المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الجزء الثاني من شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير للإمام العالم - السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير - جـ ٢

[العزيزي]

فهرس الكتاب

الجزء الثاني من شرح الجامع الصغير

في حديث البشير النذير

للإمام العالم العلامة الحبر البحر الفهامة العزيزي رحمه الله تعالى ونفعنا به آمين

ص: 1

بسم الله الرحمن الرحيم

(إن الله يبغض المعبس في وجوه إخوانه) قال العلقمي بالعين المهملة والموحدة الثقيلة المكسورة وبالسين المهملة قال في النهاية العابس الكريه الملقي قال المناوي الذي يلقاهم بكراهة عابساً وفي إفهامه إرشاد إلى الطلاقة والبشاشة (فر) عن علي وهو حديث ضعيف

(أن الله تعالى يبغض الوسخ) أي الذي لا يتعهد بدنه وثيابه بالتنظيف (والشعث) أي الذي لا يتعهد شعره قال المناوي لأنه تعالى نظيف يحب النظافة ويحب من تخلق بها ويكره ضد ذلك (هب) عن عائشة وهو ضعيف

(أن الله تعالى يبغض كل عالم بالدنيا) قال المناوي أي بما يبعده عن الله من الإمعان في تحصيلها (جاهل بالآخرة) أي بما يقرّ به إليها ويدنيه منها لأن العلم شرف لازم لا يزول ومن قدر على الشريف الباقي ورضي بالخسيس الفاني فهو مبغوض لشقاوته وإدباره (الحاكم) في تاريخه عن أبي هريرة وإسناده حسن

(أن الله تعالى يبغض البخيل في حياته) قال المناوي أي مانع الزكاة أو أعم (السخي عند موته) لأنه مضطر في الجود حالتئذ لا مختار (خط) في كتاب البخلاء عن عليّ

(أن الله تعالى يبغض المؤمن الذي لا زبر له) بفتح الزاي وسكون الموحدة آخره راء أي لا عقل له يزبره أي ينهاه عن الإقدام

ص: 2

على ما لا ينبغي أو لا تماسك له عن الشهوات (عق) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف (أن الله تعالى يبغض ابن السبعين في أهله) أي يبغض من هو متكاسل متوان في قضاء مصالح أهله كأنه بلغ من العمر سبعين سنة (ابن عشرين في مشيته) بكسر الميم أي هيئة المشي (ومنظره) بفتح الميم أي من هو في مشيته وهيئته كالشاب المعجب بنفسه (طس) عن أنس وهو حديث ضعيف

(أن الله تعالى يتجلى) هو بالجيم (لأهل الجنة في مقدار كل يوم جمعة) أي من أيام الدنيا (على كثيب كافور أبيض) بإضافة كثيب حال من أهل الجنة فيرونه عياناً وذلك هو عيد أهل الجنة (خط) عن أنس قال المناوي وهو حديث موضوع (أن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) أي يحكمه كما جاء مصرحاً به في رواية وذلك لأن الإمداد الإلهي ينزل على العامل بحسب عمله فكل من كان عمله أكمل وأتقن فالحسنات تضاعف له أكثر (هب) عن عائشة وإسناده ضعيف

(أن الله تعالى يحب من العامل) أي من كل عامل (إذا عمل أن يحسن) أي عمله بأن لا يبقى فيه مقال لقائل (هب) عن كليب الجرمي وإسناده ضعيف

(أن الله تعالى يحب إغاثة اللهفان) أي المكروب يعني إعانته ونصرته قال في المصباح أغاثه إذا أعانه ونصره فهو مغيث (ابن عساكر عن أبي هريرة)

(أن الله تعالى يحب الرفق) أي لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل والدفع بالأخف (في الأمر كله) أي في أمر الدين والدنيا في جميع الأحوال والأفعال قال المناوي قال الغزالي فلا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا رفيق فيما يأمر به رفيق فيما ينهى عنه حليم فيما يأمر به حليم فيما ينهى عنه فقيه فيما يأمر به فقيه فيما ينهى عنه

• وعظ المأمون واعظ بعنف فقال له يا هذا ارفق فقد بعث من هو خير منك إلى من هو شر مني قال تعالى فقولا له قولاً لينا أخذ منه أنه يتعين على العالم الرفق بالطالب ولا يوبخه ولا يعنفه انتهى

• قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن عائشة قالت دخل رهط من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم قالت عائشة ففهمتها فقلت وعليكم السام واللعنة قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلاً يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله فقلت يا رسول الله أو لم تسمع ما قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت وعليكم (خ) عن عائشة

(أن الله تعالى يحب السهل الطلق) أي المتهلل الوجه البسام لأنه تعالى يحب من تخلق بشيء من أسمائه وصفاته ومنها السهولة والطلاقة لأنهما من الحلم والرحمة ولقد صدق القائل.

وما اكتسب المحامد طالبوها

• بمثل البشر والوجه الطليق (الشيرازي (هب) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف

(أن الله تعالى يحب الشاب التائب) أن النادم على ما صدر منه من الذنوب لأن الشبوبة حال غلبة الشهوة وضعف العقل فأسباب المعصية فيها قوية فإذا تاب مع قوة الدواعي استوجب محبة الله

ص: 3

(أبو الشيخ عن أنس) وإسناده ضعيف

(أن الله تعالى يحب الشاب الذي يفنى شبابه) أي يصرفه (في طاعة الله) لملازمته على فعل المأمورات وتجنب المنهيات قال المناوي لأنه لما تجرع مرارة حبس نفسه عن لذاتها في محبة الله جوزى بمحبته له والجزاء من جنس العمل (حل) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف

(أن الله تعالى يحب الصمت) أي السكوت (عند ثلاث عند تلاوة القرآن) أي ليتدبر معانيه (وعند الزحف) أي التقاء الصفوف للجهاد (وعند الجنازة) قال المناوي أي في المشي معها والصلاة عليها (طب) عن زيد بن أرقم

(أن الله تعالى يحب العبد التقي) بمثناة فوقية أي من يترك المعاصي امتثالاً للأمر واجتناباً للنهي (الغنى) قال العلقمي قال النووي المراد بالغني غنى النفس هذا هو الغني المحبوب لقوله عليه السلام ولكن الغنى غنى النفس وأشار القاضي إلى أن المراد به الغنى بالمال (الخفي) قال العلقمي بالخاء المعجمة هذا هو الموجود في النسخ والمعروف في الروايات وذكر القاضي أن بعض رواة مسلم رواه بالمهملة فمعناه بالمهملة الوصول للرحم اللطيف بهم وبغيرهم من الضعفاء والصحيح بالمعجمة وفي هذا الحديث حجة لمن يقول الاعتزال أفضل من الاختلاط ومن قال بتفضيل الاختلاط قد يتأول هذا على الاعتزال وقت الفتنة ونحوها انتهى وقال المحلي في تفسير قوله تعالى أنه كان بي حفياً أي باراً وقال البيضاوي بليغاً في البر والإلطاف (حم م) عن سعيد بن أبي وقاص

(أن الله تعالى يحب العبد المؤمن المفتن) بشدة المثناة الفوقية المفتوحة أي الممتحن بالذنب (التواب) أي الكثير التوبة قال في النهاية أي يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب قال المناوي وهكذا وذلك لأنه محل تنفيذ إرادته وإظهار عظمته وسعة رحمته (حم) عن عليِّ وإسناده ضعيف

(أن الله تعالى يحب العطاس) يعني الذي لا ينشأ عن زكام فإنه المأمور فيه بالتحميد والتشميت ويحتمل التعميم في نوعي العطاس والتفصيل في التشميت (ويكره التثاؤب) قال العلقمي بمثناة ثم مثلثة قال الكرماني التثاؤب بالهمز على الأصح وقيل بالواو وقال شيخنا قال الخطابي معنى المحبة والكراهة فيهما ينصرف إلى سببهما وذلك أن العطاس يكون عن خفة البدن وانفتاح المسام وعدم الغاية في الشبع وهو بخلاف التثاؤب فإنه يكون عن غلبة امتلاء البدن وثقله مما يكون ناشئاً عن كثرة الأكل والتخليط فيه والأول يستدعي النشاط للعبادة والثاني عكسه قال مسلمة بن عبد الملك ما تثاءب بني قط وإنها من علامات النبوة ذكره ابن رسلان (خدت) عن أبي هريرة قال المناوي رواه مسلم أيضاً فهو متفق عليه

(أن الله تعالى يحب المؤمن المتبذل) أي التارك للزينة تواضعاً (الذي لا يبالي ما لبس) قال المناوي أهو من الثياب الفاخرة أو من دنيء اللباس وخشنه لأن ذلك هو دأب الأنبياء وشأن الأولياء ومنه أخذ السهروردي أن لبس الخلقان والمرقعات أفضل الثوب الفاخر من الدنيا التي حلالها حساب وحرامها عقاب انتهى

ص: 4

وقال المحلي في تفسير قوله تعالى ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ما يلتذ به من الصحة والفراغ والأمن والمطعم والمشرب وغير ذلك وقال البيضاوي عن النعيم الذي ألهاكم والخطاب مخصوص بكل من الهاء دنياه عن دينه والنعيم بما يشغله للقرينة والنصوص الكثيرة كقوله قل من حرم زينة الله كلوا من الطيبات وقيل يعم إذ كل يسئل عن شكره وقيل الآية مخصوصة بالكفار (هب) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وإسناده ضعيف

(أن الله تعالى يحب العبد المؤمن المحترف) قال المناوي أي المتكلف في طلب المعاش بنحو صناعة أو زراعة أو تجارة لأن قعود الرجل فارغاً أو شغله بما لا يعنيه مذموم ومن لا عمل له لا أجر له (الحكيم طب هب) عن ابن عمر وهو حديث ضعيف

(أن الله تعالى يحب المداومة على الإخاء القديم فداوموا عليه) أي بتعهد الإخوان في الله والسؤال عن أحوالهم والإخاء ممدود (فر) عن جابر وإسناده ضعيف

(أن الله تعالى يحب حفظ الود القديم) هو بمعنى ما قبله وتقدم احفظ ودّا بيك ففي الحديثين شمول لإخوان الشخص وإخوان أبيه (عد) عن عائشة أن الله تعالى يحب الملحين في الدعاء أي الملازمين له بإخلاص وصدق نية ولهذا قال بعضهم:

الله يغضب إن تركت سؤاله

• وبني آدم حين يسأل يغضب

(الحكيم عد هب) عن عائشة وهو حديث ضعيف

(أن الله تعالى يحب الرجل) أي الإنسان (له الجار السوء يؤذيه) أي يقول أو فعل (فيصبر على أذاه) امتثالاً لأمره تعالى بالصبر على مثله (ويحتسبه) قال المناوي أي يقول كلما أذاه حسبي الله ونعم الوكيل انتهى ويحتمل أن المراد أن يصد بصبره على أذاه الاحتساب أي طلب الثواب (حتى يكفيه الله بحياة أو موت) أي إلى أن يكفيه الله شره بأن ينتقل أحدهما عن صاحبه في حال الحياة أو بموت أحدهما (خط) وابن عساكر عن أبي ذر وإسناده ضعيف

(أن الله تعالى يحب أن يعمل بفرائضه) بمثل أداء ماافترضه عليه وفي رواية برخصه (عد) عن عائشة ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره

(أن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه) ببناء تؤتى للمجهول في الموضعين قال المناوي فإن أمر الله تعالى في الرخص والعزائم واحد فليس الوضوء أولى من التيمم في محله (حم هق) عن ابن عمر بن الخطاب (طب) عن ابن مسعود وعن بان عباس والأصح وقفه

(أن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته) أي إنعامه (على عبده) قال المناوي بالبناء للمجهول يعني مزيد الشكر لله بالعمل الصالح والعطف والتراحم والإنفاق من فضل ما عنده في الخير (ت ك) عن ابن عمرو) بن العاص قال الترمذي حديث حسن

(أن الله تعالى يحب أن تقبل) قال المناوي في رواية تفعل (رخصه كما يحب العبد مغفرة ربه) أي ستره عليه بعدم عقابه فينبغي استعمال الرخص في محلها سيما لعالم يقتدى به (طب) عن أبي الدرداء ووائلة وأبي أمامة وأنس ويؤخذ من

ص: 5

كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره

(أن الله تعالى يحب أن يرى عبده تعباً في طلب الحلال) قال العلقمي قال في المصباح تعب يتعب تعباً فهو تعب إذا عي انتهى وقال المناوي أي عييا في طلب الكسب الحلال بمعنى أنه يرضى عنه ويثيبه أن قصد بعمله التقوى على طاعة الله والتقرب إليه قال العارف العالم السهروردي أجمعوا أي الصوفية على مدح الكسب والتجارة والصناعة بقصد التعاون على البر والتقوى من غير أن يراه سبباً لاستجلاب الرزق ولا تحل المسألة لغني ولا لسوى (فر) عن عليِّ وإسناده ضعيف

(أن الله تعالى يحب أن يعفى عن ذنب السرى) أي الرئيس وقيل هو الشريف وقيل هو الذي لا يعرف بالشر وقيل هو السخي ذو المروءة قال العلقمي والجمع سراة وهو جمع عزيز لا يكاد يوجد له نظير لأنه لا يجمع فعيل على فعلة انتهى وقال المناوي وفي إفهامه أن الفاجر المنبعث في فجوره لا ينبغي أن يعفى عنه ولهذا قال بعض الأخيار ومن الناس من لا يرجع عن الأذى إلا إذا مس بإضرار (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب وابن لال عن عائشة وهو ضعيف

(أن الله تعالى يحب من عباده الغيور) أي كثير الغيرة والمراد الغيرة المحبوبة وهي مكان الريبة (طس) عن علي وهو حديث ضعيف

(أن الله تعالى يحب سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء) أي السهل في معاملته من بيع وشراء وقضاء لما عليه من الحقوق لغيره لشرف نفسه بما ظهر من قطع علاقة عليه بالمال (ت ك) عن أبي هريرة قال الحاكم صحيح وأقروه

(أن الله تعالى يحب من يحب التمر) بمثناة فوقية أي أكله قال المناوي ولهذا كان أكثر طعام المصطفى صلى الله عليه وسلم الماء والتمر انتهى والمراد من عباده المؤمنين (طب) عن ابن عمرو بن العاص وهو حديث ضعيف

(أن الله تعالى يحب عبده المؤمن الفقير المتعفف) أي المنكف عن الحرام والسؤال من الناس وقال المناوي أي المبالغ في العفة مع وجود الحاجة لطموح بصيرته عن الخلق إلى الخالق (أبا العيال) قال المناوي فيه إشعار بأنه يندب للفقير إظهار التعفف وعدم الشكوى

• تنبيه

• الفقر فقران فقر مثوبة وفقر عقوبة وعلامة الأول أن يحسن خلقه ويطيع ربه ولا يشكو ويشكر الله على فقره والثاني أن يسوء خلقه ويعصى ويشكو ويتسخط والذي يحبه الله الأول دون الثاني (هـ) عن عمران بن حصين ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث لغيره

(أن الله تعالى يحب كل قلب حزين) بأن يفعل معه من الإكرام فعل المحب مع حبيبه والله ينظر إلى قلوب العباد فيحب كل قلب تخلق بأخلاق حميدة كالخوف والرجاء والحزن والرقة والصفاء (طب ك) عن أبي الدرداء وإسناده حسن

(أن الله تعالى يحب معالى الأمور وأشرافها) قال المناوي وهي الأخلاق الشرعية والخصال الدينية (ويكره) في رواية يبغض (سفسافها) أي حقيرها ورديئها فمن اتصف بالأخلاق الزكية أحبه ومن تحلى بالأوصاف الرديئة كرهه والإنسان يضارع الملك بقوة الفكر والتمييز ويضارع البهيمة بالشهوة والدناءة فمن

ص: 6

صرف همته إلى اكتساب معالي الأخلاق أحبه الله فحقيق أن يلتحق بالملائكة لطهارة أخلاقه ومن صرفها إلى السفساف ورذائل الأخلاق فيصير ضارباً ككلب وشرها كخنزير أو حقوداً كجمل أو رواغاً كثعلب وجامعاً لذلك كشيطان (طب) عن الحسن بن علي ورجاله ثقات

(أن الله تعالى يحب أبناء الثمانين) أي من بلغ من العمر ثمانين سنة في الإسلام من رجل أو امرأة ويحتمل شموله من أسلم في أثنائها قل للذين كفروا أن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف (ابن عساكر عن ابن عمر) بن الخطاب

(أن الله تعالى يحب أبناء السبعين ويستحيي من أبناء اثمانين) قال المناوي أي يعاملهم معاملة المستحيي منم بأن لا يعذبهم فليس المراد حقيقة الحياء الذي هو انقباض النفس عن الرذائل (حل) عن علي وإسناده حسن

(أن الله تعالى يحب أن يحمد) أي يحب من عبده أن يثني عليه بماله من صفات الكمال ونعوت الجلال أي يثيبه ويعامله معاملة المحب مع حبيبه (طب) عن الأسود بن سريع بفتح السين المهملة

(أن الله تعالى يحب الفضل) قال المناوي بضاد معجمة أي الزيادة انتهى وفي نسخة القصد أي الاقتصاد (في كل شيء) من الخير فلا يطيله تطويلاً مؤدياً إلى السآمة (حتى في الصلاة) غاية في الشرف إذ هي أشرف الأعمال بعد الإيمان (ابن عساكر عن ابن عمرو) بن العاص

(أن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه) قال المناوي لما فيه من دفع التكبر والترفع عن استباحة ما أباحه الشرع والرخص عند الشافعية أقسام ماي جب فعلها كأكل الميتة للمضطر والفطر لمن خاف الهلاك بعطش أو جوع وما يندب كالقصر في السفر وما يباح كالسلام وما الأولى تركه كالجمع والتيمم لقادر وجد الماء بأكثر من ثمن مثله وما يكون فعله وما يكره كالقصر في أقل من ثلاث ليال فالحديث منزل على الأولين انتهى أي فيثيب فاعلهما (كما يكره أن تؤتى معصيته) أي يعاقب فاعلها ما لم يصدر منه ما يكفرها أو يحصل العفو (حم حب هب) عن ابن عمر بن الخطاب ورجال أحمد رجال الصحيح

(أن الله تعالى يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القبل) بضم ففتح جمع قبلة أي حتى في تقبيل أحدكم لولده فعدم العدل بين الأولاد مكروه وقيل حرام (ابن النجار عن النعمان بن بشير) الأنصاري

(أن الله تعالى يحب الناسك النظيف) أي المتعبد النقي البدن والثوب فإنه تعالى نظيف يحب النظافة (خط) عن جابر بن عبد الله

(أن الله تعالى يحب أن يقرأ القرآن) ببناء يقرأ للمفعول (كما أنزل) قال المناوي بالبناء للمفعول أو الفاعل أي من يغر زيادة ولا نقص (السجزي في) كتاب (الإبانة) عن أصول الديانة

(أن الله تعالى يحب أهل البيت الخصب) قال المناوي خصب كمكتف أي الكثير الخير الذي وسع على صاحبه فلم يقتر على عياله (ابن أبي الدنيا) أبو بكر (في) كتاب (قرى الضيف عن عبد الله بن عبد العزيز (بن جريج) بضم الجيم وفتح الراء (معضلا)

(أن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده) ببناء يرى للفاعل أو المفعول (في مأكله ومشربه) أي بالتوسعة

ص: 7

عليه وعلى من عليه مؤنته (ابن أبي الدنيا فيه) أي في قرى الضيف (عن علي بن زيد بن جدعان التميمي (مرسلاً)

(أن الله تعالى يحشر المؤذنين يوم القيامة أطول الناس أعناقاً) يوم ظرف ليحشر ونصب أطول على الحال وأعناقاً على التمييز أي أكثرهم رجاء (بقولهم لا إله إلا الله) قال المناوي أي بسبب نطقهم بالشهادتين في التأذين في الأوقات الخمسة (خط) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف

(أن الله تعالى يحمي عبده المؤمن كما يحمي الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة) أي يحميه عما يضره ورب عبد الخيرة له في الفقر والمرض ولو كثر ماله وصح لبطر وطغى فالبلاء نعمة لا نقمة كما تقدم أو هو كناية عن عم الافتضاح (هب) عن حذيفة وهو حديث ضعيف

(أن الله تعالى يخفف على من يشاء من عباده طول يوم القيامة) أي يخفف عليه حتى يصير عنده في الخفة (كوقت صلاة مكتوبة) قال المناوي أي مقدار صلاة الصبح كما في خبر آخر وهذا تمثيل لمزيد السرعة والمراد لمحة لا تكاد تدرك (هب) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف

(أن الله تعالى يدخل بالسهم الواحد) أي السهم الذي يرمي به إلى أعداء الله بقصد إعلاء كلمة الله أي يدخل بسببه (ثلاثة نفر الجنة صانعه) حال كونه (يحتسب في صنعته الخير) أي يقصد بعمله الإعانة على الجهاد (والرامي به) أي في سبيل الله (ومنبله) بالتشديد أي مناوله للرامي ليرمي به قال العلقمي والنبل السهام العربية ولا واحد لها من لفظها وإنما يقال سهم ونشابه قال الخطابي هو الذي يناول الرامي النبل وقد يكون على وجهين أن يقوم معه بجنبه أو خلفه ومع عدد من النبل فيناوله واحداً بعد واحد وأني رد عليه النبل المرمي به انتهى قال المناوي وفيه أن الأمور بمقاصدها (حم 3) عن عقبة بن عامر

(أن الله تعالى يدخل بلقمة الخبز وقبصة التمر) قال المناوي بصاد مهملة ما يناوله الآخذ للسائل برؤوس أنامله الثلاث (ومثله) أي مثل ما ذكر (مما ينفع المسكين) كقبصة زبيب وقطعة لحم (ثلاثة الجنة) مفعول يدخل أي يدخلهم الجنة مع السابقين الأولين أو بغير عذاب (صاحب البيت الآمر به) أي الآمر بالتصدق بشيء مما ذكر (والزوجة المصلحة) أي للخبز أو الطعام (والخادم الذي يناول المسكين) أي يناول الصدقة للمتصدق عليه (ك) عن أبي هريرة (أن الله تعالى يدخل بالحجة الواحدة ثالثة نفر الجنة الميت) أي المحجوج عنه (والحاج عنه والمنفذ لذلك) قال المناوي قال البيهقي يعني الموصى وفيه شمول لما لو تطوّع بالحج ولما لو حج بأجرة (عد هب) عن جابر وهو حديث ضعيف

(أن الله تعالى يدنو من خلفه) أيقرب منهم قرب كرامة ولطف ورحمة قال المناوي والمراد ليلة النصف من شعبان كما في رواية (فيغفر لمن استغفر) أي طلب المغفرة (إلا البغي بفرجها) أي الزانية (والعشار) بالتشديد أي المكاس والعشور المكوس التي تأخذها الملوك (طب 4) عن عثمان بن أبي العاص ورجاله ثقات

(أن الله تعالى يدني المؤمن) أي يقرّبه منه قرب رحمة كما تقدم (فيضع عليه كنفه) قال

ص: 8

العلقمي بفتح الكاف والنون بعدها فاء أي جانبه والكنف أيضاً الستر وهو المراد هنا والأول مجاز في حق الله تعالى كما يقال فلان في كنف فلان أي حمايته وكلاءته أي حفظه والمعنى أن تحيط به عنايته التامة (ويستره من الناس) أي أهل الموقف صيانة له عن الخزي والفضيحة (ويقرره بذنوبه) قال المناوي أي يعجله مقراً بها بأن يظهرها له ويلجئه إلى الإقرار بها (فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول) أي المؤمن (نعم أي رب) أي يا رب أعرف ذلك وهكذا كلما ذكر له ذنباً أقر به (حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك) أي باستحقاقه العذاب لإقراره بذنوب لا يجد لها مدفعاً (قال فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم) قال المناوي وهذا في عبد مؤمن ستر على الناس عيوبهم واحتمل في حق نفسه تقصيرهم (ثم يعطى كتاب حسناته بيمينه) بالبناء للمفعول (وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد) أي أهل المحشر لأنه يشهد بعضهم على بعض (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين) إشارة إلى الكافرين والمنافقين وبه رد على المعتزلة المانعين مغفرة ذنوب أهل الكبائر (حم ق ن هـ) عن ابن عمر بن الخطاب

(أن الله يرضى لكم ثلاثاً) من الخصال (ويكره لكم ثلاثاً) أي يأمركم بثلاث وينهاكم عن ثلاث قال العلقمي قال شيخنا قال العلماء الرضى والسخط والكراهة من الله تعالى المراد بها أمره ونهيه أو ثوابه وعقابه (فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً) أي في عبادته فهذه خصلة واحدة (وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً) أي القرآن قال العلقمي هو التمسك بعهده واتباع كتابه انتهى وهذه هي الخصلة الثانية (ولا تفرقوا) بحذف إحدى التاءين للتخفيف قال المناوي وذا نفي عطف على واعتصموا أي لا تختلفوا في ذلك الاعتصام كما اختلف أهل الكتاب (وان تنصاحوا) بضم المثناة الفوقية (من ولاه الله أمركم) أي من جعله والي أموركم وهو الإمام الأعظم ونوّابه قال المناوي وأراد بمناصحتهم الدعاء لهم وترك مخالفتهم والدعاء عليهم ونحو ذلك انتهى وقال العلقمي قال في النهاية النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له وليس يمكن أن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة يجمع معناه غيرها والنصيحة لأئمة المسلمين معاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به وتذكرهم برفق ولطف وإعلامهم بما غفلوا عنه من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم وتألف قلوب الناس لطاعتهم والصلاة خلفهم والجهاد معهم وأداء الصدقات لهم وان لا يطروا بالثناء الكاذب وأن يدعى لهم بالصلاح هذا إن كان المراد بالأئمة الولاة وقيل فنصيحتهم قبول ما رووه وتقليدهم في الأحكام وإحسان الخلق لهم (ويكره لكم قيل وقال) أي المقاولة والخوض في أخبار الناس (وكثرة السؤال) أي الإكثار من السؤال عما لم يقع ولا تدعو إليه الحاجة وقيل المراد سؤال الناس أموالهم وقيل المراد بالسؤال عن أخبار الناس (وإضاعة المال) قال العلقمي هو صرفه في غير وجوهه الشرعية وتعريضه للتلف وسبب النهي

ص: 9

أنه إفساد والله لا يحب الفساد ولأنه إذا أضاع ماله تعرض لما في أيدي الناس (حم م) عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه

(أن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب) قال المناوي أي بالإيمان بالقرآن وتعظيمه والعمل به قال الطيبي أطلق الكتاب على القرآن ليثبت له الكمال لأن اسم الجنس إذا أطلق على فرد من أفراده يكون محمولاً على كماله وبلوغه إلى حد هو الجنس كله كان غيره ليس منه (أقواماً) أي درجة أقوام ويكرمهم في الدارين (ويضع به آخرين) أي يذلهم وهم من لم يؤمن به أو من آمن ولم يعمل به (م هـ) عن عمر (أن الله تعالى يزيد في عمر الرجل) يعني الإنسان أي يبارك له فيه بصرفه في الطاعات فكأنه زاد (ببره والديه) أي أصليه وأن عليا أي بإحسان إليهما وطاعته إياهما (ابن منيع (عد) عن جابر وهو حديث ضعيف

(أن الله تعالى يسأل العبد عن فضل علمه) بتقديم اللام على الميم أي زيادته لم اكتسبه وماذا عمل به ومن أين علمه (كما يسأله عن فضل ماله) من أين اكتسبه وفيم أنفقه هذا ما شرح عليه المناوي وفي نسخة عمله بتقديم الميم على اللام (طس) عن ابن عمر وهو حديث ضعيف

(أن الله تعالى ليسعر جهنم كل يوم في نصف النهار) أي وقت الاستواء قال العلقمي قال في النهاية يقال سعرت النار والحرب إذا أوقدتهما وسعرتهما بالتشديد للمبالغة انتهى أي يشدد لهبها (ويخبتها) بضم المثناة التحتية وسكون الخاء المعجمة وكسر الباء الموحدة بعدها مثناة فوقية أي يسكن لهبها (في يوم الجمعة) لما خص به ذلك اليوم من عظم الفضل ولهذا قال الشافعية لا تنعقد صلاة لا سبب لها وقت الاستواء إلا يوم الجمعة (طب) عن واثلة بن الأسقع

(أن الله تعالى يطلع في العيدين إلى الأرض) أي إلى أهلها فأبرزوا من المنازل) إلى مصىل العيد (تلحقكم الرحمة) بالجزم جواب الأمر (ابن عساكر عن أنس) بإسناد ضعيف

(أن الله تعالى يعافي الأميين يوم القيامة) أي الجهال الذين لم يقصروا تعليم ما لزمهم (مالا يعافى العلماء) أي الذين لم يعلموا بما علموا قال المناوي لأن الجاهل يهيم على رأسه كالبهيم والعالم إذا ركب هواه يردعه علمه فإن لم يفد فيه ذلك نوقش فعذب (حل) والضيا عن أنس

(أن الله تعالى يعجب) قال المنوي تعجب إنكاري (من سائل يسأل غير الجنة ومن معط يعطى لغير الله ومن متعوذ يتعوذ من غير النار) لأن الجنة أعظم المطالب والنار أعظم المصائب فينبغي في الطلب والاستعاذة تقديم ذلك والعطاء لغير الله رياء وهو من الكبائر (خط) عن ابن عمرو بن العاص

(أن الله تعالى يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس في الدنيا) هذا محمول على التعذيب بغير حق فلا يدخل فيه التعذيب بحق كالقصاص والحد والتعزير ونحو ذلك (حم م د) عن هشام بن حكيم بن حزام (حم هب) عن عياض بن غنم بضم فسكون بأسانيد صحيحة

(أن الله تعالى يعطى الدنيا على نية الآخرة) لأن أعمال الآخرة محبوبة له تعالى فمن اشتغل بأعمال الآخرة سهل عليه حصول رزقه ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب

ص: 10

(وأبي أن يعطى الآخرة على نية الدنيا) أي امتنع (ابن المبارك عن أنس) ورواه عنه أيضاً الديلمي بإسناد ضعيف

(أن الله تعالى يغار للمسلم) أي يغار عليه أن يطيع غيره من شيطانه وهواه (فليغر) بفتح المثناة التحتية والغين المعجمة أي المسلم على جوارحه أن يستعملها في المعاصي (طس) عن ابن مسعود وهو حديث ضعيف

(أن الله تعالى يغار وأن المؤمن يغار) أي المؤمن الكامل الإيمان طبعه الله على الغيرة في محل الريبة واليغرة تغير يحصل من الحمية والأنفة مشتقة من تغيير القلب وهيجان الغضب بسبب المشاركة فيما به الاختصاص وأشد ما يكون ذلك في الزوجين هذا في حق الآدمي وأما في حق الله تعالى فمحال لأنه تعالى منزه عن كل تغير ونقص فيتعين حمله على المجازاة فقيل لما كانت ثمرة الغيرة صون الحريم ومنعهن وزجر من يقصد إليهن أطلق عليه سبحانه وتعالى لكونه منع من فعل ذلك وزجر فاعله وتوعده بإيقاع العقوبة به (وغيرة الله أن يأتي المؤمن) أي من أن يأتي أي يفعل (ما حرم الله عليه) ولذلك حرم الفواحش وشرع عليها أعظم العقوبات (حم ق ت) عن أبي هريرة

(أن الله تعالى يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه) هو كناية عن حسن قبولها لأن الشيء المرضي يتلقى بالقبول باليمين عادة وقيل المراد بيمين الله سبحانه وتعالى كف الذي تدفع إليه الصدقة وإضافتها إليه سبحانه وتعالى إضافة ملك واختصاص لوضع الصدقة فيها لله تعالى وقال القرطبي يحتمل أن يكون الكف أي في رواية كف الرحمن عبارة عن كفة الميزان الذي يوزن فيه الأعمال فيكون من باب حذف المضاف كأنه قال فتربو في كفة ميزان الرحمن ويجوز أن يكون مصدر كف كفا ويكون معناه الحفظ والصيانة فكأنه قال تلك الصدقة في حفظ الله فلا ينقص ثوابها ولا يبطل جزاؤها (فيربيها لأحدكم) يعني يضعف أجرها فكنى بالتربية عن تضعيف أجرها (كما يربى أحدكم مهره) هو صغير الخيل وفي رواية فلوه وهو تمثيل لزيادة التفهيم وخصه لأنه يزيد زيادة بينة (حتى أن اللقمة لتصير مثل أحد) أي جبل أحد ظاهره أن ذاتها تعظم ويبارك الله فيها ويزيدها من فضله حتى تثقل في الميزان وقيل المراد بذلك تعظيم أجرها وتضعيف ثوابها (ت) عن أبي هريرة وإسناده جيد

(أن الله تعالى يقبل توبة العبد) أي رجوعه إليه من المخالفة إلى الطاعة (ما لم يغرغر) أي مالم تصل روحه حلقومه لأنه لم ييأس من الحياة فإن وصلت لذلك لم يعتد بها ليأسه ولأن من شرط التوبة العزم على عدم المعاودة وقد فات قال العلقمي والغرغرة أن يجعل المشروب في الفم ويردد إلى أصل الحلق ولا يبلع (حم ت هـ حب ك هب) عن ابن عمر) بن الخطاب قال الترمذي حسن غريب

(أن الله تعالى يقل لا هون) أي أسهل (أهل النار عذابا) سيأتي في حديث أنه أبو طالب أي يقول له يوم القيامة لو أن لك ما في الأرض من شيء كنت (تفتدى به) أي الآن من النار (قال نعم) أي افتدى به (قال فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم) أي حين أخذت الميثاق يشير

ص: 11

بذلك إلى قوله تعالى وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم الآية فهذا الميثاق الذي أخذ عليهم في صلب آدم فمن وفى به بعد دخوله في الدنيا فهو مؤمن ومن لم يوف به فهو كافر قال العلقمي قال النووي وفي رواية فيقول أردت منك أهون من هذا وفي رواية فيقال له قد سئلت أيسر من ذلك وفي رواية فيقال له كذبت قد سئلت أيسر من ذلك المراد بأردت في الرواية الأولى طلبت منك وأمرتك وقد أوضحته في الروايتين الأخيرتين بقوله قد سئلت أيسر فتعين تأويل أردت بذلك جمعاً بين الروايات ولأنه يستحيل عند أهل الحق أن يريد الله تعالى شيئاً ولا يقع ومذهب أهل الحق أن الله تعال مريد بجميع الكائنات خيرها وشرها ومنها الإيمان والكفر فهو سبحانه مريد لإيمان المؤمن ومريد لكفر الكافر خلافاً للمعتزلة في قولهم أنه أراد إيمان الكافر ولم يرد كفره تعالى الله عن قولهم الباطل فإنه يلزم من قولهم إثبات العجز في حقه تعالى وأنه وقع في ملكه ما لم يرده وأما هذا الحديث فقد بينا تأويله وأما قوله فيقال له كذبت فالظاهر أن معناه أنه يقال له لو رددناك إلى الدنيا وكانت لك كلها أكنت تفتدي بها فيقول نعم فيقال له كذبت قد سئلت أيسر من ذلك فأبيت ويكون هذا من معنى قوله ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه (أن لا يشرك بي شيئاً) قال المناوي أي بأن لا تشرك بي شيئاً من المخلوقات انتهى والظاهر أنه بدل من قوله ما هو أهون من ذلك (فأبيت إلا الشرك) أي امتنعت من الإيمان إذ أخرجتك إلى الدنيا واخترت الشرك (ت) عن أنس

(أن الله تعالى يقول أن الصوم لي) أي سر بيني وبين عبدي (وأنا أجزي به) قال العلقمي اختلف العلماء في المراد بهذا مع أن الأعمال كلها له تعالى وهو الذي يجزي بها على أقوال

• أحدها أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره قاله أبو عبيد قال ويؤيده حديث ليس في الصوم رياء قال وذلك لأن الأعمال إنما تكون بالحركات إلا الصوم فإنما هو بالنية التي تخفى على الناس

• الثاني معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير ويشهد له سياق رواية الموطا حيث قال كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله قال الله إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به أي أجازي عليه جزاء كثيراً من غير تعيين لمقداره

• الثالث أن الصيام لم يعبد به غير الله بخلاف الصدقة والصلاة ونحو ذلك

• الرابع أن جميع العبادات يوفى منها مظالم العباد إلا الصوم روى البيهقي عن ابن عيينة قال إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده ويؤدى ما عليه من المظالم من عمله حتى لا يبقى له إلا الصوم فيتحمل الله ما بقي عليه من المظالم ويدخله بالصوم الجنة وهذا اختاره ابن العربي (أن للصائم فرحتين إذا أفطر فرح) أي فرح بزوال جوعه وعطشه وقيل بإتمام عبادته وسلامتها من المفسدات (وإذا لقي الله تعالى فجزاه فرح) أي لما يراه من جزيل ثوابه (والذي نفس محمد بيده) أي بقدرته وتصريفه (لخلوف

ص: 12

فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) بضم الخاء المعجمة واللام وسكون الواو وفاء قال عياض هذه الرواية الصحيحة وبعض الشيوخ يقول بفتح الخاء قال الخطابي وهو خطأ والمراد به تغير طعم الفم وريحه لتأخر الطعام أي لخلو المعدة عن الطعام وحكى القابسي الوجهين وبالغ النووي في شرح المهذب فقال لا يجوز فتح الخاء فإن قيل الله تعالى منزه عن استطابة الروائح إذ ذاك من صفات الحوادث أجيب بأنه مجاز لأنه جرت العادة بتقريب الروائح الطيبة منا فاستعير ذلك للصوم لتقريبه عند الله فالمعنى أنه أطيب عند الله من ريح المسك عندكم وقيل المراد أن ذلك في حق الملائكة وأنهم يستطيبون ريح الخلوف أكثر مما يستطيبون ريح المسك وقيل المعنى أن الله تعالى يجزيه في الآخرة فتكون نكهته أطيب من ريح المسك كما يأتي المكلوم وريح جرحه يفوح وقيل المعنى أن الخلوف أكثر ثواباً من المسك المندوب إليه في الجمع ومجالس الذكر ورجح النووي هذا الأخير وحاصله حمل معنى الطيب على القبول والرضى وقد نفل القاضي حسين في تعليقه أن للطاعات يوم القيامة ريحاً يفوح قال فرائحة الصيام فيها بين العبادات كالمسك وهل المراد أن ذلك أطيب عند الله يوم القيامة أو فى الدنيا قال العلقمي وقد تنازع ابن عبد السلام وابن الصلاح في هذه المسئلة فذهب ابن عبد السلام أن ذلك في الآخرة كما في دم الشهداء واستدل بالرواية التي فيها يوم القيامة وذهب ابن الصلاح إلى أن ذلك في الدنيا واستدل بما رواه الحسن بن سفيان في مسنده والبيهقي في الشعب وأما الثانية فإن خلوف أفواههم حين يمسون عند الله أطيب من ريح المسك قال وذهب جمهور العلماء إلى ذلك انتهى قال ابن حجر واتفقوا على أن المراد بالصيام هنا صيام من سلم صيامه من المعاصي قولاً وفعلاً (حم م ن) عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري معاً

(أن الله تعالى يقول أنا ثالث الشريكين) أي بالمعونة وحصول البركة قال العلقمي قال شيخنا قال الطيبي شركة الله تعالى للشريكين على الاستعارة كأنه تعالى جعل البركة والفضل بمنزلة المال المخلوط فسمى ذاته تعالى ثالثا لهما (ما لم يخن أحدهما صاحبه) قال العلقمي تحصل الخيانة ولو بشيء قليل كفلس ونحوه نعم ما يعلم به رضاه كفلس للسائل والفقير فهذا ليس بخيانة ويحتاط فيما يقع فيه الشك (فإذا خانه خرجت من بينهما) قال الرافعي معناه أن البركة تنزع من مالهما (دك) عن أبي هريرة وصححه الحاكم وسكت عليه أبو داود قيل والصواب مرسل

(أن الله تعالى يقول يا ابن آدم تفرغ لعبادتي) أي تفرغ عن مهماتك لعبادتي (املأ) بالجزم جواب الأمر (صدرك غنى) أي قلبك والغنى إنما هو غنى القلب (واسد فقرك) أي تفرغ عن مهماتك لعبادتي اقض مهامتك واغنك عن خلقي (وأن لا تفعل) أي وإن لم تتفرغ لذلك واسترسلت في طلب الدنيا (ملأت يديك شغلاً) قال المناوي بضم الغين المعجمة وضم الشين قبلها وتسكن الغين للتخفيف (ولم أسد فقرك) أي تستمر فقير القلب منهمكاً في طلب الدنيا وإن كنت

ص: 13

غنياً من المال (حم ت هـ ك) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف

(أن الله تعالى يقول إذا أخذت كريمتي عبدي) أي أعميت عينيه الكريمتين عليه (في الدنيا لم يكن له عندي جزاء إلا الجنة) أي دخولها مع السابقين أو بغير عذاب وهذا قيده في حديث آخر بما إذا صبر واحتسب (ت) عن أنس ورجاله ثقات

(أن الله تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون لجلالي) أي لعظمتي وطاعتي لا لدنيا (اليوم أظلهم في ظلي) أي ظل عرشي والمراد أنهم في ظله من الحر والشمس ووهج الموقف وأنفاس الخلق وقيل معناه كفهم من المكاره وإكرامهم وجعلهم في كنفه وستره ويحتمل أن الظل هنا كناية عن الراحة والنعيم (يوم لا ظل إلا ظلي) أي أنه لا يكون من له ظل كما في الدنيا ويوم لا ظل حال من ظل المذكور قبله أي أظلهم في ظلي حال كونه كائناً يوم لا ظل إلا ظلي هذا هو الظاهر (حم م) عن أبي هريرة

(أن الله تعالى يقول أنا مع عبدي) أي معه بالرحمة والتوفيق والهداية (ما ذكرني وتحركت به شفتاه) أي مدة ذكره إياي (حم هـ ك) عن أبي هريرة

(أن الله تعالى يقول أن عبدي كل عبدي) بنصب كل أي عبدي حقاً أو الكامل في عبيدي (الذي يذكرني وهو ملاق قرنه) بكسر القاف وسكون الراء أي عدوه المقارن له في القتال فلا يغفل عن ربه حتى في حال معاينة الهلاك (ت) عن عمارة بضم العين (ابن زعكرة) بفتح الزاي والكاف وسكون العين المهملة وهو حديث حسن غريب

(أن الله تعالى يقول أن عبداً) أي مكلفاً (أصححت له جسمه ووسعت له في معيشته يمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليِّ) بشدة الياء أي لا يزور بيتي وهو الكعبة يعني لا يقصدها بنسك (لمحروم) أي من الخير الحاصل بفعل النسك (ع حب) عن أبي سعيد الخدري وهو حديث ضعيف

(أن الله تعالى يقول أنا خير قسيم) أي قاسم أو مقاسم (لمن أشرك بي) بالبناء للمفعول (من أشرك بي شيئاً) بالبناء للفاعل أي من الخلق في عمل من الأعمال (فإن عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك بي أنا عنه غني) قال المناوي وقليله وكثيره بالنصب على البدل من العمل أو على التوكيد ويصح رفعه على الابتداء ولشريكه خبره والجملة خبران وتمسك به من قال العمل لا يثاب عليه إلا أن أخلص لله كله واختار الغزالي اعتبار غلبة الباعث (الطيالسي (حم) عن شداد بن أوس) وإسناده حسن

(أن الله تعالى يقول لأهل الجنة) أي بعد دخولهم إياها (يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا) لبيك من التلبية وهي إجابة المنادى ولم يستعمل الأعلى لفظ التثنية في معنى التكرير أي أجبناك إجابة بعد إجابة وهو منصوب على المصدر بعامل لا يظهر كأنك قلت الب البابا بعد الباب وأصل لبيك لبين لك فحذفت النون للإضافة وعن يونس أنه غير مثنى بل اسم مفرد ويتصل به الضمير بمنزله على ولدي (وسعديك) قال المناوي بمعنى الإسعاد وهو الإعانة أي نطلب منك إسعاداً بعد إسعاد انتهى وقال العلقمي هو من المصادر المنصوبة بفعل لا يظهر في الاستعمال أي

ص: 14

ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة وإسعاداً بعد إسعاد ولهذا ثنى انتهى وفي نسخة شرح عليها المناوي بعد وسعديك والخير في يديك فإنه قال أي في قدرتك ولم يذكر الشر لأن الأدب عدم ذكره صريحاً (فيقول هل رضيتم) أي بما صرتم إليه من النعيم المقيم والاستفهام للتقرير قال العلقمي وفي حديث جابر عند البزار وصححه ابن حبان هل تشتهون شيئاً (فيقولون وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا) وفي رواية وهل شيء أفضل مما أعطيتنا (ما لم تعط أحداً من خلقك) أي الذين لم تدخلهم الجنة (فيقول إلا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون يا ربنا وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل) بضم أوله وكسر الحاء المهملة أي انزل (عليكم رضواني) قال العلقمي بكسر أوله وضمه وفي حديث جابر قال رضواني أكبر وفيه تلميح بقوله تعالى ورضوان من الله أكبر لأن الله رضاه سبب كل فوز وسعادة وكل من علم أن سيده راض عليه كان أقر علينه من كل نعيم لما في ذلك من التعظيم والتكريم وفي هذا الحديث أن النعيم الذي حصل لأهل الجنة لا مزيد عليه (فلا أسخط عليكم بعده أبداً) قال المناوي مفهومه أنه لا يسخط على أهل الجنة انتهى بل منطوقه ذلك (حم ق ت) عن أبي سعيد الخدري

(أن الله تعالى يقول أنا عند ظن عبدي بي إن خيراً فخير وإن شراً فشر) قال المناوي أي أعامله على حسب ظنه وأفعل به ما يتوقعه مني وقال العلقمي قال النووي قال القاضي قيل معناه الغفران له إذا استغفر والقبول إذا ناب والإجابة إذا دعا والكفاية إذا طلب الكفاية وقيل المراد الرجا وتأميل العفو وهذا أصح (طس حل) عن وائلة

(أن الله تعالى يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني) بفتح المثناة الفوقية وضم العين من عاد يعود عيادة فهو عائد والمريض معود وأما أعاد فمصدره الإعادة تقول أعاد فلان الجدار مثلاً إعادة فهو معيد والجدار معاد (قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عندي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب وكيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي) قال العلقمي قال النووي قال العلماء أضاف المرض سبحانه إليه والمراد العبد تشريفاً للعبد وتقريباً قالوا ومعنى وجدتني عنده أي وجدت ثوابي وكرامتي ويدل عله قوله في تمام الحديث لو أطعمته لوجدت ذلك عندي لو أسقيته لوجدت ذلك عندي أي ثوابه (م) عن أبي هريرة

(أن الله تعالى يقول أني لا هم بأهل الأرض عذاباً) بفتح اللام والهمزة وكسر الهاء وتضم وشدة الميم أي اعزم على إيقاع العذاب بهم وعذاباً منصوب على التمييز (فإذا نظرت إلى عمار بيوتي) أي عمار المساجد أنواع العبادة من صلاة وذكر ونحو ذلك (المتحابين في) أي لأجلي لا لغرض سوى ذلك

ص: 15

(والمستغفرين بالأسحار) أي الطالبين من الله المغفرة في الأسحار (صرفت عذابي عنهم) أي عن أهل الأرض إكراماً لمن ذكر وفيه فضل الاستغفار بالسحر على الاستغفار في غيره والسحر محرك قبل الفجر (هب) عن أنس وهو حديث ضعيف

(أن الله تعالى يقول أني لست على كل كلام الحكيم اقبل) الحكيم بمعنى الحاكم وهو القاضي والحكيم فعيل بمعنى فاعل وقيل الحكيم ذو الحكمة (ولكن اقبل على همه وهواه فإن كان همه وهواه فيما يحب الله ويرضى) فيه التفات (جعلت صمته) أي سكوته (حمداً لله ووقاراً وإن لم يتكلم) قال المناوي فيه رمز إلى علو مقام الفكر ومن ثم قال الفضيل أنه مخ العبادة وأعظمها (ابن النجار عن المهاجرين حبيب

(أن الله تعالى يكتب للمريض أفضل ما كان يعمل في صحته ما دام في وثاقه) أي مرضه قال المناوي والمراد مرض ليس أصله معصية ترسله بسببه (وللمسافر) أي ويكتب للمسافر (أفضل ما كان يعمل في حضره) أي إذا شغله السفر عن ذلك العمل والمراد السفر الذي ليس بمعصية (طب)(عن أبي موسى) الأشعري

(أن الله تعالى يكره فوق سمائه) قال المناوي خص الفوقية إيماء إلى أن كراهة ذلك شائعة متعارفة بين الملأ الأعلى (أن يخطأ أبو بكر الصديق) أي يكره أن ينسب إليه الخطأ (في الأرض) لكمال صديقيته وإخلاص سريرته (الحارث (طب) وابن شاهين في السنة عن معاذ) وإسناده ضعيف

(أن الله تعالى يكره من الرجال الرفيع الصوت) أي شديده (ويحب الخفيض من الصوت) قال تعالى واغضض من صوتك الآية (هب) عن أبي أمامة

(أن الله تعالى يلوم على العجز) أي التقصير والتهاون في الأمور قال العلقمي قال ابن رسلان العجز في الأصل عدم القدرة على الشيء فليس للعبد تأثير في القدرة بل القدرة في الحقيقة لله تعالى والعجز عند المتكلمين صفة وجودية قائمة بالعاجز تضاد القدرة والتقابل بينهما تقابل الضدين ومع هذا فالله تعالى يلوم على العجز وهو عدم الداعية الجازمة التي يسمى بها مكتسباً وإن كانت القدرة لله تعالى (ولكن عليك بالكيس) بفتح فسكون التيقظ في الأمر وإتيانه من حيث يرجى حصوله (فإذا غلبك أمر) أي بعد الاحتياط ولم تجد إلى الدفع سبيلاً (فقل حسبي الله ونعم الوكيل) أي لعذرك حينئذ وحاصله لا تكن عاجزاً وتقول حسبي الله بل كن يقظاً حازماً فإذا غلبك أمر فقل ذلك وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين فقال المفضي عليه لما أدبر حسبي الله ونعم الوكيل تعريضاً بأنه مظلوم فذكره أي أنت مقصر بترك الأشهاد والاحتياط (د) عن عوف بن مالك وهو حديث ضعيف

(أن الله تعالى يمهل حتى إذا كان ثلث الليل الآخر) برفع الآخر لأنه صفة لثلث واختلفت الروايات في تعيين الوقت وقد انحصرت في ستة أشياء هذه ثانيها إذا مضى الثلث الأول ثالثها الثلث الأول أو النصف رابعها لنصف خامسها النصف أو الثلث الأخير وسادسها الإطلاق وجمع بين الروايات بأن ذلك يقع بحسب اختلاف

ص: 16

الأحوال لكون أوقات الليل تختلف في الزمان وفي الآفاق باختلاف تقدم دخول الليل عند قوم وتأخره عند قوم ويحتمل أن يكون النزول في وقت والقول في وقت (نزل إلى السماء الدنيا) أي القربى وقد اختلف في معنى النزول فمنهم من أجراه على ما ورد مؤمناً به على طريق الإجمال منزهاً لله عن الكيفية والتشبيه وهم جمهور السلف وهذا معنى التفويض وهو أسلم وقال بعضهم النزول راجع إلى أفعاله لا إلى ذاته بل ذلك عبارة عن ملكه الذي ينزل بأمره ونهيه والنزول كما يكون في الجسام يكون في المعاني فالمعنى ينزل أمره أو الملك بأمره أو هو استعارة بمعنى التلطف بالداعين والإجابة لهم (فنادى هل من مستغفر) أي طالب للغفران منى فأغفر له (هل من تائب) أي نادم على ما صدر منه من الذنوب عازم على عدم العود فأتوب عليه (هل من سائل) فيعطى ما سأل (هل من داع) فاستجيب له (حتى ينفجر الفجر) قال المناوي وخص ما بعد الثلث أو النصف من الليل لأنه وقت التعرض لنفحات الرحمة وزمن عبادة المخلصين انتهى وفي الحديث أن الدعاء آخر الليل أفضل وكذا الاستغفار ويشهد له قوله تعالى والمستغفرين بالأسحار وأن الدعاء في ذلك الوقت مجاب ولا يعترض بتخلفه عن بعض الداعين لأن سبب التخلف وقوع الخلل في شرط من شروط الدعاء كالاحتراز في المطعم والمشرب والملبس أو لاستعجال الداعي أو يكون الدعاء بإثم أو قطيعة رحم أو تحصل الإجابة ويتأخر حصول المطلوب لمصلحة العبد أو لأمر يريده الله تعالى (حم م) عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة معاَ

(أن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان) أي ينزل أمره أو رحمته (إلى السماء الدنيا) قال المناوي أي ينتقل من مقتضى صفات الجلال المقتضية للقهر والانتقام من العصاة إلى مقتضى صفات الإكرام المقتضية للرأفة والرحمة وقبول المعذرة والتلطف والتعطف (فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب) قبيلة معروفة خصهم لأنه ليس في العرب أكثر غنماً منهم قال المناوي والمراد غفران الصغائر قال الترمذي لا يعرف إلا من حديث الحجاج بن أرطاه وسمعت محمداً يعني البخاري يضعف هذا الحديث (حم ت هـ) عن عائشة

(أن الله تعالى ينزل) بضم أوله (على أهل هذا المسجد مسجد مكة) بالجر عطف بيان (في كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة ستين للطائفين) بالكعبة (وأربعين للمصلين) بالمسجد الحرام (وعشرين للناظرين) إلى الكعبة (طب) والحاكم في الكنى (وابن عباس) وهو حديث ضعيف

(أن الله تعالى ينزل المعونة على قد المؤنة) أي يعين الإنسان على قدر مايحتاج إليه من المؤنة بحسب حاله وما يناسبه (وينزل الصبر) على قدر البلاء فمن عظمت مصيبته أفيض عليه الصبر بقدرها وإلا لهلك أهلها (عد) وابن لال في المكارم عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف

(أن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم) أي لأن الحلف بشيء يقتضي تعظيمه والعظمة إنما هي لله وحده قال المناوي وهذا الحديث قد اختصره المؤلف ولفظ رواية الشيخين من

ص: 17

حديث ابن عمر ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت انتهى والمشهور عند الشافعية والمالكية أن الحلف بغير الله تعالى كالنبي والكعبة وجبريل مكروه كراهة تنزيه والمشهور عند الحنابلة التحريم قال العلقمي فإن اعتقد في المحلوف به من التعظيم ما يعتقده في الله كفر وعلي يحمل خبر الحاكم من حلف بغير الله كفر وهذا إذا لم يسبق إليه لسانه أما إذا سبق إليه لسانه بلا قصد فلا كراهة بل هو من لغو اليمين فإن قال إن فعلت كذا فأنا يهودي أو بريء من الله أو من رسوله أو من الإسلام أو من الكعبة وأنا مستحل للخمر أو الميتة فليس بيمين لعرائه عن ذكر اسم الله أو صفته ثم أن قصد به تبعيد نفسه عن ذلك أو أطلق لم يكفر لكنه ارتكب محرماً أو صد الرضى بذلك أن فعله كفر في الحال فإن لم يكفر استحب له أن يأتي بالشهادتين وأن يستغفر الله تعالى ويستحب لكل من تكلم بكلام قبيح أن يستغفر الله تعالى وتجب التوبة من كل كلام محرم وسببه كما في البخاري عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر بن الخطاب وهو يسير في ركب يحلف بأبيه فقال ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم من كان حالف فليحلف بالله أو ليصمت وفي رواية له أيضاً أن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم قال عمر فوالله حلفت بها منذ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ذاكراً ولا آثراً وقوله ذاكراً أي عامداً ولا آثراً أي حاكياً عن الغير ما حلفت بها ولا حكيت ذلك عن غيري كقوله أن فلاناً قال وحق أبي مثلاً (حم ق 3) عن ابن عمر بن الخطاب

(أن الله تعالى يوصيكم بأمهاتكم) من النسب (ثلاثاً) أي كرره ثلاثاً لمزيد التأكيد (أن الله تعالى يوصيكم بآبائكم مرتين) أي كرره مرتين إشارة إلى تأكده وأنه دون حق الأم وسبب تقديم الأم في البر كثرة تعبها عليه وشفقتها وخدمتها وحصول المشاق في حمله ثم وضعه ثم إرضاعه ثم تربيته وخدمته ومعالجة أوساخه وتمريضه وغير ذلك (أن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب) من النسب قاله مرة واحدة إشارة إلى أنه دون ما قبله فيقدم في البر الأم ثم الأب ثم الأولاد ثم الأجداد والجدات ثم الإخوة والأخوات ثم سائر المحارم كالأعمام والعمات والخالات وقال بعض العلماء من وقر أباه طال عمره ومن وقر أمه رأى ما يسره (خده طب ك) عن المقدام بن معدي كرب بإسناد حسن

(أن الله تعالى يوصيكم بالنساء خيرا) بأن تحسنوا معاشرتهن وتوفوهن ما يجب لهن (فإنهن أمهتكم وبناتكم وخالاتكم) يحتمل أن المراد أنهن مثلهن في الشفقة وغيرها (أن الرجل من أهل الكتاب يتزوج المرأة وما تعلق يداها الخيط) بفتح المثناة الفوقية وضم اللام أي لا يكون في يدها شيء من الدنيا حتى التافه جداً كالخيط والمراد أنها في غاية الفقر (فما يرغب واحد منهما عن صاحبه) أي حتى يموتا كما في رواية يعني أن أهل الكتاب يتزوج أحدهم المرأة الفقيرة جداً فيصبر عليها ولا يفارقها إلا بالموت فافعلوا ذلك ندباً إلا لعذر كان كانت سيئة الخلق فلا تكره مفارقتها

ص: 18

حينئذ (طب) عن المقدام بن معدي كرب ورجاله ثقات

(أنالإبل خلقت من الشياطين) يعني خلقت من طباع الشياطين (وأن وراء كل بعير شيطاناً) يعني إذا نفر البعير كان نفاره من شيطان يعدو خلفه فينفره فإذا أردتم ركوبها فسموا الله فإن التسمية تطرد ذلك الشيطان (ص) عن خالد بن معدان بفتح الميم وسكون العين المهملة مرسلاً

(أن الأرض لتعج) بعين مهملة وجيم يقال عج يعج كضرب يضرب أي ترفع صوتها (إلى الله تعالى تشكون من الذين يلبسون الصوف) بفتح الموحدة (رياء) أي إيهاماً للناس أنهم من الصوفية الصلحاء الزهاد ليعتقدوا ويعطوا (فر) عن ابن عباس وإسناده ضعيف

(أن الأرض لتنادي كل يوم) أي من على ظهرها من الآدميين نداء متسخط متوعد (سبعين مرة) يعني نداء كثيراً بلسان الحال أو المقال أن الذي خلق النطق في الإنسان قادر على خلقه في غيره (يا بني آدم كلوا ما شئتم) أكله من الأطعمة اللذيذة (واشتهيتم) أي منها وهذا أمر وارد على منهاج التهكم بدليل (فوالله لآكلن لحومكم وجلودكم) أي إذا صرتم في بطني أفنيتها ومحقته كما يفنى الحيوان ما يأكله والنداء لمن أكل منها بشهوة ونهمة وهذا مخصوص خص منه من لا تأكل الأرض جسده كالأنبياء والعلماء العاملين والأولياء والمؤذن المحتسب والشهيد (الحكيم عن ثوبان) مولى المصطفى

(أن الإسلام بدا) روى بالهمزوري بدونه أي ظهر (عربياً) أي في قلة من الناس ثم انتشر يعني كان الإسلام في أوله كالغريب الوحيد الذي لا أهل له لقلة المسلمين يومئذ وقلة من يعمل بالإسلام (وسيعود غريباً كما بدا) أي وسيلحقه الفساد والاختلال لفساد الناس وظهور الفتن وعدم القيام بواجبات الإيمان كالصلاة حتى لا يبقى إلا في قلة من الناس أيضاً كما بدا (فطوبى) أي فرحة وقرة عين أو سرور وغبطة أو الجنة أو شجرة فيها (للغربا) فسرهم صلى الله عليه وسلم في رواية بأنهم الذي يصلحون ما أفسد الناس بعده من سنته أي الذين يعتنون بإصلاح ما أفسد الناس من السنة يصيرون فيهم كالغرباء (م هـ) عن أبي هريرة وعن ابن مسعود (هـ) عن أنس (طب) عن سلمان وسهل بن سعد وابن عباس

(أن الإسلام بدا جذعاً) بجيم وذال معجمة أي شاباً فتياً والفتى من الإبل ما دخل في الخامسة (ثم ثنيا) الثني من الإبل ما دخل في السادسة (ثم رباعيا) بخفة المثناة التحتية ما دخل في السابعة (ثم سديساً) هو ما دخل في الثامنة (ثم بازلاً) هو ما دخل في التاسعة وحين يطلع نابه وتكمل قوته قال عمر رضي الله تعالى عنه وما بعد البزول إلا النقصان أي فالإسلام استكمل قوته وسيأخذ في النقصان (حم) عن رجل قال المناوي وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات

(أن الإسلام نظيف فتنظفوا) قال العلقمي المراد نظفوا بواطنكم وظواهركم والنظافة في الباطن كناية عن خلوص العقيدة ونفي الشرك ومجانبة الأهواء ثم نظافة القلب عن الغل والحقد والحسد وأمثالهم ثم نظافة المطعم والملبس عن الحرام والشبه

ص: 19

ونظافة الظاهر عن ملابسة القاذورات طهر بالنار ليصلح لجوار الغفار في دار الأبرار وقد تدركه العناية الإلهية فيعفى عنه (خط) عن عائشة (أن الأعمال ترفع يوم الإثنين والخميس) أي الأعمال القولية والفعلية ترفع إلى الله تعالى فيهما (فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) قال المناوي وفي رواية وأنا في عبادة ربي وهذا غير العرض اليومي والعامي فاليومي إجمالاً وما عداه تفصيلاً أو عكسه (الشيرازي في الألقاب عن أبي هريرة (هب) عن أسامة بن زيد

(أن الإمام العادل) بين رعيته بأن لا يجور في حكمة ولا يظلم (إذا وضع في قبره) أي على شقه الأيمن (ترك على يمينه) أي لم تحوّله عنه الملائكة (فإذا كان جائراً نقل من يمينه) وأضجع (على يساره) لأن اليمين يمن وبركة فهو للأبرار والشمال للفجار ابن عساكر عن عمر بن عبد العزيز بلاغاً أي قال بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك

(أن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم) قال العلقمي

• قال في النهاية أي إذا اتهموهم وجاهرهم بسوء الظن فيهم أداهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن بهم ففسدوا انتهى قال المناوي ومقصود الحديث حث الإمام على التغافل وعدم تتبع العورات (دك) عن جبير بن نغير بنون وفاء مصغراً وكثيرين مرة والمقدام وأبي أمامة

(أن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب) بفتح اللام الأولى وكسر الثانية وفتح المثناة التحتية أي يكاد أن يبلى وصفه بذلك على طريق الاستعارة (فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم) فيه أن الإيمان يزيد وينقص قوله عن ابن عمر هو ابن الخطاب بإسناد حسن (طب ك) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد رواته ثقات هذا ما في النسخة التي شرح عليها المناوي وفي كثير من النسخ (طب ك) عن ابن عمر (أن الإيمان ليأرز) بلام التوكيد وهمزة ساكنة فراء مهملة فزاي ليضم (إلى المدينة) النبوية يعني يجتمع أهل الإيمان فيها وينضمون إليها (كما تأرز الحية إلى جحرها) بضم الجيم أي كما تنضم وتلتجي إليه إذا انتشرت في طلب المعاش ثم رجعت فكذا الإيمان قال المناوي شبه انضمامهم إليها بانضمام الحية لأن حركتها اشق لمشيها على بطنها والهجرة إليها كانت مشقة وقال العلقمي بعد كلام قدمه فكل مؤمن له من نفسه سائق إلى المدينة لمحبته في النبي صلى الله عليه وسلم فيشمل ذلك جميع الأزمنة لأنه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للتعلم منه وفي زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم للاقتداء بهديهم ومن بعد ذلك لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم والصلاة في مسجده والتبرك بمشاهدة آثاره وآثار الصحابة وقال الداودي كان هذا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم والقرن الذي كان فيهم والذين يلونهم والذين يلونهم خاصة وقال القرطبي فيه تنبيه على صحة مذهب أهل المدينة وسلامتهم من البدع وأن عملهم حجة كما رواه مالك وهذا إن سلم اختص بعصر النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وأما بعد ظهور الفتن وانتشار الصحابة في البلاد ولا سيما في أواخر المائة الثانية وهلم جرا فهو بالمشاهدة

ص: 20

بخلاف ذلك (حم ق هـ) عن أبي هريرة

(أن البركة تنزل في وسط الطعام) قال المناوي بسكون السين أي الإمداد من الله تعالى ينزل في وسطه (فكلوا من حافاته) أي من جوانبه وأطرافه (ولا تأكلوا من وسطه) في ابتداء الأكل أي يكره ذلك تنزيهاً لكونه محل تنزلات الرحمة والأمر فيه للندب والخطاب للجماعة أما المنفرد فيأكل من الحافة التي تليه وعليه تنزل رواية حافته بالإفراد (ت ك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح

(أن البيت) أي المكان الذي يستقر فيه سواء كان بناء أو خيمة أو غير ذلك (الذي فيه الصور) أي ذوات الأرواح ما لم تمتهن أو يقطع رأسها قال العلقمي قال ابن العربي حاصل ما في اتخاذ الصور أنه إن كانت ذوات أجسام حرم بالإجماع وإن كانت رقماً فأربعة أقوال الأول يجوز مطلقاً على ظاهر قوله في الحديث إلا رقماً في ثوب الثاني المنع مطلقاً حتى الرقم الثالث إن كانت الصورة باقية الهيئة قائمة الشكل حرم وإن قطعت الرأس وتفرقت الأجزاء جاز قال وهذا هو الأصح الرابع إن كان مما يمتهن جاز وإن كان معلقاً لم يجز (لا تدخله الملائكة) أي ملائكة الرحمة أما الحفظة فلا يفارقون الشخص في كل حال وبه جزم ابن وضاح والخطابي وآخرون قال القرطبي كذا قال بعض علمائنا والظاهر العموم والتخصيص الدال على كون الحفظة لا يمتنعون من الدخول يس نصاً قال في الفتح ويؤيده أن من الجائز أن يطلعهم الله تعالى على عمل العبد ويسمعهم قوله وهم بباب الدار مثلاً ومثل الحفظة ملائكة الموت لا يمتنعون من الدخول وإنما لم تدخل الملائكة البيت الذي فيه الصور لأن متخذها قد تشبه بالكفار لأنهم يتخذون الصور في بيوتهم ويعظمونها فكرهت الملائكة ذلك فلم تدخل بيته هجراً له لذلك وسببه كما في البخاري عن عائشة أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها النبي صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخله فعرفت في وجهه الكراهة فقلت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أيدت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال هذه النمرقة قلت اشتريتها لك لتقعد عليها وتتوسدها فقال رسول الل هـ صلى الله عليه وسلم أن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون فيقال لهم أحييوا ما خلقتم وقال أن البيت فذكره والنمرقة فبفتح النون وسكون الميم وضم الراء بعدها قاف كذا ضبطها الفرّ أو غيره وضبطها ابن السكيت بضم النون أيضاً وبكسرها وكسر الراء وقيل في النون الحركات الثلاث والراء مضمرة جزماً والجمع نمارق وهي الوسائد التي يصف بعضها إلى بعض وقيل النمرقة الوسادة التي يجلس عليها مالك في الموطأ (ق) عن عائشة

(أن البيت الذي يذكر الله فيه) قال المناوي بأي نوع من أنواع الذكر (ليضيء) حقيقة لا مجازاً خلافاً لمن وهم (لأهل السماء) أي الملائكة (كما تضيء النجوم لأهل الأرض) من الآدميين وغيرهم من سكانها أبو نعيم في المعرفة عن سابط

(أن الحجامة في الرأس دواء من كل داء) بتنوين داء كما هو ظاهر كلام المناوي فإنه قال وأبدل منه قوله (الجنون والجذام) بضم الجيم داء معروف (والعشا) بفتح العين والقصر

ص: 21

ضعف البصر أو عدم الإبصار ليلاً (والبرص) وهو داء يغير لون البشرة ويذهب دمويتها (والصداع) بضم الصاد المهملة وجع الرأس (طب) عن أم سلمة أم المؤمنين

(أن الحياء والإيمان قرنا جميعاً) قال المناوي أي جمعهما الله ولازم بينهما فحيثما وجد أحدهما وجد الآخر انتهى ولعل المراد أنه لو وجد الكامل من كل منهما وجد الآخر (فإذا رفع أحدهما رفع الآخر) قال المناوي لتلازمها في ذلك لأن المكلف إذا لم يستح من الله لا يحفظ الرأس وما وعى ولا البطن وما حوى ولا يذكر الموت والبلا كما في الحديث المار بل ينهمك في المعاصي (ك هب) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف

(أن الحياء والإيمان في قرن) بالتحريك أي مجموعان متلازمان كأنهما شدا بحبل قال العلقمي قال في النهاية القرن بالتحريك الحبل الذي يشد به ومنه الحياء والإيمان في قرن أي مجموعان في حبل أو قرن (فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر) أي إذا نزع من عبد الحياء تبعه الإيمان وعكسه ولعل المراد الكامل كما تقدم (هب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف

(أن الخصلة الصالحة تتكون في الرجل فيصلح الله له بها عمله كله) فإذا كان هذا في خصلة واحدة فما بالك بمن جمع خصب إلا عديدة من الخير (وطهور الرجل) بضم الطاء أي وضوءه وغسله من الجنابة والخبث (لصلاته) أي لأجلها (يكفر الله به ذنوبه) أي الصغائر (وتبقى صلاته له نافلة) أي زيادة في الأجر (ع طس هب) عن أنس وإسناده حسن

(أن الدال على الخير كفاعله) أي في مطلق حصول الثواب وإن اختلف القدر قال المناوي بل قد يكون أجر الدال أعظم ويدخل فيه معلم العلم دخولاً أولوياً قال العلقمي وسببه كما في الترمذي عن أنس بن مالك قال جاء النبي صلى الله عليه وسلم رجل يستحمله فلم يجد عنده ما يحمله فدله على آخر فحمله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال أن الدال على الخير كفاعله (ت) عن أنس

(أن الدنيا ملعونة) أي مطرودة عن الله (ملعون ما فيها) أي مما يشغل عن الله قال العلقمي قال الدميري قال أبو العباس القرطبي لا يفهم من هذا الحديث إباحة لعن الدنيا وسبها مطلقاً لما روينا من حديث أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الدنيا فنعم مطية المؤمن الدنيا عليها يبلغ الخير وبها ينجو من الشر وأنه إذا قال العبد لعن الله الدنيا قالت الدنيا لعن الله أعصانا لربه خرجه الشريف أبو القاسم زيد بن عبد الله بن مسعود الهاشمي وهذا يقتضي المنع من سب الدنيا ولعنها ووجه الجمع بينهما أن المباح لعنه من الدنيا ما كان مبعداً عن الله وشاغلاً عنها كما قال بعض السلف كل ما شغلك عن الله من مال وولد فهو عليك مشئوم وهو الذي نبه الله على ذمّه بقوله تعالى إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد وأما ما كان من الدنيا يقرب من الله ويعين على عبادة الله فهو المحمود بكل لسان والمحبوب لكل إنسان فمثل هذا لا يسب بل يرغب فيه ويحب وإليه الإشارة بالاستثناء حيث قال (إلا ذكر الله وما والاه وعالما أو متعلماً)

ص: 22

وهو المصرح به في قوله فنعمت مطية المؤمن عليها يبلغ الخير وبها ينجو من الشر وبهذا يرتفع التعارض بين الحديثين وعالماً أو متعلماً قال المناوي بنصبهما عطفاً على ذكر الله ووقع الترمذي بلا ألف لا لكونهما مرفوعين لأن الاستثناء من نام موجب بل لأن عادة كثير من المحدثين إسقاط الألف من الخط (ت هـ) عن أبي هريرة قال الترمذي حسن غريب

(أن الدين النصيحة) وهي كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للمنصوح وقيل هي بذل الجهد في إصلاح المنصوح وقيل هي كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح أي هي عماد دين الإسلام وقوامه وقد قال العلماء أن هذا الحديث ربع الإسلام أي أحد أحاديث أربعة يدور عليها وقال النووي بل المدار عليه وحده كما قال العلماء النصيحة (لله) معناها الإيمان به ووصفه بما يجب له وتنزيهه عما لا يليق به وإتيان طاعته وترك معصيته وموالاة من أطاعه ومعاداة من عصاه وجهاد من كفر به والاعتراف بنعمه والشكر عليها والإخلاص في جميع الأمور والدعاء إلى جميع الأوصاف المذكورة والتلطف بجميع الناس وهذه الأوصاف راجعة إلى العبد في نصحه نفسه فإن الله غني عن نصح الناصح (ولكتابه) أي بالإيمان به بأنه كلامه تعالى وتنزيله لا يشبه شيئاً من كلام الخلق ولا يقدر على مثله أحد وبتعظيمه وتلاوته حق تلاوته وتحسينها والخشوع عندها وإقامة حروفه في التلاوة والذب عنه عند تأويل المحرفين وطعن الطاعنين وبالتصديق بما فيه والوقوف مع أحكامه وتفهم علومه والاعتبار بمواعظه والتفكر في عجائبه والعمل بمحكمه والتسليم لمتشابهه والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه ونشر علومه والدعاء إليه وإلى ما ذكرنا من نصيحته (ولرسوله) أي بالإيمان بجميع ما جاء به وطاعته في أمره ونهيه ونصرته حياً وميتاً وموالاة من والاه ومعاداة من عاداه وإعظام حقه وتوقيره وإحياء طريقته وسنته ونفي التهمة عنها والتفهم في معانيها والدعاء إليها والتلطف في تعلمها وتعليمها وإجلالها والتأدب عند قراءتها والإمساك عن الكلام فيها بغير علم وإجلال أهلها لانتسابهم إليها والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه ومحبة أهل نبيه وأصحابه ومجانبة من ابتدع في سنته أو تعرض لأحد من أصحابه (ولأئمة المسلمين) أي بمعاونتهم على الحق وطاعتم فيه وأمرهم به وتذكيرهم برفق ولطف وإعلامهم بما غفلوا عنه من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم وتألف قلوب الناس لطاعتهم وأداء الصدقات لهم وأن يدعي لهم بالصلاح وهذا على أن المراد بالأئمة الولاة وقيل هم العلماء فنصيحتهم قبول ما رووه وتقليدهم في الأحكام وإحسان الظن بهم (وعامتهم) أي بإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم وكف الأذى عنهم وتعليمهم ما جهلوه وستر عوراتهم وسد خلاتهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق والشفقة عليهم وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم والذب عن أموالهم وأعراضهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه وحثهم على التخلق بجميع ما ذكر

ص: 23

من أنواع النصيحة قال ابن بطال في هذا الحديث أن النصيحة تسمى ديناً وإسلاماً وأن الدين يقع على العمل كما يقع على القول قال النووي والنصيحة فرض كفاية يجزى فيه من قام به ويسقط عن الباقين قال وهي لازمة على قدر الطاقة إذا علم الناصح أنه يقبل نصحه ويطاع أمره وأمن على نفسه المكروه فإن خشي أذى فهو في سعة الله (حم م دن) عن تميم بن أوس (الداري (ت ن) عن أبي هريرة (حم) عن ابن عباس

(أن الدين يسر) أي دين الإسلام ذو يسر أو سمى الدين يسراً مبالغة بالنسبة إلى الأديان قبله لأن الله تعالى رفع عن هذه الأمة الإصر الذي كان على من قبلهم ومن أوضح الأمثلة له أن توبتهم كانت بقتل أنفسهم وتوبة هذه الأمة بالإقلاع والعزم على عدم العود والندم (ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه) المشادة المغالبة قال العلقمي والمعنى لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب قال ابن المنير في هذا الحديث علم من أعلام النبرة فقد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع انتهى قال في الفتح وليس المراد منع طلب إلا كمل في العبادة فإنه من الأمور المحمودة بل منع الإفراط المؤدي إلى الملال والمبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الفضل أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل ويغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل فنام عن صلاة الصبح أي عن وقت الفضيلة أو إلى أن خرج الوقت المختار أو إلى أن طلعت الشمس فخرج وقت الفريضة وفي حديث محجن بن الأدرع عند أحمد أنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمبالغة وخير دينكم أيسر وقد يستفاد من هذا الإشارة إلى الأخذ بالرخصة الشرعية فإن الأخذ بالعزيمة في موضع الرخصة تنطع كمن يترك التيمم عند العجز عن استعمال الماء فيفضي به استعمال الماء إلى حصول الضرر وليس في الدين على هذه الرواية إلا النصب وفي رواية ولن يشاد الدين إلا غلبه بإضمار الفاعل للعلم به وحكى صاحب المطالع أن أكثر الروايات برفع الدين على أن يُشاد مبني لما لم يسم فاعله وعارضه النووي بأن أكثر الروايات بالنصب قال ابن حجر ويجمع بين كلا منهما بالنسبة إلى روايات المشارقة والمغاربة انتهى وقال الطيبي بناء المفاعلة في يشاد ليس للمغالبة بل للمبالغة نحو طارقت النعل وهو من جانب المكلف ويحتمل أن يكون للمغالبة على سبيل الاستعارة (فسددوا) أي ألزموا السداد وهو الصواب من غير إفراط ولا تفريط قال أهل اللغة السداد التوسط في العمل (وقاربوا) أي إن لم تستطيعوا الأخذ بالأكمل فاعملوا بما يقرب منه (وأبشروا) أي بالثواب على العمل المستمر وإن قل والمراد تبشير من عجز عن العمل بالأكمل فإن العجز إذا لم يكن من صنعه لا يستلزم نقص أجره وأيهم المبشر به تعظيماً له وتفخيماً (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة) أي استعينوا على مداومة العبادة بإيقاعها في الأوقات المنشطة والغدوة بالفتح سير أول النهار وقال الجوهري ما بين صلاة الغداة إلى طلوع الشمس والروحة بالفتح السير بعد الزوال والدلجة بضم أوله

ص: 24

وفتحه وإسكان اللام سير آخر النهار وقيل سير الليل كله ولهذا عبر فيه بالتبعيض ولأن عمل الليل أشق من عمل النهار فهذه الأوقات أطيب أوقات المسافر فكأنه صلى الله عليه وسلم خاطب مسافر إلى مقصد فنبهه على أوقات نشاطه لأن المسافر إذا سافر الليل والنهار جميعاً انقطع وعجز وإذا تحرى السير في هذه الأوقات المنشطة أمكنه المداومة من غير مشقة وحسن هذه الاستعارة أن الدنيا في الحقيقة دار نقلة إلى الآخرة ولأن هذه الأوقات بخصوصها أروح ما يكون فيها البدن للعبادة قال المناوي والحديث معدود من جوامع الكلم (خ ن) عن أبي هريرة

(أن الذكر في سبيل الله أي حال قتال الكفار (يضعف) بشدة العين المهملة فوق (النفقة سبعمائة ضعف) أي أجر ذكر الله في الجهاد يعدل ثواب النفقة فيه ويزيد بسبعمائة ضعف والظاهر أن المراد به التكثير لا التحديد (حم طب) عن معاذ بن أنس الجهني

• (أن الرجل يعني الإنسان

(ليعمل عمل أهل الجنة) يعني من الطاعات الاعتقادية والقولية والفعلية (فيما يبدو للناس) أي يظهر لهم قال العلقمي قال شيخ شيوخنا هو محمول على المنافق والمراءي (وهو من أهل النار) أي بسبب أمر باطني لا يطلع الناس عليه (وأن الرجل) أي الإنسان (ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس) أي يظهر لهم (وهو من أهل الجنة) أي لخصلة خير خفية تغلب عليه فتوجب حسن الخاتمة وسبب عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال أي رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم بعد فراغ القتال في ذلك اليوم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه وشاذة وفاذة بتشديد المعجمة ما انفرد عن الجماعة وهما صفة لمحذوف أي نسمة شاذة ولا فاذة فقال أي بعض القوم ما أجزأ اليوم أحدكما أجزأ فلان أي ما أغنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنه من أهل النار فقال رجل أنا أصاحبه قال فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه قال فجرح الرجل جرحاً شديداً فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذؤابته بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل الذي تبعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أشهد أنك رسول الله قال وما ذاك قال الرجل الذي ذكرت آنفاً أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت أنا لكم به فخرجت في طلبه ثم جرح جرحاً شديداً فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذؤابته بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرجل فذكره وقد استشكل ما ذكر من كون الرجل من أهل النار بأنه لم يتبين منه إلا قتل نفسه وهو بذلك عاص لا كافر وأجيب بأنه يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم اطلع على كفره في الباطن أو أنه استحل قتل نفسه (ق) عن سهل بن سعد الساعدي زاد البخاري أي في روايته على مسلم (وإنما الأعمال بخواتيمها) يعني أن العمل

ص: 25

السابق غير معتبر وإنما المعتبر الذي ختم به

(أن الرجل ليعمل الزمن الطويل) أي مدة العمر وهو منصوب على الظرفية (بعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهل النار) أي يعمل عمل أهل النار في آخر عمره فيدخلها (وأن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة) أي يعمل عمل أهل الجنة في آخر عمره فيدخلها قال المناوي واقتصر على قسمين مع أن الأقسام أربعة فظهور حكم الآخرين من عمل بعمل أهل الجنة أو النار طول عمره (م) عن أبي هريرة

(أن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله) بكسر الراء أي مما يرضيه ويحبه (ما يظن أن تبلغ ما بلغت) أي من رضاء الله بها عنه وكثرة الثواب الحاصل له (فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة) أي بقية عمره حتى يلقاه يوم القيامة فيقبض على الإسلام ولا يعذب في قبره ولا يهان في حشره (وأن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله) أي مما يغضبه (ما يظن أن تبلغ ما بلغت) أي من سخط الله عليه وترتب العقاب (فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة) بأن يختم له بالشقاوة ويعذب في قبره ويهان في حشره حتى يلقاه يوم القيامة فيورده النار فالحاصل أن اللسان من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه القويمة فإنه صغير جرمه وعظيم طاعته وجرمه إذ لا يتبين الكفر ولا الإيمان إلا بشهادة اللسان وهما غاية الطاعة والعصيان ولا ينجو العبد من شر اللسان إلا أن يلجمه بلجام الشرع فلا يطلقه إلا فيما ينفع في الدنيا والآخرة ويكفه عن كل شيء يخشى غائلته في عاجله وآجله وأعصى الأعضاء على الإنسان اللسان فإنه لا تعب في تحريكه ولا مؤنة في إطلاقه وقد تساهل الناس في الاحتراز عن آفاته وغوائله والحذر من مصائده وحبائله فإنه أعظم آلة للشيطان في استغواء الإنسان ولا يكب الناس في جهنم على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم (مالك حم ت ن هـ حب ك) عن بلال بن الحارث

(أن الرجل ليوضع الطعام بين يديه) أي ليأكله أو يشربه (فما يرفع حتى يغفر له) أي الصغائر كما في نظائره وذكر الرفع غالبي والمراد فراغ الأكل قيل يا رسول الله وبم ذلك قال (يقول بسم الله إذا وضع والحمد لله إذا رفع) أي يغفر له بسبب التسمية عند إرادة الأكل وبالحمد عند الفراغ فيندب ذلك ندباً مؤكداً (الضياء المقدسي عن أنس) وهو حديث ضعيف

(أن الرجل) يعني الإنسان ذكراً كان أو أنثى (ليحرم الرزق) بالبناء للمفعول أي يمنع من بعض النعم الدنيوية أو الأخروية (بالذنب يصيبه) أي بشؤم كسبه للذنب فإن قيل هذا يعارضه حديث أن الرزق لا تنقصه المعصية ولا تزيده الحسنة أجيب بأنه لا تعارض لأن الحديث المعارض ضعيف وهذا صحيح والضعيف لا يعارض الصحيح أو المراد إذهاب بركة الرزق فكأنه حرمه (ولا يرد القدر) بالتحريك الشيء المقدر (إلا الدعاء) بمعنى تهوينه وتيسير الأمر فيه حتى يكون القضاء النازل كأنه لم ينزل وفي الحديث الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل أما نفعه مما نزل فصبره عليه ورضاه به ومما لم ينزل فهو أن يصرفه عنه أو يمده

ص: 26

قبل النزول بتأييد من عنده حتى يخفف عنه إعياء ذلك إذا نزل به فينبغي للإنسان أن يكثر من الدعاء قال الغزالي فإن قيل ما فائدة الدعاء مع أن القضاء لا مرد له فاعلم أن من جملة القضاء رد البلاء بالدعاء فالدعاء سبب لرد البلاء ووجود الرحمة كما أن البذر سبب لخروج النبات من الأرض وكما أن الترس يرد السهم (ولا يزيد في العمر إلا البر

• بكسر الباء الموحدة أي بر الوالدين يكون سبباً لصرفه في الطاعات فكأنه زاد (حم ن هـ حب ك) عن ثوبان) وهو حديث صحيح

(أن الرجل) يعني الإنسان (إذا نزع ثمرة من الجنة) أي قطعها من أشجارها ليأكلها (عادت مكانها أخرى) أي حالا فلا ترى شجرة من أشجارها عريانة من ثمرها كما في الدنيا (طب) عن ثوبان وهو حديث صحيح

(أن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه) قال المناوي بشهوة أو غيرها (نظر الله تعالى إليهما نظر رحمة فإذا أخذ بكفها) أي ليلاعبها أو يجامعها (تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما) أي من بينها والمراد الصغائر لا الكبائر كما يأتي ويظهر أن محل ذلك فيما إذا كان قصدهما الإعفاف أو الولد لتكثير الأمة (ميسرة) بن علي (في مشيخته والرافعي) أمام الدين عبد الكريم القزويني (في تاريخه) تاريخ قزوين (عن أبي سعيد) الخدري

(أن الرجل) يعني الإنسان (لينصرف) أي من صلاته (وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها) قال المناوي تسعها وما بعده بالرفع بدل مما قبل بدل تفصيل وفي كلام المناوي ما يفيد أن رفعها بالعطف على عشر صلاته فإنه قال وحذف من هذه المذكورات كلمة أو وهي مرادة وحذفها كذلك سائغ شائغ في استعمالهم انتهى قال العلقمي ولأحمد زيادة في أوله أن عمار بن ياسر صلى صلاة فأخفها فقيل له يا أبا اليقظان خففت فقال هل رأيتموني نقصت من حدودها شيئاً فقالوا لا فقال بادرت سهو الشيطان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن الرجل ليصلي صلاة لا يكتب له نصفها الحديث إلى آخره أو كما قال قال العراقي وإسناده صحيح وفي هذا الحديث الحث الأكيد والحض الشديد على الخشوع والخضوع في الصلاة وحضور القلب مع الله تعالى والإتيان بالسنن والآداب الزائدة على الفرائض والشروط فإن الصلاة لا تقع صحيحة ويكتب للمصلي فيها أجر كالعشر والتسع إلا إذا أتى بهما أي بالفرائض والشروط كاملين فمتى أخل بفرض أو شرط منها لم تصح ولم يكتب له أجر أصلاً ويدل على هذا قول عمار في أول الحديث هل رأيتموني تركت من حدودها شيئاً وقوله أني بادرت سهو الشيطان يدل على أن ذهاب تسعة أعشار فضل الصلاة من وسوسة الشيطان وذكره شيئاً من الأمور الدنيوية واسترساله في ذكره ومن أعرض عما يذكره به الشيطان ولم يسترسل معه لا ينقص من أجره شيء كما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها وهذا العشر الذي يكتب للمصلي يكمل به تسعة أعشار من التطوعات كما روى أبو يعلي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله

ص: 27

عليه وسلم أن أول ما يحاسب به الصلاة يقول الله انظروا في صلاة عبدي فإن كانت تامة حسب له الأجر وإن كانت ناقصة يقول انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع تمت الفريضة من التطوع انتهى وقال المناوي أراد أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص بحسب الخشوع والتدبر ونحو ذلك مما يقتضي الكمال كما في صلاة الجماعة فإنها تعدل صلاة الفذ بخمس وعشرين أو سبع وعشرين وهذا كله حيث لا عذر له فأما من سمع بكاء صبي فخفف لأجله فله الأجر كاملاً (حم د حب) عن عمار بن ياسر قال العراقي وإسناده صحيح

(أن الرجل) يعني الإنسان ذكراً كان أو أنثى (إذا دخل في صلاته) أي أحرم بها إحراماً صحيحاً (اقبل الله عليه بوجهه) أي برحمته وفضله ولطفه وإحسانه وحق من أقبل الله عليه برحمته أن يقبل عليه بطرح الشواغل الدنيوية والوسواس المفوّت لثواب الصلاة (فلا ينصرف عنه حتى ينقلب) بقاف وموحدة أي ينصرف من صلاته (أو يحدث حدث سوء) بالإضافة يعني ما لم يحدث أمراً مخالفاً للدين أوا لمراد الحدث الناقض والأول أولى لقوله حدث سوء (هـ) عن حذيفة

(أن الرجل لا يزال في صحة رأيه) قال المناوي أي عقله المكتسب (ما نصح لمستشيره) أي مدة نصحه له (فإذا غش مستشيره سلبه الله تعالى صحة رأيه) فلا يرى رأياً ولا يدبر أمراً إلا انعكس وانتكس جزاء له على غش أخيه المسلم (ابن عساكر عن ابن عباس) وهو حديث ضعيف

(أن الرجل ليسألني الشيء) أي من أمور الدنيا (فأمنعه حتى تشفعوا فتؤجروا) أي لا أجيبه إلى مطلوبه حتى تحصل منكم الشفاعة عندي فتؤجروا عليها والخطاب للصحابة (طب) عن معاوية ابن أبي سفيان

(أن الرجل ليعمل أو المرأة بطاعة الله ستين سنة) أي زمناً طويلاً (ثم يحضرهما الموت فيضاران) بضم الياء وتشديد الراء قبل ألف التثنية أصله فيضارران بكسر الراء الأولى أي يوصلان الضرر إلى ورثتهما كان يوصيا بزيادة على الثلث أو يقصد المضارة بالوصية أي حرمان الورثة دون القرابة أو يقرا بدين لا أصل له (فتجب لهما النار) أي يستحقان بالمضارة في الوصية دخول النار ولا يلزم من الاستحقاق الدخول فقد يعفو الله ويغفر (دت) عن أبي هريرة

(أن الرجل) يعني الإنسان ذكراً كان أو أنثى (ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً) أي سواء يعني لا يظن أنها ذنب يؤاخذ به (يهوى بها سبعين خريفاً في النار) أي يسقط بسببها في جهنم سبعين عاماً لما فيها من الأوزار التي غفل عنها قال المناوي والمراد أنه يكون دائماً في صعود وهوى فالسبعين للتكثير لا للتحديد انتهى وظاهر أن محله إذا لم يتب منها يعفو الله عنه (ت هـ ك) عن أبي هريرة

(أن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً ليضحك بها القوم وأنه ليقع بها أبعد من السماء) أي يقع بها في النار أو من عين الله أبعد من وقوعه من السماء إلى الأرض قال الغزالي أراد به ما فيه إيذاء مسلم ونحوه دون مجرد المزاح أي المباح (حم) عن أبي سعيد

ص: 28

الخدري وهو حديث ضعيف

(أن الرجل) يعني الإنسان (إذا مات بغير مولده) يعني مات بغير المحل الذي وُلد فيه (قيس له) أي أمر الله الملائكة أن تقيس له أي تذرع له (من مولده إلى منقطع) بفتح الطاء (أثره) أي إلى موضع انتهاء أجله يعني من مات في محل غير المحل الذي وُلد فيه يفتح له في قبره قدر ما بين محل ولادته والمحل الذي مات فيه (في الجنة) قال المناوي متعلق بقيس انتهى ويحتمل أنه متعلق بمحذوف والتقدير يفتح له في قبره ما تقدم ويفتح له باب إلى الجنة وسببه كما في ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو قال توفى رجل بالمدينة من أهلها فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ليته مات بغير مولده فقال رجل من الناس لم يا رسول الله قال أن الرجل فذكره (ن هـ) عن ابن عمرو بن العاص

(أن الرجل) يعني الإنسان (إذا صلى مع الإمام) أي اقتدى به واستمر (حتى ينصرف) أي من صلاته قال العلقمي قلت هذا بعض حديث ذكره ابن ماجه والترمذي وأبو داود واللفظ له وأوله عن أبي ذر قال صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان فلم يقم بنا شيئاً من الشهر حتى بقي سبع فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل فلما كانت السادسة لم يقم شيئاً من الشهر حتى بقيع سبع فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل فلما كانت السادسة لم يقم شيئاً فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل أي نصفه فقلت يا رسول الله لو نفلتنا قيام هذه الليلة بتشديد الفاء أي لو زدتنا من الصلاة حتى مضت هذه الليلة فقال صلى الله عليه وسلم أن الرجل إذا صلى مع الإمام حسب له قيام ليلة قال فلما كانت الرابعة لم يقم فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح قال قلت وما الفلاح قال السحور ثم لم يقم بنا بقية الشهر وقوله فقام بنا يعني الليلة السابعة كذا لابن ماجه يعني قام بهم ليلة ثلاث وعشرين وهي التي بعد سبع ليال فإن العرب تؤرخ بالباقي من الشهر وفي الحديث تسمية رمضان بغير شهر فيجوز ذلك على الصحيح بلا كراهة وكرهه عطاء ومجاهد وسمى السحور فلاحاً لأنه سبب لبقاء الصوم ويعين عليه والحاصل أنه قام بهم ليالي الأوتار ليلة ثلاث وعشرين وليلة خمس وعشرين وليلة سبع وعشرين فالأولى إلى نحو ثلث الليل والثانية إلى نحو نصفه والثالثة إلى أن خشوا أن يفوتهم السحور (كتب له قيام ليلة) وفي رواية حسب له وفي رواية أخرى فإنه يعدل قيام ليلته قال ابن رسلان يشبه أن تختص هذه الفضيلة التي هي كتب قيام الليلة لمن قام ع الإمام حتى يفرغ من صلاته بقيام رمضان فإن قوله صلى الله عليه وسلم أن الرجل إذا صلى مع الإمام هو جواب عن سؤالهم لو نفلتنا قيام هذه الليلة والجواب تابع للسؤال وهو تنفل قيام الليل ويدل عليه قوله إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف فذكر الصلاة مع الإمام ثم أتى بحرف يدل على الغاية والغاية لابد لها من غاية ومغيا بدل على أن هذه الفضيلة إنما تتأتى إذا اجتمعت صلوات يقتدى بالإمام فيها وهذا لا يتأتى في الفرائض المؤداة (حم 4 حب) عن أبي ذر الغفاري

(أن الرجل من أهل عليين) مشتق من العلو الذي هو الارتفاع وعليون اسم لأشرف الجنان كما أن

ص: 29

سجين اسم لشر النيران يعني أن الإنسان من أهل أشرف الجنان وأعلاها (ليشرف) بضم المثناة التحتية وشين معجمة وكسر الراء أي يطلع (على أهل الجنة) أي على من تحته من أهلها (فتضيء الجنة لوجهه) أي تستنير الجنة استنارة مفرطة من أجل إشراق إضاءة وجهه (عليها كأنها كوكب دريّ) أي كان وجوه أهل عليين مثل الكوكب الدري أي الصافي الأبيض المشرق (د) عن أبي سعيد الخدري وإسناده صحيح

(أن الرجل من أهل الجنة ليعطي قوة مائة رجل) أي من أهل الدنيا (في الأكل والشرب والشهوة) أي الإجماع ويحتمل العموم (والجماع) وغنما كانت كثرة الأكل في الدنيا مذمومة لما ينشأ عنها من التثاقل عن الطاعة (حاجة أحدهم) كناية عن البول والغائط (عرق) بالتحريك (يفيض من جلده) أي يخرج منه ريحه كالمسك (فإذا بطنه قد ضمر) بفتح المعجمة وضم الميم وفتحها أي انهضم وانضم (طب) عن زيد بن أرقم بإسناد رجاله ثقات

(أن الرجل ليدرك بحسن خلقه) بضم اللام (درجة القائم بالليل) أي المصلى فيه (الظامئ بالهواجر) أي العطشان في شدة الحر لأجل الصوم وإنما أعطى صاحب الخلق الحسن هذا الفضل العظيم لأن الصائم والمصلي بالليل يجاهدان أنفسهما في مخالفة حظهما الصائم يمنعها من الشراب والطعام والنكاح والمصلى يمنعها من النوم فكأنهما يجاهدان نفساً واحدة وأما من يحسن خلقه مع الناس مع تباين طباعهم وأخلاقهم فكأنه يجاهد نفوساً كثيرة فأدرك ما أدركه الصائم القائم فاستويا في الدرجة بل ربما زاد (طب) عن أبي أمامة وهو حديث ضعيف

(أن الرجل) المراد به الكافر لما في رواية الطبراني أن الكافر بدل الرجل (ليلجمه العرق يوم القيامة) أي ليصل إلى فيه فيصير كاللجام من شدة الهول والمراد كما قال النووي عرق نفسه ويحتمل عرق غيره (فيقول رب ارحني) أي من طول الوقوف على هذا الحال (ولوالي النار) أي ولو أن تأمر بإرسالي إلى النار لما يراه من الأهوال الشديدة (طب) عن ابن مسعود وإسناده كما قاله المنذري جيده

(أن الرجل ليطلب الحاجة) أي الشيء الذي يحتاج إليه ممن جعل الله حوائج الناس إليه (فيزويها الله عنه) بتحتانية ثم زاي أي يصرفها عنه فلا يسهلها له (لما هو خير له) لعلم الله أن ذلك خير له وهو أعلم بما يصلح به عبده وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم (فيتهم الناس ظالماً لهم) أي بذلك الاتهام وفي نسخة ظلماً لهم (فيقول من سبعني) بفتح السين المهملة والموحدة والعين المهملة أي من تزين الباطل وعارضني فيما طلبته ليؤذيني بذلك ولو تأمل وتدبر أنه تعالى هو الفاعل الحقيقي أقام العذر لمن عارضه (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف

(أن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول أنى هذا) أي من أين لي هذا ولم أعمل عملاً يوجبه (فيقال باستغفار ولدك لك) أي فتقول الملائكة له هذا بسبب طلب فرعك الغفران لك وفي الحديث دليل على أن الاستغفار يمحو الذنوب ويرفع الدرجات وأن استغفار الفرع لأصله بعد موته كاستغفاره

ص: 30

هو لنفسه فإن ولد الرجل من كسبه فعمله كأنه عمله (حم هق) عن أبي هريرة وإسناده قوي جيد

(أن الرجل أحق بصدر دابته) أي هو أحق بأن يركب على مقدمها ويركب من شاء خلفه وله أن يقدم من شاء (وصدر فراشه) أي هو أحق بأن يجلس في صدر الفراش فلا يتقدم عليه في ذلك نحو ضيف إلا بإذنه (وأن يؤم في رحله) أي هو أحق بأن يصلي إماماً بمن حضر عنده في منزله ملكه أو الذي سكنه بحق فلا يتقدم عليه أحد إلا بإذنه ومحله في غير الإمام الأعظم أو نائبه أما هما فيقدمان على صاحب المنزل وإن لم يأذن لهما (طب) عن عبد الله بن حنظلة

(أن الرجل) يعني الإنسان (ليبتاع الثوب بالدينار والدرهم) الواو بمعنى أو (أو بالنصف الدينار) بزيادة أل كما في نسخة المؤلف التي بخطه وفي نسخ أو بنصف الدينار والمراد بشيء حقير (فيلبسه) بفتح الباء الموحدة (فما يبلغ كعبيه) أي ما يصل إلى عظميه الناتئين عند مفصل الساق والقدم وفي رواية فما يبلغ ثدييه (حتى يغفر له من الحمد) أي يغفر الله له ذنوبه الصغائر من أجل حمده لربه تعالى على حصول ذلك له فيسن لمن لبس ثوباً جديداً أن يحمد الله تعالى على تيسيره له وأولى في صيغ الحمد ما جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم من قوله الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي (ابن السني عن أبي سعيد) الخدري وإسناده ضعيف

(أن الرجل إذا رضي هدى الرجل) بفتح الهاء وسكون الدال المهملة أي سيرته وطريقته وذكر الرجل غالبي وإلا فالمرأة كذلك (وعمله) أي ورضي عمله (فهو مثله) أي فإن كان محموداً فهو محمود وإن كان مذموماً فهو مذموم والقصد الحث على تجنب أهل المعاصي ونحوهم والاقتداء بالصلحاء في أفعالهم وأقوالهم (طب) عن عقبة ابن عامر وهو حديث ضعيف

(أن الرجل) يعني الإنسان (ليصلي الصلاة) أي في آخر وقتها (ولما فاته منها) أي من ثواب فعلها في أول وقتها (أفضل من أهله وماله) وفي رواية خير من الدنيا وما فيها (ص) عن طلق بفتح الطاء وسكون اللام وهو تابعي فالحديث مرسل

(أن الرحمة) قال المناوي وفي رواية أن الملائكة أي ملائكة الرحمة (لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم) أي قرابة له بنحو إيذاء أو هجر والمقصود الزجر عن قطيعة الرحم وحث القوم على إخراج قاطعها من بنهم لئلا يحرموا البركة بسببه (خد) عن عبد الله ابن أبي أوفى) قال المناوي بفتحات وضعفه المنذري وغيره

(أن الرزق ليطلب العبد) أي الإنسان حراً كان أو رقيقاً (أكثر مما يطلبه أجله) أي فالاهتمام بشأنه والتهافت على استزادته لا أثر له إلا شغل القلوب عن خدمة علام الغيوب وقد قال صلى الله عليه وسلم اتقوا الله واجملوا في الطلب أي اطلبوا أرزاقكم طلباً برفق ومن الشعر الحسن قول بعضهم:

مثل الرزق الذي تطلبه

• مثل الظل الذي يمشي معك

أنت لا تدركه مستعجلاً

• وإذا وليت عنه تبعك

ص: 31

(طب) عن أبي الدرداء ورجاله ثقات

(أن الرزق لا تنقصه المعصية ولا تزيده الحسنة) هذا بالنسبة لما في علم الله تعالى وأما الرزق المعلوم للملائكة الموكلين به فهو الذي يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية (وترك الدعاء) أي ترك الطلب من الله تعالى (معصية) لما في حديث آخر أن من لم يسأل الله يغضب عليه ولذلك قيل:

الله يغضب إن تركت سؤاله

• وبني آدم حين يُسأل يغضب

والقصد الحث على الطلب من الله سبحانه وتعالى (طص) عن أبي سعيد وهو حديث ضعيف

(أن الرسالة والنبوة قد انقطعت) أي كل منهما فلا رسول بعدي ولا نبي وأما عيسى عليه الصلاة والسلام فينزل نبياً لكنه يحكم بشرع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولكن المبشرات) بصيغة اسم الفاعل أي لم تنقطع قالوا يا رسول الله وما المبشرات قال (رؤيا الرجل يعني الإنسان المسلم في منامه وهي جزء من أجزاء النبوة أي كالجزء من حيث الصحة (حم ت ك) عن أنس وهو حديث صحيح

(أن الرؤيا تقع عل ما تعبر) بضم المثناة الفوقية وفتح العين المهملة وشدة الباء الموحدة المفتوحة أي على ما تفسر به (ومثل ذلك مثل رجل) بفتح المثلثة (رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها) لم أر من تعرض لمعناه ويحتمل أنه شبه ما يراه النائم رفع شخص رجله وما تعبر به بإرادته وضعها ووجه الشبه بينهما حصولها عند التعبير وحصول الوضع عند الإرادة (فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً) أي بتأويل الرؤيا (ص) عن أنس وهو حديث صحيح

(أن الرقى) بضم الراء وفتح القاف أي التي لا يفهم معناها قال العلقمي قال الخطابي المراد ما كان بغير لسان العرب فلا يفهم معناه ولعل المراد قد يكون فهي سحر أو نحوه من المحظورات ولا يدخل في هذا التعوّذ بالقرآن انتهى أما إذا كانت من القرآن فلا بأس بها (والتمائم) بمثناة فوقية مفتوحة جمع تميمة وأصلها خرزات تعلقها العرب على رأس الولد لدفع العين ثم توسعوا فيها فسموا بها كل دعوة (والتولة) بكسر المثناة الفوقية وفتح الواو بوزن عنبه ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر (شرك) أي من أنواع الشرك وسماها شركاً لأن العرب كانت تعتقد تأثيرها وتقصد بها دفع المقادير أما تميمة فيها ذكر الله تعالى وعلقها معتقداً أنه لا فاعل ولا دافع عنه إلا الله تعالى فلا بأس (حم د هـ ك) عن ابن مسعود وهو حديث صحيح

(أن الركن والمقام) أي مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام (ياقوتتان من ياقوت الجنة) وفي نسخة من يواقيت الجنة قال المناوي أي أصلهما من ياقوت الجنة والأول هو ما رأيته في خط المؤلف (طمس الله تعالى نورهما) أي ذهب به لكون الخلق لا يطيقونه (ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب) أي والخلق لا تطيق مشاهدة ذلك كما هو مشاهد في الشمس قال العلقمي قال ابن العربي يحتمل أن يكون ذلك لأن الخلق لا يحتملونه كما أطفأ حر النار حين أخرجها إلى الخلق من جهنم بغسلها في البحر مرتين قال العراقي ويدل على ذلك قول

ص: 32

ابن عباس في الحجر ولولا ذلك ما استطاع أحد أن ينظر إليه (حم ت حب ك) عن ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنه

(أن الروح إذا قبض تبعه البصر) قال النووي معناه إذا خرج الروح من الجسد تبعه البصر ناظراً أين يذهب قال العلقمي وسببه كما في مسلم وابن ماجه واللفظ للأول عن أم سلمة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي مسلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال أن الروح فذكره وقوله شق بصره قال شيخنا بفتح الشين ورفع بصره فاعلاً وروى بنصب بصره وهو صحيح أيضاً قال صاحب الأفعال يقال شق بصر الميت وشق الميت بصره ومعناه شخص وقال ابن السكيت يقال شق بصر الميت ولا يقال شق الميت بصره وهو الذي حضره الموت وصار ينظر إلى الشيء لا يرد إليه طرفه (حم م هـ) عن أم سلمة زوج المصطفى

(أن الزناة يأتون يوم القيامة تشتعل وجوههم ناراً) قال المناوي أي ذواتهم ولا مانع من إرادة الوجه وحده لأنهم لما نزعوا لباس الإيمان عاد تنور الشهوة الذي كان في قلوبهم تنوراً ظاهراً يحمى عليه بالنار لوجوههم التي كانت ناظرة إلى المعاصي (طب) عن عبد الله بن بسر بموحدة مضمومة وسين مهملة

(أن الساعة) أي القيامة (لا تقوم حتى تكون عشر آيات) أي توجد عشر علامات كبار ولها علامات دونها في الكبر (الدخان) بالرفع والتخفيف بدل من عشر أو خبر مبتدأ محذوف قال المناوي زاد في رواية يملأ ما بين المشرق والمغرب انتهى وفي البيضاوي في تفسير قوله تعالى يوم تأتي السماء بدخان مبين بعد كلام قدمه أو يوم ظهور الدخان المعدود في أشراط الساعة لما روى أنه عليه الصلاة والسلام قال أول الآيات الدخان ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر قيل وما الدخان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية وقال يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوماً وليلة أما المؤمن فيصيبه هيئة الزكام وأما الكافر فهو كالسكران يخرج من منخره وأذنيه ودبره (والدجال) من الدجل وهو السحر (والدابة) أي خروج الدابة من الأرض تكلم الناس ومعها خاتم سليمان وعصى موسى صلوات الله عليهما فتجلو وجه المؤمن بالهام من الله تعالى فيصير بين عينيه نكتة بيضاء يبيض منها وجهه وتخطم أي تسم وجه الكافر بالخاتم فيسود وجهه (وطلوع الشمس من مغربها) قال المناوي بحيث يصير المشرق مغرباً وعكسه (وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب) هي مكة والمدينة واليمامة واليمن سميت به لأنها يحيط بها بحر الهند وبحر القلزم ودجلة والفرات (ونزول عيسى وفتح يأجوج ومأجوج) أي سدهما وهم صنف من الناس (ونار تخرج من قعر عدن) بالتحريك أي من أساسها وأسفلها وهي مدينة باليمن (تسوق الناس إلى المحشر) أي محل الحشر للحساب وهو أرض الشام (تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا) إشارة إلى ملازمة النار لهم إلى أن يصلوا إلى مكان الحشر وهذا الحشر يكون قبل قيام الساعة

ص: 33

يحشر الناس أحياء إلى الشام لقوله في حديث تقيل معهم وتبيت وتصبح وتمسي فإن هذه الأوصاف مختصة بالدنيا وبعضهم حمله على الحشر من القبرو ورد بما تقدم وهذا لحشر آخر أشراط الساعة كما في مسلم قال العلقمي وسببه كما في مسلم والترمذي واللفظ للأول عن أبي شريحة حذيفة بن أسيد كان النبي صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن أسفل منه فاطلع علينا فقال ما تذكرون قلنا الساعة قال الساعة فذكره قال شيخنا ذكر القرطبي في التذكرة عن بعض العلماء أنه رتبها فقال أول الآيات الخسوفات ثم خروج الدجال ثم نزول عيسى ثم خروج يأجوج ومأجوج في زمنه ثم الريح التي تقبض أرواح المؤمنين فتقبض روح عيسى ومن معه وحينئذ تهدم الكعبة ويرفع القرآن ويستولي الكفر على الخلق فعند ذلك تخرج الشمس من مغربها ثم تخرج حينئذ الدابة ثم يأتي الدخان وذكر بعضهم أن خروج الدابة قبل طلوع الشمس من مغربها ونوزع فيه قال شيخ شيوخنا الذي يترجح من مجموع الأخبار أن أول الآيات العظام الموزنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض خروج الدجال ثم نزول عيسى عليه الصلاة والسلام وخروج يأجوج ومأجوج في حياته وكل ذلك سابق على طلوع الشمس من مغربها ثم أول الآيات المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي طلوع الشمس من مغربها ولعل خروج الدابة في ذلك الوقت أو قريب منه وأول الآيات المؤذنة بقيام الساعة النار التي تحشر الناس وأما أول أشراط الساعة فنار تخرج من المشرق إلى المغرب وبذلك يحصل الجمع بين الأخبار انتهى قلت ولعله يريد الأشراط التي يعقبها قيام الساعة ولا يتأخر القيام عنها إلا بقدر ما بقي من الأشراط من غير مهلة بينهما ولهذا قال في حديث أما أول أشراط الساعة المراد بالأشراط العلامات التي يعقبها قيام الساعة وقال ابن حجر في حديث أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب كناية عن الفتن المنتشرة التي أثارت الشر العظيم والتهبت كما تلتهب النار وكان ابتداؤها من قبل المشرق حتى خرب معظمه وانحشر الناس من جهة المشرق إلى الشام ومصر وهما من جهة المغرب والنار التي في الحديث الآخر أي الذي فيه أنها آخر الأشراط على حقيقتها انتهى قلت وقد نظم شيخنا الشيخ شرف الدين عيسى الإخناوي الشافعي الآيات مع زيادة مخالفة لصاحب التذكرة فقال:

أول أشراط خروج الترك

• وبعد هذا هدة بفتك

والهدة الصيحة بانتشار

• تفزع الخلق من الأقطار

والهاشمي بعده السفياني

• يليهما المهدي بالأمان

وبعدهم فيخرج القحطاني

• والأعور الدجال بالبهتان

وبعده فينزل المسيح

• وهو لنا بقتله يريح

ثم طلوع الشمس من مغربها

• سائرة طالبة مشرقها

ص: 34

ثم خروج الدابة الغريبه

• من الصفا برؤية عجيبه

يعقبها الدخان فيما قد نفل

• ثمت يأجوج ومأجوج عقل

والحبشي والسويقتين

• لهدم كعبة بغير مين

كذاك ريح قابض الأرواح

• للمؤمنين قلت بانشراح

وبعده فيرفع القرآن

• من الصدور وانتفى الأمان

ثم خروج النار من قعر عدن

• تسوقنا لمحشر بعدوهن

وتلوها النفخ ثلاثة ترا

• قد قاله أئمة بلا مرا

دلالة الثالث بالقرآن

• قد قاله عيسى الفقير الفاني

الأزهري الشافعي مذهباً

• والإخنوي قلت أما وأبا

ثم صلاة الله للعدنان

• محمد المبعوث بالبرهان

وآله وصحبه الأخيار

• ما غردت بلابل الأشجار

(حم م 4) عن حذيفة بن أسيد بفتح الهمزة الغفاري

(أن السحور بركة أعطاكموها الله) أي خصكم من بين جميع الأمم (فلا تدعوها) أي لا تتركوها ندباً فالتسحر سنة مؤكدة ويكره تركه ويدخل وقته بنصف الليل قال العلقمي قال شيخنا قال النووي

