الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السُّنَنُ وَالأحْكَامُ عَن المُصْطَفَى
عَلَيهِ أَفْضَل الصَّلَاة والسَّلَام
لِلإمَامِ الحَافِظ ضيَاء الدِّين المقدسيِّ أَبِي عَبْد الله محَمَّد بْن عَبْد الوَاحد
صَاحِبُ المُخْتَارَة (569 - 643هـ)
تقديم فضيلة الدكتور
أَحْمَد بْن معْبد عَبْد الكَرِيم
تحقيق
أَبي عَبد الله حُسَين بْن عُكَاشَة
المُجَلَّدُ الثَّالِثُ
قِيَامُ اللَّيْلِ - الصِّيَاَمُ
النَّاشِر
دَارُ مَاجِد عَسيرِي
بسم الله الرحمن الرحيم
السُّنَنُ وَالأحْكَامُ عَن المُصْطَفَى
عَلَيهِ أَفْضَل الصَّلَاة والسَّلَام
حقوق الطبع محفوظة للناشر
الطبعة الأولى
1425هـ - 2004م
الناشر
دار ماجد عَسيرِي للنشر والتوزيع
المملكة العربية السعودية - جده -21412
ص. ب 15126
الإدارة- 6651648 - فاكس 6657529
جوال 055323116 وجوال 055623705
المبيعات ت/ 6631403 - جوال 054346151
471 - باب التحريض علي قيام الليل
2450 -
عن أم سلمة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ ليلة، فقال: سبحان الله، ماذا أنزل من الخزائن؟ من يوقظ صواحب الحجرات، يا رُبَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة".
رواه خ
(1)
.
2451 -
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه "أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ليلة، فقال: ألا تصليان؟ فقلت: يا رسول الله، أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا. فانصرف حين قلت ذلك، ولم يرجع إليَّ شيئًا، ثم سمعته وهو مولٍ يضرب فخذه، وهو يقول: وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً".
رواه خ
(2)
-واللفظ له- م
(3)
.
2452 -
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله، لا تكن مثل فلان، كان يقوم من الليل فترك قيام الليل".
رواه خ
(4)
م
(5)
.
2453 -
عن ابن عمر قال: كان الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلى الله عليه وسلم قال: وكنت غلامًا شاباً عزبًا، وكنت أنام في المسجد -على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت كأن ملكين أخذاني، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطيِّ
(1)
صحيح البخاري (3/ 13 رقم 1126).
(2)
صحيح البخاري (3/ 13 رقم 1127).
(3)
صحيح مسلم (1/ 537 - 538 رقم 775).
(4)
صحيح البخاري (3/ 45 رقم 1152).
(5)
صحيح مسلم (2/ 814 رقم 1159).
البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار. قال: فلقيهما ملك، فقال لي: لم تُرعَ. فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل. قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً".
رواه خ
(1)
م
(2)
-واللفظ له- وفي بعض ألفاظ البخاري
(3)
: "لم ترع، خليا عنه".
2454 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا نام ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد. فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان".
رواه خ
(4)
م
(5)
.
2455 -
عن عبد الله -هو ابن مسعود-: "ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح، قال: ذلك رجل بال الشيطان في أذنيه -أو قال: أذنه".
رواه خ
(6)
م
(7)
وهذا لفظه.
2456 -
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رحم الله رجلاً قام من
(1)
صحيح البخاري (3/ 8 - 9 رقم 1121).
(2)
صحيح مسلم (14/ 927 - 1928 رقم 2479).
(3)
صحيح البخاري (3/ 48 رقم 1156).
(4)
صحيح البخاري (3/ 30 رقم 1142).
(5)
صحيح مسلم (1/ 538 رقم 776).
(6)
صحيح البخاري (3/ 34 رقم 1144).
(7)
صحيح مسلم (1/ 537 رقم 774).
الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء"
(1)
.
رواه د
(2)
ق
(3)
.
2457 -
عن عبد الله بن سلام قال: "لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل
(4)
الناس إليه، وقيل: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استبنت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء تكلم به: يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام".
رواه الإمام أحمد
(5)
ق
(6)
ت
(7)
، وقال: حديث حسن صحيح.
2458 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل".
رواه م
(8)
.
2459 -
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كُتب من القانتين، ومن قام بألف آيةكتب من المقنطرين
(9)
".
(1)
رواه النسائي (3/ 19 - 20 رقم 1609) أيضًا.
(2)
سنن أبي داود (2/ 33 رقم 1308).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 424 رقم 1336).
(4)
أي: ذهبوا مسرعين نحوه. النهاية (2/ 279).
(5)
المسند (5/ 154).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 423 رقم 1334. 2/ 1083 رقم 3251).
(7)
جامع الترمذي (4/ 562 - 563 رقم 2485).
(8)
صحيح مسلم (2/ 821 رقم 1163).
(9)
أي: أعطي قنطارًا من الأجر. النهاية (4/ 113).
رواه أبو داود
(1)
.
2460 -
عن حذيفة قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه
(2)
أمرٌ صلى".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
.
2461 -
عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا استيقظ الرجل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين، كتبا من الذاكرين والذاكرات".
رواه د
(5)
س
(6)
ق
(7)
واللفظ له.
2462 -
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قالت أم سليمان ابن داود لسليمان: يا بني، لا تكثر النوم بالليل؛ فإن كثرة النوم بالليل تترك الرجل فقيراً يوم القيامة".
رواه ق
(8)
، من رواية يوسف بن محمد بن المنكدر، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة
(9)
.
2463 -
عن عبد الله بن أبي القيس قال: قالت عائشة: "لا تدع قيام الليل؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدا".
رواه د
(10)
.
(1)
سنن أبي داود (2/ 57 رقم 1398).
(2)
أي: إذا نزل به مهم أو أصابه غم. النهاية (1/ 377).
(3)
المسند (5/ 388).
(4)
سنن أبي داود (2/ 35 رقم 1319).
(5)
سنن أبي داود (2/ 33 رقم 1309).
(6)
السنن الكبرى (1/ 413 رقم 1310).
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 423 - 424 رقم 1335).
(8)
سنن ابن ماجه (1/ 442 رقم 1332).
(9)
ترجمته في التهذيب (32/ 456 - 457).
(10)
سنن أبي داود (2/ 32 رقم 1307).
472 - باب التسوك بالليل
2464 -
عن حذيفة قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص
(1)
فاه بالسواك".
رواه خ
(2)
م
(3)
.
2465 -
وعن حذيفة قال: "كنا نؤمر بالسواك إذا قمنا من الليل".
رواه س
(4)
.
2466 -
عن عائشة: "أن سعد بن هشام سألها عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كنا نعد له سواكه وطهوره، فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ".
رواه م
(5)
.
473 - باب ذكر ما يستفتح به قيام الليل
2467 -
عن ابن عباس قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: اللَّهم لك الحمد، أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، وقولك حق،
(1)
أي: يدلك أسنانه وينقيها، وقيل: هو أن يستاك من سفل إلى علو، وأصل الشوص: الغسل. النهاية (2/ 509).
(2)
صحيح البخاري (1/ 424 رقم 245).
(3)
صحيح مسلم (1/ 220 رقم 255).
(4)
سنن النسائي (3/ 212 رقم 1622).
(5)
صحيح مسلم (1/ 512 - 514 رقم 746).
والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق، اللَّهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت -أو لا إله غيرك".
قال سفيان: وزاد عبد الكريم أبو أمية: "ولا حول ولا قوة إلا باللَّه".
رواه خ
(1)
-وهذا لفظه- م
(2)
.
وفي لفظ لهما
(3)
: "أنت رب السماوات والأرض" بدل "لك ملك السماوات والأرض" وفي آخره: "أنت إلهي، لا إله إلا أنت".
وفي لفظ مسلم: إ أنت قيام السماوات والأرض".
وللنسائي
(4)
وفي آخره: "ولا حول ولا قوة إلا بالله".
وعند ابن ماجه
(5)
: "ولا حول ولا قوة إلا بك".
2468 -
عن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تعارَّ
(6)
من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد للَّه، وسبحان الله، واللَّه أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي -أو دعا- استجيب له، فإن توضأ
(7)
قبلت صلاته".
(1)
صحيح البخاري (3/ 5 رقم 1120).
(2)
صحيح مسلم (1/ 532 - 533 رقم 769).
(3)
صحيح البخاري (3/ 432 - 433 رقم 7442)، وصحيح مسلم (1/ 532 - 533 رقم 769).
(4)
سنن النسائي (3/ 209 - 210 رقم 1618).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 430 - 431 رقم 1355).
(6)
أي: هبَّ من نومه واستيقظ. النهاية (1/ 190).
(7)
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 49): في رواية أبي ذر وأبي الوقت: "فإن توضأ وصلى".
رواه خ
(1)
.
2469 -
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: "سألت عائشة أم المؤمنين بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك؛ إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".
رواه م
(2)
.
2470 -
عن عاصم بن حميد قال: "سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح به قيام الليل؟ قالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، كان يكبر عشرًا، ويحمد عشرًا، ويسبح عشرًا، ويستغفر عشرًا، ويقول: اللهم اغفر لي واهدني (وارزقني)
(3)
وعافني، ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة".
رواه الإمام أحمد
(4)
د
(5)
ق
(6)
-وهذا لفظه- س
(7)
.
2471 -
عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: "كنت أبيت عند حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، فكنت أسمعه إذا قام من الليل يقول:(سبحان الله رب العالمين. الهوي، ثم يقول)
(8)
: سبحان الله وبحمده الهوي
(9)
".
(1)
صحيح البخاري (3/ 47 - 48 رقم 1154).
(2)
صحيح مسلم (1/ 534 رقم 770).
(3)
من سنن ابن ماجه.
(4)
المسند (6/ 143) عن ربيعة الجرشي عن عائشة.
(5)
سنن أبي داود (1/ 203 - 204 رقم 766).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 431 رقم 1356).
(7)
سنن النسائي (3/ 208 - 209 رقم 1616).
(8)
من المسند وسنن النسائي وابن ماجه.
(9)
الهَوي -بالفتح- الحين الطويل من الزمان، وقيل: هو مختص بالليل. النهاية (5/ 285).
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
س
(3)
ق
(4)
ت
(5)
وقال: حديث حسن صحيح.
2472 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين". رواه م
(6)
.
2473 -
وعن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل ليصلي افتتح صلاته بركعتين خفيفتين. رواه م
(7)
أيضًا.
474 - باب إِذا قام من الليل فاستعجم القرآن على لسانه ونحوه
2474 -
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم؛ فإنَّ أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب (يستغفر)
(8)
فيسب نفسه".
رواه خ
(9)
م
(10)
.
2475 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه، فلم يدر ما يقول فليضطجع".
(1)
المسند (4/ 57).
(2)
سنن أبي داود (2/ 35 رقم 1320) بلفظ آخر.
(3)
سنن النسائي (3/ 208 - 209 رقم 1617).
(4)
سنن ابن ماجه (2/ 1276 - 1277 رقم 3879).
(5)
جامع الترمذي (5/ 448 رقم 1316).
(6)
صحيح مسلم (1/ 532 رقم 768).
(7)
صحيح مسلم (1/ 532 رقم 767).
(8)
في "الأصل": فيستغفر. والمثبت من صحيح مسلم.
(9)
صحيح البخاري (1/ 375 رقم 212).
(10)
صحيح مسلم (1/ 542 - 543 رقم 786) واللفظ له.
رواه م
(1)
.
2476 -
عن أنس قال: "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم (المسجد)
(2)
وحبل ممدود بين ساريتين فقال: ما هذا؟ قالوا: زينب تصلي، فإذا كَسلت -أو فترت- أمسكت به. فقال: حلوه، فليصل أحدكم نشاطه، فإذا كسل -أو فتر- فليقعد".
رواه خ
(3)
م
(4)
-واللفظ له- ورواه د
(5)
من طريقين فقال: ما هذا الحبل؟ فقيل: يا رسول الله، حمنة بنت جحش تصلي، فإذا أعيت تعلقت به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتصلِّ ما أطاقت فإذا أعيت فلتجلس".
والطريق الآخر: "قالوا: لزينب".
2477 -
عن عروة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته: "أن الحولاء بنت تويت ابن حبيب بن أسد بن عبد العزى مرَّت بها -وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: هذه الحولاء بنت تويت، وزعموا أنها لا تنام الليل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تنام الليل! خذوا من العمل ما تطيقون، فوالله لا (يسأم)
(6)
الله حتى تسأموا"
(7)
.
وفي لفظ
(8)
: "لا يمل حتى تملوا، وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه"
(9)
.
(1)
صحيح مسلم (1/ 543 رقم 787).
(2)
من صحيح مسلم.
(3)
صحيح البخاري (3/ 43 رقم 1150).
(4)
صحيح مسلم (1/ 541 - 542 رقم 784).
(5)
سنن أبي داود (2/ 33 - 34 رقم 1312).
(6)
في "الأصل": يسأموا. والمثبت من صحيح مسلم.
(7)
صحيح مسلم (1/ 542 رقم 785).
(8)
صحيح مسلم (1/ 542 رقم 785/ 221).
(9)
أي: لا يمل الله إذا مللتم؛ فإن العرب تقول: هذا الفرس لا يُسبق حتى تُسبق الخيل. يعني لا يُسبق إذا سبقت الخيل؛ إذ لو كان معناه يُسبق إذا سبقت الخيل لم يكن له مزية. انظر: شرح مشكل الآثار (2/ 118)، وفتح الباري (1/ 126).
رواه خ
(1)
م، وهذا لفظه.
2478 -
عن عائشة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِل أي العمل أحب إلى الله؟ قال: أدومه، وإن قل".
رواه خ
(2)
م
(3)
.
2479 -
وأخرجا
(4)
من رواية علقمة قال: "سألت أم المؤمنين عائشة قال: قلت: يا أم المؤمنين، كيف كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم يختص شيئًا من الأيام؟ قالت: لا، كان عمله ديمة
(5)
، وأيكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع".
لفظ مسلم.
2480 -
عن عبد الله بن عَمْرو قال: "قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار؟ قلت: إني أفعل ذلك. قال: فإنك إذا فعلت هجمت عينك، ونفهت
(6)
نفسك، وإن لنفسك حقًّا، ولأهلك حقًّا، فصم وأفطر، ونم وقم".
رواه خ
(7)
-وهذا لفظه- م
(8)
، وفي لفظ للبخاري
(9)
: "فإن لعينك (عليك
(1)
صحيح البخاري (1/ 124 رقم 43).
(2)
صحيح البخاري (11/ 300 رقم 6465).
(3)
صحيح مسلم (1/ 541 رقم 782/ 216).
(4)
صحيح البخاري (11/ 300 رقم 6466)، ومسلم (1/ 541 رقم 783/ 217).
(5)
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (11/ 305): "ديمة"، بكسر الدال المهملة، وسكون التحتانية، أي دائمًا، والديمة في الأصل المطر المستمر مع سكون بلا رعد ولا برق، ثم استعمل في غيره، وأصلها الواو فانقلبت بالكسرة قبلها ياء.
(6)
أي: أعيت وكلت. النهاية (5/ 100).
(7)
صحيح البخاري (3/ 46 رقم 1153).
(8)
صحيح مسلم (2/ 812 رقم 1159).
(9)
صحيح البخاري (4/ 256 رقم 1975).
حقًّا، وإن لزوجك (عليك)
(1)
حقًّا، وإن لزورك عليك حقاً". ولمسلم
(2)
نحوه.
2481 -
عن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته، وكان إذا نام من الليل -أو مرض- صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة. قالت: وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح، وما صام شهرًا متتابعًا إلا رمضان".
رواه م
(3)
.
2482 -
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نام عن حزبه -أو شيء منه- فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كُتب له كأنما قرأه من الليل". رواه م
(4)
.
2483 -
عن أبي الدرداء يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى فراشه -وهو ينوي أن يقوم فيصلي من الليل- فغلبته عينه حتى أصبح؛ كُتب له ما نوى، وكان نومه صدقة عليه من ربه". رواه ق
(5)
س
(6)
.
2484 -
عن سعيد بن جبير عن رجل عنده رضي أن عائشة -زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من امرئ تكون له صلاة بليل يغلبه عليها نومه إلا كتب له أجر صلاته، وكان نومه عليه صدقة".
رواه د
(7)
.
(1)
من صحيح البخاري.
(2)
صحيح مسلم (2/ 813 رقم 1159/ 182).
(3)
صحيح مسلم (1/ 515 رقم 746/ 141).
(4)
صحيح مسلم (1/ 515 رقم 747).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 426 - 427 رقم 1344).
(6)
سنن النسائي (3/ 258 رقم 1786)، وقال النسائي: خالفه سفيان. يعني: فجعله عن أبي ذر أو أبي الدرداء موقوفًا.
(7)
سنن أبي داود (2/ 34 رقم 1314).
ورواه س
(1)
عن
(2)
سعيد بن جبير، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كانت له صلاة صلاها من الليل فنام عنها، كان ذلك صدقة تصدق الله عليه، وكتب له أجر صلاته".
475 - باب ذكر قيام النبي صلى الله عليه وسلم واجتهاده
2485 -
عن المغيرة قال: " (إنْ)
(3)
كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم -أو ليصلي- حتى ترم
(4)
قدماه -أو ساقاه- فيقال له، فيقول: أفلا أكون عبداً شكورًا".
رواه خ
(5)
(وفي)
(6)
لفظ: "فقيل له: قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. قال: أفلا أكون عبداً شكورًا. رواه خ
(7)
م
(8)
.
2486 -
عن عائشة رضي الله عنها "أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً. فلما كثر لحمه صلى جالساً، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ، ثم ركع".
رواه خ
(9)
-وهذا لفظه- م
(10)
.
(1)
سنن النسائي (3/ 258 رقم 1784).
(2)
زاد بعدها في "الأصل": أبي. وهي زيادة مقحمة.
(3)
من صحيح البخاري.
(4)
أي: انتفخت من طول قيامه في صلاة الليل، يقال: وَرِمَ يَرِمُ، والقياس: يورم، وهو أحد ما جاء على هذا البناء. النهاية (5/ 177).
(5)
صحيح البخاري (3/ 19 رقم 1130).
(6)
في "الأصل": عن.
(7)
صحيح البخاري (8/ 448 رقم 4836).
(8)
صحيح مسلم (4/ 2171 رقم 2819).
(9)
صحيح البخاري (8/ 448 رقم 4837).
(10)
صحيح مسلم (4/ 2172 رقم 2820).
2487 -
عن أبي هريرة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي حتى ترم قدماه، فقيل له: أتفعل ذلك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدًا شكورًا".
رواه ق
(1)
ت في كتاب الشمائل
(2)
.
2488 -
وروى س
(3)
عن أبي هريرة قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم حتى ترم
(4)
قدماه".
2489 -
عن عبد الله بن مسعود قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل حتى ترم قدماه، فقيل: يا رسول الله، أليس غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدًا شكورًا".
رواه سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الصغير
(5)
.
476 - باب كيف صلاة الليل
2490 -
عن عبد الله بن عمر قال: "إن رجلاً قال: يا رسول الله، كيف صلاة الليل؟ قال: مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة".
رواه خ
(6)
م
(7)
.
2491 -
وعنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى، ويوتر
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 456 رقم 1420).
(2)
الشمائل المحمدية (ص 222 - 223 رقم 263، 264).
(3)
سنن النسائي (3/ 219 رقم 1644).
(4)
أي: تشقق. النهاية (2/ 309) وقد وقع هذا التفسير في بعض روايات سنن النسائي.
(5)
المعجم الصغير (1/ 118).
(6)
صحيح البخاري (3/ 25 رقم 1137).
(7)
صحيح مسلم (1/ 516 رقم 749/ 146).
بركعة، ويصلي ركعتين قبل الغداة (كأن)
(1)
الأذان بأذنه".
أخرجاه
(2)
أيضًا، واللفظ لمسلم.
2492 -
عن كريب مولى ابن عباس أن ابن عباس أخبره "أنه بات عند ميمونة رضي الله عنها، وهي خالته- قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم (و)
(3)
أهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل -أو قبله بقليل، أو بعده بقليل- استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر آيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن
(4)
معلقة فتوضأ منها، فأحسن الوضوء، ثم قام فصلى، قال ابن عباس: فقمت فصنعت مثلما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذهبت فقمت إلى جنبه -وفي لفظ: فقمت عن يساره- فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي وأخذ (بأذني)
(5)
اليمنى يفتلها فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاء المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح"
(6)
.
وفي لفظ
(7)
: "فصلى في تلك الليلة ثلاث عشرة ركعة، ثم نام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نفخ -وكان إذا نام نفخ- ثم أتاه المؤذن فخرج فصلى، ولم يتوضأ".
وفي لفظ
(8)
: ثم احتبى، حتى إني لأسمع نفسه راقدًا، فلما تبين له الفجر
(1)
في "الأصل": فإن. والمثبت من صحيح مسلم.
(2)
صحيح البخاري (2/ 564 رقم 995) وصحيح مسلم (1/ 519 رقم 749/ 157).
(3)
في "الأصل": في. والمثبت من صحيح مسلم.
(4)
أي: قربة. النهاية (2/ 506).
(5)
في "الأصل": بيده. والمثبت من صحيح مسلم.
(6)
صحيح مسلم (1/ 525 - 526 رقم 763).
(7)
صحيح مسلم (1/ 527 رقم 763/ 184).
(8)
صحيح مسلم (1/ 528 رقم 763/ 185).
صلى ركعتين خفيفتين".
قال سفيان: فهذا للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة؛ لأنه بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه.
وفي لفظ
(1)
: "فتكاملت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة، ثم نام حتى نفخ -وكنا نعرفه إذا نام بنفخه- ثم خرج إلى الصلاة فصلى"(وفي لفظ)
(2)
: "ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليلتئذٍ)
(3)
تسع عشرة كلمة، قال سلمة: حدثنيها كريب فحفظت منها ثنتي عشرة كلمة، ونسيت ما بقي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللَّهم اجعل لي في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي بصري نوراً، وعن يميني نورًا، وعن شمالي نورًا، ومن بين يدي نوراً ومن خلفي نورًا، واجعل في نفسي نورًا، وأعظم لي نورًا".
وفي لفظ (1): "وفوقي نورًا، وتحتي نوراً، واجعل لي نورًا -أو قال: اجعلني نوراً".
قال كريب
(4)
وسبعًا في التابوت
(5)
، فلقيت بعض ولد العباس فحدثني بهن، فذكر:"عصبي ولحمي ودمي وشعري وبشري وذكر خصلتين".
أخرجه خ
(6)
م، وهذا كله لفظه.
وفي رواية البخاري
(7)
: "قلنا
(8)
لعمرو -يعني: ابن دينار-: إن ناسًا
(1)
صحيح مسلم (1/ 528 - 529 رقم 763/ 187).
(2)
ليست في "الأصل" وهذا اللفظ في صحيح مسلم (1/ 529 - 530 رقم 763/ 189).
(3)
في "الأصل": ليلتين. والمثبت من صحيح مسلم.
(4)
صحيح مسلم (1/ 525 - 526 رقم 763/ 181).
(5)
أراد بالتابوت الأضلاع وما تحويه، كالقلب والكبد وغيرهما، تشبيهاً بالصندوق الذي يُحرز فيه المتاع، أي: أنه مكنون موضوع في الصندوق. النهاية (1/ 179).
(6)
صحيح البخاري (1/ 256 رقم 117).
(7)
صحيح البخاري (1/ 287 - 288 رقم 138).
(8)
القائل هو سفيان بن عيينة.
يقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تنام عينه ولا ينام قلبه. قال عمرو: سمعت عبيد ابن عمير يقول: رؤيا الأنبياء وحي، ثم قرأ {يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ}
(1)
".
وفي لفظ لمسلم
(2)
: "أنه رقد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فاستيقظ فتسوك وتوضأ، وهو يقول:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}
(3)
. فقرأ هؤلاء الآيات حتى ختم السورة، ثم قام فصلى ركعتين، أطال فيهما القيام والركوع والسجود، ثم انصرف فنام حتى نفخ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات، ست ركعات، كل ذلك يستاك ويتوضأ ويقرأ هؤلاء الآيات، ثم أوتر بثلاث، فأذن المؤذن فخرج إلى الصلاة، وهو يقول: اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، واجعل في سمعي نوراً، واجعل في بصري نوراً، واجعل من خلفي نوراً، ومن أمامي نوراً، واجعل من فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، اللهم أعطني نورًا".
وله
(4)
من رواية عطاء عن ابن عباس فذكر الوضوء: "ثم قمت إلى شقه الأيسر، فأخذ بيدي من وراء ظهره، يعدلني كذلك من وراء ظهره إلى الشق الأيمن، قلت: أفي التطوع كان ذلك؟ قال: نعم".
وله
(5)
من رواية أبي المتوكل علي بن داود الناجي أن ابن عباس حدثه: "أنه بات عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل فخرج فنظر إلى السماء، ثم تلا هذه الآية في آل عمران (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
(1)
سورة الصافات، الآية:102.
(2)
صحيح مسلم (1/ 530 رقم 763/ 191).
(3)
سورة آل عمران، الآيات: 190 - 200.
(4)
صحيح مسلم (1/ 531 رقم 763/ 192).
(5)
صحيح مسلم (1/ 122 رقم 256).
وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) حتى بلغ (فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(1)
ثم رجع إلى البيت فتسوك وتوضأ، (ثم قام فصلى، ثم اضطجع)
(2)
، ثم قام فخرج فنظر إلى السماء، ثم تلا هذه الآية، ثم رجع فتسوك وتوضأ، ثم قام فصلى".
وعنده
(3)
: "فقمت فتمطيت كراهة أن يرى أني كنت أتنبه له".
وعند البخاري
(4)
: "أن يرى أني كنت أتقيه
(5)
".
2493 -
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم (قالت)
(6)
: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء -وهي التي يدعو الناس العتمة- إلى الفجر إحدى عشرة ركعة، ثم يسلم من كل ركعتين، ويوتر بواحدة، فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر، وتبين له الفجر، وجاءه المؤذن، قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة".
رواه م
(7)
بهذا اللفظ.
2494 -
عن حميد أنه سمع أنسًا يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئًا، وكان لا تشاء أن
(1)
سورة آل عمران، الآيتان: 190 - 191.
(2)
من صحيح مسلم.
(3)
صحيح مسلم (1/ 525 - 526 رقم 763).
(4)
صحيح البخاري (11/ 119 رقم 6316).
(5)
قال ابن حجر في الفتح (11/ 120): "أتَّقيه" بمثناة ثقيلة، وقاف مكسورة، كذا للنسفي وطائفة، قال الخطابي: أي أرتقبه، وفي رواية بتخفيف النون، وتشديد القاف، ثم موحدة، من التنقيب والتفتيش، وفي رواية القابسي:"أبغيه" بسكون الموحدة، بعدها معجمة مكسورة، ثم تحتانية، أي: أطلبه، والأكثر "أرقبه" وهي أوجه. اهـ. وانظر النهاية (1/ 147) وإرشاد الساري (9/ 183 - 184) ففيهما روايات أخر.
(6)
في "الأصل": قال. والمثبت من صحيح مسلم.
(7)
صحيح مسلم (1/ 508 رقم 736/ 122).
تراه من الليل مصلياً إلا رأيته، ولا (نائمًا إلا)
(1)
رأيته".
رواه خ
(2)
.
2495 -
عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: "لأرمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة. فصلى ركعتين خفيفتين، ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم أوتر، فذلك ثلاث عشرة ركعة".
رواه م
(3)
.
2496 -
عن ابن عباس قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ركعتين، ثم ينصرف فيستاك".
رواه الإمام أحمد
(4)
س
(5)
ق
(6)
، ولفظه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين ركعتين".
باب جماع صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل
477 - ذكر ما كان يصلي النبي صلى الله عليه وسلم قبل النوم
2497 -
عن ابن عباس قال: "بت في بيت خالتي ميمونة، فصلى رسول الله
(1)
من صحيح البخاري.
(2)
صحيح البخاري (3/ 27 رقم 1141).
(3)
صحيح مسلم (1/ 531 - 532 رقم 765).
2496 -
خرجه الضياء في المختارة (1/ 139 - 140 رقم 137 - 139).
(4)
المسند (1/ 218).
(5)
السنن الكبرى (1/ 424 رقم 1343).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ في 418 رقم 1321).
- صلى الله عليه وسلم العشاء، ثم جاء فصلى أربع ركعات، ثم نام، ثم قام، فجئت فقمت عن يساره، فجعلني عن يمينه، فصلى خمس ركعات، ثم صلى ركعتين، ثم نام حتى سمعت غطيطه -أو قال: خطيطه
(1)
- ثم خرج إلى الصلاة".
رواه خ
(2)
.
2498 -
عن زرارة بن أوفى "أن عائشة سئلت عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوف الليل، فقالت: كان يصلي صلاة العشاء في جماعة، ثم يرجع إلى أهله، ويركع أربع ركعات، ثم يأوي إلى فراشه وينام".
رواه د
(3)
.
2499 -
عن شريح بن هانئ عن عائشة رضي الله عنها قال: "سألتها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء قط فدخل علي الأولى أربع ركعات -أو ست ركعات- ولقد مطرنا مرةً بالليل فطرحنا له نطعًا، فكأني انظر إلى ثقب فيه ينبع الماء منه، وما رأيته متقياً الأرض بشيء من ثيابه قط". رواه د
(4)
.
478 - باب عدد ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل
2500 -
عن عائشة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة، كانت تلك صلاته، يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، فيركع ركعتين قبل صلاة الفجر، ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه النادي للصلاة".
(1)
الخطيط قريب من الغطيط، وهو صوت النائم، والخاء والغين متقاربان. النهاية (2/ 48).
(2)
صحيح البخاري (1/ 256 رقم 117).
(3)
سنن أبي داود (2/ 42 رقم 1346).
(4)
سنن أبي داود (2/ 31 رقم 1303).
رواه خ
(1)
-وهذا لفظه- م
(2)
، ولفظه:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة، يوتر منها بواحدة، فإذا فرغ منها اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن، فيصلي ركعتين".
2501 -
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن "أنه سأل عائشة كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟ فقال: يا عائشة، إن عيني تنامان ولا ينام قلبي".
رواه خ
(3)
م
(4)
.
2502 -
وعن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، يوتر من ذلك بخمس، لا يجلس في شيء إلا في آخرها"
(5)
.
وفي لفظ
(6)
: "ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر".
كذا رواه م.
2502 م- وروى خ
(7)
: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة، ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين".
(1)
صحيح البخاري (3/ 10 - 11 رقم 1123).
(2)
صحيح مسلم (1/ 508 رقم 736).
(3)
صحيح البخاري (3/ 40 رقم 1147).
(4)
صحيح مسلم (1/ 509 رقم 738).
(5)
صحيح مسلم (1/ 508 رقم 737).
(6)
صحيح مسلم (1/ 509 رقم 737/ 124).
(7)
صحيح البخاري (3/ 55 رقم 1164).
2503 -
وعن مسروق: "سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، فقالت: سبع وتسع وإحدى عشرة، سوى ركعتي الفجر".
رواه خ
(1)
.
2504 -
وروى
(2)
أيضًا عن أبي سلمة عن عائشة قالت: "صلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء، ثم صلى ثمان ركعات، وركعتين جالساً، وركعتين بين النداءين، ولم يكن يدعهما أبداً".
2505 -
عن أبي جمرة عن ابن عباس قال: "كان
(3)
صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة. يعني من الليل".
رواه خ
(4)
م
(5)
.
2506 -
وعن القاسم بن محمد قال: سمعت عائشة تقول: "كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل عشر ركعات، ويوتر بسجدة، ويركع ركعتي الفجر، فتلك ثلاث عشرة ركعة".
رواه خ
(6)
م
(7)
، واللفظ له.
2507 -
عن زرارة: "أن سعد بن هشام بن عامر أراد أن يغزو في سبيل الله،
(1)
صحيح البخاري (3/ 25 رقم 1139).
(2)
صحيح البخاري (3/ 51 رقم 1159).
(3)
قال القسطلاني في إرشاد الساري (2/ 318): ولأبي ذر "كانت"، قلت: وهي لفظة الصحيح المطبوعة.
(4)
صحيح البخاري (3/ 25 رقم 1138) واللفظ له.
(5)
صحيح مسلم (1/ 531 رقم 764).
(6)
صحيح البخاري (3/ 26 رقم 1140).
(7)
صحيح مسلم (1/ 510 رقم 738/ 128).
فقدم المدينة، فأراد أن يبيع عقارًا له بها، فيجعله في السلاح والكراع
(1)
، ويجاهد الروم حتى يموت، فلما قدم المدينة لقي أناسًا من أهل المدينة، فنهوه عن ذلك، وأخبروه أن رهطاً ستة أرادوا ذلك في حياة النبي الله صلى الله عليه وسلم، فنهاهم نبي الله صلى الله عليه وسلم، وقال: أليس لكم فيَّ أسوة؟ فلما حدثوه بذلك راجع امرأته -وقد كان طلقها- وأشهد على رجعتها، فأتى ابن عباس فسأله عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ابن عباس: ألا أدلك على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من؟ قال: عائشة؟ فائتها فسَلها، ثم ائتني. فأخبرني بردها عليك. فانطلقت إليها فأتيت على حكيم بن أفلح (فاستلحقته)
(2)
إليها، فقال: ما أنا بقاربها لأني نهيتها أن تقول في هاتين الشيعتين شيئًا، فأبت فيهما إلا مضيًّا. قال: فأقسمت عليه، فجاء فانطلقنا إلى عائشة، فاستأذنا عليها، فأذنت لنا، فدخلنا عليها، فقالت: أحكيم؟ فعرفته، فقال: نعم. فقالت: من معك؟ قال: سعد بن هشام. قالت: من هشام؟ قال: ابن عامر. فترحمت عليه وقالت: خيرًا -قال قتادة: وكان أصيب يوم أحد- فقلت: يا أم المؤمنين، أنبئيني عن خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى. قالت: فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن. قال: فهممت أن أقوم ولا أسأل أحدًا عن شيء حتى أموت، ثم بدا لي، فقلت: أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ألست تقرأ "يا أيها المزمل"؟ قلت: بلى. قالت: فإن الله -تعالى- افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولاً، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرًا في السماء، حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف، فصار قيام الليل تطوعًا بعد فريضة. قال: قلت: يا أم المؤمنين، أنبئيني عن وتر رسول الله
(1)
الكراع: اسم لجميع الخيل. النهاية (4/ 165).
(2)
في "الأصل": فاستحلقته. والمثبت من صحيح مسلم.
- صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كنا نعد له سواكه وطهوره، فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل، فيتسوك ويتوضأ، ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة، فيذكر الله ويحمده ويدعوه، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يقوم فيصلي التاسعة، ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه، ثم يسلم تسليمًا يسمعنا، ثم يصلي ركعتين بعدما يسلم وهو قاعد، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني، فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم أوتر بسبع، وصنع في الركعتين مثل صنيعه الأول، فتلك تسع يا بني، وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها، وكان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، ولا أعلم نبي الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة، ولا صلى ليلة إلى الصبح، ولا صام شهرًا كاملاً غير رمضان. قال: وانطلقت إلى ابن عباس فحدثته بحديثها، فقال: صدقت، لو كنت أقربها أو أدخل عليها لأتيتها حتى تشافهني به. قال: لو علمت أنك لا تدخل عليها ما حدثتك حديثها". رواه م
(1)
.
2508 -
عن زرارة بن أوفى: "أن عائشة سُئلت عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوف الليل، فقالت: كان يصلي صلاة العشاء في جماعة، ثم يرجع إلى أهله فيركع أربع ركعات، ثم يأوي إلى فراشه، وينام وطهوره مغطى عند رأسه، وسواكه موضوع، حتى يبعثه الله ساعته التي يبعثه من الليل، فيتسوك ويسبغ الوضوء، ثم يقوم إلى مصلاه فيصلي ثماني ركعات، فيقرأ فيهن بأم الكتاب وسورة من القرآن، وما شاء الله، ولا يقعد في شيء منها حتى يقعد في الثامنة، ولا يسلم، ويقرأ في التاسعة، ثم يقعد فيدعو ما شاء الله أن يدعو، ويسأله ويرغب إليه، ويسلم تسليمة واحدة شديدة، يكاد يوقظ أهل البيت من شدة تسليمه، ثم يقرأ وهو قاعد بأم الكتاب، ويركع وهو قاعد (ثم يقرأ الثانية، فيركع
(1)
صحيح مسلم (1/ 512 - 514 رقم 746).
ويسجد وهو قاعد)
(1)
ثم يدعو ما شاء الله أن يدعو، ثم يسلم وينصرف، فلم تزل تلك صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بَدَّن، فنقص من التسع ثنتين فجعلها إلى الست والسبع، وركعتيه (وهو قاعد)(1) حتى قبض على ذلك صلى الله عليه وسلم".
رواه د
(2)
.
2509 -
عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلت -وأنا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: واللَّه لأرقبهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاةٍ حتى أرى فعله، (فلما)
(3)
صلى صلاة العشاء -وهي العتمة- اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم هويًّا من الليل، ثم استيقظ فنظر في الأفق فقال:(ربنا ما خلقت هذا باطلاً) حتى بلغ (إِنك لا تخلف الميعاد)
(4)
، ثم أهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فراشه فاستل منه سواكًا، ثم أفرغ في قدح من إداوة عنده ماء فاستن، ثم قام فصلى، حتى قلت: قد صلى قدر ما نام، ثم اضطجع، حتى قلت: قد نام قدر ما صلى، ثم استيقظ ففعل كما فعل أول مرة، وقال مثلما قال، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات قبل الفجر.
رواه س
(5)
.
2510 -
عن عامر الشعبي قال: "سألت عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل (فقالا)
(6)
: ثلاث عشرة ركعة، منها ثمان، ويوتر بثلاث، وركعتين بعد الفجر.
(1)
من سنن أبي داود.
(2)
سنن أبي داود (2/ 42 رقم 1346).
(3)
في "الأصل": ثم. والمثبت من سنن النسائي.
(4)
سورة آل عمران، الآيات: 191 - 194.
(5)
سنن النسائي (3/ 213 رقم 1625).
(6)
في "الأصل": فقال. بالإفراد، والمثبت من سنن ابن ماجه.
رواه ق
(1)
.
2511 -
عن عبد الله بن أبي قيس قال: "سألت عائشة: بكم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر؟ (قالت)
(2)
بأربع وثلاث، وست وثلاث، وثمان وثلاث، وعشر وثلاث، ولم يكن يوتر بأكثر من ثلاث عشرة ولا أنقص من سبع وكان لا يدع ركعتين"
(3)
.
رواه الإمام أحمد
(4)
.
479 - باب متى كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل
2511 م- تقدم في حديث ابن عباس
(5)
: "حتى انتصف الليل -أو قبله بقليل، أو بعده بقليل- استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم".
2512 -
عن مسروق قال: "سألت عائشة أي العمل كان أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: الدائم. قلت: متى كان يقوم؟ قالت: يقوم إذا سمع الصارخ".
رواه خ
(6)
-واللفظ له- م
(7)
، وعنده:"كان إذا سمع الصارخ قام فصلى".
2513 -
عن الأسود قال: "سألت عائشة كيف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل؟ قالت: كان ينام أوله ويقوم آخره، فيصلي ثم يرجع إلى فراشه، فإذا أذن المؤذن وثب، فإن كانت بن حاجة اغتسل وإلا توضأ وخرج".
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 433 رقم 1361).
(2)
في "الأصل": قال. والمثبت من المسند وسنن أبي داود.
(3)
رواه أبو داود (2/ 46 رقم 1362) أيضًا.
(4)
المسند (6/ 149).
(5)
الحديث رقم (2492).
(6)
صحيح البخاري (3/ 21 رقم 1132).
(7)
صحيح مسلم (1/ 511 رقم 741).
رواه خ
(1)
-وهذا لفظه- م
(2)
وعنده قالت: "كان ينام أول الليل ويحي آخره، ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته، ثم ينام، فإذا كان عند النداء الأول قالت: وثب -ولا والله ما قالت: قام- وأفاض عليه الماء -ولا والله ما قالت: اغتسل، وأنا أعلم ما تريد- وإن لم يكن جنبًا توضأ وضوء الرجل للصلاة، ثم صلى الركعتين".
2514 -
عن عائشة قالت: "ما ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسَّحَر الأعلى في بيتي -أو عندي- (إلا نائمًا)
(3)
".
رواه خ
(4)
م
(5)
، وهذا لفظه.
2515 -
وعن عائشة قالت: "إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليوقظه الله عز وجل بالليل فما يجيء السحر حتى يفرغ من (حزبه)
(6)
".
رواه د
(7)
.
480 - باب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخص بعض الليالي بالقيام
2516 -
عن مسروق عن عائشة قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدَّ مئزره
(8)
، وأحيى ليله، وأيقظ أهله".
(1)
صحيح البخاري (3/ 39 رقم 1146).
(2)
صحيح مسلم (1/ 510 رقم 739).
(3)
في "الأصل": أو قائمًا. والمثبت من صحيح مسلم.
(4)
صحيح البخاري (3/ 21 رقم 1133).
(5)
صحيح مسلم (1/ 511 رقم 742).
(6)
في "الأصل": جزؤه. والمثبت من سنن أبي داود.
(7)
سنن أبي داود (2/ 35 رقم 1316).
(8)
المئزر: الإزار، وكنى بشدّه عن اعتزال النساء، وقيل: أراد تشميره للعبادة، يقال: شددت لهذا الأمر مئزري، أي: تشمرت له. النهاية (1/ 44).
رواه خ
(1)
م
(2)
ولفظه: "إذا دخل العشر أحيى الليل، وأيقظ أهله، وجدّ وشدّ المئزر".
2517 -
عن خباب بن الأرت -وكان قد شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنه (رأى)
(3)
رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة صلالها رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها حتى كان مع الفجر، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته جاءه خباب فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، قد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل، إنها صلاة رغبة ورهبة، سألت ربي عز وجل فيها ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة: سألت ربي أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم، فأعطانيها، وسألت ربي ألا يظهر علينا عدوًّا من غيرنا، فأعطانيها، وسألته أن لا يلبسنا شيعًا، فمنعنيها".
رواه الإمام أحمد
(4)
س
(5)
-وهذا لفظه- ت
(6)
، وقال: حديث حسن صحيح.
2518 -
عن جسرة بنت دجاجة: "أنها انطلقت معتمرة، فانتهت إلى الربذة، فسمعت أبا ذر يقول: قام النبي صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي في صلاة العشاء فصلى بالقوم، ثم تخلف أصحاب له يصلون، فلما رأى قيامهم وتخلفهم انصرف إلى رحله، فلما رأى القوم قد أخلوا المكان رجع إلى مكانه فصلى، فجئت فقمت (خلفه)
(7)
فأومأ إليَّ بيمينه، فقمت عن يمينه، ثم جاء ابن مسعود فقام خلفي
(1)
صحيح البخاري (4/ 316 رقم 2024).
(2)
صحيح مسلم (2/ 823 رقم 1174).
(3)
في سنن النسائي: راقب.
(4)
المسند (5/ 108 - 109).
(5)
سنن النسائي (3/ 217 رقم 1637).
(6)
جامع الترمذي (4/ 409 رقم 2175).
(7)
في "الأصل": أخلفه. والمثبت من المسند.
وخلفه، فأومأ إليه بشماله، فقام عن شماله، فقمنا ثلاثتنا، يُصلي كل رجل منا بنفسه، ويتلو من القرآن ما شاء الله أن يتلو، وقام بآية من القرآن يرددها حتى صلى الغداة، فبعد أن أصبحنا أومأت إلى عبد الله بن مسعود أن سَلْهُ ما أراد إلى ما صنع البارحة؟ (فقال)
(1)
ابن مسعود بيده لا أسأله عن شيء حتى يحدث إليَّ. فقلت: بأبي أنت وأمي، قمت بآية من القرآن ومعك القرآن؛ لو فعل بعضنا هذا وجدنا عليه؟ قال: دعوت لأمتي. قال: فماذا أُجبت -أو ماذا رُدّ عليك-؟ قال: أُجبت بالذي لو اطلع عليه كثير منهم طلعة تركوا الصلاة .. قال: أفلا أبشر النَّاس؟ قال: بلى. قال: فانطلقت (معنقًا)
(2)
قريبًا من قذفة بحجر، فقال عمر: يا رسول الله، إنك إن تبعث إلى الناس بها نكلوا
(3)
عن العبادة. فناداه أن ارجع. فرجع، وتلك الآية:{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
(4)
"
(5)
.
2519 -
وعن أبى ذر قال: "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقرأ بآية حتى أصبح يركع بها {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (4) فلما أصبح قلت: يا رسول الله، ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت، تركع بها، وتسجد بها؟ قال: إني سألت ربي عز وجل الشفاعة لأمتي فأعطانيها، وهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله شيئًا"
(6)
.
(1)
في "الأصل": فكان. والمثبت من المسند.
(2)
تحرفت في "الأصل" والمثبت من المسند، والمعنق: السريع. النهاية (3/ 310).
(3)
نَكَل عن الأمر يَنْكُل، ونَكِل يَنْكَل، إذا امتنع. النهاية (5/ 116).
(4)
سورة المائدة، الآية:118.
(5)
المسند (5/ 170).
(6)
المسند (5/ 149).
رواه الإمام أحمد بهاتين الطريقتين جميعًا، رواه س
(1)
ق
(2)
مختصرًا من غير قول أبي ذر.
481 - باب في طول الصلاة بالليل
2520 -
عن أبي وائل عن عبد الله قال: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة، فلم يزل قائمًا حتى هممت بأمر سوءٍ، قلنا: ما هممت؟ قال: هممت أن أقعد وأذرَ النبي صلى الله عليه وسلم".
رواه خ
(3)
م
(4)
، ولفظه:"صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال حتى هممت بأمر سوء، قال: قيل: وما هممت به؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه".
2521 -
عن حذيفة قال: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلاً، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم. فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد. ثم (قام)
(5)
طويلاً قريبًا مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى. فكان سجوده قريبًا من قيامه".
رواه م
(6)
.
(1)
سنن النسائي (2/ 177 رقم 1009).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 429 رقم 1350).
(3)
صحيح البخاري (3/ 24 رقم 1135).
(4)
صحيح مسلم (1/ 537 رقم 773).
(5)
تحرفت في "الأصل". والمثبت من صحيح مسلم.
(6)
صحيح مسلم (1/ 536 - 537 رقم 772).
(1/ ق 219 - 1/ 1
2522 -
وعن حذيفة: "أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فركع فقال في ركوعه: سبحان ربي العظيم. مثلما كان قائمًا، ثم جلس يقول: رب اغفر لي، رب اغفر لي. مثلما كان قائمًا، فما صلى إلا أربع ركعات حتى جاء بلال إلى الغداة". رواه س
(1)
.
2523 -
عن جابر بن عبد الله قال: "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت
(2)
".
رواه م
(3)
.
2524 -
عن عبد الله بن حبشي (الخثعمي)
(4)
: "أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الصلاة أفضل؟ قال: طول (القيام
(5)
"
(6)
.
رواه الإمام أحمد
(7)
د
(8)
.
482 - باب في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قاعدًا
2525 -
عن عروة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها أخبرته: "أنها
(1)
سنن النسائي (3/ 226 رقم 1664) وقال النسائي: هذا الحديث عندي مرسل، وطلحة ابن يزيد لا أعلمه سمع من حذيفة شيئاً، وغير العلاء بن المسيب قال في هذا الحديث: عن طلحة عن رجل عن حذيفة.
(2)
أي: طول القيام، كما في الحديث التالي، وانظر النهاية (4/ 111).
(3)
صحيح مسلم (1/ 520 رقم 756).
(4)
في "الأصل": الخطمي. والمثبت من المسند وسنن أبي داود.
2524 -
خرجه الضياء في المختارة (9/ 235 - 236 رقم 213 - 214).
(5)
تكررت في "الأصل".
(6)
رواه النسائي (5/ 58 - 59 رقم 2525) أيضاً.
(7)
المسند (3/ 141 - 412).
(8)
سنن أبي داود (2/ 36 رقم 1325).
لم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الليل قاعدًا قط حتى أسن، فكان يقرأ قاعدًا، حتى إذا أراد أن يركع قام فقرأ نحوًا من ثلاثين -أو أربعين- آية، ثم ركع".
رواه خ
(1)
-واللفظ له- م
(2)
.
2526 -
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أم المؤمنين: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي جالسًا، فيقرأ وهو جالس، فإذا بقي من قراءته نحو من ثلاثين -أو أربعين- آية قام فقرأها وهو قائم، ثم يركع، ثم يسجد، ثم يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك، فإذا قضى صلاته نظر فإن كنت يقظى تحدث معي، وإن كنت نائمة اضطجع".
أخرجاه
(3)
أيضًا، واللفظ للبخاري.
2527 -
عن عمرة عن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو قاعد، فإذا أراد أن يركع قام قدر ما يقرأ إنسان أربعين آية".
رواه م
(4)
.
2528 -
عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ليلاً طويلاً، فإذا صلى قائمًا ركع قائمًا، وإذا صلى قاعدًا ركع قاعدًا"
(5)
.
وفي لفظ
(6)
: "سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، فقالت: كان يصلي ليلاً طويلاً قائمًا، وليلاً طويلاً قاعدًا، وكان إذا قرأ قائمًا ركع قائمًا،
(1)
صحيح البخاري (2/ 686 رقم 1118).
(2)
صحيح مسلم (1/ 505 رقم 731).
(3)
صحيح البخاري (2/ 686 رقم 1119)، وصحيح مسلم (1/ 505 رقم 731/ 112).
(4)
صحيح مسلم (5/ 501 - 506 رقم 731/ 113).
(5)
صحيح مسلم (1/ 504 رقم 730).
(6)
صحيح مسلم (1/ 505 رقم 730/ 901).
وإذا قرأ قاعدًا (ركع قاعدًا)
(1)
" وفي لفظ
(2)
"فإذا افتتح الصلاة قائمًا ركع قائمًا، وإذا افتتح الصلاة قاعدًا ركع قاعدًا". رواه م.
2529 -
وعن عبد الله بن شقيق قال: "قلت لعائشة: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهو قاعد؟ قالت: نعم، بعدما حطمه
(3)
الناس".
رواه م
(4)
.
2530 -
وروى
(5)
أيضًا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة أخبرته "أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى كان كثير من صلاته وهو جالس".
2531 -
وروى
(6)
عن عروة عن عائشة قالت: "لما بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل كان أكثر صلاته جالسًا".
2532 -
وروى
(7)
عن حفصة أيضًا قالت: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم (صلى)
(8)
في سبحته قاعدًا، حتى كان قبل وفاته بعام واحد -أو اثنين- وكان يصلي في سبحته قاعدًا، وكان يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها".
2533 -
وروى
(9)
عن جابر بن سمرة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى صلى
(1)
من صحيح مسلم.
(2)
صحيح مسلم (1/ 505 رقم 730/ 110).
(3)
يقال: حطم فلانًا أهله إذا كبر فيهم، كأنهم بما حملوه من أثقالهم صيروه شيخًا محطومًا. النهاية (1/ 403).
(4)
صحيح مسلم (1/ 506 رقم 732).
(5)
صحيح مسلم (1/ 506 رقم 732/ 116).
(6)
صحيح مسلم (1/ 506 رقم 732/ 117).
(7)
صحيح مسلم (1/ 507 رقم 733).
(8)
من صحيح مسلم.
(9)
صحيح مسلم (1/ 507 رقم 734).
قاعداً".
2534 -
عن أم سلمة قالت: "ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان أكثر صلاته قاعدًا إلا المكتوبة، وكان أحب العمل إليه أدومه وإن قل".
رواه الإمام أحمد
(1)
ق
(2)
س
(3)
، وهذا لفظه.
2535 -
وعن عبد الله بن شقيق عن عائشة رضي الله عنها قالت: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي متربعًا".
رواه س
(4)
، وقال: لا أعلم أحدًا روى هذا الحديث غير أبي داود -يعني: الحفري- وأبو داود ثقة، ولا أحسب إلا أن هذا الحديث خطأ، واللَّه أعلم.
2536 -
عن عمران بن حصين -وكان مَبْسورًا
(5)
- قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل قاعدًا، فقال: إن صلى قائمًا فهو أفضل، ومن صلى قاعدًا فله نصف أجر القائم، ومن صلى نائمًا فله نصف أجر القاعد".
رواه خ
(6)
.
2537 -
عن عبد الله بن عَمْرو قال: "حُدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صلاة الرجل قاعدًا نصف الصلاة. قال: فأتيته فوجدته يصلي جالسًا، فوضعت يدي على رأسه، فقال: مالك يا عبد الله بن (عَمْرو)
(7)
؟ فقلت: حُدِّثتُ يا رسول الله أنك قلت: صلاة الرجل قاعدًا على نصف الصلاة. وأنت تصلي قاعدًا! قال:
(1)
المسند (6/ 304، 305، 319، 321، 322).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 387 رقم 1225).
(3)
سنن النسائي (3/ 222 رقم 1654).
(4)
سنن النسائي (3/ 224 رقم 1660).
(5)
أي: به بواسير، وهي المرض المعروف. النهاية (1/ 126).
(6)
صحيح البخاري (2/ 680 - 681 رقم 1115).
(7)
في "الأصل": عمر. والمثبت من صحيح مسلم.
أجل، ولكني لست كأحد منكم".
رواه م
(1)
.
483 - باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل
2538 -
عن عائشة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقرأ من الليل فقال: يرحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية، كنت أسقطت من سورة كذا وكذا".
رواه خ
(2)
م
(3)
، وفي رواية للبخاري
(4)
: "أسقطتهن".
ولمسلم
(5)
أيضًا: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يستمع قراءة رجل في المسجد، فقال: رحمه الله، لقد أذكرني آية كنت أُنسيتها".
2539 -
عن أبي قتادة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلة، فإذا هو بأبي بكر يصلي يخفض (من)
(6)
صوته، ومر بعمر بن الخطاب رضي الله عنهما وهو يصلي رافعًا صوته، قال: فلما اجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر، مررت بك وأنت تصلي تخفض صوتك. قال: قد أسمعت من ناجيت يا رسول الله. قال: وقال لعمر: مررت بك وأنت تصلي رافعًا صوتك. قال: فقال: يا رسول الله، أوقظ الوسنان، وأطرد الشيطان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر، ارفع (من) (6) صوتك شيئًا. وقال لعمر: اخفض من صوتك شيئًا".
رواه د
(7)
.
(1)
صحيح مسلم (1/ 507 رقم 735).
(2)
صحيح البخاري (8/ 705 رقم 5042).
(3)
صحيح مسلم (1/ 543 رقم 788).
(4)
صحيح البخاري (5/ 312 رقم 2655).
(5)
صحيح مسلم (1/ 543 رقم 788/ 225).
(6)
من سنن أبي داود.
(7)
سنن أبي داود (2/ 37 رقم 1329).
2540 -
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذه القصة لم يذكر: "فقال لأبي بكر: ارفع (من صوتك)
(1)
شيئًا. وقال لعمر: اخفض شيئًا" زاد: "وقد سمعتك يا بلال وأنت تقرأ من هذه السورة (ومن هذه السورة)(1). قال: كلام طيب يجمعه الله بعضه إلى بعض. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم قد أصاب".
رواه د
(2)
.
2541 -
عن علي عليه السلام قال: "كان أبو بكر يخافت بصوته إذا قرأ، وكان عمر يجهر بقراءته، وكان عمار إذا قرأ يأخذ من هذه السورة وهذه، فذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال لأبي بكر: لِمَ تخافت؟ قال: إني لأسمع من أناجي. وقال لعمر: لِمَ تجهر بقراءتك؟ قال: أقرع الشيطان وأوقظ الوسنان. وقال لعمار: لمَ تأخذ من هَذه السورة وهذه؟ قال: أسمعتني أخلط به ما ليس منه؟ قال: لا. قَال: (فكله)
(3)
طيب".
رواه الإمام أحمد
(4)
.
2542 -
عن ابن عباس قال: كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على قدر ما يسمعه من في الحجرة، وهو في البيت".
رواه الإمام أحمد
(5)
د
(6)
ت في كتاب الشمائل
(7)
.
2543 -
عن أبي خالد الوالبي عن أبي هريرة أنه قال: "كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
من سنن أبي داود.
(2)
سنن أبي داود (2/ 37 - 38 رقم 1330).
2541 -
خرجه الضياء في المختارة (2/ 397 - 399 رقم 785 - 787).
(3)
في "الأصل": فكلمه. والمثبت من المسند.
(4)
المسند (1/ 109).
(5)
المسند (1/ 271).
(6)
سنن أبي داود (2/ 37 رقم 1327).
(7)
الشمائل المحمدية (261 - 262 رقم 322).
بالليل يوفع طورًا ويخفض طورًا".
رواه د
(1)
، وقال: أبو خالد الوالبي اسمه هرمز.
2544 -
عن عبد الله بن أبي قيس قال: "سألت عائشة رضي الله عنها كيف كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل أيجهر أو يُسرُّ؟ قالت: كل ذلك قد كان يفعل، ربما جهر، وربما أسر".
رواه الإمام أحمد
(2)
س
(3)
.
2545 -
عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: "كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل وأنا على عريشي".
رواه الإمام أحمد
(4)
ق
(5)
، وزاد الإمام أحمد:"عريشي هذا. وهو عند الكعبة".
2546 -
وعن غطيف بن الحارث قال: "أتيت عائشة، فقلت: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بالقرآن أو يخافت به؟ قالت: ربما جهر، وربما خَفَتَ. قلت: الله أكبر، الحمد للَّه الذي جعل في الأمر سعة". رواه د
(6)
ق
(7)
.
2547 -
عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الذي يجهر بالقرآن كالذي يجهر بالصدقة، والذي يسر بالقرآن كالذي يسر بالصدقة"
(8)
.
(1)
سنن أبي داود (2/ 37 رقم 1328).
(2)
المسند (6/ 149).
(3)
سنن النسائي (3/ 224 رقم 1661).
(4)
المسند (6/ 341 - 342، 343، 424).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 429 رقم 1349).
(6)
سنن أبي داود (1/ 58 رقم 226).
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 430 رقم 1354).
(8)
رواه الترمذي (5/ 165 رقم 2919) وقال: هذا حديث حسن غريب.
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
س
(3)
.
2548 -
عن أبي سعيد قال: "اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر، وقال: ألا كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم على بعض في القراءة -أو قال: في الصلاة".
رواه الإمام أحمد
(4)
د
(5)
.
2549 -
عن الحارث عن علي عليه السلام: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يرفع صوته في القراءة قبل العشاء وبعدها، يغلط أصحابه وهم يصلون".
رواه الإمام أحمد
(6)
، والحارث تُكلِّم فيه
(7)
.
484 - باب فضل كثرة السجود
2550 -
عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: "كنت أبيت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: سل. فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة (قال)
(8)
: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك. قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود".
رواه م
(9)
.
2551 -
وعن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: "لقيت ثوبان مولى رسول الله
(1)
المسند (4/ 151، 158، 201).
(2)
سنن أبي داود (2/ 38 رقم 1333).
(3)
سنن النسائي (3/ 225 رقم 1662).
(4)
المسند (3/ 54).
(5)
سنن أبي داود (2/ 38 رقم 1332).
(6)
المسند (1/ 87 - 88).
(7)
ترجمته في التهذيب (5/ 244 - 253).
(8)
من صحيح مسلم.
(9)
صحيح مسلم (1/ 353 رقم 489).
- صلى الله عليه وسلم، فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة -أو قال: قلت: بأحب الأعمال إلى الله عز وجل فسكت، ثم (سألته)
(1)
فسكت، ثم سألته الثالثة، فقال: سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: عليك بكثرة السجود؛ فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة، وحط عنك بها خطيئة". قال معدان: ثم لقيت أبا الدرداء فسألته فقال مثلما قال لي ثوبان.
رواه م
(2)
.
2552 -
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له بها حسنة، ومحا عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة، فاستكثروا من السجود".
رواه ق
(3)
.
2553 -
(عن)
(4)
أبي فاطمة قال: "قلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل أستقيم عليه وأحمله. قال عليك بالسجود؛ فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة".
رواه ق
(5)
.
قد تقدم
(6)
"أفضل الصلاة طول القنوت" فذكر بعض أهل العلم (أن
(7)
(1)
في "الأصل": قال. والمثبت من صحيح مسلم.
(2)
صحيح مسلم (1/ 353 رقم 488).
2552 -
خرجه الضياء في المختارة (8/ 321 - 322 رقم 387 - 390).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 457 رقم 1424).
(4)
ليست في "الأصل".
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 457 رقم 1422).
(6)
الحديث رقم (2523).
(7)
تكررت في "الأصل".
طول الصلاة بالليل، وكثرة السجود بالنهار.
485 - باب الأمر بصلاة النافلة في البيوت
2554 -
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم؛ ولا تتخذوها قبورًا".
رواه خ
(1)
م
(2)
.
2555 -
عن جابر -هو ابن عبد الله- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته؛ فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيراً".
رواه م
(3)
.
2556 -
ورواه الإمام (أحمد)
(4)
ق
(5)
عن جابر بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري.
2557 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة".
رواه م
(6)
.
2558 -
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل البيت الذي يذكر الله فيه
(1)
صحيح البخاري (1/ 630 رقم 432).
(2)
صحيح مسلم (1/ 538 رقم 777).
(3)
صحيح مسلم (1/ 538 رقم 778).
(4)
ليست في "الأصل" والحديث في المسند (3/ 15، 59).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 438 رقم 1376).
(6)
صحيح مسلم (1/ 538 رقم 780).
والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت".
رواه خ
(1)
م
(2)
.
2559 -
عن زيد بن ثابت قال: "احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة بخصيفة -أو حصير- فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها، قال: فتبع إليه رجال، وجاءوا يصلون بصلاته، قال: ثم جاءوا ليلة فحضروا، وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم، قال: فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا
(3)
الباب، فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبًا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم، فعليكم بالصلاة في بيوتكم؛ فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة".
رواه خ
(4)
م
(5)
، وهذا لفظه، وفي لفظ:"لو كتب عليكم ما قُمتم به".
2560 -
عن كعب بن عجرة قال: "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة المغرب في مسجد بني عبد الأشهل، فلما صلى قام ناس يتنفلون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذه الصلاة في البيوت".
رواه د
(6)
س
(7)
ت
(8)
، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
2561 -
(عن عاصم بن عمرو، قال)
(9)
: خرج نفر من أهل العراق إلى عمر،
(1)
صحيح البخاري (11/ 212 رقم 6407).
(2)
صحيح مسلم (1/ 538 رقم 779).
(3)
أي: رموه بالحصباء، وهي الحصى الصغار.
(4)
صحيح البخاري (10/ 534 رقم 6113).
(5)
صحيح مسلم (1/ 539 - 540 رقم 781).
(6)
سنن أبي داود (2/ 31 رقم 1300).
(7)
سنن النسائي (3/ 198 - 199 رقم 1599).
(8)
جامع الترمذي (2/ 500 - 501 رقم 604).
(9)
من سنن ابن ماجه.
فلما قدموا عليه فسألوه عن صلاة الرجل في بيته، فقال عمر رضي الله عنه: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أما صلاة الرجل في بيته فنور؛ فنوروا بيوتكم".
رواه ق
(1)
.
2562 -
عن عبد الله بن سعد قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما أفضل الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد؟ قال: ألا ترى إلى بيتي ما أقربه من المسجد، فلأن أصلي في بيتي أحب إليَّ من أن أصلي في المسجد، إلا أن تكون صلاة مكتوبة".
رواه الإمام أحمد
(2)
ق
(3)
.
486 - باب في فضل الدعاء والصلاة في آخر الليل
2563 -
عن عبد الله بن عمرو بن العاص: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: أحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله -تعالى- صيام داود، وكان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يومًا ويفطر يومًا".
رواه خ
(4)
م
(5)
.
2564 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له".
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 437 - 438 رقم 1375).
2562 -
خرجه الضياء في المختارة (9/ 409 - 411 رقم 385 - 388).
(2)
المسند (4/ 342).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 439 رقم 1378).
(4)
صحيح البخاري (3/ 20 رقم 1131).
(5)
صحيح مسلم (2/ 816 رقم 1159/ 190).
رواه خ
(1)
م
(2)
، وعنده:"يتنزل ربنا".
2565 -
وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول، فيقول: أنا الملك، أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيب (له)
(3)
، من ذا الذي يسألني فأعطيه، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له. فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر".
رواه م
(4)
.
2566 -
وروى
(5)
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مضى شطر الليل -أو ثلثاه- ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من سائل يُعطى، هل من داعٍ يُستجاب له، هل من مستغفر يُغفَر له. حتى ينفجر الصبح".
2567 -
وروى
(6)
أيضًا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينزل الله عز وجل إلى السماء شطر الليل -أو لثلث الليل الآخر- فيقول: من يدعوني فأستجيب له، أو يسألني فأعطيه. ثم يبسط يديه تبارك وتعالى، يقول: من يقرض غير عديم
(7)
ولا ظلوم".
2568 -
عن جابر -هو ابن عبد الله- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه
(1)
صحيح البخاري (3/ 35 - 36 رقم 1145).
(2)
صحيح مسلم (1/ 521 رقم 758/ 178).
(3)
من صحيح مسلم.
(4)
صحيح مسلم (1/ 522 رقم 758/ 169).
(5)
صحيح مسلم (1/ 522 رقم 758/ 170).
(6)
صحيح مسلم (1/ 522 رقم 758/ 171).
(7)
العديم: الذي لا شيء عنده، فعيل بمعنى مفعول. النهاية (3/ 192).
إياه، وذلك كل ليلة".
رواه م
(1)
.
487 - باب في قيام شهر رمضان
2569 -
عن أبي هريرة قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان -من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة- فيقول: من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه. فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر، وصدرًا من خلافة عمر رضي الله عنهما على ذلك".
رواه بهذا اللفظ م
(2)
.
وروى خ
(3)
م
(4)
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من (ذنبه)
(5)
".
وفي رواية البخاري "قال ابن شهاب: فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدرًا من خلافة عمر رضي الله عنهما".
2570 -
وقال
(6)
بعد هذا: وعن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري أنه قال: "خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي
(1)
صحيح مسلم (1/ 521 رقم 757).
(2)
صحيح مسلم (1/ 523 رقم 759/ 174).
(3)
صحيح البخاري (4/ 294 رقم 2009).
(4)
صحيح مسلم (1/ 523 رقم 759/ 173).
(5)
سقطت من "الأصل"، وأثبتها من الصحيحين.
(6)
صحيح البخاري (4/ 294 - 295 رقم 2010).
الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل. ثم عزم فجمعهم على أُبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى -والناس يصلون بصلاة قارئهم- قال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون. يريد آخر الليل- فكان الناس يقومون أوله".
2571 -
عن عائشة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا؛ فاجتمع أكثر منهم، فصلى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا؛ فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى صلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الصلاة أقبل على الناس فتشهد، ثم قال: أما بعد، فإنه لم يخف عليَّ مكانكم، ولكن خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها. فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك.
رواه خ
(1)
-وهذا لفظه- م
(2)
، وعنده:"فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطفق رجال منهم يقولون: الصلاة. فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر". وذكر بقيته.
ولأبي داود
(3)
: "أيها الناس، أما والله ما بِتُّ ليلتي هذه غافلًا ولا خفي عليَّ مكانكم".
2571م- وقد تقدم حديث عائشة
(4)
: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر
(1)
صحيح البخاري (4/ 294 رقم 2012).
(2)
صحيح مسلم (1/ 524 رقم 761).
(3)
سنن أبي داود (2/ 50 رقم 1374).
(4)
الحديث رقم (2516).
شد مئزره، وأحيى ليله، وأيقظ أهله".
2572 -
عن أبي ذر قال: "صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان فلم يقم بنا شيئاً من الشهر حتى بقي سبع، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، فلما كانت السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل، فقلت: يا رسول الله، لو نفلتنا قيام هذه الليلة. قال: فقال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسبت له قيام ليلة. (قال)
(1)
: فلما كانت الرابعة لم يقم، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس، فقام بنا حتى خشيت أن يفوتنا الفلاح، قال: قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور، ثم لم يقم بنا بقية الشهر".
رواه الإمام أحمد
(2)
د
(3)
-وهذا لفظه- س
(4)
ق
(5)
ت
(6)
- وقال: حديث حسن صحيح- وأبو حاتم البستي
(7)
.
2573 -
عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أناس في رمضان يصلون في ناحية المسجد، فقال: ما هؤلاء؟ فقيل: هؤلاء ناس ليس معهم قرآن، وأبي بن كعب يصلي، وهم يصلون بصلاته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أصابوا، ونعم ما صنعوا".
رواه د
(8)
، وقال: ليس هذا الحديث بالقوي، مسلم بن خالد ضعيف.
2574 -
عن النعمان بن بشير قال: "قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان
(1)
من سنن أبي داود.
(2)
المسند (5/ 159، 163).
(3)
سنن أبي داود (2/ 50 رقم 1375).
(4)
سنن النسائي (3/ 83 - 84 رقم 1363)، (3/ 202 - 203 رقم 1604).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 420 - 421 رقم 1327).
(6)
جامع الترمذي (3/ 169 رقم 806).
(7)
الإحسان (6/ 288 رقم 2547).
(8)
سنن أبي داود (2/ 50 - 51 رقم 1377).
ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل الأول، ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن لا ندرك الفلاح، وكانوا يسمونه السحور".
رواه الإمام أحمد
(1)
س
(2)
.
2575 -
عن النضر بن شيبان قال: لقيت أبا سلمة بن عبد الرحمن فقلت: حدثني بحديث سمعته من أبيك يذكره في شهر رمضان. قال: نعم حدثني أبي: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر شهر رمضان فقال: شهر كتب الله عليكم صيامه، وسننت لكم قيامه؛ فمن صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".
رواه الإمام حمد
(3)
س
(4)
ق
(5)
، وهذا لفظه.
488 - ذكر عدد ما صلي في ومضان على عهد عمر وضي الله عنه
2576 -
عن السائب بن يزيد قال: "كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب في شهر رمضان بعشرين ركعة، وكانوا يقومون بالمئين، وكانوا يتوكئون على عصيهم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه من شدة القيام".
(1)
المسند (4/ 272).
(2)
سنن النسائي (3/ 203 رقم 1605).
2575 -
خرجه الضياء في المختارة (3/ 105 - 106 رقم 906 - 908).
(3)
المسند (1/ 191، 194 - 195).
(4)
سنن النسائي (4/ 158 رقم 2209) وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب أبو سلمة عن أبي هريرة.
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 421 رقم 1328).
رواه البيهقي
(1)
.
2577 -
وروى (1) أيضًا من طريق ابن بكير، عن (مالك)
(2)
عن يزيد بن رومان قال: "كان الناس يقومون في زمان عمر بن الخطاب في رمضان بثلاث وعشرين ركعة"
(3)
.
قال: ويمكن الجمع بين الروايتين: كانوا يقومون بعشرين، ويوترون بثلاث، والله أعلم.
2578 -
وروى
(4)
(عن)
(5)
أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه: "دعا القراء في رمضان، فأمر منهم رجلاً يصلي بالناس عشرين ركعة، قال: وكان علي عليه السلام يوتر بهم".
489 - ذكر قدر قراءتهم في شهر ومضان
2579 -
عن أبي عثمان النهدي قال: "دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بثلاثة قراء فاستقرأهم، فأمر أسرعهم قراءةً أن يقرأ للناس ثلاثين آية، وأوسطهم أن يقرأ خمسًا وعشرين، وأمر أبطاهم أن يقرأ عشرين آية".
(1)
السنن الكبرى (2/ 496).
(2)
في "الأصل": نافع. والمثبت من سنن البيهقي، والحديث في الموطأ (1/ 114 رقم 5). قبل هذين الأثرين في سنن البيهقي (2/ 496) من طريق ابن بكير عن مالك -وهو في الموطأ (1/ 114 رقم 4) - عن محمد بن يوسف -ابن أخت السائب- عن السائب بن يزيد أنه قال:"أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميم الداري أن يقوما للناس إحدى عشرة ركعة، وكان القارئ يقرأ بالمئين، حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر".
(3)
ثم جمع البيهقي بين هذه الآثار فقال: ويمكن الجمع بين الروايتين، فإنهم كانوا يقومون إحدى عشرة، ثم كانوا يقومون بعشرين، ويوترون بثلاث، والله أعلم.
(4)
السنن الكبرى (2/ 496).
(5)
ليست في "الأصل".
رواه البيهقي
(1)
أيضًا.
490 - ذكر أن عمر وعليًّا كانا يجعلان للرجال إِمامًا وللنساء إِمامًا
2580 -
عن هشام بن عروة عن أبيه: "أن عمر بن الخطاب جمع الناس على قيام شهر رمضان (الرجال)
(2)
على أبي بن كعب، والنساء على سليمان بن أبي حثمة"
(3)
.
2581 -
وعن عرفجة الثقفي قال: "كان علي بن أبي طالب يأمر الناس بقيام شهر رمضان، ويجعل للرجال إمامًا وللنساء إماماً. قال عرفجة: فكنت أنا إمام النساء"
(4)
.
رواهما البيهقي.
491 - باب فضل قيام ليلة القدر وفي أي وقت من السحر تتحرى
2582 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".
رواه خ
(5)
م
(6)
.
(1)
السنن الكبرى (2/ 497).
(2)
من سنن البيهقي.
(3)
السنن الكبرى (2/ 493 - 494).
(4)
السنن الكبرى (2/ 494).
(5)
صحيح البخاري (1/ 113 رقم 35).
(6)
صحيح مسلم (1/ 523 رقم 759).
2583 -
عن ابن عمر: "أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رأوا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرى رؤياكم قد تواطت
(1)
في السبع الأواخر، فمن كان متحرياً فليتحرها في السبع الأواخر". رواه خ
(2)
.
2584 -
عن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور
(3)
في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان".
أخرجاه
(4)
أيضًا، واللفظ خ. وله
(5)
أيضًا عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تحروا ليلة القدر من الوتر في العشر الأواخر من رمضان".
2585 -
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان؛ ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى". رواه خ
(6)
.
2586 -
عن عبادة بن الصامت قال: "خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى
(7)
رجلان من المسلمين فقال: خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان (فرفعت)
(8)
وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة".
(1)
هكذا رُوي بترك الهمز، وهو من المواطأة: الموافقة، وحقيقته كان كلاًّ منهما وطئ ما وطئه الآخر. النهاية (5/ 202)، وفي صحيح البخاري:"تواطأت" بالهمز.
(2)
صحيح البخاري (4/ 301 رقم 2015).
(3)
أي: يعتكف. النهاية (1/ 313).
(4)
صحيح البخاري (4/ 306 رقم 2020)، وصحيح مسلم (2/ 828 رقم 1169).
(5)
صحيح البخاري (4/ 305 رقم 2017).
(6)
صحيح البخاري (4/ 306 رقم 2021).
(7)
أي: تنازعا، يقال: لاحيت الرجل ملاحاة ولحاء إذا نازعته. النهاية (4/ 243).
(8)
في "الأصل": فوقعت. والمثبت من صحيح البخاري، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (4/ 315):) "فرفعت" أي: من قلبي، فنسيت تعيينها للاشتغال بالمتخاصمين. اهـ. وذكر أقوالًا أخرى.
رواه خ
(1)
.
2587 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُريت ليلة القدر، ثم أيقظني بعض أهلي فَنُسِّيتها، فالتمسوها في العشر الغوابر
(2)
" وقال حرملة: "فَنَسِيتها".
رواه مسلم
(3)
عن أبي الطاهر وحرملة.
باب ذكر الاختلاف في ليلة القدر
492 - ذكر من روى أنها ليلة سبع عشرة من شهر رمضان
2588 -
عن ابن مسعود قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اطلبوها ليلة سبع عشرة من رمضان، وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين. ثم سكت".
رواه د
(4)
.
493 - ذكر من روى أنها ليلة إِحدى وعشرين
2589 -
عن أبي سعيد الخدري قال: "اعتكفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان، فخرج صبيحة عشرين فخطبنا، وقال: إني أريت ليلة القدر، ثم أُنسيتها -أو نَسيتها- فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر، وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين، فمن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع. فرجعنا وما نرى في السماء قزعة، فجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد، وكان من جريد النخل، وأقيمت الصلاة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء
(1)
صحيح البخاري (4/ 314 رقم 2023).
(2)
أي: البواقي، جمع غابر. النهاية (3/ 337).
(3)
صحيح مسلم (2/ 824 رقم 1166).
(4)
سنن أبي داود (2/ 53 رقم 1384).
والطين، حتى رأيت أثر الطين في جبهته".
رواه خ
(1)
-وهذا لفظه- م
(2)
، وفي بعض ألفاظه
(3)
: "اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها
(4)
حصير، قال: فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة، ثم أطلع رأسه فكلم الناس، فدنوا منه، فقال: إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أُتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب أن يعتكف فليعتكف. فاعتكف الناس معه، قال: وإني أريتها (ليلة)
(5)
وتر، وإني أسجد صبيحتها في طين وماء. فأصبح من ليلة إحدى وعشرين وقد قام إلى الصبح، فمطرت السماء فوكف
(6)
المسجد، فأبصرت الطين والماء، فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وروثة أنفه
(7)
فيها الطين والماء وإذا هي ليلة إحدى وعشرين، من العشر الأواخر".
494 - ذكر من روى أنها ليلة ثلاث وعشرين
2590 -
عن عبد الله بن أنيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أريت ليلة القدر ثم أنسيتها، وأراني صبيحتها أسجد في ماء وطين. قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين، فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانصرف وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه،
(1)
صحيح البخاري (4/ 301 رقم 2016).
(2)
صحيح مسلم (2/ 824 - 827 رقم 1167).
(3)
صحيح مسلم (2/ 825 رقم 1167/ 215).
(4)
السدة هي: ظلة على باب أو ما أشبهها، لتقي الباب من المطر، وقيل: هي الباب نفسه، وقيل: هي الساحة. الفائق في غريب الحديث.
(5)
في "الأصل": الليلة. والمثبت من صحيح مسلم.
(6)
أي: قطر ماء المطر من سقفه. شرح صحيح مسلم (5/ 167).
(7)
أي: أرنبته، وطرفه من مقدمه. النهاية (2/ 271).
قال: وكان عبد الله بن أنيس يقول: ثلاث وعشرين
(1)
".
رواه م
(2)
.
495 - ذكر من روى أنها ليلة أربع وعشرين
2591 -
عن أبي الخير عن أبي عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي قال: خرجنا من اليمن مهاجرين فقدمنا الجحفة ضحَّى، فأقبل راكب فقلت له: الخبر؟ فقال: دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ خمس. قلت
(3)
ما سبقك إلا بخمس! هل سمعت في ليلة القدر شيئًا؟ قال: أخبرني بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أول السبع من العشر الأواخر".
رواه خ
(4)
.
2592 -
وعن بلال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليلة القدر ليلة أربع وعشرين".
رواه أبو القاسم الطبراني في معجمه
(5)
وأبو بكر بن مردويه في تفسيره من رواية ابن لهيعة، من رواية الصنابحي عن بلال
(6)
.
2593 -
وروى البخاري
(7)
حديث ابن عباس -الذي تقدم في ليلة القدر
(8)
-
(1)
قال النووي في شرح مسلم (5/ 171): هكذا في معظم النسخ، وفي بعضها:"ثلاث وعشرون"، وهذا ظاهر، والأول جار على لغة شاذة أنه يجوز حذف المضاف ويبقى المضاف إليه مجرورًا، أي ليلة ثلاث وعشرين.
(2)
صحيح مسلم (2/ 827 رقم 1168).
(3)
القائل هو أبو الخير، والمقول له الصنابحي، فتح الباري (7/ 759).
(4)
صحيح البخاري (7/ 759 رقم 4470).
(5)
المعجم الكبير (1/ 360 رقم 1102).
(6)
والحديث رواه الإمام أحمد (6/ 12) من هذا الطريق أيضًا.
(7)
صحيح البخاري (4/ 306 رقم 2022).
(8)
الحديث رقم (2585).
وقال: تابعه عبد الوهاب عن أيوب، وعن خالد عن عكرمة عن ابن عباس:"التمسوها في أربع وعشرين" موقوف.
2594 -
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليلة القدر ليلة أربع وعشرين".
رواه أبو داود الطيالسي في مسنده
(1)
إسناده إسناد جيد.
496 - ذكر من روى أنها ليلة سبع وعشرين
2595 -
عن زر بن حبيش قال: "سألت أبي بن كعب، فقلت: إن أخاك ابن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر. فقال: رحمه الله، أراد أن لا يتكل الناس، أما إنه قد علم أنها في رمضان، وأنها في العشر الأواخر، وأنها ليلة سبع وعشرين، ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين، فقلت: بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال: بالعلامة -أو بالآية- التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها".
رواه م
(2)
، وفي لفظ
(3)
: "وواللَّه إني لأعلم أي ليلة هي، هي التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها (هي)
(4)
ليلة سبع وعشرين، وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها".
2596 -
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين -أو قال: تحروها ليلة سبع وعشرين -يعني: ليلة القدر".
(1)
مسند الطيالسي (288 رقم 1167).
(2)
صحيح مسلم (2/ 828 رقم 762).
(3)
صحيح مسلم (1/ 545 - 546 رقم 762/ 179).
(4)
في "الأصل": في. والمثبت من صحيح مسلم.
رواه الإمام أحمد
(1)
.
2597 -
عن معاوية بن أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر قال: "ليلة سبع وعشرين".
رواه د
(2)
.
497 - صفة ليلة القدر
2598 -
عن جابر -هو ابن عبد الله- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أُريت ليلة القدر ثم أُنسيتها، وهي في العشر الأواخر من لياليها، وهي ليلة طلقة
(3)
بلجة
(4)
، لا حارة ولا باردة، كأن فيها قمراً، لا يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها".
رواه أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل.
498 - باب ذكر ليلة القدر في كل رمضان
2599 -
عن عبد الله بن عمر قال: "سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم -وأنا أسمع- عن ليلة القدر، فقال: هي في كل رمضان".
رواه د
(5)
، وقال: رواه سفيان وشعبة، عن أبي إسحاق (موقوفًا على)
(6)
ابن عمر لم يرفعاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
(1)
المسند (2/ 27).
(2)
سنن أبي داود (2/ 53 رقم 1386).
(3)
أي: سهلة طيبة، يقال: يوم طلق، وليلة طلق وطلقة إذا لم يكن فيها حر ولا برد يؤذيان. النهاية (3/ 134).
(4)
أي: مُشرقة، والبُلْجة -بالضم والفتح- ضوء الصبح. النهاية (1/ 151).
(5)
سنن أبي داود (2/ 53 - 54 رقم 1387).
(6)
في "الأصل": مرفوعًا عن. والمثبت من سنن أبي داود.
باب في ذكر فضائل القرآن
499 - ذكر تعاهد القرآن
2600 -
عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المُعَقَّلة
(1)
، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت".
رواه خ
(2)
م
(3)
، وزاد مسلم
(4)
في رواية: "وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإذا لم يقم به نسيه".
2601 -
عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بئس ما لأحدهم يقول: نَسيت آية كيت وكيت. بل هو نُسي، استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيًا
(5)
من صدور الرجال من النعم بعقلها
(6)
".
رواه خ
(7)
م
(8)
، وهذا لفظه.
2602 -
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتًا
(9)
من الإبل في عقلها".
(1)
أي: المشدودة بالعقال -أي: الحبل- والتشديد فيه للتكثير. النهاية (3/ 281).
(2)
صحيح البخاري (8/ 697 رقم 5031).
(3)
صحيح مسلم (1/ 543 رقم 789).
(4)
صحيح مسلم (1/ 544 رقم 789/ 227).
(5)
أي: أشد خروجًا، يقال: تفصيت من الأمر تفصيًا: إذا خرجت منه وتخلصت. النهاية (3/ 452).
(6)
وقع في هذه الرواية "بعقلها" والمراد برواية الباء "من" كما في قوله تعالى (عينًا يشرب بها عباد الله). شرح صحيح مسلم.
(7)
صحيح البخاري (8/ 697 رقم 5032).
(8)
صحيح مسلم (1/ 544 رقم 790).
(9)
التفلت والإفلات والانفلات: التخلص من الشيء فجأة من غير تمكث. النهاية (3/ 467).
أخرجاه
(1)
؛ لفظ مسلم، وعند البخاري:"فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيًا من الإبل من عقلها".
500 - ذكر اغتباط صاحب القرآن
2603 -
عن سالم عن أبيه -هو عبد الله بن عمر- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن وهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار".
رواه خ
(2)
- م
(3)
.
2604 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثلما أوتي فلان، فعملت ما يعمل. ورجل آتاه الله مالاً فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثلما أوتي فلان فعملت مثلما يعمل".
رواه خ
(4)
.
2605 -
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها".
رواه خ
(5)
م
(6)
.
(1)
صحيح البخاري (8/ 697 رقم 5033)، وصحيح مسلم (1/ 545 رقم 791).
(2)
صحيح البخاري (8/ 691 رقم 5025).
(3)
صحيح مسلم (1/ 558 رقم 815).
(4)
صحيح البخاري (8/ 691 رقم 5026).
(5)
صحيح البخاري (1/ 199 رقم 173).
(6)
صحيح مسلم (1/ 559 رقم 816).
501 - ذكر أن الله تعالى يرفع بالقرآن أقوامًا ويضع به آخرين
2606 -
عن عامر بن واثلة -أو نافع بن الحارث-: "أن نافع بن الحارث لقي عمر بعسفان -وكان عمر يستعمله على مكة- فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ قال: ابن أبزى (قال: ومن ابن أبزى)
(1)
. قال: مولى من موالينا. قال: فاستخلفت عليهم مولى؟ قال: إنه قارئ كتاب الله عز وجل وإنه عالم بالفرائض. قال عمر: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين".
أخرجه م
(2)
.
502 - ذكر الوصاة بكتاب الله تعالى
2607 -
عن طلحة -هو ابن (مصرف)
(3)
- قال: "سألت عبد الله بن أبي أوفى آوصى النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا. فقلت: كيف كُتب على الناس الوصية، أُمروا بها ولم يوص؟ قال: أوصى بكتاب الله عز وجل".
رواه خ
(4)
-وهذا لفظه- م
(5)
.
(1)
من صحيح مسلم.
(2)
صحيح مسلم (1/ 555 رقم 817).
(3)
تحرفت في "الأصل": والمثبت في صحيح مسلم، وهو الصواب.
(4)
صحيح البخاري (8/ 685 رقم 5022).
(5)
صحيح مسلم (3/ 1256 رقم 1634).
503 - فضل من تعلم القرآن وعلمه
2608 -
عن أبي
(1)
عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه"
(2)
.
وفي لفظ
(3)
قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". قال: وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج وذلك الذي أقعدني مقعدي.
رواه خ.
2609 -
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
رواه ت
(4)
، وقال: لا نعرفه من حديث علي إلا من حديث عبد الرحمن ابن إسحاق.
قلت: وعبد الرحمن متكلم فيه
(5)
.
2610 -
عن عقبة بن عامر قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة، فقال: أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بُطحان
(6)
-أو إلى العقيق
(7)
- فيأتي منه بناقتين كوماوين
(8)
من غير إثم ولا قطع رحم؟ فقلنا: يا رسول الله، نحب ذاك.
(1)
سقطت من "الأصل" وأثبتها من صحيح مسلم.
(2)
صحيح البخاري (8/ 692 رقم 5028).
(3)
صحيح البخاري (8/ 692 رقم 5027).
(4)
جامع الترمذي (5/ 161 رقم 2909).
(5)
ترجمته في التهذيب (16/ 515 - 518).
(6)
بالضم ثم السكون، وهو واد بالمدينة، وهو أحد أوديتها الثلاثة، وهي العقيق وبطحان وقناة. معجم البلدان (1/ 529).
(7)
بفتح أوله وكسر ثانيه، وهو وادٍ بالمدينة. معجم البلدان (4/ 156 - 157).
(8)
كوماء: أي: مشرفة السنام عاليته. النهاية (4/ 211).
قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم -أو يقرأ- آيتين خير له من ناقتين، وثلاث خير له (من ثلاث)
(1)
، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل".
رواه م
(2)
.
2611 -
عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر؛ لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة". رواه ق
(3)
.
504 - فضل الماهر بالقرآن وذكر الذي هو عليه شاق
2612 -
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران".
وفي لفظ: "والذي يقرؤه وهو يشتد عليه له أجران".
رواه خ
(4)
م
(5)
، وهذا لفظه.
505 - ذكر ما لتالي القرآن ونزول السكينة عليه
2613 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت اللُّه يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله عز وجل فيمن عنده".
أخرجه م
(6)
.
(1)
من صحيح مسلم.
(2)
صحيح مسلم (1/ 552 رقم 803).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 79 رقم 219).
(4)
صحيح البخاري (8/ 560 رقم 4937).
(5)
صحيح مسلم (1/ 549 رقم 798).
(6)
صحيح مسلم (4/ 2074 رقم 2699).
2614 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد ثلاث خلفات
(1)
عظام سمان (قلنا: نعم. قال: فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان)
(2)
".
رواه م
(3)
.
2615 -
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول "الم" حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف".
رواه ت
(4)
، وقال: حديث حسن صحيح غريب.
2616 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حَلِّهِ. فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده. فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه. فيرضى عنه، فيقال له: اقرأه وارقه، ويزاد بكل آية حسنة" مرفوع إلي النبي صلى الله عليه وسلم رواه ت
(5)
، وقال: هذا صحيح.
2617 -
عن أبي أمامة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما تقرب العبد إلى (اللَّه)
(6)
بمثل ما خرج منه". قال أبو النضر: يعني القرآن.
رواه ت
(7)
، وقال: حديث غريب.
(1)
الخلفة -بفتح الخاء وكسر اللام-: الحامل من النوق، وتجمع على خلفات وخلائف. النهاية (2/ 68).
(2)
من صحيح مسلم.
(3)
صحيح مسلم (1/ 552 رقم 802).
(4)
جامع الترمذي (5/ 161 رقم 2910).
(5)
جامع الترمذي (5/ 163 رقم 2915).
(6)
سقط لفظ الجلالة من "الأصل".
(7)
جامع الترمذي (5/ 162 رقم 12911).
2618 -
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارْق و (رتل)
(1)
كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها".
رواه الإمام أحمد
(2)
د
(3)
س
(4)
ت
(5)
، وقال: حديث حسن صحيح.
2619 -
عن معاذ الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ القرآن وعمل بما فيه أُلبس والداه تاجًا يوم القيامة، ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم، فما ظنكم بالذي عمل بهذا".
رواه الإمام أحمد
(6)
- وعنده: "بالذي عمل به"- د
(7)
.
2620 -
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن فاستظهره، فأحل حلاله، وحرم حرامه، أدخله الله الجنة، وشفعه في عشرة من أهله، كلهم قد وجبت له النار".
رواه ق
(8)
- وليس عنده: "فاستظهره، وحل حلاله، وحرم حرامه"- ت
(9)
، وقال: حديث غريب.
2621 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعلموا القرآن واقرءوه وارقدوا، فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكًا يفوح
(1)
في "الأصل": قيل. هو تحريف.
(2)
المسند (2/ 192).
(3)
سنن أبي داود (2/ 13 رقم 1464).
(4)
السنن الكبرى (5/ 22 رقم 8056).
(5)
جامع الترمذي (5/ 163 رقم 2914).
(6)
المسند (3/ 440).
(7)
سنن أبي داود (2/ 70 رقم 1453).
(8)
سنن ابن ماجه (1/ 78 رقم 216).
(9)
جامع الترمذي (5/ 158 رقم 2905).
ريحه كل مكان، ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب وكئ على مسك".
رواه س
(1)
ق
(2)
-وهذا لفظه- ت
(3)
، وقال: حديث حسن.
2622 -
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من شغله القرآن عن ذكرى ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه".
رواه ت
(4)
، وقال: حديث حسن غريب.
2623 -
عن ابن عباس قال: "قال رجل: يا رسول الله، أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الحال المرتحل. قال: وما الحال المرتحل؟ قال: الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره، فكلما حل ارتحل".
رواه ت
(5)
، وقال: حديث غريب.
2624 -
عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "القرآن شافع مشفع، وما حل
(6)
مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره قاده إلى النار".
رواه أبو حاتم البستي
(7)
.
(1)
سنن النسائي الكبرى (5/ 227 رقم 8749).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 78 رقم 217).
(3)
جامع الترمذي (5/ 144 رقم 2876).
(4)
جامع الترمذي (5/ 169 رقم 2926).
(5)
جامع الترمذي (5/ 181 رقم 4948).
(6)
أي: خصم مجادل مصدق، وقيل: ساع مصدق، من قولهم: محل بفلان إذا سعى به إلى السلطان، يعني أن من اتبعه وعمل بما فيه فإنه شافع له مقبول الشفاعة، ومصدق عليه فيما يرفع من مساويه إذا ترك العمل به. النهاية (4/ 303).
(7)
الإحسان (1/ 331 - 332 رقم 124).
506 - ذكر مثل قارئ القرآن
2625 -
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل الذي يقرأ القرآن كمثل أترجَّة، طعمها طيب وريحها طيب، والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، طعمها مر ولا ريح لها".
رواه خ
(1)
م
(2)
، وفي لفظ قال:"المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به". وفيه: "والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به".
507 - ذكر أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته
2626 -
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله أهلين من الناس. قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته"
(3)
.
رواه الإمام أحمد
(4)
.
508 - ذكر حسن الصوت بالقرآن والجهر به
2627 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم يأذن الله لشيء ما أذن للنبي صلى الله عليه وسلم يتغنى بالقرآن
(5)
. وقال صاحب له: يريد يجهر به"
(6)
.
(1)
صحيح البخاري (8/ 683 رقم 5020).
(2)
صحيح مسلم (1/ 549 رقم 797).
(3)
رواه النسائي في السنن الكبرى (5/ 17 رقم 8031).
(4)
المسند (3/ 127، 242).
(5)
أي: ما استمع الله لشيء كاستماعه لنبي يتغنى بالقرآن، أي يتلوه يجهر به. النهاية (1/ 33).
(6)
صحيح البخاري (8/ 686 رقم 5023).
وفي لفظ
(1)
: "أن يتغنى بالقرآن" قال سفيان: تفسيره: ويسغني به.
رواه خ- وهذا لفظه- م
(2)
، وعنده:"يقول: ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن، يجهر به".
وفي لفظ له
(3)
: "ما أذن الله (لشيء)
(4)
كإذنه لنبي يتغى بالقرآن، يجهر به".
2628 -
عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عبد الله بن قيس -أو الأشعري- أعطي مزمارًا من مزامير داود".
رواه م
(5)
.
2629 -
وعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي موسى: "لو رأيتني وأنا أستمع قراءتك البارحة، لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود".
رواه م
(6)
-وهذا لفظه- خ
(7)
، وعنده قال له:"يا أبا موسى، لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود".
2630 -
عن فضالة بن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "للَّه عز وجل أشد أذانًا (إلى)
(8)
الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة
(9)
إلى قينته".
(1)
صحيح البخاري (8/ 686 رقم 5024).
(2)
صحيح مسلم (1/ 545 رقم 792/ 233).
(3)
صحيح مسلم (1/ 545 رقم 792/ 234).
(4)
من صحيح مسلم.
(5)
صحيح مسلم (1/ 546 رقم 793).
(6)
صحيح مسلم (1/ 546 رقم 793).
(7)
صحيح البخاري (8/ 710 رقم 5048).
(8)
من المسند وسنن ابن ماجه.
(9)
القينة: الأمة غنت أو لم تغن، والماشطة، وكثيرًا ما تطلق على المغنية في الإماء، وجمعها: قينات. النهاية (4/ 135).
رواه الإمام أحمد
(1)
ق
(2)
.
