المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

هداية الرواة إلى تخريج أحاديث المصابيح والمشكاة تصنيف الحافظ أحمد بن علي - هداية الرواة - مع تخريج المشكاة الثاني للألباني - جـ ٥

[ابن حجر العسقلاني - ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

هداية الرواة إلى تخريج أحاديث المصابيح والمشكاة

تصنيف

الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

المتوفى سنة (852) رحمه الله

وبحاشيته

النقد الصريح لما انتُقد من أحاديث المصابيح للحافظ بن حجر

تخريج العلّامة المحدّث

محّد ناصر الدّين الألباني

رحمه الله

تحقيق

عَلي بن حَسن عبْد الحميْد الحَلبي

المجَلّد الرّابع

دَارُ ابْن القَيِّم

دَار ابن عفَّان

ص: 1

بسم الله الرحمن الرحيم

جمَيع الحُقوق محفُوظة

الطبعة الأولى

1422 هـ - 2001 م

دار ابن القيم للنشر والتوزيع

هَاتف: 8274545 - فاكس: 8056554

الدمَّام - مدينة العمال - ص. ب: 20745

الرمز البريدي: 31951 بريد الخبر

دار ابن عفان للنشر والتوزيع

القاهرة - 11 ش درب الأتراك - الأزهر - خلف الجامع الأزهر

الجيزة - ت: 3255820 - ص. ب: 8 بين السرايات

هاتف محمُول:0101583626

جمهورية مصر العربية

E.mail: [email protected]

ص: 2

‌24 - كتاب الرِّقاقِ

[1 - باب]

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5083 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ". [3997]

• البُخَارِيُّ والنَّسَائِيّ، وابنُ مَاجَه عن ابنِ عبّاس: البُخَارِيُّ [6412]، والنَّسائِيُّ [الكبرى (تحفة الأشراف 5666)] فِي الرَّقَائِقِ، والتِّرْمِذِيُّ [2304]، وابنُ مَاجَه [4170] فِي الزُّهْدِ رضي الله عنهم.

5084 -

وقال: "والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع ". [3998]

• مُسْلِمٌ [55/ 2858] فِي صِفَةِ الدُّنْيَا، والتِّرْمِذِيُّ [2323] فِي الزُّهْدِ، والنَّسَائِيُّ [الكبرى (تحفة الأشراف 11255)] فِي الرَّقَائِقِ، وابنُ مَاجَه [4108] فِي الزُّهِدِ عَنْ المسْتورِدِ بنِ شَدَّادٍ.

5085 -

وعن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بجدي أسك

(1)

ميت. قال: " أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ " فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيءقال: " فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم ". [3999]

• أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2/ 295] فِي آَخِرِ الكِتَابِ، وأَبُو دَاودَ [186] فِي الطَّهَارَةِ مِنْ حَديثِ جَابِرٍ.

5086 -

وقال: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ". [4000]

(1)

الجدي الأسك: ولد المعز؛ صغير الأذن - أو عديمها، أو مقطوعها -.

ص: 3

• أَحمَدُ [2/ 323]، وَمُسْلِمٌ [1/ 2956] فِي الرَّقَائِقِ، والتِّرْمِذِيُّ [1324]، وابنُ مَاجَه [4113] فِي الزُّهْدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

5087 -

وقال: "إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطي بها في الدنيا ويجزي بها في الآخرة وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنة يجزى بها ". [4001]

• مُسْلِمٌ [56/ 2808] فِي التوبةٍ عَنْ أَنَسٍ.

5088 -

وقال: "حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره". [4002]

• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، والتِّرْمِذِيُّ [2559] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخارِيُّ [6387] فِي الرَّقَائِقِ، وَمُسْلِمٌ [1/ 2822] فِي صِفَةِ الجَنَّةِ.

5089 -

وقال: "تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة

(1)

إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس

(2)

وإذا شيك

(3)

فلا انتقش

(4)

، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة

(5)

كان في الساقة وإن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع". [4003]

• البُخَارِي [2887، 6435] فِي الرَّقَائِقِ، والجِهَادِ، وابنُ مَاجَه [4135] فِي الزُّهْدِ عَنْهُ.

(1)

الخميصة: ثوب خز، أو صوف معلم.

(2)

أي: صار ذليلًا، وهو دعاءٌ عليه.

(3)

أي: دخل شوك فِي عضوه.

(4)

أي: لا يقدر على إخراجه.

(5)

الساقة: مؤخرة الجيش.

ص: 4

5090 -

عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها ". فقال رجل: يا رسول الله أو يأتي الخير بالشر؟ فسكت حتى ظننا أنه ينزل عليه قال: فمسح عنه الرحضاء

(1)

وقال: " أين السائل؟ ". وكأنه حمده فقال: " إنه لا يأتي الخير بالشر وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا

(2)

أو يلم

(3)

إلا آكلة الخضر

(4)

أكلت حتى امتدت خاصرتاها استقبلت الشمس فثلطت

(5)

وبالت ثم عادت فأكلت. وإن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ويكون

(6)

شهيدا عليه يوم القيامة ". [4004]

• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (1465) م (123/ 1052)] مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ: البُخَارِيُّ فِي الرَّقَائِقِ، والجِهَادِ، وغَيْرِهِمِا، ومُسلِمٌ فِي الزكاةِ.

5091 -

وقال: " فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم ". [4005]

(1)

الرحضاء: العرق.

(2)

الحبط: انتفاخ البطن من الامتلاء.

والحبط: الهلاك.

(3)

أي: يكاد يقتل.

(4)

الطريّ الغض من النبات.

(5)

أي: ألقت روثها رقيقًا سهلًا.

(6)

أي: المال.

ص: 5

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (6425) م (6/ 2961)]، والتِّرْمِذِيُّ [2462]، والنسَائِيُّ [الكبرى (تحفة الأشراف 10784)]، وابن مَاجَه [3997] عَنْ عَمْرو بنِ عَوْفٍ: البُخَارِيّ، والنَّسَائِيُّ في الرَّقَائِقِ، ومُسْلِمٌ في آَخِرِ الكِتَابِ، والتِّرْمِذِيُّ في الزهْدِ، وابنُ مَاجَه في الفِتَنِ.

5092 -

وقال: "اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا"

ويروى: "كفافا". [4006]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ باللفْظِ الأوَّلِ: البُخارِيُّ [6460] في الرَّقَائِقِ، ومُسْلِمٌ [126/ 1055] في الزَّكَاةِ.

وَهُوَ عَنْدَ الترْمِذِيِّ [2361] في الزُّهْدِ، والنسَائِيُّ [الكبرى (تحفة الأشراف 14898)] في الرَّقَائِقِ، وابنُ مَاجَه [4139] في الزُّهْدِ أَيْضًا؛ كُلهُم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ويُحَرَّرُ اللفظُ الثاني!.

5093 -

و قال: "قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه". [4007]

• مُسْلِمٌ [125/ 1054] في الزَّكاةِ، والتِّرْمِذِيُّ [2348]، وابنُ مَاجَه [4138] في الزُّهْدِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بنِ [عَمْرٍو]

(1)

.

5094 -

وقال: "يقول العبد: مالي مالي. وإنما له

(2)

من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فأقتنى

(3)

وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس". [4008]

• مُسْلِمٌ [4/ 2959] في الزُّهْدِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

5095 -

وقال: "يتبع الميت ثلاثة: فيرجع اثنان ويبقى معه واحد يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله". [4009]

(1)

في الأصل: (عمر)، والتصويب من "مسلم". (ع)

(2)

أي: إن الذي له.

(3)

اقتنى؛ أي: جعله قنية وذخيرة للعقبى.

ص: 6

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (6514) م (5/ 2960)]، [البُخَارِيُّ]

(1)

والنِّسَائِيِّ في الرقَائِقِ

(2)

، ومُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ [2379] في الزُّهْدِ.

5096 -

عن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ " قالوا: يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه. قال: " فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر ". [4010]

• البخاري في "الرقائق"[6442] وَالنسائِيُّ [6/ 237] في الوَصَايَا عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.

5097 -

وعن مطرف عن أبيه

(3)

قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: (ألهاكم التكاثر) قال: " يقول ابن آدم: مالي مالي ". قال: " وهل لك يا ابن آدم إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت

(4)

؟ ". [4011]

• مُسْلِمٌ [3/ 2958] في آَخِرِ الكتابِ، والتِّرْمِذِي [3354] في الزُّهْدِ، والنَّسَائِيُّ [6/ 238] في الوَصَايَا عَنْهُ.

وَقد تَقَدمَ لَهُ مَعْنَاهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ -.

5098 -

وقال: "ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس"[4012]

(1)

في الأصل: (الترمذي)! وهو خطأ واضح صححناه من السياق! (ع)

(2)

هو من كتب "الكبرى"؛ ولم نره في النشرة المطبوعة!

نعم؛ رواه النسائي في "الصغرى"(4/ 53)، وانظر "التحفة"(1/ 250) للمزي! (ع)

(3)

أي: عبد الله بن الشخير.

(4)

أي: أمضيته من الإفناء والإبلاء، وأبقيته لنفسك يوم الجزاء.

ص: 7

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخارِيُّ [6446] في الرَّقَائِقِ، وَمُسْلِمٌ [120/ 11051] في [الزَّكَاةِ]

(1)

وَالتِّرْمِذِيُّ [2373] في الزُّهْدِ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5099 -

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن؟ " قلت: أنا يا رسول الله فأخذ بيدي فعد خمسا فقال: "اتق المحارم تكن أعبد الناس وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب".

غريب [4013]

• التِّرْمِذِيُّ

(2)

[2305] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه في الزُّهْدِ.

5100 -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن الله يقول: ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك وإن لا تفعل ملأت يدك شغلا ولم أسد فقرك". [4014]

• الترمِذِي

(3)

[2466]، وابنُ مَاجَه [4107] في الزهْدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

(1)

سقطت من الأصل، واستدركناها من "مسلم". (ع)

(2)

وقال: "غريب"!

قلت: لكن له طرق وشواهد، يرتقي - بها - إلى درجة الحسن؛ وقد ثبته الدارقطني، كما هو مبين في "الصحيحة"(930).

(3)

وقال: "حسن غريب، وأبو خالد الوالبي؛ اسمه: هرمز".

قلت: قال أبو حاتم: "صالح الحديث"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى عنه جماعة؛ فالحديث جيد =

ص: 8

5101 -

عن جابر قال: ذكر رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبادة واجتهاد وذكر آخر برعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تعدل بالرعة ". يعني الورع. [4015]

• التِّرْمِذِيُّ [2519] عَنْ جَابِرٍ في الزهْدِ، وَقَالَ: غَرِيبٌ

(1)

.

5102 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: "اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك ".

مرسل. [4016]

• النسَائِيُّ [الكبرى (تحفة الأشراف 19179)] في المَوَاعِظِ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بنِ مَيْمُون - أَحَدِ كِبَارِ التْابِعِينَ -؛ مُرْسَلٌ

(2)

.

5103 -

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ألا إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالمًا أو متعلمًا". [4017]

= الإسناد؛ لولا أن فيه زائدة بن نشيط، لم يرو عنه غير اثنين، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال في "التقريب":"مقبول".

(1)

وفي نسختنا: "حسن غريب".

قلت: فيه محمَّد بن عبد الرحمن بن نبيه، وهو مجهول، كما في "التقريب".

(2)

وكذا ابن المبارك في "الزهد"(2)، وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 148)، وكذا البيهقي في "الشعب" - كما في "الجامع" - بسند صحيح.

وله شاهد موصول من حديث ابن عباس بسند صحيح، وقد خرجته في "اقتضاء العلم" (رقم: 170).

ص: 9

• التِّرْمِذِيُّ [2322]، وابنُ مَاجَه [4112] عَن أَبِي هُرَيْرَةَ في الزُّهْدِ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ غَرِيبٌ.

(1)

5104 -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما ينتظر أحدكم إلا غنى مطغيا، أو فقرا منسيا، أو مرضا مفسدا، أو هرما مفندا، أو موتا مجهزا، أو الدجال، فالدجال شر غائب ينتظر، أو الساعة، والساعة أدهى وأمر"[4018]

• التِّرْمِذِي [2306] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الزُّهْدِ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَن غَرِيبٌ

(2)

- رضِيَ الله تَعَالَى عَنهُم -.

5105 -

وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء"[4019]

• التِّرْمِذِيُّ [2320] عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ في الزُّهْدِ، وَصَحَّحَهُ

(3)

.

5106 -

وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تتخذوا الضيعة

(4)

فترغبوا في الدنيا". [4020]

• التِّرْمِذِيُّ [2328] في الزُّهْدِ، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ [4/ 322] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ

(5)

.

5107 -

وقال: "من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى". [4021]

(1)

وهو حديث حسن؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(2797).

(2)

فيه نظر! وقد بينت ذلك في "الضعيفة".

(3)

قلت: وسنده ضعيف.

لكن له شواهد بعضها صحيح، خرجتها في "الصحيحة"(943).

(4)

وهي القرية والبستان والمزرعة.

(5)

إسناده جيد؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(12).

ص: 10

• أَحمَدُ

(1)

[4/ 412] مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى رضي الله عنهم.

5108 -

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لعن عبد الدينار ولعن عبد الدرهم ". [4022]

• التِّرْمِذِيُّ [2375]- وَحَسَّنهُ - في الزُّهْدِ.

وأَصْلُهُ في البُخارِيِّ [6435].

5109 -

عن كعب بن مالك عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه "[4023]

• التِّرْمِذِيُّ [237] في الزُّهْدِ - وَصَحَّحَهُ

(2)

- مِنْ طَرِيقِ ابنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ - رضِيَ الله تعالى عَنْهُم -.

5110 -

عن خباب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما أنفق مؤمن من نفقة إلا أجر فيها إلا نفقته في هذا التراب

(3)

". [4024]

• التِّرْمِذِيُّ [2483]، وابنُ مَاجَه [4163] في الزُّهْدِ مِنْ حَدِيثِ خَبابٍ، وَصَحَّحَهُ

(4)

التِّرْمِذِيُّ - رضِيَ

(1)

له شاهد من حديث أبي هريرة بسند حسن، خرجته في "الصحيحة"(3287).

(2)

وهو حديث صحيح.

(3)

أي: البناء فوق الحاجة.

(4)

قلت: فيه عنده - وكذا ابن ماجه - شريك القاضي، وهو سيئ الحفظ.

لكن أخرجه البخاري (5672) من طريق أخرى عن خباب

به نحوه، ولفظهم جميعًا غير لفظ الكتاب!

وكذلك أخرجه الطبراني في "الكبير"(1/ 82/ 1)، و (2/ 183) وهو مخرج في "الصحيحة"(2831).

ص: 11

الله تعالى عَنْهُم -.

5111 -

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " النفقة كلها في سبيل الله إلا البناء فلا خير فيه ".

غريب. [4025]

• الترمذي [2482] مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ في الزُّهْدِ، واسْتَغْرَبَهُ

(1)

.

5112 -

وقال: "إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا إلا ما لا " يعني ما لا بد منه. [4026]

• أبو دَاودَ

(2)

[5238] في الأدَبِ عَنْ أَنَسٍ - رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم أَجْمَعِين -، وَفِيهِ قِصةٍ.

5113 -

عن أبي هاشم بن عتبة

(3)

أنه قال: عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنما يكفيك من جمع المال خادم ومركب في سبيل الله ". [4027]

• التِّرْمِذِيُّ

(4)

[5238] وابنُ مَاجَه [4103] في الزُّهْدِ، وَالنسَائيُّ [8/ 281 - 219] في آخِرِ الزِّينَةِ

(1)

أي: أنه ضعيف، وقد بينت علته في "الضعيفة"(1061).

(2)

وإسناده ضعيف وقد تكلمت عليه في "الأحاديث الضعيفة"(تحت 174)، ثم ترجح لديّ أنه صحيح؛ فخرجته في "الصحيحة"(2830).

(3)

قال المؤلف: هو شيبة بن عتبة.

قلت: وهو خال معاوية، انظر الحديث (5203).

(4)

قلت: وأشار إلى أنه رواه جماعة، فذكروا - بين أبي وائل وأبي هاشم - سمرة بن سهم.

وهكذا أخرجه ابن ماجه (4103) والنسائي (2/ 302) وأحمد (5/ 290).

وسمرة - هذا - مجهول، كما في "التقريب".

لكن له شاهد من حديث بريدة

مرفوعًا: أخرجه أحمد (5/ 360).

ص: 12

مِنْ حَدِيثِ أبِي هَاشِمِ بنِ عُتْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ - رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم -، وَفِيهِ قِصَّةٌ.

5114 -

عن عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال: بيت يسكنه وثوب يواري به عورته وجلف

(1)

الخبز والماء ". [4028]

• الترْمِذِيُّ [2341] في الزُّهْدِ - وَصَحَّحَهُ -،

(2)

هُوَ وَالحَاكِمُ [4/ 312] مِنْ حَدِيثِ عُثْمَان - رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم -.

5115 -

عن سهل بن سعد قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبني الناس. قال: " ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس "[4029]

• ابنُ مَاجَةَ

(3)

[4102] عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ - رضِيَ الله تعالى عَنْهُ - في الزهْدِ.

5116 -

عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نام على حصير فقام وقد أثر في جسده فقال ابن مسعود: يا رسول الله لو أمرتنا أن نبسط لك ونعمل

(4)

، فقال: "ما لي وللدنيا؟ وما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة

(1)

الجِلف: الخبز الغليظ اليابس، وقد يراد به: الظرف الذي يوضع به.

(2)

وإسناده ضعيف؛ والصحيح: أنه عن رجل من أهل الكتاب، كما ذكر الإِمام أحمد رحمه الله. وقد خرجته في "الضعيفة"(1063).

(3)

في إسناده كذاب!

لكن الحديث - بمجموع طرقه - صحيح.

كما حققته في "الصحيحة"(944).

(4)

أي: نعمل لك ثوبًا حسنًا.

ص: 13

ثم راح وتركها". [4030]

• التِّرْمِذِيُّ [2377]- وَصَحَّحَهُ

(1)

-، وابنُ مَاجَه [4159]؛ كِلاهُمَا في الزُّهْدِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم -.

5117 -

وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ

(2)

ذو حظ من الصلاة أحسن عبادة ربه وأطاعه في السر وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع وكان رزقه كفافا فصبر على ذلك " ثم نقد

(3)

بيده فقال: " عجلت منيته قلت بواكيه قل تراثه

(4)

". [4031]

• التِّرْمِذِيُّ

(5)

[2347] عَنْ أَبِي أُمَامَةَ في الزُّهْدِ.

5118 -

وقال: "عرض علي ربي ليجعل لي يطحاء مكة ذهبا فقلت: لا يارب ولكن أشبع يوما وأجوع يوما فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك وإذا شبعت حمدتك وشكرتك ". [4032]

• التِّرْمِذِيُّ

(6)

[2347] عَنْ أَبِي أُمَامَة فَي الزُّهْدِ.

(1)

وهو كما قال، كما بينته في المصدر السابق (438).

(2)

أي: خفيف الحال، الذي يكون قليل المال، وخفيف الظهر من العيال.

(3)

أي: صوَّت بيده، بأن ضرب إِحدى أنملتيه على الأخرى.

(4)

تراثه؛ أي: ميراثه وماله المؤخر عنه مما يورث.

(5)

وقال الترمذي "حديث حسن".

قلت: فيه عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، وهذا سند ضعيف جدًّا.

ومن طريقه: أخرجه أحمد (5/ 554، 252) وابن سعد (1/ 381).

وأخرجه ابن ماجه (4117) من طريق أخرى، وفيها ضعيفان.

(6)

وقال: "حديث حسن"!

ص: 14

5119 -

وعن عبيد الله بن محصن قال: قال رسول الله صلى الله عليه: "من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها".

غريب. [4033]

• التِّرْمِذِيُّ [2346]- وَحَسَّنهُ -،

(1)

وابنُ مَاجَه [4141] في الزُّهْدِ، عَنْ سَلَمَةَ بنِ عُبَيْدِ الله بنِ مُحْصِنٍ، عَنْ أَبِيهِ - رضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُم -.

5120 -

وعن مقدام بن معديكرب أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم أكلات

(2)

يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث طعام وثلث شراب وثلث لنفسه ". [4034]

قلت: إسناده إسناد الذي قبله؛ وقد عرفت ضعفه.

ومن طريقه: رواه أحمد، وابن سعد (1/ 381).

(1)

وفي نسخة: "غريب"؛ وهو الألبق بحال إسناده؛ فإن فيه سلمة بن عبيد الله بن محصن؛ وهو مجهول.

ومن طريقه: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(300)، والحميدي (439)، والخطيب (3/ 364).

وأخرجه ابن حبان (2503)، وأبو نعيم (5/ 249) من حديث أبي الدرداء؛ وفيه عبد الله بن هانئ، وهو متهم.

نعم؛ الحديث حسن؛ لأن له شاهدًا - بسند ضعيف - عن ابن عمر: أخرجه ابن أبي الدنيا، وهو مخرج في "الصحيحة"(2318).

(2)

الأكلة: اللقمة.

ص: 15

• الترْمِذِيُّ [2380] في الزُّهْدِ - وَحَسَّنهُ

(1)

-، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 6768] في الوَليمَةِ، وابنُ مَاجَهْ [3349] في الأطعِمَةِ عَنِ المِقدَامِ بنِ مَعْدِي كَرِبَ - رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُم -.

5121 -

وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يتجشأ فقال: " أقصر من جشائك فإن أطول الناس جوعا يوم القيامة أطولهم شبعا في الدنيا ". [4035]

• التِّرْمِذِيُّ

(2)

[2478] في الزُّهْدِ، وابنُ مَاجَه [3350] في الأطْعَمَةِ عن ابنِ عُمَرَ.

5122 -

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال". [4036]

• التِّرْمِذِيُّ [2336] عَنْ كَعْبِ بنِ عِيَاضٍ في الزُّهْدِ - رضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُم -، وَقَالَ: حَسَن صحِيحٌ غَرِيبٌ

(3)

.

5123 -

وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يجاء بابن آدم يوم القيامة كأنه بذج

(4)

فيوقف بين يدي الله فيقول له: أعطيتك وخولتك وأنعمت عليك فما صنعت؟ فيقول: يا رب جمعته وثمرته وتركته أكثر ما كان فارجعني آتك به كله. فيقول له: أرني ما قدمت. فيقول: رب جمعته وثمرته وتركته أكثر ما

(1)

قلت: وهو كما قال، كما بينته في "الإرواء"(1983).

(2)

وضعّفه؛ لكن له شواهد، يرتقي - بها - إلى درجة الحسن، ولذلك خرجته في "الصحيحة"(343).

(3)

وهو كما قال، كما بينته في "الصحيحة"(592).

(4)

ولد الضأن.

أراد بذلك: هَوَانهُ وعجزه.

ص: 16

كان فارجعني آتك به كله. فإذا عبد لم يقدم خيرا فيمضي به إلى النار". [4037]

• الترْمِذِيُّ [2427] عَنْ أَنَسٍ في الزُّهْدِ، وأَشَارَ إِلى ضَعْفِهِ

(1)

.

5124 -

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أول ما يسأل العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له: ألم نصح جسمك؟ ونروك من الماء البارد؟ ". [4038]

• التِّرْمِذِيُّ

(2)

[3358] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في التفْسِيرِ.

5125 -

عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه - وعن شبابه فيما أبلاه - وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وماذا عمل فيما علم؟ ".

غريب. [4039]

• التّرْمِذِيُّ [2416] في الزهْدِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَقَالَ: غَرِيبٌ، وأَشَارَ إِلى ضَعْفِهِ

(3)

.

(1)

لأن فيه إسماعيل بن مسلم - وهو المكي -، قال الترمذي "يضعف في الحديث من قبل حفظه". قلت: وفيه عنعنة قتادة، وقرينه الحسن - وهو البصري -.

وقد رواه ابن المبارك في "الزهد"(1009) من طريق أخرى، عن الحسن

مرسلًا به مختصرًا.

(2)

وقال "حسن صحيح غريب".

قلت: وإسناده صحيح، وهو مخرج في "الصحيحة"(539).

(3)

ولكنه حديث صحيح لشواهده؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(946).

ص: 17

‌الفصل الثالث:

5126 -

عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "إنك لست بخير من أحمر ولا أسود إلا أن تفضله بتقوى". [5198]

• رواه أحمد

(1)

(5/ 158) - رحمه الله تعالى -.

5127 -

وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما زهد عبد في الدنيا إلا أنبت الله الحكمة في قلبه وأنطق لسانه وبصره عيب الدنيا وداءها ودواءها وأخرجه منها سالما إلى دار السلام "[5199]

• البيهقي

(2)

(10532) في "الشعب".

5128 -

وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قد أفلح من أخلص الله قلبه للإيمان وجعل قلبه سليما ولسانه صادقا ونفسه مطمئنة وخليقته مستقيمة وجعل أذنه مستمعة وعينه ناظرة فأما الأذن فقمع وأما العين فمقرة

(3)

لما يوعى القلب وقد أفلح من جعل قلبه واعيا " [5200]

• أحمد

(4)

(5/ 147)، والبيهقي (108) في "الشعب".

5129 -

وعن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا

(1)

وإسناده حسن؛ لولا أنه منقطع.

لكن له شاهد يتقوى به، خرجته في "غاية المرام" (رقم: 308).

(2)

لم أقف على سنده، ولم يورده في "الجامع الكبير"!

(3)

أي: محل قرار.

(4)

وفي سنده انقطاع، كما بينته في "تخريج الترغيب" (1/ 25). وكأنه - لذلك - قال المنذري:"رواه أحمد، والبيهقي؛ وفي إسناد أحمد احتمال للتحسين".

ص: 18

رأيت الله عز وجل يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج " ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون). [5201]

• رواه أحمد

(1)

(4/ 145) - رحمة الله تعالى عليه -.

5130 -

وعن أبي أمامة أن رجلا من أهل الصفة توفي وترك دينارا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كية " قال: ثم توفي آخر فترك دينارين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كيتان "[5202]

• أحمد

(2)

(5/ 252)، والبيهقي (6963) في "الشعب" عنه.

5131 -

وعن معاوية أنه دخل على خاله أبي هاشم بن عتبة يعوده فبكى أبو

هاشم فقال: ما يبكيك يا خال؟ أوجع يشئزك

(3)

أم حرص على الدنيا؟ قال: كلا ولكن رسول الله عهد إلينا عهدا لم آخذ به. قال: وما ذلك؟ قال: سمعته يقول: " إنما يكفيك من جمع المال خادم ومركب في سبيل الله ". وإني أراني قد جمعت. [5203]

• أحمد (3/ 444)، والترمذي (2327)، وابن ماجه

(4)

(4103) عنه - رضِيَ الله تعالى عنهم -.

قلت: هو في الأصل في الباب الذي قبله.

(1)

وإسناده جيد، وقد خرجته في "الصحيحة"(413).

(2)

وكذا في (5/ 258) بإسنادين أحدهما صحيح.

(3)

أي: يتعبك ويقلقك ويشتد عليك.

(4)

تقدم هذا الحديث قريبًا (5185).

ص: 19

5132 -

وعن أم الدرداء قالت: قلت: لأبي الدرداء: مالك لا تطلب كما يطلب فلان؟ فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أمامكم عقبة كؤودا

(1)

لا يجوزها المثقلون". فأحب أن أتخفف لتلك العقبة. [5204]

• البيهقي

(2)

(10408) في "الشعب" عنه.

5133 -

وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل من أحد يمشي على الماء إلا ابتلت قدماه؟ " قالوا: لا يا رسول الله قال: " كذلك صاحب الدنيا لا يسلم من الذنوب ". [5205]

• البيهقي (10457) في "الشعب" عنه.

5134 -

وعن جبير بن نفير رضي الله عنه

مرسلا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أوحي إلي أن أجمع المال وأكون من التاجرين ولكن أوحي إلي أن (سبح بحمد ربك وكن من الساجدين. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)[5206]

• أبو نعيم

(3)

في "الحلية"

[2/ 171] عنه

مرسلًا -.

(1)

أي: شاقة.

(2)

قلت: وأخرجه الحاكم (4/ 574) وقال "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

(3)

من طريق حبيب بن أبي مرزوق، عن جبير بن نفير، عن أبي مسلم الخولاني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره.

وهذا مرسل، رجاله كلهم ثقات.

وخالفه إسماعيل بن عياش بن مسلم الخولاني، عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره: أخرجه البغوي في "شرح السنة"(3/ 552).

وهذا - على إرساله - ضعيف، والوجه الأول أصح.

ص: 20

5135 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من طلب الدنيا حلالا استعفافا عن المسألة وسعيا على أهله وتعطفا على جاره لقي الله تعالى يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر. ومن طلب الدنيا حلالا مكاثرا مفاخرا مرائيا لقي الله تعالى وهو عليه غضبان ". [5207]

• البيهقي (10374)(10375) في "الشعب"، وأبو نعيم (8/ 215) في "الحلية"

(1)

.

5136 -

وعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن هذا الخير خزائن لتلك الخزائن مفاتيح فطوبى لعبد جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر وويل لعبد جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير ". [5208]

• ابن ماجه

(2)

(238) عنه.

5137 -

وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا لم يبارك للعبد في ماله جعله في الماء والطين"[5209]

• البيهقي

(3)

(10719) في "الشعب" عنه.

5138 -

وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اتقوا الحرام في البنيان فإنه أساس الخراب ". [5210]

• البيهقي

(4)

(10722) فيه عنه.

(1)

قلت: وإسناده ضعيف؛ كما بينته في "الضعيفة"(1032).

(2)

إِسناده ضعيف جدًّا.

(3)

إسناده ضعيف جدًّا، كما بينته في "الضعيفة"(1919).

(4)

في إسناده ضعف وانقطاع، كما شرحته في "الضعيفة"(1699).

ص: 21

5139 -

وعن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ولها يجمع من لا عقل له ". [5211]

• البيهقي

(1)

(10638) في "الشعب" عنها.

5140 -

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: " الخمر جماع الإثم والنساء حبائل الشيطان وحب الدنيا رأس كل خطيئة "[5212]

• ذكره رزين

(2)

.

وروى البيهقي في "الشعب"[10501] منه عن الحسن: "حب الدنيا رأس كل خطيئة".

قال: وسمعته يقول: "أخِّروا النساء حيث أخَّرهنّ الله".

• أخرجه الطبراني

(3)

[9485] موقوفًا عن ابن مسعود.

5141 -

وروى اليهقي منه في " شعب الإيمان " عن الحسن مرسلا: " حب الدنيا رأس كل خطيئة

(4)

". [5213]

(1)

وكذا رواه أحمد (6/ 71) بسند ضعيف، كما بينته هناك (1933).

(2)

أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(6/ 2) من حديث زيد بن خالد؛ وفيه عبد الله بن مصعب بن خالد بن زيد، عن أبيه - وفيهما جهالة، كما في "الميزان" -، وراجع "الضعيفة"(2059).

(3)

رواه عبد الرزاق في "المؤلف" كما في "نصب الراية" عن عبد الله بن مسعود موقوفًا عليه، وأفاد أنه لا أصل له مرفوعًا، ولذا خرجته في "الضعيفة"(918).

قلت: هو في "المصنف"(3/ 149/ 5115) موقوفًا بإسناد صحيح.

(4)

وهو حديث موضوع، وقد خرجته في "الضعيفة"(1226).

ص: 22

5142 -

وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسم: " إن أخوف ما أتخوف على أمتي الهوى وطول الأمل فأما الهوى فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة وهذه الدنيا مرتحلة ذاهبة وهذه الآخرة مرتحلة قادمة

(1)

ولكل واحدة منهما بنون فإن استطعتم أن لا تكونوا بني الدنيا فافعلوا فإنكم اليوم في دار العمل ولا حساب وأنتم غدا في دار الآخرة ولا عمل ". [5214]

• البيهقي

(2)

(10616) في "الشعب".

5143 -

وعن علي رضي الله عنه قال: ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل. [5215]

• ذكره البخاري (11/ 235) - فتح تعليقًا.

قلت: ووصله ابن أبي الدنيا [قصر الأمل 49] وأبو نعيم

(3)

[الحلية 1/ 76].

5144 -

وعن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوما فقال في خطبته: " ألا إن الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر ألا وإن الآخرة أجل

(4)

صادق ويقضي فيها ملك قادر ألا وإن الخير كله بحذافيره في الجنة ألا وإن الشر كله

(1)

شبههما بالمطيتين المختلفتين في طريقهما.

(2)

وأخرجه أبو عبد الله بن منده؛ وفيه المنكدر بن محمَّد بن المنكدر، وهو ضعيف.

وتابعه علي بن أبي علي اللهبي، وهو ضعيف - أيضًا -؛ وانظر "فتح الباري"(11/ 202).

(3)

وكذا ابن أبي شيبة، وفيه مهاجر العامري؛ قال الحافظ في "الفتح" (11/ 201 - 202): "وما عرفت حاله!!

(4)

أي: مؤجل.

ص: 23

بحذافيره في النار ألا فاعملوا وأنتم من الله على حذر واعلموا أنكم معروضون على أعمالكم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره". [5216]

• رواه الشافعي

(1)

(429) رحمه الله.

5145 -

وعن شداد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يا أيها الناس إن الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر وإن الاخرة وعد صادق يحكم فيها ملك عادل قادر يحق فيها الحق ويبطل الباطل كونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن كل أم يتبعها ولدها"[5217]

• رواه أبو نعيم

(2)

(1/ 264 - 265) في "الحلية".

5146 -

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما طلعت الشمس إلا وبجنبتيها ملكان يناديان يسمعان الخلائق غير الثقلين: يا أيها الناس هلموا إلى ربكم ما قل وكفى خير مما كثر وألهى"[5218]

• أبو نعيم

(3)

(1/ 226) في "الحلية" عنه.

(1)

وإسناده موضوع، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمَّد: حدثني عمرو: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب

الحديث.

وإبراهيم - هذا -: هو ابن أبي يحيى الأسلمي؛ وهو متروك متهم بالكذب والوضع. وشيخه عمرو؛ لم أعرفه، وليس هو صحابنا؛ لأن إبراهيم لم يدركهم، وإنما يروي عن التابعين أمثال الزهريّ.

(2)

إسناده ضعيف.

(3)

حديث صحيح.

وقد رواه أحمد - أيضًا - في "المسند"(5/ 197) فلو عزاه التبريزي إليه؛ لكان أحسن!

وهو عند البغوي في "شرح السنة"(3/ 555) والحاكم (2/ 445) وقال "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبِي وهو مخرج في "الصحيحة"(443).

ص: 24

5147 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه يبلغ به قال: "إذا مات الميت قالت الملائكة: ما قدم؟ وقال بنو آدم: ما خلف؟ ". [5219]

• البيهقي

(1)

(10475) في "الشعب".

5148 -

وعن مالك رضي الله عنه: أن لقمان قال لابنه: " يا بني إن الناس قد تطاول عليهم ما يوعدون وهم إلى الآخرة سراعا يذهبون وإنك قداستدبرت الدنيا منذ كنت واستقبلت الآخرة وإن دارا تسير إليها أقرب إليك من دار تخرج منها ". [5220]

• ذكره رزين.

5149 -

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟ قال: " كل مخموم القلب صدوق اللسان ". قالوا: صدزق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: " هو النقي التقي لا إثم عليه ولا بغي ولا غل ولا حسد ". [5221]

• ابن ماجه

(2)

(4216) عنه.

5150 -

وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة وصدق حديث وحسن خليقة وعفة في طعمة ". [5222]

• أحمد

(3)

(2/ 177) عن عبد الله بن عمرو.

(1)

إسناده ضعيف، كما بيّنه المناوي في "الفيض".

(2)

وإسناده صحيح، كما حققته في "الصحيحة"(948).

(3)

قلت: إسناده ضعيف. =

ص: 25

5151 -

وعن مالك رضي الله عنه قال: بلغني أنه قيل للقمان الحكيم: ما بلغ بك ما ترى؟ يعني الفضل قال: صدق الحديث وأداء الأمانة وترك ما لا يعنيني. [5223]

• مالك [2/ 990/ 17].

5152 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تجيء الأعمال فتجيء الصلاة فتقول: يارب أنا الصلاة. فيقول: إنك على خير. فتجيء الصدقة فتقول: يارب أنا الصدقة. فيقول: إنك على خير ثم يجيء الصيام فيقول: يارب أنا الصيام. فيقول: إنك على خير. ثم تجيء الأعمال على ذلك. يقول الله تعالى: إنك على خير. ثم يجيء الإسلام فيقول: يا رب أنت السلام وأنا الإسلام. فيقول الله تعالى: إنك على خير بك اليوم آخذ وبك أعطي. قال الله تعالى في كتابه: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين). [5224]

• أحمد

(1)

(2/ 362) عنه رضي الله عنه.

5153 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان لنا ستر فيه تماثيل طير

= لكن رواه غيره بسند صحيح، كما حققته في "الصحيحة"(733).

(1)

من طريق عباد بن راشد: ثنا الحسن: ثنا أبو هريرة

به.

وقال عبد الله بن أحمد - عقبه -: "عباد بن راشد ثقة، لكن الحسن لم يسمع من أبي هريرة".

وقد قال الحافظ في "التقريب""صدوق له أوهام".

قلت: فقوله "ثنا أبو هريرة" وهم منه.

فالحديث معلول بالانقطاع، والله أعلم، ثم خرجته في "الضعيفة"(5780).

ص: 26

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة حوليه فإني إذا رأيته ذكرت الدنيا ". [5225]

• أحمد

(1)

(6/ 241) عنها.

5154 -

وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: جاء رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عظني وأوجز. فقال: "إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع ولا تكلم بكلام تعذر

(2)

منه غدا وأجمع الإياس مما في أيدي الناس". [5226]

• أحمد

(3)

(5/ 412) عنه.

5155 -

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته فلما فرغ قال: يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا ولعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري " فبكى معاذ جشعا

(4)

لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال: " إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا "[5227]

• أحمد

(5)

(5/ 235) عنه رضي الله عنه.

(1)

وكذا النسائي (2/ 301)، وابن المبارك في "الزهد"(400 - 401)؛ وسنده صحيح.

(2)

أي: تحتاج أن تعتذر منه.

(3)

ورواه ابن ماجه - أيضًا -، وهو مخرج في "الصحيحة"(401).

(4)

الجشع: الجزع لفراق الإلف.

(5)

إسناده صحيح، كما بينته في "تخريج فقه السيرة"(485).

ص: 27

5156 -

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن النور إذا دخل الصدر انفسح". فقيل: يا رسول الله هل لتلك من علم

(1)

يعرف به؟ قال: " نعم التجافي من دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله"[5228]

• البيهقي (10552) في "الشعب" عنه

(2)

.

5157 -

وعن أبي هريرة وأبي خلاد رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا رأيتم العبد يعطى زهدا في الدنيا وقلة منطق فاقتربوا منه فإنه يلقى الحكمة ". [5229 و 5230]

• البيهقي

(3)

(4985) في "الشعب" عنه.

(1)

أي: علامة.

(2)

إسناده ضعيف؛ وقد أخرجه الحاكم - أيضًا - (4/ 711) وسكت عنه، وتعقبه الذهبي بقوله "قلت: عدي بن الفضل ساقط".

قلت: وشيخه المسعود مختلط.

(3)

إسناده ضعيف، وقد بينت علته في "الضغيفة"(1923).

ص: 28

‌2 - باب فضل الفقراء، وما كان من عَيْشِ النبي صلى الله عليه وسلم

-

‌مِنَ "الصحَاحِ

":

5158 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ". [4040]

• مُسْلِمُ [138/ 2622] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الرَّقَائِقِ.

5159 -

و قال: " هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم

(1)

؟ ". [4041]

• البُخَارِيُّ [2896] في الجِهَادِ مِنْ رِوَايَةِ مُصْعَبِ بنِ سَعدٍ، قالَ: رأَى أَبِي أَن لَهُ فَضلًا

وأَخْرَجَهُ النَّسائِيُّ رضي الله عنه[6/ 45]، فَقَالَ: عَنْ أَبِيهِ -؛ فَصرحَ بِوَصْلِهِ.

5160 -

وقال: "قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد محبوسون غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء ". [4042]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (6547) م (93/ 2736] عَنْ أُسَامَةَ: البُخَارِي في النِّكَاح وَغَيْرِهِ، وَمُسْلِمٌ [94/ 2737] في الدَّعَوَاتِ، والنسَائِيُّ [الكبرى 9265] في "العِشْرَةِ" - رضِيَ الله تعالى عَنْهُم -.

5161 -

وقال: "اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء. واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء ". [4043]

(1)

أي: بدعائهم وإخلاصهم، كما في بعض الروايات "الصحيحة" فلا دليل في الحديث على التوسل بالأشخاص - كما ظن بعض المبتدعة -.

ص: 29

• البُخَارِيُّ [(6546) (6449)] في الرَّقَائِقِ، وغَيْرِهِ عَنْ عِمْرَان بنِ حُصَيْنٍ، وابنِ عَبَّاسٍ.

وَهُوَ لِمُسْلِمٍ [2737] عن ابنِ عبّاس في الدَّعَوَاتِ رضي الله عنهم، وَكَذَا التِّرْمِذِيُّ [2602] في صِفَةِ الجَنَّةِ، والنسائِيُّ [الكبرى 9259] في "العِشْرَةِ"، والرَّقَائقِ - رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم -.

5162 -

وقال: "إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا ". [4044]

• مسلم [37/ 2979] في الزهد، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم.

5163 -

عن سهل بن سعد قال: مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده جالس: " ما رأيك في هذا؟ " فقال رجل من أشراف الناس: هذا والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع. قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مر على رجل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما رأيك في هذا؟ " فقال: يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين هذا حري إن خطب أن لا ينكح. وإن شفع أن لا يشفع. وإن قال أن لا يسمع لقوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا خير من ملء الأرض مثل هذا ". [4045]

• البُخَارِيُّ [6447] في الرَّقَائِقِ، وابنُ مَاجَه [4120] في الزُّهْدِ مِنْ حَدِيثِ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ رضي الله عنه.

5164 -

وعن عائشة قالت: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ". [4046]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (5416) م (22/ 2970)]، وابنُ مَاجَه [3344] في الأطْعِمَةِ، والتِّرْمِذِيُّ [2357] في الزُّهْدِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها.

5165 -

وقال أبو هريرة: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم

ص: 30

يشبع من خبز الشعير. [4047]

• البُخَارِيُّ [5414] في الأطَعِمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم -، وفِيهِ قِصَّةٌ.

5166 -

عن أنس أنه مشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبز شعير وإهالة سنخة

(1)

ولقد رهن النبي صلى الله عليه وسلم درعا له بالمدينة عند يهودي وأخذ منه شعيرا لأهله ولقد سمعته يقول: " ما أمسى عند آل محمد صاع بر ولا صاع حب وإن عنده لتسع نسوة ". [4048]

• البُّخَارِي [2069] في البَيْع، وَغَيْرِهِ عَنْ أَنَسٍ - رضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُم -.

5167 -

وقال عمر رضي الله عنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو مضطجع على رمال

(2)

حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئا على وسادة من أدم حشوها ليف. قلت: يا رسول الله: ادع الله فليوسع على أمتك فإن فارس والروم قد وسع عليهم وهم لا يعبدون الله. فقال: "أو في هذا أنت يا ابن الخطاب؟ أولئك قوم عجلت لهم طيبتاتهم في الحياة الدنيا ".

وفي رواية: " أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟ ". [4049]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (2468) م (30/ 34/ 1479) خ (4913) م (30/ 1479)] مُطَوَّلًا عَنْ عُمَرَ: البُخارِيُّ في التفْسِيرِ، وغَيْرِهِ، وَمُسْلِمٌ في الإيلاءِ، وابنُ مَاجَه [4153] في الزُّهْدِ - رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُم -.

(1)

الإهالة: الدهن.

وسنخة؛ أي: متغيرة الرائحة.

(2)

الرُّمال؛ ضبطه في "النهاية" - نقلًا عن الزمخشري - بضم الراء، وقال: "ما رُمِلَ؛ أي: نُسِجَ

والمراد: أنه كان السرير قد نسج وجهه بالسعف، ولم يكن على السرير وِطاءٌ سوى الحصير".

ص: 31

5168 -

وعن أبي هريرة قال: لقد رأيت سبعين من أصحاب الصفة ما منهم رجل عليه رداء إما إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم فمنها ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته ". [4050]

• البُخَارِيُّ [442] في الصّلاةِ، وابنُ حِبان [682] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

5169 -

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ". [4051]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (6495) م (8/ 2963)] عَنْ أَبِي هُريْرَةَ: البُخارِيُّ في الرَّقَائِقِ، وَمُسْلِمٌ في الزُّهْدِ.

5170 -

وقال: "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو قوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم"[4052]

• لِمُسْلِمٍ [9/ 2963]، والتّرْمِذِيِّ [2513] في الزُّهْدِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْهُ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5171 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم القيامة تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم وذاك خمسمائة سنة ". [4053]

• أبو دَاودَ [3666] في العِلْمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.

5172 -

وقال: "يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام نصف يوم". [4054]

• الترْمِذِيُّ [2353 - 2355] في الزُّهْدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَابِرٍ، وَصَحَّحَهُ.

(1)

(1)

وأخرجه أحمد (2/ 296، 342 - 343، 451)، وصححه ابن حبان (2567). =

ص: 32

5173 -

عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم أحيني مسكينا

(1)

وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين " فقالت عائشة: لم يا رسول الله؟ قال: " إنهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا". [4055]

• التِّرْمِذِيُّ

(2)

[2352] في الزُّهْدِ عَنْ أَنَسٍ.

"يا عائشة! لا ترُدِّي المِسْكِينَ، ولو بِشِقِّ تمرةٍ".

= قلت: وسندهم حسن.

نعم؛ أخرجه أحمد (2/ 512) بسند جيد.

وله - عنده (2/ 519) - سند آخر؛ فالحديث صحيح، وقد صححه السيوطي في "الفتاوي"(2/ 97).

(1)

أي: غير مكترث ومهتم بزينة الدنيا.

(2)

وقال "حديث غريب".

قلت: فيه ثابت بن محمَّد العابد الكوفي حدثنا الحارث بن النعمان الليثي - وهما ضعيفان -.

لكن رواه ابن ماجه عن أبي سعيد؛ إلى قوله: "في زمرة المساكين"؛ وسنده ضعيف.

ورواه غيره بسند حسن.

وله شواهد، خرجتها في "الإرواء"(861)، و "الصحيحة"(308).

• قال العلائي في "النقد الصريح":

وهو حديث ضعيف، لكن لا ينتهي إلى أن يكون موضوعا، رواه ابن ماجة من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وفي إسناده يزيد بن سنان، قال فيه يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: محله الصدق ولا يحتج به.

• * قال الحافظ ابن حجر في "أجوبته":

قلت: أخرجه الترمذي من طريق الحارث بن أخت سعيد بن جُبَير عن أنس، وقال: حسن غريب.

وأخرجه ابن ماجة والحاكم، وصححه من حديث أبي سعيد، ولفظه أخصر من الأوّل.

ص: 33

• التِّرمِذِيُّ [2352] في الذي قَبْلَهُ.

"يا عائشة! أَحِبِّي المساكينَ وقَرِّبيهم؛ فسَّر؛ الله يقَرِّبُكِ يومَ القيامةِ".

• التِّرْمِذِيُّ في الذِي قَبَلهُ.

5174 -

عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ابغوني

(1)

في ضعفائكم فإنما ترزقون - أو تنصرون - بضعفائكم

(2)

". [4056]

• أَبُو دَاودَ [2594]، والتِّرْمِذِيُّ [1752]- وَصَحَّحَهُ -،

(3)

والنَّسَائيُّ [6/ 45]؛ كُلُّهُم في الجِهَادِ عَنْ أَبِي الدرداءِ.

5175 -

وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستفتح بصعاليك المهاجرين. [4057]

• البَغَوِيُّ

(4)

[4062]"في"شَرْح السُّنةِ" مِن رِوَايَةِ أمَيَّةَ بنِ خَالِدٍ، قَالَ ابنُ عَبْدِ البَرِّ: هُوَ مُرْسَل.

5176 -

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تغبطن فاجرا بنعمة فإنك لا تدري ما هو لاق بعد موته إن له عند الله قاتلا لا يموت ". يعني النار. [4058]

(1)

أي: اطلبوا رضاي.

(2)

انظر التعليق على الحديث الثاني من الفصل الأول.

(3)

وسنده صحيح، كما بينته في "الصحيحة"(779).

(4)

وإسناده ضعيف؛ لأنه مرسل؛ أمية بن خالد بن عبد الله بن أسيد ليس له صحبة.

وفيه عنعنة أبي إسحاق السبيعي، وقد قلب اسمه، والصواب: أمية بن عبد الله بن خالد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1/ 43/ 2) على الوجهين، وقد خرجته في "التوسُّل"(ص 113 - 116).

ص: 34

• البَغَوِيُّ

(1)

[4103]"في "شَرْح السُّنَّةِ" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

5177 -

وقال: "الدنيا سجن المؤمن وسنته

(2)

وإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة ". [4059]

• البَغَوِيّ

(3)

[4106] في شَرْح السُّنَّةِ، عَنْ عَبدِ اللهِ بنِ عمرو، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ [4/ 315].

5178 -

وعن قتادة بن النعمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء ". [4060]

• الترْمِذِي [2036] عَنْ قَتَادَةَ بنِ النعْمَانِ في الطِّبِّ، وَقَالَ: حَسَن غَرِيبٌ.

(4)

(1)

وإسناده ضعيف.

ورواه ابن المبارك في "الزهد" بسند آخر ضعيف؛ - عن أبي هريرة

موقوفًا، وهو الأشبه.

(2)

أي: قحطه وشدة معيشته.

(3)

وإسناده ضعيف.

وقد رواه أحمد - أيضًا - (2/ 197) فكَانَ الأولى عزوه إليه!

(4)

قلت: إسناده صحيح، وصححه الحاكم (4/ 207)، ووافقه الذهبي.

وهو - في "المسند"(5/ 427 - 428) - من حديث محمود بن لبيد؛ وليس من حديث قتادة بن النعمان.

وأخرجه الحاكم (4/ 208) عن قتادة، - وعن محمود بن لبيد - زاد في رواية -، عن أبي سعيد الخدري

مرفوعًا، وقال:"كذا قال: عن أبي سعيد! وفي حديث عمارة بن غزية: عن قتادة بن النعمان، والإسنادان - عندي - صحيحان"، وأقره الذهبي.

ورجح ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 108) - عن أبيه - حديث محمود على حديث قتادة، والله أعلم. =

ص: 35

5179 -

عن محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اثنتان يكرههما ابن آدم: يكره الموت والموت خير للمؤمن من الفتنة ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب ". [4061]

• أَحْمَدُ

(1)

[5/ 427] عَنْ مَحْمُودِ بنِ لَبِيْدٍ.

5180 -

عن عبد الله بن مغفل قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إني أحبك. قال: " انظر ما تقول ". فقال: والله إني لأحبك ثلاث مرات. قال: " إن كنت صادقا فأعد للفقر تجفافا

(2)

للفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه ".

غريب. [4062]

• الترْمِذِيُّ [2350] عَنْ عَبدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ في الزُّهْدِ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ

(3)

.

5181 -

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد أخفت في الله وما يخاف أحد ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد ولقد أتت علي ثلاثون من بين ليلة ويوم وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال". [4063]

= وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"(ص 11)، وابن حبان (2474) من حديث قتادة؛ وهو مخرج - من حديث محمود - في "النصيحة" (رقم: 146).

(1)

بإسناده صحيح، كما بينته في "الصحيحة"(813).

(2)

أي: درعًا وجُنة.

(3)

قلت: وإسناده ضعيف؛ والمتن منكر، وقد بينت علته في "الضعيفة"(1681)، ثم خرجت له شاهدًا بنحوه في "الصحيحة"(2827 - 2828).

ص: 36

• الترْمِذِيُّ [2472] في الزُّهْدِ، وَصَحَّحَهُ -

(1)

عَنْ أَنَسٍ.

5182 -

وعن أبي طلحة قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع فرفعنا عن بطوننا عن حجر حجر فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه عن حجرين.

غريب [4064]

• التِّرْمِذِيُّ [2371] عَنْ أَبِي طَلْحَةَ في الزُّهْدِ، وصَحَّحَهُ

(2)

.

5183 -

عن أبي هريرة أنه أصابهم جوع فأعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرة تمرة. [4065]

• التِّرْمِذِيُّ [2474]- وَصَحَّحَهُ -،

(3)

وابنُ مَاجَهْ [4157] في الزُّهْدِ، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 6731] في الوَليمَةِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.

5184 -

وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا: من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به ونظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله الله عليه كتبه الله شاكرا صابرا. ومن نظر في دينه إلى من هو دونه ونظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما فاته منه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا ". [4066]

• التّرْمِذِيُّ [2512] في الزهْدِ مِن رِوَايَةِ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَفِيهِ المُثنى بنُ الصَّبَاحِ،

(1)

وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (2528).

(2)

وفي نسخة: "غريب"؛ وهو الأليق محال إسناده؛ فإن فيه سيار بن حاتم العنزي؛ وهو ضعيف.

(3)

وسنده صحيح.

ص: 37

وَهُوَ ضَعِفٌ

(1)

.

‌الفصل الثالث:

5185 -

عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال: سمعت عبد الله بن عمرو وسأله رجل قال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم. قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم. قال: فأنت من الأغنياء. قال: فإن لي خادما. قال: فأنت من الملوك.

قال أبو عبد الرحمن: وجاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو وأنا عنده. فقالوا: يا أبا محمد إنا والله ما نقدر على شيء لا دابة ولا متاع. فقال لهم: ما شئتم

(2)

إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسر الله لكم وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان وإن شئتم صبرتم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا ". قالوا: فإنا نصبر لا نسأل شيئا ". [5257]

• مسلم (2979) عنه.

5186 -

وعن عبد الله بن عمرو قال: بينما أنا قاعد في المسجد وحلقة من فقراء المهاجرين قعود إذ دخل النبي صلى الله عليه وسلم فقعد إليهم فقمت إليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ليبشر فقراء المهاجرين بما يسر وجوههم

(1)

وهو مخرج في "الضعيفة"(1924).

(2)

ما: استفهامية؛ أي: أيُّ شيء شئتم!

ويمكن أن تكون موصولة مبتدأ، والخبر محذوف؛ أي: ما أردتم من الأمور المعروضة عليكم فعلناه.

ص: 38

فإنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين عاما " قال:

(1)

فلقد رأيت ألوانهم أسفرت. قال عبد الله بن عمرو: حتى تمنيت أن أكون معهم أو منهم. [5258]

• الدارمي

(2)

(2844) عنه.

5187 -

وعن أبي ذر قال: أمرني خليلي بسبع: أمرني بحب المساكين والدنو منهم وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت وأمرني أن لا أسأل أحدا شيئا، وأمرني أن أقول بالحق وإن كان مرا وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم وأمرني أن أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن من كنز تحت العرش. [5259]

• رواه أحمد

(3)

(5/ 159) عنه.

5188 -

وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه من الدنيا ثلاثة الطعام والنساء والطيب فأصاب اثنين ولم يصب واحدا أصاب النساء والطيب ولم يصب الطعام. [5260]

(1)

أي: ابن عمرو.

(2)

ورجاله رجال الصحيح، لكن شيخه عبد الله بن صالح فيه ضعف من قبل حفظه.

ومن طريقه: أخرجه أبو نعيم في (الحلية 5/ 137).

إلا أن المرفوع منه: أخرجه أحمد (2/ 169) من طريق آخر عن ابن عمرو

نحوه، وسنده صحيح على شرط مسلم.

وقد أخرجه في "صحيحه"(5/ 137).

والتبشير الذي في أوله؛ له شاهد من حديث واثلة بن الأسقع: رواه أبو نعيم في "الحلية"(2/ 22).

(3)

وإسناده حسن.

ص: 39

• أحمد

(1)

(6/ 72) عنها.

5189 -

وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حبب إلي الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة ".

وزاد

(2)

ابن الجوزي - بعد قوله "حبب إلي" -: "من الدنيا". [5261]

• أحمد (3/ 199)، والنسائي

(3)

(7/ 61) عنه.

5190 -

وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث به إلى اليمن قال: " إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ". [5262]

• رواه أحمد

(4)

(5/ 243) عنه.

5191 -

وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل ". [5263]

• البيهقي

(5)

(4585) في "الشعب".

(1)

فيه رجل لم يسم، وأبو إسحاق السبيعي مدلس، وكان اختلط.

(2)

قلت: بل هي زيادة ثابتة عند أحمد، والنسائي في رواية.

وقد اشتهرت على الألسنة زيادة أخرى، وهي "ثلاث"، ولا أصل لها في شيء من طريق الحديث، بل هي مفسدة للمعنى، كما لا يخفى!

(3)

وإسناده حسن.

(4)

وإسناده جيد، وقد خرجته في "الصحيحة"(353).

(5)

قلت: وجدت له إسنادين ضعيفين، أحدهما أشد ضعفًا من الآخر، وقد خرجتهما في "الضعيفة"(1925).

ص: 40

5192 -

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من جاع أو احتاج فكتمه الناس كان حقا على الله عز وجل أن يرزقه رزق سنة من حلال ". [5264]

• البيهقي

(1)

(10054) في "الشعب".

5193 -

وعن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحب عبده المؤمن الفقير المتعفف أبا العيال ". [5265]

• رواه ابن ماجه

(2)

(4121) عنه.

5194 -

وعن زيد بن أسلم قال: استسقى يوما عمر فجيء بماء قد شيب بعسل فقال: إنه لطيب لكني أسمع الله عز وجل نعى على قوم شهواتهم فقال (أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها) فأخاف أن تكون حسناتنا عجلت لنا فلم يشربه. [5266]

• ذكره رزين

(3)

.

5195 -

وعن ابن عمر قال: ما شبعنا من تمر حتى فتحننا خيبر. [5267]

• رواه البخاري (4243) عنه.

(1)

وصرّح بتضعيفه، وقال ابن حبان:"حديث باطل"؛ وهو مخرج في "الضعيفة"(1927).

(2)

إسناده ضعيف؛ وقد بينت علته في "الضعيفة"(51).

(3)

لم أقف على سنده، وقد ذكر السيوطي في "الدر المنثور"(6/ 42) في تفسير الآية المذكورة آثارًا كثيرة عن عمر، وليس منها هذا الأثر؛ والله أعلم.

ص: 41

‌3 - باب الأمل، والحرص

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5196 -

عن عبد الله قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا وخط خطا في الوسط خارجا منه وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، فقال: " هذا الإنسان وهذا أجله محيط به وهذا الذي هو خارج أمله وهذه الخطوط الصغار الأعراض

(1)

فإن أخطأه هذا نهشه هذا وإن أخطأه هذا نهشه هذا ". [4067]

• البُخَارِيُّ [6417] في الرَّقَائِقِ، والترمِذِي [2454] وابنُ مَاجه [4231] في الزُّهْدِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.

5197 -

وعن أنس قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطا فقال: " هذا الأمل وهذا أجله فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب ". [4068]

• البخاري [6418] عَن أنَسٍ في الرَّقَائِقِ.

5198 -

عن أنس أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يهرم ابن آدم وتشب

(2)

منه اثنان: الحرص على المال والحرص على العمر ". [4069]

• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ [خ (6421) م (115/ 1047)] عَنْهُ: البخارِيُّ في الرقائِقِ، وَمُسلِم في الزكاةِ، والتِّرْمِذِي [2339] وابنُ مَاجَه [4234] في الزُّهْدِ.

5199 -

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا يزال قلب الكبير شابا في اثنين: في حب الدنيا وطول الأمل ". [4070]

(1)

أي: الآفات والعاهات.

(2)

أي: ينمو ويقوى.

ص: 42

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (6420) م (114/ 1046)] عَنْ أَبِي هريرَةَ: البُخارِيّ، والنسَائِيُّ في الرَّقَائِقِ، وَمُسْلِمٌ في الزكَاةِ.

5200 -

و قال: "أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة ". [4071]

• البُخَارِيُّ [6419] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الرَّقَائِقِ.

5201 -

وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ". [4072]

• البُخَارِيُّ

(1)

[6436] في الرَّقَائِقِ عن ابنِ عبّاس.

وَمُسْلِمٌ [116/ 1048] في الزَّكاةِ عَنْ أَنَسٍ.

وأَخْرَجَ البُخَارِيُّ مَعْنَاهُ عَنْ أَنَسٍ.

ومُسْلِمٌ [116/ 1049] وَالتِّرْمِذِيُّ عن ابن عباس.

5202 -

عن ابن عمر قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال: " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك في أهل القبور ". [4073]

• البخاري [6416] في الرقائق، والترمذي [2333] وابن ماجه [4114] في الزهد عن ابن عمر رضي الله عنه.

قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ في كِتَابِ الجَنَائِزِ.

(1)

وانظر "الروض النضير"(332).

ص: 43

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5203 -

عن عبد الله بن عمرو قال: مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وأمي نطين شيئا فقال: " ما هذا يا عبد الله؟ " قلت شيء نصلحه. قال: " الأمر أسرع من ذلك ".

غريب. [4074]

• أبو دَاودَ [(5235) (5236)] في الأدَبِ، والترْمِذِيُّ [2335]- وَصَحَّحَهُ -، وابنُ مَاجَه [4160] في الزُّهْدِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو

(1)

.

5204 -

عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يهريق الماء

(2)

فيتيمم بالتراب فأقول: يا رسول الله إن الماء منك قريب يقول: " ما يدريني لعلي لا أبلغه ". [4075]

• البَغَوِيُّ [4031]، في "شَرْح السُّنَّةِ" رحمه الله بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عن ابنِ عبّاس رضي الله عنه.

5205 -

عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هذا ابن آدم وهذا أجله " ووضع يده عند قفاه ثم بسط فقال: "وثم أمله ". [4076]

• التِّرْمِذِيُّ [2334]- وَصَحَّحَهُ

(3)

-، وابنُ مَاجَه [4232] في الزُّهْدِ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه.

5206 -

وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم غرز عودا بين يديه وآخر إلى جنبه وآخر أبعد منه. فقال: " أتدرون ما هذا؟ " قالوا: الله

(1)

انظر "التعليق الرغيب"(4/ 132).

(2)

كناية عن البول.

(3)

وسنده صحيح. وكذا أخرجه ابن حبان (2554)، وأحمد (3/ 123، 135، 142، 257).

ص: 44

ورسوله أعلم. قال: "هذا الإنسان وهذا الأجل " أراه قال: " وهذا الأمل فيتعاطى

(1)

الأمل فلحقه الأجل دون الأمل". [4077]

• البَغَوِيُّ [4091]"في "شَرْح السُّنَّةِ"، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ

(2)

.

5207 -

عن عبد الله بن الشخير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل ابن آدم وإلى جنبه تسع وتسعون منية إن أخطأته المنايا وقع في الهرم". [4078]

• التِّرْمِذِيُّ [2150، 2456] عَنْ عَبْدِ الله بنِ الشِّخيرِ في الزهْدِ وَالقَدَرِ.

5208 -

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عمر أمتي من ستين سنة إلى سبعين ".

غريب. [4079]

• التْرمِذِيُّ

(3)

[2331] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الزُّهْدِ.

5209 -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك ". [4080]

• التِّرْمِذِيُّ [3550]- واسْتَغْرَبَهُ -،

(4)

وابنُ مَاجَه [4236] في الزُّهْدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

(1)

أي: يتناول.

(2)

وهو كما قال. وأخرجه - أيضًا -: أحمد (3/ 18).

(3)

وقال: "حسن غريب"؛ وهو كما قال، وهو صحيح بما بعده.

(4)

بل إسناده حسن، والحديث الصحيح؛ كما بينته في "الصحيحة"(757).

ص: 45

‌الفصل الثالث:

5210 -

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أول صلاح هذه الأمة اليقين والزهد وأول فسادها البخل والأمل ". [5281]

• البيهقي

(1)

(10844) في "الشعب".

5211 -

وعن سفيان الثوري قال: ليس الزهد في الدنيا بلبس الغليظ والخشن وأكل الجشب

(2)

إنما الزهد في الدنيا قصر الأمل. [5282]

• البغوي في "شرح السنة" عنه

(3)

.

5212 -

وعن زيد بن الحسين

(4)

قال: سمعت مالكا وسئل أي شيء الزهد في الدنيا؟ قال: طيب الكسب وقصر الأمل. [5283]

• البيهقي (10779) في "الشعب".

(1)

قلت: عزاه السيوطي لأحمد في "الزهد"، والطبراني في "الأوسط".

وأعله المناوي - تبعًا للهيثمي (10/ 255) بِعِصْمة بن المتوكل، ضعفه غير واحد، ووثقه ابن حبان.

وأقول: قد أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"(7/ 186) من غير طريقه.

وكذلك أخرجه الإمام أحمد في "الزهد"(10)؛ فالحديث - عندي - حسن، والله أعلم؛ وقد سكت عنه الحافظ في "الفتح"(11/ 237)، ثم خرجته في "الصحيحة"(3427).

(2)

الطعام الغليظ، أو غذاء بلا آدم.

(3)

تعليقًا بدون إسناده.

(4)

كذا في الأصول كلها! وهو خطأ، والصواب:(الحسن) وهو: زيد بن الحسن بن زيد ابن أميرك الحسيني، كذا ساق نسبه الذهبي في "الميزان"، وذكر له حديثًا عن مالك، ثم قال "هذا منكر؛ لا يعرف عن مالك، وضع أربعين حديثًا، قال ابن الجوزي: كان كذابًا وضاعًا دجالًا".

ص: 46

‌4 - باب استحباب المال والعمر للطاعة

‌مِنَ "الصِّحَاح

":

5213 -

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا حسد إلا فى اثنين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار ". [4081]

• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخَارِيُّ في التوْحِيدِ، وَمُسْلِمٌ في الصَّلاةِ، والتِّرْمِذِيُّ في البِرِّ، وابنُ مَاجَه في الزُّهْدِ

(1)

.

5214 -

وقال: "إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي". [4082]

• مُسْلِمٌ [11/ 2965] مِنْ حَدِيثِ سَعِيدٍ في آخِرِ الكتابِ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5215 -

عن أبي بكرة أن رجلا قال: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال: " من طال عمره وحسن عمله ". قال: فأي الناس شر؟ قال: " من طال عمره وساء عمله ". [4083]

• التِّرْمِذِيُّ [2330] في الزُّهْدِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، وَقَالَ: حَسَنٌ صحيحٌ

(2)

.

(1)

في هذا التخريج نظر! وصوابه ما قاله الصدر المناوي في "كشف المناهج والتناقيح": "البخاري في (التوحيد) [7529]، ومسلم في (الصلاة) [815]، والترمذي في (البر) [1936]، وابن ماجه في "الزهد" [4209]؛ كلهم من حديث ابن عمر. ورواه البخاري - أيضًا في (التمني)[7232] من حديث أبي هريرة

"؛ فتنبه! (ع)

(2)

وهو كما قال؛ بشاهده - عنده - عن عبد الله بن بُسْر، وحسَّنه - أيضًا -.

ص: 47

5216 -

وعن عبيد بن خالد أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين رجلين فقتل أحدهما ثم مات الآخر بعده بجمعة أو نحوها فصلوا عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما قلتم؟ " قالوا: دعونا الله أن يغفر له ويرحمه ويلحقه بصاحبه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " فأين صلاته بعد صلاته وعمله بعد عمله؟ " أو قال: " صيامه بعد صيامه لما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض ". [4084]

• أَبُو دَاودَ [2524] في الجِهَادِ، والنَّسَائِي

(1)

[4/ 74] في الجَنَائِزِ عَنْ عُبَيْدِ بنِ خَالِدٍ.

5217 -

وعن أبي كبشة الأنماري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه:

فأما الذي أقسم عليهن فإنه ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله بها عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر.

وأما الذي أحدثكم فاحفظوه " فقال: " إنما الدنيا لأربعة نفر:

عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل رحمه ويعمل لله فيه بحقه فهذا بأفضل المنازل.

وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية ويقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فأجرهما سواء.

وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يتخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعمل فيه بحق فهذا بأخبث المنازل.

(1)

وكذا رواه أحمد (3/ 500)، و (4/ 219)؛ وإسناده صحيح.

ص: 48

وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو نيته ووزرهما سواء ".

صحيح. [4085]

• التّرْمِذِي [2325] في الزهْدِ عَنْ أبِي كَبْشَةَ، وَصَحَّحَهُ.

(1)

5218 -

عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا استعمله ". فقيل: فكيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: " يوفقه لعمل صالح قبل الموت ". [4086]

• التِّرْمِذِي [2142] في القَدَرِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ، وَصحَّحَهُ

(2)

.

5219 -

وعن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت. والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله ". [4087]

• التِرْمِذِي [2459]، وابنُ مَاجَه [4260] في الزُّهْدِ عَنْ شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ

(3)

.

(1)

وكذا أحمد في "السند"(4/ 230) وسياق الحديث فيهما مخالف لسياق الكتاب في عدة مواطن منه.

وللحديث - في "المسند"(4/ 230) - إسناد آخر، وهو صحيح.

(2)

قلت: وليس هذا لفظه، وإنما هو للبغوي في "شرح السنة"(3/ 564).

وصححه ابن حبان - أيضًا - (1821) وكذا الحاكم (1/ 345)، ووافقه الذهبي، وهو كما قالوا؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(1114)، و"ظلال الجنة"(396 - 401).

(3)

وهو كما قال. =

ص: 49

‌الفصل الثالث:

5220 -

عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنا في مجلس فطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسه أثر ماء فقلنا: يا رسول الله نراك طيب النفس. قال: أجل. قال: ثم خاض القوم في ذكر الغنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا باس بالغنى لمن اتقى الله عز وجل والصحة لمن اتقى خير من الغنى وطيب النفس من النعيم "[5290]

• أحمد

(1)

(5/ 372) عن رجل من الصحابة رضي الله عنه وعنهم - لم يُسَمَّ.

5221 -

وعن سفيان الثوري قال كان المال فيما مضى يكره فأما اليوم فهو ترس المؤمن.

وقال لولا هذه الدنانير لتمندل

(2)

بنا هؤلاء الملوك.

وقال من كان في يده من هذه شيء فليصلحه فإنه زمان

(3)

إن احتاج كان أول من يبذل دينه.

= وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(171) وأحمد (4/ 124) وقال الترمذي "حسن"!

قلت: كيف؟ وفيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم، وقد قال الحافظ في "التقريب""ضعيف؛ وكان قد سُرِق بيته، فاختلط".

(1)

هذا يوهم أنه لم يخرجه أحد من أصحاب "السنن"! ولَيْسَ كذلك، فقد رواه ابن ماجه (2141)، بإسنادُه صحيح.

وهو مخرج في "الصحيحة"(174).

(2)

أي: لجعلونا مناديل أوساخهم، وهي كناية عن الابتذال والمذلة.

(3)

أي: زماننا زمان إِن احتاج الإنسان فيه؛ كان

ص: 50

وقال: الحلال لا يحتمل السرف. [5291]

• البغوي

(1)

[3/ 564] في "شرح السنة" عنه.

5222 -

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينادي مناد يوم القيامة: أين أبناء الستين؟ وهو العمر الذي قال الله تعالى {أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير} [5292]

• البيهقي

(2)

(10254) في "الشعب" عنه.

5223 -

وعن عبد الله بن شداد قال إن نفرا من بني عذرة - ثلاثة - أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يكفينيهم؟

(3)

" قال طلحة: أنا. فكانوا عنده فبعث النبي صلى الله عليه وسلم

بعثا فخرج فيه أحدهم فاستشهد ثم بعث بعثا فخرج فيه الآخر فاستشهد ثم مات الثالث على فراشه. قال:

(4)

قال طلحة: فرأيت هؤلاء الثلاثة في الجنة ورأيت الميت على فراشه أمامهم والذي استشهد آخرا يليه وأولهم يليه فدخلني من ذلك

(5)

، فذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:" وما أنكرت من ذلك؟ ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام لتسبيحه وتكبيره وتهليله". [5293]

(1)

معلقًا بدون إسناده

(2)

لم أقف على سنده.

(3)

أي: مؤنتهم من طعام وشراب ونحو ذلك.

(4)

أي: عبد الله بن شداد.

(5)

أي: دخلني شيء أو إشكال.

ص: 51

• أخرجه أحمد

(1)

(16311) بطوله عن طلحة.

5224 -

وعن محمد بن أبي عميرة وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن عبدا لو خر على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرما في طاعة الله لحقره

(2)

في ذلك اليوم ولود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب. [5294]

• أحمد

(3)

(18514) عه.

‌5 - باب التوكل والصبر

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5225 -

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب هم الذين لا يسترقون

(4)

ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ". [4088]

(1)

"حديث حسن"، وقد خرجته في "الصحيحة"(654).

(2)

أي: لعدَّ ذلك قليلًا؛ لما يرى من ثواب العمل.

(3)

لم أره في "المسند"، وقد عزاه الهيثمي في "المجمع"(10/ 225) لأحمد - أيضًا -، وقال "ورجاله رجال الصحيح".

قلت: وقد أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(34) عن محمَّد بن أبي عميرة

موقوفًا - أيضًا، وإسناده صحيح. وأخرجه أحمد - وغيره - عن عتبة بن عبد

مرفوعًا، وسنده حسن، كما بينته في "الصحيحة"(446).

(4)

أي: لا يطلبون الرقية.

ص: 52

• مُتفَقٌ عَلَيهِ، عنِ ابنِ عبّاس: البُخاريُّ [(6472)] في الرَّقائِقِ، ومُسْلِمٌ [1220] في الإيمانِ.

5226 -

عن ابنِ عبّاس، قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال:" عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي ومعه الرجل والنبي ومعه الرجلان والنبي ومعه الرهط والنبي وليس معه أحد فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق فرجوت أن يكون أمتي فقيل هذا موسى في قومه ثم قيل لي انظر فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل لي انظر هكذا وهكذا فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل: هؤلاء أمتك ومع هؤلاء سبعون ألفا قدامهم يدخلون الجنة بغير حساب هم الذين لا يتطيرون ولايسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون، فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال " اللهم اجعله منهم ". ثم قام رجل فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال سبقك بها عكاشة. [4089]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (5752) (6541) م (374/ 220)] عن ابنِ عبّاس أَيْضًا: البُخَاري، والنَّسَائِي [الكبرى 7604] في الطبِّ، ومسلم في الإيمَانِ، والتْرْمِذِي [2446] في الزهْدِ.

5227 -

وعن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عجبا لأمر المؤمن كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء

(1)

شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء

(2)

صبر فكان خيرا له ". [4090]

• مُسْلِمٌ [64/ 2999)] مِنْ حَدِيِثِ صُهَيْب في الزُّهْدِ.

5228 -

وقال: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولاتعجز وإن أصابك شيء فلا

(1)

السرَّاء: النعمة، وسعة العيش، والرخاء، والسرور.

(2)

الضراء: الفقر، والمرض، والمحنة، والبلية.

ص: 53

تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن (لو) تفتح عمل الشيطان " [4091]

• أَحْمَدُ [2/ 366] وَمُسْلِمٌ [34/ 2664] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5229 -

عن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا

(1)

وتروح بطانا

(2)

". [4092]

• التّرْمِذِيُّ [2344] في الزهْدِ، والنسَائِيُّ [الكبرى (تحفة الأشراف 10586)] في الرَّقَائِقِ، وابنُ مَاجَه [4164] في الزهْدِ عَنْ عُمَرَ، وصَحَّحَهُ الترْمِذِي

(3)

، والحاكِمِ [4/ 318].

5230 -

عن عبد الله ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أيها الناس ليس من شيء يقربكم إلى الجنة ويباعدكم من النار إلا قد أمرتكم به وليس شيء يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة إلا قد نهيتكم عنه وإن الروح الأمين - ويروى: وإن روح القدس - نفث في روعي

(4)

أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها ألا فاتقوا الله وأجملوا

(5)

في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن

(1)

الخماص: الجياع.

(2)

البطان: الشباع.

(3)

وهو كما قال؛ على ما بينته في "الصحيحة"(310).

(4)

الرُّوع: الخَلَد والنفس.

والمعنى: أنه أوحى إليّ وحيًا خفيّا.

(5)

أي: أحسنوا.

ص: 54

تطلبوه بمعاصي الله فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته ". [4093]

• البَغَوِيُّ

(1)

[(4111) (4112) (4113)] في "شَرْح السُّنَّةِ" عَنِ ابْنِ مَسعود، وَفِيهِ انقِطَاعٍ.

5231 -

وعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديك أوثق بما في يد الله وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب فيها لو أنها أبقيت لك "

غريب. [4094]

• الترْمِذِيُّ

(2)

[2340]، وابنُ مَاجَه [4100] في الزهْدِ؛ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي ذَرّ.

5232 -

وعن ابن عباس قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن زبيد اليافي، عمن أخبره، عن عبد الله بن مسعود.

وفي رواية من طريقه: ثنا زبيد، وعبد الملك بن عمير، عنه.

وعبد الملك لم يسمع من ابن مسعود، وزبيد بينه وبين ابن مسعود من لم يُسم، كما في الرواية الأولى، وكأنه لذلك قال البيهقي "أنه منقطع"، كما في تخريج "الإحياء".

ومن الوجه الأول: أخرج بعضه الضياء في "المختارة"(2/ 95).

لكن أخرجه الحاكم (2/ 4) من طريق أخرى عن ابن مسعود.

ولبعضه شاهد من حديث جابر: أخرجه الحاكم (4/ 325) وصححه، ووافقه الذهبي.

وأخرجه الشافعي (1/ 13 - 14/ 7) عن المطلب بن حنطب

مرسلًا ببعضه.

وله شاهد آخر لشطر النفث من حديث حذيفة: رواه البزار (2/ 82/ 1253).

(2)

وقال: "غريب

وعمرو بن واقد منكر الحديث". قلت: وقال الحافظ في "التقريب" "متروك".

وقد أخرجه الإِمام أحمد في "الزهد"(18) من قول أبي مسلم الخولاني

وهو الأشبه.

ص: 55

يوما فقال: "يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك

[*]

إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك

[*]

إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف". [4095]

• التِّرْمِذِيُّ

(1)

[2516] في الزُّهْدِ مِنْ حَدِيثه.

5233 -

عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له ".

غريب. [4096]

• التِّرْمِذِيُّ [2151]- واستَغْرَبَهُ -

(2)

عَنْهُ في القَدَرِ.

‌الفصل الثالث:

5234 -

عن جابر أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل نجد فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معه فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرَّق الناس يستظلون بالشجر

[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: وقع هنا في المطبوع غلط طباعي عند «ينفعوك» و «يضروك» ، فلينتبه له

(1)

وقال: "حديث حسن صحيح".

قلت: وسنده صحيح.

وقد أخرجه - كذلك - أحمد في "المسند"(1/ 307)، والضياء في "المختارة" (59/ 199/ 1 و 62/ 199/ 2) ثم خرجته في "تخريج السنة" (رقم: 316) لابن أبي عاصم.

(2)

وقد بينت علته في "الضعيفة"(1906).

ص: 56

فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة فعلق بها سيفه ونمنا نومة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا وإذا عنده أعرابي فقال: " إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا

(1)

. قال: ما يمنعك مني؟ فقلت: الله ثلاثا " ولم يعاقبه وجلس. [5304]

• البخاري (2910).

5235 -

وفي رواية أبي بكر الإسماعيلي في " صحيحه " فقال: من يمنعك مني؟ قال: " الله " فسقط السيف من يده فأخذ السيف فقال: " من يمنعك مني؟ " فقال: كن خير آخذ. فقال: " تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ". قال: لا ولكني أعاهدك على أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك فخلى سبيله فأتى أصحابه فقال: جئتكم من عند خير الناس.

هكذا في " كتاب الحميدي " و " الرياض "

(2)

[5305]

• ذكرها الحميدي في "الجمع"

(3)

[2/ 309/ 1526] محرجًا لها من "مستخرج البرقاني".

5236 -

وعن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إني لأعلم آية لو أخذ الناس بها لكفتهم: {من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) [5306]

• أحمد (5/ 178)، وابن ماجه

(4)

(4220) عه.

(1)

أي: مسلولًا

(2)

أي: "رياض الصالحين".

(3)

قلت: وأخرجه أحمد - أيضًا - (3/ 390،365) وسنده صحيح.

(4)

وإسناده منقطع.

ص: 57

5237 -

وعن ابن مسعود قال: أقرأني

(1)

رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني أنا الرزاق ذو القوة المتين)

(2)

[5307]

• أبو داود (3993)، والترمذي (0 294)، وقال: صحيح

(3)

.

5238 -

وعن أنس قال: كان أخوان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم والآخر يحترف فشكا المحترف أخاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " لعلك ترزق به ". [5308]

• الترمذي (2345)، وقال: صحيح غريب

(4)

.

5239 -

وعن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن قلب ابن آدم بكل واد شعبة فمن أتبع قلبه الشعب كلها لم يبال الله بأي واد أهلكه ومن توكل على الله كفاه الشعب". [5309]

• رواه ابن ماجه

(5)

(4166).

5240 -

وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال ربكم عز وجل: لو أن عبيدي أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل وأطلعت عليهم الشمس

(1)

علمني.

(2)

كذا في الأصول كلها، وهي قراءة ابن مسعود، وهي شاذة، والذي في المصحف:{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} .

(3)

قلت: فيه عنعنة أبي إسحاق السبيعي، وكان اختلط.

(4)

وإسناده جيد؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(2769).

(5)

إسناده ضعيف؛ فيه أبو شعيب صالح بن رزيق العطار؛ وهو مجهول، كما في "التقريب"، والحديث منكر، كما في "الميزان".

ص: 58

بالنهار ولم أسمعهم صوت الرعد ". [5310]

• رواه أحمد

(1)

(2/ 359).

5241 -

وعنه قال: دخل رجل على أهله فلما رأى ما بهم من الحاجة خرج إلى البرية فلما رأت امرأته

(2)

قامت إلى الرحى فوضعتها

(3)

وإلى التنور فسجرته

(4)

ثم قالت: اللهم ارزقنا فنظرت فإذا الجفنة قد امتلأت. قال: وذهبت إلى التنور فوجدته ممتلئا. قال: فرجع الزوج قال: أصبتم بعدي شيئا؟ قالت امرأته: نعم من ربنا وقام إلى الرحى فذكر ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أما إنه لو لم يرفعها لم تزل تدور إلى يوم القيامة ". [5311].

• رواه أحمد

(5)

(2/ 513).

5242 -

وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله". [5312]

• أبو نعيم

(6)

(6/ 86) في "الحلية" عنه.

(1)

وإسناده ضعيف؛ وهو مخرج في "الضعيفة"(883).

(2)

أي: رأت خلو يد الرجل وإدباره عن الأهل.

(3)

أي: هيأتها ونظفتها.

(4)

أي: أوقدته.

(5)

وإسناده حسن.

وله - عنده (2/ 421) - إسناد آخر حسن في الشواهد؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(2937).

(6)

وكذا ابن حبان (1087)؛ وفيه هشام بن خالد الأزرق؛ وهو صدق؛ لكن يروج عليه التدليس.

والوليد بن مسلم يدلس التسوية، وقد عنعنه. =

ص: 59

5243 -

وعن ابن مسعود قال: كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول

(1)

: " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ". [5313]

• متفق عليه [خ (3477) م (1792)] عنه.

‌6 - باب الرياء والسمعة

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5244 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ". [4097]

• مُسْلِمٌ [34/ 2564] في الأدَبِ، وابنُ مَاجَهْ [4143] في الزهْدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

5245 -

وقال: " قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه".

وفي رواية: "فأنا منه بريء هو للذي عمله". [4098]

• مُسْلِمٌ [46/ 2985] عَن أَبِي هرَيرَةَ في الزهدِ.

= لكن للحديث شاهدان يتقوى بهما، وقد خرجتهما في "الصحيحة"(952).

(1)

أي: النبي المشار إليه في الحديث.

ويروى أنه صلى الله عليه وسلم قال مثل ذلك في قومه، ولم يصحّ.

ص: 60

5246 -

وعن جندب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سمع

(1)

سمع

(2)

الله به ومن يرائي يرائي الله به". [4099]

• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ [خ (6499) م (48/ 2987] عَنْ جُنْدُبٍ البَجَلِيِّ: البُخَاريُّ في الرَّقَائِقِ، ومُسْلِمٌ في آخِرِ الكتابِ، وابنُ مَاجَه [4207] في الزُّهْدِ.

5247 -

وعن أبي ذر قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل الخير ويحمده الناس عليه؟. قال: "تلك عاجل بشرى المؤمن".

وفي رواية: ويحبه الناس عليه. [4100]

• مُسْلِمٌ [166/ 2642] مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرّ - بِاللفظَينِ - في الأدَبِ.

‌مِنَ "الحِسانِ

":

5248 -

عن أبي سعد بن أبي فضالة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جمع الله الناس يوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى مناد: من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير الله فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك". [4101]

• الترْمِذِيُّ [3154] في التَّفْسِيرِ، وابنُ مَاجَه [4203] في الزُّهْدِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدِ بنِ أَبِي فَضَالَةَ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ

(3)

.

(1)

سمَّع؛ أي: عمل عملًا للسمعة، بأن نوه بعمله وشهره؛ ليسمع الناس به ويمدحوه.

(2)

سمع الله به؛ أي: شهر به وفضحه.

(3)

وهو كما قال، وصححه ابن حبان.

وله شاهد عن شداد بن أوس: أخرجه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين"(62/ 2).

ص: 61

5249 -

عن عبد الله بن عمرو أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سمع الناس بعمله سمع الله به أسامع

(1)

خلقه وحقره وصغره ". [4102]

• البَغَوِيُّ

(2)

[4138] في "شرح السُّنةِ" عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَفِيهِ رَجُلٌ مَجْهُول".

5250 -

عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كانت نيته طلب الآخرة جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت نيته طلب الدنيا جعل الله الفقر بين عينيه وشتت عليه أمره ولا يأتيه منها إلا ما كتب له". [4103]

• الترْمِذِيّ [2465] في الزهْدِ عَن أَنَسٍ، وَسَنَدهُ ضَعِيفٌ

(3)

.

5251 -

عن أبي هريرة قال: قلت: يا رسول الله بينا أنا في بيتي في مصلاي إذ دخل علي رجل فأعجبني الحال التي رآني عليها فقال رسول الله صلى الله عليه

(1)

أي: آذانهم.

(2)

في هذا التخريج من الإيهام أنه لم يزجه أحد أعلى طبقة؛ وليس كذلك:

فقد أخرجه أحمد أيضًا؛ وفيه أبو زيد، عن ابن عمر، ولَم أعرفه.

وقال في "الترغيب"(1/ 21): ورواه الطبراني في "الكبير"، بأسانيد أحدها صحيح، والبيهقي".

وذكر الهيثمي (10/ 222) أن الطبراني سمى أبا زيد: خيثمة بن عبد الرحمن.

قلت: وهو ثقة، فصح الحديث.

(3)

لكن الحديث صحيح بطرقه، وهو مخرج في "الصحيحة"(949).

وله شاهد من حديث زيد بن ثابت: أخرجه ابن ماجه () - وغيره - بسنده صحيح، وصححه ابن حبان (72)، وهو مخرج في المصدر السابق (950).

ص: 62

وسلم: "رحمك الله يا أبا هريرة لك أجران: أجر السر وأجر العلانية".

غريب. [4104]

• البَغَوِيُّ [4141] في "شَرْح السُّنَّةِ" مِنْ رِوَايَةِ سَعِيدِ بنِ بَشِرٍ، عَنِ الأعْمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.

وَعَزَاهُ للترْمِذِيّ [2384]؛ وإِنمَا أَخْرَجَهُ في الزهْدِ مِنْ طَرِيقِ حَبِيبِ بنِ ثَابِتِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ بِلَفْظ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسولَ اللهِ! الرجُلُ يَعْمَلُ العَمَلَ فَيُسِرُّه، فاِذَا اطلَعَ عَلَيْهِ أَعْجَبَهُ

الحَدِيثَ، وَقَالَ: غَرِيبٌ

(1)

.

وَقد رَوَاهُ الأعْمَشُ عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مُرْسَلًا.

وأَخْرَجُهُ ابنُ مَاجَه [4226] في الزهْدِ.

5252 -

وعن أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج في آخر الزمان رجال يختلون

(2)

الدنيا بالدين يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ألسنتهم أحلى من السكر وقلوبهم قلوب الذئاب يقول الله: " أبي يغترون؟ أم علي يجترؤون؟ فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم فيهم حيران ". [4105]

• التِّرْمِذِيُّ

(3)

[2404] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الزُّهْدِ.

(1)

وفي نسخة: "حسن غريب"؛ وما في الكتاب أولى؛ لما ذكره - بعدُ - من اتفاق جمع - منهم الأعمش - على روايته مرسلًا.

قلت: وإنما ذكره موصولًا: أبو سنان سعيد بن سنان؛ وهو صدوق له أوهام؛ فمخالفتِهِ للأعمش مما لا يوثق بها.

(2)

أي: يطلبون.

(3)

قلت: وسكت عنه، وسنده ضعيف جدًّا؛ فيه يحيى بن عبيد الله - وهو متروك -؛ عن أبيه - وهو مجهول -.

ص: 63

5253 -

عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله عز وجل قال: لقد خلقت خلقا ألسنتهم أحلى من السكر وقلوبهم أمر من الصبر فبي حلفت لأتيحنهم

(1)

فتنة تدع الحليم فيهم حيران أفبي يغترون؟ أم علي يجترؤون؟ ".

غريب. [4106]

• التِّرْمِذِيُّ

(2)

[2405] في الزُّهْدِ عن ابنِ - عُمَرَ رضي الله عنه.

5254 -

عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن لكل شيء شرة ولكل شرة فترة فإن صاحبها سدد وقارب فارجوه وإن أشير إليه بالأصابع فلا تعدوه ". [4107]

• التِّرْمِذِيُّ [2453] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الزُّهْدِ، وَقَالَ: صَحِيحٌ غَرِيبٌ

(3)

.

5255 -

وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "بحسب امريء من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا إلا من عصمه الله". [4108]

• التّرْمِذِيُّ

(4)

[2453] عَقِبَ حَدِيثِ أبِي هريرَةَ: وَيُرْوَى عَنْ أَنَسٍ

فَذِكَرَهُ.

(1)

أي: لأتيحنَّ لهم؛ يقال: أتاح الله لفلان كذا؛ أي: قدّره له.

(2)

وقال "حسن غريب"؛ وفي نسخة: "غريب"؛ ولعل هذا أولى؛ فإن فيه حمزة بن أبي محمَّد، وهو ضعيف، كما في "التقريب".

(3)

قلت: وسنده جيد، وصححه ابن حبان (2517)، وهو مخرج في "الصحيحة"(2850).

(4)

قلت: إسناده ضعيف، وهو مخرج في "الضعيفة"(1670).

ص: 64

‌الفصل الثالث:

5256 -

عن أبي تميمة قال: شهدت صفوان وأصحابه وجندب يوصيهم فقالوا: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سمع سمع الله به يوم القيامة، ومن شاق شق الله عليه يوم القيامة"، قالوا: أوصنا! فقال: إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه فمن استطاع أن لا يأكل إلا طيبا فليفعل ومن استطاع أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم أهراقه فليفعل. [5327]

• رواه البخاري (7152) عن أبي تميمة، عن جندب.