• رووه بفتح السين وضمها قال في فتح الباري لأن المراد بالبركة الأجر والثواب فيناسب الضم لأنه مصدر بمعنى التسحر أو البركة كونه يقوى على الصوم وينشط له ويخفف المشقة فيه فيناسب الفتح لأنه ما يتسحر به وقيل البركة ما يتضمن من الاستيقاظ والدعاء في السحر والأولى أن البركة في السحور وتحصل بجهات متعددة وهي اتباع السنة ومخالفة أهل الكتاب والتقوى على العبادة والزيادة في النشاط والذكر والدعاء وقت مظنة الإجابة وتدارك نية الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام وقال ابن دقيق العيد هذه البركة يجوز أن تعود إلى الأمور الأخروية فإن إقامة السنة توجب الأجر والزيادة ويحتمل الدنيوية كقوة البدن على الصوم وتيسره من غير إضرار بالصائم قال ومما يعلل به استحباب السحور المخالفة لأهل الكتاب لأنه يمتنع عندهم وهذا أحد الأجوبة المقتضية للزيادة في الأجور الأخروية قال ووقع للمتصوفة في مسألة السحور كلام من جهة اعتبار حكمة الصوم وهي كسر شهوة البطن والفرج والسحور قد يباين ذلك قال والصواب أن يقال ما زاد في المقدار حتى تعدم هذه الحكمة بالكلية فليس بمستحب كالذي يصنعه المترفهون من التأنق في المأكل وكثرة الاستعداد لها وما عدا ذلك تختلف مراتبه انتهى واختصت هذه الأمة بالسحور وتعجيل الفطر وإباحة الأكل والشرب والجماع ليلاً إلى الفجر وكان محرماً على من قبلها بعد النوم وكذا كان في صدر الإسلام ثم نسخ (حم ن) عن رجل من الصحابة

(أن السعادة كل السعادة طول العمر في طاعة الله) أي لما يتسبب عن ذلك من الحسنات ورفع الدرجات والعمر بضم العين وتفتح (خط) عن المطلب بضم

ص: 35

الميم وشدة الطاء المفتوحة وكسر اللام (عن أبيه) ربيعة بن الحارث

(أن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلى فصبر) قال العلقمي وأوله كما في أبي داود عن المقداد بن الأسود وفي نسخة شرح عليها المناوي المقدام فإنه قال ابن معدي كرب وأيم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن السعيد لمن جنب الفتن أن السعيد لمن جنب الفتن أن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلى فصبر فواها ثم واها انتهى وأيم الله وقسم وجنب بضم الجيم وكسر النون المشددة أي من تجنب الفتن وتباعد عنها ولزم بيته وسعيد فعيل بمعنى مفعول وكرره ثلاثاً مبالغة في التأكيد على التباعد ن الفتن واعتزال فرقها وقوله ولمن ابتلى ببناء ابتلى للمفعول أي ابتلى بالوقوع في تلك الفتن فصبر على ظلم الناس له وتحمل أذاهم ولم يدفع عن نفسه وواها بالتنوين كلمة هي اسم فعل معناها التلهف وقد توضع موضع الإعجاب بالشيء وقد ترد بمعنى التوجع (د) عن المقدام قال المناوي ابن معدي كرب وفي نسخة المقداد

(أن السقط) قال العلقمي قال في النهاية السقط بالكسر والفتح والضم والكسر أكثرها الولد الذي يسقط من بطن أمه قبل تمامه (ليراغم ربه) بمثناة تحتية وغين معجمة أي يغاضبه أي يتدلل عليه كما يتدلل على أبويه (إذا دخل أبواه النار فيقال أيها السقط المراغم ربه أدخل أبويك الجنة) قال المناوي أي تقول الملائكة أو غيرهم بإذن الله تعالى (فيجرهما بسرره) بمهملتين مفتوحتين ما تقطعه القابلة من السرة (حتى يدخلهما الجنة) أي يشفع لأبويه المؤمنين بإسناد ضعيف

(أن السلام اسم من أسماء الله تعالى وضع في الأرض) بالبناء للمفعول أي وضعه الله فيها تحية بين المسلمين (فافشوا السلام بينكم) بقطع الهمزة من أفشى أي أظهروه ندباً مؤكداً بأن تسلموا على كل مسلم لقيتموه سواء عرفتموه أم لم تعرفوه فإن في إظهاره الإيذان بالأمان والتواصل بين الإخوان (خد) عن أنس بن مالك بإسناد حسن (أن السموات السبع والأرضين السبع والجبال لتلعن الشيخ الزاني) واللعن أما بلسان القال أو الحال وكما تلعن الشيخ الزاني تلعن الشيخة الزانية وخص الشيخ لأن الزنا منه أقبح وأفحش لأن شهوته ضعفت (وأن فروج الزناة ليؤذى أهل النار نتن ريحها) بفتح النون وسكون المثناة الفوقية أي أهل النار مع شدة عذابهم يتأذون من ريح الصديد السائل من فروجهم (البزار عن بريدة) قال المناوي ضعفه المنذري

(أن السيد لا يكون بخيلاً) أي الشريف المقدم في قومه في الأمور ينبغي أن لا يكون كذلك أو ينبغي أن يؤمر على قومه من يكون كذلك والبخيل هو الذي لا يقرى الضيف أو الذي لا يؤدي الزكاة (خط) في كتاب البخلاء عن أنس بن مالك بإسناد ضعيف (أن الشاهد) أي الحاضر (يرى ما لا يرى الغائب) من الرأي في الأمور المهمة لا من الرؤية يعني الحاضر يدرك ما لا يدركه الغائب إذا أخبر إذ ليس الخبر كالمعانية ولذا لما

ص: 36

أخبر الله موسى صلوات الله وسلامه عليه بأن قومه اتخذوا العجل من بعده لم يلق الألواح فلما عاين ما فعلوا ألقاه (ابن سعد عن عليّ) أمير المؤمنين

(أن الشمس والقمر نوران عقيران) أي معقوران (في النار) يعني يسلب الله نورهما يوم القيامة ويكونان فيها كالزمنين وإدخالهما النار ليس لتعذيبهما بل لأنهما كانا يعبدان في الدنيا وقد وع دالله الكفار بأن يحشرهم وما كانوا يعبدون فأدخلا فيها لذلك أو لأنهما خلقا منهما كما في خبر فردا إليها (الطيالسي) أبو داود (ع) عن أنس بن مالك رضي الله عنه

(أن الشمس والقمر لا ينكسفان) قال المناوي بالكاف وفي رواية للبخاري بالخاء المعجمة (لموت أحد ولا لحياته) وهذا قاله يوم مات ابنه إبراهيم فكسفت الشمس فقالوا كسفت لموته فرد عليهم قال الخطابي كانوا في الجاهلية يقولون أن الكسوف يوجب حدوث تغيير في الأرض من موت أو ضرر فأعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتقاد باطل وأن الشمس والقمر خلقان مسخران لله ليس لهما سلطان في غيرهما ولا قدرة على الدفع عن أنفسهما واستشكل قوله ولا لحياته لأن السياق إنما ورد في حق من ظن أن ذلك لموت إبراهيم ولم يذكروا الحياة قال العلقمي والجواب أن ذكر فائدة الحياة دفع توهم من يقول لا يلزم من نفي كونه سبباً للفقد أن لا يكون سبباً للإيجاد فعمم الشارع النفي لدفع هذا التوهم (ولكنهما آيتان من آيات الله) أي علامتان من آيات الله الدالة على وحدانيته وعظيم قدرته (يخوف الله بهما عباده) أي بكسوفهما أي لخوف العبا من بأسه قال المناوي وكونه تخويفاً لا ينافي ما قرره علماء الهيئة في الكسوف لأن لله أفعالاً على حسب العادة وأفعالاً خارجة عنها وقدرته حاكمة على كل سبب انتهى وقال العلقمي رحمه الله تعالى وفي الحديث رد على من يزعم من أهل الهيئة أن الكسوف أمر عادي لا يتقدم ولا يتأخر إذ لو كان كما يقولون لم يكن في ذلك تخويف وقد رد ذلك عليهم ابن العربي وغير واحد من أهل العلم بما في حديث أبي موسى حيث قال فقام فزعاً يخشى أن تكون الساعة قالوا فلو كان الكسوف بالحساب لم يقع الفزع ولم يكن للأمر بالعتق والصدقة والذكر والصلاة معنى فإن ظاهر الأحاديث أن ذلك يفيد التخويف وأن كل ما ذكر من أنواع الطاعة يرجح أن يدفع به ما يخشى من أثر ذلك الكسوف ومما نفض به ابن العربي وغيره أنهم يزعمون أن الشمس لا تنكسف على الحقيقة وإنما يحول القمر بينها وبين الأرض عند اجتماعهما في العقدتين وقال هم يزعمون أن الشمس أضعاف القمر في الجرم فكيف حجب الصغير الكبير إذا قابله وقد وقع في حديث النعمان بن بشير وغيره للكسوف سبب آخر غير ما يزعمه أهل الهيئة وهو ما أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة والحاكم بلفظ أن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله وأن الله إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له وقال بعضهم الثابت من قواعد الشريعة أن الكسوف أثر الإرادة القديمة وفعل الفاعل المختار فيخلق في هذين

ص: 37

الجرمين النور متى شاء والظلمة متى شاء من غير توقف على سبب أو ربط باقتران وقال ابن دقيق العيد وربما يعتقد بعضهم أن الذي يذكره أهل الحساب ينافي قوله يخوّف الله بهما عباده وليس بشيء لأن لله تعالى أفعالاً على حسب العادة وأفعالاً خارجة عن ذلك وقدرته حاكمة على كل سبب وله أن يقطع ما يشاء من الأسباب والمسببات بعضها عن بعض وأن أثبت ذلك فالعلماء بالله لقوة اعتقادهم في عموم قدرته على خرق العادة وأنه يفعل ما يشاء إذا وقع شيء غريب حدث عندهم الخوف لقوة ذلك الاعتقاد وذلك لا يمنع أن يكون هناك أسباب تجري عليها العادة إل أن يشاء الله خرقها وحاصله أن الذي يذكره أهل الحساب أن كان حقاً في نفس الأمر لا ينافي كون ذلك تخويفاً لعباد الله تعالى (فإذا رأيتم ذلك) قال العلقمي وفي رواية فإذا رأيتموها أي الآية وفي رواية فإذا رأيتموهما بالتثنية والمعنى إذا رأيتم كسوف كل منهما لاستحالة وقوع ذلك منهما في حال واحدة عادة وإن كان ذلك جائزاً في القدرة الإلهية (فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم) قال العلقمي استدل به على أنه لا وقت لصلاة الكسوف معين لأن الصلاة علقت برؤيته وهي ممكنة في كل وقت من النهار وبهذا قال الشافعي ومن تبعه واستثنى الحنفية أوقات الكراهة وهو مشهور مذهب حمد وعن المالكية وقتها من وقت حل النافلة إلى الزوال وفي رواية إلى صلاة العصر ورجح الأول بأن المقصود إيقاع هذه العبادة قبل الإنجلاء وقد اتفقوا على أنها لا تقضي بعد الانجلاء فلو انحصرت في وقت لأمكن الانجلاء قبل فيفوت المقصود والمراد بالصلاة الصلاة الخاصة بالكسوف وهي معلومة من كتب الفقه وفي الحديث إشارة إلى أن الالتجاء إلى الله عند المخاوف بالدعاء سبب لمحو ما فرط من العصيان يرجى به زوال المخاوف وأن الذنوب سبب للبلايا والعقوبات العاجلة والآجلة نسأل الله تعالى السلامة والعافية (خ ن) عن أبي بكرة (ق ن هـ) عن أبي مسعود البدري (ق ن) عن ابن عمر بن الخطاب (ق) عن المغيرة بن شعبة

(أن الشمس والقمر إذا رأى أحدهما من عظمة الله تعالى شيئاً) قال المناوي نكره للتقليل أي شيئاً قليلاً جداً إذ لا يطيق مخلوق النظر إلى كثير منها (حاد عن مجراه) أي مال وعدل عن جهة جريه (فانكسف) أي لشدة ما يحصل له من صفة الجلال (ابن النجار عن أنس) بن مالك

(أن الشهر) أي العربي الهلالي (يكون تسعة وعشرين يوماً) أي يكون كذلك كما يكون ثلاثين يوماً ومن ثم لو نذر نحو صوم شهر معين فكان تسعاً وعشرين لم يلزمه أكثر واللام في الشهر للعهد الذهني وسببه كما في البخاري عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم حلف لا يدخل على بعض نسائه شهراً فلما مضى تسع وعشرون يوماً غدا عليهن وراح فقيل له يا نبي الله حلفت أن لا تدخل عليهن شهراً فذكره وقوله على بعض نسائه يشعر بأن اللاتي اقسم أن لا يدخل عليهن هن من وقع منهن ما وقع من سبب القسم لا جميع النسوة لكن اتفق أنه في تلك الحالة انفكت رجله فاستمر مقيماً في المشربة

ص: 38

ذلك الشهر واختلف في سبب الحلف فقيل شربة العسل أو تحريم جاريته مارية وقيل هما وقيل ذبح ذبحاً فقسمه بين أزواجه فأرسل إلى زينب نصيبها فردته فقال زيدوها ثلاثاً كل ذلك ترده فكان سبب الحلف وقيل سببه أنهن طلبن منه النفقة قال ابن حجر ويحتمل أن يكون مجموع الأشياء سبباً لاعتزالهن وهذا هو اللائق بمكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم وسعة صدره وكثرة صفحه وأن ذلك لم يقع منه حتى تكرر الإيذاء منهن (خ ت) عن أنس بن مالك (ق) عن أم سلمة (هـ) عن جابر بن عبد الله (وعائشة

(أن الشياطين تغدو براياتها إلى الأسواق) أي تذهب أول النهار بأعلامها إليها فيدخلون مع أول داخل ويخرجون مع آخر خارج) هذا كناية عن ملازمتهم أهل الأسواق وإغوائهم لهم أكثر من إغوائهم لغيرهم لما يقع فيها من الحلف الكاذب وغيره (طب) عن أبي أمامة وهو حديث ضعيف

(أن الشيخ يملك نفسه) قال المناوي أي يقدر على كف شهوته فلا حرج عليه في التقبيل وهو صائم بخلاف الشاب انتهى وعبارة البهجة وشرحها لشيخ الإسلام فيما يندب للصائم وندب ترك قبلة لأنها من جملة الشهوات وإن تحركت شهوة له بأن خاف الإنزال والجماع تكره له أي كراهة تحريم لخبر البيهقي بإسناد جيد أنه صلى الله عليه وسلم رخص في القبلة للشيخ وهو صائم ونهى عنها الشاب وقال الشيخ يملك إربه والشاب يفسد صومه ولا فرق في الكراهة بين الشاب وغيره كما أفهمه التعليل في الخبر فالتعبير بهما في الإخبار جرى على الغالب وإن لم تحرك شهوته لم تكره لكنها خلاف الأولى (حم طب) عن ابن عمرو ابن العاص

(أن الشيطان يحب الحمرة) أي يميل بطبعه إليها فإياكم والحمرة أي احذر والبس المصبوغ منها يشارككم الشيطان فيه وظاهر الحديث كراهة لبس الثوب الأحمر لكن قال شيخ الإسلام في شرح البهجة يحل لبس غير الحرير من الثياب مطلقاً حتى الثوب الأحمر والأخضر وغيرهما من المصبوغات بلا كراهة نعم يحرم على الرجل لبس المزعفر دون المعصفر (وكل ثوب ذي شهرة) بنصب كل أي احذر والبسه وهو المشهور بمزيد الزينة والنعومة أو بمزيد الخشونة والرثاثة أي ما لم يقصد بذلك هضم النفس وإلا فلا بأس (الحاكم في الكني والألقاب وابن قانع (عد هب) عن رافع بن يزيد

(أن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم) أي مفسد للإنسان مهلك له بإغوائه كإفساد الذئب إذا أرسل في قطيع من الغنم (يأخذ الشاة القاصية) بصاد مهملة أي البعيدة عن صواحباتها (والناحية) بحاء مهملة أي التي غفل عنها وبقيت في جانب منفردة شبه حالة مفارقة الإنسان الجماعة ثم تسلط الشيطان عليه بشاة شاذة عن الغنم ثم افتراس الذئب إياها بسبب انفرادها (فإياكم والشعاب) بكسر الشين المعجمة أي احذروا التفرق والاختلاف (وعليكم بالجماعة) أي الزموا ما عليه جماعة أهل السنة (والعامة) أي جمهور الأمة المحمدية فإنهم أبعد عن موافقة الخطا (والمسجد) أي لأنه

ص: 39

أحب البقاع إلى الله ومنه يفر الشيطان فيغدو إلى السوق (حم) عن معاذ

(أن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه) أي لأنه بالمرصاد لمغايظة المؤمن ومكايدته (حتى يحضره عند طعامه) أي عند أكله الطعام (فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من الأذى) أي فليزل ما عليها من تراب أو غيره (ثم ليأكلها) الأمر فيه للندب ومحله إذا لم تتنجس أما إذا تنجست وتعذر غسلها فينبغي له أن يطعمها لنحو هرة (ولا يدعها للشيطان) أي لا يتركها ملقاة لأجل رضاه فإن في تركها ضياعاً للمال وهو يحبه ويرضاه (فإذا فرغ) أي من الأكل (فليلعق أصابعه) بفتح المثناة التحتية أي يلحسها ندباً (فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة) أي لا يعلم هل هي في الذي على أصابعه أو فيما بقي في القصعة أو في الساقط قال المناوي والمراد بالشيطان الجنس (م) عن جابر بن عبد الله

(أن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته) أي حال كونه كائناً في صلاته (فيلبس) بتخفيف الباء الموحدة المكسورة أي يخلط (عليه) قال في النهاية اللبس الخلط (حتى لا يدري) أي يعلم (كم صلى) أي من الركعات (فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين) فقط وأن تعدد السهو (وهو جالس قبل أن يسلم) سواء كان سهوه بزيادة أم بنقص وبهذا أخذ الشافعي وقال أبو حنيفة بعد أن يسلم وقال مالك إن كان لزيادة فبعده وإلا فقبله ثم يسلم (ت هـ) عن أبي هريرة وإسناده جيد

(أن الشيطان) أي إبليس (قال وعزتك يا رب) أي وقوتك وقدرتك (لا أبرح أغوي عبادك) بفتح همزة أبرح وضم همزة أغوى أي لا أزال أضل بني آدم أي إلا المخلصين منهم ويحتمل العموم (ما دامت أرواحهم في أجسادهم) أي مدة حياتهم (فقال الرب وعزتي وجلالي لا أزال اغفر لهم ما استغفروني) أي مدة طلبهم المغفرة أي الستر لذنوبهم مع الندم والإقلاع والعزم على عدم العود (حم ع ك) عن أبي سعيد الخدري وإسناده صحيح

(أن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم الآخر لوجهه) أي سقط عليه خوفاً منه لأن عمر رضي الله عنه كان شأنه القيام بالحق والغالب على قلبه عظمة الرب جل جلاله فلصذلك كان يفر منه ولا يلزم من ذلك تفضيله على أبي بكر فقد يختص المفضول بمزايا (طب) عن سديسة بالتصغير هي مولاة حفصة أم المؤمنين وإسناده حسن

(أن الشيطان ليأتي أحدكم) اللام للتأكيد (وهو في صلاته فيأخذ بشعرة من دبره فيمدها فيرى أنه أحدث) أي يظن خروج ريح من دبره (فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً) فإذا وجد المصلي فلا يترك صلاته ليتطهر ويستأنفها بل يجب عليه أن لا ينصرف حتى يتيقن أنه أحدث ولا يشترط السماع ولا الشم إجماعاً وفيه دليل على قاعدة الشافعية أن اليقين لا يطرح بالشك وهي إحدى القواعد الأربع التي رد القاضي حسين جميع مذهب الشافعي إليها (حم) عن أبي سعيد الخدري وإسناده حسن

• (أن الشيطان قال العلقمي قال في الفتح الظاهر أن لامراد بالشيطان إبليس وعليه يدل كلام كثير من

ص: 40

الشراح ويحتمل أن المراد جنس الشيطان وهو كل متمرد من الجن والإنس لكن المراد هنا شيطان الجن خاصة وقال المناوي في رواية أن إبليس بدل أن الشيطان وهو مبين للمراد أي ما في هذه الرواية يبين أن المراد بالشيطان إبليس (إذا سمع النداء بالصلاة) أي الأذان لها (أحال) بحاء مهملة أي ذهب هارباً (له ضراط) قال العلقمي جملة اسمية وقعت حالاً بدون واو لحصول الارتباط بالضمير انتهى ويؤيد هذا أنه روى بالواو أيضاً والضراط يحتمل الحقيقة لأنه جسم يتغذى يصح منه خروج الريح ويحتمل أنه عبارة عن شدة نفاره شبه شغل الشيطان نفسه عن سماع الأذان بالصوت الذي يملأ السمع ويمنعه عن سماع غيره ثم سماه ضراطاً تقبيحاً له (حتى لا يسمع صوته) أي صوت المؤذن بالتأذين وهذا ظاهر في أنه يبعد إلى غاية ينتفي فيها سماعه للصوت وقد وقع بيان الغاية في حديث مسلم الآتي بعد أربعة أحاديث وهو الروحاء وبينها وبين المدينة ستة وثلاثون ميلاً وقيل ثلاثون ميلاً وظاهر قوله حتى لا يسمع أنه يتعمد إخراج ذلك أما ليشتغل بسماع الصوت الذي يخرجه عن سماع المؤذن أو ليقابل ما يناسب الصلاة من الطهارة بالحدث أو يصنع ذلك استخفافاً كما يفعله السفهاء ويحتمل أن لا يتعمد ذلك بل يحصل له عند سماع الأذان شدة خوف يحدث له ذلك الصوت بسببها قال العلماء وإنما أدبر الشيطان عند الأذان لئلا يسمعه فيضطر إلى أن يشهد للمؤذن يوم القيامة لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمع صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة (فإذا سكت) أي فرغ من الأذان (رجع فوسوس) أي للمصلى والوسوسة كلام خفي يلقيه في القلب (فإذا سمع الإقامة) للصلاة (ذهب حتى لا يسمع صوته) بالإقامة أي فر وله ضراط وتركه اكتفاء بما قبله (فإذا سكت رجع فوسوس) أي إلى المصلى وفي الحديث فضل الإقامة والأذان وحقارة الشيطان لكن هربه إنما يكون من أذان شرعي مجتمع الشروط (م) عن أبي هريرة

(أن الشيطان يأتي أحدكم فيقول من خلق السماء فيقول الله فيقول من خلق الأرض فيقول الله فيقول من خلق الله) في رواية البخاري بدله من خلق ربك (فإذا وجد أحدكم ذلك) أي في نفسه (فليقل) أي راداً على الشيطان (آمنت بالله ورسوله) قال العلقمي زاد أحمد فإن ذلك يذهب عنه ولأبي داود والنسائي فليقر أقل هو الله أحد إلى آخر السورة ثم يتفل عن يساره ثم ليستعذ وفي رواية للبخاري فليستعذ بالله ولينته أي عن الاسترسال معه في ذلك ويلجأ إلى الله في دفعه ويعلم أنه يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة فينبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها وهذا بخلاف ما لو تعرض إليه أحد من البشر بذلك فإنه يمكن قطعه بالحجة والبرهان لأن الآدمي يقع منه الكلام بالسؤال والجواب والحال معه محصور وأما الشيطان فليس لوسوسته انتهاء بل كلما ألزم حجة زاغ إلى غيرها إلى أن يفضي بالأمر إلى الحيرة نعوذ بالله من ذلك على أن قوله من خلق ربك تهافت ينقض آخره أوله لأن الخالق مستحيل

ص: 41

أن يكون مخلوقاً ثم لو كان السؤال متجهاً لاستلزم التسلسل وهو محال وقد أثبت العقل أن المحدثات مفتقرة إلى محدث فلو كان هو مفتقراً إلى محدث لكان من المحدثات (طب) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده جيد

(أن الشيطان يأتي أحدكم فيقول من خلقك فيقول الله فيقول فمن خلق الله فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل آمنت بالله ورسوله) أي فليقل أخالف عدو الله المعاند وأومن بالله وبما جاء به رسوله (فإن ذلك يذهب عنه) أي لأن الشبه منها ما يدفع بالبرهان ومنها ما يدفع بالإعراض عنها وهذا منها (ابن أبي الدنيا) أبو بكر في كتاب مكائد الشيطان (عن عائشة) ورجاله ثقات

(أن الشيطان واضع خطمه) بفتح الخاء المعجمة وسكون الطاء المهملة أي فمه وأنفه (على قلب ابن آدم) أي حقيقة أو هو تصوير لكون الشيطان له قوة الاستيلاء على قلب الإنسان الغافل عن ذكر الله وخص القلب لأنه رئيس الأعضاء وعنه تصدر أفعال الجوارح (فإن ذرك الله خنس) بالخاء المعجمة وفتح النون أي انقبض وتأخر (وإن نسي الله التقم قلبه) أي لأجل الوسوسة فبعد الشيطان من الإنسان على قدر لزومه للذكر فإن للذكر نوراً يتقيه الشيطان كاتقاء أحدنا النار ابن أبي الدنيا (ع هب) عن أنس وهو حديث ضعيف

(أن الشيطان) قال المناوي أي عدو الله إبليس كما في رواية مسلم وقال العلقمي في رواية أن عفريتاً من الجن تفلت عليّ قال شيخ شيوخنا وهو ظاهر في أن المراد بالشيطان في هذه الرواية غير إبليس كبير الشياطين (عرض لي) أي ظهور وبرز قال المناوي في صورة هو كما في رواية وقال العلقمي ولمسلم جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي وللنسائي فصرعته فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي وفهم ابن بطال وغيره منه أنه كان حين عرض له غير متشكل بغير صورته الأصلية فقالوا أن رؤية الشيطان على صورته التي خلق عليها خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وأما غيره من الناس فلا لقوله تعالى أنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم وروى البيهقي في مناقب الشافعي بإسناده عن الربيع قال سمعت الربيع بن سليمان يقول من زعم أنه يرى الجن بطلت شهادته إلا أن يكون نبياً (فشد عليّ) بالشين المعجمة أي حمل (ليقطع الصلاة على فأمكنني الله منه فذعته) بالذال المعجمة وتخفيف العين المهملة أي خنقته خنقاً شديداً ودفعته دفعاً عنيفاً (ولقد هممت) أي أردت (أن أوثقه إلى سارية) أي اربطه في عمود من عواميد المسجد (حتى تصبحوا) أي تدخلوا في الصباح (فتنظروا إليه) أي مربوطاً به (فذكرت قول سليمان رب هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي) أي كنت أقدر على ربطه في السارية ولكن تركته رعاية لسليمان عليه السلام (فرده الله خاسئاً) أي دفع الله ذلك الشيطان وطرده صاغراً مهيناً (خ) عن أبي هريرة

(أن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة) أي الآذان لها (ذهب حتى يكون مكان الروحاء) بفتح الراء والمد بلدة على نحو ستة وثلاثين ميلاً من المدينة وذلك لئلا يسمع صوت المؤذن (م) عن

ص: 42

أبي هريرة

(أن الشيطان قد أيس) وفي رواية يئس (أن يعبده المصلون) أي من أن يعبده المؤمنون وعبر عنهم بالمصلين لأن الصلاة هي الفارقة بين الكفر والإيمان (ولكن في التحريش بينهم) متعلق بمقدار أي يسعى بينهم في التحريش بالخصومات والشحناء والحروب والفتن ونحوها فهو لإيذائهم بالمرصاد فإن لم يمكنه الدخول على الإنسان من طريق الشر دخل عليه من جهة الخير كما إذا رزق الإنسان قبول الخلق عليه وسماع قوله وكثرة طاعاته فقد يجره الشيطان إلى التصنع والرياء وهذه مزلة عظيمة للإقدام (حم م ت) عن جابر بن عبد الله

(أن الشيطان حساس) بفتح الحاء المهملة والسين المهملة المشددة أي شديد الحس والإدراك (لحاس) بالتشديد أي يلحس بلسانه ما يتركه الآكل على يده من الطعام (فاحذروه على أنفسكم) أي خافوه عليها فاغسلوا أيديكم بعد فراغ الأكل من أثر الطعام (من بات وفي يده ريح غمر) بالغين المعجمة والميم المفتوحتين أي زهومة اللحم (فأصابه شيء) للبزار فأصابه خبل وفي رواية فأصابه لمم وهو المس من الجنون وفي رواية أخرى فأصابه وضح وهو البرص (فلا يلومن إلا نفسه) أي فإنا قد بينا له الأمر (ت ك) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف

(أن الشيطان يجري من ابن آدم) أي فيه والمراد جنس أولاد آدم فيدخل فيه الرجال والنساء (مجرى الدم) قال القاضي عياض هو على ظاهره وأن الله تعالى جعل له قوة وقدرة على الجري في باطن الإنسان في مجاري دمه وقيل هو على الاستعارة لكثرة إغوائه ووسوسته فكأنه لا يفارق الإنسان كما لا يفارقه وقيل أنه يلقى وسوسته في مسام لطيفة من البدن وتصل الوسوسة إلى القلب وسببه كما في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أتته صفية بنت حيي فلما رجعت انطلق معها فمر به رجلان من الأنصار فدعاهما فقال إنما هي صفية قالا سبحان الله فذكره (حم ق د) عن أنس (قد ده) عن صفية بنت حيي أم المؤمنين

(أن الشيطان ليفرق منك يا عمر) أي ليفر ويهرب إذا رآك وذلك لما أعطيه من الهيبة والجلال فكان الشيطان كثير الخوف منه (حم ت حب) عن بريدة

(أن الصائم إذا أكل عنده) بالبناء للمفعول أي نهاراً بحضرته (لم تزل تصلي عليه الملائكة) أي تستغفر له (حتى يفرغ) أي الأكل (من طعامه) أي من أكل الطعام عنده لأن حضور الطعام عنده يهيج شهوته للأكل فلما كف شهوته امتثالاص لأمر الشارع استغفرت له الملائكة وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عمارة بنت كعب الأنصارية فقدمت إليه طعاماً فقال كلي فقالت أني صائمة فذكره (حم ت هب) عن أم عمارة بضم العين المهملة بنت كعب الأنصارية قال ت حسن صحيح

(أن الصالحين) أي القائمين بحقوق الله وحقوق العباد (يشدد عليهم) أي بحصول البلايا والمصائب وتعسر أمور الدنيا لأن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل (وأنه) أي الشأن (لا يصيب مؤمناً نكبة) أي مصيبة (من شوكة فما فوقها) أي من

ص: 43

المصائب وفي نسخة فما فوق ذلك (إلا حطت عنه بها خطيئة) أي ذنب (ورفع بها له درجة) أي منزلة عاليه في الجنة وفي رواية أخرى وكتب له بها حسنة (حم حب ك هب عن عائشة وهو حديث صحيح

(أن الصبحة) بضم الصاد المهملة وسكون الموحدة أي النوم حتى تطلع الشمس (تمنع بعض الرزق) أي حصوله لما في حديث آخر أن ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس ساعة تقسم فيها الأرزاق وليس من حضر القسمة كمن غاب عنها فالمراد أنها تمنع حصول بعض الرزق حقيقة أو أنها تمحق البركة منه فكأنه منع وفي رواية بإسقاط بعض (حل) عن عثمان بن عفان وإسناده ضعيف

(أن الصبر) أي الكامل المحبوب (عند الصدمة الأولى) عند ابتداء المصيبة وشدتها وأما بعد فيهون الأمر شيئاً فشيئاً فيحصل له التسلي وأصل الصدم ضرب الشيء الصلب بمثله فاستعير للمصيبة الواردة على القلب والتصبر حبس النفس على كريه تتحمله أو لذيذ تفارقه وسببه عن ثابت البناني قال سمعت أنس بن مالك يقول لامرأة م أهله تعرفين فلانة قالت نعم قال فإن النبي صلى الله عليه وسلم مر بها وهي تبكي عند قبر فقال اتق الله واصبري فقالت إليك عني أي تنح عني وابعد عني فإنك خلو من مصيبتي بكسر المعجمة وسكون اللام أي خال من همي ولأبي يعلي يا عبد الله أنا الحوا الثكلا ولو كنت مصاباً لعذرتني قال أنس فجاوزا النبي صلى الله عليه وسلم ومضى فمر بها الفضل بن العباس فقال ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ما عرفته قال أنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذها مثل الموت من شدة الكرب الذي أصابها لما عرفت أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت على بابه فلم جد عليه بواباً فقالت يا رسول الله ما عرفتك فقال النبي صلى الله عليه وسلم أن الصبر فذكره (حم ق ع) عن أنس رضي الله تعالى عنه

(أن الصخرة العظيمة) بسكون الخاء المعجمة وتفتح أي الحجر العظيم (لتلقي) بالبناء للمفعول (من شفير جهنم) بالشين المعجمة أي جانبها وحرفها وشفير كل شيء حرفه (فتهوى بها) أي فيها كما في نسخة (سبعين عاماص) في نسخة خريفاً والخريف هو العام (ما تفضي إلى قرارها) بضم المثناة الفوقية أي ما تصل إلى قعرها قال المناوي أراد به وصف عمقها بأنه لا يكاد يتناهى فالسبعين للتكثير (ت) عن عتبة بضم العين المهملة فمثناة فوقية ساكنة (ابن غزوان) بفتح الغين المعجمة والزاي المازني

(أن الصداع) بالضم أي وجع الرأس بعضه أو كله وهو مرض الأنبياء (والمليلة) بوزن عظيمة وهي حرارة الحمى ووهجها وقيل هي الحمى التي تكون في العظام (لا يزالان بالمؤمن) أي أو أحدهما (وأن ذنوبه) جملة حالية (مثل أحد) بضمتين جبل معروف أي عظمه كماً وكيفاً وهو كناية عن كثرة ذنوبه (فما يدعانه) أي يتركانه (وعليه من ذنوبه مثقال حبة من خردل) أي بل يكفر الله بهما أو بأحدهما عنه كل ذنب وهذا أن صبر واحتسب قال المناوي والمراد الصغائر على قياس ما مر (حم طب) عن أبي الدرجاء وضعفه المنذري وغيره

(أن الصدق) أي الإخبار بما يطابق

ص: 44

الواقع (يهدي) بفتح أوله أي يوصل صاحبه (إلى البرّ) بكسر الموحدة أصله التوسع في فعل الخير وهو اسم جامع للخيرات كلها ويطلق على العمل الخالص الدائم (وأن البر يهدي إلى الجنة) أي يوصل إليها قال تعالى أن الأبرار لفي نعيم (وأن الرجل) يعني الإنسان (ليصدق) أي يلازم الأخبار بالواقع (حتى يكتب عند الله صديقا) أي فيكرر الصدق ويداوم عليه حتى يستحق إطلاق اسم المبالغة عليه ويعرف بذلك في العالم العلوي وعند أهل الأرض (وأن الكذب) أي الإخبار بخلاف الواقع (يهدي إلى الفجور) أي يوصل إلى هتك ستر الديانة والميل إلى الفساد والانبعاث في المعاصي (وأن الفجور يهدي إلى النار) أي يوصل إلى هتك ستر الديانة والميل إلى الفساد والانبعاث في المعاصي (وأن الفجور يهدي إلى النار) أي يوصل إلى ما يكون سبباً لدخولها والفجور اسم جامع للشر كله (وأن الرجل) يعني الإنسان (ليكذب) أي يكثر الكذب (حتى يكتب عند الله كذاباً) بالتشديد قال في الفتح المراد بالكتابة الحكم عليه بذلك وإظهاره للمخلوقين من الملأ الأعلى وإلقاء ذلك في قلوب أهل الأرض وفي الحديث حث على قصد الصدق والاعتناء به فإنه إذ اعتنى به كثر منه فعرف به وعلى التحذير من الكذب والتساهل فإنه إذا تساهل فيه كثر منه فعرف به (ق) عن ابن مسعود

(أن الصدقة) أي فرضها ونفلها (لا تزيد المال) أي الذي تخرج منه (إلا كثرة) أي بأن يبارك للمتصدق في ماله ويدفع عنه العوارض أو يضاعف الله له الثواب إلى أضعاف كثيرة (عد) عن ابن عمر ابن الخطاب وإسناده ضعيف

(أن الصدقة على ذي قرابة) أي صاحب قرابة للمتصدق وإن بعدت وإن وجبت نفقته (يضعف) لفظ رواية الطبراني يضاعف (أجرها مرتين) لأنها صدقة وصلة ولكل منهما أجر يخصه (طب) عن أبي أمامة وهو حديث ضعيف

(أن الصدقة لتطفئ غضب الرب) أي سخطه على من عصاه وإعراضه ومعاقبته له (وتدفع ميتة السوء) بكسر الميم وفتح السين بأن يموت مصراً على ذنب أو قانطاً من الرحمة أو بنحو هدم (ت حب) عن أنس وإسناده ضعيف

(أن الصدقة) أي المفروضة (لا تنبغي) أي لا تحل (لآل محمد) أي لمحمد وآله وهم مؤمنوا بني هاشم وبني المطلب ثم بين علة التحريم بقوله (إنما هي أوساخ الناس) أي أدناسهم لأنها تطهير لأموالهم ونفوسهم كما قال تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها فهي كغسالة الأوساخ فلذلك حرمت عليهم وسببه كما يؤخذ من صحيح مسلم أن عبد المطلب والفضل بن العباس قد سألا العمل على الصدقة بنصب عامل أي منهم فقال صلى الله عليه وسلم أن الصدقة فذكره (حم م) عن عبد المطلب بن ربيعة

(أن الصدقة لتطفئ عن أهلها) أي عن المتصدقين بها لوجه الله خالصاً (حر القبور) أي عذابها وكربها (وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته) أي بأن تجسم وتجعل كالسحابة على رأسه تقيه حر الشمس حين تدنو من الرؤوس (طب) عن عقبة بن عامر

(أن الصدقة يبتغى بها وجه الله تعالى) بالبناء للمجهول أي يراد بإعطائها ما يتقرب به إليه من سدّ خلة

ص: 45

مسكين أو صلة رحم أو غير ذلك (والهدية يبتغي بها وجه الرسول) أي النبي صلى الله عليه وسلم (وقضاء الحاجة) أي التي قدم الوفد لأجلها وسببه عن عبد الرحمن بن علقمة قال قدم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعهم هدية فقال ما هذه قالوا صدقة فذكره فقالوا بل هدية فقبلها (طب) عن عبد الرحمن بن علقمة

(أن الصدقة) أي المفروضة وهي الزكاة (لا تحل لنا) أي أهل البيت لأنها أوساخ الناس فلا تناسب أهل المرتبة العلية (وأن موالي القوم منهم) أي حكم عتقائهم حكمهم في حرمة الزكاة عليهم واحترامهم وإكرامهم وسببه عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً من بني مخزوم على الصدقة فقال لأبي رافع اصحبني كيما تصيب منها فقال لا حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأله فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال أن الصدقة فذكره وأبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم (ت ن ك) عن أبي رافع مولى المصطفى قال الحاكم على شرطهما وأقروه

(أن الصعيد) أي التراب (الطيب) أي الطاهر ولابد أن يكون خالصاً (طهور) بفتح الطاء المهملة أي مطهر (ما لم تجد الماء ولو إلى عشر حجج) أي سنين أي يباح لك أن تفعل التيمم مدة عدم وجدان الماء وإن طال الزمن (فإذا وجدت الماء) أي مع عدم المانع من استعماله (فامسه بشرتك) بكسر الميم وتشديد السين أي أوصله إليها واستعمله في الوضوء والغسل وذا قاله لرجل كان يبعد عن الماء ومعه أهله فيجنب فلا يجد ماء (حم د ت) عن أبي ذر قال ت حسن صحيح

(أن الصفا) بالقصر أي الحجر الأملس (الزلال) بتشديد اللام الأولى مع فتح الزاي وكسرها يقال أرض مزلة أي تزل فيها الأقدام (الذي لا تثبت عليه أقدام العلماء الطمع) وهذا كناية عما يزلقهم ويمنعهم الثبات على الاستقامة فالعلماء أحق الخلق بترك الطمع وبالزهد في الدنيا لأن الخلق يتبعونهم ويقتدون بهم (ابن المبارك وابن قانع عن سهيل) بن حسان (مرسلاً) وهو حديث ضعيف

(أن الصلاة والصيام) أي الفرض والنفل (والذكر) أي من تلاوة وتسبيح وتكبير وتهليل وتحميد قال العلقمي كل ذلك في أيام الجهاد (يضاعف على النفقة في سبيل الله تعالى) أي يضاعف ثواب كل منهما على ثواب النفقة في جهاد أعداء الله لإعلاء كلمة الله (بسبعمائة ضعف) قال المناوي أي إلى سبعمائة ضعف على حسب ما اقترن به من الإخلاص في النية والخشوع وغير ذلك (دك) عن معاذ بن أنس وهو حديث صحيح

(أن الصلاة قربان المؤمن) قال المناوي أي يتقرب بها إلى الله ليعود بها وصل ما انقطع وكشف ما انحجب ولا يعارض عموم قوله هنا المؤمن قوله في حديث كل تقي لأن مراده أنها قربان للناقص والكامل وهي للكامل أعظم لأنه يتسع له فيها من ميادين الأبرار ويشرق له من شوارق الأنوار مالا يحصل لغيره ولذلك رؤى الجنيد في المنام فقيل له ما فعل الله بك فقال طاحت تلك الإشارات وغابت تلك العبارات وفنيت تلك العلوم وبليت تلك الرسوم وما نفعنا إلا

ص: 46

ركعات كنا نركعها عند السحر (عد) عن أنس وإسناده ضعيف

(أن الضاحك في الصلاة والملتفت) أي فيها يمنة أو يسرة بعنقه (والمفقع أصابعه بمنزلة واحدة) أي حكما وجزاء فالثلاثة مكروهة عند الشافعي ولا تبطل بها الصلاة أي مع القلة وقد غلبه الضحك (حم طب هق) عن معاذ بن أنس بإسناد ضعيف

(أن الطير) أي بجميع أنواعها (إذا أصبحت) أي دخلت في الصباح (سبحت ربها) أي نزهته عن النقائص قال تعالى وإن من شيء إلا يسبح بحمده (وسألته قوت يومها) أي طلبت منه تيسير حصول ما يقوم بها من الأكل والشرب في ذلك اليوم فإذا كان هذا شأن الطير فالآدمي أولى بذلك (خط) عن عليّ وإسناده ضعيف

(أن الظلم ظلمات يوم القيامة) أي حقيقة بحيث لا يهتدي صاحبه بسبب ظلمه في الدنيا إلى المشي أو مجازاً عما يناله فيها من الكرب والشدة قال العلقمي قال ابن الجوزي الظلم يشتمل على معصيتين أخذ حق الغير بغير حق ومبارزة الرب بالمخالفة والمعصية فيه أشد من غيرها لأنه لا يقع غالباً إلا بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار وإنما ينشأ الظلم من ظلمة القلب لأنه لو استنار بنور الهدى لاعتبر فإذا سعى المتقون بنورهم الذي حصل لهم بسبب التقوى التقت ظلمات الظلم حيث لا يغني عنه ظلمه شيئاً (ق) عن عمير بن عمر بن الخطاب

(أن العار) أي ما يتعير به الإنسان من القبائح التي فعلها في الدنيا كغادر ينصب له لواء غدر عند استه والغال من الغنيمة نحو بقرة يأتي وهو حامل لها وغير ذلك مما هو أعظم (ليلزم المرء يوم القيامة حتى يقول يا رب لإرسالك بي النار أيسر عليّ مما ألقي) أي من الفضيحة والخزي (وأنه ليعلم ما فيها من شدة العذاب) لكنه يرى أن ما هو فيه أشد (ك) عن جابر قال المناوي صححه الحاكم ورد عليه بأنه ضعيف

(أن العبد) أي الإنسان (ليتكلم) قال العلقمي كذا للأكثر وفي رواية أبي ذر يتكلم بحذف اللام (بالكلمة) أي الكلام المشتمل على ما يعم الخير والشر سواء طال أم قصر كما يقال كلمة الشهادة (من رضوان الله) حال من الكلمة أي من كلام فيه رضى الله كشفاعة ودفع مظلمة (لا يلقي) بضم المثناة التحتية وسكون اللام وكسر القاف (لها بالاً) أي لا يتأملها ولا يعتد بها وفي لفظ رواه أصحاب السنن أن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة وقال في السخط مثل ذلك (يرفعه الله بها درجات) مستأنف جواب عن كلام مقدر كأنه قيل ماذا يستحق المتكلم بها (وأن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله) أي مما يوجب عقابه (لا يلقى لها بالاً) بضبط ما قبله (يهوي بها في جهنم) بفتح أوله وسكون الهاء وكسر الواو أي ينزل فيها ساقطاً قال تعالى وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم (حم خ) عن أبي هريرة

(أن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبن فيها) قال المناوي بمثناة تحتية مضمومة فمثناة فوقية مفتوحة فموحدة تحتية مشددة مكسورة فنون كذا ضبطه الزمخشري قال وتبن دقق النظر من التبانة

ص: 47

وهي الفطنة والمراد التعمق والإغماض في الجدل انتهى لكن الذي في أصول كثيرة من الصحيحين ما يتبين (يزل بها في النار) بفتح أوله وكسر الزاي أي يسقط فيها (ابعد ما بين المشرق والمغرب) يعني أبعد من المسافة بينهما والقصد الحث على قلة الكلام وتأمل ما يراد النطق به (حم ق) عن أبي هريرة

(أن العقد إذا قام يصلي أتى) بالبناء للمفعول أي جاءه الملك (بذنوبه كلها) قال المناوي فيه شمول للبكائر (فوضعت على رأسه وعاتقيه) تثنية عاتق وهو ما بين المنكب والعنق (فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه) حتى لا يبقى عليه ذنب وهذا في صلاة متوفرة الشروط والأركان والخشوع وجميع الآداب كما يؤذن به لفظ العبد والقيام (طب حل هق) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف

(أن العبد) أي الرقيق ذكراً كان أو أنثى (إذا نصح لسيده) أي قام بمصالحه وامتثل أمره وتجنب نهيه وأصلح خلله واللام زائدة للمبالغة (وأحسن عبادة ربه) أي بأن أقامها بشروطها وواجباتها وكذا مندوباتها التي لا تفوت حق سيده (كان له أجره مرتين) أي لقيامه بالحقين وانكساره بالرق مالك (حم ق د) عن ابن عمر بن الخطاب

(أن العبد) أي الإنسان (ليذنب الذنب فيدخل به الجنة) أي بسبب (يكون نصب عينيه تائباً فاراً حتى يدخل به الجنة) بيان لسبب الدخول لأنه كلما ذكره حصل له الحياء والخجل من ربه فيحمله ذلك على التوبة والاستغفار بتضرع وانكسار (ابن المبارك) في الزهد عن الحسن البصري مرسلاً

(أن العبد إذا كان همه الآخرة) الهم العزم أي ما يقربه إليها (كف الله تعالى عليه ضيعته) أي يجمع الله تعالى عليه معيشته ويضمها إليه والضيعة ما يكون منه معاش الرجل كالصنعة والتجارة والزراعة (وجعل غناه في قلبه) أي أسكنه فيه (فلا يصبح إلا غنيا ولا يمسي إلا غنيا) أي بالله لأن من جعل غناه في قلبه صارت همته الآخرة (وإذا كان همه الدنيا أفشى الله سبحانه عليه ضيعته) أي كثر عليه معايشه ليشغله عن الآخرة (وجعل فقره بين عينيه فلا يمسي إلا فقيراً ولا يصبح إلا فقيراً) لأن حاجة الراغب فيها لا تنقضي ومن كانت الدنيا نصب عينيه صار الفقر بين عينيه والصباح والمساء كناية عن الدوام والاستمرار (حم) في كتاب (الزهد عن الحسن) البصري مرسلاً

(أن العبد إذا صلى) أي فرضاً أو نفلاً (في العلانيه) أي حيث يراه الناس فأحسن) الصلاة بأن أتى بما يطلب فيها ولم يراء بها (وصلى في السر) أي حيث (لا يراه أحد (فأحسن) الصلاة بأن أتى بأركانها وشروطها ومستحباتها من خشوع أو نحوه وكان واقفاً عند حدود الله ممتثلاً أو أمره متجنباً لمناهيه (قال الله تعالى هذا عبدي حقاً) مصدر مؤكد أي يثنى عليه بذلك وينشر ثناءه بين الملائكة فيحبونه ثم تقع محبته في قلوب أهل الأرض فهذا هو العبد الذي يوصف بأنه قائم على قدم الطاعة فهو العبد حقاً (هـ) عن أبي هريرة

(أن العبد ليؤجر في نفقته كلها) أي فيما ينفقه على نفسه

ص: 48

وممونه ونحو ذلك (إلا في البناء) قال العلقمي هو محمول على البناء الذي لا يحتاج إليه أو على المزخرف ونحوه أما بيت يكنه من الحر والبرد والمطر والسارق أو على جهة قربة كالرباط والمسجد ونحو ذلك فهو مطلوب مرغب فيه (هـ) عن خباب بن الأرت بمثناة فوقية

(أن العبد ليتصدق بالكسرة) أي من الخبز ابتغاء وجه الله (تربو) أي تزيد (عند الله حتى تكون مثل أحد) بضمتين جبل معروف قال المناوي والمراد كثرة ثوابها لا أنها تكون كالجبل حقيقة انتهى ومقصود الحديث الحث على الصدقة ولو بالشيء اليسير (طب) عن أبي برزة وهو حديث ضعيف

(أن العبد) أي الإنسان (إذا لعن شيئاً) آدمياً أو غيره من بهيمة وطير ووحش وبرغوث وغير ذلك (صعدت) بفتح الصاد وكسر العين المهملتين (اللعنة إلى السماء) لتدخلها (فتغلق أبواب السماء دونها) لأن أبوابها لا تفتح إلا للعمل الصالح قال تعالى إليه يصعد الكلم الطيب (ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها) أي تنزل اللعنة إلى الأرض لتصل إلى سجين فتغلق أبواب الأرض دونها أي تمنع من النزول (ثم تأخذ يميناً وشمالاً) أي تتحير لا تدري أين تذهب (فإذا لم تجد مساغاً) أي مسلكاً وسبيلاً تنتهي منه إلى مكان تستقر فيه (رجعت إلى الذي لعن) بالبناء للمفعول (فإن كان لذلك أهلاً) أي يستحقها وقعت عليه فكان مطروداً مبعوداً (وإلا) بأن لم يكن لها أهلا (رجعت إلى قائلها) بإذن ربها لأن اللعن حكم بإبعاد الملعون عن رحمة الله وذلك غيب لا يطلع عليه غير الله ويطلع عليه رسوله إن شاء ولأن من طرد عن رحمة الله من هو من أهلها فهو بالطرد أحق والدليل على أنها لا ترجع إلا بإذن الله ما رواه الإمام أحمد بسند جيد عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن اللعنة إذا وجهت إلى من وجهت إليه فإن أصابت عليه سبيله أو وجدت فيه مسلكاً أي وقعت عليه وإلا قالت يا رب وجهت إلى فلان فلم أجد فيه مسلكاً ولم أجد عليه سبيلاً فيقال ارجعي من حيث جئت يعني إلى قائلها (د) عن أبي الدرداء وإسناده جيد

(أن العبد إذا أخطأ خطيئة) أي أذنب ذنباً كما في رواية (نكتت) بضم النون وكسر الكاف ومثناة فوقية (في قلبه نكتة سوداء) أي أثر قليل كالنقطة في صقيل كالمرآة والسيف ونحوهما (فإن هو نزع) أي اقلع عن ذلك الذنب وتركه (واستغفر وتاب) أي توبة نصوحاً بشروطها (صقل قلبه) بالبناء للمفعول أي محا الله تلك النكتة عن قلبه فينجلي (وإن عاد) إلى ما اقترفه (زيد فيها) نكتة أخرى وهكذا (حتى تعلو على قلبه) أي تغطيه وتغمره وتستر سائره ويصير كله ظلمة فلا يعي خيراً ولا يبصر رشداً ولا يثبت فيه صلاح (وهو) أي ما يعلو على القلب من الظلمة (الران) قال المناوي أي الطبع وقال العلقمي هو شيء يعلو على القلب كالغشاء الرقيق حتى يسود ويظلم (الذي ذكر الله) أي في كتابه بقوله (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) أي غلب

ص: 49

واستولى عليها ما اكتسبوه من الذنوب حتى صارت سوداء مظلمة وغالب اسوداد القلب من أكل الحرام فإن أكل الحلال ينور القلب ويصلحه وأكل الحرام يفسده ويقسيه ويظلمه (حم ت ن هـ حب ك هب) عن أبي هريرة وأسانيده صحيحة

(أن العبد) أي المؤمن (ليعمل الذنب فإذا ذكره أحزنه) أي حصل له الحزن فأسف وندم على ما وقع (وإذا نظر الله إليه قد أحزنه) أي نظر إليه كائناً على هذه الحالة (غفر له ما صنع) من الذنب (قبل أن يأخذ في كفارته بلا صلاة ولا صيام) يحتمل أن المراد أن التوبة تكفر الذنوب من غير توقف على صلاة أو صيام أو استغفار قال المناوي قال ابن مسعود ويراجع من أغفل ممن خاف ذنوبه واستحقر عمله (حل) وابن عساكر عن أبي هريرة

(أن العبد) أي الإنسان (إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه) أن المشيعون له زاد مسلم إذا انصرفوا (حتى أنه) بكسر الهمزة ليسمع قرع نعالهم قال المناوي أي صوتها عند الدوس لو كان حياً فإنه قبل أن يقعده الملك لا حس فيه (أناه ملكان) بفتح اللام زاد ابن حبان أسودان أزرقان ويقال لأحدهما المنكر والآخر النكير وفي رواية لابن حبان يقال لهما منكر ونكير وسميا بذلك لأن خلقهما لا يشبه خلق آدمي ولا غيره زاد الطبراني في الأوسط أعينهما مثل قدور النحاس وأنيابهما مثل صياصي البقر وأصواتهما مثل الرعد ونحوه لعبد الرزاق في مرسل عمرو بن دينار وزاد يحفران الأرض بأنيابهما ويطآن في أشعارهما معهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل منى لم يقلوها (فيقعدانه) قال المناوي حقيقة بأن يوسع المحد حتى يقعد فيه أو مجازاً عن الإيقاظ والتنبيه بإعادة الروح إليه (فيقولان له) أي يقول أحدهما مع حضور الآخر (ما كنت تقول في هذا الرجل) أي الحاضر ذهناً (لمحمد) أي في محمد عبر به لا بنحو هذا النبي امتحاناً للمسئول لئلا يتلقن منه (فأما المؤمن) أي الذي ختم له بالإيمان (فيقول) أي بعزم وجزم بلا توقف (أشهد أنه عبد الله ورسوله) إلى كافة الثقلين (فيقال) قال المناوي أي فيقول له الملكان أو غيرهما (أنظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة فيراهما جميعاً) قال العلقمي في رواية أبي داود فيقال له هذا بيتك كان في النار ولكن الله عز وجل عصمك ورحمك فأبدلك الله به بيتاً في الجنة (ويفسح له في قبره) أي يوسع له فيه (سبعون ذراعاً) قال العلقمي زاد ابن حبان في سبعين وقال المناوي أي توسعة عظيمة جداً فالسبعين للتكثير لا للتحديد (ويملأ) بالبناء للمفعول (عليه خضرا) بفتح الخاء وكسر الضاد المعمتين أي ريحاناً ونحوه (إلى يوم يبعثون) أي يستمر ذلك إلى يوم بعث الموتى من قبورهم (وأما الكافر) أي المعلن بكفره (أو المنافق) قال المناوي شك من الراوي وأو بمعنى الواو والمنافق هو الذي أظهر الإسلام وأخفى الكفر (فيقال له ما كنت تتمول في هذا الرجل فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال له) أي يقول له الملكان أو غيرهما (لادريت) بفتح الدال (ولا تليت) بمثناة مفتوحة بعدها لام مفتوحة

ص: 50

وتحتانية ساكنة من الدراية والتلاوة أي لا فهمت ولا قرأت القرآن أو المعنى لا دريت ولا انبعت من يدري (ثم يضرب) بالبناء للمفعول أي يضربه الملكان الفتانان (بمطراق من حديد) أي مرزبة متخذة منه وتقدم أنه لو اجتمع عليها أهل منى لم يقلوها (ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه) أي من جميع الجهات (غير الثقلين) أي يسمعها خلق الله كلهم ما عدا الجن والإنس فإنهما لا يسمعانها لأنهما لو سمعاها لأعرضا عن المعاش والدفن (ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه) أي من شدة التضييق وفي الحديث إثبات سؤال القبر وأنه واقع على كل أحد إلا من استثنى قال العلقمي والذين لا يسألون جماعة الأول الشهيد الثاني المرابط الثالث المطعون وكذا من مات في زمن الطاعون بغير طعن إذا كان صابراً محتسباً الرابع الأطفال لأن السؤال يختص بمن يكون مكلفاً الخامس الميت يوم الجمعة أو ليلتها السادس القارئ كل ليلة تبارك الذي بيده الملك وبعضهم يضم إليها السجدة السابع من قرأ في مرضه الذي يموت فيه قل هو الله أحد وقال الزيادي السؤال في القبر عاتم لكل مكلف ولو شهيداً إلا شهيد المعركة ويحمل القول بعدم سؤال الشهداء ونحوهم ممن ورد الخبر بأنهم لا يسئلون على عدم الفتنة في القبر والقبر جرى على الغالب فلا فرق بين المقبور وغيره فيشمل الغريق والحريق وإن سحق وذرى في الريح ومن أكلته السباع والسؤال من خصائص هذه الأمة على الأرجح وقال ابن القيم الذي يظهران كل نبي مع أمته كذلك فتعذب كفارهم في قبورهم بعد سؤالهم وإقامة الحجة عليهم أي فلا يكون من خصائصها وقد علمت أن الراجح ما تقدم وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل نخلاً لبني النجار فسمع صوتاً ففزع فقال من أصحاب هذه القبور فقالوا يا رسول الله ناس ماتوا في الجاهلية فقال نعوذ بالله من عذاب القبر ومن فتنة الدجال قالوا وما ذاك يا رسول الله قال أن العبد فذكره (حم دق ن) عن أنس بن مالك

(أن العبد) أي الإنسان المؤمن ذا البصيرة (أخذ عن الله أدباً حسناً إذا وسع عليه وسع) أي ينبغي ل إذا وسع الله عليه رزقه أن يوسع على نفسه وعلى عياله (وإذا أمسك عليه أمسك) أي وإذا ضيق الله عليه رزقه ينبغي له أن ينفق بقدر ما رزقه الله من غير ضجر ولا قلق ويعلم أن مشيئة الله في بسط الرزق وضيقه لحكمة ومصلحة (حل) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده ضعيف

(أن العجب) بضم فسكون وهو نظر الإنسان إلى نفسه بعين الاستحسان وإلى غيره بعين الاحتقار (ليحبط) بلام التوكيد وضم المثناة التحتية (عمل سبعين سنة) أي يفسد عمل مدة طويلة جداً بمعنى أنه لا ثواب له في عمله فالسبعين للتكثير لا للتحديد (فر) عن الحسين بن علي وهو حديث ضعيف

(أن العرافة حق) أي عملها حق ليس بباطل لأن فيها مصلحة للناس ورفقاً بهم في أحوالهم وأمورهم لكثرة احتياجهم إليه والعرافة تدبير أمور القوم والقيام بسياستهم (ولابد للناس من العرفا) أي ليتغرف الأعظم من العرفاء حال الناس (ولكن العرفاء

ص: 51

في النار) أي عاملون بما يصيرهم إليها وهذا قاله تحذيراً من التعرض للرياسة والحرص عليها لما في ذلك من الفتنة وأنه إذا لم يقم بحقها أثم واستحق العقوبة العاجلة والآجلة (د) ن رجل من الصحابة وهو حديث ضعيف

(أن العرق) بالتحريك وهو رشح البدن (يوم القيامة) أي في الموقف (ليذهب في الأرض سبعين باعاً) أي ينزل فيها لكثرته نزولاً كثيراً جداً (وأنه ليبلغ إلى أفواه الناس) أي يصل إليها فيصير كاللجام (أو إلى آذانهم) أي بأن يغطي الأفواه ويعلو على ذلك لأن الأذن أعلى من الفم فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق كما في رواية فمنهم من يلجمه ومنهم مني زيد على ذلك قال النووي قال القاضي يحتمل أن المراد عرق نفسه وغيره ويحتمل عرق نفسه خاصة وسبب كثرة العرق تراكم الأهوال ودنو الشمس من الرؤوس (م) عن أبي هريرة

(أن العين) أي عين العائن من إنس أو جن (لتولع بالرجل) أي للتكامل في الرجولية فالمرأة ومن في سن الطفولية أولى (بإذن الله تعالى) أي بإرادته وقدرته (حتى يصعد حالقاً) أي جبلاً عالياً (ثم يتردى منه) أي يسقط لأن العائن إذا تكيفت نفسه بكيفية رديئة انبعثت من عينه قوة سمية تتصل بالمعيون فيحصل له من الضرر كمن سقط من فوق جبل عال (حم ع) عن أبي ذر بإسناد رجاله ثقات

(أن الغادر) أي الخائن لإنسان عاهده أو أمنه (ينصب له لواء يوم القيامة) أي علم خلفه تشهيراً له بالغدر وتفضيحاً على رؤوس الأشهاد وفي رواية يرفع بدل ينصب وهما بمعنى لأن الغرض إظهار ذلك قال ابن أبي حمزة ظاهر الحديث أن لكل غدرة لواء فعلى هذا يكون للشخص الواحد عدة ألوية بعدد غدراته (فيتمال) أي ينادى عليه يومئذ (ألا) بالتخفيف حرف تنبيه (هذه غدرة فلان ابن فلان) أي هذه الهيئة الحاصلة له مجازاة غدرته والحكمة في نصب اللواء أن العقوبة غالباً بضد الذنب فكلما كان الغدر من الأمور الخفية ناسب أن تكون عقوبته بالشهرة ونصب اللواء أشهر الأشياء عند العرب مالك (ق د ت) عن ابن عمر

(أن الغسل يوم الجمعة) أي بنيتها إلا جلها (ليسل الخطايا) بفتح المثناة التحتية وضم السين المهملة أي يخرج ذنوب المغتسل لها (من أصول الشعر استلالاً) أي يخرجها من منابتها خروجاً وأكد بالمصدر إشارة إلى أنه يستأصلها (طب) عن أبي أمامة بإسناد صحيح

(أن الغضب من الشيطان) أي هو المحرك له الباعث عليه بإلقاء الوسوسة في قلب الآدمي ليغريه (وأن الشيطان) أي إبليس (خلق من النار) بالبناء للمفعول أي خلقه الله من النار لأنه من الجان الذين قال الله فيهم وخلق الجان من مارج من نار وكانوا سكان الأرض قبل آدم عليه السلام وكان إبليس أعبدهم فلما عصى الله تعالى بترك السجود لآدم جعله الله شيطاناً (وإنما تطفئ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) أي وضوءه للصلاة وإن كان على وضوء وروى في غير هذا الحديث الأمر بالاغتسال مكان الوضوء فيحمل الأمر بالاغتسال على الحالة الشديدة التي يكون الغضب فيها أقوى

ص: 52

وأغلب من الحالة التي أمر فيها بالوضوء (حم د) عن عطية السعدي

(أن الفتنة) قال المناوي أي البدع والضلالات والفرقة الزائغة (تجيء فتنسف العباد نسفاً) أي تهلكهم وتبيدهم واستعمال النسف في ذلك مجاز (وينحو العالم منها بعلمه) أي العالم بالعلم الشرعي العامل به ينجو من تلك الفتن لمعرفته الطريق إلى توقي الشبهات وتجنب الهوى والبدع (حل) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف

(أن الفحش) بالضم هو ما قبح فعله شرعاً (والتفحش) أي تكلف اتخاذ الفحش (ليسا من الإسلام في شيء) أي فاعل كل منهما ليس من أكمل أهل الإيمان (وأن أحسن الناس إسلاماً أحسنهم خلقاً) بضمتين أي من اتصف بحسن الخلق فهو من أكمل الناس إيماناً لأن حسن الخلق شعار الدين (حم ع طب) عن جابر بن سمرة وإسناده صحيح

(أن الفخذ عورة) أي من العورة سواء كان من ذكر أو أنثى من حر أو قن فيجب ستر ما بين السرة والركبة في حق الذكر والأمة في الصلاة وأما الحرة فيجب عليها ستر جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين في الصلاة ومطلقاً خارجها وكذا الأمة والرجل عورة كل منهما جميع بدنه بالنسبة للأجانب في حق الأنثى والأجنبيات في حق الذكر وأما في الخلوة فعورة الأنثى ولو أمة ما بين السرة والركبة وعورة الذكر السوءتان (ك) عن جرهد بفتح الجيم والراء والهاء بعدهما ساكنة وهذا قاله وقد أبصر فخذ جرهد مكشوفة وهو حديث صحيح

(أن القاضي العدل) أي الذي يحكم بالحق (ليجاء به يوم القيامة) أي للحساب (فيلقى من شدة الحساب ما) أي أمراً عظيماً (يتمنى أن لا يكون قضى بين اثنين في تمرة قط) أي فيما مضى من عمره فهي ظرف لما مضى من الزمان وفيها لغات أشهرها فتح القاف وضم الطاء المشددة وإذا كان هذا في القاضي العدل وفي الشيء اليسير فما بالك بغير العدل والشيء الكثير وكون قط ظرفاً هو ما في كثير من النسخ وظاهر ما في النسخة التي شرح عليها المناوي أنها رمز للدارقطني فإن فيها قط والشيرازي بواو العطف (الشيرازي في الألقاب عن عائشة) وإسناده ضعيف

(أن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه) أي نجا الميت من عذابه (فما بعده) أي من أهوال الحشر والنشر وغيرهما (أيسر منه) أي أهون (وإن لم ينج منه) أي من عذابه (فما بعده أشد منه) فما يحصل للميت في القبر عنوان ما سيصير إليه (ت ك) عن عثمان بن عفان قال العلقمي والحديث قال في الكبير رواه الترمذي وقال حسن غريب وقال الدميري رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

(أن القلوب) أي قلوب بني آدم (بين إصبعين من أصابع الله يقلبها) أي يصرفها إلى ما يريد بالعبد وهذا لحديث من جملة ما تنزه السلف عن تأويله كأحاديث السمع والبصر واليد من غير تشبيه بل نعتقدها صفات الله تعالى لا كيفية لها ونقول الله اعلم بمراد رسوله بذلك (حم ت ك) عن أنس بن مالك ورجاله رجال الصحيح

(أن الكافر ليسحب لسانه) بالبناء للفاعل أي يجره (يوم القيامة وراءه الفرسخ والفرسخين يتوطأه الناس) أي أهل الموقف فيكون ذلك من العذاب قبل

ص: 53

دخوله النار والفرسخ ثلاثة أميال والميل أربعة آلاف خطوة (حم ت) عن ابن عمر ابن الخطاب وإسناده ضعيف، (أن الكافر ليعظم) بفتح المثناة التحتية وضم المعجمة أي تكبر جثته جداً (حتى أن ضرسه لا عظم من أحد) حتى يصير كل ضرس من أضراسه أعظم من جبل أحد (وفصيلة جسده على ضرسه كفضيلة جسد أحدكم على ضرسه) أي نسبة جسد الكافر على ضرسه كنسبه زيادة جسد أحدكم على ضرسه وأمر الآخرة وراء طور العقل فنؤمن بذلك ولا نبحث عنه (هـ) عن أبي سعيد الخدري

(أن التي توثر المال غير أهله عليها نصف عذاب الأمّة) يعني أن المرأة إذا أتت بولد من زنا ونسبته إلى زوجاه ليلحق به ويرثه عليها عذاب عظيم لا يوصف قدره فليس المراد النصف حقيقة (عب) عن ثوبان مولى المصطفى

(أن الذي أنزل الداء) أي المرض وهو الله سبحانه وتعالى (أنزل الشفاء) أي ما يستشفى به من الأدوية فيندب التداوي لأنه ما من داء إلا وله دواء فإن تركه توكلاً على الله فهو فضيلة ولكن التداوي مع التوكل أفضل (ك) عن أبي هريرة

(أن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ويفرق بين اثنين) يحتمل أن المراد يفرق بالجلوس بينهما (بعد خروج الإمام) أي من مكانه ليصعد المنبر للخطبة (كالجار قصبه) بضم القاف وسكون الصاد المهملة أي أمعاءه أي مصارينه (في النار) أي له في الآخرة عذاب شديد مثل عذاب من يجر أمعاءه في النار بمعنى أنه يستحق ذلك قال المناوي فيحرم تخطي الرقاب والتفريق انتهى واعتمد الرملي في تخطي الرقاب أنه مكروه ووافقه الخطيب الشربيني فقال يكره تخطي الرقاب إلا لإمام أو رجل صالح يتبرك به ولا يتأذى الناس بتخطيه والحق بعضهم بالرجل العظيم ولو في الدنيا قال لأن الناس يتسامحون بتخطيه ولا يتأذون به أو واجد فرجة لا يصيبها إلا بتخطي واحد أو اثنين أو أكثر ولم يرج سدها فلا يكره له وإن وجد غيرها لتقصير القوم بإخلائها لكن يسن له إن وُجد غيرها أن لا يتخطى فإن رجا سدّها كان رجا أن يتقدم أحد إليها إذا أقيمت الصلاة كره (حم طب ك) عن الأرقم

(أن الذي يأكل أو يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر) بضم المثناة التحتية وفتح الجيم الأولى وسكون الراء بعدها جيم مكسورة أي يردّدا ويصب (في بطنه نار جهنم) بنصب نار على أنه مفعول به والفاعل ضمير الشارب والجرجرة بمعنى الصب وجاء الرفع على أنه فاعل والجرجرة تصوت في البطن أي تصوت في بطن نار جهنم وفي الحديث تحريم الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة على كل مكلف رجلاً كان أو امرأة ويلحق بهما ما في معناهما مثل التطيب والاكتحال وسائر وجوه الاستعمالات وكما يحرم استعمال ما ذكر يحرم اتخاذه بدون استعمال (م هـ) عن أم سلمة زاد (طب) إلا أن يتوب أي توبة صحيحة عن استعماله فلا يعذب العذاب المذكور

(أن الذي ليس في جوفه) أي في قلبه (شيء من القرآن) ويحتمل أن المراد عدم العمل به فجوف الإنسان الخالي عما لابد منه من التصديق والاعتقاد

ص: 54

الحق كالبيت الخرب (حم ت ك) عن ابن عباس قال المناوي وصححه الترمذي والحاكم ورد عليهما

(أن الدين يصنعون هذه الصور) أي التماثيل ذات الأرواح (يعذبون يوم القيامة) أي في نار جهنم (فيقال لهم أحيوا ما خلقتم) هذا أمر تعجيز أي اجعلوا ما صورتم حيا ذا روح وهم لا يقدرون على ذلك فهو كناية عن دوام تعذيبهم واستشكل بأن دوام التعذيب إنما يكون للكفار وهؤلاء قد يكونون مسلمين وأجيب بأن المراد الزجر الشديد بالوعيد بعقاب الكافر ليكون أبلغ في الارتداع وظاهره غير مراد وهذا في حق غير المستحل أما من فعله مستحلاً فلا إشكال فيه لأنه كافر مخلد (ق ن) عن ابن عمر بن الخطاب

(أن الماء طهور) أي مطهر (لا ينجسه شيء) أي مما اتصل به من النجاسة ومحله إذا كان قلتين فأكثر ولم يتغير وسببه عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقال له أنه يستقي لك من بئر بضاعة بضم الباء وكسرها بئر معروف بالمدينة وهي يلقى فيها لحوم الكلاب والحيض بكسر الحاء المهملة وفتح المثناة التحتية أي خرق الحيض وفي رواية المحائض أي الخرق التي يمسح بها دم الحيض وعذر الناس بفتح العين المهملة وكسر الذال المعجمة جمع عذرة وهي الغائط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الماء فذكره (حم شقط هق) عن أبي سعيد الخدري قال المناوي وحسنه الترمذي وصححه أحمد فبقى ثبوته ممنوعاً

(أن الماء لا ينجسه شيء) أي شيء نجس وقع فيه إذا كان قلتين فأكثر (إلا ما) أي نجس (غلب على ريحه وطعمه ولونه) أي فإذا تغير أحد هذه الأوصاف الثلاثة فهو نجس (هـ) عن أبي أمامة) وهو حديث ضعيف

(أن الماء لا يجنب) بضم المثناة التحتية وكسر النون ويجوز فتحها مع ضم النون قال النووي والأول أفصح وأشهر لا ينتقل هل حكم الجنابة وهو المنع من استعماله باغتسال الغير منه وهذا قاله لميمونة اغتسلت من جفنة أي قصعة كما في رواية فجاء صلى الله عليه وسلم أي ليغتسل منها أو ليتوضأ فقالت أني كنت جنباً توهماً منها أن الماء صار مستعملاً وفي أبي داود نهى أن يتوضأ الرجل بفضل وضوء المرأة قال الخطابي وجه الجمع بين الحديثين أن ثبت هذا أن النهي إنما وقع عن التطهير بفضل ما تستعمله المرأة من الماء وهو ما سال أو فضل عن أعضائها عند التطهير به دون الفضل الذي يستقر في الإناء ومن الناس من يجعل النهي في ذلك على الاستحباب دون الإيجاب وكان ابن عمر يذهب إلى أن النهي إنما هو إذا كانت جنباً أو حائضاً فإذا كانت طاهرة فلا بأس به (دت هـ حب ك هق) عن ابن عباس بأسانيد صحيحة

(أن المؤمن (ليدرك بحسن الخلق) قال عبد الله بن المبارك هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى (درجة القائم الصائم) قال العلقمي أعلى درجات الليل القيام في التهجد وأعلى درجات النهار الصيام في شدة الهواجر وصاحب الخلق الحسن يدرك ذلك بسبب حسن خلقه (هـ حب) عن عائشة

(أن المؤمن تخرج نفسه من بين جنبيه) أي تنزع روحه

ص: 55

من جسده بغاية الألم ونهاية الشدة (وهو يحمد الله تعالى) رضاء بما قضاه ومحبة في لقائه (هب) عن ابن عباس

(أن المؤمن يضرب وجهه بالبلاء كما يضرب وجه البعير) قال المناوي مجاز عن كثرة إيراد أنواع المصائب وضروب الفتن والمحن عليه لكرامته على ربه لما في الابتلاء من تمحيص الذنوب ورفع الدرجات (خط) عن ابن عباس وإسناده ضعيف

(أن المؤمن ينضي شيطانه) بمثناة تحتية مضمومة ونون ساكنة وضاد معجمة مكسورة أي يجعله منضوا أي ممهزولاً سقيماً لكثرة إذلاله له وجعله أسيراً تحت قهره بملازمته ذكر الله تعالى واتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه لأن من أعز سلطان الله أعز سلطانه وسلطه على عدوه وصيره تحت حكمه (كما ينضى أحدكم بعيره في السفر) قال في النهاية النضو الدابة التي أهزلتها الأسفار وأذهبت لحمها (حم) والحكيم الترمذي (وابن أبي الدنيا) أبو بكر (في) كتاب (مكائد الشيطان عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف

(أن المؤمن إذا أصابه السقم) بضم فسكون وبفتحتين أي المرض وفي نسخة سقم (ثم أعفاه الله منه) أي بأن لم يكن ذلك مرض موته وفي رواية ثم أعفى بالبناء للمفعول (كان) أي مرضه (كفارة لما مضى) من ذنوبه (وموعظة له فيما يستقبل) قال المناوي لأنه لما مرض عقل أن سبب مرضه ارتكابه الذنوب فتاب منها فكان كفارة لها (وأن المنافق إذا مرض ثم أعفى) بالبناء للمفعول أي عافاه الله من مرضه (كان كالبعير عقله أهله) أي أصحابه (ثم أرسلوه) أي أطلقوه من عقاله (فلم يدر لم عقلوه) أي لأي شيء فعلوا به ذلك (ولم يدر لم أرسلوه) أي فهو لا يتذكر الموت ولا يتعظ بما حصل له ولا يستيقظ من غفلته قال المناوي لأن قلبه مشغول بحب الدنيا ومشغول بلذاتها وشهواتها ولا ينجع فيه سبب الموت ولا يذكر حسرة الفوت انتهى فيحتمل أن المراد بالنفاق النفاق الحقيقي ويحتمل أن المراد العملي (د) عن عامر الرامي) بياء بعد الميم ويقال بحذف الياء وهو الأكثر سمى بذلك لأنه كان حسن الرمي وكان أرمى العرب وأوله كما في أبي داود عن عامر الرامي قال أني ببلادنا إذ رفعت لنا رايات وألوية فقلت ما هذا قالوا هذا لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وهو تحت شجرة قد بسط له كساء وهو جالس عليه وقد اجتمع عليه أصحابه فجلست إليهم فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسقام فقال أن المؤمن فذكره وبعد لفظ النبوة فقال رجل ممن حوله يا رسول الله وما الأسقام والله ما مرضت قط فقال قم عنا فلست منا أي لست على طريقتنا وعادتنا فبينما نحن عنده إذ أقبل رجل عليه كساء وفي يده شيء قد التف بعض الكساء عليه فقال يا رسول الله أني لما رأيتك أقبلت فمررت بغيضة شجر فسمعت فيها أصوات فراخ طائر فأخذتهن فوضعتهن في كساءي فجاءت أمهن فاستدارت على رأسي فكشفت لها عنهم فوقعت عليهم معي فلففتهن بكسائي فهن أولاي معي قال ضعهن عنك فوضعهن وابت أمهن إلا لزومهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه أتعجبون لرحم أم الأفراخ فراخها ورحم

ص: 56

بضم الراء يعني الرحمة قالوا نعم يا رسول الله قال والذي بعثني بالحق الله أرحم بعباده من أم الأفراخ ارجع بهن حتى تضعهن من حيث أخذتهن وأمهن معهن فرجع بهن (تنبيه) إذا أرسل الشخص صيداً مملوكاً لم يجز لما فيه من التشبيه بفعل الجاهلية وقد قال الله تعالى ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولأنه قد يختلط بالمباح فيصاد ولم يزل ملكه عنه وإن قصد بذلك التقرب إلى الله تعالى ويستثنى من عدم الجواز ما إذا خيف على ولده بحبس ما صاده منها فيجب الإرسال صيانة لروحه ويشهد له حدحيث الغزالة التي أطلقها النبي صلى الله عليه وسلم من أجل أولادها لما ساتجارت به حديثها عن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحراء فإذا مناد يناديه يا رسول الله فالتفت فلم ير أحداً ثم التفت فإذا ظبية موثقة فقالت إدن مني يا رسول الله فدنا منها فقال ما حاجتك فقالت أن لي خشفين في هذا الجبل فحلني حتى أذهب فأرضعهن وارجع إليك قال وتفعلين قالت عذبني الله عذاب العشار إلن لم أفعل فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها فانتبه الأعرابي فقال ألك حاجة يا رسول الله قال تطلق هذه فأطلقها فخرجت تعدو وهي تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله

(أن المؤمن لا ينجس) زاد الحاكم في روايته حياً ولا ميتاً وتمسك بمفهوم الحديث بعض أهل الظاهر فقال أن الكافر نجس العين وقواه بقوله تعالى إنما المشركون نجس وأجاب الجمهور عن الحديث بأن المراد أن المؤمن طاهر الأعضاء لاعتياده مجانبة النجاسة بخلاف المشرك لعدم تحفظه من النجاسة وعن الآية أنه نجس الاعتقاد وأنه يجتنب كما يجتنب النجس وحجتهم أن الله تعالى أباح نكاح نساء أهل الكتاب ومعلوم أن عرقهن لا يسلم منه من يضاجعهن ومع ذلك فلم يجب عليه من غسل الكتابية الأمثل ما يجب عليه من غسل المسلمة فدل على أن الآدمي ليس بنجس العين إذ لا فرق بين النساء والرجال وفي قوله حياً ولا ميتاً رد على أبي حنيفة في قوله ينجس بالموت (ت ع) عن أبي هريرة (حم م دن هـ) عن حذيفة (ت) عن ابن مسعود (طب) عن أبي موسى الأشعري

(أن المؤمن يجاهد بسيفه) أي الكفار (ولسانه) أي الكفار وغيرهم من الكفار والملحدين والفرق الزائغة بإقامة البراهين أو المراد بجهاد اللسان هجر الكفر وأهله وهذا أقرب وسببه عن كعب بن مالك قال لما نزل والشعراء يتبعهم الغاوون قلت يا رسول الله ما ترى في الشعر فذكره (حم طب) عن كعب بن مالك ورجال أحمد رجال الصحيح

(أن المؤمنين يشدد عليهم) أي بإصابة البلايا والأمراض والمصائب ونحوها (لأنه لا يصيب المؤمن نكبة) بالنون والكاف والموحدة هي ما يصيب الإنسان من الحوادث (من شوكة فما فوقها ولا وجع إلا رفع الله له به) أي بما أصيب به (درجة) أي في الجنة (وحط عنه) بها (خطيئة) أي ذنباً ولا مانع من كون الشيء الواحد رافعاً للدرجات واضعاً للخطايا (ابن سعد في الطبقات (ك هب) كلهم (عن عائشة) وهو حديث ضعيف

• (أن

ص: 57

المتحابين في الله في ظل العرش) أي يكونون يوم القيامة حين تدنو الشمس من الرؤوس ويشتد الحر على أهل الموقف في ظله والكلام في المؤمنين (طب) عن معاذ بن جبل

(أن المتشدقين) بالمثناة من فوق والشين المعجمة والدال المهملة أي المتوسعين في الكلام من غير احتياط واحتراز وقيل أراد المستهزئ بالناس يلوي شدقه بهم وعليهم (في النار) أي سيكونون في نار جهنم جزاء لهم بازدرائهم لخلق الله تعالى وتكبرهم عليهم بمعنى أنهم يستحقون دخولهم (طب) عن أبي أمامة وهو حديث ضعيف (أن المجالس أي أهلها (ثلاثة) أي على ثلاثة أنواع (سالم) أي من الإثم (وغانم) أي للأجر (وشاحب) بشين معجمة وحاء مهملة أي هالك آثم زاد في رواية فالغانم الذاكر والسالم الساكت والشاحب الذي يشعب بين الناس (حم ع حب) عن أبي سعيد الخدري

(أن المختلعات) أي اللاتي يطلبن الخلع والطلاق من أزواجهن بلا عذر شرعي (والمنتزعات بمعنى ما قبله (من المنافقات) أي نفاقاً عملياً فالمراد الزجر والتهويل فيكره للمرأة طلب الخلع أو الطلاق بغير عذر شرعي (طب) عن عقبة بن عامر وإسناده حسن

(أن المرء كثير بأخيه وابن عمه) أي ينقوي بنصرتهما ويعتضد بمعونتهما (ابن سعد عن عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب الجواد المشهور

(أن المرأة خلقت من ضلع) بكسر الضاد المعجمة وفتح اللام قال المناوي وقد تسكن أي لأن أمهن حواء خلقت من ضلع آدم عليه الصلاة والسلام (لن تستقيم لك على طريقة) أي طريقة مرضية لك أيها الرجل (فإن استمعت بها استمت بها وبها عوج وإن ذهبت تقيمها) أي إن قصدت أن تسوى عوجها وأخذت في الشروع في ذلك (كسرتها وكسرها طلاقها) يعني أن كان لابد من الكسر فليس لها كسر إلا الطلاق فهو إيماء إلى استحالة تقويمها (م ت) عن أبي هريرة

(أن المرأة خلقت من ضلع وأنك إن ترد إقامة الضلع تكسرها) أي أن ترد إقامة المرأة تكسرها وكسرها طلاقها (فدارها تعش بها) أي لاينها ولاطفها فبذلك تبلغ مرامك منها من الاستمتاع وحسن العشرة (حم طب ك) عن سمرة بن جندب وهو حديث صحيح

(أن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان) قال العلقمي معناه أن الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الفتنة بها لما جعل الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والإلتذاذ بنظرهن فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه (فإذا رأى أحدكم امرأة أي أجنبية فأعجبته فليأت أهله) أي فليجامع حليلته (فإن ذلك) أي جماعها (يبرد) بالمثناة التحتية (ما في نفسه) أي يكسر شهوته ويفتر همه وينسيه التلذذ بتصور هيكل تلك المرأة في ذهنه والأمر للندب قال العلقمي وسببه كما في مسلم عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها فقضى حاجته ثم خرج إلى الصحابة فذكره وتمعس بالمثناة الفوقية المفتوحة ثم ميم ساكنة ثم عين مهملة مفتوحة ثم سين مهملة أي تدلك ومنيئة بميم

ص: 58

مفتوحة ثم نون مكسورة ثم مثناة تحتية ساكنة ثم همزة مفتوحة بوزن كريمة هي الجلد أول ما يوضع في الدباغ قال الكسائي يسمى منيئة ما دام في الدباغ (حم م د) عن جابر بن عبد الله

(أن المرأة تنكح لدينها ومالها وجمالها فعليك بذات الدين) أي احرص على تحصيل صاحبة لدين الصالحة للاستمتاع بها (تربت يداك) أي افتقرتا إن لم تفعل (حم م ت) عن جابر بن عبد الله (أن المسألة) أي الطلب من الناس أن يعطوه من مالهم شيئاً صدقة أو نحوها (لا تحل إلا لأحد ثلاثة) هو صادق بالواجب وذلك فيما إذا اضطر إلى السؤال (لذي دم موجع) قال المناوي وهو أن يتحمل دية فيسعى فيها حتى يؤديها إلى أولياء المقتول فإن لم يؤدها قتل فيوجعه القتل (أو لذي غرم مفظع) بضم الميم وسكون الفاء وظاء معجمة وعين مهملة أي شنيع شديد (أو لذي فقر مدقع) بدال مهملة وقاف أي شديد يفضي بصاحبه إلى الدقعا وهو اللصوق بالتراب وقيل هو سوء احتمال الفقر وذا قاله في حجة الوداع وهو واقف بعرفة فأخذ أعرابي بردائه فسأله فأعطاه ثم ذكره (حم ع) عن أنس وإسناده حسن

(أن المسجد لا يحل) أي المكث فيه (لجنب ولا حائض) أي ولا نفساً قال المناوي فيحرم عند الأئمة الأربعة ويباح العبور انتهى وقال العلقمي يحرم على الجنب اللبث في المسجد ويجوز له العبور من غير لبث سواء كان له حاجة أم لا وحكى ابن المنذر مثل هذا عن ابن مسعود وابن عباس وسعيد بن المسيب وابن جبير والحسن البصري وعامر بن دينار ومالك بن أنس وحكى عن سفيان الثوري وأبي حنيفة وأصحابه واسحاق بن راهويه أنه لا يجوز له العبور إلا إذا لم يجد بداً منه فيتوضأ ثم يمر وقال أحمد يحرم المكث ويباح العبور للحاجة لا لغيرها قال المزني وداود وابن المنذر يجوز للجنب المكث في المسجد مطلقاً وحكاه الشيخ أبو حامد عن زيد بن أسلم (هـ) عن أم سلمة أم المؤمنين

(أن المسلم إذا أعاد أخاه المسلم) أي زاره في مرضه (لم يزل في مخرفة الجنة) بفتح الميم والراء بينهما خاء معجمة ساكنة أي في بساتينها وثمارها شبه صلى الله عليه وسلم ما يحوزه عائد المريض من الثواب بما يجوزه المخترف من الثمار وقيل المخرفة الطريق أي أنه على طريق يؤديه إلى طريق الجنة (حتى يرجع) أي الثواب حاصل للعائد من حين يذهب للعيادة حتى يرجع إلى محله (حم م ت) عن ثوبان

(أن المظلومين) أي في الدنيا (هم المفلحون يوم القيامة أي هم الفائزون بالأجر الجزيل والنجاة من النار وللحرق بالأبرار (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب) أي في كتابه الذي ألفه فيه (ورسته) بضم الراء وسكون المهملة (في) كتاب (الإيمان له عن أبي صالح) عبد الرحمن بن قيس (الحنفي) بفتح الحاء والنون نسبة إلى بني حنيفة (مرسلاً) فإنه تابعي

(أن المعروف) أي الخير والرفق والإحسان (لا يصلح إلا لذي دين) بكسر الدال المهملة أي لصاحب إيمان كامل (أو لذي حسب) بفتحتين أي لصاحب مأثرة حميدة ومناقب شريفة (أو لذي حلم) بكسر الحاء المهملة وسكون اللام أي صاحب تثبت

ص: 59

واحتمال وإناءة قال المناوي يعني أن المعروف لا يصدر إلا ممن هذه صفاته انتهى ويحتمل أن المراد لا يصلح فعل المعروف إلا مع من اتصف بهذه الصفات لكن يعارض هذا بأن فعل المعروف مطلوب من كل أحد سواء كان أهلاً للمعروف أم لا (طب) وابن عساكر عن أبي أمامة وهو حديث ضعيف

(أن المعونة تأتي من الله للعبد على قدر المؤنة) أي فلا يخشى الإنسان الفقر من كثرة العيال فإن الله يعينه على مؤنتهم بل يندب له تكثيرهم اعتماداً على الله تعالى (وأن الصبر يأتي من الله) أي للعبد المصاب (على قدر المصيبة) أي فإن عظمت المصيبة أفرغ الله عليه صبراً كثيراً لطفاً منه تعالى لئلا يهلك جزعاً منه وإن خفت أفرغ عليه بقدرها (الحكيم والبزار والحاكم في) كتاب (الكنى) والألقاب (هب) كلهم (عن أبي هريرة بإسناده حسن

(أن المقسطين) أي العادلين عند الله يوم القيامة (على منابر من نور) هو على حقيقته وظاهره (عن يمين الرحمن) قال النووي هو من أحاديث الصفات أما أن نؤمن بها ولا نتكلم بتأويل ونعتقد أن ظاهرها غير مراد ونعتقد أن لها معنى يليق بالله تعالى أو نؤول ونقول أن المراد بكونه عن اليمين الحالة والمنزلة الرفيعة (وكلتا يديه يمين) قال المناوي فيه تنبيه على أنه ليس المراد باليمين الجارحة تعالى الله عن ذلك فإنها مستحيلة في حقه تعالى (الذين يعدلون في حكمهم) أي هم الذين يحكمون بالحق فيما قلدوا من خلافة أو أمارة أو قضاء (وأهليهم أي من أزواج وأولاد وأقارب وأرقاء أي بالقيام بمؤنتهم والتسوية بينهم (وما ولوا) بفتح الواو وبضم اللام المخففة أي ما كانت لهم عليه ولاية كنظر على وقف أو يتيم وروى ولوا بشدة اللام مبنياً للمفعول أي جعلوا والين عليه (حم م ن) عن ابن عمرو بن العاص

(أن المكثرين هم المقلون يوم القيامة) قال العلقمي المراد الإكثار من المال والإقلال من ثواب الآخرة وهذا في حق من كان مكثراً ولم يتصدق كما دل عليه قوله (إلا من أعطاه الله تعالى خيراً) أي مالاً حلالاً (فنفح فيه) بنون وفاء ومهملة أي أعطى كثيراً بلا تكلف (يمينه وشماله وبين يديه ووراءه) يعني ضرب يديه بالعطاء ليبر الجهات الأربع ولم يذكر الفوق والتحت لندرة الإعطاء منهما (وعمل فيه خيراً) أي حسنة بأن صرفه في وجوه البر أما من أعطى ما لا ولم يعمل فيه ما ذكر فمن الهالكين قال العلقمي وفي سياقه جناس تام في قوله أعطاه الله خيراً وفي قوله عمل فيه خيراً فمعنى الخير الأول المال والثاني الحسنة (ق ن) عن أبي ذر الغفاري

(أن الملائكة) قال المناوي في رواية بما يصنع ووضع أجنحتها عبارة عن توقيره وتعظيمه ودعائها له (الطيالسي عن صفوان بن عساسل) بمهملتين المرادي وإسناده حسن

(أن الملائكة لتصافح) أي بأيديها أيدي (ركاب

ص: 60

الحجاج) بضم الراء وشدة الكاف أي حجاً مبروراً قال العلقمي قال في المصباح وصافحته مصافحة أفضيت بيدي إلى يده وقال في النهاية لمصافحة مفاعلة وهي الصاق صفحة الكف بالكف وإقبال الوجه على الوجه (وتعتنق المشاة) منهم أي تضم وتلتزم مع وضع الأيدي على العنق وفي نسخة وتعانق المشاة قال العلقمي قال في المصباح وعانقت عناقاً وتعانقت واعتنقت وتعانقاً وهو الضم والالتزام مع وضع الأيدي على العنق (هب عن عائشة وإسناده ضعيف

(أن الملائكة لتفرح) أي ترضى وتسر (بذهاب الشتاء) أي بانقضاء زمن البرد (رحمة) منهم (لما يدخل على فقراء المسلمين) فيه (من الشدة) أي مشقة البرد لفقدهم ما يتقونه به ومشقة التطهر بالماء البارد عليهم وفي رواية رحمة للمساكين قال العلقمي ويستعمل الفرح في معان أحدها الأشر والبطر وعليه قوله تعالى أن الله لا يحب الفرحين الثاني الرضى وعليه قوله تعالى كل حزب بما لديهم فرحون الثالث السرور وعليه قوله تعالى فرحين بما آتاهم الله من فضله والمراد سرور الملائكة بذهاب الشدة عن هذه الأمة (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف

(أن الملائكة) أي ملائكة الرحمة والبركة لا الحفظة فإنهم لا يفارقون المكلف (لا تدخل بيتاً فيه تماثيل أو صورة) أي صورة حيوان تام الخلقة لحرمة التصور ومشابهته لبيت الأوثان والمراد بالأول الأصنام وبالثاني صورة كل ذي روح وقيل الأول للقائم بنفسه المستقل بالشكل والثاني للمنقوش على نحو ستر أو جدار (حم ت حب) عن أبي سعيد (أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب) قال العلقمي قال شيخنا قيل هو على عمومه ورجحه القرطبي والنووي وقيل يستثنى منه الكلاب التي أذن في اتخاذها وهي كلاب الصيد والماشية والزرع والسبب في ذلك قيل نجاسة الكلاب وقيل كونها من الشياطين (ولا صورة) أي لأن الصور عبدت من دون الله وفي تصويرها منازعة لله تعالى لأنه المنفرد بالخلق والتصوير (هـ) عن علي

(أن الملائكة) أي الملائكة التي تنزل بالرحمة والبركة إلى الأرض (لا تحضر) قال العلقمي يحتمل أن يكون التقدير لا تحضر (جنازة الكفار بخير) ببشر ومهابة بل يوعدونهم بالعذاب الشديد والهوان الوبيل ويحتمل أن الباء في قوله بخير ظرفية بمعنى في كقوله تعالى نجيناهم بسحر أي في سحر أي لا تحضر الملائكة جنازة الكافر إلا في حضور نزول بؤس به انتهى وقال المناوي لا تحضر جنازة الكافر بخير فعل معه فستره وأنكره (ولا المتضمخ بالزعفران) أي المتلطخ به لأنه متلبس بمعصية حتى يقلع عنها أو لأنها تكره رائحته أو رؤية لونه (ولا الجنب) أي لا تدخل البيت الذي فيه جنب قال ابن رسلان يحتمل أن يراد به الجنابة من الزناء وقيل الذي لا تحضره الملائكة هو الذي لا يتوضأ بعد الجنابة وضواً كاملاً وقيل هو الذي يتهاون في غسل الجنابة فيمكث من الجمعة إلى الجمعة لا يغتسل إلا للجمعة ويحتمل أن يراد به الجنب الذي لم يستعذ بالله من الشيطان عند الجماع ولم يقل ما وردت به

ص: 61

السنة اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقنا فإن لم يقله تحضره الشياطين ومن حضرته الشياطين تباعدت عنه الملائكة وسببه عن عمار بن ياسر قال قدمت على أهلي ليلاً وقد تشققت يداي من كثرة العمل فخلقوني بزعفران فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت فلم يرد علي السلام ولم يرحب بي وقال اذهب فاغسل هذا عنك فذهبت فغسلته ثم جئت وقد بقي عليّ منه ردع بالدال والعين المهملتين أي لطخ من بقية لون الزعفران لم يعمه كل الغسل فسلمت فلم يرد عليّ ولم يرحب بي وقال اذهب فاغسل هذا عنك فذهبت فغسلته ثم جئت فسلمت عليه فرد علي ورحب بي وقال أن الملائكة فذكره (حم د) عن عمار بن ياسر رضي الله عنه

(أن الملائكة لا تزال تصلي على أحدكم) أي تستغفر له (ما دامت مائدته موضوعة) أي مدة دوام وضعها لأكل الضيفان ونحوهم (الحكيم) الترمذي (عن عائشة) وإسناده ضعيف

(أن الملائكة صلت على آدم) أي بعد موته صلاة الجنازة (فكبرت عليه أربعاً) أي بعد أن غسلوه وكفنوه ثم بعد دفنه قالوا هذه سنتكم في موتاكم يا بني آدم (الشيرازي عن ابن عباس

(أن الموت فزع) بفتح الزاي مصدر جرى مجرى الوصف للمبالغة أو فيه تقدير أي ذو فزع أي خوف وهول ورهب (فإذا رأيتم الجنازة فقوموا) قال النووي هذا منسوخ عند الجمهور ثم اختار عدم نسخه وأنه مستحب انتهى ويؤيد النسخ ما في مسلم عن لي أنه صلى الله عليه وسلم قام للجنازة ثم قعد وما في أبي داود عن عبادة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم للجنازة مر به حبر من اليهود فقال هكذا نفعل فقال اجلسوا وخالفوهم ويؤيد عدم النسخ ما في رواية الحاكم إنما قمنا للملائكة وله من وجه آخر إنما تقومون إعظاماً للذي يقبض الأرواح فهذا تعليل من الشارع مقدم على كل تعليل وعلى عدم النسخ مشى المناوي فإنه قال الأمر للإباحة أي أن شئتم فقوموا لتهويل الموت والتنبيه على أنه أمر فظيع وخطب شديد لا لتبجيل الميت وتعظيمه وقعود المصطفى لما مرت به لبيان الجواز (حم م د) عن جابر

(أن الموتى) يعني بعضم (ليعذبون في قبورهم حتى أن البهائم لتسمع أصواتهم) قال المناوي لأن لهم قوة يثبتون بها عند سماعه أو لعدم إدراكهم لشدة كرب الموت فلا ينزعجون بخلافنا (طب) عن ابن مسعود وإسناده حسن بل قيل صحيح

(أن الميت ليعذب ببكاء الحي) أي البكاء المذموم بأن اقترن بنحو ندب أو نوح لا بمجرد دمع العين ومحله إذا أوصاهم بفعله كما هو عادة الجاهلية كقول طرفة بن العبد لزوجته.

