المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌ {وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللهَ - الجدول في إعراب القرآن - جـ ٦

[محمود صافي]

فهرس الكتاب

{وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (90)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (جاء) فعل ماض (المعذّرون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (من الإعراب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف

ص: 5

حال من (المعذّرون)، (اللام) لام التعليل (يؤذن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل، وهو مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ وهو نائب فاعل في محل رفع.

والمصدر المؤوّل (أن يؤذن .. ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جاء).

(الواو) عاطفة (قعد) مثل جاء (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل؛ (كذبوا) مثل رضوا

(1)

، (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (رسول) معطوفة على لفظ الجلالة منصوب و (الهاء) مضاف إليه

(2)

، (السين) حرف استقبال (يصيب) مضارع مرفوع (الذين) موصول مفعول به (كفروا) مثل رضوا

(3)

(منهم) مثل لهم متعلّق بمحذوف حال من فاعل كفروا (عذاب) فاعل مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع.

جملة: «جاء المعذّرون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يؤذن لهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «قعد الذين

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «كذبوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «سيصيب .. عذاب» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «كفروا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

‌الصرف:

(المعذّرون)،جمع المعذّر اسم فاعل إمّا من عذّر أي

(1،3) في الآية (87) من هذه السورة.

(2)

أي قعدوا عن المجيء فلم يعتذروا.

ص: 6

تكلّف الاعتذار بمجيء التضعيف، أو من فعل اعتذر الخماسيّ ثمّ قلبت التاء ذالا بعد تسكينها ونقل حركتها إلى العين قبلها .. وفي كلّ حال وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.

(الأعراب)،

اسم جمع جنسيّ وهم أهل البدو، الواحد أعرابيّ، ووزن أعراب أفعال.

{لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلّهِ وَرَسُولِهِ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91)}

الإعراب:

(ليس) فعل ماض ناقص جامد-ناسخ- (على الضعفاء) جارّ ومجرور خبر ليس مقدّم (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (على المرضى) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به الجار الأول فهو معطوف عليه، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (على) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بما تعلّق به الجارّ الأول فهو معطوف عليه (لا) نافية (يجدون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (ما) نكرة موصوفة

(1)

في محلّ نصب مفعول به (ينفقون) مثل يجدون (حرج) اسم ليس مؤخّر مرفوع (إذا) ظرف للمستقبل متضمّن معنى الشرط مبنىّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب المقدّر (نصحوا) فعل ماض وفاعله (لله) جارّ ومجرور متعلّق ب (نصحوا)(الواو) عاطفة

(1)

أو اسم موصول في محلّ نصب، والجملة بعده صلة، والعائد محذوف.

ص: 7

(رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ما) نافية (على المحسنين) جارّ ومجرور خبر مقدّم وعلامة الجرّ الياء (من سبيل) جارّ زائد ومجرور لفظا مرفوع محلاّ مبتدأ (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غفور) خبر مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.

جملة: «ليس على الضعفاء

حرج» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا يجدون

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «ينفقون

» في محلّ نصب نعت ل (ما)،والعائد محذوف.

وجملة: «نصحوا

» في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إذا نصحوا .. فليس عليهم حرج.

وجملة: «ما على المحسنين من سبيل» لا محلّ لها استئناف مقرّر لمضمون ما قبله.

وجملة: «الله غفور» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌البلاغة

فن التلميع أو التلميح: في قوله تعالى «ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ» وهو أن يشار في فحوى الكلام الى مثل سائر أو شعر نادر أو قصة مشهورة أو ما يجري مجرى المثل، وهذه الجملة من الآية استئناف مقرر لمضمون ما سبق على أبلغ وجه وألطف سبك، وهو من بليغ الكلام، لأن معناه لا سبيل لعاتب

ص: 8

عليهم، أي لا يمر بهم العاتب ولا يجوز في أرضهم، فما أبعد العتاب عنهم. وهو جار مجرى المثل.

{وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاّ يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ (92)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (على الذين) مثل السابق

(1)

، (إذا) مرّ اعرابه

(2)

متعلّق بالجواب قلت (ما) زائدة (أتوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين .. والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (اللام) لام التعليل (تحمل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (قلت) فعل ماض وفاعله (لا) نافية (أجد) مضارع مرفوع ..

والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (ما) نكرة موصوفة

(3)

في محلّ نصب مفعول به (أحمل) مثل أجد و (كم) ضمير مفعول به (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحملكم).

والمصدر المؤوّل (أن تحملهم

) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أتوك).

(تولّوا) مثل أتوا (الواو) حاليّة (أعين) مبتدأ مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (تفيض) مضارع مرفوع، والفاعل هي (من الدمع) جارّ

(1،2) في الآية السابقة (91).

(3)

أو اسم موصول في محلّ نصب، والجملة بعده صلة، والعائد محذوف.

ص: 9

ومجرور تمييز

(1)

، (حزنا) مفعول لأجله منصوب

(2)

، (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (يجدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل (ما) نكرة موصوفة

(3)

في محلّ نصب مفعول به (ينفقون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

والمصدر المؤوّل (ألاّ يجدوا

) في محلّ نصب مفعول لأجله عامله حزنا .. أو عامله تفيض

(4)

.

جملة الشرط وفعله وجواب

لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «أتوك

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «تحملهم

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «قلت

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم

(5)

.

وجملة: «لا أجد

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أحملكم عليه» في محلّ نصب نعت ل (ما).

وجملة: «تولّوا

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

(1)

وهو محوّل من الفاعل أي يفيض دمعها، وقد يكون (من) لابتداء الغاية فيتعلّق المجرور به ب (تفيض).

(2)

أو مصدر في موضع الحال .. أو مفعول مطلق لفعل محذوف.

(3)

أو اسم موصول في محلّ نصب

والجملة صلة، والعائد محذوف أي ما ينفقونه.

(4)

يجوز أن يكون المصدر المؤوّل في محلّ جرّ بلام محذوفة أو من .. متعلّق ب (تفيض).

(5)

يجوز أن تكون جملة (تولّوا .. ) هي الجواب، وجملة قلت في محلّ نصب حال بتقدير (قد).

ص: 10

وجملة: «أعينهم تفيض

» في محلّ نصب حال.

وجملة: «تفيض

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أعين).

وجملة: «يجدوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «ينفقون» في محلّ نصب نعت ل (ما).

‌الفوائد

خروج (إذا) عن الاستقبال:

الأغلب في إذا أنها تفيد مع فعلها معنى الاستقبال، ولكنها تخرج أحيانا عن هذا المعنى كما ورد في هذه الآية الكريمة، وقد بيّن ذلك ابن هشام في المغني فقال:

تخرج إذا عن الاستقبال، وذلك في وجهين:

1 -

أن تجيء للماضي، وذلك كقوله تعالى {وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} وقوله تعالى {وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها} .

2 -

أن تجيء للحال وذلك بعد القسم: نحو قوله تعالى {وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى} {وَالنَّجْمِ إِذا هَوى} ،فقد دلت هنا على الحال.

{إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِياءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (93)}

‌الإعراب:

(إنّما) كافّة ومكفوفة (السبيل) مبتدأ مرفوع (على) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ (يستأذنون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون .. والواو فاعل و (الكاف) ضمير في محلّ

ص: 11

نصب مفعول به (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أغنياء) خبر مرفوع ومنع من التنوين لأنه ملحق بألف التأنيث الممدودة فهو على وزن أفعلاء (رضوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ..

والواو فاعل (الباء) حرف جرّ (أن) حرف ناصب ومصدريّ (يكونوا) مضارع ناقص-ناسخ-منصوب وعلامة النصب حذف النون .. والواو اسمها (مع) ظرف منصوب متعلّق بخبر يكونوا (الخوالف) مضاف إليه مجرور.

والمصدر المؤوّل (أن يكونوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (رضوا)(الواو) عاطفة (طبع) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على قلوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (طبع)،و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (هم) منفصل مبتدأ (لا) نافية (يعلمون) مثل يستأذنون.

جملة: «السبيل على الذين

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يستأذنونك .. » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «هم أغنياء» في محلّ نصب حال.

وجملة: «رضوا .. » لا محلّ لها استئناف في معرض التعليل .. أو هي استئناف بيانيّ.

وجملة: «يكونوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «طبع الله

» لا محلّ لها معطوفة على جملة رضوا ..

وجملة: «هم لا يعلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة طبع الله.

وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

ص: 12

{يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94)}

‌الإعراب:

(يعتذرون) مثل يستأذنون

(1)

، (إلى) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يعتذرون)، (إذا) ظرف للمستقبل مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (يعتذرون)، (رجعتم) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (تم) ضمير فاعل (إليهم) مثل إليكم متعلّق ب (رجعتم)، (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (لا) ناهية جازمة (تعتذروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون .. والواو فاعل (لن) حرف نفي ونصب (نؤمن) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (لكم) مثل إليكم متعلّق ب (نؤمن)

(2)

، (قد) حرف تحقيق (نبأ) فعل ماض و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل لفظ الجلالة (الله) مرفوع (من أخبار) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت للمفعول الثاني المقدّر أي طرفا من أخباركم و (كم) ضمير مضاف إليه

(3)

، (الواو) عاطفة (السين) حرف استقبال (يرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الله) مثل الأخير (عمل) مفعول به منصوب و (كم) مثل الأخير (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (تردّون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون .. والواو ضمير مبنيّ في محلّ رفع نائب الفاعل (إلى عالم) جارّ ومجرور متعلّق ب

(1)

في الآية (93) من هذه السورة.

(2)

قيل (اللام) حرف جرّ زائد و (كم) ضمير مفعول به عامله نؤمن بمعنى نصدّق.

(3)

وإذا كان الفعل متعدّيا لثلاثة مفعولات كان المفعول الثالث محذوفا تقديره مثبتة.

ص: 13

(تردّون)(الغيب) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (الشهادة) معطوف على الغيب مجرور مثله (الفاء) عاطفة (ينبّئ) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ

(1)

، (كنتم) فعل ماض ناقص-ناسخ-مبنيّ على السكون. و (تم) ضمير في محلّ رفع اسم كان وتعلمون مثل يتعذرون.

وجملة: «يعتذرون إليكم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «رجعتم إليهم» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «قل

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «لا تعتذروا

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «لن نؤمن لكم» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «قد نبّأنا الله

» لا محلّ لها تعليليّة لانتفاء الإيمان والتصديق.

وجملة: «سيرى الله» لا محلّ لها معطوفة على جملة نبأنا

وجملة: «تردّون» لا محلّ لها معطوفة على جملة سيرى الله

وجملة: «ينبّئكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة تردّون.

وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم.

والمصدر المؤوّل (ما كنتم

) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ينبّئكم).

(1)

أو اسم موصول في محلّ جرّ، والجملة صلة (ما)،والعائد محذوف أي تعملونه.

ص: 14

{سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا اِنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (95)}

‌الإعراب:

(السين) حرف استقبال (يحلفون) مثل يستأذنون

(1)

، (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحلفون)، (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يحلفون)، (إذا انقلبتم إليهم) مثل إذا رجعتم إليهم

(2)

، (اللام) لام التعليل (تعرضوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تعرضوا).

والمصدر المؤوّل (أن تعرضوا .. ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يحلفون).

(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أعرضوا) فعل أمر مبني على حذف النون .. والواو فاعل (عنهم) مثل الأول متعلّق ب (أعرضوا)، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ-و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (رجس) خبر إنّ مرفوع (الواو) عاطفة (مأوى) مبتدأ مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (جهنّم) خبر المبتدأ مرفوع، ومنع من التنوين للعلميّة والتأنيث (جزاء) مفعول لأجله منصوب

(3)

، (بما كانوا يكسبون) مثل بما كنتم تعملون

(4)

.

(1)

في الآية (93) من هذه السورة.

(2)

في الآية السابقة (94).

(3)

لأن في قوله مأواهم جهنم معنى الاستقرار .. أو هو مفعول مطلق لفعل محذوف.

(4)

في الآية السابقة.

ص: 15

والمصدر المؤوّل (ما كانوا .. ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (جزاء).

جملة: «سيحلفون

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ

(1)

.

وجملة: «انقلبتم

» في محلّ جر مضاف إليه.

وجملة: «تعرضوا عنهم

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «أعرضوا عنهم

» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن حلفوا لكم .. فأعرضوا

وجملة: «إنّهم رجس

» لا محلّ لها تعليل لأمر الإعراض.

وجملة: «مأواهم جهنّم» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم رجس.

وجملة: «كانوا يكسبون

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «يكسبون» في محلّ نصب خبر كانوا.

{يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (96)}

‌الإعراب:

(يحلفون لكم) مثل سيحلفون لكم

(2)

، (لترضوا عنهم) مثل لتعرضوا عنهم

(3)

.

(الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (ترضوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون .. والواو فاعل (عنهم) مثل السابق

(4)

متعلّق ب (ترضوا)، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) مثل السابق

(5)

،

(1)

يجوز أن تكون بدلا من جملة يعتذرون في الآية السابقة.

(2،3،4،5) في الآية السابقة.

ص: 16

(الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يرضى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل هو (عن القوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرضى)، (الفاسقين) نعت للقوم مجرور وعلامة الجر الياء.

جملة: «يحلفون

» لا محلّ لها بدل من جملة سيحلفون في الآية السابقة.

وجملة: «ترضوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «إن ترضوا

» لا محلّ لها استئنافيّة .. وجواب الشرط محذوف أي لا ينفعهم رضاكم.

وجملة: «إنّ الله لا يرضى .. » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر.

وجملة: «لا يرضى

» في محلّ رفع خبر إنّ.

{الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً وَأَجْدَرُ أَلاّ يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97)}

‌الإعراب:

(الأعراب) مبتدأ مرفوع (أشدّ) خبر مرفوع (كفرا) تمييز منصوب (الواو) عاطفة (نفاقا) معطوف على التمييز منصوب (الواو) عاطفة (أجدر) معطوف على أشدّ مرفوع (أن) حرف مصدريّ (لا) حرف نفي (يعلموا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل (حدود) مفعول به منصوب (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أنزل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على رسول) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل)،و (الهاء) مضاف إليه.

ص: 17

والمصدر المؤوّل (ألاّ يعلموا .. ) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (أجدر) أي أجدر بألاّ يعلموا

(الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع.

جملة: «الأعراب أشدّ كفرا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يعلموا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «أنزل الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «الله عليم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(أجدر)،اسم تفضيل من فعل جدر يجدر باب نصر وزنه أفعل وهو بمعنى أحقّ وأولى .. وقد نبه الراغب على أصل اشتقاقه وأنه من الجدار أي الحائط، ولكنّ الجمل يقول: والذي يظهر أن اشتقاقه من الجدر أي أصل الشجرة فكأنه ثابت كثبوت الجدر ..

{وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98)}

‌الاعراب:

(الواو) عاطفة (من الأعراب) جارّ ومجرور نعت لخبر مقدّم محذوف أي بعض من الأعراب (من) اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ مؤخّر (يتّخذ) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد (ما) موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (ينفق) مثل يتّخذ، والعائد محذوف أي ينفقه (مغرما) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (يتربّص) مثل يتّخذ (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتربّص)، (الدوائر) مفعول به منصوب (عليهم) مثل بكم متعلّق بخبر

ص: 18

مقدّم (دائرة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السوء) مضاف إليه مجرور (والله سميع عليم) مثل الله عليم حكيم

(1)

.

جملة: «من الأعراب من

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الأعراب أشدّ ..

(2)

وجملة: «يتّخذ

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «ينفق

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «يتربص

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يتّخذ.

وجملة: «عليهم دائرة

» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.

وجملة: «الله سميع

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(مغرما)،مصدر ميميّ من غرم يغرم باب فرح وزنه مفعل بفتح الميم والعين لأن عينه في المضارع مفتوحة (الدوائر)،جمع الدائرة .. انظر الآية (52) من سورة المائدة.

(السوء)،الفساد أو مصدر معنى المساءة، وزنه فعل بفتح الفاء.

{وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (من الأعراب من يؤمن) مثل نظيرها

(3)

، (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمن)، (الواو) عاطفة (اليوم) معطوف على لفظ الجلالة مجرور (الآخر) نعت لليوم مجرور (ويتّخذ

قربات)

(1)

في الآية السابقة (97).

(2،3) في الآية السابقة (98).

ص: 19

مثل نظيرها

(1)

،وعلامة نصب قربات الكسرة (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (يتّخذ)

(2)

، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (صلوات) معطوف على قربات منصوب، وعلامة النصب مثله

(3)

، (الرسول) مضاف إليه مجرور. (ألا) أداة تنبيه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل -ناسخ-و (ها) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (قربة) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لقربة (السين) حرف استقبال (يدخل) مضارع مرفوع (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في رحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدخل)،و (الهاء) مضاف إليه (إنّ) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.

جملة: «من الأعراب من يؤمن) لا محلّ لها معطوفة على جملة من الأعراب من

(4)

.

جملة: «يؤمن

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «يتّخذ

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمن ..

وجملة: «ينفق

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «إنّها قربة

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «سيدخلهم الله

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «سيدخلهم الله

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تعليليّة.

وجملة: «أنّ الله غفور

» لا محلّ لها تعليليّة.

‌الصرف:

(قربات)،جمع قربة، اسم لما يتقرّب به إلى الله تعالى وزنه فعلة بضمّ فسكون أو بضمّتين، ووزن قربات فعلات بضمّتين فحسب

(1،4) في الآية السابقة (98).

(2)

أو متعلّق بقربات

أو هو نعت لقربات.

(3)

يجوز أن يكون معطوفا على (ما ينفق)،أي ويتّخذ صلوات الرسول قربة.

ص: 20

‌الفوائد

(عند) وأحوالها ورد في هذه الآية قوله تعالى {وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللهِ} و (عند) في هذه الآية، ظرف مكان متعلق بصفة محذوفة ل (قربات) تقديرها (قربات كائنة عند الله).وسنوضح فيما يلي أشياء جديدة، كثيرا ما تخفى على الدارس، وقد أورد ذلك ابن هشام في المغني فقال:

1 -

هي اسم للحضور الحسي، كقوله تعالى {فَلَمّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ} والحضور المعنوي كقوله تعالى:{قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ} ،وتفيد القرب كقوله تعالى {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى} .

2 -

ولا تقع إلا ظرفا أو مجرورة بمن، وقول العامة ذهبت إلى عنده، لحن (أي خطأ) وتأتي ظرف مكان كما ورد في الآية الكريمة، وتأتي للزمان مثل (الصبر عند الصدمة الأولى) و (جئت عند طلوع الفجر).

3 -

هناك كلمتان تأتيان بمعنى (عند) وهما:

آ-لدى: مطلقا، كقوله تعالى {إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ} {وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ} ، {وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} .

ب-لدن: وتأتي إذا كان المحل ابتداء غاية مثل: جئت من لدنه وقد اجتمعت عند ولدن في قوله تعالى: {آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنّا عِلْماً} ،وعند، ولدن تجران أما (لدى) فلا يجوز جرها.

{وَالسّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اِتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)}

‌الأعراب:

(الواو) استئنافيّة (السابقون) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع

ص: 21

الواو (الأولون) نعت للمبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو

(1)

، (من المهاجرين) جارّ ومجرور حال من المبتدأ

(2)

وعلامة الجرّ الياء (الواو) عاطفة (الأنصار) معطوف على المهاجرين مجرور (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ جرّ معطوف على المهاجرين (اتّبعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ .. والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به وهو عائد على المهاجرين والأنصار (بإحسان) جارّ ومجرور حال من فاعل اتّبعوهم (رضي) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (رضي)، (الواو) عاطفة (رضوا) مثل اتّبعوا (عنه) مثل عنهم متعلّق ب (رضوا)، (الواو) عاطفة (أعدّ) مثل رضي والفاعل هو (لهم) مثل عنهم متعلّق ب (أعدّ)، (جنّات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (تحت) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تجري) و (ها) ضمير مضاف إليه (الأنهار) فاعل تجري مرفوع (خالدين

الفوز العظيم) مرّ إعرابها

(3)

.

جملة: «السابقون الأولون

» لا محلّ لها استئنافيّة

(4)

.

وجملة: «اتّبعوهم

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «رضي الله عنهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (السابقون).

وجملة: «رضوا عنه» في محلّ رفع معطوفة على جملة رضي الله.

(1)

أو هو خبر للمبتدأ أي السابقون هم الأولون من أهل الملّة، وجملة رضي الله استئناف.

(2)

أو هو خبر المبتدأ.

(3)

في الآية (89) من هذه السورة.

(4)

أو معطوفة بالواو على استئناف متقدّم.

ص: 22

وجملة: «أعدّ

» لا محلّ رفع معطوفة على جملة رضي الله.

وجملة: «تجري

الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنّات.

وجملة: «ذلك الفوز

» لا محلّ لها في حكم التعليل.

‌الصرف:

(السابقون)،جمع السابق، اسم فاعل من سبق الثلاثيّ، وزنه فاعل.

(المهاجرين)،جمع المهاجر، اسم فاعل من هاجر الرباعيّ، وزنه مفاعل بضمّ الميم وكسر العين.

‌الفوائد

{السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ} اختلف العلماء في السابقين الأولين، فقال سعيد بن المسيب، وقتادة وابن سيرين وجماعة: هم الذين صلوا إلى القلبتين، وقال عطاء بن أبي رباح: هم أهل بدر، وقال الشعبي: هم أهل بيعة الرضوان بالحديبية، وقال محمد بن كعب القرظي: هم جميع الصحابة لأنهم حصل لهم السبق بصحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. واختلف العلماء في أول الناس إسلاما بعد اتفاقهم على أن خديجة أول الخلق إسلاما وأوّل من صلى مع رسول صلى الله عليه وآله وسلم. فقال بعض العلماء: أول من آمن بعد خديجة علي بن أبي طالب. وهذا قول جابر بن عبد الله. وقيل: إنه أسلم ابن عشر سنين، وقيل أقل من ذلك. وقال بعضهم: أول من أسلم بعد خديجة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وهذا مروي عن علي، وهذا قول ابن عباس والنخعي والشعبي، وقال الزهري وعروة بن الزبير:

أول من أسلم بعد خديجة زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان اسحق بن إبراهيم الحنظلي يجمع بين هذه الروايات فيقول: أول من أسلم من الرجال أبو بكر، ومن النساء خديجة، ومن الصبيان علي بن أبي طالب، ومن العبيد زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنهم.

ص: 23

{وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ (101) وَآخَرُونَ اِعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (حول) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و (كم) ضمير مضاف إليه (من الأعراب) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الموصول (منافقون) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الواو (الواو) عاطفة (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به ممّن، فهو خبر معطوف على الأول

(1)

، (المدينة) مضاف إليه مجرور (مردوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ .. والواو فاعل (على النفاق) جارّ ومجرور متعلّق ب (مردوا)، (لا) نافية (تعلم) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (نعلمهم) مثل تعلمهم والفاعل نحن، والمفعول الثاني مقدّر أي نعلمهم منافقين (السين) حرف استقبال (نعذّبهم) مثل تعلمهم والفاعل نحن (مرّتين) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب وعلامة النصب الياء (ثمّ) حرف عطف (يردّون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع .. والواو نائب الفاعل (إلى عذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يردّون)، (عظيم) نعت لعذاب مجرور.

جملة: «ممّن

منافقون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة.

(1)

أو هو خبر مقدّم لمبتدأ مؤخّر تقديره قوم مردوا.

ص: 24

وجملة: «مردوا

» لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمضمون ما سبق

(1)

.

وجملة: «لا تعلمهم» في محلّ نصب حال من فاعل مردوا

(2)

.

وجملة: «نحن نعلمهم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «نعلمهم» في محلّ رفع خبر نحن.

وجملة: «سنعذّبهم

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «يردّون

» لا محلّ لها معطوفة على جملة سنعذّبهم.

(الواو) عاطفة (آخرون) معطوفة على (منافقون) مرفوع

(3)

وعلامة الرفع الواو (اعترفوا) مثل مردوا (بذنوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (اعترفوا)، و (هم) مضاف إليه (خلطوا) مثل مردوا (عملا) مفعول به منصوب (صالحا) نعت منصوب (الواو) عاطفة (آخر) معطوف على (عملا) منصوب ومنع من التنوين لأنه صفة على وزن أفعل (سيّئا) نعت لآخر منصوب (عسى) فعل ماض جامد ناقص-ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم عسى مرفوع (أن) حرف مصدريّ (يتوب) مضارع منصوب بأن، والفاعل هو (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتوب).

والمصدر المؤوّل (أن يتوب) في محلّ نصب خبر عسى.

(إنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.

(1)

يجوز أن تكون في محلّ رفع نعت ل (منافقون) .. أو هي نعت لمبتدأ محذوف تقديره قوم والخبر هو الجارّ والمجرور قبله (من أهل المدينة)،ويصبح العطف حينئذ من عطف الجمل.

(2)

أو في محلّ رفع نعت ثان ل (منافقون).

(3)

في الآية السابقة (101) .. ويجوز أن يكون مبتدأ موصوف بجملة (اعترفوا) خبره جملة خلطوا.

ص: 25

وجملة: «اعترفوا

» في محلّ رفع نعت ل (آخرون).

وجملة: «خلطوا

» في محلّ رفع نعت ثان ل (آخرون)

(1)

.

وجملة: «عسى الله

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يتوب

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.

وجملة: «إنّ الله غفور» لا محلّ لها تعليليّة.

‌الصرف:

(سيّئا)،صفة مشتقّة من ساء يسوء، وزنه فيعل، وفيه إعلال بالقلب أصله سيوئ بسكون الياء وتحريك الواو بالكسر، فلمّا اجتمعت الياء والواو والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الأولى فأصبح سيّئا.

{خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103)}

‌الإعراب:

(خذ) فعل أمر، والفاعل أنت (من أموال) جارّ ومجرور متعلّق ب (خذ)،و (هم) ضمير مضاف إليه (صدقة) مفعول به منصوب (تطهّر) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هي

(2)

، (الواو) عاطفة (تزكّيهم) مثل تطهّرهم والفاعل أنت (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تزكّي)، (الواو) عاطفة (صلّ) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (صلّ)، (أنّ) مثل السابق، (صلاة) اسم إنّ منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (سكن) خبر مرفوع (لهم) مثل بها متعلّق ب (سكن)، (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (سميع) خبر مرفوع (عليم) خبر

(1)

أو هي خبر للمبتدأ آخرون.

(2)

أو أنت أي تطهّرهم أنت (والجملة حال من فاعل خذ).

ص: 26

ثان مرفوع.

جملة: «خذ

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تطهّرهم» في محلّ نصب نعت لصدقة

(1)

.

وجملة: «تزكّيهم بها» في محلّ نصب معطوفة على جملة تطهّرهم

(2)

.

وجملة: «صلّ

» لا محلّ لها معطوفة على جملة خذ.

وجملة: «إنّ صلاتك سكن

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «الله سميع

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(صلّ)،فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، مضارعه يصلّي، وزنه فعّ.

(سكن)،انظر الآية (96) من سورة الأنعام، وسكن فعل بفتحتين بمعنى مفعول أي مسكونة، وهو هنا كناية عن الاطمئنان والرحمة.

{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ وَأَنَّ اللهَ هُوَ التَّوّابُ الرَّحِيمُ (104)}

‌الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام التقريريّ (لم) حرف نفي وجزم (يعلموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (هو)

(1)

والرابط مقدّر إذا كان الفاعل أنت أي تطهرهم بها .. ويجوز أن تكون حالا من ضمير خذ.

(2)

سواء أكانت جملة تطهّرهم نعتا أم حالا.

ص: 27

ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ

(1)

، (يقبل) مضارع مرفوع، والفاعل هو (التوبة) مفعول به منصوب (عن عباد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقبل) بتضمينه معنى يتجاوز

(2)

،و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يأخذ) مثل يقبل (الصدقات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (أنّ الله هو) مثل الأولى (التوّاب) خبر أنّ مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع.

والمصدر المؤوّل (أنّ الله .. يقبل) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلموا.

والمصدر المؤوّل الثاني (أنّ الله .. التواب) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول ومؤكّد لمعناه.

جملة: «لم يعلموا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «هو يقبل

» في محلّ رفع خبر أنّ.

وجملة: «يقبل

» في محلّ رفع خبر هو.

وجملة: «يأخذ

» في محلّ رفع معطوفة على جملة يقبل.

‌البلاغة

الاستعارة: في قوله تعالى «وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ» أي يقبلها قبول من يأخذ شيئا ليؤدي بدله، فالأخذ هنا استعارة للقبول، وجوز أن يكون اسناد الأخذ إلى الله تعالى مجازا مرسلا.

(1)

لا يعرب الضمير هنا فصلا لأن ما بعده لا يحتمل الوصفيّة أو لا يوهم الوصفيّة .. أما الضمير الثاني فيجوز إعرابه فصلا لأن (التوّاب) يحتمل الوصفيّة.

(2)

جاء في حاشية الجمل ما يلي: «عن عباده متعلّق ب (يقبل)،وإنما تعدّى بعن لأن معنى من ومعنى عن متقاربان، قال ابن عطيّة: وكثيرا ما يتوصّل في موضع واحد بهذه وبهذه نحو لا صدقة إلاّ عن غنى ومن غنى» أهـ.

ص: 28

{وَقُلِ اِعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (قل) مثل خذ

(1)

، (اعملوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل (الفاء) تعليليّة (سيرى الله

كنتم تعملون) مرّ إعراب نظيرها مفردات وجملا

(2)

و (المؤمنون) معطوف بالواو على لفظ الجلالة مرفوع وعلامة الرفع الواو.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «اعملوا

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «سيرى الله

» لا محلّ لها تعليليّة.

‌البلاغة

المجاز: في قوله تعالى «فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» والإنباء مجاز عن المجازاة أو كناية، أي يجازيكم حسب ذلك إن خيرا فخير وإن شرا فشر، ففي الآية وعد ووعيد.

{وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (آخرون) مبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الواو (مرجون) نعت مرفوع وعلامة الرفع الواو (لأمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (مرجون)، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إمّا) حرف إبهام-أو شك- (يعذّب) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (إمّا

(1)

في الآية (103) من هذه السورة.

(2)

في الآية (94) من هذه السورة.

ص: 29

يتوب) مثل الأول ومعطوف عليه، وفاعل الفعلين ضمير هو (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتوب)، (والله عليم حكيم) مثل والله سميع عليم

(1)

.

جملة: «آخرون .. إمّا يعذّبهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة قل ..

(2)

.

وجملة: «يعذّبهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (آخرون).

وجملة: «يتوب عليهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة يعذّبهم.

وجملة: «الله عليم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(مرجون)،جمع مرجا، وهو محفّف عن مرجأ، اسم مفعول من الرباعيّ أرجى، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين .. ومرجون فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجمع، وأصله مرجيون، حيث نقلت ضمّة الياء إلى الجيم فالتقى ساكنان، حذفت الياء لالتقاء الساكنين.

{وَالَّذِينَ اِتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (107)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر لخبر مقدّم أي منهم الذين اتّخذوا مسجدا

(3)

، (اتّخذوا) فعل

(1)

في الآية (103) من هذه السورة.

(2)

في الآية السابقة، أو هي استئنافيّة أصلا .. ويجوز في جملة: يعذّبهم أن تكون خبرا ثانيا إذا كان (مرجون) خبرا أول.

(3)

أو خبره: في من وصفنا الذين

والزمخشريّ جعل الموصول في محلّ نصب على الاختصاص.

ص: 30

ماض مبنيّ على الضمّ .. والواو فاعل (مسجدا) مفعول به منصوب (ضرارا) مفعول لأجله منصوب

(1)

، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (كفرا، تفريقا، إرصادا) أسماء معطوفة على (ضرارا) منصوبة (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (تفريقا)، (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (إرصادا)، (حارب) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد

(2)

(الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (حارب)، (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يحلفنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتولي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل .. و (النون) نون التوكيد (ان) نافية (أردنا) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (نا) ضمير فاعل (إلاّ) أداة حصر (الحسنى) مفعول به منصوب، وهو نعت لمنعوت محذوف أي إلاّ الخصلة الحسنى (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يشهد) مضارع مرفوع، والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ-و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة (كاذبون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.

جملة: «(منهم) الذين

» لا محلّ لها معطوفة على جملة آخرون

(3)

..

(1)

أو مصدر في موضع الحال .. أو مفعول به ثان للفعل اتّخذوا .. وأجاز بعضهم -غير أبي حيّان-أن يكون مفعولا مطلقا لفعل محذوف أي يضارّون المؤمنين ضرارا.

(2)

وهو أبو عامر الراهب الذي حارب الرسول (ص).

(3)

في الآية السابقة (106).

ص: 31

وجملة: «اتّخذوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «حارب

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «يحلفنّ

» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.

وجملة: «إن أردنا

» لا محلّ لها جواب قسم معبّر عنه بقوله يحلفنّ

(1)

.

وجملة: «الله يشهد

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يشهد

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله).

وجملة: «إنّهم لكاذبون» في محلّ نصب مفعول به عامله يشهد، وقد كسرت همزة (إنّ) لمجيء اللام في خبرها.

‌الصرف:

(تفريقا)،مصدر قياسيّ لفعل فرّق الرباعيّ، وزنه تفعيل.

(إرصادا)،مصدر قياسيّ لفعل أرصد الرباعيّ، وزنه إفعال.

‌الفوائد

قصة مسجد الضّرار نزلت هذه الآية في جماعة من المنافقين بنوا مسجدا يضارّون به مسجد قباء.

وكانوا اثني عشر رجلا من أهل النفاق، بنوا هذا المسجد ضرارا أي لإيقاع الضرر بين المسلمين) وكفرا (أي ليكفروا فيه بالله ورسوله)،ولتفريق الكلمة.

وكان يصلي بهم فيه مجمع بن جارية وكان شابا يقرأ القرآن، لكنه لم يعلم بأمرهم وخبثهم، فلما فرغوا من بنائه أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتجهز إلى تبوك فقالوا: يا رسول الله: إنا قد بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة، وإنا نحب أن تأتينا وتصلي فيه، وتدعو بالبركة، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: إني على جناح سفر، ولو قدمنا إن شاء الله تعالى أتينا

(1)

أو هي جواب قسم مقدّر آخر، وجملة القسم الثانية مقول القول لقول مقدّر-وهو حال من فاعل يحلفنّ-أي يحلفنّ قائلين والله إن أردنا إلاّ الحسنى

ص: 32

فصلينا فيه. ولما انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم راجعا من تبوك نزل بذي أوان، وهو موضع قريب من المدينة، فأتاه المنافقون وسألوه أن يأتي مسجدهم، فدعا بقميصه ليلبسه ويأتيهم، فأنزل الله هذه الآية، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مالك بن الدخشم ومعن بن عدي وعامر بن السكن ووحشيا، فقال لهم: انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه وأحرقوه. فخرجوا مسرعين، حتى دخلوا المسجد، وفيه أهله، فأحرقوه وجعلوه إنقاضا، وتفرق عنه أهله. ففي هذه القصة عبرة عظيمة كيف أن أعداء الدين يحاربون الدين من خلال الدين ومن خلال بناء المساجد، فليحذر المسلمون ولا ينخدعوا بالمظاهر.

{لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)}

‌الإعراب:

(لا) ناهية جازمة (تقم) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تقم)، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تقم)، (اللام) لام الابتداء (مسجد) مبتدأ مرفوع (أسّس) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على التقوى) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسس)،وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (من أول) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسّس)، (يوم) مضاف إليه مجرور (أحقّ) خبر مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (تقوم) مضارع منصوب، والفاعل أنت (فيه) مثل الأول، متعلّق ب (تقوم).

والمصدر المؤوّل (أن تقوم) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (أحقّ) أي بأن تقوم.

(فيه) مثل الأول متعلّق بخبر مقدّم (رجال) مبتدأ مؤخّر مرفوع (يحبّون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (أن) مثل الأول (يتطهّروا) مضارع

ص: 33

منصوب وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل.

والمصدر المؤوّل (أن يتطهّروا) في محلّ نصب مفعول به عامله يحبّون.

(الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (المطّهّرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.

جملة: «لا تقم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لمسجد أسّس

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «أسّس

» في محلّ رفع نعت لمسجد.

وجملة: «تقوم

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «فيه رجال

» لا محلّ لها تعليليّة

(1)

.

وجملة: «يحبّون» في محلّ رفع نعت لرجال.

وجملة: «يتطهّروا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.

وجملة: «الله يحبّ

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يحبّ

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله).

‌الصرف:

(المطّهّرين)،جمع المطّهّر، اسم فاعل من فعل تطهّر الخماسيّ، فيه إبدال تاء التفعّل طاء لاقتراب المخرجين، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة، والجمع المتفعّلون.

‌البلاغة

فن الترويد: في قوله تعالى: «أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ. فِيهِ رِجالٌ» وفن الترويد هو

(1)

يجوز أن تكون الجملة حالا من الضمير الهاء في (فيه) الأولى، أو من مسجد لأنه وصف كما يجوز أن يكون نعتا لمسجد.

ص: 34

أن يعلق المتكلم لفظة من الكلام بمعنى، ثم يردها بعينها، ويعلقها بمعنى آخر، كقوله تعالى:«وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ» فيعلمون الأولى منفية، والثانية مثبته، ولكل من المعنيين مناسبة اقتضت ذلك المعنى، وقوله الذي نحن بصدده، فإن فيه الأولى متعلقة بتقوم، وفيه الثانية خبر مقدم. ولكل منهما معنى.

{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ (109)}

‌الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام التقريريّ (الفاء) استئنافيّة

(1)

، (من) اسم موصول مبنيّ في محل رفع مبتدأ (أسس) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (بنيان) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (على تقوى) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسّس)،وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بتقوى بتضمينه معنى مخافة (الواو) عاطفة (رضوان) معطوف على تقوى مجرور (خير) خبر المبتدأ من (أم) حرف عطف (من) مثل الأول ومعطوف عليه (أسّس بنيانه على شفا) مثل الأولى نظيرها، والجارّ متعلّق بالفعل الثاني (جرف) مضاف إليه مجرور (هار) نعت لجرف مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو منقوص-أو الكسرة الظاهرة فهو صحيح- (الفاء) عاطفة (انهار)،مثل أسّس، والفاعل هو أي البنيان أو الجرف الهار (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنهار)

(2)

(في نار)

(1)

هي عاطفة على مقدّر عند جماعة المعربين، أي: أبعد ما علم حالهم فمن أسّس .. ،ولكن ليس من ضرورة لذلك.

(2)

هذا إذا كانت الباء للتعدية .. أو متعلّق بمحذوف حال إذا كانت الباء للمصاحبة.

ص: 35

جارّ ومجرور متعلّق ب (أنهار)، (جهنّم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (الواو) استئنافيّة (الله لا يهدي القوم) مثل يحبّ المطّهّرين

(1)

، و (لا) نافية (الظالمين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء.

جملة: «من أسّس

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أسّس

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «أسّس (الثانية)» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثانية.

وجملة: «أنهار

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أسّس الثانية.

وجملة: «الله لا يهدي

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا يهدي

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله).

‌الصرف:

(البنيان)،اسم مأخوذ من لفظ المصدر لكلّ ما يبنى، وزنه فعلان بضمّ الفاء، وقيل هو جمع واحده بنيانه، والفعل بنى يبني باب ضرب.

(جرف)،اسم بمعنى الهوّة أو ما يجرفه السيل من الأودية، وزنه فعل بضمّتين، وقد يلفظ بضمّ فسكون في قراءة سبعيّة.

(هار)،قيل أصله هاير أو هاور لأنه من فعل هار يهور أو هار يهير، ثمّ قلب حرف العلّة همزة شأن كلّ فعل معتلّ أجوف، ثمّ حذفت الهمزة اعتباطا-أي لا لسبب معيّن-وحركة الإعراب هي حركة ظاهرة وزنه فال .. وقيل هو منقوص بالقلب حيث قدّمت اللام على العين فوزنه فالع قبل حذف حرف العلّة وفال بعد الحذف .. وقيل أصله هور أو هير فتحرّك حرف العلّة وانفتح ما قبله فقلب ألفا، فالحركة هي حركة ظاهرة ووزنه فعل بفتح فسكون. وهار معناه ساقط متداع منهال.

(1)

في الآية السابقة (108).

ص: 36

‌البلاغة

1 -

الاستعارة التصريحية التحقيقية: في قوله تعالى «أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ» حيث شبه الباطل والنفاق بشفا جرف هار، في قلة الثبات. ثم أستعير لذلك.

والقرينة هي: وضع شفا الجرف في مقابلة التقوى.

وقوله تعالى «فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ» ترشيح.

2 -

الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ» حيث شبهت فيه التقوى بقواعد البناء، تشبيها مضمرا في النفس.

ودل عليه ما هو من روادفه ولوازمه، وهو التأسيس والبنيان.

‌الفوائد

تجسيد المعنويات لقد بلغ القرآن الكريم شأوا بعيدا في إعجاز كلامه، وتجسيد المعاني. وفي هذه الآية دليل على ذلك؛ فالإيمان والتقوى مفهومان معنويان، ولكن القرآن يجسدهما عند ما يشبههما بالبنيان، وكذلك الضلال يجسده تعالى بكلمة (بنيان)؛ثم يعقد مقارنة بين البناءين، فيقول تعالى:{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ} هنا يجسد الإيمان ببنيان أساسه التقوى ورضوان الله، فنتصوره بناء متينا راسخا، موصولا بعناية الله. أما الكافرين، فبنيانهم على حافة هاوية منهارة. وهنا يبلغ التصوير الفني منتهاه في الإبداع والتخييل والتجسيد، فها نحن مع بنيان الكفر، وهو على حافة، فهو مخلخل يوشك أن يتهاوى والحافة على جانب هاوية سحيقة، فهو بناء يحمل الخطر والموت، وإذا بالبناء ينهار بصاحبه في نار جهنم، فقد لمسنا بالعين والحس والخيال صورة الكفر الفاسدة المتداعية المتساقطة التي لا تستند إلى دعائم ولا تقوم على أساس إلا أساس من التخلخل والتصدع والاهتزاز، فتتهاوى في الجحيم؛ هنا يبرز فن التعبير والتصوير، بتجسيده المعاني ضمن إطار من الصور والمرئيات والمحسوسات، بصورة متكاملة متناهية. وذلك إعجاز كلام الله عز وجل وبلوغه المنتهى، والكمال!

ص: 37

{لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110)}

‌الإعراب:

(لا يزال) مضارع ناقص-ناسخ-مرفوع، و (لا) نافية (بنيان) اسم الفعل الناقص مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (الذي) موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت لبنيان (بنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين .. والواو فاعل (ريبة) خبر الناقص منصوب على حذف مضاف أي سبب ريبة (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لريبة و (هم) مثل الأخير (إلاّ) حرف للاستثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب (تقطّع) مضارع منصوب-حذف منه إحدى التاءين- (قلوب) فاعل مرفوع و (هم) مثل الأخير.

والمصدر المؤوّل (أن تقطّع .. ) في محلّ نصب على الاستثناء بحذف مضاف أي إلاّ حال تقطّع قلوبهم أو وقت تقطّع قلوبهم

(1)

.

(والله عليم حكيم) مرّ إعرابها

(2)

.

جملة: «لا يزال بنيانهم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «بنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «تقطّع قلوبهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «الله عليم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(بنوا)،فيه إعلال بالحذف، أصله بناوا، التقى ساكنان،

(1)

المستثنى منه محذوف وهو إمّا عموم الأحوال أو عموم الأوقات أي لا يزال ريبة في كلّ حال أو في كلّ وقت إلاّ

(2)

في الآية (106) من هذه السورة.

ص: 38

الألف والواو، فحذفت الألف وتركت الفتحة على ما قبل الواو دلالة عليها، وزنه فعوا.

(ريبة)،أي ريبا صيغة ومعنى، وهي الشكّ وقلق النفس واضطرابها، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين.

{إِنَّ اللهَ اِشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)}

‌الإعراب:

(إنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ- (الله) اسم إنّ منصوب (اشترى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من المؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق ب (اشترى)،وعلامة الجرّ الياء، (أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أموالهم) مثل أنفسهم ومعطوف عليه (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ- (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (الجنّة) اسم أنّ منصوب.

والمصدر المؤوّل (أنّ لهم الجنّة) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (اشترى) بتضمينه معنى استبدل

(1)

.

(يقاتلون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقاتلون)، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (الفاء) عاطفة (يقتلون) مثل يقاتلون (الواو) عاطفة (يقتلون) مضارع مبنيّ للمجهول

(1)

سمّاها أبو البقاء العكبري باء المقابلة أي باستحقاقهم الجنّة.

ص: 39

مرفوع .. والواو نائب الفاعل (عدا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي وعدهم وعدا وهو مؤكّد لمضمون ما قبله (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (وعدا)، (حقّا) مفعول مطلق لفعل محذوف مؤكّد لمضمون ما قبله أي حقّ ذلك الوعد حقّا

(1)

، (في التوراة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (وعدا)

(2)

، (الواو) عاطفة في الموضعين (الإنجيل القرآن) لفظان معطوفان بحرفي العطف على التوراة مجروران (الواو) اعتراضيّة (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أوفى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (بعهد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوفى)،و (الهاء) مضاف إليه (من الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوفى)، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (استبشروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل (ببيع) جارّ ومجرور متعلّق ب (استبشروا)،و (كم) ضمير مضاف إليه (الذي) موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت لبيع (بايعتم) فعل ماض مبنيّ على السكون .. وفاعله (به) مثل عليه متعلّق ب (بايعتم)، (الواو) استئنافيّة (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ .. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (هو) ضمير فصل

(3)

(الفوز) خبر مرفوع (العظيم) نعت للفوز مرفوع.

جملة: «إنّ الله اشترى

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «اشترى

» في محلّ رفع خبر إنّ.

(1)

أجاز أبو البقاء جعله صفة المصدر الأول (وعدا).

(2)

أو متعلّق ب اشترى) لأن معناه وعدهم الله الجنّة على الجهاد في سبيله .. وكلّ أمّة أمرت بالجهاد ووعدت عليه بالجنّة لذلك عطف على التوراة (الإنجيل والقرآن).

(3)

أو ضمير منفصل مبتدأ خبره (الفوز)،والجملة الاسميّة خبر المبتدأ ذلك.

ص: 40

وجملة: «يقاتلون

» لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة

(1)

.

وجملة: «يقتلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يقاتلون.

وجملة: «يقتلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يقاتلون.

وجملة: «من أوفى

» لا محلّ لها اعتراضيّة.

وجملة: «استبشروا» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن بايعتم الله على الجنّة فاستبشروا ببيعكم.

وجملة: «بايعتم به» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «ذلك .. الفوز

» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.

‌البلاغة

1 -

الاستعارة المكنية والتبعية: في قوله تعالى «إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ» حيث عبر عن قبول الله تعالى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم التي بذلوها في سبيله تعالى، وإثابته إياهم بمقابلتها الجنة بالشراء؛ على طريقة الاستعارة التبعية، ثم جعل المبيع-الذي هو العمدة والمقصد في العقد-أنفس المؤمنين وأموالهم، والثمن-الذي هو الوسيلة في الصفقة-الجنة.

2 -

الالتفات: في قوله تعالى «فَاسْتَبْشِرُوا» التفات إلى الخطاب، تشريفا لهم على تشريف، وزيادة لسرورهم على سرور. والاستبشار إظهار السرور، والسين فيه ليست للطلب كاستوقد وأوقد، والفاء لترتيب الاستبشار أو الأمر به على ما قبله أي فإذا كان كذلك فسروا نهاية السرور، وأفرحوا غاية الفرح، بما فزتم به من الجنة.

3 -

التذييل: وهو أن يذيل المتكلم كلامه بعد تمام معناه بجملة تحقق ما قبلها وتلك الزيادة على ضربين:

(1)

ولا يصحّ أن تعرب حالا لأن الجملة خبر في اللفظ إنشاء في المعنى لأنها أمر، وما كان أمرا لا يكون حالا.

ص: 41

آ-ضرب لا يزيد على المعنى الأول، وإنما يؤكده ويحققه.

ب-وضرب يخرجه المتكلم مخرج المثل السائر، ليشتهر المعنى، لكثرة دورانه على الألسنة، وقد جاء في هذه الآية الكريمة الضربان:

آ-قوله تعالى «وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا» فإن الكلام قد تم وكمل قبل ذلك، ثم أتت جملة التذييل لتحقق ما قبلها وتؤكده.

ب-قوله: «وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ» مخرجا ذلك مخرج المثل فسبحان المتكلم بمثل هذا الكلام.

{التّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112)}

‌الإعراب:

(التائبون) خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هم فهو صفة مقطوعة للمدح

(1)

،وعلامة الرفع الواو (العابدون

الآمرون) كلّ لفظ من هذه الألفاظ خبر للمبتدأ المحذوف مرفوع وعلامة الرفع الواو (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق ب (الآمرون)، (الواو) عاطفة (الناهون) معطوف على (الآمرون) مرفوع وعلامة الرفع الواو (عن المنكر) جارّ ومجرور متعلّق ب (الناهون)، (الواو) عاطفة (الحافظون) معطوف على (الآمرون أو التائبون) مرفوع وعلامة الرفع الواو (لحدود) جارّ ومجرور متعلّق ب (الحافظون)، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (بشّر) فعل أمر والفاعل أنت (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.

(1)

يجوز أن يكون مبتدأ وما بعده خبر متعدّد .. أو مبتدأ موصوف بما بعده خبره الآمرون .. أو محذوف الخبر تقديره من أهل الجنّة .. وقيل يجوز أن يكون (التائبون) بدلا من الضمير في يقاتلون في الآية السابقة.

ص: 42

جملة: «(هم) التائبون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «بشّر

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(التائبون)،جمع التائب اسم فاعل من تاب، وزنه فاعل، وقد قلبت عينه همزة لمجيئها بعد ألف فاعل، وأصله تاوب، وكذا شأن اسم الفاعل لكلّ فعل معتلّ أجوف حيث يقلب حرف العلّة إلى همزة.

(الحامدون)،جمع الحامد، اسم فاعل من حمد الثلاثيّ، وزنه فاعل.

(السائحون)،جمع السائح اسم فاعل من ساح الثلاثيّ، وزنه فاعل وقد عومل معاملة التائب في القلب، وأصله سايح.

(الآمرون)،جمع الآمر، اسم فاعل من أمر الثلاثيّ وزنه فاعل، وقد أدغمت الهمزة التي هي فاء الكلمة بألف فاعل وفوقها مدّة، والأصل أمر.

(الناهون)،جمع الناهي، اسم فاعل من نهى الثلاثيّ وزنه فاعل، والناهي فيه إعادة الياء إلى أصلها لانكسار ما قبلها، وفي (الناهون) إعلال بالحذف لأنه منقوص وأصله الناهيون، استثقلت الضمّة على الياء فسكنت ونقلت الضمّة إلى الهاء-وهو إعلال بالتسكين-ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين-إعلال بالحذف-.

(الحافظون)،جمع الحافظ، اسم فاعل من حفظ الثلاثيّ وزنه فاعل.

{ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (113)}

‌الإعراب:

(ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص-ناسخ- (للنبيّ) جارّ

ص: 43

ومجرور خبر كان مقدّم (الواو) عاطفة (الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على النبيّ (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ .. والواو فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (يستغفروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل (للمشركين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يستغفروا)،وعلامة الجرّ الياء.

والمصدر المؤوّل (أن يستغفروا .. ) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.

(الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (كانوا) ماض ناقص ..

واسمه (أولي) خبر كانوا منصوب وعلامة النصب الياء ملحق بجمع المذكّر (قربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بالاستغفار المنفيّ (ما) حرف مصدريّ

(1)

(تبيّن) فعل ماض (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تبيّن)، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (أصحاب) خبر مرفوع (الجحيم) مضاف إليه مجرور.

والمصدر المؤوّل (ما تبيّن) في محلّ جرّ مضاف إليه.

والمصدر المؤوّل (أنهم أصحاب .. ) في محلّ رفع فاعل تبيّن.

جملة: «ما كان للنبيّ

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

جملة: «يستغفروا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).

وجملة: «كانوا أولي قربى» في محلّ نصب حال من المشركين ..

وجواب لو محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم أي لو كانوا

فما كان لهم أن يستغفروا

(1)

أو اسم موصول في محلّ جرّ، والجملة بعده صلة، والعائد محذوف أي الذي تبيّن لهم به، ولكن تقدير العائد مع الجارّ قليل.

ص: 44

وجملة: «تبيّن

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

‌الفوائد

تضاربت أقوال المفسرين في أسباب نزول هذه الآية، فقال قوم:

نزلت في شأن أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك

أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يستغفر له بعد موته فنهاه الله عن ذلك، ويدل على ذلك ما روي عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله ابن أبي أمية بن المغيرة فقال: أي عم، قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعودا لتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم به: أنا على ملة عبد المطلب ولم يقل الشهادة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأستغفرن لك ما لم أنه عنك؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية. وقال قتادة قال النبي صلى الله عليه وسلم:لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه، فأنزل الله هذه الآية. وروى الطبري بسنده قال: ذكر لنا أن رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا نبي الله إن من آبائنا من كان يحسن الجوار، ويصل الأرحام، ويفك العاني ويوفي الذمم، أفلا نستغفر لهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:بلى والله لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه، فأنزل الله عز وجل هذه الآية.

{وَما كانَ اِسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيّاهُ فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوّاهٌ حَلِيمٌ (114)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (ما كان) مثل المتقدّمة

(1)

، (استغفار) اسم كان مرفوع (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (لأبيه) جارّ ومجرور متعلّق باستغفار وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) ضمير مضاف إليه

(1)

في الآية السابقة (113)

ص: 45

(إلاّ) أداة حصر (عن موعدة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان

(1)

، (وعد) فعل ماض و (ها) ضمير مفعول به أوّل (إيّاه) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان، والفاعل هو أي إبراهيم (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن للشرط متعلّق ب (تبرّأ)، (تبيّن له أنّه عدو) مثل تبيّن لهم أنّهم أصحاب

(2)

، (لله) جارّ ومجرور متعلّق ب (عدوّ)، (تبرأ) مثل وعد (منه) مثل له متعلّق ب (تبرّأ)، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ- (إبراهيم) اسم إنّ منصوب ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (اللام) المزحلقة للتوكيد (آوّاه) خبر إنّ مرفوع (حليم) خبر ثان مرفوع.

والمصدر المؤوّل (أنّه عدوّ) في محلّ رفع فاعل تبيّن.

جملة: «ما كان استغفار

» لا محلّ لها استئنافيّة لتقرير ما سبق

(3)

وجملة: «وعدها إيّاه» في محلّ جرّ نعت لموعدة.

وجملة: «تبيّن أنّه عدوّ» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «تبرّأ منه» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «إنّ إبراهيم لأواه» لا محلّ لها تعليليّة.

‌الصرف:

(استغفار)،مصدر قياسيّ لفعل استغفر السداسيّ، وزنه استفعال-على وزن ماضيه بكسر ثالثة وزيادة ألف قبل الآخر- (موعدة)،مصدر ميميّ لفعل وعد الثلاثيّ، والتاء زيدت للمبالغة،

(1)

أي إلاّ ناشئا عن موعدة.

(2)

في الآية (113) من هذه السورة.

(3)

قيل هي استئناف بيانيّ على الرغم من دخول الواو.

ص: 46

وزنه مفعلة بفتح الميم وكسر العين لأن فعله معتلّ مثال محذوف الفاء في المضارع.

(أوّاه)،مبالغة من التأوّه على غير قياس، وزنه فعّال، وقد حكى قطرب وحده أنّ ثمّة فعلا ثلاثيّا هو آه يؤوه كقام يقوم، ولكن النحويين أنكروا عليه ذلك. والأوّاه لها معان كثيرة أشهرها قول أبو عبيدة أي المتأوّه شفقة وفرقا، والمتضرّع يقينا ولزوما وطاعة.

{وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة-أو استئنافيّة- (ما كان) مثل السابقة

(1)

، (الله) اسم كان مرفوا (اللام) لام الجحود-أو الإنكار- (يضلّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو (قوما) مفعول به منصوب (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يضلّ)، (إذ) ظرف مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (هدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (هم) ضمير مفعول به والفاعل هو (حتى) حرف غاية وجرّ (يبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبيّن)، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يتّقون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (إنّ الله ..

عليم) مثل إنّ إبراهيم لأوّاه

(2)

، (بكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بعليم، (شيء) مضاف إليه مجرور.

جملة: «ما كان ليضلّ

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان استغفار

(3)

.. أو هي استئنافيّة.

(1)

في الآية السابقة (113).

(2،3) في الآية السابقة (114)

ص: 47

وجملة: «يضلّ

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المقدّر.

والمصدر المؤوّل (أن يضلّ .. ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان.

وجملة: «هداهم» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «يبيّن لهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

والمصدر المؤوّل (أن يبيّن .. ) في محلّ جرّ (حتّى) متعلّق ب (يضلّ).

وجملة: «يتّقون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «إنّ الله

عليم» لا محلّ لها في حكم التعليل.

116 -

{إِنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (116)}

‌الإعراب:

(إنّ الله) مثل إنّ إبراهيم

(1)

، (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ملك) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السموات بحرف العطف مجرور (يحيي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (يميت) مضارع مرفوع (الواو) عاطفة (ما) نافية (لكم) مثل له (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بحال من وليّ-نعت تقدّم على المنعوت

(2)

- (الله) لفظ الجلالة مضاف

(1)

في الآية (114) من هذه السورة.

(2)

يجوز أن يتعلّق بالخبر الذي يتعلّق به (لكم)

ص: 48

إليه مجرور (من) حرف جرّ زائد (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلاّ مبتدأ مؤخّر (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصير) معطوف على وليّ تبعه في الجرّ لفظا.

جملة: «إنّ الله

» لا محلّ له استئنافيّة.

وجملة: «له ملك السموات

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «يحيي

» في محلّ رفع خبر ثان

(1)

.

وجملة: «يميت» في محلّ رفع معطوفة على جملة يحيي.

وجملة: «لكم .. وليّ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

‌الفوائد

أنواع الخبر الخبر سواء كان للمبتدأ أو لإن أو لكان مع أخواتهما فإنه يتنوّع فيأتي:

1 -

مفردا (أي ليس جملة ولا شبه جملة) مثل: {إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} .

2 -

بجملة فعلية مثل قوله تعالى {إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} فجملة يدافع في محل رفع خبر إنّ.

3 -

جملة اسمية كما ورد في الآية، وذلك كقولنا: العلم فوائده عظيمة. فالعلم مبتدأ أول. فوائده مبتدأ ثان. عظيمة خبر للمبتدأ الثاني. وجملة فوائده عظيمة في محل رفع خبر للمبتدأ الأول. ويلاحظ بوجود ضمير في المبتدأ الثاني يعود على المبتدأ الأول، وهذا شرط إذا كان الخبر جملة فعلية أو اسمية، ففي الجملة الفعلية يكون الضمير مستترا كما مر أو متصلا كقوله تعالى {إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ} فواو

(1)

أو في محلّ رفع بدل من جملة له ملك السموات، بدل اشتمال.

ص: 49

الجماعة، في الجملة الفعلية يخادعون ضمير متصل يعود على الاسم (المنافقين)،أما في الجملة الاسمية فيكون الضمير متصلا كما مرّ.

4 -

شبه جملة (أي ظرفا أو جارا أو مجرورا) ومثال الظرف: موعدنا يوم السبت، ومثال الجار والمجرور: الخير بي وبأمتي. ومعنى ذلك أننا نعلق الظرف أو الجار والمجرور بخبر محذوف تقديره كائن، فنقول: يوم مفعول فيه ظرف زمان متعلق بخبر محذوف تقديره كائن، والتقدير (موعدنا كائن يوم السبت).

{لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اِتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (117)}

‌الإعراب:

(اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (تاب) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على النبيّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تاب)، (الواو) عاطفة في الموضعين (المهاجرين، الأنصار) اسمان معطوفان على النبيّ مجروران وعلامة جرّ الأول الياء (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للمهاجرين والأنصار (اتّبعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ .. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (في ساعة) جارّ ومجرور متعلّق ب (اتّبعوه)، (العسرة) مضاف إليه مجرور (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تاب)، (ما) حرف مصدريّ (كاد) فعل ماض ناقص- ناسخ-

(1)

واسمه ضمير الشأن محذوف

(2)

، (يزيغ) مضارع مرفوع

(1)

بعد كلام طويل حول كاد وخبره جعل أبو حيّان الفعل زائدا-كما تزاد كان في بعض الأحيان فيقول: «ويخلص من هذه الإشكالات اعتقاد كون كاد زائدة ومعناها مراد ولا عمل لها إذ ذاك في اسم ولا خبر فتكون مثل كان إذا زيدت يراد معناها ولا عمل لها .. أهـ.

(2)

يجوز أن يكون الاسم ضميرا تقدير هم يعود إلى القوم المفهوم من قوله فريق منهم .. أو ضميرا يعود على القلوب.

ص: 50

(قلوب) فاعل مرفوع

(1)

، (فريق) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لفريق (ثمّ) حرف عطف (تاب) مثل الأول (عليهم) مثل منهم متعلّق ب (تاب)، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (بهم) مثل منهم متعلّق ب (رؤف) وهو خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.

والمصدر المؤوّل (ما كاد .... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.

جملة: «تاب الله

» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.

وجملة: «اتّبعوه

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «كاد يزيغ

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «يزيغ قلوب

» في محلّ نصب خبر كاد.

وجملة: «تاب عليهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم وهي مؤكّدة لها.

وجملة: «إنّه بهم رؤف» لا محلّ لها تعليليّة.

{وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلاّ إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوّابُ الرَّحِيمُ (118)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (على الثلاثة) جارّ ومجرور متعلّق ب (تاب)

(2)

، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جر نعت للثلاثة (خلّفوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ .. والواو نائب الفاعل (حتّى)

(1)

جاز في الفعل أن يكون مذكّرا مفردا لأن الفاعل جمع تكسير.

(2)

في الآية السابقة (117)،وهذا الجار والمجرور معطوف على (عليهم) .. أي تاب عليهم وعلى الثلاثة ..

ص: 51

حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (ضاقت) فعل ماض .. و (التاء) للتأنيث (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ضاقت)، (الأرض) فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (رحبت) مثل ضاقت، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الواو) عاطفة (ضاقت عليهم أنفسهم) مثل ضاقت عليهم الأرض، و (هم) متّصل مضاف إليه (الواو) عاطفة (ظنّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ .. والواو فاعل (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (لا) نافية للجنس (ملجأ) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بملجأ بحذف مضاف أي من عذاب الله أو من سخط الله (إلاّ) أداة استثناء

(1)

، (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ بدل من مستثنى منه مقدّر

(2)

، (ثمّ) حرف عطف (تاب) فعل ماض (عليهم) مثل الأول متعلّق ب (تاب)، (اللام) للتعليل (يتوبوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ (هو) ضمير فصل

(3)

، (التوّاب) خبر إنّ مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع.

والمصدر المؤوّل (ما رحبت .. ) في محلّ جرّ بالباء والجارّ والمجرور حال من الأرض، أي ضاقت حال كونها رحبة .. أي مع رحبها.

(1)

أو أداة حصر .. والجار والمجرور (إليه) متعلّق بخبر لا.

(2)

أي لا ملجأ من عذاب الله لأحد إلاّ إليه.

(3)

أو هو ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، خبره (التوّاب) والجملة الاسميّة (هو التوّاب .. ) في محلّ رفع خبر إنّ.

ص: 52

والمصدر المؤوّل (أن لا ملجأ .. ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّوا.

المصدر المؤوّل (أن يتوبوا .. ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تاب).

جملة: «خلّفوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «الشرط وفعله وجوابه المقدّر .. » لا محلّ لها استئنافيّة

(1)

.

وجملة: «ضاقت .. الأرض» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «رحبت» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «ضاقت .. أنفسهم» في محلّ جرّ معطوفة على جملة ضاقت الأولى.

وجملة: «ظنّوا .. » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ضاقت الأولى.

وجملة: «لا ملجأ

» في محلّ رفع خبر أن المخفّفة.

وجملة: «تاب عليهم» لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط المقدّر أي لجؤوا إليه ثمّ تاب الله.

وجملة: «يتوبوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «إنّ الله هو التوّاب» لا محلّ لها تعليليّة.

‌البلاغة

المجاز: في قوله تعالى «وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ» أي قلوبهم، وعبر عنها بذلك مجازا لأن قيام الذات بها، ومعنى ضيقها غمها وحزنها كأنها لا تسع

(1)

جواب إذا مقدر يعطف عليه قوله تابَ عَلَيْهِمْ أي إذا ضاقت عليهم

لجؤوا إليه، أو تابوا ثمّ تاب الله .. وقد يكون (إذا) مجرّدا من الشرط فلا يحتاج إلى جواب، والمعنى: تاب على الذين خلّفوا إلى هذا الوقت.

ص: 53

السرور لضيقها.

‌الفوائد

حديث الثلاثة الذين خلفوا

روى هذا الحديث عبد الله بن كعب، عن والده الذي تخلف عن غزوة تبوك.

وسنورده مختصرا لطوله: لقد تخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك، وكان في صحة ومال ولا عذر له، وكانت هذه الغزوة في الحر الشديد، وعند ما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من تبوك جاء المنافقون يحلفون ويعتذرون، فقبل منهم، وترك باطنهم لله عز وجل. أمّا كعب فقد صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: تخلفت ولا عذر لي، وكنت ميسورا.

فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم:قم حتى يقضي الله في أمرك. فسأل كعب: هل أحد لقي مثل ما لقيت؟ فقيل له: نعم، رجلان: هلال بن أمية ومرارة بن الربيع؛ ثم نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن تكليم هؤلاء الثلاثة المخلفين، فقاطعهم المسلمون، ويقول كعب: لقد تسورت جدار ابن عمي أبي قتادة، وهو أحب الناس لي، فسلمت عليهم، فلم يرد السلام، فقلت له: أتعلم أني أحب الله ورسوله؟ فقال: الله أعلم. فخرجت من عنده حزينا. وفي اليوم الأربعين من المقاطعة، بعث إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نعتزل نساءنا ولا نقربها، فبعثت زوجتي إلى أهلها، وضاقت علي الأرض، وضاقت علي نفسي؛ ثم في هذه الأثناء، بعث لي ملك غسان كتابا، يرغبني في القدوم إليه، ويقول:

سمعنا بأن صاحبك قد جفاك، فقلت: والله هذا من البلاء. وحرقت الكتاب. وفي تمام الليلة الخمسين، كنت أصلي الصبح على ظهر سطح بيتي، فسمعت صوتا يناديني بتوبة الله علي، وجاء المبشرون، ففرحت كثيرا، وذهبت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المسجد فهنأني بالتوبة، وعند ما دخلت المسجد قام إليّ طلحة بن عبيد الله فاستقبلني، وهنأني، ما قام إليّ غيره، وكان كعب لا ينساها لطلحة، ثم تصدقت بجميع مالي، جزاء التوبة، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أمسك شيئا، فأمسك سهمي بخبير، ولقد نجاني الله بالصدق وتاب علي، فما ابتلي أحد بصدق الحديث كما ابتليت، وسمّينا بالمخلفين ليس لتخلفنا عن الغزوة، وإنما لأن الله خلف أمرنا وأرجأه.

ص: 54

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (119)}

‌الإعراب:

(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محل نصب بدل من أيّ أو عطف بيان (آمنوا) مثل ظنوا

(1)

، (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (كونوا) أمر ناقص .. والواو اسم كن (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر كونوا (الصادقين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.

جملة: «النداء يأيّها الذين» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «اتّقوا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «كونوا

» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

{ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفّارَ وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120)}

‌الإعراب:

(ما كان لأهل) مثل ما كان للنبيّ

(2)

، (المدينة) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على

(1)

في الآية السابقة (118).

(2)

في الآية 113 من هذه السورة.

ص: 55

أهل (حول) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و (هم) ضمير مضاف إليه (من الأعراب) جارّ ومجرور حال من الموصول من (أن يتخلّفوا) مثل أن يستغفروا

(1)

، (عن رسول) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتخلّفوا)، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا) نافية (يرغبوا) معطوف على (يتخلّفوا) منصوب وعلامة النصب حذف النون

(2)

.. والواو فاعل (بأنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرغبوا)،و (هم) مثل الأخير (عن نفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرغبوا)،و (الهاء) مثل هم (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ .. و (اللام) للبعد، و (الكاف)(للخطاب)(الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (لا) نافية (يصيب) مضارع مرفوع و (هم) مفعول به (ظمأ) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (لا) زائدة لتأكيد النفي في الموضعين (نصب، مخمصة) معطوفان على ظمأ مرفوعان (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمخمصة

(3)

، (الله) مثل الأخير (لا) نافية (يطؤون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون .. والواو فاعل (موطئا) مفعول به منصوب

(4)

، (يغيظ) مثل يصيب، والفاعل هو أي الموطئ

(5)

، (الكفّار) مفعول به منصوب (لا ينالون) مثل لا يطؤون (من عدوّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينالون)، (نيلا) مفعول مطلق منصوب

(6)

، (إلاّ) أداة حصر (كتب) فعل

(1)

في الآية 113 من هذه السورة.

(2)

يجوز أن يكون مجزوما ب (لا) على أنّها ناهية.

(3)

أو نعت للظمأ والنصب والمخمصة.

(4)

أو مفعول مطلق منصوب أي يدوسون دوسا.

(5)

اسم مكان أو مصدرا.

(6)

أو هو مفعول به منصوب-أي شيئا ينال-

ص: 56

ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب)، (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب) والباء للسببيّة

(1)

، (عمل) نائب الفاعل مرفوع (صالح) نعت لعمل مرفوع (إنّ الله) مرّ إعرابها

(2)

، (لا يضيع) مثل لا يصيب، والفاعل هو أي الله (أجر) مفعول به منصوب (المحسنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.

جملة: «ما كان لأهل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يتخلّفوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

والمصدر المؤوّل (أن يتخلّفوا .. ) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.

وجملة: «يرغبوا .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة يتخلّفوا.

وجملة: «ذلك بأنّهم

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «لا يصيبهم ظمأ» في محلّ رفع خبر أنّ.

والمصدر المؤوّل (أنّهم لا يصيبهم

) في محلّ جر بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك).

وجملة: «لا يطؤون

» في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يصيبهم.

وجملة: «يغيظ .. » في محلّ نصب نعت ل (موطئا).

وجملة: «لا ينالون

» في محل رفع معطوفة على جملة لا يصيبهم.

(1)

أي بسبب كلّ واحد من الأمور الخمسة.

(2)

في الآية (118) من هذه السورة.

ص: 57

وجملة: «كتب .. عمل» في محلّ نصب حال من المؤمنين المطيعين.

وجملة: «إنّ الله لا يضيع

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «لا يضيع

» في محلّ رفع خبر إنّ.

‌الصرف:

(ظمأ)،مصدر سماعيّ لفعل ظمئ يظمأ باب فرح، وزنه فعل بفتحتين، وثمّة مصادر أخرى هي: ظمء بفتح فسكون، وظماء بفتح الظاء، وظماءة بفتح الظاء.

(نصب)،مصدر سماعيّ لفعل نصب ينصب باب فرح وزنه فعل بفتحتين.

(موطئا)،اسم مكان من وطأ الثلاثيّ باب فرح، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين لأن الفعل معتلّ مثال محذوف الفاء في المضارع ..

وهو أيضا مصدر ميميّ للفعل نفسه وعلى الوزن نفسه.

(نيلا)،مصدر نال ينال، وزنه فعل بفتح فسكون .. وقد يقصد به الشيء المنال فيستعمل اسما.

‌الفوائد

في هذه الآية دليل على أن من قصد طاعة الله كان قيامه وقعوده ومشيه وحركته وسكونه كلها حسنة مكتوبة عند الله، واختلف العلماء في حكم هذه الآية.

فقال قتادة: هذا الحكم خاص برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا غزا بنفسه لم يكن لأحد أن يتخلف عنه، وقال الوليد بن مسلم: سمعت الأوزاعي وابن المبارك وابن جابر وسعيدا يقولون في هذه الآية: إنها لأول هذه الأمة وآخرها، فعلى هذا تكون هذه الآية محكمة لم تنسخ، وقال ابن زيد: هذا حين كان أهل الإسلام قليلا، فلما كثروا

ص: 58

نسخها الله عز وجل، وأباح التخلف لمن شاء بقوله: وما كان المؤمنون لينفروا كافة، ولكن القول السديد في هذا المقام ما نقله الواحدي عن عطية أنه قال: ما كان لهم أن يتخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دعاهم وأمرهم لأنه لا تتوجب الطاعة إلا إذا أمر، وكذا غيره من الأئمة والولاة إذا ندبوا أو عينوا وجبت الطاعة.

{وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلاّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (121)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (لا) نافية (ينفقون نفقة) مثل يطؤون موطئا

(1)

، (صغيرة) نعت لنفقة منصوب، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (كبيرة) معطوف على صغيرة منصوب (الواو) عاطفة (لا يقطعون واديا) مثل لا يطؤون موطئا

(2)

، (إلاّ) أداة حصر (كتب لهم) مثل المتقدّمة

(3)

،وتقدير نائب الفاعل العمل الدال على النفقة وقطع الوادي (اللام) لام التعليل (يجزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و (هم) ضمير متّصل مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أحسن) مفعول به ثان منصوب (ما) حرف مصدريّ

(4)

، (كانوا) فعل ماض ناقص-ناسخ- مبنيّ على الضمّ .. والواو اسم كان (يعملون) مثل يطؤون

(5)

.

والمصدر المؤوّل (أن يجزيهم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (كتب).

والمصدر المؤوّل (ما كانوا) في محلّ جرّ مضاف إليه.

‌الصرف:

(واديا)،اسم جامد للمنخفض بين جبلين، وزنه فاعل،

(1،2،5) في الآية السابقة (120).

(3)

في الآية السابقة (120).

(4)

أو اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، والجملة صلة والعائد محذوف.

ص: 59

واشتقّ الوادي من فعل يدي يدي وديا الشيء بمعنى سال لأن الماء يدي فيه أي يسيل والفعل من باب ضرب.

{وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (ما كان) مرّ إعرابها

(1)

، (المؤمنون) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الواو (اللام) لام الجحود (ينفروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (كافّة) حال من الفاعل منصوبة.

والمصدر المؤوّل (أن ينفروا) في محل جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان.

(الفاء) استئنافيّة (لولا) أداة تحضيض بمعنى هلاّ (نفر) فعل ماض (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من طائفة-نعت تقدّم على المنعوت- (فرقة) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لفرقة (طائفة) فاعل نفر مرفوع (اللام) للتعليل (يتفقّهوا) مضارع مثل ينفروا (في الدين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتفقّهوا)، (الواو) عاطفة (لينذروا) مثل (ليتفقّوا)، (قوم) مفعول به منصوب و (هم) مضاف إليه.

والمصدر المؤوّل (أن يتفقّهوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (نفر).

والمصدر المؤوّل (أن ينذروا) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل الأول ومتعلّق بما تعلّق به.

(1)

في الآية السابقة (120).

ص: 60

(إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرد من الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (ينذروا)، (رجعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ .. والواو فاعل (إليهم) مثل منهم متعلّق ب (رجعوا)، (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي- ناسخ-و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (يحذرون) مثل يطؤون

(1)

.

جملة: «ما كان المؤمنون لينفروا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان لأهل

(2)

.

وجملة: «ينفروا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «نفر .. طائفة» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يتفقّهوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «ينذروا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «رجعوا

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «لعلّهم يحذرون» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «يحذرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)}

(1،2) في الآية السابقة (120) من هذه السورة.

ص: 61

‌الإعراب:

(يأيّها الذين آمنوا قاتلوا) مثل يأيّها

اتّقوا

(1)

، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يلون) مضارع مرفوع ..

والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به (من الكفّار) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل يلونكم (الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر (يجدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون .. والواو فاعل (في) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يجدوا)

(2)

، (غلظة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اعلموا) مثل اتّقوا

(3)

، (أنّ الله) مثل إنّ الله

(4)

، (مع المتقين) مثل مع الصادقين

(5)

.

جملة: «(النداء) يأيّها الذين

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «قاتلوا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «يلونكم

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

وجملة: «يجدوا

» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

وجملة: «اعلموا

» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء

(6)

.

والمصدر المؤوّل (أنّ الله مع المتّقين) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.

‌الصرف:

(يلونكم)،فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يليونكم بضمّ الياء الثانية، استثقلت الضمّة على الياء فسكنت ونقلت

(1)

في الآية (119) من هذه السورة.

(2)

أو متعلق بمحذوف مفعول به ثان لفعل يجدوا.

(3،5) في الآية (119) من هذه السورة.

(4)

في الآية (118) من هذه السورة.

(6)

يجوز أن تكون مقطوعة للاستئناف لا محلّ لها أيضا.

ص: 62

الحركة إلى اللام .. ولمّا التقى ساكنان الياء والواو حذفت الياء فأصبح يلونكم، وفيه إعلال بالحذف أيضا لأن ماضيه لفيف مفروق تحذف فاؤه في المضارع وهي الواو فالوزن يعونكم.

(غلظة)،مصدر سماعيّ لفعل غلظ يغلظ من أبواب نصر وضرب وكرم .. وزنه فعلة بكسر الفاء، وثمّة مصادر أخرى بضمّ الفاء وفتحها، وغلظ بكسر الغين وغلاظة بكسر الغين.

{وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ (125)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (إذا) ظرف للزمن المستقبل يتضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (ما) زائدة (أنزلت) فعل ماض للمجهول والتاء للتأنيث (سورة) نائب الفاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب الشرط (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم

(1)

، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يقول) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد (أيّ) اسم استفهام مبتدأ مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (زادت) فعل ماض و (التاء) للتأنيث و (الهاء) ضمير مفعول به أوّل (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع فاعل (إيمانا) مفعول به ثان منصوب (الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (آمنوا) مثل رجعوا

(2)

، (الفاء) واقعة في جواب أمّا

(1)

يجوز أن يكون الجارّ والمجرور نعتا لخبر محذوف مقدّم أي فريق منهم .. أو بعض منهم.

(2)

في الآية (122) من هذه السورة.

ص: 63

(زادتهم إيمانا) مثل زادته إيمانا (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يستبشرون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «أنزلت سورة

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «منهم من يقول

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «يقول

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «أيّكم زادته هذه

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «زادته هذه

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أيّكم).

وجملة: «الذين آمنوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «زادتهم إيمانا

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين)

(1)

.

وجملة: «هم يستبشرون

» في محلّ نصب حال من الهاء في (زادتهم).

وجملة: «يستبشرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

(الواو) عاطفة (أمّا الذين) مثل الأولى (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (هم) ضمير مضاف إليه (مرض) مبتدأ مؤخّر مرفوع (فزادتهم رجسا) مثل فزادتهم إيمانا (إلى رجس) جارّ ومجرور نعت ل (رجسا)،و (هم) مثل الأخير (الواو) عاطفة (ماتوا) مثل رجعوا (وهم) ضمير مبتدأ (كافرون) خبر المبتدأ هم مرفوع وعلامة الرفع الواو.

وجملة: «الذين في قلوبهم مرض

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا

(1)

كانت الفاء الرابطة في صدر الجملة الاسميّة لأن أصل التعبير: مهما يكن من شيء فالذين

،فلمّا حلّت أمّا محلّ مهما انتقلت الفاء إلى الخبر.

ص: 64

وجملة: «في قلوبهم مرض .. » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «زادتهم رجسا

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).

وجملة: «ماتوا

» في محلّ رفع معطوفة على جملة زادتهم.

وجملة: «هم كافرون» في محلّ نصب حال من فاعل ماتوا.

‌الفوائد

أيّ وأحوالها:

ورد في هذه الآية قوله تعالى {فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً} ونحن بصدد (أيّ) المشدّدة الياء وهي في الآية الكريمة اسم استفهام مبتدأ مرفوع وسنوضح فيما يلي أحوالها لما فيه من الفائدة العظيمة.

أيّ هي اسم وتأتي على خمسة أوجه:

1 -

اسم شرط: مثل قوله تعالى: {أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى} .

2 -

اسم استفهام: مثل قوله تعالى {أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً} .

3 -

اسم موصول: كقوله تعالى {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا} والتقدير: لننزعن الذي هو أشد. وهناك خلاف حول هذه الآية، فقد قال ذلك سيبويه. وخالفه الكوفيون وجماعة من البصريين، وزعموا أنها في الآية استفهامية وأنها مبتدأ وأشدّ خبر.

4 -

تأتي دالة على معنى الكمال، فتقع صفة للنكرة نحو: زيد رجل أيّ رجل، أي كامل في صفات الرجال. وتأتي حالا بعد المعرفة وتدل أيضا على الكمال مثل:

مررت بعبد الله أيّ رجل.

5 -

يتوصل بها إلى نداء ما فيه ال نحو: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ}

{أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126)}

ص: 65

‌الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (لا) نافية و (الواو) عاطفة (يرون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبه بالفعل و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (يفتنون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع ..

والواو نائب الفاعل (في كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يفتنون)، (عام) مضاف إليه مجرور (مرّة) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب أي: فتنة واحدة (أو) حرف عطف (مرّتين) معطوف على مرّة منصوب وعلامة النصب الياء (ثمّ) حرف عطف (لا يتوبون) مثل لا يطؤون

(1)

، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم يذكّرون) مثل هم يستبشرون

(2)

.

والمصدر المؤوّل (أنّهم يفتنون) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يرون

(3)

.

جملة: «يرون

» لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم

(4)

.

وجملة: «يفتنون .. » في محلّ رفع خبر أنّ.

وجملة: «لا يتوبون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يفتنون.

وجملة: «هم يذّكّرون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يفتنون.

وجملة: «يذّكّرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

{وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ اِنْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (127)}

(1)

في الآية (120) من هذه السورة.

(2)

في الآية (124) من هذه السورة.

(3)

هذا إذا كان الفعل قلبيّا، أو سدّت مسدّ المفعول إذا كان بصريّا.

(4)

وهي جملة الشرط وفعله وجوابه في أوّل الآية (124) من هذه السورة.

ص: 66

‌الإعراب:

(وإذا ما أنزلت سورة) مرّ إعرابها

(1)

، (نظر) فعل ماض (بعض) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (إلى بعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (نظر)، (هل) حرف استفهام (يرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرة على الألف و (كم) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ زائد (أحد) مجرور لفظا مرفوع محلاّ فاعل يرى (ثمّ) حرف عطف (انصرفوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ .. والواو فاعل (صرف) مثل نظر (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (قلوب) مفعول به منصوب و (هم) مضاف إليه (الباء) حرف جرّ (أنّهم) مثل السابق

(2)

، (قوم) خبر أنّ مرفوع (لا يفقهون) مثل لا يطؤون

(3)

.

والمصدر المؤوّل (أنّهم قوم .. ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (صرف)، والباء للسببيّة.

جملة: «أنزلت سورة .. » في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «نظر بعضهم

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «هل يراكم من أحد

» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر .. وهذا القول المقدر في محلّ نصب حال من فاعل نظر أي يقولون هل يراكم

وجملة: «انصرفوا .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة نظر بعضهم.

وجملة: «صرف الله

» لا محلّ لها استئنافيّة دعائيّة .. أو استئناف لمجرّد الإخبار.

وجملة: «لا يفقهون» في محلّ رفع نعت لقوم.

(1)

في الآية (124) من هذه السورة.

(2)

في الآية السابقة (126).

(3)

في الآية (120) من هذه السورة.

ص: 67

{لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)}

‌الإعراب:

(اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (جاءكم) فعل ماض .. والضمير مفعول به (رسول) فاعل مرفوع (من أنفس) جارّ ومجرور نعت لرسول

(1)

،و (كم) ضمير مضاف إليه (عزيز) نعت لرسول مرفوع

(2)

، (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بعزيز (ما) حرف مصدريّ

(3)

، (عنتّم) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (تم) ضمير فاعل.

والمصدر المؤوّل (ما عنتّم) في محلّ رفع فاعل الصفة المشبّهة عزيز.

(حريص) نعت آخر لرسول مرفوع (عليكم) مثل عليه متعلّق بحريص (بالمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق ب (رؤف) وهو نعت لرسول مرفوع وكذلك (رحيم).

جملة: «جاءكم رسول

» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ..

وجملة القسم لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «عنّتم .. » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) أو الاسميّ.

(الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تولّوا) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون .. والواو فاعل، وقد حذف من الفعل إحدى التاءين تخفيفا (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قل) فعل أمر، والفاعل

(1)

أو متعلّق ب (جاءكم) أي منكم.

(2)

أو خبر مقدم، والمصدر المؤوّل (ما عنّتم) مبتدأ مؤخر، والجملة نعت لرسول.

(3)

أو اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر، والجملة بعده صلة، والعائد محذوف أي عنّتم به أي بسببه، أو هو فاعل الصفة المشبهة عزيز.

ص: 68

أنت (حسبي) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء .. و (الياء) ضمير مضاف إليه (الله) لفظ الجلالة خبر مرفوع (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب، والخبر محذوف تقديره موجود (إلاّ) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر-أو من محلّ لا مع اسمها- (عليه) مثل الأول متعلّق ب (توكّلت) وهو فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (التاء) فاعل (الواو) عاطفة (هو) مبتدأ في محلّ رفع (ربّ) خبر مرفوع (العرش) مضاف إليه مجرور (العظيم) نعت للعرش مجرور.

جملة: «إن تولّوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّر.

وجملة: «قل

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «حسبي الله» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «لا إله إلاّ هو» في محل نصب حال

(1)

.

وجملة: «توكّلت» لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة لمقول القول-أو اعتراضيّة.

وجملة: «هو ربّ

» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.

‌الصرف:

(حريص)،صفة مشبّهة لفعل حرص يحرص باب ضرب وباب فرح، وزنه فعيل، مؤنّثه حريصة والجمع حرصاء بضم الحاء وحراص بكسر الحاء وتخفيف الراء وحرّاص بضمّ الحاء وتشديد الراء، وجمع حريصة حراص بكسر الحاء وحرائص.

انتهت سورة التوبة ويليها سورة يونس

(1)

يصح مجيء الحال من الخبر ومن المبتدأ، كما يصح مجيئها من الفاعل والمفعول والمجرور بالحرف ومن المضاف إليه إذا كان المضاف جزءا من المضاف إليه.

ص: 69

‌سورة يونس

من الآية 1 - إلى الآية 109

بسم الله الرحمن الرحيم

{الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (1)}

‌الإعراب:

(الر)،أحرف مقطّعة لا محلّ لها من الإعراب-انظر أول سورة البقرة- (تلك) اسم اشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ .. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب، والإشارة إلى آيات القرآن (آيات) خبر المبتدأ مرفوع (الكتاب) مضاف إليه مجرور (الحكيم) نعت للكتاب مجرور.

جملة: «تلك آيات

» لا محلّ لها ابتدائيّة.

‌الصرف:

(الحكيم)،صفة مشتقّة، وزنها فعيل بمعنى مفعول أي

ص: 70

المحكم بفتح الكاف أي الممتنع من الفساد، وقد يكون بمعنى فاعل أي الحاكم أو بمعنى ذي الحكم.

‌الفوائد

- قوله تعالى {(الر)} أورد أبو البقاء العكبري في إعرابها عدة أوجه سنوردها توخيا للفائدة وحسن الاطلاع.

1 -

هذه الحروف المقطعة كل واحد منها اسم، لأنّ كل واحد منها يدل على معنى في نفسه، وهي مبنية. وفي موضع (الر) ثلاثة أوجه:

آ-الجر بحرف قسم محذوف، كما قالوا: الله ليفعلن (في لغة من جر).

ب-موضعها النصب: وفيه وجهان: أحدهما على تقدير حذف القسم كما تقول الله لأفعلنّ. والناصب فعل محذوف تقديره: التزمت الله، أي اليمين به. والثاني هي مفعول به تقديره: اتل: الر.

ج-الرفع: على أنها مبتدأ وما بعدها الخبر.

معاني هذه الحروف:

جمهور أهل العلم والتفسير على أن هذه الحروف لا يعلمها إلا الله عز وجل، فهي مما اختص به الله دون سواه، وهي سرّ من أسرار القرآن الكريم لذلك يقال في تفسيرها، الله أعلم بمراده وأسرار كتابه، وقد وأورد العلماء فائدتين من ورود هذه الحروف في بدايات السور:

1 -

هي تشير إلى أن هذا القرآن عربي، نزل بلغة العرب الذين خاطبهم، وكأن الله عز وجل يقول لهم: لقد أنزلنا إليكم قرآنا بلغتكم وحروفكم، ومع هذا فأنتم عاجزون عن الإتيان بمثله.

2 -

من عادة العرب في شعرها ونثرها أن تستفتح بما يسترعي الانتباه ويشد السامع، لذا فقد افتتح الله عز وجل بعض سوره بشيء غير مألوف بالنسبة للعرب آنذاك، فكانوا إذا سمعوا ذلك أصاخوا السمع، فيهجم عليهم القرآن ببيانه الساحر

ص: 71

ما أورد الخازن في تفسيره حول (الر).

قال ابن عباس والضحاك معناه: أن الله أرى، وقال ابن عباس في رواية أخرى عنه (الر) و (حم) و (ن) هي حروف الرحمن مقطعة. وبه قال سعيد بن جبير وسالم بن عبد الله، وقال قتادة (الر) اسم من أسماء القرآن. وقيل هي اسم للسورة والله أعلم.

{أَكانَ لِلنّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ (2)}

‌الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (للناس) جارّ ومجرور حال من (عجبا) -نعت تقدم على المنعوت- (عجبا) خبر كان مقدّم منصوب (أن) حرف مصدريّ (أوحينا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير فاعل (إلى رجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوحينا)، (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لرجل (أن) حرف تفسير

(1)

(أنذر) فعل أمر، والفاعل أنت (الناس) مفعول به منصوب.

والمصدر المؤوّل (أن أوحينا .. ) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.

(الواو) عاطفة (بشّر) مثل أنذر (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ .. والواو فاعل (أنّ)

(1)

يجوز أن يكون (أن) حرفا مصدريّا يؤوّل مع ما بعده بمصدر وهو مجرور بباء محذوفة أي: أوحينا بإنذار، وهو اختيار أبي حيّان في البحر .. كما يجوز أن يكون مخفّفا من الثقلية واسمه ضمير الشأن محذوف، والمصدر المؤوّل مجرور بالباء المحذوفة أيضا.

ص: 72

حرف مشبه بالفعل-ناسخ-للتوكيد (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدم (قدم) اسم أنّ مؤخّر منصوب (صدق) مضاف إليه مجرور (عند) ظرف منصوب متعلّق بنعت لقدم صدق (ربّ) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه في محلّ جرّ.

والمصدر المؤوّل (أنّ لهم قدم .. ) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (بشّر)،أي بشّرهم بأن لهم ..

(قال) فعل ماض (الكافرون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (إنّ) مثل أنّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم اشارة مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة للتوكيد (ساحر) خبر إنّ مرفوع (مبين) نعت لساحر مرفوع.

جملة: «كان للناس عجبا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أوحينا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «أنذر الناس

» لا محلّ لها تفسيريّة.

وجملة: «بشّر

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنذر.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «قال الكافرون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: إنّ هذا لساحر

» في محلّ نصب مقول القول.

‌الصرف:

(عجبا)،مصدر سماعيّ لفعل عجب يعجب باب فرح، وزنه فعل بفتحتين .. وقيل هو بمعنى معجب اسم المفعول أو الفاعل

(1)

.

(قدم)،لفظ يدلّ على العضو المعروف، وهو هنا مستعار لكلّ سابق

(1)

وبهذا المعنى يصحّ تعليق (للناس) به، لأن المصدر إذا وقع موقع اسم الفاعل أو المفعول جاز أن يتقدّم معموله عليه.

ص: 73

في خير، قال أبو عبيدة: كلّ سابق في خير أو شر هو عند العرب قدم.

وقال الليث: القدم السابقة، أي سبق لهم عند الله خير، والسبب في اطلاق لفظ القدم على هذه المعاني أن السعي والسبق لا يكون إلاّ بالقدم، فسمّي المسبّب باسم السبب على سبيل المجاز المرسل، كما سمّيت النعمة يدا.

‌البلاغة

المجاز المرسل: في قوله تعالى «أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ» أي سابقة ومنزلة رفيعة عند ربهم. وإنما عبر عنها بها إذ بها يحصل السبق والوصول إلى المنازل الرفيعة، كما يعبر عن النعمة باليد، لأن العطاء يكون بها، فالعلاقة هنا السببية؛ ونزيد هنا أن المجاز لا يكون مطردا، فلا يصح أن يقال قدم سوء، وهذه خاصة عجيبة من خصائص المجاز يكاد الحكم فيها أن يكون مرده الى الذوق

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ اِسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِيعٍ إِلاّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (3)}

‌الإعراب:

(إنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ- (ربّ) اسم إنّ منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الله) خبر إن مرفوع (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت للفظ الجلالة (خلق) فعل ماض، والفاعل هو (السموات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات منصوب (في ستة) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلق)، (أيام) مضاف إليه مجرور (ثمّ) حرف عطف (استوى) ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (على العرش) جارّ ومجرور متعلّق ب (استوى)، (يدبّر) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الأمر)

ص: 74

مفعول به منصوب (ما) حرف نفي (من) حرف جرّ زائد (شفيع) مجرور لفظا مرفوع محلاّ مبتدأ (إلاّ) حرف للحصر (من بعد) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (إذن) مضاف إليه مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ذلكم) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى الخالق المدبّر .. و (اللام) للبعد و (كم) حرف خطاب (الله) لفظ الجلالة خبر مرفوع (ربّكم) بدل من لفظ الجلالة، ومضاف إليه (الفاء) لربط المسبّب بالسبب

(1)

، (اعبدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل و (الهاء) مفعول به (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تذكّرون) مضارع مرفوع محذوف منه إحدى التاءين تخفيفا .. والواو فاعل.

جملة: «إنّ ربّكم الله

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «خلق

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «استوى

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «يدبّر

» في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ)

(2)

وجملة: «ما من شفيع .. » في محلّ رفع خبر ثالث ل (إنّ)

(3)

.

وجملة: «ذلكم الله

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «اعبدوه» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:

تنبهوا فاعبدوه

(4)

.

وجملة: «تذكّرون» لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي أغفلتم فلا تذكّرون.

(1)

أو رابطة لجواب شرط مقدّر.

(2،3) أو في محلّ نصب حال .. أو لا محلّ لها استئنافيّة.

(4)

أو هي جواب شرط مقدر أي إن أقررتم بألهوهيّته فاعبدوه.

ص: 75

{إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (4)}

‌الإعراب:

(إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (مرجع) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (جميعا) حال منصوبة من ضمير الخطاب (وعد) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (حقّا) مفعول مطلق لفعل محذوف (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (يبدأ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الخلق) مفعول به منصوب (ثمّ) حرف عطف (يعيد) مثل يبدأ و (الهاء) ضمير مفعول به (اللام) للتعليل (يجزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الذين) موصول في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) فعل ماض وفاعله مثله (عملوا)، (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (بالقسط) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجزي)

(1)

.

والمصدر المؤوّل (أن يجزي) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يعيده).

(الواو) استئنافيّة (الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ (كفروا) مثل آمنوا (لهم شراب) مثل إليه مرجع (من حميم) جارّ ومجرور نعت لشراب (الواو) عاطفة (عذاب) معطوف على شراب مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ

(2)

، (كانوا) ماض ناقص- ناسخ-مبنيّ على الضمّ .. والواو اسم كان (يكفرون) مضارع مرفوع ..

(1)

أو بحال من فاعل يجزي أو من مفعوله.

(2)

أو اسم موصول في محلّ جرّ، والجملة بعده صلة، والعائد مقدّر.

ص: 76

والواو فاعل.

والمصدر المؤوّل (ما كانوا .. ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بأليم

(1)

.

جملة: «إليه مرجعكم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «(وعد) وعد الله» لا محلّ لها استئناف لتأكيد مضمون ما سبق.

وجملة: «(حق) حقا» لا محلّ لها لتأكيد مضمون ما سبق.

وجملة: «إنّه يبدأ

» لا محلّ لها استئنافيّة في حكم التعليل.

وجملة: «يبدأ

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «يعيده» في محلّ رفع خبر معطوفة على جملة يبدأ.

وجملة: «يجزي

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «عملوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.

وجملة: «كفروا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

وجملة: «لهم شراب

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).

وجملة: «كانوا يكفرون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «يكفرون» في محلّ نصب خبر كانوا.

‌البلاغة

المناسبة اللفظية بين حميم وأليم: والمناسبة ضربان: مناسبة في المعاني ومناسبة في الألفاظ.

(1)

أو متعلّق بفعل دلّ عليه الكلام أي عذّبوا بما كانوا يكفرون.

ص: 77

أما هنا فالمناسبة لفظية، وهي عبارة عن الإتيان بلفظات متزنات وغير مقفيات، فهو تام وناقص. وقد وقعت الناقصة في الكلام الفصيح أكثر لأن التقفية غير لازمة فيها.

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ما خَلَقَ اللهُ ذلِكَ إِلاّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)}

‌الإعراب:

(هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (جعل) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (الشمس) مفعول به منصوب (ضياء) مفعول به ثان منصوب على حذف مضاف أي ذات ضياء

(1)

، (الواو) عاطفة (القمر نورا) مثل الشمس ضياء ومعطوف عليه (الواو) عاطفة (قدّر) مثل جعل، والفاعل هو و (الهاء) مفعول به (منازل) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (قدّره)

(2)

، (اللام) لام التعليل (تعلموا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل (عدد) مفعول به منصوب (السنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (الواو) عاطفة (الحساب) معطوف على عدد منصوب.

والمصدر المؤوّل (أن تعلموا) في محل جرّ باللام متعلق ب (قدّره).

(ما) حرف نفي (خلق) مثل جعل (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ذلك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (إلاّ) حرف للحصر (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال

(1)

يجوز أن يكون (ضياء) حالا إن كان (جعل) بمعنى خلق.

(2)

أو هو حال أي متنقّلا .. أو مفعول به وضمير الغائب في محلّ نصب على نزع الخافض أي قدّر له منازل .. أو مفعول ثان إن كان الفعل بمعنى جعله.

ص: 78

من لفظ الجلالة (يفصّل) مضارع مرفوع .. والفاعل هو (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يفصّل)(يعلمون) مثل يكفرون

(1)

جملة: «هو الذي

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «جعل الشمس

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «قدّره

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «ما خلق الله

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يفصّل

» في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة.

وجملة: «يعلمون» في محلّ جرّ نعت لقوم.

‌الصرف:

(الشمس) اسم جامد ذات، وزنه فعل بفتح فسكون.

(ضياء)،مصدر ضاء يضوء وزنه فعال بكسر الفاء، وقد يكون اسما لما تدرك به العين الأشياء، والياء فيه منقلبة عن واو لانكسار ما قبلها، أصله ضواء-بكسر الضاد-والهمزة في آخره أصليّة.

(القمر)،اسم جامد ذات، وزنه فعل بفتحتين.

(منازل)،جمع منزل، اسم مكان من نزل ينزل باب ضرب وزنه فعل بكسر العين لأن مضارعه مكسور العين.

(عدد)،الاسم من عدّ يعدّ باب نصر وزنه فعل بفتحتين، جمعه أعداد زنة أفعال.

‌الفوائد

إعجاز القرآن.

ورد في هذه الآية قوله تعالى {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً}

(1)

في الآية السابقة (4).

ص: 79

{وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ} .

لقد اشتملت هذه الآية على دقة في التعبير، وسلامة في المعنى، تدل دلالة قاطعة على أن القرآن الكريم كلام الله، وأنه صادر عن خالق الكون بما فيه الشمس والقمر؛ وقد أورد العلماء الفرق بين معنى الضياء والنور، وذكروا أن الضياء أكمل وأعم من النور، وأسطع وأقوى. وأما النور فدونه. ويترتب عن ذلك الليل والنهار. ولو كان النور واحدا في الشمس والقمر لما حدث التمييز بين الليل والنهار، كما اشتملت الآية على إشارات فلكية بقوله تعالى {وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ} فالمولى عز وجل قد جعل للقمر منازل ومواضع يترتب عنها معرفة الشهور القمرية والسنين القمرية، وهذا يحدث باطراد منتظم دون خلل أو شذوذ، ودون زيغ أو انحراف. وقد مضى على ذلك سنون لا يحصيها العدّ، ونحن مع هذا النظام الثابت الدقيق الذي لا يخل أبدا، فما كان لبشر أن يأتي بمثل هذا الكلام مهما أوتي من الحكمة وفصل الخطاب.

{إِنَّ فِي اِخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما خَلَقَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)}

(1)

‌ الإعراب:

(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (في اختلاف) جارّ ومجرور خبر مقدّم (الليل) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (النهار) معطوف على الليل مجرور (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على اختلاف (خلق) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلق)، (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور (اللام) لام الابتداء للتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب مؤخّر وعلامة النصب الكسرة (لقوم يتّقون) مثل لقوم

(1)

وانظر الآية (190) من سورة آل عمران.

ص: 80

يعلمون

(1)

،والجارّ نعت لآيات.

جملة: «إنّ في اختلاف

لآيات» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «خلق الله

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «يتّقون» في محلّ جرّ نعت لقوم.

{إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاِطْمَأَنُّوا بِها وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا غافِلُونَ (7) أُولئِكَ مَأْواهُمُ النّارُ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (8)}

‌الإعراب:

(إنّ) مثل السابق

(2)

، (الذين) موصول اسم إنّ (لا) نافية (يرجون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (لقاء) مفعول به منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (رضوا) فعل ماض وفاعله (بالحياة) جارّ ومجرور متعلّق ب (رضوا)، (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (اطمأنوا) مثل رضوا (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اطمأنّوا)، (الواو) عاطفة (الذين) مثل الأول ومعطوف عليه (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (عن آيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (غافلون)،و (نا) ضمير مضاف إليه (غافلون) خبر المبتدأ (هم) مرفوع وعلامة الرفع الواو.

جملة: «إنّ الذين

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا يرجون

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «رضوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

(1)

في الآية السابقة.

(2)

في الآية السابقة (6).

ص: 81

وجملة: «اطمأنّوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة

(1)

وجملة: «هم .. غافلون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

(أولئك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ .. و (الكاف) حرف خطاب (مأوى) مبتدأ ثان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (هم) متّصل مضاف إليه (النار) خبر المبتدأ مأوى (الباء) حرف جرّ (ما كانوا يكسبون) مثل ما كانوا يكفرون

(2)

.

والمصدر المؤوّل (ما كانوا .. ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه الكلام أي عوقبوا بما كانوا ..

وجملة: «أولئك مأواهم النار

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «مأواهم النار

» في محلّ رفع خبر لمبتدأ (أولئك).

وجملة: «كانوا يكسبون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «يكسبون» في محلّ نصب خبر كانوا.

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (10)}

‌الإعراب:

(إنّ الذين) مرّ إعرابها

(3)

، (آمنوا) مثل رضوا

(4)

وكذلك (عملوا)، (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (يهدي)

(1)

يجوز أن تكون الواو حاليّة، والجملة في محلّ نصب حال من فاعل رضوا بتقدير قد.

(2)

في الآية (4) من هذه السورة.

(3،4) في الآية (7) من هذه السورة.

ص: 82

مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (هم) ضمير مفعول به (ربّ) فاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه (بإيمان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهدي)،والباء للسببيّة و (هم) مثل الأخير (تجري) مثل يهدي (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري)

(1)

،و (هم) مثل الأخير (الأنهار) فاعل مرفوع (في جنّات) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الأنهار

(2)

، (النعيم) مضاف إليه مجرور.

جملة: «إنّ الذين آمنوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «عملوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «يهديهم ربّهم

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «تجري .. الأنهار» لا محلّ لها استئنافية

(3)

.

(دعوى) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (هم) ضمير مضاف إليه (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بدعوى (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نسبّح و (الكاف) ضمير مضاف إليه (اللهمّ) لفظ الجلالة منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب .. و (الميم) المشدّدة عوض من (يا) المحذوفة (الواو) عاطفة (تحيّتهم فيها) مثل دعواهم فيها

(4)

، (سلام) خبر المبتدأ تحيّة مرفوع

(5)

، (الواو) عاطفة (آخر) مبتدأ مرفوع (دعوى) مضاف إليه مجرور

(1)

أو بحال من الأنهار-نعت تقدّم على المنعوت-

(2)

أو متعلّق ب (تجري)،ويجوز أن يكون خبرا آخر ل (إنّ).

(3)

أو في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ)،أو في محلّ نصب حال من مفعول يهديهم.

(4)

والمجرور والجارّ يجوز أن يكون حالا من ضمير الغائب في تحيّتهم.

(5)

أو مبتدأ خبره محذوف أي سلام عليكم، والجملة خبر تحيّتهم.

ص: 83

وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف و (هم) مثل الأخير (أن) هي المخفّفة من الثقيلة

(1)

،واسمها ضمير الشأن واجب الحذف (الحمد) مبتدأ مرفوع (لله) جارّ ومجرور خبر المبتدأ الحمد (ربّ) نعت للفظ الجلالة مجرور (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.

وجملة: «دعواهم فيها

» لا محلّ لها استئنافيّة

(2)

.

وجملة: (نسبّح) سبحانك» في محلّ رفع خبر المبتدأ دعواهم

(3)

.

وجملة النداء: «اللهمّ» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.

وجملة: «تحيّتهم .. سلام» لا محلّ لها معطوفة على جملة دعواهم

وجملة: «آخر دعواهم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة دعواهم

وجملة: «الحمد لله

» في محلّ رفع خبر أن المخفّفة.

والمصدر المؤوّل من أن المخفّفة واسمها وخبرها في محلّ رفع خبر المبتدأ (آخر).

‌الصرف:

(دعوى)،مصدر سماعيّ لفعل دعا يدعو، وزنه فعلى بفتح الفاء فسكون العين.

(تحيّة)،مصدر قياسي لفعل حيّا يحيّي، وقد عوض من إحدى الياءات الثلاث تاء مربوطة، وأصل المصدر تحيية .. فلمّا اجتمعت ياءان وأريد إدغامهما حرّكت الحاء بالكسر وسكّنت الياء الأولى، فالوزن تفعلة،

(1)

وهو اختيار أبي حيّان .. وابن هشام يجعلها زائدة لأنها لم تسبق بما يدلّ على اليقين.

(2)

أو خبر ثالث ل (إنّ).

(3)

خلت الجملة من الرابط الذي يربطها بالمبتدأ لكنها تلتقي مع المبتدأ في المعنى.

ص: 84

وأصله تفعيل. وإضافة التحيّة إلى الضمير إمّا من إضافة المصدر إلى الفاعل إذا كانوا هم الذين يحيّون الملائكة .. أو من إضافة المصدر إلى المفعول إذا كان الله يحيّيهم.

‌الفوائد

ورد في هذه الآية قوله تعالى {سُبْحانَكَ اللهُمَّ} ونحن هنا بخصوص كلمة (سبحانك) فإننا نعربها مفعولا مطلقا لفعل محذوف، وهناك مصادر تجري على هذا المنوال وتعرب إعرابها، ولما كان ذلك من الأمور الهامة ويخفى على الكثير رأينا تتميما للفائدة أن نذكرها. هناك مصادر مسموعة شاع استعمالها ولا أفعال لها، ولكن القرائن دالة عليها. مثل:(سمعا وطاعة، عجبا، حمدا وشكرا لا كفرا معاذ الله)،ومن المفيد أن نعرض هنا طائفة من هذه المصادر المسموعة لدورانها على الألسنة:

1 -

فمنها مالا يستعمل إلا مضافا مثل: سبحان الله، معاذ الله.

وقد ورد منها مثناة المصادر الآتية: (لبيك، لبيك وسعديك، وحنانيك، ودواليك، وحذاريك) والمتكلم يريد بذلك التكثير فكأنه يقول تلبية لك بعد تلبية، حنانا بعد حنان.

2 -

ومنها ما استعمل غير مضاف كالأمثلة الأولى وك (حجرا محجورا) بمعنى منعا ممنوعا).

3 -

في تفصيل مجمل أو بيان عاقبة مثل {فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمّا فِداءً} .

4 -

ورد مصادر لا أفعال لها مثل (ويل، ويب) في الدعاء على الإنسان، و (ويح، ويس) في الدعاء له، و (بلها) يقدرون لها عاملا من معناها ولا يلفظونه، ومتى أضيفت هذه المصادر وجب نصبها، فإذا لم تضف جاز النصب والابتداء بها نقول:(ويل للظالم، وويلا للظالم) أما مثل: (ويل الظالم) فليس غير النصب لأنها أضيفت.

ص: 85

{وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنّاسِ الشَّرَّ اِسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (يعجّل) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعجّل)، (الشرّ) مفعول به منصوب (استعجالهم) منصوب على نزع الخافض

(1)

أي: كاستعجالهم .. و (هم) مضاف إليه (بالخير) جارّ ومجرور حال من المفعول المقدّر للمصدر استعجال أي استعجالهم الأمور بالخير

(2)

، (اللام) واقعة في جواب لو (قضي) فعل ماض مبنيّ للمجهول (إلى) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قضي)، (أجل) نائب الفاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (نذر) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (الذين) موصول مبنيّ في محل نصب مفعول به (لا يرجون لقاءنا) مرّ إعرابها

(3)

في (طغيان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعمهون)،و (هم) مثل الأخير (يعمهون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «يعجّل الله

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «قضي إليهم أجلهم

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «نذر

» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة فيها استدراك لما سبق أي: لو يعجّل الله الشرّ للناس لأهلكهم، لكننا نمهلهم فنذر .. ففي الكلام التفات.

(1)

أو هو مفعول مطلق ولكن بتقدير شيئين: مصدر الفعل عجّل، والصفة التي هي مضاف أي: يعجّل الله تعجيلا مثل استعجالهم بالخير.

(2)

يجوز أن يكون متعلقا بالمصدر استعجال.

(3)

في الآية (7) من هذه السورة.

ص: 86

وجملة: «لا يرجون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «يعمهون» في محلّ نصب حال

(1)

.

‌الصرف:

(استعجال)؛مصدر قياسي للسداسي استعجل، وزنه استفعال.

‌البلاغة

- التنكيت: في قوله تعالى «وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ» أصله «وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنّاسِ الشَّرَّ» تعجيله لهم الخير، فوضع «اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ» موضع تعجيله لهم الخير اشعارا بسرعة إجابته لهم وإسعافه بطلبتهم، حتى كأن استعجالهم بالخير تعجيل لهم. وهو كلام رصين يدل على دقة صاحبه إذ لا يكاد يوضع مصدر مؤكد مقارنا لغير فعله في الكتاب العزيز بدون مثل هذه الفائدة الجليلة. والنحاة يقولون في ذلك: أجرى المصدر على فعل مقدر دل عليه المذكور، ولا يزيدون عليه؛ وإذا راجع الفطن قريحته وناجى فكرته علم أنه إنما قرن بغير فعله لفائدة. وهي في قوله تعالى «وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً» التنبيه على نفوذ القدرة في المقدور وسرعة إمضاء حكمها حتى كأن إنبات الله تعالى لهم نفس نباتهم، أي إذا وجد الإنبات وجد النبات حتما حتى كأن أحدهما عين الآخر فقرن به.

{وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (12)}

(1)

يجوز أن تكون الجملة مفعولا ثانيا إذا قدّر الفعل (نذر) متعدّيا لمفعولين.

ص: 87

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (دعانا)، (مسّ) فعل ماض (الإنسان) مفعول به مقدّم منصوب (الضرّ) فاعل مرفوع (دعا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (نا) ضمير مفعول به (لجنب) جارّ ومجرور حال من فاعل دعا و (الهاء) مضاف إليه (أو) حرف عطف (قاعدا) معطوف على الحال الأولى منصوب ومثله (قائما).الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (مرّ) كشف) مثل مسّ و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل (عن) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كشفنا)، (ضرّ) مفعول به منصوب و (الهاء) مثل الأخير (مرّ) مثل مسّ، والفاعل هو (كأن) حرف تشبيه ونصب مخفّف من التثقيلة، واسمه محذوف أي كأنّه .. (لم) حرف نفي وجزم (يدعنا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة .. و (نا) مثل الأخير (إلى ضرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعنا) على حذف مضاف أي إلى دفع ضرّ أو إزالة ضرّ (مسّ) مثل الأول و (الهاء) مفعول به، والفاعل هو أي الضرّ.

جملة: «مسّ .. الضرّ .. » في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «دعانا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «كشفنا

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «مرّ

» لا محلّ لها جواب الشرط (لمّا).

وجملة: «كأن لم يدعنا

» في محلّ نصب حال من فاعل مرّ.

وجملة: «لم يدعنا

» في محلّ رفع خبر كأن.

وجملة: «مسّه» في محلّ جرّ نعت لضرّ.

(الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ذلك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله زيّن الآتي .. (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (زيّن) فعل ماض مبنيّ للمجهول (للمسرفين) جارّ ومجرور

ص: 88

متعلّق ب (زيّن)،وعلامة الجرّ الياء (ما) حرف مصدريّ، (كانوا) فعل ماض ناقص-ناسخ-والواو اسم كان (يعملون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

والمصدر المؤوّل (كانوا .. ) في محلّ رفع نائب الفاعل.

وجملة: «زيّن للمسرفين

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «كانوا .... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا.

‌البلاغة

- التقسيم أو صحة الأقسام: وهو عبارة عن استيفاء المتكلم جميع أقسام المعنى الذي هو آخذ فيه، بحيث لا يغادر منه شيئا. وقوله:«دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً» استوفى جميع الهيئات التي يكون عليها الإنسان وقد تردد التقسيم في آل عمران.

‌الفوائد

- خلجات النفوس وأوضاع الناس:

هذه الآية الكريمة تصور لنا نموذجا بشريا في الناس لا يختص بزمان أو مكان، وإنما يتكرر ويتوالى على مدار الزمان والمكان، وهو نموذج شائع، ويشكل الغالبية العظمى، إلا من رحم ربك، وقليل ما هم؛ فنحن في هذه الآية مع الإنسان حين يمسه الضر أو تنزل به مصيبة فإنه يدعو الله في جميع أحواله مضطجعا أو قائما أو قاعدا، ولكن عند ما يكشف الله عنه الضر فإنه ينسى الله ويمرّ كأن لم يكن بالأمس شيء! فهذا وجه من وجوه إعجاز القرآن الكريم أنه يصور النفس البشرية بكافة أبعادها، وجميع حالاتها، ونرى هذا التصوير يصدق على الجنس البشري في كل زمان ومكان إلى قيام الساعة. ولا عجب لأن الله خالق الإنسان ويعلم ما هو عليه، ولا تخفى عليه خافية في الأنفس والآفاق.

ص: 89

{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمّا ظَلَمُوا وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13) ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أهلكنا) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (نا) ضمير فاعل (القرون) مفعول به منصوب (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أهلكنا)، و (كم) ضمير مضاف إليه (لمّا ظلموا) مثل لمّا كشفنا

(1)

، (الواو) حاليّة (جاءت) فعل ماض .. و (التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به (رسل) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (بالبيّنات) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاءتهم)، (الواو) عاطفة (ما) نافية (كانوا) مثل السابق

(2)

، (اللام) لام الجحود (يؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.

والمصدر المؤوّل (أن يؤمنوا .. ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كانوا.

(كذلك) مثل السابق

(3)

،والعامل فعل (نجزي) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (المجرمين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء و (القوم) مفعول به منصوب.

جملة: أهلكنا

» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.

وجملة: «ظلموا» في محلّ جرّ مضاف إليه .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لمّا ظلموا أهلكناهم.

(1،2،3) في الآية السابقة (12).

ص: 90

وجملة: «جاءتهم رسلهم» في محلّ نصب حال بتقدير (قد).

وجملة: «ما كانوا

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة ظلموا.

وجملة: «يؤمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «نجزي

» لا محلّ لها استئنافيّة-أو اعتراضيّة.

(ثمّ) حرف عطف (جعلنا) مثل أهلكنا و (كم) ضمير مفعول به (خلائف) مفعول به ثان منصوب (في الأرض) جارّ ومجرور نعت لخلائف (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (جعلناكم)،و (هم) ضمير مضاف إليه (اللام) للتعليل (ننظر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال عامله (تعملون) وهو مضارع مرفوع.

والواو فاعل.

والمصدر المؤوّل (أن ننظر) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلناكم).

وجملة: «جعلناكم .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة المستأنفة في الآية السابقة.

وجملة: «ننظر» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «تعملون» في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام.

{وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا اِئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّ ما يُوحى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}

ص: 91

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (إذا) مثل السابق

(1)

متعلّق ب (قال)، (تتلى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الألف (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تتلى)، (آيات) نائب الفاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (بيّنات) حال منصوبة وعلامة النصب الكسرة (قال) فعل ماض (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (لا يرجون لقاءنا) مرّ إعرابها

(2)

، (ائت) فعل أمر، والفاعل أنت (بقرآن) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائت)(غير) نعت لقرآن مجرور (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أو) حرف عطف (بدّل) مثل ائت و (الهاء) ضمير مفعول به (قل) مثل ائت (ما) نافية (يكون) مضارع تام مرفوع

(3)

، (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكون)، (أن) حرف مصدريّ (أبدّل) مضارع منصوب والفاعل أنا و (الهاء) ضمير مفعول به (من تلقاء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أبدّله)، (نفس) مضاف إليه مجرور و (الياء) ضمير مضاف إليه (إن) حرف نفي (أتّبع) مثل أبدّل وهو مرفوع (إلاّ) أداة حصر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يوحى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (اليّ) مثل لي متعلّق ب (يوحى).

والمصدر المؤوّل (أن أبدّله) في محلّ رفع فاعل يكون.

(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أخاف) مثل أبدّل وهو مرفوع (إن) حرف شرط جازم (عصيت) فعل

(1)

في الآية (12) من هذه السورة.

(2)

في الآية (7) من هذه السورة.

(3)

أي ما ينبغي لي

ص: 92

ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط .. و (التاء) ضمير فاعل (ربّ) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) مثلها في نفسي (عذاب) مفعول به عامله أخاف، منصوب (يوم) مضاف إليه مجرور (عظيم) نعت ليوم مجرور.

جملة: «تتلى

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «قال الذين

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «لا يرجون

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «ائت

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «بدّله» في محلّ نصب معطوفة على جملة ائت.

وجملة: «قل

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «ما يكون

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أبدّله» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: إن أتّبع

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «يوحى إليّ» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «إنّي أخاف

» لا محلّ لها تعليل آخر.

وجملة: «أخاف

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «إن عصيت

» لا محلّ لها اعتراضيّة

وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فإنّي أخاف عذاب الله.

{قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (16)}

ص: 93

‌الإعراب:

(قل) مثل السابق

(1)

، (لو) حرف شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ما) نافية (تلوت) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (التاء) فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (عليكم) مثل عليهم

(2)

، (الواو) عاطفة (لا) نافية (أدرى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أدرى)، (الفاء) تعليليّة (قد) حرف تحقيق (لبثت) مثل تلوت (في) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (لبثت)، (عمرا) مفعول فيه ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لبثت)،وهو على حذف مضاف أي مدة عمر أو أمد عمر (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (لبثت)،و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (لا) نافية (تعقلون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لو شاء الله

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «ما تلوته

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «لا أدراكم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.

وجملة: «لبثت

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «تعقلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة محذوفة مستأنفة أي أغاب عنكم ذلك فلا تعقلون.

‌الصرف:

(أدرى)،فيه إعلال بالقلب أصله أدري-بالياء-جاءت

(1)

في الآية السابقة (15).

(2)

انظر الآية (21) من سورة الأنعام والآية (37) من سورة الأعراف.

ص: 94

الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه أفعل (عمرا)،الاسم من عمر يعمر باب ضرب، وباب نصر بمعنى الحياة أو ما طال منها، وزنه فعل بضمّتين.

{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ اِفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17)}

‌الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أظلم) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بأظلم (افترى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو وهو العائد (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (افترى)، (كذبا) مفعول به

(1)

، (أو) حرف عطف (كذّب) فعل ماض، والفاعل هو (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّب)،و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير الشأن في محلّ نصب اسم إنّ (لا) نافية (يفلح) مضارع مرفوع (المجرمون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.

جملة: «من أظلم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «افترى

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «كذّب

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «إنّه لا يفلح المجرمون» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا يفلح المجرمون» في محلّ رفع خبر إنّ.

(1)

أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه.

ص: 95

‌البلاغة

خروج الاستفهام عن معناه الأصلي: في قوله تعالى «فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً» استفهام إنكاري معناه النفي، أي لا أحد أظلم من ذلك، ونفي الأظلمية كما هو المشهور كناية عن نفي المساواة. والمراد أنه أظلم من أي ظالم.

{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ (18)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (يعبدون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (من دون) جارّ ومجرور حال من فاعل يعبدون أي متجاوزين الله (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (ما) اسم موصول

(1)

مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (لا يضرّ) مثل لا يفلح

(2)

،و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو وهو العائد (الواو) عاطفة (ينفعهم) مثل يضرّهم (الواو) عاطفة (يقولون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شفعاء) خبر مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (عند) ظرف منصوب متعلّق بشفعاء، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ التعجّبيّ (تنبّئون) مثل يعبدون (الله) لفظ الجلالة مفعول به (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ

(3)

متعلّق ب (تنبّئون)، (لا يعلم) مثل لا يضرّ (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعلم)، (الواو) عاطفة

(1)

أو نكرة موصوفة .. والجملة بعده نعت.

(2)

في الآية السابقة (17).

(3)

أو نكرة موصوفة .. والجملة بعده نعت.

ص: 96

(لا) زائدة لتأكيد النفي (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به الجارّ الأول لأنّه معطوف عليه (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (تعالى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف والفاعل هو (عن) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (يشركون) مثل يعبدون.

والمصدر المؤوّل (ما يشركون) في محلّ جرّ متعلّق ب (تعالى).

جملة: «يعبدون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا يضرّهم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «لا ينفعهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «يقولون

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يعبدون.

وجملة: «هؤلاء شفعاؤنا» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «قل

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «أتنبّئون الله» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «لا يعلم

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.

وجملة: «(نسبّح) سبحانه» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.

وجملة: «تعالى» لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة.

وجملة: «يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

{وَما كانَ النّاسُ إِلاّ أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة-أو استئنافيّة- (ما) نافية (كان) فعل ماض

ص: 97

ناقص-ناسخ- (الناس) اسم كان مرفوع (إلاّ) أداة حصر (أمّة) خبر كان منصوب (واحدة) نعت لأمّة منصوب (الفاء) عاطفة (اختلفوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ .. والواو فاعل (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (كلمة) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف تقديره موجودة (سبقت) فعل ماض .. و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لكلمة و (الكاف) ضمير مضاف إليه (اللام) واقعة في جواب لولا (قضي) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي العذاب المفهوم من سياق الكلام (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (قضي)، (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قضي)، (في) مثل الأول و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يختلفون) وهو مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «ما كان الناس

» لا محلّ لها استئنافيّة .. أو معطوفة على جملة يعبدون ..

وجملة: «اختلفوا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «لولا كلمة

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «سبقت» في محلّ رفع نعت لكلمة.

وجملة: «قضي بينهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «يختلفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

{وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (يقولون) مثل يختلفون

(1)

، (لولا) حرف

(1)

في الآية السابقة.

ص: 98

تحضيض بمعنى هلاّ (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل)، (آية) نائب الفاعل مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل)

(1)

،و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (إنّما) كافّة ومكفوفة (الغيب) مبتدأ مرفوع (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر آخر (انتظروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ-و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (مع) ظرف منصوب متعلّق بالمنتظرين

(2)

، و (كم) ضمير مضاف إليه (من المنتظرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ، وعلامة الجرّ الياء.

جملة: «يقولون

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يعبدون

(3)

.

وجملة: «لولا أنزل .. آية» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «قل

» جواب شرط مقدّر أي إن يقولوا هذا القول فقل ..

وجملة: «الغيب لله» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «انتظروا .... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن لم تؤمنوا فانتظروا ..

وجملة: «إنّي .. من المنتظرين» لا محلّ لها في حكم التعليل.

{وَإِذا أَذَقْنَا النّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ (21)}

(1)

أو متعلّق بمحذوف نعت لآية.

(2)

أو متعلّق بخبر إنّ.

(3)

في الآية (18) من هذه السورة.

ص: 99

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (أذقنا) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (نا) فاعل (الناس) مفعول به منصوب (رحمة) مفعول به ثان منصوب (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أذقنا)، (ضرّاء) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف فهو منته بألف التأنيث الممدودة (مسّ) فعل ماض و (التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به (إذا) حرف فجائي (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مكر) مبتدأ مؤخّر مرفوع (في آيات) جارّ ومجرور متعلّق بمكر بحذف مضاف أي في تأويل آياتنا و (نا) ضمير مضاف إليه (قل) فعل أمر والفاعل أنت (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أسرع) خبر مرفوع (مكرا) تمييز منصوب (إنّ) مثل السابق

(1)

، (رسل) اسم إنّ منصوب و (نا) مضاف إليه (يكتبون) مثل يختلفون

(2)

، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (تمكرون) مثل يختلفون

(3)

.

جملة: «أذقنا

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «مسّتهم» في محلّ جرّ نعت لضرّاء.

وجملة: «لهم مكر

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «الله أسرع

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «إنّ رسلنا يكتبون .. » لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «يكتبون

» في محلّ رفع خبر إنّ.

(1)

في الآية (20) من هذه السورة.

(2،3) في الآية (19) من هذه السورة.

ص: 100

وجملة: «تمكرون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما)،والعائد محذوف.

‌البلاغة

الإشارة: وفي قوله: «قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْراً» فن الإشارة، لأن أفعل التفضيل دلّ على أن مكرهم كان سريعا، ولكن مكر الله أسرع منه. وإذا الفجائية يستفاد منها السرعة. والمعنى أنهم فاجؤوا المكر أي أوقعوه على جهة الفجاءة والسرعة.

{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِها جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشّاكِرِينَ (22) فَلَمّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يا أَيُّهَا النّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23)}

‌الإعراب:

(هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر المبتدأ (يسيّر) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (في البرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسيّر)، (الواو) عاطفة (البحر) معطوف على البرّ مجرور (حتّى) حرف ابتداء (إذا) مثل السابق

(1)

متعلّق ب (جاءتها)، (كنتم) فعل ماض ناقص-ناسخ- مبنيّ على السكون .. و (تم) اسم كان (في الفلك) جارّ ومجرور متعلّق بخبر كنتم (الواو) عاطفة (جرين) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (النون)

(1)

في الآية السابقة.

ص: 101

نون النسوة أي الفلك (الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جرين)،وفيه التفات من الخطاب إلى الغيبة (بريح) جارّ ومجرور متعلّق ب (جرين)

(1)

، (طيّبة) نعت لريح مجرور (الواو) عاطفة (فرحوا) فعل ماض وفاعله (بها) مثل بهم متعلّق ب (فرحوا)، (جاءت) فعل ماض، و (التاء) للتأنيث و (ها) ضمير مفعول به (ريح) فاعل مرفوع (عاصف) نعت لريح مرفوع (الواو) عاطفة (جاءهم الموج) مثل جاءتها ريح (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء)، (مكان) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ظنّوا) مثل فرحوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ-و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (أحيط) فعل ماض مبنيّ للمجهول (بهم) مثل الأول في محلّ رفع الفاعل (دعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين .. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (مخلصين) حال منصوبة من فاعل دعوا، وعلامة النصب الياء (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمخلصين الدين) مفعول به لاسم الفاعل مخلصين منصوب (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أنجيت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط .. و (التاء) فاعل و (نا) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أنجيتنا) اللام) لام القسم (نكونن) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع .. و (النون) نون التوكيد، واسم نكون ضمير مستتر تقديره نحن (من الشاكرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر نكوننّ، وعلامة الجرّ الياء.

والمصدر المؤوّل (أنّهم أحيط.) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّوا.

(1)

الباء في (بهم) للتعدية، والباء في (بريح) للسببيّة ولذلك جاز تعليقهما بعامل واحد .. ويجوز أن تكون الباء الثانية للملابسة فالجار والمجرور حال.

ص: 102

جملة: «هو الذي

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يسيّركم

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «كنتم

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «جرين

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة كنتم.

وجملة: «فرحوا

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة كنتم

(1)

.

وجملة: «جاءتها ريح

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «جاءهم الموج

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.

وجملة: «ظنّوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.

وجملة: «أحيط بهم» في محلّ رفع خبر أنّ.

وجملة: «دعوا

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ

(2)

.

وجملة: «إن أنجيتنا» لا محلّ لها تفسير لمعنى الفعل دعوا

(3)

.

وجملة: «نكوننّ

» لا محلّ لها جواب القسم .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.

(الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (أنجى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (إذا) فجائيّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يبغون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل

(1)

أو حال من ضمير (بهم) بتقدير (قد).

(2)

أو بدل من جملة ظنّوا بدل اشتمال.

(3)

لأن دعوا بمعنى قالوا .. ويجوز أن تكون الجملة مقول القول لقول مقدّر أي قائلين: لئن

ص: 103

(في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبغون)، (بغير) جارّ ومجرور حال من فاعل يبغون أي مجانبين للحقّ (الحقّ) مضاف إليه مجرور. (يا) حرف نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الناس) بدل من أيّ-أو عطف بيان-تبعه في الرفع لفظا (إنّما بغيكم على أنفسكم) مثل إنّما الغيب لله و (كم) مضاف إليه في اللفظين (متاع) مفعول مطلق لفعل محذوف

(1)

، (الحياة) مضاف إليه مجرور (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (ثمّ) حرف عطف (إلى) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مرجع) مبتدأ مؤخّر مرفوع .. و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (ننبّئ) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم و (كم) ضمير مفعول به (بما كنتم تعملون) مثل بما كانوا يكفرون

(2)

.

وجملة: «أنجاهم

» في محلّ جرّ بإضافة (لمّا) إليها.

وجملة: «هم يبغون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «يبغون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.

وجملة: «يأيّها الناس

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّما بغيكم على أنفسكم» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: (تتمتّعون) متاع .. » لا محلّ لها استئنافيّة

(3)

.

(1)

أو مصدر في موضع الحال .. وهو ظرف عند أبي حيّان، والعامل في الحال والظرف هو الاستقرار في الخبر وليس المصدر بغيكم .. وبعضهم أعربه مفعولا لأجله على أن يتعلّق الجار (على أنفسكم) بالمصدر بغيكم، أي: بغيكم على أنفسكم من أجل متاع الدنيا مذموم.

(2)

في الآية (4) من هذه السورة.

(3)

أو حال من ضمير المخاطب.

ص: 104

وجملة: «إلينا مرجعكم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.

وجملة: «ننبئكم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة إلينا مرجعكم.

وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.

وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم.

‌الصرف:

(عاصف)،اسم فاعل من عصف يعصف باب ضرب، وهو صفة تطلق على المذكّر والمؤنّث، ويقال أيضا عاصفة، وزنه فاعل.

(الموج)،اسم على وزن المصدر لما ارتفع من الماء على سطحه، وزنه فعل بفتح فسكون، واحدته موجة، جمعه أمواج.

(يبغون)،انظر الآية (83) من سورة آل عمران .. الصرف واحد ولكن المعنى مختلف.

‌البلاغة

1 -

الالتفات: في قوله تعالى: «حَتّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ» التفات من الخطاب إلى الغيبة؛ للإيذان بما لهم من سوء الحال، الموجب للإعراض عنهم؛ كأنه يذكر لغيرهم مساوئ أحوالهم.

2 -

الاستعارة التبعية: في قوله تعالى «وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ» أي أهلكوا ففي الكلام استعارة تبعية، وقيل: إن الإحاطة استعارة لسد مسالك الخلاص، تشبيها له بإحاطة العدو بإنسان، ثم كنى بتلك الاستعارة عن الهلاك، لكونها من روادفها ولوازمها.

3 -

المجاز المرسل: في قوله تعالى «إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ» معناه: إنما

ص: 105

بغيكم وبال على أنفسكم لأن البغي لا يقع على الأنفس، وإنما هو الوبال. ولما كان البغي هو سببه ذكره على طريق المجاز المرسل والعلاقة السببية.

‌الفوائد

الأمور التي يتعدّى بها الفعل القاصر.

ورد في هذه الآية قوله تعالى {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} والملاحظ أن الفعل يسيّر قد تعدى إلى مفعول به وأصل الفعل (سار) هو لازم فعند ما أصبح سيّر على وزن فعّل صار متعدّيا. وإتماما للفائدة سنورد الحالات التي يصبح فيها الفعل اللازم متعدّيا وهي:

1 -

دخول همزة التعدية على أوله، كقوله تعالى:{أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ} و {رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} .

وقد ينقل المتعدي إلى واحد بالهمزة إلى التعدي لاثنين: نحو «ألبست زيدا ثوبا» ولم ينقل المتعدي إلى اثنين إلى ثلاثة بالهمزة إلا في رأى وعلم مثل: أعلم الجندي القائد الأمر خطيرا.

2 -

ألف المفاعلة، تقول في جلس زيد ومشى وسار جالست زيدا، وماشيته، وسايرته.

3 -

صوغه على وزن «فعلت» لإفادة الغلبة، تقول: كرمت زيدا أي غلبته في الكرم.

4 -

صوغه على وزن: استفعل للطلب أو النسبة إلى الشيء ك «استخرجت المال» و «واستحسنت زيدا» أي طلبت استخراج المال ونسبت الحسن إلى زيد.

5 -

تضعيف العين: تقول في فرح زيد: فرّحته، ومنه قوله تعالى الوارد في هذه الآية:«هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ» .

{إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمّا يَأْكُلُ النّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَاِزَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)}

ص: 106

‌الإعراب:

(إنّما مثل الحياة الدنيا كماء) مثل إنّما الغيب لله

(1)

، (الحياة) مضاف إليه مجرور (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (أنزلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون. و (نا) فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزلناه)، (الفاء) عاطفة (اختلط) فعل ماض (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اختلط)، (نبات) فاعل مرفوع (الأرض) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من نبات الأرض (يأكل) فعل مضارع مرفوع (الناس) فاعل مرفوع (الأنعام) معطوف على الناس بالواو مرفوع. (حتّى إذا) مرّ إعرابها

(2)

، (أخذت) فعل ماض .. و (التاء) للتأنيث (الأرض) فاعل مرفوع (زخرف) مفعول به منصوب و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ازيّنت) مثل أخذت، والفاعل هي (الواو) عاطفة (ظنّ) فعل ماض (أهل) فاعل مرفوع و (ها) مضاف إليه (أنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ-و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (قادرون) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالخبر (أتاها) مثل أنجاهم

(3)

، (أمر) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (ليلا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أتى)، (أو) حرف عطف (نهارا) معطوف على

(1)

في الآية (4) من هذه السورة.

(2)

في الآية (22) من هذه السورة.

(3)

في الآية (23) من هذه السورة.

ص: 107

(ليلا) منصوب ومتعلّق بما تعلّق به المعطوف عليه (الفاء) عاطفة (جعلنا) مثل أنزلنا و (ها) ضمير مفعول به أوّل (حصيدا) مفعول به ثان منصوب (كأن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف (لم) حرف نفي وجزم (تغن) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل هي (بالأمس) جارّ ومجرور متعلّق ب (تغن)، (الكاف) حرف جرّ

(1)

، (ذلك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نفصّل .. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (نفصّل) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (الآيات) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (نفصّل)، (يتفكّرون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «مثل الحياة .. كماء» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أنزلناه» في محلّ جرّ نعت لماء.

وجملة: «اختلط به نبات

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنزلناه.

وجملة: «يأكل الناس» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «أخذت الأرض

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «ازيّنت

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذت؟ الأرض.

وجملة: «أتاها أمرنا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «جعلناها

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.

(1)

أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته.

ص: 108

وجملة: «كأن لم تغن

» في محلّ نصب حال من مفعول جعلناها.

وجملة: «لم تغن

» في محلّ رفع خبر كأن.

وجملة: «نفصّل الآيات» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يتفكّرون» في محلّ جرّ نعت لقوم.

‌الصرف:

(ازّيّنت)،فيه إبدال التاء زايا وأصله تزيّنت، قلبت التاء زايا ثمّ سكّنت للإدغام، ثمّ جيء بهمزة الوصل تخلّصا من البدء بالساكن، وزنه اتفعّلت.

(حصيدا)،صفة مشتقّة من حصد يحصد باب نصر، وزنه فعيل بمعنى مفعول أي محصودا بمعنى كالمحصود.

(تغن)،فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، ففيه ألف محذوفة، وزنه تفع بفتح العين.

(الأمس)،اسم ظرفي دال على الزمن الماضي البعيد وزنه فعل بفتح فسكون .. جمعه آمس بضم الميم وأموس بضم الهمزة والميم وآماس ..

والنسبة إليه إمسيّ بكسر الهمزة وسكون الميم على غير القياس.

‌البلاغة

1 -

التشبيه المركب: في الآية الكريمة وفي قوله تعالى «إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمّا يَأْكُلُ النّاسُ وَالْأَنْعامُ» شبهت الآية حال الدنيا في سرعة تقضيها وانقراض نعيمها بعد الإقبال، بحال نبات الأرض في جفافه وذهابه حطاما بعد ما التف وتكاثف وزين الأرض بخضرته ورفيفه.

2 -

الاستعارة بالكناية: في قوله تعالى «حَتّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها}

ص: 109

{وَازَّيَّنَتْ» ففي الكلام استعارة بالكناية، حيث شبهت الأرض بالعروس، وحذف المشبه به، وأقيم المشبه مقامه. وإثبات أخذ الزخرف لها تخييل، وما بعده ترشيح.

3 -

الاستعارة: في قوله تعالى «فَجَعَلْناها حَصِيداً» استعارة مصرحة. والأصل جعلنا نباتها هالكا. فشبه الهالك بالحصيد، وأقيم اسم المشبه به مقامه، ولا ينافيه تقدير المضاف، كما توهم، لأنه لم يشبه الزرع بالحصيد بل الهالك به.

وذهب السكاكي إلى أن في الكلام استعارة بالكناية حيث شبهت الأرض المزخرفة والمزينة بالنبات الناضر المونق الذي ورد عليه ما يزيده ويغنيه وجعل الحصيد تخيلا.

‌الفوائد

- التناسق في المعنى:

لقد عبرت هذه الآية الكريمة عن سرعة زوال الحياة الدنيا وفنائها، وأنها زخرف خادع، سرعان ما يبهت وينطفئ بريقه، وهناك لفتات في التعبير توحي بهذا المعنى إيحاء شديدا، فقد قال تعالى {إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ} نحن هنا في التعبير على سرعة زوال الدنيا، لذلك جاء المعنى متناسقا مع هذه الفكرة، ونرى كيف أن النبات هو الذي يسرع ليستقبل ماء السماء مع أن ماء السماء هو الذي يسقط على النبات، وفي هذا قوة في المعنى تمنحه بعدا عميقا، وكذلك يقفز الزمن مراحل سريعة، فسرعان ما تأخذ الأرض زخرفها وتتزين، وسرعان ما يظن أهلها أنهم مقيمون في نعيمها، وسرعان ما يأتيها أمر الله ليلا أو نهارا، فتصبح حصيدا كأن لم تغن بالأمس، تناسق بديع وملاءمة بين المعنى والمبنى تبلغ قمة الكمال!

{وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (25)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يدعو)

ص: 110

مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو، والفاعل هو (إلى دار) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعو)، (السلام) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (يهدي) مثل يدعو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل هو أي الله، والعائد محذوف أي من يشاء الله هدايته (إلى صراط) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهدي)، (مستقيم) نعت لصراط مجرور.

جملة: «الله يدعو

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يدعو

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله).

وجملة: «يهدي

» في محلّ رفع معطوفة على جملة يدعو.

وجملة: «يشاء

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (26) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (27)}

‌الإعراب:

(اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أحسنوا) فعل ماض مبني على الضمّ ..

والواو فاعل (الحسنى) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (زيادة) معطوف على الحسنى مرفوع (الواو) عاطفة (لا) نافية (يرهق) مضارع مرفوع (وجوه) مفعول به مقدّم منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (قتر) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (لا) زائدة

ص: 111

لتأكيد النفي (ذلّة) معطوف على قتر مرفوع مثله (أولئك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (أصحاب) خبر مرفوع (الجنّة) مضاف إليه مجرور (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو.

جملة: «للذين أحسنوا الحسنى» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أحسنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «لا يرهق .. قتر» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة

(1)

.

وجملة: «أولئك أصحاب

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ أولئك

(2)

.

(الواو) عاطفة (الذين) مبتدأ مبنيّ في محلّ رفع

(3)

، (كسبوا) مثل أحسنوا (السيّئات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (جزاء) مبتدأ مرفوع (سيئة) مضاف إليه مجرور (بمثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر جزاء أي مستقرّ، أو مقدّر

(4)

،و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ترهق) مثل يرهق و (هم) ضمير مفعول به (ذلّة) فاعل مرفوع (ما) نافية (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (من الله)

(1)

يجوز أن تكون الواو حاليّة، والجملة خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة الاسميّة حال عامله الاستقرار الذي تعلّق به الخبر.

(2)

أو لا محلّ لها استئنافيّة.

(3)

أو في محلّ جرّ معطوف على الموصول المتقدّم (للذين) .. أو جزاء هو مبتدأ خبره الموصول المتقدّم عليه بإسقاط الجارّ أي وللذين كسبوا .. جزاء سيّئة فيتعادل التقسيم، والعطف يصبح من عطف الجمل.

(4)

يجوز أن يتعلق الجارّ بجزاء، والخبر حينئذ محذوف تقديره واقع أو لهم .. وقال ابن كيسان إن الباء زائدة أي جزاء سيّئة مثلها كما جاء في الآية: وجزاء سيّئة سيّئة مثلها.

ص: 112

جارّ ومجرور متعلّق بعاصم (من) حرف جرّ زائد (عاصم) مجرور لفظا مرفوع محلاّ مبتدأ مؤخّر (كأنّما) كافّة ومكفوفة (أغشيت) فعل ماض مبنيّ للمجهول .. و (التاء) للتأنيث (وجوه) نائب الفاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (قطعا) مفعول به منصوب بتضمين فعل أغشيت معنى ألبست (من الليل) جارّ ومجرور نعت ل (قطعا)(مظلما)،حال من الليل منصوبة

(1)

(أولئك .... خالدون) مثل الأولى.

وجملة: «الذين كسبوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة للذين أحسنوا الحسنى.

وجملة: «كسبوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «جزاء سيّئة

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).

وجملة: «ترهقهم ذلّة» في محلّ رفع معطوفة على جملة جزاء سيّئة

(2)

..

وجملة: ما لهم .. من عاصم» لا محلّ لها استئنافيّة

(3)

.

وجملة: «كأنّما أغشيت وجوههم

» لا محلّ لها استئنافيّة

(4)

.

وجملة: «أولئك أصحاب

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ أولئك

(5)

.

(1)

والعامل في الحال هو الاستقرار الذي تعلّق به (من الليل)،أي قطعا مستقرّة وكائنة من الليل في حال إظلامه.

(2)

يجوز أن تكون الواو حاليّة، والجملة خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والاسميّة حال.

(3)

يجوز أن تكون الجملة خبرا للمبتدأ (الذين) .. والجملتان بين المبتدأ والخبر معترضتان.

(4)

يجوز أن تكون الجملة خبرا للمبتدأ (الذين) والجمل الثلاث بين المبتدأ والخبر معترضة وهو احتمال مردود.

(5)

يجوز أن تكون الجملة خبرا للمبتدأ (الذين) والجمل الأربع بين المبتدأ والخبر معترضة وهو احتمال مردود أيضا.

ص: 113

‌الصرف:

(قتر)،اسم بمعنى الغبار الذي فيه سواد، أو هو الدخان، ومنه غبار القدر، وقد يراد به اللون دون المادة، وزنه فعل بفتحتين، وهو مأخوذ من فعل قتر يقتر باب نصر وباب ضرب وباب فرح.

(عاصم)،اسم فاعل من عصم الثلاثيّ باب ضرب، وزنه فاعل.

(قطعا)،جمع قطعة، اسم لما يقتطع من الشيء، وزنه فعلة بكسر فسكون، ووزن قطع فعل بكسر ففتح.

(مظلما)،اسم فاعل من أظلم الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.

{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيّانا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ (29)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (نحشر) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم و (هم) ضمير مفعول به ويعود إلى الخلق، (جميعا) حال منصوبة من ضمير المفعول (ثمّ) حرف عطف (نقول) مثل نحشر (اللام) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (نقول)، (أشركوا) مثل أحسنوا

(1)

، (مكانكم) اسم فعل أمر بمعنى اثبتوا منقول عن الظرف، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنتم

(2)

، (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع توكيد للضمير المستتر في اسم الفعل

(3)

،والواو) عاطفة (شركاء) معطوف على الضمير

(1)

في الآية (26) من هذه السورة.

(2)

أو مفعول به لفعل محذوف تقديره الزموا أو لازموا .. أو هو ظرف لفعل محذوف تقديره قفوا.

(3)

أو توكيد لفاعل الأفعال المقدّرة الواردة في الإعراب المتقدّم.

ص: 114

المستتر تبعة في الرفع و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) استئنافيّة (زيّلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (نا) فاعل (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (زيّلنا)،و (هم) مثل كم الأخير (الواو) عاطفة (قال) فعل ماض (شركاء) فاعل مرفوع و (هم) مثل كم (ما) نافية (كنتم) فعل ماض ناقص -ناسخ-واسمه، (إيّانا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (تعبدون) مضارع مرفوع

والواو فاعل.

جملة: «نحشرهم

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «نقول

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة نحشرهم.

وجملة: «أشركوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «مكانكم

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «زيّلنا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «قال شركاؤهم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّلنا

وجملة: «ما كنتم

تعبدون» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «تعبدون» في محلّ نصب خبر كنتم.

(الفاء) عاطفة (كفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الباء) حرف جرّ زائدة (الله) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلاّ فاعل كفى (شهيدا) تمييز منصوب

(1)

، (بيننا) مثل بينهم متعلّق بشهيد (الواو) عاطفة (بينكم) مثل بينهم ومعطوف على بيننا (إن) مخفّفة من الثقيلة، واسمه ضمير محذوف أي إنّنا (كنّا) مثل كنتم (عن عبادة) جارّ ومجرور متعلّق بغافلين و (كم) ضمير مضاف إليه (اللام) هي الفارقة التي تميّز إن

(1)

أو حال منصوبة .. وانظر الآية (6) من سورة النساء.

ص: 115

المخفّفة من غيرها (غافلين) خبر كنّا منصوب وعلامة النصب الياء.

وجملة: «كفى بالله

» في محلّ نصب معطوف على جملة ما كنتم .. تعبدون

(1)

.

وجملة: «إن كنّا

» لا محلّ لها في حكم العليليّة.

وجملة: «كنّا

غافلين» في محلّ رفع خبر إن المخفّفة.

‌الصرف:

(زيّلنا)،قيل فيه إعلال بالقلب، مجرّده زال يزول، وأصله زيولنا .. فلمّا اجتمعت الياء والواو وكانت الأولى منهما ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية وزنه فيعلنا .. وقيل إن مجرّدة زال يزيل، يقال زلت الشيء عن مكانه أزيله، وعلى ذلك فليس فيه إعلال، وزنه فعّل بالتضعيف للتكثير لا للتعدية، وهذا هو الأظهر.

‌الفوائد

- أسماء الأفعال:

ورد في هذه الآية قوله تعالى {مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ} و (مكانكم) اسم فعل أمر بمعنى «الزموا» .ولعله من المفيد أن نعرض أهم ما يتعلق بأسماء الأفعال.

1 -

أسماء الأفعال تدل على معنى الفعل وزمنه، لذلك تشبه الفعل؛ كما أنها لا تقبل النواصب والجوازم، وبهذا تشبه الاسم؛ ومن هنا جاءت تسميتها أسماء الأفعال.

2 -

أسماء الأفعال مبنية حسب حركة آخرها.

3 -

وتنقسم إلى أقسام:

آ-مرتجلة: وهي ما وضعت أصلا في اللغة لهذا الغرض دون غيره. وتنقسم إلى اسم فعل ماض مثل: هيهات. أي بعد، واسم فعل مضارع مثل: أفّ أي أتضجّر واسم فعل أمر مثل: آمين: استجب.

ب-منقولة: وهي المنقولة عن ظرف مثل: دونك الكتاب: خذه.

ومنقولة عن جار ومجرور مثل إليك عني: ابتعد، ومنقولة عن مصدر مثل:

(1)

لأن الكلام لا يزال للشركاء الذين اتّخذوا آلهة-بالبناء للمجهول-

ص: 116

رويد أخاك: أمهل. بله الشرّ: اترك.

ج-قياسية: وتؤخذ من الفعل الثلاثي التام المتصرف على وزن (فعال) مثل:

نزال وحذار ولا يأتي من هذا الوزن (فعال) إلا ما يفيد الأمر.

ملاحظة: اسم الفعل المنقول الذي تلحقه كاف الخطاب، فإنها تتصرف بحسب المخاطب، إفرادا وتثنية وجمعا، وتذكيرا وتأنيثا. وهي حرف لا محل له من الإعراب.

{هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (30)}

‌الإعراب:

(هنا) اسم اشارة مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة-أي في ذلك الموقف-

(1)

متعلّق ب (تبلوا)،و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (تبلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرّة على الواو (كلّ) فاعل مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أسلفت) فعل ماض .. و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي أي كلّ نفس (الواو) عاطفة (ردّوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ .. والواو نائب الفاعل (إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (ردّوا)، (مولى) بدل من لفظ الجلالة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة و (هم) ضمير مضاف إليه (الحقّ) نعت لمولى مجرور (الواو) عاطفة (ضلّ) فعل ماض (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ضلّ) بتضمينه معنى غاب (ما) اسم موصول

(2)

في محلّ رفع فاعل (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ .. والواو اسم كان (يفترون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

(1)

أو هو مستعار للزمان أي في ذلك اليوم.

(2)

أو نكرة موصوفة، والجملة بعده نعت له.

ص: 117

جملة: «تبلو كلّ

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أسلفت» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.

وجملة: «ردّوا

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «ضلّ عنهم ما

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «كانوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.

وجملة: «يفترون» في محلّ نصب خبر كانوا.

{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (31)}

‌الإعراب:

(قل) فعل أمر، والفاعل أنت (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يرزق) فعل مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرزق)، (الأرض) معطوف على السماء بالواو مجرور مثله (أم) حرف بمعنى بل وهي المنقطعة للإضراب الانتقاليّ (من يملك) مثل من يرزق (السمع) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الأبصار) معطوف على السمع منصوب (الواو) عاطفة (من يخرج الحيّ) مثل من يملك السمع (من الميّت) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخرج)، (الواو) عاطفة (يخرج الميّت من الحيّ) مثل نظيرها المتقدّمة (الواو) عاطفة (من يدبّر الأمر) مثل من يملك السمع (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (السين) حرف استقبال (يقولون) مثل يفترون

(1)

، (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف أي الله يفعل كلّ ذلك

(2)

، (الفاء)

(1)

في الآية السابقة (30).