5257 -

وعن عمر بن الخطاب أنه خرج يوما إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد معاذ بن جبل قاعدا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يبكي فقال: ما يبكيك؟ قال: يبكيني شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن يسير الرياء شرك ومن عادى لله وليا فقد بارز الله بالمحاربة إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يتفقدوا وإن حضروا لم يدعوا ولم يقربوا قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء مظلمة ". [5328]

• ابن ماجه (3989)، والبيهقي

(1)

(6812) في "الشعب" عن معاذ.

5258 -

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن العبد إذا صلى في العلانية فأحسن وصلى في السر فأحسن قال الله تعالى: هذا

(1)

إسناده ضعيف؛ وهو مخرج في المصدر السابق (1850).

ص: 65

عبدي حقا". [5329]

• ابن ماجه

(1)

(4200).

5259 -

وعن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يكون في آخر الزمان أقوام إخوان العلانية أعداء السريرة ". فقيل: يا رسول الله وكيف يكون ذلك. قال: " ذلك برغبة بعضهم إلى بعض ورهبة بعضهم من بعض". [5330]

• أحمد (5/ 235) عنه.

5260 -

وعن شداد بن أوس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من صلى يرائي فقد أشرك ومن صام يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك". [5331]

• أحمد

(2)

(4/ 126) عنه.

5261 -

وعنه أنه بكى فقيل له: ما يبكيك؟ قال: شيء سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكرته فأبكاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أتخوف على أمتي الشرك والشهوة الخفية " قال: قلت يا رسول الله أتشرك أمتك من بعدك؟ قال: " نعم أما إنهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا ولكن يراؤون بأعمالهم. والشهوة الخفية أن يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه ". [5332]

• أحمد

(3)

[4/ 123]، والبيهقي (6830) في "الشعب".

(1)

إِسناده ضعيف.

(2)

وكذا الحاكم (4/ 329)؛ وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف.

(3)

وأخرجه الحاكم (4/ 330)، وقال:"صحيح الإسناد"! =

ص: 66

5262 -

وعن أبي سعيد الخدري قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر المسيح الدجال فقال: " ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ " فقلنا: بلى يا رسول الله قال: " الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيصلي فيزيد صلاته لما يرى من نظر رجل ". [5333]

• ابن ماجه

(1)

(4254) عنه.

5263 -

وعن محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " قالول: يا رسول الله وما الشرك الأصغر؟ قال: " الرياء ". يقول الله لهم يوم يجازي العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء وخيرا؟ " [5334]

• أحمد (5/ 428)، والبيهقي

(2)

(6831) في "الشعب" أتم منه.

5264 -

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أن رجلا عمل عملا في صخرة

(3)

لا باب لها ولا كوة خرج عمله إلى الناس كائنا ما كان " [5335]

• البيهقي

(4)

(6940) في "الشعب".

= وتعقبه الذهبي - ومن قبله المنذري في "الترغيب"(1/ 36) - بأنّ فيه عبد الواحد بن زيد الزاهد القاص؛ وهو متروك، كما في "الجرح"(6/ 20/ 17).

(1)

وإسناده حسن.

(2)

سنده جيد، وهو مخرج في "الصحيحة"(951).

(3)

أي: في داخلها.

(4)

قلت: وأخرجه أحمد - أيضًا -، وغيره؛ وإسناده ضعيف، كما بينته في "الضعيفة"(1807).

ص: 67

5265 -

وعن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كانت له سريرة صالحة أو سيئة أظهر الله منها رداء يعرف به "[5336]

• البيهقي

(1)

(6942) في "الشعب".

5266 -

وعن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنما أخاف على هذه الأمة كل منافق يتكلم بالحكمة ويعمل بالجور ". [5337]

• البيهقي

(2)

(1777) في "الشعب".

5267 -

وعن المهاصر بن حبيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله تعالى: إني لست كل كلام الحكيم أتقبل ولكني أتقبل همه وهواه فإن كان همه وهواه في طاعتي جعلت صمته حمدا لي ووقارا وإن لم يتكلم

(3)

". [5338]

• الدارمي

(4)

(252) عن المهاجر بن حبيب؛ معضل.

‌7 - باب البكاء والخوف

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5268 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال أبو القاسم صلى الله

(1)

وأخرجه ابن عدي - وغيره -، وإسناده ضعيف جدًّا، كما بينته في "الضعيفة"(1929).

(2)

لم أقف على إسناده؛ وقد عزاه السيوطي في "الجامع الكبير"(1/ 234/ 1) لعبد بن حميد - فقط - عن عمر.

(3)

يعني: بالحمد.

(4)

وإسناده ضعيف.

ص: 68

عليه وسلم: " والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا ". [4109]

• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَنَسٍ: البُخارِيُّ [6637] في الأيمَانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، والبُخَارِيُّ [4621] أَيْضًا والتِّرْمِذِي [3056] في التفْسِيرِ، وَمُسْلِمٌ [2359] في الفَضَائِلِ، والبُخَارِيُّ [6486] أَيْضًا، والنَّسَائِيُّ [الكبرى (تحفة الأشراف 1608)] في الرَّقَائِقِ؛ كُلُّهُم عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنهم.

5269 -

وقال: "والله لا أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي وبكم

(1)

". [4110]

• البُخَارِيُّ [2687] في الشهَادَاتِ عَنْ أُم العَلاءِ.

5270 -

و قال: "عرضت علي النار فرأيت فيها امرأة من بني إسرائيل تعذب في هرة لها ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش

(2)

الأرض حتى ماتت جوعا ورأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه

(3)

في النار وكان أول من سيب السوائب

(4)

". [4111]

• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ 3318، 3482، 3521 م 2242، 2243، 2856] مِنْ حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ، وأَبِي هُرَيْرَةَ.

(1)

قلت: كان هذا في أول الأمر، ثم درى صلى الله عليه وسلم ما يُفْعَل به؛ إذ أعلمه ربّه أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وبشره - وبعض أصحابه - بالجنة.

(2)

أي: دوابها وهوامها.

(3)

أي: أمعاءه.

(4)

أي: شرع تسييب السوائب وتحريمها.

والسائبة: ناقة يسيبها الرجل عند برئه من المرض، أو قدومه من السفر، فيقول: ناقتي سائبة، فلا تمنع من المرعى، ولا ترد عن حوض، ولا يحمل عليها، ولا تركب، وكَان ذلك تقربًا إلى أصنامهم.

ص: 69

ولِمسلمٍ [] في الصّلاةِ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنهم.

5271 -

عن زينب بنت جحش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل يوما فزعا يقول: " لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه " وحلق بأصبعيه: الإبهام والتي تليها. قالت زينب: فقلت: يا رسول الله أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال: " نعم إذا كثر الخبث

(1)

". [4112]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْهُمَا؛ البُخَارِيُّ [7059] وَمُسْلِمٌ [2880] والتِّرْمِذِيُّ [2187] وابنُ مَاجَه [3953] في الفِتَنِ، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 11333] في التفْسِيرِ.

5272 -

وقال: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر

(2)

والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم

(3)

يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم رجل لحاجة فيقولون: ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة ". [4113]

• البُخَارِيُّ

(4)

[5590] في الأشْرِبَةِ عَنْ أَبِي عَامِرٍ - أَوْ أَبِي مَالِكٍ - الأَشْعَرِيِّ.

5273 -

وقال: "إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ثم

(1)

أي: الفواحش والفسوق.

(2)

ومعناه: الفرج؛ أي: يستحلون الزنى.

(3)

أي: جبل.

(4)

أي: تعليقًا، وقد وصله الطبراني، والبيهقي، وغيرهما، وإسناده صحيح، وقد صححه جماعة من المحققين؛ خلافًا لابن حزم في رسالته في إباحة الملاهي، وقد رددت عليها في كتابي "تحريم آلات الطرب"، وهو مطبوع؛ وذكرت شيئًا من الكلام على صحته وبعض طرقه في "الأحاديث الصحيحة"(91).

ص: 70

بعثوا على أعمالهم". [4114]

• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [(7108) م (84/ 2879)] عن ابنِ عُمَرَ: البُخارِيُّ في الفِتَنِ، وَمُسْلِمٌ في صِفَةِ النارِ.

5274 -

وقال: "يبعث كل عبد على ما مات عليه ". [4115]

• مُسْلِمٌ [83/ 2878] في صِفَةِ النَّارِ، وابنُ مَاجَه [4230] في الزُّهْدِ عَنْ جَابِرٍ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5275 -

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما رأيت مثل النار نام هاربها ولا مثل الجنة نام طالبها". [4116]

• التِّرْمِذِيُّ [2601] في صِفَةِ جِهَنم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَضَعَّفَهُ

(1)

.

5276 -

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يلج النار من بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع". [4117]

• التِّرْمِذِيُّ [(1633) (2311)]- وَصَحَّحَهُ -، والنسَائِيُّ [6/ 12] وابنُ مَاجَه [2774]؛ جَمِيعًا في الجِهَادِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

5277 -

عن أبي ذر أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت

(2)

السماء وحق لها أن تئط والذي نفسي بيده ما فيها موضع أربعة أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجد لله والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرشات ولخرجتم إلى

(1)

وإسناده ضعيف جدًّا.

لكني وجدت له شاهدين يقوي أحدهما الآخر، فخرجته في "الصحيحة"(953).

(2)

أي: صوتت؛ من الأطيط؛ وهو صوت الأقتاب.

ص: 71

الصعدات

(1)

تجأرون إلى الله ".

قال أبو ذر: يا ليتني كنت شجرة تعضد. [4118]

• التِّرْمِذِيُّ [2312]- وَحَسَّنَهُ -،

(2)

وابنُ مَاجَه [4190] عَنْ أَبِي ذَرٍّ في الزُّهْدِ.

5278 -

عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل. ألا أن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة ". [4119]

• التِّرْمِذِيُّ [2450] عَن أَبِي هُرَيْرَةَ في الزُّهْدِ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ

(3)

.

5279 -

عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله جل ذكره: أخرجوا من النار من ذكرني يوما أو خافني في مقام". [4120]

• التِّرْمذِي

(4)

[2594] عَنْ أَنَسٍ في صِفَةِ جِهَنَّمَ.

(1)

أي: الصحاري.

(2)

وإسناده ضعيف، لكنه صحّ غير جملتين، أولاهما: جملة التلذذ بالنساء، والأخرى: الزيادة التِي في آخره؛ فإن الصواب أنها مدرجة، كما هنا، والحديث مخرج في "الصحيحة"(1722) و"الضعيفة"(1780)، و"النصيحة" (رقم: 134).

(3)

قلت: فيه أبو فروة يزيد بن سنان التميمي؛ وهو ضعيف.

ومن طريقه: أخرجه الحاكم (4/ 307)، وصححه، ووافقه الذهبي!

لكن له شاهد حسن؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(954).

(4)

وقال: "حسن غريب"!

قلت: فيه عنعنة المبارك بن فضالة.

نعم! صرّح بالتحديث - عند الحاكم (1/ 70)، وصححه". ووافقه الذهبِي؛ لكن في الطريق إليه مؤمّل بن إسماعيل؛ وهو ضعيف، وانظر تخريجه في "ظلال الجنة" (رقم: 833).

ص: 72

5280 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: (والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة) أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: " لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات ". [4121]

• الترْمِذِيُّ

(1)

[3175] في التفْسِيرِ، وابنُ مَاجَه [4198] في الزُّهْدِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رضي الله عنها، وَهُوَ مُنقَطِعٌ.

5281 -

وعن أبي بن كعب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: " يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه ". [4122]

• التِّرْمِذِيُّ [2457] في الزُّهْدِ - وَحَسَّنَهُ

(2)

- مِنْ حَدِيثِ أُبَيٍّ بنِ كَعْبٍ مُطَوَّلًا.

5282 -

وعن أبي سعيد قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة فرأى الناس كأنهم يكتشرون

(3)

قال: " أما إنكم لو أكثرتم ذكر هادم

(4)

اللذات لشغلكم عما أرى الموت

(5)

فأكثروا ذكر هادم اللذات الموت فإنه لا يأت على القبر يوم إلا

(1)

ولم يتكلم عليه بشيء، لكنه أشار إلى تقويته بأنه رُوي من حديث أبي هريرة.

قلت: ولذلك خرجته في "الصحيحة"(162).

(2)

قلت: وهو كما قال، كما بينته في "الصحيحة"(954).

(3)

أي: يضحكون

(4)

هذم: قطع وأكل بسرعة.

(5)

بالرفع بتقدير: هو الموت. =

ص: 73

تكلم فيقول: أنا بيت الغربة وأنا بيت الوحدة وأنا بيت التراب وأنا بيت الدود وإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر: مرحبا وأهلا أما إن كنت لأحب من يمشي على ظهري إلي فإذ وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي بك ". قال: " فيتسع له مد بصره ويفتح له باب إلى الجنة.

وإذا دفن العبد الفاجر أو الكافر قال له القبر: لا مرحبا ولا أهلا أما إن كنت لأبغض من يمشي على ظهري إلي فإذ وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي بك قال: "فيلتئم عليه حتى يختلف أضلاعه ".

قال: وقال

(1)

رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصابعه. فأدخل بعضها في جوف بعض. قال: " ويقيض له سبعون تنينا لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا فينهسنه ويخدشنه حتى يفضى به إلى الحساب"[4123]

• التّرْمِذِيُّ [2460] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه في الزهْدِ، وَقَالَ: غَرِيبٌ.

(2)

قال: وقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّما القبر رَوْضة منْ رِياضِ الجنةِ، أو حُفرة منْ حُفَرِ النار".

• التِّرْمِذِيُّ في الذِي قَبْلَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.

5283 -

وعن أبي جحيفة قال: قالوا: يا رسول الله قد شبت. قال: " شيبتني

= ويجوز الجر: بدل من هادم.

والنصب بإضمار: أعني.

(1)

أي: أشار بها، فأدخل بعضها في بعض؛ إشارة إلى شدة اختلاف أضلاعه.

(2)

قلت: وهو ضعيف مسلسل بالضعفاء: قاسم بن الحكم العُرَني، عن عبيد الله بن الوليد الوصَّافي، عن عطية. =

ص: 74

هود وأخواتها ".

وفي رواية: "شيبتني هود، الواقعة و المرسلات و {عم يتساءلون} و {إذا الشمس كورت} .

والله المستعان. [4124]

• التِّرْمِذِيُّ

(1)

[41] في "الشَّمَائِل" عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ.

‌الفصل الثالث:

5284 -

عن أنس قال: إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات. يعني المهلكات. [5355]

• رواه البخاري (6492).

5285 -

وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالبا ". [5356]

• ابن ماجه

(2)

(4243) عنها.

5286 -

وعن أبي بردة بن أبي موسى قال: قال لي عبد الله بن عمر: هل تدري ما قال أبي لأبيك؟ قال: قلت: لا. قال: فإن أبي قال لأبيك يا أبا موسى هل

(1)

حديث صحيح بحديث ابن عباس: رواه الترمذي (3293)، وقال:"حسن غريب".

قلت: وإسناده صحيح، كما بينته في "الصحيحة"(955).

(2)

وإسناده صحيح؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(513، 2731)، وانظر "الصحيحة"(389)، (471)، (2635).

ص: 75

يسرك أن إسلامنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجرتنا معه وجهادنا معه وعملنا كله معه برد

(1)

لنا؟ وأن كل عمل عملناه بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس؟ فقال أبوك لأبي: لا والله قد جاهدنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلينا وصمنا وعملنا خيرا كثيرا. وأسلم على أيدينا بشر كثير وإنا لنرجو ذلك. قال أبي: ولكني أنا والذي نفس عمر بيده لوددت أن ذلك برد لنا وأن كل شيء عملناه بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس. فقلت: إن أباك والله كان خيرا من أبي. [5357]

• البخاري (3915) عنهما.

5287 -

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرني ربي بتسع: خشية الله في السر والعلانية وكلمة العدل في الغضب والرضى والقصد في الفقر والغنى وأن أصل من قطعني وأعطي من حرمني وأعفو عمن ظلمني وأن يكون صمتي فكرا ونطقي ذكرا ونظري عبرة وآمر بالعرف " وقيل " بالمعروف "[5358]

• ذكره رزين

(2)

.

5288 -

وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من عبد مؤمن يخرج من عينيه دموع وإن كان مثل رأس الذباب من خشية الله ثم يصيب شيئا من حر وجهه إلا حرمه الله على النار ". [5359]

• رواه ابن ماجه

(3)

(4197).

(1)

أي: ثبت ودام وتمَّ.

(2)

لم أقف له على إسناده

(3)

فيه حماد - واسمه: محمَّد - بن أبي حميد الزرقي، وهو ضعيف.

ص: 76

‌8 - باب تغير الناس

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5289 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة ". [4125]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (6498) م (232/ 2547)] عن ابنِ عُمَرَ: البُخارِيُّ في الرَّقَائِقِ، وَمُسْلِمٌ في الفَضَائِلِ، والتِّرْمِذِيُّ [2872] في الأمْثَالِ.

5290 -

وقال: " لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم ". قيل: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: " فمن؟ ". [4126]

• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (7320) م (6/ 2669)] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: البُخارِيُّ في الاعْتِصَامِ، ومُسْلِمٌ في العِلْمِ

(1)

.

5291 -

وقال: "يذهب الصالحون الأول فالأول وتبقى حفالة

(2)

كحفالة الشعير أو التمر لا يباليهم الله بالة

(3)

". [4127]

• البُخَارِيُّ [(4156) (6434)] مِنْ حَدِيثِ مِرْدِاسٍ في المَغازِي.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5292 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه

(1)

وانظر "الظلال"(رقم: 72 - 74).

(2)

الحفالة: هي الحثالة - وزنًا ومعنى -.

(3)

أي: مبالاة.

ص: 77

وسلم - "إذا مشت أمتي المطيطاء

(1)

وخدمتهم أبناء الملوك أبناء فارس والروم سلط الله شرارها على خيارها ".

غريب. [4128]

التِّرْمِذِيُّ [2261]، عن ابنِ عُمَرَ في الفِتَنِ، واستَغْرَبَهُ؛ وَفِيهِ مُوسَى بنِ عُبَيْدَةَ، وَهوَ ضعيفٌ.

وَرَوَاهُ مَالِكٌ

(2)

، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ، عَنِ النبِي صلى الله عليه وسلم

مُعْضَلًا.

وَوَصَلَهُ التِّرْمِذِيُّ [2261 - م] مِنْ طَرِيقِ أَبِي مَعَاوِيةَ، عَنْ يحيىَ بنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الله بنِ دِينَارٍ، عَنْ ابن عمر.

ثمَّ قَالَ: لا يُعْرَفُ لِحَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنْ يَحْيَى أَصْلٌ

(3)

.

5293 -

عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم وتجتلدوا

(4)

بأسيافكم ويرث دنياكم شراركم ". [4129]

• التِّرْمِذِيُّ

(5)

[2170]، وابنُ مَاجَه [4043] في الفِتَنِ عَنْ حُذَيْفَةَ، وسَنَدُهُ جَيِّدٌ.

(1)

المطيطاء: مشي فيه التبختر، ومد اليدين.

(2)

لم نره في "المؤطإ"؛ ولا نعلم أحدًا عزاه إليه أحد - فيما نعلم -، ولا أورده ابن عبد البر في (مراسيل يحيى بن سعيد) من "التمهيد"(24/ 9 - 119)! (ع)

(3)

لا أراه صوابًا؛ لأن رجاله كلهم ثقات؛ مع وروده من طرق أخرى، ولذا خرجته في "الصحيحة"(956).

(4)

أي: تتضاربوا.

(5)

وقال "حديث حسن"، إنما نعرفه من حديث عمر بن أبي عمرو".

قلت: ولكن شيخه عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي لا يُعرف.

ومن طريقه أخرجه أحمد (5/ 389).

ص: 78

5294 -

وقال:: " لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع ". [4130]

• التِّرْمِذِيُّ

(1)

[2209] عَنْ حُذَيْفةَ في الفِتَنِ.

5295 -

وعن محمد بن كعب: حدثني من سمع علي بن أبي طالب أنه قال: إنا لجلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فاطلع علينا مصعب بن عمير ما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى للذي كان فيه من النعمة والذي هو فيه اليوم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة؟ ووضعت بين يديه صحفة

(2)

ورفعت أخرى وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟ ". فقالوا: يا رسول الله نحن يومئذ خير منا اليوم نتفرغ للعبادة ونكفى المؤنة. قال: " لا أنتم اليوم خير منكم يومئذ ". [4131]

• الترْمِذِيُّ [2476] عَنْ عَلِيّ - وَحَسنَّه

(3)

- في الزُّهْدِ.

(1)

قلت: وقال فيه ما قاله في الذي قبله؛ وإسناده إسناده؛ وفيه جهالة، كما عرفت.

ومن طريقه: أخرجه أحمد (5/ 389).

لكن له شواهد من حديث أبي هريرة - عن أحمد (2/ 226، 358) - بسند حسن.

ومن حديث أبي بردة بن نيار - عنده أيضًا (3/ 466) -.

ومن حديث أنس - عند ابن حبان (1885) -.

ومن حديث أبي هريرة - عند ابن عدي في "الكامل"(119/ 1) -.

ومن حديث الزهريّ

مرسلًا - عند أبي عبيد في "غريب الحديث"(ق 103/ 2) -.

(2)

أي: قصعة من طعام.

(3)

قلت: فيه جهالة ظاهرة. =

ص: 79

5296 -

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر "

غريب. [4132]

• التِّرْمِذِي [2260] في الفِتَنِ، عَنْ أَنَسٍ واستَغْرَبَهُ

(1)

وَهُوَ ثُلاِثيٌّ لَه، لَيْسَ عِنْدَهُ ثُلاِثيٌّ غَيْرُهُ.

5297 -

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاءكم وأموركم شورى بينكم فظهر الأرض خير لكم من بطنها. وإذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاؤكم وأموركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها ".

غريب [4133]

• التِّرْمِذِيُّ [2266] مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ - واسْتَغْرَبَهُ

(2)

- في الفِتَنِ.

5298 -

عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ". فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: " بل أنتم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور

= لكن له شواهد في "زهد هناد"(2/ 389 - 391) فهو - بها - حسن، كما قال الترمذي؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(2384).

(1)

قلت: لكن له شواهد، يرتقي - بها - إلى درجة الصحة، كما حققته في "الصحيحة"(957).

(2)

قلت: وتمام كلامه: "لا نعرفه إلا من حديث صالح المرّي، وصالح المرّي في حديثه غرائب لا يتابع عليها، وهو رجل صالح".

قلت: يعني: في دينه، لا في روايته؛ وهو ابن بشير؛ قال الحافظ:"القاصّ الزاهد؛ ضعيف".

ومن طريقه: أخرجه الداني في "الفتن"(29/ 2)، وأبو نعيم (6/ 176)، والخطيب (2/ 190).

ص: 80

عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن". قال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: "حب الدنيا وكراهية الموت". [4134]

• أَبو دَاودَ

(1)

[4297] عَنْ ثَوبان في الفِتَنِ.

‌الفصل الثالث:

5299 -

عن ابن عباس قال: " ما ظهر الغلول

(2)

في قوم إلا ألقى الله في قلوبهم الرعب ولا فشا الزنا في قوم إلا كثر فيهم الموت ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا قطع عنهم الرزق ولا حكم قوم بغير حق إلا فشا فيهم الدم ولا ختر

(3)

قوم بالعهد إلا سلط عليهم عدوهم ". [5370]

• رواه مالك

(4)

(26).

‌9 - باب

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5300 -

عن عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: " ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما

(1)

وهو حديث صحيح، كما حققته في "الصحيحة"(958).

(2)

أي: خيانة المغنم.

(3)

الختر: الغدر.

(4)

قلت: في معناه أحاديث مرفوعة، خرجت بعضها في "الصحيحة"(106 - 107).

ص: 81

جهلتم مما علمني يومي هذا: كل مال نحلته

(1)

عبدا حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنه أتتهم الشياطين فاجتالتهم

(2)

عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظان وإن الله أمرني أن أحرق

(3)

قريشا فقلت: يا رب إذا يثلغوا

(4)

رأسي فيدعوه خبزة قال: استخرجهم كما أخرجوك وأغزهم نغزك وأنفق فسننفق عليك وابعث جيشا نبعث خمسة مثله وقاتل بمن أطاعك من عصاك ". [4135]

• مُسْلِمٌ [63/ 2865] مِنْ حَدِيثِ عِيَاضِ بنِ حِمَارٍ في آخِرِ الكتابِ.

5301 -

عن ابن عباس قال: لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) صعد النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فجعل ينادي: " يا بني فهر يا بني عدي " لبطون قريش حتى اجتمعوا فقال: " أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ " قالوا: نعم ما جربنا عليك إلا صدقا. قال: " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ". فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟ فنزلت: (تبت يدا أبي لهب وتب)[4136]

(1)

أي: أعطيته.

وفي الكلام حذف؛ أي: قال الله - تعالى -: كل مال

: "شرح مسلم" للنووي.

(2)

أي: صرفتهم.

(3)

أي: أهلك.

(4)

أي: يشرخوا ويكسروا.

ص: 82

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (4770) م (355/ 208)] عن ابنِ عبّاس: البُخَارِيُّ في التفْسِيرِ، وَمُسْلِم في الإِيمَانِ - رضِيَ الله تَعَالى عَنْهُم -.

ويُروى: "نَادَى: يا بَني عبدِ مَنافٍ! إنَّما مَثَلي ومثَلُكُمْ؛ كمثَلِ رجلٍ رأَى العدُوَّ، فانطلقَ يَرْبأُ

(1)

أهلَه، فخَشيَ أنْ يَسبقوه، فجعلَ يَهتِف: يا صَباحاهْ! ".

• أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [353/ 207] في الإِيمَانِ مِنْ حَدِيثِ قَبِيصَةَ بنِ مُخَارِقٍ، وزُهَيْرِ بنِ عَمْرٍو.

5302 -

عن أبي هريرة قال: لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) دعا النبي صلى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا فعم وخص فقال: " يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار. با بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار. يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها

(2)

".

وفي رواية: "يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا يا بنى عبد مناف لا أغني عنك من الله شيئا، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا. ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا". [4137]

• مُتفَق عَلَيْهِ باللفْظِينِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: البخَارِيُّ [4771] في التفْسِيرِ، ومُسْلِمٌ [204 - 206]

(1)

يحفظ.

(2)

أي: سأصلها بصلتها.

والحديث من أفراد مسلم بهذا السياق، وهو مخرج في "الصحيحة"(3177).

ص: 83

في الإيمَانِ رضي الله عنهم.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5303 -

عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة عذابها في الدنيا: الفتن والزلازل والقتل ". [4138]

• أبو دَاودَ

(1)

[4278] في الفِتَنِ عَنْ أَبِي مُوسَى، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ [4/ 444].

5304 -

عن أبي عبيدة ومعاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن هذا الأمر بدأ نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم ملكا عضوضا ثم كان جبرية وعتوا وفسادا في الأرض يستحلون الحرير والفروج والخمور يرزقون على ذلك وينصرون حتى يلقوا الله "

غريب. [4139]

• الطَّيَالِسِي [228] والدَّارِمِيُّ [2/ 114]، والبَيْهَقِيُّ [5616] في "الشُّعَبِ" مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ الجَراح

(2)

.

(1)

في سنده المسعودي، وكان اختلط، لكن رواه عنه معاذ بن معاذ العنبري البصري - عند الروياني في "مسنده"(23/ 3/ 2) -؛ وهو ممّن حدث عنه قبل الاختلاط، كما ذكره العراقي في "التقييد والإيضاح"(ص 402)، وابن الكيال (293 - 295)؛ فالإسناد صحيح.

وقد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 38 - 39/ 60) بسند صحيح، كما بينته في "الصحيحة"(959).

(2)

ورواه الطبراني في "المعجم"الكبير" (1/ 22/ 1)؛ وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف.

ثم رواه من طريق أخرى

مختصرًا؛ وفيه فردوس الأشعري - ولا يعرف -، وعنعنة حبيب بن أبي ثابت، عن رجل من قريش - لم يُسَمَّ -، عن أبي ثعلبة؛ وهو مخرج في "ظلال الجنة" (رقم: 1130).

ص: 84

5305 -

عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول ما يكفأ - قال الراوي: يعني الإسلام - كما يكفأ الإناء" يعني الخمر

(1)

. قيل: فكيف يا رسول الله وقد بين الله فيها مابين؟ قال: "يسمونها بغير اسمها فيستحلونها". [4140]

• الدَّارِمِيِّ

(2)

[2/ 114] عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها.

‌الفصل الثالث:

5306 -

عن النعمان بن بشير عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله تعالى ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله تعالى ثم تكون ملكا عاضا فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله تعالى ثم تكون ملكا جبرية

(3)

فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها الله تعالى ثم تكون خلافة على

(1)

وفي رواية لابن عدي بلفظ "أول ما يكفأ الإِسلام كما يكفأ الإناء في شراب؛ يقال له: الطلاء".

(2)

وإسناده حسن، كما بينته في "الأحاديث الصحيحة"(89).

(3)

أي: جبروتية.

ص: 85

منهاج نبوة " ثم سكت.

قال حبيب: فلما قام عمر بن عبد العزيز كتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه وقلت: أرجو أن تكون أمير المؤمنين بعد الملك العاض والجبرية فسر به وأعجبه يعني عمر بن عبد العزيز. [5378]

• رواه أحمد

(1)

(4/ 273)، والبيهقي رضي الله عنهم في "الدلائل"[6/ 491].

(1)

وإسناده حسن، كما بينته في المصدر المذكور (5).

ص: 86

‌25 - كتاب الفِتَنِ

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5307 -

عن حذيفة قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما ما ترك شيئا يكون في مقامه إلى قيام الساعة إلا حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه. [4141]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (6604) م (23/ 2891)] في الفِتَنِ.

قدْ علِمَهُ أصحابي هؤلاءِ، وإنّهُ لَيكونُ منهُ الشيءُ قدْ نسيتُه، فأراه، فأذْكُرُه كما يَذكُرُ الرجلُ وجْهَ الرجلِ إذا غابَ عنه، ثُمَّ إذ رآهُ عرَفَه.

• مُسْلِمٌ، وأَبُو دَاودَ [4240] في الفِتَنِ.

5308 -

وعن حذيفة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين: أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربادا

(1)

كالكوز مجخيا

(2)

لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه". [4142]

(1)

مربَادًّا؛ أي: صار كلون الرماد من الربدة.

(2)

أي: مائلًا منكوسًا.

ص: 87

• مُسْلِمٌ [231/ 144] في الإِيمَانِ عَنْ حُذَيْفَةَ.

وأَصْلُهُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

5309 -

وقال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر:

حدثنا: "إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة".

وحدثنا عن رفعها قال: "ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت

(1)

ثم ينام النومة فتقبض فيبقى أثرها مثل المجل

(2)

كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا

(3)

وليس فيه شيء ويصبح الناس يتبايعون ولا يكاد أحد يؤدي الأمانة فيقال: إن في بني فلان رجلا أمينا ويقال للرجل: ما أعقله وما أظرفه وما أجلده وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ". [4143]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ: البُخَارِيُّ [(6497) (7086)]، والتِّرْمِذِيُّ [2179] وابنُ مَاجَه [4053] في الفِتَنِ، ومُسْلِمٌ [230/ 143] في الإِيمَانِ عَنْهُ.

5310 -

وعن حذيفة قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني قال: قلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: " نعم "،

(1)

أي: الأثر اليسير، كالنقطة في الشيء.

(2)

أي: أثر العمل في اليد.

(3)

أي: منتفخًا.

ص: 88

قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: " نعم وفيه دخن

(1)

". قلت: وما دخنه؟ قال: " قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ". قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: " نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ". قلت: يا رسول الله صفهم لنا. قال: " هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ". قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ". قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: " فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة

(2)

حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ". [4144]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (3606) (7084)] عَنْ حُذَيْفَةَ: البُخَارِيُّ في الفِتَنِ، وَمُسلِمٌ [51/ 1847)] في الجِهادِ.

وفي رواية: "تكونُ بعدِي أئمَّةٌ، لا يَهتَدونَ بهُداي، ولا يَستنونَ بسُنَّتي، وسيقومُ فيهِمْ رِجالٌ؛ قُلُوبُهُمْ قُلوبُ الشياطينِ في جُثمانِ إنْسٍ"، قال حُذَيْفة، قلتُ: كيفَ أصنعُ يا رسولَ الله! إنْ أدركْتُ ذلكَ؟! قال: "تسمعُ وتُطيعُ الأميرَ، وإن ضُرِبَ ظهرُكَ، وأُخِذَ مالُكَ".

• مُسْلِمٌ [52/ 1847] عَنْ حُذَيْفَةَ كَذَلِكَ.

5311 -

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا ". [4145]

• مُسْلِمٌ [186/ 118] في الإيمَانِ، والترْمِذِيُّ [2195] في الفِتَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

(1)

الدخن: الدخان؛ أي: فهو غير صافٍ ولا خالص.

(2)

والمعنى؛ أي: اعتزل الناس اعتزالًا كاملًا.

ص: 89

5312 -

وقال عليه السلام: "ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيه خير من الساعي من تشرف

(1)

لها تستشرفه فمن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به ".

• مُتفَقٌ عَلَيهِ [خ (3601) (7081) (7082) م (10/ 2886)] في الفِتَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

وفي رواية: "النائم فيها خير من اليقظان، واليقظان فيها خير من القائم".

وفي رواية: "فإذا وقعت؛ فمن كان له إبل؛ فليلحق بإبله، ومن كانت له غنم؛ فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض؛ فليلحق بأرضه"، فقال رجل: يا رسول الله! أرأيت من لم تكن له إبل ولا غنم ولا أرض؟ قال: "يعمد إلى سيفه، فيدقه على حده بحجر، ثم لينج إن استطاع النجاء، اللهم! هل بلغت؟ " ثلاثا، فقال رجل: يا رسول الله، أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين، فضربني رجل بسيفه، أو يجيء سهم فيقتلني؟ قال: يبوء بإثمه وإثمك، ويكون من أصحاب النار". [4146]

• هِيَ عِندَ مُسْلِمٍ [(12/ 2886) (13/ 2887)] أَيْضًا لَكِنْ مِن حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ.

5313 -

وقال عليه السلام: "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شغف

(2)

الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن". [4147]

• البُخَارِيُّ [7088] وَأبو دَاودَ [4267]، وابنُ مَاجَه [3980] في الفِتَنِ، والنَّسَائِيُّ [8/ 123] في الإِيمَانِ؛ كُلُّهُم عنْ أَبِي سَعِيدٍ.

(1)

أي: تعرض لها ونظر إِليها.

(2)

أي: رؤوسها وأعاليها.

ص: 90

5314 -

عن أسامة قال: أشرف النبي عليه السلام على أطم

(1)

من آطام المدينة فقال: " هل ترون ما أرى؟ قالوا: لا. قال: " فإني لأرى الفتن خلال بيوتكم كوقع المطر ". [4148]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (7060) م (9/ 2885)] عَنْ أسامَةَ في الفِتَنِ.

5315 -

و قال عليه السلام: "هلكة

(2)

أمتي على يدي غلمة من قريش". [4149]

• البُخَارِيُّ [7058] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيهِ.

5316 -

و قال عليه السلام: "يتقارب الزمان ويقبض العلم

(3)

وتظهر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج " قالوا: وما الهرج؟ قال: " القتل ". [4150]

• متفَقٌ عَلَيْهِ [خ (7061) م (11/ 157)] وَأبو دَاودَ [4255] عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ في الفِتَنِ.

5317 -

و قال عليه السلام: "والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي يوم لا يدري القاتل فيم قتل؟ ولا المقتول فيم قتل؟ فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: " الهرج القاتل والمقتول في النار ". [4151]

• مُسْلِمٌ [56/ 2908] عَنْهُ فِيهِ.

5318 -

وقال: "العبادة في الهرج كهجرة إلي". [4152]

• مُسْلِمٌ [130/ 2948]، والتِّرْمِذِي [2201]، وابنُ مَاجَه [3985] عَنْ مَعْقِلِ بنِ يَسَارٍ فِيهِ.

(1)

حصن عال، أو بناء مرتفع.

(2)

أي: هلاك.

(3)

وفي نسخة من نسخ "صحيح البخاري": "وينقص العمل".

ص: 91

5319 -

وقال الزبير بن عدي قال: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج. فقال: " اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده أشرمنه حتى تلقوا ربكم ". سمعته من نبيكم عليه السلام. [4153]

• البُخَارِيُّ [7068] والتِّرْمِذِيُّ [2206] فِيهِ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنهم.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5320 -

عن حذيفة رضي الله عنه قال: والله ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوا؟ والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلاثمائة فصاعدا إلا قد سماه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته. [4154]

• أَبُو دَاودَ

(1)

[4243] عَنْ حُذَيْفَةَ فِيهِ.

5321 -

قال عليه السلام: " إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة ". [4155]

• أَبُو دَاودَ [4252]، وابنُ مَاجَه [3952] مِنْ حَديثِ ثَوبان مُطَوَّلًا فِيهِ

(2)

.

5322 -

عن سفينة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الخلافة ثلاثون سنة ثم تكون ملكا ".

ثم يقول سفينة: أمسك

(3)

: خلافة أبي بكر سنتين وخلافة عمر عشرا وخلافة

(1)

وإسناده ضعيف.

(2)

الترمذي (2202، 2229)، وقال "حديث صحيح".

قلت: وإسناده صحيح،

(3)

أي: عُدَّ واحسب.

ص: 92

عثمان اثنتي عشرة وعلي ستا. [4156]

• الثلاثَةُ مِنْ حَدِيثِ سَفِينَةَ؛ أَبُو دَاودَ [(4646) (4647)] في السُّنةِ، والتِّرْمِذِيُّ [2226] في الفِتَنِ - وَحَسَّنَهُ

(1)

[والنسائيُّ

(2)

(8155 - الكبرى)] في المَنَاقِبِ.

5323 -

عن حذيفة قال: قلت: يا رسول الله أيكون بعد هذا الخير شر كما كان قبله شر؟ قال: " نعم " قلت: فما العصمة؟ قال: " السيف " قلت: وهل بعد السيف بقية؟ قال: " نعم تكون إمارة على أقذاء وهدنة على دخن ". قلت: ثم ماذا؟ قال: " ثم ينشأ دعاة الضلال فإن كان لله في الأرض خليفة جلد ظهرك وأخذ مالك فأطعه وإلا فمت وأنت عاض على جذل شجرة

(3)

". قلت: ثم ماذا؟ قال: " ثم يخرج الدجال بعد ذلك معه نهر ونار فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره ومن وقع في نهره وجب وزره وحظ أجره ". قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: " ثم ينتج

(4)

المهر فلا يركب حتى تقوم الساعة ". [4157]

• أبو دَاودَ

(5)

[(4244) (4245) (4247)] في الفِتَنِ، وَصَحَّحَة الحَاكِمُ [4/ 502] عَنْ حُذَيْفَةَ.

(1)

قلت: وإسناده حسن، وهو مخرج في "الصحيحة"(459).

(2)

في الأصل: (ابن ماجه)! وهو خطأ، صوابه ما ها هنا. (ع)

(3)

أي: أصلها.

(4)

أي: يولد.

(5)

وسنده حسن، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير سبيع بن خالد اليشكري، روى عنه جماعة، ووثقه ابن حبان؛ والعجلي.

وأخرج الحاكم الرواية الأولى، وقال (4/ 433)"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي، وكذلك أخرجه البغوي في "شرح السنة"(3/ 591 - 592).

ص: 93

وفي رواية: " هدنة على دخن وجماعة على أقذاء ". قلت: يا رسول الله الهدنة على الدخن ما هي؟ قال: " لا ترجع قلوب أقوام كما كانت عليه ". قلت: بعد هذا الخير شر؟ قال: " فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب النار فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم ".

• أبو دَاودَ [4276] في الفِتَنِ، والنسَائِيُّ [الكبرى 8033] في فَضَائِلِ القُرْآنِ عَنْ حُذَيْفَةَ أَيْضًا.

5324 -

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: كنت رديفا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على حمار فلما جاوزنا بيوت المدينة قال: " كيف بك يا أبا ذر إذا كان بالمدينة جوع تقوم عن فراشك ولا تبلغ مسجدك حتى يجهدك الجوع؟ " قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: " تعفف يا أبا ذر ". قال: " كيف بك يا أبا ذر إذا كان بالمدينة موت يبلغ البيت العبد حتى إنه يباع القبر بالعبد؟ ". قال: قلت الله ورسوله أعلم. قال: " تصبر يا أبا ذر ". قال: " كيف بك يا أبا ذر إذا كان بالمدينة قتل تغمر الدماء أحجار

(1)

الزيت؟ " قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "تأتي من أنت منه

(2)

". قال: قلت: وألبس السلاح؟ قال: " شاركت القوم إذا ". قلت: فكيف أصنع يا رسول الله؟ قال: " إن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق ناحية ثوبك على وجهك ليبوء باثمك وإثمه ". [4158]

• أبو دَاودَ

(3)

[4261] وابنُ مَاجَه [3958] في الفِتَنِ عَنْ أَبِي ذَرّ، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ [4/ 423].

(1)

اسم موضع بالمدينة.

(2)

أي: ائت من يوافقك في دينك وسيرتك.

(3)

ولَيْسَ عنده ما قبل قضية الموت، وسائره بنحوه، فالسياق ليس له؛ اللَّهم إلا أن يكون في مكان آخر من "أبي داود"، فقد عزاه النابلسي إلى كتاب "الأدب" منه أيضًا، ولكني لم أره فيه! =

ص: 94

5325 -

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كيف بك إذا أبقيت في حثالة من الناس مرجت

(1)

عهودهم وأماناتهم؟ واختلفوا فكانوا هكذا؟ " وشبك بين أصابعه. قال: فبم تأمرني؟ قال: " عليك بما تعرف ودع ما تنكر وعليك بخاصة نفسك وإياك وعوامهم ".

وفي رواية: "إلزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع أمر العامة". [4159]

• البُخَارِيُّ

(2)

[] عن ابنِ عمرو في الصّلاةِ.

• أَبُو دَاودَ [4342]، والنسَائِيُّ [الكبرى 10033] عَن عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاص.

5326 -

وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد خير من القائم والماشي خير من الساعي فكسروا

= ثم إن رجاله ثقات؛ غير مشعث بن طريف، قال الذهبي:"لا يعرف".

(1)

أي: فسدت.

(2)

يعني: تعليقًا، وقد وصله أبو داود - وغيره - بسند حسن.

وأخرج الرواية الأولى: البغوي في "شرح السنة" عن الحسن

مرسلًا.

وابن حبان - وغيره -، - عن أبي هريرة

مرفوعًا، وسنده صحيح، كما بينته في "الصحيحة"(205 - 206).

وقد خرجت فيه للحديث أربع طرق، عن ابن عمرٍو، وشاهدًا آخر من حديث سهل بن سعد.

وله شواهد فانظرها هناك (890، 1535).

ص: 95

فيها قسيكم

(1)

وقطعوا فيها أوتاركم واضربوا سيوفكم بالحجارة، والزموا فيها أجوف بيوتكم، فإن دخل على أحد منكم؛ فليكن كخير ابني آدم ".

صحيح.

ويروى: أنهم قالوا: فما تأمرنا؟ قال: "كونوا أحلاس

(2)

بيوتكم". [4160]

• أَبُو دَاودَ

(3)

[4259، 4262]، والتِّرْمِذِيُّ [2204]، وابن مَاجَه [3961] في الفِتَنِ، عَنْ أبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ، وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ رضي الله عنهم.

5327 -

وعن أم مالك البهزية أنها قالت: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقربها

(4)

قلت: من خير الناس فيها؟ قال: "رجل في ماشيته يؤدي حقها ويعبد ربه ورجل آخذ برأس فرأسه يخيف العدو ويخوفونه ". [4161]

• التِّرْمِذِيُّ

(5)

[2177] عَنْ أُمِّ مَالِكٍ في الفِتِنِ.

(1)

القسي: جمع قوس.

(2)

الأحلاس: حلس البيت: كساء يبسط تحت حر الثياب.

والمعنى: لا تبرحوا بيوتكم.

وقيل: الحلس: هو الكساء على ظهر البعير تحت القتب والبرذعة.

(3)

وسنده صحيح.

وأما الرواية الأخرى عنده؛ ففيها أبو كبشة؛ وهو السدوسي، قال الذهبي:"لا يُعرف".

والحديث مخرج في "الإرواء"(2451).

(4)

أي: عدها قريبة الوقوع، أو وصفها وصفًا بليغًا دقيقًا، كأنه يقربها.

(5)

وقال: "حديث حسن غريب".

قلت: في إسناده رجل لم يُسم. =

ص: 96

5328 -

عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستكون فتنة تستنظف

(1)

العرب قتلاها في النار اللسان فيها أشد من وقع السيف ". [4162]

• أبو دَاودَ [4265]، والتِّرْمِذِي

(2)

[2178]، وابنُ مَاجَه [3967] عَنْ عَبْدِ الله بنِ عَمْرِو في الفِتَنِ؛ وَصَحَّح البُخَارِيُّ وقْفَهُ.

5329 -

وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ستكون فتنة صماء بكماء عمياء من أشرف لها استشرفت له وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف". [4163]

• أبو دَاودَ

(3)

[4264] في الفِتَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ البَيلمَانِيِّ".

5330 -

عن عبد الله بن عمر قال: كنا قعودا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الاحلاس؟ فقال قائل: وما فتنة الأحلاس؟ قال: "هي هرب وحرب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني إنما أوليائي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك لى ضلع

(4)

ثم فتنة الدهماء

(5)

لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا

لكن له شاهد من حديث ابن عباس، وهو مخرج في "الصحيحة"(698) فهو - به - صحيح.

(1)

أي: تستوعبهم هلاكًا.

(2)

وقال "حديث غريب"؛ أي: ضعيف؛ وذلك لأن فيه زياد بن سيمين كوش؛ لا يُعرف، وليث بن سليم؛ وهو ضعيف.

(3)

بسند ضعيف.

(4)

هذا مثل.

والمعنى: يصطلح الناس على رجل، لا نظام له، ولا استقامة لأمره.

= والمعنى: يصطلح الناس على رجل، لا نظام له، ولا استقامة لأمره.

(5)

أي: الفتنة المظلمة، والتصغير فيها للتعظيم.

ص: 97

قيل: انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه. فإذا كان ذلكم؛ فانتظروا الدجال من يومه أو من غده ". [4164]

• أَبُو دَاودَ

(1)

[4242] عن ابنِ عُمَرَ في الفِتَنِ، وصَحَّحَهُ الحَاكِمُ [4/ 466].

5331 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ويل للعرب من شر قد اقترب أفلح من كف يده ". [4165]

• أَبُو دَاودَ

(2)

[4249] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الفِتَنِ.

5332 -

عن المقداد بن الأسود أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن السعيد لمن جنب الفتن أن السعيد لمن جنب الفتن إن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلى فصبر فواها

(3)

". [4166]

• أَبُو دَاودَ

(4)

[4263] عَنِ المِقْدَادِ فِيهِ.

5333 -

عن ثوبان أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل

(1)

إسناده صحيح، وقد خرجته في "الصحيحة"(974).

(2)

وإسناده صحيح، وشطره الأول في "الصحيحين"، و"المستدرك"(1/ 108)، و (4/ 438 - 440، 483) و"مشكل الآثار"(3/ 96) وعنده الشطر الآخر.

(3)

معنى هذه الكلمة - هنا -: التلهف، وقد تستعمل في موضع الإعجاب بالشيء.

(4)

وإسناده صحيح، وهو مخرج في "الصحيحة"(975).

ص: 98

من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون؛ كلهم يزعم أنه نبي الله وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ". [4167]

• التّرْمِذِيُّ [(2202) (2219) (2229)]- وَصَحَّحَهُ - في الفِتَن عَنْ ثَوبان.

أَخْرَجَهُ أَبُو دَاودَ [4252]، وابنُ مَاجَه [3952]، وَهُوَ ثَانِي حَدِيثٍ مِنْ حِسَانِ هَذَا البَابِ.

وَعِنْدَ مُسْلِمٍ [970/ 1920]- مِنْهُ - الفَصْلُ الأخِيرُ هُنَا.

(1)

5334 -

عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين فإن يهلكوا؛ فسبيل من هلك وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما ". قلت: أمما بقي أو مما مضى؟ قال: " مما مضى ". [4168]

• أَبُو دَاودَ

(2)

[4254] في الفِتَنِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.

‌الفصل الثالث:

5335 -

عن أبي واقد الليثي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى غزوة حنين مر بشجرة للمشركين كانوا يعلقون عليها أسلحتهم يقال لها: ذات أنواط. فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله هذا كما قال قوم موسى {اجعل لنا إلها

(1)

وإسناده صحيح وصححه الحاكم (4/ 449) ووافقه الذهبي.

(2)

وإسناده صحيح، وله إسنادان آخران، وقد خرجته ذلك كله في "الصحيحة"(976).

ص: 99

كما لهم آلهة} والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم ". [5408]

• رواه الترمذي

(1)

(2180).

5336 -

وعن ابن المسيب قال: وقعت الفتنة الأولى - يعني مقتل عثمان - فلم يبق من أصحاب بدر أحد ثم وقعت الفتنة الثانية - يعني الحرة

(2)

- فلم يبق من أصحاب الحديبية أحد ثم وقعت الفتنة الثالثة فلم ترتفع وبالناس طباخ

(3)

. [4169]

• ذكره البخاري 4024 تعليقًا.

قلت: ووصله

(4)

.

(1)

وقال: "حديث حسن صحيح".

قلت: وإسناده صحيح، وأخرجه أحمد - أيضًا - (5/ 218)، وهو مخرج في "جلباب المرأة المسلمة"(ص 202).

(2)

هي أرض بظاهر المدينة، بها حجار سود كثيرة، كانت فيها الوقعة المشهورة في الإِسلام؛ أيام يزيد بن معاوية.

(3)

أي: أحد.

قال أبو الحارث - عفا الله عنه -: إنما هي (طَبَاخٌ) بفتح الطاء المهملة والباء الموحدة الخفيفة، آخرها خاء معجمة؛ والمعنى:(قوة)؛ كما قال المصنف في "الفتح"(4524)، و "التغليق"(4/ 105). (ع)

(4)

بياض في الأصل!

وقد ذكر المصنف في "الفتح"، و"التغليق" أنه قد وصله أبو نعيم في "المستخرج" من غير طريق الليث، وأنه لم يره من طريقه؛ فانظر "الفتح"(7/ 325)! (ع)

ص: 100

‌2 - باب الملاحم

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5337 -

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قا ل: "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان ويظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي به وحتى يتطاول الناس في البنيان وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه وحتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا} ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته

(1)

فلا يطعمه ولتقومن الساعة وهو يليط

(2)

حوضه فلا يسقي فيه ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته

(3)

إلى فيه فلا يطعمها ". [4169]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (7121) م (248/ 157) (61/ 157) (11/ 157) (17/ 157) (53/ 157) (157/ 84) (140/ 2954)] مجْمُوْعًا وَمُفَرَّقًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

5338 -

وقال عليه السلام: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم

(1)

اللقحة: الناقة ذات اللبن.

(2)

أي: يطين ويصلح.

(3)

أي: لقمته.

ص: 101

الشعر

(1)

وحتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنوف

(2)

كأن وجوههم المجان المطرقة

(3)

". [4170]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْهُ: البُخارِيُّ [(2928) (3587)] في عَلامَاتِ النبُوَّةِ، وَمُسْلِمٌ [62 - 66/ 2912]، وأَبُو دَاودَ [4304] والتِّرْمِذِي [2215] وابنُ مَاجَه [4096] في الفِتَنِ.

5339 -

وقال عليه السلام: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا وكرمان من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين؛ وكأن وجوههم المجان المطرقة نعالهم الشعر ". [4171]

• البُخَارِيُّ [3590] في عَلامَاتِ النبُوَّةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

ويُروى: "عِراضُ الوُجوه".

• البُخَارِيُّ [2927] مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بنِ تَغْلِبَ.

5340 -

و قال عليه السلام: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر

(1)

أي: من جلود غير مدبوغة.

(2)

أي: فطس الأنوف.

وقيل: صغارها.

وقيل: عراض الأنوف.

وقيل: الذلف: جمع أذلف، وهو الذي يكون أنفه صغيرًا، ويكون في طرفه غلظ.

(3)

مجان: جمع مجن، وهو: الترس.

والمطرقة - كمُكْرمة -: التي يطرق بعضها على البعض، كالنعل المطرقة المخصوفة.

ويروى: المطرَّقة - كمعظَّمة -.

ص: 102

والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد

(1)

فإنه من شجر اليهود ". [4172]

• مُسْلِمٌ [2922] في الفِتنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

5341 -

وقال عليه السلام: "لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه". [4173]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (3517) م (60/ 2910)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخارِيُّ في مَنَاقِبِ قُرَيْشٍ، وَمُسْلِمٌ في الفِتَنِ.

5342 -

وقال عليه السلام: "لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل يقال له: الجهجاه".

وفي رواية: " حتى يملك رجل من الموالي يقال له: الجهجاه ". [4174]

• مُسْلِمٌ [61/ 2911] في الفِتَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

5343 -

وقال عليه السلام: "ليفتحن عصابة من المسلمين كنز آل كسرى الذي في الأبيض ". [4175]

• مُسْلِمٌ [78/ 2919] عَنْ جابِرِ بنِ سَمُرَةَ في الفِتَنِ، وَالمَغازِي مُطَوَّلًا.

5344 -

وقال عليه السلام: "إذا هلك كسرى فلا يكون كسرى بعده وقيصر ليهلكن ثم لا يكون قيصر بعده ولتقسمن كنوزهما في سبيل الله ".

وسمى الحرب خدعة. [4176]

• مُتفَق عَلَيْهِ [(3027) (3028) م (76/ 2918)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخَارِيُّ [3121] في الزَّكَاةِ،

(1)

نوع من الشجر فيه الشوك.

ص: 103

والجِهَادِ، ومُسْلِمٌ [77/ 2919] في الفِتَنِ.

5345 -

وقال عليه السلام: "تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم فارس فيفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله ثم تغزون الدجال فيفتحه الله

(1)

". [4177]

• مُسْلِمٌ [3176] في الفِتَنِ مِنْ حَدِيثِ نَافِع بنِ عُتْبَةَ

أَتَمَّ مِنْهُ.

5346 -

وعن عوف بن مالك أنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم فقال: "اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي ثم فتح بيت المقدس ثم موتان

(2)

يأخذ فيكم كقعاص الغنم

(3)

ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر

(4)

فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية

(5)

تحت كل غاية اثنا عشر ألفا ". [4178]

• البُخَارِيُّ [3176] في الجِهَادِ، وابنُ مَاجَه [4095] في الفِتَنِ عَنْ عَوْفِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه.

5347 -

وقال عليه السلام: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق

(6)

(1)

أي: يجعله الله مقهورًا ومغلوبًا.

(2)

أي: وباء.

(3)

هو داء يعتري الغنم فيبيدوها.

(4)

هم الروم.

(5)

الغاية: الراية.

(6)

الأعماق: اسم موضع بالمدينة.

ص: 104

أو بدابق

(1)

فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث

(2)

لا يتوب الله عليهم أبدا ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا فيفتتحون قسطنطينية فبينا هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح

(3)

قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل فإذا جاؤوا الشام خرج فبينا هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته ". [4179]

• مُسْلِمٌ [34/ 2897] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه في الفِتَنِ.

5348 -

عن عبد الله بن مسعود أنه قال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة. ثم قال

(4)

: عدو يجمعون لأهل الشام ويجمع لهم أهل الإسلام (يعني الروم) فيتشرط المسلمون شرطة

(5)

للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة

(1)

ودابق - بالمهملة -: اسم موضع بالمدينة - أيضًا -.

وقيل: من أعمال حلب، انظر "المرقاة".

(2)

أي: من المسلمين.

(3)

يعني: المسيح الأعور الدجال.

(4)

زاد في "مسلم": "بيده هكذا، ونحا نحو الشام، فقال

".

(5)

الشرطة: طائفة من الجيش، تتقدم للقتال وتشهد الواقعة.

ص: 105

ثم يتشرط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حت يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يمسوا فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة فإذا كان يوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدبرة

(1)

عليهم فيقتلون مقتلة لم ير مثلها حتى إن الطائر ليمر يجنابتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا فيتعاد بنو الأب

(2)

كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقسم؟ فبينا هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك فجاءهم الصريخ: أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم فيرفضون

(3)

ما في أيديهم ويقبلون فيبعثون عشر فوارس طليعة ".

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم هم خير فوارس أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ ". [4180]

• مُسْلِمٌ [37/ 2899] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ في الفِتَنِ مُطَولًا، [وَفِي]

(4)

أَولهِ قِصةٌ.

5349 -

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هل سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟ " قالوا: نعم يا رسول الله قال: " لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتلوا

(1)

أي: الهزيمة.

(2)

أي: يعد بعضهم بعضًا.

(3)

أي: يتركون.

(4)

في الأصل: (فيه)، والسياق يأباه. (ع).

ص: 106

بسلاح ولم يرموا بسهم قال: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها الذي في البحر ثم يقولون الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ثم يقولون الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلونها فيغنمون فبينا هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ فقال: إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون ". [4181]

• مُسْلِمٌ [78/ 2920] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الفِتَنِ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5350 -

عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح قسطنطينية وفتح قسطنطينية خروج الدجال ". [4182]

• أَبُو دَاودَ

(1)

[4294] عَنْهُ في الفِتَنِ.

5351 -

وعن معاذ بن جبل عن النبي عليه السلام، قال:" الملحمة العظمى وفتح القسطنطينة وخروج الدجال في سبعة أشهر ". [4183]

• أبو دَاودَ [4295] في المَلاحِمِ، والتِّرْمِذِيُّ [2238]، وابنُ ماجَه [4092] في الفِتَنِ عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ

(1)

وإسناده حسن.

ومن طريقه: أخرجه الخطيب (10/ 223).

وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(1/ 217) بإسناد آخر صحيح.

والحاكم (4/ 420) بإسناد ثالث

موقوفًا، وقال "صحيح"، ووافقه الذهبي.

ولا يخفى أنه في حكم المرفوع.

ص: 107

التِّرْمِذِيُّ: غَرِيبٌ

(1)

.

5352 -

عن عبد الله بن بسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين ويخرج الدجال في السابعة ".

وقال أبو دَاودَ: هذا أصح

(2)

. [4184]

• أبو دَاودَ [4296]، وابنُ مَاجَه [4093] عَنْ عَبدِ اللْهِ بنِ بُسْرٍ كالذِي قَبْلُهُ.

5353 -

وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها: دمشق من خير مدائن الشام ". [4185]

• أَبو دَاودَ [4298] في المَلاحِمِ عَنْ أَبِي الدرداءِ رضي الله عنهم؛ وَذَكَرَ الاخْتِلافَ في إِرْسَالِهِ.

5354 -

وعن ابن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح

(3)

". [4186]

• أَبُو دَاودَ

(4)

[(4250) (4299)] في الفِتَنِ عن ابنِ عُمَرَ.

(1)

قلت: إسناده ضعيف؛ فيه أبو بكر بن أبي مريم، وكان اختلط.

ومن طريقه: أخرجه الحاكم (4/ 426) وأحمد (5/ 434).

(2)

وإسناده ضعيف - أيضًا -، فيه جهالة ابن أبي بلال - واسمه: عبد الله -، وعنعنة بقية.

ومن هذا الوجه: أخرجه البخاري في "التاريخ"(8/ 431/ 3604)، وأحمد (4/ 189) وصرح - عنده - بقية بالتحديث.

(3)

اسم موضع قريب من خيبر.

(4)

وكذا في (4251، 4300)؛ وإسناده صحيح، وصححه الحاكم - أيضًا - (4/ 511). ==

ص: 108

وسَلاح: قريب من خَيْبر.

• مُدرَجٌ.

5355 -

وعن ذي مخبر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ستصالحون الروم صلحا آمنا فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم فتنصرون وتغنمون وتسلمون ثم ترجعون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب فيقول: غلب الصليب فيغضب رجل من المسلمين فيدقه

(1)

فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة". [4187]

• أَبُو دَاودَ

(2)

[4292] في الجِهادِ، والمَلاحِمِ، وابنُ مَاجَه [4089] في القَدَرِ مِنْ حَدِيثِ ذي مخبر، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ [4/ 421].

وزاد بعضهم: "ويثورُ المسلمونَ إلى أسلحتِهِم، فيقتتلونَ فيُكرِمُ الله تلكَ العِصابة بالشهادةِ".

• قُلْتُ: هِيَ رِوَايَةُ أَبِي دَاودَ [4293].

5356 -

عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة". [4188]

• أَبو دَاودَ

(3)

[4309] في الفِتنِ عَنْ عَبدِ اللْهِ بنِ عَمْرِو

بِهَذَا.

= وأعله ابن عدي - في "الكامل"(ق 51/ 2) - بعلة غير قادحة.

(1)

أي: فيكسر المسلم الصليب.

(2)

وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (1874) والحاكم (4/ 4)

(3)

بسند ضعيف. لكن له شاهد يتقوى به، فانظر "الصحيحة"(772).

ص: 109

5357 -

عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي عليه السلام قال: " دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم ". [4189]

• أَخْرَجَهُ

(1)

[4302] أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ أَبِي سُكَيْنَةَ، عَنْ رَجُل مِنَ الصَحَابَةِ.

5358 -

عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث: "يقاتلكم قوم صغار الأعين" يعني الترك. قال: "تسوقونهم ثلاث مرات حتى تلحقوهم بجزيرة العرب فأما الساقة الأولى فينجو من هرب منهم وأما الثانية فينجو بعض ويهلك بعض وأما الثالثة فيصطلمون

(2)

" أو كما قال. [4190]

• أَبُو دَاودَ

(3)

[4305] في الفِتَنِ مِنْ حَدِيثِ بُريدة.

5359 -

عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ينزل أناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة عند نهر يقال له: دجلة يكون عليه جسر يكثر أهلها ويكون من أمصار المسلمين وإذا كان في آخر الزمان جاء بنو قنطوراء

(4)

عراض الوجوه صغار الأعين حتى ينزلوا على شط النهر فيتفرق أهلها ثلاث فرق فرقة يأخذون في أذناب البقر والبرية وهلكوا وفرقة يأخذون لأنفسهم

(5)

وهلكوا وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم ويقاتلونهم وهم الشهداء ". [4191]

(1)

حسن بما قبله، كما حققته في المصدر المتقدم.

(2)

أي: يحصدون بالسيف ويستأصلون.

(3)

بسند لين.

(4)

اسم أبي الترك.

(5)

أي: يطلبون الأمان من الترك.

ص: 110

• أَبُو دَاودَ

(1)

[4306]، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ في المَلاحِمِ.

5360 -

عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا أنس إن الناس يمصرون أمصارا فإن مصرا منها يقال له: البصرة فإن أنت مررت بها أو خلتها فإياك وسباخها

(2)

وكلأها ونخيلها وسوقها وباب أمرائها وعليك بضواحيها فإنه يكون بها خسف وقذف

(3)

ورجف

(4)

وقوم يبيتون ويصبحون قردة وخنازير " [4192]

• أَبو دَاودَ

(5)

[4307] عَنْ أَنَسٍ في المَلاحِمِ.

(1)

إسناده جيد؛ وأخرجه أحمد - أيضًا - (5/ 45).

(2)

هي الأرض تعلوها اللوحة، ولا تكاد تنبت.

(3)

القذف: الريح الشديدة الباردة، أو رمي أهلها بالحجارة.

(4)

الرجف: الزلزلة الشديدة.

(5)

وإسناده صحيح.

• قال العلائي في "النقد الصريح":

وهذا ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" من حديث أنس رضي الله عنه.

وفي إسناده عمار بن زربي، وقد رماه عبدان بالكذب، وقال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم، ولكن لم ينفرد عمار به، بل أخرجه أبو داود في كتاب الملاحم من "سننه"، قال: ثنا عبد الله بن الصباح: ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي، عن موسى الحفاظ، لا أعلمه إلا ذكره عن موسى بن أنس، عن أبيه.

وهذا الإسناد رجاله على شرط مسلم احتج بهم جلهم، وليس فيه سوى عدم الجزم باتصاله، بل هو بغلبة الظن، وذلك كاف؛ كما صرح به أئمة الفن في أمثاله، والله أعلم.

• * قال الحافظ ابن حجر في "أجوبته":

قلت: أخرجه أبو داود في "كتاب الملاحم" من طريق موسى الحناط بالحاء المهملة وبالنون قال: لا أعلمه فيه إلَّا عن موسى بن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أنس! إن النّاس يُمَصِّرون" ورجاله ثقات ليس فيه إلا قول موسى: لا أعلمه إلَّا عن موسى بن أنس، ولا يلزمه من شكَه في ==

ص: 111

5361 -

عن صالح بن درهم يقول: انطلقنا حاجين فإذا رجل فقال لنا: إلى جنبكم قرية يقال لها: الأبلة؟

(1)

قلنا: نعم. قال: من يضمن لي منكم أن يصلي في مسجد العشار

(2)

ركعتين أو أربعا ويقول هذه لأبي هريرة؟ سمعت خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله تعالى يبعث من مسجد العشار يوم القيامة شهداء لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم".

قال أبو داود: هذا المسجد مما يلي النهر. [4193]

• أَبو دَاودَ

(3)

[4308] في المَلاحِمِ مِنْ رِوَايَةِ إبْرَاهِيمَ بنِ صَالِحِ بنِ دِرْهَمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهم.

‌الفصل الثالث:

5362 -

عن شقيق عن حذيفة قال: كنا عند عمر فقال: أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ فقلت: أنا أحفظ كما قال: قال: هات؛ إنك لجريء وكيف؟ قال: قلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " فقال عمر: ليس هذا أريد إنما أريد

= شيخه الذي حدثه به أن يكون شيخه فيه ضعيفًا فضلًا عن أن يكون كذابًا، وتفرَّد به، والواقع لم يتفرد به، بل أخرج أبو داود أيضًا لأصله شاهدًا بسند صحيح من حديث سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1)

بلدة قرب البصرة.

(2)

مسجد معروف في تلك البلدة.

(3)

وإسناده ضعيف؛ وقد بينت علته في "الضعيفة"(3116).

ص: 112

التي تموج كموج البحر. قال: ما لك ولها يا أمير المؤمنين؟ إن بينك وبينها بابا مغلقا. قال: فيكسر الباب أويفتح؟ قال: قلت: لا بل يكسر. قال: ذاك أحرى أن لا يغلق أبدا. قال: فقلنا لحذيفة: هل كان عمر يعلم من الباب؟ قال: نعم كما يعلم أن دون غد ليلة إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط قال: فهبنا

(1)

أن نسأل حذيفة من الباب؟ فقلنا لمسروق: سله

(2)

، فسأله فقال

(3)

: عمر. [5435]

• متفق عليه خ (7096) م (144) عنه.

5363 -

و عن أنس قال: فتح القسطنطينة مع قيام الساعة. [5436]

• رواه الترمذي (2239) وقال: غريب

(4)

.

‌3 - باب أشراط الشاعة

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5364 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من أشراط الساعة أن

يرفع العلم ويكثر الجهل ويكثر الزنى ويكثر شرب الخمر ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد

(5)

".

(1)

أي: خشينا.

(2)

أي: سل حذيفة.

(3)

أي: قال حذيفة: عمر هو الباب الذي سدّ الفتنة.

(4)

قلت: ورجاله ثقات رجال مسلم.

(5)

يعني: أن الرجل الواحد يقوم على مصالحهن، ولَيسَ المراد: أنهن كلهن زوجاته؛ بل فيهن الزوجة إلى الأربع، والباقي من قريباته؛ كالعمات، والخالات، والأخوات، ونحو ذلك.

ص: 113

وفي رواية: " يقل العلم ويظهر الجهل

(1)

". [4194]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ أنَسٍ: البُخَارِيُّ [(80) (5231) (81)]، والنسَائِيُّ في العِلمِ، ومُسْلِمٌ [9/ 2671]، والتِرْمِذِيّ، وابنُ مَاجَه في الفِتَنِ.

5365 -

عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم

(2)

". [4195]

• مُسْلِمٌ [10/ 1822] عَنْ جابِرِ بنِ سَمُرَةَ في الفِتَنِ.

5366 -

عن أبي هريرة قال: بينما كان النبي عليه السلام يحدث إذ جاء أعرابي فقال: متى الساعة؟ قال: " إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ". قال: كيف إضاعتها؟ قال: " إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ". [4196]

• البُخَارِيُّ [59] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في العِلْمِ بطُولهِ، واخْتَصَرَهُ في الرَّقَائِقِ [6496].

5367 -

و قال عليه السلام: "لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل زكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا ". [4197]

• مُسْلِمٌ [60/ 157] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنها في الفِتَنِ.

(1)

قلت: المراد منه: أنه ينعدم العلم بالكتاب والسنة، ويكثر الجهل بهما، والتقليد، وليس المراد الأمية والجهل بالقراءة والكتابة والعلوم الدنيوية، فتأمل! فقد وقع هذا في زماننا تمامًا، فلم يبق من يفتي بالكتاب والسنة إلا نادرًا، وعمَّ التقليد، ولم يبق من يفتي إلا به، فالله المستعان، وانظر كتابي "الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام".

(2)

ومنهم المدعو: ميرزا غلام أحمد القادياني الهندي، الذي ادعى النبوة منذ أكثر من نصف قرن، وتبعه بعض من لا خلاق له - هنا - في دمشق، وفي غيرها.

ص: 114

5368 -

وقال عليه السلام: "تبلغ المساكن إهاب

(1)

أو يهاب " [4198]

• مُسْلِمٌ [43/ 2903] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الآياتِ التِي تَكُون قَبْلَ السَّاعَةِ.

5369 -

وقال عليه السلام: "يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده ". [4199]

• مُسْلِمٌ [69/ 2914] في الفِتَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

وفي رواية: "يكون في آخرِ أُمّتي خليفة؛ يَحْثِي المالَ حَثْيًا لا يَعُدُّهُ عدًّا".

• وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ [67/ 2913].

5370 -

وقال عليه السلام: "يوشك الفرات أن يحسر

(2)

عن كنز من ذهب فمن حضر فلا يأخذ منه شيئا". [4200]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (7119) م (30/ 2894)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الفِتَنِ، وأَبُو دَاودَ في المَلاحِمِ، والتِّرْمِذِيُّ في صَفَةِ الجَنَّةِ.

5371 -

وقال عليه السلام: "لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو ". [4201]

• مُسْلِمٌ [29/ 2894] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الفِتَنِ.

5372 -

وقال: "تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة فيجيء القاتل فيقول: في هذا قتلت ويجيء القاطع فيقول: في هذا قطعت

(1)

موضع قرب المدينة.

(2)

أي: يكشف.

ص: 115

رحمي. ويجيء السارق فيقول: في هذا قطعت يدي ثم يدعونه فلا يأخذون من شيئا ". [4202]

• مُسْلِمٌ [62/ 1013] في الزَّكاةِ، والترْمِذِيُّ في الفِتَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

5373 -

وقال عليه السلام: "والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه ويقول: يا ليتني مكان صاحب هذا القبر وليس به الدين إلا البلاء ". [4203]

• مُسْلِمٌ [54/ 157] في الفِتَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

واتفَقْا عَلَى أَصْلِهِ؛ وَقَدْ تَقَدمَ.

5374 -

وقال عليه السلام: "لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى

(1)

". [4204]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (7118) م (42/ 2902)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الفِتَنِ.

5375 -

وقال عليه السلام: "أول أشراط الساعة نار تحشر

(2)

الناس من المشرق إلى المغرب". [4205]

• البُخَارِيُّ [3329] عَنْ أَنَسِ رضي الله عنه.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5376 -

عن أنس أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة وتكون الجمعة

(1)

اسم بلدة في حوران من بلاد الشام.

(2)

أي: تجمعهم.

ص: 116

كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كالضرمة بالنار ". [4206]

• التِّرْمِذِيُّ [2332] في الزهْدِ عَنْ أَنَسٍ، وَقَالَ: غَرِيبٌ

(1)

.

5377 -

عن عبد الله بن حوالة أنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا فرجعنا فلم نغنم شيئا وعرف الجهد في وجوهنا فقام فينا فقال: " اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم " ثم وضع يده على رأسي ثم قال: " يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل

(2)

والأمور العظام والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه إلى رأسك ". [4207]

• أبُو دَاودَ [2535] في الجهَادِ، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ [4/ 425] مِنْ حَدِيثهِ

(3)

.

(1)

قلت: وفيه ضعيفان.

لكن له شاهد من حديث أبي هريرة

مرفوعًا به: أخرجه ابن حبان (1887) وأحمد (2/ 538) بإسناده صحيح على شرط مسلم.

(2)

الهموم والأحزان والفتن.

(3)

وحسنه القاري - تبعًا للجزري -.

قلت: ورجاله كلهم ثقات؛ غير ابن زغب الإيادي - واسمه عبد الله -، أورده في "الخلاصة"، ولَم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وفي "الميزان" كما روى عنه سوى ضمرة بن حبيب".

قلت: ففي تحسين الحديث نظر عندي؛ لأن الرجل مجهول، والله أعلم.

وأقول: ثم رأيت الحافظ ذكر في "التهذيب" أن أبا نعيم يروى له حديثًا صرّح فيه بسماعه عن النبي صلى الله عليه وسلم، والإسناد لا بأس به.

وقد أخرج الحديث: أحمد - أيضًا - (5/ 288) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 375، 377) والحاكم (4/ 425) وقال "صحيح الإسناد"، وعبد الرحمن بن زغب الإيادي معروف في تابعي مصر"، ==

ص: 117

5378 -

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا اتخذ الفيء دولا

(1)

والأمانة مغنمًا والزكاة مغرما وتعلم لغير الدين وأطاع الرجل امرأته وعق أمه وأدنى صديقه وأقصى أباه وظهرت الأصوات في المساجد وساد القبيلة فاسقهم وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الرجل مخافه شره وظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور ولعن آخر هذه الأمة أولها فارتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا وآيات تتابع كنظام

(2)

قطع سلكه فتتابع". [4208]

• التِّرْمِذِيُّ [2211] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الفِتَنِ، وَقَالَ: غَرِيبٌ

(3)

.

5379 -

وروي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: " إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء " وعد هذه الخصال ولم يذكر " تعلم لغير الدين " قال: " وبر صديقه وجفا أباه " وقال: " وشرب الخمر ولبس الحرير ". [4209]

• التِّرْمِذِي [2210] عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه في الفِتَنِ، وَقَالَ: غَرِيبٌ

(4)

.

= ووافقه الذهبي.

كذا أسماه "عبد الرحمن"! ولم يقع ذلك في إسناده، فهو بيان من عنده والله أعلم.

وأخرجه أبو يعلى (12/ 6680) من طريق أخرى - عن أبي هريرة.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 331): "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح".

(1)

دِوَل: جمع دولة؛ أي: غلبة، من المداولة والمناولة. اهـ "مرقاة".

(2)

أي: عقد.

(3)

وإسناده ضعيف.

(4)

وإسناده ضعيف.

ص: 118

5380 -

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي "[4210]

• أَبُو دَاودَ [4282]، والتّرْمِذِيُّ [2230]- وَصححَهُ - مِنْ حَدِيثِ ابنِ مَسْعُودٍ.

وفي رواية: "لوْ لمْ يبقَ منَ الدُّنيا إلَّا يومٌ؛ لَطوَّلَ الله ذلكَ اليومَ، حَتَّى يبعثَ الله فيهِ رجلًا منِّي - أو منْ أهلِ بَيْتي -، يُواطِئُ اسمُهُ اسمِي، واسمُ أبيهِ اسمَ أبي، يملأُ الأرضَ قِسطًا وعَدلًا، كما مُلِئَتْ ظُلمًا وجَوْرًا".

• لأبِي دَاودَ

(1)

في المَلاحِم، إنما هو عنده عن ابن مسعود معلق [4/ 442] وَصَحَّحَهُ الحاكِمِ

(2)

مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

5381 -

عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " المهدي من عترتي

(3)

من أولاد فاطمة". [4211]

• أَبو دَاودَ [4284] في المَهْدِيِّ، وابنُ مَاجَه

(4)

[4086] في الفِتَنِ عَنْ أمِّ سَلَمَةَ.

5382 -

وعن أبي سعيد الخدري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه

(1)

وإسناده حسن؛ وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

(2)

قلت: كذا قال! ولعله اختصره من تخريج الصدر المناوي في "الكشف"؛ إذ قال: "من حديث ابن مسعود وأبي هريرة".

قلت: وكلاهما واهم - والله أعلم -؛ إذ لم يروه أبو داود من حديثهما؛ بل رواه الترمذي (2231).

ثم إن الحاكم أورده معلقًا (4/ 442) عن ابن مسعود! (ع)

(3)

عترة الرجل: أخص أقاربه.

(4)

وإسناده جيد، وهو مخرج في "الضعيفة"(1/ 181/ تحت 80).

ص: 119

وسلم: " المهدي مني أجلى الجبهة

(1)

وأقنى الأنف

(2)

يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يملك سبع سنين ". [4212]

• أبو دَاودَ

(3)

[4285] في الفِتَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ.

5383 -

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة المهدي قال:" فيجيء إليه الرجل فيقول: يا مهدي أعطني أعطني، فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله ". [4213]

• التِّرْمِذِيُّ

(4)

[2232] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ في أَمَاراتِ الساعَةِ.

5384 -

عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه الناس من أهل مكة فيخرجوه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام يبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال

(5)

الشام وعصائب

(6)

أهل العراق فيبايعونه ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب

(1)

أي: واسعها.

(2)

القَنا في الأنف: طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه.

(3)

وإسناده حسن، وصححه الحاكم (4/ 557) ووافقه الذهبي.

(4)

وقال: "حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن أبي سعيد".

قلت: وفيه زيد العمّي؛ وهو ضعيف.

وقد تابعه العلاء بن بشير؛ وهو مجهول: أخرجه أحمد (3/ 37)؛ مع تقديم وتأخير.

(5)

قال الشيخ علي القاري في "المرقاة": هوفي "النهاية": أبدال الشام: هم الأولياء والعبَّاد".

(6)

أي: خيارهم.

ص: 120

فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب ويعمل الناس بسنة نبيهم، ويلقي الإسلام بجرانه

(1)

في الأرض فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون". [4214]

• أَبو دَاودَ

(2)

[4286] في الفِتَنِ عَنْ أمِّ سَلَمَةَ، وَصَحَّحَهُ

(3)

الحَاكِمُ [4/ 431].

5385 -

عن أبي سعيد أنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بلاء يصيب هذه الأمة حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم فيبعث الله رجلا من عترتي وأهل بيتي فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدع السماء من قطرها شيئا إلا صبته مدرارا ولا تدع الأرض من نباتها شيئا إلا أخرجته حتى يتمنى الأحياء الأموات

(4)

يعيش في ذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين". [4215]

• الحَاكِمُ [4/ 465] في الفِتَنِ بِنَحْوِهِ، وَقَالَ الذَهَبِيُّ: سَنَدُهُ مُظْلِمٌ

(5)

.

5386 -

عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه

(1)

جران البعير: مقدَّمُ عنقه من مذبحه إِلى نحوه.

والجملة كناية عن استقرار الإِسلام وثباته.

(2)

وإسناده ضعيف؛ وبي أنه في "الضعيفة"(6484،1965).

(3)

لا، لم يصححه؛ وإنما سكت عنه، كما أفاده شيخنا رحمه الله في "الضعيفة"(4/ 436)! (ع)

(4)

أي: يتمنون كونهم أحياءً.

(5)

قلت: وفيه الحماني - وهو ضعيف -، عن عمر - وفي "التلخيص"؛ عمرو - بن عبيد الله العدوي - ولَم أعرفه -.

وهو في "المسند"(3/ 37)

مختصرًا من طريق أخرى، وفيها العلاء بن بشير؛ وهو مجهول.

ص: 121

وسلم: "يخرج رجل من وراء النهر يقال له: الحارث حراث على مقدمته

(1)

رجل يقال له: منصور يوطن أو يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجب على كل مؤمن نصره - أو قال: إجابته - ". [4216]

• أَبُو دَاودَ [4290] في المَهْدِيِّ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ رضي الله عنه؛ وَفِيهِ مَنْ لا يُعْرَفُ

(2)

.

5387 -

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه

(3)

وشراك نعله ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده". [4217]

• التِّرْمِذِيُّ [2181] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ في الفِتِنِ؛ وَصَحَّحَهُ هُوَ، وَالحاكِم

(4)

[4/ 467].

‌الفصل الثالث:

5388 -

عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الآيات

(5)

بعد المئتين ". [4560]

• رواه ابن ماجه

(6)

(4057) عنه.

(1)

أي: على مقدمة الجيش.

(2)

وإسناده ضعيف.

(3)

أي: طرفه.

(4)

قلت: وإسناده صحيح، وقد تكلمت عليه في "الأحاديث الصحيحة"(122).

(5)

أي: آيات الساعة.

(6)

موضوع، وهو مخرج في "الضعيفة"(1966).

ص: 122

5389 -

وعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها فإن فيها خليفة الله المهدي ". رواه أحمد والبيهقي في " دلائل النبوة "[5461]

• رواه أحمد

(1)

(5/ 277)، والبيهقي رضي الله عنهم في "الدلائل [6/ 516] ".

5390 -

عن أبي إسحاق قال: قال علي ونظر إلى ابنه الحسن قال: إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخلق - ثم ذكر قصة - يملأ الأرض عدلا. [5462]

• رواه أبو داود

(2)

(4295).

5391 -

وعن جابر بن عبد الله قال: فقد الجراد في سنة من سني عمر التي توفي فيها فاهتم بذلك هما شديدا فبعث إلى اليمن راكبا وراكبا إلى العرق وراكبا إلى الشام يسأل عن الجراد هل أرى منه شيئا فأتاه الراكب الذي من قبل اليمن بقبضة فنثرهابين يديه فلما رآها عمر كبر وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل خلق ألف أمة ست مئة منها في البحر وأربع مئة في البر فإن أول هلاك هذه الأمة الجراد فإذا هلك الجراد تتابعت الأمم كنظام السلك". [5463]

• رواه البيهقي

(3)

(10132)(10133) في "الشعب".

(1)

منكر، وهو مخرج في "الضعيفة"(85).

(2)

ولم يذكر قصة، وإسناد الحديث ضعيف.

(3)

قلت: وضعّفه - كما في "الجامع الكبير"(1/ 146/ 1)، وذكر أنه رواه أبو يعلى، وأبو ==

ص: 123

‌4 - باب العلامات بين يدي الساعة وذكر الدجال

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5392 -

عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر. فقال: " ما تذكرون؟ ". قالوا: نذكر الساعة. قال: " إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم ".

ويروى: " نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر ".

وفي رواية في العاشرة " وريح تلقي الناس في البحر ". [4218]

• مُسْلِمٌ [(39/ 2901) (40/ 2901)]، والتّرْمِذِيُّ [2183] وابنُ مَاجَه [4041] جَمِيعًا في الفِتَن، وَأبو دَاودَ [4311] في المَلاحِمِ، والنسائِي في التفْسِير [الكبرى 11482]؛ كُلُّهُم مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ بنِ أسِيدٍ.

5393 -

وقال: ضحى عليه السلام "بادروا بالأعمال ستا. الدخان والدجال ودابة الأرض وطلوع الشمس من مغربها وأمر العامة وخويصة أحدكم". [4219]

• مُسْلِمٌ [129/ 2947] في الفِتَنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

= الشيخ في "العظمة".

ص: 124

5394 -

عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى وأيتهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبا "[4220]

• مُسْلِمٌ [118/ 2941]، وأبو دَاودَ [4310] وابنُ مَاجَه [4069] في الفِتَنِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو.

5395 -

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث إذا خرجن {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا} طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض ". [4221]

• مُسْلِمٌ [249/ 158] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما: أَخْرَجَهُ في كِتَابِ الإِيمَانِ.

5396 -

وقال: " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين (لا ينفع نفسا إيمانها} ثم قرأ الآية. [4222]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (4636) م (248/ 157)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (د [4312]، س [الكبرى 11177]، ق [4068]).

5397 -

وعن أبي ذر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غربت الشمس: " أين تذهب؟ ". قلت: الله ورسوله أعلم. قال: " فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها ويقال لها: ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها وذلك قوله تعالى "{والشمس تجري لمستقر لها} قال: " مستقرها تحت العرش ". [4223]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (3199)(4802)(4803) م (250/ 159)(251/ 159)، مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ

ص: 125

الغِفَارِيِّ: البُخَارِيُّ في مَوَاضِعَ مِنْهَا: له، والتِّرْمِذِيُّ [2186] وَالنَّسَائِيُّ في التفسِيرِ [الكبرى 11430]، ومُسْلِمٌ في الإيمَانِ، وأَبُو دَاودَ [4002] في الحُرُوفِ رواية أبي داود مختصرة جدًّا.

5398 -

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال ". [4224]

• مُسْلِمٌ [2946] في الفِتَنِ عَنْ هِشَامِ بنِ عَامِرٍ.

5399 -

عن ابن عمر أنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال"، فقال: "إني لأنذركموه؛ ما من نبي إلا أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه ولكن أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه، تعلموا أنه أعور"، وأن الله ليس بأعور"، [4225]

• متَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (7127) م (2930)] عن ابنِ عُمَرَ في الفِتَنِ.

5400 -

وقال عليه السلام: "إن الله لا يخفى عليكم إن الله ليس بأعور وإن المسيح الدجال أعور عين اليمنى

(1)

كأن عينه عنبة طافية ". [4226]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (3439) م (100/ 2932)] بل عن عبد الله ابن عمر مِنْ حَدِيثِ ابنِ [عُمَرَ]

(2)

في الفِتَنِ

(3)

.

5401 -

وعن أنس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وأن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه: ك ف ر ". [4227]

(1)

أي: الجهة اليمنى.

(2)

في الأصل: (ابن مسعود)! والصواب ما أثبتناه! (ع)

(3)

بل أخرج البخاري هذه الرواية في (أحاديث الأنبياء)! (ع)

ص: 126

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (7131) م (101/ 2933)] عَنْ أَنَسٍ في الفِتَنِ، وأبو دَاودَ [4316] في المَلاحِمِ، والتِّرْمِذِيُّ [2245] في الفِتَنِ.

5402 -

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أحدثكم حديثا عن الدجال ماحدث به نبي قومه؟: إنه أعور وإنه يجيء معه بمثل الجنة والنار فالتي يقول: إنها الجنة هي النار وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه ". [4228]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (3338) م (109/ 2936)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخَارِيُّ في خَلْقِ آدَمَ، ومُسْلِمٌ في الفِتَنِ.

5403 -

وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الدجال يخرج وإن معه ماء ونارا فأما الذي يراه الناس ماء فنار تحرق وأما الذي يراه الناس نارا فإنه ماء عذب فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يراه نارا فإنه ماء عذب طيب ". وإن الدجال ممسوح العين عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب " [4229]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (7130) م (2934)] عَنْ حُذَيْفَةَ في الفِتَنِ.

5404 -

وعن حُذَيِفَةَ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدجال أعور العين اليسرى جفال

(1)

الشعر معه جنته وناره فناره جنة وجنته نار ". [4230]

• مُسْلِمٌ [104/ 2934)] في الفِتَنِ عَنْ حُذَيِفَةَ.

(1)

جفال الشعر؛ أي: كثير الشعر.

ص: 127

5405 -

وعن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال فقال: "إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط

(1)

عينه طافيه كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن

(2)

فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ". [4231]

• مُسْلِمٌ [110/ 2937) (111/ 2937)] في الفِتَنِ عَنِ النَوَّاسِ بنِ سَمْعَان في حَدِيثٍ طَوِيلٍ.

وفي رواية: "فلْيقرأْ عليهِ بفواتِحِ سورةِ الكهفِ؛ فإنّها جَوازُكم منْ فِتنتِهِ؛ إنّهُ خارجٌ مِنْ خَلَّةٍ

(3)

بينَ الشَّامِ والعِراقِ، فعاثَ يمينًا، وعاثَ شِمالًا، يا عِبادَ الله! فاثبُتوا"، قلنا: يا رسولَ الله! وما لَبْثُهُ في الأرضِ؟! قال: "أربعونَ يومًا: يوم كسَنةٍ، ويومٌ كشهرٍ، ويومٌ كجُمعةٍ، وسائِرُ أَيامِهِ كأيَامِكُمْ"، قلنا: يا رسولَ الله! فذلكَ اليومُ الذي كسَنةٍ؛ أيكفِينا فيهِ صلاة يومٍ؟! قال: "لا؛ اقْدُروا لهُ قَدرَهُ"؛ قُلنا: يا رسول الله! وما إسْراعُهُ في الأرضِ؟! قال: "كالغَيْثِ استدْبَرَتْهُ الريح، فيأتى على القومِ فيَدعوهُمْ، فيُؤمِنونَ بهِ، فيأمُرُ السَّماءَ فتُمطِر، والأرضَ فتُنبِت، فتَروحُ عْليهمْ سارحَتُهمْ أطولَ ما كانتْ ذُرىً

(4)

وأَسْبَغَهُ

(5)

ضروعًا، وأمدَّهُ خَواصِرَ، ثُمَّ يأتي القومَ فيَدعوهُمْ، فيَردُّونَ عليهِ قولَه،

(1)

أي: شديد جعودة الشعر.

(2)

وهو رجل من خزاعة - كما في "صحيح البخاري"(رقم: 3441) -، وانظر "الفتح"(6/ 488).

وقيل: إنه من اليهود! واسمه يدفع ذلك.

(3)

أي: طريقًا.

(4)

جمع ذروة، وهي الأعالي، والأسنمة.

(5)

أي: أطوله لكثرة اللبن.