إذا مت فانعيني بما أنا أهله

• وشقى علي الجيب يا ابنت معبد

(ق) عن عمر بن الخطاب

(أن الميت يعرف) أي يدرك ولو أعمى (من يحمله ومن يغسله ومن يدليه في قبره) ومن يكفنه ومن يلحده ومن يلقنه قال المناوي لأن الموت ليس بعدم محض والشعور باق حتى بعد الدفن (حم) عن أبي سعيد الخدري

ص: 62

(ن الميت إذا دفن سمع خفق نعالهم) أي قعقعة نعال المشيعين له (إذا ولوا عنه منصرفين) قال المناوي في رواية مدبرين وفي رواية بزيادة فإن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه والصيام عن يمينه والزكاة عن يساره وفعل الخيرات عند رجليه (طب) عن ابن عباس ورجاله ثقات

(أن الناس) أي المطيقين لإزالة المنكر مع سلامة العاقبة (إذا رأو الظالم) أي علموا بظلمه (ولم يأخذوا على يديه) أي لم يمنعوه من الظلم أو المنكر (أو شك) بفتح الهمزة والشين المعجمة أي قارب أو أسرع (أن يعمهم الله بعقاب منه) أما في الدنيا أو الآخرة أو فيهما لتضييع فرض الله بلا عذر فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية إذا قام به بعض الناس سقط الحرج عن الباقين وإذا تركه الجميع أثم كل من تمكن منه بلا عذر (د ت هـ) عن أبي بكر الصديق وإسناده صحيح

(أن الناس دخلوا في دين الله) أي في الإسلام (أفواجاً) أي زمراً أمة بعد أمة (سيخرجون منه أفواجاً) كما دخلوا فيه كذلك وذلك في أخر الزمان عند وجود الأشراط (حم) عن جابر وإسناده حسن

(أن الناس لكم تبع) أي تابعون فوضع المصدر موضعه مبالغة والخطاب في قوله لكم للصحابة (وأن رجالاً يأتونكم) عطف على الناس (من أقطار الأرض) أي جوانبها (يتفقهون في الدين) جملة استئنافية لبيان علة الإتيان أو حال من الضمير المرفوع في يأتونكم قال العلقمي وهو أقرب إلى الذوق (فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيراً) أي اقبلوا وصيتي فيهم وافعلوا بم خيراً ولهذا كان جمع من أكابر السلف إذا دخل على أحدهم غريب طالب علم يقول مرحباً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم (ت هـ) عن أبي سعيد وهو حديث ضعيف

(أن الناس يجلسون من الله تعالى يوم القيامة) أي من كرامته ورحمته (على قدر رواحهم إلى الجمعات) أي على حسب غدوهم إليها فالمبكرون في أول ساعة أقربهم إلى الله ثم من يليهم وهكذا (الأول ثم اثاني ثم الثالث ثم الرابع) أي وهكذا وفي الحديث الحث على التبكير إلى الجمعة وأن مراتب الناس بحسب أعمالهم (هـ) عن ابن مسعود بإسناد حسن

(أن الناس لا يرفعون شيئاً) أي بغير حق أو فوق منزلته التي يستحقها (إلا وضعه الله تعالى) أي في الدنيا أو في الآخرة (هب) عن سعيد بن المسيب (مرسلاً) بفتح السين وكسرها

(أن الناس لم يعطوا شيئاً) أي من الخصال الحميدة (خيراً من خلق حسن) بضم اللام أي لأن حسن الخلق الذي هو تحمل أذى الناس وملاينتهم وملاطفتهم برفع صاحبه إلى منازل الأبرار في الآخرة وفي هذه الدار (طب) عن أسامة بن شريك الثعلبي) بمثلثة ومهملة

(أن النبي لا يموت حتى يؤمه بعض أمته) أي يتقدمه موتاً أو المراد لا يموت حتى يصلي به بعض أمته إماماً وقد أم المصطفى أبو بكر وابن عوف (حم) عن أبي بكر

(أن النذر) بمعجمة وهو لغة الوعد بخير أو شر وشرعا قيل الوعد بخير خاصة وقيل التزام قربة لم تكن واجبة عيناً (لا يقرب) بالتشديد (من ابن آدم شيئاً)

ص: 63

لم يكن الله تعالى قدره له) أي لا يسوق إليه خيراً لم يقدر له ولا يرد عنه شراً قضى عليه (ولكن النذر يوافق القدر) بالتحريك أي قد يصادف ما قدره الله في الأزل بأن يحصل ما علق النذر عليه (فيخرج ذلك) أي كونه وافق القدر (من مال البخيل ما لم يكن البخيل يريد أن يخرج) أي فالنذر لا يغني شيئاً واختلف في النذر هل هو مكروه أو قربة فعن نص الشافعي أنه مكروه وجزم به النووي في مجموعه وقال أنه منهي عنه وقال القاضي والمتبولي والغزالي أنه قربة وهو قضية قول الرافعي النذر تقرب فلا يصح من الكافر وقول النووي النذر عمداً في الصلاة لا يبطلها في الأصح لأنه مناجاة لله تعالى كالدعاء وأجيب على النهي بحمله على من ظن أنه لا يقوم بما التزمه وقال ابن الرفع الظاهر أنه قربة في نذر التبرر دون غيره (م هـ) عن أبي هريرة

(أن النذر لا يقدم شيئاً ولا يؤخر) شيئاً من المقدور (وإنما يستخرج به من البخيل) أي من ماله (حم ك) عن ابن عمر بن الخطاب قال الحاكم على شرطهما وأقروه

(أن النهبة لا تحل) بضم النون وسكون الهاء هي اسم للمنهوب من غنيمة أو غيرها لكن المراد هنا الغنيمة بقرينة السبب والانتهاب الغلبة على المال بالقهر لأن الناهب إنما يأخذ ما يأخذه على قدر مؤنته لا على قدر استحقاقه فيؤدي ذلك إلى أن يأخذ بعضهم فوق حظه ويبخس بعضهم حقه وإنما لهم سهام معلومة للراكب ثلاثة أسهم سهم له وسهمان للفرس وللراجل سهم واحد فإذا انتهبوا الغنيمة بطلت القسمة وعدمت التسوية ويستثنى من حرمة الانتهاب انتهاب النثار في العرس لما روى البيهقي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم حضر في أملاك فأتى بأطباق عليها جوز ولوز وتمر فنثرت فقبضنا أيدينا فقال ما لكم لا تأكلون فقالوا أنك نهيت عن النهبى فقال إنما نهيتكم عن نهبى العساكر فخذوا على اسم الله قال فجاذبنا وجاذبناه وسبب حديث الباب عن ثعلبة بن الحكم قال أصبنا غنماً للعدو فانتهبناها فنصبنا قدورنا فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقدور فأكفيت ثم قال أن النهبة فذكره (هـ حب ك) عن ثعلبة بن الحكم الليثي ورجاله ثقات

(أن النهبة) أي من الغنيمة ومثلها كل حق للغير لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب (ليست بأحل من الميتة) لأن ما يأخذه المنتهب بقوته واختطافه من حق أخيه الضعيف عن مقاومته حرام كالميتة فليست بأحل منها أي أقل إثماً منها في الأكل بل هما متساويان ولو وجد المضطر الميتة وطعام غيره الغائب وجب عليه أكل الميتة لعدم ضمان الميتة ولأن إباحتها للمضطر منصوص عليها وإباحة أكل مال غيره بلا إذنه ثابتة بالاجتهاد ولأن حق الله تعالى مبني على المسامحة (د) عن رجل من الأنصار وجهالة الصحابي لا تضر لأنهم عدول

(أن الهجرة) أي الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام (لا تنقطع ما دام الجهاد) أي لا ينتهي حكمها مدة بقائه (حم) عن جنادة بضم الجيم ابن أبي أمية الأزدي وإسناده صحيح

(أن الهدى الصالح) بفتح الهاء وسكون

ص: 64

الدال المهملة أي الطريقة الصالحة (والسمت الصالح) بفتح السين المهملة وسكون الميم هو حسن الهيئة والمنظر وأصله الطريق المنقاد (والاقتصاد) أي سلوك القصد في الأمور القولية والفعلية والدخول فيها برفق على سبيل يمكن الدوام عليه (جزء من خمسة وعشرين جزأ من النبوة) أي أن هذه الخصال منحها الله تعالى أنبياءه فاقتدوا بهم فيها وتابعوهم عليها وليس معنى الحديث أن النبوة تتجزأ ولا أن من جمع هذه الخصال كان فيه جزء من النبوة فإن النبوة غير مكتسبة بالأسباب وإنما هي كرامة من الله تعالى لمن أراد إكرامه بها من عباده وقد ختمت بمحمد صلى الله عليه وسلم وانقطعت بعده قال العلقمي وقد يحتمل وجها آخر وهو أن من اجتمعت له هذه الخصال تلقته الناس بالتعظيم والتبجيل والتوقير وألبسه الله عز وجل لباس التقوى الذي تلبسه أنبياؤه فكأنها جزء من النبوة (حم د) عن ابن عباس

(أن الود) بضم الواو أي المودة يعني المحبة (يورث والعداوة تورث) قال المناوي أي يرثها الفروع عن الأصول وهكذا ويستمر ذلك في السلالة جيلاً بعد جيل (طب) عن عفير وإسناده ضعيف

(أن الولد مبخلة) أي يحمل أبويه على البخل بالمال وعدم إنفاقه في وجوه القرب لخشيتهما الموت فيصير فقيراً (مجبنة) مفعلة من الجبن وهو ضد الشجاعة أي يحمل أباه على ترك الجهاد بسببه لخشية القتل فيصير يتيماً (هـ) عن يعلي بن مرة بضم الميم وإسناده صحيح

(أن الولد مبخلة مجبنة مجهلة) أي يحمل أباه على ترك الرحلة في طلب العلم والجد في تحصيله والانقطاع لطلبه لاهتمامه بما يصلح شأنه من نفقة أو نحوها (محزنة) أي يحمل أبويه على الحزن لنحو مرضه قال العلقمي وسببه كما في ابن ماجه عن يعلي العامري أنه جاء الحسن والحسين يسعيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فضمهما إليه وقال أن الولد فذكره (ك) عن الأسود بن خلف بن عبد يغوث القرشي (طب) عن خولة بنت حكيم وإسناده صحيح

(أن اليدين يسجدان كما يسجد الوجه) أي يطلب السجود على اليدين كما يطلب السجود على الجبهة (فإذا وضع أحدكم وجهه) يعني جبهته على موضع سجوده (فليضع يديه) أي وجوباً والواجب في الجبهة وضع جزء منها مكشوفاً وفي اليدين وضع جزء من باطن كل كف وأصابعه (وإذا رفعه فليرفعهما) أي ندباً ويضعهما على فخذيه في جلوسه بين سجدتيه (دن ك) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث صحيح

(أن اليهود والنصارى لا يصبغون) أي لحاهم وشعورهم (فخالفوهم) أي واصبغوها ندباص بما لا سواد فيه إما بالسواد فحرام لغير الجهاد قال العلقمي قال شيخنا قال القاضي اختلف السلف من الصحابة والتابعين في الخضاب فقال بعضهم الخضاب أفضل وروى فيه حديث مرفوع في النهي عن تغيير الشيب ولأنه صلى الله عليه وسلم يغير شيبه وروى هذا عن عمر وعلي وأبي بن كعب وآخرين وقال آخرون الخضاب أفضل وخضب جماعة من الصحابة قال وقال الطبري الأحاديث الواردة في الأمر بتغيير الشيب والنهي

ص: 65

عنه كلها صحيحة وليس فيه ناسخ ولا منسوخ ولا تناقض بل الأمر بالتغيير لمن شيبه كشيب أبي قحافة والنهي لمن شمط أي لمن شيبه قليلاً انتهى ما قاله القاضي وقال غيره هو على حالين فمن كان في موضع عادة أهله الصبغ أو تركه فخروجه عن العادة شهرة ومكروه والثاني أن يختلف باختلاف نظافة الشيب فمن كانت شيبته نقية أحسن منها مصبوغة فالترك أولى ومن كانت شيبته تستبشع فالصبغ أولى وقال النووي الأصح الأوفق للسنة وهو مذهبنا استحباب خضاب الشيب للرجل والمرأة بحمرة أو صفرة ويحرم خضابه بالسواد أي لغير الجهاد وإما خضب اليدين والرجلين فلا يجوز للرجال إلا للتداوي (ق د ن هـ) عن أبي هريرة

(أن آدم قبل أن يصيب الذئب) وهو أكله من الشجرة التي نهى عن الأكل منها (كان أجله بين عينيه) يعني كان دائماً متذكراً للموت (وأمله خلفه) أي لا يشاهده ولا يستحضره (فلما أصاب الذنب) أي وقع فيه بأكله من الشجرة (جعل الله تعالى أمله بين عينيه وأجله خلفه فلا يزال) أي الواحد من ذريته (يأمل حتى يموت) أي لا يفارقه الأمل إلى الموت ويشهد لهذا حديث يشيب المرء ويشب معه خصلتان الحرص وطول الأمل (ابن عساكر عن الحسن مرسلاً) وهو البصري رضي الله عنه

(أن آدم خلق من ثلاث تربات) بضم المثناة الفوقية وسكون الراء جمع تربة بمعنى التراب (سوداء وبيضاء وحمراء) بالجر بدل من تربات فمن ثم جاءت بنوه كذلك (ابن سعد عن أبي ذر الغفاري

(أن أبخل الناس) أي من أبخلهم (من ذكرت عنده فلم يصل عليّ) أي لم يطلب لي من الله تعالى رحمة مقرونة بتعظيم لأنه بترك الصلاة عليّ أحرم نفسه من الثواب العظيم لما ورد أن من صلى علي صلاة واحدة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها (الحارث بن أبي أسامة عن عوف بن مالك) وإسناده ضعيف

(أن أبخل الناس من بخل بالسلام) أي بابتدائه أورده لأنه لفظ قليل لا كلفة فيه وأجره جزيل فمن بخل به مع كونه لا كلفة فيه فهو أبخل الناس (وأعجز الناس من عجز عن الدعاء) أي الطلب من الله فمن ترك الطلب مع احتياجه إليه وعدم المشقة عليه فيه بعد أن سمع قول الله تعالى أدعوني استجب لكم فهو أعجز الناس (ع) عن أبي هريرة

(أن أبر البر) أي الإحسان أي من أبره كما في رواية (أن يصل الرجل) أي الإنسان (أهل ودّ أبيه) بضم الواو بمعنى المودة أي من بينه وبين أبيه مودة كصديق وزوجة (بعد أن يولي الأب) بتشديد اللام المكسورة أي بعد موته فيندب صلة أصدقاء الأب والإحسان إليهم وإكرامهم بعد موته كما هو مندوب قبل لأن من بر الأبوين قبل الموت إكرام صديقهما والإحسان إليه ويلحق بالأب أصدقاء الزوجة من النساء والمحارم والمشايخ أي مشايخ الإنسان فإنهم في معنى الآباء بل أعظم حرمة (حم خدم د ت) عن ابن عمر بن الخطاب

(أن إبراهيم حرم بيت الله) الكعبة وما حولها من الحرم (وأمّنه) بتشديد الميم يعني

ص: 66

أظهر حرمته وصيره مأمناً بأمر الله تعالى فإسناد التحريم إليه من حيث التبليغ والإظهار فلا يعارض ما في مسلم من حديث ابن عباس أن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض الحديث وحرم مكة من طريق المدينة على ثلاثة أميال ومن طريق العراق والطائف على سبعة ومن طريق الجعرانة على تسعة ومن طريق جدة على عشرة كما قال بعضهم:

وللحرم التحديد من أرض طيبة

• ثلاثة أميال إذا رمت اتقانه

وسبعة أميال عراق وطائف

• وجدة عشر ثم تسع جعرانه

وزاد الدميري فقال:

ومن يمن سبع وكرر لها اهتدى

• فلم يعد سبل الحل إذ جاء تبيانه

(وأني حرمت المدينة) النبوية (ما بين لابتيها) تثنية لابة وهي الحرة والحرة أرض ذات حجارة سود وللمدينة لابتان شرقية وغربية وهي بينهما فحرمها ما بينهما عرضا وما بين جبليها طولاً وهي عير وثور (لا يقلع عضاهها) بكسر العين المهملة وتخفيف الضاد المعجمة كل شجر فيه شوك أي لا يقطع شجرها (ولا يصاد صيدها) وفي رواية لأبي داود ولا ينفر صيدها أي لا يزعج فإتلافه من باب أولى فيحرم قطع أشجارها والتعرض لصيدها ولا ضمان لأن حرمها ليس محلاً للنسك ولهذا يجوز للكافر أن يدخله قال شيخ الإسلام زكريا لأنه ثبت أنه صلى الله عليه وسلم أدخل الكفار مسجده وكان ذلك بعد نزول سورة براءة (م) عن جابر

(أن إبراهيم ابني) قال المناوي نزل المخاطبين العارفين بأنه ابنه منزلة المنكر الجاهل تلويحاً بأن ابن ذلك النبي الهادي جنس منه فلذلك تميز على غير ما ذكر (وأنه مات في الثدي) قال العلقمي أي في سن رضاع الثدي أو في حال تغذيه بلبن الثدي انتهى قال المناوي وهو ابن ستة عشر أو ثانية عشر شهراً (وأن له ظئرين) بكسر الظاء المعجمة مهموز أي مرضعتين من الحور قال في المصباح الظئر بهمزة ساكنة ويجوز تخفيفها الناقة تعطف على غير ولدها ومنه قيل للمرأة الأجنبية بحضن ولد غيرها ظئر وللرجل الحاضن كذلك (يكملان رضاعه في الجنة) أي يتممانه سنتين لكونه مات قبل تمامهما قال العلقمي قال شيخنا قال صاحب التحرير هذا الإتمام لإرضاع إبراهيم عليه السلام يكون عقب موته فيدخل الجنة متصلاً بموته فيتم بها رضاعه كرامة له ولأبيه صلى الله عليه وسلم قلت ظاهر هذا الكلام أنها خصوصية لإبراهيم وقد أخرج ابن أبي الدنيا من حديث ابن عمر مرفوعاً كل مولود يولد في الإسلام فهو في الجنة شبعان ريان يقول يا رب اردد عليّ أبويّ واخرج ابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم في تفسيره عن خالد بن معدان قال أن في الجنة لشجرة يقال لها طوبى كلها ضروع فمن مات من الصبيان الذين يرضعون رضع من طوبى وحاضنهم إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبيد بن عمير قال أن في الجنة لشجرة لها ضروع

ص: 67

كضروع البقر يغذى ولدان أهل الجنة فهذه الأحاديث عامة في أولاد المؤمنين ويمكن أن يقال وجه الخصوصية في السيد إبراهيم كونه له ظئران أي مرضعتان على خلقة الآدميات أما من الحور العين أو غيرهن وذلك خاص به فإن رضاع سائر الأطفال إنما يكون من ضروع شجرة طوبى ولا شك أن الذي للسيد إبراهيم أكمل وأتم وأشرف وأحسن وأسر (حم م) عن أنس بن مالك

(أن أبغض الخلق) أي المخلوقات أي من أبغضهم (إلى الله تعالى العالم يزور العمال) أي عمال السلطان قال المناوي لأن زيارتهم توجب مداهنتهم والتشبيه بهم وبيع الدين بالدنيا (ابن لال) واسمه أحمد (عن أبي هريرة) وهو حديث ضعيف

(أن أبغض عباد الله إلى الله) أي من أبغضهم (العفريت) بالكسر أي الشرير الخبيث من بني آدم (النفريت) بكسر النون أي القوى في شيطنته (الذي لم يرزأ في مال ولا ولد) بالبناء للمجهول مهموزاً أي لم يصب بالرزايا في ماله ولا ولده بل لا يزال ماله موفراً وأولاده باقون لأن الله تعالى إذا أحب عبداً ابتلاه فهذا عبد ناقص الرتبة عند ربه قال المناوي وهذا خرج مخرج الغالب (هب) عن أبي عثمان النهدي بفتح النون وسكون الهاء واسمه عبد الرحمن (مرسلا)

(أن إبليس يضع عرشه على الماء) أي يضع سرير ملكه على الماء ويقعد عليه (ثم يبعث سراياه) جمع سرية وهي القطعة من الجيش والمراد جنوده وأعوانه أي يرسلهم إلى إغواء بني آدم وافتتانهم وإيقاع البغضاء والشرور بينهم (فأدناهم) أي أقربهم (منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا) أي وسوست بنحو قتل أو سرقة أو شرب خمر أو زنا (فيقول ما صنعت شيئاً) استخفافاً لفعله واحتقاراً له (ويجيء أدهم فيقول ما تركته) يعني الرجل (حتى فرقت بينه وبين أهله) أي زوجته أي وسوست له حتى فارقها (فيدنيه منه ويقول نعم أنت) بكسر النون والعين المهملة أي يمدح صنيعه ويشكر فعله لإعجابه بصنيعه وبلوغ الغاية التي أرادها والقصد بسياق الحديث التحذير من التسبب في الفراق بين الزوجين لما فيه من توقع وقوع الزنا وانقطاع النسل (حم م) عن جابر بن عبد الله

(أن إبليس يبعث أشد أصحابه وأقوى أصحابه) أي أشدهم في الإغواء والإضلال وأقواهم على الصد عن طريق الهدى (إلى من يصنع المعروف في ماله) من نحو صدقة أو إصلاح ذات البين أو إعانة على دفع مظلمة أو فك رقبة فيوسوس إليه ويخوفه عاقبة الفقر ويمد له في الأمل (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف

(أن ابن آدم لحريص على ما منع) ظاهر شرح المناوي أن منع مبني للمفعول فإنه قال أي شديد الحرص على تحصيل ما منع منه باذلاً للجهد فيه لما طبع عليه من شدة الممنوع عنه (فر) عن ابن عمر بإسناد ضعيف

(أن ابن آدم أن أصابه حر قال حس وأن أصابه برد قال حس) بكسر الحاء المهملة وشدة السين المهملة المكسورة كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما ضره وأحرقه غفلة كالجمرة والضربة ونحوهما كأوه وقال المناوي يعني من قلقه وقلة صبره أن أصابه الحرّ

ص: 68

قلق وتضجر وإن أصابه البرد فكذلك (حم طب) عن خولة بنت قيس الأنصارية وإسناده صحيح

(أن ابني هذا) يعني الحسن (سيد) أي حليم كريم متجمل (ولعل الله أن يصلح به) أي بسبب تكرمه وعزله نفسه عن الأمر وتركه لمعاوية اختياراً قال العلقمي استعمل لعل استعمال عسى لاشتراكهما في الرجاء (بين فئتين عظيمتين من المسلمين) هما طائفة الحسن وطائفة معاوية وكان الحسن رضي الله عنه حليماً فاضلاً ورعاً دعاه ورعه إلى أن ترك الملك رغبة فيما عند الله تعالى لا لقلة ولا لعلة فإنه لما قتل علي رضي الله عنه بايعه أكثر من أربعين ألفاً فبقي خليفة بالعراق وما وراها من خراسان ستة أشهر وأياماً ثم سار إلى معاوية في أهل الحجاز وسار إليه معاوية في أهل الشام فلما التقى الجمعان بمنزل من أرض الكوفة وأرسل إلأيه معاوية في الصلح أجاب على شروط منها أن يكون له الأمر بعده وأن يكون له من المال ما يكفيه في كل عام فلما خشي يزيد بن معاوية طول عمره أرسل إلى زوجته جندة بنت الأشعث أن تسمه ويتزوجها ففعلت فلما مات بعثت إلى يزيد تسأله الوفاء بما وعدها فقال أنا لم نرضك للحسن فنرضاك لأنفسنا وكانت وفاته سنة تسع وأربعين وقيل سنة خمسين ودفن بالبقيع إلى جانب أمه فاطمة وظهر بذلك مصداق قوله صلى الله عليه وسلم ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين فهو من معجزاته صلى الله عليه وسلم إذ هو إخبار عن غيب وفيه منقبة عظيمة للحسن بن علي رضي الله عنهما فإنه ترك الخلافة لا لقلة ولا لذلة ولا لعلة بل لرغبته فيما عند الله تعالى مما تقدم لما يراه من حقن دماء المسلمين فراعى أمر الدين ومصلحته وتسكين الفتنة وفيه رد على الخوارج الذين كانوا يكفرون عليا ومن معه ومعاوية ومن معه بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم من المسلمين وفيه فضيلة الإصلاح بين المسلمين ولا سيما في حقن دماء المسلمين وفيه ولاية المفضول الخلافة مع وجود الفضل لأن الحسن ومعاوية ولى كل منهما الخلافة وسعد بن أبي وقاص وسعيد ابن زيد في الحياة وهما بدريان وفيه جواز خلع الخليفة لفتنة إذا رأى في ذلك مصلحة للمسلمين والنزول عن الوظائف الدينية والدنيوية بالمال وجواز أخذ المال على ذلك واعطائه وقد استدل الشيخ سراج الدين البلقيني بنزوله عن الخلافة التي هي أعظم المناصب على جواز النزول عن الوظائف ولم يشترط في ذلك شيئاً ولا يشترط في ذلك الغبطة ولا المصلحة إلا أن يكون ذلك ليتيم أو محجور عليه (حم خ ع) عن أبي بكرة بفتح الباء والكاف والراء

(أن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف) قال المناوي كناية عن الدنو من العدو في الحرب بحيث تعلوه السيوف بحيث يصير ظلها عليه يعني الجهاد طريق إلى الوصول إلى أبوابها بسرعة والقصد الحث على الجهاد (حم م ت) عن أبي موسى الأشعري

(أن أبواب السماء تفتح عند زوال الشمس) أي ميلها عن وسط السماء المسمى بلوغها إليه بحالة الاستواء (فلا ترتج) بمثناة فوقية وجيم مخففة والبناء للمفعول

ص: 69

أي لا تغلق (حتى يصلي الظهر) أي ليصعد إليها عمل صلاته (فأحب أن يصعد لي فيها) أي في تلك الساعة (خير) أي عمل صالح بصلاة أربع ركعات قبله بسلام واحد (حم) عن أبي أيوب النصاري قال المناوي بإسناد فيه ضعف

(أن أتقاكم واعلمكم بالله أنا) قال المناوي لأنه تعالى جمع له بين علم اليقين وعين اليقين مع الخشية القلبية واستحضار العظمة الإلهية على وجه لم يقع لغيره وكلما زاد علم العبد بربه زاد تقواه وخوفه منه انتهى قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون قالوا أنا لسنا كهيئتك يا رسول الله أن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول أن أتقاكم إلى آخره المعنى كان إذا أمرهم بما يسهل عليهم دون ما يشق خشية أن يعجزوا على الدوام عليه مع مداومته على الأعمال الشاقة طلبوا منه التكليف بما يشق لاعتقادهم احتياجهم إلى المبالغة في العمل لرفع الدرجات دونه فرد عليهم بأن حالهم ليس كحاله لأنهم لا يطيقون المداومة على الأعمال الشاقة وبأن حصول الدرجات لا يوجب التقصير في العمل بل يوجب الازدياد شكراً للمنعم الوهاب كما قال في الحديث الآخر أفلا أكون عبداً شكوراً (خ) عن عائشة

(أن أحب عباد الله إلى الله) أي من أحبهم إليه (أنصحهم لعباده) أي أكثرهم نصحا لهم فإن الدين النصيحة كما في الحديث الآتي (حم) في زوائد) كتاب (الزهد لأبيه عن الحسن) البصري مرسلاً

(أن أحب عباد الله إلى الله من حبب إليه المعروف وحبب إليه فعاله) ببناء الفعلين للمفعول قال المناوي لأن المعروف من أخلاق الله تعالى وإنما يفيض من أخلاقه على من هو أحب خلقه إليه (ابن أبي الدنيا في) كتاب (فضل قضاء الحوائج للناس وأبو الشيخ ابن حبان عن أبي سعيد) الخدري وهو حديث ضعيف

(أن أحب ما يقول العبد إذا استيقظ من نومه سبحان الذي يحيى الموتى وهو على كل شيء قدير) قال المناوي وهذا كما قال حجة الإسلام الغزالي أول الأوراد النهارية وأولاها انتهى وظاهر الحديث أن هذه الكلمات مطلوبة عند الاستيقاظ مطلقاً (خط) عن ابن عمر بن الخطاب وضعفه مخرجه

(أن أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأدناهم منه مجلساً إمام عادل) هو كناية عن فيض الرحمة وجزيل الثواب لامتثاله قول ربه أن الله يأمر بالعدل والإحسان (وأبغض الناس إليه وأبعدهم منه إمام جائر) أي في حكمه على رعيته والمراد بالإمام ما يشمل الإمام الأعظم ونوابه والقضاة ونوابهم (حم ن) عن أبي سعيد الخدري وإسناده حسن

(أن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن) قال المناوي أي لمن أراد التسمي بالعبودية لأن كلاً منهما يشتمل على الأسماء الحسنى كلها كما مر أما من لم يرد التسمي بها فالأحب في حقه اسم محمد وأحمد (م) عن ابن عمر بن الخطاب

(أن أحداً) بضمتين (جبل) معروف بالمدينة

ص: 70

سمى به لتوحده عن الجبال هناك (يحبنا ونحبه) حقيقة أو مجازاً على ما مر (ق) عن أنس بن مالك

(أن أحداً جبل يحبنا ونحبه وهو على ترعة من ترع الجنة) أي على باب من أبوابها (وعير) جبل معروف (على ترعة من ترع النار) أي على باب من أبوابها (هـ) عن أنس وهو حديث ضعيف

(أن أحدكم إذا كان في صلا به) فرضاً أو نفلاً (فإنه يناجي ربه) يخاطبه ويسارره بإتيانه بالذكر والقرآن (فلا يبزقن بين يديه) بنون التوكيد الثقيلة أي لا يكون براقه إلى جهة القبلة تعظيماً لها (ولا عن يمينه لأن فيها ملائكة الرحمة (ولكن عن يساره وتحت قدميه) أي اليسرى وهذا خاص بغير من بالمسجد فمن به لا يبصق إلا في نحو ثوبه (ق) عن أنس بن مالك

(أن أحدكم يجمع خلقه) بفتح فسكون أي ما يخلق منه وهو المنى بعد انتشاره في سار البدن (في بطن أمّه) أي في رحمها (أربعين يوماً نطفة) أي تمكث النطفة هذه المدة تتخمر في الرحم حتى تتهيأ للتصوير وذلك أن ماء الرجل إذا لاقى ماء المرأة بالجماع وأراد الله أن يخلق من ذلك جنيناً هيأ أسباب ذلك لأن في رحم المرأة قوتين قوة انبساط عند ورود منى الرجل حتى ينتشر في جلد المرأة وقوة انقباض بحيث لا يسيل من فرجها مع كونه منكوساً ومع كون المني ثقيلاً بطبعه وفي منى الرجل قوة الفعل وفي مني المرأة قوة الانفعال فعند الامتزاج يصير مني الرجل كالأنفحة للبن (ثم يكون علقة مثل ذلك) أي يكون بعد مضي الأربعين قطعة دم غليظ جامد حتى يمضي أربعون يوماً (ثم يكون مضغة) أي قطعة لحم بقدر ما يمضغ (مثل ذلك) أي مثل ذلك الزمن وهو أربعون (ثم يبعث الله إليه ملكاً) وفي رواية ثم يرسل الله ملكاً ثم بعد انقضاء الأربعين الثالثة يبعث الله إليه ملكاً وهو الملك الموكل بالنفوس فينفخ فيه الروح وهي ما به حياة الإنسان قال الكرماني إذا ثبت أن المرا دبالملك من جعل إليه أمر ذلك الرحم فكيف يبعث أو يرسل وأجاب بأن المراد أن الذي يبعث بالكلمات غير الملك الموكل بالرحم الذي يقول يا رب نطفة إلخ ثم قال ويحتمل ان يكون المراد بالبعث أنه يؤمر بذلك انتهى ووقع في رواية يحيى بن زريا عن الأعمش إذا استقرت النطفة في الرحم أخذها الملك بكفه فقال رب أذكر أم أنثى الحديث فيقول انطلق إلى أم الكتاب فإنك تجد قصة هذه النطفة فينطلق فيجد ذلك فينبغي أن يفسر الإرسال المذكور بذلك (ويؤمر بأربع كلمات) القضايا المقدرة وكل قضية تسمى كلمة (ويقال له اكتب) قال المناوي أي بين عينيه كما في خبر البزار (عمله) كثيراً أو قليلاً صالحاً أو فاسداً (ورزقه) قال المناوي أي كما وكيف حلالاً أو حراماً (وأجله) أي مدةحياته (وشقي) وهو من استوجب النار (أو سعيد) وهو من استوجب الجنة قال العلقمي وقوله وشقي أو سعيد بالرفع خبر مبتدأ محذوف والمراد بكتابة الرزق تقديره قليلاً أو كثيراً أو صفته حلالاً أو حراماً وبالأجل هل هو طويل أو قصير وبالعمل هل هو صالح أو فاسد ومعنى قوله شقي أو سعيد أن الملك يكتب إحدى

ص: 71

الكلمتين كان يكتب مثلاً أجل هذا الجنين كذا ورزقه كذا وعمله كذا وهو شقي باعتبار ما يختم له وسعيد باعتبار ما يختم له كما دل عليه بقية الخبر قال النووي المراد بكتب جميع ما ذكر من الرزق والأجل والسعادة والشقاوة والعمل والذكورة والأنوثة إن ذلك يظهر للملك ويأمره بإنفاذه وكتابته وإلا فقضاء الله السابق على ذلك وعلمه وإرادته وكل ذلك موجود في الأزل (ثم ينفخ فيه الروح) أي بعد تمام صورته قال العلقمي ووقع في رواية مسلم ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات وظاهره أن النفخ قبل الكتابة ويجمع بأن الرواية الأولى صريحة في تأخير النفخ للتعبير بقوله ثم والرواية الأولى محتملة فترد للصريحة لأن الواو لا ترتب فيجوز أن تكون معطوفة على الجملة التي تليها وأن تكون معطوفة على جملة الكلام المتقدمة أي يجمع خلقه في بطن أمه في هذه الأطوار ويؤمر الملك بالكتب وتوسط قوله ينفخ فيه الروح بين الجمل فيكون من ترتيب الخبر على الخبر لا من ترتيب الأفعال المخبر عنها ومعنى إسناد النفخ للملك أن يفعله بأمر الله تعالى والنفخ في الأصل إخراج ريح من جوف النافخ ليدخل في المنفوخ فيه والمراد بإسناده إلى الله تعالى أن يقول له كن فيكون وقال ابن العربي الحكمة في كون الملك يكتب ذلك كونه قابلاً للنسخ والمحو بخلاف ما كتبه الله فإنه لا يتغير (فإن الرجل منكم ليعمل بعمل أهل الجنة) يعني من الطاعات الاعتقادية والقولية والفعلية (حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع) تصوير لغاية قربه من الجنة قال ابن حجر في شرح الأربعين هو بالرفع (فيسبق عليه الكتاب) أي يغلب عليه كتاب الشقاوة (فيعمل بعمل أهل النار) قال العلقمي الباء زائدة والأصل يعمل عمل أهل النار وظاهره أنه يعمل ذلك حقيقة ويختم له بعكسه وقال المناوي بيان لأن الخاتمة إنما هي على وفق الكتابة ولا عبرة بظواهر الأعمال قبلها بالنسبة لحقيقة الأمر وأن اعتد بها من حيث كونها علامة (وأن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع) يعني شيء قليل جداً (فيسبق عليه الكتاب) أي كتاب السعادة (فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة) أي فمن سبقت له السعادة صرف قلبه إلى عمل خير يختم له به وعكسه بعكسه وفي الحديث أن الذي سبق في علم الله لا يتغير ولا يتبدل وأن الذي يجوز عليه التغيير والتبديل ما يبدو للناس من عمل العامل ولا يبعدان يتعلق ذلك بما في علم الحفظة والموكلين بالآدمي فيقع فيه المحو والإثبات كالزيادة في العمر والنقص منه وأما ما في علم الله تعالى فلا يتغير ولا يتبدل وفيه أيضاً التنبيه على أن الله تعالى قادر على البعث بعد الموت لأن من قدر على خلق الشخص من ماء مهين ثم نقله إلى العلقة ثم المضغة ثم نفخ فيه الروح قادر على أن يخلقه دفعة واحدة ولكن اقتضت الحكمة الإلهية نقله في الأطوار رفقاً بالأم لأنها لم تكن معتادة فكانت المشقة تعظم عليها فهيأه في بطنها بالتدريج إلى أن تكامل ومرن تأمل أصل تخلقه من نطفة وتنقله في تلك الأطوار إلى أن صار إنساناً جميل الصوره مفضلاً

ص: 72

بالعقل والفهم والنطق كان عليه أن يشكر من أنشأه وهيأه ويعبده حق عبادته ويطيعه ولا يعصيه وفي الحديث الحث على القناعة والزجر الشديد عن الحرص لأن الرزق إذا كان قد سبق لم يغن التعني في طلبه وإنما شرع الاكتساب لأنه من جملة الأسباب التي اقتضتها الحكمة في دار الدنيا وفيه أيضاً أن الأقدار غالبة فلا ينبغي لأحد أن يغتر بظاهر الحال ومن ثم شرع الدعاء بالثبات على الدين وبحسن الخاتمة واما ما قاله عبد الحق في كتاب العاقبة أن سوء الخاتمة لا يقع لمن استقام باطنه وصلح ظاهره وإنما يقع لمن طويته فساد أو ارتياب ويكثر وقوعه للمصر على الكبائر والمجتريء على العظائم فيهجم عليه الموت بغتة فيصطلمه الشيطان عند تلك الصدمة فيكون ذلك سبباً لسوء الخاتمة فهو محمول على الأكثر الأغلب (ق ع) عن ابن مسعود

(أن أحدكم إذا قام يصلي إنما يناجي ربه) المناجاة المساررة والمخاطبة (فلينظر كيف يناجيه) أي بتدبر القراءة والذكر وتفريغ القلب من الشواغل الدنيوية (ك) عن أبي هريرة

(أن أحدكم مرآة أخيه) أي بمنزلة مرآة يرى فيها ما به من العيوب الحسية والمعنوية (فإذا رأى) أي علم (به أذى) أي قذراً حسياً كان رأى ببدنه أو نحو ثوبه بصاقاً أو مخاطاً أو تراباً ونحوها أو معنوياً كان رآه على حالة غير مرضية شرعاً (فليمطه) أي يزله (عنه) ندباً فإن بقاءه به يعيبه (ت) عن أبي هريرة

(أن أحساب أهل الدنيا) جمع حسب بمعنى الكرم والشرف (الذين يذهبون إليه هذا المال) قال المناوي قال الحافظ العراقي كذا في أصلنا من مسند أحمد الذين وصوابه الذي وكذا رواه النسائي يعني شأن أهل الدنيا رفع من كثر ماله وإن كان وضيعاً وضعة المقل وإن كان في النسب رفيعاً (حم ن حب ك) عن بريدة أبن الحصيب وأسانيده صحيحة

(أن أحسن الحسن الخلق الحسن) بضمتين أي السجية الحميدة المورثة للاتصاف بالملكات الفاضلة مع طلاقة الوجه والمدارة والملاطفة لأن بذلك تتألف القلوب وتنتظم الأحوال (المستغفري أبو العباس في مسلسلاته) أي مروياته المسلسلة (وابن عساكر) في تاريخه (عن الحسن) أمير المؤمنين (ابن علي) أمير المؤمنين وإسناده ضعيف

(أن أحسن ما غيرتم به هذا الشيب الحناء) قال المناوي بكسر فتشديد ممدوداً (والكتم) بفتح الكاف والمثناة الفوقية نبت يشبه ورق الزيتون يخلط بالوشمة ويختضب به ولا يعارضه النهي عن الخضاب بالسواد لأن الكتم إنما يسود منفرداً (حم ع حب) عن أبي ذر الغفاري

(أن أحسن ما زرتم به الله) قال المناوي يعني ملائكته (في قبوركم) أي إذا صرتم إليها بالموت (ومساجدكم) ما دمتم في الدنيا (البياض) أي الأبيض البالغ البياض من الثياب والأكفان فأفضل ما يكفن به المسلم البياض وأفضل ما يلبس يوم الجمعة البياض (هـ) عن أبي الدرداء

(أن أحسن الناس قراءة من إذا قرأ القرآن يتحزن به) أي يقرأه بتخشع وترقيق وبكاء فخيعش القلب فتنزل الرحمة (طب) عن ابن عباس

(أن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله) قال

ص: 73

العلقمي سببه كما في البخاري عن ابن عباس أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء فيه لديغ أو سليم فعرض لهم رجل منأهل الماء فقال هل فيكم من راق أن في الماء رجلاً لديغاً أو سليماً فانطلق رجل فرقاه بفاتحة الكتاب على شاء فجاء بالشاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك وقالوا أخذت على كتاب الله أجراً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحق فذكره قوله مروا بماء أي بقوم نزول على ماء قوله فيهم لديغ بالدال المهملة والغين المعجمة وقوله أو سليم قال في الفتح شك من الراوي والسليم هو اللديغ سمى بذلك تفاؤلاً من السلامة لكمون غالب من يلدغ يعطب واستدل الجمهور بهذا الحديث على جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن وخالف الحنفية فمنعوه في التعليم وأجازوه في الرقي قالوا لأن تعليم القرآن عبادة والأجر فيه على الله تعالى وهو القياس في الرقي إلا أنهم أجازوه فيها لهذا الخبر وحمل بعضهم الأجر في هذا الحديث على الثواب ومساق القصة التي وقعت في الحديث تأبى هذا التأويل وادعى نسخه بالأحاديث الواردة في الوعد على أخذ الأجرة على تعليم القرآن وقد رواها أبو داود وغيره وتعقب بأنه إثبات للنسخ بالاحتمال وهو مردود وبأن الأحاديث ليس فيها تصريح بالمنع على الإطلاق بل هي وقائع أحوال محتملة للتأويل لتوافق الأحاديث الصحيحة كحديث الباب وبأن الأحاديث المذكورة ليس فيها ما تقوم به الحجة فلا تعارض الأحاديث الصحيحة ونقل عياض جواز الاستئجار لتعليم القرآن عن العلماء كافة إلا الحنفية وقال الشعبي لا ينبغي للمعلم أن يعطى شيئاً فيقبله انتهى وقاله المناوي فأخذ الأجرة على تعليمه جائز كالاستئجار لقراءته والنهي عنه منسوخ أو مؤول (خ) عن ابن عباس

(أن أحق الشروط أن توفوا به) أي بالوفاء أي وفاء بالنصب على التمييز (ما استحللتم به الفروج) قال المناوي يعني الوفاء بالشروط حق وأحقها بالوفاء الشيء الذي استحللتم به الفروج وهو نحو المهر والنفقة فإنه التزمها بالعقد فكأنها شرطت (حم ق ع) عن عقبة بن عامر الجهني

(أن أخا صداء) قال المناوي أي الذي هو من قبيلة صداء بضم الصاد والتخفيف والمد زياد بن الحارث (هو) الذي (أذن ومن أذن فهو يقيم) يعني هو أحق بالإقامة ممن لم يؤذن لكن لو أقام غيره اعتد به (حم د ت هـ) عن زياد بن الحارث الصدائي بالمد والضم نسبة إلى صداحي من اليمن قال أمرني المصطفى صلى الله عليه وسلم أن أؤذن للفجر فأذنت فأراد بلال أن يقيم فذكره وإسناده ضعيف

(أن أخوف ما أخاف) أي من أخوف شيء أخافه (على أمتي الأئمة المضلون) قال المناوي جمع إمام وهو مقتدى القوم المطاع فيهم يعني إذا استقصيت الأشياء المخوّفة لم يوجد اخوف من ذلك (حم طب) عن أبي الدرداء

(أن أخوف) أي من أخوف (ما أخاف على أمتي كل منافق) أي قول كل منافق (عليم اللسان) قال المناوي أي كثير علم اللسان جاهل القلب والعمل اتخذ اللم حرفة يتاكل بها وأبهة يتعزز بها يدعو الناس إلى الله ويفرّ هو منه انتهى وقال العلقمي قال شيخنا قال

ص: 74

أبو البقاء أخوف اسم أن وما هنا نكرة موصوفة والعائد محذوف تقديره أن أخوف شيء أخافه على أمتي كل وكل خبر أن وفي الكلام تجوز لأن أخوف هنا للمبالغة وخبر أن هو اسمها في المعنى فكل منافق أخوف وليس كل أخوف منافق بل المنافق مخوف ولكن جاء به على المعنى أخرج الطبراني عن علي أني لا أتخوف على أمتي مؤمناً ولا مشركاً فأما المؤمن فيحجزه إيمانه وأما المشرك فيقمعه كفره ولكن أتخوّف عليكم منافقاً عالم اللسان يقول ما تعرفون ويعمل ما تنكرون (حم) عن عمر بن الخطاب وإسناد رجاله ثقات

(أن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط) قال العلقمي قال الدميري اختلف الناس هل اللواط أغلظ عقوبة من الزنا أو الزنا أغلظ عقوبة منه أو عقوبتهما سواء على ثلاثة أقوال فذهب أبوب كر وعلىوخالد بن الوليد وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله وجابر بن معمر والزهري وربيعة ومالك واسحاق وأحمد في أصح الروايتين عنه والشافعي في أحد قوليه إلى أن عقوبته أغلظ من عقوبة الزنا وعقوبته القتل على كل حال محصناً أو غير محصن وذهب عطاء بن أبي رباح وسعيد بن المسيب والحسن البصري وإبراهيم النخعي وقتادة والأوزاعي والشافعي في ظاهر مذهبه والإمام أحمد في الرواية الثانية عنه وأبو يوسف ومحمد إلى أن عقوبته وعقوبة الزنا سواء وذهب الحكم وأبو حنيفة إلى أن عقوبته دون عقوبة الزنا وهو التعزير كأكل الميتة والدم ولحم الخنزير قالوا لأنه وطئ في محل لا تشتهيه الطباع فلم يكن فيه حد كوطئ البهيمة ولأنه لا يسمى زانياً لغة ولا شرعاً ولا عرفاً فلا يدخل في النصوص الدالة على حد الزانين وقال أصحاب القول الأول وهم الجمهور وليس في المعاصي أعظم مفسدة من هذه المفسدة وهي تلي مفسدة الكفر وربما كانت أعظم من مفسدة القتل ولم يقتل الله بهذه المفسدة قبل قوم لوط أحداً من العالمين وعاقبهم عقوبة لم يعاقب بها أحداً غيرهم وجمع عليهم من أنواع العقوبات من الإهلاك وقلب ديارهم عليهم ورميهم بالحجارة من السماء فنكل بهم نكالاً لم ينكله بأمة سواهم وذلك لعظم مفسدة جريمتهم التي تكاد الأرض تميد من جوانبها إذا عملت عليها وتهرب الملائكة إلى أقطار السماوات والأرض إذا شاهدوها خشية نزول العذاب على أهلها فيصيبهم معهم وتعج الأرض إلى ربها تبارك وتعالى وتكاد الجبال تزول عن أماكنها ومن تأمل قوله تعالى ولا تقربوا الزنا أنه كان فاحشة وساء سبيلاً وقوله في اللواط أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين تبين له تفاوت ما بينهما لأنه سبحانه نكر الفاحشة في الزنا أي هو فاحشة من الفواحش وعرفها في اللواط وذلك يفيد أنه اسم جامع لمعاني اسم الفاحشة كما تقول زيد الرجل ونعم الرجل زيد أي أتأتون الخصلة التي استقر فحشها عند كل أحد فهي لظهور فحشها وكماله غنية عن ذكرها بحيث لا ينصرف الاسم إلى غيرها وأكد سبحانه وتعالى فحشها بأنه لم يعملها أحد من العالمين قبلهم وحكم عليهم بالإسراف وهو مجاوزة الحد فقال بل أنتم

ص: 75

قوم مسرفون وسماهم فاسقين وأكد ذلك سبحان بقوله تعالى ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث أنهم كانوا قوم سوء فاسقين وسماهم أيضاً مفسدين في قول نبيهم رب انصرني على القوم المفسدين وسماهم ظالمين في قول الملائكة أن أهلها كانوا ظالمين ولوط النبي صلى الله عليه وسلم هو لوط بن هارون بن تارخ وهو آزر ولوط بن أخي إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم وكان إبراهيم يحبه حباً شديداً وهو أحد رسل الله الذي انتصر له بإهلاك مكذبيه وقصته مذكورة في القرآن في مواضع قال وهب بن منبه خرج لوط من أرض بابل في أرض العراق مع عمه إبراهيم تابعاً له على دينه مهاجراً معه إلى الشام ومعهما سارة امرأة إبراهيم وخرج معهما آزر أبو إبراهيم مخالفاً لإبراهيم في دينه مقيماً على كفره حتى وصلوا إلى حران فمات آزر ومضى إبراهيم ولوط وسارة إلى الشام ثم مضوا إلى مصر ثم عادوا إلى الشام فنزل إبراهيم فلسطين ونزل لوط الأردن فأرسله الله إلى أهل سدوم وما يليها وكانوا كفاراً يأتون الفواحش التي منها هذه الفاحشة التي ما سبقهم إليها أحد من العالمين ويتضارطون في مجالسهم فلما طال تماديهم دعا عليهم لوط وقال رب انصرني على القوم المفسدين فأجاب الله تعالى دعاءه فأرسل جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام في صورة رجال مردحسان فنزلوا على إبراهيم ضيفانا وبشروه بإسحاق ويعقوب ولما جاء آل لوط العذاب في السحر اقتلع جبريل عليه السلام قرى قوم لوط الأربع وكان في كل قرية مائة ألف رفعهم على جناحه بين السماء والأرض حتى سمع أهل السماء نبيح كلابهم وصياح ديكهم ثم قلبهم فجعل عاليها سافلها وأمطر عليهم الحجارة فأمطرت على شاردهم ومسافرهم وهلكت امرأة لوط مع الهالكين واسمها وعلة وقال أبو بكر بن عباس عن أبي جعفر استغنت رجال قوم لوط برجالهم ونساؤهم بنسائهم فأهلكهم الله أجمعين فخاف صلى الله عليه وسلم على أمته أن يعملوا بعملهم فيحل بهم ما حل بهم (حم ت هـ ك) عن جابر بإسناد حسن

(أن أخوف ما أخاف على أمتي الإشراك بالله) قيل أتشرك أمتك من بعدك قال نعم (أما) بالتخفيف (أني لست أقول تعبد) وفي نسخة يعبدون) شمساً ولا قمراً ولا وثناً ولكن) أقول تعمل (أعمالا لغير الله) أي للرياء والسمعة (وشهوة خفية) قال المناوي للمعاصي يعني يراءي أحدهم الناس بتركه المعاصي وشهوتها في قلبه مخبأة وقيل الرياء ما يظهر من العمل والشهوة الخفية حب اطلاع الناس عليه (هـ) عن شداد بن أوس

(أن أدنى أهل الجنة منزلة) قال العلقمي قال في النهاية الجنة هي دار النعيم في الآخرة من الاجتنان وهو الستر لتكاثف أشجارها وتظليلها بالتفاف أغصانها وسميت بالجنة وهي المرة الواحدة من جنه جنا إذا ستره فمكانها شجرة واحدة لشدة التفافها وإظلالها (لمن ينظر إلى جنانه) قال المناوي بكسر الجيم جمع جنة بفتحها (وأزواجه ونعمه) بفتح النون والعين قال المناوي إبله وبقره وغنمه وبكسر ففتح جمع نعمة كسدر وسدرة

ص: 76

انتهى وسيأتي في حديث وليس في الجنة شيء من البهائم إلا الإبل والطير فالأولى حمل ما هنا على الإبل خاصة (وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة) كناية عن كون النعيم الذي يعطاه لا يحصى (وأكرمهم على الله) أي أعظمهم كرامة عنده وأوسعهم ملكاً (من ينظر إلى وجهه) أي ذاته تقدس وتعالى عن الجارحة (غدوة وعشية) أي في مقدارهما لأن الجنة لا غدوة فيها ولا عشية إذ لا ليل ولا نهار وتمامه ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة (ت) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده ضعيف

(أن أدنى أهل الجنة منزلاً لرجل له دار من لؤلؤة واحدة منها غرفها وأبوابها) أي وجدرها وسائر أجازئها وليس ذلك بعيداً إذ هو القادر على كل شيء (هناد في الزهد عن عبيد) بن عمير بالتصغير فيهما (مرسلاً) وهو الليثي قاضي مكة

(أن أرحم ما يكون الله بالعبد) أي الإنسان المؤمن (إذا وضع في حفرته) أي في قبره وصار غريباً فريداً قال المناوي لأنه أعظم اضطراراً فيه من غيره ولهذا قال القائل:

أن الذي الوحشة في داره

• تؤنسه الرحمة في قبره

(فر) عن أنس بن مالك وإسناده ضعيف

(أن أرواح الشهداء في طير خضر) أي بأن يكون الطائر ظرفاً لها وليس ذا بحصر ولا حبس لأنها تجد فيها من النعيم ما لا يوجد في الفضاء أوانها في نفسها تكون طيراً بأن تتمثل بصورته كتمثيل الملك بشراً سوياً وفي حديث آخر أن أرواحهم نفسها تصير طيراً قال ابن رجب في كتاب أهوال القبور وهذا قد يتوهم منه أنها على هيئة الطير وشكله وفيه وقفة فإن روح الإنسان إنما هي على صورته ومثاله وشكله انتهى وقال القاضي عياض قد قال بعض متقدمي أئمتنا أن الروح جسم لطيف متصور على صورة الإنسان داخل الجسم قال التوربشتي أراد بقوله أرواحهم في طير خضر أن الروح الإنسانية المتميزة المخصوصة بالإدراكات بعد مفارقتها البدن يهيئ لها طيراً خضر فتنتقل إلى جوفه ليعلق ذلك الطير من ثمر الجنة فتجد الروح بواسطة ريح الجنة ولذتها البهجة والسرور ولعل الروح يحصل لها تلك الهيئة إذا تشكلت وتمثلت بأمره تعالى طيراً أخضر كتمثل الملك بشراً على أي حالة كانت فالتسليم واجب علينا لورود البيان الواضح على ما أخبر عنه الكتاب والسنة وورد صريحاً فلا سبيل إلى خلافه قال العلقمي وأقول إذا فسرنا الحديث بأن الروح تتشكل طيراً فالأشبه أن ذلك في القدرة على الطيران فقط لا في صورة الخلقة لأن شكل الإنسان أفضل الأشكال وقد قال السهيلي في حديث الترمذي أن جعفر بن أبي طالب أعطى جناحين يطير بهما في السماء مع الملائكة يتبادر من ذكر الجناحين والطيران أنهما كجناحي الطائر لهما ريش وليس كذلك فإن الصورة الآدمية أشرف الصور وأكملها فالمراد بهما صفة ملكية وقوة روحانية أعطيها جعفر انتهى قال المناوي ومفهوم

ص: 77

الحديث أن أرواح غير الشهداء ليسوا كذلك لكن روى الحكيم الترمذي إنما نسمة المؤمن طائر تعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله يوم القيامة إلى جسده قال الحكيم وليس هذا لأهل التخليط فيما نعلمه إنما هو للصديقين انتهى وقضيته أن مثل الشهداء المؤمن الكامل وفيه أن الجنة مخلوقة الآن خلافاً للمعتزلة (تعلق من ثمار الجنة) قال العلقمي بضم اللام قال في النهاية أي تأكل وهي في الأصل للإبل إذا أكلت العضاة يقال علقت تعلق علوقاً فنقل إلى الطير انتهى وقال في المصباح علقت الإبل من الشجر علقا من باب قتل وعلوقا أكلت منها بأفواهها وعلقت في الوادي من باب تعب سرحت وقوله عليه السلام أرواح الشهداء تعلق من ورق الجنة يروي من الأول وهو الوجه إذ لو كان من الثاني لقيل تعلق في ورق الجنة وقيل من الثاني قال القرطبي وهو الأكثر انتهى (ت) عن كعب بن مالك ورجاله رجال الصحيح

(أن أرواح المؤمنين في السماء السابعة ينظرون إلى منازلهم في الجنة) قال المناوي قال في المطامح الأصح ما في هذا الخبر أن مقر الأرواح في السماء وأنها في حواصل طير ترتع في الجنة والروح كما قال البيضاوي جوهر مدرك لا يفنى بخراب البدن (فر) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف

(أن أرواح أهل الجنة) قال المناوي زاد في رواية من الحور (ليغنين) ببناء الفعل على السكون لاتصاله بنون الإناث (أزواجهن بأحسن أصوات لم يسمعها أحد قط) أي ما سمعها أحد في الدنيا وتمامه وأن ما يغنين به نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام (طس) عن ابن عمر ورجاله رجال الصحيح

(أن أشد) قال المناوي وفي رواية لمسلم أن من أشد (الناس عذاباً يوم القيامة المصورون) صورة حيوان تام لأن الأوثان التي كانت تعبد كانت بصورة الحيوان (حم م) عن ابن مسعود

(أن أشد الناس) أي من أشدهم (نامة رجل) أي إنسان مكلف (باع آخرته بدنيا غيره) أي استبدل بحظه الأخروي حصول حظ غيره الدنيوي وآثره عليه (تخ) عن أبي أمامة الباهلي

(أن أشد الناس تصديقاً للناس أصدقهم حديثاً وأن أشد الناس تكذيباً) أي للناس (أكذبهم حديثاً) قال الشيخ لأن الإنسان يغلب عليه حال نفسه ويظن أن الناس مثله وأشار هنا إل الإلماح بما في قصة آدم فيما ذكره الله في قوله وقاسمهما أني لكما لمن الناصحين وأنهما قبلا ذلك منه لظنهما أنه لا يحلف بالله كاذب أفاده بعض المفسرين انتهى فالصدوق يحمل كلام غيره على الصدق لاعتقاده قبح الكذب والكذوب متهم كل مخبر بالكذب لكونه شأنه (أبو الحسن القزويني في أماليه) الحديثية (عن أبي أمامة) الباهلي

(أن أطيب طعامكم) قال المناوي أي ألذه وأشهاه وأوفقه للأبدان (ما مسته النار) أي شيء مأكول مسته النار أي أثرت فيه بنحو طبخ أو قلى انتهى وقال الشيخ الكلام في اللحم لفضية السبب حيث تشاوروا عليه فذكره وفي أخرى أنه حضر اللحم فذكره (ع طب) عن الحسن بن علي قال الشيخ حديث صحيح

(أن أطيب الكسب)

ص: 78

أي من أطيبه (كسب التجار الذين إذ حدثوا) أي أخبروا عن ثمن السلعة ونحوه كشراء بعرض وأجل (لم يكذبوا) أي في إخبارهم للمشتري (وإذا ائتمنوا) قال المناوي أي ائتمنهم المشتري في إخباره بما قام عليه أوانه لا عيب فيه (لم يخونوا) أي فيما ائتمنوا عليه من ذلك (وإذا وعدوا) أي بنحو وفاء دين التجارة (لم يخلفوا) أي بلا عذر (وإذا اشتروا لم يذموا) أي ما اشتروه ما لم يظهر به عيب وأراد الفسخ به فلا بأس بذكره (وإذا باعوا لم يطروا) بضم المثناة التحتية وسكون الطاء من الإطراء وفي القاموس أطراه أحسن الثناء الحسن أي لم يجاوزوا في مدح ما باعوه الحد وقال العلقمي الإطراء مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه (وإذا كان عليهم) قال الشيخ أي حق سببه التجارة أو غيرها وإن كان الملائم للمقام الأول (لم يمطلوا) بفتح أوله وضم ثالثه صاحبه به بل يدفعونه إليه عند الاستحقاق وإن عاجلوا الوقت به كان أمدح والمطل التسويف (وإذا كان لهم) أي حق على غيرهم (لم يعسروا) قال العلقمي قال في المصباح عسرت الغريم أعسره من باب قتل وفي لغة من باب ضرب طلب من الدين على عسرة انتهى وقال في الدر كأصله والعسر ضد اليسر وهو الضيق والشدة والصعوبة انتهى أي لم يضيقوا على المديون حيث لا عذر (هب) عن معاذ بن جبل قال المناوي بإسناد ضعيف وقال الشيخ حديث حسن

(أن أطيب ما أكلتم من كسبكم) قال العلقمي أصول المكاسب الزراعة والصنعة والتجارة وأفضلها ما يكتسبه من الزراعة لأنها أقرب إلى التوكل ولأنها أعم نفعاً ولأن الحاجة إليها أعم وفيها عمل باليد أيضاً ولأنه لابد في العادة أن يؤكل منها بغير عوض فيحصل له أجر وإن لم يكن ممن يعمل بيده بل يعمل غلمانه وأجراؤه فالكسب بها أفضل ثم الصناعة لأن الكسب فيها يحصل بكد اليمين ثم التجارة لأن الصحابة كانوا يكتسبون بها (وأن أولادكم من كسبكم) قال العلقمي قال في النهاية إنما جعل الولد كسبا لأن الوالد طلبه وسعى في تحصيله والكسب الطلب والسعي في طلب الرزق والمعيشة وأراد بالطلب هنا الحلال ونفقة الوالدين على الولد واجبة إذا كانا محتاجين عند الشافعي رضي الله تعالى عنه (تخ ت ن هـ) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح

(أن أعظم الذنوب عند الله) قال العلقمي أي من أعظمها فحذف من وهى مرادة كما يقال أعقل الناس ويراد أنه من أعقلهم (أن يلقاه بها عبد بعد الكبائر التي نهى الله عنها) قال المناوي أي أن يلقى الله متلبساً بها مصراً عليها وهو إما ظرف أو حال انتهى أي في حال لقيه بها (أن يموت الرجل) أي الإنسان المكلف (وعليه دين) جملة حالية (لا يدع له قضاء) أي لا يترك وهذا محمول على ما إذا قصر في الوفاء أو استدان لمعصية (حم د) عن أبي موسى الأشعري قال الشيخ حديث صحيح

(أن أعظم الناس) أي من أعظمهم (خطايا يوم القيامة) جمع خطيئة وهي الإثم (أكثرهم خوضاً في الباطل) أي سعياً فيه فمن تدبر هذا الحديث لزم الصمت عما لا يعنيه (ابن أبي الدنيا أبو بكر في) كتاب فضل

ص: 79

(الصمت عن قتادة مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن

(أن أعمال العباد تعرض يوم الإثنين ويوم الخميس) قال العلقمي زاد النسائي على رب العالمين قال شيخنا قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام معنى العرض هنا الظهور وذلك أن الملائكة تقرأ الصحف في هذين اليومين وقال الشيخ ولي الدين أن قلت ما معنى هذا مع أنه ثبت في الصحيحين أن الله تعالى يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل قلت يحتمل أمرين أحدهما أن أعمال العباد تعرض على الله كل يوم ثم تعرض عليه أعمال الجمعة في كل اثنين وخميس ثم تعرض عليه أعمال السنة في شعبان فتعرض عليه عرضاً بعد عرض ولكل عرض حكمة يطلع الله عليها من يشاء من خلقه أو مستأثر بها عنده مع أنه تعالى لا يخفى عليه من أعمالهم خافية ثانيهما أن المراد أنها تعرض في اليوم تفصيلاً ثم في الجمعة جملة أو بالعكس انتهى وسببه كما في أبي داود أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم الإثنين والخميس فسئل عن لك فقال أن أعمال العباد فذكره وفيه دليل على استحباب صوم يوم الإثنين والخميس والمداومة عليهما من غير عذر (حم د) عن أسامة بن زيد بإسناد حسن

(أن أعمال بني آدم تعرض على الله عشية كل خميس ليلة الجمعة) أي فيقبل بعض الأعمال ويرد بعضها (فلا يقبل عمل قاطع رحم) أي قريب بنحو إساءة أو هجر فعمله لا ثواب فيه وإن كان صحيحاً (حم خد) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(أن أبط الناس) قال المناوي في رواية أن أغبط أوليائي (عندي) أي أن أحسنهم حالاً في اعتقادي انتهى قال العلقمي قال في المصباح الغبطة حسن الحال وهو اسم من غبطته غبطاً من باب ضرب إذا تمنيت مثل ما ناله من غير أن تريد زواله عنه لما أعجبك منه وعظم عندك وهذا جائز فإنه ليس بحسد فإن تمنيت زواله فهو الحسد (لمؤمن خفيف الحاذ) بحاء مهملة وذال معجمة مخففة أي قليل المال خفيف الظهر من العيال قال المناوي وهذا فيمن خاف من النكاح التورط في أمور يخشى منها على دينه فلا ينافي خبرتنا كحوا تناسلوا تكثروا وزعم أن هذا منسوخ بذاك وهم لأن النسخ لا يدخل الخبر بل خاص بالطلب (ذو حظ من الصلاة) أي ذو راحة من مناجاة الله فيها واستغراق في المشاهدة ومنه خبر أرض يا بلال بالصلاة (أحسن عبادة ربه) أي بإتيانه بواجباتها ومندوباتها (وأطاعه في السر) قال المناوي عطف تفسير على أحسن (وكان غامضاً في الناس) أي غير مشهور بينهم (لا يشار إليه بالأصابع) بيان لمعنى الغموض (وكان رزقه كفافاً) أي بقدر الكفاية لا أزيد ولا أنقص (فصبر على ذلك) أي رضي وقنع وشكر على الكفاف (عجلت منيته) أي سلبت روحه بالتعجيل لقلة تعلقه بالدنيا (وقلت بواكيه) هو ما في كثير من النسخ وفي نسخة شرح عليها المناوي إسقاطه فإنه قال وفي رواية وقلت بواكيه أي لقلة عياله وهو أنه على الناس (وقل تراثه) أي المال الذي خلفه قال المناوي قال الحاكم فهذه صفة أويس القرني وإضرابه من أهل الظاهر وفي الأولياء

ص: 80

من هو أرفع درجة من هؤلاء وهو عبد قد استعمله الله تعالى فهو في قبضته به ينطق وبه يبصر وبه يسمع وبه يبطش جعله الله صاحب لواء الأولياء وأمان أهل الأرض ومحل نظر أهل السماء وخاصة الله وموقع نظره ومعدن سر وسوطه يؤدب به خلقه ويحيي القلوب الميتة برؤيته وهو أمير الأولياء وقائدهم والقائم بالثناء على ربه بين يدي المصطفى يباهي به الملائكة وهو القطب (حم ت هـ ك) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث صحيح

(أن أفضل الضحايا) جمع أضحية (أغلاها) بغين معجمة أي أرفعها ثمناً (وأسمنها) أكثرهما شحماً ولحماً يعني التضحية بها أكثر ثواباً ‘ند الله من التضحية بالرخيصة الهزيلة (حم ك) عن رجل من الصحابة قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أن أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله) أي بقصد إعلاء كلمة الله يعني هو أكثر الأعمال ثواباً (طب) عن بلال المؤذن قال الشيخ حديث صحيح

(أن أفضل عباد الله يوم القيامة الحمادون) أي الذين يكثرون حمد الله تعالى أي الثناء عليه على السراء والضراء (طب) عن عمران بن حصين قال الشيخ حديث صحيح

(أن أفواهكم طرق للقرآن) أي للنطق بحروفه عند تلاوته (فطيبوها بالسواك) أي نظفوها به لأجل ذلك فإن الملك يضع فمه قرب فم القارئ فيتأذى بالريح الكريه (أبو نعيم في) كتاب (فضل السواك والسجزى في) كتاب (الإبانة) عن أصول الديانة قال الشيخ حديث حسن

(إن أقل ساكني الجنة النساء) قال المناوي أي في أول الأمر قبل خروج عصاتهن من النار فلا دلالة فيه على أن نساء الدنيا أقل من الرجال في الجنة انتهى قال العلقمي وأوله كما في مسلم عن ابن النساخ قال كان لمطرف بن عبد الله امرأتان فجاء من عند أحديهما فقالت الأخرى جئت من عند فلانة قال من عند عمران بن حصين فحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن أقل فذكره (حم م) عن عمران بن حصين

(أن أكبر الإثم عند الله) أي من أكبره وأعظمه عقوبة (أن يضيع الرجل من يقوت) أي من يلزمه قوته أي مؤنته من نحو زوجة وأصل وفرع وخادم (طب) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح

(أن أكثر الناس شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة) لأن من كثر أكله كثر شربه فكثر نومه فكسل جسمه ومحقت بركة عمره ففتر عن عبادة ربه فلا يعبأ يوم القيامة ب فيصير فيها مطروداً جيعاناً قال العلقمي قال الشيخ أبو العباس القرطبي في شرح حديث أبي الهيثم بن التيهان أنهم أكلوا عنده حتى شبعوا فيه دليل على جواز الشبع من الحلال وما جاء من النهي عن الشبع عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن السلف إنما ذلك في الشبع المثقل للمعدة المبطئ بصاحبه عن الصلوات والأذكار والمضر بالإنسان بالتخم وغيرها الذي يفضي بصاحبه إلى البطر والأشر والنوم والكسل فهذا هو المكروه وقد يلحق بالمحرم إذا كثرت آفاته وعمت لمياته والقسطاس المستقيم ما قاله نبي الله عليه الصلاة والسالم فإن كان ولابد فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس (هـ ك)

ص: 81

عن سلمان الفارسي قال الشيخ حديث صحيح

(أن أكثر شهداء أمتي لأصحاب الفرش) بضمتين جمع فراش أي الذين يألفون النوم على الفراش يعني اشتغلوا بجهاد النفس والشيطان الذي هو الجهاد الأكبر عن محاربة الكفار الذي هو الجهاد الأصغر (ورب قتيل بين الصفين) أي في قتال الكفار (الله أعلم بنيته) أي هل هي نية إعلاء كلمة الله وإظهار دينه أو ليقال شجاع أو لينال حظاً من الغنيمة (حم) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح

(أن أمامكم) وفي رواية وراءكم (عقبة) بفتحات قال الشيخ أي ما هو كالعقبة الصعبة في الجبل (كؤدا) بفتح الكاف وضم الهمزة الممدودة أي شاقة المصعد (لا يجوزها المثقلون) أي من الذنوب إلا بمشقة عظيمة وكرب شديد وتلك العقبة ما بعد الموت من الشدائد والأهوال (ك هب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث صحيح

(أن أمتي) أي أمة الإجابة وهم المسلمون أي المتوضؤون منهم (يدعون) بضم أوله أي يسمون أو ينادون (يوم القيامة) إلى موقف الحساب أو الميزان أو الصراط أو الحوض أو دخول الجنة أو غير ذلك (غرا) بضم الغين المعجمة وشدة الراء جمع أغر أي ذو غرة وأصلها بياض بجبهة الفرس فوق الدرهم ثم استعملت في الجمال والشهرة وطيب الذكر والمراد بها هنا النور الكائن في وجوه أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهو منصوب على الحال أي أنهم إذا دعوا على رؤوس الأشهاد ونودوا بهذا الوصف وكانوا على هذه الصفة (محجلين) بالمهملة والجيم من التحجيل وهو بياض يكون في ثلاث قوائم من قوائم الفرس والمراد به هنا أيضاً النور (من آثار الوضوء) استدل الحليمي بهذا الحديث على أن الوضوء من خصائص هذه الأمة وفيه نظر لأنه ثبت في البخاري في قصة سارة مع الملك الذي أعطاها هاجر أن سارة لما هم الملك بالدنو منها فأتت تتوضأ وتصلي وفي قصة جريح الراهب أيضاً أنه قام فتوضأ وصلى ثم كلم الغلام فالظاهر أن الذي اختصت به هذه الأمة الغرة والتحجيل لا أصل الوضوء (فمن استطاع) أي قدر (منكم) أيها المؤمنون (أن يطيل غرته) أي تحجيله وخصها لشمولها له أو لكون محلها أشرف الأعضاء وأول ما يقع عليه النظر (فليفعل) بأن يغسل مع وجهه من مقدم رأسه وعنقه زائداً على الواجب وما فوق الواجب من يديه ورجليه (ق) عن أبي هريرة

(أن أمتي) أي أمة الإجابة (لن تجتمع على ضلالة) وفي رواية لا بدل لن ولهذا كان إجماعهم حجة (فإذا رأيتم اختلافاً) أي بشأن الدين أو الدنيا كالتنازع في شأن الإمامة العظمى (فعليكم بالسواد الأعظم) أي الزموا متابعة جماهير المسلمين وأكثرهم فهو الحق الواجب فإن من خالفهم مات ميتة جاهلية (هـ) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث صحيح

(أن أمر هذه الأمة لا يزال مقارباً) قال الشيخ ومعنى المقاربة سلامة العقيدة (حتى يتكلموا في الولدان) قال المناوي أي أولاد المشركين هل هم في النار مع آبائهم أو في الجنة أو هو كناية عن اللواط انتهى قال الشيخ الولدان بمعنى خدم أهل الجنة هل هم منها أو من البشر أو غير

ص: 82

ذلك (والقدر) بفتحتين قال العلقمي قال في النهاية وهو عبارة عما قضاه الله وحكم به من الأمور انتهى وقال المناوي إسناد أفعال العباد إلى قدرتهم (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح

(أن أمين هذه الأمة أبو عبيدة) عامر بن (الجراح) قال العلقمي قال شيخنا قال الطيبي أي هو الثقة المرضي والأمانة مشتركة بينه وبين غيره من الصحابة لكن النبي صلى الله عليه وسلم خص بعضهم بصفات غلبت عليه وكان بها أخص (وإن حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس (بفتح الحاء المهملة وسكون الموحدة أي عالماً أي أنه سيصير كذلك (خط) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف

(أن أناساً من أمتي يأتون بعدي يود أحدهم لو اشترى رؤيتي) بضم الراء وسكون الهمزة وفتح المثناة التحتية (بأهله وماله) قال المناوي هذا من معجزاته لأنه إخبار عن غيب وقع (ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(أن أناساً من أمتي سيتفقهون في الدين ويقرون القرآن ويقولون نأتي الأمراء) أي ولاة أمور الناس (فنصيب من دنياهم ونعتزلهم بديننا) أي لا نشاركهم في ارتكاب المعاصي ولا نترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ولا يكون ذلك) أي حصول الدنيا لهم وسلامة دينهم مع مخالطتهم إياهم (كما لا يجتني من القتاد إلا الشوك) بالقاف والمثناة الفوقية آخره دال مهملة (كذلك لا يجتني من قربهم إلا الخطايا) قال العلقمي وهو أي القتاد شجر كثير الشوك ينبت بنجد وتهامة وفي المثل دون ذلك خرط القتاد وفي المثل أيضاً يخشى من الشوك العطب أي إذا ظلمت فاحذر الانتصار والانتقام وقال المناوي لأن الدنيا خضرة حلوة وذمامها بأيدي الأمراء ومخالطتهم تجر إل طلب مرضاتهم وتحسين حالهم القبيح لهم وذلك سم قاتل (هـ) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح

(أن أناساً من أهل الجنة يطلعون إلى أناس من أهل النار) أي يطلعون عليهم (فيقولون بم دخلتم النار فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم فيقولون أنا كنا نقول ولا نفعل) أي نأمر بالمعروف ولا نأتمر وننهى عن المنكر ونفعله وفي قصة الإسراء أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأناس تقرض شفاههم وألسنتهم بالمقاريض فقال صلى الله عليه وسلم من هؤلاء فقال له جبريل هؤلاء خطباء السوء من أمتك يقولون ما لا يفعلون (طب) عن الوليد بن عقبة قال الشيخ حديث صحيح لغيره (أن أنواع البر نصف العبادة والنصف الآخر الدعاء) فلو وضع ثوابه في كفة ووضع ثواب جميع العبادات في كفة لعادلها وهذا خرج على منهج المبالغة في مدحته والحث عليه (ابن صعصرى في أماليه عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث حسن

(أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون) قال العلقمي قال النووي مذهب أهل السنة وعامة المسلمين أن أهل الجنة يأكلون ويشربون ويتنعمون بذلك وبغيره من ملاذها وأنواع نعيمها تنعماً دائماً لا آخر له ولا انقطاع أبداً وأن تنعمهم بذلك على هيئة أهل الدنيا إلا ما بينهما من التفاضل في اللذة والنفاسة التي لا تشارك نعيم الدنيا

ص: 83

إلا في التسمية وأصل الهيئة وقد دلت دلائل القرآن والسنة في هذا الحديث وغيره أن نعيم الجنة دائم لا انقطاع له أبداً (ولا يتفلون) بكسر الفاء أي يبصقون (ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون) أي لا يحصل منهم بول ولا غائط ولا مخاط كما يحصل من أهل الدنيا (ولكن طعامهم ذلك) قال المناوي أي رجيع طعامهم (جشاء) بجيم وشين معجمة وبالمد كفرات صوت مع ريح يخرج من الفم عند الشبع (ورشح كرشح المسك) أي عرق يخرج من أبدانهم رائحته كرائحة المسك (يلهمون التسبيح والتحميد) أي يوفقون لهما (كما تلهمون النفس) بمثناة فوقية مضمومة أي تسبيحهم وتحميدهم يجري مع الأنفاس كما تلهمون أنتم النفس بفتح الفاء فيصير ذلك صفة لازمة لهم لا ينفكون عنها (حم م) عن جابر بن عبد الله

(أن أهل الجنة ليتراءون) قال الشيخ ورد في مسلم بلفظ يرون (أهل الغرف في الجنة) جمع غرفة وهي بيت صغير فوق الدار والمراد هنا القصور العالية روى الدميري عن علي مرفوعاً أن في الجنة غرفاً ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقال أعرابي لمن هي يا رسول الله فقال هي لمن ألان الكلام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام قال العلقمي ويحتمل أن يقال أن الغرف المذكورة لهذه الأمة وأما من دونهم فهم الموحدون من غيرهم أو أصحاب الغرف الذين دخلوا الجنة من أول وهلة ومن دونهم من دخل الجنة بالشفاعة (كما تراءون) بحذف حرف المضارعة وهو المثناة الفوقية كذا ضبطه الشيخ في الحديث الآتي وهو ما في كثير من النسخ وقال المناوي بفوقيتين (الكوكب في السماء) قال الشيخ وأفرد الكوكب والمراد به الجنس وقال المناوي أراد أنهم يضيئون لأهل الجنة إضاءة الكوكب لأهل الأرض في الدنيا (حم ق) عن سهل بن سعد الساعيد

(أن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون) أي أنتم يا أهل الدنيا (الكوكب الدري) بضم الدال وشدة الراء مكسورة هو النجم الشديد الإضاءة نسبة إلى الدر لصفاء لونه وخلوص نوره (الغابر) بغين معجمة وموحدة تحتية أي الباقي بعد انتشار الفجر قال المناوي وهو حينئذ يرى الضوء (في الأفق) بضمتين أي نواحي السماء (من المشرق أو المغرب) قال العلقمي وفائدة ذكر المشرق والمغرب بيان الرفعة وشدة البعد (لتفاضل ما بينهم) قال المناوي يعني أهل الغرف كذلك لتزايد درجاتهم على من سواهم (حم ق) عن أبي سعيد الخدري (ت) عن أبي هريرة

(أن أهل الدرجات العلي ليراهم من هو أسفل منهم كما ترون الكوكب الطالع في أفق السماء) قال المناوي أي طرفها (وإن أبا بكر) أي الصديق (وعمر) بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما (منهم) أي من أهل تلك الدرجات (وانعما) بفتح الهمزة وسكون النون وفتح العين المهملة أي زادا في الرتبة وتجاوزا تلك المنزلة أو المراد صارا إلى النعيم ودخلا فيه كما يقال أشمل أي دخل في الشمال وفي بعض طرق الحديث قيل وما معنى وانعما قال وأهل ذلك هما (حم ت هـ حب) عن أبي سعيد الخدري (طب)

ص: 84

(عن جابر بن سمرة) بالتحريك (ابن عساكر عن ابن عمرو) قال المناوي ابن العاص لكن في كثير من النسخ إسقاط الواو (د) عن أبي هريرة

(أن أهل عليين ليشرف أحدهم على الجنة) أي لينظر إليها من محل عال (فيضيء وجهه لأهل الجنة كما يضيء القمر ليلة البدر لأهل الدنيا) قال المناوي فاضل ألوان أهل الجنان البياض كما في الأوسط للطبراني عن أبي هريرة (وأن أبا بكر وعمر منهم) أي من أهل عليين (وانعما) أي فضلاً عن كونهما من أهل عليين (ابن عساكر) في التاريخ (عن أبي سعيد) الخدري

(أن أهل الجنة يتزاورون) أي يزور بعضهم بعضاً فيها (الى النجائب) جمع نجيبة بنون فجيم فمثناة تحتية فموحدة واحدة الإبل (بيض) قال المناوي صفة النجائب انتهى ولا يخفى ما فيه والظاهر أنه بدل أو عطف بيان قال الشيخ وذكر البياض لمناسبة الجنة وإلا فالأحمر منها إلى العرب أحب وجاء بلفظ يتزاورون على العيس الحون أي التي في بياضها ظلمة خفيفة نقله ابن أبي الدنيا كما ذكره المؤلف في البدور (كأنهن الياقوت) قال المناوي أي الأبيض إذ هو أنواع (وليس في الجنة شيء من البهائم إلا الإبل والطير) بسائر أنواعها وهذا في بعض الجنان فلا ينافي أن في بعض آخر منها الخيل (طب) عن أبي أيوب الأنصاري قال الشيخ حديث صحيح

(أن أهل الجنة يدخلون على الجبار) سبحانه وتعالى (كل يوم) أي في مقدار كل يوم من أيام الدنيا (مرتين) قال الشيخ وفي رواية في الكبير في مقدار الجمعة أي يومها من كل أسبوع ولا تنافي لأن ما هنا بالغدو والعشي لبعضهم (فيقرأ عليهم القرآن) قال الشيخ أي بعضهم انتهى قال المناوي زاد في رواية فإذا سمعوه منه كأنهم لم يسمعوه قبل ذلك (وقد جلس كل امرء منهم مجلسه الذي هو مجلسه) أي الذي يستحق أن يكون مجلساً له على قدر درجته (على منابر الدر والياقوت والزمرد والذهب والفضة بالأعمال) قال الشيخ أي كل منبر فيه كل ذلك أو البعض أو بعض المنابر من الأول وبعضها من الثاني وهكذا أو أن الأعلى للأعلى وهكذا وهذا هو المتبادر انتهى وقال المناوي بالأعمال أي بحبها فمن يبلغ به عمله أن يكون كرسيه ذهباً جلس على الذهب ومن نقص عنه يكون على الفضة وهكذا بقية المعادن فرفع الدرجات في الجنة بالأعمال ونفس الدخول بالفضل (فلا تقر أعينهم قط) أي تسكن سكون سرور (كما تقر بذلك) أي بقعودهم ذلك المقعد وسماعهم للقرآن (ولم يسمعوا شيئاً أعظم منه) في اللذة والطرب (ولا أحسن منه) في ذلك (ثم ينصرفون إلى رحالهم) أي يرجعون إلى منازلهم (وقرة أعينهم) بالنصب على المفعول معه أي سرورهم ولذتهم بما هم فيه (ناعمين) أي منعمين فلا يزالون كذلك (إلى مثلها) أي مثل تلك الساعة (من الغد) فيدخلون عليه أيضاً وهكذا إلى ما لا نهاية له (الحكيم) الترمذي (عن بريدة) ابن الحصيب الأسلمي قال الشيخ حديث حسن

(أن أهل الجنة ليحتاجون إلى العلماء في الجنة وذلك أنهم) أي أهل الجنة (يزورون الله تعالى في كل جمعة) أي مقدارها من

ص: 85

الدنيا قال المناوي وهذه زيارة النظر وتلك زيارة سماع القرآن (فيقول لهم تمنوا علي ما شئتم فيلتفتون إلى العلماء) أي يعطفون عليهم ويصرفون وجوههم إليه (فيقولون) لهم (ماذا نتمنى فيقولون تمنوا عليه كذا وكذا) بما فيه صلاحهم ونفعهم (فهم يحتاجون إليهم في الجنة كما يحتاجون إليهم في الدنيا) قال الشيخ وفي البدور للمؤلف بعد ذكر هذا قال واخرج ابن عساكر عن سليمان بن عبد الرحمن قال بلغني أن أهل الجنة يحتاجون إلى العلماء في الجنة كما يحتاجون إليهم في الدنيا فتأتيهم الرسل من عند ربهم فيقولون سلوا ربكم فيقولون ما ندري ما نسأل ثم يقول بعضهم لبعض اذهبوا بنا إلى العلماء الذين كانوا إذا أشكل علينا في الدنيا شيء أتيناهم فيأتون العلماء فيقولون أنه قد أتنا رسول ربنا يأمرنا أن نسأل فما ندري ما نسأل فيفتح الله على العلماء فيقولون لهم سلوا كذا سلوا كذا فيسألون فيعطون (ابن عساكر عن جابر) بن عبد الله وهو حديث ضعيف

(أن أهل الفردوس) هو وسط الجنة وأعلاها (ليسمعون أطيط) أي تصويت (العرش) لأنه سقف جنة الفردوس (ابن مردويه في تفسيره عن أبي أمامة) الباهلي قال الشيخ حديث ضعيف

(أن أهل البيت) أي من بيوت الدنيا (يتتابعون في النار) أي يتبع بعضهم بعضاً في الوقوع فيها (حتى ما يبقى منهم حر ولا عبد ولا أمة وأن أهل البيت يتتابعون في الجنة حتى ما يبقى منهم حر ولا عبد ولا أمة إلا دخلها) لأن لكل مؤمن صالح يوم القيامة شفاعة فإذا كان في أهل البيت من هو من أهل الصلا شفع في أهل بيته فإن لم يكن فيهم من هو كذلك عمهم العقاب (طب) عن أبي جحيفة بتقديم الجيم والتصغير قال الشيخ حديث حسن

(أن أهل النار) أي نار جهنم قال الشيخ وذلك ظاهر للكفار (ليبكون حتى لو أجريت) بالبناء للمفعول (السفن في دموعهم لجرت) أي لكثرتها ومصيرها كالبحر (وأنهم ليبكون الدم) أي بدموع لونها لون الدم لكثرة حزنهم وطول عذابهم (ك) عن أبي موسى الأشعري قال الشيخ حديث صحيح

(أن أهل النار يعظمون في النار) أي نار جهنم (حتى يصير ما بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه) محل الرداء من منكبيه (مسيرة سبعمائة عام قال المناوي المراد التكثير لا التحديد (وغلظ جلد أحدهم أربعون ذراعاً وضرسه أعظم من جبل أحد) أي كل ضرس من أضراسه أعظم قدراً من جبل أحد (طب) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح

(أن أهل البيت ليقل طعمهم) بضم فسكون أي أكلهم الطعام (فتستنير بيوتهم) أي تشرق وتضيء وتلألأ نوراً ويظهر أن المراد بقلة الطعام الصيام (طس) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن

(أن أهل البيت) ظاهره وإن لم يكن بينهم قرابة (إذا تواصلوا) أي وصل بعضهم بعضاً بالإحسان والبر (أجرى الله تعالى عليهم الرزق) أي يسره لهم ووسعه عليهم ببركة الصلة (وكانوا في كنف الله) أي حفظه ورعايته (عد) وابن عساكر عن ابن عباس قال الشيخ حديث ضعيف

ص: 86

منجبر

(أن أهل السماء لا يسمعون شيئاً من أهل الأرض) أي لا يسمعون شيئاً من أصواتهم بالعبادة (إلا الأذان) أي للصلاة فإن أصوات المؤذنين يبلغها الله إلى عنان السماء حتى يسمعها الملأ الأعلى (الطرسوسي) قال المناوي بفتح الطاء والراء وضم المهملة نسبة إلى طرسوس مدينة مشهورة (أبو أمية) محمد بن إبراهيم في مسنده (عد) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف

(أن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكاراً) يحتمل أنه أطلق ضمير المذكر في عادوا على المؤنث للمشاكلة في جامعوا وقال المناوي لفظ رواية الطبراني عدن ففي كل مرة افتضاض جديد لا ألم فيه على المرأة ولا كلفة فيه على الرجل كما في الدنيا (طس) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح

(أن أهل المعروف في الدنيا) أي أهل اصطناع المعروف مع الناس (هم أهل المعروف في الآخرة) يحتمل أن المراد يجازيهم الله في الآخرة التي مبدؤها ما بعد الموت (وأن أهل المنكر في الدنيا) أي ما أنكره الشرع ونهى عنه (هم أهل المنكر في الآخرة) قال المناوي فالدنيا مزرعة الآخرة وما يفعله العبد من خير وشر تظهر نتيجته في دار البقاء (طب) عن سلمان الفارسي وعن قبيصة بن برمة وعن بن عباس (حل) عن أبي هريرة (خط) عن علي أمير المؤمنين (وأبي الدرداء) قال الشيخ حديث صحيح

(أن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة) يحتمل أن المراد أنهم يشفعون لغيرهم فيصدر عنهم المعروف في الآخرة كما يصدر عنهم في الدنيا أو المراد أنهم هم أهل لفعل المعروف معهم في الآخرة أي يجازيهم الله على معروفهم ولا مانع من الجمع (وأن أول أهل الجنة) أي من أولهم (دخولاً الجنة أهل المعروف) قال المناوي لأن الآخرة أعواض ومكافأة لما كان في الدنيا (طس) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث صحيح لغيره

(أن أهل الشبع في الدنيا) أي الشبع المذموم كما مر (هم أهل الجوع غداً في الآخرة) أي في الزمن اللاحق بعد الموت وزاد غداً مع تمام الكلام بدونه إشارة إلى قرب الأمر ودون الموت وهو كناية عن قلة ثوابهم لما ينشأ عن كثرة الشبع في الدنيا من التثاقل عن العبادة (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن

(أن أوثق عرى الإسلام) أي من أوثقها وأثبتها (أن تحب في الله وتبغض في الله) قال المناوي أي لأجله وحده لا لغرض من الأغراض الدنيوية انتهى فالمراد محبة الصالحين وبغض الكافرين والحالة المرضية من المسلمين (حم ش هب) عن البراء بن عازب بإسناد حسن

(أن أولى الناس بالله) أي برحمته وكرامته (من بدأهم بالسلام) أي عند الملاقاة والمفارقة لأنه السابق إلى ذكر الله ومذكرهم وروى إذا مر الرجل بالقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل لأنه ذكرهم السلام وإن لم يردوا عليه رد عليه ملأ خير منهم وأطيب (د) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث صحيح

(أن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم على صلاة) قال المناوي أي أقربهم مني في القيامة وأحقهم بشفاعتي

ص: 87

أكثرهم عليّ صلاة في الدنيا لأن كثرة الصلاة عليه تدل على صدق المحبة وكمال الوصلة فتكون منازلهم في الآخرة منه بحسب تفاوتهم في ذلك انتهى وقال العلقمي قال شيخنا قال ابن حبان في صحيحه أي أقربهم مني في القيامة قال وفيه بيان أن أولاهم به صلى الله عليه وسلم فيه أصحاب الحديث إذ ليس من هذه الأمة قوم أكثر صلاة عليه منهم وقال الخطيب البغدادي قال لنا أبو نعيم هذه منقبة شريفة يختص بها رواة الآثار ونقلتها لانه لا يعرف لعصابة من العلماء من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أكثر مما يعرف لهذه العصابة نسخاً وذكرا (تخ ت حب) عن ابن مسعود بأسانيد صحيحة

(أن أول ما يجازى به المؤمن بعد موته) أي عمله الصالح (أن يغفر) بالبناء للمفعول (لجميع من تبع جنازته) قال المناوي أي من ابتداء خروجها إلى انتهاء دفنه والظاهر أن اللام للعهد والمعهود المؤمن الكامل انتهى قال الشيخ وسيأتي أول تحفة المؤمن أن يغفر لمن صلى عليه وبه يظهر المراد بالتبعية لكن ما هنا أعم وروايته أرجح لحسنها (عبد بن حميد والبزار (هب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن

(أن أول الآيات) أي علامات الساعة (خروجهاً) أي ظهورا منصوب على التمييز (طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى) قال العلقمي قال ابن كثير أي أول الآيات التي ليست مألوفة وإن كان الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه السلام قبل ذلك وكذلك خروج يأجوج ومأجوج كل ذلك أمور مألوفة لأنهم بشر مشاهدتهم وأمثالهم مألوفة فإن خروج الدابة على شكل غريب غير مألوف ومخاطبتها الناس ووسمها إياهم بالإيمان أو الكفر فأمر خارج عن جاري العادات وذلك أول الآيات الأرضية كما أن طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات لسماوية انتهى وفي التذكرة للقرطبي روى ابن الزبير أنها جمع من كل حيوان فرأسها رأس ثور وعينها عين خنزير وأذنها أذن فيل وقرنها قرن إبل وعنقها عنق نعامة وصدرها صدر أسد ولونها لون نمر وخاصرتها خاصرة هر وذنبها ذنب كبش وقوائمها قوائم بعير بين كل مفصل ومفصل اثنا عشر ذراعاً ذكره الثعلبي والماوردي وغيرهما (فأيتهما) بشدة المثناة التحتية (ما كانت) وفي نسخة إسقاط ما (قبل صاحبتها فالأحرى على أثرها قريباً) أي فأيتهما وجدت قبل صاحبتها فالأخرى تحصل على أثرها قريباً (حم م ده) عن ابن عمرو بن العاص

(أن أول هذه الأمة خيارهم وآخرها شرارهم) قال المناوي فإنهم لا يزالون (مختلفين) ي في العقائد والمذاهب والآراء والأقوال والأفعال (متفرقين) في ذلك وقال الشيخ مختلفين متفرقين منصوب على الحال (فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلتأته منيته) أي يأتيه الموت (وهو يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه) أي والحال أنه يفعل مع الناس ما يحب أن يفعلوه معه أي فليكن على هذه الحالة (طب) عن ابن مسعود بإسناد حسن

• (أن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة

ص: 88

من النعيم أن يقال له) قال الطيبي ما في ما يسأل مصدرية وأن يقال خبر أن أي أن أول سؤال العبد أن يقال له من قبل الله تعالى (ألم نصح لك جسمك) أي جسدك وصحته أعظم النعم بعد الإيمان (ونرويك) هو بإثبات الياء فيحتمل أنه معطوف على المجزوم وفيه إثبات حرف العلة مع الجازم وهو لغة ويحتمل أنه منصوب بعد واو المعية (من الماء البارد) الذي هو من أجل النعم ولولاه لفنيت بل العالم بأسره (ت ك) عن أبي هريرة قال الحاكم صحيح وأقروه

(أن باب الرزق مفتوح من لدن العرش) أي من عنده (إلى قرار بطن الأرض) أي السابعة (يرزق الله كل عبد) من أنس وجن (على قدر همته ونهمته) وفي الصحاح النهمة بلوغ الهمة في الشيء قال المناوي فمن قلل قلل له ومن كثر كثر له كما في خبر آخر انتهى وقال بعضهم في الإنفاق أو العمال الصالحة (حل) عن الزبير ابن العوام قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أن بني إسرائيل) أي أولاد يعقوب عليه الصلاة والسلام (لما هلكوا) أي استحقوا الإهلاك بترك العمل (قصوا) أي اخلدوا إلى القصص وعولوا عليها واكتفوا بها وفي رواية لما قصوا هلكوا أي لما اتكلوا على القول وتركوا العمل أي يعظون ولا يتعظون كان ذلك سبب هلاكهم (طب) والضياء المقدسي (في المختارة عن خباب) بالتشديد بن الأرت بمثناة فوقية وإسناده حسن

(أن بين يدي الساعة) أي أمامها مقدماً على وقوعها (كذابين) قال المناوي قيل هم نقلة الأخبار الموضوعة وأهل العقائد الزائغة (فاحذروهم) أي خافوا شر فتنتهم وتأهبوا لكشف عوراتهم وهتك أستارهم (حم م) عن جابر بن سمرة

(أن بين يدي الساعة لأياماً) قرنه باللام لمزيد التأكيد (ينزل فيها الجهل) يعني الموانع المانعة عن الاشتغال بالعلم ويرفع فيها العلم) قال العلقمي معناه أن العلم يرتفع بموت العلماء فكلما مات عالم ينقص العلم بالنسبة إلى فقد حامله (ويكثر فيها الهرج) بسكون الراء (والهرج القتل) قال المناوي وفي رواية الهرج بلسان الحبشة القتل قال العلقمي ونسب التفسير لأبي موسى وأصل الهرج في اللغة العربية الاختلاط يقال هرج الناس اختلطوا واختلفوا واخطأ من قال تفسير الهرج بالقتل للسان الحبشة وهم من بعض الرواة وإلا فهي عربية صحيحة ووجه الخطأ أنها لا تستعمل في اللغة العربية بمعنى القتل إلا على طريق المجاز لكون الاختلاط مع الاختلاف يفضي كثيراً إلى القتل وكثيراً ما يسمون الشيء باسم ما يؤول إليه واستعمال الهرج في القتل بطريق الحقيقة هو بلسان الحبشة (حم ق) عن ابن مسعود وأبي موسى

(أن بيوت الله في الأرض المساجد) أي الأماكن التي يصطفيها لتنزلات رحمته وملائكته (وأن حقاً على الله) أي تفضلاً منه وإحساناً إذ لا يجب على الله شيء (أن يكرم من زاره فيها) أي وعبده حق عبادته (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح

(أن تحت كل شعرة جنابة فاغسلوا الشعر) فيجب نفض القرون والضفائر إذا أراد الاغتسال من الجنابة أي إن لم يصل الماء إلى باطنه إلا بنقضه (وانفوا

ص: 89

البشرة) بالنون والقاف من الإنقاء والبشرة ظاهر الجلد أي اجعلوه نقياً بأن يغمره الماء بعد إزالة المانع وقال العلقمي قال سفيان بن عيينة المراد بإنقاء البشرة غسل الفرج وتنظيفه كنى عنه بالبشرة (د ت هـ) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف

(أن جزأ من سبعين جزأ من النبوة) قال الشيخ وتلك الأجزاء تكثر في بعض الناس فيكون له جزء من أقل من ذلك العدد وتفل في بعض فيكون له جزء من أكثر (تأخير السحور) بضم السين أي تأخير الصائم الأكل بنية إلى قبيل الفجر ما لم يوقع في شك (وتبكير الفطر) يعني مبادرة الصائم بالفطر بعد تحقق الغروب (وإشارة الرجل) أي المصلي ولو أنثى أو خنثى (بإصبعه في الصلاة) يعني السبابة في التشهد عند قوله إلا الله فإنه مندوب (عب عد) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف

(أن جهنم تسجر) بسين مهملة فجيم فراء والبناء للمجهول أي توقد كل يوم (إلا يوم الجمعة) فإنها لا تسجر فيه فإنه أفضل أيام الأسبوع ولذلك جاز النفل وقت الاستواء يوم الجمعة دون غيره قال العلقمي وأوله كما في أبي داود عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كره الصلاة نصف النهار أي وقت الاستواء إلا يوم الجمعة وقال أن جهنم تسجر إلا يوم الجمعة (د) عن أبي قتادة قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أن حسن الخلق) بضم الخاء المعجمة واللام (ليذيب الخطيئة) أي يمحو أثرها (كما تذيب الشمس الجليد) قال المناوي أي الندى الذي يسقط من السماء على الأرض انتهى وقال الشيخ الجليد بالجيم وآخره مهملة بوزن فعيل الماء الجامد يكون في البلاد الشديدة البرد والمراد بالخطيئة الصغيرة (الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث ضعيف منجبر المتن

(أن حسن الظن بالله من حسن عبادة الله) أي حسن الظن به بأن يظن أن الله تعالى يرحمه ويعفو عنه من جملة حسن عبادته فهو محبوب مطلوب لكن مع ملاحظة الخوف فيكون باعث الرجاء والخوف في قرن هذا في الصحيح أما المريض فالأولى في حقه تغليب الرجاء (حم ت ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(أن حسن العهد) أي وفاءه ورعاية حرمته مع الحق والخلق (من الإيمان) أي من أخلاق أهل الإيمان أو من شعب الإيمان قال المناوي قالت عائشة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم عجوز فقال من أنت قالت ختامة قال بل أنت حسانة كيف حالكم كيف كنتم بعدنا قالت بخير فلما خرجت قلت تقبل هذا الإقبال على هذه قال أنها كانت تأتينا أيام خديجة ثم ذكره (ك) عن عائشة وإسناده صحيح

(أن حوضي من عدن) بفتحتين (إلى عمان البلقا) بفتح العين المهملة وتشديد الميم مدينة قديمة بالشام من أرض البلقا وأما بالضم والتخفيف فصقع عند البحرين (ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل أكاويبه) جمع كوب (عدد النجوم) قال العلقمي قال في التقريب الكوب بالضم الكوز المستدير الرأس الذي لا أذن له والجمع أكواب (من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً) أي لم يعطش

ص: 90

والظمأ مهموز وهو العطش قال القاضي ظاهر الحديث أن الشرب منه يكون بعد الحساب والنجاة من النار فهذا الذي لا يظمأ بعده قال وقيل لا يشرب منه إلا من قدر له بالسلامة من النار ويحتمل أن من يشرب منه من هذه الأمة وقدر عليه دخول النار لا يعذب بالعطش فيها بل يكون عذابه بغير ذلك لأن ظاهر الحديث أن جميع الأمة تشرب منه إلا من ارتد وصار كافراً (أول الناس وروداً عليه فقراء المهاجرين الشعث رؤساً) أي المغبرة رؤوسهم (الدنس ثياباً) أي الوسخة ثيابهم قال العلقمي قال في النهاية الدنس الوسخ وقد تدنس الثوب اتسخ (الذين لا ينكحون المتنعمات) قال العلقمي في خط المؤلف في الصغير بمثناتين بينهما ميم وفي الكبير بخطه بمثناة ثم ميم ثم نون ثم عين مهملة شديدة وعليه يدل كلام ابن عبد العزيز وفي ابن ماجه بنون ثم عين شديدة وهو بمعنى الذي قبله وأما الذي في خط شيخنا فلم يظهر لي معناه ولعلها رواية لأحمد من بقية المخرجين انتهى وقال المناوي المتنعمات بميم فمثناة فوقية فنون كذا في النسخ المتداولة لكن رأيت نسخة المؤلف التي بخطه المتمنعات أي من نكاح الفقراء (ولا تفتح لهم السدد) بضم السين وفتح الدال المهملتين قال العلقمي أي الأبواب والسدد جمع سدة وهي كالظلة على الباب لتقي من المطر وقيل هي الباب نفسه وقيل هي الساحة بين يديه قال سيخنا قلت وظاهر صنيعه أنه اعتمد الثاني لأنه فسر السدد بفتح الأبواب وقال في التقريب السدة كالصفة والسقيفة انتهى وقال المناوي جمع سدة وهي هذا الباب والمراد لا يؤذن لهم في الدخول على الأكابر (الذين يعطون الحق الذي عليهم ولا يعطون) الحق (الذي لهم) لضعفهم وازدراء الناس إياهم واحتقارهم لهم (حم ت هـ ك) عن ثوبان مولى المصطفى قال الشيخ حديث صحيح

(أن حقاً على الله تعالى) أي جرت عادته غالباً (أن لا يرتفع شيء) وفي نسخ أن لا يرفع شيئاً (من أمر الدنيا إلا وضعه) قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن أنس بن مالك قال كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى العضبا وكانت لا تُسبق فجاء أعرابي على قعود فسبقها فاشتد ذلك على المسلمين وقالوا أسبقت العضبا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حقاً فذكره وفي الحديث اتخاذ الإبل للركوب والمسابقة عليها وفيه التزهيد في الدنيا للإرشاد إلى أن كل شيء منها لا يرتفع إلا اتضع وفيه الحث على التواضع وفيه حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه لكونه رضي أن أعرابياً يسابقه وعظمته في صدور أصحابه وقال ابن بطال فيه هوان الدنيا على الله والتنبيه على ترك المباهاة والمفاخرة وأن كل شيء هان على الله فهو في محل الضعة فحق على كل ذي عقل أن يزهد فيه (حم خ د ن) عن أنس ابن مالك

(أن حقاً على المؤمنين أن يتوجه) أي يتألم (بعضهم لبعض) أي ممن أصيب بمصيبة (كما يألم الجسد الرأس) بنصب الجسد ورفع الرأس أي كما يألم وجع الرأس الجسد فإن الرأس إذا اشتكا اشتكا البدن كله فالمؤمنون إذا أصيب بعضهم بمصيبة

ص: 91

حق لهم التألم لأجله (أبو الشيخ في كتاب التوبيخ عن محمد بن كعب مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن

(أن خيار عباد الله) أي من خيارهم (الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والأظلة) أي يترصدون الأوقات بها (لذكر الله تعالى) أي من الأذان والإقامة للصلاة وإيقاع الأوراد في أوقاتها الفاضلة (طب ك) عن عبد الله بن أبي أوفى قال المناوي بفتحات قال الشيخ حديث صحيح

(أن خيار عباد الله الموفون) أي بما عاهدوا عليه (المطيبون) بفتح المثناة التحتية أو بكسرها أي القوم الذين غمسوا أيديهم في الطيب في الجاهلية وتحالفوا على أعدائهم قال المناوي والظاهر أنهم أدركوا البعثة وأسلموا ويحتمل أن المراد المطيبون أخلاقهم وأعمالهم بإيقاعها على الوجه الأكمل (طب حل) عن أبي حميد الساعدي (حم) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح

(أن خياركم) قال العلقمي أي في المعاملة أو من مقدرة (أحسنكم قضاء) أي للدين أوالذين يدفعون أكثر أو أجود مما عليهم ولم يمطلوا رب الدين مع اليسار قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان لرجل على النبي صلى الله عليه وسلم سن من الإبل أي جمل له سن يعني من سنان الإبل وهي حوار ثم من بعد فصله عن أمه فصيل ثم في السنة الثانية ابن مخاض وفي الثالثة ابن لبون وبنت لبون وفي الرابعة حق وحقه وفي الخامسة جذع وجذعة وفي السادسة ثني وثنية وفي السابعة رباعي ورباعية وفي الثامنة سديس وسديسة وفي التاسعة بازل وفي العاشرة مخلف فجاءه يتقاضاه فقال صلى الله عليه وسلم أعطوه فطلبوا سنه فلم يجدوا له إلا سناً فوقها فقال أعطوه فقال أوفني أوفى الله بك قال النبي صلى الله عليه وسلم أن خياركم فذكره (حم خ ن) عن أبي هريرة

(أن ربك تعالى ليعجب) أي يحب ويرضى (من عبده إذا قال رب اغفر لي ذنوبي وهو يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري) قال الشيخ فيه التفات إلى التكلم وقال المناوي بعد رب اغفر لي ذنوبي فيقول الله تعالى قال عبدي ذلك وهو أي والحال أن يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري أي فإذا دعاني وهو يعتقد ذلك غفرت له ولا أبالي وظاهر كلامه أنه لا التفات (دن) عن عليّ قال الشيخ حديث صحيح

(أن رجالاً يتخوضون) بمعجمتين من الخوض في الماء ثم استعمل في التصرف في الشيء أي يتصرفون (في مال الله) أي الذي جعله لمصالح عباده من نحو فيء وغنيمة (بغير حق) أي بالباطل قال العلقمي وهو أعم من أن يكون بالقسمة وبغيرها وفيه إشعار بأنه لا ينبغي الخوض في مال الله ورسوله والتصرف فيه بمجرد التشهي (فلهم النار يوم القيامة) أي يستحقون دخولها قال المناوي والقصد بالحديث ذم الولاة المتصرفين في بيت المال بغير حق وتوعدهم بالنار (خ) عن خولة الأنصارية (أن روح القدس) أي الروح المقدسة وهو جبريل صلى الله عليه وسلم نفث قال العلقمي بالفاء والمثلثة قال في التقريب نفث ينفث نفثاً بصق وقيل بلا ريق والتفل مع الريق أو العكس وهما سواء وقال في المصباح نفث من

ص: 92

فيه نفثاً من باب ضرب رمي به ونفث إذا بزق ومنهم من يقول إذا بزق ولا ريق معه انتهى وقال المناوي النفث اصطلاحاً عبارة عن القاء العلوم الوهبية والعطايا الإلهية في روع من استعدلها (في روعي) بضم الراء أي ألقى الوحي في خلدي وبالي أوفى نفسي أو قلبي أو عقلي من غير أن أسمعه ولا أراه (أن نفساً) بفتح الهمزة (لن تموت حتى تستكمل أجلها) الذي كتبه لها الملك وهي في بطن أمها (وتستوعب رزقها) قال المناوي غاير التعبير للتفنن فلا وجه للمذلة والكد والتعب قيل لبعضهم من أين تأكل قال لو كان من أين لفنى وقيل لآخر كذلك فقال سل من يطعمني (فاتقوا الله) أي احذروا أن لا تثقوا بضمانه (وأجملوا في الطلب) بأن تطلبوه بالطرق الجميلة بغير كد ولا حرص ولا تهافت قال بعض العارفين لا تكونوا بالرزق مهتمين فتكونوا للرازق متهمين ومعناه غير واثقين (ولا يحملن أحدكم) مفعول مقدم (استبطاء الرزق) فاعل مؤخر (أن يطلبه) أي على طلبه (بمعصية) فلا تطلبوه بها وأن أبطأ عليكم قال المناوي وهذا وارد مورد الحث على الطاعة والتنفير من المعصية فليس مفهومه مراداً (فإن الله تعالى لا ينال ما عنده) من الرزق وغيره (إلا بطاعته) وفيه كما قال الرافعي أن من الوحي ما يتلى قرآناً ومنه غيره كما هنا والنفث أحد أنواع الوحي السبعة المشهورة

• فائدة ذكر المقريزي أن بعض الثقات أخبره أنه سار في بلاد الصعيد على حائط لعجوز ومعه رفقة فاقتلع أحدهم منها لبنة فإذا هي كبيرة جداً فسقطت فانفلقت عن حبة فول في غاية الكبر وكسروها فوجدوها سالمة من السوس كأنها كما حصدت فأكل كل منها قطعة وكأنها ادخرت لهم من زمن فرعون فإن حائط العجوز بنيت عقب غرقه فلن تموت نفس حتى تستوفي رزقها (حل) عن أبي أمامة الباهلي قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أن روحي المؤمنين) تثنية مؤمن (تلتقي) أي كل منهما بالأخرى بعد الموت قال المناوي كذا هو بخط المؤلف لكن لفظ رواية الطبراني لتلتقيان (على مسيرة يوم وليلة) أي على مسافتهما وليس المراد التحديد فيما يظهر بل التبعيد يعني على مسافة بعيدة جداً لما للأرواح من سرعة الجولان (وما رأى) أي والحال أنه ما رأى (واحد منهما وجه صاحبه) في الدنيا قال المناوي فإن الروح إذا انخلعت من هذا الهيكل وانفكت عن القيود بالموت تجول إلى حيث شاءت والأرواح جنود نجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف كما يأتي في خبر فإذا وقع الائتلاف بين الروحين تصاحبا وإن لم يلتق الجسدان (خد طب) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح

(أن زاهراً) بالزاي أوله قال المناوي ابن حرام بفتح الحاء المهملة والراء مخففاً كان بدوياً من أشجع لا يأتي المصطفى إلا أتاه بظرفة أي تحفة من البادية وكان ذميماً وكان المصطفى يحبه ويمزح معه قال الشيخ ووجده النبي صلى الله عليه وسلم يوماً بسوق المدينة فأخذه من ورائه ووضع يده على عينيه وقال من يشتري فأحس به زاهر وفطن أنه رسول

ص: 93

الله صلى الله عليه وسلم فقال إذا تجدني يا رسول الله كاسداً فقال صلى الله عليه وسلم بل أنت عند الله رابح (باديتنا) بالباء الموحدة فدال مهملة فمثناة تحتية فمثناة فوقية أي ساكن باديتنا أو يهدي إلينا من باديتنا (ونحن حاضروه) أي نجهز ما يحتاجه من الحاضرة إذا أراد أن يرجع إلى وطنه (البغوي في المعجم عن أنس) قال المناوي ورواه عنه أيضاً أحمد ورجاله موثقون وقال الشيخ حديث ضعيف

(أن ساقي القوم) أي ماء أو لبناً وألحق به ما يفرق كفاكهة ولحم (آخرهم شرباً) أي فيما يشرب وتناولا في غيره قال العلقمي وسببه كما في مسلم عن أبي قتادة في حديث طويل في آخره أنهم كانوا في سفر فحصل لهم عطش فقالوا يا رسول الله هلكنا عطشاً فقال لا هلك عليكم ثم قال اطلعوا لي غمري بضم الغين المعجمة وفتح الميم وبالراء القدح الصغير قال ودعا بالميضاة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب وأبو قتادة يسقيهم فلم يعد إلى أن رأى الناس ما في الميضاة تكابوا عليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنوا الملء كلكم سترووا والملء بفتح الميم واللام وآخره همزة منصوب مفعول أحسنوا وهو الخلق والعشرة يقال ما أحسن ملء فلان أي خلقه وعشرته قال ففعلوا فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب وأسقيهم حتى ما بقي غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم صب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي اشرب فقلت لا أشرب حتى يشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن ساقي القوم فذكره قال شيخنا هذا من آداب شرب الماء واللبن ونحوهما (حم م) عن أبي قتادة

(أن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) أي قولها بإخلاص وحضور قلب (تنفض) أي تسقط (الخطايا) عن قائلها (كما تنفض الشجرة ورقها) أي عند إقبال الشتاء قال المناوي مثل به تحقيقاً لمحو جميع الخطايا لكن يتجه أن المراد محو الصغائر (حم خد) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث صحيح

(أن سعداص) أي ابن معاذ سيد الأنصار (ضغط في قبره ضغطة) بالبناء للمجهول قال العلقمي قال في المصباح ضغطه ضغطاً من باب نفع زحمه إلى حائط وعصره ومنه ضغطة القبر لأنه يضيق على الميت وقال في النهاية يقال ضغطه يضغطه ضغطاً إذا عصره وضيق عليه وقهره (فسألت الله أن يخفف عنه) أي فاستجيب لي وعفى عنه كما في حديث آخر ويأتي خبر لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا منها سعد وفي شرح الصدور للمؤلف أن من يقرأ سورة الإخلاص في مرض موته ينجو منها (طب) عن بن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح

(أن سورة من القرآن ثلاثون آية) قال المناوي في رواية ما هي إلا ثلاثون آية (شفعت لرجل) أي لازم على قراءتها فما زالت تسأل الله أن يغفر له (حتى غفر له) وفي رواية حتى اخرجته من النار وقال العلقمي قال الدميري وفي بعض طرقه سورة من القرآن وهي ثلاثون آية شفعت لرجل حتى أخرجته من النار يوم القيامة وأدخلته الجنة (وهي تبارك) أي سورة تبارك

ص: 94

أي تعالى عن كل النقائص (الذي بيده الملك) أي بقبضه قدرته التصرف في جميع الأمور (حم عد حب ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(أن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله) قال العلقمي وسببه كما في أبي داود عن أبي أمامة أن رجلاً قال يا رسول الله ائذن لي بالسياحة فقال النبي صلى الله عليه وسلم أن سياحة أمتي فذكره قال ابن رسلان السياحة بالياء المثناة من تحت وفي الحديث لا سياحة في الإسلام أراد مفارقة الوطن والذهاب في الأرض وكأن هذا السائل استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الذهاب في الأرض قهراً لنفسه بمفارقة المألوفات والمباحات واللذات وترك الجمعة والجماعات فرد عليه ذلك كما رد على عثمان بن مظعون التبتل وهو الانقطاع عن النساء وترك النكاح لعبادة الله تعالى وقال لهذا السائل أن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله ولعل هذا محمول على أن السؤال كان في زمن تعين فيه الجهاد وكان السائل شجاعاً أما السياحة في الفلوات والانسلاخ مما في نفسه من الرعونات إلى ملاحظة ذوي الهمم العليات وتجرع فرقة الأوطان والأهل والقرابات وعلم من نفسه الصبر على ذلك محتسباً قاطعاً من قلبه العلائق الشاغلات من غير تضييع من يعوله من الأولاد والزوجات ففيها فضيلة بل هي من المأمورات (دك هب) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث صحيح

(أن شرار أمتي) أي من شرارهم (أجرؤهم على صحابتي) أي بذكرهم بما لا يليق بهم والطعن فيهم والذم لهم وبغضهم فالجراءة عليهم وعدم احترامهم علامة كون فاعله من الأشرار (عد) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أن شر الرعاء) بالكسر والمد جمع راع والمراد هنا الأمراء (الحطمة) بضم ففتحتين هو الذي يظلم رعيته ولا يرحمهم من الحطم وهو الكسر وذا من أمثاله البديعة واستعاراته البليغة وقيل المراد الأكول الحريص وقيل العنيف برعاية الإبل في السوق والورود (حم م) عن عايذ بن عمرو بعين مهملة ومثناة تحتية وذال معجمة

(أن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس) أي تركوا مخاطبته وتجنبوا معاشرته (اتقاء فحشه) أي لأجل قبيح قوله وفعله قال المناوي وهذا أصل في ندب المداراة انتهى وقال العلقمي وسببه كما في البخاري عن عائشة أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط له فلما انطلق الرجل قالت له عائشة يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة متى عهدتيني فاحشاً إن شر الناس فذكره قال ابن بطال هو أي الرجل عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدرة الفزاري وكان يقال له الأحمق المطاع ورجا النبي صلى الله عليه وسلم بإقباله عليه تألفه ليسلم قومه لأنه كان رئيسهم وقيل أنه مخرمة بن نوفل قال القرطبي في الحديث جواز غيبة المعلن بالفسق والفحش ونحو ذلك

ص: 95

من الجور في الحكم والدعاء إلى البدعة مع جواز مداراتهم اتقاء شرهم ما لم يؤدّ ذلك إلى المداهنة في دين الله تعالى ثم قال والفرق بين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معاً وهي مباحة وربما استحبت والمداهنة بذل الدين لصلاح الدنيا والنبي صلى الله عليه وسلم إنما بذل من دنياه حسن عشرته والرفق في مكالمته ومع ذلك فلم يمدحه بقول فلم يناض قوله فيه فعله مع حسن عشرته فيزول مع هذا التقرير وقال عياض لم يكن عيينة والله أعلم أسلم حينئذ أو كان أسلم ولم يكن إسلامه ناصحاً فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين ذلك لئلا يغتر به من لم يعرف باطنه وقد كانت منه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعده أمور تدل على ضعف إيمانه فيكون ما وصفه به صلى الله عليه وسلم من جملة علامات النبوة وأما إلانة القول له بعد ما دخل فعلى سبيل التأليف له وقوله أن شر الناس استئناف كالتعليل لترك مواجهته بما ذكره في غيبته ويستنبط منه أن المتجاهر بالفسق والشر لا يكون ما يذكر عنه من ذلك من ورائه من الغيبة المذمومة قال العلماء تباح الغيبة في كل غرض صحيح شرعاً حيث يتعين طريقاً إلى الوصول إليه بها كالتظلم والاستعانة على تغيير المنكر والاستفتاء والمحاكمة والتحذير من الشر ويدخل فيه تجريح الرواة والشهود وأعلام من له ولاية عامة بسيرة من هو تحت يده وجواب الاستشارة في نكاح أو عقد من العقود وكذا من رأى متفقهاً يتردد إلى مبتدع أو فاسق ويخاف عليه الاقتداء به وممن تجوز غيبتهم من يتجاهر بالفسق أو الظلم أو البدعة (ق د ت) عن عائشة

(أن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من يخاف الناس شره) قال المناوي أراد به المؤمن الذي يخاف الناس من شره من شر الناس منزلة عند الله أما الكافر فغير مراد هنا أصلاً بدليل قوله عند الله والكافر بمعزل عن هذه العندية وهذا على عمومه وإن كان سببه قدوم عيينة بن حصين عليه وتعريفهم بحاله (طس) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن

(أن شهاباً اسم شيطان) قالت عائشة سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يقال له شهاب فقال بل أنت هشام ثم ذكره ونهى عن التسمي بالحباب وقال أنه اسم شيطان فيكره التسمي باسم الشياطين قال الشيخ وفي ابن أبي شيبة عن مجاهد عطس رجل عند ابن عمر فقال أشهب فقال له أشهب شيطان وضعه إبليس بين العطسة والحمد له (ب) عن عائشة قال الشيخ حديث ضعيف

(أن شهداء البحر) أي من يقتل بسبب قتال الكفار فيه (أفضل عند الله تعالى من شهداء البر) أي أكثر ثواباً وأرفع درجة عنده منهم فالغزو في البحر أفضل من البر وسببه أن الغزو فيه أشق وراكبه متعرض للهلاك من وجهين القتل والغرق ولم تكن العرب تعرف الغزو في البحر أصلاً فحثهم عليه والمراد البحر الملح (طس) عن سعد بن جنادة بضم الجيم وخفة النون قال الشيخ حديث صحيح

(أن شهر رمضان معلق بين السماء والأرض) قال

ص: 96

المناوي أي صومه كما في الفردوس (لا يرفع) إلى الله تعالى رفع قبول أو رفعا تاماً (إلا بزكاة الفطر) أي بإخراجها فقبوله والإثابة عليه تتوقف على إخراجها (ابن صصرى) قاضي القضاة (في أماليه) الحديثية (عن جرير) بن عبد الله

(أن صاحب السلطان) أي الملازم له المداخل له في الأمور (على باب عنت) العنت بالتحريك يطلق على أمور منها المشقة والهلاك أي واقف على باب خطر يردى إلى الهلاك (إلا من عصم الله) أي حفظه ووقاه وفي نسخة إلا من عصم فمن أراد السلامة فليحذر قربهم وتقريبهم كما يتقى الأسد ومن ثم قيل مخالط السلطان ملاعب الثعبان (الباوردي) بفتح الموحدة التحتية وسكون الراء آخره دال مهملة نسبة إلى بلد بخراسان (عن حميد) قال المناوي هو في الصحابة متعدد فكان ينبغي تمييزه قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أن صاحب الدين) بفتح الدال (له سلطان) أي سلاطة وحجة (على صاحبه) أي المديون والمراد أن حجته عليه قوية لطلبه حقه (حتى يقضيه) أي يوفيه دينه ولذلك يمنعه من السفر إذا اكن موسراً قال العلقمي وسببه كما في ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنه قال جاء رجل يطلب نبي الله صلى الله عليه وسلم بدين أو بحق فتكلم ببعض الكلام فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه أن صاحب الدين فذكره (هـ) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح

(أن صاحب المكس في النار) يعني الذي يتولى قبض المكس من الناس للسلطان يكون في نار جهنم يوم القيامة أي أن استحله وإلا فيعذب فيها ما شاء الله ثم يدخل الجنة وقد يعفى عنه (حم طب)(عن رويفع) بالفاء مصغراً (بن ثابت) بن السكن الأنصاري قال الشيخ حديث صحيح

(أن صاحب الشمال) أي كاتب السيئات (ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ) قال المناوي يحتمل الزمانية ويحتمل الفلكية فلا يكتب الخطيئة قبل مضيها (وإن ندم) أي على فعله الخطيئة (واستغفر الله منها ألقاها) أي طرحها فلم يكتبها (وإلا) أي وإن لم يندم أي لم يتب توبة نصوحة (كتبت) أي كتبها كاتب الشمال خطيئة (واحدة) بخلاف الحسنة فإنها تكتب عشراً (طب) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث صحيح

(أن صاحبي الصور) أي القرن أي الملكان الموكلان به والمراد إسرافيل مع آخر وإسرافيل الأمير ولذلك أفرد في رواية (بأيديهما قرنان) تثنية قرن ما ينفخ فيه والمراد بيد كل واحد منهما قرن (يلاحظان النظر متى يؤمران) أي من قبل الله بالنفخ فيهما فهما يتوقعان بروز الأمر به في كل وقت لعلمهما بقرب الساعة قال الشيخ بعد كلام قدمه قال الحافظ فهذا يدل على أن النافخ غير إسرافيل فليحمل على أنه ينفخ النفخة الأولى وأما الثانية فلإسرافيل وهي نفخة البعث وفي أبي الشيخ عن وهب خلق الله الصور من لؤلؤة بيضاء في صفاء الزجاجة وفي أبي داود والترمذي وحسنه والنسائي وغيرهم أن أعرابياً سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصور فقال قرن ينفخ فيه ولفظ الطبراني كيف

ص: 97

أنتم وصاحب الصور قد التقمه ينتظر متى يؤمر وفي لفظ قد التقم القرن إلخ ثم قال للعرش خذ الصور فأخذه وفيه ثقب بعدد كل روح مخلوقة ونفس منفوسة لا يخرج روحان من ثقب واحد وفي وسطه وة كاستدارة السماء والأرض وإسرافيل واضع فمه على تلك الكوة (هـ) عن أبي سعيد الخدري قال وهو حديث صحيح

(أن صدقة السر تطفئ غضب الرب) أي فهي أفضل من صدقة العلن قال تعالى وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم وذلك لسلامتها من الرياء والسمعة ويستثنى ما إذا كان المتصدق ممن يقتدى به فجهره بها أفضل (وأن صلة الرحم تزيد في العمر) أي هي سبب لزيادة البركة فيه بأن يصرفه في الطاعات (وأن صنائع المعروف) جمع صنيعة وهي فعل الخير (تقي مصارع) أي مهالك (السوء) أي تحفظ منها (وأن قول لا إله إلا الله يدفع عن قائلها) قال المناوي أنته باعتبار الشهادة أو الكلمة وإلا فالقياس قائله (تسعة وتسعين باباً من البلاء) بتقديم التاء على السين فيهما أي الامتحان والافتتان (أدناها الهم) فالمداومة عليها بحضور قلب وإخلاص تزيل الهم والغم وتملأ القلب سروراً وانشراحاً (ابن عساكر عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أن طول صلاة الرجل وقصر) بكسر ففتح (خطبته) بضم الخاء أي طول صلاته بالنسبة لقصر خطبته (مثنة من فقهه) قال الشيخ بفتح الميم وكسر الهمزة وتشديد النون العامة والدلالة انتهى وقال المناوي أي علامة يتحقق بها فقهه وحقيقته أنها مفعلة من معنى أن التي للتحقيق والتأكيد غير مشتقة من لفظها لأن الحروف لا يشتق منها وإنما ضمنت حروفها دلالة على أن معناها فيها ولو قيل أنها اشتقت من لفظها بعدما جعلت اسماً لكان قولاً ومن أغرب ما قيل فيها أن الهمزة بدل منظاء المظنة (فأطيلوا الصلاة) أي صلاة الجمعة (واقصروا الخطبة) لأن الصلاة أفضل مقصود بالذات والخطبة فرع عليها (وأن من البيان سحراً) أي ما يصرف قلوب السامعين إلى قبول ما يسمعونه وإن كان غير حق وذا ذم لتزيين الكلام وزخرفته (حم م) عن عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه

(أن عامة عذاب القبر من البول) أي معظمه من التقصير في التحرز عنه (فتنزهوا منه) أي تحرزوا أن يصيبكم شيء منه فالاستبراء عقب البول مندوب وقيل واجب والقول بالوجوب محمول على ما إذا غلب على ظنه بقاء شيء (عبد بن حميد والبزار (طب) عن عائشة) قال الشيخ حديث صحيح

(أن عدد درج الجنة عدد آي القرآن) جمع آية (فمن دخل الجنة ممن قرأ القرآن) أي جميعه (لم يكن فوقه أحد) قال المناوي وفي رواية يقال له اقرء وارق فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها وهذه القراءة كالتسبيح للملائكة لا تشغلهم عن لذاتهم (ابن مردويه) في تفسيره (عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن

(أن عدة الخلفاء بعدي) أي خلفائي الذين يقومون بأمور الخلافة بعدي (عدة نقباء موسى) أي اثني عشر قال المناوي أراد بهم من كان في مدة عزة الخلافة وقوة الإسلام

ص: 98

والاجتماع على من يقوم بالخلافة وقد وجد ذلك فيمن اجتمع الناس عليه إلى أن اضطرب أمر بني أمية وأما قوله الخلافة ثلاثون سنة فالمراد به خلافة الخلفاء الراشدين البالغة أقصى مراتب الكمال وحمله الشيعة والإمامية على الإثنى عشر إماماً عليّ ثم ابنه الحسن ثم أخوه الحسين ثم ابنه زين العابدين ثم ابن ابنه محمد الباقر ثم ابنه جعفر الصادق ثم ابن موسى الكاظم ثم ابنه علي الرضى ثم ابنه محمد التقي ثم ابنه على النقي بالنون ثم ابنه حسن العسكري ثم ابنه محمد القائم المنتظر المهدي وأنه اختفى خوفاً من أعدائه وسيظهر فيملأ الدنيا قسطاً كما ملئت جوراً وأنه عندهم لا امتناع من طول حياته كعيسى والخضر قال الشيخ وهذا كلام متهافت ساقط (عد) وابن عساكر عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن) (أن عظم الجزاء مع عظم البلاء) قال المناوي بكسر المهملة وفتح الظاء فيهما ويجوز ضمها مع سكون الظاء فمن كان ابتلاؤه أعظم فجزاؤه أعظم (وأن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم) أي اختبرهم بالمحن والرزايا (فمن رضي) أي بما ابتلاه الله به (فله الرضا) أي من الله تعالى وجزيل الثواب (ومن سخط) أي كره قضاءه به (فله السخط) أي من الله تعالى وأليم العذاب قال تعالى من يعمل سوءاً يجز به قال المناوي والمقصود الحث على الصبر على البلاء بعد وقوعه لا الترغيب في طلبه للنهي عنه (ت هـ) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح

(أن علما لا ينتفع به) بالبناء للمفعول أي لا ينتفع به الناس ولا ينتفع به صاحبه (ككنز لا ينفق في سبيل الله) أي لا ينفق منه في وجوه الخير فكل منهما يكون وبالاً على صاحبه (ابن عساكر عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث ضعيف

