم بالوضع، وآخران مجهولان.
وعزوه لأحمد خطأ! والصواب أنه أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند"؛ وهو مخرج في "الضعيفة"(96).
(3)
أي: أهو داخل في الآية، أم خارج عنها؟
(4)
ألا: حرف تنبيه.
وغفران الإشراك يكون بالتوبة.
ووقع في "المسند": "إلا من أشرك"، وهو تحريف مطبعي، وكذلك وقع في "المجمع"(7/ 100) من رواية الطبراني، وأحمد! وقد ذكره ابن كثير من رواية أحمد على الصواب، وكذلك وقع عند ابن جرير، و"الدر المنثور"(331)، =
• البيهقي
(1)
[7137] في "الشعب" عنه.
2300 -
وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى ليغفر لعبده ما لم يقع الحجاب ". قالوا: يا رسول الله وما الحجاب؟ قال: " أن تموت النفس وهي مشركة ". [2361]
• البيهقي
(2)
عنه فيه
(3)
.
2301 -
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لقي الله لا يعدل به شيئا في الدنيا ثم كان عليه مثل جبال ذنوب غفر الله له ". [2362]
• البيهقي
(4)
[31] في كتاب "البعث والنشور".
= وفي المخرجين ابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في "شعب الإيمان".
(1)
ضعيف الإسناد؛ وهو في "المسند"(5/ 275): من طريق ابن لهيعة - وهو ضعيف -، عن أبي قبيل، عن أبي الرحمن المري - وهو الجُبْلاني -، ترجمه في "تعجيل المنفعة"، ولم يذكر فيه توثيقًا ولا تجريحًا.
ومن هذا الوجه: أخرجه الطبري في "التفسير"(23/ 11 - 12).
(2)
وكذا أحمد (5/ 174) - بإسناد ضعيف - من طريق مكحول، عن عمر بن نعيم، عن أسامة بن سَلْمَان، عن أبي ذر
…
به.
ومن هذا الوجه: أخرجه ابن حبان (2450)، والحاكم (4/ 257)، وقال:"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي!! وهذا منه عجيب؛ فإنه أورد عمر - هذا - وشيخه في "ذيل الضعفاء"، ووصفهما بالجهالة.
وأما ابن حبان؛ فذكرهما في "الثقات"! على قاعدته المعروفة!
(3)
كذا قال! والصواب عزوه إلى "البعث"(رقم: 22)؛ فإننا لم نره في "الشعب".
ثم إن اقتصاره في العزو إلى البيهقي - مع مصوره في "المسند" - تقصير!! (ع)
(4)
قلت: لم أقف على إسناده، والغالب عليه الضعف!
2302 -
وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " التائب من الذنب كمن لا ذنب له
(1)
". [2363]
• ابن ماجه (4250) في التوبة، والبيهقي (7040) في "الشعب" عن ابن مسعود رضي الله عنه.
فصل
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
2303 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما قضى الله الخلق كتب كتابا فهو عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي". [1692]
• مُتَّفَق عَلَيْهِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، (خ)[7553/ 7554] في التَّوْحِيدِ وَغَيْرِهِ، (م)(15/ 2715] في التَّوْبَةِ، (س)[الكبرى 7750] في النُّعُوت.
وفي رواية: "غلبَتْ غَضَبي".
• هِيَ في "البُخَاريِّ".
2304 -
وقال: "إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس
(1)
وأما طرفه الآخر؛ فقد رُوي مرفوعًا من حديث ابن مسعود، وأبي سعد الأنصاري، وأنس بن مالك، وابن عباس، وكلها ضعيفة، فلا يبعد أن يرتقي إلى الحسن بهذه الطرق، وهو الذي نقله السخاوي عن الحافظ، وأقره، وهو الذي ملت إليه حينما خرجت هذه الأحاديث في "الضعيفة"(615، 616)، أوردته فيها لزيادات وقعت في بعض الطرق تكلمت عليها، ولا شاهد لها، والله أعلم.
وزاد أبو نعيم في "الحلية"(10/ 398) - وغيره - في أول الحديث: "الندم توبة"؛ وهي مخرجة في "الروض النضير"(1150).
ولها طريق أخرى صحيحة عن ابن مسعود؛ وهي مخرجة في "الروض"(642).
والبهائم والهوام فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها وأخر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة". [1693]
• مُتفَق عَلَيْهِ - وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ [19/ 2752] في التَّوْبَةِ - (خ)[6000] في الأدَبِ، (ق)[4293] في الزُّهْدِ عن أبي هريرة.
وفي رواية: "فإذا كانَ يومُ القيامةِ؛ أَكْمَلَها بهذهِ الرحمةِ".
• مُسْلِمٌ [21/ 2753] فيه عَنْ سَلْمَان الفَارِسِيِّ.