509 - ذكر نزول السكينة والملائكة عند القراءة
2631 -
عن أبي سعيد الخدري "أن أسيد بن حضير بينما هو يقرأ في مربده
(3)
إذ جالت
(4)
فرسه، فقرأ ثم جالت أخرى، فقرأ فجالت أيضًا، قال أسيد: فخشيت أن تطأ يحيى فقمتُ إليها، فإذا مثل الظلة فوق رأسي، فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها، قال: فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي إذ جالت فرسي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير. قال: فقرأت، ثم جالت أيضًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير. قال: فقرأت ثم جالت أيضًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير. قال: فانصرفت وكان يحيى قريباً منها خشيت أن تطأه، ورأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم".
رواه م
(5)
، ورواه خ
(6)
بنحوه معلقًا، وعنده:"بينما هو يقرأ سورة البقرة".
2632 -
عن البراء قال: "كان رجل يقرأ سورة الكهف، وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين، فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو (وجعل)
(7)
فرسه ينفر منها،
(1)
المسند (6/ 19، 20).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 425 رقم 1340).
(3)
المربد: الموضع الذي تُحبس فيه الإبل والغنم. النهاية (2/ 182).
(4)
يقال: جال واجتال؛ إذا ذهب وجاء. النهاية (1/ 317).
(5)
صحيح مسلم (1/ 548 - 549 رقم 796/ 242).
(6)
صحيح البخاري (8/ 680 رقم 5018).
(7)
في "الأصل": فجعلت. والمثبت من الصحيحين.
فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك (له)
(1)
فقال: تلك السكينة تنزلت بالقرآن".
رواه خ
(2)
-وهذا لفظه- م
(3)
وعنده: "فرس مربوط" وعنده: "للقرآن".
510 - ذكر التغني بالقرآن
2633 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " (ليس منا)
(4)
من لم يتغن بالقرآن" زاد غيره: "يجهر به".
رواه خ
(5)
.
2634 -
عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن".
رواه الإمام أحمد
(6)
-عن وكيع، قال وكيع: يعني: يستغني بن- د
(7)
.
2635 -
عن أبي لبابة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، قال: فقلت لابن أبي مليكة: يا أبا محمد، أرأيت إن لم يكن حسن الصوت؟ قال: يحسنه ما استطاع. الراوي عن (ابن)
(8)
أبي مليكة
(1)
من الصحيحين.
(2)
صحيح البخاري (8/ 674 رقم 5011).
(3)
صحيح مسلم (1/ 247 رقم 795).
(4)
من صحيح البخاري.
(5)
صحيح البخاري (13/ 510 رقم 7527).
2634 -
خرجه الضياء في المختارة (3/ 172 - 173 رقم 969 - 971).
(6)
المسند (1/ 172).
(7)
سنن أبي داود (2/ 74 رقم 1469).
(8)
من سنن أبي داود.
عبد الجبار بن الورد.
رواه د
(1)
.
511 - ما ذكر كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم
-
2636 -
عن قتادة قال: "سألت أنس بن مالك كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كان يمد مدًا"
(2)
.
وفي لفظ
(3)
قال: "سئل أنس بن مالك كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مداً يمد (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد (بسم الله) ويمد (الرحمن) ويمد (الرحيم) رواهما خ.
2637 -
عن أم سلمة "أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان
يقطع قراءته آية آية: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)}
(4)
.
رواه الإمام أحمد
(5)
د
(6)
ت
(7)
-ولم يذكر التسمية- وقال حديث غريب، وليس إسناده بمتصل.
2638 -
وعن يعلى بن مملك: "أنه سأل أم سلمة عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته، فقالت: ما لكم وصلاته، كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي
(1)
سنن أبي داود (2/ 74 - 75 رقم 1471).
(2)
صحيح البخاري (8/ 709 رقم 5045).
(3)
صحيح البخاري (8/ 709 رقم 5046).
(4)
سورة الفاتحة، الآيات: 1 - 4.
(5)
المسند (6/ 302).
(6)
سنن أبي داود (4/ 37 رقم 4001).
(7)
جامع الترمذي (5/ 170 رقم 2927).
قدر ما ينام، ثم ينام قدر ما صلى، حتى يصبح. ونعتت لهم قراءته، فإذا هي قراءة مفسرة حرفًا حرفًا".
أخرجه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
س
(3)
ت
(4)
، وقال: حديث حسن صحيح غريب.
512 - ذكر الترجيع في القراءة
2639 -
عن معاوية بن قرة عن عبد الله بن مغفل قال: "قرأ النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة سورة "الفتح" فرجع فيها. قال معاوية: لو شئت أحكي لكم قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لفعلت
(5)
".
وفي لفظ
(6)
قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته -أو جمله- وهي تسير به، وهو يقرأ سورة الفتح -أو من سورة الفتح- قراءة (بينة)
(7)
وهو يرجع".
وفي لفظ
(8)
: "ثم قرأ معاوية قراءة ابن مغفل، وقال: لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجعت كما رجع ابن مغفل على النبي صلى الله عليه وسلم. فقلت لمعاوية: كيف كان ترجيعه؟ قال: آآ آثلاث مرات". القائل لمعاوية: شعبة.
رواه خ -وهذا لفظه- م
(9)
، وليس عنده قول شعبة لمعاوية.
(1)
المسند (6/ 294، 300).
(2)
سنن أبي داود (2/ 73 - 74 رقم 1466).
(3)
سنن النسائي (2/ 118 رقم 1021).
(4)
جامع الترمذي (5/ 167 رقم 2923).
(5)
صحيح البخاري (8/ 447 رقم 4835).
(6)
صحيح البخاري (8/ 710 رقم 5047).
(7)
في صحيح البخاري: لينة يقرأ.
(8)
صحيح البخاري (13/ 521 رقم 7540).
(9)
صحيح مسلم (1/ 547 رقم 237).
513 - ذكر البكاء عند القراءة
2640 -
عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرأ عليَّ القرآن. قال: فقلت: يا رسول الله، أقرأ عليك، وعليك أنزل! قال: إني أشتهي أن أسمعه من غيري. فقرأت "النساء" حتى إذا بلغت {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا}
(1)
رفعت رأسي -أو غمزني رجل (في)
(2)
جنبي، فرفعت رأسي- فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دموعه تسيل".
رواه خ
(3)
م
(4)
-وهذا لفظه- وفي رواية البخاري بعد "شهيد": "قال: حسبك الآن. فالتفتُّ إليه، فإذا عيناه تذرفان".
514 - ذكر قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على أُبي بن كعب
2641 -
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك: "لم يكن الذين كفروا" قال: وسماني لك؟ قال: نعم. قال: فبكى".
رواه خ
(5)
م
(6)
، وهذا لفظه.
(1)
سورة النساء، الآية:41.
(2)
في صحيح مسلم: إلى.
(3)
صحيح البخاري (8/ 712 رقم 5050).
(4)
صحيح مسلم (1/ 551 رقم 800).
(5)
صحيح البخاري (8/ 597 رقم 4959).
(6)
صحيح مسلم (1/ 550 رقم 799).
515 - ذكر [قول]
(1)
المقروء عليه للقارئ أحسنت
2642 -
عن عبد الله -يعني: ابن مسعود- قال: "كنت بحمص فقال لي بعض القوم: اقرأ (علينا. فقرأت)
(2)
عليهم سورة "يوسف". قال: فقال رجل من القوم: واللَّه ما هكذا أنزلت. قال: قلت: ويحك، والله لقد قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: أحسنت. فبينا أنا أكلمه إذ وجدت منه ريح الخمر، قال: فقلت: أتشرب الخمر، وتُكذَّب بالكتاب؟ لا تبرح حتى أجلدك. قال: فجلدته الحد". رواه خ
(3)
م
(4)
، وهذا لفظه.
516 - كراهية الاختلاف في القرآن
2643 -
عن جندب بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه". رواه خ
(5)
-وهذا لفظه- م
(6)
.
2644 -
عن عبد الله -هو ابن مسعود- "أنه سمع رجلاً يقرأ آية سمع النبي صلى الله عليه وسلم (قرأ)
(7)
خلافها، فأخذت بيده، فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كلاكما محسن، فاقرآ -أكبر علمي قال- فإن من كان قبلكم اختلفوا فأهلكهم"
(8)
.
(1)
في "الأصل": القول.
(2)
من صحيح مسلم.
(3)
صحيح البخاري (8/ 663 رقم 5001).
(4)
صحيح مسلم (1/ 551 - 552 رقم 801).
(5)
صحيح البخاري (8/ 719 - 720 رقم 5061).
(6)
صحيح مسلم (4/ 2053، 2054 رقم 2667).
(7)
بياض في "الأصل" والمثبت من صحيح البخاري.
(8)
أي أهلكهم الخلاف، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 721): في رواية المستملي "فأهلكوا" وعند ابن حبان والحاكم من طريق زر بن حبيش عن ابن مسعود في هذه القصة "فإنما أهلك من كان قبلكم الاختلاف".
كذا رواه خ
(1)
.
2645 -
عن عبد الله بن عَمرو قال: "هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، قال: فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب، فقال: إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب".
رواه م
(2)
.
517 - ذكر في كم يقرأ القرآن
2646 -
عن عبد الله بن عمرو قال: "أنكحني أبي امرأة ذات حسب، فكان يتعاهد كَنَّته
(3)
فيسألها عن بعلها، فتقول له: نعم الرجل من رجل، لم يطأ لنا فراشًا، ولم يفتش لنا كنفًا
(4)
منذ أتيناه، فلما طال ذلك عليه ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم (فقال)
(5)
القني به. فلقيته بعد، فقال: كيف تصوم؟ قلت
(6)
: كل يوم. قال: وكيف تختم؟ قلت: كل ليلة. قال: صم من كل شهر ثلاثة أيام، واقرأ القرآن في كل شهر. قلت: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم ثلاثة أيام في الجمعة. قلت: أطيق أكثر من ذلك. قال: أفطر يومين وصم يومًا. قال: قلت: أطيق أكثر من ذلك. قال: صم أفضل الصوم صوم داود، صيام يوم وإفطار يوم، واقرأ في كل سبع ليال مرة. قال: فليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك
(1)
صحيح البخاري (8/ 720 رقم 5062).
(2)
صحيح مسلم (4/ 2053 رقم 2666).
(3)
الكنة: امرأة الابن وامرأة الأخ، والمراد هنا امرأة الابن. النهاية (4/ 206).
(4)
أي: لم يُدخل يده معها، كما يُدخل الرجل يده مع زوجته في دواخل أمرها، وأكثر ما يروى بفتح الكاف والنون، ومن الكَنَف وهو الجانب، تعني أنه لم يقربها. النهاية (4/ 204 - 205).
(5)
من صحيح البخاري.
(6)
لأبي ذر: قلت أصوم. إرشاد الساري (7/ 483).
أني كبرت وضعفت، فكان يقرأ على بعض أهله السُّبْع من القرآن بالنهار، والذي يقرؤه يعرضه من النهار ليكون أخف عليه بالنيل، فإذا أراد أن يتقوى أفطر أيامًا وأحصى وصام (مثلهن)
(1)
كراهية أن يترك شيئاً فارق عليه النبي صلى الله عليه وسلم"، وقال بعضهم في (ثلاث وفي خمس)
(2)
وأكثرهم على سبع
(3)
.
وفي لفظ
(4)
: "اقرأ القرآن في شهر. قلت: إني أجد قوة. قال: فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك".
رواه بكماله خ، وهذا لفظه، وروى مسلم
(5)
الحديث بنحوه، واللفظ الآخر مثله.
2647 -
وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قرأ القرآن في أقل من ثلاثٍ لم يفقه".
رواه الإمام أحمد
(6)
د
(7)
س
(8)
ق
(9)
ت
(10)
، وقال: حديث حسن صحيح.
2648 -
وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لي: "اقرأ القرآن في كل ثلاث".
(1)
في صحيح البخاري.
(2)
في رواية أبي ذر: "ثلاث أو في سبع". الفتح (8/ 715) وعزاها القسطلاني لأبي الوقت. إرشاد الساري (7/ 484).
(3)
صحيح البخاري (8/ 712 - 713 رقم 5052).
(4)
صحيح البخاري (8/ 713 رقم 5053).
(5)
صحيح مسلم (2/ 814 رقم 1159/ 184).
(6)
المسند (2/ 164، 193، 194).
(7)
سنن أبي داود (2/ 56 رقم 1394).
(8)
السنن الكبرى (5/ 25 رقم 8067).
(9)
سنن ابن ماجه (1/ 428 رقم 1347).
(10)
جامع الترمذي (5/ 182 رقم 2949).
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
.
2649 -
تعن سعد بن المنذر الأنصاري أنه قال: يا رسول الله، أقرأ القرآن في ثلاث؟ قال: نعم. وكان يقرؤه حتى توفي".
رواه الإمام أحمد
(3)
من رواية ابن لهيعة.
2650 -
عن أوس بن حذيفة قال: "قدمنا على- رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف، قال: فنزلت الأحلاف على المغيرة بن شعبة، وأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بني مالك في قبة له، قال: كان كل ليلةٍ يأتينا بعد العشاء يحدثنا قائمًا على رجله حتى يرواح بين رجليه من طول القيام، وأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه من قريش، ثم يقول: لا سواء كنا مستضعفين مستذلين بمكة، فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب بيننا وبينهم، نُدالُ عليهم ويدالون علينا. فلما كانت ليلة أبطأ (عن)
(4)
الوقت الذي كان يأتينا فيه، فقلنا: لقد أبطأت عنا الليلة. قال: إنه طرأ
(5)
عليَّ جزئي من القرآن فكرهت أجيء حتى أتمه. قال أوس سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تحزبون القرآن؟ (قالوا)
(6)
: ثلاث، وخمس، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل وحده".
(1)
المسند (2/ 198).
(2)
سنن أبي داود (2/ 54 رقم 1391).
(3)
سقط هذا الحديث مع ترجمة الصحابي من مسند أحمد المطبوع، انظر المسند الجامع (7/ 8 رقم 4798).
(4)
في "الأصل": عند. والمثبت من سنن أبي داود.
(5)
أي: ورد وأقبل، يقال: طرأ يطرأ -مهموزاً- إذا جاء مفاجأة، كأنه فجئه الوقت الذي كان يؤدي فيه ورده من القراءة، أو جعل ابتداءه فيه طروءًا منه عليه، وقد يترك الهمز فيقال: طرا يطرو طرؤا. النهاية (3/ 117).
(6)
في "الأصل": قال. والمثبت من سنن أبي داود.
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
-وهذا لفظه- ق
(3)
، وفي رواية الإمام أحمد " (قالوا) "
(4)
: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل من قاف حتى يختم".
ورواه الطبراني في معجمه
(5)
: "فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحزب القرآن؟ فقالوا: كان يحزبه ثلاثاً وخمسًا
…
". فذكره.
518 - ذكر أن القرآن أنزل على سبعة أحرف
2651 -
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان -في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة ولم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره
(6)
في الصلاة، فانتظرته حتى سلم فلببته
(7)
بردائه، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: كذبت، فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لهو أقرأني هذه السورة التي سمعتك، فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوده، فقلت: يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ (سورة)
(8)
"الفرقان"(على حروف لم تقرئنيها، وإنك أقرأتني سورة الفرقان)(8). فقال: يا هشام، اقرأها. فقرأها القراءة التي سمعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا
(1)
المسند (4/ 9، 343).
(2)
سنن أبي داود (2/ 55 - 56 رقم 1393).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 427 - 428 رقم 1345).
(4)
في "الأصل": قال. والمثبت من المسند.
(5)
المعجم الكبير (1/ 220 - 221 رقم 599).
(6)
أي: أواثبه وأقاتله. النهاية (2/ 420).
(7)
بفتح اللام، وبموحدتين الأولى مشددة وتخفف، والأخرى ساكنة، أي: جمعت عليه ثيابه عند لبته. إرشاد السارى (7/ 478).
(8)
من صحيح البخاري.
أُنزلت. ثم قال: اقرأ يا عمر. فقرأتها التي أقرأنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت (ثم قال)
(1)
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن القرآن)
(2)
أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه".
رواه خ
(3)
-وهذا لفظه- م
(4)
.
2652 -
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقرأني جبريل على (حرف)
(5)
فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف".
رواه خ
(6)
م
(7)
.
2653 -
عن أبي بن كعب: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة
(8)
بني غفارٍ، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفٍ. فقال: أسأل الله عز وجل معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك. ثم أتاه الثانية، فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين. فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته (و)
(9)
إن أمتي لا تطيق ذلك. ثم أتاه الثالثة، فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك على ثلاثة أحرف. فقال: أسأل الله عز وجل معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك. ثم جاءه الرابعة، فقال: إن الله عز وجل يأمرك أن
(1)
في "الأصل": فقال. والمثبت من صحيح البخاري.
(2)
من صحيح البخاري.
(3)
صحيح البخاري (8/ 705 رقم 5041).
(4)
صحيح مسلم (1/ 560 رقم 818).
(5)
في "الأصل": حروف. والمثبت من الصحيح.
(6)
صحيح البخاري (8/ 639 رقم 4991).
(7)
صحيح مسلم (1/ 561 رقم 819).
(8)
الأضاة -بوزن الحصاة-: الغدير، وجمعها أضًى وإضاء كأكم وإكام. النهاية (1/ 53).
(9)
من صحيح مسلم.
تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرفٍ (قرءوا عليه فقد أصابوا)
(1)
".
رواه م
(2)
.
2654 -
وروى
(3)
أيضًا عن أبي بن كعب قال: "كنت في المسجد فدخل رجل يصلي، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضيا (الصلاة)
(4)
دخلنا جميعًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ (قراءة)(4) سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرآ، فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية
(5)
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري ففضت عرقاً، وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقاً، فقال لي: يا أُبي أُرسل إليَّ أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إليَّ الثانية: اقرأ على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إليَّ الثالثة اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردةٍ رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إليَّ الخلق كلهم حتى إبراهيم عليه السلام".
2655 -
عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لقيت جبريل عليه السلام عند أحجار المراء فقال: يا جبريل، إني أُرسلتُ إلى أمة أمية، الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتابًا قط. قال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف".
(1)
في "الأصل": قرئ عليه فقد أصاب. والمثبت من صحيح مسلم.
(2)
صحيح مسلم (1/ 562 - 563 رقم 820/ 274).
(3)
صحيح مسلم (1/ 561 - 562 رقم 820/ 273).
(4)
من صحيح مسلم.
(5)
معناه وسوس لي الشيطان تكذيبًا للنبوة أشد مما كنت عليه في الجاهلية؛ لأنه في الجاهلية كان غافلاً أو متشككًا، فوسوس لي الشيطان الجزم بالتكذيب. قاله النووى.
رواه الإمام أحمد
(1)
، وفي رواية
(2)
: "لقد لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل بأحجار المراء، فقال: إن من أُمتك الضعيف فمن قرأ على حرفٍ فلا يتحول منه إلى غيره رغبة عنه".
هذه الرواية من رواية إبراهيم بن مهاجر، وقد تُكلم فيه
(3)
، ورواه عنه سفيان الثوري، وقال: لا بأس به.
519 - ذكر القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
-
2656 -
عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله، وسالم، ومعاذ، وأُبيِّ بن كعب".
رواه خ
(4)
م
(5)
، وفي لفظٍ
(6)
: "عبد الله بن مسعود، وسالم مولى (أبي)
(7)
حذيفة، (وأبي بن كعب)(7) ومعاذ بن جبل".
2657 -
عن قتادة قال: "سألت أنس بن مالك من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد".
رواه خ
(8)
م
(9)
.
(1)
المسند (5/ 400).
(2)
المسند (5/ 401).
(3)
ترجمته في التهذيب (2/ 211 - 214).
(4)
صحيح البخاري (8/ 663 رقم 4999).
(5)
صحيح مسلم (4/ 1913 رقم 2464/ 116).
(6)
صحيح البخاري (7/ 128 رقم 3760)، وصحيح مسلم (4/ 1914 رقم 2464/ 118).
(7)
من الصحيحين.
(8)
صحيح البخاري (8/ 664 رقم 5003).
(9)
صحيح مسلم (4/ 1914 - 1915 رقم 2465/ 120).
2658 -
وعن أنس قال: "مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قال ونحنُ ورثناه".
رواه خ
(1)
.
2659 -
عن ابن عباسٍ قال: قال عمر: "أُبيٌّ أقرؤنا (وأقضانا علي)
(2)
وإنا لندع من لحن أُبي، وأبيٌّ يقول: أخذته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلا أتركه لشيء، قال الله عز وجل:{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}
(3)
.
رواه خ
(4)
.
2660 -
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأعلمهم بالفرائض زيد بن ثابت، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح"
(5)
.
(1)
صحيح البخاري (8/ 664 رقم 5004).
(2)
ليست في رواية الصحيح المطبوع، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 671): كذا للأكثر، وبه جزم المزي في "الأطراف" فقال: ليس في رواية صدقة ذكر علي، قلت: وقد ثبت في رواية النسفي عن البخاري، فأول الحديث عنده: "علي أقضانا، وأبي اْقرؤنا، وقد ألحق الدمياطي في نسخته في حديث الباب ذكر علي، وليس بجيد، لأنه ساقط من رواية الفربري التي عليها مدار روايته، وقد تقدم في تفسير البقرة (8/ 16 - 17 رقم 4481) عن عمرو بن علي عن يحيى القطان بسنده هذا، وفيه ذكر علي عند الجميع.
_________
(3)
سورة البقرة، الآية:106.
(4)
صحيح البخاري (8/ 664 رقم 5005).
2660 -
خرجه الضياء في المختارة (6/ 225 - 227 رقم 2240 - 2242).
(5)
رواه الترمذي (6/ 632 رقم 3791، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
قلت: أعله الحفاظ بالإرسال، إلا ذكر أبي عبيدة فإنه صحيح متصل - رواه البخاري في صحيحه (7/ 116 رقم 3744، 7/ 696 رقم 4382، 13/ 245 رقم 7255) - وانظر=
رواه الإمام أحمد
(1)
س
(2)
ق
(3)
وأبو حاتم بن حبان
(4)
.
2661 -
عن عبد الله بن عمرو قال: "كنت أصوم الدهر، واْقرأ القرآن كل ليلة، قال: فإما ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم، وإما أرسل إليَّ فأتيته، فقال لي: ألم أُخبر أنك تصوم الدهر، وتقرأ القرآن كل ليلة؟ فقلت: بلى يا نبي الله، ولم أرد بذلك لا الخير
…
" وذكر الحديث.
رواه م
(5)
.
2662 -
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "جمعت القرآن فقرأته في ليلة
…
" وذكر الحديث.
رواه الإمام أحمد
(6)
س
(7)
ق
(8)
.
2663 -
عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث: "كانت قد جمعت القرآن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرها أن تؤم أهل دارها، وكان لها مؤذن، وكانت تؤم أهل دارها".
=تفصيل الكلام عليه في تخريجي "لفضائل أمير المؤمنين عثمان بن عفان" رواية عبد الله ابن الإمام أحمد رقم (97) وللحافظ محمد بن عبد الهادي -تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية- رسالة في الكلام على هذا الحديث وبيان علله، قد انتهيت -بحمد الله- من تحقيقها.
(1)
المسند (3/ 184، 281).
(2)
سنن النسائي الكبرى (5/ 67 رقم 8242، 5/ 78 رقم 8287).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 55 رقم 154).
(4)
موارد الظمآن (2/ 995 رقم 2218)، والإحسان (16/ 74 رقم 7131، 16/ 85 - 86 رقم 3137، 16/ 238 رقم 7252).
(5)
صحيح مسلم (13/ 82 رقم 1159/ 182).
(6)
المسند (2/ 163).
(7)
السنن الكبرى (5/ 24 رقم 8064).
(8)
سنن ابن ماجه (1/ 428 رقم 1346).
رواه الإمام أحمد
(1)
-وهذا لفظه- د
(2)
.
520 - ذكر كتبة القرآن وجمعه
قال الله عز وجل: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}
(3)
، وقال الله عز وجل:(وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَة أَقْلامٌ وَالْبَحْر يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيرٌ حَكِيمٌ)
(4)
.
2664 -
عن زيد بن ثابتٍ قال: "بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلِّفُ القرآن من الرقاع، إذ قال: طوبى للشام. قيل: يا رسول الله، ولم ذلك؟ قال: إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها".
رواه الإمام أحمد
(5)
ت
(6)
، وقال: حديث غريب، إنما نعرفه من حديث يحيى بن أيوب.
قلت: وقد رواه غير يحيى بن أيوب بنحوه.
2665 -
وعن زيد بن ثابت قال: "أرسل إليَّ أبو بكر رضي الله عنه مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عنده، فقال: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرَّ
(7)
يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى إن استَحرَّ
(1)
المسند (6/ 405).
(2)
سنن أبي داود (1/ 161 - 162 رقم 5912).
(3)
سورة الكهف، الآية:109.
(4)
سورة لقمان، الآية:27.
(5)
المسند (5/ 185).
(6)
جامع الترمذي (5/ 690 رقم 3954).
(7)
أي: اشتد وكثر، وهو استغفل من الحر: الشدَّة. النهاية (1/ 364).
القتل بالقراء بالمواطن فيذهب بكثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت لعمر: كيف نفعل شيئًا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يُراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت (تكتبُ)
(1)
الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله (لو)
(2)
كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليَّ مما أمرني بن من جمع القرآن. فقلت: كيف تفعلون شيئًا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو واللَّه خير، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدري أبي بكر وعمر، فتتبعت القرآن أجمعهُ من العُسُب
(3)
واللخاف
(4)
وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
…
}
(5)
حتى خاتمة براءة، فكانت الصُّحفُ عند أبي بكر حتى توفاه اللَّهَ، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر". رواه خ
(6)
.
2666 -
عن أنس بن مالك: "أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام على فتح أرمينية
(7)
وأذْرَبيجان
(8)
مع أهل العراق، فأفزع حذيفة
(1)
في "الأصل": أكتب. والمثبت من صحيح البخاري.
(2)
في "الأصل": لقد. والمثبت من صحيح البخاري.
(3)
العسب: جريد النخل، وجمعه عُسُب بضمتين. النهاية (3/ 234).
(4)
هي جمع لخفة، وهي حجارة بيض رقاق. النهاية (4/ 244).
(5)
سورة التوبة، الآيتان: 128، 129.
(6)
صحيح البخاري (8/ 627 رقم 4986).
(7)
بكسر أوله ويفتح، وسكون ثانيه، وكسر الميم، وياء ساكنة، وكسر النون، وياء خفيفة مفتوحة، اسم لصقع عظيم واسع في جهة الشمال. معجم البلدان (1/ 191).
(8)
بالفتح، ثم السكون، وفتح الراء، وكسر الباء الموحدة، وياء ساكنة، وجيم، وقد فتح=
اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمانُ إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القُرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق"
(1)
.
2667 -
قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت سمع زيد بن ثابت، (قال)
(2)
"فقدت آية من الأحزاب -حين نسخنا المصحف- قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقوا مَا عَاهَدوا اللَّهَ عَلَيْهِ)
(3)
فألحقناها في سورتها في المصحف"
(4)
.
رواه خ، وفي لفظ
(5)
: "مع خزيمة بن ثابت الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين".
=قوم الذال وسكنوا الراء، ومد آخرون الهمزة مع ذلك، وهو إقليم واسع. معجم البلدان (1/ 155 - 156).
(1)
صحيح البخاري (7/ 627 رقم 4987).
(2)
في "الأصل": فقال. والمثبت من صحيح البخاري.
(3)
سورة الأحزاب، الآية:23.
(4)
صحيح البخاري (8/ 627 رقم 4988).
(5)
صحيح البخاري (8/ 377 - 378 رقم 4784).
وفي لفظ له
(1)
: قال ابن شهاب: اختلفوا يومئذ قى التابوت، فقال زيد: التابوتة. وقال ابن الزبير وسعيد بن العاص: التابوت، فرع اختلافهم إلى عثمان، فقال: اكتبوه التابوت؛ فإنه بلسان قريش".
2668 -
عن عبد العزيز بن رفيع قال: "دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس فقال له شداد بن معقل: أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟ قال: ما ترك إلا ما بين الدفتين. قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه، فقاله: ما ترك لا ما بين الدفتين". رواه خ
(2)
.
2669 -
عن ابن عمر: "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو". رواه خ
(3)
م
(4)
، وزاد:"فإني أخاف أن يناله العدو".
ورواه أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني في كتاب "المصاحف"
(5)
بطرق كثيرة فيها: "نهى أن يُسافر بالمصاحف إلى أرض العدو؛ مخافة أن يناله العدو".
وفي لفظ
(6)
: "أن يسافر بالمصحف إلى أرض العدو؛ مخافة أن يناله العدو".
2670 -
عن عقبة بن عامر قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن القرآن جعل في إهاب
(7)
ثم ألقي في النار ما احترق". رواه الإمام أحمد
(8)
.
(1)
لم أقف على هذا اللفظ في صحيح البخاري، وهو في جامع الترمذي (5/ 266 رقم 3104) بنحوه، والله أعلم.
(2)
صحيح البخاري (8/ 682 رقم 5019).
(3)
صحيح البخاري (6/ 155 رقم 2990).
(4)
صحيح مسلم (3/ 1490 رقم 1869).
(5)
كتاب المصاحف ص (205 - 210).
(6)
كتاب المصاحف ص (205).
(7)
الإهاب هو الجلد، وقيل: إنما يقال للجلد إهاب قبل الدبغ فأما بعده فلا. النهاية (1/ 83).
(8)
المسند (4/ 151).
باب في فضائل القرآن
521 - فضل الفاتحة
2671 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم". رواه خ
(1)
.
2672 -
عن أبي سعيد بن المعلى قال: "كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أُصلي. فقال: ألم يقل الله عز وجل: (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم)
(2)
؟ ثم قال لي: لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد. ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ قال: "الحمد للَّه رب العالمين" هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته".
رواه خ
(3)
.
2673 -
عن أبي سعيد الخدري: "أن ناسًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر، فمروا بحي من أحياء العرب، (فاستضافوهم)
(4)
فلم يضيفوهم، فقالوا لهم: هل فيكم راق؛ فإن سيد الحي لديغ -أو مصاب-؟ فقال رجل منهم: نعم. فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب، فبرأ الرجل فأعطي قطيعًا من الغنم، فأبى أن يقبلها، وقال: حتى أذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب، فتبسم وقال: ما أدراك أنها رقية؟ ثم قال: خذوها، واضربوا (لي)
(5)
بسهم معكم"، وفي لفظ:
(1)
صحيح البخاري (8/ 232 رقم 2703).
(2)
سورة الأنفال، الآية:24.
(3)
صحيح البخاري (8/ 6 - 7 رقم 4474).
(4)
في "الأصل": فاستضافوا. والمثبت من صحيح مسلم.
(5)
من صحيح مسلم.
"يقرأ أم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل".
رواه خ
(1)
م
(2)
-وهذا لفظه- وفي رواية البخاري: "كنا في مسير لنا فنزلنا، فجاءت جارية فقالت: إن سيد الحي سليم، وإنَّ نفرنا غيب
(3)
فهل منكم راق؟ فقام معها رجل قال: ما كنا نأبِنُه
(4)
برقيةٍ، فرقاه فبرأ، فأمر له بثلاثين شاة، وسقانا لبنًا، فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية؟ أكنت ترقي؟
قال: لا، فما رقيت لا بأم الكتاب. قلنا له: لا تحدثوا حتى نأتي -أو نسأل - النبي صلى الله عليه وسلم فلما قدمنا المدينة ذكرنا للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال: وما كان يُدريه أنها رقية؟ اقسموا واضربوا لي بسهم".
2674 -
عن ابن عباس: "أن نفرًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مروا بماء فيه لديغ -أو سليم-
(5)
فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال: هل فيكم راق؟ إن في الماء رجلاً لديغًا -أو سليمًا- فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء، فبرأ فجاء بالشاءِ إلى أصحابه، فكرهوا ذلك، وقالوا: أخذت على كتاب الله أجراً. حتى قدموا المدينة، فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجرًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله".
أخرجه البخاري
(6)
.
(1)
صحيح البخاري (8/ 671 رقم 5007).
(2)
صحيح مسلم (4/ 1727 رقم 2201).
(3)
أي: إن رجالنا غائبون، والغَيَب -بالتحريك- جمع غائب، كخادم وخدم. النهاية (3/ 399).
(4)
أي: ما كنا نعلم أنه يرقي فنعيبه بذلك. النهاية (1/ 17).
(5)
السليم: اللديغ، يقال: سلمته الحية: أي لدغته، وقيل: إنما سمي سليماً تفاؤلاً بالسلامة، كما قيل للفلاة المهلكة: مفارة. النهاية (2/ 396).
(6)
صحيح البخاري (10/ 209 رقم 5737).
522 - فضل سورة البقرة
2675 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجعلوا بيوتكم قبورًا؛ فإن البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان". أخرجه م
(1)
.
2676 -
عن سهل ين سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلة لم يدخله شيطان ثلاث ليال، ومن قرأها في بيته نهارًا لم يدخله شيطان ثلاثة أيام".
رواه الطبراني
(2)
وابن حبان البستي
(3)
.
523 - فضل آية الكرسي
2677 -
عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: (اللهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ هوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) قال: فضرب في صدري، وقال: ليهنك العلم أبا المنذر". رواه م
(4)
.
2678 -
عن أبي هريرة قال: "وكلني النبي صلى الله عليه وسلم (بحفظ)
(5)
زكاة رمضان .. " وذكر الحديث "فأتاني آتٍ وجعل يحفو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
" فقص الحديث "فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي؛ فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان".
(1)
صحيح مسلم (1/ 539 رقم 212).
(2)
المعجم الكبير (6/ 163 رقم 5864).
(3)
موارد الظمآن (2/ 773 رقم 1727).
(4)
صحيح مسلم (1/ 556 رقم 810).
(5)
في "الأصل": في. والمثبت من صحيح البخاري.
كذا رواه خ
(1)
، وقد رواه بطوله عن عثمان بن الهيثم، ولم يذكر سماعه منه، بل قال: وقال عثمان بن الهيثم.
2679 -
عن أبي أيوب
(2)
: "أنه كان في سهوة له، فكانت الغول تجيء فتأخذ، فشكاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إذا رأيتها فقل: بسم الله، أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم. (قال: فجاءت)
(3)
فقال لها فأخذها، فقالت له: إني لا أعود. فأرسلها فجاء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعل أسيرك؟ قال: أخذتها فقالت: إني لا أعود، فأرسلتها. فقال: إنها عائدة. فأخذها مرتين -أو ثلاثاً- كل ذلك تقول: لا أعود، ويجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: ما فعل أسيرك؟ فيقول: أخذتها فتقول: لا أعود، فيقول لي: إنها عائدة. فأخذها فقالت: أرسلني وأعلمك شيئاً تقوله فلا يقربك شيء، آية الكرسي. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: صدقت وهي كذوب".
رواه الإمام أحمد
(4)
ت
(5)
، وقال: حديث حسن غريب.
2680 -
عن أبي بن كعب قال: "كان لي جرن من تمر، فكان ينقص فحرسه ذات ليلة، فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم، فسلم عليه فرد عليه السلام، فقال: ما أنت؟ جني أم إنسي؟ قال: لا بل جني. قال: فناولني يدك. فناوله يده، فإذا يده يد كلب، وشعره شعر كلب. قال: هكذا خلق الجن؟ قال: قد علمت الجن أن ما فيهم رجل أشد مني. قال: فما جاء بك؟ قال: بلغنا أنك تحب الصدقة
(1)
صحيح البخاري (6/ 386 - 387 رقم 3275).
(2)
زاد بعدها في "الأصل": له. وهي زيادة مقحمة.
(3)
تكررت في "الأصل".
(4)
المسند (5/ 423).
(5)
جامع الترمذي (5/ 146 رقم 2880).
2680 -
خرجه الضياء في المختارة (4/ 33 - 37 رقم 1260 - 1262).
فجئنا نصيب من طعامك. قال: فما ينجينا منكم؟ قال: هذه الآية التي في سورة البقرة {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
(1)
من قالها حين يمسي أجير منا حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسي. فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: صدق الخبيث".
رواه س في كتاب عمل يوم وليلة
(2)
بنحوه.
وقد ذكر نحو هذه الأحاديث عن معاذ بن جبل وزيد بن ثابتٍ وأبي أسيد الساعدي
(3)
.
524 - ذكر آخر البقرة
2681 -
عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه". رواه خ
(4)
م
(5)
.
2682 -
عن ابن عباس قال: "بينا جبريل عليه السلام قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضًا
(6)
من فوقه، فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط لا اليوم، فسلم (فقال)
(7)
: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة
(1)
سورة البقرة، الآية:255.
(2)
السنن الكبرى (6/ 239 رقم 10796، 10797).
(3)
قال الحافظ ابن كثير في مسند الفاروق (2/ 568): وقد ورد نحو من هذا الحديث عن جماعة من الصحابة، وقد اعتنى بجمع ذلك الإمام أبو بكر بن أبي الدنيا رحمه الله في كتابها "مكائد الشيطان".
(4)
صحيح البخاري (8/ 672 رقم 509).
(5)
صحيح مسلم (1/ 554 - 555 رقم 807).
(6)
النقيض: الصوت، ونقيض المحامل: صوتها، ونقيض السقف: تحريك خشبه. النهاية (5/ 107).
(7)
في صحيح مسلم: وقال.
الكتاب، وخواتيم سورة البقرة؛ لن تقرأ بحرفٍ منها إلا أعطيته".
أخرجه م
(1)
.
2683 -
عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين فختم بهما سورة البقرة، فلا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان".
وفي رواية: "فلا تقرآن".
رواه الإمام أحمد
(2)
-وهذا لفظه- ت
(3)
، وقال: حديث غريب.
525 - ذكر البقرة وآل عمران
2684 -
عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول "اقرءوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرءوا الزهراوين
(4)
: البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان
(5)
، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة". قال معاوية -هو ابن سلام: بلغني أن البطلة: السحرة. رواه م
(6)
.
2685 -
عن النواس بن سمعان الكلابي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدمه سورة البقرة وآل
(1)
صحيح مسلم (1/ 554 رقم 806).
(2)
المسند (4/ 274).
(3)
جامع الترمذي (5/ 147 رقم 2882).
(4)
أي: المنيرتان، واحدتهما زهراء. النهاية (2/ 321).
(5)
الغياية: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه كالسحابة وغيرها. النهاية (3/ 403).
(6)
صحيح مسلم (1/ 553 رقم 804).
عمران. وضرب لهما النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق
(1)
، أو كأنهما حزقان
(2)
من طير (صواف)
(3)
تحاجان عن صاحبهما". رواه م
(4)
.
2686 -
عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكًا، واستخرجت {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
(5)
من تحت العرش، فوصلت بسورة البقرة". رواه الإمام أحمد
(6)
.
2687 -
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: "كنت جالسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: تعلموا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة. ثم سكت ساعة، ثم قال: تعلموا سورة البقرة وآل عمران؛ فإنهما الزهراوان، يظلان صاحبهما يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طيرٍ صواف، وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة -حين ينشق عنه قبره- كالرجل الشاحب
(7)
، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك. فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة. فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه (حلتين)
(8)
لا يقوم لهما أهل الدنيا،
(1)
الشرق ها هنا: الضوء، وهو الشمس والشق أيضًا. النهاية (2/ 464).
(2)
الحزق والحزيقة: الجماعة من كل شيء، ويُروى بالخاء والراء. النهاية (1/ 378).
(3)
في "الأصل": صاف. والمثبت من صحيح مسلم.
(4)
صحيح مسلم (1/ 554 رقم 805).
(5)
سورة البقرة، الآية:255.
(6)
المسند (5/ 26).
(7)
الشاحب: المتغير اللون والجسم، لعارض من سفر أو مرض ونحوهما، وقد شحب يشحب شحوبًا. النهاية (2/ 448).
(8)
في "الأصل": حلتان. والمثبت من المسند.
فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال له: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها. وهو في صعود ما دام (يقرأ)
(1)
هذًّا كان أو ترتيلاً".
كذا رواه الإمام أحمد
(2)
، وروى منه ق
(3)
"يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب، فيقول: أنا الذي أسهرت ليلك، وأظمأت نهارك".
ورواه محمد بن هارون الروياني في مسنده
(4)
، وعنده:"وإن كل تاجر من وراء تجارته، وأنا اليوم لك من وراء كل تجارة"، وعنده: حلتان لا تقوم لهما الدنيا".
526 - ذكر فضل الكهف
2688 -
عن أبي الدرداء أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، عصم من الدجال"، وقال شعبة: "من آخر الكهف. رواه م
(5)
.
2689 -
وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عُصم من فتنة الدجال".
رواه ت
(6)
، وقال: حديث حسن صحيح.
2690 -
عن النواس بن سمعان الكلابي قال: "ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة
…
"، وذكر الحديث، وفيه "فمن رآه منكم فليقرأ فواتح سورة
(1)
من المسند.
(2)
المسند (5/ 348).
(3)
سنن ابن ماجه (2/ 1242 رقم 3781).
(4)
لم أجده في الجزء المطبوع من مسند الروياني، وأحاديث بريدة فيه (1/ 61 - 96) وقد رواه أبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن"(157 - 158 رقم 129، 130) من طريق الروياني.
(5)
صحيح مسلم (1/ 555 - 556 رقم 809).
(6)
جامع الترمذي (5/ 149 رقم 2886).
الكهف". رواه م
(1)
. وقد تقدم في كتاب الجمعة
(2)
.
527 - ذكر فضل يَس
2691 -
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل شيء قلبًا، وقلب القرآن يَس، ومن قرأ يَس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات".
رواه ت
(3)
وقال: حديث غريب.
2692 -
عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرءوا يَس على موتاكم".
"رواه الإمام أحمد
(4)
د
(5)
ق
(6)
س في كتاب عمل يوم وليلة
(7)
، وزاد الإمام أحمد:"ويَس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله تبارك وتعالى والدار الآخرة لا غفر له".
528 - ذكر فضل الدخان
2693 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حَم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك".
رواه ت
(8)
وقال: حديث غريب.
(1)
صحيح مسلم (4/ 2250 - 2255 رقم 2937).
(2)
يعني: فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، الحديثان (2303، 2304) والله أعلم.
(3)
جامع الترمذي (5/ 149 - 150 رقم 2887).
(4)
المسند (5/ 26).
(5)
سنن أبي داود (3/ 191 رقم 3121).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 465 - 466 رقم 1448).
(7)
السنن الكبرى (6/ 265 رقم 10913).
(8)
جامع الترمذي (5/ 150 رقم 2888).
529 - ذكر فضل الواقعة
2694 -
عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لا تصيبه فاقة أبدًا. وكان ابن مسعود يأمر بناته أن يقرأن بها كل ليلة"
(1)
.
2695 -
وعن عبد الله بن مسعود قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من قرأ الواقعة كل ليلة لم يفتقر"(1).
2696 -
وعن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سورة الواقعة سورة الغنى؛ قاقرءوها وعلموها أولادكم؛ فإنهم لا يفتقرون إن شاء الله".
(رواهما)
(2)
أبو بكر بن مردويه في تفسيره.
530 - ذكر آخر سورة الحشر
2697 -
عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ثم قرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر، وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيداً، ومن قالها حين يمسي (كان)
(3)
بتلك المنزلة".
رواه الإمام أحمد
(4)
ت
(5)
، وقال: حديث غريب.
531 - ذكر فضل سورة تبارك الملك
2698 -
عن ابن عباس قال: ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على
(1)
قال الإمام أحمد بن حنبل: هذا حديث منكر. انظر العلل المتناهية (1/ 112 - 113 رقم 151) وتخريج أحاديث الكشاف (3/ 411 - 414 رقم 1295):
(2)
كذا في "الأصل".
(3)
من المسند.
(4)
المسند (5/ 26).
(5)
جامع الترمذي (5/ 167 رقم 2922).
قبر وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا فيه إنسان يقرأ سورة "الملك" حتى ختمها (فأتى)
(1)
النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: يا رسول الله، ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر، وإذا قبر (فإذا فيه)
(2)
إنسان يقرأ "تبارك" حتى ختمها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي المانعة، هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر".
رواه ت
(3)
، وقال: حديث غريب.
2699 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ".
رواه (ت)
(4)
وقال: حديث حسن. ورواه س في كتاب عمل يوم وليلة
(5)
.
532 - ذكر "إِذا زلزلت" و"قل يا أيها الكافرون
"
2700 -
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ "إذا زلزلت" عدلت له بنصف القرآن، ومن قرأ "قل يا أيها الكافرون" عدلت له بربع القرآن"
(6)
.
2701 -
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا زلزلت" تعدل نصف القرآن و"قل يا أيها الكافرون" تعدل ربع القرآن"
(7)
.
رواهما ت، وقال عنهما: غريب.
2752 -
عن نوفل الأشجعي: "أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله،
(1)
في "الأصل": فأتوا. والمثبت من جامع الترمذي.
(2)
من جامع الترمذي.
(3)
جامع الترمذي (5/ 151 رقم 2890).
(4)
في "الأصل": "د" والحديث في جامع الترمذي (5/ 151 رقم 2891).
(5)
السنن الكبرى (6/ 178 رقم 10546).
(6)
جامع الترمذي (5/ 152 رقم 2893).
(7)
جامع الترمذي (5/ 153 رقم 2894).
علمني شيئًا أقوله إذا أويت إلى فراشي. قال: اقرأ" (قل)
(1)
يا أيها الكافرون" فإنها براءة من الشرك".
رواه الإمام أحمد
(2)
د
(3)
ت
(4)
س في كتاب عمل يوم وليلة
(5)
.
533 - فضل قراءة سورة من القرآن عند النوم
2703 -
عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يأخذ مضجعه يقرأ سورة من كتاب الله إلا وكل الله به ملكًا، فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهب متى هب".
رواه الإمام أحمد
(6)
ت
(7)
س في كتاب عمل يوم وليلةٍ
(8)
.
534 - فضل سورة الإِخلاص
2704 -
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "أيعجز أحدكم أن يقرأ بثلث القرآن في ليلة؟ فشق ذلك عليهم، وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ قال: الله الواحد الصمد ثلث القرآن"
(9)
. رواه خ
(10)
.
(1)
ليست في "الأصل".
(2)
المسند (5/ 456).
(3)
سنن أبي داود (4/ 313 رقم 5055).
(4)
جامع الترمذي (5/ 442 رقم 3403).
(5)
السنن الكبرى (6/ 524 رقم 11709).
(6)
المسند (4/ 125).
(7)
جامع الترمذي (5/ 443 - 444 رقم 3407)، وقال الترمذي: هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه.
(8)
السنن الكبرى (6/ 203 رقم 10648).
(9)
عند الإسماعيلي: "فقال: يقرأ "قل هو الله أحد" فهي ثلث القرآن" فكأن رواية البخاري بالمعنى، ويحتمل أن يكون سمى السورة بهذا الاسم لاشتمالها على الصفتين المذكورتين. قاله الحافظ ابن حجر في فتح الباري (8/ 678).
(10)
صحيح البخاري (8/ 676 رقم 5015).
2705 -
وعن أبي سعيد الخدري: "أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ "قل هو الله أحد" يرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له -وكأن الرجل يتقالها- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن".
رواه خ
(1)
2705م- وروى
(2)
عن أبي سعيد عن أخيه قتادة بن النعمان نحوه. قتادة هو أخو أبي سعيد من أمه.
2706 -
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: "قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن".
رواه م
(3)
، وفي لفظ له
(4)
: "قال: إن الله عز وجل جزء القرآن ثلاثة أجزاء فجعل "قل هو الله أحد" جزءًا من أجزاء القرآن".
2707 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احشدوا، فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن. قال: فحشد من حشد، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرأ "قل هو الله أحد" (ثم دخل)
(5)
، فقال بعضنا لبعض: إني أرى هذا خبر جاءه من السماء، فذاك الذي أدخله. ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن، ألا إنها تعدل ثلث القرآن". رواه م
(6)
.
2708 -
عن عائشة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية فكان يقرأ
(1)
صحيح البخاري (8/ 676 رقم 5013).
(2)
صحيح البخاري (8/ 676 رقم 5014).
(3)
صحيح مسلم (1/ 556 رقم 811/ 259).
(4)
صحيح مسلم (1/ 556 رقم 811/ 260).
(5)
من صحيح مسلم.
(6)
صحيح مسلم (1/ 557 رقم 812).
لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ "قل هو الله أحد"، فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن عز وجل فأنا أحب أن أقرأ بها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبروه أن الله يحبه".
أخرجه خ
(1)
م
(2)
، وهذا لفظه.
2709 -
عن أنس: "أن رجلاً كان يلزم قراءة "قل هو الله أحد" في الصلاة مع كل سورة، وهو يؤم أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يلزمك هذه السورة؟ قال: إني أحبها. قال: حبها أدخلك الجنة".
رواه خ
(3)
أطول من هذا تعليقًا -وقد سبق في القراءة في الصلاة
(4)
ورواه ت
(5)
، وقال: حديث صحيح غريب.
2710 -
وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ كل يوم مائتي مرة "قل هو الله أحد" محي عنه ذنوب خمسين سنة، إلا أن يكون عليه دين. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أراد أن ينام على فراشه فنام على يمينه فقرأ "قل هو الله أحد" مائة مرة فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب: يا عبدي، ادخل على يمينك الجنة".
رواه ت
(6)
، وقال: حديث غريب.
(1)
صحيح البخاري (13/ 360 رقم 7375).
(2)
صحيح مسلم (1/ 557 رقم 813).
(3)
صحيح البخاري (2/ 298 رقم 774).
(4)
الحديث رقم (1374).
(5)
جامع الترمذي (5/ 156 رقم 2901).
(6)
جامع الترمذي (5/ 154 - 155 رقم 2898).
2711 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني -بأصبهان- أن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية أخبرتهم، أبنا محمد بن عبد الله بن ريذة، أبنا سليمان ابن أحمد الطبراني، ثنا إبراهيم بن صالح الشيرازي، ثنا عثمان بن الهيثم، ثنا محبوب بن هلال المزني
(1)
، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس بن مالك قال: "نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، مات معاوية بن معاوية المزني رضي الله عنه أتحب أن تصلي عليه؟ قال: نعم. فضرب بجناحيه فلم تبق شجرة ولا أكمة
(2)
إلا تضعضعت
(3)
، ورفع له سريره حتى نظر إليه فصلى عليه، وخلفه صفان من الملائكة، كل صف سبعون ألفًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام: يا جبريل ما بلغ هذا هذه المنزلة من الله تعالى؟ قال: بحبه "قل هو الله أحد" وقراءته إياها جائيًا وذاهبًا وقائمًا وقاعدًا وعلى كل حال".
كذا رواه الطبراني في معجمه
(4)
، ورواه
(5)
أيضًا: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان غازيًا بتبوك فأتاه جبريل
…
" وذكر الحديث.
535 - ذكر المعوذتين
2712 -
عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم تر آيات أنزلت عليّ الليلة لم ير مثلهن (قط)
(6)
"قل أعوذ برب الفلق" و"قل أعوذ برب الناس".
(1)
قال الذهبي في الميزان (3/ 442): محبوب بن هلال عن عطاء بن أبي ميمونة، لا يُعرف، وحديثه منكر.
(2)
الأكمة: الرابية، وجمعها إكام بالكسر. النهاية (1/ 59).
(3)
أي: خضعت وذلت. النهاية (3/ 88).
(4)
المعجم الكبير (19/ 428 - 429 رقم 1040).
(5)
المعجم الكبير (19/ 429 رقم 1041).
(6)
من صحيح مسلم.
رواه م
(1)
.
2713 -
عن عبد الله بن خبيب الأنصاري قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي بنا، فأدركناه، فقال: قل. فلم أقل شيئًا، ثم قال: قل. فلم أقل شيئًا، ثم قال: قل. فقلت: يا رسول الله، ما أقول؟ قال (قل)
(2)
"قل هو الله أحد" و"المعوذتين" حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
س
(5)
ت
(6)
، وقال: حديث حسن صحيح غريب. ولفظ الإمام أحمد: "تصبح ثلاثًا يكفيك كل يوم مرتين".
2714 -
عن عقبة بن عامر قال: "كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عقبة قل. فقلت: ما أقول يا رسول الله؟ فسكت عني ثم قال: يا عقبة قل. قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ فسكت عني، فقلت: اللهم اردده عليَّ. فقال: يا عقبة، قل. فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ فقال: "قل أعوذ برب الفلق" فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال: قل. فقلت: ما أقول يا رسول الله؟ فقال: "قل أعوذ برب الناس" فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ما سأل سائل بمثلهما، ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما".
رواه الإمام أحمد
(7)
س
(8)
-وهذا لفظه- ولفظ الإمام أحمد: "ألا أخبرك
(1)
صحيح مسلم (1/ 558 رقم 814).
2713 -
خرجه الضياء في المختارة (9/ 287 - 288 رقم 248 - 250).
(2)
من جامع الترمذي.
(3)
المسند (5/ 312).
(4)
سنن أبي داود (4/ 321 - 322 رقم 5082).
(5)
سنن النسائي (8/ 250 - 251 رقم 5443).
(6)
جامع الترمذي (5/ 530 رقم 3575) واللفظ له.
(7)
المسند (4/ 144).
(8)
سنن النسائي (8/ 253 - 254 رقم 5453).
بأفضل ما تعوذ به المتعوذون؟ قال: قلت: بلى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قل أعوذ برب الناس" و"قل أعوذ برب الفلق" هاتين السورتين".
وفي لفظ
(1)
: "لن تقرأ شيئًا أبلغ عند الله من "قل أعوذ برب الفلق".
وفي لفظ
(2)
: "لم يقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل ولا أبلغ عنده من "قل أعوذ برب الفلق".
2715 -
عن ابن عابس الجهني قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا ابن عابس، ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس).
رواه الإمام أحمد
(3)
.
2716 -
عن عائشة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما "قل هو الله أحد" و"قل أعوذ برب الفلق" و"قل أعوذ برب الناس"، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مراتٍ".
رواه خ
(4)
-وهذا لفظه- م
(5)
.
536 - ذكر من لم يكن في جوفه شيء من القرآن
2717 -
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الذي ليس في جوفه
(1)
المسند (4/ 149).
(2)
المسند (4/ 155).
(3)
المسند (4/ 153).
(4)
صحيح البخاري (8/ 679 - 680 رقم 5017).
(5)
لم أجده في صحيح مسلم بهذا السياق، ولم يعزه له المزي في تحفة الأشراف (12/ 60 - 61 رقم 16537)، وفي صحيح مسلم (4/ 1723 رقم 2192) حديث آخر لعائشة بنحوه، والله أعلم.
شيء من القرآن كالبيت الخرب".
رواه الإمام أحمد
(1)
ت
(2)
، وقال: حديث حسن صحيح.
537 - ذكر من حفظ شيئًا من القرآن ثم نسيه
2718 -
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عرضت عليَّ أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت عليَّ ذنوب أُمني، فلم أر ذنبًا أعظم من سورة من القرآن -أو آية- أعطيها رجل ثم نسيها".
رواه د
(3)
.
538 - ذكر من يرفض القرآن
2719 -
عن سمرة بن جندب قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقول لأصحابه: هل رأى أحد منكم من رؤيا؟ فيقص عليه من شاء الله أن يقص، وإنه قال لنا ذات غداة: إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ
(4)
رأسه فيتدهده الحجر ها هنا، فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثلما فعل به مرة الأولى، قال: قلت لهما: سبحان الله ما هذا؟ قالا لي: انطلق
2717 - خرجه الضياء في المختارة (9/ 536 - 537 رقم 524 - 526).
(1)
المسند (1/ 223).
(2)
جامع الترمذي (5/ 162 رقم 2913).
(3)
سنن أبي داود (1/ 126 رقم 461).
(4)
الثلغ: الشدخ، وقيل: هو ضربك الشيء الرطب بالشيء اليابس حتى ينشدخ. النهاية (1/ 220).
انطلق
…
" فذكر الحديث "قال: قلت لهما: فإني رأيت منذ الليلة عجبًا، فما هذا الذي رأيت؟ قال: قالا لي: أما إنا سنخبرك، أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه
(1)
، وينام عن الصلاة المكتوبة".
رواه خ
(2)
.
539 - ذكر كراهية سؤال الناس بالقرآن
2720 -
عن عمران بن حصين: "أنه مرَّ على قاصٍّ قرأ ثم سأل، فاسترجع، وقال: سمعت رسول الله يقول: من قرأ القرآن فليسأل الله عز وجل (به)
(3)
فإنه سيجيء قوم يقرءون القرآن يسألون الناس به".
رواه الإمام أحمد
(4)
ت
(5)
.
آخر الجزء الثامن من أجزاء مصنفه
(1)
قال ابن هبيرة: رفض القرآن بعد حفظه جناية عظيمة؛ لأنه يوهم أنه رأى فيه ما يوجب رفضه، فلما رفض أشرف الأشياء -وهو القرآن- عوقب في أشرف أعضائه -وهو الرأس. من فتح الباري (12/ 464).
(2)
صحيح البخاري (12/ 457 - 458 رقم 7047).
(3)
من المسند وجامع الترمذي.
(4)
المسند (4/ 439).
(5)
جامع الترمذي (5/ 164 رقم 2917)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن ليس إسناده بذاك.
كتاب الجنائز
1 - الأمر بعيادة المريض
2721 -
عن البراء قال: "أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبعٍ ونهانا عن سبعٍ، أمرنا باتباع الجنائز، وعيادة المريض، وإجابة الداعي، ونصر المظلوم، وإبرار القسم، ورد السلام، وتشميت العاطس، ونهانا عن آنية الفضة، وخاتم الذهب، والحرير، والديباج، والقسي، والإستبرق"
(1)
. رواه خ
(2)
-وهذا لفظه- م
(3)
.
2722 -
عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الداعي، وتشميت العاطس".
رواه خ
(4)
م
(5)
، ورواه ق
(6)
وزاد: "وتشميت العاطس إذا حمد اللَّه".
2723 -
عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عودوا المريض، وأطعموا الجائع، وفكوا العاني
(7)
". رواه خ
(8)
.
(1)
سقط من هذا الحديث الخصلة السابعة، وهي "ركوب المياثر"، وقد ذكرها البخاري في الأشربة (10/ 117 رقم 5650) وفي اللباس (10/ 327 رقم 5863)، وهي ثابتة في رواية مسلم، وانظر فتح الباري (3/ 135) وإرشاد الساري (2/ 375).
(2)
صحيح البخاري (3/ 135 رقم 1239).
(3)
صحيح مسلم (3/ 1635 - 1636 رقم 2066).
(4)
صحيح البخاري (3/ 135 رقم 1240).
(5)
صحيح مسلم (4/ 1704 رقم 2568).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 461 - 462 رقم 1435).
(7)
العاني: الأسير، وكل من ذل واستكان وخضع فقد عنا يعنو، وهو عان، والمرأة عانية، وجمعها عوان. النهاية (3/ 314).
(8)
صحيح البخاري (10/ 117 رقم 5649).
2724 -
عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم، لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع
(1)
. "قيل: يا رسول الله، وما خرفة الجنة؟ قال: جناها"
(2)
.
رواه م.
2725 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني. قال: يا رب، كيف أعودك، وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني. قال: يا رب، وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ ابن آدم، استسقيتك فلم تسقني. قال: يا رب، وكيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم نسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي".
رواه م
(3)
.
2726 -
عن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: "ما من مسلم يعود مسلمًا لا ابتعث الله له (سبعين)
(4)
ألف ملك يصلون عليه، أي ساعة من النهار كانت حتى يمسي، وأي ساعة من الليل حتى يصبح"
(5)
.
وفي لفظ
(6)
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا عاد الرجل أخاه المسلم،
(1)
صحيح مسلم (4/ 1989 رقم 2568/ 41).
(2)
صحيح مسلم (4/ 1989 رقم 2568/ 42).
(3)
صحيح مسلم (4/ 1990 رقم 2569).
2726 -
خرجه الضياء في المختارة (2/ 260 - 261 رقم 637، 638).
(4)
في "الأصل": سبعون. والمثبت من المسند.
(5)
المسند (1/ 118).
(6)
المسند (6/ 81).
مشى في خِرافة الجنة
(1)
حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإن كان غدوة صلي عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن كان مساءً صلي عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح".
رواه الإمام أحمد -وهذا لفظه- د
(2)
، ولفظ ق
(3)
يقول: "من أتى أخاه المسلم عائداً، مشى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإن كان غداة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن كان مساء صلي عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح".
2727 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عاد مريضًا نادى مناد من السماء: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً".
رواه ت
(4)
ق
(5)
.
2728 -
عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته -أو يده- ويسأله كيف هو، وتمام تحياتكم بينكم المصافحة". رواه الإمام أحمد
(6)
، وفي إسناده غير واحد متكلم فيه
(7)
.
2729 -
عن جابر بن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من عاد مريضاً لم يزل يخوض في الرحمة حتى (يرجع)
(8)
فإذا جلس اغتمس فيها".
(1)
أي في اجتناء ثمرها، يقال: خَرَفْت النخلة أخرُفها خَرْفًا وخِرافًا. النهاية (2/ 24).
(2)
سنن أبي داود (3/ 185 - 186 رقم 3099).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 463 - 464 رقم 1442).
(4)
جامع الترمذي (4/ 320 - 321 رقم 2008) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 464 رقم 1443) واللفظ له.
(6)
المسند (5/ 259 - 260).
(7)
هم: عبيد الله بن زحر، وعلي بن يزيد، والقاسم بن محمد.
(8)
في "الأصل": يجلس. والمثبت من المسند.
رواه الإمام أحمد
(1)
.
2730 -
عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن للمسلم على المسلم أربع خلال: يشمته إذا عطس، ويجيبه إذا دعاه، ويشهده إذا مات، ويعوده إذا مرض".
رواه الإمام أحمد
(2)
ق
(3)
.
2731 -
عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عودوا المريض، واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة".
رواه الإمام أحمد
(4)
وابن حبان البستي
(5)
.
2732 -
عن عبد الله بن عمر قال: "كنا جلوسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجل من الأنصار فسلم عليه، ثم أدبر الأنصاري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أخا الأنصار، كيف أخي سعد بن عبادة؟ فقال: صالح. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يعوده منكم؟ فقام وقمنا معه -ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص- نمشي في تلك السباخ
(6)
حتى جئناه، فاستأخر قومه من حوله، حتى دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين معه".
رواه م
(7)
.
(1)
المسند (3/ 304).
(2)
المسند (5/ 272 - 273).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 461 رقم 1434).
(4)
المسند (3/ 23).
(5)
موارد الظمآن (1/ 311 رقم 709).
(6)
السباخ: جمع سَبَخة، وهي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تُنبت إلا بعض الشجر. النهاية (2/ 333).
(7)
صحيح مسلم (2/ 637 رقم 925).
2 - باب في عيادة أهل الكتاب والمشركين وعرض الإِسلام عليهم
2733 -
عن أنس قال: "كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: أسلم. فنظر إلى أبيه -وهو- عنده- فقال: أطع أبا القاسم. فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد للَّه الذي أنقذه من النار". رواه خ
(1)
.
2734 -
عن سعيد (بن)
(2)
المسيب عن أبيه أخبره: "أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد (عنده)
(3)
أبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب: أي عم، قل: لا إله لا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله. فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعودان بتلك المقالة، حتى قال آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب. وأبى أن يقول: لا إله لا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما واللَّه لأستغفرن لك ما لم أُنْه عنك. فأنزل الله عز وجل: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}
(4)
".
وفي لفظ: "فنزلت: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا} ".
رواه خ
(5)
-وهذا لفظه- م
(6)
.
(1)
صحيح البخاري (3/ 259 رقم 1356).
(2)
تكررت في "الأصل".
(3)
من صحيح البخاري.
(4)
سورة التوبة، الآية:113.
(5)
صحيح البخاري (3/ 263 رقم 1360).
(6)
صحيح مسلم (1/ 54 رقم 24).
3 - ذكر فضل دعاء المريض
2735 -
عن ميمون بن مهران عن عمر بن الخطاب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا دخلت على مريض فمره يدعو لك، فإن دعاءه كدعاء الملائكة".
رواه ق
(1)
، وقيل: إن ميمون بن مهران لم يدرك عمر بن الخطاب
(2)
.
4 - الأمر بالوصية
2736 -
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده".
رواه خ
(3)
-وهذا لفظه- م
(4)
، وزاد:"قال ابن عمر: ما مرت عليَّ ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك إلا وعندي وصيتي".
5 - كراهية تمني الموت
2737 -
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يتمنين أحدكم الموت لضرٍّ نزل به، فإن كان لا بد متمنيًا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خير لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي".
رواه خ
(5)
م
(6)
، وفي البخاري "أحد منكم الموت".
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 463 رقم 1441).
(2)
قال أبو طالب: قلت لأحمد بن حنبل: ميمون بن مهران عن حكيم بن حزام؟ قال: لا، من أين لقيه؟ لم يرو إلا عن ابن عباس وابن عمر. المراسيل لابن أبي حاتم (206 - 207 رقم 768).
(3)
صحيح البخاري (5/ 419 رقم 2738).
(4)
صحيح مسلم (3/ 1249 - 1250 رقم 1627).
(5)
صحيح البخاري (10/ 132 رقم 5671).
(6)
صحيح مسلم (64/ 204 رقم 2680).
2738 -
عن قيس
(1)
قال: "أتيت خبابًا، وقد اكتوى سبعًا في بطنه، قال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به".
رواه خ
(2)
م
(3)
.
2739 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يتمن أحدكم الموت، ولا يدع به من قبل أن يأتيه (إنه)
(4)
إذا مات أحدكم انقطع (عمله)
(5)
وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا".
رواه م
(6)
.
2740 -
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تتمنوا الموت؛ فإن هول المطلع شديد، وإن من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله عز وجل الإنابة
(7)
".
رواه الإمام أحمد
(8)
.
6 - الأمر بحسن الظن باللَّه عز وجل عند الموت
2741 -
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله".
(1)
هو ابن أبي حاتم.
(2)
صحيح البخاري (11/ 154 رقم 6349، 6350).
(3)
صحيح مسلم (4/ 2064 رقم 2681).
(4)
من صحيح مسلم.
(5)
في "الأصل": أمله. والمثبت من صحيح مسلم.
(6)
صحيح مسلم (4/ 2065 رقم 2682).
(7)
الإنابة: الرجوع إلى الله بالتوبة، يقال: أناب ينيب إنابة فهو منيب، إذا أقبل ورجع. النهاية (5/ 123).
(8)
المسند (3/ 332).
رواه م
(1)
.
2742 -
عن أنس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب -وهو في الموت- قال: كيف تجدك؟ قال: أرجو الله يا رسول الله، وإني أخاف ذنوبي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو، وآمنه مما يخاف"
(2)
.
رواه ق
(3)
ت
(4)
-واللفظ له- وقال: حديث غريب
(5)
.
7 - ما جاء في التشديد عند الموت
2743 -
عن عائشة أنها قالت: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالموت -وعنده قدح فيه ماء- وهو يدخل يده في القدح، ثم يمسح وجهه بالماء، ثم يقول: اللهم أعني على غمرات -أو سكرات- الموت"
(6)
.
رواه ت
(7)
-وهذا لفظه- ق
(8)
، قال الترمذي حديث غريب
(9)
.
(1)
صحيح مسلم (4/ 2205 - 2206 رقم 2877).
2742 -
خرجه الضياء في المختارة (4/ 413 - 415 رقم 1587 - 1589).
(2)
رواه النسائي في الكبرى (6/ 262 رقم 10901).
(3)
سنن ابن ماجه (2/ 1423 رقم 4261).
(4)
جامع الترمذي (3/ 311 رقم 983).
(5)
كذا في تحفة الأحوذي (4/ 58 رقم 987) وتحفة الأشراف (1/ 104 رقم 262) وفي جامع الترمذي وعارضة الأحوذي (4/ 205) حسن غريب وتتمة كلام الترمذي: وقد روى بعضهم هذا الحديث عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
(6)
رواه النسائي في الكبرى (6/ 269 رقم 10932).
(7)
جامع الترمذي (3/ 308 رقم 978).
(8)
سنن ابن ماجه (1/ 518 - 519 رقم 1623).
(9)
كذا في تحفة الأحوذي (4/ 56 رقم 984) وتحفة الأشراف (12/ 286 رقم 17556) وفي جامع الترمذي وعارضة الأحوذي (4/ 202): حسن غريب.
2744 -
عن عائشة قالت: "ما أغبط أحدًا بهون موت
(1)
بعد الذي رأيت من شدة موت النبي صلى الله عليه وسلم".
رواه ت
(2)
.
2745 -
عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المؤمن يموت بعرق الجبين".
رواه س
(3)
ق
(4)
ت
(5)
، وقال: حديث حسن.
8 - باب في تلقين الميت
2746 -
عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقنوا موتاكم لا إله لا الله".
رواه م
(6)
.
2747 -
عن عبد الله بن جعفر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقنوا موتاكم:
(1)
أي: لا أفرح لأحد ولا أتمنى لأحد سهولة الموت، لأنها لما رأت شدة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم علمت أن ذلك ليس من المنذرات الدالة على سوء العاقبة، وأن هون الموت وسهولته ليس من المكرمات، وإلا لكان صلى الله عليه وسلم أولى الناس به، فأصبحت لا تكره شدة الموت لأحد، ولا تغبط أحداً يموت من غير شدة. انظر تحفة الأحوذي (4/ 56 رقم 985).
قال الإمام أبو بكر بن العربي في عارضة الأحوذي (4/ 201 - 202): إن الباري سبحانه بقدرته وحكمته يخفف إخراج الروح من الجسد ومفارقتها ويشددها بحسب ما يكون عنده من أحوال العبد، فتارة يشددها عذابًا، وذلك على الكافر، وتارة يشددها كفارة، وذلك على المذنب، وتارة يشددها حجة على الخلق وتسلية وقدوة وأسوة، كما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم من شدة الموت.
(2)
جامع الترمذي (3/ 309 رقم 979).
(3)
سنن النسائي (4/ 5 - 6 رقم 1827، 1828).
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 467 رقم 1452).
(5)
جامع الترمذي (3/ 310 - 311 رقم 982).
(6)
صحيح مسلم (1/ 632 رقم 916، 917).
لا إله لا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد للَّه رب العالمين. (قالوا)
(1)
يا رسول الله، كيف (للأحياء)
(2)
قال: أجود وأجود".
رواه ق
(3)
.
2748 -
عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أتاني آت من ربي (فأخبرني)
(4)
-أو قال: بشرني- أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق".
رواه خ
(5)
-وهذا لفظه- م
(6)
.
2749 -
عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات وهو يعلم أن لا إله لا الله دخل الجنة".
رواه م
(7)
.
2750 -
عن معاذ بن جبل قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان آخر قوله لا إله لا الله دخل الجنة".
رواه الإمام أحمد
(8)
د
(9)
وعنده: "آخر كلامه".
(1)
في "الأصل": قال. والمثبت من سنن ابن ماجه.
(2)
في "الأصل": الأحياء. والمثبت من سنن ابن ماجه، قال السندي في شرح سنن ابن ماجه (1/ 441): قوله: "كيف للأحياء" أي: كيف هذا التلقين للأحياء.
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 465 رقم 1446).
(4)
من صحيح البخاري.
(5)
صحيح البخاري (3/ 132 رقم 1237).
(6)
صحيح مسلم (1/ 94 - 95 رقم 94).
(7)
صحيح مسلم (1/ 55 رقم 26).
(8)
المسند (5/ 233، 247).
(9)
سنن أبي داود (3/ 190 رقم 3116).
9 - ذكر تطهير ثياب الميت قبل موته
2751 -
عن أبي سعيد الخدري: "أنه
(1)
لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الميت يبعث في ثيابه (التي)
(2)
يموت فيها".
رواه د
(3)
وأبو حاتم البستي
(4)
.
10 - ذكر تعاهد المريض عانته
2752 -
عن أبي هريرة قال: "بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية عينًا وأمر عليهم عاصم ابن ثابت
…
" فذكر الحديث، وفيه: "وبقي خبيب بن عدي وزيد بن (الدثنة)
(5)
حتى باعوهما بمكة، فاشترى خبيباً بنو الحارث بن عامر بن نوفل، فكان قتل الحارث يوم بدر، فمكث عندهم أسيراً، حتى إذا اجتمعوا على قتله استعار موسى من إحدى بنات الحارث فأعارته ليستحد بها
…
" وذكر بقية الحديث.
رواه خ
(6)
.
11 - باب ما يقرأ به عند الميت وما يقال عنده وتغميض عينيه
2753 -
عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرءوا "يس"
(1)
زاد بعدها في "الأصل": قال. وهي زيادة مقحمة.
(2)
في "الأصل": الذي. والمثبت من سنن أبي داود.
(3)
سنن أبي داود (3/ 190 رقم 3114) واللفظ له.
(4)
موارد الظمآن (2/ 1161 رقم 2575).
(5)
غير واضحة في "الأصل" وأثبتها من صحيح البخاري.
(6)
صحيح البخاري (7/ 437 - 438 رقم 4086).
على موتاكم".
رواه د
(1)
ق
(2)
.
وروى أحمد
(3)
: "يس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة لا غفر له؛ فاقرءوها على موتاكم".
2754 -
عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا حضرتم المريض -أو الميت- فقولوا خيرًا، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون. قالت: فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إن أبا سلمة قد مات. قال: قولي: اللَّهم اغفر لي وله، وأعقبني منه (عقبى)
(4)
حسنة. قالت: فقلت، فأعقبني الله من هو خير لي منه، محمد صلى الله عليه وسلم".
رواه م
(5)
.
2755 -
وعن أم سلمة قالت: "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره
(6)
، فأغمضه، ثم قال: إن الروح إذا قبض يتبعه البصر. فضج
(7)
ناس من أهله، فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون. ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في (المهديين)
(8)
واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وأفسح له في قبره ونور له
(1)
سنن أبي داود (3/ 191 رقم 3121).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 465 - 466 رقم 1448).
(3)
المسند (5/ 26).
(4)
من صحيح مسلم.
(5)
صحيح مسلم (2/ 633 رقم 919).
(6)
أي: انفتح. النهاية (2/ 491).
(7)
الضجيج: الصياح عند المكروه والمشقة والجزع. النهاية (3/ 74).
(8)
في "الأصل": المهتدين. والمثبت من صحيح مسلم.
فيه"
(1)
.
وفي لفظ
(2)
: "واخلفه في تركته".
رواه م.
2756 -
عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا حضرتم موتاكم، فأغمضوا البصر؛ فإن البصر يتبع الروح، وقولوا خيراً؛ فإنه يُؤمن على ما قال أهل البيت"
(3)
.
2757 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم تروا الإنسان إذا مات شخص بصره
(4)
؟ (قالوا: بلى)
(5)
قال: فذلك حين يتبع بصره نفسه".
رواه م
(6)
.
12 - ذكر تسجية الميت وذكر تقبيله والنظر إِليه
2758 -
عن عائشة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفي سجي (ببرد)
(7)
حبرة".
رواه خ
(8)
م
(9)
.
2759 -
وعنها قالت: "أقبل أبو بكر رضي الله عنه على فرسه من مسكنه
(1)
صحيح مسلم (2/ 634 رقم 920/ 7).
(2)
صحيح مسلم (2/ 634 رقم 920/ 8).
(3)
رواه الإمام أحمد (4/ 125) وابن ماجه (1/ 467 - 468 رقم 1455).
(4)
شخوص البصر: ارتفاع الأجفان إلى فوق، وتحديد النظر وانزعاجه. التهاية (2/ 450).
(5)
من صحيح مسلم.
(6)
صحيح مسلم (2/ 635 رقم 921).
(7)
غير واضحة في: "الأصل" والمثبت من صحيح البخاري، وفي صحيح مسلم:"بثوب".
(8)
صحيح البخاري (3/ 137 رقم 1241).
(9)
صحيح مسلم (2/ 651 رقم 942).
بالسُّنح
(1)
حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة. فتيمم النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسجًّى ببردة حبرة، فكشف عن وجهه، ثم أكب عليه فقبَّله، ثم بكى، فقال: بأبي أنت وأمي يا نبي الله، لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها. قال أبو سلمة: فأخبرني ابن عباس أن أبا بكر (خرج)
(2)
وعمر يكلم الناس، فقال: اجلس. فأبى فقال: اجلس. فأبى، فتشهد أبو بكر فمال إليه الناس وتركوا عمر، فقال: أما بعد، فمن كان منكم (يعبد)(2) محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله عز وجل حي لا يموت، قال الله عز وجل:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إلى (الشَّاكِرِينَ)
(3)
. والله لكأن الناس لم يكونوا يعلمون أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر رضي الله عنه فتلقاها منه الناس، فما يسمع بشر لا يتلوها".
رواه خ
(4)
.
2760 -
وروى
(5)
عنها وعن ابن عباس: "أن أبا بكر قبَّل النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته".
2761 -
وعن عائشة قالت: "قبل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن مظعون وهو ميت حتى رأيت الدموع تسيل على وجهه".
(1)
السُّنْح: بضم أوله، وسكون ثانيه، آخره حاء مهملة، إحدى محال المدينة، كان بها منزل أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهي في طرف من أطراف المدينة، وبينها وبين منزل النبي صلى الله عليه وسلم ميل. معجم البلدان (3/ 301).
(2)
من صحيح البخاري.
(3)
سورة آل عمران، الآية:144.
(4)
صحيح البخاري (3/ 136 - 137 رقم 1241، 1242).
(5)
صحيح البخاري (10/ 175 رقم 5709، 5710، 5711).
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
ق
(3)
ت
(4)
-وقال: حديث حسن صحيح- ولفظه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قبَّل عثمان بن مظعون وهو ميت وهو يبكي (أو)
(5)
قال: عيناه تهراقان
(6)
".
ولفظ أبي داود: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل عثمان بن مظعون وهو ميت حتى رأيت الدموع تسيل".
2762 -
عن جابر بن عبد الله قال: "لما قتل أبي جعلت أكشف الثياب عن وجهه، أبكي وينهوني، والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينهاني، فجعلت عمتي فاطمة تبكي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تبكين أو لا تبكين، لا زالت الملاتكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه". رواه خ
(7)
-وهذا لفظه- م
(8)
.
13 - باب ذكر الدين على الميت
2763 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نفس المؤمن (معلقة)
(9)
بدينه حتى يُقضى عنه". رواه الإمام أحمد
(10)
ق
(11)
ت
(12)
، وقال: حديث حسن.
(1)
المسند (6/ 43، 55 - 56).
(2)
سنن أبي داود (3/ 201 رقم 3163).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 468 رقم 1456).
(4)
جامع الترمذي (3/ 314 - 315 رقم 989).
(5)
في "الأصل": "و". والمثبت من جامع الترمذي.
(6)
في جامع الترمذي: تذرفان.
(7)
صحيح البخاري (3/ 137 رقم 1243).
(8)
صحيح مسلم (4/ 1917 - 1918 رقم 2471).
(9)
في "الأصل": معلق.
(10)
المسند (2/ 440، 475).
(11)
سنن ابن ماجه (2/ 806 رقم 2413).
(12)
جامع الترمذي (3/ 389 - 390 رقم 1078، 1079).
2764 -
عن سلمة بن الأكوع قال: "كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بجنازة فقالوا: صل عليها، قال: هل عليه دين؟ قالوا: لا. قال: فهل ترك شيئًا؟ قالوا: لا. (فصلى عليها)
(1)
ثم أتي بجنازة أخرى، قالوا: يا رسول الله، صل عليها. قال: هل عليه دين؟ قيل: نعم. قال: فهل ترك شيئًا؟ قالوا: ثلاثة دنانير. فصلى عليها، ثم أُتي بالثالثة، قالوا: صل عليها. قال: (هل)(1) ترك شيئًا؟ قالوا: لا. قال: فهل عليه دين؟ قالوا: ثلاثة دنانير، قال: صلوا على صاحبكم. قال أبو قتادة: صل عليه يا رسول الله وعلي دينه (فصلى)
(2)
عليه".
رواه خ
(3)
.
2765 -
عن سمرة بن جندب قال: "صلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح، فقال: ها هنا أحد من بني فلان؟ قالوا: نعم. قال: فإن صاحبكم يحبس على باب الجنة في دين عليه".
رواه الإمام أحمد
(4)
، د
(5)
س
(6)
.
وفي لفظٍ لأحمد
(7)
أيضًا: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فقال: أها هنا من بني فلان أحد؟ قالها ثلاثاً. فقام رجل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما منعك في المرتين الأوليين أن تكون أجبتني؟ أما إني لم أنوه بك لا لخير، إن فلانًا -لرجل منهم مات- إنه مأسور بدينه. قال: لقد رأيت أهله ومن يتحزن له قضوا عنه، حتى ما
(1)
من صحيح البخاري.
(2)
في "الأصل": لي. والمثبت من صحيح البخاري.
(3)
صحيح البخاري (4/ 545 رقم 2289).
(4)
المسند (5/ 11).
(5)
سنن أبي داود (3/ 246 رقم 3341).
(6)
سنن النسائي (7/ 315 رقم 4699).
(7)
المسند (5/ 20).
جاء أحد يطلبه بشيء".
2766 -
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أعظم الذنوب عند الله أن يلقاه عبد بها -بعد الكبائر التي نهى عنها- أن يموت الرجل وعليه دين لا يدع قضاء". رواه الإمام أحمد
(1)
.
2767 -
عن (سعد)
(2)
بن الأطول: "أن أخاه مات وترك ثلاثمائة درهم، وترك عيالًا فأردت أن أنفقها على عياله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أخاك محبوس بدينه فاقض عنه. فقال: يا رسول الله، فقد أديت عنه إلا دينارين، ادعتهما امرأته
(3)
وليس لها بينة. قال: فأعطها فإنها محقة".
رواه الإمام أحمد
(4)
ق
(5)
.
2768 -
عن جابر قال: "مات رجل، فغسلناه وكفناه وحنطناه، ووضعناه لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث توضع الجنائز -عند مقام جبريل، عليه السلام ثم آذنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة فجاء (معنا)
(6)
خطى، ثم قال لعلي رضي الله عنه: على صاحبكم دين؟ قالوا: نعم، ديناران. فتخلف، فقال له رجل منا -يقال له: أبو قتادة-: يا رسول الله، هما عليَّ. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هما عليك وفي مالك، وحق الرجل عليك، والميت منها بريء. فقال: نعم. فصلى عليه، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقي أبا قتادة (يقول) (6): ما صنعت في
(1)
المسند (4/ 392).
(2)
في "الأصل": سعيد. والمثبت من المسند وسنن ابن ماجه، وسعد بن الأطول صحابي ليس له في الكتب الستة غير هذا الحديث، ترجمته في التهذيب (10/ 250 - 251).
(3)
في المسند وسنن ابن ماجه: امرأة.
(4)
المسند (5/ 7).
(5)
سنن ابن ماجه (2/ 813 رقم 2433).
(6)
من سنن الدارقطني.
الدينارين؟ حتى كان آخر ذلك، قال: قد قضيتهما يا رسول الله. قال: الآن حين بردت عليه جلده".
رواه الإمام أحمد
(1)
والدارقطني
(2)
، واللفظ له.
2769 -
عن علي رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بجنازة لم يسأل عن شيء من عمل الرجال ويسأل عن دينه، فإن قيل: عليه دين. كف عن الصلاة عليه، وإن قيل: ليس عليه دين. صلى عليها، وأُتي بجنازة، فلما قام ليكبر سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه هل على صاحبكم دين؟ قالوا: ديناران. فعدل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: صلوا على صاحبكم. فقال عليٌّ: هما علي، برئ منهما. فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه، ثم قال لعلي: جزاك الله خيراً، فك الله رهانك كما فككت رهان أخيك، إنه ليس من ميت يموت وعليه دين لا وهو مرتهن بدينه، ومن فك رهان ميت، فك الله رهانه يوم القيامة. فقال بعضهم: هذا لعلي رضي الله عنه خاصة أم للمسلمين عامة؟ فقال: بل للمسلمين عامة".
رواه الدارقطني
(3)
.
2770 -
وروى
(4)
أيضًا عن أبي سعيد الخدري نحوه، وفيه أن عليًّا قال:"أنا ضامن لدينه".
14 - الأمر بالتعجيل بالميت
2771 -
عن حصين بن وحوح: "أن طلحة بن البراء مرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقال: إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت، فآذنوني به وعجلوا؛ فإنه
(1)
المسند (3/ 330).
(2)
سنن الدارقطني (3/ 79 رقم 293).
(3)
سنن الدارقطني (3/ 46 - 47 رقم 194).
(4)
سنن الدارقطني (3/ 78 - 79 رقم 293).
لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهري أهله".
رواه د
(1)
.
15 - باب غسل الميت
2772 -
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غسل ميتًا فأدى فيه الأمانة، ولم يفش عليه ما يكون منه عند ذلك، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. وقال: ليله أقربكم (منه)
(2)
إن كان يعلم، فإن (كان لا يعلم)
(3)
فمن ترون عنده حظًا من ورع وأمانة".
رواه الإمام أحمد
(4)
.
2773 -
عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة". رواه خ
(5)
م
(6)
.
2774 -
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غسل ميتًا وكفنه وحنطه (وحمله)
(7)
وصلى عليه، ولم يفش عليه ما رأى، خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه".
رواه ق
(8)
، وفي إسناده عمرو بن خالد، وهو متكلم فيه
(9)
.
(1)
سنن أبي داود (3/ 200 رقم 3159).
(2)
من المسند.
(3)
في "الأصل": لم يكن عنده. والمثبت من المسند.
(4)
المسند (6/ 119 - 120).
(5)
صحيح البخاري (5/ 116 رقم 2442).
(6)
صحيح مسلم (4/ 1996 رقم 2580).
(7)
من سنن ابن ماجه.
(8)
سنن ابن ماجه (1/ 469 - 470 رقم 1462).
(9)
ترجمته في التهذيب (21/ 603 - 607).
2775 -
عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساوئهم".
رواه ت
(1)
، وقال: حديث غريب.
2776 -
عن أم عطية قالت: "دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته فقال: اغسلنها ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك، بماء وسدر، واجعلن في الأخيرة كافوراً -أو شيئًا من كافور- فإذا فرغتن فآذنني. فلما فرغنا آذناه، فألقى إلينا حقوه
(2)
، وقال: أشعرنها
(3)
إياه"
(4)
.
وفي رواية
(5)
"ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها".
وفي لفظ
(6)
: "لما ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وفي لفظ
(7)
: "قالت: فضفرنا ثلاثاً ثلاثًا قرنيها وناصيتها".
رواه خ
(8)
م، وفي لفظ للبخاري
(9)
: "ضفرنا شعر بنت النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة قرون، فألقيناها خلفها"، وعنده:"ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا أو أكثر من ذلك".
2777 -
وروى أبو داود
(10)
من رواية محمد بن سيرين: "أنه كان يأخذ الغسل
(1)
جامع الترمذي (3/ 339 رقم 1019).
(2)
أي: إزاره، والأصل في الحقو معقد الإزار، وجمعه أحق وأحقاء، ثم سمي به الإزار للمجاورة. النهاية (1/ 417).
(3)
أي: اجعلنه شعارها، والشعار: الثوب الذي يلي الجسد؛ لأنه يلي شعره. النهاية (2/ 480).
(4)
صحيح مسلم (2/ 646 - 647 رقم 939/ 36).
(5)
صحيح مسلم (2/ 648 رقم 939/ 42، 43).
(6)
صحيح مسلم (2/ 648 رقم 939/ 40).
(7)
صحيح البخاري (2/ 648 رقم 939/ 41).
(8)
صحيح البخاري (3/ 150 رقم 1253).
(9)
صحيح البخاري (3/ 160 - 161 رقم 1263).
(10)
سنن أبي داود (3/ 198 رقم 3147).
عن أم عطية، يغسل بالسدر مرتين والثالثة بالماء والكافور".
2778 -
عن عائشة تقول: "لما أرادوا غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: والله ما ندري أنجرِّد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه كما نجرد موتانا، أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، ثم كلمهم متكلم من ناحية البيت -لا يدرون من هو-: أن غسلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه. فقاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسلوه وعليه (ثيابه)
(1)
يصبون الماء من فوق القميص ويدلكونه بالقميص دون أيديهم، وكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه".
رواه الإمام أحمد
(2)
د
(3)
، واللفظ له.
2779 -
عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تبرز فخذك)
(4)
ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت".
رواه د
(5)
ق
(6)
، وهو رواية ابن جريج عن حبيب بن أبي ثابت، في رواية أبي داود عن ابن جريج قال:"أُخبرت عن حبيب" فكأنه لم يسمعه منه، والله أعلم.
2780 -
عن بريدة قال: "لما أخذوا في غسل النبي صلى الله عليه وسلم ناداهم. منادٍ من
(1)
في سنن أبي داود: قميصه.
(2)
المسند (6/ 267).
(3)
سنن أبي داود (3/ 196 - 197 رقم 3141).
2279 -
خرجه الضياء في المختارة (2/ 145 - 146 رقم 515، 516).
(4)
في "الأصل": تجددوا. والمثبت من سنن ابن ماجه، وفي سنن أبي داود نحوه.
(5)
سنن أبي داود (3/ 196 رقم 3140، 4/ 40 رقم 4015) وقال أبو داود: هذا الحديث فيه نكارة.
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 469 رقم 1460).
الداخل: لا تنزعوا عن النبي صلى الله عليه وسلم قميصه".
رواه ق
(1)
.
2781 -
عن علي رضي الله عنه قال: "لما غسل النبي صلى الله عليه وسلم ذهب يلتمس (منه ما يلتمس)
(2)
من الميت فلم يجده، فقال: بأبي الطيب (طبت)(2) حيًّا و (طبت)(2) ميتًا".
رواه ق
(3)
.
2782 -
وروى
(4)
عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أنا مت (فاغسلوني بسبع)
(5)
قرب من بئري، بئر غرس".
2783 -
عن أبي بن كعب قال: "إن آدم صلى الله عليه وسلم لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني إني أشتهي من ثمار الجنة. فذهبوا (يطلبون له)
(6)
فاستقبلتهم الملائكة، ومعهم أكفانه وحنوطه ومعهم الفئوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون، وما تطلبون -أو ما تريدون- وأين تذهبون؟ قالوا: أبونا مريض فاشتهى من ثمار الجنة. فقالوا: ارجعوا، فقد قضي (قضاء)
(7)
أبيكم. فجاءوا، فلما رأتهم
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 471 رقم 1466).
2781 -
خرجه الضياء في المختارة (2/ 102 رقم 476) ونقل عن الدارقطني تصحيح إرساله.
(2)
من سنن ابن ماجه.
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 471 رقم 1467).
2782 -
خرجه الضياء في المختارة (2/ 182 - 183 رقم 562).
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 471 رقم 1468).
(5)
في "الأصل": فاغسلن بثلاث. والمثبت من سنن ابن ماجه.
2783 -
خرجه الضياء في المختارة (4/ 18 - 20 رقم 1250، 1251).
(6)
في "الأصل": يطلبونه. والمثبت من المسند والمختارة.
(7)
من المسند والمختارة.
حواء عرفتهم، فلاذت بآدم، فقال: إليك عني، فإني إنما أوتيت من قبلك، خلي بيني وبين ملائكة ربي تبارك وتعالى فقبضوه، وغسلوه، وكفنوه، وحنطوه، وحفروا له، وألحدوا له، وصلوا عليه، ثم دخلوا قبره فوضعوه في قبره، ووضعوا عليه اللبن، ثم خرجوا من القبر، ثم حثوا عليه
(1)
، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم". رواه عبد الله بن أحمد
(2)
عن غير أبيه كذا (موقوفًا)
(3)
.
2783 م- وقد روى أبو بكر الروياني في مسنده
(4)
عن أُبيٍّ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما توفي آدم ألحد له، وغسلته الملائكة بالماء وترًا وقالوا: هذه سنة ولد آدم من بعده".
قال الشيخ رحمه الله: وهو من رواية روح بن أسلم، وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة
(5)
، والمشهور غير مرفوع، والله أعلم.
16 - ذكر غسل المحرم
2784 -
عن ابن عباس قال: "بينما رجل واقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة إذ وقع من راحلته فأقصعته
(6)
-أو قال: فأقعصته
(7)
- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
زاد في المسند بعدها: "التراب".
(2)
المسند (5/ 136).
(3)
في "الأصل": مرفوعًا.
(4)
مسند أُبي غير موجود في القطعة المطبوعة من مسند الروياني، واستدركه المحقق في ذيله (3/ 31) من المختارة.
2783م- خرجه الضياء في المختارة (4/ 20 رقم 1252) من طريق الروياني، وقال هناك عن روح ما قاله هنا.
(5)
ترجمته في التهذيب (9/ 231 - 233).
(6)
أي: هشمته، يقال: أقصع القملة إذا هشمها.
(7)
القعص أن يضرب الإنسان فيموت مكانه، يقال: قعصته وأقعصته إذا قتلته قتلاً سريعاً. النهاية (4/ 88).
اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبين، ولا تحنطوه، ولا تخمروا رأسه، فإن الله عز وجل يبعثه يوم القيامة ملبيًا".
رواه خ
(1)
-وهذا لفظه- م
(2)
.
17 - باب في غسل الرجل زوجته وغسل المرأة زوجها
2785 -
عن عائشة قالت: "رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البقيع، فوجدني وأنا أجد صداعًا في رأسي، وأنا أقول: وا رأساه، فقال: بل أنا يا عائشة وا رأساه. (ثم قال)
(3)
: ما ضرك لو مت قبلي، فقمت عليك فغسلتك وكفنتك، وصليت عليك ودفنتك".
رواه الإمام أحمد
(4)
ق
(5)
-وهذا لفظه- والدارقطني
(6)
.
تقدم حديث عائشة
(7)
: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نساؤه".
2786 -
عن أسماء بنت عميس: "أن فاطمة رضي الله عنها أوصت أن يغسلها زوجها علي وأسماء، فغسلاها".
رواه الدارقطني
(8)
.
(1)
صحيح البخاري (3/ 163 رقم 1266).
(2)
صحيح مسلم (2/ 865 رقم 1206).
(3)
في "الأصل": فقال. والمثبت من سنن ابن ماجه.
(4)
المسند (6/ 228).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 470 رقم 1465).
(6)
سنن الدارقطني (2/ 74 رقم 11 - 13).
(7)
تحت رقم (2778).
(8)
سنن الدارقطني (2/ 79 رقم 12).
18 - باب ترك غسل الشهداء
2787 -
عن جابر بن عبد الله: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوبٍ واحد، ثم يقول: أيهما كان أكثر أخذاً للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد، وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة. وأمر بدفنهم بدمائهم، ولم يصل عليهم، ولم (يغسلهم)
(1)
".
رواه خ
(2)
.
2788 -
وللإمام أحمد
(3)
: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قتلى أحد: لا تغسلوهم؛ فإن كل جرح -أو كل دم- يفوح مسكًا يوم القيامة. ولم يصل عليهم".
2789 -
وعن جابر قال: "رُمي رجل بسهم في صدره -أو في حلقه- فمات، فأدرج في ثيابه كما هو، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم".
رواه د
(4)
.
2790 -
وروى
(5)
عن ابن عباس قال: "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلى أحد أن ينزع عنهم الحديد والجلود، وأن يدفنوا بدمائهم وثيابهم".
2791 -
وروى
(6)
عن أنس بن مالك: "أن شهداء أحد لم يغسلوا، ودفنوا بدمائهم، ولم يصل عليهم".
(1)
في "الأصل": يغسلوه. والمثبت من صحيح البخاري.
(2)
صحيح البخاري (3/ 252 رقم 1347).
(3)
المسند (3/ 299).
(4)
سنن أبي داود (3/ 195 رقم 3133).
(5)
سنن أبي داود (3/ 195 رقم 3134).
(6)
سنن أبي داود (3/ 195 رقم 3135).
2792 -
عن أنس قال: "افتخر الحيان الأوس والخزرج، فقال الأوس: منا أربعة. وقالت الخزرج: منا أربعة. قال الأوس: منا من اهتز له عرش الرحمن: سعد بن معاذ، ومنا من عدلت شهادته شهادة رجلين: خزيمة بن ثابت، ومنا من غسلته الملائكة: حنظلة بن الراهب، ومنا من (حمى)
(1)
لحمه الدبر: عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح. وقال الخزرج: منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجمعه غيرهم: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قلت لأنس: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي".
