المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌ {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي - الجدول في إعراب القرآن - جـ ١١

[محمود صافي]

فهرس الكتاب

{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)}

‌الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الواو) عاطفة (أنا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (عليك) متعلّق ب (أنزلنا)، (عليهم) متعلّق ب (يتلى)، (في ذلك) خبر مقدّم (اللام) للتأكيد (رحمة) اسم إنّ منصوب مؤخّر (لقوم) متعلّق بذكرى ..

والمصدر المؤوّل (أنّا أنزلنا

) في محلّ رفع فاعل يكفهم.

جملة: «لم يكفهم

» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أقصّرت الآية المنزلة ولم يكفهم إنزالها متلوّة

(1)

.

وجملة: «أنزلنا

» في محلّ رفع خبر أنّ.

وجملة: «يتلى

» في محلّ نصب حال من الكتاب.

وجملة: «إنّ في ذلك لرحمة

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «يؤمنون .. » في محلّ جرّ نعت لقوم.

‌الفوائد

- {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ} :

نؤكّد أن علامات جزم الفعل المضارع ثلاث: السكون للفعل الصحيح وحذف النون للافعال الخمسة، وحذف حرف العلة للفعل المعتل الآخر.

(1)

يجوز أن تكون استئنافيّة.

ص: 6

ومن المفيد جدا أن نتقدم للقارئ بقاعدة بناء فعل الأمر، والتي تقول: يبنى فعل الأمر على ما يجزم به مضارعه.

وبما أنّ علامات جزم المضارع ثلاث، فيقابلها ثلاث حالات لبناء فعل الأمر:

أ-إذا كان صحيح الآخر: يبنى على السكون لأن مضارعه يجزم بالسكون ..

ب-إذا كان من الأفعال الخمسة، أي إذا اتصلت به ألف التثنية أو واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة: يبنى على حذف النون لأن مضارعه يجزم بحذف النون.

ج-إذا كان معتل الآخر: يبنى على حذف حرف العلة من آخره، لأن مضارعه يجزم بحذف حرف العلة من آخره.

مثال الأول اكتب ومثال الثاني «اقرءا، اكتبوا، العبي» ومثال الثالث «اتل، ارم، اغز» .

فتبصّر هديت إلى الصواب.

{قُلْ كَفى بِاللهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (52)}

‌الإعراب:

(الله) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل كفى (بيني) ظرف منصوب متعلّق ب (شهيدا)،وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه (بينكم) مثل بيني فهو معطوف عليه (شهيدا) تمييز منصوب

(1)

، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة الموصول ما (الواو) استئنافيّة-أو عاطفة- (بالباطل) متعلّق

(1)

أو حال.

ص: 7

ب (آمنوا)، (بالله) متعلّق ب (كفروا)، (أولئك) مبتدأ ثان في محلّ رفع

(1)

، (هم) ضمير فصل

(2)

، (الخاسرون) خبر المبتدأ أولئك.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «كفى بالله

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يعلم

» في محلّ نصب حال

(3)

.

وجملة: «الذين آمنوا

» لا محلّ لها استئنافيّة

(4)

.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «كفروا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «أولئك

الخاسرون.» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).

‌البلاغة

الاستعارة التخييلية: في قوله تعالى «أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ» :

في الخسران استعارة تخييلية هي قرينتها، لأن الخسران متعارف في التجارات، وهذا الكلام ورد مورد الإنصاف، حيث لم يصرح بأنهم المؤمنون بالباطل، الكافرون بالله عز وجل، بل أبرزه في معرض العموم، ليهجم به التأمل على المطلوب، فهو كقوله تعالى «وَإِنّا أَوْ إِيّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ»

{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَوْلا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (53) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ (54) يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55)}

(1)

أو بدل من الموصول (الذين).

(2)

أو ضمير منفصل مبتدأ ثالث خبره الخاسرون، والجملة خبر المبتدأ (أولئك).

(3)

أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

(4)

أو معطوفة على جملة مقول القول في محلّ نصب.

ص: 8

‌الإعراب:

(الواو) استئنافية (بالعذاب) متعلّق ب (يستعجلونك)، (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (أجل) مبتدأ محذوف الخبر (اللام) واقعة في جواب لولا، والثانية لام القسم لقسم مقدّر (يأتينّهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، والفاعل هو، و (هم) ضمير مفعول به (بغتة) مصدر في موضع الحال

(1)

، (الواو) واو الحال (لا) نافية.

جملة: «يستعجلونك

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لولا أجل (موجود

)» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «جاءهم العذاب

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «يأتينّهم .. » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة-أو معطوفة على الاستئنافيّة- وجملة:«هم لا يشعرون .. » في محلّ نصب حال.

وجملة: «لا يشعرون .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

(54)

(الواو) استئنافيّة (اللام) المزحلقة للتوكيد (بالكافرين) متعلّق بمحيطة.

وجملة: «يستعجلونك (الثانية)» لا محلّ لها استئنافيّة لتأكيد الجملة الأولى.

وجملة: «إنّ جهنّم لمحيطة

» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.

(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بمحيطة (من فوقهم) متعلّق

(1)

أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه يلاقي الفعل في المعنى أي ليبغتهم بغتة.

ص: 9

ب (يغشاهم) وكذلك (من تحت) معطوف على من فوقهم، وفاعل (يقول) محذوف يعود على الموكّل بالعذاب المفهوم من السياق (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به بحذف مضاف أي: جزاء ما كنتم ..

والعائد محذوف أي تعملونه.

وجملة: «يغشاهم

» في محلّ جر مضاف إليه.

وجملة: «يقول

» في محلّ جر معطوفة على جملة يغشاهم.

وجملة: «ذوقوا

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «كنتم تعملون .. » لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «تعملون.» في محلّ نصب خبر كنتم.

‌البلاغة

خص سبحانه وتعالى نار جهنم بالجانبين الأعلى والأسفل، ولم يذكر اليمين ولا الشمال، ولا الخلف ولا الأمام؛ لإظهار الفرق بينهما وبين نار الدنيا التي تحيط بجميع الجوانب؛ فنار جهنم لا تطفأ بالدوس عليها، ولكنها تنزل من فوق.

{يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ (57)}

‌الإعراب:

(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لعبادي (الفاء) الأولى رابطة لجواب شرط مقدّر، (الفاء) الثانية زائدة للتزيين (إياي) ضمير منفصل في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده (النون) في (اعبدون) للوقاية قبل الياء المحذوفة لمناسبة الفاصلة.

ص: 10

جملة النداء: «يا عبادي» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «إنّ أرضي واسعة .. » لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «(اعبدوا) المقدّرة .. » في محل جزم جواب الشرط المقدّر أي إن ضاقت عليكم أرضكم فاعبدوني في أيّ أرض تهاجرون إليها غير أرضكم.

وجملة: «اعبدون .. » لا محلّ لها تفسيريّة.

(56)

(ثمّ) حرف عطف (إلينا) متعلّق ب (ترجعون)،و (الواو) فيه نائب الفاعل.

وجملة: «كلّ نفس ذائقة .. » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.

وجملة: «ترجعون .. » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.

‌الفوائد

- {يا عِبادِيَ} :

نقرر للمرة الثانية أن المنادي خمسة أقسام: اثنان منهما مبنيان على الضم في محلّ نصب، وهما المفرد العلم، نحو يا محمد، ويا سميح، والنكرة المقصودة، نحو: يا رجل، ويا تلميذ.

وثلاثة منصوبة وهي: النكرة غير المقصودة، نحو: يا رجلا، ويا تلميذا؛ والمضاف نحو: يا صاحب المنزل، ويا أستاذ الدرس؛ والشبيه بالمضاف، نحو: يا طالعا جبلا، ويا ساكنا في الدار.

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59)}

ص: 11

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نبوّئنّهم) مثل يأتينّهم

(1)

، (من الجنّة) متعلّق بحال من (غرفا) هو مفعول به ثان منصوب (من تحتها) متعلّق ب (تجري)

(2)

، (خالدين) حال من ضمير المفعول في (نبوّئنّهم)،منصوبة

(3)

،والمخصوص بالمدح محذوف تقديره الجنّة أو هذا الأجر.

جملة: «الذين آمنوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «عملوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «نبوّئنّهم

» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر

وجملة القسم وجوابه في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين)

(4)

.

وجملة: «تجري

» في محلّ نصب نعت ل (غرفا).

وجملة: «نعم أجر

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ-أو تعليليّة- (59)(الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للعاملين

(5)

، (على ربّهم) متعلّق ب (يتوكّلون).

وجملة: «صبروا .... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

وجملة: «يتوكّلون .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

‌الصرف:

(غرفا)،جمع غرفة

وانظر الآية (75) من سورة الفرقان.

(1)

في الآية (53) من هذه السورة.

(2)

أو بمحذوف حال من الأنهار.

(3)

أو من الجنّة، أو من (غرفا).

(4)

أو الخبر محذوف لدلالة جواب القسم عليه.

(5)

أو خبر لمبتدأ محذوف وجوبا على المدح تقديره هم، والجملة مستأنفة .. أو مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح.

ص: 12

{وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (كأيّن) اسم كناية عن العدد مبنيّ على السكون في محلّ ّ رفع مبتدأ (من دابّة) تمييز (لا) نافية (الواو) الأولى عاطفة، والثانية استئنافيّة (إيّاكم) ضمير منفصل في محلّ ّ نصب معطوف على الضمير المتّصل في (يرزقها)، (العليم) خبر ثان مرفوع.

وجملة: «كأيّن من دابة

» لا محلّ ّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا تحمل .. » في محلّ ّ جرّ نعت لدابّة ..

وجملة: «الله يرزقها .. » في محلّ ّ رفع خبر المبتدأ (كأيّن).

وجملة: «يرزقها .. » في محلّ ّ رفع خبر المبتدأ (الله).

وجملة: «هو السميع .. » لا محلّ ّ لها استئنافيّة.

‌الفوائد

- «كأي» أو «كأين» حسب رسم المصحف: وهي اسم مركب من «كاف» التشبيه و «أي» المنونة، وجاز الوقف عليها بالنون. وهي بمعنى «كم» وتوافقها في خمسة أمور:

«الإبهام والافتقار إلى التمييز والبناء، ولزوم التصدير. وإفادة التكثير» وهو الغالب نحو «وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ» .

وتخالفها في خمسة أمور:

الأول: أن «كأين» مركبة وكم بسيطة.

الثاني: أن مميزها مجرور ب «من» غالبا، كما مرّ آنفا.

الثالث: أنها لا تقع استفهامية عند الجمهور.

الرابع: أنها لا تقع مجرورة.

الخامس: أن خبرها لا يقع مفردا بل جملة، كما مرّ في الآيات السابقة.

ص: 13

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنّى يُؤْفَكُونَ (61)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (اللام) موطّئة للقسم (سألتهم) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يقولن) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف أي: الله فعل ذلك (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (يؤفكون)،و (الواو) فيه نائب الفاعل.

جملة: «إن سألتهم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «من خلق

» في محلّ نصب مفعول به لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام من بتقدير حرف الجرّ أي عمّن خلق.

وجملة: «خلق .... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).

وجملة: «سخّر

» في محلّ رفع معطوفة على جملة خلق

وجملة: «يقولنّ

» لا محلّ لها جواب القسم

وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.

وجملة: «الله (فعل .. ) .. » في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يؤفكون

» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر مقترنة بالفاء أي: إن صرفهم الهوى فأنّى يؤفكون .. وجملة الشرط المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.

ص: 14

{اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62)}

‌الإعراب:

(لمن) متعلّق ب (يبسط)، (من عباده) متعلّق بحال من العائد المقدّر

(1)

، (له) متعلّق (يقدر)(بكلّ) متعلّق بعليم.

جملة: «الله يبسط

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يبسط

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله).

وجملة: «يشاء

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «يقدر له

» في محلّ رفع معطوفة على جملة يبسط.

وجملة: «إنّ الله

عليم» لا محلّ لها تعليليّة.

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (63)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة-أو عاطفة- (لئن .. نزّل) مثل لئن .. خلق

(2)

، (من السماء) متعلّق ب (نزل)، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (أحيا)، (من بعد) متعلّق ب (أحيا)، (ليقولنّ الله) مثل السابقة

(3)

(لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (بل) للإضراب الانتقالي (لا) نافية.

جملة: «إن سألتهم

» لا محلّ لها استئنافيّة

(4)

.

وجملة: «من نزّل

» في محلّ نصب مفعول به لفعل السؤال

(1)

أي من يشاء رزقه من عباده .. ويجوز أن يكون تمييزا للموصول من.

(2)

في الآية (61) من هذه السورة.

(3)

في الآية (61) من هذه السورة.

(4)

أو معطوفة على جملة إن سألتهم في الآية (61)،وما بينهما اعتراض.

ص: 15

المعلّق بالاستفهام من.

وجملة: «نزّل

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).

وجملة: «أحيا

» في محلّ رفع معطوفة على جملة نزّل.

وجملة: «يقولنّ .. » لا محلّ لها جواب القسم .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.

وجملة: «الله (فعل ذلك)» .في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «الحمد لله

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أكثرهم لا يعقلون .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا يعقلون .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم).

{وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (64)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (الحياة) بدل من اسم الإشارة-أو عطف بيان- (إلاّ) للحصر (لهو) خبر المبتدأ هذه (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (لو) حرف شرط غير جازم.

جملة: «ما هذه .. إلاّ لهو» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّ الدار

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «هي الحيوان .. » في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «كانوا

» لا محلّ لها استئنافيّة .. وجواب الشرط محذوف تقديره: ما آثروا الحياة الدنيا ..

وجملة: «يعلمون .. » في محلّ نصب خبر كانوا ..

ص: 16

‌الصرف:

(الحيوان)،اسم لكلّ ما فيه حياة ناطقا كان أم غير ناطق، وقد جاء في الآية بمعنى الحياة الدائمة التي لا موت فيها ..

و (الواو) فيه منقلبة عن ياء-عند سيبويه-شذوذا كيلا يلتبس مع التثنية، ولم تقلب ألفا كيلا تحذف إحدى الألفين .. أمّا عند غير سيبويه فالواو أصلية ولا قلب.

{فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمّا نَجّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66)}

‌الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (في الفلك) متعلّق ب (ركبوا)، (دعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. و (الواو) فاعل (مخلصين) حال من فاعل دعوا (له) متعلّق بمخلصين

(1)

، (الدين) مفعول به لاسم الفاعل (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (إلى البرّ) متعلّق ب (نجّاهم)(إذا) فجائيّة ..

جملة: «ركبوا

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «دعوا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «نجّاهم .. » في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «هم يشركون .. » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «يشركون .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

(66)

(اللام) لام العاقبة (يكفروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، ومثله (ليتمتّعوا)، (بما) متعلّق ب (يكفروا)، (الفاء) استئنافيّة (سوف)

(1)

أو متعلّق بحال من الدين.

ص: 17

حرف استقبال والمصدر المؤوّل (أن يكفروا .. ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يشركون).

والمصدر المؤوّل (أن يتمتّعوا .. ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يشركون) فهو معطوف على المصدر الأول.

وجملة: «يكفروا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «آتيناهم .... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما)

(1)

.

وجملة: «يتمتّعوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني.

وجملة: «سوف يعلمون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌البلاغة

المجاز: في قوله تعالى «لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ» .

فإن قلت: كيف جاز أن يأمر الله تعالى بالكفر، وبأن يعمل العصاة ما شاءوا، وهو ناه عن ذلك ومتوعد عليه؟ الجواب: هو مجاز عن الخذلان والتخلي، وأن ذلك الأمر متسخط للغاية. ومثاله: أن ترى الرجل قد عزم على أمر، وعندك أنّ ذلك الأمر خطأ، وأنه يؤدي إلى ضرر عظيم، فتبالغ في نصحه واستنزاله عن رأيه، فإذا لم تر منه إلا الإباء والتصميم، غضبت عليه وقلت: أنت وشأنك وافعل ما شئت، فلا تريد بهذا حقيقة الأمر.

‌الفوائد

1 -

النماذج الانسانية في كتاب الله كثيرة، نحو:

- {إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً} .

-وخلق الإنسان جزوعا.

(1)

والعائد محذوف تقديره إيّاه، وهو المفعول الثاني.

ص: 18

-وخلق الإنسان عجولا.

- {وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً} .

وفي هذه الآية، التي نحن بصددها، يصوّر لنا القرآن الكريم الإنسان كيف يلجأ إلى الله، وقت الحاجة، ووقت الضيق، حتى إذا زال عنه ما هو فيه، نسي الله ونأى بجانبه، وتنكر لنعمائه وألطافه ..

2 -

أحصى الخليل بن أحمد عدد اللامات، فبلغت إحدى وأربعين لاما؟ نعدها عدا وهي: لام القسم، لام جواب القسم، لام الأمر، لام جواب الأمر، لام الوعد، لام الوعيد، لام التوكيد، لام العماد، لام الجحد، لام كي، لام إن الخفيفة، لام الغاية، لام الترجي، لام التمني، لام التحذير، لام المدح، لام الذم، لام كما، لام المنقول، لام الجزاء، لام الشفاعة، لام الاستغاثة، لام الجرّ، لام الصفة، لام الأصل، لام المعرفة، لام التكثير، لام الابتداء، لام التفضيل، لام ليس، لام النفي، لام غير، لام التبرئة، لام الصلة، لام النهي، لام الدعاء، لام الاستحقاق، لام الإلحاق، لام الفصاحة. وهذه اللامات تقسم إلى ثلاثة أقسام:

عاملة للجر، عاملة للجزم، وغير عاملة.

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ (67) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ اِفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمّا جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (68)}

‌الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (أنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (حرما) مفعول به ثان .. والمفعول الأول محذوف أي بلدهم أو مكّة (الواو) واو الحال (الناس) نائب الفاعل مرفوع

ص: 19

(من حولهم) متعلّق ب (يتخطّف)، (الهمزة) مثل الأولى (الفاء) عاطفة (بالباطل) متعلّق ب (يؤمنون)، (بنعمة) متعلّق ب (يكفرون).

جملة: «لم يروا

» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا ولم يروا

وجملة: «جعلنا

» في محلّ رفع خبر أنّ.

والمصدر المؤوّل (أنّا جعلنا

) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا.

وجملة: «يتخطّف الناس

» في محلّ نصب حال.

وجملة: «يؤمنون .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يروا.

وجملة: «يكفرون .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمنون.

(68)

(الواو) عاطفة (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (أظلم)، (ممّن) متعلّق بأظلم (على الله) متعلّق ب (افترى)، (كذبا) مفعول به منصوب

(1)

، (بالحقّ) متعلّق ب (كذّب)، (لمّا جاءه) مثل لمّا نجّاهم

(2)

(الهمزة) للاستفهام التقريريّ لأنها دخلت على نفي وإن كان فيها معنى الإنكار في الأصل (في جهنّم) متعلّق بخبر ليس (مثوى) اسم ليس مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (للكافرين) متعلّق بنعت لمثوى

وجملة: «من أظلم .... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف أغفلوا ..

وجملة: «افترى

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «كذّب

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «جاءه

» في محلّ جرّ مضاف إليه

وجواب الشرط

(1)

أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه، والمفعول محذوف.

(2)

في الآية (65) من هذه السورة.

ص: 20

محذوف دلّ عليه ما قبله.

وجملة: «ليس في جهنّم مثوى .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

{وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (فينا) متعلّق ب (جاهدوا) بحذف مضاف أي في سبيلنا (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نهدينهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، والفاعل نحن للتعظيم، و (هم) ضمير مفعول به (سبلنا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (مع) ظرف منصوب متعلّق بخبر إنّ.

جملة: «الذين جاهدوا ..... » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «جاهدوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «نهدينّهم

» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر

وجملة القسم المقدّرة في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين)

(1)

.

وجملة: «إنّ الله لمع المحسنين» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة

‌البلاغة

الإيجاز بالحذف: في قوله تعالى «وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا» فقد أطلق المجاهدة ولم يقيدها بمفعول، ليتناول كل ما يجب مجاهدته من النفس الأمارة بالسوء والشيطان وأعداء الدين.

«انتهت سورة العنكبوت»

(1)

أو الخبر محذوف لدلالة جواب القسم عليه.

ص: 21

‌سورة الرّوم

آياتها 60 آية

بسم الله الرحمن الرحيم

{الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)}

‌الإعراب:

(في أدنى) متعلّق ب (غلبت)، (الواو) عاطفة (من بعد) متعلّق ب (سيغلبون).

جملة: «غلبت الروم .. » لا محلّ لها ابتدائيّة.

وجملة: «هم

سيغلبون .. » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.

(4 - 5)(في بضع) متعلّق ب (سيغلبون) بحذف مضاف أي: في مدى بضع سنين (لله) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ الأمر (قبل) ظرف زمان مبنيّ على الضم في محلّ جرّ بمن متعلّق بالخبر (من بعد) مثل من قبل فهو معطوف عليه (الواو) عاطفة (يومئذ) ظرف زمان منصوب، مضاف متعلّق

ص: 23

ب (يفرح)،والتنوين في آخره عوض من جملة محذوفة (بنصر) متعلّق ب (يفرح)،وفاعل (ينصر) ضمير مستتر تقديره هو يعود على لفظ الجلالة (الواو) عاطفة.

وجملة: «لله الأمر .. » لا محلّ لها اعتراضيّة.

وجملة: «يفرح المؤمنون .. » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.

وجملة: «ينصر

» لا محلّ لها استئنافيّة-أو تعليليّة-.

وجملة: «يشاء

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «هو العزيز

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ينصر.

‌الصرف:

(الروم)،اسم جنس وهو اسم لقوم سمّوا على اسم أبيهم روم بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم كما قيل.

(غلبهم)،مصدر الثلاثيّ غلب باب ضرب، وزنه فعل بفتحتين، ثمّة مصادر أخرى هي: غلب بفتح فسكون، وغلبة بفتحتين، ومغلب بفتح الميم واللام، وغلبّ بضمّتين وتشديد الباء المفتوحة وبكسرتين، وغلبّة بضمّتين وتشديد الباء المفتوحة، وغلابية بفتح الغين وكسر الباء وفتح الياء.

‌الفوائد

- الفرس والروم:

أطلق العرب كلمة الروم على دولة بيزنطة، وعاصمتها القسطنطينة، والروم اليوم هم المسيحيون الشرقيون من «كاثوليك وأرثوذكس» .

احتربت الفرس والروم في موقعة بين بصرى وأذرعات، وانتصر الفرس، وبلغ ذلك قريشا، ففرحت لانتصار الشرك على أهل الكتاب، واعتبروا ذلك نصرا لهم. وقد تلاحى أمية بن خلف وأبو بكر، وتناحبا على مائة قلوص، إلى تسع سنين، يدفعها أبو بكر إلى أمية إذا لم تنتصر الروم في هذه المدة، ويدفعها أمية إلى أبي بكر إذا انتصرت؛

ص: 24

ولما خاف أمية أن يخرج أبو بكر من مكة طلب إليه كفيلا، فكفله ابنه عبد الله؛ ولما خرج أمية إلى أحد ومات عقب الموقعة، نتيجة طعنة في حربة رسول الله صلى الله عليه وسلم،وقد انتصرت الروم على فارس يوم الحديبية، فطلب أبو بكر المائة من القلوص، فدفعت له، فأتى أبو بكر بها رسول الله، فقال له: تصدق بها، وهكذا يتضح لدينا أسباب نزول الآية، والبضع: ما بين الثلاث إلى التسع. وقد انتصرت الروم على الفرس بعد سبع من موقعة جنوب حوران التي انتصر بها الفرس على الروم.

صدق الله العظيم

«غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ»

{وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ (7)}

‌الإعراب:

(وعد) مفعول مطلق لفعل محذوف مؤكّد لمضمون الجملة قبله منصوب (لا) نافية في الموضعين (الواو) عاطفة.

جملة: «(وعدهم) الله وعدا» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا يخلف الله

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ

(1)

.

وجملة: «لكنّ أكثر الناس

» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يخلف الله.

وجملة: «لا يعلمون .. » في محلّ رفع خبر لكنّ.

(7)

(من الحياة) متعلّق ب (ظاهرا)، (الواو) حاليّة (عن الآخرة) متعلّق

(1)

أجازوا أن تكون في محلّ نصب حال من المصدر (وعد)،والمعنى وعد الله غير مخلف

ص: 25

بالخبر (غافلون)،و (هم) الثاني توكيد للأول.

وجملة: «يعلمون

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ-أو تعليليّة- وجملة: «هم

غافلون .. » في محلّ نصب حال.

‌البلاغة

التنكير: في قوله تعالى «يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا» :

فائدة تنكير الظاهر تقليل معلومهم، وتقليله يقربه من النفي حتى يطابق المبدل منه، وروي عن الحسن أنه قال في تلاوته هذه الآية: بلغ من صدق أحدهم في ظاهر الحياة الدنيا أنه ينقر الدينار بأصبعه، فيعلم أجيد هو أم رديء، وفائدته أيضا: أنهم لا يعلمون إلا ظاهرا واحدا من جملة الظواهر.

التعطف: في قوله تعالى «وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ» .

فن التعطف هو إعادة اللفظة بعينها في الجملة في الكلام أو البيت من الشعر فقد ردد «هم» للمبالغة في تأكيد غفلتهم عن الآخرة.

{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ (8)}

‌الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (في أنفسهم) متعلّق ب (يتفكّروا)، (ما) نافية، والثانية اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السموات ب (الواو)(بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (إلاّ) للحصر (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل خلق أو

ص: 26

مفعوله، وعلامة الجرّ في (مسمّى) الكسرة المقدّرة (الواو) استئنافيّة (من الناس) متعلّق بنعت ل (كثيرا)، (بلقاء) متعلّق ب (كافرون) خبر إنّ و (اللام) المزحلقة.

جملة: «لم يتفكّروا

» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أجهلوا ولم يتفكّروا.

وجملة: «ما خلق الله

» في محلّ نصب مفعول به لفعل التفكّر المعلّق بالنفي

(1)

.

وجملة: «إنّ كثيرا .. لكافرون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمّا عَمَرُوها وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ (10)}

‌الإعراب:

(أولم يسيروا) ومثل أولم يتفكّروا

(2)

، (في الأرض) متعلّق ب (يسيروا)، (الفاء) عاطفة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الذين)، (منهم) متعلّق بأشدّ (قوّة) تمييز منصوب، والضمير الفاعل في (أثاروا، عمروها) يعود على الأقدمين (أكثر) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، والضمير في (عمروها) الثاني يعود على أهل مكّة (بالبيّنات) متعلّق بحال

(1)

أجاز العكبري أن تكون استئنافيّة والكلام قبلها تام.

(2)

في الآية السابقة (8).

ص: 27

من الرسل (الفاء) استئنافيّة (ما) نافية (اللام) لام الجحود (يظلمهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود.

والمصدر المؤوّل (أن يظلمهم

) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان.

(الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (أنفسهم) مفعول به مقدّم منصوب.

جملة: «لم يسيروا

» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أقعدوا ولم يسيروا.

وجملة: «ينظروا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يسيروا المنفية.

وجملة: «كان عاقبة

» في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر بمعنى (التفكّر) المعلّق بالاستفهام كيف.

وجملة: «كانوا أشدّ

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «أثاروا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا

(1)

.

وجملة: «عمروها

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أثاروا

وجملة: «عمروها (الثانية)» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ

(2)

.

وجملة: «جاءتهم رسلهم .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة عمروها (الأولى)

(3)

.

وجملة: «ما كان الله ليظلمهم .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يظلمهم .. » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن)

(1)

يجوز أن تكون الواو قبلها حالية، والجملة في محلّ نصب حال بتقدير (قد).

(2)

والمصدر المؤوّل (ما عمروها) في محلّ جرّ بمن متعلّق بأكثر.

(3)

يجوز أن تكون الواو قبلها حاليّة، والجملة في محلّ نصب حال بتقدير قد.

ص: 28

المضمر.

وجملة: «كانوا

يظلمون .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان ..

وجملة: «يظلمون .. » في محلّ نصب خبر كانوا.

(10)

(ثمّ) حرف عطف (عاقبة) خبر كان منصوب مقدم (السوءى) اسم كان مؤخّر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف

(1)

، (أن) حرف مصدريّ (بآيات) متعلّق ب (كذّبوا)، (بها) متعلّق ب (يستهزئون).

والمصدر المؤول: (أن كذّبوا) في محلّ جر بحرف جرّ محذوف هو اللام أو الباء متعلّق بعاقبة

(2)

.

وجملة: «كان عاقبة .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان الله ليظلمهم.

وجملة: «أساؤوا .. » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «كذّبوا .. » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «كانوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوا ..

وجملة: «يستهزئون .. » في محلّ نصب خبر كانوا.

‌الصرف:

(السوءى)،مؤنّث الأسوأ، اسم تفضيل من ساء الثلاثيّ، وزنه فعلى بضمّ فسكون.

‌الفوائد

كيف-اسم استفهام يستفهم به عن حالة الشيء مبني على الفتح. إذا وقعت كيف قبل اسم أو فعل ناقص كانت خبرا مقدما. مثل: كيف أخوك.

وإذا وقعت قبل الباء التي هي حرف جر فتكون هذه الباء زائدة. مثل: كيف

(1)

يجوز أن يكون مفعولا مطلقا عامله أساؤوا .. أو مفعولا به عامله أساؤوا بحذف موصوف أي أساؤوا الفعلة السوءى

(2)

يجوز أن يكون بدلا من السوءى إذا كان اسما للناقص فيكون المصدر في محلّ رفع ..

ص: 29

بزيد. وإذا وقع بعدها فعل تام كانت في محلّ نصب على الحال. وقد تكون كيف شرطا فتقتضي فعليه متفقي اللفظ والمعنى غير مجزومين. مثل: كيف تصنع أصنع. وتجزم عند بعضهم.

{اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ (13) وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14)}

‌الإعراب:

(ثمّ) حرف عطف في الموضعين (إليه) متعلّق ب (ترجعون)،و (الواو) فيه نائب الفاعل.

جملة: «الله يبدأ

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يبدأ

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله).

وجملة: «يعيده .. » في محلّ رفع معطوفة على جملة يبدأ.

وجملة: «ترجعون .. » في محلّ رفع معطوفة على جملة يبدأ.

(12)

(الواو) عاطفة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق (يبلس).

وجملة: «تقوم الساعة .. » في محلّ جر مضاف إليه.

وجملة: «يبلس المجرمون .. » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

(13)

(الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر يكن (من شركائهم) متعلّق بحال من (شعفاء) وهو اسم يكن (بشركائهم) متعلّق بالخبر (كافرين).

وجملة: «لم يكن لهم شفعاء» لا محلّ لها معطوفة على جملة يبلس.

وجملة: «كانوا

كافرين» لا محلّ لها معطوفة على جملة يبلس.

(14)

(الواو) عاطفة (يوم) مثل الأول متعلّق ب (يتفرّقون)، (يومئذ) تأكيد

ص: 30

للظرف السابق، والتنوين عوض من جملة محذوفة.

وجملة: «تقوم الساعة .. » في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «يتفرّقون .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة يبلس المجرمون ..

{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (16)}

‌الإعراب:

((الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط أمّا (في روضة) متعلّق بخبر المبتدأ هم

(1)

،و (الواو) في (يحبرون) نائب الفاعل.

جملة: «الذين آمنوا .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «عملوا .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «هم في روضة .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).

وجملة: «يحبرون .. » في محلّ رفع خبر ثان.

(16)

(الواو) عاطفة (أمّا الذين كفروا

) مثل أمّا الذين آمنوا (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا،)(الفاء) رابطة لجواب الشرط (في العذاب) متعلّق ب (محضرون) خبر المبتدأ (أولئك).

وجملة: «الذين كفروا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا

(1)

أو متعلّق ب (يحبرون)،وجملة يحبرون خبر المبتدأ (هم).

ص: 31

وجملة: «كفروا .. » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

وجملة: «كذّبوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «أولئك .. محضرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).

‌الصرف:

(روضة)،اسم للحديقة أو الجنة وزنه فعلة بفتح فسكون.

‌الفوائد

- الغناء في الجنة:

روي عن علي رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة لمجتمعا للحور العين، يرفعن بأصوات لم يسمع الخلائق بمثلها، يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن الناعمات فلا نيأس، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن كان لنا وكنا له ..

{فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (19)}

‌الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (حين) ظرف منصوب متعلّق بالمصدر سبحان في المواضع الثلاثة، والفعلان (تمسون، تصبحون) تامّان أي تدخلون في المساء وفي الصباح، (الواو) اعتراضية (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (الحمد)(في السموات) متعلّق بالحمد

(1)

، (عشيّا)،ظرف منصوب متعلّق

(1)

علّقه العكبريّ بحال من الحمد، ولكن العامل فيه ضعيف.

ص: 32

بسبحان، فهو معطوف على حين (من الميّت) متعلّق ب (يخرج) الأول (من الحيّ) متعلّق ب (يخرج) الثاني (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يحيي)، (الواو) عاطفة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله تخرجون

(2)

،و (الواو) فيه نائب الفاعل.

جملة: «(سبّحوا) سبحان .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تمسون .. » في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «تصبحون .. » في محلّ جر مضاف إليه.

وجملة: «له الحمد .. » لا محلّ لها اعتراضيّة.

وجملة: «تظهرون .. » في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «يخرج .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يخرج (الثانية .. ) .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرج (الأولى).

وجملة: «يحيي

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرج (الثانية).

وجملة: «تخرجون .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي.

‌الفوائد

1 -

معاني «أصبح وأمسى وأضحى» ثلاثة:

أ-أن يقترن مضمون الجملة بالأوقات الخاصة بها، وهي الصباح والمساء والضحى.

ب-أن تفيد معنى الدخول في هذه الأوقات، وفي هذا الحالة تكون تامة، تكتفي بمرفوعها.

قال حميد الأرقط:

فأصبحوا والنوى عالى معرسّهم

وليس كل النوى تلقي المساكين

ج-أن تكون بمعنى صار، كقولنا أصبح عليّ فارسا، وأمسى خالد كريما.

(2)

أي تخرجون إخراجا من القبور كذلك الإخراج المتقدّم.

ص: 33

2 -

اختلاف الألوان والألسنة:

حقا إذا فكر الإنسان، كيف اختص كل فرد من أفراد الانسانية بلون وسمات فارقه عمّن سواه، وكيف انبثقت هذه اللغات، واختلفت هذه الألسنة بين شعوب الأرض، وكيف اتفقت كل مجموعة من الناس على لغة خاصة بهم يتقنونها دونما سواها من اللغات، حقا إن ذلك يملأ النفس عجبا، والعقل إكبارا، والقلوب إجلالا لخالق الكون ومدبر أموره وباثا في أرجائه آياته. ولكن أين العقول التي تدرك، والنفوس التي تنصف، والقلوب التي تعي

؟

{وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاِخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ (22) وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَاِبْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)}

ص: 34

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (من آياته) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر المصدر المؤوّل .. وكذلك الأمر في المواضع الخمسة الآتية (أن) حرف مصدريّ (من تراب) متعلّق ب (خلقكم)، (ثمّ) حرف عطف (إذا) فجائيّة.

والمصدر المؤوّل (أن خلقكم) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.

جملة: «من آياته أن خلقكم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرج الحيّ.

وجملة: «خلقكم .. » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «أنتم بشر

» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّة.

وجملة: «تنتشرون

» في محلّ رفع نعت لبشر

(1)

.

(21)

(الواو) عاطفة (لكم) متعلّق ب (خلق)، (من أنفسكم) متعلّق ب (خلق)

(2)

، (اللام) للتعليل (تسكنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون .. و (الواو) فاعل (إليها) متعلّق ب (تسكنوا) ..

والمصدر المؤوّل (أن تسكنوا

) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خلق).

(بينكم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل

(3)

، (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) للتوكيد (آيات) اسم إنّ مؤخّر منصوب وعلامة النصب الكسرة .. وكذلك الحالات المشابهة في ما يلي (لقوم) متعلّق بنعت لآيات.

(1)

أو هي خبر ثان للمبتدأ أنتم.

(2)

أو متعلّق بحال من (أزواجا).

(3)

أو متعلّق ب (جعل) على أنّه بمعنى خلق أو أوجد.

ص: 35

وجملة: «من آياته أن خلق

» لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.

وجملة: «خلق .... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «تسكنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «جعل

» لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق لكم.

وجملة: «إنّ في ذلك

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو معترضة.

وجملة: «يتفكّرون .. » في محلّ جرّ نعت لقوم.

(22)

(خلق) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (اختلاف) معطوف على المبتدأ خلق مرفوع.

وجملة: «من آياته خلق

» لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.

وجملة: «إنّ في ذلك لآيات

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ-أو معترضة- (23)(منامكم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (بالليل) متعلّق بالمصدر منامكم (من فضله) متعلّق بالمصدر (ابتغاؤكم).

وجملة: «من آياته منامكم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.

وجملة: «إنّ في ذلك لآيات

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ-أو معترضة- (24)(الواو) عاطفة (يريكم) مضارع مرفوع-والحرف المصدريّ مقدّر قبله قياسا على ما تقدّم من أفعال-

(1)

.

(1)

يجوز أن يكون (من آياته) حالا من (البرق)،والجملة حينئذ فعلية معطوفة على الجملة الاسميّة (من آياته أن خلقكم).

ص: 36

(خوفا) مفعول لأجله منصوب (من السماء) متعلّق ب (ينزّل)، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (يحيي)،و (الباء) سببيّة (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يحيي).

وجملة: «من آياته (إراءتكم

)» لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.

وجملة: «يريكم .. » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المقدّر.

وجملة: «ينزّل

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يريكم.

وجملة: «يحيي

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ينزّل.

وجملة: «إنّ في ذلك لآيات

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ-أو معترضة- وجملة: «يعقلون .. » في محلّ جرّ نعت لقوم.

(25)

(الواو) عاطفة (بأمره) متعلّق بحال من السماء والأرض (ثمّ) حرف عطف (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (دعوة) مفعول مطلق منصوب (من الأرض) متعلّق ب (دعاكم)، (إذا) فجائيّة- وجملة: «من آياته أن تقوم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.

وجملة: «تقوم السماء

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «دعاكم

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «أنتم تخرجون .. » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «تخرجون .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم).

ص: 37

(26)

(الواو) عاطفة (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (من)، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من (كلّ) مبتدأ مرفوع-والتنوين فيه عوض من محذوف أي كلّ مخلوق- (له) متعلّق بالخبر (قانتون).

وجملة: «له من في السموات .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن تقوم.

وجملة: «كلّ له قانتون.» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

(27)

(الواو) عاطفة (هو الذي

يعيده) مرّ إعراب نظيرها

(1)

، (الواو) حاليّة-أو اعتراضيّة-والضمير (هو) يعود على الخلق أو الإعادة أو الرجوع المفهوم من السياق (عليه) متعلّق ب (أهون)، (الواو) عاطفة (له المثل) مثل له من .... (في السموات) متعلّق بحال من الضمير في الأعلى (الواو) عاطفة (الحكيم) خبر ثان مرفوع.

وجملة: «هو الذي .... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له من في السموات.

وجملة: «يبدأ

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «يعيده

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «هو أهون

» لا محلّ لها اعتراضيّة-أو في محلّ نصب حال- وجملة: «له المثل

» لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي.

وجملة: «هو العزيز

» لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي.

(1)

في الآية (11) من هذه السورة.

ص: 38

‌الصرف:

(أهون)،اسم تفضيل قصد به الوصف لا التفضيل، وزنه أفعل من (هان) الثلاثيّ.

‌البلاغة

فن اللف: في قوله تعالى «وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ» هذا من باب اللف، وترتيبه: ومن آياته منامكم وابتغاؤكم من فضله بالليل والنهار، إلا أنه فصل بين القرينتين الأخيرتين، لأنهما زمانان، والزمان والواقع فيه كشيء واحد، مع إعانة اللفّ على الاتحاد ويجوز أن يراد منامكم في الزمانين، وابتغاؤكم فيهما، والظاهر هو الأول، لتكرره في القرآن، وأسدّ المعاني ما دل عليه القرآن، يسمعونه بالآذان الواعية.

‌الفوائد

1 -

قد تحذف أن وينزل الفعل منزلة المصدر ومن ذلك المثل المشهور:

تسمع بالمعيدي خير من أن تراه.

وأول من نطق به المنذر بن ماء السماء.

وقد أعجب بأخبار المعيدي، فلما مثل أمامه ورأى دمامته قال المثل المذكور.

والتقدير: أن تسمع بالمعيدي إلخ.

2 -

يشترط اتحاد الفاعل في الفعل وما يأتي بعده مفعولا لأجله. ولهذا السبب أجاب ابن مالك في شرح التسهيل أن معنى يريكم أي يجعلكم ترون وبذلك يتحّد فاعل الفعل «يريكم» وفاعل الخوف والطمع فتأمل

!

{ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28)}

ص: 39

‌الإعراب:

(لكم) متعلّق ب (ضرب)

(1)

(من أنفسكم) متعلّق بنعت ل (مثلا)، (هل) حرف استفهام للإنكار (لكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ شركاء (ممّا) متعلّق بحال من شركاء (شركاء) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر (في ما) متعلّق بشركاء (الفاء) عاطفة (فيه) متعلّق بالخبر سواء (كخيفتكم) متعلّق بمفعول مطلق (أنفسكم) مفعول به للمصدر خيفتكم (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نفصّل (لقوم) متعلّق ب (نفصّل).

جملة: «ضرب

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «هل لكم ممّا ملكت .. » في محلّ نصب بدل من (مثلا).

وجملة: «ملكت أيمانكم .. » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.

وجملة: «رزقناكم

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني

(2)

.

وجملة: «أنتم فيه سواء .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة هل لكم ممّا

وجملة: «تخافونهم

» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (أنتم).

وجملة: «نفصّل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يعقلون

» في محلّ جرّ نعت لقوم.

{بَلِ اِتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (29)}

‌الإعراب:

(بل) للإضراب الانتقاليّ (بغير) متعلّق بحال من

(1)

أو بمحذوف مفعول به ثان بتضمين (ضرب) معنى جعل.

(2)

يجوز أن يكون (ما) نكرة موصوفة، فالجملة في محلّ جرّ نعت لها.

ص: 40

الموصول الذين، و (أهواءهم) مفعول اتّبع منصوب (الفاء) عاطفة (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (من) الثاني اسم موصول في محلّ نصب مفعول به عامله يهدي، والعائد محذوف أي أضلّه-أو أضلّهم- (الواو) عاطفة (ما) نافية (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (ناصرين) وهو مجرور لفظا مرفوع محلا، وعلامة الجرّ الياء.

جملة: «اتّبع الذين

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ظلموا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «من يهدي .. » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «يهدي .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).

وجملة: «أضلّ الله .... » لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «ما لهم من ناصرين .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة

(1)

.

{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاِتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)}

‌الإعراب:

(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، والفاعل في (أقم) يعود على الرسول عليه السلام (للدين) متعلّق ب (أقم)، (حنيفا) حال منصوبة من الفاعل أو المفعول أو الدين (فطرة) مفعول به لفعل محذوف

(1)

يجوز أن تكون الجملة حالا من العائد المحذوف أي: من أضلّه الله حال كونه غير منصور.

ص: 41

على الإغراء أي: الزموا فطرة الله (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لفطرة (عليها) متعلّق ب (فطر)، (لا) نافية للجنس (لخلق) متعلّق بخبر لا (الدين) خبر المبتدأ (ذلك) مرفوع

(1)

، (الواو) عاطفة (لا) نافية.

جملة: «أقم

» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن ضلّ بعض الناس فأقم وجهك للدين ..

جملة: «(الزموا .. ) فطرة الله .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «فطر

» لا محلّ لها صلة الموصول (التي).

وجملة: «لا تبديل لخلق الله

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «ذلك الدين القيّم

» لا محل لها تعليل ثان.

وجملة: «لكنّ أكثر الناس .... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك الدين

وجملة: «لا يعلمون .. » في محلّ رفع خبر لكنّ.

(منيبين) حال منصوبة من فاعل (الزموا)،وعلامة النصب الياء (إليه) متعلّق بمنيبين (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لا) ناهية جازمة (من المشركين) متعلّق بخبر تكونوا ..

جملة: «اتّقوه

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الزموا فطرة

وجملة: «أقيموا ..... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الزموا فطرة

وجملة: «لا تكونوا من المشركين .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة الزموا فطرة.

(1)

أو هو بدل من اسم الإشارة و (القيّم) هو الخبر، وقيل:(القيم) نعت للدين، والخبر محذوف تقديره توحيد الله.

ص: 42

(32)

(من الذين) بدل من المشركين بإعادة الجارّ (بما) متعلّق بالخبر (فرحون)، (لديهم) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف صلة ما.

وجملة: «فرّقوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «كانوا شيعا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «كلّ حزب

فرحون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

‌الصرف:

(30)

فطرة: رسمت التاء في هذا الموضع من المصحف مفتوحة، ولا يوجد في القرآن غير هذا الموضع وهو لفظ جاء على وزن مصدر الهيئة من الثلاثيّ فطر، وهو اسم بمعنى قابليّة الدين الحقّ، أو بمعنى دين الإسلام، وجاء في المعجم: الفطرة هو الصفة التي يتّصف بها كلّ موجود في أوّل زمان خلقته، صفة الإنسان الطبيعيّة، الدين، السنّة،

إلخ.

‌الفوائد

- {فِطْرَتَ اللهِ} :

انقسم الفلاسفة المؤلهين، سواء أكانوا من الإسلام، أو غير الإسلام، إلى قسمين:

قسم اتخذ من الأدلة العلمية المركبة برهانا على وجود الله، وأكثر هذه الأدلة دورانا على ألسنتهم «الدور والتسلسل» واستحالتها، وبرهان الوجوب، وبرهان الوجود.

وشرح هذه البراهين موجود في كتب المنطق ومؤلفات الفلاسفة وعلماء الكلام لمن أراد الاستزادة من الاطلاع.

وقسم لجأ إلى الأفكار الفطرية لدى الإنسان، والتي تفرض نفسها على كثير من المفكرين، وهي أسهل، وعلى حد قولهم، أقوى دلالة على وجود الله، وقد لجأ إليها

ص: 43

الكثير من فلاسفة الغرب، وأكثر من الكثير من متصوفة المسلمين وعلمائهم. وهذه الفطرة، التي تبعث فينا الشعور بوجود الخالق العظيم، تدفعنا بنفس الوقت للتأمل في نظام هذا الكون البديع، بدءا من أنفسنا ونظام أجسامنا، وانتهاء بنظام النبات والحياة الذي لا يدرك أسراره إلا العلماء. وفوق كل ذي علم عليم.

ولا أخفيك أيها القارئ، أن الزهرة التي تنبثق من التراب، وتتخذ أشكالها وألوانها الساحرة، والثمرة التي تخرج من المصانع القابعة في باطن الأرض، مختلفة الحجوم والطعوم، لهي أكثر دلالة على خالق الكون وبارئ الإنسان من أبي الهول والأهرامات، ومن السدود العظمى أو ناطحات السحاب

!