2305 -
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد ". [1694]
• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، (خ)[6469] في الرِّقَاقِ، (م)[23/ 2755] في التَّوْبَةِ
(1)
.
2306 -
وقال: "الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك ". [1695]
• البُخَارِيُّ [6488] في الرِّقَاقِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
2307 -
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "قال رجل لم يعمل خيرا قط لأهله وفي رواية أسرف رجل على نفسه فلما حضره الموت أوصى بنيه إذا مات فحرقوه ثم اذروا نصفه في البر ونصفه في البحر فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين فلما مات فعلوا ما أمرهم فأمر الله البحر فجمع ما فيه وأمر البر فجمع ما فيه ثم قال له: لم فعلت هذا؟ قال: من خشيتك يا رب وأنت أعلم فغفر له ". [1696]
(1)
وانظر "الصحيحة"(1634).
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، (خ)[7506] في التَّوْحِيدِ، (م)[24 - 25/ 2756] في التَّوْبَةِ، (ق)[4255] في الرِّقَاقِ.
2308 -
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها
(1)
تسعى إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: " أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ " فقلنا: لا وهي تقدر على أن لا تطرحه فقال: " لله أرحم بعباده من هذه بولدها "[1697]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ عُمَرَ، (خ)[5999] في الأَدَبِ، (م)[22/ 2754] في التَّوْبَةِ.
2309 -
وقال: "لن ينجي أحدا منكم عمله " قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمته فسددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة
(2)
والقصد القصد تبلغوا ". [1698]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ: (خ)[6463] في الرِّقَاقِ، (م)[71/ 2816] في التَّوْبَةِ.
2310 -
وقال: "لا يدخل أحدا منكم عمله الجنة ولا يجيره من النار ولا أنا إلا برحمة الله تعالى". [1699]
• مُسْلِمٌ [77/ 2817] فِيهِ عَنْ جَابِرٍ.
2311 -
وقال: "إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئة كان
(1)
أي: سأل لبن ثديها.
(2)
الدلجة: المسير من أول الليل.
زلفها
(1)
وكان بعد القصاص: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها". [1700]
• البُخَارِيُّ [41] في الإِيمَانِ عَنْ أبِي سَعِيدٍ تَعْلِيقًا.
قُلْتُ: وَصَلَهُ البَيْهَقِي [24] في "الشُّعَبِ"، وَالدَّارَقُطنِي في "غَرَائِبِ مَالِكٍ"[2/ 46 - تعليق التعليق]رضي الله عنه.
2312 -
وقال: "إن الله كتب الحسنات والسيئات: فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هم بعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة فإن هو هم بعملها كتبها الله له سيئة واحدة ". [1701]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنِ ابن عَبَّاسٍ، (خ)[6491] في الرِّقَاقِ، (م)[207/ 131] في الإِيمَانِ، (س) في البُعُوثِ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
2313 -
وقال: "إن مثل الذي يعمل السيئة ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ثم عمل أخرى فانفكت أخرى حتى تخرج إلى الأرض ". [1702]
• أحْمَدُ
(2)
[4/ 145] عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ.
(1)
أي: قدَّمها.
(2)
في سنده: ابن لهيعة؛ وهو سيّئ - الحفظ؛ لكن الظاهر أنه لم يتفرد به:
فقال المنذري (4/ 79): "رواه أحمد، والطبراني بإسنادين، رواة أحمد رواة الصحيح".
وقال الهيثمي (10/ 201 - 202): "رواه أحمد، والطبراني؛ وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال ==
2314 -
عن أبي الدرداء: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقص على المنبر وهو يقول: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) قلت: وإن زنى وإن سرق؟ يا رسول الله فقال الثانية: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فقلت الثانية: وإن زنى وسرق؟ يا رسول الله فقال الثالثة: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فقلت الثالثة: وإن زنى وسرق؟ يا رسول الله قال: " وإن رغم أنف أبي الدرداء ". [1703]
• النَّسَائِيُّ [الكبرى 11560] فِي التَّفْسِيرِ عَنْ أبِي الدَّرْدَاءِ
(1)
.
2315 -
عن عامر الرام قال: بينا نحن عنده يعني عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل رجل عليه كساء وفي يده شيء قد التف عليه فقال: يا رسول الله مررت بغيضة شجر فسمعت فيها أصوات فراخ طائر فأخذتهن فوضعتهن في كسائي فجاءت أمهن فاستدارت على رأسي فكشفت لها عنهن فوقعت عليهن فلففتهن بكسائي فهن أولاء معي قال: " ضعهن " فوضعتهن وأبت أمهن إلا لزومهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتعجبون لرحم أم الفراخ فراخها؟ فوالذي بعثني بالحق: لله أرحم بعباده من أم الفراخ بفراخها ارجع بهن حتى تضعهن من حيث أخذتهن وأمهن معهن ". فرجع بهن. [1704]
• أَبُو دَاوُدَ [3089] فِي الجَنَائِزِ عَن عَامِر الرَّامي مُطَوَّلًا
(2)
.