(2)

أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره الفاعل ذلك الله.

ص: 118

عاطفة (قل) مثل الأول (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تتّقون) مثل يفترون

(1)

.

جملة: «قل .... » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «من يرزقكم» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يرزقكم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).

وجملة: «من يملك

» لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول المتقدّم.

وجملة: «يملك

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.

وجملة: «من يخرج

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «يخرج

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثالث.

وجملة: «يخرج (الثانية)» في محلّ رفع معطوفة على جملة يخرج الأولى.

وجملة: «من يدبّر

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «يدبّر

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الرابع.

وجملة: «سيقولون

» في محلّ جزم جواب شرط مقدر أي: إن سألتموهم ذلك فسيقولون.

وجملة: «الله (يفعل ذلك .. )» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «قل

» لا محلّ لها معطوفة على جملة قل (الأولى).

وجملة: «أفلا تتّقون» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقدّرة هي مقول القول أي: أتصرون على الضلال فلا تتقون.

(1)

في الآية السابقة (30).

ص: 119

{فَذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنّى تُصْرَفُونَ (32)}

‌الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (ذلكم) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى الفعّال لهذه الأشياء، و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب، و (الميم) حرف لجمع الذكور (الله) لفظ الجلالة خبر مرفوع (ربّ) بدل من لفظ الجلالة مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (الحقّ) نعت لربّ مرفوع (الفاء) عاطفة (ماذا) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، وفيه معنى النفي

(1)

، (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الحقّ) مضاف إليه مجرور (إلاّ) أداة حصر (الضلال) بدل من اسم الاستفهام تبعه في الرفع (الفاء) عاطفة (أنّي) اسم استفهام بمعنى كيف في محلّ نصب حال عامله تصرفون

(2)

، (تصرفون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع .. والواو نائب الفاعل.

جملة: «ذلكم الله» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ماذا بعد الحقّ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة

(3)

.

وجملة: «أنّى تصرفون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

{كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (33)}

‌الإعراب:

(الكاف) حرف جرّ (ذلك) إشارة في محلّ جرّ متعلق

(1)

يجوز أن يكون (ما) اسم استفهام مبتدأ، وفيه معنى النفي (ذا) اسم موصول خبر (بعد) ظرف متعلّق بالصلة.

(2)

أو في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (تصرفون).

(3)

أو هي تعليليّة لمقدّر أي آمنوا فليس بعد الحقّ إلاّ.

ص: 120

بمحذوف مفعول مطلق عامله حقّت

(1)

، (حقّت) فعل ماض .. و (التاء) للتأنيث (كلمة) فاعل مرفوع (ربّ) مضاف إليه مجرور و (الكاف) مضاف إليه (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (حقّت)، (فسقوا) فعل ماض وفاعله (أنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

والمصدر المؤوّل (أنّهم لا يؤمنون) في محلّ رفع بدل من (كلمة)

(2)

.

جملة: «حقّت كلمة .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «فسقوا .. » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر أنّ.

{قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنّى تُؤْفَكُونَ (34)}

‌الإعراب:

(قل) فعل أمر، والفاعل أنت (هل) حرف استفهام (من شركاء) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم و (كم) ضمير مضاف إليه (من) اسم موصول

(3)

مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يبدأ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الخلق) مفعول به منصوب (ثمّ) حرف عطف (يعيد) مثل

(1)

أو الكاف اسم بمعنى مثل مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي حقّت كلمة ربّك حقّا مثل صرف أولئك عن الإيمان.

(2)

أو في محلّ جرّ بلام التعليل المحذوفة أي: لأنهم لا يؤمنون .. إذا دلت (كلمة ربّك) على عذاب الله.

(3)

أو نكرة موصوفة .. والجملة بعده نعت له.

ص: 121

يبدأ و (الهاء) ضمير مفعول به (قل) مثل الأول (الله) مبتدأ مرفوع (يبدأ

يعيده) مثل الأولى (فأنّى تؤفكون) مثل فأنّى تصرفون

(1)

.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «هل من شركائكم من .. » في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يبدأ

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «يعيده» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «الله يبدأ

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يبدأ الخلق

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) وجملة: «يعيده

» في محلّ رفع معطوفة على جملة يبدأ.

وجملة: «تؤفكون» لا محلّ لها معطوفة على جملة قل (الثانية).

{قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)}

‌الإعراب:

(قل .. يهدي) مثل نظيرها

(2)

، (إلى الحقّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهدي)، (قل الله .. ) مثل نظيرها

(3)

، (للحقّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهدي) الثاني (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يهدي إلى الحق) كالأولى (أحقّ) خبر مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (يتّبع) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب ..

(1)

في الآية (32) من هذه السورة.

(2،3) في الآية السابقة (34).

ص: 122

ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو.

والمصدر المؤوّل (أن يتّبع) في محلّ جرّ بباء محذوفة والجارّ والمجرور متعلّق بأحقّ أي: أحقّ بأن يتّبع، والمفضّل عليه محذوف أي ممن لا يهدي

(1)

.

(أم) حرف عطف معادل للهمزة (من لا يهدّي) مثل من يهدي

(2)

(إلاّ) أداة حصر (أن يهدى) مثل أن يتّبع. والمصدر المؤوّل (أن يهدى) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء متعلّق ب (يهدّي)،أي: لا يهدّي إلاّ بأن يهدى

(3)

.

(الفاء) استئنافيّة (ما) اسم استفهام للتوبيخ والإنكار مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ ما (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال من فاعل (تحكمون) وهو مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «هل من شركائكم من يهدي» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يهدي

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «الله يهدي

» في محلّ نصب مقول القول.

(1)

يجوز أن يكون لفظ (أحقّ) صفة لا تدلّ على التفضيل، وحينئذ لا حاجة لتقدير المفضّل عليه المحذوف.

(2)

وخبر (من) محذوف تقديره أحق أن يتّبع.

(3)

يحتمل أن يكون (إلاّ) حرف استثناء والاستثناء إمّا منقطع فإلاّ بمعنى لكن .. وإمّا متّصل، وهو استثناء من أعمّ الأحوال أي: من لا يهدّي في كلّ حال إلاّ في حال أن يهدى.

ص: 123

وجملة: «من يهدي

» في محلّ نصب معطوفة على جملة هل من شركائكم

وجملة: «يهدي (الثالثة)» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.

وجملة: «يتّبع» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «من لا يهدّي» في محلّ نصب معطوفة على جملة من يهدي

وجملة: «لا يهدّي» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث.

وجملة: «يهدى (بالبناء للمفعول)» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «ما لكم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تحكمون» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في (لكم)

(1)

.

‌الصرف:

(يهدّي)،فيه قلب التاء دالا وإدغامها مع الدال الثانية، أصله يهتدي، فلمّا أريد إدغام الدالين سكنت الأولى، وقد كانت الهاء قبل ذلك ساكنة، فكسرت تخلّصا من التقاء الساكنين، وزنه يفتعل.

(يهدي)،بالبناء للمجهول، فيه إعلال بالقلب، أصله يهدي بفتح الدال وضمّ الياء بالضمّة المقدّرة، فلمّا فتح ما قبل الياء المتحركة في الأصل قلبت ألفا، وزنه يفعل بضمّ الياء وفتح العين.

‌البلاغة

مخالفة حروف الجر: وهذا باب ينطوي على السر في مخالفة حروف الجر.

(1)

يمكن الوقوف على (لكم) .. فالجملة بعدها لا محلّ لها استئنافيّة.

ص: 124

وأكثر الناس يضعون هذه الحروف في غير مواضعها، ويجهلون الدقائق الكامنة في وضعها حيث وضعت، وهنا عدّى فعل هدى إلى الحق بإلى مرتين، وفي الثالثة عدّاه باللام، والنحاة يغفلون عن هذا السر ويقولون: إن ما يصح جره بإلى يجوز جره باللام التي تفيد الغاية مثلها، ولا عكسه، فلا يقال في قلت له، قلت إليه، ويقولون: الماء في الكأس لأن في للظرفية، ويجيزون التعدي بالباء لأنها تخلفها في الظرفية. ولا يجوز أن يقال في مررت به: مررت فيه. إذا تقرر هذا نقول، والله أعلم، إن هناك سرا وراء الصورة، فالهداية لما أسندت إليهم وجبت تعديتها بإلى التي تفيد البعد، كأنها ضمنا بعيدة عنهم؛ ولكنها لما أسندت إلى الله تعالى، وجب تعديتها باللام التي تفيد القرب، كأنها من خصائصه وحده، وملك يمينه، وهو المنفرد بها على وجه الديمومة والكمال.

‌الفوائد

حلّ لإشكال.

ورد في هذه الآية قوله تعالى {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدى} قد يقول قائل: الأصنام جماد، لا تتصور هدايتها، ولا أن تهدى، فكيف قال: إلا أن يهدى؟ فقد ذكر العلماء في ذلك وجوه:

1 -

أن معنى الهداية في حق الأصنام الانتقال من مكان إلى مكان، فيكون المعنى أنها لا تنتقل إلا بفعل فاعل، فبيّن سبحانه وتعالى عجز الأصنام.

2 -

أن ذكر الهداية في حق الأصنام على وجه المجاز، وذلك أن المشركين لما اتخذوا الأصنام آلهة، وأنزلوها منزلة من يسمع ويعقل، عبر عنها بما يعبر به عمّن يسمع ويعقل ويعلم، ووصفها بهذه الصفة وإن كان الأمر ليس كذلك.

3 -

يحتمل أن يكون المراد من قوله {هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} الأصنام، ومن قوله {هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ} رؤساء الكفر والضلالة، فالله سبحانه تعالى هدى الخلق إلى الدين بما أظهر من الدلائل الدالة على وحدانيته، وأما رؤساء الكفر والضلالة فإنهم لا يقدرون على هداية غيرهم إلا إذا

ص: 125

هداهم الله إلى الحق، فكان اتباع دين الله والتمسك بهدايته أولى من اتباع غيره.

{وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ (36)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (ما) حرف ناف (يتّبع) مضارع مرفوع (أكثر) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (إلاّ) أداة حصر (ظنّا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر لأنه نوعه أي إلاّ اتباع الظنّ، ومفعول يتّبع محذوف أي يتّبعون الأصنام اتّباع الظنّ (إنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ- (الظنّ) اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يغني) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (من الحقّ) جارّ ومجرور حال من (شيئا) -نعت تقدّم على المنعوت- (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي لا يغني إغناء ما لا قليلا ولا كثيرا

(1)

، (إنّ الله) مثل إنّ الظنّ (عليم) خبر إنّ مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ

(2)

(يفعلون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

والمصدر المؤوّل (ما يفعلون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بعليم.

جملة: «يتّبع أكثرهم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّ الظنّ لا يغني

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «لا يغني

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «إنّ الله عليم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

(1)

أو هو مفعول به إذا ضمن يغني معنى يدفع.

(2)

أو هو اسم موصول-أو نكرة موصوفة-في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة أو نعت.

ص: 126

{وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (37)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع اسم كان (القرآن) بدل من ذا-أو عطف بيان له-مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (يفتري) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من دون) جارّ ومجرور حال من ضمير نائب الفاعل

(1)

، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (تصديق) معطوف على خبر كان

(2)

، (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) ضمير مضاف إليه.

والمصدر المؤوّل (أن يفتري) في محلّ نصب خبر كان، وهذا المصدر على معنى اسم المفعول أي مفترى.

(الواو) عاطفة (تفصيل) معطوف على تصديق منصوب ويأخذ كلّ حالات إعرابه (الكتاب) مضاف إليه مجرور، (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر لا (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بتصديق أو

(1)

أو متعلّق ب (يفتري).

(2)

أو مفعول مطلق لفعل محذوف .. أو مفعول لأجله عامله مقدّر أي أنزل للتصديق.

ص: 127

بتفصيل ويكون من باب التنازع

(1)

، (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.

جملة: «ما كان هذا القرآن .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يفتري

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «لا ريب فيه» في محلّ نصب حال من الكتاب

(2)

.

‌الصرف:

(يفتري)،فيه إعلال بالقلب، أصله يفتري بضمّ الياء الأولى وإثبات ياء أخيرة، ويعامل معاملة يهدى

(3)

.

(تصديق)،مصدر قياسيّ لفعل صدّق الرباعيّ، وزنه تفعيل.

{أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَاُدْعُوا مَنِ اِسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (38)}

‌الإعراب:

(أم) هي المنقطعة بمعنى بل للإضراب الانتقاليّ (يقولون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (افترى) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل (بسورة) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائتوا)(مثل) نعت لسورة مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ادعوا) مثل ائتوا (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (استطعتم) فعل ماض مبنيّ على السكون وفاعله (من دون الله) مرّ إعرابها

(4)

متعلّق بحال

(1)

يجوز أن يكون الجارّ والمجرور حالا من الكتاب.

(2)

صح مجيء الحال من المضاف إليه لأن المضاف عامل في المعنى في المضاف إليه، ويجوز أن تكون الجملة مستأنفة، كما يجوز أن تكون اعتراضيّة بين عامل ومعمول إذا علّق (من ربّ) بتفصيل.

(3)

في الآية (35) من هذه السورة.

(4)

في الآية (38) السابقة.

ص: 128

من الموصول (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط .. و (تم) ضمير اسم كان (صادقين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الياء.

جملة: «يقولون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «افتراه» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «قل

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «ائتوا

» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتم صادقين فأتوا.

وجملة: «ادعوا

» في محلّ جزم معطوفة على جملة ائتوا.

وجملة: «استطعتم .... » لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها صلة استئنافيّة

(1)

.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه المذكور أي إن كنتم صادقين في أنه افتراء فأتوا بسورة مثله.

‌الصرف:

(فأتوا)،حذفت همزة الوصل لدخول الفاء على الفعل، أصله ائتوا، فلمّا دخلت الفاء حذفت همزة الوصل وكتبت الهمزة الثانية على ألف

(2)

{بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظّالِمِينَ (39)}

‌الإعراب:

(بل) حرف إضراب (كذّبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ .. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ

(1)

أو تفسير للشرط المقدّر المتقدّم.

(2)

أنظر الآية (23) من سورة البقرة.

ص: 129

جرّ متعلّق ب (كذّبوا)، (لم) حرف نفي وجزم (يحيطوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون .. والواو فاعل (بعلم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحيطوا)،و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) حاليّة (لمّا) مثل لم (يأت) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة و (هم) ضمير مفعول به (تأويل) فاعل مرفوع و (الهاء) مثل الأخير (الكاف) حرف جرّ (ذلك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مطلق عامله كذّب .. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (كذّب) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول، و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (انظر) فعل أمر، والفاعل أنت (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر كان (كان) فعل ماض ناقص-ناسخ- (عاقبة) اسم كان مرفوع (الظالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.

جملة: «كذّبوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لم يحيطوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «يأتهم تأويله» في محلّ نصب حال من فاعل يحيطوا

(1)

.

وجملة: «كذّب الذين

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «انظر

» لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة أي تنبّه فانظر

(2)

.

«كان عاقبة

» في محلّ نصب مفعول به عامله انظر المعلّق بالاستفهام كيف.

(1)

أو لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

(2)

أو هي معطوفة على جملة كذّب الذين .. لأنها إنشائيّة لفظا خبريّة معنى، ومعناها: أهلكناهم.

ص: 130

‌البلاغة

- ل «لما» في قوله تعالى «بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ» سرّ عجيب، أفاد الكلام معنى، لم يكن ليتأتى لولا دخولها، لأنها تفيد التوقع بعد نفي الإحاطة بعلمه، فقد أفادت الأمور التالية:1 - أنهم كذبوا به على البديهة قبل التدبر ومعرفة التأويل.2 - تقليدا للآباء.3 - كان التكذيب قبل الإحاطة بعلمه ربما يوهم عذرا ما للكذب، فجاءت كلمة لما مشعرة بأنهم قد أحاطوا بعلمه حتى تنحسم أعذارهم ويتحقق شقائهم.

{وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40) وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمّا تَعْمَلُونَ (41)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر محذوف

(1)

، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يؤمن) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤمن)، (الواو) عاطفة (منهم من لا يؤمن به) مثل نظيرها المثبتة (الواو) استئنافيّة (ربّ) مبتدأ (الكاف) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (أعلم) خبر مرفوع (بالمفسدين) جارّ ومجرور متعلّق بأعلم، وعلامة الجرّ الياء.

جملة: «منهم من يؤمن

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يؤمن به» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «منهم من لا يؤمن

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «لا يؤمن به» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.

(1)

أو متعلّق بنعت لخبر محذوف أي بعض منهم.

ص: 131

وجملة: «ربّك أعلم

» لا محلّ لها استئنافيّة

(1)

.

(الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (كذّبوا) فعل ماض مبني على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط .. والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (عمل) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على آخره و (الياء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (لكم عملكم) مثل لي عملي، (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (بريئون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (من) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ

(2)

(أعمل) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (الواو) عاطفة (أنا بريء مما تعملون) مثل نظيرها المتقدّمة .. و (تعملون) مضارع مرفوع وفاعله.

وجملة: «كذّبوك

» لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من يؤمن

وجملة: «قل

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «لي عملي» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «لكم عملكم» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

وجملة: «أنتم بريئون

» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

وجملة: «أعمل

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الأول.

(1)

يجوز أن تكون اعتراضيّة بين متعاطفين.

(2)

أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة بعده صلة.

ص: 132

وجملة: «أنا بريء

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنتم بريئون.

وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.

‌الصرف:

(أعلم)،صفة جاءت على وزن التفضيل ولم يقصد به التفضيل بل قصد به الوصف أي عالم وزنه أفعل (بريئون)،جمع بريء .. انظر الآية (112) من سورة النساء.

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ (42) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ (43)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (منهم من) مرّ إعرابها

(1)

، (يستمعون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستمعون)، (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) استئنافيّة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تسمع) مضارع مرفوع، والفاعل أنت ضمير مستتر (الصمّ) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (كانوا) ماض ناقص مبنيّ على الضمّ .. والواو اسم كان (لا) نافية (يعقلون) مثل يستمعون.

جملة: «منهم من

» لا محلّ لها معطوفة على استئناف سابق.

وجملة: «يستمعون

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «أنت تسمع

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تسمع الصمّ» في محلّ رفع خبر أنت.

(1)

في الآية (40) من السورة.

ص: 133

وجملة: «كانوا لا يعقلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنت تسمع.

وجملة: «لا يعقلون» في محلّ نصب خبر كانوا .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي فأنت لا تسمع الصمّ.

(الواو) عاطفة (منهم من ينظر إليك) مثل منهم من يؤمن به

(1)

، (أفأنت تهدي .. لا يبصرون) مثل نظيرها المتقدّمة.

وجملة: «منهم من ينظر

» لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من يستمعون.

وجملة: «ينظر إليك

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «أنت تهدي

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تهدي العمي

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت).

وجملة: «كانوا لا يبصرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنت تهدي.

وجملة: «لا يبصرون» في محلّ نصب خبر كانوا.

‌البلاغة

الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ» إلى آخر الآية استعارة تمثيلية، فقد شبههم في عدم الاهتداء بالصم والعمي، بل هم أعظم، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، ولأن الأصم العاقل ربما استعان بالفراسة على الاستدلال، والأعمى الذي له في قلبه بصيرة قد يحدس ويتظنّن. وقد جاء المشبه به مركبا لأن المشبه مركب أيضا.

(1)

في الآية (40) من هذه السورة.

ص: 134

{إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)}

‌الإعراب:

(إنّ) حرف مشبه بالفعل-ناسخ- (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يظلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الناس) مفعول به منصوب (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (الواو) عاطفة (لكنّ) مثل إنّ وللاستدراك (الناس) اسم لكنّ منصوب (أنفس) مفعول به مقدّم

(1)

منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (يظلمون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «إنّ الله لا يظلم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا يظلم

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «لكنّ الناس .. يظلمون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «يظلمون» في محلّ رفع خبر لكنّ.

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاّ ساعَةً مِنَ النَّهارِ يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللهِ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (45) وَإِمّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ (46) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (47) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (48)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب

(1)

أو توكيد معنوي للناس منصوب مثله.

ص: 135

(يتعارفون) الآتي

(1)

، (يحشر) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي الله (كأن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف تقديره هم (لم) حرف نفي وجزم (يلبثوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (إلاّ) أداة حصر (ساعة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يلبثوا)، (من النهار) جارّ ومجرور نعت لساعة (يتعارفون) مثل يظلمون

(2)

، (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يتعارفون)،و (هم) ضمير مضاف إليه (قد) حرف تحقيق (خسر) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كذّبوا) فعل ماض وفاعله (بلقاء) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا)، (الله) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما) حرف ناف (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ .. والواو اسم كان (مهتدين) خبر كانوا منصوب وعلامة النصب الياء.

جملة: «يحشرهم

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «كأن لم يلبثوا

» في محلّ نصب حال من ضمير الغائب.

وجملة: «لم يلبثوا

» في محلّ رفع خبر كأن المخفّفة.

وجملة: «يتعارفون» لا محلّ لها استئنافيّة

(3)

.

وجملة: «خسر الذين

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «كذّبوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «ما كانوا مهتدين» لا محلّ لها معطوفة على جملة خسر الذين ..

(1)

أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر لهم أو أنذرهم.

(2)

في الآية (44) من السورة.

(3)

إذا تعلّق (يوم) بالفعل المحذوف، فالجملة هنا حال مقارنة أو مقدّرة.

ص: 136

(الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (ما) زائدة (نرينّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط .. والنون للتوكيد و (الكاف) ضمير مفعول به (بعض) مفعول به ثان منصوب (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (نعد) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم و (هم) ضمير مفعول به (أو) حرف عطف (نتوفّينّك) مثل نرينّك (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إلى) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (مرجع) مبتدأ مؤخّر و (هم) مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (شهيد) خبر مرفوع (على) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ

(1)

، (يفعلون) مثل يظلمون

(2)

.

والمصدر المؤوّل (ما يفعلون) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق بشهيد.

وجملة: «نرينّك

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يتعارفون

(3)

.

وجملة: «نعدهم

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «نتوفّينّك» لا محلّ لها معطوفة على جملة نرينّك.

وجملة: «إلينا مرجعهم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «الله شهيد» في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.

وجملة: «يفعلون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

(الواو) عاطفة (لكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم (أمّة) مضاف إليه مجرور (رسول) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الفاء) عاطفة (إذا) ظرف للزمن

(1)

أو هو اسم موصول، والجملة صلة، والعائد محذوف أي يفعلونه.

(2)

في الآية (44) من هذه السورة.

(3)

أو على جملة (اذكر

أو أنذر) المقدّرة إذا كانت جملة يتعارفون حالا.

ص: 137

المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (قضي)، (جاء) فعل ماض (رسول) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (قضي) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل محذوف تقديره القضاء (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (قضي)،و (هم) مثل الأخير (بالقسط) جارّ ومجرور حال من نائب الفاعل

(1)

، (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يظلمون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع .. والواو نائب الفاعل.

جملة: «لكلّ أمّة رسول» لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم.

وجملة: «جاء رسولهم

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «قضي بينهم

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «هم لا يظلمون» في محلّ نصب حال مؤكّدة.

وجملة: «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.

(الواو) عاطفة (يقولون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (متى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بخبر محذوف (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (الوعد) بدل من ذا-أو عطف بيان-مرفوع (إنّ) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص-ناسخ-مبنيّ على السكون .. و (تم) اسم كان، والفعل في محلّ جزم فعل الشرط (صادقين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الياء.

وجملة: «يقولون

» لا محلّ لها معطوفة على جملة لكلّ أمّة رسول.

وجملة: «متى هذا الوعد .. » في محلّ نصب مقول القول.

(1)

أو متعلّق بفعل قضي.

ص: 138

وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول ..

وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فمتى يحلّ العذاب.

‌الفوائد

توكيد المضارع بالنون ورد في هذه الآية الكريمة توكيد الفعل المضارع بنون التوكيد الثقلية في قوله تعالى {وَإِمّا نُرِيَنَّكَ} وسنوضح فيما يلي قاعدة توكيد الفعل المضارع.

1 -

يجب توكيد المضارع إذا وقع جوابا للقسم، دالا على الاستقبال غير منفي، وغير مفصول عن لام القسم بفاصل كقوله تعالى: فو ربك لنحشرنّهم والشياطين.

2 -

يجوز توكيد المضارع في الحالات التالية:

آ-بعد إن الشرطية المدغمة بما الزائدة كما مر في الآية ب-بعد (لا) الناهية مثل: لا تصاحبنّ الأشرار.

ج-بعد الاستفهام مثل: هل تكرمنّ الضيف ملاحظة:

1 -

إذا اتصل المضارع بنون التوكيد بني على الفتح.

2 -

نون التوكيد نوعان ثقيلة وهي المشدّدة، وخفيفة وهي الساكنة، واجتمع ذلك في قوله تعالى {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصّاغِرِينَ}

{قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعاً إِلاّ ما شاءَ اللهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (49)}

‌الإعراب:

(قل) فعل أمر، والفاعل أنت (لا) حرف ناف (أملك) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (لنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (أملك)، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على آخره لاشتغال المحلّ بالحركة المناسبة و (الياء) ضمير مضاف إليه (ضرّا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نفعا) معطوف على المفعول منصوب مثله، (إلاّ) أداة

ص: 139

استثناء (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع أو المتّصل

(1)

، (شاء) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لكلّ أمّة أجل) مثل لكلّ أمّة رسول

(2)

، (إذا جاء أجلهم) مثل إذا جاء رسولهم

(3)

، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية (يستأخرون) مثل يقولون

(4)

، (ساعة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يستأخرون)، (الواو) عاطفة (لا يستقدمون) مثل لا يستأخرون.

جملة: «قل

» استئنّاف بيانيّ لا محلّ لها.

وجملة: «لا أملك

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «شاء الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «لكلّ أمّة أجل .. » لا محلّ لها في حكم التعليل.

وجملة: «جاء أجلهم .. » في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «لا يستأخرون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «لا يستقدمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.

‌البلاغة

الكناية: في قوله تعالى «فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ» كناية عن كونه له حد معين وأجل مضروب لا يتعداه، بقطع النظر عن التقدم والتأخر كقول الحماسي:

(1)

هو منقطع على رأي الزمخشريّ أي لكن ما شاء الله من ذلك كائن فكيف أملك لكم الضرر ولكلّ أمّة أجل .. وهو متّصل على رأي ابن حيّان أي إلا ما شاء الله أن أملكه وأقدر عليه.

(2،3) في الآية (47) من هذه السورة.

(4)

في الآية السابقة (48).

ص: 140

وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي

متقدم عنه ولا متأخر

فإنه أراد حبسني الهوى في موضع تستقرين فيه فألزمه ولا أفارقه وأنا معك مقيمة وظاعنة لا أعدل عنك ولا أميل إلى سواك.

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَياتاً أَوْ نَهاراً ماذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50)}

‌الإعراب:

(قل) مثل السابق

(1)

، (الهمزة) للاستفهام (رأيتم) فعل ماض وفاعله-بمعنى أخبروني

(2)

- (إن) حرف شرط جازم (أتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف في محلّ جزم فعل الشرط و (كم) ضمير مفعول به (عذاب) فاعل مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (بياتا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أتاكم)، (أو) حرف عطف (نهارا) معطوف على الظرف منصوب، متعلّق بما تعلّق به الأول (ماذا) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ

(3)

(يستعجل) مضارع مرفوع (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من المفعول المحذوف أي: يستعجله منه (المجرمون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.

جملة: «قل» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أرأيتم

» في محلّ نصب مقول القول.

(1)

في الآية السابقة (49).

(2)

قال الحوفيّ الرؤية من رؤية القلب التي بمعنى العلم لأنها داخلة على جملة الاستفهام التي بمعنى التقرير، ففعل الرؤية على رأي الحوفي باق على معناه لا يتضمّن معنى أخبروني، وجملة الاستفهام سدّت مسدّ المفعولين.

(3)

أعرب (ماذا) مبتدأ ولم يعرب مفعولا به لأن المفعول ضمير يعود على العذاب أي: يستعجله منه المجرمون .. هذا وقد أجاز أبو حيّان أن يكون (ماذا) مفعولا به، كأنه قيل: أيّ شيء يستعجله من العذاب المجرمون، وهو اختياره.

ص: 141

وجملة: «أتاكم عذابه» لا محلّ لها اعتراضيّة .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن أتاكم عذاب الله فأخبروني عنه ماذا يستعجل منه المجرمون

(1)

.

وجملة: «ماذا يستعجل

» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أرأيتم

(2)

.

وجملة: «يستعجل

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (ماذا).

{أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)}

‌الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام (ثمّ) حرف عطف (إذا) ظرف للزمن المستقبل فيه معنى الشرط مبنيّ في محلّ النصب متعلّق- (آمنتم)، (ما) زائدة (وقع) فعل ماض، والفاعل هو أي العذاب (آمنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون وفاعله (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (آمنتم)،والضمير يعود على الله (الهمزة) للاستفهام (الآن) ظرف مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق بفعل محذوف تقديره تؤمنون (الواو)

(1)

انظر مزيدا من الشرح والإعراب حول هذا التعبير في الآية (40) من سورة الأنعام .. ويجوز أن يكون الجواب المقدّر دلّ عليه مضمون الاستفهام الآتي أي: فماذا يستعجل المجرمون، أو استعجلتموه.

(2)

أمّا المفعول الأول فمحذوف على رأي أبي حيّان ولم يضمر لأن الإضمار مختصّ بالشعر أو قليل في الكلام، وهو ضمير مستتر وجوبا يعود على كلمة (عذابه) على رأي غير أبي حيّان، والكلام من باب التنازع بين الفعلين (رأيتم) و (أتاكم)، فأعمل الثاني إذ هو المختار على مذهب البصريين وهو الذي ورد به السماع أكثر من إعمال الأول، فلمّا أعمل الثاني حذف ولم يضمر على رأي أبي حيّان، والمعنى: قل لهم يا محمّد أخبروني عن عذاب الله إن أتاكم أي شيء تستعجلون منه، أو أضمر على رأي آخر.

ص: 142

حاليّة (قد) حرف تحقيق (كنتم) فعل ماض ناقص-ناسخ-مبنيّ على السكون .. و (تم) ضمير اسم كان (به) مثل الأول متعلّق (تستعجلون) بتضمينه معنى تكذبون (تستعجلون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «الشرط وفعله وجوابه

» في محلّ نصب معطوفة على جملة أرأيتم

(1)

.

وجملة: «وقع

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «آمنتم به

» لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.

وجملة: «الآن (تؤمنون)

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «كنتم به تستعجلون» في محلّ نصب حال من فاعل تؤمنون.

وجملة: «تستعجلون» في محلّ نصب خبر كنتم.

‌الصرف:

(الآن)،أدغمت همزة الاستفهام مع همزة الوصل في (ال) التعريف بألف واحدة فوقها مدّة، وكذا شأن كلّ همزة وصل في (ال) التعريف إذا سبقت بهمزة. قيل هذا الادغام واجب وقيل هو جائز بحذف همزة الوصل أصلا وبقاء همزة الاستفهام، وقد وقع من هذا القبيل ستة مواضع في القرآن أدغم فيها الألفان .. اثنان في الأنعام وهما (الذكرين)

(2)

مرّتين، وثلاثة في هذه السورة هي (الآن) هنا

(3)

،ولفظ (الله)

(4)

،ولفظ (الله) في سورة النمل

(5)

.

(1)

في الآية السابقة (50).

(2)

في الآية (143) و (144).

(3)

وفي الآية (91).

(4)

في الآية (60) من هذه السورة.

(5)

في الآية (59).

ص: 143

{ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52)}

‌الإعراب:

(ثمّ) حرف عطف (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل)، (ظلموا) فعل ماض وفاعله (ذوقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل (عذاب) مفعول به منصوب (الخلد) مضاف إليه مجرور (هل) حرف استفهام في معنى النفي (تجزون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع .. والواو نائب الفاعل (إلاّ) أداة حصر (الباء) حرف جرّ للسببيّة (ما) حرف مصدريّ (كنتم) مثل المتقدّم

(1)

(تكسبون) مثل تستعجلون

(2)

.

والمصدر المؤوّل (ما كنتم) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بفعل تجزون

(3)

.

جملة: «قيل

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف الآن (تؤمنون)

(4)

.

وجملة: «ظلموا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «ذوقوا

» في محلّ رفع نائب الفاعل.

وجملة: «تجزون

» لا محلّ لها في حكم التعليل.

وجملة: «كنتم تكسبون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «تكسبون» في محلّ نصب خبر كنتم.

(1،2) في الآية السابقة (51).

(3)

يجوز أن يكون (ما) اسم موصول، والجملة صلة، والعائد محذوف.

(4)

في الآية السابقة (51) .. أو في محلّ نصب معطوفة على الجملة ذاتها إذا كانت مقول القول لقول محذوف.

ص: 144

‌البلاغة

الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ» أي المؤلم على الدوام.

{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (يستنبئون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به (الهمزة) للاستفهام (حقّ) خبر مقدم مرفوع

(1)

، (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (إي) حرف جواب (الواو) واو القسم (ربّ) مجرور بالواو وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على آخره متعلّق بفعل أقسم المقدّر و (الياء) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ-و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) لام القسم

(2)

، (حقّ) خبر إنّ مرفوع (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد (معجزين) مجرور لفظا منصوب محلاّ خبر ما، وعلامة الجرّ الياء.

جملة: «يستنبئونك

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «حقّ هو» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل يستنبئون المعلّق بالاستفهام.

وجملة: «قل

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «(أقسم) بربّي .. » في محلّ نصب مقول القول.

(1)

أو مبتدأ معتمد على استفهام، و (هو) فاعل للمصدر سدّ مسدّ الخبر.

(2)

وهي اللام المزحلقة في غير القسم.

ص: 145

وجملة: «إنّه لحقّ» لا محلّ لها جواب القسم.

وجملة: «ما أنتم بمعجزين» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم

‌الفوائد

- إي بالكسر والسكون:

ورد في هذه الآية قوله تعالى {قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} ف (إي) هي حرف جواب. وسنبين ما أورده ابن هشام عنها:

هي حرف جواب بمعنى (نعم) فيكون لتصديق المخبر، ولإعلام المستخبر، ولوعد الطالب، فتقع بعد: قام زيد، وهل قام زيد، واضرب زيدا ونحو هنّ، كما تقع نعم بعدهن، وزعم ابن الحاجب أنها تقع بعد الاستفهام كقوله تعالى {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} ولا تقع عند الجميع إلا قبل القسم كما في الآية «إِي وَرَبِّي»

{وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمّا رَأَوُا الْعَذابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (54)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لو) شرط غير جازم (أنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ- (لكلّ) جارّ ومجرور خبر مقدّم (نفس) مضاف إليه مجرور (ظلمت) فعل ماض .. و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي أي كلّ نفس (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم أنّ مؤخّر (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما.

والمصدر المؤوّل (أنّ لكلّ

ما في الأرض) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي ثبت وجود ..

ص: 146

(اللام) واقعة في جواب لو (افتدت) مثل ظلمت (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (افتدت)، (الواو) عاطفة (أسرّوا) فعل ماض وفاعله (الندامة) مفعول به منصوب (لمّا) ظرف بمعنى حين فيه معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب المقدّر (رأوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين .. والواو فاعل (العذاب) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (قضي

لا يظلمون) مرّ إعرابها

(1)

.

جملة: «(ثبت) امتلاك ما في الأرض» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ظلمت

» في محلّ جرّ نعت لنفس.

وجملة: «افتدت» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «أسرّوا

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة

(2)

.

وجملة: «رأوا

» في محلّ جرّ مضاف إليه .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.

وجملة: «قضي بينهم

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «هم لا يظلمون» في محلّ نصب حال.

وجملة: «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

{أَلا إِنَّ لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (55)}

‌الإعراب:

(ألا) أداة تنبيه (إنّ) حرف مشبه بالفعل (لله) جارّ ومجرور

(1)

في الآية (47) من هذه السورة.

(2)

أو استئنافيّة إذا كان الإسرار في الآخرة.

ص: 147

خبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور (ألا إنّ) مثل الأولى (وعد) اسم إنّ منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (حقّ) خبر إنّ مرفوع (الواو) عاطفة (لكنّ) مثل إنّ (أكثر) اسم لكنّ منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «إنّ لله ما في السموات» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّ وعد الله حقّ» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لكنّ أكثرهم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ وعد الله حقّ.

وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر لكنّ.

{هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56)}

‌الإعراب:

(هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يحيي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء والفاعل هو (الواو) عاطفة (يميت) مثل يحيي (الواو) عاطفة (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ترجعون) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع والواو نائب الفاعل.

جملة: «هو يحيي

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يحيي

» في محلّ رفع خبر المبتدأ هو.

وجملة: «يميت

» في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.

وجملة: «ترجعون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

ص: 148

{يا أَيُّهَا النّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)}

‌الإعراب:

(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الناس) بدل من أيّ تبعه في الرفع لفظا-أو عطف بيان- (قد) حرف تحقيق (جاءت) فعل ماض .. و (التاء) للتأنيث و (كم) ضمير مفعول به (موعظة) فاعل مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لموعظة

(1)

،و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (شفاء) معطوف على موعظة مرفوع (اللام) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت لشفاء

(2)

(في الصدور) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة في الموضعين (هدى، رحمة) اسمان معطوفان بحرفي العطف على موعظة مرفوعان، وعلامة الرفع في (هدى) الضمّة المقدّرة على الألف (للمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق برحمة وعلامة الجرّ الياء.

جملة: «النداء يأيّها

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «جاءتكم موعظة

» لا محلّ لها جواب النداء.

‌الصرف:

(شفاء)،مصدر سماعيّ لفعل شفى يشفي باب ضرب، ثمّ جعل وصفا للمبالغة، أو هو اسم لما يشفي كالدواء، وزنه فعال بكسر الفاء، وفيه إعلال أو إبدال بقلب حرف العلّة همزة، أصله شفاي، فلمّا تطرّفت الياء بعد ألف ساكنة قلبت همزة.

(1)

أو متعلّق ب (جاءتكم) إذا كان (من) لابتداء الغاية .. والتركيب مجازيّ.

(2)

هذا إذا كان (شفاء) اسما بمعنى دواء .. وإذا كان مصدرا فإن (اللام) زائدة للتقوية و (ما) في محلّ نصب مفعول به لشفاء.

ص: 149

‌الفوائد

ورد في هذه الآية قوله تعالى {قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} نحن هنا بصدد الاسم (هدى) وهو معطوف على موعظة مرفوع مثلها بالضمة المقدرة على الألف المحذوفة لفظا للتنوين ولكنها مثبتة خطا، وقد يتوهم متوهم أن التنوين على الألف حركة إعراب، فهو ليس كذلك وإنما هو دليل على الألف المحذوفة، وبيانا لهذه الناحية نقول: إذا تجرد الاسم المقصور من التعريف بأل، وتجرد من الإضافة، فانه ينون في جميع حالات الإعراب، وتقدر الحركات على ألفه المحذوفة بسبب التنوين، ومعلوم بأن هذه الألف محذوفة لفظا ومثبتة كتابة لكننا في الإعراب نعتبرها محذوفة، أما إذا لم ينون، الاسم المقصور، وذلك في حالة مجيئه مضافا أو معرفا (بأل) فإننا نعربه بحركات مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.

{قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ (58)}

‌الإعراب:

(قل) فعل أمر، والفاعل أنت (بفضل) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه المذكور بعده أي: يحسن الفرح بمجيء فضل الله

(1)

، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (برحمة) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (بفضل) فهو معطوف عليه و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) زائدة للربط بما قبلها (الباء) حرف جرّ (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ بدل من (فضل الله) بإعادة الجارّ .. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (الفاء) هي الفصيحة لإفادة معنى السببيّة

(2)

،

(1)

وفي الكلام حذف مضاف كما هو ظاهر .. أو متعلّق بفعل جاءتكم موعظة مقدّر بعد قل.

(2)

من الواضح أن الفاء إذا أفادت معنى السببيّة خرجت عن العطف الصريح، لهذا يصحّ عطف الخبر على الإنشاء بها وبالعكس.

ص: 150

(اللام) لام الأمر (يفرحوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (هو) ضمير منفصل مبتدأ (خير) خبر مرفوع

(1)

، (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ، متعلّق بخير

(2)

، (يجمعون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: (يحسن الفرح) بفضل الله» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يفرحوا

» في محلّ نصب معطوفة مقول القول

(3)

:أو هي جواب شرط مقدّر أي: إن جاءهم الفضل والرحمة من الله فليفرحوا .. أو إن فرحوا لشيء فليفرحوا بسبب فضل الله

وجملة: «هو خير

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «يجمعون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ (59)}

‌الإعراب:

(قل أرأيتم) مرّ إعرابها

(4)

أي أخبروني .. (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به أوّل

(5)

(أنزل) فعل ماض (الله)

(1)

والضمير المبتدأ يعود على الفرح المفهوم من سياق الآية.

(2)

والعائد محذوف .. أو هو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جر ب (من) وليس ثمّة عائد.

(3)

وفي الكلام حذف مضاف كما هو ظاهر .. أو متعلّق بفعل جاءتكم موعظة مقدّر بعد قل.

(4)

في الآية (50) من هذه السورة.

(5)

أعربها بعضهم اسم استفهام مفعول به لفعل أنزل، أو مبتدأ على تقدير حذف المفعول أي أنزله، والجملة سدّت مسدّ مفعولي أرأيتم.

ص: 151

فاعل مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل)، (من رزق) جارّ ومجرور حال من العائد المحذوف (الفاء) عاطفة (جعلتم) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (تم) ضمير فاعل (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جعلتم)

(1)

،و (من) للتبعيض (حراما) مفعول به منصوب (حلالا) معطوف بالواو على (حراما) منصوب (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (الهمزة) للاستفهام (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أذن) فعل ماض، والفاعل هو (لكم) مثل الأول متعلّق ب (أذن)، (أم) هي المنقطعة بمعنى بل للإضراب الانتقاليّ (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفترون) وهو مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أرأيتم

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أنزل الله

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «جعلتم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «قل» لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للأولى.

وجملة: «الله أذن

» في محلّ نصب مقول القول

(2)

.

وجملة: «أذن لكم .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله).

وجملة: «تفترون» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(حراما)،مصدر حرم يحرم باب فرح وباب كرم، استعمل صفة للمبالغة وزنه فعال بفتح الفاء.

(1)

أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ل (جعل).

(2)

والمفعول الثاني لفعل أرأيتم محذوف دلّ عليه الكلام المذكور بعده، والتقدير: أرأيتم ما أنزل الله لكم

من أمركم بهذا التحريم والتحليل؟

ص: 152

‌البلاغة

المجاز: في قوله تعالى «قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ» فاستعمال أنزل فيما ذكر مجاز من اطلاق المسبب على السبب، وجوز أن يكون الإسناد مجازيا بأن أسند الإنزال إلى الرزق لأنه سببه كالمطر منزل.

{وَما ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (60)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ظنّ) خبر مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (يفترون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يفترون)، (الكذب) مفعول به منصوب

(1)

، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بظنّ (القيامة) مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (اللام) هي المزحلقة تفيد التوكيد (ذو) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو (فضل) مضاف إليه مجرور (على الناس) جارّ ومجرور متعلّق بفضل (الواو) عاطفة (لكنّ) مثل إنّ للاستدراك (أكثر) اسم لكنّ منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يشكرون) مثل يفترون.

جملة: «ما ظنّ

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يفترون

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «إنّ الله لذو

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لكنّ أكثرهم لا يشكرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف الأخيرة.

(1)

أو هو مفعول مطلق .. انظر الآية (50) من سورة النساء.

ص: 153

وجملة: «لا يشكرون» في محلّ رفع خبر لكنّ.

{وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاّ كُنّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (61)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (ما) نافية في المواضع الثلاثة (تكون) مضارع ناقص

(1)

مرفوع، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (في شأن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر (الواو) عاطفة (تتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو، والفاعل أنت (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تتلو)،والضمير يعود إلى الله، ومن ابتدائيّة

(2)

، (من) حرف جرّ زائد (قرآن) مجرور لفظا منصوب محلاّ مفعول به (إلا) أداة حصر (كنّا) فعل ماض ناقص مبني على السكون ..

و (نا) اسمه (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (شهودا) وهو خبر كنّا منصوب (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق ب (شهودا)، (تفيضون) مضارع مرفوع والواو فاعل (فيه) مثل منه متعلّق ب (تفيضون)، (الواو) عاطفة (يعزب) مضارع منفي مرفوع (عن ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعزب)،و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (من) حرف جرّ زائد (مثقال) مجرور لفظا مرفوع محلاّ فاعل يعزب (ذرّة) مضاف إليه مجرور (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (مثقال

(1)

أو تام، والفاعل أنت و (في شأن) متعلّق به.

(2)

يجوز أن يعود الضمير على الشأن و (من) تعليليّة .. أي تتلو قرآنا من أجل الشأن الذي نزل بك.

ص: 154

ذرّة)، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (في السماء) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق ب (في الأرض) فهو معطوف عليه (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي

(1)

(أصغر) معطوف على مثقال ذرّة لفظا مجرور مثله، وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للوصفيّة ووزن أفعل (من) حرف جرّ (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بأصغر .. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (الواو) عاطفة (لا أكبر) مثل لا أصغر (إلاّ) بمعنى لكن للاستثناء المنقطع (في كتاب) جارّ ومجرور خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي كلّ الأشياء (مبين) نعت لكتاب مجرور.

جملة: «ما تكون في شأن .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ما تتلو

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «لا تعملون

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «كنّا عليكم

» في محلّ نصب حال.

وجملة: «تفيضون

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «ما يعزب .. من مثقال

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: (هو) في كتاب

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(شأن)،مصدر سماعيّ لفعل شأنت أشأن باب فتح، وهو بمعنى اسم المفعول، وزنه فعل بفتح فسكون.

(شهودا)،جمع شاهد أو شهيد، الأول اسم فاعل، والثاني صفة مشبهة.

(1)

هي عند الزمخشريّ نافية للجنس اسمها أصغر وخبرها في كتاب و (إلاّ) حينئذ أداة حصر وهو توجيه جيّد لوجود قراءة (أصغر) بالرفع على الابتداء.

ص: 155

(أصغر)،اسم تفضيل من صغر الثلاثيّ، وزنه أفعل.

(أكبر)،اسم تفضيل من كبر الثلاثيّ، وزنه أفعل وانظر الآية (217) من سورة البقرة.

‌البلاغة

- في قوله سبحانه وتعالى «وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ» حيث قدمت الأرض على السماء، بخلاف قوله في سورة سبأ «عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ» وحق السماء أن تقدم على الأرض، ولكنه لما ذكر شهادته على شؤون أهل الأرض وأحوالهم وأعمالهم، ووصل بذلك قوله «لا يَعْزُبُ عَنْهُ» لاءم ذلك تقديم الأرض على السماء.

{أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)}

‌الإعراب:

(ألا) أداة تنبيه (إنّ) حرف مشبه بالفعل-ناسخ- (أولياء) اسم إنّ منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (لا) نافية مهملة

(1)

، (خوف) مبتدأ مرفوع

(2)

، (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل مبتدأ (يحزنون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

(1)

يجوز أن تكون عاملة عمل ليس و (خوف) اسم لا و (عليهم) خبرها.

(2)

جاء نكرة لأنه معتمد على نفي.

ص: 156

جملة: «إنّ أولياء الله

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا خوف عليهم» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «لا هم يحزنون» في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.

وجملة: «يحزنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.

(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لأولياء

(1)

، (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ .. والواو فاعل (الواو) عاطفة (كانوا) ماض ناقص-ناسخ-والواو اسم كان (يتّقون) مثل يحزنون.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «كانوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «يتّقون» في محلّ نصب خبر كانوا.

(اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (البشرى) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (في الحياة) جارّ ومجرور متعلّق بالبشرى

(2)

، (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (في الآخرة) مثل في الحياة إعرابا وتعليقا فهو معطوف عليه (لا) نافية للجنس (تبديل) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (لكلمات) جارّ ومجرور خبر لا (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ ..

و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (هو) ضمير فصل

(3)

، (الفوز) خبر اسم

(1)

أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم .. أو مبتدأ خبره جملة: لهم البشرى الآتية .. أو خبر ثان ل (إنّ).

(2)

أو متعلّق بمحذوف حال من البشرى، والعامل الاستقرار الذي تعلّق ب (لهم).

(3)

أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الفوز، والجملة الاسميّة خبر ذلك.

ص: 157

الإشارة مرفوع (العظيم) نعت للفوز مرفوع.

وجملة: «لهم البشرى» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «لا تبديل لكلمات

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ذلك هو الفوز

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(تبديل)،مصدر قياسيّ لفعل بدّل الرباعيّ، وزنه تفعيل.

‌الفوائد

- مفهوم الوليّ:

اختلف العلماء فيمن يستحق هذا الاسم، فقال ابن عباس:

هم الذين يذكر الله لرؤيتهم،

وروى الطبري بسنده عن سعيد بن جبير مرسلا قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أولياء الله فقال: هم الذين إذا رؤوا ذكر الله.

وقال ابن زيد: هم الذين آمنوا وكانوا يتقون، ولن يتقبل الإيمان إلا بالتقوى، وقال قوم: هم المتحابون في الله، ويدل على ذلك ما روي عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن من عباد الله لأناسا ما هم أنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله. قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال هم قوم تحابّوا في الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فو الله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، وقرأ هذه الآية:{أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} .

وقال أبو بكر الأصم: أولياء الله هم الذين تولى الله هدايتهم، وتولوا القيام بحق العبودية لله والدعوة إليه.

{وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (يحزن) مضارع مجزوم

ص: 158

و (الكاف) ضمير مفعول به (قول) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (إنّ العزّة) مثل إنّ أولياء

(1)

، (لله) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (جميعا) حال من العزّة

(2)

منصوبة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (السميع) خبر مرفوع (العليم) خبر ثان مرفوع.

جملة: «لا يحزنك

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّ العزّة لله» لا محلّ لها استئنافيّة-أو تعليليّة

(3)

.

وجملة: «هو السميع

» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.

{أَلا إِنَّ لِلّهِ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَما يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ شُرَكاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاّ يَخْرُصُونَ (66)}

‌الإعراب:

(ألا إنّ) مرّ إعرابها

(4)

، (لله) جارّ ومجرور خبر إنّ مقدّم (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة من (الواو) عاطفة (من في الأرض) مثل من في السموات ومعطوف عليه (الواو) عاطفة (ما) نافية

(5)

، (يتّبع)

(1)

في الآية (62) من هذه السورة.

(2)

أجاز الجمل في حاشيته أن يكون توكيدا للعزّة، ولم يؤنث لفظ (جميعا) لأنه على وزن فعيل يستوي فيه التذكير والتأنيث.

(3)

مقول القول محذوف أي: لست مرسلا، أو غيره.

(4)

في الآية (62) من هذه السورة.

(5)

أي إنّ الذين جعلوهم آلهة وأشركوهم مع الله في الربوبيّة ليسوا شركاء حقيقة إذ الشركة في الألوهية مستحيلة وإن كانوا أطلقوا عليهم اسم شركاء. ويجوز أن يكون (ما) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله يتّبع .. وشركاء مفعول يدعون أي: وأيّ شيء يتّبع أولئك الذين يدعون مع الله إلها آخر، إنّهم لا يتّبعون شيئا .. وأجاز الزمخشريّ أن يكون (ما) اسم موصول في محلّ نصب

ص: 159

مضارع مرفوع (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل (يدعون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (من دون) جارّ ومجرور حال من شركاء، أو من المفعول المحذوف ل (يدعون) أي أصناما أو آلهة، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (شركاء) مفعول به ل (يدعون)

(1)

منصوب (إن) نافية (يتّبعون) مثل يدعون (إلاّ) أداة حصر (الظنّ) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (إن) مثل الأولى (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (إلاّ) مثل الأولى (يخرصون) مثل يدعون.

جملة: «إنّ لله من في السموات» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ما يتّبع الذين

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة

(2)

.

وجملة: «يدعون

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «إن يتّبعون إلاّ الظنّ» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «إن هم إلاّ يخرصون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يتّبعون

وجملة: «يخرصون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

‌الفوائد

- إن النافية:

وردت في هذه الآية إن النافية في قوله تعالى {وَإِنْ هُمْ إِلاّ يَخْرُصُونَ} أي

(5)

معطوف على اسم إنّ أي ولله الشركاء الذين يتّبعهم الذين يدعون من دون الله .. وأجاز غيره أن يكون (ما) موصولا في محلّ رفع مبتدأ والخبر محذوف أي: الذي يتّبعه هؤلاء .. باطل.

(1)

أو مفعول به لفعل يتّبع، ومفعول يدعون محذوف تقديره آلهة.

(2)

أو هي استئنافيّة إن أعرب (ما) اسم استفهام .. وهي صلة (ما) إن أعرب اسم موصول.

ص: 160

وما هم إلا يخرصون. وسنوضح ما يتعلق بها. (إن) النافية تدخل على الجملة الاسمية كقوله تعالى {إِنِ الْكافِرُونَ إِلاّ فِي غُرُورٍ} {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ} أي وما أحد من أهل الكتاب إلا ليؤمننّ به، فحذف المبتدأ وبقيت صفته.

كما أنها تدخل على الجملة الفعلية كقوله تعالى {إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى} {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاّ إِناثاً} .

وقول بعضهم: لا تأتي إن النافية إلا وبعدها إلا كهذه الآيات، أو لمّا المشددة التي بمعناها كقوله تعالى {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّا عَلَيْها حافِظٌ} أي ما كل نفس إلا عليها حافظ. هذا القول مردود بدليل قوله تعالى {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا} {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ} ولقد اجتمعت الشرطية والنافية في قوله تعالى {إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ} أي ولئن زالتا ما أمسكهما من أحد من بعده. وجمهور النحاة على أنها مهملة وهذا قول سيبويه والفراء وأجاز الكسائي والمبرّد إعمالها عمل ليس، وسمع من أهل العالية إعمالها عمل ليس في قولهم:«إن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية» .

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67)}

‌الإعراب:

(هو) ضمير منفصل مبتدأ (الذي) اسم موصول في محلّ رفع خبر (جعل) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جعل)،و (اللام) للتمليك (الليل) مفعول به منصوب (اللام) لام التعليل (تسكنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل.

والمصدر المؤوّل (أن تسكنوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل)

(1)

.

(1)

جعل بمعنى خلق ولهذا اكتفى بالمفعول الواحد .. أمّا (مبصرا) فهو حال، وقد يكون مفعولا ثانيا إذا كان الفعل بمعنى صير، والمفعول الثاني ل (جعل) الأول محذوف أي: جعل الليل مظلما.

ص: 161

(الواو) عاطفة (النهار) مفعول به لفعل محذوف دلّ عليه ما قبله أي:

جعل النهار .. (مبصرا) حال

(1)

منصوبة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (في) حرف جرّ (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم ..

و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (لآيات) لام الابتداء للتوكيد، واسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جارّ ومجرور نعت لآيات (يسمعون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «هو الذي

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «جعل لكم الليل

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «تسكنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.

وجملة: «(جعل) النهار

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل الأولى.

وجملة: «إنّ في ذلك لآيات

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «يسمعون» في محلّ جرّ نعت لقوم.

‌الصرف:

(مبصرا)،اسم فاعل من أبصر الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.

‌البلاغة

المجاز العقلي: في قوله تعالى «وَالنَّهارَ مُبْصِراً» اسناد الأبصار إلى النهار مجازي كالذي في قول جرير:

لقد لمتنا يا أم غيلان في السّرى

ونمت وما ليل المطيّ بنائم

وقولهم:-نهاره صائم-

(1)

انظر الحاشية (1) في الصفحة السابقة.

ص: 162

{قالُوا اِتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (68)}

‌الإعراب:

(قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ .. والواو فاعل (اتّخذ) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ولدا) مفعول به منصوب

(1)

، (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف و (الهاء) ضمير مضاف إليه (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الغنيّ) خبر مرفوع (اللام) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (ما في الأرض) مثل ما في السموات ومعطوف عليه (إن) حرف ناف (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (كم) ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ زائدة (سلطان) مجرور لفظا مرفوع محلاّ مبتدأ مؤخّر (الباء) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت لسلطان (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (تقولون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقولون) بتضمينه معنى تفترون (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف

(2)

، (لا) نافية (تعلمون) مثل تقولون.

جملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «اتّخذ الله

» في محلّ نصب مقول القول.

(1)

تعدى الفعل بمفعول واحد لأنه ضمّن معنى تبنّى.

(2)

يجوز أن يكون (ما) نكرة موصوفة، والجملة صفة.

ص: 163

وجملة: (نسبح) سبحانه» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.

وجملة: «هو الغنيّ .. » لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «له ما في السموات .. » لا محلّ لها استئناف بياني أو تعليليّة.

وجملة: «إن عندكم من سلطان» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تقولون .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تعلمون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

{قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (69)}

‌الإعراب:

(قل) فعل أمر، والفاعل أنت (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) موصول في محلّ نصب اسم إنّ (يفترون) مثل تقولون

(1)

، (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يفترون)، (الكذب) مفعول به منصوب

(2)

، (لا يفلحون) مثل لا تعلمون

(3)

.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّ الذين

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يفترون

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «لا يفلحون» في محل رفع خبر إنّ.

{مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (70)}

‌الإعراب:

(متاع) خبر لمبتدأ محذوف تقديره افتراؤهم (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمتاع، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة

(1،3) في الآية السابقة (68).

(2)

انظر الآيات (50) من سورة النساء و (103) من سورة المائدة و (60) من هذه السورة.

ص: 164

على الألف (ثمّ) حرف عطف (إلى) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (مرجع) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (ثمّ) مثل الأول (نذيق) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (العذاب) مفعول به ثان منصوب (الشديد) نعت للعذاب منصوب (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (كانوا) فعل ماض ناقص-ناسخ-واسمه (يكفرون) مضارع مرفوع ..

والواو فاعل.

والمصدر المؤوّل (ما كانوا .. ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (نذيق) أي بسبب كفرهم.

جملة: «(ذاك) متاع

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إلينا مرجعهم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «نذيقهم

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «كانوا

» لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «يكفرون» في محلّ نصب خبر كانوا.

{وَاُتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اُقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَى اللهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72) فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74) ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى وَهارُونَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ بِآياتِنا فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (75) فَلَمّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76)}

ص: 165

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (اتل) فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (على) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اتل)، (نبأ) مفعول به منصوب (نوح) مضاف إليه مجرور (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بنبإ (قال) فعل ماض والفاعل هو (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال)،و (الهاء) ضمير مضاف إليه (يا) أداة نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على آخره، و (الياء) المحذوفة للتخفيف مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص-ناسخ-في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير الشأن

(1)

، (كبر) مثل قال (عليكم) مثل عليهم متعلّق ب (كبر)(مقامي) فاعل كبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (تذكيري) مثل مقامي ومعطوف عليه (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق بتذكيري (الله) لفظ

(1)

أو ضمير مستتر وجوبا تقديره هو يعود إلى (مقامي) لأن في الكلام تنازعا بين فعلي (كان، كبر) هذا وقد يكون الفعل (كان) زائدا للتزيين لا يفيد اتصاف الاسم بالخبر في الزمن الماضي، وعلى هذا فإن (كبر) هو فعل الشرط.

ص: 166

الجلالة مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب الشرط (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (توكلّت) وهو فعل ماض وفاعله (الفاء) عاطفة (أجمعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف النون والواو فاعل (أمر) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (شركاء) معطوف على أمر منصوب مثله

(1)

،و (كم) مثل الأول (ثمّ) حرف عطف (لا) ناهية جازمة (يكن) مضارع ناقص مجزوم (أمر) اسم يكن مرفوع و (كم) مثل الأول (عليكم) مثل عليهم متعلّق ب (غمّة) وهو خبر يكن منصوب (ثمّ) مثل الأول (اقضوا) مثل أجمعوا (إلى) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اقضوا)، (الواو) عاطفة (لا) مثل الأول (تنظروا) مضارع مجزوم بلا وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل و (النون) نون الوقاية و (الياء) المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به.

جملة: «اتل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «قال

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «يا قوم

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «إن كان

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «كبر عليكم مقامي» في محلّ نصب خبر كان.

وجملة: «على الله توكّلت» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط

(2)

.

وجملة: «أجمعوا

» في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.

(1)

وهو على حذف مضاف أي أمر شركائكم .. وأجاز بعضهم-أبو عليّ الفارسيّ وتبعه ابن هشام-نصبه على أنه مفعول معه عامله أجمعوا أي: أجمعوا أمركم مع شركائكم.

(2)

يجوز أن تكون الجملة اعتراضيّة برغم دخول الفاء، وجواب الشرط جملة أجمعوا لأن توكّل نوح لا يتوقّف على الشرط.

ص: 167

وجملة: «لا يكن أمركم

» في محلّ جزم معطوفة على جملة أجمعوا

وجملة: «اقضوا

» في محلّ جزم معطوفة على جملة لا يكن أمركم.

وجملة: «لا تنظرون» في محلّ جزم معطوفة على جملة لا يكن أمركم.

(الفاء) عاطفة (إن تولّيتم) مثل إن كان .. و (تم) فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية (سألت) فعل ماض وفاعله و (كم) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ زائد (أجر) مجرور لفظا منصوب محلاّ مفعول به ثان (إن) حرف ناف (أجري) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء .. و (الياء) مضاف إليه (إلاّ) أداة حصر (على الله) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (الواو) عاطفة (أمرت) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون .. و (التاء) ضمير في محلّ رفع نائب الفاعل (أن) حرف مصدريّ (أكون) مضارع ناقص منصوب .. واسمه ضمير مستتر تقديره أنا (من المسلمين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أكون، وعلامة الجرّ الياء.

والمصدر المؤوّل (أن أكون) في محلّ نصب مفعول به لفعل أمرت أي: أمرت كوني مسلما

(1)

.

وجملة: «تولّيتم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء السابق.

وجملة: «ما سألتكم

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

(1)

أو هو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أمرت)،أي: أمرت بأن أكون.

ص: 168

وجملة: «إن أجري إلاّ على الله» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «أمرت

» لا محلّ لها معطوفة على التعليلية.

وجملة: «أكون

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن)(الفاء) عاطفة في الموضعين (كذّبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ..

والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (نجّينا) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (نا) فاعل و (الهاء) مثل الأول (الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على ضمير المفعول في (نجيّناه)، (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و (الهاء) ضمير مضاف إليه (في الفلك) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف الصلة

(1)

، (الواو) حاليّة (جعلناهم) مثل نجيّناه (خلائف) مفعول به ثان منصوب ومنع من التنوين لأنه على صيغة منتهى الجموع (الواو) عاطفة (أغرقنا) مثل نجيّنا (الذين) موصول في محلّ نصب مفعول به (كذّبوا) مثل الأول (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا)،و (نا) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (انظر) فعل أمر، والفاعل أنت

(2)

، (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر كان مقدّم، (كان) فعل ماض ناقص-ناسخ- (عاقبة) اسم كان مرفوع (المنذرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.

وجملة: «كذّبوه

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة قال في قوله، إذ قال.

وجملة: «نجيّناه

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة كذّبوه.

وجملة: «جعلناهم .. » في محلّ نصب حال من الموصول بتقديره قد.

وجملة: «أغرقنا

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة نجيّنا.

(1)

يجوز أن يتعلق ب (نجيّناه)،أي وقع الإنجاء في هذا المكان.

(2)

يجوز أن يكون الخطاب للرسول أو للمستمع.

ص: 169

وجملة: «كذّبوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «أنظر

» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وعيت قصة قوم نوح فانظر

وجملة: «كان عاقبة

» في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام كيف.

(ثمّ) حرف عطف (بعثنا) مثل نجّينا (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (بعثنا)،و (الهاء) مضاف إليه (رسلا) مفعول به منصوب (إلى قومهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (بعثنا) .. و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (جاؤوا) مثل كذّبوا و (هم) ضمير مفعول به (بالبيّنات) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاءوهم)

(1)

، (الفاء) عاطفة (ما) نافية (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ

والواو اسم كان (اللام) لام الجحود-أو الإنكار- (يؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود، وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤمنوا)، (كذّبوا) مثل الأول (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كذّبوا)، (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كذّبوا)

(2)

.

والمصدر المؤوّل (أن يؤمنوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كانوا. أي ما كانوا مؤهّلين للإيمان.

(الكاف) حرف جر (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نطبع .. و (اللام) لبعد، و (الكاف) للخطاب (نطبع) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (على قلوب) جارّ ومجرور

(1)

أو متعلّق بمحذوف حال من فاعل (جاؤوا)،أي متلبّسين بالبيّنات.

(2)

أي من قبل بعث الرسل إليهم، وبعد أن جاءهم الرسل بالبيّنات.

ص: 170

متعلّق ب (نطبع)، (المعتدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.

وجملة: «بعثنا

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أغرقنا

وجملة: «جاءوهم

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة بعثنا.

وجملة: «ما كانوا ليؤمنوا

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاءوهم.

وجملة: «يؤمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «كذّبوا به» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «نطبع

» لا محلّ لها استئنافيّة.

(ثمّ بعثنا من بعدهم موسى) مثل ثمّ بعثنا من بعده رسلا .. وعلامة النصب في موسى الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (هارون) معطوف على موسى منصوب (إلى فرعون) جارّ ومجرور متعلّق ب (بعثنا)، وعلامة الجرّ الفتحة (الواو) عاطفة (ملئه) معطوف على فرعون مجرور ..

و (الهاء) مضاف إليه (بآياتنا) مثل السابق متعلّق ب (بعثنا)(الفاء) عاطفة (استكبروا) مثل كذّبوا (الواو) عاطفة (كانوا) مثل الأول (قوما) خبر كان منصوب (مجرمين) نعت ل (قوما) منصوب وعلامة النصب الياء.

وجملة: «بعثنا

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة ما كانوا ليؤمنوا.

وجملة: «استكبروا

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة بعثنا.

وجملة: «كانوا قوما

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة استكبروا.

(الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين فيه معنى الشرط مبنيّ في

ص: 171

محلّ نصب متعلّق ب (قالوا)، (جاء) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (الحقّ) فاعل مرفوع (من عند) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء)،و (نا) ضمير مضاف إليه (قالوا) مثل كذّبوا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ- (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد (سحر) خبر إنّ مرفوع (مبين) نعت لسحر مرفوع.

وجملة: «جاءهم الحقّ

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «قالوا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «إنّ هذا لسحر

» في محلّ نصب مقول القول.

‌الصرف:

(تذكير)،مصدر قياسيّ لفعل ذكّر الرباعيّ، وزنه تفعيل بزيادة التاء على الماضي وتخفيف الكاف وإضافة ياء قبل الآخر.

(غمّة)،الاسم من غمّ عليه الأمر بالبناء للمجهول بمعنى خفي واستعجم، واستعمل استعمال الصفة المشتقة بمعنى خفيّ ومبهم. وزنه فعلة بضمّ فسكون.

(المنذرين)،جمع المنذر-بفتح الذال-اسم مفعول من أنذر الرباعيّ المبنيّ للمجهول، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.

‌البلاغة

1 -

الكناية الإيمائية: في قوله تعالى «يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي» أي نفسي، على أنه في الأصل اسم مكان وأريد منه النفس بطريق الكناية الإيمائية كما يقال: المجلس السامي.

2 -

الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ» .

أي أدوا إلي ذلك الأمر الذي تريدون ولا تمهلوني، على أن القضاء من قضى دينه إذا أداه، وفيه استعارة مكنية، والقضاء تخييل، شبه الأمر المحذوف

ص: 172

بالدين ثم حذف المشبه به وأخذ شيئا من خصائصه وهو القضاء.

‌الفوائد

1 -

ورد في هذه الآية قوله تعالى {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ} ورد خلاف بين النحويين في إعراب {(وَشُرَكاءَكُمْ)} وسنورد أوجه الإعراب كما أوردها ابن هشام فقال: وشركاءكم بالنصب فتحتمل الواو أن تكون عاطفة مفردا على مفرد بتقدير مضاف أي وأمر شركاءكم، أو جملة على جملة بتقدير فعل أي واجمعوا شركاءكم باعتبار أن همزة الفعل المقدرة همزة وصل.

وموجب التقدير بالوجهين أن أجمع يستعمل للمعاني كقولك: أجمعوا على قول كذا. بخلاف جمع فإنه مشترك بين الذوات والمعاني بدليل قوله تعالى {فَجَمَعَ كَيْدَهُ} {الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ} وهناك قراءة برفع الشركاء عطفا على واو الجماعة في (أجمعوا).

وأورد أبو البقاء العكبري، وجها آخر باعتبار الواو للمعية و (شركاءكم) مفعول معه.

2 -

موافقة المبنى للمعنى:

ورد في هذه الآية موقف نوح عليه الصلاة والسلام من قومه وكلنا يعلم بأنه لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الخير والهدى ولكنه لم يجد منهم إلا الصدود والإعراض لذلك كان خطابه لهم في هذه الآية يعكس موقفه النفسي منهم بعد أن استيأس وعلم أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن لذا كانت الآية بنفسها المديد وحروف العطف المتتالية وجملها الطويلة تعكس ضجره عليه الصلاة والسلام منهم وبهذا يتوافق المعنى والمبنى ويعكسان الحالة النفسية بأبلغ عبارة وأورع بيان.

{قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا وَلا يُفْلِحُ السّاحِرُونَ (77)}

‌الإعراب:

(قال موسى) فعل وفاعل وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة

ص: 173

على الألف (الهمزة) للاستفهام الإنكاري التوبيخيّ (تقولون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (للحقّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقولون)

(1)

، (لمّا جاءكم) مثل لمّا جاءهم

(2)

،ومقول القول محذوف تقديره: إنّه لسحر (الهمزة) مثل الأولى (سحر) خبر مقدّم مرفوع (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (الواو) حاليّة (لا) نافية (يفلح) مضارع مرفوع (الساحرون) فاعل مرفوع والواو علامة الرفع.

جملة: «قال موسى

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تقولون

» في محلّ نصب مقول القول

(3)

.

وجملة: «جاءكم

» في محلّ جرّ بإضافة (لمّا) إليها

(4)

.

وجملة: «أسحر هذا» لا محلّ لها استئنافيّة داخلة في حيّز القول الأول.

وجملة: «لا يفلح الساحرون» في محلّ نصب حال من ضمير المخاطبين والرابط الواو.

‌الصرف:

(الساحرون)،جمع الساحر، اسم فاعل من سحر الثلاثيّ وزنه فاعل.

‌الفوائد

- حذف المفعول:

ورد في هذه الآية قوله تعالى {أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا} يقول أبو البقاء العكبري في مفعول (أتقولون) بأنه محذوف، أي أتقولون له هو سحر فجملة هو سحر المقدرة في محل نصب مفعول به للفعل أتقولون، هذا وقد عقد ابن

(1)

أي في شأن الحقّ ولأجله.

(2)

في الآية السابقة (76).

(3)

لقول موسى .. أمّا قولهم فمحذوف دلّ عليه جملة الإنكار، والتقدير هذا سحر أو إنه لسحر-كما ذكر-

(4)

هذا الظرف مجرّد من الشرط فلا جواب له.

ص: 174

هشام فصلا لهذه الناحية وبينها بقوله: يكثر حذف المفعول بعد لو شئت كقوله تعالى {فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ} أي فلو شاء هدايتكم. وبعد نفي العلم ونحوه، كقوله تعالى {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ} أي لا يعلمون أنهم سفهاء، وعائدا على الاسم الموصول كقوله تعالى {أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً} أي بعثه. وما يعود على الموصوف، كقول جرير:

أبحت حمى تهامة بعد نجد

وما شيء حميت بمستباح

والتقدير وما شيء حميته.

وكذلك ما يعود على المخبر عنه دونهما كقول امرئ القيس:

فأقبلت زحفا على الركبتين

فثوب نسيت وثوب أجرّ

والتقدير فثوب نسيته وثوب أجره.

وورد في مواضع متفرقة كقوله تعالى {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ} أي فمن لم يجد الرقبة (أي عتق عبد) وقوله تعالى {فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً} أي فمن لم يستطع الصوم. ويكثر حذفه في الفواصل كقوله تعالى {وَما قَلى} أي وما قلاك. ويجوز حذف مفعولي أعطى كقوله تعالى {فَأَمّا مَنْ أَعْطى} وثانيهما فقط كقوله تعالى {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ} وأولهما فقط-خلافا للسهيلي-كقوله تعالى {حَتّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ} أي يعطوكم الجزية.

{قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ (78)}

‌الإعراب:

(قالوا) فعل ماض وفاعله (الهمزة) للاستفهام (جئت) فعل ماض وفاعله و (نا) ضمير مفعول به (اللام) لام التعليل (تلفت) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل أنت (نا) مثل الأول (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تلفت)، (وجدنا) فعل ماض وفاعله (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من

ص: 175

آباء

(1)

، (آباء) مفعول به منصوب و (نا) مضاف إليه (الواو) عاطفة (تكون) مضارع ناقص منصوب معطوف على (تلفت)، (اللام) حرف جرّ و (كما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للناقص (الكبرياء) اسم تكون مرفوع (في الأرض) جارّ ومجرور حال من الكبرياء

(2)

، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (لكما) مثل الأول متعلّق بمؤمنين (الباء) حرف جرّ زائد (مؤمنين) مجرور لفظا منصوب محلاّ خبر ما، وعلامة الجرّ الياء.

والمصدر المؤوّل (أن تلفتنا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جئتنا).

جملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «جئتنا

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «تلفتنا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «وجدنا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «تكون لكما الكبرياء» لا محلّ لها معطوفة على جملة تلفتنا.

وجملة: «ما نحن .. بمؤمنين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول

(3)

.

‌الصرف:

(الكبرياء)،مصدر سماعيّ لفعل كبر يكبر باب فرح وزنه فعلياء بكسر الفاء، وقصد بها الملك في الآية الكريمة لأنه أكبر ما يطلب في الدنيا.

‌البلاغة

المجاز المرسل: في قوله تعالى «قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ» .

(1)

أو مفعول به ثان لفعل وجدنا المتعدي إلى مفعولين.

(2)

أو متعلق بالكبرياء .. أو بحال من ضمير الخاطب في (لكما).

(3)

يجوز أن تكون الجملة حالا من ضمير الخطاب في (لكما).

ص: 176

أي ويكون لك أنت وأخوك الملك، فعبّر بالكبرياء وأراد الملك؛ لأنه مسبب عنه. فالعلاقة المسببية.

{وَقالَ فِرْعَوْنُ اِئْتُونِي بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) فَلَمّا أَلْقَوْا قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82) فَما آمَنَ لِمُوسى إِلاّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) وَقالَ مُوسى يا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84) فَقالُوا عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظّالِمِينَ (85) وَنَجِّنا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (86)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض (فرعون) فاعل مرفوع، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (بكلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائتوا)، (ساحر) مضاف إليه مجرور (عليم) نعت لساحر مجرور.

جملة: «قال فرعون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ائتوني

» في محلّ نصب مقول القول.

(الفاء) عاطفة (لمّا جاء السحرة) مرّ إعراب نظيرها

(1)

، (قال ..

(1)

في الآية (76) من هذه السورة.

ص: 177

موسى) مرّ إعرابها

(1)

، (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قال)، (ألقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ملقون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.

وجملة: «جاء السحرة

» في محلّ جرّ مضاف إليه .. وجملة الشرط وفعله وجوابه معطوفة على جملة مقدّرة أي فأتوه فلمّا أتى السحرة

وجملة: «قال لهم موسى

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «ألقوا

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أنتم ملقون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما)،والعائد محذوف.