{وَإِذا مَسَّ النّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (ضرّ) فاعل مسّ مؤخّر مرفوع (إليه) متعلّق بمنيبين (منه) متعلّق بحال من رحمة (إذا) فجائية (منهم) متعلّق بنعت لفريق (بربّهم) متعلّق ب (يشركون).

جملة: «مسّ

ضرّ» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «دعوا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «أذاقهم

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «فريق منهم

يشركون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «يشركون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (فريق).

ص: 44

(34)

(اللام) لام العاقبة

(1)

،، (يكفروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بما) متعلّق ب (يكفروا)،والمفعول الثاني محذوف تقديره إيّاه، وهو العائد

والمصدر المؤوّل (أن يكفروا

) في محلّ جر باللام متعلّق ب (يشركون).

(الفاء) الأولى استئنافيّة، والثانية تعليليّة (سوف) حرف استقبال، ومفعول (تعلمون) محذوف أي عاقبة تمتّعكم.

وجملة: «يكفروا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «آتيناهم

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «تمتّعوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «سوف تعلمون» لا محلّ لها تعليليّة.

{أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (35) وَإِذا أَذَقْنَا النّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ (36)}

‌الإعراب:

(أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة التي للإنكار (عليهم) معلّق ب (أنزلنا)، (الفاء) عاطفة (بما) متعلّق ب (يتكلّم)، (به) متعلّق ب (يشركون).

(1)

أو هي لام الأمر، وتفيد التهديد، فالمضارع مجزوم

ومثله بمعنى التهديد: تمتّعوا ..

ص: 45

وجملة: «أنزلنا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «هو يتكلّم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا.

وجملة: «يتكلّم

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو).

وجملة: «كانوا به يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «يشركون» في محلّ نصب خبر كانوا.

(36)

(الواو) عاطفة (بها) متعلّق ب (فرحوا)، (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ، (إذا) فجائيّة

وجملة: «أذقنا

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «فرحوا بها» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «تصبهم سيّئة

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه، المعطوفة بدورها على جملة أنزلنا

وجملة: «هم يقنطون

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة ب (إذا) الفجائية.

وجملة: «هم يقنطون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

‌البلاغة

الالتفات: في قوله تعالى «أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً» .

التفات من الخطاب إلى الغيبة، إيذانا بالإعراض عنهم، وتعديدا لجناياتهم لغيرهم.

المجاز: في قوله تعالى «فَهُوَ يَتَكَلَّمُ» .

فهو يدل على أن التكلم مجاز عن الدلالة، كما تقول: كتاب ناطق بكذا، وهذا

ص: 46

مما نطق به القرآن، ومعناه الدلالة والشهادة، كأنه قال: فهو يشهد بشركهم وبصحته.

‌الفوائد

- تحدثنا قليلا فيما سبق عن النماذج الإنسانية المبثوثة في آيات القرآن الكريم.

ونسوق أمثلة أخرى من خلال هذه الآيات:

أ-في الآية الأولى يعرض علينا الله سبحانه صورة للإنسان الذي يلجأ إلى ربه ساعة الضيق، وينصرف عن ذكره ساعة الفرج.

وهذا يذكرني بالمثل الشعبي الشائع «ما زلت صلي حتى حصّلي فإذا حصّلي بطّلت صلي» .

ب-وهذا نموذج آخر، يكاد يكون عكس النموذج الأول، وهو يصوّر لنا الإنسان عند ما يفرح بما يؤتيه الله من فضله، وكيف يقنط ويضيق صدره عند ما يصاب بأي ضرّاء تصيبه، فإذا هو قانط كفور.

وهذا يذكرنا بصبر الأنبياء، الذي يغاير ما عليه الناس من الحرج وضيق الصدر، فقد أنعم الله على أيوب حقبة من الدهر، ثم ابتلاه بالأنفس والثمرات والصحة حقبة أخرى، فكانت زوجه تطلب إليه أن يسأل الله العافية والنجاة من البلاء، فكان يقول لها، أستحي من الله أن أسأله العافية من البلاء، إذ لا تساوي مدة البلاء أيام السعادة والهناء التي حبانا الله إياها، فلنصبر ولنشكر، حتى ضرب المثل بصبر أيوب.

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37) فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَاِبْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38)}

ص: 47

‌الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الواو) عاطفة (لمن) متعلّق ب (يبسط .. ).

والمصدر المؤوّل (أنّ الله يبسط .. ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا.

(في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) لام الابتداء للتوكيد (لقوم) متعلّق بنعت لآيات.

جملة: «يروا

» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:

أغفلوا ولم يروا

وجملة: «يبسط .... » في محلّ رفع خبر أنّ.

وجملة: «يشاء

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «يقدر .... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «إنّ في ذلك لآيات

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «يؤمنون

» في محلّ جر نعت لقوم.

(38)

(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (حقّه) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة في الموضعين (للذين) متعلّق ب (خبر)، (هم) ضمير فصل

(1)

.

وجملة: «آت

» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان الرزق بيد الله فآت

وجملة: «ذلك خير

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ-أو تعليليّة-.

وجملة: «يريدون

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

(1)

أو ضمير منفصل مبتدأ خبره المفلحون، والجملة الاسمية خبر المبتدأ أولئك.

ص: 48

وجملة: «أولئك

المفلحون» لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك خير

(1)

.

{وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (آتيتم) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (من ربا) متعلّق بحال من ما

(2)

، (اللام) للتعليل (يربو) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (في أموال) متعلّق ب (يربو)، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (يربو).

والمصدر المؤوّل (أن يربو

) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (آتيتم).

(الواو) عاطفة (ما .... من زكاة) مثل ما .. من ربا (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم المضعفون) مثل هم المفلحون

(3)

.

جملة: «آتيتم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يربو

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «لا يربو

» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو

والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

(1)

يجوز أن تكون الجملة حالا من فاعل يريدون.

(2)

أو هو تمييز له.

(3)

في الآية (38) السابقة.

ص: 49

وجملة: «آتيتم (الثانية)» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيتم (الأولى).

وجملة: «تريدون

» في محلّ نصب حال من فاعل آتيتم

(1)

.

وجملة: «أولئك

المضعفون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء، وفي الكلام التفات.

‌الصرف:

(المضعفون)،جمع المضعف، اسم فاعل من الرباعيّ أضعف، وزنه مفعل بضمّ وكسر العين.

‌البلاغة

الالتفات: في قوله تعالى «فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ» .

الالتفات عن الخطاب، حيث قيل: فأولئك دون «فأنتم» للتعظيم، كأنه سبحانه خاطب بذلك الملائكة عليهم السلام وخواص الخلق، تعريفا لحالهم، ويجوز أن يكون التعبير بما ذكر للتعميم، بأن يقصد بأولئك هؤلاء وغيرهم.

{اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ (40)}

‌الإعراب:

(الذي) اسم موصول خبر في محلّ رفع

(2)

، (ثمّ) حرف عطف للتراخي في المواضع الثلاثة (هل) حرف استفهام للإنكار (من شركائكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (من)، (من ذلكم) متعلّق بحال من

(1)

أو في محلّ جرّ نعت لزكاة، والرابط محذوف أي تريدون وجه الله بها.

(2)

يجوز أن يكون نعتا للفظ الجلالة، والخبر هو جملة هل من شركائكم من يفعل

والرابط هو (من ذلكم) والإشارة إلى أفعاله تعالى ..

ص: 50

شيء (شيء) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به عامله يفعل (سبحانه) مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب (عمّا) متعلّق ب (تعالى) والعائد محذوف أي يشركونه.

جملة: «الله الذي

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «خلقكم

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «رزقكم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «يميتكم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة رزقكم.

وجملة: «يحييكم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يميتكم.

وجملة: «هل من شركائكم من يفعل

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «يفعل

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «(نسبّح) سبحانه

» لا محلّ لها استئنافيّة سيقت للدعاء.

وجملة: «تعالى

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف المتقدّمة.

وجملة: «يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

{ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)}

‌الإعراب:

(في البرّ) متعلّق ب (ظهر)، (ما) حرف مصدري

(1)

، (اللام) للتعليل (يذيقهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل

(1)

أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف أي كسبته أيدي الناس.

ص: 51

ضمير مستتر يعود على الله، والمفهوم من السياق.

وجملة: «ظهر الفساد

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «كسبت أيدي الناس» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) والمصدر المؤوّل (ما كسبت

) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ظهر).

والمصدر المؤوّل (أن يذيقهم

) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ظهر).

وجملة: «يذيقهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «عملوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «لعلّهم يرجعون

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «يرجعون

» في محل رفع خبر لعلّهم.

{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43)}

‌الإعراب:

(في الأرض) متعلّق ب (سيروا)، (الفاء) عاطفة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

ص: 52

وجملة: «سيروا

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «انظروا

» في محلّ نصب معطوفة على جملة سيروا.

وجملة: «كان عاقبة

» في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام.

وجملة: «كان أكثرهم مشركين» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

(43)

(فأقم

للدين) مرّ اعرابها

(1)

، (من قبل) متعلّق ب (أقم)، (أن) حرف مصدريّ ..

والمصدر المؤوّل (أن يأتي .. ) في محلّ جرّ مضاف إليه.

(لا) نافية للجنس (له) متعلّق بخبر لا (من الله) متعلّق بمحذوف يدلّ عليه مردّ-لا يصحّ تعليقه بمردّ إذ ينبغي أن ينوّن-

(2)

، (يومئذ) ظرف منصوب

(3)

متعلّق ب (يصّدّعون).

وجملة: «أقم وجهك

» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أشرك بعض الناس فأقم وجهك للدين.

وجملة: «يأتي يوم

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «لا مردّ له» في محلّ رفع نعت ليوم.

وجملة: «يصّدّعون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

‌الصرف:

(يصّدّعون)،فيه إبدال تاء التفعّل صادا لمجيئها قبل الصاد أصله يتصدّعون وزنه يتفعلون.

(1)

في الآية (30) من هذه السورة.

(2)

أجاز الجمل تعليقه بفعل يأتي المتقدّم أي يأتي من الله يوم لا مردّ له.

(3)

أو مبني على الفتح لإضافته لظرف مبنيّ هو (إذ)،والتنوين فيه هو تنوين عوض.

ص: 53

{مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (45)}

‌الإعراب:

«من» اسم شرط جازم مبتدأ «كفر» في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عليه) خبر مقدم للمبتدأ (كفره)(الواو) عاطفة (من) مثل الأول (لأنفسهم) متعلّق ب (يمهدون).

جملة: «من كفر

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «كفر

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).

وجملة: «عليه كفره» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «من عمل

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «عمل صالحا

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.

وجملة: «يمهدون» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم

والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط.

(45)

(اللام) للتعليل (يجزي) منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير يعود على الله، وهو مفهوم من السياق.

والمصدر المؤوّل (أن يجزي

) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يمهدون)

(1)

.

(من فضله) متعلّق ب (يجزي)، (لا) نافية ..

(1)

أو ب (يصّدّعون) في الآية (43)،والمعنى يتفرقّون ليجزي المؤمنين من فضله والكافرين بعد له.

ص: 54

وجملة: «يجزي

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «عملوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا ..

وجملة: «إنّه لا يحبّ الكافرين» لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي يجزي الكافرين إنّه لا يحبّهم.

وجملة: «لا يحبّ الكافرين» في محلّ رفع خبر إنّ.

‌الفوائد

- المسؤولية والجزاء:

قال الفيلسوف الأوربي «برغسون» :إن من يتأمل في أعمال الناس، يرى أناسا يعملون الخير، ولا ينالهم سوى الشر؛ وآخرون يعلمون الشر ولا ينالهم سوى الخير.

وهذا مخالف لسنن هذا الكون القائم على النظام والعدل.

إذن لا بد لهذا الكون من إله عادل، يكافئ على الخير خيرا، وعلى الشر شرا وبما أن الكثير من الناس لا ينالهم العدل في هذه الدنيا، فلا بد أن يكون للإنسان حياة غير هذه الحياة، يقام فيها العدل، ويستوفي فيها كل إنسان أجر ما عمل في هذه الحياة، وهذا يتوافق مع سنن هذا الكون الكامل، والذي لا بد له من خالق عادل قادر مريد، وهو الله.

{وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (من آياته أن يرسل .. ) مثل من آياته أن

ص: 55

خلقكم

(1)

، (مبشّرات) حال منصوبة من الرياح، وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل في المواضع الثلاثة (يذيقكم) مثل يجزي

(2)

، (من رحمته) متعلّق ب (يذيقكم)، (تجري) مثل يجزي

(3)

،، (بأمره) متعلّق ب (تجري)، (تبتغوا) مثل يجزي

(4)

. (من فضله) متعلّق ب (تبتغوا)، (الواو) عاطفة

والمصدر المؤوّل (أن يرسل

) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.

والمصدر المؤوّل (أن يذيقكم

) في محلّ جر باللام متعلّق بفعل مقدّر أي يرسلها

(5)

.

والمصدر المؤوّل (أن تجري .. ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل مقدّر أي يرسلها.

وجملة: «(أن (تبتغوا)» في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل مقدّر أي يرسلها.

جملة: «من آياته (إرسال) الرياح» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يرسل» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «يذيقكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.

وجملة: «تجري الفلك

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني.

وجملة: «تبتغوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثالث.

(1)

في الآية (20) من هذه السورة.

(2،3،4) في الآية (45) السابقة.

(5)

أو متعلّق بما تعلّق به ما عطف عليه مقدّر أي يرسل الرياح مبشّرات بالمطر لتشربوا منه وليذيقكم

ص: 56

وجملة: «لعلّكم تشكرون» لا محلّ لها معطوفة على تعليل مقدّر أي: فعل ذلك لعلّكم تفلحون ولعلّكم تشكرون.

وجملة: «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.

‌الصرف:

(مبشّرات)،جمع مبشّرة مؤنّث مبشّر اسم فاعل من الرباعي بشّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين.

‌البلاغة

الاستعارة والمجاز: في قوله تعالى «وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ» .

الاستعارة في قوله تعالى «لِيُذِيقَكُمْ» ،وقد تقدمت كثيرا، وهي استعارة مكنية.

المجاز المرسل: في قوله تعالى «مِنْ رَحْمَتِهِ» وهو مجاز مرسل، علاقته الحالية، لأن الرحمة تحل في الخصب والمطر، فأطلق الحال وأريد المحل، وفسر بعضهم الرحمة «أي من نعمته من المياه العذبة والأشجار الرطبة وصحة الأبدان وما يتبع ذلك من أمور لا يحصيها إلا الله» .

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (من قبلك) متعلّق بحال من رسلا-أو متعلّق ب (أرسلنا)، (إلى قومهم) متعلّق ب (أرسلنا)، (الفاء) عاطفة (بالبيّنات) متعلّق بحال من فاعل جاءوهم (الفاء) عاطفة (من الذين) متعلّق ب (انتقمنا)، (الواو) عاطفة (حقا) خبر كان منصوب (علينا) متعلّق بالخبر (حقا).

جملة: «أرسلنا

» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة

ص: 57

القسم المقدّرة وجوابه وما عطف عليه استئناف اعتراضيّ.

وجملة: «جاءوهم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا.

وجملة: «انتقمنا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جاءوهم.

وجملة: «كان حقا

نصر» لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة.

{اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49)}

‌الإعراب:

(الفاء) عاطفة في المواضع الأربعة (في السماء) متعلّق ب (يبسطه)، (كيف) اسم شرط غير جازم في محلّ نصب حال عامله يشاء

(1)

، (كسفا) مفعول به ثان منصوب (من خلاله) متعلّق ب (يخرج)، (به) متعلّق ب (أصاب) والباء سببيّة (من عباده) متعلّق بحال من العائد المحذوف

(2)

أي يشاء إصابته من عباده (إذا) فجائيّة.

جملة: «الله الذي

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يرسل

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «تثير

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل.

(1)

وجوابه محذوف دلّ عليه ما قبله أي كيف يشاء يبسطه في السماء.

(2)

أو هو تمييز الموصول (من).

ص: 58

وجملة: «يبسطه

» لا محلّ لها معطوفة على جملة تثير.

وجملة: «يشاء» في محلّ نصب حال من فاعل يبسط.

وجملة: «يجعله

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يبسطه.

وجملة: «ترى

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعله.

وجملة: «يخرج

» في محلّ نصب حال من الودق.

وجملة الشرط وفعله وجوابه

» لا محلّ لها معطوفة على ترى.

وجملة: «أصاب

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «يشاء

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «هم يستبشرون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «يستبشرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

(49)

(الواو) حاليّة (إن) مخفّفة من الثقيلة مهملة (من قبل) متعلّق بالخبر مبلسين (أن) حرف مصدريّ.

والمصدر المؤوّل (أن ينزّل) في محلّ جرّ مضاف إليه.

ونائب الفاعل لفعل (ينزّل) ضمير مستتر تقديره هو يعود على الودق (عليهم) متعلّق ب (ينزّل)، (من قبله) تأكيد لما قبله (اللام) هي الفارقة.

وجملة: «كانوا

» في محلّ نصب حال.

وجملة: «ينزّل

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

‌الفوائد

1 -

كيف الشرطية:

جاء في المغني: تستعمل كيف على وجهين، أحدهما كونها شرطية، ومنه قوله تعالى: «ينفق كيف يشاء، يصوركم في الأرحام كيف يشاء، فيبسطه في السماء

ص: 59

كيف يشاء» فكيف، في الأمثلة الثلاثة شرطية وشرطها محذوف لدلالة ما قبلها عليه.

2 -

كيف يشاء: نورد هذا النص الذي ذكره صاحب المغنى، لما نرى فيه من الفائدة، فقد قال:

وتستعمل «كيف» على وجهين: أحدهما أن تكون شرطا، فيقتضي فعلين، متّفقي اللفظ والمعنى غير مجزومين، نحو «كيف تصنع أصنع» .ولا يجوز «كيف تجلس أذهب» باتفاق، ولا «كيف تجلس أجلس» بالجزم عند البصريين إلا قطربا، لمخالفتها لأدوات الشرط بوجوب موافقة جوابها لشرطها كما مرّ. وقيل: يجوز مطلقا، وإليه ذهب قطرب والكوفيون، وقيل: يجوز، بشرط اقترانها ب «ما».قالوا: ومن ورودها شرطا «يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ» و «يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ» «فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ» وجوابها في ذلك كله محذوف لدلالة ما قبلها، وهذا يشكل على إطلاقهم أن جوابها يجب مماثلته لشروطها وفي ذلك تعليقات وردود تجاوزنا، ذكرها بغية الاختصار.

{فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)}

‌الإعراب:

(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (إلى آثار) متعلّق ب (انظر)، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عامله يحيي (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يحيي)،والإشارة في (ذلك) إلى محيي الأرض وهو الله، (اللام) المزحلقة (الواو) عاطفة (على كلّ) متعلّق بالخبر قدير.

جملة: «انظر

» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أرسل الله الرياح فانظر إلى آثار

وجملة: «يحيي الأرض

» في محلّ نصب حال من لفظ

ص: 60

الجلالة

(1)

.

وجملة: «إنّ ذلك لمحيي

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «هو

قدير» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ ذلك لمحيي.

‌الصرف:

(محيي)،اسم فاعل من الرباعيّ أحيا، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.

{وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51) فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (أرسلنا) في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) عاطفة (رأوه) في محلّ جزم أيضا معطوفة على (أرسلنا)(اللام) الثانية لام القسم دلّ عليه اللام الأولى الموطّئة (من بعده) متعلّق ب (يكفرون).

جملة: «أرسلنا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «رأوه

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «ظلوا

» لا محلّ لها جواب القسم

وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.

(1)

وأصل المعنى: انظر إلى آثار رحمة الله بكيفيّة إحياء الأرض، فاسم الاستفهام كيف كما يبدو منصوب على نزع الخافض، ولكن صحّ الإعراب أعلاه بالتقدير.

ص: 61

وجملة: «يكفرون

» في محلّ نصب خبر ظلوا.

(52)

(الفاء) تعليليّة (لا) نافية في الموضعين، والمفعول الثاني ل (تسمع) الأول ضمير يعود على المفعول الثاني ل (تسمع) الثاني على سبيل التنازع (ولّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين

والواو فاعل (مدبرين) حال مؤكّدة للعامل منصوب ..

وجملة: «إنّك لا تسمع

» لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي: لا تحزن عليهم فإنّهم صمّ كالموتى.

وجملة: «لا تسمع الموتى

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «لا تسمع الصمّ

» في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.

وجملة: «ولّوا

» في محلّ جرّ مضاف إليه

وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله

(1)

.

(53)

(الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنت) ضمير منفصل اسم ما (هادي) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة رسما مراعاة لقراءة الوصل (عن ضلالتهم) متعلّق بهادي بتضمينه معنى صارف

(2)

، (إن) نافية (إلاّ) للحصر (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (بآياتنا) متعلّق ب (يؤمن)، (الفاء) عاطفة ..

وجملة: «ما أنت بهادي

» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّك لا تسمع

(1)

يجوز تجريده من معنى الشرط، وحينئذ يتعلّق ب (تسمع) المتقدّم.

(2)

انظر الآية (81) من سورة النمل.

ص: 62

وجملة: «إن تسمع

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ-أو تعليليّة-.

وجملة: «يؤمن

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «هم مسلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمن.

‌الصرف:

(51)

مصفرّا: اسم فاعل من الخماسيّ اصفرّ، وقد يكون اسم مفعول فالوزن واحد بسبب تضعيف الراء، فإذا فكّ الإدغام ظهر الفرق بين اسم الفاعل واسم المفعول في اللفظ، وزنه مفعلّ بضمّ الفاء وتشديد اللام

{اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)}

‌الإعراب:

(من ضعف) متعلّق ب (خلقكم)، (من بعد) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل في الموضعين (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف (الواو) عاطفة-أو حاليّة- (القدير) خبر ثان مرفوع.

جملة: «الله الذي

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «خلقكم .. » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «جعل (الأولى)» لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقكم.

وجملة: «جعل (الثانية)» لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل (الأولى).

ص: 63

وجملة: «يخلق

» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (الله)

(1)

.

وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «هو العليم

» في محلّ رفع معطوفة على جملة يخلق

(2)

.

‌الصرف:

(شيبة)،مصدر سماعيّ للثلاثيّ شاب وزنه فعلة على وزن مصدر المرّة، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي شيب بفتح فسكون، ومشيب بفتح الميم وكسر العين.

{وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يقسم)، (ما) نافية (غير) ظرف منصوب متعلّق ب (لبثوا)، (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله (يؤفكون)،الواو فيه نائب الفاعل.

جملة: «تقوم الساعة

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «يقسم المجرمون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ما لبثوا

» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.

(1)

يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها.

(2)

يجوز أن تكون حالا من فاعل يخلق.

ص: 64

وجملة: «كانوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يؤفكون» في محلّ نصب خبر كانوا.

(56)

(الواو) عاطفة، والواو في (أوتوا) نائب الفاعل (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (في كتاب) متعلّق ب (لبثتم) بحذف مضاف أي في تقدير كتاب الله (إلى يوم) متعلّق ب (لبثتم)، (الفاء) عاطفة

(1)

(الواو) عاطفة (لا) نافية

وجملة: «قال الذين

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يقسم المجرمون.

وجملة: «أوتوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «قد لبثتم

» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر

وجملة القسم المقدّر في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «هذا يوم

» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

وجملة: «لكنّكم كنتم

» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

وجملة: «كنتم لا تعلمون» في محلّ رفع خبر لكنّكم.

وجملة: «لا تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم.

(57)

(الفاء) عاطفة (يومئذ) ظرف منصوب

(2)

متعلّق ب (ينفع) المنفي (لا) نافية (الذين) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به مقدّم (الواو) عاطفة

(1)

جعلها البيضاويّ رابطة لجواب شرط مقدّر أي: إن كنتم منكرين للبعث فهذا يوم البعث أي فقد تبيّن بطلان إنكاركم.

(2)

أو مبني لإضافته إلى (إذ) المبني.

ص: 65

(لا) مثل الأولى، والواو في (يستعتبون) نائب الفاعل.

وجملة: «لا ينفع

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يقسم المجرمون.

وجملة: «ظلموا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «لا هم يستعتبون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا ينفع

وجملة: «يستعتبون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

‌الصرف:

(معذرة)،مصدر سماعيّ لفعل عذر باب ضرب أي رفع عنه اللوم أو الذنب، وزنه مفعلة بكسر العين.

‌الفوائد

- «وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ» .

هذه الصورة البلاغية ضرب من الجناس. وهو إيراد اللفظة الواحدة بمعنيين، أو معان متعددة. وقد ورد هذا الفن البلاغي في الشعر الجاهلي، وفي القرآن الكريم بصورة معتدلة ومستحسنة وجدّ مقبولة، ولكن ما لبث الشعراء في العصور المتأخرة أن عضوا عليه بالنواجذ، وراحوا يتبارون في الإكثار منه، تكلفا وتمحلا، حتى أصبح ضربا من التصنّع، بعد أن كان نوعا من الصنعة، وحتى أصبح ممجوجا وممقوتا لدى الشعراء في عصر الانحطاط.

ومن طريف الأمور، أن الشعراء الشعبين، سمعوه لدى الشعراء المثقفين، فبهرهم شكله، وحسبوا أنه ذروة من ذرى البلاغة، فبنوا عليه بعض الفنون من الأدب الشعبي، مثل «العتابا» ،وهي من الشعر المزدوج. وقد التزموا في أشطره الثلاثة الأولى بالجناس التام، وأطلقوا عليه اسم «المرصود» ،ولم يتسامحوا في تجاوز هذه القاعدة.

وهكذا آلت كثير من المحسنات اللفظية والمعنوية إلى فنون مستقلة لدى

ص: 66

الشعراء الشعبين، ولولا الإطالة لأثبتنا الكثير من هذه الفنون، وأوردنا الأمثلة الموضحة لهذا الاتجاه.

{وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ مُبْطِلُونَ (58) كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (59) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ (60)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لقد ضربنا) مثل لقد لبثتم

(1)

، (الناس) متعلّق ب (ضربنا)، (في هذا) متعلّق ب (ضربنا)، (من كلّ) متعلّق ب (ضربنا)

(2)

، (الواو) عاطفة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (جئتهم) في محلّ جزم فعل الشرط (بآية) متعلّق بحال من فاعل جئت (اللام) لام القسم (يقولنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع

و (النون) للتوكيد (إن) حرف نفي (إلاّ) للحصر.

جملة: «قد ضربنا

» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر .. وجملة القسم استئنافيّة.

وجملة: «جئتهم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة.

وجملة: «يقولنّ الذين

» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر الثاني.

وجملة: «كفروا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

(1)

في الآية (56) من هذه السورة

(2)

اختلف الجارّ لفظا ومعنى فصحّ التعليق بالفعل نفسه.

ص: 67

وجملة: «إن أنتم إلاّ مبطلون» في محلّ نصب مقول القول.

(59)

(كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يطبع (على قلوب) متعلّق ب (يطبع)، (لا) نافية.

وجملة: «يطبع الله» لا محلّ لها اعتراضيّة-أو استئنافيّة-.

وجملة: «لا يعلمون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

(60)

(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (يستخفّنّك) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم

و (النون) للتوكيد، و (الكاف) مفعول به (لا) نافية.

وجملة: «اصبر

» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن قال الكافرون ذلك فاصبر

وجملة: «إنّ وعد الله حقّ

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «لا يستخفّنك الذين

» معطوفة على جملة اصبر.

وجملة: «لا يوقنون

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

**

**

** انتهت سورة «الروم» ويليها سورة «لقمان»

ص: 68

للمحسنين

(1)

، (الواو) عاطفة في الموضعين (بالآخرة) متعلّق بالخبر (يوقنون)، (هم) الثاني توكيد للأول ..

وجملة: «يقيمون

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «يؤتون

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «هم

يوقنون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «يوقنون

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

(5)

(على هدى) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ أولئك (من ربّهم) متعلّق بنعت لهدى (الواو) عاطفة (هم) مبتدأ ثان في محلّ رفع خبره (المفلحون)

(2)

.

وجملة: «أولئك على هدى

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «أولئك هم المفلحون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك على هدى.

وجملة: «هم المفلحون

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) الثاني.

(الواو) عاطفة (من الناس) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (من)

(3)

، (اللام) للتعليل (يضلّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر يعود على من (عن سبيل) متعلّق ب (يضل)، (بغير) متعلّق بحال من فاعل يشتري. (هزوا) مفعول به ثان

(1)

أو عطف بيان عليه

ويجوز أن يكون مبتدأ خبره جملة أولئك على هدى ..

(2)

أو هو ضمير فصل لا عمل له.

(3)

يجوز أن يكون نعتا لمبتدأ مقدّر، والخبر من يشتري

أي: بعض الناس من يشتري.

ص: 70

عامله يتّخذها (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب).

والمصدر المؤوّل (أن يضلّ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يشتري).

وجملة: «من الناس

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك على هدى.

وجملة: «يشتري

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «يضلّ

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «يتّخذها

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلّ.

وجملة: «أولئك لهم عذاب

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «لهم عذاب

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).

(7)

(الواو) عاطفة (آياتنا) نائب الفاعل مرفوع (عليه) متعلّق ب (تتلى)، (مستكبرا) حال منصوبة من فاعل ولّى (كأن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف يعود على من يشتري (في أذنيه) متعلّق بخبر كأنّ المشدّدة (وقرا) اسم كأنّ منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بعذاب) متعلّق ب (بشّره).

وجملة: «تتلى

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «ولّى

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «كأن لم يسمعها

» في محلّ نصب حال ثانية من فاعل ولّى.

وجملة: «لم يسمعها

» في محلّ رفع خبر (كأن) المخفّفة.

وجملة: «كأنّ في أذنيه وقرا

» في محلّ نصب بدل من كأن لم

ص: 71

يسمعها

(1)

.

وجملة: «بشره

» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاءك فبشّره

(2)

.

‌الصرف:

(7)

مستكبرا: اسم فاعل من السداسيّ استكبر، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.

‌البلاغة

المجاز: في قوله تعالى «الْكِتابِ الْحَكِيمِ» .

وصف الكتاب بالحكيم مجاز، لأن الوصف بذلك للتملك، هو لا يملك الحكمة، بل يشتمل عليها ويتضمنها، فلأجل ذلك وصف بالحكيم بمعنى ذي الحكمة.

ويجوز أن يكون هناك استعارة بالكناية، أي الناطق بالحكمة كالحي؛ ويجوز أن يكون الحكيم في صفاته عز وجل، ووصف الكتاب به من باب الإسناد المجازي.

‌الفوائد

1 -

الاضافة بمعنى «من» :

«وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ» ؛فإضافة اللهو إلى الحديث الغاية منها التبيين؛ وضابطها أن يكون الاسم الثاني «من المضاف والمضاف إليه» صالح للإخبار به عن الأول، نحو «خاتم فضة» أي خاتم كائن من فضة.

2 -

النضر بن الحارث:

(1)

أو حال ثالثة

أو حال من فاعل يسمعها. هذا وجوّز الزمخشري جعل الجملتين التشبيهيّتين مستأنفتين.

(2)

يجوز جعل الجملة معطوفة على ما قبلها برابط السببيّة، والفاء هي الفصيحة.

ص: 72

ذكر المفسرون والمؤرخون، أن النضر بن الحارث، كان يأتي الحيرة بقصد التجارة، ثم يشتري كتبا فيها أخبار الأعاجم، فيأتي مكة ويحدث أهلها بما فيها، ويقول: إن محمدا يحدثكم بأخبار عاد وثمود، وأنا أحدثكم بأحاديث فارس والروم، فيستحسنون ذلك، وينصرفون عن سماع القرآن، فنزلت بهم هذه الآية. ومن المعلوم أن أسباب النزول، تكون خاصة، ثم تسري أحكامها فيما بعد على العموم.

{خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)}

(1)

في الآية (6) من هذه السورة.

ص: 73

‌الإعراب:

(بغير) متعلّق بحال من السموات (الواو) عاطفة (في الأرض) متعلّق ب (ألقى)، (أن) حرف مصدريّ.

والمصدر المؤوّل (أن تميد

) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي خشية أن تميد

(1)

.

(بكم) متعلّق ب (تميد)، (فيها) متعلّق ب (بثّ)(من كلّ) متعلّق ب (بثّ) ومن تبعيضيّة (من السماء) متعلّق ب (أنزلنا)، (الفاء) عاطفة (فيها) متعلّق ب (أنبتنا)، (من كلّ) متعلّق ب (أنبتنا) ومن تبعيضيّة.

جملة: «خلق

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ترونها

» في محلّ جرّ نعت لعمد.

وجملة: «ألقى

» لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.

وجملة: «تميد

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «بثّ

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقى.

وجملة: «أنزلنا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقى.

وجملة: «أنبتنا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا.

‌الفوائد

- الزوجية في البنات كما هي في الأحياء:

من عظيم خلق الله، أن الزوجية، وهي الذكورة والأنوثة، موجودة في النبات، كما

(1)

يجوز جرّ المصدر المؤوّل بحرف جرّ محذوف بتقدير (لا) نافية قبل الفعل أي: لئلاّ تميد بكم .. والجار متعلّق ب (ألقى).

ص: 74

هي موجودة في الأحياء، وهي سنة من سنن الله، وناموس مما أودعه الله في سائر مخلوقاته، ولئن ذهب بعضهم، في تعليلات غير مقبولة لوجود الازدواجية في الأحياء، وزعم أنها وليدة المصادفة أو التطور أو غير ذلك، فإنه سيقف مبهوتا أمام هذه الازدواجية في النبات الذي لا حياة فيه ولا عقل، ومع ذلك فقد زوّده الله بهذه الثنائية التي تضمن له توالده وتكاثره واستمرار نوعيته. فتبصر هديت إلى الرشد والسداد.

{هذا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي ماذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (11)}

‌الإعراب:

(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله خلق

(1)

، (من دونه) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (بل) للإضراب الانتقاليّ (في ضلال) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ الظالمون.

جملة: «هذا خلق الله

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أروني

» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم صادقين في دعواكم عبادة غير الله فأروني ..

وجملة: «خلق الذين

» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية المعلّق بالاستفهام ماذا.

وجملة: «الظالمون في ضلال

» لا محلّ لها استئنافيّة.

{وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اُشْكُرْ لِلّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)}

(1)

أو (ما) مبتدأ و (ذا) اسم موصول خبر، والجملة مفعول ثان ل (أروني).

ص: 75

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق، وامتنع (لقمان) عن التنوين للعلميّة والعجمة (أن) حرف تفسير

(1)

، (لله) متعلّق ب (اشكر)، (الواو) استئنافيّة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (لنفسه) متعلّق ب (يشكر)، (الواو) عاطفة و (الفاء) رابطة لجواب الشرط الثاني.

وجملة: «آتينا

» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر .. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «اشكر

» لا محلّ لها تفسيريّة.

وجملة: «من يشكر

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يشكر

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من)

(2)

.

وجملة: «إنّما يشكر

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «من كفر

» لا محلّ لها معطوفة على جملة من يشكر.

وجملة: «كفر

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.

وجملة: «إنّ الله غنيّ

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء

(3)

.

(1)

تقدّمه فعل فيه معنى القول: آتينا.

(2)

يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

(3)

أو هي تعليل للجواب المقدّر أي استغنى الله عنه فإن الله غنيّ

ص: 76

‌الصرف:

(لقمان) قيل هو اسم علم أعجميّ، وقيل هو عربيّ منع من التنوين للعلميّة وزيادة ألف ونون، والأول أظهر

قيل هو ابن أخي إبراهيم، وقيل هو ابن أخت أيّوب أو ابن خالته.

{وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفي مفعول به لفعل مقدر تقديره اذكر (لابنه) متعلّق ب (قال)، (الواو) حاليّة (بنيّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ..

(الياء) الثانية مضافة إليه (لا) ناهية جازمة (بالله) متعلّق ب (تشرك)(اللام) المزحلقة تفيد التوكيد.

جملة: «(اذكر) إذ

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «قال لقمان

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «هو يعظه

» في محلّ نصب حال.

وجملة: «يعظه

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو).

وجملة النداء وجوابه في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «لا تشرك

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «إنّ الشرك لظلم

» لا محلّ لها تعليليّة.

‌الصرف:

(الشرك)،مصدر الثلاثيّ شرك استعمل اسما، فعله من باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون.

ص: 77

‌الفوائد

- لقمان الحكيم:

في اسمه قولان:

أحدهما: أنه اسم أعجمي منع من الصرف للعجمة والعلمية.

وثانيهما: أنه عربي ومنع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون. والأول أولى.

وأكثر الأقاويل أنه كان حكيما ولم يكن نبيا

وقد نسجت حول حكمة لقمان أساطير كثيرة، نورد هذه الأقوال لرجحانها:

أ-قال قتادة: خيّره الله بين النبوة والحكمة، فاختار الحكمة. فقذفت عليه وهو نائم فأصبح ينطق بالحكمة. فسئل عن ذلك، فقال: لو أرسل الله إليّ النبوة عزمة لرجوت الفوز بها، ولكنه خيرني، فخفت أن أضعف عن النبوة.

ب-قال سعيد بن المسيب:

كان أسود من سودان مصر، حكمته من حكمة الأنبياء؛ وقيل: كان خياطا؛ وقيل: راعيا، فرآه رجل يعرفه قبل ذلك، فقال: ألست عبد بني فلان، كنت ترعى بالأمس؟ قال: بلى، قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: وما يعجبك من أمري؟ قال:

وطء الناس بساطك، وغشيانهم بابك، ورضاهم بقولك. قال: يا ابن أخي، إن صنعت ما أقول لك، كنت لك. قال: وما أصنع؟ قال: غضّ بصري، وكفّ لساني، وعفّة طمعي، وحفظ فرجي، وقيامي بعهدي، ووفائي بوعدي، وتكرمة ضيفي، وحفظ جاري، وترك ما لا يعنيني، فذلك الذي صيرني كما ترى. ويروى أنه قال:

قدر الله، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وترك ما لا يعنيني.

ج-و

قال أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحكمة تزيد الشريف شرفا، وترفع المملوك حتى يجلس مجالس الملوك. قال الله تعالى:«وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ» .

د-قال الثعالبي المفسّر: اتفق العلماء على أن لقمان لم يكن نبيّا، إلا عكرمة، تفرّد بأنه نبيّ

هـ-قال وهب بن منبه: كان لقمان ابن أخت داود عليه السلام. وقيل: ابن خالته. وكان

ص: 78

في زمنه، وكان داود يقول له: طوبى لك، أوتيت الحكمة، وصرفت عنك البلوى، وأوتي داود الخلافة وبلي بالبلية، وكان داود يغشاه ويقوله: انظروا إلى رجل أوتي الحكمة ووقي الفتنة.

وقال عبد الوارث: أوتي لقمان الحكمة في مقالة قالها، فقيل: وهل لك أن تكون خليفة فتعمل بالحق، فقال: إن تختر لي فسمعا وطاعة، وإن تخيرني أختر العافية، وإنه من يبيع الآخرة بالدنيا يخسرهما جميعا. ولأن أعيش حقيرا ذليلا أحب إلي من أن أعيش قويا عزيزا. وقيل: كان عبدا نجارا، فقال له سيده: اذبح شاة وائتني بأطيب مضغتين، فأتاه بالقلب واللسان. ثم أمره بمثل ذلك أن يخرج أخبث مضغتين فأخرج القلب واللسان. فقال له: ما هذا؟ فقال: ليس شيء أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا.

و-وقال أبو إسحاق الثعالبي:

كان لقمان من أهون مماليك سيده عليه، فبعثه مولاه مع عبيد له إلى بستانه يأتونه بشيء من ثمر، فجاءوه وما معهم شيء، وقد أكلوا الثمر، وأحالوا على لقمان. فقال لقمان لمولاه: ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها، فاسقني وإياهم ماء حميما، ثم أرسلنا لنعود، ففعل فجعلوا يقيئون تلك الفاكهة، ولقمان يتقيّأ ماء، فعرف مولاه صدقه وكذبهم، وقيل: إنه دخل على داود وهو يسرد الدرع، فلما أتمها لبسها وقال: نعم لبوس الحرب أنت! فقال: الصمت حكمة، وقليل فاعله. فقال له داود: بحق ما سميت حكيما .. !

{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اُشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً وَاِتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)}

ص: 79

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة-أو اعتراضيّة- (بوالديه) متعلّق ب (وصّينا)،وعلامة الجرّ الياء (وهنا) مصدر في موضع الحال

(1)

من أمّه (على وهن) متعلّق بنعت ل (وهنا)، (الواو) عاطفة (في عاملين) متعلّق بخبر المبتدأ فصاله (أن اشكر لي) مثل أن اشكر لله

(2)

،لوالديك متعلّق بما تعلّق به (لي) فهو معطوف عليه (إليّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المصير.

جملة: «وصّينا

» لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ بين كلام لقمان.

وجملة: «حملته أمّه» لا محلّ لها اعتراضيّة.

وجملة: «فصاله في عامين» لا محلّ لها معطوفة على جملة حملته أمّه.

وجملة: «اشكر لي» لا محلّ لها تفسيريّة لمفهوم التوصية.

وجملة: «إليّ المصير» لا محلّ لها تعليليّة.

(15)

(الواو) عاطفة (جاهداك) في محلّ جزم فعل الشرط .. و (الألف) فاعل، و (الكاف) مفعول به (أن) حرف مصدريّ ونصب (بي) متعلّق ب (تشرك)،

(1)

أو مفعول مطلق لفعل محذوف، والجملة المقدّرة حال من أمّه.

(2)

في الآية (12) من هذه السورة .. وفي قوله (وصّينا) معنى القول دون حروفه، ويجوز أن يكون (أن) حرفا مصدريا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (وصّينا)،وما بين المتعلّقين اعتراض.

ص: 80

(ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (لك) متعلّق بخبر ليس (به) حال من علم.

والمصدر المؤوّل (أن تشرك) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (جاهداك).

(الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (الواو) عاطفة (في الدنيا) متعلّق ب (صاحبهما)، (معروفا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته

(1)

أي صحابا معروفا (الواو) عاطفة (إليّ) متعلّق ب (أناب)(ثمّ) حرف عطف (إليّ) الثاني متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر مرجعكم (الفاء) عاطفة (ما) حرف مصدري

(2)

.

والمصدر المؤوّل (ما كنتم

) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أنبّئكم).

وجملة: «جاهداك

» لا محلّ لها معطوفة على جملة وصّينا

وجملة: «تشرك .... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «ليس لك به علم

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «لا تطعهما

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «صاحبهما .... » في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.

وجملة: «اتّبع

» في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.

(1)

يجوز نصبه على نزع الخافض أي: بالمعروف.

(2)

أو اسم موصول في محلّ جرّ، أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف أي تعملونه

والجملة صلة أو نعت.

ص: 81

وجملة: «أناب .... » لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «إليّ مرجعكم» لا محلّ لها معطوفة على تعليل مقدّر أي:

فإنّكم ميّتون ثمّ إليّ مرجعكم

وجملة: «أنبئّكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة إليّ مرجعكم.

وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم.

‌الصرف:

(وهنا)،مصدر وهن باب وعد ووثق أي ضعف، ووهنه غيره متعدّ، وزنه فعل بفتح فسكون.

‌البلاغة

فن عكس الظاهر، أو نفي الشيء بإيجابه: في قوله تعالى «ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ» .

أي لا تشرك بي ما ليس بشيء، يريد الأصنام، وعبّر بنفي العلم عن نفي المعلوم.

‌الفوائد

الجملة المعترضة:

وهي من الجمل التي لا محلّ لها من الإعراب، وهي تعترض بين شيئين متلازمين، لإفادة الكلام تقوية وتسديدا أو تحسينا وقد وقعت في مواضع، أهمها:

1 -

بين الفعل ومرفوعه، كقول جويرية بنت زيد:

وقد أدركتني والحوادث جمة

أسنّه قوم لا ضعاف ولا عزل

2 -

بين الفعل ومفعوله، كقول أبي النجم العجلي:

وبدلت-والدهر ذو تبدل-

هيفا دبورا بالصّبا والشّمأل

3 -

بين المبتدأ وخبره: كقول: معن بن أوس المزني:

ص: 82

وفيهن والأيام يعثرن بالفتى

نوادب لا يملكنه ونوائح.

4 -

بين الشرط وجوابه: كقول النابغة الذبياني:

لعمري-وما عمري عليّ بهيّن

لقد نطقت بطلا عليّ الأقارع

الأقارع: بنو قريع بن عوف.

6 -

بين الموصوف وصفته: كقوله تعالى {فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ- لَوْ تَعْلَمُونَ-عَظِيمٌ} .

7 -

بين سوف والفعل، كقول زهير بن أبي سلمى:

وما أدري وسوف-إخال-أدري

أقوم آل حصن أم نساء

8 -

بين جملتين مستقلتين: كما في الآية التي نحن بصددها، وهي قوله تعالى {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ-حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ، وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ-أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} .

9 -

بين الموصول وصلته، كقول جرير:

ذاك الذي-وأبيك-يعرف مالكا

والحق يدفع ترّهات الباطل

10 -

بين ما أصله مبتدأ وخبر، كقول محمد بن بشير الخارجي:

لعلك-والموعود حق لقاؤه-

بدا لك في تلك القلوص بداء

قال البيت في رجل وعده بقلوص ثم مطله والقلوص من النوق الشابة، وجمعها قلص وقلائص، وجمع القلص قلاص.

{يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَاِنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاِصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (18) وَاِقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاُغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)}

ص: 83

‌الإعراب:

(يا بنيّ) مرّ إعرابها

(1)

، (تك) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر يعود على الخصلة السيئة التي كنّى عنها بالضمير إنّها (من خردل) متعلّق بنعت لحبّة (الفاء) عاطفة (في صخرة) متعلّق بخبر تكن

(2)

، (في السموات) مثل في صخرة وكذلك (في الأرض)(بها) متعلّق ب (يأت)، (خبير) خبر ثان مرفوع.

جملة: «يا بنيّ

» لا محلّ لها استئناف في حيّز قول لقمان.

وجملة: «إنّها إن تك

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «إن تك

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «تكن في صخرة

» في محلّ رفع معطوفة على جملة إن تك

وجملة: «يأت بها الله

» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

وجملة: «إنّ الله لطيف

» لا محلّ لها تعليليّة.

(17)

(يا بنيّ) مثل الأولى (بالمعروف) متعلّق ب (اومر)، (عن المنكر) متعلّق ب (انه)، (على ما) متعلّق ب (اصبر)، (من عزم) متعلّق بخبر إنّ.

وجملة: «يا بنيّ (الثانية)» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

وجملة: «أقم

» لا محلّ لها جواب النداء.

(1)

في الآية (13) من السورة.

(2)

يجوز أن يكون الفعل تاما فيتعلق الجار بالفعل التام.

ص: 84

وجملة: «اومر .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم.

وجملة: «انه

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم.

وجملة: «اصبر

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم.

وجملة: «أصابك

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «إنّ ذلك من عزم الأمور» لا محلّ ّ لها تعليليّة.