ص: 128

فيَنصرِفُ عنهُمْ، فيُصبِحونَ مُمْحِلينَ ليسَ بأيْديهِمْ شيء مِنْ أموالِهِمْ، ويمرُّ بالخَرِبَةِ، فيقولُ لها: أخْرِجي كُنوزَكِ، فتتبَعُهُ كنوزُها كيَعاسِيبِ

(1)

النخلِ، ثمّ يَدعُو رجلًا ممتلِئًا شبابًا، فيَضرِبُهُ بالسَّيْفِ، فيقطَعُهُ جَزلَتَينِ

(2)

رَمْيَةَ الغَرَضِ

(3)

ثُمَّ يَدعوه، فيُقبِل، ويتهللُ وجهُهُ يَضْحَك، فبينما هوَ كذلكَ؛ إذ بعثَ الله المسيحَ ابنَ مريمَ، فيَنزِلُ عندَ المنارَةِ البيضاءِ، شَرقيَّ دِمشقَ بينَ مَهْروذَتَيْنِ -. واضعًا كفَّيْهِ على أجنحةِ مَلَكَيْن، إذا طَأطَأَ رأسَهُ قَطَرَ، وإذا رفعَهُ تحدَّرَ منهُ مثلُ جُمانٍ كاللؤْلؤِ، فلا يَحلُّ

(4)

لكافرٍ يجدُ رِيحَ نَفَسِهِ إلَّا ماتَ، ونَفَسُهُ يَنتهي حيثُ يَنتهي طَرْفُه، فيطلبهُ

(5)

حَتَّى يُدرِكَهُ بباب لُدٍّ

(6)

، فيقتلُه، ثُمَّ يأتي عيسَى ابنُ مَريمَ إلَى قومٍ قدْ عصمَهُمُ الله منه، فيمسَحُ عنْ وجْوهِهِمْ، ويُحدِّثُهُمْ بدرَجاتِهِمْ في الجنَّةِ، فبينما هوَ كذلكَ، إذْ أَوْحَى الله إلى عيسى: إنّي قدْ أخرجتُ عِبادًا لي، لا يَدانِ

(7)

لأحدٍ بقتالِهمْ، فحَوِّزْ

(8)

عِبادِي إلى الطُّورِ

(9)

ويبعثُ الله يأجوجَ ومأجوجَ

(1)

اليعسوب: ذكر النحل وأميرها.

وأراد باليعاسيب - هنا -: جماعة النحل؛ لأنه متى طار تبعته.

(2)

أي: قطعتين.

(3)

أي: يجعل بين الجزلتين مقدار رمية السهم إلى الهدف.

(4)

أي: لا يمكن.

(5)

أي: يطلب عيسى الدجال.

(6)

بلدة قريبة؛ من بيت القدس، أعادها الله، وخذل اليهود!

(7)

أي: لا قدرة ولا طاقة لأحد بقتالهم.

وقد ذكر الإِمام مسلم - بعد هذا الحديث -: "وفي رواية ابن حُجْر، فإني قد أنزلت عبادًا لي لا يُدان لأحد بقتالهم"

".

(8)

أي: ضمهم واجعله لهم حرزًا.

(9)

الطور: جبل معروف.

ص: 129

{وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} ، فيمُرُّ أوائِلُهُمْ عَلَى بُحيرةِ طَبَرِيَّةَ، فيَشرَبونَ ما فيها، ويمُرُّ آخِرُهُمْ فيقول: لقدْ كانَ بهذِهِ مرَّةً ماءٌ، ثُمَّ يَسيرونَ حَتَّى يَنتهوا إلى جَبَلِ الخَمْرِ - وهو جَبل بيتِ المَقدِسِ - فيقولون: لقدْ قَتَلنا مَنْ في الأرضِ؛ هَلُمَّ فلْنَقْتل مَنْ في السَّماءِ، فيَرمونَ بنُشَّابِهِم إلى السَّماءِ، فيرُدُّ الله عليهِمْ نشَّابَهُمْ. مَخْضوبَة دَمًا، ويُحْصَرُ نبي الله وأصحابُه، حَتَّى يكونَ رأسُ الثَّوْرِ لأحدِهِمْ خَيرًا مِنْ مئةِ دِينارٍ لأحدِكُمُ اليومَ، فيَرْغَبُ نبي الله عِيسَى وأصحابُهُ إلى الله، فيُرسلُ الله عليهِمُ النَّغَفَ

(1)

في رِقابِهِمْ، فيصبِحونَ فَرْسَى

(2)

كموتِ نَفْسٍ واحدةٍ، ثُمَّ يَهبِطُ نبي الله عيسَى وأصحابُهُ إلى الأرضِ، فلا يَجدونَ في الأرضِ موضِعَ شِبرٍ إلَّا ملأهُ زهَمُهُمْ

(3)

ونَتْنُهُمْ، فيرغَبُ نبيُّ الله عيسَى وأصحابُه إلى الله، فيُرسلُ الله عليهم طيرًا كأعناقِ البُخْتِ

(4)

فتحملهُمْ، فتطرَحُهُمْ حيثُ شاءَ الله".

• مُسْلِمٌ (26) فِيهِ عَنْهُ.

ويُروى: فتطرَحُهُمْ بالمَهْبلِ

(5)

ويَستوقِدُ المسلمونَ مِن قِسيِّهِمْ

(6)

ونُشَّابِهِمْ وجِعابِهِمْ

(1)

النغف: دود يكون في أنوف الإبل والغنم.

(2)

الفرسي: القتلى، واحده: فريس.

(3)

رائحتهم الكريهة المنتنة.

(4)

البخت: نوع من الإبل.

(5)

قال في "تحفة الأحوذي": "بفتح الميم، وسكون الهاء، وكسر الموحدة؛ قال في "النهاية": هو الهوة الذاهبة في الأرض".

(6)

الضمير يعود إلى يأجوج ومأجوج.

ص: 130

سَبْعِ سِنينَ، ثُمَّ يُرسلُ الله مطرًا، لا يَكُنُّ

(1)

منهُ بيتُ مَدَرٍ ولا وبَرٍ، فيغسِلُ الأرضَ، حَتَّى يترُكها كالزلَّفَةِ،

(2)

ثُمَّ يُقالُ للأرضِ: أنْبتي ثَمَرَتَكِ، ورُدِّي بَركَتَكِ، فيومَئِذٍ تأكُلُ العِصابَةُ مِنَ الرُّمُّانَةِ، وَيستظِلونَ بقِحْفِها، ويُبارَكُ في الرِّسْلِ

(3)

، حَتَّى إنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الإبِلِ لَتكْفي الفِئامَ

(4)

مِنَ الناسِ، واللِّقْحَةَ مِنَ البقرِ لَتكْفي القبيلةَ مِنَ الناسِ، واللِّقْحَةَ مِنَ الغَنَمِ لَتكْفي الفَخِذَ منَ النَّاسِ، فبينما هُم كذلكَ، إذْ بعثَ الله رِيحًا طيبةً، فتأخذُهُمْ تحتَ آباطِهمْ، فتَقبضُ روحَ كلِّ مُؤمنٍ وكلِّ مسلمٍ، وَيبْقَى شِرارُ النَّاسِ، يَتهارَجونَ

(5)

فيها تَهارُجَ الحُمُرَ، فَعليْهِمْ تقومُ السَّاعة".

• مُسْلِمٌ في حَدِيثِ النَوَّاس المَذكُورِ.

5406 -

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فيلقاه المسالح

(6)

مسالح الدجال، فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج. قال: فيقولون له: أو ما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء. فيقولون: اقتلوه. فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدا دونه، فينطلقون به إلى الدجال فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ". قال: " فيأمر الدجال به

(1)

أي: لا يمنع من نزول الماء بيت.

(2)

المرآة، وقيل مصنع الماء.

وقد رويت هذه الكلمة بالقاف في بعض الروايات.

(3)

الرسل: اللبن.

(4)

أي: الجماعة.

(5)

يتسافدون تسافد الحمر؛ لقلة الدين والحياء، وقد أخذت تباشير هذا المنكر تظهر مع الأسف.

(6)

المسالح: جمع مسلحة، وهم القوم ذوو السلاح، يحفظون الثغور.

ص: 131

فيشبح

(1)

. فيقول: خذوه وشجوه فيوسع ظهره وبطنه ضربا ". قال: " فيقول: أو ما تؤمن بي؟ " قال: " فيقول: أنت المسيح الكذاب ". قال: " فيؤمر به فيؤشر بالمئشار

(2)

من مفرقه حتى يفرق بين رجليه ". قال: " ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له: قم فيستوى قائما ثم يقول له أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت إلا بصيرة ". قال: " ثم يقول: يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس ". قال: " فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا " فيأخذه بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار وإنما ألقي في الجنة " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين ". [4232]

• مُسْلِمٌ [113/ 2938] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ في الفِتَنِ.

5407 -

عن أم شريك أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليفرن الناس من الدجال حتى يلحقوا بالجبال " قالت أم شريك: قلت: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: " هم قليل ". [4233]

• مُسْلِمٌ [125/ 2945] في الفِتَنِ، والتّرْمِذِيُّ [3930] في المَنَاقِبِ عَن أُمِّ شُرَيْكٍ.

5408 -

عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يتبع الدجال من يهود أصفهان سبعون ألفا عليهم طيالسة". [4234]

• مُسْلِمٌ [124/ 2944] عَنْ أَنَسٍ في الفِتَنِ.

5409 -

وقال عليه السلام: " يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل

(1)

أي: يمد على بطنه للضرب.

(2)

أي: ينشر بالمنشار.

ص: 132

نقاب

(1)

المدينة فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه رجل وهو خير الناس أو من خيار الناس فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا فيقتله ثم يحييه فيقول: والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه ". [4235]

• متفَق عَلَيْهِ [خ (7132) م (2938)] عَنْ أَبِي سعِيدٍ في الفِتَنِ، وَالنسائِيُّ [الكبرى 4275] في الحَجِّ.

5410 -

عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يأتي المسيح من قبل المشرق وهمته

(2)

المدينة حتى ينزل دبر أحد ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام وهنالك يهلك ". [4236]

• مُسْلِمٌ

(3)

[486/ 1380] عِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الحَجّ.

5411 -

وعن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان "[4237]

• البخارِيُّ [7126] عَنْ أَبِي بَكْرَةَ في الحَجِّ، والفِتَنِ.

5412 -

عن فاطمة بنت قيس قالت: سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادى الصلاة جامعة فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله

(1)

النقاب: جمع نقب، وهو الطريق بين جبلين.

(2)

أي: قصده.

(3)

عزاه في "المشكاة" للمتفق عليه! ولم أره عند البخاري! بل هو من أفراد مسلم (4/ 130).

ورواه ابن حبان (6771) وأحمد (2/ 397، 407، 408، 407) والبغوي في "شرح السنة"(7/ 326 - 327) وصححه، ولم يعزه إلا لمسلم!

ص: 133

صلى الله عليه وسلم فلما قضى صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال: " ليلزم كل إنسان مصلاه ". ثم قال: " هل تدرون لم جمعتكم؟ ". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: " إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم به عن المسيح الدجال حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر فأرفأوا إلى جزيرة حين تغرب الشمس فجلسوا في أقرب سفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب

(1)

كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر قالوا: ويلك ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق

(2)

قال: لما سمت لنا رجلا فرقنا

(3)

منها أن تكون شيطانة قال: فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان ما رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا مجموعة يده إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد. قلنا: ويلك ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم؟ قالوا: نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فلعب بنا البحر شهرا فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب فقالت: أنا الجساسة اعمدوا إلى هذا في الدير فأقبلنا إليك سراعا فقال: أخبروني عن نخل بيسان

(4)

هل تثمر؟ قلنا: نعم. قال: أما إنها توشك أن لا تثمر. قال: أخبروني عن بحيرة طبرية: هل فيها ماء؟ قلنا هي كثيرة الماء. قال: أما إن

(1)

الأهلب: أكثر الشعر غليظه.

(2)

أي: شديد الشوق إليه.

(3)

أي: خفنا.

(4)

قرية بالشام، قال ياقوت في "معجم البلدان":"مدينة بالأردن بالغور الشامي، وهي بين حوران وفلسطين، جاء ذكرها في حديث الجساسة، وتوصف بكثرة النخل، وهي بلدة وبئة حارة".

ص: 134

ماءها يوشك أن يذهب. قال: أخبروني عن عين زغر.

(1)

قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا: نعم هي كثيرة الماء وأهله يزرعون من مائها. قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟ قلنا: قد خرج من مكة ونزل يثرب. قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم. قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه. قال: أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني: إني أنا المسيح وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة هما محرمتان علي كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها. " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر -: "هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة " يعني المدينة " ألا هل كنت حدثتكم؟ " فقال الناس: نعم فقال: ألا إنه في بحر الشأم

(2)

أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما

(3)

هو؟ وأومأ بيده إلى المشرق. [4238]

• أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [119/ 2942] بِطُولِهِ، والتِّرْمِذِيُّ [2203]، وابنُ مَاجَه [4074] في الفِتَنِ، وأبو دَاودَ [4326] في المَلاحِمِ.

5413 -

عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رأيتني الليلة عند الكعبة فرأيت رجلا آدم كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال له لمة

(1)

بلدة معروفة في الجانب القبلي من الشام.

(2)

بالهمز، أو المدِّ.

(3)

قال القاري في "المرقاة": "قال القاضي: لفظة (ما) - هنا - زائدة للكلام، وليست بنافية، والمراد: إِثبات أنه في جهة المشرق".

ص: 135

كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رجلها

(1)

فهي تقطر ماء متكأ على عواتق رجلين يطوف بالبيت فسألت: من هذا؟ فقالوا: هذا المسيح بن مريم " قال: " ثم إذا أنا برجل جعد قطط أعور العين اليمنى كأن عينة عنبة طافية كأشبه من رأيت من الناس بابن قطن واضعا يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت فسألت من هذا؟ فقالوا: هذا المسيح الدجال ". متفق ليه. وفي رواية: قال في الدجال: " رجل أحمر جسيم جعد الرأس أعور عين اليمنى أقرب الناس به شبها ابن قطن " وذكر حديث أبي هريرة: " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها " في " باب الملاحم " وسنذكر حديث ابن عمر: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس في " باب قصة ابن الصياد " إن شاء الله تعالى [4239]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (3440) (5902) (6999) م (273/ 169) (274/ 169)] عَنِ ابنِ عُمَرَ: البُخارِيُّ في اللِّبَاسِ، والتعْبِيرِ، وَمُسْلِمٌ في الإيمَانِ.

وفي رواية: قالَ في الدجّال: "رجل أحمرُ جَسيمٌ، جَعدُ الرأسِ، أعوَرُ عَينِهِ اليُمنى، أقرَبُ النَّاسِ بهِ شَبَهًا: ابنُ قَطَنٍ

(2)

".

• لَهُمَا [خ (3441) (7026) م (277/ 171)].

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5414 -

عن فاطمة بنت قيس في حديث تميم الداري: قالت: قال: فإذا أنا بامرأة تجر شعرها قال: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة اذهب إلى ذلك القصر فأتيته فإذا رجل يجر شعره مسلسل في الأغلال ينزو

(3)

فيما بين السماء والأرض. فقلت: من أنت؟ قال: أنا الدجال ". [4240]

(1)

أي: سرّحها.

(2)

وهو رجل من المشركين، يدعى عبد العزى - كما تقدم -.

وهذه الرواية في "التوحيد"(31) لابن خزيمة.

(3)

ينزو: يثب وثوبًا.

ص: 136

• أبو دَاودَ

(1)

[4325] مِنْ طَرِيقِ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرّحِمَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتٍ قَيسٍ في المَلاحِمِ.

5415 -

عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إني حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا. إن المسيح الدجال رجل قصير أفحج

(2)

جعد أعور مطموس العين ليست بناتئة ولا حجراء

(3)

فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور " [4241]

• أَبو دَاودَ

(4)

[4320] في المَلاحِمِ، والنْسَائِيُّ [الكبرى 7764] عَنْ عُبَادَةَ.

5416 -

عن أي عبيدة بن الجراح أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا قد أنذر الدجال قومه فإني أنذركموه " فوصفه لنا قال: " لعله سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي ". فقالوا: يا رسول الله فكيف قلوبنا يومئذ؟ قال: " مثلها " يعني اليوم " أو خير ". [4242]

• أَبُو دَاودَ [4756] في السُّنةِ، والتِّرْمِذِيُّ [2234] في الفِتَنِ مِنْ حَدِيثِ أبِي عُبَيْدَةَ بنِ الجَرَّاح، قَالَ التِرْمِذِيُّ: حَسَنٌ غَرِيبٌ

(5)

.

(1)

إِسناده صحيح.

(2)

الأفحج: هو الذي يتدانى صدور قدميه ويتباعد عقباه.

(3)

الحجراء: الغائرة.

(4)

إِسناده جيد.

وأخرجه أحمد (5/ 324)، والقاضي الخولاني في "تاريخ داريا"(ص 59).

(5)

قلت: فيه عبد الله بن سراقة؛ قال الذهبي: "لا يعرف له سماع من أبي عبيدة؛ قاله البخاري؛ ولا روى عنه سوى عبد الله بن شقيق العقيلي".

ومن طريقه: رواه أحمد (1/ 195)، وابن حبان (1895)، والحاكم (4/ 542)، وقال:"صحيح الإسناد"، ==

ص: 137

5417 -

عن عمرو بن حريث عن أبي بكر الصديق قال: حدثنا رسول

الله صلى الله عليه وسلم قال:

(1)

الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها: خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة ". [4243]

• التِّرْمِذِيُّ [2237]- وَحَسَّنَهُ

(2)

-، وابنُ مَاجَه [4072] مِن حَدِيثِ أَبِي [بَكْرٍ]

(3)

في الفِتَنِ.

5418 -

عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سمع بالدجال فلينأ

(4)

منه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات " [4244]

• أَبُو دَاودَ

(5)

[4319] عَنْ عِمْرَان في المَلاحِمِ.

5419 -

عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يمكث الدجال في الأرض أربعين سنة السنة كالشهر والشهر كالجمعة

= ووافقه الذهبي!

وذلك من تناقضه،؛ فإن ترجمته المتقدمة لابن سراقة تدلّ على أنه مجهول عنده.

وقد صرّح بذلك في "الضعفاء"، فقال:"لا يعرف"؛ فكيف يصحّ حديثه؟!

لكن الجملة الأولى - منه - صحيحة؛ لها شواهد كثيرة، تقدم بعضها في الفصل الأول.

(1)

المجان: جمع معين، وهو الترس.

(2)

قلت: إسناده صحيح، وكذا قال الحاكم (4/ 527) والذهبي، وأخرجه الضياء (1/ 16).

(3)

في الأصل: (بكرة)! وهو تحريف، أصلحناه من مصادر التخريج. (ع)

(4)

أي: فليبعد.

(5)

وإسناده صحيح، وقال الحاكم (4/ 53)"صحيح على شرط مسلم"، وأقره الذهبي.

ص: 138

والجمعة كاليوم واليوم كاضطرام السعفة

(1)

في النار ". [4245]

• أَحْمَدُ

(2)

[6/ 454 - 459] منْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ بِنْتِ يزِيدَ.

5420 -

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يتبع الدجال من أمتي سبعون ألفا عليهم السيجان

(3)

". [4246]

• عَبْدُ الرَزاق [20825] عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي هارون، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.

ومِنْ طَرِيقِهِ: البَغَوِيُّ [4265] في "شَرْح السُّنةِ"، وأبو هَارُون مَتْرُوكٌ

(4)

.

والسَّاجُ - بالجِيمِ -: الطَيْلَسان.

5421 -

وعن أسماء بنت يزيد قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فذكر الدجال فقال: " إن بين يديه ثلاث سنين سنة تمسلك السماء فيها ثلث قطرها والأرض ثلث نباتها. والثانية تمسك السماء ثلثي قطرها والأرض

(1)

أي: كسرعة التهاب النار بورق النخل.

فالمعنى: أن اليوم كالساعة.

(2)

وكذا البغوي في "شرح السنة"؛ (3/ 604) ورجاله ثقات؛ غير شهر بن حوشب.

لكن الحديث صحيح؛ فإن طرفه الأول تقدم في الحديث (5475) وسائره يشهد له الحديث (5448).

وله شاهد آخر في "المستدرك"(4/ 530).

وأقول: لكن في هذا الحديث لفظة منكرة، وهي لفظة:"سنة"؛ وقد تفرد بها شهر بن حوشب، فخالف الحديث الصحيح "أربعين يومًا".

(3)

السيجان: جمع ساج، وهو الطيلسان الأخضر.

(4)

وحديثه - هذا - مخالف لحديث مسلم المتقدم (5478) بأن في هذا وصف تابعي الدجال بأنهم من أمته، وفي حديث مسلم وصفهم بأنهم من اليهود، وهو الصواب؛ فحديثه هذا موضوع؛ وهو مخرج في "الضعيفة"(6088).

ص: 139

ثلثي نباتها. والثالثة تمسك السماء قطرها كله والأرض نباتها كله. فلا يبقى ذات ظلف ولا ذات ضرس من البهائم إلا هلكت وإن من أشد فتنته أنه يأتي الأعرابي؛ فيقول: أرأيت إن أحييت لك إبلك ألست تعلم أني ربك؟ فيقول بلى فيمثل له نحو إبله كأحسن ما يكون ضروعا وأعظمه أسنمة ". قال: " ويأتي الرجل قد مات أخوه ومات أبوه فيقول: أرأيت إن أحييت لك أباك وأخاك ألست تعلم أني ربك؟ فيقول: بلى فيمثل له الشياطين نحو أبيه ونحو أخيه ".

قالت: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته ثم رجع والقوم في اهتمام وغم مما حدثهم. قالت: فأخذ بلحمتي الباب فقال: " مهيم

(1)

أسماء؟ " قلت: يا رسول الله لقد خلعت أفئدتنا بذكر الدجال. قال: " إن يخرج وأنا حي فأنا حجيجه وإلا فإن ربي خليفتي على كل مؤمن " فقلت: يا رسول الله والله إنا لنعجن عجيننا فما نخبزه حتى نجوع فكيف بالمؤمنين يومئذ؟ قال: " يجزئهم ما يجزي أهل السماء من التسبيح والتقديس ". [4247]

• أحمد

(2)

[(6/ 453 - 454)، (455 - 456) (95/ 2930)] من حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنهم.

‌الفصل الثالث:

5422 -

عن المغيرة بن شعبة قال: ما سأل أحد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر مما سألته وإنه قال لي: " ما يضرك؟ " قلت: إنهم يقولون: إن معه جبل خبز ونهر ماء. قال: هو أهون على الله من ذلك ". [5492]

(1)

كلمة استفهام؛ أي: ما حالكِ وما شأنك؟! أو ما وراءك؟! أو أحدث لك شيء؟!

(2)

وفيه شهر بن حوشب؛ وهو ضعيف.

ص: 140

• متفق عليه [خ (7122) م (2939)].

5423 -

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يخرج الدجال على حمار أقمر

(1)

ما بين أذنيه سبعون باعا ". [5493]

• البيهقي

(2)

في "البعث والنشور"

(3)

.

‌5 - باب قصة ابن الصياد

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5424 -

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من أصحابه قبل ابن الصياد حتى وجدوه يلعب مع الصبيان في أطم

(4)

بني مغالة

(5)

وقد قارب ابن الصياد يومئذ الحلم فلم يشعر حتى ضرب رسول الله ظهره بيده ثم قال: " أتشهد أني رسول الله؟ " فرصه

(6)

النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: " آمنت بالله وبرسله " ثم قال لابن

(1)

أي: شديد البياض.

(2)

قلت: وإسناده ضعيف جدًّا.

وقد رُوي من حديث جابر، وإسناده ضعيف؛ وليس فيه لفظ "أقمر".

وقد جاء وصف الدجال به: من حديث ابن عباس، كما حققته في "الضعيفة"(1968 - 1969).

(3)

لم نره فيه! (ع)

(4)

الأطم: القصر، وكل حصن مبني بحجارة.

(5)

اسم قبيلة.

(6)

أي: ضغطه حتى ضم بعضه إلى بعض.

ص: 141

الصياد: " ماذا ترى؟ " قال: يأتيني صادق وكاذب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خلط عليك الأمر ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني خبأت لك خبيئا " وخبأ له: (يوم تأتي السماء بدخان مبين) فقال: هو الدخ

(1)

قال: "اخسأ فلن تعدو قدرك ". قال عمر: يا رسول الله أتأذن لي في أن أضرب عنقه؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن يكن هو لا تسلط عليه وإن لم يكن هو فلا خير لك في قتله ". قال ابن عمر: انطلق بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب الأنصاري يؤمان النخل التي فيها ابن صياد فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقي بجذوع النخل وهو يختل

(2)

أن يسمع

(3)

من ابن صياد شيئا قبل أن يراه وابن صياد مضطجع على فراشه في قطيفة له فيها زمزمة

(4)

فرأت أم ابن صياد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتقي بجذوع النخل. فقالت: أي صاف -وهو اسمه- هذا محمد. فتناهى

(5)

ابن صياد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو تركته بين". [4248]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْهُ: البُخَارِيُّ [(1354) (1355) (3055) (3056) (3057) (6173) (6174) (6175)] في الجِهادِ، وَمُسْلِمٌ [2930] في الفِتَنِ، واخْتَصَرَهُ أبو دَاودَ [4329] في المَلاحِمِ، والتِّرْمِذِيُّ [2235] في الفِتَنِ.

(1)

الدخ: الدخان.

(2)

يختل: من الختل، وهو طلب الشيء حيلة، والمفعول محذوف؛ أي: يخدع ابن صياد.

(3)

أي: ليسمع.

(4)

الزمزمة: صوت خفي لا يكاد يفهم.

(5)

أي: انتهى عما كان فيه من الزمزمة وسكت.

ص: 142

قالَ عبدُ الله بن عمر: قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في النَّاسِ، فأثنى على الله بما هوَ أهلُه، ثُمَّ ذكرَ الدجّالَ، فقال: إنِّي أُنْذِرْكُمُوهُ؛ وما منْ نبي إلَّا وقدْ أنذرَ قومه، لقدْ أنذرَهُ نُوحٌ قومه، ولكنَّي سأقولُ لكمْ فْيهِ قولًا لم يقلْهُ نبي لقومِهِ؛ تعلمونَ

(1)

أنَّه أعوَر، وأَنَّ الله ليسَ بأعوَرَ".

• مُتفَق عَلَيْهِ عن ابنِ عُمَرَ في الذِي قَبْلَه، وأَفْرَدَهُ أَبُو دَاودَ [4757] في السنةِ.

5425 -

عن أبي سعيد الخدري قال: لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر في بعض طرق المدينة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتشهد أني رسول الله؟ " فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله ماذا ترى؟ " قال: أرى عرشا على الماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ترى عرش إبليس على البحر وما ترى؟ " قال: أرى صادقين وكاذبا أو كاذبين وصادقا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لبس عليه فدعوه ". [4249]

• مُسْلِمٌ [87/ 2925] في الفِتَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.

5426 -

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري أن ابن صياد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تربة الجنة. فقال: " در مكة

(2)

يبضاء ومسك خالص ". [4250]

• مُسْلِمٌ [93/ 2928] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ في الفِتَنِ.

وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ: أن النبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ذَلِكَ فصَدَّقَهُ.

(1)

خبر بمعنى الأمر؛ أي: اعلموا.

(2)

الدرمك: دقيق الحواري والتراب الناعم.

ص: 143

5427 -

وقال نافع قال: لقي ابن عمر ابن صياد في بعض طرق المدينة فقال له قولا أغضبه فانتفخ حتى ملأ السكة. فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها

(1)

فقالت له: رحمك الله ما أردت من ابن صياد؟ أما علمت أن رسول الله عليه وسلم قال: " إنما يخرج من غضبة يغضبها ". [4251]

• مُسْلِمٌ [98/ 2932] في الفِتَنِ بِهِ.

5428 -

عن أبي سعيد الخدري قال: صحبت ابن صياد إلى مكة فقال لي: ما

(2)

لقيت من الناس؟ يزعمون أني الدجال ألست سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنه لا يولد له ". وقد ولد لي أليس قد قال: " هو كافر ". وأنا مسلم أو ليس قد قال: " لا يدخل المدينة ولا مكة "؟ وقد أقبلت من المدينة وأنا أريد مكة. ثم قال لي في آخر قوله: أما والله إني لأعلم مولده ومكانه وأين هو؟ وأعرف أباه وأمه قال: فلبسني

(3)

قال

(4)

: قلت له: تبا لك سائر اليوم. قال: وقيل له: أيسرك أنك ذاك

(5)

الرجل؟ قال: فقال: لو عرض علي ما كرهت. [4252]

• مُسْلِمٌ [(98/ 2927) (90/ 2927) (91/ 2927)] في الفِتَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.

5429 -

وقال ابن عمر لقيته وقد نفرت

(6)

عينه فقلت: متى فعلت عينك ما

(1)

أي: قد وصل إليها ما جرى بينهما.

(2)

ما: استفهام تعجب؛ أي: شيئًا عظيمًا لقيت.

(3)

قال النووي: أي: جعلني ألتبس على أمره وأشك فيه.

(4)

أي. أبو سعيد.

(5)

أي: الدجال.

(6)

أي: ورمت.

ص: 144

أرى؟ قال: لا أدري. قلت: لا تدري وهي في رأسك؟ قال: إن شاء الله خلقها

(1)

في عصاك. قال: فنخر

(2)

كأشد نخير حمار سمعت. [4253]

• مُسْلِمٌ [99/ 2932] بِهِ في الفِتَنِ.

5430 -

وعن محمد بن المنكدر رضي الله عنه أنه قال: رأيت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يحلف بالله أن ابن الصياد الدجال. قلت: تحلف بالله؟ قال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكره النبي عليه

(3)

. [4254]

• متفَق عَلَيْهِ عَنْهُ: البُخَارِيُّ [7355] في الاعتِصَامِ، وَمُسْلِمٌ [94/ 2929] في الفِتَنِ، وأبو دَاودَ [4331] في المَلاحِمِ.

‌مِنَ "الحِسانِ

":

5431 -

عن نافع قال: كان ابن عمر رضي الله عنه يقول: والله ما أشك أن المسيح الدجال ابن صياد. [4255]

• أَبُو دَاودَ [4330] في المَلاحِمِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ

(4)

.

5432 -

وعن جابر رضي الله عنه أنه قال: قد فقدنا ابن صياد يوم

(1)

أي: هذه العلة، أو هذه العين المعيبة.

(2)

نخر، أي: صوَّت صوتًا منكرًا.

(3)

قلت: وذلك لأنه لم يكن قد تبين له - آنئذ - أنه ليس هو الدجال، ولَيسَ في سكوته صلى الله عليه وسلم دليل على أنه هو الدجال.

وهذا دليل على أن السكوت ليس دائمًا إِقرارًا، فتأمل!

(4)

قلت: وهو على شرط الشيخين.

ص: 145

الحرة

(1)

. [4256]

• أَبُو دَاودَ [4332] في المَلاحِمِ بِسَنِدٍ صَحِيح

(2)

.

5433 -

عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يمكث أبو الدجال ثلاثين عاما لا يولد لهما ولد ثم يولد لهما غلام أعور أضرس شيء

(3)

وأقله منفعة تنام عيناه ولا ينام قلبه ". ثم نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه فقال: " أبوه طوال ضرب اللحم

(4)

كأن أنفه منقار وأمه امرأة فرضاخية

(5)

طويلة اليدين ". فقال أبو بكرة رضي الله عنه: فسمعنا بمولود في اليهود. فذهبت أنا والزبير بن العوام حتى دخلنا على أبويه فإذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما فقلنا هل لكما ولد؟ فقالا: مكثنا ثلاثين عاما لا يولد لنا ولد ثم ولد لنا غلام أعور أضرس وأقله منفعة تنام عيناه ولا ينام قلبه قال فخرجنا من عندهما فإذا هو مجندل

(6)

في الشمس في قطيفة وله همهمة فكشف عن رأسه فقال: ما قلتما: وهل سمعت ما قلنا؟ قال: نعم تنام عيناي ولا ينام قلبي. [4257]

(1)

وهو يوم غلبة يزيد بن معاوية على أهل المدينة.

(2)

وهو كما قال.

(3)

في الأصل: (أضرس)! والتصويب من "الترمذي"، و"المسند"، و"شرح السنة"(3/ 608).

(4)

أي: خفيف اللحم.

(5)

أي: ضخمة عظيمة.

(6)

أي: ملقى على وجه الأرض.

ص: 146

• التِّرْمِذِيُّ

(1)

[2248] عَنْ أَبِي بَكْرَةَ في الفِتَنِ بِه.

5434 -

وعن جابر رضي الله عنه أن امرأة من اليهود بالمدينة ولدت غلاما ممسوحة عينه طالعة نابه فأشفق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون الدجال فوجده تحت قطيفة يهمهم. فآذنته أمه فقالت: يا عبد الله هذا أبو القاسم فخرج من القطيفة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لها؟ قاتلها الله! لو تركته لبين

" فذكر

(2)

مثل معنى حديث ابن عمر

(3)

فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ائذن لي يا رسول الله فأقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن يكن هو فليست صاحبه إنما صاحبه عيسى بن مريم وإلا يكن هو فليس لك أتقتل رجلا من أهل العهد

(4)

". فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مشفقا أنه هو الدجال. [4258]

• أَخْرَجَهُ أحد [3/ 368]، بِسَنَدٍ جَيِّدٍ

(5)

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنهم.

(1)

وقال (2/ 40)"حديث حسن غريب".

قلت: فيه علي بن زيد بن جدعان؛ وهو ضعيف.

ومن طريقه: رواه أحمد (5/ 40، 49 - 50).

(2)

أي: جابر.

(3)

يعني: الحديث (5494).

(4)

إن صح هذا؛ فهو يكذب قول ابن صياد أنه مسلم، كما تقدم في الحديث (5498).

(5)

فيه عنعنة أبي الزبير، وهو مدلس. ومن هذا الوجه أخرجه البغوي في "شرح السنة"(3/ 608).

والحديث في "صحيح مسلم"(8/ 190) من طريق أخرى عن جابر

مختصرًا نحو حديث أبي سعيد المتقدم (5495).

ص: 147

‌6 - باب نزول عيسى ابن مريم عليه السلام

-

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5435 -

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرامن الدنيا وما فيها ".

ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: فاقرؤا إن شئتم {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته

} الآية. [4259]

• مُتفَقٌ عَلَيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخارِي [(2222)] في البِيُوع، ومُسْلِمٌ [242/ 155] في الإِيمَانِ، والتِّرْمِذِيُّ [2233] في الفِتَنِ.

5436 -

وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله لينزلن ابن مريم حكما عادلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليضعن الجزية وليتركن القلاص

(1)

فلا يسعى عليها ولتذهبن الشحناء والتباغض و التحاسد وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد ". [4260]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (2222) م (244/ 155)] مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخاري في [البُيُوع

(2)

]، وَمسْلمٌ في الإيمَانِ.

5437 -

و قال: عليه السلام: "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم

(1)

القلاص: جمع قلوص؛ وهي الناقة الشابة.

(2)

بياض في الأصل، واستدركناها من "البخاري"(2222). (ع)

ص: 148

منكم؟. [4261]

• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (3449) م (244/ 155)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخارِيُّ في أَحَادِيثِ الأنْبِياءِ، ومُسْلِمٌ في الإِيمَانِ.

5438 -

وقال عليه السلام: " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ". قال: "فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم: تعال صل لنا فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة

(1)

الله هذه الأمة ". [4262]

• مُسْلِمٌ [247/ 156] في الإِيمَانِ عَنْ جَابِرٍ.

‌الفصل الثالث:

5439 -

عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ينزل عيسى بن مريم إلى الأرض فيتزوج ويولد له ويمكث خمسا وأربعين سنة ثم يموت فيدفن معي في قبري فأقوم أنا وعيسى ابن مريم في قبر واحد بين أبي بكر وعمر ". [5508]

• أخرجه ابن الجوزي في "الوفاء" عنه

(2)

.

(1)

أي: إِكرامًا منه - سبحانه - لهذه الجماعة المكرمة.

(2)

لم أقف على سنده، وانظر "الضعيفة"(6562).

ص: 149

‌7 - باب قرب الساعة وأن من مات؛ فقد قامت قيامته

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5440 -

عن قتادة - عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بعثت أنا والساعة كهاتين

(1)

".

قال قتادة في قصصه: كفصل إحداهما على الأخرى. [4263]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ [أَنَسٍ]

(2)

: البُخارِيُّ [6501] في الرَّقَائِقِ، وَمُسْلِمٌ [133/ 2951] في الفِتَنِ.

5441 -

عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت بشهر: "تسألوني عن الساعة؟ وإنما علمها عند الله وأقسم بالله ما على الأرض من نفس منفوسة يأتي عليها مئة سنة". [4264]

• مُسْلِمٌ [218/ 2538] عَنْ جَابِرٍ في الفَضائِلِ.

5442 -

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم". [4265]

• مُسْلِمٌ [219/ 2539] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ كَذَلِكَ

(3)

.

(1)

وفي رواية لمسلم: وقرن شعبة بين أصبعيه المسبحة والوسطى يحكيه.

(2)

في الأصل: (- عن أبي هريرة)! والصواب ما أثبتناه؛ فإنهما إنما اتفقا عليه من حديث (أنس)، وتفرد به البخاري (6505) من حديث (أبي هريرة)؛ وانظر "تحفة الأشراف"(1/ 326).

ولذا فقد عزاه الصدر المناوي في "كشف المناهج والتناقيح" إليهما عن (أنس)(ع)

(3)

وانظر "الروض النضير"(1000).

ص: 150

5443 -

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رجال من الأعراب يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسألونه عن الساعة فكان ينظر إلى أصغرهم فيقول: "إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم

(1)

". [4266]

• مُتفق عَلَيْهِ عَنْ عَائِشَةَ: البُخَارِي [6511] في [الرقاق]

(2)

، وَمُسلِمٌ [136/ 2952] في الفِتَنِ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5444 -

عن المستورد بن شداد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بعثت في نفس الساعة فسبقتها كما سبقت هذه هذه" وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى. [4267]

• التِّرْمِذِيُّ [2213]، عَنْ المستورد بنِ شدَّادٍ في الفِتَنِ، وَقَالَ: غَرِيبٌ

(3)

.

5445 -

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم ". يعني: خمس مئة سنة. [4268]

• أَبُو دَاودَ

(4)

[4350] عَنْ سَعدِ بنِ أَبِي وَقاصٍ في المَلاحِمِ بِهِ.

(1)

يعني: ساعتكم الخاصة؛ أي: موتهم.

والمعنى: يموت ذلك القرن، أو أولئك المخاطبون، كما يشير إِليه الحديث الذي قبله.

(2)

سقطت من الأصل، واستدركناها من "البخاري". (ع)

(3)

أي: ضعيف؛ وعلّته: مجالد بن سعيد؛ وليس بالقوي.

(4)

وإسناده صحيح.

وله - في "المسند"(1/ 170) - طريق أخرى عن سعد.

ص: 151

‌الفصل الثالث:

5446 -

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل هذه الدنيا مثل ثوب شق من أوله إلى آخره فبقي متعلقا بخيط في آخره فيوشك ذلك الخيط أن ينقطع ". [5515]

• رواه البيهقي

(1)

(10240) في "الشعب".

‌8 - باب لا تقوم الساعة إلّا على الشرار

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5447 -

عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله

(2)

". [4269]

• مُسْلِم [234/ 148] في الإِيمَانِ، والتِّرْمِذِيُّ [2207] عَنْه، وَرَجَّحَ وَقْفَهُ.

5448 -

وقال عليه السلام: "لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله الله ". [4270]

• مُسْلِمٌ [234/ 148] عَنْ أنَسٍ في الإِيمَانِ.

(1)

قلت: وأخرجه ابن أبي الدنيا - أيضًا -؛ وسنده ضعيف، كما بينته في "الضعيفة"(1970).

(2)

أي: يوحد الله، كما في رواية لأحمد - بسند صحيح -:"يقول: لا إله إلا الله".

فليس المراد بالحديث: ذكر الله عز وجل باللفظ المفرد: (الله. الله) كما يظن بعض المتصوفين! فإنه ذكر مبتدع لا أصل له في السنة.

ولو أن المسلمين أطبقوا جميعًا على هجر هذا النوع من الذكر - بالاسم المفرد -؛ ما قامت الساعة عليهم؛ لأنهم موحدون.

ص: 152

5449 -

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق ". [4271]

• مُسْلِمٌ 131/ 2949] في الفِتَنِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.

5450 -

و قال عليه السلام: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة

(1)

".

وذو الخلصة: طاغية دوس التي كانوا يعبدون في الجاهلية. [4272]

• مُسْلِمٌ [51/ 2906] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الفِتَنِ.

5451 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى ". فقلت: يا رسول الله إن

(2)

كنت لأظن حين أنزل الله: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} : أن ذلك تاما

(3)

؟!. قال: "إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ثم يبعث الله ريحا طيبة فتوفي كل من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم". [4273]

• مُسْلِمٌ [52/ 2907] عَنْ عائشة رضي الله عنها في الفِتَنِ.

5452 -

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج الدجال فيمكث أربعين، لا أدري: أربعين يوما، أو شهرا، أو عاما، فيبعث الله عيسى ابن مريم عليهما السلام كأنه عروة بن

(1)

أي: حتى يرتدوا، فتطوف نساؤهم حول الصنم المذكور.

(2)

هي المخففة من الثقيلة.

(3)

أي: عامًا شاملًا للأزمنة كلها.

وتامًا: خبر كان؛ إِذ التقدير: أن ذلك كان تامًا.

ص: 153

مسعود رضي الله عنه فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين، ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير، أو إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه، حتى تقبضه قال: فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع

(1)

، لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا، فيتمثل لهم الشيطان، فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دار رزقهم، حسن عيشهم، ثم ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا

(2)

، وأول من يسمعه رجل يلوط

(3)

حوض إبله، قال: فيصعق، ويصعق الناس، ثم يرسل الله، مطرا كأنه الطل فينبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى، فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال: يا أيها الناس هلم إلى ربكم، {وقفوهم إنهم مسؤولون} ثم يقال: أخرجوا بعث النار، فيقال: من كم: كم؟ فيقال: من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين، قال فذاك يوم {يجعل الولدان شيبا} وذلك {يوم يكشف عن ساق}

(4)

. [4274]

(1)

أي: يكونون في سرعتهم إلى الشرور وقضاء الشهوات والفساد؛ كطيران الطير، وفي العدوان والظلم؛ كالسباع العادية:"شرح مسلم".

(2)

أي: أمال صفحة عنقه.

(3)

أي: يطين ويصلح.

(4)

أي: يوم القيامة يوم كرب وشدة، يوم يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن، دون المرائين، كما صح في حديث الشيخين - الآتي في آخر الفصل الأول من باب الحشر (رقم: 5542) -.

والقسم الأخير يشير إلى الآيتين: {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا} ، وقوله - تعالى -:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} .

ص: 154

• مُسْلِمٌ [116/ 2940] في الفِتَنِ، والنسَائِيُّ [الكبرى 11629] في التفْسِيرِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5453 -

عن معاوية رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ". [4275]

• أبو دَاودَ [2479] في الجِهَادِ، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 8711] في [السِّيَرِ]

(1)

، مِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنهم.

(1)

في الأصل: (التفسير)! وهو تحريف. (ع)

ص: 155

‌26 - كتاب أحوال القيامة وبدء الخلق

‌1 - باب النفخ في الصور

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5454 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما بين النفختين أربعون " قالوا: يا أبا هريرة أربعون يوما؟ قال: أبيت

(1)

. قالوا: أربعون شهرا؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت. " ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ".

وقال عليه السلام "وليس من الإنسان شيء لا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة". [4276]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (4814) (4935) م (141/ 295)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخَارِيُّ وَالنسائِيُّ [الكبرى 11459] في التفْسِيرِ، وَمُسْلِمٌ في الفِتَنِ رضي الله عنهم.

وفي رواية: "كل ابنِ آدمَ يأكلُهُ الترابُ؛ إلَّا عَجْبَ الذنَبِ

(2)

؛ منهُ خُلِقَ، ومنهُ يُركَّبُ".

• مُتفَق عَلَيْهِ

(3)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

(1)

أي: امتنعت عن الجواب؛ لأني لا أدري ما هو الصواب؟

(2)

وهو العظم بين الأليتين الذي في أسفل الصلب.

(3)

بل هو - بهذا السياق والتمام - من أفراد مسلم (142/ 2955)! (ع)

ص: 157

5455 -

وقال: "يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض؟ ". [4277]

5456 -

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله ". [4278]

• مُسْلِمٌ [24/ 2788] في التوبةِ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ.

وَهُوَ في البُخَارِيِّ [7412] البُخارِيِّ باخْتِصَارٍ".

وفي رواية: "ثُمَّ يأخُذُهُنَّ بيدِهُ الأُخرىَ، ثُمَّ يقولُ: أنا الملِكُ؛ أين الجبّارونَ؟ أينَ المتكبِّرون؟ ".

• أَخْرَجَها مُسْلِمٌ ايْضًا.

5457 -

عن عبد الله بن مسعود قال: جاء حبر من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن الله يمسك السماوات يوم القيامة على أصبع والأرضين على أصبع والجبال والشجر على أصبع والماء والثرى على أصبع وسائر الخلق علىأصبع ثم يهزهن فيقول: أنا الملك أنا الله. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبا مما قال الحبر تصديقا له. ثم قرأ: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} . [4279]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (4811) (7414) (7415) م (191/ 2786)] عَنْ ابنِ مَسْعَودٍ؛ البُخَارِيُّ

(1)

في

(1)

هنا في الأصل زيادة: (ومسلم)؛ وهو إقحام. (ع).

ص: 158

التَّفْسِيرِ، وَمُسْلِمٌ في التوبةِ.

5458 -

عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله عز وجل: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات} فأين يكون الناس يومئذ؟ قال: " على الصراط ". [4280]

• مُسْلِمٌ [29/ 2791] في الفِتَنِ عَنْ عَائِشَةَ.

5459 -

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الشمس والقمر مكوران يوم القيامة

(1)

". [4281]

• البُخاري [3200] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في بَدْءِ الخلْقِ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5460 -

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنعم

(2)

وصاحب الصور قد التقمه وأصغى سمعه وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر بالنفخ ". فقالوا: يا رسول الله وما تأمرنا؟ قال: " قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل ". [4282]

• التِّرْمِذِيُّ

(3)

[3243] في التفْسِيرِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ.

(1)

أي: في النار، كما في بعض الروايات "الصحيحة" لا تعذيبًا لهما، بل توبيخًا لمن كان يعبدهما من دون الله - تعالى -، انظر "سلسلة الأحاديث الصحيحة"(124).

(2)

أي: كيف أفرح وأتنعم.

(3)

وقال "حديث حسن".

قلت: وهو - عندي - صحيح؛ لطرقه وشواهده، وقد خرجتها في "الصحيحة"(1078 - 1079).

ص: 159

وأَخْرَجَهُ أَحمد [3/ 7، 73]، والحَاكِمُ [4/ 559] مِن حَدِيثِ ابنِ عَبَّاسٍ.

والحَاكِمُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أبِي سعيد رضي الله عنهم.

5461 -

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الصور قرن ينفخ فيه ". [4283]

• أَبُو دَاودَ [4742] في السُّنةِ، والتّرْمِذِيُّ [2430) (3244)]- وحَسَّنَهُ

(1)

-، والنسَائِيُّ [الكبرى 11312] في التفْسِيرِ مِنْ حَدِيثِ عَبدِ اللْهِ بنِ عَمْرٍو.

‌الفصل الثالث:

5462 -

عن ابن عباس قال في قوله تعالى {فإذا نقر في الناقور} : الصور.

قال: و {الرجفة} : النفخة الأولى.

و {الرادفة} : الثانية. [5529]

• ذكره البخاري (11/ 367) تعليقًا.

قلت: ووصله

(2)

5463 -

وعن أبي سعيد قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الصور وقال: "عن يمينه جبريل عن يساره ميكائيل". [5530]

• ذكره رزين

(3)

.

(1)

وهو كما قال أو أعلى كما بينته في المصدر السابق (1080).

(2)

بياض في الأصل ووصله الطبري (29/ 195)، (30/ 20) وانظر "التغليق"(1/ 180) للمصنف رحمه الله. (ع).

(3)

أخرجه أبو داود (3999)؛ وفيه عطية العوفي، وهو ضعيف. ==

ص: 160

5464 -

وعن أبي رزين العقيلي قال: قلت: يا رسول الله كيف يعيد الله الخلق؟ ما آية ذلك في خلقه؟ قال: " أما مررت بوادي قومك جدبا ثم مررت به يهتز خضرا؟ " قلت: نعم. قال: " فتلك آية الله في خلقه {كذلك يحيي الله الموتى} [5531].

• ذكره رزين

(1)

.

قلت: ووصله ابن أبي خيثمة

مطولًا.

‌2 - باب الحشر

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5465 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء

(2)

كقرصة النقي

(3)

ليس فيها علم

(4)

لأحد ". [4284]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (6521) م (28/ 2790)] عَنْ سَهْلِ بنِ سَعدٍ: البخارِي في الرَّقَائِقِ، وَمُسْلِمٌ في التوبةِ.

5466 -

و قال عليه السلام: "تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة

= ومن طريقه: أخرجه الحاكم - أيضًا - (2/ 264) وسكت عليه؛ هو والذهبي.

(1)

أخرجه أحمد (4/ 11)؛ وفي سنده ضعف، ويحسنه بعضهم.

(2)

أي: غير شديدة البياض.

(3)

القرصة: الرغيف.

والنقي: الدقيق المنخول المنظف.

(4)

أي: علامة.

ص: 161

يتكفؤها

(1)

الجبار بيده نزلا لأهل الجنة ". [4285]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (6520) م (30/ 2792)] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ كَذَلِكَ.

5467 -

و قال عليه السلام: "يحشر الناس على ثلاث طرائق: راغبين راهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير وتحشر

(2)

بقيتهم النار. تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتو وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث يمسوا ". [4286]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخارِيُّ [6522] في الرَّقَائِقِ، وَمُسْلِمٌ [59/ 2861] في صِفَةِ النارِ، والنَّسَائِيُّ [4/ 115] في الجنائِزِ رضي الله عنهم.

5468 -

وقال عليه السلام: "إنكم محشورون حفاة عراة غرلا

(3)

" ثم قرأ: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين} وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم وإن ناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: أصحابي أصحابي فيقول: إنهم لن يزالوا مرتدين على أعقابهم مذ فارقتهم. فأقول كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم} إلى قوله {العزيز الحكيم} . [4287]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (3349) م (58/ 2860)] عن ابنِ عبّاس: البُخَارِيّ، والتِّرْمِذِيُّ [3167]، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 11160] في التفْسِيرِ، وَمُسْلِمُ في صِفَةِ القِيَامَةِ رضي الله عنهم.

5469 -

عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله

(1)

أي: يميلها ويقلبها.

قال التوربشتي: "هذه رواية البخاري، ورواية مسلم: "يكفأها"؛ من كفات الإناء؛ أي: قلبته".

(2)

أي: تجمع، وانظر "الصحيحة"(3395).

(3)

الغرل: جمع الأغرل، وهو الأقلف؛ أي: غير مختون.

ص: 162

عليه وسلم يقول: "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا ". قلت: يا رسول الله الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال: " يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض ". [4288]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ

(1)

[خ (6527) م (56/ 2859)]، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: البُخارِيُّ في الرَّقَائِقِ، ومُسْلِمٌ في صِفَةِ القيامَةِ، والنسائِيُّ [4/ 115] في الجَنَائِزِ، وابنُ مَاجَة [4276] في الزُّهْدِ.

5470 -

عن أنس رضي الله عنه أن رجلا قال: يا نبي الله يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: " أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا

(2)

على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟ ". [4289]

• مُتفَق عَلَيْهِ عنْ أَنَسٍ: البُخَارِيُّ [4760]، والنسَائِيُّ [387] في التفْسِيرِ، وَمُسْلِمٌ [54/ 2806] في التوبةِ.

5471 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة

(3)

وغبرة

(4)

فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تعصني؟ فيقول له أبوه: فاليوم لا أعصيك. فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني ألا تخزني يوم يبعثون فأي خزي أخزى من أبي الأبعد

(1)

وانظر "الصحيحة"(3469).

(2)

كذا هي في "صحيح مسلم"(2806) بالنصب، وكذلك في "شرح صحيح مسلم"(17/ 149).

أما الأصول: فكلها بالرفع!

وقد أورد الشيخ علي القاري تخريجًا نحويًّا بعيدًا لرواية الرفع!

(3)

القترة: السواد من الكآبة والحزن.

(4)

والغبرة: الغبار.

ص: 163

فيقول الله عزوجل: إني حرمت الجنة على الكافرين ثم يقال لإبراهيم: ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو

(1)

بذيخ

(2)

متلطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار ". [4290]

• البُخَارِيُّ [3350] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في التَّفْسِيرِ.

5472 -

وقال عليه السلام: "يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم ". [4291]

• مُتفَق عَلَيْهِ - واللَّفْظُ للبُخَارِيِّ [6532]- عَنْ أبي هُرَيْرَةَ: البُخَارِيُّ في الرَّقَائِقِ، ومُسْلِمٌ [61/ 2863] في صِفَةِ القِيَامَةِ.

5473 -

وقال صلى الله عليه وسلم: "تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه

(3)

ومنهم من يلجمهم العرق إلجاما " وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه. [4292]

• مُسْلِمٌ [62/ 2864] في صِفَةِ النْارِ، والتِّرْمِذِيُّ [2421]، في الزُّهْدِ عَنِ المِقْدَادِ.

5474 -

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقول الله تعالى: يا آدم فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك. قال: أخرج بعث النار. قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فعنده يشيب الصغير {وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى

(1)

أي: آزر.

(2)

الذيخ: ذكر الضبع الكثير الشعر.

(3)

الحقو: الخمس.

ص: 164

وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد} قالوا: يا رسول الله وأينا ذلك الواحد؟ قال: " أبشروا فإن رجلا منكم ومن يأجوج ومأجوج ألف " ثم قال: "والذي نفسي بيده أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة " فكبرنا. فقال: " أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة " فكبرنا فقال: " أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة " فكبرنا قال: " ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود ". [4293]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: البُخَارِيُّ [4741]، والنسَائِيُّ [الكبرى 11339] في التفْسِيرِ وَمُسلِمٌ

[الإيمَانِ (222)]

(1)

5475 -

وقال صلى الله عليه وسلم: "يكشف ربنا عن ساقه

(2)

فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ". [4294]

• مُتفَق عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدِ - واللفْظُ للبُخارِيِّ

(3)

[3348] في التفْسِيرِ -.

(1)

بياض في الأصل، واستدركناه من "مسلم". (ع)

(2)

قلت: وهذا الكشف هو المراد بقوله - تعالى -: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ

} الآية.

فالحديث سيق مساق تفسير للآية، وهو خير ما يفسر به القرآن - كما اتفق عليه العلماء -، فلا يجوز - والحالة هذه - تفسير الآية على المجاز؛ كما فعل بعض الشراح، وقد سبق التعليق عليها بنحو مما هنا.

(3)

قلت: وأما لفظ مسلم؛ فهو قطعة من حديث الشفاعة الطويل

بنحوه، وسيأتي في الكتاب (برقم: 5579).

وقد أعل اللفظ الأول: الحافظ ابن حجر - ثم الشيخ الكوثري - بما لا يُقدح.

وقد خرجت الحديث، وأجبت عما أعل به، ثم ذكرت له شاهدًا قويًّا - من حديث أبي هريرة - في ==

ص: 165

وَهُوَ لِمُسْلِمٍ [379/ 222] في حَدِيثٍ طَوِيلٍ في الإِيمَانِ.

5476 -

و قال صلى الله عليه وسلم: " ليأتين الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة ". وقال: " اقرؤوا {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا} . [4295]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (4919) م (18/ 2785)]، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ كَالذِي قَبْلُهُ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5477 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {يومئذ تحدث أخبارها}

قال: أتدرون ما أخبارها؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: " فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل

على ظهرها أن تقول: عمل علي كذا وكذا يوم كذا وكذا ". قال: " فهذه أخبارها ".

غريب [4296]

• التِّرْمِذِيُّ [(2429) (3353)] في الحَشْرِ، والتفْسِيرِ - وَصَحَّحَهُ

(1)

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

5478 -

وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أحد يموت إلا ندم ". قالوا: وما ندامته يا رسول الله؟ قال: " إن كان محسنا ندم أن لا يكون ازداد

= "سلسلة الأحاديث الصحيحة"(583 - 584).

(1)

قلت: وفي طبعة بولاق من "السنن""حديث حسن غريب".

وهذا أقرب إلى حال إسناده؛ فإن فيه يحيى بن أبي سليمان - وهو أبو صالح المدني -؛ وهو لين الحديث، كما قال الحافظ.

ومن طريقه: أخرجه أحمد (2/ 374) وابن حبان (2586) - وإليه وحده عزاه المنذري (4/ 194)! -، وهو مخرج في "الضعيفة"(4834).

ص: 166

وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون نزع

(1)

". [4297]

• التِّرْمِذِيُّ

(2)

[2403] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الزُّهْدِ.

5479 -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف: صنفا مشاة وصنفا ركبانا وصنفا على وجوههم " قيل: يا رسول الله وكيف يمشون على وجوههم؟ قال: "إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب

(3)

وشوك ". [4298]

• التِّرْمِذِيُّ

(4)

[3142] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه في التَّفْسِيرِ.

5480 -

عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ: {إذا الشمس

(1)

أي: كف نفسه عن الإساءة.

(2)

وقال "إنما نعرفه من هذا الوجه، ويحيى بن عبد الله قد تكلم فيه شعبة".

قلت: وهو أسوأ حالًا من ذلك، ففي "التقريب""متروك، وأفحش الحاكم، فرماه بالوضع".

قلت: وهو يرويه عن أبيه عبد الله بن عبد الله بن موهب، وهو مجهول.

ومن هذا الوجه: أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(33) وعنه تلقاه الترمذي، وكذا أبو نعيم في "الحلية"(8/ 178).

(3)

الحديث: المكان المرتفع.

(4)

وقال "حديث حسن".

قلت: فيه علي بن زيد بن جدعان - وهو ضعيف -، عن أوس بن خالد - وهو مجهول -.

ومن هذا الوجه: رواه أحمد (2/ 354، 363).

ص: 167

كورت} و {إذا السماء انفطرت} و {إذا السماء انشقت} [4299]

• التِّرْمِذِيُّ [3333] عن ابنِ عُمَرَ في التفْسِيرِ، وَحَسَّنَهُ

(1)

.

‌الفصل الثالث:

5481 -

عن أبي ذر قال: إن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حدثني: " إن الناس يحشرون ثلاثة أفواج: فوجا راكبين طاعمين كاسين وفوجا تسحبنهم الملائكة على وجوههم وتحشرهم النار

(2)

وفوجا يمشون ويسعون ويلقي الله الآفة على الظهر

(3)

فلا يبقى حتى إن الرجل لتكون له الحديقة يعطيها بذات القتب

(4)

لا يقدر عليها ". [5548]

• رواه النسائي

(5)

(4/ 116) عنه.

(1)

قلت: وهو كما قال، وقد خرجته في "الصحيحة"(1081).

(2)

منصوب على نزع الخافض.

وفي نسخة صحيحة: بضم الراء؛ على أنها فاعل.

(3)

على المركوب.

(4)

أي: الناقة.

(5)

وكذا أحمد (5/ 164) والحاكم (2/ 367)، و (4/ 564) وقال "صحيح الإسناد".

وتعقبه الذهبي في الموضع الأول، فقال: "قلت: على شرط مسلم، ولكنه منكر، وقد قال ابن حبان في الوليد - يعني: ابن عبد الله بن جميع -: فحش تفرده، حتى بطل الاحتجاج به.

وقال في الموضع الآخر "قلت: الوليد قد روى له مسلم متابعة، واحتج به النسائي".

قلت: ولم أر من ذكر أن مسلمًا أخرج له متابعة؛ سوى الذهبي هنا، فإذا صح ذلك؛ فلا يكون الحديث على شرط مسلم، كما لا يخفى على أهل النهي! وقد أورده الذهبي في "الضعفاء"، وقال - عن الحاكم -:"لو لم يذكره مسلم في ""صحيحه"؛ لكان أولى". ==

ص: 168

‌3 - باب الحساب والقصاص من الميزان

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5482 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب ". [4300]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (6541) م (375/ 220)] عن ابْنِ عَبَّاسٍ: البُخارِيُّ في الرَّقَائِقِ، وَمُسْلِم في الإيمَانِ.

5483 -

عن عائشة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك ". قلت: أو ليس يقول الله: {فسوف يحاسب حسابا يسيرا} فقال: " إنما ذلك العرض ولكن من نوقش في الحساب يهلك ". [4301]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: البُخَارِيُّ [(6537)] في الرَّقَائِقِ، والتفْسِيرِ، ومُسْلِمٌ [79/ 2876] في صِفَةِ النْارِ.

5484 -

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حجاب يحجبه فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة ". [4302]

= وهذا يشعر أن مسلمًا احتج به؛ وإلا فما عليه لو أنه أخرج له متابعة؟! - والله أعلم -.

وقد أفاد ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 224 - 225) - عن أبيه - أن ابن جميع وهم في إسناده، وأن الصحيح فيه: أنه من رواية أبي الطفيل، عن حلام بن جزل، عن أبي ذر.

وحلام - هذا - ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 308/ 1370)؛ ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا؛ فهو علة الحديث.

ص: 169

• مُتفَق عَلَيهِ، مِنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بنِ حَاتِم: البُخارِيُّ [(6539)] في الرَّقَائِقِ، وَمُسْلِمٌ [16/ 10671] في الزَّكَاةِ، والتِّرْمِذِيُّ [2415] في الزُّهْدِ، وابنُ مَاجَه [185] في السُّنةِ.

5485 -

و قال صلى الله عليه وسلم: " إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه

(1)

ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى نفسه أنه قد هلك. قال: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته

(2)

وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين} [4303]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (4685) م (52/ 2768)] عن ابنِ عُمَرَ: البُخَارِيّ، والنسَائِيّ، [الكبرى 11242] في التفْسِيرِ، وَمُسْلِمٌ في التوبةِ، وابنُ مَاجَه [183] في السُّنةِ.

5486 -

وقال صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول: هذا فكاكك من النار " [4304]

• مُسْلِمٌ [49/ 2767] عَنْ أَبِي مُوسَى في التوبةِ.

5487 -

و قال عليه السلام: " يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم يا رب فتسأل أمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما جاءنا من نذير. فيقال: من شهودك؟ فيقول: محمد وأمته ". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فيجاء بكم فتشهدون أنه قد بلغ " ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم

(1)

أي: حفظه وستره.

(2)

هذا بمعنى الحديث المشهور "كل أمتي معافى إلَّا المجاهرين".

ص: 170

شهيدا}. [4305]

• البُخَارِيُّ [(3339) (7349)]، والتِّرْمِذِيُّ [12961] والنسائِيُّ [11007 - الكبرى]، في التَّفْسِيرِ، وابن مَاجَه [42846] في الزُّهْدِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.

5488 -

عن أنس رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال: هل تدرون مما أضحك؟ ". قال: قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: " من مخاطبة العبد ربه يقول: يا رب ألم تجرني من الظلم؟ " قال: " يقول: بلى ". قال: " فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني ". قال: فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا ". قال: " فيختم على فيه فيقال لأركانه: انطقي ". قال: " فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام ". قال: " فيقول: بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل

(1)

". [4306]

• مُسْلِمٌ [17/ 2969] في الزهْدِ، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 11653] فِي التفْسِيرِ عَنْ أَنَسٍ.

5489 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: " فهل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة؟ " قالوا: لا قال: " فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة؟ " قالوا: لا قال: " فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما ". قال: " فيلقى العبد

(2)

فيقول: أي فل

(3)

: ألم أكرمك وأسودك

(4)

وأزوجك

(1)

أي: أجادل، وأدافع، وأخاصم.

(2)

أي: فيلقى الرب العبدَ.

(3)

بضم الفاء وسكون اللام؛ أي: يا فلان!

(4)

أي: ألم أجعلك سيدًا؟

ص: 171

وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع

(1)

؟ فيقول بلى قال: " أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول لا فيقول: فإني قد أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثاني

فذكر مثله ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك فيقول يارب آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت ويثني بخير

(2)

ما استطاع فيقول

(3)

: ها هنا إذا. ثم يقال الآن تبعث شاهدا عليك ويتفكر في نفسه: من ذا الذي يشهد علي؟ فيختم على فيه ويقال لفخذه: انطقي فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله وذلك ليعذر من نفسه وذلك المنافق وذلك سخط الله عليه " [4307]

• مُسْلِمٌ [16/ 2968] في الزُّهْدِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5490 -

عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفا وثلاث حثيات

(4)

من حثيات ربي ". [4308]

• التِّرْمِذِيُّ [2437]- وَحَسَّنَهُ

(5)

-، وابنُ مَاجَه [4286]، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ في الزُّهْدِ.

(1)

قال القاضي: "معناه: تركتك مستريحًا، لا تحتاج إلى مشقة وتعب؛ من قولهم: اربع على نفسك؛ أي: ارفق بها".

(2)

أي: على نفسه.

(3)

أي: الله.

(4)

وفي "النهاية": "الحثيات: كناية عن المبالغة والكثرة".

(5)

قلت: وإسناده صحيح.

ص: 172

5491 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات: فأما عرضتان فجدال ومعاذير وأما العرضة الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله ".

ضعيف. [4309]

• أَحْمَد

(1)

، والتِّرْمِذِيُّ [2425] في الزُّهْدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: لا يَصِحُّ

(2)

.

5492 -

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يستخلص

(3)

رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر

(4)

عليه تسعة وتسعين سجلا

(5)

كل سجل مثل مد البصر ثم يقول: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يارب فيقول: أفلك عذر؟ قال لا يارب فيقول بلى. إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقول احضر وزنك. فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لا تظلم؟ قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة

(1)

إنما رواه أحمد عن (أبي موسى)! (ع)

(2)

وهو ضعيف لعنعنة الحسن البصري.

وقد أخرجه ابن ماجه (4277) وأحمد (4/ 414) عن أبي موسى؛ وهو ضعيف؛ للعلة ذاتها.

(3)

أي: يختار.

(4)

أي: يفتح.

(5)

أي: كتابًا كبيرًا.

ص: 173

فطاشت

(1)

السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء". [4310]

• التِّرْمِذِيُّ

(2)

[2639] في الإيمَانِ، وابنُ مَاجَه [4300] في الزُّهْدِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاص.

5493 -

عن عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت النار فبكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما يبكيك؟ ". قالت: ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدا: عند الميزان حتى يعلم: أيخف ميزانه أم يثقل؟ وعند الكتاب حين يقال {هاؤم

(3)

اقرؤوا كتابيه} حتى يعلم: أين يقع كتابه أفي يمينه أم في شماله؟ أم من وراء ظهره؟ وعند الصراط: إذا وضع بين ظهري جهنم ". [4311]

• أبُو دَاودَ [4755] في السنةِ مِنْ رِوَايَةِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ؛ وَهُوَ منْقَطِعٌ

(4)

.

‌الفصل الثالث:

5494 -

عن عائشة قالت: جاء رجل فقعد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأشتمهم وأضربهم فكيف أنا منهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا

(1)

أي: خفت.

(2)

وقال: "حديث حسن غريب".

قلت: وإسناده صحيح، وصححه الحاكم (68) ووافقه الذهبي؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(135).

(3)

أي: خذوا.

(4)

وإسناده ضعيف؛ فيه عنعنة الحسن البصري.

ومن هذا الوجه: أخرجه الحاكم (4/ 578) وأعله - هو والذهبي - بالإرسال.

ص: 174

كان يوم القيامة يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك وإن كان عقابك إياهم دون ذنبهم كان فضلا لك وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل

(1)

" فتنحى الرجل وجعل يهتف ويبكي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما تقرأ قول الله تعالى: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين} فقال الرجل: يا رسول الله ما أجد لي ولهؤلاء شيئا خيرا من مفارقتهم أشهدك أنهم كلهم أحرار. [5561]

• رواه الترمذي

(2)

(3165).

5495 -

وعنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته: اللهم حاسبني حسابا يسيرا " قلت: يا نبي الله ما الحساب اليسير؟ قال: " أن ينظر في كتابه فيتجاوز عنه إنه من نوقش الحساب يومئذ يا عائشة

(3)

هلك ". [5562]

• رواه أحمد (6/ 48).

(1)

أي: الزيادةِ.

(2)

وقال "حديث غريب، لا نعرف إلا من حديث عبد الرحمن بن غزوان".

قلت: وهو ثقة من رجال البخاري، ومن فوقه من رجال الشيخين، فالإسناد صحيح.

وقد أخرجه أحمد (6/ 280) وقواه المنذري (4/ 201).

(3)

وإسناده جيد، وصححه الحاكم، (1/ 57، 255)، (4/ 241، 179) ووافقه الذهبي.

والقطعة الأخيرة منه: أخرجها البزار، والطبراني في "الكبير" - بإسناد صحيح - عن عبد الله بن الزبير، كما قال المنذري (4/ 198).

ص: 175

قلت: وأصله في "الصحيح".

5496 -

وعن أبي سعيد الخدري أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني من يقوى على القيام يوم القيامة الذي قال الله عز وجل: {يوم يقوم الناس لرب العالمين} ؟ فقال: " يخفف على المؤمن حتى يكون عليه كالصلاة المكتوبة"[5563]

• البيهقي في "الشعب"

(1)

عنه.

5497 -

وعنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن {يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} ما طول هذا اليوم؟ فقال: "والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أهون عليه من الصلاة المكتوبة يصليها في الدنيا". [5564]

• أخرجه

(2)

[1/ 324] من وجه آخر عنه

(3)

.

5498 -

وعن أسماء بنت يزيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يحشر الناس في صعيد واحد يوم القيامة فينادي مناد فيقول: أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع؟ فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب ثم يؤمر لسائر الناس إلى الحساب ". [5565]

• البيهقي

(4)

في "الشعب".

(1)

لم يروه مسندًا؛ بل علقه (1/ 324)، وأحال إسناده على كتاب "البعث"؛ ولم نره فيه!

نعم؛ أسند في "الشعب"(362) حديث أبي هريرة! (ع)

(2)

انظر التعليق على الحديث الذي قبله! (ع)

(3)

رواه أحمد (3/ 75) بإسناد ضعيف.

(4)

لم أقف على إسناده.

ص: 176

‌4 - باب الحوض والشفاعة

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5499 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينا أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه الدر المجوف قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: الكوثر الذي أعطاك ربك فإذا طينه مسك أذفر

(1)

". [4312]

• البُخَارِيُّ [6581] في الرَّقَائِقِ عَنْ أَنَسٍ.

5500 -

وقال عليه السلام: "حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء

(2)

ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه

(3)

كنجوم السماء من يشرب منها فلا يظمأ أبدا ". [4313]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (6579) م (27/ 2292)] عَنْ عَبْدِ الله بنِ عَمْرٍو: البُخارِيُّ في الحَوْضِ، وَمُسْلِمٌ في المَنَاقِبِ، وابن مَاجَه في الصِيَامِ

(4)

.

5501 -

و قال عليه السلام: "إن حوضي أبعد من أيلة

(5)

من عدن

(6)

لهو أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل باللبن ولآنيته أكثر من عدد النجوم وإني

(1)

أي: شديد الرائحة.

(2)

أي: مربع لا يزيد طوله عن عرضه شيئًا.

(3)

جمع كوز.

(4)

لم نره محمد بن ماجه، ولا علمنا أحدًا - غير المصنف؛ تبعًا للصدر المناوي - عزاه إليه! (ع)

(5)

أيلة: اسم بلدة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وهي الآن في المملكة الأردنية.

(6)

عدن: اسم بلدة على ساحل بحر الهند من اليمن؛ انظر "معجم البلدان".

ص: 177

لأصد الناس

(1)

عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه ". قالوا: يا رسول الله أتعرفنا يومئذ؟ قال: " نعم لكم سيما

(2)

ليست لأحد من الأمم تردون علي غرا

(3)

محجلين

(4)

من أثر الوضوء ". [4314]

• مُسْلِمٌ [36/ 247] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الوُضُوءِ.

ويُروى: "ترَى فيهِ أباريقُ الذهَبِ والفِضَّةِ، كعددِ نُجومِ السَّماءِ".

• مُسْلِمٌ [37/ 2301] عَنْ ثَوبان في المَنَاقِبِ.

ويُروى: "يَغُتُّ

(5)

فيهِ ميزابانِ، يَمُدّانِهِ مِنَ الجنةِ، أحدُهُما منْ ذَهبٍ، والآخرُ منْ، ورِقٍ". • مُسْلِمٌ [43/ 2303] فِيهِ عَنْ أَنَسٍ.

5502 -

وقال عليه السلام: " إني فرطكم

(6)

على الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم " [4315]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ: البُخارِيُّ [(6583) (6584) (7050 - 7051) م (216/ 2290) (26/ 2291)] في الحَوضِ وَالفِتَنِ، وَمُسْلِمٌ في فَضْلِ النبِي.

(1)

أي: المنافقين والمرتدين.

(2)

أي: علامة.

(3)

الغر: جمع أغر، وهو الذي في جبهته بياض.

(4)

والمحجل: هو الذي في يديه ورجليه بياض.

(5)

أي: يصب ويسيل.

(6)

أي: سابقكم ومقدمكم.

ص: 178

"فأقولُ: إنَّهُمْ منِّي، فيُقال: إنكَ لا تَدرِي ما أحدَثوا بعدَكَ؟! فأقولُ: سُحقًا سُحقًا لمن غَيَّرَ بعدي".

• أَخْرَجَاهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.

5503 -

عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يحبس المؤمنون يوم القيامة حتى يهموا

(1)

بذلك فيقولون: لو

(2)

استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا فيأتون آدم فيقولون: أنت آدم أبو الناس خلقك الله بيده وأسكنك جنته وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول: لست هناكم. ويذكر خطيئته التي أصاب: أكله

(3)

من الشجرة وقد نهي عنها، ولكن ائتوا نوحا أول نبي

(4)

بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحا فيقول: لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب: سؤاله ربه بغير علم ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن. قال: فيأتون إبراهيم فيقول: إني لست هناكم ويذكر ثلاث كذبات

(5)

كذبهن ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلمه وقربه نجيا. قال: فيأتون موسى فيقول: إني لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب قتله النفس ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وروح الله وكلمته " قال: " فيأتون عيسى فيقول: لست هناكم ولكن

(1)

أي: يحزنوا بذلك.

(2)

لو - هنا -: للتمني.

(3)

بالنصب: بدل من الخطيئة.

(4)

أي: نبي مرسل، وفي حديث آخر "أول رسول"؛ فإن أول الأنبياء: آدم عليه السلام.

(5)

قال البيضاوي: "إحدى الكذبات هذه: قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} ، وثانيتها: قوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} ، وثالثتها: قوله عن سارة: هي أختي؛ والحق أنها معاريض

": من "المرقاة".

ص: 179

ائتوا محمدا عبدا غفر الله له ماتقدم من ذنبه وما تأخر ". قال: " فيأتوني فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني فيقول: ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعطه ". قال: " فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء تحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرج فأخرجهم من النار فأدخلهم الجنة ثم أعود فأستأذن على ربي في داره. فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا. فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول: ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعطه. قال: " فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرج فأدخلهم الجنة ثم أعود الثالثة فأستأذن على ربي في داره فيؤذي لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول: ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعطه ". قال: " فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرج فأدخلهم الجنة حتى ما يبقى في النار إلا من قد حبسه القرآن" أي وجب عليه الخلود ثم تلا هذه الآية {عسى أن يبعثك الله مقاما محمودا} قال: " وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم "[4316]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ أَنَسٍ: البُخَارِيُّ [(6565) (7440)]، والنسَائِيُّ [الكبرى 10984] في التفْسِيرِ، وَمُسْلِمٌ [322/ 193] فِي الإيمَانِ.

5504 -

وعن أنس رضي الله عنه قال: حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا إلى ربك فيقول: لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن فيأتون

إبراهيم فيقول لست لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله فيأتون موسى فيقول لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته فيأتون عيسى فيقول لست لها ولكن عليكم بمحمد فيأتونني فأقول أنا لها فأستأذن على ربي فيؤذن لي

ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا

ص: 180

فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول يا رب! أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول يارب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامدوأخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول يارب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة من خردلة من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول يارب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله قال ليس ذلك لك ولكن وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله ". [4317]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (7510) م (326/ 193)]- واللفْظُ للبُخَارِيِّ - عَنْ أَنَسٍ: البُخارِيُّ في التوْحِيدِ، وَمُسْلِمٌ في الإيمَانِ.

5505 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه". [4318]

• البُخَارِيُّ [99]، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 5842] في العِلْمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

5506 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة ثم قال: " أنا سيد الناس يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين وتدنو الشمس فيبلغ من

ص: 181

الغم والكرب ما لا يطيقون فيقول الناس ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيأتون آدم

". وذكر حديث الشفاعة وقال: "فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ثم قال يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي يارب أمتي يارب فيقال يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ". ثم قال: " والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر

(1)

". [4319]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (4712) م (327/ 194)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخَارِيُّ في التفْسِيرِ، وَمُسْلِمٌ في الإِيمَانِ.

5507 -

وعن حذيفة رضي الله عنه في حديث الشفاعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا "[4320]

• أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [329/ 195] مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةِ، وأَبِي هُرَيْرَةَ في الإِيمَانِ.

5508 -

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله تعالى في إبراهيم: {رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني} وقال

(2)

عيسى: {إن تعذبهم فإنهم عبادك} فرفع يديه فقال "اللهم أمتي أمتي ". وبكى فقال الله عز وجل: " يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم

(1)

هجر: بلدة في البحرين.

(2)

أي: وقول عيسى؛ فإن (قال) - هنا - مصدر، ولَيسَ بفعل؛ يقال قال قولًا، وقالًا، وقيلًا؛ أي: تلا قول عيسى.

ص: 182

فسله ما يبكيه؟ ". فأتاه جبريل فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال فقال الله لجبريل اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك ". [4321]

• مُسْلِمٌ في الإيمَانِ [346/ 1202] والنسَائِي [الكبرى 11269] في التفْسِيرِ عَنْ عَبْدِ اللْهِ بنِ عَمْرٍو.

5509 -

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن أناسا قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم هل تضارون في رؤية الشمس صحوا، ليس معها سحاب؟ و هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب؟ " قالوا: لا يا رسول الله قال: " ما تضارون في رؤية الله يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن ليتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد غيرالله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر أتاهم رب العالمين قال: فماذا تنظرون؟ يتبع كل أمة ما كانت تعبد. قالوا: يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم"[4322]

• مُتفَقٌ عَلَيهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ مطَولًا: البخارِيُّ في التفْسِيرِ وَالتوحِيدِ، وَمُسْلِمٌ [299/ 182] في الإيمَانِ.

وفي رواية أبي هريرة رضي الله عنه: "فيقولونَ: هذا مكانُنا حَتى يأتِيَنا ربنا، فإذا جاءَ ربُّنا عَرَفْناه".

وفي رواية أبي سعيد رضي الله عنه: "فيقولُ: هلْ بينكُمْ وبينَهُ آية تَعرِفونَهُ؟! فيقولون: نعمْ، فيَكشَفُ عنْ ساقٍ، فلا يَبقَى مَنْ كانَ يسجُدُ لله منْ تِلقاء نفسِه، إلَّا أَذِنَ الله لهُ بالسُّجودِ، ولا يبَقَى مَنْ كانَ يسجُد اتِّقاءً ورِياءً؟ إلَّا جعلَ الله ظهرَهُ طَبَقةً واحدةً، كُلمَّا أرادَ أنْ يسجُدَ؛ خَرَّ على قَفاه، ثُمَّ يُضرَبُ الجِسْر على جهنَّم، وتَحِلُّ الشفاعة، ويقولونَ: اللهمَّ! سَلِّمْ سَلِّمْ، فيمرُّ المؤمنونَ كطَرْفِ العينِ، وكالبَرْقِ، وكالرِّيحِ،

ص: 183

وكالطيرِ، وكأجاوِيدِ الخيلِ، والرِّكابِ: فناجٍ مُسَلمٌ، ومَخْدوشٌ مُرْسَلٌ، ومُكَرْدَسٌ في نارِ جهنَّمَ، حَتى إذا خَلَصَ المؤمنونَ مِنَ النارِ؛ فوالَّذي نفسي بيدِه؛ ما مِنْ أحدٍ منكُمْ بأشدَّ مُناشدَةً في الحقّ - وقدْ تبينَ لكُمْ - مِنَ المؤمنينَ: لله

(1)

يومَ القيامةِ لإخوانِهمُ الذينَ في النارِ، يقولونَ: ربنا! كانوا يَصومونَ معنا، ويُصلونَ معنا، وَيحجُّونَ معنا! فيُقالُ لهمْ: أخرِجُوا مَنْ عَرفْتُمْ، فتُحرَّمُ صُوَرُهمْ

(2)

على النَّارِ، فيُخرِجونَ خَلْقًا كثيرًا، ثُمَّ يقولونَ: ربنا! ما بقيَ فيها أحدٌ ممَّنْ أمرْتَنا بهِ، فيقول: ارجِعُوا، فمن وجدتمْ في قْلبِهِ مِثقالَ دِينارٍ منْ خيرٍ فأخرِجوه، فيُخرجونَ خَلْقًا كثيرًا، ثمُّ يقول: ارجِعُوا، فمن وجدتُمْ في قلبهِ مِثقالَ نِصْفِ دِينارٍ منْ خيرٍ فأخرجُوه، فيُخرجون خَلْقًا كثيرًا، ثُمَّ يقول: ارجِعُوا، فمن وجدتُمَ في قلبِهِ مِثقالَ ذرَّةٍ من خيرٍ فأخرِجُوه، فيُخرِجونَ خَلْقًا كثيرًا، ثُمَّ يقولون: ربنا! لمْ نَذرْ فيها خيرًا، فيقولُ الله: شَفَعَتِ الملائِكة، وشَفعَ النبيُّونَ، وشَفعَ المؤمنونَ، ولَمْ يَبقَ إلَّا أرحَم الراحِمينَ، فيَقبِضُ قَبْضةً مِنَ النارِ، فيخْرِجُ مِنْها قَوْمًا لم يَعْمَلوا خَيْرًا قَطَّ؛ قَدْ عَادُوا حُمَمًا، فيلْقيِهمْ في نَهْرٍ في أَفْوَاهِ الجَنةِ - يُقالُ له: نهرُ الحياةِ -؛ فيَخرجُونَ كما تَخرُجُ الحبَّةُ في حَمِيلِ السَّيْلِ

(3)

، فيَخرجُونَ كاللؤلؤِ؛ في رِقابِهِمُ الخَواتِم، فيقولُ أهلُ الجنَّة: هؤلاء عتَقاءُ الرحمِن؛ أدخَلَهم الجنَّةَ بغيرِ عَملٍ عَمِلُوه، ولا خَيرٍ قَدَّموه، فيُقالُ لهمْ: لكُمْ ما رأَيْتُمْ ومِثلهُ مَعَهُ".

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (7439) م (302/ 183)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُطَوَّلًا ومُخْتَصَرًا.

(1)

متعلق بـ (مناشدة).

(2)

أي: يمنع تغيرها، بأن تأكلها أو تسودها؛ بحيث لا تعرف وجوههم، فيعرفهم المؤمنون بسيماهم.

(3)

حميل السيل: ما يحمله السيل من غثاء أو طين، فإذا اتفق فيه الحبة، واستقرت على شط مجرى السيل؛ تنبت في يوم وليلة.

شبههم بها؛ لسرعة نباتها وحسنها وطراوتها.

ص: 184

5510 -

وقال عليه السلام: " إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يقول الله تعالى: من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه فيخرجون قد امتحشوا

(1)

وعادوا حمما فيلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ألم تروا أنها تخرج صفراء ملتوية ". [4323]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (22) م (304/ 184)] في الإيمَانِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.

5511 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟

فذكر معنى حديث أبي سعيد الخدري غير كشف الساق وقال: " يضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ولا يتكلم يومئذ الرسل وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم. وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان ولا يعلم قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنهم من يوبق

(2)

بعمله ومنهم من يخردل

(3)

ثم ينجو حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرجه ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله أمر الملائكة أن يخرجوا من يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ويبقى رجل بين الجنة والنار وهو آخر أهل النار دخولا الجنة،

(1)

أي: احترقوا.

(2)

يهلك ويحبس.

(3)

أي: يصرع ويقطع قطعًا.

ص: 185

مقبل بوجهه قبل النار فيقول: يا رب اصرف وجهي عن النار فإنه قد قشبني

(1)

ريحها وأحرقني ذكاؤها

(2)

. فيقول: هل عسيت إن أفعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك؟ فيقول: ولا وعزتك فيعطي الله ما شاء الله من عهد وميثاق فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل به على الجنة ورأى بهجتها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم قال: يا رب قدمني عند باب الجنة فيقول الله تبارك وتعالى: اليس أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت. فيقول: يا رب لا أكون أشقى خلقك. فيقول: فما عسيت إن أعطيت ذلك أن تسأل غيره. فيقول: لا وعزتك لا أسألك غير ذلك فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور فسكت ما شاء الله أن يسكت فيقول: يا رب أدخلني الجنة فيقول الله تبارك وتعالى: ويلك يا ابن آدم ما أغدرك أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي أعطيت. فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك فلا يزال يدعو حتى يضحك الله منه فإذا ضحك أذن له في دخول الجنة. فيقول: تمن فيتمنى حتى إذا انقطعت أمنيته قال الله تعالى: تمن من كذا وكذا أقبل يذكره ربه حتى إذا انتهت به الأماني قال الله تعالى: لك ذلك ومثله معه " [4324]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (806)(6573)(6574)(7437)(7438)(299/ 182)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخَارِيُّ فِي الصّلاةِ، والتوْحِيدِ، وَمُسْلِمٌ في الإيمَانِ.

وقَالَ أبو سعيدٍ رضي الله عنه: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

(1)

أي: آذاني وأهلكنِي وسمَّني.

(2)

أي: لهبها واشتعالها.

ص: 186

"قالَ الله - تعالى - لك ذلك وعشرة أمثاله".

• اتَّفَقَا عَلى ذلك في حَدِيثِ أَبِي سعِيدٍ.

5512 -

وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة فإذا جاوزها التفت إليها فقال: تبارك الذي نجاني منك لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين فترفع له شجرة فيقول: أي رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الله: يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها؟ فيقول: لا يا رب ويعاهده أن لا يسأله غيرها فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة أخرى هي أحسن من الأولى فيقول: أي رب أدنني من هذه الشجرة لأشرب من مائها وأستظل بظلها فيقول: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: بلى يارب فيقول لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها؟ فيعاهده أن لا يسأله غيرها فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين فيقول: أي رب ادنني من هذه فلأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى يارب! هذه لا أسألك غيرها، وربه يعزره لأنه يرى ما لاصبر له عليه فيدنيه منها فإذا أدناه منها سمع أصوات أهل الجنة فيقول: أي رب أدخلنيها فيقول: يا ابن آدم ما يصريني

(1)

منك؟ أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها. قال:

(1)

أي: يقطع مسألتك مني، من الصَري، وهو القطع.

وروي في غير "مسلم""ما يصريك مني":

قال إبراهيم الحربي: هو الصواب، وأنكر رواية مسلم هذه. ==

ص: 187

أي رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟.

فضحك ابن مسعود فقالوا: مم تضحك؟ فقال: هكذا ضحك رسول الله

صلى الله عليه وسلم. فقالوا: مم تضحك يا رسول الله؟ قال: " من ضحك رب العالمين؟ حين قال أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ فيقول: إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قدير". [4325]

• مُسْلِمٌ [310/ 187] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ في الإِيمَانِ.

5513 -

وفي رواية: "ويذكره الله سل كذا وكذا حتى إذا انقطعت به الأماني قال الله: هو لك وعشرة أمثاله قال: ثم يدخل بيته فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين فيقولان: الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك. قال: فيقول: ما أعطي أحد مثل ما أعطيت "[4326]

• مُسْلِمٌ [311/ 188] في الإيمَانِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ عَقِبَ حَدِيثِ ابنِ مَسعود رضي الله عنه.

5514 -

وعن أنس رضي الله عنه أن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليصيبن أقواما سفع

(1)

من النار بذنوب أصابوها عقوبة ثم يدخلهم الله الجنة بفضله ورحمته فيقال لهم: الجهنميون ". [4327]

• البُخَارِيُّ [(7450)] في التوْحِيدِ عَنْ أَنَسٍ.

5515 -

عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "يخرج

= قال النووي: "ولَيْسَ هو كما قال، بل كلاهما صحيح؛ فإن السائل متى انقطع من المسؤول؛ انقطع المسؤول منه، والمعنى: أي شيء يرضيك؟! ويقطع السؤال بيني وبينك؟ ".

(1)

أي: سواد من لفح النار، أو علامة منها.

ص: 188

أقوام من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيدخلون الجنة ويسمون الجهنميين ". [4328]

• البُخَارِيُّ [6566] في صِفَةِ الجَنةِ، وأبو دَاودَ [4740] في السُّنةِ، والتِّرْمِذِيُّ [2600] في صِفَةِ النارِ عَنْ عِمْرَان. قَوْلُهُ (غ)، وَفِي رِوَايَةٍ:"يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أمَّتِي مِنَ النارِ بِشَفَاعَتِي؛ يُسَمَّوْن: الجَهَنمِيِّينَ".

وفي رواية: "يخرُجُ قومٌ مِنْ أمَّتي مِنَ النَّارِ بشفاعَتي، يُسمَّوْنَ الجهنّميِّينَ".

• البُخَارِيُّ.

5516 -

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا رجل يخرج من النار حبوا. فيقول الله: اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليها أنها ملأى فيرجع فيقول: يا رب، وجدتها ملأى، فيقول اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب، وجدتها ملأى، فيقول الله: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، فيقول: تتسخر مني، أو أتضحك مني

(1)

، وأنت الملك؟ ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه. وكان يقال: ذاك أدنى أهل الجنة منزلة. [4329]

• متَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (6571) م (308/ 186)] عَنِ ابْنِ مَسْعُود: البُخارِيُّ في [الرِّقَائق]

(2)

، وَمُسْلِمٌ في الإيمَانِ.

5517 -

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا منها رجل

(1)

شك من الراوي.

(2)

بياض في الأصل، واستدركناه من "البخاري". (ع).

ص: 189

يؤتى به يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها فيعرض عليه صغار ذنوبه فيقال: عملت يوم كذا وكذا وكذا وكذا وعملت يوم كذا وكذا كذا وكذا؟ فيقول: نعم. لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه. فيقال له فإن لك مكان كل سيئة حسنة. فيقول: رب قد عملت أشياء لا أراها ههنا " وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه. [4330]

• مُسْلِمٌ [314/ 190] عَنْ أَبِي ذَرّ في الإيمَانِ.

5518 -

وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يخرج من النار أربعة فيعرضون على الله ثم يؤمر بهم إلى النار فيلتفت أحدهم فيقول: أي رب؟ لقد كنت أرجو إذا أخرجتني منها أن لا تعيدني فيها " قال: " فينجيه الله منها ". [4331]

• مسْلِمٌ [321/ 192] عَنْ أَنَس في الإيمَانِ.

5519 -

وقال عليه السلام " يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان له في الدنيا ". [4332]

• البُخارِيُّ [(2440) (6535)] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ في الرقَائقِ، والمَظَالِمِ.

5520 -

وقال عليه السلام "لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا ولا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة ". [4333]

• البُخَارِيُّ [6569] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في صِفَةِ الجَنةِ.

ص: 190

5521 -

وقال عليه وسلم: "إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي مناد: يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت. فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم ". [4334]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (6548) م (43/ 2850)]، في صِفَةِ الجَنةِ والنَّارِ عن ابنِ عُمَرَ - رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ -.