رواه سليمان الطبراني
(2)
.
2793 -
وروى
(3)
أيضًا عن ابن عباس قال: "أصيب حمزة بن عبد المطلب وحنظلة (بن)
(4)
الراهب، وهما جنبان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت الملائكة تغسلهما".
وقد روى البخاري الذين جمعوا القرآن، وقد تقدم ذكره
(5)
.
2794 -
وقد رُوي: "أن حنظلة بن الراهب قتل يوم أحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما شأن حنظلة فإني رأيت الملائكة تغسله؟ فقالوا: إنه جامع ثم سمع الهيعة فخرج إلى القتال"
(6)
.
(1)
من المعجم الكبير.
2792 -
خرجه الضياء في المختارة (7/ 137 - 138 رقم 2570 - 2571).
(2)
المعجم الكبير (4/ 10 رقم 3488).
(3)
المعجم الكبير (11/ 391 رقم 12094).
(4)
من المعجم الكبير.
(5)
الحديث رقم (2658).
(6)
رواه ابن حبان - الإحسان (15/ 495 - 496 رقم 7025) - والحاكم (3/ 204 - 205) والبيهقي (4/ 15) عن عبد الله بن الزبير، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.
19 - باب فيمن ارتد عليه سلاحه وهو شهيد لا يغسل
2795 -
عن سلمة بن الأكوع قال: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر
…
" وذكر الحديث، وفيه: "فلما تصاف القوم، كان سيف عامر -هو ابن الأكوع- فيه قصر، فتناول يهودياً ليضربه، فرجع ذباب سيفه، فأصاب ركبته فمات منها، فلما قفلوا رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم شاحبًا
(1)
ساكتًا، قال سلمة -وهو آخذ بيدي-: فقلت: فداك أبي وأمي، زعموا أن عامرًا حبط عمله. فقال: من قاله؟ قلت: فلان وفلان وأسيد بن الحضير. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذب من قاله، إن له لأجرين -وجمع بين أصبعيه- إنه لجاهد
(2)
مجاهد، قل عربي نشأ بها مثله".
رواه خ
(3)
-وهذا لفظه- ورواه م
(4)
بنحوه.
2796 -
عن أبي سلام عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أغرنا على حي من جهينة، فطلب رجل من المسلمين رجلاً منهم فضربه فأخطأه وأصاب نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أخوكم يا معشر المسلمين. فابتدره الناس، فوجدوه قد مات، فلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم)
(5)
بثيابه ودمائه وصلى عليه ودفنه، فقالوا: يا رسول الله، أشهيد هو؟ قال: نعم، وأنا له شهيد".
رواه د
(6)
.
(1)
الشاحب: المتغير اللون والجسم لعارض من سفرٍ أو مرض ونحوهما. النهاية (2/ 448).
(2)
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 534): قال ابن دريد: رجل جاهد أي: جاد في أموره. وقال ابن التين: الجاهد من يرتكب المشقة، ومجاهد أي لأعداء الله.
(3)
صحيح البخاري (1/ 553 - 554 رقم 6148).
(4)
صحيح مسلم (3/ 1427 - 1429 رقم 1802).
(5)
من سنن أبي داود.
(6)
سنن أبي داود (3/ 21 رقم 2539).
20 - ذكر المرأة إِذا ماتت مع الرجال
2797 -
عن أيوب بن مدرك، عن مكحول، عن واثلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ماتت المرأة مع الرجال ليس بينها وبينهم محرم تُيمم كما ييمم صاحب الصعيد".
رواه تمام الرازي في فوائده
(1)
، أيوب بن مدرك الحنفي الشامي الدمشقي عن مكحول، قال يحيى بن معين
(2)
: كذاب ليس بشيء. وقال أبو حاتم الرازي
(3)
س
(4)
والدارقطني
(5)
: متروك.
21 - ذكر الغسل من غسل الميت وغيره
2798 -
عن عائشة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من أربع: من الجنابة، ويوم الجمعة، ومن الحجامة، وغسل الميت".
رواه د
(6)
من رواية مصعب بن شيبة، عن طلق بن حبيب. قال الإمام أحمد
(7)
: روى أحاديث مناكير.
2799 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من غسلها الغسل، ومن حملها الوضوء"
(8)
.
(1)
فوائد تمام (2/ 95 رقم 1230).
(2)
تاريخ الدروي (4/ 88 رقم 3280) والجرح والتعديل (2/ 258 رقم 925).
(3)
الجرح والتعديل (2/ 258 - 259 رقم 925).
(4)
كتاب الضعفاء والمتروكين (150 رقم 27).
(5)
الضعفاء والمتروكون (151 رقم 110).
(6)
سنن أبي داود (1/ 96 رقم 348).
(7)
الجرح والتعديل (8/ 305 رقم 1409).
(8)
المسند (2/ 272 - 273) والحديث رواه الترمذي (3/ 318 رقم 993) وابن ماجه (1/ 470 رقم 1463).
2800 -
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غسل ميتًا فليغتسل"
(1)
.
فيه عن رجل غير مسمى، رواه الإمام أحمد.
2801 -
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الغسل من الغسل، والوضوء من الحمل".
رواه حرملة بن يحيى عن ابن وهب عن أسامة بن زيد الليثي، وأسامة تكلم فيه بعضهم، وقد روى له مسلم
(2)
.
2802 -
عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من غسل الميت فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ".
رواه د
(3)
-وهذا لفظه- ت
(4)
، وقال: حديث حسن. وهذا روي عن أبي هريرة موقوفًا، وقال أبو داود: هذا منسوخ.
2803 -
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس عليكم في ميتكم غسل إذا غسلتموه، وإن ميتكم ليس بنجس، فحسبكم أن تغسلوا أيديكم".
رواه الدارقطني
(5)
.
2804 -
وروى
(6)
أيضًا عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تنجسوا موتاكم؛ فإن المسلم ليس بنجس حيًّا ولا ميتًا".
(1)
المسند (2/ 280).
(2)
ترجمته في التهذيب (2/ 347 - 351) وقال المزي: استشهد به البخاري في الصحيح، وروى له في الأدب، وروى له الباقون.
(3)
سنن أبي داود (3/ 201 رقم 3161، 3162).
(4)
جامع الترمذي (3/ 318 - 319 رقم 993).
(5)
سنن الدارقطني (2/ 76 رقم 4).
(6)
سنن الدارقطني (2/ 70 رقم 1).
22 - باب في ذكر الكفن
2805 -
عن جابر بن عبد الله: "أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يومًا فذكر رجلاً من أصحابه قُبض فكُفن في كفن غير طائل، وقبر ليلاً، فزجر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه، إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه". رواه م
(1)
.
2806 -
عن أبي قتادة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه".
رواه ق
(2)
ت
(3)
، وقال: حديث غريب.
2807 -
عن عائشة قالت: "كفن النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية
(4)
من كرسف؛ ليس فيها قميص ولا عمامة، أما الحلة فإنما شبه على الناس فيها أنها اشتريت له ليكفن فيها، فتركت الحلة وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية، فأخذها عبد الله بن أبي بكر، فقال: لأحبسنها حتى أكفن فيها نفسي ثم قال: لو رضيها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم لكفنه فيها، فباعها وتصدق بثمنها"
(5)
.
وفي لفظ
(6)
: قالت: "أدرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلة يمنية كانت لعبد الله
(1)
صحيح مسلم (2/ 651 رقم 943).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 473 رقم 1474).
(3)
جامع الترمذي (3/ 320 رقم 995).
(4)
قال ابن الأثير في النهاية (2/ 347): يروى بفتح السين وضمها، فالفتح منسوب إلى السحول، وهو القصَّار؛ لأنه يسحلها: أي يغسلها، أو إلى سَحول وهي قرية باليمن، وأما الضم فهو جمع سَحْل، وهو الثوب الأبيض النقي، ولا يكون إلا من قطن، وفيه شذوذ لأنه نسب إلى الجمع، وقيل: إن اسم القرية بالضم أيضاً.
(5)
صحيح مسلم (2/ 649 - 650 رقم 941/ 45).
(6)
صحيح مسلم (2/ 650 رقم 941/ 46).
ابن أبي بكر، ثم نزعت (عنه)
(1)
".
رواه خ
(2)
م -واللفظ له- ولم يذكر البخاري الحلة.
قد تقدم كفن المحرم في ثوبيه
(3)
.
2808 -
عن خباب قال: "هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نلتمس وجه الله عز وجل فوقع أجرنا على الله، فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئًا منهم مصعب بن عمير، ومنا من أينعت
(4)
له ثمرته فهو يهدبها
(5)
، قُتل يوم أحد فلم نجد ما نكفنه به إلا (بردة)
(6)
إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه، ونجعل على رجليه من الإذخر".
رواه خ
(7)
-وهذا لفظه- م
(8)
، وعنده:"فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا نمرة".
وفي لفظ الإمام أحمد
(9)
: "لكن حمزة لم يوجد له كفن إلا بردة ملحاء، إذا جُعلت على رأسه قلصت عن قدميه، وإذا جُعلت على قدميه قلصت عن رأسه، حتى مدت على رأسه وجعل على قدميه الإذخر".
(1)
في "الأصل": عنها. والمثبت من صحيح مسلم.
(2)
صحيح البخاري (3/ 161 - 162 رقم 1264).
(3)
الحديث رقم (2784).
(4)
أينع الثمر يونع، وينع يينع، فهو مونع ويانع، إذا أدرك ونضج، وأينع أكثر استعمالاً.
النهاية (5/ 302 - 303).
(5)
أي: يجنيها. النهاية (5/ 250).
(6)
في "الأصل": بردًا. والمثبت من صحيح البخاري.
(7)
صحيح البخاري (3/ 170 رقم 1276).
(8)
صحيح مسلم (2/ 649 رقم 940).
(9)
المسند (6/ 395 - 396).
2809 -
عن سعد بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم: "أن عبد الرحمن بن عوف أُتي بطعام -وكان صائمًا- فقال: قُتل مصعب بن عمير -وهو خير مني- كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه، وقتل حمزة -أو رجل آخر- خير مني فلم يوجد ما يكفن فيه لا بردة؛ لقد خشيت أن نكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام".
رواه خ
(1)
.
2810 -
عن ابن عمر: "أن عبد الله بن أُبي لما توفي جاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أعطني قميصك أكفنه فيه، وصل عليه واستغفر له. فأعطاه قميصه، فقال: آذني أصلي عليه. فآذنه فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر رضي الله عنه فقال: أليس الله عز وجل نهاك أن تصلي على المنافقين؟ فقال: أنا بين خيرتين، قال:{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}
(2)
فصلى عليه فنزلت: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا}
(3)
".
رواه خ
(4)
-وهذا لفظه- م
(5)
.
2811 -
عن عَمْرو سمع جابرًا قال: "أتى النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي بعدما دفن فأخرجه، فنفث فيه من ريقه، وألبسه قميصه".
رواه خ
(6)
-وهذا لفظه- م
(7)
.
(1)
صحيح البخاري (3/ 168 رقم 1274).
(2)
سورة التوبة، الآية:80.
(3)
سورة التوبة، الآية:84.
(4)
صحيح البخاري (3/ 165 رقم 1269).
(5)
صحيح مسلم (4/ 2141 رقم 2774).
(6)
صحيح البخاري (3/ 165 رقم 1270).
(7)
صحيح مسلم (4/ 2140 رقم 2773).
2812 -
عن سهل -هو ابن سعد- "أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة منسوجة فيها حاشيتاها، تدرون ما البردة؟ قالوا: الشملة. قال: نعم (قالت)
(1)
نسجتها بيدي فجئت (لأكسوكها)
(2)
فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها، فخرج إلينا وإنها إزاره، فحسنها فلان، فقال: اكسينها ما أحسنها. قال القوم: ما أحسنت، لبسها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها، ثم سألته وعلمت أنه (ما)
(3)
يرد. قال: إني والله ما سألته (لألبسها)
(4)
إنما سألته لتكون كفني قال سهل: فكانت كفنه". رواه خ
(5)
.
2813 -
عن أنس بن مالك قال: "أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة يوم أحد، فوقف عليه فرآه قد مثل به، قال: لولا أن تجد صفية في نفسها، لتركته حتى تأكله العافية، حتى يحشر يوم القيامة من بطونها. قال: ثم دعا بنمرة فكفنه بها، فكانت إذا مُدت على رأسه بدت رجلاه، وإذا مدت على رجليه بدا رأسه، قال: فأكثر القتلى وقلت الثياب، فكفن الرجل والرجلان والثلاثة في الثوب الواحد، ثم يدفنون في قبر واحد، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنهم أيهم أكثرهم قرآنًا، فيقدمه إلى القبلة، قال: فدفنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليهم".
رواه د
(6)
ت
(7)
-وهذا لفظه- وقال: حديث حسن غريب.
(1)
في "الأصل": قال. والمثبت من صحيح البخاري.
(2)
في "الأصل": لأكسوها. والمثبت من صحيح البخاري.
(3)
في صحيح البخاري: "لا". قال الحافظ في الفتح (3/ 172): قوله: "إنه لا يرد" كذا وقع هنا بحذف المفعول، وثبت في رواية ابن ماجه بلفظ:"لا يرد سائلاً" ونحوه في رواية يعقوب في البيوع، وفي رواية أبي غسان في الأدب:"لا يسأل شيئًا فيمنعه".
(4)
في "الأصل": لألبسه. والمثبت من صحيح البخاري.
(5)
صحيح البخاري (3/ 170 - 171 رقم 1277).
(6)
سنن أبي داود (3/ 195 - 196 رقم 3136).
(7)
جامع الترمذي (3/ 335 - 336 رقم 1016).
2814 -
عن جابر قال: "كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة في ثوب (واحد)
(1)
قال جابر: ذلك الثوب نمرة".
رواه الإمام أحمد
(2)
.
2815 -
عن ليلى بنت قانف الثقفية قالت: "كنت فيمن غسل أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاتها، فكان أول ما أعطانا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحِقاء، ثم الدرع، ثم الخمار، ثم الملحفة، ثم أدرجت بعد في الثوب الآخر، قالت: ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس عند الباب معه كفنها، يناولنا ثوباً ثوبًا".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
، وهذا لفظه.
2816 -
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "البسوا من ثيابكم البياض؛ فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم".
رواه الإمام أحمد
(5)
د
(6)
ق
(7)
ت
(8)
، وقال: حديث حسن صحيح.
2817 -
عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البسوا من ثيابكم البيض وكفنوا فيها موتاكم"
(9)
.
(1)
من المسند.
(2)
المسند (3/ 357).
(3)
المسند (6/ 380).
(4)
سنن أبي داود (3/ 200 رقم 3157).
2816 -
خرجه الضياء في المختارة (10/ 97 - 101 رقم 199 - 206).
(5)
المسند (1/ 247، 274، 328).
(6)
سنن أبي داود (4/ 8 رقم 3878، 4/ 51 رقم 4061).
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 473 رقم 1472، 2/ 1181 رقم 3566).
(8)
جامع الترمذي (3/ 319 - 320 رقم 994).
(9)
المسند (5/ 10) وسنن النسائي (4/ 34 رقم 1895).
وفي لفظ
(1)
قال: "البسوا الثياب البيض؛ فإنها أطهر وأطيب، وكفنوا فيها موتاكم".
رواه الإمام أحمد س.
2818 -
عن عائشة: "أن أبا بكر نظر إلى ثوب كان يمرض فيه به (ردع)
(2)
من زعفران، فقال: اغسلوا ثوبي هذا، وزيدوا عليه ثوبين، وكفنوني فيهما. قلت: إن هذا خلق. قال: إن الحي أحق بالجديد من الميت، إنما هو المهلة
(3)
".
رواه خ
(4)
.
2819 -
عن علي رضي الله عنه قال: "لا تغال (في كفن الميت)
(5)
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تغالوا في الكفن؛ فإنه يُسلَبه سلبًا سريعًا".
رواه د
(6)
.
2820 -
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أجمرتم
(7)
الميت فأجمروه ثلاثًا".
رواه الإمام أحمد
(8)
.
(1)
المسند (5/ 13) وسنن النسائي (8/ 205 رقم 5337).
(2)
في "الأصل": درع. والمثبت من صحيح البخاري، قال ابن الأثير في النهاية (2/ 215): ثوب رديع: مصبوغ بالزعفران، ومنه حديث عائشة "كفن أبو بكر في ثلاثة أثواب أحدها به ردع من زعفران" أي: لطخ لم يعمه كله.
(3)
المهلة -بضم الميم وكسرها وفتحها- القيح والصديد الذي يذوب فيسيل من الجسد. النهاية (4/ 375).
(4)
صحيح البخاري (3/ 297 رقم 1387).
2819 -
خرجه الضياء في المختارة (2/ 170 رقم 548).
(5)
في سنن أبي داود: لي في كفن.
(6)
سنن أبي داود (3/ 199 رقم 3154).
(7)
أي: إذا بخرتموه بالطيب. النهاية (1/ 293).
(8)
المسند (3/ 331).
23 - باب الصلاة على الجنازة
2821 -
عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال: "صليت خلف ابن عباس على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب، فقال: لتعلموا أنها سنة".
رواه خ
(1)
.
2822 -
عن أبي أمامة -هو (ابن)
(2)
سهل بن حنيف- أنه قال: "السنة في الصلاة على الجنازة؛ أن يقرأ في (التكبير)
(3)
الأولى بأم القرآن مخافتة، ثم يكبر ثلاثًا، والتسليم عند الآخرة".
رواه س
(4)
.
2823 -
عن أم شريك الأنصارية قالت: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب".
رواه ق
(5)
.
2824 -
عن أبي هريرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى، فصف بهم، وكبر عليه أربع تكبيرات".
رواه خ
(6)
م
(7)
، وفي لفظ لهما
(8)
: "فقال: استغفروا لأخيكم".
(1)
صحيح البخاري (3/ 242 رقم 1335).
(2)
ليست في "الأصل": وأبو أمامة هو أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري، وفي مسنده ذكر المزي هذا الحديث في التحفة (1/ 67 رقم 138).
(3)
في "الأصل": تكبير. والمثبت من سنن النسائي.
(4)
سنن النسائي (4/ 75 رقم 1988).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 479 - 480 رقم 1496).
(6)
صحيح البخاري (3/ 240 رقم 1333).
(7)
صحيح مسلم (2/ 656 رقم 951/ 62).
(8)
صحيح البخاري (3/ 236 رقم 1327)، وصحيح مسلم (2/ 657 رقم 951/ 63).
2825 -
عن جابر -هو ابن عبد الله-: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي فكبر أربعًا".
رواه خ
(1)
م
(2)
.
وللبخاري
(3)
: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي، فكنت في الصف الثاني أو الثالث".
وله
(4)
: "قد توفي اليوم رجل صالح من الحبش، فهلم فصلوا عليه. (قال: فصففنا)
(5)
فصلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن صفوف".
ولمسلم
(6)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مات اليوم (عبد لله صالح)
(7)
-أصحمة- (فقمنا)
(8)
وصلى عليه".
وله
(9)
: "إن أخًا لكم قد مات، فقوموا فصلوا عليه. فقمنا فصففنا صفين".
2826 -
عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أخًا لكم -وفي لفظ: إن أخاكم- قد مات، فقوموا فصلوا عليه. يعني: النجاشي".
رواه م
(10)
.
(1)
صحيح البخاري (3/ 240 رقم 1334).
(2)
صحيح مسلم (2/ 657 رقم 952/ 64).
(3)
صحيح البخاري (3/ 221 رقم 1317).
(4)
صحيح البخاري (3/ 222 رقم 1320).
(5)
في "الأصل": وإن قال: فصفها. والمثبت من صحيح البخاري.
(6)
صحيح مسلم (2/ 657 رقم 952/ 65).
(7)
في "الأصل": عبداً لله صالحاً على. والمثبت من صحيح مسلم.
(8)
في صحيح مسلم: فقام فأمنا.
(9)
صحيح مسلم (2/ 657 رقم 952/ 66).
(10)
صحيح مسلم (2/ 657 - 658 رقم 953).
2827 -
عن أبي هريرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة فكبر عليها أربعًا، وسلم تسليمة واحدة".
رواه الدارقطني
(1)
.
2828 -
وروى عن أبي هريرة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة فوضع يده اليمنى على اليسرى".
رواه ت
(2)
، وقال: حديث غريب.
هو من رواية يزيد بن سنان الرهاوي، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة
(3)
.
2829 -
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: "كان زيد يكبر على جنائزنا أربعًا، وأنه كبر على جنازة خمسًا، فسألته فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبرها".
رواه م
(4)
، زيد هو ابن أرقم.
2830 -
عن حذيفة: "أنه صلى على جنازة فكبر خمسًا، ثم التفت فقال: ما نسيت ولا وهمت، ولكن كبرت كما كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى على جنازة فكبر خمسًا".
رواه الإمام أحمد
(5)
، والدارقطني
(6)
نحوه.
2831 -
عن ابن معقل -هو عبد الله بن مقرن المزني-: "أن عليًّا رضي الله عنه كبر على سهل بن حنيف، فقال: إنه شهد (بدرًا)
(7)
".
(1)
سنن الدارقطني (2/ 77 رقم 3).
(2)
جامع الترمذي (3/ 388 رقم 1077).
(3)
ترجمته في التهذيب (32/ 155 - 159).
(4)
صحيح مسلم (2/ 659 رقم 957).
(5)
المسند (5/ 406).
(6)
سنن الدارقطني (2/ 73 رقم 9).
(7)
تحرفت في "الأصل" إلى: زيد. والمثبت من صحيح البخاري.
كذا رواه خ
(1)
من رواية ابن عيينة بلا عدد، وقال البرقاني لم يبين البخاري عدد التكبير، وهو عند ابن عيينة بإسناده وفيه:"أنه كبر ستًّا".
2832 -
رواه الدارقطني
(2)
عن عبد خير عن علي رضي الله عنه: "أنه كان يكبر على أهل بدر ستًّا، وعلى أصحاب محمد خمسًا، وعلى سائر الناس أربعاً".
2833 -
عن (الحكم)
(3)
بن عتيبة أنه قال: "كانوا يكبرون على أهل بدر خمساً وستًا وسبعًا".
رواه سعيد بن منصور.
2834 -
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: "أن عائشة لما توفي سعد بن أبي وقاص قالت: ادخلوا به المسجد حتى أصلي عليه، فأنكر ذلك عليها، فقالت: والله لقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابني بيضاء في المسجد: سهل وأخيه".
رواه م
(4)
، وفي لفظ له
(5)
: "ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهل بن بيضاء إلا في جوف المسجد".
قال مسلم: سهل بن دعدٍ هو ابن البيضاء، أمه بيضاء.
2835 -
عن ابن عباس: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبر دفن ليلاً، فقال: متى دفن هذا؟ فقالوا: البارحة. قال: أفلا آذنتموني؟ قالوا: دفناه في ظلمة الليل؛
(1)
صحيح البخاري (7/ 368 رقم 4004).
(2)
سنن الدارقطني (2/ 73 رقم 7).
(3)
في "الأصل": الحكيم. بزيادة ياء بعد الكاف، وهو خطأ، والحكم بن عتيبة ترجمته في التهذيب (7/ 114 - 120).
(4)
صحيح مسلم (2/ 669 رقم 973/ 101).
(5)
صحيح مسلم (2/ 668 رقم 973/ 100).
فكرهنا أن نوقظك. فقام فصففنا خلفه"
(1)
.
وفي لفظ
(2)
"أتى على قبر منبوذ فصفهم وكبر أربعًا".
رواه خ -وهذا لفظه- م
(3)
، وعنده:"انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبر رطب فصلى عليه وصفوا خلفه، وكبر أربعًا" وليس عنده: "منبوذ".
2836 -
عن أبي هريرة: "أن امرأة سوداء كانت تقم
(4)
المسجد -أو شاب- ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عنها -أو عنه- فقالوا: مات. قال: أفلا كنتم آذنتموني. قال: فكأنهم صغر وا أمرها -أو أمره- فقال: دلوني على قبره. فدلوه، فصلى عليها، ثم قال: إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله ينورها بصلاتي عليهم". رواه خ
(5)
وليس عنده ما بعده
(6)
.
2837 -
وروى الدارقطني
(7)
-نحو هذا الحديث- عن أنس بن مالك: "أن رجلاً كان ينظف المسجد فمات، فدفن ليلاً، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر، فقال:(انطلقوا)
(8)
إلى قبره. فانطلق وانطلق به إلى قبره، فقال: إن هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة وإن الله عز وجل ينورها بصلاتي عليها. فأتى القبر فصلى عليه".
(1)
صحيح البخاري (3/ 225 رقم 1321).
(2)
صحيح البخاري (3/ 222 رقم 1319).
(3)
صحيح مسلم (2/ 658 رقم 68).
(4)
أي: تكنسه، والقمامة: الكناسة، والمقمة: المكنسة. النهاية (4/ 110).
(5)
صحيح البخاري (3/ 243 رقم 1337).
(6)
كذا في "الأصل" وفيه سقط ظاهر، والحديث رواه مسلم (2/ 659 رقم 956) واللفظ له، وليس عند البخاري: "إن هذه القبور
…
" إلى آخره.
2837 -
خرجه الضياء في المختارة (5/ 117 - 118 رقم 1742، 1743).
(7)
سنن الدارقطني (2/ 77 رقم 4).
(8)
في "الأصل": اطلبوا. والمثبت من سنن الدارقطني.
2838 -
عن يزيد بن ثابت -وكان أكبر من زيد- قال: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ورد البقيع، فإذا هو بقبر جديد، فسأل عنه (فقالوا:)
(1)
فلانة. قال: فعرفها، وقال: ألا آذنتموني بها؟ قالوا: كنت قائلاً صائماً، فكرهنا أن نؤذيك. قال: فلا تفعلوا. لا أعرفن ما مات فيكم ميت ما كنت بين أظهركم، لا آذنتموني به؟ فإن صلاتي عليه له رحمة. ثم أتى القبر، فصففنا خلفه، فكبر عليه أربعًا".
رواه ق
(2)
-وهذا لفظه- س
(3)
.
2839 -
عن سمرة بن جندب قال: "صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة ماتت في نفاسها؛ فقام عليها
(4)
وسطها".
رواه خ
(5)
-وهذا لفظه- م
(6)
، وله
(7)
: "صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم (كعب)
(8)
ماتت وهي نفساء، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها وسطها".
2840 -
عن سعيد بن المسيب: "أن أم (سعد)
(9)
ماتت والنبي صلى الله عليه وسلم غائب، فلما قدم صلى عليها، وقد مضى لذلك شهر".
رواه ت
(10)
، قال الشيخ رحمه الله: وهذا مرسل.
(1)
في "الأصل": فقال. والمثبت من سنن ابن ماجه.
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 489 رقم 1528).
(3)
سنن النسائي (4/ 84 - 85 رقم 2021).
(4)
زاد في "الأصل": على. وهي زيادة لم ترد في صحيح البخاري.
(5)
صحيح البخاري (3/ 239 رقم 1331، 1332).
(6)
صحيح مسلم (2/ 664 رقم 964/ 88).
(7)
صحيح مسلم (2/ 664 رقم 964/ 87).
(8)
في "الأصل": حبيب. والمثبت من صحيح مسلم.
(9)
في "الأصل": سعيد. والمثبت من جامع الترمذي.
(10)
جامع الترمذي (3/ 356 رقم 1038).
2841 -
عن أبي غالب قال: "صليت مع أنس بن مالك على جنازة فقام حيال وسط السرير، فقال له العلاء بن زياد: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الجنازة مقامك منها، ومن الرجل مقامك منه؟ قال: نعم. قال: فلما فرغ قال: احفظوا".
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
ق
(3)
ت
(4)
-وهذا لفظه- وقال: حديث حسن واختلف في اسم أبي غالب هذا، فقال بعضهم: اسمه نافع، ويقال: رافع.
2842 -
عن عمار مولى الحارث بن نوفل: "أنه شهد جنازة أم كلثوم وابنها فجعل الغلام مما يلي الإمام، (فأنكرت)
(5)
ذلك، وفي القوم ابن عباس وأبو سعيد الخدري وأبو قتادة وأبو هريرة، فقالوا: هذه السنة".
رواه س
(6)
د
(7)
، وهذا لفظه.
2843 -
عن ابن عباس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على ميت بعد موته بثلاث"
(8)
.
2844 -
وعن ابن عباس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى (على)
(9)
قبر بعد شهر"
(10)
.
رواهما الدارقطني، وقال: تفرد به بشر بن آدم، وخالفه غيره. يعني: الحديث الآخر.
(1)
المسند (3/ 118، 204).
(2)
سنن أبي داود (3/ 208 رقم 3194).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 479 رقم 1494).
(4)
جامع الترمذي (3/ 352 رقم 1034).
(5)
في "الأصل": فأنكر. والمثبت من سنن أبي داود.
(6)
سنْن النسائي (4/ 71 رقم 1976).
(7)
سنن أبي داود (3/ 208 رقم 3193).
(8)
سنن الدارقطني (2/ 78 رقم 7).
(9)
من سنن الدارقطني.
(10)
سنن الدارقطني (2/ 78 رقم 8).
2845 -
عن نافع عن ابن عمر: "أنه صلى على سبع جنائز رجال ونساء، فجعل الرجال مما يليه، والنساء مما يلي القبلة، وصفهم صفًّا واحدًا، ووضع جنازة أم كلثوم بنت علي -امرأة عمر بن الخطاب- وابن لها -يقال له: زيد بن عمر- والإمام يومئذ سعيد بن العاص، وفي الناس يومئذ ابن عباس وأبو هريرة وأبو سعيد وأبو قتادة، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: السنة هكذا".
رواه الدارقطني
(1)
.
24 - باب كراهية الصلاة على الجنازة بين القبور
2846 -
عن أنس بن مالك: "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلى على الجنائز بين القبور".
رواه الطبراني في المعجم الأوسط
(2)
، قال الشيخ رحمه الله: لا بأس ب سنا ده.
25 - باب ترك الصلاة على الشهيد
2847 -
عن جابر بن عبد الله قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ثم يقول: أيهم أكثر أخذًا للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد، وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة. وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم".
رواه خ
(3)
.
(1)
سنن الدارقطني (2/ 79 رقم 13).
(2)
المعجم الأوسط (6/ 6 رقم 5631).
(3)
صحيح البخاري (3/ 248 رقم 1343).
2848 -
عن أنس بن مالك: "أن شهداء أحد لم يغسلوا، ودفنوا بدمائهم، ولم يصل عليهم".
رواه د
(1)
.
26 - ذكر الصلاة على الشهداء
2849 -
عن عقبة بن عامر: "أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يومًا فصلى على (أهل)
(2)
أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم، وإني واللَّه لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض -أو مفاتيح الأرض- وإني واللَّه لا أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها".
رواه خ
(3)
م
(4)
، وهذا لفظ البخاري، وله
(5)
: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ثمان سنين كالمودع للأحياء والأموات"، وفي آخره: "وكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وآخر حديث مسلم: "وكانت آخر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر".
2850 -
عن شداد بن الهاد: "أن رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه، ثم قال: أهاجر معك؟ فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه، فلما كانت غزوة غنم النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا فقسمه، قسم له فأعطى أصحابه ما قسم له، وكان يرعى ظهره فلما جاء دفعوه إليه فقال: ما هذا؟ قالوا: قسم قسمه لك النبي
(1)
سنن أبي داود (3/ 195 رقم 3135).
(2)
من صحيح البخاري.
(3)
صحيح البخاري (3/ 248 - 249 رقم 1344).
(4)
صحيح مسلم (4/ 1795 رقم 2296).
(5)
صحيح البخاري (7/ 404 رقم 4042).
- صلى الله عليه وسلم. فأخذه فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا؟ قال: قسمته لك. قال: ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أرمى إلى ها هنا -وأشار إلى حلقه- بسهم فأموت فأدخل الجنة. فقال: إن تصدق الله يصدقك. فلبثوا قليلاً ثم نهضوا إلى قتال العدو، فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم يحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أهو هو؟ قالوا: نعم. قال: صدق الله فصدقه. فكفنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قدمه فصلى عليه، وكان مما ظهر من صلاته: اللهم هذا عبدك خرج مهاجراً في سبيلك فقتل شهيدًا، أنا شهيد على ذلك".
رواه س
(1)
.
27 - باب في الدعاء في الصلاة للميت
2851 -
عن عوف بن مالك قال: "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول: اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، و (أبدله)
(2)
داراً خيرًا من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيرًا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار. حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت؛ لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الميت"
(3)
.
وفي لفظ
(4)
: "وقه فتنه القبر وعذاب النار".
رواه م.
2852 -
عن أبي هريرة قال: "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فقال: اللهم
(1)
سنن النسائي (4/ 60 - 61 رقم 1952).
(2)
في "الأصل": أبدل له. والمثبت من صحيح مسلم.
(3)
صحيح مسلم (2/ 662 رقم 963/ 85).
(4)
صحيح مسلم (2/ 663 رقم 963/ 86).
اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، اللهم من أحييت منا فأحيه على الإيمان، ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده".
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
-وهذا لفظه- ق
(3)
ت
(4)
وعندهم: "اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان"، وما بعده لأبي داود وابن ماجه.
2853 -
عن واثلة بن الأسقع قال: "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من المسلمين، فأسمعه يقول: اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق فاغفر له وارحمه، إنك أنت الغفور الرحيم".
رواه د
(5)
ق
(6)
-وهذا لفظه- وعند أبي داود: "فسمعته يقول" وعنده: "الوفاء والحمد" والباقي مثله.
2854 -
عن علي بن شماخ قال: "شهدت مروان سأل أبا هريرة كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الجنازة؟ قال: أمع الذي قلت؟ قال: نعم. قال: كلام كان بينهما قبل ذلك -قال أبو هريرة: اللَّهم أنت ربها، وأنت خلقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها، جئنا شفعاء فاغفر له".
(1)
المسند (2/ 368).
(2)
سنن أبي داود (3/ 211 رقم 3201).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 480 رقم 1498).
(4)
جامع الترمذي (3/ 343 - 344 رقم 1024).
(5)
سنن أبي داود (3/ 211 رقم 3202).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 480 - 481 رقم 1499).
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
-وهذا لفظه- ولفظ الإمام أحمد قال: "سمعته يقول: أنت خلقتها، وأنت رزقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، تعلم سرها وعلانيتها، جئنا شفعاء فاغفر لها".
2855 -
عن أبي قتادة: "أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم صلى على ميت، فسمعه يقول: اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا".
رواه الإمام أحمد
(3)
.
2856 -
عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء".
رواه د
(4)
ق
(5)
.
2857 -
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما)
(6)
من ميت يصلي (عليه)(6) أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه". قال
(7)
: فحدثت به شعيب بن الحبحاب، فقال: حدثني به أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه م
(8)
.
2858 -
عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً يشركون باللَّه شيئًا إلا
(1)
المسند (2/ 256).
(2)
سنن أبي داود (3/ 210 رقم 320)
(3)
المسند (5/ 308).
(4)
سنن أبي داود (3/ 210 رقم 3199).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 480 رقم 1497).
(6)
من صحيح مسلم.
(7)
القائل هو سلام بن أبي مطيع.
(8)
صحيح مسلم (2/ 654 رقم 947).
شفعهم الله فيه".
رواه م
(1)
.
2859 -
عن أنس بن مالك قال: "مُرَّ بجنازة فأثني عليها خير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجبت وجبت وجبت. ومر بجنازة فأثني عليها شر، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: وجبت وجبت وجبت. فقال عمر: فداك أبي وأمي، مر بجنازة فأثني عليها خير، فقلت: وجبت وجبت وجبت، ومر بجنازة فأثني عليها شر، فقلت: وجبت وجبت وجبت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أثنتيم عليه خيرًا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرًّا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض".
رواه خ
(2)
م
(3)
-وهذا لفظه- وعند البخاري: "مر بجنازة فأثنوا عليها خيرًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت. ثم مر بأخرى فأثنوا عليها شرًّا، فقال: وجبت. فقال عمر بن الخطاب: ما وجبت؟ قال: هذا أثنيتم عليه خيرًا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرًّا فوجبت له النار، ثم قال: أنتم شهداء الله عز وجل في الأرض".
2860 -
عن أبي قتادة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه جنازة فقال: مستريح ومستراح منه. قالوا: يا رسول الله، ما المستريح وما المستراح منه؟ فقال: العبد المؤمن مستريح من نصب الدنيا، والعبد الفاجر مستراح منه العباد والبلاد والشجر والدواب". رواه خ
(4)
م
(5)
، واللفظ له.
(1)
صحيح مسلم (2/ 655 رقم 948).
(2)
صحيح البخاري (3/ 370 رقم 1367).
(3)
صحيح مسلم (2/ 655 رقم 949).
(4)
صحيح البخاري (11/ 369 رقم 6512، 6513).
(5)
صحيح مسلم (2/ 656 رقم 950).
2861 -
عن أبي الأسود قال: "قدمت المدينة وقد وقع بها مرض فجلست إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فمرت به جنازة، فأثني على صاحبها خيرًا
(1)
فقال عمر: وجبت له. ثم مر بأخرى فأثني على صاحبها خيرًا، فقال عمر: وجبت. ثم مر (بالثالثة)
(2)
فأثني على صاحبها شرًا فقال: وجبت. فقال أبو الأسود: فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة. فقلنا: وثلاثة. قال: وثلاثة. قلنا: واثنان. قال: واثنان. ثم لم نسأله عن الواحد".
رواه خ
(3)
.
2862 -
وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة أبيات من جيرانه الأدنين إلا قال الله: قد قبلت علمهم فيه، وغفرت له ما لا يعلمون". رواه الإمام أحمد
(4)
.
2863 -
عن مرثد بن عبد الله اليزني قال: "كان مالك بن هبيرة إذا صلى على الجنازة فتَقال الناس عليها جزأهم ثلاثة أجزاء، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى عليه ثلاثة صفوف فقد أوجب".
رواه الإمام أحمد
(5)
د
(6)
ق
(7)
ت
(8)
-وهذا لفظه- وقال: حديث حسن.
(1)
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 272): كذا في جميع الأصول "خيراً" بالنصب، وكذا "شرًّا". اهـ. وانظر توجيهات العلماء لهذا الموضع في الفتح.
(2)
تحرفت في "الأصل" والمثبت من صحيح البخاري.
(3)
صحيح البخاري (3/ 271 رقم 1368).
(4)
المسند (3/ 242).
(5)
المسند (4/ 79).
(6)
سنن أبي داود (3/ 202 رقم 3166).
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 478 رقم 1490).
(8)
جامع الترمذي (3/ 347 رقم 1028).
2864 -
عن أبي هريرة قال: "مروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنوا عليها خيرًا، فقال: وجبت. ثم مر بأخرى فأثنوا عليها شرًّا، فقال: وجبت. ثم قال: إن بعضكم على بعض شهيد".
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
-وهذا لفظه- س
(3)
ق
(4)
بنحوه.
28 - الصلاة على الطفل
2865 -
عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الراكب خلف الجنازة، والماشي حيث شاء منها، والطفل يصلى عليه".
رواه الإمام أحمد
(5)
س
(6)
ت
(7)
، وقال: حديث حسن صحيح.
2866 -
وروى الإمام أحمد
(8)
د
(9)
عن المغيرة بن شعبة -وهذا لفظه- رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الراكب يسير خلف الجنازة، والماشي يمشي خلفها وعن يمينها وعن يسارها قريبًا منها، والسقط يصلى عليه، ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة".
وروى منه ق
(10)
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الطفل يصلى عليه".
2867 -
وروى
(11)
عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صلوا على أطفالكم؛
(1)
المسند (2/ 466، 470).
(2)
سنن أبي داود (3/ 218 رقم 3233).
(3)
سنن النسائي (4/ 50 رقم 1932).
(4)
سنن ابن ماجه (3/ 352 رقم 1932).
(5)
المسند (4/ 247، 248، 252).
(6)
سنن النسائي (4/ 51 رقم 1941، 4/ 58 رقم 1947).
(7)
جامع الترمذي (3/ 350 رقم 1031).
(8)
المسند (4/ 249).
(9)
سنن أبي داود (3/ 205 رقم 3180).
(10)
سنن ابن ماجه (1/ 483 رقم 1507).
(11)
سنن ابن ماجه (1/ 483 رقم 1509).
فإنهم من أفراطكم".
2868 -
عن جابر -هو ابن عبد الله- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الطفل لا يصلى عليه ولا (يورث ولا يرث)
(1)
حتى يستهل".
رواه ت
(2)
من رواية إسماعيل بن مسلم المكي، وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة
(3)
.
2868م- وروى ق
(4)
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا استهل الصبي صلي عليه وورث".
هو من رواية الربيع بن بدرٍ، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة
(5)
.
وقيل: يصلى على الطفل إذا نفخ فيه الروح، استهل أو لم يستهل.
2869 -
عن ابن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يُرسل الملك فينفخ فيه الروح".
رواه خ
(6)
م
(7)
، واللفظ له.
29 - ذكر الصلاة على المقتول في الحد
2870 -
عن جابر: "أن رجلاً من أسلم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاعترف بالزنا،
(1)
في جامع الترمذي: "يرث ولا يورث".
(2)
جامع الترمذي (3/ 350 رقم 1032).
(3)
ترجمته في التهذيب (3/ 198 - 204).
(4)
سنن ابن ماجه (3/ 198 - 204).
(5)
ترجمته في التهذيب (9/ 63 - 66).
(6)
صحيح البخاري (11/ 486 رقم 6594).
(7)
صحيح مسلم (4/ 2036 رقم 2643).
فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم حتى شهد على نفسه أربع مرات، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: أبك جنون؟ قال: لا. قال: آحصنت؟ قال: نعم. فأمر به فرجم بالمصلى، فلما أذلقته الحجارة فرَّ فأُدرك فرجم حتى مات، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم خيرًا وصلى عليه".
رواه خ
(1)
كذا من رواية معمر عن الزهري. وقال: لم يقل يونس وابن جريج عن الزهري: "فصلى عليه".
رواه الإمام أحمد
(2)
د
(3)
س
(4)
ت
(5)
"ولم يصل عليه"، وقال الترمذي: حديث صحيح.
2871 -
عن عمران بن حصين: "أن امرأة من جهينة أتت نبي الله صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنا، فقالت: يا نبي الله، أصبت حدًا فأقمه عليّ. فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم وليها، فقال: أحسن إليها فإذا وضعت فائتني بها. ففعل وأمر بها نبي الله صلى الله عليه وسلم (فشدت)
(6)
عليها ثيابها، ثم أمر بها فرجمت، ثم صلى عليها، فقال له عمر: تصلي عليها يا نبي الله وقد زنت قال: لقد تابت توبة لو قُسمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت أفضل أن جادت بنفسها للَّه".
رواه م
(7)
.
2872 -
وروى
(8)
أيضًا عن بريدة: "أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله
(1)
صحيح البخاري (12/ 132 رقم 6820).
(2)
المسند (3/ 323).
(3)
سنن أبي داود (4/ 148 رقم 4430).
(4)
سنن النسائي (4/ 63 رقم 1955).
(5)
جامع الترمذي (4/ 28 رقم 1429).
(6)
في "الأصل": فكشفت. والمثبت من صحيح مسلم.
(7)
صحيح مسلم (3/ 1324 رقم 1696).
(8)
صحيح مسلم (3/ 1323 - 1324 رقم 1695/ 23).
- صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني قد ظلمت نفسي وزنيت، وإني أريد أن تطهرني. فرده فلما كان من الغد أتاه، فقال: يا رسول الله، إني قد زنيت فرده الثانية
…
"، وذكر بقية الحديث "قال: فجاءت الغامدية فقالت: يا رسول الله، إني قد زنيت فطهرني. وأنه ردها، فلما كان الغد قالت: يا رسول الله؛ لم تردني؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزًا، فواللَّه إني لحبلى
…
" فذكر الحديث، وفيه: "فحفر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها، فتنضح الدم على وجه خالد، فسبها فسمع النبي صلى الله عليه وسلم سبه إياها، فقال: مهلاً يا خالد، فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له. ثم أمر بها فصلي عليها، ودفنت".
30 - باب ترك الصلاة على من قتل نفسه والغال
2873 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ
(1)
بها في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبداً، ومن شرب سمًّا فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلدًا فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا".
رواه خ
(2)
م
(3)
، وهذا لفظه.
2874 -
عن جابر بن سمرة قال: "أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمشاقص فلم يصل عليه".
رواه م
(4)
.
(1)
يقال: وجأته بالسكين وغيرها وجأً إذا ضربته بها. النهاية (5/ 152).
(2)
صحيح البخاري (3/ 268 رقم 1365).
(3)
صحيح مسلم (1/ 103 رقم 109).
(4)
صحيح مسلم (2/ 672 رقم 978).
2875 -
عن زيد بن خالد الجهني: "أن رجلاً من المسلمين توفي بخيبر، وأنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صلوا على صاحبكم. فتغير وجه القوم لذلك، فلما رأى الذي منهم قال: إن صاحبكم غلَّ في سبيل الله. ففتشنا متاعه فوجدنا فيه خرزًا من خرز اليهود ما يساوي درهمين".
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
س
(3)
ق
(4)
.
31 - باب حمل الجنازة
2876 -
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت: قدموني، قدموني. وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها، أين تذهبون بها. يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعه الإنسان لصعق".
رواه خ
(5)
.
2877 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أسرعوا بالجنازة؛ فإن تك صالحة فخير تقدمونها، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم".
رواه خ
(6)
-وهذا لفظه- م
(7)
، وعنده:" تقدمونها عليه"، وفي لفظ له
(8)
: "قربتموها إلي الخير".
(1)
المسند (4/ 114، 5/ 192).
(2)
سنن أبي داود (3/ 68 رقم 2710).
(3)
سنن النسائي (3/ 64 رقم 1958).
(4)
سنن ابن ماجه (2/ 950 رقم 2848).
(5)
صحيح البخاري (3/ 217 رقم 1314).
(6)
صحيح البخاري (3/ 218 رقم 1315).
(7)
صحيح مسلم (2/ 165 - 652 رقم 944/ 50).
(8)
صحيح مسلم (2/ 652 رقم 944/ 51).
2878 -
عن علي رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا علي، ثلاثة لا تؤخرهن: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤًا".
رواه الإمام أحمد
(1)
-وهذا لفظه- ت
(2)
، وروى منه ق
(3)
ذكر الجنازة.
2879 -
عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه: "أنه كان في جنازة عثمان بن أبي العاص، وكنا نمشي مشيًا خفيفًا، فلحقنا أبو بكرة فرفع سوطه، قال: لقد رأيتنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نرمل رملاً".
كذا رواه د
(4)
.
ورواه
(5)
أيضًا "في جنازة عبد الرحمن بن سمرة".
2880 -
وروى الإمام أحمد
(6)
قال: "خرجت في جنازة عبد الرحمن قال: فجعل رجال من أهله يستقبلون الجنازة فيمشون على أعقابهم ويقولون: رويدًا (بارك الله)
(7)
فيكم. قال: فلحقنا أبو بكرة من طريق المربد، فلما رأى أولئك وما يصنعون حمل عليهم ببغلته، وأهوى لهم بالسوط، وقال: خلوا، والذي كرم وجه (أبي)
(8)
القاسم صلى الله عليه وسلم لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنا لنكاد أن نرمل بها". رواه س
(9)
كذلك وعنده: "يرملونها رملاً".
(1)
المسند (1/ 105).
2878 -
خرجه الضياء في المختارة (2/ 313 - 315 رقم 691 - 693).
(2)
جامع الترمذي (1/ 320 رقم 171) وقال الترمذي: هذا حديث غريب حسن.
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 476 رقم 1486).
(4)
سنن أبي داود (3/ 205 رقم 3182).
(5)
سنن أبي داود (3/ 205 رقم 3183).
(6)
المسند (5/ 38).
(7)
في "الأصل": "بارك" فقط. والمثبت من المسند.
(8)
في "الأصل": أبو. والمثبت من المسند.
(9)
سنن النسائي (4/ 42 - 43 رقم 1911).
2881 -
عن ابن مسعود: "سألنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن المشي مع الجنازة فقال: ما دون الخبب
(1)
إن يكون خيرًا تعجل إليه، وإن يكون غير ذلك فبعدًا لأهل النار، والجنازة متبوعة ولا تتبع، ليس منا من تقدمها".
رواه د
(2)
ق
(3)
ت
(4)
. وقال: حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمعت محمد بن إسماعيل يضعف حديث أبي ماجد هذا.
2882 -
عن أبي موسى: "مروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة يسرعون بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتكون عليكم السكينة". رواه الإمام أحمد
(5)
.
2883 -
عن ابن مسعود أنه قال: "إذا اتبع أحدكم جنازة فليأخذ بجوانب السرير الأربع؛ فإنه من السنة". رواه سعيد بن منصور.
2884 -
وروى ق
(6)
عن ابن مسعود: من اتبع جنازة فليحمل بجوانب السرير كلها؛ فإنه من السنة، ثم إن شاء فليتطوع، وإن شاء فليدع".
2885 -
عن أبي المهزم عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من تبع جنازة وحملها ثلاث مرات فقد قضى ما عليه من حقها".
رواه ت
(7)
، وقال: حديث غريب، رواه بعضهم ولم يرفعه، وأبو (المهزم)
(8)
(1)
الخبب: ضرب من العدو. والنهاية (2/ 3).
(2)
سنن أبي داود (3/ 206 رقم 3184).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 476 رقم 1484).
(4)
جامع الترمذي (3/ 332 رقم 1011).
(5)
المسند (4/ 403).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 474 رقم 1478).
(7)
جامع الترمذي (3/ 359 رقم 1041).
(8)
في "الأصل": الهرم. والمثبت من جامع الترمذي، وأبو المهزم ترجمته في التهذيب (34/ 327 - 329).
اسمه يزيد بن سفيان، ضعفه شعبة.
32 - باب فضل الصلاة على الجنازة وفضل اتباعها
2886 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيرطان. قيل: وما القيراط؟ قال: مثل الجبلين العظيمين".
رواه خ
(1)
م
(2)
، وله
(3)
: "حتى توضع في اللحد". وفي لفظ
(4)
: "حتى توضع في القبر"، وفي لفظ لمسلم
(5)
: "أصغرهما مثل أحد".
2887 -
وعن نافع قال: حدث ابن عمر: أن أبا هريرة يقول: "من تبع جنازة فله قيراط. فقال: أكثر أبو هريرة علينا. فصدقت -يعني: عائشة
(6)
أبا هريرة؛ فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله. فقال ابن عمر: لقد فرطنا في قراريط كثيرة".
رواه خ
(7)
-وهذا لفظه- ورواه م
(8)
بمعناه.
2888 -
عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم)
(9)
قال: "من صلى على جنازة فله قيراط، فإن شهد دفنها فله قيراطان. سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن
(1)
صحيح البخاري (3/ 233 رقم 1325).
(2)
صحيح مسلم (2/ 652 رقم 945).
(3)
صحيح مسلم (2/ 652 - 653 رقم 945).
(4)
صحيح مسلم (2/ 653 رقم 945/ 54).
(5)
صحيح مسلم (2/ 653 رقم 945/ 53).
(6)
زاد بعدها في "الأصل": "أن" وهي زيادة مقحمة ليست في الصحيح.
(7)
صحيح البخاري (3/ 229 رقم 1323، 1324).
(8)
صحيح مسلم (2/ 653 رقم 945).
(9)
من صحيح مسلم.
القيراط فقال: مثل أحد".
رواه م
(1)
.
2889 -
عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تبع جنازة حتى يصلى عليها كان له من الأجر قيراط، ومن مشى مع الجنازة حتى تدفن كان له من الأجر قيراطان، والقيراط مثل أحد".
رواه الإمام أحمد
(2)
س
(3)
.
2890 -
ورويا
(4)
عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تبع جنازة حتى يفرغ منها فله قيراطان، فإن رجع قبل أن يفرغ منها فله قيراط".
واللفظ للنسائي.
2891 -
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلوا على من قال: لا إله لا الله، وصلوا وراء من قال: لا إله لا الله".
رواه الدارقطني
(5)
.
2892 -
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عودوا المريض، واتبعوا الجنائز؛ تذكركم الآخرة".
رواه الإمام أحمد
(6)
.
(1)
صحيح مسلم (2/ 654 رقم 946).
(2)
المسند (4/ 294).
(3)
سنن النسائي (4/ 54 - 55 رقم 1939).
(4)
المسند (4/ 86، 5/ 75) وسنن النسائي (4/ 55 رقم 8940).
(5)
سنن الدارقطني (2/ 56 رقم 3 - 5).
(6)
المسند (3/ 48).
33 - باب في القيام للجنازة
2893 -
عن عامر بن ربيعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها حتى تخلفكم أو توضع"
(1)
.
وفي لفظ
(2)
: قال: "إذا رأى أحدكم الجنازة فإن لم يكن ماشيًا معها فليقم حتى تخلفه، أو توضع من قبل أن تخلفه".
رواه خ
(3)
م، وهذا لفظه.
2894 -
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيتم الجنازة فقوموا، فمن تبعها فلا يجلس حتى توضع".
رواه خ
(4)
م
(5)
.
قال د
(6)
: (روى)
(7)
هذا الحديث الثوري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال فيه: "حتى توضع بالأرض".
ورواه أبو معاوية عن سهيل قال: "حتى توضع في اللحد". وسفيان أحفظ من أبي معاوية.
2895 -
عن جابر بن عبد الله قال: "مر بنا جنازة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقمنا، فقلنا: يا رسول الله، إنها جنازة يهودي! قال: فإذا رأيتم الجنازة فقوموا".
(1)
صحيح مسلم (2/ 659 رقم 958/ 73).
(2)
صحيح مسلم (2/ 659 رقم 958/ 74).
(3)
صحيح البخاري (3/ 212 رقم 1307).
(4)
صحيح البخاري (3/ 213 رقم 1310).
(5)
صحيح مسلم (2/ 660 رقم 959).
(6)
سنن أبي داود (3/ 203 - 204 رقم 3173).
(7)
من سنن أبي داود.
رواه خ
(1)
-وهذا لفظه- م
(2)
وعنده: فقلنا: يا رسول الله، إنها يهودية. فقال: إن الموت فَزَغٌ؛ فإذا رأيتم الجنازة فقوموا".
وله
(3)
: "قام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لجنازة يهودي حتى توارت".
2896 -
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: "كان سهل بن حنيف وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية، فمَروا عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض -أي: من أهل الذمة- فقالا: إن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام فقيل له: إنها جنازة يهودي. فقال: أليست نفسًا؟! ".
رواه خ
(4)
-وهذا لفظه- م
(5)
.
2897 -
عن أنس: "أن جنازة مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم فقام، فقيل: إنها جنازة يهودي! فقال: إنما قمنا للملائكة".
رواه س
(6)
.
2898 -
عن عبد الله بن (عَمْرو)
(7)
: "أنه سأل رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، تمر بنا جنازة الكافر أفنقوم لها؟ قال: نعم، قوموا لها؛ فإنكم لستم تقومون لها، إنما تقومون إعظامًا للذي يقبض النفوس".
رواه الإمام أحمد
(8)
.
(1)
صحيح البخاري (3/ 214 رقم 1311).
(2)
صحيح مسلم (2/ 660 رقم 960/ 78).
(3)
صحيح مسلم (2/ 166 رقم 960/ 79).
(4)
صحيح البخاري (3/ 214 رقم 1312).
(5)
صحيح مسلم (2/ 661 رقم 961).
2897 -
خرجه الضياء في المختارة (7/ 130 - 131 رقم 2563).
(6)
سنن النسائي (4/ 47 - 48 رقم 1928).
(7)
في "الأصل": عُمَر. والمثبت من المسند.
(8)
المسند (2/ 168).
34 - ترك القيام للجنازة
2899 -
عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ أنه قال: "رآني نافع بن جبير -ونحن في جنازة- قائماً -وقد جلس ينتظر أن توضع الجنازة- فقال: ما يقيمك؟ فقلت: أنتظر أن توضع الجنازة لما يحدث أبو سعيد الخدري، فقال نافع: فإن مسعود بن الحكم حدثني عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قعد"
(1)
.
وفي لفظ
(2)
: "قام فقمنا، وقعد فقعدنا. يعني: في الجنازة". رواه م.
2900 -
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مرت بكم جنازة فإن كان مسلمًا أو يهوديًّا أو نصرانيًّا فقوموا لها، فإنه ليس لها نقوم، ولكن نقوم لمن معها من الملائكة. فقال علي رضي الله عنه: ما فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم قط غير مرة (برجل)
(3)
من اليهود كانوا أهل كتاب وكان يتشبه بهم، فإذا نُهي انتهى، فما عاد لها بعد"
(4)
.
رواه الإمام أحمد
(5)
، وليث هو ابن أبي سليم، وفيه كلام
(6)
، غير أن الذي رواه م من طريق مسعود بن الحكم عن علي شاهدًا له.
2901 -
عن عبادة بن الصامت قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اتبع جنازة لم يقعد حتى توضع في اللحد، فعرض له حبر فقال: هكذا نصنع يا محمد.
(1)
صحيح مسلم (1/ 662 - 662 رقم 82/ 962).
(2)
صحيح مسلم (2/ 166 رقم 84/ 962).
(3)
من المسند.
(4)
رواه النسائي (4/ 46 رقم 1922) وليس في إسناده ليث.
(5)
المسند (4/ 413).
(6)
ترجمته في التهذيب (24/ 279 - 288).
فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: خالفوهم".
رواه د
(1)
ق
(2)
ت
(3)
-وهذا لفظه- وقال: بشر بن نافع ليس بالقوي في الحديث.
2902 -
عن ابن سيرين قال: "مُر بجنازة على الحسن بن علي وابن عباس، فقام الحسن ولم يقم ابن عباس، فقال الحسن لابن عباس: أما قام النبي صلى الله عليه وسلم لها؟ قال ابن عباس: قام ثم قعد". رواه الإمام أحمد
(4)
س
(5)
.
35 - باب المشي مع الجنازة
2903 -
عن ابن عمر: "أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة".
رواه الإمام أحمد
(6)
د
(7)
ت
(8)
ق
(9)
.
2904 -
وقال الترمذي
(10)
-بعد روايته متصلاً- وعن عبد بن حميد (عن)
(11)
عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم
…
" فذكره، قال
(1)
سنن أبي داود (3/ 204 رقم 3176).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 493 رقم 1545).
(3)
جامع الترمذي (3/ 340 رقم 1020).
(4)
المسند (1/ 200).
(5)
سنن النسائي (4/ 47 رقم 1924).
(6)
المسند (1/ 200، 201، 337).
(7)
سنن أبي داود (3/ 205 رقم 3179).
(8)
جامع الترمذي (3/ 329 رقم 1007، 1008).
(9)
سنن ابن ماجه (1/ 475 رقم 1482).
(10)
جامع الترمذي (3/ 330 رقم 1009).
(11)
تحرفت في "الأصل" إلى "بن".
الزهري: وأخبرني سالم: "أن أباه كان يمشي أمام الجنازة". قال: وأهل الحديث يرون أن المرسل أصح.
وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب مرسل.
2905 -
عن أنس بن مالك قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم يمشون أمام الجنازة".
رواه ق
(1)
ت
(2)
، وقال: سألت محمدًا عن هذا؟ فقال: أخطأ فيه محمد ابن بكر، وإنما يروى هذا عن الزهري: "أن النبي صلى الله عليه وسلم
…
" به.
قال بعض الحفاظ: قد رواه أبو زرعة وهب الله بن راشد عن يونس كذلك وأسنده أيضًا.
2906 -
عن عبد الله بن يسار: "أن عمرو بن حريث عاد الحسن بن علي، فقال له علي: أتعود الحسن وفي نفسك ما فيها؟ فقال له عمرو: إنك لست بربي فتصرف قلبي حيث شئت. قال علي: أما إن ذلك لا يمنعنا أن نؤدي إليك النصيحة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلم عاد أخاه إلا (ابتعث الله)
(3)
له سبعين ألف ملك يصلون عليه من أي ساعات النهار كان حتى يمسي، ومن أي ساعات الليل حتى يصبح. قال له عمرو: فكيف تقول في المشي مع الجنازة بين يديها أو خلفها؟ فقال علي: إن فضل المشي خلفها على بين يديها كفضل صلاة المكتوبة في جماعة على الوحدة. قال عمرو: فإني رأيت أبا بكر
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 475 رقم 1483).
(2)
جامع الترمذي (3/ 331 رقم 1010) وقال الترمذي: وحديث أنس في هذا الباب غير محفوظ.
2906 -
خرجه الضياء في المختارة (9/ 312 - 320 رقم 698، 699).
(3)
في "الأصل": "ابتعث" فقط، والمثبت من المسند.
وعمر يمشيان أمام الجنازة. قال علي: إنهما كرها أن يخرجا الناس".
رواه الإمام أحمد
(1)
.
قد تقدم حديث المغيرة بن شعبة
(2)
في الصلاة على الطفل: "والماشي يمشي خلفها وأمامها وعن يمينها وعن يسارها قريناً منها".
2907 -
عن جابر بن سمرة قال: "أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بفرس معروري
(3)
فركبه حين انصرف من جنازة ابن الدحداح، ونحن نمشي حوله"
(4)
.
وفي لفظ
(5)
: "ثم أتي بفرس عرى فعقله رجل، فركبه فجعل يوقص
(6)
به- ونحن نتبعه نسعى خلفه- قال: فقال رجل من القوم: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كم)
(7)
من عذق معلق -أو مُدلَّى- في الجنة لابن الدحداح". أو قال شعبة: "لأبي الدحاح".
رواه م، ت
(8)
: "أن النبي صلى الله عليه وسلم اتبع جنازة ابن الدحداح ماشياً، ورجع على فرس" وقال: حديث حسن.
2908 -
عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رأى رسول صلى الله عليه وسلم ناسًا ركبانًا على دوابهم في جنازة، فقال: ألا تستحيون من ملائكة الله، يمشون على أقدامهم وأنتم ركبان".
(1)
المسند (1/ 97).
(2)
الحديث رقم (2866).
(3)
أي: لا سرج عليه ولا غيره. النهاية (3/ 225).
(4)
صحيح مسلم (2/ 664 رقم 89/ 965).
(5)
صحيح مسلم (2/ 665 رقم 965).
(6)
أي: ينزو ويثب ويقارب الخطو. النهاية (5/ 214).
(7)
من صحيح مسلم.
(8)
جامع الترمذي (3/ 334 رقم 1013).
رواه ق
(1)
ت
(2)
، وقال: قد روي عن ثوبان موقف.
قال الشيخ رحمه الله: وهو من رواية (أبي)
(3)
بكر بن أبي مريم، وقد ضعفه غير واحد من أهل العلم
(4)
.
2908 م- وقد روى د
(5)
نحوه بإسناد جيد عن ثوبان: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بدابة وهو مع الجنازة فأبى أن يركبها، فلما انصرف أتي بدابة فركب، فقيل له، فقال: إن الملائكة كانت تمشي فلم أكن لأركب وهم يمشون، فلما ذهبوا ركبت".
2909 -
عن ابن عمر قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تتبع جنازة معها رانة".
رواه الإمام أحمد
(6)
.
2910 -
عن أبي بردة قال: "أوصى أبو موسى الأشعري حين حضره الموت، فقال: لا تتبعوني بمجمر. قالوا له: أو سمعت فيه شيئًا؟ قال: نعم، من رسول الله صلى الله عليه وسلم".
رواه ق
(7)
.
2910 م- وروى الإمام أحمد
(8)
فقال: "إذا انطلقتم بجنازتي فأسرعوا المشي، ولا يتبعني مجمر، ولا تجعلوا في لحدي شيئًا يحول بيني وبين التراب، ولا تجعلوا
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 475 رقم 1480).
(2)
جامع الترمذي (3/ 333 رقم 1012) وقال الترمذي: حديث ثوبان قد روي عنه موقوفاً، قال محمد: الموقوف منه أصح.
(3)
في "الأصل": أبو.
(4)
ترجمته في التهذيب (33/ 108 - 111).
(5)
سنن أبي داود (3/ 204 رقم 3177).
(6)
المسند (2/ 92).
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 477 رقم 1487).
(8)
المسند (4/ 397).
على قبري بناءً وأشهدكم أني بريء من (كل)
(1)
حالقة
(2)
أو صالقة
(3)
أو خارقة. قالوا: أو سمعت فيه شيئًا؟ قال: نعم من رسول الله صلى الله عليه وسلم".
2911 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تتبع الجنازة بصوت ولا نار، ولا يمشي بين يديها".
رواه د
(4)
من طريق رجل من أهل المدينة عن أبيه عن أبي هريرة، غير معروفَين.
36 - باب في اتباع النساء الجنائز
2912 -
عن أم عطية قالت: "نُهينا عن اتباع الجنائز، ولم يعزم علينا".
رواه خ
(5)
م
(6)
.
2913 -
عن علي رضي الله عنه قال: " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا نسوة جلوس، قال: ما يجلسكن؟ قلن: ننتظر الجنازة. قال:. هل تغسلن؟ قلن: لا. قال: هل تحملن؟ قلن: لا. قال: هل تدلين فيمن يدلي؟ قلن: لا. قال: فارجعن مأزورات غير مأجورات".
رواه ق
(7)
.
(1)
من المسند.
(2)
هي التي تحلق شعرها عند المصيبة، وقيل: هي التي تحلق وجهها للزينة. النهاية (1/ 427).
(3)
هي التي ترفع صوتها عند المصيبة والفجيعة بالموت، ويدخل فيه النوح. النهاية (3/ 48).
(4)
سنن أبي داود (3/ 203 رقم 3171).
(5)
صحيح البخاري (3/ 173 رقم 1278).
(6)
صحيح مسلم (2/ 646 رقم 938).
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 502 - 503 رقم 1578).
2914 -
عن عبد الله بن (عَمْرو)
(1)
قال: "بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أبصر امرأة -لا نظن أنه عرفها- فلما توسط الطريق وقف حتى انتهت إليه، فإذا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما أخرجك من بيتك يا فاطمة؟ قالت: أتيت أهل هذا الميت فرحمت إليهم وعزيتهم بميتهم، قال: لعلك بلغت معهم الكُدى
(2)
؟ قالت: معاذ الله أن أكون بلغتها وقد سمعتك تذكر في ذلك ما تذكر. فقال: لو بلغتها معهم ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
س
(5)
-وهذا لفظه- وقال: ربيعة -يعني: ابن سيف- ضعيف. وقال البخاري
(6)
: عنده مناكير.
37 - باب في النهي عن الدفن في بعض الأوقات
2915 -
عن عقبة بن عامر الجهني قال: "ثلاث ساعات كان ينهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي فيهن أو أن نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم (قائم)
(7)
الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب".
رواه م
(8)
.
(1)
في "الأصل": عمر. والمثبت من المسند وسنن أبي داود والنسائي.
(2)
أراد المقابر، وذلك لأنها كانت مقابرهم في مواضع صلبة. النهاية (4/ 156).
(3)
المسند (2/ 168 - 169، 223).
(4)
سنن أبي داود (3/ 192 رقم 3123).
(5)
سنن النسائي (4/ 27 - 28 رقم 1879).
(6)
التاريخ الكبير (3/ 290 رقم 987).
(7)
في "الأصل": قائمة. والمثبت من صحيح مسلم، والمراد قيام الشمس وقت الزوال. النهاية (4/ 125).
(8)
صحيح مسلم (1/ 568 - 569 رقم 831).
38 - باب في دفن الموتى وإِعماق القبر وذكر اللحد وغير ذلك
2916 -
عن ابن عباس قال: "لما أن أرادوا أن يحفروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعثوا إلى أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وكان يضرح كضريح أهل مكة -وبعثوا إلى أبي طلحة- وكان (هو الذي)
(1)
يحفر لأهل المدينة، وكان يلحد -فبعثوا إليهما رسولين، وقالوا: اللَّهم خر لرسولك. فوجدوا أبا طلحة، ولم يجدوا أبا عبيدة، فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغوا من جهازه يوم الثلاثاء وضع على سريره في بيته، ثم دخل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسالًا يصلون عليه، حتى إذا فرغوا دخلوا النساء، حتى إذا فرغوا دخلوا الصبيان، ولم يؤم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد، لقد اختلف المسلمون في المكان (الذي)
(2)
يحفر له، فقال قائلون: يدفن في مسجده. وقال قائلون: يدفن مع أصحابه. فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض. قال: فرفعوا فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي عليه فحفروا له، ثم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط الليل من ليلة الأربعاء ونزل في حفرته علي بن أبي طالب والفضل وقثم ابنا العباس وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم قال أوس بن خولى -وهو أبو ليلى- لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم:(أنشدك الله)
(3)
وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال له علي: أنزل. فكان شقران مولاه أخذ قطيفة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها فدفنها في القبر، وقال: والله لا يلبسها أحد بعدك. فدفنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم".
(1)
في "الأصل": الذي هو. والمثبت من سنن ابن ماجه.
(2)
من سنن ابن ماجه.
(3)
تحرفت في "الأصل" والمثبت من سنن ابن ماجه.
رواه ق
(1)
من رواية حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة
(2)
وفي بعض الروايات عن يحيى بن معين
(3)
قال: لا بأس به يُكتب حديثه.
2917 -
عن عبد الله بن الحارث قال: "اعتمرت مع علي بن أبي طالب في زمان عمر -أو زمان عثمان فنزل على أخته أم هانئ بنت أبي طالب فلما فرغ من عمرته رجع، فسكبت له فاغتسل، فلما فرغ من غسله دخل عليه نفر من أهل العراق، فقالوا: يا أبا الحسن جئناك نسأل عن أمر نحب أن تخبرنا عنه، قال: أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم أنه كان أحدث الناس عهدًا برسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا: أجل، عن ذلك جئناك نسألك. قال: أحدث الناس عهدًا برسول الله صلى الله عليه وسلم قثم بن العباس".
رواه الإمام أحمد
(4)
.
2918 -
عن عائشة قالت: "لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في دفنه، فقال أبو بكر: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا ما نسيته قال: ما قبض الله نبيًا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه. ادفنوه في موضع فراشه".
رواه ت
(5)
، وقال: حديث غريب، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يُضعَّف من قبل حفظه. وقال: رواه ابن عباس عن أبي بكر.
2919 -
عن هشام بن عامر قال: "جاءت الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 520 - 521 رقم 1628).
(2)
ترجمته في التهذيب (6/ 383 - 386).
(3)
هي رواية ابن أبي مريم عن ابن معين، عند ابن عدي في الكامل (3/ 214).
2917 -
خرجه الضياء في المختارة (2/ 186 رقم 565).
(4)
المسند (1/ 101).
(5)
جامع الترمذي (3/ 338 رقم 1018).
أحد، فقالوا: أصابنا قرح وجهد فكيف تأمر؟ فقال: احفروا وأوسعوا وعمقوا، واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر. قيل: فأيهم يُقدم؟ قال: أكثرهم قرآنًا".
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
-وهذا لفظه- س
(3)
ت
(4)
، وقال: حديث حسن صحيح. وروى ق
(5)
بعضه: "احفروا وأوسعوا وأحسنوا" حسب.
وفي رواية الإمام أحمد والنسائي: "قتل أبي يوم أحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: احفروا وأوسعوا وأحسنوا، وادفنوا الاثنين والثلاثة في القبر، وقدموا أكثرهم قرآنا. قال: فكان أبي ثالث ثلاثة، وكان أكثرهم قرآنًا فقدم".
2920 -
عن رجل من الأنصار قال: "خرجنا في جنازة، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على حفير القبر، فجعل يوصي الحافر ويقول: وسع من قبل الرأس، وأوسع من قبل الرجلين، رب عذق له في الجنة".
رواه الإمام أحمد
(6)
د
(7)
.
2921 -
عن (أبي أمامة)
(8)
قال: "لما وضعت أم كلثوم ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}
(9)
قال: ثم لا أدري قال: بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة
(1)
المسند (4/ 19 - 20).
(2)
سنن أبي داود (3/ 214 رقم 3215 - 3217).
(3)
سنن النسائي (4/ 83 - 84 رقم 2017).
(4)
جامع الترمذي (4/ 185 رقم 1713).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 497 رقم 1560).
(6)
المسند (5/ 408).
(7)
سنن أبي داود (3/ 244 رقم 3332).
(8)
في "الأصل": أسامة. والمثبت من المسند.
(9)
سورة طه، الآية:55.
رسول الله، أم لا، فلما بني عليها لحدها طفق يطرح إليهم الجَبوب
(1)
، ويقول: سدوا خلال اللبن، ثم قال: أما إن هذا ليس بشيء ولكنه يطيب بنفس الحي".
رواه الإمام أحمد
(2)
من رواية عبيد الله بن زحر
(3)
، عن علي بن (يزيد)
(4)
عن القاسم
(5)
، وثلاثتهم متكلم فيه.
2922 -
عن عامر بن (سعد)
(6)
بن أبي وقاص: "أن سعد بن أبي وقاص قال في مرضه الذي هلك فيه: (اتخذوا)
(7)
لي لحدًا وانصبوا عليّ اللبن نصبًا كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم". رواه م
(8)
.
2923 -
عن أنس قال: "لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالمدينة رجل يلحد والآخر يضرّح، فقالوا: نستخير ربنا ونبعث إليهما، فأيما سبق تركناه. فأرسل إليهما فسبق صاحب اللحد، فلحدوا النبي صلى الله عليه وسلم".
رواه الإمام أحمد
(9)
، ق
(10)
، وهذا لفظه.
2924 -
عن عائشة قالت: "لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في اللحد والشق، حتى تكلموا في ذلك وارتفعت أصواتهم، فقال عمر: لا تصخبوا -وفي
(1)
الجَبوب -بالفتح- الأرض الغليظة، وقيل هو المدر، واحدتها جبوبة. النهاية (1/ 324).
(2)
المسند (5/ 254).
(3)
ترجمته في التهذيب (19/ 36 - 39).
(4)
في "الأصل": زيد. والمثبت من المسند، وهو علي بن يزيد الألهاني، ترجمته في التهذيب (21/ 178 - 182).
(5)
ترجمته في التهذيب (23/ 383 - 391).
(6)
في "الأصل": سعيد. والمثبت من صحيح مسلم.
(7)
في صحيح مسلم: الحدوا.
(8)
صحيح مسلم (2/ 665 رقم 966).
(9)
المسند (3/ 139).
(10)
سنن ابن ماجه (1/ 496 رقم 1557).
رواية: لا تصيحوا- عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حيًّا ولا ميتًا -أو كلمة نحوها- فأرسلوا إلى الشقاق واللاحد جميعًا، فجاء اللاحد فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم".
رواه ق
(1)
من رواية عبد الرحمن بن أبي مليكة، وقد تقدم قول الترمذي فيه
(2)
.
2925 -
عن عائشة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كسر عظم الميت ككسره حيًّا".
رواه د
(3)
ق
(4)
.
2926 -
عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كسر عظم الميت ككسر عظم الحي في الإثم".
رواه ق
(5)
.
2927 -
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللحد لنا، والشق لغيرنا".
رواه الإمام أحمد
(6)
د
(7)
ت
(8)
س
(9)
ق
(10)
، وقال الترمذي: حديث غريب من هذا الوجه.
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 497 رقم 1558).
(2)
تحت حديث رقم (2918).
(3)
سنن أبي داود (3/ 212 رقم 3207).
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 516 رقم 1616).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 516 رقم 1617).
(6)
المسند (4/ 357، 359، 363).
(7)
سنن أبي داود (3/ 213 رقم 3208).
(8)
جامع الترمذي (3/ 363 رقم 1045).
(9)
سنن النسائي (4/ 80 رقم 2008).
(10)
سنن ابن ماجه (1/ 496 رقم 1554).
2928 -
عن جرير بن عبد الله البجلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللحد لنا، والشق لغيرنا".
رواه الإمام أحمد
(1)
ق
(2)
من رواية أبي اليقظان عثمان بن عمير البجلي ضعفه غير واحد من الأئمة
(3)
.
وفي رواية الإمام أحمد من روايته: "والشق لأهل الكتاب".
وقد رواه الإمام أحمد
(4)
أيضًا: "والشق لغيرنا"، من رواية أبي جناب يحيى ابن أبي حية
(5)
، والحجاج بن أرطاة
(6)
، وكلاهما قد ضعف حديثه.
2929 -
عن أبي إسحاق قال: "أوصى الحارث أن يصلي عليه عبد الله بن يزيد، فصلى عليه، ثم أدخله من قبل رجلي القبر، وقال: هذا من السنة".
رواه د
(7)
وسعيد بن منصور، وزاد:"ثم قال: انشطوا الثوب؛ فإنما يُصنع هذا بالنساء".
2930 -
عن عامر قال: "غسل النبي صلى الله عليه وسلم علي والفضل وأسامة بن زيد، وأدخلوه قبره، وقال: وحدثني مرحب -أو ابن أبي مرحب- أنهم دخلوا معهم عبد الرحمن بن عوف فلما فرغ علي قال: إنما يلي الرجل أهله"
(8)
.
2931 -
وعن الشعبي عن أبي مرحب أن عبد الرحمن بن عوف نزل في قبر
(1)
المسند (4/ 362 - 363).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 496 رقم 1555).
(3)
ترجمته في التهذيب (19/ 469 - 472).
(4)
المسند (4/ 357 - 359، 358).
(5)
ترجمته في التهذيب (31/ 284 - 290).
(6)
ترجمته في التهذيب (5/ 420 - 428).
(7)
سنن أبي داود (3/ 213 رقم 3211).
(8)
سنن أبي داود (3/ 213 رقم 3209).
النبي صلى الله عليه وسلم كأني انظر إليهم أربعة".
رواه د
(1)
.
2932 -
عن أنس قال: "شهدنا بنت النبي صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر، فرأيت عينيه تدمعان، فقال: هل فيكم من أحد لم يقارف الليلة؟ فقال أبو طلحة: أنا. قال: فانزل في قبرها. (فنزل في قبرها فقبرها)
(2)
".
قال ابن المبارك: أراه يعني الذنب. (ليقترفوا)
(3)
: ليكتسبوا.
رواه خ
(4)
.
2932م- وعن أنس " (أن رقية)
(5)
لما ماتت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل القبر رجل قارف الليلة أهله. فلم يدخل عثمان بن عفان القبر".
رواه الإمام أحمد
(6)
.
2933 -
عن ابن عمر: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع الميت في القبر قال: بسم الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم". وفي لفظ لابن ماجه: "وفي سبيل الله". والترمذي: "بسم الله وباللَّه". وقالا جميعًا: "وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
رواه الإمام أحمد
(7)
د
(8)
، واللفظ المقدم له- ق
(9)
ت
(10)
، وقال: حديث
(1)
سنن أبي داود (3/ 213 رقم 3210).
(2)
من صحيح البخاري.
(3)
سورة الأنعام، الآية:113.
(4)
صحيح البخاري (3/ 248 رقم 1342).
(5)
في "الأصل": وفيه. والمثبت من المسند.
(6)
المسند (3/ 229).
(7)
المسند (2/ 59، 69، 127 - 128).
(8)
سنن أبي داود (3/ 214 رقم 3213).
(9)
سنن ابن ماجه (1/ 494 - 495 رقم 1550).
(10)
جامع الترمذي (3/ 364 رقم 1046).
حسن غريب.
2933م- ولابن ماجه
(1)
عن سعيد بن المسيب قال: "حضرت ابن عمر في جنازة، فلما وضعها في اللحد قال: بسم الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما أخذ في تسوية اللبن قال: اللهم أجرها من الشيطان ومن عذاب القبر، اللَّهم جاف الأرض عن جنبيها، وصعد روحها، ولقها منك رضواناً. قلت: يا ابن عمر، أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم قلته برأيك؟ قال: إني إذًا لقادر على القول، بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم".
هو من رواية حماد بن عبد الرحمن الكلبي، قال أبو حاتم الرازي
(2)
: هو مجهول، منكر الحديث.
2934 -
وروى ابن ماجه
(3)
من رواية عطية عن أبي سعيد: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ من قبل القبلة واستقبل استقبالًا وعطية قد تُكلم فيه
(4)
.
2935 -
وروى
(5)
أيضًا عن أبي رافع قال: "سل رسول الله صلى الله عليه وسلم سعداً، ورش على قبره ماءً".
وهو من رواية (مندل)
(6)
بن علي؛ وقد ضعفه غير واحد من الأئمة
(7)
.
2936 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من تبع جنازة، فحمل من علوها، وحثا في قبرها، وقعد حتى يؤذن له، آب بقيراطين من الأجر، كل قيراط
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 495 رقم 1553).
(2)
الجرح والتعديل (3/ 143 رقم 628).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 495 رقم 1552).
(4)
ترجمته في التهذيب (7/ 280 - 281).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 495 رقم 1551).
(6)
في "الأصل": مندا. وهو تحريف، والمثبت من سنن ابن ماجه.
(7)
ترجمته في التهذيب (28/ 493 - 499).
مثل أحد".
رواه الإمام أحمد
(1)
.
2937 -
(وروى ابن ماجه
(2)
)
(3)
عن أبي هريرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة ثم أتى قبر الميت فحثا قبل رأسه ثلاثًا".
2938 -
عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: "الذي ألحد قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو طلحة، والذي ألقى القطيفة تحته شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال جعفر: وأخبر أن ابن أبي رافع قال: سمعت شقران يقول: أنا والله طرحت القطيفة تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر".
رواه ت
(4)
، وقال: حديث حسن غريب.
2939 -
عن ابن عباس قال: "جعل في قبر النبي صلى الله عليه وسلم قطيفة حمراء".
رواه م
(5)
.
2940 -
عن البراء بن عازب قال: "بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بجماعة، فقال: علام ما اجتمع عليه هؤلاء؟ قيل: على قبر (يحفرون له)
(6)
، قال: ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبدر بين يدي أصحابه مسرعًا حتى انتهى إلى القبر فحثا عليه، قال: فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع فبكى حتى بل الثرى من دموعه، ثم أقبل علينا، قال: أي إخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا"
(7)
.
(1)
المسند (2/ 320 - 321).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 499 رقم 1565).
(3)
وضعها الناسخ قبل الحديث السابق، والصواب أن موضعها هنا، والله أعلم.
(4)
جامع الترمذي (3/ 365 رقم 1047).
(5)
صحيح مسلم (2/ 665 رقم 967).
(6)
في المسند: يحفرونه.
(7)
رواه ابن ماجه (2/ 1403 رقم 4195).
رواه الإمام أحمد
(1)
من رواية أبي رجاء عبد الله بن واقد الهروي، قال ابن عدي
(2)
: مظلم الحديث. وقد وثقه الإمام أحمد
(3)
ويحيى بن معين
(4)
، وقال أبو زرعة الرازي (4): لم يكن به بأس.
2941 -
عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي: "ألا أبعثك على ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته".
وفي لفظ: "ولا صورة إلا طمستها". رواه م
(5)
.
2942 -
عن ثمامة بن شفي قال: "كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس
(6)
، فتوفي صاحب لنا، فأمر فضالة بقبره فسوي، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها".
رواه م
(7)
.
2943 -
عن جابر قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُجصص القبر، وأن يُقعد عليه، وأن يُبنى عليه".
رواه م
(8)
، وفي رواية لأبي داود
(9)
والترمذي
(10)
: "وأن يكتب عليها"، زاد
(1)
المسند (4/ 294).
(2)
الكامل (5/ 419).
(3)
الجرح والتعديل (5/ 191 رقم 882).
(4)
تاريخ الدارمي (75 رقم 170) والجرح والتعديل (5/ 191 رقم 882).
(5)
صحيح مسلم (2/ 666 رقم 969).
(6)
رودس: جزيرة مقابل الإسكندرية في البحر، وهي أول بلاد إفرنجة. معجم البلدان (3/ 90).
(7)
صحيح مسلم (2/ 666 رقم 968).
(8)
صحيح مسلم (2/ 667 رقم 970).
(9)
سنن أبي داود (3/ 216 رقم 3226).
(10)
جامع الترمذي (3/ 368 رقم 1052).
الترمذي: "وأن توطأ"، وقال: حديث حسن صحيح.
وفي رواية أبي داود: "يكتب عليه، أو يزاد عليه".
وروى ابن ماجه
(1)
: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تقصيص القبور
(2)
، وأن يكتب على القبر شيء، وأن يبنى على القبر".
2944 -
عن سفيان التمار: "أنه رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنماً"
(3)
.
رواه خ
(4)
.
2945 -
عن القاسم قال: "دخلت على عائشة فقلت: يا أُمَّهْ اكشفي لي عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، فكشفت لي عن ثلاثة قبور (لا)
(5)
مشرفة ولا لاطية، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء".
رواه د
(6)
.
2946 -
عن أنس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم قبر عثمان بن مظعون بصخرة".
رواه ق
(7)
.
2947 -
عن المطلب قال: "لما مات عثمان بن مظعون أخرج (بجنازته)
(8)
فدفن، أمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً أن يأتيه بحجر فلم يستطع حمله فقام إليها رسول الله
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 498 رقم 1562، 1563).
(2)
هو بناؤها بالقصة، وهي الجِص. النهاية (4/ 71).
(3)
أي: مرتفعًا، وسنام كل شيء أعلاه. النهاية (2/ 409).
(4)
صحيح البخاري (3/ 300) كتاب الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، بعد الحديث رقم (1390).
(5)
من سنن أبي داود.
(6)
سنن أبي داود (3/ 215 رقم 3220).
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 498 رقم 1561).
(8)
في "الأصل": بجنازة. والمثبت من سنن أبي داود.
- صلى الله عليه وسلم وحسر عن ذراعيه -قال المطلب: قال الذي يخبرني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كأني انظر إلى بياض ذراعي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حسر عنهما- ثم حملها فوضعها عند رأسه، وقال: أتعلم بها قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي".
رواه د
(1)
.
2948 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه، فتخلص إلى جلده، خير له من أن يجلس على قبر"
(2)
.
2949 -
عن أبي مرثد الغنوي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تجلسوا على (القبور)
(3)
ولا تصلوا إليها". رواه م
(4)
.
2950 -
عن عمرو بن حزم قال: "رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئًا على قبر، فقال: لا تؤذ صاحب هذا القبر - (أو)
(5)
لا تؤذه"، وفي لفظ: "ولا يؤذك".
رواه الإمام أحمد
(6)
.
2951 -
عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " (لأن أمشي)
(7)
على جمر أو سيف أو أخصف نعلي أحب إلي من أن أمشي على قبر مسلم، وما أبالي أوسط (القبور)
(8)
قضيت حاجتي أو وسط السوق".
(1)
سنن أبي داود (3/ 212 رقم 3206).
(2)
صحيح مسلم (2/ 667 رقم 971).
(3)
في "الأصل": القبر. والمثبت من صحيح مسلم.
(4)
صحيح مسلم (2/ 668 رقم 972).
(5)
في "الأصل": و.
(6)
سقط هذا الحديث من مسند أحمد المطبوع، انظر إتحاف المهرة (12/ 465 رقم 15924) والله أعلم.
(7)
في "الأصل": لأمشي. والمثبت من سنن ابن ماجه.
(8)
في "الأصل": القبر إذا قال. والمثبت من سنن ابن ماجه.
رواه ق
(1)
.
2952 -
عن بشير بن نهيك، عن بشير (مولى)
(2)
رسول الله صلى الله عليه وسلم -وكان اسمه في الجاهلية زحم بن معبد، فهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما اسمك؟ فقال: زحم. فقال: بل أنت بشير- قال: بينما أنا أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبر من المشركين، فقال: لقد سبق هؤلاء خيراً كثيراً -ثلاثاً- ثم مر بقبور المسلمين فقال: أدرك هؤلاء خيرًا كثيرًا. وحانت من رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرة؛ فإذا رجل يمشي في القبور عليه نعلان، فقال: يا صاحب السبتيتين ويحك، ألق سبتيتيك، فنظر الرجل فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلعهما فرمى بهما".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
-وهذا لفظه- س
(5)
ق
(6)
.
2953 -
عن سعيد بن عبد الله (الأزدي)
(7)
قال: "شهدت أبا أمامة وهو في النزع، فقال: إذا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصنع بموتانا، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب على قبره، فليقم أحدكم على رأس قبره، ثم ليقل يا فلان ابن فلانة؛ فإنه يسمعه فلا يجيب، ثم يقول: يا فلان ابن فلانة (فإنه يستوي قاعدًا، ثم يقول: يا فلان ابن فلانة. فإنه يقول: أرشدنا)
(8)
رحمك الله. ولكن لا تسمعون، فليقل: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله لا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأنك رضيت باللَّه
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 499 رقم 1566).
(2)
في "الأصل": أن. والمثبت من سنن أبي داود.
(3)
المسند (5/ 83، 84، 224).
(4)
سنن أبي داود (3/ 217 رقم 3230).
(5)
سنن النسائي (4/ 96 رقم 2047).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 499 - 500 رقم 1568).
(7)
في المعجم الكبير: الأودي.
(8)
من معجم الطبراني الكبير.
ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا، وبالقرآن إمامًا، فإن منكرًا ونكيرًا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه، ويقول: انطلق بنا ما نقعد عند من لقن حجته. فيكون الله حجَّته
(1)
دونهما. فقال رجل: يا رسول الله فإن لم يعرف أمه؟ قال: تنسبه إلى حواء".
رواه سليمان بن أحمد الطبراني في معجمه الكبير
(2)
من رواية إسماعيل بن عياش
(3)
وقد تُكلم فيه.
2954 -
عن راشد بن سعد وضمرة بن حبيب و (حكيم)
(4)
بن عمير قالوا: "إذا سوي على الميت قبره، وانصرف الناس عنه، كانوا يستحبون أن يقال للميت عند قبره: يا فلان قل: لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله -ثلاث مرات- قل: ربي الله، وديني الإسلام، ونبى محمد صلى الله عليه وسلم. ثم ينصرف".
رواه سعيد بن منصور.
39 - باب الدفن بالليل
2955 -
تقدم
(5)
في حديث جابر بن عبد الله: "زجر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبر بالليل حتى يصلى عليه إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك".
رواه م
(6)
.
(1)
كذا في "الأصل" وفي المعجم الكبير: "حجيجه".
(2)
المعجم الكبير (8/ 298 - 299 رقم 7979).
(3)
ترجمته في التهذيب (3/ 163 - 181).
(4)
في "الأصل": حكم. والمثبت هو الصواب، وهو حكيم بن عمير بن الأحوص أبو الأحوص الشامي الحمصي، ترجمته في التهذيب (7/ 199 - 200) ووقع في منتقى الأخبار (2/ 106 رقم 1918) على الصواب، والله أعلم.
(5)
الحديث رقم (2805).
(6)
صحيح مسلم (2/ 651 رقم 943).
2956 -
عن ابن عباس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبر دفن ليلاً، فقال: متى دفن هذا؟ فقالوا: البارحة. قال: أفلا آذنتموني؟ قالوا: دفناه في ظلمة الليل؛ فكرهنا أن نوقظك. فقال: فصففنا -قال ابن عباس: وأنا فيهم- فصلى عليه".
رواه خ
(1)
.
2957 -
عن عائشة قالت: "ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المساحي من آخر الليل ليلة الأربعاء".
قال محمد بن إسحاق: والمساحي: المرور.
رواه الإمام أحمد
(2)
.
2958 -
وروى خ
(3)
في حديث عن عائشة قالت: "دخلت على أبي بكر فقال: في كم كفنتم النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: في ثلاثة أثواب بيض سحولية؛ ليس فيها قميص ولا عمامة، وقال لها: في أي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: يوم الاثنين، قال: فأي يوم هذا؟ قالت: يوم الاثنين. قال: أرجو فيما بيني وبين الليل" وفيه ذكر الكفن، وآخره:"فلم يتوف حتى أمسى من ليلة الثلاثاء، ودفن قبل أن يصبح".
2959 -
عن جابر بن عبد الله قال: "رأى ناس نارًا في المقبرة، فأتوها، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر، وإذا هو يقول: "ناولوني صاحبكم. فإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر"
(4)
.
2960 -
عن ابن عباس: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل قبرًا ليلاً، فأسرج له سراج
(1)
صحيح البخاري (3/ 225 رقم 1321).
(2)
المسند (6/ 62).
(3)
صحيح البخاري (3/ 297 رقم 1387).
(4)
رواه أبو داود (3/ 201 رقم 3164).
(فأخذه)
(1)
من قبل القبلة، وقال: رحمك الله، إن كنت لأواهًا تلاءً للقرآن. وكبر عليه أربعًا".
رواه ت
(2)
وقال: حديث حسن.
40 - ذكر دفن الكفار
2961 -
عن علي رضي الله عنه قال: "لما مات أبو طالب أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن عمك الشيخ الضال قد مات. فقال: انطلق فراره، ولا تحدثن شيئًا حتى تأتيني. قال: فانطلقت فواريته، فأمرني فاغتسلت، ثم دعا لي بدعوات، ما أحب أن لي منهن ما عرض من شيء".
رواه الإمام أحمد
(3)
-وهذا لفظه- د
(4)
س
(5)
، وفي لفظ لأحمد
(6)
أيضًا: "فدعا لي بدعوات ما يسرني أن لي بها حمر النعم وسودها. قال: فكان علي إذا غسل الميت اغتسل".
41 - باب النهي عن اتخاذ المساجد على القبور
2962 -
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. لولا ذلك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا".
(1)
في "الأصل": فأخذ. والمثبت من جامع الترمذي.
(2)
جامع الترمذي (3/ 372 رقم 1057).
2961 -
خرجه الضياء في المختارة (2/ 362 - 364 رقم 745 - 747).
(3)
المسند (1/ 113).
(4)
سنن أبي داود (3/ 214 رقم 3214).
(5)
سنن النسائي (1/ 110 رقم 190).
(6)
المسند (1/ 103).
رواه خ
(1)
م
(2)
.
2963 -
وعن عائشة قالت: "لما اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم ذكر بعض نسائه (كنيسة)
(3)
رأتها بأرض الحبشة، يقال لها: مارية -وكانت أم سلمة وأم حبيبة أتتا أرض الحبشة- فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها، فقال: أولئك إذا مات منهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً، ثم صوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله".
رواه خ
(4)
-وهذا لفظه- م
(5)
.
2964 -
عن أبي هريرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
رواه خ
(6)
م
(7)
.
2965 -
عن عائشة وعبد الله بن عباس قالا: "لما (نُزل)
(8)
برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. يحذرهم ما صنعوا". رواه خ
(9)
م
(10)
.
2966 -
وعن ابن عباس قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين
(1)
صحيح البخاري (3/ 238 رقم 1330).
(2)
صحيح مسلم (1/ 376 رقم 529).
(3)
تكررت في "الأصل".
(4)
صحيح البخاري (3/ 247 رقم 1341).
(5)
صحيح مسلم (1/ 375 رقم 528).
(6)
صحيح البخاري (1/ 634 رقم 437).
(7)
صحيح مسلم (1/ 376 رقم 530).
(8)
من صحيح مسلم.
(9)
صحيح البخاري (3/ 300 رقم 1390).
(10)
صحيح مسلم (1/ 377 رقم 531).
(عليها)
(1)
المساجد والسرج".
رواه الإمام أحمد
(2)
د
(3)
ت
(4)
س
(5)
.
2967 -
عن زيد بن ثابت: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لعن الله اليهود؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
رواه الإمام أحمد
(6)
.
42 - باب القعود والموعظة عند القبر وذكر المسألة في القبر
2968 -
عن علي -رضي اللَّة عنه- قال: "كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم، فقعد وقعدنا حوله، ومعه مخصرة، فجعل ينكت (بمخصرته)
(7)
، ثم قال: ما منكم من أحد من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار، إلا وقد كتب شقية أو سعيدة. فقال رجل: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة؟ (قال: أما أهل السعادة فييسرون لعمل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة)
(8)
ثم قرأ:
(1)
من سنن أبي داود.
(2)
المسند (1/ 229، 287، 324، 337).
(3)
سنن أبي داود (3/ 218 رقم 3236).
(4)
جامع الترمذي (2/ 136 رقم 320) وقال الترمذي: حديث حسن.
(5)
سنن النسائي (4/ 95 رقم 2042).
(6)
المسند (5/ 184).