(18)

(الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (للناس) متعلّق ب (تصعّر)؛ (لا) مثل الأولى (في الأرض) متعلّق ب (تمش)(مرحا) مصدر في موضع الحال

(1)

، (لا) نافية (فخور) نعت لمختال مجرور مثله.

وجملة: «لا تصعّر

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

وجملة: «لا تمش

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

وجملة: «إنّ الله لا يحبّ» لا محلّ لها تعليل للنهي.

وجملة: «لا يحبّ

» في محلّ رفع خبر إنّ.

(19)

(الواو) عاطفة (في مشيك) متعلّق ب (اقصد)، (من صوتك) متعلّق ب (اغضض)

(2)

، (اللام) المزحلقة.

وجملة: «اقصد

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

وجملة: «اغضض

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

(1)

أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوعه.

(2)

غضّ صوته وغضّ من صوته.

ص: 85

وجملة: «إنّ أنكر

» لا محلّ لها تعليليّة.

‌الصرف:

(16)

صخرة: اسم جامد ذات، وزنه فعلة بفتح فسكون.

(19)

مشيك: مصدر سماعيّ لفعل مشى باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.

(صوتك)،الاسم من (صات، يصوت) باب نصر، (ويصات) باب فتح، وهو المصدر أيضا، وزنه فعل بفتح فسكون.

(أنكر) على وزن اسم التفضيل من (نكر) الثلاثيّ باب فرح، وزنه أفعل.

‌البلاغة

التتميم: في قوله تعالى «إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ .. » والمعنى أنه تمم خفاء الهنة أو الخطيئة في نفسها، بخفاء مكانها من الصخرة، والأخفى من الصخرة، كأن تكون في صخرة مستقرة في أغوار الأرض السحيقة، أو في الأعالي من أجواز الفضاء، ومنه في الشعر قول الخنساء:

وإن صخرا لتأتمّ الهداة به

كأنه علم في رأسه نار

فقولها «في رأسه نار» تتميم جميل لا بد منه لتجسيد الظهور والشهرة للسارين والغادين.

الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ» .

حيث أخلي الكلام من لفظ التشبيه، وأخرج مخرج الاستعارة، فجعلوا حميرا، وجعل صوتهم نهاقا، مبالغة في الذم والتهجين وإفراطا في النهي عن رفع الصوت والحمار مثل في الذم البليغ والشتيمة الموجعة، وكذلك نهاقه.

ص: 86

{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (20) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اِتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (21)}

‌الإعراب:

(لكم) متعلّق ب (سخّر)، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما، وكذلك (في الأرض) صلة ما الثاني.

والمصدر المؤوّل (أنّ الله سخّر

) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوليّ تروا.

(الواو) عاطفة (عليكم) متعلّق ب (أسبغ)، (ظاهرة) حال من نعمه منصوبة و (الواو) استئنافيّة (من الناس) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر من (في الله) متعلّق ب (يجادل) بحذف مضاف أي في توحيده أو صفاته (بغير) حال من فاعل يجادل (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي في الموضعين (هدى، كتاب) معطوفان على علم مجروران.

جملة: «تروا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «سخّر

» في محلّ رفع خبر أنّ.

وجملة: «أسبغ

» في محلّ رفع معطوفة على جملة سخّر.

وجملة: «من الناس من يجادل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يجادل

» لا محلّ لها صلة الموصول من.

(21)

(الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (قيل)، (بل) للإضراب الانتقالي (عليه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله وجدنا (الهمزة) للاستفهام

ص: 87

الإنكاري (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (إلى عذاب) متعلّق ب (يدعوهم).

وجملة: «قيل

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «اتّبعوا

» في محلّ رفع نائب الفاعل

(1)

.

وجملة: «أنزل الله

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.

وجملة: «قالوا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «نتّبع

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ .. ومقول القول محذوف أي: لا نتّبع ما أنزل الله بل نتّبع

وجملة: «وجدنا

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.

وجملة: «كان الشيطان يدعوهم» في محلّ نصب حال من الآباء

وجواب لو محذوف يفسّره ما قبله.

وجملة: «يدعوهم

» في محلّ نصب خبر كان.

‌البلاغة

الطباق: في قوله تعالى «وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً» .

والمراد بالنعم الظاهرة كل ما يعلم بالمشاهدة، والباطنة ما لا يعلم إلا بدليل.

{وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اِسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (22) وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (23) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ (24) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (25)}

(1)

هي في الأصل جملة مقول القول.

ص: 88

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (إلى الله) متعلّق ب (يسلم)، (الواو) حاليّة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (بالعروة) متعلّق ب (استمسك)، (الواو) عاطفة (إلى الله) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر عاقبة.

جملة: «من يسلم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يسلم

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من)

(1)

.

وجملة: «هو محسن

» في محلّ نصب حال.

وجملة: «استمسك

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «إلى الله عاقبة

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

(23)

(الواو) عاطفة (كفر) مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (إلينا) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ مرجعهم (الفاء) عاطفة (ما) حرف مصدري

(2)

، (بذات) متعلّق بعليم.

والمصدر المؤوّل (ما عملوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ننبّئهم).

وجملة: «من كفر

» لا محلّ لها معطوفة على جملة من يسلم.

(1)

يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط الجواب معا.

(2)

أو اسم موصول-أو نكرة موصوفة-في محلّ جرّ، والعائد محذوف، أي عملوه

والجملة صلة أو نعت.

ص: 89

وجملة: «كفر

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من)

(1)

.

وجملة: «لا يحزنك كفره

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «إلينا مرجعهم» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «ننبّئهم» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.

وجملة: «عملوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «إنّ الله عليم

» لا محلّ لها تعليليّة.

(24)

(قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته

(2)

، (ثمّ) حرف عطف (إلى عذاب) متعلّق ب (نضطرهم) بتضمينه معنى نردّهم.

وجملة: «نمتّعهم

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «نضطرّهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة نمتّعهم.

(25)

(الواو) عاطفة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (سألتهم) في محلّ جزم فعل الشرط (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) لام القسم (يقولنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (الله) مبتدأ خبره محذوف أي خالقها (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (بل) للإضراب الانتقاليّ (لا) نافية.

وجملة: «إن سألتهم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة من كفر.

وجملة: «من خلق

» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل السؤال

(1)

يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

(2)

أو مفعول فيه نائب عن الظرف متعلّق ب (نمتّعهم).

ص: 90

المعلّق بالاستفهام.

وجملة: «خلق

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).

وجملة: «يقولنّ

» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر

وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.

وجملة: «الله (خالقها)» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «الحمد لله

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أكثرهم لا يعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم).

‌البلاغة

التشبيه التمثيلي المركب: في قوله تعالى «فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى» .

حيث شبه حال المتوكل على الله عز وجل، المفوض إليه أموره كلها، المحسن في أعماله، بمن ترقى في جبل شاهق أو تدلى منه، فتمسك بأوثق عروة من حبل متين، مأمون انقطاعه؛ ويجوز أن يكون هناك استعارة في المفرد وهو العروة الوثقى، بأن يشبه التوكل النافع المحمود عاقبته بها، فتستعار له.

الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ» .

فقد شبه إلزامهم التعذيب وإرهاقهم إياه، باضطرار المضطّر إلى الشيء الذي لا يقدر على الانفكاك منه. والغلظ مستعار من الأجرام الغليظة. والمراد الشدة والثقل على المعذب.

ص: 91

{لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26) وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)}

‌الإعراب:

(لله) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما)، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (هو) ضمير فصل

(1)

، (الحميد) خبر ثان مرفوع للحرف المشبّه بالفعل.

جملة: «لله ما في السموات

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّ الله

» لا محلّ لها في حكم التعليل.

(27)

(الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم

(2)

، (في الأرض) متعلّق بمحذوف صلة ما (من شجرة) حال من ضمير الوجود

(3)

، (أقلام) خبر أنّ مرفوع (الواو) حاليّة (من بعده) متعلّق بحال من سبعة أبحر

(4)

، (ما) نافية.

والمصدر المؤوّل (أنّ ما في الأرض

أقلام) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت ..

(1)

أو هو مبتدأ خبره الغنيّ .. والجملة الاسميّة خبر إنّ.

(2)

لا يصحّ هنا تسميتها (حرف امتناع لامتناع) حتّى لا يلزم نفاد الكلمات مع عدم كون كلّ ما في الأرض من شجرة أقلام وهذا باطل ذلك لأن كلّ شيء امتنع ثبت نقيضه، فاذا امتنع (ما نفدت) ثبت نفدت.

(3)

أو هو تمييز (ما).

(4)

نعت تقدّم على المنعوت.

ص: 92

وجملة: «(ثبت) وجود الأقلام

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «البحر يمدّه

» في محلّ نصب حال.

وجملة: «يمدّه

سبعة

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (البحر).

وجملة: «ما نفدت كلمات

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «إنّ الله عزيز

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الفوائد

(27)

بعض أحكام (لو):

1 -

هي خاصة بالفعل، وقد يليها اسم مرفوع معمول لمحذوف يفسره ما بعده:

كقول عمر رضي الله عنه: «لو غيرك قالها يا أبا عبيدة» ؛أو يليها اسم منصوب كذلك، كقولنا:«لو زيدا رأيته أكرمته» ،أو خبر لكان محذوفة، نحو:«التمس ولو خاتما من حديد» .

2 -

تقع «أنّ» بعدها كثيرا، كقوله تعالى {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا} وموضع (أن واسمها وخبرها) أي المصدر المؤول عنه-عند جميع النحاة-الرفع، فقال سيبويه: في محلّ رفع مبتدأ ولا تحتاج إلى خبر لاشتمال صلتها على المسند والمسند إليه، واختصت من بين سائر ما يؤول بالاسم بالوقوع بعد لو؛ وقيل: في محلّ رفع مبتدأ والخبر محذوف، ثم قيل: يقدر الخبر مقدما أي لو ثابت إيمانهم، وقال ابن عصفور: بل يقدر هنا مؤخرا.

وذهب المبرد والزجاج والكوفيون إلى أن المصدر المؤول في محلّ رفع على الفاعلية، والفعل مقدر بعدها، أي (ولو ثبت أنهم آمنوا).وهذا هو القول الراجح، لأن (لو) تختص بالدخول على الأفعال.

قال الزمخشري: ويجب كون «أنّ» فعلا ليكون عوضا من الفعل المحذوف، ورده ابن الحاجب وغيره بقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها {وَلَوْ أَنَّ ما فِي

ص: 93

الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ} وقالوا: إنما ذاك في الخبر المشتق لا الجامد كالذي في الآية. وقد وجدت آية في التنزيل وقع فيها الخبر مشتقا، ولم ينتبه لها الزمخشري، كما لم ينتبه لآية لقمان، ولا ابن الحاجب وإلا لما منع من ذلك، ولا ابن مالك، وإلا لما استدل بالشعر، وهي قوله تعالى {وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ} .ونحن نعترض على ابن هشام في وجه الاستشهاد بهذه الآية لأن «لو» في الآية الكريمة هي حرف مصدري وليست لو الشرطية.

3 -

يغلب دخول «لو» على الماضي، لذا فهي لم تجزم، ولو أريد بها معنى «إن» الشرطية.

4 -

جواب: «لو» فعل ماض مثبت أو منفي بما، والغالب على المثبت دخول اللام عليه، كقوله تعالى {لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً} ومن تجرده منها {لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً} والغالب على المنفي تجرده منها، كقوله تعالى {وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ} ،أو مضارع منفي بلم كقول عمر «لو لم يخف الله لم يعصه» .

5 -

خداع وغرور:

قال المفسرون: لما نزلت بمكة {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاّ قَلِيلاً} وهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أتاه أحبار اليهود وقالوا: يا محمد، بلغنا أنك تقول:{وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاّ قَلِيلاً} أتعنينا أم قومك؟ فقال عليه الصلاة والسلام: كلاّ قد عنيت. قالوا: ألست تتلو فيما جاءك أنا أوتينا التوراة فيها علم كل شيء. فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-هي في علم الله قليل، وقد أتاكم الله بما إن عملتم به انتفعتم. قالوا: كيف تزعم هذا وأنت تقول {(وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)} فكيف يجتمع علم قليل مع خير كثير؛ فأنزل الله هذه الآية. وقيل إن المشركين قالوا: إن القرآن وما يأتي به محمد يوشك أن ينفد فينقطع، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

ص: 94

{ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28)}

‌الإعراب:

(ما) نافية (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (إلاّ) للحصر (كنفس) متعلّق بخبر المبتدأ خلقكم بحذف مضاف أي كخلق نفس ..

جملة: «ما خلقكم

إلاّ كنفس» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّ الله سميع

» لا محلّ لها في حكم التعليل.

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (29) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30)}

‌الإعراب:

(ألم تر أنّ الله يولج) مثل نظيرها

(1)

، (في النهار) متعلّق ب (يولج) الأول، وكذلك (في الليل) ب (يولج) الثاني (كلّ) مبتدأ، والتنوين عوض من المضاف إليه المحذوف (إلى أجل) متعلّق ب (يجري)

والمصدر المؤوّل (أنّ الله يولج) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.

(ما) حرف مصدريّ

(2)

.

(1)

في الآية (20) من هذه السورة.

(2)

أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه.

ص: 95

والمصدر المؤوّل (أنّ الله

خبير) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل (أنّ الله يولج).

والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبير.

جملة: «لم تر

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يولج الليل

» في محلّ رفع خبر أنّ.

وجملة: «يولج النهار

» في محلّ رفع معطوفة على جملة يولج الليل.

وجملة: «سخّر

» في محلّ رفع معطوفة على جملة يولج الليل.

وجملة: «كلّ يجري

» في محلّ نصب حال من الشمس والقمر.

وجملة: «يجري

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كل).

وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

(30)

(ذلك) مبتدأ (هو) ضمير فصل

(1)

في الموضعين .. (من دونه) حال من العائد المحذوف.

والمصدر المؤوّل (أنّ الله

الحقّ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ (ذلك).

والمصدر المؤوّل (أنّ ما

الباطل) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.

والمصدر المؤوّل (أنّ الله

العليّ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.

(1)

أو هو مبتدأ خبره الحقّ في الأول والعليّ في الثاني، والجملة الاسميّة لكلّ منهما خبر أنّ.

ص: 96

وجملة: «ذلك بأنّ الله

» لا محلّ لها تعليل لما تقدّم.

‌البلاغة

المخالفة في الصيغة: في قوله تعالى «وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ» .

عطف قوله سبحانه «سخر» على قوله تعالى «يولج» ،والاختلاف بينهما صيغة، لما أن إيلاج أحدهما في الآخر متجدد في كل حين، وأما التسخير فأمر لا تعدد فيه ولا تجدد، وإنما التعدد والتجدد في آثاره.

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكُورٍ (31) وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمّا نَجّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاّ كُلُّ خَتّارٍ كَفُورٍ (32)}

‌الإعراب:

(ألم تر أنّ الفلك تجري) مثل نظيرها

(1)

، (في البحر) متعلّق ب (تجري)، (بنعمة) متعلّق بفعل تجري

(2)

، (اللام) للتعليل (يريكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من آياته) متعلّق ب (يريكم) ..

والمصدر المؤوّل (أن يريكم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تجري).

(في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لام التوكيد (آيات) اسم

(1)

في الآية (20) من هذه السورة مفردات ومصدرا.

(2)

والباء للمصاحبة أو السببيّة، أو متعلّق بحال من الفاعل.

ص: 97

إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لكلّ) متعلّق بآيات

(1)

، (شكور) نعت لصبّار مجرور مثله.

جملة: «لم تر

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تجري

» في محلّ رفع خبر أنّ.

وجملة: «يريكم

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «إنّ في ذلك لآيات

» لا محلّ لها استئنافيّة.

(32)

(الواو) عاطفة (كالظلل) متعلق بنعت لموج (له) متعلّق بحال من (لدين) وهو مفعول اسم الفاعل مخلصين (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (إلى البرّ) متعلّق ب (نجّاهم)، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (مقتصد)

(2)

، (الواو) استئنافيّة (بآياتنا) متعلّق ب (يجحد)، (إلاّ) للحصر بعد النفي (كلّ) فاعل يجحد مرفوع (كفور) نعت لختّار مجرور.

وجملة: «غشيهم موج

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «دعوا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «الشرط وفعله وجوابه» لا محلّ لها معطوفة على الشرط الأول وفعله وجوابه.

وجملة: «نجّاهم

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «منهم مقتصد

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

(1)

أو متعلّق بنعت لآيات.

(2)

وفي الآية حذف أي: ومنهم باق على كفره-أو كافر-.

ص: 98

وجملة: «ما يجحد

إلاّ كلّ

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(ختّار)،صيغة مبالغة من الثلاثيّ ختر باب ضرب أي غدّار وخدّاع، وزنه فعّال.

{يا أَيُّهَا النّاسُ اِتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاِخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ (33) إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)}

‌الإعراب:

(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الناس) بدل من أيّ-أو عطف بيان-مرفوع لفظا (يوما) مفعول به منصوب (عن ولده) متعلّق ب (يجزي)، (لا) زائدة لتأكيد النفي (مولود) معطوف على والد مرفوع مثله

(1)

، (هو) مبتدأ خبره (جاز) وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء المحذوفة (عن والده) متعلّق بجاز (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر عامله جاز (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تغرنّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم (لا يغرّنكم) مثل لا تغرّنكم (بالله) متعلّق ب (يغرّنكم) جملة النداء

لا محلّ لها استئنافيّة.

(1)

أو هو مبتدأ خبره جملة هو جاز، وقد سوّغ الابتداء بالنكرة اعتمادها على النفي.

ص: 99

وجملة: «اتّقوا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «اخشوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

وجملة: «لا يجزي والد

» في محلّ نصب نعت ل (يوما) والرابط مقدّر.

وجملة: «هو جاز

» في محلّ رفع نعت لمولود.

وجملة: «إنّ وعد الله حقّ» لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء.

وجملة: «لا تغرّنكم الحياة» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي:

إن عرفتم هذه الأحكام فلا تغرّنكم

وجملة: «لا يغرّنكم

الغرور» معطوفة على جملة لا تغرّنكم الحياة

(34)

(عنده) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ علم (في الأرحام) متعلّق بمحذوف صلة ما (ما) نافية (ماذا) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (غدا) ظرف منصوب متعلّق ب (تكسب)، (ما تدري) مثل الأولى (بأيّ) متعلّق ب (تموت)، (خبير) خبر ثان مرفوع.

وجملة: «إنّ الله عنده

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «عنده علم الساعة

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «ينزّل

» في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.

وجملة: «يعلم ما في الأرحام

» في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.

وجملة: «ما تدري نفس

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «تكسب غدا

» في محلّ نصب مفعول تدري المعلّق

ص: 100

بالاستفهام.

وجملة: «ما تدري (الثانية)» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما تدري الأولى.

وجملة: «تموت

» في محلّ نصب مفعول تدري المعلّق بالاستفهام.

وجملة: «إنّ الله عليم

» لا محلّ لها تعليليّة.

‌الصرف:

(جاز)،اسم فاعل من (جزى) الثلاثيّ، وزنه فاع، حذف حرف العلّة لالتقاء الساكنين فهو اسم منقوص.

(الغرور)،اسم لما يسبب الانخداع، وجاء في التفسير أنه الشيطان

وزنه فعول بفتح الفاء.

(الغيث)،اسم لماء السماء وفعله غاث يغيث، وزنه فعل بفتح فسكون.

‌البلاغة

للضمائر شأن كبير في الفصاحة والبلاغة، ولها تأثير في قوة الكلام وضعفه، أو توكيده وعدم توكيده، ومن ذلك قوله «وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً» ،فقد ورد الضمير بعد مولود، ولم يرد بعد والد في قوله «لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ» وذلك لسر يتجاوز الإعراب.

انتهت سورة «لقمان» وتليها سورة «السجدة»

ص: 101

‌سورة السّجدة

آياتها 30 آية

بسم الله الرحمن الرحيم

{الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (2)}

‌الإعراب:

(تنزيل) مبتدأ مرفوع

(1)

خبره (من ربّ)، (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبنيّ في محلّ نصب، (فيه) متعلّق بخبر لا (من رب) متعلّق بخبر المبتدأ تنزيل

(2)

.

جملة: «تنزيل الكتاب

» لا محلّ لها ابتدائيّة.

وجملة: «لا ريب فيه .. » لا محلّ لها اعتراضيّة

(3)

.

(1)

أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي القرآن .. وكذلك جملة: «لا ريب فيه» ،والجار والمجرور (من ربّ العالمين)،فهي جمل ثلاث مستقلّة.

(2)

أو هو خبر بعد خبر .. ويجوز أن يتعلّق بحال من الضمير في (فيه)

(3)

أو هي في محلّ نصب حال من الكتاب.

ص: 103

{أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3)}

‌الإعراب:

(أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (بل) للإضراب الإبطاليّ لقولهم افتراه (من ربّك) متعلّق بالحقّ-أو بحال منه- (اللام) للتعليل (تنذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام .. والمفعول الثاني تقديره العقاب.

والمصدر المؤوّل (أن تنذر) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أنزلناه.

(ما) نافية (نذير) مجرور لفظا مرفوع محلاّ فاعل أتاهم (من قبلك) متعلّق ب (أتاهم)

(1)

.

جملة: «يقولون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «افتراه

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «هو الحقّ

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تنذر قوما .. » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «ما أتاهم من نذير .. » في محلّ نصب نعت ل (قوما).

وجملة: «لعلّهم يهتدون .. » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «يهتدون .. » في محلّ رفع خبر لعلّ.

{اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ اِسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمّا تَعُدُّونَ (5) ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (9)}

(1)

أو متعلّق بنعت لنذير.

ص: 104

‌الإعراب:

(الذي) اسم موصول خبر المبتدأ الله في محلّ رفع (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (في ستة) متعلّق ب (خلق)، (ثمّ) حرف عطف (على العرش) متعلّق ب (استوى)، (ما) نافية (لكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلاّ مبتدأ مؤخّر (لا) زائدة لتأكيد النفي (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (لا) نافية ..

جملة: «الله الذي

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «خلق

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «استوى

» لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.

وجملة: «ما لكم من دونه .. » لا محلّ لها استئناف بيانيّ

(1)

.

وجملة: «تتذكّرون .. » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلتم فلا تتذكّرون

(5)

(من السماء) متعلّق ب (يدبّر) بتضمينه معنى ينقل (إلى الأرض) متعلّق ب (يدبّر)، (إليه) متعلّق ب (يعرج) وفاعل يعرج ضمير يعود على

(1)

يجوز أن تكون الجملة خبرا للمبتدأ (الله)،والموصول (الذي) حينئذ هو نعت للفظ الجلالة أو بدل.

ص: 105

الأمر (في يوم) متعلّق ب (يعرج)، (ممّا) متعلّق بنعت لألف سنة.

وجملة: «يدبّر .. » في محلّ رفع خبر آخر للمبتدأ (الله).

وجملة: «يعرج .. » في محلّ رفع معطوفة على جملة يدبّر.

وجملة: «كان مقداره ألف

» في محلّ جر نعت ليوم.

وجملة: «تعدّون .. » لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

(6)

(ذلك) مبتدأ خبره عالم (العزيز) خبر ثان مرفوع (الرحيم) خبر ثالث مرفوع.

وجملة: «ذلك عالم

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

(7)

(الذي) اسم موصول في محلّ رفع خبر رابع للمبتدأ ذلك

(1)

، (من طين) متعلّق ب (بدأ).

وجملة: «أحسن

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.

وجملة: «بدأ

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أحسن.

وجملة: «خلقه

» في محلّ نصب نعت لكلّ .. أو في محلّ جرّ نعت لشيء.

(8)

(من سلالة) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل (من ماء) متعلّق بنعت لسلالة.

وجملة: «جعل

» لا محلّ لها معطوفة على جملة بدأ.

(9)

(فيه) متعلّق ب (نفخ)، (من روحه) متعلّق ب (نفخ)،وإضافة الروح إليه تعالى تشريف (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر عامله تشكرون (ما) زائدة لتأكيد القلّة.

وجملة: «سوّاه

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل.

وجملة: «نفخ

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل.

(1)

أو هو نعت للرحيم.

ص: 106

وجملة: «جعل لكم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل الأولى.

وجملة: «تشكرون .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(مهين)،صفة مشبّهة من الثلاثيّ مهن باب كرم أي حقر وضعف، وزنه فعيل.

‌البلاغة

في قوله تعالى «فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمّا تَعُدُّونَ» أي في برهة متطاولة من الزمان، فليس المراد حقيقة العدد، وعبّر عن المدة المتطاولة بالألف لأنها منتهى المراتب، وأقصى الغايات، وليس مرتبة فوقها، إلا ما يتفرع منها من أعداد مراتبها.

{وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ (10)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ في الموضعين (في الأرض) متعلّق ب (ضللنا)، (إنّا) حرف مشبّه بالفعل، واسمه (اللام) المزحلقة (في خلق) متعلّق بخبر إنّ (بل) للإضراب الانتقاليّ (بلقاء) متعلّق بالخبر (كافرون).

جملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ضللنا

» في محلّ جرّ مضاف إليه .. والشرط وفعله وجوابه مقول القول.

وجملة: «إنّا لفي خلق جديد .. » لا محلّ لها تفسير لجواب الشرط

ص: 107

المقدّر أي: نبعث أو نخرج

(1)

.

وجملة: «هم

كافرون .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

{قُلْ يَتَوَفّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنّا مُوقِنُونَ (12) وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ (13) فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنّا نَسِيناكُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (14)}

‌الإعراب:

نائب الفاعل لفعل (وكل) ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (بكم) متعلّق ب (وكّل)، (إلى ربّكم) متعلّق ب (ترجعون)، والواو نائب الفاعل.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يتوفّاكم ملك

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «وكّل بكم

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «ترجعون

» في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.

(12)

(الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم، ومفعول (ترى) البصرية محذوف دلّ عليه المبتدأ بعده أي: المجرمون (إذ) ظرف مستعار للزمن المستقبل متعلّق ب (ترى)

(2)

(عند) ظرف منصوب متعلّق ب (ناكسو)،

(1)

لم يجز تعليق (إذا) بجديد-أي لم يصحّ أن تكون جملة إنّا لفي .. هي الجواب-لأن بعد إنّ لا يعمل بما قبلها.

(2)

وهو توجيه أبي البقاء .. أو لتحقّق وقوع الرؤية استعمل ظرف المضيّ (إذ).

ص: 108

(ربّنا) منادى مضاف منصوب (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (نعمل) مضارع مجزوم جواب الطلب (صالحا) مفعول به منصوب

(1)

، (إنّا) حرف مشبّه بالفعل، واسمه ..

وجملة: «لو ترى

» لا محلّ لها معطوفة على جملة قل ..

وجواب لو محذوف أي: لرأيت أمرا عجبا.

وجملة: «المجرمون ناكسو .. » في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة النداء وجوابه: في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو في موضع الحال أي: «يقولون ربّنا

».

وجملة: «أبصرنا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «سمعنا

» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

وجملة: «ارجعنا

» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

وجملة: «نعمل

» جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن ترجعنا نعمل، فالجملة لا محلّ لها.

وجملة: «إنّا موقنون .. » لا محلّ لها تعليليّة.

(13)

(الواو) عاطفة (اللام) رابطة لجواب لو (هداها) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (الواو) عاطفة (لكن) للاستدراك (منّي) متعلّق بحال من القول (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (أملأن) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (من الجنّة) متعلّق ب (أملأن)، (أجمعين) حال منصوبة من الجنّة والناس

وجملة: «لو شئنا .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة لو ترى

وجملة: «آتينا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «حقّ القول

» لا محلّ لها معطوفة على جملة شئنا.

(1)

أو مفعول مطلق نائب عن المصدر.

ص: 109

وجملة: «أملأنّ

» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر

(1)

.

(14)

(الفاء) عاطفة (ما) حرف مصدريّ، ومفعول ذوقوا محذوف أي:

ذوقوا العذاب

(2)

، (هذا) اسم إشارة في محلّ بدل من يومكم.

والمصدر المؤوّل (ما نسيتم .. ) في محلّ جرّ ب (الباء) -وهي للسببيّة-متعلّق ب (ذوقوا).

(ما كنتم) مثل ما نسيتم .. والمصدر المؤوّل مثل الأول، والجارّ والمجرور متعلّق ب (ذوقوا) الثاني.

وجملة: «ذوقوا

» معطوفة على مقول مقدّر لقول مقدّر أي: قيل لهم: تركتم الإيمان فذوقوا.

وجملة: «إنّا نسيناكم

» لا محلّ ّ لها اعتراضيّة.

وجملة: «نسيناكم .... » في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «ذوقوا (الثانية)» معطوفة على جملة ذوقوا (الأولى).

وجملتا: «نسيتم، كنتم

» لا محلّ لهما صلتا الموصولين الحرفيّين (ما).

وجملة: «تعملون .. » في محلّ نصب خبر كنتم.

‌الصرف:

(12)

ناكسو: جمع ناكس، اسم فاعل من الثلاثيّ نكس، وزنه فاعل.

(14)

الخلد: مصدر الثلاثيّ خلد باب نصر، وهو الاسم منه بمعنى البقاء والدوام، وزنه فعل بضمّ فسكون.

‌البلاغة

العدول عن الفعلية إلى الاسمية: في قوله تعالى «ولو ترى إذ المجرمون ناكسو

(1)

يجوز أن يكون القسم هو قوله: حقّ القول منّي أي أقسم لأملأن.

(2)

يجوز أن يكون المفعول الإشارة (هذا) أي هذا العذاب.

ص: 110

رؤسهم

إلى قوله تعالى إنا موقنون».

عدول عن الجملة الفعلية إلى الجملة الاسمية المؤكدة، إظهارا لثباتهم على الإيقان وكمال رغبتهم فيه، وكل ذلك للجد في الاستدعاء، طمعا في الإجابة إلى ما سألوه من الرجعة وأنى لهم ذلك.

‌الفوائد

(1)

- المجرّد والمزيد من الأفعال:

1 -

الفعل المجرد: هو ما كانت جميع حروفه أصلية لا يمكن الاستغناء عن واحد منها وهو ثلاثي، مثل: كتب-عدّ؛ ورباعي مثل: دحرج-عسكر.

2 -

المزيد: هو الفعل الذي طرأ على حروفه الأصلية زيادة حرف أو حرفين أو ثلاثة:

آ-مزيد الثلاثي: يزاد الثلاثي بحرف أو حرفين أو ثلاثة حروف:

1 -

المزيد بحرف، وله ثلاثة أوزان:

آ-أفعل: مثل: أكرم-أحسن-أعلم ..

ب-فعّل: قدّم-نظّم-سوّى.

ج-فاعل: شارك-نازل-سامح.

2 -

المزيد بحرفين وله ستة أوزان:

آ-افتعل: اجتمع-انتصر-افتتح.

ب-انفعل: انكسر-انقلب-اندفع.

ج-تفاعل: تشارك-تمارض-تلاعب.

د-تفعّل: تقدّم-تنظّم-تعوّد.

هـ-افعلّ: احمرّ-اخضرّ.

و-افعالّ: اصفارّ-احمارّ.

3 -

المزيد بثلاثة حروف وله وزنان:

ص: 111

آ-استفعل: استخرج-استعمل-استخدم.

ب-افعوعل: اخشوشن-اعشوشب-اخضوضر.

ب-مزيد الرباعي.

1 -

يزاد الرباعي بحرف، وله وزن واحد:

تفعلل: تدحرج-تبعثر 2 - ويزاد بحرفين، وله وزنان:

آ-افعللّ: اقشعرّ-اطمأنّ-ادلهمّ.

ب-افعنلل: احرنجم (بمعنى اجتمع) افرنقع.

ملاحظة:

1 -

أحرف الزيادة مجموعة في كلمة (سألتمونيها) 2 - عند الحكم على فعل بالزيادة أو التجريد، فإننا نرده إلى الماضي ثم نحكم عليه.

3 -

أحرف المضارعة أو الضمائر المتصلة أو نون التوكيد أو تاء التأنيث التي تلحق الفعل، لا علاقة لها بالزيادة أو النقصان، فهي تطرح من الحساب.

4 -

ليست الزيادة بإضافة حرف فقط، بل تكون أيضا بتشديد الحرف:(فهم) تصبح (فهّم) وهذه الزيادة تسمى «التضعيف» .أو نقول: الفعل مزيد بالتضعيف.

(2)

-التوكيد بأجمعين:

تختص (أجمعون) من بين ألفاظ التوكيد المعنوي، وتفترق عن أخواتها، بأنها لا تحتاج إلى ضمير يتصل بها ويعود إلى المؤكد، كما ورد في الآية التي نحن بصددها وهي قوله تعالى {وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ} أما إذا سبقت «أجمعون» بتوكيد، فإنها تعتبر توكيدا مقوّيا للتوكيد الأول، كما في قوله تعالى {فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} .أما كله فتتبع بأجمع، مثل:(جاء الفريق كله أجمع).وكلها بجمعاء، مثل (اشتركت العشير كلّها جمعاء) وكلهن بجمع، مثل: عملت النسوة كلهن جمع. أما «جميعا» فتأتي حالا، ولا تعرب توكيدا.

ص: 112

{إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (17) أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (18)}

‌الإعراب:

(إنّما) كافّة ومكفوفة (بآياتنا) متعلق ب (يؤمن)، (بها) متعلّق ب (ذكّروا)، (بحمد) متعلّق بحال من الفاعل سبّحوا (الواو) حاليّة (لا) نافية.

جملة: «إنّما يؤمن بآياتنا .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «الشرط وفعله وجوابه .. » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «خرّوا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «سبّحوا .... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.

وجملة: «هم لا يستكبرون .. » في محلّ نصب حال.

وجملة: «لا يستكبرون .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

(16)

(عن المضاجع) متعلّق ب (تتجافى)، (خوفا) مفعول لأجله

(1)

(مما) متعلّق ب (ينفقون)،والعائد محذوف.

وجملة: «تتجافى جنوبهم .. » في محلّ نصب حال من فاعل سبّحوا

(2)

.

(1)

أو مصدر في موضع الحال .. أو مفعول مطلق لفعل محذوف، ومثله طمعا.

(2)

يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.

ص: 113

وجملة: «يدعون .. » في محلّ نصب حال من الضمير في جنوبهم

(1)

.

وجملة: «رزقناهم

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «ينفقون

» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يستكبرون

(2)

.

(17)

(الفاء) عاطفة (لا) نافية (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به

(3)

،ونائب الفاعل لفعل (أخفي) ضمير مستتر تقديره هو يعود على ما (لهم) متعلّق ب (أخفي)، (من قرّة) متعلّق بحال من ضمير نائب الفاعل (جزاء) مفعول لأجله منصوب عامله أخفي

(4)

، (ما) حرف مصدريّ

(5)

.

والمصدر المؤوّل (ما كانوا

) في محلّ جرّ بالباء-التي هي للسببيّة-متعلّق بجزاء.

وجملة: «لا تعلم نفس

» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما يؤمن

وجملة: «أخفي

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «كانوا يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ (ما).

وجملة: «يعملون .. » في محلّ نصب خبر كانوا.

(1)

يجوز أن تكون استئنافيّة، فلا محلّ لها.

(2)

أو معطوفة على جملة يدعون تأخذ إعرابها.

(3)

أو اسم استفهام مبتدأ: والجملة بعده خبر، وجملة الاستفهام مفعول تعلم حيث علق الفعل بالاستفهام.

(4)

أو مفعول مطلق لفعل محذوف أي: جوزوا جزاء.

(5)

أو اسم موصول، في محلّ جرّ والعامل محذوف.

ص: 114

(18)

(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كمن) متعلّق بخبر المبتدأ من (لا) نافية.

وجملة: «من كان مؤمنا .. » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.

وجملة: «كان فاسقا .. » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.

وجملة: «لا يستوون .. » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

‌الصرف:

(تتجافى)؛فيه إعلال بالقلب أصله تتجافي بياء في آخره، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا والألف أصلها واو في الثلاثي.

‌الفوائد

- الكاف المفردة:

وهي الجارة، وتنقسم إلى حرف واسم. أما الحرف، فله خمسة معان:

1 -

التشبيه نحو «زيد كالأسد» وقوله تعالى {أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً} .

2 -

التعليل: أثبته قوم ونفاه الأكثرون، ومثالها قوله تعالى {وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ} أي أعجب لعدم فلاحهم، وقوله تعالى {كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً} قال الأخفش لأجل إرسالي فيكم رسولا.

3 -

الاستعلاء: ذكره الأخفش والكوفيون، وأن بعضهم قيل له: كيف أصبحت؟ فقال: كخير، أي على خير. وقيل المعنى: بخير، وقيل: هي للتشبيه على حذف مضاف، أي كصاحب خير.

4 -

المبادرة: وذلك إذا اتصلت ب (ما) في نحو (سلم كما تدخل)(وصلّ كما يدخل الوقت).

5 -

التوكيد: وهي الزائدة، كقوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} .

ص: 115

وأما الكاف الاسمية الجارّة، فمرادفة مثل، ولا تقع إلا في الضرورة، كقول العجاج:

بيض ثلاث كنعاج جمّ

يضحكن عن كالبرد المنهمّ

المنهمّ: الذائب، والشاهد قوله: كالبرد، أي مثل البرد. وقال كثير منهم الأخفش والفارسي: يجوز في الاختيار، فجوّزوا في نحو «زيد كالأسد» ،أن تكون الكاف في موضع رفع خبر بمعنى مثل والأسد مضافا إليه.

{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)}

‌الإعراب:

(أمّا) حرف شرط وتفصيل (الواو) عاطفة و (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ جنّات (نزلا) حال منصوبة من جنّات (ما) حرف مصدريّ.

والمصدر المؤوّل (ما كانوا

) في محلّ جرّ ب (الباء) -التي للسببيّة-متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر.

جملة: «الذين آمنوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «عملوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا ..

وجملة: «لهم جنّات

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).

وجملة: «كانوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «يعملون .. » في محلّ نصب خبر كانوا.

ص: 116

(20)

(الواو) عاطفة (أمّا

النار) مثل أما

جنّات (كلّما) ظرف متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب أعيدوا (أن) حرف مصدريّ ونصب (منها) متعلّق ب (يخرجوا)،و (الواو) في (أعيدوا) نائب الفاعل (فيها) متعلّق ب (أعيدوا)، (لهم) متعلّق ب (قيل)، (الذي) نعت ل (عذاب)(به) متعلّق ب (تكذّبون).

والمصدر المؤوّل (أن يخرجوا .. ) في محلّ نصب مفعول به عامله أرادوا.

وجملة: «الذين فسقوا .. » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «فسقوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «مأواهم النار .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ «الذين» .

وجملة: «أرادوا .... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «يخرجوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «أعيدوا فيها .. » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «قيل لهم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.

وجملة: «ذوقوا

» في محلّ رفع نائب الفاعل

(1)

.

وجملة: «كنتم به تكذّبون .. » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «تكذّبون .. » في محلّ نصب خبر كنتم.

(21)

(الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نذيقنّهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع .. و (النون) للتوكيد، و (هم) مفعول به (من العذاب) متعلّق ب (نذيقنّهم)، (دون) ظرف منصوب متعلّق ب (نذيقنّهم).

وجملة: «نذيقنّهم .. » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.:وجملة

(1)

هي في الأصل جملة مقول القول.

ص: 117

القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «لعلّهم يرجعون .. » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «يرجعون .. » في محلّ رفع خبر لعلّ.

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبتدأ في محلّ رفع خبره (أظلم)، (ممّن) متعلّق بأظلم (بآيات) متعلّق ب (ذكّر)، (عنها) متعلّق ب (أعرض)، (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (من المجرمين) متعلّق ب (منتقمون).

جملة: «من أظلم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ذكّر

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «أعرض عنها

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «إنّا

منتقمون.» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

‌الصرف

(منتقمون)،جمع منتقم، اسم فاعل من الخماسيّ انتقم، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.

‌البلاغة

إن لحروف العطف أسرارا، فلا يصح وضع بعضها موضع بعض، للفوارق بينها، وكلمة ثم في قوله تعالى «ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها» للاستبعاد.

والمعنى: أنّ الإعراض عن مثل آيات الله في وضوحها وإنارتها وإرشادها إلى سواء السبيل والفوز بالسعادة العظمى بعد التذكير بها مستبعد في العقل والعدل، كما تقول لصاحبك: وجدت مثل تلك الفرصة ثم لم تنتهزها استبعادا لتركه الانتهاز.

ص: 118

{وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (23) وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ (24) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (في مرية) متعلّق بخبر تكن (من لقائه) متعلّق بمرية

(1)

،وضمير الغائب في (جعلناه) يعود على موسى-أو على الكتاب- (هدى) مفعول به ثان عامله جعلناه (لبني) متعلّق بهدى.

جملة: «آتينا

» لا محلّ لها جواب القسم المقدر

وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا تكن في مرية

» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تساءلت عنه فلا تكن ..

(2)

.

وجملة: «جعلناه

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.

(24)

(الواو) عاطفة في الموضعين (منهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا (بأمرنا) متعلّق ب (يهدون)(لمّا) ظرف مبنيّ متضمّن معنى الشرط-أو مجرّد من الشرط-متعلّق بمضمون الجواب-أو ب (جعلنا)، (بآياتنا) متعلّق ب (يوقنون).

(1)

في إرجاع الضمير أقوال كثيرة للمفسّرين.

(2)

وجملة الشرط وجوابه لا محلّ لها اعتراضيّة.

ص: 119

وجملة: «جعلنا .... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.

وجملة: «يهدون

» في محلّ نصب نعت لأئمة.

وجملة: «صبروا .... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «كانوا

يوقنون .. » في محلّ جر معطوفة على جملة صبروا ..

وجملة: «يوقنون .. » في محلّ نصب خبر كانوا.

(25)

(هو) ضمير منفصل مبتدأ خبره جملة يفصل (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يفصل)، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يفصل)، (في ما) متعلّق ب (يفصل)، (فيه) متعلّق ب (يختلفون).

وجملة: «إنّ ربّك

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «هو يفصل

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «يفصل

» في محلّ رفع خبر (هو).

وجملة: «كانوا .. يختلفون.» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «يختلفون .. » في محلّ نصب خبر كانوا.

{أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ (26) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ (27)}

‌الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (يهد) بمعنى يتبيّن، والضمير فيه يعود على أهل مكة، وفاعل يهد محذوف دلّ عليه سياق الكلام في قوله أهلكناه، أي: أولم يهد لهم

ص: 120

إهلاكنا .. (من قبلهم) متعلّق ب (أهلكنا)

(1)

، (من القرون) تمييزكم (في مساكنهم) متعلّق ب (يمشون)، (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية.

جملة: «لم يهد

» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:

أغفلوا ولم يهد

وجملة: «أهلكنا

» لا محلّ لها استئناف بياني-أو تفسير للفاعل- وجملة: «يمشون

» في محلّ نصب حال من القرون

(2)

.

وجملة: «إنّ في ذلك لآيات

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يسمعون .. » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:

أأصابهم الصمم فلا يسمعون.

(أولم يروا) مثل أولم يهد .. (أنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (إلى الأرض) متعلق ب (نسوق)، (به) متعلّق ب (نخرج) و (الباء) للسببيّة (منه) متعلّق ب (تأكل)، (أفلا يبصرون) مثل أفلا يسمعون.

والمصدر المؤوّل (أنّا نسوق

) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا ..

وجملة: «لم يروا .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يهد.

وجملة: «نسوق

» في محلّ رفع خبر أنّ.

وجملة: «نخرج

» في محلّ رفع معطوفة على جملة نسوق.

وجملة: «تأكل منه أنعامهم .. » في محلّ نصب نعت ل (زرعا).

وجملة: «يبصرون .. » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:

أأصابهم العمى فلا يبصرون.

(1)

أو متعلّق بمحذوف حال من القرون.

(2)

أو من الضمير في (لهم) .. ويجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.

ص: 121

‌الصرف:

(الجرز)،صفة مشبّهة من جرزت تجرز الأرض-باب فرح-بمعنى لا تنبت أو أكل نباتها، وزنه فعل بضمتين، جمعه أجراز.

‌البلاغة

فن المناسبة: في قوله تعالى «أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ» الآية.

والمناسبة قسمان: إما مناسبة في المعاني، وإما مناسبة في الألفاظ؛ وما يهمنا في هذه الآية هو القسم الأول وحدّه: أن يبتدئ المتكلم بمعنى ثم يتمم كلامه بما يناسبه معنى دون لفظ.

فقد قال تعالى في صدر الآية: {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ} ،وهي موعظة سمعية، لكونهم لم ينظروا إلى القرون الهالكة، وإنما سمعوا بها، فناسب أن يأتي بعدها بقوله «أَفَلا يَسْمَعُونَ» ؛أما بعد الموعظة المرئية، وهي قوله بعد هذه الآية «أَوَلَمْ يَرَوْا أَنّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ» فقد ناسب أن يقول «أَفَلا يُبْصِرُونَ» لأن الزرع مرئي لا مسموع، ليناسب آخر كل كلام أوله.

‌الفوائد

- إزاحة وهم:

من الوهم في هذه الآية قول ابن عصفور في قوله تعالى في هذه الآية {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا} إن (كم) فاعل يهد، فإن قلت: خرجه على لغة حكاها الأخفش، وهي أن بعض العرب لا يلتزم تصدّر (كم) الخبرية، قلت: قد اعترف برداءتها، فتخريج التنزيل عليها بعد ذلك رداءة، والصواب أن الفاعل مستتر راجع إلى الله سبحانه وتعالى، أي أولم يبين الله لهم، أو إلى الهدى، والأول قول أبي البقاء، والثاني قول الزجاج؛ وقال الزمخشري: الفاعل الجملة، وقد مر أن الفاعل لا يكون جملة، و «كم» مفعول به لأهلكنا، والجملة مفعول يهد، وهو معلق عنها «وكم الخبرية تعلق خلافا لأكثرهم» وقد ذكر الامام النسفي أن الفاعل هو الله عز وجل، بدليل قراءة زيد عن يعقوب «(أولم تهد لهم)» .

ص: 122

{وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (28)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (متى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ هذا (الفتح) بدل من اسم الإشارة-أو عطف بيان- (كنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط ..

جملة: «يقولون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «متى هذا الفتح

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «كنتم صادقين .. » لا محلّ لها استئنافيّة .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.

{قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَاِنْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30)}

‌الإعراب:

(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لا ينفع)، (لا) نافية (الذين) مفعول به، والفاعل (إيمانهم)(الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى، ونائب الفاعل في (ينظرون) هو الواو.

جملة: «قل .... » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا ينفع

إيمانهم.» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «كفروا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «لا هم ينظرون

» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا ينفع.

وجملة: «ينظرون .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

(30)

(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (عنهم) متعلّق ب (أعرض)، (الواو) عاطفة.

ص: 123

وجملة: «أعرض عنهم

» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي:

إن أعرضوا عنك فأعرض.

وجملة: «انتظر .... » معطوفة على جملة أعرض.

وجملة: «إنّهم منتظرون

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ-أو تعليليّة-.