(الفاء) عاطفة (لمّا ألقوا قال موسى) مثل نظيرها المتقدّمة (ألقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ..

والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ

(2)

، (جئتم) فعل ماض مبنيّ على السكون، وفاعله (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جئتم)، (السحر) خبر المبتدأ ما. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (السين) حرف استقبال (يبطل) مضارع مرفوع، والفاعل هو و (الهاء) ضمير مفعول به (إنّ الله) مثل الأولى (لا) نافية (يصلح) مثل يبطل (عمل) مفعول به منصوب (المفسدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.

(1)

في الآية (77) من هذه السورة.

(2)

أو هو اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ-وهو اختيار أبي حيّان-أو في محلّ نصب مفعول به على الاشتغال و (السحر) خبر لمبتدأ محذوف أي هو السحر .. وجملة هو السحر بدل من الجملة الاستفهاميّة ما جئتم به؟ ويجوز أن يكون (السحر) بدلا من (ما) بتقدير همزة الاستفهام وهو مرفوع.

ص: 178

وجملة: «لما ألقوا قال موسى

» لا محلّ لها معطوفة على جملة لما جاء السحرة.

وجملة: «ألقوا

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «قال موسى

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «ما جئتم به السحر

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «جئتم

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما)

(1)

.

وجملة: «إنّ الله سيبطله» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «سيبطله» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «إنّ الله

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «لا يصلح عمل

» في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني).

(الواو) عاطفة (يحقّ) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الحقّ) مفعول به منصوب بتضمينه معنى يظهر (بكلمات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحقّ)،و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (كره) فعل ماض (المجرمون) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو.

وجملة: «يحقّ الله الحقّ

» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الله سيبطله.

وجملة: «كره المجرمون» في محلّ نصب حال من الحقّ والرابط الواو.

(الفاء) عاطفة (ما) نافية (آمن) فعل ماض (لموسى) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمن) بتضمينه معنى انقاد واستسلم وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة على الألف (إلاّ) أداة حصر (ذريّة) فاعل مرفوع (من قوم) جارّ ومجرور نعت لذريّة و (الهاء) مضاف إليه ويعود إلى موسى أو إلى فرعون على خلاف في

(1)

أو خبر ل (ما) الاستفهاميّة.

ص: 179

ذلك

(1)

، (على خوف) جارّ ومجرور حال من ذريّة أي خائفين من فرعون (من فرعون) جارّ ومجرور متعلّق بخوف، وعلامة الجرّ الفتحة (الواو) عاطفة (ملئهم) معطوف على فرعون .. ومضاف إليه

(2)

، (أن) حرف مصدريّ (يفتن) مضارع منصوب و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي فرعون. والمصدر المؤوّل (أن يفتنهم) في محلّ جرّ بدل من فرعون بدل اشتمال

(3)

.

(الواو) اعتراضيّة (إنّ فرعون) مثل إنّ الله (اللام) المزحلقة (عال) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص منوّن (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بعال (الواو) عاطفة (إنّه لمن المسرفين) مثل إنّ الله لعال .. الاسم ضمير والخبر جارّ ومجرور وعلامة الجرّ الياء.

وجملة: «ما آمن .. إلاّ ذريّة» لا محلّ لها معطوفة على جملة: لما ألقوا قال.

وجملة: «يفتنهم

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).

وجملة: «إنّ فرعون لعال» لا محلّ لها اعتراضيّة.

وجملة: «إنّه لمن المسرفين» لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة.

(الواو) عاطفة (قال موسى) مثل قال فرعون، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (يا) حرف نداء (قوم

(1)

قال ابن حيّان: «إنّ الضمير في قومه عائد على موسى ولا يعود على فرعون لأن موسى هو المحدّث عنه في هذه الآية وهو أقرب مذكور ولو كان عائدا على فرعون لكان التركيب: على خوف منه ومن ملئهم .. » 1 هـ،ومن القائلين بعود الضمير على فرعون ابن عطيّة ..

(2)

عود هذا الضمير فيه خلاف أيضا. قال بعضهم: إنّه يعود على معنى قوم فرعون، وقال آخرون يعود على الذرّية ..

(3)

أو في محلّ نصب مفعول به للمصدر خوف.

ص: 180

إن) مرّ إعرابها

(1)

، (كنتم) فعل ماض ناقص-ناسخ-في محلّ جزم فعل الشرط .. و (تم) اسم كان (آمنتم) فعل ماض وفاعله (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنتم)، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (توكلّوا) وهو أمر مبني على حذف النون ..

والواو فاعل (إن كنتم) مثل الأول (مسلمين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الياء.

وجملة النداء اعتراضية

(2)

.

وجملة: «قال موسى

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما آمن

وجملة: «إن كنتم

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «آمنتم بالله» في محلّ نصب خبر كنتم.

وجملة: «توكلّوا» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «كنتم مسلمين» لا محلّ لها استئناف لتأكيد الشرط الأول وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب الشرط الأول.

(الفاء) عاطفة (قالوا) فعل ماض وفاعله (على الله) مثل الأول متعلّق ب (توكّلنا) وهو فعل ماض وفاعله (ربّ) منادى مضاف منصوب-حذف منه أداة النداء-و (نا) ضمير مضاف إليه (لا) ناهية جازمة دعائيّة (تجعل) مضارع مجزوم و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (فتنة) مفعول به ثان منصوب (للقوم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لفتنة (الظالمين) نعت للقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء.

وجملة: «قالوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال موسى.

وجملة: «توكّلنا

» في محلّ نصب مقول القول.

(1)

في الآية (71) من هذه السورة.

(2)

أو هي مقول القول، وجملة إن كنتم .. لا محلّ لها جواب النداء.

ص: 181

وجملة النداء: «ربّنا» لا محلّ لها استئناف في حيز القول.

وجملة: «لا تجعلنا

» لا محلّ لها جواب النداء.

(الواو) عاطفة (نجّ) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت، وهو مبنيّ على حذف حرف العلّة و (نا) ضمير مفعول به (برحمة) جارّ ومجرور حال من مفعول نجّنا و (الكاف) ضمير مضاف إليه (من القوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (نجّنا)، (الكافرين) نعت للقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء.

وجملة: «نجّنا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تجعلنا

‌الصرف:

(ملقون)،جمع الملقي، اسم فاعل من ألقى الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين .. وفيه إعلال بالحذف لمناسبة الجمع فهو اسم منقوص، حذفت الياء لالتقاء الساكنين، أصله الملقيون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى القاف بعد تسكينها، فلما اجتمع ساكنان حذفت الياء فأصبح الملقون وزنه المفعون.

(عال) اسم فاعل من علا يعلو الثلاثيّ وزنه فاع، فيه إعلال بالقلب وإعلال بالحذف، لفظه مع (ال) العالي، أصله العالو بكسر اللام، كسر ما قبل الواو الساكنة، للحركة المقدّرة، فقلبت الواو ياء-إعلال بالقلب-ولما حذف (ال) التعريف وأريد تنوينه التقى سكون العلّة مع سكون التنوين فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، والتنوين المذكور هو تنوين العوض لا تنوين التمكين، أي عوض من الياء المحذوفة.

(نجّنا)،فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، مضارعه ينجّي، فلمّا انتقل إلى الأمر بني على حذف حرف العلّة، وزنه فعّنا.

‌البلاغة

المجاز والاعتراض التذييلي: في قوله تعالى «وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي الْأَرْضِ

ص: 182

وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ» استعمال العلو بالغلبة والقهر مجاز معروف، والجملتان اعتراض تذييلي مؤكد لمضمون ما سبق وفيهما من التأكيد ما لا يخفى.

{وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاِجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87) وَقالَ مُوسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالاً فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اِطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاُشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (88)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (أوحينا) فعل ماض مبنيّ على السكون ..

و (نا) ضمير فاعل للتعظيم (إلى موسى) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوحينا)، وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة على الألف فهو ممنوع من الصرف (الواو) عاطفة (أخي) معطوف على موسى مجرور وعلامة الجرّ الياء و (الهاء) ضمير مضاف إليه (أن) حرف تفسير

(1)

، (تبّوأا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ..

و (الألف) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبّوأا)،و (كما) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (بمصر) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبوّأا)

(2)

،وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (بيوتا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (اجعلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل (بيوت) مفعول به أوّل منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (قبلة) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (أقيموا الصلاة) مثل

(1)

أو حرف مصدريّ، وهو والفعل بعده مصدر مؤوّل في محلّ نصب مفعول به عامله أوحينا أي أوحينا إليهما التبوّء.

(2)

يجوز أن يكون حالا من (بيوتا) -نعت تقدّم على المنعوت-أو حال من فاعل تبوّأا وفيه ضعف على رأي أبي البقاء العكبريّ.

ص: 183

اجعلوا بيوت (الواو) عاطفة (بشّر) فعل أمر، والفاعل أنت (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.

جملة: «أوحينا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تبوّأا

» لا محلّ لها تفسيريّة.

وجملة: «اجعلوا

» لا محلّ لها معطوفة على الجملة التفسيريّة.

وجملة: «أقيموا

» لا محلّ لها معطوفة على الجملة التفسيريّة.

وجملة: «بشرّ

» لا محلّ لها معطوفة على الجملة التفسيريّة.

(الواو) عاطفة (قال موسى) مرّ إعرابها

(1)

، (ربّنا) مثل السابقة

(2)

، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (آتيت) فعل ماض وفاعله (فرعون) مفعول به منصوب وامتنع من التنوين للعلمية والعجمة (الواو) عاطفة (ملأ) معطوف على فرعون منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (زينة) مفعول به ثان منصوب (أموالا) معطوف بالواو على زينة منصوب (في الحياة) جارّ ومجرور متعلّق ب (آتيت)، (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (ربّنا) مثل السابقة

(3)

، (اللام) لام العاقبة (يضلّوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يضلوا)،و (الكاف) مضاف إليه (ربّنا) مثل السابقة

(4)

، (اطمس) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت (على أموال) جارّ ومجرور متعلّق ب (اطمس)،و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (اشدد على قلوبهم) مثل اطمس على أموالهم (الفاء) فاء السببيّة

(5)

، (لا) نافية (يؤمنوا) مضارع

(1)

في الآية (84) من هذه السورة.

(2،3،4) في الآية (85) من هذه السورة.

(5)

يجوز أن تكون عاطفة عطفت فعل (لا يؤمنوا) على (يضلوا) .. وما بينهما دعاء معترض .. ويجوز أن يكون (لا) حرف نهي دعائي والفعل مجزوم بحرف النهي.

ص: 184

منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل (حتّى) حرف غاية وجرّ (يروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل (العذاب) مفعول به منصوب (الأليم) نعت للعذاب منصوب. والمصدر المؤوّل (أن يضلّوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (آتيت).

والمصدر المؤوّل (أن يؤمنوا) معطوف على مصدر متصيّد من الدعاء السابق أي ليكن منك شدّ على قلوبهم فعدم إيمان منهم.

والمصدر المؤوّل (أن يروا .. ) في محلّ جرّ (حتّى) متعلّق ب (اشدد).

وجملة: «قال موسى

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أوحينا إلى موسى

وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول

(1)

.

وجملة: «إنّك آتيت

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «آتيت فرعون

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «النداء الثانية» لا محلّ لها اعتراضيّة.

وجملة: «يضلّوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «ربّنا .. الثالثة» لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول

(2)

.

وجملة: «اطمس

» لا محلّ لها جواب النداء الثالث.

وجملة: «اشدد

» لا محلّ لها معطوفة على جملة اطمس.

وجملة: «يؤمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر الثاني.

(1،2) أو اعتراضيّة للاسترحام والدعاء.

ص: 185

وجملة: «يروا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر الثالث.

{قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (89)}

‌الإعراب:

(قال) فعل ماض، والفاعل هو أي الله (قد) حرف تحقيق (أجيبت) فعل ماض مبني للمجهول. و (التاء) للتأنيث (دعوة) نائب الفاعل مرفوع و (كما) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (استقيما) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. و (الألف) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تتّبعانّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون فهو من الأفعال الخمسة .. و (الألف) فاعل، و (النون) نون التوكيد الثقيلة

(1)

، (سبيل) مفعول به منصوب (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع .. والواو ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل.

جملة: «قال

» لا محلّ استئناف بيانيّ.

وجملة: «أجيبت دعوتكما» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «استقيما» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبها فاستقيما

وجملة: «لا تتّبعانّ

» لا محلّ لها معطوفة على جملة استقيما.

وجملة: «لا يعلمون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

(1)

الفعل المسند إليه ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة إذا دخلته نون التوكيد يكون معربا، وتكون النون مكسورة مشدّدة مع ألف الاثنين. هذا ويجوز أن تكون (لا) نافية والفعل حينئذ مرفوع بثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال .. والجملة مستأنفة.

ص: 186

‌الصرف:

(دعوة)،مصدر سماعيّ لفعل دعا يدعو بمعنى الدعاء، وزنه فعلة بفتح فسكون.

‌البلاغة

التنويع في الخطاب: فقد نوع سبحانه في خطابهم، فثنى أولا، ثم جمع، ثم وحد آخرا. والسر في ذلك أن موسى وهارون خوطبا بأن يتبوءا لقومهما بيوتا ويختاراها للعبادة، ثم سيق الخطاب عاما لهما ولقومهما باتخاذ المساجد للصلاة فيها، لأن ذلك واجب على الجمهور، ثم خص آخرا موسى بالبشارة التي هي الغرض الأسمى تعظيما لها وللمبشر بها.

‌الفوائد

- توكيد الفعل بالنون:

ورد في هذه الآية قوله تعالى {وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} فالفعل {(وَلا تَتَّبِعانِّ)} قد دخلت على آخره نون التوكيد الثقلية وإدخال هذه النون يكون على المضارع والأمر ولا تدخل على الماضي. وهناك قاعدة دقيقة في توكيد الفعل سنوضحها فيما يلي:

1 -

إذا كان المضارع مسندا للاسم الظاهر أو ضمير الواحد فتح ما قبل النون، سواء كان الفعل صحيحا أو ناقصا، فنقول: لينصرنّ علي وليدعونّ، وليرمينّ، وليسعينّ.

2 -

وإن كان مسندا لألف الاثنين كسرت نون التوكيد بعد الألف، فنقول:

لينصرنّ، وليدعوانّ، وليرميانّ، وليسعيانّ.

3 -

وإن كان مسندا لواو الجماعة ضم ما قبل النون وحذف من الناقص آخره مطلقا، وحذفت أيضا واو الجماعة، إلا في المعتل بالألف فتبقى محركة بحركة مجانسة لها فنقول:

لينصرنّ، وليدعنّ، وليرمنّ، وليسعونّ.

ص: 187

4 -

وإن كان مسندا لياء المخاطبة كسر ما قبل النون وحذفت من الناقص آخره مطلقا، وحذفت أيضا ياء المخاطبة إلا في المعتل بالألف فتبقى بحركة مجانسة لها فتقول: لتنصرنّ، ولتدعنّ، ولترمنّ، ولتسعينّ.

5 -

وإن كان مسندا لنون النسوة زيدت ألف بين النونين وكسرت نون التوكيد فتقول: لينصرنانّ، ليدعونانّ، ليرمينانّ، ليسعينانّ. وكالمضارع في ذلك الأمر فتقول: انصرنّ، ادعونّ، ارمينّ، اسعينّ وهلم جرا.

{وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ (92)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (جاوزنا) فعل ماض مبنيّ على السكون ..

و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل (ببني) جارّ ومجرور متعلق ب (جاوزنا)

(1)

، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (البحر) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (أتبع) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (فرعون) فاعل مرفوع ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (جنود) معطوف على فرعون بالواو مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (بغيا) مفعول لأجله منصوب

(2)

، (عدوا) معطوف على (بغيا) بالواو منصوب (حتى) حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (قال)، (أدرك) فعل ماض و (الهاء) ضمير

(1)

الباء هنا للتعدية أي: أجزنا بني إسرائيل البحر.

(2)

أو هو مصدر في موضع الحال أي باغين.

ص: 188

مفعول به (الغرق) فاعل مرفوع (قال) مثل أدرك، والفاعل هو (آمنت) فعل ماض وفاعله (أنّ) حرف مشبّه بالفعل ناسخ-للتوكيد و (الهاء) ضمير الشأن في محلّ نصب اسم أنّ (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب وخبر لا محذوف تقديره موجود أو معبود بحقّ (إلاّ) حرف للاستثناء (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر

(1)

(آمنت) فعل ماض .. و (التاء) للتأنيث (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (آمنت)، (بنو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (إسرائيل) مثل الأول.

والمصدر المؤوّل (أنّه لا إله

) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (آمنت) أي: آمنت بأنّه لا إله إلاّ

(الواو) عاطفة (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (من المسلمين) جارّ ومجرور خبر المبتدأ وعلامة الجرّ الياء.

جملة: «جاوزنا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أتبعهم فرعون

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جاوزنا.

وجملة: «أدركه الغرق» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «قال

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «آمنت

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «لا إله إلاّ

» في محلّ رفع خبر أنّ.

وجملة: «آمنت به بنو

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «أنا من المسلمين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

(1)

أعرب بدلا لأن الجملة قبل أداة الاستثناء منفيّة .. ويجوز في الموصول أن يكون في محلّ نصب على الاستثناء.

ص: 189

(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الآن) ظرف زمان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق بفعل محذوف تقديره تؤمن (الواو) واو الحال (قد) حرف تحقيق (عصيت) مثل آمنت (قبل) ظرف مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (عصيت)، (الواو) عاطفة (كنت) فعل ماض ناقص .. و (التاء) ضمير اسم كان في محلّ رفع (من المفسدين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان، وعلامة الجرّ الياء.

وجملة: «(تؤمن) الآن

» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو استئناف بياني.

وجملة: «قد عصيت» في محلّ نصب حال من الفاعل في (تؤمن).

وجملة: «كنت من المفسدين» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.

(الفاء) عاطفة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ننجيك) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (الكاف) ضمير مفعول به .. والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (ببدن) جارّ ومجرور حال من ضمير الخطاب و (الكاف) مضاف إليه (اللام) للتعليل (تكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بحال من آية-نعت تقدّم على المنعوت- (آية) خبر تكون منصوب و (خلف) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و (الكاف) مثل الأخير.

والمصدر المؤوّل (أن تكون) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ننجيك).

(الواو) اعتراضيّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ- (كثيرا) اسم إنّ منصوب (من الناس) جارّ ومجرور نعت ل (كثيرا)، (عن آيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (غافلون)،و (نا) ضمير مضاف إليه (اللام) هي المزحلقة

ص: 190

تفيد التوكيد (غافلون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.

وجملة: «ننجيك

» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

وجملة: «تكون

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.

وجملة: «إنّ كثيرا من الناس

» لا محلّ لها اعتراض تذييلي لتقرير الكلام المحكيّ.

‌الصرف:

(الغرق)،مصدر سماعيّ لفعل غرق يغرق باب فرح، وزنه فعل بفتحتين.

‌البلاغة

التورية: في قوله تعالى «فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ» إذا فسر البدن بالدرع. أما إذا فسر بالجسم، فيكون المعنى ننجيك في الحال التي لا روح فيك، وإنما أنت بدن، أما تفسير البدن بالدرع فيدل عليه قول عمرو بن معد يكرب:

أعاذل شكّتي بدني وسيفي

وكلّ مقلّص سلس القياد

وكانت لفرعون درع من ذهب يعرف بها، وعندئذ صح في البدن التورية، وهي أن البدن في القريب الظاهر بمعنى الجسم، وفي البعيد الخفي بمعنى الدرع، ومراده الخفي، فإن نجاة فرعون أي خروجه من البحر بعد الغرق بدرعه أعجب آية من خروجه مجردا. والتورية باختصار هي: أن يذكر المتكلم لفظا مفردا له معنيان: قريب ظاهر غير مراد، وبعيد خفي هو المراد.

{وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ فَمَا اِخْتَلَفُوا حَتّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (93)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدر (قد) حرف

ص: 191

تحقيق (بوأنا) مثل جاوزنا

(1)

، (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (إسرائيل) مثل السابق

(2)

، (مبوّأ) مفعول به منصوب

(3)

، (صدق) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (رزقنا) مثل جاوزنا

(4)

،و (هم) ضمير مفعول به (من الطيّبات) جارّ ومجرور متعلّق ب (رزقنا)(الفاء) عاطفة (ما) نافية (اختلفوا) فعل ماض وفاعله (حتى) حرف غاية وجرّ (جاء) فعل ماض و (هم) مثل الأخير (العلم) فاعل مرفوع (إنّ ربّ) مثل إنّ كثيرا

(5)

، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (يقضي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (يقضي)، و (هم) ضمير مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يقضي)، (القيامة) مضاف إليه مجرور (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يقضي)، (كانوا) فعل ماض ناقص-ناسخ-والواو اسم كان (في) مثل الأول و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يختلفون) وهو مضارع مرفوع .. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن جاءهم) في محلّ جرّ متعلّق ب (اختلفوا).

جملة: «بوّأنا

» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.

وجملة: «رزقناهم .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.

وجملة: «ما اختلفوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة رزقناهم.

وجملة: «جاءهم العلم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.

وجملة: «إنّ ربك يقضي

» لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.

(1،2،4) في الآية (90) من هذه السورة.

(3)

بتضمين (بوّأ) معنى أنزل .. ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا على أنه مصدر ميميّ .. أو هو ظرف متعلّق ب (بوّأنا) على أنه اسم مكان.

(5)

في الآية (92) من هذه السورة.

ص: 192

وجملة: «يقضي

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «كانوا فيه يختلفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «يختلفون» في محلّ نصب خبر كانوا.

‌الصرف:

(مبوّأ)،مصدر ميميّ-أو اسم مكان-ويصح أخذ الاعتبارين في الآية .. وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين.

{فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ (94)}

‌الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (كنت) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط .. و (التاء) اسم كان (في شكّ) جارّ ومجرور خبر كنت (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت لشكّ (أنزلنا) مثل جاوزنا

(1)

، (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزلنا)، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اسأل) فعل أمر، والفاعل أنت (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يقرءون) مثل يختلفون

(2)

، (الكتاب) مفعول به منصوب (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقرءون)،و (الكاف) ضمير مضاف إليه (لقد جاء) مثل بوّأنا مبني على الفتحة

(3)

،و (الكاف) ضمير مفعول به (الحقّ) فاعل مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء)(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (لا) ناهية جازمة (تكوننّ) مضارع ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم

و (النون) نون التوكيد، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الممترين) جارّ ومجرور خبر

(1)

في الآية (90) من هذه السورة.

(2،3) في الآية السابقة (93).

ص: 193

تكوننّ، وعلامة الجرّ الياء.

جملة: «كنت في شكّ .... » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أنزلنا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «اسأل

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «يقرءون

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «جاءك الحقّ

» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.

وجملة: «لا تكوننّ من الممترين» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا وعيته فلا تكوننّ.

‌الفوائد

هل يشك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما أنزل إليه؟ ورد حول هذه الآية سؤال واعتراض. وهو أن يقال: هل شك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما أنزل عليه في نبوته حتى يسأل؟ وإذا كان شاكا في نبوة نفسه، كان غيره أولى بالشك منه. والجواب عن هذا السؤال ما قاله القاضي عياض في كتابه الشفاء: احذر ثبّت الله قلبك أن يخطر ببالك ما ذكره بعض المفسرين عن ابن عباس أو غيره من إثبات هذا الشك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم -فيما أوحي إليه-فإنه من البشر، فمثل هذا لا يجوز عليه صلى الله عليه وآله وسلم جملة. بل قد قال ابن عباس: لم يشك النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يسأل. ونحوه عن سعيد بن جبير والحسن البصري.

وحكي عن قتادة أنه قال: بلغنا أن النبي صلّى عليه وآله وسلم قال عند نزول هذه الآية: ما أشك ولا أسأل. وعامة المفسرين على هذا، تم كلام القاضي عياض رحمه الله تعالى. ثم اختلفوا في معنى الآية ومن المخاطب على قولين: أحدهما أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في الظاهر والمراد به غيره، فهو كقوله {(لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ)} ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يشرك، فثبت أن المراد به غيره.

ومن أمثلة العرب «إياك أعني واسمعي يا جارة» ويدل على صحة هذا التأويل قوله تعالى في آخر هذه السورة {قُلْ يا أَيُّهَا النّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي} ،وقيل: إن

ص: 194

الله سبحانه وتعالى علم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يشك قط، فيكون المراد بهذا التهييج فإنه صلى الله عليه وآله وسلم إذا سمع هذا الكلام يقول: لا أشك يا رب ولا أسأل. وقال الزجاج إن الله خاطب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في قوله (فإن كنت في شك) وهو شامل للخلق، فهو كقوله {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ} .وهذا وجه حسن. ولكن فيه بعد لاندراج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الخطاب وبقاء الاعتراض قائما. والقول الآخر أن هذا الخطاب ليس هو للنبي صلى الله عليه وآله وسلم البتة، ووجه هذا القول أن الناس كانوا في زمنه ثلاث فرق: مصدقا به، ومكذبا له، وشاكا، فخاطب تعالى الفرقة الثالثة بهذا الكلام، والله أعلم.

واختلفوا في المسؤول عنه في قوله تعالى في هذه الآية {فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ} فقال المحققون من أهل التفسير: هم الذين آمنوا من أهل الكتاب، كعبد الله بن سلام وأصحابه، لأنهم هم الموثوق بأخبارهم.

{وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ (95)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (لا تكونن) مثل السابقة

(1)

، (من) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بخبر تكونن (كذّبوا) فعل ماض وفاعله (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا)، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الفاء) فاء السببيّة (تكون) مضارع ناقص-ناسخ-منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الخاسرين) مثل من الممترين

(2)

.

والمصدر المؤوّل (أن تكون) معطوف على مصدر متصيّد من النبي السابق أي لا يكن منك كذب بآيات الله فخسران.

جملة: «لا تكوننّ

» معطوفة على جملة لا تكوننّ من الممترين

(3)

.

وجملة: «كذّبوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

(1،2،3) في الآية (94).

ص: 195

وجملة: «تكون

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.

{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (97) فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلاّ قَوْمَ يُونُسَ لَمّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ (98)}

‌الإعراب:

(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) موصول في محل نصب اسم إنّ (حقّت) فعل ماض .. و (التاء) للتأنيث (على) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حقّت)، (كلمة) فاعل مرفوع (ربّ) مضاف إليه مجرور و (الكاف) في محلّ جرّ بالإضافة (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «إنّ الذين حقّت

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «حقّت .. كلمة .... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر إنّ.

(الواو) واو الحال (لو) حرف شرط غير جازم (جاءت) مثل حقّت و (هم) ضمير مفعول به (كلّ) فاعل مرفوع (آية) مضاف إليه مجرور (حتى) حرف غاية وجرّ (يروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون ..

والواو فاعل (العذاب) مفعول به منصوب (الأليم) نعت للعذاب منصوب.

والمصدر المؤوّل (أن يروا) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (لا يؤمنون).

وجملة: «جاءتهم كلّ آية

» في محلّ نصب حال من فاعل يؤمنون ..

وجواب لو محذوف دلّ عليه ما قبله.

ص: 196

وجملة: «يروا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.

(الفاء) عاطفة (لولا) حرف تحضيض بمعنى هلاّ فيه معنى التوبيخ (كانت) فعل ماض ناقص

(1)

و (التاء) للتأنيث (قرية) اسم كانت مرفوع (آمنت) مثل حقّت

(2)

، (الفاء) عاطفة (نفع) فعل ماض و (ها) ضمير مفعول به (إيمان) فاعل مرفوع و (ها) مضاف إليه (إلاّ) أداة استثناء (قوم) مستثنى منصوب

(3)

(يونس) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (لما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (كشفنا)، (آمنوا) فعل ماض وفاعله (كشفنا) فعل ماض وفاعله (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كشفنا)، (عذاب) مفعول به منصوب (الخزي) مضاف إليه مجرور (في الحياة) جارّ ومجرور متعلّق بعذاب

(4)

، (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (متّعنا) مثل كشفنا و (هم) ضمير مفعول به (إلى حين) جارّ ومجرور متعلّق ب (متّعناهم).

جملة: «لولا كانت قرية

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف المتقدّم.

وجملة: «آمنت

» في محلّ نصب خبر كانت

(5)

.

وجملة: «نفعها إيمانها» في محلّ نصب معطوفة على جملة آمنت.

(1)

أو تام فاعله (قرية)،وجملة آمنت نعت لقرية .. ولفظ قرية مجاز مرسل قصد به أهلها.

(2)

في الآية (96) من هذه السورة.

(3)

قيل: الاستثناء منقطع لأن القوم ليس من جنس القرية .. وقيل بل هو متصل لأنه قصد بالقرية أهلها.

(4)

أو بحال منه.

(5)

أو هي نعت لقرية، وجملة نفعها إيمانها خبر كانت بزيادة الفاء في الخبر.

ص: 197

وجملة: «آمنوا

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «كشفنا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «متّعناهم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.

‌الصرف:

(يونس)،اسم أعجميّ، جاء في لسان العرب:«يونس- بضمّ النون وفتحها وكسرها-ثلاث لغات-اسم رجل، وحكي فيه الهمز أيضا» أهـ.

‌الفوائد

- إعجاز القرآن:

في هاتين الآيتين وجه من وجوه إعجاز كتاب الله عز وجل، فهو يثبت فيهما:

أن الذين حقت عليهم كلمة الكفر لا يؤمنون أبدا، ولا يعترفون بصدق الإسلام حتى يروا العذاب الأليم يوم القيامة، ووجه الإعجاز أننا نرى بأعيننا طائفة من الناس تلجّ في الكفر وتمعن به، وأنها لا تؤمن أبدا مهما بيّنت لها من حجة ودليل وإقناع، وتبقى مصرة على الكفر، حتى لو أريتها الله جهرة لقالت: هذا سحر وبطلان، وهذه الفئة لا تختص بزمن دون زمن، بل هي قائمة من لدن آدم وذريته إلى قيام الساعة، فإذا رأيت إنسانا يلجّ في الكفر ولا يقتنع أبدا بالإسلام وهو الحق، فهذا دليل صدق القرآن الكريم، وأنه من عند الله عز وجل الذي خلق الإنسان ويعلم ما هو عليه.

-ذكر قصة قوم يونس:

ذكر ذلك عبد الله بن مسعود وسعيد بن جبير ووهب وغيرهم، قالوا: إن قوم يونس كانوا بقرية بنينوى من أرض الموصل، وكانوا أهل كفر وشرك، فأرسل الله سبحانه إليهم يونس عليه الصلاة والسلام، يدعوهم إلى الإيمان بالله، فأبوا عليه فقيل له: أخبرهم أن العذاب مصبحهم إلى ثلاث، فأخبرهم بذلك، فقالوا: إنا لم نجرب عليه كذبا قط، فانظروا، فإن بات فيكم الليلة فليس بشيء، وإن لم يبت فاعلموا

ص: 198

أن العذاب مصبحكم؛ فلما كان جوف الليل، خرج يونس من بين أظهرهم، فلما أصبحوا تغشاهم العذاب، فكان فوق رؤوسهم. قال ابن عباس: إن العذاب كان أهبط على قوم يونس، حتى لم يكن بينهم وبينه إلا قدر ثلثي ميل، فلما دعوا كشف الله عنهم ذلك، وقال سعيد بن جبير: غشي قوم يونس العذاب كما يغشى الثوب القبر، وقال وهب: عند ما غشيهم العذاب خرجوا بأطفالهم وبهائمهم ونسائهم إلى الصحراء، ولبسوا المسوح، وأعلنوا الإسلام والتوبة، وكانوا صادقين، فرحمهم ربهم، واستجاب دعاءهم، وكشف عنهم ما نزل بهم. فهذا من عظيم رحمة الله بعباده، وأنه يقبل التوبة ويعفو عن السيئات، ولا يصب سوط عذابه إلا على قوم لا يرجى إيمانهم.

-ورد في هذه الآية قوله تعالى {فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلاّ قَوْمَ يُونُسَ} فقد وردت آراء حول (لولا) في هذه الآية، وقد تكلم ابن هشام في هذا الموضوع فقال: وذكر الهروي أن لولا تكون نافية بمنزلة لم، وجعل منه (لولا) الواردة في هذه الآية، والظاهر أن المعنى على التوبيخ، أي فهلاّ كانت قرية واحدة من القرى المهلكة ثابت عن الكفر قبل مجيء العذاب فنفعها ذلك، وهو تفسير الأخفش والكسائي والفراء وعلي بن عيسى والنحاس، ويؤيده قراءة أبيّ وعبد الله (فهلاّ كانت).ويلزم من هذا المعنى النفي، لأن التوبيخ يقتضي عدم الوقوع، وقد يتوهم أن الزمخشري قائل بأنها للنفي لقوله: والاستثناء منقطع بمعنى لكن، ويجوز كونه متصلا والجملة في معنى النفي كأنه قيل:«ما آمنت» ولعله إنما أراد وما ذكرنا، ولهذا قال: والجملة في معنى النفي ولم يقل: «ولولا للنفي» ،وقد أجمعت السبعة (أي القراء) على النصب في (إلا قوم) فدل على أن الكلام موجب، ولكن فيه رائحة غير الإيجاب، كقول الأخطل:

وبالصريمة منزل منزل خلق

عاف تغيّر إلا النؤي والوتد

عاف: دارس (خرب).النؤي: حفرة حول الخباء تمنع عنه الماء. وفي هذا البيت رائحة النفي لأن تغير بمعنى لم يبق على حاله.

ص: 199

{وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النّاسَ حَتّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (100)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لو شاء) مثل لو جاء

(1)

، (ربّ) فاعل مرفوع و (الكاف) ضمير مضاف إليه (اللام) رابطة لجواب لو (آمن) فعل ماض (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة من (كلّ) توكيد معنويّ لاسم الموصول تبعه في الرفع و (هم) ضمير مضاف إليه (جميعا) حال مؤكّدة من اسم الموصول منصوبة (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ

(2)

، (تكره) مضارع مرفوع والفاعل أنت (الناس) مفعول به منصوب (حتّى) حرف غاية وجرّ (يكونوا) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد حتّى .. والواو ضمير اسم كان (مؤمنين) خبر منصوب وعلامة النصب الياء.

والمصدر المؤوّل (أن يكونوا .. ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تكره).

جملة: «لو شاء ربّك

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «آمن من في الأرض» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «أنت تكره

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية.

وجملة: «تكره الناس

» في محلّ رفع خبر المبتدأ أنت.

(1)

في الآية (97) من هذه السورة.

(2)

أو فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور على أسلوب الاشتغال أي: أتكره (أنت) الناس

ذلك لأن همزة الاستفهام أعلق بالفعل منها بالاسم.

ص: 200

وجملة: «يكونوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

(الواو) عاطفة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص-ناسخ-

(1)

، (لنفس) جار ومجرور خبر مقدّم

(2)

، (أن) حرف مصدريّ ونصب (تؤمن) مضارع منصوب، والفاعل هي.

والمصدر المؤوّل (أن تؤمن) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.

(إلاّ) أداة حصر (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل تؤمن أي إلاّ ملتبسة بإذن الله (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.

(الواو) عاطفة (يجعل) مضارع مرفوع والفاعل هو (الرجس) مفعول به منصوب (على) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول ثان لفعل يجعل (لا) نافية (يعقلون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

وجملة: «ما كان لنفس

» لا محلّ لها معطوفة على جملة شاء ربّك.

وجملة: «تؤمن

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «يجعل

» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدرة أي فيأذن لبعض في الإيمان ويجعل

إلخ.

وجملة: «لا يعقلون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

{قُلِ اُنْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (101)}

(1)

يجوز أن يكون تامّا بمعنى صحّ أو استقام، والفاعل هو المصدر المؤوّل.

(2)

أو متعلّق بالفعل التام كان.

ص: 201

‌الإعراب:

(قل) فعل أمر، والفاعل أنت (انظروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل (ماذا) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ

(1)

، (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية

(2)

، (تغني) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، (الآيات) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (النذر) معطوف على الآيات مرفوع (عن قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (تغني)، (لا يؤمنون) مثل لا يعقلون

(3)

.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «انظروا

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «ماذا في السموات

» في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام.

وجملة: «تغني الآيات» لا محلّ لها اعتراض تذييلي للجملة السابقة.

وجملة: «لا يؤمنون» في محلّ جرّ نعت لقوم.

{فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلاّ مِثْلَ أَيّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102)}

‌الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (ينتظرون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل و (هل) استفهاميّة بمعنى النفي (إلاّ) أداة حصر (مثل) مفعول به منصوب (أيّام) مضاف إليه مجرور (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (خلوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء

(1)

أو (ما) اسم استفهام مبتدأ و (ذا) اسم موصول خبر و (في السموات) صلة.

(2)

أو اسم استفهام في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر أي: أيّ غناء

(3)

في الآية السابقة (100).

ص: 202

الساكنين .. والواو فاعل (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلوا)،و (هم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (قل) مثل المتقدّم

(1)

، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (انتظروا) مثل انظروا

(2)

، (إنّ) حرف مشبه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (مع) ظرف منصوب متعلّق بالمنتظرين و (كم) ضمير مضاف إليه (من المنتظرين) جارّ ومجرور خبر إنّ.

جملة: «هل ينتظرون

» لا محلّ لها استئنافيّة

(3)

.

وجملة: «خلوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «انتظروا

» جواب شرط مقدّر أي إن كنتم تنتظرون ذلك فانتظروا

وجملة الشرط والجواب في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «إنّي معكم من المنتظرين» لا محلّ لها في حكم التعليليّة.

{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103)}

‌الإعراب:

(ثمّ) حرف عطف (ننجي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل نحن للتعظيم (رسل) مفعول به منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ نصب معطوف على رسل (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ .. والواو فاعل (الكاف) حرف جرّ (ذلك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق

(1،2) في الآية السابقة (101).

(3)

يجوز أن يكون في محلّ جزم جواب شرط جازم مقدّر أي: إن كانت النذر لا تغنيهم فهل ينتظرون مثل أيام من خلو .... ؟

ص: 203

بمحذوف مفعول مطلق عامله ننجي .. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (حقّا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي حقّ ذلك حقّا

(1)

، (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حقّا)، (ننجي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، وقد حذفت الياء برسم المصحف لأنها سقطت لفظا لالتقاء الساكنين، والفاعل نحن للتعظيم (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.

جملة: «ننجي

» معطوفة على كلام مقدّر أي: نهلك الأمم ثمّ ننجي رسلنا.

وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «(حقّ) حقا .. » لا محلّ لها اعتراضيّة.

وجملة: «ننجي (الثانية)» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌البلاغة

التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى «كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ» أي مثل ذلك الإنجاء ننجي المؤمنين منكم، ونهلك المشركين، فقد شبه نجاة من بقي من المؤمنين بنجاة من مضى، ووجه الشبه استحقاق كل منهم النجاة.

{قُلْ يا أَيُّهَا النّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ أَعْبُدُ اللهَ الَّذِي يَتَوَفّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104) وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظّالِمِينَ (106)}

(1)

يجوز أن يكون بدلا من المصدر الذي تعلّق به (كذلك).

ص: 204

‌الإعراب:

(قل) فعل أمر، والفاعل أنت (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبني على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الناس) بدل من أيّ-أو عطف بيان-تبعه في الرفع لفظا (أن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص-ناسخ-مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط .. والواو اسم كان (في شكّ) جارّ ومجرور خبر كنتم (من ديني) جارّ ومجرور متعلّق بشك، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء .. و (الياء) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية (أعبد) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (الذين) موصول في محلّ نصب مفعول به (تعبدون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (من دون) جارّ ومجرور حال من العائد المحذوف أي تعبدونه كائنا من دون الله (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لكن) حرف للاستدراك لا عمل له (أعبد الله) مثل أعبد الذين (الذي) موصول في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة (يتوفّى) فعل مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) عاطفة (أمرت) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون .. و (التاء) نائب الفاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (أكون) مضارع ناقص-ناسخ-واسمه ضمير مستتر تقديره أنا (من المؤمنين) جارّ ومجرور خبر أكون، وعلامة الجر الياء.

والمصدر المؤوّل (أن أكون) في محل جرّ بحرف جر محذوف متعلّق ب (أمرت)،أي بأن أكون

(1)

.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافية.

وجملة: «النداء

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «إن كنتم في شك» لا محلّ لها جواب النداء.

(1)

يجوز أن يكون المصدر المؤوّل مفعولا به لفعل أمرت.

ص: 205

وجملة: «لا أعبد

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «تعبدون

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «أعبد الله» في محل جزم معطوفة على جملة لا أعبد.

وجملة: «يتوفّاكم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «أمرت

» في محلّ جزم معطوفة على جملة لا أعبد.

وجملة: «أكون

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

(الواو) عاطفة (أن) حرف تفسير

(1)

بإضمار فعل أي أوحي إليّ أن

(أقم) فعل أمر، والفاعل أنت (وجه) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (للدين) جارّ ومجرور متعلّق ب (أقم)، (حنيفا) حال منصوبة من ضمير الفاعل في أقم، أو من الدين (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تكوننّ) مضارع ناقص مبنيّ على الفتح في محل جزم .. و (النون) نون التوكيد، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من المشركين) جارّ ومجرور خبر تكوننّ، وعلامة الجرّ الياء.

وجملة: «أقم

» لا محلّ لها تفسيريّة .. والجملة المقدّرة: أوحي إليّ .. في محلّ جزم معطوفة على جملة لا أعبد

وجملة: «لا تكوننّ

» لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.

(الواو) عاطف (لا) ناهية جازمة (تدع) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (من دون) جارّ ومجرور حال من الموصول ما (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (لا) نافية (ينفع) مضارع مرفوع و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (الواو) عاطفة (لا يضرّك) مثل لا ينفعك،

(1)

أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل نائب الفاعل لفعل أوحي اليّ، أو قيل لي.

ص: 206

(الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (فعلت) فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط .. و (التاء) فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (إذا) حرف جواب لا عمل له (من الظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ، وعلامة الجرّ الياء.

وجملة: «لا تدع

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم

(1)

.

وجملة: «لا ينفعك

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «لا يضرّك» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «إن فعلت

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّك .. من الظالمين» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم.

‌الصرف:

(تدع)،فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله تدعو، وزنه تفع.

‌الفوائد

ورد في هذه الآية قوله تعالى {وَلكِنْ أَعْبُدُ اللهَ الَّذِي يَتَوَفّاكُمْ} فقد أورد جلّ وعلا صفة (التوفي) في هذه الآية، وسنورد الحكمة من ذلك كما قاله المفسرون: إن المراد أن الذي يستحق العبادة فأعبده أنا وأنتم، هو الذي خلقكم أولا ولم تكونوا شيئا، ثم يميتكم ثانيا، ثم يحييكم بعد الموت. فاكتفى بذكر الوفاة تنبيها على الباقي، وأن المحيي والمميت أولى بالعبادة من غيره؛ وقيل: لما كان الموت أشدّ الأشياء على النفس، ذكر في هذا المقام، ليكون أقوى في الزجر والردع؛ وقيل: إنه لما استعجلوا بطلب العذاب أجابهم بقوله: ولكن أعبد الله الذي هو قادر على إهلاككم ونصري عليكم؛ فهذا من إعجاز كلام الله عز وجل، وأنه ما من كلمة إلا ووضعت في موضعها.

(1)

أو هي معطوفة على جملة قل يأيّها الناس .. ويجوز أن تكون استئنافيّة.

ص: 207

{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)}

(1)

‌ الإعراب:

(الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (يمسس) مضارع مجزم فعل الشرط و (الكاف) ضمير مفعول به (الله) فاعل مرفوع (بضرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يمسس)، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (كاشف) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر لا (إلاّ) حرف استثناء (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر- أو من محلّ لا واسمها- (الواو) عاطفة (إن يردك بخير فلا رادّ لفضله) مثل إن يمسسك .. كاشف له، والهاء الأخيرة مضاف إليه (يصيب) مضارع مرفوع، والفاعل هو (به) مثل له متعلّق ب (يصيب)، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مثل يصيب .. والمفعول محذوف أي إصابته أو ضرّه (من عباد) جارّ ومجرور متعلّق بحال من العائد المحذوف و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (الغفور) خبر مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع.

جملة: «يمسسك الله» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا كاشف له

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «يردك

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يمسسك الله.

وجملة: «لا رادّ

» في محلّ جزم جواب الشرط الثاني.

(1)

انظر الآية (17) من سورة الأنعام.

ص: 208

وجملة: «يصيب به

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «يشاء

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «هو الغفور

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يصيب.

‌الصرف:

(رادّ)،اسم فاعل من ردّ الثلاثيّ، وزنه فاعل وأدغمت العين مع اللام فجاءت عينه ساكنة.

{قُلْ يا أَيُّهَا النّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اِهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108) وَاِتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ وَاِصْبِرْ حَتّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ (109)}

‌الإعراب:

(قل يأيّها الناس) مرّ إعرابها

(1)

، (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به (الحقّ) فاعل مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلق ب (جاءكم)

(2)

،و (كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اهتدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (يهتدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل هو (لنفس) جارّ ومجرور متعلق ب (يهتدي)، (والهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (من ضلّ

يضل) مثل نظيرها (على) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يضلّ) بتضمينه معنى يجرّ الوبال عليها (الواو) عاطفة (ما) نافية حجازيّة عاملة عمل ليس

(1)

في الآية (104) من هذه السورة.

(2)

أو متعلّق بحال من الحقّ.

ص: 209

(أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (عليكم) مثل عليها متعلّق بوكيل (الباء) حرف جرّ زائد و (وكيل) مجرور لفظا منصوب محلاّ خبر ما.

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يأيّها الناس» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «قد جاءكم الحقّ

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «من اهتدى

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

وجملة: «اهتدى

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من)

(1)

.

وجملة: «إنّما يهتدي

» في محلّ جزم جواب الشرط.

وجملة: «من ضلّ

» لا محلّ لها معطوفة على جملة من اهتدى.

وجملة: «ضلّ

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من)

(2)

.

وجملة: «إنّما يضلّ عليها» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «ما أنا .. بوكيل» لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء.

(الواو) عاطفة (اتّبع) فعل أمر، والفاعل أنت (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يوحى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد، (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (يوحى)، (الواو) عاطفة (اصبر) مثل اتّبع (حتّى) حرف غاية وجرّ (يحكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) استئنافيّة (هو خير) مثل هو الغفور

(3)

، (الحاكمين) مضاف

(1،2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

(3)

في الآية (107) من هذه السورة.

ص: 210

إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.

والمصدر المؤوّل (أن يحكم .. ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (اصبر).

وجملة: «اتّبع

» لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.

وجملة: «يوحى إليك

» لا محل لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «اصبر

» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّبع.

ويحكم الله» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «هو خير

» لا محلّ لها استئنافيّة

(1)

.

‌الصرف:

(الحاكمين)،جمع الحاكم، اسم فاعل من حكم الثلاثيّ، وزنه فاعل.

انتهت سورة يونس

(1)

أو هي في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة.

ص: 211

‌سورة هود

من الآية 1 - إلى الآية 5

بسم الله الرحمن الرحيم

{الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)}

‌الإعراب:

(الر)،حروف مقطّعة لا محلّ لها من الإعراب

(1)

، (كتاب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا القرآن (أحكمت) فعل ماض مبنيّ للمجهول .. و (التاء) للتأنيث (آيات) نائب الفاعل مرفوع و (الهاء) ضمير في محلّ القرآن (أحكمت) فعل ماض مبنيّ للمجهول .. و (التاء) للتأنيث (آيات) نائب الفاعل مرفوع و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (فصّلت) مثل أحكمت، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي (من) حرف جر (لدن) اسم مبنيّ على السكون في محلّ جرّ متعلّق ب (فصّلت) أو ب (أحكمت)

(2)

، (حكيم) مضاف إليه مجرور (خبير) بدل من حكيم أو نعت له مجرور.

جملة: «(هذا .. ) كتاب .. » لا محلّ لها ابتدائيّة.

وجملة: «أحكمت آياته

» في محلّ رفع نعت لكتاب.

(1)

انظر الآية الأولى من سورة البقرة.

(2)

يجوز أن يتعلّق بمحذوف خبر ثان للمبتدأ هذا، كما يجوز أن يكون نعتا لكتاب.

ص: 213

وجملة: «فصّلت

» في محلّ رفع معطوفة على جملة أحكمت.

‌الفوائد

ورد في هذه الآية قوله تعالى {ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} لدن: هي ظرف بمعنى عند. وقد أورد أبو البقاء العكبري، وابن هشام، الفارق بينهما وسنوضح ذلك فيما يلي:

1 -

ما يقوله العكبري:

هي مبنية على الرغم من مجيئها مضافة، لأن علة بنائها خروجها عن نظيرها، لأن لدن بمعنى عند، ولكن هي (أي لدن) مخصوصة بملاصقة الشيء وشدة مقاربته، و (عند) ليست كذلك، بل هي للقريب وما بعد عنه، وتفيد معنى الملك.

2 -

ما يقوله ابن هشام:

تعاقب (عند) كلمتان (ومعنى تعاقب أي تشابه وتقارب في المعنى) وهما:

لدى «مطلقا» كقوله تعالى {إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ} وقوله تعالى {وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ} .

و (لدن) وتستعمل إذا كان المحل محل ابتداء غاية، نحو (جئت من لدنه).وقد اجتمعتا في قوله تعالى {آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنّا عِلْماً} فقد اجتمع عند ولدن في هذه الآية. وتختلف (لدن) عن (عند) بأن جرها بمن أكثر من نصبها، حتى إنها لم تجيء في التنزيل منصوبة، أما (عند) فتجر كثيرا. وأما (لدى) فيمتنع جرها. وهناك فرق آخر وهو أن (عند) و (لدى) معربان و (لدن) مبنية في لغة الأكثرين. وكذلك فإن (لدن) قد تضاف للجملة، بخلاف عند ولدي، كقول القطامي:

صريع غوان راقهنّ ورقنه

لدن شبّ حتى شاب سود الذوائب

ص: 214

{أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)}

‌الإعراب:

(أن) حرف مصدريّ ونصب

(1)

، (لا) نافية

(2)

، (تعبدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل (إلاّ) أداة حصر (الله) مفعول به منصوب.

والمصدر المؤوّل (ألاّ تعبدوا .. ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي بألاّ تعبدوا، أو لئلاّ تعبدوا .. متعلّق بفعل فصّلت

(3)

.

(إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنذير (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنذير

(4)

، (نذير) خبر إنّ مرفوع (بشير) معطوف بالواو على نذير مرفوع مثله.

جملة: «تعبدوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ

(5)

.

وجملة: «إنّني .. نذير» لا محلّ لها في حكم التعليليّة أو استئناف بيانيّ.

(1)

أو مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن و (لا) ناهية جازمة، والجملة خبر أن المخففة وحينئذ يستحسن إملائيّا أن تكتب منفصلة (أن لا) .. أو هو حرف تفسير-وهو اختيار أبي حيّان.

(2)

أو ناهية جازمة في حال كون (أن) مخفّفة من الثقيلة، أو تفسيريّة.

(3)

أجاز بعضهم أن يكون المصدر المؤوّل خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هي .. وقد ردّ ذلك أبو حيان.

(4)

يعود الضمير على الكتاب .. ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف حال-نعت تقدّم على المنعوت-ويعود الضمير حينئذ على لفظ الجلالة أو على الكتاب.

(5)

أو هي تفسيريّة، سبقت (أن) بفعل فصلت وفيه معنى القول دون حروفه، وهذا أظهر لأنه لا يحتاج إلى إضمار.

ص: 215

{وَأَنِ اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (أن) مثل السابق

(1)

، (استغفروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل (ربّ) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (توبوا) مثل استغفروا (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محل جرّ متعلّق ب (توبوا)، (يمتّع) مضارع مجزوم جواب الطلب و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي الله (متاعا) مفعول مطلق نائب عن مصدره الأصليّ تمتيع، منصوب (حسنا) نعت لمتاع منصوب (إلى أجل) جارّ ومجرور متعلّق بفعل يمتّعكم (مسمّى) نعت لأجل مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (الواو) عاطفة (يؤت) مضارع مجزوم معطوف على (يمتّع) وعلامة الجزم حذف حرف العلّة والفاعل هو (كلّ) مفعول به منصوب (ذي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (فضل) مضاف إليه مجرور (فضله) مفعول به ثان منصوب .. و (الهاء) مضاف إليه.

والمصدر المؤوّل (أن استغفروا) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (ألاّ تعبدوا).

(الواو) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (تولّوا) مضارع مجزوم محذوف منه إحدى التاءين، وعلامة الجزم حذف النون .. والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ-و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أخاف) فعل مضارع والفاعل أنا (على)

(1)

في الآية السابقة (2).

ص: 216

حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أخاف)

(1)

، (عذاب) مفعول به منصوب (يوم) مضاف إليه مجرور (كبير) نعت ليوم مجرور.

جملة: «استغفروا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن)

(2)

.

وجملة: «توبوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفروا.

وجملة: «يمتّعكم

» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تتوبوا يمتّعكم.

وجملة: «يؤت

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يمتّعكم.

وجملة: «تولّوا» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّي أخاف

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «أخاف

» في محلّ رفع خبر إنّ.

{إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4)}

‌الإعراب:

(إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مرجع) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة

(3)

، (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بقدير (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر المبتدأ مرفوع.

جملة: «إلى الله مرجعكم .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

(1)

أو بمحذوف حال من عذاب-نعت تقدّم على المنعوت.

(2)

أو معطوفة على التفسيرية في الآية السابقة إذا أعربت (أن) تفسيريّة.

(3)

أو هي الواو الحال، والجملة بعدها حال من لفظ الجلالة، والعامل فيها هو الاستقرار.

ص: 217

وجملة: «هو .. قدير» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

{أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (5)}

‌الإعراب:

(ألا) أداة تنبيه (إنّهم) مثل إنّي

(1)

، (يثنون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (صدور) مفعول به منصوب و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه (اللام) للتعليل (يستخفوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستخفوا)،والضمير يعود على الله.

والمصدر المؤوّل (أن يستخفوا .. ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يثنون).

(ألا) مثل الأولى (حين) ظرف منصوب متعلّق ب (يعلم)

(2)

، (يستغشون ثيابهم) مثل يثنون صدورهم (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به

(3)

،والعائد محذوف (يسرّون) مثل يثنون (الواو) عاطفة (ما يعلنون) مثل ما يسرّون ومعطوف عليه (إنّه) مثل إنّي

(4)

، (عليم) خبر مرفوع (بذات) جارّ

(1)

في الآية (3) من هذه السورة.

(2)

علّق الزمخشريّ الظرف بمحذوف تقديره يريدون الاستخفاء حين يستغشون .. وذلك حتّى لا يلزم تقييد علمه تعالى سرّهم وعلنهم بهذا الوقت الخاص. وعلّق أبو البقاء الظرف بمحذوف تقديره يستخفون وبفعل يعلم. وعلّقه أبو حيّان وغيره بفعل يعلم لأنه لا ضرورة للتقدير إذ لا التباس في المعنى.

(3)

أو هو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل مفعول به.

(4)

في الآية-3 - من هذه السورة.

ص: 218

ومجرور متعلّق بعليم (الصدور) مضاف إليه مجرور.

جملة: «إنّهم يثنون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يثنون

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «يستخفوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «يستغشون

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «يعلم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يسرّون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.

وجملة: «يعلنون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.

وجملة: «إنّه عليم

» لا محلّ لها تعليليّة.

‌الصرف:

(يثنون)،فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يثنيون بضمّ الياءين، استثقلت الضمّة على الياء الثانية فسكّنت ونقلت حركتها إلى النون-إعلال بالتسكين-ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة-إعلال بالحذف-وزنه يفعون.

(يستخفوا)،فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف جرى فيه مجرى يثنون

وزنه يستفعون.

(يستغشون)،فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف جرى فيه مجرى يثنون وزنه يستفعون.

(ثياب)،جمع ثوب، اسم جامد بمعنى اللباس، وزنه فعل بفتح فسكون، ووزن ثياب فعال بكسر الفاء.

ص: 219

{وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاّ عَلَى اللهِ رِزْقُها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (6) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاّ سِحْرٌ مُبِينٌ (7) وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (8) وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11)}

ص: 221

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (من) حرف جرّ زائد (دابّة) مجرور لفظا مرفوع محلاّ مبتدأ (في الأرض) جارّ ومجرور نعت لدابّة، (إلاّ) أداة حصر (على الله) جارّ ومجرور خبر مقدّم (رزق) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (ها) ضمير مضاف إليه في محلّ جرّ (الواو) عاطفة (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (مستقرّ) مفعول به منصوب و (ها) مثل الأول (الواو) عاطفة (مستودعها) مثل مستقرّها ومعطوف عليه (كلّ) مبتدأ مرفوع

(1)

، (في كتاب) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (مبين) نعت لكتاب مجرور.

جملة: «ما من دابّة

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «على الله رزقها» في محلّ رفع خبر المبتدأ دابّة.

وجملة: «يعلم

» في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر السابقة.

وجملة: «كلّ في كتاب

» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.

(الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر المبتدأ (خلق) فعل ماض، والفاعل هو، وهو العائد (السموات) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة (الأرض) معطوف على السموات بالواو منصوب (في ستة) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلق)، (أيّام) مضاف إليه مجرور (الواو) اعتراضيّة (كان) فعل ماض ناقص-ناسخ- (عرش) اسم كان مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه في محلّ جرّ (على الماء) جارّ ومجرور خبر كان (اللام) للتعليل (يبلو) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به.

(1)

الذي سوّغ الابتداء بالنكرة أنّها دالّة على عموم، وأنها على تقدير مضاف أي: كلّ شيء في الحياة .. أو كلّ ما ذكر في مستهلّ الآية.

ص: 222

والمصدر المؤوّل (أن يبلوكم .. ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خلق)، (أيّ) اسم استفهام مبتدأ مرفوع و (كم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (أحسن) خبر مرفوع (عملا) تمييز منصوب (الواو) استئنافيّة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (قلت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ- و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (مبعوثون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (مبعوثون)(الموت) مضاف إليه مجرور (اللام) لام القسم (يقولنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع .. و (النون) نون التوكيد (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ .. والواو فاعل (إن) حرف ناف (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (إلاّ) أداة حصر (سحر) خبر مرفوع (مبين) نعت لسحر مرفوع.

وجملة: «هو الذي

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة ما من دابة ..

وجملة: «خلق

» لا محلّ لها صلة الموصول الذي.

وجملة: «كان عرشه على الماء» لا محلّ لها اعتراضيّة.

وجملة: «يبلوكم

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «أيّكم أحسن

» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل البلاء المعلّق عن العمل بالاستفهام

(1)

.

وجملة: «قلت

» لا محلّ لها استئنافيّة.

(1)

هذا على رأي الزمخشريّ وتبعه أبو حيّان لأن البلوى فيها معنى العلم، ولكن ابن هشام رفض هذا التخريج فالجملة استئنافيّة لا محلّ لها.

ص: 223

وجملة: «إنّكم مبعوثون

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يقولنّ الذين كفروا» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ..

وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.

وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «إن هذا إلاّ سحر» في محلّ نصب مقول القول الثاني.

(الواو) عاطفة (لئن أخّرنا) مثل لئن قلت (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أخّرنا)، (العذاب) مفعول به منصوب (إلى أمّة) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخّرنا)، (معدودة) نعت لأمّة مجرور (اللام) لام القسم (يقولنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين ضمير في محلّ رفع فاعل، و (النون) نون التوكيد (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يحبس) مضارع مرفوع، و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو. (ألا) أداة تنبيه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلق ب (مصروفا)، (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة عي الياء، والفاعل هو أي العذاب و (هم) ضمير مفعول به (ليس) فعل ماض ناقص جامد-ناسخ-واسمه ضمير مستتر تقديره هو (مصروفا) خبر ليس منصوب (عنهم) مثل الأول متعلّق ب (مصروفا)، (الواو) عاطفة (حاق) فعل ماض (بهم) مثل عنهم متعلّق ب (حاق)، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كانوا) فعل ماض ناقص-ناسخ-مبنيّ على الضمّ .. والواو ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع اسم كان (به) مثل عنهم متعلّق ب (يستهزئون) وهو فعل مضارع وعلامة الرفع ثبوت النون .. والواو فاعل.

وجملة: «إن أخرنا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن قلت.

وجملة: «يقولنّ

» لا محلّ لها جواب القسم .. وجواب الشرط

ص: 224

محذوف دلّ عليه جواب القسم.

وجملة: «ما يحبسه» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يحبسه» في محلّ رفع خبر ما.

وجملة: «يأتيهم» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «ليس مصروفا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «حاق بهم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ليس مصروفا.

وجملة: «كانوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «يستهزئون» في محلّ نصب خبر كانوا.

(الواو) عاطفة (لئن أذقنا) مثل لئن قلت (الإنسان) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من رحمة-نعت تقدّم على المنعوت- (رحمة) مفعول به ثان منصوب (ثمّ) حرف عطف (نزعنا) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (نا) ضمير فاعل، والفعل في محلّ جزم معطوف على (أذقنا)،و (ها) ضمير مفعول به (منه) مثل منّا متعلّق ب (نزعنا)، (إنّ) حرف مشبه بالفعل و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد

(1)

. (يئوس) خبر إنّ مرفوع مرفوع (كفور) خبر ثان مرفوع.

وجملة: «إن أذقنا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن قلت ..

وجملة: «نزعناها

» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أذقنا.

وجملة: «إنّه ليؤوس

» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ..

(1)

وهذه اللام واجبة هنا لأن الجملة جواب القسم، فاللام بحكم لام القسم.

ص: 225

وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.

(الواو) وعاطفة (لئن أذقنا) مثل لئن قلت، و (الهاء) ضمير مفعول به (نعماء) مفعول به ثان منصوب، ومنع من التنوين لأنه منته بألف التأنيث الممدودة (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أذقناه)، (ضرّاء) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو مثل نعماء (مسّ) فعل ماض، و (التاء) تاء التأنيث، و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (ليقولنّ) مثل الأول والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ذهب) مثل خلق (السيّئات) فاعل مرفوع (عنّي) مثل عنهم، وفيه نون الوقاية قبل ياء المتكلّم، متعلّق ب (ذهب)، (إنّه لفرح فخور) مثل إنّه ليؤوس كفور.

وجملة: «إن أذقناه

» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن قلت.

وجملة: «مسّته

» في محلّ جرّ نعت لضرّاء.

وجملة: «يقولنّ» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.

وجملة: «ذهب السيّئات» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «إنّه لفرح

» في محلّ نصب حال من الضمير المجرور فهي حال مؤكّدة لمضمون الجملة قبلها

(1)

.

(إلاّ) حرف استثناء

(2)

، (الذين) اسم موصول مبنيّ على الفتح في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل

(3)

(صبروا) مثل كفروا، ومثله (عملوا)، (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (أولئك)

(1)

أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.

(2)

وقد تكون بمعنى لكن، وما بعدها جملة اسميّة من مبتدأ وخبر.

(3)

من الإنسان المتقدّم في الآية السابقة الدال على الجنس .. وقد يكون الاستثناء منقطعا إذا كان الإنسان رجلا بعينه.

ص: 226

اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ .. و (الكاف) حرف خطاب (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مغفرة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أجر) معطوف على مغفرة بالواو مرفوع (كبير) نعت لأجر مرفوع.

وجملة: «صبروا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «عملوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «أولئك لهم مغفرة

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «لهم مغفرة

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).

‌الصرف:

(مصروفا)،اسم مفعول من صرف الثلاثيّ، ووزنه مفعول.

(حاق)،فيه إعلال بالقلب أصله حيق، مضارعه يحيق، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا .. وانظر الآية (10) من سورة الأنعام.

(يئوس)،مبالغة اسم الفاعل من يئس ييئس باب فرح، وزنه فعول .. وقد يكون صفة مشبّهة.

(كفور) مبالغة اسم الفاعل من كفر يكفر باب نصر، وزنه فعول ..

‌الصرف:

(نوفّ)،فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله نوفّي، وقد يكون صفة مشبّهة.

(نعماء)،اسم بمعنى النعمى، من نعم ينعم من الأبواب الأول والثالث والرابع، وزنه فعلاء، والهمزة زائدة للتأنيث.

‌البلاغة

1 -

قوله تعالى: «إِنْ هذا إِلاّ سِحْرٌ مُبِينٌ» أي مثله في الخديعة والبطلان، فالتركيب من التشبيه البليغ، والمراد إنكار البعث بطريق الكناية الإيمائية.

ص: 227

2 -

الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنّا رَحْمَةً» أي أعطيناه نعمة من صحة وأمن وجدة، والإذاقة في الأصل تناول الشيء بالفم لإدراك الطعام، ثم أستعير للذات، تشبيها لها بما يذاق ثم يزول بسرعة كما تزول الطعوم.

3 -

الطباق: بين النعماء والضراء.

‌الفوائد

- تعليق الفعل عن العمل:

ورد في هذه الآية قوله تعالى {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} في هذه الآية نقول بأن الفعل (يبلوكم) علّق عن نصب المفعول به لمجيء المفعول به جملة اسمية مصدرة باستفهام، ونقول في الإعراب: أيكم مبتدأ مرفوع والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة والميم للجمع، أحسن خبر مرفوع، وجملة أيكم أحسن في محل نصب مفعول به ثان للفعل يبلوكم.

ومن المفيد في هذا المقام أن نذكر نبذة عما يتعلق بهذا البحث الهام:

1 -

قد يعلق الفعل المتعدي لمفعول واحد عن العمل، وذلك عند ما تصدّر الجملة باستفهام كقوله تعالى {فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً} وقوله تعالى {يَسْئَلُونَ أَيّانَ يَوْمُ الدِّينِ} 2 - وقد يعلق الفعل المتعدي إلى مفعولين عن العمل، إذا تصدرت الجملة باستفهام. ونعربها جملة سدت مسد المفعولين. كقوله تعالى {وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً} {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى}

{فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12)}

ص: 228

‌الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجي

(1)

- ناسخ- (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تارك) خبر مرفوع (بعض) مفعول به لاسم الفاعل تارك منصوب (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (يوحى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يوحى)، (الواو) عاطفة (ضائق) معطوف على تارك مرفوع

(2)

، (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بضائق (صدر) فاعل اسم الفاعل ضائق مرفوع و (الكاف) مضاف إليه (أن) حرف مصدريّ ونصب (يقولوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل (لولا) حرف تحضيض بمعنى هلاّ (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل)، (كنز) نائب الفاعل مرفوع (أو) حرف عطف (جاء) فعل ماض (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (جاء)

(3)

،و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ملك) فاعل مرفوع.

والمصدر المؤوّل (أن يقولوا) في محلّ نصب مفعول لأجله على حذف مضاف أي خشية أن يقولوا

(4)

(إنّما) كافّة ومكفوفة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (نذير) خبر المبتدأ مرفوع (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بوكيل (شيء) مضاف إليه مجرور (وكيل)

(1)

وقيل هو للتقرير .. وقيل هو للاستفهام .. وقيل هو للتبعيد لأن الترجيّ المقتضي التوقّع لا يليق بمقام النبوّة.

(2)

أو هو خبر مقدّم و (صدرك) مبتدأ مؤخّر .. والجملة معطوفة على تارك.

(3)

أو متعلّق بحال من ملك.

(4)

يجوز أن يكون مجرورا بلام التعليل المقدّرة المنفيّة أي لئلاّ يقولوا

ص: 229

خبر مرفوع.

جملة: «لعلّك تارك

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يوحى إليك

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «يقولوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «أنزل عليه كنز» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «جاء معه ملك» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

وجملة: «أنت نذير» لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي: لا تسمع لهم لأنك نذير لهم.

وجملة: «الله .. وكيل» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنت نذير.

‌الصرف:

(تارك)،اسم فاعل من ترك الثلاثيّ، وزنه فاعل.

(ضائق)،اسم فاعل من ضاق الثلاثيّ، وزنه فاعل، وقد قلب حرف العلّة فيه إلى همزة، وهذا شأن كلّ فعل معتلّ أجوف.

(كنز)،اسم بمعنى المكنوز من فعل كنز يكنز باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.

‌الفوائد

- هل يكتم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعض ما أنزل عليه؟ ورد في هذه الآية قوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ} الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.يقول الله عز وجل لنبيه: فلعلك تارك بعض ما يوحي إليك ربك أن تبلغه إلى من أمرك أن تبلغ ذلك إليه. {وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ} يعنى ويضيق صدرك بما يوحى إليك، فلا تبلغهم إياه، وذلك لأن كفار مكة قالوا: ائت بقرآن غير هذا، ليس فيه سب آلهتنا. فهمّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يترك ذكر آلهتهم ظاهرا،

ص: 230

فأنزل الله عز وجل: {فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ} من ذكر آلهتهم. هذا ما ذكره المفسرون وأجمع المسلمون على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما كان طريقه البلاغ، فإنه معصوم فيه من الإخبار عن شيء منه، وأنه صلى الله عليه وآله وسلم بلّغ جميع ما أنزل الله عليه إلى أمته، ولم يكتم منه شيئا؛ وأجمعوا على أنه لا يجوز على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيانة في الوحي والإنذار، ولا ترك شيئا مما أوحي إليه، وقد ردّ العلماء على هذه الشبهة في الآية بقولهم: إن الكفار كانوا يستهزئون بالقرآن، ويضحكون منه، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضيق صدره بذلك، فأمره الله سبحانه وتعالى بتبليغ ما أوحى إليه، وأن لا يلتفت إلى استهزائهم، وبين له أن تحمل ضررهم أهون من كتم شيء من الوحي عنهم؛ وقيل: إن الله سبحانه وتعالى، مع علمه بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يترك شيئا من الوحي، هيجه لأداء الرسالة وطرح المبالاة باستهزائهم، وقال تعالى {يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}

{أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَاُدْعُوا مَنِ اِسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (13)}

‌الإعراب:

(أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (يقولون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (افترى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر يفسّره الشرط الآتي (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل (بعشر) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائتوا)، (سور) مضاف إليه مجرور (مثل) نعت لعشر مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه (مفتريات) نعت لعشر مجرور

(1)

، (الواو) عاطفة (ادعوا) مثل ائتوا (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (استطعتم) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (تم) ضمير فاعل (من دون) جارّ ومجرور حال من العائد المحذوف (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه

(1)

أو حال من عشر لأن النكرة مختصّة بالإضافة، منصوبة.

ص: 231

مجرور (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط. والضمير (تم) في محلّ رفع اسم كان (صادقين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الياء.

جملة: «يقولون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «افتراه» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «قل

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «ائتوا .... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم صادقين في ما تدّعون فأتوا بعشر.

وجملة: «ادعوا

» معطوفة على جملة ائتوا.

وجملة: «استطعتم

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «كنتم صادقين ...... » لا محلّ لها استئنافيّة .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم.

‌الصرف:

(مفتريات)،جمع مفتراة مؤنّث مفترى، وهو اسم مفعول من الخماسيّ افترى، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين .. وفي كلمة (مفترى) إعلال بالقلب، أصله مفتري-بياء في آخره-جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وقد عادت الياء في الجمع.

{فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14)}

‌الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (إن) مثل المتقدّم (لم) حرف نفي (يستجيبوا) مضارع مجزوم فعل الشرط

(1)

،وعلامة الجزم حذف النون ..

(1)

انظر الآية (24) من سورة البقرة ففيها مزيد تفصيل حول جزم فعل الشرط المسبوق ب (لم).

ص: 232

والواو فاعل (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستجيبوا)، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اعلموا) مثل ائتوا

(1)

، (أنّما) كافّة ومكفوفة (أنزل) فعل ماض مبنيّ لمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي القرآن (بعلم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من نائب الفاعل أي ملتبسا بعلم الله (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (الواو) عاطفة (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب، وخبر لا محذوف تقديره موجود (إلاّ) حرف للاستثناء (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (هل) حرف استفهام فيه معنى الأمر (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (مسلمون) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الواو.

جملة: «يستجيبوا

» لا محلّ لها استئنافيّة

(2)

.

وجملة: «اعلموا

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «أنزل بعلم الله» في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي اعلموا

(3)

.

وجملة: «لا إله إلاّ هو» في محلّ رفع خبر أن المخفّفة.

وجملة: «هل أنتم مسلمون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي:

إن أنزل القرآن بعلم الله فهل أنتم مسلمون

(4)

.

والمصدر المؤوّل (أن لا إله إلاّ هو) في محلّ نصب معطوف على

(1)

في الآية السابقة (13).

(2)

أو معطوفة على الجملة المقدّرة بعد قل في الآية السابقة في محلّ نصب.

(3)

يحتمل أن تكون الجملة صلة ل (ما) الموصولة وهي اسم أنّ، والخبر بعلم الله، وحينئذ تكتب أنّ ما منفصلة.

(4)

يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

ص: 233

محلّ أنّما أنزل بعلم الله.

{مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ (15)}

‌الإعراب:

(من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كان) فعل ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على اسم الشرط (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الحياة) مفعول به منصوب (الدنيا) نعت للحياة منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (زينة) معطوف على الحياة منصوب و (ها) ضمير مضاف إليه (نوفّ) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (إلى) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نوفّ)، (أعمال) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (نوفّ)، (أعمال) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نوفّ)، (الواو) عاطفة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (فيها) مثل الأول متعلّق ب (يبخسون)، (لا) نافية (يبخسون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع .. والواو نائب الفاعل.

جملة: «من كان يريد

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «كان يريد

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من)

(1)

.

وجملة: «يريد الحياة

» في محلّ نصب خبر كان.

وجملة: «نوفّ

» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

(1)

يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

ص: 234

وجملة: «هم .. لا يبخسون» لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.

وجملة: «لا يبخسون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

{أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (16) أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (17)}

‌الإعراب:

(أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ .. والكاف حرف خطاب (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (ليس) فعل ماض ناقص (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ليس (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بالخبر المقدّر

(1)

، (إلاّ) أداة حصر (النار) اسم ليس مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (حبط) فعل ماض (ما) حرف مصدريّ

(2)

، (صنعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ .. والواو فاعل (فيها) مثل المتقدّم

(3)

متعلّق ب (صنعوا).

والمصدر المؤوّل (ما صنعوا) في محلّ رفع فاعل حبط.

(الواو) عاطفة (باطل) خبر مقدّم مرفوع (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر والعائد محذوف

(4)

.

(1)

أو متعلّق بحال من النار.

(2)

أو اسم موصول في محلّ رفع فاعل، والعائد محذوف.

(3)

في الآية (15) من هذه السورة.

(4)

أو هو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ رفع مبتدأ، أي باطل عملهم.

ص: 235

(كانوا) فعل ماض ناقص-ناسخ-والواو اسم كان (يعملون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «أولئك الذين

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «ليس لهم .. إلاّ النار» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «حبط ما صنعوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «صنعوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «باطل ما كانوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة حبط ..

وجملة: «كانوا يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا.

(الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، خبره محذوف تقديره كغيره، أو: كمن ليس كذلك (كان) مثل السابق

(1)

، (على بيّنة) جارّ ومجرور متعلّق بخبر كان (من ربّ) جارّ ومجرور نعت لبيّنة و (الهاء) مضاف إليه، (الواو) عاطفة (يتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو (الهاء) ضمير مفعول به (شاهد) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لشاهد، والضمير عائد على الله، (الواو) عاطفة (من قبل) جارّ ومجرور حال من كتاب، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (كتاب) معطوف على شاهد

(2)

مرفوع (موسى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة

(1)

في الآية (15) من هذه السورة.

(2)

لا مانع من عطف (كتاب) على (شاهد) مع وجود الفاصل لأن الفاصل هو الجار .. ويجوز أن يكون (كتاب) مبتدأ خبره الجارّ والمجرور قبله، والعطف هو من عطف الجمل.