(7)
في "الأصل": بمخصرة. والمثبت من صحيح البخاري.
(8)
من صحيح البخاري.
{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى
…
}
(1)
الآية".
رواه خ
(2)
-وهذا لفظه- م
(3)
.
2969 -
عن أبي هريرة قال: "إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها، فذكر من ريح طيبها وذكر المسك، قال: فيقول أهل السماء: روح طيبة جاءت من قبل الأرض، صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه، فتنطلق به إلى ربه عز وجل ثم تقول: انطلقوا به إلى آخر الأجل، قال: وإن الكافر إذا خرجت روحه، وذكر من نتنها وذكر لعن، فيقول أهل السماء: روح خبيثة جاءت من قبل الأرض، قال: فيقال: انطلقوا بها إلى آخر الآجل. قال أبو هريرة: فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة كانت عليه على أنفه هكذا".
رواه م
(4)
.
2970 -
عن زاذان عن البراء بن عازب قال: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على القبر، وجلسنا حوله كأن على رءوسنا الطير، وهو يلحد له، فقال: أعوذ باللَّه من عذاب القبر- ثلاث مرات- ثم قال: إن المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة، وانقطاع من الدنيا، نزلت (إليه)
(5)
الملائكة كان على وجوههم الشمس مع كل واحد منهم كفن وحنوط فيجلسون منه مد بصره، حتى إذا خرج روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض وكل (ملك)
(6)
في السماء وفتحت أبواب السماء، ليس من أهل باب إلا وهم
(1)
سورة الليل، الآيتان: 5، 6.
(2)
صحيح البخاري (3/ 267 رقم 1362).
(3)
صحيح مسلم (4/ 2039 رقم 2647).
(4)
صحيح مسلم (4/ 2202 رقم 2872).
(5)
في "الأصل": إليهم. والمثبت من المسند.
(6)
من المسند.
يدعون الله أن (يعرج)
(1)
بروحه من قبلهم، فإذا عرجوا بروحه قالوا: رب، عبدك فلان، فيقول: أرجعوه، فإني عهدت إليهم أن منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى. قال: فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه، فيأتيه آت فيقول: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبي محمد صلى الله عليه وسلم فينتهره، فيقول: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن،- فذلك حين يقول الله عز وجل:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}
(2)
، فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبي محمد صلى الله عليه وسلم. فيقول له: صدقت. ثم يأتيه آت حسن الوجه، طيب الريح، حسن الثياب، فيقول له: أبشر بكرامة من الله ونعيم مقيم. فيقول: وأنت فبشرك الله بخير، من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصالح، كنت والله سريعًا في طاعة الله، بطيئًا عن معصية الله، فجزاك الله خيرًا، ثم يفتح له باب من الجنة وباب من النار، فيقال: هذا كان منزلك لو عصيت الله، أبدلك الله به هذا، فإذا رأى ما في الجنة قال: رب عجل قيام الساعة كيما أرجع إلى أهلي ومالي. فيقال له: اسكن. وإن الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزلت عليه ملائكة غلاظ شداد، فينزعوا روحه كما ينزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبتل، وتنزع نفسه مع العروق، يلعنه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء، وتغلق أبواب السماء، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن لا تعرج روحه من قبلهم، فإذا عرج روحه قالوا: رب، فلان عبدك. قال: أرجعوه، فإني عهدت إليهم أن منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال: فإنه ليسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا، قال: فيأتيه آت فيقول: ما دينك؟ من ربك؟ من نبيك؟ فيقول له: لا أدري. فيقول: لا دريت ولا تلوت. فيأتيه آت
(1)
في "الأصل": يخرج. والمثبت من المسند.
(2)
سورة إبراهيم، الآية:27.
قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول: أبشر بهوان من الله وعذاب مقيم. فيقول: فأنت بشرك الله بالشر، من أنت؟ فيقول: أنا عملك الخبيث، كنت بطيئاً عن طاعة الله، سريعاً في معصية الله، فجزاك الله شرًّا، ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة، لو ضرب بها جبل كان ترابًا، فيضربه ضربة، فيصير ترابًا، ثم يعيده الله عز وجل كما كان، ثم يضربه ضربة أخرى، فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين. قال البراء بن عازب: ثم يفتح له باب من النار، ويمهد من فرش النار".
رواه الإمام أحمد
(1)
.
2970م- ورواه
(2)
من طريق آخر، وفيه: "حتى (يجلسوا)
(3)
منه (مد)
(4)
البصر، ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان. قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء، فيأخذها، فإذا أخذها لم (يدعوها)
(5)
في يده طرفة عين حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وُجدت على وجه الأرض، قال: فيصعدون بها، فلا يمرون -يعني بها- على ملأ من الملائكة، إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان ابن فلان. بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، فينتهوا بها إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له، فيفتح لهم، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها. حتى ينتهى به إلى السماء السابعة، فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين،
(1)
المسند (4/ 295 - 296).
(2)
المسند (4/ 287 - 288).
(3)
في "الأصل": يخلوا. والمثبت من المسند.
(4)
من المسند.
(5)
في "الأصل": يدعها. والمثبت من المسند.
وأعيدوه إلى الأرض؛ فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى. قال: فتعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله. فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام. فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله. فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت. فينادى أن صدق عبدي؛ فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة، قال: فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره، قال: ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، هذا وعدك الذي كنت توعد، فيقول له: من أنت، فوجهك الوجه يجيء بالخير؟ فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: يا رب أقم الساعة، رب أقم الساعة؛ حتى أرجع إلى أهلي ومالي. قال: وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة؛ نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه (معهم)
(1)
المسوح، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك (الموت)(1) حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط (من)(1) الله وغضب. قال: فتفرق في جسده، فينزعها كما ينزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، ويصعدون بها، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقول: فلان ابن فلان. بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا فيستفتح له، فلا يفتح له، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: " {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}
(2)
، فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحًا، ثم قرأ: (وَمَن
(1)
من المسند.
(2)
سورة الأعراف، الآية:40.
يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَاَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ)
(1)
فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري. فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري. فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري. فينادي منادٍ من السماء: أن كذب؛ فأفرشوه من النار، وافتحوا له بابًا إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول: أبشر بالذي يسوءك، هذا وعدك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر؟ فيقول: أنا عملك الخبيث. فيقول: يا رب لا تقم الساعة".
رواه د
(2)
بطوله بنحوه
(3)
س
(4)
ق
(5)
أوله، ورواه (أبو)
(6)
عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني في صحيحه
(7)
نحوه، وعنده: عن أبي عمر زاذان الكندي، قال: سمعت البراء بن عازب.
ورواه أبو عبد الله بن منده في كتاب "الإيمان"
(8)
بطوله، وقال: هذا متصل الإسناد متصل مشهور، رواه جماعة عن البراء
(9)
.
(1)
سورة الحج، الآية:31.
(2)
سنن أبي داود (4/ 239 رقم 4753، 4754).
(3)
زاد بعدها في "الأصل": يقول.
(4)
سنن النسائي (4/ 78 رقم 2000).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 494 رقم 1548، 1549).
(6)
في "الأصل": ابن. وهو تحريف.
(7)
لم أجده في صحيح أبي عوانة المطبوع، وهو في إتحاف المهرة (2/ 459 رقم 2063).
(8)
كتاب الإيمان (2/ 962 - 965 رقم 1064).
(9)
زاد ابن منده: وكذلك رواه عدة عن الأعمش وعن المنهال بن عمرو، والمنهال أخرج عند البخاري ما تفرد به، وزاذان أخرج عن مسلم، وهو ثابت على رسم الجماعة، وروي هذا الحديث عن جابر وأبي هريرة وأبي سعيد وأنس بن مالك وعائشة رضي الله عنهم.
وقيل: إن زاذان لم يسمع من البراء، وفي رواية الإسفراييني: قال: سمعت البراء" واللَّه أعلم بالصواب.
2971 -
عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " (إذا أُقعد)
(1)
المؤمن في قبره أتي ثم
(2)
شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فذلك قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
(3)
".
رواه خ
(4)
-وهذا لفظه- م
(5)
ولفظه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} (3) قال: "نزلت في عذاب القبر، يقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله ونبي محمد. فذلك قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (3).
2972 -
عن أنس بن مالك قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه؛ إنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا، قال: يأتيه ملكان فيقعدانه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ قال: فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، قال: فيقال له: انظر مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة. قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: فيراهما جميعًا".
قال قتادة: وذُكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعًا، ويُملأ عليه خضرًا إلى يوم يبعثون".
رواه خ
(6)
م
(7)
-واللفظ له- وعند البخاري: "قال قتادة: وذكر لنا (أنه)
(8)
(1)
في "الأصل": قعد. والمثبت من صحيح البخاري.
(2)
زاد بعدها في "الأصل": لم.
(3)
سورة إبراهيم، الآية:27.
(4)
صحيح البخاري (3/ 274 رقم 1369).
(5)
صحيح مسلم (4/ 2301 رقم 2871).
(6)
صحيح البخاري (3/ 275 رقم 1374).
(7)
صحيح مسلم (4/ 2200 رقم 2870).
(8)
من صحيح البخاري.
يفسح له في قبره، ثم رجع إلى حديث أنس: وأما المنافق -أو الكافر- فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس فيه. فيقال: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين".
2973 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا قبر الميت -أو قال: أحدكم -أتاه ملكان أسودان أزرقان- يقال لأحدهما: المنكر، والآخر: النكير- فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: ما كان يقول، هو: عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله. فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا، ثم (يفسح)
(1)
له في قبره (سبعون)
(2)
ذراعًا في سبعين، ثم ينور له فيه، ثم يقال له: نم. فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم. فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك. وإن كان منافقًا قال: سمعت الناس يقولون فقلت مثله، لا أدري. فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك، التئمي عليه. فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها معذبًا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك".
رواه ت
(3)
، وقال: حديث حسن غريب.
2974 -
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة".
رواه خ
(4)
م
(5)
.
(1)
في "الأصل": يفتح. والمثبت من جامع الترمذي.
(2)
في "الأصل": سبعين. والمثبت من جامع الترمذي.
(3)
جامع الترمذي (3/ 383 رقم 1071).
(4)
صحيح البخاري (3/ 286 رقم 1379).
(5)
صحيح مسلم (4/ 2199 رقم 2866).
2975 -
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى ما فسح له في قبره فيقول: دعوني أبشر أهلي. فيقال له: اسكن".
رواه الإمام أحمد
(1)
.
2976 -
عن كعب بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما نسمة المسلم طير تعلق في شجر الجنة حتى يرجعها الله عز وجل في جسده يوم القيامة "
(2)
.
وفي لفظ
(3)
: "إنما نسمة المؤمن".
رواه الإمام أحمد -وهذا لفظه- ت
(4)
س
(5)
ق
(6)
، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
43 - باب ذكر الأنبياء عليهم السلام في قبورهم
2977 -
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مررت على موسى ليلة أسري يى عند الكثيب
(7)
الأحمر، وهو قائم يصلي في قبره".
رواه م
(8)
.
2978 -
أخبرنا أبو المجد زاهر بن أحمد الثقفي، أن الحسين بن عبد الملك الأديب أخبرهم، أبنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه- أبنا أبو بكر محمد بن
(1)
المسند (3/ 331).
(2)
المسند (3/ 455).
(3)
المسند (3/ 455، 460).
(4)
جامع الترمذي (4/ 151 رقم 1641).
(5)
سنن النسائي (4/ 108 رقم 2072).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 466 رقم 1449، 2/ 1428 رقم 4271).
(7)
الكثيب: الرمل المستطيل المحدودب. النهاية (4/ 152).
(8)
صحيح مسلم (4/ 1845 رقم 2375).
إبراهيم بن المقرئ، أبنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي
(1)
، ثنا أبو الجهم الأزرق ابن علي، ثنا يحيى بن أبي بكر، ثنا (المستلم)
(2)
بن سعيد، عن الحجاج، عن ثابت البناني، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون".
شاهده حديث أنس الذي تقدم.
2979 -
عن عثمان -هو ابن عفان رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، فقال: استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت؛ فإنه الآن يسأل".
رواه د
(3)
.
44 - باب في عذاب القبر والتعوذ منه
2980 -
عن أبي أيوب قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما غربت الشمس فسمع صوتًا، فقال: يهود تعذب في قبورها".
رواه خ
(4)
م
(5)
.
2981 -
عن زيد بن ثابت قال: "بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له، ونحن معه، إذ حادت به وكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة -أو خمسة، أو
(1)
مسند أبي يعلى (6/ 147 رقم 3425).
(2)
في "الأصل": المسلم. والمثبت من مسند أبي يعلى، وهو مستلم بن سعيد الثقفي الواسطي، ترجمته في التهذيب (27/ 429 - 432).
2979 -
خرجه الضياء في المختارة (1/ 523 رقم 388).
(3)
سنن أبي داود (3/ 215 رقم 3221).
(4)
صحيح البخاري (3/ 284 رقم 1375).
(5)
صحيح مسلم (4/ 2200 رقم 2869).
أربعة- فقال: من يعرف أصحاب هذا الأقبر؟ فقال رجل: أنا. قال: متى مات هؤلاء؟ قال: قالوا: في الإشراك، فقال: إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن (لا)
(1)
تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه. ثم أقبل علينا بوجهه فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار. فقالوا: نعوذ بالله من عذاب النار. قال: تعوذوا باللَّه من عذاب القبر. قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر. قال: تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. فقالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قال: تعوذوا بالله من فتنة الدجال. (قالوا)
(2)
: نعوذ بالله من فتنة الدجال". رواه م
(3)
.
2982 -
عن عائشة: "أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر. فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر؟ قال: نعم عذاب القبر
(4)
. قالت عائشة: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر، وقال: عذاب القبر حق".
رواه خ
(5)
-وهذا لفظه- م
(6)
، وفي لفظ
(7)
: "إنهم يعذبون عذابًا تسمعه البهائم كلها".
2983 -
عن أم خالد بنت خالد قالت: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عذاب
(1)
من صحيح مسلم.
(2)
في "الأصل": قال. والمثبت من صحيح مسلم.
(3)
صحيح مسلم (4/ 6199 رقم 2867).
(4)
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح"(3/ 279): كذا للأكثر، زاد الحموي والمستملي:"حق" وليس بجيد.
(5)
صحيح البخاري (3/ 274 رقم 1372).
(6)
صحيح مسلم (1/ 411 رقم 586).
(7)
صحيح البخاري (11/ 178 رقم 6366).
القبر". رواه خ
(1)
.
45 - باب ضمة القبر
2984 -
عن (ابن)
(2)
عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " هذا الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفًا من الملائكة؛ لقد ضُم ضمة ثم فرج عنه".
رواه س
(3)
.
46 - باب كراهية الذبح عند القبور وأن يصنعوا لهم طعامًا
2985 -
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عقر في الإسلام".
رواه الإمام أحمد
(4)
-في حديث هذا منه- د
(5)
ت
(6)
-لفظه من الحديث-، وهي في الحديث الذي هذا لفظ منه -وقال: حديث حسن صحيح غريب- وابن حبان البستي
(7)
.
وفي رواية أبي داود: قال عبد الرزاق: كانوا يعقرون عند القبر بقرة أو شاة.
(1)
صحيح البخاري (3/ 284 رقم 1376).
(2)
من سنن النسائي.
(3)
سنن النسائي (4/ 100 - 101 رقم 2054).
2985 -
خرجه الضياء في المختارة (5/ 165 - 167 رقم 1786 - 1787) مطولاً.
(4)
المسند (3/ 197).
(5)
سنن أبي داود (3/ 216 رقم 3222).
(6)
جامع الترمذي (4/ 131 رقم 1601) بلفظ: "من انتهب فليس منا".
(7)
موارد الظمآن (1/ 323 رقم 738).
2986 -
عن جرير بن عبد الله قال: "كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة".
رواه الإمام أحمد
(1)
ق
(2)
، ولم يقل:"بعد دفنه".
47 - الأمر بصنعة الطعام لأهل الميت
2987 -
عن عبد الله بن جعفر قال: "لما نُعي جعفر حين قُتل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: اصنعوا لآل جعفر طعامًا، فقد أتاهم ما يشغلهم".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
ت
(5)
ق
(6)
.
2988 -
عن أسماء بنت عميس قالت: "لما أصيب جعفر رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله، فقال: إن آل جعفر قد شغلوا بشأن ميتهم فاصنعوا لهم طعاماً".
رواه الإمام أحمد
(7)
ق
(8)
، وهذا لفظه.
48 - باب كراهية النعي
2989 -
عن عبد الله -هو ابن مسعود- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والنعي؛ فإن النعي من عمل الجاهلية. قال عبد الله: والنعي أذان بالميت".
(1)
المسند (2/ 204).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 514 رقم 1612).
2987 -
خرجه الضياء في المختارة (9/ 166 - 167 رقم 141 - 143).
(3)
المسند (1/ 205).
(4)
سنن أبي داود (3/ 195 رقم 3132).
(5)
جامع الترمذي (3/ 323 رقم 998) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 514 رقم 1610).
(7)
المسند (6/ 370).
(8)
سنن ابن ماجه (1/ 514 رقم 1611).
رواه ت
(1)
، وقال: حديث غريب.
2990 -
عن حذيفة قال: إذا مت (فلا)
(2)
تؤذنوا بي أحدًا؛ إني أخاف أن يكون نعيًا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
(3)
ينهى عن النعي".
رواه الإمام أحمد
(4)
ق
(5)
ت
(6)
-وهذا لفظه- وعند ابن ماجه: "كان حذيفة إذا مات له الميت قال: لا تؤذنوا به أحداً؛ إني أخاف أن يكون نعياً، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين ينهى عن النعي".
قال الترمذي: حديث حسن
(7)
. ورواه الإمام أحمد
(8)
أيضًا كرواية ابن ماجه ولم يقل: "بأذني هاتين".
49 - باب في الصدقة على الميت
2991 -
عن عائشة: "أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها، وأراها لو تكلمت تصدقت، فهل لها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: نعم".
رواه خ
(9)
م
(10)
.
(1)
جامع الترمذي (3/ 312 رقم 984).
(2)
تكررت في "الأصل".
(3)
زاد بعدها في "الأصل": يقول. وليست هذه الزيادة في جامع الترمذي.
(4)
المسند (5/ 385).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 474 رقم 1476).
(6)
جامع الترمذي (3/ 313 رقم 986).
(7)
كذا في تحفة الأشراف (3/ 22 رقم 3303) وتحفة الأحوذي (4/ 59 رقم 989) وفي جامع الترمذي وعارضة الأحوذي (4/ 207): حسن صحيح.
(8)
المسند (5/ 406).
(9)
صحيح البخاري (5/ 457 رقم 2760).
(10)
صحيح مسلم (2/ 696 رقم 1004).
2992 -
عن ابن عباس: "أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي توفيت أفينفعها إن تصدقت عنها؟ قال: نعم. قال: فإن لي مخرفاً
(1)
فأنا أشهدك أني قد تصدقت به عنها".
رواه خ
(2)
، وفي لفظ
(3)
: "أن سعد بن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب فهل ينفعها شيء إن تصدقت عنها؟ قال: نعم. قال: فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها".
2993 -
عن أبي هريرة: "أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبي مات وترك مالاً ولم يوص، فهل يكفر عنه إن تصدقت عليه؟ قال: نعم".
رواه م
(4)
.
2994 -
عن سعد بن عبادة أنه قال: "يا رسول الله إن أم سعد ماتت، فأي الصدقة أفضل؟ (قال)
(5)
: الماء. فحفر بئرًا، وقال: هذه لأم سعد".
رواه الإمام أحمد
(6)
د
(7)
-وهذا لفظه- س
(8)
، وروى ق
(9)
منه: "قلت: يا رسول الله أي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء".
2995 -
عن عبد الله بن عمرو: " (أن)
(10)
العاص بن وائل نذر من الجاهلية أن
(1)
أي: بستانًا من نخل. النهاية (2/ 24).
(2)
صحيح البخاري (5/ 465 رقم 2770).
(3)
صحيح البخاري (5/ 453 رقم 2756).
(4)
صحيح مسلم (3/ 1254 رقم 1630).
(5)
تكررت في "الأصل".
(6)
المسند (5/ 284، 6/ 7).
(7)
سنن أبي داود (2/ 130 رقم 1681).
(8)
سنن النسائي (6/ 254 رقم 3666).
(9)
سنن ابن ماجه (2/ 1214 رقم 3684).
(10)
في "الأصل": به. والمثبت من المسند.
ينحر مائة بدنة، وأن هشام بن العاص نحر حصته خمسين، وأن عمرًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: أمَّا أبوك فلو أقر بالتوحيد فصمت وتصدقت عنه نفعه ذلك".
رواه الإمام أحمد
(1)
.
50 - باب ما يلحق الميت بعد موته
2996 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
أخرجه م
(2)
.
2997 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علمًا علمه -أو
(3)
نشره- أو ولدًا صالحًا تركه، أو مصحفًا ورثه، أو مسجداً بناه، أو بينًا لابن السبيل بناه، أو نهرًا أكراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته"
(4)
.
رواه ق
(5)
.
51 - باب فضل الاسترجاع عند المصيبة
2998 -
عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد تصيبه مصيبة -يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في
(1)
المسند (2/ 181 - 182).
(2)
صحيح مسلم (3/ 1255 رقم 1631).
(3)
في سنن ابن ماجه: "و".
(4)
صححه ابن خزيمة (4/ 121 رقم 2490).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 88 رقم 242).
مصيبتي وأخلف لي خيراً منها (إلا أجره الله في مصيبته، وأخلف له خيراً منها)
(1)
، قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأخلف الله لي خيرًا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم".
رواه م
(2)
.
2999 -
عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله عز وجل: ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثوابًا دون الجنة".
رواه ق
(3)
من رواية إسماعيل بن عياش
(4)
والقاسم بن عبد الرحمن
(5)
، وكلاهما قد تُكلم فيه.
3000 -
عن فاطمة ابنة الحسين عن أبيها قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث استرجاعًا وإن تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثلها يوم أصيب".
رواه الإمام أحمد
(6)
ق
(7)
.
3001 -
عن أنس بن مالك قال: "مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر، فقال: اتقي الله واصبري. قالت: إليك عني؛ فإنك لم تصب بمصيبتي. ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك. فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى".
(1)
من صحيح مسلم.
(2)
صحيح مسلم (2/ 163 رقم 918).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 509 رقم 1597).
(4)
ترجمته في التهذيب (3/ 163 - 181).
(5)
ترجمته في التهذيب (23/ 383 - 391).
(6)
المسند (1/ 201).
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 510 رقم 1600).
رواه خ
(1)
م
(2)
، وهذا لفظ البخاري.
3002 -
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أيها الناس أيما أحد من الناس -أو من المؤمنين- أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته (بي)
(3)
عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحداً من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي".
رواه ق
(4)
، من رواية موسى بن عبيدة
(5)
، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة.
3003 -
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية، سمعوا قائلاً يقول: إن في الله عزاءً من كل مصيبة، وخلفًا من كل هالك، ودركًا من كل ما فات، فبالله فثقوا وإياه فارجوا؛ فإن المصاب من حرم الثواب".
رواه الإمام الشافعي
(6)
.
52 - باب فيمن مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة
3004 -
عن ربيعة بن سيف، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر".
رواه الإمام أحمد
(7)
ت
(8)
، وقال: حديث غريب؛ ليس إسناده بمتصل،
(1)
صحيح البخاري (3/ 177 رقم 1283).
(2)
صحيح مسلم (2/ 637 رقم 626).
(3)
من سنن ابن ماجه.
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 510 رقم 1599).
(5)
ترجمته في التهذيب (29/ 104 - 114).
(6)
مسند الشافعي (ص 361).
(7)
المسند (2/ 169).
(8)
جامع الترمذي (3/ 386 رقم 1074).
ربيعة بن سيف إنما يروي عن أبي عبد الله الحبلي عن عبد الله بن عمرو، لا نعرف لربيعة بن سيف سماعًا من عبد الله بن عَمْرو.
ورواه الإمام أحمد
(1)
في
(2)
فتنة القبر من رواية أبي قبيل المصري قال: سمعت عبد الله بن عمرو.
53 - باب أجر من عزى مصابًا
3005 -
عن عبد الله -هو ابن مسعود- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من عزى مصابًا فله مثل أجره".
رواه ق
(3)
ت
(4)
، وقال: حديث غريب.
3006 -
عن عمرو بن حزم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة".
رواه ق
(5)
.
3007 -
عن (أبي)
(6)
برزة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عزى ثكلى
(7)
كسي بردًا في الجنة".
رواه ت
(8)
، وقال: حديث غريب، وليس إسناده بالقوي.
(1)
المسند (2/ 176، 220).
(2)
كذا في "الأصل" ولعلها: "وفي".
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 511 رقم 1602).
(4)
جامع الترمذي (3/ 385 رقم 1073).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 511 رقم 1601).
(6)
من جامع الترمذي.
(7)
الثُّكل: فقد الولد، وامرأة ثاكل وثكلى، ورجل ثاكل وثكلان. النهاية (1/ 217).
(8)
جامع الترمذي (3/ 387 - 388 رقم 1076).
54 - باب ذكر البكاء
3008 -
عن ابن عمر قال: "اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود فلما دخل عليه وجده في غاشيةٍ
(1)
، فقال: قد قضى؟ قالوا: لا يا رسول الله، فبكى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأى القوم بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا، فقال: ألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا -وأشار إلى لسانه- أو يرحم".
رواه خ
(2)
-وهذا لفظه- م
(3)
، وعنده:"وجده في غشيته، فقال: أقد قضى؟ ".
3009 -
عن أسامة بن زيد قال: "كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبياً لها -أو ابنًا لها- في الموت، فقال للرسول: ارجع إليها فأخبرها أن اللَّه عز وجل ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فمرها فلتصبر ولتحتسب. فعاد الرسول فقال: إنها قد أقسمت لتأتينها، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل، وانطلقت معهم، فرُفع إليه الصبي ونفسه تقعقع
(4)
كأنها في شنة ففاضت عيناه، فقال له سعد: ما هذه يا رسول الله؟ فقال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عبادة الرحماء".
(1)
في الصحيح المطبوع: "غاشية أهله" قال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 209): وسقط لفظ "أهله" من أكثر الروايات.
(2)
صحيح البخاري (3/ 209 رقم 1304).
(3)
صحيح مسلم (2/ 636 رقم 924).
(4)
أي: تضطرب وتتحرك، أراد كلما صار إلى حالٍ لم يلبث أن ينتقل إلى أخرى تقربه من الموت. النهاية (4/ 88).
رواه خ
(1)
م
(2)
، وهذا لفظه.
3010 -
عن جابر بن عبد الله قال: "لما قُتل أبي جعلت أكشف الثوب عن وجهه وينهوني، والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينهاني، فجعلت عمتي فاطمة تبكي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تبكين أو لا تبكين ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رقم فعتموه".
رواه خ
(3)
-وهذا لفظه- م
(4)
، وعنده: فجعلت أكشف الثوب عن وجهه وأبكي، وجعلوا ينهوني، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينهاني".
3011 -
عن أنس بن مالك قال: "شهدنا بنتًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر. قال: فرأيت عينيه تدمع فقال: هل منكم رجل لم يقارف الليلة؟ قال أبو طلحة: أنا. قال: فانزل. فنزل في قبرها".
رواه خ
(5)
.
3012 -
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم
…
" فذكر الحديث، قال أنس: "لقد رأيته يكيد بنفسه
(6)
بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، إنا بك يا إبراهيم لمحزونون".
رواه م
(7)
بهذا اللفظ.
(1)
صحيح البخاري (3/ 180 رقم 1284).
(2)
صحيح مسلم (2/ 635 رقم 923).
(3)
صحيح البخاري (3/ 194 رقم 1293).
(4)
صحيح مسلم (4/ 1917 - 1918 رقم 2471).
(5)
صحيح البخاري (3/ 180 رقم 1285).
(6)
أي: يجود بها، يريد النزع. النهاية (4/ 216).
(7)
صحيح مسلم (7/ 1804 - 1808 رقم 2315).
وعند البخاري
(1)
: "ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له عبد الرحمن: وأنت يا رسول الله! فقال: (يا ابن عوف: إنها رحمة. ثم أتبعها بأخرى، فقال صلى الله عليه وسلم:)
(2)
إن العين تدمع، والقلب يحزن وإنا لا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون".
3013 -
عن جابر بن عبد الله قال: "أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بن عوف فانطلق به إلى ابنه إبراهيم، فوجده يجود بنفسه، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره، فبكى، فقال له عبد الرحمن: أتبكي، أو لم تكن نهيت عن البكاء؟ قال: لا، ولكن نهيت عن صوتين أحمقين: صوت عند مصيبة، خمش وجوه، وشق جيوب، ورنة الشيطان".
رواه ت
(3)
، وقال: حديث حسن.
3014 -
عن أنس بن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أخذ الراية زيد فأصيب، فم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب -وإن عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم لتذرفان- ثم أخذها خالد بن الوليد من غير إمرة ففتح له".
رواه خ
(4)
.
3015 -
عن أسماء بنت يزيد قالت: "لما توفي ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (له)
(5)
المعزي -إما أبو بكر، وإما عمر-: أنت أحق من عظم لله حقه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول
(1)
صحيح البخاري (3/ 602 رقم 3013).
(2)
حدث في هذه العبارة تقدم وتأخير وسقط في "الأصل" والمثبت من صحيح البخاري.
(3)
جامع الترمذي (3/ 328 رقم 1005) وقال الترمذي: وفي الحديث كلام أكثر من هذا.
(4)
صحيح البخاري (3/ 139 - 140 رقم 1246).
(5)
في "الأصل": أن. والمثبت من سنن ابن ماجه.
ما يسخط الرب، ولولا أنه وعد صادق، وموعود جامع، وأن الآخر تابع الأول؛ لوجدنا عليك يا إبراهيم أفضل مما وجدنا، وإنا بك لمحزونون".
رواه ق
(1)
.
3016 -
عن ابن عباس قال: "ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت النساء، فجعل عمر يضربهن بسوطه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وقال: مهلًا يا عمر. ثم قال: إياكن ونعيق الشيطان. ثم قال: إنه مهما كان من العين والقلب فمن الله عز وجل ومن الرحمة، وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان".
رواه الإمام أحمد
(2)
.
3017 -
وروى
(3)
عن عائشة: "أن سعد بن معاذ لما مات حضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر، قالت: فوالذي نفسي بيده (إني)
(4)
لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وأنا في حجرتي".
3018 -
عن ابن عمر: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بنساء عبد الأشهل تبكي هلكاهن يوم أحد، فقال صلى الله عليه وسلم: لكن حمزة لا بواكي له. فجاء نساء الأنصار يبكين حمزة، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ويحهن ما انقلبن بعد! مروهن فلينقلبن، ولا يبكين على هالك بعد اليوم".
رواه الإمام أحمد
(5)
ق
(6)
، وهذا لفظه.
3019 -
عن أبي هريرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في جنازة فرأى عمر امرأة
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 506 رقم 1589).
(2)
المسند (1/ 237 - 238).
(3)
المسند (6/ 142).
(4)
من المسند.
(5)
المسند (2/ 40، 84، 92).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 507 رقم 1591).
فصاح بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعها يا عمر؛ فإن العين دامعة، والنفس ذاهبة، والعهد قريب"
(1)
.
رواه ق
(2)
.
3020 -
عن جابر بن عتيك: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب، فصاح بن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجبه، فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: غلبنا عليك يا أبا الربيع. فصاح النسوة يبكين، فجعل ابن عتيك يسكتهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعهن، فإذا وجب لا تبكين باكية. قالوا: وما الوجوب يا رسول الله؟ قال: الموت".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
-وهذا لفظه- س
(5)
ق
(6)
.
55 - باب النهي عن النياحة وضرب الخدود وشق الجيوب ونحو ذلك
3021 -
عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية".
رواه خ
(7)
م
(8)
.
(1)
رواه النسائي (4/ 19 رقم 1858).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 505 رقم 1587).
(3)
المسند (5/ 446).
(4)
سنن أبي داود (3/ 188 رقم 3111).
(5)
سنن النسائي (4/ 13 - 14 رقم 1845).
(6)
سنن ابن ماجه (2/ 937 رقم 2803) وليس فيه هذا اللفظ.
(7)
صحيح البخاري (3/ 195 رقم 1294).
(8)
صحيح مسلم (1/ 99 رقم 103).
3022 -
عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: "وجع أبو موسى وجعًا فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله
(1)
، فلم يستطع أن يرد (عليها)
(2)
شيئاً، فلما أفاق قال: إني بريء ممن برئ منه محمد صلى الله عليه وسلم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة
(3)
والحالقة والشاقة".
رواه خ
(4)
م
(5)
عن الحكم بن موسي، إلا أن البخاري لم يذكر أنه حدثه به قال: وقال الحكم بن موسى. فهو عنده معلق.
3023 -
عن أم عطية قالت: "أخذ علينا النبي صلى الله عليه وسلم عند الييعة أن لا ننوح، فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة: أم سليم، وأم العلاء، وابنة أبي سبرة -امرأة معاذ- وامرأتان -أو ابنة أبي سبرة، وامرأة معاذ، وامرأة أخرى".
رواه خ
(6)
-وهذا لفظه- م
(7)
.
3024 -
عن أبي مالك الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة. وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب". رواه م
(8)
.
(1)
زاد مسلم: "فصاحت".
(2)
في "الأصل": عليه. والمثبت من صحيح البخاري.
(3)
الصَّلْق: الصوت الشديد، يريد رفعه في المصائب وعند الفجيعة بالموت، ويدخل فيه النوح، ويقال بالسين. النهاية (3/ 48).
(4)
صحيح البخاري (3/ 197 رقم 1296).
(5)
صحيح مسلم (1/ 100 رقم 104).
(6)
صحيح البخاري (3/ 210 رقم 1306).
(7)
صحيح مسلم (5/ 642 رقم 936).
(8)
صحيح مسلم (2/ 644 رقم 934).
3025 -
عن عائشة قالت: "لما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قَتْلُ زيد بن حارثة وجعفر ابن أبي طالب وعبد الله بن رواحة، جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف فيه الحزن، قالت: وأنا انظر إليه من صائر الباب
(1)
-شق الباب- فأتاه رجل فقال: يا رسول الله إن نساء جعفر -وذكر بكاءهن، فأمره أن يذهب فينهاهن- فذهب فأتاه، فذكر أنهن لم يطعنه، فأمره الثانية أن ينهاهن، فذهب ثم أتاه فقال: والله لقد غلبتنا يا رسول الله، فزعمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" اذهب فاحث في أفواههن التراب، قالت عائشة: أرغم الله أنفك، والله ما تفعل ما أمرك رسول الله، وما تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم من العناء".
ورواه خ
(2)
م
(3)
، بهذا اللفظ.
3026 -
عن عبيد بن عمير قالت أم سلمة: "لما مات أبو سلمة قالت: غريب في أرض غربة؛ لأبكينه بكاء يتحدث عنه. فكنت قد تهيئت للبكاء عليه إذا أقبلت امرأة من الصعيد تريد أن تسعدني، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتًا أخرجه الله منه. مرتين، فكففت عن البكاء فلم أبك".
رواه م
(4)
.
3027 -
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النياحة على الميت من أمر الجاهلية؛ فإن النائحة إذا لم تتب قبل أن تموت فإنها تبعث يوم القيامة عليها سرابيل من قطران، ثم يعلى عليها بدرع من لهب النار".
(1)
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 199): "صائر الباب" بالمهملة والتحتانية، وقع تفسيره في نفس الحديث شق الباب، وهو بفتح الشين المعجمة أي الموضع الذي ينظر منه.
(2)
صحيح البخاري (3/ 198 رقم 1299).
(3)
صحيح مسلم (2/ 644 رقم 935).
(4)
صحيح مسلم (2/ 635 رقم 922).
رواه ق
(1)
من رواية عمر بن راشد اليمامي قد ضعفه غير واحد
(2)
.
3028 -
عن أبي أمامة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الخامشة وجهها، والشاقة جيبها، والداعية بالويل والثبور".
رواه ق
(3)
.
3029 -
عن أبي سعيد الخدري قال: " (لعن)
(4)
رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة".
رواه د
(5)
من رواية عطية العوفي
(6)
، وقد تكلم فيه.
56 - باب ذكر عذاب الميت بالنياحة عليه
3030 -
عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الميت يعذب في قبره بما نيح عليه".
رواه خ
(7)
م
(8)
.
3031 -
عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال: "توفيت بنت لعثمان بمكة، وجئنا نشهدها، وحضرها ابن عمر وابن عباس وإني لجالس بينهما -أو قال جلست إلى أحدهما، ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبي- فقال عبد الله بن
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 504 رقم 1582).
(2)
ترجمته في التهذيب (21/ 340 - 343).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 505 رقم 1585).
(4)
في "الأصل": نهى. والمثبت من سنن أبي داود.
(5)
سنن أبي داود (3/ 193 رقم 3128).
(6)
ترجمته في التهذيب (20/ 145 - 149).
(7)
صحيح البخاري (3/ 181 رقم 1290).
(8)
صحيح مسلم (2/ 639 رقم 927/ 17).
عمر لعمرو بن عثمان: ألا تنهى عن البكاء، فإن وسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه، فقال ابن عباس: قد كان عمر يقول بعض ذلك، ثم حدث، قال. صدرت مع عمر من مكة، حتى إذا كنا بالبيداء إذ هو بركب تحت ظل سمرة
(1)
، فقال: اذهب فانظر من هؤلاء الركب؟ قال: فنظرت فإذا صهيب، فأخبرته، فقال: ادعه لي، فرجعت إلى صهيب، فقلت: ارتحل فالحق أمير
(2)
المؤمنين، فلما أصيب عمر دخل صهيب يبكي، يقول: وا آخاه (وا أخاه)
(3)
فقال عمر: يا صهيب أتبكي علي وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه. قال ابن عباس: فلما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة، فقالت: رحم الله عمر، والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله ليزيد الكافر (عذابًا)
(4)
ببكاء أهله عليه. وقالت: حسبكم القرآن: (وَلا تَزِر وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)
(5)
. قال ابن عباس عند ذلك: والله هو أضحك وأبكى، قال ابن أبي مليكة: والله ما قال ابن عمر شيئًا".
رواه خ
(6)
-وهذا لفظه- م
(7)
.
3032 -
عن المغيرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن كذبًا علي ليس ككذب على أحد؛ من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار. سمعت النبي
(1)
السمرة واحدة السّمُر، وهو ضرب من شجر الطلح. النهاية (2/ 399).
(2)
في صحيح البخاري: بأمير. وهي رواية أبي ذر عن الكشميهني، ولغيره أمير. إرشاد الساري (2/ 403).
(3)
في صحيح البخاري: وا صاحباه.
(4)
من صحيح البخاري.
(5)
سورة فاطر، الآية:18.
(6)
صحيح البخاري (3/ 180 - 181 رقم 1286 - 1288).
(7)
صحيح مسلم (2/ 641 - 642 رقم 927 - 929).
- صلى الله عليه وسلم يقول: من نيح عليه يعذب بما نيح عليه".
رواه خ
(1)
-وهذا لفظه م
(2)
.
3033 -
عن عائشة: "ذكر لها أن عبد الله بن عمر يقول: إن الميت يعذب ببكاء الحي، قالت عائشة: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، أما إنه لم يكذب، ولكنه نسي أو أخطأ، إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يُبكى عليها، فقال: إنهم ليبكون عليها، وإنها لتعذب في قبرها".
رواه خ
(3)
م
(4)
، وهذا لفظه.
3034 -
عن عروة قال: "ذكر عند عائشة أن ابن عمر يرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم: إن الميت يعذب في قبره ببكاء أهله. فقالت: وَهَلَ، إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه يعذب بخطيئته -أو بذنبه- وإن أهله ليبكون عليه الآن. وذلك مثل قوله: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على القليب يوم بدر، وفيه قتلى بدر من المشركين، فقال لهم ما قال: إنهم ليسمعون ما أقول. وقد وَهِل، إنما قال: إنهم ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق. ثم قرأت: (إِنَّكَ لا تُسْمِع الْمَوْتَى)
(5)
، (وَمَا أَنتَ بِمسْمِعٍ من فِي الْقُبورِ)
(6)
، تقول حين تبوءوا مقعدهم من النار".
رواه خ
(7)
م
(8)
.
(1)
صحيح البخاري (3/ 191 رقم 1291).
(2)
صحيح مسلم (2/ 643 - 644 رقم 933).
(3)
صحيح البخاري (3/ 181 رقم 1289).
(4)
صحيح مسلم (2/ 643 رقم 932/ 27).
(5)
سورة النمل، الآية:80.
(6)
سورة فاطر، الآية:22.
(7)
صحيح البخاري (7/ 351 رقم 3978، 3979).
(8)
صحيح مسلم (2/ 643 رقم 932).
3035 -
عن النعمان بن بشير قال: "أغمي على عبد الله بن رواحة، فجعلت أخته تبكي: وا جبلاه وا كذا وا كذا -تعدد عليه- فقال حين أفاق: ما قلت شيئًا إلا قيل لي: أنت كذلك؟! فلما مات لم تبك عليه".
رواه خ
(1)
.
3036 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت".
رواه م
(2)
.
3037 -
عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الميت يعذب ببكاء الحي، إذا قالت النائحة: وا عضداه، وا ناصراه، وا كسباه؛ جبذ الميت، فقيل له: أنت عضدها، أنت ناصرها، أنت كاسبها".
رواه الإمام أحمد
(3)
.
3037 م- وروى الترمذي
(4)
عن أبي موسى أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: "ما من (ميت)
(5)
يموت فيقوم (باكيه)
(6)
فيقول: وا جبلاه وا سيداه، أو نحو ذلك، إلا وكل به ملكان يلهزانه، أهكذا (كنت)
(7)
؟! ".
وقال: حديث حسن غريب.
(1)
صحيح البخاري (7/ 589 رقم 4267، 4268).
(2)
صحيح مسلم (1/ 82 رقم 121).
(3)
المسند (4/ 414).
(4)
جامع الترمذي (3/ 326 - 327 رقم 1003).
(5)
من جامع الترمذي.
(6)
في "الأصل": باكيهم. والمثبت من جامع الترمذي.
(7)
في "الأصل": أنت. والمثبت من جامع الترمذي.
3038 -
عن أنس بن مالك قال: "لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه الكرب، فقالت فاطمة: وا كرب أبتاه. فقال: ليس على أبيك كرب بعد اليوم، فلما مات، قالت: يا أبتاه أجاب ربًّا دعاه، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه. فلما دفن قالت فاطمة:(يا أنس)
(1)
أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم (التراب)(1) ".
رواه خ
(2)
.
3039 -
وعن (عائشة)
(3)
: "أن أبا بكر الصديق دخل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فدخل فمه بين عينيه، ووضع يده على صدغيه، وقال: وانبياه وا (خليلاه)
(4)
وا صفياه".
رواه الإمام أحمد
(5)
.
57 - باب النهي عن سب الأموات
3040 -
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا". رواه خ
(6)
.
3041 -
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا موتانا فتؤذوا أحياءنا".
رواه الإمام أحمد
(7)
س
(8)
.
(1)
من صحيح البخاري.
(2)
صحيح البخاري (7/ 755 رقم 4462).
(3)
في "الأصل": أنس. ولعله انتقال نظر من الناسخ، والمثبت من مسند أحمد.
(4)
في "الأصل": جبلاه، والمثبت من المسند.
(5)
المسند (6/ 13).
(6)
صحيح البخاري (3/ 304 رقم 1393).
(7)
المسند (1/ 300).
(8)
سنن النسائي (8/ 33 رقم 4789).
3042 -
عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء".
رواه الإمام أحمد
(1)
ت
(2)
.
58 - باب زيارة القبور
3043 -
عن عائشة أنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غدًا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللَّهم اغفر لأهل بقيع الغرقد".
رواه مسلم
(3)
.
3044 -
وعن عائشة قالت: "ألا أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعني؟ قلنا: بلى. قالت: لما كانت ليلتي (التي)
(4)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيها عندي، انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فاضطجع فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدًا، وانتعل رويدًا، وفتح الباب فخرج، ثم أجافه
(5)
رويدًا، فجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري
(6)
، ثم انطلقت على أثره حتى أتى البقيع، فقام فأطال
(1)
المسند (4/ 252).
(2)
جامع الترمذي (4/ 310 رقم 1982) وذكر أن بعضهم زاد في إسناده رجلاً مبهمًا.
(3)
صحيح مسلم (2/ 669 رقم 974).
(4)
من صحيح مسلم.
(5)
بالجيم، أي: أغلقه. شرح صحيح مسلم (4/ 310).
(6)
قال النووي في شرح مسلم (4/ 310): هكذا هو في الأصول: "إزاري" بغير باء في أوله، وكأنه بمعنى لبست إزاري؛ فلهذا عدي بنفسه.
القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات، ثم انحرف، فانحرفت، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت، فسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت، فدخل فقال: مالك يا عائش حشيا رابية
(1)
؟ قلت: لا شيء. قال: لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير. قال: قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي. فأخبرته، قال: فأنت السواد الذي رأيتك أمامي؟ قلت: نعم (فلهزني في صدري لهزة)
(2)
أوجعتني، ثم قال: أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله، قالت: مهما يكتمه الناس يعلمه الله، نعم
(3)
، قال: فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني، فأخفاه منك، فأجبته فأخفيته منك، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك، وظننت أن قد رقدت، فكرهت أن أوقظك، وخشيت أن تستوحشي، فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم. قالت: قلت: كيف أقول (لهم)
(4)
يا رسول الله؟ قال: قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون".
رواه م
(5)
.
(1)
قال النووي: حشيا: بفتح الحاء المهملة وإسكان الشين المعجمة مقصور معناه، قد وقع عليك الحشا وهو الربو والتهيج الذي يعرض للمسرع في مشيه والمحتد في كلامه من ارتفاع النفس وتوتره، يقال: امرأة حشيا وحشية، ورجل حشيان وحشٍ، قيل: أصله من أصاب الربو حشاه، وقوله:"رابية" أي: مرتفعة البطن.
(2)
في صحيح مسلم: "فلهدني في صدري لهدة" بالدال، قال النووي في شرح مسلم: وروي "فلهزني" بالزاي وهما متقاربان، قال أهل اللغة: يقال لهده ولهّده- بتخفيف الهاء وتشديدها- أي: دفعه، ويقال لهزه: إذا ضربه بجمع كفه في صدره، ويقرب منهما لكزه ووكزه.
(3)
قال النووي: هكذا هو في الأصول، وهو صحيح، وكأنها لما قالت:"مهما يكتم الناس يعلمه الله" صدقت نفسها فقالت: "نعم".
(4)
من صحيح مسلم.
(5)
صحيح مسلم (2/ 669 - 671 رقم 974).
3045 -
عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، فكان قائلهم يقول: السلام على أهل الديار -وفي لفظ: السلام عليكم أهل الديار- من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله للاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية".
رواه م
(1)
.
3046 -
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث؛ فأمسكوا ما بدا لكم، ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها، ولا تشربوا مسكرًا".
رواه م
(2)
.
وللإمام أحمد
(3)
س
(4)
: "ونهيتكم عن زيارة القبور، فمن أراد أن يزور فليزر، ولا تقولوا هُجرًا
(5)
".
3047 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي"
(6)
.
3048 -
وعنه قال: "زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله، فقال: استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي،
(1)
صحيح مسلم (2/ 671 رقم 975).
(2)
صحيح مسلم (2/ 672 رقم 977).
(3)
المسند (5/ 350، 356، 357).
(4)
سنن النسائي (4/ 89 رقم 2032).
(5)
أي: فحشاً، يقال: أهجر في منطقه يُهْجِر إهجاراً، إذا أفحش، وكذلك إذا أكثر الكلام فيما لا ينبغي. النهاية (5/ 245).
(6)
صحيح مسلم (1/ 672 رقم 976/ 105).
فزوروا القبور؛ فإنها تذكر الموت"
(1)
.
رواه مسلم.
3049 -
عن علي رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها؛ فإنها تذكر الآخرة".
رواه الإمام أحمد
(2)
.
3050 -
عن أبي هريرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون".
رواه مسلم
(3)
.
3051 -
عن ابن عباس قال: "مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة، فأقبل عليهم بوجهه، فقال: السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر".
رواه الإمام أحمد
(4)
ت
(5)
-وهذا لفظه- وقال: حديث حسن غريب.
3052 -
وعن عائشة قالت: "فقدته تعني: النبي صلى الله عليه وسلم -فإذا هو بالبقيع، فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، أنتم لنا فرط، وإنا بكم لاحقون، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم".
رواه ق
(6)
.
(1)
صحيح مسلم (1/ 672 رقم 976/ 108).
(2)
المسند (1/ 145).
(3)
صحيح مسلم (1/ 218 رقم 249).
(4)
لم أقف عليه في المسند، والله أعلم.
(5)
جامع الترمذي (3/ 369 رقم 1053).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 493 رقم 1546).
3053 -
عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروا القبور؛ فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة".
رواه ق
(1)
.
3054 -
عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها؛ فإن فيها عبرة". رواه الإمام أحمد
(2)
.
59 - باب زيارة النساء القبور
3055 -
عن أبي هريرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور"
(3)
. صحيح.
تقدم حديث ابن عباس في باب اتخاذ المساجد على القبور
(4)
، وفيه:"لعن الله زائرات القبور".
3056 -
عن حسان بن (ثابت)
(5)
قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور".
رواه الإمام أحمد
(6)
ق
(7)
.
3057 -
عن عبد الله بن أبي مليكة قال: "توفي عبد الرحمن بن أبي بكر بالحُبشي
(8)
قال: فحمل إلى مكة فدفن، فلما قدمت عائشة أتت قبر عبد الرحمن
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 501 رقم 1571).
(2)
المسند (3/ 38).
(3)
رواه الترمذي (3/ 371 رقم 1056)، وابن ماجه (1/ 502 رقم 1576)، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(4)
الحديث رقم (2966).
(5)
سقطت من "الأصل" وأثبتها من سنن ابن ماجه.
(6)
المسند (3/ 442).
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 502 رقم 1574).
(8)
حُبشي: بالضم ثم سكون، والشين المعجمة والياء المشددة، جبل بأسفل مكة بنعمان الأراك. معجم البلدان (2/ 247).
ابن أبي بكر فقالت:
وكنا كندماني جديمة حقبةً
…
من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا
…
لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
ثم قالت: واللَّه لو حضرتك ما دفنت لا حيث من، ولو شهدتك ما زرتك". رواه ت
(1)
.
3058 -
وروى أبو بكر الأثرم
(2)
عن (ابن)
(3)
أبي مليكة: "أن عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر، فقلت لها: يا أم المؤمنين من أين أقبلت؟ قالت: من قبر أخي عبد الرحمن. فقلت لها: أليس كان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيارة القبور؟ قالت: نعم، كان نهى عن زيارة القبور، ثم أمر بزيارتها".
3059 -
وروى ق
(4)
عن (ابن)(3) أبي مليكة عن عائشة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في زيارة القبور".
60 - باب في حمل الميت من موضع إِلى موضع آخر وذكر إِخراج الميت بعد دفنه
3060 -
عن جابر بن عبد الله قال: "أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أُبي بعدما أدخل حفرته، فأمر به فأخرج فوضعه على ركبته، ونفث عليه من ريقه، وألبسه قميصه، فاللَّه أعلم، وكان كسا عباسًا قميصًا".
قال سفيان: فيرون أن النبي صلى الله عليه وسلم ألبس عبد الله قميصه مكافأة لما صنع.
(1)
جامع الترمذي (3/ 371 رقم 1055).
(2)
عزاه له المجد ابن تيمية في المنتقى (4/ 110).
(3)
من سنن ابن ماجه والمنتقى، وهو عبد الله بن أبي مليكة كما تقدم.
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 500 رقم 1570).
رواه خ
(1)
.
3061 -
وعن جابر قال: "دفن مع أبي رجل، فلم تطب نفسي حتى أخرجته فجعلته في قبر على حدة"
(2)
.
وفي لفظ
(3)
: "فاستخرجته بعد ستة أشهر، فإذا هو كيوم (وضعته هنية)
(4)
غير أذنه". أخرجه خ.
ولأبي داود
(5)
: "فما أنكرت منه شيئًا إلا شعيرات كن في لحيته مما يلي الأرض".
3062 -
عن جابر بن عبد الله قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتلى أحد أن يردوا إلى مصارعهم، وكانوا ناقلوا إلى المدينة".
رواه الإمام أحمد
(6)
د
(7)
س
(8)
ق
(9)
ت
(10)
، وقال: حديث حسن صحيح.
وروى أبو القاسم الطبراني
(11)
، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه قال: توفي سعد بن أبي وقاص وهو ابن ثلاث وثمانين، ومات على عشرة أميال في المدينة، فحمل على رقاب الرجال إلى المدينة، وكان مروان الوالي عليها.
(1)
صحيح البخاري (3/ 254 رقم 1350).
(2)
صحيح البخاري (3/ 255 رقم 1352).
(3)
صحيح البخاري (3/ 254 - 255 رقم 1351).
(4)
من صحيح البخاري.
(5)
سنن أبي داود (3/ 218 رقم 3232).
(6)
المسند (3/ 308).
(7)
سنن أبي داود (3/ 202 رقم 3165).
(8)
سنن النسائي (4/ 79 رقم 2003).
(9)
سنن ابن ماجه (1/ 486 رقم 1516).
(10)
جامع الترمذي (4/ 187 رقم 1717).
(11)
المعجم الكبير (1/ 139 رقم 300).
وكذلك ذكره
(1)
عن الزبير بن بكار ويحيى بن بكير وقالا: مات سعد بن أبي وقاص بالعقيق. قال الزبير: في قصره.
قال يحيى بن بكير
(2)
: توفي سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بالعقيق ودفن بالمدينة.
3063 -
عن شريح بن عبيد الحضرمي: "أن رجالًا قبروا صاحبًا لهم؛ لم يغسلوه ولم يجدوا له كفنًا، ثم لقوا معاذ بن جبل فأخبروه، فأمرهم أن يخرجوه، فأخرجوه من قبره ثم غسل وكفن وحنط، ثم صلي عليه".
رواه سعيد بن منصور.
61 - باب في زيارة قبر الكافر
تقدم زيارة
(3)
النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه
(4)
.
3064 -
عن سالم عن أبيه قال: "جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان، فأين هو؟ قال: في النار. قال: فكأنه وجد من ذلك، فقال: يا رسول الله فأين أبوك؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار. قال: فأسلم الأعرابي بعد، وقال: لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما مررت بقبر كافرٍ إلا بشرته بالنار".
رواه ق
(5)
.
(1)
المعجم الكبير (1/ 139 رقم 302، 303).
(2)
المعجم الكبير (1/ 149 رقم 340).
(3)
زاد الناسخ بعدها كلمة "قبر" وهي زيادة مقحمة.
(4)
الحديثان (3047، 3048).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 501 رقم 1573).
3065 -
وقد روي مثله عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه أبو بكر أحمد بن السني في كتاب عمل يوم وليلة
(1)
.
62 - باب في ذكر من توفي له أطفال
3066 -
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من الناس من مسلم يموت له ثلاثة لم يبلغوا الحنث
(2)
إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم".
رواه خ
(3)
-وهذا لفظه- ومسلم
(4)
.
3067 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثه من الولد تمسه النار إلا تحلة القسم".
رواه خ
(5)
م
(6)
، وزاد البخاري
(7)
: "لم يبلغوا الحنث" تعليقًا.
3068 -
عن أبي سعيد الخدري قال: "جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه، تعلمنا مما علمك الله. قال: اجتمعن يوم كذا وكذا. فاجتمعن، فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله، ثم قال: ما منكن امرأة تقدم بين يديها من (ولدها
3065 - خرجه الضياء في المختارة (3/ 204 رقم 1005) من طريق ابن السني، ونقل عن الدارقطني تصويب إرساله.
(1)
عمل اليوم والليلة (280 رقم 595).
(2)
أي: لم يبلغوا مبلغ الرجال، ويجري عليهم القلم، فيكتب عليهم الحنث وهو الإثم، وقال الجوهري: بلغ الغلام الحنث: أي المعصية والطاعة. النهاية (1/ 449).
(3)
صحيح البخاري (3/ 142 رقم 1248).
(4)
لم أقف عليه في صحيح مسلم. ولم يعزه له المزي في التحفة (1/ 377).
(5)
صحيح البخاري (3/ 142 رقم 1251).
(6)
صحيح مسلم (4/ 2028 رقم 2632).
(7)
صحيح البخاري (3/ 142 رقم 1250).
ثلالة إلا كانوا)
(1)
لها حجاباً من النار. فقالت امرأة: واثنين، واثنين (واثنين)
(2)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "واثنين، واثنين، واثنين".
رواه خ
(3)
م
(4)
، وهذا لفظه.
3069 -
عن أبي هريرة قال: "أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها، فقالت: يا رسول الله، ادع الله له، فلقد دفنت ثلاثة. فقال: دفنتي ثلاثة؟ قالت: نعم، قال: لقد احتظرت بحظار شديد من النار
(5)
"
(6)
.
3070 -
عن أبي حسان قال: "قلت لأبي هريرة: إنه قد مات لي ابنان، فما أنت محدثي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (بحديث)
(7)
تطيب (به)(7) أنفسنا عن موتانا، قال: قال: نعم صغارهم دعاميص الجنة، يتلقى أحدهم أباه -أو قال: أبويه- فيأخذ بثوبه -أو قال: بيده- كما أخذ أنا بصَنِفة
(8)
ثوبك (هذا)(7) فلا يتناهى -أو قال: ينتهي- حتى يدخله الله وأباه الجنة".
رواه مسلم
(9)
.
3071 -
عن عتبة بن عبدٍ السلمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث، إلا تلقوه من أبواب الجنة
(1)
في "الأصل": "من ولد إلا كان" والمثبت من صحيح مسلم.
(2)
من صحيح مسلم.
(3)
صحيح البخاري (1/ 236 رقم 101).
(4)
صحيح مسلم (4/ 2028 - 2029 رقم 2633).
(5)
أي: لقد احتميت بحمى عظيم من النار يقيك حرها ويؤمنك دخولها. النهاية (1/ 404).
(6)
صحيح مسلم (4/ 2030 رقم 2636).
(7)
من صحيح مسلم.
(8)
صنفة الإزار -بكسر النون- طرفه مما يلي طرَّته. النهاية (3/ 56).
(9)
صحيح مسلم (4/ 2029 رقم 2635).
الثمانية يدخل من أيها شاء".
رواه الإمام أحمد
(1)
ق
(2)
.
3072 -
عن أبي عبيدة عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قدم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كانوا له حصنًا حصينًا من النار. فقال أبو ذر: قدمت اثنين. قال: واثنين. فقال أبي بن كعب -أبو المنذر سيد القراء- قدمت واحدًا. قال: وواحد".
رواه الإمام أحمد
(3)
ق
(4)
ت
(5)
، وقال: حديث غريب، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. وزاد الإمام أحمد: ولكن ذلك في أول صدمة".
3073 -
عن ابن عباس أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " (من)
(6)
كان له فرطان من أمتي أدخله الله بهم الجنة. فقالت عائشة: فمن كان له فرط من أمتك؟ قال: ومن كان له فرط يا موفقة. قالت: فمن لم يكن له فرط من أمتك؟ قال: فأنا فرط أمتي، لن يصابوا بمثلي".
رواه ت
(7)
، وقال: حديث غريب
(8)
لا نعرفه إلا من حديث عبد ربه بن بارق، وقد روى عنه غير واحد من الأئمة.
(1)
المسند (4/ 183).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 512 رقم 1604).
(3)
المسند (1/ 429).
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 512 رقم 1606).
(5)
جامع الترمذي (3/ 375 رقم 1061).
(6)
من جامع الترمذي.
(7)
جامع الترمذي (3/ 376 رقم 1062).
(8)
في جامع الترمذي وعارضة الأحوذي (4/ 283) وتحفة الأشراف (4/ 470 رقم 5679): حسن غريب. وفي تحفة الأحوذي (4/ 171 رقم 1068): حسن صحيح غريب.
قال الشيخ رحمه الله: عبد ربه بن بارق تكلم فيه يحيى بن معين
(1)
، وقال الإمام أحمد
(2)
: ما به بأس.
3074 -
عن ابن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أوجب صاحب الثلاثة. قال معاذ: وذو الاثنين يا رسول الله؟ قال: وذو الاثنين".
رواه الإمام أحمد
(3)
.
3075 -
وروى
(4)
عن ابن مسعود: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب النساء فقال لهن: ما منكن امرأة يموت لها ثلاثة إلا أدخلها الله الجنة عز وجل فقالت أجلهن امرأة: يا رسول الله، وصاحبة الاثنين في الجنة؟ (قال: وصاحبة الاثنين في الجنة)
(5)
".
3076 -
وروى
(6)
عن أم سليم -وهي أم أنس بن مالك- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته. قالها ثلاثًا. قيل: يا رسول الله، واثنان؟ قال: واثنان".
3077 -
عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: "كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه، ومنهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده من بين يديه، فهلك، فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة (يذكر ابنه فيحزن عليه)
(7)
ففقده النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما لي لا أرى فلانًا؟ قالوا: يا رسول الله بنيه الذي رأيته
(1)
تاريخ الدوري (4/ 224 رقم 4075) والجرح والتعديل (6/ 43 رقم 220).
(2)
الجرح والتعديل (6/ 43 رقم قم 220).
(3)
المسند (5/ 230، 237).
(4)
المسند (1/ 421).
(5)
من المسند.
(6)
المسند (6/ 431).
(7)
في سنن النسائي: "لذكر ابنه، فحزن عليه".
هلك، فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن بنيه، فأخبره أنه هلك، فعزاه عليه، ثم قال: يا فلان أيما كان أحب إليك أن تمتع به عمرك أو لا تأتي غدًا إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه (لك)
(1)
؟ فقال: يا نبي الله، بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لي أحب لي. قال: فذلك لك".
رواه الإمام أحمد
(2)
س
(3)
-وهذا لفظه- وزاد الإمام أحمد: "فقال رجل: يا رسول الله، له خاصة أم لكلنا؟ قال: بل لكلكم".
3078 -
عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل: يا ملك الموت، قبضت ولد عبدي، قبضت قرة عينه وثمرة فؤاده؟ قال: نعم. قال: فما قال؟ قال: حمدك واسترجع. قال: لتبنوا له بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد".
رواه الإمام أحمد
(4)
.
63 - باب ذكر السقط
3079 -
عن معاذ -هو ابن جبل- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلمين يتوفى لهما ثلاثة إلا أدخلهما الله عز وجل الجنة بفضل رحمته إياهما. قالوا: يا رسول الله، أو اثنان؟ قال: أو اثنان. قالوا: وواحد؟ قال: أو واحد. ثم قال: والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته".
رواه الإمام أحمد
(5)
، وروى ق
(6)
منه ذكر السقط.
(1)
في "الأصل": له. والمثبت من سنن النسائي.
(2)
المسند (3/ 436، 5/ 34 - 35).
(3)
سنن النسائي (4/ 118 رقم 2087).
(4)
المسند (4/ 415).
(5)
المسند (5/ 124).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 513 رقم 1609).
3080 -
عن علي رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن السقط ليراغم
(1)
ربه إذا دخل أبواه النار، فيقال له: أيها السقط المراغم ربه أدخل أبويك الجنة (فيخرجهما)
(2)
بسرره حتى يدخلهما الجنة".
رواه ق
(3)
.
(1)
أي: يغاضبه. النهاية (2/ 239).
(2)
في سنن ابن ماجه: فيجرهما.
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 513 رقم 1608).
ثم كتب الناسخ بعد ذلك:
آخر الجزء الثاني عشر.
نجز الكتاب بحمد الله وعونه. والحمد لله وحده
وصلواته على سيدنا محمد وآل وصحبه وسلم تسليمًا كثيراً.
يتلوه في الجزء الثاني "كتاب الزكاة" إن شاء الله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن
كتاب الزكاة
3081 -
عن ابن عباس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذًا إلى اليمن فقال: ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله -تعالى- قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم".
رواه خ
(1)
وهذا لفظه.
3082 -
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا اللُّه وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان".
رواه خ
(2)
م
(3)
.
3083 -
عن أبي هريرة قال: "لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر، وكفر من كفر من العرب، فقال عمر: كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله؛ فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله؟ فقال: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة
(1)
صحيح البخاري (7/ 303 رقم 1395)، والحديث في صحيح مسلم (1/ 50 - 51 رقم 19) أيضًا.
(2)
صحيح البخاري (1/ 64 رقم 8).
(3)
صحيح مسلم (1/ 45 رقم 16) واللفظ له.
والزكاة؛ فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى (رسول)
(1)
الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها. قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله عز وجل شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق".
رواه خ
(2)
-وهذا لفظه، وعنده
(3)
أيضًا: "عقالاً"- م
(4)
وعنده: عقالاً حسب.
3084 -
عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإن فعلوه عصموا مني دماءهم وأموالهم، وحسابهم على الله".
رواه خ
(5)
م
(6)
، وهذا لفظه.
3085 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك حرمت علي دماؤهم وأموالهم، وحسابهم على الله عز وجل".
رواه الدارقطني
(7)
.
3086 -
عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: "قلت: يا رسول الله، ما أتيتك حتى حلفت من عددهن -لأصابع يديه- ألا آتيك ولا آتي دينك، وإني كنت امرأً لا أعقل شيئًا إلا ما علمني الله ورسوله، وإني أسألك بوجه الله بم
(1)
غير واضحة في "الأصل" والمثبت من صحيح البخاري.
(2)
صحيح البخاري (3/ 308 رقم 1399، 1400).
(3)
صحيح البخاري (13/ 264 رقم 7284، 7285).
(4)
صحيح مسلم (1/ 51 - 52 رقم 20).
(5)
صحيح البخاري (1/ 94 - 95 رقم 25).
(6)
صحيح مسلم (1/ 52 - 53 رقم 22).
(7)
سنن الدارقطني (1/ 231 - 232 رقم 1).
بعثك ربك إلينا؟ قال: بالإسلام. قلت: وما آيات الإسلام؟ قال: تقول: أسلمت وجهي إلى الله (وتخليت)
(1)
وتقيم الصلاة (وتؤتي الزكاة)
(2)
".
رواه الإمام أحمد
(3)
س
(4)
، وهذا لفظه.
باب ما يجب فيه الزكاة
1 - ذكر زكاة الذهب والورق
3087 -
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس فيما دون خمس أواق صدقة، وليس فيما دون خمس ذود
(5)
صدقة، وليس فيما دون خمس أوسق صدقة".
رواه خ
(6)
م
(7)
، وفي لفظٍ له:"ليس فيما دون خمسة أوساق من تمر ولا حب صدقة" وفي لفظ له بدل "التمر": "ثمر" بالثاء المثلثة.
3088 -
عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الوسق ستون صاعًا".
(1)
من سنن النسائي.
(2)
سقطت من "الأصل" وأثبتها من سنن النسائي، ومن أجلها أورد المؤلف رحمه الله هذا الحديث هنا.
(3)
مسند أحمد (4/ 446 - 447، 5/ 3، 4).
(4)
سنن النسائي (5/ 7 رقم 2435).
(5)
الذود من الإبل ما بين الثنتين إلى التسع، وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر، واللفظة مؤنثة ولا واحد لها من لفظها كالنعم، وقال أبو عبيد: الذود من الإناث دون الذكور، والحديث عام فيهما؛ لأن من ملك خمسة من الإبل وجبت عليه فيها الزكاة ذكوراً كانت أو إناثاً. النهاية (2/ 171).
(6)
صحيح البخاري (3/ 318 - 319 رقم 1405) وأطرافه في (1447، 1459، 1484).
(7)
صحيح مسلم (2/ 673 - 675 رقم 979).
رواه الإمام أحمد
(1)
ق
(2)
، ولأبي داود
(3)
: "والوسق ستون مختومًا".
3089 -
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوسق ستون صاعاً".
رواه ق
(4)
وهو من رواية محمد بن عبيد الله، وأظنه العرزمي، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة
(5)
.
3090 -
عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة، وليس فيما دون خمس ذودٍ من الإبل صدقة، وليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة".
رواه م
(6)
.
3091 -
عن أنس: "أن أبا بكر كتب له لما وجهه إلى البحرين: وهذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين والتي أمر الله به رسوله"، وفيه: "وفي الرقة
(7)
ربع العشر، فإن لم تكن إلا تسعين ومائة فليس فيها شيء إلا أن يشاء ربها".
رواه خ
(8)
.
(1)
مسند أحمد (3/ 83).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 586 رقم 1832).
(3)
سنن أبي داود (2/ 94 رقم 1559) قال أبو داود: أبو البختري -راوي الحديث عندهم جميعاً عن أبي سعيد- لم يسمع من أبي سعيد.
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 587 رقم 1833).
(5)
ترجمته في التهذيب (26/ 41 - 44).
(6)
صحيح مسلم (2/ 675 رقم 980).
(7)
الرقة: بكسر الراء وتخفيف القاف: الفضة الخالصة.
(8)
صحيح البخاري (3/ 371 - 372 رقم 1454).
3092 -
عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كانت مائتا درهم وحال عليها الحول ففيها خمسة دراهم، وليس عليك شيء -يعني في الذهب- حتى يكون لك عشرون ديناراً، فإذا كانت لك عشرون ديناراً وحال عليها الحول ففيها نصف دينار، فما زاد فبحساب ذلك -قال: فلا أدري أعلي قال: فبحساب ذلك، أو رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وليس فيما مال زكاة حتى يحول عليه الحول".
رواه د
(1)
.
3093 -
وعن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد عفوت عن الخيل والرقيق، فهاتوا صدقة الرقة من كل أربعين (درهمًا درهمًا)
(2)
، وليس في تسعين ومائة شيء، فإذا بلغت مائتين ففيها خمسة دراهم".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
-وهذا لفظه- ت
(5)
.
3093م- وروى ق
(6)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق، ولكن هاتوا ربع العشور من كل أربعين (درهمًا درهمًا)
(7)
".
رواه ابن ماجه من رواية أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي. والذي قبله من رواية عاصم بن ضمرة، عن علي.
قال الترمذي: وروى سفيان الثوري وابن عيينة وغير واحد، عن أبي إسحاق
(1)
سنن أبي داود (2/ 100 - 101 رقم 1573).
3093 -
خرجه الضياء في المختارة (2/ 140 - 141 رقم 511 - 512).
(2)
في "الأصل": درهم. والمثبت من سنن أبي داود.
(3)
مسند أحمد (1/ 92).
(4)
سنن أبي داود (2/ 101 رقم 1574).
(5)
جامع الترمذي (3/ 16 رقم 620) ورواه النسائي (5/ 37 رقم 2476، 2477) أيضًا.
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 570 رقم 1790).
(7)
في "الأصل": "درهم درهم" والمثبت من سنن ابن ماجه.
عن الحارث، عن علي: قال: وسألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: كلاهما عندي صحيح عن أبي إسحاق يحتمل أن يكون عنهما.
3094 -
عن ابن عمر وعائشة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من كل عشرين دينارًا فصاعدًا نصف دينار، ومن الأربعين دينارًا (ديناراً)
(1)
".
رواه ق
(2)
والدارقطني
(3)
، وهو من رواية إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع بن (جارية)
(4)
الأنصاري المدني، ضعفه س
(5)
.
3095 -
وروى
(6)
عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول".
هو من رواية حارثة بن محمد بن عبد الرحمن، وقد تكلم فيه غير واحد
(7)
.
3096 -
عن صرد بن أبي المنازل قال: سمعت حبيبًا المالكي قال: "قال رجل لعمران بن حصين: يا أبا نجيد، إنكم لتحدثون بأحاديث ما نجد لها أصلاً في القرآن. فغضب عمران، وقال للرجل: أوجدتم في كل أربعين درهمًا درهم، ومن كل كذا وكذا شاة (شاة)
(8)
ومن (كل)(8) كذا وكذا بعيراً، كذا وكذا، أوجدتم هذا في القرآن؟ قال: لا. قال: فعمن أخذتم هذا؟ أخذتموه عنا، وأخذناه عن نبي الله
(1)
من سنن ابن ماجه.
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 571 رقم 1791).
(3)
سنن الدارقطني (2/ 92 رقم 1).
(4)
في "الأصل": حارثة. بالحاء والثاء المثلثة، وهو تصحيف، انظر الاكمال لابن ماكولا (2/ 4).
(5)
كتاب الضعفاء والمتروكين (39 رقم 1).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 571 رقم 1792).
(7)
ترجمته في التهذيب (5/ 313 - 316).
(8)
من سنن أبي داود.
- صلى الله عليه وسلم وذكر أشياء نحو هذا"
(1)
.
حبيب هو ابن فضالة -وقيل: ابن أبي فضالة- المالكي.
2 - باب الزكاة في أموال اليتامى
3097 -
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: "أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال: ألا من ولي يتيمًا له مال فليتجر فيه، ولا يتركه حتى تأكله الصدقة".
رواه ت
(2)
والدارقطني
(3)
، وقال الترمذي: وإنما روي هذا الحديث من هذا الوجه، وفي إسناده مقال لأن المثنى بن الصباح يُضعف في الحديث.
ورواه الدارقطني
(4)
أيضا من طريق عبيد بن إسحاق العطار
(5)
عن مندل ابن علي
(6)
، وكلاهما قد ضعف.
3098 -
وروى
(7)
عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "ابتغوا بأموال اليتامى، ولا تأكلها الصدقة".
3099 -
وعن عبيد بن عمير أن عمر قال: "ابتغوا بأموال اليتامى لا تستهلكها الزكاة":
(8)
.
3100 -
وعن نافع: "أن ابن عمر كان يزكي مال اليتيم، ويستقرض منه، ويدفعه
(1)
رواه أبو داود (2/ 94 رقم 1561).
(2)
جامع الترمذي (3/ 32 رقم 641).
(3)
سنن الدارقطني (2/ 109 - 110 رقم 1).
(4)
سنن الدارقطني (2/ 110 رقم 2).
(5)
ترجمته في الجرح والتعديل (5/ 401 - 402 رقم 1859).
(6)
ترجمته في التهذيب (28/ 493 - 499).
(7)
سنن الدارقطني (2/ 110 رقم 4).
(8)
سنن الدارقطني (2/ 111 رقم 2).
مضاربة"
(1)
.
3101 -
عن صلت المكي عن ابن أبي رافع قال: "كانت أموالهم عند علي فلما دفعها إليهم وجدوها تنقص، فحسبوها مع الزكاة فوجدوها تامة، فأتوا عليًّا، فقال: كنتم ترون أن يكون عندي مال لا أزكيه".
رواه الدارقطني
(2)
.
3 - باب زكاة الإِبل والغنم والبقر
3102 -
عن أنس: "أن أبا بكر كتب له هذا الكتاب لما وجهه إلى البحرين: بسم الله الرحمن الرحيم، هذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين، والتي أمر الله به رسوله، فمن سئلها من المسلمين على وجهها فليعطها، ومن سئل فوقها فلا يعط، في كل أربع وعشرين من الإبل فما دونها من الغنم من كل خمس شاة، إذا بلغت خمسًا وعشرين إلى خمس وثلاثين ففيها بنت مخاض
(3)
أنثى، فإذا بلغت ستة وثلاثين إلى خمس وأربعين ففيها بنت
(1)
سنن الدارقطني (2/ 111 رقم 3).
(2)
سنن الدارقطني (2/ 110 رقم 5).
(3)
المخاض: اسم للنوق الحوامل، واحدتها خَلِفَة، وبنت المخاض وابن المخاض: ما دخل في الثانية؛ لأن أمه قد لحقت بالمخاض: أي الحوامل، وإن لم تكن حاملاً، وقيل: هو الذي حملت أمه أو حملت الإبل التي فيها أمه، وإن لم تحمل هي، وهذا هو معنى ابن مخاض وبنت مخاض؛ لأن الواحد لا يكون ابن نوق، وإنما يكون ابن ناقة واحدة، والمراد أن تكون وضعتها أمها في وقتٍ ما، وقد حملت النوق التي وضعن مع أمها، وإن لم تكن أمها حاملًا، فنسبها إلى الجماعة بحكم مجاورة أمها، وإنما سُمي ابن مخاض في السنة الثانية لأن العرب إنما كانت تحمل الفحول على الإناث بعد وضعها بسنة ليشتد ولدها، فهي تحمل في السنة الثانية وتمخض، فيكون ولدها ابن مخاض. النهاية (4/ 306).
لبون
(1)
أنثى، فإذا بلغت ستة وأربعين إلى ستين ففيها حقة
(2)
طروقة الفحل، فإذا بلغت واحدة وستين إلى خمس وسبعين ففيها جذعة
(3)
، فإذا بلغت يعني ستة وسبعين إلى تسعين ففيها بنتا لبون، فإذا بلغت إحدى وتسعين إلى عشرين ومائة (ففيها حقتان طروقتا الجمل فإذا ذادت على عشرين ومائة)
(4)
ففي كل أربعين بنت لبون، وفي كل خمسين حقة، ومن لم يكن عنده إلا أربع من الإبل فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها، فإذا بلغت خمسًا من الإبل ففيها شاة، وفي صدقة الغنم من سائمتها
(5)
إذا كانت أربعين إلى عشرين ومائة شاة، فإذا زادت على عشرين ومائة إلى مائتين شاتان، فإذا زادت على مائتين إلى ثلاثمائة ففيها ثلاثة شياه، فإذا زادت على ثلاثمائة ففي كل مائة شاة، فإذا كانت سائمة الرجل ناقصة من أربعين شاة واحدة فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها، وفي الرقة ربع العشر فإن لم تكن إلا تسعين ومائة فليس فيها شيء إلا أن يشاء ربها. وفي هذا الكتاب: ومن بلغت صدقته بنت مخاض وليست عنده وعنده بنت لبون فإنها تقبل منه، ويعطيه المصدق عشرين درهمًا أو شاتين، فإن لم يكن عنده بنت مخاض على وجهها وعنده ابن لبون فإنه يقبل منه وليس معه شيء، ومن بلغت عنده من الإبل صدقة الجذعة وليست عنده جذعة وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويجعل معها شاتين إن استيسرتا له أو عشرين درهمًا، ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده
(1)
بنت اللبون وابن اللبون من الإبل ما أتى عليه ستتان ودخل في الثالثة، فصارت أمه لبونًا، أي: ذات لبن؛ لأنها تكون قد حملت حملًا آخر ووضعته. النهاية (4/ 228).
(2)
الحِق والحقة من الإبل: ما دخل في السنة الرابعة إلى آخرها، وسُمي بذلك؛ لأنه استحق الركوب والتحميل، ويجمع على حقاق وحقائق. النهاية (1/ 415).
(3)
الجذع من أسنان الدواب، وهو ما كان منها شاباً فتياً، فهو من الإبل ما دخل في السنة الخامسة، ومن البقر والمعز ما دخل في السنة الثانية، وقيل: البقر في الثالثة، ومن الضأن ما تمت له سنة، وقيل: أقل منها، ومنهم من يخالف في بعض هذا التقدير. النهاية (1/ 250).
(4)
سقط من الأصل، وأثبتها من صحيح البخاري.
(5)
السائمة من الماشية: الراعية، يقال: سامت تسوم سَومًا، وأسمتها أنا. النهاية (2/ 4).
الحقة وعنده الجذعة فإنها تقبل منه الجذعة ويعطيه المصدق عشرين درهمًا أو شاتين، ومن (بلغت)
(1)
عنده صدقة الحقة وليست عنده إلا بنت لبون فإنها تقبل منه بنت لبون ويعطي شاتين أو عشرين درهمًا، ومن بلغت صدقته بنت لبون وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويعطيه المصدق عشرين درهماً أو شاتين، ومن بلغت صدقته بنت لبون وليست عنده وعنده بنت مخاض، فإنها تقبل منه بنت مخاض ويُعطي معها عشرين درهمًا أو شاتين، ولا يخرج في الصدقة هرمة ولا ذات عوار
(2)
ولا تيس إلا ما شاء المصدق، ولا يجمع بين متفرق، ولا يفرق بين مجتمع، خشية الصدقة، وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية".
رواه خ
(3)
وهو مقطع في كتابه فجمعناه.
3103 -
عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب كتاب الصدقة فلم يخرجه إلى عماله حتى قُبض، فقرنه بسيفه، فلما قبض عمل به أبو بكر حتى قُبض، وعمر حتى قُبض، وكان فيه (في)
(4)
خمس من الإبل شاة، وفي عشر شاتان، وفي خمس عشرة ثلاث شياه، وفي عشرين أربع شياه، وفي خمس وعشرين بنت مخاض إلى خمس وثلاثين، فإذا زدات ففيها ابنة لبون إلى خمس وأربعين، فإذا زادت ففيها حقة إلى ستين، فإذا زدات فجذعة إلى خمس وسبعين، فإذا زادت ففيها ابنتا لبون إلى تسعين، فإذا زادت ففيها حقتان إلى عشرين ومائة، فإذا زادت على عشرين ومائة ففي كل خمسين حقة، وفي كل أربعين بنت لبون، وفي الشاء في كل أربعين شاة شاة إلى عشرين
(1)
تكررت في "الأصل".
(2)
العَوار -بالفتح- العيب، وقد يُضم. النهاية (3/ 318).
(3)
صحيح البخاري (3/ 365 - 366 رقم 1448، 3/ 368 رقم 1450، 3/ 369 رقم 1451، 3/ 370 - 371 رقم 1453، 3/ 371 - 372 رقم 1454، 3/ 376 رقم 1455).
(4)
من جامع الترمذي.
ومائة، فإذا زادت فشاتان إلى مائتين، فإذا زادت فثلاث شياه إلى ثلاثمائة شاة، فإذا زادت على ثلاثمائة شاة ففي كل مائة شاة شاة، ثم ليس فيها شيء حتى تبلغ مائة ولا يجمع بين متفرق، ولا يفرق بين مجتمع مخافة الصدقة، وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بالسوية، ولا يؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عيب. وقال الزهري: إذا جاء المصدق قسم الشاء أثلاثاً: ثلث جياد، وثلث أوساط، وثلث شرار. وأخذ المصدق من الوسط، ولم يذكر الزهري البقر.
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
ت
(3)
-وهذا لفظه- وقال: حديث حسن، وقد روى يونس بن يزيد وغير واحد عن الزهري عن سالم هذا الحديث ولم يرفعوه، وإنما رفعه سفيان بن حسين.
3103م- عن ابن شهاب قال: "هذه نسخة كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتبه في الصدقة وهي عند آل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ابن شهاب: أقرأنيها سالم بن عبد الله بن عمر فوعيتها على وجهها، وهي التي انتسخ عمر بن عبد العزيز من عبد الله بن عبد الله بن عمر وسالم بن عبد الله بن عمر .. " فذكر الحديث قال: "فإذا كانت إحدى وعشرين ومائة ففيها ثلاث بنات لبون، حتى تبلغ تسعاً وعشرين ومائة، فإذا كانت ثلاثين ومائة ففيها بنتا لبون وحقة، حتى تبلغ تسعاً وثلاثين ومائة، فإذا كانت أربعين ومائة ففيها حقتان وبنت لبون حتى تبلغ (تسعًا)
(4)
وأربعين ومائة، فإذا كانت خمسين ومائة ففيها ثلاث حقاق حتى تبلغ تسعاً وخمسين ومائة، فإذا كانت ستين ومائة (ففيها أربع بنات لبون،
(1)
المسند (2/ 14).
(2)
سنن أبي داود (2/ 98 رقم 1568).
(3)
جامع الترمذي (6/ 13 - 19 رقم 621).
(4)
في "الأصل": تسع. والمثبت من سنن أبي داود.
حتى تبلغ تسعًا وستين ومائة)
(1)
فإذا كانت سبعين ومائة ففيها ثلاث بنات لبون وحقه حتى تبلغ (تسعًا)
(2)
وسبعين ومائة، فإذا كانت ثمانين ومائة ففيها حقتان وابنتا لبون، حتى تبلغ تسعًا وثمانين ومائة، فإذا كانت تسعين ومائة ففيها ثلاث حقاق وبنت لبون، حتى تبلغ (تسعًا)(2) وتسعين ومائة، فإذا كانت مائتين ففيها أربع حقاق أو خمس بنات لبون أي السِّنَّين وجدت أخذت" وفي سائمة الغنم نحو حديث سفيان بن حسين، وفيه: "لا يؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عوار من الغنم، ولا تيس الغنم، إلا أن يشاء المصدق".
رواه د
(3)
.
3104 -
عن (بهز)
(4)
بن حكيم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "في كل سائمة إبل في أربعين بنت لبون، لا تفرق إبل عن حسابها، من أعطاها مؤتجراً فله أجرها، ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله، عزمة من عزمات ربنا عز وجل ليس لآل محمد منها شيء"
(5)
.
رواه الإمام أحمد
(6)
: "فأنا آخذها وشطر إبله".
3105 -
عن يحيى بن الحكم أن معاذًا قال: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق أهل اليمن فأمرني أن آخذ من البقر من كل ثلاثين تبيعًا، ومن كل أربعين مسنة. فعرضوا علي أن آخذ ما بين الأربعين أو الخمسين، وما بين الستين والسبعين، وما
(1)
كما سنن أبي داود.
(2)
في "الأصل": تسع. والمثبت من سنن أبي داود.
(3)
سنن أبي داود (2/ 98 - 99 رقم 1570).
(4)
في "الأصل": وهب. والمثبت من المسند.
(5)
رواه أبو داود (2/ 101 رقم 1575) والنسائي (5/ 15 - 17 رقم 2443، 5/ 25 رقم 2448)، وصححه ابن خزيمة (4/ 18 - 19 رقم 2266).
(6)
المسند (5/ 4).
بين الثمانين والتسعين، فأبيت ذاك، وقلت لهم: حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. فقدمت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فأمرني أن آخذ من كل ثلاثين تبيعًا، ومن كل أربعين مسنة، ومن الستين تبيعين ومن السبعين مسنة وتبيعاً، ومن الثمانين مسنتين، ومن التسعين ثلاثة أتباع، ومن المائة مسنة وتبيعين، ومن العشرة ومائة مسنتين وتبيعاً، ومن العشرين ومائة ثلاث مسنات أو أربعة أتباع، قال: وأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا آخذ فيما بين ذلك شيئاً إلا أن تبلغ مسنة أو جذعاً. وزعم أن الأوقاص
(1)
لا فريضة فيها".
رواه الإمام أحمد
(2)
.
قال الحافظ رحمه الله: قوله في هذا الحديث: "فقدمت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فيه نظر؛ فإن الإمام أحمد
(3)
قد روى في حديث معاذ من رواية عاصم ابن حميد السكوني: "أن معاذاً لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج معه النبي صلى الله عليه وسلم يوصيه -ومعاذ راكب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته- فلما فرغ قال: يا معاذ، عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، أو لعلك أن تمر بمسجدي وقبري. فبكى معاذ جشعًا
(4)
لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث.
3106 -
وروى مالك بن أنس في الموطأ
(5)
عن حميد بن قيس، عن طاوس
(1)
الأوقاص: جمع وَقَص -بالتحريك- وهو ما بين الفريضتين، كالزيادة على الخمس من الإبل إلى التسع، وعلى العشر إلى أربع عشرة، وقيل: هو ما وجبت الغنم فيه من فرائض الإبل، ما بين الخمس إلى العشرين، ومنهم من يجعل الأوقاص في البقر خاصة، والأشناق في الإبل. النهاية (5/ 214).
(2)
المسند (5/ 240).
(3)
المسند (5/ 235).
(4)
أي: فزعًا. النهاية (1/ 274).
(5)
الموطأ (1/ 227 رقم 24).
اليماني: "أن معاذ بن جبل الأنصاري أخذ من ثلاثين بقرة تبيعاً، ومن أربعين بقرة مسنة، وأتي بما دون ذلك فأبى أن يأخذ منه شيئًا، قال: ولم (أسمع)
(1)
من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه شيئًا حتى أقدم عليه فأسأله، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يقدم معاذ بن جبل".
3107 -
عن معاذ قال: "بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وأمرني أن آخذ من كل حالم دينارًا أو عدله (مغافر)
(2)
، وأمرني أن آخذ من (كل)(2) أربعين بقرة مسنة، ومن كل ثلاثين بقرة تبيعًا حوليًّا، وأمرني فيما سقت السماء العشر، وما سقي بالدوالي نصف العشر".
رواه الإمام أحمد
(3)
-وهذا لفظه- د
(4)
ت
(5)
س
(6)
ق
(7)
، وقال الترمذي: حديث حسن. ولم يذكروا قوله "حوليًّا" وما بعده إلا النسائي
(8)
فقد روى "وأمرني فيما سقت السماء
…
" إلى آخره.
وعند أبي داود
(9)
: "أو عدله من المغافر - ثياب تكون باليمن".
3107 م- وعند النسائي
(10)
قال: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثني إلى اليمن أن لا آخذ من البقر شيئًا حتى تبلغ ثلاثين ففيها عجل تابع جذع -أو جذعة-
(1)
في "الأصل": يسمع. والمثبت من الموطأ.
(2)
من المسند.
(3)
المسند (5/ 233).
(4)
سنن أبي داود (2/ 101 - 102 رقم 1576 - 1578).
(5)
جامع الترمذي (3/ 20 رقم 623).
(6)
سنن النسائي (5/ 26 - 27 رقم 2449، 2451).
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 576 - 577 رقم 1803).
(8)
سنن النسائي (5/ 42 رقم 2489).
(9)
سنن أبي داود (2/ 101 رقم 1576).
(10)
سنن النسائي (5/ 27 رقم 2452).
حتى تبلغ أربعين، فإذا بلغت أربعين بقرة ففيها مسنة".
3108 -
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس في الإبل العوامل صدقة".
رواه الدارقطني
(1)
وقال: كذا قال غالب القطان، وهو عندي غالب بن عبيد الله، والله أعلم.
3109 -
وروى
(2)
أيضاً عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ليس في البقر العوامل شيء".
وهو من رواية الحارث عن علي. رواه عاصم بن ضمرة عن علي قوله
(3)
.
3110 -
وروى
(4)
عن جابر -هو ابن عبد الله- قال: "لا يؤخذ من البقر التي يحرث عليها من الزكاة شيء".
3111 -
عن سعر -هو ابن ديسم- قال: "إني كنت في شعب من هذه الشعاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غنم لي، فجاءني رجلان على بعير، فقالا لي: إنا رسولاً رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك لتؤدي صدقة غنمك. فقلت: ما علي فيها؟ فقالا: شاة. فأعمد إلى شاة قد عرفت مكانها، ممتلئة محضاً
(5)
وشحماً، فأخرجتها إليهما، فقالا: هذه شاة الشافع
(6)
، وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
(1)
سنن الدارقطني (2/ 103 رقم 1).
(2)
سنن الدارقطني (2/ 103 رقم 3) من رواية أبي إسحاق عن الحارث وعاصم بن ضمرة عن علي.
(3)
رواه الدارقطني (2/ 103 رقم 4).
(4)
سنن الدارقطني (2/ 103 رقم 5).
(5)
أي: سمينة كثيرة اللبن، المحض في اللغة: اللبن الخالص، غير مشوب بشيء، النهاية (5/ 302 - 303).
(6)
الشافع: هي التي معها ولدها، سميت به لأن ولدها شفعها وشفعته هي، فصارا شفعًا،=
نأخذ شافعًا. قلت: فأي شيء تأخذان؟ قالا: عناق جذعة أو ثنية. قال: فأعمد إلى عناق معتاط -والمعتاط التي لم تلد ولدًا وقد حان ولادها- فأخرجتها إليهما، فقالا: ناولناها. فجعلاها معهما على بعيرهما، ثم انطلقا".
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
-وهذا لفظه- س
(3)
وعند الإمام أحمد: "هذه الشافع الحامل"، وعند النسائي:"هذه الشافع، والشافع: الحامل".
3112 -
عن سويد بن غفلة قال: "أتانا مصدق النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فجلست إليه وهو يقول: إن في عهدي أن لا آخذ من راضع لبن، ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع. وأتاه رجل بناقة كوماء فقال: خذها. فأبى أن يأخذها".
رواه الإمام أحمد
(4)
-وهذا لفظه- د
(5)
س
(6)
ق
(7)
.
3112م- وفي رواية أبي داود قال: "فعمد رجل منهم إلى ناقة كوماء. قال: قلت: يا أبا صالح: ما الكوماء؟ قال: عظيمة السنام -قال: فأبى أن يقبلها. قال: إني أحب أن تأخذ خير إبلي. فأبى أن يقبلها، قال: فخطم له أخرى دونها، فأبى أن يقبلها، ثم خطم له أخرى دونها فقبلها، وقال: إني آخذها وأخاف أن يجد عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، يقول: عمدت إلى رجل فتخيرت عليه إبله".
=وقيل شاة شافع إذا كان في بطنها ولدها ويتلوها آخر، وقوله في هذه الرواية "هذه شاة الشافع" بالإضافة، كقولهم: صلاة الأولى، ومسجد الجامع. النهاية (2/ 485).
(1)
المسند (3/ 414، 415).
(2)
سنن أبي داود (2/ 103 رقم 1581).
(3)
سنن النسائي (5/ 32 - 33 رقم 2461).
(4)
المسند (4/ 315).
(5)
سنن أبي داود (2/ 102 - 103 رقم 1579، 1580).
(6)
سنن النسائي (5/ 29 - 30 رقم 2456).
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 576 رقم 1801).
3113 -
عن (عمارة بن عمرو)
(1)
بن حزم عن أبي بن كعب قال: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقًا على بلي وعذرة وجميع بني سعد بن هذيم من قضاعة، قال: فصدقتهم حتى مررت بآخر رجل منهم -وكان منزله وبلده من أقرب منازلهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة قال: فلما جمع إليَّ ما له لم أجد عليه فيها إلا ابنة مخاض، يعني: فأخبرته أنها صدقته، قال: فقال ذاك ما لا لبن فيه ولا ظهر، وايم الله ما قام في مالي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رسول له قط قبلك، وما كنت لأقرض الله تبارك وتعالى ما لا لبن فيه ولا ظهر، ولكن هذه ناقة (فتية)
(2)
سمينة (فخذها)
(3)
قال: فقلت له: ما أنا بآخذ ما لم أؤمر به، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم منك قريب؛ فإن أحببت أن تأتيه فتعرض عليه ما عرضت عليَّ -قال- فافعل؛ فإن قبله منك قبله، وإن رده عليك رده. قال: فإني فاعل. قال: فخرج معي، وخرج بالناقة التي عرض عليَّ، حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقال له: يا نبي الله، أتاني رسولك ليأخذ مني صدقة مالي -وايم الله ما قام في مالي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رسوله قط قبله- فجمعت له مالي، فزعم أن ما عليَّ فيه إلا ابنة مخاض، وذلك ما لا لبن فيه ولا ظهر، وقد عرضت عليه ناقة فتية سمينة ليأخذها، فأبى عليَّ ذلك، وقال: ها هي ذه قد جئتك بها يا رسول الله خذها. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك الذي عليك، فإن تطوعت بخير قبلناه منك، وآجرك الله فيه. قال: فها هي ذه يا رسول الله، قد جئتك بها فخذها. قال: فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبضها، ودعا له في ماله بالبركة".
3113 - خرجه الضياء في المختارة (4/ 24 - 28 رقم 1254 - 1256).
(1)
في "الأصل": عمار بن عمر. والمثبت من المسند، وعمارة بن عمرو بن حزم ترجمته في التهذيب (12/ 254 - 256)، وهو في المختارة على الصواب، والله أعلم.
(2)
من المسند، وستأتي.
(3)
تحرفت في "الأصل" والمثبت من المسند.
رواه الإمام أحمد
(1)
-وهذا لفظه- د
(2)
وأبو حاتم بن حبان
(3)
.
3113م- وروى عبد الله بن الإمام أحمد في المسند
(4)
بإسناد عن غير أبيه، عن (عمارة)
(5)
بن حزم عن أبي بن كعب: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه مصدقًا
…
" فذكر نحو حديث أبيه، وزاد فيه: "قال عمارة: وقد وليت صدقاتهم في زمن معاوية فأخذت من ذلك (الرجل)
(6)
ثلاثين حقة، لألف وخمسمائة بعير عليه".