= الصحيح".
فالحديث حسن على أقل الدرجات!
بل هو صحيح؛ لأنه - عند أحمد، والبغوي - من رواية عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة؛ وروايته عنه صحيحة، كما هو مقرر في ترجمة ابن لهيعة؛ ثم خرجته في "الصحيحة"(2854).
(1)
وكذا أحمد في "المسند"(2/ 357)، وإسناده صحيح على شرط مسلم.
(2)
بإسناد ضعيف، فيه أبو منظور؛ قال الذهبي:"لا يُعْرف".
الفصل الثالث:
2316 -
عن عبد الله بن عمر قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته فمر بقوم فقال: " من القوم؟ " قالوا: نحن المسلمون وامرأة تحضب
(1)
بقدرها ومعها ابن لها فإذا ارتفع وهج تنحت به فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أنت رسول الله؟ قال: " نعم " قالت: بأبي أنت وأمي أليس الله أرحم الراحمين؟ قال: " بلى " قالت: أليس الله أرحم بعباده من الأم على ولدها؟ قال: " بلى " قالت: إن الأم لا تلقي ولدها في النار فأكب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي ثم رفع رأسه إليها فقال: " إن الله لا يعذب من عباده إلا المارد المتمرد الذي يتمرد على الله وأبى أن يقول: لا إله إلا الله ". [2378]
• ابن ماجه
(2)
(4297) في الزهد عنه.
2317 -
وعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن العبد ليلتمس مرضاة الله فلا يزال بذلك فيقول الله عز وجل لجبريل: إن فلانا عبدي يتلمس أن يرضيني ألا وإن رحمتي عليه فيقول جبريل: رحمة الله على فلان ويقولها حملة العرش ويقولها من حولهم حتى يقولها أهل السماوات السبع ثم تهبط له إلى الأرض". [2379]
• أحمد
(3)
(5/ 279) عنه.
(1)
أي: توقد.
(2)
قلت: وإسناده ضعيف جدًّا؛ فيه إسماعيل بن يحيى الشيباني، متهم بالكذب، كما قال الحافظ، وفيه آخر ضعيف، وانظر "الضعيفة"(3109).
(3)
بسند ضعيف؛ وفيه ميمون أبو محمَّد المزني التميمي؛ قال ابن معين: "لا أعرفه".
2318 -
وعن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل: (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) قال: كلهم في الجنة ". [2380]
• البيهقي في "البعث والنشور"[59]
(1)
.
6 - باب ما يقول عند الصباح والمساء والمنام
مِنَ "الصِّحَاحِ
":
2319 -
عن عبد الله رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال: " أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم إني أسألك من خير
(1)
وهكذا رواه الطبراني في "الكبير"(1/ 22/ 2)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(12/ 371)، وفيه محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سيّئ الحفظ، كما قال الهيثمي (7/ 96).
ووقع عند الطبراني: "كلهم من هذه الأمة" مكان: "كلهم في الجنة"، وجمع بينهما السيوطي في "الدر"(5/ 251) من رواية الطبراني، والبيهقي في "البعث"! ولا يخفى ما فيه.
وللحديث شاهد عن أبي سعيد الخدري
…
مرفوعًا به أتم منه: أخرجه الطبري في "تفسيره"(22/ 90)؛ وفيه رجلان لم يُسميا.
وشاهد آخر عن عائشة
…
موقوفًا عليها: أخرجه الطبراني في "الأوسط"، والحاكم (2/ 426)، وقال:"صحيح الإسناد"، وردّه الذهبي بقوله:"قلت: الصلت - يعني: ابن دينار أبا شعيب؛ قال النسائي: ليس بثقة، وقال أحمد: ليس بالقوي"!
هذه الليلة وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر "، وإذا أصبح قال أيضا: "أصبحنا وأصبح الملك لله ". [1705]
• مُسْلِمٌ، وَالثَّلاثَةُ عَنِ ابْنِ مَسْعُود (م)[2723]، ت [3390]) في الدَّعَوَاتِ، (د)[5071] في الأدَبِ، (س)[الكبرى 10408] في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ.
وفي رواية: "ربِّ! أعوذُ بكَ مِن عذابٍ في النارِ، وعذابٍ في القبرِ".
• هِيَ لِمُسْلِمٍ فِيهِ.