ص: 236

على الألف فهو ممنوع من الصرف (إماما) حال منصوبة من كتاب عاملها يتلوه، (الواو) عاطفة (رحمة) معطوفة على (إماما) منصوب (أولئك) مثل الأول (يؤمنون) مثل يعملون (به) مثل منه متعلّق ب (يؤمنون)، (الواو) عاطفة (من) مرّ إعرابه

(1)

، (يكفر) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل هو (به) مثل منه متعلّق ب (يكفر)، (من الأحزاب) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل يكفر (الفاء) رابطة لجواب الشرط (النار) مبتدأ مرفوع (موعد) خبر مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) ناهية جازمة (تك) مضارع مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت

(2)

، (في مرية) جارّ ومجرور متعلّق بخبر تك (منه) مثل الأول متعلّق بنعت لمرية (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (الحقّ) خبر مرفوع (من ربّ) مثل الأول متعلّق بحال من الحقّ ..

و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لكن) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (أكثر) اسم لكنّ منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (لا) نافية (يؤمنون) مثل يعملون.

وجملة: «من كان علي بيّنة

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك الذين

وجملة: «كان على بيّنة

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «يتلوه شاهد

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «أولئك يؤمنون به

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «يؤمنون به

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).

(1)

في الآية (15) من هذه السورة.

(2)

الخطاب للرسول عليه السلام والمقصود به غيره.

ص: 237

وجملة: «من يكفر به

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك يؤمنون به.

وجملة: «يكفر به

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من)

(1)

.

وجملة: «النار موعده» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «لا تك في مرية» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة استئنافيّة أي تنبّه فلا تك في مرية

(2)

.

وجملة: «إنّه الحقّ

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «لكنّ أكثر الناس

» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.

وجملة: «لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر لكنّ.

‌الصرف:

(موعد)،اسم مكان من فعل وعد الثلاثيّ، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين لأنه معتل مثال محذوف الفاء في المضارع.

(مرية)،اسم مصدر من (ماري) الرباعيّ، وهنا بمعنى الشكّ بكسر الميم، وزنه فعلة، وقد تضمّ عند أسد وتميم.

‌الفوائد

- من الاستفهامية:

ورد في هذه الآية قوله تعالى {أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ} من: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، ومن المعلوم أن (من) تأتي استفهامية وموصولة وشرطيه وموصوفة، ولكننا سنتكلم عن جانب منها وهو الاستفهام:

1 -

هي اسم مبني على السكون، يفيد الاستفهام، كقوله تعالى:{مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا؟}

(1)

يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

(2)

الرابط هو رابط السببية ولذا يصح أن تكون الجملة جوابا لشرط مقدر يفهم من السياق السابق أي: إن كان القرآن من عند الله فلا تك في مرية منه

ص: 238

{فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى} .وفي قوله تعالى {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ} فمن في الآية استفهامية أشربت معنى النفي أي لا يغفر الذنوب إلا الله. ولا يشترط بمن التي أشربت معنى الاستفهام أن تسبق بالواو، خلافا لابن مالك، بدليل قوله تعالى {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ} .

2 -

إذا قيل: من ذا لقيت؟ فمن مبتدأ وذا خبر موصول والعائد محذوف: أي ذا اسم موصول بمعنى الذي في محل رفع خبر، والعائد في الفعل لقيت محذوف تقديره (من ذا لقيته).

3 -

يكون إعرابها كما يلي:

آ-مبتدأ: إذا وليها اسم كقوله تعالى {فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى} .ويجوز كونها خبرا مقدما وما بعدها مبتدأ مؤخر، وكذلك إذا وليها فعل لازم مثل: (من جار على أخيه أولا؟ وكذلك إذا وليها فعل متعد استوفى مفعوله مثل قوله تعالى {مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا} {مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا} .

ب-وتعرب في محل نصب مفعولا به مقدما، إذا وليها فعل متعد لم يستوف مفعوله.

مثل: (من أكرم الأمير).

ج-وتعرب في محل نصب خبر مقدم لكان أو إحدى أخواتها، إذا وليها فعل ناقص، مثل (من أصبح صديقك)(من كان جارك).

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ اِفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (19)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أظلم) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بأظلم (افترى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر،

ص: 239

والفاعل هو (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (افترى)(كذبا) مفعول به

(1)

،منصوب (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ .. و (الكاف) حرف خطاب (يعرضون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع

و (الواو) نائب الفاعل (على ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعرضون)،و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (يقول) مضارع مرفوع (الأشهاد) فاعل مرفوع (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبتدأ (الذين) اسم موصول خبر (كذبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ .. والواو فاعل (على ربّهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذبوا)،و (الهاء) مضاف إليه (ألا) حرف تنبيه (لعنة) مبتدأ مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على الظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر محذوف.

جملة: «من أظلم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «افترى

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «أولئك يعرضون

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «يعرضون على ربّهم» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).

وجملة: «يقول الأشهاد

» في محلّ رفع معطوفة على جملة يعرضون، والرابط مقدّر أي يقول الأشهاد فيهم

(2)

.

وجملة: «هؤلاء الذين

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «كذبوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «لعنة الله على الظالمين» لا محلّ لها استئنافيّة.

(1)

أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأن الكذب مرادف للافتراء، ومفعول افترى محذوف.

(2)

يجوز أن تكون الجملة معطوفة على جملة الاستئناف (أولئك يعرضون .. ) فلا محلّ لها.

ص: 240

(الذين) موصول في إعرابه عدّة وجوه: الأول: في محلّ جرّ نعت للظالمين. الثاني: في محلّ رفع بدل من (الذين) المتقدّم. الثالث: في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف وجوبا على الذمّ تقديره هم

(1)

.الرابع:

في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره أذمّ. (يصدّون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصدّون)، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (يبغون) مثل يصدّون و (ها) ضمير مفعول به (عوجا) مصدر في موضع الحال منصوب (الواو) عاطفة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (كافرون) خبر المبتدأ مرفوع (هم) الثاني توكيد لفظيّ للأول.

وجملة: «يصدّون

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «يبغونها

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «هم

كافرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

‌الصرف:

(الأشهاد)،جمع شاهد زنة فاعل أو شهيد زنة فعيل، صفة مشتقّة من شهد يشهد باب فرح.

(يبغون)،فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يبغيون بضمّ الياء الثانية، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت-وهو إعلال بالتسكين- ونقلت حركتها إلى الغين قبلها، ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة-إعلال بالحذف-وزنه يفعون.

(1)

والجملة استئنافيّة.

ص: 241

{أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ (20)}

‌الإعراب:

(أولئك) مبتدأ

(1)

، (لم) حرف نفي وجزم (يكونوا) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم حذف النون .. والواو اسم كان (معجزين) خبر المبتدأ منصوب وعلامة النصب الياء (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمعجزين (الواو) عاطفة (ما) نافية (كان) ماض ناقص-ناسخ- (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر كان (من دون) جارّ ومجرور حال من أولياء (من) حرف جرّ زائد (أولياء) مجرور لفظا مرفوع محلاّ اسم كان مؤخّر، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف، اسم منته بألف التأنيث الممدودة على وزن أفعلاء (يضاعف) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (لهم) مثل الأول متعلّق ب (يضاعف)، (العذاب) نائب الفاعل (ما) مثل الأولى

(2)

، (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ .. والواو اسم كان (يستطيعون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (السمع) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (ما كانوا يبصرون) مثل ما كانوا يستطيعون.

جملة: «أولئك لم يكونوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لم يكونوا معجزين

» في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك.

وجملة: «ما كان لهم

أولياء» في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.

(1)

انظر الآية (18) من هذه السورة.

(2)

أجاز العكبريّ جعلها مصدريّة ظرفيّة أي مدّة استطاعتهم السمع ..

ص: 242

وجملة: «يضاعف لهم العذاب» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ما كانوا يستطيعون

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «يستطيعون السمع» في محلّ نصب خبر كانوا (الأول).

وجملة: «ما كانوا يبصرون» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.

وجملة: «يبصرون» في محلّ نصب خبر كانوا (الثاني).

‌البلاغة

الاستعارة التصريحية التبعية: في قوله تعالى «ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ» أي أنهم كانوا يستثقلون سماع الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويستكرهونه إلى أقصى الغايات، حتى كأنهم لا يستطيعونه، وهو نظير قول القائل: العاشق لا يستطيع أن يسمع كلام العاذل.

{أُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (21)}

‌الإعراب:

(أولئك الذين) مبتدأ وخبر-وقد مرّ إعرابهما

(1)

(خسروا) مثل كذبوا

(2)

، (أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ضلّ) فعل ماض (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ضلّ) بتضمينه معنى غاب (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف (كانوا يفترون) مثل كانوا يستطيعون

(3)

.

جملة: «أولئك الذين

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «خسروا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

(1)

في الآية (16) من هذه السورة.

(2)

في الآية (18) من هذه السورة.

(3)

في الآية السابقة (20).

ص: 243

وجملة: «ضلّ .. ما كانوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «كانوا يفترون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «يفترون» في محلّ نصب خبر كانوا.

{لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (22)}

‌الإعراب:

(لا) نافية للجنس (جرم) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب

(1)

، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ-و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (الأخسرون)، (هم) ضمير فصل

(2)

، (الأخسرون) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.

والمصدر المؤوّل (أنهم .. الأخسرون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره في أو من أي: في أنهم .. أو من أنّهم. متعلّق بخبر لا.

جملة: «لا جرم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(جرم)،قد يكون اسما بمعنى محالة أو بمعنى حدّ أو منع أو قطع .. وقد يكون فعلا بمعنى كسب أو بمعنى حقّ وثبت .. وزنه فعل بفتحتين

(3)

(1)

آثرنا إعراب الجمهور-خلافا لسيبويه-لأنه أسهل ولا يحتاج إلى تأويل. ويجوز إعراب الآية كما يلي: لا: نافية. جرم: فعل ماض بمعنى وجب أو حقّ أو ثبت .. والمصدر المؤوّل (أنّهم .. الأخسرون) في محلّ رفع فاعل أي: ثبت خسرانهم في الآخرة. وقد يجمع اللفظان (لا جرم) بكلمة واحدة بمعنى حقّا، فهو في محلّ نصب مفعول مطلق .. والمصدر المؤوّل في محلّ رفع فاعل للمصدر حقا أي: حقّا خسرانهم. وثمّة أوجه أخرى ضربنا الصفح عنها لبعدها.

(2)

أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الأخسرون .. والجملة الاسميّة خبر أنّ.

(3)

هكذا ورد في المخطوط، قال في المنجد: جرم النخل: قطف ثمره، وجرم الشيء: أتمّه، واجترم لأهله: اكتسب.

ص: 244

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (23)}

‌الإعراب:

(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (آمنوا) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (عملوا) ومثل آمنوا (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (أخبتوا) مثل آمنوا (إلى ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخبتوا) و (هم) ضمير مضاف إليه (أولئك) مبتدأ كالسابق

(1)

، (أصحاب) خبر مرفوع (الجنة) مضاف إليه مجرور (هم) ضمير منفصل مبتدأ (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ هم مرفوع وعلامة الرفع الواو.

جملة: «إنّ الذين

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «عملوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «أخبتوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «أولئك أصحاب

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ نصب حال من أصحاب

(2)

.

{مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ (24)}

‌الإعراب:

(مثل) مبتدأ مرفوع (الفريقين) مضاف إليه مجرور وعلامة

(1)

في الآية (16) من هذه السورة.

(2)

أو في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (أولئك).

ص: 245

الجرّ الياء (كالأعمى) جارّ ومجرور خبر المبتدأ على حذف مضاف أي كمثل الأعمى، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الأصمّ) معطوف على الأعمى بالواو مجرور ومثله (البصير) على حذف مضاف أي مثل البصير، مجرور (السميع) معطوفة على البصير بالواو مجرور (هل) حرف استفهام للإنكار

(1)

(يستويان) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ..

و (الألف) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (مثلا) تمييز منصوب (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تذكّرون) مضارع مرفوع وحذف منه إحدى التاءين .. والواو فاعل.

جملة: «مثل الفريقين

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «هل يستويان

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «تذكّرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي أجهلتم فلا تذكّرون.

‌الصرف:

(الأصمّ)،صفة مشبّهة على وزن أفعل من صمّ يصمّ باب فتح مؤنثة صمّاء وجمعه صمّ وصمان بضمّ الصاد فيهما (تذكّرون)،حذفت فيه إحدى التاءين للتخفيف، أصله تتذكّرون.

‌البلاغة

التشبيه: في قوله تعالى «مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ» أي كحال من جمع بين العمى والصمم، ومن جمع بين البصر والسمع. فهناك تشبيهان: الأول تشبيه حال الكفرة الموصوفين بالتعامي والتصامّ عن آيات الله بحال من خلق أعمى أصم لا تنفعه عبارة ولا إشارة؛ والثاني تشبيه حال الذين آمنوا وعملوا الصالحات فانتفعوا بأسماعهم وأبصارهم، بحال من هو بصير سميع، يستفيء بالأنوار في الظلام، ويستفيء بمغانم الإنذار والإشارة فوزا

(1)

أو للنفي أي لا يستويان مثلا.

ص: 246

بالمرام.

ويحتمل أن يكون هناك أربع تشبيهات، بأن يعتبر تشبيه حال كل من الفريقين: الفريق الكافر والفريق المؤمن، بحال اثنين. أي مثل الفريق الكافر كالأعمى، ومثله أيضا كالأصم؛ ومثل الفريق المؤمن كالبصير، ومثله أيضا كالسميع؛ وللآية على احتمالاتها شبه في الجملة بقول امرئ القيس:

كأن قلوب الطير رطبا ويابسا

لدى وكرها العناب والحشف البالي

ففي البيت تشبيه قلوب الطير الرطبة بالعناب، وتشبيه قلوب الطير اليابسة بالحشف البالي.

ولكن الآية زادت بتشبيه اثنين بأربعة كما هو واضح. فقد شبهت كل واحد من الكافر والمؤمن تشبهين.

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلاّ بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اِتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ (27)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (نا) ضمير فاعل (نوحا) مفعول به منصوب (إلى قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا)،و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (نذير) وهو خبر إنّ مرفوع (مبين) نعت لنذير مرفوع.

ص: 247

جملة: «أرسلنا

» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر .. وجملة القسم وجوابها لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّي لكم نذير

» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر .. والقول المقدّر حال من (نوحا).

(أن) حرف تفسير

(1)

، (لا) ناهية جازمة (تعبدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون .. والواو فاعل (إلاّ) أداة حصر (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (إنّي) مثل الأول (أخاف) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (عليكم) مثل لكم متعلّق ب (أخاف)

(2)

، (عذاب) مفعول به منصوب (يوم) مضاف إليه مجرور (أليم) نعت ليوم مجرور

(3)

.

وجملة: «لا تعبدوا

» لا محلّ لها تفسيرية.

وجملة: «إنّي أخاف

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «أخاف

» في محلّ رفع خبر إنّ.

(الفاء) عاطفة (قال) فعل ماض (الملأ) فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت للملأ، (كفروا) فعل ماض وفاعله (من قوم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل كفروا و (الهاء) مضاف إليه (ما) نافية (نرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن و (الكاف) ضمير مفعول به (إلاّ) أداة

(1)

سبق الحرف بفعل فيه معنى القول دون حروفه وهو قوله: إنّي لكم نذير مبين أي أنذركم أي أقول لكم منذرا وثمّة توجيهات أخرى جائزة كما في الآية (2) من هذه السورة (الجزء 11).

(2)

أو بمحذوف حال من عذاب.

(3)

الألم يصف العذاب لا اليوم، ولذا فهو من الإسناد المجازيّ.

ص: 248

حصر (بشرا) مفعول به ثان منصوب

(1)

، (مثل) نعت ل (بشرا) منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه

(2)

، (الواو) عاطفة (ما نراك) مثل الأولى (اتّبع) فعل ماض و (الكاف) مفعول به (إلاّ) مثل الأولى (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل

(3)

، (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أراذل) خبر مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (بادي) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (اتّبع)

(4)

، (الرأي) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما نرى) مثل الأولى (لكم) مرّ إعرابه متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ل (نرى)، (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فضل-نعت تقدّم على المنعوت- (من) حرف جرّ زائد (فضل) مجرور لفظا منصوب محلاّ مفعول به أوّل (بل) حرف إضراب (نظنّكم) مثل نراك، والضمّة ظاهرة (كاذبين) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء.

وجملة: «قال الملأ

» لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة.

وجملة: «كفروا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «ما نراك (الأولى)» في محلّ نصب مقول القول.

(1)

أو حال إذا كانت الرؤية بصريّة.

(2)

أو حال ثانية من ضمير الخطاب.

(3)

يجوز أن يكون (إلاّ) حرفا للاستثناء، والذين بدل من الفاعل المقدّر أي ما نراك اتّبعك إنسان إلاّ الذين .. ويجوز أن يكون الموصول منصوبا على الاستثناء.

(4)

أو بفعل نراك. وقد جاء في لسان العرب: «وانتصاب من همز ومن لم يهمز-أي بادئ أو بادي-بالاتباع على مذهب المصدر أي اتّبعوك اتّباعا ظاهرا أو اتّباعا مبتدأ. وإذا كانت بادي الرأي بمعنى ظاهر الرأي يجوز إعرابها منصوبة على نزع الخافض أي: في بادي الرأي» .

ص: 249

وجملة: «ما نراك (الثانية)» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

وجملة: «اتّبعك إلاّ الذين

» في محلّ نصب مفعول به ثان ل (نراك) الثانية

(1)

.

وجملة: «هم أراذلنا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «ما نرى .... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

وجملة: «نظنّكم كاذبين» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(أراذل)،جمع أرذل-بضمّ الذال-وهو جمع رذل- بسكونها-صفة مشتقّة غلبت عليها الاسميّة ولا يكاد يذكر الموصوف معها، كالأبطح والأبرق. وقيل (أراذل) هو جمع أرذل زنة أكبر فهو ليس جمع الجمع، ووزن أراذل أفاعل.

(بادي)،إمّا من فعل بدأ وزنه فاعل أي بادئ ثمّ خفّفت الهمزة فانقلب ياء لانكسار ما قبله .. أو هو من فعل بدا يبدو وزنه فاعل، وفيه إعلال بقلب الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها أصله بادو .. وفي كلا الاعتبارين هو مصدر مثل العافية والعاقبة.

(الرأي)،وهو الرؤية بالعقل كما الرؤية بالعين .. انظر الآية (13) من سورة آل عمران.

‌البلاغة

التعريض: في قوله تعالى «فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلاّ بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ» .وغرضهم هنا منه

(1)

وإذا كانت رأي بصريّة، فالجملة في محلّ نصب حال بتقدير قد.

ص: 250

التعريض بأنهم أحق منه بالنبوة وأن الله لو أراد أن يجعلها في أحد لجعلها فيهم، وقد زعم هؤلاء أنهم يحجون نوحا من وجهين: أحدهما أن المتبعين أراذل ليسوا قدوة ولا أسوة، والثاني أنهم مع ذلك لم يتروّوا في اتباعه، ولا أمعنوا الفكرة في صحة ما جاء به، وإنما بادروا إلى ذلك ارتجالا وفي غير فكرة ولا رويّة.

‌الفوائد

- (أن) وما فيها من وجوه الإعراب:

ورد في هذه الآية قوله تعالى {أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ} (أن) في هذه الآية، فيها ثلاثة أوجه، سنوردها ونبين ما يترتب على ما بعدها من إعراب:

1 -

أن: حرف تفسير، ولا ناهية جازمة، والفعل بعدها مجزوم.

2 -

أن: مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، ولا ناهية جازمة، والفعل بعدها مجزوم. والتقدير أنه لا تعبدوا إلا الله.

3 -

أن حرف ناصب، ولا نافية لا عمل لها، والفعل تعبدوا منصوب بأن.

{قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ (28) وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاّ عَلَى اللهِ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (29) وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (30) وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً اللهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظّالِمِينَ (31)}

‌الإعراب:

(قال) فعل ماض، والفاعل هو (يا) أداة نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء

ص: 251

المحذوفة و (الياء) المحذوفة للتخفيف مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام (رأيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (تم) ضمير فاعل بمعنى أخبروني، ومفعول رأيتم محذوف دلّ عليه لفظ البيّنة بعد الشرط أي أرأيتم البيّنة (إن) حرف شرط جازم (كنت) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط .. و (التاء) اسم كان (على بيّنة) جارّ ومجرور خبر كنت (من ربّ) جارّ ومجرور نعت لبيّنة و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (رحمة) مفعول به ثان منصوب (من عند) جارّ ومجرور نعت لرحمة و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (عمّيت) فعل ماض مبنيّ للمجهول .. و (التاء) للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي-أي البيّنة- (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عمّيت)، (الهمزة) للاستفهام (نلزم) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به و (الواو) زائدة هي حركة إشباع الميم و (ها) ضمير مفعول به ثان. والفاعل نحن للتعظيم (الواو) واو الحال (أنتم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كارهون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو.

جملة: «قال

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يا قوم

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أرأيتم

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «كنت على بيّنة

» لا محلّ لها اعتراضيّة وقعت بين الفعل ومفعوله .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.

وجملة: «آتاني رحمة

» لا محلّ لها اعتراضيّة بين جملة كنت

ص: 252

على بيّنة وجملة عمّيت المعطوفة عليها

(1)

.

وجملة: «عمّيت عليكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة كنت على بيّنة.

وجملة: «أنلزمكموها» في محلّ نصب مفعول به ثان ل (رأيتم).

وجملة: «أنتم لها كارهون» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب مفعول الفعل.

(الواو) عاطفة (يا قوم) مثل الأولى (لا) نافية (أسأل) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل أنا (عليه) مثل عليكم متعلّق بحال من (مالا) وهو مفعول به ثان منصوب (إن) حرف نفي (أجري) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرة على ما قبل الياء .. و (الياء) مضاف إليه (إلاّ) أداة حصر (على الله) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد (طارد) مجرور لفظا منصوب محلاّ خبر ما (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ .. و (الواو) فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ-و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (ملاقو) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو، وحذفت النون للإضافة (ربّهم) مضاف إليه مجرور .. و (الهاء) مضاف إليه، و (الميم) لجمع الذكور (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم لكنّ (أرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل أنا (قوما) مفعول به ثان منصوب (تجهلون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

(1)

يجوز أن يكون الضمير في عمّيت يعود على رحمة .. وحينئذ تعطف جملة آتاني .. على جملة كنت على بيّنة.

ص: 253

وجملة: «يا قوم

» في محلّ نصب معطوفة على جملة النداء الأولى.

وجملة: «لا أسألكم

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «أن أجري

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «ما أنا بطارد

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «إنّهم ملاقو

» لا محلّ لها تعليلية لعدم الطرد.

وجملة: «لكنّي أراكم

» لا محل لها معطوفة على التعليليّة الثانية أو على جملة جواب النداء المعطوفة ما أنا بطارد.

وجملة: «أراكم

» في محلّ رفع خبر لكنّ.

وجملة: «تجهلون» في محلّ نصب نعت ل (قوما).

(الواو) عاطفة (يا قوم) مثل الأولى (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ينصر) مضارع مرفوع و (النون) نون الوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (من الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينصر) بتضمينه معنى يمنع ويحمي (أن) حرف شرط جازم (طردت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط .. و (التاء) فاعل و (هم) ضمير مفعول به (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تذكّرون) مثل تجهلون وقد حذف إحدى التاءين للتخفيف.

وجملة النداء: «يا قوم» في محلّ نصب معطوفة على جملة النداء الأولى

(1)

.

(1)

وتكرار النداء (يا قوم) للاستدراج.

ص: 254

وجملة: «من ينصرني

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «ينصرني

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).

وجملة: «طردتهم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم.

وجملة: «تذكّرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة أي أتجهلون فلا تذكّرون

(الواو) عاطفة (لا أقول) مثل لا أسأل (لكم) مثل لها متعلّق ب (أقول)، (عندي) ظرف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، و (الياء) مضاف إليه (خزائن) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لا أقول) مثل لا أسأل (إنّي) مثل إنّهم (ملك) خبر إنّ مرفوع (الواو) عاطفة (لا أقول) مثل لا أسأل (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أقول)

(1)

، (تزدري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (أعين) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه، والعائد محذوف أي تزدريهم (لن) حرف ناصب وناف (يؤتي) مضارع منصوب و (هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (خيرا) مفعول به ثان منصوب (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أعلم) خبر مرفوع (الباء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما و (هم) مضاف إليه (إنّي) مثل إنّهم (إذا) حرف جواب لا عمل له (اللام) هي المزحلقة (من الظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ.

(1)

اللام بمعنى (في)،وفي الكلام حذف مضاف أي في شأن الذين

ص: 255

وجملة: «لا أقول (الأولى)

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء الأول أو الثاني (لا أسألكم).

وجملة: «عندي خزائن

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «لا أعلم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا أقول.

وجملة: «لا أقول (الثانية)» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا أقول الأولى.

وجملة: «إنّي ملك» في محلّ نصب مقول القول الثاني.

وجملة: «لا أقول (الثالثة)» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا أقول الأولى.

وجملة: «تزدري أعينكم

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «لن يؤتيهم الله

» في محلّ نصب مقول القول الثالث.

وجملة: «الله أعلم

» لا محلّ لها اعتراضيّة.

وجملة: «إنّي .. لمن الظالمين» لا محلّ لها تعليليّة.

‌الصرف:

(طارد)،اسم فاعل من (طرد) الثلاثيّ، وزنه فاعل.

(تزدري)،فيه إبدال التاء دالا وأصله تزتري، جاءت التاء بعد الزاي قلبت دالا، وكذا شأن التاء في كلّ حال تأتي بعد الزاي، وزنه تفتعل.

‌البلاغة

الاستعارة التبعية: في قوله تعالى «فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ» أي أخفيت، حيث شبه خفاء الدليل بالعمى، في أن كلا منهما يمنع الوصول إلى المقاصد. وقيل: الكلام على القلب، والأصل فعميتم عنها، كما تقول العرب: أدخلت القلنسوة في رأسي، ومنه قول الشاعر: ترى الثور فيها يدخل الظل رأسه، وقوله تعالى:

ص: 256

«فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ» وفي هذه الآيات فن رفيع من فنون البديع، وهو الجمع مع التقسيم. وهو أن يجمع المتكلم بين شيئين أو أكثر، ثم يقسم ما جمع. وفي هذه الآيات رد على ما أورده من شبه، حيث قالوا «ما نَراكَ إِلاّ بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ» فرد عليهم ردا يمكن إرجاعه إلى ما أوردوه من شبه، فكأنه يقول: إن كان نفيكم الفضل عني متعلقا بفضل المال والجاه، فأنا لم أدّعه، ولم أقل لكم إن خزائن الله عندي حتى تنازعوني في ذلك وتنكروه.

‌الفوائد

1 -

الكلمة الموحية:

ورد في هذه الآية قوله تعالى {أَنُلْزِمُكُمُوها} وقد جاءت هذه الكلمة في سياق خطاب نوح عليه الصلاة والسلام إلى قومه، وقد أعرضوا عن الهدى، وصممّوا على رفض الهدى والإسلام، لذا فإن نوحا عليه الصلاة والسلام أحس بالصعوبة الشديدة في إبلاغهم الهداية، بل هي مستحيلة، وكأنك ترغم إنسانا على شيء وهو كاره له نافر منه، فجاءت كلمة (أنلزمكموها) بلفظها المديد أولا، وقد حشر فيها الضميران الكاف (وها)،وأشبعت حركة الميم التي هي ضمة فأصبحت واوا ثانيا، وورود الاستفهام الاستنكاري في بدايتها ثالثا، وجرس حروفها وإيقاعها رابعا، لتتضافر هذه العوامل، وترسم معنى الإكراه ومحاولة إبلاغ الشيء بصعوبة شديدة إلى من يرفضه ويأباه، ولو وضعنا بديلا عنها أنلزمكم إياها لتلاشى ذلك الجرس والإيقاع الذي كان لها، وضعفت فيها القوة التي كانت تؤديها؛ فهذا سرّ من أسرار الإعجاز، وهو أن كلام الله عز وجل-بتنسيقه وتأليفه وترتيبه واختياره- يتميز بروح قوية سارية تمنحه قوة وحيوية، وتميزه عن كلام البشر، فيغدو الفرق بعيدا بعيدا بين كلام الخالق والمخلوق، كالفرق بين تمثال أصم جامد وبين بشر ناطق عاقل حيّ.

ص: 257

2 -

الأنبياء أفضل أم الملائكة؟ ورد في هذه الآية قوله تعالى، على لسان نوح عليه الصلاة والسلام:{(وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ)} .وقد استدل بعضهم بهذه الآية على تفضيل الملائكة على الأنبياء قال:

لأن نوحا عليه الصلاة والسلام قال: {وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ} لأن الإنسان إذا قال أنا لا أدعي كذا وكذا لا يحسن إلا إذا كان ذلك الشيء أفضل وأشرف من أحوال ذلك القائل، فلما قال نوح عليه الصلاة والسلام هذه المقالة وجب أن يكون الملك أفضل منه. والجواب: أن نوحا عليه الصلاة والسلام، قال هذه المقالة في مقابلة قولهم {ما نَراكَ إِلاّ بَشَراً مِثْلَنا} ،لما كان في ظنهم أن الرسل لا يكونون من البشر إنما يكونون من الملائكة، فأعلمهم بأن هذا ظن باطل وأن الرسل إلى البشر إنما يكونون من البشر، فلهذا قال سبحانه وتعالى {وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ} ولم يرد أن درجة الملائكة أفضل من درجة الأنبياء.

{قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ (32)}

‌الإعراب:

(قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ .. و (الواو) فاعل (يا) حرف نداء (نوح) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (قد) حرف تحقيق (جادلت) فعل ماض وفاعله و (نا) ضمير مفعول به (الفاء) عاطفة (أكثرت) مثل جادلت (جدال) مفعول به منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ائت) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (نا) مفعول به (الباء) حرف جر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ائت)، والعائد محذوف (تعد) مضارع مرفوع، والفاعل أنت و (نا) مفعول به (إن) حرف شرط جازم (كنت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط .. و (التاء) ضمير اسم كان (من الصادقين) جارّ ومجرور خبر كنت.

ص: 258

جملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «النداء يا نوح

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «قد جادلتنا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «أكثرت

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

وجملة: «ائتنا .... » في محلّ جزم جواب شرط مقدر أي: إن كنت صادقا في ما تقول فأتنا.

وجملة: «تعدنا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «إن كنت من الصادقين» لا محلّ لها تفسير للشرط المقدّر

(1)

..

{قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللهُ إِنْ شاءَ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33) وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34)}

‌الإعراب:

(قال) فعل ماض، والفاعل هو (إنّما) كافّة ومكفوفة (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (كم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يأتي)، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إن) حرف شرط (شاء) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل هو، والمفعول محذوف أي شاء تعجيله لكم (الواو) واو الحال (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد زيد في الخبر (معجزين)

(1)

أو هي استئنافيّة شرطيّة .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنت من الصادقين فأتنا

ص: 259

منصوب محلا، مجرور لفظا وعلامة الجرّ الياء.

جملة: «قال

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «يأتيكم به الله» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «إن شاء

» لا محلّ لها اعتراضيّة، وجواب الشرط محذوف أي فإنّ أمره إلى الله.

وجملة: «ما أنتم بمعجزين» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في يأتيكم.

(الواو) عاطفة (لا) نافية (ينفع) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به (نصحي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء .. و (الياء) مضاف إليه (إن أردت) مثل إن شاء .. و (التاء) فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (أنصح) مضارع منصوب، والفاعل أنا (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنصح)، (إن كان) مثل كنت

(1)

، (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (يريد) مثل ينفع، والفاعل هو (أن يغوي) مثل أن أنصح و (كم) مفعول به (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ربّكم) خبر مرفوع ومضاف إليه (الواو) عاطفة (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ترجعون) وهو مضارع مبني للمجهول مرفوع .. والواو نائب الفاعل.

والمصدر المؤوّل (أن أنصح) في محلّ نصب مفعول به عامله أردت.

والمصدر المؤوّل (أن يغويكم) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد.

وجملة: «لا ينفعكم نصحي» في محلّ نصب معطوفة على جملة يأتيكم به الله.

(1)

في الآية السابقة (32).

ص: 260

وجملة: «أردت

» لا محلّ لها استئنافيّة .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فلا ينفعكم نصحي.

وجملة: «إن كان الله

» لا محلّ لها استئنافيّة .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الشرط الأول وجوابه أي: إن كان الله يريد أن يغويكم فإن أردت أن أنصح لكم فلا ينفعكم نصحي

(1)

.

وجملة: «أنصح

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «أن يغويكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.

وجملة: «هو ربّكم» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «ترجعون» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.

‌الصرف:

(نصح)،مصدر سماعيّ لفعل نصح ينصح باب فتح، وزنه فعل بضمّ الفاء، وثمّة مصادر أخرى هي نصح بفتح النون ونصاحة بفتح النون وكسرها، ونصاحية بفتح النون.

ص: 261

‌الفوائد

- اعتراض شرط على آخر:

ورد في هذه الآية الكريمة شرطان، وهو قوله تعالى {وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} قال ابن هشام: في هذه الآية نظر، إذ لم يتوال شرطان وبعدهما جواب، كما في قول الشاعر:

إن تستغيثوا بنا إن تذعروا تجدوا

منا معاقيل عزّ زانها كرم

إذ الآية الكريمة لم يذكر فيها جواب، وإنما تقدم على الشرطين ما هو جواب في المعنى للشرط الأول، فينبغي أن يقدر إلى جانبه. ويكون الأصل: إن أردت أن أنصح لكم فلا ينفعكم نصحي إن كان الله يريد أن يغويكم. وقد بنى الفقهاء على ذلك حكما وهو: إذا قال أحدهم: إن أكلت إن شربت فأنت طالق. فإن المرأة لا تطلق حتى تقدم المؤخر وتؤخر المقدم، وذلك لأن التقدير حينئذ: إن شربت فإن أكلت فأنت طالق، وجواب الشرط للسابق منهما.

{أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَراهُ قُلْ إِنِ اِفْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمّا تُجْرِمُونَ (35)}

‌الإعراب:

(أم يقولون افتراه قل) مرّ إعرابها

(1)

، (إن افتريت) مثل إن أردت

(2)

،و (الهاء) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (على) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (إجرامي) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء .. و (الياء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (بريء) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (تجرمون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

والمصدر المؤوّل (ما تجرمون) في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ببريء.

(1)

في الآية (13) من هذه السورة.

(2)

في الآية السابقة (34).

ص: 262

جملة: «يقولون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «افتراه

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «قل

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «إن افتريته

» في محلّ نصب مقول القول الثاني.

وجملة: «عليّ إجرامي» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «أنا بريء» في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط

(1)

.

‌الصرف:

(إجرام)،مصدر قياسيّ لفعل أجرم الرباعيّ، وزنه أفعال.

{وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (36) وَاِصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (أوحي) فعل ماض مبنيّ للمجهول (إلى نوح) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوحي)، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ-وهو ضمير الشأن- (لن) حرف نفي ونصب (يؤمن) مضارع منصوب (من قوم) جارّ ومجرور حال من فاعل يؤمن و (الكاف) ضمير مضاف إليه (إلاّ) أداة حصر (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل يؤمن (قد) حرف تحقيق (آمن) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تبتئس) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ

(2)

، (كانوا) فعل ماض ناقص-ناسخ-مبنيّ على

(1)

يجوز أن تكون الجملة حاليّة من ضمير المتكلّم في (عليّ)،والعامل فيها معنى الاستقرار.

(2)

أو اسم موصول في محلّ جرّ، والجملة بعده صلة، والعائد محذوف أي: يفعلونه.

ص: 263

الضمّ .. والواو اسم كان (يفعلون) مضارع مرفوع والواو فاعل.

والمصدر المؤوّل (ما كانوا .. ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تبتئس).

والمصدر المؤوّل (أنّه لن يؤمن .. ) في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل أوحي.

جملة: «أوحي إلى نوح

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لن يؤمن

» في محلّ رفع خبر (أنّ).

وجملة: «قد آمن

» لا محلّ لها صلة الموصول.

وجملة: «لا تبتئس» في محلّ جزم (الواو) جواب شرط مقدّر أي إن كان المؤمنون قلّة فلا تبتئس.

وجملة: «كانوا يفعلون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «يفعلون» في محلّ نصب خبر كانوا.

(الواو) عاطفة (اصنع) فعل أمر، والفاعل أنت (الفلك) مفعول به منصوب (بأعين) جارّ ومجرور حال من فاعل اصنع و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (وحينا) معطوف على أعيننا، ومضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تخاطب) فعل مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (في) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (تخاطب) على حذف مضاف أي في أمر الذين

(ظلموا) فعل ماض وفاعله (إنّ) حرف مشبه بالفعل-ناسخ-و (هم) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (مغرقون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.

ص: 264

وجملة: «اصنع

» في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تبتئس.

وجملة: «لا تخاطبني» معطوفة على جملة اصنع الفلك.

وجملة: «ظلموا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «إنّهم مغرقون» لا محلّ لها تعليليّة.

‌الصرف:

(أعين)،جمع عين، اسم للعضو المعروف، وهنا مستعمل على المجاز أي بحفظنا ورعايتنا.

(وحي)،هو مصدر وحي يحي باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون، وقد يطلق على ما يرسله الله إلى الأنبياء أو هو الملك الذي ينقل رسالة الله إلى النبيّ.

(مغرقون)،جمع مغرق، اسم مفعول من أغرق الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.

‌البلاغة

في قوله تعالى «إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ» مجيء الخبر إنكاريا مؤكدا بإن تأكيدا للكلام وتنزيلا للسامع منزلة المتردد، لأنه للنفس اليقظى مظنة التردد في حكم الخبر، ومؤونة الطلب له، فقال أولا: ولا تخاطبني في الذين ظلموا، أي لا تدعني يا نوح في استدفاع العذاب عنهم، ثم قال:{إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} ،لأن الكلام مظنة أن يتردد نوح بأنه هل يصيبهم بأس بل بأنهم هل هم مغرقون، بملاحظة ما تقدم من قوله واصنع الفلك، فأورد الخبر مؤكدا، فقال: إنهم محكوم عليهم بالإغراق.

{وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنّا فَإِنّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (39)}

ص: 265

‌الإعراب:

(الواو) استئنافية (يصنع) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الفلك) مفعول به منصوب (الواو) استئنافيّة

(1)

(كلّما) ظرف زمان متضمّن معنى الشرط

(2)

متعلّق ب (سخروا)، (مرّ) فعل ماض (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (مرّ)، (ملأ) فاعل مرفوع (من قوم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لملأ و (الهاء) مضاف إليه (سخروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ .. والواو فاعل (منه) مثل عليه متعلّق ب (سخروا)، (قال) مثل مرّ (إن) حرف شرط جازم (تسخروا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون .. والراو فاعل (منّا) مثل عليه متعلّق ب (تسخروا)، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ-و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (نسخر) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (منكم) حرف جرّ وضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نسخر)، (الكاف) حرف تشبيه وجرّ (ما) حرف مصدريّ (تسخرون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

والمصدر المؤوّل (ما تسخرون) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق ب (نسخر).

جملة: «يصنع

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «مرّ عليه ملأ

» في محلّ جرّ مضاف إليه .. والشرط وفعله وجوابه جملة لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.

وجملة: «سخروا منه» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «قال

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «إن تسخروا

» في محلّ نصب مقول القول.

(1)

أو هي واو الحال، والجملة بعدها في محلّ نصب حال.

(2)

أو (كلّ) ظرف نائب عن مقدّر أي: كلّ وقت مرور .. و (ما) حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل مضاف إليه في محلّ جرّ.

ص: 266

وجملة: «إنّا نسخر

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «نسخر منكم

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «تسخرون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

(الفاء) عاطفة (سوف) حرف استقبال (تعلمون) مثل تخسرون (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به

(1)

(يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (الهاء) ضمير مفعول به (عذاب) فاعل مرفوع (يخزيه) مثل يأتيه، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على عذاب (الواو) عاطفة (يحلّ) مثل يصنع (عليه) مثل الأول متعلّق ب (يحل)، (عذاب) فاعل مرفوع (مقيم) نعت لعذاب مرفوع.

وجملة: «سوف تعلمون

» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

وجملة: «يأتيه عذاب

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «يخزيه

» في محلّ رفع نعت لعذاب (الأول).

وجملة: «يحلّ عليه عذاب» لا محل لها معطوفة على جملة الصلة.

{حَتّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ قُلْنَا اِحْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اِثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلاّ قَلِيلٌ (40)}

‌الإعراب:

(حتّى) حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل فيه معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (قلنا)، (جاء) فعل ماض (أمر) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (فار التنور) مثل جاء أمرنا (قلنا) فعل ماض وفاعله (احمل) فعل أمر والفاعل أنت (في) حرف جرّ

(1)

أو اسم استفهام مبتدأ، والجملة بعده خبر، وقد سدّت جملة الاستفهام مسدّ مفعولي تعلمون.

ص: 267

و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (احمل)، (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من زوجين

(1)

-نعت تقدّم على المنعوت- (زوجين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (اثنين) نعت لزوجين منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بالمثنى (الواو) عاطفة (أهل) معطوف على زوجين منصوب و (الكاف) مضاف إليه (إلاّ) حرف للاستثناء (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء (سبق .. القول) مثل جاء أمرنا (عليه) مثل فيها متعلّق ب (سبق)، (الواو) عاطفة (من آمن) مثل من سبق ومعطوف عليه (الواو) واو الحال (ما) نافية (آمن) مثل جاء (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (آمن)، (الهاء) ضمير مضاف إليه (إلاّ) أداة حصر (قليل) فاعل مرفوع.

جملة: «جاء أمرنا

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «فار التنّور

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاء أمرنا.

وجملة: «قلنا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «احمل

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «سبق عليه القول» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «آمن» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.

وجملة: «آمن (الثانية)» في محلّ نصب حال

(2)

.

(فار)؛فيه إعلال بالقلب أصله فور بفتحتين قلبت الواو ألفا لمجيئها بعد فتح وزنه فعل.

‌الصرف:

(التّنور)،جاء في لسان العرب مادة (ت ن ر): «التنور:

(1)

أو متعلّق ب (احمل).

(2)

أو استئناف بيانيّ لا محلّ لها.

ص: 268

الذي يخبز فيه، يقال هو في جميع اللغات كذلك، وقال أحمد بن يحيى: التّنور تفعول من النار، قال ابن سيده: وهذا من الفساد بحيث تراه وإنّما هو أصل لم يستعمل إلاّ في هذا الحرف وبالزيادة، وصاحبه تنّار. والتنور: وجه الأرض فارسيّ معرّب، وقيل هو بكلّ لغة» أهـ، فوزن تنّور فعّول لأن اشتقاقه من (تنر).

{وَقالَ اِرْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي نوح بحسب الظاهر (اركبوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. و (الواو) فاعل (فيها) كالسابقة

(1)

متعلّق ب (اركبوا) بتضمينه معنى ادخلوا (باسم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم

(2)

، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (مجرى) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (ها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (مرساها) مثل مجراها ومعطوف عليه عليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّ) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (اللام) المزحلقة (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.

جملة: «قال

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «اركبوا فيها

» في محلّ نصب مقول القول.

(1)

في الآية (40) السابقة.

(2)

يجوز أن يكون الجارّ متعلّقا بمحذوف حال من فاعل اركبوا أي قائلين أو متبرّكين باسم الله، وحينئذ يعرب مجرى ظرفا للزمان أو المكان متعلّقا بحال، أو هو ظرف للزمان فقط على نيّة الحذف كما تقول جئتك مقدم الحاج أي وقت قدومه .. أو هو حال إن كان مصدرا ميميّا كقولنا آتيك خفوق النجم. وهذا التخريج ينطبق على (مرسى) لأنه معطوف عليه.

ص: 269

وجملة: «باسم الله مجراها

» في محلّ نصب حال من الضمير في (فيها)

(1)

.

وجملة: «إنّ ربّي لغفور

» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

‌الصرف:

(باسم)،رسمت في المصحف بحذف همزة الوصل (بسم)،والقاعدة الإملائيّة بعدم الحذف لأن حذف همزة الوصل لا يتمّ إلاّ في البسملة الكاملة (بسم الله الرحمن الرحيم)،أمّا إذا قلت باسم الله آكل، أو باسم الله أركب فلا حذف.

(مجرى)،اسم زمان أو مكان من فعل جرى الثلاثيّ، ووزنه مفعل بفتح الميم والعين، وهو مصدر ميميّ من الفعل نفسه والوزن نفسه لأن الفعل معتلّ ناقص.

(مرسى)،اسم زمان أو مكان من فعل أرسى الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين، أو هو مصدر ميميّ من الفعل نفسه، والوزن نفسه.

{وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ وَنادى نُوحٌ اِبْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ اِرْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ (42)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هي (الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من الفاعل (في موج) جارّ ومجرور حال ثانية من فاعل تجري (كالجبال) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لموج (الواو) عاطفة لا للترتيب (نادى) فعل ماض

(1)

لا يجوز أن تكون حالا من فاعل اركبوا لأنه ليس فيها عائد عليه .. ويجوز أن تكون استئنافيّة في حيّز القول.

ص: 270

مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (نوح) فاعل مرفوع (ابن) مفعول به منصوب و (الهاء) مضاف إليه (الواو) اعتراضيّة

(1)

، (كان) فعل ماض ناقص-ناسخ-واسمه ضمير مستتر تقديره هو (في معزل) جارّ ومجرور خبر كان (يا) أداة نداء (بنيّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة و (الياء) المحذوفة تخفيفا ضمير مضاف إليه (اركب) فعل أمر، والفاعل أنت (معنا) مثل معه

(2)

متعلّق ب (اركب)، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تكن) مضارع ناقص مجزوم، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (مع) مثل السابق

(3)

متعلّق بخبر تكن (الكافرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.

جملة: «هي تجري

» لا محلّ لها استئنافيّة

(4)

.

وجملة: «تجري

» في محلّ رفع خبر المبتدأ هي.

وجملة: «نادى

» معطوفة على جملة هي تجري.

وجملة: «كان في معزل

» لا محلّ لها اعتراضيّة.

وجملة: «يا بنيّ

» في محلّ نصب مقول القول لقول محذوف أي نادى يقول يا بني

(5)

.

وجملة: «اركب معنا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «لا تكن مع الكافرين

» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

(1)

أو حاليّة والجملة في محلّ نصب حال.

(2،3) في الآية (40) من هذه السورة.

(4)

يجوز أن تكون (الواو) واو الحال، والجملة في محلّ نصب حال من مقدّر أي: ركبوا وساروا وهي تجري.

(5)

أو لا محلّ لها تفسير للنداء في قوله: نادى نوح ابنه .. وانظر الآية (22) من سورة الأعراف.

ص: 271

‌الصرف:

(معزل)،اسم مكان من عزل الثلاثيّ باب ضرب، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين لأن عينه في المضارع مكسورة.

(بنيّ)،هو تصغير ابن، وأصله بثلاث ياءات، الأولى ياء التصغير والثانية لام الكلمة-أو عينها على الأصل-والثالثة ياء المتكلّم، ثمّ حذفت ياء المتكلّم تخفيفا وأدغمت ياء التصغير في لام الكلمة.

{قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلاّ مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43)}

‌الإعراب:

(قال) فعل ماض، والفاعل هو أي ابن نوح (السين) حرف استقبال (آوي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل أنا (إلى جبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (آوي)، (يعصمني) مضارع مرفوع .. و (النون) للوقاية و (الياء) مفعول به، والفاعل هو (من الماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعصم)، (قال) مثل الأول، والفاعل هو أي نوح (لا) نافية للجنس (عاصم) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بحال من أمر الله

(1)

، (من أمر) جارّ ومجرور متعلّق بخبر لا (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إلاّ) أداة استثناء (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل أو المنقطع بحسب تأويل معنى عاصم

(2)

، (رحم) فعل ماض، والفاعل هو أي الله

(3)

(الواو) عاطفة (حال) فعل ماض (بين) ظرف مكان منصوب

(1)

لا يجوز أن يكون (عاصم) عاملا في اليوم، إذ لو كان كذلك لنّون .. وأجاز بعضهم تعليق (اليوم) بخبر لا ورده العكبري.

(2)

فعلى المتّصل أي لا عاصم إلاّ الله، وعلى المنقطع أي لكن من رحمه الله يعصم، وقد يكون (عاصم) بمعنى معصوم فالاستثناء متّصل.

(3)

ومفعول (رحم) محذوف وهو العائد.

ص: 272

متعلّق ب (حال)،و (هما) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الموج) فاعل مرفوع (الفاء) عاطفة (كان) ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من المغرقين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان.

جملة: «قال

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «سآوي

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يعصمني

» في محلّ جرّ نعت لجبل.

وجملة: «قال (الثانية)

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «لا عاصم .. من أمر الله

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «رحم

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «حال .. الموج

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «كان من المغرقين

» لا محلّ لها معطوفة على جملة حال.

{وَقِيلَ يا أَرْضُ اِبْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاِسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظّالِمِينَ (44)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (يا) أداة نداء (أرض) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (ابلعي) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. و (الياء) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (ماءك) مفعول به منصوب .. و (الكاف) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يا سماء أقلعي) مثل يا أرض ابلعي (الواو) عاطفة (غيض) مثل قيل، (الماء) نائب الفاعل مرفوع (الواو) عاطفة (قضي الأمر) مثل غيض الماء (الواو) عاطفة (استوت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين .. والتاء للتأنيث، والفاعل هي أي السفينة

ص: 273

(على الجوديّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (استوت)، (الواو) عاطفة (قيل) مثل الأول (بعدا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي ابعدوا أو بعدوا على الدعاء (للقوم) جارّ ومجرور متعلّق بالمصدر (بعدا)

(1)

، (الظالمين) نعت للقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء.

جملة: «قيل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يا أرض

» في محلّ رفع نائب الفاعل

(2)

.

وجملة: «ابلعي

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «يا سماء

» في محلّ رفع معطوفة على جملة يا أرض.

وجملة: «أقلعي

» لا محلّ لها جواب النداء الثاني.

وجملة: «غيض الماء

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «قضي الأمر

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «استوت على الجوديّ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «قيل (الثانية)

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «(بعد) بعدا .. » في محلّ رفع نائب الفاعل

(3)

.

‌الصرف:

(غيض)،فيه عودة الألف إلى الياء وكسر فاء الكلمة.

(1)

قال أبو حيّان: واللام في (للقوم) من صلة المصدر، ومنع جماعة التعليق بالمصدر فقالوا تتعلّق بقوله و (قيل)،والتقدير: وقيل لأجل الظالمين إذ لا يمكن أن يخاطب الهالك إلاّ على سبيل المجاز. وقال غيره: هي للتخصيص والتبيين متعلّقة ب (قيل) .. وقيل: الجار والمجرورة متعلق بخبر والمبتدأ محذوف تقديره الدعاء: أي الدعاء للقوم الظالمين .. فثمة جملتان في التركيب ..

(2،3) لأنها في الأصل مقول القول .. والجمهور يجعل نائب الفاعل محذوفا تقديره (القول)،والجملة مفسّرة.

ص: 274

لمناسبة الياء.

(استوت)،فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين، جاءت الألف ساكنة قبل تاء التأنيث فحذفت، وزنه افتعت.

(الجوديّ)،اسم جامد لجبل بعينه، ويقال: كلّ جبل يقال له جوديّ.

(بعدا)،مصدر سماعيّ لفعل بعد يبعد باب كرم وزنه فعل بضمّ فسكون.

‌البلاغة

1 -

النظر في هذه الآية الكريمة من أربع جهات: من جهة علم البيان؛ ومن جهة علم المعاني، وهما مرجعا البلاغة؛ ومن جهة الفصاحة المعنوية؛ ومن جهة الفصاحة اللفظية. أما النظر فيها من جهة علم البيان وهو النظر فيما فيها من المجاز والاستعارة والكناية وما يتصل بذلك من القرينة والترشيح والتعريض، فهو أنه عز سلطانه لما أراد أن يبني معنى: أردنا أن نردّ ما انفجر من الأرض إلى بطنها فارتدّ، وأن نقطع طوفان السماء فانقطع، وأن نفيض الماء النازل من السماء ففاض، وأن نقضي أمر نوح عليه السلام وهو إنجاز ما كنا وعدناه من إغراق قومه فقضي، وأن نسوي السفينة على الجودي فاستوت وأبقينا الظّلمة غرقى؛ بنى سبحانه الكلام على تشبيه المراد منه بالمأمور الذي لا يتأتّى منه-لكمال هيبته من الآمر-العصيان؛ وتشبيه تكوين المراد بالأمر الجزم النافذ في تكون المقصود تصويرا لاقتداره سبحانه العظيم، وأن هذه الأجرام العظيمة من السموات والأرض تابعة لإرادته تعالى إيجادا وإعداما لمشيئته فيها تغييرا وتبديلا كأنها عقلاء مميزون؛ ثم بنى على مجموع التشبيهين نظم الكلام فقال جل وعلا: «قيل

» على سبيل المجاز عن الإرادة من باب ذكر المسبب وإرادة السبب، لأن الإرادة تكون سببا لوقوع القول في الجملة، وجعل قرينة هذا

ص: 275

المجاز خطاب الجماد وهو «يا أرض

» «ويا سماء

»،وهذا الخطاب للأرض والسماء على سبيل الاستعارة للشبه المذكور، والظاهر أنه أراد أن هناك استعارة بالكناية حيث ذكر المشبه (أعني السماء والأرض المراد منهما حصول أمر) وأريد المشبه به (أعني المأمور الموصوف بأنه لا يتأتى منه العصيان ادعاء) بقرينة نسبة الخطاب إليه ودخول حرف النداء عليه-وهما من خواص المأمور المطيع- ويكون هذا تخييلا. ثم استعار لغور الماء في الأرض البلع الذي هو عمل الجذب في المطعوم للشبه بينهما وهو الذهاب إلى مقر خفي.

وفي الكشاف: جعل البلع مستعارا لنشف الأرض الماء وهو أولى، فإن النشف دال على جذب من أجزاء الأرض لما عليها كالبلع بالنسبة إلى الحيوان، ولأن النشف فعل الأرض والغور فعل الماء، مع الطباق بين الفعلين تعديا، ثم استعار الماء للغذاء استعارة بالكناية تشبيها له بالغذاء لتقوى الأرض بالماء في الإنبات للزروع والأشجار تقوي الآكل بالطعام، وجعل قرينة الاستعارة لفظة «ابلعي

» لكونها موضوعة للاستعمال في الغذاء دون الماء.

ثم قال جل وعلا: «ماءك

» بإضافة الماء إلى الأرض، على سبيل المجاز تشبيها لاتصال الماء بالأرض باتصال الملك بالمالك، واختار ضمير الخطاب لأجل الترشيح، وحاصله أن هناك مجازا لغويا في الهيئة الإضافية الدالة على الاختصاص الملكي، ولهذا جعل الخطاب ترشيحا لهذه الاستعارة من حيث أن الخطاب يدل على صلوح الأرض للمالكية.

ثم اختار لاحتباس لمطر الإقلاع الذي هو ترك الفاعل الفعل للشبه بينهما في عدم ما كان من المطر أو الفعل، ففي «أقلعي

» استعارة باعتبار جوهره، وكذا باعتبار صيغته أيضا. وهي مبنية على تشبيه تكوين المراد بالأمر الجزم النافذ، والخطاب فيه أيضا ترشيح لاستعارة النداء.

ثم قال سبحانه «وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ

ص: 276

بُعْداً

» فلم يصرح جل وعلا بمن غاض الماء، ولا بمن قضى الأمر وسوى السفينة وقال بعدا. كما لم يصرح سبحانه بقائل «يا أَرْضُ

» «وَيا سَماءُ

» في صدر الآية، سلوكا في كل واحد من ذلك لسبيل الكناية، لأن تلك الأمور العظام لا تصدر إلا من ذي قدرة لا يكتنه، قهار لا يغالب؛ فلا مجال لذهاب الوهم إلى أن يكون غيره جلت عظمته قائلا: «يا أَرْضُ

» و «يا سَماءُ

»،ولا غائضا ما غاض، ولا قاضيا مثل ذلك الأمر الهائل، أو أن يكون تسوية السفينة وإقرارها بتسوية غيره.

ثم إنه تعالى ختم الكلام بالتعريض، تنبيها لسالكي مسلك أولئك القوم، في تكذيب الرسل عليهم السلام، ظلما لأنفسهم لا غير؛ وإظهارا لمكان السخط ولجهة استحقاقهم إياه، وأن قيامة الطوفان، وتلك الصورة الهائلة، ما كانت إلا لظلمهم، كما يؤذن بذلك الدعاء بالهلاك بعد هلاكهم، والوصف بالظلم مع تعليق الحكم به.

وأما النظر فيها من جهة علم المعاني، وهو النظر في فائدة كل كلمة فيها، وجهة كل تقديم وتأخير فيما بين جملها، فذلك أنه اختير «يا

» دون سائر أخواتها لكونها أكثر في الاستعمال، وأنها دالة على بعد المنادي الذي يستدعيه مقام إظهار العظمة، وإبداء شأن العزة والجبروت. وأما من حيث النظر إلى ترتيب الجمل، فذلك أنه قدم النداء على الأمر، فقيل: «يا أَرْضُ ابْلَعِي

» «وَيا سَماءُ أَقْلِعِي

» دون أن يقال: ابلعي يا أرض واقلعي يا سماء، جريا على مقتضى اللازم-فيمن كان مأمورا حقيقة-من تقديم التنبيه، ليتمكن الأمر الوارد عقيبه في نفس المنادي، قصدا بذلك لمعنى الترشيح للاستعارة المكنية في الأرض والسماء، ثم قدم أمر الأرض على أمر السماء، لكونها الأصل، نظرا إلى كون ابتداء الطوفان منها حيث فار تنورها أولا.

هذا كله نظرا في الآية من جانبي البلاغة، وقد ذكر ابن أبي الإصبع أن فيها عشرين ضربا من البديع مع أنها سبع عشرة لفظة، وذلك: المناسبة التامة في «ابلعي

» و «اقلعي

»،والاستعارة فيها، والطباق بين الأرض والسماء، والمجاز في

ص: 277

«يا سَماءُ

» فإن الحقيقة يا مطر السماء، والإشارة في «وَغِيضَ الْماءُ

» فإنه عبر به عن معان كثيرة لأن الماء لا يفيض حتى يقلع مطر السماء وتبلع الأرض ما يخرج منها فينقص ما على وجه الأرض، والإرداف في «وَاسْتَوَتْ

»،والتمثيل في «وَقُضِيَ الْأَمْرُ

»،والتعليل فإن غيض الماء علة للاستواء، وصحة التقسيم فإنه استوعب أقسام الماء حال نقصه، والاحتراس في الدعاء لئلا يتوهم أن الغرق لعمومه شمل من لا يستحق الهلاك فإن عدله تعالى يمنع أن يدعو على غير مستحق، وحسن النسق، وائتلاف اللفظ مع المعنى، والإيجاز فإنه سبحانه قص القصة مستوعبة بأخصر عبارة، والتسهيم لأن أول الآية يدل على آخرها، والتهذيب لأن مفرداتها موصوفة بصفات الحسن، وحسن البيان من جهة أن السامع لا يتوقف في فهم معنى الكلام ولا يشكل عليه شيء منه، والتمكين لأن الفاصلة مستقرة في محلها مطمئنة في مكانها والانسجام، وزاد الجلال السيوطي الاعتراض.

‌الفوائد

1 -

الإعجاز البلاغيّ في القرآن:

لقد اشتملت هذه الآية على فنون من البلاغة تجاوزت خمسة وعشرين فنا، قد ذكرها علماء البلاغة مفصلة ولا مجال لعرضها، ولا يسع الإنسان إلا أن يخر ساجدا لعظمة الله عز وجل، وينحني أمام بيانه المعجز، مقرا بأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد. ويروى أن عالما كبيرا حاول أن ينتقد القرآن الكريم وذلك باكتشاف عيب بسيط فيه، واستمرت المحاولة شهورا، وكان له جماعه يترددون عليه ويسألونه ما صنع؟ ولكنه في نهاية المطاف كسر القلم والدواة وقال: هذا كلام الله لا يناقش، ثم مر على مسجد فسمع غلاما يتلو هذه الآية فقال: ما كان لبشر أن يقول مثل هذا الكلام.

2 -

تعليق الإمام النسفي على هذه الآية:

ومن جهة الفصاحة المعنوية، وهي كما ترى نظم للمعاني لطيف، وتأدية لها

ص: 278

ملخصة مبينة، لا تعقيد يعتري الفكر في طلب المراد، ولا التواء يشكّك الطريق إلى المرتاد. ومن جهة الفصاحة اللفظية، فألفاظها على ما ترى عربية مستعملة، سليمة عن التنافر، بعيدة عن البشاعة، عذبة على العذبات، سلسة على الأسلات، كل منها كالماء في السلاسة، وكالعسل في الحلاوة، وكالنسيم في الرقة؛ ومن ثم أطبق المعاندون على أن طوق البشر قاصر عن الإتيان بمثل هذه الآية. ولله درّ شأن التنزيل، لا يتأمل العالم آية من آياته إلا أدرك لطائف لا تسع الحصر، ولا تظنّن الآية مقصورة على المذكور، فلعلّ المتروك أكثر من المسطور.

{وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ اِبْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ (45)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (نادى نوح ربّه) مثل نادى نوح ابنه

(1)

، (الفاء) عاطفة (قال) فعل ماض، والفاعل هو (ربّ) منادى مضاف منصوب، حذف منه أداة النداء، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف .. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ابني) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء .. و (الياء) مضاف إليه (من أهل) جارّ ومجرور بخبر إنّ و (الياء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (إنّ وعدك) مثل إنّ ابني، والفتحة ظاهرة (الحقّ) خبر إنّ مرفوع (الواو) عاطفة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أحكم) خبر مرفوع (الحاكمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء جملة: «نادى نوح

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «قال

» لا محلّ لها معطوفة على جملة نادى وهو عطف تفسير أو تفصيل.

(1)

في الآية (42) من هذه السورة.

ص: 279

وجملة: «ربّ

» في محلّ نصب مقول القول

(1)

.

وجملة: «إنّ ابني من أهلي» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «إنّ وعدك الحقّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

وجملة: «أنت أحكم الحاكمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

‌الفوائد

هل كنعان الغريق ابن نوح؟ أكثر المفسرين أنه ابن نوح من صلبه.

وهذا هو القول الصحيح. وما سوى ذلك فهو باطل. وقد نقل الجمهور ما صح عن ابن عباس أنه قال: ما بغت (ما زنت) امرأة نبي قط. ونص تعالى بقوله {وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ} كما ناداه أبوه بقوله (يا بني اركب معنا).وقال المفسرون: إذا كفرت زوجة النبي فهذا لا يعيبه ولا يمس شرفه، أما الزنى فإنه معيب ولا يجوز أن يقع من زوجة نبي قط، كما ورد عن ابن عباس؛ والذي يظهر لي والله أعلم أن قوله تعالى: إنه ليس من أهلك أي أنه باختياره الكفر قد انقطعت القرابة المعنوية بينه وبين أبيه، لأن الإيمان هو الرابط الأساسي والقرابة الحق.

{قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (46)}

‌الإعراب:

(قال يا نوح) مرّ إعرابها

(2)

، (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ-و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إن (ليس) فعل ماض ناقص جامد، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من أهلك) مثل من أهلي

(1)

أو هي اعتراضيّة لا محلّ لها، والجملة بعدها مقول القول.

(2)

في الآية (32) من هذه السورة.

ص: 280

متعلّق بخبر ليس

(1)

(إنّه) مثل الأول (عمل) خبر إنّ مرفوع على حذف مضاف أي ذو عمل (غير) نعت لعمل مرفوع (صالح) مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية حازمة (تسألن) مضارع مجزوم .. و (النون) للوقاية و (الياء) المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به (ما) اسم موصول

(2)

مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (ليس) مثل الأول (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدم (به) مثل لك متعلق بحال من (علم) وهو اسم لبس مؤخّر مرفوع (إنّي) مثل إنّه (أعظ) مضارع مرفوع، والفاعل أنا و (الكاف) ضمير مفعول به (أن) حرف مصدريّ (تكون) مضارع ناقص منصوب واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الجاهلين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر تكون.

والمصدر المؤوّل (أن تكون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره من متعلّق ب (أعظك) بمعنى أنهاك

(3)

.

جملة: «قال

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يا نوح

» في محلّ نصب مقول القول

(4)

.

وجملة: «إنّه ليس من أهلك» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «ليس من أهلك» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «إنّه عمل

» لا محلّ لها تعليلية.

(1)

في الآية السابقة (45).

(2)

أو هو نكرة موصوفة بمعنى شيء .. والجملة بعده في محلّ نصب نعت له.

(3)

أو هو في محلّ نصب مفعول لأجله على حذف مضاف أي: أعظك كراهة أن تكون من الجاهلين.

(4)

أو هي اعتراضيّة لا محلّ لها، والجملة بعدها مقول القول.

ص: 281

وجملة: «لا تسألن

» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: أي إن جاءك علم هذا فلا تسألني

وجملة: «ليس لك به علم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «إنّي أعظك

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أعظك

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «تكون

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

‌الفوائد

1 -

عصمة الأنبياء:

استدل بهذه الآيات من لا يرى عصمة الأنبياء، بأن قوله تعالى {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ} المراد منه السؤال، وهو محظور، فلهذا نهاه عنه بقوله {فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} ،وقوله سبحانه وتعالى {إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ} يدل على أن ذلك السؤال كان جهلا، ففيه زجر وتهديد، وطلب المغفرة والرحمة له يدل على صدور الذنب. والجواب أن الله عز وجل كان قد وعد نوحا عليه الصلاة والسلام بأن ينجيه وأهله، فأخذ نوح ظاهر اللفظ واتبع التأويل بمقتضى الظاهر، ولم يعلم ما غاب عنه ولم يشك في وعد الله سبحانه وتعالى، فأقدم على هذا السؤال لهذا السبب، فعاتبه الله عز وجل على سؤاله ما ليس له به علم، وبين له أنه ليس من أهله الذين وعده بنجاتهم، لكفره وعمله الذي هو غير صالح، وأعلمه الله سبحانه وتعالى أنه مغرقه مع الذين ظلموا، ونهاه عن مخاطبته فيهم، فأشفق نوح من إقدامه على سؤال ربه، فيما لم يؤذن له فيه وخاف من ذلك الهلاك؛ فلجأ إلى ربه عز وجل، وخشع له وعاذ به، وسأله المغفرة والرحمة، لأن حسنات الأبرار سيئات المقربين، وليس في الآية ما يقتضي صدور ذنب ومعصية من نوح عليه الصلاة والسلام سوى تأويله وإقدامه على سؤال ما لم يؤذن له فيه، وهذا ليس بذنب ولا معصية. ويقال في هذه الحادثة ما قيل في فداء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأسرى بدر، والله أعلم.

ص: 282

2 -

حذف الياء تخفيفا:

ورد في القرآن الكريم حذف الياء من بعض الأسماء والأفعال دون سبب نحوي يقتضي ذلك، وقال النحويون بأن سبب حذفها هو التخفيف، وأثناء الإعراب نعتبرها موجودة ونعربها، وقد وردت في هذه الآية في قوله تعالى: فلا تسألن: أصلها فلا تسألني، حذفت الياء للتخفيف، وهي ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وورد في سورة الكهف قوله تعالى {ذلِكَ ما كُنّا نَبْغِ} أي نبغي، وورد أيضا في موضع آخر من القرآن الكريم {وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} ،وورد في الآية السابقة {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} أي (ربي)؛وهذه سمة لكلام الله عز وجل تميزه عن كلام البشر، وحذف الياء فيه مغزى وحكمة وتناسق وانسجام للنغم الموسيقي المتآلف في القرآن الكريم، وفيه لفتة إلى بعض المعاني اللطيفة. ففي قوله تعالى مثلا {رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ} فيه لفتة إلى قرب الله عز وجل من العبد واستجابته له قبل أن يتم كلمة (ربي).والله أعلم.

{قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ (47)}

‌الإعراب:

(قال ربّ) مر إعرابها

(1)

، (إنّي) مثل إنّه

(2)

، (أعوذ) مثل أعظ

(3)

، (الباء) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أعوذ)، (أن) حرف مصدريّ ونصب (أسأل) مضارع منصوب، والفاعل أنا و (الكاف) ضمير مفعول به (ما ليس لي به علم) مثل ما ليس لك به علم

(4)

.

والمصدر المؤوّل (أن أسألك .. ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره من أن أسألك .. متعلّق ب (أعوذ).

(1)

في الآية (45) من هذه السورة.

(2،3،4) في الآية (46) السابقة.

ص: 283

(الواو) عاطفة (إنّ) حرف شرط جازم (لا) نافية (تغفر) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (لي) مثل لك، متعلّق ب (تغفر)، (الواو) عاطفة (ترحم) مضارع مجزوم معطوف على (تغفر)،و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (أكن) مضارع ناقص مجزوم جواب الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره (أنا)(من الخاسرين) جارّ ومجرور خبر أكن.

جملة: «قال

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ربّ

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «إنّي أعوذ

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «أعوذ

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «أسألك

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «ليس لي به علم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما)

(1)

.

وجملة: «إلاّ تغفر

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

وجملة: «ترحمني

» لا محلّ لها معطوفة على جملة تغفر.

وجملة: «أكن من الخاسرين» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

{قِيلَ يا نُوحُ اِهْبِطْ بِسَلامٍ مِنّا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنّا عَذابٌ أَلِيمٌ (48)}

(1)

أو في محلّ نصب نعت ل (ما) النكرة الموصوفة بمعنى شيء.

ص: 284

‌الإعراب:

(قيل) ماض مبنيّ للمجهول (يا نوح) مرّ إعرابها

(1)

، (اهبط) فعل أمر، والفاعل أنت (بسلام) جار ومجرور حال من فاعل اهبط (من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لسلام

(2)

، (الواو) عاطفة (بركات) معطوف على سلام مجرور (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لبركات

(3)

، (الواو) عاطفة (على أمم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لبركات-أو ببركات-فهو معطوف على المجرور الأول بإعادة الجار (من) حرف جرّ (من) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بنعت لأمم (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و (الكاف) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (أمم) مبتدأ مرفوع .. خبره محذوف أي: من ذرّيتك أمم (السين) حرف استقبال (نمتع) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (ثمّ) حرف عطف (يمسّهم) مثل نمتّعهم (منّا) مثل الأول متعلّق بحال من (عذاب) وهو فاعل يمسّهم مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع.

جملة: «قيل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يا نوح

» في محلّ رفع نائب الفاعل

(4)

.

وجملة: «اهبط بسلام» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «من ذرّيتك أمم» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «سنمتّعهم» في محلّ رفع نعت لأمم.

وجملة: «يمسّهم منّا عذاب

» في محلّ رفع معطوفة على جملة سنمتّعهم.

(1)

في الآية 32 من هذه السورة.

(2)

أو متعلّق بسلام.

(3)

أو متعلّق ببركات.

(4)

لأنها في الأصل مقول القول .. وانظر الآية (11) من سورة البقرة.

ص: 285

{تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)}

‌الإعراب:

(تلك) اسم إشارة مبني على السكون الظاهرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ

(1)

،و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (من أنباء) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ

(2)

، (الغيب) مضاف إليه مجرور (نوحي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل نحن للتعظيم و (ها) ضمير مفعول به (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نوحيها)، (ما) نافية (كنت) فعل ماض ناقص- ناسخ-واسمه (تعلمها) مثل نوحيها والفاعل أنت ضمير مستتر (أنت) ضمير بارز منفصل مبنيّ في محلّ رفع توكيد للفاعل (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (قوم) معطوف على الضمير المستتر فاعل تعلم، مرفوع و (الكاف) مضاف إليه (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعلمها)، (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه

(3)

، (الفاء) استئنافيّة

(4)

، (اصبر) فعل أمر، والفاعل أنت (إنّ العاقبة) حرف مشبّه بالفعل واسمه المنصوب (للمتّقين) جارّ ومجرور خبر إنّ.

جملة: «تلك من أنباء

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «نوحيها

» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ تلك

(5)

.

(1)

والإشارة إلى الآيات التي تروي قصة نوح عليه السلام.

(2)

أو حال من الضمير الظاهر في (نوحيها).

(3)

والإشارة إلى القرآن الكريم.

(4)

أو رابطة لجواب شرط مقدّر.

(5)

أو في محلّ نصب حال من أنباء.

ص: 286

وجملة: «ما كنت تعلمها» في محلّ رفع خبر ثالث

(1)

.

وجملة: «تعلمها» في محلّ نصب خبر كنت.

وجملة: «اصبر» لا محلّ لها استئنافيّة

(2)

.

وجملة: «إنّ العاقبة للمتّقين» لا محلّ لها تعليليّة.

{وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اُعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ مُفْتَرُونَ (50)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (إلى عاد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف تقديره أرسلنا

(3)

، (أخاهم) مفعول به للمحذوف منصوب وعلامة النصب الألف .. (وهم) ضمير مضاف إليه (هودا) بدل من (أخاهم) منصوب (قال) فعل ماض (يا) حرف نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (اعبدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. و (الواو) فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به (ما) نافية (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (إله) مجرور لفظا مرفوع محلاّ مبتدأ مؤخّر (غير) نعت لإله مرفوع تبعه محلاّ و (الهاء) مضاف إليه (إن) حرف نفي (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (إلاّ) أداة

(1)

يجوز أن تكون حالا .. إمّا من ضمير المفعول في (نوحيها)،أو من الضمير المجرور في إليك).

(2)

أو في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أوذيت في تبليغ ما أرسل إليك فاصبر.

(3)

يجوز أن يكون المجرور معطوفا على المجرور في قوله (أرسلنا نوحا إلى قومه) - الآية 25 - ، (أخاهم) معطوفة على (نوحا)،والعطف حينئذ من عطف المفردات كما نقول: ضرب زيد عمرا وبكر خالدا .. ولكن الإعراب أعلاه أقرب لطول الفصل، والعطف فيه من عطف الجمل كما يأتي.

ص: 287

حصر (مفترون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.

جملة: «(أرسلنا) إلى عاد

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم: أرسلنا نوحا

(1)

.

وجملة: «قال

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ

(2)

.

وجملة: «يا قوم

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «اعبدوا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «ما لكم من إله غيره» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «إن أنتم إلاّ مفترون» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

{يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ (51) وَيا قَوْمِ اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)}

‌الإعراب:

(يا قوم) مثل السابقة

(3)

، (لا أسألكم

على الذي) مرّ إعراب نظيرها

(4)

، (فطر) فعل ماض، والفاعل هو أي الله، وهو العائد و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تعقلون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «يا قوم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا أسألكم

» لا محلّ لها جواب النداء.

(1)

في الآية (25) من هذه السورة.

(2)

أو في محلّ نصب حال من (أخاهم) بتقدير قد.

(3)

في الآية (50) السابقة.

(4)

في الآية (29) من هذه السورة.

ص: 288

وجملة: «إن أجري إلاّ على الذي .. » لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «فطرني» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «لا تعقلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي: أجهلتم فلا تعقلون.

(الواو) عاطفة (يا قوم) مثل السابقة، (استغفروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل (ربّ) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (توبوا) مثل استغفروا (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (توبوا)، (يرسل) مضارع مجزوم جواب الطلب وعلامة الجزم السكون وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل هو (السماء) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي ماء السماء

(1)

، (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يرسل) بتضمينه معنى ينزّل (مدرارا) حال منصوبة من السماء

(2)

، (الواو) عاطفة (يزد) مضارع مجزوم معطوف على (يرسل)،والفاعل هو و (كم) ضمير مفعول به (قوّة) مفعول به ثان منصوب (إلى قوّة) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لقوّة و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تتولّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (مجرمين) حال من فاعل تتولّوا.