انتهت سورة «السجدة» وتليها سورة «الأحزاب»

ص: 124

‌سورة الأحزاب

من الآية 1 إلى الآية 30

بسم الله الرحمن الرحيم

{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اِتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (1) وَاِتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (3)}

‌الإعراب:

(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (النبيّ) بدل من أي تبعه في الرفع لفظا (الواو) عاطفة في الموضعين (لا) ناهية جازمة، وعلامة الجزم في (تطع) السكون، وحرّك آخره بالكسر لالتقاء الساكنين.

جملة النداء: «يأيّها .. » لا محلّ لها ابتدائيّة.

وجملة: «اتّق

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «لا تطع

» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

ص: 125

وجملة: «إنّ الله كان عليما

» لا محلّ لها تعليل للأمر وتأكيد لمضمونه.

وجملة: «كان عليما

» في محلّ رفع خبر إنّ.

(2)

(الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مفعول به في محلّ نصب، ونائب الفاعل لفعل (يوحى) ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إليك) متعلّق ب (يوحى)، (من ربّك) متعلّق ب (يوحى)

(1)

، (ما) حرف مصدريّ

(2)

وجملة: «اتّبع .. » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

وجملة: «يوحى

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «إنّ الله كان .. » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «كان .. خبيرا .. » في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «تعملون

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.

(3)

(الواو) عاطفة (على الله) متعلّق ب (توكّل)، (الله) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلاّ فاعل كفى (وكيلا) حال منصوبة

(3)

.

وجملة: «توكّل

» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

وجملة: «كفى بالله

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(اتّق)،فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، ومضارعه يتّقي، وزنه افتع

(4)

.

(1)

أو بمحذوف حال من الضمير المستتر نائب الفاعل.

(2)

أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه.

(3)

أو تمييز منصوب.

(4)

وفيه إبدال .. انظر البحث في الآية (24) من سورة البقرة.

ص: 126

‌الفوائد

- لا أمان للكافرين:

نزلت هذه الآية، في أبي سفيان بن حرب، وعكرمة بن أبي جهل، وأبي الأعور، وعمرو بن سفيان السلمي، وذلك أنهم قدموا المدينة، ونزلوا على عبد الله بن أبيّ بن سلول، رأس المنافقين، بعد قتال أحد، وقد أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم الأمان على أن يكلموه، فقام معهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح وطعمة بن أبيرق، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم وعنده عمر بن الخطاب ارفض ذكر آلهتنا اللات والعزى ومناة، وقل: إن لها شفاعة لمن عبدها، فندعك وربك. فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي في قتلهم، فقال: إني أعطيتهم الأمان. فقال عمر: اخرجوا في لعنة الله وغضبه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عمر رضي الله عنه أن يخرجهم من المدينة، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

{ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللاّئِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) اُدْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (5)}

‌الإعراب:

(ما) نافية (لرجل) متعلّق ب (جعل) بتضمينه معنى خلق (قلبين) مجرور لفظا منصوب محلاّ مفعول به (في جوفه) متعلّق بنعت لقلبين (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (اللائي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لأزواج (منهنّ) متعلّق ب (تظاهرون) بتضمينه معنى تتباعدون (أمّهاتكم) مفعول به ثان منصوب عامله جعل، ومثله (أبناءكم) للفعل الثالث (بأفواهكم) متعلّق بحال من قولكم والعامل فيها الإشارة.

ص: 127

جملة: «ما جعل الله لرجل .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ما جعل أزواجكم» لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة.

وجملة: «تظاهرون

» لا محلّ لها صلة الموصول (اللائي).

وجملة: «ما جعل أدعياءكم

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «ذلكم قولكم

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «الله يقول الحقّ .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلكم قولكم.

وجملة: «يقول الحقّ .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله).

وجملة: «هو يهدي .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يقول.

وجملة: «يهدي السبيل .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو).

(5)

(لآبائهم) متعلّق ب (ادعوهم)، (عند) ظرف منصوب متعلّق بأقسط (الفاء) عاطفة (تعلموا) مضارع مجزوم فعل الشرط (الفاء) الثانية رابطة لجواب الشرط (إخوانكم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (في الدين) متعلّق بإخوانكم لأنه على معنى المشتقّ أي موافقوكم في الدين (مواليكم) معطوف على إخوانكم ب (الواو) مرفوع مثله، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (الواو) عاطفة (عليكم) متعلّق بخبر ليس (في ما) متعلّق بجناح (به) متعلّق ب (أخطأتم)، (لكن) للاستدراك (ما) موصول معطوف على ما السابق في محلّ جرّ

(1)

، (الواو) استئنافيّة (رحيما) خبر ثان منصوب.

وجملة: «ادعوهم

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «هو أقسط .. » لا محلّ لها تعليليّة.

(1)

يجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي: ما تعمّدته قلوبكم مسئولون عنه ..

ص: 128

وجملة: «لم تعملوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ادعوهم ..

وجملة: «(هم) إخوانكم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «ليس عليكم جناح» لا محلّ لها معطوفة على جملة لم تعلموا

وجملة: «أخطأتم

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.

وجملة: «تعمّدت قلوبكم .. » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.

وجملة: «كان الله غفورا .. » لا محلّ لها استئنافيّة ..

‌الصرف:

(جوف)،اسم جامد لداخل الجسم في الإنسان أو الحيوان أو غيرهما، وزنه فعل بضمّ فسكون.

(أدعياء)،جمع دعيّ، صفة مشبّهة وزنه فعيل بمعنى مفعول، وفيه إعلال بالقلب أصله دعيو بكسر العين وسكون الياء، اجتمع الياء والواو في الكلمة والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأولى

وجمعه على أفعلاء غير مقيس لأن فعيل هنا ليس على معنى فاعل كتقيّ وأتقياء، وقياسه أن يكون على وزن فعلى بفتح فسكون كقتيل وقتلى.

‌الفوائد

هل يكون للرجل قلبان؟ قال المفسرون: نزلت في أبي معمر حميد بن معمر الفهري، وكان رجلا لبيبا حافظا لما يسمع، فقالت قريش: ما حفظ أبو معمر هذه الأشياء إلا وله قلبان، وكان يقول: إن لي قلبين، أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد. فلما هزم الله المشركين يوم بدر، انهزم أبو معمر، فلقيه أبو سفيان، وإحدى نعليه في يده، والأخرى في

ص: 129

رجله، فقال له: يا أبا معمر ما حال الناس. فقال: انهزموا، فقال له: فما بال إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك، فعلموا يومئذ أنه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده،

وعن أبي ظبيان قال: قلنا لابن عباس-رضي الله عنهما:أرأيت قول الله:

ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، ما عنى بذلك؟ قال: قام نبي الله-صلى الله عليه وسلم-يوما يصلي، فخطر خطرة، فقال المنافقون الذين يصلون معه: ألا ترون أنّ له قلبين: قلبا معكم، وقلبا معهم. فأنزل الله {ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن.

أما الحديث عن الظهار، فسيرد مفصلا في سورة المجادلة، إن شاء الله تعالى.

2 -

إبطال عادة التبنيّ:

أفادت الآية نسخ التبني وإلغاءه، وذلك أن الرجل كان في الجاهلية يتبنى الرجل، فيجعله كالابن المولود، يدعوه إليه الناس، ويرث ميراثه،

وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعتق زيد بن حارثة بن شراحبيل الكلبي، وتبناه قبل الوحي، وآخى بينه وبين حمزة بن عبد المطلب، فلما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش، وكانت تحت زيد بن حارثة، قال المنافقون: تزوج محمد امرأة ابنه، وهو ينهى الناس عن ذلك؛ فأنزل الله هذه الآية، ونسخ بها التبني. وسيرد المزيد عن هذه القصة، في آيات لاحقة من هذه السورة، إن شاء الله.

{النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (6)}

‌الإعراب:

(بالمؤمنين) متعلّق بأولى (من أنفسهم) متعلّق بأولى (بعضهم) مبتدأ ثان خبره أولى (ببعض) متعلّق بالخبر أولى

ص: 130

(في كتاب) متعلّق بأولى

(1)

، (من المؤمنين) متعلّق بأولى

(2)

، (إلاّ) للاستثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب.

والمصدر المؤوّل (أن تفعلوا

) في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع.

(إلى أوليائكم) متعلّق ب (تفعلوا) بتضمينه معنى تقدّموا (في الكتاب) متعلّق ب (مسطورا).

جملة: «النبيّ أولى .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أزواجه أمّهاتهم .. » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «أولو الأرحام بعضهم .. » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «بعضهم أولى .. » في محلّ رفع خبر (أولو).

وجملة: «تفعلوا .. » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «كان ذلك .. مسطورا» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

‌الصرف:

(الأرحام)،جمع رحم، وهي القرابة، وزنه فعل بفتح فكسر.

‌البلاغة

التشبيه البليغ: في قوله تعالى «وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ» .

تشبيه لهن بالأمهات في بعض الأحكام، وهي: وجوب تعظيمهنّ واحترامهن، وتحريم نكاحهن؛ ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها:«لسنا أمهات النساء» تعني أنهنّ إنما كنّ أمهات الرجال، لكونهن محرمات عليهم كتحريم أمّهاتهم، ولهذا كان لا بد من تقدير أداة التشبيه فيه.

(1)

يجوز تعليقه بحال من الضمير في أولى، وهو العامل.

(2)

يجوز تعليقه بحال من (أولو الأرحام) على سبيل التبيين.

ص: 131

{وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى اِبْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (7) لِيَسْئَلَ الصّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً (8)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (إذ) اسم صرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (من النبيين) متعلّق ب (أخذنا)، وكذلك (منك) و (من نوح)، (إبراهيم) معطوف على نوح مجرور بالفتحة (ابن) نعت لعيسى أو بدل، أو عطف بيان عليه مجرور (منهم) متعلّق ب (أخذنا) الثاني.

جملة: «أخذنا .. » في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «أخذنا (الثانية)» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذنا (الأولى).

(8)

(اللام) للتعليل (يسأل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر يعود على الله (عن صدقهم) متعلّق ب (يسأل)، (للكافرين) متعلّق ب (أعدّ).

والمصدر المؤوّل (أن يسأل

) في محلّ جرّ متعلّق ب (أخذنا)

(1)

.

وجملة: «يسأل

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «أعدّ

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذنا.

(1)

في الكلام التفات عن التكلم إلى الغيبة.

ص: 132

‌البلاغة

عطف الخاص على العام: في قوله تعالى: «وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ» .

لأن هؤلاء الخمسة المذكورين هم أصحاب الشرائع والكتب، وأولو العزم من الرسل، فآثرهم بالذكر، للإيذان بمزيد مزيتهم وفضلهم، وكونهم من مشاهير أرباب الشرائع، وأساطين أولي العزم من الرسل. وتقديم نبينا عليه الصلاة والسلام لإبانة خطره الجليل.

الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً» .

والغلظ: استعارة من وصف الأجرام، والمراد عظم الميثاق وجلالة شأنه.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اُذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (9) إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا (10) هُنالِكَ اُبْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاّ غُرُوراً (12) وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاّ فِراراً (13) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلاّ يَسِيراً (14) وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُلاً (15)}

ص: 133

‌الإعراب:

(أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب

(1)

(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للمنادى-أو بدل منه- (عليكم) متعلّق بنعمة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب بدل من نعمة بدل اشتمال

(2)

، (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا)، (ما) حرف مصدريّ

(3)

.

والمصدر المؤوّل (ما تعملون

) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق ب (بصيرا).

جملة النداء: «يا أيّها الذين .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «اذكروا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «جاءتكم جنود .... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «أرسلنا

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاءتكم.

وجملة: «لم تروها

» في محلّ نصب نعت ل (جنودا).

وجملة: «كان الله

بصيرا» لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ.

وجملة: «تعملون

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

(10)

(إذ) بدل من الأول في محلّ نصب (من فوقكم) متعلّق بحال من فاعل جاؤوكم، وكذلك (من أسفل) فهو معطوف على الأول (منكم) متعلّق بأسفل (إذ) معطوف على إذ السابق (بالله) متعلّق ب (تظنّون)

(4)

، و (الألف) في (الظنونا) زائدة.

(1)

و (ها) للتنبيه لا محلّ لها من الإعراب.

(2)

يجوز تعليقه بنعمة.

(3)

أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه، والجملة صلة.

(4)

بمعنى تشكّون .. أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان، و (الظنون) مفعول أوّل.

ص: 134

وجملة: «جاؤوكم .... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «زاغت الأبصار» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «بلغت القلوب .. » في محلّ جرّ معطوفة على جملة زاغت.

وجملة: «تظنّون .... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة زاغت.

(11)

(هنالك) اسم إشارة في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (ابتلي)، (زلزالا) مفعول مطلق منصوب.

وجملة: «ابتلي

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «زلزلوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ابتلي.

(12)

(إذ) معطوف على إذ السابق (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر مرض (ما) حرف للنفي (إلاّ) للحصر (غرورا) مفعول به ثان منصوب عامله وعدنا

(1)

.

وجملة: «يقول المنافقون .... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «في قلوبهم مرض» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «ما وعدنا الله

» في محلّ نصب مقول القول.

(13)

(إذ) معطوف على إذ السابق (منهم) متعلّق بنعت من طائفة (لكم) متعلّق بخبر لا النافية للجنس (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (الواو) استئنافيّة (منهم) نعت لفريق (الواو) حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (عورة) مجرور لفظا منصوب محلاّ خبر ما (إن) حرف نفي (إلاّ) للحصر ..

(1)

يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر فهو نوعه أي: ألاّ وعد الغرور، والمفعول الثاني مقدّر أي النصر

ص: 135

وجملة: «قالت طائفة

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة النداء وجوابه

في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «لا مقام لكم

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «ارجعوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا مقام لكم

(1)

.

وجملة: «يستأذن فريق

» لا محلّ لها استئنافيّة ..

وجملة: «يقولون

» في محلّ نصب حال من فريق.

وجملة: «إنّ بيوتنا عورة .. » في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «ما هي بعورة .. » في محلّ نصب حال

(2)

.

وجملة: «إن يريدون إلاّ فرارا» لا محلّ لها اعتراضيّة-أو تعليليّة- (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم، ونائب الفاعل لفعل دخلت ضمير مستتر تقديره هي أي المدينة (عليهم) متعلّق ب (دخلت)، (من أقطارها) متعلّق ب (دخلت)،و (الواو) في (سئلوا) نائب الفاعل (الفتنة) مفعول به منصوب (اللام) رابطة لجواب لو (ما) نافية (بها) متعلّق ب (تلبّثوا)، (إلاّ) للحصر (يسيرا) ظرف منصوب متعلّق ب (تلبّثوا) - وهو صفة نائبه عن موصوف-أي زمنا يسيرا.

وجملة: «لو دخلت

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يستأذن.

وجملة: «سئلوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة دخلت.

وجملة: «آتوها

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم عن الفعلين

(3)

.

(1)

رابط السببيّة بين جملتي الخبر والإنشاء يجيز العطف بينهما.

(2)

أو هي معطوفة على جملة مقول القول.

(3)

أي: لأعطوا المدينة وفعلوا الفتنة.

ص: 136

وجملة: «ما تلبّثوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.

(15)

(الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (قبل) اسم مبني على الضم في محلّ جرّ بمن متعلّق ب (عاهدوا)، (لا) نافية (الأدبار) مفعول به ثان منصوب

(1)

، (الواو) استئنافيّة

وجملة: «كانوا عاهدوا

» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ..

وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة لو دخلت

وجملة: «عاهدوا

» في محلّ نصب خبر كانوا.

وجملة: «لا يولّون

» لا محلّ لها جواب القسم لفعل عاهدوا

وجملة: «كان عهد الله مسئولا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(10)

الحناجر: جمع حنجرة-منتهى الحلقوم-اسم جامد، وزنه فعللة بفتح الفاء وسكون العين (10)(الظنونا)،جمع الظنّ مصدر سماعيّ للثلاثيّ ظنّ باب نصر وزنه فعول بضمّتين، وقد ثبتت الألف بعد النون في رسم المصحف مراعاة للوصل.

(11)

(زلزالا)،مصدر قياسيّ للرباعيّ زلزل، وقد جاء المصدر على هذه الصيغة-غير صيغة زلزلة-لأن الفعل من المضاعف الرباعي، وزنه فعلال بكسر فسكون.

(13)

يثرب: اسم المدينة المنوّرة، وزنه يفعل بفتح الياء وكسر العين، وقد منع من التنوين للعلميّة والتأنيث، أو وزن الفعل.

(14)

أقطار: جمع قطر، اسم بمعنى الناحية والبلد، وزنه فعل

(1)

والمفعول الأول مقدّر أي: يولّون العدو الأدبار.

ص: 137

بضمّ فسكون والجمع أفعال.

‌الفوائد

غزوة الأحزاب (الخندق):

لم يقر لعظماء بني النضير قرار بعد جلائهم عن ديارهم، وإرث المسلمين لها، بل كان في نفوسهم دائما أن يأخذوا ثأرهم، ويستردوا بلادهم، فذهب جمع منهم إلى مكة، وقابلوا رؤساء قريش، وحرضوهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنّوهم المساعدة، فوجدوا منهم قبولا لما طلبوه، ثم جاؤوا إلى قبيلة غطفان، وحرضوا رجالها كذلك، وأخبروهم بمبايعة قريش لهم على الحرب، فوجدوا منهم ارتياحا. فتجهزت قريش وأتباعهم، يرأسهم أبو سفيان، ويحمل لواءهم عثمان بن طلحة بن أبي طلحة العبدري، وعددهم أربعة آلاف، معهم ثلاثمئة فرس وألف بعير. وتجهزت غطفان يرأسهم عيينة بن حصن، وكان معه ألف فارس؛ وتجهزت بنو مرّة، يرأسهم الحارث بن عوف، ومعهم أربعمائة. وتجهزت بنو أشجع، يرأسهم أبو مسعود بن رخيلة؛ وتجهزت بنو سليم، يرأسهم سفيان بن عبد شمس، وهم سبعمائة؛ وتجهزت بنو أسد، يرأسهم طليحة بن خويلد الأسدي؛ وعدة الجميع عشرة آلاف مقاتل، قائدهم العام أبو سفيان. ولما بلغه عليه الصلاة والسلام أخبار هاته التجهيزات، استشار أصحابه فيما يصنع؟ فأشار عليه سلمان الفارسي رضي الله عنه بعمل الخندق، وهو عمل لم تكن العرب تعرفه، فأمر عليه الصلاة والسلام المسلمين بعمله، وشرعوا في حفره شمالي المدينة، من الحرّة الشرقية إلى الحرة الغربية؛ أما بقية حدود المدينة، فمشتبكة بالبيوت والنخيل، لا يتمكن العدو من الحرب جهتها. وقد قاسى المسلمون صعوبات جسيمة في حفر الخندق، وعمل معهم عليه الصلاة والسلام، فكان ينقل التراب متمثلا بشعر ابن رواحة:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلّينا

فأنزلن سكينة علينا

وثبت الأقدام إن لاقينا

والمشركون قد بغوا علينا

وإن أرادوا فتنة أبينا

ص: 138

وأقام الجيش في الجهة الشرقية، مسندا ظهره إلى سلع، وهو جبل مطل على المدينة، وعدتهم ثلاثة آلاف، وكان لواء المهاجرين مع زيد بن حارثة، ولواء الأنصار مع سعد بن عبادة. أما قريش فنزلت بمجمع الأسيال، وأما غطفان فنزلت جهة أحد. وكان المشركون معجبين بمكيدة الخندق التي لم تكن العرب تعرفها، فصاروا يترامون مع المسلمين بالنبل. ولما طال المطال عليهم، أكره جماعة منهم أفراسهم على اقتحام الخندق، منهم عكرمة بن أبي جهل، وعمر بن ودّ وآخرون، وقد برز علي بن أبي طالب رضي الله عنه لعمرو بن ود فقتله وهرب إخوانه، واستمرت المناوشة والمراماة بالنبل يوما كاملا، حتى فاتت المسلمين صلاة ذلك اليوم، وقضوها بعد، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم على الخندق حرّاسا، حتى لا يقتحمه المشركون بالليل، وكان يحرس بنفسه ثلمة فيه مع شدة البرد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بالنصر والظفر، أما المنافقون فقد أظهروا في هذه الشدة ما تكنّه ضمائرهم، حتى قالوا:{(ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاّ غُرُوراً)} وانسحبوا قائلين: (إن بيوتنا عورة) نخاف أن يغير عليها العدو (وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا).وطال الحصار واشتد البلاء على المسلمين؛ ونقض بنو قريظة العهد، وأعلنوا الحرب على المسلمين، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أرسل مسلمة بن أسلم في مائتين، وزيد بن حارثة في ثلاثمئة، لحراسة المدينة خوفا على النساء والذراري؛ وأرسل الزبير بن العوام يستجلي له الخبر، فلما وصلهم وجدهم حانقين، يظهر على وجوههم الشر؛ ونالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين أمامه، فرجع وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، وهنالك اشتد وجل المسلمين، وزلزلوا زلزالا شديدا، لأن العدو جاءهم من فوقهم، ومن أسفل منهم، وزاغت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، وظنوا بالله الظنون، وتكلم المنافقون بما بدا لهم، فأراد عليه الصلاة والسلام أن يرسل لعيينة بن حصن، ويصالحه على ثلث ثمار المدينة، لينسحب بغطفان.

فأبى الأنصار ذلك قائلين: إنهم لم يكونوا ينالون من ثمارها ونحن كفار، أفبعد الإسلام يشاركوننا فيها؟ وإذا أراد الله أمرا هيأ أسبابه، وبينما هم في هذه الحالة من الضيق والشدة جاء نعيم بن مسعود الأشجعي، وهو صديق قريش واليهود، فقال: يا رسول الله، إني قد أسلمت، وقومي لا يعلمون بإسلامي، فمرني بأمرك حتى أساعدك،

ص: 139

فخرج من عنده، وتوجه إلى بني قريظة، فقال: يا بني قريظة، تعرفون ودّي لكم، وخوفي عليكم، وإني محدثكم حديثا فاكتموه عني. قالوا: نعم. فقال: لقد رأيتم ما حل بإخوانكم من بني قينقاع والنضير، وإن قريشا وغطفان ليسوا مثلكم، فإن ظفروا ربحوا، وإن هزموا رجعوا إلى بلادهم. فأرى ألا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا منهم سبعين شريفا رهائن، حتى لا يتركوكم ويرتحلوا عنكم؛ فاستحسنوا رأيه، وأجابوه إلى ذلك. ثم قام من عندهم، وتوجه إلى قريش، فاجتمع برؤسائهم، وقال: إني محدثكم بحديث، فاكتموه عني. قالوا: نفعل، فقال لهم: إن بني قريظة قد ندموا على ما فعلوه مع محمد، وخافوا منكم أن ترجعوا وتتركوهم معه، فقالوا له: أيرضيك أن نأخذ جمعا من أشرافهم، وترد جناحنا الذي كسرت (يريد بني النضير) فرضي بذلك منهم، وها هم مرسلون إليكم فاحذروهم؛ ثم أتى غطفان فأخبرهم بمثل ذلك؛ فأرسل أبو سفيان وفدا لقريظة، يدعوهم للقتال غدا، فأجابوا: إنا لا يمكننا أن نقاتل في السبت، ولم يصبنا ما أصابنا إلا من التعدي فيه، ومع ذلك فلا نقاتل حتى تعطونا رهائن منكم، كي لا تتركونا وتذهبوا إلى بلادكم، فتحققت قريش وغطفان صدق كلام نعيم بن مسعود، وتفرقت القلوب، وخاف بعضهم بعضا، وكان عليه الصلاة والسلام قد ابتهل إلى الله عز وجل الذي لا ملجأ إلا إليه، ودعاه بقوله:(اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم) وقد أجاب الله دعاءه عليه الصلاة والسلام، فأرسل إلى الأعداء ريحا باردة في ليلة مظلمة، فخاف المشركون أن تتفق اليهود مع المسلمين ويهجموا عليهم، فأجمعوا أمرهم على الرحيل قبل أن يصبح الصباح. ومع إطلالة الفجر خلت الأرض منهم، وكفى الله المؤمنين القتال.

{قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاّ قَلِيلاً (16)}

‌الإعراب:

(فررتم) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط

ص: 140

(من الموت) متعلّق ب (فررتم)، (الواو) عاطفة (إذا) بالتنوين: حرف جواب (لا) نافية، و (الواو) في (تمتّعون) نائب الفاعل (إلاّ) للحصر (قليلا) مفعول مطلق

(1)

نائب عن المصدر فهو صفته أي: تمتّعا قليلا.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لن ينفعكم الفرار

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «إن فررتم

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.

وجملة: «لا تمتّعون إلاّ قليلا .. » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا نفعكم ظاهرا لا تمتّعون.

{قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (17)}

‌الإعراب:

(من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، خبره (ذا)، (الذي) اسم موصول بدل من ذا في محلّ رفع (من الله) متعلّق ب (يعصمكم)، (إن أراد) مثل إن فررتم

(2)

، (بكم) متعلّق بحال من (سوءا)، (أو) حرف عطف (أراد بكم رحمة) مثل أراد بكم سوءا (الواو) عاطفة (لا) نافية (لهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله يجدون (من دون) متعلّق بحال من (وليّا)، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «من ذا الذي

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يعصمكم

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «أراد (الأولى)» لا محلّ لها استئناف بيانيّ .. وجواب

(1)

أو مفعول فيه نائب عن ظرف أي زمنا قليلا.

(2)

في الآية السابقة (16).

ص: 141

الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.

وجملة: «أراد (الثانية) .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة أراد (الأولى).

وجملة: «لا يجدون .. » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: سيعذّبون ولا يجدون

{قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاّ قَلِيلاً (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (19) يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلاّ قَلِيلاً (20)}

‌الإعراب:

(قد) حرف تحقيق

(1)

، (منكم) متعلّق بحال من المعوّقين (لإخوانهم) متعلّق بالقائلين (هلّمّ) اسم فعل أمر بمعنى أقبلوا، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم (إلينا) متعلّق ب (هلّم)، (الواو) حاليّة (لا) نافية (إلاّ) للحصر (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (أشحّة) حال منصوبة من فاعل يأتون (عليكم) متعلّق بأشحّة ..

جملة: «يعلم الله

» لا محلّ لها استئنافيّة.

(1)

لأن علم الله محقّق في كلّ وقت.

ص: 142

وجملة: «هلمّ

» في محلّ نصب مقول القول عامله القائلين.

وجملة: «لا يأتون

» في محلّ نصب حال.

(الفاء) عاطفة (إليك) متعلّق ب (ينظرون)، (كالذي) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله ينظرون أو تدور وهو بحذف مضاف أي كنظر الذي أو كدوران عين الذي .. (عليه) نائب الفاعل لفعل يغشى (من الموت) متعلّق ب (يغشى)،ومن سببيّة (الفاء) عاطفة (بألسنة) متعلّق ب (سلقوكم)، (أشحّة) حال منصبة من فاعل سلقوكم (على الخير) متعلّق بأشحّة (الفاء) عاطفة (على الله) متعلّق بالخبر (يسيرا).

وجملة: «جاء الخوف

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «رأيتهم

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «ينظرون

» في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (رأيتهم) وجملة: «تدور أعينهم

» في محلّ نصب حال من فاعل ينظرون.

وجملة: «يغشى عليه

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «ذهب الخوف

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «سلقوكم

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «أولئك لم يؤمنوا

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «لم يؤمنوا

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).

وجملة: «أحبط الله .... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لم يؤمنوا.

وجملة: «كان ذلك .... يسيرا» لا محلّ لها اعتراضيّة.

(20)

(الواو) عاطفة (لو) حرف تمنّ (في الأعراب) متعلّق ب (بادون)، (عن أنبائكم) متعلّق ب (يسألون)(لو) الثاني حرف شرط غير جازم

ص: 143

(فيكم) متعلّق بخبر كانوا (ما) نافية (إلاّ) للحصر (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر

(1)

.

وجملة: «يحسبون

» في محلّ نصب حال من الضمير في أعمالهم

(2)

.

وجملة: «لم يذهبوا

» في محلّ نصب مفعول به ثان.

وجملة: «إن يأت الأحزاب

» معطوفة على جملة يحسبون.

وجملة: «يودّوا

» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

والمصدر المؤوّل (أنّهم بادون

) في محلّ نصب مفعول به عامله يودّوا ..

وجملة: «يسألون

» في محلّ نصب حال من الضمير في (بادون)

(3)

.

وجملة: «لو كانوا فيكم

» معطوفة على جملة يحسبون.

وجملة: «ما قاتلوا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

‌الصرف:

(18)

المعوّقين: جمع المعوّق، اسم فاعل من الرباعيّ عوّق، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين، بمعنى المثبطين.

(19)

أشحّة: جمع شحيح صفة مشبّهة من الثلاثيّ شحّ باب ضرب بمعنى بخل، وقد يأتي من باب نصر وباب فتح-وهذا الجمع-وزنه أفعلة-غير قياسيّ، فقياس فعيل الوصف الذي اتّحدت عينه ولامه أن يجمع على أفعلاء مثل خليل وأخلاّء وظنين وأظنّاء، وقد سمع أشحّاء.

(حداد)،جمع حديد بمعنى القاطع وزنه فعيل، صفة مشبّهة من

(1)

أو مفعول فيه نائب عن الظرف متعلّق ب (قاتلوا).

(2)

أو لا محلّ لها استئنافيّة.

(3)

يجوز أن تكون الجملة خبرا ثانيا للحرف المشبّه بالفعل إنّ.

ص: 144

الثلاثيّ حدّ السيف باب ضرب أي ردّه وأصبح قاطعا، ووزن حداد فعال بكسر الفاء .. وثمّة جمع آخر هو أحدّاء زنة أفعلاء.

(20)

بادون: اسم فاعل من الثلاثيّ بدا، وزنه فاعون، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجمع شأن الاسم المنقوص، أصله باديون، ثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الدال-إعلال بالتسكين- التقى ساكنان فحذفت الياء .. وهو إعلال بالحذف.

‌البلاغة

1 -

فن التندير: في قوله تعالى «فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ» .وهو فن ألمع إليه صاحب نهاية الأرب، وابن أبي الإصبع. وحدّه: أن يأتي المتكلم بنادرة حلوة، أو نكتة مستطرفة، وهو يقع في الجد والهزل، فهو لا يدخل في نطاق التهكم، ولا في نطاق فن الهزل الذي يراد به الجد، ويجوز أن يدخل في نطاق باب المبالغة. وذلك واضح في مبالغته تعالى في وصف المنافقين بالخوف والجبن، حيث أخبر عنهم أنهم تدور أعينهم حالة الملاحظة كحالة من يغشى عليه من الموت.

2 -

الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ» .

حيث شبه اللسان بالسيف ونحوه، على طريق الاستعارة المكنية، فحذف المشبه به، واستعار شيئا من خصائصه وهو الضرب، وهذه الاستعارة تتأتى على تفسير السلق بالضرب.

‌الفوائد

- (لو) المصدرية:

من أوجه (لو) أن تأتي حرفا مصدريا ك (أن) إلا أنها لا تنصب، وأكثر وقوعها بعد: ودّ أو يودّ أو ما في معناها، كقوله تعالى:{وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ} {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوّى بِهِمُ الْأَرْضُ} {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} .

ص: 145

ومن وقوعها بدون الفعل يود قول قتيلة بنت النضر بن الحارث، بعد أن قتل أبوها يوم بدر، وهي تخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ما كان ضرّك لو مننت وربما

منّ الفتى وهو المغيظ المحنق

ويشكل عليهم دخولها على (أنّ) كما في الآية التي نحن بصددها، وهي قوله تعالى {وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ} وجوابه أن لو إنما دخلت على فعل محذوف مقدر بعد (لو) تقديره (يودّوا لو ثبت أنهم بادون في الأعراب).

{لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً (21)}

‌الإعراب:

(اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (لكم) متعلّق بخبر كان (في رسول) متعلّق بحال من أسوة (لمن) بدل من (لكم) بإعادة الجارّ، واسم كان ضمير هو العائد (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر.

جملة: «كان لكم

أسوة» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.

وجملة: «كان يرجو

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «يرجو

» في محلّ نصب خبر كان.

وجملة: «ذكر

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

‌الصرف:

(أسوة)،اسم بمعنى الاقتداء، وقد استعمل في الآية موضع المصدر وهو الائتساء، وزنه فعلة بضمّ فسكون.

{وَلَمّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلاّ إِيماناً وَتَسْلِيماً (22)}

ص: 146

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (قالوا)، (ما) اسم موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ هذا، والعائد محذوف (الواو) عاطفة (ما) نافية، وفاعل (زادهم) ضمير يعود على الوعد (إلاّ) أداة حصر (إيمانا) مفعول به ثان عامله زادهم.

جملة: «رأى المؤمنين

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «قالوا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «هذا ما وعدنا الله .... » في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «صدق الله

» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول

(1)

.

وجملة: «وعدنا الله

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «ما زادهم إلاّ إيمانا .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه.

‌البلاغة

فن تكرير الظاهر: في قوله تعالى «وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ» .

وهذا التكرير والإظهار، مع سبق الذكر، للتعظيم، ولأنه لو أعادهما مضمرين لجمع بين اسم الله تعالى واسم رسوله في لفظة واحدة، فقال «وصدقا» .وقد كره النبي ذلك، حين رد على أحد الخطباء، الذين تكلموا بين يديه، إذ قال: ومن يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى. فقال النبي صلى الله عليه وسلم له: بئس خطيب القوم أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله، قصد إلى تعظيم الله تعالى.

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) لِيَجْزِيَ اللهُ الصّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (24)}

(1)

أو في محلّ نصب حال بتقدير (قد).

ص: 147

‌الإعراب:

(من المؤمنين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (رجال)، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (عليه) متعلّق ب (عاهدوا)، (الفاء) عاطفة (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ من (الواو) عاطفة (ما) نافية (تبديلا) مفعول مطلق منصوب.

جملة: «من المؤمنين رجال

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «صدقوا .. » في محلّ رفع نعت لرجال.

وجملة: «عاهدوا .. » لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «منهم من قضى

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «قضى

» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.

وجملة: «منهم من (الثانية)» لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من (الأولى).

وجملة: «ينتظر

» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.

وجملة: «ما بدّلوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من (الثانية)

(1)

.

(24)

(اللام) للتعليل (يجزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بصدقهم) متعلّق ب (يجزي)

(1)

أو في محلّ نصب حال من فاعل ينتظر.

ص: 148

والمصدر المؤوّل (أن يجزي) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (صدقوا)

(1)

.

(الواو) عاطفة (يعذّب) مضارع منصوب معطوف على (يجزي)، (شاء) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل هو (أو) حرف عطف (يتوب) معطوف على (يعذّب) منصوب، (عليهم) متعلّق ب (يتوب) ..

وجملة: «يجزي الله

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «يعذّب

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يجزي.

وجملة: «إن شاء

» لا محلّ لها اعتراضيّة .. وجواب الشرط محذوف أي: إن شاء تعذيبهم عذّبهم بأن يميتهم على النفاق.

وجملة: «يتوب

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّب

وجملة: «إن الله كان .... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «كان غفورا

» في محلّ رفع خبر إنّ.

‌الصرف:

(نحبه)؛اسم بمعنى الموت وزنه فعل بفتح فسكون.

‌الفوائد

- من وجوه (من):

تأتي (من) نكرة موصوفة، ولهذا دخلت عليها ربّ، في قول سويد بن أبي كاهل:

ربّ من أنضجت غيظا قلبه

قد تمنّى لي موتا لم يطع

ووصفت بالنكرة، في نحو قولهم:(مررت بمن معجب لك) وقال حسان رضي الله عنه:

(1)

أو متعلّق بمقدّر مستأنف أي: حصل ما حصل ليجزي الله الصادقين

ص: 149

فكفى بنا فضلا على من غيرنا

حبّ النبي محمد إيانا

يروى برفع «غيرنا» فيحتمل أن (من) على حالها، ويحتمل الموصولية. وعليهما فالتقدير (على من هو غيرنا) والجملة صفة أو صلة وقال تعالى {وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنّا بِاللهِ} .فجزم جماعة بأنها موصوفة، وهو بعيد لقلة استعمالها؛ وآخرون بأنها موصولة. وقال الزمخشري: إن قدرت «ال» في «الناس» للعهد فموصولة، كقوله تعالى {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ} ،أو للجنس فموصوفة، كما في الآية التي نحن بصددها {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}

{وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً (25) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (27)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (بغيظهم) متعلّق بحال من الموصول أي متلبّسين بغيظهم (القتال) مفعول به ثان منصوب (كان الله قويّا عزيزا) مثل كان غفورا رحيما

(1)

.

جملة: «ردّ الله

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «كفروا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «لم ينالوا

» في محلّ نصب حال ثانية من الموصول.

(1)

في الآية السابقة (24)

ص: 150

وجملة: «كفى الله المؤمنين .... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «كان الله قويا

» لا محلّ لها استئناف اعتراضي.

(26)

(الواو) عاطفة (من أهل) متعلّق بحال من فاعل ظاهروهم (من صياصيهم) متعلّق ب (أنزل)، (في قلوبهم) متعلّق ب (قذف)، (فريقا) مفعول به مقدّم عامله تقتلون

وجملة: «أنزل .... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «ظاهروهم

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

وجملة: «قذف .... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل

(1)

.

وجملة: «تقتلون

» في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في قلوبهم ..

وجملة: «تأسرون

» في محلّ نصب معطوفة على جملة تقتلون ..

(27)

(الواو) عاطفة في المواضع الأربعة، أما الخامسة فاستئنافيّة (أرضهم) مفعول به ثان منصوب (على كلّ) متعلّق ب (قديرا).

وجملة: «أورثكم

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «لم تطؤوها

» في محلّ نصب نعت ل (أرضا).

وجملة: «كان الله .. قديرا .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(صياصيهم)،جمع صيصية أو صيصة، اسم لما يتحصّن به حتّى الشوكة في رجل الديك أو السمك أو قرن الثور ..

ووزن صيصية فعلية بكسر الفاء واللام وفتح الياء المخفّفة، ووزن صيصة

(1)

أو في محلّ نصب حال بتقدير (قد).

ص: 151

فعلة بكسر الفاء وفتح اللام ووزن صياصي فعالي بفتح الفاء.

‌البلاغة

فن المناسبة: في قوله تعالى «وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ» إلخ الآية.

وهذا الفن ضربان: مناسبة في المعاني، ومناسبة في الألفاظ، وما ورد في هذه الآية من الضرب الأول، لأن الكلام لو اقتصر فيه على مادون الفاصلة، لأوهم ذلك بعض الضعفاء أن هذا الإخبار موافق لاعتقاد الكفار في أن الريح التي حدثت كانت سببا في رجوعهم خائبين وكفي المؤمنين قتالهم، والريح إنما حدثت اتفاقا، كما تحدث في بعض وقائعهم وقتال بعضهم لبعض، وظنوا أن ذلك لم يكن من عند الله، فوقع الاحتراس بمجيء الفاصلة، التي أخبر فيها سبحانه أنه قوي عزيز، قادر بقوته على كل شيء ممتنع، وأن حزبه هو الغالب، وأنه لقدرته يجعل النصر للمؤمنين أفانين متنوعه.

‌الفوائد

- غزوة بني قريظة:

لما أراح الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الأحزاب، أراد أن يخلع لباس الحرب، فأوحي إليه أن ينهي حسابه مع بني قريظة، فقال لأصحابه: لا يصلينّ أحد منكم العصر إلا في بني قريظة، فساروا مسرعين، وتبعهم عليه الصلاة والسلام، ولواؤه بيد علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وخليفته على المدينة عبد الله بن أم مكتوم، وكان عدد المسلمين ثلاثة آلاف. وقد أدرك جماعة من الأصحاب صلاة العصر في الطريق، فصلاها بعضهم، حاملين الأمر على قصد السرعة، وآخرون لم يصلوها إلا في بني قريظة، بعد مضيّ وقتها، حاملين الأمر على ظاهره، فلم يعنف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا منهم. فلما بدا جيش المسلمين لبني قريظة، ألقى الله الرعب في قلوبهم، فحاصرهم المسلمون خمسا وعشرين ليلة، فعند ما يئسوا طلبوا من المسلمين أن ينزلوا على ما نزل عليه بنو النضير، من الجلاء بالأموال، وترك السلاح،

ص: 152

فلم يقبل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك منهم، فطلبوا النجاة بأنفسهم، فلم يرض أيضا، بل قال: لا بد من النزول والرضى بما يحكم عليهم، خيرا كان أو شرا. فعند ما لم يجدوا محيصا عن قبول الحكم قال لهم عليه الصلاة والسلام: أترضون بحكم سعد بن معاذ؟ قالوا: نعم، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتمل، لإصابته في أكحله وهو شريان الذراع يوم الخندق، ولما أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم:قوموا إلى سيدكم فأنزلوه، ففعلوا، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم:احكم فيهم يا سعد! فالتفت سعد-رضي الله تعالى عنه-للناحية التي ليس فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: عليكم عهد الله وميثاقه أن الحكم كما حكمت، قالوا: نعم، فالتفت إلى الجهة التي فيها الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: وعلى من هنا كذلك؟ وهو غاض طرفه إجلالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا:

نعم. قال: فإني أحكم أن تقتلوا الرجال، وتسبوا النساء والذرية. فقال عليه الصلاة والسلام: لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات. فجمع صلى الله عليه وسلم الغنائم فخمّست مع النخل، بعد أن نفذ الحكم فيهم، وضرب أعناقهم في خندق من خنادق المدينة وكانوا بين السبعمائة والتسعمئة.

{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (29)}

‌الإعراب:

(يا أيّها) مرّ إعرابها

(1)

،، (النبيّ) بدل من أيّ-أو عطف بيان-تبعه في الرفع لفظا (لأزواجك) متعلّق ب (قل)، (كنتنّ) ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط .. و (التاء) اسم كان، و (النون) حرف لجمع الإناث (تردن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ رفع و (النون) ضمير فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (تعالين) فعل

(1)

في الآية (9) من هذه السورة.

ص: 153

أمر جامد

(1)

مبنيّ على السكون .. و (النون) فاعل (أمتعكّن) مضارع مجزوم جواب الطلب .. كنّ ضمير مفعول به، ومثله (أسرّحكنّ)، (سراحا) مفعول مطلق منصوب.

جملة: النداء

لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «قل

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «إن كنتنّ

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «تردن الحياة

» في محلّ نصب خبر كنتنّ.

وجملة: «تعالين

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «أمتعكنّ

» جواب شرط مقدّر غير مقترن بالفاء فلا محلّ لها

(2)

.

وجملة: «أسرحكنّ .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمتعكنّ.

(29)

(الواو) عاطفة (إن كنتن تردن الله) مثل إن كنتن تردن الحياة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (للمحسنات) متعلّق ب (أعدّ)، (منكنّ) متعلّق بحال من المحسنات ..

وجملة: «إن كنتنّ تردن .. » في محلّ نصب معطوفة على جملة كنتنّ (الأولى).

وجملة: «تردن الله

» في محلّ نصب خبر كنتنّ.

وجملة: «إنّ الله أعد» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «أعدّ للمحسنات

» في محلّ رفع خبر إنّ.

‌الصرف:

(سراحا)،الاسم من (سرّح) الرباعيّ بمعنى الطلاق أو هو اسم مصدر وزنه فعال بفتح الفاء.

(1)

لا ماض له ولا مضارع.

(2)

أي: إن تأتين أمتعكن.

ص: 154

‌الفوائد

- مناسبة الآيات وحكمها:

عن جابر بن عبد الله قال: دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد الناس جلوسا ببابه، لم يؤذن لأحد منهم، فأذن لأبي بكر فدخل، ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا، وحوله نساؤه، واجما ساكنا، فقال:

لأقولن شيئا أضحك به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، لقد رأيت بنت خارجة:

[أي زوجته] سألتني النفقة، فقمت لها فوجأت عنقها، فضحك النبي «ص» فقال: هنّ حولي كما ترى يسألنني النفقة، فقام أبو بكر الى عائشة فوجأ عنقها، وقام عمر الى حفصة فوجأ عنقها، كلاهما يقول: تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده؟ قلن: والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا أبدا ليس عنده؛ ثم اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين، حتى نزلت هذه الآية، فبدأ بعائشة فقال: يا عائشة، إني أريد أن أعرض عليك أمرا، أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك.

قالت: وما هو يا رسول الله؟ فتلا عليها الآية، فقالت: أفيك يا رسول الله أستشير أبويّ، بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة، وأسألك ألا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت، قال: لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها، إن الله لم يبعثني معنّتا ولا متعنتا، ولكن بعثني معلما مبشرا.

‌حكم الآية:

اختلف العلماء في حكم هذا الخيار، هل كان هذا تفويض الطلاق إليهن، حتى يقع بنفس الاختيار، أم لا. فذهب الحسن وقتادة وأكثر أهل العلم، أنه لم يكن تفويض الطلاق، وإنما خيرهن، على أنهن إذا اخترن الدنيا فارقهن؛ لقوله تعالى:

{فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ} بدليل أنه لم يكن جوابهن على الفور، وأنه قال لعائشة:

لا تعجلي حتى تستشيري أبويك، وفي تفويض الطلاق يكون الجواب على الفور.

أما حكم التخيير، فقال عمر وابن مسعود وابن عباس: إذا خير الرجل امرأته فاختارت زوجها، لا يقع شيء؛ وإن اختارت نفسها، يقع طلقة واحدة. وهذا ما عليه أكثر العلماء.

ص: 155

{يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (30)}

‌الإعراب:

(من) اسم شرط مبتدأ (منكنّ) متعلّق بحال من فاعل يأت (بفاحشة) متعلّق ب (يأت)، (لها) متعلّق ب (يضاعف)، (العذاب) نائب الفاعل مرفوع (ضعفين) مفعول مطلق منصوب (الواو) عاطفة (على الله) متعلّق ب (يسيرا).

جملة: النداء

لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «من يأت

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «يأت .... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من)

(1)

.

وجملة: «يضاعف لها العذاب

» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

وجملة: «كان ذلك

يسيرا .. » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

(1)

يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

ص: 156

{وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً (31)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط مبتدأ (منكنّ) متعلق بحال من فاعل يقنت (لله) متعلّق بفعل يقنت (نؤتها) مضارع مجزوم جواب الشرط (مرّتين) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده (الواو) عاطفة (لها) متعلّق ب (أعتدنا) ..

ص: 157

جملة: «من يقنت

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يقنت منكنّ

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من)

(1)

.

وجملة: «تعمل

» في محلّ رفع معطوفة على جملة يقنت.

وجملة: «نؤتها

» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

وجملة: «أعتدنا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.

{يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اِتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاُذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً (34)}

‌الإعراب:

(نساء) منادى مضاف منصوب (كأحد) متعلّق بخبر ليس (من النساء) متعلّق بنعت لأحد (اتقيتنّ) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (تخضعن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم (بالقول) متعلّق ب (تخضعن) بتضمينه معنى تغتررن (الفاء) فاء السببيّة (يطمع) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (في قلبه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ مرض (قولا) مفعول به منصوب

(2)

.