2320 -
وعن حذيفة، أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول: " اللهم باسمك أموت وأحيا ". فإذا استيقظ قال: " الحمد الله الذي أحيانا بعدما ما أماتنا وإليه النشور ". [1706]
• البخَارِيُّ [63141] في الدَّعَوَاتِ، (د)[5049] في الأدَبِ، (ت [3417]، ق [3880]) في الدَّعَوَاتِ، (س)[الكبرى 10583] في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، كُلُّهُمْ عَنْ حُذَنفَةَ.
2321 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمهما وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ".
وفي رواية: " ثم ليضطجع على شقه الأيمن ثم ليقل: باسمك
…
". [1707]
• مُتَّفَقٌ [خ (6320) م (64/ 2714)] عَلَيهِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، في الدَّعَوَاتِ، (د)[5550] في الأدَبِ، (س)[الكبرى 10627] في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ.
وفي رواية: "فليَنُفُضْهُ بصَنِفَةِ
(1)
ثوبِه ثلاثَ مرَّاتٍ، وليَقُلْ: إنْ أمسكتَ
(2)
نفسي فاغفرْ لها".
• هِيَ فِي التّرْمِذِيِّ [3401] عنه.
2322 -
وعن البراء بن عازب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن ثم قال: " اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت ". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قالهن ثم مات تحت ليلته
(3)
مات على الفطرة ". [1708]
• مُتفَق عَلَيْهِ [خ 6315، م 2710] في الدَّعَوَاتِ عَنِ البرَاءِ، وَاللَّفْظُ لإِحْدَى رِوَايَاتِ البخَارِيِّ.
وفي رواية: "قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لرجلٍ: "إذا أويتَ إلى فِرَاشِكَ؛ فَتَوضَّأ وُضُوءَك للصلاةِ، ثُمَّ اضطجِعْ على شقِّكَ الأيمنِ، ثُمَّ قلِ: اللَّهمَّ! أسلمتُ نفسي إليكَ
…
- بهذا، وقال -؛ فإنْ مِتَّ مِن ليلتِكَ مِتَّ على الفطرةِ، وإِنْ أصبحتَ أصبتَ خيرًا".
• الخَمْسَةُ [خ (7488) (247) م (56 - 58/ 2710)] عَنِ البرَاءِ (خ، م، ت [3120]) في الدَّعَوَاتِ،
(1)
أي: بطرف ثوبه.
والصنفة: طرف الأزار الذي له هدب.
(2)
يعني: إذا اضطجع يقول: "باسمك .. " إلى آخر الدعاء، إلا أنه يقول:"فإن أمسكت نفسي فاغفر لها" بدل قوله: "فارحمها"".
(3)
أي: تحت حادثة فيها، وَقالَ ابن حجر: عقب طلوع فجرها.
(د)[4750] في الأدَبِ، (س)[الكبرى 10612] في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، وَاللَّفْظُ الَّذِي سَاقَهُ لِـ "المَصابِيح".
2323 -
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: " الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي له". [1709]
• مُسْلِمٌ، وَالثلاثَةُ عَنْ أَنَسٍ، م [2715]، ت [3396] في الدَّعَوَاتِ، (د)[5053] في الأدَبِ، (س)[الكبرى 10635] في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ.
2324 -
وعن علي رضي الله عنه: أن فاطمة أنت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرحى وبلغها أنه جاءه رقيق فلم تصادفه فذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها فلما جاء أخبرته عائشة قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال: على مكانكما فجاء فقعد بيني وبينها حتى وجدت برد قدمه على بطني فقال: " ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ إذا أخذتما مضجعكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم". [1710]
• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، (خ) في فَرْضِ الخُمُس [31131] وَفِي غَيْرِهِ [الدعوات 6318](م)[80/ 2727] في الدَّعَوَاتِ، (د)[5062] في الأدَبِ، كُلُّهُمْ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه.
2325 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: جاءت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فقال: " ألا أدلك على ما هو خير من خادم؟ تسبحين الله ثلاثا وثلاثين وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين وتكبرين الله أربعا وثلاثين عند كل صلاة وعند منامك ". [1711]
• مُسْلِمٌ [81/ 2728] فِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
مِنَ "الحِسَانِ
":
2326 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال: " اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير ". وإذا أمسى قال: " اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور ". [1712]
• الأَرْبعَةُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، (د)[5068] في الأدَبِ، (ت)[3391] في الدَّعَوَاتِ، (س)[الكبرى 9836] في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، (ق)[3868] في الدُّعَاءِ
(1)
.
2327 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال أبو بكر: قلت يا رسول الله مرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت؟ قال: " قل اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه
(2)
قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت
(1)
قلت: في هذا التخريج ما يُسْتغرب من وجوه! أولًا: أن اللفظ المذكور ليس لواحد! من هؤلاء؛ فأبو داود ألْيقُهم به؛ إلا أنه ليس عنده: "وبك أصبحنا" في دعاء المساء، وقال:"وإليك النشور" في الموضعين!