(أن عمار بيوت الله) أي المساجد بالصلاة والذكر والتلاوة والاعتكاف ونحوها (هم أهل الله) خاصته وحزبه (عبد بن حميد (ع طس هق) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن السند لغيره

(أن عم الرجل صنو أبيه) بكسر الصاد المهملة وسكون النون أي أصله وأصله شيء واحد ومثله في رعاية الأدب وحفظ الحرمة قال العلقمي قال في النهاية الصنو المثل وأصله أن تطلع نخلتان من عرق واحد يريدان أصل العباس وأصل أبي واحد وهو مثل أبي وجمعه صنوان (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح

(أن غلاء أسعاركم) أي ارتفاع الأثمان (ورخصها بيد الله) أي بإرادته وتصريفه فلا أسعر ولا أجيز التسعير (أني لأرجو) أي أؤمل (أن ألقى الله وليس لأحد منكم قبلي) بكسر ففتح (مظلمة) بفتح الميم وكسر اللام (في مال ولا دم) والتسعير ظلم لرب المال لأنه تحجير عليه في ملكه فهو حرام في كل زمن (طب) عن أنس ابن مالك قال الشيخ حديث صحيح لغيره

(أن غلظ جلد الكافر) على حذف مضاف أي ذرع تخانته قال المناوي وال جنسية والمراد بعض الكفار فلا يعارض الخبر المار (اثنين وأربعين ذراعاً) يحتمل أن الخبر محذوف أي مقدار اثنين وأربعين أو نحو ذلك فيكون من باب حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه مجروراً وهو قليل لكن له شرط

ص: 99

وهو أن يكون معطوف المحذوف معطوفاً على مثله لفظاً أو معنى نحو

أكل امرئ تحسبين امرأ

• ونار توقد بالليل ناراً *

وقرأ ابن جماز والله يريد الآخرة بجر الآخرة فحذف المضاف لدلالة ما قبله عليه وأبقى المضاف إليه مجروراً (بذراع الجبار) هو اسم ملك من الملائكة (وأن ضرسه مثل أحد) أي مثل مقدار جبل أحد (وأن مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة) أي مقدار ما بينهما من المسافة قال المناوي رحمه الله تعالى وعلينا اعتقاد ما قاله الشارع وإن لم تدركه عقولنا (ت ك) عن أبي هريرة قال الترمذي حسن صحيح وقال الحاكم على شرطهما وأقروه

(أن فضل عائشة على النساء) قال المناوي أي على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم التي في زمنها ومن أطلق ورد عليه خديجة وهي أفضل من عائشة على الصواب اهـ قال الشيخ وكمال عائشة من حيث العلم لا ينافي كمال خديجة من حيث سبقها للإسلام (كفضل الثريد) وهو الخبز المفتوت في مرقة اللحم (على سائر الطعام) من حيث اللذة وسهولة المساغ ونفع البدن (حم ق ت ن هـ) عن أنس ابن مالك (ن) عن أبي موسى الأشعري (ن) عن عائشة

(أن فقراء المهاجرين) أي من أرض إلى غيرها فراراً بدينهم (يسبقون الأغنياء) أي منهم ومن غيرهم (يوم القيامة إلى الجنة) أي لعدم فضول الأموال التي يحاسبون عليها (بأربعين خريفاً) أي سنة قال المناوي ولا تعارض بينه وبين رواية خمسمائة لاختلاف مدة السنين باختلاف أحوال الفقراء والأغنياء (حم) عن ابن عمرو بن العاص

(أن الفقراء المهاجرين) في رواية فقراء المؤمنين (يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بمقدار خمسمائة سنة) وفي رواية أن فقراء المهاجرين الذين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفاً رواه مسلم قال العلقمي ويمكن الجمع بين حديث الأربعين وحديث الخمسمائة عام بأن سباق الفقراء يسبقون سباق الأغنياء بأربعين عاماً وغير سباق الأغنياء بخمسمائة عام إذ في كل صنف من الفريقين سباق وقال بعض المتأخرين يجمع بأن هذا السبق يختلف بحسب أحوال الفقراء والأغنياء فمنهم من يسبق بأربعين ومنهم من يسبق بخمسمائة كما يتأخر مكث العصاة من الموحدين في النار بحسب جرائمهم ولا يلزم من سبقهم في الدخول ارتفاع منازلهم بل قد يكون المتأخر أعلى منزلة وإن سبقه غيره في الدخول فالمزية مزيتان مزية سبق ومزية رفعة قد تجتمعان وقد تنفردان وأفتى بان الصلاح بأنه يدخل في هذا الفقراء الذين لا يملكون شيئاً والمساكين الذين لم شيء لا تتم به كفايتهم إذا كانوا يغر مرتكبين شيئاً من الكبائر ولا مصرين على شيء من الصغائر ويشترط فيهم أيكونوا صابرين على الفقر والمسكنة راضين بهما وقد زعم بعضهم أن دخول النبي صلى الله عليه وسلم متأخر عن دخول هؤلاء الفقراء لأنهم يدخلون قبله وهو في أرض القيامة تارة عند الميزان وتارة عند الصراط وتارة عند

ص: 100

الحوض وهذا قول باطل ترده الأحاديث فيدخل الجنة ويتسلم ما أعد له فيها ثم يرجع إلى أرض القيامة ليخلص أمته بمقتضى ما جعل الله في قلبه من الرحمة والشفقة عليهم قال القاضي عياض ويحتمل أن هؤلاء السابقين إلى الجنة ينعمون في أفنيتها وظلالها ويتلذذون إلى أن يدخل محمد صلى الله عليه وسلم ثم يدخلونها معه على قدر منازلهم وسبقهم (هـ) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح

(أن فنا أمتي بعضها) بالجرّ بدل من أمتي (ببعض) على حذف مضاف أي بقتل بعض في الحروب والفتن أي أن إهلاكهم بسبب قتل بعضهم بعضاً في الحروب فإن الله لم يسلط عليهم عدواً من غيرهم أي لا يكون ذلك غالباً بسبب دعاء نبيهم (قط) في الإفراد عن رجل من الصحابة قال الشيخ حديث ضعيف منجبر

(أن فلاناً أهدى إليّ ناقة فعوضته منها) أي عنها (ست بكرات) جمع بكرة بفتح فسكون من الإبل بمنزلة الفتى من الناس (فظل ساخطاً أي استمر غضباناً كارهاً لذلك استقلالاً له وطلباً للمزيد وفائدة عدم تسمية المهدي الستر على ما وقع منه (لقد هممت) أي عزمت (أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاريّ) أو ثقفي (أو دوسي) أي ممن ينتسب إلى هذه القبائل لأنهم لمكارم أخلاقهم وشرف نفوسهم وطيب عنصرهم إذا أهدى أحدهم هدية أهداها عن سماحة نفس ولا يطلب عليها جزاء وأن جوزى لا يسخط وإن نقص الجزاء عما أعطاه ونبه بالمذكورين على من سواهم ممن اتصف بشره النفس فلا تدافع بينه وبين ما ورد من أنه قبل من غيرهم (حم ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(أن فاطمة أحصن فرجها) أي صانته عن كل محرم من زنا وسحاق وغيرهما (فحرمها الله وذريتها على النار) أي دخول النار عليهم قال المناوي فأما هي وابناها فالمراد فيهم التحريم المطلق وأما من سواهم فالمحرم عليم نار الخلود البزار (د طب ك) عن ابن مسعود

(أن فسطاط المسلمين) بضم الفاء وسكون السين المهملة وطاءين مهملتين بينهما ألف أي حصن المسلمين الذي يتحصنون به (يوم الملحمة) أي المقتلة العظم في الفتن الآتية وأصله الخيمة (بالغوطة) بضم الغين المعجمة موضع بالشام كثير الماء والشجر كائن (إلى جانب مدينة يقال لها دمشق) بكسر الدال المهملة وفتح الميم وسميت بذلك لأن دمشاق ابن نمرود بن كنعان هو الذي بناها فسميت باسمه وكان آمن بإبراهيم عليه السلام وسار معه وكان أبوه نمرود منعه إليه لما رأى له من الآيات (من خير مدائن الشام) بسكون الهمز ويجوز تسهيلها كالرأس قال المناوي بل هي خيرها وبعض الأفضل قد يكون أفضل انتهى قال العلقمي وهذا الحديث يدل على فضيلة دمشق وعلى فضيلة سكانها في آخر الزمان وأنها حصن من الفتن ومن فضالها أنه دخلتها عشرة آلاف عين رأت النبي صلى الله عليه وسلم كما أفاده ابن عساكر في تاريخه وجد الشام طولاً من العريش إلى الفرات وأما عرض فمن جبل طي من بحر العسلة إلى بحر الروم ودخله النبي

ص: 101

صلى الله عليه وسلم قبل النبوة وبعدها في غزوة تبوك وفي ليلة الإسراء (د) عن أبي الدرداء

(أن في الجمعة) أي في يومها (لساعة) أبهمها كليلة القدر والاسم الأعظم ليجتهد الإنسان في طلبها كل وقت من أوقات يوم الجمعة وفي تعيينها أربعون قولاً أرجاها (لا يوافقها) أي يصادفها (عبد مسلم) يعني إنسان مؤمن (وهو قائم) جملة اسمية حالية (يصلي) جملة فعلية حالية أيضاً (يسأل الله تعالى فيها خيراً) حال ثالثة أي أي خير كان من خيور الدنيا والآخرة (إلا أعطاه إياه) وتمامه عند البخاري وأشار بيده يقللها مالك (حم م ن هـ) عن أبي هريرة

(أن في الجنة باباً يقال له الريان) قال العلقمي قال في الفتح بفتح الراء وتشديد المثناة التحتية وزن فعلان من الري اسم علم على باب من أبواب الجنة يختص بدخول الصائمين منه وهو مما وقعت المناسبة فيه بين لفظه ومعناه لأنه مشتق من الري وهو مناسب للصائمين قال القرطبي اكتفى بذكر الري عن الشبع لأنه يدل عليه من حيث أنه يستلزمه قلت أو لكونه أِق على الصائم من الجوع (يدخل منه) أي إلى الجنة (الصائمون يوم القيامة) قال المناوي يعني الذين يكثرون الصوم في الدنيا (لا يدخل منه أحد غيرهم يقال) أي تقول الملائكة بأمر الله تعالى في الموقف (اين الصائمون فيقومون فيدخلون منه فإذا دخلوا أغلق) بالبناء للمفعول (فلم يدخل منه أحد) معطوف على أغلق وكر رنفي دخول غيرهم منه تأكيداً ولا يعارضه أن جمعا تفتح لهم أبواب الجنة يدخلون من أيها شاؤا الإمكان صرف مشيئة غير مكثر الصوم عن دخول باب الريان (حم ق) عن سهل بن سعد الساعدي

(أن في الجنة لعمدا) بضمتين (من ياقوت) جوهر معروف (عليها غرف من زبرجد) جوهر معروف (لها أبواب مفتحة تضيء) أي تلك الغرف ومن قال الأبواب فقد أبعد وإن كان أقرب (كما يضيء الكوكب الدري) أي الشديد البياض قالوا يا رسول الله من يسكنها قال (يسكنها المتحابون في الله) أي لأجله لا لغرض دنيوي وفي تعليلية في المواضع الثلاثة (والمتجالسون في الله) أي لنحو قراءة وذكر (والمتلاقون في الله) أي لأجله ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (هب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها) بالبناء للمفعول (وباطنها) من ظاهرها) لكونها شفافة لا تحجب ما وراءها (أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام) قال المناوي للعيال والفقراء والأضياف ونحو ذلك وقال الشيخ يكفي في إطعام الطعام أهله ومن يمونه انتهى وتقدم ان محله إذا قصد الاحتساب (وألان الكلام) أي بمداراة الناس واستعطافهم (وتابع الصيام) قال المناوي أي وأصله كما في رواية وقال الشيخ ويكفي في متابعة الصيام مثل حال أبي هريرة وابن عمر وغيرهما من صوم ثلاثة أيام من كل شهر أوله ومثلها من أوسطه وآخره والاثنين والخميس وعشر ذي الحجة ونحو ذلك (وصلى بالليل والناس نيام) قال المناوي أي تهجد فيه وقال الشيخ ويكفي في صلاة الليل صلاة العشاء

ص: 102

والصبح في جماعة لرواية عثمان بن عفان في ذلك وإن كانت ضعيفة فإن الشارع فسره له بذلك لما سأله عنه وقضية العطف بالواو اشتراط اجتماعهما ولا يعارضه خبر أطعموا الطعام وأفشوا السلام تورثوا الجنان لأن هذه الغرف مخصوصة بمن جمع (حم حب هب) عن أبي مالك الأشعري (ت) عن علي قال الشيخ حديث صحيح

(أن في الجنة مائة درجة) يعني درجات كثيرة جداً ومنازل عالية شامخة فالمراد التكثير لا التحديد (لوان العالمين) بفتح اللام أي جميع الخلق (اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم) لسعتها المفرطة التي لا يعلمها إلا الله وفي الحديث بيان عظم قدر الجنة كيف والله تعالى يقول عرضها السموات والأرض وكعرض السماء والأرض وإذا كان هذا عرضها فما بالك بالطول (ت) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح

(أن في الجنة بحر الماء) أي غير الآسن (وبحر العسل وبحر اللبن وبحر الخمر) أي الذي هو لذة للشاربين (ثم تشقق) بحذف إحدى التائين للتخفيف وشين معجمة (الأنهار بعد) أي بعد هذه الأربعة أي تتفرق منها وخص هذه الأنهار بالذكر لأنها أفضل أشربة النوع الإنساني وقدم الماء لأنه حياة النفوس وثنى بالعسل لأنه شفاء وثلث باللبن لأن الفطرة وختم بالخمر إشارة إلى أن من حرمه في الدنيا لا يحرمه في الآخرة وإلا فهناك أنهار أخر ذكرها الله في القرآن منها الكوثر والسلسبيل والكافور والتسنيم وغير ذلك (حم ت) عن معاوية بن حيدة بفتح الحاء المهملة قال الشيخ حديث صحيح

(أن في الجنة لمراغا) بفتح الميم (من مسك) أي محلا منبسطاً مملواً منه (مثل مراغ دوابكم في الدنيا) أي مثل المحل المملوء من التراب المعد لتمرغ الدواب في كثرته قال المناوي فيتمرغ فيه أهلها كما تتمرغ الدواب في التراب واحتمال أن المراد أن الدواب التي يدخل الجنة تتمرغ فيه بعيد انتهى وقال الشيخ في النهاية في لجنة مراغ المسك أي الموضع الذي يتمرغون فيه من ترابها والتمرغ التقلب في التراب وظاهر أن ذلك من باب ظهور الشرف وكمال المقابلة وإن كانت دوابهم غير محتاجة لذلك لأن التمرغ لإزالة التعب عنها وهي ليس عليها تعب لكن ربما يقال أن ذلك لنحو دواب الجهاد التي تدخل الجنة مجازاة لأصحابها من باب تتميم اللذة لهم فإن أعمالهم تكون بين أيديهم تسرهم رؤيتها ومنها تلك الدواب أي لكونهم جاهدوا عليها وأشار إليه بعض من تكلم على دواب الجنة وقد ثبت دخول الدواب الدنيوية الجنة ذكره القرطبي (طب) عن سهل بن سعد قال الشيخ حديث حسن

(أن في الجنة لشجرة يسير الراكب) أي الراكب الفرس (الجواد) بالتخفيف والنصب على أنه مفعول الراكب أو بالجر الإضافة أي الفائق الجيد (المضمر) بفتح الضاد المعجمة وتشديد الميم هو أن يعلف حتى يسمن ويقوى على الجري (السريع) أي الشديد الجري (في ظلها) أي في نعيمها وراحتها وقيل معنى ظلها ناحيتها وأشار بذلك إلى امتدادها قال القرطبي والمحوج إلى هذا التأويل أن الظل في عرف أهل الدنيا ما يقي

ص: 103

من حر الشمس وأذاها وليس في الجنة حر ولا أذى (مائة عام) في رواية سبعين قال المناوي ولا تعارض لأن المراد التكثير لا التحديد انتهى وأجاب الشيخ بأنه يحتمل أن بعض أغصانها سبعين وبعضها مائة (ما يقطعها) أي ما ينتهى إلى آخرها (حم خ ت) عن أنس بن مالك (ق) عن سهل بن سعد (حم ق ت) عن أبي سعيد الخدري (ق ت هـ) عن أبي هريرة

(أن في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت) أي في الدنيا (ولا خطر على قلب أحد) قال الشيخ أي لم يدخل تحت علم أحد كنى بذلك عن عظيم نعيمه القاصر عن كنهه علمنا الآن وسيظهر لنا بعد انتهى قال تعالى فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين قال أخفوا ذكره عن الأغيار والرسوم فأخفى ثوابه عن المعارف والفهوم (طب) عن سعد قال الشيخ حديث صحيح

(أن في الجنة لسوقاً) أي مجتمعاً يجتمع فيها أهلها (ما فيها شراء ولا بيع إلا الصور من الرجال والنساء فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها) قال الشيخ أي والمرأة فحذفها اكتفاء قال العلقمي قال الطيبي الحديث يحتمل معنيين أحدهما أن يكون معناه عرض الصورة المستحسنة عليه فإذا تمنى صورة من تلك الصور المعروضة عليه صوره الله تعالى شكل تلك الصورة بقدرته والثاني أن المراد من الصورة الزينة التي يتزين الشخص بها في تلك السوق ويتلبس بها ويختار لنفسه من الحلي والحلل والتاج يقال لفلان صورة حسنة أي بشارة حسنة وهيئة مليحة وهي على كل من المعنيين التغيير في الصفة لا في الذات وقال الحافظ بن حجر قوله دخل فيها الذي يظهر لي أن المراد به أن صورته تتغير فتصير شبيهة بتلك الصورة لا أنه يدخل فيها حقيقة والمراد بالصورة الشكل والهيئة (ت) عن علي

(أن في الجنة داراً) قال المناوي أي عظيمة جدا في النفاسة والتنكير للتعظيم (يقال لها دار الفرح) بفتح الفاء والراء وبالحاء المهملة أي السرور أي تسمى بذلك بين أهلها (لا يدخهال إلا من فرح الصبيان) يعني الأطفال ذكوراً أو إناثاً وفيه شمول لأطفال الإنسان وأطفال غيره ولليتيم وغيره فتخصيصهم في الحديث الآتي إنما هو للآكدية (ع) عن عائشة

(أن في الجنة دارا يقال لها دار الفرح) أي تسمى بذلك (لا يدخلها إلا من فرح يتامى المؤمنين) لأن الجزاء من جنس العمل فمن فرح من ليس له من يفرحه فرحه الله تعالى بتلك الدار الغالية المقدار واليتيم صغير لا أب له (حمزة بن يوسف السهمي) بفتح السين المهملة وسكون لها نسبة إلى سهم ابن عمر وقبيلة معروفة (في معجمه وابن النجار عن عقبة بن عامر) الجهني قال الشيخ حديث ضعيف منجبر

(أن في الجنة بابا يقال له الضحى) أي يسمى باب الضحى (فإذا كان يوم القيامة نادى مناد) من قبل الله (أين الذين كانوا يديمون على صلاة الضحى هذا بابكم) أي فيأتون فيقال لهم هذا بابكم الذي أعده الله لكم جزاء لصلاتكم الضحى (فادخلوه برحمة الله) تعالى لا بأعمالكم فالمداومة على صلاة الضحى لا توجب الدخول منه وإنما الدخول بالرحمة ومقصود الحديث بيان شرف الضحى وأن فعلها مندوب ندباً

ص: 104

مؤكداً وأقلها ركعتان وأكثرها وأفضلها ثمان ووقتها من ارتفاع الشمس كرمح إلى الزوال (طس) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن

(أن في الجنة بيت يقال له بيت الأسخياء) أي فلا يدخله إلا الأسخياء والسخاء الجود بما له وقع ونفع ومراد الحديث الحث على السخاء وأنه سنة مؤكدة (طس) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن

(أن في الجنة نهراً) بفتح الهاء على الأفصح (ما يدخله جبريل من دخلة) من صلة أي مرة واحدة من الدخول (فيخرج منه فينتفض إلا خلق الله تعالى من كل قطرة تقطر منه ملكاً) يعني ما ينغمس فيه إنغماسة فيخرج منه فينتفض انتفاضة إلا خلق الله تعالى من لك قطرة تقطر منه من الماء حال خروجه منه ملكاً يسبحه دائماً ومقصود الحديث الإعلام بأن الملائكة كثيرون ويدل على ذلك قوله تعالى وما يعلم جنود ربك إلا هو (أبو الشيخ) الأصبهاني (في) كتاب (العظمة) الإلهية (عن أبي سعيد) الخدري قال الشيخ حديث ضعيف منجبر

(أن في الجنة نهراً) من ماء (يقال له رجب) أي يسمى به ببن أهلها (أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل من صام يوماً من رجب سقاه الله من ذلك النهر) فيه إشعار باختصاص الشرب من ذلك بصوامه قال الشيخ والمعتمد أنه لم يثبت في صوم رجب حديث صحيح هذا ما أفادوه وأما قول ابن رجب وأصح ما فيه أثر ابن أبي قلابة أن في الجنة لقصر الصوّام رجب فلا يقتضي الصحة لأنهم يعبرون بمثل ذلك في الضعيفة كما يقولون لمثل ما في الباب وغير ذلك أفاده الحافظ وغيره غير أن مجموع الروايات يحصل منها الحسن للغير (الشيرازي في) كتاب (الألقاب) والكنى (هب) عن أنس قال الشيخ حديث ضعيف منجبر

(أن في الجنة درجة) أي منزلة عالية (لا ينالها إل أصحاب الهموم) المباحة لا المحرمة قال هو حديث ضعيف منجبر

(أن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيه أحد إلا مات) أي بسبب الحجامة قال المناوي وقوله في الجمعة أي في يومها ويحتمل أن المراد من ساعة من الأسبوع جميعه والأول أقرب انتهى ومقصود الحديث الحث على ترك إخراج الدم في يوم الجمعة بحجم أو فصد أو نحوهما (ع) عن الحسين بن علي قال الشيخ حديث حسن

(أن في الحجم شفاء) من غالب الأمراض لغالب الناس (م) عن جابر بن عبد الله

(أن في الصلاة شغلاً) في رواية أحمد لشغلا بزيادة لام التأكيد والتنكر فيه للتنويع أي لقراءة القرآن والذكر والدعاء أو للتعظيم أي شغلاً وأي شغل لأنها مناجاة مع الله تعالى تستدعي الاستغراق في خدمته فلا يصلح فيها الاشتغال بغيره وقال النووي معناه أن وظيفة المصلي الاستقبال بصلاته وتدبر ما يقول فلا ينبغي أن يعرج على غيرها من رد سلام ونحوه زاد في رواية أي وائل أن الله يحدث من أمره ما يشاء وأن الله قد أحدث أن لا تكلموا في الصلاة وزاد في رواية كلثوم الخزاعي إلا بذكر الله وما ينبغي لكم فقوموا لله قانتين فأمرنا بالسكون فقوله شغلاً منعوت حذف نعته أي شغلاً مانعاً من

ص: 105

الكلام وغيره مما لا يصلح فيها وسبب كما في البخاري عن عبد الله رضي الله عنه قال كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علينا فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا وقال أن في الصلاة فذكره (ش حم ق ده) عن ابن مسعود

(أن في الليل لساعة) بلام التأكيد (لا يوافقها عبد مسلم) أي إنسان حراً كان أو رقيقاً (يسأل الله تعالى فيها خيراً من أمور الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة) يعني وجود تلك الساعة لا يختص ببعض الليالي دون بعض قال العلقمي قال النووي فيه إثبات ساعة الإجابة في كل ليلة ويتضمن الحث على الدعاء في جميع ساعات الليل رجاء مصادفتها انتهى وقال الشيخ ظاهر الرواية التعميم في كل الليل لكن من المعلوم أن الجوف أفضله فعلى كل حال ساعة أول النصف الثاني والتي بعدها أفضل نعم من لم يقم فيها فالأخيرة لرواية الحاكم أنه لا يزال ينادي ألا ألا ألا وفي أخرى هل من تائب هل من مستغفر إلخ حتى يطلع الفجر (حم) عن جابر

(أن في المعاريض) جمع معراض كمفتاح من التعريض وهو ذكر شيء مقصود ليدل به على شيء آخر لم يذكر في الكلام فالتعريض خلاف التصريح من القول كما إذا سألت رجلاً هل رأيت فلاناً وقد رآه ويكره أن يكذب فيقول أن فلاناً لبرئ فيجعل كلامه معراضاً فراراً من الكذب (لمندوحة عن الكذب) بفتح الميم وسكون النون ومهملتين بينهما واو أي سعة وفسحة من الندح وهو الأرض لواسعة أي في المعاريض فسحة وغنية عن الكذب (عد هق) عن عمران بن حصين قال الشيخ حديث حسن

(أن في المال لحقاً سوى الزكاة) قال المناوي كفكاك أسير وإطعام مضطر وإنقاذ محترم فهذه حقوق واجبة شرعاً لكن وجوبها عارض فلا تدافع بينها وبين خبر ليس في المال حقاً سوى الزكاة (ت) عن فاطمة بنت قيس الفهرية قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أن في أمتي) عام في أمة الإجابة والدعوة (خسفاً) أي غوراً وذهاباً في الأرض لبعض الأماكن بأهلها (ومسخاً) أي تحول صورة بعض الآدميين إلى صورة أخرى كقرد (وقذفاً) أي رمياً بالحجارة من جهة السماء أي سيكون فيها ذلك في آخر الزمان (طب) عن سعيد بن أبي راشد قال المناوي بإسناد ضعيف وقال الشيخ حديث صحيح

(أن في ثقيف) قبيلة معروفة (كذاباً) هو المختار بن أبي عبيد الثقفي كان شديد الكذب ومن أقبح دعواه أن جبريل يأتيه قال العلقمي وفي أيام ابن الزبير كان خروج المختار الكذاب الذي ادعى النبوة فجهز ابن الزبير لقتاله إلى أن ظفر به في سنة سبع وستين وقتله (ومبيرا) أي مهلكاً وهو الحجاج وقد قالت أسماء بنت أبي بكر لما قتل ابنها عبد الله بن الزبير وصلبه وأرسل إليها فأبت أن تأتيه فذهب إليها فقال كيف رأيتيني صنعت بعبد الله قالت رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك أما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن في ثقيف كذاباً ومبيرا فأما الكذاب فرأيناه وأما المبير فلا أخالك بفتح الهمزة وكسرها وهو أشهر إلا إياه أي

ص: 106

ما أظنك إلا إياه (م) عن أسماء بنت أبي بكر الصديق

(أن في مال الرجل فتنة) أي بلاء ومحنة (في زوجته فتنة وولده) أي وفي ولده فتنة لإيقاعهم إياه في المحرمات والفتن وصرح بالفتنة مع الأولين إشعاراً بأنها فيهما أقوى (طب) عن حذيفة بن اليمان قال الشيخ حديث صحيح

(أن فيك) خطاب للأشج واسمه المنذر بن عائذ (لخصلتين) تثنية خصلة (يحبهما الله ورسوله) قال وما هما قال (الحلم) أي العفو أو العقل (والأناة) بالقصر بوزن قناه أي التثبت ودم العجلة وسببه ما رواه أبو يعلي قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه إذ قال لهم سيطلع عليكم من هاهنا ركب هم خير أهل المشرق فقام عمر فتوجه نحوهم فلقي ثلاث عشرة راكباً فقال من القوم فقالوا من بني عبد القيس قال ما أقدمكم هذه البلاد إلا التجارة قالوا لا قال أما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكركم فقال خيراً ثم مشى معهم حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر هذا صاحبكم الذي تريدون فرمى القوم بأنفسهم عن ركابهم فمنهم من مشى إليه ومنهم من هرول ومنهم من سعى حتى أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فابتدره القوم ولم يلبسوا إلا ثياب سفرهم فأخذوا بيده فقبلوها وتخلف الأشج وهو أصغر القوم في الركاب حتى أناخها وجمع متاع القوم وذلك بعين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرج ثوبين أبيضين من ثيابه فلبسهما وجاء يمشي حتى أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبلها وكان رجلاً دميماً فلما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم على دمامته قال يا رسول الله إنما يحتاج من الرجل إلى أصغري لسانه وقلبه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن فيك لخلصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والإناءة قال يا رسول الله أنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما قال بل الله تعالى جبلك عليهما قال الحمد لله الذي جبلني على خصلتين يحبهما الله تعالى ورسوله وروى أنه لما أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم قربه وأجلسه إلى جانبه ثم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم تبايعون على أنفسكم وقومكم فقال القوم نعم فقال الأشج يا رسول الله إنك لم تراود الرجل عن شيء أشد عليه من دينه نبايعك على أنفسنا وترسل من يدعوهم فمن اتبعنا كان منا ومن أبى قاتلناه قال صدقت أن فيك لخصلتين الحديث قال القاضي عياض فالأناة تربصه حتى ينظر في مصالحه ولم يعجل والحلم هذا القول الذي قاله الدال على صحة عقله وجودة نظره للعواقب (م ت) عن ابن عباس

(أن قبر إسماعيل) بن إبراهيم الخليل (في الحجر) بكسر الحاء المهملة وسكون الجيم قال المناوي هو المكان المحوط عند الكعبة بقدر نصف دائرة دفن في ذلك الموضع ولم يثبت أنه نقل منه ولا تكره الصلاة في ذلك الموضع لأن محل كراهة الصلاة عند قبر محله في غير قبور الأنبياء انتهى وقال الشيخ ولضعف الرواية لم يعتد بالحجر في كون مقبرة بل اعتكف فيه الشارع وندب إلى الجلوس فيه والصلاة وقد عد من البيت لغير الاستقبال (الحاكم في كتبا الكنى) والألقاب (عن عائشة) بإسناد

ص: 107

ضعيف

(أن قدر حوضي) جمع الحوض حياض وأحوض وهو جمع الماء (كما بين أيلة) بفتح فسكون مدينة بطرف بحر القلزم من طرف الشام كانت عامرة وهي الآن خراب يمر عليها الحاج من مصر فتكون شمالهم ويمر بها الحاج من غزة وغيرها فتكون أمامهم ويجلبون إليها المبرة من الكرك والشوبك وغيرهما يتلقون بها الحاج ذهاباً وإياباً وإلأيها تنسب العقبة المشهورة عند المصريين (وصنعاء اليمن) بالمد إنما قيدت في هذه الرواية باليمن احترازاً من صنعاء التي بالشام وأحاديث الحوض وردت بروايات مختلفة المسافة وأجاب النووي بأنه ليس في ذكر المسافة القليلة ما يدفع المسافة الكثيرة فالأكثر ثابت بالحديث الصحيح فلا معارضة وحاصله أنه يشير إلى أنه أخبر أولا بالمسافة اليسيرة ثم أعلم بالمسافة الطويلة فأخبر بها كأن الله تفضل عليه باتساعه شيئاً بعد شيء فيكون الاعتماد ما يدل على أطولها مسافة وجمع بعضهم بأن الاختلاف من جهة العرض والطول ويرده ما في صحيح مسلم حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء كما يأتي في حرف الحاء ووقع أيضاً في حديث النواس بن سمعان وجابر وأبي برزة وأبي ذر طوله وعرضه سواء (وأن فيه من الأباريق بعدد نجوم السماء) في رواية للبخاري وكيزانه كنجوم السماء قال العلقمي هو مبالغة وإشارة إلى كثرة العدد وقال النووي الصواب المختار انه على ظاهره ولا مانع عقل ولا شرع يمنع من ذلك ولأحمد عن أنس أكثر من عدد نجوم السماء وفي رواية للبخاري فيه الآنية مثل الكواكب ولمسلم عن ابن عمر فيه أباريق كنجوم السماء انتهى وسيأتي هل هو قبل الصراط أو بعده في حوضي مسيرة شهر (حم ق) عن أنس بن مالك

(أن قذف المحصنة) أي رميها بالزنا قال العلقمي الرمي بالزنا أو ما كان في معناه وأصله الرمي ثم استعمل في هذا المعنى والحصان بالفتح المرأة العفيفة (ليهدم عمل مائة سنة) أي يحبط بفرض أنه عمر وتعبد مائة عام ويظهر أن هذا للزجر والتنفير فقط انتهى وقال العلقمي قال في المصباح هدمت البناء هو من باب ضرب أسقطته فانهدم ثم استعير في جميع الأشياء فقيل هدمت ما أبرمه من الأمر ونحوه البزار (طب ك) عن حذيفة بن اليمان قال الشيخ حديث حسن

(أن قيشاً أهل أمانة لا يبغيهم) أي لا يطلب لهم (العثرات أحد) جمع عثرة الخصلة التي شأنها العثور (إلا كبه الله لمنخريه) أي قلبه أو صرعه أو ألقاه على وجهه يقال كببته فاكب فهو من النوادر التي تعدى ثلاثيها وقصر رباعيها يعني أذله وأهانه وخص المنخرين جرياً على قولهم رغم أنفه وذا كناية عن خذلان عدوهم ونصرهم عليه (ابن عساكر عن جابر) ابن عبد الله (خد طب) عن رفاعة ابن رافع الأنصاري قال الشيخ حديث حسن

(أن قلب ابن آدم) قال المناوي أي ما أودع فيه (مثل العصفور) بالضم الطائر المعروف (ينقلب في اليوم سبع مرات) أي تقلباً كثيراً وبذلك امتاز عن بقية الأعضاء وكان صلاحها بصلاحه وفسادها بفساده والمراد بالقلب القوة المودعة فيه (ابن أبي الدنيا)

ص: 108

أبو بكر (في) كتاب (الإخلاص (ك هب) عن أبي عبيدة عامر بن الجراح قال الشيخ حديث صحيح

(أن قلب ابن آدم بكل واد شعبة) أي له في كل واد شعبة من شعب الدنيا يعني أن أنواع التفكر فيه متكثرة مختلفة باختلاف الأغراض والنيات والشهوات (فمن اتبع قلبه الشعب كلها لم يبال الله تعالى بأي واد أهلكه) لاشتغاله بدنياه وإعراضه عن آخرته ومولاه (ومن توكل على الله) أي التجأ إليه وعوّل في جميع أموره عليه واكتفى به هادياً ونصيراً (كفاه الشعب) أي مؤن حاجاته المتشعبة المختلفة وهداه ووفقه (هـ) عن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح

(أن قلوب بني آدم كلها بين اصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه) بشدة الراء (حيث يشاء) قال اللعقمي قال النووي هذا من أحاديث الصفات وفيها القولان أحدهما الإيمان بها من غير تعرض لتأويل ولا لمعرفة المعنى بل نؤمن بها وإن كان ظاهرها غير مراد قال الله تعالى ليس كمثله شيء والثاني تتأول بحسب ما يليق بها فعلى هذا المراد المجاز كما يقال فلان في قبضتي وفي كفي لا يراد أنه حال في كفه بل المراد تحت قدرتي ويقال فلان بين إصبعي اقلبه كيف شئت أي أنه هين على قهره والتصرف فيه كيف شئت فمعنى الحديث أنه سبحانه وتعالى يتصرف في قلوب عباده كيف شاء لا يمتنع عليه منها شيء ولا يفوته ما أراده كما لا يمتنع على الإنسان ما كان بين إصبعيه فخاطب العرب بما يفهمونه ومثله بالمعاني الحسية تأكيداً له في نفوسهم فإن قيل قدرة الله تعالى واحدة والإصبعان للتثنية فالجواب أنه قد سبق أن هذا مجاز واستعارة فوقع التمثيل بحسب ما اعتادوه غير مقصود به التثنية والجمع (حم م) عن ابن عمرو بن العاص

(أن كذباً عليّ) بفتح الكاف وكسر المعجمة (ليس ككذب على أحد) أي غيري من الأمة لأدائه إلى هدم قواعد الدين وإفساد الشريعة (فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ) أي فليتخذ لنفسه (مقعده من النار) قال المناوي خبر بمعنى الأمر أو بمعنى التحذير أو التهكم أو الدعاء على فاعله أي بوأه الله ذلك انتهى قال العلقمي لا يلزم من إثبات الوعيد المذكور على الكذب عليه أن يكون الكذب على غيره مباحاً بل يستدل على تحريم الكذب على غيره بدليل آخر والفرق بينهما أن المكذب عليه توعد فاعله بجعل النار له مسكناً بخلاف الكذب على غيره والكذب هو الإخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه سواء كان عمداً أم خطأ لكن المخطئ غير مأثوم بالإجماع (ق) عن المغيرة بن شعبة (ع) عن سعيد بن زيد

(أن كسر عظم المسلم ميتاً ككسره حياً) أي في الحرمة لا في القصاص فلو كسر عظمه فلا قود بل يعزر قال العلقمي قال شيخنا روينا في جزء من حديث ابن منيع عن جابر قال خرجنا مع جنازة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا جئنا القبر إذا هو لم يقرع فجلس النبي صلى الله عليه وسلم على شفير القبر وجلسنا معه فأخرج الحفار عظماً ساقاً أو عضداً فذهب ليسكرها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا نكسرها فإن

ص: 109

كسرك إياه ميتاً ككسرك إياه حياً ولكن دسه في جانب القبر فاستفدنا من هذا سبب الحديث انتهى قال الدميري وجاء في رواية عن أم سلمة عن النب ي صلى الله عليه وسلم قال كسر عظم الميت ككسر عظم الحي في الإثم وإسنادها حسن (عب ص ده) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح

(أن كل صلاة تحط ما بين يديها من خطيئة) يعني ما بينها وبين الصلاة الأخرى من الذنوب والمراد بالصلاة المكتوبة وبالذنوب الصغائر (حم طب) عن أبي أيوب الأنصاري قال الشيخ حديث حسن لذاته صحيح لغيره

(أن لله عتقاء) أي من النار (في كل يوم وليلة) قال المناوي يعني من رمضان كما جاء في رواية (لكل عبد منهم دعوة مستجابة) أي عند فطره أو عند بروز الأمر بعتقه (حم) عن أبي هريرة أو أبي سعيد الخدري قال المناوي ش الأعمش (سمويه عن جابر) بن عبد الله قال الشيخ حديث صحيح

(أن لله تعالى عباداً يعرفون الناس) أي يطلعون على ما في ضمائرهم وأحوالهم (بالتوسم) أي بالتفرس قال في التقريب وتوسمت فيه الخير تفرست قال المناوي غرقوا في بحر شهوده فجاد عليهم بكشف الغطاء عن بصائرهم فأبصروا بها بواطن الناس (الحكيم والبزار عن أنس) قال الشيخ حديث حسن

(أن لله عباداً اختصم بحوائج الناس) أي بقضائها (يفزع الناس إليهم في حوائجهم) أي يلتجئون إليهم ويستغيثون بهم على الأمر الحادث (أولئك الآمنون من عذاب الله) أي لقيامهم بحقوق خلقه (طب) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح لغيره

(أن لله تعالى أقواماً يختصهم بالنعم لمنافع العباد ويقرها فيهم ما بذلوها) أي مدة دوام بذلهم إياها للمستحق (فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم) ليقوموا بها كما يحب قال تعالى أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (ابن أبي الدنيا) في قضاء الحوائج للناس (طب حل) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن

(أن لله تعالى عند كل فطر) أي وقت فطر كل يوم من رمضان وهو تمام الغروب (عتقاء) أي من صوام رمضان (من النار) أي من دخول نار جهنم (وذلك) أي العتق المفهوم من عتقاء (في كل ليلة) أي من رمضان كما صرح به في رواية (هـ) عن جابر بن عبد الله (حم طب هب) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث حسن

(أن الله تعالى تسعة وتسعين اسماً أي من جملة أسمائه هذا العدد (مائة) يروي بالنصب بدل من تسعة وتسعين وبالرفع على تقدير هي وأما قوله (إلا واحداً) فينصب على الاستثناء ويرفع على أن تكون إلا بمعنى غير فيكون صفة لمائة كقوله تعالى لو كان فيهما آلهة إلا الله وفائدة قوله مائة إلا واحداً إلخ تقرير ذلك في نفس السامع جمعاً بين جهة الإجمال والتفصيل وحذراً من تصحيف تسعة وتسعين بالمثناة الفوقية قبل المهملة بسبعة وسبعين بالموحدة بعد المهملة (من أحصاها دخل الجنة) أي مع السابقين الأولين أو بدون عذاب ومعنى أحصاها عمل بها فإذا قال

ص: 110

الحكيم مثلاً سلم الجميع أوامره لأن جميعها على مقتضى الحكمة وإذا قال القدوس استحضر كونه منزهاً عن جميع النقائص وإذا قال الرزاق وثق بالرزق وكذا سائر الأسماء وقيل معنى أحصاها حفظا قال في الفتح قال الحليمي الأسماء الحسنى تنقسم إلى العقائد الخمس الأولى إثبات البار رداً على المعطلين وهي الحي والباقي والوارث وما في معناها والثاني توحيده رداً على المشركين وهي الكافي والعي والقادر ونحوها والثالثة تنزيهه رداً على المشبهة وهي القدوس والمجيد والمحيط وغيرها والرابعة اعتقاد أن كل موجود من اختراعه رداً على القول بالعلة والمعلول وهي الخالق والبارئ والمصور وما يلتحق بها والخامسة أنه مدبر لما اخترع ومصرفه على ما يشاء وهو القيوم والعليم والحكيم وشبهها (ق ت هـ) عن أبي هريرة ابن عساكر عن عمر بن الخطاب

(أن لله تسعة وتسعين اسماً) أي من جملتها هذا العدد (مائة لا واحد إلا يحفظها أحد إلا دخل الجنة وهو وتر) أي الله تعالى في ذاته وكماله وأفعاله واحد (يحب الوتر) أي يحب أن يوحد ويعتقد انفراده بالألوهية دون خلقه (ق) عن أبي هريرة

(أن لله تعالى ملائكة سياحين) من السياحة وهي السير (في الأرض) وفي رواية بدله في الهواء (يبلغوني من أمتي السلام) وفي رواية عن بدل من أي يبلغوني سلام من سلم عليّ منهم وأن بعد قطره أي فيرد عليه بسماعه منهم قال المناوي وسكت عن الصلاة والظاهر أنهم يبلغونها أيضاً (حم ن حب ك) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح

(أن لله تعالى ملائكة ينزلون في كل ليلة) أي من السماء إلى الأرض بأمر الله تعالى (يحسون الكلال عن دواب الغزاة) قال المناوي أي يذهبون عنها التعب بحسها وإسقاط التراب عنها والتعب عنها وفي نسخ يحبسون أي يمنعون التعب عنها (إلا دابة في عنقها) بالضم أي معها وخص العنق لأن الغالب جعله فيه (جرس) بالتحريك أي جلجل لأن الملائكة لا تقرب ركباً فيه ذلك (طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث حسن

(أن لله تعالى ملائكة في الأرض تنطق على السنة بني آدم) أي خلق الله تعالى لها قوة الإلقاء على ألسنتهم وقال المناوي أي كأنها تركب ألسنتها على ألسنتم كما في التابع والمتبوع من الجن (بما في المرء من الخير والشر) متعلق بتنطق أي فإذا أجرى الله ذكر إنسان بالخير على السنة أهل الخير كان ذلك علامة على ما هو منطو عليه وحكم عكسه عكس حكمه (ك هب) عن أنس قال الشيخ حديث حسن

(أن لله تعالى ملكاً ينادي عند كل صلاة) أي مكتوبة (يا بني آدم) أي يا أهل التكليف (قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على أنفسكم) يعني خطاياكم التي ارتكبتموها حتى أعدت لكم مقاعد في جهنم (وأطفؤها بالصلاة) أي امحوا أثرها بفعل الصلاة فإنها مكفرة للذنوب الصغائر (طب) والضيا) في المختارة (عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح

(أن لله ملكاً موكلاً بمن يقول يا أرحم الراحمين) أي بمن ينطق بها عن صدق وإخلاص وحضور قلب (فمن قالها ثلاثاً قال

ص: 111

له الملك أن ارحم الرحمين قد أقبل عليك) أي بالرأفة والرحمة والإحسان (فسل) أي فإنك إن سألته أعطاك وإن استرحمته رحمك وإن استغفرته غفر لك (ك) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث صحيح

(أن لله تعالى ملكاً لو قيل له التقم) أي ابتلع (السموات السبع والأرضين) أي السبع بمن فيها من الثقلين وغيرهما (بلقمة واحدة لفعل) أي لأمكنه ذلك بلا مشقة لعظم خلقه (تسبيحه سبحانك حيث كنت) بفتح المثناة الفوقية أي أنزهك من حيث لا أعلم لك مكاناً ولا استقراراً فإن التنزيه حقك من حيث أنت والقصد بيان عظم أشباح الملائكة وأنه سبحانه وتعالى ليس بمتصل بهذا العالم كما أنه ليس بمنفصل عنه فالحيثية والكينونية عليه محال لتعاليه عن الحلول في مكان (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن

(أن لله تعال ما أخذ وله ما أعطى) أي الذي أراد أن يأخذه هو الذي كان أعطاه فإن أخذ أخذ ما هو له فلا ينبغي الجزع لأن مستودع الأمانة لا ينبغي له أن يجزع إذا استعيدت وقدم ذكر الأخذ على ذكر الإعطاء وإن كان متأخراً في الواقع لما يقتضيه المقام وما في الموضعين مصدرية ويحتمل أن تكون موصولة والعائد محذوف فعلى التقدير الأول لله الأخذ والإعطاء وعلى الثاني لله الذي أخذه من الأولاد وله الذي أعطاه منهم (وكل شيء) أي من الأخذ والإعطاء أو من الأنفس أو ما هو أعم (عنده) أي في علمه (بأجل مسمى) أي مقدراً ومعلوم لا يتقدم ولا يتأخر ومن استحضر ذلك هانت عليه المصائب وسبب الحديث وتتمته كما في البخاري عن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما قال أرسلت بنت النبي صلى الله عليه وسلم أن ابناً لي قبض أي قارب القبض فأت إلينا فأرسل يقرئ السلام ويقول أن لله تعالى ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبى بن كعب وزيد بن ثابت ورجال فرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تقعقع زاد في رواية كأنها شن بفتح الشين المعجمة وتشديد النون هو القربة الخلقة اليابسة شبه البدن بالجلد اليابس وحركة الروح فيه بما يطرح في الجلد من حصاة ونحوها ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد ما هذا فقال رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء (حم ق د ن هـ) عن أسامة بن يزد

(أن لله تعالى ريحاً يبعثها) أي يرسلها (على رأس مائة سنة) قال المناوي تمضي من ذلك القول (تقبض روح كل مؤمن) قال المناوي وهذه المائة قرب قيام الساعة وظن ابن الجوزي أنها المائة الأولى من الهجرة فوهم (ع) والروياني وابن قانع (ك) والضيا في المختارة (عن بريدة) بالموحدة مصغراً قال الشيخ حديث حسن

(أن لله تعالى فيك ل يوم جمعة ستمائة ألف عتيق) قال المناوي يحتمل من الآدميين يحتمل وغيرهم كالجن (يعتقهم من النار) أي من دخولها (كلهم قد استوجبوا النار) قال المناوي أي استحقوا دخولها بمقتضى الوعيد

ص: 112

وهذا الشرف الوقت فلا يختص بأهل الجمعة بل بمن سبقت له السعادة ويظهر أن المراد بالستمائة ألف التكثير انتهى وقال الشيخ وظاهره أن الكلام في أهل الجمعة أي من شأنهم فرضيتها ليدخل من لم يجب عليه الوجوب الخاص والكلام خارج مخرج الترغيب أو أن تابوا مما يتوقف على توبة عن أنس قال الشيخ حديث حسن

(أن لله تعالى مائة خلق) أي وصف (وسبعة عشر خلقاً) بالضم فيهما أي مخزونة عنده في خزائن الجود والكرم (من أباه) بقصر الهمزة (بخلق منها) أي متلبساً به (دخل الجنة) أي مع السابين الأولين أو بدون عذاب قال المناوي وتلك الأخلاق هداية الله لعبيده على قدر منازلهم عنده فمنهم من أعطاه خمساً ومنهم من أعطاه عشراً وعشرين وأقل وأكثر وبها يظهر حسن معاملته للحق وللخلق وقال الشيخ وتخصيص العدد وأن أريد به الكثرة فظاهر أن ذلك مما استأثر الله بعلمه وأن نسبتها إلى الله تعالى على طريق ملكها وبثها للمخلوقات وإن تنوعها تنوع الكمالات الحاصلة من العبادات والمعاملات وإن لم تنحصر أنواعها فيما ذكر ولا شك أن الأخلاق رافعة وواضعة لكنها موهوبة من المالك لها ووجودها يدل على شرف من وجدت فيه (الحكيم الترمذي (ع هب) عن عثمان بن عفان قال الشيخ حديث حسن لغيره، (أن لله تعالى ملكاً أعطاه سمع العباد) أي قوة يقدر بها على سماع ما ينطق به كل مخلوق من أنس وجن وغيرهما في أي موضع كان (فليس من أحد يصلي على ألا أبلغنيها وأني سألت ربي أن لا يصلي على عبد) أي إنسان حراً كان أو رقيقاً (صلاة إلا صلى الله عليه عشر أمثالها) أي يقول عليك صلاتي زاد في رواية وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات (طب) عن عمار بن ياسر قال الشيخ حديث حسن

(أن لله تسعة وتسعين اسماً مائة غير واحدة) وأنت واحدة على إرادة الكلمة أو الصفة قاله دفعاً لتوهم أنه للتقريب ورفعاً للاشتباه فقد يشتبه في الخط تسعة وتسعين بسبعة وسبعين (أنه وتر) أي فرد (يحب أوتر) أي يرضاه ويثيب عليه (وما من عبد) أي إنسان (يدعو بها) أي بهذه الأسماء (إلا وجبت له الجنة) أي دخولها مع السابقين الأولين أو بدون عذاب بشرط صدق النية والإخلاص (حل) عن عليّ قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة) أي استحق دخولها (هو الله) علم للذات الواجب الوجود وهو جامع لجميع معاني الأسماء الآتية وو مبتدا والله خبره والجملة مستأنفة لبيان كمية تلك الأعداد أنها ما هي في قوله إن لله تسعة وتسعين اسماً وذكر الضمير باعتبار الخبر (الذي لا إله إلا هو) نعت لله (الرحمن الرحيم) نعتان وخبر بعد خبر وهما اسمان بنيا للمبالغة من الرحمة وهي في اللغة رقة القلب وانعطاف يقتضي التفضل والإحسان على من رق له وأسماء الله تعالى وصفاته إنما تؤخذ باعتبار الغايات التي هي أفعال دون المبادئ التي تكون انفعالات فرحمة الله للعباد إما إرادة الإنعام عليهم

ص: 113

ودفع الضرر عنهم فتكون الأسماء من صفات الذات أو نفس الإنعام والدفع فيعودان إلى صفات الأفعال والرحمن أبلغ من الرحيم لزيادة بنائه (الملك) أي ذو الملك والمراد به القدرة على الإيجاد والاختراع أو المتصرف في جميع الأشياء يعز من يشاء ويذل من يشاء ولا يذل وقال بعض المحققين الملك هو الغني مطلقاً في ذاته وصفاته عن كل ما سواه ويحتاج إليه كل ما سواه (القدوس) هو المنزه عن سمات النقص وموجبات الحدوث المنزه عن أن يدركه حس أو يتصوره خيال أو يسبق إليه وهم أو يحيط به عقل وهو من أسماء التنزيه (السلام) مصدر نعت به أي ذو السلامة من النقائص في الذات والصفات أو منه وبه السلامة أو المعطى لها مبدأ ومعاداً أو المسلم عباده من المهالك أو المسلم على خلقه في الجنة كآية سلام قولاً من رب رحيم فتكون صفة كلامية (المؤمن) أي المصدق رسله بقوله الصدق فيكون مرجعه إلى الكلام أو بخلق المعجزات وإظهارها عليهم فيكون من أسماء الأفعال وقيل معناه الذي أمن البرية بخلق أسباب الأمان وسد أبواب المخاوف وإفادة آلات يدفع بها المضار فيكون أيضاً من أسماء الأفعال وقيل معناه أنه يؤمن عباده الأبرار يوم العرض من الفزع الأكبر إما بقول مثل لا تخافوا لا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون أو بخلق الأمن والطمأنينة فيرجع إلى الكلام أو الخلق (المهيمن) أي الرقيب المبالغ في المراقبة والحفظ أو الشاهد على كل نفس بما كسبت وقيل القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم (العزيز) أي الغالب من قولهم عز إذا غلب وقيل القوي الشديد من قولهم عز إذا قوي واشتد وقيل عديم المثل فيكون من أسماء التنزيه وقيل هو من يتعذر الإحاطة بوصفه ويعسر الوصول إليه (الجبار) هو المصلح لأمور العباد المتكفل بمصالحهم وهو إذا من أسماء الأفعال وقيل معناه حامل العباد على ما يشاء لا انفكاك لهم عما شاء من الأخلاق والأعمال والأرزاق والآجال فمرجعه أيضاً إلى الفعل وقيل معناه المتعالي عن أن يناله كيد الكايدين ويؤثر فيه قصد القاصدين فيكون مرجعه إلى التقديس والتنزيه (المتكبر) هو الذي يرى غيره حقيراً بالإضافة إلى ذاته نظر المالك إلى عبده وهو على الإطلاق لا يتصور إلا لله تعالى فإنه المنفرد بالعظمة والكبرياء بالنسبة إلأى كل شيء من كل وجه ولذلك لا يطلق على غيره إلأا في معرض الذم (الخالق) أي المقدر المبدع موجد الأشياء من غير أصل كقوله تعالى خلق الإنسان من نطفة وقوله خلق الجان من مارج من نار (البارئ) أي الخالق الذي خلق الخلق بريئاً من التفاوت والتنافر المخلين بالنظام الكامل (المصور) أي مبدع الصور المخترعات ويزينها فإن الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء بمعنى أنه مقدره وموجده من أصل وغير أصل وبارئه بحسب ما اقتضته حكمته وسبقت به كلمته من غير تفاوت واختلال ومصوره بصورة يترتب عليها خواصه ويتم بها كماله (الغفار) هو في الأصل بمعنى الستار من الغفر بمعنى ستر

ص: 114

الشيء بما يصونه ومنه المغفرة ومعناه أنه يستر القبائح والذنوب بإسبال الستر عليها في الدنيا وترك المؤاخذة بالعفو عنها في العقبى ويصون العبد من أوزارها وهو من أسماء الأفعال وقد جاء التوقيف في التنزيل بالغفار والغفور والغافر والفرق بينها أن الغافر يدل على اتصافه بالمغفرة مطلقاً والغفار أبلغ لما فيه من زيادة البناء وقال بعض الصالحين أنه غافر لأنه يزيل معصيتك من ديوانك وغفور لأنه ينسى الملائكة أفعالك وغفار لأنه ينسيك ذنبك حتى كأنك لم تفعله (القهار) هو الذي لا موجود إلا وهو مقهور تحت قدرته مسخر لقضائه عاجز في قبضته ومرجعه إلى القدرة فيكون من صفات المعنى وقيل هو الذي أذل الجبابرة وقصم ظهورهم بالإهلاك ونحوه فهو إذا من سماء الأفعال (الواهب) كثير النعم دائم العطاء وهو من أسماء الأفعال (الرزاق) أي خالق الأرزاق والأشياء التي يتمتع بها (الفتاح) أي الحاكم بين الخلائق أو الذي يفتح خزائن الرحمة على أصناف البرية قال تعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وقيل معناه مبدع الفتح والنصر وقيل هو الذي فتح على النفوس باب توفيقه وعلى الأسرار باب تحقيقه (العليم) بناء مبالغة من العلم أي العالم بجميع المخلوقات وهو من صفات الذات (القابض) أي الذي يضيق الرزق على من أراد وقيل هو الذي يقبض الأرواح من الأشباح وقيل هو الذي يقبض القلوب (الباسط) أي الذي يبسط الرزق لمن يشاء وقيل هو الذي ينشر الأرواح في الأجساد عند الحياة وقيل هو الذي يبسط القلوب للهدى والقابض والباسط من صفات الأفعال وإنما يحسن إطلاقهما معاً ليدلا على كمال القدرة والحكمة (الخافض) أي الذي يخفض الكفار بالخزي والصغار أو الذي يخفض أعداءه بالإبعاد أو الذي يخفض أهل الشقاء بالطبع والإضلال (الرافع) أي الذي يرفع المؤمنين بالنصر والإعزاز أو الذي يرفع أولياءه بالتقريب والإسعاد أو الذي يرفع ذوي الإسعاد بالتوفيق والإرشاد والخافض والرافع من صفات الأفعال (المعز) أي الذي يجعل من شاء ذا كمال يصير بسببه مرغوباً فيه قليل المثال (المذل) أي الذي يجعل من شاء إذا نقيصة بسببها يرغب عنه ويسقط من درجة الاعتبار (السميع) أي المدرك لكل مسموع حال حدوثه (البصير) أي المدرك لكل مبصر حال وجوده (الحكم) بفتح الكاف أي الحاكم الذي لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه (العدل) بسكون الدال المهملة أي البالغ في العدل وهو الذي لا يفعل إلا ماله فعله وهو مصدر نعت به للمبالغة فهو من صفات الأفعال (اللطيف) أي المحسن الموصل للمنافع برفق وقيل هو خالق اللطف يلطف بعباده من حيث لا يعلمون وقيل هو العليم بخفيات الأمور ودقائقها وما لطف منها (الخبير) أي العالم بواطن الأشياء من الخبرة وهو العلم بالخفايا الباطنة وقيل هو المتمكن من الأخبار عما علمه (الحليم) الذي لا يستفزه غضب ولا يحمله غيظ على استعجال العقوبة والمسارعة إلى الانتقام (العظيم) أي البالغ في أقصى مراتب العظمة وهو الذي لا يتصوره

ص: 115

عقل ولا يحيط بكنهه بصيرة (الغفور) أي كثير المغفرة (الشكور) أي الذي يعطى عباده الثواب الجزيل على العمل القليل والمثنى على عباده المطيعين أو المجازى عباده على شكره (العلي) أي البالغ في علو المرتبة إلى حيث لا رتبة إلا وهي منحطة عنه (الكبير) أي العالي الرتبة إما باعتبار أنه أكمل الموجودات وأشرفها من حيث أنه أزلي غني على الإطلاق وما سواه حادث بالذات نازل في حضيض الحاجة والافتقار وأما باعتبار أنه كبير عن مشاهدة الحواس وإدراك العقول وعلى الوجهين فهو من أسماء التنزيه (الحفيظ) أي لجميع الموجودات من الزوال والاختلال مدة ما شاء ويصون المتضادات بعضها عن بعض ويحفظ على العباد أعمالهم ويحصي عليهم أقوالهم وأفعالهم (المقيت) أي خالق الأقوات البدنية والروحانية وموصلها إلى الأشباح والأرواح وقيل هو المقتدر (الحسيب) أي الكافي بخلق ما يكفي العباد أو المحاسب المكلف بفعله (الجليل) أي المنعوت بنعوت الجلال وهي من الصفات التنزيهية كالقدوس والمغني قال الإمام الرازي الفرق بينه وبين الكبير والعظيم أن الكبير اسم الكامل في الذات والجليل اسم الكامل في الصفات والعظيم اسم الكامل فيهما (الكريم) أي المتفضل الذي يعطي من غير مسألة ولا وسيلة وقيل المجاوز الذي لا يستقصي في العقاب وقيل المقدس عن النقائص والعيوب (الرقيب) أي الحفيظ الذي يراقب الأشياء ويلاحظها فلا يعذب عنه مثقال ذرة (المجيب) أي الذي يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ويسعف السائل إذا ما التمسه واستدعاه (الواسع) قال العلقمي فسر بالعالم المحيط علمه بجميع المعلومات كلياتها وجزئياتها موجودها ومعدومها وبالجواد الذي عمت نعمته وشملت رحمته كل بر وفاجر ومؤمن وكافر وبالغنى التام الغنى المتمكن مما يشاء وعن بعض العارفين الواسع الذي لا نهاية لبرهانه ولا غاية لسلطانه ولا حد لإحسانه (الحكيم) أي ذو الحكمة المحكم الأشياء على ما هي عليه والإتيان بالأفعال على ما ينبغي فالحكمة بمعنى الإحكام (الودود) أي الذي يحب الخير لجميع الخلائق أو يحسن إليهم أو المحب لأوليائه (المجيب) أي الجميل الأفعال والكثير الأفضال أو من لا يشارك فيماله من أوصاف المدح (الباعث) أي الذي يبعث من في القبور للنشور أو باعث الرسل أو الأرزاق أو باعث الهمم إلى الترقي في ساحات التوحيد وهو من صفات الأفعال (الشهيد) أي العليم بظواهر الأشياء وما يمكن مشاهدته كما أن الخبير هو العليم بباطن الأشياء وما لا يمكن الإحساس به وقيل الشهيد مبالغة في المشاهد والمعنى أنه تعالى يشهد على الخلق يوم القيامة (الحق) أي الثابت وهو من صفات الذات وقيل معناه المحق أي المظهر للحق أو الموجد للشيء حسب ما تقتضيه الحكمة فيكون من صفات الأفعال (الوكيل) أي القائم بأمور العباد وبتحصيل ما يحتاجون إليه وقيل الموكول إليه تدبير البرية (القوي) أي الذي لا يلحقه ضعف ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً (المتين) أي

ص: 116

الذي له تمام القوة بحيث لا يقبل الضعف ولا يمانع في أمره (الولي) أي المحب الناصر وقيل متولي أمر الخلائق (الحميد) أي المحمود المستحق للثناء فإنه الموصوف بكل كمال والمولى لكل نوال (المحصي) أي العالم الذي يحصى المعلومات ويحيط بها كإحاطة العاد لما يعده وقيل القادر الذي لا يشذ عنه شيء من المقدورات (المبدئ) أي المظهر للشيء منا لعدم إلى الوجود وهو بمعنى الخالق المنشئ (المعيد) الإعادة خلق الشيء بعدما عدم (المحيي) أي الخالق الحياة في الجسم (المميت) أي خالق الموت الذي هو إزالة الحياة عن الجسم ومسلطه على من يشاء (الحي) أي ذو الحياة وهي صفة حقيقية قائمة بذاته لأجلها صح لذاته أن يعلم ويقدر (القيوم) أي القائم بنفسه والمقيم لغيره على الدوام وقيل هو الباقي الدائم المدبر للمخلوقات بأسرها وقال بعضهم هو القائم على كل نفس بما كسبت المجازى لها (الواجد) أي الذي يجد كل ما يريد ولا يفوته شيء وقيل هو الغني وقيل هو بمعنى الموجد أي الذي عنده علم كل شيء (الماجد) هو بمعنى المجيد لكن المجيد أبلغ وقيل هو العالي المرتفع (الواحد) بالحاء المهملة أي الذي لا ينقسم ولا مشابهة بينه وبين غيره أو هو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر ووقع في رواية الأحد بدل الواحد (الصمد) أي السيد لأنه يصمد إليه في الحوائج وقيل المنزه عن الآفات وقيل الذي لايطعم وقيل الباقي الذي لا يزول وسئل صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأجاب بقوله الصمد الذي لا جوف له (القادر) أي المتمكن من الفعل بلا معالجة ولا واسطة (المقتدر) قال المناوي أي المستولي على كل من أعطاه حظاً من قدره (المقدم المؤخر) أي الذي يقدم الأشياء بعضها على بعض أما بالوجود كتقديم الأسباب على مسبباتها أو بالشرف والقرابة كتقديم الأنبياء والصالحين من عباده على من عداهم (الأول) أي السابق على الأشياء كلها فإنه موجدها ومبدعها (الآخر) أي الباقي وحده بعد أن يفنى جميع الخلق (الظاهر) أي الجلي وجوده بآياته الظاهرة أو العالي (الباطن) أي المحتجب عن الحواس بحجب كبريائه أو العالم بالخفيات (الوالي) أي المتولي لجميع أمور خلقه أو المالك (المتعال) أي البالغ في العلا المرتفع عن النقائص (البر) أي المحسن الذي يوصل الخيرات إلى خلقه (التواب) أي القابل توبة عباده وقيل الذي ييسر للمذنبين أسباب التوبة ويوفقهم لها (المنتقم) أي المعاقب لمن عصاه (العفو) أي الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي ويزيلها من صحائف الأعمال وهو أبلغ من الغفور لان الغفران ينبئ عن الستر والعفو وينبئ عن المحو (الرؤوف) أي ذو الرأفة وهي شدة الرحمة فهو أبلغ من الرحيم والراحم والفرق بين الرأفة والرحمة أن الرحمة إحسان مبدؤه شفقة المحسن والرأفة إحسان مبدؤه فاقة المحسن إليه (مالك الملك) أي هو الذي تنفذ مشيئته في ملكه ويتصرف فيه وفي محكوماته كما يشاء لا مرد لقضائه ولا معقب لحكمه (ذو الجلال والإكرام) أي هو الذي لا شرف ولا كمال إلا هو له ولا كرامة ولا مكرمة إلا وهي منه

ص: 117

(المقسط) أي العادل الذي ينتصف للمظلومين ويدرأ بأس الظلمة عن المستضعفين (الجامع) أي المؤلف بين اشتات الحقائق المختلفة (الغنى) أي المستغني عن كل شيء لا يفتقر إلى شيء (المغني) أي المعطي كل شيء ما يحتاج إليه حسب ما اقتضته حكمته وسبقت به كلمته فأغناه من فضله (المانع) أي الدافع لأسباب الهلاك والنقص أو مانع من يستحق المنع (الضار النافع) قال العلقمي هو كوصف واحد وهو من الوصف بالقدرة التامة الشاملة فهو الذي يصدر عنه النفع والضر فلا خير ولا شر ولا نفع ولا ضر ألا وهو صادر عنه منسوب إليه (النور) أي الظاهر بنفسه المظهر لغيره (الهادي) أي الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى (البديع) أي المبدع وهو الذي أتى بما لم يسبق له مثل في ذاته ولا نظير له في صفاته (الباقي) أي الدائم الوجود الذي لا يقبل الفناء (الوارث) أي الباقي بعد فناء الموجودات فترجع إليه الأملاك بعد فناء الملاك وهذا بالنظر العامي وأما بالنظر الحقيقي فهو المالك على الإطلاق من أزل الأزل إلى أبد الآباد لم يبدل ملكه ولا يزال كما قيل الوارث الذي يرث بلا توريث أحد (الباقي) أي الذي ليس لملكه أمد (الرشيد) أي الذي تنساق تدابيره إلى غايتها على سنن السداد من غير استشارة ولا إرشاد (الصبرو) أي الذي لا يعجل في مؤاخرة العصاة ومعاقبة المذنبين وقيل هو الذي لا تحمله العجلة على المسارعة إلى الفعل قبل أوانه والفرق بينه وبين الحليم أن الصبور يشعر بأنه يعاقب في الآخرة بخلاف الحليم (ت حب ك هب) عن أبي هريرة

(أن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها كلها دخل الجنة أسأل الله) أي أطلب منه (الرحمن الرحيم الإله) أي المنفرد بالألوهية (الرب) أي المالك أو السيد أو القائم بالأمر أو المصلح أو المربي (الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الحكيم العليم السميع البصير الحي القيوم الواسع) هو الذي وسع غنا كل فقر ورحمته كل شيء (اللطيف الخبير الحنان) بالتشديد أي الرحيم بعباده (المنان) أي الذي يشرف عباده بالامتنان بماله من الإحسان (البديع الودو الغفور الشكور المجيد المبدئ النور البارئ) أي مخرج الأشياء من العدم إلى الوجود (لأول الآخر الظاره الباطن العفو والغفار الوهاب الفرد) الذي لا شفع له من صاحب أو ولد (الأحد) الذي انقسامه مستحيل (الصمد الوكيل) أي المتكفل بمصالح عباده الكافي لهم في كل أمر (الكافي) عبده بإزالة كل جائحة وحده (الحسيب الباقي الحميد المقيت الدائم) الذي لا يقبل الفناء (المتعالي ذا الجلال والإكرام النصير) كثير النصر لأوليائه (الحق المبين) المظهر للصراط المستقيم لمن شاهد آيته (المقيت الباعث المجيب المحيي المميت الجميل) أي ذاتاً وصفات وأفعالاً (الصادق) أي في وعده وإيعاده (الحفيظ المحيط) بجميع خلقه ما كان وما يكون (الكبير القريب) الذي لا مسافة تبعد عنه ولا غيبة ولا حجب تمنع منه (الرقيب الفتاح التواب القديم) الذي لا ابتداء لوجوده (الوتر) أي المنفرد

ص: 118

بالوحدانية (الفاطر) أي المخترع (المبدع الرزاق العلام) أي البالغ في العلم (العلي العظيم الغني المغني المليك) مبالغة في المالك (المقتدر الأكرم) أي الأكثر كرماً من كل كريم (الرؤوف المدبر) أي لأمور خلقه بما تحار فيه الألباب (المالك) الذي لا يعجز عن انفاذ ما يقتضيه حكمه (القاهر) المستولي على جميع الأشياء الظاهرة والباطنة (الهادي الشاكر) أي المثني بالجميل على من فعله المثيب عليه (الكريم الرفيع) البالغ في ارتفاع المرتبة (الشهيد الواحد ذا الطول) أي المتسع الغني والفصل (ذا المعارج) المصاعد أي المراقي الموضوعة لعروج الملائكة ومن يعرج عليها لى الله فالإضافة للملك (ذا الفضل) أي الزيادة في العطاء (الخلاق) أي كثير المخلوقات (الكفيل) أي المكتفل بمصالح الخلق الجليل (ك) وأبو الشيخ في كتاب (العظمة وابن مردويه معاً في التفسير) أي في تفسيرهما (وأبو نعيم) الأصبهاني (في) كتاب (الأسماء الحسنى) كلهم عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف

(أن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً إنه وتر) أي فرد (يحب الوتر) أي يرضاه ويثيب عليه (من حفظها دخل الجنة) أي مع السابقين الأولين (الله الواحد الصمد الأول الآخر الظاهر الباطن الخالق البارئ المصور الملك الحق السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الرحمن الرحيم اللطيف الخبير السميع البصير العلي العظيم البار الجليل المتعالي الجميل الحي القيوم القادر القاهر) ذو الغلبة التامة (العليم الحكيم القريب المجيب الغني الوهاب الودود الشكور الماجد الواجد) بالجيم أي الذي كل شيء حاضر لديه (الوالي الراشد) أي مرشد الخلق إلى طريق الحق (العفو الغفور الحليم الكريم التواب الرب المجيد الولي الشهيد المتين البرهان) الحجة الواضحة البيان (الرؤوف الرحيم المبدئ المعيد الباعث الوارث القوي الشديد الضار النافع الباقي الوافي) بالفاء أي موفى العالمين أجورهم (الخافض الرافع القابض الباسط المعز المذل المقسط الرازق ذو القوة) أي صاحب الشدة (المتين القائم) أي على خلقه بتدبير أمرهم الدائم (الحافظ الوكيل الباطن السامع) أي الذي انكشف كل موجود لصفة سمعه (المعطى) أي من شاء ما شاء (المحيي المميت المانع الجامع) أي الذي يجمع الخلائق يوم الحساب وقيل المؤلف بين المتماثلات والمتباينات والمتضادات في الوجود (الهادي الكافي الأبدي العالم) أي بالكليات والجزئيات (الصادق النور المنير التام لقديم الوتر الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد (هـ) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لذاته) (أن لله تعالى مائة اسم عير واحد مندعا بها استجاب الله له) أي ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم كما في حديث آخر (ابن مردويه عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن

(أن لله عباداً يضن بهم عن القتل) أي يمنعهم منه لمكانتهم عنده (ويطيل أعمارهم) أي يقدر إطالتها (في حسن العمل) أي منقضية في حسن الأعمال الحسنة (ويحسن) بالتضعيف مبنياً للفاعل

ص: 119

(أرزاقهم) بأن يجعلها من حل من يغر تعب ويوسع عليهم (ويحييهم أي يجعل حياتهم (في عافية) أي فلا تصيبهم الفتن التي تمر عليهم كقطع الليل المظلم (ويقبض أرواحهم) أي إذا انتهت آجالهم (في عافية على الفرش) قال المناوي فلا يسلط عليهم عدواً يقتلهم ولا يميتهم ميتة سوء وقال الشيخ على الفرش في موضع الحال من الأرواح أي نائمة عليها ويجوز تعلقه بيقبض (فيعطيهم منازل الشهداء) أي مثل منازلهم (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن

(أن الله تعالى ضنائن) بضاد معجمة ونونين أي خصائص (من خلقه يغذوهم في رحمته يحييهم في عافية ويميتهم في عافية وإذا توفاهم توفاهم إلى جنته) أي وأمر بهم إلى جنته قالوا من هم يا رسول الله قال (أولئك الذين تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم وهم منها في عافية) أي لم يدخلوا أنفهسم فيها لأنهم لما جادوا بأنفسهم على ربهم جاد عليهم بحفظم من البلاء وبعثهم إلى درجات الشهداء في الجنة (طب حل) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن

(أن لل تعالى عند كل بدعة) أي ظهور خصلة أحدثت على خلاف الشرع (كيد بها الإسلام وأهله) أي خدعوا بها ومكروا (وليا صالحاً) على حذف مضاف أي بعث ولي صالح (يذب عنه) أي يمنع عن الإسلام وأهله من يريد من المتدعة الكيد بهم وأعاد الضمير على الإسلام لأنه إذا حصل الذب عنه حصل عن أهله (ويتكلم بعلاماته) أي ينشر آيات أحكامه ويقيم براهينه ويرد حجج المبتدعة (فاغتنموا حضور تلك المجالس) أي التي لنصر السنة ورد البدعة (بالذب عن الضعفاء) أي ضعفاء الراي العاجزين عن نصب الأدلة وتأييد الحق وإبادة الباطل وبالذب يحتمل أن يتعلق بمحذوف أي المجالس التي تعقد لنصر السنة المصحوبة بالذب عن الضعفاء (وتوكلوا على الله) أي اعتمدواعليه وثقوا به في دفع كيد أعداء الدين ولا تخشوهم (وكفى بالله وكيلاً) أي كافياً وحافظاً وناصراً نعم المولى ونعم النصير (حل) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف منجبر

(أن لله تعالى أهلين من الناس) قالوا من هم يا رسول الله قال (أهل القرآن) وأكد ذلك وزاده بياناً وتقريراً في النفوس بقوله (هم أهل الله وخاصته) أي المختصون به بمعنى أنه لما قربهم واختصهم كانوا كأهله (حم ن هـ ك) عن أنس

(أن لله تعالى آنية) جمع إناء وهو وعاء الشيء (من أهل الأرض) أي من الإنس أو من الجن وإلإنس (وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين) أي القائمين بحق الحق والخلق فيودع فيها من الأسرار ما شاء بمعنى أن نور معرفته يملأ قلوبهم حتى يفيض أثره على الجوارح (وأحبها إليه) أي أكثرها حباً لديه (ألينها وأرقها) أي فإن القلب إذا لان ورق انجلا وصار كالمرآة الصيلة فينطبع فيه النور الرحماني فيصير محل نظر الحق سبحانه وتعالى واللين الرقة فالعطف تفسيري (طب) عن أبي عنبة بكسر العين المهملة وفتح النون بعدها موحدة قال الشيخ حديث صحيح

(أن للإسلام صوى؟ ) قال في النهاية الصوى

ص: 120

الأعلام المنصوبة من الحجطارة في المفازة المجهولة يستدل بها على الطريق واحدتها صوة كقوة أراد أن للإسلام طرائق وأعلاماً يهتدى بها زاد في الدر قال الأصمعي هو ما غلظ وارتفع من الأرض ولم يبلغ أن يكون جبلاً (ومناراً) أي علامات وشرائع يهتدى بها (كمار الطريق) أي واضحة الظاهر وأما معرفة حقائقه وأسراره فإنما يدركها أهل البصائر (ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(أن للإسلام صوى وعلامات كمنار الطريق) أي فلا نضلنكم إلا هواء عما صار شهير ألا يخفى على من له أدنى بصيرة (ورأسه) بالرفع بضبط المؤلف أي أعلاه (وجماعه) بالرفع وبكسر الجيم وخفة الميم أي مجمعه ومطيته (شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وتمام الوضوء) أي سبوغه بمعنى اسباغه وتوفية شروطه وفروضه وسننه وآدابه فهذه هي أركان الإسلام التي بنى عليها قال الشيخ ولعل حذف الباقي من المفروضات كالصوم والحج اختصار من الراوي وإلا فالحديث متأخر عن فرض الباقي بلا شك (طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث صحيح

(أن للتوبة باباً عرض ما بين مصراعيه) أي شطريه (ما بين المشرق والمغرب) هو كناية عن سعة باب القبول (لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها) أراد أن قبول التوبة هين ممكن والناس في سعة منه ما لم تطلع الشمس من مغربها ومقصود الحديث الحث على التوبة وعدم القنوط من رحمة الله تعالى وإن كثرت الذنوب (طب) عن صفوان بن عسال بفتح العين وتشديد السين المهملتين قال الشيخ حديث صحيح

(أن للحاج الراكب) ومثله المعتمر (بكل خطوة تخطوها راحلته سبعين حسنة) أي من حسنات الحرم (وللماشي بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة) أي فثواب خطوة الراكب عشر ثواب خطوة الماشي فالحج ماشياً أفضل وبهذا أخذ بعض الأئمة والأرجح عند الشافعية أنه راكباً أفضل لأدلة أخرى (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن

(أن للزوج من المرأة لشعبة) بفتح لام التوكيد أي قدراً عظيماً من المودة والمحبة والرحمة فالتنوين للتعظيم وقوله من المرأة حال من شعبة لأن نعت النكرة إذا قدم عليها يكون حالاً (ما هي لشيء) أي ليس مثلها لقريب وغيره قال العلقمي وسببه كما في ابن ماجه عن حمنة بنت جحش أنها قيل لها قتل أخوك فقالت رحمه الله إنا لله وإنا إلي راجعون فقالوا قتل زوجك فقالت واحرتاه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن للزوج فذكره (هـ ك) عن محمد ابن عبد الله ابن جحش بفتح الجيم وسكون المهملة وشين معجمة قال الشيخ حديث صحيح

(أن للشيطان كحلاً) أي شيئاً يجعله في عين الإنسان لينام (ولعوقاً) بفتح اللام أي شيئاً يجعله في فيه لينطق لسانه بالفحش (فإذا كحل الإنسان من كحله نامت عيناه) عن الذكر (وإذا لعقه) قال الشيخ بالتشديد (من لعوقه ذرب) أي فحش (لسانه بالشر) حتى لا يبالي بما قاله ولا بما قيل فيه والاستعارة في كل لما يناسبه فإن الكحل للعين ظاهر في

ص: 121

النوم لعلاقة هجوم النوم منها وقيس عليه (ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان) لأهل الإيمان (طب هب) عن سمرة بن جندب قال الشيخ حديث صحيح

(أن للشيطان كحلاً ولعوقاً ونشوقاً) بفتح النون أي شيئاً يجعله في الأنف والمراد أن وساوسه ما وجدت منفذاً إلا دخلت فيه (أما) وفي نسخة فأما (لعوقه فالكذب) أي المحرم شرعاً (وأما نشوقه فالغضب) أي لغير الله (وأما كحله فالنوم) أي المفوت للقيام بوظائف العبادات الفرضية والنفلية قال المناوي وشوش الترتيب في التفسير لأن الإنسان طرفي نهاره يكذب ويغضب ثم يختم بالنوم فيصير كالجيفة الملقاة (هب) عن أنس قال الشيخ حديث حسن

(أن للشيطان مصالي) هي تشبه الشرك جمع مصلاة وأراد ما يستفز به الناس من زينة الدنيا وشهواتها (وفخوخاً وأن من مصاليه وفخوخه البطر بنعم الله تعالى) أي الطغيان عند النعمة (والفخر بعطاء الله) أي التعاظم على الناس به (والكبر على عباد الله) أي الترفع عليهم (واتباع الهوى) بالقصر (في غير ذات الله) قال الشيخ وفي الكلام مقدر أي في غير طاعة ذات الله انتهى فالمراد بالهوى ميل النفس قال المناوي فهذه الخصال خلاقه وهي مصائده وفخوخه التي نصبها لبني آدم فإذا أراد الله تعالى بعبد هواناً خلى بينه وبينه ووقع في شبكته فكان من الهالكين وخص المذكورات لغلبتها على النوع الإنساني (ابن عساكر عن النعمان بن بشير) الأنصاري قال الشيخ حديث حسن

(أن للشيطان لمه بابن آدم وأن للملك لمة) بفتح اللام وشدة الميم فيهما قال العلقمي قال في النهاية اللمة الهمة والخطرة تفتح في القلب أراد إلمام الملك أو الشيطان به والقرب منه فما كان من خطرات الخير فهو منالملك وما كان من خطرات الشر فهو من الشيطان (فأما لمة الشيطان فإيعاذ) أي منه (بالشر وتكذيب بالحق) قال المناوي كان القياس مقابلة الشر بالخير أو الحق بالباطل لكنه أتى بما يدل على أن كل ما جر إلى الشر باطل أو إلى الخير حق فأثبت كلا ضمنياً (وأما لمة الملك ويعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك) أي إلمام الملك به (فليعلم ألمه من الله) يعني مما يحبه ويرضاه (فليحمد الله) أي على ذلك (ومن وجد الأخرى) قال المناوي لم يقل لمة الشيطان كراهة لتوالي ذكره على اللسان (فليتعوذ بالله من الشيطان) تمامه ثم قرأ الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء (ت ن حب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح

(أن للصائم عند فطره دعوة ما ترد) قال العلقمي قال شيخنا قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول أمة محمد صلى الله عليه وسلم قد خصت من بين الأمم في شأن الدعاء فقيل ادعوني استجب لكم وإنما كان ذلك للأنبياء فأعطيت هذه الأمة ما أعطيته الأنبياء فلما دخل التخليط في أمورهم من أجل الشهوات التي استولت على قلوبهم حجبت قلوبهم والصوم يمنع النفس عن الشهوات فإذا ترك شهوته من قلبه صفا قلبه وصارت دعوته بقلب فارغ قد زالت عنه ظلمة الشهوات وتولته الأنوار فاستجيب له فإن كان ما سأل

ص: 122

في المقدور له عجل وإن لم يكن مدخوراً له في الآخرة (هـ ك) عن ابن عمرو هو ابن العاص قال الشيخ حديث صحيح

(أن للطاعم) أي من لم يصم نفلاً (الشاكر) أي لله على ما أطعمه (من الأجر) أي الثواب الأخروي (مثل ما للصائم الصابر) أي مثل الآخر الذي يجعل على الصوم مع الصبر (ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(أن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجياً منها نجا سعد بن معاذ) قال العلقمي وفي الحديث عند النسائي والبيهقي عن عبد الله بن عمر عن رسو الله صلى الله عليه وسلم قال هذا الذي تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء وشهده سبعون ألفاً من الملائكة لقد ضم ضمة ثم فرج عنه يعني سعد بن معاذ قال الحسن تحرك له العرش فرحاً بروحه وسئل صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال كان يقصر في بعض الطهور من البول وفي رواية كان لا يستبرئ من البول وفي رواية لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا سعد ولقد ضم ضمة اختلفت منها أضلاعه من أثر البول وفي رواية أنه ضم في القبر ضمة حتى صار مثل الشعرة فدعوت الله أن يرقه عنه وذلك بأنه كان لا يستبرئ من البول قال شيخنا قال أبو القاسم السعدي في كتاب الروح له لا ينجو من ضغطة القبر لا صالح ولا طالح غير أن الفرق بني الكافر والمسلم فيها دوام الضغط للكافر وحصول هذه الحالة للمؤمن في أول نزوله إلى قبره ثم يعود إلى الإفساح له فيه قال والمراد بضغطة القبر التقاء جنبيه على جسد الميت قال الحكيم الترمذي سبب هذه الضغطة أنه ما من أحد إلا وقد ألم بخطيئة ما وإن كان صالحاً فجعلت هذه جزاء لها ثم تدركه الرحمة ولذلك ضغط سعد بن معاذ في التقصير من البول قال وأما الأنبياء فلا نعلم إن لهم في القبور ضمة ولا سؤالاً لعصمتهم وقال النسفي في بحر الكلام المؤمن المطيع لا يكون له عذاب القبر ويكون له ضغطة لقبر فيجد هول ذلك وخوفه لما أنع تنعم بنعمة الله ولم يشكر النعمة وأخرج ابن أبي الدنيا عن محمد التميمي قال كان يقال أن ضمة القبر إنما أصلها أنا أمهم ومنها خلقوا فغابوا عنها طويلاً فلما رد إليها أولادها ضمتهم ضمة الوالدة التي غاب عنها ولدها ثم قدم عليها فمن كان لله مطيعاً ضمته برأفة ورفق وإن كان عاصياً ضمته بعنف سخطاً منها عليه لربها (حم) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح

(أن للقرشي) أي الواحد من سلالة قريش (مثل قوة الرجلين من غير قريش) أي قوة في الرأي وعلو الهمة وشدة الحزم قال الشيخ فإن قلت قد كلفنا بعدم الفرار من الاثنين فيما استقر من الآية في القتال وسورة الأنفال بآخرها فيلزم أن كل قرشي لا يفر من أربعة قلت لم يعرجوا عليه وعموم كلامهم يأباه وإن الكلام بإثبات القوة المثبتة للمزية باستحقاق ثلاثة ومن شهد له مثل الشارع كيف يجوز التقدم عليه (حم حب) عن جبير بالتصغير وهو حديث صحيح

(أن للقلوب صداء كصداء الحديد) قال العلقمي هو أن يركبها الراين بارتكاب المعاصي والآثام فيذهب بجلائها كما يعلو الصداء وجه المرأة والسيف وغيرهما (وجلاؤها) أي من ذلك الصداء (الاستغفار) أي طلب غفران

ص: 123

الذنوب من علام الغيوب قال المناوي ولهذا ورد في حديث يأتي الاستغفار ممحاة الذنوب والمراد الاستغفار المعروف بحل عقدة الإصرار وروى الحكيم أن الاستغفار يخرج يوم القيامة ينادي يا رب حقي حقي فيقال خذ حقك فيحتفل أهله (الحكيم) الترمذي (عد) كلاهما (عن أنس) ورواه عنه الطبراني أيضاً قال الشيخ حديث ضعيف منجبر

(أن للمؤمن في الجنة لخيمة) أن بيتاً شريف المقدار (من لؤلؤة واحدة مجوفة) يؤخذ من كلام العلقمي أن مجوفة نعت لؤؤة (طولها ستون ميلاً) قال المناوي وفي رواية ثلاثون وفي أخرى غير ذلك ولا تعارض لتفاوت الطول بتفاوت درجات الممنين (للمؤمن فيها أهلون) أي زوجات كثيرة (يطوف عليهم المؤمن) أي لجماعهن ونحوه (فلا يرى بعضهم بعضاً) أي من سعة الخيمة وعظمها والمراد أن تلك الخيمة في الصفاء والنفاسة كاللؤلؤة ويحتمل الحقيقة (م) عن أبي موسى الأشعري

(أن للمسلم حقاً إذا رآه أخوه) أي في الدين (أن يتزحزح) أي يتنحى عن مكانه ويجلسه بجنبه إكراماً له فيندب ذلك سيما لنحو عالم أو صالح أو ذي شرف قال العلقمي قال في التقريب الزحزحة التنحية وقال في المصباح وتزحزح عن محله تنحى (هب) عن واثلة بكسر المثلثة (ابن الخطار) العدوي قال الشيخ حديث صحيح

(أن للملائكة الذين شهدوا بدراً) أي حضروا وقعة بدر (في السماء الفضلا على من تخلف منهم) أي زيادة في الشرف على من لم يحضرها لأنها الوقعة التي حول الله بها أهل الشرك وأعز بها دينه وفي السماء الظاهر أنه حال من الفضلا وهو في الأصل نعت له فقدم عليه (طب) عن رافع بن خديج بفتح المعجمة وكسر الدال الحارثي الأنصاري قال الشيخ حديث صحيح

(أن للمهاجرين) أي من دار الكفر إلى دار الإسلام لنصرة الدين وأهله (منابر من ذهب) أي مجالس عالية منه (يجلسون عليها يوم القيامة قدام وأمن الفزع) أي يجلسون عليها حال كونهم آمنين من الفزع أي الأكبر وهو أشد أنواع الخوف (البزار) في مسنده (ك) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح

(أن للوضوء شيطاناً يقال له أولهان) بفتح الواو أي يسمى بذلك من الوله وهو التحير سمى به لأنه يحير المتطهر فلا يدري هل عم عضوه أو غسل مرة أو غير ذلك (فاتفوا وساوس الماء) بفتح الواو أي احذروا وسوسة الشيطان المذكور في استعمال الوضوء والغسل (هـ ك) عن أبي بن كعب قال الشيخ حديث صحيح

(أن لإبليس مردة من الشياطين) بالتحريك جمع ما رد وهو العاتي منهم (يقول لهم عليكم بالحجاج والمجاهدين فأضلوم عن السبيل) أي الطريق أي الزموا إضلال الحاج عنها ليفوته الوقوف والمجاهد ليظفر به العدو والسبيل في الأصل الطريق ويذكر ويؤنث والتأنيث فيه أغلب (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن

(أن لجهنم باباً) أي عظيم المشقة في الدخول (لا يدخله) أي لا يدخل منه (إلا من شفا غيظه بمعصية الله) أي أذهبه بارتكابها

ص: 124

(ابن أبي الدنيا) أبو بكر (في) كتاب (ذم الغضب عن ابن عباس) بإسناد ضعيف

(أن الجواب الكتاب حقاً كرد السلام) قال المناوي إذا أرسل إليك أخوك المسلم كتاباً يتضمن السلام لزمك رده وبه أخذ بعض الشافعية انتهى وقال الشيخ رحمه الله تعالى والعمل بالخبر على وجه الندب وظاهر التشبيه الوجوب إلا أنه صرف لدليل آخر من كون الشارع صلى الله عليه وسلم لم يرد لكل كتاب ورد عليه جوابه كما تقرر في السير (فر) عن ابن عباس قال وهو حيث ضعيف منجبر

(إن لربكم في أيام دهركم نفحات) أي تجليات مقربات يصيب بها من يشأ من عباده (فتعرضوا له) أي لربكم أي لنفحاته وفي نسخة لها بدل له أي بتطهير القلب من الأكدار والأخلاق الذميمة والطلب منه تعالى في كل وقت قياماً وقعوداً وعلى الجنب ووقت التصرف في الأشغال الدنيوية فإن العبد لا يدري في أي وقت تفتح خزائن المنن (لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبداً) أي لا يحصل لكم شقاء (طب) عن محمد بن مسلمة قال الشيخ حديث حسن

(أن لصاحب الحق) أي الدين (مقالاً) أي صولة الطلب وقوة الحجة وذا قاله لأصحابه لما جاء رجل تقاضاه واغلظ فهموا به أي أرادوا أن يؤذوه بالقول والفعل لكن لم يفعلوا أدباً مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال دعوه ثم ذكره (حم) عن عائشة (حل) عن أبي حميد الساعد وهو حديث صحيح

(أن لصاحب القرآن) أي لقارئه حق قراءته بتلاوته وتدبر معانيه (عند كل ختمة) أي يختمها (دعوة مستجابة) أي إذا كانت مما لله فيه رضا (وشجرة في الجنة) أي وإن له شجرة فيها (لو أن غراباً طار من أصلها لم ينته إلى فرعها حتى يدركه الهرم) قال المناوي والمراد أنه يستظل بها ويأكل من ثمارها وخص الغراب لطول عمره وشدة حرصه على طلب مقصوده وسرعة طيرانه (خط) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح لغيره

(أن لغة إسماعيل كانت قد درست) أي خفي آثار غالبها التقادم العهد (فأتاني بها جبريل فحفظنيها) فلذلك كان صلى الله عليه وسلم أفصح الناس واعلمهم بلسان العربية (الغطريف في جزئه وابن عساكر) في تاريخه (عن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف

(أن لقارئ القرآن دعوة مستجابة) أي عند كل ختمة كما في الرواية السابقة (فإن شاء صاحبها تعجلها في الدنيا وإن شاء آخرها إلى الآخرة) يحتمل أن المراد إن شاء طلب ما يتعلق بالدنيا وإن شاء ما يتعلق بالآخرة (ابن مردويه عن جابر قال الشيخ حديث ضعيف منجبر

(أن لقمان الحكيم) أي المتقن للحكمة الحبشي قيل كان عبد داود عليه السلام ولم يكن نبياً على الصحيح (قال أن الله إذا استودع شيئاً حفظه) أي ولا يقع فيه شيء من الخلل لأن العبد عاجز فإذا تبرأ من الأسباب واعترف بضعفه وبرئ من حوله وقوته واستودع الله شيئاً حفظه فالله خير حافظاً (حم) عن ابن عمر بن الخطاب بإسناد حسن

(أن لك) بكسر الكاف خطاباً لعائشة لما كانت معتمرة (من الأجر) أي أجر نشكك (على قدر نصبك)

ص: 125

بالتحريك أي تعبك (ونفقتك) لأن الجزاء على قدر المشقة (ك) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح

(أن لكل أمة أميناً) أي ثقة رضيا (وأن أمين هذه الأمة) أي الذي له الزيادة من الأمانة (أبو عبيدة بن الجراح) بفتح الجيم وشدة الراء وهذه الصفة وإن كانت مشتركة بين وبين غيره لكن السياق يشعر بأن له مزيداً في ذلك كما أنه صلى الله عليه وسلم خص الحياء بعثمان والقضاء بعلي وأبو عبيدة هو عامر بن عبد الله بن الجراح ابن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في فهر ابن مالك (خ) عن أنس

(أن لكل أمة حكيماً وحكيم هذه الأمة أبو الدرداء) هو عويمر أو عامر بن زيد بن قيس الخزرجي العابد الزاهد ومن حكمه أخوف ما أخاف أن يقال لي يوم القيامة يا عويمر اعلمت أم جهلت فإن قلت علمت لا تبقى آية آمرة أو زاجرة إلا أخذت بفرصتها الآمرة قائلة هل ائتمرت والزاجرة هل ازدجرت وأعوذ بالله من علم لا ينفع ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع ومنها أخشى على نفسي أن يقال لي على رؤوس الخلائق يا عويمر هل علمت فأقول نعم فيقال ماذا عملت فيما علمت وحكمه كثيرة جداً رضي الله تعالى عنه (ابن عساكر عن جبير بن نفير) بنون وفاء وبتصغيرهما (مرسلاً) قال الشيخ حديث صحيح

(أن لكل أمة فتنة) أي ضلالة ومعصية (وأن فتنة أمتي المال) أي معظم فتنتهم من اللهو به لأنه يشغل البال عن القيام بالطاعة وينسى الآخرة (ت ك) عن كعب بن عياض الأشعري قال الشيخ حديث صحيح

(أن لكل أمة سياحة) بمثناة تحتية أي ذهاباً في الأرض وفراق وطن (وأن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله) أي هو مطلوب منهم كما أن السياحة مطلوبة في دين النصرانية (وأن لكل أمة رهبانية) أي تبتلاً وانقطاعاً للعبادة (وأن رهبانية أمتي الرباط) في نحور العدو أي ملازمة الثغور بقصد كف أعداء الدين ومقاتلتهم (طب) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث صحيح

(أن لكل أمة أجلاً) أي مدة من الزمن (وأن لأمتي مائة سنة) أي بانتظام أحوالها (فإذا مرت) أي انقضت ومضت (على أمتي مائة سنة أتاها ما وعدها) الله عز وجل قال أحد رواة ابن لهيعة يعني بذلك كثرة الفتن والاختلاف وفساد النظام (طب) عن المستورد بن شداد قال الشيخ حديث صحيح

(أن لكل بيت باباً وباب القبر من تلقاء رجليه) أي من جهة رجلي الميت إذا وضع فيه فيسن أن لا يدخل على الميت القبر إلا من جهة رجليه أي المكان الذي سيصير رجل الميت إليه قال الشيخ قد قاله جواباً ومنعاً لمن أراد خلاف ذلك في ميت حضره (طب) عن النعمان بن بشير بفتح الموحدة وكسر المعجمة قال وهو حديث حسن

(أن لكل دين) بكسر الدال (خلقاً) بضمتين أي طبعاً وسجية (وإن خلق الإسلام الحياء) بالمد أي طبع هذا الدين وسجيته التي بها قوامه ونظامه الحياء لأن الإسلام أشرف الأديان والحياء أشرف الأخلاق فأعطى الأشرف للأشرف قال البيضاوي الحياء تغير وانكسار يعترى المرء من خوف

ص: 126

ما يلام به (هـ) عن أنس وابن عباس قال الشيخ حديث صحيح

(أن لكل ساع غاية) أي لكل عامل منتهى (وغاية ابن آدم الموت) أي فلابد من انتهائه إليه وإن طال عمره وكذا كل ذي روح وإنما خص ابن آدم تنبهاً على أنه لا ينبغي أن يضيع زمن مهلته بل ينتبه من غفلته (فعليكم بذكر الله) أي ألزموه باللسان والجنان (فإنه يسهلكم) أي يسهل أخلاقكم أو يسهل شؤنكم أو يسهل لكم فإنه يبعث على الزهد والزهد في الدنيا يريح القلب والبدن (ويرغبكم في الآخرة) أي يجركم إلى الأعمال الأخروية بأن يوفقكم لفعلها (البغوي أبو القاسم) عبد الله في معجم الصحابة (عن جلاس) بفتح الجيم وشدة اللام (عبن عمرو الكندي) قال الشيخ حديث ضعيف منجبر للحسن

(أن لكل شجرة ثمرة وثمرة القلب الولد) تمامه وأن الله عز وجل لا يرحم من لا يرحم ولده والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلا رحيم (البزار) في مسنده (عن ابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح

(أن لكل شيء أنفة) بفتحات وجوّز بعضهم ضم الهمزة واعترض أي لكل شيء ابتداء وأول (وأن أنفة الصلاة التكبيرة الأولى فحافظوا عليها) قال المناوي أي ندباً أي داوموا على حيازة فضلها لكونها صفوة الصلاة كما في حديث وقال الشيخ فإدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام بأن يوقع المأموم إحرامه عقب إحرامه بعد فراغ الإمام من الراء من تكبيرة فضيلة تفوت بالتشاغل عنها لغير مصلحة الصلاة والباب أظهر في تكبيرة ة التحريم إماماً أو غيره لأن بها الانعقاد حتى لا يكفي أسرارها عن سماع نفسه (ش طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث صحيح

(أن لكل شيء باباً) أي موصلاً يتوصل منه إليه (وباب العبادة الصيام) لأنه يصفي الذهن ويكون سبباً لإشراق النور على القلب فينشرح الصدر للعبادة وتحصل الرغبة فيها (هناد عن ضمرة ابن حبيب مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن

(أن لكل شيء توبة إلا صاحب سوء الخلق فإنه لا يتوب من ذنب إلا وقع في شر منه) أي أشد منه شراً فإن سوء خلقه يجني عليه ويعمى عليه طرق الرشاد فيوقعه في أفج مما تاب منه (خط) عن عائشة وهو حديث حسن

(أن لكل شيء حقيقة) أي كنها وماهية (وما بلغ عبد حقيقة الإيمان) أي الكامل قال العلقمي قال في الدر كأصله حقيقة الإيمان خالصه ومحضه وكنهه (حتى يعلم أن ما أصابه) أي من المقادير (لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه) أي وإن تعرض له والمراد أن من تلبس بكمال الإيمان علم أنه قد فر مما أصابه وأخطأه من خير وشر (حم طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث صحيح

(أن لكل شيء دعامة) بكسر الدال المهملة أي عماداً يقوم عليه (ودعامة هذا الدين الفقه) أي هو عماد الإسلام والمراد بالفقه علم الحلال والحرام لأنه لا تصح العبادات والعقود وغيرها إلا به (ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد) أي لأن من فهم عن الله أمره ونهيه قمع الشيطان وأذله ونهره (هب خط) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن

• (أن لكل

ص: 127

شيء سقالة) قال العلقمي هو بالسين والصاد المهملتين انجلاء قاله في الصحاح وقال في المصباح صقلت السيف ونحوه صقلاً من باب قتل وصقالاً أيضاً بالكسر جلوته (أن صقالة القلوب ذكر الله وما من شيء انجا من عذاب الل من ذكر الله) قال المناوي كذا في كثير من النسخ لكن رأيت نسخة المؤلف بخطه من عذاب بالتنوين (ولو أن تضرب بسيفك حتى ينقطع) أي في جهاد الكفار ولهذا قال الغزالي أفضل العبادات الذكر مطلقاً (هب) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح

(أن لكل شيء سناماً) أي علواً ورفعة مستعار من سنام البعير قال في الدر سنام كل شيء أعلاه (وأن سنام القرآن سورة البقرة من قرأها في بيته) أي محل سكنه بيتاً أو غيره وذكر البيت غالبي (ليلاً لم يدخله شيطان ثلاث ليال ومن قرأها في بيته نهاراً لم يدخله شيطان ثلاثة أيام) فينبغي للإنسان أن لا يترك قراءتها في منزله أكثر من هذه المدة (ع حب طب هب) عن سهل بن سعد قال الشيخ حديث صحيح

(أن لكل شيء شرفاً وأن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة) أي فيندب المحافظة على استقبالها في غير قضاء الحاجة ونحوه ما أمكن سيما عند الأذكار ووظائف الطاعات (طب ك) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف

(أن لكل شيء شرة) أي حرصاً على الشيء ونشاط ورغبة في الخير أو الشر وقال العلقمي الشرة بكسر الشين المعجمة وفتح الراء المشددة قال في النهاية الشرة النشاط والرغبة (ولكل شرة فترة) أي وهنا وسكونا وضعفاً (فن صاحبها) أي صاحب الشرة (سدد وقارب) أي جعل عمله متوسطاً وتجنب طرفي أثر الشرة وتفريط الفترة (فارجوه) جواب أن الشرطية أي أرجو الفلاح منه فإنه يمكنه الدوام على الوسط وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل (وإن أشير إليه بالأصابع) أي اجتهد وبالغ في العمل ليصير مشهوراً بالعبادة والزهد وصار مشهوراً مشار إليه (فلا تعدوه) أي لا تعتدوا به ولا تحسبوه من الصالحين لكونه مرائياً (ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(أن لكل شيء قلباً) أي لباً (وقلب القرآن يس) أي هي خالصة المودع فيه المقصود منه لاحتوائها مع قصر نظمها وصغر حجمها على الآيات الساطعة والبراهين القاطعة والعلوم المكنونة والمعاني الدقيقة والمواعيد الرغيبة والزواجر البالغة والإشارات الباهرة والشواهد البديعة وقال حجة الإسلام الغزالي إنما كانت قلب القرآن لأن الإيمان صحته بالاعتراف بالحشر والنشر وهذا المعنى مقرر فيها بأبلغ وجه (ومن قرأ يس كتب الله له) أي قدر أو أمر الملائكة أن تكتب له (بقراءتها قراءة القرآن) أي ثواب قراءته (عشر مرات) أي بدون سورة يس قال المناوي وورد اثني عشر ولا تعارض لاحتمال أنه أعلم أو لا بالقليل ثم بالكثير (الدارمي)(ت) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح

(أن لكل شيء قمامة) أي كناسة كناية عن القاذورات المعنوية (وقمامة المسجد) قول الإنسان فيه (لا والله وبلى والله) أي اللغو فيه وذكر الحلف واللغط والخصومة فإن

ص: 128

ذلك مما ينزه المسجد عنه فيكره ذلك فيه (طس) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن

(أن لكل شيء نسبة وأن نسبة الله قل هو الله أحد) أي سورتها بكمالها وهذا قاله لما قال له اليهود أو المشركون أنسب لنا ربك (طس) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن

(أن لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته) أي سكونه وميله (إلى سنتي) أي طريقتي التي شرعتها (فقد اهتدى) أي إلى طريق الرشاد (ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك) أي لضلاله عن طريق الهدى (هب) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح

(أن لكل غادر) أي ناقض للعهد تارك للوفاء (لواء) أي علماً وهو دون الراية ينصب له (يوم القيامة يعرف به) أي بين أهل الموقف تشهيراً له بالغدر وتفضيحاً على رؤوس الأشهاد ويكون ذلك اللواء (عند استه) أي دبره حقيقة أو مجازاً عن الظهر وذلك استخفافاً به واستهانة لأمره (الطيالسي) أبو داود (حم) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح

(أن لكل قوم فارطاً) أي سابقاً إلى الآخرة مهيأ لهم ما ينفعهم فيها وقال العلقمي الفرط الذي يسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلا (وأنى فرطكم على الحوض) أي متقدمكم إليه وناظر لكم في إصلاحه وتهيئته (فمن ورد على الحوض شرب) أي منه شربة (لم يظمأ) أي بعدها (ومن لم يظمأ دخل الجنة) وظاهر هذا الحديث أن الحوض يكون في الموقف قبل دخول الجنة (طب) عن سهل بن سعد قال الشيخ حديث حسن

(أن لكل قوم فراسة) بكسر الفاء (وإنما يعرفها الأشراف) أي الذين اصطفاهم الله وخصهم بمعرفتها (ك) عن عروة بضم العين المهملة ابن الزبير قال الشيخ حديث حسن

(أن لكل نبي أميناً) أي ثقة خصه الله بزيادة الأمانة (وأميني) أي أمين أمتي (أبو عبيدة بن الجراح) وقال المناوي أن لكل نبي أميناً أي ثقة يعتمد عليه (عن عمر) قال الشيخ حديث صحيح

(أن لكل نبي حوارياً) أي وزيراً أو ناصراً أوخليلاً أو خاصة من أصحابه وفي نسخة حواري بلا تنوين (وأن حواري الزبير) قال المناوي أضافه إلىي اء المتكلم فحذف الياء انتهى قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن جابر بن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من يأتيني بخبر القوم يوم الأحزاب قال الزبير أنا ثم قال من يأتيني بخبر القوم قال الزبير أنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أن لكل نبي فذكره وعند النسائي لما اشتد الأمر يوم بني قريظة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأتينا بخبرهم وفيه أن الزبير توجه إلى ذلك ثلاث مرات والمراد بالقوم يوم الأحزاب هم قريش وغيرهم لما جاؤوا إلى المدينة وحفر النبي صلى الله عليه وسلم الخندق بلغ المسلمين أن بني قريظة من اليهود نقضوا العهد الذي كان بينهم وبين المسلمين ووافقوا قريشاً على حرب المسلمين والزبير هو ابن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي وعدد ما بينهما من الآباء سواء وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم وكان يكنى

ص: 129

أبا عبد الله (خ ت) عن جابر بن عبد الله (ت ك) عن علي

(أن لكل نبي) أي رسول (حوضاً) أي على قدر رتبته وأمته (وأنهم) أي الأنبياء (يتباهون) أي يتفاخرون (أيهم أكثر واردة) أي أمة واردة على الحوض (وأني أرجو أن أون أكثرهم واردة) أي على الحوض قال المناوي وهذا غالبي فبعض الرسل لا واردة له أي ليس له أمه إجابة وفيه دليل على أن الحوض ليس من خصائصه (ت) عن سمرة ابن جندب

(أن لكل نبي خاصة من أصحابه وأن خاصتي من أصحابي أبو بكر وعمر) فيه دليل على أنهما أفضل من غيرهما من بقية الصحابة ومن ثم اتخذهما وزيرين في حياته (طب) عن ابن مسعود وإسناده ضعيف

(أن لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته فاستجيب له وأنى اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة) أي ادخرتها لهم قال العلقمي قال في الفتح استشكل ظاهر الحديث بما وقع لكثير من الأنبياء من الدعوات المستجابة ولا سيما نبينا صلى الله عليه وسلم فظاهره أن لكل نبي دعوة مجابة فقط والجواب أن المراد بالإجابة في الدعوة المذكورة القطع بها وما دا ذلك من دعواتهم فهو على رجاء الإجابة وقال بعض شراح المصابيح ما لفظه أعلم أن جميع دعوات الأنبياء مستجابة والمراد بهذا الحديث أن لكل نبي دعاء على أمته بالإهلاك إلا أنا فلم أدع فأعطيت الشفاعة عوضاً عن ذلك للصبر على أذاهم والمراد بالأمة أمة الإجابة وقال النووي فيه كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته ورأفته بهم واعتناؤه بالنظر في مصالحهم فجعل دعوته في أهم أوقات حاجاتهم (حم ق) عن أنس بن مالك

(أن لكل نبي ولاة من النبيين) جمع ولي أي لكل نبي أحبأهم أولى به من غيرهم (وأن وليي أبي) إبراهيم الخليل (وخليل ربي) قال المناوي وتمامه ثم قرأ أن أولي الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وذها النبي (ت) عن ابن مسعود وهو حديث صحيح

(أن لكل نبي وزيرين) تثنية وزير وهو الذي يلتجي الحاكم إلى رأيه وتدبيره (ووزيراي وصاحباي أبو بكر وعمر) فيه إشارة إلى استحقاقهما الخلافة من بعده (ابن عساكر عن أبي ذر) بأسانيد ضعيفة

(أن لي أسماء) وفي رواية للبخاري خمسة أسماء أي موجودة في الكتب المتقدمة أو مشهورة بين الأم مالماضية أول م يتسم بها أحد قبلي أو معظمة (أنا محمد) قدمه لأنه أشهر الأسماء (وأنا أحمد) أي أحمد الحامدين لربه قال العلقمي وسبب ذلك ما ثبت في الصحيح أنه يفتح عليه في المقام المحمود بمحامد لم يفتح بها على أحد قبله وقيل الأنبياء حمادون وهو أحمد منهم أي أكثر حمداً وأعظمهم في صفة الحمد وأما محمد فهو منقول من صفة الحمد أيضاً وهو بمعنى محمود وفيه معنى المبالغة والمحمد هو الذي حمد مرة بعد مرة والذي تكاملت فيه الخصال المحمودة قال عياض كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحمد قبل أن يكون محمداً كما وقع في الوجود لأن تسميته أحمد وقعت في الكتب السالفة وتسميته محمد أوقعت في القرآن وذلك أنه حمد ربه قبل أن يحمده الناس وكذلك

ص: 130

في الآخر يحمد ربه فيشفعه فيحمده الناس وقد خص بسورة الحمد وبلواء الحمد وبالمقام المحمود وشرع له الحمد بعد الأكل وبعد الشرب وبعد الدعاء وبعد القدوم من السفر وسميت أمته الحمادون فجمعت له معاني الحمد وأنواعه صلى الله عليه وسلم (وأنا الحاشر) أي ذو الحشر (الذي يحشر الناس على قدمي) بخفة الياء على الأفراد وشدها على التثنية أي على أثر نبوتي أي زمنها أي ليس بعده نبي وقال العلقمي أي أنه يحشر قبل الناس واستشكل التفسير بأنه يقتضي أنه محشور فكيف يفسر به حاشر وهو اسم فاعل وأجيب بأن إسناد الفعل إلى الفاعل إضافة والإضافة تصح بأدنى ملابسة (وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر) قال العلقمي قال شيخنا أي يزيله من جزيرة العرب أو من أكثر البلاد أو المراد بمحوه إذلاله وإهانة أهله في البلاد بأسرها اهـ زاد في الفتح وقيل أنه محمول على الأغلب أو أنه ينمعي أولاً فأولاً إلى أن يضمحل في زمان عيسى ابن مريم فإنه يرفع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام (وأنا العاقب) زاد مسلم الذي ليس بعده أحد والترمذي الذي ليس بعده نبي لأنه جاء عقبهم مالك (ق ت ن) عن جبير بالجيم والتصغير (بن مطعم) بضم فسكون فكسر

(أن لي وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض فوزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل ووزيراي من أهل الأرض أبو بكر وعمر) قال العلقمي قال في النهاية الوزير هو الذي يوازره فيحمل عنه ما حمله من الأثقال والذي يلتجي الأمير إلى رأيه وتدبيره فهو ملجأ له ومفزع اهـ قال المناوي فيه أن المصطفى أفضل من جبريل وميكائيل (ك) عن أبي سعيد الحكيم عن ابن عباس وهو حديث صحيح

(أن ما قد قدر في الرحم سيكون) أي سواء عزل المجامع أم أنزل داخل الفرج فلا أثر للعزل ولا لعدمه قال العلقمي وسببه كما في النسائي عن أبي سعيد الزرقي أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزل فقال ان امرأتي مرضع وأنا أكره أن تحمل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ما فذكره (ن) عن أبي سعيد وهو عمارة (الزرقي) بفتح الزاي وسكون الراء وآخره قاف نسبة إلى زريق قرية من قرى مرو

(أن ما بين مصراعين في الجنة) قال المناوي أي في باب من أبواب الجنة (كمسيرة أربعين سنة) وهذا هو الباب الأعظم وأما ما سواه فكما بين مكة وهجر وبه تتفق الروايات وقال العلقمي قال في المصباح المصراع من الباب الشطر وهما مصراعان (حم ع) عن أبي سعيد الخدري وإسناده سحن

(أن مثل العلماء) بالعلم الشرعي العاملين بعلمهم (في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر) فكذا العلماء يهتدى بهم في ظلمات الضلال والجهل (فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة) فكذا إذا مات العلماء أوشك أن تضل الناس وأفاد بالتشبيه المكنى به عن إثبات النور المقابل للظلمة المستعار كل منهما للعلم والجهل الإشارة إلى قوله تعالى أو من كان ميتاً فأحييناه (حم) عن أنس *& (أن مثل أهل بيتي) هم علي وفاطمة

ص: 131

وابناهما وبنوهما (فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك) قال المناوي وجه الشبه بينهما أن النجاة تثبت لأهل سفينة نوح فأثبت لأمته بالتمسك بأهل بيته النجاة اهـ ولعل مقصود الحديث الحث على إكرامهم واحترامهم واتباعهم في الرأي (ك) عن أبي ذر