‌مِنِ "الحِسَانِ

":

5522 -

عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " حوضي من عدن إلى عمان البلقاء

(1)

ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأكوابه عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا أول الناس ورودا فقراء المهاجرين الشعث رؤوسا الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المتنعمات ولا يفتح لهم السدد

(2)

".

غريب. [4335]

• التِّرْمِذِيُّ [2444]- واسْتَغْرَبَهُ -

(3)

، وابنُ مَاجَه [4303]؛ كِلاهُمَا في الزُّهْدِ عَنْهُ.

(1)

عمان بلد من الشام. وعدن في اليمن.

(2)

السدد: جمع سدة، وهي باب الدار.

(3)

قلت: ورجاله ثقات.

وكذلك رواه أحمد (5/ 275) والحاكم (4/ 184)؛ وقال: "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبِي.

لكن بينت رواية ابن ماجه أنه منقطع؛ ففيها: أن العباس بن سالم الدمشقي قال: نُبِّئْتُ عن أبي سلام الحبشي.

لكن له طريق أخرى صحيحة عن أبي سلام، وقد خرجتها في "الصحيحة"(1082).

ص: 191

5523 -

وعن زيد بن أرقم قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلنا منزلا فقال: " ما أنتم جزء

(1)

من مائة ألف جزء ممن يرد علي الحوض".

قيل: كم كنتم يومئذ؟ قال: سبعمائة أو ثمانمائة. [4336]

• أبو دَاودَ

(2)

[4746] في السُّنةِ عَنْ زيْدِ بنِ أَرْقَمَ.

5524 -

عن الحسن، عن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكل نبي حوضا وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة

(3)

وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة ".

غريب [4337]

• التِّرْمِذِيُّ [2443] في الزُّهْدِ عَن سَمُرَةَ، وَقَالَ: غَرِيبٌ

(4)

، وَقَالَ: المرْسَلُ أَصَحُّ

(5)

.

5525 -

عن أنس رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه

(1)

كذا بالرفع! وفي بعض النسخ بالنصب.

(2)

وإسناده صحيح، وقد خرجته في "الصحيحة"(123).

(3)

أيهم أكثر أمة واردة.

(4)

قلت: وعلته أنه من رواية سعيد بن بشير - وهو ضعيف -، عن الحسن البصري - وهو مدلس.

لكن للحديث شواهد، يرتقي بها إلى الصحة، فانظر "الصحيحة"(1589).

(5)

قلت: ورجاله ثقات.

وكذلك رواه أحمد (5/ 275)، والحاكم (4/ 184)؛ وقال:"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبِي.

لكن بينت رواية ابن ماجه أنه منقطع؛ ففيها: أن العباس بن سالم الدمشقي قال: نُبِّئْتُ عن أبي سلام الحبشي.

لكن له طريق أخرى صحيحة عن أبي سلام، وقد خرجتها في "الصحيحة"(1082).

ص: 192

وسلم أن يشفع لي يوم القيامة فقال: "أنا فاعل". قلت يا رسول الله فأين أطلبك؟ قال اطلبني أول ما تطلبني على الصراط". قلت فإن لم ألقك على الصراط؟ قال: "فاطلبني عند الميزان " قلت فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال: "فاطلبني عند الحوض فإني لا أخطئ

(1)

هذه الثلاث المواطن " [4338]

• التِّرْمِذِيُّ [2433] عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه في الحِسابِ والقِصَاصِ، وَقَالَ: حَسَن غَرِيبٌ

(2)

.

5526 -

عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شعار المؤمنين يوم القيامة على الصراط: رب سلم سلم ".

غريب [4339]

• التِّرْمِذِيُّ [2432] في الحِسَابِ وَالقِصَاصُ عَنِ المُغِيرَةِ، وَقَالَ: غَرِيبٌ

(3)

.

5527 -

عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قيل له ما المقام المحمود؟ قال: " ذلك يوم ينزل الله تعالى على كرسيه فيئط

(4)

كما يئط الرحل الجديد من تضايقه به وهو كسعة ما بين السماء والأرض ويجاء بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى إبراهيم صلوات الله عليه

(1)

أي: لا أتجاوز هذه البقاع، ولا يفقدني أحد فيهن جميعهن.

(2)

وهو كما قال؛ فإِن سنده جيد؛ وقد أخرجه أحمد (3/ 178).

(3)

أي: ضعيف؛ وقد بينت علته في "الضعيفة"(1972).

(4)

بثط؛ أي: يصوت.

ص: 193

يقول الله تعالى: اكسوا خليلي فيؤتى بريطتين

(1)

بيضاوين من رياط الجنة ثم أكسى على أثره ثم أقوم عن يمين الله مقاما يغبطني الأولون والآخرون". [4340]

• الدَّارِميُّ

(2)

[2/ 32] عَنِ ابن مَسْعُود رضي الله عنهما.

5528 -

وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ". [4341]

• أَبُو دَاودَ [4739] في السُّنةِ، والتِّرْمِذِيُّ [2435] في الزُّهْدِ - وَصَحَّحَهُ

(3)

- عَنْ أَنَسٍ.

5529 -

وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " آتاني آت من عند ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة وهي لمن مات لا يشرك بالله شيئا ". [4342]

• التِّرْمِذِيُّ

(4)

[2441] عَنْ عَوْفِ بنِ مَالِكٍ في الشفَاعَةِ مِنَ الزهْدِ.

5530 -

وعن عبد الله بن أبي الجدعاء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم " رواه الترمذي والدارمي وابن ماجه [4343]

• التِّرْمِذِيُّ [2438] وابنُ مَاجَه [4316] في الزُّهْدِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بنِ أَبِي الجَدْعَاءِ، وَصَحَّحَهُ

(1)

الريطة: الملاءة الرقيقة اللينة، وهي قطعة واحدة.

(2)

وإسناده ضعيف.

(3)

قلت: وهو كما قال، وصححه ابن حبان - أيضًا - (2596)، والحاكم (1/ 69).

وهو - عند أبي داود - من وجه آخر، وسنده جيد. وأخرجه أحمد (3/ 213) - أيضًا -، والحاكم. وله - عنده - طريق ثالث؛ والحديث مخرج في "ظلال الجنة" (رقم: 830 - 832).

(4)

قلت: وسكت عليه، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (2592 - 2595).

ص: 194

التِّرْمِذِيُّ

(1)

.

5531 -

عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن من أمتي من يشفع للفئام

(2)

ومنهم من يشفع للقبيلة، ومنهم من يشفع للعصبة ومنهم من يشفع للرجل حتى يدخلوا الجنة " [4344]

• التّرْمِذِيُّ [2440] في الشَّفَاعَةِ - وَحَسَّنَهُ

(3)

- عَنْ أبِي سَعِيدٍ.

5532 -

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي أربع مئة ألف فقال أبو بكر زدنا يا رسول الله قال وهكذا فحثا بكفيه وجمعهما فقال أبو بكر: زدنا يا رسول الله. قال: وهكذا فقال عمر دعنا يا أبكر. فقال أبو بكر: وما عليك أن يدخلنا الله كلنا الجنة؟ فقال عمر: إن الله عزوجل إن شاء أن يدخل خلقه الجنة بكف واحد فعل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " صدق عمر " [4345]

• أَحْمَدُ

(4)

[3/ 165] عَنْ أَنَسٍ.

(1)

قلت: وسنده صحيح، وصححه الحاكم (1/ 70) ووافقه الذهبي.

وله شاهد من حديث واثلة بن الأسقع

مرفوعًا: أخرجه أبو نعيم (10/ 305) وعنه الخطيب (5/ 26).

وآخر من حديث أبي هريرة، وزاد: فقيل: من هو يا رسول الله؟! قال: "أويس القرني": ذكره ابن أبي حاتم (2/ 353) واستنكره.

(2)

الجماعة من الناس.

(3)

قلت: وإسناده ضعيف؛ فيه عطية، وهو معروف بالضعف.

وعنه: رواه أحمد (3/ 20، 63).

(4)

وكذا البغوي في "شرح السنة"(3/ 627) من طريق معمر، عن قتادة، عن أنس

به، أو: عن ==

ص: 195

5533 -

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يصف أهل النار فيمر بهم الرجل من أهل الجنة فيقول الرجل منهم: يا فلان أما تعرفني؟ أنا الذي سقيتك شربة. وقال بعضهم: أنا الذي وهبت لك وضوءا

(1)

فيشفع له فيدخله الجنة ". [4346]

• ابن مَاجَه [3685] في الأدَبِ، عَنْ أَنَسٍ، وَفِيهِ يزيدُ بنُ أَبَان، وَهُوَ ضَعِيفٌ

(2)

.

5534 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن رجلين ممن دخل النار اشتد صياحهما فقال الرب: أخرجوهما. فقال لهما: لأي شيء اشتد صياحكما؟ قالا: فعلنا ذلك لترحمنا. قال: فإن رحمتي لكما أن تنطلقا فتلقيا أنفسكما حيث كنتما من النار فيلقي أحدهما نفسه فيجعلها الله بردا وسلاما ويقوم الآخر فلا يلقي نفسه فيقول له الرب تعالى: ما منعك أن تلقي نفسك كما ألقى صاحبك؟ فيقول: رب إني لأرجو أن لا تعيدني فيها بعد ما أخرجتني منها. فيقول له الرب: لك رجاؤك. فيدخلان جميعا الجنة برحمة الله ". [4347]

= النضر بن أنس، عن أنس

بِه؛ وهذا سند صحيح.

وقد أخرجه أحمد - أيضًا - (3/ 193)، وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 344) من طريق أبي هلال، عن قتادة، عن أنس

به؛ وقال أبو نعيم: "تفرد به أبو هلال - واسمه: محمد بن سليم الراسبي -، ثقة بصري"!

قلت: قد تابعه - كما رأيت - معمرٌ.

وقد أخرجه البيهقي - أيضًا - في "الأسماء"(241) عن معمر

به؛ ثم ذكر لقتادة - فيه - إسنادًا آخر.

(1)

الوضوء - بفتح الواو -: الماء الذي يتوضأ به.

(2)

وإسناده ضعيف؛ وهو مخرج في "الضعيفة"(93).

ولفظه مغاير لسياق التبريزي، وأتم منه؛ انظر (رقم: 3685) من "سنن ابن ماجه".

ص: 196

• التِّرْمِذِيُّ [2599] في صِفَةِ جهَنمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِيهِ رِشْدِينُ بنُ سَعْدٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَشَيْخُهُ ابنُ أَنعُمَ؛ ضَعِيفٌ أَيْضًا

(1)

.

5535 -

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يرد الناس النار ثم يصدون منها بأعمالهم فأولهم كلمح البرق ثم كالريح ثم كحضر

(2)

الفرس ثم كالراكب في رحله ثم كشد الرجل ثم كمشيه". [4348]

• التِّرْمِذِيُّ

(3)

[3159] في التَّفْسِيرِ، والدَّارِمِيُّ [2/ 329] عَنِ ابْنِ مَسْعُود.

‌الفصل الثالث:

5536 -

عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أمامكم حوضي ما بين جنبيه كما بين جرباء

(4)

وأذرح

(5)

".

(1)

وهو مخرج في "الضعيفة"(1977).

(2)

الحضر: الجري والعدو الشديد.

(3)

وقال "حديث حسن".

قلت: وإسناده صحيح، كما بينته في "الصحيحة"(311).

(4)

جرباء: موضع من أعمال عمان بالبلقاء من أرض الشام، وهي قريبة من أذرح.

(5)

أذرح: قرية في البلقاء.

وقد ردّ ياقوت في (معجم البلدان) على من زعم أن بينهما ثلاثة أيام، وكذلك صنع صاحب "القاموس" عند كلامه على جرباء، فقال:"والجرباء: قرية بجنب أذرح، وغلط من قال: بينهما ثلاثة أيام"؛ وإنما الوهم من رواة الحديث؛ من إِسقاط زيادة ذكرها الدارقطني وهي "ما بين ناحيتي حوضي كما بين المدينة وجرباء وأذرُح

".

ص: 197

قال بعض الرواة: هما قريتان بالشام بينهما مسيرة ثلاث ليال.

وفي رواية: "فيه أباريق كنجوم السماء من ورده فشرب منه لم يظمأ بعدها أبدا ". [5607]

• متفق عليه [خ (6577) م (2299)].

5537 -

وعن حذيفة وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يجمع الله تبارك وتعالى الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف

(1)

لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون: يا أبانا استفتح لنا الجنة. فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله " قال: " فيقول إبراهيم: لست بصاحب ذلك إنما كنت خليلا من وراء وراء اعمدوا إلى موسى الذي كلمه الله تكليما فيأتون موسى عليه السلام فيقول: لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه فيقول عيسى: لست بصاحب ذلك فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤذن له وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا فيمر أولكم كالبرق ". قال: قلت: بأبي أنت وأمي أي شيء كمر البرق؟ قال: " ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين. ثم كمر الريح

ثم كمر الطير وشد الرجال

(2)

تجري بهم أعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول: يا رب سلم سلم. حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا ".

وقال: " وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به

(1)

أي: تقرب.

(2)

أي: جريهم وعدوهم.

ص: 198

فمخدوش ناج ومكردس

(1)

في النار ".

والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعين خريفا

(2)

. [5608، 5609]

• رواه مسلم (195) رضي الله عنه.

5538 -

وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج من النار بالشفاعة كأنهم الثعارير؟

(3)

قال: " إنه الضغابيس

(4)

". [5610]

• متفق عليه [خ (6558) م (191)] عنه.

5539 -

وعن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء ". [5611]

• أخرجه ابن ماجه

(5)

(4313).

(1)

المكردس: هو الذي جمعت يداه ورجلاه وألقي في موضع.

(2)

أي: مسيرة سبعين، فحذف المضاف، وترك المضاف إليه على إعرابه.

وذكر ابن هشام في "مغني اللبيب"(ص 55) تخريجًا آخر له، وذلك أن تكون ظرفًا، و (قَعْر) مَصْدَرًا.

وَقَالَ النووي رحمه الله: "في بعض الأصول: سبعون".

(3)

الثعارير والضغابيس: صغار القثاء.

شبهوا بها؛ لأن القثاء ينمو سريعًا.

(4)

الثعارير والضغابيس: صغار القثاء.

شبهوا بها؛ لأن القثاء ينمو سريعًا.

(5)

حديث موضوع؛ في سنده عنبسة بن عبد الرحمن، قال أبو حاتم:"كان يضع الحديث"؛ وقد خرجته في "الضعيفة"(1978).

ص: 199

‌5 - باب صفة الجنة وأهلها

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5540 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. واقرؤوا إن شئتم: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة عين}

متفق عليه [4349]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (3244) م (2/ 2824)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخَارِيُّ في التفْسِيرِ، ومسْلِمٌ في صِفَةِ الجَنَّةِ.

5541 -

و قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ". [4350]

• البُخَارِيُّ [(6568)] عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ في الرَّقَائِقِ".

ولو أنّ امرأةً منْ نِساءِ أهلِ الجنَّةِ اطلَعتْ إلى أهلِ الأرضِ؛ لأضاءَتْ ما بينهُما، ولملأتْ ما بينهما رِيحًا، ولَنَصيفُها

(1)

على رأْسِها خير مِن الدنيا وما فيها".

• البُخَارِيُّ [2796] عَنْ أنَسٍ في الجِهَادِ.

5542 -

و قال: عليه السلام: " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ولقاب

(2)

قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو غربت". [4351]

(1)

النصيف: الخمار.

(2)

أي: لقدر موضع قوس أحدكم في الجنة.

ص: 200

• البُخَارِيُّ [(3252) (3253) (6552)]- بتَمَامِهِ -.

وبَعْضُهُ في مُسْلِمٍ [6/ 2826) (8/ 2827)] في صِفَةِ الجَنَّةِ.

5543 -

وقال عليه السلام: "إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون يطوف عليهم المؤمن وجنتان

(1)

من فضة آنيتهما ما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن ". [4352]

• البُخَارِيُّ [(4878، 4879، 4880) رواه في بدء الحلق فقط مختصرًا في التفْسِيرِ عَنْ أَبِي مُوسى بِتَمَامِهِ؟ ومُقَطَّعًا.

وأَخرجَ مُسْلِمٌ [23/ 2838] أَوَّلَهُ مِنْ هَذا الوَجْهِ في صِفَةِ الجَنَّةِ.

5544 -

وقال عليه السلام: "إن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها درجة منها

(2)

تفجر أنهار الجنة الأربعة ومن فوقها يكون العرش فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس " [4353]

• التِّرْمِذِيُّ

(3)

[2531] عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنهم أجْمَعِين - في صِفَةِ الجَنَّةِ بِتَمَامِهِ.

وَعَجَبٌ مِنْ إِدْخَالِ البَغَوِيِّ لَهُ في أَحَادِيثِ "الصحِيحَينِ"!

(1)

أي: وللمؤمن جنتان، وفي "الأصل": أو جنتان.

(2)

أي: ومن جنة الفردوس.

(3)

وإسناده صحيح.

وهو - عند البخاري (2790، 7423) من حديث أبي هريرة

أتم منه -، والحديثان مخرجان في "الصحيحة"(921 - 922).

ص: 201

5545 -

وقال عليه السلام: "إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو

(1)

في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا فيقولون وأنتم والله لقد ازددتم حسنا وجمالا" [4354]

• مُسْلِمٌ [13/ 2833] عَنْ أَنَس في صِفَةِ الجَنَّةِ.

5546 -

وقال عليه السلام: " إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم كأشد كوكب دري في السماء إضاءة قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم ولا تباغض لكل امرئ منهم زوجتان من الحور العين يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم من الحسن يسبحون الله بكرة وعشيا لا يسقمون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يتمخطون آنيتهم الذهب والفضة وأمشاطهم الذهب ووقود مجامرهم

(2)

الألوة

(3)

ورشحهم المسك وأخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء. [4355]

• متفَقٌ عَلَيْهِ [خ (3245) (3246) (3254) (3327) م (15/ 2834) (16/ 2834)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في صِفةِ الجَنَّةِ

(4)

.

5547 -

وقال عليه السلام: "إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولايتفلون ولايبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون". قالوا: فما بال الطعام؟ قال:

(1)

أي: تنثر؛ والمفعول محذوف؛ أي: المسك وأنواع الطيب.

(2)

المجامر: المباخر.

(3)

الألوة: العود الهندي.

(4)

إنما رواه مسلم في (صفة الجنة)؛ أم البخاري فقد رواه في (بدء الحلق، (أحاديث الأنبياء)! (ع)

ص: 202

"جشاء ورشح كرشح المسك يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس". [4356]

• مُسْلِمٌ [18/ 2835] عَنْ جَابِرٍ في صِفَةِ الجَنةِ.

5548 -

وقال عليه السلام: "من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس

(1)

ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ". [4357]

• مُسْلِمٌ [21/ 2836] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ كَذَلِكَ.

5549 -

وقال عليه السلام: "ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا "[4358]

• مُسْلِمٌ [22/ 2837] عَنْ أبِي سَعِيدٍ، وأَبِي هُرَيْرَةَ كَذَلِكَ.

5550 -

وقال عليه السلام: "إن أهل الجنة يترآءون

(2)

أهل الغرف من فوقهم كما تترآءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم " قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال: " بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين". [4359]

• متفَق عَلَيْهِ [خ (3256) م (11/ 2831)] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ كَذَلِكَ.

5551 -

وقال عليه السلام: "يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير

(3)

". [4360]

(1)

أي: لا يفقر ولا يهتم.

(2)

أي: ينظرون.

(3)

قال العلماء في وجه التشبيه أقوالًا عديدة: كالرقة، والرحمة، والصفاء، والخلو عن الحسد، ==

ص: 203

• مسلِمٌ [27/ 2840] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ كَذَلِكَ.

5552 -

وقال عليه السلام: "إن الله تعالى يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير كله في يديك فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك؟ فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا ". [4361]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (6549) (7518) م (9/ 2829)] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ في أَبْوَابِ الجَنَّةِ.

5553 -

وقال عليه السلام: "إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقول له

(1)

: تمن فيتمنى ويتمنى فيقول له: هل تمنيت؟ فيقول نعم فيقول له: فإن لك ما تمنيت ومثله معه ". [4362]

• مُسْلِمٌ [301/ 182] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الإيمَانِ.

5554 -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال رسول الله - صلى الله

= والخوف، والتوكل.

واعتمد النووي: الرقة.

(1)

أي: الله جل جلاله، أو: الملَك.

ص: 204

عليه وسلم -: " سيحان وجيحان

(1)

والفرات والنيل كل من أنهار الجنة

(2)

". [4363]

• مُسْلِمٌ [26/ 2839] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في صِفَةِ الجَنةِ.

5555 -

وعن عتبة بن غزوان قال: ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم فيهوي فيها سبعين خريفا لا يدرك لها قعرا والله لتملأن ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام ". [4364]

• مُسْلِمٌ [14/ 2967] في حَدِيثٍ طَوِيلٍ في آخِرِ الكِتَابِ.

‌مِنَ "الِحسَانِ

":

5556 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله مم خلق الخلق؟ قال: " من الماء ". قلنا: الجنة ما بناؤها؟ قال: " لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها

(3)

المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران من يدخلها ينعم ولا يبأس ويخلد ولا يموت ولا يبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم ". [4365]

• التِّرْمِذِيُّ

(4)

[2526] في صِفَةِ الجَنَّةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِسَنَدٍ منْقَطِعٍ.

(1)

قال النووي في "شرح مسلم"(17/ 176): "اعلم أن سيحان وجيحان غير سيحون وجيحون، فأما سيحان وجيحان - المذكوران في الحديث -: هما من أنهار الجنة في بلاد الأرمن، فجيحان: نهر المصيصة، وسيحان: نهر إذنه، وهما نهران عظيمان جدًّا، أكبرهما جيحان؛ فهذا هو الصواب في موضعهما".

(2)

قال القاري: "إنما جعل الأنهار الأربعة من أنهار الجنة؛ لما فيها من العذوبة والهضم، ولتضمنها البركة الإلهية، وتشرفها بورود الأنبياء إليها وشربهم منها".

(3)

الملاط؛ أي: ما بين اللبنتين.

(4)

وقال (2/ 85 - 86)"ليس إسناده بذاك القوي، وليس هو عندي بمتصل". ==

ص: 205

5557 -

وقال عليه السلام: " ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب ". [4366]

• التِّرْمِذِيُّ [2525]- وَحَسَّنَهُ

(1)

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في صِفَةِ الجَنَّةِ.

5558 -

وقال عليه السلام: " إن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مائة عام ".

غريب [4367]

• التِّرْمِذِيُّ [2529]- وَصَحَّحَهُ

(2)

- في صِفَةِ الجَنَّةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

5559 -

وقال عليه السلام: " إن في الجنة مائة درجة لو أن العالمين اجتمعوا في أحداهن لوسعتهم ".

= قلت: فيه زياد الطائي، قال الذهبي:"لا يُعرف".

وقد وصله أحمد (2/ 304 - 305). ولكن من طريق الطائي - هذا -!

ووصله هو (2/ 445) والدارمي (2/ 333) من طريق أبي مُدِلَّةَ؛ أنه سمع أبا هريرة

بدون ذكر الخلق، وأبو مُدِلَّةَ؛ قال الذهبي:"لا يكاد يُعرف".

ومن طريقه: أخرجه الطيالسي - أيضًا - (2583) وابن حبان (2621).

لكن قوله: "الجنة بناؤها لبنة من ذهب، ولبنة من فضة": أخرجه أحمد (2/ 362) من طريق أخرى، - عن أبي هريرة، وسنده حسن.

ومعناه عند البخاري (3/ 254) وأحمد (5/ 9) من حديث سمرة.

وسائر الحديث له شواهد في "الترغيب"(4/ 252) وتقدم بعضه من رواية مسلم (5621) وانظر.

(1)

قلت: وفي سنده ضعف، بينته في "الضعيفة"(1979).

(2)

قلت: وإسناده صحيح.

ص: 206

غريب [4368]

• التِّرْمِذِيُّ

(1)

[2532] فِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَفِيهِ ابنُ لَهِيعَةَ.

5560 -

وعن أَبِي سَعيدٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {وفرش مرفوعة} قال: ارتفاعها لكما بين السماء والأرض مسيرة خمس مائة سنة ".

غريب [4369]

• التِّرْمِذِيُّ [2540] فِيهِ عَنْ أَبِي سَعيدٍ، وَفِيهِ رِشْدِينُ بنُ سعْدٍ، وَهُوَ ضَعِيفٍ

(2)

.

لَكِنْ أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّان مِنُ وَجْهٍ آخَرَ [7405].

5561 -

و قال عليه السلام: " إن أول زمرة يدخلون الجنة يوم القيامة ضوء وجوههم على مثل ضوء القمر ليلة البدر والزمرة الثانية على مثل أحسن كوكب دري في السماء لكل رجل منهم زوجتان على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من ورائها ". [4370]

• التِّرمِذِيُّ [(2535) (2522)] فِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَقَالَ: حَسَنٌ

(3)

.

5562 -

عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع ". قيل: يا رسول الله أو يطيق ذلك؟

(1)

وقال: "غريب"؛ أي: يعني: ضعيف؛ وهو كما قال، وبيانه في "الضعيفة"(1886).

(2)

قلت: وهو كما قال.

(3)

وإسناده ضعيف؛ فيه عطية العوفي، وهو ضعيف. لكنه لم يتفرد به؛ فهو حسن كما قال الترمذي، ولذا فقد خرجته في "الصحيحة"(1736).

ص: 207

قال: "يعطى قوة مائة". [4371]

• الترْمِذِيُّ [2536] فِيهِ، - وَصَحَّحَهُ

(1)

- عَنْ أَنَسٍ.

5563 -

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن ما يقل ظفر مما في الجنة بدا لتزخرفت له ما بين خوافق السماوات والأرض ولو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوؤه ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم ".

غريب [4372]

• التّرْمِذِيُّ

(2)

[2538] فِيهِ عَنْ سَعْدٍ؛ وَفِيهِ ابنُ لَهِيعَةَ.

5564 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهل الجنة جرد مرد كحلى لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم ". [4373]

[الترمذي](3) وَحَسَّنَهُ (4)[(2539)] عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ.

(1)

وقال "حديث صحيح غريب".

قلت: وإسناده حسن، بل هو صحيح؛ لأن له شواهد؛ منها عن زيد بن أرقم: رواه الدارمي (2/ 334) بسند صحيح.

وقد صححها ابن حبان (2635، 2637).

(2)

وقال: "غريب"؛ أي: ضعيف؛ وهو كما قال.

ثم بدا لي أنه ليس كذلك؛ لأنه من رواية عبد الله بن المبارك، عن ابن لهيعة، وهو صحيح الحديث عنه.

وسائر الرواة ثقات من رجال مسلم.

وأخرجه أحمد - أيضًا - (1/ 169، 171) عن ابن المبارك، ثم خرجته في "الصحيحة"(3396).

(3)

سقطت من الأصل، والسياق يقتضيها. (ع)

(4)

قلت: وسنده ضعيف.

لكنه حسن - كما قال - بما يأتي بعده، وبما تقدم (5630).

ص: 208

5565 -

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين أبناء ثلاثين - أو ثلاث وثلاثين - سنة ". [4374]

• التِّرْمِذِيُّ [2545] فيهِ عَنْ مُعَاذ، وَحسَّنَهُ

(1)

.

5566 -

عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر له سدرة المنتهى قال: " يسير الراكب في ظل الفنن منها مائة سنة أو يستظل بظلها مئة راكب - شك الراوي - فيها فراش

(2)

الذهب كأن ثمرها القلال

(3)

"

غريب [4375]

• التِّرْمِذِيُّ [2541] فِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أبي بَكْرٍ رضي الله عنه، وَحَسَّنَهُ

(4)

(1)

قلت: وهو كما قال بما قبله.

وفي إسناده شهر بن حوشب، وعنه: رواه أحمد (5/ 232، 240، 243)، وانظر "الصحيحة"(6/ 2/ 1224/ تحت 2987).

(2)

جمع فراشة.

(3)

جمع القُلَّة، وهي إناء للعرب كالجرة الكبيرة:"مختار".

(4)

وفي بعض النسخ: "غريب".

قلت: وهو بحال إسناده؛ فإن فيه محمَّد بن إسحاق معنعنًا.

لكنه صرح بالتحديث في "زهد هناد"(981/ 115).

ص: 209

5567 -

وعن أنس رضي الله عنه أنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ماالكوثر؟ قال: "ذاك نهر أعطانيه الله يعني في الجنة أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر

(1)

" قال عمر: إن هذه

(2)

لناعمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أكلتها أنعم منها "[4376]

• التِّرْمِذِيُّ [2542] فِيهِ عَنْ أَنَسٍ، وَحَسَّنَهُ

(3)

.

5568 -

عن يليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلا قال: يا رسول الله هل في الجنة من خيل؟ قال: " إن

(4)

الله أدخلك الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيث شئت إلا فعلت " وسأله رجل فقال: يارسول الله هل في الجنة من إبل؟ فقال: " إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك " وفي رواية: " إن أدخلت الجنة أتيت بفرس من ياقوتة له جناحان فحملت عليه

(1)

الجُزر: جمع جزور، وهو الجمل.

(2)

أي: الطير.

(3)

قلت: وسنده حسن.

وأخرجه الحاكم (2/ 537) من طريق أخرى عن أنس.

ورواه أحمد (3/ 236، 237) من الوجهين.

ولطريقه الثاني طريق ثالث - عنده (3/ 543) -؛ وسنده حسن.

ولبعضه شاهد من حديث ابن عمر

مرفوعًا: أخرجه الترمذي ()، والحاكم (3/ 543)، وصححاه؛ وسند الحاكم صحيح.

ورواه الدارمي - أيضًا - (2/ 337)؛ وقد خرجت الحديث في "الصحيحة"(2514).

(4)

إِن: هي الشرطية.

ص: 210

وطار بك حيث شئت". [4377]

• التِّرْمِذِيُّ

(1)

[2543] فِيهِ عَنْ بُريِدَةَ، وَصَحَّحَ إِرْسَالَه.

• التِّرْمِذِيُّ [2544]، عَنْ أبِي أيوبَ فِيه، [وَضَعَّفَهُ]

(2)

.

5569 -

وعن بريدة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أهل الجنة عشرون ومئة صف ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم ". [4378]

• التِّرْمِذِيُّ [2546] فِيهِ عَنْ بُرَيْدَةَ، وَحسَّنَهُ

(3)

.

5570 -

وعن سالم عن أبيه

(4)

رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " باب أمتي الذين يدخلون منه الجنة عرضه مسيرة الراكب المجود ثلاثا ثم إنهم ليضغطون

(5)

عليه حتى تكاد مناكبهم تزول".

ضعيف منكر [4379]

(1)

وإسناده ضعيف؛ وبيانة في "الضعيفة"(1980).

(2)

وفي طبعة الدعاس (2547): "حسن، ليس إسناده بالقوي

".

قلت: وهو حري بذلك؛ لأن له شواهد؛ من أجلها نقلته إلى "الصحيحة"(3001).

قال أبو الحارث: في الأصل: (ضعّفوه)! ولعل ما أثبثناه أوجه! (ع)

(3)

قلت: وسنده صحيح، وصححه الحاكم (1/ 82) وكذا ابن حبان (2639).

رواه الطحاوي - أيضًا - في "المشكل"(1/ 156)، والحسين المروزي في "زوائد الزهد"(1572).

وروى له الحاكم شاهدًا من حديث ابن مسعود.

(4)

أي: عبد الله بن عمر.

(5)

أي: يعصرون.

ص: 211

• التِّرْمِذِيُّ [2548]- واسْتَغْرَبَهُ

(1)

- عَنِ ابنِ عُمَرَ فِيهِ.

5571 -

عن علي رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة لسوقا ما فيها شراء ولا بيع إلا الصور من الرجال والنساء فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها ".

غريب [4380]

• التِّرْمِذِيُّ [2550] فِيهِ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، واسْتَغْرَبَهُ

(2)

.

5572 -

وعن سعيد بن المسيب رضي الله عنهما أنه لقي أبا هريرة رضي الله عنه فقال أبو هريرة: أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة. فقال سعيد: أفيها سوق؟ قال: نعم أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم ثم يؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون ربهم ويبرز لهم عرشه ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة فيوضع لهم منابر من نور ومنابرمن لؤلؤ ومنابر من ياقوت ومنابر من زبرجد ومنابر من ذهب ومنابر من فضة ويجلس أدناهم - وما فيهم دني - على كثبان المسك والكافور ما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا ". قال أبو هريرة: رضي الله عنه قلت: يا رسول الله وهل نرى ربنا؟ قال: " نعم هل تتمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر؟ " قلنا: لا. قال: " كذلك لا تتمارون في رؤية ربكم ولا يبقى في ذلك المجلس رجل إلا حاضره الله محاضرة حتى يقول للرجل منهم: يا

(1)

وعلته: خالد بن أبي بكر، ذكره الذهبي في "الميزان"، وذكر هذا الحديث من مناكيره.

ومن طريقه: أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(1337 - مصورة المكتب -).

(2)

قلت: أي: ضعيف؛ وهو كما قال، وقد خرجته، وبينت علتّه في "الضعيفة"(1982).

ص: 212

فلان ابن فلان أتذكر يوم قلت كذا وكذا؟ فيذكره ببعض غدارته في الدنيا. فيقول: يا رب أفلم تغفر لي؟ فيقول: بلى فبسعة مغفرتي بلغت منزلتك هذه. فبينا هم على ذلك غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط ويقول ربنا: قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم فنأتي سوقا قد حفت به الملائكة فيها ما لم تنظر العيون إلى مثله ولم تسمع الآذان ولم يخطر على القلوب فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع فيها ولا يشترى وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا ". قال: " فيقبل الرجل ذو المنزلة المرتفعة فيلقى من هو دونه - وما فيهم دني - فيروعه ما يرى عليه من اللباس فيما ينقضي آخر حديثه حتى يتخيل عليه ما هو أحسن منه وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها ثم ننصرف إلى منازلنا فيتلقانا أزواجنا فيقلن: مرحبا وأهلا لقد جئت وإن بك من الجمال أفضل مما فارقتنا عليه فيقول: إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار ويحقنا

(1)

أن ننقلب بمثل ما انقلبنا ".

غريب. [4381]

• التِّرْمِذِيُّ [4381] فِيهِ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ: غَرِيبٌ

(2)

.

5573 -

عن أبي سعيد أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة وينصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية

(3)

إلى صنعاء " [4382]

(1)

أي: يوجبنا ويلزم، أو يحق لنا؛ من باب الحذف والإيصال.

(2)

أي: ضعيف؛ وهو كما قال، وقد خرجته وبينت علله في المصدر السابق (1722).

(3)

الجابية: بلدة الشام، وصنعاء: بلدة باليمن.

ص: 213

• التِّرْمِذِيُّ [2562] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، فِيهِ، وَقَالَ: غَرِيبٌ

(1)

.

وبه قال: "منْ ماتَ منْ أهلِ الجنّةِ - منْ صغيرٍ أو كبيرٍ - يُرَدُّونَ بَني ثلاثينَ في الجنّة، لا يزيدونَ عليها أبدًا، وكذلكَ أهلُ النارِ".

• الترْمِذِيُّ [2562] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ فيهِ.

وبه قال: "إنّ عليهمُ التِّيجانَ، أدنَى لؤلؤةٍ منها لتُضِيءُ ما بينَ المشرقِ والمغربِ".

غريب.

• التَّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ فِيهِ.

5574 -

وبه قال: " المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه

(2)

في ساعة كما يشتهي ".

غريب.

قال إسحاق بن إبراهيم في هذا الحديث: إذا اشتهى المؤمن في الجنة الولد كان في ساعة ولكن لا يشتهي. [4383]

(1)

يعني: الأول الثاني والثالث؛ وقد رواها بإسناد واحد عن أبي سعيد، وهو إسناد ضعيف كما قال؛ فيه رشدين بن سعد، ودراج أبو السمح، وكلاهما ضعيف.

وقد أخرج الأول - فقط -: ابن حبان (2638) من طريق أخرى عن دراج، فهو العلة.

ورواه أحمد (3/ 76) من طريق ثالثة.

والثالث: أخرجه الحاكم - أيضًا - (2/ 426 - 427) من طريق أخرى عن دراج، وقال صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي!

وأخرجه أحمد (3/ 75) من طريق ثالثة عن دراج

بنحوه في حديث.

(2)

أي: كمال سنّه، وهو ثلاثون سنة.

ص: 214

• التِّرْمِذِيُّ [2563] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَريبٌ

(1)

.

5575 -

عن علي رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة لمجتمعا للحور العين يرفعن بأصوات لم تسمع الخلائق مثلها يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الناعمات فلا نبأس ونحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن كان لنا وكنا له ". [4384]

• التِّرْمِذِيُّ [2564] عَن عَلِيّ فِيه، وَقَالَ: غَرِيبٌ

(2)

.

5576 -

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة بحر الماء وبحر العسل وبحر اللبن وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار بعد ". [4385]

• التِّرْمِذِيُّ

(3)

[2571]- وَصحَّحَهُ - مِنْ حَدِيثِ حَكيمِ بنِ مُعَاوِيَةَ، عَن أَبِيهِ فيه.

‌الفصل الثالث:

5577 -

عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن

(1)

إنما أخرجه بإسناد آخر - خلافًا لما أوهمه صنيع البغوي والتبريزي - عن أبي سعيد! وإسناده صحيح.

وقول إسحاق؛ ليس من الحديث؛ ثم هو مما لا دليل عليه في السنة الصحيحة، وظاهر الحديث يرده.

وصححه ابن حبان (2636).

وأخرجه أحمد - أيضًا - (3/ 9) والدارمي (2/ 337) وابن ماجه (4338).

(2)

وهو كما قال، وبينت علته في "الضعيفة"(1982).

(3)

وكذا ابن حبان (2623)، وأحمد (5/ 5)، والدارمي (2/ 337) عن حكيم بن معاوية، عن أبيه

مرفوعًا به. قلت: وإسناده صحيح.

ص: 215

الرجل في الجنة ليتكئ في الجنة سبعين مسندا

(1)

قبل أن يتحول ثم تأتيه امرأة فتضرب على منكبه فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة وإن أدنى لؤلؤة عليها؛ تضيء ما بين المشرق والمغرب فتسلم عليه فيرد السلام ويسألها: من أنت؟ فتقول: أنا من المزيد

(2)

وإنه ليكون عليها سبعون ثوبا فينفذها

(3)

بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك وإن عليها من التيجان أن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب ". [5652]

• رواه أحمد

(4)

(3/ 75).

5578 -

وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحدث - وعنده رجل من أهل البادية -: "إن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع. فقال له: ألست فيما شئت

(5)

؟ قال: بلى ولكن أحب أن أزرع فبذر فبادر

(6)

الطرف نباته واستواؤه واستحصاده فكان أمثال الجبال. فيقول الله تعالى: دونك يا ابن آدم

(1)

المسند: ما يتكأ عليه ويستند إليه.

(2)

ويشير ذلك إلى قوله - تعالى -: {لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد} .

(3)

أي: يدرك لطافة بدن المرأة نظر الرجل.

(4)

من طريق ابن لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم.

وابن حبان في "صحيحه"(263) من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج، عن أبي الهيثم.

وروى الترمذي منه ذكر التيجان فقط - كما تقدم (5648) - من رواية رشدين، عن عمرو بن الحارث، وقال "لا نعرفه إلا من حديث رشدين".

قلت: فلم يتفرد به رشدين كما ظنَّ الترمذي؛ فعلة الحديث دراج، وهو صاحب مناكير.

(5)

أي: فيما شئت من أنواع النعيم، وألوان الطعام والشراب، وضروب المسرات.

(6)

أي: سابق.

ص: 216

فإنه يشبعك شيء ". فقال الأعرابي: والله لا تجده إلا قرشيا أو أنصاريا فإنهم أصحاب زرع وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم. [5653]

• البخاري (2348) عنه.

5579 -

وعن جابر قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أينام أهل الجنة؟ قال: " النوم أخو الموت ولا يموت أهل الجنة ". [5654]

• رواه البيهقي

(1)

(4745) في "الشعب" عنه.

‌6 - باب رُؤية الله - تعالى

-

‌مِن "الصِّحَاح

":

5580 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم سترون ربكم عيانا

(2)

". [4386]

• متّفق علَيْهِ [خ (7435) م (633)] عن جريرٍ في الصَّلاةِ.

5581 -

وقال جرير بن عبد الله: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا

(1)

وإسناده ضعيف.

لكن أخرجه البزار، وأبو الشيخ - وغيرهما - من طرق خمس عن جابر

به؛ وبعضها صحيح، كما حققته في "الصحيحة"(1087).

(2)

أي: معاينة واضحة.

ص: 217

تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا " ثم قرأ {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها} [3487]

• متفق عليه [خ (554) م (211/ 633)] في الصلاةِ.

وأخرَجهُ الأربعةُ: أبو داودَ [4729] وابن ماجة [117] في السنّةِ، والتّرْمِذيّ [2551] في صفة الجَنّةِ، والنَّسائيُّ [الكبرى 460] في الصَّلاة.

5582 -

وعن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ " قال: " فيرفع الحجاب فينظرون إلى وجه الله فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم " ثم تلا {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} . [3488]

• مسلمٌ [(297/ 181) (181/ 298)] في الإيمان، والترمذيّ [2552] في صفة الجنة، والنَّسائيُّ [الكبرى 11234] في التفسيرِ، وابنُ ماجه [187] في السّنّة من حديثِ صهيب.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5583 -

عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه

(1)

وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية " ثم قرأ {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} [4389]

(1)

أي: بساتينه.

ص: 218

• الترمذيُّ [(2553) (3330)] في صفةِ الجنّة عن ابنِ عُمَرَ، وفيه ثُوَيْرُ بنُ أبي فاخِتَةَ

(1)

- رضِيَ الله تعالى عنهم -.

5584 -

عن أبي رزين العقيلي أنه قال: قلت: يا رسول الله أكلنا يرى ربه مخليا

(2)

به يوم القيامة؟ قال: " بلى ". قال: وما آية ذلك في خلقه؟ قال: " يا أبا رزين أليس كلكم يرى القمر ليلة البدر مخليا به؟ " قال: بلى. قال: " فإنما هو خلق من خلق الله والله أجل وأعظم ". [4390]

• أبو داودَ

(3)

[4731] وابن ماجه [180] في السُّنَّة عن أبي رَزِينٍ العقيليِّ.

‌الفصل الثالث:

5585 -

عن أبي ذر قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ قال: " نور أنى أراه

(4)

". [5659]

• رواه مسلم (178) عنه.

5586 -

وعن ابن عباس: {ما كذب الفؤاد ما رأى} ، {ولقد رآه نزلة أخرى} قال: رآه بفؤاده مرتين. [5660]

• رواه مسلم (176).

وفي رواية الترمذي: قال: رأى محمَّد ربه، قال عكرمة: قلتُ: أليس الله يقول: {لا تدركه الأبصار وهو

(1)

قلت: وهو ضعيف، والحديث مخرج في "الضعيفة"(1985).

(2)

أي: خاليًا بربه.

(3)

وإسناده ضعيف، وبعضهم يحسنه.

(4)

وفي رواية له: فقال: "رأيت نورًا"؛ فهو، صريح في أنه صلى الله عليه وسلم لم ير ربَّه؛ وإنما رأى نورًا، وهو خلقٌ من خلقه - تعالى -؛ بل هو حجابه، كما جاء في حديث أبي موسى - عند مسلم عقب هذا -.

ص: 219

يدرك الأبصار}؟! قال: ويحك! ذاك إِذا تجلَّى بنوره الذي هو نوره، وقد رأى ربَّه مرَّتين.

• الترمذي

(1)

(3279) عنه.

5587 -

وعن الشعبي قال: لقي ابن عباس كعبا بعرفة فسأله عن شيء فكبر حتى جاوبته الجبال. فقال ابن عباس: إنا بنو هاشم. فقال كعب: إن الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى فكلم موسى مرتين ورآه محمد مرتين. [5661]

• رواه الترمذي

(2)

(3278).

قال مسروقٌ: فدخلت على عائشة، فقلت: هل رأى محمَّدٌ ربَّه؟! فقالت: لقد تكلَّمت بشيءٍ قَفَّ

(3)

له شعري! قلتُ: رويدًا، ثمّ قرأَتُ:{لقد رأى من آيات ربّه الكبرى} ؟ فقالت: أين تذهب بك؟! إِنما هو جبريل، من أخبرك أن محمدًا رأى ربه، أو كتم شيئًا مَّما أُمر به، أو يعلم الخَمْس التي قال الله - تعالى -:{إِن الله عنده علم السَّاعة وينزل الغيث} ، فقد أعظم الفرية، ولكنه رأى جبريل، لم يره في صورته إِلا

(1)

وقال: "حديث حسن غريب".

قلت: فيه الحكم بن أبان قال الحافظ "صدوق عابد، وله أوهام".

وقد خالفه سماك، عن عكرمة

به بلفظ "رآه بقلبه": أخرجه الترمذي، وحسنه.

ويشهد له رواية مسلم، وهي من طريق أبي العالية، عن ابن عباس.

وتابعه - عنده - عطاء، عن ابن عباس.

وأخرجه ابن حبان (38 - موارد) من طريق محمَّد بن عمرو، عن أبي أمية، عن ابن عباس، قال وقد رأى محمَّد صلى الله عليه وسلم ربه، وإسناده حسن.

ورواية مسلم أصح، لكن لا مخالفة؛ فهي مبينة لرواية الترمذي، وابن حبان.

(2)

قلت: سكت عن إسناده، وفيه مجالد بن سعيد؛ وفيه ضعف.

وهو في "الصحيحين"، عن مسروق .. نحوه - كما ذكر هنا -؛ دون رواية الشعبي، عن ابن عباس.

(3)

أي: قام من الفزع.

ص: 220

مرَّتين: مرَّة عند سدرة المنتهى، ومرَّة في أجياد

(1)

؛ له ستُّ مئة جناحٍ، قد سدَّ الأُفُقَ.

"الصحيحين"[خ (3235) م (177)] بسياق آخر.

5588 -

وعن ابن مسعود في قوله: {فكان قاب قوسين أو أدنى} وفي قوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى} وفي قوله: {رأى من آيات ربه الكبرى} قال فيها كلها: رأى جبريل عليه السلام له ست مئة جناح. [5662]

• متفق عليه [خ (4856) م (174) (174) (174)]؛ وله ألفاظ مختلفة.

وفي رواية الترمذي

(2)

: قال: {ما كذب الفؤاد ما رأى} ؛ قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في حلّة من رفرف

(3)

، قد ملأ ما بين السماءِ والأرض.

وله

(4)

- وللبخاري - في قوله: {لقد رأى من آياتِ ربِّه الكبرى} ؛ قال

(5)

: رأى رفرفًا أخضر، سدَّ أُفق السَّماء.

(1)

موضع معروف بأسفل مكة.

(2)

وقال (3283)"حسن صحيح".

قلت: فيه عنعنة أبي إسحاق السبيعي، واختلاطه.

ومن طريقه: وعنه أخرجه أحمد (1/ 394، 418) وابن خزيمة، في "التوحيد"(133).

(3)

الرفرف: البساط.

وقيل: الفراش.

وَقَالَ الشيخ علي القاري: "والأقرب أن يكون المراد منه؛ ثياب خضر".

(4)

أي: للترمذي، والبخاري (4858)؛ وهو رواية لأحمد (1/ 449) وابن خزيمة.

(5)

أي: ابن مسعود.

ص: 221

5589 -

وسئل مالك بن أنس عن قوله تعالى {إلى ربها ناظرة} فقيل: قوم يقولون: إلى ثوابه. فقال مالك: كذبوا فأين هم عن قوله تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} قال مالك الناس ينظرون إلى الله يوم القيامة بأعينهم وقال: لو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة لم يعير الله الكفار بالحجاب فقال {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}

(1)

[5663]

5590 -

وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: " بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب قد أشرف عليهم من فوقهم فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة قال: وذلك قوله تعالى {سلام قولا من رب رحيم} قال: فينظر إليهم وينظرون إليه فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم ". [5664]

• رواه ابن ماجه

(2)

(184).

(1)

قلت: فما أبعد ضلال من ينكر الرؤية من بعض المقلدة، الذين يزعمون تقليد الأئمة، ثم هم يخالفونهم في عقيدتهم في رؤية الرب يوم القيامة، ومعهم الكتاب والسنة!!

أما القرآن: فهم يتأولونه، بل يعطلونه باسم المجاز.

وأما السنة: فيشككون فيها بقولهم: حديث آحاد! مع أنه حديث متواتر عند العارفين بهذا الشأن!!

قلت: علقه البغوي في "شرح السنة"(3/ 642).

(2)

وإسناده ضعيف؛ فيه الفضل الرقاشي - وهو منكر الحديث -، وعنه أبو عاصم - وهو لين الحديث -.

ومن طريقه: أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 209).

ص: 222

‌7 - باب صفة النار وأهلها

‌مِنَ "الصِّحاحِ

":

5591 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم " قيل: يا رسول الله إن كانت لكافية

(1)

قال: " فضلت عليهن

(2)

بتسعة وستين جزءا كلهن

(3)

مثل حرها ". [4391]

• متفق عليه - عن أبي هريرةَ: البخاريُّ [3265] في [بَدْءِ الخَلْقِ]

(4)

، ومسلمٌ [30/ 284]، والتّرمِذيُّ [2589] في صفة جهَنمَ.

5592 -

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اشتكت النار إلى ربها فقالت: رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير ". [4392]

• متفق عليه [خ (537) (3260) م (185/ 617)]- عن أبي هريرة. (ت [2592])

5593 -

وقال صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها". [4393]

• مسلمٌ [29/ 2842] في صفة جهنّمَ، والترمذِيُّ [2573] عن ابنِ مسعودٍ.

(1)

أي: إن هذه النار الدنيوية كافية في العقبى لاحتراق الكفار، فهلا اكتفي بها، ولأي شيء زيد في حرّها؟!

(2)

أي: على نيران الدنيا.

(3)

قال القاري: "أي: حرارة كل جزء من تسعة وستين جزءًا من نار جهنم؛ مثل حرها".

(4)

بياض في الأصل، واستدركناها من "البخاري". (ع)

ص: 223

واستدرَكَهُ الحاكمُ [4/ 595] فَوَهِمَ! ولم يتعقَّبْه الذَّهبيُّ.

5594 -

وقال عليه السلام: "إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ما يرى أن أحدا أشد منه عذابا وإنه لأهونهم عذابا ". [4394]

• متفق عليه [خ (561) (6562) م (364/ 213)] عن النّعمانِ بنِ بشرٍ - واللفظُ لمسلمٍ - في الإيمانِ.

5595 -

وقال عليه السلام: "أهون أهل النار عذابا أبو طالب وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه ". [4395]

• مسلمٌ [362/ 212] عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما في الإيمانِ.

5596 -

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط. فيقول: لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط". [4396]

• مسلمٌ [55/ 2807] عن أنسٍ في التوبة.

5597 -

عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يقول الله لأهون أهل النار عذابا يوم القيامة: لو أن لك ما في الأرض من شيء أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم. فيقول: أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي ". [4397]

• متفق عليه [خ (6557) م (51/ 2805)] عن أنسٍ: البخاريُّ في صفة النار، ومسلمٌ في التوبة.

ص: 224

5598 -

وعن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته

(1)

ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته ". [4398]

• مسلم [33/ 2845] عن سَمُرَةَ بن جندبٍ في صفة النار.

5599 -

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بين منكبي الكافر

(2)

في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع". [4399]

• متفق عليه [خ (6551) م (45/ 2852)]- عن أبي هريرةَ في صفة النار.

5600 -

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ضرس الكافر مثل أحد وغلظ جلده مسيرة ثلاث ". [4400]

• مسلمٌ [44/ 285]- عن أبي هريرةَ في صفة النار.

‌مِنَ "الحِسَان

":

5601 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة ". [4401]

• التّرمذيّ

(3)

[2591] في صفة جهنّمَ - عن أبي هريرةَ، وصَحَّحَ وقفَه.

(1)

الحجزة: وسط الإنسان ومعقد إِزاره.

(2)

أي: يزاد في مقدار أعضاء الكافر زيادة في تعذيبه.

وكل هذا مصداقًا لقوله عز وجل: {فيومئذٍ لا يُعَذبُ عَذَابَهُ أحدٌ} .

(3)

وإسناده ضعيف؛ وقد خرجته في "الضعيفة"(1305).

ص: 225

5602 -

وقال صلى الله عليه وسلم: " ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد وفخذه مثل البيضاء

(1)

ومقعده من النار مسيرة ثلاث مثل الربذة

(2)

". [4402]

• الترمذي

(3)

[2578] في صفَةِ جهنّم - عن أبي هريرةَ.

وأوّلُه في "الصحيح"[م 2851].

5603 -

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا وإن ضرسه مثل أحد وإن مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة ". [4403]

• الترمذي [2577] فيه - عن أبي هريرةَ؛ وصحّحه

(4)

هو، وابنُ حبّان [2616]، والحاكمُ [4/ 595].

5604 -

عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الكافر ليسحب لسانه الفرسخ والفرسخين يتوطأه الناس ".

غريب [4404]

• الترمذي

(5)

[2580] فيه عن ابنِ عُمَرَ.

(1)

اسم جبل.

(2)

قرية بالقرب من المدينة.

(3)

وقال "حديث حسن غريب".

قلت: وإسناده ضعيف.

ثم استدركت، فقلت: بل هو حسن؛ فإن صالحًا - مولى التوأمة - مقرون بمحمد بن عمار، وقد وثقه ابن حبان.

على أن الحديث صحيح، له طرق أخرى، خرجتها في "الصحيحة"(1105).

(4)

قلت: وسنده صحيح؛ وهو مخرج تحت الحديث السابق في "الصحيحة".

(5)

وقال "حديث غريب"؛ أي: ضعيف؛ وهو كما قال، وبيانه في "الضعيفة"(1986).

ص: 226

5605 -

وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الصعود

(1)

جبل من نار يتصعد فيه سبعين خريفا ويهوي به كذلك فيه أبدا ". [4405]

• الترمذي

(2)

[(2576) (3326)] عن أبي سعيدٍ فيه.

5606 -

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قوله: {كالمهل} أي كعكر الزيت فإذا قرب إلى وجهه سقطت فروة

(3)

وجهه فيه " [4406]

• الترمذيُّ

(4)

[(2581) (2584) (3322)] عن أبي سعيدٍ.

5607 -

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الحميم حتى يخلص

(5)

إلى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وهو الصهر ثم يعاد

(6)

كما كان ".

(1)

إشارة إلى قوله - تعالى -: {سأرهقه صعودًا} .

(2)

وضعفه بقوله "غريب"، وهو كما قال، علته: دراج أبو السمح.

ومن طريقه: أخرجه الحاكم (2/ 505).

(3)

أي: جلدته وبشرته.

(4)

وإسناده ضعيف.

قال الترمذي "لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد؛ ورشدين وقد تُكُلّم فيه".

قلت: وفوقه دراج، وهو منكر الحديث.

(5)

أي: يصل.

(6)

أي: ما في جوفه.

ص: 227

رواه أبو هريرة رضي الله عنه[4407]

• الترمذيُّ [2582] فيه - عن أبي هريرةَ، وصحَّحه

(1)

.

5608 -

عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {يسقى من ماء صديد يتجرعه} قال: " يقرب إلى فيه فيكرهه فإذا أدني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره. يقول الله تعالى: {وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم} ويقول: {وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب} [4408]

• الترمذي [2583]، - واستغربه

(2)

- في صفة جهنَّمَ، والنسائيُّ [11263]، في التفسيرِ عن أبي أمامةَ.

5609 -

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لسرادق النار أربعة جدر كثف كل جدار مسيرة أربعين سنة ". [4409]

• الترمذي

(3)

[2584] في صفة جهنَّمَ عن أبي سعيدٍ.

5610 -

وقال عليه السلام: "لو أن دلوا من غساق

(4)

يهراق في الدنيا لأنتن

(1)

وإسناده حسن؛ وقد خرجته في "الصحيحة"(3470).

(2)

وضعفه بقوله "حديث غريب".

قلت: وعلّته عبيد الله بن بسر، ولا يُعرف.

ومن طريقه: أخرجه أبو نعيم - أيضًا - (8/ 182).

(3)

وسنده ضعيف؛ فيه دراج.

ومن طريقه: أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(316 - أبي نعيم) والحاكم (4/ 6).

(4)

ما يسيل من صديد أهل النار.

ص: 228

أهل الدنيا". [4510]

• الترمذيُّ

(1)

[2584] عن أبي سعيدٍ فيه.

5611 -

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: {اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أن قطرة من الزقوم قطرات في دار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشهم فكيف بمن يكون طعامه؟ "

صحيح [4411]

• الترمذيُّ [2585] فيه عن ابنِ عبَّاسٍ، وصحّحه

(2)

.

5612 -

عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {وهم فيها كالحون} قال: " تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته". [4412]

• الترمذيُّ [(2587) (3176)] فيه عن أبي سعيدٍ، وصحّحه

(3)

.

5613 -

عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

وسنده ضعيف؛ فيه دراج - أيضًا -.

ومن طريقه: أخرجه ابن المبارك (316 - أبي نعيم) والحاكم (4/ 602) وأحمد (3/ 28، 83).

(2)

وصححه ابن حبان (2611) والحاكم (2/ 451) ووافقه الذهبي، والضياء في "المختارة"(17/ 2/ 111)؛ وهو كما قالوا.

ثم تبين أنه فيه عنعنة الأعمش، وأن بينه وبين مجاهد: أبا يحيى القتَات؛ وهو ضعيف.

(3)

قلت: وإسناده ضعيف فيه أبو السمح - أيضًا -.

ومن طريقه: رواه أبو نعيم (8/ 182).

ص: 229

قال: " يا أيها الناس ابكوا فإن لم تستطيعوا فتباكوا فإن أهل النار يبكون في النار حتى تسيل دموعهم في وجوههم كأنها جداول حتى تنقطع الدموع فتسيل الدماء فتقرح العيون فلو أن سفنا أزجيت

(1)

فيها لجرت ". رواه في " شرح السنة " [4413]

• البغويُّ [4418] في "شرح السُّنةِ" عن أنسٍ، وفيه يزيدُ بنُ أبَانْ، وهو ضعيفٌ

(2)

.

5614 -

عن أبي الدرداء أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يلقى على أهل النار الجوع فيعدل ما هم فيه من العذاب فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام {من ضريع

(3)

. لا يسمن ولا يغني من جوع} فيستغيثون بالطعام

فيغاثون بطعام ذي {غصة} فيذكرون أنهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب فيستغيثون بالشراب فيرفع إليهم {الحميم} بكلاليب الحديد فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم فإذا دخلت بطونهم قطعت ما في بطونهم فيقولون:

ادعوا خزنة جهنم فيقولون: {أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات؟ قالوا: بلى. قالوا: فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال} قال: " فيقولون: ادعوا مالكا فيقولون: {يا مالك ليقض علينا ربك} قال: " فيجيبهم {إنكم ماكثون} . قال الأعمش: نبئت أن بين دعائهم وإجابة مالك إياهم ألف عام. قال: " فيقولون: ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم فيقولون: {ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون} قال: فيجيبهم: {اخسؤوا فيها ولا تكلمون} قال: " فعند ذلك

يئسوا من كل خير وعند ذلك يأخذون في الزفير والحسرة والويل".

(1)

أي: أرسلت.

(2)

وعنه عمران بن يزيد الثعلبي: ثنا يزيد الرقاشي - وهما ضعيفان -.

(3)

الضريع: نبت بالحجاز له شوك، لا تقربه دابة لخبثه.

ص: 230

ويروى هذا موقوفا على أبي الدَّردَاءِ. [4414]

• الترمذيُّ [2586] في عن أبي الدَّردَاءِ مرفوعًا، قال: وَرُوي موقوفًا

(1)

.

5615 -

عن النعمان بن بشير أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أنذرتكم النار أنذرتكم النار " فما زال يقولها حتى لو كان في مقامي هذا سمعه أهل السوق وحتى سقطت خميصة كانت عليه عند رجليه. [4415]

• أحمدُ [4/ 268، 272]، والدّارمي

(2)

[2815] عن النعْمانِ بنِ بَشرٍ.

5616 -

وعن أبي بردة عن أبيه رضي الله عنهما عن النبي صلى ا لله عليه وسلم قال: "إن في جهنم لواديا يقال له: هبهب يسكنه كل جبار

(3)

" [4416]

5617 -

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن رضراضة مثل هذه - وأشار إلى مثل الجمجمة - أرسلت من السماء إلى الأرض في مسيرة خمس مئة سنة لبلغت الأرض

(1)

فاعله بذلك.

قلت: وإسناده ضعيف مرفوعًا وموقوفًا؛ فيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف.

ومن طريقه: رواه الدِّينَوَري في "المنتقى من المجالسة"(55 - 56 - حلب).

(2)

وإسناده صحيح.

(3)

رواه الدارمي (2819)، والحاكم (4/ 332/ 597).

وقد عزاه المنذري (3/ 571/ 41) لأبي يعلي، والطبراني، والحاكم من رواية أزهر بن سنان، بزيادة:"عنيد" في آخره، وهي ثابتة في بعض النسخ.

وإسناد الحديث ضعيف؛ من أجل أزهر - هذا -؛ فإِنه ضعيف؛ كما في "التقريب".

ص: 231

قبل الليل ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل والنهار قبل أن تبلع أصلها أو قعرها". [4417]

• الترمذيُّ

(1)

[2588] عن عبدِ اللْهِ بنِ عمْرو في صفة جهنّم.

‌الفصل الثالث:

5618 -

عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يعظم أهل النار في النار حتى إن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبع مئة عام وإن غلظ جلده سبعون ذراعان وإن ضرسه مثل أحد "[5690]

• أحمد

(2)

(2/ 26) عنه.

5619 -

وعن عبد الله بن الحارث بن جزء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في النار حيات كأمثال البخت

(3)

تلسع إحداهن اللسعة فيجد حموتها

(4)

أربعين خريفا وإن في النار عقارب كأمثال البغال المؤكفة تلسع إحداهن اللسعة فيجد حموتها أربعين خريفا ". [5691]

• أحمد

(5)

(4/ 191) عن عبد الله بن الحارث.

(1)

وقال: "إِسناده حسن صحيح"!

قلت: بل ضعيف؛ فيه دراج أبو السمح، وهو ضعيف؛ صاحب مناكير.

ومن طريقه: أخرجه ابن المبارك (290 - أبي نعيم) وعنه أحمد (2/ 197) والحاكم (2/ 438).

(2)

فيه عمران بن زيد أبو يحيى الطويل، عن أبي يحيى القتات - وكلاهما ضعيف -.

(3)

الإبل الخراسانية.

(4)

أي: أثر سمها.

(5)

فيه ابن لهيعة، عن دراج - وكلاهما ضعيف -.

ص: 232

5620 -

وعن الحسن

(1)

قال: حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الشمس والقمر ثوران مكوران

(2)

في النار يوم القيامة ". فقال الحسن: وما ذنبهما؟ فقال: أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت الحسن. رواه البيهقي في "كتاب البعث والنشور" [5692]

• البيهقي

(3)

[] في "البعث" - عن أبي هريرة رضي الله عنهم.

5621 -

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل النار إلا شقي ". قيل: يا رسول الله ومن الشقي؟ قال: " من لم يعمل لله بطاعة ولم يترك له معصية ". [5693]

• رواه ابن ماجه

(4)

(4298).

(1)

ليس الحديث من راوية الحسن، بل من رواية أبي سلمة.

وهو من طريق عبد الله الداناج قال شهدت أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف في هذا المسجد، فجاء الحسن فجلس إليه، قال: فحدث، قال: حدثنا أبو هريرة ....

فقوله "فحدث"؛ يعني: أبا سلمة؛ لأن الضمير المستتر راجع إلى ضمير"إليه"، الراجع إلى أبي سلمة، كما هو ظاهر.

ويؤيده: أن الحديث - في البخاري (2/ 304 - 305) - من هذه الطريق، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، - عن أبي هريرة

مرفوعًا مختصرًا بلفظ "الشمس والقمر مكوران يوم القيامة".

وعليه؛ فالقائل "أحدثك": إنما هو أبو سلمة، ولَيْسَ أبا هريرة.

(2)

أي: ملقيان.

(3)

وإسناده صحيح.

وقد ساقه السيوطي في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 82) رادًّا على ابن الجوزي؛ لإيراده الحديث من رواية أنس في "الموضوعات"، فأخطأ، وأصاب السيوطي، وقد خرجته في "الصحيحة"(124).

قال أبو الحارث - كان الله له -: ولم نجده عند البيهقي في "البعث"! (ع)

(4)

وإسناده ضعيف؛ فيه ابن لهيعة - وهو ضعيف -، كما قال البوصيري في "الزوائد"(1/ 266).

ومن طريقه: رواه أحمد (2/ 349).

ص: 233

‌8 - باب خلق الجنّة والنار

‌مِنَ "الصّحَاحِ

":

5622 -

عن أنس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات"[4418]

• مسلمٌ [1/ 2822] عن أنسٍ قُبَيْلَ صفة الجنَّة، والترمذيُّ [2559] في صفة الجنّةِ.

واتفقا عليه [خ 6487 م 2823] من حديثِ أبي هريرةَ - واللفظُ للبخاري

(1)

- في الرّقائق.

5623 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تحاجت الجنة والنار فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم

(2)

وغرتهم

(3)

فقال الله للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله رجله. تقول: قط قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض فلا يظلم الله من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا ". [4419]

• متفق عليه [خ (4850) م (2846)] من حديثِ همّامٍ، - عن أبي هريرةَ: البخاريُّ في التفسيرِ، ومسلمٌ في صفة الجنّة، والنّسائيُّ [الكبرى 7740] في النُّعُوتِ.

(1)

بل لمسلم! (ع)

(2)

أي: أردأُهم وأكثرهم خمولًا.

(3)

أي: الذين لا تجربة لهم في الدنيا، ولا اهتمام لهم بها.

ص: 234

5624 -

عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه

قال: " لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: {هل من مزيد} حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي

(1)

بعضها إلى بعض وتقول

(2)

: قط قط

(3)

بعزتك وكرمك ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم فضل الجنة ". [4420]

• متفق عليه [خ (4848) م (38/ 2848)] كالذِي قَبْلَه عن أنسٍ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5625 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لما خلق الله الجنة قال لجبريل: اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها ثم حفها بالمكاره ثم قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد ". قال: " فلما خلق الله النار قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها فقال: أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها فحفها بالشهوات ثم قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها فقال: أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها ". [4421]

• أبو داودَ [4744] في السُّنةِ، والتّرمذيُّ [2560] في صفةِ جهنَّمَ، والنَّسائيُّ [7/ 3] في الأَيمانِ والنُّذُورِ

(1)

أي: يضم ويجمع من غاية الامتلاء.

(2)

أي: النار.

(3)

أي: كفى، كفى.

ونقل النووي فيهما ثلاث لغات: بإسكان الطاء، وكسرها منونة، وبدون تنوين.

ص: 235

من حديثِ أبي هريرةَ، وصحّحه الترمذيُّ

(1)

.

‌الفصل الثالث:

5626 -

عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بنا يوما الصلاة ثم رقي المنبر فأشار بيده قبل قبلة المسجد فقال: "قد أريت الآن مذ صليت لكم الصلاة الجنة والنار ممثلتين في قبل هذا الجدار فلم أر كاليوم في الخير والشر". [5697]

• رواه البخاري (749) عنه.

‌9 - باب بدء الخلق، وذِكْرِ الأنبياء عليهم السلام

-

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5627 -

عن عمران بن حصين رضي الله عنه أنه قال: إني كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء قوم من بني تميم فقال: "اقبلوا البشرى يا بني تميم " قالوا: بشرتنا فأعطنا فدخل ناس من أهل اليمن فقال: "اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم ". قالوا: قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال: " كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء " ثم أتاني رجل فقال: يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها وأيم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم. [4422]

(1)

وإسناده حسن، وصححه الحاكم (1/ 26، 27) ووافقه الذهبي.

ص: 236

• البخاريُّ [(3190) (3191) (7418)] في المغازي وغيره، والترمذيُّ [3951] في المناقب، والنَّسائيُّ [الكبرى 11240] في التفسيرِ عن عِمران بنِ حُصَيْن.

5628 -

عن عمر رضي الله عنه أنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه ". [4423]

• البخاريُّ [3192] عن عُمَرَ معلَّقًا في بَدِءِ الخلْقِ.

5629 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق: إن رحمتي سبقت غضبي فهو مكتوب عنده فوق العرش ". [4424]

• متفق عليه [خ (7554) م (14/ 2751)]- عن أبي هريرةَ: البخاريُّ في التوحيدِ، ومسلمٌ في التوبة، والنسائيُّ [الكبرى 7750] في النُّعُوت.

5630 -

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار

(1)

وخلق آدم مما وصف لكم ". [4425]

• مسلمٌ [60/ 2996] عن عائشةَ رضي الله عنها في أواخِرِ الكتاب.

5631 -

وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لما صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء أن يتركه فجعل إبليس يطيف به

(1)

يظنُّ البعض - بناءً على هذا النص - أن الشياطين لا يمسُّون بعذاب النار؛ لأنهم هم من نار، ولا يتأثرون بها!

والجواب: بلى يتأثرون ويعذبون بالنار كما شاء الله!

ص: 237

ينظر ما هو فلما رآه أجوف عرف أنه خلق خلقا لا يتمالك ". [4426]

• مسلمٌ [111/ 2611] عن أنسٍ في الأدبِ.

5632 -

عن أنس رضي الله عنه أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا خير البرية فقال: " ذاك إبراهيم ". [4427]

• مسلم [150/ 2369] في المَنَاقبِ، وأبو داودَ [4672] في السُّنّة، والترمذيُّ [3352]، والنّسائيّ [الكبرى 11692] في التفسير عن أنسٍ.

5633 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اختتن إبراهيم النبي وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم ". [4428]

• متفق عليه [خ (3356) (6298) م (151/ 2370)]- عن أبي هريرةَ رضي الله عنه في أحاديثِ الأنبياءِ - صلواتُ الله عليهم -.

5634 -

وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه -أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات: ثنتين منهن في ذات الله قوله {إني سقيم} وقوله {بل فعله كبيرهم هذا} وقال: بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة فقيل له: إن ههنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه فسأله عنها: من هذه؟ قال: أختي فأتى سارة فقال لها: إن هذا الجبار إن يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك فإن سألك فأخبريه أنك أختي فإنك أختي في الإسلام ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك فأرسل إليها فأتي بها وقام إبراهيم يصلي فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فأخذ

(1)

- ويروى فغط

(2)

-

(1)

أي: حبس نفسه وضغط، وكاد يختنق.

(2)

غط؛ أي: خنق.

ص: 238

حتى ركض برجله

(1)

فقال: ادعي الله لي ولا أضرك فدعت الله فأطلق ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد فقال: ادعي الله لي ولا أضرك فدعت الله فأطلق فدعا بعض حجبته فقال: إنك لم تأتني بإنسان إنما أتيتني بشيطان فأخدمها هاجر

(2)

فأتته وهو قائم يصلي فأومأ بيده مهيم؟

(3)

قالت: رد الله كيد الكافر في نحره وأخدم هاجر ".

قال أبو هريرة رضي الله عنه: تلك أمكم يا بني ماء السماء.

(4)

[4429]

• متَّفق عليه عنْ أبي هريرةَ: البخاري [3358] في أحاديثِ الأنبياءِ، ومسلمٌ [154/ 2371] في المناقب.

5635 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أكرم؟ فقال:

" أكرمهم عند الله أتقاهم ". قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: " فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله ". قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: " فممن معادن العرب تسألوني؟ " قالوا: نعم. قال: فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا ". [4430]

• متفق عليه [خ (3353) (4689) م (168/ 2378)]- عن أبي هريرةَ كالّذي قَبْلَه.

(1)

أي: حتى ضرب برجليه الأرض من شدة الغط.

(2)

أي: جعل هاجر خادمة لها.

(3)

أي: أشار إِشارة يفهم منها: ما شأنك وما حالك؟

وفي الحديث تنويه: بأن الإشارة المفهمة في الصلاة لا تبطلها، وفي السنة ما يشهد بذلك.

(4)

يريد العرب.

ص: 239

5636 -

وعن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم". [4431]

• البخاريُّ [3382] عن ابنِ عُمَرَ في سورةِ يوسُفَ.

5637 -

وقال: عليه السلام: "نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: {رب أرني كيف تحيي الموتى} ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي

(1)

". [4432]

• متفق عليه [(3372) م (2371/ 152)] عنْ أبي هريرةَ: البخاريُّ في أحاديثِ الأنبياءِ ومسلمٌ في المناقبِ.

5638 -

وقال: عليه السلام: " إن موسى كان رجلا حييا ستيرا لا يرى من جلده شيء استحياء فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا: ما تستر هذا التستر إلا من عيب بجلده: إما برص أو أدرة

(2)

وإن الله أراد أن يبرئه فخلا يوما وحده ليغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه فجمع

(3)

موسى في إثره يقول: ثوبي يا حجر ثوبي يا حجر حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن

(1)

لم يجب سيدنا يوسف الداعي عندما جاءه، بل قال له:{ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن} .

قال أبو سليمان الخطابي: "ليس في قوله صلى الله عليه وسلم: "نحن أحق بالشك من إبراهيم" اعتراف بالشك على نفسه، ولا على إبراهيم! لكن فيه نفي الشك عنهما، يقول: إذا لم أشك في قدرة الله - تعالى - على إحياء الموتى؛ فإبراهيم أولى بأن لا يشك؛ قال ذلك على سبيل التواضع".

(2)

الأدرة. نفخة بالخصية.

(3)

أي: ذهب وأسرع.

ص: 240

ما خلق الله وقالوا: والله ما بموسى من بأس وأخذ ثوبه وطفق بالحجر ضربا فوالله إن بالحجر لندبا

(1)

من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا ". [4433]

• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (3404) م (2372/ 155)] عَنْهُ كَذَلِكَ.

5639 -

و قال عليه السلام: " بينا أيوب يغتسل عريانا فخر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحتثي في ثوبه فناداه ربه: يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال: بلى وعزتك ولكن لا غنى بي عن بركتك ". [4434]

• البُخَارِيُّ [279] في أَحَادِيثِ الأنْبِيَاءِ، والنَّسَائِيُّ [1/ 200] عَنْهُ.

5640 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود،

فقال المسلم: والذي اصطفى محمدا على العالمين. فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين. فرفع المسلم يده عند ذلك فلطم وجه اليهودي فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم فدعا النبي صلى الله عليه وسلم المسلم فسأله عن ذلك فأخبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تخيروني

(2)

على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش

(3)

بجانب العرش فلا أدري كان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله". [4435]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْهُ: البُخَارِيُّ [(2411) (7472)] في الخُصُومَاتِ، والتَّوْحِيدِ، وَمُسْلِمٌ [(160/ 2373)

(1)

هو أثر الجرح الباقي على الجلد.

(2)

من التخيير، بمعنى الاصطفاء.

والمعنى: لا تفضلوني.

(3)

أي: آخذ.

ص: 241

(161/ 2373)] في المَنَاقِبِ، وأَبو دَاودَ [4671] في السُّنَّةِ، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 11457] في التَّفْسِير".

وفي رواية: "فلا أدرِي: أحُوسِبَ بصَعقِةِ يومِ الطُّور، أو بُعِثَ قبلي؟ ولا أقولُ: إنَّ أحدًا أفضلُ منْ يونُسَ بنِ مَتَّى".

وفي رواية: "لا تُخيِّروا بينَ الأنبياءِ".

• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: البُخاريُّ [4638] في التفْسِيرِ، وَمُسْلِمٌ [2374] في الفَضائِلِ، وأَبُو دَاودَ [4668] في السُّنَّةِ.

وفي رواية: "لا تُفضِّلوا بينَ أنبياءِ الله".

• مُتَّفَق عَلَيْهِ [خ 3414، م 2373].

5641 -

و قال عليه السلام: " ما ينبغي لعبد أن يقول: إني خير من يونس بن متى ". [4436]

• مُتفَق عَلَيْه - بِاللَّفْظِ الأولِ - مِنْ حَدِيثِ ابنِ عَبَّاسٍ: البخارِيُّ [(7539)] في التوْحِيدِ، وَمُسْلِمٌ في [2377] المناقِبِ، وأَبو دَاودَ [4669] في السُّنَّةِ - رضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُم -.

وأَخْرَجَاه، باللَّفْظِ الثَّانِي في أَثْنَاءِ حَدِيثِ اللَّطْمَةِ عَنْ أَبِي هريرَةَ.

5642 -

و قال عليه السلام: "من قال: أنا خير من يونس بن متى فقد كذب"[4437]

• أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ [4604] في الصَّافاتِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْهُ.

5643 -

عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا

(1)

ولو عاش لأرهق أبويه

(1)

أي: خلق على أنه يختار الكفر لو عاش.

ص: 242

طغيانا وكفرا ". [4438]

• مُسْلِمٌ [29/ 2661] في القَدَرِ، وأَبو دَاودَ [4705] فِي السُّنَّةِ، والتِّرْمِذِيُّ [3150] في التفْسِيرِ عَنْ أبيِّ بنِ كَعْبٍ.

5644 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة

(1)

بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء ". [4439]

• البُخَارِيُّ

(2)

[3402] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في أَحَادِيثِ الأنْبِيَاءِ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِم -.

5645 -

وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:: " جاء ملك الموت

(3)

إلى موسى بن عمران فقال له: أجب ربك ". قال: " فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها " قال: " فرجع الملك إلى الله تعالى فقال: إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت وقد فقأ عيني " قال: " فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إلى عبدي فقل: الحياة تريد؟ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما وارت يدك من شعرة فإنك تعيش بها سنة قال: ثم مه

(4)

؟ قال: ثم تموت. قال: فالآن من قريب رب أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والله لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جنب الطريق عند الكثيب الأحمر ". [4440]

(1)

الفروة: الأرض اليابسة.

(2)

وكذا ابن حبان (6189) - وغيرهما -.

وعزاه السيوطي لمسلم - أيضًا -؛ فوهم!

(3)

أي: في صورة إنسان، كما رواية صحيحة في "المسند".

(4)

أصلها: ما (الاستفهامية).

ص: 243

• متفَق عَلَيْهِ [خ (1339) م (157/ 2372) (158/ 2372)] عَن أَبِي هُرَيْرَةَ؛ [وفي]

(1)

رِوَايَةِ البُخاريِّ: "صَكّهُ"، وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ:"فَقَا عَيْنِهِ".

5646 -

عن أنس رضي الله عنه -أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مررت - عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ. [4441]

• مُسْلِمٌ [164/ 2375] في المَنَاقِبِ، والنَّسائِيُّ [3/ 215] في الصّلاةِ عَنْ أَنَسٍ.

5647 -

وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عرض علي الأنبياء فإذا موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى بن مريم فإذا أقرب من رأيت به شبها عروة بن مسعود ورأيت إبراهيم فإذا أقرب من رأيت به شبها صاحبكم - يعني نفسه - ورأيت جبريل فإذا أقرب من رأيت به شبها دحية بن خليفة ". [4442]

• مُسْلِمٌ [271/ 167] في الإيمَانِ، والتِّرْمِذِيُّ [3649] في المناقِبِ عَنْ جَابِرٍ.

5648 -

عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت ليلة أسري بي موسى رجلا آدم طوالا جعدا كأنه شنوءة ورأيت عيسى رجلا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ورأيت مالكا خازن النار والدجال في آيات

(2)

أراهن الله إياه {فلا تكن في مرية من لقائه}

(3)

[4443]

(1)

في الأصل: (ففي)، والسياق يأباه! (ع).

(2)

أي: مع علامات.

(3)

متعلق بأول الكلام، وهو حديث موسى عليه السلام، تلميحًا إلى ما في التنزيل من قوله - =

ص: 244

5649 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليلة أسري بي لقيت موسى - فنعته -: فإذا رجل مضطرب

(1)

رجل الشعر كأنه من رجال شنوءة ولقيت عيسى ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس - يعني الحمام - ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به " قال: وأتيت بإناءين: أحدهما فيه لبن والآخر فيه خمر. فقيل لي: خذ أيهما شئت. فأخذت اللبن فشربته فقيل لي: هديت الفطرة أما أنك لو أخذت الخمر غوت أمتك ". [4444]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (3394) (3437) م (272/ 168)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

5650 -

عن ابن عباس قال: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة فمررنا بواد فقال: " أي واد هذا؟ ". فقالوا: وادي الأزرق. قال: " كأني أنظر إلى موسى " فذكر من لونه وشعره شيئا واضعا أصبعيه في أذنيه له جؤار إلى الله بالتلبية مارا بهذا الوادي ". قال: ثم سرنا حتى أتينا على ثنية

(2)

فقال: " أي ثنية هذه؟ " قالوا: هرشى

(3)

- أو لفت

(4)

-. فقال: " كأني أنظر إلى يونس على ناقة حمراء عليه جبة صوف خطام

(5)

ناقته خلبة

(6)

مارا بهذا الوادي ملبيا " [4445]

= تعالى -: {ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه} .

قال أبو الحارث: رواه مسلم (165). (ع).

(1)

طويل مستقيم القد.

(2)

الثنية: طريق بين الجبلين.

(3)

وتقع على طريق الشام والمدينة.

(4)

شك من الراوي.

(5)

الخطام: الزمام - لفظًا ومعنى -.

(6)

ليفة نخل.

ص: 245

• مُسْلِمٌ [268/ 166] عن ابنِ عبّاس في الإِيمَانِ.

5651 -

و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خفف على داود القرآن

(1)

كان يأمر بدوابه فتسرح فيقرأ القرآن قبل أن تسرح دوابه ولا يأكل إلا من عمل يده ". [4446]

• البُخَارِيُّ [(3417)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في أَحَادِيثِ الأنْبِيَاءِ.

5652 -

و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

" كانت امرأتان معهما ابناهما جاء الذئب فذهب بابن إحداهما فقالت صاحبتها: إنما ذهب بابنك. وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك فتحاكما إلى داود فقضى به للكبرى فخرجتا

(2)

على سليمان بن داود فأخبرتاه فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينكما. فقالت الصغرى: لا تفعل يرحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى ". [4447]

• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ: البُخارِيُّ [3427، 6769] في أَحَادِيثِ الأنْبِياء، وَالفَرَائِضِ، وَمُسْلِمٌ [20/ 1720]، والنَّسَائِيُّ (8/ 234) في [الأَقْضِيَةِ]

(3)

.

5653 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة - وفي رواية: بمائة امرأة - كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله. فقال له الملك: قل إن شاء الله. فلم يقل

(1)

أي: قراءة الزبور وحفظه.

(2)

أي: مارتينِ عليه.

(3)

في الأصل: (الفضائل)؛ وهو تحريف! (ع)

ص: 246

ونسي فطاف عليهن فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل وأيم الذي نفس محمد بيده لو قال: إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون

(1)

". [4448]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ

(2)

[خ (6639) م (25/ 1654)] في الأيْمَانِ والنُّذُورِ - عن أبي هريرة.

5654 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كان زكرياء نجارا ". [4449]

• مُسْلِمٌ [169/ 2379] في المَنَاقِبِ، وابنُ مَاجَه [2150] في التِّجَاراتِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

5655 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الأولى والآخرة الأنبياء إخوة من علات

(3)

وأمهاتهم شتى ودينهم واحد وليس بيننا نبي

(4)

". [4450]

• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ 3443 م 2365/ 145] عَنْهُ.

5656 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بأصبعيه حين يولد غير عيسى ابن مريم

(5)

(1)

تأكيد للضمير في كلمة: جاهدوا.

ومنهم من يرويه: "أجمعين" على الحال.

والرواية المعتد بها: أجمعون بالرفع.

(2)

في الأصل: (عليه عنه

)، ولفظه (عنه) مقحمة! (ع)

(3)

بنو العلات: أولاد الرجل الواحد من نساء شتى.

(4)

أي: ليس بيني وبين عيسى نبي.

(5)

أي: لدعوة جدته: {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم} .

ص: 247

ذهب يطعن فطعن في الحجاب

(1)

". متفق عليه [4451]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [(3286) م (70/ 2431)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - واللَّفْظُ للبُخَارِيِّ -.

5657 -

عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ". [4452]

• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (3411) م (70/ 2431)] عَنْ أَبِي مُوسَى: البُخارِيُّ في أَحَادِيثِ الأنْبِيَاءِ، وَمُسْلمٌ، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 8356 و 8381] وأخرجه في المجتبى 7/ 68 في المناقِبِ، والتِّرْمِذِيُّ [1834]، وابنُ مَاجَه [3280] في الأطْعَمَةِ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5658 -

عن أبي رزين قال: قلت: يا رسول الله أين ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: " كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء وخلق عرشه على الماء ".

وقال يزيد بن هارون: العماء: أي ليس معه شيء [4453]

• التِّرْمِذِيُّ [3109] في التفْسِيرِ - وَحَسَّنَهُ -،

(2)

وابنُ مَاجَه [182] في السُّنَّةِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي رَزِينٍ العُقَيْلِي.

5659 -

وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه زعم أنه كان جالسا في البطحاء في عصابة

ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فيهم فمرت سحابة فنظروا إليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تسمون هذه؟ ". قالوا:

(1)

أي: فأوقع الطعن في المشيمة، فلم يتأثر من مسه عيسى صلى الله عليه وسلم.

(2)

قلت: وإسناده ضعيف، فيه وكيع بن حُدُس، لا يُعرف كما قال الذهبي، فأنَّى له الحُسن؟!.

ص: 248

السحاب. قال: " والمزن؟ " قالوا: والمزن. قال: " والعنان؟ " قالوا: والعنان. قال: " هل تدرون ما بعد ما بين السماء والأرض؟ " قالوا: لا ندري. قال: " إن بعد ما بينهما إما واحدة وإما اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة والسماء التي فوقها كذلك " حتى عد سبع سماوات. ثم " فوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله ما بين سماء إلى سماء ثم فوق ذلك ثمانية أو عال بين أظلافهن ووركهن مثل ما بين سماء إلى سماء ثم على ظهورهن العرش بين أسفله وأعلاه ما بين سماء إلى سماء ثم الله فوق ذلك ". [4454]

• أَبُو دَاودَ [4723]، والتِّرْمِذِيُّ [3320] وابنُ مَاجَه [193] عَنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطلِبِ في السُّنَّةِ؛ خَلا التِّرْمِذِيَّ؛ فَفِي التَّفْسِرِ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ

(1)

.

5660 -

عن جبير بن مطعم قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: جهدت

(2)

الأنفس وجاع العيال ونهكت

(3)

الأموال وهلكت الأنعام فاستسق الله لنا فإنا نستشفع بالله عليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " سبحان الله سبحان الله ". فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال: " ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد شأن الله أعظم من ذلك ويحك أتدري ما الله؟ إن عرشه على سماواته لهكذا " وقال

(4)

بأصابعه مثل القبة عليه وإنه ليئط أطيط الرحل بالراكب " [4455]

(1)

بل إسناده ضعيف؛ علته عبد الله بن عميرة، قال الذهبي:"فيه جهالة".

(2)

أي: حملت فوق طاقتها.

(3)

أي: نقصت.

(4)

أي: أشار.

ص: 249

• أبو دَاودَ

(1)

[4726] وابنُ خُزَيْمَةَ في "التوْحِيدِ"[147] مِنْ حَدِيثِ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ.

5661 -

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش أن ما بين شحمة أذنيه إلى عاتقيه مسيرة سبعمائة عام ". [4456]

• أبُو دَاودَ

(2)

[4727] عَنْ جَابِرٍ في السُّنَّةِ.

5662 -

وعن زرارة بن أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل: " هل رأيت ربك؟ فانتفض جبريل وقال: يا محمد إن بيني وبينه سبعين حجابا من نور لو دنوت من بعضها لاحترقت ". [4457]

• أَبُو نُعَيْمِ في "الحِلْيَةِ"[5/ 55] مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ

(3)

.

وَهُوَ في "المَصَابِيح"[5729/ 32] عَنْ زُرَارَةَ بنِ أَوفى

(4)

؛ مُرْسَلٌ.

5663 -

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله خلق إسرافيل منذ يوم خلقه صافا قدميه لا يرفع بصره بينه وبين الرب تبارك وتعالى سبعون نورا ما منها من نور يدنو منه إلا احترق ".

صح. [4458]

• الترْمِذِيُّ

(5)

والبَيْهَقِيُّ

(6)

في "الشُّعَبِ"، عن ابنِ عبّاس رضي الله عنهم.

(1)

وإسناده ضعيف؛ ولا يصح في أطيط العرش حديث.

(2)

إِسناده صحيح؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(151).

(3)

لم يتيسَّر لي - الآن - الوقوف على اللفظة، وإسناده في "الحلية".

(4)

قلت: ولم أرَ من خرجه، أو ساق سنده.

(5)

قلت: عزو تخريج هذا الحديث وتصحيحه للترمذي؛ غريب! فإني لم أجد الحديث عند الترمذي؛. مع الاستعانة - على ذلك - بالفهارس المساعدة على ذلك!

ثم وجدت الحافظ ابن كثير قد ساقه في "البداية"(1/ 45 - 46) - من رواية الطبراني بإسناده - عن ابن عباس في حديث له، وقال ابن كثير:"حديث غريب".

قلت: وعلّته: محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ وهو ضعيف.

(6)

لم نره فيه! وهو في "كبير الطبراني"(12061)، وانظر "المجمع"(9/ 19). (ع)

ص: 250

5664 -

عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما خلق الله آدم وذريته قالت: الملائكة: يا رب خلقتهم يأكلون ويشربون وينكحون ويركبون فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة. قال الله تعالى: لا أجعل من خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي كمن قلت له: كن فكان ". [4459]

• البَيْهَقِيُّ [149]

(1)

في "الشُّعَبِ" عَنْ جَابِرِ.

‌الفصل الثالث:

5665 -

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن أكرم على الله من بعض ملائكته". [5733]

• ابن ماجه

(2)

(3947) - عن أبي هريرة.

(1)

قلت: ورواه غيره؛ كابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 407/ 2)؛ وسنده ضعيف، كما بينته في "تخريج الطحاوية"(352).

(2)

إسناده ضعيف؛ فيه يزيد بن سفيان، وهو ضعيف.

ومن طريقه: أخرجه الواحدي في "تفسيره"(2/ 178/ 1).

وقد أخرجه وكيع في "الزهد"(رقم: 82) موقوفًا.

ص: 251

5666 -

وعنه قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: " خلق الله الترية يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق وآخر ساعة من النهار فيما بين العصر إلى الليل ". [5734]

• رواه مسلم

(1)

(2789).

5667 -

وعنه قال: بينما نبي الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: " هل تدرون ما هذا؟ ". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: " هذه العنان

(2)

هذه روايا الأرض

(3)

يسوقها الله إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه ". ثم قال: " هل تدرون من فوقكم؟ " قالوا: الله ورسوله

(1)

قلت: ولا مطعن في إسناده البتة، ولَيس هو بمخالف للقرآن بوجه من الوجوه؛ خلافًا لما توهمه بعضهم! فإن الحديث يفصل كيفية الخلق على الأرض وحدها، وأن ذلك كان في سبعة أيام.