3114 -
عن عبد الله بن معاوية الغاضري -من غاضرة قيس- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان: من عبد الله وحده، وأنه لا إله إلا الله، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه رافدة (عليه)
(7)
كل عام ولا يعطي الهرم ولا الدرنة
(8)
ولا المريضة ولا الشَّرَط اللئيمة
(9)
، ولكن من وسط أموالكم؛ فإن الله لم يسألكم خيره، ولم يأمركم بشره".
رواه د
(10)
.
3115 -
عن سفيان بن عبد الله الثقفي: "أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
(1)
المسند (5/ 142).
(2)
سنن أبي داود (2/ 104 رقم 1583).
(3)
موارد الظمآن (1/ 353 - 354 رقم 796).
(4)
المسند (5/ 142).
(5)
في "الأصل": عمرو. والمثبت من المسند، وهو عمارة بن عمرو بن حزم كما تقدم، وسيأتي على الصواب.
(6)
في "الأصل": الرجلين. والمثبت من المسند.
(7)
في "الأصل": عليك. والمثبت من سنن أبي داود، والرافدة فاعلة من الرفد، وهو الإعانة، يقال: رفدته أرفده إذا أعنته، أي: تعينه نفسه على أدائها. النهاية (2/ 241).
(8)
أي: الجرباء، وأصله من الوسخ. النهاية (2/ 115).
(9)
أي: رذال المال، وقيل: صغاره وشراره. النهاية (2/ 460).
(10)
سنن أبي داود (3/ 102 - 104 رقم 1582).
بعثه مصدقاً، وكان يَعُدُّ (على الناس)
(1)
بالسخل (فقالوا)
(2)
: تعد علينا بالسخل ولا تأخذ منها شيئاً. فلما قدم على عمر بن الخطاب ذكر ذلك له، فقال له عمر: نعم، فعد عليهم بالسخلة يحملها الراعي ولا تأخذها، ولا تأخذ الأكولة
(3)
ولا الرُّبَّى
(4)
ولا الماخض
(5)
ولا فحل الغنم، وتأخذ الجذعة والثنية، وذلك عدل بين غذاء
(6)
المال
(7)
وخياره".
رواه مالك بن أنس في الموطأ
(8)
.
4 - ذكر الخلطة
3116 -
عن السائب بن يزيد قال: "صحبت سعد بن أبي وقاص، فذكر كلامًا، فقال: إني سمعته ذات يوم يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفرق بين مجتمع، ولا يجمع بين متفرق، والخليطان ما اجتمع على الحوض والراعي والفحل".
رواه الدارقطني
(9)
من رواية ابن لهيعة، وقد تقدم الكلام فيه
(10)
.
(1)
من الموطأ.
(2)
في "الأصل": فقال. والمثبت من الموطأ.
(3)
قال الإمام مالك في الموطأ: الأكولة هي شاة اللحم التي تُسمن لتأكل.
(4)
الرُّبَّى: التي تُربي في البيت من الغنم لأجل اللبن، وقيل: هي الشاة القريبة العهد بالولادة، وجمعها رُباب بالضم. النهاية (2/ 180).
(5)
الماخض: هي التي أخذها المخاض، والمخاض: المطلق عند الولادة، يقال: مخضت الشاة مخضًا ومخاضًا ومخاضًا، إذا دنا نتاجها. النهاية (4/ 306).
(6)
الغذاء: السخال الصغار، وأحدها: غَذِي. النهاية (3/ 348).
(7)
في الموطأ: غذاء الغنم.
(8)
الموطأ (1/ 231 رقم 26).
(9)
سنن الدارقطني (2/ 104 رقم 1).
(10)
تحت الحديث رقم (60).
3116م- وقد تقدم
(1)
في حديث أنس الذي كتبه له أبو بكر رضي الله عنه: "ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة، وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية"
(2)
. رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
ت
(5)
.
5 - باب أين تصدق الأموال
3117 -
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا جلب
(6)
ولا جنب
(7)
، ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم".
رواه د
(8)
، وروى الإمام أحمد
(9)
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تؤخذ
(10)
صدقات المسلمين على مياههم".
(1)
الحديث رقم (3102).
(2)
رواه البخاري (3/ 368 - 369 رقم 1450، 1451).
(3)
المسند (1/ 11 - 12).
(4)
سنن أبي داود (2/ 103 - 104 رقم 1580).
(5)
كذا وقع هذا الرمز في "الأصل" ولم أجد الحديث في جامع الترمذي، ولم يعزه له المزي في التحفة (5/ 284 - 286 رقم 6582)، بل عزاه للبخاري وأبي داود والنسائي وابن ماجه. والحديث في سنن النسائي (5/ 27 - 29 رقم 2454) وسنن ابن ماجه (1/ 575 رقم 1800) والله أعلم.
(6)
الجلب في الزكاة: هو أن يقدم المصدق على أهل الزكاة فينزل موضعًا، ثم يرسل من يجلب إليه الأموال من أماكنها ليأخذ صدقتها، فنهى عن ذلك، وأمر أن تؤخذ صدقاتهم على مياههم وأماكنهم. النهاية (1/ 281).
(7)
الجنب في الزكاة: أن ينزل العامل بأقصى مواضع أصحاب الصدقة، ثم يأمر بالأموال أن تجنب إليه، أي: تُحضر، فنهوا عن ذلك، وقيل: هو أن يجنب رب المال بماله، أي: يبعده عن موضعه حتى يحتاج العامل إلى الإبعاد في اتباعه وطلبه. النهاية (1/ 303).
(8)
سنن أبي داود (2/ 107 رقم 1591).
(9)
المسند (2/ 184 - 185).
(10)
في المسند: تؤخذ.
6 - باب ليس في العبيد والخيل والحمير زكاة
3118 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس على المسلم في فرسه وغلامه صدقة".
وفي لفظٍ "عبده" بدل: "غلامه".
رواه خ
(1)
-وهذا لفظه- م
(2)
وزاد قال: "ليس في العبد صدقة إلا صدقة الفطر".
ولأبي داود
(3)
: "ليس في الخيل والرقيق زكاة، إلا زكاة الفطر في الرقيق".
3118م- وقد تقدم حديث علي
(4)
رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد عفوت عن الخيل والرقيق".
3119 -
عن عمر رضي الله عنه: "وجاءه ناس من أهل الشام، فقالوا: إنا أصبنا أموالاً خيلاً ورقيقًا نحب أن يكون لنا فيها زكاة وطهور. قال: ما فعله صاحباي قبلي فأفعله. واستشار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وفيهم علي رضي الله عنه فقال علي: هو حسن إن لم تكن جزية راتبة يؤخذون بها بعدك".
رواه الإمام أحمد
(5)
.
3120 -
عن أبي هريرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الحمر، قال: ما أنزل
(1)
صحيح البخاري (3/ 383 رقم 1463، 1464).
(2)
صحيح مسلم (2/ 675 - 676 رقم 982).
(3)
سنن أبي داود (2/ 101 رقم 1574).
(4)
الحديث رقم (3093).
(5)
المسند (1/ 14).
عليَّ فيها (شيء)
(1)
إلا هذه الآية الجامعة الفاذة {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}
(2)
".
رواه م
(3)
.
7 - باب زكاة الزروع والثمار
تقدم حديث أبي سعيد الخدري
(4)
في "باب ما يجب فيه الزكاة".
3121 -
عن سالم بن عبد اللَّه عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريًّا
(5)
العشر، وما سقي بالنضح نصف العشر".
رواه خ
(6)
، ولأبي داود
(7)
: "فيما سقت السماء والأنهار والعيون أو كان بعلاً
(8)
العشر".
3122 -
عن جابر بن عبد اللَّه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة، وليس فيما دون خمس ذود من الإبل صدقة، وليس فيما دون خمس أوسق من التمر صدقة". رواه م
(9)
.
(1)
في "الأصل": شيئًا. والمثبت من صحيح مسلم.
(2)
سورة الزلزلة، الآيتان: 7، 8.
(3)
صحيح مسلم (2/ 680 - 684 رقم 987).
(4)
الحديث رقم (3087).
(5)
العثري: هو من النخيل الذي يشرب بعروقه من ماء المطر يجتمع في حفيرة، وقيل: هو العذي، وقيل: هو ما يُسقى سيحًا، والاْول أشهر. النهاية (3/ 182).
(6)
صحيح البخاري (3/ 407 رقم 1483).
(7)
سنن أبي داود (2/ 108 رقم 1596).
(8)
البعل: هو ما شرب من النخيل بعروقه من الأرض من غير سقي سماء ولا غيرها، قال الأزهري: هو ما ينبت من النخل في أرض يقرب ماؤها، فرسخت عروقها في الماء واستغنت عن ماء السماء والأنهار وغيرها. النهاية (1/ 141).
(9)
صحيح مسلم (2/ 675 رقم 980).
3123 -
وروى
(1)
أيضًا عن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فيما سقت الأنهار والغيم العشور، وفيما سُقي بالسانية
(2)
نصف العشر".
3124 -
عن معاذ قال: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فأمرني أن آخذ مما سقت السماء العشر، وفيما سقي بالدوالي نصف العشر".
رواه الإمام أحمد
(3)
ق
(4)
، هو عنده:"سقت السماء أو سقي بعلاً العشر".
قال يحيى بن آدم: البعل والعثري والعذي هو الذي يسقى بماء السماء، و (العثري)
(5)
ما زرع للسحاب خاصة ليس يصيبه إلا المطر، والبعل ما كان من الكروم قد ذهبت عروقه في الأرض إلى الماء؛ فلا يحتاج إلى السقي الخمس سنين أو الست، يحتمل ترك السقي، فهذا البعل، والسيل ماء الوادي إذا سأل، والغيل (سيل)
(6)
دون سيل.
كذا رواه ق
(7)
.
3125 -
وعن معاذ بن جبل: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن فقال: خذ الحب من الحب، والشاة من الغنم، والبعير من الإبل، والبقرة من البقر".
رواه د
(8)
ق
(9)
.
(1)
صحيح مسلم (2/ 675 رقم 981).
(2)
السانية: الناقة التي يُستقى عليها. النهاية (2/ 415).
(3)
المسند (5/ 230، 233).
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 581 رقم 1818).
(5)
في "الأصل": العشري. بالشين والمثبت من سنن ابن ماجه.
(6)
في "الأصل": سيلاً. والمثبت من سنن ابن ماجه.
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 581) بعد حديث معاذ السابق.
(8)
سنن أبي داود (2/ 109 رقم 1599).
(9)
سنن ابن ماجه (1/ 580 رقم 1814).
3126 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فيما سقت السماء والعيون العشر، وفيما سُقي بالنضح نصف العشر".
رواه ت
(1)
ق
(2)
.
3127 -
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: "إنما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة في هذه الخمسة: في الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، والذرة".
رواه ق
(3)
، من رواية إسماعيل بن عياش، وقد تقدم الكلام فيه
(4)
.
8 - باب خرص النخل
(5)
والعنب
3128 -
عن سهل بن أبي حثمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "إذا خرصتم فجدوا
(6)
ودعوا الثلث، فإن لم تدعوا الثلث فدعوا الربع".
رواه الإمام أحمد
(7)
د
(8)
ت
(9)
س
(10)
.
(1)
جامع الترمذي (3/ 31 رقم 639)، ومال الترمذي إلى تصحيح إرساله.
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 580 - 581 رقم 1816).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 580 رقم 1815).
(4)
تحت الحديث رقم (403).
(5)
خرص النخلة والكرمة يخرصها خرصًا: إذا حزر ما عليها من الرطب تمرًا، ومن العنب زبيبًا، فهو من الخرص: الظن؛ لأن الحزر إنما هو تقدير بالظن، والاسم الخرص بالكسر. النهاية (2/ 22 - 23).
(6)
الجداد -بالفتح والكسر- صرام النخل: وهو قطع ثمرتها، يقال: جد الثمرة يجدها جدًا. النهاية (1/ 244).
(7)
المسند (4/ 2، 3).
(8)
سنن أبي داود (2/ 110 رقم 1605).
(9)
جامع الترمذي (3/ 35 رقم 643).
(10)
سنن النسائي (5/ 42 - 43 رقم 2490).
3129 -
عن عائشة أنها قالت -وهي تذكر شأن خيبر-: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث عبد الله بن رواحة إلى يهود فيخرص حين يطيب قبل أن يؤكل منه".
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
والدارقطني
(3)
، وزاد هو والإمام أحمد:"ثم يخير يهود يأخذونه بذلك الخرص، أو يدعونه إليهم بذلك الخرص، لكي تحصى الزكاة قبل أن تُؤكل الثمار وتُفرق".
وروى ت
(4)
حديث عتاب بن أسيد قال: وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة. وسألت محمدًا -يعني البخاري- عن هذا فقال: حديث ابن جريج غير محفوظ، وحديث ابن المسيب عن عتاب بن أسيد أصح.
قال الحافظ أبو عبد الله: قال ابن جريج: "أُخبرت عن ابن شهاب". يعني: أنه لم يسمعه منه.
3130 -
عن ابن عمر قال: "أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل خيبر فقاتلهم حتى ألجأهم إلى قصرهم، وغلبهم على الأرض والزرع والنخل فصالحوه .. " فذكر الحديث، وفيه:"فأعطاهم خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع وشيء ما بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عبد الله بن رواحة يأتيهم في كل عام فيخرصها عليهم، ثم يضمنهم الشطر، فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شدة خرصه، وأرادوا أن يرشوه، فقال عبد الله: تطعموني السحت؟! والله لقد جئتكم من أحب الناس إليَّ، ولأنتم أبغض إليَّ من عدتكم من القردة والخنازير، ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه ألاَّ أعدل عليكم. فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض".
(1)
المسند (6/ 163).
(2)
سنن أبي داود (2/ 110 رقم 1606).
(3)
سنن الدارقطني (2/ 134 رقم 25، 26).
(4)
جامع الترمذي (3/ 36 رقم 644).
رواه خ
(1)
تعليقًا، وأبو حاتم البستي
(2)
.
3131 -
عن عتاب بن أسيد قال: "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخرص العنب كما يخرص النخل، وتؤخذ زكاته زبيبًا كما تؤخذ صدقة النخل تمراً".
رواه د
(3)
ت
(4)
، وقال: حديث حسن غريب.
3132 -
وعن عتاب بن أسيد: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث على الناس من يخرص عليهم كرومهم وثمارهم".
رواه ت
(5)
ق
(6)
.
9 - باب ما لا يجوز إِخراجه من التمر في الصدقة
3133 -
عن عوف بن مالك قال: "دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وبيده عصا -وقد علق رجل منا حشفًا
(7)
- فطعن العصا في ذلك القِنو
(8)
وقال: لو شاء رب هذه الصدقة تصدق بأطيب منها. وقال: إن رب هذه الصدقة يأكل الحشف يوم القيامة".
(1)
صحيح البخاري (5/ 385) كتاب الشروط باب إذا اشترط في المزارعة إذا شئت أخرجتك.
(2)
موارد الظمآن (2/ 743 - 746 رقم 1697)، والإحسان (11/ 607 - 609 رقم 5199).
(3)
سنن أبي داود (2/ 110 رقم 1603، 1604)، وقال أبو داود: وسعيد -يعني ابن المسيب- لم يسمع من عتاب شيئاً.
(4)
جامع الترمذي (3/ 36 رقم 644).
(5)
جامع الترمذي (3/ 36 رقم 644).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 582 رقم 1819).
(7)
الحشف: اليابس الفاسد من التمر، وقيل: الضعيف الذي لا نوى له كالشيص. النهاية (1/ 391).
(8)
القنو: العِذق بما فيه من الرطب، وجمعه أقناء. النهاية (4/ 116).
رواه د
(1)
س
(2)
ق
(3)
.
3134 -
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف في الآية التي قال الله عز وجل: (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ)
(4)
قال: هو الجعرور
(5)
ولون حبيق
(6)
فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه تؤخذ في الصدقة".
رواه د
(7)
س
(8)
، وهذا لفظه.
10 - باب زكاة العسل
3135 -
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في العسل: "في كل عشرة أزقاق زق".
رواه ت
(9)
وقال: في إسناده مقال، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب كبير شيء.
3136 -
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: "جاء هلال -أحد بني مُتْعَان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشور نحل له، وكان سأله أن يحمي وادٍ له- يقال له: سَلَبة- فحمى له رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الوادي، فلما ولي عمر بن الخطاب-
(1)
سنن أبي داود (2/ 111 رقم 1608).
(2)
سنن النسائي (5/ 43 - 44 رقم 2492).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 583 رقم 182).
(4)
سورة البقرة، الآية:267.
(5)
الجعرور: ضرب من الدقل، يَحمل رطبًا صغاراً لا خير فيه. النهاية (1/ 276).
(6)
هو نوع من أنواع التمر رديء، منسوب إلى ابن حُبيق، وهو اسم رجل، وقد يقال له: بنات حبيق، وهو تمر أغبر صغير مع طول فيه. النهاية (1/ 331).
(7)
سنن أبي داود (2/ 110 - 111 رقم 1607) عن أبي أمامة بن سهل عن أبيه.
(8)
سنن النسائي (5/ 43 رقم 2491).
(9)
جامع الترمذي (3/ 24 رقم 629).
رضي الله عنه- كتب سفيان بن وهب إلى عمر بن الخطاب يسأله عن ذلك، فكتب عمر: إن أدى إليك ما كان يؤدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من عشور نحله فاحم له سلبه، وإلا فإنما هو ذباب غيث يأكله من يشاء".
رواه د
(1)
-وهذا لفظه- س
(2)
، وزاد أبو داود
(3)
قال: من كل عشر قرب قربة. وقال سفيان بن عبد الله الثقفي. قال: وكان يحمي لهم واديين. (زاد)
(4)
فأدوا إليه ما كانوا يؤدون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحمى لهم وادييهم".
3137 -
(وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن)
(5)
عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه:"أخذ من العسل العشر".
رواه ق
(6)
.
3138 -
عن أبي سيارة المتعي
(7)
قال: قلت: "يا رسول الله، إن لي نحلاً قال: أدِّ العشر. قلت: يا رسول الله، احمها لي. فحماها لي".
رواه الإمام أحمد
(8)
ق
(9)
، وهذا لفظه.
(1)
سنن أبي داود (2/ 109 رقم 1600).
(2)
سنن النسائي (5/ 46 رقم 2498).
(3)
سنن أبي داود (2/ 109 رقم 1601).
(4)
من سنن أبي داود.
(5)
تكررت في "الأصل".
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 584 رقم 1824).
(7)
المتعي: بضم الميم والتاء ثالث الحروف وفي آخرها عين مهملة، هذه النسبة إلى مُتُع، وهو بطن من فهم -فيما يظن السمعاني- ينسب إليه أبو سيارة عامر بن هلال المتعي، كتب له النبي صلى الله عليه وسلم، والكتاب عند بني عمه. اللباب في تهذيب الأنساب (3/ 161) ووقع في سنن ابن ماجه: المتقي. بالقاف.
(8)
المسند (4/ 236).
(9)
سنن ابن ماجه (1/ 584 رقم 1823).
3139 -
عن سعد بن أبي ذباب قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت، وقلت: يا رسول الله، اجعل لقومي ما أسلموا عليه. ففعل (واستعملني عليهم)
(1)
واستعملني أبو بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم واستعملني عمر بعد أبي بكر، فقلت لقومي: إنه لا خير في مال لا تؤدى صدقته؛ فأدوا زكاة العسل. قالوا: كم ترى؟ قلت: العشر. فأخذت منهم العشر، فأتيت به عمر رضي الله عنه فباعه وجعله في صدقات المسلمين".
كذا رواه الطبراني
(2)
، ورواه الإمام أحمد
(3)
إلى قوله: "ثم استعملني عمر بعده". ورواه الإمام الشافعي
(4)
رضي الله عنه.
11 - باب زكاة الركاز والمعدن
3140 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العجماء جرحها جُبار
(5)
، والبئر جُبار والمعدن جبار، وفي الركاز
(6)
الخمس".
رواه خ
(7)
م
(8)
.
(1)
من معجم الطبراني الكبير.
(2)
المعجم الكبير (6/ 43 رقم 5458).
(3)
المسند (4/ 79).
(4)
مسند الشافعي (ص 92).
(5)
الجبار: الهدر، والعجماء: الدابة. النهاية (1/ 236).
(6)
الركاز عند أهل الحجاز: كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض، وعند أهل العراق المعادن، والقولان تحتملهما اللغة؛ لأن كلاًّ منهما مركوز في الأرض، أي: ثابت، يقال: ركزه يركزه ركزاً إذا دفنه، وأركز الرجل إذا وجد الركاز، والحديث إنما جاء في التفسير الأول وهو الكنز الجاهلي، وإنما كان فيه الخمس لكثرة نفعه وسهولة أخذه. النهاية (2/ 258).
(7)
صحيح البخاري (3/ 426 رقم 1499).
(8)
صحيح مسلم (3/ 1334 رقم 1710).
3141 -
وروى س
(1)
: "أنه سئل عن اللقطة
…
" وفي آخره: وفي الركاز الخمس".
3142 -
عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن غير واحد من علمائهم: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع لبلال بن الحارث المزني معادن
(2)
(القبلية)
(3)
وهي من ناحية الفُرع، فتلك المعادن لا يؤخذ منها إلا الزكاة إلى اليوم".
رواه مالك في الموطأ
(4)
.
3143 -
عن الشعبي قال: "أتى رجلٌ علياً رضي الله عنه فقال: إني وجدت ألف درهم وخمسائة درهم في قرية خربة. فقال (علي: أما لأقضين فيها قضاءً بينًا)
(5)
إن كنت أصبتها في قرية خربه تحمل خراجها قرية عامرة فهي لأهل القرية، وإن كانت لا تحمل خراجها غيرها فلنا الخمس، ولك سائرها".
رواه سعيد بن منصور.
12 - باب العروض إِذا كانت للتجارة
3144 -
عن سمرة بن جندب: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نخرج الصدقة من الذي نعد للبيع".
(1)
سنن النسائي (5/ 44 رقم 2493).
(2)
المعادن: المواضع التي تستخرج منها جواهر الأرض كالذهب والفضة والنحاس وغير ذلك، واحدها معدن. النهاية (3/ 192).
(3)
في "الأصل": القبيلة. والمثبت من الموطأ، قال ابن الأثير في النهاية (4/ 10): القبلية منسوبة إلى قَبَل -بفتح القاف والباء- وهي ناحية من ساحل البحر، بينها وبين المدينة خمسة أيام، وقيل: هي من ناحية الفُرع، وهو موضع بين نخلة والمدينة، هذا هو المحفوظ في الحديث.
(4)
الموطأ (1/ 219 رقم 8).
(5)
أصابها طمس في "الأصل" والمثبت من سنن البيهقي (4/ 156).
رواه د
(1)
.
3145 -
وروى الدارقطني
(2)
عن سمرة بن جندب: "بسم الله الرحمن الرحيم من سمرة بن جندب إلى بنيه سلام عليكم أما بعد، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا برقيق الرجل أو المرأة الذين (هم)
(3)
تلاد
(4)
له، فهم عمله لا يريد بيعهم، وكان يأمرنا أن لا نخرج عنهم من الصدقة شيئًا، وكان يأمرنا أن نخرج من الرقيق الذي نعد للبيع".
3146 -
عن أبي عمرو بن حماس عن أبيه حماس -وكان يبيع الأدم وهذه الجعاب-: "أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال له: يا حماس، أدِّ زكاة مالك. فقال: ما لي من مال إلا بيع الأدم وهذا الجعاب. فقال له عمر: قومه ثم أدِّ زكاته. ففعل".
رواه سعيد بن منصور.
13 - باب في المال المستفاد
3147 -
عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول".
رواه ق
(5)
والدارقطني
(6)
من رواية حارثة بن محمد، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة
(7)
.
(1)
سنن أبي داود (2/ 95 رقم 1562).
(2)
سنن الدارقطني (2/ 127 - 128 رقم 9).
(3)
من سنن الدارقطني.
(4)
التلاد: المال الأصلي القديم. المعجم الوسيط (1/ 90).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 571 رقم 1792).
(6)
سنن الدارقطني (2/ 90 - 91 رقم 3).
(7)
ترجمته في التهذيب (5/ 313 - 316).
3148 -
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استفاد مالاً فلا زكاة عليه حتى يحول عليه الحول".
رواه ت
(1)
، ورواه
(2)
عن ابن عمر موقوفًا من قوله، قال: وهذا أصح من حديث عبد الرحمن بن (زيد)
(3)
بن أسلم -يعني: الذي تقدم- وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف في الحديث؛ ضعفه أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وغيرهما.
وقد رواه الدارقطني
(4)
من رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (و)
(5)
من حديث عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية بقية عن إسماعيل، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع/ عنه. وقال: رواه معتمر وغيره عن (عبيد الله)
(6)
موقوفًا.
3149 -
ورواه
(7)
أيضًا عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس في مال زكاة حتى يحول عليه الحول".
وهو من رواية حسان بن سياه عن ثابت، وقد ضعفه الدارقطني
(8)
وابن عدي
(9)
.
(1)
جامع الترمذي (3/ 25 - 26 رقم 631).
(2)
جامع الترمذي (3/ 26 رقم 632).
(3)
في "الأصل": عبد الرحمن. والمثبت من جامع الترمذي، وسيأتي على الصواب.
(4)
سنن الدارقطني (2/ 90 رقم 1).
(5)
ليست في الأصل.
(6)
في "الأصل": عبد الله. والمثبت من سنن الدارقطني.
(7)
سنن الدارقطني (2/ 91 رقم 5).
(8)
ميزان الاعتدال (1/ 478 رقم 1806).
(9)
الكامل (3/ 248 - 253) وذكر له هذا الحديث من مناكيره.
3150 -
ورواه
(1)
من رواية علي (1) رضي الله عنه وابن عمر
(2)
عنهما- موقوفًا.
14 - باب ما ذكر في الحلي
3151 -
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: "أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها ابنة لها -وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب- فقال لها: أتعطين زكاة هذا؟ قالت: لا. قال: أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار؟ قال: (فخلعتهما)
(3)
فألقتهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقالت: هما للَّه ولرسوله".
رواه الإمام أحمد
(4)
د
(5)
-واللفظ له- ت
(6)
س
(7)
، وقال الترمذي: لا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء.
وقال الترمذي: وقال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ابن عمر وعائشة وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك: "ليس في الحلي زكاة".
ورواية النسائي من رواية خالد بن الحارث مرفوعاً، ومن رواية معتمر بن سليمان مرسلاً، قال: خالد بن الحارث أثبت عندنا من معتمر، وحديث معتمر أولى بالصواب، واللَّه أعلم.
(1)
سنن الدارقطني (2/ 91 رقم 6).
(2)
سنن الدارقطني (2/ 92 رقم 8).
(3)
في "الأصل": فحذفتها. والمثبت من سنن أبي داود.
(4)
المسند (2/ 178، 204، 208).
(5)
سنن أبي داود (2/ 95 رقم 1563).
(6)
جامع الترمذي (3/ 29 - 30 رقم 637).
(7)
سنن النسائي (5/ 38 رقم 2478). وانظر تحفة الأشراف (6/ 309 رقم 8682).
3152 -
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى في يدي فَتَخات
(1)
من ورق، فقال: ما هذا يا عائشة؟ فقلت: صنعتهن أتزين لك يا رسول الله. قال: أتؤدين زكاتهن؟ قلت: لا -أو ما شاء الله- قال: هو حسبك من النار".
رواه د
(2)
.
3153 -
عن أم سلمة قالت: "كنت ألبس أوضاحًا
(3)
من ذهب، فقلت: يا رسول الله، أكنز هو؟ فقال: ما بلغ أن تؤدي زكاته فزكي، فليس بكنز".
رواه د
(4)
من رواية عتاب بن بشير، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة
(5)
، وروى الدارقطني
(6)
هذه الأحاديث الثلاثة.
3154 -
وروى
(7)
عن أنس بن مالك: "أنه سئل عن الحلي فقال: ليس فيه زكاة".
3155 -
وروى
(8)
عن نافع قال: "كانت المرأة من بنات عبد الله بن عمر تُصدق بألف دينار، فيجعل لها من ذلك حليًّا بأربعمائة دينار، ولا يرى فيه صدقة".
(1)
جمع فتخة، وهي خواتيم كبار تُلبس في الأيدي. النهاية (3/ 408).
(2)
سنن أبي داود (2/ 95 - 96 رقم 1565).
(3)
نوع من الحُلي يُعمل من الفضة، سميت بها لبياضها، واحدها وضح. النهاية (5/ 196).
(4)
سنن أبي د اود (2/ 95 رقم 1564).
(5)
ترجمته في التهذيب (19/ 286 - 289).
(6)
روى الدارقطني حديث عائشة (2/ 105 - 106 رقم 1)، وروى حديث أم سلمة (2/ 105 رقم 1)، وروى حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (2/ 112 رقم 7).
(7)
سنن الدارقطني (2/ 109 رقم 6).
(8)
سنن الدارقطني (2/ 109 رقم 7).
3156 -
وعنه
(1)
أن ابن عمر قال: "لا زكاة في الحلي".
3157 -
وروي
(2)
عن أسماء بنت أبي بكر: أنها كانت تحلي بناتها الذهب ولا تزكيه، نحوًا من خمسين ألف"
(3)
.
15 - باب رضي المُصَدِّق
(4)
3158 -
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم سترون بعدي أثرة
(5)
وأمورًا تنكرونها. قالوا: يا رسول الله، كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال: تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم".
رواه خ
(6)
م
(7)
، وهذا لفظه.
3159 -
عن وائل بن حجر قال: "سأل سلمة بن يزيد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا (فما تأمرنا)
(8)
؟. فقال: اسمعوا وأطيعوا؛ فإنما عليكم ما حملتم وعليهم ما حملوا".
رواه م
(9)
.
(1)
سنن الدارقطني (2/ 109 رقم 8).
(2)
سنن الدارقطني (2/ 109 رقم 10).
(3)
قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله -يعني: الإمام أحمد بن حنبل- يقول: في زكاة الحلي عن خمسة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون فيه زكاة، وهم: أنس، وجابر، وابن عمر، وعائشة، وأسماء. اهـ. نقله ابن عبد الهادي في التنقيح (2/ 1421).
(4)
هو عامل الزكاة الذي يستوفيها من أربابها. النهاية (3/ 18).
(5)
الأثرة -بفتح الهمزة والثاء- الاسم من آثر يُؤثر إيثارًا إذا أعطى، أراد أنه يُستأثر عليكم فيفضل غيركم في نصيبه من الفيء، والاستئثار: الانفراد بالشيء. النهاية (1/ 22).
(6)
صحيح البخاري (6/ 708 رقم 3603).
(7)
صحيح مسلم (3/ 1472 رقم 1843).
(8)
من صحيح مسلم.
(9)
صحيح مسلم (3/ 1474 رقم 1846).
3160 -
عن جرير بن عبد الله قال: "جاء ناسٌ من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن أناساً من المصدقين يأتونا فيظلمونا. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرضوا مصدقيكم. قال جرير: ما صدر عني مصدق منذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو عني راض". رواه م
(1)
.
3161 -
عن بشير بن الخصاصية قال "قلنا: يا رسول الله، إن أهل الصدقة (يعتدون)
(2)
علينا أفنكتم من أموالنا بقدر ما (يعتدون)(2)؟ فقال: لا". رواه د
(3)
.
3162 -
عن جابر بن عتيك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيأتيكم ركب مبغضون فإذا جاؤكم فرحبوا بهم، وخلوا بينهم وبين ما يبتغون، فإن عدلوا فلأنفسهم، وإن ظلموا فعليها، وأرضوهم فإن تمام زكاتكم رضاهم، وليدعوا (لكم)
(4)
".
رواه د
(5)
وهو من رواية أبي الغصن. قال أبو داود: أبو الغصن هو
(6)
ثابت ابن قيس بن الغصن.
قال الحافظ أبو عبد الله: وقد وثقه الإمام أحمد
(7)
، وضعفه يحيى بن معين في رواية
(8)
، وفي رواية قال
(9)
: ليس به بأس. وقال ابن حبان (8): لا يحتج
(1)
صحيح مسلم (2/ 685 - 686 رقم 989).
(2)
في "الأصل": يعتذرون. والمثبت من سنن أبي داود.
(3)
سنن أبي داود (2/ 105 رقم 1587).
(4)
في "الأصل": عليكم. والمثبت من سنن أبي داود.
(5)
سنن أبي داود (2/ 105 رقم 1588).
(6)
زاد بعدها في "الأصل": ابن. وهي زيادة مقحمة.
(7)
الجرح والتعديل (2/ 456 رقم 1840).
(8)
كتاب المجروحين (1/ 206).
(9)
تاريخ الدوري (3/ 181 رقم 808).
بخبره إذا لم يتابعه غيره.
16 - باب ما جاء في عمال الصدقة
3163 -
عن أبي حميد الساعدي قال: "استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأزد على صدقات بني سليم، يُدعى ابن اللتبية، فلما جاء حاسبة، قال: هذا ما لكم، وهذا هدية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك؛ إن كنت صادقًا. ثم قام خطيبًا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله، فيأتي فيقول: هذا مالكم، وهذا هدية أهديت لي، أفلا جلس في بيت أمه وأبيه حتى تأتيه هديته؛ إن كان صادقًا، والله لا يأخذ أحد منكم منها شيئًا بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة، فلا أعرفن أحداً منكم لقي الله يحمل بعيرًا له رغاء
(1)
، أو بقرة لها خوار
(2)
، أو شاة تَيْعِر
(3)
، ثم رفع يديه حتى رُئي بياض إبطيه، قال: اللهم هل بلغت. بصر عيني، ومسمع أذني".
رواه خ
(4)
م
(5)
، وهذا لفظه.
3164 -
عن عدي بن عميرة الكندي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطاً فما فوقه كان غلولاً يأتي يوم القيامة. قال: فقام إليه رجل من الأنصار -كأني أنظر إليه- فقال: يا رسول الله، اقبل عني عملك. قال: وما لك؟ قال: سمعتك تقول كذا وكذا. قال: وأنا أقوله
(1)
الرغاء: صوت الإبل. النهاية (2/ 240).
(2)
الخوار: صوت البقر. النهاية (2/ 87).
(3)
يقال: يَعَرَت العنز تيعِر -بالكسر- يُعاراً -بالضم- أي: صاحت. النهاية (5/ 297).
(4)
صحيح البخاري (13/ 175 رقم 7174).
(5)
صحيح مسلم (3/ 1463 - 1464 رقم 1832/ 27).
الآن، من استعملناه منكم على عمل ليجيء بقليله وكثيره فما أُوتي منه أخذ، وما نُهي عنه انتهى".
رواه م
(1)
.
3165 -
عن رافع بن خديج قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "العامل على الصدقة بالحق كالغازي في سبيل الله حتى يرجع إلى بيتها".
رواه الإمام أحمد
(2)
د
(3)
ق
(4)
ت
(5)
، وقال: حديث حسن
(6)
.
3166 -
عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من استعملناه على عمل فرزقناه رزقاً، فما أخذ بعد ذلك فهو غلول".
رواه د
(7)
.
3167 -
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحباب الأنصاري أن عبد الله بن أنيس حدثه أنه تذاكر هو وعمر بن الخطاب يومًا الصدقة، فقال عمر: ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يذكر غلول الصدقة: أنه من غل منها بعير -أو شاة- أتي به يوم القيامة يحمله".
رواه ق
(8)
.
(1)
صحيح مسلم (3/ 1465 رقم 1833).
(2)
المسند (4/ 143، 465).
(3)
سنن أبي داود (3/ 132 رقم 2936).
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 578 رقم 1809).
(5)
جامع الترمذي (3/ 37 رقم 645).
(6)
كذا في عارضة الأحوذي (3/ 145)، وتحفة الأشراف (3/ 157 رقم 3583)، وتحفة الأحوذي (3/ 308 رقم 640)، وفي جامع الترمذي: حسن صحيح.
(7)
سنن أبي داود (3/ 134 رقم 2943).
3167 -
خرجه الضياء في المختارة (1/ 258 رقم 148).
(8)
سنن ابن ماجه (1/ 579 رقم 1810).
17 - باب في إِعطاء الصدقة
3168 -
عن إبراهيم بن عطاء مولى عمران قال: حدثني أبي: "أن عمران بن حصين استعمل على الصدقة، فلما رجع قيل له: أين المال؟ قال: وللمال أرسلتني؟! أخذناه من حيث (كنا)
(1)
نأخذه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضعناه حيث كنا نضعه".
رواه د
(2)
ق
(3)
-وهذا لفظه- وفي رواية أبي داود: "أن زيادًا -أو بعض الأمراء- بعث عمران بن حصين على الصدقة".
3169 -
عن أبي جحيفة قال: "قدم علينا مصدق النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ الصدقة من أغنيائنا فجعلها في فقرائنا، فكنت غلامًا (يتيمًا)
(4)
فأعطاني منها قلوصًا".
رواه ت
(5)
، وقال: حديث حسن.
3170 -
عن طاوس قال: "في كتاب معاذ بن جبل: من أخرج من مخلاف
(6)
إلى مخلاف فإن صدقته وعشرة يرد إلى مخلافه".
رواه سعيد بن منصور.
3171 -
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المعتدي في الصدقة كمانعها".
(1)
من سنن ابن ماجه.
(2)
سنن أبي داود (2/ 115 - 116 رقم 1625).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 579 رقم 1811).
(4)
من جامع الترمذي.
(5)
جامع الترمذي (3/ 40 رقم 649).
(6)
المخلاف في اليمن كالرُّستاق في العراق، وجمعه المخاليف، أراد أنه يؤدي صدقته إلى عشيرته التي كان يؤدي إليها. النهاية (2/ 70).
رواه د
(1)
ق
(2)
ت
(3)
، وقال: حديث غريب، وهو من رواية سعد بن سنان، وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة
(4)
.
3172 -
أخبرنا أسعد بن سعيد بن روح، أن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية أخبرتهم، أبنا محمد بن عبد الله، أبنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا الحسن بن علي المعمري، ثنا محمد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي، ثنا (عُمَر)
(5)
بن علي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس (عن)
(6)
جرير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"المعتدي في الصدقة كمانعها".
كذا أخرجه الطبراني في معجمه
(7)
.
18 - باب كراهية حبس الصدقة
3173 -
عن عقبة بن الحارث قال: "صلى رسول الله-، فأسرع ثم دخل البيت فلم يلبث أن خرج فقلت -أو قيل له- فقال: كنت خلفت في البيت تبرًا
(8)
من الصدقة؟ فكرهت أن أبيته فقسمته".
(1)
سنن أبي داود (2/ 105 رقم 1585).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 578 رقم 1808).
(3)
جامع الترمذي (3/ 38 رقم 646).
(4)
ترجمته في التهذيب (10/ 265 - 268).
(5)
في "الأصل": عمرو. والمثبت من المعجم الكبير، وهو عمر بن علي بن عطاء المقدمي،
ترجمته في التهذيب (21/ 470 - 474).
(6)
تحرفت في "الأصل" إلى: ابن. والمثبت من معجم الطبراني الكبير، وهو الصواب؛ قيس هو ابن أبي حاتم، وجرير هو ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه.
(7)
المعجم الكبير (2/ 306 رقم 2275).
(8)
التبر: هو الذهب والفضة قبل أن يضربا دنانير ودراهم، فإذا ضربا كانا عينًا، وقد يطلق التبر على غيرهما من المعدنيات كالنحاس والحديد والرصاص، وأكثر اختصاصه بالذهب، ومنهم من يجعله في الذهب أصلاً وفي غيره فرعًا ومجازًا. النهاية (1/ 179).
رواه خ
(1)
.
3174 -
عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما خالطت الصدقة مالاً قط إلا أهلكته".
رواه الإمام الشافعي
(2)
والحميدي في مسنده
(3)
، وقال: يكون قد وجبت عليك في مالك صدقة فلا تخرجها؛ فيهلك الحرامُ الحلالَ.
19 - باب تعجيل الزكاة
3175 -
عن أبي هريرة قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة، فقيل: منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس -عم النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقير فأغناه الله، وأما خالد فإنكم تظلمون خالداً، قد احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله عز وجل وأما العباس فهي علي ومثلها معها. ثم قال: يا عمر، أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه".
رواه خ
(4)
م
(5)
-وهذا لفظه- وليس في رواية البخاري ذكر عمر، وعنده:"وأما العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي عليه صدقة ومثلها معها"، وليس عنده قوله لعمر: "أما شعرت
…
" إلى آخره.
3176 -
عن علي رضي الله عنه: "أن العباس- رضوان الله عليه- سأل النبي صلى الله عليه وسلم في تعجيل صدقته قبل أن تحل، فرخص في ذلك".
(1)
صحيح البخاري (3/ 351 رقم 1430).
(2)
مسند الشافعي (ص 99).
(3)
مسند الحميدي (1/ 115 رقم 237).
(4)
صحيح البخاري (3/ 388 رقم 1468).
(5)
صحيح مسلم (2/ 676 - 677 رقم 983).
3176 -
خرجه الضياء في المختارة (2/ 35 رقم 411).
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
ت
(3)
ق
(4)
، وقال أبو داود: رواه هشيم عن منصور بن زاذان، عن الحكم، عن الحسن بن مسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال: حديث هشيم أصح.
3177 -
وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر: "إنا قد أخذنا زكاة العباس عام الأول للعام".
رواه ت
(5)
- وقال: وقد رُوي هذا الحديث عن الحكم بن عُتيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل- والدارقطني
(6)
.
3178 -
وروى
(7)
عن طلحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا عمر، أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه، إنا كنا احتجنا إلى مال؛ فتعجلنا من العباس صدقة ماله لسنتين".
وقال: اختلفوا على الحكم في إسناده، والصحيح عن الحسن بن مسلم مرسل.
3179 -
وروى
(8)
عن ابن عباس قال: "بعث النبي صلى الله عليه وسلم عمر ساعياً
(9)
، فأتى
(1)
المسند (1/ 104).
(2)
سنن أبي داود (2/ 115 رقم 1624).
(3)
جامع الترمذي (3/ 63 رقم 678).
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 572 رقم 1795).
3177 -
خرجه الضياء في المختارة (2/ 33 - 34 رقم 410).
(5)
جامع الترمذي (3/ 63 رقم 679).
(6)
سنن الدارقطني (2/ 124 رقم 5).
(7)
سنن الدارقطني (2/ 124 رقم 6).
(8)
سنن الدارقطني (2/ 124 رقم 7).
(9)
الساعي: عامل الزكاة. النهاية (2/ 369).
العباس يطلب صدقة ماله، قال: فأغلظ له العباس، فخرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العباس قد أسفلنا زكاة ماله العام والعام المقبل".
20 - باب ما ذكر في الخضراوات
3180 -
عن معاذ: "أنه كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الخضراوات -وهي البقول- فقال: ليس فيها شيء".
رواه- ت
(1)
وقال: إسناد هذا الحديث ليس بصحيح، وليس يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، وإنما يروى هذا عن موسى بن طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.
3181 -
وروى الدارقطني
(2)
عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس في الخضراوات زكاة".
3182 -
ورواه
(3)
عن موسى بن طلحة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تؤخذ من الخضراوات صدقة".
3183 -
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس فيما أنبتت الأرض من الخضر زكاة".
رواه الدارقطني
(4)
، من رواية صالح بن موسى، هو ابن عبد الله بن إسحاق ابن طلحة بن عبيد الله الكوفي، قال فيه يحيى بن معين
(5)
: ليس بشيء. وقال
(1)
جامع الترمذي (3/ 30 رقم 638).
(2)
سنن الدارقطني (2/ 97 رقم 10).
(3)
سنن الدارقطني (2/ 97 - 99 رقم 13).
(4)
سنن الدارقطني (2/ 95 رقم 2).
(5)
تاريخ الدوري (3/ 220 رقم 1020).
البخاري
(1)
: منكر الحديث. وقال النسائي
(2)
: متروك الحديث.
3184 -
عن جابر بن عبد الله قال: "لم تكن المقاثي
(3)
فيما جاء به معاذ، إنما أخذ الصدقة من البر والشعير والتمر والزبيب، وليس في المقاثي شيء، وقد كان يكون عندنا المقثأة تخرج عشر آلاف فلا يكون فيها شيء".
رواه الدارقطني
(4)
من رواية عدي بن الفضل، قال يحيى بن معين
(5)
: ليس بثقة. وقال أبو حاتم الرازي
(6)
: متروك الحديث.
3185 -
عن موسى بن طلحة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس في الخضروات زكاة".
رواه الدارقطني
(7)
، من رواية محمد بن جابر، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة
(8)
.
3186 -
عن موسى بن طلحة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس في الخضراوات صدقة".
رواه الدارقطني
(9)
، من رواية مروان بن محمد السنجاري، قال ابن حبان
(10)
:
(1)
التاريخ الكبير (4/ 291 رقم 2864).
(2)
كتاب الضعفاء والمتروكين (136 رقم 314).
(3)
المقاثي جمع المقثأة، وهي الموضع الذي يزرع فيها القثاء. المعجم الوسيط (2/ 742).
(4)
سنن الدارقطني (2/ 100 رقم 25).
(5)
تاريخ الدارمي (163 رقم 578).
(6)
الجرح والتعديل (7/ 4 رقم 11).
(7)
سنن الدارقطني (2/ 96 رقم 5).
(8)
ترجمته في التهذيب (24/ 564 - 569).
(9)
سنن الدارقطني (2/ 96 رقم 6).
(10)
كتاب المجروحين (3/ 14).
يروي المناكير، لا يحل الاحتجاج به. وقال الدارقطني
(1)
: هذا شيخ لأهل نصيبين ذاهب الحديث.
قال الحافظ: وهذه الأحاديث لم يتكلم عليها الدارقطني في كتابه بشيء.
21 - باب زكاة الدَّين
3187 -
عن عبد الملك بن أبي بكر قال: أتى رجلٌ عمر، فقال: يأتي أوان زكاتي وعليَّ دَين ولي دَين. فأمره أن يزكي الدَّين".
رواه سعيد بن منصور.
3188 -
وروى عن السائب بن يزيد قال: سمعت عثمان بن عفان يقول: "هذا شهر زكاتكم، فمن كان عليه دين فليقضه، وزكوا بقية أموالكم".
3189 -
وروى: "أن عليًّا رضي الله عنه سئل عن رجل له دين أيزكيه؟ قال: إن كان صادقًا فليؤديه
(2)
إذا قبضه لما مضى".
22 - باب ليس على المسلمين جزية
3190 -
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصلح قبلتان في أرض واحدة، وليس على المسلمين جزية".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
(ت
(5)
)
(6)
، وقال: حديث ابن عباس قد روي
(1)
ميزان الاعتدال (4/ 92 رقم 8434).
(2)
كذا في الأصل.
(3)
المسند (1/ 223، 285).
(4)
سنن أبي داود (3/ 171 رقم 3053) مختصرًا.
(5)
جامع الترمذي (3/ 27 رقم 633، 634).
(6)
سقطت من الأصل، ودل عليها الكلام بعدها؛ فهو كلام الترمذي.
عن
(1)
قابوس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل.
23 - باب في ذكر العشر والخراج
3191 -
عن العلاء بن الحضرمي قال: "بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى البحرين، وإلى (هجر)
(2)
فكنت آتي الحائط يكون بين الإخوة يُسلم أحدهم، فآخذ من المسلم العشر، ومن المشرك الخراج".
رواه ق
(3)
.
24 - باب ما يقال عند إِخراج الزكاة
3192 -
عن عبد الله بن أبي أوفى قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقة قال: اللَّهم صل عليهم. فأتاه أبي بصدقته، فقال: اللَّهم صل على آل أبي أوفى".
رواه خ
(4)
م
(5)
.
3193 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أعطيتم الزكاة فلا تنسوا ثوابها؛ أن تقولوا: اللهم اجعلها مغنمًا، ولا تجعلها مغرمًا".
رواه ق
(6)
.
(1)
زاد بعدها في "الأصل": "أبي" وهي زيادة مقحمة، وهو قابوس بن أبي ظبيان.
(2)
من سنن ابن ماجه
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 586 رقم 1831).
(4)
صحيح البخاري (3/ 423 رقم 1497).
(5)
صحيح مسلم (6/ 752 - 757 رقم 1078).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 572 - 573 رقم 1797).
25 - باب في دفع الزكاة إِلى نائب الإِمام
3194 -
عن أنس بن مالك: "أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أديت الزكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى الله ورسوله؟ فقال: نعم، إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها إلى الله ورسوله؛ فلك أجرها، وإثمها على من بدلها".
رواه الإمام أحمد
(1)
.
3195 -
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أديت زكاة مالك فقد قضيت ما عليك".
رواه ق
(2)
ت
(3)
، وقال: حديث حسن غريب.
3196 -
عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه قال: "اجتمع عندي نفقة فيها صدقة، فسألت سعد بن أبي وقاص وابن عمر وأبا هريرة وأبا سعيد الخدري أن أقسمها أو أدفعها إلى السلطان؟ فأمروني جميعاً أن أدفعها إليهم، ما اختلف عليَّ منهم واحد".
وفي لفظ: "سألت سعد بن أبي وقاص وابن عمر وجابرًا وأبا سعيد وأبا هريرة، فقلت: هذا السلطان يصنع ما ترون، فأدفع إليهم زكاتي؟ فقالوا كلهم: نعم، فادفعها".
رواه سعيد بن منصور.
3197 -
وروى: "أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تؤدي زكاتها إلى السلطان".
(1)
المسند (3/ 136).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 570 رقم 1788).
(3)
جامع الترمذي (3/ 13 - 14 رقم 618).
26 - باب كراهية أن يشتري المرء من الصدقة التي أخرجها من ماله
3198 -
عن عمر قال: "حملت على فرس في سبيل الله، فأصابه الذي كان عنده، فأردت أن أشتريه، وظننت أنه يبيعه برخص، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لا تشتره، ولا تعد في صدقتك، وإن أعطاكه بدرهم؛ فإن العائد في صدقته كالعائد في قيئه
(1)
".
رواه خ
(2)
-وهذا لفظه- م
(3)
.
وفي رواية للبخاري
(4)
: "أن عمر بن الخطاب تصدق بفرس في سبيل الله، فوجده يباع فأراد أن يشتريه، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأمره، فقال: لا تعد في صدقتك. فبذلك كان ابن عمر يترك
(5)
أن يبتاع شيئًا تصدق به إلا جعله صدقة".
وفي لفظ لمسلم
(6)
: "أنه حمل على فرس في سبيل الله، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً فوقفه الرجل يبيعه، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا تبتعه ولا ترجع في صدقتك".
(1)
الفاء للتعليل، أي: كما يقبح أن يقيء ثم يأكل كذلك يقبح أن يتصدق بشيء ثم يجره إلى نفسه بوجه من الوجوه، وفي رواية للشيخين:"كالكلب يعود في قيئه"، فشبه بأخس الحيوان في أخس أحواله تصويراً للتهجين وتنفيراً منه. إرشاد الساري (3/ 75).
(2)
صحيح البخاري (3/ 413 رقم 1490).
(3)
صحيح مسلم (3/ 1239 رقم 1620).
(4)
صحيح البخاري (3/ 413 رقم 1489).
(5)
في صحيح البخاري: "لا يترك" قال القسطلاني في إرشاد الساري (3/ 74): وهذه رواية أبي ذر كما قاله في فتح الباري وغيره، ولغير أبي ذر بحذف حرف النفي.
(6)
لم أجده في صحيح مسلم بهذا اللفظ، إنما هو فيه بنحوه.
3199 -
خرجه الضياء في المختارة (3/ 64 - 65 رقم 869 - 871).
3199 -
عن الزبير بن العوام: "أن رجلاً حمل على فرس يقال لها: غمرة -أو غمراء- قال: فوجد فرسًا -أو مهرًا
(1)
- فنسبت إلى تلك الفرس فنُهي عنها".
رواه الإمام أحمد
(2)
، وهذا لفظه
(3)
.
27 - باب وسم
(4)
الصدقة
3200 -
عن أنس بن مالك قال: "غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن أبي طلحة ليحنكه، فوافيته في يده الميسم، يسم إبل الصدقة".
رواه خ
(5)
م
(6)
، وللإمام أحمد
(7)
: "دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسم غنمًا في آذانها".
3201 -
وعن زيد بن أسلم عن أبيه أنه قال لعمر: "إن في الظهر ناقة عمياء. فقال عمر: أمن نعم الجزية هي، أم من نعم الصدقة؟ قال. فقلت: من نعم الجزية، إن عليها وسم الجزية".
رواه مالك بن أنس في الموطأ
(8)
.
(1)
زاد بعدها في المسند: "يباع" وقد رواه الضياء في المختارة من طريق المسند بدونها، كما هنا.
(2)
المسند (1/ 164).
(3)
ورواه ابن ماجه (2/ 8 رقم 2393) وعزاه له الضياء في المختارة.
(4)
يقال: وسمه يسمه سمّه ووسمًا إذا أثر فيه بكي، والميسم: الحديدة التي يكوى بها، وأصله موسم فقلبت الواو ياء لكسرة الميم. النهاية (5/ 186).
(5)
صحيح البخاري (3/ 429 رقم 1502).
(6)
صحيح مسلم (4/ 1909 - 1910 رقم 2144).
(7)
المسند (س/ 169، 259).
(8)
الموطأ (1/ 241 - 242 رقم 44).
28 - باب صدقة الفطر
3202 -
عن ابن عمر قال: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على العبد والحر
(1)
والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تُؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة".
رواه خ
(2)
-وهذا لفظه- م
(3)
، وعندهما:"فعدل الناس به نصف صاع من بر".
وعند البخاري
(4)
: "فكان ابن عمر يعطي التمر، فأعوز أهل المدينة من التمر، فأعطى شعيرًا، فكان ابن عمر يعطي عن الصغير والكبير، حتى إن كان يعطي عن بني نافع. يقول: وكان ابن عمر يعطيها الذين يقبلونها، وكانوا يُعطون قبل الفطر بيوم أو يومين".
ولأبي داود
(5)
: "فكان ابن عمر يؤديها قبل ذلك باليوم واليومين".
3203 -
وروى مالك في الموطأ
(6)
عن نافع: "أن عبد الله بن عمر كان يبعث زكاة الفطر (إلى)
(7)
الذي يجمع عنده قبل الفطر بيومين أو ثلاثة".
3204 -
عن أبي سعيد الخدري قال: "كنا نخرج زكاة الفطر صاعًا من طعام، أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من تمر، أو صاعًا من أقط
(8)
أو صاعًا من زبيب".
(1)
زاد بعدها في "الأصل": "والمملوك" وهي زيادة مقحمة، والله أعلم.
(2)
صحيح البخاري (3/ 430 رقم 1503).
(3)
صحيح مسلم (2/ 677 - 678 رقم 984).
(4)
صحيح البخاري (3/ 439 رقم 511).
(5)
سنن أبي داود (2/ 111 رقم 1610).
(6)
الموطأ (1/ 246 رقم 55).
(7)
من الموطأ.
(8)
الأقط: لبن مجفف يابس مستحجر يطبخ به. النهاية (1/ 57).
رواه خ
(1)
م
(2)
، وفي لفظ للبخاري
(3)
: قال: "كنا نعطيها في زمان النبي صلى الله عليه وسلم صاعًا من طعام، أو صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من زبيب، فلما جاء معاوية -وجاءت السمراء- فقال: أرى مدًّا من هذا يعدل مدين".
وفي لفظ
(4)
قال: "كنا نخرج في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفطر صاعًا من طعام. قال أبو سعيد: وكان طعامنا الشعير والزبيب والأقط والتمر".
ولفظ مسلم
(5)
: قال: "كنا نُخرج -إذا كان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر عن كل صغير وكبير، حر أو مملوك، صاعًا من طعام، أو صاعًا من أقط، أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من تمر، أو صاعًا من زبيب، فلم نزل نخرجه حتى قدم علينا معاوية بن أبي سفيان حاجاً -أو معتمرًا- فكلم الناس على المنبر، فكان فيما كلم به الناس أن قال: إني أرى مدين من سمراء الشام يعدل صاعًا من تمر. فأخذ الناس بذلك، قال أبو سعيد: أما أنا فلا أزال أخرجه كما كنت أخرجه أبدًا ما عشت".
ورواه د
(6)
في بعض ألفاظه: "أو صاع حنطة" قال: ليس بمحفوظ.
وروى
(7)
أيضًا قال: زاد سفيان -هو ابن عيينة-: "أو صاعًا من دقيق" قال، حامد -هو ابن يحيى، الراوي عن سفيان- فأنكروا عليه فتركه سفيان.
(1)
صحيح البخاري (3/ 434 رقم 1506).
(2)
صحيح مسلم (2/ 678 رقم 985/ 17).
(3)
صحيح البخاري (3/ 436 رقم 1508).
(4)
صحيح البخاري (3/ 438 - 439 رقم 1510).
(5)
صحيح مسلم (2/ 678 رقم 985/ 18).
(6)
سنن أبي داود (2/ 113 رقم 1616).
(7)
سنن أبي داود (2/ 113 رقم 1618).
قال أبو داود: فهذه الزيادة وهم من ابن عيينة.
رواه س
(1)
من رواية سفيان فقال: "دقيق أو سُلت"
(2)
.
3205 -
عن عبد الله بن عمر قال: "كان الناس يُخرجون صدقة الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعًا من شعير، أو تمر أو سُلت أو زبيب. قال: قال عبد الله: فلما كان عمر رضي الله عنه وكثرت الحنطة جعل عمر نصف صاع حنطة مكان صاع من تلك الأشياء".
رواه د
(3)
.
3206 -
وروى س
(4)
عن ابن سيرين عن ابن عباس قال: ذكر في صدقة الفطر فقال: "صاعاً من بر، أو صاعًا من تمر، أو صاعًا منْ شعير، أو صاعًا من سلت".
قال الحافظ: لم يرفعه، وابن سيرين قيل: لم يلق ابن عباس.
3207 -
عن ابن عباس قال: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات".
رواه د
(5)
ق
(6)
.
3208 -
عن قيس بن سعد قال: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة الفطر قبل أن
(1)
سنن النسائي (5/ 52 رقم 2513).
(2)
السلت: ضرب من الشعير أبيض لا قشر له، وقيل: هو نوع من الحنطة، والأول أصح. النهاية (2/ 388).
(3)
سنن أبي داود (2/ 112 رقم 1614).
(4)
سنن النسائي (5/ 50 - 51 رقم 2508).
(5)
سنن أبي داود (2/ 111 رقم 1609).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 584 رقم 1827).
تنزل الزكاة، فلما نزلت الزكاة لم يأمرنا ولم ينهنا، ونحن نفعله".
رواه الإمام أحمد
(1)
س
(2)
ق
(3)
.
3209 -
عن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شهر رمضان معلق بين السماء والأرض، ولا يرفع إلى الله عز وجل إلا بزكاة الفطر".
رواه أبو حفص عمر بن شاهين في "فضائل رمضان"
(4)
وقال: هذا حديث غريب جيد الإسناد.
29 - باب من روى نصف صاع من قمح
3210 -
عن عبد الله بن ثعلبة -أو ثعلبة بن عبد الله- بن أبي صعير عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صاع من بر -أو قمح- على كل اثنين، صغير أو كبير، حرٍّ أو مملوك، ذكر أو أنثى (غني أو فقير)
(5)
أما غنيكم فيزكيه الله، وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطاه".
رواه الإمام أحمد
(6)
د
(7)
-وهذا لفظه- وفي رواية الإمام أحمد: عن أبي ثعلبة بن أبي صعير عن أبيه. وفي رواية: عن عبد الله بن ثعلبة العذري قال: "خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم".
(1)
المسند (6/ 6).
(2)
سنن النسائي (5/ 49 - 50 رقم 2506).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 584 رقم 1828).
(4)
لم أجده في "فضائل رمضان" المطبوع بتحقيق بدر البدر ضمن مجموع، ولا المطبوع مفردًا بتحقيق سمير الزهيري. والله أعلم.
(5)
ليست في سنن أبي داود.
(6)
المسند (5/ 432).
(7)
سنن أبي داود (2/ 114 رقم 619).
وفي رواية لأبي داود
(1)
: عن ثعلبة بن عبد الله -أو قال عبد الله بن ثعلبة- عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3211 -
عن الحسن قال: "خطب ابن عباس في آخر رمضان على منبر البصرة، فقال: أخرجوا صدقة صومكم. فكأن الناس لم يعلموا، قال: من ها هنا من أهل المدينة قوموا إلى إخوانكم فعلموهم؛ فإنهم لا يعلمون فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الصدقة صاع من تمر أو شعير، أو نصف صاع قمح، على كل حر أو مملوك، ذكرٍ أو أنثى صغير أو كبير، فلما قدم علي رضي الله عنه رأى رخص السعر، قال: قد أوسع الله عليكم، فلو جعلتموه صاعًا من كل شيء".
رواه د
(2)
-وهذا لفظه- س
(3)
، وعنده:"فقال علي: أما إذا وسع الله فأوسعوا، اجعلوا صاعًا من بر وغيره".
قيل: إن الحسن لم يسمع من ابن عباس، والله أعلم.
3212 -
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث مناديًا في فجاج مكة: ألا إن صدقة الفطر واجبة على كل مسلم، ذكرٍ أو أنثى، حرٍّ أو عبد، صغيرٍ أو كبيرٍ، مدان من قمح، أو سواه صاعًا من طعام".
رواه ت
(4)
، وقال: حسن غريب.
3213 -
عن ابن عمر أنه قال: "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عَمْرو بن حزم في زكاة الفطر بنصف صاع من حنطة، أو صاعًا من تمر".
رواه الدارقطني
(5)
، من رواية سليمان بن موسى، قال الحافظ: وقد وثقه
(1)
سنن أبي داود (2/ 114 رقم 1620).
(2)
سنن أبي داود (2/ 114 - 115 رقم 1622).
(3)
سنن النسائي (5/ 52 - 53 رقم 2514).
(4)
جامع الترمذي (3/ 60 رقم 674).
(5)
سنن الدارقطني (2/ 145 رقم 28)،
بعضهم، وتكلم فيه بعضهم
(1)
.
30 - باب ذكر الأصناف الذين تُدفع إِليهم الصدقة
(2)
.
3214 -
عن قبيصة بن مخارق الهلالي قال: "تحملت حمالة، وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها، فقال: أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها. قال: ثم قال: يا قبيصة، إن المسألة لا تحل لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها، ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة
(3)
اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قوامًا من عيش -أو قال: سدادًا من عيش- ورجل أصابته فاقة- حتى يقوم
(4)
ثلاثة من ذوي الحجى من قومه لقد أصابت فلانًا فاقة- فحلت له المسألة حتى يصيب قوامًا من عيش -أو قال: سدادًا من عيش- فما سواهن يا قبيصة سُحت
(5)
، يأكلها صاحبها سُحتًا".
(1)
ترجمته في التهذيب (12/ 92 - 98).
(2)
سورة التوبة، الآية:60.
(3)
هي الآفة التي تُهلك الثمار والأموال وتستأصلها، وكل مصيبة عظيمة وفتنة مبيرة: جائحة، والجمع: جوائح. النهاية (1/ 311 - 312).
(4)
قال النووي في شرح مسلم (4/ 433): هكذا هو في جميع النسخ "حتى يقوم ثلاثة" وهو صحيح أي يقومون بهذا الأمر، فيقولون: لقد أصابته فاقه.
(5)
السُّحت: الحرام الذي لا يحل كسبه؛ لأنه يَسْحَت البركة: أي يذهبها. النهاية (2/ 345).
وقد وقعت هذه اللفظة في صحيح مسلم: "سحتًا" منصوبة، قال النووي: هكذا في جميع النسخ: "سحتًا" ورواية غير مسلم: "سحت" وهذا واضح، ورواية مسلم صحيحة، وفيه إضمار، أي: أعتقده سحتًا، أو يُؤكل سحتاً، واللَّه أعلم.
رواه م
(1)
.
3215 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس المسكين بهذا الطواف الذي يطوف على الناس، فترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان. قالوا: فما المسكين يا رسول الله؟ قال: الذي لا يجد غنًى يغنيه، ولا يُفطن له فيتصدق عليه، ولا يسأل الناس شيئًا".
رواه خ
(2)
م
(3)
-وهذا لفظه- وفي لفظ لهما
(4)
- واللفظ لمسلم أيضًا-: "إن المسكين المتعفف، اقرءوا إن شئتم (لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا)
(5)
".
3216 -
عن عبد الله بن السعدي: "أنه قدم على عمر رضي الله عنه في خلافته، فقال له عمر: ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالاً، فإذا أعطيت العمالة كرهتها. فقلت: بلى. قال عمر: (ما)
(6)
تريد إلى ذلك. فقلت: إن لي أفراسًا وأعبدًا، وأنا بخير، وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين. قال عمر: لا تفعل؛ فإني كنت أردت الذي أردت، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه مني. حتى أعطاني مرة مالاً: فقلت: أعطه أفقر إليه مني. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خذه فتموله وتصدق به، فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وإلا فلا تتبعه نفسك".
رواه خ
(7)
-وهذا لفظه- م
(8)
، وأخرجاه
(9)
من رواية سالم بن عبد الله بن
(1)
صحيح مسلم (2/ 722 رقم 1044).
(2)
صحيح البخاري (3/ 399 رقم 1479).
(3)
صحيح مسلم (2/ 719 رقم 1039/ 101).
(4)
البخاري (8/ 50 رقم 4539)، ومسلم (2/ 719 رقم 1039/ 102).
(5)
سورة البقرة، الآية:273.
(6)
من صحيح البخاري.
(7)
صحيح البخاري (13/ 160 رقم 7163).
(8)
صحيح مسلم (2/ 723 - 724 رقم 1045/ 112).
(9)
البخاري (3/ 395 رقم 1473)، ومسلم (2/ 723 رقم 1045/ 110، 111).
عمر عن أبيه عن عمر يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء
…
" فذكر بنحوه.
3217 -
وروى مسلم
(1)
عن سالم عن أبيه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي عمر العطاء، فيقول له عمر: أعطه يا رسول الله، أفقر إليه مني. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذه فتموله -أو تصدق به- فما جاءك من هذا المال وأنت غير مُشْرف
(2)
ولا سائل فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك. قال سالم: فمن أجل ذلك كان ابن عمر لا يسأل أحدًا شيئًا، ولا يرد شيئًا أعطيه".
جعله في هذه الرواية من حديث ابن عمر، وزاد قول سالم.
3218 -
عن أنس بن مالك: "أن ناسًا من الأنصار قالوا يوم حنين -حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازن ما أفاء، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي رجالًا من قريش المائة من الإبل- فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشًا ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم. قال أنس بن مالك: فحدث ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولهم، فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما حديث بلغني عنكم؟ فقال له: فقهاء الأنصار أما ذوو رأينا يا رسول الله، فلم يقولوا شيئًا، وأما أناس منا حديثة أسنانهم قالوا: يغفر الله لرسوله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشًا ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإني أعطي رجالاً حديثي عهد بكفر أتألفهم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به. فقالوا: بلى يا رسول الله. رضينا. قال: فإنكم
(1)
صحيح مسلم (2/ 723 رقم 1045/ 111).
(2)
يقال: أشرفت الشيء: أي علوته، وأشرفت عليه: اطلعت عليه من فوق، أراد ما جاءك منه وأنت غير متطلع إليه ولا طامع فيه. النهاية (2/ 462).
ستجدون أَثَرة
(1)
شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله، فإني على الحوض. قالوا: سنصبر".
رواه خ
(2)
م
(3)
وهذه رواية يونس، عن الزهري، عن أنس.
ورواه أيضًا مسلم
(4)
من رواية صالح عن ابن شهاب، وفيه: قال أنس: "فلم نصبر".
ورواه البخاري
(5)
من رواية معمر عن الزهري، قال أنس:"فلم يصبروا".
3219 -
وعن أنس بن مالك قال: "جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار، فقال: أفيكم أحد من غيركم؟ قالوا: لا، إلا ابن أخت لنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ابن أخت القوم منهم. فقال: إن قريشًا حديث
(6)
عهد بجاهلية ومصيبة، وإني أردت أن أجبرهم وأتألفهم، أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم، لو سلك الناس واديًا وسلك الأنصار شعبًا لسلكت شعب الأنصاري".
وأخرجاه أيضًا
(7)
، وهذا لفظ مسلم.
(1)
الأثَرة -بفتح الهمزة والثاء- الاسم من آثر يؤثر إيثارًا إذا أعطى، أراد أنه يُستأثر عليكم فيُفضل غيركم في نصيبه من الفيء، والاستئثار: الانفراد بالشيء. النهاية (1/ 22).
(2)
صحيح البخاري (10/ 325 - 326 رقم 5860) معلقًا مختصرًا، وانظر التحفة (1/ 399 رقم 1561).
(3)
صحيح مسلم (2/ 733 - 734 رقم 1059).
(4)
صحيح مسلم (2/ 734 رقم 1059/ 132).
(5)
صحيح البخاري (7/ 649 - 650 رقم 4331).
(6)
قال ابن حجر في الفتح (7/ 651): كذا وقع بالإفراد في الصحيحين والمعروف "حديثو عهد"، وكتبها الدمياطي بخطه "حديثو عهد" وفيه نظر، وقد وقع عند الإسماعيلي:"إن قريشًا كانوا قريبي عهد".
(7)
البخاري (7/ 650 رقم 4334)، ومسلم (2/ 735 رقم 1059/ 133).
3220 -
عن عبد الله بن زيد: "أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح حنينًا قسم الغنائم فأعطى المؤلفة قلوبهم، فبلغه أن الأنصار يحبون أن يصيبوا ما أصاب الناس، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي، ومتفرقين فجمعكم الله بي؟ ويقولون: الله ورسوله أمَنُّ. فقال: ألا تجيبوني؟ فقالوا: الله ورسوله أمَنُّ. فقال: أما إنكم لو شئتم أن تقولوا كذا وكذا، وكان من الأمر كذا. (وكذا)
(1)
. لأشياء عددها فقال: ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والإبل، وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ الأنصار شعار
(2)
والناس دثار، ولولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار، ولو سلك الأنصار واديًا وشعبًا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم، إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض".
أخرجاه
(3)
أيضًا، واللفظ لمسلم.
3221 -
عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال: "لما كان يوم حنين آثر النبي صلى الله عليه وسلم ناسًا، أعطى الأقرع مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى ناسًا، فقال رجل: ما أريد بهذه القسمة وجه الله عز وجل فقلت: لأخبرن النبي صلى الله عليه وسلم وفي لفظ: لآتين النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته وهو في ملأ فساررته، فغضب حتى احمر وجهه، ثم قال: رحمة الله على موسى؛ قد أوذي بأكثر من هذا فصبر".
رواه خ
(4)
-وهذا لفظه- م
(5)
، وعنده: "وأعطى أناسًا من أشراف العرب
(1)
من صحح مسلم.
(2)
الشعار: الثوب الذي يلي الجسد؛ لأنه يلي شعره، أي: أنتم الخاصة والبطانة، والدثار: الثوب الذي فوق الشعار. النهاية (2/ 480).
(3)
البخاري (7/ 644 رقم 4330)، ومسلم (2/ 738 - 739 رقم 1061).
(4)
صحيح البخاري (7/ 652 رقم 4335، 4336).
(5)
صحيح مسلم (2/ 739 رقم 1062).
وآثرهم يومئذ في القسمة، فقال رجل: والله إن هذه القسمة ما عُدل فيها، وما أريد بها وجه الله. قال: فقلت: واللَّه لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأتيته فأخبرته بما قال، قال: فتغير وجهه حتى كان كالصِّرف
(1)
، ثم قال: فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله. ثم قال: يرحم الله موسى؛ قد أوذي بأكثر من هذا فصبر، قال: قلت: لا جرم لا أرفع إليه بعدها حديثًا".
وفي لفظ له
(2)
أيضًا: "فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فساررته، فغضب من ذلك غضبًا شديدًا، واحمر وجهه حتى تمنيت أني لم أذكره له. قال:(ثم قال)
(3)
: قد أوذي (موسى بأكثر)
(4)
من هذا فصبر".
3222 -
عن رافع بن خديج قال: "أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب وصفون بن أمية وعُيينة بن حصن والأقرع بن حابس كل إنسان منهم مائة من الإبل، وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك، فقال عباس بن مرداس:
أتجعل نَهْبِي ونَهْبَ العُبيْـ
…
دِ بَيْنَ عُيَينَةَ والأَقْرَعِ
فَمَا كَانَ بَدْرٌ ولا حَابِسٌ
…
يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي المجْمَعِ
وَمَا كُنْتُ دَونَ امرئٍ مِنْهُمَا
…
ومَنْ تَخْفِضِ اليَوْمَ لا يُرْفَعِ
قال: فأتم له رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة"
(5)
.
وفي لفظ
(6)
: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم غنائم حنين، فأعطى أبا سفيان مائة من الإبل
…
" وساق الحديث بنحوه وزاد: "وأعطى علقمة بن علاثة مائة".
(1)
هو بالكسر، شجر أحمر يدبغ به الأديم. النهاية (3/ 24).
(2)
صحيح مسلم (2/ 739 رقم 1062/ 141).
(3)
من صحيح مسلم.
(4)
في "الأصل": أكثر. والمثبت من صحيح مسلم.
(5)
صحيح مسلم (2/ 737 - 738 رقم 1060).
(6)
صحيح مسلم (2/ 738 رقم 1060/ 138).
رواه م.
3223 -
عن ابن شهاب قال: "غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الفتح فتح مكة، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه من المسلمين فاقتتلوا بحنين، فنصر الله دينه والمسلمين، وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ صفوان بن أمية مائة من النعم، ثم مائة، ثم مائة. قال ابن شهاب: حدثني سعيد بن المسيب أن صفوان قال: واللَّه لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إليَّ، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس"
(1)
.
3224 -
عن أبي سعيد الخدري قال: "بعث علي وهو باليمن بذهبية في تبرها
(2)
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة نفر: الأقرع بن حابس الحنظلي، وعيينة بن بدر الفزاري، وعلقمة بن علاثة العامري -ثم أحد بني كلاب- وزيد الخير الطائي -ثم أحد بني نبهان- قال: فغضبت قريش، فقالوا: يعطي صناديد نجد
(3)
ويدعنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني إنما فعلت ذلك لأتألفهم، فجاء رجل -كث اللحية، مشرف الوجنتين، غائر العينين، ناتئ الجبين، محلوق الرأس:- فقال: اتق الله يا محمد. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فمن يطع الله إن عصيته، أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني. قال: ثم أدبر الرجل، فاستأذن رجل من القوم في قتله -يرون أنه خالد بن الوليد- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من ضِئضِئ
(4)
هذا قومًا يقرءون القرآن لا يجاوز
(1)
رواه مسلم (4/ 1806 رقم 2313).
(2)
في صحيح مسلم: "بذهبة في تربتها"، قال النووي في شرح مسلم (5/ 19): هكذا هو في جميع نسخ بلادنا، "بذهبة" بفتح الذال، وكذا نقله القاضي عن جميع رواة مسلم عن الجلودي، قال: وفي رواية ابن ماهان "بذهيبة" على التصغير.
(3)
هم أشرافهم وعظماؤهم ورؤساؤهم، الواحد صنديد، وكل عظيم غالب: صنديد. النهاية (3/ 55).
(4)
الضِئضِئ: الأصل، يقال: ضئضئ صدق، وضؤضؤ صدق، وحكى بعضهم ضئضيء=
حناجرههم
(1)
، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية؛ لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد
(2)
".
رواه خ
(3)
م
(4)
-وهذا لفظه- وفي لفظ
(5)
: "فبلغ ذللك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحًا ومساءً. قال: فقام رجل -غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كث اللّحية، محلوق الرأس، مشمر الإزار- فقال: يا رسول الله، اتق الله. فقال: ويلك ألست أحق أهل الأرض أن يتقي الله. قال: ثم ولى الرجل، فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ فقال: لا، لعله أن يكون يصلي. قال خالد: وكم من مصلٍّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم. قال: ثم (نظر إليه)
(6)
وهو مقفٍّ فقال: إنه يخرج من ضئضئ هذا الرجل قوم يتلون كتاب الله رطبًا لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. قال: أظنه قال: لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود".
=بوزن قنديل، يريد أنه يخرج من نسله وعقبه، ورواه بعضهم بالصاد المهملة وهو بمعناه. النهاية (3/ 69).
(1)
قال القاضي: فيه تأويلان: أحدهما معناه لا تفقهه قلوبهم، ولا ينتفعون بما تلوا منه، ولا لهم حظ سوى تلاوة الفم والحنجرة والحلق إذ بهما تقطيع الحروف، والثاني: معناه لا يصعد لهم عمل ولا تلاوة ولا يُتقبل. شرح مسلم (5/ 18).
(2)
أي: قتلا عامًّا مستأصلاً، كما قال تعالى:(فهل ترى لهم من باقية). شرح مسلم (5/ 21).
(3)
صحيح البخاري (6/ 433 - 434 رقم 3344).
(4)
صحيح مسلم (1/ 742 - 742 رقم 1064/ 143).
(5)
صحيح مسلم (2/ 742 رقم 1064/ 144).
(6)
في "الأصل": ولى. والمثبت من صحيح مسلم.
وفي لفظ
(1)
: "فقام إليه عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: لا. ثم أدبر فقام إليه خالد -سيف الله- فقال: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: لا، إنه سيخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله ليًا رطبًا. وقال: قال عمارة -يعني: ابن القعقاع- حسبته قال: لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود".
وفي لفطٍ
(2)
: عن أبي سعيد الخدري قال: "بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسماً أتاه ذو الخويصرة -وهو رجل من بني تميم- فقال: يا رسول الله، اعدل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل، لقد خبت وخسرت
(3)
إن لم أعدل. فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، ائذن لي فيه أضرب عنقه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه فإن له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله
(4)
فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه
(5)
فلا (يوجد)
(6)
فيه شيء، ثم ينظر إلى نَضِيِّهِ
(7)
فلا يوجد فيه شيء وهو القدح، قال:(ثم)
(8)
ينظر إلى قُذَذِهِ
(9)
ولا يوجد فيه شيء سبق الفرثِ
(1)
صحيح مسلم (2/ 743 رقم 1064/ 145).
(2)
صحيح مسلم (2/ 744 - 745 رقم 1064/ 148).
(3)
رُوي بفتح التاء في "خبتَ وخسرت" وبضمها فيهما، ومعنى الضم ظاهر، وتقدير الفتح لقد خبت أنت أيها التابع إذا كنت لا أعدل لكونك تابعًا ومقتديًا بمن لا يعدل، والفتح أشهر، والله أعلم. شرح مسلم (5/ 17).
(4)
النصل: حديدة السهم. شرح مسلم (5/ 24).
(5)
الرصاف: عقب يلوى على مدخل النصل من السهم. النهاية (2/ 227).
(6)
في "الأصل": ينظر. والمثبت من صحيح مسلم.
(7)
النضي: نصل السهم، وقيل: هو السهم قبل أن ينحت إذا كان قِدْحًا، وهو أولى؛ لأنه قد جاء في الحديث ذكر النصل بعد النضي. النهاية (5/ 73).
(8)
من صحيح مسلم.
(9)
القُذذ: ريش السهم، واحدتها: قُذَّة. النهاية (4/ 28).
والدم، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، (أو)
(1)
مثل البضعةَ تدردر
(2)
، يخرجون على حين فرقة من الناس. قال أبو سعيد: أشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قاتلهم (وأنا)
(3)
معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس فوجد، فأُتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الذي نعت".
رواه خ
(4)
م، وهذه ألفاظ مسلم.
وأخرجاه
(5)
أيضًا، وفي آخره:"فينظر الرامي إلى سهمه إلى نصله إلى رصافه فيتمارى في الفُوقَة هل علق (بها) (3) من الدم شيء".
لفظ مسلم أيضًا.
3225 -
عن مقسم (بن)
(6)
أبي القاسم -مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل- قال: "خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي حتى أتينا عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو يطوف بالبيت -معلقًا نعليه بيده- فقلنا له: هل حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كلمه التميمي يوم حنين؟ قال: نعم، أقبل رجل من بني تميم -يقال له: ذو الخويصرة- فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعطي الناس، قال: يا محمد، قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل، فكيف رأيت؟ قال: لم أرك عدلت. قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ويحك إن لم
(1)
في "الأصل": و. والمثبت من صحيح مسلم.
(2)
البضعة بفتح الباء لا غير، وهي القطعة من اللحم، وتدردر معناه تضطرب وتذهب وتجيء. شرح مسلم (5/ 25).
(3)
من صحيح مسلم.
(4)
صحيح البخاري (6/ 714 - 715 رقم 3610).
(5)
البخاري (11/ 295 - 296 رقم 6931) ومسلم (2/ 743 - 744 رقم 1064/ 164).
(6)
تحرفت في "الأصل" إلى: "عن".
يكن العدل عندي فعند من يكون؟! قال عمر بن الخطاب: ألا نقتله. قال: لا، دعوه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يوجد شيء، ثم في القدح فلا يوجد شيء، ثم في الفوق فلا يوجد شيء، سبق الفرث والدم".
رواه الإمام أحمد
(1)
.
3226 -
عن أبي سعيد الخدري قال: "أصيب رجل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمار ابتاعها فكثر دينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصدقوا عليه. فتصدق الناس عليه فلم يبلغ (ذلك وفاء)
(2)
دينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لغرمائه: خذوا ما وجدتم، وليس لكم إلا ذلك".
رواه م
(3)
.
3227 -
عن أم معقل قالت: "لما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وكان لنا جمل فجعله أبو معقل في سبيل الله
…
" فذكر الحديث وفيه: "فهلا خرجت عليه؛ فإن الحج في سبيل الله".
رواه د
(4)
.
3228 -
وروى
(5)
أيضاً عن ابن عباس قال: "أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج فقالت امرأة لزوجها: أحجَّني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: ما عندي ما أحجك عليه. قالت: أحجني على جملك فلان. قال: ذلك حبيس في سبيل الله. فأتى رسول الله
(1)
المسند (2/ 219).
(2)
في "الأصل": كوفاء. والمثبت من صحيح مسلم.
(3)
صحيح مسلم (2/ 1191 رقم 1556).
(4)
سنن أبي داود (2/ 204 - 205 رقم 1989).
(5)
سنن أبي داود (2/ 205 رقم 1990).
- صلى الله عليه وسلم فقال: إن امرأتي تقرأ عليك السلام ورحمة الله، وإنها سألتني الحج معك، قالت: أحجني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: ما عندي ما أحجك عليه. قالت: أحجني على جملك فلان. فقلت: ذلك حبيس في سبيل الله. قال: أما إنك لو حججتها عليه كان في سبيل الله".
31 - باب ذكر من تحل له الصدقة وإِن كان غنيًّا
3229 -
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحل الصدقة لغني إلا (لخمسة)
(1)
لعامل عليها، أو لغازي في سبيل الله، أو غني اشتراها بماله، أو فقير تصدق عليه فأهداها لغني، أو غارم".
رواه الإمام أحمد
(2)
د
(3)
ق
(4)
، وهذا لفظه.
3230 -
عن أم عطية قالت: "بعث إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة من الصدقة، فبعثت إلى عائشة منها بشيء، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عائشة قال: هل عندكم شيء؟ قالت: لا، إلا أن نُسَيْبَةَ بعثت إلينا من الشاة التي بعثتم بها إليها. قال: إنها قد بلغت محلها".
رواه خ
(5)
م
(6)
، واللفظ له.
3231 -
عن عائشة قالت: "كانت في بريرة ثلاث قضيات، كان الناس يتصدقون عليها وتهدي لنا، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هو عليها صدقة ولكم هدية
(1)
في "الأصل": لخمس. والمثبت من سنن ابن ماجه.
(2)
المسند (3/ 56).
(3)
سنن أبي داود (2/ 119 رقم 1635 - 1637).
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 589 - 590 رقم 1841).
(5)
صحيح البخاري (3/ 363 رقم 1446).
(6)
صحيح مسلم (2/ 756 رقم 1076).
فكلوه".
أخرجاه
(1)
، واللفظ لمسلم.
3232 -
عن أنس بن مالك قال: "أهدت بريرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم لحمًا تُصدق به عليها، فقال: هو لها صدقة، ولنا هدية".
أخرجاه
(2)
-وهذا لفظ مسلم- ولفظ خ: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بلحم تُصدق به على بريرة، فقال: هو لها صدقة، ولنا هدية".
32 - باب من تصدق بصدقة ثم ورثها
3233 -
عن بريدة قال: "بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتته امرأة، فقالت: إني تصدقت على أمي بجارية، وإنها ماتت. فقال: وجب أجرك، وردها عليك الميراث".
رواه مسلم
(3)
، وأبو داود
(4)
، وعنده:"وإنها ماتت، وتركت تلك الوليدة".
3234 -
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: "أن رجلاً قال: يا رسول الله، إني أعطيت أمي حديقة حياتها، وإنها ماتت فلم تترك وارثاً غيري. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجبت صدقتك، ورجعت عليك حديقتك".
رواه الإمام أحمد
(5)
(ق
(6)
)
(7)
.
(1)
البخاري (3/ 416 رقم 1493)، ومسلم (2/ 755 رقم 1075).
(2)
البخاري (3/ 417 رقم 1495)، ومسلم (2/ 755 رقم 1074).
(3)
صحيح مسلم (2/ 805 رقم 1149).
(4)
سنن أبي داود (2/ 124 رقم 1656)، (3/ 116 رقم 2877)، (3/ 237 رقم 3309).
(5)
المسند (2/ 185) واللفظ له.
(6)
سنن ابن ماجه (2/ 800 رقم 2395).
(7)
لم تظهر لعيب في التصوير، وأثبتها من تحفة الأشراف (6/ 324 رقم 8744).
33 - باب ذكر تحريم الصدقة على النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته
3235 -
عن أبي هريرة قال: "أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كخ كخ
(1)
. لا يطرحها، ثم قال: أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة".
رواه خ
(2)
م
(3)
، وعنده:"كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة".
3236 -
عن أنس بن مالك: "أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد تمرة، فقال: لولا أن تكون من الصدقة لأكلتها".
أخرجاه
(4)
أيضًا.
3237 -
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إني لأنقلب إلى أهلي، فأجد التمرة ساقطة على فراشي، ثم أرفعها لآكلها، ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها".
رواه م
(5)
.
3238 -
عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث قال: "اجتمع ربيعة بن الحارث والعباس بن عبد المطلب، فقالا: والله لو بعثنا هذين الغلامين -قال لي وللفضل بن عباس- إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلماه فأمَّرَهما على هذه الصدقات، فأديا ما
(1)
بفتح الكاف وكسرها، وسكون المعجمة مثقلاً ومخففاً، وبكسر الخاء منونةٍ وغير منونة؛ فيخرج من ذلك ست لغات، والثانية توكيد للأولى، وهي كلمة تقال لردع الصبي عند تناوله ما يُستقذر. فتح الباري (3/ 415).
(2)
صحيح البخاري (3/ 414 رقم 1491).
(3)
صحيح مسلم (2/ 751 رقم 1069).
(4)
البخاري (4/ 344 رقم 2055)، ومسلم (2/ 752 رقم 1071).
(5)
صحيح مسلم (2/ 751 رقم 1070).
يؤدي الناس، وأصابا ما يصيب الناس. قال: فبينما هما في ذلك جاء علي بن أبي طالب (فوقف)
(1)
عليهما، فذكرا له ذلك، فقال علي: لا تفعلا، فواللَّه ما هو بفاعل. فانتحاه
(2)
ربيعة بن الحارث، فقال: والله ما تصنع هذا إلا نفاسة منك علينا، فوالله لقد نلت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فما نفسناه
(3)
عليك. قال علي: أرسلوهما فانطلقا، واضطجع (علي)
(4)
. قال: فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر سبقناه إلى الحجرة، فقمنا عندها حتى جاء، فأخذ بآذاننا، ثم قال: أخرجا ما تُصَرِّران
(5)
. ثم دخل ودخلنا عليه -وهو يومئذ عند زينب بنت جحش- قال: فتواكلنا الكلام، ثم تكلم أحدنا، فقال: يا رسول الله، أنت أبرُّ الناس، وأوصل الناس، وقد بلغْنا النكاح، فجئنا لتؤمرنا على بعض هذه الصدقات، فنؤدي إليك (ما)
(6)
يؤدي الناس، ونصيب كما يصيبون. قال: فسكت طويلاً، حتى أردنا أن نكلمه. قال: وجعلت زينب تُلْمِع
(7)
إلينا (من)(4) وراء الحجاب ألا تكلماه، قال: ثم قال: إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد؛ إنما هي أوساخ الناس، ادعوا لي محمية -وكان على الخمس- ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب. قال: فجاءاه، فقال لمحمية: أنكح هذا الغلام ابنتك -للفضل بن العباس- فأنكحه، وقال لنوفل ابن الحارث: أنكح هذا الغلام ابنتك -لي- فأنكحني، وقال لمحمية: أصدق
(1)
في "الأصل": فوقفا. والمثبت من صحيح مسلم.
(2)
هو بالحاء، ومعناه عرض له وقصده. قاله النووي في شرح مسلم (5/ 38).
(3)
بكسر الفاء، أي: ما حسدناك ذلك. قاله النووي في شرح مسلم (5/ 39).
(4)
من صحيح مسلم.
(5)
بضم التاء، وفتح الصاد، وكسر الراء، وبعدها راء أخرى، ومعناه تجمعانه في صدوركما من الكلام، وكل شيء جمعته فقد صررته. قاله النووي.
(6)
في صحيح مسلم: كما.
(7)
بضم التاء، وإسكان اللام، وكسر الميم، ويجوز فتح التاء والميم، يقال: ألمع ولمع إذا أشار بثوبه أو بيده. قاله النووي (5/ 40).
عنهما من الخمس كذا وكذا"
(1)
. قال الزهري: ولم يسمه لي.
وفي لفظ
(2)
: "فألقى عليٌّ رداءه ثم اضطجع عليه، وقال: أنا أبو حسنٍ القرمُ
(3)
، والله لا أَرِيم
(4)
مكاني حتى يرجع إليكما أبناؤكما بحور
(5)
ما بعثتما به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما، وقال في الحديث:"ثم قال لنا: إن هذه الصدقات إنما هى أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد". رواه م.
3239 -
عن جبير بن مطعم قال: "مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله، أعطيت بني المطلب من خُمس خيبر وتركتنا، ونحن وهم منك بمنزلة واحدة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد".
رواه خ
(6)
.
3240 -
عن أبي رافع: "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على الصدقة من بني مخزوم، فقال لأبي رافع: اصحبني فإنك تصيب منها. قال: حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأسأله، فأتاه فسأله، فقال: مولى القوم من (أنفسهم)
(7)
، وإنا لا تحل لنا
(1)
صحيح مسلم (2/ 752 - 753 رقم 1072/ 167).
(2)
صحيح مسلم (4/ 752 رقم 1072/ 168).
(3)
هو بتنوين حسن، وأما القرم فبالراء مرفوع، وهو السيد، وأصله فحل الإبل، قال الخطابي معناه المقدم في المعرفة بالأمور والرأي كالفحل، هذا أصح الأوجه في ضبطه، وهو المعروف في نسخ بلادنا. قاله النووي في شرح مسلم (5/ 41).
(4)
بفتح الهمزة وكسر الراء، أي: لا أفارقه. قاله النووي أيضًا.
(5)
هو بفتح الحاء المهملة، أي: بجواب ذلك، قال الهروي في تفسيره: يقال: كلمته فما ردّ علي حورًا ولا حويرًا: أي جوابًا، قال: ويجوز أن يكون معناه الخيبة، وأصل الحور الرجوع إلى النقص. قال القاضي: هذا أشبه بسياق الحديث. شرح مسلم (5/ 42).
(6)
صحيح البخاري (6/ 281 رقم 3140).
(7)
في "الأصل": أنفسكم. والمثبت من سنن أبي داود.
الصدقة"
(1)
.
رواه الإمام أحمد
(2)
د
(3)
-وهذا لفظه- ت
(4)
، وقال: حديث حسن صحيح.
3241 -
عن أبي هريرة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتي بطعام سأل عنه، فإن قيل: هدية، أكل منها، وإن قيل: صدقة، لم يأكل منها".
رواه م
(5)
.
3242 -
عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بشيء سأل: أصدقة أو هدية؟ فإن قالوا: صدقة، لم يأكل، وإن قالوا: هدية، أكل".
رواه الإمام أحمد
(6)
ت
(7)
-واللفظ (له)
(8)
- س
(9)
، وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
3243 -
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: "أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد تحت جنبه تمرة من الليل، فأكلها، فلم ينم تلك الليلة، فقال بعض نسائه: يا رسول الله، أرقت البارحة. قال: إني وجدت تحت جنبي تمرة فأكلتها، وكان عندنا تمر من تمر
(1)
رواه النسائي (5/ 107 رقم 2611) وصححه ابن خزيمة (4/ 57 رقم 2344).
(2)
المسند (6/ 8، 10، 390).
(3)
سنن أبي داود (2/ 123 رقم 1650).
(4)
جامع الترمذي (3/ 46 رقم 657).
(5)
صحيح مسلم (6/ 752 رقم 1077).
(6)
المسند (5/ 5).
(7)
جامع الترمذي (3/ 45 رقم 656).
(8)
ليست في "الأصل".
(9)
سنن النسائي (5/ 107 رقم 2612).
الصدقة؛ فخشيت أن يكون منه". رواه الإمام أحمد
(1)
.
34 - باب ذكر من لا تحل له الصدقة
3244 -
عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سأل وله ما يغنيه جاءت يوم القيامة خموش
(2)
-أو خدوش، أو كدوح
(3)
- في وجهه. فقيل: يا رسول الله، وما الغنى؟ قال: خمسون درهماً، أو قيمتها من الذهب".
رواه الإمام أحمد
(4)
د
(5)
-وهذا لفظه- ت
(6)
س
(7)
ق
(8)
، وقال الترمذي: حديث حسن.
3245 -
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سأل وله قيمة أوقية فقد (ألحف)
(9)
. فقلت: ناقتي الياقوتة هي خير من أوقية".
وفي بعض ألفاظه: "خير من أربعين درهمًا، فرجعت ولم أسأله".
وفي لفظ: "وكانت الأوقية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين درهمًا".
رواه الإمام أحمد
(10)
د
(11)
-وهذا لفظه- س
(12)
.
(1)
المسند (2/ 193).
(2)
الخموش: الخدوش، وزنًا ومعنى. النهاية (2/ 80).
(3)
الكدوح: الخدوش، وكل أثر من خدش أو عض فهو كدوح. النهاية (2/ 155).
(4)
المسند (1/ 388).
(5)
سنن أبي داود (2/ 116 رقم 1626).
(6)
جامع الترمذي (3/ 40 - 41 رقم 650).
(7)
سنن النسائي (5/ 97 رقم 2591).
(8)
سنن ابن ماجه (1/ 589 رقم 1840).
(9)
في "الأصل": ألحد. والمثبت من سنن أبي داود.
(10)
المسند (3/ 29).
(11)
سنن أبي داود (2/ 116 - 117 رقم 1628).
(12)
سنن النسائي (5/ 98 رقم 2594).
3246 -
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سأل وله أربعون درهمًا فهو ملحف".
رواه س
(1)
.
3247 -
وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مِرَّةٍ سَوِيٍّ
(2)
".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
ت
(5)
، وقال: حديث حسن.
3248 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي".
رواه الإمام أحمد
(6)
س
(7)
ق
(8)
.
3249 -
عن عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد أنه قال: "نزلت أنا وأهلي ببقيع الغرقد، فقال لي أهلي: اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله لنا شيئاً نأكله. فجعلوا يذكرون من حاجتهم، فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجدت عنده رجلاً يسأله، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا أجد ما أعطيك. فتولى الرجل وهو مغضب، وهو يقول: لعمري إنك لتعطي مَن شئت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يغضب عليَّ أن لا أجد ما أُعطي، من سأل منكم وله أوقية -أو عدلها- فقد سأل
(1)
سنن النسائي (5/ 98 رقم 2593).
(2)
المرة: القوة والشدة، والسوي: الصحيح الأعضاء. النهاية (4/ 316).
(3)
المسند (2/ 164، 192).
(4)
سنن أبي داود (2/ 118 رقم 1634).