جملة النداء: «يا قوم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء في السابقة.

وجملة: «استغفروا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «توبوا إليه» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

(1)

أو هو مجاز مرسل علاقته المكانيّة.

(2)

انظر الآية (6) من سورة الأنعام ففيها مزيد شرح وإيضاح.

ص: 289

وجملة: «يرسل

» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.

وجملة: «يزدكم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل.

وجملة: «لا تتولّوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفروا.

{قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53)}

‌الإعراب:

(قالوا) فعل ماض وفاعله (يا هود) مثل يا نوح

(1)

، (ما) نافية (جئتنا) فعل ماض وفاعله ومفعوله (ببيّنة) جارّ ومجرور متعلّق ب (جئتنا)

(2)

(الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد (تاركي) مجرور لفظا منصوب محلاّ خبر ما، وعلامة الجرّ الياء، وحذفت النون للإضافة (آلهتنا) مضاف إليه مجرور .. و (نا) ضمير مضاف إليه (عن قول) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الضمير في تاركي أي صادرين عن قولك (الواو) عاطفة (ما نحن) مثل الأولى (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمؤمنين (بمؤمنين) مثل بتاركي.

جملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة النداء: «يا هود

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «ما جئتنا ببيّنة» لا محلّ لها جواب النداء، استئنافيّة.

وجملة: «ما نحن بتاركي

» لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء.

(1)

في الآية (46) من هذه السورة.

(2)

أو بمحذوف حال من فاعل جئت.

ص: 290

وجملة: «ما نحن لك بمؤمنين» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

‌الفوائد

- زيادة الباء:

ورد في هذه الآية قوله تعالى {وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} فقد زيدت الباء بخبر (ما) النافية التي تعمل عمل ليس، فنقول الباء حرف جر زائد، مؤمنين: مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ما، وسنورد فيما يلي مواضع زيادة الباء إكمالا للفائدة مع العلم أن الباء الزائدة تزيد المعنى توكيدا.

1 -

تزاد مع الفاعل. وزيادتها غالبة وواجبة كما في قولنا أحسن بزيد والأصل أحسن زيد، وتغلب زيادتها في فاعل كفى كقوله تعالى {كَفى بِاللهِ شَهِيداً} 2 - في المفعول به، كقوله تعالى {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} 3 - في المبتدأ، كقولنا (بحسبك درهم) و (خرجت فإذا بزيد في الباب).

4 -

في الخبر، مثل قوله تعالى {أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ} و {وَمَا اللهُ بِغافِلٍ} 5 - في الحال المنفي عاملها، كقول القحيف العقيلي:

فما رجع بخائبة ركاب

حكيم بن المسيب منتهاها

الشاهد فيه قوله (بخائبة) والأصل فما رجعت خائبة.

{إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اِعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللهَ وَاِشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلاّ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)}

‌الإعراب:

(إن) حرف نفي (نقول) مضارع مرفوع، والفاعل نحن

ص: 291

(إلاّ) أداة حصر (اعترى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (الكاف) ضمير مفعول به (بعض) فاعل مرفوع (آلهتنا) مثل السابق

(1)

، (بسوء) جارّ ومجرور متعلّق ب (اعتراك)، (قال) فعل ماض، والفاعل هو (إنّي أشهد) مثل إنّي أعوذ

(2)

، (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب، والمشهود عليه محذوف دلّ عليه الآتي (الواو) عاطفة (اشهدوا) فعل مثل استغفروا

(3)

، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ-و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (بريء) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (تشركون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «إن نقول

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «اعتراك» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «قال

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «إنّي أشهد

» في محلّ نصب مقول القول الثاني.

وجملة: «أشهد الله» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «اشهدوا

» في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّي أشهد ..

وجملة: «تشركون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

والمصدر المؤوّل (أنّي بريء .. ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي بأنّي بريء .. متعلّق ب (اشهدوا).

والمصدر المؤوّل (ما تشركون) في محلّ جرّ بحرف جرّ من متعلّق ببريء.

(1)

في الآية (53) السابقة.

(2)

في الآية (47) من هذه السورة.

(3)

في الآية (52) من هذه السورة.

ص: 292

(من دون) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لمفعول تشركون المحذوف أي تشركون آلهة من دونه و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (كيدوا) مثل استغفروا

(1)

،و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (جميعا) حال من فاعل كيدوا منصوبة (ثمّ) حرف عطف (لا تنظروا) مثل لا تتولّوا

(2)

،و (النون) للوقاية و (الياء) المحذوفة تخفيفا ضمير مفعول به.

وجملة: «كيدوني

» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن استطعتم أن تكيدوني فكيدوني.

وجملة: «لا تنظرون» معطوفة على جملة كيدوني.

(إنّي) مثل الأول (توكّلت) فعل ماض وفاعله (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (توكّلت)، (ربّ) بدل من لفظ الجلالة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على آخره و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ربّكم) معطوف على ربّ الأول مجرور .. و (كم) مضاف إليه (ما) حرف نفي (من) حرف جرّ زائد (دابّة) مجرور لفظا مرفوع محلاّ مبتدأ (إلاّ) أداة حصر (هو) ضمير منفصل مبتدأ (آخذ) خبر هو مرفوع (بناصيتها) جارّ ومجرور متعلّق بآخذ .. و (ها) مضاف إليه (إنّ ربّي) مرّ إعرابها

(3)

(على صراط) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (مستقيم) نعت لصراط مجرور.

وجملة: «إنّي توكّلت

» لا محلّ لها تعليل لما سبق.

وجملة: «توكّلت

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «ما من دابة إلاّ هو آخذ

» لا محلّ لها تعليل آخر.

وجملة: «هو آخذ

» في محلّ رفع خبر دابّة.

(1،2) في الآية (52) من هذه السورة.

(3)

في الآية (41) من هذه السورة.

ص: 293

وجملة: «إنّ ربّي على صراط

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(اعتراك)،فيه إعلال بالقلب، أصله اعتري، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا فأصبح اعترى-بألف أخيرة-وزنه افتعل، والياء التي هي لام الكلمة منقلبة عن واو مجرّده عرا يعرو، والمصدر عروة.

(ناصية)،اسم لمقدم الرأس، أو الشعر النابت في المقدّمة، وفي الكلمة إعلال بالقلب: نقول نصوت الرجل أي أخذت بناصيته، والأصل ناصوة-بكسر الصاد وفتح الواو-فلمّا تحرّكت الواو وكسر ما قبلها قلبت ياء فأصبح ناصية، وزنه فاعلة، والأخذ بالناصية كناية عن الغلبة والقهر.

‌البلاغة

1 -

في قوله تعالى «قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمّا تُشْرِكُونَ» .

فإنه إنما قال: أشهد الله واشهدوا، ولم يقل وأشهدكم ليكون موازنا له وبمعناه، لأن إشهاده الله على البراءة من الشرك صحيح ثابت، وأما إشهادهم فما هو إلا تهاون بدينهم، ودلالة على قلة المبالاة بهم، ولذلك عدل به عن لفظ الأول لاختلاف ما بينهما، وجيء به على لفظ الأمر، كقول الرجل لمن يبس الثرى بينه وبينه: اشهد عليّ أني لا أحبك، تهكما به واستهانة بحاله؛ هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن صيغة الخبر لا تحتمل سوى الإخبار بوقوع الاشهاد منه، فلما كان إشهاده لله واقعا ومحققا عبر عنه بصيغة الخبر، لأنه إشهاد صحيح وثابت، وعبر في جانبهم بصيغة الأمر التي تتضمن الاستهانة بدينهم، وهو مراده في هذا المقام، ومن جهة ثالثة إنما عدل إلى صيغة الأمر عن صيغة الخبر، للتمييز بين خطابه الله تعالى وخطابه لهم، بأن يعبر عن خطاب الله تعالى بصيغة الخبر التي هي أجل وأشرف وأوفر للمخاطب من صيغة الأمر.

2 -

المجاز: في قوله تعالى «ما مِنْ دَابَّةٍ إِلاّ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها» أي إلا هو مالك

ص: 294

لها، قادر عليها، يصرفها كيف يشاء، غير مستعصية عليه سبحانه؛ واستعمال الأخذ بالناصية في القدرة والتسلط مجاز أو كناية.

3 -

التمثيل: في قوله تعالى «إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» مندرج في البرهان، وهو تمثيل واستعارة، لأنه تعالى مطلع على أمور العباد، مجاز لهم بالثواب والعقاب، كاف لمن اعتصم به، كمن وقف على الجادة فحفظها، وهو كقوله سبحانه وتعالى:«إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ» .

{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57)}

‌الإعراب:

(الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تولّوا) مضارع مجزوم حذفت منه إحدى التاءين وعلامة الجزم حذف النون .. والواو فاعل (الفاء) تعليليّة

(1)

(قد) حرف تحقيق (أبلغت) فعل ماض وفاعله و (كم) ضمير مفعول به (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أرسلت) فعل ماض مبنيّ للمجهول .. و (التاء) ضمير نائب الفاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلت)

(2)

، (إلى) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلت). (الواو) استئنافيّة (يستخلف) مضارع مرفوع (ربّي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء .. و (الياء) مضاف إليه (قوما) مفعول به منصوب (غيركم) نعت ل (قوما) منصوب .. و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) نافية (تضرّون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل و (الهاء)

(1)

أو رابطة لجواب الشرط، والجملة بعدها في محلّ جزم جواب الشرط وإن كان فيها معنى التعليل.

(2)

أو متعلّق بمحذوف حال من نائب الفاعل أي أرسلت مكلّفا بتبليغه إليكم، وفي الكلام حذف مضاف.

ص: 295

ضمير مفعول به (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه من نوع الصفة أي ضررا ما (إنّ ربّي على كلّ) مثل المتقدّمة

(1)

،والجارّ متعلّق بحفيظ (شيء) مضاف إليه مجرور (حفيظ) خبر إنّ مرفوع.

جملة: «إن تولّوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «قد أبلغتكم

» لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي إن تتولّوا لا أبال لأنني قد أبلغتكم.

وجملة: «أرسلت به

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «يستخلف ربّي

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا تضرّونه شيئا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «إنّ ربّي .... حفيظ» لا محلّ لها تعليليّة.

‌الفوائد

- حذف جملة جواب الشرط:

1 -

يجب حذف جواب الشرط إذا تقدم ما يدل عليه، مثل: هو ظالم إن فعل والتقدير إن فعل فهو ظالم.

2 -

ويجوز حذف الجواب في غير ذلك، كقوله تعالى {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ} أي فافعل. و {وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ} أي لما آمنوا به، بدليل {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ} .

3 -

التحقيق والصواب أن من الحالات التي يحذف بها الجواب: قوله تعالى {مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ} لأن الجواب سبب عن الشرط، وأجل الله آت سواء وجد الرجاء أم لم يوجد، وإنما الأصل أن جواب الشرط محذوف وتقديره: فليبادر بالعمل فإن أجل الله لآت. ومثله قوله تعالى {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ} أي

(1)

في الآية السابقة (56).

ص: 296

فاصبر {فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ} .وقوله تعالى {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ} أي فاصبروا {فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} .ومن قبيل ذلك ما ورد في الآية التي نحن بصددها، فقد حذف جواب الشرط {(فَإِنْ تَوَلَّوْا)} أي الجواب فلا لوم علي {(فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ)} .

{وَلَمّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنّا وَنَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ (58)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (نجينا)، (جاء) فعل ماض (أمر) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (نجّينا) فعل ماض وفاعله (هودا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على (هودا)، (آمنوا) فعل ماض وفاعله (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (آمنوا)، و (الهاء) مضاف إليه (برحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (نجينا) والباء سببيّة (من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لرحمة (الواو) واو الاستئناف (نجّينا) مثل الأولى و (هم) ضمير مفعول به (من عذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (نجّيناهم)، (غليظ) نعت لعذاب مجرور.

جملة: «جاء أمرنا

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «نجّينا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «نجّيناهم

» لا محلّ لها استئنافيّة

(1)

.

(1)

النجاة الأولى في الدنيا، والثانية في الآخرة فلا تتقيّد بالشرط فلم تعطف على الأولى.

ص: 297

{وَتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاِتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ (60)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (تلك) مرّ إعرابها

(1)

، (عاد) خبر مرفوع (جحدوا) فعل ماض وفاعله (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (جحدوا)، (ربّهم) مضاف إليه مجرور .. و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (عصوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين .. و (الواو) فاعل (رسل) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (اتّبعوا) مثل جحدوا (أمر) مفعول به منصوب (كلّ) مضاف إليه مجرور (جبّار) مثل كلّ (عنيد) نعت لجبّار مجرور.

جملة: «تلك عاد

» لا محلّ لها استئنافية.

وجملة: «جحدوا

» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ تلك

(2)

.

وجملة: «عصوا

» في محلّ رفع معطوفة على جملة جحدوا.

وجملة: «اتّبعوا» في محلّ رفع معطوفة على جملة جحدوا.

(الواو) عاطفة (أتبعوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ ..

والواو نائب الفاعل (في) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ جرّ متعلّق ب (أتبعوا)، (الدنيا) بدل من اسم الإشارة تبعه في الجرّ وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (لعنة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب

(1)

في الآية (49) من هذه السورة.

(2)

أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

ص: 298

(أتبعوا) فهو معطوف شبه الجملة (في هذه)، (القيامة) مضاف إليه مجرور (ألا) أداة تنبيه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ- (عادا) اسم إنّ منصوب (كفروا) مثل جحدوا (ربّهم) مفعول به منصوب بتضمين كفروا معنى جحدوا، كما ضمّن جحدوا معنى كفروا في الآية السابقة .. و (هم) ضمير مضاف إليه (ألا) مثل الأول (بعدا) مفعول مطلق لفعل محذوف (لعاد) جارّ ومجرور متعلّق ب (بعدا)

(1)

، (قوم) بدل من عاد مجرور (هود) مضاف إليه مجرور.

وجملة: «أتبعوا

» معطوفة على جملة جحدوا تأخذ إعرابها.

وجملة: «إنّ عادا كفروا

» لا محلّ لها تعليل لما سبق.

وجملة: «كفروا

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «(أبعدوا) بعدا» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(عنيد)،صفة مشبهة من فعل عند يعند باب نصر وباب ضرب وباب فرح وباب كرم، وزنه فعيل، مخالف للحقّ وهو عارف به.

(هود)،صرف لأنه ليس أعجميّا، فهو عربيّ: قال ابن هشام في الشذور

(2)

.ليس بين الأنبياء من هو عربيّ إلاّ هود وصالح وشعيب ومحمد عليهم صلوات الله وسلامه. وزنه فعل بضمّ فسكون.

‌البلاغة

الاسناد المجازي: في قوله تعالى «وَتِلْكَ عادٌ» الإشارة للبعيد المحسوس والاسناد المجازي. أو هو من مجاز الحذف، أي تلك قبور عاد.

(1)

انظر إعراب: بعدا للقوم الظالمين (الآية-44 - من هذه السورة).

(2)

الشذور ص: (555).

ص: 299

{وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اُعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاِسْتَعْمَرَكُمْ فِيها فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)}

‌الإعراب:

(وإلى ثمود .. إله غيره) مرّ إعراب نظيرها

(1)

، (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أنشأ) فعل ماض، والفاعل هو (كم) ضمير مفعول به (من الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنشأكم)، (الواو) عاطفة (استعمركم) مثل أنشأكم (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (استعمركم)، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (استغفروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (ثمّ) حرف عطف (توبوا) مثل استغفروا (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (توبوا)، (إنّ ربّي قريب مجيب) مثل إنّ ربّي لغفور رحيم

(2)

.

جملة: «(أرسلنا) إلى ثمود

» معطوفة على جملة (أرسلنا) إلى عاد

(3)

.

وجملة: «قال

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة النداء: «يا قوم

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «اعبدوا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «ما لكم من إله غيره» لا محلّ لها تعليليّة-أو استئناف بيانيّ.

(1)

في الآية (50) من هذه السورة.

(2)

في الآية (41) من هذه السورة.

(3)

في الآية (50) من هذه السورة.

ص: 300

وجملة: «هو أنشأكم

» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

وجملة: «أنشأكم

» في محلّ رفع خبر المبتدأ هو.

وجملة: «استعمركم

» في محلّ رفع معطوفة على جملة أنشأكم.

وجملة: «استغفروه» جواب شرط مقدّر أي: إن أذنبتم فاستغفروه.

وجملة: «توبوا إليه» معطوفة على جملة استغفروه.

وجملة: «إنّ ربّي قريب» لا محلّ لها تعليليّة.

‌الصرف:

(ثمود)،اسم علم لأبي القبيلة، سمّيت به لشهرته، وهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة، وقبيلة ثمود هي التي كانت تسكن الحجر وهو مكان بين الشام والمدينة.

(صالح)،اسم علم، وهو لفظ عربيّ لأنه على وزن فاعل، وهذا الوزن أعلق بالأسماء منه بالأفعال، ولذلك صرف.

(مجيب)،اسم فاعل من أجاب الرباعيّ، فهو على وزن مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه إعلال بالتسكين وإعلال بالقلب .. سكّن حرف العلّة ونقلت حركته إلى الحرف الذي قبله وهو الجيم، وأصل مجيب مجوب-بسكون الجيم وكسر الواو-لأن الواو تظهر في المصدر جواب، فلمّا سكّنت وكسر ما قبلها قلبت ياء فهو مجيب.

{قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62)}

‌الإعراب:

(قالوا) فعل ماض وفاعله (يا) أداة نداء (صالح) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (قد) حرف تحقيق (كنت) فعل ماض ناقص واسمه (في) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق

ص: 301

ب (مرجوا) وهو خبر الناقص منصوب (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخبر و (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (تنهى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت و (نا) ضمير مفعول به (أن) حرف مصدريّ ونصب (نعبد) مضارع منصوب، والفاعل نحن (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يعبد) مثل نعبد (آباء) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه.

والمصدر المؤوّل (أن نعبد .. ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره عن متعلّق ب (تنهانا)(الواو) واو الحال (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة (في شك) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بشكّ (تدعو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو، والفاعل أنت، و (نا) ضمير مفعول به (مريب) نعت لشكّ مجرور مثله.

جملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة النداء: «يا صالح

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «قد كنت

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «أتنهانا

» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

وجملة: «نعبد

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «يعبد آباؤنا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «إنّنا لفي شكّ .. » في محلّ نصب حال من المفعول في (تنهانا).

ص: 302

وجملة: «تدعونا

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.

‌الصرف:

(مرجوّا)،اسم مفعول من رجا يرجو وزنه مفعول، وقد أدغمت واو مفعول مع لام الكلمة، ومعناه أن نضع فيك رجاءنا أن تكون سيّدا لنا أو مستشارا في الأمور.

(تنهى)،فيه إعلال بالقلب، فأصل الألف ياء لأن المصدر نهي، فلمّا جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.

(مريب)،اسم فاعل من أراب الرباعيّ أي أوقعه في الريب أو من أراب اللازم أي صار ذا ريب، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه إعلال بالتسكين، أصله مريب بسكون الراء وكسر الياء، استثقلت الكسرة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الراء قبلها فأصبح (مريب).

{قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63) وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ (64)}

‌الإعراب:

(قال يا قوم

منه رحمة) مرّ إعرابها

(1)

، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (من ينصرني .. إن عصيته) مرّ إعراب نظيرها

(2)

، (الفاء) استئنافيّة (ما) نافية (تزيدون) مضارع مرفوع والواو فاعل و (النون) الثانية للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به أوّل (غير) مفعول به ثان منصوب (تخسير) مضاف إليه مجرور.

جملة: «قال

» لا محلّ لها استئنافيّة.

(1)

في الآية (28) من هذه السورة.

(2)

في الآية (30) من هذه السورة.

ص: 303

وجملة: «النداء: يا قوم» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أرأيتم

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «إن كنت على بيّنة» لا محلّ لها اعتراضيّة وقعت بين الفعل ومفعوله .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.

وجملة: «آتاني منه رحمة» لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة.

وجملة: «من ينصرني

» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي:

إن عصيت الله فمن ينصرني منه، وجملة الشرط المقدّرة وجوابها في محلّ جزم جواب الشرط إن كنت.

وجملة: «إن عصيته المذكورة» لا محلّ لها تفسيريّة للشرط المقدّر

والمفعول الثاني لفعل رأيتم محذوف يدل عليه قوله: من ينصرني من الله إن عصيته أي أأعصيه في ترك ما أنا عليه.

وجملة: «ينصرني

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).

وجملة: «ما تزيدونني

» لا محلّ لها استئنافيّة.

(الواو) عاطفة (يا قوم) مثل الأولى (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ناقة) خبر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلق بحال من آية- نعت تقدّم على المنعوت- (آية) حال من ناقة، عاملها الإشارة (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (ذروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ..

والواو فاعل (تأكل) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل هي (في أرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأكل)، (الله) لفظ الجلالة مثل الأول (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تمسّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون .. والواو فاعل و (ها) ضمير مفعول به (بسوء) جارّ ومجرور

ص: 304

متعلّق ب (تمسّوا)، (الفاء) فاء السببيّة (يأخذ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببيّة و (كم) ضمير مفعول به (عذاب) فاعل مرفوع (قريب) نعت لعذاب مرفوع.

والمصدر المؤوّل (أن يأخذكم .. ) معطوف على مصدر متصيّد من الكلام المتقدّم أي: لا يكن منكم مسّ لها فأخذ لكم بعذاب.

وجملة: «يا قوم

» في محلّ نصب معطوفة على جملة يا قوم الأولى.

وجملة: «هذه ناقة الله

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «ذروها

» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة أي: تنبّهوا فذروها.

وجملة: «تأكل

» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إن تتركوها تأكل.

وجملة: «لا تمسّوها

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ذروها.

‌الصرف:

(تخسير)؛مصدر قياسي للرباعي خسّر، وزنه تفعيل.

‌الفوائد

- ناقة صالح عليه الصلاة والسلام:

ذكر محمد بن إسحاق، ووهب بن منبه، وغيرهما من أصحاب السير والأخبار، أنه لما ألح صالح-عليه الصلاة والسلام-على قومه بالدعاء والتذكير والتحذير، سألوه أن يريهم آية تكون مصداقا على ما يقول، قال صالح: أي آية تريدون. قالوا: تخرج معنا إلى عيدنا، فتدعو إلهك، وندعوا آلهتنا، فإن استجيب لك اتبعناك، وإن استجيب لنا اتبعتنا، فدعوا أصنامهم ألا يجاب لصالح، ثم سألوه أن يخرج لهم من الصخرة ناقة بأوصاف معينة حسنة حتى يؤمنوا به، فأخذ منهم المواثيق على ذلك، فرضوا، فصلّى صالح ركعتين ودعا ربه، فتمخضت الصخرة عن ناقة بالأوصاف التي طلبوها، فآمن

ص: 305

به رئيس القوم (جندع بن عمرو) ورهط معه، وامتنع الباقون لعنادهم وإصرارهم، فقال لهم صالح: هذه الناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم. فكانت تشرب يوما وتدع يوما، وتسقيهم حليبا كثيرا عوضا عما شربت من الماء. لكن الأشرار منهم لم يرق لهم ذلك، فائتمروا بينهم، وكانوا تسعة رهط، فانطلق (قدار) وصحبه، فرصدوا الناقة حتى صدرت عن الماء، وقد كمن لها قدار في أصل صخرة على طريقها، وعند ما وصلت الناقة حثته فتاة جميلة على عقرها، فشدّ على الناقة بالسيف فكشف عرقوبها، ورغت رغاة واحدة فتحدر سقيها من الجبل، ثم طعن قدار في لبتها فنحرها، فخرج أهل البلد فاقتسموا لحمها؛ فلما علم صالح عليه الصلاة والسلام بالأمر قال لقومه: أدركوا فصيلها، فإن أدركتموه فعسى أن يرفع عنكم العذاب.

فخرجوا في طلبه، فرأوه على الجبل، وجاء صالح عليه الصلاة والسلام، فلما رآه الفصيل بكى حتى سالت دموعه، ثم رغا ثلاثا، ثم انفجرت الصخرة فدخلها، فقال صالح عليه الصلاة والسلام لقومه: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام، ذلك وعد غير مكذوب.

{فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66)}

‌الإعراب:

(الفاء) عاطفة (عقروا) فعل ماض وفاعله و (ها) ضمير مفعول به (الفاء) مثل الأولى (قال) فعل ماض والفاعل هو (تمتّعوا) مثل ذروا

(1)

، (في دار) جارّ ومجرور متعلّق ب (تمتّعوا)

(2)

،و (كم) ضمير مضاف إليه (ثلاثة) مفعول فيه ظرف زمان منصوب-أضيف إلى ظرف- متعلّق ب (تمتّعوا)، (أيّام) مضاف إليه مجرور (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في

(1)

في الآية السابقة (64).

(2)

أو بمحذوف حال من فاعل تمتّعوا.

ص: 306

محلّ رفع مبتدأ (وعد) خبر مرفوع (غير) نعت لوعد مرفوع مثله (مكذوب) مضاف إليه مجرور.

جملة: «عقروها

» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:

فأبوا سماع كلامه فعقروها.

وجملة: «قال

» لا محلّ لها معطوفة على جملة عقروها.

وجملة: «تمتّعوا

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «ذلك وعد

» لا محلّ لها استئنافيّة.

(الفاء) عاطفة (لمّا جاء

برحمة منّا) مرّ إعراب نظيرها

(1)

، (الواو) عاطفة (من خزي) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره نجّيناهم (يوم) مضاف إليه مجرور (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ على السكون في محلّ جرّ مضاف إليه، والتنوين هو تنوين العوض من جملة محذوفة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (رب) اسم إنّ منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (هو) ضمير فصل للتوكيد

(2)

، (القويّ) خبر إن مرفوع (العزيز) خبر ثان مرفوع.

وجملة: «جاء أمرنا

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «نجّينا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «(نجّينا) المقدّرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة نجينا الأولى.

وجملة: «إنّ ربّك .. القويّ» لا محلّ لها استئنافيّة.

(1)

في الآية (58) من هذه السورة.

(2)

أو ضمير منفصل مبتدأ خبره القويّ، والجملة الاسميّة في محلّ رفع خبر إنّ.

ص: 307

‌الصرف:

(مكذوب)،اسم مفعول من كذب الثلاثيّ، وزنه مفعول، وقيل هو مصدر على وزن مفعول مثل المعقول والمنضور

إلخ.

(القويّ)،صفة مشبّهة من فعل قوي يقوى باب فرح، وزنه فعيل، أدغمت ياء فعيل مع لام الكلمة.

‌البلاغة

الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى «وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ» على المجاز كأن الواعد قال له: أفي بك. فإن وفي به صدقه، وإلا كذبه. فهناك استعارة مكنية تخييلية، وقيل مجاز مرسل بجعل «مكذوب» بمعنى باطل ومتخلف. ولا يخفى ما في تسمية ذلك وعدا من المبالغة في التهكم.

{وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ (68)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (أخذ) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (ظلموا) فعل ماض وفاعله (الصيحة) فاعل أخذ مرفوع (الفاء) عاطفة (أصبحوا) فعل ماض ناقص- ناسخ-

(1)

والواو اسم أصبح (في ديار) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاثمين) خبر أصبح

(2)

،و (هم) ضمير مضاف إليه (جاثمين) خبر أصبحوا منصوب وعلامة النصب الياء.

جملة: «أخذ .. الصيحة» لا محلّ لها استئنافيّة

(3)

.

(1)

أو فعل تام، والواو فاعل .. وجاثمين حال من الفاعل.

(2)

أو متعلّق بالفعل التام أصبحوا.

(3)

أو معطوفة على جملة جواب الشرط في الآية السابقة، وما بين المعطوف والمعطوف عليه اعتراض.

ص: 308

وجملة: «ظلموا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «أصبحوا

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

(كأن) مخفّفة من الثقيلة، اسمها ضمير محذوف يعود إلى ثمود (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يغنوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون .. و (الواو) فاعل (في) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلق ب (يغنوا)، (ألا إنّ ثمود

بعدا لثمود) مرّ إعراب نظيرها

(1)

.

وجملة: «كأن لم يغنوا

» في محلّ نصب حال من الضمير في (أصبحوا) التام

(2)

.

وجملة: «لم يغنوا

» في محلّ رفع خبر كأن المخفّفة.

وجملة: «إنّ ثمود كفروا» لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.

وجملة: «كفروا

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «(ابعدوا) بعدا .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(الصيحة)،مصدر مرّة من صاح يصيح الثلاثيّ، وزنه فعلة بفتح فسكون.

(يغنوا)،فيه إعلال بالحذف، أصله يغناوا، فلما التقى ساكنان حذفت الألف وبقي ما قبلها مفتوحا دلالة عليها، وزنه يفعوا.

{وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ (70)}

(1)

في الآية (60) من هذه السورة.

(2)

يجوز أن يكون خبرا ثانيا للناقص أصبحوا.

ص: 309

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (جاءت) فعل ماض .. و (التاء) للتأنيث (رسل) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (إبراهيم) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (بالبشرى) جارّ ومجرور متعلّق بحال من رسل

(1)

،وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (قالوا) فعل ماض وفاعله (سلاما) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نسلّم (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي إبراهيم (سلام) مبتدأ مرفوع

(2)

،خبره محذوف أي سلام عليكم (الفاء) عاطفة (ما) نافية

(3)

، (لبث) مثل قال (أن) حرف مصدريّ (جاء) مثل قال (بعجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء)، (حنيذ) نعت لعجل مجرور.

والمصدر المؤوّل (أن جاء) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره بأن جاء-أو في أن جاء-أو عن أن جاء .. متعلّق ب (لبث)

(4)

.

جملة: «جاءت رسلنا

» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر .. وجملة القسم لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «(نسلّم) سلاما» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «قال

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «سلام (عليكم)» في محلّ نصب مقول القول.

(1)

أو متعلّق ب (جاءت).

(2)

الذي سوّغ الابتداء بالنكرة كونها تدلّ على عموم وهي للمدح، ويجوز أن يكون (سلام) خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: قولي أو ردّي أو جوابي سلام.

(3)

أو هي مصدريّة، والمصدر المؤوّل مبتدأ خبره المصدر المؤوّل (أن جاء) أي: لبثه مقدار مجيئه، وذلك على حذف مضاف وهو مقدار.

(4)

يجوز أن يكون المصدر المؤوّل فاعل لفعل لبث إذا لم يكن الفاعل الضمير العائد على إبراهيم أي ما تأخّر مجيئه.

ص: 310

وجملة: «ما لبث

» لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المستأنفة.

وجملة: «جاء

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

(الفاء) عاطفة (لمّا رأى) مثل لمّا جاء

(1)

،والفاعل هو (أيدي) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (تصل) مضارع مرفوع، والفاعل هو (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تصل)، (نكر) فعل ماض والفاعل هو و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (أوجس) مثل نكر (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أوجس)، (خيفة) مفعول به منصوب

(2)

، (قالوا) مثل الأولى (لا) ناهية جازمة (تخف) مضارع مجزوم والفاعل أنت (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ للمجهول و (نا) ضمير نائب الفاعل (إلى قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا)، (لوط) إليه مجرور.

وجملة: «رأى

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «لا تصل

» في محلّ نصب حال من الأيدي.

وجملة: «نكرهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «أوجس

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.

وجملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «لا تخف

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «إنّا أرسلنا

» لا محلّ لها تعليليّة.

(1)

في الآية (66) من هذه السورة.

(2)

أوجس بمعنى أضمر .. والإيجاس حديث النفس أو الدخول، ووجس خطر.

ص: 311

وجملة: «أرسلنا

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (إنّ).

‌الصرف:

(حنيذ)،مبالغة اسم الفاعل من حنذ يحنذ اللحم باب ضرب أي شواه، وزنه فعيل.

(تخف)،فيه إعلال لمناسبة الجزم، وأصله تخاف، فلمّا جزم التقى ساكنان فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، وزنه تفل.

(لوط)،اسم علم أعجمي صرف لأنه ثلاثيّ ساكن الوسط.

‌البلاغة

الكناية: في قوله تعالى «فَلَمّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ

» كناية عن أنهم لا يمدون إليه أيديهم. ويلزمه أنهم لا يأكلون

‌الفوائد

- مسوغات الابتداء بالنكرة:

ورد في هذه الآية قوله تعالى {قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ} وفي إعراب سلام وجهان: خبر لمبتدأ محذوف، أي أمري سلام. أو مبتدأ والخبر تقديره سلام عليكم، وبهذا يكون المبتدأ نكرة، وأصل القاعدة أنه لا يجوز الابتداء بالنكرة ما لم تفد. وقد ذكر ابن هشام حالات يجوز فيها الابتداء بالنكرة وهي:

1 -

أن تكون موصوفة: كقوله تعالى {وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ} 2 - أن تكون عاملة (هل مسافر أخوك).

3 -

العطف، بشرط أن يكون المعطوف أو المعطوف عليه مما يسوغ الابتداء بالنكرة كقوله تعالى {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً} .

4 -

أن يكون الخبر ظرفا أو جارا ومجرورا كقوله تعالى {وَلَدَيْنا مَزِيدٌ} {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ} .

5 -

أن تكون عامة، إما بذاتها كأسماء الشرط وأسماء الاستفهام، أو بغيرها نحو:

(ما رجل في الدار) وقوله تعالى {أَإِلهٌ مَعَ اللهِ} .

ص: 312

6 -

أن تكون مرادا بها صاحب الحقيقة من حيث هي: نحو مؤمن خير من كافر.

7 -

أن تكون بمعنى الفعل كقوله تعالى {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} بها معنى الدعاء.

8 -

أن يكون ثبوت ذلك الخبر للنكرة من خوارق العادة مثل: شجرة سجدت، بقرة تكلمت

9 -

أن تقع بعد إذا الفجائية: خرجت فإذا أسد بالباب.

10 -

أن تقع في أول جملة حالية كقول الشاعر:

سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا

محيّاك أخفى ضوءه كلّ شارق

الشاهد: قوله ونجم قد أضاء، فنجم مبتدأ نكرة في بداية جملة حالية.

11 -

أن تكون النكرة للتفصيل كقول امرئ القيس فأقبلت زحفا على الركبتين

فثوب نسيت وثوب أجرّ

{وَاِمْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ (71)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة

(1)

، (امرأة) مبتدأ مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (قائمة) خبر مرفوع (الفاء) عاطفة (ضحكت) فعل ماض ..

و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي (الفاء) عاطفة (بشّرنا) فعل ماض وفاعله و (ها) ضمير مفعول به (بإسحاق) جارّ ومجرور متعلّق ب (بشّرنا) على حذف مضاف أي بولادة إسحاق، وعلامة الجرّ الفتحة للعلميّة والعجمة (الواو) عاطفة (من وراء) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره وهبنا (إسحاق) مضاف إليه مجرور، (يعقوب) مفعول به للفعل المحذوف

(1)

أو واو الحال، والجملة بعدها حال من فاعل قالوا لا تخف في الآية السابقة.

ص: 313

منصوب

(1)

،ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة.

جملة: «امرأته قائمة

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ضحكت

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «بشّرنا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ضحكت.

وجملة: «(وهبنا)

» لا محلّ لها معطوفة على جملة بشرناها.

‌الصرف:

(إسحاق)،اسم علم أعجميّ ممنوع من الصرف، والألف فيه تحذف (إسحاق) أو تبقى (إسحاق).

{قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)}

‌الإعراب:

(قالت) مثل ضحكت

(2)

، (يا) أداة نداء وتعجّب (ويلتا) منادى متعجّب به مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الألف المنقلبة عن ياء منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة، و (الألف) المنقلبة عن ياء في محلّ جرّ مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (ألد) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (الواو) واو الحال (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (عجوز) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بعلي) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء ..

و (التاء) ضمير مضاف إليه (شيخا) حال من بعلي، والعامل ما في الإشارة من معنى الفعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (هذا) مثل الأول في محلّ

(1)

بعضهم يعطف يقعوب على إسحاق المجرور، ولكن يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بفاصل وهو بعيد.

(2)

في الآية السابقة (71).

ص: 314

نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة (شيء) خبر إنّ مرفوع (عجيب) نعت لشيء مرفوع.

جملة: «قالت

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يا ويلتا

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «ألد

» لا محلّ لها جواب النداء والتعجّب.

وجملة: «أنا عجوز .. » في محلّ نصب حال من فاعل ألد.

وجملة: «هذا بعلي

» في محلّ نصب معطوفة على الجملة الحاليّة.

وجملة: «إنّ هذا لشيء

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(ويلتا)،ويلة، والألف منقلبة عن ياء المتكلّم، كلمة تقال لدى أمر عظيم خيرا كان أم شرّا، والويل في الأصل مصدر لفعل لا وجود له في اللغة، شأنه في ذلك شأن (ويح، ويس، ويب)،وانقلاب الياء ألفا هو بسبب مدّ الصوت في التعجّب كالندبة.

(عجوز)،صفة مشبّهة من عجز يعجز باب نصر وباب كرم، وزنه فعول، وهذه الصفة يستوي فيها التذكير والتأنيث، جمعه عجز بضمّتين وعجائز.

(شيخا)،صفة مشبّهة من شاخ يشيخ باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.

(عجيب)،صفة مشبّهة من عجب يعجب باب فرح، وزنه فعيل.

{قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)}

‌الإعراب:

(قالوا) فعل ماض وفاعله (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ

ص: 315

(تعجبين) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون .. و (الياء) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (من أمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعجبين)، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (رحمة) مبتدأ مرفوع (الله) مثل السابق (الواو) معطوف على رحمة (بركات) مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر (أهل) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء

(1)

،منصوب (البيت) مضاف إليه مجرور (إنّه) حرف مشبّه بالفعل واسمه (حميد) خبر مرفوع (مجيد) خبر ثان مرفوع.

جملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تعجبين

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «رحمة الله .. عليكم» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة

(2)

.

وجملة: «النداء

» لا محلّ لها استئناف في معرض الرحمة.

وجملة: «إنّه حميد

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ مبيّنة لحقيقة الاستفهام.

‌الصرف:

(مجيد)،صفة مشبهة من فعل مجد يمجد باب كرم وزنه فعيل، وقد يأتي من باب نصر، وأصل المجد في كلامهم السعة.

{فَلَمّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)}

‌الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى

(1)

أو مفعول به لفعل محذوف للمدح أو التعظيم أي نمدح أهل البيت أو نعظّمهم .. وأجاز أبو حيّان نصبه على الاختصاص.

(2)

أو هي استئنافيّة مجرّدة من الدعاء، لأن الدعاء-على رأي أبي حيّان-أمر يترجى ولم يحصل.

ص: 316

الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (ذهب) فعل ماض (عن إبراهيم) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذهب)،وعلامة الجرّ الفتحة (الروع) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (جاءت) مثل ذهب، و (التاء) للتأنيث و (الهاء) ضمير مفعول به (البشرى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (يجادل) مضارع مرفوع و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل هو (في قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجادلنا) على حذف مضاف أي في شأن قوم لوط (لوط) مضاف إليه مجرور.

جملة: «ذهب .. الروع

» في محلّ جرّ مضاف إليه .. وجواب الشرط محذوف تقديره اجترأ على خطابهم أو فطن إلى مجادلتهم، دلّ على ذلك الجملة المستأنفة يجادلنا

(1)

.

وجملة: «جاءته البشرى

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة ذهب

(2)

.

وجملة: «يجادلنا

» لا محلّ لها استئنافيّة-تفسر جواب الشرط

(3)

.

‌الصرف:

(الروع)،مصدر سماعيّ لفعل راع يروع باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصدر آخر هو روعا.

‌البلاغة

المجاز: في قوله تعالى «وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ

» أي يجادل رسلنا

(1)

هذا الإعراب اختيار الزمخشريّ، وقيل: الجواب جملة يجادلنا، وضع المضارع موضع الماضي، وهو اختيار أبي حيان .. وقيل: الجواب محذوف تقديره قلنا يا إبراهيم أعرض عن هذا، وهو اختيار أبو عليّ الفارسيّ .. وقيل: الجواب محذوف تقديره ظلّ أو أخذ يجادلنا لدلالة ظاهر الكلام عليه.

(2)

يجعل بعضهم هذه الجملة جواب الشرط بزيادة الواو-كما في المغني- .. أو هي حال من إبراهيم بتقدير (قد).

(3)

هي خبر لجواب الشرط المحذوف ظلّ أو أخذ .. وهي حال إذا قدّر الجواب أقبل.

ص: 317

في حالهم وشأنهم، ففيه مجاز في الاسناد.

{إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّاهٌ مُنِيبٌ (75)}

‌الإعراب:

(إنّ إبراهيم) حرف مشبّه بالفعل واسمه .. (اللام) المزحلقة (حليم) خبر مرفوع (أوّاه، منيب) خبر إن.

«والجملة

».لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

‌الصرف:

(منيب)،اسم فاعل من أناب الرباعي، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين .. وفيه إعلال بالتسكين أصله منيب-بضمّ الميم وكسر الياء-استثقلت الكسرة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الساكن قبلها فأصبح (منيب) .. وفيه إعلال بالقلب أيضا لأن الياء أصلها واو فهو من ناب ينوب بمعنى رجع، فلما تحرّكت الواو وانكسر ما قبلها قلبت ياء.

{يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)}

‌الإعراب:

(يا إبراهيم) مثل يا صالح

(1)

، (أعرض) فعل أمر، والفاعل أنت (عن) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعرض)، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير الشأن في محلّ نصب اسم إنّ (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض (أمر) فاعل مرفوع (ربّك) مضاف إليه مجرور .. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إنّهم) مثل إنّه (آتي) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (هم) ضمير مضاف إليه (عذاب) فاعل اسم الفاعل مرفوع

(2)

، (غير) نعت لعذاب مرفوع (مردود) مضاف إليه مجرور.

(1)

في الآية (62) من هذه السورة.

(2)

أو هو مبتدأ مؤخّر والخبر آتيهم، وأضيف اسم الفاعل إلى مفعوله والجملة خبر إنهم.

ص: 318

جملة: «يا إبراهيم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أعرض عن هذا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «إنّه قد جاء أمر

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «جاء أمر

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «إنّهم آتيهم

» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.

‌الصرف:

(مردود)،اسم مفعول من ردّ الثلاثيّ، وزنه مفعول، فكّ الإدغام لتكون واو مفعول بين عين الكلمة ولأمها.

{وَلَمّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لمّا جاءت) مثل لمّا ذهب

(1)

، (والتاء) للتأنيث (رسل) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف (لوطا) مفعول به منصوب (سيء) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (سيء)، (الواو) عاطفة (ضاق) فعل ماض، والفاعل هو (بهم) مثل الأول متعلّق ب (ضاق)، (ذرعا) تمييز منصوب (الواو) عاطفة (قال) مثل ضاق (هذا) اسم إشارة مبتدأ (يوم) خبر مرفوع (عصيب) نعت ليوم مرفوع.

جملة: «جاءت رسلنا

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

(1)

في الآية (74) من هذه السورة.

ص: 319

وجملة: «سيء بهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «ضاق بهم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.

وجملة: «قال

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.

وجملة: «هذا يوم

» في محلّ نصب مقول القول.

(الواو) عاطفة (جاءه قومه) مثل جاءت رسلنا (يهرعون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل

(1)

، (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يهرعون)، (الواو) حالية (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يعملون)، (كانوا) فعل ماض ناقص ..

والواو اسم كان (يعملون) مثل يهرعون (السيّئات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (قال) فعل ماض، والفاعل هو (يا) أداة نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بناتي) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء

(2)

،و (الياء) مضاف إليه (هنّ) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ

(3)

، (أطهر) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأطهر (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل (الله)

(1)

هذا الفعل مع ماضيه-أهرع-يستعمل في الغالب بصيغة البناء للمجهول ومعناه معلوم أي يسرعون ولذا يحتاج إلى فاعل لا إلى نائب الفاعل، ولكن بعض المعربين-وهم قلّة-يعربون الواو نائب الفاعل كما في حاشية الجمل.

(2)

يجوز أن يكون (بنات) بدلا أو عطف بيان لاسم الإشارة، والخبر أطهر، وهنّ ضمير فصل.

(3)

أو ضمير فصل.

ص: 320

لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تخزوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون .. والواو فاعل، و (النون) للوقاية، و (الياء) المحذوفة مفعول به (في ضيفي) جارّ ومجرور متعلّق ب (تخزوا) على حذف مضاف أي في شأن ضيفي .. و (الياء) مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (ليس) فعل ماض ناقص جامد-ناسخ- (منكم) مثل لكم متعلّق بخبر مقدّم (رجل) اسم ليس مؤخّر مرفوع (رشيد) نعت لرجل مرفوع.

وجملة: «جاءه قومه .... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف من الشرط وفعله وجوابه.

وجملة: «يهرعون إليه» في محلّ نصب حال من قوم.

وجملة: «كانوا يعملون

» في محلّ نصب حال من قوم

(1)

.

وجملة: «يعملون

» في محلّ نصب خبر كانوا.

وجملة: «قال

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «النداء وجوابها .. » في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «هؤلاء بناتي» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «هنّ أطهر

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ

(2)

.

وجملة: «اتّقوا الله» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتم راشدين فاتّقوا الله.

وجملة: «لا تخزون

» معطوفة على جملة اتّقوا الله.

(1)

أو اعتراضيّة لا محلّ لها.

(2)

يجوز أن تكون حالا من بناتي والعامل فيه معنى الإشارة.

ص: 321

وجملة: «أليس منكم رجل

» لا محلّ لها استئنافيّة مفسّرة لجملة الشرط المقدّر.

‌الصرف:

(ضاق)،فيه إعلال بالقلب، أصله ضيق-مضارعه يضيق-فلمّا تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.

(ذرعا)،مصدر سماعيّ لفعل ذرع يذرع باب فتح بمعنى قاس بالذراع، قال الأزهريّ الذرع يوضع موضع الطاقة، والذرع كناية عن الوسع، وزنه فعل بفتح فسكون.

(عصيب)،صيغة مبالغة لاسم الفاعل من فعل عصب يعصب الشيء: ربطه باب ضرب وهو متعدّ، أو هو صفة مشبّهة من فعل عصب يعصب اللحم كثر عصبه من باب فرح، والصفة منه تأتي على وزن فعل بفتح فكسر.

(ضيف)،الضيف في الأصل مصدر، ثمّ أطلق على الطارق ليلا فأصبح اسما جامدا، ويطلق على مفرد وجمع وعلى مذكر ومؤنّث، وقد يثنى فيقال ضيفان، ويجمع فيقال أضياف وضيوف وضيفان، وزنه فعل بفتح فسكون.

(رشيد)،صفة مشبّهة من فعل رشد يرشد باب نصر وباب فرح وكلاهما لازم، ويقال رشد أمره أي رشد فيه-بكسر الشين-أي استقام، وزنه فعيل.

‌الفوائد

- تزويج المؤمنة للكافر هل يصح؟ ورد في هذه الآية التباس مؤداه أن لوطا عليه الصلاة والسلام قال لقومه الكافرين، عند ما دخلوا عليه، وهموا بإيقاع الفاحشة في ضيوفه من الملائكة، وهم جاهلون لحالهم، قال لهم:{هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} وقد كشف المفسرون

ص: 322

القناع حول الالتباس الوارد في الآية الكريمة وردوا على ذلك بعدة أقوال:

1 -

قيل بأنه في ذلك الوقت كان يباح تزويج المسلمة بالكافر وقال الحسن بن المفضل: عرض بناته عليهم بشرط الإسلام 2 - وقال مجاهد وسعيد بن جبير؛ أراد ببناته نساء قومه، وأضافهنّ إلى نفسه لأن كل نبي أبو أمته، وهو كالوالد لهم. وهذا القول هو الصحيح، وأشبه بالصواب إن شاء الله تعالى. والدليل عليه أن بنات لوط كانتا اثنتين وليستا بكافيتين للجماعة، وليس من المروءة أن يعرض الرجل بناته على أعدائه ليزوجهن إياهم، فكيف يليق ذلك بمنصب الأنبياء أن يعرضوا بناتهم على الكفار.

3 -

وقيل: إنما قال ذلك لوط على سبيل الدفع لقومه، لا على سبيل التحقيق، وإرشادا لهم إلى طريق الصواب والزواج المحلّل.

{قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ (79) قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)}

‌الإعراب:

(قالوا) فعل ماض وفاعله (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (علمت) فعل ماض وفاعله (ما) حرف ناف (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (في بنات) جارّ ومجرور متعلّق بحال من حقّ و (الكاف) ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ زائد (حقّ) مجرور لفظا مرفوع محلاّ مبتدأ مؤخّر (الواو) عاطفة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة (تعلم) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به

(1)

،والعائد محذوف (نريد) مضارع مرفوع، والفاعل نحن.

(1)

أجاز العكبريّ جعلها استفهاميّة في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة نريد، والجملة مفعول تعلم وقد علّق بالاستفهام وأجاز الجمل جعلها حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل مفعول تعلم.

ص: 323

جملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «علمت

» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «ما لنا

من حقّ» في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم المعلّق بالنفي.

وجملة: «إنّك لتعلم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.

وجملة: «تعلم

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «نريد» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

(قال) فعل ماض، والفاعل هو (لو) حرف شرط غير جازم (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (لي) مثل لنا متعلّق بخبر مقدّم (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من قوّة

(1)

-نعت تقدّم على المنعوت- (قوّة) اسم أنّ منصوب.

والمصدر المؤوّل (أنّ لي بكم قوّة) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي لو ثبت وجود قوّة لي (أو) حرف عطف (آوي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل أنا (إلى ركن) جارّ ومجرور متعلّق ب (آوي)، (شديد) نعت لركن مجرور.

جملة: «لو (ثبت) وجود قوّة

» في محلّ نصب مقول القول لفعل قال .. وجملة قال لا محلّ لها استئناف بيانيّ .. وجواب (لو) محذوف تقديره لبطشت بكم.

(1)

أي: قوة لصدّكم، فالباء للتعليل، وفيه حذف مضاف.

ص: 324

وجملة: «آوي

» في محلّ نصب معطوفة على جملة (ثبت) المقدّرة

(1)

.

‌الصرف:

(ركن)،اسم للناحية من جبل أو غيره، وزنه فعل بضمّ فسكون، جمعه أركان وأركن بفتح فضمّ.

‌البلاغة

الاستعارة: في قوله تعالى «أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ» .

أي ألجأ إلى عشيرة قوية تمنعني منكم، والركن حقيقة في أركان البناء التي يعتمد عليها البناء، ثم يتجوز به عن العشيرة المعتمد عليها في النصرة والمؤازرة، تشبيها للاعتماد عليها باعتماد البناء على الأركان.

استعارة الركن للمعين أبلغ، لأن الركن مرئي وملموس في اعتماد البناء عليه بخلاف المعين فهو لا يحس من حيث هو معين، فالاستعارة هنا أصلية.

‌الفوائد

- زيادة (من):

ورد في هذه الآية (من) وهي حرف جر زائد في قوله تعالى {ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ} فمن حرف جر زائد، وحق مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ والتقدير: مالنا حق في بناتك. وإكمالا للفائدة سنتكلم عن زيادة من:

1 -

تأتي من الزائدة لتوكيد العموم مثل: (ما جاءني من أحد) وشرط زيادتها ثلاثة أمور.

آ-تقدم نفي أو نهي أو استفهام بهل: كقوله تعالى {وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُها} {ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ} ب-كون مجرورها نكرة، كما مر في الأمثلة.

(1)

هذا رأي المبرّد على الرغم من مجيّ (آوي) مضارعا .. أو هي خبر ل (أنّي) مقدّرة أي وأنّي آوي، والمصدر المؤوّل معطوف على المصدر المؤول فاعل ثبت .. هذا ويجوز على رأي أبي البقاء أن تكون الجملة مستأنفة أي بل اوي.

ص: 325

ج-كون مجرورها فاعلا، كما مر في قوله تعالى {وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُها} أو مفعولا به كقوله تعالى {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ} أو مبتدأ كما مر في الآية الكريمة التي نحن بصددها {ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ}

{قالُوا يا لُوطُ إِنّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ اِمْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) فَلَمّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)}

‌الإعراب:

(قالوا يا لوط) مثل قالوا يا صالح

(1)

، (إنّا رسل) مثل إنّا ..

(2)

.. و (رسل) خبر أنّ مرفوع (ربّك) مضاف إليه مجرور. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (لن) حرف نفي ونصب (يصلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يصلوا)، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (أسر) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (بأهلك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسر) .. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (بقطع) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسر)، (من الليل) جارّ ومجرور نعت لقطع (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (يلتفت) مضارع مجزوم (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من (أحد) فاعل يلتفت مرفوع

(1)

في الآية (62) من هذه السورة.

(2)

في الآية (70) من هذه السورة.

ص: 326

(إلاّ) حرف للاستثناء (امرأتك) مستثنى منصوب

(1)

.. و (الكاف) مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير الشأن اسم إنّ (مصيب) خبر مقدّم و (ها) ضمير مضاف إليه

(2)

، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (أصاب) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو وهو العائد (إنّ) مثل الأول (موعدهم) اسم إنّ منصوب .. و (هم) مضاف إليه (الصبح) خبر إنّ مرفوع (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (ليس) فعل ماض ناقص (الصبح) اسم ليس مرفوع (الباء) حرف جرّ زائد (قريب) مجرور لفظا منصوب محلاّ خبر ليس.

جملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «النداء يا لوط

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: إنّا رسل

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «لن يصلوا إليك» لا محلّ لها تفسير لجواب النداء

(3)

.

وجملة: «أسر

» لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي: تنبّه فأسر

وجملة: «لا يلتفت منكم أحد» لا محلّ لها معطوفة على جملة أسر

(1)

والاستثناء منقطع سواء أكان المستثنى منه (أهل) أو (أحد).قال أبو حيّان في البحر: «

لم يقصد بالاستثناء إخراجها-أي امرأته-عن المأمور بالإسراء بهم ولا من المنهييّن عن الالتفات فكان يجب فيه إذ ذاك النصب قولا واحدا» أهـ أي إنّ الاستثناء هنا منقطع.

(2)

أو هو مبتدأ والموصول بعده خبر.

(3)

جملة جواب النداء أتت في المعنى تعليلا لجملة لن يصلوا إليك فهي كالتمهيد للبدل فجاز أن تكون الجملة بدلا من جواب النداء.

ص: 327

وجملة: «إنّه مصيبها ما

» لا محلّ لها تعليل للاستثناء.

وجملة: «مصيبها ما أصابهم» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «إنّ موعدهم الصبح» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «أليس الصبح بقريب» لا محلّ لها استئنافيّة-أو اعتراضيّة- (فلمّا جاء أمرنا) مرّ إعرابها

(1)

، (جعلنا) فعل ماض وفاعله (عالي) مفعول به منصوب و (ها) مضاف إليه (سافل) مفعول به ثان منصوب و (ها) مثل الأخير (الواو) عاطفة (أمطرنا) مثل جعلنا (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أمطر) بتضمينه معنى أنزلنا أو أسقطنا (حجارة) مفعول به منصوب (من سجّيل) جارّ ومجرور نعت لحجارة (منضود) نعت لسجّيل مجرور.

وجملة: «جاء أمرنا

» في محل جرّ مضاف إليه

والشرط وفعله وجوابه معطوف على جملة قالوا الاستئنافيّة.

وجملة: «جعلنا

» لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.

وجملة: «أمطرنا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.

(مسوّمة) حال منصوبة من حجارة

(2)

، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (مسوّمة)، (ربّك) مضاف إليه مجرور و (الكاف) مضاف إليه (الواو) واو الحال (ما) نافية عاملة عمل ليس (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما، (من الظالمين) جارّ ومجرور متعلّق ببعيد (الباء) حرف جرّ زائد (بعيد) مجرور لفظا منصوب محلاّ خبر ما.

(1)

في الآية (66) من هذه السورة.

(2)

صحّ مجيّ الحال من حجارة لأنها وصفت .. ويجوز أن تكون نعتا.

ص: 328

وجملة: «ما هي

» في محلّ نصب حال من حجارة

(1)

.

‌الصرف:

(أسر)،فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، مضارعه يسري، وفيه عودة الهمزة المحذوفة في المضارع، ماضيه أسرى .. وزنه أفع.

(قطع)،اسم ومعناه نصف الليل لأن قطعة منه مساوية لباقيه ..

وانظر الآية (27) من سورة يونس.

(مصيب)،اسم فاعل من أصاب الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين .. وفي الكلمة إعلال بالتسكين وإعلال بالقلب .. أمّا التسكين ففي جعل حرف العلة ساكنا ونقل الحركة إلى الصاد قبله، أصله مصيب-بكسر الياء-فأصبح مصيب-بكسر الصاد وسكون الياء.

والإعلال بالقلب هو قلب الواو-لأنه من الصواب-إلى ياء لسكونها وكسر ما قبلها، والأصل مصوب نقل إلى مصيب.

(الصبح)،اسم للوقت المحدد المعروف ويمتد إلى ما قبل طلوع الشمس.

(سافل)،اسم فاعل من سفل يسفل باب نصر وباب فرح وباب كرم، وزنه فاعل، وهو الجزء المنخفض من البناء أو المدينة.

(سجّيل)،اسم جامد ذات، بمعنى الطين اليابس، وزنه فعّيل بكسر الفاء والعين المشدّدة.

(منضود)،اسم مفعول من نضد الثلاثيّ، وزنه مفعول.

‌البلاغة

إرسال المثل أو التمثيل: في قوله تعالى «أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ» وهو فن يمكن تعريفه: أن يكون ما يخرجه المتكلم ساريا مسير الأفعال السائرة.

(1)

يجوز قطع الجملة على الاستئناف، فلا محلّ لها.

ص: 329

{وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اُعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86)}

‌الإعراب:

(وإلى مدين

إله غيره) مرّ إعراب نظيرها

(1)

، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تنقصوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون .. والواو فاعل (المكيال) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الميزان) معطوف على المكيال منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أراكم) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنا .. و (كم) ضمير مفعول به (بخير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان-أو حال- (الواو) عاطفة (إنّي أخاف) مثل إنّي أرى (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أخاف)، (عذاب) مفعول به منصوب (يوم) مضاف إليه مجرور (محيط) نعت ليوم مجرور.

جملة: «(أرسلنا) إلى مدين

» معطوفة على جملة (أرسلنا) المذكورة في سياق قصص الأنبياء المتقدّم ذكرها

(2)

.

وجملة: «قال

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

(1)

في الآية (50) من هذه السورة .. وانظر الآية (85) من سورة الأعراف.

(2)

في الآية (50) من هذه السورة.

ص: 330

وجملة: «يا قوم

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «اعبدوا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «ما لكم من إله

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «لا تنقصوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة اعبدوا.

وجملة: «إنّي أراكم

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «أراكم بخير

» في محلّ رفع خبر إنّ (الأول).

وجملة: «إنّي أخاف

» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي أراكم.

وجملة: «أخاف عليكم

» في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني).

(الواو) عاطفة (يا قوم) مرّ إعرابها

(1)

، (أوفوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل (المكيال) مفعول به منصوب (الميزان) معطوف على المكيال بالواو منصوب (بالقسط) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل أوفوا (الواو) عاطفة (لا تبخسوا الناس) مثل ولا تنقصوا المكيال (أشياءهم) مفعول به ثان منصوب .. و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا تعثوا) مثل لا تنقصوا (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعثوا)، (مفسدين) حال مؤكّدة لمضمون الجملة منصوبة وعلامة النصب الياء.

وجملة: «يا قوم

» في محلّ نصب معطوفة على جملة يا قوم السابقة.

وجملة: «أوفوا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «لا تبخسوا الناس

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

(1)

في الآية (50) من هذه السورة.

ص: 331

وجملة: «لا تعثوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

(بقيّة) مبتدأ مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخير (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط .. و (تم) ضمير اسم كان (مؤمنين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء (الواو) عاطفة (ما أنا عليكم بحفيظ) مثل ما هي من الظالمين ببعيد

(1)

.

وجملة: «بقيّة الله خير» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

وجملة: «إن كنتم مؤمنين» لا محلّ لها استئنافيّة .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم مؤمنين فإنّ بقيّة الله خير لكم، فالخير مشروط بالإيمان.

وجملة: «ما أنا .. بحفيظ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة إن كنتم مؤمنين.

‌الصرف:

(المكيال)،اسم آلة من كال الثلاثيّ المتعدّي، وزنه مفعال بكسر الميم.

(بقيّة)،رسمت في المصحف بالتاء المفتوحة، وليس في القرآن غيرها رسمت كذلك.

‌البلاغة

التكرار: في قوله تعالى «وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ» .

فقد وقع التكرار في هذه القصة من ثلاثة أوجه، لأنه قال ولا تنقصوا

(1)

في الآية (83) من هذه السورة.

ص: 332

المكيال والميزان، وهذا عين الأول، وليس فيه إلا التعبير بتبخسوا الناس أشياءهم. والفائدة فيه، أن القوم لما كانوا مصرين على ذلك العمل القبيح احتيج في المنع منه إلى المبالغة في التأكيد، والتكرير يفيد شدة الاهتمام بالشيء وقد نهوا أولا عن القبيح الذي كانوا عليه من نقص المكيال والميزان، ثم ورد الأمر بالإيفاء مصرحا بلفظه، ليكون أهيج عليه وأدعى إلى الترغيب فيه.

{قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)}

‌الإعراب:

«قالوا يا شعيب» مثل قالوا يا صالح

(1)

، (الهمزة) للاستفهام التهكّميّ (صلاتك) مبتدأ مرفوع .. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (تأمرك) مضارع مرفوع .. و (الكاف) ضمير مفعول به والفاعل هي (أن) حرف مصدريّ ونصب (نترك) مضارع منصوب، والفاعل نحن (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يعبد) مثل تأمر (آباؤنا) فاعل مرفوع .. و (نا) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (أن نفعل) مثل أن نترك (في أموالنا) جارّ ومجرور متعلّق ب (نفعل) .. و (نا) مثل الأخير (ما) مثل الأول (نشاء) مثل تأمر، والفاعل نحن.

والمصدر المؤوّل (أن نترك) في محلّ نصب مفعول به عامله تأمر

(2)

.

والمصدر المؤوّل (أن نفعل .. ) في محلّ نصب-أو جرّ-معطوف على المصدر المؤوّل الأول.

(إنّك) مثل إنّي

(3)

، (اللام) المزحلقة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في

(1)

في الآية (62) من هذه السورة.

(2)

أو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (تأمر)،أي تأمرك بأن نترك.

(3)

في الآية (84) من هذه السورة.

ص: 333

محلّ رفع مبتدأ (الحليم) خبر مرفوع (الرشيد) خبر ثان مرفوع.

جملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يا شعيب

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أصلاتك تأمرك

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «تأمرك

» في محلّ رفع خبر المبتدأ صلاتك.

وجملة: «نترك» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الأول.

وجملة: «يعبد آباؤنا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «نفعل

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني.

وجملة: «نشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.

وجملة: «إنك لأنت الحليم» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

وجملة: «أنت الحليم» في محلّ رفع خبر (إنّك).

‌الصرف:

(شعيب)؛اسم علم، وزنه فعيل على وزن التصفير وهو من الأوزان الأعلق بالأسماء ولذلك صرف.

‌الفوائد

- رأي سديد في إعراب (أن نفعل):

قال تعالى في هذه الآية {أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا} فإنه يتبادر إلى الذهن عطف {(أَنْ نَفْعَلَ)} على {(أَنْ نَتْرُكَ)} وذلك باطل لأنه لم يأمرهم أن يفعلوا في أموالهم ما يشاءون، وإنما هو عطف على ما، فهو معمول للترك، والمعنى أن نترك أن نفعل؛ نعم من قرأ تفعل وتشاء بالتاء لا بالنون فالعطف على أن نترك، وموجب الوهم المذكور أن المعرب يرى أن والفعل مرتين، وبينهما حرف عطف.

ص: 334

وقد أكد أبو البقاء العكبري نفس هذا الإعراب فقال: {(أَوْ أَنْ نَفْعَلَ)} في موضع نصب عطفا على ما يعبد، والتقدير أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نترك أن نفعل، وليس بمعطوف على أن نترك إذ ليس بالمعنى أصلاتك تأمرك أن نفعل في أموالنا.

{قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الْإِصْلاحَ مَا اِسْتَطَعْتُ وَما تَوْفِيقِي إِلاّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صالِحٍ وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)}

‌الإعراب:

(قال يا قوم

رزقا حسنا) مرّ إعراب نظيرها

(1)

، والمفعول الثاني محذوف تقديره هل أخالف أمره

(2)

(الواو) عاطفة (ما) حرف نفي (أريد) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (أن أخالفكم) مثل أن نترك

(3)

،و (كم) مفعول به والمصدر المؤوّل (أن أخالفكم) في محلّ نصب مفعول به عامله أريد المنفي.

(إلى) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أخالف)

(4)

، (أنهاكم) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على

(1)

في الآية (28) من هذه السورة.

(2)

أو هل أخون وحيه .. أو أأتّبع الضلال. أو هل أبخس الناس أشياءهم .. إلخ.

(3)

في الآية (87) من هذه السورة.

(4)

يجوز أن يكون (ما) نكرة موصوفة في محلّ جرّ .. والجملة بعدها نعت لها في محلّ جرّ.

ص: 335

الألف، والفاعل أنا .. و (كم) ضمير مفعول به (عن) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنهاكم)، (إن) حرف نفي (أريد) مثل الأول (إلاّ) أداة حصر (الإصلاح) مفعول به منصوب (ما) حرف مصدريّ ظرفيّ (استطعت) فعل ماض وفاعله.

والمصدر المؤوّل (ما استطعت .. ) في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق ب (أريد)،أي أريد الإصلاح مدة استطاعتي.

(الواو) عاطفة (ما) حرف نفي (توفيقي) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير مضاف إليه (إلاّ) مثل الأولى (بالله) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (عليه) مثل عنه متعلّق ب (توكّلت) ويعرب مثل استطعت (الواو) عاطفة (إليه) مثل عنه متعلّق ب (أنيب) ويعرب مثل أريد.

جملة: «قال

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «النداء وجوابها

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أرأيتم

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «إن كنت

» لا محلّ لها اعتراضيّة .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الكلام السابق.

وجملة: «رزقني

» لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة.

وجملة: «ما أريد

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

وجملة: «أخالفكم

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «أنهاكم

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «إن أريد

» لا محلّ لها تعليليّة.

ص: 336

وجملة: «استطعت» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «ما توفيقي إلاّ بالله» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

وجملة: «عليه توكّلت

» لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.

وجملة: «إليه أنيب» لا محلّ لها معطوفة على جملة توكّلت.

(الواو) عاطفة (يا قوم) مثل الأولى (لا) ناهية جازمة (يجرمنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم .. و (النون) نون التوكيد و (كم) ضمير مفعول به أوّل (شقاقي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء .. و (الياء) مضاف إليه

(1)

، (أن يصيبكم) مثل أن أخالفكم

(2)

، (مثل) فاعل مرفوع

(3)

، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أصاب) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (قوم) مفعول به منصوب (نوح) مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف في الموضعين (قوم هود- قوم صالح) مثل قوم نوح معطوفان عليه (الواو) استئنافيّة (ما قوم لوط منكم ببعيد) مثل ما هي من الظالمين ببعيد

(4)

.

والمصدر المؤوّل (أن يصيبكم) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله يجرمنّكم.

وجملة: «يا قوم» في محلّ نصب معطوفة على جملة يا قوم الأولى.

وجملة: «لا يجرمنكم شقاقي» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «يصيبكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

(1)

هذا الضمير في المعنى هو مفعول المصدر أي معاداتكم لي.

(2)

في الآية (88) من هذه السورة.

(3)

وهو في الأصل صفة لموصوف محذوف أي عذاب مثل ما أصاب

(4)

في الآية (83) من هذه السورة.

ص: 337

وجملة: «أصاب

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «ما قوم .. ببعيد» لا محلّ لها استئنافيّة أو اعتراضيّة.

‌الصرف:

(استطعت)،فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله استطاعت، فلمّا بني الفعل على السكون لاتّصاله بضمير الرفع حذف الألف لالتقاء الساكنين، وزنه استفلت.

{وَاِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (استغفروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل (ربّكم) مفعول به منصوب .. و (كم) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (توبوا) مثل استغفروا (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (توبوا)، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّي) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء .. و (الياء) مضاف إليه (رحيم) خبر إنّ مرفوع (ودود) خبر ثان مرفوع.

جملة: «استغفروا

» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء في السابقة.

وجملة: «توبوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفروا.

وجملة: «إنّ ربّي رحيم» لا محلّ لها تعليليّة.

‌الصرف:

(ودود)،من صيغ المبالغة لفعل ودّ يودّ المتعدّي باب فتح، وزنه فعول.

{قالُوا يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ كَثِيراً مِمّا تَقُولُ وَإِنّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ (91)}

ص: 338

‌الإعراب:

(قالوا يا شعيب) مثل قالوا يا صالح

(1)

، (ما) نافية (نفقه) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (كثيرا) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (كثيرا)

(2)

، (تقول) مثل نفقه والفاعل أنت (الواو) عاطفة (إنّا) مثل إنّي

(3)

، (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد (نراك) مضارع مثل أراكم

(4)

،والفاعل نحن (في) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نراك)، (ضعيفا) حال منصوبة من ضمير الخطاب

(5)

، (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (رهطك) مبتدأ مرفوع .. و (الكاف) مضاف إليه، والخبر محذوف (اللام) واقعة في جواب لولا (رجمنا) فعل ماض وفاعله (الكاف) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (علينا) مثل فينا متعلّق ب (عزيز)، (الباء) حرف جرّ زائد (عزيز) مجرور لفظا منصوب محلاّ خبر ما.

جملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «ما نفقه

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «تقول

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.

وجملة: «إنّا لنراك

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

وجملة: «نراك

» في محلّ رفع خبر إنّ.

(1)

في الآية (62) من هذه السورة.

(2)

يجوز أن يكون حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ.

(3،4) في الآية (84) من هذه السورة.

(5)

أو مفعول به ثان لفعل الرؤية إذا كانت قلبيّة.

ص: 339

وجملة: «لولا رهطك» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

وجملة: «رجمناك» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «ما أنت .. بعزيز» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء

(1)

.

‌الصرف:

(رهط)،اسم جمع .. قال الزمخشريّ من الثلاثة إلى العشرة، وقيل إلى التسعة، وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه أرهط، وهذا يجمع على أراهط.

{قالَ يا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَاِتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِما تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92)}

‌الإعراب:

(قال يا قوم) مرّ إعرابها

(2)

، (الهمزة) للاستفهام (رهطي) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء .. و (الياء) مضاف إليه (أعزّ) خبر مرفوع (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأعزّ (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بأعزّ (الواو) واو الحال (اتّخذتم) فعل ماض وفاعله و (الواو) زائدة، إشباع حركة الميم (الهاء) ضمير مفعول به (وراءكم) ظرف منصوب متعلّق ب (اتّخذتم)

(3)

(كم) ضمير مضاف إليه (ظهريّا) مفعول به ثان منصوب لفعل اتّخذتم

(4)

، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّي) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة

(1)

يجوز أن تكون حالا من ضمير الخطاب في (رجمناك).

(2)

في الآية (78) من هذه السورة.

(3)

يجوز أن يكون متعلّقا بحال من (ظهريّا) ويجوز أن يكون المفعول الثاني ل (اتّخذتم)،وظهريّا حال.

(4)

وهو حال من المفعول إذا كان الفعل متعديّا لمفعول واحد.

ص: 340

المقدّرة .. و (الياء) مضاف إليه (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ

(1)

، (تعملون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (محيط) خبر إنّ مرفوع.

والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحيط.

جملة: «قال

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يا قوم

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أرهطي أعزّ

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «اتّخذتموه

» في محلّ نصب حال بتقدير (قد).

وجملة: «إنّ ربّي .. محيط» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.

‌الصرف:

(ظهريّا)،لفظ منسوب إلى الظهر، وزنه فعليّ بكسر الفاء، والكسر من تغييرات النسب، والفتح أقيس.

{وَيا قَوْمِ اِعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ وَاِرْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (يا قوم) مرّ إعرابها

(2)

، (اعملوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل (على مكانة) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل اعملوا أي حاصلين على مكانتكم .. و (كم) ضمير مضاف إليه (إنّي) حرف مشبّه بالفعل واسمه (عامل) خبر إنّ مرفوع (سوف) حرف استقبال (تعلمون) مثل تعملون

(3)

، (من) اسم موصول في

(1)

أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف.

(2)

في الآية (78) من هذه السورة.

(3)

في الآية السابقة.

ص: 341

محلّ نصب مفعول به

(1)

، (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (الهاء) ضمير مفعول به (عذاب) فاعل مرفوع (يخزيه) مثل يأتيه (الواو) عاطفة (من) مثل الأول ومعطوف عليه (هو) ضمير منفصل مبتدأ (كاذب) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (ارتقبوا) مثل اعملوا (إنّي) حرف مشبّه بالفعل واسمه (معكم) ظرف منصوب متعلّق برقيب ..

و (كم) ضمير مضاف إليه (رقيب) خبر إنّ مرفوع.

جملة: «يا قوم

» في محلّ نصب معطوفة على جملة النداء المتقدّمة

(2)

.

وجملة: «اعملوا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «إنّي عامل

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «سوف تعلمون

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.

وجملة: «يأتيه عذاب» لا محلّ لها صلة الموصول (من)

(3)

.

وجملة: «هو كاذب» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.

وجملة: «ارتقبوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء .. وما بين المعطوف والمعطوف عليه نوع من الاعتراض.

وجملة: «إنّي معكم رقيب» لا محلّ لها تعليليّة.

‌البلاغة

1 -

الاستئناف البياني: في قوله تعالى «وَيا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ» .

(1)

أو اسم استفهام مبتدأ خبره جملة: يأتيه عذاب.

(2)

في الآية السابقة (92).

(3)

أو هي خبر للمبتدأ (من) الاستفهاميّة.

ص: 342

فإن قلت: أي فرق بين إدخال الفاء ونزعها في «سَوْفَ تَعْلَمُونَ» ؟ قلت: إدخال الفاء: وصل ظاهر بحرف موضوع للوصل، ونزعها: وصل خفي تقديريّ بالاستئناف الذي هو جواب لسؤال مقدّر، كأنهم قالوا: فماذا يكون إذا عملنا نحن على مكانتنا وعملت أنت؟ فقال: سوف تعلمون، فوصل تارة بالفاء، وتارة بالاستئناف، للتفنن في البلاغة، كما هو عادة بلغاء العرب؛ وأقوى الوصلين وأبلغهما الاستئناف، وهو باب من أبواب علم البيان تتكاثر محاسنه.

2 -

التعريض: في قوله تعالى «إِنِّي عامِلٌ» فقد ذكر لهم احدى العاقبتين، دون ذكر الثانية وهو تعريض أبلغ من التصريح. وقد تقدم نظير هذا في سورة الأنعام إذ قال «قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدّارِ» فذكر هناك إحدى العاقبتين لأن المراد بهذه العاقبة عاقبة الخير واستغنى عن ذكر مقابلتها.

{وَلَمّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (94) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ (95)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لمّا جاء أمرنا

برحمة منّا) مرّ إعراب نظيرها

(1)

، (الواو) عاطفة (أخذت الذين

جاثمين) مرّ إعراب نظيرها

(2)

.

جملة: «جاء أمرنا

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «نجّينا

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «آمنوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

(1)

في الآية (66) من هذه السورة.