ونص القرآن - على أن خلق السماوات والأرض كان في ستة أيام، والأرض في يومين -: لا يعارض ذلك؛ لاحتمال أن هذه الأيام الستة غير الأيام السبعة المذكورة في الحديث، وأنه - أعني: الحديث - تحدث عن مرحلة من مراحل تطور الخلق على وجه الأرض، حتى صارت صالحة للسكنى.

ويؤيده: أن القرآن يذكر أن بعض الأيام عند الله - تعالى - كألف سنة، وبعضها مقداره خمسون ألف سنة، فما المانع أن تكون الأيام الستة من هذا القبيل؟ والأيام السبعة من أيامنا هذه؛ كما هو صريح الحديث؟!

وحينئذ؛ فلا تعارض بينه وبين القرآن؛ وانظر - لزامًا - "مختصر العلو "(رقم: 71).

ومن شاء الاطلاع على صحة الحديث من الوجهة الحديثية؛ فليراجع "الصحيحة"(1833).

(2)

العنان: السحاب.

(3)

سمَّى السحاب روايا البلاد؛ لأن الروايا من الإبل: الحوامل للماء، واحدتها راوية.

ص: 252

أعلم. قال: " فإنها الرفيع

(1)

سقف محفوظ وموج مكفوف ". ثم قال: " هل تدرون ما بينكم وبينها؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: " بينكم وبينها خمس مئة عام " ثم قال: " هل تدرون ما فوق ذلك؟ ". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: " سماءان بعد ما بينهما خمس مئة سنة ". ثم قال كذلك حتى عد سبع سماوات " ما بين كل سماءين ما بين السماء والأرض ". ثم قال: " هل تدرون ما فوق ذلك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: " إن فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد ما بين السماءين ". ثم قال: " هل تدرون ما تحت ذلك؟ ". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: " إن تحتها أرضا أخرى بينهما مسيرة خمس مئة سنة ". حتى عد سبع أرضين بين كل أرضين مسيرة خمس مئة سنة " قال: " والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله " ثم قرأ {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}

وقال الترمذي: قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية تدل على أنه أراد الهبط على علم الله وقدرته وسلطانه وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان وهو على العرش كما وصف نفسه في كتابه

• أحمد (2/ 370)، والترمذي

(2)

[3298].

5668 -

وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كان طول آدم ستين ذراعا في سبع أذرع عرضا "[5736]

• رواه أحمد

(3)

(2/ 535) رضي الله عنه.

(1)

أي: سماء الدنيا.

(2)

وقال: "غريب

ولم يسمع الحسن من أبي هريرة".

قلت: وهو كما قال؛ لعنعنة الحسن البصري؛ فإسناده ضعيف.

(3)

وهو صحيح؛ لكن دون جملة العرض؛ وانظر "كشف الأستار"(3/ 101).

ص: 253

5669 -

وعن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله أي الأنبياء كان أول؟ قال: " آدم ". قلت: يا رسول الله ونبي كان؟ قال: " نعم نبي مكلم ". قلت: يا رسول الله كم المرسلون؟ قال: " ثلاث مئة وبضع عشر جما غفيرا "[5737]

• رواه أحمد

(1)

(5/ 178).

وفي رواية عن أبي أُمامة: قال أبو ذرّ: قلت: يا رسولَ اللهِ! كم وفاءُ عِدّة الأنبياءِ؟ قال: "مئة ألفٍ، وأربعةٌ وعشرون ألفًا، الرُّسلُ منَ ذلك ثلاث مئة وخمسة عشر؛ جمًّا غفيرًا".

5670 -

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس الخبر كالمعاينة إن الله تعالى أخبر موسى بما صنع قومه في العجل فلم يلق الألواح فلما عاين ما صنعوا ألقى الألواح فانكسرت. [5738]

• رواه أحمد

(2)

(1/ 271).

(1)

حديث صحيح؛ وقد صححه - بروايتيه -: ابن حبان (2079، 2085)، وقد خرجته في "الصحيحة"(2668).

(2)

حديث صحيح، صححه ابن حبان (2088) وكذا صححه الحاكم (2/ 331، 380) ووافقه الذهبي.

ص: 254

‌27 - كتاب الفضائل والشمائل

‌1 - باب فَضَائِلِ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ - صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ

-

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5671 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى كنت من القرن الذي كنت منه ". [4460]

• البُخارِيُّ [3557] في صِفَتِهِ صلى الله عليه وسلم عَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ -.

5672 -

وقال: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ". [4461]

• مُسْلِمٌ [1/ 2276] في المَنَاقِبِ عَنْ وَاثِلَةَ بنِ الأسْقَع.

ويروى: "إنَّ الله اصطَفَى منْ وَلَدِ إبراهيمَ إسماعيلَ، واصطَفَى منْ وَلَدِ إسماعيلَ بَني كِنانة".

• والتّرْمِذيُّ [3605] فِيهِ عَنْهُ.

5673 -

و قال عليه السلام: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع ". [4462]

• مُسْلِمٌ [3/ 2278] في المَنَاقِبِ، وأَبُو دَاودَ [4673] في السُّنَّةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

5674 -

و قال عليه السلام: " أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب الجنة ". [4463]

• مُسْلِمٌ [331/ 196] في الإيمَانِ عَنْ أنَسٍ.

ص: 255

5675 -

وقال عليه السلام: " آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد. فيقول: بك أمرت أن لاأفتح لأحد قبلك ". [4464]

• مُسْلِمٌ [333/ 197] عَنْ أَنَسٍ في الإِيمَانِ.

5676 -

وقال عليه السلام: " نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة". [4465]

• مُسْلِمٌ [20/ 855] في الصّلاةِ عَنْ أَبِي هرَيْرةَ.

وأَصلُهُ في "الصَّحِيحَينِ" في الحَدِيثِ الذِي فِيهِ: "بيَدَ أَنَّا أُوتِينَا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِم"، وَقَدْ تَقَدَّمَ في الجُمُعَةِ.

5677 -

وقال عليه السلام: "نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق "[4466]

• مُسْلِمٌ [22/ 856] في الصّلاةِ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، وَحُذيْفَةَ.

5678 -

وقال عليه السلام: " أنا أول شفيع في الجنة لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت وإن من الأنبياء نبيا ما صدقه من أمته إلا رجل واحد ". [4467]

• مُسْلِمٌ [332/ 196] مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ في الإِيمَانِ.

5679 -

وقال عليه السلام: "مثلي ومثل الأنبياء كمثل قصر أحسن بنيانه ترك منه موضع لبنة فطاف النظار

(1)

يتعجبون من حسن بنيانه إلا موضع تلك

(1)

ليس في "الصحيحين": "فطاف به النظَّار"؛ كما نبهت على ذلك في "تخريج الطحاوية"؛ وإنما هو - عندهما - بالرواية الأخرى.

وهو - بهذا اللفظ - في "شرح السنة"(13/ 200/ 3620) للبغوي - أيضًا -؛ وانظر "فتح الباري في الذب عن الألباني والرد على إسماعيل الأنصاري"(ص 7). لأخينا الفاضل سمير بن أمين الزهيري المنصوري المصري.

ص: 256

اللبنة لا يعيبون سواها فكنت أنا سددت موضع اللبنة فتم بي البنيان وختم بي الرسل".

وفي رواية: " فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين ". [4468]

• مُتَّفَق عَلَيْهِ [خ (3535) م (2286)] عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ بِلَفْظ: "كَمَثَلِ رَجُل بَنَى دَارًا": البُخارِيُّ في صِفتِهِ، وَمُسْلمٌ في قضَائِلِهِ، وَفِي رِوَايَةٍ:"بَنَى بِنَاءً"، وَفِي أخْرَى:"بُنْيَانًا".

وأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ [خ 3534 م 2287].

وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ [2285/ 22].

5680 -

وقال عليه السلام: " ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي وأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة ". [4469]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخَارِيُّ [4981]، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 7977/ 2] في فَضَائِلِ القُرْآنِ، وَمُسْلِمٌ [152] في الإِيمَانِ - رضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُم -.

5681 -

وقال عليه السلام: " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ". [4470]

• مُتفَقٌ عَلَيهِ [خ (335) م (3/ 521)] عَنْ جَابرٍ في الصّلاةِ، والبُخَارِيُّ أَيضًا [438]، والنَّسَائيُّ [1/ 209] في الطهَارَةِ.

ويُروى: "فُضِّلْتُ على الأنبياء بسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ

" وذكرَ هذهِ الأشياءَ إلَّا الشفاعةَ، وزاد: "وخُتِمَ بِيَ النَّبيُّونَ".

• مُسْلِمٌ [5/ 523] عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ في الصَّلاة.

ص: 257

5682 -

وقال عليه السلام: "بعثت بجوامع الكلم ونصرت بالرعب وبينا أنا نائم رأيتني أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي ". [4471]

• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخارِيُّ [7013] في التعْبِيرِ، وَمُسْلِمٌ [6/ 523] في الصّلاةِ.

5683 -

وقال عليه السلام: "إن الله زوى

(1)

لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال: يا محمد إنى إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا ". [4472]

• مُسْلِمٌ [19/ 2889]، وأَبْو دَاودَ [4252]، والتِّرْمِذِيُّ [2176]، وابنُ مَاجَه [3952]؛ كُلُّهُم في الفِتَنِ مِنْ حَدِيثِ ثوبان.

5684 -

عن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بمسجد بني معاوية

(2)

دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلا ثم انصرف فقال: " سألت ربي ثلاثا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها ". [4473]

• مُسْلِمٌ [20/ 2890] عَنْ سَعْدٍ في الفِتَنِ.

(1)

أي: جمعها.

(2)

هم بطن من الأنصار.

ص: 258

5685 -

عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص قلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قال: أجل والله إنه لموصوف ببعض صفته في القرآن: (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) وحرزا للأميين أنت بعدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب

(1)

في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله ويفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا".

ورواه عطاء، عن ابن سلام. [4474]

• البُخَارِيُّ [2125] عَنْ عَبدِ الله بنِ عَمْرٍو، وَعَنْ عَبدِ اللهِ بنِ سَلامٍ في البِيُوع.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5686 -

عن خباب بن الأرت رضي الله عنه أنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فأطالها. قالوا: يا رسول الله صليت صلاة لم تكن تصليها قال: " أجل إنها صلاة رغبة ورهبة وإني سألت الله فيها ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها وسألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها وسألته أن لا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها ". [4475]

• التِّرْمِذِيُّ [2175] في الفِتَنِ - وَصَحَّحَهُ

(2)

-، والنَّسَائيُّ [3/ 217] في الصّلاةِ عَنِ الخَبَّابِ.

(1)

أي: صياح.

(2)

وإسناده صحيح.

ص: 259

5687 -

وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل أجاركم من ثلاث خلال: أن لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق وأن لا تجتمعوا على ضلالة ". [4476]

• أَبُو دَاودَ

(1)

[4253] عَنْ أَبِي مَالِكِ الأشْعَرِيِّ في الفِتَنِ.

5688 -

وعن عوف بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لن يجمع الله على هذه الأمة سيفين: سيفا منها وسيفا من عدوها "[4477]

• أَبُو دَاودَ

(2)

[4301] عَنْ عَوفِ بنِ مَالكٍ في المَلاحِمِ.

5689 -

عن العباس أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه سمع شيئا فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: " من أنا؟ " فقالوا: أنت رسول الله. فقال: " أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة ثم جعله بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فأنا خيرهم نفسا وأنا خيرهم بيتا ". [4478]

التَّرْمِذِيُّ [(3607) (3608)] مِنْ حَدِيثِ العَبَّاسِ - وَحَسَّنَهُ

(3)

- في المَنَاقِبِ.

(1)

قلت: وإسناده ضعيف، كما حققته في "الضعيفة"(1510)؛ إلا جملة الإجماع؛ فصحيحة؛ وانظر "الصحيحة"(1331).

(2)

وسنده صحيح.

(3)

حديث صحيح، وانظر "الضعيفة"(3073).

ص: 260

5690 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله متى وجبت

(1)

لك النبوة؟ قال: " وآدم بين الروح والجسد ". [4479]

• التِّرْمِذِيُّ [3609] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - وَحَسَّنَهُ

(2)

- في المَنَاقِبِ.

5691 -

وعن عرباض بن سارية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إني عند الله مكتوب: خاتم النبيين وإن آدم لمنجدل

(3)

في طينته وسأخبركم بأول أمري دعوة إبراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني وقد خرج لها نور أضاء لها منه قصور الشام ". "[4480]

• أَحمد [4/ 127،128]، والحاكِمُ

(4)

[2/ 600] عَنِ العِرباضِ بنِ سَارِيَةَ.

5692 -

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر. وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر ". [4481]

• التّرْمِذِيُّ [3148] عَنْ أَبِي سعيد في المَنَاقِبِ، وَحَسَّنَهُ.

5693 -

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: جلس ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فسمعهم يتذاكرون قال بعضهم: إن الله اتخذ إبراهيم خليلا وقال آخر: موسى كلمه الله تكليما وقال آخر: فعيسى كلمة الله

(1)

أي: ثبتت.

(2)

حديث صحيح، كما قال الترمذي؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(1856).

(3)

المنجدل: الملقى على الأرض.

(4)

حديث صحيح، كما بينته في "الضعيفة"(تحت 2085).

ص: 261

وروحه. وقال آخر: آدم اصطفاه الله فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فسلم وقال: " قد سمعت كلامكم وعجبكم إن إبراهيم خليل الله وهو كذلك وموسى نجى الله؛ وهو كذلك، وعيسى روحه وكلمته؛ وهو كذلك وآدم اصطفاه الله وهو كذلك ألا وأنا حبيب الله ولا فخر وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة تحته آدم فمن دونه ولا فخر وأنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر وأنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر ". [4482]

• التِّرْمِذِيُّ [3616] في المناقِبِ - واسْتَغْرَبَهُ

(1)

-، والدَّارِمِيُّ [1/ 39] عن ابنِ عبّاس رضي الله عنهم.

5694 -

عن عمرو بن قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "نحن الآخرون ونحن السابقون يوم القيامة وإني قائل قولا غير فخر: إبراهيم خليل الله وموسى صفي الله وأنا حبييب الله ومعي لواء الحمد يوم القيامة وإن الله عز وجل وعدني في أمتي وأجارهم من ثلاث: لا يعمهم بسنة ولا يستأصلهم عدو ولا يجمعهم على ضلالة ". [4483]

• الدَّارِمِيُّ

(2)

[1/ 29] مِنْ مُرْسِلِ عَمْرِو بنِ قَيْسٍ.

5695 -

عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(1)

قلت: وسنده ضعيف.

وكذا أخرجه الضياء في "المختارة"(64/ 42/ 2).

(2)

فيه عبد الله بن صالح؛ وفيه ضعف، ثم هو مرسل؛ فإن عمرو بن قيس؛ الظاهر أنه هو أبو ثور الشامي.

ص: 262

"أنا قائد المرسلين ولا فخر وأنا خاتم النبيين ولا فخر وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر ". [4484]

• الدَّارِمِيُّ

(1)

[1/ 27] عَنْ جَابِرٍ.

5696 -

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا وأنا قائدهم إذا وفدوا وأنا خطيبهم إذا أنصتوا وأنا مستشفعهم إذا حبسوا وأنا مبشرهم إذا أيسوا الكرامة والمفاتيح يومئذ بيدي ولواء الحمد يومئذ بيدي وأنا أكرم ولد آدم على ربي يطوف علي ألف خادم كأنهن بيض مكنون أو لؤلؤ منثور ".

غريب [4485]

• التِّرْمِذِيُّ [3610] في المناقِبِ، والدَّارِمِي

(2)

[1/ 26 - 27] عَنْ أَنسٍ، وَيُؤْخَذُ مِنْ مَجْمُوعِ رِوَايتهِمَا، مَا تَضمَّنَهُ سِيَاقُ البَغَوِيِّ هُنَا رضي الله عنه.

5697 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فأكسى

(3)

حلة من حلل الجنة ثم أقوم عن يمين العرش ليس أحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري ". "[4486]

• التِّرْمِذِيُّ [3611] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه في المناقِبِ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ

(4)

.

(1)

فيه صالح بن عطاء بن جنابٍ - مولى بني الديل -؛ ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح"(3/ 331) في الرواه عن أبيه؛ ولم يفرده بترجمة، لا هو ولا غيره.

(2)

وإسناد ضعيف.

(3)

صدر الحديث "أنا أول من تنشق عنه الأرض فأكسى

كما في "سنن الترمذي".

(4)

وإسناده ضعيف.

ص: 263

5698 -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " سلوا الله الوسيلة " قالوا: يا رسول الله وما الوسيلة؟ قال: " أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد وأرجو أن أكون أنا هو ". [4487]

• التِّرْمِذِيُّ [3612] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في المَنَاقِبِ، وَقَالَ: غَرِيبٌ

(1)

.

5699 -

عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم غير فخر ". [4488]

• التِّرْمِذِيُّ

(2)

[3613] عَنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ في المَنَاقِبِ.

5700 -

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكل نبي ولاة من النبيين وإن وليي أبي خليل ربي"، ثم قرأ:{إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي} . [4489]

• التِّرْمِذِي

(3)

[2995] في التفْسِيرِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.

5701 -

عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(1)

لكنه صحيح لغيره؛ وإن كان فيه ليث بن أبي سليم.

(2)

وحسنه، وهو محتمل، وقد صححه الحاكم (1/ 71، 4/ 78) ووافقه الذهبي.

(3)

من طريق أبي الضحى، عن ابن مسعود.

وفي رواية - عنده -: عن أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن مسعود، وقال - عن الطريق الأولى -:"أصح".

وأرى أن العكس هو الصواب، ولعله يُيَسَّر لي بيان ذلك في "الصحيحة" وقد أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1/ 444) والخطيب (4/ 222) والطبري في "التفسير"(5 - 6/ 98/ 81)، وصححه الحاكم (2/ 392، 553) ووافقه الذهبي.

ص: 264

"إن الله - تعالى - بعثني لتمام مكارم الأخلاق وكمال محاسن الأفعال ". [4490]

• البَغَوِيُّ

(1)

[(3622) (3623)] في "شَرْح السُّنةِ" عَن جَابِرٍ.

وَمَعْنَاهُ لأحْمَد [2/ 381] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهم.

5702 -

وعن كعب يحكي عن التوراة قال: نجد مكتوبا محمد رسول الله عبدي المختار لا فظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر مولده بمكة وهجرته بطيبة وملكه بالشام وأمته الحمادون يحمدون الله في السراء والضراء يحمدون الله في كل منزلة ويكبرونه على كل شرف رعاة للشمس يصلون الصلاة إذا جاء وقتها يتأزرون على أنصافهم ويتوضؤون على أطرافهم مناديهم ينادي في جو السماء صفهم في القتال وصفهم في الصلاة سواء لهم بالليل دوي كدوي النحل ". [4491]

• الدَّارِمِيُّ [1/ 5 - 6]، والبغَوِيُّ [3628] في "شَرْح السُّنةِ".

5703 -

عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: مكتوب في التوراة صفة محمد وعيسى بن مريم عليهما السلام يدفن معه.

قيل: وقد بقي في البيت

(2)

موضع قبره. [4492]

• التِّرْمِذِيُّ [3617] مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلَّامٍ رضي الله عنه في المناقب - وَحَسَّنَهُ

(3)

- دون قَوْلهِ: قِيلَ: قدْ بَقِيَ

إِلى آخِرِهِ؛ فَإنهُ مِنْ كَلامِ أَبِي مودودِ: بعْضِ رُوَاتِهِ.

(1)

وإسناده ضعيف؛ كما بينته في "الضعيفة"(2087).

(2)

أي: حجرة عائشة.

(3)

قلت: وإسناده ضعيف؛ فيه عثمان بن الضحاك؛ قال الحافظ: "ضعيف؛ قاله أبو داود".

ص: 265

‌الفصل الثالث:

5704 -

عن ابن عباس قال: إن الله تعالى فضل محمدا صلى الله عليه

وسلم على الأنبياء وعلى أهل السماء فقالوا يا أبا عباس بم فضله الله على أهل

السماء؟ قال: إن الله تعالى قال لأهل السماء {ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين} وقال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} قالوا: وما فضله على الأنبياء؟ قال: قال الله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء

} الآية وقال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: {وما أرسلناك إلا كافة للناس} فأرسله إلى الجن والإنس. [5773]

• الدارمي

(1)

(46) عنه.

5705 -

وعن أبي ذر الغفاري قال: قلت: يا رسول الله كيف علمت أنك نبي حتى استيقنت؟ فقال: " يا أبا ذر أتاني ملكان وأنا ب بعض بطحاء مكة فوقع أحدهما على الأرض وكان الآخر بين السماء والأرض فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم. قال: فزنه برجل فوزنت به فوزنته ثم قال: زنه بعشرة فوزنت بهم فرجحتهم ثم قال: زنه بمائة فوزنت بهم فرجحتهم ثم قال: زنه بألف فوزنت بهم فرجحتهم كأني أنظر إليهم ينتثرون علي من خفة الميزان. قال: فقال أحدهما لصاحبه: لو وزنته بأمته لرجحها ". [5774]

• الدارمي

(2)

(14) عنه.

(1)

وفيه الحكم بن أبان، وهو صدوق له أوهام؛ كما في "التقريب".

(2)

ورجاله ثقات معروفون؛ غير جعفر بن عثمان القرشي؛ ولم أعرفه! ==

ص: 266

5706 -

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كتب علي النحر ولم يكتب عليكم وأمرت بصلاة الضحى ولم تؤمروا بها ". [5775]

• الدارقطني

(1)

[4/ 282] عن ابن عباس رضي الله عنهما.

‌2 - بابُ أَسْمَاءِ النبيِّ عليه السلام وَصِفَاتِهِ

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5707 -

عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن لي خمسة أسماء: أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب".

والعاقب: الذي ليس بعده نبي

(2)

. [4493]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ: البُخَارِيُّ [3532] في صِفَتِهِ صلى الله عليه وسلم، وَمُسْلِمٌ [2354/ 124] في فَضَائلِهِ صلى الله عليه وسلم، والتِّرْمِذِيُّ [2840] في المَنَاقِبِ، والنسَائِيُّ [الكبرى 11950] في التفْسِيرِ عَنْ جُبَيْرِ بنِ مُطْعمٍ.

5708 -

وعن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال: " أنا محمد وأحمد والمقفي

(3)

والحاشر ونبي

= ثم تبينت أنه نسب إلى جدّه؛ فهو - في رواية البزار، وغيره -:"جعفر بن عبد الله بن عثمان القرشي"، انظر "كشف الأستار"(3/ 115/ 2371).

(1)

وإسناده ضعيف.

(2)

هذا التفسير ليس من الحديث، بل من بعض رواته، ففي رواية لمسلم - وكذا أحمد (4/ 84) -: قال معمر: قلت للزهري: ما العاقب؟ قال: الذي ليس بعده نبي.

(3)

أي: آخر الأنبياء.

ص: 267

التوبة ونبي الرحمة ". [4494]

• مُسْلِمٌ [126/ 2355] عَنْ أَبِي مُوسَى في فَضائِلِهِ صلى الله عليه وسلم.

5709 -

وعن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم؟ يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وأنا محمد ". [4495]

• البُخَارِيُّ [3533] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في أَسْمَائِهِ صلى الله عليه وسلم.

5710 -

وعن جابر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق قال:"سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي؛ فإنى إنما جعلت قاسما أقسم بينكم". [4496]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ جَابِرٍ البخاري [3144، 6187] في الخُمُسِ، والأدَبِ، وَمُسْلِمٌ في الاسْتِئْذانِ.

5711 -

عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمط

(1)

مقدم رأسه ولحيته وكان إذا ادهن لم يتبين

(2)

وإذا شعث رأسه تبين وكان كثير شعر اللحية فقال رجل: وجهه مثل السيف؟ قال

(3)

: لا بل كان مثل الشمس والقمر وكان مستديرا ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده". [4497]

• مُسْلِمٌ [109/ 2344] في المَنَاقِبِ عَنْ جابِرِ بنِ سَمُرَةَ.

5712 -

عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى

(1)

أي: شاب.

(2)

أي: لم يظهر الشيب.

(3)

أي: جابر.

ص: 268

الله عليه وسلم وأكلت معه خبزا ولحما - أو قال: ثريدا - ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض

(1)

كتفه اليسرى جمعا عليه خيلان

(2)

كأمثال الثآليل. [4498]

• مُسْلِمٌ

(3)

[112/ 2346] عَنْ عَبِدِ بنِ سَرْجِس في المناقِبِ.

5713 -

وقال السائب بن يزيد: نظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زر الحجلة. [4499]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنِ السَّائِبِ بنِ يَزِيدَ: البُخارِيُّ في مَواضعَ؛ مِنْهَا في الطَّبِّ [5670]، وَمُسْلمٌ في صِفَتِهِ صلى الله عليه وسلم، [2345]، والتِّرْمِذِيُّ [3643] في المَنَاقِبِ.

5714 -

وعن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت: أتي النبي صلى

الله عليه وسلم بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة فقال: " ائتوني بأم خالد " فأتي بها تحمل فأخذ الخميصة بيده فألبسها. قال: "أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي" وكان فيها علم أخضر أو أصفر. فقال: " يا أم خالد هذا سناه " وهي بالحبشية حسنة. قالت: فذهبت ألعب بخاتم النبوة فز برني أبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعها ". [4500]

• البُخَارِيُّ [(5823)]، وأَبُو دَاودَ [4024] في اللِّبَاسِ، عَنْ أمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خالد بن سَعِيدِ بنِ العَاص رضي الله عنهم أَجْمَعِين -.

5715 -

عن أنس رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه

(1)

هو أعلى الكتف.

(2)

جمع خال، وهو الشامة في الجسد.

(3)

في هذا الحديث اختلاف عما في "مسلم"، ولعل منشأ ذلك هو الاختصار.

ص: 269

وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير وليس بالأبيض الأمهق

(1)

ولا بالآدم وليس بالجعد القطط

(2)

ولا بالسبط بعثه الله على رأس أربعين سنة فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين وتوفاه الله على رأس ستين سنة وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. [4501]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَنَسٍ: البُخارِيُّ [(3548)] في صِفَتِهِ صلى الله عليه وسلم، وأَبُو دَاودَ

(3)

لم يروه أبو داود بهذا التمام. في اللباسِ، وَمُسْلِمٌ [113/ 2347]، والتِّرْمِذِي [3623] في المناقِبِ، والنَّسَائيُّ [الكبرى 9310] في الزِّينَةِ.

5716 -

وفي رواية عن أنس رضي الله عنه يصف النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير أزهر اللون. [4502]

• مُتَّفَق عَلَيْهِ [خ (3547)] عَنْهُ؛ إِلَّا قَوْلَ: "رَبْعَةٌ"؛ فانفَرَدَ بِهَا البُخَارِيُّ.

5717 -

وقال: كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه [4503]

• مُسْلِمٌ [96/ 2338] في المَنَاقِبِ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ.

وفي رواية: بين أُذُنَيْهِ وعاتِقِه.

• البُخارِيُّ [5905] في اللبَاسِ، ومُسْلِمٌ [94/ 2338] في المناقِبِ مَعًا مِنْ رِوَايةِ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَس.

5718 -

وقال: كان ضخم الرأس والقدمين لم أر بعده ولا قبله مثله وكان

(1)

الذي بياضه خالص، لا يشوبه حمرة ولا غيرها.

(2)

الشديد الجعودة.

(3)

لم نره عند أبي داود! ولا عزاه إليه المزي في "التحفة"(1/ 219)، ولا الصدر المناوى في "الكشف"! (ع)

ص: 270

سبط الكفين. [4504]

• البُخَارِيُّ [(5907) (5910)] عَنْ أَنَسٍ في اللِّبَاسٍ.

وفي رواية: كانَ شَثْنَ

(1)

القدَمَينِ والكفَّيْن.

• البُخارِي في اللَّباسِ تَعْلِيقًا عَنْ أَنَسٍ.

5719 -

وعن البراء قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعا بعيد ما بين المنكبين له شعر بلغ شحمة أذنيه رأيته في حلة حمراء لم أر شيئا قط أحسن منه. [4505]

• البُخَاريّ [3551] في صِفَتِهِ صلى الله عليه وسلم عَن البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ.

5720 -

وفي رواية عنه قال: ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله صلى الله عليه وسلم شعره يضرب منكبيه بعيد ما بين المنكبين ليس بالطويل ولا بالقصير [4506]

• البُخَارِيُّ في [صِفَتِهِ صلى الله عليه وسلم (3551)]

(2)

وَمُسْلِمٌ [92/ 2337] في المَنَاقِبِ، وأَبُو دَاودَ [4184]، في التَّرَجُّلِ، والتِّرْمِذِيُّ [3635] في اللِّبَاسِ - والنَّسائِيُّ [8/ 183] في الزِّينَةِ مِن حَدِيث البَراءِ.

5721 -

عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع

(3)

الفم أشكل

(4)

العينين منهوش العقبين

(1)

أي: أنهما تميلان إلى الغلظ والقصر، وهو محمود في الرجال؛ لأنه أشد لقبضهم.

(2)

بياض في الأصل، واستدركناها من "البخاري". (ع).

(3)

أي: وسيعه. وهذا وصف يناسب الفصاحة، والعرب تمدح سعة الفم وتذم صغره.

(4)

سيأتي شرح سماك للأشكل، بأنه طويل شق العين، وكذا فسره صاحب "القاموس".

غير أن القاضي عياض أنكر هذا التفسير، وقال:"وصوابه: أن الشكلة: حمرة في بياض العين، وهو محمود".

ص: 271

قيل لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: عظيم الفم. قيل: ما منهوش العقبين؟ قال: قليل لحم العقب قيل: ما أشكل العينين؟ قال: طويل شق العين. [4507]

• مُسْلِمٌ [97/ 2339] في المناقِب عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ.

وَعِنْدَ التِّرْمِذِيَّ [3646] بعْضُهُ.

5722 -

وعن أبي الطفيل أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبيض مليحا مقصدا

(1)

". [4508]

• مُسْلِمٌ [99/ 2340] في صِفَتِهِ صلى الله عليه وسلم، وأَبُو دَاودَ [4864] في الأدَبِ، والتِّرْمِذِيُّ في "الشَّمَائِل"[14] عَنْ أَبِي الطُّفِيلِ.

5723 -

وسئل أنس عن خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه لم يبلغ ما يخضب لو شئت أن أعد شمطاته في لحيته - وفي رواية: لو شئت أن أعد شمطات كن في رأسه. [4509]

• البُخَارِيُّ [5895] عَنْ أَنَسٍ بِهِ، في اللَّباس.

وَهوَ لِمُسْلِمٍ [103/ 2341] في المناقِبِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ.

وفي رواية: "إنَّما كانَ البَياضُ في عَنْفَقَتِهِ وفي الصُّدْغَيْنِ، وفي الرأسِ نَبْذٌ

(2)

".

• مُتفَق عَلَيْهِ [م (104/ 2341)] عَنْ أَنسٍ، لكِنَ لَيْسَ عَندَ البُخَارِيِّ: العَنفَقَةُ.

(1)

أي: متوسطًا ومعتدلًا.

(2)

أي: شيء يسير.

ص: 272

5724 -

عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ إذا مشى تكفأ وما مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكا ولا عنبرة أطيب من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم. [4510]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ - واللفْظُ لِمُسْلِمٍ [82/ 2330] في المَنَاقِبِ -، والبُخَارِيُّ [3561] بِمَعْنَاهُ في [صِفَتِهِ صلى الله عليه وسلم]

(1)

، ولا عنده: كان عُرفهُ اللُّؤْلُؤ، إِذا مَشَى تَكَفّأَ.

قُلتُ: كَذَا قِيلَ.

5725 -

وعن أنس رضي الله عنه عن أم سليم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتيها فيقيل عندها فتبسط نطعا فيقيل عليه وكان كثير العرق فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أم سليم ما هذا؟ " قالت: عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب. [4511]

• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (6281) م (83/ 2331) (85/ 2332)].

وفي رواية: قالت: يا رسول الله! نرجُو برَكتَهُ لصِبْيانِنا، قال:"أصَبْتِ".

• لهما

(2)

[م (84/ 2331)].

5726 -

عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا وأما أنا فمسح خدي فوجدت ليده بردا أو

(1)

بياض في الأصل، واستدركناه من "البخاري". (ع).

(2)

بل من أفراد مسلم! (ع)

ص: 273

ريحا كأنما أخرجها من جؤنة عطار

(1)

. [4512]

• مُسْلِمٌ [80/ 2329] في المَنَاقِبِ عَنْ جابِرِ بنِ سَمُرَةَ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5727 -

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل ولا بالقصير ضخم الرأس واللحية شئن الكفين والقدمين مشربا حمرة ضخم الكراديس

(2)

طويل المسربة

(3)

إذا مشى تكفأ تكفأ كأنما ينحط من صبب

(4)

لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم.

صح. [4513]

• التِّرْمِذِيُّ [3637] عَنْ عَلِيّ رضي الله عنه في المَنَاقِبِ، وَصَحَّحَهُ

(5)

.

5728 -

وعن عَلِيّ رضي الله عنه كان إذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم يكن بالطويل الممغط

(6)

ولا بالقصير المتردد

(7)

وكان ربعة من القوم

(1)

جؤنة العطار: هي التي يعد فيها الطيب ويحرز.

(2)

الكردوس: كل عظمين التقيا في مفصل؛ أي: عظيم الأعضاء.

(3)

المسرُبة - بضم الراء -: الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر إِلى السرة.

(4)

المنحدر من الأرض.

(5)

قلت: فيه المسعودي؛ وكان اختلط.

لكنه قوي لغيره؛ فانظر "الصحيحة"(2053)، و"مختصر الشمائل"(15/ 4).

(6)

أي: البائن الطويل، المتناهي في الطول.

(7)

المتناهي في القصر، حتى كأن بعضه دخل ببعض من القصر.

ص: 274

ولم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط كان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم

(1)

ولا بالمكلثم

(2)

وكان في الوجه تدوير أبيض مشرب أدعج

(3)

العينين أهدب الأشفار

(4)

جليل المشاش

(5)

والكتد

(6)

أجرد

(7)

ذو مسربة شثن

(8)

الكفين والقدمين إذا مشى يتقلع

(9)

كأنما يمشي في صبب

(10)

وإذا التفت التفت معا بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين أجود الناس صدرا وأصدق الناس لهجة وألينهم عريكا وأكرمهم عشيرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم. [4513]

• التِّرْمِذِيُّ [4514] عَنْ عَلِيّ - كَرَّمَ الله وَجْهُهُ - في المَنَاقِبِ، وَقَالَ: لَيسَ إِسْنَاده بِمُتصِلٍ

(11)

.

5729 -

عن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه

(1)

الفاحش السمن، وفي "الصحاح":"وجه مطهم".

(2)

المستدير الوجه غاية التدوير، بل كان وجهه مائلًا إِلى التدوير.

(3)

الدعج: سواد العين مع سعتها في بياضها.

(4)

أي: طويل شعر الأجفان.

(5)

أي: عظيم رؤوس العظام.

(6)

الكتد: هو مجتمع الكتفين، وهو الكاهل.

(7)

الأجرد: من ليس على بدنه شعر.

أراد بذلك: أن الشعر كان في أماكن من بدنه فقط.

(8)

أي: تميلان إلي الغلظ والقصر.

(9)

أي: يرفع رجليه من الأرض رفعًا بائنًا.

(10)

الصبب: المنحدر من الأرض.

(11)

وإسناده ضعيف؛ وهو مخرج في "مختصر الشمائل"(16/ 5).

ص: 275

وسلم لم يسلك طريقا فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه. [4515]

• الدَّارِمِيُّ

(1)

[1/ 32] عَنْ جَابِرٍ.

5730 -

وقيل للربيع بنت معوذ بن عفراء: صفي لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: يا بني لو رأيته رأيت الشمس طالعة. [4516]

• الدَّارِمِيُّ

(2)

[1/ 30 - 31]، عَنْ الرُّبّيع بِنْتِ مُعَوِّذٍ.

5731 -

وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان

(3)

فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر وعليه حلة حمراء فإذا هو أحسن عندي من القمر. [4517]

• التِّرْمِذِيُّ [2811] في الرُّخْصَةِ في لُبْسِ الحُمْرَةِ - وَحَسَّنَهُ -، عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ.

وأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ [الكبرى 9640] أَيْضًا في الزِّينَةِ.

5732 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري على وجهه وما رأيت أحدا أسرع في مشيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الأرض تطوى له إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث. [4518]

(1)

فيه إسحاق بن الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي - ولم أجد له ترجمة -، عن المغيرة بن عطية - ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم (7/ 227) جرجًا ولا تعديلًا -.

(2)

في إسناده عبد الله بن موسى التيمي المدني؛ قال الحافظ: "صدوق كثير الخطإ".

(3)

أي: ليلة مقمرة مضيئة.

ص: 276

• التِّرْمِذِيُّ [(3648)] عَنْ أَبِي هريرَةَ رضي الله عنه في المناقِبِ، واسْتَغْرَبَهُ

(1)

.

5733 -

عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان في ساقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حموشة

(2)

وكان لا يضحك إلا تبسما وكنت إذا نظرت إليه قلت: أكحل العينين وليس بأكحل. [4519]

• التِّرْمِذِيُّ

(3)

[3645] في المناقِبِ عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه.

‌الفصل الثالث:

5734 -

عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلج

(4)

(1)

وقال "حديث غريب"؛ أي: ضعيف؛ وهو كما قال؛ فإن فيه ابن لهيعة.

لكنه قد توبع، فهو صحيح، انظر "مختصر الشمائل"(71/ 100/تحقيق الثاني).

(2)

أي: دقة ولطافة مناسبة لسائر أعضائه.

(3)

وقال "حسن صحيح غريب".

قلت: فيه عنعنة الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس.

ومن طريقه: أخرجه أحمد (5/ 97، 105)، والحاكم (2/ 606)، وصححه!

ورده الذهبي بقوله "قلت: حجاج لين الحديث".

لكن ضحكه تبسمًا؛ له شاهد مرسل صحيح، خرجته في "الصحيحة"(2086)، فهو حسن.

ووصله الترمذي في "الشمائل"(136)، عن عبد الله بن الحارث بن جزء

مرفوعًا، وسنده جيد.

فهذا القدر من الحديث صحيح.

ورواه الطبراني في "الكبير"(1/ 98/ 2) من طريق الحجاج

مختصرًا بلفظ: كان لا ينبعث في الضحك، وفيه - أيضًا - الحسن بن عبد الأول؛ كذبه ابن معين.

(4)

الفلج: فرجة ما بين الثنايا والرباعيات.

وقيل: التباعد بين الأسنان.

ص: 277

الثنيتين إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه. [4520]

• رواه الدارمي

(1)

(59).

5735 -

وعن كعب بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك. [5798]

• متفق عليه

(2)

[خ (3556) م (2769)].

5736 -

وعن أنس أن غلاما يهوديا كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فوجد أباه عند رأسه يقرأ التوراة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا يهودي أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تجد في التوراة نعتي وصفتي ومخرجي؟

(3)

". قال: لا. قال الفتى: بلى والله يا رسول الله إنا نجد لك في التوراة نعتك وصفتك ومخرجك وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " أقيموا هذا من عند رأسه ولوا

(4)

أخاكم ". [5799]

• البيهقي

(5)

[6/ 272] في "الدلائل" عنه.

5737 -

وعن أبي هريرة

(6)

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إنما

(1)

قلت: وإسناده ضعيف جدًّا؛ فيه عبد العزيز بن أبي ثابت الزهريّ، وهو متروك.

(2)

واستدركه الحاكم (2/ 605) عليهما - ثم الذهبي -! قوهما.

(3)

أي: مكان خروجي، أو زم أنه.

(4)

لوا: فعل أمر؛ من ولي الأمر يليه: إذا تولاه.

(5)

لم أقف على إسناده.

(6)

هو عند الدارمي: عن أبي صالح

مرفوعًا مرسلًا، ليس فيه أبو هريرة.==

ص: 278

أنا رحمة مهداة ". [57100]

• الدارمي (15)، والبيهقي (1446) في "الشعب"، كلاهما عنه.

‌3 - باب في أَخْلاقِهِ وشَمَائِلِهِ عليه السلام

-

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5738 -

عن أنس رضي الله عنه قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي: أف ولا: لم صنعت؟ ولا: ألا صنعت؟ [4520]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ عَنْهُ: البُخَارِيُّ [6038] في الأدَبِ، وَمُسْلِمٌ [51/ 2309] في المَنَاقِبِ، والتِّرِمِذِيُّ [2015] في البرَّ والصِّلَةِ، وَفِي "الشَّمَائِل"[345].

5739 -

قال أنس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا فأرسلني يوما لحاجة فقلت: والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي قال: فنظرت إليه وهو يضحك فقال: " يا أنيس ذهبت حيث أمرتك؟ ". قلت: نعم أنا أذهب يا رسول الله. [4521]

• مُسْلِمٌ [54/ 2310] عَنْ أَنَس في المَنَاقِبِ.

= ولعله عند البيهقي موصولًا - عن أبي هريرة.

وقد وصله الحاكم - أيضًا - (351) عنه، وصححه على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي!

وإنَّما هو صحيح فقط؛ وبيانه في "الصحيحة"(490) و "غاية المرام"(رقم: 1).

ص: 279

5740 -

وعن أنس رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه جبذة شديدة ورجع نبي الله في نحر الأعرابي حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية البرد من شدة جبذته ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ثم أمر له بعطاء. [4522]

• مُتفَق عَلَيْهِ، عَنْهُ: البُخَارِيُّ [(3149)] في الخُمُسِ، ومُسْلِمٌ [48/ 2307] في الزكاةِ، وابنُ مَاجَه [3553] في اللَّبَاسِ رضي الله عنهم.

5741 -

عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق الناس قبل الصوت فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم قد سبق الناس إلى الصوت هو يقول: " لم تراعوا

(1)

لم تراعوا " وهو على فرس لأبي طلحة عري ما عليه سرج وفي عنقه سيف. فقال: " لقد وجدته بحرا

(2)

". [4523]

• مُتفَق عَلَيْهِ، عَنْهُ: البُخارِيُّ [2909]، وَمُسْلِمٌ [48/ 2307]، وابنُ مَاجَه [2772] في الجِهادِ، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 8829] في السِّيَرِ.

5742 -

وقال جابر رضي الله عنه ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال: لا. [4524]

(1)

ويروى: "لن تراعوا".

قال التوربشي: "هو في أوثق الروايات: "لن تراعوا"؛ أي: لا خوف ولا فزع فاسكنوا".

(2)

أي: جوادًا وسيع الجري.

ص: 280

• مُتفَق عَلَيْهِ،

(1)

عَنْ جَابِر: البُخَارِيُّ [6034] في الأدَبِ، ومُسْلِمٌ [56/ 2311] في الفَضَائِلِ.

5743 -

عن أنس رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم غنما بين جبلين فأعطاه إياه فأتى قومه فقال: أي قوم أسلموا فو الله إن محمدا ليعطي عطاء ما يخاف الفقر. [4525]

• مُسلِمٌ [58/ 2312] في الفَضَائِل عَنْ أَنَسٍ.

5744 -

عن جبير بن مطعم رضي الله عنه بينما هو يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مقفله من حنين فعلقت الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة

(2)

فخطفت رداءه

(3)

فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاة نعم لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا ". [4526]

• البُخَارِيُّ [(2821)] عَنْ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ في الجِهَادِ.

5745 -

وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء فما يأتون بإناء إلا غمس يده فيها فربما جاؤوه بالغداة الباردة فيغمس يده فيها. [4527]

• مُسْلِمٌ [74/ 2324] عَنْ أَنسٍ في المناقِبِ.

(1)

انظر "مختصر الشمائل"(رقم: 302).

(2)

أي: شجرة طلح.

(3)

يحتمل أن يكون الخاطف: الأعراب.

ويحتمل أن يكون رداؤه تعلق بالشجر.

ص: 281

5746 -

وقال أنس رضي الله عنه: كانت أمة من إماء أهل المدينة تأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت. [4528]

• البُخَارِيُّ [6072] عَنْ أَنَسٍ في الأدَبِ.

5747 -

وعن أنس رضي الله عنه أن امرأة كانت في عقلها شيء فقالت: يا رسول الله إني لي إليك حاجة فقال: " يا أم فلان انظري أي السكك شئت حتى أقضي لك حاجتك " فخلا معها في بعض الطرق حتى فرغت من حاجتها. [4529]

• مُسْلِمٌ [76/ 2326] عَنْ أَنَسٍ في المَنَاقِبِ.

5748 -

وعن أنس رضي الله عنه قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا لعانا ولا سبابا كان يقول عند المعتبة: " ما له ترب جبينه؟ ". [4530]

• البُخَارِيُّ [(6031) (6046)] عَنْ أَنَسٍ.

واتفَقَا عَلى بَعْضِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو: البُخارِيُّ [3559] في صِفَتِهِ صلى الله عليه وسلم، وَمُسْلِمٌ [2321] في المَنَاقِبِ.

5749 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قيل: يا رسول الله ادع على المشركين. قال: " إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة ". [4531]

• مُسْلمٌ [78/ 2599] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الأدَبِ.

5750 -

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه. [4532]

• مُتفَق عَلَيْهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: البُخارِيُّ [6092] في الأدَبِ، وَمُسْلِمٌ [67/ 2320] في الفَضَائِلِ، والتِّرْمِذِيُّ [358] في "الشَّمائِل"، وابنُ مَاجَه [4180] في الزُّهْدِ.

ص: 282

5751 -

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مستجمعا

(1)

قط ضاحكا حتى أرى منه لهواته وإنما كان يتبسم. [4533]

• مُتفَقٌ. عَلَيْهِ عَنْهَا؛ وَفِيهِ ذِكْرُ الرِّيح والغَيمِ: البُخَارِيُّ [4828] في التفْسِيرِ، وَمُسْلِمٌ [16/ 899] في الاسْتِسْقَاء.

5752 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم كان يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه. [4534]

• مُتفَق عَلَيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: البُخَارِيُّ [3567] في صِفَتِهِ صلى الله عليه وسلم، وَمُسْلِمٌ [71/ 2493] في آخِرِ الكتابِ، وأَبُو دَاودَ [3654] في العِلمِ.

5753 -

وسئلت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - تعني خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. [4535]

• البُخَارِيُّ [676] في الصّلاةِ، والتِّرْمِذِيُّ [2489] في الزُّهْدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها.

5754 -

وعنها قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها. [4536]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ

(2)

[البخاريِ]

(3)

(6126) عَنْ عَائشَةَ في الأدَبِ، وَمُسْلِمٌ [م (77/ 2327)] في الفَضَائِلِ

(1)

أي: ما رأيته ضاحكًا كل الضحك بجميع الفم.

(2)

انظر "مختصر الشمائل"(رقم: 100).

(3)

سقطت من الأصل، والسياق يقتضيها. (ع).

ص: 283

(ت [في الشمائل 350]).

5755 -

وقالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله - تعالى - وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله. [4537]

• مُسْلِمٌ [79/ 2328] في الفَضَائِلِ، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 9163] في "العِشْرَةِ"، وابنُ مَاجَه [1984] في النِّكَاح عَنْ عَائِشَةَ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5756 -

عن أنس رضي الله عنه قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثمان سنين خدمته عشر سنين فما لامني على شيء قط أتي

(1)

فيه على يدي فإن لامني لائم من أهله قال: " دعوه فإنه لو قضي شيء كان ". [4538]

• ابنُ حِبَّان [1816]، والبَيْهَقِيُّ [8070]

(2)

في "الشُّعَبِ" عَنْهُ.

5757 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا سخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح. [4539]

• التِّرْمِذِيُّ [2016] عَنْ عَائِشَةَ في البِرِّ، وَصَحَّحَهُ

(3)

.

(1)

أي: أهلك وأتلف.

(2)

ورواه ابن سعد (7/ 17) والخرائطي في "مكارم الأخلاق"(12)، والخطيب في "التاريخ"(3/ 303) من طرق عنه؛ بعضها صحيح.

وأخرجه أحمد - أيضًا - بسند صحيح، وهو مخرج في "تخريج السنة"(353).

(3)

وأخرجه أحمد (6/ 236 و 246) وسنده صحيح.

ص: 284

5758 -

عن أنس رضي الله عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعود المريض ويتبع الجنازة ويجيب دعوة المملوك ويركب الحمار لقد رأيته يوم خيبر على حمار خطامه ليف. [4540]

• التِّرْمِذِيُّ

(1)

[332] في "الشمَائِل"

(2)

عَنْ أَنَسٍ.

5759 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته [4541]

• التِّرْمِذِيُّ [في الشمائل 343] وَصَحَّحَهُ ابنُ حِبان

(3)

[2133] عَنْ عَائِشَةَ.

5760 -

وقالت: كان بشرا من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه. [4542]

• التِّرْمِذِيُّ [343] في "الشَّمَائِل"، وَصَحَّحَه ابن حِبّان

(4)

[2136] عَنْ عَائِشَةَ.

(1)

وأخرجه في "سننه"(1017)، وابن ماجه (2296، 4178)، والطيالسي (2425)، والبغوي (3673)؛ وسنده واهٍ جدًّا؛ فيه مسلم بن كيسان الأعور؛ قال الحافظ في "التقريب":"ضعيف"؛ وبه أعله الترمذي - نفسه -؛ وهو مخرج في "مختصر الشمائل"(رقم: 286).

(2)

وفاته أنه في "السنن"(1017)، و"ابن ماجه"(2293)! (ع)

(3)

وهو كما قال.

وأخرجه - كذلك - أحمد (6/ 121، 167)، والبغوي في "شرح السنة"(4/ 472).

(4)

وكذا أخرجه أحمد (6/ 256)، والبغوي في "الشرح"(4/ 472)، والبخاري في "الأدب المفرد"(541).

وفي سند البخاري والترمذي ضعيف؛ لكنه قد توبع على المتن وإن خولف في السند؛ فالحديث =

ص: 285

5761 -

وقيل لزيد بن ثابت: حدثنا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنت جاره فكان إذا نزل الوحي بعث إلي فكتبته له فكان إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا فكل هذا أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. [4543]

• التِّرْمِذِيُّ

(1)

[336] في "الشَّمَائِل" عَنْهُ.

5762 -

وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صافح الرجل لم ينزع يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع يده ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون هو الذي يصرف وجهه عن وجهه ولم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليس له. [4544]

• التِّرْمِذِيُّ

(2)

[2490] في الزُّهْدِ، وابنُ مَاجَه [3716] في الأدَبِ عَنْ أَنَسٍ.

5763 -

وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدخر شيئا لغد. [4545]

= صحيح، وانظر تفصيله في "الصحيحة"(671).

(1)

فيه الوليد بن أبي الوليد - ضعيف -، عن سليمان بن خارجة - مجهول -.

(2)

واستغربه، ورواه البغوي (3/ 472)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6/ 273/ 8132)؛ وفيه زيد العمّي؛ وهو ضعيف.

لكن الشطر الأول - منه -: رواه ابن حبان من طريق أخرى عن أنس.

وله طريق ثالثة - عند ابن سعد (1/ 378) -

أتمُّ منه؛ دون الفقرة الأخيرة منه؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(2485).

ص: 286

• التِّرْمِذِيُّ [2362] عَنْ أنَسٍ، وَقَالَ: غَرِيبٌ

(1)

.

5764 -

وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طويل الصمت. [4546]

• البَغَوِيُّ [2089] في "الجَعْدِيَّاتِ" عَنْ جابِرِ بنِ سَمُرَةَ، وَمِنْ طَرِيقِهِ المُصَنِّفُ في "شَرْح السُّنةِ"

(2)

[3695]؛ وَهُوَ في حَدِيثِ ابن أَبِي هَالَةَ الطَوِيلِ، بِلَفْظ: طَوِيل السُّكُوت.

5765 -

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ترتيل وترسيل

(3)

. [4547]

• أبو دَاودَ

(4)

[4838] في الأدَبِ عَنْ جَابِرٍ.

5766 -

عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا ولكنه كان يتكلم بكلام بينه

(5)

فصل يحفظه من جلس إليه. [4548]

(1)

وأعله بالإرسال.

وأقول: بل إسناده جيد، وهو مخرج في "مختصر الشمائل" (رقم: 304).

(2)

بإسناد ضعيف؛ فيه قيس بن الربيع؛ سيّئ الحفظ.

ومن طريقه: أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(10)؛ وابن سعد (1/ 372).

لكن تابعه - عند أحمد (5/ 86، 87) -: شريك بن عبد الله القاضي؛ فالحديث حسن.

(3)

أي: تمهيل في حديثه وأناة.

(4)

في الأدب، وابن سعد - أيضًا - (1/ 375) وفي إسناده شيخ لم يُسمَّ، ولكن يشهد له ما بعده.

(5)

كذا في الأصول، و"مسند أحمد" - أيضًا - (6/ 257).

وفي "الترمذي": (يُبيِّنه).

ص: 287

• التِّرْمِذِيُّ [3639] في المَنَاقِبِ - وَصَحَّحَهُ

(1)

- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها.

وَأَصْلُهُ في "الصَّحِيح"[خ 3567 م 2493].

5767 -

وعن عبد الله بن الحارث بن جزء قال: ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم. [4549]

• التِّرْمِذِيُّ

(2)

[3641] في المَنَاقِبِ عَنْ عَبْدِ الله بنِ الحارِثِ بنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ.

وَهُوَ عِنْدَ أَحمَدَ [4/ 190] بِلَفْظ: مَا رَأَيْتُهُ قَطُّ إِلَّا مُبْتَسِمًا.

5768 -

عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء. [4550]

• أبو دَاودَ [4837] في الأدَبِ، والبَيْهَقِيُّ

(3)

[1/ 321] في "الدَّلائِلِ" عَنْ عَبدِ الله بنِ سَلام.

‌الفصل الثالث:

5769 -

عن عمرو بن سعيد عن أنس قال: ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إبراهيم ابنه مسترضعا في عوالي المدينة فكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وإنه ليدخن وكان ظئره قينا فيأخذه فيقبله ثم

(1)

قلت: وسنده جيد.

(2)

وقال "حديث غريب"؛ أي: ضعيف؛ لأن فيه ابن لهيعة؛ وهو سيّئ الحفظ.

وقد خالفه في لفظه بعض الثقات؛ فرواه بلفظ: ما كان ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسمًا.

وهذا هو الصواب -؛ ولا يخفى الفرق بين اللفظين: أخرجه الترمذي - أيضًا - وقال "حديث صحيح"، قلت: وإيسناده صحيح.

(3)

قلت: بإسناده ضعيف، كما بينته في "الضعيفة"(1768).

ص: 288

يرجع.

قال عمرو: فلما توفي إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن إبراهيم ابني وإنه مات في الثدي وإن له لظئرين تكملان رضاعه في الجنة ". [5831]

• رواه مسلم (2316).

5770 -

وعن علي أن يهوديا يقال له: فلان حبر كان له على رسول الله صلى الله عليه وسلم دنانير فتقاضى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: " يا يهودي ما عندي ما أعطيك ". قال: فإني لا أفارقك يا محمد حتى تعطيني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أجلس معك " فجلس معه فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهددونه ويتوعدونه ففطن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الذي يصنعون به. فقالوا: يا رسول الله يهودي يحبسك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " منعني ربي أن أظلم معاهدا وغيره " فلما ترجل النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله وشطر مالي في سبيل الله أما والله ما فعلت بك الذي فعلت بك إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة: محمد بن عبد الله مولده بمكة ومهاجره بطيبة وملكه بالشام ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا متزي

(1)

بالفحش ولا قول الخنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وهذا مالي فاحكم فيه بما أراك الله وكان اليهودي كثير المال. [5832]

(1)

أي: متَّصف.

ص: 289

• رواه البيهقي

(1)

[6/ 280] في "الدلائل".

5771 -

وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر ويقل اللغو ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي الحاجة. [5833]

• النسائي

(2)

[3/ 109] عنه.

5772 -

وعن علي أن أبا جهل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لا نكذبك ولكن نكذب بما جئت به فأنزل الله تعالى فيهم: {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} [5834]

• رواه الترمذي

(3)

(3064).

5773 -

وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة لو شئت لسارت معي جبال الذهب جاءني ملك وإن حجزته

(4)

لتساوي الكعبة فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول: إن شئت نبيا عبدا وإن شئت نبيا ملكا فنظرت إلى جبريل عليه السلام فأشار إلي أن ضع نفسك". [5835]

(1)

ورواه الحاكم - أيضًا - في "المستدرك" في الجزء الثاني، أو الثالث؛ ولَيْسَ بين يدي الآن حتى انظر في سنده؛ ثم خرجته في "الضعيفة"(1795).

(2)

وإسناده صحيح.

(3)

وأعله بالإرسال، وقال: أنه أصح.

قلت: وهو كما قال.

(4)

بضم الحاء وسكون الجيم: معقد الإزار، ومن السراويل موضع التكة.

ص: 290

• أخرجه البغوي

(1)

(3683) في "شرح السنة".

5774 -

وفي رواية ابن عباس: فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير له فأشار جبريل بيده أن تواضع. فقلت: " نبيا عبدا ".

قالت: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لا يأكل متكأ يقول: " آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد "[5836]

• أخرجه البغوي

(2)

(3684) في "شرح السنة".

‌4 - باب الْمَبْعَثِ وَبِدْءِ الوَحْي

‌مِنَ "الصِّحاحِ

":

5775 -

عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه ثم أمر بالهجرة فهاجر عشر سنين ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة. [4551]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (3851) (3902) (3903) م (117/ 2351) (118/ 2351)]- واللَّفْظُ للبُخَارِيِّ - عن ابنِ عبّاسٍ: البُخارِيُّ في الهِجْرَةِ، وَمُسْلِمٌ في المَنَاقِبِ.

5776 -

وعن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس رضي الله عنه قام أقام

(1)

قلت: وإسناده ضعيف، كما حققته في "الضعيفة"(2045).

وعزاه صاحب "مختصر المشكاة" لأحمد، فوهم!

وإنما أخرجه في "المسند" من حديث أبي هريرة مختصرًا، وسنده صحيح، فالحديث صحيح؛ دون ذكر الحجزة، وبلفظ:"بل عبدًا رسولًا". كما بينته في "الصحيحة"(1002).

(2)

وإسناده ضعيف؛ وهو مخرج في "الضعيفة"(2044).

ص: 291

رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة يسمع الصوت ويرى الضوء سبع سنين ولا يرى شيئا وثمان سنين يوحى إليه وأقام بالمدينة عشرا. [4552]

• مُسلِمٌ [123/ 2353] عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما في المَنَاقبِ.

5777 -

ويروى عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن خمس وستين سنة. [4553]

• لَهُ [م (122/ 2353] فِيهِ أَيْضًا.

5778 -

ويروى عن ربيعة عن أنس رضي الله عنه قال: توفاه الله على رأس ستين سنة. [4554]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ: البُخارِيُّ [5900] في صِفَتِهِ

(1)

، وَمُسْلِمٌ [113/ 2347] في المَنَاقِبِ صلى الله عليه وسلم.

5779 -

وعن الزبير بن عدي رضي الله عنه عن أنس رضي الله عنه قال: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين وأبو بكر وهو ابن ثلاث وستين وعمر وهو ابن ثلاث وستين.

قال محمد بن إسماعيل البخاري: ثلاث وستين أكثر [4555]

• مُسْلِمٌ [114/ 2348] عَنْ أَنَسٍ في المناقِبِ.

5780 -

عن عائشة رضي الله عنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه -

(1)

بل في (اللباس)! (ع).

ص: 292

وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: اقرأ، فقال:" ما أنا بقارئ ". قال: " فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: {اقرا باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم}. فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة فقال: " زملوني زملوني " فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر: " لقد خشيت على نفسي " فقالت خديجة: كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ثم انطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل ابن عم خديجة. فقالت له: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يا ابن أخي ما ذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى. فقال ورقة: هذا هو الناموس

(1)

الذي أنزل الله على موسى يا ليتني فيها جذعا

(2)

يا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أو مخرجي هم؟ " قال: نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا. ثم لم ينشب

(3)

ورقة أن توفي وفتر الوحي حتى

(4)

حزن النبي

(1)

الناموس: صاحب السر، ويسمي أهل الكتاب جبريل ناموسًا.

(2)

أي: شابًا قويًا. والجذع من الخيل: هو ما دخلت في السنة الثالثة.

(3)

أي: لم يلبث.

(4)

من ها هنا؛ إنما هو رواية للبخاري - فقط -: أخرجها في أول "التعبير".=

ص: 293

- صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا - حزنا، غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل فقال يا محمد إنك رسول الله حقا، فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه. [4556]

[4556]

• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ م (252/ 160)]، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: البُخارِيُّ في أَوَّلِ "الصَّحيحِ"، وَمُسلمٌ في الإِيمَانِ.

5781 -

عن جابر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن فترة الوحي قال: " فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض فجئثت

(1)

منه رعبا حتى هويت إلى الأرض فجئت أهلي فقلت: زملوني زملوني فزملوني فأنزل الله: {يا أيها المدثر. قم فأنذر} إلى قوله {فاهجر} ثم حمي الوحي وتتابع ". [4557]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ جَابِرٍ: البُخَارِيُّ [(4925) (4926)]، والتِّرْمِذِيُّ [3325]، والنَّسائِيُّ [الكبرى 11631] في التفْسِيرِ، وَمُسْلمٌ [255/ 161] في الإيمَانِ.

5782 -

عن عائشة رضي الله عنها أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو

= والقائل "فيما بلغنا": هو الزهريّ راوي حديث عائشة - الذي قبله -، عن عروة، عنها.

وأما هذا؛ فرواه بلاغًا؛ فهو منقطع.

(1)

أي: نزعت وخفت.

ص: 294

أشده علي فيفصم

(1)

عني وقد وعيت عنه ما قال وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول ". قالت عائشة - رضي الله عنهل -: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا. [4558]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ

(2)

م (86/ 2333)(87/ 2333)] عَنْ عَائِشَةَ: البُخارِيُّ في أَوَّلِ "الصَّحِيحِ"، وَمُسْلِمٌ في المَنَاقبِ.

5783 -

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي كرب لذلك وتربد وجهه. وفي رواية: نكس رأسه ونكس أصحابه رؤوسهم فلما سري عنه رفع رأسه. [4559]

• مُسْلِمٌ (88/ 2334)(89/ 2335)، عَنْ عُبَادَةَ في المَنَاقِبِ.

5784 -

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} خرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فجعل ينادي: " يا بني فهر يا بني عدي " لبطون قريش حتى اجتمعوا فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو فجاء أبو لهب وقريش فقال: " أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل - وفي رواية: أن خيلا تخرج بالوادي تريد أن تغير عليكم - أكنتم مصدقي؟ " قالوا: نعم ما جربنا عليك إلا صدقا. قال: " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ". قال أبو لهب: تبا لك ألهذا جمعتنا؟ فنزلت: {تبت يدا أبي

(1)

أي: ينقطع عني.

(2)

أي: شابًا قويًا.

والجذع من الخيل: هو ما دخلت في السنة الثالثة.

ص: 295

لهب وتب}. [4560]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ عن ابنِ عبّاس: البُخَارِي [(4770) (4971)]، والتِّرْمِذِيُّ [3363] والنسَائِيُّ [الكبرى 11714] في التفْسِيرِ، وَمُسْلِمٌ [355/ 208] في الإِيمَانِ.

5785 -

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة وجمع قريش في مجالسهم إذ قال قائل: أيكم يقوم إلى جزور آل فلان فيعمد إلى فرثها

(1)

ودمها وسلاها

(2)

ثم يمهله حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه فانبعث أشقاهم

(3)

فلما سجد؛ وضعه بين كتفيه وثبت النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا فضحكوا حتى مال بعضهم على بعض من الضحك فانطلق منطلق إلى فاطمة رضي الله عنها فأخبرها فأقبلت تسعى وثبت النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا حتى ألقته عنه وأقبلت عليهم تسبهم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال: " اللهم عليك بقريش " ثلاثا - وكان إذا دعا دعا ثلاثا وإذا سأل سأل ثلاثا -: " اللهم عليك بعمرو بن هشام وعتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وعمارة بن الوليد ".

قال عبد الله: فوالله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وأتبع أصحاب القليب لعنة ". [4561]

(1)

الفرث: السرجين ما دام في الكرش.

(2)

والسَّلَى: الجلد الرقيق الذي يخرج الولد من بطن أمه ملفوفًا به.

(3)

هو عقبة بن أبي مُعَيط، كما في رواية البخاري (8/ 166 - "فتح").

ص: 296

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (240) م (107/ 1794)] عَنِ ابْنِ مَسعود: البُخَارِيّ، والنَّسَائِيُّ [1/ 162] في الطهَارَةِ، وَمُسْلِمٌ في المَغَازِي.

5786 -

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال: " لقد لقيت من قومك فكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت -وأنا مهموم على وجهي فلم أفق إلا بقرن الثعالب

(1)

فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، قال: " فناداني ملك الجبال وسلم علي ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك إن شئت أطبق عليهم الأخشبين

(2)

" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا ". [4562]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (3231) م (111/ 1795])، عَنْ عَائِشَةَ: البُخَارِيُّ في [بَدْءِ الخلْقِ]

(3)

، وَمُسْلِمٌ في المَغازِي.

5787 -

وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته

(4)

يوم أحد وشج في رأسه فجعل يسلت

(5)

الدم عنه ويقول: "كيف

(1)

جبل بين الطائف ومكة.

(2)

جبلان بمكة.

(3)

بياض في الأصل، واستدركناه من "البخاري". (ع)

(4)

السنن التي بين الثنية والناب.

(5)

أي: يمسحه ويزيله.

ص: 297

يفلح قوم شجوا رأس نبيهم وكسروا رباعيته". [4563]

• مُسْلِمٌ [104/ 1791] في المَغازي، والترْمِذِي [3002]، والنَّسائِيُّ [الكبرى 11077] في التفْسِيرِ، وابنُ مَاجَه [4027] في الفِتَنِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ.

5788 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيه " يشير إلى رباعيته " اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله في سبيل الله ". [4564]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (4073) م (106/ 1793)] في المَغازِي مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5789 -

عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش أن ما بين شحمة أذنيه إلى عاتقيه مسيرة سبع مئة عام ". [4565]

‌الفصل الثالث:

5790 -

عن يحيى بن أبي كثير قال: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن؟ قال: {يا أيها المدثر} قلت: يقولون: {إقرأ باسم ربك} قال أبو سلمة: سألت جابرا عن ذلك. وقلت له مثل الذي قلت لي. فقال لي جابر: لا أحدثك إلا بما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " جاورت بحراء شهرا فلما قضيت جواري هبطت فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئا ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا ونظرت عن خلفي فلم أر شيئا فرفعت رأسي فرأيت شيئا فأتيت

ص: 298

خديجة فقلت: دثروني فدثروني وصبوا علي ماء باردا فنزلت: {يا أيها المدثر. قم فأنذر وربك فكبر. وثيابك فطهر. والرجز فاهجر} وذلك قبل أن تفرض الصلاة. [5851]

• متفق عليه [خ (4922) م (161)] عن جابر.

‌5 - باب عَلامَاتِ النبُوَّةِ

‌مِنَ "الصِّحَاح

":

5791 -

قال أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج منه علقة. فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه وأعاده في مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني ظئره. فقالوا: إن محمدا قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع

(1)

اللون.

قال أنس رضي الله عنه: فكنت أرى أثر المخيط

(2)

في صدره. [4566]

• مُسْلِمٌ [261/ 162] في الإيمَانِ، والنَّسَائيُّ [1/ 224] روايته مختصرة عَنْ أَنَسٍ.

5792 -

عن جابر بن سمرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن ". [4567]

(1)

متغير اللون.

(2)

أي: الإبرة.

ص: 299

• مُسْلِمٌ [2/ 2277]، والتِّرْمِذِيُّ []، في المَنَاقِبِ عَنْ جَابِرٍ.

5793 -

و قال ابن مسعود رضي الله عنه إن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما. [4568]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَنَسٍ: البُخَارِي [(3637)] في عَلامَاتِ النُّبوَّةِ، ومُسْلِمٌ [2802] في التَّوبةِ

(1)

.

5794 -

وقال أنس رضي الله عنه: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين: فرقة فوق الجبل وفرقة دونه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اشهدوا ". [4569]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (3636) م (43/ 2800) (45/ 2800)] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ كَذَلِك.

5795 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟

(2)

فقيل: نعم. فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي - زعم ليطأ على رقبته - فما فجئهم منه إلا وهو ينكص

(3)

على عقبيه ويتقي بيديه فقيل له مالك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا ". [4570]

• مُسْلِمٌ [38/ 2797] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في التوبةِ.

(1)

بل في (صفة القيامة)! (ع)

(2)

أي: هل يصلي ويسجد على التراب؟

(3)

أي: يرجع.

ص: 300

5796 -

وقال عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: بينما أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل. فقال: " يا عدي هل رأيت الحيرة؟

(1)

قال نعم قال فإن طالت بك حياة فلترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله فلا يجد أحدا يقبله منه وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له فليقولن: ألم أبعث إليك رسولا فليبلغك؟ فيقول: بلى. فيقول: ألم أعطك مالا وأفضل عليك؟ فيقول: بلى فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة ".

قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: " يخرج ملء كفيه ". [4571]

• البُخارِيُّ [(3595)] عَنْ عَدِيّ في عَلامَاتِ النُّبُوَّةِ.

5797 -

وقال أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يهلك كسرى ثم لا كسرى بعده، وقيصر ليهلكن ثم لا يكون قيصر بعده، ولتنفقن كنوزهما في سبيل الله"[4572]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخَارِيُّ [3027] في الجِهادِ، وَمُسْلِمٌ [(76/ 2918) (75/ 2918)] فِي الفِتَنِ.

(1)

بلد قريبة من الكوفة.

ص: 301

5798 -

وقال عليه السلام: " ليفتحن عصابة من المسلمين كنز آل كسرى الذي في الأبيض ". [4573]

• مُسْلِمٌ [78/ 2919] عَنْ جابِرِ بنِ سَمُرَةَ في الفِتَنِ.

5799 -

وعن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة فقلنا: ألا تدعو الله فقعد وهو محمر وجهه وقال: " كان الرجل فيمن كان قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمئشار فيوضع فوق رأسه فيشق باثنين وما يصده ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد، ما دون لحمه وعظمه، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت

(1)

، لا يخاف إلا الله، أو

(2)

الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون. [4574]

• البُخَارِيُّ [(3612)] في علامَاتِ النُّبُوَّةِ، وأبو دَاودَ [2649] في الجِهَادِ، والنَّسَائِي [8/ 204] عَنْهُ.

5800 -

وقال أنس رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان

(3)

وكانت تحت عبادة بن الصامت رضي الله عنه فدخل عليها يوما فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول

(1)

بلدان في اليمن.

(2)

وفي نسخة: بالواو.

(3)

قال النووي: "اتفق العلماء على أنها كانت محرمًا له صلى الله عليه وسلم، واختلفوا في كيفية ذلك".

ص: 302

الله؟ قال: " ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج

(1)

هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة ". فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك فقلت: يا رسول الله ما يضحكك؟ قال: " ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله ". كما قال في الأولى. فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم. قال: " أنت من الأولين ".

فركبت أم حرام البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت. [4575]

• البُخَارِيُّ [(2788)]، وأبو دَاودَ [2491]، والتِّرْمِذِيُّ [1645]، والنَّسَائِيُّ [6/ 40] في الجِهَادِ عَنْ أَنَسٍ.

5801 -

وقال ابن عباس رضي الله عنه قال: إن ضمادا قدم مكة وكان من أزد شنوءة وكان يرقي من هذا الريح فسمع سفهاء أهل مكة يقولون: إن محمدا مجنون. فقال: لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي. قال: فلقيه. فقال: يا محمد إني ارقي من هذا الريح فهل لك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد " فقال: أعد علي كلماتك هؤلاء فأعادهن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات فقال: لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء

(1)

ثبج البحر: وسطه ومعظمه.

ص: 303

فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء. ولقد بلغن قاموس

(1)

البحر هات يدك أبايعك على الإسلام قال: فبايعه. [4576]

• مُسْلِمٌ [46/ 868] عن ابنِ عبّاس مُطَوَّلًا في الصّلاةِ.

‌الفصل الثالث:

5802 -

عن ابن عباس قال: حدثني أبو سفيان بن حرب من فيه إلى في قال: انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فبينا أنا بالشام إذ جيء بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل. قال: وكان دحية الكلبي جاء به فدفعه إلى عظيم بصرى فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل فقال هرقل: هل هنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ قالوا: نعم فدعيت في نفر من قريش فدخلنا على هرقل فأجلسنا بين يديه فقال: أيكم أقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ قال أبو سفيان: فقلت: أنا فأجلسوني بين يديه وأجلسوا أصحابي خلفي ثم دعا بترجمانه فقال: قل لهم: إني سائل هذا عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي فإن كذبني فكذبوه. قال أبو سفيان: وأيم الله لولا مخافة أن يؤثر علي الكذب لكذبته ثم قال لترجمانه: سله كيف حسبه فيكم؟ قال: قلت: هو فينا ذو حسب. قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا. قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا. قال: ومن يتبعه؟ أشراف الناس أم ضعفاؤهم؟ قال: قلت: بل ضعفاؤهم. قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: لا بل يزيدون. قال: هل يرتد

(1)

القاموس: البحر، أو أبعد موضع منه غورًا.

والمعنى: بلغت غاية الفصاحة، ونهاية البلاغة.

ص: 304

أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة

(1)

له؟ قال: قلت: لا. قلت: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم. قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قال: قلت: يكون الحرب بيننا وبينه سجالا يصيب منا ونصيب منه. قال: فهل يغدر؟ قلت: لا ونحن منه في هذه المدة

(2)

لا ندري ما هو صانع فيها؟ قال: والله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه. قال: فهل قال هذا القول أحد قبله؟ قلت: لا. ثم قال لترجمانه: قل له: إني سألتك عن حسبه فيكم فزعمت أنه فيكم ذو حسب وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها. وسألتك هل كان في آبائه ملك؟ فزعمت أن لا فقلت: لو كان من آبائه ملك. قلت: رجل يطلب ملك آبائه. وسألتك عن أتباعه أضعافاؤهم أم أشرافهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم وهم أتباع الرسل. وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فزعمت أن لا فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب على الله. وسألتك: هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له؟ فزعمت أن لا وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشته القلوب. وسألتك هل يزيدون أم ينقصون؟ فزعمت أنهم يزيدون وكذلك الإيمان حتى يتم وسألتك هل قاتلتموه؟ فزعمت أنكم قاتلتموه فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا ينال منكم وتنالون منه وكذلك الرسل تبتلي ثم تكون لها العاقبة. وسألتك هل يغدر فزعمت أنه لا يغدر وكذلك الرسل لا تغدر وسألتك هل قال هذا القول أحد قبله؟ فزعمت أن لا فقلت: لو كان قال هذا القول أحد قبله قلت: رجل أئتم بقول قيل قبله. قال: ثم قال: بما

(3)

يأمركم؟ قلنا:

(1)

أي: كراهة.

(2)

يذكر صلح الحديبية والعهد المبرم بين رسول الله والمشركين.

(3)

كذا بإثبات الألف.

ص: 305

يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف. قال: إن يك ما تقول حقا فإنه نبي وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أكن أظنه منكم ولو أني أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه وليبلغن ملكه ما تحت قدمي. ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه. [4577]

• متفق عليه [خ م (1773)] وقد ذكر في باب الكتاب إلى الكفار من باب الجهاد.

‌فصل في المِعْرَاج

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5803 -

عن قتادة رضي الله عنه عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسري به: " بينما أنا في الحطيم - وربما قال في الحجر - مضطجعا إذ أتاني آت فشق ما بين هذه إلى هذه " يعني من ثغرة نحره إلى شعرته

(1)

" فاستخرج قلبي ثم أتيت بطست من ذهب مملوء إيمانا فغسل قلبي ثم حشي ثم أعيد " - وفي رواية: " ثم غسل البطن بماء زمزم ثم ملئ إيمانا وحكمة - ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض يضع خطوه عند أقصى ى طرفه فحملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل وقد أرسل إليه. قال: نعم. قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح

(2)

فلما

(1)

أي: عانته.

(2)

قلت: هذا يدل على أن السماوات هي طبقات مادية، وبناء متماسك، وليست فراغًا، أو هواءً، أو مجرد كواكب ونجوم ومجرات؛ بل هذه كلها تحت السماء الدنيا. ==

ص: 306

خلصت فإذا فيها آدم فقال: هذا أبوك آدم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ثم قال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى السماء الثانية فاستفتح قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح. فلما خلصت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة. قال: هذا يحيى وهذا عيسى فسلم عليهما فسلمت فردا ثم قالا: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح. ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت إذا يوسف قال: هذا يوسف فسلم عليه فسلمت عليه فرد. ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت فإذا إدريس فقال: هذا إدريس فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت فإذا هارون قال: هذا هارون فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي إلى السماء السادسة فاستفتح قيل: من هذا؟ قال:

ويدل على ذلك - أيضًا - قوله تبارك وتعالى: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا} ، وقوله: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا

} الآية، وقوله: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ

} الآية.

ومعروف أن المصابيح تكون دون السقف؛ فهذا يدل على أن الكواكب، والنجوم، والسيارات - دون السماء الدنيا -: زينة لها ومصابيح.

ص: 307

جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وهل أرسل إليه؟ قال: نعم. قال: مرحبا به فنعم المجيء جاء فلما خلصت فإذا موسى قال: هذا موسى فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما جاوزت بكى قيل له: ما بيكيك؟ قال: أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي

(1)

ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء فلما خلصت فإذا إبراهيم قال: هذا أبوك إبراهيم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ثم قال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم رفعت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها

(2)

مثل قلال

(3)

هجر

(4)

وإذا ورقها مثل آذان الفيلة قال: هذا سدرة المنتهى فإذا أربعة أنهار: نهران باطنان ونهران ظاهران. قلت: ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات ثم رفع لي البيت المعمور ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فأخذت اللبن فقال: هي الفطرة أنت عليها وأمتك ثم فرضت علي الصلاة خمسين صلاة كل يوم فرجعت فمررت على موسى فقال: بما أمرت؟ قلت: أمرت بخمسين صلاة كل يوم. قال: إن أمتك لا تستطع خمسين صلاة كل يوم وإني والله قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فسله التخفيف

(1)

هذه منقبة الأمة الإِسلامية على غيرها، ولعل ذلك لأجل فضل محمَّد صلى الله عليه وسلم على غيره من الأنبياء والرسل.

(2)

النبق ثمر السدر.

(3)

القلال: جمع قلة، وهي إِناء للعرب؛ كالجرة الكبيرة.

(4)

هجر: اسم بلد.

ص: 308

لأمتك فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فوضع عني عشرا فأمرت بعشر صلوات كل يوم فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم فرجعت إلى موسى فقال: بما أمرت؟ قلت: أمرت بخمس صلوات كل يوم. قال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك قال: سألت ربي حتى استحييت ولكني أرضى وأسلم. قال: فلما جاوزت نادى مناد: أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي ". [4577]

• مُتفَق عَلَيْهِ: البُخَارِيُّ [3207) (3887)] في بَدْءِ الخَلْقِ، والأنبِيَاء ومُسْلِمٌ [265/ 164) (264/ 164)] في الإيمَانِ، والتِّرْمِذِيُّ [3346] في التفْسِيرِ، والنْسَائِيُّ [1/ 217] في الصّلاةِ.

5804 -

وروى ثابت عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يقع حافره عند منتهى طرفه فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي تربط بها الأنبياء ". قال: " ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل: اخترت الفطرة ثم عرج بنا إلى السماء

". وقال في السماء الثالثة: " فإذا أنا بيوسف إذا أعطي شطر الحسن فرحب بي ودعا لي بخير

". وقال في السماء السابعة: " فإذا أنا بإبراهيم مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى فإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمارها كالقلال فلما غشيتها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها وأوحى إلي ما أوحى ففرض علي خمسين صلاة كل يوم وليلة فنزلت إلى

ص: 309

موسى وقال: فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى حتى قال: يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم يكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة ". [4578]

• مُسْلِمٌ [259/ 162] مِنْ رِوَايَةِ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَس مُطَولًا.

5805 -

عن ابن شهاب - عن أنس رضي الله عنه قال: كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " فرج

(1)

عني سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء فلما جئت إلى السماء الدنيا. قال جبريل لخازن السماء: افتح. فلما فتح علونا السماء الدنيا إذا رجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة

(2)

إذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح. قلت لجبريل: من هذا؟ قال: هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه - وعن شماله نسم

(3)

بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة والأسودة عن شماله أهل النار فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى ".

قال ابن شهاب رضي الله عنه فأخبرني ابن حزم أن ابن عباس رضي الله عنه وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ثم

(1)

كشف وشُقَّ.

(2)

أسودة: جمع سواد، وهو الشخص؛ لأنه يرى من بعيد أسودَ.

(3)

النسم؛ واحدتها نسمة، وهي الروح، أو النفس.

ص: 310

عرج بي حتى وصلت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام ".

وقال ابن حزم وأنس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ففرض الله على أمتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مررت على موسى. فراجعني فوضع شطرها وقال في الآخر: فراجعته فقال: هي خمس وهي خمسون ما يبدل القول لدي فرجعت إلى موسى فقال: راجع ربك. فقلت: استحييت من ربي ثم انطلق بي حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى وغشيها ألوان لا أدري ما هي؟ ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ

(1)

اللؤلؤ وإذا ترابها المسك ". [4579]

• مُتفَق عَلَيهِ، عَنْ أَبِي ذَرّ: البُخارِي [(3342)] في أَحادِيثِ الأنْبِياء ومُسْلِمٌ [263/ 163] في الإيمَانِ.

5806 -

عن عبد الله قال: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها قال: {إذ يغشى السدرة ما يغشى} . قال: فراش من ذهب قال: فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس وأعطي خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك بالله من أمته شيئا المقحمات

(2)

. [4580]

• مُسْلِمٌ [279/ 173] في الإسْرَاءِ عَنِ ابْنِ مَسْعُود.

5807 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربا ما كربت مثله فرفعه الله تعالى لي أنظر إليه ما

(1)

جمع جنبذة، وهي ما ارتفع من الشيء واستدار كالقبة.

(2)

أي: الكبائر من الذنوب المهلكات، التي تقحم صاحبها في النار.

ص: 311

يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي. فإذا رجل ضرب

(1)

جعد

(2)

كأنه أزد شنوءة

(3)

وإذا عيسى قائم يصلي أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي فإذا إبراهيم قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم - يعني نفسه - فحانت الصلاة فأممتهم فلما فرغت من الصلاة قال لي قائل: يا محمد هذا مالك خازن النار فسلم عليه فالتفت إليه فبدأني بالسلام ". [4581]

• مُسْلِمٌ [278/ 172] في الإيمَانِ بِتَمَامِهِ، والبُخَارِيُّ [3437] بِبَعْضِهِ، واقْتَصَرَ عَلَى الثاني مِنْهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

وأَخْرَجَ أَوَّلهُ بِمَعْنَاهُ [3886] مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ.

‌الفصل الثالث:

5808 -

عن جابر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لما كذبني قريش قمت في الحجر فجلى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه ". [5867]

• متفق عليه [خ (3886) م (170)] عنه.

(1)

أي: خفيف اللحم، أو وسطه.

(2)

جعد: فيها معنيان:

الأول: جعودة الجسم، وهو اجتماعه.

والثاني: جعودة الشعر؛ وقد رجح القاري الأول هنا.

(3)

قبيلة.

ص: 312

‌فصل في المُعْجِزَاتِ

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5809 -

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق قال: نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدمه أبصرنا فقال: " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما "[4582]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُم -: البُخارِي [خ (3653)]، والتِّرْمِذِيُّ [3096] في التفْسيرِ، وَمُسْلِمٌ [م (1/ 2381)] في الفَضائِلِ.

5810 -

وقال البراء بن عازب لأبي بكر يا أبا بكر حدثني كيف صنعتما حين سريت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أسرينا ليلتنا ومن الغد حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق لا يمر فيه أحد فرفعت لنا صخرة طويلة لها ظل لم يأت عليها الشمس فنزلنا عندها وسويت للنبي صلى الله عليه وسلم مكانا بيدي ينام عليه وبسطت عليه فروة وقلت نم يا رسول الله وأنا أنفض

(1)

ما حولك فنام وخرجت أنفض ما حوله فإذا أنا براع مقبل قلت: أفي غنمك لبن؟ قال: نعم قلت: أفتحلب؟ قال: نعم. فأخذ شاة فحلب في قعب

(2)

كثبة

(3)

من لبن ومعي إداوة

(4)

حملتها للنبي صلى الله عليه وسلم يرتوي فيها يشرب ويتوضأ فأتيت النبي

(1)

في "النهاية": "أي: أحرسك وأطوف هل أرى طلبًا؟ يقال: نفضت المكان: إذا نظرت جميع ما فيه.

(2)

أي: في قدح من خشب مقعر.

(3)

القليل من الماء واللبن، ويريد قدر حلبة.

(4)

إناء للماء.

ص: 313

صلى الله عليه وسلم فكرهت أن أوقظه فوافقته حتى استيقظ فصببت من الماء على اللبن حتى برد أسفله فقلت: اشرب يا رسول الله فشرب حتى رضيت ثم قال: " ألم يأن الرحيل؟ " قلت: بلى قال: فارتحلنا بعد ما مالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك فقلت: أتينا يا رسول الله فقال: " لا تحزن إن الله معنا " فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فارتطمت به فرسه إلى بطنها في جلد

(1)

من الأرض فقال: إني أراكما دعوتما علي فادعوا لي فالله لكما أن أرد عنكما الطلب فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم فنجا فجعل لا يلقى أحدا إلا قال كفيتم ما ههنا فلا يلقى أحدا إلا رده. [4583]

• متفَقٌ عَلَيْهِ: البُخَارِيُّ [3615] في عَلامَاتِ النُّبُوَّةِ، وَمُسْلِمٌ [75/ 2009] في آَخِرِ الكتابِ.

وَوَقَعَ في "المَصَابِيحِ": أَن البَرَاءَ سأَلَ

فَوَهِمَ!

5811 -

وقال أنس رضي الله عنه سمع عبد الله بن سلام

(2)

بمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أرض يخترف

(3)

فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: فما أول أشراط الساعة وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزع

(4)

الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: " أخبرني بهن جبريل آنفا أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد

(1)

أي: صُلب.

(2)

هو من أجلاء الصحابة، وكَانَ قبل أن يسلم من أحبار اليهود وأعلمهم بالتوراة.

(3)

أي: يجتني من الفواكه.

(4)

نزع الولد إلى أبيه: أشبهه.

ص: 314

وإذا سبق ماء المرأة نزعت ". قال: أشهد أن لاإله إلا الله وأنك رسول الله يا رسول الله إن اليهود قوم بهت

(1)

وإنهم إن يعلموا بإسلامي من قبل أن تسألهم

(2)

يبهتوني فجاءت اليهود فقال

(3)

: " أي رجل عبد الله فيكم؟ " قالوا: خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا فقال: " أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟ " قالوا أعاذه الله من ذلك. فخرج عبد الله فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فقالوا: شرنا وابن شرنا فانتقصوه قال: هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله [4584]

• البُخَارِيُّ [(4480)] عَنْ أَنَسٍ في التفْسِرِ.

5812 -

وقال أنس رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور حين بلغنا إقبال أبي سفيان فقام سعد بن عبادة فقال: يا رسول الله والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها

(4)

البحر لأخضناها ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد

(5)

لفعلنا. قال: فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فانطلقوا حتى نزلوا بدرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا مصرع

(6)

فلان " ويضع يده على الأرض ههنا وههنا قال: فما ماط

(7)

أحدهم عن موضع يد

(1)

جمع بهوت؛ من البهتان.

(2)

أي: تسألهم عني.

(3)

أي: النبي صلى الله عليه وسلم.

(4)

يعني: الدواب.

(5)

اسم موضع بأقصى هجر، وقيل غير ذلك.

(6)

أي: مقتل فلان من الكفار.

(7)

أي: ما بعد وما تجاوز.

ص: 315

رسول الله صلى الله عليه وسلم. [4585]

• مُسْلِمٌ [83/ 1779] عَنْ أَنَسٍ في المَغَازِي.

5813 -

وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبة يوم بدر: " اللهم أنشدك

(1)

عهدك ووعدك اللهم إن تشأ لا تعبد بعد اليوم " فأخذ أبو بكر بيده فقال حسبك يا رسول الله ألححت على ربك فخرج وهو يثب في الدرع وهو يقول: {سيهزم الجمع ويولون الدبر} . [4586]

• البُخَارِيُّ [(4875)]، والنّسَائِيُّ [الكبرى 11557] في التفْسِيرِ عن ابنِ عبّاس - رضِيَ الله تعالى عَنْهم -.

5814 -

وعن ابن عباس رضي الله عنه -أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر: " هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب ". [4587]

• البُخَارِيُّ [3995] عن ابنِ عبّاسٍ في المَغَازِي.

5815 -

وقال ابن عباس رضي الله عنه: بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في إثر رجل من المشركين أمام؛ إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم

(2)

. إذ نظر إلى المشرك أمامه خر مستلقيا فنظر إليه فإذا هو قد خطم

(3)

أنفه وشق وجهه كضربة السوط فاخضر

(4)

ذلك أجمع فجاء الأنصاري

(1)

أي: أطلبك وأسألك.

(2)

اسم ضرب.

(3)

أي: ضُرب.

والمعنى: جرح أنفه.

(4)

أي: صار موضع الضرب كله أخضر، أو أسود؛ فإن الخضرة قد تستعمل بمعنى السواد؛ للمبالغة.

ص: 316

فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة". [4588]

• مُسْلِمٌ [58/ 1763] عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطابِ في المَغَازِي.

5816 -

وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم أحد رجلين عليهما ثياب بيض يقاتلان كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد يعني جبريل وميكائيل. [4589]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ سَعْدٍ: البُخارِيُّ [4054] في المَغَازِي، وَمُسْلِمٌ [46/ 2306] في الفَضائِلِ.

5817 -

وعن البراء قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم رهطا إلى أبي رافع

(1)

فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا وهو نائم فقتله فقال عبد الله بن عتيك

(2)

: فوضعت السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره فعرفت أني قتلته فجعلت أفتح الأبواب حتى انتهيت إلى درجة فوضعت رجلي فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة فانطلقت إلى أصحابي فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال: " ابسط رجلك ". فبسطت رجلي فمسحها فكأنما لم أشتكها قط. [4590]

• البخَارِي [(4038) (4039) (4040)] عَنِ البَراءِ بنِ عَازِبٍ في المَغازي.