نعم؛ أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1199) بلفظ الكتاب؛ غير أنه قال: "وإليك النشور" مكان: "وإليك المصير"، والعكس بالعكس؛ وإسناده صحيح في "الصحيحة"(262).
وأما ابن ماجه؛ فهو - عنده (3868) - من أمره صلى الله عليه وسلم، لا من فعله؛ ولفظ مثل لفظ البخاري؛ وسنده حسن، كما بينته في المصدر السابق (263).
وأما الترمذي؛ فهو عنده بلفظ: كان يعلم أصحابه يقول: "إذا أصبح أحدكم فليقل
…
" فذكره، "وإذا أمسى فليقل
…
" فذكره أيضًا كما في الكتاب، وقال: "حديث حسن"؛ يعني: لغيره، كما بينته في المصدر السابق.
(2)
يروى بكسر الشين وسكون الراء، وهو: ما يدعو إليه من الإشراك بالله عز وجل.
ويروى بفتح الشين والراء؛ أي: ما يفق به الناس من حبائله - والشَّرَك: حبالة الصائد -.
مضجعك ". [1713]
• أَبُو دَاوُدَ [5067] في الأدَبِ، وَالتِّرمِدِيُّ
(1)
[3392] في الدَّعَوَاتِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
2328 -
وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: "ما من عبد يقول في صباح كل
يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء". [1714]
• التَّرْمِذِيُّ
(2)
[3388]، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 9843]، وَابْنُ مَاجَه [3869] كَالَّذِي قَبْلَهُ عَنْ عُثْمَان - رضي الله عنه.
وفي رواية: لم تُصِبْه فجأةُ بلاءٍ، حتى يُصْبحَ، ومَن قالَها حينَ يُصْبحُ لم تُصِبْه فجأةُ بلاءِ حتَّى يُمسيَ.
• أبو دَاوُدَ [5088] عَنْهُ فِيهِ.
2329 -
عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أمسى: "أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها رب أعوذ بك من الكسل ومن سوء الكفر".
(1)
وقال: "حسن صحيح".
وهو كما قال، وصححه ابن حبان - أيضًا - (2349)، والحاكم (1/ 513).
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1202)، وابن السني في "العمل"(43)، والبيهقي في "الأسماء"(ص 20)؛ وقد خرجته في "الصحيحة"(2753)، وانظر (2763).
(2)
وقال: "حسن صحيح". قلت: وهو كما قال، وإسناده صحيح.
وفي رواية: " من سوء الكبر والكبر رب أعوذ بك من عذاب في القبر وعذاب في النار". وإذا أصبح قال ذلك: " أصبحنا وأصبح الملك لله ". [1715]
• مُسْلِمٌ [2723]، وَالتِّرْمِذِيُّ [3390] في الدَّعَوَاتِ، وَأَبُو دَاوُدَ
(1)
[5071] في الأدَب عَنِ ابْنِ مَسعُودٍ، وَرِوَايَةُ الكُفْرِ انْفَرَدَ بِهَا؛ أَبُو دَاوُدَ.
2330 -
وعن بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمها فيقول: "قولي حين تصبحين: سبحان الله وبحمده ولا قوة إلا بالله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما فإنه من قالها حين يصبح حفظ حتى يمسي ومن قالها حين يمسي حفظ حتى يصبح ". [1716]
• أَبُو دَاوُدَ [5075] في الأدَبِ، وَالنَّسَائِيُّ [الكبرى 9840] في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ رِوَايَةِ عَبدِ الحَمِيدِ - مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ -، أن أُمَّهُ
(2)
حَدَّثَتْه، عَنْ بَعْضِ بِنَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهِ.
2331 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: "من قال حين يصبح: (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون) إلى قوله: (وكذلك تخرجون) أدرك ما فاته في يومه ذلك ومن قالهن حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته". [1717]
(1)
ليس عندهم الرواية الأخرى: "من سوء الكبر والكبر".
وفي رواية عند مسلم: "اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، وسوء الكبر، وفتنة الدنيا، وعذاب القبر".
(2)
قلت: وهما مجهولان، كما قال الذهبي.
ومن هذا الوجه: أخرجه النسائي، وعنه ابن السُّني في "عمل اليوم والليلة"(44).
• أبو دَاوُدَ
(1)
[5076] في الأدَبِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
2332 -
عن أبي عياش رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قال إذا أصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل وكتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع عشر درجات وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح ". [1718]
• أَبُو دَاوُدَ
(2)
[5077] فِيهِ عَنْ أَبِي عَبَّاسٍ.