(أن مثل الذي يعود في عطيته) أي يرجع فيما وهبه لغيره (كمثل) بزيادة الكاف أي مثل (الكلب أكل حتى إذا شبع قاء) بالقاف والمد (ثم عاد في قيئه فأكله) هذا الحديث ظاهر في تحريم الرجوع في الهبة بعد إقباضها قال النووي وهو محمول على هبة الأجنبي أما إذا وهب لولده وإن سفل فله الرجوع كما صرح به في حديث النعمان بن بشير ولا رجوع في هبة الإخوة والأعمام وغيرهم من ذوي الأرحام هذا مذهب الشافعي وبه قال مالك والأوزاعي وقال أبو حنيفة يرجع كل واهب لا الوالد وكل ذي رحم محرم قال الدميري قال الشيخ تقي الدين القشيري وقع التشديد في التشبيه من وجهين أحدهما تشبيه الراجع بالكلب والثاني تشبيه المرجوع فيه بالقئ (هـ) عن أبي هريرة وهو حديث حسن

(أن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع) بكسر الدال المهملة أي زردية ضيقة (قد خنقته) أي عصرت حلقه لضيقها (ثم عمل حسنة فانفكت حلقة) بسكون اللام أي من حلق تلك الدرع (ثم عمل أخرى) أي حسنة أخرى (فانفكت الأخرى) أي حلقة من الحلق وهكذا واحدة واحدة (حتى تخرج إلى الأرض) أي تنحل وتنفك حتى تسقط فقوله حتى تخرج إلى الأرض كناية عن سقوطها (طب) عن عقبة بن عامر الجهني

(أن مجوس هذه الأمة المكذبون بأقدار الله) بفتح الهمزة وإنما جعلهم مجوساً لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس في قولهم بالأصلين وهما النور والظلمة يزعمون أن الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمة وكذا القدرية يضيفون الخير إلى الله والشر إلى الإنسان والشيطان والله تعالى خالقهما جميعاً لا يكون شيء منهما إلا بمشيئته فهما مضافان إليه خلقاً وإيجاد وإلى الفاعلين لهما عملاً واكتساباً (إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم) أي لا تحضروا جنائزهم (وإن لقيتموهم) أي في نحو طريق فلا تسلموا عليهم) ومقصود الحديث هجرهم والزجر عن اتباعهم في عقيدتهم إذ المنقول في مذهب الشافعي أنهم فسقة لا كفرة فيجب تجهيزهم والصلاة عليهم ودفنهم (هـ) عن جابر وإسناده ضعيف

(أن محاسن الأخلاق مخزونة)

• أي محرزة عند الله تعالى أي في علمه (فإذا أحب الله عبداً منحه) أي أعطاه (خلقاً حسناً) بضم اللام أي بأنه يطبعه عليه في جوف أمه أو يفيض على قلبه نوراً فينشرح صدره للتخلق به (الحكيم عن العلاء بن كثير مرسلاً) وإسناده ضعيف

(أن مريم) بنت عمران (سألت الله تعالى أن يطعمها لحماً لا دم فيه) أي سائلاً (فأطعمها الجرادظ) تمامه عند الطبراني فقالت اللهم أعشه بغير رضاع وتابع بنيه بغير شياع وفيه إشارة إلى أنها أول من أكله (عق) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف

• (أن

ص: 132

مسح الحجر الأسود) أي استلامه (والركن اليماني) أي ومسح الركن اليماني (يحطان الخطايا حطا) أي يسقطانها وأكد بالمصدر إفادة لتحقق وقوع ذلك (حم) عن ابن عمر بإسناد حسن

(أن مصر ستفتح عليكم فانتجعوا خيرها) أي اذهبوا إليه لطلب الربح والفائدة فإنها كثيرة المكاسب (ولا تتخذوها داراً) أي محل إقامة (فإنه) أي الشأن والحال (يساق إليها قل الناس إعماراً) وذلك لحكمة علمها الشارع أو استأثر الله بعلمها وهذا مشاهد في الأغراب قدر الله لهم ذلك في الأزل (خ) والبارودي وابن السني وأبو نعيم كلاهما في الطب النبوي (عن رباح) اللخمي وهو حديث ضعيف

(أن مطعم ابن آدم) بفتح فسكون ففتح (قد ضرب مثلاً للدنيا) أي لقذارتها (وأن قزحه) بقاف وزاي مشددة أي قبله وكثر إبزاره وبالغ في تحسينه (وملحه) قال المناوي بفتح الميم وشدة اللام أي صيره ألواناً مليحة وروى بالتخفيف أي ألقى فيه الملح بقدر الإصلاح (فانظر) أي تأمل أيها العاقل (إلى ما يصير) من خروجه غائطاً نتناً في غاية القذارة مع كونه كان قبل ذلك ألواناً طيبة ناعمة أي فكذلك الدنيا بعد نعيمها وكثرة لذاتها يصير إلى الفناء (حم طب) عن أبي ابن كعب

(أن معافاة الله للعبد في الدنيا أن يستر عليه سيأته) فلا يظهرها لأحد ولا يفضحه بها ومن ستر عليه في الدنيا ستر عليه في الآخرة (الحسن بن سفيان) في كتاب (الوجدان) بضم الواو (وأبو نعيم في) كتاب (المعرفة) أي معرفة الصحابة (عن بلال بن يحيى العيسى مرسلاً)

(أن مع كل جرس) بالتحريك أي جلجل (شيطاناً) قيل لدلالته على أصحابه بصوته وكان صلى الله عليه وسلم يحب أن لا يعلم العدو به حتى يأتيهم فجأة فيكره تعليق الجرس على الدواب وظاهر اللفظ العموم فيدخل فيه الجرس الكبير والصغير سواء كان في الأذن أو الرجل أو عنق الحيوان وسواء كان من نحاس أو حديد أو فضة أو ذهب (د) عن عمر بن الخطاب

(أن مغير الخلق) بضمتين (كمغير الخلق) بفتح المعجمة وسكون اللام (أنك لا تستطيع أن تغير خلقه) بالضم (حتى تغير خلقه) أي وتغيير خلقه محال وكذا خلقه لكن هذا في الخلق الجبلي لا المكتسب (عدفر) عن أبي هريرة

(أن مفاتيح الرزق) أي أسبابه (متوجهة نحو العرش) أي جهته (فينزل الله تعالى على الناس أرزاقهم على قدر نفقاتهم فمن كثر كثر له ومن قلل قلل له) أي من وسع على عياله ونحوهم ادر الله عليه من الرزق بقدر ذلك ومن قتر عليهم قتر الله عليه قال بعض العارفين إذا علم الله من عبد جوداً ساق الله إليه أرزاق العباد لتصل إليهم على يديه ويربح الكريم الثناء الحسن فما أحد أخذ شيئاً من رزق غيره أبداً وما مدح الله الموثرين على أنفسهم إلا لكونهم وقوا شح أنفسهم (قط) في الإفراد عن أنس وإسناده ضعيف

(أن ملكاً موكل بالقرآن فمن قرأ منه شيئاً لم يقومه) أي لم ينطق به على ما يجب رعايته من الإعراب واللغة ووجوه القراءات الثابتة (قوّمه الملك) أي عدله (ورفعه) إلى الملأ الأعلى قويماً (أبو سعيد السمان) بكسر السين

ص: 133

المهملة وشدة الميم وإسناده ضعيف

(أن من البيان لسحرا) بفتح لام التوكيد أي أن منه لنوعاً يحل من القلوب والعقول في التمويه محل السحر ويقرب البعيد ويبعد القريب ويزين القبيح ويعظم الحقير فكأنه سحر وذا قاله حين وفد رجلان من الشرق مع وفد بني تميم فخطبا فعجب الناس لبيانهما مالك (حم خ د ت) عن ابن عمر بن الخطاب

(أن من البيان سحراً وأن من الشعر حكماً) بكسر ففتح جمع حكمة أي حكمة وكلاماً نافعاً في المواعظ والأمثال وذم الدنيا والتحذير من غرورها ونحوذ لك وجنس الشعر وإن كان مذموماً لكن منه ما يحمد لاشتماله على الحكة (حم د) عن ابن عباس وإسناده صحيح

(أن من البيان سحراً وأن من العلم جهلاً) لكونه علماً مذموماً والجهل به خير منه قال العلقمي قال في النهاية قيل هو أن يتعلم ما لايحتاج إليه كالنجوم وعلوم الأوائل ويدع ما يحتاج إليه دينه من علم القرآن والسنة وقيل هو أن يتكلف العالم القول فيما لا يعلمه فيجهله ذلك (وأن من الشعر حكماً وأن من القول عيالاً) قال العلقمي قال الخطابي هكذا رواه أبو داود ورواه غيره عيلاً قال الأزهري من قولك علت الضالة أعيل عيلا وعيلا إذا لم تدر أي جهة توجهت قال أبو زيد كانه لم يهتد إلى من يطلب علمه فعرضه على من لا يريده (د) عن بريدة بن الحصيب

(أن من التواضع لله لرضا بالدون من شرف المجالس) أي بذلها فمن أدب نفسه حتى رضيت منه بأن يجلس حيث انتهى به المجلس فاز بحظ وافر من التواضع (طس هب) عن طلحة بن عبيد الله وإسناده حسن

(أن من الجفا) أي الإعراض عن الصلاة أو الإعمال الموجبة لذلك وأصله الوحشة بين المجتمعين ثم تجوز به لما يبعد عن الثواب (أن يكثر الرجل) يعني المصلي ولو امرأة (مسح جبهته) أي من الحصا والغبار (قبل الفراغ من صلاته) أي قبل سلامه منها فيكره للمصلي مسح جبهته في الصلاة لأن ذلك منافي الخشوع وهذا محمول على شيء خفيف لا يمنع من مباشرة جلد الجبهة فإن منع وجب مسحه وإلا لم يصح السجود (هـ) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف

(أن من الذنوب ذنوباً لا يكفرها الصلاة) لا الفرض ولا النفل (ولا الصيام ولا الحج ولا العمرة) قالوا يا رسول الله وما يكفرها قال (يكفرها الهموم) جمع هم وهو القلق والحزن (في طلب المعيشة) أي السعي في تحصيل ما يعيش به ويقوم بكفايته وممول وهذا كما قال الغزالي في حق الحق أما حق العباد فلابد فيه من الخروج من المظالم (حل) وابن عساكر عن أبي هريرة وإسناده ضعيف

(أن من الشره) أي مجاوزة الحد المرضي (أن تأكل كلما اشتهيت) أي لأن النفس إذا تعودت ذلك شرهت وترقت من مرتبة لخرى فلا يمكن كفها بعد ذلك فتقع في مذمومات كثيرة قال العلقمي وروى البيهقي في الشعب من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها إياك والإسراف فإن أكلتين في يوم من السرف قال الغزالي فإذا أكلتان في يوم من السرف وأكلة في يومين من التقتير وأكلة في يوم قوام وهو المحمود في كتاب الله تعالى ومن

ص: 134

اقتصر في اليوم على أكلة واحدة فالمستحب أن يأكلها سحراً قبل طلوع الفجر فيكون أكله بعد التهجد وقبل الصبح فيحصل له جوع النهار للصيام وجوع الليل للقيام وخلو القلب لفراغ المعدة ورقة القلب وسكون النفس (هـ) عن أنس ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره

(أن من السنة) أي الطريقة المحمدية (أن يخرج الرجل مع ضيفه إلى باب الدار) زاد في رواية ويأخذ ركابه أي أن كان يركب وكذلك كان يفعل الإمام أحمد بن حنبل بالشافعي إذا زاره وينشد للشافعي رضي الله عنه:

قالوا يزورك أحمد وتزوره

• قلت الفضائل لا تفارق منزله

إن زارني فبفضله أو زرته

• فلفضله فالفضل في الحالين له

وذلك لإكرام الضيف فينصرف طيب النفس منشرح الصدر قال المناوي وفي رواية إلى باب البلد أي إن كان من بلد آخر والأول كاف في حصول السنة والثاني للأكمل والكلام في المؤمن (هـ) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف

(أن من الفطرة) أي السنة أي هذه الخصال من سنن الأنبياء وقد أمرنا أن نقتدي بهم قال تعالى فبهداهم اقتده وأول من أمر بها إبراهيم عليه الصلاة والسلام وذلك قوله تعالى وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال ابن عباس أمر بعشر خصال ثم عددهن فلما فعلهن قال أني جاعلك للناس إماماً أي ليقتدى بك ويستن بسنتك وقد أمرت هذه الأمة بمتابعته خصوصاً في قوله تعالى ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا (المضمضة والاستنشاق) أي إيصال الماء إلى الفم والأنف في الطهارة (والسواك) بما يزيل القلح (وقص الشارب) وهو الشعر النابت على الشفة العليا قال الحافظ بن حجر في شرح البخاري أكثر الأحاديث وردت بلفظ القص وورد في بعضها بلفظ الحلق وبلفظ جزوا الشوارب وبلفظ احفوا الشوارب وبلفظ انهكوا الشوارب قال وكل هذه الألفاظ تدل على أن المطلوب المبالغة في الإزالة الجز قص الشعر والصوف إلى أن يبلغ الجلد وإلا حفا الاستقصا والنهكة المبالغة في الإزالة وكان أبو حنيفة وأصحابه يقولون إلا حفا أفضل من التقصير وقال الأثرم كان أحمد يحفي شاربه احفاء شديداً ونص على أنه أولى من التقصير والاحفاء عند مالك القص وليس بالاستئصال وقال النووي في قص الشارب أن يقصه حتى يبدو طرف الشفة ولا يحفه من أصله وذهب بعض العلماء إلى التخيير في ذلك لثبوت الأمرين معاً في الأحاديث المرفوعة قال العلقمي وهذا هو المختار عندي لما فيه من الجع بين الأحاديث والعمل بها كلها فينبغي لمن يريد المحافظة على السنة أن يستعمل هذا مرة وهذا مرة فيكون قد عمل بكل ما ورد ولم يفرط في شيء (وتقليم الأظفار) من يد أو رجل ولو زائدة وفيه كيفيات واختار الشرف الدمياطي التخالف وذكر أنه تلقى عن بعض المشايخ أن من قص أظفاره مخالفاً لما يصبه رمد وأنه جرب ذلك مدة طويلة وأشار بعضهم إلى التخالف في قوله

ص: 135

في قص يمين رتبت خوابس

• أو خس لليسرى وباخامس

وقد أنكر ابن دقيق العيد ذلك وقال وما اشتهر من قصها على وجه مخصوص لا أصل له في الشريعة ولا يجوز اعتقاد استحبابه لأن الاستحباب حكم شرعي لابد له من دليل وليس استسهال ذلك بصواب اهـ وفي شرح البخاري للحافظ أبي الفضل بن حجر يستحب الاستقصاء في إزالتها في حد لا يدخل فيه ضرر على الإصبع ويستحب تقديم اليد في القص على الرجل قال الحافظ بن حجر ويمكن أن يوجه بالقياس على الوضوء والجامع التنظيف ويكره الاقتصار على تقليم أحد اليدين أو الرجلين كالمشي في النعل الواحة ومن قلم أظفاره وهو متوضي استحب أن يعيد وضوءه خروجاً من خلاف من يوجبه قال العلقمي وقد اشتهر على الألسنة هذه الأبيات ولا يدري قائلها وهي في قص الأظفار:

في قص الأظفار يوم السبت أكلة

• تبدو وفيما يليه تذهب البركه

وعالم فاضل يبدو بتلوهما

• وأن يكن في الثلاثا فاحذر الهلكه

ويورث السوء في الأخلاق رابعها

• وفي الخميس الغنا يأتي لمن سلكه

والعلم والحلم زيداً في عروبتها

• عن النبي روينا فاقتفوا نسكه

وأخرج البيهقي بسند ضعيف عن وائل بن حجر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بدفن الشعر والأظفار وقال الإمام أحمد لما سئل عن ذلك يدفنه كان ابن عمر يدفنه وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بدفن الشعر والأظفار وقال لا يتغلب به سحرة بني آدم (ونتف الإبط) أي إزالة ما به من شعر بنتف أن قوي عليه وإلا أزاله بحلق أو غيره (والاستحداد) هو حلق العانة بالحديد يعني إزالة شعرها بحديد أو غيره وخص الحديد لأن الغالب الإزالة به (وغسل البراجم أي تنظيف المواضع المنقبضة والمنعطفة التي يجتمع فيها الوسخ وأصل البراجم العقد التي تكون على ظهر الأصابع واحدتها برجمة مثل بندقة والرواجب ما بين عقد الأصابع من داخل جمع راجبة (والانتضاح بالماء) أي نضح الفرج بماء قليل بعد الوضوء لينفي عنه الوسواس أو أراد الاستنجا (والاختتان) للذكر بقطع القلفة وللأنثى بقدر ما ينطلق عليه الاسم من بظرها وهو واجب عند الشافعي دون ما قبله ولا مانع أن يراد بالفطرة القدر المشترك الجامع للوجوب والندب (حم ش ده) عن عمار بن ياسر وهو حديث منقطع

(أن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس ناساً مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى) أي حسنى أو خير أو عيش طيب (لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه وويل) أي شدة حسرة ودمار وهلاك (لمن جعل الله مفاتيح الشر عليه يديه) أي فالخير مرضاة لله والشر مسخطة له فإذا رضي الله تعالى عن عبد فعلامة رضاه أن يجعله مفتاحاً للخير

ص: 136

وعلامة سخطه على عبد أن يعجله مفتاحاً للشر ومنهم من هو متلبس بهما فهو من الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً قال العلقمي فائدة قال الدميري جعل الله لكل خير وشر مفتاحاً وباباً يدخل منه إليه كما جعل الشرك والإعراض والكبر عما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم والغفلة عن ذكره والقيام بحقه مفتاحاً للنار وكما جعل الخمر مفتاحاً لكل إثم وجعل الغنا مفتاح الزنا وجعل إطلاق النظر في الصور مفتاح العشق وجعل الكسر والراحة مفتاح الخيبة والحرمان وجعل المعاصي مفتاح الكفر وجعل الكذب مفتاح النفاق وجعل الشح والبخل والحرص مفتاح التلف وقطيعة الرحم وأخذ المال من غير حله وجعل الإعراض عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مفتاح كل بدعة وضلالة وهذه أمور لا يصدق بها إلا من له بصيرة صحيحة وعقل يعرض به عما في نفسه (هـ) عن أنس هو حديث حسن لغيره

(أن من الناس مفاتيح) بإثبات الياء جمع مفتاح ويطلق على المحسوس وعلى المعنوي كما هنا (لذكر الله) قيل من هم يا رسول الله قال الذين (إذا رؤا ذكر الله) ببناء رؤا للمجهول يعني إذا رآهم الناس ذكروا الله عند رؤيتهم لما هم عليه من سمات الصلاح وشعار الولياء مما علاهم من النور والهيبة والخشوع والخضوع وغير ذلك (طب هب) عن ابن مسعود وإسناده حسن

(أن من النساء عيا) بكسر المهملة وشدة المثناة التحتية أي جهلاً وعجزاً واتعاباً (وعورة) أي نقصاً وقبحاً قال العلقمي قال في النهاية العي الجهل والعورة كل ما يستحي منه إذا ظهر ومنه الحديث المرأة عورة جعلها نفسها عورة إذا ظهرت يستحي منها كما يستحي من العورة إذا ظهرت (فكفوا) أيها الرجال القوامون عليهن (عيهن بالسكوت) والصفح عما يقع منهن (وواروا عورتهن بالبيوت) أي استروا عورتهن بإسكانهن في بيوتهن ومنعهن من الخروج ولا تسكنوهن الغرف كما في حديث (عق) عن أنس وهو حديث ضعيف

(أن من أحبكم إليّ أحسنكم أخلاقاً) أي أكثركم حسن خلق وحسن الخلق اختيار الفضائل من الصدق وحسن المعاملة والعشرة وكف الأذى عن الناس وتحمل أذاهم وترك الرذائل من العيوب والذنوب (خ) عن ابن عمرو بن العاص (أن من إجلال الله) أي تبجيله وتعظيم (إكرام ذي الشيبة المسلم) أي تعظيم الشيخ الكبير في الإسلام بتوقيره في المجالس والرفق به والشفقة عليه ونحو ذلك كل هذا من كمال تعظيم الله لحرمته عند الله (وحامل القرآن) أي حافظه سماه حاملاً له لما تحمل لمشاق كثيرة تزيد على الأحمال الثقيلة (غير الغالي فيه) بغين معجمة أي غير المتجاوز الحد في العمل به وتتبع ما خفي منه واشتبه عليه من معانيه وفي حدود قراءته ومخارج حروفه (والجافي عنه) قال العلمقي أي التارك له البعيد عن تلاوته والعمل بما فيه فإن هذا من الجفا وهو البعد عن الشيء وجفاه إذا بعد عنه وقال في النهاية إنما قال ذلك لأن من أخلاقه التي أمر بها القصد في الأمور والغلو التشديد في الدين ومجاوزة الحد والتجافي

ص: 137

البعد عنه أي عن الدين اهـ قلت لا سيما من أعرض عنه بكثرة النوم والبطالة والإقبال على الدنيا والشهوات بل ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بقيام ليله إذا الناس نيام وببكائه إذا الناس يضحكون وبصمته إذا الناس يخوضون وما أقبح بحامل القرآن أن يتلفظ بأحكامه ولا يعمل به فهو كمثل الحمار يحمل أسفاراً (وإكرام ذي السلطان المقسط) بضم الميم أي العادل في حكمه بين رعيته (د) عن أبي موسى الأشعري وإسناده حسن

(أن من إجلالي) أي تعظيمي وأداء حقي (توقير الشيخ من أمتي) بنظير ما مر (خط) في الجامع عن أنس وإسناده ضعيف

(أن من أخلاق المؤمن) أي الكامل (قوة في دين) أي طاقة عليه وقياماً بحقه قال العلقمي قال في المصباح وقوي على الأمر إطاقه (وحرما) الحزم ضبط الرجل أمره والحذر من فواته (في لين) أي سهولة (وإيماناً في يقين) لأنه وإن كان موحداً قد يدخله نقص فيقف مع الأسباب فيحتاج إلى يقين يزيل الحجاب (وحرصاً في علم) أي اجتهاداً فيه ودواماً عليه لأن آفته الفترة قال في المصباح وحرص عليه حرصاً من باب ضرب إذا اجتهد (وشفقة) قال في النهاية الشفق والإشفاق الخوف وفي المصباح أشفقت على الصغير حنوت وعطفت (في مقه) بكسر الميم وفتح القاف أي مودة وقال في مختصر النهاية محبة (وحلماً في علم) لأن العالم يتكبر بعلمه فيسوء خلقه (وقصداً في غنى) أي توسطاً في الإنفاق وإن كان ذا مال (وتحملاً في فاقة) أي فقر بأن يتلطف ويحسن هيئته على قدر حاله وطاقته (وتحرجاً) أي كفا (عن طمع) لأن الطمع فيما في أيدي الناس انقطاع عن الله ومن انقطع عنه خذل (وكسباً في حلال) أي سعياً في طلب الحلال (وبرا) بالكسر أي إحساناً (في استقامة) أي مع فعل المأمورات وتجنب المنهيات (ونشاطاً في هدى) أي خير وطاعة لا في ضلالة ولا في لهو قال في المصباح نشط من عمله ينشط من باب تعب خف وأسرع (ونهياً) قال العلقمي قال في المصباح نهيته عن الشيء أنهاه نهياً فانتهى عنه ونهوته نهواً لغة ونهى الله تعالى أي حرم (عن شهوة) أي اشتياق النفس إلى منهيّ عنه (ورحمة للمجهود) أي للشخص المجهود في نحو معاش أو بلاء وقال العلقمي المجهود هنا المعسر عليه (وأن المؤمن من عباد الله) قال المناوي كذا هو بخط المؤلف وهو تحريف والرواية أن المؤمن عياذ الله أي هو الذي يعيذ المؤمنين من السوء (لا يحيف على من يبغض أي لا يحمله بغضه إياه على الجور عليه (ولا يأثم فيمن يحب) أي لا يحمله حبه إياه على أن يأثم في حبه (ولا يضيع ما استودع) أي جعل أميناً عليه (ولا يحسد) فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب (ولا يطعن) في الأعراض (ولا يلعن) آدمياً ولا حيواناً محترماً (ويعترف بالحق) الذي عليه (وإن لم يشهد عليه) أي وإن لم يقم عليه شهود (ولا يتنابذ) أي يتداعى (بالألقاب) قال العلقمي قال في المصباح نبذه نبذاً من باب ضرب لقبه والنبذ اللقب تسمية بالمصدر وتنابذوا نبذ بعضهم بعضاً وقال في النهاية التنابذ التداعي بالألقاب والنبذ

ص: 138

بالتحريك اللقب وكأنه يكثر فيما كان مذموماً فيحرم ذلك إلا في حق من اشتهر به ولم يقصد به الإيذاء (في الصلاة) متعلق (بمتخشعاً) والخشوع من مكملات الصلاة بل عده الغزالي شرطاً ومتخشعاً حال من الضمير العائد على المؤمن وكذا المنصوبات بعده (إلى الزكاة مسرعاً) أي إلى أدائها لمستحقيها (في الزلازل وقوراً) فلا تستفزه الشدة ولا يجزع من البلاء (في الرخاء شكوراً) امتثالاً لقوله تعالى لئن شكرتم لأزيدنكم (قانعاً بالذي له) من الرزق المقسوم (لا يدعي ما ليس له ولا يجمع في الغيظ) أي لا يصمم عليه (ولا يغلبه الشح عن معروف يريده) أي يريد فعله (يخالط الناس كي يعلم) أي لأجل العلم تعليماً وتعلماً (ويناطق الناس كي يفهم) أحوالهم وأمورهم والمراد يفهم الأمور الشرعية (وأن ظلم وبغى عليه) عطف تفسير (صبر حتى يكون الرحمن هو الذي يقتص له) كذا هو بخط المؤلف ولفظ الرواية ينتصر له والمراد المؤمن الكامل (الحكيم) الترمذي (عن جندب) بضم الجيم والدال تفتح وتضم قال الشيخ حديث ضعيف

(أن من أربى الربا) أي أكثره وبالاً وأشده تحريماً (الاستطالة في عرض المسلم) أي احتقاره والترفع عليه والوقيعة فيه بنحو قذف أو سب لأن العرض أعز على النفس من المال (بغير حق) قيد به ليخرج ما هو بحق كان يقول في المماطل مطلني بحقي وهو قادر عليه وتباح الغيبة في مواضع منها ذكر مساوئ الخاطب ومن أريد الاجتماع به لتعلم صناعة أو علم (حم د) عن سعيد بن زيد قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أن من أسرق السراق) أي منأشدهم سرقة (من يسرق لسان الأمير) أي يغلب عليه حتى يصير لسانه كأنه بيده (وأن من الحسنات عيادة) بمثناة تحتية (المريض) أي زيارته في مرضه ولو أجنبياً (وأن من تمام عيادته أن تضع يدك عليه) أي على شيء من جسده كجبهته أو يده أو المراد موضع العلة (وتسأله كيف هو) أي عن حاله في مرضه وتدعو له (وأن من أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى تجمع بينهما) لا سيما المتحابين حيث وجدت الكفاءة وغلب على الظن أن في إصلاحهما خيراً (وأن من لبسة الأنبياء) بكسر اللام وضمها أي مماي لبسونه ويرضون لبسه (القميص قبل السراويل) يعني يهتمون بتحصيله ولبسه قبله لأنه يستر جميع البدن فهو أهم مما يستر أسفله فقط وفيه أن السراويل من لباس الأنبياء (وأن مما يستجاب به عند الدعاء العطاس) من الداعي أو غيره يعني أن مقارنته للدعاء يستدل بها على استجابته (طب) عن أبي رهم السمعي نسبة إلى السمع ابن مالك قال الشيخ حديث صحيح

(أن من أشراط الساعة) أي علاماتها قال القرطبي علامات الساعة على قسمين ما يكون من نوع المعتاد أو غيره والمذكور هنا الول وأما الغير مثل طلوع الشمس من مغربها فتلك مقارنة لها أو مضايقة والمراد هنا العلامات السابقة على ذلك

ص: 139

أن يرفع العلم ويظهر الجهل والمعنى أن العلم يرفع بموت العلماء فكلما مات عالم ينقص العلم بالنسبة إلى فقد امله وينشأ ن ذلك الجهل بما كان ذلك العالم ينفرد به عن بقية العلماء ومن لازم رفع العلم ظهرو الجهل ويفشوا الزنا رواية مسلم ورواية البخاري ويظهر الزنا (ويشرب الخمر) بالبناء للمفعول والمراد كثرة ذلك واشتهاره (وتذهب الرجال) أي أكثرم (وتبقى النساء) قيل سببه أن الفتن تكثر فيكثر القتل في الرجال لأنهم أهل الحرب دون النساء وكون كثرة النساء من العلامات مناسب لظهور الجهل ورفع العلم (حتى يكون لخمسين امرأة) يحتمل أن المراد به حقيقة هذا العدلد أو يكون مجازاً عن الكثرة ويؤيده أن في حديث أبي موسى وترى الرجل الواحد يتبعه أرعون امرأة (قيم واحد) قال العلقمي قال القرطبي في التذكرة يحتمل أن المراد بالقيم أنه يقوم عليهن سواء كن موطوآت أم لا ويحتمل أن يكون ذلك يقع في الزمان الذي لا يبقى فيه من يقول الله الله فيتزوج الواحد بغير عدد جهلاً بالحكم الشرعي قال في الفتح قلت وقد وجد ذلك من بعض أمراء التركمان وغيرهم من أهل هذا الزمان مع دعواه الإسلام اهـ قلت وقد سمعنا من هو بهذه الصفة في هذا الزمان (جم ق ت ن هـ) عن أنس

(أن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر) قيل أراد بالأصاغر أهل البدع وقال العلقمي يفسره أي هذا الحديث ويبين معناه ما أخرجه الطبراني أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ يقبض الله العلماء ويقبض العلم معهم فتنشأ أحداث ينزو بعضهم على بعض نزو البعير على البعير ويكون الشيخ فيهم مستضعفاً (طب) عن أمية الجمحي وقيل اللخمي وقيل الجهني وإسناده ضعيف

(أن من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد) أي يدفع بعضهم بعضاً ليتقدم للإمامة وكل يتأخر (لا يجدون إماماً يصلي بهم) لقلة العلم وظهور الجهل وغلبته وفيه أنه لا ينبغي تدافع أهل المسجد في الإمامة بل يصلي بهم من يظهر أنه أحقهم (حم هـ) عن سلامة بنت الحر أخت خرشة بن الحر الفزاري

(أن من أعظم الأمانة) أي خيانة الأمانة (عند الله تعالى يوم القيامة الرجل) اسم أن على حذف مضاف (يفضي إلى امرأته وتفضي إليه) كناية عن الجماع (ثم ينشر سرها) أي أن نشر الرجل أي تكلمه بما جرى بينه وبين امرأته حال الاستمتاع بها من أعظم خيانة الأمانة (حم م) عن أبي سعيد

(أن من أعظم الفري) قال المناوي بون الشر أي أكذب الكذب الشنيع اهـ وضبطه الشيخ في شرحه بكسر الفاء وسكون الراء وقال العلقمي بكسر الفاء مقصور وممدود وهو جمع فرية والفرية الكذب والبهت تقول فرى بفتح الراء فلان كذا إذا اختلق يفرى بفتح أوله فرياً وفرى وافترى اختلق (أن يدعي الرجل إلى غير أبيه) بشدة الدال أي ينتسب إلى غير أبيه (ويرى) بضم المثناة التحتية وكسر الراء (عينه) بالإفراد (ما لم تر) أي يدعي أن عينيه رأتا في المنام شيئاً ما رأياه لأنه جزء من الوحي فالمخبر عنه بما لم يقع كالمحبر عن الله بما لم يلقه إليه (أو يقول عن رسول

ص: 140

الله صلى الله عليه وسلم (ما لم يقل) لما يترتب على ذلك من فساد الشريعة والدين كما تقدم (ح) عن واثلة ابن الأسقع

(أن من أفرى الفري) أي أكذب الكذب (أن يرى الرجل عينيه) بلفظ التثنية (في المنام ما لم تريا) أي يدعي أن عينيه رأتا في نومه شيئاً ما رأتاه فيقول رأيت في منامي كذا وهو كاذب وإنما اشتد فيه الوعيد مع أن الكذب في اليقظة قد يكون أشد مفسدة منه إذ قد يكون شهادة في قتل أوجدا وأخذ مال لأن الكذب على المنام كذب على الله تعالى أنه أراه ما لم يره والكذب على الله تعالى أشد من الكذب على المخلوقين لقوله تعالى ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الآية وإنما كان الكذب في المنام كذب على الله لحديث الرؤيا جزء من النبوة وما كان من النبوة فهو من قبل الله تعالى (حم) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح

(أن من أفضل أيامكم يوم الجمعة) أتى بمن لان يوم عرفة أفضل أيام السنة ويليه في الفضيلة يوم النحر فيوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع (فيه خلق آدم) لا شك أن خلق آدم فيه يوجب له شرفاً ومزية (وفيه قبض) وذلك شرف له أيضاً فإنه سبب لوصوله إلى الجناب الأقدس والخلاص من دار البلا (وفيه النفخة وفيه الصعقة) وذلك من أسباب توصل أرباب الكمال إلى ما أعد لهم من النعيم المقيم فالموت وإن كان في الظاهر فناء فهو في الحقيقة ولادة ثانية وهو باب من أبواب الجنة منه يتوصل إليها (فأكثروا عليّ من الصلاة فيه أي في يوم الجمعة وكذا ليلتها)(فإن صلاتكم معروضة عليّ قالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت) بوزن ضربت وقيل بتشديد الميم وفتح التاء وقيل بتشديد الميم وسكون التاء لتأنيث العظام قال ابن الأثير أصل هذه الكلمة من رم الميت وأرم إذا بلى والرمة العظم البالي (قال أن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) أي لأنهم أحياء في قبورهم (حم دن هـ حب ك عن أوس) بفتح الهمزة وسكون الواو (بن أوس) وفي نسخة ابن أبي أوس قال الشيخ وهو حديث صحيح

(أن من اقتراب الساعة أن يصلي خمسون) نفساً يحتمل أن المراد ناس كثير لا خصوص هذا العدد (لا تقبل لأحد منهم صلاة) لقلة العلم وغلبة الجهل فلا يجد الناس من يعلمهم أحكام الصلاة (أبو الشيخ في الفتن عن ابن مسعود) وإسناده ضعيف

(أن من أكبر الكبائر) يحتمل أنه أتى بمن لان المذور هنا بعض الكبائر (الإشراك) أي الكفر (بالله) وإنما خص الإشراك لغلبته حالتئذ (وعقوق الوالدين) أي الأصلين وأن علياً أو أحدهما (واليمين الغموس) هي الكاذبة وإنما سميت غموساً لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار (وما حلف حالف بالله يمين صبر) هي التي يلزم بها ويحبس عليها وذلك بعد التداعي فهي لازمة لصاحبها من جهة الحكم ويقال لها مصبورة وإن كان صاحبها في الحقيقة هو المصبور لأنه إنما صبر من أجلها أي حبس فوصفت بالصبر وأضيفت إليه مجازاً (فأدخل فيها مثل جناح بعوضة) مبالغة في القلة (إلا جعلت) أي صيرها الله تعالى (كتة في قلبه إلى يوم

ص: 141

القيامة) أي ما لم يتب فإن تاب توبة صحيحة انجلى قلبه منها كما تقدم وإذا كان هذا في الشيء التافه فكيف باليمين الكذب المحض (حم ت حب ك) عن عبد الله بن أنيس تصغير أنس وإسناده حسن

(أن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً) بفعل الفضائل وترك الرذائل (وألطفهم بأهله) أي من نسائه وأولاده وأقاربه واللطف هنا الرفق والبر (ت ك) عن عائشة وإسناده حسن

(أن من أمتي) أي أمة الإجابة (من يأتي السوق) خصه لغلبة البيع فيه فالحكم كذلك وإن اشتراه من غير سوق (فيبتاع) أي يشتري (القميص بنصف ديناراً وثلث دينار) أو أقل من ذلك (فيحمد الله إذا لبسه فلا يبلغ ركبتيه حتى يغفر له) أي يغفر الله له ذنوبه بسبب الحمد والمراد الصغائر (طب) عن أبي أمامة

(أن من أمتي قوماً يعطون مثل أجور أو لهم) أي يثيبهم الله مع تأخر زمنهم مثل ثواب الصدر الأول على إنكار المنكر قيل من هم يا رسول الله قال (الذين ينكرون المنكر) أي يغيرونه عند القدرة عليه وينكرونه عند العجز (حم) عن رجل من الصحابة وإسناده حسن

(أن من تمام إيمان العبد أن يستثني في كل حيثه) أي يعقبه بقوله إن شاء الله فيندب ذلك قال تعالى ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله وتقدم أن الإيمان لا يطلب فيه التعليق فلا يقال أنا مؤمن إن شاء الله (طس) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف

(أن من تمام الصلاة إقامة الصف) يعني تسويته وتعديله بحيث لا يتقدم أحد على أحد وإن استدار حول الكعبة (حم) عن جابر وإسناده حسن

(ن من تمام الحج أن تحرم من دويرة أهلك) بالتصغير أي من وطنك وهذا قاله لمن قال له ما معنى أتموا الحج فالإحرام من ذلك أفضل من الإحرام من الميقات عند جمع منهم الرافعي وعكس آخرون لأدلة أخرى (عد هب) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف

(أن من حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة) لأن تعليمها يعين على تحصيل العلوم الشرعية وأن يعلمه القرآن والآداب المسنونة كالسواك (وأن يحسن اسمه) بأن يسميه باسم حسن كعبد الله وعبد الرحمن ونحو ذلك (وأن يزوجه إذا بلغ) أو يسريه لأنه بذلك يحفظ عليه شطر دينه وهذه الحقوق مندوبة في حق الأب أما الواجبة فمنها تعليمه الصلاة وأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بمكة ودفن بالمدينة وأجرة التعليم في مال الطفل أن كان له مال وإلا فعلى من عليه نفقته (ابن النجار عن أبي هريرة) وهو حديث حسن لغيره

(أن من سعادة المرء أن يطول عمره ويرزقه الله الإنابة) أي التوبة والرجوع إليه فتكثر طاعاته وتمحى سيأته إن الحسنات يذهبن السيئات (ك) عن جابر وهو حديث صحيح

(أن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه) بالمباشرة والجماع (ثم ينشر سرها) أي يحدث بما وقع منها حال الجماع من قول أو فعل فيحرم ذلك بلا حاجة أما مجرد ذكر الجماع فن لم تدع إليه حاجة فمكروه وإن دعت إليه حاجة بأن يذكر

ص: 142

إعراضه عنها وتدعي عليه العجز عن الجماع فلا كراهة (م) عن أبي سعيد الخدري

(أن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة عبداً أذهب آخرته بدنيا غيره) أي ارتكب ما ينقص إيمانه بسبب تحصيل دنيا غيره وهذا سماه الفقهاء أخس الاخسا (طب) عن أبي أمامة الباهلي

(أن من ضعف اليقين) بضم الضاد في لغة قريش وفتحها في لغة تميم (أن تضى الناس بسخط الله تعالى) أي بارتكاب ما يستحق به العقاب (وأن نحمدهم على رزق الله) أي على تحصيله أي أن تحمدهم لأجل أن يعطوك وأما الثنا على من وصل إليك منه إحسان فمطلوب كما تقدم في حديث اشكر الناس لله أشكرهم للناس فينبغي لمن صنع إليه معروف أن يشكر من جرى على يديه وأن يملأ الأرض ثنا والسما دعاء وينبغي لمن لا يقوم بالشكر أن لا يقبل العطا (وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله) أي على إمساكهم ما بأيديهم عنك لأن المانع هو الله وهم مأمورون مقهورون (أن رزق الله لا يجره إليك حرص حريص) تحصيله لك (ولا يرده عنك كراهة كاره) حصوله لك فما لم يقدر لك لم يأتك وإن بالغت في الأسباب وما قدر لك خرق الحجب وطرق عليك الباب (وأن الله بحكمته وجلاله جعل الروح) بفتح الراء أي الراحة (والفرح) أي السرور (في الرضى) بالقضاء (واليقين) أي أن يعلم الإنسان ويتيقن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه (وجعل الهم والحزن في الشك) عند اليقين (والسخط) عند الرضى (حل هب) عن أبي سعيد الخدري وإسناده ضعيف

(أن من عباد الله تعالى من لو أقسم على الله عز وجل لأبره) أي جعله باراً صادقاً في يمينه لكرامته عليه وسببه كما في البخاري عن أنس أن الربيع بضم الراء والتشديد عته كسرت ثنية جارية وفي رواية ثنية امرأة بدل جارية فطلبوا إليها العفو فأبوا فعرضوا الأرش فأبوا فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس كتاب الله القصاص فرضي القوم فعفواً فعجب النبي صلى الله عليه وسلم وقال أن من عباد الله تعالى من لو أقسم على الله لأبره أي لأبر قسمه ووجه تعجبه أن أنس بن النضر أقسم على نفي فعل غيره مع إصرار ذلك الغير على إيقاع ذلك الفعل فكان قضيته ذلك في العادة أن يحنث في يمينه فألهم الله الغير العفو حين أقسم أنس وأشار بقوله أن من عباد الله إلى أن هذا الاتفاق إنما وقع إكراماً من الله تعالى لأنس ليبر يمينه وأنه من جملة عباد الله الذين يجيب دعاءهم ويعطيهم أربهم وقد استشكل إنكار أنس بن النضر كسر سن الربعي مع سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بالقصاص ثم قال اتكسر سن الربعي ثم أقسم أنها لا تكسر وأجيب بأنه أشار بذلك إلى التأكيد على النبي صلى الله عليه وسلم في طلب الشفاعة إليهم أن يعفوا عنها وقيل كان حلفه قبل أن يعلم أن القصاص حتم فظن أنه على

ص: 143

التخيير بينه وبين الدية أو العفو وقيل لم يرد الإنكار المحض والرد بل قاله توقعاً ورجاء من فضل الله أن يلهم الخصوم الرضا حتى يعفوا أو يقبلوا الأرش ووقع الأمر على ما أراد وفيه جواز الحلف فيما يظن وقوعه والثناء على من وقع له ذلك عند أمن الفتنة بذلك عليه واستحباب العفو عن القصاص والشفاعة في العفو وجريان القصاص في كسر السن ومحله ما إذا أمكن التماثل بأن يكون المكسور مضبوطاً فيبرد من سن الجاني ما يقابله (حم ق د ن هـ) عن أنس بن مالك

(أن من فقه الرجل تعجيل فطره) إذا كان صائماً بأن يوقعه عقب تحقق غروب الشمس (وتأخير سحوره) إلى قبيل الفجر بحيث لا يوقع التأخير في شك (مكحول مرسلاً) بإسناد صحيح

(أن مما أدرك الناس) أي أهل الجاهلية ويجوز رفع الناس والعائد على ما محذوف ونصبه والعائد ضمير الفاعل قال في الفتح الناس بالرفع في جميع الطرق اهـ فالرواية بالرفع (من كلام النبوة الأولى) أي نبوة آدم (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) أي إذا لم تستح من العيب ولم تخش من العار مما تفعله فافعل ما تحدثك به نفسك من أغراضها حسناً أو قبيحاً فإنك مجزي به فهو أمر تهديد وفيه إشعار بأن الذي يردع الإنسان عن مواقعة السوء هو الحياء وإذا لم نستح فاصنع ما شئت اسم أن أي أن هذا القول مما أدركه الناس (حم خ ده) عن ابن مسعود (حم) عن حذيفة ابن اليمان

(أن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته) أي يجري عليه ثوابه (بعد موت علماً نشره) ولابن عساكر في تاريخ من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً من علم آية من كتاب الله أو باباً من علم أنمى الله أجره إلى يوم القيامة (وولداً صالحاً) أي مسلماً (تركه) بعد موته ويدعو ويستغفر له (ومصحفاً ورثه) بتشديد الراء أي خلفه لوارثه (أو مسجداً بناه أو بيتاً لابن السبيل بناه) أي بناه لتنزل فيه المارة من المسافرين (أو نهراً أجراه) أي حفره وأجرى الماء فيه (أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته) التقييد به لحصول الثواب الأكمل فلو وقف في حال مرضه وخرج ما وقفه من الثلث فله الثواب أيضاً (تلحقه من بعد موته) أي هذه الأعمال المذكورة أي يجري عليه ثوابها ويتجدد بعد موته فإذا مات انقطع عمله إلا منها وكرره للتأكيد قال المناوي ولا ينافي ما ذكر هنا الحصر المذكور في الحديث المار إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث فإن المذكورات تندرج في تلك الثلاث لأن الصدقة الجارية تشمل الوقف والنهر والبئر والنخيل والمسجد والمصحف فيمكن رد جميع ما في الأحاديث إلى تلك الثلاث ولا تعارض (هـ) عن أبي هريرة

(أن من معادن التقوى تعلمك إلى ما قد علمت علم ما لم تعلم) يعني أن تعلمك علم ما لم تعلم من العلوم الشرعية وضمه إلى ما قد علمت من معادن التقوى أي أصولها (والنقص فيما قد علمت قلة الزيادة فيه) أي وقلة زيادة العلم تؤدي إلى نقصه لأن الإنسان معرض للنسيان فإذا لم يزد فيه نقص بسبب ذلك (وإنما يزهد) بالبناء للفاعل

ص: 144

وشدة الهاء المكسورة (الرجل في علم الم يعلم) أي في تعلمه (قلة الانفتاع مما قد علم) لأنه لو انتفع به حلى له تعلم ما لم يعلم وصرف همته إليه (خط) عن جابر وهو حديث ضعيف

(أن من موجبات المغفرة) أي مغفرة الذنوب الصغائر (بذل السلام) أي إفشاءه بين المسلمين (وحسن الكلام) أي إلانته للإخوان بلا مداهنة (طب) عن هاني بن يزيد

(أن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم) أي الأخ في الدين وإن لم يكن أخا من النسب بنحو بشارة بولد أو بقدوم نحو صديق غائب (طب) عن الحسن بن علي

(أن من نعمة الله على عبده أن يشبهه ولده) خَلْقاً وخُلُقاً لأن ذلك يمنعه من الطعن في نسبه (الشيرازي في الألقاب عن إبراهيم) بن يزيد النخعي بفتح النون والمعجمة ثم مهملة (مرسلاً) أرسل عن عائشة وغيرها

(أن من هوان الدنيا على الله أن يحيى بن زكريا قتلته امرأة) من بغايا بني إسرائيل ذبحته بيدها أو ذبح لرضاها وأهدى رأسه البها في طست من ذهب وعلى هذا الأخير اقتصر الشيخ فقال سببه أنه كن ينهاهم عن نكاح بنت الأخ وكان ملكهم له بنت أخ تعجبه فأرادها وجعل يقضي لها كل يوم حاجة فقالت لها أمها إن سألك عن حاجتك فقولي له تقتل يحيى فقالت له ذلك فقال سلي غير هذا فقالت لا أسألك غيره فأمر به فذحب في طست فقوله قتلته امرأة أي قتل لأجلها اهـ يعني أن قتل يحيى حصل من هوان الدنيا يعني لو كان شأنها راقياً وأمرها باقياً لكان الأنبياء أحق بالحياة والاحترام فيها والرعاية والوقاية لكنها دار هوان (هب) عن أبي بن كعب وإسناده ضعيف

(أن من يمن المرأة) أي بركتها (تيسير) أي سهولة (خطبتها) بكسر الخاء أي التماس الخاطب نكاحها وأن يجاب بسهولة بلا توقف ولا اشتراط (وتيسير صداقها) أي تحصيله من وجه حلال (وتيسير رحمها) أي للولادة بأن تكون سريعة الحمل كثيرة النسل (حم ك هق) عن عائشة

(أن موسى) نبي الله صلى الله عليه وسلم (أجر نفسه ثماني سنين أو شراً على عفة فرجه وطعام بطنه) فيه دليل على أنه يجوز الاستئجار للخدمة من غير بيان نوعها وبه قال مالك ويحمل على العرف وقال أبوحنيفة والشافعي لا يصح حتى يبين نوعها (حم هـ) عن عتبة بمثناة فوقية فموحدة (ابن الندر) بضم النون وشدة الدال المهملة المفتوحة قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ طس حتى إذا بلغ قصة موسى قال أن موسى فذكره

(أن ملائكة النهار أرأف من ملائكة الليل) قال المناوي أي لسر علمه الشارع أي فادفنوا موتاكم بالنهار ولا تدفنوهم بالليل كما جاء مصرحاً به هكذا في حديث الدميري (ابن النجار عن ابن عباس) بإسناد ضعيف

(أن ناركم هذه جزء من سبعين جزأ من نار جهنم) قال المناوي أراد به التكثير لا التحديد وقال العلقمي قال الدميري معنى الحديث لو أنه جمع كل ما في الوجود من النار التي يوقدونها بنو آدم لكانت جزأ من أجزاء نار جهنم المذكورة وبيانه أنه لو جمع كل حطب في الدنيا فأوقد كله حتى صار ناراً لكان الجزء

ص: 145

الواحد من أجاء نار جهنم الذي هو من سبعين جزأ أشد من نار الدنيا (ولولا أنها اطفأت بالماء مرتين ما انتفعتم بها) أي ما أمكنكم الانتفاع بها لشدة حرها (وأنها) أي نار الدنيا (لتدعو الله) بلسان القال أو الحال (أن لا يعيدها) أي نار الدنيا (فيها) أي في نار جهنم لشدة حرها والقصد بهذا الحديث التحذير من جهنم والإعلام بشدة حرها (هـ ك) عن أنس وهو حديث صحيح

(أن نطفة الرجل بيضاء غليظة فمنها يكون العظام والعصب وأن نطفة المرأة صفراء رقيقة فمنها يكون اللحم والدم) قال المناوي وهذا فيه أنه ليس كل جزء من الولد مخلوقاً من منيهما وفي خبر آخر ما يفيد أن كل جزء مخلوق من منيهما معاً انتهى ويمكن الجمع بحمل ما هنا على الغالب (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن

(أن هذا الدين) أي دين الإسلام (متين) أي قوي (فأوغلوا) بالغين المعجمة أي سيروا (فيه برفق) ولا تحملوا أنفسكم مال اتطيقون فتعجزوا وتتركوا العمل (حم) عن أنس

(أن هذا الدين متين فأوعل) أي سر (فيه برفق) ولا تحمل نفسك وتكلفها ما لا تطيق فتعجز فتترك الدين والعمل قال في النهاية ألا يغال السير الشديد يقال أوغل القوم وتوغلوا إذا أمعنوا في سيرهم والوغول الدخول في الشيء اهـ أي بالغ في العبادة لكن اعل تلك المبالغة مع رفق فإن الذي يبالغ بغير رفق ويتكلف من العبادة فوق طاقته يوشك أن يمل حتى ينقطع عن الواجبات فيكون مثله مثل الذي أجهد دابته في سفره حتى أعياها أو عطبت ولم يقض وطره كما أشار إلى ذلك بقوله (فإن المبتت) بضم الميم وسكون الموحدة وتشديد المثناة الفوقية أي المنقطع في سفره لكونه أجهد دابته (لا أرضا قطع ولا ظهراً بقى) أي فلا هو قطع الأرض التي قصدها ولا هو أبقى ظهره ينفعه فيكره التشديد في العبادة (البزار عن جابر) بإسناد ضعيف

(أن هذا الدينار والدرهم أهلكا) أي أهلك حبهما والانهماك في تحصيلهما (من) كان (قبلكم وهما مهلكاكم) والإهلاك سبب الحرص أو منع الزكاة أو التفاخر والقصد التحذير من الاسترسال في جمعهما والاشتغال به وترك أمور الآخرة (طب هب) عن ابن مسعود وعن أبي موسى) الأشعري بإسناد ضعيف

(أن هذا العلم) أي الشرعي الصادق بالتفسير والحديث والفقه (دين فانظروا عمن تأخذون دينكم) أي لا تأخذوه إلا عن من طابت سيرته وسريرته وتحققتم (ك) عن أنس بن مالك (السجزي) في الإبانة (عن أبي هريرة) وهو حديث ضعيف

(أن هذا القرآن أنزل على سبعة احرف) أي سبع لغات وعليه أبو عيينة وثعلب والأزهري وآخرون وصححه ابن عطية والبيهقي أو سبعة أوجه من المعاني المنسقة بألفاظ مختلفة نحو اقبل وتعال وهلم وعجل وأسرع وعليه سفيان بن عيينة وابن وهب ونسبه ابن عبد البر لأكثر العلماء قال العلقمي المختار أن هذا الحديث من المشكل الذي لا يدري معناه كمتشابه القرآن وقال في الفتح قال أبو شامة ظن قوم أن القراآت السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث

ص: 146

وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل وقال مكي بن أبي طالب وأما من ظن أن قراءة هؤلاء القراء كعاصم ونافع هي الأحرف السبعة التي في الحديث فقد غلط غلطاً عظيماً قال ويلزم من هذا أن ما خرج عن قراءة هؤلاء السبعة مما ثبت عن الأئمة وغيرهم ووافق خط المصحف لا يكون قرآنا وهو غلط عظيم (فاقرؤوا ما تيسر منه) من الأحرف المنزل بها بأي لغة أو وجه قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن عمر قال سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرنئيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ يا هشام فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت أن هذا القرآن فذكره (حم ق 3) عن عمر بن الخطاب

(أن هذا القرآن مأدبة الله) بضم الدال في الأشهر قال المناوي معنى هذا الحديث مأدبة الله يعني مدعاته شبه القرآن بصنيع صنعه الله للناس لهم فيه خير ونفع (فاقبلوا) من مأدبته ما استطعتم (ك) عن ابن مسعود

(أن هذا المال خضر حلو) بفتح الخاء وكسر الضاد المعجمتين شبهه في الرغبة فيه والميل إليه وحرص النفوس عليه بالفاكهة الخضرة المستلذة فإن الأخضر مرغوب فيه على انفراده بالنسبة إلى اليابس للحامض فالإعجاب بهما إذا اجتمعا أشد (فمن أخذه بحقه) قال العلقمي في رواية البخاري بسخاوة نفس أي بغير شره ولا إلحاح أي من أخذه بغير سؤال وهذا بالنسبة إلى الآخذ ويحتمل أن يكون بالنسبة إلى المعطى أي بسخاوة نفس المعطى أي انشراحه بما يعطيه اهـ ويحتمل أن المراد من وجه حلال من غير حرص (بورك له فيه) فيستعين به على طاعة الله ويؤدي زكاته ويصرفه في وجوه الخير (ومن أخذه بإشراف نفس) بكسر الهمزة وشين معجمة أي طمعها وحرصها عليه (لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع) في كونه كلما نال من المال شيئاً ازدادت رغبته فيه وطلب الزيادة بين بهذا أن البركة خلق من خلق الله وضرب لهم المثل بما يعهدون فالآكل إنما يأكل ليشبع فإذا أكل ولم يشبع كان عناء في حقه بغير فائدة وكذلك المال ليست الفائدة في نفسه وإنما هي لما يستحصل به من المنافع فإذا كثر عند المرء من غير تحصيل منفعته كان وجوده كالعدم (واليد العليا) بضم العين والقصر أي المنفقة أو المتعففة (خير من اليد السفلى) أي السائلة أو الآخذة من غير احتياج (حم ق ت ن) عن حكيم بن حرام بفتح الحاء المهملة والزاي

(أن هذا المال خضرة حلوة) قال العلقمي أنث الخير لأن المراد الدنيا وقال المناوي التأنيث واقع على التشبيه أو التاء للمبالغة (فمن أصابه بحقه) أي بقدر

ص: 147

حاجته من الحلال (بورك له فيه ورب متخوض فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة إلا النار) وهذا حث على الاستغناء عن الناس وذم السؤال بلا ضرورة وسببه أن حكيم بن حزام قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال يا حكيم إن هذا المال فذكره وبعد السفلى قال حكيم فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا وأرزأ بفتح الهمزة وإسكان الراء وفتح الزاي بعدها همزة أي لا أنقص ماله بالطلب منه وفي رواية لإسحاق قلت فوالله لا تكون يدى تحت يد من أيدي العرب فكأن أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيما إلى العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا فقال عمر إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم أني أعرض عليه حقه هذا الفئ فيأبى أن يأخذه وإنما أشهد عليه عمر لأنه أراد أن لا ينسبه أحد لم يعرف باطن الأمر إلى منع حكيم من حقه وإنما امتنع حكيم من أخذ العطاء مع أنه حقه لأنه خشى أن يقبل من أحد شيئا فيعتاد الأخذ فتتجاوز به نفسه إلى ما يريده ففطمها عن ذلك وترك ما يريبه إلى مالا يريبه وفي مسند اسحاق بن راهوية سبب ذلك أيضا وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى حكيم بن حزام دون ما أعطى أصحابه فقال حكيم يا رسول الله ما كنت أظن أن تقصر بي دون أحد من الناس فزاده ثم استزاده فزاده حتى رضي (حم) عن خولة بنت قيس بن فهد الأنصارية (أن هذه الأخلاق) التي طبع عليها بنو آدم حاصلة (من الله فمن أراد الله به خيرا منحه خلقا حسنا ومن أراد به شرا منحه) أي أعطاه خلقا (سيئا) قال المناوي بأن يجبله على ذك في بطن أمه أو يصيرله ملكة على التخلق به (طس) عن أبى هريرة (أن هذه النار إنما هى عدو لكم فإذ نمتم) أي أردتم النوم (فأطفئوها) أي ردوها أو امنعوها عنكم بإطفائها إذا لم تحتاجوا إليها وخشيتم انتشارها (ق 5) عن أبى موسى الأشعرى قال احترق بيت بالمدينة فحدث به لنبى صلى الله عليه وسلم (أن هذه القلوب أوعية) أى حافظة متدبرة ما يرد عليها (فخيرها أوعاها) أى أحفظها للخير قال العلقمى قال فى التقريب وعى العلم يعيه وعيا حفظه (فإذا سألتم الله) أى دعوتموه (فسلوه) أى ادعوه (وأنتم واثقون بالإجابة) تاركون الشواغل الدنيوية مقبلون على الله (فإن الله تعالى لا يستجيب دعاء من دعا عن ظهر قلب غافل) بغين معجمة أى متلاه عن الاقبال على الله وصرف الهمة للدعاء ولفظ الظهر مقحم (طب) عن ابن عمر بن الخطاب (أن يوم الجمعة يوم عيد وذكر) لله تعالى أى جعله الله عيدا للمؤمنين يجتمعون فيه لعبادته (فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيام) أى لا تصوموه منفردا (ولكن اجعلوه يوم ذكر) أى بلا صيام (إلا أن تخلطوه بأيام) قال المناوى بأن تصوموا يوما قبله ويوما بعده فافراده بصوم نفل مكروه تنزيها فإن قيل إذا كان عيد لا يصام فيه فكيف إذن فى صيامه مع غيره فالجواب عن ذلك من أوجه أصحها كما قاله ابن القيم إن شبهه بالعيد لا يستلزم

ص: 148

استواه معه من كل جهة ومن صام معه غيره انتفت عنه صورة التحري بالصوم (هب) عن أبي هريرة وإسناده حسن

(أن يوم الثلاثاء يوم الدم) برفع يوم وإضافته إلى الدم أو يوم يكثر فيه الدم في الجسد قال المناوي أو يوم كان الدم فيه يعني قتل ابن آدم (وفيه ساعة) أي لحظة (لا يرقأ) قال العلقمي بهمز آخره أي لا ينقطع فيها دم من احتجم أو افتصد أو لا يسكن وربما يهلك الإنسان فيها بعدم الانقطاع للدم وأخفيت هذه الساعة لترك الحجامة في جميع ذلك اليوم خوفاً من مصادفة تلك الساعة كما أخفيت ليلة القدر في أوتار العشر الأواخر وأخرج الديلمي عن أنس مرفوعاً الحجامة على الريق دواء وعلى الشبع داء وفي سبعة عشر من الشهر شفاء ويوم الثلاثاء صحة للبدن وأخرج ابن سعد والبيهقي وضعفه عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجامة يوم الثلاثا لسبع عشرة مضت من الشهر دواء لداء سنة ويجمع بين هذا الاختلاف بحمل الأمر على ما إذا كان يوم الثلاثاء موافقاً السابع عشر الشهر والنهي على خلافه (د) عن أبي بكرة ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره

(أنا) بكسر الهمزة وشدة النون أي معشر العرب وقيل أراد نفسه (أمة) أي جماعة والمراد أهل الإسلام الذين بحضرته عند تلك المقالة (أمية) بلفظ النسبة إلى الأم أو الأمهات أي باقون على ما ولدتنا علي أمهاتنا من عدم الكتابة فقوله (لا نكتب) تفسير لما قبله أي لا يكتب فينا إلا النادر قال تعالى هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم (ولا نحسب) بضم السين أي لا نعرف حساب النجوم وتسييرها بل بل عملنا معتبر برؤية الهلال فإنا نراه مرة لتسع وعشرين ومرة لثلاثين وفي الإناطة بذلك رفع للحرج وتمامه كما في البخاري الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعاً وعشرين ومرة ثلاثين وأخرجه مسلم بلفظ الشهر هكذا وهكذا وعقد الإبهام في اثالة والشهر هكذا وهكذا وهكذا يعني تماماً ثلاثين أي أشار أولاً بأصابع يديه العشر جميعاً مرتين وقبض الإبهام في المرة الثالثة وهذا المعبر عنه بقوله تسع وعشرون وأشار مرة أخرى بها ثلاث مرات وهو المعبر عنه بقوله ثلاثون فعلق الحكم في الصوم وغيره بالرؤية لرفع الحرج عنهم في معاناة حساب التيسير ولهذا قال فإن غم عليكم فاكملوا العدة ثلاثين ففي الحديث رفع لمراعاة النجوم بقوانين التعديل وإنما المعوّل عليه رؤية الهلال وقد نهينا عن التكلف ولا شك أن في مراعاة ما غمض حتى لا يدرك إلا بالظنون غاية التكلف وقال القرطبي أي لم نكلف في تعرف مواقيت صومنا ولا عبادتنا ما يحتاج فيه إلى معرفة حساب ولا كتابة وإنما ربطت عبادتنا بأعلام واضحة وأمور ظاهرة يستوي في معرفتها الحساب وغيرهم (ق دن) عن ابن عمر بن الخطاب

(أنا لن) وفي رواية لا (نستعمل) أي لا نولي (على عملنا) أي على الإمارة أو الحكم بين الناس (من أراده) أي طلبه وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب منه ذلك فذكره قال المناوي فتكره إجابة من طلب ذلك اهـ ومحل

ص: 149

الكراهة أن يتعدد الصالح للقضاء وكان الطالب مفضولاً أو مساوياً لغيره وليس محتاجاً للنفقة من بيت المال ولا خاملاً يرجو بتوليته انتشار علمه فإن كان الطالب أصلح من غيره أو محتاجاً فطلبه لحصول كفايته من بيت المال أو خاملاً فطلبه لينتشر علمه بسبب توليته فلا كراهة بل يندب طلبه أما إذا لم يتعدد الصالح فيجب عليه الطلب ويلزمه القبول فإن امتنع أجبره افمام عليه لاضطرار الناس إليه وإذا وجب طلب القضاء أو ندب جاز للطالب بذل مال للإمام ليوليه وإن حرم الأخذ وأما غير الصالح فيحرم طلبه وتوليته ولا ينفذ حكمه مع وجود الصالح وإن أصاب فهي فإن فقد الصالح حاز تولية غيره ونفذت أحكامه للضرورة (حم ق د ن) عن أبي موسى الأشعري

(أنا لا تقبل شيئاً) يهدي إلينا (من المشركين) قال المناوي ومحل هذا إذا م يرج إسلام الكافر به أو تألفه وعليه حمل قبوله هدية المقوقس ونحوه والقول بان حديث الرد ناسخ لحديث القبول رد بالجهل بالتاريخ (حم ك) عن حكيم بن حزام

(أنا لا نستعين بمشرك) قال المنوي في أمور الجهاد لا الاستخدام قال العلقمي وسببه كما في أبي داود أن رجلاً من المشركين لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم ليقاتل معه فقال ارجع أنا فذكره (حم ده) عن عائشة بإسناد صحيح

(أنا لا نستعين بالمشركين على المشركين) وجاء في حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم استعان بصفوان بن أمية قبل إسلامه فقال الشافعي وغيره أن كان الكافر حسن الرأي في المسلمين ودعت حاجة إلى الاستعانة به استعين وإلا فلا قال المناوي وهذا قاله لمشرك لحقه ليقاتل معه ففرح المسلمون به لشجاعته فرده ثم ذكره (حم خ) عن خبيب بضم الخاء المعجمة ووهم من قال أنه بمهملة وفتح الموحدة (ابن يساف) بفتح المثناة التحتية والسين المهملة آخره فاء

(أنا معشر) بالنصب على الاختصاص والمعشر الجماعة أي أخص جماعة (الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا) فلا ينتفض طهرهم بالنوم وإنما نام في قصة الوادي عن الصبح حتى طلعت الشمس لأن رؤيتها بصرية (ابن سعد عن عطاء مرسلاً

(أنا معشر الأنبياء أمرنا) بالبناء للمفعول (أن نعجل إفطارنا) من الصوم عند تحقق غروب الشمس (ونؤخر سحورنا) بضم أوله أي نقر به من الفجر ما لم يوقع التأخير في شك (ونضع إيماننا) أي أيدينا اليمنى (على شمائلنا في الصلاة) وهذه الخصال تندب للأمة أيضاً (الطيالسي (طب) عن ابن عباس بإسناد صحيح

(أنا معشر الأنبياء يضاعف علينا البلاء) ليعظم بذلك الأجر لأن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم حصل له حمى فقيل له لو دعوت الله فشفاك فذكر

(طب) عن فاطمة أو خولة (أخت حذيفة) وإسناده حسن

(أنا آل محمد) بنصب آل بأعني أو أخص وهم مؤمنوا بني هاشم والمطلب (لا تحل لنا الصدقة) أي المفروضة وأما المندوبة فتحل لآله دونه عند الشافعي وأحمد (حم حب) عن الحسين بن علي

(أنا نهينا) يعني نفسه والأنبياء أو نفسه وأمته قال المناوي

ص: 150

والثاني أولى (أن ترى عوراتنا) أي نهينا عن كشف عوراتنا (ك) عن جبار بجيم مفتوحة وموحدة تحتية وراء ابن صخر الأنصاري السلمي

(أنك) خطاب لجرير بن عبد الله (امرء قد حسن الله خلقك) بفتح فسكون (فأحسن) بصيغة الأمر (خلقك) بضمتين أي مع الخلق بتحمل أذاهم وكف الأذى عنهم (ابن عساكر عن جرير

(أنك) خطاب لسلمة بن الأكوع (كالذي قال الأول) بالجر بدل من الذي أي من مضى فيمن مضى لأن نعت المعرفة إذا تقدم عليها يعرب بحسب العوامل فتصير المعرفة بدلاً منه وأصله كالأول الذي قال (اللهم ابغني) أي أعطني (حبيباً هو أحب إليّ من نفسي) وسببه أن سلمة بن الأكوع قدم الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه عزلاً بفتح العين المهملة وكسر الزاي يعني لا سلاح معه فأعطاه جحفة أو درقة ليقاتل بائم رآه مجرداً عنها فقال له يا سلمة أين جحفتك أو درقتك التي أعطيتك فقال لقيني عمي عزلا فأعطيته إياها فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أنك فذكره (م) عن سلمة ابن الأكوع

(إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم) فيه رد لقول من زعم أنهم لا يدعون يوم القيامة إلا بأمهاتهم ستراً على آبائهم وهو حديث أخرجه الطبراني من حيدث ابن عباس وسنده ضعيف ولفظه أن الله يدعو الناس يوم القيامة بأمهاتهم ستراً منه على عباده قال العلقمي ويمكن الجمع بين حديث الباب وحديث الطبراني بأن حديث الباب فيمن هو صحيح النسب وحديث الطبراني في غيره فمن علم الله أنه من القسم الأول أمر الملك بأن يناديه باسمه واسم أبيه أو من الثاني فاسمه واسم أمه أو يقال تدعى طائفة بأسماء الآباء وطائفة بأسماء الأمهات وقال ابن دقيق العيد أن ثبت أنهم يدعون بأمهاتهم فقد يقال أنه مخصص لعموم حديث الباب أي يخص منه أولاد الزنا فيدعون بأمهاتهم ويبقى غيرهم على عمومه في أنهم يدعون لآبائهم ويرجح الدعاء بالأم قوله تعالى يوم ندعو كل أناس بإمامهم قال محمد بن كعب بأمهاتهم وإمام جمع أم قال الحكماء فيه ثلاثة أوجه من الحكمة أحدها لأجل عيسى والثاني إظهار شرف الحسن والحسين والثالث لئلا يفتضح أولاد الزنا (فأحسنوا أسماءكم) أي أسماء أولادكم وأقاربكم وخدمكم فيندب تحسين الاسم بنحو عبد الله وعبد الرحمن (حم د) عن أبي الدرداء

(أنكم تتمون) بمثناتين فوقيتين مضموم الأولى من أتم أي تكملون سبعين أمة) أي يتم بكم العدد سبعين ويحتمل انه للتكثير والخطاب لأمة الإجابة (أنتم خيرها وأكرمها على الله) قال تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس (حم ت هـ ك) عن معاوية بن حيدة

(أنكم ستبتلون) بفتح اللام والبناء للمفعول أي يبتلى بعضكم بالامتحان والافتتان (في أهل بيتي من بعدي) بالسب والقتل وغيرهما من أنواع الأذى وهذا من معجزاته فإنه إخبار عن غيب وقع (طب) عن خالد بن عرفطة بضم العين المهملة والفاء

(أنكم ستلقون) الخطاب للأنصار (بعدي أثرة) قال المناوي بفتح

ص: 151

الهمزة وكسر المثلثة أو سكونها وبفتحات استيثاراً واختصاصاً بحظوظ دنيوية يفضلون عليكم من ليس له فضل ويؤثرون أهواءهم على الحق ويصرفون الفيء لغير المستحق انتهى وقال العلقمي بضم الهمزة وسكون المثلثة وبفتحتينويجوز كسر أوله مع الإسكان أي الانفراد بالشيء المشترك دون من يشرك فيه والمعنى أنه يستأثر عليهم بما لهم فيه اشتراك في الاستحقاق وقال أبو عبيد معناه يفضل غيركم عليكم بغتة بالغين وقيل المراد بالأثرة الشدة وقيل أشار بذلك إلى أن الأمر يصير في غيرهم فيختصون دونهم بالأموال وكان الأمر كما وصف صلى الله عليه وسلم وهو معدود فيما أخبر به من الأمور الآتية فكان كما قال (فاصبروا حتى تلقوني غداً على الحوض) أي يوم القيامة أي اصبروا حتىتموتوا فإنكم ستجدوني عند الحوض فيحصل لكم الانتصاف ممن ظلمكم والثواب الجزيل على الصبر (حم ق ت ن) عن أسيد بضم الهمزة وفتح المهملة (بن حضير) بضم المهملة وفتح المعجمة الأنصاري

(إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر) تشبيه لرؤيته برؤية القمر في الوضوح لا للمرئي بالمرئي أي ترون ربكمرؤية ينزاح معها الشك كرؤيتكم القمر ليلة البدر لا ترتابون فيه ولا تمترون (لا تضامون في رؤيته) بفتح المثناة الفوقية وروى بتخفيف الميم أي لا ينالكم ضيم أي ظلم في رؤيته تعالى المعنى أنكم ترونه جميعكم لا يظلم بعضكم في رؤيته فيراه البعض دون البعض وبالتشديد من الانضمام والازدحام أي لا ينضم بعضكم إلى بعض من ضيق كما يفعل عند رؤية شيء خفي بل يراه كل منكم موسعاً عليه منفرداً به (فإن استطعتم أن لا تغلبوا) بالبناء للمفعول أي أن لا تصيروا مغلوبين بالتشاغل والتلاهي (على) بمعنى عن (صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها) يعني الفجر والعصر (فافعلوا) عدم المغلوبية بأن تصلوا قال البيضاوي ترتيب قوله إن استطعتم على قوله سترون يدل علىأن المواظب على إقامة الصلاة والمحافظ عليها حري بأن يرى وإنما خص الفجر والعصر بالحث لما في الصبح من ميل النفس إلى الاستراحة والنوم والعصر من قيام الأسواق واشتغال الناس بالمعاملات فمن لم تلحقه فتنة في الصلاتين مع مالهما من قوة المانع فبالحري أن لا تلحقه في غيرهما اهـ قال المناوي وخصا لاجتماع الملائكة ورفع الأعمال فيهما (تنبيه) أخذ من قوله أنكم أن الجن والملائكة لا يرونه وقد صرح بذلك ابن عبد السلام في الجنة فقال الملائكة في الجنة لا يرونه تعالى لقوله تعالى لا تدركه الأبصار وقد استثنى منه مؤمنوا البشر فبقي على عمومه في الملائكة قال في أكام المرجان ومقتضاه أن الجنكذلك لأن الآية نافية فيهم أيضاً (حم ق ع) عن جرير بن عبد الله

(أنكم ستحرصون) بكسر الراء ويجوز فتحها (على) طلب (الإمارة) يدخل فيها الإمارة العظمى وهي الخلافة والصغرى وهي الولاية على بعض البلاد (وأنها ستكون ندامة وحسرة) قال النووي هذا أصل عظيم في اجتناب الولاية ولا سيما لمن كان فيه ضعف وهو في حق من دخل

ص: 152

فيها بغير أهلية ولم يعدل فإنه يندم على ما فرط منه إذا جوزى بالخزي (يوم القيامة) وأما من كان أهلاً وعدل فيها فأجره عظيم كما تظاهرت به الأحاديث ولكن في الدخل فيها خطر عظيم ولذلك امتنع الأكابر عنها (فنعمت) الإمارة (المرضعة) لما فيها من حصول الجاه والمال ونفاذ الكلمة وتحصيل اللذات الحسية والوهمية حال حصولها (وبئست) الأمارة (الفاطمة) عند الانفصال عنها بموت أو غيره وما يترتب عليها من التبعات في الآخرة وقال في النهاية ضرب المرضعة مثلاً للإمارة وما توصله إلى صاحبها من المنافع وضرب الفاطمة مثلاً للموت الذي يهدم عليه لذاته (خ ن) عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني فذكره) (أنكم قادمون على إخوانكم) أي في الدين (فأصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم) بتنظيفه وتحسينه (حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس) أي حتى تظهروا للناس كالشامة التي ينظر إليها دون بقية البدن (فإن الله لايحب الفحش ولا التفحش) أي ودم إصلاح ما ذكر يشبه الفحش وفيه ندب تحسين الهيئة والمحافظة على النظافة ما أمكن (حم د ك هب) عن سهل ابن الحنظلية وهو حديث صحيح

(أنكم مصبحوا عدوكم) بميم مضمومة أي توفونه صباحاً (والفطر أقوى لكم) على قتال العدو من الصوم (فأفطروا) قاله حين دنا من مكة للفتح (حم م) عن أبي سعيد الخدري

(أنكم لن تدركوا) أي تحصلوا (هذا الأمر) أي أمر الدين (بالمغالبة) فادخلوا وسيروا فيه برفق فإن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ابن سعد (حم هب) عن ابن الأدرع بدال مهملة واسمه ملم أو محجن

(أنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك) من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعزة الإسلام حينئذ وكثرة أنصاره (ثم يأتي زمان من عمل منهم) من أهل ذلك الزمان (بعشر ما أمر به نجا) لعذره حينئذ لضعف الإسلام وقلة أنصاره (ت) عن أبي هريرة

(أنكم لا ترجعون إلى الله تعالى) قال المناوي أي لا تعاودون مأدبة كرمه المرة بعد المرة (بشيء أفضل مما خرج منه) أي ظهر (يعني القرآن) واعلم أن الخروج على وجهين أحدهما خروج الجسم من الجسم وذلك بمفارقة مكانه واستبداله مكاناً آخر وذلك محال على الله تعالى والثاني ظهور الشيء من الشيء كقولك خرج لنا من كلامك نفع وخير أي ظهر وهذا هو المراد فالمعنى ما أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم وقد قال قائلون أن الضمير في قوله خرج منه عائد على العبد وخروجه منه وجوده على لسانه محفوظاً في صدره مكتوباً بيده وقال بعضهم خرج منه أي من كتابه المبين وهو اللوح المحفوظ (حم) في الزهد (ت) عن جبير بن نفير مرسلاً (ك) عنه عن أبي ذر

(إنكم اليوم) أي في هذا الزمان وأنا بين أظهركم (على دين) أي عظيم كامل (وأني مكاثر بكم الأمم) أي يوم القيامة كما في رواية (فلا تمشوا) أي ترجعوا (بعدي) أي بعد موتي (القهقري) أي إلى وراء وفي النهاية هو المشي إلى خلف من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه والمعنى

ص: 153

لا ترجعوا عما كنتم عليه من الإيمان والأعمال الصالحة (حم) عن جابر بإسناد حسن

(أنكم لا تسعون) بفتح السين أي لا يمكنكم أن تعموا (الناس) أي جميع أفرادهم ممن تخالطونه وتجتمعون به (بأموالكم) أي لا تتسع أموالكم لعطائهم (ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق) بكف الأذى عنهم والصبر على أذاهم وتوكلوا على الله في كفاية شرهم البزار (حل ك هب) عن أبي هريرة بإسناد حسن

(أنكم لن تروا ربكم عز وجل يقظة (حتى) أي إلى أن (تموتوا) قال المناوي فإذا متم رأيتموه في الآخرة رؤية منزهة عن الكيفية أما في الدنيا يقظة فلغير الأنبياء ممنوعة ولبعض الأنبياء ممكنة في بعض الأحوال (طب) في كتاب السعة عن أبي أمامة

(إنما الأسود) أي من الأرقا (لبطنه وفرجه) أي غالب هذا النوع أكثر اهتماماً بهما من غيره فإن جاع سرق وإن شبع زنا وورد إياكم والزنج فلعل المراد دون الحبشة (عق طب) عن أم أيمن

(إنما الأعمال كالوعاء) بكسر الوو أي كمظروف الوعاء (إذا طاب أسفله طاب أعلاه وإذا فسد أسفله فسد أعلاه) والمقصود بالتشبيه أن الظاهر عنوان الباطن فمن طابت سريرته طابت سيرته (هـ) عن معاوية بن أبي سفيان وإسناده ضعيف

(إنما الإمام) أي الأعظم (جنة) بضم الجيم أي وقاية وترس (يقاتل به) بالبناء للمفعول أي يدفع به الظلامات ويلجأ إليه في الضرورات (هـ) عن أبي هريرة

(إنما الأمل) أي رجاء ما تحبه النفس من طول عمر وصحة (رحمة من الله لأمتي) فيتزوجون ويغرسون الأشجار ويفعلون ما فيه نفعهم وصلاحهم لوجود الأمل (لولا الأمل ما أرضعت أم ولداً ولا غرس غارس شجراً) فالحكمة تقتضي الأمل وهذا لا ينافي طلب الإكثار من ذكر الموت لأن الأمل يحصل للإنسان بغير اختياره وقال المناوي مدح أصله لا ينافي ذم الاسترسال فيه (خط) عن أنس ابن مالك

(إنما البيع) أي الجائز الصحيح شرعاً الذي يترتب عليه أثره هو ما وقع (عن تراض) أي مع باقي أركان وشروطه والرضى أمر خفي فاعتبر لفظ يدل عليه وهو الإيجاب والقبور وسببه عن أبي سعيد الخدري قال قدم يهودي بتمر وشعير وقد أصاب الناس جوع فسألوه أن يسعر فأبى فذكره (هـ) عن أبي سعيد الخدري

(إنما الحلف حنث أو ندم) الظاهر أن المراد حنث أن فعلت أو ندم إن لم تفعل (هـ) عن ابن عمر قال الشيخ حديث صحيح

(إنما الربا في النسيئة) قال العلقمي قال النووي قال أنه منسوخ وقد أجمع المسلمون على ترك العمل بظاهره وهذا يدل على نسخه وتأول آخرون تأويلين أحدهماأنه محمول على غير الربويات وهو كبيع الدين بالدين مؤجلاً كأن يكون له عنده ثوب موصوف فيبيعه بعبد موصوف مؤجلاً فإن باعه به حالا جاز الثاني أنه محمول على الأجناس المختلفة وأنه لا ربا فيها من حيث التفاضل بل يجوز تفاضلها يداً بيد انتهى وقال المناوي أي بيع الربوي بالتأخير من غير تقابض هو الربا وإن كان بغير زيادة وليس المراد أن الربا إنما هو في النسيئة لا في

ص: 154

التفاضل كما وهم (حم م ن هـ) عن أسامة بن زيد

(إنما الشؤم) بضم المعجمة وسكون الهمزة وقد تسهل واوا ضد اليمن (في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار) قال العلقمي قال شيخنا خصها بالذكر لطول ملازمتها ولأنها أكثر ما يتطير به الناس فمن وق في نفسه منها شيء تركه واستبدل به غيره وقال بعضهم شؤم المرأة إذا كانت غير ولود وشؤم الفرس إذا لم يغز عليه وزاد بعضهم أو كانت شموصاً وشؤم الدار جار السوء ويؤيده حديث الطبراني سوء الدار ضيق ساحتها وخبث جيرانها وسوء الدابة منعها ظهرها وسوء المرأة عقر رحمها وسوء خلقها وللحاكم ثلاث من الشقاء المرأة تراك فتسول ويحمل لسانها عليك والدابة تكون قطوفاً فإن ضربتها أتعتبك وإن تركتها لم تلحق أصحابك والدار تكون ضيقة قليلة المرافق قال المناوي والبعيدة من المسجد وقد يكون الشؤم في غير هذه الثلاثة فالخصر عادي (ح ده) عن ابن عمر بن الخطاب

(إنما الطاعة) أي إنما يطلب من الرعية طاعة الأمير (في المعروف) أي المباح فلا تجب فيما لا يباح بل لا يجوز قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن علي رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية وأمر عليهم رجلاً من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه فغضب عليهم وقال أليس النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن تطيعوني قالوا بلى قال عزمت عليكم لما جمعتم حطباً وأوقدتم ناراً ثم دخلتم فيها فجمعوا حطباً وأوقدوا ناراً فلما هموا بالدخول قام بعضهم ينظر إلى بعض قال بعضهم لبعض إنما بعث النبي صلى الله عليه وسلم فراراً من النار أفندخلها فبينما هم كذلك إذ خمدت النار فسكن غضبه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لو دخلوها ما خرجوا منها أبداً إنما الطاعة في المعروف فذكره وقوله لما جمعتم بالتخفيف وجاء بالتشديد فقيل أنها بمعنى ألا وقوله خمدت بالمعجمة وفتح الميم وفي بعض الروايات بكسر الميم ولا يعرف في اللغة وقوله لو دخلوها ما خرجوا منا قال الداودي يريد تلك النار لأنهم يموتون بتحريقها فلا يخرجون منها أحياء قال وليس المراد بالنار نار جهنم ولا أنهم مخلدون فيها لأنه قد ثبت في حديث الشفاعة يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان قال وهذا من المعاريض التي فيها مندوحة يريد أنه سيق مساق الزجر والتخويف ليفهم السامع أن من فعل ذلك خلد في النار وليس ذلك مراداً وإنما أريد به الزجر والتخويف وقيل أن الدخول فيها معصية والعاصي يستحق النار ويحتمل أن يكون المراد لو دخلوها مستحلين لما خرجوا منها أبداً وعلى هذا ففي العبارة نوع من أنواع البديع وهو الاستخدام لأن الضمير في قوله لو دخلوها للنار التي أوقدوها والضمير في قوله ما خرجوا منها أبد النار الآخرة لأنهم ارتكبوا ما نهوا عنه من قبل أنفسهم ويحتمل وهو الظاهر أن الضمير للنار التي أوقدت لهم أي ظنوا أنهم إذادخلوها بسبب طاعة أميرهم لاتضرهم فأخبر صلى الله عليه وسلم أنهم لو دخلوها لاحترقوا فماتوا فلم يخرجوا وقال بعضهم أمر الإمام تابع لأمر الشرع فإن أمر بواجب وجبت طاعته

ص: 155

وإن أمر بمندوب ندبت طاعته ولم يجب وإن أمر بمباح لم تجب ولم تندب أو بمكروه كرهت طاعته فيه أو حرام حرمت طاعته ومن الجهال الآن من يظن أن طاعة السلطان واجبة في كل شيء يأمر به وهذا جهل يؤدى إلى الكفر فإن من رأى تقديم أمر السلطان على أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر الشرع كفر ومن رأى أن أمر السلطان بحرام أو مكروه يحله فضلاً عن أن يوجبه كفر ولا يرد على هذا ما أفتى به النووي أن صيام أيام الاستسقاء واجب وتبعه عليه جماعة لأن في المسئلة نزاعاً كثيراً (حم ق) عن علي رضي الله عنه

(إنما) تجعل (العشور) أي عشور التجارات (على اليهود والنصارى) قال المناوي فإذا صولحوا على العشر وقت العقد أو على أن يدخلوا بلادنا التجارة ويؤدوا العشر أو نحوه لزمهم (وليس على المسلمين عشور) فأخذ المكس من المسلم حرام (د) عن رجل من بني تغلب) قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت وعلمني الإسلام وعلمني كيف آخذ الصدقة ممن أسلم ثم رجعت إليه فقلت يا رسول الله كل ما علمتني حفظته إلا الصدقة أفاعاشرهم قال لا إنما العشور فذكره

(إنما الماء من الماء) أي إنما يجب الغسل بالماء من خروج المني وهذا منسوخ عند الجمهور بخير الشيخين إذا جلس بين شعبها الأربع ثم أجهدها وجب الغسل زاد مسلم وإن لم ينزل وذهب ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وغيره إلى أنه ليس منسوخاً بل المراد نفي وجوب الغسل بالرؤية في النوم إذا لم ينزل وهذا الحكم باق بلا شك قال العلقمي قال العلماء نسخ السنة بالسنة يقع على أربعة أوجه أحدها نسخ السنة المتواترة بالمتواترة والثاني نسخ خير الواحد بالواحد والثالث نسخ الآحاد بالمتواتر والرابع نسخ المتواتر بالآحاد فأما الثلاثة الأول فهي جائزة بلا خلاف وأما الرابع فلا يجوز عند الجماهير (م د) عن أبي سعيد (حم ن هـ) عن أبي أيوب

(إنما المدينة) أي التي هاجر النبي صلى الله عليه وسلم ودفن بها (كالكير) بمثناة تحتية زق ينفخ فيه الحداد (تنفى) بفاء مخففة من النفي رووى بقاف مشددة من التنقية (خبثها) بفتح الخاء والباء وروى بضم الخاء وسكون الباء خلاف الطيب والمراد ما لا يليق بها (وتنصع) بفتح التاء المثناة الفوقية وسكون النون وبالمهملتين من النصوع وهو الخلوص (طيبها) بفتح الطاء وشدة الياء وفتح الموحدة وبكسر الطاء وسكون الياء والمعنى أنها إذا نفت الخبيث تميز الطيب ويستقر فيها وسببه كما في البخاري ومسلم واللفظ للثاني عن جابر بن عبد الله أن أعرابياً بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أقلني بيعتي فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى فخرج الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما المدينة فذكره وقوله أقلني بيعتي ظاهره أنه سأل الإقالة من الإسلام وبه جزم عياض وقال غيره إنما استقاله من الهجرة وإلا لكان قتله على

ص: 156

الردة والمذموم الخروج منها رغبة عنها (حم ق ت ن) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه

(إنما الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة) يعني أن المرضى المستحب من الناس في عزة وجوده كالنجيب من الإبل القوي على الأحمال والأسفار الذي لا يوجد في كثير من الإبل أي أن الكامل في الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة قليل كقلة الراحلة في الإبل والراحلة هي البعير القوي على الأحمال والأسفار النجيب التام الخلق الحسن المنظر ويقع على لاذكر والأنثى والهاء فيه للمبالغة (حم ق ت هـ) عن ابن عمر ابن الخطاب

(إنما النساء شقائق الرجل) قال العلقمي قال في النهاية أي نظائرهم وأمثالهم في الأخلاق والطباع كأنهن شققن منهم ولأن حوا عليها السلام خلقت من آدم عليه الصلاة والسلام وشقيق الرجل أخوه لأبيه وأمه ويجمع على أشقاء فيلزم المرأة الغسل بخروج منيها كالرجل (حم د ت) عن عائشة البزار عن أنس قال الشيخ حديث حسن السند صحيح المتن

(إنما) يصلي (الوتر) بكسر الواو وفتحها (بالليل) بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر فيخرج وقته بطلوع الفجر ويندب قضاؤه عند الشافعية (طب) عن الأغر بن يسار بإسناد صحيح

(إنما الولاء) بالفتح والمد عصوبة سببها نعمة المعتق على العتيق (لمن أعتق) لا لغيره قال الخطابي لما كان الولاء كالنسب كان من أعتق ثبت له كمن ولد له ولد ثبت له نسبه فلو نسب إلى غيره لم ينتقل نسبه عن والده وكذا إذا أراد نقل ولائه عن محله لم ينتقل انتهى وذا قاله لعائشة لما أرادت شراء بريرة وشرط مواليها الولاء لهم فبين أنه شرط لاغ (خ) عن ابن عمر بن الخطاب

(إنما أخاف على أمتي لائمة) أي المتولين عليهم وليسوا أهلاً للإمامة كما يفيده قوله (المضلين) أي المائلين عن الحق المميلين عنه (ت) عن ثوبان مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال الشيخ حديث صحيح

(إنما استراح من غفر له) فينبغي الإكثار من الإستغفار وليس الموت مريحاً وذا قاله لما قال بلال ماتت فلانة واستراحت (حل) عن عائشة ابن عساكر عن بلال وإسناده حسن

(إنما أنا بشر أنسى) بفتح الهمزة مضارع من النسيان (كما تنسون) زاد في رواية فإذا نسيت فذكروني فيه دليل على جواز النسيان عليه صلى الله عليه وسلم (فإذا نسي أحدكم) وفعل فعلاً منهياً عنه في صلاته أو ترك مأموراً به فيها (فليسجد) ندباً (سجدتين) بقصد سجود السهو فلو اقتصر على سجدة بطلت صلاته إن قصد الاقتصار عليها ابتداء وإلا فلا وافهم قوله (وهو جالس في صلاته) أن سجود السهو قبل السلام وعليه الشافعي وذا قاله لما زاد أو نقص في الصلاة وقيل له أزيد في الصلاة شيء فيحتمل أنه قاله بعد سجوده للسهو والسلام أو أ، هـ تكلم معتقداً أنه ليس في صلاة وإن صلاته مضت على التمام وهم وإن تكلموا فتكلموا بحوزين للنسخ كما أجابوا لذلك في حديث ذي اليدين (حم هـ) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح

• (إنما أنا بشر أي من البشر والمراد أنه شارك البشر في أصل الخلقة وإن زاد عليهم بالمزيا التي اختص

ص: 157

بها في ذاته قاله وذا على من زعم أن من كان رسولاً فإنه يعلم كل غيب حتى لا يخفى عليه المظلوم وسببه كما في البخاري عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع خصومة بباب حجرته فخرج فذكره (وإنكم تختصمون إليّ) أي تأتون إليّ في الخصومات الواقعة منكم لا فضل بينكم (فلعل بعضكم أن يكون الحن) بفتح الحاء بوزن افعل أي أفطن وأبلغ وأقدر على الإتيان (بحجته) أي بيان ما يدعيه (من بعض) آخر وفي رواية أبلغ بدل الحن وهو بمعناه أراد أن بعضكم يكون أبلغ في تقرير مقصوده وأفطر ببيان دليله بحيث يظن أن الحق معه وهو كاذب (فأقضي له على نحو) أي جارياً على مثل أي وفق (ما سمع) ولا أعلم باطن الأمر لبناء أحكام الشريعة على الظهار وغلبة الظن وفي نسخة شرح عليها المناوي على نحومما أسمع بتنوين نحو وحرما الموصولة بمن فإذا علمتم ذلك (فمن قضيت له بحق مسلم) ذكره حملاً على الاعتراف بالحق وتجنب الباطل فالذمي والمعاهد كذلك (فإنما هي) أي القضية أو الحكومة أي المأخوذ بها وقال الشيخ أي الدعوة تجوّز بها عن المدعي به (قطعه من النار) أي ما قضيت له بحسب الظاهر وهو في الباطن لا يستحقه حرام عليه يؤول به إلى النار أو هو تمثيل يفهم منه شدة التعذيب لفاعله فهو من مجاز التشبيه كقوله تعالى إنما يأكلون في بطونهم ناراً قال السبكي هذه قضية شرطية لا تستدعي وجودها بل معناها بيان أن ذلك جائز ولم يثبت لنا قط أنه صلى الله عليه وسلم حكم بحكم ثم تبين خلافه وقد صان الله تعالى أحكام نبيه عن ذلك مع أنه لو وقع لم يكن فيه محذور (فليأخذها أو ليتركها) تهديد لا تخيير كقوله تعالى فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر يعني أن الآخذ عالم بما في نفس الأمر فإن كان محقاً فليأخذ وإن كان مبطلاً فليترك (ملك حم ق ع) عن أم سلمة

(إنما أنا بشر) أي من البشر فيجري عليّ ما يجري على البشر من الشفقة الناشئ عنها دمع العين وخشوع القلب (تدمع العين) رأفة ورحمة (ويخشع القلب) لفقد الولد (ولا نقول ما يسخط الرب) أي يوجب عقابه (والله يا إبراهيم) ولده من مارية (أنا بك) بسبب موتك (لمحزونون) ودمع العين وحزن القلب لا ينافي الرضا بالقضا (ابن سعد عن محمود ابن لبيد) قال الشيخ حديث صحيح

(إنما أجلكم فيما خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى مغارب) بلفظ الجمع وكأنه باعتبار الأزمنة المتعددة باعتبار الطوائف وفي رواية إلى مغرب (الشمس) يعني أن نسبة مدة هذه الأمة إلى مدة من تقدم من الأمم مثل ما بين صلاة العصر وغروب الشمس إلى بقية النهار فكأنه قال إنما بقاءكم بالنسبة إلى ما سلف إلخ ففي بمعنى إلى وحذف المضاف وهو نسبة (وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى) فيه حذف تقديره مثلكم مع نبيكم ومثل أهل الكتابين مع أنبيائهم (كمثل رجل) بزيادة الكاف أو مثل (استأجر أجراء) بالمد جمع أجير فالمثل مضروب للأمة مع ندبهم والممثل به الأجراء مع من استأجرهم (فقال من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار

ص: 158

على قيراط قيراط) المراد بالقيراط النصيب وهو في الأصل نصف دانق والدانق سدس درهم وكرره دلالة على أن الأجر لكل واحد منهم قيراط لا لمجموع الطائفة (فعملت اليهود) فأعطوا قيراطاً قيراطاً والمراد من مات منهم قبل النسخ وهو مؤمن بنبيه (ثم قال من يعمل من نصف النهار إلى صلاة العصر) أي أول وقت دخولها أو أول الشروع فيها (على قيراط قيراط فعملت النصارى فأعطوا قيراطاً قيراطاً (ثم قال من يعمل من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين قيراطين فأنتم) أيها الأمة المحمدية (هم) أي فلكم قيراطان قيراطان والمراد تشبي من تقدم بأول النهار إلى الظهر وإلى العصر في كثرة الأعمال والتكاليف الشاقة كالأصر والمؤاخذة بالخطأ والنسيان وغير ذلك وتشبيه هذه الأمة بما بين العصر والليل في قلة ذلك وتخفيفه وليس المراد طول الزمان وقصره إذ مدة هذ الأمة أطول من مدة أهل الإنجيل باتفاق إذا كثر ما قيل في تلك ستمائة سنة قال العلقمي وأيضاً فلا عبرة بطول مدة أهل الملة في حق كل فرد فرد إذ كل أحد يعطى على قدر عمله عمره سواء طالت مدة أهل ملته أم قصرت (فغضبت اليهود والنصارى) أي الكفار منهم (وقالوا ما لنا أكثر عملاً وأقل عطاء) بنصب أكثر وأقل على الحال كقوله تعالى فما لهم عن التذكرة معرضين يعني قال أهل الكتاب ربنا أعطيت أمة محمد ثواباً كثيراً مع قلة أعمالهم وأعطيتنا قليلاً مع كثرة أعمالنا (قال) أي الله تعالى (هل ظلمتكم) أي نقصتكم (من حقكم) المشروط لكم (شيئاً قالوا لا) أي لم تظلمنا أطلق عليه لفظ الحق وإلا فالكل من فضل الله تعالى قال (قال) الله عز وجل (فذلك فضلى أوتيه من أشاء) قال العلقمي فيه حجة لأهل السنة على أن الثواب من الله على سبيل الإحسان (مالك (حم خ ت) عن ابن عمر بن الخطاب

(إنما أنا بشر وإني اشترطت على ربي عز وجل أي سألته (أي عبد من المسلمين شتمته أو سببته أن يكون) أي سألته أن يصير ذلك (له زكاة) أي نماء وزيادة في الخير (وأجراً فأعطاني ما سألته قال الشيخ وذكر المؤلف في اللآلي حديث ابن عمر عند الخطيب سألت الله عز وجل أن لا يستجيب دعاء حبيب على حبيبه (حم م) عن جابر

(إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشيء من دينكم) أي مما يتعلق بأمر دينكم (فخذوا به) أي افعلوه (وإذا أمرتكم بشيء) من أمور الدنيا (من رأيي) أي من غير اجتاهد وتشريع (فإنما أنا بشر) أخطئ وأصيب فيما لا يتعلق بالدين وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وهم يلقحون وفي رواية يؤبرون النخل والتأبير جعل شيء من طلع الذكور في طلع الإناث ليجيء البلح جيداً قال ما تصنعون قال كنا نصنعه قال لعلكم لو لم تفعلوا كان خيارً فتركوه فنقصت أو نفضت فذكروا له ذلك فقال إنما أنا بشر فذكره وفي رواية ما ظن يغني ذلك شيئاً فخرج شيصاً فقال إن كان ينفعهم ذلك فليصنعون فإني إنما ظننت ظناً فلا تؤاخذوني بالظن ولكن إذ حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به وفي رواية أنتم أعلم بأمور دنياكم قال العلماء ولم يكن هذا القول خيراً وإنما

ص: 159

كان ظناً كما بينه في هذه الروايات قالوا ورأيه عليه الصلاة والسلام في أمور المعايش وظنه كغيره فلا يمتنع وقوع مثل هذا ولا نقص في ذلك وسببه تعلق هممهم بالآخرة ومعارفها وإنما قال صلى الله عليه وسلم ذلك لأنه لم يكن عانا أمر الزراعة ولا الأشجار ولا باشر شيئاً مها فخفيت عليه تلك الحالة وتمسك بالقاعدة الكلية المعلومة التي هي أنه ليس في الوجود ولا في الإمكان فاعل ولا خالق ولا مؤثر إلا الله سبحانه وتعالى فإذا نسب شيء إلى غيره فتلك النسبة مجازية عرفية لا حقيقية فصدر قوله صلى الله عليه وسلم ما أظن ذلك يغني شيئاً فإن الذي يغني في الأشياء وعن الأشياء في الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى غير أن الله تعالى قد أجرى عادته بأن ستر تأثير قدرته في بعض الأشياء بأسباب معتادة فجعلها مقارنة لها ومغطاة لها ليؤمن من سبقت له السعادة بالغيب ويضل من سبقت له الشقاوة بالجهل والريب ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة وقوله إنما ظننت ظناً إنما أنا بشر اعتذار لمن ضعف عقله مخافة أن يزله الشيطان فيكذب النبي صلى الله عليه وسلم فبكفر أعاذنا الله من ذلك (م) عن رافع بن خديج

(إنما أنا بشر مثلكم وأن الظن يخطئ ويصيب ولكن ما قلت لكم قال الله فلن أكذب على الله) أي لا يقع مني فيما أبلغه عن الله كذب لا غلط ولا سهو وأما أمور الدنيا التي لا تعلق لها بالدين فأنا فيها واحد من البشر وقد كان صلى الله عليه وسلم في صغره معروفاً بالصدق والأمانة ومجانبة أهل الكذب والخيانة حتى أنه كان يسمى بالصادق الأمين يشهد له بذلك كل من عرفه وإن كان من أعدائه وقد خالفه وسببه ما تقدم فيما قبله (حم هـ) عن طلحة قال الشيخ حديث صحيح

(إنما أهلك) بالبناء للفاعل وفي رواية هلك (الذين من قبلكم) من بني إسرائيل (أنهم) بفتح الهمزة فاعل أهلك أو في محل نصب بعد حذف الجار على رواية هلك أي إنما هلك الذين من قبلكم من أجل أنهم (كانوا إذا سرق فيهم الشريف) أي الوجيه ذو العشيرة (تركوه) أي لم يحدوه (وإذا سرق فيهم الضعيف) أي الوضيع الذي لا عشيرة له (أقاموا عليه الحد) وسببه كما في البخاري وتمامه عن عائشة أن قريشاً أهمتهم المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يجتري عليه إلا أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أشفع في حد من حدود الله ثم قام فخطب فقال أيها الناس إنما ضل من قبلكم أنهم كانوا إلخ ثم قال وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها وأيم الله همزنه همزة وصل عند الأكثر وأصله أيمن الله وهو مبتدأ خبره محذوف أي قسمي (حم ق ع) عن عائشة رضي الله تعالى عنها

(إنما بعثت فاتحاً) للدين بعد غلقه بالتبديل (وخاتماً) للنبوة والرسالة (وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه) وفي رواية مفاتح الكلم هما جمع مفتاح ومفتح وهما في الأصل كلما يتوصل إلى استخراج المغلقات التي يتعذر الوصول إليها فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه أوتي مفاتيح الكلام وهو ما يسر الله له من البلاغة

ص: 160

والفصاحة والوصول إلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات والألفاظ التي أغلقت على غيره وتعذرت ومن كان في يده مفاتيح شيء مخزون سهل عليه الصوول إليه (واختصر لي الحديث اختصاراً) مصدر مؤكد أي أقدرني الله تعالى على الإتيان بالألفاظ الوجيزة الكثيرة المعنى (فلا يهلكنكم المتهوكون) أي الذين يقعون في الأمر بغير روية أو المتحيرون والمتهوك الذي يقع في كل أمر وقيل هو المتحير وفي شرح الشيخ ما يفيد أن المراد النهي عن تصديق من ادعى نبوة بعده صلى الله عليه وسلم (هب) عن أبي قلابة بكسر القاف وفتح اللام الخفيفة وبموحدة (مرسلاً

(إنما الدين) أي إنما عماد الدين (النصح) أي لله ورسوله (أبو الشيخ في التوبيخعن ابن عمر) قال الشيخ حديث ضعيف

(إنما المجالس) أي المجالس التي لا يلحق صاحبها إثم بعد الانصراف عنها هي المصحوبة (بالأمانة) أي كتمان ما يعلم أو يظن أن صاحبه يكره اطلاع الناس عليه فلا يجوز لأحد أن يحدث بما يكره صاحبه اطلاع الناس عليه (أبو الشيخ في التوبيخ عن عثمان وعن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن لغيره

(إنما يتجالس المتجالسان بأمانة الله) أي إنما ينبغي لهما ذلك (فلا يحل لأحدهما أن يفشي) أي يحدث ويطلع الناس (على) أمانة (صاحبه) وهي (ما يخاف) من اطلاعهم عليه (أبو الشيخ عن ابن مسعود) بإسناد ضعيف

(إنما العلم) أي اكتسابه في الابتداء (بالتعلم) من العلماء أو إنما بقاؤه وعدم ضياعه بمذاكرته وعدم الغفلة عنه (وإنما الحلم) أي المكتسب (بالتحلم) أي بحمل النفس عليه (ومن يتحر الخير يعطه) بالبناء للمفعول أي ومن يجتهد في تحصيل الخير يعطه الله تعالى إياه (ومن يتق) وفي رواية ومن يتوق (الشر) أي يتجنب ما نهى الله ورسوله عنه (يوقه) بالبناء للمفعول أي يوق ما يترتب عليه من الإثم والعقاب أو من يقصد كف نفسه عن الشر يعنه الله تعالى على ذلك (قط) في الإفراد (خط) عن أبي هريرة (خط) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث ضعيف

(إنما الخاتم) بكسر التاء وفتحها (لهذه وهذه يعنى الخنصر والبنصر) مدرج من كلام الراوي والأول أصغر الأصابع والثاني الذي يليه أي إنما ينبغي للرجل لبسه فيهما وصرح النووي في شرح مسلم بكراهة لبسه في غيره الخنصر (طب) عن أبي موسى

(إنما أنا بشر مثلكم أمازحكم) تلطفاً بكم وأينا سألكم وكان صلى الله عليه وسلم إذا مزح لا يقول إلا حقاً كقوله احملك على ولد الناقة وكقوله زوجك الذي في عينه بياض وكقوله لا يدخل الجنة عجوز (ابن عساكر عن أبي جعفر الخطمي) بفتح المعجمة وسكون الطاء (مرسلاً) واسمه عمير تصغير عمر قال الشيخ حديث ضعيف

(إنما أنا) مبعوث (لكم) أي لأجل إصلاحكم (بمنزلة الوالد) في النصح وإرادة الخير والتعليم (أعلمكم) أمور دينكم وأبو الإفادة أقوى من أبي الولادة قاله لئلا يحتشموه ويستحيوا منه فيما يعرض لهم من أمر دينهم (فإذا أتى أحدكم الغائط) أي محل قضاء الحاجة

ص: 161

(فلا يستقبل) بالجزم والكسر للتخلص من التقاء الساكنين (القبلة) المعهوة وهي الكعبة (ولا يستدبرها) فيحرم كل من الاستقبال والاستدبار بدون ساتر فإن كان بينه وبين القبلة ساتر مرتفع ثلثي ذراع وقرب منه ثلاثة أذرع فأقل كره ذلك وهذا في غير المعد لقضاء الحاجة أما المعد لقضائها فلا حرمة فيه ولا كراهة لدليل آخر (ولا يستطيب) قال النووي هكذا هو في عامة النسخ بالياء وهو صحيح وهو نهي بلفظ الخبر كقوله تعالى لا تضار والدة بولدها وكقوله صلى الله عليه وسلم لايبيع أحدكم على بيع أخيه ونظائره وهذا أبلغ في النهي لأن خبر الشارع لا يتصور خلافه وأمره قد يخالف فكأنه قيل عاملوا هذا النهي معاملة الخبر الذي لا يقع خلافه وقال الشيخ ولي الدين الذي في أصلنا ولا يستطب بدون ياء على لفظ النهي (بيمينه) أي لا يستنجي فيكره ذلك وقيل يحرم والاستطابة والاستنجا والاستجمار كناية عن إزالة الخارج من السبيلين عن مخرجه فالاستطابة والاستنجا يكونان تارة بالماء وتارة بالأحجار والاستجمار مختص بالأحجار وتمام الحديث كما في أبي داود وكان يأمر بثلاثة أحجار وينهى عن الروث والرمة والروث بفتح الراء وسكون الواو ومثلثة رجيع ذوات الحوافر وقيل رجيع غير بني آدم والرمة بكسر الراء وتشديد الميم العظم البالي (حم دن هـ حب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(إنما أنا عبد آكل كمايأكل العبد واشرب كما يشرب العبد) أي لا اتكئ في الجلوس للأكل والشرب كما يفعله المترفهون فيكره الأكل والشرب متكأ (عد) عن أنس قال الشيخ حديث حسن

(إنما أنا مبلغ) ما أمرني به ربي (والله يهدي) من يشاء هدايته (وإنما أنا قاسم) بينكم بأمره تعالى (والله يعطي) قال المناوي فلا تنكروا التفاضل أي كوني أفضل بعضكم على بعض فإنه بأمر الله أو المراد أقسم العلم بينكم والله يعطي الفهم من شاء (طب) عن معاوية قال الشيخ حديث صحيح

(إنما أنا رحمة مهداة) بضم الميم أهداها الله تعالى للعالمين قال تعالى وما أرسلناك إل رحمة للعالمين ولا يشكل بأنه كان يغضب لأن غضبه فيه الرحمة أيضاً (ابن سعد في طبقاته والحكيم في نوادره عن أبي صالح مرسلاً (ك) عنه عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(إنما بعثت) أي أرسلت (لأتمم) اللام للتعليل (صالح الأخلاق) وفي رواية مكارم الأخلاق قال المناوي فالأنبياء بعثوا بمكارم الأخلاق وبقيت بقية فبعث بما كان معهم وبتمامها أو أنها تفرقت فيهم فأمر بجمعها لتخلقه بالصفات الإلهية قال تعالى وإنك لعلى خلق عظيم (ابن سعد (خدك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(إنما بعثت رحمة ولم أبعث عذاباً) أي لأجله قال الشيخ أي لم أبعث عذاباً عليكم وإن استعجلتموني ورحمتي عامة انتهى وقال المناوي فالعذاب لم يقصد من بعثته صلى الله عليه وسلم وإن وقع بحكم التبعية (تخ) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(إنما بعثتم ميسرين) حال من الضمير في بعثتم (ولم تبعثوا معسرين) وإسناد

ص: 162

البعث إليهم على طريق المجاز لأنه صلى الله عليه وسلم هو المبعوث بما ذكر لكن لما كانوا في مقام التبليغ عنه في حضوره وغيبته أطلق عليهم ذلك أو هم مبعوثون من قبله بذلك أي مأمورون وكان ذلك شأنه صلى الله عليه وسلم في حق كل من بعثه إلى جهة من الجهات يقول يسروا ولا تعسروا وسببه كما في الترمذي عن أبي هريرة قال دخل أعرابي المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فصلى فلما فرغ قال اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال لقد تحجرت واسعاً فلم يلبث أن بال في المسجد فأسرع إليه الناس أي تناولوه بألسنتهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اهريقوا عليه سجلاً من ماء أو دلواً من ماء والسجل هو الدلو الممتلئة ماء ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم إنما بعثتم فذكره (ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(إنما بعثني الله مبلغاً) ما أمركم بفعله وما نهاكم عنه (ولم يبعثني متعنتاً) أي مشدداً قال المناوي قاله لعائشة لما أمر بتخيير نسائه فاختارت وقالت لا تقل أني اخترتك فذكره (ت) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح

(إنما جزاء السلف) أي القرض (الحمد) أي ثناء المقترض على المقرض (والوفاء) أي أداء حقه له من غير مطل ولا تسويف وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم اقترض من عبد الله بن أبي ربيعة قرضاً فلما قضاه إياه قال له بارك الله لك في أهلك ومالك إنما جزاء السلف الحمد والوفاء (حم ن هـ) عن عبد الله بن أبي ربيعة وإسناده حسن

(إنما جعل الطواف بالبيت) أي الكعبة (و) السعي (بين الصفا والمروة ورمي الجمار) معطوف على الطواف أي إنما شرع كل منهما (لإقامة ذكر الله) قال المناوي وتمامه في رواية الحاكم لا لغيره اهـ ولعل المراد الحث على الذكر في الطواف وتالييه (دك) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح

(إنما حرّ جهنم على أمتي) أي على بعضها (كحر الحمام) أي كحرارته التي لا تؤذي فلا ينافي أن بعضها يصير فحماً كما في حديث ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم وأماتتهم إماتة حتى إذا كانوا فحماً أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة ثم قيل يا أهل الجنة أفيضوا عليهم فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل (طس) عن أبي بكر قال الشيخ حديث ضعيف

(إنما جعل الاستئذان من أجل البصر) أي إنما شرع منأجله لأن المستأذن لو دخل من غير إذن لرأي بعض ما يكره من يدخل م حجر النبي صلى الله عليه وسلم ومع النبي صلى الله عليه وسلم مدري يحك بها رأسه فقال لو أعلم أنك تنظر لطعنت بها في عينك إنما جعل فذكره والمدري بكسر الميم وسكون المهملة عود يشبه المسلة وقيل مشط له أسنان يسيرة وقيل غير ذلك (حم ق ت) عن سهل ابن سعد الساعدي

(إنما سماهم الله تعالى الأبرار) جمع بر كأرباب أو بار كأصحاب وإشهاد أي إنما وصف الله تعالى الأبرار في القرآن العظيم

ص: 163

بكونهم أبراراً (لانهم بروا الآباء والأمهات والأبناء) والبنات أي أحسنوا إليهم ورفقوا بهم (كما أن لوالديك عليك حقاً كذلك لولدك) عليك حق واجب ومندوب كما تقدم (طب) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن

(إنما سمي البيت) أي المعهود وهو الكعبة البيت (العتيق) برفع البيت ونصب العتيق (لأن الله تعالى أعتقه) أي حماه (من الجبابرة فلم يظهر) أي يستولي (عليه جبار قط) بفتح القاف وضم الطاء المشددة وقصة الفيل مشهورة (ت ك هب) عن ابن الزبير قال الشيخ حديث صحيح