(1)

اليهودي، أعدى أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي نبذ عهده، وتعرض له بالهجاء.

(2)

أي: في صفة قتله.

ص: 317

5818 -

وقال جابر إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية

(1)

شديدة فجاؤوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق فقال: " أنا نازل " ثم قام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلاثة أيام لانذوق ذوقا

(2)

فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فضرب فعاد كثيبا أهيل

(3)

فانكفأت إلى امرأتي فقلت: هل عندك شيء؟ فإني رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم خمصا

(4)

شديدا فأخرجت جرابا فيه صاع من شعير ولنا بهمة داجن

(5)

فذبحتها وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة

(6)

ثم جئت النبي صلى الله عليه وسلم فساررته فقلت: يا رسول الله؟ ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعا من شعير فتعال أنت ونفر معك فصاح النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أهل الخندق إن جابرا صنع سورا

(7)

فحي هلا بكم " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء ". وجاء فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك

(8)

ثم عمد إلى برمتنا فبصق

(1)

أي: قطعة صلبة لا يعمل فيها الفأس.

(2)

أي: مأكولا ومشروبًا.

(3)

أي: رملا سائلًا.

(4)

أي: جوعًا.

(5)

أي: سمينة.

(6)

أي: القدر.

(7)

أي: طعامًا.

(8)

أي: دعا بالبركة فيه.

ص: 318

وبارك ثم قال " ادعي

(1)

خابزة فلتخبز معي واقدحي

(2)

من برمتكم ولا تنزلوها " وهم ألف فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط

(3)

كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو. [4591]

• البُخارِيُّ [(4101) (4102) م (141/ 2039)] في المَغَازِي عَنْ جَابِرٍ.

5819 -

وقال أبو قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار حين يحفر الخندق فجعل يمسح رأسه ويقول: " بؤس

(4)

ابن سمية تقتلك الفئة الباغية ". [4592]

• مُسْلِمٌ [2915] عَنْ أَبِي قَتَادَةَ في الفِتَنِ.

5820 -

وقال سليمان بن صرد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم حين أجلي الأحزاب عنه: " الآن نغزوهم ولا يغزونا نحن نسير إليهم ". [4593]

• البُخَارِيُّ [(4109) (4110)] عَنْ سُلَيْمَان بنِ صُرَدٍ في المَغَازِي.

5821 -

وقالت عائشة رضي الله عنها: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق وضع السلاح واغتسل أتاه جبريل وهو ينفض رأسه من الغبار فقال قد وضعت السلاح والله ما وضعته أخرج إليهم قال النبي صلى الله عليه وسلم فأين؟ فأشار إلى بني قريظة [4594]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (4117) م (65/ 1769)]، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: البُخَارِيُّ في المَغَازِي، وَمُسْلِمٌ فَي [الجِهَادِ]

(5)

.

(1)

أجب: اطلبي.

(2)

أي: إغرفي.

(3)

أي: لتفور وتغلي.

(4)

يا شدة عمار! احضري، فهذا أوانك.

(5)

في الأصل: (الجنائز)؛ والتصويب من "مسلم". (ع).

ص: 319

5822 -

قال أنس: كأني أنظر إلى الغبار ساطعا في زقاق بني غنم من موكب

(1)

جبريل عليه السلام حين سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة. [4595]

• البُخَارِيُّ [4118] عَنْ أَنَسٍ في المَغازِي.

5823 -

وقال جابر رضي الله عنه عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة

(2)

فتوضأ منها ثم أقبل الناس نحوه قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ به ونشرب إلا ما في ركوتك فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون قال فشربنا وتوضأنا.

قيل لجابر كم كنتم قال لو كنا مائة ألف لكفانا كنا خمس عشرة مئة. [4596]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (4152) م (73/ 1856)] عَنْ جَابِرٍ في المَغَازِي.

5824 -

وقال البراء بن عازب: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة مائة يوم الحديبية والحديبية بئر فنزحناها فلم نترك فيها قطرة فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فأتاهافجلس على شفيرها

(3)

ثم دعا بإناء من ماء فتوضأ ثم مضمض ودعا ثم صبه فيها ثم قال: دعوها ساعة " فأرووا أنفسهم وركابهم حتى ارتحلوا. [4597]

(1)

الموكب: جماعة من ركاب يسيرون برفق.

(2)

أي: ظرف للماء.

(3)

أي: طرفها.

ص: 320

• البُخَاريّ،

(1)

(3577) عَنِ البَرَاءِ رضي الله عنه في عَلامَاتِ النبُوةِ.

5825 -

وقال عمران بن حصين رضي الله عنه قال: كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم فاشتكى إليه الناس من العطش فنزل فلان ودعا عليا فقال: " اذهبا فابتغيا الماء ". فانطلقا فتلقيا امرأة بين مزادتين

(2)

أو سطحتين من ماء فجاءا بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستنزلوهاعن بعيرها ودعا النبي صلى الله عليه وسلم بإناء ففرغ فيه من أفواه المزادتين ونودي في الناس: اسقوا واستقوا قال: فشربنا عطاشا أربعين رجلا حتى روينا فملأنا كل قربة معنا وإداوة وايم الله لقد أقلع عنها وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملأ

(3)

منها حين ابتدأ. [4598]

• مُتفَق عَلَيْهِ عنه: البُخارِيُّ [(344) م (312/ 682)] في التيَمُّمِ، وَمُسْلِمٌ في الصّلاةِ.

5826 -

و قال جابر رضي الله عنه: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا واديا أفيح

(4)

فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته فلم ير شيئا يستتر به وإذا شجرتين بشاطئ الوادي فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها فقال انقادي علي بإذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش

(5)

الذي يصانع قائده حتى أتى الشجرة

(1)

سقطت من الأصل، واستدركناها من رمز الحافظ (ع)

(2)

المزادة: الراوية، أو التي لا تكون إلا من جلدين؛ تفأم بثالث بينهما متسع.

(3)

مصدر ملات الإناء.

(4)

أي: واسعًا.

(5)

هو الذي في أنفه الخشاش، وهو عويدة تجعل في أنف البعير؛ ليكون أسرع انقيادًا.

ص: 321

الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها فقال انقادي علي بإذن الله فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنصف

(1)

مما بينهما قال التئما علي بإذن الله فالتأمتا فجلست أحدث نفسي فحانت مني لفتة فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا وإذا الشجرتين قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق. [4599]

• مُسْلِمٌ [74/ 3012] عَنْهُ في الزهْدِ.

5827 -

عن يزيد بن أبي عبيد رضي الله عنه قال: رأيت أثر ضربة في ساق سلمة بن الأكوع فقلت يا أبا مسلم ما هذه الضربة؟ فقال: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر فقال الناس أصيب سلمة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة. [4600]

• البُخَارِيُّ [4206] في المَغَازِي، وَأَبُو دَاودَ [3894] في الطِّبِّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَع.

5828 -

و قال سهل بن سعد رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: " لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ". فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أين علي بن أبي طالب؟ " فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية. [4601]

• البُخَارِيُّ [(3701) (4210) م (34/ 2406)] عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ في الجِهَادِ، وَفِي فَضَائِلِ عَلِيّ رضي الله عنه.

(1)

نصف الطريق.

والمراد - هنا -: الموضع الوسط.

ص: 322

5829 -

وقال أنس رضي الله عنه نعى النبي صلى الله عليه وسلم زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيه خبرهم فقال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله يعنى خالد بن الوليد رضي الله عنه حتى فتح الله عليهم. [4602]

• البُخَارِيُّ [(4262)] عَنْ أَنَسٍ في عَلامَاتِ النُّبُوةِ، والجِهادِ، وَغَيْرِهَا.

5830 -

وقال عباس رضي الله عنه: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض

(1)

بغلته قبل الكفار وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكفها إرادة أن لا تسرع وأبو سفيان بن الحارث رضي الله عنه آخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم فقال حين حمي الوطيس ثم أخذ حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال انهزموا ورب محمد فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصياته فما زلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرا. [4603]

• مُسْلِمٌ [76/ 1775] في المَغَازِي، والنسائِي [الكبرى 8653] في السِّيَرِ عَنِ العبّاسِ رضي الله عنه.

5831 -

وقيل للبراء بن عازب رضي الله عنه أفررتم يوم حنين قال لا والله ما ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن خرج شبان أصحابه ليس

(1)

يحرك برجله يدفعها.

ص: 323

عليهم كثير سلاح فلقوا قوما رماة لا يكاد يسقط لهم سهم فرشقوهم رشقا ما يكادون يخطئون فأقبلوا هناك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء وأبو سفيان بن الحارث رضي الله عنه يقوده فنزل واستنصر وقال:

أنا النبي لا كذب

أنا ابن عبد المطلب

ثم صفهم. [4604]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (4315) (4316) (4317) م (1776)] عَنِ البَرَاء بنِ عَازِبٍ في المَغَازِي.

5832 -

وقال البراء كنا والله إذا احمر البأس نتقي به وإن الشجاع منا للذي يحاذيه يعني النبي صلى الله عليه وسلم [4605]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (4317) م (79/ 1776)] عَنِ البَرَاء كَذَلِكَ.

5833 -

وقال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فولى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما غشوا

(1)

رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب من الأرض ثم استقبل به وجوههم فقال شاهت الوجوه فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة فولوا مدبرين. [4606]

• مُسْلِمٌ [81/ 1777] عَنْ سَلَمَةَ في المَغَازِي.

5834 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال شهدنا مع رسول الله

(1)

الضمير عائد إلى الكفار.

ص: 324

صلى الله عليه وسلم حنينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل

(1)

ممن معه يدعي الإسلام هذا من أهل النار فلما حضر القتال قاتل الرجل من أشد القتال وكثرت به الجراح فجاء رجل فقال يا رسول الله أرأيت الذي تحدثت أنه من أهل النار قد قاتل في سبيل الله من أشد القتال فكثرت به الجراح فقال أما إنه من أهل النار فكاد بعض الناس يرتاب فبينما هو على ذلك إذ وجد الرجل ألم الجراح فأهوى بيده إلى كنانته فانتزع سهما فانتحر به فاشتد

(2)

رجال من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله صدق الله حديثك قد انتحر فلان وقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله يا بلال قم فأذن لا يدخل الجنة إلا مؤمن وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر". [4607]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخارِيُّ [(4203) (4204) (6606)] في غَزْوَةِ حُنَيْنِ، وَفِي القَدَرِ، وَمُسْلِمٌ [111] في الإيمَانِ.

5835 -

عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إنه ليخيل إليه أنه فعل الشيء

(3)

وما فعله حتى إذا كان ذات

(1)

أي: في شأنِهِ وحقه.

(2)

أي: أسرعوا.

(3)

كناية عن الجماع، ففي رواية للبخاري حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن.

والحديث صحيح لا شك فيه؛ فإن له شواهد صحيحة في "المسند"، وغيره، ولا متمسك فيه للطاعنين في عصمته صلى الله عليه وسم ولا لأشباههم، ممن يردون الحديث الصحيح لأدنى شبهة ترد عليهم، من أمثال أولئك الطاعنين.

فإن الحديث يدرر حول أمر دنيوي محض، لا علاقة له بالتشريع، فأي ضير على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسحر سحرًا يؤدي به إلى حالة من المرض والوجع؛ يرى ويظن أنه أتى النساء، ولَم يأتهن؟! ==

ص: 325

يوم عندي دعا الله ودعاه ثم قال أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني

(1)

فيما استفتيته جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ثم قال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل قال مطبوب

(2)

قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم اليهودي قال في ماذا؟ قال في مشط ومشاطة وجف

(3)

طلعة ذكر قال فأين هو قال في بئر ذروان

(4)

فذهب النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه إلى البئر فقال هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة

(5)

الحناء وكأن نخلها رءوس الشياطين فاستخرجه [4608]

هذا كل ما في الحديث؟ ليس إِلا، وتوسيع الأمر بطريق القياس والإلحاق - كما يفعل بعض الطاعنين في الحديث - بقولهم: إذا ظن ذلك الأمر؛ فيمكن أن يظن مثله في الشرع، كأن يظن أن آية نزلت عليه، ولَمْ تنزل! {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} !

فالجواب: أن الذي عصمه من نسيان الآيات التي نزلت عليه أن يبلغها إلى الناس - مع العلم أن النسيان من طبيعة البشر -؛ فهو الذي يعصمه من أن يتلو عليهم ما ليس قرآنًا؛ متوهمًا أنه من القرآن! فهذا مثل هذا ولا فرق، نسأل الله السلامة في ديننا وعقولنا.

وهذه كلمة وجيزة، أردت بها التذكير؛ وإِلا فالموضوع طويل الذيل.

(1)

أي: بين لي.

(2)

أي: مسحور.

(3)

وعاء طلع النخل.

(4)

بئر في بني زريق.

وفي رواية: "بئر ذي أروان"؛ ويرجحها النووي.

والروايتان في "البخاري". (7/ 118).

أما مسلم (14/ 17)؛ فاقتصر على: "ذي أروان"؛ ونقل النووي أن ابن قتيبة ادعى أنه الصواب، وهو قود الأصمعي.

(5)

أي: ماؤها متغير اللون.

ص: 326

• مُتفَق عَلَيْهِ

(1)

[خ (3268) (5763) (5765) (5766) (6391) م (43/ 2189)] عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها.

5836 -

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله اعدل فقال ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل فقال عمر: ائذن لي أضرب عنقه فقال دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون

(2)

من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله إلى رصافه

(3)

إلى نضيه وهو قدحه إلى قذذه

(4)

فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث

(5)

(1)

ومع اتفاق الشيخين على تصحيح الحديث، وتلقي العلماء المحققين له بالقبول؛ فقد طعن فيه بعض المبتدعة قديمًا، وتبعهم على ذلك بعض المتأخرين، والحديث صحيح لا شك فيه.

وقد حاول السيد رشيد رضا أن يعله: بأنه من رواية هشام بن عروة!

وهو مع كونه ثقة حجة -؛ فلم يتفرد به، بل تابعه جماعة من آل عروة، كما في "صحيح البخاري".

ثم إن للحديث شواهد؛ من رواية زيد بن أرقم، وابن عباس، وغيرهما، فراجع "فتح الباري"(10/ 192 - 193).

فلا تغتر بكلام من ينكره ممن يدعي الانتصار للسنة من المعاصرين؛ الذين هم أبعد ما يكونون عن العلم الصحيح بها.

وتخيله صلى الله عليه وسلم المذكور فيه - لا يطعن في عصمته المقطوع بثبوتها؛ لأنه ليس في أمور الدين والتبليغ.

وليت شعري: ما الفرق بين نسي أنه صلى الله عليه وسلم الثابت بالكتاب: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} وبالسنة في أحاديث كثيرة - وبين التخيل المذكور؟! فكما أننا قد أمنا وقوع النسيان فيما أمر بتبليغه بالعصمة، فكذلك قد أمنا وقوع التخيل في التبليغ بالعصمة، ولا فرق؛ فتنبه.

(2)

أي: يخرجون.

(3)

الرصاف: عصب يلوى فوق مدخل النصل.

(4)

جمع قذة: ريش السهم.

(5)

المعنى: كما نفذ السهم في الرمية، بحيث لم يتعلق به شيء من الفرث والدم؛ كذلك دخول هؤلاء في الإِسلام وخروجهم منه.

ص: 327

والدم آيتهم

(1)

رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة

(2)

تدردر ويخرجون على حين فرقة من الناس ". قال أبو سعيد أشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قاتلهم وأنا معه فأمر

(3)

بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته. [4609]

• البُخَارِيُّ [(6163)] في الأدَبِ، وَمُسْلِمٌ [148/ 1064] في الزَّكاةِ، والنِّسَائِيُّ [الكبرى 8089] في فَضائِلِ القُرْآنِ، وابنُ مَاجَه [169] في السُّنةِ.

وفي رواية: أقبَلَ رجلٌ غَائِرُ العَيْنَيْنِ، ناتِئُ الجَبْهَةِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مَشْرِفُ الوَجْنَتَيْنِ

(4)

، مَحْلوقُ الرأسِ، فَقَالَ: يا محمّدُ! اتَّقِ الله، قال:"فمن يُطيعُ الله إذا عَصَيْتُهُ؟! فَيَأمَنَني الله على أهلِ الأرضِ ولا تأمَنونني؟! "، فسألَ رجلٌ قَتْلَه، فمنعَه، فلمَّا

(1)

أي: علامتهم.

(2)

أي: قطعة اللحم.

وتدردر؛ أي: تضطرب، تذهب وتجيء.

(3)

أي: عليٌّ رضي الله عنه.

(4)

أي: عالي الخدين.

ص: 328

ولَّى قال: "إنَّ مِنْ ضِئْضِئِ

(1)

هذا قومًا يَقرأُونَ القُرآنَ، لا يُجاوِزُ حَناجِرَهُمْ، يَمْرُقونَ مِنَ الإِسلامِ مُروقَ السُّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فيَقتلونَ أهلَ الإِسلامِ، وَيدَعونَ أهلَ الأوْثَانِ، لَئِنْ أدْرَكْتهُمْ؛ لأقْتُلَنهُمْ قَتْلَ عادٍ".

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (3344) م (143/ 1064)] أَيْضًا عَنْهُ.

5837 -

و قال أبي هريرة رضي الله عنه كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي قلت يا رسول الله: ادع الله أن يهدي أم أبي هريرة فقال: " اللهم اهد أم أبي هريرة ". فخرجت مستبشرا بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم فلما صرت إلى الباب فإذا هو مجاف

(2)

فسمعت أمي خشف

(3)

قدمي فقالت مكانك يا أبا هريرة وسمعت خضخضة

(4)

الماء فاغتسلت ولبست درعها وعجلت

(5)

عن خمارها ففتحت الباب ثم قالت يا أبا

(1)

أي: من أصله ونسبه وعقبه.

(2)

أي: مغلق.

(3)

أي: صوتهما، وقيل حركتهما.

(4)

أي: تحريكه.

(5)

أي: تركت خمارها من العجلة.

قلت: وفيه دليل واضح على جواز ظهور الأم أمام ابنها دون خمار، وأن رأسها ليس عورة بالنسبة إليه، خلافًا لما كان ذهب إليه الأستاذ العلامة المودودي في كتابه القيم "الحجاب"، وهو دليل من أدلة كثيرة كنت أوردتها في تعقيبي عليه، الذي كان نشر في آخر كتابه؛ ثم نشر الأستاذ ردًّا في كراس على التعقيب، تراجع فيه عما كان ذهب إِليه؛ إلى ما دل عليه الحديث من الجواز، وهذا من إِنصافه وفضله، ولكنه ظل متمسكًا برأيه الآخر، وهو أن المرأة عورة على المحارم كلهم، لا يجوز لها أن تظهر أمامهم إلا كما تظهر أمام الأجانب! نسأل الله - تعالى - أن يسدد خطانا، ويجنبنا الزلل، ويزيدنا وإياه من الفضل. ==

ص: 329

هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي من الفرح فحمد الله وقال خيرا. [4610]

• مُسْلِمٌ [158/ 2491] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في المَنَاقِبِ.

5838 -

وقال أبو هريرة إنكم تقولون أكثر أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم والله الموعد وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق

(1)

بالأسواق وإن إخوتي من الأنصار كان يشغلهم عمل أموالهم

(2)

وكنت امرأ مسكينا ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني. [4611]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنهُ: البُخَارِيُّ [(2350)] في المزَارَعَةِ، وَمُسْلِمٌ [(2492/ 159) (160/ 2492)] في المَنَاقِبِ، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 5866] في العِلمِ.

وَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم يومًا: "لنْ يَبسُطَ أحدٌ منكمْ ثَوْبه؛ حتَّى أقضِيَ مَقالتِي هذِه، ثمَّ يَجمعُهُ إلى صَدرِهِ، فيَنسَى منْ مَقالتِي شيئًا أبدًا"، فبسَطْتُ نَمِرَةً

(3)

ليسَ عليَّ ثوبٌ غيرُها، حتَّى قضَى النبي صلى الله عليه وسلم مَقالَتَه، ثمَّ

هذا .. وفي الحديث إِشارة إلى ما كان عليه الصحابة من الحشمة والأدب، فهذه أم أبي هريرة ودت أن لا تظهر أمام ابنها إلا متخمرة لولا العجلة!

فأين هذا من حال أكثر النساء اليوم؛ اللاتي يظهرن أمام أقاربهن من الرجال - الذين ليسوا محرمًا لهن - باديات الشعور والنحور، والأفخاذ والصدور؟! فإلى الله المشتكى مما وصل إليه الحال: من قلة الحياء في النساء، والغيرة من الرجال!

(1)

أي: ضرب اليد على اليد عند البيع؛ كناية عن العقود في البيع والشراء.

(2)

يريد: أنهم أصحاب زراعة.

(3)

أي: شملة مخططة من مآزر الأعراب.

ص: 330

جمعتُها إلى صَدرِي، فَوالذِي بَعثَهُ بالحقِّ، ما نَسيتُ مِنْ مَقالتِهِ ذلكِ إلى يَومِي هذا

(1)

.

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْهُ كَذَلِكَ.

5839 -

وقال جرير بن عبد الله: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا تريحني

(2)

من ذي الخلصة؟ "

(3)

فقلت: بلى وكنت لا أثبت على الخيل فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضرب يده على صدري حتى رأيت أثر يده في صدري وقال: " اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا ". قال فما وقعت عن فرسي بعد فانطلق في مائة وخمسين فارسا من أحمس

(4)

فحرقها بالنار وكسرها. [4612]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (4355) (4356) (4357)] عَنْ جَرِيرٍ: البُخارِيُّ في المَغَازِي، وَمُسْلِمٍ [2476/ 137] في المَنَاقِبِ.

5840 -

و قال أنس رضي الله عنه: إن رجلا كان يكتب للنبي صلى الله

(1)

قلت: وهذا من أسباب كثرة حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وتفوقه فيه على غيره من الصحابة، حتى من كان منهم أقدم صحبة له صلى الله عليه وسلم.

ومن تلك الأسباب: أنه كان يروي عن الصحابة ما لم يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك لا نجد في كثير من حديثه التصريح بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فمثله في ذلك كمثل المحدثين الذين جمعوا أحاديث الصحابة في مصنفاتهم، فهم أكثر منهم حفظًا، ولكن الفضل يعود إلى الصحابة أولًا، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.

(2)

أي: ألا تخلصني.

(3)

ذو الخلصة: بيت لطاغية خثعم الذي كان يسمى: الخلصة، وكانَ هذا البيت يدعى: كعبة اليمامة؟ انظر "معجم البلدان".

(4)

أي: من قوم قريش.

والأحمس: الشجاع.

ص: 331

عليه وسلم فارتد عن الإسلام ولحق بالمشركين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الأرض لا تقبله ". فأخبرني أبو طلحة أنه أتى الأرض التي مات فيها فوجده منبوذا

(1)

فقال: ما شأن هذا؟ فقالوا: دفناه مرارا فلم تقبله الأرض. [4613]

• متَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَنَسٍ: البُخارِيُّ [3617] في عَلامَاتِ النُّبُوةِ، وَمُسْلِمٌ [14/ 2781] في المُنَافِقِين.

5841 -

وقال أبي أيوب: خرج النبي صلى الله عليه و سلم وقد وجبت

(2)

الشمس فسمع صوتا فقال: " يهود تعذب في قبورها ". [4614]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: البُخارِي [1375]، والنسَائِيُّ [4/ 102] في الجنائِزِ، وَمُسْلِمٌ [69/ 2869] في صِفَةِ أَهْلِ النَّارِ.

5842 -

وقال جابر رضي الله عنه: قدم النبي صلى الله عليه وسلم من سفر فلما كان قرب المدينة هاجت ريح تكاد أن تدفن الراكب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بعثت هذه الريح لموت منافق ". فقدم المدينة فإذا عظيم من المنافقين قد مات. [4615]

• مُسْلِمٌ [15/ 2782] عَنْ جَابِرٍ في التوبةِ.

5843 -

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى قدمنا عسفان

(3)

فأقام بها ليالي فقال الناس: ما نحن ههنا في شيء وإن عيالنا لخلوف

(4)

ما نأمن عليهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

أي: مطروحًا ملقى على وجه الأرض.

(2)

أي: سقطت وغربت.

(3)

اسم موضع على مرحلتين من مكة.

(4)

هذه الكلمة من الأضداد، الحضور والمتخلفون.

ص: 332

فقال: " والذي نفسي بيده ما في المدينة شعب

(1)

ولا نقب

(2)

إلا عليه ملكان يحرسانها حتى تقدموا إليها " ثم قال: " ارتحلوا " فارتحلنا وأقبلنا إلى المدينة فوالذي يحلف به ما وضعنا رحالنا حين دخلنا المدينة حتى أغار علينا بنو عبد الله بن غطفان وما يهيجهم قبل ذلك شيء. [4616]

• مُسْلِمٌ [475/ 1374]، والنسَائِيُّ [الكبرى 4276] عَنْ أَبِي سعيد مُطَولًا في المَنَاسِكِ.

5844 -

وقال أنس رضي الله عنه أصابت الناس سنة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم جمعة قام أعرابي فقال يا رسول الله هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة

(3)

فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد ومن بعد الغد حتى الجمعة الأخرى فقام ذلك الأعرابي أو غيره فقال يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال فادع الله لنا فرفع يديه فقال اللهم حوالينا ولا علينا فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت وصارت المدينة

(4)

مثل الجوبة

(5)

وسال الوادي قناة شهرا ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود.

وفي رواية قال: " اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب

(1)

الشعب: طريق في الجبل.

(2)

والنقب: طريق بين جبلين.

(3)

أي: قطعة عن السحاب.

(4)

أي: جوُّها.

(5)

الجوبة: الفرجة في السحاب.

ص: 333

وبطون الأودية ومنابت الشجر ". قال: فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس. [4617]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (933) (1033) م (9/ 897)]، والنَّسَائِيُّ [3/ 166] في الصّلاةِ عَنْ أَنَسٍ.

5845 -

و قال جابر رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب استند إلى جذع نخلة من سواري المسجد فلما صنع له المنبر فاستوى عليه صاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت تنشق فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت قال بكت على ما كانت تسمع من الذكر. [4618]

• البُخَارِيُّ [3584 - 3585] عَنْ جَابِر في عَلامَاتِ النبُوَّةِ.

5846 -

عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال: " كل بيمينك " قال: لا أستطيع. قال " لا استطعت ". ما منعه إلا الكبر قال

(1)

: فما رفعها إلى فيه. [4619]

• مُسْلِمٌ [107/ 2021] عَنْ سَلَمَةَ في الأطْعَمَةِ، وَفِي الأشْرِبَةِ.

5847 -

وعن أنس رضي الله عنه أن أهل المدينة فزعوا مرة فركب النبي صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة بطيئا وكان يقطف

(2)

فلما رجع قال: " وجدنا فرسكم هذا بحرا

(3)

". فكان بعد ذلك لا يجارى.

وفي رواية: فما سبق بعد ذلك اليوم. رواه البخاري [4620]

(1)

أي: سلمة.

(2)

أي: يمشي مشيًا متقارب الخطو.

(3)

أي: جلدًا واسع الخطو، سريع الجري.

ص: 334

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ أَنَسٍ: البُخارِي [(2867) (2969)] في الجِهَادِ، وَمُسْلِمٌ [48/ 2307] في المَغَازِي.

5848 -

وقال جابر رضي الله عنه: توفي أبي وعليه دين فعرضت على غرمائه أن يأخذو ا التمر بما عليه فأبوا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: قد علمت أن والدي استشهد يوم أحد وترك عليه دينا كثيرا وإني أحب أن يراك الغرماء

(1)

فقال لي: " اذهب فبيدر

(2)

كل تمر على ناحية ففعلت ثم دعوته فلما نظروا إليه كأنهم أغروا بي تلك الساعة فلما رأى ما يصنعون طاف حول أعظمها بيدرا ثلاث مرات ثم جلس عليه ثم قال: " ادع لي أصحابك ". فما زال يكيل لهم حتى أدى الله عن والدي أمانته وأنا أرضى أن يؤدي الله أمانة والدي ولا أرجع إلى أخواتي بتمرة فسلم الله البيادر كلها وحتى إني أنظر إلى البيدر الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم كأنها لم تنقص تمرة واحدة. [4621]

• البُخَارِيُّ [(3580) (4053)] في مَوَاضِعَ؛ مِنْهَا في المَغَازِي، وَفِي عَلامَاتِ النُّبُوَّةِ، وَلَهُ وللنسَائيِّ [6/ 244] في الوَصَايَا عَنْ جَابِرٍ.

5849 -

و قال جابر: إن أم مالك كانت تهدي للنبي صلى الله عليه وسلم في عكة

(3)

لها سمنا فيأتيها بنوها فيسألون الأدم وليس عندهم شيء فتعمد إلى الذي كانت تهدي فيه للنبي صلى الله عليه وسلم فتجد فيه سمنا فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرتها فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " عصرتها " قالت

(1)

أي: عندي؛ لعلهم يراعونني.

(2)

فعل أمر؛ من: بيدر الطعام؛ إذا داس في بيدره.

والمراد - هنا -: اجعل كل نوع من تمرك بيدرًا.

(3)

وعاء من الجلد، يتخذ قربة للسمن غالبًا؛ وللعسل أحيانًا.

ص: 335

نعم قال: " لو تركتيها ما زال قائما ". [4622]

• مُسْلِمٌ [8/ 2280] عَنْ جَابِر في الفَضَائِلِ.

5850 -

وقال أنس رضي الله عنه: قال أبو طلحة لأم سليم لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم، فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخرجت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي ولاثتني

(1)

ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس فقمت فسلمت عليهم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرسلك أبو طلحة؟ " قلت نعم قال بطعام قلت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه قوموا فانطلق فانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس وليس عندنا ما نطعمهم فقالت الله ورسوله أعلم فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلمي يا أم سليم ما عندك فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت وعصرت أم سليم عكة فأدمته

(2)

ثم قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم أذن لعشرة فأكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون

(1)

أي: لفت عليّ بعض الخمار عمامةً.

(2)

وفي نسخة بالمد: فآدمته.

ص: 336

أو ثمانون رجلا. [4623]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ أَنَسٍ: البُخَارِي [(3578)] في عَلامَاتِ النُّبوَّةِ، وَمُسْلِمٌ [(143/ 2040) (142/ 2040] في الأطعَمَةِ، والتِّرْمِذِي [3630] في المَنَاقِبِ، والنْسَائِيُّ [الكبرى 6617] في الوَلِيمَةِ.

ويُروى أنّه قال: "ائْذَنْ لِعَشَرةٍ"، فدَخَلوا، فَقَالَ:"كُلوا، وسَمُّوا الله"، فأَكَلوا، حتَّى فعلَ ذلك بثمانينَ رجلًا، ثمَّ أكل النبي صلى الله عليه وسلم وأهلُ البيتِ، وتركَ سؤرًا.

ويُروى: فجعلتُ أنطر، هل نَقَصَ منها شيء؟

ويُروى: ثمَّ أخذَ ما بَقِيَ، فجَمَعَه، ثمَّ دَعا فيهِ بالبَرَكَةِ، فعادَ كما كانَ، فَقَالَ:؟ "دُونَكُمْ هذا".

• أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ في الأطْعَمَةِ.

5851 -

وقال أنس رضي الله عنه: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناء وهو بالزوراء

(1)

فوضع يده في الإناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه فتوضأ القوم. قال قتادة رضي الله عنه: قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاث مئة أو زهاء ثلاث مئة. [4624]

• مُتَّفَق عَلَيْهِ عَنْ أَنَسٍ: البُخارِيُّ [3572] في عَلامَاتِ النُّبُوةِ، وَمُسْلِمٌ [(6/ 2279) (7/ 2279)] في المَنَاقِبِ.

5852 -

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نعد الآيات

(2)

(1)

اسم موضع في المدينة.

(2)

أي: المعجزات والكرامات.

ص: 337

بركة وأنتم تعدونها تخويفا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقل الماء فقال: " اطلبوا فضلة من ماء " فجاءوا بإناء فيه ماء قليل فأدخل يده في الإناء ثم قال: " حي على الطهور المبارك والبركة من الله " فلقد رأيت

(1)

الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل. [4625]

• البُخَارِيُّ [3579] في عَلامَاتِ النُّبُوَّةِ، والتّرْمِذِي [3633] عَنِ ابنِ مسعُودٍ رضي الله عنه.

5853 -

قال أبو قتادة رضي الله عنه خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنكم تسيرون عشيتكم وليلتكم وتأتون الماء إن شاء الله غدا فانطلق الناس لا يلوي أحد على أحد قال أبو قتادة رضي الله عنه فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير حتى ابهار

(2)

الليل فمال عن الطريق فوضع ثم قال احفظوا علينا صلاتنا فكان أول من استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم والشمس في ظهره ثم قال اركبوا فركبنا فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس نزل ثم دعا بميضأة

(3)

كانت معي فيها شيء من ماء قال فتوضأ منها وضوءا دون وضوء

(4)

قال وبقي فيها شيء من ماء ثم قال احفظ علينا ميضأتك فسيكون لها نبأ ثم أذن بلال بالصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم صلى الغداة وركب وركبنا معه فانتهينا إلى الناس حين امتد النهار وحمي كل شيء

(1)

أي: ابن مسعود.

(2)

أي: توسط وانتصف.

(3)

الميضأة: مطهرة كبيرة يتوضأ منها.

(4)

يعني: وضوء وسطًا.

ص: 338

وهم يقولون يا رسول الله هلكنا وعطشنا فقال لا هلك عليكم ودعا بالميضأة فجعل يصب وأبو قتادة يسقيهم فلم يعد

(1)

أن رأى الناس ماء في الميضأة تكابوا

(2)

عليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنوا الملأ

(3)

كلكم سيروى قال ففعلوا فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب وأسقيهم حتى ما بقي غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صب فقال لي اشرب فقلت لا أشرب حتى تشرب يا رسول الله قال إن ساقي القوم آخرهم شربا قال فشربت وشرب قال فأتى الناس الماء جامين

(4)

رواء. [4626]

• مُسْلِمٌ [311/ 681] في الصّلاةِ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ مُطَولًا.

وَهُوَ للبُخَارِي [595] باخْتِصَارٍ في الصّلاةِ، وَغَيْرِهَا.

5854 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: لما كان يوم غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة فقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله ادعهم بفضل أزوادهم ثم ادع الله لهم عليها بالبركة فقال: نعم قال فدعا بنطع فبسط ثم دعا بفضل أزوادهم فجعل الرجل يجيء بكف ذرة ويجيء الآخر بكف تمر ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع شيء يسير فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة ثم قال خذوا في أوعيتكم فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر

(1)

أي: لم يتجاوز.

(2)

تزاحموا.

والمعنى: لم يتجاوز رؤية الناس الماء إكبابهم؛ فتكابوا.

(3)

أي: حسنوا أخلاقكم.

(4)

أي: مستريحين.

ص: 339

وعاء إلا ملؤوه قال فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة ". [4627]

• مُسْلِمٌ [45/ 27] في الإيمَانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - أَوْ أَبِي سَعِيدٍ -.

وَفِي البُخَارِيِّ [2982] عَنْ سَلَمَةَ نَحْوُهُ في الجِهادِ.

5855 -

وقال أنس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم عروسا بزينب فعمدت أمي أم سليم إلى تمر وسمن وأقط فصنعت حيسا فجعلته في تور

(1)

فقالت يا أنس اذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل بعثت بهذا إليك أمي وهي تقرئك السلام وتقول إن هذا لك منا قليل يا رسول الله قال فذهبت فقلت فقال ضعه ثم قال اذهب فادع لي فلانا وفلانا وفلانا رجالا سماهم وادع من لقيت فدعوت من سمى ومن لقيت فرجعت فإذا البيت غاص بأهله.

قيل لأنس عدد كم كانوا؟ قال زهاء ثلاث مائة.

فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وضع يده على تلك الحيسة وتكلم بما شاء الله ثم جعل يدعو عشرة عشرة يأكلون منه ويقول لهم: " اذكروا اسم الله عليه وليأكل كل رجل مما يليه " قال: فأكلوا حتى شبعوا. فخرجت طائفة ودخلت طائفة حتى أكلوا كلهم قال لي يا أنس ارفع. فرفعت فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت. [4628]

(1)

التور: إِناء كالقدح.

ص: 340

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (5163) م (94/ 1428)]، عَنْ أنَسٍ: البُخَارِيُّ في الهَدِيَّةِ، وَمُسْلِمٌ في الوَلِيمَةِ، والتِّرْمِذِيُّ [3630] في التفْسِيرِ.

5856 -

وقال جابر رضي الله عنه: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على ناضح

(1)

لنا قد أعيا فلا يكاد يسير فتلاحق

(2)

بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما لبعيرك قلت: قدعيي فتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فزجره ودعا له فما زال بين يدي الإبل قدامها يسير فقال لي كيف ترى بعيرك قال قلت بخير قد أصابته بركتك قال أفتبيعنيه بوقية. فبعته على أن لي فقار ظهره

(3)

إلى المدينة قال فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة غدوت عليه بالبعير فأعطاني ثمنه ورده علي. [4629]

• مُتَّفَق عَلَيْهِ عَنْ جَابِرٍ في قِصةِ بَعِيرِهِ: البُخَارِيُّ [(2967) (2097) (2718)، في الشُّرُوطِ، وغيْرِهِ، وَمُسْلِمٌ [110/ 715]، والنَّسَائِيُّ [7/ 299] في البِيُوع.

5857 -

عن أبي حميد قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك

(4)

فأتينا وادي القرى على حديقة لامرأة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اخرصوها

(5)

" فخرصناها وخرصها رسول الله صلى الله عليه

(1)

الناضح: بعير يستقى عليه.

(2)

أي: لحق.

(3)

أي: ركوب ظهره.

(4)

اسم موضع مشهور.

(5)

أي: قدروا وخمنوا ثمرها.

ص: 341

وسلم عشرة أوسق

(1)

وقال:

(2)

" أحصيها حتى نرجع إليك إن شاء الله عز وجل " وانطلقنا حتى قدمنا تبوك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ستهب عليكم الليلة ريح شديدة فلا يقم فيها أحد فمن كان له بعير فليشد عقاله " فهبت ريح شديدة فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيئ ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة عن حديقتها كم بلغ ثمرها فقالت عشرة أوسق. [4630]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ: البُخَارِيُّ في الحَجِّ [1481]، والمَغازي [4422]، وَمُسْلِم (7/ 61/ رقم 1392) في فَضْلِ الأَنْصَارِ.

5858 -

وقال أبو ذر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط

(3)

فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لها ذمة ورحما أو قال: ذمة وصهرا فإذا رأيتم رجلين يختصمان في موضع لبنة

(4)

فاخرج منها

(5)

".

(1)

الوسق: ستون صاعًا.

(2)

أي: قال للمرأة.

(3)

وهو نصف عشر دينار.

قال القاضي: "أي: يكثر أهلها ذكر القراريط في معاملاتهم؛ لتشددهم فيها".

وَقَالَ القاري: "معنى الحديث: إن القوم لهم دناءة وخسة، أو في لسانهم بذاء وفحش".

(4)

الآجرة قبل أن تطبخ.

(5)

أي: يا أبا ذر!

ص: 342

قال:

(1)

فرأيت عبد الرحمن بن شرحبيل ابن حسنة وأخاه يختصمان في موضع لبنة فخرجت منها. [4631].

• مُسْلِمٌ [2543] في الفَضَائِلِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ.

5859 -

عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: " في أصحابي وفي رواية في أمتي اثنا عشر منافقا لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط

(2)

ثمانية منهم تكفيهم الدبيلة

(3)

- سراج من نار تظهر في أكتافهم حتى تنجم

(4)

في صدورهم ". [4632]

• مُسْلِمٌ [2779] عَنْ عَمَّارِ بنِ يَاسِرٍ، عَن حُذَيْفَةَ في المنافِقِينَ.

5860 -

عن جابر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يصعد الثنية ثنية المرار فإنه يحط عنه ما حط عن بني إسرائيل ".

فكان أول من صعدها خيلنا خيل بني الخزرج ثم تتام الناس فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: "وكلكم مغفور له إلا صاحب الجمل الأحمر ". فأتيناه فقلنا له: تعال يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: والله لأن أجد ضالتي أحب إلي من أن يستغفر لي صاحبكم وكان رجلا ينشد ضالة له. [4633]

• مُسْلِمٌ [12/ 2880] عَنْ جَابِرٍ في التوبةِ.

(1)

أي: أبو ذر.

(2)

أي: حتى يدخل الجمل في ثقب الإبرة.

(3)

الدامية، وفي بقية الحديث تفسير لها.

(4)

أي: تظهر وتطلع.

ص: 343

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5861 -

عن أبي موسى رضي الله عنه قال: خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم قال فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين فقال له أشياخ من قريش ما علمك فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا ولا يسجدان إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ثم رجع فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به وكان هو

(1)

في رعية الإبل فقال أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة تظله فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة فلما جلس مال فيء الشجرة عليه فقال انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه فقال أنشدكم بالله أيكم وليه قالوا أبو طالب فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب وبعث معه أبو بكر رضي الله عنه بلالا وزوده الراهب من الكعك والزيت. [4634]

• التّرْمِذِيُّ [3620] عَنْ أَبِي مُوسَى في المَنَاقِبِ، وَقَالَ: حَسَن غَرِيبٌ

(2)

.

5862 -

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر

(1)

أي: النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

قلت: ورجاله ثقات؟ والحديث صحيح، كما كنت بينته في مقال نشرته "مجلة التمدن الإِسلامي" منذ بضع سنين، لكن ذكر بلال فيه خطأ ظاهر، فإنه لم يكن يومئذ قد خلق بعد!

ص: 344

إلا وهو يقول: السلام عليك يا رسول الله. [4635]

• الترْمِذِيُّ

(1)

[(3626)(3705)، في المَنَاقِبِ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ - كَرِّمَ اللهُ وَجْهَهُ -.

5863 -

عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بالبراق ليلة أسري به ملجما مسرجا فاستصعب عليه فقال له جبريل: أبمحمد تفعل هذا؟ قال: فما كبك أحد أكرم على الله منه قال: فارفض عرقا.

غريب [4636]

• التِّرْمِذِيُّ [3131] عَنْ أَنَسٍ في التفْسِرِ - وَقَالَ: حَسَن غَرِيبٌ

(2)

-، وَصَحَّحَهُ ابنُ حِبان [46].

5864 -

وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما انتهينا إلى بيت المقدس قال جبريل بأصبعه فخرق بها الحجر فشد به البراق ". [4637]

• الترْمِذِيُّ

(3)

[3132] في التفْسِرِ عَنْ بُرَيْدَةَ، وَصَحَّحَهُ ابنُ حَبَان [47].

(1)

وقال "حديث حسن غريب"!

قلت: كلا؛ فإن فيه عباد بن أبي يزيد - وهو مجهول -، والوليد بن أبي نور الهمداني - وهو ضعيف، كما في "التقريب" -.

(2)

قلت: إسناده صحيح.

(3)

وقال "حديث غريب"، وفي نسخة "حسن غريب".

قلت: وهذا أقرب؛ لأن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير الزبير بن جنادة، وقد وثقه ابن معين في "سؤالات ابن الجنيد" عنه (28/ 279) وابن حبان، والحاكم، وصححا حديثه - هذا -.

وإنما كنت ضعفته؛ لقول الحافظ "التقريب""مقبول"، فرجعت إلى توثيقهما؛ لأنه روى عنه أربعة من الثقات؛ ووثقه ابن معين ثم خرجته في "الصحيحة"(3487).

أما تجهيل أبي حاتم له بقوله: "ليس بالمشهور"؛ فمردود بتوثيق ابن معين ومن معه - كما تقدم -. ==

ص: 345

5865 -

عن يعلى بن مرة الثقفي قال ثلاثة أشياء رأيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا نحن نسير معه إذ مررنا ببعير يسنى

(1)

عليه فلما رآه البعير جرجر

(2)

فوضع جرانه

(3)

فوقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال أين صاحب هذا البعير فجاءه فقال بعنيه فقال بل نهبه لك يا رسول الله وإنه لأهل بيت ما لهم معيشة غيره قال أما إذ ذكرت هذا من أمره فإنه شكا كثرة العمل وقلة العلف فأحسنوا إليه".

ثم سرنا حتى نزلنا منزلا فنام النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت شجرة تشق الأرض حتى غشيته ثم رجعت إلى مكانها فلما استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت له فقال هي شجرة استأذنت ربها أن تسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لها.

قال ثم سرنا فمررنا بماء فأتته امرأة بابن لها به جنة فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنخره فقال اخرج إني محمد رسول الله قال ثم سرنا فلما رجعنا مررنا بذلك الماء فسألها عن الصبي فقالت والذي بعثك بالحق ما رأينا منه ريبا بعدك. [4638]

وقد قال الذهبي في "الميزان": "وأخطأ من قال: فيه جهالة، ولولا أن ابن الجوزي ذكره؛ لما ذكرته".

(1)

أي: يستقى.

(2)

أي: صاح وردد صونه في حلقه.

(3)

مقدم عنقه.

وقيل: باطن عنقه.

ص: 346

• البَغَوِيُّ

(1)

[3718] في "شَرْحِ السُّنةِ" عَنْ يَعْلَى بنِ مُرَّةَ.

5866 -

وقال ابن عباس رضي الله عنه: إن امرأة جاءت بابن لها إلى رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله إن ابني به جنون وإنه ليأخذه عند غدائنا وعشائنا فيخبث علينا فمسح رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا فثع

(2)

ثعة وخرج من جوفه مثل الجرو

(3)

الأسود يسعى. [4639]

• الدَّارِمِيُّ

(4)

[1/ 11 - 12] عن ابنِ عبّاس رضي الله عنهما.

5867 -

عن أنس رضي الله عنه قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس حزين وقد تخضب بالدم من فعل أهل مكة قال يا رسول الله هل تحب أن نريك آية قال نعم فنظر إلى شجرة من ورائه فقال ادع بها فدعا بها فجاءت فقامت بين يديه فقال مرها فلترجع فأمرها فرجعت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبي حسبي. [4640]

• الدَّارِمِيُّ

(5)

[1/ 12] عَنْ أَنَسٍ.

(1)

ورواه - من قبله -: أحمد (4/ 173) وسنده ضعيف.

لكن القصة الثالثة؛ لها عند أحمد (4/ 172) إسناد صحيح لولا الانقطاع فيه.

لكن الحديث جيد، كما حققته في "الصحيحة"(485) وحسنها ابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 221)، وابن كثير في شمائل البداية.

(2)

ثعَّ: قاء.

(3)

هو: ابن الكلب.

(4)

وإسناده ضعيف.

(5)

وإسناده صحيح.

ص: 347

5868 -

وقال ابن عمر كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله قال ومن يشهد على ما تقول؟ قال: " هذه السلمة

(1)

" فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بشاطئ الوادي فأقبلت تخد

(2)

الأرض حتى قامت بين يديه فاستشهدها ثلاثا فشهدت ثلاثا أنه كما قال ثم رجعت إلى منبتها. [4641]

• الدَّارِمِيُّ

(3)

[1/ 9 - 10] عَنْ عَبْدِ الله بنِ عُمَرَ، وَصَحَّحَهُ ابنُ حَبَّان [6505].

5869 -

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بما أعرف أنك نبي؟ قال: " إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة يشهد أني رسول الله " فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل ينزل من النخلة حتى سقط إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: " ارجع " فعاد فأسلم الأعرابي.

صحيح. [4642]

• التِّرْمِذِيُّ [3628] في المَنَاقِبِ عن ابنِ عبّاسٍ، وَصَحَّحَهُ

(4)

.

(1)

شجرة من شجر البادية.

(2)

أي: تشقها أخدودًا.

(3)

وإسناده صحيح.

ورواه أبو يعلى - أيضًا - (5662) والطبراني في "الكبير"(13582) وهو من رواية عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر، وقد ثبت سماعه منه؟ خلافًا لمن نفاه، كما حققته في، الصحيحة" (11، 106)؛ ولذلك جوَّد وإسناده ابن كثير في "التاريخ" (6/ 125).

(4)

قلت: فيه شريك، وهو ضعيف؛ وإنما هو صحيح بمجيئه من طرق أخرى؛ ليست فيه "فأسلم الأعرابي"، انظر "الصحيحة"(3315).

ص: 348

5870 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال جاء ذئب إلى راعي غنم فأخذ منها شاة فطلبه الراعي حتى انتزعها منه قال فصعد الذئب على تل فأقعى واستثفر

(1)

وقال عمدت إلى رزق رزقنيه الله أخذته ثم انتزعته مني فقال الرجل تالله إن رأيت

(2)

كاليوم ذئب يتكلم فقال الذئب أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرتين يخبركم بما مضى وما هو كائن بعدكم قال وكان الرجل يهوديا فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره وأسلم فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم إنها أمارات بين يدي الساعة فقد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تحدثه نعلاه وسوطه بما أحدث أهله بعده ". [4643]

• ابنُ حِبان [6494] مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ، وأَبِي هُرَيْرَةَ، وَهُوَ للمُصَنِّفِ

(3)

[4282] في "شَرْح السُّنةِ".

5871 -

عن أبي العلاء عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نتداول

(4)

من قصعة

(5)

من غدوة

(6)

حتى الليل تقوم

(1)

أي: أدخل ذنبه بين رجليه، أو بين أليتيه.

(2)

أي: ما رأيت.

(3)

وكذا أحمد، وإسناده صحيح.

وعند الترمذي الجملة الأخيرة منه، وقد خرجته في "الأحاديث الصحيحة"، (122).

(4)

أي: نتداول أخذ الطعام وأكله.

(5)

القصعة: الصحفة الكبيرة.

(6)

أي: أول النهار.

ص: 349

عشرة وتقعد عشرة قلنا: فمما كانت تمد؟ قال: من أي شيء تعجب؟ ما كانت تمد إلا من ها هنا وأشار بيده إلى السماء ". [4644]

• التِّرْمِذِيُّ [3625] في المَنَاقِبِ - وَصَحَّحَهُ

(1)

-، والدَّارِمِيُّ [1/ 130] عَنْ سَمُرَةَ.

5872 -

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم بدر في ثلاثمائة وخمسة عشر قال: "اللهم إنهم حفاة فاحملهم اللهم إنهم عراة فاكسهم اللهم إنهم جياع فأشبعهم " ففتح الله له فانقلبوا وما منهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين واكتسوا وشبعوا. [4645]

• أَبُو دَاودَ

(2)

[274] عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو في الجِهَادِ.

5873 -

عن ابن مسعود رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنكم منصورون ومصيبون

(3)

ومفتوح لكم فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر ". [4646]

• أَحْمَدُ [1/ 389، 436]، والتِّرْمِذِيُّ [2257]، والنسَائِيُّ [الكبرى 9828] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ في الزينَةِ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: صَحِيحٌ

(4)

.

(1)

وإسناده صحيح، وصححه الحاكم (2/ 618) ووافقه الذهبي.

(2)

وإسناده حسن.

(3)

أي: مصيبون الغنائم.

(4)

قلت: وسنده صحيح.

وهو عند أبي داود في "كتاب الأدب"(5118)؛ وقد عزاه لأبي داود: التبريزي، وابن الأثير - أيضًا - في "جامع الأصول"؛ ولم يستطع القائمون - على تحقيقه - العثور عليه عند أبي داود، فنفوا وجوده عنده! وهم معذورون في ذلك؛ لأن الكشف عنه مما لا يساعد عليه لا المعجم المفهرس"، ولا غيره مما اعتادوا ==

ص: 350

5874 -

وعن جابر رضي الله عنه "أن يهودية من أهل خيبر سمت شاة مصلية

(1)

ثم أهدتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذراع فأكل منها وأكل رهط من أصحابه معه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارفعوا أيديكم وأرسل إلى اليهودية فدعاها فقال سممت هذه الشاة فقالت من أخبرك قال أخبرتني هذه في يدي يعنى للذراع قالت نعم قالت قلت إن كان نبيا فلن يضره وإن لم يكن نبيا استرحنا منه فعفا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعاقبها [4647]

• أَبُو دَاودَ [4510] والدَّارِمِيُّ

(2)

[1/ 33] عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه بِطُولهِ.

5875 -

عن سهل ابن الحنظلية أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فأطنبوا السير حتى كانت عشية فجاء فارس فقال يا رسول الله إني طلعت على جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن

(3)

على بكرة أبيهم بظعنهم

(4)

ونعمهم اجتمعوا إلى حنين فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله ثم قال من يحرسنا الليلة قال أنس بن أبي مرثد الغنوي أنا يا رسول الله قال اركب فركب فرسا له فقال: " استقبل هذا

= الاعتماد عليه لهذا الغرض؛ بل لا بد مع ذلك من علم زائد؛ يستفيده طالب العلم بالممارسة، فإذا أردت التأكد من رواية أبي داود لهذا الحديث؛ فراجع - "الصحيحة"(1383).

(1)

أي: مشوبة.

(2)

وهو حديث صحيح بشواهده، وقد أشرف إليها، وذكرت بعضها في "الضعيفة"(تحت الحديث 6441).

(3)

اسم قبيلة.

(4)

جماعة الرجال والنساء يظعنون.

ص: 351

الشعب حتى تكون في أعلاه ". فلما أصبحنا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصلاه فركع ركعتين ثم قال هل حسستم

(1)

فارسكم فقال رجل: يا رسول الله ما حسسنا فثوب

(2)

بالصلاة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي يلتفت إلى الشعب حتى إذا قضى الصلاة قال أبشروا فقد جاء فارسكم فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم فقال إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبحت طلعت الشعبين كليهما فلم أر أحدا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل نزلت الليلة قال لا إلا مصليا أو قاضي حاجة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فلا عليك أن لا تعمل بعدها ". [4648]

• أَبُو دَاودَ [2501] في الجِهَادِ، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 8870] في السِّيَرِ عَنْ سَهْلِ بنِ الحَنْظَلِيَّةِ.

5876 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتمرات فقلت يا رسول الله ادع الله فيهن بالبركة فضمهن ثم دعا لي فيهن بالبركة فقال خذهن واجعلهن في مزودك كلما أردت أن تأخذ منه شيئا فأدخل فيه يدك فخذه ولا تنثره نثرا فقد حملت من ذلك التمر كذا وكذا من وسق في سبيل الله فكنا نأكل منه ونطعم وكان لا يفارق حقوي حتى كان يوم قتل عثمان فإنه انقطع. [4649]

(1)

أي: هل أدركتم بالحسّ؟

(2)

أي: أقيم.

ص: 352

• الترْمِذِيُّ

(1)

[3839] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه في مَنَاقِبِهِ.

‌الفصل الثالث:

5877 -

عن ابن عباس قال تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق

(2)

يريدون النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم بل اقتلوه وقال بعضهم بل أخرجوه فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك فبات عليٌّ رضي الله عنه على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم فلما أصبحوا ثاروا إليه فلما رأوا عليا رد الله مكرهم فقالوا أين صاحبك هذا؟ قال لا أدري فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم فصعدوا في الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت؛ فقالوا لو دخل هاهنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلاث ليال. [5934]

• رواه أحمد

(3)

(1/ 348).

5878 -

وعن أبي هريرة قال لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجمعوا لي من كان ها هنا من اليهود فجمعوا له فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سائلكم عن شيء فهل أنتم مصدقي عنه قالوا نعم يا أبا القاسم فقال لهم رسول الله صلى الله

(1)

وقال: "حسن غريب"، وقد سقطت كلمة:"حسن" من بعض النسخ!

والصواب: أن الحديث صحيح، كما شرحته في "الصحيحة"(2936).

(2)

ما يشدُّ به.

(3)

بسند ضعيف.

ص: 353

عليه وسلم من أبوكم؟ قالوا فلان قال كذبتم بل أبوكم فلان قالوا صدقت وبررت قال: " هل أنتم مصدقي عن شيء إن سألتكم عنه " قالوا نعم يا أبا القاسم وإن كذبناك عرفت كما عرفته في أبينا قال لهم من أهل النار قالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفوننا فيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخسأوا فيها والله لا نخلفكم فيها أبدا ثم قال لهم فهل أنتم مصدقي عن شيء إن سألتكم عنه فقالوا نعم يا أبا القاسم قال: " هل جعلتم في هذه الشاة سما ". قالوا نعم قال فما حملكم على ذلك قالوا أردنا إن كنت كذابا نستريح منك وإن كنت صادقا لم يضرك. [5935]

• رواه البخاري (3169) عنه.

5879 -

وعن عمرو بن أخطب الأنصاري قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الفجر وصعد على المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر حتى غربت الشمس فأخبرنا بما هو كائن إلى يوم القيامة فأعلمنا أحفظنا. [5936]

• رواه مسلم (2892).

5880 -

وعن معن بن عبد الرحمن قال سمعت أبي قال: سألت مسروقا: من آذن

(1)

النبي صلى الله عليه وسلم بالجن ليلة استمعوا القرآن؟ قال حدثني أبوك يعني عبد الله ابن مسعود أنه قال: آذنت بهم شجرة. [5937]

° متفق عليه [خ (3859) م (450)] عن ابن مسعود.

(1)

أي: أعلم.

ص: 354

5881 -

وعن أنس قال كنا مع عمر بين مكة والمدينة فتراءينا الهلال وكنت رجلا حديد البصر فرأيته وليس أحد يزعم أنه رآه غيري قال فجعلت أقول لعمر أما تراه فجعل لا يراه قال يقول عمر سأراه وأنا مستلق على فراشي ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله، هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله قال عمر والذي بعثه بالحق ما أخطئوا الحدود التي حدها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فجعلوا في بئر بعضهم على بعض فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليهم فقال يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقا فإني قد وجدت ما وعدني الله حقا فقال عمر يا رسول الله كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها قال ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئا ". [5938]

• رواه مسلم (2873) عنه.

5882 -

وعن أنيسة

(1)

بنت زيد بن أرقم عن أبيها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على زيد يعوده من مرض كان به قال: " ليس عليك من مرضك بأس ولكن كيف لك إذا عمرت بعدي فعميت؟ " قال: أحتسب وأصبر. قال: " إذا تدخل الجنة بغير حساب ". قال: فعمي بعد ما مات النبي صلى الله عليه وسلم ثم رد الله بصره ثم مات [5939]

• البيهقي [6/ 479] في "الدلائل" عنه.

(1)

لم أجد من ذكر أنيسة - هذه -، وقد ذكر الحافظ في ترجمة أبيها: جماعة من الرواة عنه، ولَم يذكرها، فهي - على الغالب - مجهولة، ولَم يوردها الذهبي في "فصل النساء المجهولات"؛ والله أعلم.

ص: 355

5883 -

وعن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تقول علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ". وذلك

(1)

أنه بعث رجلا فكذب عليه فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد ميتا وقد انشق بطنه ولم تقبله الأرض. [5940]

• البيهقي [6/ 245]

(2)

في "الدلائل" عنه.

5884 -

وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل يستطعمه فأطعمه شطر وسق شعير فما زال الرجل يأكل منه وامرأته وضيفهما حتى كاله ففني فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " لو لم تكله لأكلتم منه ولقام

(3)

لكم " [5941]

• رواه مسلم

(4)

(2281).

5885 -

وعن عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل من الأنصار قال خرجنا

(1)

أي: وسبب ورود هذا الحديث.

(2)

لم أقف على إسناده بهذا التمام، وقد أخرجه الطبراني في جزء فيه طريق حديث "من كذب عليَّ

" (ص 81 - بتحقيق الأخ علي الحلي) دون سبب وروده، وفيه الوازع بن نافع، وهو متروك.

وقد أخرج هو والطحاوي في "مشكل الآثار" سببًا آخر لورود هذا الحديث بإسناد جيد.

والمرفوع منه: أخرجه ابن ماجه (35) - بسند حسن -، وأحمد (2/ 321) - بإسناد آخر حسن لغيره -، كلاهما عن أبي هريرة

مرفوعًا.

وابن ماجه (35) عن أبي قتادة

مرفوعًا.

ثم رأيته في "الدلائل"(6/ 245) وفيه الوازع.

(3)

أي: دام لكم.

(4)

وانظر "الصحيحة"(2625).

ص: 356

مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على القبر يوصي الحافر يقول: " أوسع من قبل رجليه أوسع من قبل رأسه " فلما رجع استقبله داعي امرأته

(1)

فأجاب ونحن معه وجيء بالطعام فوضع يده ثم وضع القوم فأكلوا فنظرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوك لقمة في فمه ثم قال أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها فأرسلت المرأة تقول يا رسول الله إني أرسلت إلى النقيع وهو موضع يباع فيه الغنم ليشترى لي شاة فلم توجد فأرسلت إلى جار لي قد اشترى شاة أن يرسل إلي بها بثمنها فلم يوجد

(2)

فأرسلت إلى امرأته فأرسلت إلي بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أطعمي هذا الطعام الأسرى "[5942]

• رواه أبو داود

(3)

(3332) عنه.

5886 -

وعن حازم بن هشام عن أبيه عن جده حبيش بن خالد - وهو أخو أم معبد - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخرج من مكة خرج مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما عبد الله الليثي مروا على خيمتي أم معبد فسألوها لحما وتمرا ليشتروا منها فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وكان القوم مرملين

(4)

مسنتين

(5)

فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

أي: استقبله داعي زوجة المتوفى، والذي في "سنن أبي داود": داعي امرأة - بالتنكير -.

(2)

أي: الجار.

(3)

وإسناده صحيح، وسياق الحديث هنا مغاير لسياقه في بعض الأحرف والجمل، فالظاهر أن السياق للبيهقي، والله أعلم.

(4)

المرملون: من نفد زادهم.

(5)

والمسنتون: من أصابهم القحط.

ص: 357

إلى شاة في كسر

(1)

الخيمة فقال: " ما هذه الشاة يا أم معبد؟ " قالت: شاة خلفها الجهد

(2)

عن الغنم. قال: " هل بها من لبن؟ " قالت: هي أجهد من ذلك. قال: " أتأذنين لي أن أحلبها؟ " قالت: بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبا فاحلبها. فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح بيده ضرعها وسمى الله تعالى ودعا لها في شاتها فتفاجت

(3)

عليه وردت واجترت فدعا بإناء يربض

(4)

الرهط فحلب فيه ثجا

(5)

حتى علاه البهاء

(6)

ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا ثم شرب آخرهم ثم حلب فيه ثانيا بعد بدء حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها وبايعها وارتحلوا عنها. [5943]

• البيهقي [1/ 2761 - 278]

(7)

في "الدلائل" عنه.

(1)

أي: جانبها.

(2)

أي: الهزال.

(3)

أي: فتحت ما بين رجليها للحلب.

(4)

أي: يروي الرهط ويثقلهم.

(5)

أي: حلبًا ذا سيلان.

(6)

أي: الرغوة.

(7)

وكذلك رواه الحاكم (2/ 9 - 10) وصححه، ووافقه الذهبي!

قلت: وفيه هشام بن حبيش، أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(9/ 53/ 227)؛ ولَم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولا ذكر له غير ابنه راويًا، فأنى لإسناده الصحة؟!

نعم، قد يرتقي الحديث إلى الحسن - أو الصحة - بطرق ساقها الحاكم، وَقَالَ الذهبي وإما في هذه الطرق شيء على شرط الصحيح".

ص: 358

‌6 - باب الكَرامَاتِ

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5887 -

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: لقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل [4650]

• البُخَارِيُّ [3579] في عَلامَاتِ النُّبُوَّةِ، عَنِ ابْن مَسْعُودٍ.

5888 -

عن أنس أن أسيد بن حضير وعباد بن بشر تحدثا عند النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة لهما

حتى ذهب من الليل ساعة في ليلة شديدة الظلمة ثم

خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقلبان وبيد كل منهما عصية فأضاءت عصى أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها حتى إذا افترقت بهما الطريق أضاءت للآخر عصاه فمشى كل واحد منهما في ضوء عصاه حتى بلغ أهله [4651]

• البُخَارِيُّ [3805] عَن أَنَسٍ في منَاقِبِ أسَيْدٍ، وعَبَّادٍ.

5889 -

وقال جابر: لما حضر أحد

(1)

دعاني أبي من الليل فقال ما أراني إلا مقتولا في أول من يقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن علي دينا فاقض واستوص بأخواتك خيرا فأصبحنا فكان أول قتيل

(2)

ودفنته مع آخر في

(1)

أي: حرب أحد.

(2)

مصداقًا لما كان قاله في الليل.

وينبغي أن يعلم أن هذا ليس من قبيل العلم بالغيب؛ فإنه لا يعلم الغيب إِلا الله، ولا من باب إطلاع الله عباده على الغيب، كما يظن كثير من الجهال؛ فإِن الله - تعالى - يقول: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ ==

ص: 359

قبر. [4652]

• البُخَارِيُّ [1351] في الجَنَائِزِ عَنْ جَابِرٍ.

5890 -

وقال عبد الرحمن بن أبي بكر أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء وإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث

(1)

وإن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس " وأن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة وإن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صليت العشاء ثم رجع فلبث حتى تعشى النبي صلى الله عليه وسلم فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله. قالت له امرأته: وما حبسك عن أضيافك؟ قال: أوما عشيتيهم؟ قالت: أبوا حتى تجيء فغضب

(2)

وقال: والله لا أطعمه أبدا فحلفت المرأة أن لا تطعمه وحلف الأضياف أن لا يطعموه. قال أبو بكر: رضي الله عنه كان هذا من الشيطان فدعا بالطعام فأكل وأكلوا فجعلوا لا يرفعون لقمة إلا ربت من أسفلها أكثر منها. فقال لأمرأته: يا أخت بني فراس ما

= أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}، وإنما هو من قبيل الإلهام الصادق.

والفرق بينه وبين الوحي: أن الإلهام غير معصوم من الخطإ والتخلف، بخلاف الوحي؛ فإِنه معصوم دائمًا.

فاحفظ هذا؛ فإنه به تزول مشكلات كثير من الكرامات التي يظن أولئك الجهال أنها من الاطلاع على الغيب، والجزم به كفر؛ لأنه خلاف القرآن، ولذلك يبادر المتمسكون به إِلى إِنكار مثل هذه الكرامات بزعم أنها مخالفة للقرآن، فهؤلاء في واد، وأولئك في واد، والحق ما ذكرنا، والتوفيق من الله - تعالى -، فعض على هذا التحقيق بالنواجذ؛ فإنك قد لا تراه في غير هذا المكان.

(1)

أي: من هؤلاء الفقراء أصحاب الصفة.

(2)

أي: على أهله.

ص: 360

هذا؟ قالت: وقرة عيني إنها الآن لأكثر منها قبل ذلك بثلاث مرار فأكلوا وبعث بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أنه أكل منها. [4653]

• البُخَارِيُّ [601] في الصّلاةِ، وَمُسْلِمٌ [17/ 2057] في الأطعِمَةِ، وأَبو دَاودَ [3270] في الأيمَانِ والنُّذُورِ عَنْ عَبدِ الرَّحِمَنِ بنِ أَبِي بكْر رضي الله عنهما، وَعَنْ الصَحَابَةِ أَجْمَعِينَ -.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5891 -

عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما مات النجاشي كنا نتحدث

(1)

أنه لا يزال يرى على قبره نور. [4654]

• أبو دَاودَ

(2)

[2523] عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها في الجِهَادِ.

5892 -

قالت عائشة رضي الله عنها لما أرادوا غسل النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: لا ندري أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه كما نجرد موتانا أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقته في صدره ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو؟ اغسلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه فقاموا فغسلوه وعليه قميصه يصبون الماء فوق القميص ويدلكونه بالقميص. [4655]

• أَحْمَد [6/ 267]، وأَبُو دَاودَ

(3)

[3141] عَن عَائِشَةَ، وَصَحَّحَةُ ابنُ حِبان [6627].

(1)

أي: يذكر بعضنا لبعض.

(2)

قلت: في إسناده سلمة بن الفضل؛ وهو صدوق كثير الخطأ.

(3)

وكذا الحاكم في "المستدرك"(3/ 59 - 60)، وزاد في آخره: قالت عائشة رضي الله عنها: وايم الله؛ لو استقبلت من أمري ما استدبرت؛ ما غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نساؤه.

وقال "صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي! وإنما هو حسن فقط.

ص: 361

5893 -

عن ابن المنكدر أن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطأ الجيش بأرض الروم أو أسر فانطلق هاربا يلتمس الجيش فإذا هو بالأسد. فقال: يا أبا الحارث

(1)

أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من أمري كيت وكيت فأقبل الأسد له بصبصة حتى قام إلى جنبه كلما سمع صوتا أهوى إليه ثم أقبل يمشي إلى جنبه حتى بلغ الجيش ثم رجع الأسد. [4656]

• البَيْهَقِيُّ [6/ 46] في "الدلائِلِ"، والبَغَوِيُّ

(2)

في "الشرْح"

(3)

عَنِ ابن المنْكَدِر، عَنْ سفينةَ.

5894 -

عن أبي الجوزاء

(4)

قال: قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة رضي الله عنه فقالت: انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ففعلوا فمطروا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق. [4657]

• الدَّارِمِيُّ

(5)

[1/ 43] عَنْ أبي الجَوْزَاءِ بِهِ.

5895 -

عن سعيد بن عبد العزيز قال: لما كان أيام الحرة

(6)

لم يؤذن في مسجد

(1)

وهي كنية الأسد.

(2)

ورواه الحاكم (3/ 606) بنحوه، وقال "صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

(3)

لم نره فيه! (ع)

(4)

وهو أوس بن عبد الله الأزدي، تابعي من أهل البصرة.

(5)

وإسناده؛ ضعيف؛ وحقق شيخ الإِسلام ابن تيمية بطل أنه في رده على الاخنائي، أو البكري، وهما مطبوعان معًا.

(6)

يوم مشهور زمن يزيد بن معاوية.

ص: 362

النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا ولم يقم ولم يبرح سعيد بن المسيب من المسجد وكان لا يعرف وقت الصلاة إلا بهمهمة يسمعها من قبر النبي صلى الله عليه وسلم. [4658]

• الدَارَمِيُّ

(1)

[1/ 44] عَنْ سَعِيدِ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ رضي الله عنه.

5896 -

قيل لأبي العالية

(2)

: سمع أنس رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: خدمه عشر سنين ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم وكان له بستان يحمل في كل سنة الفاكهة مرتين وكان فيها ريحان

(3)

يجيء منه ريح المسك.

غريب [4659]

• التِّرْمِذِيُّ [3833] في المَنَاقِبِ بِهَذَا، وَقَالَ: حَسَنٌ

(4)

.

‌الفصل الثالث:

5897 -

عن عروة بن الزبير أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل خاصمته

(1)

إسناده ضعيف؛ فيه من كان قد اختلط.

ورواه ابن سعد (5/ 132) بإسناد آخر؛ فيه عبد الحميد بن سليمان - وهو أخو فليح -، قال في "التقريب":"ضعيف" والراوي عنه: الوليد بن عطاء بن الأغر المكي؛ يوثق من معتبر.

وما علقه بعضهم على ترجمته - في "الكامل" لابن عدي - أنهم وثقوه: خطأ أو كذب!

(2)

هو رُفيع بن مِهران الرياحي، تابعي ثقة.

(3)

نبت معروف له ريح طيب.

وفيها؛ أي: في الحديقة.

(4)

قلت: هو ضعيف لإرساله.

ص: 363

أنا كنت آخذ من أرضها شيئا بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

(1)

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أخذ شبرا من الأرض ظلما طوقه إلى سبع أرضين فقال له مروان لا أسألك بينة بعد هذا فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها واقتلها في أرضها قال

(2)

فما ماتت حتى ذهب بصرها ثم بينا هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت.

وفي رواية لمسلم عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر

بمعناه وأنه رآها عمياء تلتمس الجدر تقول: أصابتني دعوة سعيد وأنها مرت على بئر في الدار التي خاصمته فوقعت فيها فكانت قبرها [5953]

• متفق عليه [خ (3198) م (1610)] والقصة الأخيرة لمسلم.

5898 -

وعن ابن عمر أن عمر بعث جيشا وأمر عليهم رجلا يدعى سارية فبينما عمر يخطب فجعل يصيح: يا ساري الجبل. فأسندنا ظهورنا إلى الجبل فهزمهم الله تعالى.

رواه البيهقي في دلائل النبوة [5954]

• البيهقي

(3)

[6/ 370] في "الدلائل".

(1)

أي: سعيد.

(2)

أي: عروة.

(3)

ورواه ابن عساكر - وغيره - بإِسناد حسن نحوه، وقد خرجته في "الصحيحة"(1110) لشهرتها؛ وبيان ما يصح منها مما لا يصح.

ص: 364

5899 -

وعن نبيهة بن وهب أن كعبا دخل على عائشة فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كعب: ما من يوم يطلع إلا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفوا بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يضربون بأجنحتهم ويصلون على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفا من الملائكة يزفونه. [5955]

• رواه الدارمي

(1)

(94).

‌7 - باب الهِجْرَة

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5900 -

عن البراء رضي الله عنه قال: أول من قدم علينا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرآننا القرآن ثم جاء عمار وبلال وسعد ثم جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عشرين ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء فما جاء حتى قرأت: {سبح اسم ربك الأعلى} في سور مثلها. [4660]

• البُخَارِيُّ [3925] في الهِجْرَةِ، والنسَائِي [الكبرى 1666] في التفْسِيرِ عَنِ البَراء

(1)

وإسناده ضعيف؛ مع كونه مقطوعًا.

ص: 365

5901 -

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال: " إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده ". فبكى أبو بكر رضي الله عنه قال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا فعجبنا له فقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا؟ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير وكان أبو بكر رضي الله عنه أعلمنا. [4661]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: البُخارِيُّ في الهِجْرَةِ [3904] وَالصّلاةِ [446]، وَمُسْلِمٌ [2/ 2382]، والتِّرْمِذِيُّ [3660]، والنَّسَائيُّ [2] في المَنَاقِبِ.

5902 -

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد بعد ثماني سنين

(1)

كالمودع للأحياء والأموات ثم طلع المنبر فقال: " إني بين أيديكم فرط

(2)

وأنا عليكم شهيد وإن موعدكم الحوض وإني لأنظر إليه من مقامي هذا وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها فيها ". وزاد بعضهم:: " فتقتتلوا

(3)

فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم ". [4662]

• مُتفق عَلَيْهِ عَنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ: البُخارِيُّ [(3596)] في عَلامَاتِ النُّبُوَّةِ، وَغَيْرِهَا، وَمُسْلِمٌ [(2296)]

(1)

قال الشافعي: المراد بالصلاة: الدعاء. اهـ. "مرقاة".

(2)

الفرط: هو الذي يتقدم الواردة، فيهيء لهم الرشاء والدلاء ويسقي لهم.

يريد: أنه شفيع لهم.

(3)

أي: يقتل بعضكم بعضًا.

ص: 366

في فَضَائِلِهِ صلى الله عليه وسلم والبُخَارِي أَيضًا [1344]، وأَبو دَاودَ [3223] في الجَنَائِزِ.

5903 -

عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري

(1)

وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته دخل علي عبد الرحمن بن أبي بكر وبيده سواك وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم فتناولته فاشتد عليه وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم فلينته فأمره على أسنانه وبين يديه ركوة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه ويقول: " لا إله إلا الله إن للموت سكرات ". ثم نصب يده فجعل يقول: " في الرفيق الأعلى ". حتى قبض ومالت يده. [4663]

• البُخَاريّ [4449] عن عَائِشَة في المَغازِي.

5904 -

عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " مامن نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة ". وكان في شكواه التي قبض بها أخذته بحة شديدة فسمعته يقول: مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. فعلمت أنه خير. [4664]

• مُتَّفَقٌ عَلَيهِ عَنْ عَائشَةَ: البُخارِي [4586] في المَغَازِي، وَمُسلِم [86/ 2444] في الفضائل.

(1)

السحر: الرئة، والنحر: موضعه.

تريد أنه صلى الله عليه وسلم توفي، وهو مستند إلى صدرها.

ص: 367

5905 -

وعن أنس رضي الله عنه قال: لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه الكرب

(1)

. فقالت فاطمة رضي الله عنها: واكرب أباه فقال لها: " ليس على أبيك كرب بعد اليوم ". لما مات قالت: يا أبتاه أجاب ربا دعاه يا أبتاه من ربه ما أدناه يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه يا أبتاه إلى جبريل ننعاه. فلما دفن قالت فاطمة: يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟ [4665]

• البُخَارِيُّ [4462] في المَغَازِي، وابنُ مَاجَه [1630] في الجَنَائِزِ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5906 -

عن أنس رضي الله عنه قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة لعبت الحبشة بحرابهم فرحا لقدومه. [4666]

• أَبُو دَاودَ

(2)

[4923] في الأَدَبِ عَنْ أَنَسٍ.

5907 -

وقال

(3)

: ما رأيت يوما قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما رأيت يوما كان أقبح وأظلم من يوم مات فيه. [4667]

• الدَّارِمِيُّ

(4)

[1/ 141] عَنْ أَنَسٍ بِهَذَا.

(1)

الغم الذي يأخذ بالنفس.

(2)

وكذا أحمد (3/ 161) وسنده صحيح.

(3)

أي: أنس.

(4)

وإسناده صحيح - أيضًا -.

ص: 368

5908 -

وقال

(1)

: لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء وما نفضنا أيدينا عن التراب وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا

(2)

[4668]

• التّرْمِذِي

(3)

[2618] عَنْهُ في المَنَاقِبِ، وَقَالَ: صَحِيحٌ غَرِيبٌ.

5909 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في دفنه. فقال أبو بكر: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا. قال: " ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه ". ادفنوه في موضع فراشه. [4669]

• التِّرْمِذِيُّ [1018] عَن عَائِشَةَ رضي الله عنها في الجَنَائِزِ، وَقَالَ: غَرِيبٌ

(4)

.

‌الفصل الثالث:

5910 -

عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو صحيح: "إنه لن يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير ". قالت عائشة: فلما نزل به

(5)

ورأسه على فخذي غشي عليه ثم أفاق فأشخص بصره إلى السقف ثم قال:

(1)

أي: أنس.

(2)

يعني: من هول المصيبة.

(3)

وهو كما قال.

(4)

وتتمة كلامه: "وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يضعف من قبل حفظه، وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه؛ فرواه ابن عباس، عن أبي بكر، عن النبي صلى الله عليه وسلم".

قلت: فهو ثابت بمجموع شواهده، كما حققته في كتابي "أحكام الجنائز وبدعها"(ص 174).

(5)

أي: الموت.

ص: 369

" اللهم الرفيق الأعلى ". قلت: إذن لا يختارنا. قالت: وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا به وهو صحيح

(1)

في قوله: " إنه لن يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير " قالت عائشة: فكان آخر كلمة تكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم قوله: " اللهم الرفيق الأعلى ". [5964]

• متفق عليه [خ (6509) م (2444)] عنها.

5911 -

وعنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه: "يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر وهذا أوان وجدت انقطاع أبهري

(2)

من ذلك السم ". [5965]

• رواه البخاري (4428).

5912 -

وعن ابن عباس قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي صلى الله عليه وسلم: " هلموا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ". فقال عمر: قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبكم كتاب الله فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنهم يقول ما قال عمر. فلما أكثروا اللغط

(3)

والاختلاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قوموا عني ". قال عبيد الله

(4)

: فكان ابن عباس يقول: إن الرزيئة كل الرزيئة ما حال بين رسول

(1)

أي: والرسول في حال صحته.

(2)

شريان يتصل بالقلب، إذا انقطع مات صاحبه.

(3)

اللغط: الصوت الذي لا يفهم معناه.

(4)

هو ابن أخي عبد الله بن مسعود، وهو أحد الفقهاء السبعة من أهل الحديث، واسم أبيه: عبد ==

ص: 370

الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم. وفي رواية سليمان بن أبي مسلم الأحول قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس؟ ثم بكى حتى بل دمعه الحصى. قلت: يا ابن عباس وما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال: " ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا ". فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع. فقالوا: ما شأنه أهجر

(1)

؟ استفهموه فذهبوا يردون عليه. فقال: " دعوني ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه ". فأمرهم بثلاث: فقال: " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا

(2)

الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ". وسكت عن الثالثة أو قالها فنسيتها.

قال سفيان: هذا من قول سليمان. [5966]

• متفق عليه [خ (4431) م (1637)] عن ابن عباس.

5913 -

وعن أنس قال: قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها فلما انتهينا إليها بكت. فقالا لها: ما يبكيك؟ أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: إني لا أبكي أني

(3)

لا أعلم أن ما عند الله تعالى خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان

= الله بن عتبة بن مسعود.

(1)

أي: هل تغير كلامه، واختلف لأجل ما به من المرض؟!

(2)

أي: أكرموا.

(3)

أي: لأني.

ص: 371

معها. [5967]

• رواه مسلم (2454) عنه.

5914 -

وعن أبي سعيد الخدري قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه ونحن في المسجد عاصبا رأسه بخرقة حتى أهوى نحو المنبر فاستوى عليه واتبعناه قال: " والذي نفسي بيده إني؟ لأنظر إلى الحوض من مقامي هذا " ثم قال: " إن عبدا عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة " قال: فلم يفطن لها أحد غير أبي بكر فذرفت عيناه فبكى ثم قال: بل نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأنفسنا وأموالنا يا رسول الله قال: ثم هبط فما قام عليه حتى الساعة. [5968]

• رواه الدارمي

(1)

رضي الله عنهما.

قلت: وأصله في "الصحيحين".

5915 -

وعن ابن عباس قال: لما نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح} دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة قال: "نعيت إلي نفسي " فبكت قال: "لا تبكي فإنك أول أهلي لاحق بي " فضحكت فرآها بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقلن: يا فاطمة رأيناك بكيت ثم ضحكت. قالت: إنه أخبرني أنه قد نعيت إليه نفسه فبكيت فقال لي: لا تبكي فإنك أول أهلي لاحق بي فضحكت. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا جاء نصر الله والفتح} وجاء أهل اليمن هم أرق أفئدة والإيمان يمان والحكمة يمانية ". [5969]

• رواه الدارمي

(2)

(79).

(1)

وإسنادهُ صحيح.

(2)

وإسناد حسن.

ص: 372

5916 -

وعن عائشة أنها قالت: وا رأساه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك " فقالت عائشة: واثكلياه والله إني لأظنك تحب موتي فلو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " بل أنا وارأساه لقد هممت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد أن يقول القائلون

(1)

أو يتمنى المتمنون ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون ". [5970]

• البخاري (5666) عنها.

5917 -

وعنها: قالت: رجع إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم من جنازة من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعا وأنا أقول: وارأساه قال: " بل أنا يا عائشة وارأساه " قال: " وما ضرك لو مت قبلي فغسلتك وكفنتك

(2)

وصليت عليك ودفنتك؟ " قلت: لكأني بك والله لو فعلت ذلك لرجعت إلى بيتي فعرست فيه ببعض نسائك فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بديء في وجعه الذي مات فيه. [5971]

• رواه أحمد [6/ 228]، وابن ماجه [1465]، والدارمي

(3)

(80).

5918 -

وعن جعفر بن محمد عن أبيه أن رجلا من قريش دخل على أبيه علي بن الحسين فقال ألا أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى حدثنا عن أبي القاسم صلى الله عليه وسلم قال: لما مرض رسول الله صلى الله

(1)

أي: لئلا يقول القائلون.

(2)

فيه جواز تولي الزوج غسل زوجته، ودفنها.

(3)

"حديث حسن"، وقد خرجته في "الإرواء"، (700).

ص: 373

عليه وسلم أتاه جبريل فقال: " يا محمد إن الله أرسلني إليك تكريما لك وتشريفا لك خاصة لك يسألك عما هو أعلم به منك يقول: كيف تجدك؟ قال: أجدني يا جبريل مغموما وأجدني يا جبريل مكروبا ". ثم جاءه اليوم الثاني فقال له ذلك فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم كما رد أول يوم ثم جاءه اليوم الثالث فقال له كما قال أول يوم ورد عليه كما رد عليه وجاء معه ملك يقال له: إسماعيل على مائة ألف ملك كل ملك على مائة ألف ملك فاستأذن عليه فسأله عنه. ثم قال جبريل: هذا ملك الموت يستأذن عليك. ما استأذن على آدمي قبلك ولا يستأذن على آدمي بعدك. فقال: ائذن له فأذن له فسلم عليه ثم قال يا محمد إن الله أرسلني إليك فإن أمرتني أن أقبض روحك قبضت وإن أمرتني أن أتركه تركته فقال: وتفعل يا ملك الموت؟ قال: نعم بذلك أمرت وأمرت أن أطيعك. قال: فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام فقال جبريل: يا محمد إن الله قد اشتاق إلى لقائك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لملك الموت: " امض لما أمرت به " فقبض روحه فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية سمعوا صوتا من ناحية البيت: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل فائت فبالله فاتقوا

(1)

وإياه فارجوا فإنما المصاب من حرم الثواب. فقال علي: أتدرون من هذا؟ هو الخضر عليه السلام. [5972]

• رواه الشافعي

(2)

والبيهقي [7/ 267] رواه من طريق الشافعي في "الدلائل"

(3)

- رضِيَ الله تعالى عنهما -

(1)

الذي أحفظه "فثقوا"، وهو الموافق لما في بعض النسخ، و"الحصين الحصين".

(2)

لم نره عنده! وقد رواه الشافعي من طريقه" (ع)

(3)

وإسناده واه؛ فيه الرجل القرشي الجهول. ==

ص: 374

‌8 - باب

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5919 -

قالت عائشة رضي الله عنها: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا ولا أوصى بشيء. [4670]

• مُسْلِمٌ [81/ 163] وَالأربعَةُ -[د 2863 س 6/ 240 ق 2695]- إِلَّا التِّرْمِذِيَّ - في الوَصَايَا عنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها.

5920 -

عن عمرو بن الحارث أخي جويرية قال: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته درهما ولا دينارا ولا عبدا ولا أمة ولا شيئا إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا جعلها صدقة. [4671]

• البُخَارِيُّ [2739، 2873] في الجِهادِ، وَغَيْرِهِ، والتّرْمِذِيُّ [399] في "الشمَائِل"، والنَّسَائِيُّ [6/ 229] في الأحْبَاسِ عَنْ عَمْرِو بنِ الحارِثِ الخزَاعِيِّ.

5921 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقتسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة". [4672]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ

(1)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخارِيُّ [2776] في الوَصَايَا، وَغَيْرِهَا، ومُسْلِمٌ [55/ 1760] في المَغَازِي، وأبو دَاودَ [2974] في الخراج.

= وكل حديث فيه حياة الخضر إِلى عهده صلى الله عليه وسلم لا يصح.

(1)

وقع ها هنا - في الأصل - تكرار وخلط من ناسخ الأصل؛ فأصلحناه من السياق، ومن مصادر التخريج. (ع).

ص: 375

5922 -

وعن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا نورث ما تركناه صدقة ". [4673]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (3092) م (52/ 1759)] عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصدِّيق رضي الله عنه في المَغَازِي، وأبو دَاودَ [2968] في الخرَاج، والنسَائِيُّ [7/ 132] في قِسمِ الفَيءِ.

5923 -

عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي فأهلكها وهو ينظر فأقر عينيه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره". [4674]

• مُسْلِمٌ [24/ 2288] عَنْ أَبِي مُوسَى في الفَضائِلِ.

5924 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمد بيده ليأتين على أحدكم يوم ولا يراني ثم لأن يراني أحب إليه من أهله وماله معهم". [4675]

• مُسْلِمٌ [142/ 2364] عَن أَبِي هُرَيْرَةَ في الفَضائِلِ.

ص: 376

‌28 - كتاب المناقب

‌1 - بَابٌ في مَنَاقِبِ قُرَيْشٍ، وَذِكْرِ القَبَائِلِ

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5925 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع مسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم ". [4676]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (3495) م (2/ 1818)] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخَارِيُّ في مَنَاقِبِ قُرَيْشٍ، وَمُسْلِمٌ في المَغَازِي.

5926 -

عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الناس تبع لقريش في الخير والشر". [4677]

• مُسْلِمٌ [3/ 1819] عَنْ جَابِرٍ في المَغَازِي.

5927 -

وعن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان ". [4678]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (3501) م (4/ 1820)] مِنْ حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ: البُخَارِيُّ في مَنَاقِبِ قُرَيْشٍ، والأحْكَامِ، ومُسْلم في المَغَازِي - رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم -.

5928 -

وعن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين". [4679]

• البُخارِي [3500] عَنْ مُعَاويَةَ.

ص: 377

5929 -

عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش". [4680]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ جابِرِ بنِ سَمُرَةَ: البُخارِيُّ [7222] في الأحْكَامِ، وَمُسْلِمٌ [7/ 1821] في المَغَازِيَ، وأبو دَاوَدَ [4279] في المَلاحِمِ.

وفي رواية: "لا يزالُ أمرُ الناسِ ماضيًا؛ ما وَلِيَهم اثنا عشرَ رجلًا، كلهم مِن قريشٍ".

• وَفِي رِوَايَةٍ لَهُمَا [م (6/ 1821)].

وفي رواية: "لا يزالُ الدينُ قائمًا حتى تقومَ الساعة، أو يكونَ عليهم اثنا عشرَ خليفةً، كلهم مِن قريشٍ".

• رَوَاهَا مُسْلِمٌ [10/ 1822] في المَغَازِي.

5930 -

وقال: "غفار

(1)

غفر الله لها وأسلم

(2)

سالمها الله وعصية

(3)

عصت الله ورسوله". [4681]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (3513) م (187/ 2518)]، والتِّرْمِذِيُّ [3941] في المَنَاقِبِ عن ابنِ عُمَرَ.

5931 -

وقال عليه السلام: "قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار وأشجع موالي ليس لهم مولى دون الله ورسوله". [4682]

(1)

اسم قبيلة، ومنها أبو ذر.

(2)

اسم قبيلة.

(3)

اسم قبيلة.

ص: 378

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (3512) م (189/ 2520)] عَنْ أبي هُرَيْرَةَ في المَنَاقب.

5932 -

وعن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أسلم وغفار ومزينة وجهينة خير من بني تميم وبني عامر والحليفين بني أسد وغطفان ". متفق عليه [4683]

• مُتفَقٌ عَلَيِهِ [خ (3523) م (190/ 2521)] عَنْ أَبِي بَكْرَةَ.

5933 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "ما زلت أحب بني تميم منذ ثلاث سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم سمعته يقول: " هم أشد أمتي على الدجال ".

قال

(1)

: وجاءت صدقاتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذه صدقات قومنا ".

وكانت سبية

(2)

منهم عند عائشة رضي الله عنها فقال: " اعتقيها فإنها من ولد إسماعيل ". [4684]

• متقق عَلَيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخَاريّ [2543، 4366] في العِتقِ، والمَغَازِي، وَمُسْلِمٌ [198/ 252] في المَنَاقبِ.

‌منَ "الحسَانِ

":

5934 -

عن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من يرد هوان قريش أهانه الله". [4685]

(1)

أي: أبو هريرة.

(2)

أي: أسيرة.