(5)
جامع الترمذي (3/ 42 رقم 652).
(6)
المسند (2/ 377، 389).
(7)
سنن النسائي (5/ 99 رقم 2596).
(8)
سنن ابن ماجه (1/ 589 رقم 1839).
إلحافاً. قال الأسدي: فقلت للقحة لنا خير من أوقية -والأوقية أربعون درهمًا- قال: فرجعت ولم أسأله، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم شعير وزبيب، فقسم لنا منه -أو كما قال- حتى أغنانا الله عز وجل". رواه د
(1)
س
(2)
.
3250 -
عن حبشي بن جنادة السلولي قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع -وهو واقف عرفة- أتاه أعرابي، فأخذ بطرف ردائه، فسأله إياه فأعطاه وذهب، فعند ذلك حرمت المسألة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المسألة لا تحل لغني ولا لذي مرة سوي، إلا لذي فقر مدقع
(3)
أو غرم مفظع
(4)
، ومن سأل الناس ليثري به ماله كان خموشاً في وجهه يوم القيامة، ورضفاً
(5)
يأكله من جهنم، ومن شاء فليقل، ومن شاء فليكثر".
رواه ت
(6)
وقال: حديث غريب من هذا الوجه.
قال الحافظ أبو عبد الله: وهو من رواية مجالد بن سعيد، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة
(7)
.
3251 -
وقد روى الإمام أحمد
(8)
من غير حديث مجالد عن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سأل من غير فقرٍ فإنما يأكل الجمر".
(1)
سنن أبي داود (2/ 116 رقم 1627).
(2)
سنن النسائي (5/ 103 - 104 رقم 2595).
(3)
أي: شديد يُفضي بصاحبه إلى الدَّقْعاء، وهو التراب، وقيل: هو سوء احتمال الفقر. النهاية (2/ 127).
(4)
المفظع: الشديد الشنيع، وقد أفظع يفظع فهو مفظع، وفظع الأمر فهو فظيع. النهاية (3/ 459).
(5)
الرضف: الحجارة المحماة على النار، واحدتها رضفة. النهاية (2/ 231).
(6)
جامع الترمذي (3/ 43 رقم 653، 654).
(7)
ترجمته في التهذيب (27/ 219 - 225).
(8)
المسند (4/ 165).
3252 -
عن أنس بن مالك: "أن رجلاً من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله، فقال له: أفي بيتك شيء؟ قال: بلى، حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقعب نشرب فيه من الماء. قال: ائتني بهما. فأتاه بهما، فاخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وقال: من يشتري هذين؟ قال رجل: أنا آخذهما بدرهم. قال: من يزيد على (درهم)
(1)
-مرتين أو ثلاثًا- قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين. فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري، فقال: اشتر بأحدهما طعامًا، فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدومًا، فائتني به. فأتاه به، فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودًا بيده، ثم قال له: اذهب فاحتطب وبع، ولا أرينك خمسة عشر يومًا. فذهب الرجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبًا، وببعضها طعامًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة؛ إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع"
(2)
.
رواه د
(3)
-وهذا لفظه- ق
(4)
.
وروى الإمام أحمد
(5)
أوله إلى قوله: "أنا آخذهما بدرهمين. فقال: هما لك"، وروى آخره بعد هذا: "ثم قال: إن المسألة لا تحل إلا (لإحدى)
(6)
ثلاث: ذي دم موجع، أو غرم مفظع، أو فقر مدقع".
3252 - خرجه الضياء في المختارة (6/ 245 - 249 رقم 2261 - 2266).
(1)
في "الأصل": درهمين. والمثبت من سنن أبي داود.
(2)
هو أن يتحمل دية فيسعى فيها حتى يؤديها إلى أولياء المقتول؛ فإن لم يؤدها قُتل المُتحمَّل عنه، فيوجعه قتله. النهاية (4/ 157).
(3)
سنن أبي داود (2/ 120 - 121 رقم 1641).
(4)
سنن ابن ماجه (2/ 740 - 741 رقم 2198).
(5)
المسند (3/ 114).
(6)
في المسند: لأحد.
وقد روى ت
(1)
س
(2)
طرفًا من الحديث، وقال الترمذي: حديث حسن.
3253 -
عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أن رجلين حدثاه "أنهما أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألانه من الصدقة، فقلب فيهما البصر فرآهما جلدين، فقال: إن شئتما، ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
س
(5)
وهذا لفظه.
35 - باب في كراهية المسألة
3254 -
عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مُزْعَة
(6)
لحم".
أخرجه خ
(7)
م
(8)
.
3254م- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سأل الناس أموالهم تكثرًا فإنما يسأل جمرًا فليستقل أو ليستكثر". رواه م
(9)
.
3255 -
عن أبي هريرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده، لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره؛ خير له من أن يأتي رجلاً فيسأله، أعطاه أو منعه".
(1)
جامع الترمذي (3/ 522 رقم 1218).
(2)
سنن النسائي (7/ 259 رقم 4520).
(3)
المسند (4/ 224، 5/ 362).
(4)
سنن أبي داود (2/ 118 رقم 1633).
(5)
سنن النسائي (5/ 99 - 100 رقم 2597).
(6)
أي: قطعة يسيرة من اللحم. النهاية (4/ 325).
(7)
صحيح البخاري (3/ 396 رقم 1474).
(8)
صحيح مسلم (2/ 720 رقم 1040).
(9)
صحيح مسلم (2/ 720 رقم 1041).
رواه خ
(1)
-وهذا لفظه- م
(2)
، ولفظه: "لأن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره؛ فيتصدق به، ويستغني به من الناس، خير له من أن يسأل رجلاً، أعطاه أو منعه ذلك، فإن اليد العليا (خير)
(3)
من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول".
زاد الإمام أحمد
(4)
في رواية له: "فلأن يأخذ ترابًا فيجعله في فيه خير له من أن يجعل في فيه ما حرم الله عليه".
3256 -
عن الزبير بن العوام عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره؛ فيبيعها فيكف الله بها وجهه؛ خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه".
رواه خ
(5)
.
3257 -
عن أبي سعيد الخدري "أن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده، فقال لهم حين أنفق كل شيء بيديه: ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أُعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر".
رواه خ
(6)
م
(7)
، وليس عنده:"لهم حين أنفق كل شيء بيديه".
(1)
صحيح البخاري (3/ 392 رقم 1470).
(2)
صحيح مسلم (2/ 172 رقم 1042).
(3)
في صحيح مسلم: أفضل.
(4)
المسند (2/ 257).
(5)
صحيح البخاري (3/ 393 رقم 1471).
(6)
صحيح البخاري (3/ 392 رقم 1469).
(7)
صحيح مسلم (2/ 729 رقم 1053).
3258 -
عن عبد الله بن عمر: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر -وذكر الصدقة والتعفف والمسألة-: اليد العليا خير من اليد السفلى. فاليد العليا هي المتفقة، والسفلى هي السائلة".
رواه خ
(1)
-وهذا لفظه- م
(2)
وعنده: "والتعفف عن المسألة: اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا المنفقة، والسفلى السائلة".
3259 -
عن حكيم بن حزام قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: يا حكيم، إن هذا المال خضرة حلوة
(3)
، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العليا خير من اليد السفلى. قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرْزَأ
(4)
أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا. فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيمًا إلى العطاء، فيأبى أن يقبله منه، ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه، فأبى أن يقبل منه شيئاً، فقال عمر: إني (أشهدكم)
(5)
يا معشر المسلمين على حكيم، إني أعرض عليه حقه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه، فلم يرزأ حكيم أحدًا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي".
(1)
صحيح البخاري (3/ 346 رقم 1429).
(2)
صحيح مسلم (7/ 712 رقم 1033).
(3)
قال ابن حجر في الفتح (3/ 394): أنث الخبر لأن المراد الدنيا، قوله خضرة حلوة" شبهه بالرغبة فيه والميل إليه وحرص النفوس عليه بالفاكهة الخضراء المستلذة؛ فإن الأخضر مرغوب فيه على انفراده بالنسبة إلى اليابس، والحلو مرغوب فيه على انفراده بالنسبة للحامض، فالإعجاب بهما إذا اجتمعا أشد.
(4)
قال ابن حجر (3/ 394): بفتح الهمزة، وإسكان الراء، وفتح الرّاء، بعدها همزة، أي: لا أنقص ماله بالطلب منه.
(5)
في "الأصل": أشهدهم. والمثبت من صحيح البخاري.
رواه خ
(1)
-وهذا لفظه- م
(2)
، وليس عنده قول حكيم إلى آخره، والله أعلم.
3260 -
وعن حكيم بن حزام عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله".
أخرجه خ
(3)
-وهذا لفظه- م
(4)
، ولفظه:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الصدقة -أو خير الصدقة- عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول".
3261 -
عن الشعبي قال: حدثني كاتب المغيرة بن شعبة قال: "كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة أن اكتب إليَّ بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكتب إليه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله كره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال".
رواه خ
(5)
-وهذا لفظه- م
(6)
.
3262 -
عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تلحفوا في المسألة، فوالله لا يسألني أحد منكم شيئًا فتخرج له مسألته مني شيئًا وأنا له كاره فيُبارك له فيما أعطيته"
(7)
.
(1)
صحيح البخاري (3/ 393 رقم 1472).
(2)
صحيح مسلم (2/ 717 رقم 1035).
(3)
صحيح البخاري (3/ 345 رقم 1427).
(4)
صحيح مسلم (2/ 717 رقم 1034).
(5)
صحيح البخاري (3/ 398 رقم 1477).
(6)
صحيح مسلم (3/ 1341 رقم 593).
(7)
صحيح مسلم (8/ 712 رقم 1038).
وفي لفظ
(1)
: "إنما أنا خازن، فمن أعطيته عن طيب نفس فيُبارك له فيه، ومن أعطيته عن مسألة وشرة كان كالذي يأكل ولا يشبع". رواه م.
3263 -
عن أبي مسلم الخولاني قال: حدثني الحبيب الأمين -أما هو فحبيب إليَّ، وأما هو عندي فأمين- عوف بن مالك الأشجعي قال: "كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة -أو ثمانية، أو سبعة- فقال: ألا تبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكنا حديث عهد ببيعته، فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله. (ثم)
(2)
قال: ألا تبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله. ثم قال: ألا تبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فبسطنا أيدينا، وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، فعلام نبايعك؟ قال: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، والصلوات الخمس، وتطيعوا -وأسر كلمة خفية- ولا تسألوا الناس شيئًا. فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم، فما يسأل أحدًا يناوله إياه".
رواه م
(3)
.
3264 -
عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المسألة كدٌّ يَكُد
(4)
الرجل بها وجهه، إلا أن يسأل الرجل سلطانًا أو في أمر لا بد منه".
رواه ت
(5)
، وقال: حديث حسن صحيح.
3265 -
وقد روى الإمام أحمد
(6)
د
(7)
عن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المسائل
(1)
صحيح مسلم (8/ 712 رقم 1037).
(2)
من صحيح مسلم.
(3)
صحيح مسلم (1/ 722 رقم 1043).
(4)
الكد: الإتعاب، يقال: كد يكُد في عمله كدًّا، إذا استعجل وتعب، وأراد بالوجه ماءه ورونقه. النهاية (4/ 155).
(5)
جامع الترمذي (3/ 65 رقم 681).
(6)
المسند (5/ 22).
(7)
سنن أبي داود (2/ 119 رقم 1639).
كُدُوحٌ
(1)
يكدح بها الرجل وجهه، فمن شاء أبقى على وجهه، ومن شاء ترك، إلا أن يسأل الرجل ذا سلطان، أو يسأل في أمر لا يجد منه بدًّا".
قال: فحدثت به الحجاج، فقال: سلني؛ فإني ذو سلطان.
لم يذكر أبو داود: فحدثت به الحجاج.
3266 -
عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يكفل لي أن لا يسأل الناس شيئاً وأتكفل له بالجنة؟ فقال ثوبان: أنا. فكان لا يسأل أحدًا شيئًا".
رواه الإمام أحمد
(2)
د
(3)
س
(4)
.
3267 -
وروى الإمام أحمد
(5)
ق
(6)
-واللفظ لأحمد- عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يقبل لي بواحدة وأتقبل له بالجنة؟ قال: قلت: أنا. قال: لا تسأل الناس شيئًا. فكان ثوبان يقع سوطه -وهو راكب- فلا يقول لأحد ناولنيه حتى ينزل فيتناوله".
3268 -
عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن أنزلها بالله أوشك له بالغنى إما بموتٍ عاجلٍ أو غنًى عاجل".
رواه د
(7)
-وهذا لفظه- ت
(8)
، وقال: حديث حسن صحيح.
(1)
أي: خدوش. النهاية (4/ 155).
(2)
المسند (5/ 275، 276).
(3)
سنن أبي داود (2/ 121 رقم 1643).
(4)
سنن النسائي (5/ 96 رقم 2589).
(5)
المسند (5/ 277).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 588 رقم 1837).
(7)
سنن أبي داود (2/ 122 رقم 1645).
(8)
جامع الترمذي (4/ 487 - 488 رقم 2326).
3269 -
عن سهل بن الحنظلية قال: "قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن والأقرع بن حابس فسألاه، فقام لهما بما سألا، وأمر معاوية فكتب لهما بما سألا، فأما الأقرع فأخذ كتابه فلفه في عمامته وانطلق، وأما عيينة فأخذ كتابه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم مكانه، فقال: يا محمد، أتراني حاملاً إلى قومي كتابًا لا أدري ما فيه، كصحيفة (المتلمس)
(1)
. فأخبر معاوية بقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من النار".
وفي لفظ: "من جمر جهنم. قالوا: يا رسول الله: وما يغنيه؟ ".
وفي لفظ: "وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة؟ قال: قدر ما يغديه ويعشيه".
وفي لفظ: "أن يكون له شبع يوم وليلة".
كذا رواه د
(2)
ورواه الإمام أحمد
(3)
، وعنده:"أنه من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من جمر جهنم. قالوا: يا رسول الله، وما يغنيه؟ قال: ما يغديه أو يعشيه".
3270 -
عن ابن الفراسي: "أن الفراسي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أسأل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا، وإن كنت سائلاً لا بد فاسأل الصالحين".
(1)
في "الاْصل": الملتمس. بتقديم اللام، والمثبت من سنن أبي داود، والصحيفة الكتاب، والمتلمس شاعر معروف، واسمه عبد المسيح بن جرير، كان قدم هو وطرفة الشاعر على الملك عمرو بن هند، فنقم عليهما أمرًا، فكتب لهما كتابين إلى عامله بالبحرين يأمره بقتلهما، وقال: إني قد كتبت لكما بجائزة، فاجتازا بالحيرة، فأعطى المتلمس صحيفته صبيًّا فقرأها فإذا فيها يأمر عامله بقتله، فألقاها في الماء ومضى إلى الشام، وقال لطرفة: افعل مثل فعلي؛ فإن صحيفتك مثل صحيفتي، فأبى عليه، ومضى بها إلى العامل، فأمضى فيه حكمه وقتله، فضُرب بهما المثل. النهاية (3/ 13).
(2)
سنن أبي داود (2/ 117 رقم 1629).
(3)
المسند (4/ 180 - 181).
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
س
(3)
.
3271 -
عن عائذ بن عمرو: "أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فأعطاه، فلما وضع رجله على أُسْكُفة
(4)
الباب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئًا".
رواه س
(5)
.
3272 -
عن مالك بن نضلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى، فأعط الفضل، ولا تعجز عن نفسك".
رواه الإمام أحمد
(6)
د
(7)
.
3273 -
عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سأل مسألة وهو عنها غني كانت شَيْنًا في وجهه يوم القيامة". رواه الإمام أحمد
(8)
.
3274 -
عن عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة والذي نفس محمد بيده إن كنت لحالف عليهن: لا ينقص مال من صدقة؛ فتصدقوا، ولا يعفو عبد عن مظلمة يبتغي بها وجه الله إلا رفعه الله بها -وقال أبو سعيد مولى بني
(1)
المسند (4/ 334).
(2)
سنن أبي داود (2/ 122 رقم 1646).
(3)
سنن النسائي (5/ 95 رقم 2586).
3271 -
خرجه الضياء في المختارة (8/ 234 - 235 رقم 278 - 280).
(4)
بهمزة قطع مضمومة، وسكون السين، وضم الكاف، وتشديد الفاء: عتبة الباب السفلى. قاله السيوطي في حاشية سنن النسائي.
(5)
سنن النسائي (5/ 94 - 95 رقم 2585).
(6)
المسند (3/ 473، 4/ 137).
(7)
سنن أبي داود (2/ 123 رقم 1649).
(8)
المسند (5/ 281).
هاشم: لا زاده الله بها عزًّا يوم القيامة- ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر". رواه الإمام أحمد
(1)
.
3275 -
عن أبي سعيد الخدري قال: "سرحتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله، فقعدت، قال: فاستقبلني، وقال: من استغنى أغناه الله، ومن استعفف أعفه الله، ومن استكف كفاه الله، ومن سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف. فقلت: ناقتي الياقوتة هي خير من أوقية، ولم أسأله".
رواه الإمام أحمد
(2)
س
(3)
، وعنده:"ومن استكفى كفاه الله". ورواه د
(4)
بنحوه.
3275م- عن خالد بن عدي الجهني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من جاءه من أخيه معروف من غير إشراف ولا مسألة فليقبله ولا يرده؛ فإنما هو رزق ساقه الله إليه". رواه الإمام أحمد
(5)
36 - باب في ذكر التطوع وأي الصدقة أفضل وذكر الصدقة على الأقارب
3276 -
عن أبي هريرة قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرًا؟ قال: أن تَصَّدَّق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر، وتأمل الغنى، ولا تهمل حتى إذا بلغت الحلقوم
(6)
قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا،
(1)
المسند (1/ 193).
(2)
المسند (3/ 9).
(3)
سنن النسائي (5/ 98 رقم 2594).
(4)
سنن أبي داود (2/ 116 - 117 رقم 1628).
(5)
المسند (4/ 220 - 221) وفيه: "من بلغه عن أخيه
…
".
(6)
أي: الروح، والمراد قاربت بلوغه، إذ لو بلغته حقيقة لم يصح شيء من تصرفاته، ولم يجر للروح ذكر اغتناء بدلالة السياق، والحلقوم مجرى النفس، قاله أبو عبيدة. فتح الباري (3/ 335).
وقد كان لفلان".
رواه خ
(1)
م
(2)
، وعنده: "أما وأبيك لتنبأنه، أن تصدق
…
" فذكره.
3277 -
عن سعد بن أبي وقاص وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "إنك إن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون
(3)
الناس".
رواه خ
(4)
م
(5)
.
3278 -
عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت"
(6)
.
رواه الإمام أحمد
(7)
د
(8)
س
(9)
.
3279 -
وقد روى مسلم
(10)
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك". رواه م.
3280 -
عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل دينار ينفقه الرجل؛
(1)
صحيح البخاري (3/ 334 رقم 1419).
(2)
صحيح مسلم (6/ 712 رقم 1032).
(3)
أي: يمدون أكفهم إليهم يسألونه. النهاية (4/ 190).
(4)
صحيح البخاري (3/ 196 رقم 1295).
(5)
صحيح مسلم (3/ 1250 - 1251 رقم 1628).
(6)
أراد من تلزمه نفقته من أهله وعياله وعبيده. النهاية (4/ 119).
(7)
المسند (2/ 160، 193، 194، 195).
(8)
سنن أبي داود (2/ 132 رقم 1692).
(9)
السنن الكبرى (5/ 374 رقم 9177).
(10)
صحيح مسلم (2/ 692 رقم 995). وروى مسلم (2/ 692 رقم 996) عن عبد الله ابن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته".
دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله عز وجل ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله عز وجل".
قال أبو قلابة: وبدأ بالعيال. ثم قال أبو قلابة: وأي رجل أعظم أجرًا من رجل ينفق على عيال صغار يعفهم -أو ينفعهم الله به، ويغنيهم.
رواه م
(1)
.
32081 -
عن ميمونة بنت الحارث: "أنها أعتقت وليدة في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لو أعطينها أخوالك كانت أعظم لأجرك".
رواه خ
(2)
م
(3)
.
3282 -
عن أبي مسعود البدري عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة هو يحتسبها كانت له صدقة".
رواه خ
(4)
م
(5)
.
3283 -
عن زينب امرأة عبد الله قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تصدقن يا معشر النساء، ولو من حليكن. قالت: فرجعت إلى عبد الله، فقلت: إنك رجل خفيف ذات اليد، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بالصدقة، فائته فاسأله، فإن كان ذلك يجزي عني وإلا صرفتها إلى غيركم. قالت: فقال عبد الله: بل ائتيه أنت. قالت: فانطلقت، فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتي حاجتها
(1)
صحيح مسلم (2/ 169 - 692 رقم 994).
(2)
صحيح البخاري (5/ 257 رقم 2592).
(3)
صحيح مسلم (2/ 694 رقم 999).
(4)
صحيح البخاري (1/ 165 رقم 55).
(5)
صحيح مسلم (2/ 695 رقم 1002).
-قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة- قالت: فخرج علينا بلال، فقلنا له: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك أتجزي الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما؟ ولا تخبره من نحن. قالت: فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هما؟ فقال: امرأة من الأنصار وزينب. فقال رسول الله: أي الزيانب؟ قال: امرأة عبد الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لها أجران؛ أجر القرابة، وأجر الصدقة".
رواه خ
(1)
م
(2)
، وهذا لفظه.
3284 -
عن أم سلمة قالت: "قلت: يا رسول الله، ألي أجر أن أنفق على بني أبي سلمة إنما هم بني؟ قال: أنفقي ولك أجر ما أنفقت عليهم".
رواه خ
(3)
م
(4)
، وعنده:"ولست بتاركتهم هكذا وهكذا؛ إنما هم بني".
3285 -
عن أنس بن مالك قال: "كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء
(5)
-وكانت مستقبلة المسجد- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)
(6)
قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن الله عز وجل يقول في كتابه: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)(6) وإن أحب أموالي إليَّ بيرحاء، وإنها صدقة للَّه أرجو برها وذخرها
(1)
صحيح البخاري (3/ 384 - 385 رقم 1466).
(2)
صحيح مسلم (2/ 694 - 695 رقم 1000).
(3)
صحيح البخاري (3/ 385 رقم 1467).
(4)
صحيح مسلم (2/ 695 رقم 1001).
(5)
قال ابن حجر في الفتح (3/ 382): وقوله فيه بيرحاء بفتح الموحدة وسكون التحتانية، وفتح الراء وبالمهملة والمد، وجاء في ضبطه أوجه كثيرة جمعها ابن الأثير في النهاية، فقال: يروى بفتح الباء وبكسرها، وبفتح الراء وضمها، وبالمد والقصر فهذه ثمان لغات.
(6)
سورة آل عمران، الآية:92.
عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، قد سمعت ما قلت فيها وإني أو أن تجعلها في الأقربين".
وفي لفظ: "فجعلها في الأقربين في أقاربه وبني عمه".
وفي لفظ: "قال: فجعلها في حسان بن ثابت وأبي بن كعب".
رواه خ
(1)
م
(2)
، وهذا لفظه.
قال البخاري
(3)
: وقال الأنصاري: حدثني أبي، عن ثمامة عن أنس بمثل حديث ثابت، وقال:"اجعلها لفقراء قرابتك. قال أنس: فجعلها لحسان وأبي بن كعب، وكانا أقرب إليه مني".
وكان قرابة حسان وأبي بن كعب من أبي طلحة واسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي (بن عمرو)
(4)
بن مالك بن النجار وحسان بن ثابت بن المنذر بن حرام، فيجتمعان إلى حرام وهو الأب الثالث (وحرام ابن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، وهو يجامع حسان وأبا طلحة)(4) وأُبي إلى ستة آباء إلى عمرو بن مالك، وهو أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار فعمرو بن مالك يجمع حسان وأبا طلحة و (أبيًّا)
(5)
.
3286 -
عن جابر قال: "أعتق رجل من بني عذرة عبدًا له عن دبر، فبلغ ذلك
(1)
صحيح البخاري (3/ 381 رقم 1461).
(2)
صحيح مسلم (2/ 693 - 694 رقم 998).
(3)
صحيح البخاري (5/ 446) كتاب الوصايا، باب إذا وقف أو أوصى لأقاربه ومن الأقارب.
(4)
من صحيح البخاري.
(5)
في "الأصل": أبي. والمثبت من صحيح البخاري.
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألك مال غيره؟ قال: لا. فقال: من يشتريه مني؟ فاشتراه نعيم بن عبد الله العدوي بثمانمائة درهم، فجاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعها إليه، ثم قال: ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك (شيء)
(1)
فهكذا وهكذا. يقول: بين يديك، وعن يمينك، وعن شمالك".
أخرجه م
(2)
، وروى البخاري
(3)
طرفًا منه.
3287 -
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا ابن آدم، إنك إن تبذل الفضل خير لك، وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى".
رواه م
(4)
.
3288 -
عن أبي هرير قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: "تصدقوا. فقال رجل: يا رسول الله، عندي دينار. قال: تصدق به على نفسك. قال: عندي آخر. قال: تصدق به على زوجتك. قال: عندي آخر. قال: تصدق به على ولدك. قال: عندي آخر. قال: تصدق به على خادمك. قال: عندي آخر. قال: أنت أبصر".
رواه د
(5)
س
(6)
، وهذا لفظه.
3289 -
عن سليمان بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصدقة على المسكين
(1)
من صحيح مسلم.
(2)
صحيح مسلم (2/ 692 - 693 رقم 997).
(3)
صحيح البخاري (5/ 196 رقم 2534).
(4)
صحيح مسلم (2/ 718 رقم 1036).
(5)
سنن أبي داود (2/ 132 رقم 1691).
(6)
سنن النسائي (5/ 62 - 63 رقم 2534).
صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان، صدقة وصلة".
رواه الإمام أحمد
(1)
س
(2)
ت
(3)
.
3290 -
عن سراقة بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أدلكم على أفضل الصدقة؟ ابنتك مردودة إليك ليس لها كاسب غيرك".
رواه الإمام أحمد
(4)
ق
(5)
.
3291 -
عن طارق المحاربي قال: "قدمنا المدينة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب الناس، ويقول: يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك فأدناك".
رواه س
(6)
.
3292 -
عن جابر بن عبد الله قال: "كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل بمثل بيضة من ذهب، وقال: يا رسول الله، أصبت هذه من معدن فخذها مني صدقة ما أملك غيرها. فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتاه من قبل ركنه الأيمن فقال مثل ذلك، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتاه من قبل ركنه الأيسر فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتاه من خلفه فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذفه بها، فلو أصابته لأوجعته -أو لعقرته- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي أحدكم بما يملك فيقول: هذه صدقة، ثم يقعد يستكفف الناس، خير الصدقة
(1)
المسند (4/ 17، 18).
(2)
سنن النسائي (5/ 92 رقم 2581).
(3)
جامع الترمذي (3/ 46 - 47 رقم 658) وقال: حديث حسن.
(4)
المسند (4/ 175).
(5)
سنن ابن ماجه (9/ 1202 - 1210 رقم 3667).
3291 -
خرجه الضياء في المختارة (8/ 126 - 130 رقم 141 - 144).
(6)
سنن النسائي (5/ 65 رقم 2531).
ما كان عن ظهر غنى". رواه د
(1)
.
3293 -
عن أبي سعيد قال: "دخل رجل المسجد فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرحوا ثيابًا، فطرحوا، فأمر له بثوبين ثم حث على الصدقة فجاء فطرح أحد الثوبين فصاح به -أو قال- خذ ثوبك".
رواه الإمام أحمد
(2)
د
(3)
-وهذا لفظه- س
(4)
.
3294 -
عن أنس قال: "سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الصدقة أفضل؟ قال: صدقة في رمضان".
رواه ت
(5)
، وقال: حديث غريب
(6)
.
37 - باب الصدقة من الكسب الحلال
3295 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب -ولا يقبل الله إلا الطيب- فإن الله يقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه
(7)
حتى تكون مثل الجبل".
رواه خ
(8)
-وهذا لفظه- م
(9)
وعنده: "من الكسب الطيب، فيضعها في حقها".
(1)
سنن أبي داود (2/ 128 رقم 1673).
(2)
المسند (3/ 25).
(3)
سنن أبي داود (2/ 128 - 129 رقم 1675).
(4)
سنن النسائي (5/ 67 رقم 2535).
(5)
جامع الترمذي (3/ 51 - 52 رقم 663).
(6)
زاد في جامع الترمذي: وصدقة بن موسى ليس عندهم بذاك القوي.
(7)
الفلو: المهر الصغير، وقيل: هو الفطيم من أولاد ذوات الحافر. النهاية (3/ 474).
(8)
صحيح البخاري (3/ 326 رقم 1410).
(9)
صحيح مسلم (2/ 702 رقم 1014).
3296 -
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس، إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، قال الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}
(1)
ثم قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}
(2)
ثم ذكر: الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنى يستجاب لذاك".
رواه م
(3)
.
38 - ومن فضائل الصدقات
3297 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة (فأخفاها حتى)
(4)
لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه". رواه خ
(5)
م
(6)
.
3298 -
عن عدي بن حاتم قال: "كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجلان أحدهما يشكو العيلة، والآخر يشكو قطع السبيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما قطع السبيل فإنه لا يأتي عليك إلا قليل حتى تخرج العير إلى مكة بغير خفير، وأما
(1)
سورة المؤمنون، الآية:51.
(2)
سورة البقرة، الآية:172.
(3)
صحيح مسلم (2/ 703 رقم 1015).
(4)
من صحيح البخاري.
(5)
صحيح البخاري (3/ 344 رقم 1423).
(6)
صحيح مسلم (2/ 715 رقم 1031).
العيلة فإن الساعة لا تقوم حتى يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها منه، ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله عز وجل ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له، ثم ليقولن له: ألم أؤتك مالاً؟ فليقولن: بلى (ثم ليقولن)
(1)
ألم أرسل إليك رسولاً، فليقولن: بلى. فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار، فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة".
أخرجه خ
(2)
وهذا لفظه.
وروى م
(3)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله عز وجل ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة".
3299 -
(عن أبي ذر)
(4)
قال: "خرجت ليلة من الليالي، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وحده ليس معه إنسان، قال: فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد، قال: فجعلت أمشي في ظل القمر، فالتفت فرآني فقال: من هذا؟ فقلت: أبو ذر جعلني الله فداءك. قال: يا أبا ذر، تعاله. قال: فمشيت معه ساعة، فقال: إن (المكثرين)
(5)
هم المقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيراً فنفح فيه بيمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيراً. قال: فمشيت معه ساعة، فقال: اجلس ها هنا. فأجلسني في قاع حوله حجارة، فقال لي: اجلس ها هنا حتى أرجع إليك. قال: فانطلق في الحرة حتى لا أراه، فلبث عني فأطال اللبث، ثم إني سمعته وهو
(1)
من صحيح البخاري.
(2)
صحيح البخاري (3/ 330 رقم 1413).
(3)
صحيح مسلم (2/ 703 - 704 رقم 1016).
(4)
في "الأصل": عن أبي هريرة. والمثبت من الصحيحين، ويأتي على الصواب.
(5)
في "الأصل": المكثرون. والمثبت من الصحيح.
يقول: وإن سرق وإن زنى. قال: فلما جاء لم أصبر، فقلت: يا نبي الله -جعلني الله فداءك- من تكلم في جانب الحرة، ما سمعت أحدًا يرجع إليك شيئًا؟ قال: ذلك جبريل عرض لي في جانب الحرة، فقال: بشر أمتك أنه من مات لا يشرك باللَّه شيئًا دخل الجنة. فقلت: يا جبريل وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم. قال: قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم. قال: قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم، وإن شرب الخمر".
رواه خ
(1)
م
(2)
.
3300 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما نقصت صدقة من مالٍ، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل".
رواه م
(3)
.
3301 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتًا في سحابة: اسق حديقة فلان. فتنحى ذلك السحاب، فأفرغ ماءه في حرة، فإذا شرجة
(4)
من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء، فإذا رجل قائم (في حديقته)
(5)
يحول الماء بمسحاته
(6)
، فقال له: يا عبد الله، ما اسمك؟ قال: فلان -الاسم الذي سمع.
(7)
السحابة فقال له: يا عبد الله، لم تسألني عن
(1)
صحيح البخاري (5/ 67 رقم 3388).
(2)
صحيح مسلم (2/ 688 - 689 قم 94/ 33).
(3)
صحيح مسلم (4/ 2001 رقم 2588).
(4)
الشرجة: مسيل الماء من الحرة السهل، والشرج جنس لها، والشراج جمعها. النهاية (2/ 456).
(5)
من صحيح مسلم.
(6)
المسحاة: المجرفة من الحديد، الميم زائدة؛ لأنه من السحو: الكشف والإزالة. النهاية (4/ 328).
(7)
في صحيح مسلم: في.
اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتًا من السحاب- الذي هذا ماؤه- يقول: اسق حديقة فلان لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلت هذا فإني انظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثًا، وأرد فيها ثلثًا".
وفي لفظ: "أجعل ثلثه في المساكين والسائلين وابن السبيل".
رواه م
(1)
.
3302 -
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟ قال: أبو بكر: أنا. قال: فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعن في امرئٍ إلا دخل الجنة".
رواه م
(2)
.
3303 -
عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيما مسلم كسا مسلمًا ثوبًا على عرى كساه الله من خضر الجنة
(3)
، وأيما مسلم أطعم مسلمًا على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، وأيما مسلم سقى مسلمًا على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم".
رواه د
(4)
-واللفظ له- ت
(5)
.
(1)
صحيح مسلم (4/ 2288 رقم 2984).
(2)
صحيح مسلم (2/ 713 رقم 1028).
(3)
أي: من ثيابها الخضر، جمع أخضر من باب إقامة الصفة مقام الموصوف، وفيه إيماء إلى قوله تعالى (يلبسون ثياباً خضراً). عون المعبود (5/ 96).
(4)
سنن أبي داود (2/ 130 رقم 1682).
(5)
جامع الترمذي (4/ 546 رقم 2449)، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد رُوي هذا عن عطية عن أبي سعيد موقوف، وهو أصح عندنا وأشبه.
قلت: رواه أبو داود من طريق نبيح عن أبي سعيد، والترمذي رواه من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد.
3304 -
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الصدقة لتطفئ غضب الربِّ، وتدفع
(1)
ميتة السوء
(2)
".
رواه ت
(3)
، وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه.
3305 -
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا النار ولو بشق تمرة".
رواه الإمام أحمد
(4)
39 - باب كل معروف صدقة
3306 -
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل معروف صدقة".
رواه خ
(5)
.
3307 -
عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل معروف صدقة".
3043 - خرجه الضياء في المختارة (5/ 218 - 220 رقم 1847، 1848).
(1)
زاد بعدها في جامع الترمذي وعارضة الأحوذي (3/ 168): عن وليست هذه الزيادة في تحفة الأشراف (1/ 165 رقم 529) ولا تحفة الأحوذي (3/ 330 رقم 658).
(2)
قال القاضي أبو بكر بن العربي في عارضة الأحوذي (3/ 169): شرح ميتة السوء وهي مسألة خفيت على المتوسمين بالعلم المتوشحين بتفسير مشكله، فظنوا أنها ميتة الفجاءة لما رُوي أن موت الفجاءة أخذة أسف وقد بيَّنا ذلك في كتاب الجنائز، وحقيقته أنها ميتة حزن؛ لأنه لو جاءه الموت بمقدمة لتأهب له بتوبة، فإذا فوجئ به أسف لما فاته من توبته، وقيل: ميتة الشهرة كالمصلوب مثلاً، وليس هذا بصحيح؛ فإن خبيبًا قتل (مصلوباً) ولم تكن ميتة سوء؛ لأنه كان مظلومًا، وحقيقة ميتة السوء أن تكون الميتة في سبيل معصية الله، والمعاذ من ذلك لا رب غيره. اهـ.
وانظر تحفة الأحوذي (3/ 330).
(3)
جامع الترمذي (3/ 52 رقم 664).
(4)
المسند (6/ 137).
(5)
صحيح البخاري (10/ 462 رقم 6021).
رواه م
(1)
.
3308 -
وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل معروف صدقة، وما أنفق الرجل على أهله ونفسه كُتب له صدقة، وما وقى به المرء عرضه كُتب له صدقة، وما أنفق المؤمن من نفقة فان خلفها على الله ضامن إلا ما كان (في)
(2)
بنيان أو معصية. فقيل لمحمد بن المنكدر: ما (يعني)(2) وقى به الرجل عرضه؟ قال: أن يعطي الشاعر وذا اللسان المتقى". رواه الدارقطني
(3)
.
3309 -
عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طلقٍ". رواه م
(4)
.
40 - باب ذكر جهد المقل
3310 -
عن أبي مسعود قال: أُمرنا بالصدقة، قال: كنا نحامل على ظهورنا، قال: فتصدق أبو عقيل بنصف صاع، قال: وجاء إنسان بشيء أكثر منه، فقال المنافقون: إن الله عز وجل لغني عن صدقة هذا، وما فعل هذا الآخر إلا رياء! فنزلت:{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ}
(5)
.
رواه خ
(6)
م
(7)
، واللفظ له.
(1)
صحيح مسلم (2/ 697 رقم 1005).
(2)
من سنن الدارقطني.
(3)
سنن الدارقطني (3/ 28 رقم 101).
(4)
صحيح مسلم (4/ 2026 رقم 2626).
(5)
سورة التوبة، الآية:79.
(6)
صحيح البخاري (8/ 181 رقم 4668).
(7)
صحيح مسلم (2/ 706 - 707 رقم 1018).
3311 -
عن أبي هريرة قال: "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني مجهود. فأرسل إلى بعض نسائه، فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء. ثم أرسل إلى أخرى، فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلهن مثل ذلك: لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء. فقال: من يضيف هذا الليلة رحمه الله. (فقام)
(1)
رجل من الأنصار -يقال له: أبو طلحة- فقال: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رحله، فقال لامرأته: هل عندك شيء؟ قالت: لا إلا قوت صبياني. قال: فعلليهم بشيء، فإذا دخل ضيفنا فأطفئ السراج، وأريه أنا نأكل، فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه. قال: فقعدوا وأكل الضيف فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قد عجب الله عز وجل من صنيعكما بضيفكما الليلة. قال: فنزلت هذه الآية: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}
(2)
".
أخرجاه
(3)
، واللفظ لمسلم، وليس عند خ:"يقال له: أبو طلحة"، وهو في بعض ألفاظ م.
3312 -
عن عبد الله بن حبشي الخثعمي: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غلول فيه، وحجة مبرورة. قيل: فأي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت. قال: فأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل. قيل: فأي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر ما حرم الله عليه. قيل: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من جاهد المشركين بماله ونفسه. قيل: فأي القتل أشرف؟ قال: من أهريق دمه وعقر جواده".
(1)
في "الأصل": فقال. والمثبت من صحيح مسلم.
(2)
سورة الحشر، الآية:9.
(3)
البخاري (7/ 149 رقم 3798)، ومسلم (3/ 1624 رقم 2054).
3312 -
خرجه الضياء في المختارة (9/ 235 - 236 رقم 213، 214).
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
س
(3)
.
3313 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبق درهم مائة ألف درهم. قالوا: يا رسول الله، وكيف؟ قال: رجل له درهمان، فأخذ أحدهما فتصدق به، ورجل له مال كثير، فأخذ من عُرْض ماله مائة ألف درهم فتصدق بها".
رواه س
(4)
.
3314 -
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق فوافق ذلك مالًا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر -إن سبقته يومًا- فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله. قال: وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. فقلت: لا أسابقك إلى شيء أبدًا".
رواه د
(5)
-وهذا لفظه- ت
(6)
، وقال: حديث صحيح
(7)
.
3315 -
عن أبي أمامة: (قال
(8)
: قلت: يا نبي الله، فأي الصدقة أفضل؟ قال: سر إلى فقير، وجهد من مقل".
(1)
المسند (3/ 141 - 412).
(2)
سنن أبي داود (2/ 69 رقم 1449).
(3)
سنن النسائي (5/ 58 - 59 رقم 2525).
(4)
سنن النسائي (5/ 59 رقم 2527).
3314 -
خرجه الضياء في المختارة (1/ 172 - 174 رقم 80، 81).
(5)
سنن أبي داود (2/ 129 رقم 1678).
(6)
جامع الترمذي (5/ 574 رقم 3675).
(7)
كذا في تحفة الأشراف (8/ 7 رقم 10390) والمختارة وفي جامع الترمذي وعارضة الأحوذي (13/ 139)، وتحفة الأحوذي (10/ 161 رقم 3757): حسن صحيح.
(8)
الظاهر من سياق الحديث في المسند أن القائل هو أبو ذر الغفاري، والله أعلم.
رواه الإمام أحمد
(1)
في إسناده غير واحد متكلم فيه
(2)
.
41 - باب أجر المرأة والخازن والعبد
3316 -
عن عائشة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره بما كسب، وللخازن مثل ذلك، لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئًا".
أخرجه خ
(3)
م
(4)
.
3317 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أنفقت المرأة من كسب زوجها من غير أمره فلها نصف أجره".
رواه د
(5)
.
3318 -
عن سعد قال: "لما بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء قامت امرأة جليلة كأنها من نساء مضر، فقالت: يا نبي الله إنا كَلٌّ
(6)
على آبائنا وأبنائنا -قال د: وأرى فيه وأزواجنا- فما يحل لها من أموالهم؟ قال: الرَّطب
(7)
تأكلنه وتهدينه"
(1)
المسند (5/ 265 - 266).
(2)
هم: معان بن رفاعة، وعلي بن يزيد، والقاسم بن عبد الرحمن.
(3)
صحيح البخاري (3/ 356 رقم 1441).
(4)
صحيح مسلم (2/ 710 رقم 1024).
(5)
سنن أبي داود (2/ 131 رقم 1687).
(6)
أي: عيال. النهاية (4/ 198).
3318 -
خرجه الضياء في المختارة (3/ 152 رقم 949).
(7)
قال ابن الأثير في النهاية (2/ 232): أراد ما لا يُدخر ولا يبقى كالفواكه والبقول والأطبخة، وإنما خص الرطب بذلك لأن خطبه أيسر، والفساد إليه أسرع، فإذا تُرك ولم يُؤكل هلك ورُمي، بخلاف اليابس إذا رُفع وادُّخر، فوقعت المسامحة في ذلك بترك الاستئذان، وأن يجري على العادة المستحسنة فيه، وهذا فيما بين الآباء والأمهات والأبناء، دون الأزواج والزوجات، فليس لأحدهما أن يفعل شيئًا إلا بإذن صاحبه.
قال أبو داود: الرَّطب: الخبز والبقل والرُّطب.
رواه د
(1)
.
3319 -
عن أبي أمامة الباهلي قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته عام حجة الوداع: لا تنفق امرأة شيئًا من بيت زوجها. قيل: يا رسول الله ولا الطعام؟ قال: ذاك أفضل أموالنا".
رواه الإمام أحمد
(2)
ق
(3)
ت
(4)
، وقال: حديث حسن.
قال الحافظ أبو عبد الله: هو من رواية إسماعيل بن عياش
(5)
عن شرحبيل ابن مسلم الخولاني
(6)
، وكلاهما تكلم فيه.
3320 -
عن عطاء عن أبي هريرة: "في المرأة تصدق من بيت زوجها؟ قال: لا إلا من قوتها والأجر بينهما، ولا يحل لها (أن تصدق)
(7)
من مال بيت زوجها إلا بإذنه". رواه د
(8)
.
3321 -
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الخازن المسلم الأمين الذي ينفذ وربما (قال:)
(9)
- يعطي ما أُمر به كاملاً موفراً طيبًا به نفسه فيدفعه إلى الذي أُمر له به أحد المتصدقين". أخرجاه
(10)
أيضًا.
(1)
سنن أبي داود (2/ 131 رقم 1686).
(2)
المسند (5/ 267).
(3)
سنن ابن ماجه (2/ 770 رقم 2295).
(4)
جامع الترمذي (3/ 57 - 58 رقم 670).
(5)
ترجمته في التهذيب (3/ 163 - 181).
(6)
ترجمته في التهذيب (12/ 430 - 431).
(7)
من سنن أبي داود.
(8)
سنن أبي داود (2/ 131 رقم 1688).
(9)
من الصحيحين.
(10)
البخاري (3/ 355 رقم 1438)، ومسلم. (2/ 71 رقم 1023).
3322 -
عن عمير مولى آبي اللحم قال: "أمرني مولاي أن أقدد لحمًا فجاءني مسكين فأطعمته منه، فعلم بذلك مولاي فضربني، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فدعاه فقال: لم ضربته؟ فقال: يعطي طعامي من غير أن آمره، فقال: الأجر بينكما"
(1)
.
وفي رواية
(2)
: "كنت مملوكاً، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتصدق من مال مولاي؟ قال: نعم، والأجر بينكما نصفان". أخرجه م.
42 - باب قبول الصدقة وإِن كان المصدق لا يريد إِعطاءها لمن أخذها
3323 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال رجل: لأتصدقن بصدقة. فخرج بصدقته، فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تُصدق على سارق، فقال: اللهم لك الحمد، لأتصدقن بصدقة؛ فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون: تُصدق الليلة على زانية! قال: اللهم لك الحمد على زانية، لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غني، فأصبحوا يتحدثون: تُصدق على غني! فقال: اللهم لك الحمد على سارق، وعلى زانية، وعلى غني. فأُتي
(3)
فقيل له: أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني فلعله يعتبر فينفق مما أتاه الله عز وجل".
رواه خ
(4)
-وهذا لفظه- م
(5)
.
(1)
صحيح مسلم (2/ 711 رقم 1025/ 83).
(2)
صحيح مسلم (2/ 711 رقم 1025/ 82).
(3)
يعني: في المنام، انظر فتح الباري (3/ 341).
(4)
صحيح البخاري (3/ 340 رقم 1421).
(5)
صحيح مسلم (2/ 79 رقم 1022).
3324 -
عن معن بن يزيد قال: "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبي وجدي، وخطب عليَّ فأنكحني، وخاصمت إليه، وكان أبي يزيد أخرج دنانير فتصدق بها، فوضعها عند رجل في المسجد، فجئت فأخذتها، فأتيته بها، فقال: واللَّه ما إياك أردت. فخاصمته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لك ما نويت يا يزيد، ولك ما أخذت يا معن". رواه خ
(1)
.
43 - باب فضل المنيحة
(2)
3325 -
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعدها إلا أدخله الله الجنة".
قال حسان بن عطية: فعددنا ما دون منيحة العنز من رد السلام، وتشميت العاطس، وإماطة الأذى عن الطريق، ونحوه، فما استطعت أن تبلغ خمس عشرة. رواه خ
(3)
.
3326 -
وعن أبي هريرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "نعم المنيحة اللقحة الصفي
(4)
منحة -أو الشاة الصفي- تغدو بإناء وتروح بإناء". رواه خ
(5)
.
(1)
صحيح البخاري (3/ 342 رقم 1422).
(2)
منحة الورق: القرض، ومنحة اللبن أن يعطيه ناقة أو شاة ينتفع بلبنها ويعيدها، وكذلك إذا أعطاه لينتفع بوبرها وصوفها زمانًا ثم يردها، والمنيحة: المنحة. النهاية (4/ 364).
(3)
صحيح البخاري (5/ 287 رقم 2631).
(4)
قال ابن حجر في الفتح (5/ 288): اللقحة: الناقة ذات اللبن القريبة العهد بالولادة، وهي مكسورة اللام، ويجوز فتحها، والمعروف أن اللقحة -بفتح اللام- المرة الواحدة من الحلب، والصفي -بفتح الصاد وكسر الفاء- أي: الكريمة الغزيرة اللبن، ويقال لها: الصفية أيضًا.
(5)
صحيح البخاري (5/ 287 رقم 2629).
3327 -
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من منح منيحة غدت بصدقة (وراحت بصدقة)
(1)
صبوحها وغبوقها".
رواه م
(2)
.
3328 -
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " (نعم المنيحة: اللقحة)
(3)
(تغدو بعساء، وتروح بعساء)
(4)
إن أجرها لعظيم".
رواه م
(5)
.
قيل معناه: العس، وهو لقدح الكبير.
3329 -
عن ابن عباس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى أرض تهتز زرعًا، فقال: لمن هذه؟ قالوا: اكتراها فلان. فقال: أما إنه لو منحها إياه كان خيراً له من أن يأخذ عليها أجراً معلومًا". وقال بعضهم: "خرجًا معلومًا". أخرجه خ
(6)
م
(7)
.
3330 -
عن البراء بن عازب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من منح
(1)
من صحيح مسلم.
(2)
صحيح مسلم (2/ 707 رقم 102).
(3)
في صحيح مسلم: "ألا رجل يمنح أهل بيت ناقة".
(4)
في صحيح مسلم: "تغدو بعس، وتروح بعس" قال النووي في شرح مسلم (4/ 395): العُس: بضم العين، وتشديد السين المهملة، وهو القدح الكبير، هكذا ضبطناه، وروي "بعشاء" بشين معجمة ممدودة، قال القاضي: وهذه رواية أكثر رواة مسلم، قال: والذي سمعناه من متقني شيوخنا "بعس" وهو القدح الضخم. قال: وهذا هو الصواب المعروف. قال: وروي من رواية الحميدي في غير مسلم: "بعساء" بالسين المهملة، وفسره الحميدي بالعس الكبير، وهو من أهل اللسان. ثم قال النووي: ووقع في كثير من نسخ بلادنا أو أكثرها من صحيح مسلم: "بعساء" بسين مهملة ممدودة، والعين مفتوحة.
(5)
صحيح مسلم (2/ 707 رقم 1019).
(6)
صحيح البخاري (5/ 288 رقم 2634).
(7)
صحيح مسلم (2/ 288 رقم 2634).
منيحة لبن أو ورق أو هَدَى زقاقًا
(1)
كان له مثل عتق رقبة".
رواه الإمام أحمد
(2)
ت
(3)
، وقال: حديث حسن صحيح غريب.
44 - باب في أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصدقة وحثه عليها
3331 -
عن حارثة بن وهب الخزاعي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تصدقوا، فسيأتي عليكم زمان يأتي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها، يقول الرجل: لو جئت بها بالأمس لقبلتها منك، وأما اليوم فلا حاجة لي فيها".
رواه خ
(4)
-وهذا لفظه- م
(5)
.
3332 -
عن المنذر بن جرير عن أبيه قال: "كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، قال: فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار -أو العباء- متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعَّر
(6)
وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالًا فأذن وأقام، فصلى، ثم خطب، فقال: " {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
…
} إلى آخر الآية: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبَاً)
(7)
، والآية التي في الحشر: (اتَّقوا اللَّهَ
(1)
الزُّقاق بالضم: الطريق، يريد من دلَّ الضال أو الأعمى على طريقه، وقيل: أراد من تصدق بزقاق من النخل، وهي السّكة منها، والأول أشبه؛ لأن هدى من الهِداية لا من الهَدية. النهاية (2/ 306).
(2)
المسند (4/ 285، 296، 300، 304).
(3)
جامع الترمذي (4/ 300 رقم 1957).
(4)
صحيح البخاري (3/ 330 رقم 1411).
(5)
صحيح مسلم (2/ 700 رقم 1011).
(6)
أي: تغير، وأصله قلة النضارة وعدم إشراق اللون، من قولهم: مكان أمعر، وهو الجدب الذي لا خصب فيه. النهاية (4/ 342).
(7)
سورة النساء، الآية:1.
وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ)
(1)
، تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره، حتي قال: ولو بشق تمرة. قال: فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تهلل كأنه مذهبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سنن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سنن في الإسلام سنة سيئة كان عليه (وزرها)
(2)
ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء".
رواه م
(3)
، وفي لفظ له
(4)
: "فصلى الظهر ثم صعد منبرًا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإن الله عز وجل أنزل في كتابه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ".
3333 -
عن حذيفة قال: "سأل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسك القوم، ثم إن رجلاً أعطاه، فأعطي القوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ومن سن خيرًا فاستن به كان له أجره، ومن أجور من يتبعه غير منتقص من أجورهم شيئًا، ومن سن شرًّا فاستن به كان عليه وزره ومن أوزار من يتبعه غير منتقص من أوزارهم شيئاً".
رواه الإمام أحمد
(5)
.
3334 -
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: قال رسول الله
(1)
سورة الحشر، الآية:18.
(2)
في "الأصل": وزره. والمثبت من صحيح مسلم.
(3)
صحيح مسلم (2/ 704 - 705 رقم 1017).
(4)
صحيح مسلم (2/ 706 رقم 1017/ 70).
(5)
المسند (5/ 387).
- صلى الله عليه وسلم: "انفحي
(1)
-أو انضحي، أو أنفقي- ولا تحصي فيحصى عليك، ولا توعي فيوعي الله عليك".
أخرجاه في الصحيحين
(2)
3335 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها، ولو فِرسن
(3)
شاة".
رواه خ
(4)
م
(5)
.
3336 -
عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"على كل مسلم صدقة. قالوا: يا نبي الله، فمن لم يجد؟ فقال: يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق. قالوا: فإن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف. قالوا: فإن لم يجد؟ قال: فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة".
رواه خ
(6)
-وهذا لفظه- م
(7)
وعنده: "يأمر بالمعروف أو الخير".
3337 -
عن أبي ذر قال: "سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: إيمان
(1)
قال النووي في شرح مسلم (4/ 412): أما "انفحي" فبفتح الفاء وبحاء مهملة، وأما "انضحي" فبكسر الصاد، ومعنى انفحي وانضحي: أعطي، والنفح والنضح: العطاء، ويطلق النضح أيضاً على الصب، فلعله المراد هنا، ويكون أبلغ من النفخ.
(2)
البخاري (5/ 257 رقم 2590، 2591) ومسلم (2/ 713 رقم 1029).
(3)
الفِرْسن: عظم قليل اللحم، وهو خف البعير، كالحافر للدابة، وقد يُستعار للشاة، فيقال: فِرسن شاة، والذي للشاة هو الظلف، والنون زائدة، وقيل: أصلية. النهاية (3/ 429).
(4)
صحيح البخاري (5/ 233 رقم 2566).
(5)
صحيح مسلم (2/ 714 رقم 1030).
(6)
صحيح البخاري (3/ 361 رقم 1445).
(7)
صحيح مسلم (2/ 699 رقم 1008).
بالله وجهاد في سبيله. قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: أغلاها
(1)
ثمنًا وأنفسها عند أهلها. قال: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: تعين ضايعًا
(2)
أو تصنع لأخرق. قال: فإن لم أفعل؟ قال: تدع الناس من الشر؛ فإنها صدقة تصدق بها على نفسك". أخرجاه في الصحيحين
(3)
.
3338 -
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليأتي على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحدًا يأخذها منه، ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يَلُذن
(4)
به؛ من قلة الرجال وكثرة النساء".
رواه خ
(5)
م
(6)
، وعنده:"ليأتين على الناس".
3339 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض، حتى يخرج الرجل زكاة ماله فلا يجد أحدًا يقبلها، وحتى تعود أرض العرب مروجًا
(7)
وأنهارًا"
(8)
.
(1)
قال ابن حجر في الفتح (5/ 177): بالعين المهملة للأكثر، وهي رواية النسائي أيضًا، وللكشميهني بالغين المعجمة، وكذا للنسفي، قال ابن قرقول: معناهما متقارب.
(2)
بالضاد المعجمة، وبعد الألف همزة تكتب ياء، لجميع رواة البخاري -واللفظ له- وأكثر رواة مسلم، وفي بعض روايات مسلم:"صانعًا" بالصاد المهملة وبعد الألف نون، ورجحها بعضهم لمقابلته بالأخرق، وهو الذي ليس بصانع ولا يحسن العمل، ومعنى الرواية الأولى: أي: ذا الضياع من فقر أو عيال أو حالٍ قصَّر عن القيام بها، فكلا الروايتين صواب في المعنى. انظر شرح مسلم (1/ 400) والفتح (5/ 177 - 178) والنهاية (3/ 107 - 108).
(3)
البخاري (5/ 176 رقم 2518) ومسلم (1/ 89 رقم 84).
(4)
لاذ يلوذ لياذًا إذا التجأ إليه وانضم واستغاث. النهاية (4/ 276).
(5)
صحيح البخاري (3/ 330 - 331 رقم 1414).
(6)
صحيح مسلم (2/ 700 رقم 1012).
(7)
المرج: الأرض الواسعة ذات نبات كثير، تمرج فيه الدواب، أي تُخلى تسرح مختلطة كيف شاءت. النهاية (4/ 315).
(8)
صحيح مسلم (2/ 701 رقم 157/ 60).
وفي لفظ
(1)
: "لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيفيض، حتى يهم
(2)
رب المال من يقبل منه صدقته، ويدعى إليه الرجل فيقول: لا أَرَب
(3)
لي فيه".
رواه خ
(4)
م، وهذا لفظه، وليس عند البخاري -فيما أرى
(5)
- "وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهارًا".
3340 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل سُلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس، قال: تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع عليها متاعه صدقة (قال: والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة)
(6)
وتميط الأذى عن الطريق صدقة".
أخرجاه
(7)
، وهذا لفظ م.
3341 -
عن ابن عباس قال: "خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم عيد فصلى ركعتين، لم يصل قبل ولا بعد، ثم مال على النساء فوعظهن وأمرهن أن يتصدقن، فجعلت المرأة تلقي القُلْب
(8)
والخرص".
(1)
صحيح مسلم (2/ 701 رقم 157/ 61).
(2)
قال النووي في شرح مسلم (4/ 384): ضبطوه بوجهين، أجودهما وأشهرهما "يُهم" بضم الياء، وكسر الهاء، ويكون "رب المال" منصوباً مفعولاً، والفاعل "من" وتقديره: يحزنه ويهتم له، والثاني:"يَهُم" بفتح الياء وضم الهاء، ويكون "رب المال" مرفوعاً فاعلاً، وتقديره: يهم رب المال من يقبل صدقته: أي يقصده، قال أهل اللغة: يقال أهمه: إذا أحزنه، وهمه: إذا أذابه، ومنه قولهم: همك ما أهمك؛ أي أذابك الشيء الذي أحزنك فأذهب شحمك، وعلى الوجه الثاني: هو من هم به إذا قصده.
(3)
بفتح الهمزة والراء، أي: لا حاجة. قاله النووي.
(4)
صحيح البخاري (3/ 330 رقم 1412).
(5)
نعم لم أقف عليها في صحيح البخاري، والله أعلم.
(6)
من صحيح مسلم.
(7)
البخاري (5/ 364 رقم 2707) ومسلم (2/ 699 رقم 1009).
(8)
القُلْب: السوار. النهاية (4/ 98).
أخرجاه
(1)
، واللفظ خ.
3342 -
عن أبي موسى قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل، أو طلبت إليه حاجة، قال: اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء".
وأخرجاه
(2)
، وهذا لفظ خ.
3343 -
عن أبي ذر: "أن ناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور
(3)
بالأجور؛ يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: أو ليس (قد)
(4)
جعل الله لكم ما تصدقون؟! إن بكل تسبيحة صدقةً، وكل تكبيرةٍ صدقةً، وكل تحميدةٍ صدقةً، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بُضْع
(5)
أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! قال: أرأيتم لو وضعها في حرام كان عليه وزر؟! فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر".
رواه م
(6)
.
3344 -
عن عائشة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل، فمن كبر الله عز وجل وحمد الله عز وجل وهلل الله عز وجل (وسبح الله)
(7)
واستغفر الله عز وجل وعزل حجراً عن
(1)
البخاري (3/ 351 رقم 1431) ومسلم (2/ 606 رقم 884).
(2)
البخاري (351/ 3 رقم 1432) ومسلم (4/ 2026 رقم 2627).
(3)
الدثور جمع دَثْرٍ، وهو المال الكثير، ويقع على الواحد والاثنين والجميع. النهاية (2/ 100).
(4)
من صحيح مسلم.
(5)
البُضْع: يطلق على النكاح والجماع معاً، وعلى الفرج. النهاية (1/ 133).
(6)
صحيح مسلم (2/ 697 - 698 رقم 1006).
(7)
من صحيح مسلم.
طريق الناس، أو شوكة أو عظمًا عن طريق الناس، وأمر بمعروف، أو نهى عن منكر، عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى؛ فإنه يَمْشي يومئذ وقد (زحزح)
(1)
نفسه عن النار".
رواه م
(2)
، وفي لفظ له: " (يُمْسي)
(3)
يومئذ".
3345 -
عن أم بجيد -وكانت ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت: "يا رسول الله، إن المسكين ليقوم على بابي فما أجد شيئًا أعطيه إياه. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لم تجدي (له)
(4)
شيئًا تعطيه إياه إلا ظلفًا
(5)
محرقًا فادفعيه إليه في يده".
رواه الإمام أحمد
(6)
د
(7)
س
(8)
ت
(9)
-واللفظ له- وقال: حديث حسن صحيح.
45 - باب الصدقة على الميت وفضل سقي الماء
3346 -
عن عائشة: "أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أمي افتُلتت
(10)
نفسها ولم توص، وأظنها لو تكلمت تصدقت، أفلها أجر إن تصدقت
(1)
في "الأصل": خرج. والمثبت من صحيح مسلم.
(2)
صحيح مسلم (2/ 698 رقم 1007).
(3)
في "الأصل": يمشي. والمثبت من صحيح مسلم.
(4)
تكررت في "الأصل".
(5)
الظِّلف للبقر والغنم كالحافر للفرس والبغل، والخف للبعير. النهاية (3/ 159).
(6)
المسند (6/ 382، 383).
(7)
سنن أبي داود (2/ 126 رقم 1667).
(8)
سنن النسائي (3/ 86 رقم 2573).
(9)
جامع الترمذي (3/ 52 - 53 رقم 665).
(10)
أي: ماتت فجأة وأُخذت نفسها فلتة، يقال: افتلته إذا استلبه، وافتُلت فلان بكذا إذا فوجئ به قبل أن يستعد له. النهاية (3/ 467).
عنها؟ قال: نعم".
أخرجاه
(1)
، واللفظ م.
3347 -
عن عبد الله بن عباس: "أن سعد بن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أمي توفيت وأنا غائب عنها، فهل ينفعها إن تصدقت عنها؟ قال: نعم. قال: فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها". رواه خ
(2)
.
3348 -
وعن أبي هريرة: "أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبي مات وترك مالًا، ولم يوص، فهل يُكفر عنه أن أتصدق عنه؟ قال: نعم". رواه م
(3)
.
3349 -
وعن أبي هريرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرًا فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، ثم رقى فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له. قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؟ قال: في كل كبدٍ رطبةٍ أجر". رواه خ
(4)
-وهذا لفظه- م
(5)
.
3350 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا كلب يُطيف
(6)
برَكيَّة
(7)
قد كاد يقتله العطش؛ إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت
(1)
البخاري (3/ 299 رقم 1388) ومسلم (2/ 696 رقم 1004).
(2)
صحيح البخاري (5/ 459 رقم 2762).
(3)
صحيح مسلم (3/ 1254 رقم 1630).
(4)
صحيح البخاري (5/ 50 رقم 2363).
(5)
صحيح مسلم (4/ 1761 رقم 2244).
(6)
بضم أوله، من أطاف، يقال أطفت بالشيء إذا أدمت المرور حوله. فتح الباري (6/ 595).
(7)
الرَّكيَّة: البئر، وجمعها ركايا. النهاية (2/ 261).
موقها
(1)
فاستقت له به، فسقته إياه، فغُفر لها به".
أخرجاه
(2)
، واللفظ م.
3351 -
عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة عن أبيه، عن جده أنه قال:"خرج سعد بن عبادة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه، وحضرت أمه الوفاة بالمدينة، فقيل لها: أوصي. فقالت: فيم أوصي إنما المال مال سعد. فتوفيت قبل أن يقدم سعد، فلما قدم سعد، وذُكر ذلك له، فقال سعد: يا رسول الله، ينفعها أن أتصدق عنها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم. فقال سعد: حائط كذا وكذا صدقة عنها. لحائط سماه".
رواه الإمام مالك في "الموطأ"
(3)
س
(4)
وابن حبان البستي
(5)
.
3352 -
عن سعد بن عبادة: "أن أمه ماتت، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمي ماتت أفأتصدق عنها؟ قال: نعم. قال: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء، قال: فتلك (سقاية)
(6)
آل سعد بالمدينة. قال شعبة: فقلت لقتادة: من يقول تلك سقاية آل سعد؟ قال: الحسن.
كذا رواه الإمام أحمد
(7)
، وهو من رواية الحسن البصري، قال الحافظ: ولم يدرك الحسن سعدًا.
ورواه د
(8)
عن رجل لم يسمه عن سعد بن عبادة أنه قال: "يا رسول الله،
(1)
الموق: الخف، فارسي معرب. النهاية (4/ 372).
(2)
البخاري (6/ 591 رقم 3467) ومسلم (4/ 1761 رقم 2245).
(3)
الموطأ (2/ 594 رقم 52).
(4)
سنن النسائي (6/ 250 - 251 رقم 3652).
(5)
الإحسان (8/ 140 - 141 رقم 3354).
(6)
من المسند.
(7)
المسند (6/ 7).
(8)
سنن أبي داود (2/ 130 رقم 1681).
إن أم سعد ماتت فأي الصدقة أفضل؟ قال: الماء. فحفر بئرًا، وقال: هذه لأم سعد".
ورواه
(1)
بنحوه -وكذلك س
(2)
ق
(3)
بنحوه- من رواية سعيد بن المسيب عن سعد بن عبادة، وأظن سعيدًا أدرك سعدًا. والله أعلم.
3353 -
عن سراقة بن مالك قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضالة الإبل تغشى حياضي قد (لطتها)
(4)
لإبلي، فهل لي من أجر إن سقيتها؟ فقال: نعم في كل ذات كبد خرَّى
(5)
أجر".
رواه الإمام أحمد
(6)
ق
(7)
-وهذا لفظه- وعند الإمام أحمد "قد ملأتها لإبلي".
3354 -
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يصف أهل الجنة يوم القيامة صفوفًا، فيمر الرجل من أهل النار على الرجل فيقول: يا فلان، أما تذكر يوم استسقيت فسقيتك شربة. قال: فيشفع له، ويمر الرجل فيقول: أما تذكر يوم ناولتك طهورًا، فيشفع له".
(1)
سنن أبي داود (2/ 129 رقم 1679).
(2)
سنن النسائي (6/ 254 رقم 3666).
(3)
سنن ابن ماجه (2/ 1214 رقم 3684).
(4)
في "الأصل": أطليتها. والمثبت من سنن ابن ماجه، ولطت الحوض أي: طينته وأصلحته. النهاية (4/ 277).
(5)
الحرَّي: فَعْلى من الحرِّ، وهي تأنيث حرَّان، وهما للمبالغة، يريد أنها لشدة حرها قد عطشت ويبست من العطش، والمعنى أن في سقي كل ذي كبد حرَّى أجراً، وقيل: أراد بالكبد الحرَّى حياة صاحبها؛ لأنه إنما تكون كبده حرَّي إذا كان فيه حياة، يعني: في سقي كل ذي روح من الحيوان. النهاية (1/ 364).
(6)
المسند (4/ 175).
(7)
سنن ابن ماجه (2/ 1215 رقم 3686).
رواه ق
(1)
.
46 - باب الأجر في الغراس والزرع
3355 -
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما (من)
(2)
مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة (إلا)(2) كان له به صدقة".
رواه خ
(3)
م
(4)
.
3356 -
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرسًا إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه (له)
(5)
صدقة، وما أكل السبع منه فهو له صدقة، وما أكل الطير فهو له صدقة، ولا يرزؤه
(6)
أحد إلا كان له صدقة"
(7)
.
وفي لفظ
(8)
: "لا يغرس مسلم غرسًا ولا يزرع زرعًا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة".
رواه م.
47 - باب فضل الإِنفاق ومثل المتصدق والبخيل
3357 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم يصبح العباد فيه
(1)
سنن ابن ماجه (2/ 1215 رقم 3685).
(2)
من الصحيحين.
(3)
صحيح البخاري (5/ 5 رقم 2320).
(4)
صحيح مسلم (3/ 1189 رقم 1553).
(5)
من صحيح مسلم.
(6)
أي: يأخذ منه شيئًا. النهاية (2/ 218).
(7)
صحيح مسلم (3/ 1188 رقم 1552/ 7).
(8)
صحيح مسلم (3/ 1188 رقم 1552/ 8).
إلا ملكان ينزلان (فيقول)
(1)
أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفاً".
رواه خ
(2)
م
(3)
.
3358 -
وعن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم: "قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم أنفق أنفق عليك. (وقال: يمين الله ملأى سحاء لا يغيضها شيء الليل والنهار)
(4)
".
وفي لفظ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قال لي: أنفق أنفق عليك. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم): يمين الله ملأى لا يغيضها سحاء الليل والنهار (أرأيتم ما أنفق مذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه. قال: وعرشه على الماء، وبيده الأخرى القبض، يرفع ويخفض")
(5)
.
(رواه خ
(6)
م)
(7)
وهذا لفظه، وعند خ:"وبيده الميزان".
وفي لفظ له
(8)
: "لم ينقص ما في يمينه، وعرشه على الماء، وبيده الأخرى الفيض -أو القبض- يخفض ويرفع".
3359 -
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما يسرني أن لي أحدًا ذهباً تأتي
(1)
في "الأصل": فيقولان. والمثبت من الصحيحين.
(2)
صحيح البخاري (3/ 357 رقم 1442).
(3)
صحيح مسلم (2/ 700 رقم 1010).
(4)
وضعها الناسخ بعد الرواية التالية فاختل الكلام، فرددتها إلى مكانها على رواية مسلم (2/ 690 - 691 رقم 993/ 36) الله أعلم.
(5)
من صحيح مسلم (2/ 691 رقم 993/ 37).
(6)
صحيح البخاري (8/ 202 رقم 484).
(7)
ليست في "الأصل".
(8)
صحيح البخاري (13/ 415 رقم 7419).
عليَّ ثالثة وعندي منه دينار إلا دينار أرصده لدين عليَّ".
رواه خ
(1)
م
(2)
، واللفظ له.
3360 -
عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد (من ثديهما)
(3)
إلى تراقيهما، فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت -أو وفرت- على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئًا إلا لزقت كل حلقة مكانها، فهو يوسعها فلا تتسع".
رواه خ
(4)
-وهذا لفظه- م
(5)
، وعندهما
(6)
: "ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد (قد)
(7)
اضطرت أيديهما إلى ثدييهما وتراقيهما، فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه، حتى تغشى أنامله، وتعفو أثره، وجعل البخيل كلما هم بصدقة تقلصت وأخذت كل حلقة مكانها. قال: فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بأصبعيه في جيبه، فلو رأيته (يوسعها)
(8)
ولا توسع".
اللفظ واحد غير أن البخاري قال: كل حلقة بمكانها، قال أبو هريرة: فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بأصبعيه هكذا في جُبته
(9)
، فلو رأيته يوسعها ولا توسع".
(1)
صحيح البخاري (11/ 269 رقم 6445).
(2)
صحيح مسلم (2/ 687 رقم 991).
(3)
من صحيح البخاري.
(4)
صحيح البخاري (3/ 358 رقم 1443).
(5)
صحيح مسلم (2/ 708 رقم 1021/ 75).
(6)
البخاري (10/ 278 رقم 5797) ومسلم (2/ 708 - 709 رقم 1021/ 76).
(7)
من الصحيحين.
(8)
في "الأصل": يوسع. والمثبت من صحيح مسلم، وقوله "فلو رأيته" جوابه محذوف، وتقديره لتعجبت منه، أو هو للتمني، والأول أوضح. قاله ابن حجر في الفتح (10/ 179).
(9)
في صحيح البخاري: "جَيبه" قال القسطلاني في إرشاد الساري (8/ 424): بفتح الجيم،=
48 - باب ذكر بر الوالدين
3361 -
عن عبد الله بن مسعود قال: "سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها: ثم أي؟ قال: بر الوالدين. قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله. قال: حدثني بهن ولو استزدته لزادني".
رواه خ
(1)
م
(2)
.
3362 -
عن أبي هريرة قال: "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك: ثم من؟ قال: أبوك".
أخرجاه
(3)
، واللفظ خ، وفي لفظ م:"ثم أدناك أدناك".
3363 -
عن عبد الله بن (عَمْرو)
(4)
قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال: أحي والداك؟ فقال: نعم. قال: ففيهما فجاهد".
أخرجاه
(5)
أيضاً، ولفظه للبخاري.
3364 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رغم أنفه
(6)
، رغم أنفه، رغم
=بعدها تحتية ساكنة، فموحدة، وهو موافق لما ترجم به، ولأبي ذر عن الكشميهني:"جُبَّته" بضم الجيم، بعدها موحدة مشددة، فمثناة فوقية، فضمير، والأول أوجه، وفيه التعبير بالقول عن الفعل.
(1)
صحيح البخاري (2/ 12 رقم 527).
(2)
صحيح مسلم (1/ 89 رقم 85).
(3)
البخاري (6/ 162 رقم 3004) ومسلم (4/ 1974 رقم 2548).
(4)
في "الأصل": عُمر. والمثبت من الصحيحين.
(5)
البخاري (10/ 417 رقم 5972) ومسلم (4/ 1975 رقم 2549).
(6)
في المواضع الثلاثة: "رغم الله أنفه". والمثبت من صحيح مسلم، يقال رَغِم يَرْغَم، ورَغَم يَرْغَم رَغْمًا ورِغْمًا ورُغْمًا، وأرغم الله أنفه. أي ألصقه بالرغام، وهو التراب، هذا هو الأصل، ثم استعمل في الذل والعجز عن الانتصاف، والانقياد على كره. النهاية (2/ 238).
أنفه، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر (أحدهما أو كليهما)
(1)
فلم يدخل الجنة". رواه م
(2)
.
3365 -
عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من أبر البر صلة (الرجل أهل)
(3)
ود أبيه بعد أن يولي". رواه م
(4)
.
3366 -
عن عبد الله بن (عَمْرو)
(5)
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد".
رواه د
(6)
ت
(7)
.
3367 -
عن أبي الدرداء: "أن رجلاً قال: إن لي امرأة، وإن أمي أمرتني بطلاقها. فقال أبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة. فأضع ذلك أو احفظه".
رواه الإمام أحمد
(8)
ت
(9)
، وقال: حديث صحيح. وعند أحمد
(10)
: "الوالدة".
(1)
في "الأصل": أو أحدهما أو كلاهما. والمثبت من صحيح مسلم.
(2)
صحيح مسلم (4/ 1978 رقم 2551).
(3)
في "الأصل": الرحم الرجل. والمثبت من صحيح مسلم.
(4)
صحيح مسلم (4/ 1979 رقم 2552).
(5)
في "الأصل": عُمَر. والمثبت من جامع الترمذي، وكذا هو في مسند عبد الله بن عمرو ابن العاص من تحفة الأشراف (6/ 364 - 365 رقم 8888).
(6)
كذا وقع الرمز في "الأصل" والحديث لم يعزه المزي في التحفة إلا للترمذي وحده، والله أعلم.
(7)
جامع الترمذي (4/ 274 رقم 1899) ثم رواه موقوفًا، وقال: وهذا أصح.
(8)
المسند (5/ 196، 197 - 198)، (6/ 445، 447، 451).
(9)
جامع الترمذي (4/ 275 رقم 1900) والحديث في سنن ابن ماجه (1/ 657 رقم 2089، 2/ 1208 رقم 3663) أيضاً.
(10)
المسند (5/ 197 - 198).
3368 -
عن معاوية بن حيدة القشيري قال: "قلت: يا رسول الله، من أبر؟ قال: أمك قلت: ثم من؟ قال: أمك، قلت: ثم من؟ قال: أمك
(1)
. قلت: ثم من؟ قال: أباك، ثم الأقرب فالأقرب".
رواه الإمام أحمد
(2)
ت
(3)
، وقال: حديث حسن.
3369 -
عن كليب بن منفعة عن جده قال: "إنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقاله: يا رسول الله، من أبر؟ قال: أمك وأباك وأختك وأخاك، ومولاك الذي يلي ذاك، حق واجب، ورحم موصولة".
رواه د
(4)
.
3370 -
عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي قال: "بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة، فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما".
رواه الإمام أحمد
(5)
د
(6)
-وهذا لفظه- ق
(7)
.
3371 -
عن أبي أمامة: "أن رجلاً قال: يا رسول الله، ما حق الوالدين على ولدهما؟ قال: هما جنتك ونارك". رواه ق
(8)
(1)
زاد بعدها في "الأصل": قلت: ثم من؟ قال: أمك. وهي زيادة مقحمة.
(2)
المسند (5/ 3، 5).
(3)
جامع الترمذي (4/ 273 رقم 1897).
(4)
سنن أبي داود (4/ 338 رقم 5140).
(5)
المسند (3/ 497 - 498).
(6)
سنن أبي داود (4/ 336 رقم 5142).
(7)
سنن ابن ماجه (2/ 1208 - 1209 رقم 3664).
(8)
سنن ابن ماجه (2/ 1208 رقم 3662).
3372 -
عن أُبيّ (بن)
(1)
مالك -هو القشيري- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أدرك والديه -أو أحدهما- ثم دخل النار من بعد ذلك فأبعده الله وأسحقه".
رواه الإمام أحمد
(2)
.
49 - ذكر بر الخالة
3373 -
عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الخالة بمنزلة الأم".
رواه خ
(3)
.
3374 -
عن ابن عمر: "أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله، إني قد أصبت ذنبًا عظيمًا، فهل لي من توبة؟ قال: هل لك من أم؟ قال لا. قال: هل لك من خالة؟ قال: نعم. قال: فبرها".
رواه الإمام أحمد
(4)
ت
(5)
-وهذا لفظه- ولفظ الإمام أحمد: "أذنبت ذنبًا كبيرًا، فهل لي من توبة؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألك والدان؟ قال: لا. قال: فلك خالة؟ قال: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فبرها إذًا".
3372 - خرجه الضياء في المختارة (4/ 51 - 52 رقم 1278 - 1281).
(1)
من المسند والمختارة.
(2)
المسند (4/ 344).
(3)
صحيح البخاري (5/ 357 - 358 رقم 2699) مطولاً.
(4)
المسند (2/ 13 - 14).
(5)
سقط هذا الحديث من نسخة جامع الترمذي المطبوعة وكذا سقط من النسخة المطبوعة مع عارضة الأحوذي (8/ 98)، وهو ثابت في تحفة الأحوذي (6/ 30 - 31 رقم 1968) وذكره المزي في تحفة الأشراف (6/ 267 رقم 8577) ثم رواه الترمذي مرسلاً عن أبي بكر ابن حفص، وقال: هذا أصح.
50 - باب ذكر صلة الرحم
3375 -
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سرَّه أن يُبسط له في رزقه ويُنْسَأَ
(1)
في أثره فليصل رحمه".
أخرجاه في الصحيحين
(2)
.
3376 -
عن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة قاطع".
أخرجاه
(3)
أيضًا.
3377 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه، قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة (قال: نعم)
(4)
أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب. قال: فهو لك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرءوا إن شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}
(5)
".
أخرجاه
(6)
واللفظ للبخاري.
3378 -
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الرحم شجنة
(7)
من الله؛ فمن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله".
(1)
النسء: التأخير، يقال: نَسأْت الشيء نَسْأً، وأَنْسأته إنساءً إذا أخَّرته، والنساء: الاسم، ويكون في العمر والدَّين. النهاية (5/ 44).
(2)
البخاري (10/ 429 رقم 5986) ومسلم (4/ 1982 رقم 2557).
(3)
البخاري (10/ 430 رقم 5987) ومسلم (4/ 1981 رقم 2556).
(4)
من صحيح البخاري.
(5)
سورة محمد، الآية:22.
(6)
البخاري (10/ 430 رقم 5987) ومسلم (4/ 1980 - 1981 رقم 2554).
(7)
أي: قرابة مشتبكة كاشتباك العروق، وفيه لغتان شِجنة وشُجنة، قاله أبو عبيد في غريب الحديث (1/ 129).
أخرجاه
(1)
.
3379 -
عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سره أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه".
رواه خ
(2)
.
3380 -
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الرحم شجنة من الرحمن؛ قال الله: فمن وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته".
رواه خ
(3)
.
3381 -
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها".
رواه خ
(4)
.
3382 -
عن أبي هريرة: "أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إليَّ وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ. قال: إن كنت كما قلت كأنما تسفهم المَلَّ
(5)
ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك".
رواه م
(6)
.
(1)
البخاري (10/ 431 رقم 5989) ومسلم (4/ 1981 رقم 2555).
(2)
صحيح البخاري (10/ 429 رقم 5985).
(3)
صحيح البخاري (10/ 430 - 431 رقم 5988).
(4)
صحيح البخاري (10/ 437 رقم 5991).
(5)
المل والملة، الرماد الحار الذي يُحمى ليدفن فيه الخبز لينضج، أراد: إنما تجعل الملة لهم سفوفًا يستفونه، يعني أن عطاءك إياهم حرام عليهم، ونار في بطونهم. النهاية (4/ 361).
(6)
صحيح مسلم (4/ 1982 رقم 2558).
3383 -
عن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله -تعالى-: أنا الرحمن وهي الرحم، شققت لها (اسمًا)
(1)
من اسمي، من وصلها وصلته، ومن قطعها بتته
(2)
".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
، -وهذا لفظه- ت
(5)
، وقال: حديث صحيح.
3384 -
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الراحمون يرحمهم الله، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، الرحم شجنة من الله؛ فمن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله".
رواه ت
(6)
، وقال: حديث حسن صحيح. وروى د
(7)
أوله.
3385 -
وعن عبد الله بن عَمْرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "توضع الرحم يوم القيامة لها حُجْنَة كحُجْنَة المِغْزَل
(8)
تكلَّم بألسنة طلق
(9)
ذلق
(10)
، فتصل من وصلها، وتقطع من قطعها".
3383 - خرجه الضياء في المختارة (3/ 91 - 97 رقم 894 - 998).
(1)
من سنن أبي داود.
(2)
البتُّ: القطع، يقال: بته وأبته. النهاية (1/ 92).
(3)
المسند (1/ 194).
(4)
سنن أبي داود (2/ 133 رقم 1694).
(5)
جامع الترمذي (4/ 278 رقم 1907).
(6)
جامع الترمذي (4/ 285 رقم 1924).
(7)
سنن أبي داود (4/ 285 رقم 4941).
(8)
أي: صنارته، وهي المعوجة التي في رأسه. النهاية (1/ 347).
(9)
يقال: رجل طَلُق اللسان وطِلْقَه وطُلُقه وطَليقه: أي ماضي القول سريع المنطق. النهاية (3/ 134).
(10)
قال ابن الأثير في النهاية (2/ 165): في حديث الرحم "جاءت الرحم فتكلمت بلسان ذلَقٍ طُلَق" أي: فصيح بليغ، هكذا جاء في الحديث على فُعَل بوزن صُرَد، ويقال: طَلِق ذَلِق وطُلُق ذُلُق، وطَليق ذَليق، ويراد بالجميع المضاء والنفاذ، وذَلْق كل شيء حده.
رواه الإمام أحمد
(1)
، وروى أيضًا عن علي
(2)
.
3386 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " (تعلموا)
(3)
من أنسابكم ما تصلون بة أرحامكم؛ فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر".
رواه ت
(4)
، وقال: حديث غريب.
51 - ذكر صلة الرحم وإِن كان كافرًا
3387 -
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: " (قلت: يا رسول الله
(5)
قدمت على أمي وهي مشركة -في عهد قريش إذ عاهدهم- فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: قدمت عليَّ أمي وهي راغبة، أفأصل أمي؟ قال: نعم، صلي أمك". رواه خ
(6)
وهذا لفظه.
3388 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني، أن الحسن بن أحمد الحداد أخبرهم -وهو حاضر- قال: أبنا أحمد بن عبد الله
(7)
، ثنا أبو القاسم
(1)
المسند (2/ 189، 209).
(2)
لعله حديث "من سره أن يُمد له في عمره، ويُوسع عليه في رزقه، ويُدفع عنه ميتة السوء؛ فليتق الله وليصل رحمه" رواه عبد الله بن أحمد ومن طريقه الضياء في المختارة (2/ 158 - 159 رقم 537)، ولم يذكر الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 149 - 153) باب صلة الرحم وقطعها؛ لعلي رضي الله عنه غيره، والله أعلم.
(3)
في "الأصل": تعلمون. والمثبت من جامع الترمذي.
(4)
جامع الترمذي (4/ 309 رقم 1979).
(5)
كذا في "الأصل" وهي زيادة مقحمة، والله أعلم.
(6)
صحيح البخاري (5/ 275 رقم 2620) وصحيح مسلم (2/ 696 رقم 1003) واللفظ له.
(7)
هو أبو نعيم الحافظ، والحديث في الحلية (4/ 331) وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث داود والشعبي، تفرد به عمران الرملي عن أبي خالد.
سليمان بن أحمد الطبراني
(1)
، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح المصري، ثنا عمران ابن هارون الرملي، ثنا أبو خالد الأحمر، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليعمر بالقوم الديار، ويثمر لهم الأموال، وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضًا لهم. قيل: ويم ذاك يا رسول الله؟ قال: بصلة أرحامهم".
52 - باب في ذكر الإِحسان إِلى البنات والأخوات
3389 -
عن عائشة قالت: "دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئًا غير تمرة، فأعطيتها إياها، فقسمتها بين ابنتيها، ولم تأكل منها، ثم ولت فخرجت، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من ابتلي من (هذه)
(2)
البنات بشيء كن له سترًا من النار".
أخرجاه في الصحيحين
(3)
.
3390 -
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو -وضم أصابعه".
رواه م
(4)
ت
(5)
، وعنده: "من عال جاريتين دخلت أنا وهو
(6)
الجنة كهاتين. وأشار بأصبعيه".
3391 -
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يكون لأحدكم
(1)
الحديث في المعجم الكبير (12/ 85 - 86 رقم 12556).
(2)
في "الأصل": هذا. والمثبت من صحيح البخاري، واللفظ له.
(3)
البخاري (3/ 332 رقم 1418) ومسلم (4/ 2027 رقم 2629).
(4)
صحيح مسلم (4/ 2027 - 2028 رقم 2631).
(5)
جامع الترمذي (4/ 281 رقم 1914).
(6)
زاد بعدها في "الأصل": في. وهذه اللفظة لم ترد في جامع الترمذي.
ثلاث بنات -أو ثلاث أخوات- فيحسن إليهن إلا دخل الجنة"
(1)
.
وفي لفظ
(2)
: "أو ابنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن فله الجنة".
رواه الإمام أحمد
(3)
ت-وهذا لفظه- د
(4)
وعنده "وزوجهن" وعند الإمام أحمد: "فأدبهن وزوجهن"
(5)
.
3392 -
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها -يعني: الذكور- أدخله الله الجنة".
رواه د
(6)
.
3393 -
عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة -وأومأ بعض الرواة بالوسطى والسبابة- امرأة آمَتْ
(7)
من زوجها ذات منصب وجمال حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا
(8)
أو ماتوا".
رواه الإمام أحمد
(9)
د
(10)
.
(1)
جامع الترمذي (4/ 281 رقم 1912).
(2)
جامع الترمذي (4/ 282 رقم 1916) وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
(3)
المسند (3/ 97).
(4)
سنن أبي داود (4/ 338 رقم 5147).
(5)
في المسند: ورحمهن.
(6)
سنن أبي داود (4/ 337 رقم 5146).
(7)
أي: صارت أيّما لا زوج لها. النهاية (1/ 85).
(8)
أي: تزوجوا، يقال: أبان فلان بنته وبَيَّنها إذا زوجها، وبانت هي إذا تزوجت، وكأنه من البين: البُعد، أي بعدت عن بيت أبيها. النهاية (1/ 175).
(9)
المسند (6/ 29).
(10)
سنن أبي داود (4/ 338 رقم 5149).
3394 -
عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجاباً يوم القيامة".
رواه الإمام أحمد
(1)
ق
(2)
، وعند الإمام أحمد:"كن له حجابًا من النار".
3395 -
عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أنفق على ابنتين -أو أختين أو (ذواتي)
(3)
قرابة- يحتسب النفقة عليهما حتى يغنيهما من فضل الله عز وجل -أو يكفيهما- كانتا له سترًا من النار".
رواه الإمام أحمد
(4)
.
3396 -
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من رجل يدرك له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه -أو صحبهما- إلا أدخله الله الجنة".
رواه ق
(5)
.
53 - باب ذكر الإِحسان إِلى الأرملة واليتيم
3397 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله. وأحسبه قال: وكالقائم لا يفتر، وكالصائم لا يفطر".
(1)
المسند (4/ 154).
(2)
سنن ابن ماجه (2/ 1210 رقم 3669).
(3)
في "الأصل": ذو. والمثبت من المسند.
(4)
المسند (6/ 293).
2396 -
خرجه الضياء في المختارة (10/ 424 - 426 رقم 449 - 451).
(5)
سنن ابن ماجه (2/ 1210 رقم 3670).
رواه خ
(1)
م
(2)
، وفي لفظ للبخاري
(3)
: "أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل".
3398 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة -وأشار الراوي بالسبابة والوسطى".
رواه م
(4)
.
3399 -
عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا. وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى".
رواه خ
(5)
.
3400 -
عن عبد الله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قبض يتيماً من بين أبويه إلى طعامه وشرابه أدخله الله الجنة البتة، إلا أن يعمل ذنباً لا يغفر".
رواه ت
(6)
.
3401 -
عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مسح على رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له في كل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو (في الجنة)
(7)
كهاتين. وفرق بين أصبعيه السبابة والوسطى".
(1)
صحيح البخاري (10/ 452 رقم 6007).
(2)
صحيح مسلم (4/ 2286 - 2287 رقم 2982).
(3)
صحيح البخاري (10/ 451 رقم 6006).
(4)
صحيح مسلم (4/ 2287 رقم 2983).
(5)
صحيح البخاري (10/ 450 رقم 6005).
(6)
جامع الترمذي (4/ 282 - 283 رقم 1917) وقال في رواية أبي علي الرحبي حسين بن قيس -الشهير بحنش- هو ضعيف عند أهل الحديث.
(7)
من المسند.
رواه الإمام أحمد
(1)
وهو من رواية علي بن يزيد
(2)
عن القاسم
(3)
عنه، وهما متكلم فيهما.
3402 -
عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عال ثلاثة من الأيتام كان كمن قام ليله وصام نهاره، وغدا وراح شاهراً سيفه في سبيل الله؛ وكنت أنا وهو في الجنة أخوين كهاتين أختان. وألصق أصبعيه السبابة والوسطى".
رواه ق
(4)
.
54 - باب ذكر من أنظر معسرًا أو تجاوز عنه
3403 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسراً فتجاوز عنه؛ لعل الله يتجاوز عنا. فلقي الله فتجاوز عنه".
أخرجاه في الصحيحين
(5)
.
3404 -
عن أبي قتادة: "أنه طلب غريمًا فتوارى عنه ثم وجده، قال: إني معسر. قال: آللَّه؟ قال: ألله. قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سره أن ينجيه الله عز وجل من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسرٍ أو يضع له
(6)
". رواه م
(7)
.
(1)
المسند (5/ 250).
(2)
ترجمته في التهذيب (21/ 178 - 182).
(3)
ترجمته في التهذيب (23/ 383 - 391).
(4)
سنن ابن ماجه (13/ 122 رقم 3680).
(5)
صحيح البخاري (4/ 361 رقم 2078)، وصحيح مسلم (3/ 1196 رقم 1562).
(6)
في صحيح مسلم: عنه.
(7)
صحيح مسلم (3/ 1196 رقم 1563).
3405 -
عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن رجلاً مات فدخل الجنة، فقيل له: ما كنت تعمل؟ قال: فإما ذَكَرَ وإما ذُكِّرَ، فقال: إني كنت أبايع الناس فكنت انظر المعسر، وأتجوز في السكة
(1)
-أو في النقد- فغفر له. فقال أبو مسعود: وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم".
رواه م
(2)
.
3406 -
عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يُوجد له من الخير إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسراً، فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر، قال الله: نحن أحق بذلك منه؛ تجاوزوا عنه".
رواه م
(3)
.
3407 -
عن أبي اليسر قال: "أشهد بصر عيني -ووضع أصبعيه على عينيه- وسمع أذني هاتين ووعى قلبي -وأشار إلى مناط قلبه- رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "من انظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله".
رواه م
(4)
.
3408 -
عن بريدة الأسلمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول)
(5)
: "من أنظر معسرًا فله بكل يوم مثله صدقة. قال: ثم سمعته يقول: من أنظر معسراً فله بكل يوم مثليه صدقة. قلت: سمعتك يا رسول الله تقول: من انظر معسرًا فله بكل يوم مثله صدقة. ثم سمعتك تقول: من أنظر معسراً فله بكل يوم مثليه
(1)
السِّكة: الدنانير والدراهم المضروبة. النهاية (2/ 384).
(2)
صحيح مسلم (3/ 1195 رقم 1560).
(3)
صحيح مسلم (3/ 1195 - 1196 رقم 1561).
(4)
صحيح مسلم (4/ 2301 - 2302 رقم 3006).
(5)
من المسند.
صدقة، قال: له بكل يوم صدقة قبل أن يحل الدين، فإذا حل فأنظره فله بكل يوم مثليه صدقة". رواه الإمام أحمد
(1)
، وروى ق
(2)
نحوه مختصرًا.
55 - باب في ذكر القرض
3409 -
عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يقرض مسلمًا قرضًا مرتين إلا كان كصدقتها مرة".
رواه ق
(3)
من رواية سليمان بن يسير (النخعي)
(4)
وقد ضعفه الإمام أحمد
(5)
ويحيى بن معين
(6)
وأبو زرعة الرازي
(7)
.
3410 -
وروى
(8)
أيضاً عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبًا: الصدقة بعشر أمثالها، والقرض بثمانية عشر. فقلت: يا جبريل، ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ قال: لأن السائل يسأل وعنده، والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة".
هو من رواية خالد بن يزيد بن أبي مالك، ضعفه الإمام أحمد
(9)
ويحيى
(10)
س
(11)
.
(1)
المسند (5/ 360).
(2)
سنن ابن ماجه (2/ 808 رقم 2418).
(3)
سنن ابن ماجه (2/ 812 رقم 2430).
(4)
في "الأصل": العجلي. والمثبت من التهذيب (12/ 106).
(5)
الجرح والتعديل (4/ 150 رقم 647).
(6)
تاريخ الدوري (3/ 279 رقم 1336) والجرح والتعديل (4/ 150 رقم 647).
(7)
الضعفاء لأبي زرعة (ص 430)، والجرح والتعديل (4/ 150 رقم 647).
(8)
سنن ابن ماجه (2/ 812 رقم 2431).
(9)
الكامل لابن عدي (3/ 423).
(10)
تاريخ الدوري (4/ 430 رقم 5135).
(11)
كتاب الضعفاء والمتروكين (95 رقم 176) قال: ليس بثقة.
56 - باب في حقوق المال
3411 -
عن جابر بن عبد الله: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر من كل جادٍّ
(1)
عشرة وسق من التمر بقنوٍ
(2)
يعلق في المسجد للمساكين".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
، وهذا لفظه.
3412 -
عن أبي سعيد الخدري قال: "بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر إذ جاء رجل على راحلته، فجعل يضرب
(5)
يميناً وشمالاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له. فذكر من أصناف المال ما ذكر، حتى رأينا أنه لا حق لأحدٍ منا في فضلٍ". رواه م
(6)
.
3413 -
عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال: "كنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية الدلو والقدر". رواه د
(7)
.
(1)
الجادُّ بمعنى المجدود، أي نخل يقطع منه ما يبلغ عشرة وسق. النهاية (1/ 244).
(2)
القنو: العِذْق بما فيه من الرطب، وجمعه: أقناء. النهاية (4/ 116).
(3)
المسند (3/ 359 - 360).
(4)
سنن أبي داود (2/ 125 رقم 1662).