(إنما سمي الخضر خضرا) بفتح الخاء وكسر الضاد ويجوز إسكان الضاد مع كسر الخاء وفتحها كما في نظائره والخضر لقبه واسمه بليا بموحدة مفتوحة ثم لام ساكنة ثم مثناة تحتية وكنيته أبو العباس واختلف في حياته ونبوته فقال الأكثرون من العلماء هو حي موجود بين أظهرنا وذلك متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة وحكاياتهم في رؤيته والاجتماع به والأخذ عنه وسؤاله وجوابه ووجوده في المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثر من أن تحصر وحكى ابن عطية والبغوي عن أكثر أهل العلم أنه نبي ثم اختلفوا هل هو رسول أم لا وقال القرطبي هو نبي عند الجمهور وقال القشيري في رسالته في باب الأولياء لم يكن الخضر نبياً وإنما كان ولياً وفي آخر صحيح مسلم في أحاديث الدجال أنه يقتل رجلاً عظيماً ثم يحيى قال إبرايم بن سفيان صاحب مسلم يقال أن ذلك الرجل هو الخضر (لأنه جلس على فروة) بفتح الفاء وسكون الراء (بيضاء) والفروة أرض بيضاء ليس فيها نبات وقيل هي الحشيش الأبيض وقيل الفروة وجه الأرض وقيل الهشيم من النبات (فإذا هي تهتز) أي تتحرك (تحته خضرا) بفتح فسكون وبالتنوين أي نباتاً أخضر وروى خضراء بالمد كحمراء وقيل سمى بذلك لأنه كان إذا صلى أخضر ما حوله والصواب الأول للحديث المذكور وهو صاحب موسى النبي صلى الله عليه وسلم الذي سأل السبيل إلى لقيه وقد أثنى الله تعالى عليه في كتابه بقوله فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدناعلماً وأخبر الله تعالى عنه في باقي الآيات بتلك الأعجوبات وذكر أبو إسحاق الثعلبي المفسر اختلافاً في أن الخضر كان في زمن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام أم بعده بقليل أم بكثير (حم ق ت) عن أبي هريرة (طب) عن ابن عباس

(إنما سمي) أي القلب المعلوم من لامقام (من تقلبه إنما مثل القلب مثل ريشة بالفلاة) أي بالأرض الواسعة التي لا بناء فيها (تعلقت في أصل شجرة تقلبها الرياح) وفي نسخة تقلبها الريح (ظهر البطن) قال المناوي وهذا إشارة إلى أنه ينبغي للعاقل الحصذر من تقلب قلبه (طب) عن أبي موسى الأشعري وإسناده حسن

(إنما سمي) أي الشهر الذي شرع صومه لهذه الأمة المعلوم (رمضان لأنه) أي لأن صومه (يرمض الذنوب) أي يحرقها ويزيلها لما يقع فيه من العبادة قال في المصبح رمض يومنا رمضاً اشتد حره ورمضت قدمه احترقت من الرمضا ورمضت

ص: 164

العضال وجدت حر الرمضا فاحترقت (محمد بن منصور السمعاني) بفتح السين وسكون الميم نسبة إلى سمعان بطن من تميم فهو تميمي (وأبو زكريا يحيى بن منده) في أماليهما (عن أنس) قال الشيخ حديث ضعيف

(إنما سمي شعبان) يحتمل رفعه والمفعول الثاني محذوف ويحتمل نصبه ونائب الفاعل مستتر وكذا يقال فيما قبله وفيما بعده (لأنه يتشعب) أي يتفرع (فيه خير كثير للصائم) فيه أي لصائمه (حتى يدخل الجنة) أي مع السابقين أو بغير عذاب (الرافعي في تاريخه عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث ضعيف

(إنما سميت الجمعة) أي يومها (لأن آدم) عليه الصلاة والسلام (جمع) بالبناء للمفعول أي جمع الله تعالى (فيها خلقه) أي صوره وأكمل تصويره قال المناوي وورد في تسميتها بذلك غير ذلك (خط) عن سلمان الفارسي قال الشيخ من الضعيفة المنجبرة

(إنما مثل المؤمن حين يصيبه الوعك) قال العلقمي قال في الصمباح وعكته الحمى تعكه وعكا من باب وعد اشتدت عليه فهو موعوك أي محموم (أو الحمى) التي هي حرارة بين الجلد واللحم فكأنه قال حمى شديدة أو خفيفة (كمثل حديدة تدخل النار) يحتمل بناؤه للفاعل أو المفعول (فيذهب خبثها) بفتح الموحدة (ويبقى طيبها) قال المناوي بكسر فسكون فكما أن النار تزيل خبث الحديد كذلك الوعك والحمى كل منهما يزيل ذنوب المؤمن ويطهره منها (طب ك) عن عبد الرحمن بن زاهر) قال الشيخ حديث صحيح

(إنما مثل صاحب القرآن) مع القرآن والمراد بصاحبه من ألف تلاوته نظراً في المصحف أو عن ظهر قلب (كمثل صاحب الإبل المعقلة) أي مع الإبل المعقلة بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد القاف أي المشدودة بالعقال وهو الحبل الذي يشد في ركبة البعير شبه درس القرآن واستمرار تلاوته بربط البعير الذي يخشى منه الشراد فما دام التعاهد موجوداً فالحفظ موجود كما أن البعير ما دام مشدوداً بالعقال فهو محفوظ وخص الإبل بالذكر لأنها أشد الحيوان الأهلي نفوراً (إن عاهد عليها) أي تعهدها ولازمها (أمسكها) أي استمر إمساكه لها (وإن أطلقها ذهبت) أي انفلتت (مالك (حم ق ن هـ) عن ابن عمر ابن الخطاب

(إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكبير) بكسر الكاف بعدها تحتية ساكنة معروف وحقيقت البناء الذي يركب عليه الزق والزق هو الذي ينفخ فيه فأطلق على الزق اسم الكير مجازاً لمجاورته وقيل الكير هو الزق نفسه وأما البناء فاسمه الكور (فحامل المسك إما أن يحذيك) قال العلقمي بضم أوله ومهملة ساكنة وذال معجمة مكسورة أي يعطيك وزناً ومعنى اهـ وفي مختصر النهاية للسيوطي الحذيا والحذية العطية والاستحذا طلب العطية وقال المناوي بجيم وذال معجمة أي يعطيك (وأما ان تبتاع) أي تشتري (منه وأما أن تجد منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحاً خبيثة) والقصد النهي عن مخالطة من تؤذي مجالسته في دين أو دنيا والترغيب في مجالسة من يقع فيهما (ق) عن أبي موسى

ص: 165

(إنما مثل صوم التطوع مثل الرجل يخرج من ماله الصدقة فإن شاء أمضاها وإن شاء حبسها) ظاهره يشهد لمن يقول بالرجوع في الهبة ولو بعد القبض ولغير الفرع وسببه كما في النسائي عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال هل عندكم شيء فقلت لا قال فإني صائم وفي رواية أني إذا أصوم ومعناه ابتدأ بنية الصوم ولهذا قال الشافعي رضي الله تعالى عنه وأصحابه يصح صوم النفل بنية من النهار قبل الزوال والراجح أنه يثاب من طلوع الفجر ويشترط جميع شروط الصوم من أول النهار ثم مر بي بعد ذلك اليوم وقد أهدى إلي حيس فخبأت له منه وكان يحب الحيس قلت يا رسول الله أنه أهدي إلي حيس فخبأت لك منه فقال أدنيه إما أني قد أصبحت وأنا صائم فأكل منه ثم قال إنما مثل فذكره ولهذا قال الشافعي وأصحابه يباح الفطر في صوم التطوع (ن هـ) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح

(إنما مثل الذي يصلي ورأسه معقوص) أي مردود شعره تحت عمامته (مثل الذي يصلي وهو مكتوف) أي مشدود اليدين إلى كتفيه في الكراهة تنزيهاً وأوله كمافي مسلم عن ابن عباس أنه رأى عبد الله بن الحارث يصلي ورأسه معقوص وراءه فقال فجعل يحله فلما انصرف أقبل إلى ابن عباس فقال مالك ورأسي قال اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما مثل هذا مثل الذي يصلي وهو مكتوف قال النووي اتفق العلماء على النهي عن الصلاة وثوب مشمر أو كمه أو نحوه أو رأسه معقوص أي مردود شعرها تحت عمامته أو نحو ذلك وكل هذا منهي عنه باتفاق العلماء وهو كراهة تنزيه ثم ذهب الجمهور إلى أن النهي مطلقاً لمن صلى كذلك سواء تعمده للصلاة أو كان كذلك قبلها إلا لها بل لمعنى آخر وقال الداودي يختص النهي بمن فعل ذلك للصلاة والمختار الصحيح والأول وهو ظاهر المنقول عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم وغيرهم ويدل عليه فعل ابن عباس رضي الله تعالى عنهما المذكور ها هنا قال العلماء رحمهم الله تعالى والحكمة في النهي عنه أن الشعر يسجد معه وفي فعل ابن عباس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن ذلك لا يؤخر إذ لم يؤخر ابن عباس حتى يفرغ من الصلاة وأن المكروه ينكر كما ينكر الحرام وأن من رأى منكر وأمكنه تغييره بيده غيره بها وإن خبر الواحد مقبول (حم م طب) عن ابن عباس

(إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب) أي الكتب المنزلة على أنبيائهم فكفر بعضهم بكتاب بعض فالمراد بهلاك من قبلنا هلاكهم في الدين بكفرهم فحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مثل فعلهم وراد بالاختلاف ماأوقع في شك أو شبهة أو فتنة أو شحناء وأما الاختلاف في استنباط فروع الدين منه ومناظرة أهل العلم في ذلك على سبيل الفائدة وإظهار الحق فليس منهياً عنه بل هو مأمور به وفضيلته ظاهرة وقد أجمع المسلمون على هذا من هد الصحابة إلى الآن وسببه كما في مسلم أن عبد الله بن عمرو قال هجرت أي بكرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً قال فسمع أصوات رجلين

ص: 166

اختلفا في آية فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال إنما هلك فذكره (م) عن ابن عمرو

(إنما هما) أي السعداء والأشقياء (قبضتان فقبضة في النار وقبضة في الجنة) قال المناوي تثنية قبضة وهي الأخذ بجميع الكف اهـ والله سبحانه وتعالى منزه عن الجارحة فالمراد أنه تعالى قضى وحكم على فريق بالخلود في النار وعلى فريق بالخلود في الجنة فريق في الجنة وفريق في السعير (حم طب) عن معاذ قال الشيخ حديث صحيح

(إنما هما) يحتمل أن يكون المعنى إنما الخصلتان اللتان يحصل بهما الدلالة والإرشاد (انتان الكلام والهدي) بفتح الهاء وسكون الدال أو بضم الهاء وفتح الدال (فأحسن الكلام كلام الله) فعليكم بإكثار تلاوته والعمل بما فيه (وأحسن الهدي) أي السيرة والطريقة (هدي محمد) أي سيرته وطريقته (ألا) حرف استفتاح وإياكم ومحدثات الأمور) أي احذروها (فإن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعه ضلالة) والمراد البدعة المذمومة وهي ما خالفت قانون الشرع (ألا لا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم) هذا النهي موافق لقوله تعالى ولا تكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ومقصود الآية أن المؤمنين ينبغي لهم أن يزدادوا على ممر الزمان خشوعاً على الضد من بني إسرائيل الذين يزدادون على ممر الزمان جفاء وقسوة فحذر منهم وذكر في كل طائفة غاية أحوالها ففي بني إسرائيل القسوة اليت يحذر منها وفي المؤمنين كمال الرقة والأمد الزمان فبنو إسرائيل طالت أعمارهم وغلب عليهم حب الدنيا والميل إليها والغفلة والإعراض عن مواعظ الله تعالى (إلا أن كل ما هو آت) من الموت وقيام الساعة (قريب والبعيد ما ليس بات) فاستعدوا للموت بالتوبة والخروج من المظالم (إلا نما الشقي من شقى في بطن أمه) أي من قدر الله تعالى عليه في أصل خلقته أن يكون شقياً فهو الشقي على الحقيقة لا من عرض له الشقاء بعد ذلك وهو إشارة إلى شقاء الآخرة لا شقاء الدنيا (والسعيد من وعظ بغيره) يحتمل أن يكون المراد من اتعظ بالمصيبة الحاصلة لغيره فينتبه وينكف عن ارتكاب المعاصي ويتذكر قوله تعالى وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم (إلا أن قتال المؤمن كفر) أي أن استحله أو المراد أنه يؤدي إليه لشوبه أو أنه كفعل أهل الكفر أو أنه كفر الإحسان والنعمة وإخوة الإسلام (وسبباه فسوق) أي سبه خروج عن طاعة الله فسب المسلم بغير حق حرام بإجماع الأمة وفاعله فاسق كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم كذا قال العلقمي ومحله إذا كثر منه ولم تغلب طاعته معاصيه (ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه) أي في الدين (فوق ثلاث) أي من الأيام أي أن ترتب على ذلك صلاح لدين أحدهما وكمال في إيمانه (ألا وإياكم والكذب) أي احذروه (فإن الكذب لا يصلح لا بالجد ولا بالهزل) لا في مسائل مذكورة في كتب لفقه منها الكذب للإصلاح بين الناس كان يقول لمن بينهما عداوة فلأن داع لك ونحو ذلك ومنها ما لو كان

ص: 167

عنده وديعة خاف عليها من ظالم فله إنكارها ولو حلفه الظالم جاز له الحلف لكن تلزمه الكفارة ومنها ما لو اشترى لعياله شيئاً وأخبر بزيادة على ثمنه (ولا يعد الرجل) بالجزم والكسر للتخلص من التقاء الساكنين والرجل مثال فالمرأة والخنثى كذلك (صبيه) أي طفله الذكر والأنثى (لا يفي له) قال العلقمي معناه أن الإنسان ينبغي له أن يقف عند ما يقول ولو عند كلامه لطفله فيقف ند قوله لقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون (وأن الكذب يهدي) أي يجر (إلى الفجور) أي الانبعاث في المعاصي (وأن الفجور يهدي) أي يجر (إلى النار) أي إلى دخولها إن لم يتب ولم يحصل عفو (وأن الصدق) أي قول الحق (يهدي إلى البر) اسم جامع للخير كله (وأن البر يهدي إلى الجنة) يعني أن الصدق يهدي إلى العمل الصالح الخاصل من كل مذمة وذلك سبب لدخول الجنة برحمة الله تعالى (وأنه) أي الشأن (يقال) أي بين الملأ الأعلى أو على ألسنة الخلق بالهام من الله تعالى (للصادق صدق وبر ويقال للكاذب كذب وفجر) فيه حث على تحري الصدق والاعتنا به والتحذير من الكذب والتساهل فيه (ألا وأن العبد يكذب حتى يكتب عند الله كذابا) قال العلقمي والمراد إظهار ذلك للخلق وإلا فقدر الله تعلى وكتابه قد سبق بكل ذلك اهـ قال المناوي وكرر حرف التنبيه زيادة في تقريع القلوب بهذه المواعظ البليغة (هـ) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح

(إنما يبعث الناس على نياتهم) أي إنما يبعث الناس من القبور على نياتهم من يخر وشر فيجازون على طبقها (هـ) عن أبي هريرة

(إنما يبعث المقتتلون) يحتمل أن المراد بهم من مات في قتال الكفار من المسلمين (على النيات) أي مقصودهم من إعلاء كلمة الله ونصر دينه أو قصد الغنيمة والرياء والسمعة فيجازون على طبقها (ابن عساكر عن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن لغيره

(إنما يسلط الله تعالى على ابن آدمن من خافه ابن آدم) أي يمكنه من أن يؤذيه (ولو أن ابن آدم لم يخف غير الله لم يسلط عليه أحداً) أي لم يمكنه من أذاه (وإنما وكل) بالبناء للمفعول والتخفيف (ابن آدم) أي أمره (لمن رجا) أي أمل (ابن آدم) منه حصول النفع أو دفع الضرر (ولو أن ابن آدم لم يرج إلا الله لم يكله الله إلى غيره) فينبغي للإنسان أن يكون دائماً متوكلاً على الله مفوضاً أموره إليه سبحانه وتعالى فمن كان هذا شأنه حماه الله تعالى شر الأشرار وكيد الفجار (الحكيم عن ابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف منجبر

(إنما يدخل الجنة من يرجوها) أي لأن من لم يرجها قانط آيس من رحمة الله والقنوط كفر (وإنما يجتنب) قال الشيخ بجيم فمثناة فوقية فنون فموحدة مضارع اجتنب وفي نسخ يجنب بنون مشددة بعد الجيم والبناء للمفعول (النار من يخافها) أي يخاف عذابها والمعذب بها هو الله سبحانه وتعالى أي إنما يدخل الجنة ويجتنب النار من يخاف الله ويرجو رحمته (وإنما يرحم الله) أي ينفضل بجوده وإحسانه على (من يرحم) أي يرق قلبه على

ص: 168

غيره لأن الجزاء من جنس العمل (هب) عن ابن عمر بإسناد حسن

(إنما يخرج الدجال من غضبة يغضبها) أي لأجل غضبة يتحلل بها سلاسله والقصد الإشعار بشدة غضبه حيث أوقع خروجه على الغضبة وهي المرة من الغضب (حم م) عن حفصة

(إنما يرحم الله من عباده الرحماء) أي هم أحق برحمة الله من غيرهم (طب) عن جرير ابن عبد الله قال الشيخ حديث صحيح

(إنما يعرف الفضل لأهل الفضل أهل الفضل) أي العلم والعمل قال المناوي قاله لما أقبل علىّ أو العباس والنبي صلى الله عليه وسلم جالس بالمسجد فسلم ووقف وأبو بكر عن يمينه فتزحزح عن مجلسه وأجلسه فيه فعرف السرور في وجه المصطفى صلى الله عليه وسلم اهـ وفي شرح الشيخ أنه لما قدم أبو بكر قام له عمر وأجلسه فذكره صلى الله عليه وسلم وبه يستدل على سنية القيام مع رواية قوموا لسيدكم في حق سعد بن معاذ (ابن عساكر عن عائشة) قال اشليخ من الضعيفة المنجبرة

(إنما يغسل من بول الأنثى وينضح من بول الذكر) الذي لم يطعم غير لبن للتغذي ولم يبلغ حولين والنضح الرش بالماء حتى يعم جميع المحل وإن لم يسل وفرق بينهما بأن بوله أرق من بولها فلا يلصق بالمحل لصوق بولها وبأن بول الصبي يقع في محل واحد وبول الأنثى يقع منتشراً فاحتيج إلى صب الماء في مواضع متعددة وبأن النفوس أعلق بالذكر من الإناث فيكثر حمل الذكور فناسب التخفيف بالاكتفاء بالنضح دفعاً للحرج والعسر بخلاف الإناث والخنثى مثل الأنثى وسببه كما في أبي داود عن لبابة بنت الحارث قالت كان الحسين بن علي رضي الله عنهما في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فبال عليه فقلت البس بفتح الموحدة أي ثوباً غير هذا الذي عليك واعطني إزارك حتى أغسله قال إنما يغسل فذكره (حم د هـ ك) عن أم الفصل كنية لبابة بنت الحارث زوج العباس بن عبد المطلب وأخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وإسناده حسن

(إنما يقيم من أذن) أي هو أولى بالإقامة للصلاة وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب بلالا ليؤذن فلم يجده فأمر رجلاً فأذن فجاء بلال فأراد أن يقيم فذكره (طب) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن

(إنما يكفي أحدكم ما كان في الدنيا) أي مدة كونه فيها (مثل زاد الراكب) أشار به إلى الرضا بالكفاف والزهد في الدنيا إذ الراكب يقصد التخفيف عن دابته ولا يحمل من الزاد إلا بقدر حاجته (طب هب) عن خباب قال الشيخ حديث حسن

(إنما يكفيك من جمع الملا خادم ومركب في سبيل الله) أي عند الحاجة إلى ذلك (ت ن هـ) عن أبي هاشم بن عتبة قال الشيخ حديث صحيح

(إنما يلبس) بفتح الباء الموحدة (الحرير في الدنيا من) أي مكلف ذكر (لا خلاق له في الآخرة) قال المناوي يعني من لاحظله ولا نصيب له من لبس الحرير فعدم نصيبه كناية عن عدم دخوله الجنة وهذا في الكافر ظاهر وفي غيره أن استجل وإلا فهو تهويل وتنفير اهـ قال العلقمي قال ابن بطال اختلف

ص: 169

في الحرير فقال قوم يحرم لبسه في كل الأحوال حتى على النساء نقل ذلك عن علي وابن عمر وحذيفة وأبي موسى وابن الزبير ومن التابعين عن الحسن وابن سيرين وقال قوم يجوز لبسه مطلقاً وحملوا الأحاديث الواردة في النهي عن لبسه على من لبسه خيلاء أو على التنزيه قلت وهذا الثاني ساقط لثبوت الوعيد على لبسه واختلف في علة تحريم الحرير على رأيين مشهورين أحدهما الفخر والخيلا والثاني كونه ثوب رفاهية وزينة فيليق بزي النساء دون شهامة الرجال (حم ق د ن هـ) عن عمر

(إنما يلبس) بكسر الموحدة (علينا صلاتنا) أي يخلط علينا منها (قوم يحضرون الصلاة بغير طهور) بالضم لفقد ركن أو شرط من شروط الطهارة فيعود شؤم خللهم على المصلى معهم (من شهد) أي حضر (الصلاة فليحسن) بسكون الحاء المهملة (الطهور) بالمحافظة على شروطه وفروضه وسننه لئلا يعود شؤمه على المصلي معه وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بسورة الروم فتردد فيها فلما انصرف ذكره (حم ش) عن أبي روح الكلاعي بفتح الكاف نسبة إلى قبيلة ذي الكلاع وهي قبيلة من حمير

(إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها) مفرد مضاف فيعم ولهذا جمع في قوله (بدعوتهم) أي بسبب تضرعهم وطلبهم من الله النصر (وصلاتهم وإخلاصهم) في عبادتهم ونص على هذه المذكورات من بين العبادات لسهولة الإتيان بها على الضعيف (ن) عن سعد ابن أبي وقاص قال الشيخ حديث صحيح

(أنه) أي الشأن (ليفان) بالبناء للمفعول وغين معجمة من الغين الغطا (على قلبي) نائب فاعل يغان أي يغش قلبي (وأني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة) قال المناوي وارد بالمائة التكثير فلا ينافي رواية سبعين وهذا غين أنوار لا غين أغيار ولا حجاب ولا غفلة اهـ وقال العلقمي قال النووي قال أهل اللغة الغين بالغين المعجمة والغيم بمعنى والمراد هنا ما يغشى القلب قال القاضي أن المراد الفترات والغفلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه فإذا غفل عنه أو فتر عد ذلك ذنباً واستغفر منه قال وقيل هو همه بسبب امته وما اطلع عليه من أحوالها بعده فيستغفر لهم وقيل سببه اشتغاله بانلظر في مصالح أمته وأمورهم ومحاربة العدو ومداراته وتألف المؤلفة ونحو ذلك فيشتغل بذلك عن عظيم مقامه فيراه ذنباً بالنسبة إلى عظيم منزلته وإن كانت ذه الأمور من أعظم الطاعات وأفضل الأعمال فهي نزول عن عالي درجته ورفيع مقامه من حضوره مع الله تعالى ومشاهدته ومراقبته وفراغه مما سواه فيستغفر لذلك وقيل يحتمل أن هذا الغين هو السكينة التي تغشى قلبه لقوله تعالى فأنزل السكينة عليهم او يكون استغفاره إظهاراً للعبودية والافتقار وملازمة الخضوع وشكراً لما أولاه وقيل هو شيء يعتري القلوب الصافية مما تتحدث به النفس اهـ وقال شيخنا المختار أن هذا من المتشابه الذي لا يخاض في معناه وقد سئل عنه الأصمعي فقال لو كان قلب غير النبي صلى الله عليه وسلم

ص: 170

لتكلمت عليه ولكن العرب تزعم أن الغين الغيم الرقيق (حم م دن) عن الأغر المزني

(أنه) أي الشأن) من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه) قال العلقمي قال شيخنا قال الطيبي وذلك لأن الله تعالى يحب أن يسأل من فضله فمن لم يسأله يبغضه والمبغوض مغضوب عليه لا محالة اهـ وقال المناوي لأنه إما قانط وإما متكبر وكل منهما موجب للغضب (ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن

(أني أوعك) أي يصيبني الوعك بفتح الواو وسكون العين المهملة وقد تفتح الحمى وقيل المها وقيل تعبها وقيل ارعادها الموعوك وتحريكها إياه وعن الأصمعي الوعك الحرفان كان محفوظاً فلعل الحمى سميت وعكا لحرارتها والحاصل أنه أثبت أن المرض إذا اشتد ضاعف الأجر (كما يوعك رجلان منكم) وسائر الأنبياء مثله في ذلك وسببه كما في البخاري عن عبد الله بن مسعود قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فقلت يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديداً قال أجل أي نعم أني أوعك كما يوعك رجلان منكم (حم م) عن ابن مسعود

(أني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر) بن الخطاب لمهابته وسببه كما في الترمذي عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً فسمعنا لغطاً وصوت صبيان فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حبشية تزفن بفاء وزاي ونون أي ترقص والصبيان حولها فقال يا عائشة تعالي فانظري فجئت فوضعت لحيي على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت انظر إليها مما بين المنكب إلى رأسه فقال لي أما شبعت أما شبعت فجعلت أقول لا لا لا انظر إلى منزلتي عنده إذ طلع عمر قالت فانفض الناس عنها أي تفرقوا لمهابة عمر رضي الله تعالى عنه والخوف من إنكاره عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أني لأنظر فذكره قال المناوي فتلك المرأة شيطان الإنس لفعلها كفعله (ت) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح

(أني فيما لم يوح) أي لم يوحه الله (إلي كأحدكم) فقد يتخلف ما أظن وقوعه كما تقدم في تطليع النخل لما قال لهم لعلكم لو لم تفعلوا كان خيراً فتركوه فنقصت أو نفضت (طب) وابن شاهين في السنة عن معاذ) بن جبل قال الشيخ حديث صحيح

(أني لم أبعث لعاناً) أي مبالغاً في اللعن أي الإبعاد عن الرحمة والمراد هنا نفي أصل الفعل وسببه كما في مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ادع على المشركين قال أني لم فذكره أي لو دعوت عليهم لبعدوا عن الرحمة مع كوني لم أبعث بهذا (طب) عن كرير بن أسامة

(أني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة) لمن أراد الله إخراجه من الكفر إلى الإيمان (حم م) عن أبي هريرة

(أني لأمزح ولا أقول إلا حقا) ومن ذلك قوله لعجوز لا يدخل الجنة عجز أي لا تبقى عجوزاً عند دخولها قال الغزالي ويعسر على غيره ضبط ذلك جداً فالولى ترك المزاح لأنه يظلم القلب ويسقط لمهابة ويورث الضغائن لكن لا بأس به نادراً سيما مع المرأة والطفل تطييباً لقلبه (طب) عن ابن عمر بن الخطاب (خط) عن أنس

ص: 171

ابن مالك وهو حديث حسن

(أني وإن داعبتكم) أي لاطفتكم ومازحتكم (فلا أقول إلا حقا) وبعضهم فرق بين المداعبة والمزاح بأن المداعبة مالا يغضب جده والمزاح ما يغضب جده (حم ت) عن أبي هريرة وإسناده حسن

(أني لأعطي رجالا) الشيء من نحو فيئ (وادع من هو أحب إلى منهم) لقوة إيمانه (لا أعطيه شيئاً مخافة) علة للاعطا (أن يكبوا) بضم أوله وفتح الكاف وسدة الموحدة (في النار على وجوههم) أي مخافة ارتدادهم المؤدي إلى دخولهم النار (حم ن) عن سعد بن أبي وقاص قال الشيخ حديث صحيح

(أني تارك فيكم خليفتين كتاب الله) بالنصب بدلاً أو عطف بيان (حبل) بالرفع خبر عن محذوف أي هو حبل (ممدود ما) زائدة (بين السماء والأرض وعترتي) عطف على كتاب الله (أهل بيتي) يحتمل رفعه ونصبه أي أعني أو هم والمراد العلماء منهم أي أحثكم على اتباعهما لا تخالفوهما (وأنهما) أي الكتاب والعترة (أن يتفرقا حتى يردا على الحوض) يحتمل أن المراد العلماء منهم يستمرون آمرين بما في الكتاب إلى قيام السماعة والله أعلم بمراد نبيه (حم طب) عن زيد بن ثابت

(أني لأرجو) أي أؤمل (أن لا تعجز) بفتح المثناة الفوقية وكسر الجيم من عجز عن الشيء عجزاً كضرب ضربا (امتي) أي أغنياؤها عن الصبر على الوقوف للحساب (عند ربها) في الموقف (أن) بفتح الهمزة وسكون النون (يؤخرهم) أي بتأخيرهم ن لحاق فقراء أمتي السابقين إلى الجنة (نصف يوم) من أيام الآخرة قيل لسعد كم نصف ذلك اليوم قال خمسمائة عام قال المناوي وقيل المعنى أني لأرجو أن يكون لأمتي عند الله مكانة تمهلهم من زماني هذا إلى انتهاء خمسمائة سنة بحيث لا يكون أقل من ذلك إلى قيام الساعة (حم د) عن سعد ابن أبي وقاص) قال الشيخ حديث صحيح

(أني نهيت عن قتل المصلين) قال المناوي يعني المؤمنين سماهم به لأن الصلاة أظهر الأفعال الدالة على الإيمان قال أبو هريرة أتى النبي صلى الله عليه وسلم بمخنث خضب يديه ورجليه بالحنا فنفاه فقلنا ألا نقتله فذكره (د) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف

(أني نهيت عن زيد) بفتح الزاي وسكون الموحدة أي رفد أو أعطا (المشركين) لأن للهدية موضعاً من القلب وقد روى تهادوا تحابوا فردها قطعاً سبب الميل ورد أنه قبل هدية المقوقس وغيره فجمع بعضهم بأن الامتناع في حق من يريد بهديته التودد والموالاة والقبول في حق من يرجى بذلك تألفه وإسلامه وسببه كما في أبي داود عن عياض بن حماد قال أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة فقال أسلمت قلت لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أني نهيت فذكره (دت) عن عياض بن حماد قال الترمذي حديث صحيح

(إني لا أقبل هدية مشرك) أي كافر ولو كتابياً إلا لمصلحة (طب) عن كعب بن مالك وهو حديث صحيح

(أني لا أصافح النساء) قال المناوي أي لا أضع يدي في يدهن بلا حائل اهـ قال العلقمي وسببه كما في النسائي وتمامه عن أميمة بنت رقيقة بالتصغير فيهما أنها قالت أتيت النبي صلى الله

ص: 172

عليه وسلم في نسوة من الأنصار تبايعه فقلنا يا رسول الله نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئاً ولا نسرق ولا نزني ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف فقال فيما استطعتن وأطقتن قالت قلنا الله ورسوله أرحم بنا منا هلم نبايعك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة (ن هـ) عن أميمة بنت رقيقة قال الشيخ حديث صحيح

(أني لم أومر أن أنقب) بشدة القاف (عن قلوب الناس ولا) أن (أشق بطونهم) أي لم أومر باستكشاف ما في بواطنهم بل أمرت بالأخذ بالظاهر وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بمال فقسمه فاعترضه رجل فأراد خالد بن الوليد ضرب عنقه فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال لعله يصلي فقال خالد وكم من يصلي يقول بلسانه ما ليس في قلبه فذكره (حم خ) عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه

(أني حرمت ما بين لابتي المدينة) تثنية لابة وهي أرض ذات حجارة سود وللمدينة لابتان شرقية وغربية وهي بينهما ما بين جبليها (كما حرم إبراهيم مكة) أي في حرمة التعرض للصيد وقطع النبات لا في الضمان ومثل المدينة وج الطائف بفتح الواو وتشديد الجيم واد بصحراء الطائف فلا يضمن المتعرض لصيد حرم المدينة ووج ولاباتهام لأنهما ليسا محلين للنسك بخلاف حرم مكة وقيل بالضمان (م) عن أبي سعيد

(أني لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على وجه الأرض من حجر ومدر) بالتحريك التراب المتلبد أو قطع الطين (وشجر) يعني أشفع لخلق كثير جداً ممن استحق العذاب لا يحصيهم إلا الله تعالى وهذه غير الشفاعة العظمى (حم) عن بريدة بالتصغير وإسناده حسن

(أني لأدخل في الصلاة وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي) يعني الطفل (فاتجوز في صلاتي مما أعلم) أي أخفها واقتصر على أقل ممكن مع إتمام الأركان والأبعاض والهيئات (من) أجل (شدة وجد) أي حزن (أمه ببكائه) قال العلقمي وكان ذكر الأم هنا خرج مخرج الغالب وإلا فمن كان في معناها ملحق بها (حم ق هـ) عن أنس ابن مالك

(أني سألت ربي أولاد المشركين) قال المناوي أي العفو عنهم وأن لا يلحقهم بآبائهم (فأعطانيهم خدماً لأهل الجنة) في الجنة فيدخلون الجنة (لأنهم لم يدركوا ما أدرك آباؤهم من الشرك ولأنهم في الميثاق الأول) أي قبضوا وهم على حكم السبت بربكم قالوا بلى (الحكيم عن أنس) بلا إسناد قال الشيخ حديث حسن

(أني لا أشهد على جور) وسببه أن أم النعمان بن بشير سألت أباه أن يخصه ببعض ماله فأجابها فقالت لا أرضي حتى تشهد النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فقال ألك ولد سواه قال نعم فذكره وتمسك به الإمام أحمدعلى تحريم تفضيل بعض الأولاد بنحو هبة والجمهور على كراهته لرواية أشهد على هذا غيري فإنه لا يأمر بحرام وامتناعه من الشهادة تورع (ق) عن النعمان بن بشير

(أني عدل لا أشهد إلا على عدل) سببه ما تقرر فيما قبله (ابن قانع عنه) أي النعمان (عن أبيه) بشير الأنصاري قال اشيخ حديث صحيح

ص: 173

(أني لا أخيس) بفتح الهمزة وكسر الخاء المعجمة وإسكان المثناة التحتية وسين مهملة (بالعهد) أي لا أنقضه ولا أنكثه ولا أفسده أصله من قولك خاس الشيء في الإناء إذا فسد وقال في النهاية لا أخيس بالعهد أي لا أنقضه يقال خاس بعهده يخيس وخايس بوعده إذا أخلفه (ولا أحبس) بحاء وسين مهملتين بينهما موحدة (البرد) بضم الموحدة والراء ويجوز إسكان الراء تخفيفاً كرسل مخفف عن رسل لكن الرواية بالضم كما يفيده كلام العلقمي جمع بريد بمعنى رسول وسببه كما في أبي داود عن أبي رافع قال بعثني قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقى الله في قلبي الإسلام فقلت يا رسول الله لا أرجع إليهم أبداً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أني لا أخيس بالعهد ولا أحبس البرد ولكن ارجع فإن كان في نفسك الذي في نفسك الآن فارجع قال فذهبت فأتيته فأسلمت انتهى لا يقال كيف رضي النبي صلى الله عليه وسلم له بتأخير الإسلام حتى يرجع لأن أحكام الشرع مبنية على الظاهر وفي الظاهر لم يطلب الإسلام فأمره برد الجواب والرجوع إليه إن استمر ما في قلبه (حم د ن حب ك) عن أبي رافع قال الشيخ حديث صحيح

(أني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليّ) أي بالنبوة قال المناوي قيل هو الأسود وقيل البارز بزقاق المرفق وهذا التسليم حقيقة بأن انطقه الله تعالى كما انطق الجذع ويحتمل كونه مضافاً إلى ملائكة عنده على حد واسأل القرية اهـ قال العلقمي والصحيح أنه حقيقة (قبل أن ابعث) قيد به لأن الحجارة كلها كانت تسلم عليه بعد البعث (حم م ت) عن جابر بن سمره

(أني رأيت الملائكة تغسل حنظلة بن أبي عامر) استشهد يوم أحد وهو جنب فغسلته الملائكة (بين السماء والأرض بماء المزن في صحاف الفضة) أي بماء المطر والمزن السحاب وقيل المزن السحاب الأبيض وماؤه عذب (ابن سعد) في طبقاته عن خزيمة ابن ثابت رضي الله تعالى عنه

(أني أحدثكم الحديث فليحدث الحاضر منكم الغائب) فبالتحديث يحصل التبليغ وحفظ الحديث (طب) عن عبادة بن الصامت قال الشيخ حديث صحيح

(أني أشهد) قال المناوي بضم الهمزة وكسر الهاء (عدد تراب الدنيا أن مسيلمة كذاب) على الله في دعواه النبوة (طب) عن وبر بالتحريك الحنفي قال الشيخ حديث صحيح

(أني لأبغض) قال المناوي بضم الهمزة وغين معجمة مكسورة ووافقه الشيخ على هذا الضبط فالرواية متبعة وإن كان الأفصح في الماضي بغض وأبغض لغة رديئة كما في القاموس (المرأة تخرج من بيتها تجر ذيلها تشكو زوجها) للحاكم أو غيره فيكره لها ذلك ولو بحق ويظهر أن محل ذلك ما لم تضطر إلى شكواه والجمل المذكورة أحوال من المرأة أو صفات لها (طب) عن أم سلمة قال الشيخ حديث صحيح

(أني لم أبعث بقطيعة رحم) أي قرابة وإنما بعثت بوصلها بالإحسان وإلانة الكلام ودفع ما شان بحسب الإمكان (طب) عن حصين بن وحوح بمهملتين كجعفر قال

ص: 174

الشيخ حديث صحيح

(_أني أحرج) قال في النهاية الحرج في الأصل الضيق وروى أحرم أي أضيق وأحرم (عليكم حق الضعيفين اليتيم والمرأة) خصهما لمزيد التأكيد فحق غيرهما كذلك (ك هب) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح

(أني رأيت) أي في النوم (البارحة) قال المناوي أقرب ليلة مضت (عجباً) قالوا وما هو يا رسول الله قال (رأيت رجلاً من أمتي) أي أمة الإجابة وكذا يقال فيما بعده (قد احتوشته ملائكة العذاب) أي أحاطت به زبانية جهنم من كل جهة (فجاءه وضوءه) بضم الواو قال المناوي يحتمل الحقيقة بأن يجسد الله ثوابه ويخلق فيه حياة ونطقا ويحتمل أنه يضاف إلى الملك الموكل بكتابة ثوابه وكذا يقال فيما بعده (فاستنقذه من ذلك) أي استخلصه منهم (ورأيت رجلاً من أمتي قد بسط) أي نشر (عليه عذاب القبر فجاءته صلاته فاستنقذت من ذلك) أي خلصته من عذاب القبر (ورأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله) أي ثواب ذكره الذي كان يذكره في الدنيا (فخلصه منهم) أي سلمه ونجاه من ضيقهم (ورأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشاً فجاءه صيام رمضان فسقاه) حتى رواه (ورأيت رجلاً من أمتي من بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن شماله ظلمة ومن فوقه ظلمة ومن تحته ظلمة) يعني أحاطت به الظلمة من جميع جهاته الست بحيث صار مغموراً فيها (فجاءته حجته وعمرت فاستخرجاه من الظلمة) إلى النور (ورأيت رجلاً من أمتي جاءه ملك الموت) أي عزرائيل على ما اشتهر قال المصنف ولم أقف على تسميته بذلك في حديث (ليقبض روحه فجاءه بره) بكسر الباء (لوالديه فرده عنه) أي عن قبض روحه لأن بر الوالدين يزيد في العمر بالنسبة لما في اللوح أو الصحف (ورأيت رجلاً من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه فجاءته صلة الرحم) بكسر الصاد أي إحسانه إلى أقاربه (فقالت أن) قال المناوي بفتح الهمزة وسكون النون فإن كانت الرواية كذلك فالمقول محذوف أي فقالت كلموه أو أما علمتم أن الخ وإلا فلا وجه لفتح الهمزة بعد القول (هذا كان واصلاً لرحمه) أي باراً لهم محسناً إليهم (فكلمهم وكلموه وصار معهم ورأيت رجلاً من أمتي يأتي النبيين وهم حلق حلق) قال المناوي بفتحتين أي دوائر دوائر اهـ وقال في مختصر النهاية الحلق بكسر الحاء وفتح اللام جمع حلقة بفتح الحاء وسكون اللام وهي الجماعة من الناس مستديرين (كلما مر على حلقه طرد) أي ابعد ونحى وقيل له اذهب عنا (فجاءه اغتساله من الجنابة فأخذ بيده فاجلسه إلى جنبي ورأيت رجلاص من أمتي يتقي وهج النار بيديه عن وجهه) أي يجعل يديه وقاية لوجهه لئلا يصيبه حر النار وشررها والوهج بفتحتين كما في الصحاح حر النار فجاءته صدقته) أي تمليكه شيئاً لنحو الفقراء بقصده ثواب الآخرة (فصارت ظلاً على رأسه) أي وقاية من حر الشمس يوم تدنو من الؤروس (وستراً عن وجهه) أي حجاباً عنه (ورأيت رجلاً من أمتي جاثياً على ركبتيه بينه وبين الله حجاب فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده

ص: 175

فأدخله على الله) وذلك أن سوء الخلق حجاب على القلب يظلمه وحسن الخلق يجلوه ويوصل إلى الله تعالى بكثرة الطاعات والكف عن الشهوات (ورأيت رجلاً من أمتي جاءته زبانية العذاب) أي الملائكة الذين يدفعون الناس في جهنم للعذاب (فجاء أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من ذلك) أي استخلصه منهم (ورأيت رجلاً من أمتي هوى في النار) أي سقط من أعلى جهنم إلى أسفلها (فجاءته دموعه التي بكى بها في الدنيا من خشية الله) أي من خوف عذابه (فأخرجته من النار (ورأيت رجلاً من أمتي قد هوت صحيفته إلى شماله أي سقطت صحيفة أعماله في يده اليسرى (فجاءه خوفه من الله فأخذ صحيفته) من شماله (فجعلها في يمينه) ليكون ممن أوتي كتابه بيمينه (ورأيت رجلاً من أمتي قد خف ميزانه فجاءه إفراطه) بفتح الهمزة أولاده الصغار الذين ماتوا في حياته جمع فرط بفتحتين قال العلقمي قال في الدر الفرط الذي يسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلا اهـ والمراد هنا من تقدمه من أولاده (فثقلوا ميزانه) أي رجحوها (ورأيت رجلاً من أمتي على شفير جهنم) أي على حرفها وشاطئها (فجاءه وجله من الله تعالى) أي خوفه منه (فاستنقذه من ذلك) أي خلصه (ورأيت رجلاً من أمتي يرعد كما ترعد السعفة) بفتح السين والعين المهملتين واحدة السعف وهي أغصان النخل أي يضطرب كما تضطرب (فجاءه حسن ظنه بالله فسكن رعدته) بكسر الراء (ورأيت رجلاً من أمتي يرجف على الصراط) أي يجر استه على الصراط لا يستطيع المشي عليه (مرة ويحبو مرة) وفي رواية أحياناً أي يمشي على يديه ورجليه (فجاءته صلاته عليّ فأخذت بيده فأقامته على الصراط حتى جاز) أي جاوز قطع الصراط ومضى إلى الجنة (ورأيت رجلاً من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فغلقت الأبواب دونه) ومنع من دخولها (فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله) أي وأن محمداً رسول الله فاكتفى بأحد الشقين عن الآخر لكونه معروفاً بينهم (فأخذت بيده فأدخلته الجنة) قال القرطبي هذا حديث عظيم ذكر فيه أعمالاً خاصة منجية من أهوال خاصة لكنه فيمن أخلص لله في عمله (الحكيم) الترمذي (طب) عن عبد الرحمن بن سمرة بفتح المهملة وضم الميم قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن ي مسجد المدينة فذكره وإسناده ضعيف

(أن) بكسر الهمزة شرطية (اتخذ منبراً) سبكون النون لا خطب عليه (فقد اتخذه أبي إبراهيم) الخليل وقد أمرت باتباعه (وأن اتخذ العصا) لأتوكأ عليها واغرزها أمامي في الصلاة (فقد اتخذها أبي إبراهيم) فلا لوم على في اتخاذها فيستحب اتخاذ العصا لاسيما في السفر والتوكأ عليها لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان له عصا يتوكأ عليها وفي حديث أن التوكأ على العصا من أخلاق الأنبياء البزار (طب) عن معاذ بن جبل بإسناد ضعيف

(أن اتخذت) بفتح التاء (شعرا) أي تركت شعر رأسك بلا إزالة (فأكرمه) بغسله ودهنه وتسريحه قال المناوي وذا قاله لأبي قتادة

ص: 176

فكان ترجل كل يوم مرتين (هب) عن جابر قال الشيخ حديث حسن

(أن ادخلت) بالبناء للمجهول وفتح التاء (الجنة) أي أن أدخلك الله إياها (أتيت) بضم الهمزة (بفرس من ياقوتة حمراء له جناحان) يطير بهما كالطير (فحملت عليه) بالبناء للمفعول (ثم طار بك حيث شئت) يعني ما من شيء تشتهيه النفس في الجنة ألا تجده فهيا حتى لو اشتهى أن يركب فرساً وجده بهذه الصفة قال العلقمي وسببه كما في الترمذي عن أبي أيوب قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال يا رسول الله أني أحب الخيل أفي الجنة خيل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أدخلت الجنة فذكره قلت وأخرج البيهقي والطبراني بسند جيد عن عبد الرحمن بن ساعدة قال كنت أحب الخيل فقلت يا رسول الله هل في الجنة خيل قال إن أدخلك الله الجنة كان فيها فرس من ياقوتة له جناحان يطير بك حيث شئت اهـ فمن قال أنه عبد الرحمن ابن عوف وجعله في حديث الباب لم يصب فإن الذي في الباب أعرابي لم يعلم وهذا معلوم (ت) عن أبي أيوب الأنصاري قال الشيخ حديث صحيح

(إن أردت) بكسر التاء خطاب لعائشة (للحوق بي) قال المناوي أي ملازمتي في درجتي في الجنة (فيكفيك من الدنيا كزاد الراكب) أي الاقتصار على الكفاف (وإياك ومجالسة الأغنياء) أي احذرك إياها لئلا تزدري نعمة الله عليك (ولا تستخلقي ثوباً) روى بالقاف أي لا تعديه خلقاً (حتى ترقعيه) أي تخيطي ما تخرق منه رقعه وبالفاء أي لا تستبدلي ثوباً حتى ترقعي الأول من تقطيعه قال المناوي ومقصود الحديث أن من أراد الارتقا في دار البقاء خفف ظهره من الدنيا واقتصر على أقل ممكن وأخذ منه السهروردي وغيره تفضيل لبس المرقعات لنها أقرب إلى التواضع وتمنع من الكبر والفخر والفساد (ت ك) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح

(أن أحببت أن يحبكم الله تعالى) أي يعاملكم معاملة المحب (ورسوله) فيشفع لكم (فادوا الأمانة) أي لا تخونوا فيها (إذا ثفنتم) فالواجب أن يخلى بينها وبين صاحبها عند طلبها (واصدقوا إذا حدثتم) فالكذب حرام وقد يكون كبيرة (وأحسنوا جوار) بضم الجيم وكسرها (من جاوركم) بكف الأذى والإحسان (طب) عن عبد الرحمن بن أبي قراد بضم القاف وخفة الراء قال الشيخ حديث صحيح

(أن أردت أن يلين قلبك) أي تزول قسوته (فاطعم المسكين وامسح رأس اليتيم) أي الطفل الذي مات أبوه ذكراً كان أو أنثى (طب) في مكارم الأخلاق (هب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(إن استطعتم أن تكثروا من الاستغفار) أي طلب المغفرة من الله تعالى بأي صفة كانت والوارد اولى ومنه اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلفتني وأنا عبدك وأنا على عهد ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت (فافعلوا فإنه) أي الشأن (ليس شيء أنجح) بالنصب خير ليس (عند الله ولا أحب إليه

ص: 177

منه الحكيم) الترمذي (عن أبي الدرداء) قال الشيخ حديث حسن

(أن استطعت أن تكون أنت المقتول ولا تقتل أحداً من أهل الصلاة فافعل) فالاستسلام للمسلم أفضل من قتله (ابن عساكر عن سعد) بن أبي وقاص قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أن تصدق الله يصدقك) وسببه أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمن به واتبعه فلما كانت غزوة غنم النبي صلى الله عليه وسلمفقسم وقسم له فأعطى أصحابه ما قسم له وكان يرعى ظهرهم فلما جاء دفعوه إليه فقال ما هذا قال قسمته لك قال ما على هذا اتبعتك ولكن اتبعتك أن أرمي إلى هاهنا وأشار إلى حلقه فأموت فأدخل الجنة فقال ان تصدق الله يصدقك فلبثوا قليلاً ثم نهضوا إلى قتال العدو فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم يحمل قد أصابه سهم حيث أشار فمات وكفنه النبي صلى الله عليه وسلم (ن ك)

• عن شداد بن الهاد واسم الهاد أسامةق ال الشيخ حديث صحيح

(أن تغفر اللهم تغفر جما) أي غفرانا كثيراً (وأي عبد لك لا ألم) أي ألم بمعصية يعني لم يتلطخ بالذنوب الصغائر وهذا بيت لامية ابن أبي الصلت تمثل به النبي صلى الله عليه وسلم والمحرم عليه إنشاء الشعر لا إنشاده (ت ك) عن ابن عباس قال الترمذي حديث حسن صحيح غريب

(إن سركم أن تقبل صلاتكم) أي أن يقبلها الله تعالى ويثيبكم عليها ثواباً كمالاً (فليؤمكم خياركم) أي في الدين فثواب الصلاة خلفه أكثر من ثوابها خلف غيره (ابن عساكر عن أبي أمامة) قال الشيخ حديث حسن لغيره

(إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم علماءكم) بأحكام الصلاة العاملون (فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم) أي هم الواسطة بينكم وبينه في التبليغ لأن الواسط إلا صلى هو النبي صلى الله عليه وسلم وهم ورثته (طب) عن مرثد بسكون الراء بعدها مثلثة (الغنوي) بفتح المعجمة والنون قال الشيخ حديث حسن لغيره

(إن شئتم أنبأتكم) أي أخبرتكم (ما) أي باذي هو (أول ما يقول الله تعالى المؤمنين يوم القيامة وما أول ما يقولون له) قالوا أخبرنا يا رسول الله قال (فإن الله يقول للمؤمنين هل أحببتم لقائي فيقولون نعم يا ربنا فيقول لم) احببتموه (فيقولون رجونا عفوك ومغفرتك فيقول قد اوجبت لكم عفوي ومغفرتي) لأن الله تعالى عند ظن عبده به (حم طب) عن معذا بن جبل قال الشيخ حديث صحيح

(إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة) بكسر الهمزة أي عما يترتب عليها (وما هي أولها ملامة) قال المناوي أي يلوم الإنسان نفسه على الدخول فيها (وثانيها ندامة وثالثها عذاب) أي يجر إلى ارتكاب ما يوجب العذاب (يوم القيامة إلا من عدل) فلا يجره إلى العذاب بل له الثواب ومضاعفة الأجر كما ورد في أحاديث (طب) عن عوف بن مالك قال الشيخ حديث صحيح

(إن قضى الله تعالى شيئاً) أي قدر وجود ولد في الأزل (ليكونن) أي لابد من وجوده (وإن عزل) المجامع أي أنزل ماءه خارج الفرج فالعزل لا يمنع من الحمل فقد يسبق الماء وإذا قاله لمن سأله عن العزل

ص: 178

(الطيالسي عن أبي سعيد) الخدري قال الشيخ حديث صحيح

(إن قامت الساعة) أي القيامة (وفي يد أحدكم فسيلة) بفتح الفاء وكسر السين المهملة والفسيل صغار النخل والجمع فسلان مثل رغيف ورغفان الواحدة فسيلة وهي اليت تقطع من الأم أو تقلع من الأرض فتغرس (فإن استطاع أن لا يقوم) أي من مكانه (حتى يغرسها فليغرسها) ندباً وأراد بقيام الساعة أماراتها بدليل حديث إذا سمع أحدكم بالدجال وفي يده فسيلة فليغرسا فإن للناس عيشاً بعد ومقصود الحديث الحث على الغرس وإن ظهرت الأشراط لما يترتب عليه من إجراء الثواب بعد موت الغارس (حم خد) وعبد بن حميد عن أنس بغسناد صحيح

(إن كان خرج يسعى على ولده) بضم الواو وسكون اللام حال كونهم (صغاراً فهو) أي سعى ذلك الشخص (في سبيل الله) أي طريقه الذي أمر بالسعي فيها مثاب مأجور (وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها) أي حال كونه قاصداً إعفاف نفسه عن سؤال الناس أو عن أكل الحرام أو عن الوطئ الحرام (فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان) أي طريقه التي يحب أن يسعى بنو آدم فيها وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر هو وأصحابه برجل فرأى أصحابه من جده ونشاطه ما أعجبهم فقالوا يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله فذكره (طب) عن كعب بن عجرة قال الشيخ حديث صحيح

(إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي) أي فهو كائن في (شرطة) بفتح الشين المعجمة وسكون الراء ضربة المشراط في موضع الحجم لإخراج الدم (محجم) قال العلقمي بكسر الميم وسكون المهملة وفتح الجيم وقال المناوي المحجم هنا بفتح الميم موضع الحجامة وخصه لأن غالب إخراجهم الدم بالحجامة اهـ فالمصدر مضاف لمفعوله أي شق موضع الحجامة (أو شربة من عسل) قال المناوي بأن يدخل في المعجونات المسهلة للأخلاط التي في البدن اهـ قال العلقمي وفيه نفع للسعال الكائن من البلغم ونفع لأصحاب البلغم والأمزجة الباردة وإذا أضيف إليه الخل نفع أصحاب الصفرا ومن منافعه أنه إذا شرب حاراً بدهن الورد نفع من نهش الحيا وإذا شرب وحده بماء نفع من عضة الكلب وإذا جعل فيه اللحم الطري حفظت طراوته ثلاثة أشهر وكذا الخيار والقرع والباذنجان والليمون ونحو ذلك من الفواكه وإذا لطخ به البدن للقمل قتل القمل والصيبان وطوّل الشعر وحسنه ونعمه وإن اكتحل به جلا ظلمة البصر وإن استاك به صقل الأسنان وحفظ صحتها وهو عجب في حفظ صحة الموتى فلا يسرع إليها البلا (ول ذعه بنار) قال العلقمي بذال معجمة ساكنة وعين مهملة اللذع هو الخفيف من حرق النار وإن اللدغ بالدال المهملة والغين المعجمة فهو ضرب أو عض ذوات السموم اهـ والمراد الكي (توافق داء) فإنها تذهبه وفيه إشارة إلى أن الكي إنما يشرع منه ما يتعين طريقاً إلى إزالة ذلك الداء وأنه لا ينبغي التجربة

ص: 179

لذلك ولا استعماله إلا بعد التحقيق ويحتمل أن يكون المراد بالموافقة موفاقة القدر (وما أحب) فعل مضارع (أن اكتوى) أي لا أحب الكي أشار به إلى كراهة الكي شرعاً لا لمنعه عند الضرورة (حم ق ن) عن جابر بن عبد الله

(إن كان شيء من هذا الداء يعدي) أي يكون سبباً في حصول مثله لمن خالط صاحبه (فهو هذا يعني الجذام) مدرج من الراوي وتقدم الجمع بينه وبين حديث لا عدوى ولا طيرة (عد) عن ابن عمر قال الشيخ حديث ضعيف

(من كان الشؤم) ضد اليمن حاصلاً (في شيء) من الأشياء المحسوسة (ففي) أي فهو في (الدار والمرأة والفرس) تقدم بيان شؤمها (مالك (حم خ هـ) عن سهل بن سعد (ق) عن ابن عمر بن الخطاب (م ن) عن جابر

(إن كنت عبد الله) ممتثلاً لما شرعه من الأحكام (فارفع إزارك) إلى نصف سقك فاسبال الإزار للرجل إلى أسفل من الكعبين بقصد الخيلا حرام وبدونه مكروه وسببه أن عبد الله بن عمر راوي الحديث قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلىّ إزار يتقعقع فقال من هذا قلت عبد الله فذكره (طب هب) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح

(أن كنت تحبني فاعد للفقر تجفافا) قال العلقمي قال في المصباح والتجفاف تفعال بالكسر شيء يلبسه الفرس عند الحرب كأنه درع والجمع تجافيف قيل سمى بذلك لما فيه من الصلابة واليبوسة اهـ قال المناوي فاستعير للصبر على الشدة (فإن الفقر) قال الشيخ الذي لا يحجب عن كمال الدين (أسرع إلى من يحبني من السيل) المنحدر من علو (إلى منتهاه) أي المكان الذي يستقر فيه وسببه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أني لأحبك فقال انظر ما تقول قال والله أني لأحبك ثلاث مرات فذكره (حم ت) عن عبد الله بن مغفل) قال الشيخ حديث حسن

(إن كنت صائماً) أي مريد صيام شهر (بعد شهر رمضان فصم) ندباً (المحرم فإنه شهر الله فيه يوم ناب فيه على قوم) وهو يوم عاشوراء تاب الله فيه على آدم وعلى قوم يونس (ويتوب فيه على آخرين) فيتأكد طلب التوبة فيه لكل أحد والإكثار من ذلك وسببه أن رجلاً قال يا رسول الله أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان فذكره (ت) عن علي وهو حديث حسن

(إن كنت صائماً) أي مريد صوم نفل (فعليك بالغر البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة) أي ألزم صيام أيام هذه الليالي قال العلقمي وسببه كما في النسائي عن أبي ذر قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أرنب قد شواها وخبز فوضعهما بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال أني وجدت بها دماً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضر كلوا وقال للأعرابي كل قال أني صائم قال صوم ماذا قال صوم ثلاثة أيام من الشهر قال إن كنت فذكره (ت) عن أبي ذر وإسناده حسن

(إن كنت لابد سائلاً) أي إن اضطررت إلى السؤال (فاسأل الصالحين) أي ذوي المال الذين لا يمنعون ما عليهم من الحق وقد لا يعلمون المستحق أوالساعين في مصالح الخلق

ص: 180

بنحو شفاعة أو الذين لا يمنونعلى أحد بما أعطوه أو فعلوه (دن) عن الفراسي قال قلت اسأل يا رسول الله قال لا ثم ذكره قال اشيخ هو بفاء فراء فسين صحابي لا يعرف له اسم قال وهو حديث صحيح

(إن كنت) بكسر التاء خطاب لعائشة (الممت بذنب) أي أتيتيه (فاستغفري الله وتوبي إليه فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار) قال المناوي وهذا بعض من حديث الإفك (هب) عن عائشة وإسناده حسن

(إن كنتم تحبون حلية الجنة) أي ما يتحلى به من نحو ذهب وفضة (وحريرها فلا تلبسوهما في الدنيا) النهي للتحريم في حق الرجل ومثله الخنثى فيحرم عليه التحلي بما ذكر وكذا لبس الحرير إلا لضرورة (حم ن ك) عن عقبة بن عامر الجهني قال الشيخ حديث صحيح

(أن لقيتم عشاراً) قال العلقمي قال في النهاية العشار المكاس أي أن وجدتم من يأخذ العشر على ما كان يأخذ اهل الجاهلية مقيماً على دينه أو مستحلاً تاركاً ما فرض الله وهو ربع العشر (فاقتلوه) لكفره (طب) عن مالك بن عتاهية قال الشيخ بفتح المهملة والمثناة الفوقية فهاء فمثناة تحتية وهو حديث ضعيف

(أن نساني الشيطان شيئاً من صلاتي فليسبح) ندباً (القوم) أي الرجال (ولتصفق النساء) أي ذكروني بذلك (د) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(أنا محمد بن عبد الله) تزوج عبد الله آمنة بنت وهب فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم فلما تم لها من الحمل شهران خرج في تجارة إلى الشام إلى غزة ثم رجع فمر بالمدينة وهو مريض فأقام عند أخواله بني عدي بن النجار فتوفى بها وهي حامل وله من العمر خمسة وعشرون سنة وقيل كان عمره ثماني عشرة سنة (ابن عبد المطلب) واسمه شيبة الحمد وقيل عامر وكنيته أبو الحارث (ابن هاشم) هذا لقبه لقب به لانه أول من هشم الثريد لقومه في الجدب واسمه عمرو (ابن عبد مناف) اسمه المغيرة وكنيته أبو عبد شمس (ابن قصي) بالتصغير واسمه زيد (ابن كلاب) بكسر الكاف لقب به لأنه كان يصيد بها كثيراً واسمه حكيم وكنيته أبو زهرة (بن مرة) بضم الميم وكنيته أبو يقظة (ابن كعب) قال العلقمي وهو أول من قال أما بعد في أحد الأقوال (ابن لؤي) بضم اللام وبهمزة وتسهل (ابن غالب) وكنيته أبو تيم (ابن فهر) بكسر الفاء وسكون الهاء قال المناوي اسمه قرشي وإليه تنسب قريش فما فوقه كناني (ابن مالك) وكنيته أبوالحارث (ابن النضر) بفتح النون وسكون الضاد المعجمة فراء واسمه قيس ولقبه النضر لنضارة وجهه وجماله (ابن كنانة) بكسر الكاف ونونين مفتوحتين بينهما ألف ثم هاء منقول من الكنانة التي هي الجعبة بفتح الجيم وسكون العين المهملة سمى بذلك لأنه كان ستراً على قومه كالكنانة الساترة للسهام (ابن خزيمة) بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي ويكنى أبا أسد (ابن مدركة) بضم الميم وسكون الدال المهملة وكسر الراء وفتح الكاف ثم هاء واسمه عمرو على الصحيح (ابن الياس قال المناوي بكسر الهمزة وتفتح ولامه للتعريف وهمزته للوصل عند الأكثر وكنيته أبو عمرو (ابن مضر) بضم ففتح معدول

ص: 181

عن ما ضر واسمه عمرو وفي العلقمي عن سعيد بن المسيب مرسلاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا مضر فإنه كان على ملة إبراهيم يعني الإسلام (ابن نزار) بكسر النون وخفة الزاي وكنيته أبو إياد وقيل أبو ربيعة قال العلقمي وبقي من النسب الصحيح الذي اتفق عليه النسابون معد وعدنان فأما معد فهو بفتح الميم والعين وإسكان الدال المهملة وعدنان بفتح العين المهملة وسكون الدال ثم نون بينهما ألف مأخوذ من عدم بالمكان إذا أقام به وكنيته أبو معد هذا هو ألنسب الصحيح المتفق عليه وما فوق ذلك مختلف فيه وروى ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم اكن إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان ثم ارد ثم يمسك ثم يقول كذب النسابون (وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرهما فأخرجت من بين يأبوي فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي) بيان لقول فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية (وأنا خيركم نسباً وخيركم أبا) قاله تحدثاً بنعمة الله تعالى والمخاطب بقوله أنا خيركم قريش الذين هم خير العرب (البيهقي في الدلائل) أي في كتاب دلائل النبوة (عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح

(أنا النبي لا كذب) فيما أخبرت به فلا يجز عليّ الفرار وأنا متيقن أن الذي وعدني الله به من النصر حق (أنا ابن عبد المطلب) نسب نفسه إلى جده عبد المطلب دون أبيه عبد الله لشهرة عبد المطلب بين الناس لما رزق من نباهة الذكر وطول العمر بخلاف عبد الله فإنه مات شاباً ولهذا كان كثير من العرب يدعونه ابن عبد المطلب وللتعريف والتذكير بما أخبرهم به الكهنة قبل ميلاده أنه حان أن يظهر من بني عبد المطلب نبي فذكرهم به لا للفخر فإنه كان يكرهه قال العلقمي قد أجيب عن مقالته صلى الله عليه وسلم هذا الرجز بأجوبة أحدها أنه نظم غيره وأنه كان فيه أنت النبي لا كذب أنت ابن عبد المطلب فذكره بلفظ أنا في الموضعين ثانيها أن هذا رجز وليس من أقسام الشعر وهذا مردود ثالثها أنه لا يكون شعراً حتى يتم قطعة وهذ كلمات يسيرة لا تسمي شعراً رابعاً أنه خرج موزوناً ولم يقصد به الشعر وهذا أعدل الأجوبة وذا قاله يوم حنين لما انهزم أصحابه فنزل عن بغلته فذكره (حم ق ن) عن البراء بن عازب

(أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب أنا أعرب العرب) على الإطلاق فليس من يساويه في الفصاحة (ولدتني قريش ونشأت في بني سعد بن بكر) أي واسترضعت فيهم وهم من أفصح العرب (فأتى يأتيني اللحن) أي كيف يجوز عليّ النطق باللحن وقد نشأت بين قبيلتين هما أفصح العرب وقد قال له أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه يا رسول الله لقد طفت في العرب وسمعت فصحاءهم فما سمعت أفصح منك فمن أدبك أي علمك فقال أدبني ربي فأحسن أدبي (طب) عن أبي سعيد الخدري وإسناده ضعيف

(أنا ابن العواتك) جمع عاتكة وأصل العاتكة المتضمخة بالطيب والمراد جداته صلى الله عليه وسلم

ص: 182

(من سليم) أراد عاتكة بنت هلال بن فالج بن ذكوان بن عبد مناف بن قصي وعاتكة بنت مرة بن هلال ابن فالج ابن هاشم بن عبد مناف وعاتكة بنت الأرقص بن مرة ابن هلال أم وهب أبي آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم فالأولى عمة الثانية والثانية عمة الثالثة وبنو سليم تفتخر بهذه الولادة قال المناوي قال في القاموس العواتك من جداته تسع وذا قاله يوم حنين (ص طب) عن سيابة بمهملة مكسورة ومثناة تحتية ثم موحدة (بن عاصم) بن شيبان السلمي ورجاله رجال الصحيح

(أنا النبي الأمي) أي لا أحسن الكتابة وهو أقوى في الحجة (الصادق الزكي) قال الشيخ فيه الماح بآية ويزكيهم وفي نسخة الزاكي (الويل) أي التحسر والهلاك (كل الويل) أي الكامل الذي ما فوقه ولا يساويه تحسر ولا هلاك حاصل (لمن كذبني) فيما جئت به (وتولى) أي اعرض (عني) الظاهر أنه عطف تفسير بين به أن المراد بالتكذيب عدم القبول والتصديق (وقاتلني) فإن لم يقاتل بأن كذب وهرب مثلاً فيحتمل أن يكون عذابه أخف من عذاب من كذب وقاتل (والخير) كله (لمن آواني ونصرني) وهم الأنصار (وآمن بي وصدق قولي) قال المناوي جمع بينهما للإطناب والتقرير في الأذهان (وجاهد معي) في سبيل الله (ابن سعد) محمد في طبقانه (عن عمرو بن جبلة) بفتح الجيم والموحدة (الكلبي) نسبة إلى بني كلب قال الشيخ حديث صحيح

(أنا أبو القاسم) قيل أنه اختص بهذه الكنية فلا يجوز لغيره التكني بذلك والمعتمد عند الشافعية أن التحريم مخصوص بمن اسمه محمد (الله يعطى) أي ييسر لعباده ما قسم لهم من نحو فييء وغنيمة (وأنا أقسم) بفتح الهمزة ذلك بإذنه فلا لوم على في المفاضلة (ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح

(أنا أكثر الأنبياء تبعاً) بفتح التاء المثناة الفوقية والباء الموحدة (يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب الجنة) للاستفتاح فيفتح له ويدخل فهو أول من يدخلها (م) عن أنس ابن مالك

(أنا أول الناس خروجاً إذا بعثوا) قال الرافعي وهذا معنى قوله أنا أول من تنشق عنه الأرض (وأنا خطيبهم) قال الشيخ بين يدي الله عند الشافعة يحمد ربه بمحامد يفتح عليه بها لم يسبق له مثلها (إذا وفدوا) أي قدموا على ربهم للحساب وفصل القضا (وأنا مبشرهم) بقبول شفاعتي حين يقول أنا لها أنا لها (إذا أيسوا) من شفاعة الأنبياء (لواء الحمد يومئذ بيدي) قال الشيخ هو المقام المحمود المعبر عنه بالشفاعة العظمى أو هو غيره وقال المناوي رايته جرياً على قاعدة العرب ان اللواء إنما يكون مع كبير القوم لتعرف مكانه لكن هذا لواء معنوي كما قاله المؤلف والمراد أنه يشهر بالحمد يومئذ وينفرد به (وأنا أكرم ولد آدم على ربي) بضم الواو وسكون اللام أو بفتحهما (ولا فخر) أي قلت ذلك شكراً لا فخراً (ت) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح

(أنا أول من تنشق عنه الأرض) عند النفخة الثانية (فاكسى) بالبناء للمفعول (حلة من حلل الجنة) قال المناوي ويشاركه في ذلك الخليل (ثم أقوم عن يمين العرش ليس أحد من الخلائق

ص: 183

يقوم ذلك المقام غيري) من إنس وجن وملك (ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(أنا أول من تنشق عنه الأرض) للبعث (ثم أبو بكر ثم عمر ثم آتى أهل) مقبرة (البقيع فيحشرون معي) قال المناوي حشر المصطفى غير حشر الشيخين لأن حشره حشر سادة الرسل بل هو إمامهم ومقامهم في العرصة في مقام الصديقين وفي صفهم فالظاهر أن المراد الانضمام في اقتراب بعضهم من بعض (ثم انتظر أهل مكة) أي المؤمنين منهم زاد في الكبير يحشرون معي ونبعث بين الحرمين (ت ك) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن

(أنا سيد ولد آدم يوم القيامة) حكمة التقييد به مع أنه سيدهم في الدنيا والآخرة أنه يظهر فيه سؤدده لكل أحد ولا يبقى منازع ولا معاند (وأول من ينشق عنه القبر) للحشر أي أول من يعجل أحياؤه مبالغة في الكرامة (وأول شافع) فلا يتقدمه شافع (وأول مشفع) بشدة الفاء أي مقبول الشفاعة ولم يكتف بقوله أول شافع لأنه قد يشفع الثاني فيشفع قبل الأول قاله تحدثاً بالنعمة قال الرافعي فيه دليل على أن غيره يشفع ويشفع وكونه أولاً في الشفاعة والتشفيع يبين علو مرتبته (م د) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه

(أنا سيد ولد آدم يوم القيامة) السيد هو الذي يفوق قومه في الخير وقيل هو الذي يفزع إليه في النوائب والشدائد فيقوم بأمرهم ويتحمل مكارههم (ولا فخر) أي أقوله شكراً لا فخراً (وبيدي لواء) بكسر اللام والمد (الحمد) أي علمه (ولا فخر وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي) فهو سيد الآباء والأبناء وآدم يجوز جره ورفعه وظاهر كلام العلقمي أنه مرفوع فإنه قال وقوله آدم فمن سواه بدل أو بيان من محل نبي (وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر وأنا أول شافع) أي لا يتقدمه شافع لا من الملائكة ولا من النبيين لامرسلين ولا غيرهم من الآدميين المؤمنين في جميع أقسام الشفاعة (وأول مشفع) أي مقبول الشافعة وأخبر صلى الله عليه وسلم بهذه الفضائل لأنها من جملة أمر بتبليغه لما يترتب عليه من وجوب اعتقاد ذلك وليرغب في الدخول في دينه وامتثاله لقوله تعالى وأما بنعمة ربك فحدث وليعلم أنه ألإضل النبيين وأما قوله صلى الله عليه وسلم لا تفضلوا بين الأنبياء فأجابوا عنه بأجوبة منها أنه قاله صلى الله عليه وسلم قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم فلما علم أخبر به ومنها أنه قاله أدباً وتواضعاً (ولا فخر) الفخر ادعاء العظم والكبر والشرف أي لا أقوله تبجحاً ولكن شكراً لله تعالى وتحدثاً بنعمته (حم ت) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح

(أنا قائد المرسلين) والنبيين يوم القيامة أي أكون أمامهم وهم خلفي (ولا فخر وأنا خاتم النبيين) والمرسلين (ولا فخر وأنا أول شافع) للخلق (ومشفع) فيهم (ولا فخر) قاله امتثالاً لقوله تعالى وأما بنعمة ربك فحدث وهو من البيان الذي يجب عليه تبليغه إلى أمته ليعرفوه ويعتقدوه ويعملوا بمقتضاه ويوقروه صلى الله عليه وسلم (الدارمي عن جابر) قال الشيخ حديث صحيح

(أنا سابق العرب) أي متقدمهم قال الشيخ

ص: 184

أي إلى الإسلام وكذا يقال في الباقي وقال المناوي أي إلى الجنة (وصهيب سابق الروم) قال المناوي أي إلى الجنة أو إلى الإسلام (وسلمان) الفارسي (سابق الفرس) قال المناوي بضم الفاء وسكون الراء ولم يزد على ذلك (وبلال) الحبشي المؤذن (سابق الحبشة) قال المناوي إلى الجنة أو إلى الإسلام (ك) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث صحيح (أنا أعربكم أنا من قريش ولساني لسان بني سعد بن بكر) أي لغتي لغتهم لكوني استرضعت ونشأت فيهم قال الثعالبي بنو سعد مخصوصة من بين قبائل العرب بالفصاحة وحسن البيان (ابن سعد عن يحيى بن يزيد السعدي مرسلاً) قال اشليخ حديث صحيح

(أنا رسول من أدركت حياً) قال المناوي من الجن والإنس (ومن يولد بعدي) فهو خاتم الأنبياء والرسل وعيسى إنما ينزل بشرعه وفيه أن رسالته لم تنقطع بالموت بل هي مستمرة وهو ما جرى عليه السبكي وتبعه المؤلف (ابن سعد عن الحسن) البصري (مرسلاً) قال الشيخ حديث صحيح

(أنا أول من يدق باب الجنة فلم تسمع الآذان أحسن من طنين الحلق) بالتحريك جمع حلقة بالسكون (على تلك المصاريع) يعني الأبواب والمصراع من الباب شطره (ابن النجار عن أنس) ابن مالك قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أنا فئة المسلمين) بكسر الفاء وفتح الهمزة أي الذين يتحيزون فليس المتحيز إليه من المعركة فاراً من الزحف أي قتال الكفار أي ليس آثماً وسببه كما في أبي داود أن ابن عمر فر هو وجماعة وجاؤه نادمين فذكره (د) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح

(أنا فرطكم) بفتح الفاء والراء أي سابقكم لا هيئ لكم ما يليق بالوارد على الحوض (حم ق) عن جندب (خ) عن ابن مسعود (ص) عن جابر ابن سمرة

(أنا محمد وأحمد والمقفي) بضم الميم وفتح القاف وكسر الفاء المشددة ومعناه الذي ليس بعده نبي كالعاقب وقيل المتبع آثار من قبله من الأنبياء (والحاشر) قال الشيخ الذي يحشر الناس على قدمه وقال المناوي أي احشر أول الناس (ونبي التوبة) قال المناوي أي الذي بعث بقبول التوبة وأراد بالتوبة الإيمان (ونبي المرحمة) بميم أوله أي الترفق والتحنن على المؤمنين والشفقة على المسلمين (حم م) عن أبي موسى الأشعري زاد (طب) ونبي الملحمة أي الحرب سمى به لحرصه على الجهاد

(أنا محمد وأحمد أنا رسول الرحمة أنا رسول الملحمة أنا المقفى والحاشر بعثت بالجهاد ولم أبعث بالزراع) قال المناوي هذا يرد ما في سيرة ابن سيد الناس عن بعض السلف من أنه كان يزرع أرضه بخيبر فيدخر لأهله منها قوت سنة ويتصدق بالباقي وقال الشيخ ترك الجهاد والاشتغال بالزراعة رأساً من غير طائفة تقوم بفرض الجهاد مفسدة في الدين (ابن سعد) في طبقاته (عن مجاهد) بضم الميم وكسر الهاء (ابن جبر) بفتح الجيم وسكون الموحدة (مرسلاً) قال الشيخ حديث صحيح

(أنا دعوة إبراهيم) أي صاحب دعوته بقول حين بنى الكعبة ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم (وكان آخر من بشر بي عيسى بن مريم) بشر قومه بأنه سيبعث

ص: 185

فيؤمنوا به عند منجيئه (ابن عساكر) في التاريخ (عن عبادة بن الصامت) قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أنا دار الحكمة) قال المناوي وفي رواية نبي الحكمة (وعلى) ابن أبي طالب (بابها فيه التنبيه على فضل على واستنباط الأحاكم الشرعية منه (ت) عن علي قوال غريب قال العلقمي وزعم القزويني وابن الجوزي بأنه موضوع ورد عليهما الحافظ العلاي وابن حجر والمؤلف بما يبطل قولهما اهـ وقال اشيخ حديث حسن

(أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب) يؤخذ منه أنه ينبغي للعالم أن يخبر الناس بفضل من عرف فضله ليأخذوا عنه العلم (عق عد طب ك) عن ابن عباس (عد ك) عن جابر ابن عبد الله قال الشيخ حديث حسن لغيره أي باعتبار طرقه

(أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة) أي أخص الناس به وأقربهم إليه لأنه بشر بأنه يأتي من بعده (ليس بيني وبينه نبي) قال المناوي أي من أولى العزم وقال العلقمي قال في الفتح هذا أورده كالشاهد لقوله أنه أقرب الناس إليه واستدل به على أنه لم يبعث بعد عيسى نبي إلا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفيه نظر لأنه ورد أن الرسل الثلاثة الذين أرسلوا إلى أصحاب القرية المذكورة قصتهم في القرآن في سورة يس كانوا من أتباع عيسى وأن جرجيس وخالد ابن سنان كانا نبيين وكانا بعد عيسى والجواب أن هذا يضعف ما ورد من لك فإنه صحيح بلا تردد وفي غيره مقال أو المراد أنه لم يبعث بعد عيسى نبي بشريعة مستقلة وإنما بعث بعده من بعث بتقرير شريعة عيسى (والأنبياء أولاد علات) قال العلقمي العلات بفتح العين المهملة زاد الشيخ وتشديد اللام الضرائر وأصله من تزوج امرأة ثم تزوج أخرى كأنه علّ منها والعلل الشرب بعد الشرب وأولاد العلات الإخوة من الأب وأمهاتهم شتى فقوله (أمهاتهم شتى ودينهم واحد) هو من باب التفسير كقوله تعالى أن الإنسان خلق هلوعاً إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا يعني أن أصل دينهم واحد وهو التوحيد وفروع شرائعهم مختلفة (حم ق د) عن أبي هريرة

(أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم) قال المناوي وذا قاله لما نزلت الآية اهـ وقال البيضاوي في تفسير قول تعالى النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم في الأمور كلها فإنه لا يأمرهم ولا يرضى منهم إلا بما فيه صلاحهم ونجاحهم بخلاف النفس فلذلك أطلق يجب أن يكون أحب إليهم من أنفسهم وأمره أنفذ عليهم منأمرها وشفقته عليهم أتم من شفقتهم عليها وروى أنه عليه الصلاة والسلام أراد غزوة تبوك فأمر الناس بالخروج فقال ناس نستأذن آباءنا وأمهاتنا فنزلت وقرئ وهو أب لهم أي في الدين فإن كل نبي أب لأمته من حيث أنه أصل فيما به الحياة الأبدية ولذلك صار المؤمنون إخوة (فمن توفى) بالبناء للمفعول أي مات (من المؤمنين فترك) عليه (ديناً) وهو معسر (فعلي قضاؤه) وجوباً من مال المصالح قال شيخ الإسلام في شرح البهجة وقيده الإمام بما إذا اتسع المال وفي وجوبه على الأئمة بعده من مال المصالح وجهان

ص: 186

في الروضة وأصلها قال الرملي رجح ابن المقري منهما عدم الوجوب وجزم صاحب الأنوار قال المناوي وذا ناسخ لتركه الصلاة على من مات وعليه دين (ومن ترك مالاً) أو اختصاصاً (فهو لورثته) وفي رواية البخاري فلترثه عصبته من كانوا قال الداودي المراد بالعصبة هنا الورثة لا من يرث بالتعصيب (حم ق ن هـ) عن أبي هريرة

(أنا الشاهد على الله) قال الشيخ أي اشهدني الله أي أجرى وجوده (أن) أي بأن (لا يعثر) بعين مهملة ومثلثة مضمومة من باب قتل (عاقل) أي كامل العقل (إلا رفعه الله) أي وفقه للتوبة والندم على ذلك (ثم لا يعثر) مرة ثانية (إلا رفعه ثم لا يعثر) مرة ثالثة (إلا رفعه) وهكذا (حتى يجعل مصيره إلى الجنة) قال المناوي ومقصوده التنويه بفضل العقل وأهله (طس) عن ابن عباس بإسناد حسن

(أنا برئ ممن حلق) أي أزال شعره عند المصيبة (وسلق) بالسين والصاد أي رفع صوته بالبكاء عند المصيبة أو ضرب وجهه عندها (وخرق) أي شق ثوبه عند المصيبة ذكراً كان أو أنثى أي برئ من هذه الأفعال أو مما توجبه من العقوبة أو من عهدة ما لزمنى بيانه وأصل البراءة الانفصال وقال النووي يجوز أن يراد به ظاهره وهو البراءة من فاعل هذه الأمور ولا يقدر فيه حذف اهـ وقال المناوي ونبه بهذه المذكورات على ما في معناها من تغيير الثوب ونحوه بالصبغ وإتلاف البهائم بغير الذبح الشرعي وكسر الواني وغير ذلك كله حرام (م ن هـ) عن أبي موسى الأشعري

(أنا وكافل اليتيم) أي القيم بأمره ومصالحه وحفظ ماله وتنميته بالبيع والشراء ونحو ذلك قال العلقمي زاد مالك كافل اليتيم له أو لغيره وقوله له أي بأن كان جداً أو عماً أو أخاً ونحو ذلك من الأقارب أو يكون أبو المولود قد مات فقامت أمه مقامه أو ماتت أمه فقام أبوه في التربية مقامها وفي حديث رواه البزار عن أبي هريرة من كفل يتيماً ذا قرابة أو لا قرابة له وهذه الرواية تفسر المراد بالرواية اليت قبلها (في الجنة هكذا) وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما قال العلقمي فيه إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم وكافل اليتيم قدر تفاوت ما ين السبابة والوسطى وفي رواية كهاتين إذا اتقى أي اتقى الله فيما يتعلق باليتيم ويحتمل أن يكون المراد قرب المنزلة حال دخول الجنة أي سرعة الدخول عقبه صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن يكون المراد مجموع الأمرين سرعة الدخول وعلوا المرتبة ولعل الحكمة في ذلك أن النبي من شأنه أن يبعث إلى قوم لا يعقلون أمر دينهم فيكون كافلاً لهم ومعلماً ومرشداً وكذلك كافل اليتيم يقوم بكفالة من لا يعقل أمر دينه بل ولا دنياه فيرشده ويعلمه ويحسن أدبه فظهر مناسبة ذلك (حم خ د ت) عن سهل بن سعد

(أنت أحق) أي أولى (بصدر دابتك مني) أي مقدم ظهرها (إلا أن تجعله لي) قال العلقمي وسببه وتتمته كما في أبي داود والترمذي واللفظ للأول عن بريدة بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي جاء رجل ومعه حمار فقال يا رسول الله اركب وتأخر الرجل فقال رسول الله

ص: 187

صلى الله عليه وسلم لأنت أحق بصدر دابتك إلا أن تجعله لي قال فإني قد جعلته لك فركب على الصدر فيه أن من كان معه فضل ظهر ووجد ماشياً تعب أن يركبه لا سيما أن كان أميراً أو عالماً أو من أهل الصلاح وأن يأذن لمن هو أفضل منه بالصدر (حم د ت) عن بريدة قال الشيخ حديث صحيح

(أنت ومالك لأبيك) يعني أن أباك كان سبب وجودك ووجودك سبب وجود مالك فإذا احتاج فله الأخذ منه بقدر الحاجة كما يأخذ من مال نفسه إذا كان المأخوذ فاضلاص عن حاجة الابن ومثل الأب سائر الأصول ولو من جهة الأم ومثل الابن سائر الفروع ولو من جهة البنت وسببه كما في ابن ماجه عن جابر بن عبد الله أن رجلاً قال يا رسول الله أن لي مالاً وولداً وأن أبي يريد أن يجتاح مالي فذكره حملاً له على بر أبيه وعدم عقوقه ويجتاح بمثناة تحتية ثم جيم فمثناة فوقية فألف فحاء مهملة أي يستأصله (هـ) عن جابر بن عبد الله (طب) عن سمرة بن جندب (وابن مسعود) قال الشيخ حديث صحيح

(انتم) أيها المؤمنون المتوضئون (الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء) أي إتمامه وغسل ما زاد على الواجب (فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله) ندباً بأن يغسل مع الوجه مقدم الرأس وصفحة العنق ومع اليدين والرجلين العضدين والساقين قال العلقمي المراد بالغرة في الحديث محل الواجب والزائد عليه هو المطلوب على سبيل الاستحباب وإن كان يطلق على الجميع غرة لعموم النور لجميعه فلو اقتصر على الواجب فقط سمى غرة وكان النور أقل من نور من زاد عليه قال النووي قال العلماء سمى النور الذي يكون على مواضع الوضوء يوم القيامة غرة وتحجيلاً تشبيهاً بغرة الفرس (م) عن أبي هريرة

(أنتم أعلم بأمر دنياكم) وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون النخل فقال لو لم تفعلوا لصلح فتركوه فخرج شيصاً فمر بهم فقال ما بال نخلكم قالوا قلت لنا كذا وكذا قال أنتم أعلم فذكره (م) عن عائشة وأنس

(أنتم) أيها الأمة المحمدية (شهداء الله في الأرض) فمن أثنوا علي خيراً وجبت له الجنة ومن أثنوا عليه شراً وجبت له النار (والملائكة شهاء الله في السماء) ظاهره أنهم كبنى آدم في الثناء والخير والشر قال المناوي والإضافة للتشريف إيذاناً بأنهم بمكانة ومنزلة عالية عند الله كما أن الملائكة كذلك (طب) عن سمة بن الأكوع قال الشيخ حديث صحيح

(انبسطوا في النفقة) أي أوسعوها على الأهل والجيران والفقراء (في شهر رمضان فإن النفقة فيه كالنفقة في سبيل الله) أي يعدل ثوابها ثواب النفقة على الجهاد (ابن أبي الدنيا) قال المناوي أبو بكر (في) كتاب (فضل) شهر (رمضان عن ضمرة وراشد بن سعد مرسلاً

(انتظار الفرج) من الله (بالصبر) على المكروه وترك الشكاية (عبادة) لأن إقباله على ربه وتفريج كربه وتفويض أموره إليه سبحانه وتعالى وعدم شكواه لمخلوق يدل على قوة يقينه وذلك من أعلى مراتب العبادة (قط خط) عن أنس قال الشيخ حديث ضعيف

(اتنظار الفرج) من الله

ص: 188

(بالصبر) على المصائب (عبادة) فمن استحضر هذا هانت عليه المصائب (القضاعي عن ابن عمر) بن الخطاب (د) عن ابن عباس قال الشيخ حديث ضعيف

(انتظار الفرج من الله عبادة) أي من العبادة كما تقدم (ومن رضي بالقليل من الرزق) فصبر وشكر (رضي الله تعالى منه بالقليل من العمل) قال المناوي بمعنى أنه لا يعاتبه على إقلاله من نوافل العبادات (ابن أبي الدنيا) أبو بكر (في) كتاب (الفرج) بعد الشدة (وابن عساكر) في التاريخ (عن علي) بن أبي طالب بإسناد ضعيف

(انتعلوا وتخففوا) أي البسوا الخفاف والنعال في الصلاة إن اكنت طاهرة (وخالفوا أهل الكتاب) اليهود والنصارى فإنهم لا يفعلون ذلك (هب) عن أبي أمامة الباهلي قال الشيخ حديث حسن

(انتى الإيمان إلى الورع) في كثير من النسخ رسم انتهى بالياء فهو فعل ماض وهو ظاهر شرح الشيخ فإنه قال والى الورع يتعلق به لكن قال المناوي انتهاء بالمد افتعال أي غاية الإيمان وأقصى ما يمكن أن يبلغه من القوة انتهاؤه إلى درجة الورع الذي هو توقي الشبهات (من قنع) أي من رضي (بما رزقه الله تعالى دخل الجنة) مع السابقين الأولين أو من غير سبق عذاب (ومن أراد الجنة بلا شك) أي بلا تردد (فلا يخاف في الله لومة لائم) بأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بحسب طاقته ولا يمتنع من ذلك للوم لائم له على ذلك (قط) في الإفراد عن ابن مسعود وهو حديث ضعيف

(انزل الله تعالى عليّ) في القرآن (أمانين لأمتي) قالوا وما هما يا رسول الله قال قوله تعالى (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) مقيم بمكة بين أظهرهم لأن العذاب إذا نزل عم ولم يعذب أمة إلا بعد خروج نبيها والمؤمنين منها (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) حيث يقولون في طوافهم غفرانك وقيل هم المؤمنون المستغفرون فيهم (فإذا مضيت) أي مت (تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة) فكلما أذنب أحدهم واستغفر غفر له (ت) عن أبي موسى قال الشيخ حديث صحيح

(أنزل الله) تعالى (جبريل في أحسن ما كان يأتيني في صورة فقال) لي (أن الله تعالى يقرئك السلام يا محمد ويقول لك أني قد أوحيت إلى الدنيا) قال المناوي وحي الهام (أن تمرري وتكدري وتضيقي وتشددي على أوليائي) فسرهم الله تعالى بقوله في كتابه العزيز الذين آمنوا وكانوا يتقون أي يتقون بامتثال أمره ونهيه (كي يحبوا لقائي) أي لأجل أن يحبوه (فإني خلقتها) فيه التفات من الحضور إلى الغيبة (سجناً لأوليائي وجنة) بفتح الجيم (لأعدائي) أي الكفار (هب) عن قتادة بن النعمان قال الشيخ حديث حسن

(أنزل القرآن على سبعة أحرف) اختلف فيه على نحو أربعين قولاً المختار أن هذا من متشابه الحديث الذي لا يدرك معناه إل الله وقال بعضهم أراد بالحرف اللغة يعني على سبع لغات من لغات العرب يعني أنها فرقت في القرآن فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة اليمن وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه قال العلقمي وقد ظن كثير من

ص: 189

العوام أن المراد بها القراآت السبع وهو جهل قبيح اهـ وقد تقدم إيضاح ذلك وتوجيهه (حم ت) عن أبي بن كعب (حم) عن حذيفة قال الشيخ حديث صحيح

(أنزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف) الله أعلم بمراد نبيه به (كلها شاف كاف) قال المناوي أي كل حرف منها شاف للعليل كاف في أداء المقصود من فهم المعنى وإظهار البلاغة (طب) عن معاذ بن جبل قال الشيخ حديث صحيح

(أنزل القرآن على سبعة أحرف فمن قرأ على حرف منها فلا يتحول إلى غيره رغبة عنه) قال المناوي بل يتم قراءته في ذلك المجلس به (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح

(انزل القرآن على سبعة أحرف لكل حرف منها ظهر وبطن) فظهره ما ظهر من معانيه لأهل العلم وبطنه ما خفي تفسيره (ولكل حرف حد) قال العلقمي أي ينتهي إلى ما أراد الله من معناه وقيل لكل حكم مقدار من الثواب والعقاب (ولكل حد مطلع) بشدة الطاء وفتح اللام قال العلقمي لكل غامض من المعاني والأحكام مطلع يتوصل به إلى معرفته ويوقف على المراد به وقال بعضهم الظاهر التلاوة والباطن الفهم والحد أحكام الحلال والحرام والمطلع الإشراف على الوعد والوعيد (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن

(أنزل القرآن على ثلاثة أحرف) قال العلقمي القليل لا ينفي الكثير اهـ وقال المناوي لجواز أن الله تعالى اطلعه على القليل ثم الكثير (حم طب ك) عن سمرة قال الشيخ حديث صحيح

(انزل القرآن على ثلاثة أحرف فلا تختلفوا فيه ولا تحاجوا فيه) بحذف إحدى التاءين للتخفيف فالاختلاف المنهي عنه هو ما يؤدي إلى التشاجر والتباغض بلا فائدة قال الشيخ وأما الاختلاف في استنباط الأحكام على وجه مطلوب كما يقع بين فضلاء الأمة لاستخراج المعاني فهو محمود وأما المذموم إيقاعه على غير مواقعه وإرادة الهوية (فإنه مبارك كله) قال المناوي أي زائد الخير كثير الفضل (فاقرؤه كالذي اقرئتموه) بالبناء للمفعول أي كالقراءة التي أقرأتكم إياها كما أنزله علي بها جبريل (ابن الضريس) بضم الضاد المعجمة فراء فمثناة تحتية مصغر (عن سمرة) بن جندب قال الشيخ حديث صحيح

(أنزل القرآن على عشرة أحرف) أي عشرة وجوه وهي (بشير) اسم فاعل من البشارة وهي الخير السار (ونذير) من الإنذار وهو الإعلام بما يخاف منه (وناسخ ومنسوخ) قال المناوي أي حكم مزال بحكم وقال العلقمي النسخ يطلق في اللغة على الإزالة والنقل وفي الاصطلاح رفع الحك الشرعي بخطاب ويجوز نسخ بعض القرآن تلاوة وحكماً أو تلاوة فقط أو حكماً فقط ولا يجوز نسخ كله بالإجماع (وعظة) أي موعظة يقال وعظه يعظه وعظاً وعظة أمره بالطاعة ووصاه بها (ومثل ومحكم) أي واضح المعنى ومالا يحتمل من التأويل إلا وجهاً واحداً (ومتشابه) أي استأثر الله بعلمه أو ما احتمل أوجهاً وقيل القرآن كله محكم لقوله تعالى كتاب أحمكت آياته وقيل كله متشابه لقوله تعالى كتاباً متشابهاً قال العلقمي والصحيح ما تقدم والجواب عن الآيتين أن المراد

ص: 190

بأحكامه إتقانه وعدم تطرق النقص والاختلاف إليه ومتشابهه كونه يشبه بعضه بعضاً في الحق والصدق والإعجاز (وحلال وحرام) قال المناوي وهما حرفان الإذن والزجر والبشارة والنذارة (السجزي في) كتاب (الإبانة) عن أصول الديانة (عن عليّ) أمير المؤمنين قال الشيخ حديث صحيح

(أنزل القرآن بالتفخيم) أي بالتعظيم يعني اقرؤه على قراءة الرجال ولا تخفضوا اصوت به ككلام النساء قال العلقمي ولا يدخل في ذلك قراءة الإمالة التي هي اختيار بعض القراء فيرخص فيها مع كونه نزل بالتفخيم في إمالة ما تحسن إمالته (ابن الأنباري في) كتاب (الوقف) والابتداء (ك) عن زيد بن ثابت قال الشيخ حديث صحيح

(أنزل على آيات لم ير) يروي بالنون وبمثناة تحتية مضمومة (مثلهن قط) قال المناوي من جهة الفضل اهـ وقال العلقمي فيه بيان عظم فضل هاتين السورتين (قل أعوذ برب الفلق) أي الصبح لأن الليل ينفلق عنه (وقل أعوذ برب الناس) خصهم لاختصاص التوسوس بهم (ت ن) عن عقبة بن عامر

(أنزل عليّ عشر آيات من أقامهن) أي أحسن قراءتهن بأن أتى بها على الوجه المطلوب في حسن الأداء أو علم بهن (دخل الجنة) أي مع السابقين الأولين أو بغير سبق عذاب قالوا وما هي يا رسول الله قال (قد أفلح المؤمنون) أي فاز المؤمنون (الآيات) العشرة من أول السورة (ت) عن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح (أنزلت صحف) بضمتين جمع صحيفة أي كتب (إبراهيم) الخليل صلى الله عليه وسلم (أول ليلة من شهر من رمضان وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن لا ربع وعشرين خلت من رمضان) قال المناوي قال الحليمي يريد به ليلة خمس وعشرين ثم المراد بإنزاله تلك الليلة إنزاله إلى اللوح المحفوظ فإنه أنزل فيها جملة ثم أنزل منجماً في نيف وعشرين سنة (طب) عن واثلة ابن الأسقع قال الشيخ حديث حسن

(انزلوا الناس منازلهم) أي عاملوا كل أحد بما يلايم منصبه في الدين والعلم والشرف قال العلقمي وأوله كما في أبي داود أن عائشة رضي الله تعالى عنها مر بها سائل فأعطته كسرة ومر بها رجل عليه ثياب وهيئة فأقعدته فأكل فقيل لها في ذلك فقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزلوا الناس منازلهمفذكرته ورواية مسلم أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس بضم النون الأولى وسكون الثانية مضارع انزل وفي رواية بضم الأولى وفتح الثانية وتشديد الزاي والمراد بالحديث الحض على مراعات مقادير الناس ومراتبهم ومناصبهم وتفضيل بعضهم على بعض في المجالس وفي القيام وغير ذلك من الحقوق (م د) عن عائشة

(انزل الناس) الخطاب لمعاذ بن جبل (منازلهم) بحسب ما هم عليه (من الخير والشر وأحسن أدبهم) أي علمهم وتلطف بهم وحثهم (على الأخلاق الصالحة) وتجنب الأخلاق الرديئة (الخرائطي في مكارم الأخلاق عن معاذ) بن جبل

ص: 191

قال الشيخ حديث حسن لغيره

(انشد الله) بفتح الهمزة وضم الشين المعجمة ونصب الاسم الكريم بنزع الخافض (رجال أمتي) أي اسألهم بالله وأقسم عليهم به (لا يدخلوا) أي أن لا يدخلوا (الحمام إلا بمئزر) يستر عورتهم عمن يحرم نظره إليها (وأنشد الله نساء أمتي أن لا يدخلن الحمام) مطلقاً فدخولهن الحمام مكروه تنزيهاً إلا لضرورة (ابن عساكر) في تاريخه (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن لغيره

(انصر أخاك) في الدين (ظالماً) بمنعه من الظلم من تسمية الشيء بما يؤول إليه (أو مظلوماً) بإعانته على ظالمه وتخليصه منه (قيل) يعني قال أنس (كيف انصره ظالماً قال تحجزه عن الظلم) أي تمنعه منه (فإن ذلك نصهر) أي نصرك إياه (حم خ ت) عن أنس رضي الله تعالى عنه

(انصر آخاك ظالماً أو مظلوماً فإن يك ظالماً فاردده عن ظلمه وإن يك مظلوماً فانصره) أي عنه على خصمه قال الشيخ والأمر في الرد والنصر للوجوب فيما يجب بحسب الطاقة شرعاً (الدارمي وابن عساكر عن جابر) قال الشيخ حديث صحيح

(انظر) أي تأمل وتدبر (فإنك لست بخير من احمر ولا اسود) أي لست بخير من أحد من الناس (إلا أن تفضله بتقوى الله) تعالى بامتثال ما أمر به واجتناب ما نهى عنه فإن أردت الفضل والشرف فألزم ذلك (حم) عن أبي ذر الغفاري قال الشيخ حديث صحيح (انظروا) بضم الهمزة (قريشاً) أي تأملوا أقوالهم وأفعالهم (فخذوا من قولهم) الموافق للكتاب والسنة والقياس فإنهم فصحاء ذووا رأي مصيب (وذروا) أي اتركوا (فعلهم) الذي لا يسوغ شرعاً أي احذروا متابعتهم فيه (حم حب) عن عامر بن شهر قال المناوي أحد عمال المصطفى على اليمن قال الشيخ حديث صحيح

(انظروا إلى من هو أسفل منكم) في أمور الدنيا (ولا تنظروا إلى من هو فوقكم) فيه (فهو) أي النظر إلى من هو أسفل دون من هو فوق (أجدر) أي أحق (أن لا تزدروا) أي بأن لا تحتقروا (نعمة الله عليكم) هذا الحديث جامع لأنواع من الخير لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه من ذلك واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى وحرض على الازدياد ليلتحق بذلك أو يقاربه هذا هو الموجود في غالب الناس وإذا نظر في الدنيا إلى من هو دونه فيها ظهرت له نعمة الله تعالى فشكرها وتواضع وفعل ما فيه الخير وأما أمور الآخرة فالمطلوب أن ينظر إلى من هو فوقه ليلتحق به فيها (حم م ت هـ) عن أبي هريرة

(انظرن) بضم همزة الوصل والمعجمةمن النظر بمعنى التفكر (من) استفهامية (اخوانكن) أي تأملن أيهاالنساء في شأن إخوانكن من الرضاع أي تأملن ما وقع من ذلك هل هو رضاع صحيح بشرطه من وقوعه في زمن الرضاعة ومقدار الارتضاع أم لا (فإنما الرضاعة) التي تثبت بها الحرمة ويحل بها الخلوة (من المجاعة) بفتح الميم الجوع أي الحاصلة حيث يكون الرضيع طفلاً يسد اللبن جوعته وينبت به لحمه أما من شأنه ذلك فيصير كجزء من المرضعة فلا يكفي نحو مصتين وأما ما كان بعد ذلك في الحال

ص: 192

التي لا يسد جوعه ولا يشبعه إلا الخبز واللحم وما في معناهما بأن جاوز حولين فلا حرمة لذلك الخبز لإرضاع إلا ما كان في الحولين ولابد أن يكون ذلك خمس رضعات وإن لم تكن مشبعات فلو وصل إلى جوفه في كل رضعة قطرة ثبت التحريم وإن تقاياه لما روى مسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها كان فيما أنزل في القرآن عشر رضعات معلومات تحرمن فنسخن بخمس معلومات فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن أي يتلى حكمهن وقيل يكفي رضعة واحدة وهو مذهب أبي حنيفة ومالك رضي الله تعالى عنهما ولو شك هل رضع خمساً أو أقل أو هل رضع في حولين أو بعدهما فلا تحريم قال العلقمي واستدل به على أن التغذية بلبن المرضعة يحرم سواء كان يشرب أو أكل بأي صفة كان حتى الوجور والسعوط والطبخ وغير ذلك إذا وقع ذلك بالشرط المذكور من العدد لأن ذلك يطرد الجوع وسببه عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها رجل فكأنه تغير وجهه كأنه كره ذلك وفي رواية فشق عليه ذلك وتغير وجهه وفي أخرى فقال يا عائشة من هذا فقالت أنه أخي وفي رواية أنه أخي من الرضاعة فذكره (حم ق ن هـ) عن عائشة

(انظري) قال المناوي تأملي أيتها المرأة التي هي ذات بعل قاله لامرأة جاءته تسأله قال أذات زوج أنت قالت نعم وقال الشيخ انظري خطاب للرواية (أينت أنت منه) أي في أي منزلة أنت من زوجك فاعر في حقه (فإنما هو) أي الزوج (جنتك ونارك) أي هو سبب لدخولك الجنة برضاه عنك وسبب لدخولك النار بسخطه عليك فأحسن عشرته ابن سعد (طب) عن عمره حصين بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين ابن محصن قال الشيخ حديث صحيح

(انعم على نفسك) بالإنفاق عليها مما آتاك الله من غير إسراف ولا تقتير إنعاماً (كما أنعم الله عليك) فإن وسع عليك فأوسع وإن أمسك فأمسك ولا يمنعك من ذلك خوف الفقر فإن الحرص لا يزيل الفقر والإنفاق لا يورثه (ابن النجار عن والد أبي الأخوص) قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أنفق يا بلال) قال الشيخ وورد بلالاً بدل يا بلال وهو بالتنوين لمشاكلته إقلالاً في قوله (ولا تخش من ذي العرش إقلالاً) لأنه تعالى وعد على الإنفاق خلفاً في الدنيا وثواباً في الآخرة قال المناوي فالكامل كل خباياه في خزائن الله لصدق توكله وثقته بربه فالدنيا عنده كدار الغربة ليس فهيا ادخار ولا له منها استكثار قال الشيخ والسبب هنا أن صلى الله عليه وسلم دخل على بلال فوجد عنده صبرة تمر فقال ما هذا فقال لأضيافك فذكره (البزار عن بلال) وعن أبي هريرة (طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث حسن

(أنفقي) أي تصدقي يا أسماء بنت أبي بكر الصديق فإن ذلك سبب للبركة والكثرة قال تعالى وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه (ولا تحصى) الإحصاء معرفة قدر الشيء وزناً أو عدداً أو كيلاً أي لا تضبطي ما أنفقتيه فتستكثر به وقيل المراد بالإحصا عد الشيء لأن يدخر ولا ينفق

ص: 193

منه (فيحصى الله عليك) بالنصب جواب النهي وكذا ما بعده أي يقل رزقك بقطع البركة أو يحبس مادته (ولا توعى) بعين مهملة أي لا تجمعي فضل مالك في الوعاء وتبخيل بالنفقة (فيوعى الله عليك) أي يمنع عنك مزيد نعمته قال العلقمي والمعنى النهي عن منع الصدقة خشية النفاد فإن ذلك أعظم الأسباب لقطع مادة البركة (حم ق) عن أسماء بنت أبي بكر) الصديق

(انكحوا) بكسر الهمزة أي تزوجوا (الأيامى) اللاتي بلا أزواج (على ما تراضى به الأهلون) أي الأقارب والمراد الولياء منهم (ولو قبضة) بالقاف والباء الموحدة والضاد المعجمة ملئ اليد (من أراك) أي ولو كان الصداق الذي وقع عليه التراضي شيئاً قليلاً جداً إذا كان متمولاً فلا يشترط أن لا ينقص عن عشرة دراهم وهو ما عليه الشافعي وظاهر الحديث أنه لا يشترط رضى الزوجة وهو غير مراد عند الشافعي فلابد من رضاها إلا إذا كانت بكراً وزوجها الولي المجبر من أب أو جد ليس بينه وبينها عداوة وإن لم تكن ظاهرة بمهر مثلها من نقد البلد ولم يجب عليها نسك (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح

(أنكحوا) بكسر الهمزة أي تزوجوا (أمهات الأولاد فإنى أباهي بهم الأمم يوم القيامة) يحتمل أن المراد النساء اللاتي يلدن فهو حث على نكاح الولود وتجنب العقيم وهو ظاهر شرح الشيخ وفي نسخ فإني أباهي بهم الأمم قال وضمير بهم للأولاد (حم) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده حسن

(أنهى) بفتح الهمزة والهاء وسكون النون بينهما فعل مضارع (عن كل مسكر أسكر عن الصلاة) وإن اتخذ من غير العنب وسببه كما في مسلم عن أبي موسى قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ إلى اليمن فقال ادعوا الناس وبشرا لا تنفرا قال فقلت يا رسول الله أفتنا في شرابين كنا نصنعهما باليمن البتع بكسر الموحدة وسكون المثناة الفوقية وهو من نبيذ العسل وهو شراب أهل اليمن ينبذ حتى يشتد والمذر بكسر الميم وهو من الذرة والشعير ينبذ حتى يشتد فقال أنهى فذكره وفيه أنه يستحب للمفتى إذا رأى بالسائل حاجة إلى غير ما سأل أن يضمه في الجواب عن المسئول عنه ونظير هذا الحديث هو الطهور ماؤه الحل ميتته (م) عن أبي موسى الأشعري

(أنهى عن الكي) نهى تنزيه أو في غير حالة الضرورة (وأكره الحميم) أي الماء الحار أي استعماله في الطهارة والمراد الشديد الحرارة لضرره ومنعه الإسباغ (ابن قانع عن سعد الظفري) بفتح الظاء المعجمة والفاء وآخره راء نسبة إلى ظفر بطن من النصار قال الشيخ حديث حسن

(أنهاكم عن قليل ما أسكر كثيره) سواء كان من عصير العنب أم من غيره خلافاً للحنفية فالقطرة من المسكر حرام وإن لم تؤثر (ن) عن سعد ابن أبي وقاص بإسناد صحيح

(أنهاكم عن صيام يومين) يوم عيد (الفطر) ويوم عيد (الأضحى) فصومهما حرام ولا ينعقد وكذا أيام التشريق (ع) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح

(أنهاكم عن الزور) وفي رواية عن قول الزور أي الكذب والبهتان

ص: 194

أوعن شهادة الزور وقال الشيخ هو الكذب الخاص (طب) عن معاوية بن أبي سفيان قال هو حديث صحيح

(انهر) بفتح الهمزة وسكون النون وكسر الهاء قال في المصباح نهر الدم ينهر بفتحتين سال بقوة ويتعدى بالهمزة فيقال أنهرته اهـ وفي رواية أمر وفي أخرى أمرر (الدم) أي دم الذبيحة أي اسله (بما شئت) من كل ما أسال الدم غير السن والظفر وسائر العظام (واذكر اسم الله) تمسك به من شرط التسمية عند الذبح وجمله الشافعي على الندب جمعاً بين الأدلة وسببه في النسائي عن عدي بن حاتم قال قلت يا رسول الله أرسل كلبي فيأخذ الصيد ولا أجد ما أذكيه به أفأذكيه بالمروة والعصا فذكره والمروة حجر أبيض براق وقيل هي التي يقدح منها النار (ن) عن عدي ابن حاتم قال الشيخ حديث صحيح

(انهشوا اللحم) بكسر الهمزة وفتح الهاء قال المناوي إرشاداً (نهشاً) هو بالشين المعجمة فيهما وقال العراقي هو بالسين المهملة وفي الدر النهس أي بالمهملة أخذ اللحم بأطراف الأسنان والنهش أي بالمعجمة الآخذ بجميعها (فإنه أشهى وأهنأ وامرأ) كلاهما بالهمز أي لا يثقل على المعدة وينهضم عنها طيباً (حم ت ك) عن صفوان بن أمية) قال الشيخ حديث صحيح (انهكوا) بكسر الهمزة وفتح الهاء (الشوارب) قال المناوي أي استقصوا قصها ندباً (واعفوا اللحى) أي اتركوها فلا تأخذوا منها شيئاً (خ) عن ابن عمر بن الخطاب

(اهتبلوا) بكسر الهمزة وسكون الهاء وفتح المثناة الفوقية وكسر الموحدة أي تحببوا واغتنموا (العفو عن عثرات) أي زلات (ذوي المروآت) فالعفو عن ذنوبهم الصغائر الواقعة على سبيل الندور مندوب والخطاب للأئمة (أبو بكر ابن المرزبان) بضم الميم وسكون الراء وضم الزاي وفتح الموحدة التحتية (في كتاب المروءة عن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف

(اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ) المختار كما قال النووي أنه على ظاهره أي تحرك فرحاً وسروراً بانتقاله من دار الفناء إلى دار البقاء وأرواح الشهداء مستقرها تحت العرش في قناديل هناك وجعل الله في العرش تمييزاً حصل له هذا ولا مانع من ذلك أو هو على حذف مضاف أي اهتز حملته فرحاً ب أو هو كناية عن تعظيم شأن وفاته والعرب تنسب الشيء العظيم إلى أعظم الأشياء فتقول أظلمت بموت فلان الأرض وقامت له القيامة (حم م) عن أنس بن مالك (حم ق ت هـ) عن جابر

(أهل البدع) أي أصحابها جمع بدعة وهي ما خالف قانون الشرع والمراد المذمومة كما يفيده قوله (شر الخلق) مصدر بمعنى المخلوق (والخليقة) قال المناوي بمعناه فذكره للتأكيد أو أراد بالخلق من خلق وبالخليقة من سيخلق أو الخلق الناس والخليقة البهائم وإنما كانوا شرهم لأنهم أبطنوا الكفر وزعموا أنهم أعرف الناس بالإيمان وأشدهم تمسكاً بالقرآن فضلوا وأضلوا (حل) عن أنس قال الشيخ حديث حسن

(أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم) قال العلقمي قال النووي ما ملخصه وقع في حديث ابن مسعود أنتم شطر

ص: 195

اهل الجنه وفي رواية نصف أهل الجنة والجواب أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أولا بالبناء للمفعول بثبوت الشطر ثم تفضل الله تعالى بالزيادة فاعلمه بحديث الصفوف فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك (حم ت هـ حب ك) عن بريدة (طب) عن ابن عباس وعن ابن مسعود وعن أبي موسى قال الشيخ حديث صحيح

(أهل الجنة جرد) بضم الجيم وسكون الراء ودال مهملة أي لا شعر على أبدانهم قال في النهاية الأجرد الذي ليس على بدنه شعر (مرد) بوزن جرد أي لا لحى لهم قال المناوي قيل إلا موسى وقيل إلا هارون (كحل) بوزنه أيضاً أي على أجفانهم سواد خلقي قال في النهاية الكحل بفتحتين سواد في أجفان العين خلقة (لا يفنى شبابهم) بل كل منهم في سن ابن ثلاث وثلاثين دائماً قال الشيخ على خلق آدم طوله ستون ذراعاً في عرض سبعة أذرع حتى السقط (ولا تبلى ثيابهم) قال المناوي أي لا يلحقها البلا ولا تزال عليهم الثياب الجدد (ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن

(أهل الجنة من ملأ الله تعالى أذنيه من ثناء الناس عليه خيارً) عمله (وهو يسمع) الجملة ال مؤكدة أي من وفقه الله تعالى لفعل الخير حتى ينتشر عنه فيثني الناس عليه به (وأهل النار من ملأ الله) تعالى (أذنيه من ثناء الناس شراً وهو يسمع) أي من ينتشر عنه فعل الشر حتى يثني الناس عليه به والثناء حقيقة في الخير مجازاً في الشر قال العلقمي قال الدميري هذا الحديث نيظر ما في الصحيحين عن أنس لما مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنوا عليها خيراً فقال وجبت ومر عليه بأخرى فقال كذلك ثم قال أنتم شهداء الله في الأرض من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار (هـ) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح

(أهل الجور) أي الظلم (وأعوانهم في النار) أي يدخلونها للتطهير إن لم يحصل عفو (ك) عن حذيفة قال الشيخ حديث صحيح

(أهل الشام سوط الله تعالى في الأرض) قال المناوي يعني عذابه الشديد (يرسله) على من ياشء (ينتقم بهم ممن يشاء من عباده) أي يعاقبه بهم (وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم) أي ظهورهم عليهم ممتنع قال تعالى أنا لننصر رسلنا والذين آمنوا حقاً علينا (وحرام) عليهم (أن يموتوا إلا هما) أي قلقاً (وغما) أي كرباً (وغيظاً) أي غضباً شديداً (وحزنا) أي وموتهم غير متصفين بهذ الصفات ممتنع بل لابد أن يتصفوا بها (حم ع طب) والضيا في المختارة (عن خزيم) قال المناوي بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي اهـ لكن في القاموس خريم كزبير بالخاء المعجمة والراء (ابن فاتك) بفتح الفاء وكسر المثناة الفوقية الأسدي الصحابي قال الشيخ حديث حسن

(أهل القرآن) أي حفظته الملازمون لتلاوته العاملون بأحكامه (عرفاء أهل الجنة) الذين ليسوا بقراء أي هم زعماؤهم وقادتهم وفيه أن في الجنة أئمة وعرفاء فالأئمة الأنبياء فهم أئمة القوم وعرفاؤهم القراء (الحكيم) في نوادره (عن أبي أمامة) بإسناد ضعيف