(1)

يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

(2)

أو مفعول مطلق منصوب، والمفعول به مقدّر.

ص: 158

جملة: «يا نساء

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لستنّ

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «إن اتقيتنّ

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «لا تخضعن

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «يطمع الذي

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

والمصدر المؤوّل (أن يطمع) في محلّ رفع معطوف بالفاء على مصدر مأخوذ من النهي السابق أي: لا يكن منكنّ خضوع فطمع ممن في قلبه مرض.

وجملة: «في قلبه مرض

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «قلن

» في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.

(33)

(الواو) عاطفة (قرن) فعل أمر مبنيّ على السكون

والنون فاعل (في بيوتكنّ) متعلّق ب (قرن)، (لا تبرجن) مثل لا تخضعن (تبرّج) مفعول مطلق منصوب (إنّما) كافة ومكفوفة و (اللام) زائدة (يذهب) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عنكم) متعلّق ب (يذهب)، (أهل) منادى مضاف منصوب (تطهيرا) مفعول مطلق منصوب.

والمصدر المؤوّل (أن يذهب) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد.

وجملة: «قرن

» في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.

وجملة: «لا تبرّجن

» في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.

ص: 159

وجملة: «أقمن

» في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.

وجملة: «آتين

» في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.

وجملة: «أطعن

» في محلّ جزم معطوفة على لا تخضعن أو أقمن.

وجملة: «إنّما يريد الله

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «يذهب

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «يطهّركم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يذهب.

(34)

-: (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، ونائب الفاعل لفعل (يتلى) ضمير هو العائد (في بيوتكنّ) متعلّق ب (يتلى)، (من آيات) متعلّق بحال من نائب الفاعل (خبيرا) خبر ثان للناقص.

وجملة: «اذكرن

» في محلّ جزم معطوفة على جملة أطعن.

وجملة: «يتلى

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «إنّ الله كان

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ-أو تعليليّة-.

وجملة: «كان لطيفا

» في محلّ رفع خبر إنّ.

‌الصرف:

(32)

لستنّ فيه إعلال كالإعلال في لستم

(انظر الآية 267 من سورة البقرة).

(33)

قرن: فيه حذف إحدى الراءين تخفيفا، وحقّه أن يقال (اقررن) أي اثبتن، ماضيه قرّ والمضارع يقرّ-بفتح القاف-قيل هو من باب فرح وقيل من باب فتح

فلمّا بني الأمر على السكون لاتصاله بنون النسوة التقى ساكنان هما الراء المضعّفة، فحذفت الأولى تخفيفا ونقلت حركتها الأصلية وهي الفتحة إلى القاف ثمّ حذفت همزة الوصل

ص: 160

لتحرّك القاف فأصبح قرن وزنه فلن.

(تبرجن)،حذفت منه إحدى التاءين تخفيفا، أصله تتبرجن، وزنه تفعلن.

(تبرّج)،مصدر قياسي لفعل تبرّج الخماسيّ، وزنه تفعّل، بوزن الماضي وضمّ ما قبل الآخر.

(تطهيرا)،مصدر قياسيّ للرباعيّ طهّر، وزنه تفعيل.

‌البلاغة

التشبيه المقلوب: في قوله تعالى «يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ» .

فالتشبيه على القلب، والأصل ليس أحد من النساء مثلكن، أما إذا كان المعنى: لستن كأحد من النساء في النزول، فلا قلب في التشبيه.

‌الفوائد

- الجاهلية الأولى:

قيل: الجاهلية الأولى هو ما بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وقيل هو زمن داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام، كانت المرأة تلبس قميصا من الدر غير مخيط الجانبين، فيرى خلفها منه؛ وقيل: كان في زمن نمرود الجبار، كانت المرأة تتخذ الدرع من اللؤلؤ، فتلبسه وتمشي به وسط الطريق، ليس عليها شيء غيره، وتعرض نفسها على الرجال. وقال ابن عباس: الجاهلية الأولى ما بين نوح وإدريس، وكانت ألف سنة، وقيل: الجاهلية الأولى ما قبل الإسلام، والجاهلية الأخرى: قوم يفعلون مثل فعلهم في آخر الزمان.

ص: 161

{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصّادِقِينَ وَالصّادِقاتِ وَالصّابِرِينَ وَالصّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصّائِمِينَ وَالصّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (35) وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (36)}

‌الإعراب:

(فروجهم) مفعول به لاسم الفاعل الحافظين، ومفعول الحافظات محذوف (الله) لفظ الجلالة مفعول به للذاكرين (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، وقد حذف مفعول الذاكرات لدلالة الأول عليه (لهم) متعلّق ب (أعدّ)،والضمير فيه مذكّر للتغليب.

جملة: «إنّ المسلمين

أعدّ الله لهم .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أعدّ الله لهم

» في محلّ رفع خبر إنّ.

36 -

(الواو) عاطفة (ما) نافية (لمؤمن) متعلّق بمحذوف خبر كان (لا) زائدة لتأكيد النفي (مؤمنة) معطوف على مؤمن بالواو مجرور (أن) حرف مصدريّ ونصب (لهم) متعلّق بخبر يكون (من أمرهم) متعلّق بالخيرة

(1)

.

والمصدر المؤوّل (أن يكون .. ) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.

(الواو) عاطفة (من) اسم شرط مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط

(1)

أو بمحذوف حال من الخيرة.

ص: 162

(قد) حرف تحقيق (ضلالا) مفعول مطلق منصوب.

وجملة: «ما كان

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.

وجملة: «قضى الله

» في محلّ جرّ مضاف إليه .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.

وجملة: «يكون

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «من يعص

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان.

وجملة: «يعص

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).

وجملة: «قد ضلّ

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

‌الصرف:

(الصائمين)،جمع الصائم اسم فاعل من الثلاثي صام وزنه فاعل، وفيه قلب حرف العلة همزة بعد ألف فاعل.

{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاِتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً (37)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفي في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (للذي) متعلّق ب (تقول)، (عليه) متعلّق ب (أنعم)،والثاني متعلّق ب (أنعت)، (عليك) متعلّق ب (أمسك)

(1)

، (في

(1)

أو بمحذوف حال من زوجك.

ص: 163

نفسك) متعلّق ب (تخفي)، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (والله) الواو الحال (أن) حرف مصدريّ ونصب ..

والمصدر المؤوّل (أن تخشاه) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أحقّ)،أي أحقّ بالخشية

(1)

.

(الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (زوّجناكها)،وهو في محلّ نصب (منها) متعلّق ب (قضى)، (كي) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (على المؤمنين) متعلّق بخبر يكون (حرج) اسم يكون (في أزواج) متعلّق بنعت لحرج (منهنّ) متعلّق ب (قضوا)، (الواو) استئنافيّة

جملة: «(اذكر) إذ تقول

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تقول

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «أنعم الله

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «أنعمت

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «أمسك

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «اتّق الله

» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

وجملة: «تخفي

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة تقول.

وجملة: «الله مبديه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «تخشى

» في محلّ جر معطوفة على جملة تخفي.

(1)

يجوز أن يكون في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر خبره (أحقّ)،والجملة خبر المبتدأ (الله) أي الله خشيته أحقّ من خشية غيره.

ص: 164

وجملة: «الله أحقّ

» في محلّ نصب حال.

وجملة: «تخشاه» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «قضى زيد

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «زوّجناكها

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «لا يكون

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي).

وجملة: «قضوا

» في محلّ جرّ مضاف إليه

وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.

وجملة: «كان أمر الله مفعولا» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(مبديه)،اسم فاعل من الرباعيّ أبدى، وزنه مفعل بضمّ وكسر العين.

(زيد)،اسم علم مذكّر وزنه فعل بفتح فسكون وهو في الأصل مصدر الثلاثي زاد.

(وطرا)،اسم بمعنى حاجة وليس ثمة فعل مستعمل من هذه المادّة، والجمع أوطار زنة أفعال ووزن وطر فعل بفتحتين.

‌الفوائد

- إبطال عادة التبنيّ:

من المعلوم

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد زوّج مولاه زيد بن حارثة من زينب بنت جحش، فتأفّف أهلها من ذلك، لمكانها في الشرف؛ فإن العرب كانوا يكرهون تزويج بناتهم من الموالي، فلما نزل قوله تعالى في سورة الأحزاب {وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} لم ير أهلها بدا من قبول تزويجها من زيد، فلما دخل عليها زيد شمخت عليه، لشرفها ونسبها، فلم يتحمل ذلك، فاشتكاها لرسول الله صلى الله عليه وسلم،فأمره

ص: 165

باحتمالها والصبر عليها؛ إلى أن ضاقت نفسه، فقرر طلاقها. وبعد انقضاء عدتها أمر الله نبيّه صلى الله عليه وسلم أن يتزوج زينب، حسما لهذا الشقاق، وحفظا لشرفها، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم خشي من لوم اليهود والعرب له في زواج زوجة متبنيه، فقال لزيد: أمسك عليك زوجك، واتق الله؛ وأخفى في نفسه ما أبداه الله، فبت الله حكمه بإبطال هذه القاعدة، وهي تحريم زوج المتبنيّ بقوله في سورة الأحزاب {فَلَمّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً} .ثم إن الله عز وجل حرم التبني على المسلمين، لما فيه من الأضرار، وأنزل فيه من سورة الأحزاب {ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} ومن هذا الحين صار اسم زيد (زيد بن حارثة) بدل (زيد بن محمد) وقد حاول المشككون أن ينفثوا سمومهم حول هذه القصة، فقالوا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم توجه يوما لزيارة زيد فوقعت عينه على زينب فوقعت في قلبه، فقال: سبحان الله، فلما جاء زوجها ذكرت له ذلك، فرأى من الواجب عليه فراقها؛ فتوجه وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فنهاه عن ذلك. ويبدو كذب ذلك من أن النبي صلى الله عليه وسلم يعرف زينب من أيام مكة، حيث أسلمت، وهي ابنة عمته، وهو الذي زوجها لزيد، ولو كانت له رغبة فيها لتزوجها هو منذ البداية؛ وعلى كل حال فالمؤمن الحق يعتقد بعصمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،وطهارة خلقه، ونظافة قلبه، ولا يشك قيد شعرة بذلك؛ أما المشككون، فإنهم لا يقيمون للأنبياء وزنا، ولا يرعون للأديان حرمة، لذا فإنهم يختلقون الأكاذيب، ويفسرون الظواهر حسب نفوسهم المريضة، فهم أحقر من الالتفات إليهم أو الرد عليهم.

{ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللهُ لَهُ سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً (38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللهَ وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً (39)}

ص: 166

‌الإعراب:

(ما) نافية (على النبيّ) متعلّق بخبر مقدّم (حرج) مجرور لفظا مرفوع محلاّ اسم كان مؤخّر (في ما) متعلّق بنعت لحرج (له) متعلّق ب (فرض)، (سنّة) اسم وضع موضع المصدر فهو مفعول مطلق منصوب كصنع الله ووعد الله

إلخ (في الذين) متعلّق بحال من سنّة الله (خلوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين

والواو فاعل (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (خلوا)، (الواو) عاطفة ..

جملة: «ما كان

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «فرض الله

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «(سنّ) الله سنّة

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ-أو اعتراضيّة-.

وجملة: «خلوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «كان أمر الله قدرا

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة

(1)

.

(39)

(الذين) موصول بدل من الأول في محلّ جرّ

(2)

، (الواو) عاطفة (لا) نافية (إلاّ) للاستثناء (الله) مستثنى منصوب

(3)

(الله) لفظ الجلالة الثاني مجرور لفظا بالباء مرفوع محلاّ فاعل كفى (حسيبا) حال منصوبة

(4)

.

وجملة: «يبلّغون

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

(1)

أو على الاستئنافيّة البيانيّة.

(2)

أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة استئناف بيانيّ.

(3)

على الاستثناء المنقطع أو هو بدل من (أحدا).

(4)

أو تمييز.

ص: 167

وجملة: «يخشونه

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «لا يخشون

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «كفى بالله

» لا محلّ لها استئنافيّة

(1)

.

‌الصرف:

(مقدورا)،اسم مفعول من الثلاثيّ قدر، وزنه مفعول.

{ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (40)}

‌الإعراب:

(ما) نافية (من رجالكم) متعلّق بنعت لأحد (الواو) عاطفة (لكن) حرف للاستدراك لا عمل له (رسول) معطوف على (أبا) منصوب مثله

(2)

، (خاتم) معطوف على رسول بالواو منصوب (بكلّ) متعلّق ب (عليما) خبر كان.

وجملة: «ما كان محمّد أبا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «كان الله

عليما» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان محمد.

‌الصرف:

(خاتم)،اسم جامد ذات، الآلة التي يختم به الكتاب، استعمل على سبيل التشبيه، وزنه فاعل بفتح الفاء والعين.

‌البلاغة

فن التفليف: في قوله تعالى «ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ» الآية.

(1)

أو معطوفة على جملة كان أمر الله ..

(2)

يجوز أن يكون خبرا لكان مقدّرة هي واسمها، والجملة معطوفة على الاستئنافيّة ما كان محمد

ص: 168

وفي محيط المحيط: التفليف عند البلغاء، هو التناسب، وهو عبارة عن إخراج الكلام مخرج التعليم بحكم أو أدب، لم يرد المتكلم ذكره، وإنما قصد ذكر حكم داخل في عموم المذكور الذي صرّح بتعليمه؛ وأوضح من هذا أن يقال: إنه جواب عام، عن نوع من أنواع جنس تدعو الحاجة إلى بيانها كلها، فيعدل المجيب عن الجواب الخاص عما سئل عنه من تبيين ذلك النوع، إلى جواب عام يتضمن الإبانة على الحكم المسئول عنه وعن غيره مما تدعو الحاجة إلى بيانه.

فإن قوله «ما كانَ مُحَمَّدٌ» جواب عن سؤال مقدر، وهو قول قائل: أليس محمدا أبا زيد بن حارثة؟ فأتى الجواب يقول: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم، وكان مقتضى الجواب أن يقول: ما كان محمد أبا زيد، وكان يكفي أن يقول ذلك، ولكنه عدل عنه ترشيحا للإخبار بأن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، ولا يتم هذا الترشيح إلا بنفي أبوته لأحد من الرجال، فإنه لا يكون خاتم النبيين إلا بشرط أن لا يكون له ولد قد بلغ، فلا يرد أن له الطاهر والطيب والقاسم، لأنهم لم يبلغوا مبلغ الرجال. ثم احتاط لذلك بقوله:{مِنْ رِجالِكُمْ} ،فأضاف الرجال إليهم لا إليه، فالتف المعنى الخاص في المعنى العام، وأفاد نفي الأبوة الكلية لأحد من رجالهم، وانطوى في ذلك نفي الأبوة لزيد. ثم إن هناك تلفيفا آخر، وهو قوله «وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ» فعدل عن لفظ نبي إلى لفظ رسول، لزيادة المدح، لأن كل رسول نبي ولا عكس، على أحد القولين، فهذا تلفيف بعد تلفيف.

‌الفوائد

- بعض أحكام لكن:

من المعلوم أن (لكن) المخففة هي حرف استدراك، وأحيانا تأتي عاطفة، وقد اختلف النحاة في نحو:(ما قام زيد ولكن عمرو) على أربعة أقوال:

1 -

ما قاله يونس: إن لكن غير عاطفة، والواو عاطفة مفردا على مفرد.

2 -

ما قاله ابن مالك: إن (لكن) غير عاطفة، والواو عاطفة لجملة حذف بعضها على جملة صرح بجميعها. قال: فالتقدير في نحو: (ما قام زيد ولكن عمرو) ولكن قام

ص: 169

عمرو. وفي {(وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ)} ولكن كان رسول الله. وعلة ذلك، أن الواو لا تعطف مفردا على مفرد مخالف له في الإيجاب والسلب، بخلاف الجملتين المتعاطفتين، فيجوز تخالفهما فيه، نحو: قام زيد ولم يقم عمرو.

3 -

قال ابن عصفور: إن (لكن) عاطفة، والواو زائدة لازمة.

4 -

قال ابن كيسان: إن (لكن) عاطفة، والواو زائدة غير لازمة.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اُذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً (44)}

‌الإعراب:

(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب (ذكرا) مفعول مطلق منصوب.

جملة: «يأيّها الذين

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «اذكروا

» لا محلّ لها جواب النداء.

(42)

(بكرة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (سبّحوه) ..

وجملة: «سبّحوه

» لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكروا.

(43)

(عليكم) متعلّق ب (يصلّي)، (ملائكته) معطوفة على الضمير المستتر فاعل يصلّي مرفوع، ولم يؤكّد بالمنفصل لوجود الفاصل (عليكم)، (اللام) للتعليل (يخرجكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من الظلمات) متعلّق ب (يخرجكم)،وكذلك (إلى النور).

ص: 170

والمصدر المؤوّل (أن يخرجكم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يصلّي).

(بالمؤمنين) متعلّق بخبر كان (رحيما).

وجملة: «هو الذي

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ-أو تعليليّة-.

وجملة: «يصلّي

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «يخرجكم

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.

وجملة: «كان

رحيما» لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلّي.

(44)

(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بتحيّتهم (سلام) مبتدأ ثان خبره محذوف تقديره عليكم

(1)

، (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (أعدّ) ..

وجملة: «تحيّتهم

سلام (عليكم)» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «سلام (عليكم)» في محلّ رفع خبر المبتدأ (تحيّتهم).

وجملة: «أعد

» لا محلّ لها معطوفة على جملة تحيّتهم ..

‌البلاغة

1 -

التخصيص: في قوله تعالى «بُكْرَةً وَأَصِيلاً» .

تخصيصهما بالذكر ليس لقصر التسبيح عليهما دون سائر الأوقات، بل لإبانة فضلهما على سائر الأوقات، لكونهما تحضرهما ملائكة الليل والنهار، وتلتقي فيهما؛ كإفراد التسبيح من بين الأذكار، مع اندراجه فيها، لكونه العمدة بينها.

2 -

الاستعارة: في قوله تعالى «هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ» ..

(1)

أو هو خبر المبتدأ تحيّتهم

ص: 171

لما كان من شأن المصلي أن ينعطف في ركوعه وسجوده، أستعير لمن ينعطف على غيره حنوّا عليه وترؤفا. كعائد المريض في انعطافه عليه، والمرأة في حنوّها على ولدها، ثم كثر حتى استعمل في الرحمة والترؤف. ومنه قولهم: صلى الله عليك، أي ترحم عليك وترأف.

{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (45) وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلاً كَبِيراً (47) وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (48)}

‌الإعراب:

(يأيّها النبيّ) مثل يأيّها الذين

(1)

، (شاهدا) حال منصوبة من ضمير الخطاب (إلى الله) متعلّق ب (داعيا)(بإذنه) حال من الضمير في (داعيا)، (سراجا) معطوف على (شاهدا)،فهو حال في المعنى

(2)

، (لهم) متعلّق بخبر أنّ (من الله) متعلّق بحال من (فضلا) اسم أنّ (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تطع) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (على الله) متعلّق ب (توكّل)، (كفى بالله وكيلا) مثل كفى بالله حسيبا

(3)

.

والمصدر المؤوّل (أنّ لهم

فضلا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (بشّر).

جملة النداء

لا محلّ لها استئنافيّة.

(1)

في الآية (41) من هذه السورة.

(2)

وقد جاز أن يكون كذلك وهو جامد لأنه قد وصف.

(3)

في الآية (39) من هذه السورة.

ص: 172

وجملة: «إنّا أرسلناك

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «أرسلناك

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «بشّر

» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:

راقب الناس وبشّر

،والاستئناف في حيّز النداء.

وجملة: «لا تطع

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر.

وجملة: «دع أذاهم

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر.

وجملة: «توكّل

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر.

وجملة: «كفى بالله وكيلا» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(دع)،فيه إعلال بالحذف لمناسبة الأمر فهو مثال واوي وزنه عل بفتح فسكون.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (49)}

‌الإعراب:

(يأيها الذين آمنوا) مرّ إعرابها

(1)

، (من قبل) متعلّق ب (طلّقتموهنّ)،والواو فيه زائدة لإشباع حركة الميم (أن) حرف مصدريّ ونصب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية مهملة (لكم) متعلّق بمحذوف خبر للمبتدأ عدّة وهو مجرور لفظا مرفوع محلاّ (عليهنّ) متعلّق

(1)

في الآية (41) من هذه السورة.

ص: 173

بالاستقرار الذي هو خبر

(1)

..

والمصدر المؤوّل (أن تمسّوهنّ) في محلّ جرّ مضاف إليه.

(الفاء) الثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (سراحا) مفعول مطلق منصوب.

جملة النداء

لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «نكحتم

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «طلّقتموهنّ» في محلّ جرّ معطوف على جملة نكحتم.

وجملة: «تمسّوهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «ما لكم

من عدّة» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «تعتدّونها

» في محلّ جرّ-أو رفع-نعت لعدّة.

وجملة: «متّعوهنّ

» جواب شرط مقدّر أي: إن لم تفرضوا لهنّ صداقا فمتّعوهنّ.

وجملة: «سرّحوهنّ» معطوفة على جملة متّعوهنّ.

‌البلاغة

1 -

المجاز المرسل: في قوله تعالى «إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ» :

تسمية العقد نكاحا مجاز مرسل، علاقته الملابسة، من حيث أنه طريق إليه، ونظيره تسميتهم الخمر إثما، لأنها سبب في اقتراف الإثم.

2 -

الكناية: في قوله تعالى «تَمَسُّوهُنَّ» .

(1)

أو متعلّق بحال من عدة.

ص: 174

من آداب القرآن: الكناية عن الوطء بلفظ: الملامسة، والمماسة، والقربان، والتغشي، والإتيان.

‌الفوائد

- لا طلاق ولا عدة قبل النكاح:

في الآية دليل على أن الطلاق قبل النكاح غير واقع، لأن الله تعالى رتب الطلاق على النكاح، حتى لو قال لامرأة أجنبية: إذا نكحتك فأنت طالق. وهذا قول علي وابن عباس وسعيد بن المسيب وطاووس ومجاهد والشعبي وقتادة وأكثر أهل العلم. وذهب الشافعي وروى عن ابن مسعود، أنه يقع الطلاق وهو قول إبراهيم النخعي وأصحاب الرأي. والقول الأول هو الأرجح، لقول ابن عباس: جعل الله الطلاق بعد النكاح.

ومن جهة أخرى، فقد أجمع العلماء، أنه إذا كان الطلاق قبل المسيس والخلوة فلا عدة. وذهب أحمد إلى أن الخلوة توجب العدة والصداق.

{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللاّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمّا أَفاءَ اللهُ عَلَيْكَ وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللاّتِي هاجَرْنَ مَعَكَ وَاِمْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (50)}

‌الإعراب:

(يأيّها النبيّ) مثل يأيّها الذين

(1)

، (لك) متعلّق ب (أحللنا)، (اللاتي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لأزواجك (الواو)

(1)

في الآية (41) من هذه السورة.

ص: 175

عاطفة في كلّ المواضع (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على أزواجك (ممّا) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي: ما ملكتها يمينك (عليك) متعلّق ب (أفاء)،وألفاظ (بنات) الأربعة معطوفة على أزواجك منصوبة وعلامة النصب الكسرة فهو ملحق بجمع المؤنّث السالم (اللاتي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لبنات (معك) ظرف منصوب متعلّق ب (هاجرن)(امرأة) معطوفة على أزواجك منصوبة (وهبت) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (للنبيّ) متعلّق ب (وهبت)، (أراد) مثل وهبت (أن) حرف مصدريّ ونصب (خالصة) حال منصوبة

(1)

(لك) متعلّق بخالصة (من دون) متعلّق بحال من الضمير في خالصة

والمصدر المؤوّل (أن يستنكحها) في محلّ نصب مفعول به عامله أراد

(ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (عليهم) متعلّق ب (فرضنا)، (في أزواجهم) متعلّق ب (فرضنا)(ما) الثاني موصول في محلّ جرّ معطوف على أزواجهم بالواو (اللام) حرف جرّ (كي) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (عليك) متعلّق بخبر يكون.

والمصدر المؤوّل (كي لا يكون

) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أحللنا)

(2)

.

جملة النداء

لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّا أحللنا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «أحللنا

» في محلّ رفع خبر إنّ.

(1)

يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر أي وهبت نفسها هبة خالصة.

(2)

أو متعلّق بخالصة لما فيه من معنى الإحلال وحصوله له ..

ص: 176

وجملة: «آتيت

» لا محلّ لها صلة الموصول (اللاتي).

وجملة: «ملكت يمينك» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «أفاء الله

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.

وجملة: «هاجرن

» لا محلّ لها صلة الموصول (اللاتي).

وجملة: «وهبت

» في محلّ نصب نعت ثان لامرأة

(1)

.. وجواب الشرط محذوف أي: فهي حلّ له.

وجملة: «أراد النبيّ

» لا محلّ لها اعتراضيّة

وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الجواب السابق.

وجملة: «يستنكحها

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).

وجملة: «علمنا

» لا محلّ لها اعتراضيّة.

وجملة: «فرضنا

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.

وجملة: «ملكت أيمانهم

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع.

وجملة: «يكون عليك حرج

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي).

وجملة: «كان الله غفورا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌البلاغة

الالتفات: في قوله تعالى «نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها» .

حيث عدل عن الخطاب إلى الغيبة، للإيذان بأنه مما خص به وأوثر، ومجيئه على لفظ النبي للدلالة على أن الاختصاص تكرمة له لأجل النبوّة، وتكريره تفخيم له وتقرير لاستحقاقه الكرامة لنبوته.

(1)

يجوز أن تكون حالا من (امرأة) لأنها وصفت.

ص: 177

‌الفوائد

- زواج الهبة:

أفادت هذه الآية أن الله عز وجل قد أحل للنبي صلى الله عليه وسلم امرأة مؤمنة، وهبت نفسها له بغير صداق؛ أما غير المؤمنة، فلا تحل له في ذلك؛ أما غير النبي صلى الله عليه وسلم،من سائر المسلمين، فلا ينعقد نكاحه بلفظ الهبة، بل لا بد من لفظ الإنكاح أو التزويج.

وهذا قول أكثر العلماء ومنهم مالك والشافعي. وقال ابن عباس ومجاهد: لم يكن عند النبي صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له، ولم يكن عنده امرأة إلا بعقد النكاح أو بملك يمين، والآية على سبيل الفرض والتقدير. وقال آخرون: بل كانت عنده امرأة وهبت نفسها له، فقال الشعبي: هي زينب بنت خزيمة. وقال قتادة: هي ميمونة بنت الحرث. وقال علي بن الحسين والضحاك ومقاتل هي: أم شريك بنت جابر.

وقال عروة بن الزبير: هي: خولة بنت حكيم.

{تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ وَمَنِ اِبْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَلِيماً (51)}

‌الإعراب:

(من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (منهنّ) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي من تشاء إرجاءه منهن (إليك) متعلّق ب (تؤوي)، (الواو) عاطفة (من) الثالث في محلّ نصب معطوفة على الموصول من تشاء

(1)

، (ممّن) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي: من ابتغيتها ممّن عزلت (الفاء) استئنافيّة (لا) نافية للجنس (عليك) متعلّق

(1)

يجوز أن يكون اسم شرط مبتدأ .. خبره جملة ابتغيت، أو مفعول به مقدّم عامله ابتغيت، والفاء رابطة.

ص: 178

بخبر لا (ذلك) مبتدأ، والإشارة إلى التخيير، والخبر أدنى (أن) حرف مصدريّ ونصب ..

والمصدر المؤوّل (أن تقرّ .. ) في محلّ جرّ ب (إلى) مقدرا متعلّق بأدنى أي: إلى أن تقرّ أعينهنّ.

(الواو) عاطفة (لا) نافية (يحزنّ) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب معطوف على (تقرّ)،ومثله (يرضين). (بما) متعلّق ب (يرضين)، (كلّهنّ) تأكيد للفاعل في (يرضين)، (الواو) استئنافيّة (في قلوبكم) متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) مثل الأخيرة.

جملة: «ترجي

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تشاء

» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.

وجملة: «تؤوي

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ترجي.

وجملة: «تشاء (الثانية)

» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.

وجملة: «ابتغيت

» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث.

وجملة: «عزلت

» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الرابع.

وجملة: «لا جناح عليك» لا محلّ لها استئنافيّة

(1)

.

وجملة: «ذلك أدنى

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «تقرّ أعينهنّ

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).

وجملة: «لا يحزنّ

» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول

(1)

أو هي جواب الشرط إذا جعل (من) اسم شرط .. ويجوز أن تكون خبرا إذا جعل (من) اسم موصول مبتدأ. والفاء زائدة لمشابهة الموصول للشرط.

ص: 179

الحرفيّ.

وجملة: «يرضين

» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي.

وجملة: «آتيتهنّ

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «الله يعلم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يعلم

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله).

وجملة: «كان الله عليما

» لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.

‌الصرف:

(ترجي)،مخفّف من ترجئ بمعنى تؤخّر.

{لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاّ ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً (52)}

‌الإعراب:

(لا) نافية (لك) متعلّق ب (يحلّ)، (بعد) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يحلّ)(الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (تبدّل) أي تتبدّل، مضارع منصوب (بهنّ) متعلّق ب (تبدّل)، (أزواج) مجرور لفظا منصوب محلاّ مفعول به.

والمصدر المؤوّل (أن تبدّل) في محلّ رفع معطوف على النساء، فاعل يحلّ.

(الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (إلاّ) للاستثناء (ما) اسم

ص: 180

موصول في محلّ رفع بدل من النساء

(1)

.

جملة: «لا يحلّ لك النساء

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تبدّل

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «أعجبك حسنهن» في محلّ نصب حال من فاعل تبدّل ..

وجواب لو محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لو أعجبك حسن النساء لا يحلّ لك التبديل.

وجملة: «ملكت يمينك

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «كان الله

رقيبا» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(تبدّل)،حذف منه احدى التاءين تخفيفا، أصله تتبدّل.

‌الفوائد

- تحريم النساء على رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أفادت الآية تحريم زواج النساء على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نسائه التسع، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خيرهن فاخترن الله ورسوله، شكر الله لهن ذلك، وحرم عليه النساء سواهن، ونهاه عن تطليقهن وعن الاستبدال بهن، ونذكر أزواجه التسع اللواتي توفي عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم للفائدة وهن: عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وسودة بنت زمعة، وأم سلمة بنت أبي أمية، وصفية بنت حييّ بن أخطب، وميمونة بنت الحارث، وزينب بنت جحش، وجويرية بنت الحارث. رضي الله عنهن.

(1)

أو في محلّ نصب على الاستثناء من النساء .. وأجاز أبو البقاء أن يكون مستثنى من أزواج.

ص: 181

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (54) لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ وَلا أَبْنائِهِنَّ وَلا إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ أَخَواتِهِنَّ وَلا نِسائِهِنَّ وَلا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ وَاِتَّقِينَ اللهَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (55)}

‌الإعراب:

(يأيها الذين آمنوا) مرّ إعرابها

(1)

،، (لا) ناهية جازمة (إلاّ) للاستثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب (لكم) نائب الفاعل للمبني للمجهول (إلى طعام) متعلّق ب (يؤذن)، (غير) حال من الضمير في (لكم) ..

والمصدر المؤوّل (أن يؤذن) لكم

في محلّ نصب مستثنى من عموم الأحوال.

(إناه) مفعول به لاسم الفاعل ناظرين، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (الفاء) رابطة

(1)

في الآية (41) من هذه السورة.

ص: 182

لجواب الشرط والثالثة كذلك، والثانية عاطفة (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (مستأنسين) معطوف على (غير ناظرين) مقدّرا، منصوب (لحديث) متعلّق بمستأنسين (منكم) متعلّق ب (يستحيي)(الواو) اعتراضيّة

(1)

، (لا) نافية (من الحقّ) متعلّق ب (يستحيي)،والواو في (سألتموهنّ) هي زائدة إشباع حركة الميم (متاعا) مفعول به ثان منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط، ومفعول (اسألوهنّ) الثاني محذوف (من وراء) متعلّق ب (اسألوهنّ)، (لقلوبكم) متعلّق ب (أطهر)، (الواو) عاطفة (ما) نافية (لكم) متعلّق بمحذوف خبر كان (أن) حرف مصدريّ ونصب (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (أن تنكحوا) مثل أن تؤذوا (من بعده) متعلّق ب (تنكحوا)(أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تنكحوا) المنفي

(عند) ظرف منصوب متعلّق ب (عظيما) خبر كان.

والمصدر المؤوّل (أن تؤذوا

) في محلّ رفع اسم كان.

والمصدر المؤوّل (أن تنكحوا

) في محلّ رفع معطوف على المصدر المؤوّل أن تؤذوا.

جملة النداء

لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «لا تدخلوا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «يؤذن لكم

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «دعيتم

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «ادخلوا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «طعمتم

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

(1)

أو حاليّة والجملة بعدها حال.

ص: 183

وجملة: «انتشروا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «إنّ ذلكم

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «كان يؤذي

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «يؤذي النبي» في محلّ نصب خبر كان.

وجملة: «يستحيي منكم» في محلّ نصب معطوفة على جملة يؤذي.

وجملة: «الله لا يستحيّي من .. » لا محلّ لها اعتراضيّة.

وجملة: «لا يستحيي من الحقّ» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله).

وجملة: «سألتموهنّ

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «اسألوهنّ

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «ذلكم أطهر

» لا محلّ لها تعليليّة-أو استئناف بيانيّ-.

وجملة: «ما كان لكم

» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

وجملة: «تؤذوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «تنكحوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني.

وجملة: «إنّ ذلكم كان

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «كان

عظيما» في محلّ رفع خبر إنّ.

(54)

(الفاء) رابطة لجواب الشرط (بكلّ) متعلّق ب (عليما).

وجملة: «تبدوا

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «تخفوه

» لا محلّ لها معطوفة على جملة تبدوا.

وجملة: «إنّ الله كان

» في محلّ جزم جواب الشرط

أو هي تعليل للجواب المقدّر أي: إن تبدوا شيئا .. فسيحاسبكم عليه لأنه بكلّ

ص: 184

شيء عليم.

وجملة: «كان

عليما» في محلّ رفع خبر إنّ.

(55)

(لا) نافية للجنس (عليهنّ) متعلّق بمحذوف خبر لا (في آبائهن) متعلق بالخبر المحذوف بحذف مضاف أي في رؤية آبائهنّ

(1)

، (الواو) عاطفة في المواضع الستة (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الستة

والأسماء بعد ذلك معطوفة على آبائهنّ مجرورة مثله (الواو) عاطفة-أو استئنافيّة- (إنّ الله

شهدا) مثل إنّ الله

عليما.

وجملة: «لا جناح عليهنّ» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ملكت أيمانهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «اتّقين

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة-أو استئنافيّة-.

وجملة: «إنّ الله

شهيدا» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «كان

شهيدا» في محلّ خبر إنّ.

‌الصرف:

(إناه):مصدر سماعي لفعل أنى يأني بمعنى نضج، وزنه فعل بكسر ففتح، وفيه إعلال بالقلب أصله إنيه بكسر ثمّ فتح فسكون، سبق الياء فتح فقلبت ألفا فقيل إناه.

(مستأنسين)،جمع مستأنس، اسم فاعل من (استأنس) السداسيّ، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.

(1)

وفي الكلام التفات من الخطاب الى الغيبة

ثمّ عودة إلى الخطاب بقوله: واتّقين الله

ص: 185

‌الفوائد

آداب وأحكام:

اشتملت هذه الآية على جملة من الآداب الاجتماعية وبعض الأحكام الفقهية، نوجزها فيما يلي:

1 -

عدم دخول البيت قبل الإذن، ومن الأفضل أن يكون دخول البيت في غير وقت الطعام، وإذا دعي المرء إلى وليمة من الأفضل أن يستأذن وينصرف عقب الطعام، لأن أهل البيت قد تتعطل بعض أعمالهم. وفي قوله تعالى {وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} أدب أدّب به الثقلاء. وقيل:(بحسبك من الثقلاء أن الله لم يسكت عنهم).

2 -

حرم النظر إلى نساء النبي صلى الله عليه وسلم وأمرهن بالحجاب ومخاطبتهن من وراء حجاب، وبعد هذه الآية لم يجز أن ينظر أحد إلى نساء النبي صلى الله عليه وسلم

عن أنس وابن عمر، أن عمر رضي الله عنه قال: وافقت ربي في ثلاث: قلت يا رسول الله، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزل {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى}؛وقلت: يا رسول الله، يدخل على نسائك البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب؛ واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة فقلت:{عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ} فنزلت كذلك.

3 -

حرمة الزواج من نساء النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته، ونزلت الآية في رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأنكحن عائشة. فأخبر الله أن ذلك محرم، وذلك من إعلام تعظيم الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وإيجاب حرمته حيّا وميتا.

{إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56)}

ص: 186

‌الإعراب:

(على النبيّ) متعلّق ب (يصلّون)، (يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها

(1)

، (عليه) ب (صلّوا)، (تسليما) مفعول مطلق منصوب.

وجملة: «إنّ الله

يصلّون» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يصلّون على النبيّ

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «يأيّها الذين

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «آمنوا .... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «صلّوا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «سلّموا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلّوا ..

‌الصرف:

(صلّوا):فيه إعلال بالحذف حذفت الياء لام الكلمة- المضارع يصلّي-لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة.

‌الفوائد

- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:

اتفق العلماء على وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم،ثم اختلفوا، فقيل: تجب في العمر مرة، وهو القول المعتمد، وقول الأكثرين. وقيل: تجب في كل صلاة، في التشهد الأخير، وهو مذهب الشافعي. وقيل: تجب كلما ذكر. لكن المعتمد أنها مستحبة عند ذكره صلى الله عليه وسلم.والمقدار الواجب (اللهم صل على محمد) وما زاد سنة. أما الأكمل فهو ما

رواه عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج علينا فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم

(1)

في الآية (41) من هذه السورة.

ص: 187

وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد.

عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البخيل الذي إذا ذكرت عنده فلم يصل علي أخرجه الترمذي- وقال حديث حسن غريب صحيح.

{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اِكْتَسَبُوا فَقَدِ اِحْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (58)}

‌الإعراب:

(في الدنيا) متعلّق ب (لعنهم)، (لهم) متعلّق ب (أعدّ).

جملة: «إنّ الذين يؤذون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يؤذون

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «لعنهم الله

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «أعد .... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لعنهم الله.

(58)

(الواو) عاطفة (الذين) الثاني في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة احتملوا (بغير) متعلّق بحال من المؤمنين والمؤمنّات (ما) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، والعائد محذوف أي اكتسبوه (الفاء) زائدة لمشابهة الموصول للشرط ..

وجملة: «الذين يؤذون

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «يؤذون (الثانية)» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

وجملة: «اكتسبوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «احتملوا

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).

ص: 188

{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (59)}

‌الإعراب:

(لأزواجك) متعلّق ب (قل)، (يدنين) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ رفع

(1)

،و (النون) فاعل (عليهنّ) متعلّق ب (يدنين)، (من جلابيبهنّ) متعلّق ب (يدنين)،ومن تبعيضيّة (أن) حرف مصدريّ ونصب (يعرفن) مضارع مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون في محلّ نصب .. و (النون) نائب الفاعل (الفاء) عاطفة (لا) نافية (يؤذين) مثل يعرفن، معطوف عليه ..

والمصدر المؤوّل (أن يعرفن .. ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بأدنى أي: إلى أن يعرفن.

جملة النداء .. لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «قل .... » لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «يدنين

» في محلّ نصب مقول القول

(2)

.

وجملة: «ذلك أدنى .... » لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «يعرفن

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «لا يؤذين

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يعرفن.

وجملة: «كان الله غفورا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

(1)

أو في محلّ جزم جواب الطلب قل على حدّ قوله تعالى: قل لعبادي يقيموا الصلاة

ومقول القول حينئذ محذوف أي: أدنين عليكنّ من جلابيبكنّ يدنين ..

(2)

أو لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.

ص: 189

‌الصرف:

(جلابيبهنّ)،جمع جلباب، اسم جامد للملاءة التي تشتمل بها المرأة، وزنه فعلال.

‌فوائد

- ستر المرأة وصيانتها:

قال المبرّد: الجلباب ما يستر الكل، مثل الملحفة؛ ومعنى (يدنين عليهن من جلابيبهن) يرخينها عليهن، ويغطين بها وجوههن وأعطافهن. و (من) للتبعيض، أي ترخي بعض جلبابها وفضله على وجهها، تتقنع حتى تتميز من الأمة. أو المراد أن يتجلببن ببعض الجلابيب، وألا تكون في درع وخمار، لتخالف بزيها الأمة، كي لا يتعرض لها الفسّاق بسوء. وأمرت الحرائر بلبس الملاحف، وستر الرؤوس والوجوه، حتى لا يطمع فيهن طامع، وذلك قوله تعالى {ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ}

{لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلاّ قَلِيلاً (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً (61) سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً (62)}

‌الإعراب:

(اللام) موّطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (ينته) مضارع مجزوم فعل الشرط لأن (لم) للنفي فقط (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مرض)، (في المدينة) متعلّق بحال من الضمير في (المرجفون)

(1)

، (اللام) لام القسم (نغرينّك) مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع (بهم) متعلّق ب (نغرينّك)، (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (يجاورونك)، (إلاّ) للحصر (قليلا)

(1)

أو متعلّق ب (المرجفون).

ص: 190

مفعول فيه نائب عن ظرف الزمان الموصوف متعلّق ب (يجاورونك)

(1)

.

جملة: «لم ينته المنافقون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «في قلوبهم مرض

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «نغرينّك

» لا محلّ لها جواب القسم .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.

وجملة: «لا يجاورونك

» لا محلّ لها معطوفة على جملة لنغرينّك.

(61)

(ملعونين) حال من فاعل يجاورونك منصوبة (أينما) اسم شرط جازم في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بالجواب

(2)

(الواو) في (ثقفوا) نائب الفاعل، وكذلك الواو في (أخذوا، قتلوا)، (تقتيلا) مفعول مطلق منصوب.

وجملة: «ثقفوا

» لا محلّ لها استئنافيّة

(3)

.

وجملة: «أخذوا .... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

وجملة: «قتّلوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذوا

(62)

(سنّة) مفعول مطلق لفعل محذوف أي سنّ الله ذلك سنّة (في الذين) متعلّق بسنّة (قبل) اسم ظرفيّ في محلّ جرّ بمن متعلّق ب (خلوا)، (لسنّة) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله تجد.

(1)

يجوز-على بعد-أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر فهو صفته.

(2)

يجوز أن يكون الظرف مجرّدا من الشرط، فهو متعلّق بملعونين.

(3)

أو في محلّ جرّ بالإضافة إذا تجرّد (أينما) من الشرط .. وجملة أخذوا حينئذ استئنافيّة.

ص: 191

وجملة: «(سنّ) سنة

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «خلوا .. » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «لن تجد

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف الأخيرة.

‌الصرف:

(60)

المرجفون: جمع المرجف، اسم فاعل من (أرجف) أي نقل الأخبار الكاذبة، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.

(61)

تقتيلا: مصدر قياسيّ للرباعيّ (قتّل)،وزنه تفعيل، من الماضي بزيادة التاء في أوله وحذف التضعيف وإضافة ياء قبل الآخر.

‌فوائد

- رأي واعتراض:

أعرب بعضهم كلمة (ملعونين) في قوله تعالى {مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا} بأنها حال من معمول ثقفوا أو أخذوا. ويرده أن الشرط له الصدر. والصواب أنه منصوب على الذم، وأما قول أبي البقاء: إنه حال من فاعل (يجاورونك) فمردود، لأن الصحيح أنه لا يستثني بأداة واحدة دون عطف شيئان. هذا ما أورده ابن هشام في المغني.

{يَسْئَلُكَ النّاسُ عَنِ السّاعَةِ قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً (63)}

‌الإعراب:

(عن الساعة) متعلّق ب (يسألك)، (إنّما) كافّة ومكفوفة (عند) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (علمها)(الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبتدأ خبره جملة يدريك (قريبا) خبر تكون وهو عوض من موصوف أي شيئا قريبا ..

جملة: «يسألك الناس

» لا محلّ لها استئنافيّة.

ص: 192

وجملة: «قل

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «إنّما علمها عند الله

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «ما يدريك

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «لعلّ الساعة

» في محلّ نصب مفعول به ثان عامله يدريك

(1)

.

وجملة: «تكون

» في محلّ رفع خبر لعلّ.

{إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً (64) خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا (66) وَقالُوا رَبَّنا إِنّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا (67) رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَاِلْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (68)}

‌الإعراب:

(لهم) متعلّق ب (أعدّ) ..

جملة: «إنّ الله لعن

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لعن

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «أعدّ

» في محلّ رفع معطوفة على جملة لعن.

(65)

(خالدين) حال من الضمير في (لهم) منصوبة (فيها) متعلّق بخالدين (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق بخالدين (لا) نافية (الواو) عاطفة (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي ..

وجملة: «لا يجدون

» في محلّ نصب حال ثانية من الضمير في (لهم).

(1)

أو هي استئنافيّة، لا محلّ لها، ومفعول يدريك الثاني مقدّر أي: أمرها.

ص: 193

(66)

(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يقولون) الآتي

(1)

، (وجوههم) نائب الفاعل مرفوع (في النار) متعلّق ب (تقلّب)

(2)

، (يا) حرف تنبيه، والألف في (الرسولا) زائدة للفاصلة.

وجملة: «تقلّب

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «يقولون

» في محلّ نصب حال من فاعل يجدون

(3)

.

وجملة: «ليتنا أطعنا

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أطعنا الله

» في محلّ رفع خبر ليتنا.

وجملة: «أطعنا الرسولا .. » في محلّ رفع معطوفة على جملة أطعنا الله.

(67)

(الواو) عاطفة (ربّنا) منادى مضاف منصوب (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (السبيلا) مفعول به ثان منصوب والألف فيه زائدة للفاصلة

وجملة: «قالوا

» معطوفة على جملة يقولون تأخذ إعرابها.

وجملة النداء وجوابه

في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «إنّا أطعنا .... » لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «أطعنا

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «أضلّونا

» في محلّ رفع معطوفة على جملة أطعنا ..

(68)

(ضعفين) مفعول به ثان منصوب عامله آتهم (من العذاب) متعلّق بنعت لضعفين (لعنا) مفعول مطلق منصوب.

وجملة النداء الثانية .. لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

وجملة: «آتهم

» لا محلّ لها جواب النداء.

(1)

يجوز أن يتعلّق ب (يجدون)،أو ب (نصيرا).

(2)

يجوز تعليقه بحال من الضمير في وجوههم.

(3)

أو هي حال من الضمير في (وجوههم) إذا علّق الظرف (يوم) ب (يجدون) أو ب (نصيرا) .. هذا ويجوز قطعها على الاستئناف.

ص: 194

وجملة: «العنهم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتهم.

‌الصرف:

(لعنا)،مصدر سماعيّ للثلاثي لعن باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون.

‌البلاغة

التخصيص: في قوله تعالى «يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ» .