(5)
في نسخة صحيح مسلم المطبوعة: "يصرف بصره" قال النووي في شرح مسلم (7/ 293): هكذا وقع في بعض النسخ، وفي بعضها:"يصرف" فقط، وفي بعضها:"يضرب" بالضاد المعجمة والباء، وفي رواية أبي داود:"يصرف راحلته" في هذا الحديث الحث على الصدقة والجود والمواساة والإحسان إلى الرفقة والأصحاب، والاعتناء بمصالح الأصحاب، وأمر كبير القوم أصحابه بمواساة المحتاج، وأنه يكتفى في حاجة المحتاج بتعرضه للعطاء، وتعريضه من غير سؤال، وهذا معنى قوله:"فجعل يصرف بصره" أي: متعرضًا لشيء يدفع به حاجته.
(6)
صحيح مسلم (3/ 1354 رقم 1728).
(7)
سنن أبي داود (2/ 124 رقم 1657).
3414 -
عن أبي سعيد قال: "جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الهجرة، فقال: ويحك، إن الهجرة شأنها شديد، فهل لك من إبل؟ قال: نعم. قال: فتعطي صدقتها؟ قال: نعم. قال: وهل تمنح منها؟ قال: نعم. قال: فتحلبها يوم وردها؟ قال: نعم. قال: فاعمل من وراء البحار
(1)
؛ فإن الله لن يترك
(2)
من عملك شيئًا".
رواه خ
(3)
م
(4)
.
3415 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الإبل قال: "ومن حقها حلبها يوم وردها".
رواه م
(5)
، وروى خ
(6)
، "أن تحلب على الماء".
3416 -
عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدي حقها إلا أقعد لها يوم القيامة بقاع قَرْقَر
(7)
تطؤه ذات الظلف
(8)
بظلفها، وتنطحه ذات القرن بقرنها، ليس فيها يومئذ (جلحاء)
(9)
ولا مكسورة القرن. قلنا: يا رسول الله، وما حقها؟ قال: إطراق فحلها، وإعارة دلوها، ومنيحتها وحلبها على الماء، ويحمل عليها في سبيل الله".
(1)
المراد بالبحار هنا القرى، والعرب تسمي القرى: البحار، والقرية: البحيرة. شرح مسلم (8/ 16).
(2)
أي: لا ينقصك، يقال: وَتَره يَترُه تِرَة، إذا نقصه. النهاية (5/ 149).
(3)
صحيح البخاري (3/ 370 رقم 1452).
(4)
صحيح مسلم (3/ 1488 رقم 1865).
(5)
صحيح مسلم (2/ 680 رقم 987).
(6)
صحيح البخاري (3/ 314 رقم 1402).
(7)
هو المكان المستوي. النهاية (4/ 48).
(8)
الظِّلف للبقر والغنم كالحافر للفرس والبغل، والخف للبعير. النهاية (3/ 159).
(9)
في صحيح مسلم: جماء. وجماء وجلحاء بمعنى، انظر النهاية (1/ 284، 300).
رواه م
(1)
.
3417 -
عن أبي هريرة قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو حديث مقدم، فقال له -يعني: لأبي هريرة-: فما حق الإبل؟ فقال: تعطي الكريمة
(2)
، وتمنح الغزيرة
(3)
، وتفقر الظهر
(4)
، وتطرق الفحل، وتسقي اللبن".
رواه د
(5)
.
3418 -
عن فاطمة بنت قيس قالت: "سألت -أو سُئل- النبي صلى الله عليه وسلم عن الزكاة فقال: إن في المال لحقًا سوى الزكاة. ثم تلا هذه الآية التي في البقرة: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ
…
}
(6)
الآية".
رواه ق
(7)
ت
(8)
، وقال: هذا حديث إسناده ليس بذاك، وأبو حمزة ميمون الأعور يضعف. قال: وروى بيان وإسماعيل بن سالم عن الشعبى هذا الحديث قوله. وهذا أصح.
3419 -
عن بهيسة عن أبيها قالت: "استأذن أبي النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل بينه وبين قميصه، فجعل يُقبل ويَلتزم، ثم قال: يا رسول الله، ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: الماء. قال: يا نبي الله، ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: الملح.
(1)
صحيح مسلم (2/ 685 رقم 988).
(2)
أي: العزيزة على صاحبها. النهاية (4/ 167).
(3)
أي: كثيرة اللبن، وأغزر القوم: إذا كثرت ألبان مواشيهم. النهاية (3/ 365).
(4)
أي: تعيره للركوب، يقال: أفقر البعير يفقره إفقاراً إذا أعاره، مأخوذ من ركوب فقار الظهر، وهو خرزاته، الواحدة: فَقَارة. النهاية (3/ 462).
(5)
سنن أبي داود (2/ 125 رقم 1660).
(6)
سورة البقرة، الآية:177.
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 570 رقم 1789).
(8)
جامع الترمذي (3/ 48 - 49 رقم 659، 660).
قال: يا رسول الله، ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: أن تفعل الخير خير لك".
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
-وهذا لفظه- ولم يذكر الإمام أحمد "الملح"
(3)
وعنده: "الماء" في الموضعين.
57 - باب حق السائل
3420 -
عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "للسائل حق، وإن جاء على فرسٍ". رواه د
(4)
.
3420 م- ورواه
(5)
عن عليَّ رضي الله عنه مثله.
3421 -
عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: "سأل رجل أبا ذر فأمر له بشاة، فقيل له: إن له ثلاثمائة شاة. فقال: إنه سأل وكان له حق، فإن تكن صادقًا فجمرة في يده خير له منها". رواه سعيد بن منصور.
3422 -
عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يأتي رجل مولاه يسأله من فضل ما عنده فيمنعه إياه إلا دُعي له يوم القيامة شجاعًا
(6)
يتلمظ
(7)
فضله الذي منع".
(1)
المسند (3/ 480، 481).
(2)
سنن أبي داود (2/ 127 رقم 1669).
(3)
وذكر الإمام أحمد "الملح" في رواية، والله أعلم.
(4)
سنن أبي داود (2/ 126 رقم 1665).
(5)
سنن أبي داود (2/ 126 رقم 1666).
(6)
في سنن النسائي: "شجاع أقرع". قال السندي في حاشية سنن النسائي: "شجاع" بالرفع على أنه نائب الفاعل لدعي، أو بالنصب على أنه حال مقدم كما في بعض النسخ، ولا عبرة بالخط، ونائب الفاعل هو فضله الذي مُنع، أي: دعي له فضله شجاعًا.
(7)
أي: يدير لسانه في فيه ويحركه يتتبع أثره. النهاية (4/ 271).
رواه الإمام أحمد
(1)
س
(2)
-وهذا لفظه- وعند أحمد: "فيمنعه إلا جعله الله شجاعًا ينهشه قبل القضاء".
58 - باب عطية [من سأل]
(3)
باللَّه عز وجل وكراهية المسألة بوجه الله عز وجل إِلا الجنة
3423 -
عن عبد الله بن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه؛ فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه".
رواه الإمام أحمد
(4)
د
(5)
-وهذا لفظه- س
(6)
.
3424 -
عن جابر -هو ابن عبد الله- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة"
(7)
.
3425 -
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أخبركم بخير الناس منزلًا؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: رجل آخذ برأس فرسه في سبيل الله حتى يموت -أو يُقتل- وأخبركم بالذي يليه؟ قلنا: نعم يا رسول الله. قال: رجل معتزل في شعب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، ويعتزل شرور الناس، وأخبركم بشر الناس؟ قلنا: نعم يا رسول الله. قال: الذي يسأل بالله ولا يُعطي به".
(1)
المسند (5/ 3).
(2)
سنن النسائي (5/ 82 رقم 2565).
(3)
ليست في "الأصل".
(4)
المسند (2/ 99).
(5)
سنن أبي داود (2/ 128 رقم 1672).
(6)
سنن النسائي (5/ 82 رقم 2566).
(7)
رواه أبو داود (2/ 127 رقم 1671).
رواه الإمام أحمد
(1)
س
(2)
ت
(3)
، وقال: حديث حسن غريب.
59 - باب في الشح
(4)
3426 -
عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات (يوم القيامة)
(5)
واتقوا الشح؛ فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم".
رواه م
(6)
.
3427 -
عن عبد الله بن عمرو قال: "خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إياكم والشح؛ فإنما أهلك من كان قبلكم بالشح، أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا".
رواه الإمام أحمد
(7)
د
(8)
س
(9)
.
3428 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظلم؛ فإن الظلم ظلمات عند الله عز وجل يوم القيامة، وإياكم والفحش؛ فإن الله لا يحب
(1)
المسند (1/ 237، 319، 322).
(2)
سنن النسائي (5/ 83 - 84 رقم 2568).
(3)
جامع الترمذي (4/ 156 رقم 1652).
(4)
الشُّح: أشد البخل، وهو أبلغ في المنع من البخل، وقيل: هو البخل مع الحرص، وقيل: البخل في أفراد الأمور وآحادها، والشح عام، وقيل: البخل بالمال، والشح بالمال والمعروف. النهاية (2/ 448).
(5)
من صحيح مسلم.
(6)
صحيح مسلم (4/ 1996 رقم 2578).
(7)
المسند (2/ 191).
(8)
سنن أبي داود (2/ 133 رقم 1698).
(9)
السنن الكبرى (6/ 486 رقم 11583).
الفحش والتفحش، وإياكم والشح؛ فإنه دعا من قبلكم فاستحلوا محارمهم، وسفكوا دماءهم، وقطعوا أرحامهم"
(1)
.
رواه الإمام أحمد
(2)
.
60 - باب ذكر من أدى زكاة ماله فليس بكنز
3429 -
عن ابن عباس قال: "لما نزلت هذه الآية: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} قال: كبر ذلك على المسلمين، فقال عمر رضي الله عنه: أنا أفرج عنكم. فانطلقوا، فقالوا: يا رسول الله، إنه كبر على أصحابك هذه الآية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيب ما بقي من أموالكم، وإنما فرض المواريث لتكون لمن بعدكم. قال: فكبر عمر، ثم قال: ألا أخبرك بخير ما يكنز، المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته". رواه د
(3)
.
3430 -
عن خالد بن أسلم قال: "خرجنا مع عبد الله بن عمر، فقال أعرابي: أخبرني (عن)
(4)
قول الله عز وجل: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ}
(5)
قال ابن عمر: من كنزها فلم يؤد زكاتها فويل له، إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما أنزلت جعلها الله طهرًا للأموال".
رواه خ
(6)
تعليقًا.
(1)
صححه ابن حبان (11/ 580 رقم 5177) والحاكم (1/ 12).
(2)
المسند (2/ 431).
(3)
سنن أبي داود (2/ 126 رقم 1664).
(4)
من صحيح البخاري.
(5)
سورة التوبة، الآية:34.
(6)
صحيح البخاري (3/ 318 رقم 1404) ووقع في رواية أبي ذر عن الكشميهني متصلاً، وانظر فتح الباري (3/ 320 - 321) وإرشاد الساري (3/ 10).
3431 -
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أديت زكاة مالك فقد قضيت ما عليك".
رواه ق
(1)
ت
(2)
، وقال: حديث حسن غريب.
3432 -
عن ابن عباس قال: "من أدى زكاة ماله فلا جناح عليه ألا يتصدق".
رواه سعيد بن منصور.
3433 -
عن عبد الله بن دينار قال: "سمعت عبد الله بن عُمَر وهو يُسأل عن الكنز ما هو؟ فقال: هو المال الذي لا تؤدى منه الزكاة".
رواه مالك في "الموطأ"
(3)
.
61 - باب إِثم مانع الزكاة
3434 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار، فالمحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلما ردت
(4)
أُعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. (حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار)
(5)
قيل: يا رسول الله، فالإبل؟ قال: ولا صاحب إبل لا يؤدي (منها)(5) حقها، ومن حقها (حلبها يوم)
(6)
وردها إلا إذا كان يوم القيامة بُطح
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 570 رقم 1788).
(2)
جامع الترمذي (3/ 13 - 14 رقم 618).
(3)
الموطأ (1/ 225 رقم 21).
(4)
في صحيح مسلم: بردت. قال النووي في شرح مسلم (4/ 340): هكذا هو في بعض النسخ: "بردت" بالباء، وفي بعضها:"ردت" بحذف الباء، وبضم الراء، وذكر القاضي الروايتين وقال: الأولى هي الصواب. قال: والثانية رواية الجمهور.
(5)
من صحيح مسلم.
(6)
في "الأصل": حلب. والمثبت من صحيح مسلم.
لها بقاع قرقر أوفر ما كانت، لا يفقد منها فصيلاً واحدًا، تطؤه بأخفافها، وتعضه بأفواهها، كلما مر عليه أولاها رُدَّ عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة (حتى يُقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار)
(1)
قيل: يا رسول الله، فالبقر والغنم؟ قال: ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر، لا يفقد منها شيئًا، ليس فيها عقصاء
(2)
ولا جلحاء ولا عضباء
(3)
، فتنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها، كلما مر عليه أُولاها رد عليه أُخراها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة (حتى يُقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار) (1) قيل: يا رسول الله، فالخيل؟ قال: الخيل ثلاثة: (هي)(1) لرجل وزر، وهي لرجل ستر، وهي لرجل أجر، فأما التي هي له وزر فرجل ربطها رياءً وفخرًا ونِوَاء
(4)
على أهل الإسلام، فهي له وزر، وأما التي هي له ستر فرجل ربطها (في سبيل الله)
(5)
ثم لم ينس حق الله في ظهورها ولا في رقابها، فهي له ستر، وأما التي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله ويُعدها له فلا تُغيب شيئًا في بطونها إلا كتب الله عز وجل له أجرًا، ولو رعاها في مرج ما أكلت من شيء إلا كتب الله عز وجل له بها أجرًا، ولو سقاها من نهر كان له بكل قطرة تغيبها في بطونها أجر، وكتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات، ولا تقطع طولها
(6)
فاستنت شرفًا أو شرفين
(7)
إلا كتب الله له عدد آثارها وأرواثها حسنات،
(1)
من صحيح مسلم.
(2)
العقصاء: الملتوية القرنين. النهاية (3/ 276).
(3)
أي: مكسورة القرن، وقد يكون العضب في الأذن أيضًا إلا أنه في القرن أكثر. النهاية (3/ 125).
(4)
أي: معاداة لأهل الإسلام. النهاية (5/ 132).
(5)
تحرفت في الأصل والمثبت من صحيح مسلم.
(6)
الطول والطيل -بالكسر-: الحبل الطويل يشد أحد طرفيه في وتد أو غيره، والطرف الآخر في يد الفرس، ليدور فيه ويرعى ولا يذهب لوجهه. النهاية (3/ 145).
(7)
أي: عدت شوطاً أو شوطين. النهاية (2/ 463).
قيل: يا رسول الله، فالحمر؟ قال: ما أنزل عليَّ في الحُمر شيء إلا هذه الآية الفاذة الجامعة {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}
(1)
".
رواه خ
(2)
م
(3)
- وهذا اللفظ لفظ حديثه- ولفظ البخاري: "تأتي الإبل على صاحبها على خير ما كانت إذا لم يعط فيها حقها تطؤه بأخفافها، وتأتي الغنم على صاحبها على خير ما كانت إذا لم يعط فيها حقها تطؤه بأظلافها، وتنطحه بقرونها. قال: ومن حقها أن تُحلب على الماء. قال: ولا يأتي عليَّ أحدكم يوم القيامة بشاة يحملها على رقبته لها يُعار، فيقول: يا محمد. فأقول: لا أملك لك شيئًا قد بلَّغت، ولا يأتي ببعير يحمله على رقبته له رغاء، فيقول: يا محمد. فأقول: لا أملك لك شيئًا قد بلَّغت".
وفي لفظ
(4)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من آتاه الله مالاً فلم يؤدِّ زكاته مُثِّل له يوم القيامة شجاعًا
(5)
أقرع
(6)
له زبيبتان
(7)
يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه -يعني: بشدقيه- ثم يقول له: أنا مالك، أنا كنزك. ثم تلا: (وَلا يحْسَبَنَّ الَّذِينَ يبخَلُونَ
…
)
(8)
الآية".
(1)
سورة الزلزلة، الآيتان: 7 رقم 8.
(2)
صحيح البخاري (3/ 314 رقم 1402).
(3)
صحيح مسلم (2/ 680 - 682 رقم 987/ 24، 26) تداخلت الروايتان في "الأصل".
(4)
صحيح البخاري (3/ 315 رقم 1403).
(5)
الشجاع -بالضم والكسر- الحية الذكر، وقيل: الحية مطلقًا. النهاية (2/ 447).
(6)
الأقرع: الذي لا شعر على رأسه، يريد حية قد تمعط جلد رأسه؛ لكثره سمه وطول عمره. النهاية (4/ 45).
(7)
الزبيبة: نكته سوداء فوق عين الحية، وقيل: هما نقطتان تكتنفان فاها، وقيل: هما زبدتان في شدقيها. النهاية (2/ 392).
(8)
سورة آل عمران، الآية:180.
وله
(1)
في الخيل نحو رواية مسلم إلى آخره.
3435 -
عن زيد بن وهب قال: "مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر رضي الله عنه فقلت له: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال: كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
(2)
قال معاوية: نزلت في أهل الكتاب. فقلت: نزلت فينا وفيهم، وكان بيني وبينه في ذلك وكتب إلى عثمان يشكوني فكتب (إلي)
(3)
عثمان أن أقدم المدينة فقدمتها فأكثر عليَّ الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرت ذلك لعثمان فقال (لى) (3): إن شئتَ تنحيتَ (فكنت)(3) قريبًا. فذاك الذي (3) أنزلني هذا المنزل، ولو أمروا عليَّ حبشيًّا سمعت وأطعت". رواه خ
(4)
.
3436 -
عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من صاحب إبل لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت قط، وقعد لها بقاع قرقر، تستن عليه بقوائمها وأخفافها، ولا صاحب بقر لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت، وقعد لها بقاع قرقر، تنطحه بقرونها وتطؤه (بقوائمها، ولا صاحب غنم لا يفعل فيها حقها، إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت، وقعد لها بقاع قرقر، تنطحه بقرونها وتطؤه)
(5)
بأظلافها، ليس فيها جماء ولا منكسر قرنها، ولا صاحب كنز لا يفعل فيه حقه إلا جاء كنزه يوم القيامة شجاعًا أقرع يتبعه (فاتحًا فاه)
(6)
فإذا أتاه فرَّ منه، فيناديه: خذ كنزك الذي خبأته، فأنا
(1)
صحيح البخاري (6/ 75 رقم 2860).
(2)
سورة التوبة، الآية:34.
(3)
من صحيح البخاري.
(4)
صحيح البخاري (3/ 319 رقم 1406).
(5)
من صحيح مسلم.
(6)
في "الأصل": فاتحاه. والمثبت من صحيح مسلم.
عنه غني. فإذا رأى أنه لا بد له منه سلك يده في فيه، فيقضمها قضم الفحل".
رواه م
(1)
، وفي لفظ
(2)
له: "قلنا: يا رسول الله، وما حقها؟ قال: إطراق فحلها، وإعارة دلوها، ومنيحتها، وحلبها على الماء، وحمل عليها في سبيل الله".
3437 -
عن الأحنف بن قيس قال: "جلست إلى ملأ من قريش، فجاء رجل خشن الشعر والثياب والهيئة حتى قام عليهم، فسلم، ثم قال: بشر الكنازين برضف
(3)
تحمى عليهم في نار جهنم، ثم توضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من (نغض
(4)
كتفيه، ويوضع على نغض كتفه حتى يخرج من)
(5)
حلمة ثديه يتزلزل. ثم ولى فنزل إلى سارية، وتبعته وجلست إليه -وأنا لا أدري من هو- قلت له: لا أرى القوم إلا قد كرهوا الذي قلت. قال: إنهم لا يعقلون شيئًا، قال لي خليلي: يا أبا ذر، أتبصر أُحُدًا؟ قال: فنظرت إلى الشمس ما بقي من النهار، وإني أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسلني في حاجة له، قلت: نعم. قال: ما أحب أن لي مثل أحد ذهباً أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير. وإن هؤلاء لا يعقلون، إنما يجمعون الدنيا، والله لا أسألهم دنيا، ولا أستفتيهم عن دين حتى ألقى الله عز وجل".
رواه خ
(6)
-وهذا لفظه- م
(7)
، وفي رواية:"أخشن الثياب، أخشن الجسد، أخشن الوجه" وبعد "يتزلزل". قال: "فوضع القوم رءوسهم، فما رأيت أحدًا
(1)
صحيح مسلم (2/ 684 رقم 988/ 27).
(2)
صحيح مسلم (2/ 685 رقم 988/ 28).
(3)
الرضف: الحجارة المحماة على النار واحدتها رضفة. النهاية (2/ 231).
(4)
النُّغض والنغض والناغض: أعلى الكتف، وقيل: هو العظم الرقيق الذي على طرفه. النهاية (5/ 87).
(5)
من صحيح البخاري.
(6)
صحيح البخاري (3/ 319 رقم 1407، 1408).
(7)
صحيح مسلم (2/ 689 - 690 رقم 992/ 34).
رجع إليه شيئًا"، وبعد "لا يعقلون شيئًا": "إن خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم دعاني فأجبته، فقال: أترى أحداً؟ وفي آخره قال: "قلت: مالك ولإخوانك من قريش لا تعتريهم وتصيب منهم؟ قال: لا وربك لا أسألهم عن دنيا، ولا أستفتيهم عن دين حتى ألحق باللَّه ورسوله".
وفي لفظ لمسلم
(1)
: "بشر الكنازين بكي في ظهورهم يخرج من جنوبهم، وبكي من أقفائهم يخرج من جباههم
(2)
قال: ثم تنحى فقعد، قال: قلت: من هذا؟ قالوا: هذا أبو ذر. قال: فقمت إليه، فقلت: ما شيء سمعتك تقول قبل؟ قال: ما قلت إلا شيئًا قد سمعته من نبيهم صلى الله عليه وسلم. قال: قلت: ما تقول في هذا العطاء؟ قال: خذه؛ فإن فيه اليوم معونة، فإذا كان ثمنًا لدينك فدعه".
3438 -
عن أبي ذر قال: "انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل الكعبة، فلما رآني قال: هم الأخسرون ورب الكعبة. قال: فجئت حتى جلست فلم أتقار
(3)
أن قمت، فقلت: يارسول الله، فداك أبي وأمي، من هم؟ قال: هم الأكثرون أموالاً، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا -من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله- وقليل ما هم، ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدي زكاتها إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه تنطحه بقرونها وتطؤه (بأظلافها)
(4)
كلما نفدت أخراها عادت عليه أولاها، حتى يُقضى بين الناس".
رواه خ
(5)
م
(6)
، واللفظ له.
(1)
صحيح مسلم (2/ 690 رقم 992/ 35).
(2)
بعدها في "الأصل": أو جنابهم. وهي زيادة مقحمة ليست في صحيح مسلم.
(3)
أي: لم ألبث، وأصله: أتقارر، فأدغمت الراء في الراء. النهاية (4/ 38).
(4)
في "الأصل": بأخفافها. والمثبت من صحيح مسلم.
(5)
صحيح البخاري (3/ 379 رقم 1460).
(6)
صحيح مسلم (2/ 686 رقم 990).
3439 -
عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أحدٍ لا يؤدي زكاة ماله إلا مثل له يوم القيامة شجاع أقرع حتى يطوق في عنقه. ثم قرأ علينا النبي صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
…
}
(1)
الآية".
رواه ت
(2)
س
(3)
ق
(4)
-واللفظ له- وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
3440 -
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الذي لا يؤدي زكاة ماله يُخيل إليه ماله يوم القيامة شجاعًا أقرع له زبيبتان. قال: فيلتزمه أو يطوقه. قال: يقول: (أنا كنزك)
(5)
".
رواه س
(6)
.
62 - باب في حب المال
3441 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قلب الشيخ شاب على حب اثنتين: طول الحياة، وحب المال".
رواه خ
(7)
م
(8)
، وهذا لفظه.
3442 -
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكبر ابن آدم ويكبر
(1)
سورة آل عمران، الآية:180.
(2)
جامع الترمذي (5/ 216 رقم 3012).
(3)
سنن النسائي (5/ 11 - 12 رقم 2440).
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 568 رقم 1784).
(5)
تكررت في سنن النسائي.
(6)
سنن النسائي (5/ 39 - 40 رقم 2480).
(7)
صحيح البخاري (11/ 243 رقم 6420).
(8)
صحيح مسلم (2/ 724 رقم 1046).
معه اثنتان: حب المال، وطول العمر".
رواه خ
(1)
-وهذا لفظه- م
(2)
ولفظه: "يهرم ابن آدم وتشب منه اثنتان: الحرص على المال، والحرص على العمر".
3443 -
وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن لابن آدم (وادياً)
(3)
من ذهب أحب أن يكون (له)
(4)
واديان، ولا يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب".
أخرجه خ
(5)
م
(6)
، وزاد البخاري: "وقال
(7)
لنا أبو الوليد: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس عن أبي قال: "كنا (نرى)
(8)
هذا من القرآن حتى نزلت "ألهاكم التكاثر".
3444 -
عن ابن عباس قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لو أن لابن آدم ملء وادٍ مالاً لأحب أن يكون إليه مثله، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب. قال ابن عباس: فلا أدري أمن القرآن هو أم لا".
رواه خ
(9)
-واللفظ له- م
(10)
وفي لفظ: "لو كان لابن آدم واديان من مالٍ
(1)
صحيح البخاري (11/ 243 رقم 6421).
(2)
صحيح مسلم (2/ 724 رقم 1047).
(3)
غير واضحة في "الأصل" وأثبتها من صحيح البخاري.
(4)
من صحيح البخاري.
(5)
صحيح البخاري (11/ 258 رقم 6439).
(6)
صحيح مسلم (2/ 725 رقم 1048).
(7)
صحيح البخاري (11/ 258 رقم 6440).
(8)
من صحيح البخاري.
(9)
صحيح البخاري (11/ 258 رقم 6437).
(10)
صحيح مسلم (2/ 725 - 726 رقم 1049).
لابتغى ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب".
رواه خ
(1)
.
3445 -
عن ابن الزبير -يعني: عبد الله- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "لو أن ابن آدم أُعطي واديًا ملأ من ذهب أحب إليه ثانيًا، ولو أعطي ثانيًا أحب إليه ثالثًا، ولا يسدُّ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب". رواه خ
(2)
.
3446 -
عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه قال: "بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة، فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأ القرآن، فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم، فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم، كما قست قلوب من كان قبلكم، وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة (ببراءة)
(3)
فأنسيتها غير أني قد حفظت منها "لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما واديًا ثالثًا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب"، وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات، فأنسيتها غير أني قد حفظت منها:"يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة".
رواه م
(4)
.
3447 -
عن ابن عباس قال: "جاء رجل إلى عمر يسأله، فجعل عمر ينظر إلى رأسه مرة وإلى رجليه أخرى هل يرى عليه من (البؤس)
(5)
شيئًا، ثم قال له عمر: كم مالك؟ قال: أربعين
(6)
من الإبل. قال ابن عباس: فقلت: صدق الله
(1)
صحيح البخاري (11/ 257 رقم 3436).
(2)
صحيح البخاري (11/ 258 رقم 6438).
(3)
في "الأصل": بقراءة. والمثبت من صحيح مسلم.
(4)
صحيح مسلم (2/ 726 رقم 1050).
3447 -
خرجه الضياء في المختارة (3/ 411 - 412 رقم 1029).
(5)
تحرفت في "الأصل" والمثبت من المسند.
(6)
كذا في "الأصل" والمختارة، وفي المسند: أربعون.
ورسوله: لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من قال. فقال عمر: ما هذا؟ فقلت: هكذا أقرأنيها أبي. قال: فمر بنا إليه. قال: فجاء إلى أبي فقال: ما يقول هذا؟ قال أبي: هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أفأثبتها؟ قال: نعم. فأثبتها".
رواه الإمام أحمد
(1)
.
3448 -
عن أبي واقد الليثي قال: "كنا نأتي النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه فيحدثنا، فقال لنا ذات يوم: إن الله عز وجل قال: إنا أنزلنا (المال)
(2)
لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ولو كان لابن آدم وادياً لأحب أن يكون إليه ثاني، ولو كان له واديان لأحب أن يكون إليهما ثالث، ولا يملأ (جوف)(2) ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب".
رواه الإمام أحمد
(3)
.
3449 -
عن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لو كان لابن آدم وادياً نخلاً لتمنى إليه مثله، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب".
رواه أبو حاتم بن حبان
(4)
.
باب
3450 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس الغنى عن كثرة العَرَض
(5)
، ولكن الغنى غنى النفس".
(1)
المسند (5/ 117).
(2)
سقطت من "الأصل" وأثبتها من المسند.
(3)
المسند (5/ 218 - 219).
(4)
الإحسان (8/ 27 رقم 3233) وموارد الظمآن (2/ 1117 رقم 2484).
(5)
العَرَض -بالتحريك-: متاع الدنيا وحطامها. النهاية (3/ 214).
أخرجه خ
(1)
م
(2)
.
3451 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعس
(3)
عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة
(4)
، إن أعطي رضي، وإن لم يُعط لم يرض".
رواه خ
(5)
.
3452 -
عن أبي سعيد الخدري: "أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس ذات يوم على المنبر، وجلسنا حوله، فقال: إن مما أخاف عليكم من بعدي مما يُفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها. فقال رجل: يا رسول الله، أو يأتي الخير بالشر؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل له:(ما شأنك)
(6)
تكلم النبي صلى الله عليه وسلم ولا يكلمك؟ فرئينا
(7)
أنه يُنزل عليه. قال: فمسح عنه الرُّحضاء
(8)
، وقال: أين السائل؟ فكأنه (حمده)(5) فقال: إنه لا يأتي الخير بالشر، وإنما مما يُنبت الربيع يقتل أو يُلم
(9)
إلا آكلة الخضراء أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت عين الشمس، فثلطت
(10)
وبالت ورتعت، وإن
(1)
صحيح البخاري (11/ 276 رقم 6446).
(2)
صحيح مسلم (2/ 726 رقم 1051).
(3)
يقال: تَعِس يَتْعَس: إذا عثَر وانكبَّ لوجهه، وقد تفتح العين، وهو دعاء عليه بالهلاك. النهاية (1/ 190).
(4)
الخميصة: ثوب خزٍّ أو صوف مُعْلَم، وقيل: لا تسمى خميصة إلا أن تكون سوداء مُعْلَمة، وكانت من لباس الناس قديمًا، وجمعها الخمائص. النهاية (2/ 81).
(5)
صحيح البخاري (11/ 257 رقم 6435).
(6)
من صحيح البخاري.
(7)
من صحيح البخاري: فرأينا. قال القسطلاني في إرشاد الساري (3/ 53): بفتح الراء ثم الهمزة من الرؤية، وللحموي والمستملي:"فرُئِينا" بضم الراء ثم كسر الهمزة وللكشميهني: "فأُرينا" بتقديم الهمزة المضمومة على الراء المكسورة، أي: فظننا.
(8)
هو عرق يغسل الجلد لكثرته. النهاية (2/ 208).
(9)
يُلم أي: يقرُب، أي يدنو من الهلاك. النهاية (2/ 40).
(10)
ثلط البعير يثلط إذا ألقى رجيعه سهلاً رقيقاً. النهاية (2/ 40).
هذا المال خضرة حلوة، فنعم صاحب (المسلم)
(1)
ما أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل -أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وإنه من يأخذه بغير حق كالذي يأكل ولا يشبع، ويكون عليه شهيدًا يوم القيامة
(2)
. رواه خ
(3)
-وهذا لفظه- م
(4)
.
3453 -
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قد أفلح من أسلم، ورزق كفافًا، وقنعه الله بما آتاه". رواه م
(5)
.
3454 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اجعل رزق آل
(1)
في "الأصل": الماء. والمثبت من صحيح البخاري.
(2)
ضرب في هذا الحديث مثلين: أحدهما للمفرط في جمع الدنيا والمنع من حقها، والآخر للمقتصد في أخذها والنفع بها، فقوله:"إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطاً أو يُلم" فإنه مثل للمفرط الذي يأخذ الدنيا بغير حقها، وذلك أن الربيع ينبت أحرار اليقول فتستكثر الماشية منه لاستطابتها إياه، حتى تنتفخ بطونها عند مجاوزتها حد الاحتمال، فتنشق أمعاؤها من ذلك فتهلك أو تقارب الهلاك، وكذلك الذي يجمع الدنيا من غير حلها ويمنعها مُستحِقَّها قد تعرض للهلاك في الآخرة بدخول النار وفي الدنيا بأذى الناس له وحسدهم إياه، وغير ذلك من أنواع الأذى، وأما قوله:"إلا آكلة الخضر" فإنه مثل للمقتصد، وذلك أن الخضر ليس من أحرار البقول وجيدها التي ينبتها الربيع بتوالي أمطاره فتحسُن وتنعُم، ولكنه من البقول التي ترعاها المواشي بعد هيج البقول ويُبسها حيث لا تجد سواه، وتُسميها العرب الجَنبة، فلا ترى الماشية تكثر من أكلها ولا تستمرئها، فضرب آكلة الخضر من المواشي مثلاً لمن يقتصد في أخذ الدنيا وجمعها، ولا يحمله الحرص على أخذها بغير حقها، فهو بنجوة من وبالها، كما نجت آكلة الخضر، ألا تراه قال:"أكلت حتى إذا امتدت خاصرتها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت" أراد أنها إذا شبعت منها بركت مستقبلة عين الشمس تستمرئ بذلك ما أكلت، وتجترُّ وتثلط، فإذا ثلطت فقد زال عنها الحَبَط، وإنما تحبط الماشية لأنها تمتلئ بطونها ولا تثلط ولا تبول فتنتفخ أجوافها، فيعرض لها المرض فتهلك، وأراد بزهرة الدنيا حسنها وبهجتها، وببركات الأرض نماءها وما يخرج من نباتها. النهاية (2/ 40).
(3)
صحيح البخاري (3/ 383 - 384 رقم 1465).
(4)
صحيح مسلم (2/ 728 - 729 رقم 1052).
(5)
صحيح مسلم (2/ 730 رقم 10
محمدٍ قوتًا"
(1)
. رواه خ
(2)
.
3455 -
عن سعد -هو ابن أبي وقاص- قال: "أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطًا، وأنا جالس فيهم، قال: فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم رجلاً لم يعطه وهو أعجبهم إليَّ، فقمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فساررته، فقلت: ما لك عن فلان، فواللَّه إني لأراه مؤمنًا؟ قال: أو مسلمًا. فسكتُّ قليلاً، ثم غلبني ما أعلم منه، فقلت: يا رسول الله، مالك عن فلان، فواللَّه إني لأراه مؤمنًا؟ قال: أو مسلمًا. فسكتُّ قليلاً، ثم غلبني ما أعلم منه، فقلت: يا رسول الله، مالك عن فلان، فواللَّه إني لأراه مؤمنًا؟ قال: أو مسلمًا، قال: إني لأعطي الرجل وغيره أحب إليَّ منه خشية أن يُكبَّ في النار على وجهه".
وفي لفظ للبخاري: "فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، فجمع بين كتفي وعنقي، ثم قال: أقبل أي سعد إني لأعطي الرجل". وفي نسخة: "بجمع" بدل "فجمع"
(3)
.
ولفظ مسلم: "فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده بين عنقي وكتفي، ثم قال: أقتالا
(4)
أي سعد إني لأعطي الرجل".
رواه خ
(5)
م
(6)
، وهذا لفظه.
(1)
أي: بقدر ما يُمسك الرَّمق من المطعم. النهاية (4/ 119).
(2)
صحيح البخاري (11/ 287 رقم 6460).
(3)
قال القسطلاني في إرشاد الساري (3/ 66): "فجمع" بالفاء والفعل الماضي كذا في اليونينية، وفي بعض الأصول:"بجمع" بالباء الجارة، وضم الجيم، وسكون الميم، أي: ضرب بيده حال كونها مجموعة.
(4)
أي: أتدافع مدافعة، وتكابرني يا سعد، شبه تكريره بعد التنبيه بالقتال. حاشية صحيح مسلم.
(5)
صحيح البخاري (3/ 399 - رقم 1478).
(6)
صحيح مسلم (1/ 132 - 133، 2/ 732 - 733 رقم 150).
3456 -
عن عمرو بن تغلب: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بمال -أو بشيء فقسمه، فأعطى رجلاً وترك رجلاً، فبلغه أن الذين تركوا عتبوا عليه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فو الله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليَّ من الذي أعطي، ولكن أعطي أقواماً لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع
(1)
، وأكل أقواماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير، فمنهم عمرو بن تغلب. فوالله ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم".
رواه خ
(2)
.
3457 -
عن المسور بن مخرمة قال: "قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم أقبية، فقال أبي مخرمة: انطلق بنا عسى أن يعطينا منه شيئًا. قال: فقام أبي على الباب فتكلم، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم صوته، فخرج ومعه قباء، وهو يريه محاسنه، وهو يقول: خبأت هذا لك، خبأت هذا لك"
(3)
.
وفي لفظ
(4)
: "قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبية، لم يعط مخرمة شيئًا، فقال مخرمة: يا بني، انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت معه، قال: ادخل فادعه لي. قال: فدعوته له، فخرج إليه وعليه قباء منها، فقال: خبأت هذا لك. قال: فنظر إليه، فقال رضي مخرمة".
رواه خ
(5)
م، وهذا لفظه.
3458 -
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: " قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
الهلع: أشد الجزع والضجر. النهاية (5/ 269).
(2)
صحيح البخاري (2/ 468 رقم 923).
(3)
صحيح مسلم (2/ 731 رقم 1058/ 130).
(4)
صحيح مسلم (2/ 731 رقم 1058/ 129).
(5)
صحيح البخاري (5/ 363 رقم 2599).
قسمًا، فقلت: يا رسول الله، لغير هؤلاء كان أحق به منهم. قال: إنهم خيروني أن يسألوني بالفحش أو يبخلوني (فلست)
(1)
بباخل".
رواه م
(2)
.
3459 -
عن أنس بن مالك قال: "كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني
(3)
غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذ بردائه جبذة شديدة، نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد، مُر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك. ثم أمر له بعطاء".
رواه خ
(4)
م
(5)
، وهذا لفظه.
وفي لفظ
(6)
له قال: "ثم جبذه إليه جبذة، رجع نبي الله صلى الله عليه وسلم في نحر الأعرابي".
وفي لفظ له: "فجاذبه حتى انشق البرد وحتى بقيت حاشيته في عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم".
(1)
تحرفت في "الأصل" والمثبت من صحيح مسلم.
(2)
صحيح مسلم (2/ 730 رقم 1056).
(3)
منسوب إلى نجران، وهو موضع معروف بين الحجاز والشام واليمن. النهاية (5/ 21).
(4)
صحيح البخاري (6/ 289 رقم 3149).
(5)
صحيح مسلم (2/ 730 - 731 رقم 1057).
(6)
صحيح مسلم (1/ 732 رقم 1057).
كتاب الصيام
1 - باب فضل الصوم
3460 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة
(1)
فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث
(2)
ولا يصخب
(3)
فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم، والذي نفس محمد بيده، لخلوف في الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا فطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه".
رواه خ
(4)
-وهذا لفظه- م
(5)
، وفي لفظ للبخاري
(6)
: "يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها".
ولمسلم
(7)
: "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك".
3461 -
وعن أبي هريرة وأبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله -تعالى- يقول: الصوم لي وأنا أجزي به، إن للصائم فرحتين: إذا أفطر فرح، وإذا
(1)
الجنة: الوقاية، أي: يقي صاحبه ها يؤذيه من الشهوات. النهاية (1/ 308).
(2)
قال الأزهري: الرفث: كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة. النهاية (2/ 241).
(3)
الصخب والسخب: الضجة واضطراب الأصوات للخصام. النهاية (3/ 14).
(4)
صحيح البخاري (4/ 141 رقم 1904).
(5)
صحيح مسلم (7/ 802 رقم 1151/ 163).
(6)
صحيح البخاري (4/ 125 رقم 1894).
(7)
صحيح مسلم (2/ 807 رقم 1151/ 164).
لقي الله عز وجل فرح، والذي نفس محمدٍ بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". رواه م
(1)
.
3462 -
عن سهل -هو ابن سعد- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة بابًا يقال له: الريان، لا يدخله إلا الصائمون، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون فلا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا غلق فلم يدخل منه أحد".
أخرجاه في الصحيحين
(2)
- واللفظ للبخاري- وعند م: "أغلق".
3463 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة. فقال أبو بكر: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ فقال: نعم، وأرجو أن تكون منهم".
أخرجاه
(3)
أيضًا، واللفظ خ، وفي م:"دعي من باب الصدقة".
3464 -
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله إلا باعده بذلك اليوم عن النار سبعين خريفًا".
رواه خ
(4)
م
(5)
، وهذا لفظه.
(1)
صحيح مسلم (2/ 807 رقم 1151).
(2)
البخاري (4/ 133 رقم 1896) ومسلم (2/ 808 رقم 1152).
(3)
البخاري (4/ 133 رقم 1897) ومسلم (2/ 711 - 712 رقم 1027).
(4)
صحيح البخاري (6/ 56 رقم 2840).
(5)
صحيح مسلم (2/ 808 رقم 1153).
3465 -
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " (من)
(1)
صام يومًا في سبيل الله عز وجل زحزح الله وجهه بذلك اليوم سبعين خريفًا".
رواه س
(2)
.
3466 -
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام جُنَّة من النار؛ فمن أصبح صائمًا فلا يجهل يومئذ، فإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه وليقل: إني صائم، والذي نفس محمدٍ بيده، خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".
رواه س
(3)
.
3467 -
عن (أبي)
(4)
عبيدة -هو ابن الجراح- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الصيام جُنَّة ما لم يخرقها"
(5)
.
رواه الإمام أحمد
(6)
س
(7)
.
3468 -
عن (معاذ بن)
(8)
جبل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصوم جنة".
رواه الإمام أحمد
(9)
س
(10)
.
(1)
في "الأصل": ما من. والمثبت من سنن النسائي.
(2)
سنن النسائي (4/ 172 رقم 2243، 4/ 173 رقم 2245).
(3)
سنن النسائي (4/ 167 - 168 رقم 2233).
3467 -
خرجه الضياء في المختارة (3/ 316 - 318 رقم 1119 - 1121).
(4)
سقطت من "الأصل".
(5)
صححه ابن خزيمة (3/ 194 رقم 1892).
(6)
المسند (1/ 196).
(7)
سنن النسائي (4/ 167 رقم 2232).
(8)
في "الأصل": مطرف. وهو تحريف، لعله من انتقال نظر الناسخ.
(9)
المسند (5/ 237).
(10)
سنن النسائي (4/ 166 رقم 2223 - 2225).
3469 -
عن مطرف قال: "دخلت على عثمان بن أبي العاص، فدعا بلبن فقلت: إني صائم. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الصوم جنة من النار؛ كجنة أحدكم من القتال"
(1)
.
رواه الإمام أحمد
(2)
س
(3)
.
3470 -
عن أبي أمامة: "أنه قال: يا رسول الله، مرني بعمل آخذه (عنك)
(4)
ينفعني الله -تعالى- به. قال: عليك بالصوم؛ فإنه لا مثل له
(5)
".
رواه الإمام أحمد
(6)
-وهذا لفظه- س
(7)
.
3471 -
عن حذيفة قال: "أسندت النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدري، فقال: من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله خُتم له بها دخل الجنة، ومن صام يومًا ابتغاء وجه الله خُتم له به دخل الجنة، ومن تصدق بصدقةٍ ابتغاء وجه الله خُتم له به دخل الجنة".
رواه الإمام أحمد
(8)
من رواية عثمان البتي، وضعفه ابن معين
(9)
.
(1)
رواه ابن ماجه (1/ 525 رقم 1639).
(2)
المسند (4/ 21، 22، 217).
(3)
سنن النسائي (4/ 167 رقم 2230) واللفظ له.
(4)
في "الأصل": عندك. والمثبت من المسند.
(5)
أي: في كسر الشهوة ودفع النفس الأمارة والشيطان، أو لا مثل له في كثرة الثواب. قاله السندي في حاشية سنن النسائي.
(6)
المسند (5/ 255).
(7)
سنن النسائي (4/ 165 رقم 2219).
(8)
المسند (5/ 391).
(9)
في رواية معاوية بن صالح عنه، ووثقه في رواية عباس الدوري في تاريخه (3/ 156 رقم 3682).
وقال النسائي في "الكنى": عثمان البتي ثقة، أبنا معاوية بن صالح عن ابن معين قال: عثمان البتي ضعيف. قال النسائي: هذا عندي خطأ، ولعله أراد عثمان البري. نقله مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال (9/ 186 - 187) وابن حجر في تهذيب التهذيب=
2 - باب في وجوب صوم رمضان
3472 -
عن طلحة بن عبيد الله "أن أعرابياً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله عليَّ من الصلاة؟ فقال: الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئاً. فقال: أخبرني ما فرض الله عليَّ من الصيام؟ فقال: شهر رمضان إلا أن تطوع شيئًا. فقال: أخبرني ما فرض الله عليَّ من الزكاة؟ - قال: فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرائع الإسلام، فقال: والذي أكرمك بالحق لا أتطوع شيئاً، ولا أنقص فرض الله عليَّ شيئاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح إن صدق -أو دخل الجنة إن صدق".
رواه خ
(1)
-وهذا لفظه- م
(2)
.
3473 -
عن أبي هريرة قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزاً يومًا للناس فأتاه رجل فقال: ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن باللَّه، وملائكته، وبلقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث. قال: ما الإسلام؟ قال: الإسلام (أن تعبد الله ولا تشرك به، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان. قال: ما الإحسان؟ قال)
(3)
: أن تعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: متى الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربها،
= (4/ 100).
وعثمان البتي ترجمته في التهذيب (19/ 492 - 493).
وقال الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق"(ص 133 رقم 239): ثقة مشهور، اختلف قول ابن معين فيه، ووثقه الدارقطني وغيره.
(1)
صحيح البخاري (4/ 123 رقم 1891).
(2)
صحيح مسلم (1/ 40 رقم 11).
(3)
سقطت من "الأصل"، والمثبت من صحيح البخاري.
وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان، في خمس لا يعلمهن إلا الله. ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ
…
)
(1)
الآية. ثم أدبر فقال: ردوه. فلم يروا شيئًا، فقال: إن هذا جبريل رضي الله عنه جاء يُعلم الناس دينهم".
أخرجاه
(2)
، واللفظ خ.
3474 -
عن أنس بن مالك قال: "بينما نحن جلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد دخل رجل على جمل، فأناخه في المسجد ثم عقله، ثم قال لهم: أيكم محمد؟ والنبي صلى الله عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ، فقال له الرجل: ابن عبد المطلب. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قد أجبتك. فقال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد (في)
(3)
نفسك. فقال: سل عما بدا لك. فقال: أسألك بربك ورب من قبلك، آللَّه أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال: اللَّهم نعم. قال: أنشدك بالله، آللَّه أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: اللَّهم نعم. قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن تصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: اللَّهم نعم. قال: أنشدك باللَّه، آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللَّهم نعم. فقال الرجل: آمنت بما جاء به، وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة، أخو بني سعد ابن بكر".
كذا رواه خ
(4)
من رواية شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن (أنس)
(5)
بن مالك، وقال: رواه موسى وعلي بن عبد الحميد عن سليمان، عن ثابت، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا.
(1)
سورة لقمان، الآية:34.
(2)
البخاري (1/ 140 رقم 50) ومسلم (1/ 39 رقم 9).
(3)
من صحيح البخاري.
(4)
صحيح البخاري (1/ 179 رقم 63).
(5)
تكررت في "الأصل".
قال الحافظ: ورواه مسلم
(1)
من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت عن أنس بنحوه، وفي آخره:"وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلاً. قال: صدق والله. ثم ولى، قال: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لئن صدق ليدخلن الجنة".
3 - باب في فضائل شهر رمضان
3475 -
عن أبي هريرة قال: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة"
(2)
.
وفي لفظ
(3)
: "إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين".
رواه خ -وهذا لفظه- م
(4)
، وفي لفظ
(5)
: "فتحت أبواب الرحمة".
3476 -
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه". رواه خ
(6)
م
(7)
.
3477 -
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفدت
(8)
الشياطين ومردة
(9)
الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح
(1)
صحيح مسلم (1/ 41 رقم 12).
(2)
صحيح البخاري (4/ 135 رقم 1898).
(3)
صحيح البخاري (4/ 135 رقم 1899).
(4)
صحيح مسلم (2/ 758 رقم 1079).
(5)
صحيح مسلم (2/ 758 رقم 1079/ 2).
(6)
صحيح البخاري (4/ 138 رقم 1901).
(7)
صحيح مسلم (1/ 523 - 524 رقم 759، 760).
(8)
أي: شُدَّت وأوثقت بالأغلال، يقال: صَفَدته وصَفَّدته، والصَّفد والصِّفاد: القيد. النهاية (3/ 35).
(9)
جمع مارد، وهو العاتي الشديد. النهاية (4/ 315).
منها باب، وفتحت أبواب الجنة (فلم)
(1)
يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر. ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة".
رواه ت
(2)
ق
(3)
.
3478 -
عن أنس بن مالك قال: "دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا كل محروم".
رواه ق
(4)
.
3479 -
عن النضر بن شيبان قال: "لقيت أبا سلمة بن عبد الرحمن، قلت: حدثني عن شيء سمعته من أبيك (سمعه)
(5)
من رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان. قال: نعم حدثني أبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل فرض (صيام)
(6)
رمضان، وسننتُ قيامه؛ فمن صامه وقامه إيمانًا واحتساباً خرج من
(1)
سقطت من "الأصل"، وأثبتها من سنني الترمذي وابن ماجه.
(2)
جامع الترمذي (3/ 66 - 67 رقم 682). وقال الترمذي: حديث أبي هريرة الذي رواه أبو بكر بن عياش حديث غريب لا نعرفه من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة إلا من حديث أبي بكر.
قال: وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث، فقال: حدثنا الحسن بن الربيع، حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن مجاهد قوله: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان
…
" فذكر الحديث.
قال محمد: وهذا أصح عندي من حديث أبي بكر بن عياش.
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 526 رقم 1642).
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 526 رقم 1644).
3479 -
خرجه الضياء في المختارة (3/ 105 - 106 رقم 906 - 908) ونقل إعلاله عن الدارقطني.
(5)
في "الأصل": سمعته. والمثبت من المسند.
(6)
من المسند.
الذنوب كيوم ولدته أمه"
(1)
.
رواه الإمام أحمد
(2)
س
(3)
ق
(4)
.
3480 -
عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صام رمضان فعرف حدوده وتحفظ مما كان ينبغي له أن يتحفظ منه كفر ما قبله".
رواه الإمام أحمد
(5)
وأبو حاتم البستي
(6)
.
3481 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب السماء، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم".
رواه النسائي
(7)
.
3482 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم (تعطها)
(8)
أمة قبلهم: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من
(1)
رواه ابن خزيمة في صحيحه (3/ 335 رقم 2201) وقال: أما خبر "من صامه وقامه .. " إلى آخر الخبر فمشهور من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة، ثابت لا شك ولا ارتياب في ثبوته، أول الكلام وأما الذي يكره -كذا- ذكره النضر بن شيبان عن أبي سلمة عن أبيه، فهذه اللفظة معناها صحيح من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا بهذا الإسناد، فإني خائف أن يكون هذا الإسناد وهمًا، أخاف أن يكون أبو سلمة لم يسمع من أبيه شيئاً، وهذا الخبر لم يروه عن أبي سلمة أحد أعلمه غير النضر بن شيبان.
(2)
المسند (1/ 191) واللفظ له.
(3)
سنن النسائي (4/ 157 - 158 رقم 2207).
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 421 رقم 1328).
(5)
المسند (3/ 55).
(6)
الإحسان (8/ 219 - 220 رقم 3433) وموارد الظمآن (1/ 388 رقم 879).
(7)
سنن النسائي (4/ 129 رقم 2105).
(8)
في "الأصل": تعطه. والمثبت من المسند.
ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويُزين الله عز وجل كل يوم جنته ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك. ويصفد فيه مردة الشياطين، فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة. قيل: يا رسول الله، أهي ليلة القدر؟ قال: لا، ولكن العامل إنما يُوفى أجره إذا قضى عمله". رواه الإمام أحمد
(1)
.
3483 -
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماذا يستقبلكم وتستقبلون. ثلاث مرات، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله، وحي نزل؟ قال: لا. قال: عدو حضر؟ قال: لا. قال: فماذا؟ قال: إن الله يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة. وأشار بيده إليها، فجعل رجل بين يديه يهز رأسه، ويقول: بخ بخ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا فلان ضاق به صدرك؟ قال: لا، ولكن ذكرت المنافق. فقال: إن المنافقين هم الكافرون، وليس للكافر من ذلك شيء".
رواه أبو بكر -هو ابن إسحاق- بن خزيمة في صحيحه
(2)
، ثم قال: إن صح الخبر؛ فإني لا أعرف خلفًا أبا الربيع بعدالة ولا جرح، ولا عمرو بن حمزة (القيسي)
(3)
الذي دونه.
قلت: ذكرهما ابن أبي حاتم
(4)
فلم يذكر فيهما جرحًا
(5)
.
(1)
المسند (2/ 292).
3483 -
خرجه الضياء في المختارة (6/ 117 - 119 رقم 2111 - 2114).
(2)
صحيح ابن خزيمة (3/ 189 - 190 رقم 1885).
(3)
تحرفت في الأصل والمثبت من صحيح ابن خزيمة وغيره.
(4)
الجرح والتعديل (3/ 369 رقم 1679، 6/ 228 رقم 1266).
(5)
وقال البخاري في تاريخه (6/ 325 رقم 2534) عن عمرو بن حمزة القيسي: لا يتابع في حديثه. وضعفه الدارقطني وغيره، ترجمته في الميزان (3/ 255 رقم 6355) ولسان الميزان (5/ 350 رقم 6345).
3484 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أظلكم شهركم هذا، بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مر بالمسلمين شهر خير لهم منه، ولا مر بالمنافقين شهر شر لهم منه، بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن الله -تعالى- ليكتب أجره ونوافله قبل أن يدخله، ويكتب إصره وشقاه قبل أن يدخله، وذلك أن المؤمن يعد فيه القوة من النفقة للعبادة، ويعد فيه المنافق اتباع غفلات المؤمنين واتباع عوراتهم، فغنم يغنمه المؤمن"
(1)
.
رواه أبو بكر بن خزيمة في صحيحه
(2)
.
قال الحافظ أبو عبد الله: هو من رواية كثير بن زيد، تكلم فيه يحيى بن معين
(3)
، ووثقه في رواية
(4)
، وقال أبو زرعة الرازي
(5)
: لين. وقال س
(6)
: ضعيف.
3485 -
عن سلمان قال: "خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان، فقال: أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعًا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدَّى فريضة (فيما سواه)
(7)
ومن أدَّى فيه فريضة كان كمن أدَّى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر
(1)
رواه الإمام أحمد في مسنده (2/ 524).
(2)
صحيح ابن خزيمة (3/ 188 - 189 رقم 1884).
(3)
قال في رواية ابن أبي خيثمة عنه: ليس بذاك القوي. الجرح والتعديل (7/ 151 رقم 841) وانظر التهذيب (24/ 115).
(4)
قال في رواية المفضل الغلابي ومعاوية بن صالح عنه: صالح. وقال في رواية عبد الله ابن أحمد الدورقي عنه: ليس به بأس. التهذيب (24/ 115).
(5)
الجرح والتعديل (7/ 151 رقم 841) ونصه: هو صدوق فيه لين.
(6)
كتاب الضعفاء والمتروكين (206 رقم 530).
(7)
من صحيح ابن خزيمة.
يُزاد (فيه)
(1)
رزق المؤمن، من فطر فيه صائمًا كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء. قالوا: ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم. فقال: يُعطي الله هذا الثواب من فطر صائمًا على تمرة أو على شربة ماء أو مَذْقة
(2)
لبن، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، من خفف على مماليكه فيه غفر الله له، وأعتقه من النار، واستكثروا فيه من أربع خصال، خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى لكم عنهما: فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى لكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار، ومن أشبع فيه صائمًا سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة".
كذا رواه أبو بكر بن خزيمة في صحيحه
(3)
، ثم قال إن صح الخبر.
قال الحافظ أبو عبد الله: هو من رواية علي بن زيد بن جدعان، وعلي بن زيد فقد تكلم فيه جماعة من العلماء: فقال الإمام أحمد
(4)
ويحيى بن معين
(5)
: ليس بشيء. وقال خ
(6)
: لا يُحتج به.
4 - باب الجود في رمضان
3486 -
عن ابن عباس قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام وكان جبريل عليه السلام
(1)
في "الأصل": في. والمثبت من صحيح ابن خزيمة.
(2)
المذقة: الشربة من اللبن. النهاية (4/ 311).
(3)
صحيح ابن خزيمة (3/ 191 - 192 رقم 1887).
(4)
الكامل لابن عدي (6/ 335).
(5)
تاريخ الدوري (3/ 84 رقم 353).
(6)
لم أقف على هذا القول الآن.
يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة".
رواه خ
(1)
م
(2)
.
5 - باب
3487 -
عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ
(3)
عليكم فاقدروا له"
(4)
.
وفي لفظ
(5)
: عن عبد الله بن عمر: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان، فقال: لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له".
وفي لفظ
(6)
: قال: "الشهر تسع وعشرون ليلة، فلا تصوموا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين".
رواه خ -وهذا لفظه- م
(7)
وعنده: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان فضرب بيديه، فقال: الشهر هكذا وهكذا -ثم عقد إبهامه في الثالثة- صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن أغمي عليكم فاقدروا ثلاثين".
(1)
صحيح البخاري (1/ 40 رقم 16).
(2)
صحيح مسلم (2/ 1804 رقم 2308).
(3)
يقال: غُمَّ علينا الهلال إذا حال دون رؤيته غيم أو نحوه، من غَممت الشيء إذا غطيته، وفي "غُمَّ" ضمير الهلال، ويجوز أن يكون "غمَّ" مسنداً إلى الظرف: أي فإن كنتم مغمومًا عليكم فأكملوا، وترك ذكر الهلال للاستغناء عنه. النهاية (3/ 388).
(4)
صحيح البخاري (4/ 135 رقم 1900).
(5)
صحيح البخاري (4/ 143 رقم 1960).
(6)
صحيح البخاري (4/ 143 رقم 7019).
(7)
صحيح مسلم (2/ 759 رقم 1080).
ورواه د
(1)
وزاد: قال: "فكان ابن عمر إذا كان شعبان تسعًا وعشرين نظر له، فإن رأى فذاك، وإن لم ير -ولم يحل دون منظره سحاب ولا قتر
(2)
- أصبح مفطرًا، فإن حال دون منظره سحاب أو قتر أصبح صائمًا. قال: وكان ابن عمر يفطر مع الناس، ولا يأخذ بهذا الحساب".
وروى الإمام أحمد
(3)
نحو هذا، وكذلك الدارقطني
(4)
.
3488 -
عن أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم أو قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته؛ فإن غُيِّي
(5)
عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين".
كذا رواه خ
(6)
، وعند م
(7)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يومًا".
وفي لفظ له
(8)
: "فإن غمي عليكم فعدوا ثلاثين".
وللإمام أحمد
(9)
ت
(10)
: "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين، ثم أفطروا".
(1)
سنن أبي داود (2/ 297 رقم 2320).
(2)
القترة: غبرة يعلوها سواد كالدخان. لسان العرب "قتر".
(3)
المسند (2/ 5).
(4)
سنن الدارقطني (2/ 161 رقم 22).
(5)
بضم الغين وتشديد الباء المكسورة، لما لم يسم فاعله، من الغباء شبه الغبرة في السماء، وللحموي:"غَبِي" بفتح المعجمة وكسر الموحدة كغلم، أي: خفي. انظر إرشاد الساري (3/ 357)، والنهاية (3/ 342).
(6)
صحيح البخاري (4/ 143 رقم 9019).
(7)
صحيح مسلم (2/ 762 رقم 1081/ 17).
(8)
صحيح مسلم (2/ 762 رقم 1081/ 20).
(9)
المسند (2/ 415، 430، 454، 456، 469).
(10)
جامع الترمذي (3/ 68 - 69 رقم 684) واللفظ له.
وقال ت: حديث حسن صحيح.
6 - باب لا يتقدم رمضان بصوم يوم ولا يومين
3489 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومًا فليصم ذلك اليوم".
رواه خ
(1)
-وهذا لفظه- م
(2)
.
3490 -
عن أبي البختري قال: "أهللنا رمضان ونحن بذات عرق، فأرسلنا رجلاً إلى ابن عباس يسأله، فقال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أمده
(3)
لرؤيته، فإن أغمي عليكم فأكملوا العدة". رواه م
(4)
.
3491 -
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصوموا قبل رمضان، صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن حالت دونه غياية
(5)
فأكملوا ثلاثين يومًا".
رواه ت
(6)
، وقال: حديث حسن صحيح.
وفي لفظ الإمام أحمد
(7)
س
(8)
: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن حال
(1)
صحيح البخاري (4/ 152 رقم 1914).
(2)
صحيح مسلم (2/ 762 رقم 1082).
(3)
قال القاضي عياض: معناه أطال مدته إلى الرؤية، يقال منه مدَّ وأمد، قال الله تعالى:(وإخوانهم يمدونهم في الغي) قُرئ بالوجهين أي: يطيلون لهم، قال: وقد يكون أمده من المدة التي جُعلت له، قال صاحب الأفعال: أمددتك مدة، أي: أعطيتكها. شرح مسلم للنووي (5/ 60).
(4)
صحيح مسلم (5/ 762 رقم 1088).
(5)
الغياية: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه كالسحابة وغيرها. النهاية (3/ 403).
(6)
جامع الترمذي (3/ 72 رقم 688).
(7)
المسند (1/ 226، 258).
(8)
سنن النسائي (4/ 136 رقم 2128، 2129).
بينكم وبينه سحاب فكملوا ثلاثين، ولا تستقبلوا الشهر استقبالاً".
رواه د
(1)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين إلا أن يكون شيء يصومه أحدكم، لا تصوموا حتى نروه، ثم صوموا حتى تروه، فإن حال دونه غمامة فأتموا العدة ثلاثين، ثم أفطروا، والشهر تسع وعشرون".
3492 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحصوا هلال شعبان لرمضان".
رواه ت
(2)
عن مسلم بن الحجاج -صاحب الصحيح- عن يحيى بن يحيى عن أبي معاوية قال: لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث أبي معاوية، والصحيح ما رُوي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تقدموا شهر رمضان بيوم ولا يومين".
3493 -
عن صلة بن زفر قال: "كنا عند عمار بن ياسر فأُتي بشاة مصلية، فقال: كلوا. فتنحى بعض القوم، فقال: إني صائم، فقال عمار: من صام اليوم الذي يُشَكُّ فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم".
رواه د
(3)
س
(4)
ق
(5)
ت
(6)
، وقال: حديث حسن صحيح.
3494 -
عن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحفظ من شعبان ما لا
(1)
سنن أبي داود (2/ 298 رقم 2327).
(2)
جامع الترمذي (3/ 71 رقم 687).
(3)
سنن أبي داود (2/ 300 رقم 2334).
(4)
سنن النسائي (4/ 153 رقم 2187).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 527 رقم 1645).
(6)
جامع الترمذي (3/ 70 رقم 686) واللفظ له.
يتحفظ من غيره، ثم يصوم لرؤيته ويفطر لرؤيته، فإن غم عليه عد ثلاثين يومًا ثم صام".
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
والدارقطني
(3)
، وقال: إسناد صحيح.
3495 -
عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة، ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة".
رواه د
(4)
س
(5)
والدارقطني
(6)
، وزاد في آخره:"أو تكملوا العدة قبله".
3495م- ورواه س
(7)
من رواية الحجاج بن أرطأة عن منصور عن ربعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه، وفيه:"فإن غم عليكم فأتموا ثلاثين أتموا عدة شعبان ثلاثين إلا أن تروا الهلال قبل ذلك، ثم صوموا رمضان ثلاثين إلا أن تروا الهلال قبل ذلك".
قال الحافظ: هذا الحديث مرسل، والحجاج بن أرطأة تكلم فيه غير واحد من الأئمة
(8)
.
(1)
المسند (6/ 149).
(2)
سنن أبي داود (2/ 298 رقم 2325).
(3)
سنن النسائي (2/ 156 رقم 40).
(4)
سنن أبي داود (2/ 298 رقم 2326).
(5)
سنن النسائي (4/ 135 رقم 2125).
(6)
سنن الدارقطني (2/ 160 رقم 20).
(7)
سنن النسائي (4/ 136 رقم 2127).
(8)
ترجمته في التهذيب (5/ 420 - 428).
7 - باب كراهية صوم النصف من شعبان لحال رمضان
3496 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا بقي نصف شعبان فلا تصوموا".
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
س
(3)
ق
(4)
ت
(5)
-واللفظ له- وقال: حديث حسن صحيح. قال: ومعنى هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن يكون الرجل مفطرًا، فإذا بقى شيء من شعبان أخذ في الصوم لحال شهر رمضان.
وقال س: لا نعلم أحدًا روى هذا الحديث غير العلاء.
وروي عن الإمام أحمد قاله: ليس بمحفوظ. قال: وسألنا عنه عبد الرحمن ابن مهدي، فلم يصححه، ولم يحدثني به، وكان يتوقاه. قال أحمد: والعلاء ثقة لا ينكر من حديثه إلا هذا.
8 - باب في شهادة الواحد على رؤية هلال شهر رمضان
3497 -
عن ابن عباس قال: "جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت الهلال -يعني: رمضان- فقال: أتشهد أن لا إله إلا الله؟ قال: نعم، فقال:
(1)
المسند (2/ 442).
(2)
سنن أبي داود (2/ 300 - 301 رقم 2337).
(3)
السنن الكبرى (2/ 172 رقم 2911).
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 528 رقم 1651).
(5)
جامع الترمذي (3/ 115 رقم 738).
أتشهد أن محمدًا رسول الله؟ قال: نعم. قال: يا بلال أذن في الناس أن يصوموا غدًا".
رواه د
(1)
-وهذا لفظه- ت
(2)
س
(3)
ق
(4)
، وقال الترمذي: روى سفيان الثوري وغيره عن سماك عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
3498 -
ورواه أبو داود
(5)
أيضًا عن عكرمة "أنهم شكوا في هلال رمضان
…
" فذكره وفي آخره: "فأمر بلالًا أن ناد في الناس: أن يقوموا وأن يصوموا".
3499 -
عن ابن عمر قال: "تراءى الناس الهلال، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته، فصام وأمر الناس بصيامه".
رواه د
(6)
والدارقطني
(7)
، وقال: تفرد به مروان بن محمد عن ابن وهب، وهو ثقة.
3500 -
عن فاطمة بنت حسين: "أن رجلاً شهد عند علي رضي الله عنه رؤية هلال رمضان فصام، وأحسبه قال: وأمر الناس أن يصوموا، قال:(أصوم)
(8)
يوماً من شعبان أحب إليَّ من أن أفطر يومًا من رمضان".
رواه الشافعي في مسنده
(9)
والدارقطني
(10)
.
(1)
سنن أبي داود (2/ 302 رقم 2340).
(2)
جامع الترمذي (3/ 74 رقم 691).
(3)
سنن النسائي (4/ 131 - 132 رقم 2111، 2112).
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 529 رقم 1652).
(5)
سنن أبي داود (2/ 302 رقم 2341).
(6)
سنن أبي داود (2/ 302 رقم 2342).
(7)
سنن الدارقطني (2/ 156 رقم 1).
(8)
في "الأصل": صوم. والمثبت من مسند الشافعي وسنن الدارقطني.
(9)
مسند الشافعي (ص 103).
(10)
سنن الدارقطني (2/ 170 رقم 15).
9 - باب ما يقال عند رؤية الهلال
3501 -
عن طلحة بن عبيد الله: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: اللَّهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، ربي وربك الله، هلال رشد وخير".
رواه الإمام أحمد
(1)
-وليس عنده: "هلال رشد وخير"- ت
(2)
: وقال: حديث حسن غريب.
10 - باب في شهادة رجلين على رؤية هلال شوال
3502 -
عن حسين بن الحارث الجدلي -جديلة قيس-: "أن أمير مكة خطب ثم قال: عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننسك للرؤية، فإن لم نره وشهد شاهداً عدلٍ أنسكنا بشهادتهما. فسألت الحسين بن الحارث من أمير مكة؟ قال: الحارث بن حاطب أخو محمد بن حاطب. ثم قال الأمير: إن فيكم من هو أعلم بالله ورسوله مني، وشهد هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأومأ بيده إلى رجل. قال الحسين: فقلت لشيخ إلى جنبي من هذا الذي أومأ إليه الأمير؟ (قال:)
(3)
هذا عبد الله ابن عمر، وصدق هو أعلم باللَّه منه. فقال: بذلك أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
رواه د
(4)
-وهذا لفظه- والدارقطني
(5)
وقال: إسناد متصل صحيح. وعنده:
3501 - خرجه الضياء في المختارة (3/ 22 - 23 رقم 820 - 821) وقال: أبو سفيان تكلم فيه يحيى بن معين وأبو حاتم الرازي والدارقطني.
(1)
المسند (1/ 162).
(2)
جامع الترمذي (5/ 470 رقم 3451).
(3)
من سنن أبي داود.
(4)
سنن أبي داود (2/ 301 رقم 2338).
(5)
سنن الدارقطني (2/ 167 رقم 1).
قال ابن عمر بذلك.
3503 -
عن ربعي بن حراش عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اختلف الناس في آخر يوم من رمضان، فقدم أعرابيان فشهدا عند النبي صلى الله عليه وسلم بالله لأهلا
(1)
الهلال أمس عشيةً. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم (الناس)
(2)
أن يفطروا، وأن يغدوا إلى (مصلاهم)
(3)
".
رواه الإمام أحمد
(4)
-وليس عنده: "وأن يغدوا إلى مصلاهم".- د
(5)
، وهذا لفظه، وكذلك الدارقطني
(6)
، وقال: إسناد حسن.
3504 -
عن أبي عمير (بن)
(7)
أنس قال: حدثني عمومتي من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: "أغمي علينا هلال شوال فأصبحنا صيامًا، فجاء ركب من آخر النهار فشهدوا عند النبي صلى الله عليه وسلم أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يفطروا، ويخرجوا إلى عيدهم من الغد".
رواه الإمام أحمد
(8)
ق
(9)
والدارقطني
(10)
: وقال هذا إسناد حسن.
3505 -
عن أبي وائل قال: "جاءنا كتاب عمر ونحن بخانقين
(11)
إن الأهلة
(1)
أي أبصرا الهلال. النهاية (5/ 270).
(2)
من سنن أبي داود.
(3)
في "الأصل": المصلى، والمثبت من سنن أبي داود.
(4)
المسند (5/ 362 - 363).
(5)
سنن أبي داود (2/ 301 - 302 رقم 2339).
(6)
سنن الدارقطني (2/ 160 رقم 20).
(7)
في "الأصل": عن. والمثبت من المسند وسنني ابن ماجه والدارقطني.
(8)
المسند (5/ 57، 58).
(9)
سنن ابن ماجه (1/ 529 رقم 1653).
(10)
سنن الدارقطني (2/ 170 رقم 13، 14).
(11)
خانقين: بلدة من نواحي السواد في طريق همذان من بغداد. معجم البلدان (2/ 389) ومراصد الاطلاع (1/ 447).
بعضها أكبر من بعض؛ فإذا رأيتم الهلال نهاراً فلا تفطروا حتى تمسوا، إلا أن يشهد رجلان مسلمان أنهما أهلاه بالأمس (عشية)
(1)
".
رواه الدارقطني
(2)
.
11 - باب في صوم شعبان كله واتصال الصوم برمضان
3506 -
عن عائشة قالت: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرًا أكثر من شعبان؛ فإنه كان يصوم شعبان كله، وكان يقول: خذوا من العمل ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا. وأحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم مادووم عليه وإن قَلَّتْ، وكان إذا صلى صلاة داوم عليها".
رواه خ
(3)
واللفظ له.
3507 -
م
(4)
ولفظه عن أبي سلمة قال: "سألت عائشة عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يصوم حتى نقول (قد صام)
(5)
ويفطر حتى نقول: قد أفطر، ولم أره صائمًا من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان؛ كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلًا".
وفي لفظ له
(6)
: "وكان يقول: خذوا من الأعمال ما تطيقون؛ فإن الله لن يمل حتى تملوا. وكان يقول: أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل".
3508 -
عن عمران بن حصين: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: هل صمت من
(1)
من سنن الدارقطني.
(2)
سنن الدارقطني (2/ 169 رقم 10).
(3)
صحيح البخاري (4/ 251 رقم 1970).
(4)
صحيح مسلم (2/ 811 رقم 1156/ 176).
(5)
من صحيح مسلم.
(6)
صحيح مسلم (2/ 811 رقم 782).
سرر هذا الشهر شيئًا؟ قال: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا أفطرت من رمضان فصم يومين مكانه"
(1)
.
وفي لفظ
(2)
: "هل صمت من سرر هذا الشهر شيئاً. يعني: شعبان".
رواه خ
(3)
م وهذا لفظه.
ولفظ خ: عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه (سأله)
(4)
-أو سأل رجلاً وعمران يسمع- فقال: يا فلان، أما صمت سرر هذا الشهر؟ -أظنه قال: يعني: رمضان- قال الرجل: لا يا رسول الله. قال: فإذا أفطرت فصم يومين".
قال: وقال ثابت عن مطرف عن عمران عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من سرر شعبان".
3509 -
عن أبي الأزهر المغيرة بن فروة قال: "قام معاوية في الناس بدير مسحل -الذي على باب حمص- فقال: يا أيها الناس، إنا قد رأينا الهلال يوم كذا وكذا، وأنا متقدم بالصيام فمن أحب أن يفعله فليفعله. قال: فقام إليه مالك بن هبيرة السبئي فقال: يا معاوية أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شيء من رأيك؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: صوموا الشهر وسره".
رواه د
(5)
، قيل: سرر الشهر يعني: آخر ليلة يستسر الهلال فيها، وهو بكسر السين وفتحها لغتان.
3510 -
عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أنه لم يكن يصوم من السنة شهرًا تامّا إلا شعبان يصله برمضان".
(1)
صحيح مسلم (2/ 820 - 821 رقم 1161/ 200).
(2)
صحيح مسلم (2/ 821 رقم 1161/ 201).
(3)
صحيح البخاري (4/ 270 رقم 1983).
(4)
في "الأصل": سأل. والمثبت من صحيح البخاري.
(5)
سنن أبي داود (2/ 299 رقم 2329).
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
- واللفظ لهما- ت
(3)
س
(4)
ق
(5)
وعنده: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصل شعبان برمضان".
وعند ت: "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان". وقال: حديث حسن.
3511 -
عن أسامة بن زيد قال: "قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذاك شهر يغفل (عنه)
(6)
الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين؛ فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم".
رواه الإمام أحمد
(7)
س
(8)
.
12 - باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان
3512 -
عن عائشة قالت: "فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فخرجت فإذا هو بالبقيع، فقال: أكنت تخافين أن يحيف
(9)
الله عليك ورسوله؟ فقلت: يا رسول الله، ظننت أنك أتيت بعض نسائك. فقال: إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا؛ فيغفر لأكثر من عدد شعر (غنم)
(10)
كلب".
(1)
المسند (6/ 311).
(2)
سنن أبي داود (2/ 300 رقم 2336).
(3)
جامع الترمذي (3/ 113 رقم 736).
(4)
سنن النسائي (4/ 458 رقم 2174).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 528 رقم 1648).
3511 -
خرجه الضياء في المختارة (4/ 108 - 109 رقم 1319 - 1320).
(6)
سقطت من "الأصل".
(7)
المسند (5/ 201، 206).
(8)
سنن النسائي (4/ 201 رقم 2356).
(9)
الحَيف: الجَور والظلم. النهاية (1/ 469).
(10)
من جامع الترمذي وسنن ابن ماجه.
رواه ق
(1)
ت
(2)
وقال: حديث عائشة لا نعرفه إلا من حديث الحجاج -هو ابن أرطأة- وسمعت محمدًا يضعف هذا الحديث، وقال: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجاج لم يسمع من ابن أبي كثير.
13 - باب اختلاف رؤية الهلال في البلدان
3513 -
عن كريب: "أن أم الفضل بعثته إلى معاوية بالشام. قال: فقدمت الشام فقضيت حاجتها، واستهل عليَّ رمضان وأنا بالشام، فرأيت الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة في آخر الشهر، فسألني عبد الله بن عباس، ثم ذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة. فقال: أنت رأيته؟ فقلت: نعم، ورآه الناس وصاموا وصام معاوية. فقال: لكنَّا رأيناه ليلة السبت؛ فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه. فقلت: ألا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال: لا، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
رواه م
(3)
.
3514 -
عن أبي البختري -وهو سعيد بن فيروز- الطائي قال: "خرجنا للعمرة فلما نزلنا ببطن نخلة، قال: تراءينا الهلال فقال بعض القوم: هو ابن ثلاث. وقال بعض القوم: هو ابن ليلتين: (قال: فلقينا)
(4)
ابن عباس فقلنا: (إنا)(4) رأينا الهلال. فقال بعض القوم: هو ابن ثلاث. وقال بعض القوم: هو ابن ليلتين. فقال: أي ليلة رأيتموه؟ قال: قلنا: ليلة كذا وكذا. فقال: (إن)(4) رسول الله
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 444 رقم 1389).
(2)
جامع الترمذي (3/ 116 رقم 739).
(3)
صحيح مسلم (2/ 765 رقم 1087).
(4)
من صحيح مسلم.
- صلى الله عليه وسلم (قال: "إن الله)
(1)
مده للرؤية. فهو لليلة رأيتموه".
رواه م
(2)
.
14 - باب في الشهر يكون تسعًا وعشرين
3515 -
عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الشهر هكذا وهكذا. وخنس الإبهام
(3)
في الثالثة".
رواه خ
(4)
-وهذا لفظه- م
(5)
ولفظه: "الشهر كذا وكذا وكذا. وسفق
(6)
بيديه مرتين بكل أصابعهما، ونقص في السفقة (6) الثالثة إبهام اليمنى أو اليسرى".
3516 -
وعن ابن (عمر)
(7)
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنا أمة أُمية لا نحسب ولا نكتب، الشهر هكذا وهكذا. يعني: مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين".
رواه خ
(8)
-وهذا لفظه- م
(9)
ولفظه: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا. وعقد الإبهام في الثالثة. والشهر هكذا وهكذا وهكذا. يعني: تمام الثلاثين".
(1)
من صحيح مسلم.
(2)
صحيح مسلم (2/ 765 رقم 1088).
(3)
أي: قبضها. النهاية (2/ 84).
(4)
صحيح البخاري (4/ 143 رقم 1908).
(5)
صحيح مسلم (1/ 762 رقم 1080/ 13).
(6)
في صحيح مسلم: "صفق" و"الصفقة" بالصاد فيهما، والسين والصاد يتعاقبان مع القاف والخاء، إلا أن بعض الكلمات يكثر في الصاد، وبعضها يكثر في السين. النهاية (2/ 376).
(7)
بياض في "الأصل" والمثبت من الصحيحين.
(8)
صحيح البخاري (4/ 151 رقم 1913).
(9)
صحيح مسلم (2/ 761 رقم 1080/ 15).
3517 -
عن أم سلمة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم حلف لا يدخل على بعض أهله شهرًا، فلما مضى تسع وعشرون يومًا غدا عليهم -أو راح- فقيل له: حلفت يا رسول الله (أن)
(1)
لا تدخل علينا شهراً قال: (إن)(1) الشهر يكون (تسعةً وعشرين)
(2)
يوماً".
رواه خ
(3)
م
(4)
، وهذا لفظه.
3518 -
عن حميد عن أنس قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم آلى
(5)
من نسائه شهرًا، فكانت انفكت رجله، فأقام في مشربة (تسعًا وعشرين)
(6)
ليلة، ثم نزل، فقالوا: يا رسول الله، آليت شهراً. فقال: إن الشهر يكون تسعًا وعشرين".
رواه خ
(7)
.
3519 -
عن جابر بن عبد الله قال: "اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه شهرًا، فخرج إلينا صباح تسع وعشرين، فقال بعض القوم: يا رسول الله، إنما أصبحنا لتسع وعشرين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشهر يكون تسعاً وعشرين. ثم طبق النبي صلى الله عليه وسلم بيديه ثلاثًا: مرتين بأصابع يديه كلها، والثالثة بتسع منها". رواه م
(8)
.
(1)
من صحيح مسلم.
(2)
في "الأصل": تسعاً وعشرون.
(3)
صحيح البخاري (4/ 143 رقم 1910).
(4)
صحيح مسلم (2/ 764 رقم 1085).
(5)
أي: حلف لا يدخل عليهن، وإنما عدَّاه بمن حملاً على المعنى وهو الامتناع من الدخول، وهو يتعدى بمن، وللإيلاء في الفقه أحكام تخصه لا يُسمى إيلاء دونها. النهاية (1/ 62).
(6)
في "الأصل": تسعة وعشرون. والمثبت من صحيح البخاري، قال ابن حجر:"تسعًا وعشرين كذا للأكثر وللحموي والمستملي: "تسعة وعشرين". فتح الباري (4/ 148).
(7)
صحيح البخاري (4/ 143 رقم 1911).
(8)
صحيح مسلم (2/ 763 - 764 رقم 1084/ 24).
3520 -
عن سعد بن أبي وقاص قال: "ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على الأخرى، قال: الشهر هكذا وهكذا. ثم نقص في الثالثة أصبعًا"
(1)
.
وفي لفظ
(2)
: "هكذا وهكذا (وهكذا)
(3)
عشرًا وعشرًا وتسعًا مرة".
رواه م.
3521 -
عن ابن مسعود قال: "ما صمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعًا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين".
رواه د
(4)
ت
(5)
.
3522 -
عن عائشة: "قيل لها: يا أم المؤمنين، أيكون شهر رمضان تسعة وعشرين؟ فقالت: ما صمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعًا وعشرين أكثر (مما)
(6)
صمت ثلاثين".
رواه الدارقطني
(7)
، وقال: إسناد حسن صحيح.
3523 -
عن أبي هريرة قال: "ما صمنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعًا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين".
رواه ق
(8)
.
(1)
صحيح مسلم (2/ 764 رقم 1086/ 26).
(2)
صحيح مسلم (2/ 764 رقم 1086/ 27).
(3)
من صحيح مسلم.
(4)
سنن أبي داود (2/ 297 رقم 2322).
(5)
جامع الترمذي (3/ 73 رقم 689).
(6)
في "الأصل": ما. والمثبت من سنن الدارقطني.
(7)
سنن الدارقطني (2/ 198 رقم 95).
(8)
سنن ابن ماجه (1/ 530 رقم 1658).
15 - باب شهرا عيدٍ لا ينقصان
3524 -
عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " شهران لا ينقصان
(1)
شهرا عيدٍ: رمضان وذو الحجة".
رواه خ
(2)
-وهذا لفظه- م
(3)
وعنده: شهرا عيد لا ينقصان: رمضان وذو الحجة".
16 - باب الصوم يوم يصومون والفطر يوم يفطرون والأضحى يوم يضحون
3525 -
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون"
(4)
.
(1)
قال ابن حجر في الفتح (4/ 149): اختلف العلماء في معنى هذا الحديث: فمنهم من حمله على ظاهره، فقال: لا يكون رمضان ولا ذو الحجة أبداً إلا ثلاثين. وهذا قول مردود معاند للموجود المشاهد، ويكفي في رده قوله صلى الله عليه وسلم:"صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة" فإنه لو كان رمضان أبداً ثلاثين لم يحتج إلى هذا، ومنهم من تأول له معنى لائقاً. وقال أبو الحسن: كان إسحاق بن راهويه يقول: لا ينقصان في الفضيلة إن كانا تسعة وعشرين أو ثلاثين. انتهى، وقيل: لا ينقصان معاً إن جاء أحدهما تسعاً وعشرين جاء الآخر ثلاثين ولابد. وقيل: لا ينقصان في ثواب العمل فيهما، وهذا القولان مشهوران عن السلف، وقد ثبتا منقولين في أكثر الروايات في البخاري.
(2)
صحيح البخاري (4/ 148 رقم 1912).
(3)
صحيح مسلم (2/ 766 رقم 1089).
(4)
قال الترمذي في جامعه (3/ 80): وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقال: إنما معنى هذا أن الصوم والفطر مع الجماعة وعظم الناس.
رواه ت
(1)
-وقال: حديث حسن غريب- ق
(2)
وليس عنده: "الصوم يوم تصومون".
17 - باب النية للصوم من قبل طلوع الفجر
3526 -
عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لم ينو الصيام قبل الفجر فلا صيام له".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
ت
(5)
س
(6)
ق
(7)
.
قال أبو داود: رواه الليث وإسحاق (بن حاتم)
(8)
أيضًا جميعًا (عن عبد الله ابن أبي بكر)(8) مثله، ووافقه
(9)
على حفصة معمر والزبيدي وابن عيينة ويونس الأيلي.
وقال الترمذي: لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وقد رُوي عن نافع عن ابن عمر قوله، وهو أصح. ورواه النسائي مرفوعًا وموقوفًا
(10)
.
(1)
جامع الترمذي (3/ 80 رقم 697).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 531 رقم 1660).
(3)
المسند (6/ 287).
(4)
سنن أبي داود (2/ 329 رقم 2454).
(5)
جامع الترمذي (3/ 108 رقم 730).
(6)
سنن النسائي (4/ 196 - 197 رقم 2330 - 2333).
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 542 رقم 1700).
(8)
من سنن أبي داود.
(9)
في سنن أبي داود: ووقفه. وهو الصواب، إنما وقع في بعض النسخ الخطية: ووافقه. كما في "الأصل" وهو خطأ، راجع سنن أبي داود بتحقيق محمد عوامة (3/ 190 رقم 2446).
(10)
سنن النسائي (4/ 197 رقم 2334 - 2339) موقوفاً على حفصة أم المؤمنين، ورواه (4/ 197 - 198 رقم 2340) موقوفًا على حفصة وعائشة رضي الله عنهما معًا، ورواه (4/ 198 رقم 2341، 2342) موقوفاً على ابن عمر رضي الله عنه.
3527 -
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يُبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له".
رواه الدارقطني
(1)
وقال: تفرد به عبد الله بن عباد عن الفضل بهذا الإسناد، كلهم ثقات.
18 - باب النية بعد الفجر وذكر الصيام المتطوع
3528 -
عن عائشة أم المؤمنين قالت: "دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال: هل عندكم شيء؟ قلنا: لا. قال: فإني إذًا صائم. ثم أتانا يومًا آخر فقلنا: يا رسول الله، أُهدي لنا حيس. فقال: أرينيه فلقد أصبحت صائمًا. فأكل" قال طلحة
(2)
فحدثت مجاهداً بهذا الحديث، قال: ذاك بمنزلة الرجل يخرج الصدقة من ماله فإن شاء أمضاها، وإن شاء أمسكها.
رواه م
(3)
.
3529 -
وروى س
(4)
عن عائشة قالت: "دار عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دورة، فقال: هل عندك شيء؟ قالت: ليس عندي شيء. قال: فأنا صائم. قالت: ثم دار عليَّ الثانية وقد أُهدي لنا حيس
(5)
، فجئت به فأكل، فعجبت منه، فقلت: يا رسول الله، دخلت عليَّ وأنت صائم ثم أكلت حيسًا. قال: نعم يا عائشة، إنما منزلة (من صام)
(6)
في غير رمضان -أو في غير قضاء رمضان، أو في التطوع-
(1)
سنن الدارقطني (2/ 171 رقم 10).
(2)
هو طلحة بن يحيى بن عبيد الله. صُرح باسمه في صحيح مسلم في الإسناد.
(3)
صحيح مسلم (2/ 808 - 809 رقم 1154).
(4)
سنن النسائي (4/ 194 رقم 2322).
(5)
هو الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن، وقد يُجعل عوض الأقط الدقيق أو الفتيت. النهاية (1/ 467).
(6)
من سنن النسائي.
بمنزلة رجل أخرج صدقة ماله فجاء منها بما شاء فأمضاه، وبخل بما بقي فأمسكه".
وفي لفظ له
(1)
: "فأكل منه، ثم قال: إنما مثل صوم المتطوع مثل رجل يخرج من ماله الصدقة، فإن شاء أمضاها، وإن شاء حبسها".
19 - باب قسم الزَّائر على أخيه بالفطر
3530 -
عن أبي جحيفة قال: "آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة
(2)
، فقال: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا. فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا فقال: كل فإني صائم
(3)
. قال: ما أنا بآكل حتى تأكل فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم (قال: نم. فنام، ثم ذهب يقوم)
(4)
فقال: نم. فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن. فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق سلمان".
رواه خ
(5)
.
(1)
سنن النسائي (4/ 193 - 194 رقم 2321).
(2)
بفتح المثناة والموحدة وتشديد الذال المعجمة المكسورة، أي: لابسة ثياب البذلة. بكسر الموحدة وسكون الذال -وهي المهنة وزنًا ومعنى، والمراد أنها تاركة للبس ثياب الزينة، وللكشمهيني:"مبتذلة" بتقديم الموحدة والتخفيف، وزن مفتعلة، والمعنى واحد. فتح الباري (4/ 248).
(3)
في صحيح البخاري: "فقال له: كل. قال: "فإني صائم" قال ابن حجر في الفتح (4/ 428): كذا في رواية أبي ذر، والقائل "كل" هو سلمان، والمقول له أبو الدرداء، وهو المجيب بإني صائم، وفي رواية الترمذي: "فقال: كل فإني صائم" وعلى هذا فالقائل أبو الدرداء والمقول له سلمان، وكلاهما محتمل. اهـ.
(4)
من صحيح البخاري.
(5)
صحيح البخاري (4/ 246 - 247 رقم 1968).
3531 -
عن أم هانئ قالت: "كنت قاعدة عند النبي صلى الله عليه وسلم فأُتي بشراب فشرب منه، ثم ناولني فشربت منه، فقلت: إني أذنبت فاستغفر لي. فقال: وما ذاك؟ قالت: كنت صائمة فأفطرت. فقال: أمن قضاء كنت تقضينه؟ قالت: لا. قال: فلا يضرك".
وفي لفظٍ: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصائم المتطوع أمير نفسه -أو أمين نفسه- إن شاء صام وإن شاء أفطر".
رواه الإمام أحمد
(1)
وروى د
(2)
اللفظ الأول -س
(3)
- ق
(4)
بنحوه ت
(5)
-وهذا لفظه- وقال: وحديث أم هانئ فيه مقال.
20 - باب ما جاء في إِيجاب القضاء
3532 -
عن عائشة قالت: "كنت أنا وحفصة صائمتين فعرض لنا طعامًا اشتهيناه فأكلنا منه، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدرتني إليه حفصة -وكانت ابنة أبيها- فقالت: يا رسول الله، إنا كنا صائمتين فعرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه. قال: اقضيا يومًا مكانه".
رواه د
(6)
س
(7)
ت
(8)
-وهذا لفظه- وقال: روى مالك بن أنس ومعمر
(1)
المسند (6/ 341).
(2)
سنن أبي داود (2/ 329 رقم 2456).
(3)
السنن الكبرى (2/ 250 - 251 رقم 3306).
(4)
كذا وقع هذا اللفظ في "الأصل" ولم أجد هذا الحديث في سنن ابن ماجه، ولم يعزه له المزي في تحفة الأشراف، والله أعلم.
(5)
جامع الترمذي (3/ 109 رقم 731، 732).
(6)
سنن أبي داود (2/ 330 رقم 2457).
(7)
السنن الكبرى (2/ 247 - 248 رقم 3290 - 3294).
(8)
جامع الترمذي (3/ 112 رقم 735).
وعبيد الله بن عمر وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاظ عن الزهري عن عائشة مرسلاً، ولم يذكروا فيه:"عن عروة" وهذا أصح.
قلت: إلا أن رواية أبي داود عن غير الزهري وهي عن زميل مولى عروة عن عروة عن عائشة. رواية النسائي من الطريقين، وقال: زميل ليس بالمشهور.
وقال خ
(1)
: لا يُعرف لزميل سماع عن عروة، ولا ليزيد من زميل ولا (تقوم)
(2)
به الحجة.
21 - باب قول الله تعالى {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}
(3)
3533 -
عن سهل بن سعد قالَ: "أُنزلت {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} ولم ينزل {مِنَ الْفَجْرِ} فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود ولا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما فأنزل الله -تعالى- بعد {مِنَ الْفَجْرِ} فعلموا أنه يعني الليل والنهار".
رواه خ
(4)
-وهذا لفظه- م
(5)
وعنده: "رئيهما" بدل "رؤيتهما".
3534 -
عن عدي بن حاتم قال: "لما نزلت {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ
(1)
التاريخ الكبير (3/ 450 رقم 1500).
(2)
تحرفت في "الأصل" والمثبت من التاريخ الكبير.
(3)
سورة البقرة، الآية:187.
(4)
صحيح البخاري (4/ 157 رقم 1917).
(5)
صحيح مسلم (2/ 767 رقم 1091/ 35).
الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} قال عدي: يا رسول الله، إني جعلت تحت وسادتي عقالين عقالاً أبيض وعقالاً أسود أعرف الليل من النهار. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن وسادك لعريض إنما هو سواد الليل وبياض النهار".
رواه خ
(1)
م
(2)
، واللفظ له.
ولفظ البخاري: "لما نزلت {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت انظر في الليل فلا يستبين لي، فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: "إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار".
22 - باب قول الله عز وجل: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ}
(3)
الآية
3535 -
عن البراء -هو ابن عازب- قال: "كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائمًا فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي، وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائمًا فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها: عندك طعام؟ قالت: لا، ولكن أنطلق فأطلب لك. وكان يومه يعمل فغلبته عيناه، فجاءته امرأته فلما رأته قالت: خيبة لك. فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} (3) ففرحوا (بها)
(4)
فرحًا شديدًا ونزلت: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} .
(1)
صحيح البخاري (4/ 157 رقم 1916).
(2)
صحيح مسلم (2/ 766 - 767 رقم 1090).
(3)
سورة البقرة، الآية:187.
(4)
من صحيح البخاري.
رواه خ
(1)
.
3536 -
عن ابن عباس: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ}
(2)
فكان الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إذا (صلوا)
(3)
العتمة حرم عليهم الطعام والشراب والنساء وصاموا إلى القابلة، فاختان رجل نفسه فجامع امرأته وقد صلى العشاء ولم يفطر، فأراد الله عز وجل أن يجعل ذلك يسرًا لمن بقي ورخصة ومنفعة فقال:{عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ}
(4)
وكان هذا مما نفع الله به الناس ورخص لهم ويسر".
رواه د
(5)
.
23 - باب فضل السحور وتأخيره والفطر وتعجيله وتسمية السحور الغداء
3537 -
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تسحروا؛ فإن في السحور بركة".
أخرجاه في الصحيحين
(6)
.
3538 -
عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر". رواه م
(7)
.
(1)
صحيح البخاري (4/ 154 رقم 1915).
(2)
سورة البقرة، الآية:183.
(3)
في "الأصل": صُلي. والمثبت من سنن أبي داود.
(4)
سورة البقرة، الآية:187.
(5)
سنن أبي داود (2/ 295 رقم 2313).
(6)
البخاري (4/ 165 رقم 1923)، ومسلم (2/ 770 رقم 1095).
(7)
صحيح مسلم (2/ 770 - 771 رقم 1096).
3539 -
عن العرباض بن سارية قال: "دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان فقال: هلم إلى الغداء المبارك".
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
س
(3)
.
3540 -
عن المقداد بن معدي كرب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بغداء السحور؛ فإنه هو الغداء المبارك".
رواه س
(4)
.
3541 -
عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتسحر، فقال: إنها بركة أعطاكم الله إياها؛ فلا تدعوه".
رواه س
(5)
.
3542 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تسحروا؛ فإن في السحور بركة".
رواه س
(6)
.
3543 -
وروى
(7)
عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تسحروا؛ فإن في السحور بركة".
3544 -
عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الناس بخير ما
(1)
المسند (4/ 126، 127).