2333 -
عن الحارث بن مسلم التميمي عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أسر إليه فقال: " إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل قبل أن تكلم أحدا اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إذا قلت ذلك ثم مت في ليلتك كتب لك جواز
(3)
منها، وإذا صليتَ الصبح فقل كذلك؛ فإنك إن متَّ مِن يومك ذلك كتب الله لك جوار منها". [1719]
• أَبُو دَاوُدَ
(4)
[5079 - 5080] فِيهِ مِنْ حَدِيثِ الحَارِثِ بْنِ مُسْلِمٍ عَن أَبِيهِ.
2334 -
عن ابن عمر، أنه قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع
(1)
بإسناد ضعيف جدًّا؛ فيه محمَّد بن عبد الرحمن البيلماني، قال الحافظ:"ضعيف، وقد اتهمه ابن عدي، وابن حبان".
قلت: ومن طريقه - أيضًا -: أخرجه ابن السني (54، 77).
(2)
وإسنادُهُ صحيح.
(3)
أي: خلاص.
(4)
وإسناده ضعيف؛ وهو مخرج في "الضعيفة"(1624)؛ وانظر - لزامًا - "الصحيحة"(2506).
هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح: " اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي "؛ يعني الخسف. [1720]
• أبو دَاوُدَ [5074] في الأدَبِ، وَالنَّسَائِيُّ [8/ 282] في الاسْتِعَاذَةِ، وَابْنُ مَاجَه [3871] في الدَّعَوَاتِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ
(1)
.
2335 -
وقال: "من قال حين يصبح: اللهم أصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك إلا غفر الله له ما أصابه في يومه ذلك من ذنب. وإن قالها حين يمسي غفر الله له ما أصابه في تلك الليلة من ذنب".
غريب. [1721]
• التِّرْمِذِيُّ
(2)
[3501] في الدَّعَوَاتِ عَنْ أنَسٍ رضي الله عنه.
2336 -
وقال: "ما من عبد مسلم يقول إذا أمسى وإذا أصبح ثلاثا رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا إلا كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة". [1722]
(1)
وأخرجه الحاكم - أيضًا -، وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
(2)
وقال: "غريب"؛ أي: ضعيف.
قلت: واللفظ للترمذي؛ وأما لفظ أبي داود؛ فهو مغاير لبعض جمله؛ وانظر "الضعيفة"(1041).
وأقول: كنت قوَّيت الحديث في "الصحيحة"(267) غير مقيد بالصباح والمساء؛ ثم بدا لي أنه من حصّته الكتاب الآخر؛ فانظره تحت الرقم المشار إليه من الطبعة الجديدة من "الصحيحة".
• الترمِذِيُّ
(1)
[3389] في الدَّعَوَاتِ عَنْ ثَوبان.
2337 -
وعن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام وضع يده تحت رأسه ثم قال: " اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك أو تبعث عبادك ". [1723]
• التَّرْمِذِيُّ فِي الدعوات
(2)
[3398] عَنْ حُذَيفَةَ.
2338 -
عن حفصة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: " اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ". ثلاث مرات. [1724]
(1)
وقال: "حسن غريب من هذا الوجه".
قلت: وفي إسناده ضعف، بينته في تعليقي على "الكلم الطيب" (رقم: 25).
وليس عند الترمذي: "وإذا أصبح ثلاثًا"! وإنما ذلك عند أحمد (5/ 367)، مع اختلاف يسير في بعض الحروف.
ثم هو عنده؛ عن رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم؛ وليس عن ثوبان! كم يوهم صنيع التبريزي!
وكذلك أخرجه أبو داود (5072)، والنسائي، وعنه ابن السني (66)؛ وفيه مجهول، كما بينته في المصدر السابق.
(2)
وقال: "حسن صحيح"، وهو كما قال.
وأخرجه أحمد - أيضًا - (5/ 382)، وأبو داود (5045)، وهو مخرج في "الصحيحة"(2754).
ورواه أحمد في "المسند"(4/ 81، 290، 291، 301، 303)، وكذا الترمذي: عن البراء بن عازب، وقال الترمذي:"حسن صحيح".
قلت: وإسناده صحيح؛ لولا أن أبا إسحاق - وهو السبيعي - مدلس، وقد عنعنه، ثم إنه اضطرب في إسناده، كما بيّنه الترمذي.
• أبو دَاوُدَ [5045] في الأدَب، النَّسَائِي
(1)
[الكبرى 10598] في اليوْمِ وَاللَّيلَةِ عَنْ حَفْصَةَ.
2339 -
وعن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أخذ مضجعه: " اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامات من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والمأثم اللهم لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك ولا ينفع ذا الجد منك الجد سبحانك وبحمدك ". [1725]
• أبو دَاوُدَ
(2)
[5052] في الأدَبِ، وَالنَّسَائِي [الكبرى 7732] في النعُوت.