تخصيص الوجوه بالذكر، لما أنها أكرم الأعضاء، ففيه مزيد تفظيع للأمر وتهويل للخطب، ويجوز أن تكون عبارة عن كل الجسد.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً (69)}

‌الإعراب:

(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب (لا) ناهية جازمة (كالذين) متعلّق بمحذوف خبر تكونوا (آذوا) مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (الفاء) عاطفة (ممّا) متعلّق ب (برّأه)، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (وجيها).

جملة: «يأيّها الذين

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «آمنوا .... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «لا تكونوا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «آذوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

وجملة: «برّأه الله

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «قالوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «كان عند الله وجيها .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

ص: 195

‌الصرف:

(وجيها)،صفة مشبّهة من الثلاثيّ وجه باب كرم أي صار ذا جاه، وزنه فعيل.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً (71)}

‌الإعراب:

(أيّها) مرّ إعرابها

(1)

، (قولا) مفعول به منصوب

(2)

.

جملة النداء

لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «آمنوا .... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «اتّقوا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «قولوا .... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

(71)

(يصلح) مضارع مجزوم جواب الطلب (لكم) متعلّق ب (يصلح)، والثاني متعلّق ب (يغفر)، (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة يطع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (فوزا) مفعول مطلق منصوب.

وجملة: «يصلح

» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.

وجملة: «يغفر

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلح.

وجملة: «من يطع

» لا محلّ لها استئنافيّة.

(1)

في الآية السابقة (69).

(2)

أو مفعول مطلق منصوب.

ص: 196

وجملة: «قد فاز

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «يطع

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).

{إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72) لِيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (73)}

‌الإعراب:

(على السموات) متعلّق ب (عرضنا)، (الفاء) عاطفة (أن) حرف مصدريّ ونصب (يحملنها) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب .. و (ها) مفعول به (منها) متعلّق ب (أشفقن) ..

والمصدر المؤوّل (أن يحملنها .. ) في محلّ نصب مفعول به عامله أبين.

وجملة: «إنّا عرضنا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «عرضنا .. » في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «أبين

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «يحملنها

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «أشفقن

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أبين ..

وجملة: «حملها الإنسان» لا محلّ لها معطوفة على جملة أبين.

وجملة: «إنّه كان

» لا محلّ لها اعتراضيّة للتعليل.

وجملة: «كان ظلوما

» في محلّ رفع خبر إنّ.

(73)

(اللام) للتعليل (يعذّب) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام ..

ص: 197

والمصدر المؤوّل (أن يعذب) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (حملها) .. أو ب (عرضنا).

عاطفة (يتوب) مضارع منصوب معطوف على (يعذّب)، (على المؤمنين) متعلّق ب (يتوب)، (الواو) للاستئناف.

وجملة: «يعذّب الله

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «يتوب الله

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّب الله.

وجملة: «كان الله

» لا محلّ لها استئنافيّة مبيّنة لما سبق.

‌البلاغة

التمثيل: في قوله تعالى «إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها» لما بين عظم شأن طاعة الله ورسوله، ببيان عظم شأن ما يوجبها من التكاليف الشرعية، وصعوبة أمرها بطريق التمثيل، من الإيذان بأن ما صدر عنهم من الطاعة وتركها، صدر عنهم بعد القبول والالتزام. وعبر عنها بالأمانة.

‌الفوائد

- الأمانة:

قال ابن عباس: أراد الله بالأمانة الطاعة والفرائض التي عرضها الله على عباده. عرضها على السموات والأرض والجبال، على أنهم إذا أدوها أثابهم، وإن ضيعوها عذبهم. وقال ابن مسعود: الأمانة أداء الصلوات، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، وصدق الحديث، وقضاء الدين، والعدل في المكيال والميزان، وأشد من هذا كله الودائع، وقيل: جميع ما أمروا به ونهوا عنه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك.

ص: 198

‌سورة سبأ

آياتها 54 آية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

{الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2)}

‌الإعراب:

(لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (الذي) في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما)، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (ما في الأرض) مثل ما في السموات معطوف عليه (له الحمد) مثل له ما في السموات (في الآخرة) متعلّق بالحمد (الخبير) خبر ثان مرفوع ..

وجملة: «له ما في السموات

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «له الحمد

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

ص: 199

وجملة: «هو الحكيم .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

(2)

(ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به عامله يعلم (في الأرض) متعلّق ب (يلج)، (ما) الثاني معطوف على ما الأول (منها) متعلّق ب (يخرج)، (ما) الثالث معطوف على (ما) الأول (من السماء) متعلّق ب (ينزل)، (ما) الرابع معطوف على (ما) الأول (فيها) متعلّق ب (يعرج).

وجملة: «يعلم .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يلج

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.

وجملة: «يخرج

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع.

وجملة: «ينزل

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الخامس.

وجملة: «يعرج

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) السادس.

وجملة: «هو الرحيم .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلم

(1)

.

{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (3) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لا) نافية (بلى) حرف جواب لإثبات المنفيّ (الواو) واو القسم (ربّي) مجرور ب (الواو) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (اللام) لام القسم (تأتينّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع

و (النون) نون التوكيد و (كم) ضمير مفعول به (عالم) نعت

(1)

أو في محلّ نصب حال من فاعل يعلم.

ص: 200

ل (ربّي) مجرور (لا) نافية (عنه) متعلّق ب (يعزب)، (في السموات) متعلّق بنعت ل (ذرة)(الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (في الأرض) مثل في السموات معطوف عليه (الواو) عاطفة (لا) مثل الأخيرة (أصغر) معطوف على مثقال مرفوع

(1)

،وكذلك (لا أكبر)، (إلاّ) للحصر (في كتاب) متعلّق بحال من مثقال أو أصغر أو أكبر.

جملة: «قال الذين كفروا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «كفروا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «لا تأتينا الساعة

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «قل

» لا محلّ لها استئناف بياني.

وجملة: «(أقسم) بربيّ

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «تأتينّكم .. » لا محلّ لها جواب القسم.

وجملة: «لا يعزب عنه مثقال .. » حالّ مؤكّدة للضمير في عالم

(2)

.

(4)

(اللام) لام التعليل (يجزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام ..

والمصدر المؤوّل (أن يجزي) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تأتينّكم).

(لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ مغفرة (رزق) معطوف على مغفرة

وجملة: «يجزي

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «عملوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «أولئك لهم مغفرة .. » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

(1)

أو هو مبتدأ خبره إلاّ في كتاب والجملة معطوفة على جملة لا يعزب.

(2)

أو في محلّ نصب حال من ربّي.

ص: 201

وجملة: «لهم مغفرة

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).

{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (5)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (سعوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (في آياتنا) متعلّق ب (سعوا) بحذف مضاف أي في إبطال آياتنا (معاجزين) حال منصوبة من فاعل سعوا (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ عذاب (من رجز) متعلّق بنعت لعذاب.

جملة: «الذين سعوا .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «سعوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «أولئك لهم عذاب

» في محلّ رفع خبر المبتدأ الذين.

وجملة: «لهم عذاب

» في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك.

‌الصرف:

(معاجزين)،جمع معاجز، اسم فاعل من الرباعيّ عاجز، وزنه مفاعل بضمّ الميم وكسر العين.

{وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة، و (الواو) في (أوتوا) نائب الفاعل (الذي) موصول في محلّ نصب مفعول به لفعل الرؤية، ونائب الفاعل للفعل (أنزل) ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (إليك) متعلّق ب (أنزل)،وكذلك (من ربّك)، (هو) ضمير فصل (الحقّ) مفعول به ثان لفعل الرؤية (إلى صراط) متعلّق ب (يهدي)، (الحميد) نعت مجرور.

ص: 202

جملة: «يرى الذين .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أوتوا .. » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «أنزل

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «يهدي .. » في محلّ نصب معطوف على الحقّ.

{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7) أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ (8)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (هل) حرف استفهام (على رجل) متعلّق ب (ندلّكم)، (إذا) ظرف متضمن معنى الشرط

(1)

في محلّ نصب متعلّق بمضمون معنى: في خلق جديد أي تبعثون

(2)

، (كلّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه أضيف إلى المصدر (اللام) المزحلقة للتوكيد (في خلق) متعلّق بخبر إنّ.

جملة: «قال الذين .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «كفروا .. » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «هل ندلّكم .. » في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «ينبّئكم .. » في محلّ جرّ نعت لرجل.

وجملة الشرط وفعله وجوابه .. لا محلّ لها اعتراضيّة.

وجملة: «مزّقتم .. » في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «إنّكم لفي خلق .. » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل ينبّئكم .. أو سدّت مسدّ مفعولي الفعل الثاني والثالث، ولولا اللام في

(1)

أو مجرّد من الشرط متعلّق بمحذوف تقديره: إنّكم تبعثون وتحشرون

(2)

علّق بمحذوف ولم يتعلّق بخلق جديد لأن ما قبل (إنّ) لا يعمل به ما بعدها.

ص: 203

الخبر لفتحت همزة إنّ.

(8)

- (الهمزة) للاستفهام، واستغني بها عن همزة الوصل (على الله) متعلّق ب (افترى)، (كذبا) مفعول به منصوب

(1)

، (أم) حرف عطف (به) متعلّق بخبر مقدّم لمبتدأ جنّة (بل) للإضراب الانتقاليّ (لا) نافية (بالآخرة) متعلّق ب (يؤمنون) المنفي (في العذاب) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ الذين ..

وجملة: «افترى

» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول

(2)

.

وجملة: «به جنّة .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة افترى ..

وجملة: «الذين لا يؤمنون .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا يؤمنون .. » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

‌الصرف:

(ممزّق)،مصدر ميميّ للرباعيّ مزّق، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين.

‌البلاغة

الاسناد المجازي: في قوله تعالى «وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ» .

لأن البعيد صفة الضال إذا بعد عن الجادّة، وكلما ازداد عنها بعدا كان أضل.

{أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9)}

(1)

أو مفعول مطلق نائب عن المصدر.

(2)

أو هي مستأنفة إن كانت من قول السامعين المجيبين للكافرين.

ص: 204

‌الإعراب:

(الفاء) للاستفهام التقريعيّ (الفاء) عاطفة (إلى ما) متعلّق ب (يروا) بمعنى ينظروا (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (ما خلفهم) معطوف على ما بين ويعرب مثله (من السماء) متعلّق بحال من الموصولين (بهم) متعلّق ب (نخسف)، (عليهم) متعلّق ب (نسقط)، (من السماء) متعلّق بنعت ل (كسفا)، (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد-هي لام الابتداء- (لكل) متعلّق بآية-أو بنعت لها-.

جملة: «لم يروا

» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:

أغفلوا فلم يروا.

وجملة: «إن نشأ .. » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «نخسف .. » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

وجملة: «نسقط .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة نخسف.

وجملة: «إنّ في ذلك لآية .. » لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.

{وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اِعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاِعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (منّا) متعلّق بحال من (فضلا) وهو المفعول الثاني (جبال) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (معه) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من الياء في (أوّبي)، (الواو) واو المعيّة

ص: 205

(الطير) مفعول معه منصوب

(1)

، (له) متعلّق ب (ألنّا).

(11)

جملة: «أتينا

» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر .. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة النداء: «يا جبال .. » في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف تقديره قلنا.

وجملة: «أوّبي معه

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «ألنّا .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا.

(أن) حرف تفسير

(2)

، (في السرد) متعلّق ب (قدّر)، (صالحا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته

(3)

(ما) حرف مصدري

(4)

.

والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ببصير.

وجملة: «اعمل

» لا محلّ لها تفسيريّة.

وجملة: «قدّر

» لا محلّ لها معطوفة على جملة اعمل.

وجملة: «اعملوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّي .. بصير .. » لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «تعملون

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما).

‌الصرف:

(سابغات)،جمع سابغة، مؤنّث سابغ بمعنى واسع، وهو اسم فاعل من الثلاثيّ سبغ، وزنه فاعل.

(1)

يجوز أن يكون معطوفا على (فضلا) بحذف مضاف أي وتسبيح الطير .. كما يجوز أن يكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره سخّرنا الطير أو دعونا الطير تسبّح معه.

(2)

يفسّر مقدّرا معنى القول دون حروفه أي أمرنا، أن اعمل .. ويجوز أن يكون (أن) حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (ألنّا)،أي: ألنّا له الحديد لعمل سابغات.

(3)

أو مفعول به منصوب.

(4)

أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف، والجملة صلة.

ص: 206

(السرد)،مصدر سماعيّ لفعل سرد الثلاثيّ بمعنى نسج الدرع باب نصر وباب ضرب، وثمّة مصدر آخر للفعل هو سراد زنة فعال بكسر الفاء.

‌الفوائد

- تابع المنادي:

1 -

إذا كان تابع المنادي بدلا أو معطوفا، عومل معاملة المنادي المستقل، مثل:

(يا أبا خالد سعيد)(يا خالد وسعيد)(يا عبد الله وسعيد) فإن تحلّى المعطوف ب (ال) جاز فيه البناء على الضم اتباعا للفظ المعطوف عليه، والنصب اتباعا للمحل. وذلك كما ورد في الآية التي نحن بصددها {يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} يجوز في الطير الضم اتباعا للفظ الجبال، ويجوز فيها النصب اتباعا لمحل الجبال.

2 -

أما النعت وعطف البيان والتوكيد، فيجب نصبها إذا كانت مضافة خالية من (ال) مثل:(يا أحمد صاحب الدار)(يا عليّ أبا حسن).

أما إذا كان هذا التابع محلّى ب (ال)،أو توكيدا غير مضاف، فيجوز فيه النصب مراعاة للمحل، والرفع مراعاة للفظ:(يا أحمد الكريم)(يا سليم سليما أو سليم).

3 -

تابع المنادي المنصوب منصوب دائما: (يا عبد الله الكريم)(يا عبد الله والنجار).

{وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ اِعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ (13) فَلَمّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلاّ دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ (14)}

ص: 207

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لسليمان) متعلّق بمحذوف تقديره سخّرنا (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (له) متعلّق ب (أسلنا)، (من الجنّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (من)

(1)

، (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (يعمل)(بإذن) متعلّق بحال من فاعل يعمل (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط مبتدأ (منهم) متعلّق بحال من فاعل يزغ (عن أمرنا) متعلّق ب (يزغ)، (من عذاب) متعلّق ب (نذقه).

جملة: «(سخّرنا) لسليمان

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «غدوّها شهر

» في محلّ نصب حال من الريح.

وجملة: «رواحها شهر

» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.

وجملة: «أسلنا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة سخّرنا.

وجملة: «من الجنّ من

» لا محلّ لها معطوفة على جملة سخّرنا.

وجملة: «يعمل

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «من يزغ

» لا محلّ لها استئنافيّة.

(1)

أو متعلّق بمحذوف تقديره: سخّرنا، فيكون (من) مفعولا به للفعل المقدّر

أي: سخّرنا له من يعمل من الجنّ.

ص: 208

وجملة: «يزغ

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من)

(1)

.

وجملة: «نذقه

» لا محلّ لها جواب شرط غير مقترنة بالفاء.

(13)

(له) متعلّق ب (يعملون)، (من محاريب) متعلّق بحال من العائد المقدّر للموصول أي: يشاء عمله (كالجواب) نعت ل (جفان)(آل) منادى مضاف منصوب (شكرا) مفعول مطلق لفعل محذوف

(2)

منصوب (الواو) استئنافيّة (قليل) خبر مقدّم للمبتدأ (الشكور)، (من عبادي) متعلّق بنعت لقليل.

وجملة: «يعملون

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «يشاء

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «اعملوا

» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.

وجملة: «قليل

الشكور» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.

(الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب دلّهم (عليه) متعلّق ب (قضينا)، (ما) نافية (على موته) متعلّق ب (دلّهم)، (إلاّ) للحصر (دابّة) فاعل دلّ (فلمّا) مثل الأول متعلّق ب (تبيّنت)(أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف أي أنّهم (لو) حرف شرط غير جازم (ما) نافية (في العذاب) متعلّق ب (لبثوا)

(3)

.

وجملة: «قضينا

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «ما دلّهم

إلاّ دابة

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

(1)

يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

(2)

أو مفعول مطلق نائب عن المصدر .. أو مصدر في موضع الحال .. أو مفعول لأجله

أو مفعول به لأن الشكر بمعنى الطاعة على المجاز.

(3)

أو حال من فاعل لبثوا

ص: 209

وجملة: «تأكل

» في محلّ نصب حال من دابة الأرض.

وجملة: «خرّ

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «تبيّنت الجنّ

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «كانوا يعلمون

» في محلّ رفع خبر أن.

والمصدر المؤوّل (أن لو كانوا

) في محلّ نصب مفعول به.

وجملة: «يعلمون

» في محلّ نصب خبر كانوا.

وجملة: «ما لبثوا

» لا محلّ لها جواب لو.

‌الصرف:

(غدوّها) مصدر غدا يغدو باب نصر وزنه فعول بضمتين وأدغمت واو فعول مع لام الكلمة.

(رواحها)،مصدر راح يروح، وزنه فعال بفتح الفاء.

(أسلنا)،فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، حذفت الألف الساكنة لمجيئها قبل اللام الساكنة.

(13)

جفان: جمع جفنة اسم للقدر الكبيرة، وزنه فعلة بفتح فسكون، ووزنه جفان فعال بكسر الفاء.

(الجواب)،جمع جابية اسم للحوض الكبير يجمع فيه الماء، وزنه فاعله، ووزن جواب فعال بفتح الفاء.

(قدور) جمع قدر، اسم للماعون المعروف، وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن قدور فعول بضمّ الفاء.

(راسيات)،جمع راسية مؤنّث رأس، اسم فاعل من الثلاثيّ رسا وزنه فاع-أعلّت الكلمة بسبب التقاء الساكنين-وزن راسية فاعلة.

(شكرا)،مصدر شكر الثلاثيّ، وزنه فعل بضمّ فسكون.

ص: 210

(14)

الأرض: قد يراد بها الأرض المعروفة

(1)

،وقد يراد بها مصدر أرض يأرض باب فرح بمعنى أكل من قبل الأرضة وهي حشرات تقرض الخشب، وقد أضيف الدابة إلى المصدر فكأنه قيل دابّة الأكل، ووزن الأرض فعل بفتح فسكون .. والمعنى الأول أولى لأن مصدر الفعل على باب فرح يأتي على فعل بفتحتين ولا يأتي على فعل بفتح فسكون إلاّ أن يكون من الباب الأول أو الخامس بمعنى كثر العشب في المكان.

(منسأة)،اسم آلة على وزن مفعلة من الثلاثيّ نسأ بمعنى طرد وزجر، وهو بمعنى العصا لأنها آلة الزجر.

‌البلاغة

التشبيه: في قوله تعالى «يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ» .

حيث شبه القصاع الكبار بالحياض العظام في سعتها وصخامتها، وهذا من تشبيه المحسوس بالمحسوس، فالمشبه والمشبه به كلاهما محسوس.

‌الفوائد

- هل الجن يعلمون الغيب؟ ذكر التاريخ أن الجن، في عهد سليمان صلى الله عليه وسلم، كانت تخبر الإنس بأنها تعلم الغيب، فدعا سليمان (ص) ربه قائلا: اللهم عمّ على الجن موتي، حتى تعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب. وكانت الجن تقول للإنس بأنهم يعلمون ما في غد، ودخل سليمان (ص) المحراب كعادته، وقام يصلي متكئا على عصاه، فمات قائما، وكان للمحراب كوى، فكان الجن يعملون تلك الأعمال الشاقة التي كلفهم بها سليمان (ص)،وينظرون إليه من الكوى، ويحسبون أنه حي، ولا ينكرون طول احتباسه عن الخروج إلى الناس، لعادته في ذلك، وطول صلاته. فمكثوا بعد موته زمنا

(1)

انظر الآية (22) من سورة البقرة.

ص: 211

طويلا، حتى أكلت الأرضة عصا سليمان، فخرّ ميتا، فعلموا بموته؛ فعند ذلك علمت الجن أنهم لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في التعب والشقاء مسخرين لسليمان وهو ميت ويظنونه حيا. ذكر أهل التاريخ أن سليمان ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة وبقي في الملك مدة أربعين سنة، وشرع في بناء بيت المقدس لأربع سنين مضين من ملكه، وتوفي وهو ابن ثلاث وخمسين.

{لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاُشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ (17) وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيّاماً آمِنِينَ (18)}

‌الإعراب:

(الام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (لسبأ) متعلّق بخبر كان (في مسكنهم) متعلّق بحال من آية (جنتان) بدل من آية مرفوع

(1)

، (عن يمين) متعلّق بنعت ل (جنّتان)، (من رزق) متعلّق ب (كلوا)، (له) متعلّق ب (اشكروا)، (بلدة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه-أو هي-وكذلك (ربّ) وتقدير المبتدأ المنعم.

وجملة: «كان لسبأ

» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.

وجملة: «كلوا .... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.

وجملة: «اشكروا

» في محلّ نصب معطوفة على جملة كلوا ..

(1)

أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي.

ص: 212

وجملة: «(هذه) بلدة

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «(المنعم) ربّ

» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.

(16)

(الفاء) عاطفة في الموضعين (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا)، (بجنّتيهم) متعلّق ب (بدّلناهم)، (جنّتين) مفعول به ثان عامله بدّلناهم (خمط) نعت لأكل مجرور مثله (أثل) معطوف على أكل بالواو مجرور وكذلك (شيء)، (من سدر) متعلّق بنعت لشيء، (قليل) نعت لسدر مجرور

(1)

.

وجملة: «أعرضوا

» معطوفة على جملة القول المقدّر.

وجملة: «أرسلنا

» معطوفة على جملة أعرضوا.

وجملة: «بدّلناهم

» معطوفة على جملة أعرضوا.

(17)

(ذلك) اسم إشارة مفعول به ثان عامله جزيناهم (ما) حرف مصدري (الواو) عاطفة (هل) حرف استفهام فيه معنى النفي (إلاّ) للحصر

والمصدر المؤوّل (ما كفروا) في محلّ جرّ متعلّق ب (جزيناهم).

وجملة: «جزيناهم

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «نجازي

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جزيناهم.

(18)

(الواو) عاطفة (بينهم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول ثان عامله جعلنا (بين) الثاني معطوف على الأول بحرف العطف (التي) موصول في محلّ جرّ نعت للقرى (فيها) متعلّق ب (باركنا)،والثاني متعلّق ب (قدّرنا)،والثالث متعلّق ب (سيروا)، (ليالي) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (سيروا)، (آمنين) حال منصوبة على فاعل سيروا.

وجملة: «جعلنا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جزيناهم.

(1)

أو نعت لأكل، أو لأثل.

ص: 213

وجملة: «باركنا

» لا محلّ لها صلة الموصول (التي).

وجملة: «قدّرنا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا.

وجملة: «سيروا

» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.

‌الصرف:

(15)

سبأ: انظر الآية (22) من سورة النمل.

(16)

العرم: جمع عرمة زنة كلمة، اسم لما يمسك الماء من بناء وغيره أي السدّ

أو هو اسم الوادي الذي بني فيه السد، ووزن عرم فعل بفتح فكسر.

(ذواتي)،مثنّى ذوات، وهو اسم مفرد فيه إعلال لأن أصله ذوية- بفتح الذال والواو والياء-وهو مؤنّث ذو الذي أصله ذوي، فلمّا تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا فصار ذوات، وقد حذفت الواو تخفيفا فأصبح ذات

وفي التثنية يصحّ ذاتان-على الحذف-وذواتان على الأصل.

(خمط)،اسم لكلّ شجر ذي شوك في طعمه مرارة-وقيل هو شجر الأراك-وقد استعمل اللفظ استعمال الصفة فوصف الأكل به، وزنه فعل بفتح فسكون.

(أثل)،اسم لشجر يشبه الطرفاء لكنّه أعظم منها طولا، فهو اسم جنس، الواحدة أثلة، ووزن أثل فعل بفتح فسكون.

(سدر)،اسم جنس لنبات النبق، وزنه فعل بكسر فسكون.

(18)

السير: مصدر سار يسير باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.

‌البلاغة

1 -

المشاكلة: في قوله تعالى «جَنَّتَيْنِ» .

ص: 214

وفن المشاكلة: هو ذكر الشيء بلفظ غيره، لوقوعه في صحبته.

فقد سمى البدل جنتين للمشاكلة، وفيه نوع من التهكم بهم.

2 -

التذييل: في قوله تعالى «ذلِكَ جَزَيْناهُمْ» الآية.

وفن التذييل: قسمان: الأول: ما جرى مجرى المثل، والثاني: ما لم يخرج مخرج المثل، وهو أن تكون الجملة الثانية متوقفة على الأولى في إفادة المراد، أي وهل يجازي ذلك الجزاء المخصوص، ومضمون الجملة الأولى أن آل سبأ جزاهم الله تعالى بكفرهم، ومضمون الجملة الثانية أن ذلك العقاب المخصوص لا يقع إلا للكفور، وفرق بين قولنا جزيته بسبب كذا، وبين قولنا ولا يجزى ذلك الجزاء إلا من كان بذلك السبب، ولتغايرهما يصح أن يجعل الثاني علة للأول، ولكن اختلاف مفهومها لا ينافي تأكيد أحدهما بالآخر للزوم معنى.

3 -

التنكير: في قوله تعالى «لَيالِيَ وَأَيّاماً» .

في تنكير ليالي وأياما إلماع إلى قصر أسفارهم، فقد كانت قصيرة، لأنهم يرتعون في بحبوحة من العيش، ورغد منه، لا يحتاجون إلى مواصلة الكد، وتجشم عناء الأسفار، للحصول على ما يرفه عيشهم.

‌الفوائد

- سبأ وسيل العرم:

عن فروة المرادي قال: لما أنزل في سبأ ما أنزل قال رجل: يا رسول الله، وما سبأ أأرض أم امرأة؟ قال: ليس بأرض ولا امرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب.

فتيامن منهم ستة، وتشاءم منهم أربعة. فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة، وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعريون وحمير وكندة ومذحج وأنمار. فقال رجل:

يا رسول الله، وما أنمار؟ قال: الذين منهم خثعم وبجيلة. أخرجه الترمذي، وقال حديث حسن غريب. وسبأ هو ابن يشجب بن يعرب بن قحطان.

ص: 215

قال ابن عباس ووهب وغيرهما: كان لهم سدّ بنته بلقيس، فأمرت بواديهم فسدّ بالصخر والقار بين الجبلين، وجعلت لهم ثلاثة أبواب، بعضها فوق بعض، وبنت دونه بركة ضخمة، وجعلت فيها اثني عشر مخرجا، على عدة أنهار يفتحونها إذا احتاجوا للماء، فإذا جاء المطر، اجتمع عليهم ماء أودية اليمن، فاحتبس السيل من وراء السد، وكانوا يبدءون بالسقاية من الباب الأعلى، ثم الأوسط، ثم الأدنى، فلا ينفد الماء حتى يمتلئ السد من مطر السنة المقبلة. فلما طغوا وكفروا، غضب الله عليهم، وهيّأ أسبابا أدت إلى انهيار سدهم، ففاض الماء، وخربت أرضهم وجنانهم، وغرقوا ومزقوا كل ممزّق، حتى صاروا مثلا عند العرب، يقولون:(ذهبوا أيدي سبأ، وتفرقوا أيادي سبأ).

{فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكُورٍ (19)}

‌الإعراب:

(الفاء) عاطفة (ربّنا) منادى مضاف منصوب (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (باعد)، (أحاديث) مفعول به ثان بحذف مضاف أي:

ذوي أحاديث (كلّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) للتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لكلّ) متعلّق بآيات-أو بنعت لها-.

جملة: «قالوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة القول المقدّر

(1)

.

وجملة النداء وجوابه

في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «باعد

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «ظلموا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا

(2)

.

(1)

في الآية السابقة (18)

(2)

أو معطوفة على مقدّر أي: فبطروا النعمة وظلموا .. أو هي حال بتقدير قد.

ص: 216

وجملة: «جعلناهم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ظلموا.

وجملة: «مزّقناهم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم.

وجملة: «إنّ في ذلك لآيات

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (عليهم) متعلّق ب (صدّق)، (الفاء) عاطفة (إلاّ) للاستثناء (فريقا) مستثنى منصوب (من المؤمنين) متعلّق بنعت ل (فريقا).

جملة: «صدّق عليهم إبليس .... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر

وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «اتّبعوه

» لا محلّ لها معطوفة على جملة صدّق.

(21)

(الواو) حاليّة-أو عاطفة- (له) متعلّق بخبر كان (عليهم) متعلّق بحال من سلطان (سلطان) اسم كان مجرور لفظا مرفوع محلاّ (إلاّ) للحصر (لام) للتعليل (نعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بالآخرة) متعلّق ب (يؤمن).

والمصدر المؤوّل (أن نعلم) في محلّ جرّ باللام متعلّق بسلطان.

(ممّن) متعلّق ب (نعلم) بتضمينه معنى نميّز (منها) متعلّق بحال من شك (في شك) متعلّق بخبر المبتدأ هو، (الواو) استئنافيّة (على كلّ) متعلّق بالخبر حفيظ.

ص: 217

وجملة: «ما كان

» في محلّ نصب حال من الضمير الفاعل في (اتبعوه) أو من إبليس

(1)

.

وجملة: «نعلم

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الضمر.

وجملة: «يؤمن

» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.

وجملة: «هو منها في شك

» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.

وجملة: «ربّك

حفيظ» لا محلّ لها استئنافيّة.

{قُلِ اُدْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلاّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23)}

‌الإعراب:

(من دون) متعلّق بنعت للمفعول الثاني المقدّر لفعل زعمتم أي: زعمتموهم آلهة كائنة من دون الله (في السموات) متعلّق ب (يملكون)

(2)

وكذلك (في الأرض) فهو معطوف على الأول و (لا) زائدة لتأكيد النفي (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (فيهما) متعلّق بحال من شرك

(3)

، (شرك) مجرور لفظا مرفوع محلاّ مبتدأ مؤخّر (ما له منهم من ظهير) مثل ما لهم فيهما من شرك

والضمير في

(1)

أو لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.

(2)

أو بمحذوف نعت لمثقال ذرة.

(3)

أو متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به (لهم).

ص: 218

(له) يعود على الله، وفي (منهم) يعود على الآلهة.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ادعوا

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «زعمتم

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «لا يملكون

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ-ليست من مقول القول-.

وجملة: «ما لهم

من شرك» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يملكون.

وجملة: «ما له

من ظهير» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يملكون.

(23)

(الواو) عاطفة (لا) نافية (عنده) متعلّق ب (تنفع)

(1)

، (إلاّ) للحصر (لمن) متعلّق بالشفاعة

(2)

، (له) متعلّق ب (أذن)، (حتّى) حرف ابتداء (عن قلوبهم) نائب الفاعل لفعل فزّع (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به لفعل قال

(3)

، (الحق) مفعول به لفعل محذوف

وهو في الأصل نعت لمنعوت محذوف والتقدير: قالوا قال القول الحق (الواو) استئنافيّة (الكبير) خبر ثان للمبتدأ هو.

(1)

أو متعلّق بحال من الشفاعة.

(2)

أو هو بدل من المستثنى منه-وإلاّ أداة استثناء-بإعادة الجار أي لا تنفع الشفاعة لأحد إلا لمن

والمستثنى منه المقدّر يجوز أن يكون هو المشفوع له والشافع محذوف يدلّ عليه سياق الكلام أي: لا تنفع الشفاعة لأحد من المشفوع لهم إلاّ لمن أذن تعالى للشافعين أن يشفعوا فيه .. ويجوز أن يكون هو الشافع والمشفوع له محذوف أي لا تنفع الشفاعة إلاّ لشافع أذن له أن يشفع.

(3)

أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر والعائد محذوف أي قاله ربّكم والجملة الاسميّة مقول القول.

ص: 219

وجملة: «لا تنفع الشفاعة

» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يملكون.

وجملة: «أذن له

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «فزّع عن قلوبهم

» في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «قالوا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «قال ربّكم

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «قالوا (الثانية)» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «(قال) الحقّ

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «هو العليّ

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(شرك)،اسم بمعنى المشارك أو الشريك من (شركه يشركه) باب فرح وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين.

{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ وَإِنّا أَوْ إِيّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24)}

‌الإعراب:

(من) اسم استفهام مبتدأ (من السموات) متعلّق ب (يرزقكم)، (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع خبره محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم أي: الله رازقكم (الواو) عاطفة (أو) حرف عطف للإبهام (إيّاكم) ضمير منفصل في محلّ نصب معطوف على الضمير المتّصل اسم إنّ (اللام) المزحلقة (على هدى) متعلّق بخبر إنّ (في ضلال) مثل على هدى معطوف عليه ب (أو).

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

ص: 220

وجملة: «من يرزقكم

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يرزقكم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).

وجملة: «قل (الثانية)

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «الله (رازقكم)» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «إنّا

لعلى هدى

» في محلّ نصب معطوفة على جملة الله (رازقكم).

‌البلاغة

1 -

الاستدراج: في قوله تعالى «وَإِنّا أَوْ إِيّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» .

حيث استدرج الخصم، واضطره إلى الإذعان والتسليم، والعزوف عن المكابرة واللجاج؛ فإنه لما ألزمهم الحجة، خاطبهم بالكلام المنصف، الذي يقال لمن خوطب به: قد أنصفك صاحبك، ونحوه قول الرجل لصاحبه: قد علم الله تعالى الصادق مني ومنك، وإن أحدنا لكاذب.

2 -

المخالفة في الحروف: في قوله تعالى «وَإِنّا أَوْ إِيّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» في هذه الآية مخالفة بين حرفي الجر، فإنه إنما خولف بينهما في الدخول على الحق والباطل، لأن صاحب الحق كأنه مستعل على فرس جواد يركض به حيث شاء، وصاحب الباطل كأنه منغمس في ظلام مرتبك فيه لا يدري أين يتوجه.

{قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمّا تَعْمَلُونَ (25)}

‌الإعراب:

(لا) نافية، والواو في (تسألون) نائب الفاعل (عمّا) متعلّق ب (تسألون)،والثاني متعلّق ب (نسأل)،ونائب الفاعل لفعل (نسأل) ضمير مستتر تقديره نحن.

ص: 221

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا تسألون

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أجرمنا

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.

وجملة: «نسأل

» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وهو كالأول.

{قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتّاحُ الْعَلِيمُ (26)}

‌الإعراب:

(بيننا) ظرف منصوب متعلّق ب (يجمع)،والثاني متعلّق ب (يفتح)، (بالحقّ) ب (يفتح) بتضمينه معنى يحكم (الواو) استئنافيّة (العليم) خبر ثان للمبتدأ هو.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يجمع

ربّنا» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يفتح

» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

وجملة: «هو الفتّاح

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(الفتّاح)،صيغة مبالغة من الثلاثيّ فتح وزنه فعّال.

{قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ كَلاّ بَلْ هُوَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)}

‌الإعراب:

(به) متعلّق ب (ألحقتم)، (شركاء) حال من العائد

ص: 222

المحذوف أي ألحقتموهم به شركاء

(1)

،ممنوع من التنوين لإلحاقه بالاسم الممدود على وزن فعلاء، بضمّ ففتح، (كلاّ) حرف حرف ردع وزجر (بل) للإضراب الانتقاليّ (هو) ضمير الجلالة مبتدأ، (الله) خبر مرفوع (العزيز) نعت للفظ الجلالة مرفوع (الحكيم) نعت ثان مرفوع.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أروني

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «ألحقتم

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «هو الله

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌البلاغة

المجاز: في قوله تعالى «أَرُونِيَ» :

لم يرد من «أروني» حقيقته، لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يراهم ويعلمهم، فهو مجاز وتمثيل.

{وَما أَرْسَلْناكَ إِلاّ كَافَّةً لِلنّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ (28)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (إلاّ) للحصر (كافّة) حال من الناس منصوبة

(2)

، (للناس) متعلّق بفعل أرسلناك، واللام بمعنى

(1)

يجوز أن يكون مفعولا ثالثا لفعل الرؤية، والرؤية علميّة والمفعول الأول ياء المتكلم، والثاني الموصول.

(2)

هذا التوجيه ردّه الزمخشري بدعوى عدم جواز مجيء الحال من المجرور المؤخّر عنها ولكنّ بعض النحويين أجازه كابن عطيّة .. وأعربه الزمخشريّ مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر لأنه صفته أي: أرسلناك رسالة كافّة للناس أي: عامّة لهم محيطة بهم

وأجاز الزجاج أن يكون (كافّة) حالا من الكاف في

ص: 223

لأجل

(1)

، (بشيرا) حال من ضمير المخاطب منصوبة (الواو) عاطفة (لا) نافية.

جملة: «ما أرسلناك إلاّ

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لكنّ أكثر الناس

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «لا يعلمون

» في محلّ رفع خبر لكنّ.

‌فوائد

- تقدّم الحال وتأخّرها:

مرتبة الحال بعد صاحبها وبعد عاملها، تقول (جاء أخوك ضاحكا).ويجوز تقدمها على أحدهما، أو عليهما، فتقول:(جاء ضاحكا أخوك).أو (ضاحكا جاء أخوك. ولهذا الجواز قيود:

1 -

تتأخر عن صاحبها وجوبا إذا كانت محصورة، كما مر في الآية الكريمة التي نحن بصددها {وَما أَرْسَلْناكَ إِلاّ كَافَّةً لِلنّاسِ} ؛كما تقدم هي وجوبا إذا حصر صاحبها، مثل (ما جاء ضاحكا إلا أنت)؛وإذا كان صاحبها مضافا إليه فإنها تتأخر وجوبا، مثل (أعجبني موقف أخيك معارضا)،وإذا كان مجرورا-عند الأكثرين-مثل (مررت بها مسرورة).

2 -

وتتأخر عن عاملها وجوبا إذا لم يكن فعلا متصرفا، أو كان اسم تفضيل، مثل:

(بئس المرء كاذبا)(أخوك خيركم كريما)،وكذلك إذا كان عاملها مقترنا بما له الصدارة مثل: لام الابتداء أو لام القسم، مثل (لأنت مصيب موافقا)(لأبقينّ صابرا)،أو كان صلة ل (ال) أو لحرف مصدري، أو مصدرا مؤولا، مثل:(أنت السيد متواضعا)

(2)

(أرسلناك)،والتاء للمبالغة أي جامعا للناس، فهو اسم فاعل من (كفّ) بمعنى جمع .. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال على وزن فاعل كالعاقبة، جاء للمبالغة أو بحذف مضاف أي: ذا كافّة.

(1)

أو متعلّق بكافّة إذا أعرب حالا من كاف الخطاب ..

ص: 224

(يعجبني أن تقف محاميا)(يسوءني انقلابك خائنا).

والحال المؤكدة لعاملها، والجملة المقترنة بواو الحال، لا تتقدمان على عاملهما مثل:(ولّى مدبرا)(جئت والشمس مشرقة).

{وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (29)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (متى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ هذا (الوعد) بدل من الإشارة-أو عطف بيان-مرفوع (كنتم) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط ..

جملة: «يقولون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «متى هذا الوعد

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها اعتراضيّة بين السؤال والجواب .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي الاستفهام قبله.

{قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ (30)}

‌الإعراب:

(لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ ميعاد (لا) نافية (عنه) متعلّق ب (تستأخرون)، (ساعة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تستأخرون)، (لا تستقدمون) مثل لا تستأخرون.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لكم ميعاد

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «لا تستأخرون

» في محلّ رفع نعت لميعاد-أو في

ص: 225

محلّ جرّ نعت ليوم.

وجملة: «لا تستقدمون» معطوفة على جملة لا تستأخرون.

{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرى إِذِ الظّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اُسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اِسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنّا مُؤْمِنِينَ (31)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة-أو عاطفة- (بهذا) متعلّق ب (نؤمن)، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (بالذي) متعلّق ب (نؤمن) معطوف على (بهذا)، (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (إذا) ظرف مستعار للزمن المستقبل متعلّق ب (ترى) لتحقّق الرؤية (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (موقوفون)، (إلى بعض) متعلّق ب (يرجع)،والواو في (استضعفوا) نائب الفاعل (للذين) متعلّق ب (يقول)، (لولا) حرف شرط غير جازم (أنتم) ضمير منفصل مبتدأ خبره محذوف وجوبا تقديره موجودون (اللام) رابطة لجواب لولا.

جملة: «قال الذين

» لا محلّ لها استئنافيّة

(1)

.

وجملة: «كفروا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «لن نؤمن

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «لو ترى

» لا محلّ لها استئنافيّة

وجواب لو محذوف تقديره لرأيت عجبا .. ومفعول ترى محذوف أي ترى حال الظالمين.

(1)

أو معطوفة على جملة يقولون في الآية (29) من هذه السورة.

ص: 226

وجملة: «الظالمون موقوفون

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «يرجع بعضهم

» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (الظالمون)

(1)

.

وجملة: «يقول الذين

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «استضعفوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

وجملة: «استكبروا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.

وجملة: «لولا أنتم

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «كنّا مؤمنين» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

‌الصرف:

(موقوفون)،جمع موقوف اسم مفعول من الثلاثيّ وقف، وزنه مفعول.

{قالَ الَّذِينَ اِسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اُسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32)}

‌الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام الإنكاري (عن الهدى) متعلّق ب (صددناكم)، (بعد) ظرف منصوب متعلّق بفعل صددناكم (بل) للإضراب الانتقاليّ.

جملة: «قال

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «استكبروا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

(1)

أو في محلّ نصب حال من الضمير في (موقوفون).

ص: 227

وجملة: «استضعفوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

وجملة: «نحن صددناكم» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «صددناكم

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن).

وجملة: «جاءكم

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «كنتم مجرمين» لا محلّ لها استئنافيّة.

{وَقالَ الَّذِينَ اُسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اِسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ إِذْ تَأْمُرُونَنا أَنْ نَكْفُرَ بِاللهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْداداً وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمّا رَأَوُا الْعَذابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (33)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة-أو عاطفة- (قال الذين

استكبروا) مثل نظيرها المتقدّمة

(1)

، (بل) للإضراب (مكر) مبتدأ مرفوع والخبر محذوف تقديره صادّ،

(2)

(إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بمكر (أن) حرف مصدري ..

والمصدر المؤوّل (أن نكفر

) في محلّ نصب مفعول به عامله تأمروننا.

(بالله) متعلّق ب (نكفر)، (نجعل) معطوف على (نكفر) منصوب

(1)

في الآية السابقة (32).

(2)

أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره سبب كفرنا .. ويجوز أن يكون فاعلا لفعل محذوف تقديره صدّنا ..

ص: 228

مثله (له) متعلّق بمفعول به ثان (الواو) عاطفة (لمّا) ظرف فيه معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب المقدّر (رأوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين .. والواو فاعل (في أعناق) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (هل) حرف استفهام فيه معنى النفي، والواو في (يجزون) نائب الفاعل (إلاّ) للحصر (ما) حرف مصدريّ

(1)

..

والمصدر المؤوّل (ما كانوا يعملون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره بما كانوا

جملة: «قال

» لا محلّ لها استئنافيّة

(2)

.

وجملة: «استضعفوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «استكبروا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

وجملة: «مكر الليل

(صدّ)» لا محلّ لها استئناف بيانيّ، ومقول القول محذوف تقديره لم نكن مجرمين بل

وجملة: «تأمروننا

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «نكفر

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «نجعل

» لا محلّ لها معطوفة على جملة نكفر.

وجملة: «أسروا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الذين

(3)

.

وجملة: «رأوا

» في محلّ جرّ مضاف إليه

وجواب الشرط

(1)

أو اسم موصول في محلّ جرّ بحرف الجرّ المحذوف والعائد محذوف.

(2)

أو معطوفة على جملة قال الذين في الآية (32) السابقة.

(3)

أو في محلّ نصب حال من الذين استضعفوا واستكبروا.

ص: 229

محذوف دلّ عليه ما قبله.

وجملة: «جعلنا

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة رأوا

وجملة: «كفروا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.

وجملة: «هل يجزون

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ-أو تعليل لما سبق-.

وجملة: «كانوا يعملون

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «يعملون» وفي محلّ نصب خبر كانوا.

‌الصرف:

(الندامة)،مصدر سماعيّ للثلاثيّ ندم باب فرح، وزنه فعالة بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر للفعل هو ندم بفتحتين.

{وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاّ قالَ مُتْرَفُوها إِنّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (34) وَقالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالاً وَأَوْلاداً وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (في قرية) متعلّق ب (أرسلنا) بتضمينه معنى بعثنا (نذير) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (إلاّ) للحصر (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (بما) متعلّق ب (كافرون)،وضمير المخاطب في (أرسلتم) نائب الفاعل (به) متعلّق ب (أرسلتم).

جملة: «ما أرسلنا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «قال مترفوها .. » في محلّ نصب حال من قرية

(1)

.

(1)

الذي سوّغ مجيء الحال من النكرة كونها في سياق النفي.

ص: 230

وجملة: «إنّا

كافرون» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أرسلتم به» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

(35)

(الواو) عاطفة (أموالا) تمييز منصوب (ما) نافية عاملة عمل ليس (نحن) اسم ما (معذّبين) مجرور لفظا منصوب محلاّ خبر ما .. وعلامة الجرّ (الياء).

وجملة: «قالوا .... » في محلّ نصب معطوفة على جملة قال مترفوها.

وجملة: «نحن أكثر

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «ما نحن بمعذّبين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

{قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ (36)}

‌الإعراب:

(لمن) متعلّق ب (يبسط)، (الواو) عاطفة في الموضعين (لا) نافية

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّ ربّي يبسط

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يبسط .. » في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «يشاء

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «يقدر .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.

وجملة: «لكنّ أكثر الناس .. » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

وجملة: «لا يعلمون .. » في محلّ رفع خبر لكن.

ص: 231

{وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلاّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ (37)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفيّ (التي) اسم موصول محله القريب الجرّ ومحلّه البعيد النصب خبر ما (عندنا) ظرف منصوب متعلّق بحال من (زلفى) وهو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه، منصوب (إلاّ) أداة استثناء (من) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع (صالحا) مفعول مطلق منصوب

(1)

نائب عن المصدر فهو صفته (الفاء) استئنافيّة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ جزاء (ما) حرف مصدريّ

(2)

، (الواو) عاطفة (في الغرفات) متعلّق ب (آمنون).

جملة: «ما أموالكم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تقرّبكم .. » لا محلّ لها صلة الموصول التي.

وجملة: «آمن

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «عمل

» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن.

وجملة: «أولئك لهم جزاء

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لهم جزاء

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).

وجملة: «عملوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

والمصدر المؤوّل (ما عملوا

) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بجزاء.

(1)

أو مفعول به منصوب.

(2)

أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف، والجملة صلة الموصول.

ص: 232

وجملة: «هم

آمنون .. » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.

‌الصرف:

(زلفى)،مصدر سماعيّ للثلاثيّ زلف باب نصر وزنه فعلى بضمّ فسكون بمعنى القربة، وثمّة مصدران آخران هما الزلف بفتح فسكون، والزلف بفتحتين.

‌البلاغة

الالتفات: في قوله تعالى «وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى» .