(أهل القرآن) أي حفظته

ص: 196

العاملون به (أهل الله وخاصته) أي أولياء الله المختصون به اختصاص أهل الإنسان به سمواً بذلك تعظيماً لهم (أبو القاسم بن حيدر في مشيخته عن عليّ) أمير المؤمنين بإسناد حسن (أهل النار كل جعظري) أي فظ غليظ متكبراً وجسيم عظيم أكول شروب (جواظ) أي جموح منوع أو ضخم مختال أو صياح مهدار (مستكبر) أي متعاظم (وأهل الجنة الضعفاء) أي الخاضعين المتواضعين (المغلبون) بشدة اللام المفتوحة أي الذين كثيراً ما يغلبهم الناس ابن قانع (ك) عن سراقة بضم المهملة وخفة الراء وبالقاف (ابن مالك) قال الشيخ حديث صحيح

(أهل اليمن أرق قلوباً والين أفئدة) والفؤاد وسط القلب واسمع طاعة) لله ورسوله وقد تقدم الكلام عليه في أتاكم أهل اليمن (طب) عن عقبة بن عامر الجهني قال الشيخ حديث صحيح

(أهل شغل الله) بفتح الشين وسكون الغين المعجمة أي الذين اشتغلوا بطاعة (الله) في دار (الدنيا هم أهل شغل الله) أي يعطيهم الله ثوابه ونعيمه (في الآخرة وأهل شغل أنفسهم في الدنيا) بارتكاب ما تهواه والإعراض عن طاعة الله (هم أهل شغل أنفسهم في الآخرة) لأن الجزاء من جنس العمل (قط) في الإفراد (فر) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف

(أهون أهل النار عذاباً) أي أخفهم عذاباً (يوم القايمة رجل) هو أبو طالب كما في الحيدث الذي بعده (يوضع في اخمص قدميه) بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة وفتح الميم أشهر من كسرها وضمها والإخمص ما تجافا عن الأرض فلا يمسها (جمرتان) تثنية جمرة قطعة من نار (يغلي منهما دماغه) قال المناوي زاد في رواية حتى يسيل على قدميه وحكمته أنه كان مع المصطفى بجملته لكنه مثبت لقدميه على ملة عبد المطلب فسلط العذاب على قدميه فقط (م) عن النعمان بن بشير بفتح الموحدة التحتية وكسر المعجمة

(أهون أهل النار عذاباً أبو طالب) عم النبي صلى الله عليه وسلم (وهو منتعل بنعلين من نار يغلي منهما دماغه) قال المناوي وفي رواية للبخاري يغلي منه أم دماغه وهذا يوزن بموته على كفره وهو الحق ووهم البعض (حم م) عن ابن عباس

(أهون الربا) بموحدة تحتية (كالذي ينكح) أي يجامع (أمه) قال المناوي في عظم الجرم وقال الشيخ هو تشبيه للزجر (وأن أربى الربا) قال المناوي أي أعظمه وأشده (استطالة المرء في عرض أخيه) ي الدين قال العلقمي قال في الدر الاستطالة في عرض الناس احتقاره والترفع عليهم والوقيعة فيهم أي بما يكرهنه ويتأذون منه (أبو الشيخ في) كتاب (التوبيخ عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث ضعيف منجبر

(أوتروا) أي صلوا صلاة الوتر بعد فعل العشاء (قبل أن تصبحوا) أي تدخلوا في الصباح فإذا طلع الفجر خرج وقت وتأخيره أفضل لمن وثق من نفسه بالاستيقاظ ومن لم يثق فتقديمه أفضل ومنه حديث أبي هريرة أوصاني خليلي أن لا أنام إلا على وتر (حم م ت هـ) عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه

(أوتيت مفاتيح) وفي رواية مفاتح بحذف الياء (كل شيء إلا الخمس)

ص: 197

المذكورة في قوله تعالى (أن الله عنده علم الساعة الآية) بالنصب ومنه أخذ أنه ينبغي للعالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم وقيل أنه أعلمها بعد هذا الحديث (طب) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح

(وتي موسى) الكليم أي أتاه الله (الألواح وأوتيت المثاني) قال العلقمي قال شيخنا هي السور التي تقصر عن المئين وتزيد على المفصل كأن المئين جعلت مبادئ والتي تليها جعلت مثاني (أبو سعيد النقاش) بفتح النون وشدة القاف (في) كتاب (فوائد العراقيين عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أوثق عرى الإيمان) تشبيه بالعروة التي يتمسك بها ويستوثق أي أقواها وأثبتها (الموالاة) أي التعاون (في الله) أي فيما يرضاه (والمعاداة في الله) أي فيما يغضبه ويكرهه (والحب في الله والبغض في الله عز وجل أي لأجله ولوجهه خالصاً قال المناوي قال مجاهد عن ابن عمر فإنك لا تنال الولاية إلا بذلك ولا تجد طعم الإيمان حتى تكون كذلك (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح

(أوجب) فعل ماض قال العلقمي قال شيخنا قال الحافظ ابن حجر في أماليه أي عمل عملاً وجبت له به الجنة قلت الظاهر أن معناه فعل ما تجب له به الإجابة اهـ قلت وما قاله شيخنا هو الظاهر من سياق الحديث (إن ختم) دعاءه (بآمين) وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر هو وأصحابه ذات ليلة برجل قد ألح في المسألة فوقف النبي صلى الله عليه وسلم يستمع منه فقال صلى الله عليه وسلم أوجب أن ختم بآمين فقد أوجب فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فأتى الرجل فقال اختم يا فلان بآمين وأبشر (د) عن أبي زهير النميري بضم النون والتصغير قال الشيخ حديث صحيح

(أوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء) قال المناوي أي اعلمه بواسطة جبريل أو غيره (أن) بفتح الهمزة وسكون النون (قل لفلان العابد) أي الملازم لعبادتي (أما زهدك في الدنيا فتعجلت به راحة نفسك) لأن الزهد فيها يريح القلب والبدن (وأما انقطاعك لي) أي لأجل عبادتي وفي نسخ إلي (فتعززت بي) أي صرت بي عزيزاً (فماذا عملت فيما لي عليك قال يا رب وماذا ألك عليّ) قال المناوي فيه اختصار والتقدير فقال النبي ذلك للعابد فقال له العابد قل لربي مالك عليه فقال النبي يا رب يقول لك مالك عليه (قال) أي قال الله تعالى لنبيه قل له (هل عاديت في عدوا أو هل واليت في وليا) زاد في رواية الحكيم وعزتي لا ينال رحمتي من لم يوال في ولم يعاد في (حل خط) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث ضعيف

(أوحى الله تعالى إلى إبراهيم) الخليل صلى الله عليه وسلم بأن قال له (يا خليلي حسن خلقك) بالضم بالتلطف بالناس وتحمل أذاهم (ولو مع الكفار تدخل) بالجزم جواب شرط مقدر أي إن فعلت ذلك تدخل (مداخل الأبرار) أي الصادقين الأتقيا قال الشيخ ومعلوم أن مقام إبراهيم صلى الله عليه وسلم فوق مقام الأبرار فالمراد أبرار نوعه (فإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه إن

ص: 198

أظله في ظل عرشي) يوم لا ظل إلا ظله (وإن أسكنه حظيرة قدسي) بفتح الحاء المهملة بعدها ظاء معجمة أي جنتي قال العلقمي وهي في الأصل الموضع الذي يحاط عليه ليأوي فيه الغنم والإبل (وأن أدنيه من جواري) بكسر الجيم أفصح من ضمها (الحكيم (طس) عن أبي هريرة قا الشيخ حديث حسن

(أوحى الله تعالى إلى داود) صلى الله عليه وسلم (إن قل للظلمة لا يذكروني فإني أذكر من ذكرني وإن ذكري إياهم أن ألعنهم) أي أطردهم عن رحمتي ظاهره أنه لا ثواب لهم في جميع لاذكر الواقع منهم فإن كان المراد بهم الكفار فذاك وإلا فالمراد الزجر والتنفير عن الظلم (ابن عساكر عن ابن عباس قال الشيخ حديث ضعيف منجبر

(أوحى الله تعالى إلى داود) أي قال له بواسطة جبريل أو غيره (ما من عبد يعتصم) أي يستمسك (بي دون خلقي) والحال أني (أعرف ذلك من نيته) أي اطلع عليه لوقوعه منه قال المناوي وإنما قال أعرف ذلك إلخ إشارة إلى أنه مقام يعز وجوده في غالب الناس اهـ قال يلزم من قوله أعرف جواز إطلاق المعرفة عليه سبحانه وتعالى إذ هو بمعنى أطلع (فتكيده السموات) السبع (بمن فيها) من الملائكة وغيرهم وكذلك الأرض ومن فيها (إلا جعلت له من بين ذلك مخرجاً) أي مخلصاً من خداعهم له ومكرهم به (وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السماء بين يديه) أي حجبت ومنعت عنه الطرق والجهات التي يتوصل بها إلى نيل مطملوبه (ورسخت الهوى من تحت قدميه) فلا يزال متباعداً عن أسباب الرحمة (وما من عبد يطيعني) باجتناب الكبائر (إلا وأنا معطيه قبل أن يسألني وغافر له) ذنوبه الصغائر (قبل أن يستغفرني) أي يطلب مني المغفرة (ابن عساكر عن كعب بن مالك) قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أوسعوا مسجدكم) فإنكم ستكثرون ويدخل الناس أفواجاً في دين الله إلى أن (تملؤه) ولا تنظروا إلى قلة عددكم اليوم وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قوم يبنون مسجداً فذكره (طب) عن كعب بن مالك قال الشيخ حديث حسن

(أوشك) قال المناوي بلفظ المضارع أي أعده قريباً وأتوقعه لكن في شرح الشيخ ماي فيد أنه فعل ماض فإنه قال وإن تستحل فاعل أوشك (أن تستحل أمتي فروج النساء) أي تستبيح الرجال وطئ الفروج على وجه الزنا (و) استعمال (الحرير) المحرم عليهم بلا ضرورة (ابن عساكر عن علي) قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أوصاني الله بذي القربى) أي بالإحسان إليهم (وأمرني أن أبدأ بالعباس) بن عبد المطلب (ك) عن عبد الله بن ثعلبة قال الشيخ حديث صحيح

(أوصى) فعل مضارع (الخليفة من بعدي بتقوى الله) تعالى أي بامتثال ما أمر به واجتناب ما نهى عنه (وأوصيه بجماعة المسلمين أن يعظم كبيرهم) أي بتعظيم كبيرهم قدرا وسناً فإن يعظم وما عطف عليه بدلاً من جماعة المسلمين (ويرحم صغيرهم) قدراً وسناً (ويوقر) أي يعظم (عالمهم) بالعلوم الشرعية (وأن لا يضر بهم فيذلهم ولا

ص: 199

يوحشهم) أي يقطع مودتهم ويعاملهم بالجفا (فيكفرهم) أي يلجئهم إلى تغطية محاسنه ونشر مساويه وجحد نعمته والتبري منه فيؤدي ذلك إلى تحرك الفتن (وأن لا يغلق) بضم أوله (بابه دونهم) أي لا يمنعهم من الوصول إليه وعرض الظلامات عليه (فيأكل قويهم ضعيفهم) أي يأكل حقه (هق) عن أبي أمامة الباهلي قال الشيخ حديث صحيح

(أوصيك أن لا تكون لعاناً) صيغة المبالغة غير مرادة هنا فالمراد نفي أصل اللعن أي أن لا تلعن محترماً ولو كافراً أو بهيمة لأن اللعنة تعود على اللاعن ويجوز لعن كافر غير معين كلعنة الله على اليهود والنصارى لعنة الله على الكافرين (حم تخ طب) عن جرموز بن أوس قال الشيخ حديث صحيح

(أوصيك أن تستحي من الله تعالى كما تستحي من الرجل الصالح من قومك) لأن الله تعالى مطلع عليك في جميع الحالات فمن استحضر هذا تجنب المعاصي (الحسن بن سفيان (طب هب) عن سعيد بن يزيد بن الأزور قال قلت يا رسول الله أوصني فذكره قال الشيخ حديث صحيح

(أوصيك بتقوى الله تعالى) بامتثال ما أمر به واجتناب ما نهى عنه وقال العلقمي التقوى اسم جامع للحذر من جميع ما أمر الله أن يتحذر منه فتارة يحذر العبد تضييع الواجبات أو المندوبات فيتقيه وتارة يحذر ارتكاب المحرمات أو المكروهات فيتقيه وتارة يحذر أعلى الدرجات فيتقيه بأن لا يشتغل بما دونها (والتكبير على كل شرف) أي محل عال قال المناوي ذا قاله لمن قال له أريد سفراً اهـ وقال العلقمي يستحب للمسافر كلما علا شرفاً أن يكبر فإن التكبير يطرد عنه الشيطان من كل باب ويطفي عنه نار السفر الذي هو قطعة من العذاب ويستحب للمسافر كلما علا شرفاً من الأرض في وقت السير أن يقول اللهم لك الشرف على كل شرف ولك الحمد على كل حال وكلما هبط يسبح وإذا خاف الوحشة قال سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح جللت السموات بالعزة والجبروت قال في الإحياء والسنة في السفر أن يتناوب الرفقاء الحراسة وإذا نام واحد حرس آخر ومهما قصده عدوا وسبع في ليل أو نهار فليقرأ آية الكرسي وشهد الله والإخلاص والمعوذتين وليقل بسم الله ما شاء الله حسبي الله وكفي سمع الله لمن دعى ليس وراء الله منتهى ولا دون الله ملتجا كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ان الله قوي عزيز تحصنت بالله العظيم واستعنت بالحي الذي لا يموت اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام واكتفنا بركنك الذي لا يرام وارحمنا بقدرتك علينا لا نهلك وأنت ثقتنا ورجانا اللهم عطف علينا قلوب عبادك وإمائك برأفة ورحمة أنك أنت أرحم الراحمين (هـ) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(أوصيك بتقوى الله تعالى) أي بلزومها فإنه رأس كل شيء من أمور الدنيا والآخرة إذ هي تجنب كل منهي وفعل كل مأمور (وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام أي كما أنه ليس عند النصارى عمل أفضل من الترهب ففي الإسلام لا عمل أفضل من الجهاد والرهبانية أصلها من الرهب الخوف كان

ص: 200

(النصارى) يترهبون بالتخلي من أشغال الدنيا وترك ملاذها والزهد فيها والعزلة عن أهلها وتحمل مشاقها حتى أن منهم من كان يخصي نفسه ويضع السلسلة في عنقه وغير ذلك من أنواع التعذيب فنفاها النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام ونهي المسلمين عنها وأمرهم بالجهاد فإذا زهد الرهبان النيا وتخلوا للتعبد فلا تخلي ولا زهد للمسلم أفضل من بذل النفس في سبيل الله (وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن) أي ألزم ذلك (فإنه روحك) بفتح الراء أي راحتك (في السماء وذكرك في الأرض) قال المناوي بإجراء الله ألسنة الخلق بالثناء الحسن عليك عند توفر الشروط والآداب (حم) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح

(وصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته) أي ظاهره وباطنه (وإذا أسأته) أي فعلت سيئة (فأحسن) أي اتبعها سنة تمحها (ولا تسألن أحداً شيئاً) يمكنك أن تستغني عنه وإلا فقد يجب السؤال (ولا تقبض أمانة) تعجز عن حفظها أو تقدر لكن لم تثق بأمانة نفسك فيحرم قبولها في الأول ويكره في الثاني فإن قدر على الحفظ ولم يكن ثم غيره وجب أو كان ثم غيره استحب (ولا تقض بين اثنين) أي ما لم يتعين عليك ذلك قال المناوي والخطاب لأبي ذر وكان يضعف عن ذلك (حم) عن أبي ذر قال الشيخ حديث صحيح

(أوصيك بتقوى الله) تعالى أي الزمها (فإنه) أي لزوم التقوى (رأس الأمر كله) فإنها وإن قل لفظها جامعة لحق الحق والخلق شاملة لخير الدارين (وعليك بتلاوة القرآن) والعمل بما فيه (وذكر الله) أي الزم ذلك (فإنه) أي لزوم ذلك (ذكر لك في السماء) يعني يذكرك الملأ الأعلى بسببه بخير (ونور لك في الأرض) أي يعلوك بين أهلها (عليك بطول الصمت) أي الزم السكوت عما لا ينبغي من نحو سب وغيبة كما يؤخذ من التعليل ولا تطلق لسنانك (لا في خير) كذكر وإصلاح بين الناس (فإنه) أي طول الصمت ويحتمل رجوعه للخير (مطردة للشيطان) أي يطرده ويبعده (عنك وعون لك على أمر دينك وإياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب) أي يصيره مغموراً في الظلمات بمنزلة الميت الذي لا ينفع نفسه (ويذهب بنور الوجه) قال المناوي أي بإشراقه وضيائه وبهائه اهـ ويحتمل أن المراد يذهب بالسكينة والوقار (عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي) أي بذل النفس في قتال الكفار بقصد إعلاء كلمة الله لهذه الأمة بمنزلة التبتل والانقطاع إلى الله تعالى عند النصارى (أحب المساكين) هو شامل للفقاء (وجالسهم) فإن مجالستهم تدفع الكبر (انظر إلى من تحتك) في أمور الدنيا (ولا تنظر إلى من فوقك) فيها (فإنه أجدر) أي أحق (أن لا تزدري) تحتقر (نعمة الله عندك) أما في أمور الآخرة فورد الأمر بالنظر إلى من فوق ليبعث ذلك على اللحوق به ويحتقر الشخص إعمال نفسه (صل قرابتك) بالإحسان إليهم بحسب الإمكان ولو بالسلام (وإن قطعوك) فالواصل يصله الله برحمته وإحسانه والقاطع يقطعه عن ذلك (قل الحق وإن كان مراً) أي ائمر بالمعروف وأنه عن

ص: 201

المنكر وإن كان في ذلك مرارة أي مشقة عليك إذا آمنت (لا تخف في الله لومة لائم) على ذلك (ليحجزك عن الناس) أي ليمنعك عن التكلم في أعراض الناس والوقيعة فيهم (ما تعلم من نفسك) من العيوب فقل ما تخلو من عيب فاشتغل بعيب نفسك (ولا تجد) أي لا تغضب (عليهم فيما يأتي) يحتمل أن المعنى بسبب ما تفعل أو تقول مما يذم شرعاً (وكفى بالمرء عيباً أن يكون فيه ثلاث خصال) الولى (أن يعرف من الناس ما يجهل من نفسه) من العيوب يبصر القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه (و) الثانية (أن يستحيي لهم مما هو فيه) أي يستحيي منهم أن يذكروه بما فيه من النقائص مع إصراره عليها (و) الثالثة (يؤذي جليسه) بقول أو فعل (يا أبا ذر لا عقل كالتدبير) قال المناوي في المعيشة وغيرها اهـ ويحتمل أن يكون المراد النظر في عواقب الأمور (ولا ورع كالكف) أي عن تناول ما يضطرب القلب في تحليله وتحريمه (ولا حسب) أي لا شيء يفتخر به (كحسن الخلق فانظر) أيها الواقف على هذه الوصية ما أبلغها وما أجمعها فعليك بقبولها والعمل بها (عبد بن حميد) في تفسيره (طب) عن أبي ذر قال الشيخ حديث صحيح

(أوصيك يا أبا هريرة بخصال أربع لا تدعهن) أي لا تتركهن (أبداً ما بقيت) أي مدة بقائك في الدنيا فإنهن مندوبات ندباً مؤكداً (عليك بالغسل يوم الجمعة) أي ألزمه ودم عليه ولا تهمله إن أردت حضورها وإن لم تلزمك ووقته من الفجر والأفضل تقريبه من الرواح إليها ولا يبطل بحصول جنابة بعدها وإذا عجز عن الماء تيمم بدلاً عنه (والبكور إليها) من طلوع الفجر إن لم تكن معذوراً ولا خطيباً (ولا تلغ) أي لا تتكلم حال الخطبة وهو على حاضرها مكروه عند الشافعي وحرام عند الثلاثة (ولا تله) أي لا تشتغل ع استماعها بحديث ولا غيره وهو مكروه عند الشافعي حرام عند غيره (وأوصيك بصيام ثلاثة أيام من كل شهر) والأولى كونها الثالث عشر وتالييه (فإنه) أي صيامها (صيام الدهر) أي يعدل صيامه لأن الحسنة بعشر أمثالها فكل يوم بعشرة أيام (وأوصيك بالوتر) أي بصلاته ويدخل وقته بصلاة العشاء ويخرج بطلوع الفجر (قبل النوم) أي أن لم تثق باستيقاظك قبل الفجر فالأفضل التأخير (وأوصيك بركعتي الفجر) أي بصلاتهما (لا تدعنها) أي لا تترك المحافظة عليهما (وإن صليت الليل كله فإن فيهما الرغائب) أي ما يرغب فيه من الثواب العظيم فهما أفضل الرواتب بعد الوتر (ع) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(أوصيكم بأصحابي) الخطاب لولاة الأمور (ثم الذين يلونهم) أي التابعين (ثم يفشوا الكذب) أي يظهر وينتشر بين الناس وتحصل البدع (حتى يحلف الرجل ولا يستحلف) أي لا يطلب منه الحلف لرجآته على الله (ويشهد الشاهد ولا يستشهد) أي قبل أن يطلب منه أداء الشهادة ومحل ذم ذلك في غير شهادة الحسبة أما فيها فليس بمذموم لدليل آخر (إلا) بالتخفيف حرف تنبيه (لا يخلون رجل بامرأة) أجنبية (إلا كان ثالثهما الشيطان) بالوسوسة وتهييج الشهوة

ص: 202

قال الشيخ وهو نهي مع بيان العلة التي هي من العدو الأعظم والنهي للتحريم (عليكم بالجماعة) أي السواد الأعظم من أهل السنة أي الزموا هديهم (وإياكم والفرقة) أي احذروا مفارقتهم ما أمكن (فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد) وهو من الثلاثة أبعد منه من الاثنين وهكذا (من أراد بحبوحة الجنة) بضم الموحدتين أي من أراد أن يسكن وسطها أو أوسعها وأحسنها (فليلزم الجماعة) أي ما عليه أهل السنة فإن من انفرد بمذهبه عن مذاهب الأئمة فقد خرج عن الحق لأن الحق لا يخرج عن جماعتها (من سرته حسنته وسأته سيئته فذلكم المؤمن) أي الكامل الإيمان (حم ت ك) عن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح

(أوصيكم بالجار) أي بالإحسان وكف أنواع الأذى والضرر عنه وإكرامه بكل ممكن لما له من الحق المؤكد (الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أبي أمامة) قال الشيخ حديث ضعيف منجبر

(أوفق الدعاء) أي أكثره موافقة للداعي (أن يقول الرجل) أي الإنسان ذكراً كان أو أنثى (اللهم أنت ربب) أي مالكي (وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي يا رب فاغفر لي ذنبي أنك أنت ربي) أي لا رب لي غيرك (وأنه) أي الشأن (لا يغفر الذنوب إلا أنت) لأنك السيد المالك وإنما كان أوفق للدعاء لما فيه من الإقرار بالظلم ثم الالتجاء إلى الله تعالى للعلم بأنه لا يغفر الذنوب غيره (محمد بن نصر في الصلاة عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث صحيح

(أوفوا بحلف) بكسر الحاء وسكون اللام (الجاهلية فإن الإسلام لا يزيده إلا شدة) أي العهود التي وقعت فهيا مما لا يخالف الشرع قال في النهاية أصل الحلف المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والإنفاق فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القبائل والغارات فذلك الذي ورد النهي عنه بقوله صلى الله عليه وسلم لا حلف في الإسلام وما كان منه في الجاهلية على نصر المظلوم وصلة الأرحام فهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيما حلف كان في الاجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة يريد المعاقدة على الخير ونصرة الحق (ولا تحدثوا حلفاً في الإسلام) أي لا تحدثوا فيه محالفة بأن يرث بعضكم بعضاً (حم ت) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح

(أوقد على النار) أي نار جهنم (ألأف سنة) حتى احمرت قال المناوي بعد ما كانت شفافة لا لون لها (ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة كالليل المظلم) قال والقصد الإعلام بفظاعتها والتحذير من فعل ما يؤدي إلى الوقوع فيها قال العلقمي قال الدميري نقل ابن الجوزي عن الأصمعي قال سمعت أعرابياً يقول والله ما خلق الله النار إلا من كرمه جعلها سوطاً يسوق بها المؤمنين إلى الجنة (ن هـ) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(أولم) فعل أمر أي إذا تزوجت والخطاب لعبد الرحمن بن عوف (ولو بشاة) غيابها لأنها تيسر على الموسر ويستفاد من السياق طلب تكثير الوليمة لمن يقدر قال عياض وأجمعوا على أن لا حد

ص: 203

لأكثرها وأما أقلها فكذلك ومهما تيسر أجزأ وسببه كما في البخاري عن حميد سمعت أنساً قال لما قدموا المدينة نزل المهاجرون على الأنصار فنزل عبد الرحمن بن عوف على سعد بن الربيع فقال أقاسمك مالي وأنزل لك عن إحدى امرأتي قال بارك الله لك في أهلك ومالك فخرج إلى السوق فباع واشترى وأصاب شيئاً من أقط وسمن فتزوج فقال النبي صلى الله عليه وسلم أولم ولو بشاة وفيه منقبة لسعد بن البيع في إيثاره على نفسه بما ذكر ولعبد الرحمن بن عوف في تنزهه عن شيء يستلزم الحياء والمروءة اجتنابه ولو كان محتاجاً إليه وفيه استحباب المواخاة وحسن الإيثار من الغني للفقير حتى بإحدى زوجتيه واستحباب رد مثل ذلك على من آثر به لما يغلب في العادة على من تكلف مثل ذلك فلو تحقق أنه لم يتكلف جاز وفيه أن من ترك ذلك لقصد صحيح عوضه الله خيراً منه وفيه استحباب التكسب وأنه لا نقص على من يتعاطى من ذلك ما يليق بمروءة مثله مالك (هـ ق ع) عن أنس بن مالك (خ) عن عبد الرحمن بن عوف

(أولياء الله) أي الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة (الذين إذا رؤا ذكر الله) ببناء الفعلين للمفعول أي يذكر الله من رآهم لما يعلوهم من البهاء والوقار والسكينة قال ابن عباس سئل النبي صلى الله عليه وسلم من أولياء الله فذكره (الحكيم) الترمذي (عن ابن عباس) قال الشيخ حديث صحيح

(أول الآيات) أي علامات الساعة (طلوع الشمس من مغربها) قال المناوي والآيات أما أمارات دالة على قرب الساعة فأولها بعث نبينا صلى الله عليه وسلم أو أمارات متوالية دالة على وقوعها والكلام هنا فيها وجاء في خبر آخر أن أولها الدجال قال الحليمي وهو الظاهر (طب) عن أبي أمامة قال الشيخ حديث صحيح

(أول الأرض خراباً يسراها ثم يمناها) قال الشيخ المراد بيسراها جهة بيت المقدس وبيمناها جهة اليمن اهـ قال المناوي قال الديلمي ويروي أسرع الأرضين (ابن عساكر) في تاريخه (عن جرير) بن عبد الله قال الشيخ حديث صحيح لغيره

(أول العبادة الصمت) أي السكوت عما لا ينبغي إذ به يسلم من الغيبة والنميمة ونحوهما ولهذا قال بعض الأصوليين الصامت آت بواجب (هناد عن الحسن) البصري (مرسلاً) قال الشيخ حديث ضعيف

(أول الناس هلاكاً) قال المناوي بنحو قتل أو فناء (قريش) القبيلة المعروفة (وأول قريش هلا كأهل بيتي) فهلاكهم من أشراط الساعة (طب) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح

(أول الناس فناء) بالمد أي موتاً وانقراضاً (قريش وأول قريش فناء بنوا هاشم) أي والمطلب كما يدل عليه ما قبله (ع) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح

(أول الوقت) أي إيقاع الصلاة أول وقتها يحصل به (رضوان الله) بكسر الراء وضمها بمعنى الرضى وهو خلاف السخط (وآخر الوقت عفو الله) قال ابن العربي روى عن أبي بكر الصديق أنه قال فيه رضوان الله أحب إلينا من عفوه قال علماؤنا لأن رضوانه للمحسنين وعفوه للمقصرين (قط) عن جرير

ص: 204

قال الشيخ حديث صحيح

(أول الوقت رضوان الله ووسط الوقت رحمة الله) أي إحسانه وتفضله (وآخر الوقت عفو الله) من آخر الصلاة لآخر وقتها وأوقعها جميعها فيه فلا إثم عليه (قط) عن أبي محذورة قال الشيخ حديث صحيح

(أول بقعة) بضم الباء (وضعت من الأرض) أي من هذه الأرض التي نحن عليها (موضع البيت) هو علم بالغلبة على الكعبة (ثم مدت) بالبناء للمجهول أي بسطت (منها الأرض) أي باقيها من جميع جوانبها فهي وسط الأرض (وأن أول جبل وضعه الله على وجه الأرض أبو قبيس) جبل معروف بمكة (ثم مدت منه الجبال) قال المناوي واختلف في أول من بنا البيت فقيل آدم وقيل شيث وقيل الملائكة قبل آدم ثم رفع ثم أعيد (هب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح لغيره

(أول تحفة المؤمن) أي إكرام المؤمن الكامل الإيمان بعد موته (أن يغفر) بالبناء للمفعول أي أن يغفر الله (لمن صلى عليه) صلاة الجنازة قال المناوي إذ من شأن الملك إذا قدم إليه بعض خدمه بعد طول غيبه أن يتلقاه ومن معه بالإكرام اهـ وفيه الترغيب في صلاة الجنازة (الحكيم) في نوادره (عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح

(أول جيش من أمتي يركبون البحر) للغزو قد أوجبوا قال شيخ الإسلام زكرياً لأنفسهم المغفرة والرحمة بأعمالهم الصالحة اهـ وقال في الفتح أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة قال المهلب في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا في البحر (وأول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر) ملك الروم يعني القسطنطينية أو المراد مدينته التي كان فيها يوم قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وهي حمص وكانت دار مملكته (مغفور لهم) قال المهلب فيه منقبة ليزيد بن معاوية لأنه أول من غزا مدينة قيصر أي كان أمير الجيش بالاتفاق وتعقبه ابن التين وبن المنير بما حاصله أنه لا يلزم من دخوله في ذلك العموم أن لا يخرج بدليل خاص إذ لا يختلف أهل العلم في قوله صلى الله عليه وسلم مغفور لهم بشروط بأن يكونوا من أهل المغفرة حتى لو ارتدوا حد ممن غزاها بعد ذلك لم يدخل في ذلك العموم اتفاقاً وقال شيخ الإسلام زكريا استدل بذلك على ثبوت خلافة يزيد بعد معاوية وأنه من أهل الجنة لدخوله في عموم قوله صلى الله عليه وسلم مغفور لهم وأجيب بانه لا يلزم من دخوله فيه أن لا يخرج بدليل خاص إذ لا خلاف أن قوله مغفور لهم مشروط بكونه من أهل المغفرة ويزيد ليس كذلك حتى أطلق بعضهم جواز لعنه لأمره بقتل الحسين ورضاه به حتى قال التفتازاني بعد ذكره نحو ذلك والحق أن رضى يزيد بقتل الحسين واستبشاره وإهانته أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم مما تواتر معناه وإن كان تفاصيلها أحاداً فنحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه لعنه الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه وخالف في جواز لعن المعين الجمهور القائلين بعدم جوازه وإنما يجوزونه على وجه العموم كما يقال لعن الله الظالمين وقوله بل في إيمانه أي بل لا نتوقف في عدم إيمانه بقرينة ما بعده وما قبله اهـ وقال ابن حجر الهيثمي في شرحه على الهمزية

ص: 205

وقد قال أحمد بن حنبل بكفره وناهيك به ورعاً وعلماً اهـ واختار جمع منهم ابن أبي شريف والغزالي وابن العربي المالكي التوقف في أمره (حم م) عن أم حرام بحاء وراء مهملتين بنت ملحان بكسر الميم سكون اللام ابن خالد الأنصارية

(أول خصمين يوم القيامة) أي أول خصمين يقضي بينهما يوم القيامة (جاران) أذى أحدهما الآخر اهتماماً بشأن حق الجوار الذي حث الشرع على رعايته (طب) عن عقبة ابن عامر الجهني قال الشيخ حديث صحيح

(أول زمرة) أي طائفة (تدخل الجنة) وجوههم (على صورة القمر) في الضياء والبهاء والإشراق (ليلة البدر) أي ليلة تمامه وذلك ليلة أربع عشرة (و) الزمرة (الثانية) أي التي تدخل عقب الأولى (على لون أحسن كوكب دري) بكسر الدال وضمها أي مضئ يتلألأ (في السماء) منسوب إلى الدر (لكل رجل منهم زوجتان على كل زوجة) منهما (سبعون حلة) قال المناوي يعني حلل كثيرة جداً فالمراد التكثير لا التحديد (يبدو مخ ساقها من ورائها) كناية عن غاية لطافتها ويكون له سبعون لسن بهذا الوصف فلا تعارض بينه وبين خبر أدنى أهل الجنة من له ثنتان وسبعون زوجة (حم ت) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح

(أول سابق إلى الجنة عبد أطاع الله) تعالى بامتثال ما أمر به واجتناب ما نهى عنه (وأطاع مواليه) أي ساداته قال المناوي والمراد انه سابق بعد من مرانه أول داخل (طس خط) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(أول شهر رمضان رحمة) أي يصب الله الرحمة على الصائمين صبا (ووسطه مغفرة) أي يغفر الله لهم (وآخره عتق نم النار) أي يعتق الله في آخر ليلة منه جمعاً ممن استوجبوا النار منها (ابن أبي الدنيا في فضل رمضان (خط) وابن عساكر عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف

(أول شيء يحشر الناس) وفي رواية أول أشراط الساعة (نار تحشرهم من المشرق إلى المغرب) أي تخرج من جهة المشرق تسوقهم إلى جهة المغرب والمراد أن ذلك أول الأشراط المتصلة بقيام الساعة (الطيالسي) أبو داود (عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح

(أول شيء يأكله أهل الجنة) في الجنة إذا دخلوها (زيادة كبد الحوت) وهي القطعة المنفردة عن الكبد المتعلقة به وهي أطيبه وألذه وحكمة اختصاصها بأولية الأكل أنها أبرد شيء في الحوت فبأكلونها تزول الحرارة الحاصلة لهم في الموقف وسببه أن اليهود قالوا أخبرنا ما أول ما يأكل أهل الجنة فذكره (الطيالسي) أبو داود (عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح

(أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة) المكتوبة وهي الخمس لأنها أول ما فرض بعد الإيمان (فإن صلحت) بأن أتى بأركانها وشروطها (صلح له سائر عمله) قال المناوي يعني سومح في جميع أعماله ولم يضيق عليه (وإن فسدت) بأن أخل بشيء مما ذكر (فسد سائر عمله) تبعاً لفسادها وهذا خرج مخرج الزجر والتحذير

ص: 206

من التفريط فيها واعلم أن من أهم أو أهم ما يتعين رعايته في الصلاة الخشوع فإنه روحها ولهذا عده الغزالي شرطاً وذلك لأن الصلاة صلة بين العبد وربه وما كان كذلك فحق العبد أن يكون خاشعاً لصولة الربوبية على العبودية (طس) والضيا عن أنس قال الشيخ حديث صحيح

(أول ما يرفع من الناس) في رواية من هذه الأمة (الأمانة) قال الشيخ والأولية نسبية إذ رفع القرآن يسبقها (وآخر ما يبقى من دينهم الصلاة) فعليكم بتعلم أركانها وشروطها ومندوباتها (ورب مصل) أي آت بصورة الصلاة (لا خلاق له عند الله) أي لا نصيب له من ثوابها لاختلالها وعدم قبولها قال المناوي لكونه غافلاً لا هي القلب وليس للمرء من صلاته إلا ما عقل (الحكيم) في نوادره (عن زيد ابن ثابت) قال الشيخ حديث صحيح

(أول ما تفقدون) بكسر القاف (من دينكم الأمانة) قال المناوي تمامه عند مخرجه الطبراني ولا دين لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له وحسن العهد من الإيمان (طب) عن شداد بن أوس) قال الشيخ حديث صحيح

(أول ما يرفع من الناس الخشوع) قال المناوي أي خشوع الإيمان الذي هو روح العبادة وهو الخوف أو السكون أو معنى يقوم بالقلب فيظهر عنه سكون الأطراف قال بعضهم الزم الخشوع فإن الله ما أوجدك إلا خاشعاً فلا تبرح عما أوجدك عليه فإن الخشوع حالة حياء والحياء كله خير (طب) عن شداد بن أوس قال الشيخ حديث صحيح

(أول شيء يرفع من هذ الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعاً) خشوع إيمان بل خشوع تهافت ونفاق فيصير الواحد منهم ساكن الجوارح تصنعاً ورياء وقلبه مملوأ بالشهوات أو المراد خشوع الصلاة وخشوعها خشية القلب وكف الجوارح عن العبث وتدبر القراءة والذكر وترك الشواغل الدنيوية وإلزام البصر محل السجود وإن صلى بقرب الكعبة (طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث صحيح

(أول ما يوضع في الميان الخلق الحسن) وفي رواية أثقل بدل أول وزاد في رواية والسخاء (طب) عن أم الدرداء وإسناده ضعيف

(أول ما يوضع في ميزان العبد نفقته على أهله) أي على من تلزمه مؤنته من نحو زوجة وأصل وفرع قال المناوي والأولية في هذا الخبر وما قبله على معنى من (طس) عن جابر قال الشيخ حديث صحيح

(أول ما يقضي) بالبناء للمفعول أي أول قضاء يقضي أو ما يحكم الله (بين الناس يوم القيامة) يكون (في الدماء) التي وقعت بين الناس في الدنيا لعظم مفسدة سفكها قال المناوي وإلا وجه أن الأولية في هذا مطلقة وفي أول خصمين وفي أول ما يحاسب بمعنى من اهـ وقال العلقمي لا تعارض فحديث أول ما يحاسب محمول على حق الله تعالى على العبد وحديث أول ما يقضي محمول على حقوق الآدميين فإن قيل أيهما يقدم فالجواب أن هذا الأمر توقيفي وظاهر الأحاديث دالة على أن الذي يقع أولاً المحاسبة على حقوق الله تعالى قبل حقوق العباد (حم ق ن هـ) عن ابن مسعود

(أول ما يحاسب به العبد الصلاة) لأنها عماد الدين

ص: 207

(وأول ما يقضي بين الناس في الدماء) أي قتل بعضهم بعضاً لأنه أكبر الكبائر بعد الشرك (ن) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح

(أول ما يرفع من هذه الأمة الحياء (والأمانة) قال المناوي تمامه كما في الفردوس فسلوهما الله عز وجل والمراد الأمانة ضد الخيانة أو الصلاة (القضاعي عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث صحيح

(أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان شرب الخمر) قال المناوي قال القضاعي وذلك أول ما بعث قبل أن يحرم على الناس بنحو عشرين سة فلم يحل له قط (وملاحات الرجال) أي مقاولتهم ومخاصمتهم ومناظرتهم بقصد الاستعياء (طب) عن أبي الدرداء وعن معاذ بن جبل قال الشيخ حديث صحيح

(أول ما يهراق) أي يصب (من دم الشهداء) وهو من قاتل الكفار لتكون كلمة الله هي العليا ومات بسبب القتال (يغفر له ذنبه كله إلا الدين) بفتح الدال يريد به إلا التبعات وهذا في المغازي في البر أما المغازي في البحر فورد أنه يغفر له كل ذنب حتى التبعات (طب ك) عن سهل بن حنيف بضم المهملة وفتح النون الأنصاري قال الشيخ حديث صحيح

(أول من أشفع له يوم القيامة من أمتي أهل بيتي) قال المناوي هم مؤمنوا بني هاشم والمطلب اوأصحاب الكسا (ثم الأقرب فالأقرب من قريش ثم الأنصار ثم من آمن بي وأتبعني من اليمن ثم من سائر العرب ثم الأعاجم) جمع عجمي والمراد من عدا العرب (ومن أشفع له أولا أفضل) ممن بعده ولا يعارضه الحديث الآتي أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة لأن الأول في الآحاد والجماعة والثاني في أهل البلد كله (طب) عن ابن عمر قال الشيخ حديث صحيح

(أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة) وأهل مكة وأهل الطائف (طس) عن عبد الله بن جعفر قال الشيخ حديث صحيح

(أول من يلحقني من أهلي) أي يموت بعدي (أنت يا فاطمة) خاطبها بذلك في مرضه الذي مات فيه لأنه أخبراه بأنه ميت فبكت فأخبرها بأنها أول من يلحقه فضحكت (وأول من يلحقني من أزواجي زينب) بنت جحش (وهي أطولكن كفاً) وفي رواية يدكاً كناية عن كثرة الصدقة وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم فإنه إخبار عن غيب وقع (ابن عساكر عن واثلة بن الأسقع

(أول من تنشق عنه الأرض أنا ولا فخر ثم تنشق عن أبي بكر وعمر ثم تنشق عن الحرمين مكة والمدينة) أي عن أهلهما إكراماً لهم وإظهاراً لفضلهم على غيرهم (ثم ابعث بينهما) ليجتمع إليّ الفرقان (ك) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح

(أول من يشفع يوم القيامة) عند الله (الأنبياء ثم العلماء) بالعلوم الشرعية العاملون بعلمهم (ثم الشهداء) الذين بذلوا أنفسهم لإعلاء كلمة الله (المرهبي) بكسر الهاء (في) كتاب (فضل العلم) والعلماء (خط) عن عثمان ابن عفان قال الشيخ دحيث ضعيف منجبر

(أول من يدعي إلى الجنة) أي إلى دخولها زاد في رواية يوم القيامة (الحمادون) أي الكثيرون الحمد لله (الذين يحدون الله على) في رواية في (السراء) سعة العيش والسرور (والضراء) الأمراض والمصائب (طب ك)

ص: 208

عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح

(أول من يكسى) يوم القيامة (من الخلائق) بعد تناثر ثيابهم التي خرجوا بها من قبورهم (إبراهيم) الخليل فيكسى من حلل الجنة قال الشيخ وذلك لأنه أول من سن الستر بالسراويل أو لأنه لم يكن في الأرض أخوف من الله منه أي فجوزى بذلك ليطمئن قلبه ويحتمل أن نبينا صلى الله عليه وسلم يخرج من قبره بثيابه والحلة التي يكساها حلة الكرامة فلهذا قدم إبراهيم (البزار عن عائشة) قال الشيخ حديث صحيح

(أول من فتق) بالبناء للمفعول (لسانه بالعربية) أي باللغة العربية (المبينة) أي الواضحة الصريحة الخالصة (إسماعيل) بن إبراهيم الخليل (وهو ابن أربع عشرة سنة) وبين بقوله المبينة أوليته بحسب الزيادة والباين وإلا فأول من تكلم بالعربية جرهم (الشيرازي في الألقاب) والكنى عن علي بن أبي طالب بإسناد ضعيف

(أول من خضب) أي من صبغ شعره (بالحناء والكتم) بفتحتين نبت فيه حمرة يخلط بالحناء أو الوشمة فيختضب به (إبراهيم) الخليل (وأول من اختضب بالسواد فرعون) فلذلك كان الأول مندوباً والثاني محرماً إلا للجهاد (فر) وابن النجار عن أنس قال الشيخ حديث ضعيف

(أول من دخل الحمامات وصنعت له النورة) بضم النون (سليمان ابن داود فلما دخله وجد حره وغمه فقال أوه من عذاب الله أوه قبل أن لا يكون أوه) قال العلقمي قال في النهاية كلمة يقولها الرجل عند الشكاية والتوجع وهي ساكنة الواو مكسورة الهاء وربما قلبوا الواو ألفاً فقالوا آه من كذا وربما شددوا الواو وكسروها وسكنوا الهاء فقالوا أوه وربما حذفوا الهاء فقالوا أو ووبعضهم بفتح الواو مع التشديد فقالو اأو اهـ وعلى هذا الأخير اقتصر المناوي وقال يعني أنه تذكر بحره وغمه حر جهنم وغمها فإن الحمام أشبه شيء بجهنم النار من تحت والظلام من فوق (عق طب عد هق) عن أبي موسى الأشعري قال الشيخ حديث حسن

(أول من غير دين إبراهيم) أي أول من بدل أحكام شرعه وجعلها على خلاف ما هي عليه (عمرو بن لحى) بضم اللام وفتح الحاء المهملة مصغراً واسمه ربيعة (بن قمعة) بكسر القاف وفتح الميم وعين مهملة (ابن خندف) بكسر أوله المعجم وآخره فاء (أبو خزاعة) بضم المعجمة وفتح الزاي (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح

(أول من يبدل سنتي) أي طريقتي وسيرتي (رجل من بني أمية) بضم الهمزة زاد الروياني وابن عساكر في روايتهما يقال يزيد قال البيهقي وهو يزيد بن معاوية (ع) عن أبي ذر الغفاري قال الشيخ حديث صحيح

(أول ما يرفع) من الدنيا في آخر الزمان (الركن) قال الشيخ هو الحجر وكنى به عن جميع البيت حين تهدمه الحبشة (والقرآن) أي بذهاب حفظته أو بمحوه من صدورهم (ورؤي النبي في المنام) إلى عهدية والمعهود نبينا ويحتمل كونها جنسية فلا يرى أحد أحداً من الأنبياء (الأزدي في تاريخ مكة عن عثمان بن ساج) بمهملة أوله وجيم آخره (بلاغاً) أي أنه قال بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال الشيخ حديث ضعيف

• (أول

ص: 209

ما افترض الله على أمتي الصلوات الخمس وأول ما يرفع منأعمالهم الصلوات الخمس) قال المناوي بموت المصلين واتفاق خلفهم على تركها اهـ ويحتمل أن يكون المراد أول ما يرفع إلى الله تعالى من ثواب أعمالهم ثواب الصلواة فلا تعارض بينه وبين أول ماي رفع من الناس الأمانة وآخر ما يبقى من دينهم الصلاة (وأول ما يسألون) يوم القيامة (عن الصلوات الخمس فمن كان ضيع شيئاً منها يقول الله تبارك وتعالى أي لملائكته (انظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صلاة تتمون بها ما نقص من الفريضة) أي فإن وجدتم ذلك فكملوا بها فرضه (وانظروا في صيام عبدي شهر رمضان فإن كان ضيع شيئاً منه فانظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صيام تتمون بها ما نقص من الصيام وانظروا في زكاة عبدي فإن كان ضيع منها شيئاً فانظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صدقة تتمون بها ما نقص من الزكاة فيؤخذ ذلك على) بمعنى من (فرائض الله وذلك برحمة الله وعد له فإن وجد فضلاً) قال المناوي أي زيادة بعد تكميل الفرض (وضع في ميزانه) فرجح (وقيل له) من قبل الله على لسان بعض الملائكة (ادخل الجنة مسروراً وإن لم يوجد له شيء من ذلك) أي من الفرائض والنوافل التي يكمل بها (أمرت به الزبانية) أي أمرهم الله بإلقائه في النار (فأخذ) أي أخذوه (بيديه ورجليه ثم قذف به في النار) قال العلقمي قال شيخنا قال العراقي في شرح الترمذي هذا الذي ورد من إكمال ما ينقص العبد من الفريضة مما له من التطوع يحتمل أن يراد به ما انتقصه من السنن والهيئات المشروعة المرغب فيها من الخشوع والأذكار والأدعية وانه يحصل له ثواب ذلك في الفريضة وإن لم يفعله في الفريضة وإنما فعله في التطوع ويحتمل أن يراد به ما ترك من الفرائض رأساً فلم يصله فيعوضه الله عنه من التطوع وأنه تعالى يقبل من التطوعات الصحيحة عوضاً عن الصلوات المفروضة ولله سبحانه وتعالى أن يفعل ما شاء فله الفضل والمن بل له أن يسامحه وإن لم يصل شيئاً لا فرضاً ولا نفلاً قال القاضي أبو بكر بن العربي والأظهر عندي أنه يكمل له مما نقص من فرض الصلاة وإعدادها بفضل التطوع لقوله أي في الحديث الآتي ثم الزكاة كذلك وسائر الأعمال وليس في الزكاة إلا فرض أو نفل فكما يكمل فرض الزكاة بنفلها كذلك الصلاة وفضل الله أوسع وكرمه أعم وأتم (الحاكم في) كتاب (الكنى والألقاب عن ابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته قال المناوي وهو على معنى من وقال العلقمي ظاهر الأحاديث دالة على أن الذي يقع أولا المحاسبة على حقوق الله تعالى (فإن كان أتمها كتبت له تامة وإن لم يكن أتمها) صادق بتركها أو ترك بعض فرضها أو سنتها وخصه بعضهم بالسنن (قال الله لملائكته انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع) بزيادة من للتأكيد (فتكملوا بها) أتى بضمير المؤنث باعتبار النافلة (فريضته ثم الزكاة كذلك تم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك (حم د هـ ك) عن تميم الداري قال الشيخ حديث صحيح *

ص: 210

أول نبي أرسل نوح) قال المناوي لا تعارض بينه وبين ما بعده من أن أولهم آدم لأن نوحاً أول رسول إلى الكفار وآم أول رسول إلى أولاده ولم يكونوا كفاراً (ابن عساكر عن أنس) قال الشيخ حديث ضعيف منجبر

(أول الرسل آدم) إلى بنيه فعلمهم شرائع علم الله تعالى (وآخرهم محمد) صلى الله عليه وسلم فلا نبي بعده وعيسى إنما أنزل بشرعه (وأول أنبياء بني إسرائيل موسى) بن عمران (وآخرهم عيسى) بن مريم (وأول من خط بالقلم) أي كتب به ونظر في علم النجوم والحساب (إدريس) قال المناوي سمى به لكثرة درسه لكتاب الله وهو المثلث لأنه نبي وملك وحكيم قال الحكيم ثم علم نوحاً حتى كتب يوان السفينة وأول من كتب بالعربية إسماعيل (الحكيم) في نوادره (عن أبي ذر) قال الشيخ حديث حسن لغيره

(أولاد المشركين) أي أولاد الكفار الذين ماتوا قبل البلوغ (خدم أهل الجنة) فيها فهم من أهلها هذا ما عليه الجمهور (طس) عن سمرة بن جندب (وعن أنس) قال الشيخ حديث صحيح

(ألا) بفتح الهمزة والتخفيف حرف افتتاح معناه التنبيه (أحدثكم حديثاً عن الدجال) أي عن صفاته (ما حدث به نبي قومه) أي لم يحدث نبي قومه بمثله في الإيضاح ومزيد البيان فإنه ما من نبي إلا وقد أنذر قومه به لكن لم يوضحوا صفاته (أنه أعور) أي ذاهب العين اليمنى كما في رواية وفي أخرى اليسرى وجمع بأن إحداهما ذاهبة والأخرى معيبة فيصح أن يقال لكل واحدة عورا إذ الأصل في العورا العيب قال العلقمي قال شيخ شيوخنا إنما اقتصر على ذلك مع أن أدلة الحديث في الدجال ظاهرة لكن العور أثر محسوس يدركه العالم والعاين وهو من لا يهتدي إلى الأدلة العقلية فإذا ادعى الربوبية وهو ناقص الخلقة والإله يتعالى عن النقص علم أنه كاذب (وأنه يجيء معه تمثال الجنة والنار) هذا بالنسبة للرائي فأما بالسحر وأما بجعله تعالى باطن الجنة ناراً أو عكسه (فالتي يقول أنها الجنة هي النار) أي تسبب للعذاب بالنار والتي يقول أنها النار هي الجنة (وأني أنذركم) به (كما أنذر نوح قومه) خصه بالذكر لأنه أول نبي أنذر قمه أي خوفهم ولأنه أول الرسل ولأنه أبوالبشر الثاني (ق) عن أبي هريرة

(ألا أحدثكم بما يدخلكم) أي بالذي يكون سبباً لدخولكم (الجنة) قالوا بلى قال (ضرب بالسيف) أي قتال به والمراد الجهاد في سبيل الله لأجل إعلاء كلمة الله (وإطعام الضيف واهتمام بمواقيت الصلاة) أي بدخول أوقاتها أي لإيقاعها في أول الوقت (وإسباغ الطهور) بضم الطاء أي إتمام الوضوء أو الغسل (في الليلة القرة) بفتح القاف وشدة الراء أي شديدة البرد ومحل هذا عند الشافعي عند العجز عن تسخين الماء فإن قدر على التسخين فلا ثواب في ذلك لكراهته عنده (وإطعام الطعام على حبه) أي مع حب الطعام أي شهوته أو عزته لقلته أو على حب الله (ابن عساكر عن أبي هريرة قال الشيخ حديث ضعيف منجبر

• ألا أحدثكم بأشقى الناس رجلين) عطف بيان أو تمييز (احيمر ثمود) تصغير أحمر وهو قدار ابن سالف (الذي عقر الناقة) أي قتلها لأجل قول نبيهم

ص: 211

صالح ناقة الله وسقياها أي احذروا أن يصيبوها بسوء وإنما قال احيمر لأنه أحمر أشقر ذمم (و) عبد الرحمن بن ملجم (الذي يضربك يا علي) بن أبي طالب بالسيف (على هذه) يعني هامته (حتى يبل منها) بالدم (هذه) أي لحيته فكان كذلك (طب ك) عن عمار بن ياسر قال الشيخ حديث صحيح

(ألا أخبرك بأخير) في رواية بدله بأعظم (سورة في القرآن) قالوا بلى قال هي (الحمد لله رب العالمين) أي سورة الحمد بكمالها فهي أعظم سور القرآن فإنها أمه وأساسه ومتضمنة لجميع ما فيه (حم) عن عبد الله بن جابر البياضي الأنصاري قال اشليخ حديث صحيح

(ألا أخبرك عن ملوك الجنة) أي عن صفتهم وفي رواية ملوك أهل الجنة هم كل (رجل) أي إنسان مؤمن (ضعيف) في نفسه (مستضعف) بفتح العين أي يستضعفه الناس ويحتقرونه لرثاثته وخموله أو فقره (ذو طمرين) بكسر الطاء وسكون الميم وراء أي ثوبين خلقين (لا يوبه له) أي لا يحتفل به لحقارته (لو أقسم على الله) تعالى (لأبره) أي لو حلف يميناً أن الله يفعل كذا أو لا يفعله جاء الأمر فيه على ما يوافق يمينه إكراماً له (هـ) عن معاذ بن جبل قال الشيخ حديث صحيح

(ألا أخبرك بأهل النار) قالوا أخبرنا قال (كل جعظري) بجيم مفتوحة وظاء معجمة بينهما عين مهملة أي فظ غليظ (جواظ) بفتح الجيم وشدة الواو وظاء معجمة أي ضخم مختال (مستكبر جماع) بالتشديد أي كثير الجمع للمال (منوع) أي كثير المنع له (ألا أخبركم بأهل الجنة قالوا أخبرنا قال (كل مسكين لو أقسم على الله لأبره) والمراد أن أغلب أهل الجنة والنار هذان الفريقان (طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث صحيح

(ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون) أي اعتصم به المعتصمون (قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس) زاد في رايةولن يتعوذ الخلائق بمثلهما سميتا بالمعوذتين لأنهما عوذتا أي عصمتا صاحبهما من كل سوء (طب) عن عقبة بن عامر قال الشيخ حديث صحيح

(ألا أخبرك بتفسير لا حول ولا قوة إلا بالله) أي ببيان معناها (لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بالله هكذا أخبرني جبريل يا ابن أم عبد) هو عبد الله بن مسعود (ابن النجار عن ابن مسعود) قال الشيخ حديث حسن لغيره

(ألا أخبركم بأهل الجنة هم كل ضعيف) والمراد بالضعيف من نفسه ضعيفة لتواضعه وضعف حاله في الدنيا (متضعف) قال العلقمي بكسر العين وفتحها وقال المناوي بفتح العين كما في التنقيح قال وغلط من كسرها (لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل) بضم المهملة والمثناة بعدها لام ثقيلة أي الشديد الخصومة أو الجموع المنوع أو الفظ الشديد أو الأكول الشروب (جواظ جعظري) مستكبر صاحب كبر (حم ق ت ن هـ) عن حارثة ابن وهب

(ألا أخبركم بخيركم من شركم) قال العلقمي وسببه كما في الترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على ناس جلوس فقال ألا أخبركم بخيركم من شركم فسكتوا فقال ذلك ثلاثاً فقال رجل بلى يا رسول الله أخبرنا

ص: 212

بخيرنا من شرنا قال (خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره) أي من يؤمل الناس الخير من جهته ويأمنون من الشر من جهته (وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره) أي شركم من لا يؤمل الناس الخير منه ولا يؤمنون شره (حم ت حب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس أن من خير الناس رجلاً عمل) أي جاهد في سبيل الله عز وجل لإعلاء كلمة الله (على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره) أي جاهد راكباً أو ماشياً (أو على قدميه) ولفظ الظهر مقحم (حتى يأتيه الموت) أي استمر على ذلك إلى أن مات وأن من شر الناس رجلاً فاجراً) أي منبعثاً في المعاصي (جريئاً) من الجراءة أي قوم الإقدام (يقرأ كتاب الله ولا يرعوى) أي لا ينكف ولا ينزجر (إلى شيء منه) أي مواعظه وزواجره ووعده ووعيده أو إلى بمعنى الباء أو ضمن يرعوي معنى بتنبه قال العلقمي وأوله عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك يخطب وهو مسند ظهره إلى راحلته فقال ألا فذكره (حم ن ك) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح

(ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها على البدن الصمت) أي الإمساك عن الكلام فيما لا يعني أي ما لا ثواب فيه قال العلقمي قال في المصباح صمت صمتاً من باب قتل سكت وصموتاً وصماتاً فهو صامت واصمته غيره وربما استعمل الرباعي لازماً أيضاً (وحسن الخلق) بملاينة الناس وملاطفتهم وتحمل أذاهم وكف الأذى عنهم (ابن أبي الدنيا) أبو بكر (في) كتاب فضل (الصمت عن صفوان ابن سليم) بضم المهملة وفتح للام مرسلاً قال الشيخ حديث حسن لغيره

(ألا أخبركم عن الأجود) أي الأكثر كرماً (الله الأجود) أي الأكرم (الأجود) كرره للتأكيد (وأنا أجود ولد آدم) بضم الواو وسكون اللام أو بفتحتين (وأجودهم من بعدي رجل علم) بالتخفيف (علماً) شرعياً (فنشر علمه) أي بثه لمستحقيه (يبعث يوم القيامة أمة وحده) يحتمل أن المراد انفراده يوم القيامة بكرامة من الله سبحانه وتعالى تليق به قال المناوي قال في الفردوس الأمة هنا هو الرجل الواحد المعلم للخير المنفرد به (ورجل) جاد بنفسه في سبيل الله حتى يقتل أو ينصر (ع) عن أنس قال الشيخ حديث حسن

(ألا أخبركم بشيء) أي بدعاء نافع للكرب والبلاء (إذا نزل برجل منكم كرب) أي مشقة وجهد (أو بلاء) بالفتح والمد أي محنة (من أمر الدنيا دعا به ففرج عنه) أي ينكشف ما به قالوا أخبرنا قال هو (دعاء ذي النون) أي صاحب الحوت وهو يونس عليه الصلاة والسلام حين التقمه الحوت فنادى في الظلمات (لا إله) أي لا معبود بحق (إلا أنت سبحانك) أن يعجزك شيء (إني كنت من الظالمين) لنفسي بالمبادرة بالمهاجرة عن قومي قبل أن أومر (ابن أبي الدنيا في) كتاب (الفرج) بعد الشدة (ك) عن سعد ابن أبي وقاص قال الشيخ حديث صحيح

(ألا أخبركم بسورة ملأ عظمتها) أي عظمة الثواب الحاصل لقارئها (ما بين السماء والأرض ولكاتبها) تميمة أو غيرها (من

ص: 213

الأجر مثل ذلك) أي ثواب عظيم يملأ ما بينهما لو جسم (من قرأها يوم الجمعة غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى) أي الصغائر الواقعة منه من يوم الجمعة إلى الجمعة التي بعدها (وزيادة) بالرفع (ثلاثة أيام ومن قرأ الآيات الخمس الأواخر منها عند نومه) أي عند إرادته النوم (بعثه الله) أي أيقظه من (أي الليل شاء) قالوا أخبرنا قال (هي سورة أصحاب الكهف) وزاد في رواية عقب قوله ومن قرأها كما أنزلت (ابن مردويه) في تفسيره (عن عائشة) قال الشيخ حديث ضعيف

(ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار) أي دخول جهنم (غدا) أي يوم القيامة وأصل الغد اليوم الذي بعد يومك ثم توسع فيه حتى أطلق على البعيد المترقب قالوا أخبرنا يا رسول الله قال (كل هين) مخففاً من الهوان بفتح الهاء السكينة والوقار (لين) مخفف لين بالتشديد من اللين ضد الخشونة قال ابن الأعرابي العرب تمدح بالهين واللين مخففين وتذم بهما مثقلين (قريب) إلى الناس (سهل) قال المناوي يقضي حوائجهم وينقاد للشارع في أمره ونهيه (ع) عن جابر بن عبد الله (ت طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح

(ألا أخبركم بخير الشهداء) جمع شهيد بمعنى شاهد هو (الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها) بالبناء للمجهول أي قبل أن يطلب منه قال العلقمي قال النووي في المراد بهذا الحديث تأويلان أصحهما وأشهرهما تأويل مالك وأصحاب الشافعي انه محمول على من عنده شهادة لإنسان بحق ولا يعلم ذلك الإنسان أنه شاهد فيأتي إليه فيخبره بأنه شاهد له والثاني أنه محمول على شهادة الحسبة وذلك في غير حقوق الآدميين المختصة بهم فمما يقبل فيه شهادة الحسبة الطلاق والعتق والوقف والوصايا العامة والحدود ونحو ذلك فمن علم شيئاً من هذا النوع وجب عليه رفعه إلى القاضي أعلامه به والشهادة قال الله تعالى وأقيموا الشهادة لله وكذا في النوع الأول يلزم من عنده شهادة لأحد لا يعلمها أن يعلمه إياها لأنها أمانة عنده له وحكى تأويل ثالث محمول على المجاز والمبالغة في أداء الشهادة بعد طلبها لا قبله كما يقال الجواد يعطي قبل السؤال أي يعطى سريعاً عقب السؤال من يغر توقف اهـ فلا ينافي خبر شر الشهود من شهد قبل أن يستشهد لأنه في غير ذلك (مالك (حم م دت) عن زيد بن خالد الجهني

(ألا أخبركم بصلاة المنافق) قالوا أخبرنا قال (ان يؤخر العصر) أي صلاته (حتى إذا كانت الشمس) أي صارت صفراً (كثرب البقرة) بمثلثة مفتوحة فراء ساكنة فموحدة أي شحمها الرقيق فوق الكرش والأمعا شبه به تغير الشمس عند المغيب ومصيرها في محل دون آخر (صلاها) أي يؤخرها إلى ذلك الوقت تاهناً بها ويصليها فيه ليدفع عنه الاعتراض فيحتمل أن المراد التحذير عن تأخيرها إلى هذا الوقت بتسميته منافقاً لا النفاق الحقيقي (قط ك) عن رافع بن خديج وهو حديث صحيح

(ألا أخبركم بأفضل) أي بدرجة هي أفضل (من درجة الصيام والصلاة والصدقة) أي المستمرات أو الكثيرات (إصلاح ذات البين) قال ابن رسلان أي إصلاح أحوال البين

ص: 214

يعني ما بينكم من الأحوال حتى تكون أحوالكم أحوال صحبة وألفة واتفاق وقيل إصلاح ذات البين هو إصلاح الفساد والفتنة التي تكون بين القوم وإسكان الفتنة الثائرة بين لقوم أو بين اثنين فالإصلاح إذ ذاك واجب وجوب كفاية مهما وجد إليه سبيلاً ويحتمل الإصلاح بمواساة الإخوان والمحتاجين ومساعدتهم مما رزقه الله تعالى (فإن فساد ذات البين هي الحالقة) قال في النهاية هي الخصلة التي من شأنها أن تحلق أي تهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموس الشعر (حم د ت) عن أبي الدرداء وهو حدحيث صحيح

(ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة النبي في الجنة) أي في أعلى درجاتها قال المناوي وال للعهد أو الجنس أو الاستغراق (والشهيد) القتيل في قتال الكفار (في الجنة والصديق) صيغة مبالغة أي الكثير الصدق والتصديق للشارع (في الجنة والمولود) أي الطفل الذي يموت قبل البلوغ (في الجنة والرجل) الذي (يزور أخاه) في الدين (في ناحية المصر في الله) أي في مكان بعيد عنه لوجه الله (في الجنة ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة الودود) بفتح الواو أي المتحببة إلى زوجها قال في المصباح وددته أوده من باب تعب ودا بفتح الواو وضمها أحببته والاسم المودة ثم قال وتودد إليه تحبب وهو ودود أي محب يستوي فيه الذكر والأنثى (الولود) أي الكثيرة الولادة أو التي تلد (العؤود) بفتح العين المهملة ثم همزة مضمومة أي التي تعد على زوجها بالنفع يقال هذا الشيء أعود عليك من هذا أي أنفع (التي إذا ظلمت) أي ظلمها زوجها بنحو تقصير في إنفاق أو قسم (قالت) مستعطفة له (هذه يدي في يدك) أي ذاتي في قبضتك (لا أذوق غمضاً) بالضم أي لا أذوق نوماً (حتى ترضي) أي عني (قط) في الإفراد (طب) عن كعب ابن عجرة قال الشيخ حديث صحيح

(ألا أخبركم بأفضل الملائكة جبريل وأفضل النبيين آدم) عليهما الصلاة والسلام قال العلقمي هذا صدر قبل أن يعلم بفضل أولى العظم وقبل أن يعلم بفضله على جميع المخلوقين (وأفضل الأيام) أي أيام الأسبوع (يوم الجمعة) وأفضل الشهور شهر رمضان وأفضل الليالي ليلة القدر وأفضل النساء مريم بنت عمران) قال العلقمي أي نساء زمانها وقدمنا أن أفضل النساء فاطمة بل قدمنا أنها أفضل الصحابة حتى من الشيخين اهـ وقال المناوي هي أفضل نساء عالمها وفاطمة أفضل نساء عالمها (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح

(ألا أدلك) بكسر الكاف خطاب لراوية الحديث قال الشيخ حين سألت هل على المرأة من جهاد وفي رواية ما جهاد المرأة يا رسول الله (على جهاد لا شوكة فيه) أي لا مشقة فيه كمشقة الجهاد (حج البيت) فهو كالجهاد في حصول الثواب وإن تفاوت (طب) عن الشفاء بنت عبد الله ابن عبد شمس العدوية القرشية جدة عثمان بن سليم أم أبيه قال الشيخ حديث صحيح

(ألا أدلك على كلمة) أراد بها الكلام (من تحت العرش من كنز الجنة (يعني أن ثوابها مدخر لقائلها كما يدخر الكنز قال الطيبي من تحت العرش صفة كلمة ويجوز أن تكون

ص: 215

من ابتدائية أي ناشئة من تحت العرش وبيانية أي كائنة من تحت العرش ومستقرة فيه وأما من الثانية فليست إلا بيانية فإذا اذهب إلى أن الجنة تحت العرش والعرش سقفها جاز أن يكون من كنز الجنة بدلاً من تحت العرش (تقول لا حول ولا قوة إلا بالله فيقول الله) أي إذا قلتها (أسلم عبدي واستسلم) أي فوض أمر الكائنات إليّ وانقاد لي مخلصاً (ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(لا أدلك) خطاب لأبي هريرة على غراس هو خير) لك (من هذا) الغراس الذي تغرسه وكان يغرس فسيلا (تقول سبحان الله) قال العلقمي قال الدميري التسبيح في اللغة التنزيه ومعنى سبحان الله تنزيهاً له من النقائص مطلقاً ومن صفات المحدثات كلها وه واسم منصوب على أنه واقع موقع المصدر بفعل محذوف تقديره سبحت الله سبحاناً وتسبيحاً فالتسبيح مصدر وسبحان واقع موقعه ولا يستعمل غالباً إلا مضافاً كقوله سبحان الله وهو المضاف إلى المفعول به أي سبحت الله لأن المسبح هو المنزه قال أبو البقاء ويجوز أن يكون مضافاً إلى الفاعل لأن المعنى تنزه الله قال النووي وهذا الذي قاله وإن كان له وجه فالمشهور المعروف هو الأول وقد جاء غير مضاف كقول الشاعر

• سبحانه ثم سبحانا أنزهه

• قال أهل اللغة والمعاني والتفسير وغيرهم ويكون التسبيح بمعنى الصلاة ومنه قوله سبحانه وتعالى فلولا أنه كان من المسبحين أي المصلين والسبحة بضم السين صلاة النافلة ومنه سبحة الضحى وغيرها قال والسبحة خرز منظوم يسبح بها يعتادها أهل الخير مأخوذ من التسبيح (والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يغرس لك بكل كلمة منها شجرة في الجنة) وهذه الكلمات هي الباقيات الصالحات عند جمع منهم ابن عباس وسببه كما في ابن ماجه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يغرس غرساً فقال يا أبا هريرة ما الذي تغرس قلت غرساص قال ألا أدلك فذكره (هـ ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا) محوها كناية عن غفرانها والعفو عنها (ويرفع به الدرجات) قال الباجي أي المنازل في الجنة ويحتمل أن يريد رفع درجته في الدنيا بالذكر الجميل وفي الآخرة بالثواب الجزيل (إسباغ الوضوء) أي إتمامه وإكماله (على المكاره) قال الباجي من شدة برد وألم جسم وعجلة إلى أمر مهم وغير ذلك (وكثرة الخطا) جمع خطوة بالضم ما بين القدمين وإذا فتحت للمرة (إلى المساجد) للصلاة ويمحوها (وانتظار الصلاة بعد الصلاة) سواء أدى الصلاة في جماعة أم منفرداً في مسجداً وبيته وقيل أراد الاعتكاف (فذلكم الرباط) يعني به تفسير قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اصبروا أي على مشاق الطاعات وصابروا أي غالبوا أعداء الله في الصبر على شدائد الحروب وأعدى عدوكم في الصبر على مخالفة الهوى ورابطوا أبدانكم وخيولكم في الثغور وبقصد الغزو وأنفسكم على الطاعة والرباط في الأصل الإقامة على جهاد العدو فشبه به ما ذكر من الأفعال الصالحة والعبادة وحقيقته ربط النفس والجسم مع

ص: 216

الطاعات (فذلكم الرباط فذلكم الرباط) كرره اهتماماً به وتعظيماً لشأنه وذكره ثلاثاً أما لأنه كان عادته تكرار الكلام المهم ثلاثاً ليفهم عنه أو لأن الأعمال المذكورة في الحديث ثلاث مالك (حم م ت ن) عن أبي هريرة

(ألا أدلكم على أشدكم) قالوا بلى قال (أملككم لنفسه عند الغضب) قال المناوي لأن من لم يملك نفسه عنده فهو في أسر الشيطان أن ذليل ضعيف ومن راض نفسه بتجنب أسباب الغضب ومرنها على ما يوجب حسن الخلق فقد ملكها وصار الشيطان تحت قهره وسببه عن أنس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم يقوم يرفعون حخجراً يريدون الشدة فذكره (طب) في مكارم الأخلاق عن أنس قال الشيخ حديث صحيح

(ألا أدلكم على الحلفاء مني ومن أصحابي ومن الأنبياء من قبلي) يحتمل أن يكون بمعنى بمعنى عن (هم حملة القرآن) أي حفظته العاملون به (و) حملة (الأحاديث) المأخوذة (عني وعنهم) قال المناوي أي عن الصحابة والأنبياء (في الله ولله) أي في رضاه ولوجهه لا لغرض من نحو دنيا أو طمع في جاه (السجزي) يعني السجستاني نسبة إلى سجستان البلد المعروف (في) كتاب (الإبانة) عن أصول الديانة (خط في) كتاب بيان (شرف أصحاب الحديث عن عليّ) بن أبي طالب قال الشيخ حديث ضعيف منجبر

(ألا أرقيك) بفتح الهمزة والخطاب لأبي هريرة (برقية) أي أعوذك بتعويذة (رفاني بها جبريل) أي وعلمنيها وأنا أرقيك بها وأعلمها لك (تقول بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء يأتيك) داء بالمد أي مرض (من شر النفاثات في العقد) النفوس أو الجماعات السواحر اللاتي يعقدن عقداً في خيوط على اسم المسحور وينفثن عليها (ومن شر حاسد إذا حسد) أي أظهر حسده وعمل بمقتضاه (ترقى بها ثلاث مرات) فإنها تنفع إن صحبها إخلاص وقوة توكل قال العلقمي وأوله كما في ابن ماجه عن أبي هريرة قال جاء النبي صلى الله عليه وسلم يعودني فذكره (هـ ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(ألا أعلمك) بكسر الكاف خطاب لراوية الحديث (كلمات تقوليهن) بحذف نون الرفع في جمي النسخ التي اطلعت عليها فإن كانت الرواية بحذفها فهو للتخفيف (عند الكرب) بفتح الكاف وسكون الراء بعدها موحدة هو ما يدهم المرء مما يأخذ بنفسه فيغمه ويحزنه وقيل هو الذي يشق على الآدمي وأصله الغم الذي يأخذ بالنفس (الله الله) برفعهما والتكرير للتأكيد (ربي لا أشرك به) أي بعبادته (شيئاً) من خلقه بريا وطلب أجر فالمراد الشرك الخفي ويحتمل أن يراد ولا أشرك بسؤاله أحداً غيره كما قال إنما ادعو ربي ولا أشرك به أحداً قال العلقمي وهذا الحديث من أدعية الكرب فينبغي الاعتناء به والإكثار منه عند الكرب والأمور العظيمة قاله ابن رسلان قلت وأكمل أدعية الكرب ما قاله شيخنا جامعاً له من الأحاديث فقال يقال عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش الكريم لا إله إلا الله الحليم

ص: 217

الكريم سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت الله الله ربي لا أشرك به شيئاً لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيراً ويقرأ آية الكرسي وخواتيم البقرة (حم ده) عن أسماء بنت عميش بضم المهملة وفتح الميم وسكون التحتية بعدها سين مهملة الخثعمية قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أعلمك فذكره قال الشيخ حديث صحيح

(ألا أعلمك كلمات لو كان عليك مثل جبل صير) قال المناوي بصاد مهملة فمثناة تحتية جبل لطي وأما صبير بزيادة موحدة فجبل باليمن وليس مراد هنا ذكره ابن الأثير لكن وقفت على نسخة المؤلف بخطه فرأيته كتب صبير بالباء وضبطها بخطه بفتح الصاد (دينا) بفتح الدال والنصب على التمييز (أداه الله عنك) أي أعانك على أدائه إلى مستحقه (قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك) من الخلق فمن قاله بصدق نية وجد أثر الإجابة (حم ت ك) عن علي قال الشيخ حديث صحيح

(لا أعلمك كلاماً إذا قلته اذهب الله تعالى همك وقضى عنك دينك قل إذا أصبحت وإذا أمسيت) أي دخلت في الصباح والمساء (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن) قال المناوي الهم والحزن متقاربان عند الأكثر لكن الحزن عن أمر انقضي والهم فيما يتوقع ((وأعوذ بك من العجز) فقد القدرة (والكسل) عدم انبعاث النفس في الخير وقلة الرغبة فيه مع القدرة (وأعوذ بك من الجبن) بضم الجيم وسكون الموحدة ضعف القلب (والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين) أي كثرته (وقهر الرجال) وسببه كما في أبي داود عن أبي سعيد الخدري قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة فقال له يا أبا أمامة مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت صلاة قال هموم لزمتني وديون يا رسول الله قل أفلا أعلمك كلاماً فذكره وفي آخره قال فقلت ذلك أي لازمت هذا الدعا صباحا ومساء فاذهب الله همي ثم قضى عني ديوني وذلك ببركة الدعاء وصدق نيته وإخلاصه (د) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح

(ألا أعلمك) يا علي (كلمات إذا قلتهن غفر الله لك) الذنوب الصغائر (وإن كنت مغفوراً لك) قال المناوي الذنوب الكبائر (قل لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين) وهذه كلمات جامعة وحده أولا ثم وصفه بالعلو والعظمة ثانياً ثم وصفه بالحلم والكرم ثم نزهه بالتسبيح ثم ختم بالتحميد وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين (ت) عن علي وإسناده صحيح ورواه (خط) بلفظ إذا أنت قلتهن وعليك مثل عدد الدر بذال معجمة صغار النمل (خطايا غفر الله لك)

ص: 218

وإسناده ضعيف

(ألا أعلمك خصلات ينفعك الله تعالى بهن عليك بالعلم) الشرعي أي ألزم تعلمه وتعليمه والعمل به (فإن العلم خليل المؤمن) أي يجر إليه النفع كما يجره الخليل لخليله (والحلم وزيره) أي فعليك بالحلم وكذا يقال فيما عصف عليه فلا يقال الخصلتان جمع خصلة والمأمور به واحد قال المناوي لأنه أي الحلم سعة الصدر وطيب النفس فإذا اتسع أبصرت النفس رشدها من غيها فطابت وانبسطت وزلت الحيرة والمخافة (والعقل دليله) على مراشد الأمور (والعمل قيمه) يهيئ له مساكن الأبرار في دار القرار ويدبر له معاشه في هذه الدار (والرفق أبوه) فإنه يتلطف له في أموره ويعطف عليه بالحنو والتربية (واللين أخوه) فإنه يريح البدن من الحدة والشدة والغضب (والصبر أمير جنوده) فإن الصبر ثبات فإذا ثبت الأمير ثبت الجند قال الشيخ وذكر الخصال هنا لأن ما هنا من باب التخلق بالفعل وما مر من باب التخلق بالقول (الحكيم) الترمذي (عن ابن عباس) قال الشيخ حديث ضعيف

(ألا أعلمك كلمات من يرد الله به خيراً) أي كثيراً (يعلمهن إياها) قال المناوي بأن يلهمه إياها أو يسخر له من يعلمه (ثم لا ينسيه) الله إياها (أبداً قل اللهم إني ضعيف) أي عاجز (فقوّ في رضاك ضعفي) أي أجبره به وخذ إلى الخير بناصيتي) أي جرني واجذبني إليه ودلني عليه (واجعل الإسلام منهى رضاي) أي غايته وأقصاه (اللهم إني ضعيف فقوّني وأني ذليل) أي مستهان عند الناس لهواني عليهم (فأعزني وأني فقير فارزقني) أي ابسط لي في رزقي وفي رواية بدله فاغنيني (طب) عن ابن عمرو بن العاص (خ ك) عن بريدة بن الحصيب بإسناد ضعيف

(ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وتنفع من علمته) إياهن (صل ليلة الجمعة أربع ركعات) قال المناوي أمر بالصلاة قبل الدعاء لأن طالب الحاجة يحتاج إلى قرع باب المحتاج إليه وأفضل قرع بابه تعالى بالصلاة (تقرأ في الركعة الولى بفاتحة الكتاب ويس وفي الثانية بفاتحة الكتاب وبحم الدخان وفي الثالثة بفاتحة الكتاب وبالم تنزيل السجدة وفي الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل) أي تبارك التي هي من المفصل وهي تبارك الذي بيده الملك (فإذا فرغت من التشهد) في آخر الرابعة (فاحمد الله واثن عليه) قال الماوي يحتمل قبل السلام ويحتمل بعده والأول قرب إلى ظاهر اللفظ (وصل على النبيين) أي والمرسلين لقوله في الحديث الآتي صلوا على أنبياء الله ورسله (واستغفر للمؤمنين) أي وللمؤمنات (ثم قل اللهم ارحمني بترك المعاصي أبداً ما أبقيتني) أي مدة بقائي في الدنيا (وارحمني من أن أتكلف مالا يعنيني) من قول أو فعل فإن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه (وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني اللهم بديع) بالنصب منادى مضاف إلى (السموات والأرض) أي مبدعهما يعني مخترعهما على غير مثال سبق (ذا الجلال) أي صاحب العظمة (والإكرام والعزة التي لا ترام) أي لا يرومها مخلوق لتفردك بها (اسألك يا الله يا رحمن بجلالك) أي بعظمتك

ص: 219

(وبنور وجهك) الذي أشرقت له السموات (أن تلزم قلبي) حب (حفظ كتابك) يعني القرآن (كما علمتني) إياه والمراد تعقل معانيه معرفة أسراره (وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني) بأن توفقني إلى النطق به على الوجه الذي ترضاه في حسن الأداء (وأسألك أن تنور بالكتاب بصري وتطلق به لساني وتفرج به كربي) وفي نسخة عن قلبي (وتشرح به صدري وتستعمل به بدني وتقوّيني على ذلك وتعينني عليه فإنه لا يعينني على الخير غيرك ولا يوفق له إلا أنت فافعل ذلك ثلاث جمع أو خمساً أو سبعاً) أي أدنى الكمال ثلاث وأوسطه خمس وأعلاه سبع (تحفظه بإذن) الله تعالى (وما أخطأ) أي هذا الدعاء (مؤمناً قط) بل لابد أن تصيبه إجابته وتعود عليه بركته (ت طب ك) عن ابن عباس وأورده ابن الجوزي في الموضوعات فلم يصب) وهو حديث ضعيف

(ألا أنبئك بشر الناس) أي بمن هو من شرهم (من أكل وحده) بخلا وشحاً وتكبراً (ومنع رفده) بالكسر عطاه وصلته قال في المصباح رفده رفداص من باب ضرب اعطاه وأعانه والرفد بالكسر اسم منه (وسافر وحده) أي منفرداً عن الرفيق (وضرب عبده) أو أمته (ألا أنبئك بشر من هذا) الإنسان المتصف بهذه القبائح (من) أي إنسان (يبغض الناس ويبغضونه) لدلالته على أن الملأ الأعلى يبغضونه وأن الله يبغضه (ألا أنبئك بشر من هذا) الإنسان المتصف بذلك (من يخشى) بالبناء للمجهول أي من يخاف (شره ولا يرجى خيره) أي لا يرجى خير من جهته (ألا أنبئك بشر من هذا) الإنسان المتصف بذلك (من باع آخرته بدنيا غيره) فهو أخس الأخسا وأخسر الناس صفقة وأطولهم ندامة يوم القيامة (ألا أنبك بشر من هذا) الإنسان المتصف بذلك (من أكل الدنيا بالدين) كالعالم الذي جعل علمه مصيدة يصيد بها الحطام ومرقاة لمصاحبة الحكام (ابن عساكر في تاريخه عن معاذ ابن جبل) قال الشيخ حديث ضعيف منجبر

(ألا أنبئكم بخياركم) أي بالدين هم من خياركم أي أزكاكم وأتقاكم عند الله (خياركم الذين إذا رؤا ذكر الله) لما يعلوهم من البهاء والنور والسكينة والوقار (حم هـ) عن أسماء بنت يزيد قال الشيخ حديث صحيح

(ألا أنبئكم بخير أعمالكم) أي أفضلها (وأزكاها عند مليككم) أي عند ربكم (وأرفعها في درجاتكم) أي منازلكم في الجنة (وخير لكم من إنفاق الذهب والورق) بكسر الراء الفضة (وخير لكم من أن تلقوا عدوكم) يعني الكفار (فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم) أي تقاتلوم ويقاتلوكم بسيف أو غيره وخير قال الطيبي مجرور بالعطف على خير أعمالكم من حيث المعنى لأن المعنى ألا أنبئكم بما هو خير لكم من بذل أموالكم ونفوسكم قالوا وماذا قال (ذكر الله) لأن جمع العبادات من الإنفاق ومقاتلة العدو وغيرهما ومسائل ووسائط يتقرب بها إلى الله والذكر هو المقصود الأعظم وأجمع العلماء على جواز الذكر بالقلب واللسان للمحدث والجنب والحائض والنفسا وكذلك التسبيح والتحميد والتهليل قال

ص: 220

الشيخ عز الدين بن عبد السلام هذا الحديث يدل على أن الثواب لا يترتب على قدر النصب في جميع العبادات بل قد يأجر الله تعالى على قليل الأعمال أكثر مما يأجر على كثيرها (ت هـ) عن أبي الدرداء واسمه عويمر قال الشيخ حديث صحيح

(ألا يا) أيها الناس (رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا) أي مشغولة بلذات المطاعم والملابس غافلة عن الآخرة (جائعة عارية) بالرفع على حذف المبتدأ والتقدير هي جائعة لأنه إخبار عن حالها (يوم القيامة) أي تحشر وهي جائعة عارية يوم القيامة يوم الموقف الأعظم (ألا يارب نفس جائعة عارية في الدنيا طاعمة من) طعام دار الرض (ناعمةيوم القيامة) لطاعتها لمولاها (ألا يا رب مكرم لنفسه) بمتابعة هواها وتبليغها مناها (وهو لها مهين) فإن ذلك يبعده عن الله ويوجب حرمانه (ألا يا رب مهين لنفسه) بمخالفتها وإذلالها (وهو لها مكرم) يوم العرض الأكبر (ألا يا رب متخوض ومتنعم فيما أفاء الله على رسوله ماله عند الله من خلاق) أي نصيب (ألا وأن عمل الجنة) أي العمل الذي يوصل إليها (حزن) ضد السهل أي صعب (بربوة) بضم الراء أفصح من فتحها وكسرها مكان مرتفع (ألا وإن عمل النار سهل بسهوة) بسين مهملة قال في النهاية السهوة الأرض اللينة التربة شبه المعصية في سهولتها على مرتكبها بالأرض السهلة التي لا خشونة فيا ألا يا رب شهوة ساعة) كشهوة بطن إلى مستحسن محرم (أورثت حزناً طويلاً) في الدنيا والآخرة (ابن سعد) في الطبقات (هب) عن أبي البجير بالجيم قال الشيخ حديث ضعيف

(إياك وكل أمر يعتذر منه) أي احذر أن تفعل أو تتكلم بما يحتاج أن تعتذر منه قال المناوي وفيه مشاهد لما ذكره بعض سلفنا الصوفية أنه لا ينبغي الدخول في مواضع التهم ومن ملك نفسه خاف من مواضع التهم أكثر من خوفه من وجود ألا لم فإياك والدخول على الظلمة وقد رأى العارف أبو هاشم عالماً خارجاً من بيت القاضي فقال له نعوذ بالله من علم لا ينفع (الضياء في المختارة) عن أنس قال الشيخ حديث حسن

(إياك) بكسر الكاف خطاب لامرأة (وما يسوء الإذن) أي احذري النطق بكلام يسوء غيرك إذا سمعه عنك فإنه موجب للتنافر والعداوة (حم) عن أبي الغادية بغين معجمة (أبو نعيم في المعرفة) أي في كتاب معرفة الصحابة عن حبيب بن الحارث (طب) عن عمه العاص بن عمر الطفاوي بضم الطاء وفتح الفاء وبعد الألف واو نسبة إلى طفاوة بطن من قيس غيلان قال الشيخ حديث صحيح

(إياك وقرين السوء) بالفتح مصدر (فإنك به نعرف ولهذا قال عليّ كرم الله وجهه ما شيء أدل على الشيء ولا الدخان على النار من الصاحب على الصاحب (ابن عساكر عن أنس) قال الشيخ حديث ضعيف

(إياك والسمر) بفتح السين والميم (بعد هدأة) بفتح الهاء وسكون الدال (الرجل) بكسر الراء وسكون الجيم وفي رواية بعد هدأة الليل ومراده النهي عن التحدث بعد سكون الناس واخذهم مضاجعهم ثم علل بقوله (فإنكم لا تدرون ما يأتي الله تعالى في خلقه) أي

ص: 221

ما يفعله فيهم (ك) في الأدب عن جابر قال الشيخ حديث صحيح

(إياك والتنعم) أي التعمق فيه (فإن عباد الله) أي خواصه من خلقه (ليسوا بالمتنعمين) قال المناوي لأن التنعم بالمباح وإن كان جائزاً لكنه يوجب الإنس به والغفلة عن ذكر الله تعالى وكراهة لقائه (حم هب) عن معاذ قال الشيخ حديث صحيح

(إياك والحلوب) أي احذر ذبح الشاة ذات اللبن قال المناوي قاله لأبي التيهان الأنصاري لما أضافه فأخذ الشفرة وذهب ليذبح وفيه قصة انتهى قال الشيخ وسببه أن سيد المرسلين رأى من نفسه جوعاً فخرج فرأى أبا بكر وعمر فقال قوماً فقاما معه إلى بعض بيوت الأنصار وسألهما عما أخرجهما فقالا الجوع يا رسول الله فقال وأنا كذلك والذي نفسي بيده فلم يجدوا الرجل وأخبرت امرأته أنه ذهب يستعذب ماء وأمرتهم بالجلوس ورحبت بهم وأهلت فجاء الرجل فذهب ليذبح وفرح بهم قائلاً من أكرم مني اليوم أضيافاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره وقال شيخ الإسلام زكريا في شرحه على البردة وفي مسلم أن صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة قالا الجع يا رسول الله قال وأنا والذي نفسي بيده أخرجني الذي أخرجكما قوماً فقاما معه فأتوا رجلاً من الأنصار وهو أبو الهيتم بن التيهان فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب فقال كلوا وأخذ المدية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياك والحلوب فذبح لهم شاة فأكلوا منها ومن ذلك العذق وشربوا حتى شبعوا ورووا (م هـ) عن أبي هريرة

(إياك والخمر) أي احذر شربها (فإن خط يثنها تفرع) بمثناة فوقية مضمومة وفاء وراء مشددة وعين مهملة (الخطايا) يعني خطيئة شربها تطول جميع الخطايا وتعلوها وتزيد عليها (كما أن شجرتها تفرع الشجر) أي تطول سائر الشجر التي تتعلق بها وتتسلق عليها حتى تعلوها وفي الحديث معنيان لطيفان أحدهما تشبيه المعقول بالمحسوس وجعل الأحكام الشرعية في حكم الأعيان المرئية والآخر أن الخمر طريق إلى الفواحش ومحسنة لها ودرجة إلى كل خبيثة ولذلك سميت أم الخبائث (هـ) عن حباب قال الشيخ حديث صحيح

(إياك ونار المؤمن لا تحرقك) أي احذرها لئلا تحرقك يعني احذر أذاه فإن النار تسرع إلى من آذاه (وإن عثر كل يوم سبع مرات فإن يمينه بيد الله) بمعنى أنه لا يكله إلى نفسه ولا يتخلى عنه (إذا شاء أن ينعشه) أي ينهضه ويقوي جانبه (أنعشه) أي إذا شاء أن يقيله من عثرته أقاله فهو ممسكه وحافظه وإنما قدر عليه تلك العثرة ليرفع قدره بتجديد التوبة فإن المؤمن مفتن تواب (الحكيم عن الفار) بمعجمة فألف ثم راء (ابن ربيعة) قال الشيخ حديث ضعيف منجبر

(إياكم والطعام الحار) أي اجتنبوا أكله حتى يبرد (فإنه) أي أكله حاراً (يذهب بالبركة) الباء للتعدية أي يذهب بمعظمها لأن الآكل منه يأكل وهو مشغول بحرارته فلا يدري ما أكل (وعليكم بالبارد) أي ألزموا أكل البارد الذي لا تمنع البرودة كمال لذاته وحينئذ لا يضر بعض

ص: 222

السخونة التي معها اللذة لأن المراد النهي عما كانت عليه العرب (فإنه أهنأ) للآكل (وأعظم بركة) من الحار (عبدان في الصحابة عن بولا) بموحدة غير منسوب ذكره أبو موسى لكن في المؤتلف بمثناة فوقية قال الشيخ حديث ضعيف

(إياكم والحمرة) أي اجتنبوا التزين باللباس الأحمر القاني (فإنها أحب الزينة إلى الشيطان) يعني أن يحب هذا اللون ويرضاه ويقرب ممن تزين به وإذا تمسك به من حرم لبس الأحمر القاني أي الشديد الحمرة (طب) عن عمران بن حصين قال الشيخ حديث حسن

(إياكم وأبواب السلطان) أي لا تقربوها (فإنه) أي قربها المفهوم من التحذير (قد أصبح صعباً) أي شديداً (هبوطاً) بفتح الهاء بوزن فعول أي مهبطاً لدرجة من لازمه مذلاً له في الدنيا والآخرة (طب) عن رجل من بني سليم يعني أبا الأعور السلمي قال الشيخ حديث حسن

(إياكم ومشارة الناس) بشدة الراء وفي رواية مشاررة بفك الادغام مفاعلة من الشر أي لا تفعل بهم شرا يحوجهم إلى أن يفعلوا بك مثله (فإنها تدفن الغرة) بغين معجمة وراء مشددة الحسن والعمل الصالح شبهه بغرة الفرس (وتظهر العرة) بعين مهملة مضمومة وراء مشددة هي القذر استعير للعيب والدنس (هب) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لغيره

(إياكم والجلوس) أي احذروا القعود ندباً (على الطرقات) جمع طرق بضمتين جمع طريق يعني الشوارع المسلوكة وفي رواية الصعدات وهي الطرقات لأن الجالس بها قل ما يسلم من سماع ما يكره أو رؤية ما لا يحل (فإن أبيتم) من الآباء (إل المجالس) أي امتنعت إلا عن الجلوس في الطريق كأن دعت حاجة فعبر عن الجلوس بالمجالس وفي رواية فإن أتيتم إلى المجالس بمثناة فوقية وبالي التي للغاية (فأعطوا الطريق حقها) أي وفوها حقوقها قالوا وما هي قال (غض البصر) أي كفه عن النظر إلى محرم (وكف الأذى) أي الامتناع مما يؤذي المارة (ورد السلام) المشروع إكراماً للمسلم (والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وإن ظن أن ذلك لا يفيد بشرط سلامة العاقبة والمراد به استعمال جميع ما يشرع وترك جميع ما لا يشرع وللطريق آداب غير المذكورة جمعها ابن حجر في أبيات له فقال:

جمعت آداب من رام الجلوس على الطريق من قول خير الخلق إنسانا

افش السلام وأحسن في الكلام وشمت عاطساً وسلاما زاد إحسانا

في الحمل عاون ومظلوما اغث وأعن

• لهفان اهد سبيلا واهد جيرانا

بالعرف مروانه عن نكر وكف أذى

• وغض طرفا وأكثر ذكر مولانا

(حم ق د) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه

(إياكم والظن) أي احذروا اتباع الظن أو احذروا سوء الظن بمن لا يساء الظن به من العدول والظن تهمة في القلب بلا دليل وليس المراد ترك العمل بالظن الذي تناط به الأحكام غالباً بل المراد ترك تحقيق الظن

ص: 223

الذي يضر بالمظنون (فإن الظن) أقام المظهر مقام المضمر حثاً على تجنبه (أكذب الحديث) أي حديث النفس لأنه يكون بإلقاء الشيطان في نفس الإنسان ووصف الظن بالحديث مجاز فإنه ناشئ عنه (ولا تجسسوا) بجيم وحذف إحدى اثامن فيه وفيما بعده من المناهي أي لا تتعرفوا خبر الناس بلطف كما يفعل الجاسوس قال العلقمي ويستثنى من النهي عن التجسس مالو تعين طريقاً إلى إنقاذ نفس من الهلاك مثلاً كان يخبر ثقة بأن فلاناً اختلي بشخص ليقتله ظلماً أو امرأة ليزني بها فيشرع في هذه الصورة التجسس والبحث عن ذلك حذراً من فوات استدراكه (ولا تجسسوا) بحاء مهملة قال المناوي أي لا تطلبوا الشيء بالحاسة كاستراق السمع وإبصار الشيء خفية (ولا تنافسوا) بفاء وسين مهملة من المنافسة وهي الرغبة في التفرد بالشيء (ولا تحاسدوا) بحاء مهملة قال المناوي أي لا تطلبوا الشيء بالحاسة كاستراق السمع وإبصار الشيء خفية (ولا تنافسوا) بفاء وسين مهملة من المنافسة وهي الرغبة في التفرد بالشيء (ولا تحاسدوا) أي لا يتمنى أحدكم زوال النعمة عن غيره (ولا تباغضوا) أي لا تتعاطوا أسباب البغض لأن البعض لا يكتسب ابتدأ (ولا تدابروا) أي لا تتهاجر وافيهجر أحدكم أخاه مأخوذ من تولية الرجل الآخر دبره إذا أعرض عنه حين يراه (وكونوا عباد الله إخوانا) بلفظ المنادى المضاف رواه مسلم (كما أمركم الله) وهذه الجملة تشبه التعليل لما تقدم كانه قال إذا تركتم هذه المنهيات كنتم إخواناً ومفهومه أن لم تتركوها تصيروا أعداء ومعنى كونوا إخواناً اكتسبوا ما تصيرون به كإخوان النسب في الشفقة والمحبة والرحمة والمواساة والمعاونة (ولايخطب لرجل على خطبة أخيه) في الدين بأن يخطب امرأة فيجاب فيخطبها آخر (حتى ينكح أو يترك) الخاطب الخطبة فإن تركها أو أعرض من أجابه جاز لغيره خطبتها وإن لم يأذن له والنهي للتحريم مالك (حم ق د ت) عن أبي هريرة

(إياكم والتعريس) بالمثناة الفوقية وسكون العين المهملة فراء فمثناة تحتية فسين مهملة هو نزول المسافر آخر الليل للنوم والاستراحة (على جواد الطريق) بشدة الدال المهملة جمع جادة أي معظم الطريق والمراد نفسها (والصلاة عليها) أي فيها (فإنها مأوى الحيات والسباع وقضاء الحاجة عليها فإنها) أي الخصلة التي هي قضاء الحاجة (الملاعن) أي تجلب اللعن والشتم لفاعلها (هـ) عن جابر قال الشيخ حديث صحيح

(إياكم والوصال) أي اجتنبوا تتابع الصوم من غير فطر ليلاً قصداً قالوا أنك تواصل قال (إنكم لستم في ذلك مثلي) أي على صفتي أو منزلتي من ربي فالوصال من خصائصه صلى الله عليه وسلم ممنوع على غيره (أني أبيت يطعمني ربي ويسقيني) قيل هو على ظاهره وأنه يطعم من طعام الجنة كرامة له وطعام الجنة لا يفطر وقيل معناه يجعل في قوة الطاعم والشارب بقدرته من غير طعام ولا شراب وصححه النووي وقيل معناه يخلق في من الشبع والري مثل ما يخلقه فيمن أكل وشرب قال في الفتح والفرق بينه وبين ما قبل أنه على الأول يعطى القوة من غير شبع ولا ري بل مع الجوع والظماء وعلى الثاني يعطى القوة مع الشبع والري (فاكلفوا) بسكون الكاف وضم اللام يقال كلفت بكذا إذا ولعت به (من العمل

ص: 224

ما تطيقون) بين به وجه النهي وهو خوف الملل والتقصير (ق) عن أبي هريرة

(إياكم وكثرة الحلف في البيع) أي احذروا إكثاره لأنه مظنة الوقوع في الكذب والمراد الإيمان الصادقة أما الكاذبة فحرام وإن قلت (فإنه ينفق ثم يمحق) بفتح أوله يذهب بالبركة بنحو تلف أو صرف فيما لا ينفع (حم م ن هـ) عن أبي قتادة

(إياكم والدخول) أي اتقوا الدخول (على النساء) الأجانب ودخولهن عليكم وتضمن منع الدخول منع الخلوة بأجنبية بالأولى وتتمته كما في البخاري فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو قال الحمو الموت والحمو بفتح الحاء المهملة وسكون الميم غير مهموز قرابة الزوج من أخ وابن أخ وعم وابن عم ونحوهم يعني أن الخلوة به منزلة منزلة الموت أي احذروا ذلك كما تحذروا الموت والعرب تصف الشيء المكروه بالموت وقال القرطبي المعنى أن دخول قريب الزوج على امرأة الزوج يشب الموت في الاستقباح والمفسدة أي فهو محرم معلوم التحريم إنما بالغ في الزجر عنه شبهه بالموت لتسامح الناس فيه (حم ق ت) عن عقبة ابن عامر الجهني

(إياكم والشح) قال المناوي قلة الإفضال بالمال فهو رديف البخل أو أشده اهـ وقيل هو البخل مع الحرص وقيل هو البخل بالمال والشح بالمال والمعروف (فإنما هلك من كان قبلكم) من الأمم القديمة (بالشح أمرهم بالبخل فبخلوا) بكسر الخاء (وأمرهم بالقطيعة) للرحم (فقطعوا) ومن قطعها قطع الله عنه مزيد رحمته (وأمرهم بالفجور) الانبعاث في المعاصي أو الزنا (ففجروا) فالشح يخالف الإيمان ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون (دك) عن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح

(إياكم والفتن) أي احذروا أوقعها والقرب منها (فإن وقع اللسان فيها مثل وقع السيف) فإنه يجزا لي وقع السيف آخرا والقصد منع اللسان من الوقوع في الباطل (هـ) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح

(إياكم والحسد) حب زوال النعمة عن المنعم عليه أما من لا يحب زوالها ولا يكره وجودها ودوامها ولكن يشتهى لنفسه مثلها فهذا يسمى غبطة (فإن الحسد) أقام المظهر مقام المضمر حثا على الاجتناب (يأكل الحسنات) أي يذهبها ويحرقها ويحبطها (كما تأكل النار الحطب) اليابس لسرعة إيقادها فيه (د) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(إياكم والغلو في الدين) بكسر الدال أي التشدد فيه ومجاوزة الحد والبحث عن الغوامض (فإنما هلك من كان قبلكم) من الأمم (بالغلو في الدين) والسعيد من اتعظ بغيره (حم ن هـ ك) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح

(إياكم والنعي) بفتح النون وسكون العين المهملة وتخفيف الياء وفيه أيضاً كسر العين وتشديد الياء (فإن النعي من عمل الجاهلية) قال الجوهري النعي خبر الموت والمراد به هنا النعي المعروف في الجاهلية قال الأصمعي كانت العرب إذا مات فيها ميت له قدر ركب راكب فرساً وجعل يسير في الناس ويقول نعاي فلان أي انعيه وأظهر خبر وفاته قال الجوهري نعاي مبنية على الكسر مثل دراك

ص: 225

ونزال (ت) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح

(إياكم والتعري) أي كشف العورة (فإن معكم لا يفارقكم إلا عند الغائط) أي قضاء الحاجة (وحين يفضي الرجل إلى أهله) يجامع يريد الكرام الكاتبين (فاستحيوهم) أي منهم (وأكرموهم) بالستر والحياء منهم (ت) عن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح

(إياكم وسوء ذات البين) الحال بينكم أي احذروا التسبب في المخاصمة والمشارة (فإنها) أي الخصلة المذكورة (الحالقة) أي الماحية للثواب (ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(إياكم والهوى) بالقصر قال المناوي وهو نزوع النفس إلى شهواتها والمراد الاسترسال فيه (فإن الهوى يصم ويعمي) أي يصم البصيرة ويعميها عن طرق الهدىوالانزجار بالمواعظ (السجزى) أي السجستاني (في) كتاب (الإبانة عن ابن عباس) وهو حديث حسن

(إياكم وكثرة الحديث) أي احذروا إكثار التحديث (عني) فإنه قل ما سلم مكثار من الخطأ والغفلة (فمن قال عليّ) أي حدث عني بشيء (فليقل حقاً أو صدقاً) قال المنوي شك من الراوي أو أن الحق غير مرادف للصدق إذ الصدق خاص بالأقوال والحق يطلق عليها وعلى العقائ والمذاهب (ومن تقول على ما لم أقل) تقول بمثناة فوقية مفتوحة وواو مشددة مفتوحة أي قال عني ما لم أقل (فليتبوأ مقعده من النار) أي فليتخذ له بيتاً فيها (حم هـ ك) عن أبي قتادة قال الشيخ حديث صحيح

(إياكم ودعوة المظلوم) أي احذروا الظلم لئلا يدعو عليكم المظلوم (وإن كانت من كافر) محترم (فإنه) أي الشأن وفي رواية فإنها أي الدعوة (ليس لها حجاب دون الله عز وجل أي هي مستجابة حتى من الكافر (سمويه عن أنس) قال الشيخ حديث ضعيف منجبر

(إياكم ومحقرات الذنوب) أي صغارها لأنها تؤدي إلى ارتكاب كبائرها ثم ضرب مثلاً زيادة في البيان فقال (فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء إذا بعود حتى حملوا ما انضجوا به خبزهم وأن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها) بأن لم يوجد لها مكفر (تهلكه) فالصغائر إذا اجتمعت ولم يوجد لها مكفر ولم يحصل عفو أهلكت لمصيرها كبائر بالإصرار (حم طب هب) والضيا عن سهل بن سعد قال الشيخ حديث صحيح

(إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل) المراد الإنسان ذكرا كان أو أنثى أو خنثى (حتى يهلكنه كرجل كان بأرض فلاة) ذكر الأرض أو الفلاة مقحم (فحضر صنيع القوم) يحتمل أن المراد بالرجل الجمع أي كرجل كانوا بأرض فلاة فحضر صنيعهم أي بطعامهم أي وقت صنيعهم فصنيع مرفوع على الفاعلية وأن بقى اللفظ على ظاهره فالظاهر أن صنيع منصوب على المفعول به والفاعل ضمير الرجل (فجعل الرجل يجئ بالعود والرجل يجئ بالعود حتى جمعوا من ذلك سوارا) أي شيئاً كثيراً (وأججوا) بجيمين أي أوقدوا (ناراً فأنضجوا ما فيها) والقصد به الحث على عدم التهاون بالصغائر ومحاسبة النفس عليها (حم طب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح

• (إياكم

ص: 226

ومحادثة النساء أي اتقوا محادثة النساء الجارة إلى الخلوة بهن (فإنه) أي الشأن (لا يخلو رجل بامرأة) أجنبية بحيث تحتجب أشخاصهما عن أبصار الناس ليس لها محرم حاضر معها (إلا هم بها) أي بجماعها أو بمقدماته (الحكيم في كتاب أسرار الحج عن سعد بن مسعود)

(إياكم والغيبة) قال الغزالي هي أن يذكر أخاه بما يكرهه لو بلغه وهل هي من الصغائر أو الكبائر اعتمد بعضم أنها من الصغائر إلا في حق العلماء وحملة القرآن ونقل القرطبي الإجماع على أنها من الكبائر لأن حد الكبيرة صادق عليها لأنها مما ثبت الوعيد الشديد فيه اهـ وتباح الغيبة في مسائل تقدم بعضها (فإن الغيبة أشد من الزنا) أي من إثمه في بعض الوجوه بين وجهه بقوله (أن الرجل قد يزني ويتوب فيتوب الله عليه وأن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه) وقد لا يغفر له وقد يموت فيتعذر استحلاله وفيه دليل على أنه لا يغفر له إلا بعد إعلامه واستحلاله فإن تعذروا وتعسرا استغفر لصاحبها (ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة) وفي فصل الصمت (وأبو الشيخ) الأصبهاني (في التوضيح عن جابر) ابن عبد الله (وأبي سعيد) الخدري بإسناد ضعيف

(إياكم والتمادح) في رواية المدح (فإنه الذبح) قال المناوي لأن المذبوح هوالذي يفتر عن العمل والمدح يوجب الفتور أو لأن المدح يورث العجب والكبر وهو مهلك كالذبح فالمدح مذموم سيما إن كان فيه مجازفة وقد أثنى على رجل من الصالحين فقال اللهم أن هؤلاء لا يعرفونني وأنت تعرفني وقال علي رضي الله تعالى عنه لما أثنى عليه اللهم اغفر لي مالا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون واجعلني خيراً مما يظنون وقال البيهقي في الشعب قال بعض السلف إذا مدح الرجل في وجهه فالتوبة منه أن يقول اللهم لا تؤاخذني بمايقولون واغفر لي ما لا يعلمون واجعلني خيراً ما يظنون (هـ) عن معاوية ابن أبي سفيان

(إياكم) وفي رواية إياكن (ونعيق الشيطان) أي الصياح والنوح أضيف إلى الشيطان لأنه الحامل عليه (فإنه مهما يكن) وفي نسخة يكون بالرفع ضمير عائد إلى ما ينشأ عنه النعيق (من العين والقلب فمن الرحمة وما يكون من اللسان) أي من صياح ونوح (واليد) بنحو ضرب خد ونتف شعر (فمن الشيطان) أي هو الأمر والموسوس به وهو مما يحبه ويرضاه (الطيالسي) أبو داود (عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما

(إياكم والجلوس في الشمس) أي احذروا الجلوس فيها قال الزيادي هذا محمول على غير زمن الشتاء (فإنها تبلي الثوب وتنتن الريح وتظهر الداء الدفين) أي المدفون في البدن (ك) عن ابن عباس

(إياكم والخذف) بخاء وذال معجمتين هو أن تأخذ حصاة أو نواة بين سبابتيك وترمي بها أي احذروا هذا الفعل واتركوا تعلمه (فإنها) أي هذه الفعلة (تكسر السن وتفقأ العين ولا تنكي العدو) أي نكاية يعتد بها فإنها لا لا تصيب سنه أو عينه (طب) عن عبد الله ابن معقل قال المناوي إسناده ضعيف لكن معناه صحيح

(إياكم والزنا) أي احذروه (فإن فيه أربع خصال) الأولى (يذهب البهاء عن الوجه) والثانية (يقطع الرزق)

ص: 227

أي يذهب البركة منه (و) الثالثة (يسخط الرحمن) أي يغضبه (و) الرابعة (الخلود في النار) أي أن استحله وإلا فهو زجر وتهويل (طس) عن ابن عباس

(إياكم والدين) بفتح الدال احذروا الاستدانة من غير احتياج (فإنه هم بالليل) لأن اهتمامه بقضائه والنظر في أسباب أدائه يسلبه لذة نومه (مذلة بالنهار) لأنه يتذلل لغريمه ليمهله (هب) عن أنس وهو حديث ضعيف

(إياكم والكبر فإن إبليس حمله الكبر على أن لا يسجد لآدم) فكان من الكافرين (وإياكم والحرص) وهو شدة الكد والانهماك في الطلب (فإن آدم حمله الحرص على أن أكل من الشجرة) فأخرج من الجنة فإنه حرص على الخلد في الجنة فأكل منها بغير إذن ربه طمعاً فيه فالحرص على الخلد أظلم عليه فلو انكشفت عنه ظلمته لقال كيف أظفر بالخلد فيها مع أكلي منها بغير إذن ربي ففي ذلك الوقت حصلت الغفلة منه فهاجت في النفس شهوة الخلد فيها فوجد العدو فرصته فخدعه حتى صرعه فرى ما جرى قال الخواص الأنبيا قلوبهم صافية صادحة لا تتوهم أن أحداً يكذب ولا يحلف كاذباً فلصذلك صدق من قال له أدلك على شجرة الخلد حرصاً على عدم خروجه من حرضة ربه الخاصة ونسي النهي السابق وانكشف له سر تنفيذ أقدار ربه فيه فطلب بأكله من الشجرة المدح عند ربه فكانت السقطة في استعجاله بالأكل من غير إذن صريح فلذلك وصفه الله تعالى بأنه كان ظلوماً جهولاً حيث اختار لنفسه حالة يكون عليها دن أن يتولى الحق تعالى ذلك ولذلك قال خلق الإنسان من عجل وكان الإنسان عجولا (وإياكم والحسد فإن ابني آدم) قابيل وهابيل (إنما قتل أحدهما) أي قابيل (صاحبه هابيل حسداً) قال المناوي حيث تزوج أخته دونه وقال البيضاوي أوحى الله سبحانه وتعالى إلى آدم أن تزوج كل واحد منهما توأم الآخر فسخط قابيل لأن توأمه كانت أجمل فقال لهما آدم قربا قرباناً فمن أيهما قبل يتزوجها فقبل قربان هابيل بأن نزلت نار فاكلته فازداد قابيل سخطاً وفعل ما فعل (فهن) أي الكبر والحرص والحسد وفي نسخة فهو (أصل كل خطيئة) فجميع الخطايا تنشأ عنها ابن عساكر في تاريخه عن ابن مسعود

(إياكم والطمع) أي ميل النفس إلى ما في أيدي الناس (فإنه هو الفقر الحاضر) والطمع فيما في أيدي الناس انقطاع عن الله تعالى ومن انقطع عن الله فهو المخذول الخائب فإنه عبد بطنه وفرجه وشهوته (وإياكم وما يعتذر منه) واحذر وأقول أو فعل ما يحوجكم إلى الاعتذار (طس) عن جابر وهو حديث ضعيف

(إياكم والكبر) أي التعاظم فإن العظمة والكبر ياء لله ومنه أن يرى الشخص في نفسه أنه أفضل من غيره ولا يمنع منه الفقر والرثاثة (فإن الكبر يكون في الرجل) أي الإنسان (وأن عليه العباءة) بالمد من شدة الحاجة والفقر وضنك العيش (طس) عن ابن عمر وهو حديث صحيح

(إياكم وهاتين البقلتين المنتنتين) أي الثوم والبصل أن تأكلوهما وتدخلوا مساجدنا) أي تجنبوا دخول المساجد عند أكلهما

ص: 228

فإن الملائكة تتأذى بريحهما (فإن كنتم لابد آكليهما فاقتلوهم بالنار قتلاً) مجاز عن إبطال ريحهما الكريه بالنضج والحق بهما لك ماله ريح كريه (طس) عن أنس وهو حديث صحيح

(إياكم والعضه) بفتح العين المهملة وسكن الضاد المعجمة على الأشهر (التميمة القالة) يجوز نصبه بدلاً أو عطف بيان وظاهر شرح المناوي رفعما فإنه قال هي التميمية القالة بين الناس أي نقل الكلام على وجه الإساد فهو من الكبائر (أبو الشيخ في التوبيخ عن ابن مسعود)