2340 -
وقال: "من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر أو عدد رمل عالج
(3)
أو عدد ورق الشجر أو عدد أيام الدنيا ".
غريب [1726]
• التِّرمِذِيُّ
(4)
[3397] في الدَّعَوَاتِ عَنْ أَبِي سعيد.
2341 -
وقال: "ما من مسلم يأخذ مضجعه بقراءة سورة من كتاب الله إلا وكل الله به ملكا فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهب متى هب
(5)
". [1727]
(1)
وكذا أحمد (6/ 87، 288)، وسنده صحيح بما قبله، دون:"ثلاث مرات".
(2)
أبو إسحاق السبيعي، وهو مدلس ومختلط.
(3)
اسم موضع بالبادية؛ فيه رمل كثير.
(4)
وقال: "غريب".
قلت: أي: ضعيف؛ وذلك لأن فيه عطية العوفي، وهو مشهور بالضعف.
(5)
أي: يستيقظ متى استيقظ بعد طول الزمان، أو قربه من النوم.
• التِّرْمِذِيُّ
(1)
[3407] فيهِ عَنْ شدادِ بْنِ أَوسٍ.
2342 -
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خلتان لا يحصيهما وفي رواية لا يحافظ عليهما رجل مسلم إلا دخل الجنة ألا وهما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا ويحمده عشرا ويكبره عشرا " قال: فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده قال: " فتلك خمسون ومئة في اللسان وألف وخمسمائة في الميزان وإذا أخذ مضجعه يسبحه ويحمده ويكبره مائة وفي رواية: يكبر أربعا وثلاثين، ويحمده ثلاثا وثلاثين ويسبح ثلاثا وثلاثين - فتلك مائة باللسان وألف في الميزان فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة؟ " قالوا: وكيف لا نحصيها؟
(2)
قال: " يأتي الشيطان أحدكم وهو في صلاته فيقول: اذكر كذا اذكر كذا حتى ينفتل فلعله أن لا يفعل ويأتيه في مضجعه فلا يزال ينومه حتى ينام". [1728]
• الثلاثَةُ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ، (د)[5065] في الأدَبِ، (ت)[3410] في الدَّعَوَاتِ، (س)[3/ 74] في الصلاةِ
(3)
.
2343 -
عن عبد الله بن غنام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك
(1)
إسنادهُ ضعيف فيه رجل مجهول ولذلك لم يحسنهُ الترمذي.
(2)
قال الطيبي: "أي: كيف لا نحصي المذكورات في الخصلتين، وأي شيء يصرفنا؟! فهو استبعاد لإهمالهم في الإحصاء، فرد استبعادهم بأن الشيطان يوسوس له في الصلاة حتى يغفل عن الذكر عقيبها، وينومه عند الاضطجاع".
(3)
وأخرجه أحمد (2/ 204 - 205) بلفظ أكمل!
وإسناده صحيح وقال الترمذي: "حسن صحيح".
لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر؛ فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته". [1729]
• أبو دَاوُدَ [5073] في الأدَبِ، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 9835] في اليَوْمِ وَاللَّيلَةِ
(1)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غنامٍ البِيَاضِيِّ.
2344 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه: " اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب كل شيء فالق
(2)
الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والقرآن أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عني الدين وأغنني من الفقر". [1730]
• مُسْلِمٌ [61/ 2713]، وَأبو دَاوُدَ
(3)
[5051]، وَالتِّرْمِذِيُّ [3400]، وَابْنُ مَاجَه [3873]، كُلُّهُمْ في الدُّعَاءِ عن أَبِي هُرَيْرَةَ خَلا أَبَا دَاوُدَ فَفِي الأدَبِ.
2345 -
عن أبي الأزهر الأنماري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله
(1)
بإسناده ضعيف؛ فيه عبد الله بن عنبسة، لم يوثقه غير ابن حبان وأورده الذهبي في "الميزان"(4493)، وذكر له هذا الحديث، وقال:"ولا يكاد يُعرف".
(2)
الفلق؛ بمعنى: الشق.
(3)
واللفظ له.
ورواه مسلم؛ وزاد - بعد قوله: "وربِّ الأرض" -: "وربّ العرش العظيم ربَّنا
…
".
وأما الترمذي؛ فرواه بلفظ الأمر، قال: كان يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول
…
فذكره، وقال:"حسن صحيح".
عليه وسلم - كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: "بسم الله وضعت جنبي لله اللهم اغفر لي ذنبي واخسأ
(1)
شيطاني وفك رهاني وثقل ميزاني واجعلني في الندي
(2)
الأعلى ". [1731]
• أَبُو دَاوُدَ
(3)
[5054] في الأدَبِ عَنْ أَبي الأزْهَرِ الأنمَارِيِّ.