(2)

في الآية (67) من هذه السورة.

ص: 343

وجملة: «أخذت

الصيحة» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.

وجملة: «ظلموا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

وجملة: «أصبحوا

جاثمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذت

(كأن لم يغنوا

بعدا لمدين) مرّ إعراب نظيرها

(1)

، (الكاف) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (بعدت) فعل ماض .. و (التاء) للتأنيث (ثمود) فاعل مرفوع.

والمصدر المؤوّل (ما بعدت ثمود) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق ب (بعدا).

وجملة: «كأن لم يغنوا

» في محلّ نصب خبر ثان للفعل الناقص أصبحوا

(2)

.

وجملة: «لم يغنوا فيها

» في محلّ رفع خبر كأن المخفّفة.

وجملة: (بعدت) بعدا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «بعدت ثمود» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (96) إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف

(1)

في الآية (68) من هذه السورة.

(2)

أو في محلّ نصب حال من الضمير الفاعل في (أصبحوا) التام .. ويجوز أن تكون في محلّ نصب حال من الضمير المستكن في (جاثمين) خبر الفعل الناقص أصبحوا ..

ص: 344

تحقيق (أرسلنا) فعل ماض وفاعله (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا)،و (نا) ضمير مضاف إليه في محلّ جر (الواو) عاطفة (سلطان) معطوف على آيات مجرور (مبين) نعت لسلطان مجرور.

جملة: «القسم المقدّرة» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أرسلنا

» لا محلّ لها جواب القسم.

(إلى فرعون) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا)،وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (الواو) عاطفة (ملئه) معطوف على فرعون مجرور .. و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (اتّبعوا) فعل ماض وفاعله (أمر) مفعول به منصوب (فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (الواو) حاليّة

(1)

، (ما) نافية عاملة عمل ليس (أمر) اسم ما مرفوع (فرعون) مثل الأخير (الباء) حرف جرّ زائد (رشيد) مجرور لفظا منصوب محلاّ خبر ما.

وجملة: «اتّبعوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة

(2)

.

وجملة: «ما أمر فرعون برشيد» في محلّ نصب حال

(3)

.

{يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98)}

‌الإعراب:

(يقدم) مضارع مرفوع، والفاعل هو أي فرعون (قومه)

(1)

أو استئنافيّة.

(2)

أي: فكفر بها فرعون، وأمرهم فرعون بالكفر، فاتّبعوا أمر فرعون .. ويجوز أن تكون معطوفة على جملة أرسلنا.

(3)

أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.

ص: 345

مفعول به منصوب، و (الهاء) مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يقدم)، (القيامة) مضاف إليه مجرور (الفاء) عاطفة (أورد) فعل ماض

(1)

، والفاعل هو و (هم) ضمير مفعول به أوّل (النار) مفعول به ثان منصوب (الواو) استئنافيّة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذم (الورد) فاعل بئس مرفوع، وفيه حذف مضاف أي مكان الورد

(2)

، (المورود) وهو المخصوص بالذم خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو

(3)

.

جملة: «يقدم قومه

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «أوردهم

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «بئس الورد

» لا محلّ لها استئنافيّة

(4)

.

‌الصرف:

(الورد)،الاسم لفعل ورد يرد باب ضرب، وزنه فعل بكسر فسكون، وقد يأتي بمعنى الورود مصدرا.

(المورود)،اسم مفعول من الثلاثي ورد وزنه مفعول.

‌الفوائد

- أفعال المدح والذم:

ورد في هذه الآية قوله تعالى {فَأَوْرَدَهُمُ النّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ} فالفعل

(1)

قال أبو حيان في البحر: «عدل عن فيوردهم إلي فأوردهم لتحقّق وقوعه لا محالة فكأنه قد وقع، ولما في ذلك من الإرهاب والتخويف .. أو هو ماض حقيقة أي فأوردهم في الدنيا النار أي موجبه وهو الكفر، ويبعد هذا التأويل الفاء» أهـ.

(2)

احتيج إلى تقدير المضاف ليطابق فاعل بئس المخصوص بالذم.

(3)

أجاز ابن عطيّة أن يكون (المورود) نعتا للورد فاعل بئس، والمخصوص بالذم محذوف تقديره النار، وردّ ذلك ابن السّراج والفارسيّ وتبعهما أبو حيّان لأن فاعل أفعال المدح والذم لا يوصف على الصحيح.

(4)

أو حاليّة.

ص: 346

بئس هو فعل جامد من أفعال الذم، وسنورد فيما يلي شيئا عن أفعال المدح والذم.

1 -

نعم وحبذا فعلان للمدح، بئس ولا حبذا فعلان للذم.

2 -

يجب في فاعل نعم وبئس أن يكون مقترنا ب ال: (نعم الخلق الصدق)(بئس الخلق الكذب)،أو مضافا لمقترن بها (نعم فعل الرجل الإحسان)(بئس فعل الرجل الإساءة) أو ضميرا مميزا بنكرة (نعم خلقا الكرم)(بئس خلقا البخل)،أو مميزا بكلمة (ما)(بئس ما صنعت الخديعة).

3 -

يجوز تقديم المخصوص بالمدح أو الذم على فعله مثل: الصدق نعم الخلق، الكذب بئس الخلق.

4 -

وتستعمل حبذا كنعم، ولا حبذا كبئس. مثل: حبذا الصدق. لا حبذا الكذب.

5 -

نعرب نعم: فعل ماض لإنشاء المدح، وبئس فعل ماض لإنشاء الذم، ونعرب حبذا فعل ماض للمدح، وذا اسم إشارة في محل رفع فاعل. ونعرب لا حبذا:

فعل ماض جامد دل تركيبه مع لا على إنشاء الذم، وذا اسم إشارة فاعل.

6 -

المشهور في إعراب المخصوص بالمدح أو الذم أنه يعرب خبرا لمبتدأ محذوف.

ويجوز إعرابه مبتدأ والجملة قبله خبره.

أما إذا تقدم على الفعل فوجب إعرابه مبتدأ والجملة بعده خبره.

{وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (أتبعوا في هذه

يوم القيامة) مرّ إعراب نظيرها

(1)

، (بئس الرفد المرفود) مثل بئس الورد المورود

(2)

.

جملة: «أتبعوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

(1)

في الآية (60) من هذه السورة.

(2)

في الآية السابقة (98) .. والمخصوص بالذم محذوف في رأي الزمخشريّ تقديره رفدهم بجعل المرفود نعتا للرفد وهذا ما ردّه ابن السرّاج وغيره، والظاهر أن المعنى في الآية بئس عاقبة الرفد العذاب المرفود بلعنة الآخرة.

ص: 347

وجملة: «بئس الرفد

» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(الرفد)،الاسم لفعل رفد يرفد باب ضرب وهو ما يستعان به من مال وغيره، وزنه فعل بكسر فسكون، أمّا المصدر فبفتح الفاء.

(المرفود)،مثل المورود، اسم مفعول من فعل رفد الثلاثيّ، وزنه مفعول.

{ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْقُرى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ لَمّا جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)}

‌الإعراب:

(ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ .. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب والإشارة إلى المذكور من قصص الأنبياء (من أنباء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر

(1)

(القرى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (نقصّ) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم و (الهاء) ضمير مفعول به (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نقصّ)، (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (قائم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (حصيد) مبتدأ مرفوع خبره محذوف تقديره منها حصيد.

جملة: «ذلك من أنباء

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «نقّصه عليك

» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (ذلك).

(1)

واختار أبو حيّان أن يكون الجارّ والمجرور حالا من الهاء في (نقّصه).

ص: 348

وجملة: «منها قائم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ

(1)

.

وجملة: «(منها) حصيد» لا محلّ لها معطوفة على جملة منها قائم.

(الواو) عاطفة (ما) نافية (ظلمنا) فعل ماض وفاعله و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (ظلموا) فعل ماض وفاعله (أنفسهم) مفعول به منصوب .. و (هم) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) مثل الأولى (أغنت) فعل ماض .. و (التاء) للتأنيث، والفتح مقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أغنت)، (آلهتهم) فاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت لآلهة (يدعون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (من دون) جارّ ومجرور حال من آلهة (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا منصوب محلاّ مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي إغناء ما (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (جاء) فعل ماض (أمر) فاعل مرفوع (ربّ) مضاف إليه مجرور .. و (الكاف) في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (ما) مثل الأولى (زادوا) مثل ظلموا .. (هم) ضمير مفعول به (غير) مفعول به ثان منصوب (تتبيب) مضاف إليه مجرور.

وجملة: «ما ظلمناهم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك من أنباء.

وجملة: «ظلموا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمناهم.

وجملة: «ما أغنت .. آلهتهم» جواب شرط مقدّر أي لمّا جاء أمر الله

(1)

هي عند العكبريّ حال من الضمير في (نقصّه) وجعل ذلك أبو حيّان من باب التجوّز.

ص: 349

فما أغنت

(1)

.

وجملة: «يدعون

» لا محلّ لها صلة الموصول (التي).

وجملة: «لمّا جاء أمر

» في محلّ جرّ مضاف إليه .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لمّا جاء أمر ربّك فما أغنت

وجملة: «ما زادوهم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أغنت جواب الشرط.

(الواو) عاطفة (الكاف) حرف جرّ

(2)

، (ذلك) إشارة في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم .. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (أخذ) مبتدأ مؤخر مرفوع (ربّك) مضاف إليه مجرور .. و (الكاف) مضاف إليه (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان مجرّد من الشرط متعلّق بالمصدر أخذ

(3)

(أخذ) فعل ماض، والفاعل هو (القرى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف

(4)

، (الواو) واو الحال (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ظالمة) خبر مرفوع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ- (أخذه) اسم إنّ منصوب .. و (الهاء) مضاف إليه (أليم) خبر إنّ مرفوع (شديد) خبر ثان مرفوع.

وجملة: «كذلك أخذ ربّك

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمناهم

(5)

.

(1)

يجوز أن تكون الجملة مستأنفة.

(2)

أو اسم بمعنى مثل في محلّ رفع خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر أخذ.

(3)

يجوز أن يكون الظرف شرطيّا والجواب محذوف أي إذا أخذ القرى كان أخذه كذلك.

(4)

في الكلام تنازع بين المصدر أخذ والفعل أخذ، وقد أعمل الثاني وحذف الضمير من المصدر أي أخذ ربّك إياها.

(5)

أو على جملة ذلك من أنباء

ص: 350

وجملة: «أخذ القرى

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «هي ظالمة .. » في محلّ نصب حال من القرى.

وجملة: «إنّ أخذه أليم» لا محلّ لها تعليليّة

(1)

.

‌الصرف:

(أغنت)،فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، أصله أغنات، جاءت الألف ساكنة مع تاء التأنيث فحذفت، وزنه أفعت.

(تتبيب)،مصدر قياسيّ لفعل تبّب الرباعيّ، وزنه تفعيل.

(أخذ)،مصدر سماعيّ لفعل أخذ الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصدر سماعيّ آخر هو تأخاذ وزنه تفعال بفتح التاء.

{إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَما نُؤَخِّرُهُ إِلاّ لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعّالٌ لِما يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاّ ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ ما يَعْبُدُونَ إِلاّ كَما يَعْبُدُ آباؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109)}

‌الإعراب:

(انّ) حرف توكيد (في) حرف جرّ (ذلك) إشارة في محلّ

(1)

أو هي تفسير لجواب الشرط المقدّر إذا ضمّن الظرف معنى الشرط.

ص: 351

جرّ متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لام التوكيد (آية) اسم إنّ مؤخّر منصوب (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت لآية (خاف) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (عذاب) مفعول به منصوب (الآخرة) مضاف إليه مجرور (ذلك) مرّ إعرابه

(1)

والإشارة إلى يوم القيامة (يوم) خبر مرفوع (مجموع) نعت ليوم مرفوع

(2)

، (اللام) جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمجموع (الناس) نائب الفاعل لمجموع فهو اسم مفعول مرفوع (الواو) عاطفة (ذلك يوم مشهود) مثل ذلك يوم مجموع.

جملة: «إنّ في ذلك لآية

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «خاف

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «ذلك يوم

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «ذلك يوم (الثانية)» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.

(الواو) عاطفة (ما) نافية (نؤخّرة) مضارع مرفوع، و (الهاء) مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (إلاّ) أداة حصر (لأجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (نؤخّره)، (معدود) نعت لأجل مجرور مثله.

وجملة: «ما نؤخّره» لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك يوم مجموع ..

(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تكلّم)، (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرّة على الياء، والفاعل هو يعود على يوم في

(1)

في الآية (100) من هذه السورة.

(2)

أجاز ابن عطيّة أن يكون خبرا مقدّما للمبتدأ (الناس)،وردّ ذلك أبو حيّان لأن ضمير مجموع هو مفرد وحقّه أن يكون جمعا أي مجموعون له الناس.

ص: 352

(يوم مجموع .. )

(1)

، (لا) نافية (تكلّم) مضارع مرفوع حذف منه إحدى التاءين (نفس) فاعل مرفوع (إلاّ) مثل الأولى (بإذنه) جارّ ومجرور متعلّق ب (لا تكلّم)

(2)

.. و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) تعليليّة (منهم شقيّ وسعيد) مثل منها قائم وحصيد

(3)

.

وجملة: «يأتي

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «لا تكلم نفس» في محلّ نصب حال من فاعل يأتي، والعائد في الجملة محذوف أي: لا تكلّم نفس فيه.

وجملة: «منهم شقيّ .. » لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «(منهم) سعيد» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.

(الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين بعد الإعلال .. والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب أمّا (في النار) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ الذين (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محل جرّ متعلّق بالخبر المحذوف

(4)

، (زفير) مبتدأ مؤخّر مرفوع (شهيق) معطوف على زفير بالواو مرفوع مثله.

وجملة: «الذين شقوا

» لا محلّ لها معطوفة التعليليّة.

وجملة: «شقوا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

(1)

أو على لفظ الجلالة كقوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ .. ولكن الإعراب أعلاه أظهر.

(2)

أو بمحذوف نعت لنفس أي: إلاّ متحدّثة بإذنه.

(3)

في الآية (100) من هذه السورة.

(4)

أو بمحذوف حال من زفير-نعت تقدّم على المنعوت-.

ص: 353

وجملة: «لهم .. زفير» لا محلّ لها استئناف بيانيّ

(1)

.

(خالدين) حال منصوبة من الضمير في (لهم)،والعامل فيها ما عمل في الجارّ والمجرور وعلامة النصب الياء (فيها) مثل الأول متعلّق بخالدين (ما) مصدريّة ظرفيّة (دامت) فعل ماض تام .. و (التاء) للتأنيث (السموات) فاعل مرفوع (الأرض) معطوف على السموات بالواو مرفوع مثله.

والمصدر المؤوّل (ما دامت .. ) في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق بخالدين أي مدّة بقائهما

(2)

(إلا) أداة استثناء (ما) اسم موصول مبني في محل نصب على الاستثناء المتصل أو المنقطع

(3)

(شاء) فعل ماض (ربّك) فاعل مرفوع .. و (الكاف) مضاف إليه، ومفعول شاء محذوف أي إنقاذه من النار، أو زيادة مدّتهما (إنّ ربّك فعّال) مثل إنّ أخذه أليم

(4)

، (اللام) زائدة للتّقوية (ما) اسم موصول محلّه البعيد النصب على أنّه مفعول به للمبالغة فعّال (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل هو أي الله.

وجملة: «دامت السموات» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «شاء ربّك

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.

وجملة: «إنّ ربّك فعّال» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «يريد» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.

(1)

أو في محلّ نصب حال من النار.

(2)

المراد بهذا التوقيت التأبيد لقول العرب ما أقام ثبير، وما لاح كوكب، وضع العرب ذلك للتأبيد من غير نظر لفناء ثبير أو الكوكب أو لعدم فنائهما.

(3)

من المحتمل أن يكون (ما) بمعنى (من) ويعني بذلك الكافرين الذين شقوا .. ومن المحتمل أن يكون بمعنى المدّة أي مدّة بقاء السموات والأرض إلاّ المدّة التي يريد الله زيادتها على ذلك.

(4)

في الآية (102) من السورة.

ص: 354

(الواو) عاطفة (أمّا الذين .. شاء ربّك) مثل الأولى نظيرها و (سعدوا) ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ .. والواو نائب الفاعل (عطاء) مفعول مطلق نائب عن المصدر لفعل محذوف مؤكّد لمضمون الجملة السابقة (غير) نعت لعطاء منصوب (مجذوذ) مضاف إليه مجرور.

وجملة: «الذين سعدوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين شقوا ..

وجملة: «دامت السموات

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «شاء ربّك

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تك) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (في مرية) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبرتك (من) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ

(1)

، (يعبد) مضارع مرفوع (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع فاعل (ما) نافية (يعبدون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (إلاّ) أداة حصر (الكاف) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ

(2)

(يعبد) مثل الأول (آباؤهم) فاعل مرفوع .. و (هم) مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يعبد).

والمصدر المؤوّل (ما يعبد .. ) الأول في محلّ جرّ ب (من) متعلّق بمرية.

(1)

أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة .. ويجوز التعليق بنعت لمرية.

(2)

أو اسم موصول في محل جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة وتقدير المعنى. ما يعبدون إلاّ أصناما كالتي يعبدها آباؤهم.

ص: 355

والمصدر المؤوّل (ما يعبد .. ) الثاني في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق لفعل يعبدون أي: ما يعبدون إلاّ عبادة كعبادة آبائهم.

(الواو) عاطفة (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (اللام) المزحلقة (موفّوهم) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو .. و (هم) ضمير مضاف إليه (نصيبهم) مفعول به لاسم الفاعل موفّوهم .. و (هم) مثل الأخير (غير) حال منصوبة من نصيب (منقوص) مضاف إليه مجرور.

وجملة: «لا تك في مرية

» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاءك العلم بهذا فلا تك

(1)

.

وجملة: «يعبد هؤلاء» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «ما يعبدون إلاّ

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «يعبد آباؤهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.

وجملة: «إنّا لموفّوهم

» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.

‌الصرف:

(مجموع)،اسم مفعول من جمع الثلاثيّ، وزنه مفعول.

(مشهود) اسم مفعول من شهد الثلاثيّ، وزنه مفعول.

(شقيّ)،صفة مشبّهة من شقي يشقى باب فرح وزنه فعيل .. وفيه إعلال بالقلب، قلبت الواو إلى الياء لأن أصله شقيو، والمصدر الشقاوة والشقوة .. اجتمعت الياء والواو والأولى منهما ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأولى ..

(1)

يجوز قطعها على الاستئناف فلا محلّ لها.

ص: 356

(سعيد)،صفة مشبّهة من سعد يسعد باب فرح، وزنه فعيل.

(زفير)،مصدر زفر يزفر باب ضرب وزنه فعيل، وهذا الوزن هو ضابط مصدر الفعل الدالّ على صوت .. وثمّة مصدر آخر هو زفر بفتح فسكون .. والزفير إخراج النفس، وقد يكون مأخوذا من الزفر وهو الحمل على الظهر.

(شهيق)،مصدر شهق يشهق باب فرح وزنه فعيل، وهو ضدّ الزفير.

(شقوا)،فيه إعلال بالحذف أصله شقيوا، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى القاف قبلها بعد تسكينها، ولمّا اجتمع ساكنان حذفت الياء، وزنه فعوا بضمّ العين.

(فعّال) صيغة مبالغة اسم الفاعل، ووزنه هو لفظه.

(عطاء)،اسم مصدر من فعل أعطى الرباعيّ، مصدره القياسيّ إعطاء، والهمزة الأخيرة منقلبة عن حرف العلة الياء لمجيئها متطرّفة بعد ألف زائدة.

(مجذوذ)،اسم مفعول من جذّ الثلاثيّ على وزن مفعول بفكّ إدغامه.

(مرية)،انظر الآية (17) من هذه السورة.

(موفّوهم)،اسم فاعل من وفّى الرباعيّ، وزنه مفعوّهم بضمّ الميم والعين .. في الكلمة إعلال بالحذف أصله موفّيوهم بضمّ الميم والياء وكسر الفاء، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الفاء، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين.

(منقوص)،اسم مفعول من نقص الثلاثيّ، وزنه مفعول.

ص: 357

‌البلاغة

1 -

استعمال اسم المفعول مكان فعله: في قوله تعالى «ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ» والسر في ذلك هو لما في اسم المفعول من دلالة على ثبات معنى الجمع لليوم، وأنه يوم لا بدّ من أن يكون ميعادا مضروبا لجمع الناس له، وأنه الموصوف بذلك صفة لازمة، وهو أثبت أيضا لإسناد الجمع إلى الناس، وأنهم لا ينفكون منه؛ ونظيره قول المتهدد: إنك لمنهوب مالك عروب قومك، فيه من تمكن الوصف وثباته ما ليس في الفعل والاتساع في الظرف.

2 -

الكناية: في قوله تعالى «وَما نُؤَخِّرُهُ إِلاّ لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ» أي لانتهاء مدة قليلة، فالعد كناية عن القلة، وقد يجعل كناية عن التناهي.

3 -

الجمع مع التفريق: فالجمع في قوله تعالى «لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاّ بِإِذْنِهِ» والتفريق في قوله «فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ» .

4 -

التقسيم: في قوله تعالى «فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا» إلى آخر الآية.

5 -

الاستعارة: في قوله تعالى «لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ» .والمراد الدلالة على كربهم وغمهم، وتشبيه حالهم بحال من استولت على قلبه الحرارة وانحصر فيه روحه، أو تشبيه أصواتهم بأصوات الحمير. ففي الكلام استعارة تمثيلية أو استعارة مصرحة.

‌الفوائد

- الاستثناء الوارد في الآيتين: (107 - 108) ورد في هاتين الآيتين بيان خلود أهل النار في النار وأهل الجنة في الجنة، بيد أنه ورد استثناء وهو قوله تعالى {إِلاّ ما شاءَ رَبُّكَ}.وسنورد فيما يلي آراء العلماء في هذا الاستثناء: اختلف العلماء في الاستثناءين، فقال ابن عباس والضحاك.

الاستثناء الأول، المذكور في أهل الشقاء، يرجع إلى قوم من المؤمنين يدخلهم الله النار بذنوب اقترفوها ثم يخرجهم منها، ويدل على صحة هذا التأويل ما

روي عن جابر

ص: 358

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله سبحانه وتعالى يخرج قوما من النار بالشفاعة فيدخلهم الجنة، وفي رواية أن الله يخرج ناسا من النار فيدخلهم الجنة. أخرجه البخاري ومسلم. وأما الاستثناء الثاني المذكور في أهل السعادة، فيرجع إلى مدة لبث هؤلاء في النار قبل دخولهم الجنة، فعلى هذا القول يكون معنى الآية: فأما الذين شقوا ففي النار، لهم فيها زفير وشهيق، خالدين فيها ما دامت السموات والأرض، إلا ما شاء ربك أن يخرجهم منها فيدخلهم الجنة. {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاّ ما شاءَ رَبُّكَ} أن يدخلهم النار أولا ثم يخرجهم منها فيدخلهم الجنة، فحاصل هذا القول أن الاستثناءين يرجع كل واحد منهما إلى قوم مخصوصين، هم في الحقيقة سعداء، أصابوا ذنوبا استوجبوا بها عقوبة يسيرة في النار، ثم يخرجون منها فيدخلون الجنة، لأن إجماع الأمة على أن من دخل الجنة لا يخرج منها أبدا. وقيل: إن الاستثناءين يرجعان إلى الفريقين السعداء والأشقياء، وهو مدة تعميرهم في الدنيا، واحتباسهم في البرزخ، وهو ما بين الموت إلى البعث، ومدة وقوفهم للحساب. وقيل معنى {إِلاّ ما شاءَ رَبُّكَ}:سوى ما شاء ربك، فيكون المعنى خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك من الزيادة على ذلك. وهو كقولك لفلان عليّ ألف إلا ألفين، أي سوى ألفين. وقيل: إلا بمعنى الواو، يعني وقد شاء ربك خلود هؤلاء في النار وخلود هؤلاء في الجنة. وقيل: لو شاء ربك لأخرجهم منها، ولكنه لم يشأ، لأنه حكم لهم بالخلود فيها. قال الفراء: هذا استثناء استثناه الله ولا يفعله. والصحيح هو القول الأول عن ابن عباس. ويدل عليه قوله سبحانه وتعالى «إِنَّ رَبَّكَ فَعّالٌ لِما يُرِيدُ» بإخراج من أراد من النار وإدخالهم الجنة.

والله أعلم.

{وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (110)}

ص: 359

‌الإعراب:

(ولقد آتينا موسى) الآية مرّ إعرابها

(1)

، (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الفاء) عاطفة (اختلف) فعل ماض مبنيّ للمجهول (في) حرف جرّ و (الهاء) في محلّ جرّ، والجارّ والمجرور نائب الفاعل في محلّ رفع (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (كلمة) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف وجوبا (سبقت) فعل ماض .. و (التاء) للتأنيث (من ربّك) جارّ ومجرور متعلّق ب (سبقت) .. و (الكاف) ضمير مضاف اليه (اللام) رابطة لجواب لولا (قضي) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل محذوف مفهوم من السياق تقديره العذاب (بين) ظرف منصوب متعلق ب (قضي) و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إنّهم) حرف مشبّه بالفعل واسمه (اللام) المزحلقة (في شك) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بشك (مريب) نعت لشك مجرور.

جملة: «آتينا موسى

» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر .. وجملة القسم لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «اختلف فيه» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا.

وجملة: «لولا كلمة

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «سبقت

» في محلّ رفع نعت لكلمة.

وجملة: «قضي بينهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «إنّهم لفي شكّ .. » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

(1)

في الآية (96) من هذه السورة.

ص: 360

{وَإِنَّ كُلاًّ لَمّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ إِنَّهُ بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (إنّ) حرف مشبه بالفعل-ناسخ- (كلاّ) اسم إنّ منصوب (لمّا) حرف نفي وجزم وقلب حذف فعله المجزوم به، والتقدير لمّا يوفوا أعمالهم

(1)

، (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يوفّينّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع و (النون) نون التوكيد و (هم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (ربّك) فاعل مرفوع .. و (الكاف) مضاف إليه (أعمالهم) مفعول به ثان منصوب .. و (هم) مضاف إليه (إنّه) مثل الأول مع اسمه (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (يعملون) مضارع مرفوع ..

والواو فاعل (خبير) خبر إنّ مرفوع.

والمصدر المؤوّل (ما يعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (خبير).

جملة: «إنّ كلاّ لمّا .. » لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لمّا (يوفوا أعمالهم)» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «يوفّينّهم ربّك

» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ..

وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئناف بيانيّ

(2)

.

(1)

أي إنهم إلى الآن لم يوفّوها وسيوفّونها .. هذا رأي ابن هشام في المغني .. وقدره ابن الحاجب: لمّا يهملوا، أو لمّا يتركوا .. وقد ردّ ابن هشام هذا التقدير بقوله:«إنّ منفيّ (لمّا) متوقّع الثبوت، والإهمال غير متوقّع الثبوت» .. أمّا أبو حيّان فقد قدّر الفعل بقوله: وإنّ كلاّ لمّا ينقص من جزاء عمله، لأن جواب القسم في قوله تعالى: ليوفّينهم ربّك أعمالهم يدلّ عليه. هذا وإنّ حذف منفيّ (لمّا) وارد في لسان العرب يقولون: قاربت المدينة ولمّا .. أي ولمّا أدخلها. وثمّة أقوال كثيرة في تأويل (لمّا) المشدّدة وكلّها ضعيفة.

(2)

جملة القسم المقدّرة مع جوابها لا محلّ لها صلة الموصول أو نعت ل (ما) .. عند من يجعل كلمة (لمّا) مركبة من ثلاث كلمات: اللام-وهي المزحلقة-ومن حرف الجرّ، وما اسم موصول أو نكرة موصوفة.

ص: 361

وجملة: «إنّه

خبير» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما)

(1)

.

‌الفوائد

- أسرار القرآن الكريم:

حار علماء النحو واللغة في إعراب قوله تعالى في هذه الآية وهو {وَإِنَّ كُلاًّ لَمّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} ولم يصلوا إلى رأي قاطع، وهذا وإن دلّ على شيء فإنما يدل على عظمة كلام الله عز وجل وأن عقول البشر مهما بلغت لا تستطيع أن تدرك أسراره ومعانيه إدراكا تاما، فكلام الله عز وجل فوق البشر وفوق عقولهم وتصوراتهم، ومن ناحية أخرى فكلام الله أكبر من أن تتسع له قواعد اللغة وعقول النحاة، فهو فيض عظيم لا يمكن أن ينحصر في قوالب النحاة، ويأتي على قياس القواعد، فهو الأصل، وهو النبع، وهو الفيض، وما سواه ضحل قاصر لا يبلغ قطرة من بحره، ولا زهرة من جنانه وقصارى القول: إنه كلام الله.

{فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (113)}

‌الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (استقم) فعل أمر، والفاعل أنت (الكاف) حرف جر

(2)

، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق (أمرت) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون ..

و (التاء) نائب الفاعل، والعائد محذوف أي أمرتها (الواو) عاطفة (من) اسم

(1)

يجوز أن تكون صلة ل (ما) وهو اسم موصول، والعائد محذوف أي بما يعملونه.

(2)

أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي استقم استقامة مثل التي أمرت بها.

ص: 362

موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على فاعل استقم

(1)

(تاب) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (معك) ظرف منصوب متعلق ب (تاب)

(2)

و (الكاف) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تطغوا) مضارع مجزوم، وعلامة الجزم حذف النون .. والواو فاعل (إنّه بما تعملون بصير) مثل إنّه

خبير

(3)

.

جملة: «استقم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أمرت» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «تاب

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «لا تطغوا

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «إنّه

بصير» لا محل لها تعليليّة.

وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

(الواو) عاطفة (لا تركنوا) مثل لا تطغوا (إلى) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (تركنوا)، (ظلموا) فعل ماض وفاعله (الفاء) فاء السببيّة (تمسّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء و (كم) ضمير مفعول به (النار) فاعل مرفوع.

والمصدر المؤوّل (أن تمسّكم .. ) في محلّ رفع معطوف على مصدر متصيّد من الكلام المتقدّم أي: لا يكن منكم ركون إلى الذين ظلموا فمسّ النار لكم.

(1)

لم يؤكّد بالضمير المنفصل لوجود الفاصل .. ويجوز أن يكون الموصول مفعولا معه بعد واو المعيّة.

(2)

أو بمحذوف حال من فاعل تاب.

(3)

في الآية السابقة (111).

ص: 363

(الواو) واو الحال (ما) نافية (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلق بخبر مقدّم (من دون) جارّ ومجرور حال من أولياء (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ زائد (أولياء) مجرور لفظا مرفوع محلاّ مبتدأ مؤخّر (ثمّ) حرف عطف (لا) نافية (تنصرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع .. والواو نائب الفاعل.

وجملة: «لا تركنوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تطغوا.

وجملة: «ظلموا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «تمسّكم النار» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «ما لكم .. من أولياء» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في (تمسّكم)

(1)

.

وجملة: «لا تنصرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة ما لكم .. من أولياء.

‌الصرف:

(استقم)،فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله أستقيم، بسكون الياء والميم، حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه استفل.

(تطغوا)،فيه إعلال بالحذف، أصله تطغاوا، لمّا التقى ساكنان حذفت الألف وبقي ما قبلها مفتوحا دلالة عليها، وزنه تفعوا، بفتح العين .. والألف في الفعل منقلبة عن ياء لأن مصدره الطغيان.

‌البلاغة

1 -

الإيجاز: في قوله تعالى «فَاسْتَقِمْ» ذلك لأن الاستقامة هي الاستمرار في

(1)

أي تمسّكم في حال انتفاء الناصر لكم.

ص: 364

جهة واحدة وأن لا يعدل يمينا أو شمالا، وبالجملة فهذا الأمر منتظم لجميع محاسن الأحكام الأصلية والفرعية والكمالات النظرية والعملية، والخروج من عهدته في غاية ما يكون من الصعوبة، ولذلك قال رسول الله (ص):شيبتني سوره هود.

2 -

ائتلاف اللفظ مع المعنى: في قوله تعالى «وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ» .

إذ لما كان الركون إلى الذين ظلموا دون فعل الظالمين، وجب أن يكون العقاب عليه دون عقاب الظالمين، ومسّ النار في الحقيقة دون الإحراق، ولما كان الإحراق عقابا للظالم، أوجب العدل أن يكون المسّ عقاب الراكن إلى الظالم.

ولم يقل الظالمين، وعدل عن ذلك إلى قوله «الَّذِينَ ظَلَمُوا» ،لما يحتمل الأول من استمرار الظلم الذي لا يلائم المساس، ولا تحصل به المبالغة التي تحصل من لفظ الثاني من وقوع الظلم على سبيل الندور ليلائم المعنى.

{وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذّاكِرِينَ (114) وَاِصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (أقم) فعل أمر، والفاعل أنت (الصلاة) مفعول به منصوب (طرفي) ظرف زمان منصوب متعلّق بأقم، وعلامة النصب الياء (الليل) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (زلفا) معطوف على طرفي منصوب (من الليل) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (زلفا)، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الحسنات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (يذهبن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ رفع .. و (النون) ضمير في محلّ رفع فاعل (السيّئات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى طلب

ص: 365

الاستقامة .. و (اللام) للبعد، (والكاف) للخطاب (ذكرى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (للذاكرين) جارّ ومجرور متعلّق بذكرى

(1)

،وعلامة الجرّ الياء.

جملة: «أقم الصلاة» لا محلّ لها معطوفة على الجملة الطلبيّة في الآية السابقة

(2)

.

وجملة: «إنّ الحسنات يذهبن

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «يذهبن

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «ذلك ذكرى

» لا محلّ لها استئنافيّة.

(الواو) عاطفة (اصبر) مثل أقم (الفاء) تعليليّة (إنّ الله لا يضيع) مثل إنّ الحسنات يذهبن و (لا) نافية (أجر) مفعول به منصوب (المحسنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.

وجملة: «اصبر» لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم.

وجملة: «إنّ الله لا يضيع

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «لا يضيع

» في محلّ رفع خبر إنّ.

‌الصرف:

(طرفي)،اسم استعمل ظرفا لأنه أضيف إلى الظرف ..

وانظر الآية (127) من سورة آل عمران.

(زلفا)،جمع زلفة، وهي الطائفة من الليل، وزنه فعلة بضمّ الفاء وسكون العين، ووزن زلف فعل بضمّ ففتح، وقد يجمع زلفة على زلفات بضمّتين.

(الذاكرين)،جمع الذاكر، اسم فاعل من ذكر الثلاثيّ وزنه فاعل.

(1)

أو بنعت لذكرى.

(2)

أو هي استئنافيّة بعد واو الاستئناف.

ص: 366

‌الفوائد

- شروط التوبة:

دلت هذه الآية الكريمة على التوبة، وأن فعل الحسنات يكون سببا لانمحاق الذنوب والسيئات.

وورد حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمعنى هذه الآية وهو:

«وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» لكن الأمر يحتاج إلى توبة نصوح ولها شروط:

1 -

الإقلاع عن الذنب بالكلية 2 - الندم على فعله.

3 -

العزم التام ألا يعود إليه في المستقبل. فإذا حصلت هذه الشرائط صحت التوبة، وكانت مقبولة، إن شاء الله تعالى. وأضاف العلماء أنه ينبغي للتائب أن يرد الحقوق إلى أهلها، وأن يقضي ما فاته من حقوق الله كصلاة وصيام، فإن عاجلته المنية قبل أن يتمكن من الوفاء كلا أو بعضا، فإن الله عز وجل يغفر له.

{فَلَوْلا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ إِلاّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ وَاِتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ وَكانُوا مُجْرِمِينَ (116)}

‌الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (لولا) حرف تحضيض فيه معنى النفي (كان) ماض تام (من القرون) جارّ ومجرور متعلّق ب (كان)

(1)

، (من قبل) جار ومجرور متعلّق بنعت للقرون

(2)

،و (كم) ضمير مضاف إليه (أو لو) فاعل مرفوع لفعل كان، وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر (بقية) مضاف إليه مجرور (ينهون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (عن

(1)

أو بمحذوف حال من (أولو بقيّة).

(2)

وذلك بكون (ال) جنسيّة لا تعرّف الداخلة عليه .. وإذا كانت عهديّة فالجار والمجرور حال من القرون.

ص: 367

الفساد) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينهون)، (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بالفساد

(1)

، (إلاّ) حرف للاستثناء (قليلا) مستثنى منصوب والاستثناء متّصل أو منقطع

(2)

(من) حرف جرّ (من) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (قليلا)، (أنجينا) فعل ماض وفاعله (من) كالأول و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من المفعول المحذوف أي أنجيناه منهم (الواو) عاطفة (اتّبع) فعل ماض (الذين) اسم موصول في محلّ رفع فاعل (ظلموا) فعل ماض وفاعله (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أترفوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ .. والواو نائب الفاعل (فيه) مثل منهم متعلّق ب (أترفوا)، (الواو) عاطفة (كانوا) فعل ماض ناقص-ناسخ-والواو اسم كان (مجرمين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.

جملة: «لولا كان من القرون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ينهون

» في محلّ رفع نعت ل (أولو)

(3)

.

وجملة: «أنجينا

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «اتّبع الذين

» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فما نهوا عن الفساد واتّبع الذين

وجملة: «ظلموا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «أترفوا فيه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «كانوا مجرمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّبع

(1)

أو بحال منه.

(2)

إذا كان التحضيض على معناه فالاستثناء منقطع و (إلاّ) بمعنى لكن.

(3)

أو في محلّ نصب حال من (أولو) لأنه تخصّص بالإضافة.

ص: 368

الذين

(1)

.

‌الصرف:

(بقيّة)،فيها وجهان: صفة على فعيلة للمبالغة بمعنى فاعلة ولذلك دخلت عليها التاء، والمراد بها جيّد الشيء وخياره .. أو مصدر بمعنى البقوى كالتقيّة بمعنى التقوى أي ذوو بقاء .. وانظر الآية (86) من هذه السورة.

{وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ (117)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (كان) ماض ناقص (ربّك) اسم كان مرفوع .. و (الكاف) مضاف إليه (اللام) لام الجحود أو الإنكار (يهلك) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو (القرى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (بظلم) جارّ ومجرور حال من فاعل يهلك. (الواو) واو الحال (أهلها) مبتدأ مرفوع .. و (ها) ضمير مضاف إليه (مصلحون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.

والمصدر المؤوّل (أن يهلك) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان.

جملة: «ما كان ربّك

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يهلك

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «أهلها مصلحون» في محلّ نصب حال من القرى

(2)

.

(1)

يجوز أن تكون اعتراضا تذييليّا.

(2)

ولكن لا باعتبار تقييد الفعل بما وقع حالا من فاعله بل مطلقا عن ذلك.

ص: 369

{وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ (119) وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (ربّك) فاعل مرفوع .. و (الكاف) مضاف إليه (اللام) رابطة لجواب لو (جعل) مثل شاء، والفاعل هو (الناس) مفعول به منصوب (أمّة) مفعول به ثان منصوب (واحدة) نعت لأمة منصوب (الواو) عاطفة (لا يزالون) مضارع ناقص-ناسخ-مرفوع .. والواو اسم لا يزال (مختلفين) خبر لا يزالون منصوب وعلامة النصب الياء.

جملة: «شاء ربّك

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «جعل الناس

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «لا يزالون

» لا محلّ لها معطوفة على جملة استئنافيّة مقدّرة أي لكنه لم يشأ فاختلف الناس ولا يزالون مختلفين.

(إلاّ) حرف استثناء (من) اسم موصول مبني في محلّ نصب على الاستثناء (رحم ربّك) مثل شاء ربّك (الواو) استئنافيّة (اللام) حرف جرّ

(1)

، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (خلقهم)

(2)

..

(1)

قال أبو حيّان: «هذه اللام في التحقيق هي لام الصيرورة .. أي خلقهم ليصير أمرهم إلى الاختلاف، ولا يتعارض هذا مع قوله: وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون لأن معنى هذا الأمر بالعبادة.

(2)

وقد اختلف المفسّرون في المشار إليه كثيرا والأظهر أنه يعود إلى الاختلاف وإلى الرحمة.

ص: 370

و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (خلق) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) عاطفة (تمّت) فعل ماض .. و (التاء) للتأنيث (كلمة) فاعل مرفوع (ربّك) مضاف إليه مجرور .. و (الكاف) مضاف إليه (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (أملأن) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع ..

و (النون) نون التوكيد، والفاعل أنا (جهنّم) مفعول به منصوب (من الجنّة) جار ومجرور متعلّق ب (أملأن)، (الناس) معطوف على الجنّة بالواو مجرور مثله (أجمعين) توكيد معنويّ للناس مجرور وعلامة الجرّ الياء.

وجملة: «رحم ربّك

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «خلقهم» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تمّت كلمة

» لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقهم.

وجملة: «أملأن

» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر .. وجملة القسم المقدّرة وجوابها لا محلّ لها تفسيريّة.

(الواو) عاطفة (كلاّ) مفعول به مقدّم عامله نقصّ

(1)

، (نقص) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نقصّ)، (من أنباء) جار ومجرور متعلّق بنعت ل (كلاّ)

(2)

، (الرسل) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من (كلاّ)

(3)

، (نثبّت) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (فؤادك) مفعول به منصوب .. و (الكاف) مضاف إليه (الواو) واو الحال (جاءك) فعل ماض .. و (الكاف) مفعول به (في) حرف جرّ (ها)

(1)

أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر أي كلّ قصص نقصّ، ومفعول نقصّ قوله: ما نثبّت ..

(2)

أو متعلّق ب (نقصّ).

(3)

أو نكرة موصوفة، أو مصدريّة. أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.

ص: 371

حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بحال من (الحقّ)

(1)

وهو فاعل جاء مرفوع (الواو) عاطفة في الموضعين (موعظة، ذكرى) اسمان معطوفان على الحقّ مرفوعان، وعلامة الرفع في ذكرى الضمّة المقدّرة على الألف (للمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق بذكرى وعلامة الجرّ الياء.

وجملة: «نقصّ

» لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقهم.

وجملة: «نثبّت

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما)

(2)

.

وجملة: «جاءك .. الحقّ» في محلّ نصب حال من الأنباء بتقدير قد.

‌الصرف:

(مختلفين)،جمع مختلف، اسم فاعل من اختلف الخماسيّ، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.

{وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اِعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنّا عامِلُونَ (121) وَاِنْتَظِرُوا إِنّا مُنْتَظِرُونَ (122)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قل)، (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (اعملوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل (على مكانتكم إنّا عاملون) مرّ إعراب نظيرها

(3)

،وعلامة رفع الخبر الواو.

(1)

أو متعلّق ب (جاء).

(2)

أو في محلّ نصب نعت للنكرة الموصوفة (ما) .. أو هي صلة الموصول الحرفيّ (ما)،والمصدر المؤوّل في محلّ نصب.

(3)

في الآية (93) من هذه السورة.

ص: 372

جملة: «قل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا يؤمنون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

وجملة: «اعملوا

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «إنّا عاملون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ .. أو تعليليّة.

(الواو) عاطفة (انتظروا إنّا منتظرون) مثل اعملوا .. إنّا عاملون.

وجملة: «انتظروا

» في محلّ نصب معطوفة على جملة اعملوا.

وجملة: «إنّا منتظرون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ .. أو تعليليّة.

{وَلِلّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ (123)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لله) جارّ ومجرور خبر مقدّم (غيب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور (الواو) عاطفة (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل (يرجع) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (الأمر) نائب الفاعل مرفوع (كلّه) توكيد معنويّ للأمر مرفوع مثله .. و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اعبد) فعل أمر، والفاعل أنت و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (توكّل) مثل اعبد (عليه) مثل إليه متعلّق ب (توكّل)، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (ربّك) اسم ما مرفوع و (الكاف) مضاف إليه (الباء) حرف جرّ زائد (غافل) مجرور لفظا منصوب محلاّ خبر ما (عن) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ

(1)

(1)

أو اسم موصول، أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف في الحالين أي تعملونه.

ص: 373

(تعملون) مثل يؤمنون

(1)

.

والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق بغافل.

جملة: «لله غيب السموات

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يرجع الأمر

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية.

وجملة: «اعبده .. » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان الأمر كلّه لله فاعبده.

وجملة: «توكّل

» معطوفة على جملة اعبده.

وجملة: «ما ربّك بغافل

» لا محلّ لها معطوفة على جملة لله غيب

وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

انتهت سورة هود

(1)

في الآية (121) من هذه السورة.

ص: 374

‌سورة يوسف

من الآية 1 - إلى الآية 52

بسم الله الرحمن الرحيم

{الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (1)}

‌الإعراب:

(الر) حرف مقطّعة لا محلّ لها من الإعراب

(1)

، (تلك) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى آيات السورة .. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (آيات) خبر المبتدأ مرفوع (الكتاب) مضاف إليه مجرور (المبين) نعت للكتاب مجرور.

جملة: «تلك آيات

» لا محلّ لها ابتدائيّة.

‌البلاغة

براعة التخلص: في السورة الكريمة:

وهو فن مشهور ذائع في كلام البلغاء، وهو امتزاج ما يقدمه الكاتب أو الشاعر في البسط بأول ما استهل به كلامه-كالبيت الأول من القصيدة والفقرة الأولى من المقالة-على أن يختلس ذلك اختلاسا رشيقا دقيق المعنى، بحيث لا يشعر السامع بالانتقال من المعنى الأول إلا وقد وقع في الثاني، لشدة الممازجة والالتئام، كأنهما أفرغا في قالب واحد، أو يوطئ الكاتب فيه بفصل لفصل

(1)

انظر الآية الأولى من سورة البقرة (الم).

ص: 375

يريد أن يأتي بعده، وإما بنكتة تشير إلى معنى الفصل المستقبل كقوله تعالى «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ» فإنه سبحانه وطأ بهذا الفصل إلى ما يأتي بعده من سرد قصة يوسف عليه السلام، فتخلص به إلى ذكر القصة تخلصا بارعا، فإن النكتة التي أشارت إلى وصف هذه القصة بنهاية الحسن دون سائر قصص الأنبياء المذكورة في القرآن، وهي قوله:«أَحْسَنَ الْقَصَصِ» فإن المخاطب إذا قرع سمعه هذا الوصف للقصة تنبه إلى تأملها، فيجد كل قضية فيها ختمت بخير، وكل ضيق انتهى إلى سعة، وكل شدة آلت إلى رخاء.

‌الفوائد

أسباب نزول السورة:

1 -

في سبب نزولها قولان:

ا - روي عن سعيد بن أبي العاص رضي الله عنه قال: لما أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلاه عليهم زمانا، فقالوا: يا رسول الله حدثنا، فأنزل الله عز وجل {اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} فقالوا: يا رسول الله، لو قصصت علينا، فأنزل الله تعالى {الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ} إلى قوله تعالى {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} .

ب - روى الضحاك عن ابن عباس قال: سألت اليهود النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: حدثنا عن أمر يعقوب وولده وشأن يوسف، فأنزل الله عز وجل {الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ}

{إِنّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)}

‌الإعراب:

(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد-ناسخ-و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أنزلنا) فعل ماض .. و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (قرآنا) حال موطّئة منصوبة

(1)

، (عربيّا) نعت ل

(1)

جاز مجيء الحال لفظا جامدا لأنه وصف .. ويجوز إعرابه بدلا من الهاء في (أنزلناه).

ص: 376

(قرآنا) منصوب (لعلّكم) حرف مشبّه بالفعل للترجّي-ناسخ-و (كم) ضمير اسم لعل في محلّ نصب (تعقلون) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع ثبوت النون .. والواو ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل.

جملة: «إنّا أنزلناه

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أنزلناه

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «لعلّكم تعقلون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ، أو تعليليّة.

وجملة: «تعقلون» في محلّ رفع خبر لعلّ.

‌الفوائد

1 -

ورود الحال جامدة:

من المعلوم أن الحال تأتي اسما مشتقا تبين حال اسم سابق لها يسمى صاحب الحال، والحالة العامة أن تأتي الحال مشتقة لشبهها بالصفة، والصفة شيء مشتق، لكننا كما نعلم بأنه لكل قاعدة شواذ، وقد أجاز النحويون مجيء الحال جامدة إذا أمكن تأويلها بمشتق، وقد ورد هذا في الآية الكريمة في قوله تعالى {إِنّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا} فقرآنا اسم جامد وقد جاء حالا، وهذا كثير في لغة العرب وأساليبهم، ومثله قولنا:(كرّ علي أسدا) يمكن تأويلها ب (كر علي شجاعا).

2 -

هل يمكن أن يقال: في القرآن شيء بغير العربية؟ قال أبو عبيدة من زعم أن في القرآن لسانا غير العربية فقد قال بغير الحق، وأعظم على الله القول. واحتج بهذه الآية {إِنّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا} . وروي عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة، أن فيه من لسان غير العربية مثل: سجيل-المشكاة-اليمّ -إستبرق. وهذا هو الصحيح المختار. وكلا القولين صواب إن شاء الله تعالى ووجه الجمع بينهما، أن هذه الألفاظ لما تكلمت بها العرب، ودارت على ألسنتهم، صارت عربية فصيحة، وإن كانت غير عربية في الأصل؛ وبهذا نجمع بين القولين، وفي علم أصول النحو قرر العلماء قاعدة مفادها بأنه إذا دخل كلمة أو أكثر إلى لغة قوم

ص: 377

وتداولوها وصارت شائعة بينهم ومستعملة، فإنها تصبح من صميم لغتهم، ولا ضير في ذلك، فأمم الأرض يتأثر بعضها ببعض ويكتسب بعضها من بعض، وهذه ظاهرة عالمية، بل في جميع لغات الدنيا

{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ (3) إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ (4)}

‌الإعراب:

(نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (نقصّ) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نقصّ)، (أحسن) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه أضيف إلى المصدر

(1)

، (القصص) مضاف إليه مجرور (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (أوحينا) مثل أنزلنا

(2)

، (إليك) مثل عليك متعلّق ب (أوحينا)، (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به

(3)

، (القرآن) بدل من ذا-أو عطف بيان له-منصوب (الواو) واو الحال (إن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (كنت) فعل ماض ناقص-ناسخ-و (التاء) اسم كان (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بالغافلين، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (اللام) هي الفارقة لا عمل لها (من الغافلين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر كنت، وعلامة الجرّ الياء.

(1)

هذا إذا كان لفظ (القصص) مصدرا صرفا، ومفعول نقصّ محذوف أي القصص .. أما إذا كان مصدرا واقعا موقع المفعول-أي المقصوص-كان لفظ (أحسن) مفعولا به، والمعنى نقصّ عليك أحسن الأشياء المقصوصة.

(2)

في الآية (2) السابقة.

(3)

الظاهر أن في الكلام تنازعا، ففعل (نقصّ)، وفعل (أوحينا) كلاهما متسلّط على (هذا القرآن) يطلبه مفعولا به له، ولكن أعمل الثاني وأضمر الأول ثمّ حذف لأنه فضلة، والتقدير: نقصّه عليك

ص: 378

والمصدر المؤوّل (ما أوحينا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (نقصّ).

جملة: «نحن نقصّ

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «نقصّ

» في محلّ رفع خبر نحن.

وجملة: «أوحينا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «إنّه كنت

» في محلّ نصب حال.

وجملة: «كنت .. من الغافلين» في محلّ رفع خبر (إن) المخفّفة.

(إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالغافلين

(1)

، (قال) فعل ماض (يوسف) فاعل مرفوع، وامتنع من التنوين للعلميّة والعجمة (لأبيه) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) وعلامة الجرّ الياء فهو من الأسماء الخمسة، و (الهاء) مضاف إليه (يا) حرف نداء (أبت) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم، ونقلت الكسرة-كسرة المناسبة-إلى التاء المبدلة من ياء المتكلّم .. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (إنّي) مثل إنّا

(2)

(رأيت) فعل ماض وفاعله (أحد عشر) جزءان عدديان مبنيّان على الفتح في محلّ نصب مفعول به (كوكبا) تمييز منصوب (الواو) عاطفة في الموضعين (الشمس، القمر) اسمان معطوفان على أحد عشر منصوبان (رأيت) مثل الأول و (هم) ضمير مفعول به (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ساجدين)، وهو حال من مفعول رأيت لأن الرؤية بصريّة وإن كانت في النوم.

وجملة: «قال يوسف

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

(1)

يجوز أن يتعلّق بفعل قال يا بنيّ في الآية الآتية .. وهو اسم ظرفيّ-عند غير أبي حيّان-مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر

(2)

في الآية (2) من هذه السورة.

ص: 379

وجملة: «يا أبت

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «إنّي رأيت

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «رأيت أحد عشر

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «رأيتهم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

‌الصرف:

(يوسف) اسم أعجمي عبرانيّ ..

(أبت)، يجوز كتابة التاء المبدلة من ياء المتكلّم مبسوطة (أبت)، أو مربوطة (أبة)، وقد كسرت التاء في قراءة حفص

(1)

.

(أحد عشر)، لفظ (أحد) لا يكون إلاّ مع العشرة، أمّا مع ألفاظ العقود فيستعمل (واحد) زنة فاعل وانظر الآية (102) من سورة البقرة في تصريف (أحد).

‌البلاغة

1 -

في قوله سبحانه وتعالى «رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ» فذكر كلمة رأيتهم ليس بتكرار، وإنما هو كلام مستأنف على تقدير سؤال وقع جوابا له، كأن يعقوب عليه السلام قال له عند قوله «إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً»: كيف رأيتها سائلا عن حال رؤيتها؟ فقال: «رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ» .

2 -

الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ» حيث شبه المذكورات بقوم عقلاء ساجدين، والضمير والسجود قرينة، أو أحدهما قرينة تخيلية والآخر ترشيح.

‌الفوائد

- الرؤيا:

ورد في هذه الآية ما يثبت أن الرؤيا حق، وأنّ وراءها ما وراءها. وقد جاءت

(1)

ويجوز فتحها على تقدير إبدال الياء ألفا ثمّ حذفت الألف، والأصل يا أبتا.

ص: 380

أحداث القصة لتثبت رؤيا يوسف عليه الصلاة والسلام.

وقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي قتادة قال: كنت أرى الرؤيا تمرضني، حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدث بها إلا من يحب، وإذا رأى أحدكم ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثا وليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإنها لا تضره. وهناك ما يسمّى بأضغاث الأحلام، وهو عبارة عن أوهام يراها النائم، نتيجة لوضعه النفسي، ولا شيء وراءها.

{قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)}

‌الإعراب:

(قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يعقوب (يا) حرف نداء (بنيّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء .. و (الياء) مضاف إليه (لا) ناهية جازمة (تقصص) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (رؤياك) مفعول به منصوب .. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (على إخوة) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقصص) .. و (الكاف) مضاف إليه (الفاء) فاء السببيّة (يكيدوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكيدوا) بمعنى يحتالوا

(1)

، (كيدا) مفعول به منصوب

(2)

، (إنّ) حرف توكيد ونصب، (الشيطان) اسم إنّ منصوب

(1)

أي يحتالون لك أمرا يكيدونك به .. ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا واللام في (لك) زائدة لأن كاد يتعدّى بنفسه.

(2)

أو مفعول مطلق منصوب.

ص: 381

(للإنسان) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (عدو)

(1)

، وهو خبر إنّ مرفوع (مبين) نعت لعدوّ.

والمصدر المؤوّل (أن يكيدوا) معطوف على مصدر مقدّر مستخرج من الكلام المتقدّم أي لا يكن منك قصّ للرؤيا فكيد منهم لك.

جملة: «قال

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يا بنيّ

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «لا تقصص

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «يكيدوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «إنّ الشيطان .. عدوّ» لا محلّ تعليليّة.

(الواو) عاطفة (الكاف) حرف جرّ وتشبيه

(2)

، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يجتبيك .. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (يجتبي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء .. و (الكاف) مفعول به (ربّك) فاعل مرفوع .. و (الكاف) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة

(3)

، (يعلّمك) مثل يجتبيك (من تأويل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعلّم)، (الأحاديث) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (يتمّ) مثل يجتبي (نعمته) مفعول به منصوب .. و (الهاء) مضاف إليه (عليك) مثل لك متعلّق ب (يتمّ)

(4)

، (الواو) عاطفة (على آل) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (عليك) فهو معطوف عليه (يعقوب) مضاف

(1)

أو متعلّق بعدوّ.

(2)

أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته.

(3)

وليست للعطف لأن التعليم غير داخل في حيّز التشبيه.

(4)

أو بنعمة فهو مصدر.

ص: 382

إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ما) حرف مصدريّ (أتمّ) فعل ماض، والفاعل هو و (ها) ضمير مفعول به (على أبويك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أتمّها) وعلامة الجرّ الياء .. و (الكاف) مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أتمّها).

والمصدر المؤوّل (ما أتمّها) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يتمّ .. أي يتمّ نعمته إتماما كإتمامها على أبويك.

(إبراهيم) بدل من أبويك مجرور وعلامة الجرّ الفتحة-أو عطف بيان- (إسحاق) معطوف على إبراهيم بالواو مجرور (إنّ ربك عليم) مثل إنّ الشيطان عدوّ .. و (الكاف) في ربّك مضاف إليه (حكيم) خبر ثان مرفوع.

وجملة: «يجتبيك ربّك» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء

(1)

.

وجملة: «يعلّمك

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يتمّ

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلّمك.

وجملة: «أتمّها

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «إنّ ربّك عليم

» لا محلّ لها استئنافيّة في حكم التعليل.

‌الصرف:

(بنيّ)، صيغة التصغير لابن، والتصغير يعيد الأشياء إلى أصولها، فالألف في ابن عوض من واو، أصله بنو، فلمّا أريد التصغير أعيدت الواو إلى أصلها وهي حرف علّة فقلبت ياء وأدغمت مع ياء التصغير فأصبح بنيّ زنة فعيل، ولمّا أضيف إلى ياء المتكلّم اجتمعت

(1)

أو هي استئناف في حيّز القول.

ص: 383

الياءات الثلاث فحذفت واحدة لتوالي الأمثال، فظلّ لفظه (بنيّ) مع الإضافة.

(رؤيا)، اسم لما يراه الإنسان في نومه، فعله رأى، وزنه فعلى بضمّ الفاء، والألف رسمت طويلة-وإن كانت رابعة-لأن ما قبلها ياء، جمعه رؤي زنة فعل بفتح العين وضمّ الفاء.

(إخوة)، جمع أخ، اسم محذوف اللام أصله أخو لأن مثنّاه أخوان، وزنه فع، ووزن إخوة فعلة.

(كيدا)، مصدر كاد، واستعمل في موضع الاسم، وزنه فعل بفتح فسكون.

{لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسّائِلِينَ (7)}

‌الإعراب:

(اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (كان) فعل ماض ناقص-ناسخ- (في يوسف) جارّ ومجرور متعلّق بخبر كان مقدّم، وعلامة الجرّ الفتحة (الواو) عاطفة (إخوته) معطوف على يوسف مجرور .. و (الهاء) مضاف إليه (آيات) اسم كان مؤخّر مرفوع (للسائلين) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لآيات

(1)

.

جملة: «كان في يوسف .. آيات» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر ..

وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.

{إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (8)}

‌الإعراب:

(إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قالوا) فعل ماض وفاعله (اللام) لام الابتداء (يوسف) مبتدأ

(1)

أو متعلّق بآيات فهو بمعنى العبر.

ص: 384

مرفوع وامتنع من التنوين للعلميّة والعجمة (الواو) عاطفة (أخوه) معطوف على يوسف مرفوع وعلامة الرفع الواو .. و (الهاء) مضاف إليه (أحبّ) خبر مرفوع (إلى أبينا) جارّ ومجرور متعلّق ب (أحبّ)، وعلامة الجرّ الياء ..

و (نا) مضاف إليه

(1)

، (من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب.

(أحبّ)، (الواو) واو الحال (نحن) ضمير مبتدأ (عصبة) خبر مرفوع (إنّ) حرف توكيد ونصب (أبانا) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الألف .. و (نا) ضمير مضاف إليه (أبانا) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الألف .. و (نا) ضمير مضاف إليه (اللام) المزحلقة (في ضلال) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (مبين) نعت لضلال مجرور.

جملة: «قالوا

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «ليوسف

أحبّ» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «نحن عصبة» في محلّ نصب حال، والرابط الواو.

وجملة: «إنّ أبانا لفي ضلال .. » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

‌الصرف:

(أحبّ)، اسم تفصيل من حبّ الثلاثيّ وزنه أفعل، وقد أدغمت عين الكلمة مع لأمها.

(عصبة)، لفظ يدلّ على ما زاد على عشرة، وقيل: الثلاثة نفر، فإذا زادوا إلى تسعة كانوا رهطا، فإذا بلغوا العشرة فما فوق فهم عصبة، وقيل غير ذلك، فهو من نوع اسم الجمع، والمادّة تدلّ على الإحاطة من العصابة لإحاطتها بالرأس.

(1)

في استعمال أحبّ شيء من التفريق إذا تعدّى ب (إلى) أو باللام فإذا قلت خالد أحبّ إليّ من زيد كان خالد محبوبا منك أكثر من زيد-أي كان حبّك لخالد أكثر من زيد-وإذا قلت خالد أحبّ لي من زيد كان حبّ خالد لك أكثر من حبّ زيد .. وفي الآية حبّ الأب ليوسف وأخيه أكثر من حبّه لإخوتهما.

ص: 385

{اُقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اِطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ (9)}

‌الإعراب:

(اقتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل (يوسف) مفعول به منصوب (أو) حرف عطف (اطرحوا) مثل اقتلوا و (الهاء) ضمير مفعول به (أرضا) منصوب على نزع الخافض أي في أرض

(1)

، (يخل) مضارع مجزوم جواب الطلب (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يخل)، (وجه) فاعل مرفوع (أبيكم) مضاف إليه مجرور و (كم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (تكونوا) مضارع ناقص مجزوم معطوف على (يخل)، وعلامة الجزم حذف النون .. والواو اسم تكون، (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بصالحين، و (الهاء) مضاف إليه (قوما) خبر الناقص منصوب (صالحين) نعت ل (قوما) منصوب وعلامة النصب الياء.

جملة: «اقتلوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «اطرحوه

» لا محلّ لها معطوفة على جملة اقتلوا ..

وجملة: «يخل لكم وجه

» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن تطرحوه يخل

وجملة: «تكونوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة يخل لكم وجه ..

‌الصرف:

(يخل)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله يخلو، وزنه يفع.

(1)

والزمخشريّ يجعله ظرفا كالظروف المبهمة وقد ردّ ذلك ابن عطيّة وتبعه في ذلك أبو حيّان .. ولكن إذا ضمّن فعل (اطرحوه) معنى أنزلوه ف (أرضا) مفعول به ثان.

ص: 386

‌البلاغة

الكناية: في قوله تعالى «يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ» وفي الكلام كناية تلويحية عن خلوص المحبة. والمراد سلامة محبته لهم ممن يشاركهم فيها وينازعهم إياها.

{قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (10)}

‌الإعراب:

(قال) فعل ماض (قائل) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لقائل (لا) ناهية جازمة (تقتلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون .. والواو فاعل (يوسف) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (ألقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ..

والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (في غيابه) جارّ ومجرور متعلّق ب (ألقوه)، (الجبّ) مضاف إليه مجرور (يلتقطه) مضارع مجزوم و (الهاء) مفعول به (بعض) فاعل مرفوع (السيّارة) مضاف إليه مجرور (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط .. و (نا) اسم كان (فاعلين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الباء.

جملة: «قال قائل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لا تقتلوا

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «ألقوه

» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

وجملة: «يلتقطه بعض

» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إنّ تلقوه يلتقطه بعض السيّارة.

وجملة: «كنتم فاعلين» لا محلّ لها استئنافيّة .. وجواب الشرط

ص: 387

محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنتم فاعلين فافعلوا هذا القدر من التفريق.

‌الصرف:

(قائل)، اسم فاعل من قال الثلاثيّ وزنه فاعل، وقد قلبت عينه إلى همزة لأنها جاءت بعد ألف فاعل وهذا القلب مطّرد في اسم الفاعل للفعل الأجوف.

(ألقوا)، فيه إعلال بالحذف، أصله ألقيوا-بكسر القاف وضمّ الياء- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى القاف-وهذا إعلال بالتسكين-ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة-إعلال بالحذف- (غيابة)، اسم لسدّ أو طاق في البئر قريب من الماء يغيب ما فيه عن العيون .. أو هو قعر الجبّ، وزنه فعالة بفتح الفاء.

(الجبّ)، اسم للبئر، وسمّي بذلك لأنه قطع في الأرض، وزنه فعل بضمّ فسكون.

(السيّارة)، جمع السيّار من صيغ المبالغة، وزنه فعّال.

(فاعلين)، جمع فاعل، اسم فاعل من الثلاثيّ، ووزنه هو لفظه.

{قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنّا عَلى يُوسُفَ وَإِنّا لَهُ لَناصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ (12)}

‌الإعراب:

(قالوا) فعل ماض وفاعله (يا) أداة نداء (أبانا) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الألف .. و (نا) مضاف إليه (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ما (لا) نافية (تأمنّا) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على النون لمناسبة الإدغام .. و (نا) ضمير مفعول به،

ص: 388

والفاعل أنت (على يوسف) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأمنّا)، وعلامة الجرّ الفتحة (الواو) واو الحال (إنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ-و (نا) ضمير في محلّ اسم إنّ (له) مثل لك متعلّق ب (ناصحون) وهو خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو و (اللام) المزحلقة.

جملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يا أبانا

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «ما لك

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «لا تأمنّا» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب.

وجملة: «إنّا له لناصحون» في محلّ نصب حال من (يوسف) أو من ضمير المفعول في (تأمنّا).

(أرسله) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت، و (الهاء) مفعول به (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (أرسله)، و (نا) ضمير مضاف إليه (غدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أرسله)، (يرتع) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل هو (يلعب) مجزوم معطوف على (يرتع) بالواو (الواو) واو الحال (إنّا له لحافظون) مثل إنّا له لناصحون.

وجملة: «أرسله

» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

وجملة: «يرتع .. » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.

وجملة: «يلعب .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرتع.

وجملة: «إنّا له لحافظون» في محلّ نصب حال من ضمير المتكلم في (معنا)، أو من ضمير الغائب في (أرسله).

ص: 389

{قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ (13)}

‌الإعراب:

(قال) فعل ماض والفاعل هو (إنّي) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ-والياء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) للتوكيد (يحزن) مضارع مرفوع و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (أن) حرف مصدريّ (تذهبوا) مضارع منصوب، وعلامة النصب حذف النون ..

والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تذهبوا).

والمصدر المؤوّل (أن تذهبوا .. ) في محلّ رفع فاعل يحزن.

(الواو) عاطفة (أخاف) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (أن) مثل الأول (يأكله) مضارع منصوب .. و (الهاء) مفعول به (الذئب) فاعل مرفوع.

والمصدر المؤوّل (أن يأكله .. ) في محلّ نصب مفعول به عامله أخاف.

(الواو) واو الحال (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (عنه) مثل به متعلّق ب (غافلون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو.

جملة: «قال

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «إنّي ليحزنني

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يحزنني

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «أخاف

» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

ص: 390

وجملة: «يأكله، ومثلها تذهبوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «أنتم عنه غافلون

» في محلّ نصب حال.

‌الصرف:

(الذئب)،اسم جامد للحيوان المفترس المعروف، وزنه فعل بكسر فسكون.

‌الفوائد

- لام الابتداء:

1 -

تفيد توكيد مضمون الجملة، ولهذا زحلقوها في باب إن عن صدر الجملة كراهية ابتداء الكلام بمؤكدين، لأن (إنّ) كذلك تفيد التوكيد. وتفيد أيضا تخليص المضارع للحال، أي دلالته على الزمن الحاضر. ومثال ذلك قوله تعالى في هذه الآية {إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ} .

2 -

وتدخل باتفاق في موضعين:

1 -

المبتدأ: كقوله تعالى {لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً} .

2 -

بعد إن (وتسمى المزحلقة) لزحلقتها من المبتدأ إلى الخبر. وتدخل بعد إن على ثلاثة أشياء:

آ-الاسم: كقوله تعالى {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ} ب-والمضارع: {إِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} .

ج-والجار والمجرور أو الظرف كقوله تعالى {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}

{قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنّا إِذاً لَخاسِرُونَ (14)}

‌الإعراب:

(قالوا) فعل ماض وفاعله (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أكل) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط و (الهاء) مفعول به (الذئب) فاعل مرفوع (الواو) واو الحال (نحن عصبة) مرّ

ص: 391

إعرابها

(1)

، (إنّا .. لخاسرون) مثل إنّا لناصحون

(2)

، (إذا) -بالتنوين- حرف جواب لا عمل له.

جملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إن أكله الذئب

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «نحن عصبة

» في محلّ نصب حال والرابط الواو.

وجملة: «إنّا إذا لخاسرون

» لا محلّ لها جواب القسم .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.

‌البلاغة

المجاز: في قوله تعالى «إنا إذا لخاسرون

» مجاز عن الضعف والعجز والعلاقة هي السببية.

{فَلَمّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (15)}

‌الإعراب:

(الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب، (ذهبوا) فعل ماض وفاعله (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ذهبوا)، (الواو) عاطفة

(3)

، (أجمعوا) مثل ذهبوا (أن) حرف مصدريّ (يجعلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (في غيابة الجبّ) جارّ ومجرور ومضاف إليه، متعلّق ب (يجعلوه).

(1)

في الآية (8) من هذه السورة.

(2)

في الآية (11) من هذه السورة.

(3)

يجوز أن تكون حاليّة، والجملة بعدها حال بتقدير قد.

ص: 392

والمصدر المؤوّل (أن يجعلوه .. ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي على أن يجعلوه، متعلّق ب (أجمعوا) بتضمينه معنى عزموا

(1)

.

(الواو) استئنافيّة (أوحينا) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (نا) فاعل (إليه) مثل به متعلّق ب (أوحينا)، (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (تنبّئنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع .. و (النون) نون التوكيد و (هم) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بأمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (تنبّئنّ)،و (هم) ضمير مضاف إليه (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ بدل من أمر-أو عطف بيان- (الواو) واو الحال (هم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يشعرون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «ذهبوا به

» في محلّ جرّ مضاف إليه وجواب لمّا محذوف تقديره جعلوه فيها

(2)

.

وجملة: «أجمعوا

» في محلّ جرّ معطوفة على جملة ذهبوا

(3)

.

وجملة: «يجعلوه

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «أوحينا

» لا محلّ لها استئنافيّة

(4)

.

وجملة: «تنبّئنّهم

» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر .. وجملة القسم

(1)

يجوز أن يكون المصدر المؤوّل في محلّ نصب مفعول به لفعل أجمعوا، لأنه يقال: أجمع الأمر وأزمعه.

(2)

يجوز أن يكون الجواب جملة قالوا يا أبانا .. الآتية ..

(3)

يجوز أن تكون حاليّة بتقدير قد.

(4)

هذه الجملة هي جواب لمّا عند الكوفيّين بزيادة الواو، ونظيره كثير في القرآن على قولهم .. كقوله تعالى: فَلَمّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنادَيْناهُ أي ناديناه. وقوله: حَتّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها أي فتحت .. وهو رأي صائب.

ص: 393

وجوابها لا محلّ لها تفسيريّة

(1)

.

وجملة: «هم لا يشعرون

» في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (تنبّئنّهم).

وجملة: «لا يشعرون

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

{وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ (16)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (جاؤوا) فعل ماض وفاعله (أباهم) مفعول به منصوب .. و (هم) مضاف إليه (عشاء) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (جاؤوا)، (يبكون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «جاؤوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يبكون

» في محلّ نصب حال من فاعل جاؤوا.

‌الصرف:

(عشاء)،اسم للوقت بين المغرب والعتمة، وقيل أوّل الظلام، وقيل آخر النهار، وزنه فعال بكسر الفاء ومثله العشيّ.

{قالُوا يا أَبانا إِنّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنّا صادِقِينَ (17)}

‌الإعراب:

(قالوا يا أبانا) مرّ إعرابها

(2)

، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ-و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (ذهبنا) مثل أوحينا

(3)

، (نستبق) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (الواو) عاطفة (تركنا) مثل أوحينا

(4)

، (يوسف) مفعول به منصوب (عند) ظرف منصوب متعلّق ب

(1)

لأن أوحينا فيه معنى القول دون حروفه.

(2)

في الآية (11) من هذه السورة.

(3،4) في الآية (15) من هذه السورة.

ص: 394

(تركنا)، (متاعنا) مضاف إليه مجرور .. و (نا) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (أكل) فعل ماض و (الهاء) ضمير مفعول به (الذئب) فاعل مرفوع (الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد (مؤمن) مجرور لفظا منصوب محلاّ خبر ما (الواو) اعتراضيّة (لو) حرف شرط غير جازم (كنّا) فعل ماض ناقص-ناسخ-و (نا) ضمير في محلّ رفع اسم كان (صادقين) خبر كنّا منصوب وعلامة النصب الياء.

جملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «يا أبانا

» لا محلّ لها اعتراضيّة.

وجملة: «إنّا ذهبنا

» في محلّ نصب مقول القول

(1)

.

وجملة: «ذهبنا نستبق

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «نستبق

» في محلّ نصب حال من فاعل ذهبنا.

وجملة: «تركنا

» في محلّ رفع معطوفة على جملة ذهبنا.

وجملة: «أكله الذئب

» في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّا ذهبنا.

وجملة: «ما أنت بمؤمن

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «كنّا صادقين

» لا محلّ لها اعتراضيّة

(2)

.. وجواب لو محذوف تقديره فما أنت بمؤمن لنا لأنك محبّ ليوسف.

(1)

يجوز أن تكون جوابا للنداء لا محلّ لها، وجملة النداء في محلّ نصب مقول القول.

(2)

أو حاليّة .. وبعض النحويين يجعل (لو) بمعنى إنّ الشرطيّة أي تعليق معناها بالمستقبل فلا يصحّ كونها حالا.

ص: 395

{وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (18)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (جاؤوا) مرّ إعرابه

(1)

، (على قميصه) جارّ ومجرور ومضاف إليه، متعلّق بمحذوف حال من دم

(2)

، (بدم) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاؤوا)، (كذب) نعت لدم مجرور وهو على حذف مضاف أي ذي كذب (قال) فعل ماض، والفاعل هو (بل) حرف إضراب (سوّلت) فعل ماض .. و (التاء) للتأنيث (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (سوّلت)، (أنفسكم) فاعل مرفوع، و (كم) ضمير مضاف إليه (أمرا) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (صبر) خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره صبري أو أمري أو شأني (جميل) نعت لصبر مرفوع (الواو) عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (المستعان) خبر المبتدأ مرفوع (على) حرف جرّ (ما) اسم موصول

(3)

مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بالمستعان (تصفون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «جاؤوا

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أنت بمؤمن

(4)

.

وجملة: «قال

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «سوّلت لكم أنفسكم

» لا محلّ لها استئنافيّة تعليل لكلام

(1)

في الآية (16) من هذه السورة.

(2)

هذا رأي العكبريّ وقد أيّده أبو حيّان على الرغم من أن الحال المتقدّمة على المجرور بحرف جرّ أصليّ فيها خلاف بين النحويين، والظاهر صحة مجيئها كذلك.

(3)

أو هو حرف مصدريّ .. والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ .. أي على وصفكم الكاذب.

(4)

في الآية السابقة (17).

ص: 396

مقدّر هو مقول القول والتقدير: لم تصدقوا في كلامكم بل سوّلت لكم

وجملة: «(صبري) صبر جميل

» لا محلّ لها معطوفة على جملة سوّلت لكم أنفسكم.