(إياكم والكذب فإن الكذب مجانب للإيمان) أي لكماله فهو من الذنوب الصغائر إن لم يترتب عليه ضياع حق فإن ترتب عليه ذلك فهو كبيرة وتقدم أنه مباح في مسائل (حم) وأبو الشيخ في التوبيخ وابن لال في مكارم الأخلاق عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه

(إياكم والالتفات في الصلاة فإنها) أي هذه الخصلة (هلكة) لنقصها ثواب الصلاة أو بطلانها إن تكررت ثلاث مرات متواليات (عق) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف

(إياكم والتعمق في الدين) أي الغلق فيه وطلب أقصى غاياته (فإن الله تعالى قد جعله سهلاً فخذوا منه ما تطيقون) المداومة عليه (فإن الله تعالى يحب ما دام من عمل صالح وإن كان يسيراً) فهو خير من العمل المتكلف غير الدائم وإن كان كثيراً (أبو القاسم بن بشر أن في أماليه عن عمر)

(إياي) فيه تحذير المتكلم نفسه وهو شاذ عند النحاة لكن المراد في الحقيقة تحذي رالمخاطب (والفرج) بضم الفاء وفتح الراء (يعني في الصلاة) يعني لا تتركوها بلا سد فإن الشياطين تقف فيها ويزيدون في الوسوسة للمصلين (طب) عن ابن عباس وهو حديث صحيح

(إياي) أي دعوني من (أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر) أي اتركوا لوسكم عليها وهي واقفة لأن ذلك يؤذيها (فإن الله تعالى إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس) أي إلا بكلفة ومشقة (وجعل لكم الأرض فعليها) أي فانزلوا عن دوابكم واجلسوا عليها عند طر ومصلحة يطول الوقوف عليها (فاقضوا حاجاتكم) قال العلقمي قال الخطابي قد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم خطب على راحلته واقفاً عليها فدل ذلك على أن الوقوف على ظهورها إذا كان لا رب أو بلوغ وطر لا يدرك مع النزول إلى الأرض مباح جائز وأن النهي إنما انصرف في ذلك إلى الوقوف عليها لا لمعنى يوجبه بأن يستوطنه الإنسان ويتخذه مقعداً فيتعب الدابة من غير طائل (د) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف

(أيام التشريق) وهي ثلاثة أيام بعد يوم الأضحى (أيام أكل وشرب وذكر الله) بالجر أي أنهاكم عن صومها وآمركم بذكر الله فيها صيانة عن التلهي والتشهي كالبهائم فيحرم صومها ولا ينعقد عند الشافعي ويحرم مع الانعقاد عند أبي حنيفة (حم م) عن نبيشة بضم النون وفتح الموحدة ومثناة تحتية وشين معجمة

(أيكم خلف) بتخفيف اللام (الخارج) لنحو حج أو غزو (في أهله وماله بخير) أي بفعله كقضاء حاجة وحفظ مال (كان له مثل نصف أجر الخارج) وفي نسخة شرح عليها

ص: 229

المناوي كان له مثل أجر الحاج (م د) عن أبي سعيد

(أيما أمام سهى فصى بالقوم وهو جنب فقد مضت صلاتهم) أي صحت لهم (ثم ليغتسل هو ثم ليعد صلاته وإن صلى بغير وضوء) ساهياً (فمثل ذلك) في صحة صلاة المقتدين ووجوب الإعادة عليه (أبو نعيم في معجم شيوخه وابن النجار) في تاريخه (عن البراء) بن عازب بإسناد فيه ضعف وانقطاع

(أيما امرء قال لأخيه) أي في الإسلام أنت (كافر) بالتنوين على أنه خبر مبتدأ محذوف أو بالضم على أنه منادى أي يا كافر (فقد باء) أي رجع (بها أحدهما فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه) أي على القائل قال المناوي فيكفر اهـ وقد تقدم تأويله (م ت) عن ابن عمر

(أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها) قال المناوي كناية عن تكشفها للأجانب (فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل فكما هتكت نفسها وخانت زوجها يهتك الله سترها والجزأ من جنس العمل هـ وقال العلقمي وأوله كما في ابن ماجه عن أبي المليح الهذلي أن نسوة من أهل حمص استأذن على عائشة فقالت لعلكن من اللواتي يدخلن الحمامات سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما امرأة فذكره (حم م ك) عن عائشة بإسناد صحيح

(أيما امرأة أصابت بخوراً) بفتح الباء ما يتبخر به والمراد هنا ما ظهر ريحه (فلا تشهد) أي لا تحضر (معنا العشا الىخرة) لأن الليل مظنة الفتنة ويد بالآخرة لتخرج المغرب ولعل التخصيص بالعشاء الآخرة لمزيد التأكيد لأنه ورد النهي عن حضورها الجماعة مطلقاً في العشاء وغيرها (حم م د ن هـ) عن أبي هريرة رضي الله عنه

(أيما امرأة أدخلت على قوم) قال العلقمي هذه رواية أبي داود ورواية ابن ماجه ألحقت بقوم (من ليس منهم) يريد به أنها أدخلت عليهم ولد الزنا وذلك ان المرأة إذا حملت من الزنا وجعلت الحمل من زوجها فقد أدخلت على زوجها وقومه ولداً ليس من زوجها (فليست من الله في شيء) قال المناوي أي من الرحمة والعفو اهـ وقال العلقمي أي لا علاقة بينها بوين الله ولا عندها من حكم الله وأمره ودينه شيء أي أنها بريئة منه في كل أمورها وأحوالها (ولن يدخلها الله تعالى جنته) أي مع السابقين ونص على هذا مع دخوله في عموم الأول فإن من ليس من الله في شيء لا يدخله جنته لأن النساء لا تكاد تقف على حقيقة المراد منه لعمومه فأعقبه بذكر ما يفهمه كل سامع (وأيما رجل جحد) أي نفى (ولده وهو ينظر إليه) أي يرى ويتحقق أنه ولده (احتجب الله تعالى منه) فيه تغليظ شديد على من يقذف زوجته وينفي الولد عنه وهو كاذب عليها فإنه لا غاية في النعيم أعظم من النظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة وهي الغاية القصوى من الخير فإذا احتجب الله تعال من إنسان فويل له ثم ويل له إلى ما لا يتناهى (وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين يوم القيامة) قال العلقمي ولفظ ابن ماجه وفضحه على رؤوس الأشهاد يريد فضحه بجحود ولده وهو يعلم أنه منه وكذبه على زوجته وافترائه عليها وأوله كما في ابن ماجه وأبي داود واللفظ للأول

ص: 230

عن أبي هريرة قال لما نزلت آية اللعان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما امرأة فذكره (دن هـ حب ك) عن أبي هريرة بإسناد صحيح

(أيما امرأة خرجت من بيتها) أي محل إقامتها (بغير إذن زوجها) لغير ضرورة (كانت في سخط الله تعالى) قال العلقمي قال في المصباح سخط سخطاً من باب تعب والسخط بالضم اسم منه وهو الغضب ويتعدى بنفسه وبالحرف فيقال سخطته سخطت عليه وأسخطته فسخط مثل أغضبته فغضب وزناً ومعنى اهـ وقال في النهاية السخط والسخط الكراهية للشيء وعدم الرضى به (حتى ترجع إلى بيتها أو يرضى عنها زوجها)(خط) عن أنس بن مالك

(أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من يغر ما بأس) بزيادة ما للتأكيد أي من غير شدة حاجة إلى ذلك وقال ابن رسلان بأن تخاف أن لا تقيم حدود الله فيما يجب عليها من حسن الصحبة وجميل العشرة لكراهتها له أو بأن يضارها (فحرام) أي ممنوع (عليها رائحة الجنة) قال ابن رسلان فيه زجر عظيم ووعيد كبير في سؤال المرأة طلاقها من غير ضرورة ولابد فيه من تأويل أما أن يحمل على من استحلت إيذاء زوجها بسؤال الطلاق مع علمها بتحريمه فهي كافرة لا تدخل الجنة أصلاً ولا تشم ريحها وأما أن يحمل على أن جزاها أن لا تشتم رائحة الجنة إذا شم الفائزون ريحها بل يؤخر شمها بعدهم حتى تجازى وقد يعفى عنها فتدخلها أولا وإنما احتجنا إلى تأويله لأن مذهب أهل الحق أن من مات على التوحيد مصراً على الكبائر فأمره إلى الله تعالى إن شاء عفى عنه فأدخله الجنة وإن شاء عاقبه ثم أدخله الجنة وفي الحديث دليل على جواز سؤالا الطلاق عند وجود البأس (حم د ت هـ حب ك) عن ثوبان مولى المصطفى وهو حديث صحيح

(أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة) أي مع السابقين مع إتيانها ببقية المأمورات وتجنب المنهيات حث للزوجة على طاعة الزوج وترغيبها فيها (ت هـ ك) عن أم سلمة وهو حديث صحيح

(أيما) بزيادة ما للتأكيد (امرأة) بالجر بالإضافة وكذا ما قبله وما بعده (صامت) نفلاً (بغير إذن زوجها) وهو حاضر (فأرادها على شيء) يعني طلب أن يجامعها (فامتنع عليه كتب الله عليها) أي أمر كاتب السيئات أن يكتب في صحيفتها (ثلاثاً من الكبائر) قال المناوي لصومها بغير إذنه واستمرارها فيه بعد نهيه ونشوزها عليه بعد تمكينه اهـ والظاهر أن هذا خرج مخرج الزجر عن مخالفة الزوج (طس) عن أبي هريرة

(أيما أهاب) بكسر الهمزة بوزن كتاب قال النووي اختلف أهل اللغة في الأهاب فقيل هو الجلد مطلقاً وقيل هو الجلد قبل الدباغ فأما بعده فلا يسمى إهابا وجمعه أهب بفتح الهمزة والهاء وبضمها لغتان (دبغ) أي اندبغ بشيء حريف ينزع الفضلات ولو نجساً كذرق حمام ولا يحصل بالتشميس وقال أصحاب أبي حنيفة يحصل ولا يحصل عندنا بالتراب والملح (فقد طهر) بفتح الهاء ما فصح من ضمها ظاهره وباطنه دون ماعليه من الشعر قال العلقمي نعم الشعرات اليسيرة تطهر عند

ص: 231

بعض المتأخرين اهـ ورد بأن المراد العفو عنها مع بقاء نجاستها ولا يجوز أكل الجلد بعد دبغه إذ لا يبيحه إلا تذكيته قال العلمقي قال النووي اختلف العلماء في دباغ جلود الميتة وطهارتها على سبعة مذاهب الشافعي أنه يطهر بالدباغ جميع جلود الميتة إلا الكلب والخنزير والمتولد من أحدما وغيره ويطهر بالدباغ ظاهر الجلد وباطنه ويجوز استعماله في الأشياء المايعة واليابسة بعد غسله لأنه بعد الدبغ كالثوب المتنجس سواء دبغ بطاهر أم بنجس ولا فرق بين مأكول اللحم وغيره وروى هذا المذهب عن علي بن أبي طالب عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهما والمذهب الثاني لا يطهر شيء من الجلود بالدباغ روى هذا عن عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وعائشة رضي الله تعالى عنهم وهو أشهر الروايتين عن أحمد وإحدى الروايتين عن مالك والمذهب الثالث يطهر بالدباغ جلد مأكول اللحم دون غير وهو مذهب الأوزاعي وابن المبارك وأبي ثور وإسحاق بن راهويه والمذهب الرابع تطهر جميع جلود الميتة بالدباغ إلا الخنزير وهو مذهب أبي حنيفة والمذهب الخامس تطهر الجميع إلا أنه يطهر ظاهره دون باطنه فيستعمل في ايابسات دون المايعات ويصلي علي لا فيه وهذا مذهب مالك المشهور في حكاية أصحابه عنه والمذهب السادس يطهر الجميع والكلب والخنزير ظاهراً وباطناً وهو مذهب داود وأهل الظاهر وحكى عن أبي يوسف والمذهب السابع أنه ينتفع بجلود الميتة وإن لم تدبغ ويجوز استعمالها في المايعات واليابسات وهو مذهب الزهري وهو وجه شاذ لبعض أصحابنا لا تقريع عليه ولا التفات إليه واحتجت كل طائفة من أصحاب هذه المذاهب بأحاديث وغيرها وأجاب بعضهم عن دليل بعض وقد اوضحت ذلك في شرح المهذب (حم ت ن هـ) عن ابن عباس بإسناد صحيح

(أيما رجل أم قوما) أي صلى بهم إماماً (وهم له كارهون) والحال أنهم يكرهون إمامته لأمر يذم فيه شرعاً (لم تجز صلاته أذنيه) يحتمل أن المراد نفي ثواب الجماعة (طب) عن طلحة بإسناد ضعيف

(أيما رجل استعمل رجلاً) أي جعله أميراً (على عشرة أنفس) قال المناوي وهذا العدد لا مفهوم له (علم أن في العشرة أفضل ممن استعمل) أي حال كونه عالماً بذلك (فقد غش الله وغش رسوله وغش جماعة المسلمين) بفعله ذلك ومحله حيث لم يقتض الحال خلافه (ع) عن حذيفة بن اليمان

(أيما رجل كسب مالاً من) وجه (حلال فأطعم نفسه وكساها) أي أنفق عليها منه (فمن دونه) أي وأنفق على غيره (من خلق الله) الذي يجب عليه نفقتهم وغيرهم (فإنها) أي هذه الخصلة (له زكاة) طهرة وبركة

(وأيما رجل مسلم لم تكن له صدقة) يعني لا مال له يتصدق منه (فليقل في دعائه اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وصل على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات فإنها زكاة له) أي تقوم مقام الصدقة (ع حب ك) عن أبي سعيد وإسناده حسن

(أيما رجل تدين ديناً) من آخر (وهو مجمع) بضم الميم الأولى وكسر الثانية بينهما جيم ساكنة

ص: 232

أي جازم (أن لا يوفيه إياه لقي الله) تعالى (سارقاً) أي يجازى بجزاء السارقين (هـ) عن صهيب بضم المهملة وفتح الهاء وسكون التحتية ابن سنان بالنون الرومي بإسناد ضعيف

(أيما رجل تزوج امرأة فنوى أن لا يعطيها من صداقها شيئاً مات يوم يموت وهو زان) أي آثم ما لم يتب (ويأما رجل اشترى من رجل بيعاً) أي مبيعاً (فنوى أن لا يعطيه من ثمنه شيئاً مات يوم يمت وهو خائن والخائن في النار) للتطهير إن لم يحصل العفو ثم يدخل الجنة (ع طب) غن صهيب الرومي بإسناد ضعيف

(أيما رجل عاد مريضاً) أي زاره مخلصاً لله لا لغرض من أغراض الدنيا (فإنما يخوض) حال ذهابه إليه (في الرحمة فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة) قال المناوي أراد بذلك أنه من شروعه في الرواح للعيادة يكون في عبادة فيدر الله عليه فضله وإحسانه ما دام في الطريق فإذا وصل وجلس عنده صب عليه الله الرحمة صباً أي يعطيه عطاء كثيراً فوق ما أفاضه عليه بأضعاف وتتمة الحديث قالوا فهذا للصحيح فما للمرضي قال يحط عنه ذنوبه (حم) عن أنس

(أيما رجل) شاب (تزوج في حداثة سنه) أي إذا بلغ (عج شيطانه) أي رفع صوته (قائلاً يا ويله) أي يا هلاكه احضر فهذا أوانك (عصم مني دينه) بتزويجه أي معظم دينه كما بينه راويه الديلمي وغيره عصم مني ثلثي دينه (ع) عن جابر وهو حديث ضعيف

(أيما عبد جاءته موعظة من الله) قال المناوي بواسطة من شاء من خلقه أو بالهام (في دينه فإنها نعمة من الله سيقت) بكسر المهملة وسكون المثناة التحتية من السوق أي ساقها الله (إليه فإن قبلها) بأن اتعظ وعمل بما يقتضيه (بشكر) أي مع شكر الله تعالى على ذلك نجا من المهالك ودخل في سلك الناسك (وإلا) بأن لم يتعظ (كانت حجة من الله) تعالى (عليه ليزداد بها إثماً ويزداد الله) تعالى (عليه بها سخطاً) أي غضباً وعقاباً (ابن عساكر عن عطية بن قيس) وهو حديث حسن

(أيما عبد) أي رجل (أو امرأة قال أو قالت لوليدتها) أو وليدته فعيله بمعنى مفعولة أي أمتها أو أمته وأصل الوليد ماولد من الإماء في ملك الإنسان ثم أطلق على كل أمة (يا زانية ولم يطلع) أو يطلع (منها على زنا جلدتها) أو جلدته (وليدتها) أو وليدته (يوم القيامة) حد القذف (لأنه لا حد لهن في الدنيا) لأنه لا حد للأرقاء على السادات بذلك في الدنيا لشرف المالكية فالأمة مثال والعبد كذلك (ك) عن عمرو بن العاص (أيما عبد) أي إنسان (أصاب شيئاً مما نهى الله) تعالى ورسوله (عنه) ولم يكفر به (ثم أقيم عليه حده) في الدنيا (كفر) الله بإقامة الحد عليه (ذلك الذنب) فلا يؤاخذ به في الآخرة فإنه تعالى لا يجمع على عبده عقوبتين على ذنب واحد ويحتمل أن يكون فاعل كفر عائد إلى الحد أما إذا كافر به وعوقب في الدنيا فليس كفارة بل ابتدأ عقوبة (ك) عن خزيمة بن ثابت وهو حديث صحيح (أيما عبد مات في إباقه) أي هربه من سيده تعدياً (دخل النار) أي استحق دخولها (وإن كان قتل) حال إباقه (في سبيل الله) أي في قتال الكفار قال المناوي وإذا دخلها

ص: 233

عذب بها ما شاء الله ثم مصيره إلى الجنة اهـ والظاهر أن هذا خرج مخرج الزجر والتنفير عن الإباق لأنه ورد أن الجهاد يكفر الكبائر خصوصاً إذا كان في البحر فإنه يكفر حقوق الله وحقوق العباد (طس هب) عن جابر وإسناده حسن

(أيما عبد ابق من مواليه) بفتح الموحدة أي هرب بلا عذر (فقد كفر) أي نعمة المولى والإحسان أي سترها ويستمر هذا حاله (حتى يرجع إليهم) وقيل هذا محمول على المستحل وقيل عمله يشبه أعمال الكفار قال المناوي وذكره بلفظ العبدية لا ينافي خبر لا يقل أحدكم عبدي لأن المقام هنا مقام تغليظ ذنب الإباق وثم مقام بيان الشفقة والحنو (م) عن جرير

(أيما مسلم كسا مسلماً ثوباً على عري) أي محتاجاً إلى الكسوة (كساه الله تعالى من خضر الجنه) بضم الخاء وسكون الضاد المعجمتين جمع أخضر وخصه لأنه أحسن الألوان (وأيما مسلم أطعم مسلماً على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة وأيما مسلم سقا مسلماً على ظمأ) أي عطش (سقاه الله تعالى يوم القيامة من الرحيق المختوم) أي يسقيه من خمر الجنة اليت ختم عليه بمسك جزأ وفاقاً إذ الجزاء من جنس العمل قال المناوي والمراد أنه يخص بنوع من ذلك أعلى وإلا فكل من دخل الجنة كساه الله من ثيابها وأطعمه وسقاه من ثمرها وخمرها اهـ ويحتمل أنه ينال ذلك قبل غيره ممن لم يتصف بهذ الصفات (حم د ت) عن أبي سعيد الخدري وإسناده حسن

(أيما مسلم كسا مسلماً ثوباً كان) الذي كسا (في حفظ الله تعالى ما بقيت عليه منه رقعة) أي مدة دوام بقاء شيء عليه منه وإن قل وصار خلقاً جداً وليس المراد بالثوب خصوص القميص بل المراد كل ما يلبس على البدن (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف

(أيما امرأة نكحت) وفي رواية أنكحت نفسها (بغير أذن وليها) لا مفهوم له عند الشافعي فنكاحها باطل وإن أذن لها وليها لحديث لا نكاح إلا بولي (فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل) كرره ثلاثاً للتأكيد (فغن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها) أفاد أن وطئ الشبهة يوجب المهر وإذا وجب ثبت النسب وانتفى الحد (فإن اشتجروا) أي تخاصم الأولياء والمراد مشاجرة العضل لا الاختلاف فيمن يباشر العقد أي عضلوا أي امتنعوا من التزويج (فالسلطان) أو نائبه (ولي من لا ولي له) فعضل الولي أي امتناعه من التزويج يجعله كالمعدوم وقال أبو حنيفة لها أن تزوج نفسها وغيرها لقوله تعالى ولا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن فأضاف النكاح إليهن (حم د ت هـ ك) عن عائشة وهو حديث صحيح

(أيما امرأة تنكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فإن كان دخل بها فلها) عليه (صداقها) أي مهر مثلها (بما استحل من فرجها ويفرق بينهما وإن كان لم يدخل بها فرق بينهما والسلطان ولي من لا ولي له) خاص من عصبات النسب أو الولاء (طب) عن ابن عمرو ابن العاص وهو حديث حسن

(أيما رجل نكح امرأة فدخل بها لم يحل له نكاح ابنتها) ولا

ص: 234

بنت ابنها وإن سفلت (فإن لم يكن دخل بها فلينكح) أي فليبح له نكاح (ابنتها وأيما رجل نكح امرأة فدخل بها أو لم يدخل بها فلا يحل له نكاح أمها) أي لا يجوز ولا يصح والفرق أن الرجل يبتلى بمكالمة أمها عقب العقد لترتيب أموره فحرمت بالعقد ليحصل ذلك بخلاف بنتها (ت) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده ضعيف

(أيما رجل آتاه الله) بالمد (علماً) شرعياً (فكتمه) عن الناس عند الحاجة (ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار) لما ألجم لسانه عن قول الحق والإخبار عن العلم والإظهار له عوقب في الآخرة بلجام من نار قال العلقمي وهذا خرج على معنى مشاكلة العقوبة للذنب وهذا في العلم الذي يتعين عليه كمن رأى كافراً يريد الإسلام يقول علموني ما الإسلام وما الدين وكيف أصلي وكمن جاء يستفتينا في حلال أو حرام فيلزم وليس الأمر كذلك في نوافل العلم التي لا ضرورة بالناس إلى معرفتها (طب) عن ابن مسعود وهو حديث ضعيف

(أيما رجل) أي إنسان (حالت شفاعته دون حد من حدود الله تعالى) أي منعت شفاعته حداً من حدود الله بعد ثبوته عند الإمام (لم يزل في سخط الله حتى ينزع) أي يترك ويقلع (وأيما رجل شد غضباً) قال المناوي أي شد طرف أي بصره بالغضب اهـ ويحتمل أن يكون المعنى اشتد غضبه (على مسلم في خصومة لا علم له بها فقد عاند الله حقه) أي في حقه الذي من جملته ترك الغضب بال موجب (وحرص) قال في القاموس كضرب وعلم (على سخطه وعليه لعنة الله التابعة) أي المتتابعة كما في نسخة (إلى يوم القيامة) لأنه بمعاندته الله صار ظالماً وقد قال تعالى ألا لعنة الله على الظالمين (وأيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمه) أي أظهر عليه بها ما يعيبه (وهو منها برئ يشينه بها) أي يقصد بها عيبه وتعييره (في الدنيا كان حقاً على الله) تعالى (أن يدليه يوم القيامة في النار حتى يأتي بإنفاذ ما قال) قال المناوي وليس بقادر على إنفاذه فهو كناية عن دوام تعذيبه بها اهـ ولعله خرج مخرج الزجر عن هذه الخصلة القبيحة (طب) عن أبي الدرداء بإسناد في مجاهيل

(أيما رجل ظلم شبراً من الأرض) أو أقل من شبر فقد ورد الوعيد على الحصاة (كلفه الله أن يحفره حتى يبلغ آخر سبع أرضين) بفتح الراء وتسكن (ثم يطوقه) بالبناء للمجهول وفي رواية فإنه يطوقه (يوم القيامة) أي يكون كالطوق في عنقه (حتى يقضي بين الناس) قال المناوي ثم يصير إلى الجنة أو النار بحسب إرادة الغفار وفيه أن الغصب كبيرة اهـ وهذا إن لم يحصل عفو من المغصوب منه ولم يفعل الغاصب ما يكفر التبعات (طب) عن يعلي بن مرة بضم الميم وشد الراء بإسناد جيد

(أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروماً) من الضيافة أي لم يطعموه تلك الليلة (فله أن يأخذ) من مالهم (بقدر قراه) بكسر القاف أي ضيافته أي بقدر ثمن ما يشبعه ليلته (ولا حرج عليه) في ذلك قال المناوي وهذا كان في أول الإسلام حين كانت الضيافة واجبة ثم نسخ (ك) عن أبي هريرة ورجاله ثقات

(أيما) امرأة (نائحة ماتت

ص: 235

قبل أن تتوب ألبسها الله) تعالى (سربالاً) بكسر أوله قال في النهاية السربال القميص (من نار وأقامها للناس) يشهر أمرها على رؤوس الأشهاد (يوم القيامة) فالنوح وهو رفع الصوت بالندب من الكبائر لهذا الوعيد الشديد (ع عد) عن أبي هريرة وهو حديث حسن

(أيما امرأة نزعت) أي قلعت (ثيابها في غير بيتها) المراد تكشفت للأجانب (خرق الله عز وجل عنها ستره) أي ما لم تتب (حم طب ك هب) عن أبي أمامة وهو حديث صحيح

(أيما امرأة استعطرت) أي استعملت العطر وهو الطيب والمراد ما يظهر ريحه منه (ثم خرجت فمرت على قوم) من الأجانب (ليجدوا ريحها) علة لما قبله (فهي زانية) أي كالزانية في حصول الإثم وإن تفاوت (وكل عين) نظرت إلى محرم (زانية) كما تقدم (حم ن ك) عن أبي موسى الأشعري وهو حديث صحيح

(أيما رجل اعتق غلاماً ولم يسم ماله) أي لم يتعرض لما في يده من المال وإضافته إليه للاختصاص لأنه يتولى حفظه ويتصرف فيه بإذن سيده كما يقال غنم الراعي لأن العبد لا يملك وإن ملكه سيده وقال مالك إذا ملكه سيده ملك وحكى أيضاً عن الحسن البصري (فالمال) الذي في يده من كسبه (له) أي الغلام وهذا متأول على وجه الندب والاستحباب أي ينبغي لسيده أن يسمح له به إتماماً للصنيعة وزيادة للنعمة التي أسداها إليه وحكى عن إبراهيم النخعي أنه كان يرى المال للعبد إذا أعتقه السيد عملاً بالحديث أي يظاهره واحتج الجمهور بما جاء في بعض طرق هذا الحديث من أعتق مملوكاً فليس للمملوك من ماله شيء (هـ) عن ابن مسعود وهو حديث حسن

(أيما امرء) بتغير آخره وما قبله بحسب العوامل (ولى) بفتح الواو وكسر اللام (من أمر المسلمين شيئاً لم يحطهم) أي لم يحفظهم ويذهب عنهم (بما يحوط به نفسه) أي بمثل الذي يحفظ به نفسه فالمراد لم يعاملهم بما يحب أن يعامل به نفسه قال في النهاية حاطه يحوطه حوطاً إذا حفظه وصانه (لم يرح رائحة الجنة) حين يجد ريحها الإمام العادل الحافظ لرعيته وقال بعضهم الملك خليفة الله في عباده وبلاده ولن يستقيم أمر خلافته مع مخالفته (عق) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف

(أيما رجل عاهر) بصيغة الماضي (بحر أو أمة) يعني زنا بها فحملت قال في النهاية العاهر الزاني وعهر إلى المرأة يعهر عهراً وعهوراً وعهرانا إذا أتاها ليلاً للفجور بهائم غلب على الزنا مطلقاً اهـ فالعاهر الزاني كما تقدم والعهر الزنا (فالولد ولد زنا لا يرث ولا يورث) أي من جهة الأب لانقطاع النسب بينه وبين الزاني ويرث ويورث من جهة الأم لثبوت النسب من جهتها (ت) عن ابن عمرو بن العاص وهو حديث صحيح

(أيما مسلم شهد له) أي بعد موته (أربعة) قال المناوي ممن اتصف بالعدالة لا نحو فاسق ومبتدع (بخير أدخله الله الجنة) أي مع الأولين أي بغير عذاب وإلا فكل من مات مسلماً دخلها وإن لم يشهد له أحد قا لالراوي قلنا أو ثلاثة قال (أو ثلاثة) قلنا أو اثنان قال (أو اثنان)

ص: 236

قال العلقمي وأوله كما في البخاري عن أبي الأسود الدؤلي التابعي الكبير قال قدمت المدينة وقد وقع بها مرض فجلست إلى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فمرت به جنازة فأثنى على صاحبها خيراً فقال عمر رضي الله تعالى عنه وجبت ثم مر بأخرى فأثنى على صاحبها خيراً فقال وجبت ثم مر بالثالثة فأثنى على صاحبها شراً فقال وجبت فقال أبو الأسود وما وجبت يا أمير المؤمنين قال قلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أيما مسلم فذكره قال في الفتح وخيراً بالنصب في جميع الأصول وكذا شراً وقد غلط من ضبطه اثني بفتح الهمزة على البناء للفاعل فإنه في جميع الأصول مبني للمفعول وقال ابن التين والصواب بالرفع وفي نصبه بعد في اللسان ووجهه غيره بأن الجار والمجرور قيم مقام المفعول الأول وخيراً مقام الثاني وهو جائز وأن المشهور عكسه وقال النوي وهو منصوب بنزع الخافض أي أثنى عليها بخير وقال ابن مالك خيراً صفة لمصدر محذوف فأقيمت مقامه فنصبت لأن أثنى مسند إلى الجار والمجرور قال والتفاوت بين الإسناد إلى المصدر والإسناد إلى الجار والمجرور قليل (حم خ ن) عن عمر بن الخطاب

(أيما صبي) أو صبية (حج ثم بلغ الحنث) بسن أو احتلام (فعليه أن يحج حجة أخرى) أي يلزمه ذلك (وأيما أعرابي) مثلاً (حج) قبل أن يسلم (ثم) أسلم و (هاجر) من بلاد الكفر إلى ديار الإسلام (فعليه أن يحج حجة أخرى) أي يلزمه الحج بإسلامه واستطاعته وإن لم يهاجر (وأيما عبد) أي قن ولوامة (حج ثم أعتق) أي أعتقه سيده (فعليه أن يحج حجة أخرى) أي يلزمه الحج بعد عتقه واستطاعته (خط) في التاريخ (والضيا) في المختارة (عن ابن عباس) بإسناد ضعيف ورواه الطبراني بإسناد صحيح

(أيما مسلمين) ذكرين أو أنثيين (التقيا) في نحو طريق (فأخذ أحدهما بيد صاحبه) أي تناول يده اليمنى بيمناه (فتصافحا) ولو بحائل وإلا كمل بدونه (وحمدا الله) تعالى أي اثنيا عليه وزاد قوله (جميعاً) للتأكيد (تفرقا وليس بينهما خطيئة) يعني من الصغائر (حم) والضيا في المختارة (عن البراء) بن عازب بإسناد صحيح

(أيما امرء من المسلمين حلف عند منبري هذا) خصه لكون ذلك عنده أقبح (على يمين) بزيادة على للتأكيد (كاذبة يستحق بها حق مسلم) أو كافر له أمان وشمل الحق المال وغيره كجلد ميتة وحد قذف (أدخله الله تعالى النار) أي نار جهنم للتطهير لا للتخليد (وإن كان) الحلف (على سواك أخضر) فهو من الكبائر وإن كان تافهاً (حم) عن جابر وهو حديث صحيح

(أيما امرء مسلم اقتطع حق امرئ مسلم) أو كافر له أمان (بيمين كاذبة كانت له) تلك الخصلة اليت هي الاقتطاع أي صارت (نكتة سوداء من نفاق في قلبه لا يغيرها شيء إلى يوم القيامة) أي ما لم يتب فإن تاب توبة صحيحة صقل قلبه وانجلت تلك النكتة كما ورد في أحاديث (الحسن) ابن سفيان (طب ك) عن ثعلبة بلفظ الحيوان المشهور (الأنصاري) وإسناده ضعيف

(أيما عبد) أو أمة (كاتب) وفي نسخة كوتب (على مائة أوقية) مثلاً وفي رواية على

ص: 237

ألف أوقية (فأداها) إلى سيده (إلا عشرة أواق) في نسخة أواقي بتشديد الباء وقد تخفف جمع أوقية بضم الهمزة وتشديد الياء وهي اسم لأربعين درهماً (فهو عبد وأيما عبد كاتب) في نسخة كوتب أي كاتبه سيده (على مائة دينار فأداها) إلى سيده (إلا عشرة دنانير فهو عبد) فيه حجة لما عليه الجمهور وإن المكاتب عبد وإن أدى أكثر ما عليه ولا يعتق حتى يؤدي جميع ما عليه وقال على رضي الله تعالى عنه يعتق منه بقدر ما أدى (حم د هـ ك) عن ابن عمرو ابن العاص وهو حديث صحيح

(أيما رجل مسلم أعتق رجلاً مسلماً فإن الله تعالى جاعل وقا) بكسر الواو وتخفيف القاف والمد (كل عظم من عظامه) أي المعتق (عظماً من عظام محرره) بضم الميم وفتح الراء المشددة أي من عظام القن الذي حرره (من النار) جزاء وفاقاً (وأيما امرأة اعتقت امرأة مسلمة) يعني أنثى مثلها ولو طفلة (فإن الله تعالى جاعل وقأ كل عظم من عظامها عظماً من عظام محررها من النار يوم القيامة) فيه إن الأفضل للرجل أن يعتق رجلاً وللمرأة أن تعتق امرأة كما في جزاء الصيد قال المناوي بل في بعض الأحاديث ما يقتضي تفضيل الذكر مطلقاً (دحب) عن أبي نجيح السلمي وهو حديث صحيح

(أيما أمه ولدت من سيدها) ما فيه صورة خلق آدمي (فإنها حرة إذا مات) ولا تعتق قبل ذلك إلا أن يعتقها قبل موته (هـ ك) عن ابن عباس بإسناد ضعيف

(أيما قوم جلسوا فأطالوا الجلوس ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله) تعالى (أو يصلوا على نبيه) محمد صلى الله عليه وسلم (كانت) تلك الجلسة (عليم ترة من الله) بفتح المثناة الفوقية والراء أي نقصاً وتبعة وحسرة وندامة (إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم) أي لأنهم إذا أطالوا الجلوس وقع منهم في الغالب ما نهوا عنه من قول أو فعل ولم يتداركوا ما كفر عنهم ذلك (ك) عن أبي هريرة

(أيما امرأة توفى عنها زوجها فتزوجت بعده فهي) تكون في الجنة زوجة (لآخر أزواجها في الدنيا) قال المناوي وذا أحد الأسباب المانعة لنكاح أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعده (طب) عن أبي الدرداء بإسناد حسن

(أيما رجل ضاف قوما) أي نزل بهم ضيفاً وي نسخة أضاف بالألف قال العلقمي قال ثعلب ضفت الرجل إذا نزلت به ضيفاً وأضفته بالألف إذا نزلت به ضيفاً (فأصبح الضيف محروماً) أي من القرى (فإن نصره) أي نصرته وأعانته على أداء حقه (حق على كل مسلم) علم بحاله (حتى يأخذ بقرى ليلته) أي بقدر ما يصرفه في عشائه تلك الليلة أي ليلة واحدة كما في رواية أحمد والحاكم وإذا أخذ فيقتصر على ما يسد الرمق وهو تبقية الروح وقال بعضهم هو القوة قال شيخ الإسلام زكريا وبذلك ظهر لك أن الشد المذكور بالشين المعجمة لا بالمهملة وقال الأذرعي وغيره الذي نحفظه أنه بالمهملة وهو كذلك في الكتب والمعنى عليه صحيح لأن المراد سدد الخلل الحاصل في ذلك بسبب الجوع (من زرعه وماله) أي زرع ومال الذي نزل به فلم يضفه وهذا في حق أهل الذمة المشروط عليهم ضيافة من يمر

ص: 238

عليهم من المسلمين أو في حق المضطر الذي لا يجد ما يأكله ويخاف على نفسه التلف فله أن يأكل من مال أخيه المسلم بقدر حاجته الضرورية وعليه الضمان وقال العلقمي قال شيخنا هذه الأحاديث كانت في أول الأمر حين كانت الضيافة واجبة وقد نسخ وجوبها وقد اشار إليه أبو داود بقوله باب نسخ الضيف يأكل من مال غيره (حم هـ ك) عن المقدام ابن معدي كرب وهو حديث صحيح

(أيما رجل كشف ستراً) فإن لم يكشف بأن لم يكن سائر ونظر فسيأتي حكمه (فأدخل بصره) يعني نظر إلى ما وراء الستر (من قبل أن يؤذن له) في الدخول (فقد أتى حداً لا يحل له أن يأتيه) أي يحرم عليه ذلك (ولو أن رجلاً) أو امرأة من المنظور إليهم (فقأ عينه) أي النظار بأن رماه بنحو حصاة (لهدرت) عينه أي لا يضمنها الرامي وبه أخذ الشافعي وهو حجة على أبي حنيفة (ولو أن رجلاً مر على باب) أي نحو بيت (لا سترة عليه فرأى عورة أهله) من المنفذ المكشوف فلا خطيئة عليه) أي إذا لم يقصد النظر وكف بصره على الفور (إنما الخطيئة على أهل الباب) حيث أهملوا ما أمروا به من الستر (حم ت) عن أبي ذر وهو حديث صحيح

(أيما وال ولى من أمر المسلمين شيئاً) ولم يعدل فيه (وقف به على جسر جهنم) أي على الصراط (فيهتز به حتى يزول كل عضو منه عن مكانه أي تتناثر أعضاؤه في جهنم (ابن عساكر عن بشر) بكسر الموحدة وسكون الشين المعجمة (ابن عاصم) بن سفيان الثقفي بإسناد ضعيف

(أيما راع غشر رعيته) يعني لم ينصح لهم قال في المصباح غشه غشاً من باب قتل والاسم الغش بالكسر لم ينصحه وزين له غير المصلحة (فهو في النار) أي يعذب بنار جهنم ما شاء الله أن لم يعف عنه (ابن عساكر عن معقل) بفتح الميم وسكون المهملة (ابن يسار) بمثناة تحتية وسين مهملة مخففة ضد اليمين

(أيما عبد تزوج بغير إذن مواليه) أي سادته فوطئ زوجته (فهو زان) لأن نكاحه بغير إذن سيده باطل وبه قال الشافعي (هـ) عن ابن عمر وهو حديث ضعيف لكن قال العلقمي ولفظ الترمذي عن جابر أيما عبد تزوج بغير إذن سيده فهو عاهر ثم قال هذا حديث حسن صحيح

(أيما امرأة مات لها ثلاثة) في رواية ثلاث (من الولد) يشمل الذكر والأنثى وتمام الحديث عند البخاري قالت امرأة واثنان قال واثنان والرجل مثل المرأة في ذلك وإنما خص المرأة لأن الخطاب كان مع النساء قال القرطبي وإنما خص الثلاثة بالذكر لأنها أول مراتب الكثرة فتعظيم المصيبة لكثرة الأجر (كن) بضم الكاف وشدة لنون وأنث باعتبار الأنفس أو النسمة وفي رواية كانوا (لها حجاباً من النار) قال المناوي وإن لم يقارن ذلك صبر وبه صرح في حديث الطبراني وسببه أن النساء قلن للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل لنا يوماً أي عين لنا يوماً تعظنا فيه فأجابهن ووفى بوعده ولقيهن فذكره (خ) عن أبي سعيد

(أيما رجل مس فرجه) أي ذكره أو حلقة دبره بباطن كفه (فليتوضأ) وجوباً عند الشافعي (وأيما امرأة

ص: 239

مست فرجها) والمراد به عند الشافعي ملتقى شفريها على المنفذ فلا ينقض ظهر الكف ولا رؤوس الأصابع ولا ما بينها (فلتتوضأ) والإضافة في الموضعين ليست للاحتراز فينقض مس فرج الغير بطريق الأولى لكن الماس دون الممسوس أن اتفقا ذكورة أو أنوثة فإن اختلفا تنقض الوضوء من الجانبين لحصول الملامسة (حم قط) عن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه (أيما امرء مسلم أعتق امرأ مسلماً فهو فكاكه) قال العلقمي بفتح الفاء وكسرها لغة أي خلاصه (من النار يجزى) بضم المثناة التحتية وفتح الزاي غير مهموز قال العلقمي يقضي وينوب (بكل عظم منه) أي من المعتق بفتح التاء (عظماً منه) أي المعتق بكسرها زاد في رواية حتى الفرج بالفرج قال بعضهم والأولى أن لا يكون المعتوق خصيا (وأيما امرأة مسلمة اعتقت امرأة مسلمة فهي فكاكها من النار تجزى بكل عظم منها عظماً منها) حتى الفرج بالفرج (وأيما امرء مسلم أعتق امرأتين مسلمتين فهما فكاكه من النار يجزى بكل عظمين منهما عظماً منه) قال المناوي فعتق الذكر يعدل عتق الانثيين ولهذا كان أكثر عتقاً النبي صلى الله عليه وسلم ذكوراً اهـ وقال العلقمي قال القاضي اختلفا العلماء هل الأفضل عتق الإناث أم الذكور فقال بعضهم الإناث لأنها إذا عتقت كان ولدها حراً سواء تزوجها حراً وعبد وقال آخرون عتق الذكور أفضل لما في الذكر من المعاني العامة التي لا توجد في الإناث كالقضاء والجهاد ولأن من الإناث من إذا عتقت تضيع بخلاف العبيد وهذا القول هو الصحيح (طب) عن عبد الرحمن بن عوف (د هـ طب) عن مرة بضم أوله مشداً ابن كعب (ت) عن أبي أمامة وهو حديث حسن

(اأيما امرأة زوجها وليان) أي أذنت لهما معا أو أطلقت أو أذنت لأحدهما وقالت زوجني لزيد وللآخر زوجني لعمرو (فهي) زوجة (للأول) أي للسابق (منهما) ببينة وتصادق فإن وقعا معا أو جهل السابق منهما بطلا معا (وأيما رجل باع بيعاً من رجلين) أي مرتبا (فهو) أي البيع (للأول) أي للسابق (منهما) فإن وقعا معا أو جهل السابق بطلا (حم ع ك) عن سمرة بن جندب وحسنه الترمذي وصححه

(أيما امرأة نكحت) أي تزوجت (على صداق أو حباء) بكسر الحاء المهملة وتخفيف الباء الموحدة مع المد أصله العطية وهو المسمى عند العرب بالحلوان (أو عدة) بكسر العين وفتح الدال المهملتين مخففاً قال العلقمي ظاهره أنه يلزمه الوفاء وعند ابن ماجه أو هبة بدل العدة (قبل عصمة النكاح) أي قبل عقد النكاح (فهو لها) أي مختص بها دون أبيها لأنه وهب لها قبل العقد الذي شرط فيه لأبيها ما شرط وليس لأبيها حق فيه إلا برضاها (وما كان بعد عصمة النكاح فهو لمن أعطيه) أي وما شرط من نحو هبة بعد عقد النكاح فهو حق لمن أعطيه ولا فرق بين الأب وغيره قال الخطابي هذا مؤول على ما شرطه الولي لنفسه غير المهر (وأحق ما أكرم) بالبناء للمجهول (عليه الرجل) أي لأجله فعلى للتعليل قال العلقمي قال ابن رسلان قال القرطبي أحق

ص: 240

ما أكرم عليه استئناف كلام يقتضى الحض على إكرام الولي تطييباً لنفسه (ابنته) بالرفع خبر المبتدا الذي هو أحق ويجوز نصبه على حذف كان والتقدير أحق ما أكرم لأجله الرجل إذا كانت ابنته استدل به على ما ذهب إليه أحمد أنه يجوز لولي المرأة أن يشترط لنفسه شيئاً من صداق ابنته غير المعين لابنته لأن يد الأب مبسوطة في مال الولد فهو أحق ما أكرم من جهة ابنته وبهذا قال اسحاق بن راهويه وقد روى عن زين العابدين انه زوج ابنته واشترط لنفسه شيئاً وروى عن مسروق أنه لما زوج ابنته اشترط لنفسه عشرة آلاف درهم يجعلها في الحج والمساكين وقال للزوج جهز امرأتك وقال عطاء وطاوس وعكرمة وعمر بن عبد العزيز وسيفان الثوري ومالك في الرجل ينكح المرأة على أن لأبيها شيئاً اتفقا عليه سوى المهران ذلك كله للمرأة دون الأب قال أصحابنا ولو نكح بألف على أن لأبيها أو أن يعطى أباها ألفاً فالمذهب فساد الصداق المسمى ووجوب مهر المثل لأنه نقص من صداقها لأجل هذا اشرط الفاسد والمهر لا يجب إلا للزوجة لأنه عوض بضعها (أو أخته) أو أمته وظاهر العطف أن الحكم لا يختص بالأب بل كل ولي كذلك (حم د ن هـ) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد جيد

(أيما امرأة) ثيب وبكر (زوجت نفسها من غير ولي) زاده لدفع توهم إرادة أذنت في تزويج نفسها فيه ودليل على اشتراط الولي لصحة النكاح (فهي زانية) أي أثمة إن كانت عالمة بطلان النكاح (خط) عن معاذ بن جبل قال ابن الجوزي ولا يصح

(أيما امرأة تطيبت) بطيب يظهر ريحه (ثم خرجت إلى المسجد) لتصلي فيه (لم تقبل لها صلاة حتى) أي إلى أن (تغتسل) أي تزيل أثر ريح الطيب يعني لا تثاب على صلاتها التي صلتها في غير بيتها ما دامت متطيبة لكنها صحيحة مغنية عن القضاء (هـ) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف

(أيما امرأة زادت في رأسها شعر أليس منه فإنه زور تزيد فيه) فيحرم عليها ذلك قال العلقمي قوله شعراً ليس منه ما يدل إلى ما ذهب إليه الليث ونقله أبو عبيد عن كثير من الفقهاء أن الممتنع وصل الشعر بالشعر وأما إذا وصلت شعرها بير الشعر من خرقة وغيرها فلا يدخل في التحريم وأخرج أبو داود بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال لا بأس بالقرامل وبه قال أحمد والقرامل جمع قرمل بفتح القاف وسكون الراء نبات طويل الفروع لين والمراد به هنا خيوط من حرير أو صوف يعمل ضفائر تصل به المرأة شعرها وفصل بعضهم بين ما إذا كان ما وصل به الشعر من غير الشعر مستورداً بعد عقده مع الشعر بحيث يظن أنه من الشعر وبين ما إذا كان ظاهراً فمنع الأول فقط لما فيه من التدليس وهو قوي ومنهم من أجاز الوصل مطلقاً سواء كان يشعر آخراً وبغير شعر إذا كان بعلم الزوج وإذنه وذهب آخرون إلى منع وصل الشعر بشيئ آخر سواء كان شعراً أم لا ويؤيده حديث جابر زجر رسول الل صلى الله عليه وسلم أن تصل المرأة بشعرها شيئاً أخرجه مسلم تنبيه كما يحرم على المرأة الزيادة في شعر رأسها

ص: 241

يحرم عليها حلق شعر رأسها بغير ضرورة (ن) عن معاوية بن أبي سفيان

(أيما رجل أعتق أمة ثم تزوجها بمهر جديد فله أجران) أجر بالعتق وأجر بالتزويج (طب) عن أبي موسى الأشعري

(أيما رجل قام إلى وضوئه) هو بضم الواو اسم للفعل ويفتحها اسم لما يتوضأ به (يريد الصلاة) جملة حالية (ثم غسل كفه) في نسخة كفيه (نزلت خطيئته من كفيه) مجاز عن غفرانها وكذا يقال فيما بعده (مع ألو قطرة) تقطر منهما (فإذا غسل وجهه نزلت خطيئته من سمعه وبصره مع أول قطرة) تقطر منه (فإذا غسل يديه إلى المرفقين ورجليه إلى الكعبين سلم من كل ذنب هو له ومن كل خطيئة) جمع بينهما للتأكيد فيصير مغفوراً له لا ذنب عليه (كهيئته يوم ولدته أمه) وظاهره أن المراد الصغائر (فإذا قام إلى الصلاة) أي وصلاها (رفعه الله عز وجل بها (درجة) في الجنة (وإن قعد) أي عن الصلاة أي لم يصلها بذلك الوضوء (قعد سالماً) من الذنوب فإنه قد غفر له بتمام الوضوء (حم) عن أبي أمامة وإسناده حسن

(أيما مسلم رمى بسهم في سبيل الله) أي في قتال الكفار لإعلاء كلمة الله (فبلغ) أي وصل إلى العدو (مخطئاً) أي لم يصب أحداً (أو مصيباً فله من الأجر كرقبة أعتقها من ولد إسماعيل) بن إبراهيم الخليل (وأيما رجل) مسلم (شاب في سبيل الله) أي في القتال أو الرباط قال المناوي يعني من هول ذلك أو من دوامه الجهاد حتى أسن (فهو له) أي الشيب المفهوم من شاب (نور) والشيب كله نور لكل مؤمن كما في حديث فالحاصل لهذا الرجل نور على نور (وأيما رجل أعتق رجلاً مسلماً فكل عضو من المعتق) بكسر التاء مقابل أو مفدى (بعضو من المعتق) بفتحها (فداء له من النار) بنصب فدا على الحال أو التمييز أو المفعول المطلق والمرأة مثل الرجل (وأيما رجل قام) أي استيقظ من نومه أو تحول من مقعده (وهو يريد الصلاة) أي التهجد (فأقضى الوضوء) بفتح الواو (إلى أماكنه) أي أوصل الماء إلى مواضعه وهو الإسباغ (سلم من كل ذنب وخطيئة هي له) عطف تفسير والمراد الصغائر كما مر (فإن قام إلى الصلاة) فصلاها (رفعه الله) تعالى (بها درجة) في الجنة (وإن رقد رقد سالماً) من الذنوب (طب) عن عمرو بن عيسى

(أيما وال ولى امر أمتى بعدي) قال المناوي قيد بالبعية لإخراج من ولى أمر أمته في حياته من أمرائه فإنه لا يجري فيه التفصيل الآتي لأنهم كلهم عدول (أقيم على الصراط ونظرت الملائكة صحيفته) التي فيها حسناته وسيئاته (فإن كان عادلاً نجا بعدله) في رعيته (وإن كان جائراً انتفض به الصراط انتفاضة تزايل) أي تفارق تلك الانتفاضة (بين مفاصله حتى يكون بين كل عضوين من أعضائه مسيرة مائة عام) قال المناوي يعني بعداً كثيراً جداً لا تسعه العقول فالمراد التكثير لا التحديد (ثم ينخرق به الصراط فأول ما يتقي به النار أنفه وحر وجهه) بضم الحاء المهملة ما أقبل منه (أبو القاسم بن بشر أن في أماليه عن عليّ) أمير المؤمنين

(أيما مسلم استرسل إلى مسلم) قال في النهاية الاسترسال الاستئناس والطمأنينة إلى الإنسان

ص: 242

والثقة به فيما يجديه وأصله السكون والثبات ومنه الحديث غبن المسترسل رباء (فغبنه) قال في المصباح غبنه في البيع والشراء غبناً من باب ضرب مثل غبنه فانغبن وغبنه نقصه وغبن بالبناء للمفعول فهو مغبون أي منقوص في الثمن أو غيره والغبنة اسم منه (كان غبنه ذلك رباء) أي مثل الربا في التحريم ومنه أخذ بعض المجتهدين ثبوت الخيار بالغبن وخالف الشافعي لدليل آخر (حل) عن أبي أمامة وهو حديث ضعيف

(أيما امرأة قعدت على بيت أولادها) أي تركت التزوج وحضنتهم بعد موت أبيهم (فهي معي في الجنة) أي قريبة من منزلتي أو تدخل مع السابقين على إثري ولا مانع من اجتماع اشيئين (ابن بشران عن أنس

(أيما راع) أي متولي شيء من أمور المسلمين (لم يرحم رعيته) أي يعاملهم بالعطف والشفقة والرفق (حرم الله عليه الجنة) أي دخولها مع السابقين بل يعذب بالنار إن لم يعف عنه (جيثمه) بفتح المعجمة وسكون المثناة التحتية وفتح المثلثة والميم إلا طرابلسي (في جزئه عن أبي سعيد) الخدري رضي الله تعالى عنه

(أيما ناشئ نشأ في طلب العلم والعبادة) تعميم بعد تخصيص ويستمر ذلك (حتى يكبر) بفتح الموحدة أي يطعن في السن ويموت على ذلك قال في الصحاح كبر بمعنى طعن في السن بكسر الباء في الماضي وفتحها في المضارع وأما كبر بمعنى عظم فهو بضمها فيهما (أعطاه الله يوم القيامة ثواب اثنين وسبعين صديقاً) بكسر الصاد وشد الدال المكسورة أي مثل ثوابهم (طب) عن أبي أمامة قال المناوي قال الذهبي منكر

(أيما قوم نودي فيهم بالأذان صباحاً كان لهم أماناً من عذاب الله تعالى حتى يمسوا وأيما قوم نودي فيهم بالأذان مساء كان لهم أماناً من عذاب الله تعالى حتى يصبحوا) قال المناوي والمراد بالعذاب هنا القتال بدليل حديث كان إذا نزل بساحة قوم فسمع الأذان كف عن القتال (طب) عن معقل بن يسار وهو حديث ضعيف

(أيما مال أديت زكاته) بالبناء للفاعل أي أدّاها مالكه لمستحقها أو إلى السلطان (فليس بكنز) وإن دفن في الأرض وأيما مال مل تؤد زكاته فهو كنز وإن لم يدفن فيدخل صاحبه في آية والذين يكنزون الذهب والفضة (خط) عن جابر وهو حديث ضعيف

(أيما راع استرعى رعية) بالبناء للمجهول أي طلب الله منه أن يكون راعي جماعة أي أميرهم بأن نصبه عليهم (فلم يحطها) أي لم يحفظها (بالأمانة والنصيحة) أي بإرادة الخير والصلاح والنصح (ضاقت عليه) أي عنه (رحمة الله التي وسعت كل شيء) بمعنى أنه يحرم منها وهذا خرج مخرج الزجر والتنفير لأن رحمه الله ترجى للعاصين (خط) عن عبد الرحمن بن سمرة وهو حديث ضعيف

(أيما وال ولى شيئاً من أمر أمتي فلم ينصح لهم) في أمر دينهم ودنياهم (ويجتهد) أي يبذل جهده (لهم) فيما يصلحهم وينفعهم (كنصيحته وجهده) أي اجتهاده (لنفسه كبه الله تعالى على وجهه يوم القيامة في النار) أي ألقاه فيها على وجه الإذلال والإهانة والاحتقار وقد تدركه

ص: 243

الرحمة فيعفى عنه (طب) عن معقل بن يسار

(أيما وال ولى) بالبناء للمفعول ويجوز للفاعل (على قوم فلان لهم) أي لاطفهم بالقول والفعل (ورفق) بهم (رفق الله تعالى به يوم القيامة) فلم يناقشه بالحساب ولم يوبخه بالعتاب (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن عائشة) رضي الله عنها

(أيما داع دعا) بالبناء للفاعل (إلى ضلالة فاتبع) بالبناء للمفعول أي اتبعه على تلك الضلالة ناس (فن عليه مثل أوزار من اتبعه ولا ينقص) أي ما حصل له من الوزر (من أوزارهم شيئاً) فإن من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة (وأيما داع دعا إلى هدى فاتبع فإن له مثل أجور من اتبعه ولا ينقص من أجورهم شيئاً) فإن من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة وفي الحديث الحث على استحباب الدعاء إلى الهدي والطاعة والتحذير من الدعاء إلى الضلالة والبدعة (هـ) عن أنس

(أين الراضون بالمقدور) أي بما قدر الله لهم في الأزل يعني هم قليل (أين الساعون للمشكور) أي أين المداومون على السعي والجهد في تحصيل كل فعل محمود شرعاً يعني هم قليل (عجبت لمن يؤمن بدار الخلود) وهي الدار الآخرة وقال المناوي وهي الجنة والنار (كيف يسعى لدار الغرور) وهي الدنيا سميت بذلك لأنها تغر من اشتغل بها وشهواتها ولذاتها قال تعالى وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور (هناد عن عمرو بن مرة) بضم الميم وشدة الراء مرسلاً

(أيها الناس) أي ترفقوا في السعي في طلب حظكم من الرزق (فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها) أي ما قدر لها من الرزق (وإن أبطأ عنها) فلا فائدة في الجهد والكذب ونصب شباك الحيل والطمع وقرن ذلك بالأمر بالتقوى لأنها تردع عن الشهوات ومن ثم كرر ذلك فقال (فاتقوا الله وأجملوا في الطلب) وبين كيفية الإجمال بقوله (خذوا ما حل لكم) تناوله (ودعوا) أي اتركوا (ما حرم) عليكم ومدار ذلك على اليقين فإنه إذا علم أن ما قدر له من الرزق لابد له منه وطلبه برفق من وجه حلال يستريح في الدنيا والآخرة (هـ) عن جابر

(أيها الناس عليكم بالقصد) أي الزموا التوسط والسداد والتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط (عليكم بالقصد) كرره للتأكيد (فإن الله لا يمل حتى تملوا) بفتح الميم فيهما أي لا يترك الثواب عنكم حتى تتركوا عبادته وسؤاله فسمى فعل الله مللاً على طريق الازدواج في الكلام (هـ ع حب) عن جابر

(أيها الناس اتقوا الله) بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه (فوالله لا يظلم مؤمن مؤمناً إلا انتقم الله تعالى) له (منه يوم القيامة) حيث لم يعف عنه المظلوم ولم تحفه العناية الإلهية فيرضيه عنه وذكر المؤمن غالبي فمن له ذمة أو عهداً وأمان كذلك عبد بن حميد عن أبي سعيد

(أيها الناس لا تعلقوا) بحذف إحدى التاءين (عليّ بواحدة) أي لا تأخذوا عليّ في فعل ولا قول واحد يعني لا نتسبوني فيما أقوله وأفعله إلى هوى وغرض دنيوي (ما أحللت إلا ما أحل الله تعالى) أي أذن فيه (وما حرمت إلا ما حرم الله تعالى) أي نهى

ص: 244

عنه (ابن سعد عن عائشة)(أيها المصلي وحده) أي المنفرد عن الصف (ألا) أي هلا فهي للتحضيض (وصلت إلى الصف ودخلت معهم) أي المصلين (أو جررت إليك رجلاً) منهم ليصطف معك (إن ضاق بك المكان) أي الصف (فقام معك) فصرتما صفاً (أعد صلاتك) التي صليتها وحدك منفرداً عن الصف مع جماعة ليحصل لك الثواب الكامل (فإنه لا صلاة لك) أي كاملة قاله لرجل رآه يصلي خلف القوم (طب) عن وابصة وهو حديث ضعيف

(أيها الأمة) أي الجماعة المحمدية (أني لا أخاف عليكم فيما لا تعلمون) فإن الجاهل إذا لم يقصر معذور (ولكن انظروا) تأملوا (كيف تعملون فيما تعلمون) فإن العالم إذا لم يعمل بعلمه يعذب من قبل عباد الوثن (حل) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف

(أي) بفتح الهمزة وتشديد الياء (عبد زار أخا) له في نسخة أخاه (في الله) لله (نودي) من قبل الله على لسان ملائكته (أن) بالفتح (طبت) في نفسك (وطابت لك الجنة ويقول الله عز وجل عبدي زار فيّ) بالفاء في كثير من النسخ وفي نسخة شرح عليها المناوي زارني بالنون بدل الفاء فنه قال أضاف الزيارة إليه تعالى وإنما هي للعبد العاجز المذكور حثاً للخلق على المؤاخاة في الله والتزاور والتحابب فيه (على قراه) أي على ضيافته تفضلاً وإحساناً إذ لا يجب عليه سبحانه وتعالى شيء (ولن أرضى لعبدي بيقري دون الجنة ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن أنس) وهو حديث ضعيف

(أي) بفتح الهمزة وتخفيف الياء حرف نداء ذكره أبو البقاء (آخى) ناداه نداء تعطف ليكون ادعى إلى الامتثال (إني موصيك بوصية) بليغة عظيمة النفع لمن فتح الله قفل قلب وجعل خليقته مستقيمة وأذنه سميعة (فاحفظها لعل الله أن ينفعك بها) أي بالعمل بمضمونها (زر القبور) أي قبور المؤمنين لا سيما الصالحين (تذكر بها) أي بزيارتها (الآخرة) لأن من رأى مصارع إخوانه وعلم أنه عن قرب صائر إليهم يذكر الآخرة لا محالة والأولى كون الزيارة (بالنهار) أي فيه متعلق بزر (أحياناً ولا تكثر) أي فإن الإكثار منها ربما أعدم الأمل وضيع ما هو أهم منها (واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو) أي فارغ من الروح (عظة بليغة) وهو دواء للنفوس (وصل على الجنائز) التي يطلب الصلاة عليها (لعل ذلك يحزن قلبك فإن الحزين في ظل الله تعالى) أي في ظل عرشه أو تحت كنفه (مرض لكل خير) بضم الميم وشد الراء المفتوحة (وجالس المساكين) أي والفقراء إيناساً لهم وجبراً لخواطرهم (وسلم عليهم إذا لقيتهم) أي ابدأهم بالسلام (وكل مع صاحب البلاء) كالأجذم والأبرص (تواضعاً لله) تعالى (وإيماناً به) أي تصديقاً بأنه لا يصيبك من البلاء إلا ما قدر عليك وهذا خاطب به من قوى توكله كما خاطب بقوله فر من المجذوم فرارك من الأسد من ضعف توكله (والبس) بفتح الموحدة (الخشن الضيق من الثياب) من نحو قميص وجبة (لعل العز والكبرياء لا يكون لهما فيك مساغ وتزين أحياناً) بالملابس الحسنة (لعبادة ربك)

ص: 245

كما في العيدين والجمعة (فإن المؤمن كذلك يفعل) أي يلبس الخشن حتى إذا جاء موسم من المواسم أو اجتماع لعبادة أو لقدوم وفد فتزين (تعففاً) أي إظهار للعفة والاستغناء عن الناس (وتكرماً) عليهم (وتحملاً) يحتمل أنه بالحاء المهملة تحملاً عنهم مؤنة مواساته ويحتمل بالجيم أي تجملاً في الملابس للتحدث بالنعمة (ولا تعذب شيئاً مما خلق الله بالنار) حتى من استحق القتل فإنه لا يعذب بالنار إلا خالقها (ابن عساكر عن أبي ذر) وهو حديث ضعيف

(أي إخواني لمثل هذا اليوم فاعدوا) أي لمثل يوم نزول أحدكم قبره فليعد أي فليتخذ عدة تنفعه في بيت الظلمة والوحشة وهي العمل الصالح فإن المصطفى قال ذلك وهو واقف على شفير قبر يبكي حتى بل الثرى (حم هـ) عن البراء وهو حديث حسن

(أيحسب أحدكم) الاستفهام للإنكار قال العلقمي فيه حذف تقديره أيظن أحدكم إذا كان يبلغه الحديث عني في حال كونه (متكئاً على أريكته) فيقول بيننا وبينكم كتاب الله إن الله لم يحرم شيئاً إلا ما في هذا القرآن والأريكة قال في النهاية السرير في الحجلة من دون ستر ولا يسمى منفرداً أريكة وقيل هو كل ما تكئ عليه من سرير أو فراش أو منصة اهـ قال ابن رسلان وترجح هذا هنا فإنهم كانوا في غزوة خيبر ولم تكن الحجلة موجودة عليه وهي بفتح الحاء والجيم بيت كالقبة يستر بالثياب ويكون له أزرار كبار (أن الله تعالى لم يحرم شيئاً إلا ما في هذا القرآن) قال المناوي هذا من تتمة مقول ذلك الإنسان أي قد يظن بقوله بيننا وبينكم كتاب الله إن الله لم يحرم إلا ما في هذا القرآن اهـ وليس بظاهر فإن المقول محذوف كما بينه العلقمي (إلا) أداة الاستفتاح ومعناها التنبيه أي تنبهوا لما ألقيه عليكم (وأني والله قد أمرت) بفتح الهمزة والميم بأشياء (ووعظت) بأشياء (ونهيت عن أشياء أنها كمثل) بكسر الميم وسكون المثلة ما أمرو ووعظ ونهى عنه (القرآن أو أكثر) وأو ليست للشك بل للإضراب (وأن الله تعالى لم يحل لكم) بضم المثناة التحتية وكسر المهملة (أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب) اليهود والنصارى ممن له ذمة أو أمان (إلا بإذن) منهم لكم وفي معنى بيوتهم متعبداتهم (ولا ضرب نسائهم) لأخذ شيء منهم أو لوطئهم فلا تظنوا أن نسأ أهل الذمة حل لكم كالحربيين (ولا أكل ثمارهم) ونحوها من كل مأكول (إذا أعطوكم الذي عليهم) من جزية ونحوها (د) في الخراج (عن العرباض) بكسر العين المهملة وسكون الراء وفتح الباء الموحدة أخره ضاد معجمة ابن سارية السلمي بضم المهملة

(أيمن) بفتح الهمزة وسكون المثناة التحتية وفتح الميم تبدأ (امرء) مضاف إليه (وشأمه) بفتح الهمزتين بينهما شين معجمة معطوف على المبتدأ أي أعظم ما في جوارح الإنسان يمناً أي بركة وأعظم ما فيه شؤماً أي شراً (ما بين لحييه) خبر المبتدأ أي لسانه واللحيان بفتح اللام وسكون المهملة العظمان اللذان عليهما الأسنان السفلى يعني أكثر حسنات الإنسان وخطيئاته من لسانه (طب) عن عدي بن حاتم بحاء مهملة ومثناة فوقية مكسورة

ص: 246

(فصل في المحلى بال من هذا الحرف)

(الآخذ) بالمد وكسر الخاء المعجمة (بالشبهات) جمع شبهة وهي هنا محل تجاذب الأدلة واختلاف العلماء (يستحل الخمر بالنبيذ) أي يتناول الخمر بالنبيذ ويقول النبيذ حلال ليشربه (والسحت) بضمتين كل مال حرام (بالهدية) أي يتناول ما يأخذه من الظلمة أو الرشوة بأنه هدية والهدية سائغة القبول (والبخس بالزكاة) بموحدة وخاء معجمة وسين مهملة ما يأخذه الولاة باسم العشر والمكس يتاؤلون فيه الزكاة فالآخذ بالشبهات يقع في الحرام ولابد (فر) عن عليّ وهو حديث ضعيف

(الآخذ والمعطي سواء في الربا) أي آخذ الربا ومعطيه في الإثم سواء وإن كان الآخذ محتاجاً كما مر (قط ك) عن أبي سعيد الخدري

(الآمر) بالمد وكسر الميم (بالمعروف) أي بما عرف في الشرع بالحسن (كفاعله) في حصول الأجر له لكن لا يلزم منه التساوي في المقدار (يعقوب ابن سفيان في مشيخته) أي في تراجم مشايخه (فر) عن عبد الله بن جراد وهو حديث ضعيف

(الآن حمى الوطيس) بفتح الواو وكسر الطاء أي الآن اشتد الحرب وأصله التنور يخبز فيه كنى به عن اشتباك الحرب والتحامه لأن شدة الحرب تشبه حره وهذا من فصيح الكلام وبديعه الذي لم يسمع من أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم وذا قاله يوم حنين حين نظر إلى المعركة وهو على بغلته البيضا (حم م) عن العباس بن عبد المطلب (ك) عن جابر بن عبد الله (طب) عن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة

(الآن نغزوهم ولا يغزوننا) بنونين وفي رواية بنون أي في هذه الساعة اعلمني الله أنا أيها المسلمون نسير إلى غزو قريش ونظفر بهم ولا يغزونا بعدها قاله حين أجلى عنه الأحزاب ببناء أجلي للمفعول أي رجعوا عنه بغير اختيارهم وهو من معجزاته صلى الله عليه وسلم فإنه اعتمر في السنة المقبلة فصده قريش عن البيت ووقعت الهدنة بينهم إلى أن نقضوها فكان ذلك سبب فتح مكة فوقع الأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (حم خ) عن سليمان بن صرد بضم ففتح

(الآن بردت عليه جلده) قال المناوي يعني الرجل الذي مات وعليه ديناران فأتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه فقال أعليه دين فقيل ديناران فانصرف فتحملهما أبو قتادة فذكره ثم صلى عليه وامتناعه من الصلاة على من مات وعليه دين كان قبل أن يؤمر بقضاء دين من مات من المسلمين معسراً (حم قط ك) عن جابر وإسناده حسن

(الآيات بعد المائتين) أي تتابع الآيات وظهور الأشراط على التتابع والتوالي بعد مائتي سنة قال الدميري في سنده عون وهو منكر الحديث وقال قال البخاري وقد مضى مائتان ولم يكن من الآيات شيء اهـ قال المناوي وذا قاله قبل أن يعلمه الله بأنها تتأخر زماناً طويلاً (هـ ك) عن أبي قتادة وهو حديث ضعيف

(الآيات) أي العلامات الدالة على قيام الساعة (خرزات) بالتحريك

ص: 247

جمع خرزة أي كخرزات (منظومات في سلك فانقطع السلك) أي فإذا انقطع (فيتبع بعضها بعضاً (حم ك) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد حسن

(الآيتان من آخر سورة البقرة) يعني من قوله تعالى آمن الرسول إلى آخر السورة فآخر الآية الأولى المصير ثم إلى آخر السورة واحدة (من قرأهما في ليلة) في رواية بعد العشاء الآخرة (كفتاه) في ليلته من شر الشيطان أو الثقلين أو الآفات أو اغنتاه عن قيام الليل وقيل معناه أجزأناه فيما يتعلق بالاعتقاد لما اشتملتا عليه من الإيمان والأعمال إجمالاً وقيل معناه وقتاه كل سوء قال الحافظ بن حجر يجوز أن يراد جميع ما تقدم (حم ق هـ) عن أبي مسعود البدري

(الإبدال) بفتح الهمزة جمع بدل بفتحتين خصهم الله تعالى بصفات منها أنهم ساكنون إلى الله تعالى بلا حركة منها حسن أخلاقهم (في هذه الأمة ثلاثون رجلاً قلوبهم على قلب إبراهيم خليل الرحمن) أي انفتح لهم طريق إلى الله على طريق إبراهيم فصارت كقلب واحد (كلما مات رجل منهما بدل الله مكانه رجلاً) فلذلك سموا أبدالاً أو لأنهم بدلا أخلاقهم السيئة قال العلقمي (فائدة) قال شيخنا قال سهل بن عبد الله صارت الإبدال إبدالاً بأربعة قلة الكلام وقلة الطعام واعتزال الأنام وأخرج أبو نعيم في الحلية عن بشر بن الحارث أنه سئل عن التوكل فقال اضطراب بلا سكون رجل تضطرب جوارحه وقلبه ساكن إلى الله تعالى لا إلى قلبه وسكون بلا اضطراب رجل ساكن إلى الله بلا حركة وهذا عزيز وهو من صفات الإبدال (فائدة) في كفاية المعتقد لليافعي نفعنا الله تعالى به قيل إنما سمى الإبدال إبدالاً لأنهم إذا غابوا تبدل في مكانهم صور روحانية تخلفهم وأخرج أبو نعيم عن معروف الكرخي قال من قال في كل يوم عشر مرات اللهم أصلح أمة محمد اللهم فرج عن أمة محمد اللهم ارحم أمة محمد كتب من الإبدال (حم) عن عبادة بن الصامت بإسناد صحيح

(الإبدال في أمتي ثلاثون) رجلاً (بهم تقوم الأرض) أي تعمر (وبهم) أي بسببهم (يمطرون) بالبناء للمفعول أي ينزل الله عليكم المطر (وبهم ينصرون) على الأعداء قال المناوي لأن الأنبياء أوتاد الأرض فلما انقطعت النبوة أبدل الله مكانهم هؤلاء (طب) عنه أي عن عبادة بإسناد صحيح

(الإبدال في أهل الشام) أي من أهلها (وبهم ينصرون) على الأعداء (وبهم يرزقون) أي يمطرون فيكثر النبات قال المناوي ولا ينافي تقييد النصرة هنا بأهل الشام إطلاقها فيما قبله لأن نصرتهم لمن في جوارهم أتم وإن كانت أعم (طب) عن عوف بن مالك وإسناده حسن

(الإبدال بالشأم وهم أربعون رجلاً كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً يسقي بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب) وكذا عن غيرهم كما علم مما مر قال المناوي زاد في رواية الحكيم لم يسبقوا الناس بكثرة صلاة ولا صيام ولا تسبيح ولكن بحسن الخلق وصدق الورع وحسن النية وسلامة الصدر أولئك حزب الله (حم) عن علي بإسناد حسن

• (الإبدال أربعون رجلاً وأربعون امرأة كلما مات

ص: 248

رجل أبدل الله مكانه رجلاً وكلما ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة) قال المناوي ولا ينافي خبر الأربعين خبر الثلاثين لأن الجملة أربعون رجلاً ثلاثون على قلب إبراهيم وعشر ليسوا كذلك (الخلال) بفتح المعجمة وشدة اللام (في) كتاب (كرامات الأولياء (فر) عن أسن بن مالك وهو حديث ضعيف

(الإبدال من الموالي) قال المناوي تمامه ولا يبغض الموالي إلا منافق ومن علامتهم أيضاً أنهم لا يولد لهم وأنهم لا يلعنون شيئاً (الحاكم في) كتاب (الكنى) والألقاب (عن عطاء) بن أبي رباح (مرسلاً) بفتح السين وكسرها وهو حديث منكر

(الأبعد فالأبعد) أي من داره بعيدة (من المسجد) الذي تقام فيه الجماعة (أعظم أجراً) ممن هو أقرب منه لما في البعد عن المسجد من كثرة الخطا وفي كل خطوة عشر حسنات (حم د هـ ك هق) عن أبي هريرة بإسناد صالح

(الإبل عز لأهلها) أي لمالكيها (والغنم بركة) يشمل الضأن والمعز (والخير معقود في نواصي) وفي نسخة بنواصي (الخيل إلى يوم القيامة) أي منوط بها ملازم لها كأنه عقد فيها لإعانتها على الجهاد وعدم قيام غيرها مقامها في الكر والفر (هـ) عن عروة بضم المهملة ابن الجعد بفتح الجيم سكون المهملة ويقال ابن أبي الجعد (البارقي) بموحدة وقاف

(الاثمد) بكسر الهمزة والميم بينهما مثلثة ساكنة حجر الكحل المعروف (يجعلوا البصر) أي يزيد نور العين بدفعه المواد الرديئة المنحدرة من الرأس (وينبت الشعر) بالتحريك هنا للازدواج أي هدب العين لأنه يقوي طباقها (نخ) عن معبد بن هوذة بذال معجمة

(الأجدع شيطان) بسكون الجيم ودال مهملة قال العلقمي قال في النهاية الجدع قطع الأنف أو الأذن أو الشفة وهو بالأنف أخص فإذا أطلق غلب عليه قال ابن رسلان والمجادعة المخاصمة فلعله سمى الأجدع شيطاناً لأنه الداعي إلى المخاصمة وقطع الأطراف والسبب فيه فسمى به كما سمى النبي صلى الله عليه وسلم المار بين يدي المصلي شيطاناً فقال ادقعه فإن أبي فقاتله فإنما هو شيطان لأنه الداعي إلى المرور فتسبب إليه تجوزاً (حم د هـ ك) عن ابن الخطاب وهو حديث ضعيف

(الإحسان أن تعبد الله تعالى كأنك تراه) فإن من استحضر ذلك أتى بالعبادة على الوجه الأكمل من الإتيان بأركانها وشروطها ومندوباتها (فإن لم تكن تراه) فاستمر على إحسان العبادة (فإنه يراك) قال العلقمي وهذه قطعة من حديث جبريل في سؤاله النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام وشرائع الدين وجوابه صلى الله عليه وسلم له قال شيخ شيوخنا الإحسان مصدر يتعدى بنفسه وبغيره تقول أحسنت كذا إذا أتقنته وأحسنت إلى فلان إذا أوصلت إليه النفع والأول المراد لأن المقصود إتقان العبادة وقد يلحظ الثاني بأن المخلص مثلاً يحسن بإخلاصه إلى نفسه وإحسان العبادة الإخلاص فيها والخشوع وفراغ البال حال التلبس بها ومراقبة المعبود وأشار في الجواب إلى حالتين أرفعهما أن يغلب عليه مشاهدة الحق بقلبه كأنه يراه بعينه وهو قوله كأنك تراه أي وهو يراك

ص: 249

والثانية أن يستحضران الحق سبحانه وتعالى مطلع عليه يرى كل ما يعمل وقوله فإنه يراك قال النوري وفي هذا الحديث أصل عظيم من أصول الدين وقاعدة مهمة من قواعد المسلمين هو عمدة الصديقين وبغية السالكين وكنز العارفين ودأب الصالحين وهو من جوامع الكلم التي أوتيها صلى الله عليه وسلم وقد ندب أهل التحقيق إلى مجالسة الصالحين ليكون ذلك مانعاً من التبيس بشيء من النقائص احتراماً لهم واستحياء منهم فكيف بمن لا يزال الله مطلعاً عليه في سره وعلانيته (م 3) عن عمر ابن الخطاب (حم ق هـ) عن أبي هريرة

(الإحصان إحصانان إحصان نكاح) وهو الوطئ في نكاح صحيح (وإحصان عفاف) هو أن يكون تحته مني عفه بخلاف العجوز الشوهاء والرتقاء والقرناء ابن أبي حاتم (طس) وابن عساكر عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف

(الاختصار) أي وضع اليد على الخصر (في الصلاة راحة أهل النار) يعني أن ذلك عادة اليهود في صلاتهم وهم أهلها وليس المراد أن لأهل النار راحة قال تعالى لا يفتر عنهم العذاب (حب هق) عن أبي هريرة قال الذهبي هذا منكر

(الأذان تسع عشرة كلمة) بالترجيع وهو أن يأتي بالشهادتين سراً قبل أن يأتي بهما جهراً فيه حجة للشافعي في قوله أن التكبير في أول الأذان أربع إذ لا تكون ألفاظه تسعة عشر إلا بناء على ذلك وذهب مالك إلى أنه مرتين (والإقامة سبع عشرة كلمة) فيه دليل للحنفية وفي نسخة إحدى عشرة كلمة (ت) عن أبي محذورة

(الأذنان من الرأس) أخذ بظاهره الأئمة الثلاثة وأكثر الصحابة والتابعين فيكفي مسحهما بماء الرأس ولا يحتاج إلى ماء جديد وقيل هما من الوجه وقال الشافعي رضي الله عنه هما عضوان مستقلان ليسا من الوجه ولا من الرأس وتأول أصحابه الحديث على وجهين أحدهما أنهما يمسحان مع الرأس تبعاً له والآخر أنهما يمسحان كما يمسح الرأس ولا يغسلان كالوجه وإضافتهما إلى الرأس إضافة تشبيه وتقريب لا إضافة تحقيق واحتجوا بأشياء أحسنها حديث عبد الله بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ لأذنيه ماء خلاف الذي أخذه لرأسه رواه البيهقي قوال إسناده صحيح فهو صريح في أنهما ليسا من الرأس إذ لو كانا منه لما أخذ لهما ماء جديداً كسائر أجزاء الرأس وفيه رد على من قال أنهما من الوجه واحتجوا على من قال هما من الوجه بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسحهما ولم ينقل عنه أنه غسلهما ولو كانا من الوجه لغسلهما وأيضاً فالإجماع منعقد على أن المتيمم لا يمسحهما (حم د ت هـ) عن أبي أمامة وإسناده ليس بالقويم (هـ) عن أبي هريرة وعن عبد الله ابن يزيد بإسناد ضعيف (قط) عن أنس قال والأوضح إرساله (وعن أبي موسى) الأشعري (وعن ابن عباس) وقال تفرد به ضعيف (وعن ابن عمر) وقال الصواب موقوف (وعن عائشة)

(الارتداء) وهو وضع الرداء على الكتفين (لبسة العرب) بضم اللام أي توارثها العرب على آبائهم فإنهم كانوا في الجاهلية كلهم في إزار ورداء وكانوا

ص: 250

يسمونها حلة (والالتفاع) وهو تغطية الرأس وأكثر الوجه (لبسة) أهل (الإيمان لأنهم لما علاهم من الحياء من ربهم ما أخجلهم اضطروا إلى مزيد الستر وما ازداد عبد بالله علماً إلا ازداد منه حياء وهو لبسة بني إسرائيل ورثوها عن آبائهم (طب) عن ابن عمر ابن الخطاب وهو حديث ضعيف

(الأرض كلها مسجد) أي محل سجود الصلاة (إلا المقبرة) بتثليث الباء أي الطاهرة مع الكراهة قال العلقمي ولا فرق في الكراهة بين أن يصلي على القبر أو بجانبه نعم يستثنى مقابر الأنبياء لأنهم أيحياء في قبورهم فلا كراهة اهـ أما النجسة وهي ما تحقق نبشها فلا تصح الصلاة فيها إلا بحائل (والحمام) يدخل فهي المكان الذي اعتاد الناس نزع ثيابهم فهي فتكره الصلاة فهي كراهة تنزيه لأنه بيت الشياطين ومأواهم قال المناويوأخذ بظاهره بعض المجتهدين فأبطل الصلاة فيها مطلقاً (تنبيه) قال ابن حر هذا الحديث يعارضه عموم حديث حابر المتفق عليه وجعلت لي الأرض طيبة طهوراً أي طاهرة مطهرة ومسجداً وحديث أبي أمامة عند البيهقي والطبراني وجعلت لي الأرض كلها مسجداً (حم د ت هـ ك) عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه

(الأرض أرض الله والعباد عباد الله من أحيي مواتاً فهو له) أي يملكه وأن يألم ذن الإمام عند الشافعي وشرط أبو حنيفة إذنه إذا كان المحيي مسلما ولو غير مكلف إذا كانت الأرض ببلاد الإسلام ولو بحرم لكن لا يجوز إحياء في عرفة ولا المزدلفة ولا منى لتعلق حق الوقوف بالأول والمبيت بالأخيرين أما إذا كان الموات بلاد الكفار فلهم أحياؤه لأنه من حقوقهم ولا ضرر علينا فيه كذا للمسلم أحياؤه إن لم يذبونا عنه بخلاف ما يذبونا عنه أي وقد صولحوا أن الأرض لهم (طب) عن فضالة ابن عبيد ورجاله رجال الصحيح

(الأرواح) التي تقوم بها الأجساد (جنود مجندة) أي جموع مجمعة وأنواع مختلفة (فما تعارف) أي توافق في الصفات وتناسب في الأخلاق (منها ائتلف) في الدنيا (وما تناكر منها) فلم يتوافق ولم يتناسب (اختلف) قال العلقمي قال الخطابي يحتمل أن يكون إشارة إلى معنى التشاكل في الخير والشر والصلاح والفساد وأن الخير من الناس يحن إلى شكله والشرير يميل إلى نظيره فتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع التي بجلت عليها من خير أو شر فإذا اتفقت تعارفت وإذا اختلفت تناكرت قلت ولا يكر عليه أن بعض المتنافرين ربما ائتلف لأنه محخمول على مبدأ التلاقي فإنه يتعلق بأصل الخلقة بغير سبب وأما في ثاني الحال فيكون مكتسباً لتجدد وصف يقتضي الألفة بعد النفرة كإيمان الكافر وإحسان المسيء وقال ابن الجوزي ويستفاد منهذا الحديث أن الإنسان إذا وجد من نفسه نفرة ممن له فضيلة أو صلاح فينبغي أن يبحث عن المقتضى لذلك ليسعى في إزالته حتى يتخلص من الوصف المذموم وكذا القول في عكسه قال البيهقي سألت الحاكم عن معناه فقال المؤمن والكافر لا يسكن قلبه إلا إلى شكله (خ) عن عائشة قال المناوي لكن معلقاً فإطلاق عزوه

ص: 251

إليه غير جيد (م د) عن أبي هريرة ورواه عنه أيضاً مسلم بلفظ الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها في الله ائتلف وما تنافر منها في الله اختلف (طب) عن ابن مسعود ورجال رجال الصحيح وزاد فيه تلتقي فتتشام كما تشام الخيل

(الإزار) يسبل (إلى نصف الساق أو إلى الكعبين لا يخر في أسفل من ذلك) لأنه إن كان يقصد الخيلاء حرم وإلا كره (حم) عن أنس ورجاله رجال الصحيح

(الإسبال) يكون (في الإزار و) في (القميص و) في (العمامة) ونحو ذلك من كل ملبوس قال النووي وحكم المسألة أنه لا يجوز الإسبال إلى تحت الكعبين إن كان للخيلاء وإن كان لغيره فهو مكروه وكذا نص عليه الشافعي والأصحاب وأجمعوا على جواز الإسبال للنساء فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم الإذن لهن في إسال ذيولهن ذراعاً وأما القدر المستحب للرجال فإلى نصف الساقين والجائز بلا كراهة فإلى الكعبين اهـ قال في الفتح والحاصل أن للرجال حالين حال استحباب وهو أن يقتصر بالإزار على نصف الساق وحال جواز وهو إلى الكعبين وكذا للنساء حالان حال استحباب وهو ما يزيد على ما هو جائز للرجال بقدر شبر وحال جواز بقدر ذراع (من جر منها شيئاً) على الأرض (خيلاء) بضم المعجمة وفتح المثناة التحتية والمد أي لأجل الخيلاء والكبر والفخر (لم ينظر الله إليه يوم القيامة) أي نظر رحمة ورضي إذا لم يتب من ذلك في الدنيا (د ن هـ) عن ابن عمر بن الخطاب بإسناد حسن

(الاستئذان) أي طلب الإذن في الدخول (ثلاث) من المرات فإذا استأذنت (فإن أذن لك) فأدخل (وإلا) أي وإن لم يؤذن لك (فارجع) لقوله تعالى فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم (م ت) عن أبي موسى الأشعري (وأبي سعيد) الخدري (الاستئذان ثلاث) من المرات (فالأولى مستمعون) قال المناوي بمثناة فوقية أي يسمع أهل المنزل الاستئذان عليهم (والثانية تستصلحون) أي تصلحون المكان (والثالثة تأذنون) للمستأذن (أوتر دون) عليه بالمنع (قط) في الإفراد بتفح الهمزة (عن أبي هريرة) بإسناده ضعيف

(الاستجمار) أي التجمر أو الاستنجاء قال العلقمي والأول أولى لقرنه بالطواف (تو) بفتح المثناة الفوقية وتشديد الواو أي وتر وهو ثلاثة وقال في النهاية التو الفرد (ورمى الجمار تو والسعي بين الصفا والمروة تو والطواف تو) يريد أنه يرمي بالجمار في الحجج فرداً وهي سبع حصيات ويطوف سبعاً ويسعى سبعاً وقيل أراد بفردية الطواف والسعي أن الواجب منهما مرة واحدة لا يثنى ولا يكرر سواء كان المحرم مفرداً أو قارناً (وإذا استجمر أحدكم فليستجمر بتو) ليس تكراراً بل المراد بالأول الفعل وبالثاني عدد الأحجار (م) عن جابر بن عبد الله

(الاستغفار في الصحيفة) التي يكتب فيها حسنات المؤمن (يتلألأ نوراً) أي يضيء يوم القيامة فيها حين يعطى كتابه بيمينه ابن عساكر (فر) عن معاوية بن حيدة بفتح المهملة وسكون المثناة التحتية وفتح الدال المهملة

(الاستغفار ممحاة) بفتح الميم الأولى وسكون الثانية (للذنوب) كلها إن اقترن بتوبة

ص: 252

صحيحة (فر) عن حذيفة بن اليمان بإسناد ضعيف

(الاستنجاء) وهو إزالة الخارج من القبل والدبر يكون (بثلاثة أحجار) أو ما يقوم مقامها من كل جام طاهر قالع غير محترم فلا يكفي أقل منها وإن حصل الانقاء به فإن لم يحصل الانقاء بالثلاثة وجب الزيادة عليها (ليس فيهن رجيع) قال في النهاية الرجيع العذرة والروث سمى رجيعاً لأنه رجع عن حالته الأولى بعد أن كان علفا أو طعاماً (طب) عن خزيمة بن ثابت

(الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) وهذا عماد وما بعده مكملات له (وتقيم الصلاة) المفروضة وهي الخمس (وتؤتي الزكاة) لمستحقيها أو للإمام (وتصوم رمضان) حيث لا عذر (وتحج البيت) علم بالغلبة على الكعبة كالنجم على الثريا (إن استطعت إليه سبيلا) أي طريقاً (م 3) عن عمر بن الخطاب

(الإسلام علانية) بالتخفيف أي النطق بالشهادتين (والإيمان في القلب) لأن الإيمان هو التصديق محله القلب (ش) عن أنس بن مالك بإسناد حسن

(الإسلام ذلول) أي سهل منقاد (لا يركب إلا ذلولا) يعني لا يناسبه ويليق به ويصلحه إلا اللين والرفق والعمل والتعامل بالمسامحة (حم) عن أبي ذر بإسناد ضعيف

(الإسلام يزيد ولا ينقص) أي يزيد بالداخلين فيه ولا ينقص بالمرتين أو يزيد بما يفتح من البلاد ولا ينقص بما غلب عليه الكفرة منها أو أن حكمه يغلب ومن تغليبه الحكم بإسلام أحد أبويه قال العلقمي وأوله كما في أبي داد حدثنا عبد الله بن بريدة أن أخوين اختصما إلى يحيى بن معمر يهودي ومسلم فورث المسلم منهما وقال حدثني أبو الأسودان رجلاً حدثه أن معاذاً قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الإسلام يزيد ولا ينقص فورت المسلم اهـ استدل معاذ بهذا الحديث على أن المسلم يرث الكافر ولا عكس (حم دك هق) عن معاذ ورواته ثقات لكن فيه انقطاع

(الإسلام يجب) أي يقطع وفي رواية يهدم (ما كان قبله) بزيادة كان أي من كفر وعصيان وما يترتب عليهما من حقوق الله أما حق الآمي فلا يسقط إجماعاً (ابن سعد عن الزبير) بن العوام (وعن جبير بن مطعم) بصيغة اسم الفاعل

(الإسلام نظيف) أي نقي من الدنس (فتنظفوا) من الأوساخ والعيوب (فإنه) أي الشأن (لا يدخل الجنة إلا نظيف) نظافة معنوية أي لا يدخلها إلا المطهر من دنس العيوب والآثام وغيره لا يدخلها حتى يطهر بالنار إن لم يعف عنه العزيز الجبار (طس) عن عائشة بإسناد ضعيف

(الأشرة) بفتح الهمزة والشين المعجمة والراء البطر وقيل الشدة وقال المحلي في تفسير كذاب أشر مستكبر بطر (شر) في كل ملة (خدع) عن البراء ابن عازب بإسناد حسن

(الأشعريون ف الناس كصرة فيها مسك) هم قبيلة تنسب إلى الأشعر بن ادد بن يزيد بن يشحب نزلوا غور تهامة من اليمن فلما قدموا على المصطفى قال لهم أنتم ماجرة اليمن من ولد إسماعيل ثم ذكره (ابن سعد) في طبقاته عن ابن شهاب الزهري (مرسلاً) الأصابع تجري مجرى السواك (في حصول أصل السة يعني إذا كانت

ص: 253

خشنة لأنها تزيل الصلح وهذا في إصبع غيره المتصلة أما إصبعه أو إصبع غيره المنفصلة فلا تجزى عند الشافعية (إذا لم يكن سواك) قال المناوي مفهومه إذا كان هناك سواك لا يجزى ولم أر من أخذ بالتفصيل من الأئمة (أبو نعيم في) كتاب (فضل السواك) عن عمرو ابن عف المزني بإسناد ضعيف

(الأضحى) قال المناوي جمع ضحاة وهي الأضحية (على فريضة وعليكم سنة) فوجوبها من خصائصه صلى الله عليه وسلم عند الشافعي (طب) عن ابن عباس

(الاقتصاد) أي التوسط في النفقة بين الأطراف والتفريط (نصف العيش) أي المعيشة (وحسن الخلق) بضم الخاء المعجمة (نصف الدين) لأنه يحمل صاحبه على تجنب ما يخل بدينه ومروءته فمن حازه فقد توفر عليه نصف الدين (خط) عن أنس بإسناد ضعيف

(الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة والتودد إلى الناس نصف العقل) لأنه يبعث على السلامة من شرهم (وحسن السؤال نصف العلم) فإن السائل إذا أحسن سؤال شيخه أقبل عليه وأوضح له ماأشكل لما يراه من استعداده وقابليته (طب) في مكارم الأخلاق (هب) عن ابن عمر بن الخطاب

(الأكبر من الإخوة بمنزلة الأب) قال المناوي في الإكرام والاحترام والرجوع إليه والعويل عليه وتقديمه في المهمات والمراد الأكبر ديناً وعلماً وإلا فسنا (طب عد هب) عن كليب الجهني

(الأكل في السوق دناءة) قال في القاموس الدنية النقيصة اهـ فهو خارم للمروءة راداً للشهادة أن صدر ممن لا يليق به (طب) عن أبي أمامة (خط) عن أبي هريرة بإسناد ضعيف

(الأكل بإصبع واحدة أكل الشيطان) أي يشبه أكله (وباثنين أكل الجبابرة) أي العتاه الظلمة أهل التكبر (وبالثلاث أكل الأنبياء) وخلفائهم وورثتهم وهو الأنفع الأكمل والأكل بالخمس مذموم ولهذا لم يحفظ عن المصطفى أنه أكل إلا بثلاث نعم كان يستعين بالرابع (أبو أحمد الغطريف) بكسر المعجمة (في جزئه ابن النجار) في تاريخه عن أبي هريرة

• (الأكل مع الخادم

• يطلق على الذكر والأنثى والقن والحر (من التواضع) فهو مندوب حيث لا محذور (فر) عن أم سلمة بإسناد ضعيف

(الإمام ضامن) أي متكفل بصحة صلاة المقتدين لارتباط صلاتهم بصلاته اهـ وقال العلقمي اختلف في معناه فقيل ضامن أي راع وقيل حافظ لعدد الركعات وهما ضعيفان لأن الضمان في اللغة بمعنى الرعاية أو الحفظ لا يوجد وحقيقة الضمان في اللغة والشريعة هو الالتزام ويأتي بمعنى الوعاء لأن كل شيء جعلته في شيء فقد ضمنته إياه فإذا عرف معنى الضمان فإن ضمان الإمام لصلاة المأموم هوالتزام شروطها وحفظ صلاته في نفسه لأن صلاة المأموم تتبنى عليها فإن أفسد صلاته فسدت صلاة من أئتم به فكان غار مالها وإن قلنا بمعنى الوعاء فقد دخلت صلاة المأموم في صلاة الإمام لتحمل القراءة عنه والقيام إلى حين الركوع أي في حق المسبوق والسهو ولذلك لم تجز صلاة المفترض خلف المتنفل لأن ضمان الواجب بما ليس واجباً بحال اهـ وخالف الشافعي فيجوّز

ص: 254

اقتداء المقترض بالمتنفل وعكسه (والمؤذن مؤتمن) أي أمين على صلاة الناس وصيامهم وسحورهم وعلى حرم الناس لإشرافه على دورهم فعليه الاجتهاد في أداء الأمانة في ذلك (اللهم أرشد الأئمة) ليأتوا بالصلاة على أكمل الأحوال (واغفر للمؤذنين) ما قصروا فيه من مراعاة الوقت بتقدم عليه أو تأخر عنه واستدل به بعضهم على تفضيل الأذان على الإمامة لأن حال الأمين أفضل من الضمين (هـ ت عد هق) عن أبي هريرة (حم) عن أبي أمامة بإسناد صحيح

(الإمام ضامن فإن أحسن) طهوره وصلاته (فله ولهم) الأجر (وإن أساء) في طهوره وصلاته بأن أخل ببعض الأركان أو الشروط (فعليه) الوزر (ولا عليهم) قال العلقمي وأوله كما في ابن ماجه كان سهل بن سعد الساعدي يقدم فتيان قومه يصلون بهم فقيل له تفعل ذلك ولك من القدم مالك قال أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الإمام فذكره قال في الإحياء كان الصحابة يتدافعون أربعة أشياء الإمامة والوديعة والوصية والفتوى (هـ ك) عن سهل بن سعد الساعدي

(الإمام) لأعظم (الضعيف) عن إقامة الأحكام الشرعية (ملعون) أي مطرود عن منازل الأبرار فعليه عزل نفسه إن أراد الخلاص في الدنيا والآخرة وعلى الناس نصب غيره (طب) عن ابن عمر بن الخطاب

(الأمانة في الأزد والحياء في قريش) أي هما في القبيلتين أكثر منهما في غيرهما (طب) عن أبي معاوية الأزدي

(الأمانة غنى) بوزن رضى أي من اتصف بها رغب الناس في معاملته فيحسن حاله ويكثر ماله (القضاعي) في الشهاب (عن أنس) رضي الله عنه

(الأمانة تجلب) في رواية تجر (الرزق) أي هي سبب تيسيره وحصول البركة فيه ورغبة الناس في معاملة من اتصف بها (اولخيانة تجلب الفقر) أي تمهق بركة الرزق وتنفر الناس عن معاملة من اتصف بها (فر) عن جابر بن عبد الله (القضاعي) في الشهاب (عن علي) بإسناد حسن

(الأمراء من قريش ما عملوا فيكم) أي مدة دوام معاملتهم لكم (بثلاث) من الخصال ثم بين تلك الخصال بقوله (ما رحموا إذا استرحموا) بالبناء للمفعول أي طلبت منهم الرحمة بلسان القال أو الحال (وأقسطوا) أي عدلوا (إذا أقسموا) ما جعل إليهم من نحو خراج وفئ وغنيمة (وعدلوا إذا حكموا) فلم يجوروا في أحكامهم ومفهومه أنهم إذا عملوا بضد المذكورات جاز العدول بالإمارة عنهم وهو مؤول فالمراد منهم أن يكنوا على تلك الخصال إذ لا يجوز الخروج على الإمام بالجور (ك) عن أنس

(الأمراء من قريش من ناواهم) أي عاداهم (أو أراد أن يستفزهم) أي يفزعهم ويزعجهم (تحات تحات الورق) كناية عن إهلاكه وإذلاله وإهانته (الحاكم في) كتاب (الكنى) والألقاب (عن عكب ابن عجرة

(الأمر) أي أمر الآخرة وهجوم الموت (أسرع) وفي رواية أعجل (من ذلك) أي من أن يبنى الإنسان بناء أو يصلح جدراناً وسببه كما في أبي داود عن عبد الله بن عمر وقال مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أطين حائطاً أي حائط خص كما

ص: 255

في الرواية الأخرى وهو بيت يعمل من خشب وقصب فذكره (د) عن عبد الله بن عمرو بن العاص

(الأمر المفظع بفاء وظاء معجمة أي الشديد (والحمل المضلع) أي المثقل (والشر الذي لا ينقطع) هو (إظهار البدع) أي العقائد الزائغة التي على خلاف ما عليه أهل السنة (طب) عن الحكيم بن عمير وهو حديث ضعيف

(الأمن والعافية نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس) لأن بهما يتكامل التنعم بالنعم ومن لا يعرف قدر النم بوجدانها عرف بوجود فقدانها (طب) عن ابن عباس

(الأمور كلها خيرها وشرها من الله) أي كل كائن بقدرته وإرادته خالق الخير والشر والنفع والضر والإيمان والكفر ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن (طس) عن ابن عباس بإسناد ضعيف

(الأناة) بوزن قناة أي التأني (من الله تعالى) أي مما يرضاه ويثيب عليه (والعجلة من الشيطان) أي هو الحامل عليها بوسوسته أي أن العجلة تمنع من التثبت والنظر في العواقب (ت) عن سهل بن سعد الساعدي

(لأنبياء أحياء في قبورهم يصلون) قال المناوي لأنهم كالشهداء بل أفضل والشهداء أحياء عند ربهم وفائدة التقييد بالعندية الإشارة إلى أن حياتهم ليست بظاهرة عندنا بل هي كحياة الملائكة وكذا الأنبياء ولهذا كانت الأنبياء لا تورث قال السبكي وهذا يقتضي إيجاد الحياة في أحكام دن إحكام وذلك زائد على حياة الشهداء والقرآن ناطق بموت النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى أنك ميت وأنهم ميتون وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم أني امرؤ مقبوض وقال الصديق رضي الله تعالى عنه أن محمداً قد مات وأجمع المسلمون على إطلاق ذلك فالوجه أن يقال أنه أحيي بعد الموت وقيل المراد بالصلاة التسبيح الذكر (ع) عن أنس وهو حديث صحيح

(الأنبياء قادة) جمع قائد أي يقودون الناس ويسوسونهم بالعلم والموعظة (والفقهاء سادة) جمع سيد وهو الذي يفوق قومه في الخير والشرف أي مقدمون في أمر دين الله (ومجالستهم زيادة) في العلم أو معرفة الدين القضاعي عن عليّ

(الأيدي ثلاثة فيد الله هي العليا) لأنه المعطي (ويد المطعي التي تليها) فيه حث على التصدق (ويد السائل السفلى) أي السائل من غير اضطرار فيه زجر للسائل عن سؤاله الخلق والرجوع إلى الحق (فاعط الفضل) أي الفاضل عن نفسك وعن عيالك (ولا تعجز) بفتح التاء وكسر الجيم أي ولا تعجز بعد عطيتك (عن) نفقة (نفسك) ومن تلزمك نفقته بأن تعطى مالك كله ثم تقعد تسأل الناس (حم د ك) عن مالك بن نضلة بفتح النون وسكون المعجمة والد أبي الأحوص الصحابي

(الإيمان أن تؤمن) ليس هو من تعريف الشيء بنفسه لأن الأول لغوي والثاني شرعي (بالله) أي بأنه واحد ذاتا وصفات وأفعالاً (وملائكته) أي بأن تلك الجواهر العلوية النورانية عباد الله لا كما زعم المشركون من توهينهم (وكتبه ورسله) بأنها كلام الله القديم الأزلي القائم بذاته المنزه عن الحرف والصوت أنزلها على بعض رسله

ص: 256

لأنه أرسلهم إلى الخلق لهدايتهم وتكميل معاشهم ومعادهم وأنهم معصومون وتقديم الملائكة لا للتفضيل بل للترغيب الواقع في الوجود (و) تؤمن (باليوم الآخر) هو من وقت الحشر إلى ما لا يتناهى أو إلى أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار (وتؤمن بالقدر) حلوه ومره (خيره وشره) بالجز بدل من القدر أي بأن ما قدر في الأزل لابد منه وما لم يقدر فوقوعه محال وبأنه تعالى قدر الخير والشر (م 3) عن عمر ابن الخطاب

(الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالجنة والنار) أي بأنهما موجودتان الآن وبأنهما باقيتان لا يفنيان (والميزان) أي بأن وزن الأعمال حق (وتؤمن بالبعث بعد الموت) الذي كذب به كثير فاختل نظامهم ببغي بعضهم على بعض (وتؤمن بالقدر خيره وشره) أي بأن تعتقد أن ذلك كله بإرادة الله تعالى وخلقه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن (هب) عن عمر بن الخطاب

(الإيمان معرفة) وفي رواية لابن ماجه أيضاً بدل معرفة عقد (بالقلب وقول باللسان وعمل بالأركان) قال ابن حجر المراد أن الأعمال شرط في كماله وأن الإقرار اللساني يعرب عن التصديق النفساني (هـ طب) عن علي وهو حديث ضعيف

(الإيمان بالله إقرار باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالأركان) والمراد بذلك الإيمان الكامل واعتبار مجموعها على وجه التكميل لا الركنية (الشيرازي في الألقاب) عن عائشة وهو حديث ضعيف

(الإيمان) أي ثمراته وفروعه (بضع) بكسر الباء الموحدة وفتحها وهو عدد مبهم يقيد بما بين الثلاث إلى التسع هذا هو الأشهر وقيل إلى العشرة وقيل من واحد إلى تسعة وقيل من اثنين إلى عشرة وعن الخليل البضع السبع (وسبعون شعبة) بضم أوله أي خصلة أو جزأ وفي رواية بضع وستون أو بضع وسبعون قاله القاضي عياض وقد تكلف جماعة عدها بطريق الاجتهاد وفي الحكم بكون ذلك هو المراد صعوبة قال ابن حجر ولم ينفق من عد الشعب على نمط واحد وأقر بها إلى لاصواب طريق ابن حبان فإنه عد كل طاعة عدها الله في كتابه أو النبي صلى الله عليه وسلم في سنته (من الإيمان) قال ابن حجر وقد رأيتها تتفرع عن أعمال القلب وأعمال اللسان وأعمال البدن (فأعمال القلب) فيه المعتقدات والنيات ويتشمل على أربع وعشرين خصلة الإيمان بالله ويدخل فيه الإيمان بذاته وصفاته وتوحيده وبأن ليس كمثله شيء واعتقاد حدوث ما سواه والإيمان بملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره والإيمان بالله واليوم الآخر يدخل فيه المسألة في القبر والبعث والنشور والحساب والميزان والصراط والجنة والنار والحب والبغض فيه ومحبة لانبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه ويدخل فيه الصلاة عليه واتباع سنته والإخلاص ويدخل فيه ترك الرياء والنفاق والتوبة والخوف والرجاء والشكر والوفاء والصبر والرضا بالقضاء والتوكل والتواضع والرحمة ويدخل في التواضع توقير الكبير ورحمة الصغير وترك التكبر والعجب وترك الحسد وترك الحقد والغضب

ص: 257

وأعمال اللسان تشتمل على سبع خصال التلفظ بالتوحيد وتلاوة القرآن وتعلم العلم وتعليمه والدعاء والذكر ويدخل فيه الاستغفار واجتناب اللغو (وأعمال البدن) تشتمل على ثمان وثلاثين خصلة منها ما يختص بالأعيان وهي التطهير حساً وحكماً ويدخل فيه اجتناب النجاسات وستر العورة والصلاة فرضاً ونفلاً والزكاة كذلك وفك الرقاب والجود ويدخل فيه إطعام الطعام وإكرام الضيف والصيام فرضاً ونفلاً والحج والعمرة والطواف والاعتكاف والتماس ليلة القدر والفرار بالدين ويدخل فيه الهجرة من دار الكفر والوفاء بالنذور والتحري في الإيمان وأداء الكفارات منها ما يتعلق بالاتباع وهي ست خصال التعفف بالنكاح والقيام بحقوق العيال وبر الوالدين ومنه اجتناب العقوق وتربية الأولاد وصلة الرحم وطاعة السادة والرفق بالعبيد ومنها ما يتعلق بالعادة وهي سبع عشرة خصلة القيام بالأمرة مع العدل ومتابعة الجماعة وطاعة أولى الأمر والإصلاح بين الناس ويدخل في قتال الخوارج والبغاة والمعاونة على البر ويدخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود والجهاد ومنه المرابطة وأداء الأمانة ومنه أداء الخمس مع وفائه وإكرام الجار وحسن المعاملة وفيه جمع المال من حله وإنفاق المال في حقه وفيه ترك التبذير والإسراف ورد السلام وتشميت العاطس وكف الضرر عن الناس واجتناب اللهو وإماطة الأذى عن الطريق فهذه تسع وستون خصلة ويمكن عدها تسعاً وسبعين خصلة باعتبار ما ضم بعضه إلى بعضه اهـ وأراد التكثير لا التحديد (فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها) أدونها مقداراً (إماطة الأذى) أي إذاله ما يؤذي كشوك وحجر (عن الطريق) أي المسلوك (والحياء) بالمد وهو في اللغة تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به وفي الشرع خلق يبعث على اجتناب القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق وإنما أفرده بالذكر لأنه كالداعي إلى باقي الشعب إذ الحي يخاف فضيحة الدنيا والآخرة فيأتمر وينزجر (شعبة) أي خصلة (من) خصال الإيمان (م د ن هـ) عن أبي هريرة

(الإيمان يمان) أي منسوب إلى أهل اليمن لإجابتهم وانقيادهم إلى الإيمان من غير قتال (ق) عن ابن مسعود

(الإيمان قيد الفتك) أي يمنع من الفتك الذي هوالقتل بعد الأمان غدراً قال في النهاية الفتك أن يأتي الرجل صاحبه وهو غاد غافل فيشد عليه فيقتله الغيلة أني خدعه ثم يقتله في موضع خفي اهـ اقل في الصحاح والغيلة بالكسر الاغتيال يقال قتله غيلة وهو أن يخدعه فيذهب به إلى موضع فإذا صار إليه قتله (لا يفتك مؤمن) أي كامل الإيمان خبر بمعنى النهي قال المناوي والفتك لكعب بن الأشرف وغيره كأنه قبل النهي (تخ د ك) عن أبي هريرة (حم) عن الزبير بن العوام (وعن معاوية) وإسناده حسن

(الإيمان الصبر) أي الصبر عن المحارم والمكروهات (والسماحة) بأداء الفرائض والمندوبات (ع طب) في مكارم الأخلاق عن جابر بإسناد ضعيف

(الإيمان) أي التصديق (بالقدر)

ص: 258

بفتحتين أي بأن الله تعالى قدر الأشياء من خير وشر (نظام التوحيد) إذ لا يتم نظامه إلا باعتقاد أن الله تعالى منفرد بإيجاد الأشياء وأن كل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل (فر) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف

(الإيمان بالقدر يذهب الهم والحزن) لأن العبد إذا علم أن ما قدر في الأزل لابد منه وما لم يقدر يستحيل وقوعه استراحت نفسه وذهب حزنه على الماضي ولم يهتم للمتوقع (ك) في تاريخه والقضاعي عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف

(الإيمان عفيف عن المحارم عفيف عن المطامع) أي شأن أهله تجنب المحرمات والاكتفاء بالكفاف (حل) عن محمد بن النضر الحارثي مرسلاً

(الإيمان بالنية واللسان) أي يكون بتصديق القلب والنطق بالشهادتين (والهجرة) من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام تكون (بالنفس والمال) متى تمكن من ذلك فإن لم يتمكن إلا بنفسه فقط هاجر بها لأن الميسور لا يسقط بالمعسور (عبد الخالق بن زاهر الشحامي) بضم المعجمة وفي نسخة الشحاني بالنون بدل الميم (في الأربعين عن عمر) بن الخطاب

(الإيمان والعمل إخوان) أي شريكان في قرن واحد (لا يقبل الله أحدهما إلا بصاحبه) قال المناوي لأن العمل بدون الإيمان الذي هو تصديق القلب لا أثر له والتصديق بلا عمل لا يكفي أي في الكمال اهـ ويحتمل أن المراد بالعمل عمل اللسان (ابن شاهين) في السنة (عن علي

(الإيمان والعمل قريبان لا يصلح كل واحد منهما لا مع صاحبه) فإن انتفى الإيمان لم ينفع العمل وإذا انتفى العمل لم يكمل الإيمان (ابن شاهين) في السنة (عن محمد بن علي مرسلاً وهو ابن الحنفية

(الإيمان نصفان فنصف في الصبر) عن المحارم (ونصف في الشكر) أي العمل بالطاعة (هب) عن أنس

(الإيماء خيانة) أي الإشارة بنحو عين أو حاجب خفية من الخيانة المنهي عنها (ليس لنبي أن يومئ) قاله لما أمر بقتل ابن أبي سرح يوم الفتح وكان رجل من الأنصار نذر أن يقتله فشفع فيه عثمان وقد أخذ الأنصاري بقائم السيف ينتظر النبي صلى الله عليه وسلم متى يومئ إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصاري هلا وفيت بنذرك قال انتظرت متى تومئ فذكره (ابن سعد عن سعيد بن المسيب) بفتح الياء عند الأكثر (مرسلاً (الأئمة من قريش أبرارها امراء أبرارها وفجارها أمراء فجارها) هذا على جهة الإخبار عنهم على طريق الحكم فيهم أي إذا صلح الناس وبروا وليهم الأخيار وإذا فسدوا وليهم الأشرار كما تكونوا بولي عليكم (وإن أمرت عليكم قريش عبداً حبشياً مجدعاً) بجيم ودال مهملة مقطوع الأنف أو غيره (فاسمعوا له وأطيعوا ما لم يخير أحدكم بين إسلامه وضرب عنقه فليقدم عنقه) ليضرب بالسيف ولا يرتد عن الإسلام فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق (ك هق) عن علي رضي الله تعالى عنه

(الأيم) في الأصل التي لا زوج لها بكراً كانت أو ثيباً مطلقة كانت أومتوفى عنها وقال في المصباح الأيم العزب رجلاً كان أو امرأة قال الصغاني وسوءا تزوج من قبل أو لم يتزوج فيقال رجل أيم وامرأة

ص: 259

ايم ويريد باليم في هذا الحديث الثيب خاصة (أحق بنفسها من وليها) في الرغبة والزهد لا في العقد فإن مباشرته لوليها (والبكر تستأذن) أي يستأذنها وليها ندباً أن كان أباً أو جداً ووجوباً إن كان غيرهما (في) تزويج (نفسها وإذنها صماتها) أي سكوتها بعد استئذانها بمنزلة إذنها لأنها تستحي أن تفصح وهذا في البالغة فالصغيرة لا تستأذن ولا يزوجها عند الشافعي إلا الأب أو الجد عند فقد الأب (مالك (حم م) عن ابن عباس

(الأيمن فالأيمن) بالنصب أي قدموا وروى مرفوعاً بالابتداء خبره محذوف أي الأيمن أحق بالتقديم وكرره للتأكيد إشارة إلى ندب البداءة بالأيمن ولو مفضولاً وسببه كما في البخاري عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بلبن قد شيب أي خلط بماء وعن يمينه أعرابي وعن شماله أبو بكر فشرب ثم أعطى الأعرابي وقال الأيمن فالأيمن (مالك (حم ق ع) عن أنس رضي الله تعالى عنه. آمين

تم الجزء الثاني ويليه الجزء الثالث

ص: 260