2346 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: " الحمد لله الذي كفاني وآواني وأطعمني وسقاني والذي مَنَّ علي فأفضل والذي أعطاني فأجزل الحمد لله على كل حال اللهم رب كل شيء ومليكه وإله كل شيء أعوذ بك من النار ". [1732]
• أبو دَاوُدَ [5058] في الأدَبِ والنسائي في "اليوم والليلة"[الكبرى 10634] عن ابن عمر.
2347 -
وعن بريدة رضي الله عنه أنه قال: شكا خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما أنام من الليل من الأرق فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم رب السماوات السبع وما أظلت ورب الأرضين وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت كن لي جارا من شر خلقك
(1)
اجعله مطرودًا عني، ومردودًا عن إغوائي، وهو مروي بروايتين: اخسَأ وأخسئ، والأولى لأبي داود، والثانية للحاكم.
(2)
الندي: أصله المجلس؛ لأن القوم يجتمعون فيه، وإذا تفرقوا لم يكن نديًا، ويقال - أيضًا - للقوم.
والمعنى: اجعلني من القوم المجتمعين.
والأعلى: يريد به الملأ الأعلى - وهم الملائكة -.
(3)
وإسناده صحيح.
ورواه الحاكم (1/ 540) - وصححه -، ووافقه الذهبي.
كلهم جميعا أن يفرط
(1)
عليَّ أحد منهم أو أن يبغي عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك لا إله إلا أنت ".
ضعيف. [1733]
• التِّرْمِذِيُّ [3523] في الدَّعَوَاتِ عَنْ بُرَيدَةَ، وَقَالَ: غَرِيبٌ
(2)
.
الفصل الثالث:
2348 -
وعن أبي مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أصبح أحدكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه ومن شر ما بعده ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك ". [2412]
• أبو داود (5084) في الأدب عن أبي مالك.
2349 -
وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: قلت لأبي: يا أبت أسمعك تقول كل غداة: اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت" تكررها ثلاثا حين تصبح وثلاثا حين تمسي فقال: يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسننه. [2413]
• أبو داود
(3)
(5090) عنه فيه.
(1)
يسبق عليَّ أحد بشرّ.
(2)
أي: ضعيف؛ فيه الحكم بن ظهير؛ وهو متروك فالحديث ضعيف جدًّا.
ومن طريقه: أخرجه ابن عدي في "الكامل"(67/ 2)، وقال:"عامة أحاديثه غير محفوظة".
قلت: وله شاهد، ولكنه ضعيف السند، ذكرته في "الكلم الطيب"(33).
(3)
وفيه جعفر بن ميمون؛ وفيه ضعف، وقال الحافظ:"صدوق يخطئ".
ومن هذا الوجه: أخرجه ابن السني (67)، والحاكم.
2350 -
وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال: " أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله والكبرياء والعظمة لله والخلق والأمر والليل والنهار وما سكن فيهما لله اللهم اجعل أول هذا النهار صلاحا وأوسطه نجاحا وآخره فلاحا يا أرحم الراحمين ". [2414]
• ابن السنى
(1)
(38) عنه.
2351 -
وعن عبد الرحمن بن أبزى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أصبح: " أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ". [2415]
• أحمد (3/ 406) والدارمي (2688)
(2)
عنه.
(1)
من طريق أبي الورقاء: حدثنا ابن أبي أوفى.
وأبو الورقاء؛ اسمه: فائد بن عبد الرحمن؛ وهو ضعيف جدًّا؛ قال الحافظ: "متروك، اتهمه".
(2)
من طريق سفيان، عن سلمان بن كهيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير عبد الله بن عبد الرحمن، قال أحمد:"حسن الحديث"، وقد روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه ابن السني - أيضًا - (32) عن سفيان
…
به.
وخالفه شعبة، فقال: عن سلمة بن كهيل، عن زر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه
…
به.
والأول أرجح؛ لأن سفيان - وهو الثوري - أحفظ من شعبة - وهو ابن الحجاج -؛ ولذلك قال يحيى القطان: "ليس أحد أحب إلي من شعبة، ولا يعدله أحد عندي، وإذا خالفه سفيان؛ أخذت يقول سفيان". =
انتهى المجلد الثاني
ويتلوه
المجلد الثالث
وأوله باب الدعوات في الأوقات
من كتاب الدعوات
= وخالفهما يحيى بن سلمة بن كهيل، فقال: عن أبيه، عن سلمة بن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أُبي بن كعب: به: أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند"(5/ 123): حدثني إبراهيم بن إسماعيل، عن أبيه، عن جده يحيى
…
به، لكن يحيى - هذا - متروك، وكذلك ابنه إسماعيل، وابنه إبراهيم ضعيف، فلا يلتفت إلى مثل هذا السند، إذا تعرى عن المخالفة، فكيف إذا وجدت؟!