ص: 379

• التِّرْمِذِيُّ

(1)

[3905] عَنْ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقاصٍ في المَنَاقِبِ.

5935 -

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم أذقت أول قريش نكالا فأذق آخرهم نوالا ". [4686]

• التِّرْمِذِيُّ [3908] في المَنَاقِبِ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، وَقَالَ: حَسَنٌ

(2)

.

5936 -

عن أبي عامر الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم الحي

(3)

الأسد

(4)

والأشعرون لا يفرون في القتال ولا يغلون هم مني وأنا منهم ".

غريب [4687]

• التِّرْمِذِي

(5)

[3947] فِيهِ عَنْ أَبِي عَامِرٍ الأشْعَرِيِّ.

5937 -

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأزد أزد الله في الأرض يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم وليأتين على الناس زمان يقول الرجل: يا ليت أبي كان أزديا ويا ليت أمي كانت أزدية ".

(1)

وقال "حديث غريب".

قلت: لكن له شاهدان يتقوى بهما، كما بينته في "الصحيحة"(1178).

(2)

وهو كما قال، كما بينته في "الأحاديث الضعيفة" (تحت رقم:398)

(3)

أي: القبيلة.

(4)

بفتح فسكون - ويقال لهم: الأزد -؛ وهما أزدان: أزد شنوءة، وأزد عمان.

(5)

وقال: "حسن غريب"، ونقل عنه التبريزي:"غريب".

قلت: وهو أولى؛ لأن السند ضعيف.

ص: 380

غريب. [4688]

• التّرْمِذِيُّ [3937] فيهِ عَنْ أَنَسٍ، وَصَحَّحَ وَقْفَهُ

(1)

.

5938 -

عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو يكره ثلاثة أحياء: ثقيفا وبني حنيفة وبني أمية. [4689]

غريب

(2)

.

5939 -

عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " في ثقيف كذاب ومبير ".

قيل: الكذاب هو المختار بن أبي عبيد والمبير هو الحجاج بن يوسف.

قال هشام بن حسان: أحصوا ما قتل الحجاج صبرا فبلغ مائة ألف وعشرين ألفا. [4690]

• التِّرْمِذِيُّ

(3)

[220]، فِيهِ عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما.

5940 -

وروى مسلم في " الصحيح " حين قتل الحجاج عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قالت أسماء له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا " أن في ثقيف كذابا ومبيرا " فأما الكذاب فرأيناه وأما المبير فلا إخالك إلا إياه. [4691]

• مُسْلِمٌ [229/ 2545] في المَنَاقِبِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكرٍ رضي الله عنه مُطَوَّلًا.

5941 -

وعن جابر رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله أحرقتنا نبال

(1)

والمرفوع ضعيف؛ لأن فيه مجهولًا؛ وهو مخرج في "الضعيفة"(2467).

(2)

قلت: رواه الترمذي (3943)؛ وفيه عنعنة الحسن البصري، وهو مدلّس.

(3)

وانظر "الصحيحة"(3538).

ص: 381

ثقيف فادع الله عليهم. قال: " اللهم اهد ثقيفا ". [4692]

• التِّرْمِذِيُّ [3942] فِيهِ عَنْ جَابِر، وَقَالَ: صَحِيح غَرِيبٌ

(1)

.

5942 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل أحسبه من قيس قال: يا رسول الله العن حميرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "رحم الله حميرا أفواههم سلام وأيديهم طعام وهم أهل أمن وإيمان ".

منكر. [4693]

• التِّرْمِذِيُّ [3939] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فيهِ، وَقَالَ: مُنْكَرٌ

(2)

.

5943 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ممن أنت؟ قلت: من دوس. قال: " ما كنت أرى أن في دوس أحدا فيه خير ". [4694]

• التِّرْمِذِيُّ [3838] فِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ: حَسَن صَحِيح غَرِيبٌ

(3)

.

5944 -

عن سلمان قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تبغضني فتفارق دينك " قلت: يا رسول الله كيف أبغضك وبك هدانا الله؟ قال: " تبغض العرب فتبغضني ".

غريب [4695]

(1)

قلت: وهو على شرط مسلم؛ لكنه من رواية أبي الزبير معنعنًا، وهو مدلس.

(2)

لأن فيه ميناء؛ يروي أحاديث مناكير، وكذبه أبو حاتم.

(3)

قلت: وسنده صحيح.

ص: 382

• التِّرْمِذِيُّ [3927] فِيهِ عَنْ سَلْمَان، وَقَالَ: حَسَن، وأَشَارَ إلَى أن فِيهِ انْقِطَاعًا

(1)

.

5945 -

عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودتي ".

غريب. [4696]

• التِّرْمِذِيُّ [3928] فِيهِ عَنْ عُثْمَان بنِ عَمان رضي الله عنه، وَأَشَارَ إِلَى ضَعْفَهِ

(2)

.

5946 -

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتراب الساعة هلاك العرب". [4697]

• الترْمِذِيُّ

(3)

[3929] فِيهِ مِنْ طَريقِ أُمِّ الحَرِيرِ، قَالَت: سَمِعْتُ مَوْلايَ

5947 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الملك في قريش والقضاء في الأنصار والأذان في الحبشة والأمانة في الأزد " يعني اليمن.

ويروى موقوفا. وهو الأصح [4698]

• التّرْمِذِيُّ [3936] في فَضلِ اليَمَنِ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ؛ وَصَحَّحَ وَقْفُهُ

(4)

رضي الله عنهما.

(1)

قلت: وسنده ضعيف، وهو مخرج في "الضعيفة".

(2)

فقال: "ليس حُصين - عند أهل الحديث - بذاك القوي".

قلت: بل هو كذاب، والحديث موضوع كما بينته في "الأحاديث الضعيفة"(545).

(3)

وضعفه بقوله "حديث غريب"، وهو كما قال.

(4)

وهو كما قال.

ص: 383

‌الفصل الثالث:

5948 -

عن عبد الله بن مطيع عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم فتح مكة: " لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة ". [6002]

• رواه مسلم (1782) في المغَازي.

5949 -

وعن أبي نوفل معاوية بن مسلم قال: رأيت عبد الله بن الزبير على عقبة

(1)

المدينة قال فجعلت قريش تمر عليه والناس حتى مر عليه عبد الله بن عمر فوقف عليه فقال: السلام عليك أبا خبيب السلام عليك أبا خبيب السلام عليك أبا خبيب أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله إن كنت ما علمت صواما قواما وصولا للرحم أما والله لأمة أنت شرها لأمة سوء - وفي رواية

(2)

لأمة خير - ثم نفذ عبد الله بن

(1)

قال الشيخ علي القاري: "يريد على عقبة مكة، وجاء في "معجم البلدان" لياقوت: العقبة: منزل في طريق مكة بعد واقصة وقبل القاع لمن يريد مكة".

ويذكر القاري: أن عبد الله بن الزبير كان مصلوبًا هناك.

(2)

هذه هي رواية مسلم.

وأما الرواية الأولى "لأمة سوء" فليست عنده، ولا عند غيره، وإنما هي رواية وقعت في بعض النسخ من "صحيح مسلم".

ونقله القاضي عياض عن رواية السمرقندي، قال:"وهو خطأ وتصحيف"، كما في "شرح مسلم" للنووي.

فكَانَ الأولى بالمؤلف أن يقدم هذه الرواية ويؤخر الأولى، ولا يصفها بأنها رواية؛ لأنه يوهم أنها رواية لمسلم نفسه وقعت له، ولَيسَ كذلك، وإنما هي من اختلاف النسخ. ==

ص: 384

عمر فبلغ الحجاج موقف عبد الله وقوله فأرسل إليه فأنزل عن جذعه فألقي في قبور اليهود ثم أرسل إلى أمه أسماء بنت أبي بكر فأبت أن تأتيه فأعاد عليها الرسول لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك.

(1)

قال

(2)

: فأبت وقالت: والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني. قال: فقال: أروني سبتي

(3)

فأخذ نعليه ثم انطلق يتوذف

(4)

حتى دخل عليها فقال: كيف رأيتني صنعت بعدو الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك بلغني أنك تقول له: يا ابن ذات النطاقين أنا والله ذات النطاقين أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعام أبي بكر من الدواب وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا: " أن في ثقيف كذابا ومبيرا ". فأما الكذاب فرأيناه وأما المبير فلا إخالك إلا إياه. قال فقام عنها ولم يراجعها. [6003]

• رواه (2545) مسلم.

5950 -

وعن نافع أن ابن عمر أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا: إن الناس صنعوا ما ترى وأنت ابن عمر وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما

= فلو أن المؤلف قال فيها "وفي نسخة من مسلم": لأصاب.

(1)

أي: بظفائر شعرك.

(2)

أي: أبو نوفل.

(3)

أي: نعلى.

(4)

أي: يسرع.

وقيل: معناه: يتبختر.

ص: 385

يمنعك أن تخرج؟ فقال: يمنعني أن الله حرم دم أخي المسلم. قالا: ألم يقل الله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} فقال ابن عمر: قد قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله. [6004]

• البخاري (4513) عنه.

5951 -

وعن أبي هريرة قال: جاء الطفيل بن عمرو الدوسي إلى رسول الله صلى الله عليه وسل فقال: إن دوسا قد هلكت عصت وأبت فادع الله عليهم فظن الناس أنه يدعو عليهم فقال: " اللهم اهد دوسا وأت بهم ". [6005]

• متفق عليه [خ (6397) م (2524)].

5952 -

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي ". [6006]

• البيهقي

(1)

(1610) في "الشعب" عنه.

‌2 - بابُ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم

-

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5953 -

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى

(1)

وهو حديث موضوع، وَقد فات على الشيخ عمر بن علي القزويني!

وفيه ثلاث علل، فصلت القول فيها، وذكرت من حكم على الحديث بالوضع من العلماء في "الأحاديث الضعيفة والموضوعة"(160).

ص: 386

الله عليه وسلم: " لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ". [4699]

• رَوَاهُ الجَماعَةُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: البُخَارِيُّ [3673] في فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، وَمُسْلِمٌ [222/ 2541]، والتِّرْمِذِيُّ [3861] في المَنَاقِبِ، وأَبُو دَاودَ [4658] والنسَائِيُّ [الكبرى 8308] وابنُ مَاجَه [161] في السُّنةِ.

5954 -

وعن أبي بردة عن أبيه لأبي موسى الأشعري قال: رفع - يعني النبي صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء وكان كثيرا ما يرفع رأسه إلى السماء. فقال: " النجوم أمنة

(1)

للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ". [4700]

• مُسْلِمٌ [207/ 2531] عَنْ أَبِي مُوسَى.

5955 -

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي على الناس زمان فيغزو فئام

(2)

من الناس فيقولون: هل فيكم من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيقولون: نعم. فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم". ثم

(1)

أي: أمن.

(2)

أي: جماعة.

ص: 387

يكون البعث الرابع فيقال: انظروا هل ترون فيهم أحدا رأى من رأى أحدا رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل فيفتح لهم به " [4701]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: البُخَارِيُّ [2897] في الجِهَادِ، وَمُسْلِمٌ [209/ 2532] في المَنَاقِبِ، والنسَائِيُّ في النُّذُورِ

(1)

.

5956 -

وعن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم إن بعدهم قوما يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم السمن". [4702]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (3650) م (214/ 253)] عَنْ عِمْرَان بنِ حُصَيْنٍ.

وفي رواية: "وَيحلِفُونَ ولا يُستحلَفُونَ".

[م (215/ 2535)].

ويروى: "ثم يَخلُفُ قوم يحبونَ السّمَانَة".

• لِمُسْلمٍ [213/ 2534]، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ -.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5957 -

عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكرموا أصحابي فإنهم خياركم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يظهر الكذب حتى إن الرجل ليحلف ولا يستحلف ويشهد ولا يستشهد ألا فمن

(1)

لم نره عنده، ولا نظنه فيه؛ وإنما أخرج (7/ 17 - 18) حديث عمران الذي بعده؛ فتنبه!! (ع)

ص: 388

سره بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الفذ

(1)

وهو من الاثنين أبعد ولا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهم ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن" [4703]

• [النسائي

(2)

] في "عِشْرَةِ النِّسَاءِ [الكبرى 9222] " عَنْ عُمَرَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

5958 -

عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تمس النار مسلما رآني أو رأى من رآني". [4704]

• الترْمِذِيُّ [3858] عَن جَابِرٍ، وَقَالَ: حَسَن غَرِيبٌ

(3)

.

5959 -

عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا من بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه ".

(1)

الفرد الذي تفرد برأيه.

(2)

قلت: هو صحيح لا شك فيه، فقد رواه أحمد - أيضًا - (رقم: 114 و 177) والحاكم في "الأيمان"(1/ 114) من طرق صحيحة.

قال أبو الحارث: سقطت هذه الكلمة من الأصل، واستدركناها من رمز الحافظ، ومن السياق. (ع).

(3)

وتمام كلامه: "لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم الأنصاري".

قلت: ولم يوثقه أحد - فيما علمت - غير ابن حبان؟ ومع ذلك فقد غمز من حفظه، فقال:"وكان يخطئ"، واعتمده الحافظ، فقال:"صدوق يخطئ".

ثم رأيت الذهبي قال في "الميزان": "صالح"؛ ووثقه ابن عبد البر - ومن قبله النسائي - وانظر "النصيحة" في الرد على (حسان)(رقم:135)؛ ولذا فالحديث حسن - إن شاء الله.

ص: 389

غريب [4705]

• التِّرْمِذِيُّ [3862] في المَنَاقِبِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بنِ مُغَفّلٍ، وَقَالَ: غَرِيبٌ.

5960 -

وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إلا بعث قائدا ونورا لهم يوم القيامة ".

غريب [4706]

• التِّرْمِذِيُّ [3865] في المَنَاقِبِ عَنْ بُرَيْدَةَ، وَصَحَّحَ إِرْسَالَهُ.

5961 -

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل أصحابي في أمتي كالملح في الطعام لا يصلح الطعام إلا بالملح "[4707]

• البَغَوِيُّ

(1)

[3863]"في"شَرْح السُّنةِ" عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه.

5962 -

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر ".

والله الموفق. [4708]

• أَبُو داود [4860] في الأدَبِ، والتِّرمِذِي [3896] في فَضائِلِ أَزْوَاجِهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، وَقَالَ: غَرِيبٌ.

(1)

وهو حديث ضعيف؛ خرجته في "الضعيفة"(1762).

ص: 390

‌الفصل الثالث:

5963 -

عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الذين يسبون أصحابي فقولوا: لعنة الله على شركم". [6017]

• رواه الترمذي

(1)

(3866).

5964 -

وعن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سألت ربي عن اختلاف أصحابي من بعدي فأوحى إلي:

يا محمد إن إصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء بعضها أقوى من بعض ولكل نور فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى " قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم ". [6018]

• ذكره رزين

(2)

.

‌3 - باب مَنَاقِبِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه

-

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

5965 -

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه

(1)

وقال: "حديث منكر، لا نعرفه إلا من هذا الوجه؛ والنضر مجهول، وسيف مجهول".

قلت: سيف: هو ابن عمر؟ وليس مجهولًا؛ بل هو معروف؛ ولكن بالضعف الشديد؛ حتى قال الحاكم: "ساقط".

والنضر ليس بمجهول؛ فقد روى عنه جمع، وقال أبو حاتم - وفيه وفي شيخه - (8/ 479/ 2194):"ضعيفان"؛ وقال في ترجمة سيف (4/ 278/ 1198): "متروك الحديث، يشبه حديثه حديث الواقدي".

(2)

حديث باطل، وإسناده واه جدًّا، كما بينته في "الأحاديث الضعيفة"(60).

ص: 391

وسلم قال: " إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا من أمتى لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقى في المسجد خوخة

(1)

إلا خوخة أبي بكر ". [4709]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: البُخَارِي [(466)، في الصّلاةِ، وَمُسْلِمٌ [2/ 2382] والتِّرْمِذِيُّ [3660] والنسَائِيُّ [الكبرى 8103] في المَنَاقبِ.

وفي رواية: "لو كنتُ مُتخِذًا خليلًا غيرَ ربي، لاتخَذْتُ أبا بكرٍ خَلِيلًا".

• للبُخَارِيِّ [3654].

5966 -

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكنه أخي وصاحبي وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا ". [4710]

• مُسْلِمٌ [3/ 2383] في المَنَاقِبِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، والتِّرْمِذِيُّ [3655] فِيهِ بِمَعنَاهُ.

5967 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى

(2)

ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ". [4711]

• مسْلِمٌ [11/ 2387] فِيهِ عَنْ عَائِشَةَ.

وَللبُخَارِيِّ [5666] في الطِّبِّ بِمَعنَاهُ.

(1)

هي كوّة في البيت، تؤدي إليه الضوء، وباب كالنافذة الكبيرة، يكون وسط باب كبير، يُنْصب حاجزًا بين دارين، مثل باب البوابة الصغير في البيوت القديمة.

(2)

أي: أنا أحق بالخلافة، ولا يكون كذلك.

ص: 392

5968 -

عن جبير بن مطعم قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فكلمته في شيء فأمرها أن ترجع إليه قال: يا رسول الله أرأيت إن جئت ولم أجدك؟ كأنها تريد الموت. قال: " فإن لم تجديني فأتي أبا بكر ". [4712]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ

(1)

عَنْ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ: البُخَارِيُّ في مَوَاضِعَ؛ مِنْهَا في الأحْكَام [7220]، وَمُسْلِمٌ [10/ 2386]، وَالتِّرْمِذِيُّ [3676] في المَنَاقِبِ.

5969 -

عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل

(2)

قال: فأتيته

(3)

فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: " عائشة ". قلت: من الرجال؟ قال: " أبوها ". قلت: ثم من؟ قال: " عمر ". فعد رجالا فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم. [4713]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ صح (3662) م (8/ 2384)]، والتّرْمِذِيُّ [3885] في المَنَاقِبِ عَنْ عَمْرِو بنِ العَاص.

5970 -

عن محمد ابن الحنفية قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: عمر. وخشيت أن يقول: عثمان

(4)

. قلت: ثم أنت قال: " ما أنا إلا رجل من المسلمين

(5)

". [4714]

(1)

خرجته في "الصحيحة"(3117).

(2)

السلسل: ماء بأرض جذام، وبذلك سميت تلك الغزوة: غزوة ذات السلاسل، تفسيرة ابن هشام" (4/ 272).

وجاء في "معجم البلدان": "سلسل: جبل من جبال الدهناء من أرض تميم، ويقال: سلاسل".

(3)

أي: قبل السفر.

(4)

أي: لو قلت: ثم من؟

(5)

وهذا الحديث الصحيح الذي يرويه علي رضي الله عنه؛ دليل واضح على ضلال الرافضة، الذين ينالون من الشيخين الجليلين رضي الله عنهما، ويزعمون حب سيدنا عليّ رضي الله عنه ==

ص: 393

• البخَارِيُّ [3671] في فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ، وأَبُو دَاودَ [4629] في السُّنَّةِ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ.

5971 -

عن ابن عمر رضي الله عنه قال: كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم. [4715]

• البُخَارِيُّ [3697] في فَضلِ عُثْمَان، والتِّرْمِذِيُّ [3707] في المَنَاقِبِ، وأبو دَاودَ [4627] في السُّنةِ عن ابنِ عُمَرَ.

وفي رواية: كنا نقولُ - ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَيٌّ -: أفضلُ أمةِ النبي صلى الله عليه وسلم بعدَه -: أبو بكرٍ، ثم عمُر، ثم عثمان.

• أَبُو دَاودَ [4628] عَنْهُ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

5972 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يدا يكافئه الله بها يوم القيامة وما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ألا وإن صاحبكم خليل الله ". [4716]

• التِّرْمِذِيُّ [3661] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في المَنَاقِبِ، وَقَالَ: حَسَن غَرِيبٌ

(1)

.

5973 -

وقال عمر رضي الله عنه قال: أبو بكر سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول

= واتباعه فما أجرأهم على النارأ!

(1)

قلت: وسنده ضعيف.

ص: 394

الله صلى الله عليه وسلم. [4717]

• الترْمِذِيُّ [3656] عَنْ عُمَرَ رضي الله عنهما فِيهِ، وَقَالَ: صَحِيحٌ غَرِيبٌ

(1)

.

5974 -

عن ابن عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبي بكر رضي الله عنه: " أنت صاحبي في الغار وصاحبي على الحوض ". [4718]

• الترمذي [3670] عن ابن عمر فيه، وقال: حسن غريب

(2)

.

5975 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره ".

غريب [4719]

• التِّرْمِذِيُّ [3673] عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها فِيهِ، وَقَالَ: غَرِيبٌ.

5976 -

وعن عمر رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مالا عندي فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما. قال: فجئت بنصف مالي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أبقيت لأهلك؟ " فقلت: مثله. وأتى أبو بكر بكل ما عنده. فقال: " يا أبا بكر؟ ما أبقيت لأهلك؟ ". فقال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت: لا أسبقه إلى شيء أبدا. [4720]

• التِّرْمِذِيُّ [3675]، وأَبُو دَاودَ [1678] في المَنَاقِبِ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: صحِيحٌ

(3)

.

(1)

قلت: وسنده جيد؛ رواه ابن حبان (2169).

بل هو في "صحيح البخاري"(3668) في قصة خطبة أبي بكر بمناسبة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، واجتماع الصحابة في سقيفة بني ساعدة، ومبايعتهم لأبي بكر.

(2)

قلت: وإسناده ضعيف.

(3)

قلت: وإسناده حسن.

ص: 395

5977 -

وعن عائشة أن أبا بكر رضي الله عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أنت عتيق الله من النار ". فيومئذ سمي عتيقا. [4721]

• التِّرْمِذِيُّ [3679] فِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، واسْتَغْرَبَهُ

(1)

.

5978 -

عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا أول من تنشق عنه الأرض ثم أبو بكر ثم عمر ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي ثم أنتظر أهل مكة حتى أحشر بين الحرمين ". [4722]

• التِّرمِذِيُّ [3692] فِيهِ عن ابنِ عُمَرَ، واسْتَغْرَبَهُ

(2)

.

5979 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاني جبريل فأخذ بيدي فأراني باب الجنة الذي يدخل منه أمتي " فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما أنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي ". [4723]

• أَبُو دَاودَ

(3)

[4652] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

(1)

أي: ضعيف؟ وهو كما قال.

لكن له شاهد من حديِث عائشة: أخرجه ابن حبان (2169) والحاكم (3/ 66) وصححه على شرطهما، ووافقه الذهبي.

(2)

فقال "حديث غريب، وعاصم بن عمر العمري ليس بالحافظ"، وهو كما قال.

(3)

وإسناده ضعيف.

ص: 396

‌الفصل الثالث:

5980 -

عن عمر ذكر عنده أبو بكر فبكى وقال: وددت أن عملي كله مثل عمله يوما واحدا من أيامه وليلة واحدة من لياليه. أما ليلته فليلة سار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغار فلما انتهينا إليه قال: والله لا تدخله حتى أدخل قبلك فإن كان فيه شيء أصابني دونك فدخل فكسحه

(1)

ووجد في جانبه ثقبا

(2)

فشق إزاره وسدها به وبقي منها اثنان فألقمها رجليه ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ادخل فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع رأسه في حجره ونام فلدغ أبو بكر في رجله من الجحر ولم يتحرك مخافة أن ينتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت دموعه على وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ما لك يا أبا بكر؟ " قال: لدغت فداك أبي وأمي فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب ما يجده ثم انتقض

(3)

عليه وكان سبب موته.

وأما يومه فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب وقالوا: لا نؤدي زكاة. فقال: لو منعوني عقالا

(4)

لجاهدتهم عليه. فقلت: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم تألف الناس وأرفق بهم. فقال لي: أجبار في الجاهلية وخوار في الإسلام؟ إنه قد انقطع الوحي وتم الدين أينقص وأنا

(1)

أي: كنسه.

(2)

ثقب: جمع ثقبة - كغرف وغرفة -.

(3)

أي: رجع أثر السم.

(4)

أي: حبلًا صغيرًا.

ص: 397

حي؟. [6034]

• ذكره رزين.

قلت: ووصله البيهقي [2/ 477] في "الدلائل".

‌4 - باب مَنَاقِبِ عُمَرَ بنِ الخَطابِ رضي الله عنه

-

‌مِنَ "الصحاحِ

":

5981 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون

(1)

فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر ". [4724]

• البُخارِيُّ [3689] عَنْ أَبِي هريرَةَ.

وَمُسْلِمٌ [23/ 2398] عَنْ عَائِشَةَ بِمَعْنَاهُ في المَنَاقِبِ.

5982 -

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش

(2)

يكلمنه عالية أصواتهن فلما استأذن عمر قمن فبادرن الحجاب فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك فقال: أضحك الله سنك يا رسول الله. مم تضحك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي

(1)

أي: ناس ملهمون.

(2)

قال العسقلاني: "أي: نسوة من أزواجه صلى الله عليه وسلم".

وَقَالَ القسطلاني: "هن: عائشة، وحفصة، وأم سلمة، وزينب بنت جحش، وغيرهن".

ص: 398

فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب " قال عمر: يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله؟ فقلن: نعم أنت أفظ وأغلظ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إيه يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك ". [4725]

• مُتفَقٌ عَلَيهِ عَنْ سَعْدٍ: البُخارِيُّ [3683] في فَضْلِ عُمَرَ، ومُسْلِمٌ [22/ 2396]، والتِّرْمِذِيُّ

(1)

في المَنَاقِبِ.

5983 -

عن جابر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة فإذا أنا بالرميضاء

(2)

امرأة أبي طلحة وسمعت خشفة

(3)

فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال ورأيت قصرا بفنائه جارية فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك " فقال عمر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أعليك أغار؟. [4726]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (3679) م (20/ 2394)]، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 8126] في المَنَاقِبِ عَنْ جَابِر.

5984 -

وعن ابن سعيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما دون ذلك وعرض علي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعليه قميص يجره " قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: " الدين ". [4727]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: البُخارِي في مَوَاضعَ؛ مِنْهَا في فَضَائِلِ عُمَرَ [3691] ومسلمٌ [2390] في

(1)

لم نره عند الترمذي! (ع)

(2)

هي أم سليم - أم أنس -، وهذا اسمها أو لقبها.

(3)

أي: حركة.

ص: 399

الفَضِائِلِ، والتِّرمِذِيُّ [2285] والنسائِيُّ [8/ 113] في الرُّؤيَا.

هداية الرواة

5985 -

عن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتى إني لأرى الري يخرج في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه " قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: " العلم ". [4728]

• مُتفَق عَلَيْه، عن ابنِ عُمَرَ: البُخَارِيُّ في مَوَاضِعَ؟ مِنْهَا في الفضائِلِ [3681] وَمُسْلِمٌ [2391]، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 8122] في المَنَاقِبِ، والتِّرْمِذِيُّ [2284] والنَّسَائيُّ في الرُؤيا

(1)

.

5986 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " بينا أنا نائم رأيتني على قليب

(2)

عليها دلو، فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا

(3)

أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ضعفه ثم استحالت غربا

(4)

فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقريا

(5)

من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بعطن

(6)

". [4729]

• مُتفَق عَلَيْهِ عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخَارِيُّ في فَضلِ أَبِي بَكْرٍ [3664]، ومُسْلِمٌ [2392] في المَنَاقِبِ - رضيَ

(1)

لم نره في (الرؤيا) عند النسائي! (ع)

(2)

القليب: البئر التي لم تبن بالحجارة ونحوها.

وَقَالَ أبو عبيدة: "هي البئر العادية القديمة".

(3)

الذنوب: هي الدلو وفيها ماء.

(4)

أي: دلوا عظيمة.

(5)

أي: رجلًا قويًا.

(6)

أي: حتى أرووا إِبلهم، فأبركوها وضربوا لها عطنًا، وهو مبرك الإبل حول الماء.

ص: 400

الله عَنْهُم -.

5987 -

رواه ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " ثم أخذها ابن الخطاب من يد أبي بكر فاستحالت في يده غربا فلم أر عبقريا يفري فريه

(1)

حتى روي الناس وضربوا بعطن ". [4730]

• مُتفقٌ عَلَيْهِ [خ (7019) م (19/ 2393)].

‌مِنَ "الحِسانِ

":

5988 -

عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول صلى الله عليه وسلم: " إن الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه"[4731]

• التِّرْمِذِيُّ [3682] في المَنَاقِبِ عَنْ ابن عُمَرَ، وَحَسَّنَهُ

(2)

.

وأَخْرَجَهُ ابنُ حِبان [2185] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

وأَبُو دَاودَ [2962] وابنُ مَاجَه [108]، عَنْ أَبِي ذَرٍّ

(3)

لَكنْ في آخِرِهِ: "يَقُولُ بِهِ".

5989 -

وقال علي رضي الله عنه قال: ما كنا نبعد

(4)

أن السكينة تنطق على لسان

(1)

أي: يعمل عمله.

(2)

قلت: وهو كما قال، أو أعلى؛ فإن له شواهد كثيرة، وقد صححه ابن حبان من حديث ابن عمر، وأبي هريرة (2184، 2185) والحاكم (13/ 87) ووافقه الذهبي.

ومن شواهده: الحديث الذي بعده.

(3)

وكذا أحمد (5/ 165، 177)، وابن سعد (2/ 335) من طريق غضيف بن الحارث، عن أبي ذر؛ ورجاله ثقات؛ لولا عنعنة مكحول، وابن إسحاق.

لكن رواه أحمد (5/ 145) من طريق أخرى عن غضيف؛ وإسناده إليه صحيح؛ وهو تابعي ثقة - وقيل: له صحبة -، ثم خرجت الحديث في "صحيح أبي داود"(2623).

(4)

أي: ما كنا نستبعد.

ص: 401

عمر. [4732]

• البَغَوِيُّ [2419] في "الجَعدِيات" عَنْ عَلِيّ رضي الله عنه! وأَخْرَجَهُ المُصَنِّفُ

(1)

[شرح السنة 3877] مِنْ طَرِيقِهِ.

5990 -

وعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم أعز الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب " فأصبح عمر فغدا على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم. [4733]

• التِّرْمِذِيُّ

(2)

[3683] عن ابنِ عبّاس رضي الله عنهما في المَنَاقِبِ.

ثم صلى في المسجدِ ظاهِرًا.

(3)

• هِي رِوَايةُ المُصنِّفِ في "شَرْح السُّنةِ"[3885].

5991 -

عن جابر رضي الله عنه قال: قال عمر لأبي بكر: يا خير الناس

(1)

ورواه الطبراني - أيضًا - في "الأوسط" عن علي، وابن مسعود بإسنادين حسنين، وانظر "مجمع الزوائد"(9/ 67).

(2)

وقال: "غريب

وقد تكلم بعضهم في النضر أبي عمر، وهو يروي مناكير من قبل حفظه".

قلت: لكن له شاهد من حديث ابن عمر: أخرجه ابن حبان (2179)، والترمذي (3681)، وقال "حديث حسن صحيح غريب"، وهو كما قال بما سبق، وبشاهد من حديث عائشة أخرجه ابن حبان (2180).

وأقول: حديث ابن عمر؛ إسناده حسن؛ لأجل خارجة بن عبد الله؛ قال الحافظ: "صدوق له أوهام".

وقد ذكر - له - الحافظ في "الفتح"(8/ 46) شواهد كثيرة يرتقي بها إلى درجة الصحة.

(3)

أي: عيانًا غير خفي.

ص: 402

بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال أبو بكر، أما إنك ذلك إن قلت ذلك فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما طلعت الشمس على خير خير من عمر".

• التّرْمِذِيُّ

(1)

[3684] فِيهِ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِدِّيقِ رضي الله عنهما

بِهَذَا مَرْفُوَعًا، وَفِيهِ قِصَّةٌ، وأَخْرَجُهُ الحَاكِمُ [3/ 90].

5992 -

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لوكان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب ".

غريب [4735]

• الترْمِذِيُّ [3686] عَنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِر فِيهِ، وَحَسَّنَهُ.

(2)

5993 -

وعن بريدة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض

مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء. فقالت: يا رسول الله إني كنت نذرت إن

ردك الله صالحا أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا " فجعلت تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب ثم دخل عمر فألقت الدف تحت استها ثم قعدت عليها فقال رسول الله صلى الله عليه

(1)

وقال: "غريب"!

قلت: بل هو حديث باطل ظاهر البطلان، وهو مخرج في "الضعيفة"(1357).

(2)

وهو كما قال؛ وبيانه في "الصحيحة"(327).

ص: 403

وسلم: " إن الشيطان ليخاف منك يا عمر إني كنت جالسا وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف ".

غريب صحيح. [4736]

• التِّرْمِذِيُّ [3690] فِيهِ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ، وَقَالَ: حَسَن صَحِيحٌ غَرِيبٌ

(1)

.

5994 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فسمعنا لغطا وصوت صبيان. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حبشية تزفن

(2)

والصبيان حولها فقال: " يا عائشة تعالي فانظري " فجئت فوضعت لحيي على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه. فقال لي: " أما شبعت؟ أما شبعت؟ " فجعلت أقول: لا لأنظر منزلتي عنده إذ طلع عمر قالت فارفض الناس عنها. قالت رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فروا من عمر بن الخطاب" قالت: فرجعت.

صحيح غريب [4737]

• التِّرْمِذِيُّ [3691] فِيهِ عَنْ عَائِشَةَ؛ وَفِيهِ قصة الحَبَشَةِ التِي كَانِت تَزفن والصِبيان حَوْلَهَا، وَقَالَ: حَسَنٌ صَحيِح غَرِيبٌ

(3)

.

(1)

وهو كما قال، وصححه ابن حبان (2186)؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(1609).

(2)

أي: ترقص.

(3)

قلت: وإسناده حسن، وصححه ابن شاهين في "السنة" - فضائل العشرة - (14). ==

ص: 404

‌الفصل الثالث:

5995 -

عن أنس وابن عمر أن عمر قال: وافقت ربي في ثلاث:

قلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؟ فنزلت {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} .

وقلت: يا رسول الله يدخل على نسائك البر والفاجر فلو أمرتهن يحتجبن؟ فنزلت آية الحجاب.

واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة فقلت {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن} فنزلت كذلك. [6050]

• متفق عليه [خ 402] عن أنس، عنه مطولًا.

5996 -

وفي رواية لابن عمر قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم وفي الحجاب وفي أسارى بدر. [6051]

• متفق عليه

(1)

م (2399)، واجتمع من الحديثين أربعة.

5997 -

وعن ابن مسعود قال: فضل الناس عمر بن الخطاب بأربع: بذكر الأسارى يوم بدر أمر بقتلهم فأنزل الله تعالى {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم} وبذكره الحجاب أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم أن يحتجبن فقالت له زينب: وإنك علينا يا ابن الخطاب والوحي ينزل في بيوتنا؟

= وأخرجه النسائي في "الكبرى" - عشرة النساء - (1/ 75/ 2) ثم خرجته في "الصحيحة"(3277).

(1)

الحديث في "البخاري" بمعناه عن أنس وحده، ولَيسَ عن ابن عمر.

وفي "مسلم" عن ابن عمر وحده.

ص: 405

فأنزل الله تعالى {وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب} وبدعوة النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم أيد الإسلام بعمر " وبرأيه في أبي بكر رضي الله عنه كان أول ناس بايعه. [6052]

• رواه أحمد

(1)

(1/ 456).

5998 -

وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذاك الرجل أرفع أمتي درجة في الجنة ".

قال أبو سعيد: والله ما كنا نرى

(2)

ذلك الرجل إلا عمر بن الخطاب حتى مضى لسبيله. [6053]

• رواه ابن ماجه

(3)

(4077).

5999 -

وعن أسلم

(4)

قال: سألني ابن عمر بعض شأنه - يعني عمر -؟ فأخبرته فقال: ما رأيت أحدا قط بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من حين قبض كان أجد

(5)

وأجود حتى انتهى

(6)

من عمر. [6054]

• رواه البخاري (3687) عنه.

(1)

بسند ضعيف؛ وبيانه في التعليق على "الكشف"(3/ 175 - 176).

(2)

أي: نظن.

(3)

وإسناد واهٍ.

(4)

هو مولى عمر رضي الله عنه.

(5)

أي: أجهد في الدين.

(6)

أي: عمره.

ص: 406

6000 -

وعن المسور بن مخرمة قال: لما طعن عمر جعل يألم فقال له ابن عباس وكأنه يجزعه

(1)

: يا أمير المؤمنين ولا كل ذلك لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنت صحبته ثم فارقك وهو عنك راض ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ثم فارقك وهو عنك راض ثم صحبت المسلمين فأحسنت صحبتهم ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون. قال: أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاه فإنما ذاك من من الله من به علي وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه فإنما ذلك من من الله من به علي. وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك

(2)

والله لو أن لي طلاع

(3)

الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه. [6055]

• رواه البخاري (3692) عنه.

‌5 - باب مَنَاقِبِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضِىَ الله عَنْهُمَا

-

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

6001 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " بينا رجل يسوق بقرة إذ أعيي فركبها فقالت: إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا لحراثة الأرض. فقال الناس: سبحان الله بقرة تكلم ". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر ". وما هما ثم.

(1)

أي: ينسبه إِلى الجزع.

(2)

أي: من جهة أني أخاف عليكم من وقوع الفتن بينكم.

(3)

أي: ما يملأها ذهبًا حتى يطلع ويسيل.

ص: 407

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينما رجل في غنم له إذ عدا الذئب على شاة منها فأخذها فأدركها صاحبها فاستنقذها فقال له الذئب: فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري؟ فقال الناس: سبحان الله ذئب يتكلم؟ ". فقال عليه السلام: فأنا أومن به أنا وأبو بكر وعمر" وما هما ثم. [4738]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخارِي في ذِكْرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ [3471] وَمُسْلِمٌ [2388] في الفَضائِلِ، وَلَيْسَ فِيهِمَا: إِذْ أَعْيَا.

6002 -

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: إني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر وقد وضع على سريره إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول: يرحمك الله إني لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيرا ما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كنت وأبو بكر وعمر وفعلت وأبو بكر وعمر وانطلقت وأبو بكر وعمر ودخلت وأبو بكر وعمر وخرجت وأبو بكر وعمر ". فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب رضي الله أجمعين. [4739]

• متَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (3677) م (14/ 2389)] عن ابنِ عبّاس، عَنْ عَلِيّ رضي الله عنهم: البُخَارِي في فَضْلِ الشَيْخَيْنِ، وَمُسْلِمٌ في الفَضائِلِ، وابنُ مَاجَه [98] في السُّنةِ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

6003 -

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أهل الجنة ليراءون أهل عليين كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء وإن أبا بكر وعمر لمنهم وأنعما ". [4740]

• التِّرمِذِيُّ [3658] في المناقب - وَحَسَّنَهُ -، وابنُ مَاجَه [96] في السُّنةِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَقَالَ

ص: 408

التِّرْمِذيُّ: حَسَنٌ

(1)

.

6004 -

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبو بكر وعمر رضي الله عنهما سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ". [4741]

6005 -

(2)

[3664] عَنْ أَنَسٍ في المناقِبِ.

وأَخْرَجَهُ ابنُ مَاجَه [100]، في السُّنةِ، وابنُ حِبان [6904] عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ.

6006 -

وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر ". [4742]

• التِّرْمِذِيُّ

(3)

[3663] في المناقِبِ عَنْ حُذَيْفَةَ، وأَخْرَجَهُ ابنُ حِبان [2193].

6007 -

وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه

(1)

قلت: وإسناده ضعيف؛ فيه عطية العوفي.

لكنه قد توبع، وله شواهد يرتقي بها إلى درجة الصحّة، خرجتها في "الروض النضير في تخريج أحاديث الطبراني الصغير"(ص 970).

(2)

وقال: "حديث حسن غريب من هذا الوجه".

قلت: بل هو صحيح، وسنده جيد، والحديث صحيح لشواهده.

ورواه الترمذي - أيضًا - من طريقين واهيين عن علي، أحدهما عند ابن ماجه، وله طريق ثالث في "زوائد المسند"(1/ 80).

والحديث صحيح لطرقه، كما حققته في "الصحيحة"(824).

(3)

وقال "حديث حسن"، وهو كما قال أو أعلى.

وقد رواه ابن سعد - أيضًا - (2/ 334)، وهو مخرج في "الصحيحة"(1233).

ص: 409

وسلم إذا دخل المسجد لم يرفع أحد رأسه غير أبي بكر وعمر كانا يتبسمان إليه ويتبسم إليهما.

غريب [4743]

• الترمذي

(1)

[3668] في المناقب عن أنس.

6008 -

عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم ودخل المسجد وأبو بكر وعمر أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله وهو آخذ بأيديهما. فقال: " هكذا نبعث يوم القيامة".

غريب [4744]

• التِّرْمِذِيُّ [3669] عن ابنِ عُمَرَ، وَقَالَ: غَرِيبٌ

(2)

.

6009 -

عن عبد الله بن حنطب أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أبا بكر وعمر فقال: " هذان السمع والبصر".

مرسل. [4745]

• التّرْمِذِيُّ

(3)

[3671] عَنْ عَبدِ الله بنِ حَنْطَبٍ فيهِ.

(1)

وقال: "هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث الحكم بن عطية، وقد تكلم بعضهم فيه"، وقال الحافظ "صدوق، له أوهام".

(2)

ليس هذا في "الترمذي"، وإنما قال "وسعيد بن مسلمة - يعنِي: أحد رواته - ليس عندهم بالقوي"، وهو كما قال.

ومن طريقه: أخرجه ابن ماجه (99) والحاكم (3/ 68) والخطيب (4/ 365)، و (12/ 137) وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي "سعيد ضعيف".

(3)

مرسلًا؛ وقد صح موصولًا، كما حققته في "الصحيحة"(815).

ص: 410

6010 -

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من نبي إلا وله وزيران من أهل السماء ووزيران من أهل الأرض فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر ". [4746]

• التِّرْمِذِيُّ [3680] عَنْ أَبِي سعيدٍ فِيهِ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ

(1)

.

6011 -

وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت كأن ميزانا نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت ووزن أبو بكر وعمر فرجح أبو بكر ووزن عمر وعثمان فرجح عمر ثم رفع الميزان، فاستاء لها رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني فساءه ذلك. فقال:" خلافة نبوة ثم يؤتى الله الملك من يشاء". [4747]

• أَبُو دَاودَ [4634 - 4635] في السُّنةِ، والتِّرْمِذِيُّ [2287] في الرُؤيا عَنْ أَبِي بُكْرَةَ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: صَحِيح

(2)

.

‌الفصل الثالث:

6012 -

عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يطلع عليكم رجل من أهل الجنة ". فاطلع أبو بكر ثم قال: " يطلع عليكم رجل من أهل الجنة " فاطلع عمر. [6067]

(1)

قلت: وسنده ضعيف؛ فيه تليد بن سليمان، وعطية، وكلاهما ضعيف.

وأخرجه ابن عدي (45/ 2) وذكر أن تليدًا قد توبع.

(2)

قلت: وسنده جيد، إِن كان الحسن - وهو البصري - سمعه من أبي بكرة.

لكن له - في "المسند"(5/ 50،44) - طرق أخرى يقوى بها.

ص: 411

• رواه الترمذي (3694)، وقال: غريب

(1)

.

6013 -

وعن عائشة قالت: بينا رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجري ليلة ضاحية

(2)

إذ قلت: يا رسول الله هل يكون لأحد من الحسنات عدد نجوم السماء؟ قال: " نعم عمر ". قلت: فأين حسنات أبي بكر؟ قال: " إنما جميع حسنات عمر كحسنة واحدة من حسنات أبي بكر "[6068]

• ذكره رزين

(3)

رضي الله عنه.

‌6 - بَابُ مَنَاقِبِ عُثْمانَ بنِ عَفانَ رضي الله عنه

-

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

6014 -

عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيته كاشفا عن فخذيه - أو ساقيه

(4)

- فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه فلما خرج قالت

(1)

أي: ضعيف؛ وهو كما قال.

(2)

أي: مقمرة.

(3)

ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(7/ 135) في ترجمة بُريه بن محمَّد بن بريه أبي القاسم البيّع

بسنده إلى عائشة، وقال "حديث بريه عن إِسماعيل بن محمَّد الصفار: أحاديث باطلة موضوعة".

ونقل السيوطي في "اللآلي المصنوعة"(1/ 304) - عن الخطيب -، أنه قال "حديث موضوع"، وأقره.

(4)

شك الراوي في المكشوف: هل هما الساقان أم الفخذان؟

ص: 412

عائشة رضي الله عنها: دخل أبو بكر فلم تهتش

(1)

له ولم تباله ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك فقال: " ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟ "[4748]

• مُسْلِم [26/ 2401] عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها في المَناقبِ.

6015 -

وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن عثمان رجل حيي وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحالة أن لا يبلغ إلي في حاجته

(2)

". [4749]

• مُسْلِمٌ [27/ 2402] عَنْ عَائِشَةَ، وَعُثمَان فيهِ - رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم -.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

6016 -

عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكل نبي رفيق ورفيقي - يعني في الجنة - عثمان "[4750]

• التِّرْمِذِيُّ [3698]، وَقالَ: غَرِيبٌ؛ وَهُوَ مُنْقَطعٌ

(3)

6017 -

وعن عبد الرحمن بن خباب رضي الله عنه قال: شهدت النبي صلى

(1)

أي: لم تتحرك لأجله.

(2)

أي: أخاف أن يرجع حياءً مني عندما يراني على تلك الهيئة، ولا يعرض عليَّ حاجته.

(3)

قلت: وفيه أربع علل على التسلسل، كما شرحته في "الضعيفة"(2292).

وقد رواه ابن ماجه (109) عن أبي هريرة؛ وإسناده ضعيف جدًّا، كما بينته ثمة.

ص: 413

الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة

(1)

فقام عثمان فقال: يا رسول الله علي مائتا بعير بأحلاسها

(2)

وأقتابها

(3)

في سبيل الله ثم حض على الجيش فقام عثمان فقال: علي مئتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله ثم حض فقام عثمان فقال: علي ثلاث مئة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله فأنا

(4)

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عن المنبر وهو يقول: " ما على عثمان ما عمل بعد هذه ما على عثمان ما عمل بعد هذه ". [4751]

• التِّرْمِذِيُّ [3700] عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بن خَبَّابٍ فِيهِ، واسْتَغْرَبَهُ

(5)

.

6018 -

عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال: جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في كمه حين جهز جيش العسرة فنثرها في حجره فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها في حجره ويقول: " ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم " مرتين. [4752]

• التِّرْمِذِيُّ

(6)

[3701] عَنْ عَبْدِ الرحْمَنِ بنِ سَمُرَةَ فِيهِ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ.

(1)

في غزوة تبوك، وسميت جيش العسرة لأنها كانت في زمان اشتداد الحر والقحط، وقلة الزاد والماء والمركب.

(2)

الأحلاس: جمع حلس، وهو كساء على ظهر البعير تحت البرذعة.

(3)

جمع قتب؛ وهو رحل صغير على قدر سنام البعير.

(4)

أي: فقال.

(5)

وقلت: وسنده ضعيف.

(6)

وكذا أحمد في "المسند"(5/ 63).

قلت: وإسناده حسن.

ص: 414

6019 -

عن أنس رضي الله عنه قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعة الرضوان كان عثمان رضي الله عنه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة فبايع

(1)

الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله " فضرب بإحدى يديه على الأخرى

(2)

فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيرا من أيديهم لأنفسهم. [4753]

• التِّرْمِذِيُّ [3702] فيهِ عَنْ أَنَسٍ، وَقَالَ: حَسَن غَرِيبٌ

(3)

.

6020 -

وعن ثمامة بن حزن القشيري قال: شهدت الدار

(4)

حين أشرف عليهم عثمان فقال: أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب

(5)

غير بئر رومة؟

(6)

فقال: " من يشتري بئر رومة يجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة؟ " فاشتريتها من صلب مالي فأنتم اليوم تمنعونني أن أشرب منها حتى أشرب من ماء البحر؟ قالوا: اللهم نعم. فقال: أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير منها في

(1)

أي: النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

أي: جعل يده اليمنى نائبة عن عثمان رضي الله عنه، وضرب بها على الأخرى مبايعًا عن عثمان رضي الله عنه.

(3)

قلت: وإسناده ضعيف.

(4)

أي: دار عثمان التي حوصر فيها.

(5)

أي: لم يكن عذبًا.

(6)

اسم بئر في العقيق الأصغر.

ص: 415

الجنة؟ ". فاشتريتها من صلب مالي فأنتم اليوم تمنعونني أن أصلي فيها ركعتين؟ فقالوا: اللهم نعم. قال: أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أني جهزت جيش العسرة من مالي؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على ثبير

(1)

مكة ومعه أبو بكر وعمر وأنا فتحرك الجبل حتى تساقطت حجارته بالحضيض فركضه

(2)

برجله قال: " اسكن ثبير فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان "؟. قالوا: اللهم نعم. قال: الله أكبر شهدوا ورب الكعبة أني شهيد ثلاثا. [4754]

• التِّرْمِذِيُّ [37503] في المَنَاقِب - وَحَسَّنَهُ

(3)

-، والنَّسَائِي [6/ 235] في الأحْبَاسِ عَنْ ثُمَامَةَ بنِ حَزْنٍ عَنْهُم.

وأَخْرَجَهُ ابنُ حِبَّان [6920] مِنْ رِوَايَةِ الأحْنَفِ، عَنْ عُثْمَان.

6021 -

وعن مرة بن كعب قال: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الفتن فقر بها فمر رجل مقنع في ثوب فقال: " هذا يومئذ علىال هدى " فقمت إليه فإذا هو عثمان بن عفان

(4)

رضي الله عنه قال: فأقبلت عليه بوجهه. فقلت: هذا؟ قال: " نعم ".

صح. [4755]

(1)

جبل بين مكة ومنى، وهو يرى على يمين المذاهب منها إلى مكة.

(2)

أي: ضربه.

(3)

وإِسناده ضعيف.

(4)

قال صديق حسن خان في "الدين الخالص"(3/ 443) - بعد أن أورد هذا الحديث -: "فيه أن عثمان على الحق، والفتنة التي وقعت في زمنه؛ أهلها على الباطل، وفيه فضيلة له رضي الله عنه عظيمة".

ص: 416

• التِّرْمِذِي [3704] عَنْ مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ في المَنَاقِبِ، وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ

(1)

.

6022 -

وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يا عثمان إنه لعل الله يقمصك

(2)

قميصا فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه لهم ". [4756]

• التِّرْمِذِيُّ [3705] عَنْ عَائِشَةَ فِيهِ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ

(3)

، وَصَحَّحَهُ ابن حِبان [2196] مِن هَذَا الوَجْهِ، لَكِنْ خَالَفَ في عَبْدِ الله بنِ عَامِرٍ، فَقَالَ: عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسٍ.

وأَخْرَجَهُ الحَاكِمُ [3/ 99 - 100] مِنْ وَجْهٍ آَخَرَ - عَن عَائِشَةَ - ضَعِيفٍ.

6023 -

عن ابن عمر رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقال: " يقتل هذا فيها مظلوما " لعثمان.

غريب [4757]

• التِّرْمِذِيُّ [3708] فِيهِ مِنْ حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ، وَقَالَ: حَسَن غَرِيبٌ.

6024 -

وعن أبي سهلة رضي الله عنه قال: قال لي عثمان يوم الدار: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عهد إلي عهدا وأنا صابر عليه.

صح [4758]

(1)

وهو كما قال، وإسناده صحيح، ثم خرجته في "الصحيحة"(3119).

(2)

أي: يلبسك.

(3)

قلت: وإسناده صحيح.

وله - في "المسند"(6/ 114) - طريق أخرى.

وله طرق أخرى عنها، وشواهد؛ لعله يُيسَّر لي جمعها وتخريجها في "الصحيحة".

ص: 417

• التِّرْمِذِيُّ [5/ 631] فِيهِ منْ رِوَايَةِ أَبِي سَهْلَةَ، عَنْ عُثْمَان، وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيح غَريبٌ

(1)

.

‌الفصل الثالث:

6025 -

عن عثمان بن عبد الله بن موهب قال: جاء رجل من أهل مصر يريد حج البيت فرأى قوما جلوسا فقال: من هؤلاء القوم؟ قالوا: هؤلاء قريش. قال فمن الشيخ فيهم؟ قالوا: عبد الله بن عمر. قال: يا ابن عمر إني سائلك عن شيء فحدثني: هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد؟ قال: نعم. قال: هل تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهدها؟ قال: نعم. قال: هل تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم؟ قال: الله أكبر قال ابن عمر: تعال أبين لك أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه وأما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه ". وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى: " هذه يد عثمان " فضرب بها

(2)

على يده وقال: " هذه لعثمان ".

ثم قال له ابن عمر: اذهب بها الآن معك. [6080]

(1)

وهو كما قال.

ورواه ابن ماجه - أيضًا - (113) وإسناده صحيح.

وصححه الحاكم (3/ 99) ووافقه الذهبي.

(2)

أي: بالكلمات التي أجبت لك عن أسئلتك.

ص: 418

• البخاري (3698) عنه.

6026 -

وعن أبي سلهة مولى عثمان رضي الله عنهما قال: جعل النبي صلى الله عليه وسلم يسر إلى عثمان ولون عثمان يتغير فلما كان يوم الدار قلنا: ألا نقاتل؟ قال: لا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي أمرا فأنا صابر نفسي عليه [6081]

• البيهقي

(1)

في "الدلائل" عنه.

6027 -

وعن أبي حبيبة أنه دخل الدار وعثمان محصور فيها وأنه سمع أبا هريرة يستأذن عثمان في الكلام فأذن له فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنكم ستلقون بعدي فتنة واختلافا - أو قال: اختلافا وفتنة - فقال له قائل من الناس: فمن لنا يا رسول الله؟ أو ما تأمرنا به؟ قال: " عليكم بالأمير وأصحابه " وهو يشير إلى عثمان بذلك. [6082]

• البيهقي

(2)

في "الدلائل"[6/ 393].

‌7 - باب مَنَاقِبِ هؤلاءِ الثلاثةِ رضي الله عنهم

-

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

6028 -

عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد

(1)

أخرجه الحاكم - كما تقدم قريبًا -.

قال أبو الحارث - كان الله له -: ولم نره في "الدلائل"! (ع)

(2)

لم أقف على إسناده الآن.

ص: 419

أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه برجله فقال: "اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان". [4759]

• البُخَارِيُّ [3675] في فَضائِلِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، وأبو دَاودَ [4659] في السُّنَّةِ، والتِّرْمِذِيُّ [3697] والنَّسَائِيُّ [الكبرى 8135] في المَنَاقِبِ عَنْ أَنَسٍ.

6029 -

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل فاستفتح فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " افتح له وبشره بالجنة " ففتحت له فإذا أبو بكر فبشرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله ثم جاء رجل فاستفتح فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " افتح له وبشره بالجنة ". ففتحت له فإذا هو عمر فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله ثم استفتح رجل فقال لي: " افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه " فإذا عثمان فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله ثم قال: الله المستعان. [4760]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي مُوسَى [البخاري]

(1)

في مَواضِعَ؛ مِنْهَا في الأدَبِ [6216] وَمُسْلِمٌ [28/ 2403] في الفَضائِلِ، والتِّرْمِذِيُّ [3710]، وَالنسَائِيُّ [الكبرى 8131] في المَنَاقِبِ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

6030 -

عن ابن عمر رضي الله عنه قال: كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي: أفضل أمة النبي صلى الله عليه وسلم - بعده - أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين. [4761]

(1)

زيادة منا، يقتضيها السياق! (ع)

ص: 420

• التِّرْمِذِيُّ [3707] في المناقِبِ عَنْه، وَقَالَ: حَسَنٌ

(1)

.

قُلْتُ: هُوَ في "الصَّحِيحِ" بدُونهِ.

‌الفصل الثالث:

6031 -

عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أري الليلة رجل صالح كأن أبا بكر نيط

(2)

برسول الله صلى الله عليه وسلم ونيط عمر بأبي بكر ونيط عثمان بعمر " قال جابر: فلما قمنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا: أما الرجل الصالح فرسول الله وأما نوط بعضهم ببعض فهم ولاة الأمر الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم. [6086]

• رواه أبو داود

(3)

(4636) رضي الله عنهم.

‌8 - باب مَنَاقِبِ عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبِ رضي الله عنه

-

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

6032 -

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي

(1)

قلت: وهو كما قال.

(2)

أي: عُلق.

(3)

وسنده ضعيف؛ فيه عمرو بن أبان بن عثمان، روى عنه اثنان، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال:"روى عن جابر، ولا أدري أسمع منه أم لا؟ ".

ومن هذا الوجه أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار (4/ 312) والحاكم - أيضًا - (3/ 71 - 72) وصححه! ووافقه الذهبي!.

ص: 421

بعدي ". [4762]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (3706) م (30/ 2404)] عَنْ سَعدٍ في الفَضائِلِ.

6033 -

وقال علي رضي الله عنه: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي: أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق. [4763]

• مُسْلِمٌ [131/ 78] في الإِيمَانِ، والتِّرْمِذِيُّ [3736]، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 8486] في المَنَاقِبِ

(1)

، وابن ماجَه [114] في السُّنةِ عَنْ عَلِيّ - كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ -.

6034 -

عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: " لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ". فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال: " أين علي بن أبي طالب؟ " فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: " فأرسلوا إليه ". فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه فبرأ

(2)

حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: " انفذ على رسلك

(3)

حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم ". [4764]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (4210) م (34/ 2406)] عَنْ سَهْلِ بنِ سَعدٍ: البُخارِيُّ في الجِهَادِ، والمَغازِي، وَمُسلِمٌ

(1)

وفي (الإيمان) من "الصغرى"(8/ 115 - 116)! (ع)

(2)

بفتح الراء وتكسر.

(3)

أي: امض على رفقك ولينك.

ص: 422

في الفَضَائلِ.

6035 -

عن البراء النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي " أنت مني وأنا منك ". [4765]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (2699) م (90/ 1783)] عَنِ البَرَاءَ بنِ عَازِبٍ في حَدِيثٍ طَوِيلٍ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

6036 -

عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن ". [4766]

• التِّرْمِذِيُّ [3712] في المناقِبِ - وَحَسَّنَهُ - عَنْ عَمْرَان بنِ حُصَينٍ في حَديثٍ، وَصَحَّحَهُ ابنُ حَبَّان

(1)

[2203].

6037 -

عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه ". [4767]

• الترْمِذِيُّ [3713] فيهِ عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ، وَقَالَ: حَسَن

(2)

.

6038 -

عن حبشي بن جنادة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلا أنا وعلي ". [4768]

(1)

قلت: وسنده صحيح.

(2)

وكذا أحمد (4/ 368، 370، 372) بسند صحيح.

قلت: وأسنده الترمذي عن أبي سريحة - أو زيد بن أرقم -، وقال "شك شعبة".

قلت: وهو في "المسند"، عن زيد بدون شك.

وصححه ابن حبان (2204 - 2205) من حديث أبي موسى - وغيره -.

ص: 423

• التِّرْمِذِيُّ [3719] فِيهِ عَنْ حُبْشِيِّ بنِ جُنَادَةَ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ

(1)

.

6039 -

عن ابن عمر رضي الله عنه قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه فجاء علي تدمع عيناه فقال: آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنت أخي في الدنيا والآخرة ".

غريب [4769]

• التّرْمِذِيُّ [3720] عن ابنِ عُمَرَ في الزُّهْدِ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ

(2)

.

6040 -

عن أنس رضي الله عنه قال: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير فقال: "اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير " فجاء علي فأكل معه.

غريب [4770]

• التِرْمِذِي [3721] عَنْ أنَسٍ فِيهِ، وَقَالَ غَرِيبٌ

(3)

، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ [3/ 130].

(1)

وأخرجه أحمد (4/ 164 و 165) ورجالهما ثقات؛ غير أن أبا إسحاق - وهو السبيعي - كان اختلط بآخره، وراويه عنه حفيده إِسرائيل بن يونس بن أبي إِسحاق، فالظاهر أنه أخذه عنه في حالة الاختلاط.

وقد رواه عنه شريك - أيضًا -، وهو ضعيف: أخرجه ابن ماجه (119) ومن طريقه: أخرجه الترمذي (2/ 299).

لكن له شواهد تقويه، ولذا خرجته في "الصحيحة"(1980).

(2)

قلت: وإسناده ضعيف؛ فيه الحكيم بن جبير الأسدي - وهو ضعيف -، عن جميع بن عمير - وهو متهم -.

ومن هذا الوجه: أخرجه ابن عدي (59/ 1)، (69/ - 1) والحاكم (3/ 14).

(3)

أي: ضعيف؛ وهو كما قال.

ص: 424

. . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وانظر "الضعيفة"(6575).

• قال العلائي في "النقد الصريح":

وله طرق كثيرة غالبها واه، وفي بعضها ما يعتبر به، فيقوى أحد السندين بالآخر.

وأمثل ما ورد به طريقان: أحدهما: رواه الترمذي من جهة عبيد الله بن موسى - أحد المتفق عليهم -، عن عيسى بن عمر -، وقد وثقه يحيى بن معين وغيره، ولم يضعفه أحد -، عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي - وقد احتج به مسلم والناس -، عن أنس رضي الله عنه، قال: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير فقال: "اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير"، فجاء علي رضي الله عنه فأكل.

وقال فيه الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه من حديث السدي إلا من هذا الوجه، والسدي اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن، وقد سمع من أنس، ورأى الحسين بن علي رضي الله عنهما.

قلت: ورواه النسائي في كتاب "خصائص علي" رضي الله عنه من حديث مسهر بن عبد الملك، عن عيسى بن عمر، ومسهر قد وثقه ابن حبان وغيره، وقال فيه النسائي: ليس بالقوي.

والطريق الثاني: رواه الحاكم في "المستدرك" من رواية محمَّد بن أحمد بن عياض:، أنبأ أبي: ثنا يحيى بن حسان، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن أنس رضي الله عنه أطول مما تقدم.

ورجال هذا السند كلهم ثقات معروفون سوى أحمد بن عياض، فلم أر من ذكره بتوثيق ولا حرج، وذكر الحاكم أن له عن أنس رواة كثيرين، وأنه روي أيضًا من حديث علي وأبي سعيد الخدري وسفينة رضي الله عنه كذا بطرق صحيحة، ولم يسق أسانيدها، وقد انتقد عليه ذلك.

وفي مقابلته ذكر الحافظ محمَّد بن طاهر وأبو الفرج بن الجوزي؛ أن جميع طرق هذا الحديث ضعيفة واهية، وكل من الطرفين غلو.

والحق أنه ربما ينتهي إلى درجة الحسن، أو يكون ضعيفًا يحتمل ضعفه، فأما أن ينتهي إلى كونه موضوعًا في جميع طرقه؛ فلا، ولم يذكره ابن الجوزي في كتاب "الموضوعات"، والله أعلم.

• قال الحافظ ابن حجر في "أجوبته":

قال ابن الجوزي: موضوع، وقال الحاكم: ليس بموضوع. انتهى. ==

ص: 425

6041 -

وقال علي كنت إذا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني وإذا سكت ابتدأني.

غريب. [4771]

• التِّرْمِذِيُّ [3722] فِيهِ عَنْ عَلِيّ، وَقَالَ: حَسَن

(1)

.

6042 -

عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا دار الحكمة وعلي بابها ".

غريب لا يعرف هذاعن أحد من الثقات غير شريك وإسناده

= قلت: أخرجه الترمذي من طريق عيسى بن عمر، عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدِّي، عن أنس، وقال: غريب لا نعرفه من حديث السدّي إلّا من هذا الوجه.

وقد روي من غيره عن أنس، قال: والسُّدِّي اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن سمع من أنس.

قلت: أخرج له مسلم، ووثقه جماعة، منهم شُعبة وسفيان ويحيى القطّان.

وأخرجه الحاكم من طريق سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد عن أنس: كنتُ أخدم رسوله الله صلى الله عليه وسلم، فقُدم له فرْخٌ مشويٌّ فقال:"اللّهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير" فقلت: اجعله لرجلٍ من أهلي من الأنصار، فجاء علي فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة، ثم جاء فقلت ذلك، فقال:"اللهم ائتني كذلك" فقلت ذلك، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فتح" فدخل، فقال:"ما حَبَسَك يا عليُّ؟ " فقال: "إن هذه آخر ثلاث كرَّات يُرُدُّني أنس: فقال: "ما حملك على ما صنعت؟ " قلت: أحببتُ أن يكون رجلًا من قومي، فقال: "إن الرجل مُحب قومَه".

(1)

قلت: وسنده ضعيف لانقطاعه؛ لأنه من رواية عبد الله بن عمرو بن هند الجملي، ولم يسمع من علي، كما قال أحمد، وابن عبد البر.

وما في "المستدرك"(3/ 125) قال: سمعت عليًّا

فذكره، وقد صرح بالسماع من علي، وبناءً عليه؛ قال الحاكم "صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي!

قلت: فلعل هذا التصريح خطأ من بعض الرواة والله أعلم.

ص: 426

مضطرب. [4772]

• التّرْمِذِيُّ [3723] وَقَالَ: مُنْكَرٌ

(1)

(1)

قلت: فيه شريك، وهو سيء الحفظ.

ومن طريقه: أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 64).

• قال العلائي في "النقد الصريح":

وهذا الحديث ذكره أبو الفرج في "الموضوعات" من عدة طرق، وجزم ببطلان الكل، وقال مثل ذلك أيضًا جماعة، وعندي في ذلك نظر كما سأبينه.

والمشهور بروايتة: أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، عن أبي معاوية محمَّد بن حازم الضرير، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما.

وعبد السلام هذا ضعفوه جدًّا، واتّهم بالرفض، ومع ذلك فقد روى عباس بن محمَّد الدوري في سؤالاته يحيى بن معين، أنه سأله عن أبي الصلت هذا فوثقه، فقال: أليس قد حدث عن أبي معاوية حديث "أنا مدينة العلم"؟ فقال: قد حدث به محمَّد بن جعفر الفيدي، وهو ثقة عن أبي معاوية.

وكذلك روى صالح، بن محمَّد الحافظ - الملقب جزرة -، وأبو الصلت أحمد بن محمَّد بن محرز، عن يحيى بن معين أيضًا.

وفي رواية أبي الصلت بن محرز، قال يحيى في هذا الحديث: وهو من حديث أبي معاوية: أخبرني ابن نمير، قال: حدث به أبو معاوية قديما، ثم كف عنه، وكان أبو الصلت الهروي رجلًا موسرا؛ يطلب هذه الأحاديث ويكرم المشايخ - يعني: فخصه أبو معاوية بهذا الحديث -، فقد برئ عبد السلام الهروي من عهدة هذا الحديث، وأبو معاية الضرير ثقة، حافظ، يحتج بأفراده كابن عيينة وغيره.

وليس هذا الحديث من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول، بل هو مثال قوله صلى الله عليه وسلم في حديث:"أرأف أمتي أبو بكر وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل"، وقد حسنه الترمذي، وصححه غيره.

ولم يأت من تكلم على حديث "أنا مدينة العلم" بجواب عن هذه الروايات الثابتة عن يحيى بن معين، فالحكم عليه بالوضع باطل قطعا، إنما سكت أبو معاوية عن روايته شائعا لغرابته لا لبطلانه، إذ لو كان كذلك لم يحدث به أصلًا مع حفظه وإتقانه. ==

ص: 427

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وللحديث طريق أخرى رواها الترمذي في "جامعه" عن إسماعيل بن موسى الفزاري، عن محمَّد بن عمر بن الرومي، عن شريك بن عبد الله، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، عن أبي عبد الله الصنابجي، عن علي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أنا دار الحكمة وعلي بابها".

وتابعه أبو مسلم الكجي وغيره على روايته عن محمَّد بن عمر بن الرومي.

ومحمد هذا روى عنه البخاري في غير الصحيح، ووثقه ابن حبان، وضعفه أبو داود، وقال الترمذي - بعد سياق هذا الحديث -: هذا حديث غريب، قد روى بعضهم هذا عن شريك، ولم يذكر فيه الصنابحي، ولا يعرف هذا عن أحد من الثقات غير شريك.

قلت: فلم يبق الحديث من أفراد محمَّد بن الرومي، وشريك هذا احتج به مسلم، وعلق له البخاري، ووثقه يحيى بن معين والعجلي، وزاد: حسن الحديث، وقال عيسى بن يونس: ما رأيت أحدًا - قط - أورع في علمه من شريك، فعلى هذا يكون مفرده حسنًا.

ولا يرد عليه رواية من أسقط الصنابحي منه؟ لأن سويد بن غفلة تابعي مخضرم، وروى عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم، وسمع منهم، فيكون ذكر الصنابحي فيه من باب؛ المزيد في متصل الأسانيد.

والحاصل: أن الحديث ينتهي بمجموع طريقي أبي معاوية وشريك إلى درجة الحسن المحتجّ به، ولا يكون ضعيفًا فضلًا عن أن يكون موضوعًا، ولم أجد لمن ذكره في الموضوعات طعنًا مؤثرًا في هذين السندين، وباللّه التوقيق.

• * قال الحافظ ابن حجر في "أجوبته":

قلت: أخرجه الترمذي من رواية محمَّد بن عمر الرومي، عن شريك بن عبد الله القاضي، عن سلمة بن كُهَيل، عن سويد بن غَفَلة، عن الصُّنَابحي، واسمه عبد الرحمن عن علي بن أبي طالب بهذا، وقال: غريب، ورواه غيره عن شريك، ولم يذكروا فيه الصنَابِحي، ولا نعرف هذا الحديث عن أحد من الثّقات غير شريك، وفي الباب عن ابن عبّاس، انتهى كلام الترمذي.

وحديث ابن عبّاس المذكور أخرجه ابن عبد البَر في كتاب الصحابة المُسمّى بـ "الاستيعاب" ولفظه: "أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه" وصجحه الحاكم، وأخرجه الطبراني من حديث ابن عبّاس بهذا اللفظ، ورجاله رجال الصحيح، إلّا عبد السلام الهَرَوي، فإنه ضعيف عندهم، وذكر أبو أحمد ==

ص: 428

6043 -

وعن جابر رضي الله عنه قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا يوم الطائف فانتجاه

(1)

فقال الناس: لقد طال نجواه مع ابن عمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما انتجيته ولكن الله انتجاه ". [4773]

• التِّرْمِذِيُّ [372] عَنْ جَابِرٍ فيهِ، وَقَالَ: حَسَنٌ غريبٌ

(2)

.

6044 -

وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: " يا علي لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك ".

قال ضرار بن صرد: معناه لا يحل لأحد يستطرقه جنبا غيري وغيرك.

حديث غريب [4774]

• التِّرْمِذِيُّ [3727] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ فِيهِ، وَقَالَ: حَسَنٌ غريبٌ

(3)

.

= ابن عدي أنهم اتهموه به، وسقه منه جماعة من الضعفاء لكن أخرجه الحاكم من رواية عبد السلام المذكور، ونقل عن عباس الدُّوري، سألت ابن معين عن أبي الصَّلت؟ فقال: ثقة.

قلت: قد حدَّث عنه أبو معاوية بحديث "أنا مدينة العلم" فقال: حدّث به محمَّد بن جعفر الفيدي وهو ثقة، ثم ساق الحاكم الحديث من طريق الفيدي المذكور، وهو بفتح الفاء بعدها ياء مثناة من تحت، وذكر له شاهدًا من حديث جابر.

(1)

من باب الافتعال؛ من النجوى؛ أي: فسارَّه، وَقَالَ له: نجوى.

(2)

قلت: ورجاله ثقات؛ إِلا أن فيه عنعنة أبي الزبير.

(3)

قلت: وإسناده ضعيف.

وقال البخاري في "التاريخ الكبير"(6/ 183 - 184/ 2114): "ولا يصح هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم".

• قال العلائي في "النقد الصريح":

وهذا الحديث ليس من الحسان - قطعًا -، ولكنه حديث ضعيف، إلا أنه لا ينتهي إلى درجة الموضوع. ==

ص: 429

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وهو عند الترمذي من طريق محمَّد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ذلك لعلي رضي الله عنه، وقال عقبه: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد سمع مني محمَّد بن إسماعيل - يعني: البخاري - هذا الحديث.

قلت: فلو كان موضوعا لم يسمعه البخاري، وإنما كتبه عن تلميذه الترمذي؛ لاستغرابه له، وسالم بن أبي حفصة وعطية العوفي كل منهما شيعي ضعيف، قال النسائي في سالم: ليس بثقة، وقال الفلاس: مفرط في التشيع، وعطية ضعفه أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، والنسائي، والجماعة، وتحسين الترمذي لهذا الحديث عجيب مع تفرد هذين به!

ومما يدل على ضعفه ونكارته، أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يختص عن الأمة بشيء من الرخص فيما يقتضي تعظيم حرمات الله - تعالى - والقيام بإحلاله أصلًا، بل خصائصه المرخصة؟ إنما فيما يتعلق بالأمور الدنيوية كالزيادة على أربع في النكاح، ونحو ذلك، فلم يكن صلى الله عليه وسلم يترخص عن الأمة باستحلال المسجد حالة الجنابة سوى حمله ذلك على اللبث فيه، أو المرور فيه؛ على اختلاف المذهبين.

وقد أنكر صلى الله عليه وسلم على بعض الصحابة في كونه ميزه عن أمر ترخص فيه هو، وقالوا: يحل الله لنبيه ما شاء؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "والله إني لأخشاهم لله وأعلمهم بما أتقي"، فنفى صلى الله عليه وسلم عن نفسه أن يرخص عن الأمة بشيء مما يخل بالإجلال، والتعظيم، والله - سبحانه - أعلم.

• * قال الحافظ ابن حجر في "أجوبته":

أخرجه الترمذي من رواية عطية العَوْفي عن أبي سعيد الخدري، قال:"حسن غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه".

وقال علي بن المنذر: قلت: لضرار بن صُرَد: ما معنى هذا الحديث؟ قال: لا يحلُ لأحد يستطرقه غيرهما، والسبب في ذلك أن بيته مجاور المسجد، وبابه من داخل المسجد كبيت النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد ورد من طرق كثيرة صحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم لمّا أمر بسدِّ الأبواب الشارعة في المسجد إلَّا باب علي فشق على بعض الصحابة فأجابهم بعذره في ذلك.

وقد ورد ذلك في حديث طويل لابن عبّاس أخرجه أحمد والطبراني بسند جيد. ==

ص: 430

6045 -

وعن أم عطية رضي الله عنها قالت: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا فيهم علي قالت: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رافع يديه يقول: " اللهم لا تمتني حتى تريني عليا ". [4775]

• التِّرْمِذِيُّ [3737] عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، وَقَالَ: حَسَن غَرِيبٌ

(1)

.

‌الفصل الثالث:

6046 -

عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن ". [6100]

• رواه أحمد (6/ 292)، والترمذي (3717)، وقال: حسن غريب

(2)

.

6047 -

وعنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سب عليا فقد سبني ". [6101]

• رواه أحمد

(3)

(6/ 323).

6048 -

وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فيك مثل من عيسى أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى

= وقد وقع في بعض الطرق من حديث أبي هريرة أن سُكنى علي كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد يعني مجاورة المسجد، أخرجه أبو يعلى في "مسنده" وورد لحديث أبي سعيد شاهد نحوه من حديث سعد بن أبي وقّاص، أخرجه البَزار من رواية خارجة بيع سعد عن أبيه ورواته ثقات، والله أعلم.

(1)

قلت: وسنده ضعيف.

(2)

قلت: وفيه المساور الحميري، قال الحافظ في "التقريب":"مجهول".

(3)

ورجاله ثقات؛ إلا أن أبا إسحاق - وهو السبيعي - كان اختلط، فلا تغتر بتصحيح الحاكم (3/ 121) للحديث، وموافقة الذهبي لَهُ!

ص: 431

أنزلوه بالمنزلة التي ليست له ".

ثم قال

(1)

: يهلك في رجلان: محب مفرط يقرظني

(2)

بما ليس في ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني. [6102]

• رواه أحمد

(3)

(1/ 160) - رضِيَ الله تعالى عنه -.

6049 -

وعن البراء بن عازب وزيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل بغدير خم

(4)

أخذ بيد علي فقال: " ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قالوا: بلى قال: " ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ " قالوا: بلى قال: " اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ". فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. [6103]

• رواه أحمد

(5)

(4/ 281).

(1)

أي: علي.

(2)

أي: يمدحني.

(3)

كلا، لم يروه أحمد! وإنما رواه ابنه عبد الله في زوائد "المسند" (1/ 160) وإسناده ضعيف؛ وهو مخرج في "ظلال الجنة" (رقم: 987، 1004).

(4)

خم: - بضم الخاء وتشديد الميم -: اسم الغيضة؛ على ثلاثة أميال من الجحفة، عندها غدير مشهور، يضاف إلى الغيضة.

(5)

وسنده ضعيف. والسياق له.

ثم رواه (4/ 368، 370، 372) من طرق عن زيد بن أرقم

نحوه دون قوله فلقيه عمر .... فلم يحسن المؤلف في عزوه السياق لزيد بن أرقم - أيضًا -.

وبالجملة؛ فالمرفوع من الحديث صحيح. ==

ص: 432

6050 -

وعن بريدة قال: خطب أبي بكر وعمر فاطمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنها صغيرة " ثم خطبها علي فزوجها منه. [6104]

• رواه النسائي

(1)

(6/ 62).

6051 -

وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بسد الأبواب إلا باب علي. [605]

• رواه الترمذي

(2)

(3732) رضي الله عنه.

6052 -

وعن علي قال: كانت لي منزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن لأحد من الخلائق آتيه بأعلى سحر

(3)

فأقول: السلام عليك يا نبي الله فإن تنحنح انصرفت إلى أهلي وإلا دخلت عليه. [6106]

• رواه النسائي

(4)

(3/ 12).

6053 -

وعنه قال: كنت شاكيا فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول: اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني وإن كان متأخرا فارفعني

(5)

وإن كان بلاء فصبرني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كيف قلت؟ " فأعاد

= ورواه الترمذي بسند صحيح - كما تقدم - (رقم: 6082).

(1)

وإسناده جيد؛ وصححه ابن حبان (2224) والحاكم (2/ 167 - 168) ووافقه الذهبي.

(2)

وقال: "غريب"؛ أي: ضعيف؛ وهو كما قال.

(3)

أي: بأول أوقات السحر.

(4)

وإسناده ضعيف.

(5)

بالغين المعجمة؛ أي: وسِّع لي في المعيشة، بإِعطاء الصحة؛ فإن عافيتك أوسع لي.

وفي نسخة صحيحة: بالعين المهملة. اهـ. "مرقاة".

ص: 433

عليه ما قال فضربه برجله وقال: " اللهم عافه - أو اشفه - " شك الراوي قال: فما اشتكيت وجعي بعد. [6107]

• رواه الترمذي (3564)، وقال: حسن صحيح

(1)

.

‌9 - باب مَنَاقِبِ العَشرَةِ - رِضْوَان الله عَلَيْهِمْ - أَجْمَعِينَ

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

6054 -

قال عمر رضي الله عنه: ما أحد أحق بهذا الأمر

(2)

من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا وعبد الرحمن. [4776]

• البُخَارِيُّ [3700] في حَدِيثٍ طَوِيلٍ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه.

6055 -

وقال قيس بن أبي حازم قال: رأيت يد طلحة شلاء وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد. [4777]

• البخارِيُّ [4063] عَنْ قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ في المَغازِي.

6056 -

عن جابر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من يأتيني بخبر القوم يوم الأحزاب؟ " قال الزبير: أنا فقال النبي صلى الله عليه

(1)

قلت: وإسناده ضعيف؛ فيه عبد الله بن سلِمة الهمداني المرادي، أورده الذهبي في "الضعفاء"، وقال النسائي "يُعرف، ويُنكر".

ومن طريقه: رواه ابن حبان - أيضًا - (2229).

(2)

أي: أمر الخلافة.

ص: 434

وسلم: " إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير "[4778]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ جَابِرٍ: البُخارِي [2846] في الجِهادِ، وَمُسلِمٌ [48/ 2415] في الفَضِائِلِ، والتِّرْمِذِيُّ [3745]، والنسَائِيُّ [الكبرى 8841 المَنَاقِبِ، وابنُ مَاجَه [122] في السُّنةِ رضي الله عنهم.

6057 -

و قال الزبير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يأتي بني قريظة فيأتيني بخبرهم؟ " فانطلقت فلما رجعت جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه فقال: " فداك أبي وأمي ". [4779]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (3720) م (49/ 2416)] عَنِ الزبيْرِ: البُخَارِيّ، وَمُسْلِمٌ، والتّرْمِذِيُّ [3743]

والنسَائِيُّ [الكبرى 8213] في المَنَاقِبِ، وابنُ مَاجَه [123] في السُّنةِ.

6058 -

عن علي رضي الله عنه قال: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لأحد إلا لسعد بن مالك فإني سمعته يقول يوم أحد: " يا سعد ارم فداك أبي وأمي ". [4780]

• مُتْفَق عَلَيْهِ [خ (6184) م (41/ 2411)] عَنْ عَلِي رضي الله عنه: البُخارِي في الأدَبِ، وَغَيْرِهِ، وَمُسْلِمٌ في الفَضَائِلِ، والتِّرْمِذِيُّ [3755] في المَنَاقِبِ، والنِّسَائيُّ [الكبرى 10021] في اليَوْمِ واللَّيْلَةَ.

6059 -

وقال سعد: إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله

(1)

. [4781]

6060 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سهر

(2)

رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة ليلة فقال: " ليت رجلا صالحا يحرسني " إذ سمعنا صوت سلاح فقال: " من هذا؟ " قال: أنا سعد قال: " ما جاء بك؟ " قال: وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أحرسه فدعا له رسول الله صلى

(1)

رواه البخاري (3728)، ومسلم (2966).

(2)

وفي رواية: أرق: "مرقاة".

ص: 435

الله عليه وسلم ثم نام. [4782]

• مُتَّفَق عَلَيْهِ عَنْ عَائِشَةَ: البُخَارِيُّ [2885] في الجِهَادِ، وَمُسْلِمٌ [40/ 2410] في الفَضائِلِ، والتّرْمِذِيُّ [3756] والنسائِي [الكبرى 8867] في المَنَاقِبِ.

6061 -

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح. [4783]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (4382) م (53/ 2419)، عَنْ أَنَسٍ في فَضائِلِ أَبِي عُبَيدَةَ، والنسَائِيُّ [الكبرى 8200] في المَنَاقِبِ رضي الله عنهم.

6062 -

وسئلت عائشة: من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفا لو استخلفه؟ قالت: أبو بكر. فقيل: ثم من بعد أبي بكر؟ قالت: عمر. قيل: من بعد عمر؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح. [4784]

• مُسلِم [9/ 2385] في الفضائِلِ عَنْهَا.

6063 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد ".

وزاد بعضهم: وسعد بن أبي وقاص ولم يذكر عليا. [4785]

• مُسلِمٌ [(50/ 2417) (50/ 2417)] في الفَضَائِلِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

6064 -

عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة

ص: 436

وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ". [4786]

• الترْمِذِيُّ [3747] عَنْ عَبْدِ الرحْمَنِ بنِ عَوْفٍ رضي الله عنه في المَنَاقِبِ، وأَبُو دَاودَ [4650] عَنْ سَعِيدِ بنِ زَيْدٍ؛ وأشَارَ إِلَيْهِ التِّرْمِذِيُّ

(1)

.

6065 -

عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأفرضهم زيد بن ثابت وأقرؤهم أبي وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ".

صح.

ورواه بعضهم عن قتادة رضي الله عنه مرسلا وفيه: " وأقضاهم علي ". [4787]

• التِّرْمِذِيُّ [3791] في المَنَاقِبِ - وَصَححَهُ

(2)

-، وابنُ مَاجَه [154] في السُّنةِ عَنْ أَنَسٍ.

6066 -

عن الزبير قال: كان على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعان فنهض إلى الصخرة فلم يستطع فقعد طلحة تحته حتى استوى على الصخرة فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أوجب طلحة ". [4788]

(1)

بل رواه الترمذي (3748) بإسناده، عن سعيد، وهو حديث صحيح.

(2)

قلت: وهو كما قال، وصححه ابن حبان - أيضًا -، والحاكم، والذهبي.

وقد أُعل بما لا يقدح، وقد خرجته في "الصحيحة"(1224).

والزيادة: رواها عبد الرزاق في "المصنف"(11/ 225/ 20387) عن قتادة، وأبي قلابة

مرسلًا؛ والزيادة لقتادة.

ص: 437

• التِّرْمِذِيُّ [3738] في المَنَاقِبِ - وَصَحَّحَهُ -

(1)

عَنِ الزبيْرِ بنِ العَوَّامِ.

6067 -

و قال جابر: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طلحة بن عبيد الله قال: " من أحب أن ينظر إلى رجل يمشي على وجه الأرض وقد قضى نحبه فلينظر إلى هذا ".

وفي رواية: " من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله ". [4789]

• التِّرْمِذِيُّ [3739] فِيهِ - واسْتَغرَبَهُ

(2)

- عَنْ جَابِرِ.

وابنُ مَاجَه [126] في السُّنَّةِ بِنَحْوِهِ عَنْ مُعَاوِيَةَ.

6068 -

وعن علي رضي الله عنه قال: سمعت أذني من في رسول الله

(1)

قلت: ورواه أحمد - أيضًا - (1/ 165) وإسناده حسن، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وصححه ابن حبان (2213،2212) وقد خرجته في "الصحيحة"(945).

وأوجب؛ أي: أوجب الجنة، والمعنى: أنه أثبتها لنفسه.

(2)

وهو كما قال.

لكن ليس عنده الرواية الأولى؛ ولم أجدها من حديث جابر، لا عند الترمذي، ولا عند غيره.

وإنما وجدتها من حديث عائشة: أخرجه ابن سعد، وغير، وإسناده ضعيف.

لكن له عنده شاهد مرسل، وإسناده صحيح.

ورواه الترمذي (3742) عن معاوية، وطلحة

مختصرًا بلفظ: "طلحة ممن قضى نحبه"، وسنده عن طلحة حسن.

ثم وجدت الرواية الأولى عند البغوي في "تفسيره"(7/ 528) وإسناده هو إسناد الترمذي - بالرواية الثانية -.

وقد خرجت الحديث - بِرِوَايَتَيه - في "الصحيحة"(125 - 126).

ص: 438

صلى الله عليه وسلم يقول: " طلحة والزبير جاراي في الجنة ".

غريب [4790]

• التّرْمِذِي

(1)

[3741] في المناقِبِ عَنْ عَلِيّ - كَرَّمَ الله وَجْهَهُ -.

6069 -

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ يعني يوم أحد: "اللهم اشدد رميته وأجب دعوته". [4791]

• البَغَوِيُّ

(2)

[3922] في "شَرْحِ السُّنَّةِ" عَنْ سعَدٍ.

6070 -

وروى عن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم استجب لسعد إذا دعاك ". [4792]

• التِّرْمِذِيُّ [3751] في المَنَاقِبِ عَنْ سعَدِ بنِ أَبِي وَقّاص، وَصَحَّحَ إِرْسَالَهُ.

وَقَد أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبان

(3)

[2215] مِنْ طَرِيقِ قَيْسٍ: سَمِعْتُ سَعدًا.

(1)

وقال: "غريب" أي: ضعيف؛ وهو كما قال.

فيه أبو عبد الرحمن النضر بن منصور، عن عقبة بن علقمة اليشكري - وكلاهما ضعيف -.

ومن طريقهما: أخرجه الحاكم (3/ 364) وقال "صحيح الإسناد""!

ورّده الذهبي بقوله "قلت: لا".

(2)

ورواه الحاكم - أيضًا - (3/ 500)، وصححه، ووافقه الذهبي! وإسناده ضعيف عندي؛ لأنه - عند البغوي (3/ 533/ 2) والحاكم (3/ 550) وأبي نعيم (1/ 93) - من طريق إبراهيم بن يحيى الشجري، عن أبيه - والأول لين الحديث، والآخر ضعيف -، كما قال الحافظ.

وله شاهد لا يفرَحُ به؛ لشدة ضعفه؛ فيه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، وهو متروك متهم بالوضع.

ورواه ابن عساكر (7/ 161).

(3)

قلت: وإسناده صحيح.

ص: 439

6071 -

عن علي رضي الله عنه قال: ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أباه وأمه إلا لسعد قال له يوم أحد: " ارم فداك أبي وأمي " وقال له: " ارم أيها الغلام الحزور

(1)

". [4793]

• الترْمِذِيُّ [3753] فِيهِ عَنْ عَلَيّ، وَقَالَ: صَحِيحٍ

(2)

.

6072 -

وعن جابر رضي الله عنه قال: أقبل سعد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هذا خالي فليرني امرؤ خاله".

كان سعد من بني زهرة وكانت أم النبي صلى الله عليه وسلم من بني زهرة. [4794]

• التِّرْمِذِيُّ [3752] عَنْ جَابِرٍ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ

(3)

.

‌الفصل الثالث:

6073 -

عن قيس بن حازم قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: إني لأول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله ورأيتنا نغزو مع رسول الله صلى

(1)

الحزور: الغلام القوي، والرجل القوي.

(2)

وهو كما قال.

(3)

وتمام كلامه: "لا نعرفه إِلا من حديث مجالد".

قلت: ومجالد ضعيف.

لكن تابعه إِسماعيل بن أبي خالد - عند الحاكم (3/ 498) -؛ وصححه، ووافقه الذهبي.

ص: 440

الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا الحبلة

(1)

وورق السمر

(2)

وإن كان أحدنا ليضع

(3)

كما تضع الشاة

(4)

ماله خلط

(5)

ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام

(6)

لقد خبت -إذا - وضل عملي وكانوا وشوا به إلى عمر وقالوا: لا يحسن يصلي. [6128]

• متفق عليه [خ (3728) م (66 - 29)] عنه.

6074 -

وعن سعد قال: رأيتني وأنا ثالث الإسلام وما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام. [6129]

• رواه البخاري (3727).

6075 -

وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنسائه: "إن أمركن مما يهمني من بعدي ولن يصبر عليكن إلا الصابرون الصديقون " قالت عائشة: يعني المتصدقين.

(1)

ثمر السمر يشبه اللوبيا، قاله ابن الأعرابي.

وقيل: ثمر العضاه.

(2)

السمر: شجر الطلح، واحدتها سمرة.

(3)

أي: يخرج منه.

(4)

أي: من البعر.

والمعنى: أن نجوهم يخرج بعرًا؛ ليبسه وعدم الغذاء المألوف.

(5)

أي: لا يختلط النجو بعضه ببعض لجفافه ويبسه.

(6)

أي: توبخني على الصلاة.

والمراد: أنهم كانوا يعيرونه لأنه لا يحسن الصلاة.

ص: 441

ثم قالت عائشة لأبي سلمة بن عبد الرحمن

(1)

سقى الله أباك من سلسبيل الجنة وكان ابن عوف قد تصدق على أمهات المؤمنين بحديقة بيعت بأربعين ألفا

(2)

. [6130]

6076 -

وعن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأزواجه: "إن الذي يحثو

(3)

عليكن بعدي هو الصادق البار اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة ". [6131]

• رواه أحمد

(4)

(6/ 299) - رضِيَ الله تعالى عنه -.