التفات من الغيبة إلى الخطاب، بكلام مستأنف من جهته عز وجل، خوطب به الناس بطريق التلوين والالتفات، مبالغة في تحقيق الحق وتقرير ما سبق.

{وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (38) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ (39)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (في آياتنا) متعلّق ب (يسعون) بحذف مضاف أي في إبطال آياتنا (معاجزين) حال منصوبة من فاعل يسعون (في العذاب) متعلّق بالخبر محضرون

(1)

.

جملة: «الذين يسعون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يسعون

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «أولئك في العذاب .... » في محلّ رفع خبر المبتدأ. الذين.

(قل إنّ ربّي

يشاء) مرّ إعرابها

(2)

، (من عباده) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي:

(1)

يجوز أن يتعلّق بخبر محذوف، ومحضرون خبر ثان.

(2)

في الآية (36) من هذه السورة.

ص: 233

من يشاء رزقه من عباده (له) متعلّق ب (يقدر)، (الواو) عاطفة (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (أنفقتم) في محلّ جزم فعل الشرط (من شيء) متعلّق بحال من ما

(1)

، (الفاء) رابطة لجواب الشرط و (الواو) حاليّة أو عاطفة.

وجملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّ ربّي يبسط» .في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يبسط .... » في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «يشاء

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «يقدر

» في محلّ رفع معطوفة على جملة يبسط.

وجملة: «أنفقتم .. » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

وجملة: «هو يخلفه

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «يخلفه

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو).

وجملة: «هو خير

» في محلّ جزم معطوفة على جملة هو يخلفه

(2)

.

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ (40)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (يوم) ظرف مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (جميعا) حال منصوبة من ضمير الغائب في (يحشرهم)، (للملائكة) متعلّق ب (يقول) و (الهمزة) للاستفهام (إيّاكم) ضمير منفصل في محلّ نصب مفعول به مقدّم عامله (يعبدون).

جملة: «(اذكر) يوم .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يحشرهم

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

(1)

أو تمييز له.

(2)

أو في محلّ نصب حال من فاعل يخلفه.

ص: 234

وجملة: «يقول

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحشرهم.

وجملة: «هؤلاء

كانوا» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «كانوا يعبدون .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هؤلاء).

وجملة: «يعبدون

» في محلّ نصب خبر كانوا.

{قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41) فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ النّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (42) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلاّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ وَقالُوا ما هذا إِلاّ إِفْكٌ مُفْتَرىً وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمّا جاءَهُمْ إِنْ هذا إِلاّ سِحْرٌ مُبِينٌ (43) وَما آتَيْناهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَها وَما أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44)}

‌الإعراب:

(سبحانك) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (من دونهم) متعلّق بحال من ضمير المتكلّم في وليّنا

(1)

، (بل) للإضراب الانتقاليّ (بهم) متعلّق ب (مؤمنون).

وجملة: «قالوا .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «(نسبّح) سبحانك .. » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.

وجملة: «أنت وليّنا

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «كانوا يعبدون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يعبدون الجنّ

» في محلّ نصب خبر كانوا ..

(1)

المضاف إليه هنا معمول للمضاف فهو مفعوله، فجاز مجيء الحال منه.

ص: 235

وجملة: «أكثرهم بهم مؤمنون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ-أو تعليليّة- (42)(الفاء) عاطفة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يملك) المنفيّ (لا) نافية (لبعض) متعلّق ب (يملك) بتضمينه معنى يقدّم

(1)

، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (للذين) متعلّق ب (نقول)، (التي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للنار (بها) متعلّق ب (تكذّبون).

وجملة: «لا يملك بعضكم .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا

وجملة: «نقول

» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يملك.

وجملة: «ظلموا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «ذوقوا

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «كنتم بها تكذّبون» لا محلّ لها صلة الموصول (التي).

وجملة: «تكذّبون .. » في محلّ نصب خبر كنتم.

(43)

(الواو) استئنافيّة (عليهم) متعلّق ب (تتلى)، (آياتنا) نائب الفاعل مرفوع (بيّنات) حال منصوبة من آياتنا (ما) نافية مهملة (إلاّ) للحصر (رجل) خبر هذا مرفوع (أن) حرف مصدريّ (عمّا) متعلّق ب (يصدّكم)، واسم (كان) ضمير مستتر وجوبا يعود على (آباؤكم)،ففي الكلام تنازع.

والمصدر المؤوّل (أن يصدّكم .. ) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد.

(ما هذا إلاّ إفك) مثل ما هذا إلاّ رجل (مفترى) نعت لإفك مرفوع (للحقّ) متعلّق ب (قال) بتضمينه معنى فعل يتعدّى باللام

(2)

، (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب المقدّر (إن) حرف نفي

(1)

أو متعلّق بحال من (نفعا).

(2)

أو هي بمعنى (في) أي قالوا في الحقّ أي في أمره ..

ص: 236

(إلاّ) للحصر (سحر) خبر هذا مرفوع.

وجملة: «تتلى

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «قالوا .... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «ما هذا إلاّ رجل

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يريد

» في محلّ رفع نعت لرجل.

وجملة: «يصدّكم .. » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «كان يعبد

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «يعبد آباؤكم

» في محلّ نصب خبر كان.

وجملة: «قالوا

(الثانية)» لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا:

(الأولى).

وجملة: «ما هذا إلا إفك .. » في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «قال الذين .... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا.

وجملة: «كفروا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «جاءهم

» في محلّ جرّ مضاف إليه .. وجواب الشرط محذوف أي لمّا جاء الحقّ قال الذين كفروا

وجملة: «إن هذا إلاّ سحر

» في محلّ نصب مقول القول.

(44)

(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (كتب) مجرور لفظا منصوب محلاّ مفعول به ثان (ما) مثل الأولى (إليهم) متعلّق ب (أرسلنا)، (قبلك) ظرف منصوب متعلّق ب (أرسلنا)(نذير) مجرور لفظا منصوب محلاّ مفعول به عامله أرسلنا.

وجملة: «ما آتيناهم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يدرسونها

» في محلّ جرّ-أو نصب-نعت لكتب.

وجملة: «أرسلنا .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما آتيناهم.

ص: 237

‌البلاغة

التكرير: في قوله تعالى «وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمّا جاءَهُمْ» .

ففي تكرير الفعل وهو قولهم، والتصريح بذكر الكفرة، وما في اللامين من الإشارة إلى القائلين والمقول فيه، وما في «لما» من المسارعة إلى البت بهذا القول الباطل، إنكار عظيم له وتعجيب بليغ منه، وذلك للدلالة على مدى السخط عليهم، والزراية بأقدارهم، والتعجب من ارتكاس عقولهم، ونبوها عن الحق، وطمسها لمعالمه.

{وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (45)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (الواو) حاليّة (ما) نافية، والثانية اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، والمفعول الثاني لفعل آتيناهم محذوف (الفاء) عاطفة في الموضعين (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (نكير) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمراعاة فواصل الآيات

جملة: «كذّب الذين من قبلهم .. » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة

(1)

.

وجملة: «ما بلغوا

» في محلّ نصب حال

(2)

.

وجملة: «آتيناهم

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «كذّبوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب الذين

(1)

في الآية السابقة (44).

(2)

يجوز أن تكون اعتراضيّة فلا محلّ لها.

ص: 238

وجملة: «كان نكير

» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أي:

لمّا كذّبوا رسلي جاءهم إنكاري بالعقوبة فكيف كان نكير .. أي: كان إنكاري في محلّه.

‌الصرف:

(معشار)،اسم بمعنى العشر أو عشر العشر، وقال بعضهم لفظ يعادل عشر العشير-والعشير هو عشر العشر-وزنه مفعال، لم يبق من ألفاظ العدد على هذا الوزن غيره وغير المرباع.

{قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ (46)}

‌الإعراب:

(بواحدة) متعلّق ب (أعظكم) بتضمينه معنى أوصيكم (أن) حرف مصدريّ ونصب (لله) متعلّق ب (تقوموا).

والمصدر المؤوّل (أن تقوموا) في محلّ جرّ بدل من واحدة

(1)

.

(مثنى) حال منصوبة من فاعل تقوموا (تتفكّروا) منصوب معطوف على تقوموا (ما) نافية (بصاحبكم) متعلّق بخبر مقدّم (جنّة) مجرور لفظا مرفوع محلاّ مبتدأ مؤخّر (إن) حرف نفي (إلاّ) للحصر (لكم) متعلّق بالخبر نذير

(2)

، (بين) ظرف منصوب متعلّق بنذير

(3)

وجملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّما أعظكم

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «تقوموا .. » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «تتفكّروا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة تقوموا ..

(1)

أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي، والجملة نعت لواحدة.

(2،3) أو متعلّق بنعت محذوف لنذير.

ص: 239

وجملة: «ما بصاحبكم من جنّة .. » في محلّ نصب مفعول به لفعل التفكّر المعلّق بالنفي.

وجملة: «إن هو إلاّ نذير

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

‌البلاغة

الطباق: في قوله تعالى «مَثْنى وَفُرادى» .

طباق بديع، أتى به احترازا من القيام جماعة، لأن في الاجتماع تشويشا للخواطر، وعمى للبصائر، دون التأمل والاستغراق في التفكير، أما قيامهم مثنى وفرادى فيتيح لهم أن يفكروا ويعملوا الروية، فإن تبين الحق للاثنين جنح كل فرد إلى إعمال رأيه.

{قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَى اللهِ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47)}

‌الإعراب:

(ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم ثان (سألتكم) في محلّ جزم فعل الشرط (من أجر) متعلّق بحال من ما

(1)

، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لكم) متعلّق بخبر المبتدأ هو (إن) حرف نفي (إلاّ) للحصر (على الله) متعلّق بخبر المبتدأ أجري (الواو) عاطفة (على كلّ) متعلّق بالخبر شهيد.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ما سألتكم من أجر

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «هو لكم .. » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «إن أجري إلاّ على الله

» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول للبيان.

(1)

أو هو تمييز (ما).

ص: 240

وجملة: «هو

شهيد» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.

{قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاّمُ الْغُيُوبِ (48)}

‌الإعراب:

(بالحقّ) متعلّق ب (يقذف) و (الباء) سببيّة

(1)

، (علاّم) خبر ثان مرفوع.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّ ربّي

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يقذف

» في محلّ رفع خبر إنّ.

{قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ (49)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة-أو اعتراضيّة-والثانية عاطفة (ما) نافية في الموضعين، وفاعل (يعيد) يعود على الباطل.

جملة: «قل .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «جاء الحقّ

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «ما يبدئ الباطل

» في محلّ نصب معطوفة على جملة جاء الحقّ

(2)

.

وجملة: «ما يعيد .. » معطوفة على جملة ما يبدئ، تأخذ إعرابها.

(1)

أو متعلّق بحال من مفعول يقذف المقدّر و (الباء) للملابسة .. ويجوز أن تكون (الباء) للاستعانة فيتعلّق ب (يقذف) أي: يقذف الباطل بالحقّ، أو (الباء) زائدة والفعل مضمّن معنى يلقي أو يرسل كقوله ولا تلقوا بأيديكم .. أو يضمّن الفعل معنى يحكم ويقضي ..

(2)

أو اعتراضيّة إذا لم يكن الكلام من مقول القول، أو اسم موصول والعائد محذوف.

ص: 241

‌البلاغة

الكناية: في قوله تعالى «وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ» .

أي ذهب واضمحل، بحيث لم يبق له أثر، مأخوذ من هلاك الحي، وأنه إذا هلك لم يبق له إبداء-أي فعل ابتداء-ولا إعادة-أي فعله ثانيا-كما يقال: لا يأكل ولا يشرب، أي ميت. فالكلام كناية عما ذكر، أو مجاز متفرع على الكناية.

{قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اِهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50)}

‌الإعراب:

(ضللت) في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (على نفسي) متعلّق ب (أضلّ)، (اهتديت) مثل ضللت (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) حرف مصدريّ (إليّ) متعلّق ب (يوحي).

والمصدر المؤوّل (ما يوحي .. ) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بمحذوف خبر، والمبتدأ مقدّر تقديره اهتدائي.

جملة: «قل .... » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إن ضللت

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «إنّما أضلّ .... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «إن اهتديت

» في محلّ نصب معطوفة على جملة ضللت.

وجملة: «يوحي

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «(يوحي) ربّي (اهتدائي)» في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.

وجملة: «إنّه سميع

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ-أو تعليليّة-

ص: 242

{وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (51) وَقالُوا آمَنّا بِهِ وَأَنّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (52) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (53) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (54)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (إذ) ظرف أستعير للمستقبل متعلّق ب (ترى)

(1)

،ومفعول ترى محذوف تقديره حالهم (الفاء) تعليليّة (لا) نافية للجنس (فوت) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب، والخبر محذوف أي لا فوت لهم (الواو) عاطفة (من مكان) متعلّق ب (أخذوا

).

جملة: «ترى

» لا محلّ لها استئنافيّة .. وجواب الشرط محذوف تقديره لرأيت أمرا عظيما ..

وجملة: «فزعوا

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «لا فوت (لهم) .. » لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «أخذوا

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة فزعوا.

(52)

(به) متعلّق ب (آمنّا)، (الواو) اعتراضيّة (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفية-وفيه معنى كيف-متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ التناوش (لهم) متعلّق بحال من التناوش، والعامل فيها الاستقرار.

وجملة: «قالوا

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة فزعوا ..

وجملة: «آمنّا به

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أنّى لهم التناوش

» لا محلّ لها اعتراضيّة.

(1)

لتحقّق الوقوع ..

ص: 243

(53)

(الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (به) متعلّق ب (كفروا)، (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضّمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كفروا)، (الواو) عاطفة (بالغيب) متعلّق ب (يقذفون) بتضمينه معنى يرجمون أو يرمون (من مكان) متعلّق ب (يقذفون).

وجملة: «كفروا

» في محلّ نصب حال من الضمير في (به) أو من الفاعل في (قالوا).

وجملة: «يقذفون

» في محلّ نصب معطوفة على جملة كفروا ..

(54)

(الواو) عاطفة في الموضعين، ونائب الفاعل لفعل (حيل) ضمير مستتر يعود على مصدر الفعل أي حيل الحول

(1)

(بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (حيل)، (بين) الثاني معطوف على الأول (ما) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، (ما) الثاني كذلك (بأشياعهم) متعلّق ب (فعل)، (كما) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله حيل أي حيل حولا كالذي فعلناه بأشياعهم (من قبل) مثل الأول، متعلّق بنعت لأشياعهم

(2)

، (في شكّ) متعلّق بخبر كانوا

وجملة: «حيل بينهم

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة فزعوا ..

وجملة: «يشتهون .. » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.

وجملة: «فعل

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.

وجملة: «إنّهم كانوا

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «كانوا في شكّ .. » في محلّ رفع خبر إنّ.

(1)

أو نائب الفاعل هو الظرف، وحينئذ يكون مبنيّا على الفتح في محلّ رفع.

(2)

أو متعلّق ب (فعل).

ص: 244

‌الصرف:

(فوت)،مصدر سماعيّ لفعل فات يفوت باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصدر آخر هو فوات زنة فعال بفتح الفاء.

(52)

التناوش: مصدر قياسيّ للخماسيّ تناوش، وزنه تفاعل بفتح التاء وضمّ العين .. معناه التناول والتطاعن بالرماح وغيرهما .. وقيل بمعنى الرجعة أو التوبة.

(54)

حيل: فيه إعلال بالقلب أصله حول بضمّ الحاء وكسر الواو- الألف في حال أصلها واو-ثمّ نقلت حركة الواو إلى الحرف قبلها لثقلها على الواو-إعلال بالتسكين-ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.

(أشياعهم)،جمع شيع زنة فعل بكسر ففتح، وشيع جمع شيعة ..

انظر الآية (65) من سورة الأنعام ووزن أشياع أفعال

‌البلاغة

التمثيل: في قوله تعالى «وَأَنّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ» .

والمراد تمثيل حالهم، في الاستخلاص بالايمان، بعد ما فات عنهم وبعد، بحال من يريد أن يتناول الشيء، بعد أن بعد عنه وفات، في الاستحالة.

‌فوائد

- أوجه مخالفة (لا) النافية للجنس ل (إنّ):

تخالف (لا) النافية للجنس (إن) في سبعة أوجه هي:

1 -

لا تعمل (لا) إلا في النكرات، مثل (لا كاذب محبوب)،بخلاف إن 2 - يكون اسمها مبنيا، إذا لم يكن مضافا ولا شبيها بالمضاف، كقوله تعالى:

{يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ} .

3 -

أن ارتفاع خبرها عند إفراد اسمها نحو: (لا رجل قائم) بما كان مرفوعا به قبل دخولها، لا بها. وهذا القول لسيبويه وخالفه الأخفش والأكثرون، ولا خلاف بين البصريين في أن ارتفاعه بها إذا كان اسما عاملا.

ص: 245

4 -

أن خبرها لا يتقدم على اسمها قبل مضي الخبر وبعده.

5 -

أنه يجوز مراعاة محلها مع اسمها، قبل مضي الخبر وبعده، فيجوز رفع النعت والمعطوف عليه، نحو (لا رجل ظريف فيها) و (لا رجل وامرأة فيها).

6 -

يجوز إلغاؤها إذا تكررت، نحو (لا حول ولا قوة إلا بالله).ولك فتح الاسمين ورفعهما والمخالفة بينهما.

7 -

أنه يكثر حذف خبرها، كما في الآية التي نحن بصددها {(وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ)} أي فلا فوت لهم، وكذلك قوله تعالى {قالُوا: لا ضَيْرَ} أي لا ضير علينا، وتميم لا تذكر الخبر حينئذ.

انتهت سورة «سبأ» ويليها سورة «فاطر»

ص: 246

‌سورة فاطر

آياتها 45 آية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

{الْحَمْدُ لِلّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)}

‌الإعراب:

(لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (جاعل) نعت ثان للفظ الجلالة مجرور (رسلا) مفعول به لاسم الفاعل جاعل

(1)

، (أولي) نعت ل (رسلا) منصوب، وعلامة النصب الياء، ملحق بجمع المذكّر (مثنى) نعت لأجنحة مجرور، وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة على الألف، ممنوع من الصرف، صفة معدولة، وكذلك (ثلاث، رباع)، (في الخلق) متعلّق ب (يزيد)

(2)

، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (على كلّ) متعلّق ب (قدير).

(1)

يجوز أن يكون حالا إذا فسّر (جاعل) بمعنى خالق.

(2)

أو هو في موضع المفعول الثاني.

ص: 247

جملة: «الحمد لله

» لا محلّ لها ابتدائيّة.

وجملة: «يزيد

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «يشاء

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «إنّ الله .. قدير

» لا محلّ لها تعليليّة.

‌البلاغة

معنى الزيادة: في قوله تعالى «يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ» :

خير ما قيل في هذه الآية، ما أورده الزمخشري في كشافه:«والآية مطلقة تتناول كل زيادة في الخلق، من طول قامة، واعتدال صورة، وتمام في الأعضاء، وقوة في البطش، وحصافة في العقل، وجزالة في الرأي، وجراءة في القلب، وسماحة في النفس، وذلاقة في اللسان، ولباقة في التكلم، وحسن تأنّ في مزاولة الأمور، وما أشبه ذلك مما لا يحيط به الوصف» .

‌الفوائد

1 -

مفعل وفعال.

تصاغ من الأعداد من واحد إلى عشرة صيغتان ممنوعتان من الصرف هما:

مفعل وفعال. فنقول: موحد وأحاد، ومثنى وثناء، ومثلث وثلاث .. إلخ. وسبب المنع أن هذه الأعداد صفات معدولة.

2 -

قوله تعالى {جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ} وقوله تعالى في سورة النساء {فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ} :قال النحاة والمفسرون: (الواو) بمعنى (أو)،لكن ابن هشام عقّب على قولهم بقوله: لا يعرف ذلك في اللغة، وإنما يقوله بعض ضعفاء المعربين والمفسرين. وأما الآية فقال أبو طاهر حمزة بن الحسين الأصفهاني، في كتابه المسمّى ب «الرسالة المعربة عن شرف الإعراب»:القول فيها بأن الواو بمعنى (أو) عجز عن درك الحق، فاعلموا أن الأعداد التي تجمع قسمان: قسم يؤتى به ليضم بعضه إلى بعض، وهو الأصول كقوله تعالى {ثَلاثَةِ أَيّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ، تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ} {وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}

ص: 248

وقسم يؤتى به لا ليضم بعضه إلى بعض، وإنما يراد به الانفراد، لا الاجتماع، وهو الأعداد المعدولة، كآية النساء وآية فاطر الآنفتي الذكر. وقال: أي منهم جماعة ذوو جناحين، وجماعة ذو وثلاثة ثلاثة، وجماعة ذو وأربعة أربعة فكل جنس مفرد بعدد.

{ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)}

‌الإعراب:

(ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (يفتح) مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (للناس) متعلّق ب (يفتح)، (من رحمة) متعلّق بحال من (ما)

(1)

(الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (لها) متعلّق بخبر لا (الواو) عاطفة (ما يمسك فلا مرسل له) مثل ما يفتح .. فلا ممسك لها (من بعده) متعلّق بالخبر المحذوف

(2)

، (الواو) استئنافيّة (الحكيم) خبر ثان مرفوع.

جملة: «يفتح الله

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا ممسك لها

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «يمسك

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يفتح.

وجملة: «لا مرسل له

» في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.

وجملة: «هو العزيز

» لا محلّ لها استئنافيّة.

(1)

أو تمييز له.

(2)

لم يعلّق الظرف باسم الفاعل (مرسل)،لأن اسم (لا) النافية للجنس المبنيّ لا يعمل وهو الرأي الغالب-ولكن يتسامح بالظرف ما لا يتسامح بغيره، فلا مانع من التعليق باسم الفاعل.

ص: 249

(أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق ب (تؤفكون)،و (الواو) فيه نائب الفاعل.

جملة النداء: «يأيّها .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «اذكروا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «هل من خالق غير الله .. » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «يرزقكم .. » لا محلّ لها استئنافيّة

(1)

.

وجملة: «لا إله إلاّ هو .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تؤفكون

» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان هذا هو الحقّ فأنّى تؤفكون

(4)

- (الواو) عاطفة (الفاء) لربط الجواب بالشرط (قد) حرف تحقيق (رسل) نائب الفاعل مرفوع (من قبلك) متعلّق بنعت لرسل

(2)

، (الواو) عاطفة (إلى الله) متعلّق ب (ترجع)، (الأمور) نائب الفاعل مرفوع.

وجملة: «يكذّبوك .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء.

وجملة: «كذّبت رسل

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «ترجع الأمور .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة يكذّبوك.

{يا أَيُّهَا النّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ (6) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7)}

(1)

أو في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ خالق.

(2)

أو متعلّق ب (كذّبت).

ص: 251

‌الإعراب:

(يأيّها الناس) مرّ إعرابها

(1)

، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) ناهية جازمة في الموضعين (تغرّنكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم، ومثله (يغرّنكم)، (بالله) متعلّق ب (يغرنّكم)، و (الباء) سببيّة بحذف مضاف أي بسبب حلم الله.

جملة: «يأيّها الناس .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّ وعد الله حقّ

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «لا تغرنّكم الحياة

» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تنبهوا فلا تغرّنكم

(2)

.

وجملة: «لا يغرّنّكم بالله الغرور .. » معطوفة على جملة لا تغرّنّكم الحياة

(6)

(لكم) متعلّق بحال من عدو (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (عدوّا) مفعول به ثان منصوب، (من أصحاب) متعلّق بخبر يكونوا.

وجملة: «إنّ الشيطان لكم عدوّ .. » لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.

وجملة: «اتّخذوه .. » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وعيتم ذلك فاتّخذوه .. أو إن أردتم النجاة من النار فاتّخذوه ..

وجملة: «يدعو .... » لا محلّ لها تعليل لما سبق.

وجملة: «يكونوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

والمصدر المؤوّل (أن يكونوا

) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يدعو).

(1)

في الآية (3) من هذه السورة.

(2)

أو هي جواب شرط مقدّر أي: إن أردتم الفوز بوعد الله فلا تغرّنّكم الحياة.

ص: 252

(7)

(لهم) متعلّق بخبر مقدّم في الموضعين للمبتدأين عذاب ومغفرة (أجر) معطوف على مغفرة بالواو مرفوع.

وجملة: «الذين كفروا .. » لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.

وجملة: «كفروا .. » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.

وجملة: «لهم عذاب .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).

وجملة: «الذين آمنوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين كفروا

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

وجملة: «عملوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.

وجملة: «لهم مغفرة

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) الثاني.

{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ (8)}

‌الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) استئنافيّة (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف تقديره كمن هداه الله (له) متعلّق ب (زيّن)، (سوء) نائب الفاعل مرفوع (حسنا) مفعول به ثان منصوب (الفاء) استئنافيّة (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به في الموضعين (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (عليهم) متعلّق ب (تذهب)، (حسرات) مصدر في موضع الحال منصوب

(1)

، وعلامة النصب الكسرة (ما) حرف مصدريّ

(2)

.

(1)

أو مفعول لأجله منصوب.

(2)

أو اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بعليم، والعائد محذوف.

ص: 253

والمصدر المؤوّل (ما يصنعون

) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بعليم.

جملة: «من زيّن له سوء .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «زيّن له سوء .. » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.

وجملة: «رآه

» لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّن ..

وجملة: «إنّ الله يضلّ

» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.

وجملة: «يضل

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «يشاء

» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.

وجملة: «يهدي

» في محلّ رفع معطوفة على جملة يضلّ.

وجملة: «يشاء (الثانية)» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث.

وجملة: «لا تذهب نفسك .. » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عذّبوا فلا تذهب

وجملة: «إنّ الله عليم .. » لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «يصنعون .. » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

‌البلاغة

فن الإيغال: في قوله تعالى «فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ» .

وفن الإيغال، هو الإتيان بكلام يعتبر بمثابة التتمة لكلام سبقه احتياطا، فقد أقسم الله بحياة الرسول أكثر من مرة على أن الذين أعرضوا عنه وخالفوه قد تجاوزوا كل حدّ بإعراضهم، ودللوا على أنهم مفرطون في الغباوة، موغلون في الضلال، كما قال تعالى في أكثر من موضع «لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ» وقوله أيضا «وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ»

{وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ (9)}

ص: 254

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة

(1)

، (إلى بلد) متعلّق ب (سقناه)، (به) متعلّق ب (أحيينا)، (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (أحيينا)،وهو للزمان (كذلك) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (النشور).

جملة: «الله الذي

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أرسل .. » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «تثير

» لا محلّ لها معطوفة على صلة الموصول

(2)

.

وجملة: «سقناه

» لا محلّ لها معطوفة على جملة تثير.

وجملة: «أحيينا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة سقناه ..

وجملة: «كذلك النشور .. » لا محلّ لها استئنافيّة مقرّرة لمضمون ما سبق.

‌البلاغة

1 -

الالتفات: في قوله تعالى «وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ» .

التفاتان: الأول: حيث أخبر بالفعل المضارع عن الماضي، فقد قال:«فتثير» مضارع، وما قبله وما بعده ماض، ليحكي الحال التي تقع فيها إثارة الرياح السحاب، وتستحضر تلك الصورة البديعة الدالة على القدرة الربانية؛ وهكذا يفعلون بفعل فيه نوع تمييز وخصوصية، بحال تستغرب، أو تهمّ المخاطب، أو غير ذلك.

والالتفات الثاني: في قوله «فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا» .

ولو جرى على نمط الكلام لقال فسقى وأحيا، ولكنه عدل بهما عن لفظ الغيبة إلى لفظ التكلم، وهو أدخل في الاختصاص وأدل عليه. وإنما عبر بالماضيين بعد

(1)

وفي (سقناه) التفات من الغيبة إلى المتكلّم.

(2)

والعائد محذوف أي تثير الرياح بإرادته.

ص: 255

المضارع للدلالة على التحقق.

2 -

التشبيه المرسل: في قوله تعالى «كَذلِكَ النُّشُورُ» .

تشبيه مرسل، لوجود الأداة، أي كمثل إحياء الموات نشور الأموات، في صحة المقدورية، أو في كيفية الإحياء.

{مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)}

‌الإعراب:

(من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (كان) ماض ناقص-ناسخ-في محلّ جزم فعل الشرط، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لله) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ العزّة (جميعا) حال منصوبة من العزّة الثاني أي في الدنيا والآخرة (إليه) متعلّق ب (يصعد)، (الواو) عاطفة (العمل) مبتدأ مرفوع

(1)

،وفاعل (يرفعه) ضمير يعود على لفظ الجلالة

(2)

،وضمير الغائب يعود على العمل (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ عذاب (السيّئات) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته

(3)

،أي يمكرون المكرات السيّئات (هو) ضمير منفصل مبتدأ خبره جملة يبور.

جملة: «من كان

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «كان يريد

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).

(1)

أو معطوف على الكلم، وجملة يرفعه حال من العمل، أو استئناف بيانيّ.

(2)

أو يعود على العمل، وضمير الغائب يعود على الكلم الطيّب.

(3)

وإذا ضمّن الفعل (يمكرون) معنى يكسبون، فالسيّئات مفعول به.

ص: 256

وجملة: «يريد

» في محلّ نصب خبر كان.

وجملة: «لله العزّة

» لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي:

من كان يريد العزّة فليطلبها من عند الله.

وجملة: «يصعد .. » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «العمل الصالح يرفعه .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصعد

(1)

.

وجملة: «يرفعه

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (العمل).

وجملة: «الذين يمكرون .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان ..

وجملة: «يمكرون .. » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «لهم عذاب .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).

وجملة: «مكر أولئك .. » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «هو يبور .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ «مكر» .

وجملة: «يبور» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو).

‌البلاغة

المجاز المرسل: في قوله تعالى «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ» .

صعود الكلم إليه تعالى مجاز مرسل عن قبوله بعلاقة اللزوم، أو استعارة بتشبيه القبول بالصعود، ويجوز أن يجعل الكلم مجازا عما كتب فيه بعلاقة الحلول.

{وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاّ بِعِلْمِهِ وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاّ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (11) وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)}

(1)

يجوز أن تكون حالا من الكلم.

ص: 257

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (من تراب) متعلّق ب (خلقكم)، وكذلك (من نطفة) فهو معطوف على الأول (أزواجا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (ما) نافية (أنثى) مجرور لفظا ومرفوع محلاّ فاعل تحمل (إلاّ) للحصر (بعلمه) متعلّق بحال من أنثى أي: إلاّ متلبّسة بعلمه أو إلاّ معلوما حملها له (الواو) عاطفة (ما) مثل الأولى (معمّر) مجرور لفظا مرفوع محلاّ نائب الفاعل، ونائب الفاعل لفعل (ينقص) ضمير يعود على معمّر (من عمره) متعلّق ب (ينقص)، (إلاّ في كتاب) مثل إلاّ بعلمه، والحال من معمّر أو من عمر (على الله) متعلّق ب (يسير).

جملة: «الله خلقكم .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «خلقكم .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله).

وجملة: «جعلكم .. » في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقكم.

وجملة: «تحمل من أنثى

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «تضع

» لا محلّ لها معطوفة على جملة تحمل.

وجملة: «يعمر من معمّر .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة تحمل أو على الاستئناف.

وجملة: «ينقص

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يعمّر.

وجملة: «إنّ ذلك .. يسير» لا محلّ لها استئناف بيانيّ-أو تعليليّة (12)(الواو) عاطفة في المواضع الستّة (ما) نافية (سائغ) خبر آخر

ص: 258

مرفوع

(1)

، (شرابه) فاعل لاسم الفاعل سائغ، (من كلّ) متعلّق ب (تأكلون)، (فيه) متعلّق بمواخر

(2)

، (اللام) للتعليل (تبتغوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من فضله) متعلّق ب (تبتغوا)

والمصدر المؤوّل (أن تبتغوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (مواخر).

وجملة: «ما يستوي البحران

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «هذا عذب

» في محلّ نصب حال.

وجملة: «هذا ملح

» في محلّ نصب معطوفة على جملة هذا عذب.

وجملة: «تأكلون

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يستوي ..

(3)

.

وجملة: «تستخرجون

» معطوفة على جملة تأكلون تأخذ إعرابها.

وجملة: «تلبسونها .. » في محلّ نصب نعت لحلية.

وجملة: «ترى

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «تبتغوا .. » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «لعلّكم تشكرون .. » لا محلّ لها معطوفة على تعليل مقدّر أي لعلّكم ترزقون ولعلّكم تشكرون ..

وجملة: «تشكرون .. » في محلّ رفع خبر لعلّ.

‌الصرف:

(معمّر)،اسم مفعول من الرباعيّ عمّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين.

(1)

أو هو خبر مقدّم للمبتدأ (شرابه) والجملة خبر هذا ..

(2)

أو متعلّق ب (ترى).

(3)

أو معطوفة على جملة الحال في محلّ نصب.

ص: 259

‌البلاغة

1 -

الكلام المتسامح فيه: في قوله تعالى «وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاّ فِي كِتابٍ» .

الإنسان إما معمر أي طويل العمر: أو منقوص العمر، أي قصير، فأما أن يتعاقب عليه التعمير وخلافه فمحال، ولذلك صح قوله «وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ» ،فهذا من الكلام المتسامح فيه، ثقة في تأويله بأفهام السامعين، واتكالا على تسديدهم معناه بعقولهم، وأنه لا يلتبس عليهم إحالة الطول والقصر في عمر واحد، وعليه كلام الناس المستفيض. يقولون:

لا يثيب الله عبدا ولا يعاقبه إلا بحق. وما تنعمت بلدا ولا اجتويته إلا قل فيه ثوائي، أي: كرهت المقام به.

2 -

التمثيل: في قوله تعالى «وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ» .

ويسميه بعضهم الاستعارة التمثيلية، وهو تركيب استعمل في غير موضعه، لعلاقة المشابهة، وليس فيه ذكر للمشبه ولا لأداة التشبيه. وهذا مثال يوضحه، وهو قولهم:

«أنت تضرب في حديد بارد» فقد شبهت حال من يلح في الحصول على شيء يتعذر تحقيقه، بحال من يضرب حديدا باردا، بجامع أن كلاّ منهما يكون عملا لا يرجى من ورائه أثر؛ وليس في هذا التركيب ذكر للمشبه ولا لأداة التشبيه، فهو إذن استعارة تمثيلية، لأنه تركيب استعمل في غير ما وضع له، والمشابهة ظاهرة بين المعنيين المجازي والحقيقي. وهذا النوع يكثر في الأمثال السائرة النثرية والشعرية، كقولهم:«إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا» يضرب لمن يتطاول عليك، أو للقوي يقع فيمن هو أقوى منه وأعنف. والمخاطب لم يكن ريحا ولم يلاق إعصارا.

{يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اِسْتَجابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)}

ص: 260

‌الإعراب:

(في النهار) متعلّق ب (يولج)،وكذلك (في الليل)، وفاعل يولج في الموضعين، وفاعل (سخر) يعود على الله (لأجل) متعلّق ب (يجري)،والإشارة في (ذلكم) إلى المتّصف بالصفات السابقة، مبتدأ خبره الأول الله، وخبره الثاني ربّكم (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ الملك .. والجملة خبر ثالث (الواو) عاطفة (من دونه) حال من مفعول تدعون المقدّر (ما) نافية (قطمير) مجرور لفظا منصوب محلاّ مفعول به.

جملة: «يولج الليل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يولج النهار

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «سخّر

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «كلّ يجري .. » في محلّ نصب حال من الشمس والقمر.

وجملة: «يجري .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ)

(1)

.

وجملة: «ذلكم الله

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «الذين تدعون

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلكم الله.

وجملة: «تدعون

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «ما يملكون .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).

(14)

(لا) نافية (يسمعوا) مضارع مجزوم جواب الشرط (لو) حرف شرط

(1)

جاء (كلّ) مبتدأ على نيّة الإضافة أي كلّ واحد منهما، فالتنوين فيه عوض من كلمة.

ص: 261

غير جازم (ما) نافية (لكم) متعلّق ب (استجابوا)(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يكفرون)،وكذلك (بشرككم)، (الواو) استئنافيّة (لا) نافية

وجملة: «تدعوهم

» لا محلّ لها تعليليّة-أو استئناف بيانيّ- وجملة: «لا يسمعوا

» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

وجملة: «سمعوا

» لا محل لها معطوفة على جملة تدعوهم.

وجملة: «ما استجابوا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «يكفرون .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة تدعوهم.

وجملة: «لا ينبّئك مثل خبير .. » لا محلّ لها استئنافيّة ..

‌الصرف:

(قطمير)،اسم لما يغلّف نواة التمر من قشر .. أو هو شقّ النواة-وهو اختيار المبرّد-وزنه فعليل.

‌فوائد

من أنواع (لو):

من أنواع (لو) ما لا يعقل فيه بين الجزأين ارتباط مناسب، وهو قسمان:

1 -

ما يراد فيه تقرير الجواب، وجد الشرط أو فقد، ولكنه مع فقده أولى. وذلك كالأثر عن عمر رضي الله عنه:«نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه» فإنه يدل على تقرير عدم العصيان على كل حال، وعلى أن انتفاء المعصية مع ثبوت الخوف أولى، وإنما لم تدل على انتفاء الجواب لأمرين:

أحدهما: أن دلالتها على ذلك إنما هو من باب مفهوم المخالفة. وفي هذا الأثر دل مفهوم الموافقة على عدم المعصية، لأنه إذا انتفت المعصية عند عدم الخوف فعند الخوف أولى، وإذا تعارض هذان المفهومان قدم مفهوم الموافقة.

الثاني: لما فقدت المناسبة انتفت العلّيّة، فلم يجعل عدم الخوف علة عدم المعصية، فعلمنا أن عدم المعصية، معلل بأمر آخر، وهو الحياء والإعظام، وذلك مستمر مع الخوف، فيكون عدم المعصية عند عدم الخوف مستندا إلى ذلك السبب

ص: 262

وحده، وعند الخوف مستندا إليه فقط، أو إليه وإلى الخوف. وعلى ذلك تتخرج آية لقمان {وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ} لأن العقل يجزم بأن الكلمات إذا لم تنفد مع كثرة هذه الأمور فلأن لا تنفد مع قلتها أولى. وكذا في الآية التي نحن بصددها {وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ} لأن عدم الاستجابة عند عدم السماع أولى، وكذا {وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا} فإن التولي عند عدم الإسماع أولى.

2 -

أن يكون الجواب مقررا على كل حال، من غير تعرض لأولوية، نحو {(وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ)} ،فهذا وأمثاله يعرف ثبوته بعلة أخرى مستمرة على التقديرين، والمقصود في هذا القسم تحقيق ثبوت الثاني، وأما الامتناع في الأول فإنه وإن كان حاصلا لكنه ليس المقصود.

ويتضح من خلال ذلك فساد قول القائل بأن (لو) حرف امتناع لامتناع، وأن العبارة الجيدة قول سيبويه رحمه الله «حرف لما كان سيقع لوقوع غيره» .

{يا أَيُّهَا النّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ (17) وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكّى فَإِنَّما يَتَزَكّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ (18)}

‌الإعراب:

(يا أيها الناس) مرّ إعرابها

(1)

، (إلى الله) متعلّق بالفقراء (هو) ضمير فصل (الغنيّ) خبر المبتدأ الله.

جملة: «يا أيها الناس

» لا محلّ لها استئنافيّة.

(1)

في الآية (3) من هذه السورة.

ص: 263

وجملة: «أنتم الفقراء

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «الله .. الغنيّ

» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

(16)

(بخلق) متعلّق ب (يأت) ..

وجملة: «يشأ

» لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء.

وجملة: «يذهبكم

» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

وجملة: «يأت

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يذهبكم.

(17)

(الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (على الله) متعلّق بعزيز (عزيز) مجرور لفظا منصوب محلاّ خبر ما.

وجملة: «ما ذلك .. بعزيز» لا محلّ لها معطوفة على جملة يشأ.

(18)

(الواو) عاطفة (لا) نافية (وازرة) فاعل مرفوع على حذف موصوف أي نفس وازرة (وزر) مفعول به منصوب (أخرى) مضاف إليه مجرور وعلى حذف موصوف أي نفس أخرى (مثقلة) فاعل تدع وعلى حذف موصوف أي نفس مثقلة (إلى حملها) متعلّق ب (تدع)،ومفعول تدع محذوف أي تدع نفس نفسا (لا) نافية (يحمل) مضارع مجزوم جواب الشرط مبنيّ للمجهول (منه) متعلّق ب (يحمل)، (شيء) نائب الفاعل (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم، واسم (كان) ضمير يعود على المدعو المفهوم من سياق الكلام (ذا) خبر كان منصوب

(1)

، (إنّما) كافّة ومكفوفة (بالغيب) حال من المفعول-أو الفاعل- (الواو) استئنافيّة-أو عاطفة- (تزكّى) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) مثل الأولى (لنفسه) متعلّق بحال من فاعل يتزكّى (الواو) عاطفة (إلى الله) خبر مقدّم.

(1)

أجاز العكبريّ أن يكون حالا من فاعل كان التامّة.

ص: 264

وجملة: «لا تزر وازرة .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة يشأ.

وجملة: «تدع مثقلة

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يشأ.

وجملة: «لا يحمل منه شيء .. » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

وجملة: «كان ذا قربى

» في محلّ نصب حال .. وجواب الشرط. محذوف دلّ عليه ما قبله.

وجملة: «إنّما تنذر

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يخشون .. » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «أقاموا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «من تزكّى

» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما تنذر

وجملة: «تزكّى

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).

وجملة: «يتزكى

» في محلّ جزم جواب الشرط ..

وجملة: «إلى الله المصير

» لا محلّ لها معطوفة على جملة من تزكّى.

‌الصرف:

(18)

مثقلة: مؤنّث مثقل، اسم مفعول من الرباعيّ أثقل، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.

(حملها)،اسم لما يحمل، الجمع أحمال زنة أفعال حمولة زنة فعولة بضمّ الفاء.

‌البلاغة

1 -

المبالغة: في قوله تعالى «أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ» .

عرّف الفقراء للمبالغة في فقرهم، كأنهم لكثرة افتقارهم، وشدة احتياجهم هم الفقراء فحسب، وأن افتقار سائر الخلائق بالنسبة إلى فقرهم بمنزلة العدم.

ولذلك قال تعالى «وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً» .

ص: 265

2 -

جناس الاشتقاق: في قوله تعالى «وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» .

فالجناس بين تزر ووازرة ووزر. والوزر كما في المصباح الإثم. والوزر الثقل أيضا ومنه يقال وزر يزر من باب وعد إذا حمل الإثم.

{وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ (19) وَلا الظُّلُماتُ وَلا النُّورُ (20) وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ (21) وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلا الْأَمْواتُ إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) إِنْ أَنْتَ إِلاّ نَذِيرٌ (23)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الخمسة

(1)

، (الظلمات، النور الظل، الحرور) ألفاظ معطوفة بحروف العطف على الأعمى والبصير كلّ بما يقابله (ما) مثل الأولى (الأموات) معطوف على الأحياء (ما) الثالثة نافية عاملة عمل ليس (مسمع) مجرور لفظا منصوب محلاّ خبر ما (في القبور) متعلّق بمحذوف صلة من.

(إن) نافية (إلاّ) للحصر (نذير) خبر المبتدأ أنت.

جملة: «ما يستوي الأعمى .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ما يستوي الأحياء .. » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «إنّ الله يسمع .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يسمع من يشاء

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «يشاء .. » لا محلّ لها صلة الموصول (من).

(1)

قيل الزوائد قبل (النور، الحرور، الأموات)،وغير زوائد قبل (الظلمات، الظلّ) لأنهما فاعلان لفعلين محذوفين.

ص: 266

وجملة: «ما أنت بمسمع .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الله يسمع.

وجملة: «إن أنت إلاّ نذير .. » لا محلّ لها تعليليّة-أو استئناف بيانيّ-

‌الصرف:

(الحرور)،مصدر حرّ يحرّ باب ضرب وباب نصر وهو اشتداد حرّ الشمس وغيره، أو هو اسم للريح الحارة. قال أبو عبيدة:

أخبرنا رؤبة أن الحرور بالنهار والسموم بالليل-واللفظ مؤنّث وزنه فعول بفتح الفاء.

‌البلاغة

التمثيل والطباق: في قوله تعالى «الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ» .

مثل للمؤمن والكافر؛ والظلمات والنور، مثل للحق والباطل؛ وكذلك الظل والحرور والأحياء والأموات، مثل للذين دخلوا في الإسلام والذين لم يدخلوا فيه وأصروا على الكفر.

{إِنّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاّ خَلا فِيها نَذِيرٌ (24) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ (25) ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (26)}

‌الإعراب:

(إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (بالحقّ) متعلّق بحال من المفعول أو من الفاعل (بشيرا) حال من المفعول منصوبة (الواو) عاطفة (إن) حرف نفي (أمّة) مجرور لفظا مرفوع محلاّ مبتدأ-معتمد على نفي- (إلاّ) للحصر (فيها) متعلّق ب (خلا).

جملة: «إنّا أرسلناك .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

ص: 267

وجملة: «أرسلناك .. » في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «إن من أمّة إلاّ خلا .. » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «خلا فيها نذير .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أمّة .. ).

(25)

(الواو) عاطفة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الذين (بالبيّنات) متعلّق بحال من رسلهم (بالزبر، بالكتاب) متعلّقان بما تعلّق به الجارّ الأول.

وجملة: «يكذّبوك .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا أرسلناك.

وجملة: «قد كذّب الذين .. » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «جاءتهم رسلهم .. » في محلّ نصب حال من الموصول.

(26)

(الفاء) عاطفة (كيف) اسم استفهام للتقرير في محلّ نصب خبر كان (نكير) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فواصل الآيات .. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه.

وجملة: «أخذت .. » في محلّ جزم معطوفة على جملة كذّب الذين ..

وجملة: «كفروا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «كان نكير .. » معطوفة على جملة أخذت الذين .. لأن الاستفهام هنا تقريريّ أي: عاقبت الذين كفروا فكان إنكاريّ في محلّه

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)}

ص: 268

‌الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام التقريريّ (من السماء) متعلّق ب (أنزل)

(1)

، (به) متعلّق ب (أخرجنا) و (الباء) سببيّة (مختلفا) نعت لثمرات منصوب (ألوانها) فاعل لاسم الفاعل (مختلفا)، (الواو) عاطفة (من الجبال) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ جدد (بيض، حمر، مختلف) نعوت لجدد مرفوع مثله (ألوانها) الثانية فاعل لاسم الفاعل مختلف (غرابيب) معطوف على بيض

(2)

، (سود) بدل من غرابيب أو عطف بيان على نيّة التأكيد.

جملة: «تر

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أنزل .... » في محلّ رفع خبر أنّ.

والمصدر المؤوّل (أنّ الله أنزل

) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.

وجملة: «أخرجنا .. » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزل

(3)

.

وجملة: «من الجبال جدد

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

(28)

و (الواو) عاطفة (من الناس) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ مختلف بحذف موصوف أي صنف مختلف ألوانه .. (ألوانه) فاعل لاسم الفاعل مختلف (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله مختلف (إنّما) كافّة ومكفوفة (الله) لفظ الجلالة مفعول به مقدّم (من عباده) متعلّق

(1)

أو بمحذوف حال من ماء.