وجملة: «الله المستعان

» لا محلّ لها معطوفة على جملة (صبري) صبر جميل.

وجملة: «تصفون

» لا محلّ لها صلة الموصول (ما)،والعائد محذوف أي تصفونه.

‌الصرف:

(قميص)،اسم لما يلبس على الجلد، يذكّر ويؤنّث جمعه أقمصة وقمص بضمّتين وقمصان بضمّ القاف، وزنه فعيل.

(المستعان)،اسم مفعول من فعل استعان السداسيّ، وزنه مستفعل بضمّ الميم وفتح العين وفي الفعل إعلال بالقلب، مجردة عان أصله عون من العون تحركت الواو بعد فتح قلبت ألفا وبقي الإعلال في المزيد والمشتق.

‌البلاغة

المبالغة: في قوله تعالى «بِدَمٍ كَذِبٍ

» وصف بالمصدر مبالغة، كأنه نفس الكذب وعينه، كما يقال للكذاب: هو الكذب بعينه، والزور بذاته.

ونحوه:

-فهنّ به جود وأنتم به بخل-

{وَجاءَتْ سَيّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ فَأَدْلى دَلْوَهُ قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ (19)}

ص: 397

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (جاءت) مثل سوّلت

(1)

، (سيارة) فاعل مرفوع (الفاء) عاطفة (أرسلوا) مثل جاؤوا

(2)

(واردهم) مفعول به منصوب .. و (هم) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (أدلى) ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (دلوه) مثل واردهم (قال) مرّ إعرابه

(3)

، (يا) أداة نداء وتعجّب (بشرى) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (غلام) خبر مرفوع (الواو) استئنافيّة (أسرّوا) مثل جاؤوا

(4)

، و (الهاء) ضمير مفعول به وهو على حذف مضاف أي أمره

(5)

، (بضاعة) حال من فاعل أسرّوا

(6)

، (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ

(7)

، (يعملون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

والمصدر المؤوّل (ما يعملون .. ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بعليم.

جملة: «جاءت سيّارة

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أرسلوا

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «أدلى

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلوا.

وجملة: «قال

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ متعلّق بالكلام المقدّر في مجرى القصّة أي: فتعلّق يوسف بالدلو فأخرجه الوارد فلمّا رآه قال يا بشرى.

(1،2،3،4) في الآية السابقة (18).

(5)

والضمير في أسرّوا عائد على إخوة يوسف، وقيل يعود على السيّارة.

(6)

هو في حقيقة المعنى مفعول به لعامل مقدّر هو حال من فاعل أسروا أي جاعليه بضاعة .. وقد جاز جعله حالا وهو جامد لأن الكلام بتأويل مشتقّ أي مكسبا.

(7)

أو اسم موصول، والعائد محذوف أي يعملونه.

ص: 398

وجملة: «التعجّب يا بشرى

» لا محلّ لها اعتراض تعجّبي.

وجملة: «هذا غلام

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أسرّوه

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «الله عليم

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يعملون

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.

‌الصرف:

(وارد)،اسم فاعل من ورد الثلاثيّ، وزنه فاعل.

(أدلى)،فيه إعلال بالقلب، أصله أدلي، مضارعه يدلي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه أفعل.

(دلو)،اسم جامد لما يستقى به، يذكّر ويؤنّث غالبا، جمعه دلاء بكسر الدال وأدل بتنوين اللام وحذف الواو من آخره، ودليّ بضمّ الدال وكسرها وتشديد الياء، ودلى بفتح الدال مع ألف مقصورة بعد اللام، ووزن دلو فعل بفتح فسكون.

(بضاعة)،اسم لما أعدّ للتجارة، جمعه بضائع، وزنه فعائل، ووزن بضاعة فعالة بكسر الفاء.

{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزّاهِدِينَ (20)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (شروا) مثل جاؤوا

(1)

،و (الهاء) ضمير مفعول به (بثمن) جارّ ومجرور متعلّق ب (شروا)(بخس) نعت لثمن مجرور (دراهم) بدل من ثمن مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من

(1)

في الآية (18) من هذه السورة .. وإذا فسّر (شروه) بمعنى باعوه كان الضمير عائدا على إخوة يوسف، وإن فسّر بمعنى اشتروه فالضمير يعود على السيّارة، وقد أخذه هؤلاء بثمن بخس لظنّهم أن به عيبا.

ص: 399

‌الصرف

(معدودة) نعت لدراهم مجرور (الواو) عاطفة

(1)

، (كانوا) فعل ماض ناقص-ناسخ-والواو اسم كان (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالزاهدين، هذا التعليق صحيح-خلافا لرأي البصريين الذين يمنعون تقدم الصلة على الموصول-ذلك لعدم وجود اللبس وللبعد عن التكلف والتأويل. انظر النحو الوافي ج 1 ص 273 هامش

(2)

.

والضمير يعود على يوسف أو على الثمن على اختلاف في التفسير (من) الزاهدين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر كانوا، وعلامة الجرّ الياء.

جملة: «شروه

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أسرّوه

(3)

.

وجملة: «كانوا فيه من الزاهدين» لا محلّ لها معطوفة على جملة شروه.

الصرف:

(بخس)،صفة مشبّهة بلفظ المصدر من بخس يبخس باب فتح، بمعنى نقصه أو عابه، وزنه فعل بفتح فسكون.

(دراهم)،جمع درهم، اسم جامد أعجميّ من اليونانية للقطعة المضروبة للمعاملة (دراخمة)،وهي كلمة تطلق اليوم على النقد بعامّة، وزنه فعلل بكسر الفاء وفتح اللام أو كسرها. ويجوز أن يكون دراهم جمعا لدرهام بكسر الدال .. ووزن دراهم فعالل.

(الزاهدين)،جمع الزاهد، اسم فاعل لفعل زهد الثلاثيّ، وزنه فاعل.

‌الفوائد

البدل: ورد في هذه الآية قوله تعالى {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ} فدراهم

(1)

أو حاليّة، وجملة كانوا .. في محلّ نصب حال بتقدير (قد).

(2)

في الآية (18) من هذه السورة.

(3)

في الآية (19) السابقة.

ص: 400

بدل من ثمن، مجرورة مثلها بالفتحة عوضا عن الكسرة، لأنها ممنوعة من الصرف، وإتماما للفائدة سنوضح أهم ما يتعلق بهذا البحث:

البدل: هو تابع (أي يتبع المبدل منه في الإعراب) يمهّد له بذكر اسم قبله (وهو المبدل منه) غير مقصود لذاته (وإنما يذكر تمهيدا للبدل).والبدل أربعة أنواع:

1 -

بدل مطابق، كقوله تعالى {اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} فصراط الثانية بدل من الصراط.

2 -

بدل بعض من كل، نحو (انقضى النهار ربعه) ربعه بدل من النهار.

3 -

بدل اشتمال، نحو (يسعك الأمير عفوه) 4 - بدل الخطأ: أعط السائل ثلاثة أربعة. يريد أربعة ولكنه أخطأ فقال: ثلاثة.

فأربعة بدل من ثلاثة. ويجب في بدل البعض والاشتمال أن يتصلا بضمير يعود على المبدل منه، كما مر في الأمثلة. فالهاء ب (ربعه) تعود إلى النهار وب (عفوه) تعود للأمير.

كما يبدل الفعل من الفعل، كقوله تعالى {وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ} فالفعل (يضاعف) أبدل من الفعل (يلق).

{وَقالَ الَّذِي اِشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذلِكَ مَكَّنّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (اشتراه) فعل ماض و (الهاء) مفعول به، والفاعل هو وهو العائد (من مصر) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل اشترى، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (لامرأته) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال)،و (الهاء) مضاف إليه (أكرمي) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ..

ص: 401

و (الياء) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (مثواه) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف .. و (الهاء) مضاف إليه (عسى) فعل ماض تام مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (أن ينفع) مضارع منصوب بأن الناصب و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل هو.

والمصدر المؤوّل (أن ينفعنا .. ) في محلّ رفع فاعل عسى.

(أو) حرف عطف (نتّخذ) مضارع منصوب معطوف على ينفع، و (الهاء) ضمير مفعول به أوّل، والفاعل نحن (ولدا) مفعول به ثان منصوب (الواو) استئنافيّة (الكاف) حرف جرّ وتشبيه

(1)

(ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله مكّنا، والإشارة إلى التمكين من قلب العزيز .. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (مكّنّا) مثل أوحينا

(2)

، (ليوسف) جارّ ومجرور متعلّق ب (مكّنّا)،وعلامة الجرّ الفتحة (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (مكّنّا)، (الواو) عاطفة، (اللام) لام التعليل (نعلّمه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام .. و (الهاء) مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (من تأويل) جارّ ومجرور متعلّق ب (نعلّمه)، (الأحاديث) مضاف إليه مجرور.

والمصدر المؤوّل (أن نعلّمه) في محلّ جرّ باللام معطوف على مصدر مؤوّل محذوف متعلّق ب (مكّنّا) أي مكّنّا ليوسف لنملّكه ولنعلّمه

(3)

.

(1)

أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي مثل ذلك التمكين

(2)

في الآية (15) من هذه السورة.

(3)

أو متعلّق بمحذوف يأتي تاليا، والواو قبله حينئذ استئنافيّة أي ولنعلّمه من تأويل الأحاديث كان ذلك الإنجاء .. هذا ويجوز أن تكون الواو زائدة فيتعلّق الجارّ ب (مكّنا).

ص: 402

(الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غالب) خبر مرفوع (على أمره) جارّ ومجرور متعلّق بغالب، و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف استدراك ونصب-ناسخ- (أكثر) اسم لكنّ منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «قال الذي اشتراه

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «اشتراه

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «أكرمي

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «عسى أن ينفعنا

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «ينفعنا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «نتّخذه

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ينفعنا.

وجملة: «مكّنّا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «نعلمه

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

وجملة: «الله غالب

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لكنّ أكثر الناس

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.

وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر لكنّ.

{وَلَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (آتيناه)، (بلغ) فعل ماض، والفاعل هو

ص: 403

أشدّه مفعول به منصوب، و (الهاء) مضاف إليه (آتيناه) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير فاعل، و (الهاء) ضمير مفعول به أوّل (حكما) مفعول به ثان منصوب (علما) معطوف على المفعول الثاني بالواو منصوب (وكذلك) مرّ إعرابه

(1)

، (نجزي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل نحن للتعظيم (المحسنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.

جملة: «بلغ

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «آتيناه

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «نجزي

» لا محلّ استئنافيّة.

‌الصرف:

(أشدّ)،جمع شدّة-على رأي سيبويه-مثل نعمة وأنعم .. وقال آخرون هو جمع لا واحد له، أو مفرد جاء على بناء الجمع، وزنه أفعل بفتح الهمزة وضمّ العين. وقد أدغمت العين واللام معا.

{وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاِسْتَبَقَا الْبابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ (25) قالَ هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ (26) وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصّادِقِينَ (27) فَلَمّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وَاِسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ (29)}

(1)

في الآية السابقة (21).

ص: 404

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (راودت) فعل ماض .. و (التاء) للتأنيث و (الهاء) ضمير مفعول به (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في بيتها) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ و (ها) مضاف إليه (عن نفسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (راودت)،و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (غلّقت) مثل راودت والفاعل هي (الأبواب) مفعول به (الواو) عاطفة (قالت) مثل راودت، والفاعل هي (هيت) اسم فعل ماض بمعنى تهيّأت

(1)

، (اللام) حرف جرّ-وهي لام التبيين

(2)

-، و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف تقديره أقول (قال) فعل ماض، والفاعل هو (معاذ) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أعوذ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبّه بالفعل-ناسخ-و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ

(3)

، (ربيّ) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة

(1)

أو اسم فعل أمر بمعنى أقبل أو أسرع، والفاعل أنت.

(2)

«أي تبيين المفعول أي المخاطب

فكأنها تقول: أقول لك أو الخطاب لك كما في سقيا لك ورعيا لك» 1 هـ ملخّصا من الجمل.

(3)

وهو يعود على سيّده، أو يعود على الباري تعالى وهو أحسن .. وقال بعضهم: الضمير هو ضمير الشأن و (ربي أحسن مثواي) مبتدأ وخبر، وهذه الجملة خبر إنّ.

ص: 405

المقدّرة على ما قبل الياء .. و (الياء) ضمير مضاف إليه (أحسن) فعل ماض، والفاعل هو (مثواي) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف .. و (الياء) مضاف إليه (إنّ) مثل الأول و (الهاء) ضمير الشأن في محلّ نصب اسم إنّ (لا) نافية (يفلح) مضارع مرفوع (الظالمون) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو.

جملة: «راودته التي

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «هو في بيتها

» لا محلّ لها صلة الموصول (التي).

وجملة: «غلّقت

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «قالت

» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

وجملة: «هيت لك» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «قال

» لا محلّ لها استئناف بياني.

وجملة: «(أعوذ) معاذ الله» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «إنّه ربيّ

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «أحسن مثواي» في محلّ رفع خبر إنّ ثان

(1)

.

وجملة: «إنّه لا يفلح الظالمون» لا محلّ لها بدل من التعليليّة.

وجملة: «لا يفلح الظالمون» في محلّ رفع خبر إنّ.

(الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (همت) مثل راودت (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (همت)، (الواو) عاطفة (همّ) فعل ماض، والفاعل هي (بها) مثل به، متعلّق ب (همّ)، (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ (رأى)

(1)

أو في محلّ نصب حال من (ربّ)،والعامل فيها ما في إنّ من معنى التوكيد.

ص: 406

فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (برهان) مفعول به منصوب (ربّه) مضاف إليه مجرور و (الهاء) مضاف إليه (كذلك) مرّ إعرابه

(1)

،والجارّ متعلّق بمحذوف يقدّر بحسب التفسير: أريناه، أو عصمناه، أو فعلنا به

إلخ (اللام) للتعليل (نصرف) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل نحن للتعظيم (عن) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نصرف)، (السوء) مفعول به منصوب (الفحشاء) معطوف على السوء بالواو منصوب.

والمصدر المؤوّل (أن رأى) في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف تقديره موجودة .. وجواب لولا محذوف يفسره الكلام قبله أي: لولا أن رأى

لهمّ بها

(2)

.

والمصدر المؤوّل (أن نصرف .. ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالفعل المحذوف الذي تعلّق به كذلك.

(إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير اسم إنّ (من عبادنا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ .. و (نا) ضمير مضاف إليه (المخلصين) نعت لعباد مجرور، وعلامة الجرّ الياء.

وجملة: «همت به

» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.

وجملة: «همّ بها» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم

(3)

.

(1)

في الآية (21) من هذه السورة.

(2)

قال أبو حيان في كتاب البحر: «طوّل المفسّرون في تفسير هذين الهمّين، ونسب بعضهم ليوسف ما لا يجوز نسبته لآحاد الفسّاق، والذي أختاره أن يوسف عليه السلام لم يقع منه همّ بها البتّة بل هو منفي لرؤية البرهان كما تقول: لقد قارفت لولا أن عصمك الله

نقول: إن جواب لولا محذوف لدلالة ما قبله عليه .. فهنا التقدير لولا أن رأى برهان ربّه لهم بها، وجدت رؤية البرهان فانتفى الهمّ

» هـ ملخّصا.

(3)

يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة إذا جاء الوقف على (همت به).

ص: 407

والجملة الاسميّة: «لولا رؤية البرهان» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «رأى

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).

وجملة: «نصرف

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.

وجملة: «إنّه من عبادنا

» لا محلّ لها تعليليّة.

(الواو) عاطفة (استبقا) فعل ماض .. و (الألف) ضمير في محلّ رفع فاعل (الباب) منصوب على نزع الخافض أي إلى الباب

(1)

، (الواو) عاطفة (قدّت) مثل راودت (قميصه) مفعول به منصوب. و (الهاء) مضاف إليه (من دبر) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدّت)، (الواو) عاطفة (ألفيا) مثل استبقا (سيدها) مفعول به منصوب .. و (ها) مضاف إليه (لدى) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان أي موجودا لدى الباب (الباب) مضاف إليه مجرور (قالت) مثل راودت (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، (جزاء) خبر مرفوع (من) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (أراد) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (بأهلك) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (سوءا) .. و (الكاف) مضاف إليه (سوءا) مفعول به منصوب (إلاّ) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ (يسجن) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو.

والمصدر المؤوّل (أن يسجن .. ) في محلّ رفع بدل من جزاء.

(أو) حرف عطف (عذاب) معطوف على محلّ المصدر المؤوّل مرفوع مثله (أليم) نعت لعذاب مرفوع.

وجملة: «استبقا

» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم المقدّر.

وجملة: «قدّت

» لا محلّ لها معطوفة على جملة استبقا الباب.

(1)

أو هو مفعول به إذا ضمّن استبق معنى بادر.

ص: 408

وجملة: «ألفيا .. » لا محلّ لها معطوفة على جملة استبقا الباب.

وجملة: «قالت

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «ما جزاء

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أراد

» لا محلّ لها صلة الموصول (من).

وجملة: «يسجن» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).

(قال) فعل ماض، والفاعل هو (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (راودت) مثل الأول و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل هي (عن نفسي) جارّ ومجرور متعلّق ب (راودت)،و (الياء) مضاف إليه، (الواو) عاطفة (شهد) فعل ماض (شاهد) فاعل مرفوع (من أهلها) جارّ ومجرور نعت لشاهد .. و (ها) مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص-ناسخ-في محلّ جزم فعل الشرط (قميصه) اسم كان مرفوع .. و (الهاء) مضاف إليه (قدّ) فعل ماضي مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدّ)، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (صدقت) فعل ماض .. و (التاء) للتأنيث

(1)

، (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (من الكاذبين) جارّ ومجرور خبر، وعلامة الجرّ الياء.

وجملة: «قال

» لا محلّ لها استئناف بياني.

وجملة: «هي راودتني

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «راودتني

» في محلّ رفع خبر المبتدأ هي.

وجملة: «شهد شاهد

» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال ..

(1)

اقترن الماضي بالفاء لأنه ماض لفظا ومعنى، ولهذا تقدّر (قد) معه ليقترب الماضي من الحاضر.

ص: 409

وجملة: «كان قميصه قدّ

» لا محلّ لها تفسر الشهادة

(1)

.

وجملة: «قدّ من قبل» في محلّ نصب خبر كان.

وجملة: «(قد) صدقت

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

وجملة: «هو من الكاذبين» في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.

(الواو) عاطفة (إن كان

وهو من الصادقين) مثل نظيرها مفردات وجملا.

(الفاء) عاطفة (لما رأى قميصه) مثل لما بلغ أشدّه

(2)

، (قدّ من دبر) مثل قدّ من قبل (قال) كالسابق (إنّه من كيدكنّ) مثل إنّه من عبادنا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (كيدكنّ) اسم منصوب .. و (كنّ) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه .. و (النون) المشدّدة علامة جمع الإناث (عظيم) خبر مفوع.

وجملة: «رأى قميصه

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «قدّ من دبر

» في محلّ نصب حال بتقدير (قد).

وجملة: «قال

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «إنّه من كيدكنّ» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «إنّ كيدكنّ عظيم» لا محلّ لها في حكم التعليليّة.

(يوسف) منادى مفرد علم محذوف منه أداة النداء، مبنيّ على الضم في محلّ نصب (أعرض) فعل أمر، والفاعل أنت (عن) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعرض)، (الواو) عاطفة

(1)

لأن شهد بمعنى القول دون حروفه .. ويجوز أن تكون الجملة مقول القول لقول مقدّر أي شهد يقول.

(2)

في الآية (22) من هذه السورة.

ص: 410

(استغفري) مثل أكرمي

(1)

، (لذنبك) جارّ ومجرور متعلّق ب (استغفري)

(2)

.. و (الكاف) مضاف إليه (إنّك) حرف مشبه بالفعل ..

و (الكاف) اسم إنّ (كنت) فعل ماض ناقص .. و (التاء) ضمير اسم كان (من الخاطئين) جارّ ومجرور خبر كان وجملة النداء: «يوسف

» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول

(3)

.

وجملة: «أعرض

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «استغفري

» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

وجملة: «إنّك كنت

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «كنت من الخاطئين» في محلّ رفع خبر إنّ.

‌الصرف:

(هيت)،اختلف في تخريج هذا اللفظ، فبعضهم جعل التاء أصليّة، واللفظ هو اسم فعل ماض أو أمر، وبعضهم جعل التاء ضمير الرفع دخل على فعل هاء يهيء مثل جاء يجيء، أو هاء يهاء مثل شاء يشاء، وخفّفت الهمزة ياء ساكنة على لغة أهل الحجاز

إلخ.

(معاذ)،مصدر ميميّ من عاذ يعوذ، وزنه مفعل بفتح الميم والعين ..

وفيه إعلال بالقلب لأن الألف أصلها واو، والأصل فيه معوذ بفتح الميم والواو، فلما جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.

(المخلصين)،جمع المخلص، اسم مفعول من الرباعي أخلصهم الله أي اجتباهم واختارهم، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.

(لدى)؛اسم ظرفي فيه إعلال قلبت الياء ألفا لمجيئها بعد فتح، وتعود

(1)

في الآية (21) من هذه السورة.

(2)

أي اطلبي الغفران من أجل هذا الذنب، فاللام سببيّة.

(3)

يجوز أن تكون في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.

ص: 411

الياء بإضافة الظرف إلى ضمير.

(قبل)،اسم ضد الدبر مأخوذ من قبل قبلا أي قدم وقرب، وزنه فعل بضمّتين، وقد يلفظ بسكون الباء.

(الخاطئين)،جمع الخاطئ، اسم فاعل من خطئ يخطأ باب فرح، وزنه فاعل، مؤنّثه خاطئة.

‌البلاغة

1 -

تقرير الغرض المسوق له الكلام: وذلك في قوله تعالى «وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ» فإيراد الموصول، دون امرأة العزيز، مع أنه أخصر وأظهر لتقرير المراودة، فإن كونه في بيتها مما يدعو إلى ذلك، قيل لواحدة: ما حملك على ما أنت عليه مما لا خير فيه؟ قالت: قرب الوساد، وطول السواد؛ ولإظهار كمال نزاهته عليه السلام، فإن عدم ميله إليها مع دوام مشاهدته لمحاسنها، واستعصاءه عليها مع كونه تحت يدها، ينادى بكونه عليه السلام في أعلى معارج العفة.

2 -

قوله تعالى «هِيَ راوَدَتْنِي» فإن «هي» ضمير باتفاق، وليس هو للغائب بل لمن بالحضرة، وكذا {(يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ)} وهذا في المتصل وذاك في المنفصل.

وقال السراج البلقيني في رسالته المسماة «نشر العبير لطي الضمير» :

الضمير المفسر لضمير الغائب، إما مصرح به، أو مستغنى بحضور مدلوله حسا أو علما. فالحسن نحو قوله تعالى «هِيَ راوَدَتْنِي» و «يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ» كما ذكر ابن مالك، وتعقبه بأنه ليس كما مثل به، لأن هذين الضميرين عائدان على ما قبلهما، فضمير «هِيَ راوَدَتْنِي» عائد على الأهل في قولها:(ما جزاء من أراد بأهلك سوءا) ولما كنت عن نفسها بذلك ولم تقل بي بدل (بأهلك) كنى هو عليه السلام عنها بضمير الغيبة فقال: {(هِيَ راوَدَتْنِي)} ولم يخاطبها بأنت

ص: 412

راودتني، ولا أشار إليها بهذه راودتني، وكل هذا على سبيل الأدب في الألفاظ والاستحياء في الخطاب الذي يليق بالأنبياء عليهم السلام، فأبرز الاسم في صورة ضمير الغائب تأدبا مع العزيز وحياء منه، وضمير (استأجره) عائد على موسى فمفسره مصرح بلفظه، وكأن ابن مالك تخيل أن هذا موضع إشارة لكون صاحب الضمير حاضرا عند المخاطب، فاعتقد أن المفسر يستغني عنه بحضور مدلوله حسا، فجرى الضمير مجرى اسم الإشارة.

‌الفوائد

1 -

عصمة الأنبياء:

ورد في هذه الآية قوله تعالى {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ} لقد كثرت أقوال المفسرين بصدد هذه الآية. وسنورد أقربها إلى الصواب إن شاء الله تعالى، ولكونها مثار تساؤل الكثيرين.

1 -

ولقد همّت به وهمّ بها: قال بعض المحققين الهمّ همّان همّ ثابت، وهو ما كان معه العزم والقصد والعقيدة والرضا، مثل هم امرأة العزيز؛ فالعبد مأخوذ به ومحاسب عليه، بدليل قوله تعالى {وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ} والهم الثاني، هو الهم العارض، وهو الخطرة في القلب، وحديث النفس من غير اختيار ولا عزم، مثل هم يوسف عليه الصلاة والسلام؛ فالعبد غير مأخوذ به ما لم يتكلم أو يعمل به. والدليل على أن يوسف عليه الصلاة والسلام لم يكن عازما ولا راضيا بالفاحشة قوله تعالى {قالَ مَعاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظّالِمُونَ} .

2 -

{لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ} للمفسرين أقوال كثيرة بهذا الصدد وسننقل أهمها:

1 -

قال جعفر بن محمد الصادق: البرهان هو النبوة التي جعلها الله عز وجل في قلبه، حالت بينه وبين ما يسخط الله عز وجل.

2 -

البرهان حجة الله عز وجل على العبد في تحريم الزّنا، والعلم بما على الزاني

ص: 413

من العقاب.

3 -

إن الله عز وجل طهر نفوس الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الأخلاق الذميمة والأفعال الرذيلة، وجبلهم على الأخلاق الشريفة الطاهرة، التي تحجزهم عن فعل ما لا يليق فعله، وتكرّه إليهم الفسوق والعصيان، وتزين الإيمان والطاعة في قلوبهم؛ بدليل قوله تعالى {كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ} .

2 -

حذف أداة النداء:

قال النحويون: إنه يجوز حذف أداة النداء وتقديرها، وقد ورد ذلك في الآية الكريمة بقوله تعالى {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا} وفي آيات أخرى كقوله تعالى {رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا} أي يا ربنا، وهذا كثير وشائع في أساليب العرب، وأداة النداء المحذوفة المقدرة هي (يا) لكونها أشهر أدوات النداء، ولا ينادى اسم الله عز وجل إلا بها.

وإذا ولي (يا) ما ليس بمنادى كالفعل (ألا يا اسجدوا) والحرف كقوله تعالى {(يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً} وقولهم يا ربّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة والجملة الاسمية: كقول الشاعر يا لعنة الله والأقوام كلهم

والصالحين على سمعان من جار

فقيل بأن (يا) فيما سبق للنداء والمنادي محذوف، وقيل هي لمجرد التنبيه، لئلا يلزم الإجحاف بحذف الجملة كلها. وهذا هو الصواب والله تعالى أعلم. وقال ابن مالك إن وليها دعاء كالبيت السابق أو أمر كما في قولنا (ألا يا اسجدوا) فهي للنداء، لكثرة وقوع النداء قبل الدعاء والأمر كقوله تعالى {يا آدَمُ اسْكُنْ} {يا نُوحُ اهْبِطْ} {وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ} وإلا فهي للتنبيه.

{وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ اِمْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَها حُبًّا إِنّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقالَتِ اُخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حاشَ لِلّهِ ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلاّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)}

ص: 414

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض (نسوة) فاعل مرفوع (في المدينة) جارّ ومجرور نعت لنسوة (امرأة) مبتدأ مرفوع (العزيز) مضاف إليه مجرور (تراود) مضارع مرفوع (فتاها) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف .. و (ها) مضاف إليه (عن نفسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (تراود) .. و (الهاء) مضاف إليه (قد) حرف تحقيق (شغفها) فعل ماض .. و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (حبّا) تمييز منصوب منقول عن الفاعل (إنّا) مرّ إعرابه

(1)

، (اللام) للتوكيد (نراها) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف .. و (ها) مفعول به، والفاعل نحن (في ضلال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (مبين) نعت لضلال مجرور.

جملة: «قال نسوة

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «امرأة العزيز تراود

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «تراود فتاها

» في محلّ رفع خبر المبتدأ.

وجملة: «قد شغفها

» لا محلّ لها تعليليّة

(2)

.

وجملة: «إنّا لنراها

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «نراها

» في محلّ رفع خبر إنّ.

(1)

في الآية (17) من هذه السورة.

(2)

أو هي في محلّ نصب حال إمّا من فاعل تراود أو من مفعوله.

ص: 415

(الفاء) عاطفة (لما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (أرسلت)، (سمعت) فعل ماض .. و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي (بمكر) جارّ ومجرور متعلّق ب (سمعت)، (هنّ) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أرسلت) مثل سمعت (إلى) حرف جرّ و (هن) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلت)، (الواو) عاطفة (أعتدت) مثل سمعت (لهنّ) مثل إليهنّ متعلّق ب (أعتدت)، (متّكأ) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (آتت) مثل سمعت (كلّ) مفعول به أوّل منصوب (واحدة) مضاف إليه مجرور (منهنّ) مثل إليهنّ متعلّق بنعت لكلّ واحدة (سكّينا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (قالت) مثل سمعت (اخرج) فعل أمر، والفاعل أنت (عليهنّ) مثل إليهنّ متعلّق بحال من فاعل اخرج

(1)

، (فلما) مثل الأول (رأين) فعل ماض مبني على السكون .. و (النون) ضمير فاعل و (الهاء) مفعول به (أكبرنه) مثل رأينه (الواو) عاطفة (قطّعن) مثل رأين (أيدي) مفعول به منصوب و (هنّ) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (قلن) مثل رأين (حاش) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة للتخفيف

(2)

،والفاعل هو أي يوسف (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل حاش أي مطيعا لله

(3)

، (ما) نافية عاملة عمل ليس (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (بشرا)

(1)

أو متعلّق بفعل اخرج، ومعنى: اخرج عليهنّ .. ابرز لهنّ.

(2)

أي جانب يوسف المعصية .. ويجوز أن يكون اسما منصوبا على المصدر أي تنزيها لله. قال الغلاييني في جامع الدروس: «متى استعملت (حاشا) للتنزيه المجرّد كانت اسما مرادفا للتنزيه منصوبا على المفعولية المطلقة .. وإن لم تضف ولم تنوّن كانت مبنيّة

».

(3)

أو اللام للتعليل، وهو متعلّق بالفعل، وذلك على حذف مضاف أي جانب يوسف المعصية لأجل طاعة الله.

ص: 416

خبر ما منصوب (إنّ) حرف نفي (هذا) مبتدأ (إلاّ) أداة حصر (ملك) خبر مرفوع (كريم) نعت لملك مرفوع.

وجملة: «سمعت

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «أرسلت

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «أعتدت

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.

وجملة: «آتت

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.

وجملة: «قالت

» لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.

وجملة: «اخرج عليهنّ» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «رأينه

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «أكبرنه

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «قطّعن

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أكبرنه.

وجملة: «قلن

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أكبرنه.

وجملة: «حاش لله» في محلّ نصب مقول القول

(1)

.

وجملة: «ما هذا بشرا

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «إن هذا إلاّ ملك .... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ للاستئناف السابق.

‌الصرف:

(نسوة)،اسم جمع لا واحد له من لفظه، مفرده امرأة، وهو بكسر النون-قالوا وقد تضمّ-وهو حينئذ اسم جمع بلا خلاف.

(العزيز)،لقب للوزير الذي كان على خزائن مصر واسمه (قطفير) كما جاء في التفاسير.

(1)

أو هي اعتراضيّة دعائية، ومقول القول جملة ما هذا بشرا.

ص: 417

(فتاها)،الألف فيه منقلبة عن ياء، جمعه فتية، ومثنّاه فتيان، أصله فتي، فلمّا تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.

(مكرهنّ)،مصدر سماعيّ لفعل مكر يمكر باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.

(متّكأ)،اسم مكان من اتكأ الخماسيّ، استعمل في الآية اسما بمعنى الوسادة أو الطعام الذي يحتاج إلى اتّكاء، وسكين لقطعه

فهو على وزن اسم المفعول .. وفي الكلمة إبدال فاء الكلمة تاء لمجيئها بعد تاء الافتعال، وأصله موتكأ .. ثمّ أدغمت التاءان معا.

(سكّينا)،اسم جامد للآلة القاطعة، وزنه فعّيل بكسر الفاء مع تشديد العين.

(حاشى)،هو فعل رباعيّ مضارعه يحاشي، ورسم الألف فيه قصيرة جاء لكونها رابعة، فإذا كان حرف جرّ رسمت الألف طويلة (حاشا)،وهو عند آخرين اسم بمعنى تنزيها حيث ينوّن آخره، وقد يخفّف التنوين ضرورة أي حاشا-بالتنوين-وحاشا-من غير تنوين- (كريم)،صفة مشبّهة باسم الفاعل من كرم يكرم وزنه فعيل.

‌البلاغة

1 -

التشبيه البليغ: في قوله تعالى «ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلاّ مَلَكٌ كَرِيمٌ» فقد شبهن يوسف بالملك من دون ذكر الأداة، والمقصود منه إثبات الحسن؛ لأنه تعالى ركب في الطبائع أن لا شيء أحسن من الملك، وقد عاين ذلك قوم لوط في ضيف إبراهيم في الملائكة، كما ركب في الطباع أن لا شيء أقبح من الشيطان، وكذلك قوله تعالى في صفة جهنم «طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ» فكذلك قد تقرر أن لا شيء أحسن من الملك، فلما أرادت النسوة وصف يوسف بالحسن

ص: 418

شبهنه بالملك. ولكن الأسلوب القرآني شاء أن يتجاوز المألوف من تشبيهات العرب لكل ما راعهم حسنه من البشر بالجن فأدخل فيه فنا آخر لا يبدو للناظر للوهلة الأولى، وهو فن عرفوه بأنه سؤال المتكلم عما يعلمه حقيقة تجاهلا منه.

ليخرج كلامه مخرج المدح، أو ليدل-كما هنا-على شدة الوله في الحب وقد يقصد به الذم أو التعجب أو التوبيخ أو التقرير، ويسمى هذا الفن تجاهل العارف.

2 -

المجاز: في قوله تعالى «وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً» أي ما يتكئن عليه من النمارق والوسائد،

فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل الرجل بشماله وأن يأكل متكئا، وقيل أريد به نفس الطعام. قال العتبي: يقال: اتكأنا عند فلان أي أكلنا، ومن ذلك قول جميل:

فظللنا بنعمة واتكأنا

وشربنا الحلال من قلله

وعبّر بالهيئة التي يكون الآكل المترف عن ذلك مجازا، وقيل: هو باب الكناية.

‌الفوائد

- حاشا:

ورد في هذه الآية قوله تعالى {وَقُلْنَ حاشَ لِلّهِ ما هذا بَشَراً} يقول أبو البقاء العكبري بصدد (حاشى) في هذه الاية الكريمة: يقرأ بألفين (حاشا).والجمهور على أنه هنا فعل. وقد صرف منه أحاشي. ويؤيد ذلك دخول اللام على اسم الله تعالى. ولو كان حرف جر لما جاء بعده حرف جر؛ وفاعله مضمر تقديره (حاشا يوسف):أي بعد من المعصية بحرف الله. وأصل الكلمة من حاشيت الشيء، ويقرأ بحذف الألف للتخفيف.

هذا ما أورده أبو البقاء العكبري. وإتماما للفائدة، فإننا سنوضح ما يتعلق ب (حاشا) لأنها تبهم على الكثير فحاشا ترد على ثلاثة أوجه:

1 -

أن نكون فعلا متعديا متصرفا، تقول: حاشيته بمعنى استثنيته، والدليل قول النابغة الذبياني:

ص: 419

ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه

ولا أحاشي من الأقوام من أحد

2 -

أن تكون تنزيهيه، كما مر في الآية الكريمة (حاشى لله) وهي اسم للتنزيه كقوله تعالى {مَعاذَ اللهِ} ونعربها نائب مفعول مطلق.

3 -

وتكون للاستثناء، وغالب أحوالها أنها حرف جر يفيد الاستثناء، والاسم بعدها مجرور، كقولنا: كلكم مخطئ حاشا زيد؛ وذهب بعض النحاة إلى جواز وجه آخر وهو أن نعتبرها فعلا جامدا يفيد الاستثناء والاسم بعدها مفعول به منصوب كقولهم: (اللهم اغفر لي ولمن يسمع حاشا الشيطان).

{قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصّاغِرِينَ (32)}

‌الإعراب:

(قالت) فعل ماض، و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي (الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (ذلكنّ) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، و (اللام) للبعد و (كنّ) حرف خطاب جمع الإناث (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر المبتدأ (لمتنّ) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (تنّ) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (النون) نون الوقاية (الياء) ضمير مفعول به (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (لمتنّ) على حذف مضاف أي في حبّه

(1)

، (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (راودت) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (التاء) فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (عن نفسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (راودته) .. و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (استعصم) فعل ماض والفاعل هو (الواو) استئنافيّة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي (يفعل) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في

(1)

أو متعلّق بمحذوف حال من مفعول لمتنّ، أي لمتنّني مغرمة في حبّه.

ص: 420

محلّ نصب مفعول به (آمره) مضارع مرفوع، و (الهاء) مفعول به، والفاعل أنا (اللام) لام القسم (يسجننّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع ..

و (النون) نون التوكيد وهو مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (ليكوننّ) لام القسم ومضارع ناقص مثل يسجننّ في البناء، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من الصاغرين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر يكونن.

جملة: «قالت» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ذلكنّ الذي» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتنّ قد لمتنني فذلك الذي لمتنني فيه .. وجملة الشرط والجواب في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «لمتنّني

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «راودته» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر .. وجملة القسم استئنافيّة لا محلّ لها.

وجملة: «استعصم» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.

وجملة: «إن لم يفعل

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «آمره» لا محلّ لها صلة الموصول (ما)،والعائد محذوف.

وجملة: «يسجننّ» لا محلّ لها جواب القسم .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.

وجملة: «يكونن من الصاغرين» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.

‌الصرف:

(لمتنّ)،فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون فهو فعل معتل أجوف حذفت عينه لذلك، وزنه فلتنّ.

ص: 421

‌البلاغة

الحذف: في قوله تعالى «فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ» والتقدير في حبه، لأن الذوات لا يتعلق بها لوم. ودليل تقدير في حبه قوله «قَدْ شَغَفَها حُبًّا» في مراودته، ولعلها أولى بدليل قوله:«تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ» .وإنما قلنا أولى لأنه فعلها، بخلاف الحب، فإنه أمر قهري لا يلام عليه إلا من حيث تعاطي أسبابه، أما المراودة فهي حاصلة باكتسابها، فهي قادرة على دفعها، فيتأتى اللوم عليها، بخلاف الحب، فإنه ليس فعلا لها، ولا تقدر على دفعه، لأن الحب المفرط قد يقهر صاحبه ولا يطيق أن يدفعه، وحينئذ فلا يلام عليه. وعلى كل حال فهو من أسبابه.

{قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ (33) فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتّى حِينٍ (35)}

‌الإعراب:

(قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف .. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (السجن) مبتدأ مرفوع (أحبّ) خبر مرفوع (إلى) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأحبّ (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بأحبّ، (يدعون) مضارع مبنيّ على السكون .. و (النون) نون النسوة فاعل و (النون) الثانية للوقاية و (الياء) مفعول به (إليه) مثل إليّ متعلّق ب (يدعون)، (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (لا) حرف نفي (تصرف) مضارع مجزوم فعل الشرط (عنّي) مثل إليّ متعلّق ب (تصرف)،

ص: 422

(كيدهنّ) مفعول به منصوب .. و (هنّ) ضمير مضاف إليه (أصب) مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل أنا (إليهنّ) مثل إليّ متعلّق ب (أصب)، (الواو) عاطفة (أكن) مضارع ناقص مجزوم معطوف على (أصب)،واسمه ضمير مستتر تقديره أنا (من الجاهلين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أكن.

جملة: «قال

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة النداء: «ربّ

» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.

وجملة: «السجن أحبّ

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «يدعونني إليه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «إلاّ تصرف عنّي

» في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.

وجملة: «أصب إليهنّ

» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

وجملة: «أكن من الجاهلين» لا محلّ لها جواب معطوفة على جملة أصب.

(الفاء) عاطفة (استجاب) فعل ماض (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق به (استجاب)، (ربّه) فاعل مرفوع .. و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (صرف) مثل استجاب، والفاعل هو (عنه) مثل له متعلّق ب (صرف)، (كيدهنّ) مثل الأول (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (هو) ضمير فصل

(1)

، (السميع) خبر إنّ مرفوع (العليم) خبر ثان مرفوع.

(1)

أو ضمير منفصل مبتدأ خبره (السميع)،والجملة الاسميّة خبر إنّ.

ص: 423

وجملة: «استجاب له ربّه

» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.

وجملة: «صرف عنه

» لا محلّ لها معطوفة على جملة استجاب ..

وجملة: «إنّه .. السميع

» لا محلّ لها تعليليّة.

(ثمّ) حرف عطف (بدا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم في قوله (السجن أحبّ)،والتقدير: بدا لهم أن يسجنوه

(1)

.. ، (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بدا)، (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (بدا)، (ما) حرف مصدريّ (رأوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين .. والواو فاعل (الآيات) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة.

والمصدر المؤوّل (ما رأوا .. ) في محلّ جرّ مضاف إليه.

(اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يسجننّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون وقد حذفت لتوالي الأمثال والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين- الواو والنون من الأولى المشدّدة-فاعل .. و (النون) المشدّدة نون التوكيد، و (الهاء) ضمير مفعول به (حتّى) حرف جرّ (حين) مجرور بحرف الجرّ متعلّق ب (يسجننّه).

وجملة: «بدا لهم

» لا محلّ لها معطوفة على جملة صرف ..

وجملة: «رأوا

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

وجملة: «يسجننّه» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر .. وجملة القسم وجوابها في محلّ نصب معمولة لقول مقدّر هو حال من ضمير الغائب في

(1)

يجوز أن يكون الفاعل هو مصدر الفعل بدا أي: بدا لهم بداء، كما يقال: بدا لي رأي.

ص: 424

لهم أي: بدا لهم أن يسجنوه قائلين والله ليسجننّه حتّى حين

(1)

.

‌الصرف:

(السجن)،اسم جامد للمكان المخصّص لحجر الحرّيّة، وزنه فعل بكسر فسكون .. وبفتح السين هو مصدر.

(أصب)،فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله أصبو، وزنه أفع.

‌الفوائد

هل تقع الجملة فاعلا أو نائب فاعل أو مبتدأ؟ هذا مثار خلاف بين النحاة. وسنورد ما ذكره ابن هشام في المغني بهذا الصدد.

قوله تعالى {ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتّى حِينٍ} فجملة ليسجننه، قيل: هي مفسرة للضمير في بدا الراجع إلى البداء المفهوم منه، والتقدير ثم بداء لهم البداء سجنه. والتحقيق أنها جواب لقسم مقدر، وأن القسم المقدر مع جوابه هو الجملة المفسرة. وقال الكوفيون الجملة (ليسجننه) فاعل، ثم قال هشام وثعلب وجماعة: يجوز ذلك في كل جملة، وقال الفراء وجماعة: جوازه مشروط بكون الجملة السابقة فعلها قلبي، وأن تقترن الجملة الواقعة فاعلا بأداة معلقة، نحو: ظهر لي أقام زيد، وعلم هل قعد عمرو، ويقول ابن هشام تعليقا على ذلك: وبعد فعندي أن المسألة صحيحة، ولكن مع الاستفهام خاصة دون سائر المعلقات. وفي قوله تعالى {وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} زعم ابن عصفور أن البصريين يقدرون نائب الفاعل في قيل ضمير المصدر، أي وإذا قيل لهم قول وجملة لا تفسدوا مفسرة لذلك الضمير، والصواب أن النائب عن الفاعل هي الجملة (لا تفسدوا) لأنها كانت قبل حذف الفاعل منصوبة بالقول، فكيف انقلبت مفسرة؟ والمفعول به هو الذي ينوب عن الفاعل؟ وقولهم «الجملة لا تكون فاعلا ولا نائبا عنه» جوابه أن التي يراد بها لفظها يحكم لها بحكم المفردات، ولهذا تقع في محل رفع مبتدأ أيضا

(1)

يجوز أن تكون جملة القسم وجوابه تفسيرا لما قبلها، لا محلّ لها.

ص: 425

في قوله عليه الصلاة والسلام: «لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة» وفي المثل «زعموا مطية الكذب» فجملة (لا حول ولا قوة إلا با لله) في محل رفع مبتدأ.

ومن هنا لم يحتج الخبر إلى رابط في نحو «قولي لا إله إلا الله» .

{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ قالَ أَحَدُهُما إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ إِنّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)}

‌الإعراب:

(الواو) عاطفة (دخل) فعل ماض (معه) ظرف منصوب متعلّق ب (دخل) .. و (الهاء) ضمير مضاف إليه (السجن) مفعول به منصوب (فتيان) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الألف (قال) مثل دخل (أحدهما) فاعل مرفوع، و (هما) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (إنّي أراني) مثل إنّا لنراها

(1)

،و (النون) للوقاية، والفاعل أنا (أعصر) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (خمرا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (قال الآخر

أحمل) مثل المتقدّمة (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (أحمل)

(2)

، (رأسي) مضاف إليه مجرور، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه (خبزا) مفعول به منصوب (تأكل) مضارع مرفوع (الطير) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تأكل)، (نبّئنا) فعل أمر .. و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (بتأويله) جارّ ومجرور ومضاف إليه متعلّق ب (نبّئ)، (إنّا نراك من المحسنين) مثل إنّا لنراها في ضلال

(3)

،وعلامة الجرّ الياء.

(1،3) في الآية (30) من هذه السورة.

(2)

أو متعلّق بمحذوف حال من (خبزا).

ص: 426

وجملة: «دخل .. فتيان» لا محلّ لها معطوفة على محذوف مستأنف أي فسجن يوسف ومعه دخل السجن فتيان ..

جملة: «قال أحدهما

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «إنّي أراني

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أراني أعصر

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «أعصر خمرا» في محلّ نصب حال

(1)

.

وجملة: «قال الآخر

» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال أحدهما.

وجملة: «إنّي أراني

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أراني أحمل

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «أحمل .. خبزا» في محلّ نصب حال-أو مفعول به ثان- وجملة: «تأكل الطير منه» في محلّ نصب نعت ل (خبزا).

وجملة: «نبّئنا بتأويله» لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.

وجملة: «إنّا تراك

» لا محلّ لها تعليليّة-أو استئناف بيانيّ- وجملة: «نراك من المحسنين» في محلّ رفع خبر إنّ.

‌الصرف:

(خبزا)،اسم جامد، وزنه فعل بضمّ فسكون.

‌البلاغة

المجاز المرسل: في قوله تعالى «إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً» أي عنبا. والعلاقة ما يؤول إليه، فقد سمى العنب خمرا لأنه يؤول إلى الخمر لكونه المقصود من العصر. وقيل الخمر هو العنب حقيقة بلغة عمان. وفي قراءة ابن مسعود أعصر عنبا.

(1)

أجاز بعضهم أن تكون الجملة مفعولا ثانيا لأن الرؤية هي من نوع الرؤية القلبيّة.

ص: 427

{قالَ لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ إِلاّ نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُما ذلِكُما مِمّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (37) وَاِتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ما كانَ لَنا أَنْ نُشْرِكَ بِاللهِ مِنْ شَيْءٍ ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنا وَعَلَى النّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَشْكُرُونَ (38)}

‌الإعراب:

(قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (لا) حرف نفي (يأتيكما) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (كما) ضمير مفعول به (طعام) فاعل مرفوع (ترزقانه) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و (الألف) ضمير نائب الفاعل، و (الهاء) مفعول به (إلاّ) أداة حصر (نبأت) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (التاء) فاعل و (كما) ضمير مثل الأول (بتأويله) جارّ ومجرور متعلّق ب (نبّأت) ..

و (الهاء) مضاف إليه (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (نبّأت)، (أن) حرف مصدريّ ونصب (يأتيكما) مضارع منصوب .. و (كما) مثل الأول، والفاعل هو أي طعام.

والمصدر المؤوّل (أن يأتيكما) في محلّ جرّ مضاف إليه.

(ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ .. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب و (ما) حرف للتثنية (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ، والعائد محذوف أي علّمني إيّاه ربّي (علّمني) فعل ماض و (النون) للوقاية، و (الياء) مفعول به (ربّي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء .. و (الياء) مضاف إليه (إنّ)

ص: 428

حرف مشبه بالفعل-ناسخ. و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (تركت) مثل نبّأت (ملّة) مفعول به منصوب (قوم) مضاف إليه مجرور (لا) مثل الأول (يؤمنون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق بفعل يؤمنون (الواو) عاطفة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (كافرون)، (هم) مثل الأول وتأكيد له (كافرون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.

جملة: «قال

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «لا يأتيكما طعام

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «ترزقانه

» في محلّ رفع نعت لطعام.

وجملة: «نبّأتكما» في محلّ رفع نعت ثان لطعام

(1)

.

وجملة: «يأتيكما» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «ذلكما ممّا علّمني

» لا محلّ لها استئناف بياني-أو تعليليّة- وجملة: «علّمني ربّي» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «إنّي تركت

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تركت ملّة

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «لا يؤمنون بالله» في محلّ جرّ نعت لقوم.

وجملة: «هم .. كافرون» في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا يؤمنون.

(الواو) عاطفة (اتّبعت ملّة آبائي) مثل تركت ملّة قوم، وعلامة نصب

(1)

أو في محلّ نصب حال من طعام لأنه موصوف بالجملة.

ص: 429

آباء الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء .. و (الياء) مضاف إليه (إبراهيم) بدل من آباء مجرور وعلامة الجرّ الفتحة، ومثله (إسحاق، يعقوب) معطوفين عليه بحرفي العطف (ما) حرف نفي (كان) فعل ماض ناقص-ناسخ- (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر كان (أن نشرك) مثل أن يأتي، والفاعل نحن (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (نشرك)، (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا منصوب محلاّ مفعول به.

والمصدر المؤوّل (أن نشرك .. ) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.

(ذلك من فضل .. ) مثل ذلكما ممّا علّمني (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفضل (الواو) عاطفة (على الناس) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (علينا) لأنه معطوف عليه، (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (أكثر) اسم لكنّ منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (لا يشكرون) مثل لا يؤمنون.

وجملة: «اتّبعت

» في محلّ رفع معطوفة على جملة تركت.

وجملة: «ما كان لنا

» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «نشرك

» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

وجملة: «ذلك من فضل الله .. » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

وجملة: «لكنّ أكثر

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك من فضل الله.

وجملة: «لا يشكرون» في محلّ رفع خبر لكنّ.

ص: 430

{يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهّارُ (39)}

‌الإعراب:

(يا) أداة نداء (صاحبي) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الياء (السجن) مضاف إليه مجرور (الهمزة) للاستفهام (أرباب) مبتدأ مرفوع (متفرّقون) نعت لأرباب مرفوع، وعلامة الرفع الواو (خير) خبر مرفوع (أم) حرف عطف معادل لهمزة الاستفهام (الله) معطوف على أرباب مرفوع (الواحد) نعت للفظ الجلالة (القهّار) نعت ثان مرفوع.

جملة النداء: «يا صاحبي

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أأرباب .. خير» لا محلّ لها جواب النداء.

‌الصرف:

(متفرّقون)،جمع متفرّق اسم فاعل من تفرّق الخماسيّ، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين.

(القهّار)،من صيغ المبالغة، وزنه فعّال من قهر الثلاثيّ.

{ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاّ أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيّاهُ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40)}

‌الإعراب:

(ما) نافية (تعبدون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون .. والواو فاعل (من دونه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من أسماء.

و (الهاء) مضاف إليه (إلاّ) أداة حصر (أسماء) مفعول به منصوب (سمّيتموها) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (تم) ضمير فاعل و (الواو) زائدة بتباع حركة الميم و (ها) ضمير مفعول به (أنتم) ضمير منفصل تأكيد للمتّصل فاعل الفعل في محلّ رفع (الواو) عاطفة (آباؤكم) معطوف على ضمير

ص: 431

الفاعل مرفوع .. و (كم) مضاف إليه (ما) كالأول (أنزل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) على حذف مضاف أي بعبادتها (من سلطان) مثل من شيء

(1)

(إن) حرف نفي (الحكم) مبتدأ مرفوع (إلاّ) مثل الأول (لله) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (أمر) فعل ماض، والفاعل هو (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (تعبدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون .. والواو فاعل (إلاّ) مثل الأول (إيّاه) ضمير منفصل في محلّ نصب مفعول به عامله تعبدوا.

والمصدر المؤوّل (ألاّ تعبدوا .. ) في محلّ نصب مفعول به عامله أمر وهو المفعول الثاني، أمّا الأول محذوف أي: أمر الناس عدم عبادة إله غير الله .. أو عبادة الله.

(ذلك) اسم إشارة مبتدأ، والإشارة إلى التوحيد (الدين) خبر مرفوع (القيّم) نعت للدين مرفوع (الواو) عاطفة (لكنّ

لا يعلمون) مثل لكنّ

يشكرون

(2)

.

جملة: «ما تعبدون

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «سمّيتموها» في محلّ نصب نعت لأسماء.

وجملة: «ما أنزل الله بها من سلطان» في محلّ نصب نعت ثان لأسماء

(3)

.

وجملة: «إن الحكم إلاّ لله» لا محلّ لها استئنافيّة تعليل لما سبق.

وجملة: «أمر

» لا محلّ لها استئنافيّة تعليل آخر.

(1،2) في الآية (38) من هذه السورة.

(3)

أو في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (سمّيتموها).

ص: 432

وجملة: «ذلك الدين

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «لكنّ أكثر

» لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك الدين.

وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر لكنّ.

{يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَمّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ (41)}

‌الإعراب:

(يا صاحبي السجن) مرّ إعرابها

(1)

، (أمّا) حرف شرط وتفصيل (أحدكما) مبتدأ مرفوع .. و (كما) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط

(2)

، (يسقي) مضارع مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (ربّه) مفعول به منصوب، و (الهاء) مضاف إليه (خمرا) مفعول به ثان

(3)

منصوب (الواو) عاطفة (أمّا الآخر) مثل أما أحدكما (الفاء) رابطة (يصلب) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) عاطفة (تأكل) مضارع مرفوع (الطير) فاعل مرفوع (من رأسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأكل)،و (الهاء) مضاف إليه (قضي) فعل ماض مبنيّ للمجهول (الأمر) نائب الفاعل مرفوع (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت للأمر (في) حرف جرّ

(1)

في الآية (39) من هذه السورة.

(2)

هذه الفاء تأخّرت من تقديم والأصل: مهما يكن من أمر فأحدكما يسقي.

(3)

جاء في لسان العرب: سقاه الله الغيث وأسقاه .. ويقال: سقيته لشفته وأسقيته لدابّته وأرضه .. سيبويه: سقاه وأسقاه جعل له ماء أو سقيا-بكسر السين-فسقاه ككساه، وأسقى كألبس. أبو الحسن يذهب إلى التسوية بين فعلت وأفعلت، وأن (أفعلت) غير منقولة من فعلت بضرب من المعاني كنقل أدخلت» هـ فالفعل متعدّ لاثنين كما ترى.

ص: 433

و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تستفتيان) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون .. و (الألف) فاعل.

جملة النداء: «يا صاحبي

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أحدكما فيسقي

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «يسقي

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أحدكما).

وجملة: «الآخر فيصلب

» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

وجملة: «يصلب .. » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الآخر).

وجملة: «تأكل الطير

» في محلّ رفع معطوفة على جملة يصلب.

وجملة: «قضي الأمر

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «تستفتيان» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

{وَقالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا اُذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)}

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (اللام) حرف جرّ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قال)، (ظنّ) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (ناج) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة للتنوين، فهو اسم منقوص (من) حرف جرّ و (هما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من الضمير في ناج (اذكرني) فعل أمر، و (النون) للوقاية و (الياء) مفعول به،

ص: 434

والفاعل أنت (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (اذكر)، (ربّك) مضاف إليه مجرور .. و (الكاف) مضاف إليه.

والمصدر المؤوّل (أنّه ناج .. ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّ.

(الفاء) عاطفة (أنساه) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف .. و (الهاء) مفعول به (الشيطان) فاعل مرفوع (ذكر) مفعول به ثان منصوب (ربّه) مثل ربّك (الفاء) عاطفة (لبث) مثل قال (في السجن) جارّ ومجرور متعلّق ب (لبث)، (بضع) ظرف زمان منصوب نائب عن الظرف الصريح متعلّق ب (لبث)، (سنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر.

جملة: «قال

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ظنّ

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «اذكرني

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أنساه الشيطان» لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي فخرج فأنساه

(1)

وجملة: «لبث

» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنساه الشيطان.

‌الصرف:

(ناج)،اسم فاعل من نجا الثلاثيّ، وزنه فاعل، وفيه إعلال بالحذف فهو اسم منقوص حذف حرف العلّة لمناسبة التنوين، وحرف العلّة قبل الحذف ياء منقلبة عن واو، وأصله الناجو-بكسر الجيم-قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها .. ثمّ حذفت الياء للتنوين.

(1)

وإذا كان الضمير الغائب في (أنساه) يعود على يوسف، فإنّ الجملة استئنافيّة لا محلّ لها.

ص: 435

(بضع)،كناية عن عدد يتراوح بين الثلاثة والتسعة، ويكون مذكّرا مع المؤنّث وبالعكس، مفردا ومركّبا ومعطوفا عليه، وزنه فعل بكسر فسكون.

‌الفوائد

التعليق والإلغاء في أفعال القلوب:

ورد في هذه الآية قوله تعالى {وَقالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا} فنقول الفعل ظن يتعدى إلى مفعولين، وقد علق عن العمل ولم يظهر مفعولاه. ولكن المصدر المؤوّل من أن واسمها وخبرها (أنه ناج) سد مسد المفعولين. وسنوضح هذه القاعدة لأهميتها ودقتها:

التعليق إبطال عمل أفعال القلوب لفظا لا محلا، وذلك لقيام مانع يمنعها من عملها، فتكون الجملة في محل نصب تسد مسد مفعول أو أكثر، وهذه مواضع التعليق:

1 -

أن يلي الفعل ماله الصدارة، وهو هنا الاستفهام، أو لام الابتداء، أو لام القسم.

مثل: علمت أين أخوك، قلت لعليّ أحبّ إليّ، ولقد علمت لتأتينّ منيتي.

2 -

أن يليه إحدى الأدوات النافية مثل: وجدت لا المدّعي صادق ولا المدّعى عليه. فالجمل في جميع الأمثلة السابقة سدت مسد المفعولات.

وأما الإلغاء فإبطال العمل لفظا ومحلا. وذلك جائز حين يتوسط الفعل بين مفعولين أو يتأخر عنهما. مثل: خالدا ظننت مسافرا أو خالد ظننت مسافر، خالدا مسافرا ظننت أو خالد مسافر ظننت، فإذا توسط الفعل فالإلغاء والإعمال سواء، أما إذا تأخر الفعل فالإلغاء أحسن.

{وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (43)}

ص: 436

‌الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (قال الملك إنيّ أرى) مثل قال أحدهما إنّي أراني

(1)

، (سبع) مفعول به منصوب (بقرات) مضاف إليه مجرور (سمان) نعت لبقرات مجرور (يأكلهنّ) مضارع مرفوع .. و (هنّ) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (سبع) فاعل مرفوع (عجاف) نعت لسبع مرفوع (الواو) عاطفة (سبع سنبلات) مثل سبع بقرات فهو معطوف عليه (خضر) نعت لسنبلات مجرور (الواو) عاطفة (أخر) معطوف على سبع سنبلات منصوب، ومنع من التنوين لأنه نعت معدول عن لفظ آخر

(2)

، (يابسات) نعت لأخر

(3)

، (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الملأ) بدل من أيّ-أو عطف بيان-تبعه في الرفع لفظا (أفتوني) فعل أمر مبنيّ على حذف النون .. والواو فاعل، و (النون) للوقاية، والياء مفعول به (في رؤياي) جارّ ومجرور متعلّق ب (أفتوا) على حذف مضاف أي في تفسير رؤياي ..

علامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف، و (الياء) مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط .. و (تم) ضمير اسم كان (اللام) زائدة للتقوية (الرؤيا) مجرور لفظا منصوب محلاّ مفعول به مقدّم، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (تعبرون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة: «قال الملك

» لا محلّ لها استئنافيّة.

(1)

في الآية (36) من هذه السورة.

(2)

عدل عن (آخر) بفتح الخاء وهو مفرد مذكّر إلى الجمع (أخر) -أي جمع أخرى-خلافا للقياس لأن اسم التفضيل إذا لم يكن مضافا ولا محلّى ب (ال) وجب أن يبقى مفردا مذكّرا.

(3)

وهو صفة نابت عن موصوف أي: سنبلات أخر يابسات.

ص: 437

وجملة: «إنّي أرى

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أرى

» في محلّ رفع خبر إنّ.

وجملة: «يأكلهنّ» في محلّ جرّ نعت لبقرات

(1)

وجملة النداء: «يأيّها الملأ» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أفتوني

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «كنتم .. تعبرون» لا محلّ لها استئنافيّة .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم .. فأفتوني.

وجملة: «تعبرون» في محلّ نصب خبر كنتم.

‌الصرف:

(سمان)،جمع سمينة مؤنّث سمين، صفة مشبّهة من فعل سمن يسمن باب فرح، وزنه فعيل، ووزن سمان فعال بكسر الفاء.

(عجاف)،جمع عجفاء مؤنّث أعجف، صفة مشبّهة من عجف يعجف باب فرح وباب كرم، وزنه أفعل والمؤنّث فعلاء، والجمع فعال بكسر الفاء. وقد يكون عجاف جمعا لعجفة مؤنّث عجف زنة فعل بفتح الفاء وكسر العين، أي ضعيف هزيل.

(خضر)،جمع خضراء مؤنّث أخضر، صفة مشبّهة من خضر يخضر باب فرح وزنه أفعل والمؤنّث فعلاء والجمع فعل بضم الفاء وسكون العين.

(أفتوني)،فيه إعلال بالحذف، أصله أفتيوني بضمّ الياء قبل الواو، ثمّ سكّنت ونقلت الضمّة إلى التاء قبلها، ثمّ حذفت الياء لالتقاء

(1)

أو في محلّ نصب نعت لسبع .. ويجوز أن تكون الجملة في محلّ نصب حال من سبع أو من بقرات لأنها وصفت وبعضهم يجعل الرؤيا في المنام قلبيّة، فالجملة مفعول به ثان.

ص: 438

الساكنين، وزنه أفعوني.

‌الفوائد

- عقد بعض النحاة فصلا ضمنه خصائص كان من بين سائر أخواتها فوجدها ستة أشياء:

أ-أنها قد تأتي زائدة وتكون زيادتها بشرطين:

أولا: أن تكون بلفظ الماضي وشذت زيادتها بلفظ المضارع.

ثانيا: أن تكون بين شيئين متلازمين.

وأكثر ما تزاد بين «ما» وفعل التعجب نحو: ما «كان» أعدل عمر!».

ب-انها تحذف هي واسمها ويبقى خبرها. وكثر ذلك بعد إن ولو الشرطيتين. نحو:

سر مسرعا إن راكبا وإن ماشيا.

قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا

فما اعتذارك من قول إذا قيلا

ج-قد تحذف وحدها ويبقى اسمها وخبرها كقول الشاعر: أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر

د-قد تحذف هي واسمها وخبرها جميعا ويعوض عن الجميع «ما» الزائدة وذلك بعد إن الشرطية، نحو «افعل هذا إمّا لا .. !» .

هـ-قد تحذف هي واسمها وخبرها بلا عوض، نحو:

قالت بنات الحي يا سلمى وإن

كان فقيرا معدما قالت وإن

و-انه يجوز حذف نون المضارعة منها، بشرط أن يكون مجزوما بالسكون، وأن لا يكون بعده ساكن ولا ضمير متصل، نحو قوله تعالى:«لَمْ أَكُ بَغِيًّا» وقول الشاعر:

فإن لم تك المرآة أبدت وسامة

فقد أبدت المرأة جبهة ضيغم

ص: 439

{قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ (44) وَقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَاِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45)}

‌الإعراب:

(قالوا) فعل ماض وفاعله (أضغاث) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أو هذه أو تلك (أحلام) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (بتأويل) جارّ ومجرور متعلّق بعالمين (الأحلام) مضاف إليه مجرور (الباء) حرف جرّ زائد (عالمين) مجرور لفظا منصوب محلاّ خبر ما.

جملة: «قالوا

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «(هي) أضغاث

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «ما نحن .. بعالمين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

(الواو) عاطفة (قال) فعل ماض (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (نجا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو وهو العائد (من) حرف جرّ و (هما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من فاعل نجا (الواو) عاطفة (ادّكر) مثال قال (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ادّكر)، (أمّة) مضاف إليه مجرور (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أنبّئكم) مضارع مرفوع .. و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل أنا ضمير مستتر (بتأويله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنبّئكم) ..

ص: 440

و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبب بالسبب

(1)

، (أرسلون) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل، و (النون) للوقاية و (الياء) المحذوفة للتخفيف وفاصلة الآية ضمير مفعول به.

وجملة: «قال الذي

» لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا

وجملة: «نجا

» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

وجملة: «ادّكر .... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

وجملة: «أنا أنبّئكم

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «أنبّئكم

» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنا).

وجملة: «أرسلون» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:

تهيّؤوا فأرسلون.

‌الصرف:

(أضغاث)،جمع ضغث، اسم لما اختلط من النبات- أصلا-كالحزمة من الحشيش فاستعير للرؤيا الكاذبة، وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن أضغاث أفعال.

(أحلام)،جمع حلم اسم للرؤيا، وزنه فعل بضمّ فسكون، ووزن أحلام أفعال.

(عالمين)،جمع عالم، اسم فاعل من علم الثلاثيّ، وزنه فاعل.

(نجا)،فيه إعلال بالقلب، أصله نجو، مضارعه ينجو، فلمّا تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.

(ادّكر)،فيه إبدالان، الأول إبدال التاء دالا، أصله اذتكر على وزن افتعل-مجرّدة ذكر-تقلب تاء الافتعال دالا بعد الذال، ثمّ قلبت الذال

(1)

أو رابطة لجواب شرط مقدّر أي: إن أردتم تفسير الرؤيا فأرسلون.

ص: 441

دالا لاقتراب المخرجين، ثمّ أدغمت الدالان فأصبح ادّكر.

(أمّة)،بضمّ الهمزة وتشديد الميم وتاء منونة، ومعناها المدة أو الحين، وسمّي الحين أمّة لأنه جماعة أيّام لأن الأمة في الأصل الجماعة.

‌البلاغة

1 -

المبالغة: في قوله تعالى «أَضْغاثُ أَحْلامٍ» فقد جمعوا الضغث، فقالوا أضغاث أحلام. وجعلوه خيرا للرؤيا، مع أنها واحدة، للمبالغة في وصف الحلم بالبطلان، وهو كما تقول: فلان يركب الخيل ويلبس عمائهم الخز، لمن لا يركب إلا فرسا واحدا وماله إلا عمامة فردة.

2 -

نفي الشيء بإيجابه: في قوله تعالى «قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ» .

فقد أراد البارئ جل وعلا نفي الأحلام الباطلة خاصة، كأنهم قالوا:

ولا تأويل للأحلام الباطلة فنكون به عالمين. وقول الملك لهم أولا (إن كنتم للرؤيا تعبرون) للتدليل على أنهم لم يكونوا في علمه عالمين بها، لأنه أتى بكلمة «إن» التي تفيد التشكيك رجاء اعترافهم بالقصور مطابقا لشك الملك الذي أخرجه مخرج الاستفهام عن كونهم عالمين بالرؤيا أولا، وقول الفتى أنا أنبئكم بتأويله إلى قوله لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون دليل على ذلك أيضا والله أعلم.

{يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)}

‌الإعراب:

(يوسف) منادى مفرد علم حذف منه أداة النداء، مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (أيّ) بدل من يوسف مبنيّ على الضمّ في

ص: 442

محلّ نصب

(1)

، (ها) حرف تنبيه (الصدّيق) نعت لأي-أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (أفتنا) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة .. و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (في سبع) جارّ ومجرور متعلّق ب (أفت) على حذف مضاف أي في رؤيا سبع .. (بقرات) مضاف إليه مجرور (سمان) نعت لبقرات مجرور-أو لسبع- (يأكلهنّ سبع عجاف) مرّ إعرابها

(2)

، (الواو) عاطفة (سبع سنبلات

يابسات) مرّ إعرابها

(3)

، (لعلّي) حرف مشبّه بالفعل للترجي-ناسخ-و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (أرجع) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (إلى الناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرجع)، (لعلّهم) مثل لعلّي (يعلمون) مضارع مرفوع .. والواو فاعل.

جملة النداء: «يوسف

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «أفتنا

» لا محلّ لها جواب النداء.

وجملة: «يأكلهنّ سبع

» في محلّ جرّ نعت لبقرات أو لسبع

(4)

.

وجملة: «لعلّي أرجع

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «أرجع

» في محلّ رفع خبر لعلّ.

وجملة: «لعلّهم يعلمون» لا محلّ لها تعليليّة.

وجملة: «يعلمون» في محلّ رفع خبر لعلّهم.

‌الصرف:

(الصدّيق)،انظر الآية (75) من سورة المائدة.

(أفتنا)،فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء .. مضارعه يفتي بضمّ الياء الأولى، وزنه أفعنا.

(1)

أو هي منادى لأداة نداء ثانية محذوفة.

(2،3) في الآية (43) من هذه السورة.

(4)

يجوز أن تكون في محلّ نصب حال، لأن النكرة وصفت.

ص: 443

{قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاّ قَلِيلاً مِمّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاّ قَلِيلاً مِمّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)}

‌الإعراب:

(قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (تزرعون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون .. والواو فاعل (سبع) ظرف زمان منصوب ناب عن الظرف الأصليّ متعلّق ب (تزرعون)، (سنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (دأبا) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب

(1)

، (الفاء) عاطفة (ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (حصدتم) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (تم) ضمير فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ذروة) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ..

والواو فاعل، و (الهاء) ضمير مفعول به (في سنبلة) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذروة)،و (الهاء) مضاف إليه (إلاّ) أداة استثناء (قليلا) منصوب على الاستثناء من الهاء في (ذروة)، (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (قليلا)، (تأكلون) مثل تزرعون.

جملة: «قال

» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «تزرعون

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «حصدتم

» في محلّ نصب معطوفة على جملة تزرعون.

وجملة: «ذروة

» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

(1)

أو مصدر في موضع الحال أي دائبين، أو ذوي دأب.

ص: 444

وجملة: «تأكلون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما)،والعائد محذوف.

(ثمّ) حرف عطف (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء (من) بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتي)، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه .. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (سبع) فاعل يأتي مرفوع (شداد) نعت لسبع مرفوع (يأكلن) مضارع مبنيّ على السكون .. و (النون) ضمير في محلّ رفع فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (قدّمتم) فعل ماض مثل حصدتم (اللام) حرف جرّ و (هنّ) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل قدّمتم

(1)

، (إلاّ قليلا ممّا تحصنون) مثل إلاّ قليلا ممّا تأكلون.

وجملة: «يأتي .. سبع» في محلّ نصب معطوفة على جملة تزرعون.

وجملة: «يأكلن

» في محلّ رفع نعت لسبع

(2)

.

وجملة: «قدّمتم لهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

وجملة: «تحصنون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.

(ثم يأتي .. عام) مثل ثمّ يأتي

سبع (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يغاث) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (الناس) نائب الفاعل مرفوع (الواو) عاطفة (فيه) مثل الأول متعلّق ب (يعصرون) وهو مثل تزرعون.

وجملة: «يأتي .. عام» في محلّ نصب معطوفة على جملة يأتي سبع.

وجملة: «يغاث الناس» في محلّ رفع نعت لعام.

(1)

أي ما قدم للناس فيهنّ، فالتعبير على هذا مجازيّ.

(2)

أو في محلّ نصب حال من سبع لأنه وصف.

ص: 445

وجملة: «يعصرون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يغاث.

‌الصرف:

(دأبا)،مصدر سماعي للثلاثي دأب، وزنه فعل بفتحتين وثمة مصدر آخر بفتح فسكون.

(شداد)،جمع شديد، صفة مشبّهة، وزنه فعيل، ووزن شداد فعال .. وثمة جمع آخر هو أشدّاء وكذلك شدود بضمّ الشين.

(يغاث)،فيه إعلال بالقلب، أصله يغيث بضمّ الياء الأولى وفتح الثانية، إذ المضارع المعلوم يغيث

(1)

فلمّا أصبح مجهولا وتحرّكت الياء ثقلت الحركة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الغين، ثمّ قلبت الياء ألفا لانفتاح ما قبلها فأصبح يغاث.

‌الفوائد

- القرآن كلام الله عز وجل:

ورد في هذه الآية قوله تعالى {فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ} في هذه الآية لفتة علمية، وهي أن الحصيد إذا بقي في سنبله فإنه يبقى مصونا من السوس والتلف وقد ثبت ذلك بالخبرة والعلم، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن مزارعا وليست لديه خبرة كهذه الخبرة، مما يثبت قطعا بأن هذا القرآن ليس من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل هو من عند الله عز وجل. وفي القرآن الكريم لفتات كثيرة من هذا القبيل، سنوردها في مواضعها إن شاء الله تعالى.

{وَقالَ الْمَلِكُ اِئْتُونِي بِهِ فَلَمّا جاءَهُ الرَّسُولُ قالَ اِرْجِعْ إِلى رَبِّكَ فَسْئَلْهُ ما بالُ النِّسْوَةِ اللاّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)}

‌الإعراب

- (الواو) استئنافيّة (قال الملك) فعل وفاعل (ائتوا) فعل

(1)

وقد يكون اللفظ من الغوث أي يغوث.

ص: 446

أمر مبنيّ على حذف النون

والواو فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ائتوني)، (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال (جاءه) فعل ماض .. و (الهاء) مفعول به (الرسول) فاعل مرفوع (قال) مثل جاء، والفاعل هو أي يوسف (ارجع) فعل أمر، والفاعل أنت (إلى ربّك) جارّ ومجرور متعلّق ب (ارجع) .. و (الكاف) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (اسأله) فعل أمر ومفعول به .. والفاعل أنت (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بال) خبر مرفوع (النسوة) مضاف إليه مجرور (اللاتي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للنسوة (قطّعن) فعل ماض مبنيّ على السكون .. و (النون) فاعل (أيديهنّ) مفعول به منصوب .. و (هنّ) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّي) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء ..

و (الياء) مضاف إليه (بكيد) جارّ ومجرور متعلّق بعليم و (هنّ) مثل الأول (عليم) خبر إنّ مرفوع.

وجملة: «قال الملك

» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «ائتوني به

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «لمّا جاءه

قال» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الملك.

وجملة: «جاءه

» في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة: «قال

» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

وجملة: «ارجع

» في محلّ نصب مقول القول.

وجملة: «اسأله

» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول الثاني.

ص: 447

وجملة: «ما بال

» لا محلّ لها تفسير للسؤال

(1)

.

وجملة: «قطّعن

» لا محلّ لها صلة الموصول (اللاتي).

وجملة: «إن ربّي

عليم» لا محلّ لها استئنافيّة.

‌الصرف:

(بال) اسم بمعنى الحال والعيش والشأن، وقد يأتي بمعنى القلب، والألف منقلبة عن واو.

انتهى المجلد السادس

(1)

لأن سأل بمعنى القول دون حروفه .. أو هي استئناف بيانيّ .. أو هي مفعول به لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام (ما).

ص: 448