6077 -

وعن حذيفة قال: جاء أهل نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله ابعث إلينا رجلا أمينا. فقال: "لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين" فاستشرف

(5)

لها الناس قال: فبعث أبا عبيدة بن الجراح. [6132]

• متفق عليه

(6)

[خ (3745) م (2420)] عنه.

(1)

أي: ابن عوف.

(2)

رواه الترمذي (3749)، وقال:"حديث حسن صحيح".

قلت: وإسناده حسن، وصححه ابن حبان (2216)، وقد خرجته في "الصحيحة"(1595).

(3)

أي: يجود وينثر.

(4)

إسناده ضعيف؛ فيه عنعنة ابن إسحاق.

وشيخه محمَّد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين؛ لم يوثقه غير ابن حبان (7/ 413).

(5)

أي: طمع وتوقع.

(6)

أخرجاه من حديث شعبة، عن أبي إسحاق، عن صلة، عن حذيفة

به البخاري (3745، 4381، 7254) ومسلم (7/ 129) والنسائي في "الكبرى"(5/ 57/ 8118) وابن ماجه (135) وابن حبان (6910) وابن سعد (3/ 412) وأحمد (5/ 398، 400) وصرح أبو إسحاق - السبيعي بالتحديث - عند أحمد في الموضع الثاني. وتابعه سفيان، عن أبي إسحاق به: أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 136) ومسلم، والترمذي (3759) - وصححه -، والنسائي - أيضًا - (8197) وكذا ابن ماجه، وابن سعد، وأحمد ==

ص: 442

6078 -

وعن علي قال: قيل لرسول الله: من نؤمر

(1)

بعدك؟ قال: "إن تؤمروا أبا بكر تجدوه أمينا زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة وإن تؤمروا عمر تجدوه قويا أمينا لا يخاف في الله لومة لائم وإن تؤمروا عليا - ولا أراكم فاعلين - تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم". [6133]

• رواه أحمد

(2)

(1/ 109) رضي الله عنهم.

6079 -

وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رحم الله أبا بكر زوجني ابنته وحملني إلى دار الهجرة وصحبني في الغار وأعتق بلالا من ماله. رحم الله عمر يقول الحق وإن كان مرا تركه الحق وما له من صديق. رحم الله عثمان تستحييه الملائكة رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار "[6134]

• رواه الترمذي

(3)

(3714) رضي الله عنهم.

= (5/ 385، 401) وصرح - أيضًا - بالسماع عند الترمذي.

وتابعهما - أيضًا - زكريا بن أبي زائدة

عنه: أخرجه ابن حبان (6961) وابن أبي شيبة.

وتابعهم إسرائيل عنه

به أخرجه البخاري (4380) والنسائي (8196).

وهي عند الحاكم (3/ 367) وأحمد (1/ 414) لكنهما قالا "عن ابن مسعود" مكان "عن حذيفة"، وهو شاذ عندي.

واستظهر الحافظ (8/ 94) صحة الطريقين - يعني: عن ابن مسعود أيضًا -، وفيه نظر لا يخفى على البصير بهذا العلم.

وخفي الفرق بين رواية الحاكم - هذه -، ورواية البخاري على المعلق على "الإحسان"(15/ 461 - المؤسسة) فظن أنها عن حذيفة!

(1)

بالتشديد؛ أي: من نجعله أميرًا.

(2)

إِسناده ضعيف؛ لاختلاط أبي إِسحاق السبيعي، وتدليسه.

قلت: وانظر تعليقي على "الباعث الحثيث"(1/ 163 - 164 - بتحقيق الأخ علي الحلبي).

(3)

وقال: "غريب"؛ أي: وهو كما قال، وبي أنه في "الأحاديث الضعيفة"(2094).

ص: 443

‌10 - باب مَنَاقبِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم

-

‌مِنَ "الصِّحِاح

":

6080 -

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية {ندع أبناءنا وأبناءكم} دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي "[4795]

• مُسْلِمٌ [32/ 2404]، والتِّرْمِذِيُّ [2999] عَنْ سَعْدٍ في الفَضَائِلِ.

6081 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط

(1)

مرحل

(2)

من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} [4796]

• مُسْلِمٌ (2424) في الفَضَائِلِ،

(3)

عَنْ عَائِشَةَ.

6082 -

و قال البراء: لما توفي إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن له مرضعا في الجنة "[4797]

• البُخَارِيُّ [1382] في الجنائِزِ عَنِ البَرَاء.

6083 -

عن عائشة رضي الله عنها: قالت: كنا - أزواج النبي صلى الله

(1)

المرط: كساء يكون من خز وصوف.

(2)

ضرب من برود اليمن.

(3)

سقطت من الأصل؛ واستدركناها من مصادر التخريج. (ع).

ص: 444

عليه وسلم - عنده. فأقبلت فاطمة ما تخفى

(1)

مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآها قال: " مرحبا بابنتي " ثم أجلسها ثم سارها فبكت بكاء شديدا فلما رأى حزنها سارها الثانية فإذا هي تضحك فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها عما

(2)

سارك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره فلما توفي قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني. قالت: أما الآن فنعم أما حين سار بي في الأمر الأول فإنه أخبرني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة وإنه قد عارضني به العام مرتين ولا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقي الله واصبري فإني نعم السلف أنا لك فبكيت فلما رأى جزعى سارني الثانية قال: "يا فاطمة ألا ترضين أن تكونى سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين؟ "[4798]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ عَائِشَةَ: البُخارِي [6285] في عَلامَاتِ النُّبُوَّةِ، والمَغازِي، وَمُسْلِمٌ [98/ 2450] في الفَضائِلِ، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 8368] في المَنَاقِبِ.

وفي رواية: سارّني فأخبرني أنه يُقبَضُ في وجعِه، فبَكَيْتُ ثم سارَّني فأخبرَني أني أولُ أهلِ بيتِهِ أَتْبَعُه، فضحِكتُ.

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (3626) م (97/ 2450)] عَنْهَا.

6084 -

وعن المسور بن مخرمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني"[4799]

(1)

أي: ما تختلف.

(2)

الظاهر: عما سارها، على أن (ما) موصولة.

لكن التقدير: سألتها قائلة: عم سارك؟ وفي رواية: سألتها: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

ص: 445

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ المِسْورِ: البُخارِي [3767، 5230] في مَواضِعَ؛ مِنْهَا في النِّكاح، والمناقِبِ [ومسلم (2449) في الفضائل]

(1)

.

تَنبِيهٌ: وَقَعَ في "المَصَابِيحِ": "فَمِنْ أَبْغَضِهَا"! والذِي في "الصحِيحِ": "أغْضَبها"، وكَذَا سَاقَهُ هُوَ في "شَرْح السُّنةِ"[3957].

وفي رواية: "يُريبُني ما أَرَابَها، ويُؤذِيني ما آذَاهَا".

• البُخَارِيُّ [5230] في النِّكاحِ، وَمُسْلِمٌ [93/ 2449] والتّرْمِذِيُّ [3867] في المَنَاقِبِ.

6085 -

وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى: خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: " أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم الثقلين

(2)

أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي" [4800]

• مُسْلِمٌ [36/ 2408] في المَنَاقِبِ، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 8175] في الفَضَائِلِ عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه.

وفي رواية: "كتابُ الله: هوَ حبلُ الله؛ مَن اتبَعَهُ كانَ على الهدَى، ومَن تَرَكَهُ كانَ على الضلالةِ".

• مُسْلِمٌ [37/ 2408] فِيهِ عَنْهُ.

(1)

سقطت من الأصل، والسياق يقتضيها، (ع).

(2)

أي: الأمرين العظيمين.

ص: 446

6086 -

عن البراء بن عازب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: "أنت مني وأنا منك" وقال لجعفر: "أشبهت خلقي وخلقي ". وقال لزيد: " أنت أخونا ومولانا "[4801]

• مُتْفَق عَلَيْهِ [خ (2699) م (90 - 92/ 1783)]، عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ في حَدِيثٍ: البُخَارِي في الحَجِّ، والصُّلح، وَمُسْلِمٌ في المَغازِي.

6087 -

وكان ابن عمر أنه إذا سلم على ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين. [4802]

• البُخَارِيُّ [3709] عَنِ الكَعْبِي بِهَذَا في الفَضائِلِ.

6088 -

وعن البراء قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم والحسن بن علي على عاتقه يقول: "اللهم إني أحبه فأحبه"[4803]

• مُتْفَق عَلَيْهِ [خ (3749) م (58/ 2422)]، والترْمِذِيُّ [3783] والنسَائيُّ [الكبرى 8163] كُلُّهم في المَنَاقِبِ عَنِ البَراءِ.

6089 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة

(1)

من النهار حتى أتى خناب

(2)

فاطمة فقال: " أثم لكع؟ أثم لكع؟ " يعني حسنا فلم يلبث أن جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه ". [4804]

• مُتْفَق عَلَيْهِ [خ (5884) م (57/ 2421)]، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخَارِيُّ في اللِّبَاسِ، وَمُسْلِمٌ في

(1)

أي: قطعة من النهار.

(2)

أي: بيتها.

ص: 447

الفَضَائِلِ، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 8164] في المَنَاقِبِ ت، د.

6090 -

وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: " إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ". [4805]

• البُخَارِيُّ [2704] في الصُلْح عَنْ أبِي بَكْرَةَ، (د [4662] ت [3773] س [3/ 107]).

6091 -

وعن ابن عمر في الحسن والحسين قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هما ريحاني

(1)

من الدنيا". [4806]

• البُخَارِيُّ

(2)

[5994] في الأَدَبِ عن ابنِ عُمَرَ.

6092 -

عن أنس رضي الله عنه قال: لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي [4807]

• البُخَارِيُّ [3752] والتِّرْمِذِيُّ [3776] في المَنَاقِبِ عَنْ أَنَسٍ.

6093 -

وقال في الحسين أيضا: كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم. [4808]

• البخَارِيُّ [3748] عَنْ أَنَس في المَنَاقِبِ.

6094 -

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره فقال: " اللهم علمه الحكمة ".

(1)

أي: من رزق الله الذي رزقنيه من الدنيا.

(2)

وانظر "الصحيحة"(5/ 656).

ص: 448

وفي رواية: " علمه الكتاب ". [4809]

• البُخارِي [3756] في فَضْلِ ابنِ عَباسٍ، والتِّرْمِذِيّ، والنَّسَائِي في المَنَاقِبِ، وابنُ ماجَه في السُّنةِ؛ كُلُّهُم عن ابنِ عبّاس رضي الله عنهم.

6095 -

وعنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء فوضعت له وضوءا فلما خرج قال: "من وضع هذا؟ " فأخبر فقال: " اللهم فقهه في الدين ". [4810]

• مُتفَقٌ عَلَيهِ

(1)

: البُخارِيُّ [143] في الوُضُوءِ، وَمسْلِمٌ [138/ 2477] في الفَضائِلِ.

6096 -

عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذه والحسن فيقول: " اللهم أحبهما فإني أحبهما"[4811]

• البُخَارِيُّ [3735] عَنْ أُسامَةَ في المَنَاقِبِ.

6097 -

وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه: قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن بن علي على فخذه الأخرى ثم يضمهما ثم يقول: " اللهم ارحمهما فإني أرحمهما ". [4812]

• البُخَارِيُّ [6003] في الأدَبِ عَنْهُ.

6098 -

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن بعض الناس في إمارته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة

(1)

هذا خطأ، وإِن ذهل عنه الشارح القاري وغيره، فليس الحديث متفقًا عليه، ولا رواه أحد "الصحيحين" بهذا التمام، وإنَّما هو في "مسند أحمد"، بسند صحيح، وقد خرجته في تخريج أحاديث "شرح الطحاوية" منبهًا على مثل هذا الخطإ من شارحها، وإنما روى منه مسلم قوله "اللهم فقهه"، وروى البخاري الذي في الحديث قبله.

ص: 449

أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان

(1)

لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده " [4813]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (3730) م (63/ 2426)]، والتِّرْمِذِيُّ [3816] والنِّسَائِيُّ [الكبرى 8181] في المَنَاقِبِ عَنِ ابنِ عُمَرَ.

وفي رواية: "وأُوصيكُم بهِ؛ فإنه مِن صَالحِيكم".

• مسلِمٌ [64/ 2426] عن ابنِ عُمَرَ في المناقبِ.

6099 -

عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنه إن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن {ادعوهم لآبائهم} . [4814]

• متفق عليهِ [خ (4782) م (62/ 2425)] عن ابنِ عُمَرَ: البخاريُّ في التفسيرِ، ومسلمٌ في الفضائلِ.

‌مِنَ "الحِسان

":

6100 -

عن جابر رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: " يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي". [4815]

• الترمذِيُّ [3786] عنْ جابرٍ في المناقبِ، وقال: حسنٌ غريبٌ

(2)

.

(1)

أي: أبوه.

(2)

قلت: وإسناده ضعيف؛ فيه زيد بن الحسن الأنماطي، قال الحافظ "ضعيف".

نعم؛ له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري

مروفوعًا نحوه: أخرجه أحمد (3/ 26،17،14، 59) ==

ص: 450

6101 -

عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ". [4816]

• لمسلمٍ [2408] عنْ زيدِ بنِ أَرقَم في الحديثِ الماضي.

وأخرجهُ الترمذيُّ [3788] في المناقبِ من حديثِ زيدِ بنِ أَرْقم في الحديثِ مطَوَّلًا، وقال: حسنٌ غريبٌ

(1)

.

ومن حديثِ أَبي سعيدٍ الخُدْريِّ رضي الله عنه [3788].

6102 -

وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين: " أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم ". [4817]

• الترمذي [3870] عنْ زيدِ بنِ أَرقم فيه، وقال: غريبٌ

(2)

.

6103 -

وروى عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت: أي الناس كان

= والترمذي - أيضًا - (3788)، وابن سعد (2/ 194) من طرق، عن عطية عنه.

ويشهد له حديث زيد الآتي بعده، فهو - به - صحيح.

وقد أخرجه الحاكم (3/ 148) من طريق أخرى عن زيد

مختصرًا، وهو مخرج في "الصحيحة"(1761).

(1)

قلت: وإسناده ضعيف - أيضًا -؛ فيه عنعنة حبيب بن أبي ثابت.

لكنه شاهد للذي قبله، وهو عند مسلم نحوه، وتقدم (6140)، وهو مخرج في المصدر السابق.

(2)

وتمام كلامه: "وصبيح - مولى أم سلمة - ليس بالمعروف"، ثم خرجته في "الضعيفة"(6028).

ص: 451

أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمة. فقيل: من الرجال؟ قالت: زوجها [4818]

• الترمذيُّ

(1)

[3874] عنْ جُمَيْع بنِ عُمَيرٍ فيه.

6104 -

وعن عبد المطلب بن ربيعة رضي الله عنه أن العباس رضي الله عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا وأنا عنده فقال: " ما أغضبك؟ " قال: يا رسول الله ما لنا ولقريش

(2)

إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مستبشرة

(3)

وإذا لقونا لقونا بغير ذلك؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه ثم قال: " والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله " ثم قال: " يا أيها الناس من آذى عمي فقد آذاني فإنما عم

(1)

وقال "حديث حسن غريب".

قلت: وهو كما قال، وإسناده حسن.

وله - عنده (3868) - شاهد من حديث بريدة، وحسنه - أيضًا -.

(2)

ما لنا معشر بنِي هاشم وبقية قريش؟

(3)

أي: بوجوه عليها البشر.

قلت: وإسناده ضعيف. فيه يزيد بن أبي زياد - وهو الهاشمي مولاهم -؛ ضعيف.

ومن طريقه: أخرجه أحمد (4/ 165) والحاكم (3/ 333) وابن عساكر في "التاريخ"(8/ 459/ 2).

ولقوله "من آذى

" شاهد عن أبي مجلز

مرسلًا، وسنده صحيح: أخرجه ابن سعد (4/ 27).

لكن الجملة الأخيرة منه - في الصنو - لها شواهد كثيرة، بعضها في "طبقات ابن سعد"(4/ 26 - 27) وصححه الترمذي عن أبي هريرة، وانظر "الضعيفة" (4443) فهي صحيحة؛ وهو مخرجه في "غاية المرام" (رقم: 189)، و"الإرواء"(تحت 858)، و"الصحيحة" (806). صنو أبيه؛ أي: مثله.

ص: 452

الرجل صنو

(1)

أبيه ". [4819]

• الترمذيُّ [3758] عن عبدِ المطلب بنِ رَبِيعةَ بنِ الحارثِ فيه، وحسنه

(2)

.

6105 -

وعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لعمر في العباس: إن عم الرجل صنو أبيه" [4820]

• الترمذيُّ [3760] عن عليّ فيه.

6106 -

عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال " العباس مني وأنا منه "[4821]

• الترمذيُّ [3759] عن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما فيه، وقال: حسن غريبٌ

(3)

.

6107 -

وعنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس: " إذا كان غداة الاثنين فأتني أنت وولدك حتى أدعو لهم بدعوة ينفعك الله بها وولدك " فغدا وغدونا معه وألبسنا كساءه ثم قال: " اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبا اللهم احفظه في ولده ".

غريب [4822]

• الترمذيُّ [3762] عن ابن عبَّاسٍ فيه، وقال: حسن غريبٌ

(4)

.

(1)

سقطت من الأصل، واستدركناها من مصادر التخريج. (ع).

(2)

أي: من البعر.

والمعنى: أن نجوهم يخرج بعرًا، ليبسه وعدم الغذاء المألوف.

(3)

قلت: وإسناده ضعيف؛ فيه عبد الأعلى الثعلبي، وهو ضعيف؛ وقد خرجته في "الضعيفة"(2315).

(4)

قلت: وإسناده جيد. ثم بدا لي فيه علة؛ وهي عنعنة مكحول.

ص: 453

6108 -

عن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنه أنه رأى جبريل مرتين ودعا له

(1)

رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين. [4823]

• الترمذيُّ [3822] فيه عن ابنِ عبَّاسٍ، وقال: مُنْقَطعٌ

(2)

.

6109 -

وعنه أنه قال: دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤتيني الله الحكمة مرتين. [4824]

• الترمذيُّ [3823] عن ابنِ عبّاسٍ فيه، وقال: حسنٌ غريبٌ

(3)

؛ وفي لفظٍ: "اللهُم علِّمْهُ الحِكْمَةَ"؛ وهي في "الصَّحِيح".

6110 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيت جعفرا يطير في الجنة مع الملائكة ".

غريب [4825]

• الترمذيُّ [3763] فِيهِ عنْ أَبي هريرةَ، وقال: غريبٌ

(4)

.

6111 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان جعفر يحب المساكين

(1)

أي: لابن عباس.

(2)

وإسناده ضعيف.

(3)

قلت: وإسناده حسن، وتقدم نحوه (رقم: 6138).

(4)

قلت: بل هو حديث صحيح؛ فإن هذا وإن كان إسناده ضعيفًا؛ فإن له شواهد كثيرة، يرقى بها إلى درجة الصحة، انظر "طبقات ابن سعد"(4/ 1/ 26 - ط أوروبا) و"مستدرك الحاكم"(3/ 209، 210، 212) وصحح بعضها على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

وقول ابن عمر المتقدم (6132)"يا ابن ذي الجناحين" يشعر أن هذا الحديث كان معروفًا عندهم.

وله شواهد أخرى؛ أخرجتها كلها في "الصحيحة"(1226).

ص: 454

ويجلس إليهم ويحدثهم ويحدثونه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنيه بأبي المساكين. [4826]

• الترمذي [3766] عنْ أَبي هريرةَ مُطَولًا فيه، وقال: غريبٌ.

6112 -

وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ". [4827]

• الترمذيُّ [3768] فيه عنْ أَبي سعيدٍ، وقال: صحيحٌ

(1)

.

6113 -

وعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الحسن والحسين هما ريحاني من الدنيا ". [4828]

• الترمذيُّ عن ابنِ عُمَرَ فيه، وقال: صحيحٌ.

قلتُ: وهو في "الصحيح"

(2)

كما تقدَّمَ.

6114 -

وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: طرقت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في بعض الحاجة فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو مشتمل على شيء ولا أدري ما هو فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشفه فإذا الحسن والحسين على وركيه. فقال: " هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما "[4829]

• الترمذيُّ [3769] عن أسَامَةَ فيه، وقال: حسن غريبٌ

(3)

.

(1)

قلت: وهو كما قال؛ لشواهده الكثيرة، وقد خرجت بعضها في المصدر السابق (796).

(2)

(برقم: 6136) من رواية البخاري.

(3)

وإسناده لين.

قلت: وصححه ابن حبان (2234)! ==

ص: 455

6115 -

عن سلمى قالت: دخلت على أم سلمة وهي تبكي فقلت: ما يبكيك؟ قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تعني في المنام - وعلى رأسه ولحيته التراب فقلت: ما لك يا رسول الله؟ قال: " شهدت قتل الحسين آنفا "

غريب [4830]

• الترمذيُّ

(1)

[3771] فيه من طريقِ سلْمَى البكْرِيةِ، عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها.

6116 -

وعن أنس رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال: "الحسن والحسين " وكان يقول لفاطمة: " ادعي لي ابني " فيشمهما ويضمهما إليه.

غريب [4831]

• الترمذيُّ [3772] عنْ أَنسٍ فيهِ، وقالَ: غريبٌ

(2)

.

6117 -

وعن بريدة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال: "صدق الله {إنما أموالكم وأولادكم فتنة} نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما ". [4832]

= ويشهد له الحديث (6159).

ولبعضه شاهد - في "المسند"(5/ 369) - عن رجل، وسنده جيد.

(1)

وقال: "غريب"؛ أي: ضعيف؛ لجهالة سلمى.

(2)

أي: ضعيف؛ وهو كما قال.

ص: 456

• الأربَعَةُ عنْ بُرَيْدَةَ: أَبُو دَاودَ [1109] والنَّسائيُّ [3/ 108]، في الصَّلاةِ، والترمذي

(1)

[3774] في المناقبِ، وابنُ ماجه [3600] في اللِّباسِ.

6118 -

وعن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط "[4833]

• التِّرْمِذِيُّ [3775] عَنْ يَعْلَى بنِ مُرَّةَ في المَنَاقِبِ، وَقَالَ: حَسَن

(2)

.

6119 -

وعن علي قال الحسن أشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس والحسين أشبه النبي صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك. [4834]

• الترْمِذِيُّ [3779] عَنْ عَلِيِّ في المَنَاقب، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ

(3)

، وَصَحَّحُهُ ابنُ حِبان [2235].

6120 -

وعن حذيفة قال: قلت لأمي: دعيني آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأصلي معه المغرب وأسأله أن يستغفر لي ولك فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

وقال "حسن غريب".

قلت: وإسناده جيد، وصححه ابن حبان (2230).

(2)

قلت: وإسناده ضعيف؛ لأنه من رواية سعيد بن أبي راشد، عن يعلى؛ وهو مجهول.

لكن سماه بعضهم: راشد بن سعد، وقال البخاري:"أنه أصح".

وراشد ثقة.

وللحديث شاهد عن أبي رمثة؛ فالحديث حسن؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(1227).

(3)

قلت: وفي سنده ضعف.

ص: 457

فصليت معه المغرب فصلى حتى صلى العشاء ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي فقال: "من هذا؟ حذيفة؟ " قلت: نعم. قال: " ما حاجتك؟ غفر الله لك ولأمك إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة "

غريب [4835]

• الترمذي

(1)

(3781)، والنسائي (الكبرى 8298)].

6121 -

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حاملا الحسن بن علي على عاتقه فقال رجل: نعم المركب ركبت يا غلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ونعم الراكب هو ". [4836]

• التِّرْمِذِيُّ [3784] عن ابنِ عبّاس في المَنَاقِبِ، وَقَالَ: غَرِيبٌ

(2)

.

6122 -

عن عمر رضي الله عنه أنه فرض لأسامة في ثلاثة آلاف وخمس مئة وفرض لعبد الله بن عمر رضي الله عنه في ثلاثة آلاف. فقال عبد الله بن عمر لأبيه: لم فضلت أسامة علي؟ فو الله ما سبقني إلى مشهد. قال: لأن زيدا كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك وكان أسامة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك فآثرت حب رسول الله صلى الله عليه وسلم على حبي. [4837]

(1)

وقال: "حسن غريب".

قلت: وسنده جيد، وبي أنه في "الصحيحة"(796).

قال أبو الحارث: وقد سقط هذا التخريج من الأصل، واستدركناه من رمز الحافظ. (ع).

(2)

وضعفه ببعض رواته، وهو كما قال.

ص: 458

• التِّرْمِذِيُّ [3813] بِهِ عَنه، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ

(1)

.

6123 -

وعن جبلة بن حارثة رضي الله عنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ابعث معي أخي زيدا. قال: " هو ذا فإن انطلق معك لم أمنعه "قال زيد: يا رسول الله والله لا أختار عليك أحدا. قال: فرأيت رأي أخي أفضل من رأيي. [4838]

• رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ [3815] عَنْ جَبَلَةَ بنِ حَارِثَةَ فيه، وَقَالَ: حَسَن غَرِيبٌ

(2)

.

6124 -

وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم هبطت وهبط الناس المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أصمت

(3)

فلم يتكلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع علي يديه ويرفعهما فأعرف أنه يدعو لي.

غريب [4839]

• التِّرْمِذِيُّ [3815] عَنْ أسَامَةَ بنِ زَيْدٍ فِيهِ، وقَالَ: غَرِيبٌ

(4)

.

6125 -

عن عائشة قالت: لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينحي

(1)

قلت: وسنده ضعيف.

(2)

وتمام كلامه لا نعرفه إِلا من حديث ابن الرومي".

قلت: وهو لين الحديث.

(3)

يقال: أصمت العليل: إِذا اعتقل لس أنه.

(4)

قلت: الذي في نسخة بولاق من "الترمذي": "حسن غريب".

وهذا هو الأقرب إلى الصواب؛ فإن رجاله كلهم ثقات؛ ولا علة فيه سوى عنعنة ابن إسحاق، وقد صرح بالتحديث في رواية أحمد (5/ 201) فالإسناد حسن.

ص: 459

مخاط أسامة. قالت عائشة رضي الله عنها: دعني حتى أكون أنا الذي أفعل. قال: " يا عائشة أحبيه فإني أحبه ". [4840]

• التِّرْمِذِيُّ

(1)

[3818] فِيهِ عَنْ عَائِشَةَ.

6126 -

وعن أسامة قال: كنت جالسا إذ جاء علي والعباس يستأذنان فقالا لأسامة: استأذن لنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله علي والعباس يستأذنان. فقال " أتدري ما جاء بهما؟ " قلت: لا. قال: " لكني أدري فأذن لهما " فدخلا فقالا: يا رسول الله جئناك نسألك أي أهلك أحب إليك؟ قال: "فاطمة بنت محمد " قالا: ما جئناك نسألك عن أهلك

(2)

: قال: " أحب أهلي إلي من قد أنعم الله عليه وأنعمت عليه: أسامة بن زيد " قالا: ثم من؟ قال: علي بن أبي طالب " فقال العباس: يا رسول الله جعلت عمك آخرهم؟ قال: " إن عليا سبقك بالهجرة ".

والله الموفق [4841]

• التِّرْمِذِيُّ [3819] عَنْ أسَامَةَ فِيهِ، وَقَالَ: حَسَن صَحِيح

(3)

.

‌الفصل الثالث:

6127 -

عن عقبة بن الحارث قال: صلى أبو بكر العصر ثم خرج يمشي ومعه علي فرأى الحسن يلعب مع الصبيان فحمله على عاتقه. وقال: بأبي شبيه بالنبي ليس

(1)

وقال "حديث حسن"، وهو كما قال.

(2)

أي: من أولادك وأزواجك، بل جئنا نسألك عن أقاربك ومن له علاقة بك.

(3)

قلت: وسنده ضعيف.

ص: 460

شبيها بعلي وعلي يضحك. [6178]

• رواه البخاري (3750).

6128 -

وعن أنس قال: أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين فجعل في طست فجعل ينكت

(1)

وقال في حسنه شيئا

(2)

قال أنس: فقلت: والله إنه كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مخضوبا بالوسمة

(3)

. [6179]

• رواه البخاري (3748).

وفي رواية الترمذي

(4)

[3778]: ما رأيت مثل هذا حُسنًا.

وفي رواية الترمذي، قال: كنت عندَ ابن زيادٍ، فجيءَ برأسِ الحسينِ، فجعل يضرب بقضيبٍ في أنفه ويقول: ما رأيتُ مثلَ هذا حسنًا! فقلت: أما إِنه كان من أشبههم برسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

6129 -

وعن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني رأيت حلما منكرا الليلة. قال: " وما هو؟ " قالت: إنه شديد قال: " وما هو؟ " قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت

(1)

أي: يضرب برأس القضيب في أنفه.

(2)

أي: من المدح.

(3)

الوسمة: نبت يخضب به ويميل إلى السواد.

(4)

وقال: "صحيح حسن غريب".

قلت: وهو كما قال، وصححه ابن حبان (2243).

ص: 461

ووضعت في حجري. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيت خيرا تلد فاطمة إن شاء الله غلاما يكون في حجرك ". فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فدخلت يوما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره ثم كانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تهريقان الدموع قالت: فقلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي ما لك؟ قال: " أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا فقلت: هذا؟ قال: نعم وأتاني بتربة من تربته حمراء "[6180]

• البيهقي

(1)

[6/ 469] في "الدلائل".

6130 -

وعن ابن عباس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم ذات يوم بنصف النهار أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم فقلت: بأبي أنت وأمي ما هذا؟ قال: " هذا دم الحسين وأصحابه ولم أزل ألتقطه منذ اليوم.

فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قتل ذلك اليوم. [6181]

• رواه أحمد [1/ 242] والبيهقي [6/ 471]

(2)

في "الدلائل".

6131 -

وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه فأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي ". [6182]

(1)

أخرجه الحاكم - أيضًا - (3/ 179،177،176)، وقال:"صحيح على شرط الشيخين".

وردّه الذهبي بقوله: "قلت: بل منقطع ضعيف؛ فإن شدادًا لم يدرك أم الفضل، ومحمد بن مصعب ضعيف".

وأقول: لكن الجملة الأخيرة لها شواهد كثيرة، خرجتها في "الصحيحة"(821).

(2)

قلت وإسناده صحيح.

ص: 462

• رواه الترمذي

(1)

(3789) عن ابن عباس.

6132 -

وعن أبي ذر أنه قال وهو آخذ بباب الكعبة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك ". [6183]

• رواه أحمد

(2)

.

‌11 - باب مَنَاقِبِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

6133 -

وعن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خير نسائها

(3)

مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد ".

(1)

وإسناده ضعيف؛ وقد تكلمت عليه في تخريج "فقه السيرة"، للأستاذ الغزالي (ص 23).

(2)

كذا في الأصول، والمراد به عند الإطلاق "مسنده"، وليْسَ الحديث فيه مطلقًا؛ لا من حديث أبي ذر، ولا من حديث غيره!

وإنما رواه - عن أبي ذر -: الطبراني، والبزار، وغيرهما، وإسناده واه.

وروى عن ابن عباس، وابن الزبير، وأبي سعيد، ولا يصح فيها شيء؛ انظر "مجمع الزوائد"(9/ 168)، و"الروض النضير"(952، 975).

قال أبو الحارث - عفا الله عنه -: نعم؛ ليس هو في "المسند"؛ وإنما هو في "فضائل الصحابة"(1402) - له -! (ع)

(3)

أي: خير نساء زمانها.

ص: 463

وأشار وكيع إلى السماء والأرض

(1)

. [4842]

• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (3432) م 2430] والتِّرْمِذِيُّ [3877]، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 8354] في المَنَاقِبِ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه.

6134 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام فإذا أتتك فأقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ". [4843]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (3820) م (71/ 2435)]، والنّسَائي [الكبرى 8358] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في المَنَاقِبِ.

6135 -

وقالت عائشة رضي الله عنها ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق

(2)

خديجة فيقول له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟ فيقول " إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد ". [4844]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (3818) م (74 - 75/ 2435)] عَنْ عَائِشَةَ في المَنَاقِبِ، والتِّرْمِذِيُّ [2017] في البِرِّ.

6136 -

عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:

(1)

وإشارة وكيع - الذي هو من جملة رواة هذا الحديث إلى السماء والأرض - منبئة عن كونهما خيرًا ممن هو فوق الأرض وتحت أديم السماء، وهو نوع من الزيادة في البيان.

ولا يستقيم أن يكون تفسيرًا لقوله "خير نسائها"؛ لأن إعادة الضمير إلى السماء غير مستقيمة فيه. اهـ "مرقاة".

(2)

جمع صديقة.

ص: 464

"فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام". [4845]

• مُتفق عَلَيْهِ [خ (3775) م (89/ 2446)] عَنْ أَنَسٍ: البُخَارِيُّ وابنُ مَاجَه [3281] في الأطْعِمَةِ، وَمُسْلِمٌ، والترْمِذِيُّ [3887] في المَنَاقِبِ، والنسَائِيُّ [الكبرى 6692] في الوَليمَةِ.

6137 -

وعن أبي سلمة رضي الله عنه أن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام ". قالت: وعليه السلام ورحمة الله. قالت: وهو

(1)

يرى ما لا أرى. [4846]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (3768) م (90/ 2447)] عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: البُخارِيُّ في الأدَبِ، وَغَيْرِهِ، ومسلم في فَضَائِلِ عَائِشَةَ.

6138 -

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أريتك في المنام ثلاث ليال يجيء بك الملك في سرقة

(2)

من حرير فقال لي: هذه امرأتك فكشفت عن وجهك الثوب فإذا أنت هي. فقلت: إن يكن هذا من عند الله يمضه ". [4847]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ عَنْهَا: البُخَارِيُّ [3895، 7011 - 7012] في النِّكَاح [، والتعبيرِ]

(3)

، وَمُسْلِمٌ [79/ 2438] في [الفضَائل]

(4)

.

6139 -

وقالت عائشة رضي الله عنها: إن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. [4848]

(1)

أي: النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

أي: في قطعة من جيد الحرير.

(3)

و

(4)

، كان في هذين الموضعين - من الأصل - اضطراب وتخليط من الناسخ، فأصلحناه من مصادر التخريج. (ع).

ص: 465

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ عقب حديث 2581) م (82/ 2441)، عَنْ عَائِشَةَ: البُخارِي في الهِبَةِ، وَمُسْلِمٌ في المَنَاقِبِ، والنسَائِيُّ [الكبرى 8899] في العِشْرَةِ.

6140 -

وقالت: إن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كن حزبين: فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلم حزب أم سلمة

(1)

فقلن لها: كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم الناس فيقول: من أراد أن يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فليهده إليه حيث كان. فكلمته فقال لها: " لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة ". قالت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله ثم إنهن دعون فاطمة رضي الله عنها فأرسلنها

(2)

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته فقال: " يا بنية ألا تحبين ما أحب؟ " قالت: بلى. قال: " فأحبي هذه ". [4849]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ (2581) م (83/ 2442)] عَنْهَا كَالذِي قَبْلَهُ.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

6141 -

عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون ". [4850]

(1)

أي: إياها.

والمعنى: فكلمنها.

(2)

أي: فبعثنها.

ص: 466

• التِّرْمِذيُّ

(1)

[3878] عَنْ أَنَسٍ.

6142 -

عن عائشة رضي الله عنها أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " هذه زوجتك في الدنيا والآخرة ". [4851]

• التِّرْمِذِيُّ [3880] في المَنَاقب عَنْ عَائِشَةَ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ

(2)

.

6143 -

وعن أنس رضي الله عنه قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: بنت يهودي فبكت فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال: " ما يبكيك؟ " فقالت: قالت لي حفصة: إني ابنة يهودي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنك لابنة نبي

(3)

وإن عمك لنبي

(4)

وإنك لتحت نبي ففيم تفخر عليك؟ " ثم قال: " اتقي الله يا حفصة ". [4852]

• التّرْمِذِيُّ [3894]، والنسائِيُّ [الكبرى 8919] عَنْ أَنَسٍ في المناقِبِ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ

(5)

.

(1)

وقال "حديث صحيح"، وهو كما قال.

وصححه الطحاوي في "المشكل"(1/ 50 - 52) وابن حبان (2222) والحاكم، والذهبي.

وله شاهد من حديث جابر: أخرجه أبو نعيم "أخبار أصبهان"(2/ 117).

وآخر من مرسل قتادة: أخرجه الطبري في "تفسيره"(6/ 395/ 7028).

(2)

قلت: وإسناده صحيح؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(3011).

(3)

يريد: إِسحاق عليه السلام.

(4)

يريد: إسماعيل عليه السلام.

(5)

قلت: وسنده صحيح.

ص: 467

6144 -

وروى عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة عام الفتح فناجاها فبكت ثم حدثها فضحكت فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها عن بكائها وضحكها. قالت: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يموت فبكيت ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران فضحكت. [4853]

• التِّرْمِذِيُّ [3873] عَن أمِّ سَلَمَةَ في المَنَاقِبِ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ

(1)

.

‌الفصل الثالث:

6145 -

عن أبي موسى قال: ما أشكل

(2)

علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما. [6194]

• رواه الترمذي (3883)، وقال: حسن صحيح غريب

(3)

.

6146 -

وعن موسى بن طلحة قال: ما رأيت أحدا أفصح من عائشة. [6195]

• رواه الترمذي

(4)

(3884).

(1)

قلت: وإسناده جيد.

(2)

أي: ما اشتبه.

(3)

قلت: وإسناده صحيح.

(4)

وقال: "حسن صحيح غريب".

قلت: وإسناده صحيح.

ص: 468

‌12 - باب جَامِع المَنَاقِبِ

469

‌مِنَ "الصِّحَاح

":

6147 -

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: رأيت في المنام كأن في يدي سرقة

(1)

من حرير لا أهوي بها إلى مكان في الجنة إلا طارت بي إليه فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إن أخاك رجل صالح - أو إن عبد الله رجل صالح - ". [4854]

• مُتفَقٌ عَلَيهِ [خ (7015) م (139/ 2478)] عن ابنِ عُمَرَ: البُخَاريّ [1156] في صَلاةِ الليلِ، وَمُسْلِمٌ، والترْمِذِيُّ [3825]، والنسائِي [الكبرى 8289] في المَنَاقِبِ.

6148 -

عن حذيفة رضي الله عنه قال: إن أشبه الناس دلا

(2)

وسمتا

(3)

وهديا برسول الله صلى الله عليه وسلم لابن أم عبد

(4)

من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه لا ندري ما يصنع أهله إذا خلا. [4855]

• البُخَارِيُّ [6097] في الأدَبِ عَنْ حُذَيْفَةَ.

6149 -

وقال أبو موسى الأشعري: قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا ما نرى إلا أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه رجل من أهل بيت النبي صلى

(1)

أي: قطعة.

(2)

أي: طريقة.

والمراد به: السكينة والوقار.

(3)

أي: سيرة.

(4)

المراد به: عبد الله بن مسعود.

ص: 469

الله عليه وسلم لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم. [4856]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي مُوسَى: البُخَارِيُّ [3763]، وَمُسْلِمٌ [110/ 2460] في الفَضائِلِ، والتّرْمِذِيُّ [3806]، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 8263] في المَنَاقِبِ.

6150 -

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "استقرؤوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم ". [4857]

• مُتْفَقٌ عَلَيْهِ [خ (3760) م (117/ 2464)] في الفضائِلِ، والتِّرْمِذِيُّ [3810] في المَنَاقِبِ عَنْ عَبْدِ الله بنِ عَمْرو.

6151 -

عن علقمة قال: قدمت الشام فصليت ركعتين ثم قلت: اللهم يسر لي جليسا صالحا فأتيت قوما فجلست إليهم فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي قلت: من هذا؟ قالوا: أبو الدرداء. قلت: إني دعوت الله أن ييسر لي جليسا صالحا فيسرك لي فقال: من أنت؟ قلت: من أهل الكوفة. قال: أو ليس عندكم ابن أم عبد صاحب النعلين والوسادة والمطهرة؟ وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه؟ يعني عمارا أو ليس فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره؟ يعني حذيفة؟. [4858]

• البُخَارِيُّ [3742] في الاسْتِئْذَانِ، وَغَيْرِهِ، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 8299، 11676] في المَنَاقِبِ، والتفسِيرِ عَنْ أَبِي الدرداءِ.

6152 -

وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أريت الجنة فرأيت امرأة أبي طلحة وسمعت خشخشة أمامي فإذا بلال ". [4859]

ص: 470

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [م (106/ 2457]، والنَّسَائِيُّ [الكبرى 838] في المَنَاقِبِ عَنْ جَابر.

6153 -

عن سعد رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترئوا علينا. قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست أسميهما فأنزل الله: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} . [4860]

• مُسْلِمٌ [46/ 2413] عَنْ سَعْدٍ في المَنَاقب.

6154 -

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " يا أبا موسى لقد أعطيت مزمارا من مزامير آل داود ". [4861]

• مُتفَق عَلَيْهِ [خ (5048) م (235/ 793)] عَنْ أَبِي مُوسَى: البُخارِيُّ في فَضَائِلِ القُرْآنِ، وَمُسْلِمٌ في الصّلاةِ، والتِّرْمِذِي [3855] في المَنَاقب.

6155 -

عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: " إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن " قال: آلله سماني لك؟ قال: " نعم "، فبكى [4862]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ أَنَسٍ: البُخَارِي [4959 - 4960] في التفْسِيرِ، وَمُسْلِمٌ [121 - 122/ 799] في الصلاةِ، والفَضائِلِ.

ويُروى: أنه قرأَ عليه: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} .

• هِيَ في البُخارِيِّ عن قَتَادةَ بانقِطَاع.

ص: 471

6156 -

عن أنس رضي الله عنه قال: جمع

(1)

القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد قيل لأنس: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي

(2)

. [4863]

• الشيْخانِ [خ (3810) م (119/ 2465)]، والترمذيُّ [3794] والنّسائيُّ [الكبرى 8000] في الفضائلِ عنْ أنسٍ رضي الله عنهم.

6157 -

وعن خباب بن الأرت قال: هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه الله تعالى فوقع أجرنا على الله فمنا من مضى لم يأكل من أجره شيئا منهم: مصعب بن عمير قتل يوم أحد فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا نمرة فكنا إذا غطينا رأسه خرجت رجلاه وإذا غطينا رجليه خرج رأسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " غطوا بها رأسه واجعلوا على رجليه شيئا من الإذخر

(3)

". ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها

(4)

. [4864]

• الشيخانِ [خ (1276) (3898) م (44/ 940)]، والنسائي [4/ 38] في الجنائزِ، وأبو داودَ [3155] في الوصايا، والترمذيُّ [3853] في المناقبِ عنه.

6158 -

عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اهتز العرش لموت سعد بن معاذ".

وفي رواية: " اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ ". [4865]

(1)

أي: حفظه أجمع.

(2)

أي: أحد أعمامي.

(3)

نبت طيب الرائحة.

(4)

أي: يجتنيها.

ص: 472

• متفق عليهِ عن جابرِ: البخاريُّ [3803] في الفضائلِ، ومسلمٌ [124/ 2466] في [الفَضَائِلِ]

(1)

والترمذي [3848] في المناقبِ، وابنُ ماجه [158] في السُّنَّةِ.

6159 -

وعن البراء رضي الله عنه قال: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة حرير فجعل أصحابه مسونها ويتعجبون من لينها فقال: " أتعجبون من لين هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين ". [4866]

• متّفقٌ عليهِ [خ (3802) م (126/ 2468)]، والترمذيُّ [3847] في الفضائلِ عن البراءِ.

وفي البخاريّ زيادة.

6160 -

وعن أم سليم

(2)

أنها قالت: يا رسول الله أنس خادمك ادع الله له قال: " اللهم أكثر ماله وولده وبارك فيما أعطيته " قال أنس: فوالله إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون على نحو المائة اليوم. [4867]

• متفقٌ عليه عنْهُ: البخاريُّ [(1982) (6344)] في الدَّعَوَاتِ، ومسلمٌ [(141/ 2480) (143/ 2481)] في الفضائلِ، والترمذيُّ [3829] في المناقبِ.

6161 -

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على وجه الأرض " إنه من أهل الجنة " إلا لعبد الله بن سلام. [4868]

• متّفق عليه [خ (3812) م (147/ 2483)]، والنسائيُّ [الكبرى 8252] في الفضائلِ عنْ سعدٍ.

6162 -

قال عبد الله بن سلام: رأيت كأني في روضة - ذكر من سعتها

(1)

بياض في الأصل، واستدركناها من "مسلم". (ع).

(2)

وهي أم أنس.

ص: 473

وخضرتها - وسطها عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة فقيل لي: ارقه. فقلت: لا أستطيع فأتاني منصف

(1)

فرفع ثيابي من خلفي فرقيت حتى كنت في أعلاه فأخذت بالعروة فاستيقظت وإنها لفي يدي فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " تلك الروضة الإسلام وذلك العمود عمود الإسلام وتلك العروة العروة الوثقى فأنت على الإسلام حتى تموت ". [4869]

• متّفق عليه [خ (3813) م (148/ 2484)]، عنْ عبدِ اللهِ بنِ سلامٍ في الفضائلِ، وأعاده البخاري [7010] في التعبيرِ.

6163 -

عن أنس رضي الله عنه قال: كان ثابت بن قيس بن شماس خطيب الأنصار فلما نزلت {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} إلى آخر الآية جلس ثابت في بيته واحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم فسأل النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ فقال: "ما شأن ثابت أيشتكى؟ " فأتاه سعد فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ثابت: أنزلت هذه الآية ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا من أهل النار فذكر ذلك سعد للنبي صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله: "بل هو من أهل الجنة". [4870]

• مسلمٌ [187 - 188/ 119] في الإيمانِ، والترمذيُّ

(2)

في المناقبِ، والنسائيُّ [533] في التفسيرِ عن أنسٍ.

(1)

أي: خادم.

(2)

لم نره في "الترمذي"؛ وقد عزاه الصدر المناوي في "كشف المناهج" إلى (مسلم) في (الإيمان)، و (النسائي) في (المناقب)، و (التفسير)؛ فلعل المصنف أثبته عليه ذلك! (ع)

ص: 474

6164 -

عن أبي هريرة قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلت سورة الجمعة فلما نزلت هذه: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} قالوا: من هؤلاء يا رسول الله؟ قال: وفينا سلمان الفارسي قال: فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ثم قال: " لو كان الإيمان

(1)

عند الثريا لناله رجال من هؤلاء ". [4871]

• متفقٌ عليه [خ (3813) م (148/ 2484)] عن أبي هريرةَ: البخاري في التفسيرِ، ومسلم في الفضائلِ، والترمذيُّ [3310، 3933] في الموضعينِ.

6165 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم حبب عبيدك هذا " يعني أبا هريرة " وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين ". [4872]

• مسلمٌ [15/ 8/ 2491] عنه في الفضائلِ رضي الله عنهما.

6166 -

وعن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو

(2)

الله مآخذها

(3)

فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك " فأتاهم فقال: يا إخوتاه أغضبتكم قالوا: لا يغفر الله لك يا أخي. [4873]

(1)

وروي بلفظ: "العلم" - بدل "الإيمان" -؛ وهو ضعيف؛ فيه شهر بن حوشب، كما شرحته في "الضعيفة"(2054).

(2)

يعني: أبا سفيان، وذلك قبل أن يسلم.

(3)

أي: حقها.

ص: 475

• مسلمٌ [170/ 2504] عن أَبي إِدْريسَ، عن أبي بكرٍ في الفضائل - رضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُم -.

6167 -

عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار ". [4874]

• متّفقٌ عليهِ [خ (3784) م (128/ 74)]، والنّسائيُّ [8/ 116] في الإيمانِ عنْ أنسٍ.

6168 -

وعن البراء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق فمن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله ". [4875]

• اتفقا عليهِ [خ (3783) م (129/ 75)] عن البراءِ بنِ عازبٍ.

6169 -

وعن أنس رضي الله عنه قال: إن ناسا من الأنصار قالوا حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازن ما أفاء فطفق يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل فقالوا: يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة

(1)

من أدم ولم يدع معهم أحدا غيرهم فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ما كان حديث بلغني عنكم؟ " فقال فقهاؤهم: أما ذوو رأينا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا وأما أناس منا حديثة أسنانهم قالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشا ويدع الأنصار وسيوفنا تقطر من دمائهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم ". قالوا بلى يا رسول الله قد رضينا. [4876]

(1)

أي: خيمة.

ص: 476

• متّفق عليه عنْ أنسٍ: البخاريُّ [(3147) م] في الخُمْسِ، واللّباس، ومسلمٌ (132/ 1059) في الزَّكاةِ.

6170 -

وقال: "لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ولو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها والأنصار شعار والناس دثار إنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض

(1)

". [4877]

6171 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقال: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن ألقى السلاح فهو آمن ". فقالت الأنصار: أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته. ونزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قلتم أما الرجل أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته كلا إني عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم، المحيا محياكم والممات مماتكم " قالوا: والله ما قلنا إلا ضنا بالله ورسوله. قال: " فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم ". [4878]

• مسلمٌ [86/ 1780] عنْ أبي هريرةَ في المغازي.

6172 -

وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيانا ونساء مقبلين من عرس فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " اللهم أنتم من أحب الناس إلي اللهم أنتم من أحب الناس إلي " يعني الأنصار. [4879]

• متّفقٌ عليه [خ (3785) م (174/ 2508)] في فضلِ الأنصارِ عنْ أنسٍ - رضِيَ الله تعالى عنهُ -.

(1)

أخرجه البخاري (7244).

ص: 477

6173 -

عن أنس قال: مر أبو بكر والعباس بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون فقال: ما يبكيكم؟ قالوا: ذكرنا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم منا

(1)

فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد عصب على رأسه حاشية برد فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه. ثم قال: " أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي

(2)

وعيبتي

(3)

وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم ". [4880]

• البخاري [3799] في فضل الأنصار، والنسائي [الكبرى 8346] في المناقب عن أنس.

6174 -

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " أما بعد فإن الناس يكثرون ويقل الأنصار حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام فمن ولي منكم شيئا يضر فيه قوما وينفع فيه آخرين فليقبل عن محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم "[4881]

• البخاريُّ [3628] في مواضعَ؛ منها: في فضائلِ الأنصارِ عن ابنِ عبّاسِ رضي الله عنهما.

6175 -

وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الله اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار ". [4882]

• البخاريّ [4906] في التفسير، ومسلمٌ [172/ 2506] والترمذيُّ [3902] في الفضائلِ؛ كلُّهمْ عنْ

(1)

يعنون: نخاف فوته إِنْ قدّر الله موته.

(2)

أي: بطانتي.

(3)

أي: خاصَّتي.

ص: 478

زيدِ بنِ أرْقَم.

6176 -

وعن أبي أسيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحارث بن الخزرج ثم بنو ساعدة وفي كل دور الأنصار خير". [4883]

• متّفقٌ عليه [خ (3789) م (177/ 2511)]، والترمذيُّ [3911] والنسائيُّ [الكبرى 8341] في الفضائلِ، عن أبي أسَيْدٍ السَّاعديِّ.

6177 -

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر في حاطب بن بلتعة "إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة". [4884]

• متفق عليه [خ (6259) م (161/ 2494)] عنْ عليٍّ: البخاريُّ في الاستئذانِ، وغيرهِ، ومسلمٌ في الفضائلِ، وأبو داودَ [2650] في الجهادِ، والترمذيّ [3305] والنسائيُّ [الكبرى 11585] في التفسير.

وفي رواية: "فقد غَفرْتُ لكم".

• متّفقٌ عَلَيها [خ (3007) م (161/ 2494)] عنه.

6178 -

عن رفاعة بن رافع قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ما تعدون أهل بدر فيكم ". قال: " من أفضل المسلمين " أو كلمة نحوها قال: " وكذلك من شهد بدرا من الملائكة ". [4885]

• البخاريّ [3992] في المغازي عنْ رِفَاعةَ بنِ رافعٍ.

6179 -

عن حفصة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله

ص: 479

عليه وسلم:

(1)

" إني لأرجو أن لا يدخل النار إن شاء الله أحد شهد بدرا والحديبية " قلت: يا رسول الله أليس قد قال الله تعالى: {وإن منكم إلا واردها} قال: " فلم تسمعيه يقول: {ثم ننجي الذين اتقوا} [4886]

• مسلمٌ

(2)

[163/ 2496] في الفضائلِ عنْ أمِّ مبشرٍ بدونِ ذكر بدر: من رواية جابرٍ عنها.

ومن وجهٍ آخرَ عن جابرٍ بدونِ ذكر أمِّ مبْشرٍ، وفيها ذكرُ بدرٍ.

وأخرجهُ ابنُ ماجه [4281] عنْ أمِّ مُبشرٍ، عن حَفصَةَ.

وفي رواية: "إنه لا يدخلُ النارَ - إنْ شاءَ الله - مِن أصحابِ الشجرةِ أحدٌ، الذينَ بايعُوا تحتَها".

• مسلمٌ [163/ 2496]، وأبو داودَ [4653] والترمذيُّ [3860] عن جابرٍ.

6180 -

وقال جابر: كنا يوم الحديبية ألفا وأربع مئة. قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: " أنتم اليوم خير أهل الأرض ". [4887]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ [خ 4154 م (71/ 1856] عَنْ جَابِرٍ في المَغازِي، وَالبُخَاريُّ [4840] أَيْضًا، والنسَائِيُّ [الكبرى 11507] في التْفْسِيرِ.

6181 -

عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يصعد الثنية ثنية المرار

(3)

فإنه يحط عنه ما حط عن بني إسرائيل ". وكان أول من صعدها خيلنا خيل بني الخزرج ثم تتام الناس فقال رسول الله

(1)

أي: أفلم تسمعيه يقول بعد ذلك.

(2)

وانظر "الظلال": (رقم: 860 - 862).

(3)

موضع بين مكة والحديبية من طرق المدينة.

ص: 480

صلى الله عليه وسلم: " كلكم مغفور له إلا صاحب الجمل الأحمر "

(1)

. فأتيناه فقلنا: تعال يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأن أجد ضالتي أحب إلي من أن يستغفر لي صاحبكم. رواه مسلم

وذكر حديث أنس قال لأبي بن كعب: " إن الله أمرني أن أقرأ عليك " في " باب " بعد فضائل القرآن [4888]

• مُسْلِمٌ [12/ 2880] عَنْ جَابِر في أَوَاخِرِ "الصَّحِيح".

‌مِنَ "الحِسانِ

":

6182 -

عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي: أبي بكر وعمر واهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن أم عبد ".

• التِّرْمِذِي [3805] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ في مَنَاقِبِهِ، وَقَالَ: غَرِيبٌ

(2)

.

وفي رواية:

"ما حدثكم ابن مسعود فصدقوه". [4889]

• التّرْمِذِيُّ [3799 - م] عَنْ حُذَيْفَةَ بتمامه في مَنَاقِبِ عَمَّارٍ.

6183 -

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو كنت مؤمرا من غير مشورة لأمرت عليهم ابن أم عبد "[4890]

(1)

وهو: عبد الله بن أبيّ، رئيس المنافقين.

(2)

وفي نسختنا: "حديث حسن غريب من هذا الوجه

ويحيى بن سلمة يضعف في الحديث".

قلت: بل هو متروك وفيه متروك آخر، وضعيف.

لكن له طريق أخرى عن ابن مسعود، وشواهد خرجتها في "الصحيحة"(1233).

ص: 481

• التّرْمِذِيُّ

(1)

[3808] في المَنَاقِبِ، وابنُ مَاجَه [137] في [السُّنةِ]

(2)

عَنْ عَلِيّ.

6184 -

عن خيثمة بن أبي سبرة رضي الله عنه قال: أتيت المدينة فسألت الله أن ييسر لي جليسا صالحا فيسر لي أبا هريرة فجلست إليه فقلت: إني سألت الله أن ييسر لي جليسا صالحا فوفقت لي

(3)

فقال: من أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة جئت ألتمس الخير وأطلبه. فقال: أليس فيكم سعد بن مالك

(4)

مجاب الدعوة؟ وابن مسعود رضي الله عنه صاحب طهور رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعليه؟ وحذيفة صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وعمار الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم؟ وسلمان صاحب الكتابين؟ يعني الإنجيل والقرآن. [4891]

• التِّرْمِذِيُّ [3811] في المَنَاقِبِ عَنْ خَيثَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ

(5)

.

6185 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم الرجل أبو بكر نعم الرجل عمر نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح نعم الرجل أسيد بن حضير نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس نعم الرجل معاذ بن جبل نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح ".

(1)

وقال "حديث غريب" إِنما نعرفه من حديث الحارث".

قلت: وهو واهٍ؛ وهو الذي رواه عن علي.

وخالفه بعض الرواة، فجعله من رواية عاصم بن ضمرة - وهو صدوق - عن علي، وهو شاذ، كما بينته في "الضعيفة"(2327).

(2)

في الأصل: (سننه)، وهو تحريف! (ع)

(3)

أي: جعلت أنت موافقًا لي، واتفق لي مجالستك.

(4)

وهو سعد بن أبي وقاص.

(5)

قلت: وسنده صحيح.

ص: 482

غريب [4892]

• التِّرْمِذِيُّ

(1)

[3795] والنسَائِيُّ [الكبرى 8230] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في المَنَاقِبِ.

6186 -

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة علي وعمار وسلمان ". [4893]

• التّرمِذِيُّ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه في المَنَاقب [3797] وَقَالَ: حَسَن غَرِيبٌ

(2)

.

6187 -

وعن علي قال: استأذن عمار على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ائذنوا له مرحبا بالطيب المطيب". [4894]

• التِّرْمِذِيُّ [3798] في المَنَاقِبِ - وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيح

(3)

-، وابنُ مَاجَه [146] في السُّنةِ عَنْ عَلِيّ رضي الله عنه.

6188 -

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما

(4)

" [4895]

• التّرْمِذِيُّ [3799]، والنسَائِي [الكبرى 8276] في المَنَاقِبِ، وابنُ مَاجَه [148] عَنْ عَائِشَةَ - رضِيَ الله

(1)

وقال "حديث حسن"، وسنده صحيح على شرط مسلم، وهو مخرج في "الصحيحة"(تحت 875).

(2)

وإسناده ضعيف؛ وإن حسَّنه الترمذي، فإِن فيه الحسن البصري - وقد عنعنه -، وعنه أبو ربيعة الإيدي - واسمه عمر بن ربيعة -، قال أبو حاتم:"منكر الحديث"، ووثقه ابن معين.

هذا الوجه: أخرجه البزار في "مسنده"(3/ 264/ 2715) وأبو يعلى (5/ 164 - 165) وابن عساكر (7/ 204 - (1) والحاكم (3/ 137) وصححه، ووافقه الذهبي!

للحديث طريق أخرى عن أنس يتقوى بها الحديث، وفيها زيادة ذكر المقداد مع الثلاثة، وقد أجلها في "الضعيفة"(2328).

(3)

قلت: وسنده حسن، أو قريب من الحسن.

(4)

قال القاري: "وفي نسخة صحيحة: بالسين المهملة"؛ يعني: "أسَدَّهما".

ص: 483

عَنهَا -، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَن غَرِيبٌ

(1)

.

6189 -

وعن أنس رضي الله عنه قال: لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون: ما أخف جنازته وذلك لحكمه في بني قريظة فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إن الملائكة كانت تحمله ". [4896]

• التِّرْمِذِيُّ [3849] عَنْ أَنَسٍ في المناقب، وَقَالَ: حَسَن صَحِيحٌ

(2)

.

6190 -

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر ". [4897]

• التِّرْمِذِيُّ [3801] في المَنَاقِبِ، وَقَالَ: حَسَن غَرِيبٌ

(3)

، وابنُ مَاجَه [156] في السُّنةِ عَنْ عَبْدِ الله بنِ عَمْرٍو.

6191 -

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر يشبه عيسى

(4)

ابن مريم " [4898]

(1)

قلت: ورجاله ثقات؛ ولولا أن فيه عنعنة حبيب بن أبي ثابت، وقد كان يدلس.

لكن يقوّي الحديث: أن له شاهدًا من حديث ابن مسعود - عند الحاكم. (3/ 388) -؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(835).

(2)

قلت: وإسناده صحيح، ثم خرجته في "الصحيحة"(3347).

(3)

قلت: وهو كما قال؛ بل أعلى؛ فإن له عدة طرق - عند ابن حبان (2259،2258) والحاكم (3/ 342، 4/ 480) وصححه -.

وأخرج له الحاكم شاهدين، وكذا الطحاوي في "المشكل"(1/ 224).

(4)

وقال: "حسن غريب". ==

ص: 484

• أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ

(1)

[3802] أَيْضًا مُطَولا مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرّ في المنَاقِبِ.

6192 -

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه لما حضره الموت قال: التمسوا العلم عند أربعة: عند عويمر أبي الدرداء وعند سلمان وعند ابن مسعود وعند عبد الله بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنه عاشر عشرة في الجنة ". [4899]

• الترْمِذِي [3804]، والنِّسَائِي [الكبرى 8253]، عَن مُعَاذٍ في المَنَاقِبِ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَن غَرِيبٌ

(2)

.

6193 -

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله لو استخلفت؟ قال: " إن استخلفت عليكم فعصيتموه عذبتم ولكن ما حدثكم حذيفة فصدقوه وما أقرأكم عبد الله فاقرأوه ". [4900]

• التِّرْمِذِيُّ

(3)

[3812] عَنْ حُذَيفَةَ فِيهِ.

6194 -

عن حذيفة قال: ما أحد من الناس تدركه الفتنة إلا أنا أخافها عليه إلا محمد بن مسلمة فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تضرك الفتنة ". [4901]

= قلت: وهو كما قال.

(1)

وقالا: "حسن غريب".

قلت: وهو كما قال.

(2)

قلت: وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (2252) والحاكم (1/ 3،98/ 270) والذهبي.

ورواه ابن سعد - أيضًا - (2/ 353).

(3)

وقال: "حديث حسن". قلت: وسنده ضعيف.

ص: 485

• أبو دَاودَ

(1)

[4663] في السُّنَّةِ عَنْ حُذَيْفَةَ أَتَم مِنْهُ.

6195 -

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيت الزبير مصباحا

(2)

فقال: " يا عائشة ما أرى أسماء إلا قد نفست ولا تسموه حتى أسميه " فسماه عبد الله وحنكه بتمرة بيده. [4902]

• التِّرْمِذِيُّ [3826] عَنْ عَائِشَةَ في المناقِب، وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ

(3)

.

6196 -

عن عبد الرحمن بن أبي عميرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمعاوية: " اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به ".

ضعيف [4903]

• التِّرْمِذِيُّ

(4)

[3842] عَنْ عَبدِ الرَّحِمَنِ بنِ أَبِي عَمِرَةَ فِيهِ.

6197 -

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص ".

غريب. [4904]

• التِّرْمِذِيُّ

(5)

[3844] عَنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ فِيهِ.

(1)

وإسناده صحيح.

(2)

أي: سراجًا.

(3)

قلت: وسنده ضعيف.

(4)

وقال "حديث حسن غريب".

قلت: وسنده صحيح، وإنْ ضعفه ابن عبد البر، وقد بينت وجه ذلك كله في "الصحيحة"(1969).

(5)

قلت: ورواه أحمد - أيضًا -، وإسناده - عندي - حسن. ==

ص: 486

6198 -

وقال جابر رضي الله عنه: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا جابر ما لي أراك منكسرا " قلت يا رسول الله استشهد أبي وترك عيالا ودينا قال أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك قال قلت بلى يا رسول الله قال ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب وأحيا أباك فكلمه كفاحا

(1)

فقال يا عبدي تمن علي أعطك قال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية قال الرب تعالى إنه قد سبق مني أنهم لا يرجعون فنزلت {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ

} الآية. [4905]

• التِّرْمِذِيُّ [3510] في التفْسِرِ عَنْ جَابِرٍ، وَقَالَ: حَسَن غَرِيبٌ

(2)

.

6199 -

و قال جابر رضي الله عنه: استغفر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين مرة. [4906]

• التِّرْمِذِيُّ [3852] عَنْ جَابِرٍ في المَنَاقِبِ، وَحَسَّنَهُ

(3)

.

6200 -

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كم من أشعث أغبر ذي طمرين

(4)

لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك رضي الله عنه " [4907]

= وله شاهد، وقد تكلمت عليه في، سلسلة الأحاديث "الصحيحة"(155).

(1)

أي: مواجهة ليس بينهما حجاب.

(2)

قلت: وهو كما قال، وأخرجه ابن ماجه - أيضًا - (190).

(3)

قلت: وهو على شرط مسلم، وفيه عنعنة أبي الزبير.

(4)

أي: صاحب ثوبين خلقين.

ص: 487

• التِّرْمِذِيُّ [3854] عَنْ أَنَسٍ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ

(1)

.

6201 -

وعن أبي سعيد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا إن عيبتي

(2)

التي آوي إليها أهل بيتي وإن كرشي

(3)

الأنصار فاعفوا عن مسيئهم واقبلوا من محسنهم ".

صحيح. [4908]

• التِّرْمِذِيُّ [3904] في المَنَاقِبِ عَن أَبِي سَعِيدٍ، وَقَالَ: حَسَن

(4)

.

6202 -

عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يبغض الأنصار أحد يؤمن بالله واليوم الآخر".

صحيح [4909]

• التِّرْمِذِيُّ [3906] فِيهِ عن ابنِ عبّاس، وَقَالَ: صَحِيحٌ

(5)

.

6203 -

وعن أنس رضي الله عنه عن أبي طلحة رضي الله عنه قال:

(1)

قلت: وإسناده حسن، وصححه الحاكم (3/ 292) ووافقه الذهبي.

(2)

أي: خاصتي.

(3)

أي: بطانتي.

(4)

قلت: وفي مسنده عطية - وهو العوفي -، ضعيف.

وقد تقدم بعضه في حديث أخرجه البخاري (6221).

(5)

قلت: ورجاله ثقات؛ إلا أن حبيب بن أبي ثابت مدلس، وقد عنعنه.

ورواه الضياء في "المختارة"(60/ 221/ 1) عنه.

لكن له شاهدان في "صحيح مسلم" - وغيره - مخرجان في "الصحيحة"(1234).

ص: 488

قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أقرئ قومك السلام فإنهم ما

(1)

علمت أعفة صبر ". [4910]

• التِّرْمِذِيُّ [3903] فِيهِ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ

(2)

.

6204 -

عن جابر رضي الله عنه أن عبدا لحاطب

(3)

جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو حاطبا فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخلن حاطب النار! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كذبت لا يدخلها فإنه شهد بدرا والحديبية ". [4911]

• مُسْلِمٌ [162/ 2195] في فَضائِلِ حَاطِب، والتِّرْمِذِي [3864] في المَنَاقِبِ عَنْ جَابِرٍ.

وَقَد تَقدمَ التَنْبِيهُ عَلَيْهِ في الفَصْلِ الأولِ.

6205 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}

(1)

ما: موصولة؛ أي: بناءً على ما علمته فيهم من الصفات.

(2)

قلت: وإسناده ضعيف؛ فيه محمَّد بن ثابت البناني، وهو ضعيف؛ كما قال الحافظ. ومن طريقه: أخرجه الحاكم (4/ 79) وصححه، ووافقه الذهبي!

وكذلك رواه أحمد (3/ 150).

نعم؛ الحديث صحيح دون إقراء السلام؛ فإن له طريقًا أخرى عن أنس: صححه ابن حبان (2279) والحاكم (4/ 79 - 80) ووافقه الذهبي.

وله شاهد - عند ابن حبان (2298) - عن أسيد بن حضيرة.

وآخر - (2290) - عن أبي هريرة.

وانظر "الصحيحة"(3096).

(3)

أي: حاطب بن أبي بلتعة.

ص: 489

قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين ذكر الله إن تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا؟ فضرب على فخذ سلمان الفارسي ثم قال: " هذا وقومه ولو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من الفرس ". [4912]

• التِّرْمِذِيُّ [3261] في التفْسِيرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ: غَرِيبٌ

(1)

.

6206 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ذكرت الأعاجم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لأنا بهم أو ببعضهم أوثق مني بكم أو ببعضكم "[4913]

• التِّرْمِذِيُّ [3932] عَنْ أَبِي هُرَيْرةَ في المناقب، وَقَالَ: غَرِيبٌ

(2)

.

‌الفصل الثالث:

6207 -

عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكل نبي سبعة نجباء رقباء وأعطيت أنا أربعة عشرة قلنا: من هم؟ قال: " أنا

(3)

وابناي وجعفر وحمزة وأبو بكر وعمر ومصعب بن عمير وبلال وسلمان وعمار وعبد الله بن مسعود وأبو ذر والمقداد. [6255]

• رواه الترمذي

(4)

(3785).

(1)

: وفي نسختنا: "حديث حسن".

قلت: وسنده ضعيف؛ وانظر التعليق على الحديث (رقم: 6203).

(2)

أي: ضعيف؛ وهو كما قال.

(3)

ينقل علي معنى كلام النبي صلى الله عليه وسلم ويقوله؛ أي: علي منهم.

(4)

وقال "حسن غريب من هذا الوجه".

قلت: فيه كثير النواء، وهو ضعيف، كما في "التقريب". ==

ص: 490

6208 -

وعن خالد بن الوليد قال: كان بيني وبين عمار بن ياسر كلام فأغلظت له في القول فانطلق عمار يشكوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء خالد

(1)

وهو

(2)

يشكوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: فجعل يغلظ

(3)

له ولا يزيده إلا غلظة والنبي صلى الله عليه وسلم ساكت لا يتكلم فبكى عمار وقال: يا رسول الله ألا تراه؟ فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه وقال: " من عادى عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله ". قال خالد: فخرجت فما كان شيء أحب إلي من رضى عمار فلقيته بما رضي فرضي. [6256]

• رواه أحمد

(4)

(4/ 89).

6209 -

وعن أبي عبيدة

(5)

أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " خالد سيف من سيوف الله عز وجل ونعم فتى العشيرة ". [6257]

= ومن طريقه: أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(3/ 457 - مصورة) و (10/ 1/ 321) والحاكم (3/ 199) وصححه!

ورده الذهبي بقوله "قلت: بل كثير واهٍ".

(1)

هذا كلام الراوي عن خالد.

وَقَالَ ميرك: "يحتمل أن يكون من كلام خالد؛ على الالتفات".

(2)

أي: عمار.

(3)

أي: خالد.

(4)

وإسناده صحيح، وصححه الحاكم (3/ 390)، ووافقه الذهبي.

(5)

أي: ابن الجراح.

ص: 491

• رواه أحمد

(1)

(4/ 90).

6210 -

وعن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تبارك وتعالى أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم ". قيل يا رسول الله سمهم لنا قال: " علي منهم " يقول ذلك ثلاثا " وأبو ذر والمقداد وسلمان أمرني بحبهم وأخبرني أنه يحبهم ". [6258]

• رواه الترمذي

(2)

(3718).

6211 -

وعن جابر قا ل: كان عمر يقول: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعني بلالا. [6259]

• رواه البخاري (3754).

6212 -

وعن قيس بن أبي حازم أن بلالا قال لأبي بكر: إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني وإن كنت إنما اشتريتني لله فدعني وعمل الله. [6260]

• رواه البخاري (3755).

6213 -

وعن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني مجهود فأرسل إلى بعض نسائه فقالت والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك وقلن كلهن مثل ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يضيفه ويرحمه الله " فقام رجل من

(1)

وهو حديث صحيح لشواهده؛ ويأتي أحدها قريبًا.

(2)

وقال: "حسن غريب، لا نعرفه إِلا من حديث شريك".

قلت: وهو القاضي، وهو سيئ الحفظ، وقد خرجته في "الضعيفة"(1549).

ص: 492

الأنصار يقال له أبو طلحة فقال أنا يا رسول الله فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته هل عندك شيء قالت لا إلا قوت صبياني قال فعلليهم بشيء ونوميهم فإذا دخل ضيفنا فأريه أنا نأكل فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج كي تصلحيه فأطفئيه ففعلت فقعدوا وأكل الضيف وباتا طاويين فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد عجب الله أو ضحك الله من فلان وفلانة ".

وفي رواية مثله ولم يسم أبا طلحة وفي آخرها فأنزل الله تعالى {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} . [6261]

• متفق عليه خ (4889) م (2054)"".

6214 -

وعنه قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فجعل الناس يمرون فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من هذأ يا أبا هريرة؟ " فأقول: فلان. فيقول: " نعم عبد الله هذا " ويقول: " من هذا؟ " فأقول: فلان. فيقول: " بئس عبد الله هذا " حتى مر خالد بن الوليد فقال: " من هذا؟ " فقلت: خالد بن الوليد. فقال: " نعم عبد الله خالد بن الوليد سيف من سيوف الله "[6262]

• رواه الترمذي

(1)

(3846).

(1)

وقال "حديث غريب"، وهو كما قال، وتمام كلامه:"ولا نعرف لزيد بن أسلم، عن أبي سماعًا من أبي هريرة".

قلت: لكن له طريق أخرى عن زيد بن أسلم عن أبي صالح، وعطاء بن يسار، عن أبي هريرة.

وله طرق أخرى عنه. ==

ص: 493

6215 -

وعن زيد بن أرقم قال: قالت الأنصار: يا نبي الله لكل نبي أتباع وإنا قد اتبعناك فادع الله أن يجعل أتباعنا منا فدعا به " 6263]

• رواه البخاري (3787).

6216 -

وعن قتادة قال ما نعلم حيا من أحياء العرب أكثر شهيدا أعز يوم القيامة من الأنصار. قال: وقال أنس: قتل منهم يوم أحد سبعون ويوم بئر معونة سبعون ويوم اليمامة على عهد أبي بكر سبعون. [6264]

• رواه البخاري (4078).

6217 -

وعن قيس بن حازم قال: كان عطاء البدريين خمسة آلاف. وقال عمر: لأفضلنهم على من بعدهم. [6265]

• رواه البخاري (4022).

‌13 - بابُ ذكْرِ اليَمَنِ وَالشامِ، وَذِكْرِ أوَيْسٍ القَرَنِيِّ رضي الله عنه

-

‌مِنَ "الصِّحَاحِ

":

6218 -

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له: أويس لا يدع باليمن غير أم له قد كان به بياض فدعا الله فأذهبه إلا موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه منكم

= ولذلك فالحديث صحيح، وقد خرجته في "الصحيحة"(1237).

ص: 494

فليستغفر لكم " [4914]

• مُسْلِمٌ [233/ 2542] عَنْ عُمَرَ في المَنَاقِبِ.

6219 -

وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن خير التابعين رجل يقال له: أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم ". [4915]

• مُسْلِمٌ [224/ 2542] عَنْ عُمَرَ أَيْضًا فِيهِ رضي الله عنه.

6220 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا الإيمان يمان والحكمة يمانية والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم ". [4916]

• مُتفَق عَلَيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: البُخَارِيُّ [4388] في المَغَازِي، وَمُسْلِمٌ [84 - 87/ 52] في الإِيمَانِ.

6221 -

وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأس الكفر نحو المشرق

(1)

والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين

(2)

أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم " [4917]

• مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ صح (3301) م (85/ 52)] عَنْ أَبِي هُرَيْرةَ: البُخَارِي في بَدْءِ الخَلْقِ، وَمُسْلِمٌ في الإيمَانِ.

6222 -

وعن أبي مسعود الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ههنا جاءت الفتن - نحو المشرق - والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين أهل

(1)

قال النووي: "المراد باختصاص المشرق به: مزيد تسلط الشيطان على أهل المشرق، وكَانَ ذلك في عهده صلى الله عليه وسلم، ويكون حين يخرج الدجال من المشرق؛ فإنهُ منشأ الفتن العظيمة": من "المرقاة".

(2)

أي: الفلاحين.

ص: 495

الوبر عند أصول أذناب الإبل والبقر في ربيعة ومضر ". [4918]

• متَّفَقٌ عَلَيْهِ [خ (3498) م (51/ 81)] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ كَالذِي قَبْلَهُ.

6223 -

عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غلظ القلوب والجفاء في المشرق والإيمان في أهل الحجاز". [4919]

• مُسْلِمٌ [92/ 53] عَنْ جَابِرٍ في الإِيمَانِ.

6224 -

وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا ". قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا

(1)

؟ فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان ". [4920]

• البُخَارِيُّ [7094] في الفِتَنِ، والتِّرْمِذِيُّ [3953] في المَناقِبِ عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهم.

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

6225 -

عن أنس رضي الله عنه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر قبل اليمن فقال: " اللهم أقبل

(2)

بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا ". [4921]

(1)

نجد - هنا -: هي العراق، كما في رواية للطبراني - وغيره - بسند صحيح، وقد شرحت ذلك في كتابي "تخريج أحاديث فضائل الشام" للربعي (رقم:8) فليراجع، فإنه مهم.

(2)

فعل أمر من الإقبال.

والمعنى: اجعل قلوبهم مقبلة إلينا.

ص: 496

• التِّرْمِذِيُّ [3934] عَن أنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ ثابِتٍ في فَضلِ اليَمَنِ، وَقَالَ: حَسَن صَحِيحٌ غَرِيبٌ

(1)

.

6226 -

عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طوبى للشام " قلنا: لأي شيء ذلك يا رسول الله؟ قال: " لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها "[4922]

• التِّرْمِذِيُّ [3954] عَنْ زَيْدِ بنِ ثابِتٍ في المَنَاقِبِ وَقَالَ: حَسَن غَرِيبٌ

(2)

، وَصَحَّحَهُ ابنُ حَبَّان [7304].

6227 -

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ستخرج نار من نحو حضرموت أو من نحو حضرموت تحشر الناس " قلنا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: " عليكم بالشام ". [4923]

• الترْمِذِى [4/ 498] عن ابنِ عُمَرَ في الفِتَنِ، وَقَالَ، حَسَنٌ صحِيح غَرِيبٌ

(3)

.

6228 -

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنها ستكون هجرة بعد هجرة فخيار الناس هجرة إلى مهاجر إبراهيم عليه السلام.

وفي رواية: "فخيار أهل الأرض ألزمهم

(4)

مهاجر إبراهيم، ويبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم، تقذرهم نفس الله، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير،

(1)

وتمام كلامه: "لا نعرفه من حديث زيد بن ثابت إلا من حديث عمران القطان".

قلت: وهو مُتَكَلم فيه، والمتقرر أنه حسن الحديث.

(2)

وسنده صحيح، كما بينته في "فضائل الشام" (رقم: 1).

(3)

حديث صحيح، راجع كتابنا السابق (رقم: 11).

(4)

أي: أكثرهم لزومًا.

ص: 497

تبيت معهم إذا باتوا وتقيل معهم إذا قالوا". [4924]

• أَبُو دَاودَ

(1)

[2482] في الجِهادَ عَن عَبْدِ اللْهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ، وأَخْرَجَهُ البَغَوِي [4008] في "شَرْح السُّنَّةِ" مُطَوَّلًا.

6229 -

عن ابن حوالة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق ". فقال ابن حوالة: خر لي يا رسول الله. إن أدركت ذلك. فقال: " عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم

(2)

فإن الله عز وجل توكل

(3)

لي بالشام وأهله ". [4925]

• أبو دَاودَ

(4)

[2483] في الجِهادِ عَنْ عَبدِ اللهِ بنِ حَوَالَة.

‌الفصل الثالث:

6230 -

عن شريح بن عبيد قال: ذكر أهل الشام عند علي رضي الله عنه وقيل العنهم يا أمير المؤمنين قال: لا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الأبدال يكونون بالشام وهم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا يسقى بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب "[6277]

(1)

بالرواية الثانية، ولَيسَ فيها: "تبيت معهم

".

وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف.

(2)

أي: حياضكم.

(3)

أي: تكفل.

(4)

إِسناده صحيح، انظر كتابنا السابق (رقم: 9).

ص: 498

• رواه أحمد

(1)

[1/ 112].

6231 -

وعن رجل من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ستفتح الشام فإذا خيرتم المنازل فيها فعليكم بمدينة يقال له دمشق فإنها معقل المسلمين من الملاحم وفسطاطها منها أرض يقال لها: الغوطة ". [6278]

• رواه أحمد

(2)

(4/ 160).

6232 -

وعن أبي هريرة - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الخلافة بالمدينة والملك بالشام ". [6279]

• البيهقي

(3)

[6/ 447] في "الدلائل".

6233 -

وعن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيت عمودا من نور خرج من تحت رأسي ساطعا حتى استقر بالشام ". [6280]

• رواه البيهقي

(4)

[6/ 449] في "الدلائل".

6234 -

وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن

(1)

إسناده منقطع.

(2)

إسناده ضعيف.

لكن رواه أبو داود (4298) بإسناد صحيح؛ ويأتي قريبًا.

(3)

ضعيف؛ فيه سليمان بن أبي سليمان - الراوي عن أبي هريرة -؛ قال ابن معين: "لا أعرفه"، وَقَالَ الإِمام أحمد:"أصحاب أبي هريرة المعروفون، ليس هذا عندهم"؛ كما في "المنتخب" لابن قدامة (10/ 1206) يشير الإِمام بذلك إلى أن الحديث منكر؛ وهو مخرج في "الضعيفة"(1188).

(4)

حديث صحيح؛ وقد خرّجته في "تخريج أحاديث فضائل الشام"(رقم: 3).

ص: 499

فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها: دمشق من خير مدائن الشام ". [6181]

• رواه

(1)

أحمد [5/ 197].

6235 -

وعن عبد الرحمن بن سليمان قال: سيأتي ملك من ملوك العجم فيظهر على المدائن كلها إلا دمشق. [6282]

• رواه أبو داود

(2)

(4639).

‌14 - باب ثَوَابِ هذِهِ الأمَّةِ

‌مِنَ "الصِّحَاح

":

6236 -

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم

(3)

ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا فقال: من يعمل إلى نصف النهار على قيراط قيراط فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط. ثم قال: من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين؟ ألا فأنتم

(1)

إسناده صحيح.

قلت: وحقُّه أن يذكر في (الحسان)؛ فإنه رواه أبو داود (4298)! (ع)

(2)

الحديث مقطوع؛ وإسناده ضعيف.

(3)

أي: في جنب آجال من مضى من الأمم الكثيرة.

ص: 500

الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس ألا لكم الأجر مرتين فغضبت

اليهود والنصارى فقالوا: نحن أكثر عملا وأقل عطاء قال الله تعالى: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟ قالوا: لا. قال الله: فإنه فضلي أعطيه من شئت ". [4926]

• البُخَارِيُّ (3459)

(1)

] عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنه: البُخارِيُّ في ذِكر بَنِي إِسْرَائِيلَ.

6237 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن من أشد أمتي لي حبا ناسا يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله ". [4927]

• مُسْلِمٌ

(2)

[12/ 2832] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في صِفَةِ الجَنَّةِ.

6238 -

عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره "[4928]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ عَنْ أَنَسٍ: البُخَارِيُّ [4499] م في التَّفسِرِ، وَمُسْلِمٌ في الحُدُودِ (24/ 1675)، وأَبُو دَاودَ [4595]، وابنُ مَاجَه [2649] في الدِّياتِ، والنَّسَائِيُّ [8/ 27] في القَصاصِ.

6239 -

وعن معاوية أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ". [4929]

• مُتفَقٌ عَلَيْهِ، [خ (3641) م (174/ 1037)] عَنْ مُعَاوِيَةَ: البُخَارِيُّ في عَلامَاتِ النُّبُوةِ، والتوْحِيدِ، وَمُسْلِمٌ في الجَهَادِ.

(1)

في الأصل: (متفق عليه)! وهو خطأ، فإنه لم يروه مسلم، ولا عزاه إليه الصدر المناوي في "كشف المناهج"، ولا هو في تتمة تخريج المصنف رحمه الله! (ع)

(2)

وهو مخرج في "الصحيحة"(1418).

ص: 501

‌مِنَ "الحِسَانِ

":

6240 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وددت أني قد رأيت إخواننا قالوا ألسنا إخوانك قال: "بل أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد فرطهم على الحوض ". [4930]

6241 -

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره ". [4931]

صح.

• أحْمَدُ [2/ 130] والتِّرْمِذِيُّ [2869] في الأمْثَالِ عَنْ أَنَسٍ، وَقَالَ التِّرْمِذيُّ: حَسَن غَرِيبٌ

(1)

.

وأَخْرَجَهُ أَحُمَدُ [4/ 319] عَنْ عَمارِ بنِ يَاسِرٍ.

وأَخْرَجَهُ ابنُ حِبان [7226] مِن وجهٍ آخَرَ عَن سَلْمَان

(2)

.

‌الفصل الثالث:

6242 -

عن جعفر عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبشروا و أبشروا إنما مثل أمتي مثل الغيث لا يدرى آخره خير أم أوله؟ أو كحديقة أطعم منها فوج عاما ثم أطعم منها فوجا لعل آخرها فوجا أن يكون أعرضها عرضا وأعمقها عمقا وأحسنها حسنا كيف تهلك أمة أنا أولها والمهدي

(1)

وهو صحيح لطرقه.

وصححه ابن حبان (2307) والحافظ في "الفتح"(7/ 4 - 5)؛ وهو مخرج - عن خمسة من الصحابة - في "الصحيحة"(2286).

(2)

أي: (عن سلمان - وهو الأغر -، عن عمار)؛ فإن أحمد أخرجه أخرجه من طريق آخر عن عمار! (ع)

ص: 502

وسطها والمسيح آخرها؟ ولكن بين ذلك فيج أعوج ليسوا منى ولا أنا منهم " [6287]

• ذكره رزين من رواية جعفر بن محمَّد، عن أبيه، عن جده مرفوعًا

(1)

.

6243 -

وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي الخلق أعجب إليكم إيمانا؟ " قالوا: الملائكة، قال: وما لهم لا يؤمنون وهم عند ربهم، قالوا: فالنبيون قال: " وما لهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم؟ " قالوا: فنحن. قال: " ومالكم لا تؤمنون وأنا بين أظهركم؟ " قال

(2)

: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أعجب الخلق إلي إيمانا لقوم يكونون من بعدي يجدون صحفا فيها كتاب يؤمنون بما فيها "[6288]

• رواه البيهقي

(3)

[6/ 538] في "الدلائل".

6244 -

وعن عبد الرحمن بن العلاء الحضرمي قال: حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إنه سيكون في آخر هذه الأمة قوم لهم مثل أجر أولهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقاتلون أهل الفتن "[6289]

• رواه البيهقي

(4)

[6/ 513] في "الدلائل".

(1)

لم أقف على إسناده بهذا التمام، وما أراه يصح.

وإنما أخرج ابن عساكر في "التاريخ" من حديث ابن عباس، وابن عمر

مرفوعًا بلفظ: "كيف

". دون قوله "ولكن بين

".

وسند الأول ضعيف؛ والآخر ضعيف جدًّا، وشرح ذلك في "الضعيفة"(2349).

(2)

أي: الراوي.

(3)

وإسناده ضعيف.

(4)

لم أقف على إسناده حتى الآن.

ص: 503

6245 -

وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن لم يرني وآمن بي". [6290]

• رواه أحمد

(1)

(5/ 248).

6246 -

وعن أبي محيريز قال: قلت لأبي جمعة رجل من الصحابة: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: نعم أحدثكم حديثا جيدا تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال: يا رسول الله. أحد خير منا؟ أسلمنا وجاهدنا معك. قال: " نعم قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني ". [6291]

• رواه أحد (4/ 106)، والدارمي

(2)

(2744).

وروى رزين عن أبي عبيدة من قوله: قال: يا رسول الله! أحد خيرٌ مِنَّا

إِلى آخره.

6247 -

وعن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ولا يزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة "

قال ابن المديني: هم أصحاب الحديث. [6292]

(1)

وإسناده ضعيف.

ولكن للحديث شاهد من حديث أنس يتقوى به، وقد خرجته في "الصحيحة"(1241).

(2)

بإسنادين: أحدهما صحيح، والآخر صححه الحاكم، ووافقه الذهبي، ثم خرجته في "الصحيحة"(3310).

ص: 504

• الترمذي (2192)، وقال: حسن صحيح

(1)

.

6248 -

عن ابن عباسٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه". [6293]

• ابن ماجه (2043)، والبيهقي

(2)

(7/ 356).

6249 -

وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس} قال: "إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله تعالى". [6294]

• الترمذي (3001) - وقال: حسن

(3)

-، وابن ماجه (4288)، والدارمي (2760) من رواية بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده رضي الله عنهم.

قال مؤلف الكتاب - شكر الله سعيه، وأتم عليه نعمته -: قد وقع الفراغ من جمع الأحاديث النبوية آخر يوم الجمعة من رمضان؛ عند رؤية هلال شوال، سنة سبع وثلاثين وسبع مئة: بحمد الله، وحسن توفيقه، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمدٍ، وآله وأصحابه أجمعين.

(1)

وإسناده صحيح على شرط الشيخين؛ وهو مخرج في "الصحيحة"(403).

(2)

وهو حديث صحيح لطرقه، وقد خرجتها في "إرواء الغليل (82).

وقد وصححه ابن حبان (1498) والضياء في "المختارة"(63/ 7/ 1).

(3)

قلت - وصححه الحاكم (4/ 84) ووافقه الذهبي، وإِسناده حسن.

ص: 505

[والحمد لله رب العالمين، والصلاة على رسوله محمَّد وآله أجمعين. تمَّ بِعَوْنِ اللهِ، وحسن توفيقه في تاريخ سنة أربع وثمان مئة، وقد وقع الفراغ من تحريره وتسويده في شوال، والحمد لله رب العالمين".

قَالَ المُقِرُّ بِذَنْبِهِ، عبدٌ مِنْ عَبِيدِهِ

(1)

: وَافَقَ الفَرَاغ مِنْهُ يَوْمَ السَّبْتِ المُبَارَكِ، ثَانِي شَوَّالٍ المُبَارَكِ آخِرَ النَّهَارِ، عَامَ ()

(2)

، أَحْسَنَ الله عَاقِبَتَهَا بِخَيْرٍ وَسَلامٍ.

وَالحَمْدُ للهِ وَحْدَه، وَحَسْبنَا الله وَنعْمَ الوَكِيل، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظيمِ، وَصَلَّى الله عَلَى النَّبِيِّ الأُميِّ مُحَمَّدٍ، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا دَائِمًا أَبدًا.

غَفَرَ الله لِكَاتِبهِ، وَلِصَاحِبهِ، وَلَمُصَحِّحِهِ، وَلِقَارِيهِ، وَلِسَامِعِهِ، وَلِمَنْ يَدْعُو لَهُمْ بِالتَّوبةِ وَالمَغْفِرَةِ وَالمُسلِمِينَ.

وَإنْ وَجَدْتَ

(3)

عَيْبًا فَسُدَّ الخَلَلا

جَلَّ

(3)

مَنْ لا عَيْبَ فِيهِ وَعَلا

(1)

في حاشية "الأصل""بَلَغَ مُقَابلَةً وتَصْحِيحًا حَسَبَ الطاقَةِ، وَالحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ".

(2)

غير واضحةٍ في "الأصل".

(3)

قال الحارث - عفا الله عنه -: كذا "الأصل"، والصواب:(تَجِدْ) وَ (فَجَلَّ)(ع).

ص: 506