(2)

أو على جدد.

(3)

وفي الكلام التفات من ضمير الغيبة إلى المتكلّم.

ص: 269

بحال من الفاعل المؤخّر العلماء

وجملة: «من الناس

مختلف

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «يخشى الله

العلماء .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّ الله عزيز

» لا محلّ لها في حكم التعليل.

‌الصرف:

(جدد)،جمع جدّة اسم للطريقة، وقال بعضهم هو مفرد بمعنى الطريق الواضحة وقد وضع المفرد موضع الجمع .. ووزن جدّة فعلة بضمّ فسكون، ووزن جدد فعل بضمّ ففتح.

(بيض)،جمع أبيض زنة أفعل اسم للون المعروف أو صفة له، والأصل في بيض أن يكون على وزن فعل بضمّ فسكون-مفرده أفعل- ثمّ كسرت الباء لمناسبة الياء فقيل بيض.

(حمر)،جمع أحمر زنة أفعل، ووزن حمر فعل بضمّ فسكون، الجمع القياسيّ للصفة التي على أفعل.

(غرابيب)،جمع غربيب، اسم بمعنى الأسود الفاحم المتناهي في السواد، وزنه فعليل بكسر الفاء ووزن غرابيب فعاليل.

(سود)،جمع أسود زنة أفعل، ووزن سود فعل بضمّ فسكون، والجمع قياسيّ شأنه شأن بيض وحمر.

‌البلاغة

1 -

الالتفات: في قوله تعالى «فَأَخْرَجْنا بِهِ» .

فقد التفت عن الغيبة إلى التكلم، لإظهار كمال الاعتناء بالفعل، لما فيه من الصنع البديع، المنبئ عن كمال القدرة والحكمة.

2 -

التدبيج: في قوله تعالى «وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ» .

والتدبيج: هو أن يذكر المتكلم ألوانا، يقصد الكناية بها، والتورية بذكرها، عن

ص: 270

أشياء من وصف أو مدح أو هجاء أو نسيب أو غير ذلك من الفنون، وقد أراد الله بذلك الكناية عن المشتبه من الطرق، لأن الجادة البيضاء هي الطريق التي كثر السلوك عليها جدا، وهي أوضح الطرق وأبينها، يأمن فيها المتعسف، ولا يخاف اجتيازها الموغل في الاسفار، والممعن في افتراش صعيد المغاور؛ ولهذا قيل: ركب بهم المحجة البيضاء، ودونها الحمراء، ودون الحمراء السوداء، كأنها في خفائها والتباس معالمها ضد البيضاء في الظهور والوضوح، ولما كانت هذه الألوان الثلاثة في الظهور للعين طرفين وواسطة بينهما، فالطرف الأعلى في الظهور البياض، والطرف الأدنى في الخفاء السواد، والأحمر بينهما، على وضع الألوان والتراكيب، وكانت ألوان الجبال لا تخرج، في الغالب، عن هذه الألوان الثلاثة، أتت الآية الكريمة على هذا التقسيم، فحصل فيها التدبيج، مع صحة التقسيم وهي مسرودة على نمط متعارف، مسوقة للاعتداد بالنعم، على ما هدت إليه من السعي في طلب المصالح والمنافع، وتجنب المعاطب والمهالك الدنيوية والأخرويه.

3 -

العدول إلى الاسمية: في قوله تعالى «وَمِنَ النّاسِ» وفي قوله تعالى قبلها «وَمِنَ الْجِبالِ» :إيراد الجملتين اسميتين، مع مشاركتهما لما قبلهما من الجملة الفعلية، في الاستشهاد بمضمونها، على تباين الناس في الأحوال الباطنة، لما أن اختلاف الجبال والناس والدواب والأنعام، فيما ذكر من الألوان أمر مستمر، فعبّر عنه بما يدل على الاستمرار؛ وأما إخراج الثمرات المختلفة، فحيث كان أمرا حادثا، عبر عنه بما يدل على الحدوث.

4 -

التقديم والتأخير والحصر: في قوله تعالى «إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ» لحصر الخشية بالعلماء، كأنه قيل: إن الذين يخشون الله من بين عباده هم العلماء دون غيرهم؛ أما إذا قدمت الفاعل، فإن المعنى ينقلب إلى أنهم لا يخشون إلا الله. وهما معنيان مختلفان كما يبدو للمتأمل.

ص: 271

‌الفوائد

1 -

عمل الصفة المشبهة باسم الفاعل:

اسم الفاعل يدل على صفة مؤقتة في الإنسان، مثل: سابح-لاعب. أما الصفة المشبهة، فتدل على صفة ثابتة، مثل: كريم-شجاع-صلب .. إلخ. وكل من اسم الفاعل واسم المفعول إذا دلا على صفات ثابتة في الإنسان فيعاملان معاملة الصفة المشبهة، فاسم الفاعل في الآية {مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ} يدل على صفة مشبهة.

أما عمل الصفة المشبهة، فإما أن يرتفع معمولها على الفاعلية، كما في الآية الكريمة {مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ} ألوانه: فاعل للصفة المشبهة مختلف؛ وإما أن يجر بالإضافة، مثل (أخوك حسن الصوت)،وهو أغلب أحواله؛ وإما أن ينصب على التمييز، إن كان نكرة؛ أو شبه المفعولية، إن كان معرفة، مثل (أخوك حسن صوتا) (أخوك حسن صوته) إذا كانت الصفة المشبهة معرفة ب (ال) فلا بد لمعمولها إذا أضيف إليها أن يعرف ب (ال) أو يضاف إلى المعرف ب (ال) مثل:(أخوك الحسن الصوت) و (أخوك الحسن أداء النشيد).

2 -

العلم يصقل الفكر والسلوك:

قال ابن عباس: معنى الآية: (إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزتي وسلطاني).ومن ازداد علما ازداد خشية لله عز وجل.

عن عائشة قالت: صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فرخّص فيه، فتنزه عنه قوم. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم،فخطب فحمد الله ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه؟ فو الله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية. وعن أنس قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط، فقال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولما تلذّذتم بنسائكم على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات (الطرقات) تجأرون (تدعون الله)، فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين. الخنين: هو البكاء مع عنة وانتشاق الصوت من الأنف. قال مسروق: كفى بخشية الله علما، وكفى بالاغترار بالله جهلا، وقال مقاتل: أشد الناس خشية لله أعلمهم.

ص: 272

{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)}

‌الإعراب:

(ممّا) متعلّق ب (أنفقوا)،والعائد محذوف أي رزقناهم إيّاه (سرّا) مفعول مطلق نائب عن المصدر

(1)

فهو نوعه ..

جملة: «إنّ الذين

يرجون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يتلون .. » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «أقاموا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «أنفقوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «رزقناهم

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «يرجون

» في محلّ رفع خبر إنّ

(2)

.

وجملة: «لن تبور .. » في محلّ نصب نعت لتجارة.

(30)

(اللام) للتعليل-أو لام العاقبة- (يوفّيهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (يزيدهم) مضارع منصوب معطوف على (يوفّيهم)، (من فضله) متعلّق ب (يزيدهم)

(3)

.

والمصدر المؤوّل (أن يوفّيهم .. ) في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف أي فعلوا ذلك ليوفّيهم .. أو متعلّق ب (يرجون) إذا كانت اللام لام العاقبة.

وجملة: «يوفّيهم

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

(1)

أو مصدر في موضع الحال.

(2)

أجاز الزمخشريّ أن يكون الخبر جملة (إنّه غفور)،والرابط مقدّر أي: غفور لهم .. وجملة يرجون حال من الفاعل في (أنفقوا).

(3)

وهو في موضع المفعول الثاني.

ص: 273

وجملة: «يزيدهم .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة يوفّيهم ..

وجملة: «إنّه غفور

» لا محلّ لها تعليليّة.

{وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اِصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (33) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ (35)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (الذي) اسم موصول مبتدأ خبره الحقّ (إليك) متعلّق ب (أوحينا)، (من الكتاب) متعلّق بحال من العائد المقدّر

(1)

، (هو) ضمير فصل (مصدّقا) حال مؤكّدة منصوبة (لما) متعلّق ب (مصدّقا)

(2)

، (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (بعباده) متعلّق بخبير وبصير (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (بصير) خبر إنّ ثان مرفوع.

جملة: «الذي أوحينا .. الحقّ .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّ الله .. لخبير .. » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

(32)

(الذين) موصول في محلّ نصب مفعول به أوّل بتضمين الفعل معنى

(1)

يجوز تعليقه ب (أوحينا) على أنّ (من) للجنس أو تبعيضيّة.

(2)

أو اللام زائدة للتقوية و (ما) مفعول به لاسم الفاعل (مصدقا).

ص: 274

أعطينا، و (الكتاب) المفعول الثاني (من عبادنا) متعلّق بحال من العائد المقدّر (الفاء) عاطفة تفريعيّة (منهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم في المواضع الثلاثة للمبتدآت (ظالم، مقتصد، سابق)، (لنفسه) متعلّق بظالم

(1)

(بالخيرات) متعلّق بسابق (بإذن) متعلّق بحال من الضمير في سابق

(2)

، (ذلك) اسم إشارة مبتدأ

(3)

، (هو) ضمير فصل

(4)

، (الفضل) خبر المبتدأ ذلك ..

وجملة: «أورثنا

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «اصطفينا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «منهم ظالم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة اصطفينا ..

وجملة: «منهم مقتصد .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصطفينا ..

وجملة: «منهم سابق

» لا محلّ لها معطوفة على جملة اصطفينا ..

وجملة: «ذلك .. الفضل .. » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

(33)

(جنّات) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو

(5)

،و (الواو) في (يحلّون) نائب الفاعل (فيها) متعلّق بحال من الفاعل (من أساور) متعلّق ب (يحلّون)، (من ذهب) متعلّق بنعت لأساور (لؤلؤا) مفعول به لفعل محذوف تقديره يحلّون (فيها) متعلّق بحال من حرير-نعت تقدّم على

(1)

يجوز أن تكون اللام زائدة للتقوية، ف (نفسه) مجرور لفظا منصوب محلاّ مفعول به لاسم الفاعل ظالم.

(2)

أو متعلّق بسابق.

(3)

والإشارة إلى السبق أو إيراث الكتاب.

(4)

أو ضمير منفصل مبتدأ ثان خبره الفضل والجملة خبر المبتدأ ذلك.

(5)

أو هو مبتدأ خبره جملة يدخلونها .. أو هو خبر ثان للمبتدأ ذلك.

ص: 275

المنعوت-.

وجملة: «(هو) جنّات

» لا محلّ لها بدل من (ذلك هو الفضل).

وجملة: «يدخلونها

» في محلّ رفع نعت لجنّات-أو حال منها-.

وجملة: «يحلّون

» في محلّ نصب حال من فاعل يدخلونها أو من المفعول

(1)

.

وجملة: «لباسهم فيها حرير» معطوفة على جملة يحلّون.

(34)

(الواو) استئنافيّة (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (عنّا) متعلّق ب (أذهب)، (اللام) المزحلقة للتوكيد

وجملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «الحمد لله

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أذهب

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «إنّ ربّنا لغفور .. » لا محلّ لها اعتراضيّة.

(الذي) بدل من الموصول الأول في محلّ جرّ (من فضله) متعلّق بحال من فاعل أحلّنا (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (يمسّنا)

(2)

، (لا يمسّنا فيها لغوب) مثل لا يمسّنا فيها نصب.

وجملة: «أحلّنا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.

وجملة: «لا يمسّنا

» في محلّ نصب حال من المفعول الأول أو الثاني.

وجملة: «لا يمسّنا (الثانية)» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يمسّنا (الأولى).

(1)

أو هي خبر ثان لجنّات إذا أعرب مبتدأ.

(2)

أو متعلّق بحال من نصب، أو بحال من ضمير المفعول في (يمسّنا).

ص: 276

‌الصرف:

(35)

المقامة: مصدر ميميّ من الرباعيّ أقام، وزنه مفعلة بضمّ الميم وفتح العين، و (التاء) زائدة للمبالغة.

(لغوب)،مصدر لغب باب نصر بمعنى تعب أو باب فتح أو باب كرم، وقيل من باب فرح ولكنّها لغة ضعيفة، وزنه فعول بضمّ الفاء، وثمّة مصادر أخرى من الأبواب الثلاثة الأولى هي لغب بفتح فسكون، ولغوب بفتح اللام، ومن الباب الأخير لغب بفتحتين.

‌البلاغة

الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا» .

استعارة مكنية تبعية، شبّه إعطاء الكتاب إياهم، من غير كد أو تعب في وصوله إليهم، بتوريث الوارث.

‌فوائد

- أصناف المسلمين:

قال أبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية (ثم أورثنا الكتاب) إلى قوله (ومنهم سابق بالخيرات) قال: أما السابق بالخيرات، فيدخل الجنة بغير حساب؛ وأما المقتصد، فيحاسب حسابا يسيرا؛ وأما الظالم لنفسه، فيجلس في المقام حتى يدخله الهم ثم يدخل الجنة؛ ثم قرأ هذه الآية {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ}. وقيل: السابق من رجحت حسناته على سيئاته، والمقتصد من استوت حسناته وسيئاته، والظالم من رجحت سيئاته على حسناته، فإن قلت: لم قدم الظالم ثم المقتصد ثم السابق؟ قال جعفر الصادق: بدأ بالظالمين إخبارا بأنه لا يتقرب إليه إلا بكرمه وأن الظلم لا يؤثر في الاصطفاء، ثم ثنى بالمقتصدين لأنهم بين الخوف والرجاء، ثم ختم بالسابقين لئلا يأمن أحد مكره، وكلهم في الجنة. وقيل: رتبهم هذا الترتيب على مقامات الناس، لأن أحوال العباد ثلاثة: معصية وغفلة ثم توبة، فإذا عصى الرجل دخل في حيز الظالمين، فإذا تاب دخل في جملة المقتصدين، فإذا صحت توبته وكثرت عبادته ومجاهدته دخل في عداد

ص: 277

السابقين.

وقيل قدم الظالم لكثرة الظلم وغلبته، ثم المقتصد قليل بالقياس إلى الظالمين، والسابق أقل من القليل فلهذا أخرهم. والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده وبأسرار كتابه.

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ نار (لا) نافية (عليهم) نائب الفاعل للمجهول (يقضى)(الفاء) فاء السببيّة (يموتوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (لا) مثل الأولى (عنهم) نائب الفاعل للمجهول يخفّف

(1)

. (من عذابها) متعلّق ب (يخفّف) ..

والمصدر المؤوّل (أن يموتوا

) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من النفي السابق أي: ليس ثمّة قضاء عليهم فموت آخر.

(كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي ..

جملة: «الذين كفروا .... » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «كفروا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «لهم نار

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).

وجملة: «لا يقضى عليهم .. » في محلّ رفع خبر ثان

(2)

.

(1)

يجوز أن يكون نائب الفاعل (من عذابها)،و (عنهم) متعلّق ب (يخفّف).

(2)

أو في محلّ نصب حال من الضمير في (لهم) والعامل فيها الاستقرار.

ص: 278

وجملة: «يموتوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «لا يخفّف عنهم

» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يقضى ..

وجملة: «نجزي

» لا محلّ لها اعتراضيّة ..

(37)

(الواو) عاطفة (فيها) متعلّق ب (يصطرخون)، (ربّنا) منادى مضاف منصوب، حذف منه حرف النداء (نعمل) مضارع مجزوم جواب الطلب (صالحا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته

(1)

، (غير) نعت ل (صالحا)

(2)

، (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة (ما) نكرة موصوفة بمعنى وقت، متعلّق ب (نعمّركم)، (فيه) متعلّق بفعل يتذكّر (من) موصول فاعل يتذكّر (الواو) عاطفة-أو حالية- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، والثانية تعليليّة (ما) نافية (للظالمين) متعلّق بخبر مقدّم (نصير) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر.

وجملة: «هم يصطرخون

» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يخفّف عنهم.

وجملة: «يصطرخون

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

وجملة النداء: «ربّنا .. » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.

وجملة: «أخرجنا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «نعمل

» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.

وجملة: «كنّا نعمل

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

(1)

أو مفعول به منصوب.

(2)

أو نعت ثان للمحذوف الذي هو مفعول مطلق، أو مفعول به.

ص: 279

وجملة: «نعمل

» في محلّ نصب خبر كنّا.

وجملة: «نعمّركم .. » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر أي: يقال لهم: ألم نمهلكم ونعمّركم

وجملة: «يتذكّر

» في محلّ نصب نعت ل (ما).

وجملة: «تذكّر

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «جاءكم النذير .. » في محلّ نصب معطوفة على جملة نعمّركم

(1)

.

وجملة: «ذوقوا

» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كفرتم بالنذير فذوقوا.

وجملة: «ما للظالمين من نصير .. » لا محلّ لها تعليليّة.

‌الصرف:

(يصطرخون)،فيه إبدال تاء الافتعال طاء، أصله يصترخون، جاءت التاء بعد الصاد قلبت طاء قلبا قياسيّا وزنه يفتعلون.

‌الفوائد

- غير:

غير: اسم ملازم للإضافة في المعنى، ويجوز أن يقطع عنها لفظا إن فهم المعنى وتقدمت عليها كلمة ليس. وقولهم (لا غير) لحن وخطأ. ويقال:(قبضت عشرة ليس غيرها) برفع غير على حذف الخبر، أي مقبوضا، وبنصبها على إضمار الاسم أي (ليس المقبوض غيرها)(ليس غير) بالفتح من غير تنوين على إضمار الاسم أيضا وحذف المضاف إليه لفظا ونية ثبوته، و (ليس غير) بالضم من غير تنوين.

ولا تتعرف «غير» بالإضافة، لشدة إبهامها، وتستعمل «غير» المضافة لفظا على وجهين:

أحدهما-وهو الأصل-أن تكون صفة للنكرة، كقوله تعالى في الآية التي نحن

(1)

أو في محلّ نصب حال بتقدير قد.

ص: 280

بصددها {رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنّا نَعْمَلُ} ،أو لمعرفة قريبة منها كقوله تعالى {صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ. غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} لأن المعرف الجنسي قريب من النكرة، ولأن غيرا إذا وقعت بين ضدين ضعف إبهامها.

الثاني: أن تكون استثناء، فتعرب بإعراب الاسم الواقع بعد (إلا) وقد تحدثنا عن ذلك بالتفصيل في غير هذا الموضع فليرجع إليه.

{إِنَّ اللهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (38)}

‌الإعراب:

(بذات) متعلّق بعليم.

جملة: «إنّ الله عالم .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنه عليم

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

{هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاّ مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاّ خَساراً (39)}

‌الإعراب:

(في الأرض) متعلّق بخلائف (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ، خبره جملة كفر (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عليه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ كفره (الواو) عاطفة (لا) نافية (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (يزيد)

(1)

، (إلاّ) للحصر (مقتا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (لا يزيد

إلاّ خسارا) مثل السابقة ..

جملة: «هو الذي .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

(1)

أو متعلّق بحال من (مقتا).

ص: 281

وجملة: «جعلكم

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «من كفر

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «كفر

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).

وجملة: «عليه كفره» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «لا يزيد

كفرهم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «لا يزيد .. كفرهم (الثانية)» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

‌الصرف:

(خلائف)،جمع خليفة اسم لمن يخلف غيره، لفظ مذكّر والتاء للمبالغة، وزنه فعيلة وفعله خلف يخلف باب نصر.

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلاّ غُرُوراً (40)}

‌الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام، والرؤية في الفعل بصريّة (الذين) موصول نعت لشركاء (من دون) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي تدعونهم من دون الله (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله خلقوا

(1)

، (من الأرض) متعلّق بحال من اسم الاستفهام، (أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ شرك (في السموات) متعلّق بنعت لشرك (أم) مثل الأولى (كتابا) مفعول به ثان

(1)

أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر، وجملة خلقوا

صلة الموصول.

ص: 282

(الفاء) عاطفة (على بيّنة) متعلّق بخبر المبتدأ هم (منه) متعلّق بنعت لبيّنة (بل) للإضراب الانتقاليّ (إن) حرف نفي (بعضهم) بدل من الفاعل مرفوع (إلاّ) للحصر (غرورا) مفعول به ثان

(1)

منصوب.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أرأيتم

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «تدعون

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «أروني

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ في حيّز القول

(2)

.

وجملة: «خلقوا

» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية المعلّق بالاستفهام.

وجملة: «لهم شرك

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «آتيناهم» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «هم على بيّنة

» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيناهم.

وجملة: «يعد الظالمون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

{إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (41)}

‌الإعراب:

(أن) حرف مصدريّ ونصب، (تزولا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون وهو تام، (والألف) فاعل.

(1)

أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوعه، ويجوز أن يكون مفعولا لأجله.

(2)

أو هي بدل من مقول القول.

ص: 283

والمصدر المؤوّل (أن تزولا

) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي كراهة أن تزولا

(1)

.

(الواو) عاطفة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (زالتا) في محلّ جزم فعل الشرط (إن) نافية (أحد) مجرور لفظا مرفوع محلاّ فاعل أمسكهما (من بعده) متعلّق ب (أمسكهما)، (غفورا) خبر ثان منصوب ل (كان).

جملة: «إنّ الله يمسك

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يمسك

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «تزولا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «زالتا

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «إن أمسكهما من أحد» لا محلّ لها جواب القسم

وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.

وجملة: «إنه كان حليما

» لا محلّ لها استئناف تعليليّ.

وجملة: «كان حليما

» في محلّ رفع خبر إنّ.

{وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلاّ نُفُوراً (42) اِسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً (44)}

(1)

أو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يمسك)،أي يمسكهما من أن تزولا أي يمنعهما من الزوال (الزّجاج).

ص: 284

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (بالله) متعلّق ب (أقسموا)،والضمير فيه يعود على كفّار مكّة (جهد) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نوعه-أو صفته-

(1)

، (اللام) موطّئة للقسم (إن جاءهم) مثل إن زالتا

(2)

، (اللام) لام القسم (يكوننّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين اسم يكونن و (النون) للتوكيد (أهدى) خبر يكوننّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (من إحدى) متعلّق ب (أهدى)، (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعن متضمن معنى الشرط متعلّق ب (زادهم) المنفيّ (ما) نافية (إلاّ) للحصر (نفورا) مفعول ثان.

جملة: «أقسموا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إن جاءهم نذير

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «يكوننّ أهدى

» لا محلّ لها جواب القسم

وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.

وجملة: «جاءهم نذير

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «ما زادهم إلاّ نفورا .. » لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.

(1)

أو هو مصدر في موضع الحال.

(2)

في الآية (41) من هذه السورة.

ص: 285

(43)

(استكبارا) مفعول لأجله منصوب

(1)

، (في الأرض) متعلّق ب (استكبارا)، (الواو) عاطفة (مكر) معطوف على (استكبار) -أو على (نفورا)(الواو) واو الحال-أو اعتراضيّة- (لا) نافية (إلاّ) للحصر (بأهله) متعلّق ب (يحيق)، (الفاء) عاطفة (هل) حرف استفهام للنفي (إلاّ) مثل الأولى (سنّة) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لسنّة) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عمله تجد (الواو) عاطفة (لن تجد ..

تحويلا) مثل السابقة.

جملة: «لا يحيق المكر

» في محلّ نصب حال-أو اعتراضيّة لا محلّ لها-.

وجملة: «هل ينظرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه ..

وجملة: «لن تجد

» جواب شرط مقدّر أي مهما تفعل فلن تجد

وجملة: «لن تجد (الثانية)» معطوفة على جملة لن تجد (الأولى).

(44)

(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة ((في الأرض) ب (يسيروا)

(2)

، (الفاء) عاطفة (ينظروا) مجزوم معطوف على (يسيروا)، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول، (الواو) حاليّة (منهم) متعلّق بأشدّ (قوّة) تمييز منصوب (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (اللام) لام الجحود (يعجزه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (شيء) مجرور لفظا مرفوع محلاّ فاعل

(1)

أو مصدر في موضع الحال أي مستكبرين-الأخفش-،أو هو بدل من (نفورا).

(2)

أو بحال من الفاعل ..

ص: 286

يعجزه (في السموات) متعلّق ب (يعجزه)

(1)

، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (في الأرض) متعلّق بما تعلّق به (في السموات) فهو معطوف عليه (قديرا) خبر ثان ..

جملة: «لم يسيروا

» لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي أقعدوا في مساكنهم ولم يسيروا.

وجملة: «ينظروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يسيروا.

وجملة: «كان عاقبة

» في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام.

وجملة: «كانوا أشدّ

» في محلّ نصب حال بتقدير قد.

وجملة: «ما كان الله ليعجزه

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يعجزه من شيء

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

والمصدر المؤوّل (أن يعجزه

) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان.

وجملة: «إنّه كان عليما» لا محلّ لها استئناف بيانيّ-أو تعليليّة-.

وجملة: «كان عليما

» في محلّ رفع خبر إنّ.

‌الصرف:

(استكبارا)،مصدر قياسيّ للسداسيّ استكبر، وزنه استفعال بكسر الثالث.

‌البلاغة

ائتلاف اللفظ مع المعنى: في قوله تعالى «وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ» .

(1)

أو متعلّق بنعت لشيء.

ص: 287

فن ائتلاف اللفظ مع المعنى، أي أن تكون ألفاظ المعنى المراد يلائم بعضها بعضا، ليس فيها لفظة نافرة عن أخواتها، غير لائقة بمكانها؛ أو موصوفة بحسن الجوار، بحيث إذا كان المعنى غريبا قحا، كانت ألفاظه غريبة محضة، وبالعكس؛ ولما كان جميع الألفاظ المجاورة للقسم، في هذه الآية، كلها من المستعمل المتداول، لم تأت فيها لفظة غريبة تفتقر إلى مجاورة ما يشاكلها في الغرابة.

الإسناد المجازي: في قوله تعالى «ما زادَهُمْ إِلاّ نُفُوراً» .

إسناد مجازي، لأنه هو السبب في أن زادوا أنفسهم نفورا عن الحق، وابتعادا عنه، كقوله تعالى «فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ» .

إرسال المثل: في قوله تعالى «وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاّ بِأَهْلِهِ» .

وهذا من إرسال المثل، ومن أمثال العرب: من حفر لأخيه جبا وقع فيه منكبا.

{وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً (45)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (ما) حرف مصدري

(1)

، (ما) نافية (على ظهرها) متعلّق بحال من دابة

(2)

و (الهاء) في ظهرها يعود على الأرض في الآية السابقة

(دابّة) مجرور لفظا منصوب محلاّ مفعول.

والمصدر المؤوّل (ما كسبوا .. ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يؤاخذ).

(1)

أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي كسبوه.

(2)

أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان إذا كان (ترك) متعديا لاثنين.

ص: 288

(الواو) عاطفة (لكن) للاستدراك (إلى أجل) متعلّق ب (يؤخّرهم)، (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب الشرط (بعباده) متعلّق ب (بصيرا) خبر كان.

جملة: «لو يؤاخذ الله

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «كسبوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «ما ترك

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «يؤخّرهم

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «جاء أجلهم

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «إنّ الله كان

» لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي جازاهم بما هم له أهل ..

وجملة: «كان بعباده بصيرا» في محلّ رفع خبر إنّ.

‌البلاغة

الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها» .

استعارة مكنية تخييلية، فقد شبه الأرض بالدابة، التي يركب الإنسان عليها، ثم حذف المشبه به وهو الدابة، وأبقى لها شيئا من لوازمها وهو الظهر، والمراد ما ترك عليها.

انتهت سورة «فاطر» ويليها سورة «يس»

ص: 289

‌سورة يس

من الآية 1 إلى الآية 27

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

{يس (1)}

.حرفان مقطّعان لا محلّ لهما من الإعراب.

{وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (7) إِنّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (9) وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اِتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)}

‌الإعراب:

(الواو) واو القسم (القرآن) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم.

ص: 290

جملة: «(أقسم) بالقرآن

» لا محلّ لها ابتدائيّة.

(3 - 5)(اللام) لام القسم عوض المزحلقة (من المرسلين) متعلّق بخبر (إنّ)(على صراط) متعلّق بالخبر المحذوف

(1)

، (تنزيل) مفعول مطلق لفعل محذوف (الرحيم) نعت للعزيز مجرور مثله ..

وجملة: «إنّك لمن المرسلين» لا محلّ لها جواب القسم.

وجملة: «(نزّل) تنزيل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

(6)

(اللام) للتعليل (تنذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (ما) نافية

(2)

، (آباؤهم) نائب الفاعل مرفوع (الفاء) عاطفة ..

والمصدر المؤوّل (أن تنذر

) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالمصدر النائب عن فعله تنزيل.

وجملة: «تنذر

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «ما أنذر آباؤهم» في محلّ نصب نعت ل (قوما).

وجملة: «هم غافلون

» في محلّ نصب معطوفة على جملة ما أنذر

(اللام) لام القسم لقسم مقدّر .. (قد) حرف تحقيق (على أكثرهم) متعلّق ب (حقّ)، (الفاء) تعليليّة (لا) نافية.

وجملة: «قد حقّ القول

» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ..

وجملة القسم المقدّر استئنافيّة.

وجملة: «هم لا يؤمنون» لا محلّ لها تعليليّة.

(1)

أو متعلّق باسم الفاعل المرسلين.

(2)

أو موصولة أو نكرة موصوفة أو زائدة.

ص: 291

وجملة: «لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

(8)

(إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (في أعناقهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (الفاء) الأولى زائدة لمطلق الربط (إلى الأذقان) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ هي

(1)

.. (الفاء) الثانية عاطفة ..

وجملة: «إنّا جعلنا

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «جعلنا

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «هي إلى الأذقان

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «هم مقمحون» لا محلّ لها معطوفة على جملة هي الأذقان.

(9)

(الواو) عاطفة (من بين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا، وكذلك (من خلفهم) ف (الواو) لعطف المفعول الأول على الأول والمفعول الثاني على الثاني (الفاء) عاطفة في الموضعين ..

وجملة: «جعلنا

(الثانية)» في محلّ رفع معطوفة على جملة جعلنا (الأولى).

وجملة: «أغشيناهم

» في محلّ رفع معطوفة على جملة جعلنا (الثانية).

وجملة: «هم لا يبصرون» في محلّ رفع معطوفة على جملة أغشيناهم.

وجملة: «لا يبصرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

(10)

(الواو) عاطفة (سواء) خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر المصدر المؤوّل (عليهم) متعلّق بسواء (الهمزة) حرف مصدريّ للتسوية (أم) حرف عطف معادل للهمزة (لا) نافية ..

(1)

هذا الضمير يعود على الأيدي التي وضعت فيها الأغلال، وهي مفهومة من السياق.

ص: 292

والمصدر المؤوّل (أأنذرتهم) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.

وجملة: «سواء عليهم (إنذارك)

» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا جعلنا.

وجملة: «أنذرتهم

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (الهمزة).

وجملة: «لم تنذرهم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنذرتهم.

وجملة: «لا يؤمنون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

(11)

(إنّما) كافّة ومكفوفة (بالغيب) متعلّق بحال من الفاعل أو المفعول (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بمغفرة) متعلّق ب (بشّره) ..

وجملة: «إنما تنذر

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «اتّبع

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «خشي

» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّبع.

وجملة: «بشّره» جواب شرط مقدّر أي من اتّبع الذكر .. فبشره.

‌الصرف:

(8)

مقمحون: جمع مقمح، اسم مفعول من (أقمح) الرباعيّ؛ وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.

‌البلاغة

1 -

الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «إِنّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً» .

مثّل تصميمهم على الكفر، وأنه لا سبيل إلى ارعوائهم، بأن جعلهم كالمغلولين المقمحين، في أنهم لا يلتفتون إلى الحق، ولا يعطفون أعناقهم نحوه، ولا يطأطئون رؤوسهم له، وكالحاصلين بين سدين، لا يبصرون ما قدامهم ولا ما خلفهم: في أن لا تأمل لهم ولا تبصر، وأنهم متعامون عن النظر في آيات الله.

ص: 293

2 -

الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا» .

فقد شبههم بمن أحاط بهم سدان هائلان فغطيا أبصارهم، بحيث لا يبصرون قدّامهم ووراءهم، في أنهم محبوسون في هذه الجهالة، ممنوعون من النظر في الآيات والدلائل؛ أو كأنهم، وقد حرموا نعمة التفكير في القرون الخالية، والأمم الماضية، والتأمل في المغاب الآتية، والعواقب المستقبلة، قد أحيطوا بسد من أمامهم، وسد من ورائهم، فهم في ظلمة داكنة، لا تختلج العين من جانبها بقبس، ولا تتوسم بصيصا من أمل.

{إِنّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (12)}

‌الإعراب:

(إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ

(1)

، (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف (آثارهم) معطوف على الموصول بحرف العطف، منصوب (كلّ) مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده (في إمام) متعلّق ب (أحصيناه) ..

جملة: «إنّا نحن نحيي

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «نحن نحيي

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «نحيي الموتى

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن).

وجملة: «نكتب

» في محلّ رفع معطوفة على جملة نحيي.

وجملة: «قدّموا

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

(1)

أو توكيد للضمير المتصل (نا) اسم إنّ، وأستعير لمحل النصب.

ص: 294

وجملة: «(أحصينا) كلّ شيء .. » في محلّ رفع معطوفة على جملة نكتب.

وجملة: «أحصينا

» لا محلّ لها تفسيريّة.

{وَاِضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اِثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14)}

(14)

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة، والخطاب في (اضرب) للرسول عليه السلام (لهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (مثلا) مفعول به أول منصوب (أصحاب) بدل من (مثلا) منصوب مثله

(1)

، (إذ) ظرف مبني في محلّ نصب بدل من أصحاب بدل اشتمال.

وجملة: «اضرب

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «جاءها المرسلون» في محلّ جرّ مضاف إليه.

(إذ) الثاني بدل من الأول بدل كلّ (إليهم) متعلّق ب (أرسلنا)، (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة (بثالث) متعلّق ب (عزّزنا) بحذف مضاف أي برسول ثالث (إليكم) متعلّق بالخبر (مرسلون).

وجملة: «أرسلنا

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «كذّبوهما» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أرسلنا.

وجملة: «عزّزنا

» في محلّ جرّ معطوف على جملة كذبوهما.

(1)

بحذف مضاف أي قصّة أصحاب القرية .. ويجوز أن يكون (أصحاب) مفعولا أوّل و (مثلا) مفعولا ثانيا (لهم) متعلّق ب (اضرب).

ص: 295

وجملة: «قالوا

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة عزّزنا.

وجملة: «إنّا إليكم مرسلون» في محلّ نصب مقول القول.

‌البلاغة

الحذف: في قوله تعالى «فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ» :

فقد حذف مفعول عززنا، والتقدير فعززناهما بثالث؛ وإنما جنح إلى هذا الحذف لأن الغرض ذكر المعزز به، وهو شمعون، وما لطف فيه من التدبير، حتى عزّ الحق وذلّ الباطل؛ وإذا كان الكلام منصبا إلى غرض من الأغراض، جعل سياقه له وتوجهه إليه، كأن سواه مرفوض مطروح. ونظيره قولك: حكم السلطان اليوم بالحق، الغرض المسوق إليه: قولك بالحق؛ فلذلك رفضت ذكر المحكوم له والمحكوم عليه.

‌فوائد

- أصحاب القرية قال العلماء بأخبار الأنبياء: بعث عيسى عليه الصلاة والسلام رسولين من الحواريين: (صادقا وصدوقا) فلما قربا من المدينة، رأيا شيخا يرعى غنيمات له، وهو حبيب النجار، فسأل عن حالهما، فقالا: نحن رسولا عيسى، ندعوكم من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن، فقال: أمعكما آية؟ فقالا: نشفي المريض ونبرئ الأكمه والأبرص، وكان له ابن مريض مدة سنتين، فمسحاه فقام، فآمن حبيب؛ وفشا الخبر، فشفي على أيديهما خلق كثير، فدعاهما الملك وقال لهما: ألنا إله سوى آلهتنا؟ قالا:

نعم، من أوجدك وآلهتك؟ فقال: حتى أنظر في أمركما؛ فتبعهما الناس وضربوهما، وقيل: حبسوهما. ثم بعث عيسى صلى الله عليه وسلم شمعون، فدخل متنكرا، وعاشر حاشية الملك حتى استأنسوا به، ورفعوا خبره إلى الملك، فأنس به، فقال له ذات يوم: بلغني أنك حبست رجلين، فهل سمعت قولهما؟ قال: لا، فدعاهما، فقال شمعون: من أرسلكما؟ قالا: الله الذي خلق كل شيء، ورزق كل حي، وليس له شريك، فقال:

ص: 296

صفاه وأوجزا، قالا: يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد. قال: وما آيتكما؟ قالا: ما يتمنى الملك، فدعا بغلام أكمه، فدعوا الله فأبصر الغلام. فقال له شمعون: أرأيت، لو سألت إلهك حتى يصنع مثل هذا، فيكون لك وله الشرف. قال الملك: ليس لي عندك سرّ، إن إلهنا لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع، ثم قال: إن قدر إلهكما على إحياء ميت آمنا به، فدعوا بغلام مات من سبعة أيام، فقام وقال: إني أدخلت في سبعة أودية من النار بسبب موتي على الشرك، وأنا أحذركم ما أنتم فيه فآمنوا، وقال: فتحت أبواب السماء فرأيت شابا حسن الوجه يشفع لهؤلاء الثلاثة. قال الملك ومن هم؟ قال:

شمعون وهذان، فتعجب الملك؛ فلما رأى شمعون أن قوله قد أثّر فيه نصحه فآمن، وآمن معه قوم، ومن لم يؤمن صاح عليهم جبريل عليه السلام فهلكوا.

{قالُوا ما أَنْتُمْ إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ تَكْذِبُونَ (15)}

‌الإعراب:

(ما) نافية (إلاّ) للحصر (مثلنا) نعت لبشر مرفوع، (الواو) عاطفة (ما) نافية (شيء) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (إن) حرف نفي (إلاّ) مثل الأولى ..

وجملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ما أنتم إلاّ بشر

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «ما أنزل الرحمن

» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

وجملة: «إن أنتم إلاّ تكذبون» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول- أو تعليليّة-.

وجملة: «تكذبون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم).

ص: 297

{قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَما عَلَيْنا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (17)}

‌الإعراب:

(إليكم) متعلّق بالخبر (مرسلون)،و (اللام) المزحلقة جعلت (إنّ) مكسورة.

جملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ربّنا يعلم

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يعلم

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (ربّنا).

وجملة: «إنّا إليكم لمرسلون» في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يعلم المعلّق بإن مكسورة الهمزة.

(17)

(الواو) عاطفة (ما) نافية (علينا) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (إلاّ) للحصر (البلاغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع.

وجملة: «ما علينا إلاّ البلاغ

» في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.

‌البلاغة

التأكيد: في قوله تعالى «إِنّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ» .

في هذه الآيات يبدو التأكيد بأروع صوره للخبر، فقد قال أولا:«إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما» فأورد الكلام ابتدائي الخبر، ثم قال:«إِنّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ» فأكده بمؤكدين، وهو إن واسمية الجملة، فأورد الكلام طلبيا، ثم قال:«إِنّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ» فترقى في التأكيد بثلاثة، وهي: إن، واللام، واسمية الجملة؛ فأورد الكلام إنكاري الخبر جوابا عن إنكارهم. قيل وفي قوله «رَبُّنا يَعْلَمُ» تأكيد رابع، وهو إجراء الكلام مجرى القسم، في التأكيد به، وفي أنه يجاب بما يجاب به القسم.

ص: 298

وفي هذه الآية ائتلاف الفاصلة مع ما يدل عليه سائر الكلام، فإن ذكر الرسالة مهد لذكر البلاغ والبيان.

{قالُوا إِنّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنّا عَذابٌ أَلِيمٌ (18)}

‌الإعراب:

(بكم) متعلّق ب (تطيّرنا)، (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (تنتهوا) مضارع مجزوم فعل الشرط (اللام) الثانية لام القسم (نرجمنّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع .. و (النون) نون التوكيد، و (كم) مفعول به، والفاعل نحن (ليمسّنكم) مثل لنرجمنّكم (منّا) متعلّق ب (يمسنّكم) بتضمينه معنى يأتينّكم

(1)

.

جملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «إنّا تطيّرنا

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «تطيّرنا بكم

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «إن لم تنتهوا

» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

وجملة: «نرجمنّكم» لا محلّ لها جواب القسم .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.

وجملة: «يمسّنّكم منّا عذاب

» لا محلّ لها معطوفة على جملة نرجمنّكم.

(1)

أو متعلّق بمحذوف حال من عذاب.

ص: 299

{قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19)}

‌الإعراب:

(معكم) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (طائركم)(الهمزة) للاستفهام (ذكّرتم) مبنيّ للمجهول في محلّ جزم فعل الشرط .. و (تم) نائب الفاعل (بل) للإضراب الانتقاليّ.

جملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «طائركم معكم

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «إن ذكّرتم

» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول

وجواب الشرط محذوف تقديره تطيّرتم.

وجملة: «أنتم قوم

» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

{وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اِتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اِتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (من أقصى) متعلّق ب (جاء)، (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف، وهي مضاف إليه.

جملة: «جاء

رجل» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يسعى» في محلّ رفع نعت لرجل.

ص: 300

وجملة: «قال

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ

(1)

.

وجملة النداء وجوابها

في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «اتّبعوا

» لا محلّ لها جواب النداء.

(21)

(من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (لا) نافية (أجرا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة-أو حاليّة-.

وجملة: «اتّبعوا

(الثانية)» لا محلّ لها بدل من جملة اتّبعوا (الأولى).

وجملة: «لا يسألكم

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «هم مهتدون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة

(2)

.

(22)

(الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لي) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ما (لا) نافية (الذي) اسم موصول مفعول به (الواو) عاطفة (إليه) متعلّق ب (ترجعون)،والواو فيه نائب الفاعل.

وجملة: «ما لي

» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء

(3)

وجملة: «لا أعبد

» في محلّ نصب حال.

وجملة: «فطرني

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «إليه ترجعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة

(4)

.

(23)

(الهمزة) للاستفهام وفيه معنى النفي-أو الإنكار- (من دونه) متعلّق

(1)

أو في محلّ نصب حال من رجل-وقد وصف-بتقدير قد.

(2)

أو في محلّ نصب حال.

(3)

أصل الكلام: ما لكم لا تعبدون، ولكنّه صرف الكلام عنهم ليكون أسرع قبولا.

(4)

أو معطوفة على جملة ما لي لا أعبد.

ص: 301

بمحذوف مفعول به ثان عامله أتّخذ، (إن) حرف شرط جازم؛ والنون في (يردن) نون الوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة مراعاة لقراءة الوصل (بضرّ) متعلّق بحال من المفعول أي متلبّسا بضرّ (لا) نافية (تغن) مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (عنّي) متعلّق ب (تغن)، (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مبيّن لكميّته

(1)

، (الواو) عاطفة (لا) نافية (ينقذون) مضارع مجزوم معطوف على (تغن)،وعلامة الجزم حذف النون، والواو فاعل، و (النون).المذكورة للوقاية، والياء المحذوفة لمناسبة فواصل الآيات مفعول به.

وجملة: «أتّخذ

» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

وجملة: «يردن الرحمن

» لا محلّ لها تعليل لما سبق.

وجملة: «لا تغن عنّي شفاعتهم

» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

وجملة: «لا ينقذون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تغن

(24)

(إذا) -بالتنوين-حرف جواب

(2)

، (اللام) المزحلقة للتوكيد (في ضلال) متعلّق بخبر إنّ

وجملة: «إنّي .. لفي ضلال» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

(25)

(بربّكم) متعلّق ب (آمنت)، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، والنون في (اسمعون) للوقاية، والياء المحذوفة بسبب فواصل الآيات مفعول به.

وجملة: «إنّي آمنت

» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

وجملة: «آمنت

» في محلّ رفع خبر إنّ.

(1)

يجوز أن يكون مفعولا به بتضمين الفعل معنى تمنع.

(2)

أو ظرف شرطي مع تنوين العوض أي إذا عبدت غير الله .. والجواب محذوف دلّ عليه مضمون الخبر.

ص: 302

وجملة: «اسمعون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي:

فاسمعون

‌فوائد

- الفروق بين البدل وعطف البيان:

1 -

البدل هو المقصود بالحكم، وأتي بالمتبوع قبله تمهيدا لذكر البدل، على حين عطف البيان متبوعه هو المقصود، وإنما أتي بعطف البيان للتوضيح، فهو كالصفة.

مثال للبدل: (حرر القائد صلاح الدين بيت المقدس) فالبدل صلاح الدين هو المقصود بالحكم. مثال عطف البيان (جاء أبو زيد عمران) فأبو زيد هو المقصود بالحكم، لكن (عمران) جاءت أوضح منه.

2 -

عطف البيان أوضح من متبوعه، ولا يشترط ذلك في البدل.

3 -

يخصون عطف البيان بالمعارف أو النكرات المختصة (عند بعضهم) ولا يشترط ذلك في البدل.

4 -

لك في البدل أن تستغني عن التابع أو المتبوع، فقولك:(جاء الشاعر خالد) يبقى سليما إذا أسقطت البدل أو المبدل منه، ولا يصح ذلك دائما في عطف البيان مثل:(يا أيها الرجل).لا يقال: (يا الرجل) و (يا زيد الفاضل) لا يقال (يا الفاضل) و (جارك ماتت زينب أمه) لا يقال: (جارك ماتت زينب)،ولذا يكون التابع في هذه الجمل، وفي أمثالها، عطف بيان، لعدم صحة حلوله مكان المبدل منه. وحين تبقى الجملة سليمة بإسقاط التابع أو المتبوع صحّ في التابع أن يكون بدلا أو عطف بيان، لكن الأصح إعرابه عطف بيان إذا كان أوضح أو أشهر من المتبوع.

5 -

إن عطف البيان لا يكون تابعا لجملة بخلاف البدل، كما في قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها {قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ: اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً} فجملة اتبعوا الثانية بدل من جملة اتبعوا الأولى، و {(أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ)} .

ص: 303

6 -

البدل يخالف متبوعه في التعريف والتنكير: كقوله تعالى {إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللهِ} و {(بِالنّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ)} .وعطف البيان لا يخالف متبوعه بذلك.

{قِيلَ اُدْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)}

‌الإعراب:

(يا) حرف تنبيه.

جملة: «قيل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ادخل الجنّة

» في محلّ رفع نائب الفاعل.

وجملة: «قال

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يا ليت قومي يعلمون» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يعلمون

» في محلّ رفع خبر ليت.

(27)

(ما) مصدريّ

(1)

، (لي) متعلّق ب (غفر)، (من المكرمين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.

والمصدر المؤوّل (ما غفر

) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يعلمون).

وجملة: «(غفر) لي ربّي

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «جعلني

» لا محلّ لها معطوفة على جملة غفر لي ربّي.

(1)

أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف.

ص: 304