(2)
سنن أبي داود (2/ 303 رقم 2344).
(3)
سنن النسائي (4/ 145 رقم 2162).
(4)
سنن النسائي (4/ 145 رقم 2163).
(5)
سنن النسائي (4/ 145 رقم 2161).
(6)
سنن النسائي (4/ 141 - 142 رقم 2146 - 2150).
(7)
سنن النسائي (4/ 140 - 141 رقم 2143، 2144).
عجلوا الفطر". رواه خ
(1)
م
(2)
.
3545 -
عن أبي عطية قال: "دخلت أنا ومسروق على عائشة، فقلنا: يا أم المؤمنين، رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة، والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة. فقالت: أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة؟ قال: قلنا: عبد الله بن مسعود. قالت: كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم". رواه م
(3)
.
3546 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الدين ظاهرًا ما عجل الناس الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يؤخرون". رواه د
(4)
.
3547 -
عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور". رواه الإمام أحمد
(5)
.
3548 -
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل أحب عبادي إليَّ أعجلهم فطرًا".
رواه الإمام أحمد
(6)
ت
(7)
، وقال: حديث حسن غريب.
3549 -
وأخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني، أن محمود بن إسماعيل الصيرفي، أخبرهم وهو حاضر، أبنا محمد (بن)
(8)
عبد الله بن شاذان،
(1)
صحيح البخاري (4/ 234 رقم 1957).
(2)
صحيح مسلم (2/ 771 رقم 1098).
(3)
صحيح مسلم (2/ 177 - 772 رقم 1099).
(4)
سنن أبي داود (2/ 305 رقم 2353).
(5)
المسند (5/ 172).
(6)
المسند (2/ 329).
(7)
جامع الترمذي (3/ 83 رقم 700).
(8)
سقطت من "الأصل".
أبنا عبد الله بن محمد القباب، ثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، ثنا سليمان بن عبد الجبار، ثنا إسحاق بن عيسى بن الطباع، ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكلة السحر بركة فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء".
3550 -
وبه قال: أبنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم (نا)
(1)
المقدمي، ثنا عبد الواحد (بن)
(2)
ثابت، عن ثابت، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم:"تسحروا ولو بجرعة من ماء".
عبد الرحمن بن زيد تكلم فيه بعض الأئمة
(3)
.
3551 -
وبه أبنا أحمد بن عمرو، ثنا محمد بن عمار الرازي، ثنا إسحاق بن سليمان، عن معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "قربي غداءك المبارك. وربما لم يكن إلا تمرة
(4)
".
3550 - خرجه الضياء في المختارة (5/ 130 رقم 1752).
(1)
سقطت من الأصل وأثبتها من المختارة، والمقدمي هو أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن علي بن عطاء بن مقدم، شيخ ابن أبي عاصم، ترجمته في التهذيب (24/ 534 - 537)، والحديث رواه العقيلي في الضعفاء (3/ 50)، وأبو يعلى (6/ 87 رقم 3340) والضياء في المختارة (5/ 130 - 131 رقم 1753، 1754) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي به.
(2)
في "الأصل": ثنا. والمثبت من المختارة، وهو كذلك في ضعفاء العقيلي ومسند أبي يعلى وغيرهما، وقال العقيلي: عبد الواحد بن ثابت الباهلي عن ثابت البناني لا يتابع على حديثه.
(3)
ترجمته في التهذيب (17/ 114 - 119 رقم 3820).
(4)
كذا في "الأصل" والحديث رواه مسدد في مسنده -كما في المطالب العالية (1/ 409 رقم 1078) - وأبو يعلى في مسنده (8/ 137 - 138 رقم 4679) من طريق معاوية بن يحيى به، وفيه:"وربما لم يكن إلا تمرتين" والله أعلم.
معاوية بن يحيى تكلم فيه بعض الأئمة
(1)
.
3552 -
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أراد أن يصوم فليتسحر (بشيءٍ)
(2)
".
رواه الإمام أحمد
(3)
.
24 - باب وقت السحور
3553 -
عن ابن عمر قال: "كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان بلال وابن أم مكتوم الأعمى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى (تسمعوا أذان)
(4)
ابن أم مكتوم. قال: ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا".
3554 -
عن القاسم عن عائشة بمثله.
رواهما خ
(5)
م
(6)
وهذا لفظه، ولفظ البخاري: عن نافع عن ابن عمر، والقاسم بن محمد عن عائشة:"إن بلالاً كان يؤذن بليل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم؛ فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر. قال القاسم: لم يكن بين أذانهما إلا أن يرقى هذا وينزل هذا".
3555 -
عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يمنعن أحدكم منكم أذان بلال -أو قال: نداء بلال- من سحوره فإنه قال: يؤذن -أو قال: ينادي- ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم. وقال: ليس أن يقول هكذا وهكذا وصوب يده ورفعها
(1)
ترجمته في التهذيب (28/ 221 - 224).
(2)
من المسند.
(3)
المسند (3/ 367، 379).
(4)
في صحيح مسلم: يؤذن.
(5)
صحيح البخاري (4/ 162 رقم 1918، 1919).
(6)
صحيح مسلم (2/ 768 رقم 1092).
حتى يقول هكذا وهكذا. وفرج بين أصبعيه"
(1)
.
وفي لفظ
(2)
: "وليس أن يقول هكذا ولكن يقول هكذا! " يعني: الفجر هو المعترض، وليس المستطيل".
رواه خ
(3)
م، وهذا لفظه.
3556 -
عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال ولا بياض الأفق المستطيل هكذا حتى يستطير هكذا. وحكاه حماد بيده قال: يعني معترضًا".
رواه مسلم
(4)
.
3557 -
عن زيد بن ثابت قال: "تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: ثم قمنا إلى الصلاة. قلت: كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسين آية".
رواه خ
(5)
م
(6)
، واللفظ له.
3558 -
عن سهل بن سعد قال: "كنت أتسحر في أهلي ثم يكون سرعة بي أن أدرك صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم".
رواه خ
(7)
.
3559 -
عن قيس بن طلق عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلوا
(1)
صحيح مسلم (2/ 768 - 769 رقم 1093).
(2)
صحيح مسلم (2/ 769 رقم 1093/ 40).
(3)
صحيح البخاري (2/ 123 رقم 621).
(4)
صحيح مسلم (2/ 770 رقم 1094).
(5)
صحيح البخاري (2/ 64 رقم 575).
(6)
صحيح مسلم (2/ 771 رقم 1097).
(7)
صحيح البخاري (2/ 65 رقم 576).
3559 -
خرجه الضياء في المختارة (8/ 158 رقم 168).
واشربوا، ولا يهيدنكم
(1)
الساطع المصعد، فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر"
(2)
.
رواه الإمام أحمد
(3)
: "ليس الفجر بالمستطيل في الأفق، ولكنه المعترض الأحمر".
3560 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سمع أحدكم النداء والإناء (في)
(4)
يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه".
رواه د
(5)
.
3561 -
عن زر بن حبيش قال: "تسحرت ثم انطلقت إلى المسجد، فمررت بمنزل حذيفة بن اليمان، فدخلت عليه فأمر لي بلقحة فحلبت (بقدر)
(6)
فسخنت، ثم قال: ادن فكل. فقلت: إني أريد الصوم. قال: وأنا أريد الصوم. فأكلنا وشربنا، ثم أتينا المسجد فأقيمت الصلاة، ثم قال حذيفة: هكذا فعل بي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: أبعد الصبح؟ قال: نعم هو الصبح غير أن لم تطلع الشمس".
(1)
أي: لا تنزعجوا للفجر المستطيل فتمتنعوا به عن السحور، فإنه الصبح الكاذب، وأصل الهيد: الحركة، وقد هِدت الشيء أهيدُه هَيْدًا، إذا حركته وأزعجته. النهاية (5/ 286 - 287).
(2)
رواه أبو داود (2/ 304 رقم 2348)، والترمذي (3/ 85 رقم 705) وابن خزيمة (3/ 211 رقم 1930)، والدارقطني (2/ 166 رقم 7)، وقال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقال ابن خزيمة: إن صح الخبر؛ فإني لا أعرف عبد الله بن النعمان هذا بعدالة ولا جرح، ولا أعرف عنه راوياً غير ملازم بن عمرو. وقال الدارقطني: قيس بن طلق ليس بالقوى.
(3)
المسند (4/ 23).
(4)
في سنن أبي داود: على.
(5)
سنن أبي داود (2/ 304 رقم 2350).
(6)
تحرفت في "الأصل". والمثبت من المسند.
رواه الإمام أحمد
(1)
-وهذا لفظه- ق
(2)
س
(3)
.
3562 -
رواه
(4)
من طريق شعبة، عن عدي بن ثابت، عن زر.
وعن
(5)
أبي يعفور، عن إبراهيم، عن صلة، ولم يرفعاه.
وقال
(6)
: لا نعلم أحدًا رفعه غير عاصم، فإن كان رفعه صحيحًا فمعناه أنه قرب النهار؛ كقول الله عز وجل:(فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُننَّ)
(7)
معناه إذا قاربن البلوغ، كقول القائلين
(8)
: بلغنا المنزل، إذا قاربه.
25 - باب وقت فطر الصائم
3563 -
عن عاصم بن عمر بن الخطاب عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم".
رواه خ
(9)
-واللفظ له- م
(10)
.
3564 -
عن عبد الله بن أبي أوفى قال: "سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
(1)
المسند (5/ 396).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 541 رقم 1695).
(3)
سنن النسائي (4/ 142 رقم 2151).
(4)
سنن النسائي (4/ 142 رقم 2152).
(5)
سنن النسائي (4/ 142 - 143 رقم 2153).
(6)
ليس هذا الكلام في المجتبى ولا في السنن الكبرى (2/ 77)، ونقله المزي في تحفة الأشراف (3/ 32 رقم 3325).
(7)
سورة الطلاق، الآية:2.
(8)
في تحفة الأشراف: القائل.
(9)
صحيح البخاري (4/ 231 رقم 1954).
(10)
صحيح مسلم (2/ 772 رقم 1100).
صائم- فلما غربت الشمس، قال لبعض القوم: يا فلان، أنزل فاجدح لنا. فقال: يا رسول الله، لو أمسيت. قال: أنزل فاجدح لنا. قال: إن عليك نهارًا. قال: أنزل فاجدح لنا. قال: فنزل فجدح لهم، فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: إذا رأيتم الليل قد أقبل من ها هنا؛ فقد أفطر الصائم. وأشار بأصبعه قبل المشرق".
رواه خ
(1)
-وهذا لفظه- م
(2)
وعنده: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر في شهر رمضان" وعنده: "إذا غابت الشمس من ها هنا، وجاء الليل من ها هنا، فقد أفطر الصائم".
قال مسلم: وليس في حديث أحد منهم "في شهر رمضان" ولا قوله: "وجاء الليل من ها هنا" إلا في رواية هشيم وحده.
26 - باب ما يستحب الفطر عليه
3565 -
عن سلمان بن عامر الضبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر؛ فإن لم يجد فليفطر على ماءٍ؛ فإنه طهور".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
ت
(5)
س
(6)
ق
(7)
-لفظ الترمذي- وقال: حديث حسن صحيح.
3566 -
عن أنس بن مالك قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي
(1)
صحيح البخاري (4/ 233 رقم 1956).
(2)
صحيح مسلم (2/ 772 - 773 رقم 1101).
(3)
المسند (4/ 17).
(4)
سنن أبي داود (2/ 305 رقم 2355).
(5)
جامع الترمذي (3/ 78 - 79 رقم 695).
(6)
السنن الكبرى (2/ 254 - 255 رقم 3319 - 3326).
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 542 رقم 1699).
3566 -
خرجه الضياء في المختارة (4/ 211 - 212 رقم 1584 - 1586).
على رطبات؛ فإن (لم)
(1)
تكن رطبات فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماءٍ".
رواه الإمام أحمد
(2)
د
(3)
ت
(4)
وقال: حديث حسن غريب.
27 - باب ما يقال عند الإِفطار وفضل الدعاء عنده
3567 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله عز وجل دون الغمام يوم القيامة ويفتح لها أبواب السماء، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين".
رواه الإمام أحمد
(5)
ق
(6)
س
(7)
ت
(8)
وقال: حديث حسن.
3568 -
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد. قال ابن أبي مليكة: سمعت عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر: اللَّهم إني اسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي".
رواه ق
(9)
.
(1)
تكررت في "الأصل".
(2)
المسند (3/ 164).
(3)
سنن أبي داود (2/ 306 رقم 2356).
(4)
جامع الترمذي (3/ 79 رقم 696)
(5)
المسند (2/ 305، 445).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 557 رقم 1752).
(7)
كذا وقع هذا الرمز في "الأصل" ولم أجده عند النسائي، ولم يعزه له المزي في التحفة (11/ 90 - 91 رقم 15457).
(8)
جامع الترمذي (5/ 539 - 540 رقم 3598).
(9)
سنن ابن ماجه (1/ 557 رقم 1753).
3569 -
عن مروان -يعني: ابن سالم المقفع- قال: "رأيت ابن عمر يقبض على لحيته فيقطع ما زادت على الكف، وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله".
رواه د
(1)
س
(2)
.
3570 -
عن ابن عباس قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: اللَّهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا، فتقبل منا إنك أنت السميع العليم".
رواه الدارقطني
(3)
، من رواية عبد الملك بن هارون بن (عنترة)
(4)
عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس. وعبد الملك ضعفه غير واحد من الأئمة
(5)
.
3571 -
عن معاذ بن زهرة أنه بلغه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال: اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت".
رواه د
(6)
.
28 - باب فيمن أفطر في رمضان ثم طلعت الشمس
3572 -
عن أسماء بنت أبي بكر قالت: "أفطرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غيم ثم طلعت الشمس، قيل لهشام -هو ابن عروة-: فأمروا بالقضاء؟ قال:
(1)
سنن أبي داود (2/ 306 رقم 2357).
(2)
السنن الكبرى (2/ 255 رقم 3329، 6/ 82 رقم 10131).
(3)
سنن الدارقطني (2/ 185 رقم 26).
(4)
في "الأصل": عبيدة. وهو تحريف.
(5)
قال الإمام أحمد: ضعيف الحديث. وقال ابن معين: كذاب. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ذاهب الحديث. ترجمته في التاريخ الكبير (5/ 436 رقم 1423)، والجرح والتعديل (5/ 374 رقم 1748) وغيرهما.
(6)
سنن أبي داود (2/ 306 رقم 2358).
بُدٌّ من قضاء
(1)
"
(2)
.
3573 -
عن خالد بن أسلم
(3)
: "أن عمر بن الخطاب أفطر في رمضان في يوم غيم، ورأى أنه قد أمسى وغابت الشمس، فجاءه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، قد طلعت الشمس! فقال عمر: الخطب يسير".
رواه الإمام الشافعي
(4)
.
29 - باب النهي عن الوصال في الصوم
3574 -
عن عبد الله بن عمر قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال، قالوا: إنك تواصل! قال: إني لست مثلكم؛ إني أطعم وأسقى".
رواه خ
(5)
وعنده: قالوا: إنك تواصل! قال: إني لست كهيئتكم".
وفي لفظ لمسلم
(6)
: "أن رسول الله علي صلى الله عليه وسلم واصل في رمضان فواصل الناس فنهاهم، قيل له: أنت تواصل! قال: إني لست كهيئتكم".
وفي لفظ لمسلم: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم واصل في رمضان، فواصل (الناس، فنهاهم)
(7)
قيل له: أنت تواصل: قال: إني لست مثلكم؛ إني أطعم وأسقى".
3575 -
عن أبي هريرة قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال، فقال رجل من المسلمين: فإنك يا رسول الله تواصل! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأيكم مثلي؟
(1)
قال ابن حجر في الفتح (4/ 235): هو استفهام إنكار محذوف الأداة، والمعنى: لا بد من قضاء، ووقع في رواية أبي ذر "لا بد من قضاء".
(2)
رواه البخاري (4/ 235 رقم 1959).
(3)
خالد بن أسلم القرشي العدوي أخو زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب، ترجمته في التهذيب (8/ 28 - 29).
(4)
مسند الشافعي (ص 103).
(5)
صحيح البخاري (4/ 165 رقم 1922).
(6)
صحيح مسلم (2/ 774 رقم 1102).
(7)
من صحيح مسلم.
إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني. فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يومًا ثم يومًا، ثم رأوا الهلال، فقال: لو تأخر الهلال لزدتكم -كالمنكل لهم حين أبوا أن ينتهوا".
رواه خ
(1)
م
(2)
واللفظ له.
وفي البخاري: "لو تأخر لزدتكم. كالتنكيل لهم".
وفي لفظ: قال: "إياكم والوصال -مرتين. قالوا: إنك تواصل! قال: (إني)
(3)
أبيت يطعمني ربي ويسقيني؛ فاكْلَفُوا
(4)
من العمل ما تطيقون".
لفظ خ
(5)
، ولفظ م
(6)
: "إياكم والوصال. قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله! قال: إنكم لستم في ذلك مثلي، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني؛ فاكلفوا من العمل ما تطيقون".
وفي لفظ: " (فاكلفوا)
(7)
ما لكم به طاقة".
3576 -
عن عائشة قالت: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة لهم، قالوا: إنك تواصل! قال: إني لست كهيئتكم؛ إني يطعمني ربي ويسقيني".
رواه خ
(8)
م
(9)
ولفظه: قالت: "نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال
…
" والباقي مثله.
(1)
صحيح البخاري (4/ 242 رقم 1965).
(2)
صحيح مسلم (2/ 774 رقم 1103).
(3)
من صحيح البخاري.
(4)
يقال: كَلِفت بهذا الأمر أكلف به، إذا وُلِعت به وأحببته. النهاية (4/ 196).
(5)
صحيح البخاري (4/ 242 رقم 1966).
(6)
صحيح مسلم (2/ 774، 775 رقم 1103/ 58).
(7)
في "الأصل": فاكفلوا. والمثبت من صحيح مسلم.
(8)
صحيح البخاري (4/ 238 رقم 1964).
(9)
صحيح مسلم (2/ 776 رقم 1105).
3577 -
عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تواصلوا. قالوا: إنك تواصل! قال: إني لست كأحدكم، إني أُطعم وأُسقى -أو إني أبيت أُطعم وأُسقى".
رواه خ
(1)
بهذا اللفظ.
وروى مسلم
(2)
قال: "واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول
(3)
شهر رمضان، فواصل ناس من المسلمين، فبلغه ذلك فقال: لو مُدَّ لنا الشهر لواصلنا وصالا يدع المتعمقون
(4)
تعمقهم؛ إنكم لستم مثلي -أو قال: إني لست مثلكم- إني أظل يطعمني ربي ويسقيني".
3578 -
عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تواصلوا؛ فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى الفجر. قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله! قال: إني لست كهيئتكم؛ إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقيني".
رواه خ
(5)
.
3579 -
عن ليلى امرأة بشير -هو ابن الخصاصية- قالت: "أردت أن أصوم يومين مواصلة، فمنعني بشير وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه وقال: يفعل ذلك النصارى، ولكن صوموا كما أمركم الله عز وجل وأتموا الصيام إلى الليل؛ فإذا كان الليل فأفطروا".
رواه الإمام أحمد
(6)
.
(1)
صحيح البخاري (4/ 238 رقم 1961).
(2)
صحيح مسلم (2/ 776 رقم 1104/ 60).
(3)
قال النووي في شرح مسلم (2/ 77): كذا هو في كل النسخ ببلادنا، وكذا نقله القاضي عن أكثر النسخ. قال: وهو وهم من الراوي، وصوابه:"آخر شهر رمضان" وكذا رواه بعض رواة صحيح مسلم، وهو الموافق للحديث الذي قبله ولباقي الأحاديث.
(4)
المتعمق: المبالغ في الأمر المتشدد فيه، الذي يطلب أقصى غايته. النهاية (3/ 299).
(5)
صحيح البخاري (4/ 238 رقم 1963).
(6)
المسند (5/ 225).
30 - باب فيما ينبغي تركه في الصوم
3580 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به؛ فليس للَّه حاجة في أن ياع طعامه وشرابه".
رواه خ
(1)
.
3581 -
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، وإن سابه أحد أو قاتله؛ فليقل: إني امرؤ صائم".
رواه خ
(2)
م
(3)
.
3582 -
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورُبَّ قائم ليس له من قيامه إلا السهر".
رواه س
(4)
ق
(5)
.
3583 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني، أن أبا علي الحداد أخبرهم -وهو حاضر- أبنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، أبنا أبو القاسم سليمان ابن أحمد الطبراني، ثنا يعقوب -هو ابن حميد- ثنا أنس بن عياض، عن الحارث ابن عبد الرحمن، عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " (ليس الصيام بالطعام والشراب)
(6)
إنما الصيام من اللغو والرفث".
(1)
صحيح البخاري (4/ 139 رقم 1903).
(2)
صحيح البخاري (4/ 125 رقم 1894).
(3)
صحيح مسلم (2/ 806 رقم 1151).
(4)
السنن الكبرى (2/ 239 رقم 3249، 3250).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 539 رقم 1690).
(6)
كذا في "الأصل" والحديث رواه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 83 - 84) من طريق أن بن عياض وعثمان بن مكتل عن الحارث بن عبد الرحمن به=
31 - باب كراهية الصوم في السفر ووضع الصوم عن الحامل والمرضع
3584 -
عن ابن عباس: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد
(1)
ثم أفطر، قال: وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره".
رواه خ
(2)
م
(3)
وهذا لفظه، ولفظ البخاري: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة ومعه عشرة آلاف -وذلك على رأس ثمان سنين ونصف من مقدمه المدينة- فسار بمن معه من المسلمين إلى مكة، يصوم ويصومون، حتى بلغ الكديد -وهو ماء بين عسفان و (قديد)
(4)
- أفطر وأفطروا".
وفي لفظ له
(5)
: "فلم يزل مفطرًا حتى انسلخ الشهر".
قال الزهري: وإنما يؤخذ من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الآخر فالآخر.
وفي لفظ له
(6)
: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة في رمضان (فصام)
(7)
=أبي ذباب به، وفيه:"ليس الصيام من الأكل والشرب فقط".
وكذا رواه ابن حبان -موارد الظمآن (1/ 393 رقم 896) - والخطيب في الموضح (1/ 83) والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 270) وغيرهم من طريق الحارث بن عبد الرحمن، عن عمه، عن أبي هريرة.
وقال الخطيب: ولعل الحديث عند الحارث عن عمه وعن عطاء بن ميناء جميعًا عن أبي هريرة؛ فيصح القولان معًا، والله أعلم.
(1)
الكديد: موضع بالحجاز على اثنين وأربعين ميلاً من مكة. معجم البلدان (4/ 501).
(2)
صحيح البخاري (7/ 595 رقم 4276).
(3)
صحيح مسلم (2/ 784 رقم 1113).
(4)
في "الأصل": قد. والمثبت من صحيح البخاري.
(5)
صحيح البخاري (7/ 595 رقم 4275).
(6)
صحيح البخاري (4/ 213 رقم 1944).
(7)
من صحيح البخاري.
حتى إذا بلغ الكديد أفطر؛ فأفطر الناس".
قال البخاري: والكديد: ماء بين عسفان وقديد.
وعند مسلم
(1)
: "فكان الفطر آخر الأمرين، وإنما يؤخذ من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالآخر فالآخر".
قال الزهري: فصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان. قال سفيان -يعني ابن عيينة-: لا أدري من قول (من)
(2)
هو. يعني: كان يؤخذ بالآخر فالآخر من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3585 -
وعن ابن عباس: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة فصام حتى بلغ عسفان، فدعا بماءٍ فرفعه إلى يده ليريه الناس، فأفطر حتى بلغ مكة -وذلك في رمضان- فكان ابن عباس يقول: قد صام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفطر؛ فمن شاء صام ومن شاء أفطر".
رواه خ
(3)
-وهذا لفظه-
(4)
وعنده: "ثم دعا بإناءٍ فيه شراب، فشربه نهارًا ليريه الناس".
3586 -
عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فرأى زحامًا ورجلاً قد ظُلل عليه، فقال: ما هذا؟! قالوا: صائم. قال: ليس من البر الصوم في السفر! ".
رواه خ
(5)
-وهذا لفظه- م
(6)
ولفظه: "فرأى رجلاً قد اجتمع الناس عليه،
(1)
صحيح مسلم (2/ 785 رقم 1113).
(2)
من صحيح مسلم.
(3)
صحيح البخاري (4/ 220 رقم 1948).
(4)
صحيح مسلم (2/ 785 رقم 1130).
(5)
صحيح البخاري (4/ 216 رقم 1946).
(6)
صحيح مسلم (2/ 786 رقم 1115).
وقد ظُلل عليه، فقال: ما له؟! قالوا: رجل صائم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس من البر أن تصوموا في السفر".
وعنده: قال شعبة: وكان يبلغني عن يحيى بن أبي كثير أنه كان يزيد في هذا الحديث أنه قال: "عليكم برخصة الله الذي رخص لكم" قال: فلما سألته لم يحفظه.
3587 -
وعن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم
(1)
فصام الناس، ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه، ثم شرب، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام. فقال: أولئك العصاة، أولئك العصاة"
(2)
.
وفي لفظ
(3)
: فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإنما ينظرون فيما فعلت. فدعا بقدح من ماءٍ بعد العصر فشرب".
رواه م.
3588 -
عن ابن عباس قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح في شهر رمضان، فصام حتى مر بغدير في الطريق، وذلك في نحر الظهيرة
(4)
فعطش الناس وجعلوا يمدون أعناقهم وتتوق أنفسهم (إليه)
(5)
قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه ماءٌ، فأمسكه على يده حتى رآه الناس، ثم شرب فشرب الناس".
(1)
كراع الغميم: موضع بناحية الحجاز بين مكة والمدينة، وهو وادٍ أمام عسفان بثمانية أميال. معجم البلدان (4/ 503).
(2)
صحيح مسلم (2/ 785 رقم 1114/ 90).
(3)
صحيح مسلم (2/ 786 رقم 1114/ 91).
(4)
هو حين تبلغ الشمس منتهاها من الارتفاع، كأنها وصلت إلى النحر، وهو أعلى الصدر. النهاية (5/ 27).
(5)
في "الأصل": إليهم. والمثبت من المسند.
رواه الإمام أحمد
(1)
.
3589 -
عن أبي سعيد قال: "أتى
(2)
رسول الله صلى الله عليه وسلم على نهر (من السماء)
(3)
والناس صيام في يوم صائف (مشاة)
(4)
ونبي الله صلى الله عليه وسلم على بغلةٍ له، فقال: اشربوا أيها الناس (قال)
(5)
: فأبوا. قال: إني لست مثلكم، إني أيسر منكم، إني راكب. فأبوا، فثنى رسول الله فخذه، فنزل وشرب وشرب الناس، وما كان يريد أن يشرب".
رواه أبو يعلى الموصلي
(6)
بهذا اللفظ.
ورواه الإمام أحمد
(7)
بنحوه -وعنده: " (على اللبن)
(8)
من ماء السماء". وفي لفظ
(9)
: "فمررنا بنهر فيه ماء من ماء السماء"- وأبو حاتم بن حبان
(10)
.
3590 -
عن جابر بن عبد الله قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها -وذلك في رمضان- فصام رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فضعف ضعفًا شديدًا، وكاد العطش يقتله، وجعلت ناقته تدخل تحت العضاة فأُخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ائتوني به. (فأتي به)
(11)
. فقال: ألست في سبيل الله ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر. فأفطر".
(1)
المسند (1/ 366).
(2)
في مسند أبي يعلى: قام.
(3)
في مسند أبي يعلى: من ماء السماء.
(4)
في مسند أبي يعلى: وهم مشاة.
(5)
في مسند أبي يعلى: قالوا: نشرب يا رسول الله: قال: فقال.
(6)
مسند أبي يعلى (2/ 420 رقم 1214).
(7)
المسند (3/ 46) واللفظ له.
(8)
كذا في "الأصل": ولم أجد هذا اللفظ في مسند أحمد.
(9)
المسند (3/ 12).
(10)
الإحسان (8/ رقم 3556)، وموارد الظمآن (1/ 398 رقم 909).
(11)
من المسند.
رواه الإمام أحمد
(1)
.
3591 -
عن أنس بن مالك -رجل من بني عبد الله بن كعب، أخو بني قشير- قال:"أغارت علينا خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يأكل، فقال: اجلس فأصب من طعامنا هذا. فقلت: إني صائم. قال: اجلس أحدثك عن الصلاة وعن الصوم، إن الله وضع شطر الصوم -أو نصف الصلاة والصوم- عن المسافر وعن المرضع أو الحبلى. والله لقد قالهما جميعًا أو أحدهما. قال: فيا لهف نفسي ألا أكون أكلت من طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم".
رواه الإمام أحمد
(2)
.
وعنده: "إن الله تبارك وتعالى وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحبلى وعن المرضع. قال: كان بعد ذلك يتلهف يقول: ألا أكون أكلت من طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دعاني".
رواه د
(3)
-واللفظ له- س
(4)
ق
(5)
ت
(6)
، وقال: حديث حسن، ولا نعرف لأنس بن مالك (هذا)
(7)
عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث.
3592 -
عن أنس بن مالك قال: "رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم للحبلى التي تخاف على نفسها أن تفطر، وللمرضع التي تخاف على ولدها".
رواه ق
(8)
من رواية الربيع بن بدر، وقد ضعفه غير واحدٍ من الأئمة
(9)
.
(1)
المسند (3/ 329).
(2)
المسند (4/ 347، 5/ 29).
(3)
سنن أبي داود (2/ 317 رقم 2408).
(4)
سنن النسائي (4/ 180 رقم 2274).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 533 رقم 1667).
(6)
جامع الترمذي (3/ 94 رقم 715).
(7)
من جامع الترمذي.
(8)
سنن ابن ماجه (1/ 533 رقم 1668).
(9)
ترجمته في التهذيب (9/ 63 - 66).
3593 -
عن كعب بن عاصم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس من البر الصيام في السفر".
رواه الإمام أحمد
(1)
س
(2)
ق
(3)
.
3594 -
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس من البر الصيام في السفر".
رواه ق
(4)
.
3595 -
عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صائم (رمضان)
(5)
في السفر كالمفطر في الحضر"
(6)
.
رواه ق
(7)
.
3596 -
عن عمرو بن ضمرة الضمري قال: "قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفرٍ، فقال: انتظر الغداء يا أبا أمية. فقلت: إني صائم. فقال: ادن مني حتى أخبرك عن المسافر، إن الله عز وجل وضع عنه الصيام ونصف الصلاة".
رواه س
(8)
.
(1)
المسند (5/ 434).
(2)
سنن النسائي (4/ 174 - 175 رقم 2254).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 532 رقم 1664).
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 532 رقم 1665).
3595 -
خرجه الضياء في المختارة (3/ 110 - 111 رقم 911، 912).
(5)
من سنن ابن ماجه.
(6)
رواه النسائي (4/ 183 رقم 2283 - 2285) عن عبد الرحمن بن عوف موقوفًا.
قال أبو زرعة: الصحيح موقوف. علل الحديث (1/ 239 رقم 694).
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 532 رقم 1666).
(8)
سنن النسائي (4/ 178 رقم 2266).
3597 -
عن عبد الله بن الشخير قال: "كنت مسافرًا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل، وأنا صائم، قال: أتدري ما وضع الله عن المسافر؟ قلت: وما وضع الله عن المسافر؟ قال: الصوم وشطر الصلاة".
رواه س
(1)
.
3598 -
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تبارك وتعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته".
رواه الإمام أحمد
(2)
وابن خزيمة في صحيحه
(3)
.
32 - باب أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالفطر في السفر للتقوي على العدو والأشغال
3599 -
عن قزعة قال: "أتيت أبا سعيد الخدري وهو مكثور عليه
(4)
، فلما تفرق الناس عنه قلت: إني لا أسألك عما يسألك هؤلاء عنه، سألته عن الصوم في السفر، قال: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ونحن صيام، قال: فنزلنا منزلًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم.
3597 - خرجه الضياء في المختارة (9/ 477 رقم 460).
(1)
سنن النسائي (4/ 182 رقم 2280).
(2)
المسند (2/ 108).
(3)
صحيح ابن خزيمة (2/ 73 رقم 950).
(4)
يقال: رجل مكثور عليه: إذا كثرت عليه الحقوق والمطالبات، أراد أنه كان عنده جمع من الناس يسألونه عن أشياء، فكأنهم كان لهم عليه حقوق فهم يطلبونها. النهاية (4/ 153).
فكانت رخصة فمنا من صام ومنّا من أفطر، ثم نزلنا منزلًا آخر، فقال: إنكم مصبحو عدوكم والفطر أقوى لكم؛ فأفطروا. فكانت عزيمة؛ فأفطرنا، ثم لقد (رأيتنا)
(1)
نصوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في السفر".
رواه م
(2)
.
3600 -
عن ابن عباس قال: "خرج النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان إلى حنين، والناس مختلفون فصائم ومفطر، فلما استوى على راحلته دعا بمناء من لبن أو ماء فوضعه على راحلته -أو راحته- ثم نظر الناس، فقال المفطرون للصوام: أفطروا".
رواه خ
(3)
وقال: قال عبد الرزاق: أبنا معمر، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:"خرج النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح"
(4)
.
قال الحافظ أبو عبد الله: والصحيح عام الفتح، وقول من قال:"حنين". وهم من قائله، واللَّه أعلم.
3601 -
عن أنس قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر، قال: فنزلنا منزلاً في يوم حارًّ وأكثرنا ظلًّا صاحب الكساء، فمنا من يتقي الشمس بيده، قال: فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذهب المفطرون اليوم بالأجر".
رواه خ
(5)
م
(6)
، وهذا لفظه.
3602 -
عن معمر بن أبي حُيَيَّة عن ابن المسيب: "أنه سأله عن الصوم في
(1)
من صحيح مسلم.
(2)
صحيح مسلم (2/ 789 رقم 1120).
(3)
صحيح البخاري (7/ 595 رقم 4277).
(4)
صحيح البخاري (7/ 595 رقم 4278).
(5)
صحيح البخاري (4/ 219 رقم 1947).
(6)
صحيح مسلم (2/ 788 رقم 1119).
السفر، فحدث أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:"غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان غزوتين يوم بدر والفتح فأفطرنا فيهما".
رواه ت
(1)
(وقال)
(2)
حديث عمر لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قال الحافظ: هو من رواية (ابن)
(3)
لهيعة.
3603 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن دهبل بن كاره الحريمي -بالحريم- أن أبا غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء أخبرهم -قراءة عليه- أبنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري، أبنا محمد بن المظفر بن موسى أبو الحسين الحافظ، ثنا أبو الفضل العباس بن علي بن العباس، ثنا الحسين بن السكن، ثنا أبو زيد الهروي -هو سعيد بن الربيع البصري- ثنا شعبة، عن عمرو ابن دينار قال: سمعت ابن عمر يقول: (قال)
(4)
رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوم فتح مكة: "إنه يوم قتال فأفطروا"
(5)
.
ورواه عيسى بن يونس عن شعبة أيضًا.
33 - باب جواز الصوم في السفر
3604 -
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: "أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنبي صلى الله عليه وسلم أأصوم في السفر؟ وكان كثير الصيام: فقال: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر".
(1)
جامع الترمذي (3/ 93 رقم 714).
(2)
ليست في الأصل.
(3)
سقطت من "الأصل" وأثبتها من جامع الترمذي، وهو عبد الله بن لهيعة المصري، تقدم الكلام عليه مرارًا.
(4)
تكررت في الأصل.
(5)
رواه عبد الرزاق في المصنف (5/ 302 رقم 9688) عن عبد الله عن -تحرفت في المصنف إلى "ابن"- شعبة عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير مرسلاً.
رواه خ
(1)
م
(2)
، وليس عنده:"كثير الصيام".
وعنده
(3)
أيضًا: "إني رجل أسرد الصوم أفأصوم في السفر".
3605 -
عن حمزة بن عمرو الأسلمي أنه قال: "يا رسول الله، أجد بي قوة على الصيام في السفر، فهل عليَّ جناح؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي رخصة من الله -تعالى- فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه". رواه م
(4)
.
3606 -
عن أبي الدرداء قال: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شهر رمضان في حرٍّ شديدٍ، حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة". رواه خ
(5)
م
(6)
، وهذا لفظه.
3607 -
عن أنس بن مالك قال: "كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم". رواه خ
(7)
-وهذا لفظه- م
(8)
.
3608 -
عن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله قالا: "سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصوم الصائم ويفطر المفطر فلا يعيب بعضهم على بعض". رواه م
(9)
.
3608 م- عن أبي سعيد الخدري قال: "غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لست عشرة مضت من رمضان، فمنا من صام ومنا من أفطر، فلم يعب الصائم على المفطر
(1)
صحيح البخاري (4/ 211 رقم 1943).
(2)
صحيح مسلم (2/ 789 رقم 1121/ 103).
(3)
صحيح مسلم (2/ 789 رقم 1121/ 104).
(4)
صحيح مسلم (790/ 2 رقم 1121/ 107).
(5)
صحيح البخاري (4/ 215 رقم 1945).
(6)
صحيح مسلم (2/ 790 رقم 1122).
(7)
صحيح البخاري (4/ 219 رقم 1947).
(8)
صحيح مسلم (2/ 787 - 788 رقم 1118).
(9)
صحيح مسلم (2/ 787 رقم 1117).
ولا المفطر على الصائم"
(1)
وفي لفظ
(2)
: "يرون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك أحسن، ويرون أن من وجد ضعفًا فأفطر فإن ذلك حسن".
رواه م من رواية شعبة وسعيد والتيمي وعمر بن عامر وهشام وهمام عن قتادة. وقال: في حديث التيمي وعُمَر بن عامر وهشام: "لثمان عشرة خلت" وفي حديث سعيد: "في ثنتي عشرة" وشعبة "لسبع عشرة أو تسع عشرة". وقوله: "لست عشرة مضت" هو من حديث همام بن يحيى.
3609 -
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا".
أخرجاه في الصحيحين
(3)
.
3610 -
عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام يومًا في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسبرة مائة عام".
رواه س
(4)
.
3611 -
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام يومًا في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفًا".
رواه س
(5)
.
3612 -
عن عائشة قالت: "خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة في
(1)
صحيح مسلم (2/ 786 رقم 1116/ 93 - 94).
(2)
صحيح مسلم (2/ 787 رقم 1116/ 96).
(3)
البخاري (6/ 56 رقم 2840)، ومسلم (2/ 808 رقم 1153).
(4)
سنن النسائي (4/ 174 رقم 2253).
(5)
سنن النسائي (4/ 171 رقم 2243).
رمضان، فأفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصمتُ وقصر وأتممتُ، فقلت: بأبي وأمي أفطرتَ وصمتُ وقصرتَ وأتممتُ. فقال: أحسنت يا عائشة".
رواه الدارقطني
(1)
وقال: إسناد حسن.
3613 -
عن سلمة بن المحبق أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أدركه رمضان له حمولة تأوي إلى شبع فليصم رمضان حيث أدركه".
رواه الإمام أحمد
(2)
د
(3)
.
34 - باب متى يفطر المسافر إِذا خرج ومسيرة ما يفطر فيه
3614 -
عن عبيد بن جبر قال: كنت مع أبي بصرة الغفاري -صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفينة من الفسطاط في رمضان، فلم يجاوز البيوت حتى دعا بالسفرة، قال: اقترب. قلت: ألست ترى البيوت؟ قال: أبو بصرة: أترغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فأكل".
رواه الإمام أحمد
(4)
د
(5)
-وهذا لفظه- ولفظ الإمام أحمد عن عبيد بن جبر قال: "ركبت مع أبي بصرة من الفسطاط إلى الإسكندرية في سفينة، فلما دفعنا من مرسانا أمر بسفرته فُقرِّبت، ثم دعا بي إلى الغداء -وذلك في رمضان- فقلت: يا أبا بصرة، واللَّه ما تغيبت عنا منازلنا بعد. فقال: أترغب عن سنة
(1)
سنن الدارقطني (2/ 188 رقم 39، 40).
(2)
المسند (5/ 7) واللفظ له.
(3)
سنن أبي داود (2/ 318 رقم 2410، 2411).
(4)
المسند (6/ 398).
(5)
سنن أبي داود (2/ 318 رقم 2412).
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: لا. قال: فكل. فلم نزل مفطرين حتى بلغنا ماحوزنا
(1)
.
3615 -
عن منصور الكلبي: "أن دحية بن خليفة خرج من قرية من دمشق مرة إلى قدر قرية عقبة من الفسطاط، وذلك ثلاثة أميال (في رمضان)
(2)
ثم إنه أفطر وأفطر معه ناس، وكره آخرون أن يفطروا، فلما رجع إلى قريته قال: والله لقد رأيت اليوم أمرًا ما كنت أظن أني أراه، إن قوماً رغبوا عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (وأصحابه)(2). يقول ذلك للذين صاموا، ثم قال عند ذلك: اللهم اقبضني إليك".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
وهذا لفظه، وليس عند الأمام:"وذلك ثلاثة أميال".
3616 -
عن محمد بن كعب قال: "أتيت أنس بن مالك في رمضان وهو يريد سفرًا -وقد رحلت له راحلته، ولبس ثياب السفر- فدعا بطعام فأكل، فقلت له: سنة؟ فقال: سنة. ثم ركب".
رواه ت
(5)
وقال: حديث حسن -والدارقطني
(6)
ولفظه: "وقد تقارب غروب الشمس، فدعا بطعام فأكل منه، ثم ركب، فقلت له: سنة؟ قال: نعم".
(1)
قيل: هو موضعهم الذي أرادوه، وأهل الشام يُسمون المكان الذي بينهم وبه العدو وفيه أساميهم ومكاتبهم: ماحوزُا. النهاية (4/ 301).
(2)
من سنن أبي داود.
(3)
المسند (6/ 398).
(4)
سنن أبي داود (2/ 319 رقم 2413).
3616 -
خرجه الضياء في المختارة (7/ 171 - 172 رقم 2602).
(5)
جامع الترمذي (3/ 163 رقم 799).
(6)
سنن الدارقطني (2/ 187 - 188 رقم 37).
35 - باب الصائم يصبح جنبًا
3617 -
عن عائشة وأم سلمة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله، ثم يغتسل ويصوم".
رواه خ
(1)
-وهذا لفظه- م
(2)
.
3618 -
عن أبي بكر -هو ابن عبد الرحمن بن الحارث- قال: سمعت أبا هريرة يقص يقول في قصصه: "من أدركه الفجر جنبًا فلا (يصم)
(3)
قال: (فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن الحارث)
(4)
لأبيه -فأنكر ذلك، فانطلق عبد الرحمن وانطلقت (معه)
(5)
حتى دخلنا على عائشة وأم سلمة فسألهما عبد الرحمن عن ذلك فكلتاهما قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبًا من غير حلم ثم يصوم. قال: فانطلقنا حتى دخلنا على مروان، فذكر ذلك له عبد الرحمن، فقال مروان: عزمت عليك إلا ما ذهبت إلى أبي هريرة فرددت عليه ما يقول. قال: فجئنا أبا هريرة وأبو بكر حاضر ذلك كله قال فذكر له عبد الرحمن، فقال أبو هريرة: أهما قالتا ذلك؟ قال: نعم. قال: هما أعلم. ثم رد أبو هريرة ما كان يقول في ذلك إلى الفضل بن عباس؛ فقال أبو هريرة: سمعت ذلك من الفضل، ولم أسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فرجع أبو هريرة عمَّا كان يقول في ذلك. قلت لعبد الملك: أقالتا: في رمضان؟ قال: كذلك (كان)(5) يصبح جنبًا من غير حلم ثم يصوم".
(1)
صحيح البخاري (4/ 169 - 170 رقم 1925).
(2)
صحيح مسلم (2/ 781 رقم 1109/ 78).
(3)
في "الأصل": يصوم. والمثبت من صحيح مسلم.
(4)
في "الأصل": فذكر ذلك عبد الرحمن. والمثبت من صحيح مسلم.
(5)
من صحيح مسلم.
رواه خ
(1)
م
(2)
، وهذا لفظه.
3619 -
عن عائشة قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر جنبًا في رمضان من غير حلم فيغتسل ويصوم".
أخرجاه في الصحيحين
(3)
.
3620 -
عن عائشة: "أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه -وهي تسمع من وراء الباب- فقال: يا رسول الله، تدركني الصلاة وأنا جنب أفأصوم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم فقال: لست مثلنا يا رسول الله؛ قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فقال: والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي".
أخرجه م
(4)
.
3621 -
عن سليمان بن يسار: "أنه سأل أم سلمة عن الرجل يصبح جنبًا أيصوم؟ قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبًا من غير احتلام ثم يصوم".
رواه م
(5)
.
3622 -
وعن نافع قال: "سألت أم سلمة عن الرجل يصبح وهو جنب يريد الصوم، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبًا من الوقاع، لا من الاحتلام، ثم يغتسل ويتم صومه". رواه ق
(6)
.
(1)
صحيح البخاري (4/ 169 - 170 رقم 1925، 1926/ 75).
(2)
صحيح مسلم (2/ 779 - 780 رقم 1109).
(3)
البخاري (4/ 181 رقم 1930)، ومسلم (2/ 780 رقم 1109/ 76).
(4)
صحيح مسلم (2/ 781 رقم 1110).
(5)
صحيح مسلم (2/ 781 رقم 1109).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 544 رقم 1704).
36 - باب القبلة والمباشرة للصائم
3623 -
عن عائشة قالت: " (إنْ)
(1)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبل بعض أزواجه وهو صائم. ثم ضحكت
(2)
".
رواه خ
(3)
-وهذا لفظه- م
(4)
.
3624 -
وعنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، ولكنه أملككم لإربه
(5)
". رواه خ
(6)
م
(7)
، واللفظ له.
وله
(8)
عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل في رمضان وهو صائم".
وله
(9)
: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها، وهو صائم".
(1)
من صحيح البخاري.
(2)
قال ابن حجر في الفتح (4/ 180): وقوله: "ثم ضحكت" يحتمل ضحكها التعجب ممن خالف في هذا، وقيل: تعجبت من نفسها إذ تحدث بمثل هذا مما يستحي من ذكر النساء مثله للرجال، ولكن ألجأتها الضرورة في تبليغ العلم إلى ذكر ذلك، وقد يكون الضحك خجلاً لإخبارها عن نفسها بذلك، أو تنبيهًا على أنها صاحبة القصة؛ ليكون أبلغ في الثقة بها، أو سرورًا بمكانها من النبي صلى الله عليه وسلم وبمنزلتها منه ومحبته لها.
(3)
صحيح البخاري (4/ 180 رقم 1928).
(4)
صحيح مسلم (2/ 776 رقم 1106).
(5)
أي: حاجته، تعني أنه كان غالبًا لهواه، وأكثر المحدثين يروونه بفتح الهمزة والراء يعنون الحاجة، وبعضهم يرويه بكسر الهمزة وسكون الراء، وله تأويلان: أحدهما: أنه الحاجة، يقال فيها: الأرب والإرب، والإربة والمأربة، والثاني: أرادت به العضو، وعنت به من الأعضاء الذَّكر خاصة. النهاية (1/ 36).
(6)
صحيح البخاري (4/ 176 رقم 1927)، وراد بعد الرمز في "الأصل":"وهذا لفظه" وهي زيادة مقحمة لعلها من انتقال النظر، والله أعلم.
(7)
صحيح مسلم (2/ 777 رقم 1106/ 65).
(8)
صحيح مسلم (2/ 778 رقم 1106/ 72).
(9)
صحيح مسلم (2/ 778 رقم 1106/ 69).
3625 -
عن زينب بنت أم سلمة عن أمها قالت: بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخميلة
(1)
إذ حضت؛ فانسللت فأخذت ثياب حيضتي فقال: ما لك أنفست؟ قلت: نعم. فدخلت معه في الخميلة. وكانت هي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسلان من إناء واحد، وكان يقبلها وهو صائم".
رواه خ
(2)
م
(3)
، سوى ذكر القبلة.
3626 -
عن عمر بن أبي سلمة: "أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيقبل الصائم؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل هذه. لأم سلمة، فأخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك، فقال: يا رسول الله، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما واللَّه إني لأتقاكم لله وأخشاكم له".
رواه م
(4)
.
3627 -
عن حفصة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم".
رواه م
(5)
.
3628 -
عن عمر قال: "هششت
(6)
فقبلت وأنا صائم، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: صنعت اليوم أمراً عظيمًا، فقبلت وأنا صائم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت لو تمضمضت بماء وأنت صائم؟ قلت: لا بأس بذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ففيم".
(1)
الخميل والخميلة: القطيفة، وهي كل ثوب له خَمْل من أي شيء كان، وقيل: الخميل الأسود من الثياب. النهاية (2/ 81).
(2)
صحيح البخاري (4/ 180 رقم 1929).
(3)
صحيح مسلم (1/ 243 رقم 296).
(4)
صحيح مسلم (2/ 779 رقم 1108).
(5)
صحيح مسلم (2/ 778 - 779 رقم 1107).
(6)
هَشَّ لهذا الأمر يَهَشُّ هشاشةً إذا فرح به واستبشر وارتاح له وخفَّ. النهاية (5/ 264).
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
.
3629 -
عن مصدع أبي يحيى عن عائشة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها".
رواه د
(3)
، مصدع تكلم فيه ابن حبان
(4)
، وقد روى له مسلم
(5)
.
37 - باب في كراهة القبلة للشباب
3630 -
عن ابن عباس قال: "رخص للكبير الصائم (في)
(6)
المباشرة، وكره للشاب".
رواه ق
(7)
.
3631 -
عن أبي هريرة: "أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المباشرة للصائم فرخص له، وأتاه آخر فنهاه، فإذا الذي رخص له لشيخ، والذي نهاه لشاب".
رواه د
(8)
.
3632 -
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء شاب، فقال: يا رسول الله، أقبل وأنا صائم؟ فقال: لا. فجاء شيخ فقال: أقبل وأنا صائم؟ قال: نعم. فنظر بعضنا إلى بعض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد
(1)
المسند (1/ 21، 52).
(2)
سنن أبي داود (2/ 311 رقم 2385).
(3)
سنن أبي داود (2/ 311 - 312 رقم 2386).
(4)
كتاب المجروحين (3/ 39) وفيه: كان ممن يخالف الأثبات في الروايات ويتفرد عن الثقات بألفاظ الزيادات، مما يوجب ترك ما انفرد به، والاعتبار بما وافقهم فيها.
(5)
قال المزي في التهذيب (28/ 15): روى له الجماعة سوى البخاري.
(6)
من سنن ابن ماجه.
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 539 رقم 1688).
(8)
سنن أبي داود (2/ 312 رقم 2387).
علمت نظر بعضكم إلى بعض، إن الشيخ يملك نفسه".
رواه الإمام أحمد
(1)
من رواية ابن لهيعة.
3633 -
عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل قبل امرأته وهما صائمان، فقال: قد أفطرا".
رواه الإمام أحمد
(2)
ق
(3)
من رواية أبي يزيد الضنِّي
(4)
عن ميمونة. قال الدارقطني
(5)
: ليس بمعروف، ولا يثبت هذا.
38 - باب كفارة المجامع في رمضان
3634 -
عن أبي هريرة قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت يا رسول الله. قال: وما أهلكك؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان. قال: هل تجد ما تعتق رقبة؟ قال: لا. قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا. قال: فهل تجد ما تطعم ستين مسكينًا؟ قال: لا. قال: ثم جلس. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر، فقال: تصدق بهذا. قال: أفقرَ منا
(6)
فما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه، ثم قال: اذهب فأطعمه
(1)
المسند (2/ 185، 220).
(2)
المسند (6/ 463).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 538 رقم 1686).
(4)
بكسر الضاد المعجمة، والنون المشددة، كذا قيدها السمعاني في الأنساب (4/ 22).
(5)
سنن الدارقطني (2/ 184 رقم 18).
(6)
قال النووي في شرح مسلم (5/ 90): قوله: "قال أفقرَ منا" كذا ضبطناه "أفقرَ" بالنصب، وكذا نقل القاضي أن الرواية فيه بالنصب على إضمار فعل تقديره "أتجد أفقر منا" أو "أتعطي" قال: ويصح رفعه على تقدير "هل أحد أفقر منا" كما قال في الحديث الآخر بعده: "أغيرُنا" كذا ضبطناه بالرفع ويصح النصب على ما سبق، هذا كلام القاضي، وقد ضبطنا الثاني بالنصب أيضًا، فهما جائزان كما سبق توجيههما.
أهلك".
رواه خ
(1)
م
(2)
، واللفظ له.
وعند البخاري: "فيه تمر، والعرق: المكتل".
وفي لفظ
(3)
: "وهو الزَّبيل
(4)
"، وعنده: "فقال الرجل: على أفقر مني يا رسول الله، فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي".
رواه د
(5)
، عن أبي هريرة قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أفطر في رمضان
…
" بهذا الحديث قال: "فأتي بعرق فيه تمر قدر خمسة عشر صاعًا" وفيه: "قال: كله أنت وأهل بيتك وصم يومًا واستغفر الله".
وعند ق
(6)
: يصوم يومًا مكانه وهو من روايته، فيه عبد الجبار الأيلي، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة
(7)
.
وروى الدارقطني
(8)
وقال: "أتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر قدر خمسة عشر صاعاً وقال فيه: "كله أنت وأهل بيتك، وصم يومًا، واستغفر الله عز وجل".
3635 -
وروى الإمام أحمد
(9)
حديث أبي هريرة نحو ما تقدم في الصحيح
(1)
صحيح البخاري (4/ 193 رقم 1936).
(2)
صحيح مسلم (2/ 781 - 782 رقم 1111).
(3)
صحيح البخاري (4/ 204 رقم 1937).
(4)
قال ابن حجر في الفتح (4/ 199 - 200): الزبيل: بفتح الزاي، وتخفيف الموحدة، بعدها تحتانية ساكنة، ثم لام -بوزن رغيف- هو المكتل، قال ابن دريد: يسمى زبيلاً لحمل الزبل فيه، وفيه لغة أخرى:"زنبيل" بكسر الزاي أوله، وزيادة نون ساكنة، وقد تدغم النون فتشدد الباء مع بقاء وزنه، وجمعه على اللغات الثلاث: زنابيل.
(5)
سنن أبي داود (2/ 213 رقم 2390).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 534 رقم 1671).
(7)
ترجمته في التهذيب (16/ 388 - 390).
(8)
سنن الدارقطني (2/ 190 رقم 50، 51).
(9)
المسند (2/ 208).
وبعده: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بمثله عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال عمرو في حديثه: "وأمره أن يصوم يومًا مكانه".
3636 -
عن عائشة: "أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنه احترق، قال: ما لك؟ قال: أصبت أهلي في رمضان. فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بمكتل -يدعى العرق- فقال: أين المحترق؟ قال: أنا. قال: تصدق بهذا".
رواه خ
(1)
-وهذا لفظه- م
(2)
، وعنده:"جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: احترقت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم؟ قال: وطئت امرأتي في رمضان نهارًا. قال: تصدق تصدق. قال: ما عند شيء. فأمره أن يجلس، فجاءه عرقان فيهما طعام، فأمره أن يتصدق به".
3637 -
وله
(3)
أيضًا: "أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد في رمضان، فقال: يا رسول الله، احترقت احترقت. فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه؟ فقال: أصبت أهلي. قال: تصدق. فقال: والله يا نبي الله ما لي شيء، وما أقدر عليه. قال: اجلس. فجلس، فبينا هو على ذلك أقبل رجل يسوق حمارًا عليه طعام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين المحترق آنفًا؟ فقام الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصدق بهذا. فقال: يا رسول الله، أغيرنا؟ فواللَّه إنا لجياع ما لنا شيء. قال: فكلوه".
رواه د
(4)
بهذه القصة قال: "فأتي بعرق فيه عشرون صاعًا".
(1)
صحيح البخاري (4/ 190 رقم 1935).
(2)
صحيح مسلم (2/ 783 رقم 1112/ 85).
(3)
صحيح مسلم (2/ 783 - 784 رقم 1112/ 87).
(4)
سنن أبي داود (2/ 314 رقم 2395).
39 - باب فيمن أفطر في رمضان من غير عذر
3638 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة لم يُجزه صيام الدهر".
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
ت
(3)
س
(4)
ق
(5)
، وقال الترمذي: لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وعنده: "من غير رخصة ولا مرض به".
40 - باب في الصائم إِذا أكل أو شرب ناسيًا
3639 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نسي فأكل وشرب فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه".
رواه خ
(6)
م
(7)
، لفظ البخاري.
وله
(8)
: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أكل ناسياً وهو صائم فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه".
ولفظ مسلم
(9)
: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نسي وهو صائم (فأكل أو شرب)
(10)
فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه".
(1)
المسند (2/ 386، 442، 458، 470).
(2)
سنن أبي داود (2/ 314 - 315 رقم 2396، 2397).
(3)
جامع الترمذي (3/ 101 رقم 723).
(4)
السنن الكبرى (2/ 244 - 246 رقم 3278 - 3283).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 535 رقم 1672).
(6)
صحيح البخاري (4/ 183 - 184 رقم 1933).
(7)
صحيح مسلم (2/ 809 رقم 1155).
(8)
صحيح البخاري (11/ 558 رقم 6669).
(9)
صحيح مسلم (2/ 809 رقم 1155).
(10)
من صحيح مسلم.
وروى الترمذي
(1)
والدارقطني
(2)
: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أكل ناسياً أو شرب ناسياً فلا يفطر؛ فإنما هو رزق رزقه الله -تعالى".
قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
3640 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أفطر في شهر رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ولا كفارة".
رواه الدارقطني
(3)
، وقال: تفرد به ابن مرزوق -يعني: محمدًا- وهو ثقة.
41 - باب فيمن تقيأ وهو صائم
3641 -
عن فضالة بن عبيد الأنصاري: "أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهم في يوم كان يصومه، فدعا بإناءٍ فشرب، فقلنا: يا رسول الله، هذا يوم كنت تصومه. قال: أجل، ولكني قئت". رواه الإمام أحمد
(4)
ق
(5)
.
3642 -
عن معدان عن أبي الدرداء: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر. قال: فلقيت ثوبان -في مسجد دمشق فسألته عن ذلك، فقال: أنا صببت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه".
رواه الإمام أحمد
(6)
س
(7)
(د)
(8)
ت
(9)
، وقال: حديث حسن صحيح.
(1)
جامع الترمذي (3/ 100 رقم 721).
(2)
سنن الدارقطني (2/ 179 رقم 32).
(3)
سنن الدارقطني (2/ 178 رقم 28).
(4)
المسند (6/ 18، 19، 21، 22).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 535 - 536 رقم 1675).
(6)
المسند (5/ 195، 277، 6/ 443).
(7)
السنن الكبرى (2/ 213 - 215 رقم 3120 - 3129).
(8)
في "الأصل": "ق" والحديث لم يعزه المزي في التحفة (8/ 233 - 235 رقم 10964) لابن ماجه، إنما عزاه لباقي أصحاب السنن، وهو في سنن أبي داود (2/ 310 - 311 رقم 2381).
(9)
جامع الترمذي (1/ 142 رقم 87).
3643 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء".
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
ت
(3)
س
(4)
ق
(5)
-وهذا لفظه، قال الترمذي: حديث حسن غريب. وقال: قال محمد -يعني: البخاري: لا أراه محفوظًا- والدارقطني
(6)
وقال: رواته كلهم ثقات.
ورواه النسائي مرفوعاً وموقوفًا على أبي هريرة
(7)
.
3644 -
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث لا يفطرن الصائم: الحجامة والقيء والاحتلام".
رواه ت
(8)
وقال: حديث أبي سعيد الخدري غير محفوظ، وقد روى عبد الله ابن زيد بن أسلم وعبد العزيز بن محمد وغير واحد هذا الحديث عن زيد بن أسلم مرسلاً، ولم يذكروا فيه عن أبي سعيد، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم يُضعف في الحديث.
42 - باب ما ذكر في الحجامة للصائم
3645 -
عن ابن عباس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم، واحتجم وهو
(1)
المسند (2/ 498).
(2)
سنن أبي داود (2/ 311 رقم 2380).
(3)
جامع الترمذي (3/ 98 رقم 720).
(4)
سنن النسائي الكبرى (2/ 215 رقم 3130).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 536 رقم 1676).
(6)
سنن الدارقطني (2/ 184 رقم 20).
(7)
سنن النسائي الكبرى (2/ 215 رقم 3131) موقوفاً على أبي هريرة، ورواه أيضاً في الكبرى (2/ 216 رقم 3132) مقطوعًا عن عطاء قوله.
(8)
جامع الترمذي (3/ 97 رقم 719).
صائم".
رواه خ
(1)
.
3646 -
عن ثابت البناني قال: "سُئل أنس بن مالك: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم؟ قال: لا، إلا من أجل الضعف". وزاد شبابة: ثنا شعبة: "على عهد النبي صلى الله عليه وسلم".
رواه خ
(2)
.
3647 -
عن ثوبان قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أفطر الحاجم والمحجوم".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
س
(5)
ق
(6)
.
3648 -
عن شداد بن أوس: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل بالبقيع، وهو يحتجم -وهو آخذ بيدي، لثمان عشرة خلت من رمضان- فقال: أفطر الحاجم والمحجوم".
رواه الإمام أحمد
(7)
د
(8)
-وهذا لفظه- س
(9)
ق
(10)
.
3649 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفطر الحاجم والمحجوم".
(1)
صحيح البخاري (4/ 205 رقم 1938).
(2)
صحيح البخاري (4/ 206 رقم 1940).
(3)
المسند (5/ 277).
(4)
سنن أبي داود (2/ 308 رقم 2367).
(5)
سنن النسائي (2/ 216 رقم 3134 - 3137).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 537 رقم 1680).
(7)
المسند (4/ 122، 123، 124، 125).
(8)
سنن أبي داود (2/ 308 رقم 2369).
(9)
سنن النسائي (2/ 217 رقم 3138، 3139).
(10)
سنن ابن ماجه (1/ 537 رقم 1681).
رواه الإمام أحمد
(1)
ق
(2)
.
3650 -
عن رافع بن خديج قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفطر الحاجم والمحجوم".
رواه الإمام أحمد
(3)
ت
(4)
، وقال: حديث حسن
(5)
.
3651 -
عن معقل بن سنان الأشجعي أنه قال: "مر عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحتجم -في ثمان عشرة ليلة خلت من رمضان- فقال: أفطر الحاجم والمحجوم".
رواه الإمام أحمد
(6)
.
3652 -
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحجامة والمواصلة ولم يحرمهما؛ على أصحابه". رواه الإمام أحمد
(7)
د
(8)
.
3653 -
عن أنس قال: "أول ما كرهت الحجامة للصائم أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه احتجم وهو صائم، فمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أفطر هذا. ثم رخص النبي صلى الله عليه وسلم بعد في الحجامة للصائم. وكان أنس يحتجم وهو صائم".
رواه الدارقطني
(9)
، وقال: كلهم ثقات، ولا أعلم له عله
(10)
.
(1)
المسند (2/ 364).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 537 رقم 1679).
(3)
المسند (3/ 465).
(4)
جامع الترمذي (3/ 144 رقم 774)، وقال الترمذي: وذُكر عن أحمد بن حنبل أنه قال: أصح شيء في هذا الباب حديث رافع بن خديج. وذُكر عن علي بن عبد الله أنه قال: أصح شيء في هذا الباب حديث ثوبان وشداد بن أوس.
(5)
كذا في تحفة الأشراف (3/ 144 رقم 3556)، وفي جامع الترمذي وعارضة الأحوذي (3/ 303)، وتحفة الأحوذي (3/ 485 رقم 771): حسن صحيح.
(6)
المسند (3/ 474، 480).
(7)
المسند (4/ 314، 315، 363، 364).
(8)
سنن أبي داود (2/ 309 رقم 2374).
3653 -
خرجه الضياء في المختارة (5/ 126 رقم 1748).
(9)
سنن الدارقطني (2/ 182 رقم 7).
(10)
قال ابن عبد الهادي: هذا حديث منكر لا يصح الاحتجاج به؛ لأنه شاذ الإسناد والمتن.=
3654 -
أبنا أبو جعفر محمد بن أحمد -بأصبهان- أن محمود بن إسماعيل الصيرفي، أخبرهم -قراءة عليه، وهو حاضر- أبنا محمد بن عبد الله بن شاذان، أبنا عبد الله بن محمد القباب، أبنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل، ثنا أبو يحيى صاعقة -محمد بن عبد الرحيم- ثنا يعلى بن أسد، عن أبي عوانة، عن مغيرة، عن شباك، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة:"أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم".
3654 م- وبه أبنا أحمد بن عمرو، ثنا أبو شعيب صالح بن زياد السوسي، ثنا أبو (عبد الله)
(1)
موسى بن داود، ثنا محمد بن عبد العزيز، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة:"أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم، ثم ترك ذلك، فكان إذا صام لم يحتجم حتى يفطر".
رواه مالك في الموطأ
(2)
.
=ثم أفاض في الكلام عليه، انظر نصب الراية (2/ 480 - 481) وتنقيح التحقيق (2/ 326 - 327).
(1)
سقطت من "الأصل"، وموسى بن داود هو أبو عبد الله الضبي الطرسوسي يروي عن محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، ويروي عنه أبو شعيب صالح ابن زياد السوسي -كما في ترجمة السوسي من التهذيب (13/ 51) - ترجمته في التهذيب (29/ 57 - 61).
قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 246 رقم 724): سألت أبي عن حديث رواه محمد ابن عوف عن موسى بن داود عن محمد بن عبد العزيز عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم"، فقال أبي: هذا حديث باطل، ومحمد هذا ضعيف الحديث.
(2)
الموطأ (1/ 56 رقم 30) عن نافع عن ابن عمر "أنه كان يحتجم وهو صائم"، قال:"ثم ترك ذلك بعد، فكان إذا صام لم يحتجم حتى يفطر". قلت: أخشى أن يكون وقع في "الأصل" سقط، وأن يكون حديث عائشة المرفوع "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجم وهو صائم" فقط -كما ذكره ابن أبي حاتم- ويكون المؤلف ذكر أثر ابن عمر بعد حديث عائشة فانتقل نظر الناسخ من حديث عائشة إلى أثر ابن عمر بعده، والله أعلم.
43 - باب ذكر السواك والكحل للصائم
3655 -
عن عامر بن ربيعة قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أعد ولا أحصي يستاك وهو صائم".
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
ت
(3)
، وقال: حديث حسن. ورواه خ
(4)
تعليقًا.
3656 -
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من خير خصال الصائم السواك".
رواه ق
(5)
والدارقطني
(6)
، وفي إسناده مجالد بن سعيد، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة
(7)
.
3656 م- تقدم حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمدٍ بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".
رواه خ
(8)
م
(9)
.
3657 -
ورواه مسلم
(10)
أيضًا عن أبي سعيد الخدري.
(1)
المسند (3/ 445).
(2)
سنن أبي داود (2/ 307 رقم 2364).
(3)
جامع الترمذي (3/ 104 رقم 725).
(4)
صحيح البخاري (4/ 187) -كتاب الصيام، باب سواك الرطب واليابس للصائم- معلقاً بصيغه التمريض.
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 536 رقم 1677).
(6)
سنن الدارقطني (2/ 203 رقم 6)، وقال الدارقطني: مجالد غيره أثبت منه.
(7)
ترجمته في التهذيب (27/ 219 - 225).
(8)
صحيح البخاري (4/ 125 رقم 1894).
(9)
صحيح مسلم (2/ 806 - 807 رقم 1151).
(10)
صحيح مسلم (2/ 807 رقم 1151).
3658 -
وروى الدارقطني
(1)
عن أبي هريرة قال: "لك السواك إلى العصر، فإذا صليت العصر فألقه؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"
(2)
.
3659 -
عن عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه أمر بالإثمد المرُوَّح
(3)
عند النوم، وقال: ليتقيه الصائم".
رواه الإمام أحمد
(4)
-وليس عنده: "ليتقيه الصائم"- وأبو داود
(5)
بكماله.
وقال: قال لي يحيى بن معين: حديث منكر. يعني: حديث الكحل.
وقال يحيى بن معين
(6)
: عبد الرحمن بن النعمان ضعيف. وقال أبو حاتم الرازي (6): صدوق.
3660 -
عن عائشة قالت: "اكتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم".
رواه ق
(7)
.
3661 -
عن أبي عاتكة عن أنس بن مالك قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: اشتكيت عيني؛ أفأكتحل وأنا صائم؟ قال: نعم".
رواه ت
(8)
وقال: ليس إسناده بالقوي، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا
(1)
سنن الدارقطني (2/ 203 رقم 5).
(2)
قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 114): وفي إسناده عمر بن قيس -سندل- وهو متروك.
(3)
أي: المطيب بالمسك، كأنه جُعل له رائحة تفوح بعد أن لم تكن له رائحة. النهاية (2/ 275).
(4)
مسند أحمد (3/ 499 - 500).
(5)
سنن أبي داود (2/ 310 رقم 2377).
(6)
الجرح والتعديل (5/ 294 رقم 1391).
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 5360 رقم 1678).
(8)
جامع الترمذي (3/ 105 رقم 726).
الباب شيء، وأبو عاتكة يضعف.
3662 -
وعن أنس بن مالك: "أنه كان يكتحل وهو صائم"
(1)
.
رواه د
(2)
.
3663 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني، أن محمود بن إسماعيل الصيرفي أخبرهم -قراءة عليه، وهو حاضر- أبنا محمد بن عبد الله بن شاذان، أبنا عبد الله بن محمد القباب، أبنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل، ثنا أبو الخطاب، ثنا أبو عتاب، ثنا سعيد بن زيد -أخو حماد بن زيد- ثنا عمر ابن خالد، عن حبيب بن أبي ثابت، عن نافع، عن ابن عمر قال:"خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه مملوءتان من الكحل من الإثمد، وذلك في رمضان وهو صائم"
(3)
.
أبو الخطاب اسمه زياد بن يحيى الحساني، وأبو عتاب سهل بن حماد الدلال.
وسعيد بن زيد روى له مسلم
(4)
ووثقه يحيى بن معين
(5)
وأبو زرعة الرازي
(6)
، وضعفه يحيى بن سعيد
(7)
.
(1)
قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 366): ولا بأس بإسناده.
(2)
سنن أبي داود (2/ 310 رقم 2378).
(3)
رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده -بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث (176 رقم 557) - من طريق سعيد بن زيد.
(4)
قال المزي في التهذيب (10/ 444): استشهد به البخاري، وروى له في الأدب وغيره، وروى له الباقون سوى النسائي.
(5)
تاريخ الدوري (4/ 84 رقم 3851).
(6)
في الجرح والتعديل (4/ 21 - 22): سُئل أبو زرعة عن سعيد بن زيد، فقال: سمعت سليمان بن حرب يقول: حدثنا سعيد بن زيد وكان ثقة.
(7)
الجرح والتعديل (4/ 21 رقم 87).
44 - باب كراهية المبالغة في الاستنشاق للصائم
3664 -
عن لقيط بن صبرة قال: "قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء. قال: أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً".
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
س
(3)
ق
(4)
ت
(5)
، وقال: حديث حسن صحيح.
45 - باب في صب الصائم على رأسه الماء
3665 -
عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصب الماء على رأسه من الحر وهو صائم".
رواه الإمام أحمد
(6)
د
(7)
.
46 - باب كراهية صوم يوم عرفة بعرفة
3666 -
عن أم الفضل بنت الحارث: "أن ناسًا تماروا عندها يوم عرفة في صيام النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: هو صائم. وقال بعضهم: ليس بصائم. فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه".
(1)
المسند (4/ 32 - 33، 33، 211).
(2)
سنن أبي داود (1/ 35 - 36 رقم 142، 143، 2/ 308 رقم 2366).
(3)
سنن النسائي (1/ 66 رقم 87).
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 142 رقم 407).
(5)
جامع الترمذي (3/ 155 - 156 رقم 788).
(6)
المسند (3/ 475، 4/ 63، 5/ 376، 380، 408، 430).
(7)
سنن أبي داود (2/ 307 - 308 رقم 2365).
رواه خ
(1)
م
(2)
، وهذا لفظه.
3667 -
عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: "إن الناس شكوا في صيام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، فأرسلت إليه ميمونة بحلاب لبن وهو واقف في الموقف، فشربه والناس ينظرون". أخرجاه
(3)
أيضًا، واللفظ لمسلم.
3668 -
(عن ابن أبي نجيح عن أبيه قال:)
(4)
"سُئل ابن عمر عن صوم يوم عرفة، قال: حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصمه، ومع أبي بكر فلم يصمه، ومع عمر فلم يصمه، ومع عثمان فلم يصمه، وأنا لا أصومه ولا آمر به ولا أنهى عنه".
رواه الإمام أحمد
(5)
س
(6)
ت
(7)
، وقال: حديث حسن.
3669 -
عن عكرمة قال: "دخلت على أبي هريرة في بيته فسألته عن صوم يوم عرفة بعرفات، فقال أبو هريرة: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات".
رواه الإمام أحمد
(8)
د
(9)
س
(10)
ق
(11)
، وهذا لفظه.
(1)
صحيح البخاري (4/ 278 رقم 1988).
(2)
صحيح مسلم (2/ 791 رقم 1123).
(3)
البخاري (4/ 278 رقم 1989)، ومسلم (2/ 791 رقم 1124).
(4)
من المسند وسنن النسائي وجامع الترمذي.
(5)
المسند (2/ 50).
(6)
السنن الكبرى (2/ 155 رقم 2826).
(7)
جامع الترمذي (3/ 125 رقم 751).
(8)
المسند (2/ 446).
(9)
سنن أبي داود (2/ 326 رقم 2440).
(10)
السنن الكبرى (2/ 155 - 156 رقم 2830، 2831).
(11)
سنن ابن ماجه (1/ 551 رقم 1732).
47 - باب النهي عن صيام يوم العيدين وأيام التشريق
3670 -
عن أبي عبيد مولى ابن أزهر قال: "شهدت العيد مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: هذان يومان نهى رسول صلى الله عليه وسلم عن صيامهما: يوم فطركم من صيامكم، واليوم الآخر تأكلون فيه من نسككم".
رواه خ
(1)
م
(2)
، وعنده:"فجاء فصلى، ثم انصرف فخطب الناس فقال".
3671 -
عن أبي سعيد الخدري: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين: يوم الفطر، ويوم النحر".
أخرجاه
(3)
أيضًا.
3672 -
عن زياد بن جبير قال: "جاء رجل إلى ابن عمر فقال: رجل نذر أن يصوم يومًا -أظنه قال: الاثنين- فوافق يوم عيد، فقال ابن عمر: أمر الله بوفاء النذر، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم هذا اليوم".
أخرجاه
(4)
، وعند مسلم:"أن يصوم يومًا فوافق يوم أضحى أو فطر".
3673 -
عن أبي هريرة قال: "نهي عن صيامين وبيعتين: الفطر والنحر، والملامسة والمنابذة".
رواه خ
(5)
.
3674 -
عن عائشة قالت: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صومين: يوم الفطر
(1)
صحيح البخاري (4/ 280 - 281 رقم 1990).
(2)
صحيح مسلم (2/ 799 رقم 1137).
(3)
البخاري (4/ 281 رقم 1991)، ومسلم (2/ 800 رقم 827).
(4)
البخاري (4/ 283 رقم 1994)، ومسلم (2/ 800 رقم 1139).
(5)
صحيح البخاري (4/ 282 رقم 1993).
ويوم الأضحى". رواه م
(1)
.
3675 -
عن نبيشة الهذلي قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله". رواه م
(2)
.
3676 -
عن كعب بن مالك: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وأوس بن الحدثان أيام التشريق فنادى: إنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وأيام مني أيام أكل وشرب".
رواه م
(3)
.
3677 -
عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب".
رواه الإمام أحمد
(4)
د
(5)
س
(6)
ت
(7)
، وقال: حديب حسن صحيح.
3678 -
عن أبي مرة مولى أم هانئ: "أنه دخل مع عبد الله بن عمرو على أبيه عمرو بن العاص وقرب إليهما طعامًا، فقال: كل. فقال: إني صائم. فقال عَمْرو: كل، فهذه الأيام التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بإفطارها، ونهى عن صيامها. قال مالك: وهي أيام التشريق".
رواه الإمام أحمد
(8)
د
(9)
.
(1)
صحيح مسلم (2/ 800 رقم 1140).
(2)
صحيح مسلم (2/ 800 رقم 1141).
(3)
صحيح مسلم (2/ 800 رقم 1142).
(4)
المسند (4/ 152).
(5)
سنن أبي داود (2/ 320 رقم 2419).
(6)
سنن النسائي (5/ 252 رقم 3004).
(7)
جامع الترمذي (3/ 143 رقم 773).
(8)
المسند (4/ 197).
(9)
سنن أبي داود (2/ 320 رقم 2418).
3679 -
عن سعد بن أبي وقاص قال: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنادي أيام منى أنها أيام أكل وشرب ولا صوم فيها. يعني: أيام التشريق".
رواه الإمام أحمد
(1)
، وهو من رواية محمد بن أبي حميد المدني، وقد تكلم فيه
(2)
.
3680 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيام منى أيام أكل وشرب".
رواه ق
(3)
.
3681 -
عن بشر بن سُحيم: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب أيام التشريق فقال: لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب"
(4)
.
رواه الإمام أحمد
(5)
س
(6)
ق
(7)
.
3682 -
عن أبي هريرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة يطوف في منى أن لا تصوموا هذه الأيام؛ فإنها أيام أكل وشرب (مع)
(8)
ذكر الله- عز وجل".
رواه الإمام أحمد
(9)
.
(1)
المسند (1/ 169، 174).
(2)
ترجمته في التهذيب (25/ 112 - 115).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 548 رقم 1719).
(4)
صححه ابن خزيمة (4/ 313 رقم 2960).
(5)
المسند (3/ 415، 5/ 334).
(6)
متن النسائي (8/ 104 رقم 5009).
(7)
متن ابن ماجه (1/ 548 رقم 1720).
(8)
في المسند: "و".
(9)
المسند (2/ 513، 535).
3683 -
وروى أيضًا
(1)
عن يوسف بن مسعود (عن)
(2)
جدته: "أن رجلاً مرَّ بهم على بعير (يوضعه)
(3)
بمنى أيام التشريق أنها أيام أكل وشرب. فسألت عنه، فقالوا: عليّ بن أبي طالب".
3684 -
وروى
(4)
عن مسعود بن الحكم الأنصاري ثم (الزرقي)
(5)
عن أمه حدثته قالت: "لكأني انظر لعليّ بن أبي طالب -وهو على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء، حين وقف على شعب الأنصار في حجة الوداع- وهو يقول: أيها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنها ليست بأيام صيام، إنما هي أيام أكل وشرب وذكر".
3685 -
عن أنس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم خمسة أيام في السنة: يوم الفطر، ويوم النحر، وثلاثة أيام التشريق".
رواه الدارقطني
(6)
.
3686 -
عن عبد الله بن حذافة السمهمي قال: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام منى أنادي: أيها الناس، إنها أيام أكل وشرب وبعال
(7)
".
3683 - خرجه الضياء في المختارة (8/ 412 رقم 804).
(1)
المسند (1/ 122).
(2)
من المسند.
(3)
في "الأصل": فوضعه. والمثبت من المسند، يقال: وضع البعير يضع وضعًا، وأوضعه راكبه إيضاعًا، إذا حمله على سرعة السير. النهاية (5/ 196).
3684 -
خرجه الضياء في المختارة (2/ 419 رقم 805).
(4)
المسند (1/ 92).
(5)
بياض في "الأصل". والمثبت من المسند.
(6)
سنن الدارقطني (2/ 212 رقم 34).
3686 -
خرجه الضياء في المختارة (9/ 253 - 255 رقم 222 - 224).
(7)
البعال: النكاح وملاعبة الرجل أهله، والمباعلة: المباشرة، ويقال لحديث العروسين: بعال، والبَعْل والتبعل: حسن العشرة. النهاية (1/ 141).
رواه الدارقطني
(1)
، من رواية الواقدي، وقال عنه: ضعيف.
وروى
(2)
أيضًا عنه قال: "أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط أن يطوفوا في منى في حجة الوداع يوم النحر فنادى: إن هذه أيام أكل وشرب وذكر الله -تعالى- فلا تصوموا فيهن إلا صومًا في هدي" وليس من رواية الواقذي.
3687 -
عن عروة عن عائشة وعن سالم عن ابن عمر قالا: "لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي".
رواه خ
(3)
.
وروى
(4)
أيضًا عنهما قالا: "الصيام لمن تمتع بالعمرة إلى الحج إلى يوم عرفة، فإن لم يجد هديًا ولم يصم صام أيام منى".
48 - باب النهي عن إِفراد يوم الجمعة بالصوم
3688 -
عن محمد بن عباد قال: "سألت جابرًا أنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة؟ قال: نعم".
رواه خ
(5)
م
(6)
، وعنده: عن محمد بن عباد بن جعفر قال: "سألت جابر ابن عبد الله -وهو يطوف بالبيت- أنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الجمعة؟ قال: نعم، وربِّ هذا البيت".
3689 -
عن أبي هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يصومن أحدكم
(1)
سنن الدارقطني (2/ 212 رقم 32).
(2)
سنن الدارقطني (2/ 187 رقم 35).
(3)
صحيح البخاري (4/ 284 رقم 1997، 1998).
(4)
صحيح البخاري (4/ 284 - 285 رقم 1999).
(5)
صحيح البخاري (4/ 273 رقم 1984).
(6)
صحيح مسلم (2/ 801 رقم 1143).
يوم الجمعة إلا يومًا قبله أو بعده".
رواه البخاري
(1)
-وهذا لفظه- م
(2)
.
3690 -
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تختصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم".
رواه م
(3)
.
3691 -
عن جويرية بنت الحارث: "أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة، فقال: أصمت أمس؟ قالت: لا. قال: تريدين أن تصومين غداً؟ قالت: لا. قال: فأفطري".
رواه خ
(4)
.
3692 -
عن عبد الله بن مسعود قال: "قلَّ ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر يوم الجمعة".
رواه الإمام أحمد
(5)
ق
(6)
-وهذا لفظه- س
(7)
ت
(8)
، وقال: حديث حسن غريب.
3693 -
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تصوموا يوم الجمعة وحده".
(1)
صحيح البخاري (4/ 273 رقم 1985).
(2)
صحيح مسلم (2/ 801 رقم 1144).
(3)
صحيح مسلم (2/ 801 رقم 1144/ 148).
(4)
صحيح البخاري (4/ 273 رقم 1986).
(5)
المسند (1/ 406).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 550 رقم 1725).
(7)
سنن النسائي (4/ 204 رقم 2367).
(8)
جامع الترمذي (3/ 118 رقم 742).
رواه الإمام أحمد
(1)
.
3694 -
عن جنادة الأزدي قال: "دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم جمعة، في سبعة من الأزد أنا ثامنهم وهو يتغدى، قال: هلموا إلى الغداء. فقلنا: يا رسول الله، إنا صيام. قال: أصمتم أمس؟ قال: قلنا: لا. قال: فتصومون غداً؟ فقلنا: لا. قال: فأفطروا. قال: فأكلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فلما خرج وجلس على المنبر دعا بإناءٍ من ماءٍ، فشرب وهو على المنبر، والناس ينظرون، يريد أنه لا يصوم يوم الجمعة". رواه الإمام أحمد
(2)
.
3695 -
وروى
(3)
أيضاً عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يوم الجمعة يوم عيد، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيام إلا أن تصوموا قبله أو بعده".
49 - باب النهي عن صيام يوم السبت وذكر صيامه
3696 -
عن عبد الله بن بسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا عود عنب أو لحاء شجرة
(4)
فليمصه".
رواه الإمام أحمد
(5)
س
(6)
ق
(7)
واللفظ له.
(1)
المسند (1/ 288).
(2)
سقط هذا الحديث من المسند المطبوع، انظر إتحاف المهرة (4/ 78 - 79 رقم 3980).
(3)
المسند (2/ 532).
3696 -
خرجه الضياء في المختارة (9/ 58 - 59 رقم 40 - 42).
(4)
أي: قشرها، يقال: لحوت الشجرة ولحيتها والتحيتها إذا أخذت لحاءها وهو قشرها. النهاية (4/ 243).
(5)
المسند (4/ 189).
(6)
السنن الكبرى (2/ 143 - 145 رقم 2761، 2766، 2770). وفيه: "عبد الله بن بشر" بالشين المعجمة، وهو تصحيف.
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 550 رقم 1726).
3696م- ورواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
ت
(3)
س
(4)
ق
(5)
عن عبد الله بن بسر عن أخته الصماء.
قال أبو داود: هذا الحديث منسوخ. وقال: قال مالك: هذا حديث كذب.
وقال الترمذي: حديث حسن.
3697 -
ورواه النسائي
(6)
أيضًا عن الصماء عن عائشة.
50 - ما روي من خلاف ذلك
3698 -
عن كريب مولى ابن عباس قال: "أرسلني ابن عباس وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أم سلمة أسألها: أي الأيام كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثرها صيامًا؟ قالت: يوم السبت والأحد أكثر ما يصوم من الأيام، ويقول: إنهما عيد للمشركين فأنا أحب أن أخالفهم".
رواه الإمام أحمد
(7)
س
(8)
وأحمد بن عمرو بن أبي عاصم، واللفظ له.
3699 -
عن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين، ومن الشهر الآخر الثلاثاء والأربعاء والخميس".
رواه ت
(9)
، وقال: حديث حسن. قال: وروى عبد الرحمن بن مهدي هذا
(1)
المسند (6/ 368 - 369).
(2)
سنن أبي داود (2/ 320 - 321 رقم 2421).
(3)
جامع الترمذي (3/ 120 رقم 744).
(4)
السنن الكبرى (2/ 143 - 145 رقم 2762 - 2764).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 550 رقم 1726).
(6)
السنن الكبرى (2/ 145 رقم 2771).
(7)
المسند (6/ 323 - 324).
(8)
السنن الكبرى (2/ 146 رقم 2776).
(9)
جامع الترمذي (3/ 122 رقم 746).
الحديث عن سفيان، ولم يرفعه.
51 - باب في كراهية صوم المرأة تطوعًا وزوجها شاهد إلا بإِذنه
3700 -
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه، وما أنفقت من نفقة من غير أمره فإنه يؤدى إليه شطره
(1)
".
رواه خ
(2)
-وهذا لفظه- م
(3)
وعنده: "لا تصم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته وهو شاهد إلا بإذنه، وما أنفقت من كسبه من غير أمره فإن نصف أجره له".
وروى الإمام أحمد
(4)
د
(5)
وزاد: "لا تصوم امرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه غير رمضان".
وعند ق
(6)
: "وزوجها شاهد يومًا من غير شهر رمضان إلا بإذنه".
3701 -
عن أبي سعيد الخدري قال: "جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده، فقالت: يا رسول الله، إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت، ويفطرني إذا صمت، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس. قال: وصفوان عنده، قال: فسأله عما قالت، فقال: يا رسول الله، أما قولها: يضربني إذا
(1)
أي: نصف الأجر، كما في رواية مسلم الآتية وغيرها، وانظر فتح الباري (9/ 208).
(2)
صحيح البخاري (9/ 206 رقم 5195).
(3)
صحيح مسلم (2/ 711 رقم 1026).
(4)
المسند (2/ 464).
(5)
سنن أبي داود (2/ 330 رقم 2458).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 560 رقم 1761).
صليت؛ فإنها تقرأ (بسورتين)
(1)
وقد نهيتها. قال: فقال: لو كانت سورة واحدة لكفت الناس. وأما قولها: يفطرني؛ فإنها تنطلق فتصوم وأنا رجل شاب؛ فلا أصبر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ: لا تصوم امرأة إلا بإذن زوجها. (وأما قولها:)
(2)
إني لا أصلي حتى تطلع الشمس؛ فإنا أهل بيت قد عُرف لنا ذاك لانكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس. قال: فإذا استيقظت فصل".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
.
وروى منه ق
(5)
: "النهي عن صيام المرأة إلا بإذن زوجها".
52 - باب فيما ذكر في صيام الزائر والمدعوِّ
3702 -
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نزل على قوم فلا يصومن تطوعاً إلا بإذنهم".
رواه ق
(6)
ت
(7)
، وقال: هذا حديث منكر، لا نعرف أحدًا من الثقات روى هذا الحديث عن هشام بن عروة.
3703 -
عن أنس قال: "دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سليم فأتته بتمر وسمن، قال: أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه؛ فإني صائم. ثم قام إلى ناحيةٍ من البيت فصلى غير المكتوبة، فدعا لأم سليم وأهل بيتها، فقالت أم سليم: يا رسول الله، إن لي خُوَيصة. قال: ما هي؟ قالت: خادمك أنس. فما ترك خير
(1)
في "الأصل": بسورتي. والمثبت من سنن أبي داود.
(2)
من سنن أبي داود.
(3)
المسند (2/ 83، 84 - 85).
(4)
سنن أبي داود (2/ 330 رقم 2459) واللفظ له.
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 560 رقم 1762).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 560 رقم 1763).
(7)
جامع الترمذي (3/ 156 رقم 789).
آخرةٍ ولا دنيا إلا دعا لي به: اللهم ارزقه مالاً وولداً، وبارك له. فإني لمن أكثر الأنصار مالاً، وحدثتني ابنتي أمَيْنة أنه دفن لصلبي مقدم (الحجاج)
(1)
البصرة بضع وعشرون ومائة".
رواه خ
(2)
.
3704 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دُعِيَ أحدكم فليجب؛ فإن كان صائمًا فليصل، وإن كان مفطرًا فليطعم".
رواه م
(3)
.
قال الحافظ: فسره بعض الرواة: والصلاة: الدعاء.
3705 -
وعن أبي هريرة قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "إذا دُعِيَ أحدكم إلى طعام وهو صائم فليقل: إني صائم".
رواه م
(4)
.
3706 -
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دُعِيَ أحدكم إلى طعام فليجب؛ فإن كان مفطراً فليأكل، وإن كان صائمًا فليدع لهم بالبركة".
رواه س في كتاب عمل يوم وليلة
(5)
، ورواه أحمد بن عمرو بن أبي عاصم في "كتاب الصيام".
(1)
في "الأصل": الحاج. والمثبت من صحيح البخاري، والحجاج هو ابن يوسف الثقفي الأمير الظالم، وكان قدومه البصرة سنة خمس وسبعين، وعمر أنس حينئذٍ نيف وثمانون سنة، وقد عاض أنس بعد ذلك إلى سنة ثلاث -ويقال: اثنين، ويقال: إحدى- وتسعين، وقد قارب المائة، انظر فتح الباري (4/ 269).
(2)
صحيح البخاري (4/ 268 رقم 1982).
(3)
صحيح مسلم (2/ 1054 رقم 1431).
(4)
صحيح مسلم (2/ 805 - 806 رقم 1150).
(5)
السنن الكبرى (6/ 82 رقم 10132).
53 - باب النهي عن صيام الأبد
3707 -
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا صام من صام الأبد. مرتين".
رواه خ
(1)
م
(2)
، وعنده:"لا صام من صام الأبد، لا صام من صام الأبد".
3708 -
عن أبي قتادة الأنصاري: "أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تصوم؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله، فلما رأى (عمر)
(3)
غضبه، قال: رضينا بالله (ربًّا)(3) وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيًّا -وفي لفظ
(4)
: ومحمد رسولاً وبيعتنا بيعة- نعوذ باللَّه من غضب الله وغضب رسوله. فجعل عمر يردد هذا الكلام حتى سكن غضبه، فقال عمر: يا رسول الله، كيف بمن يصوم الدهر كله؟ قال: لا صام ولا أفطر -أو لم يصم ولم يفطر".
رواه م
(5)
.
3709 -
عن أبي تميمة -هو طريف بن مجالد- عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صام الدهر ضيقت عليه جهنم هكذا، وقبض كفه".
رواه الإمام أحمد
(6)
.
54 - باب فيمن يقول صمت رمضان كله
3710 -
عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يقولن أحدكم إني
(1)
صحيح البخاري (4/ 260 رقم 1977).
(2)
صحيح مسلم (2/ 814 - 815 رقم 1159/ 186).
(3)
من صحيح مسلم.
(4)
صحيح مسلم (2/ 819 رقم 1162/ 197).
(5)
صحيح مسلم (2/ 818 - 819 رقم 1162/ 196).
(6)
المسند (4/ 414).
صمت رمضان كله وقمته. فلا أدري أكره التزكية، أو قال: لا بد من نومةٍ أو رقدةٍ".
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
س
(3)
.
55 - باب في صيام النبي صلى الله عليه وسلم
-
3711 -
عن ابن عباس قال: "ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا كاملاً قط غير رمضان، وكان يصوم إذا صام حتى يقول القائل: لا والله لا يفطر. ويفطر إذا أفطر حتى يقول القائل: لا واللَّه لا يصوم".
رواه خ
(4)
م
(5)
.
3712 -
عن أنس قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم (منه)
(6)
ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئاً، وكان لا تشاء تراه من الليل مصلياً إلا رأيته، ولا نائمًا إلا رأيته".
رواه خ
(7)
م
(8)
، وعنده: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى يقال: قد صام (قد صام)
(9)
ويفطر حتى يقال: قد أفطر قد أفطر".
(1)
المسند (5/ 39، 41، 48، 52).
(2)
سنن أبي داود (2/ 319 رقم 2415).
(3)
سنن النسائي (4/ 130 رقم 2108).
(4)
صحيح البخاري (4/ 253 رقم 1971).
(5)
صحيح مسلم (2/ 811 رقم 1157).
(6)
من صحيح البخاري.
(7)
صحيح البخاري (4/ 253 رقم 1972).
(8)
صحيح مسلم (2/ 812 رقم 1158).
(9)
من صحيح مسلم.
3713 -
عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر. ويفطر حتى نقول: لا يصوم. وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان". رواه خ
(1)
م
(2)
، وهذا لفظه.
3714 -
وله
(3)
عن عبد الله بن شقيق قال: "قلت لعائشة: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهراً معلومًا سوى رمضان؟ قالت: واللَّه إن صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا معلومًا سوى رمضان حتى مضى لوجهه، ولا أفطره حتى يصيب منه".
56 - باب في صيام داود عليه الصلاة والسلام
3715 -
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك لتصوم الدهر، وتقوم الليل؟ قلت: نعم. قال: إنك إذا فعلت ذلك هجمت
(4)
له العين ونَفِهَتْ
(5)
له النفس، لا صام من صام الدهر، صم ثلاثة أيام، (صوم)
(6)
الدهر كله. قلت: فإني أطيق أكثر من ذلك. قال: فصم صوم داود، فكان يصوم يومًا ويفطر يومًا، ولا يفر إذا لاقى".
رواه خ
(7)
-وهذا لفظه- م
(8)
.
(1)
صحيح البخاري (4/ 251 رقم 1969).
(2)
صحيح مسلم (2/ 810 رقم 1156/ 175).
(3)
صحيح مسلم (2/ 809 - 810 رقم 1156/ 172).
(4)
أي: غارت ودخلت في موضعها، ومنه الهجوم على القوم: الدخول عليهم. النهاية (5/ 247).
(5)
أي: أعيت وكلَّت. النهاية (5/ 100).
(6)
من صحيح البخاري.
(7)
صحيح البخاري (4/ 264 رقم 1979).
(8)
صحيح مسلم (2/ 815 - 816 رقم 1159/ 187).
3716 -
وعن عبد الله بن عمرو قال: "أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يقول: لأقومن الليل ولأصومن النهار ما عشت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت الذي يقول ذلك؟ ققلت له: قد قلته يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإنك لا تستطيع ذلك، فصم وأفطر، ونم وقم، صم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها؛ وذلك مثل صيام الدهر. قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك؟ قال: صم يومًا وأفطر يومين. قال: قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك قال: صم يومًا وأفطر يومًا، وذلك صيام داود، وهو أعدل الصيام. قال: قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أفضل من ذلك. قال عبد الله بن عمرو: لأن أكون قبلت الثلاثة أيام التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليِّ من أهلي ومالي".
رواه خ
(1)
م
(2)
وهذا لفظه.
وعند البخاري
(3)
: "فكان عبد الله يقول (بعدما كبر)
(4)
: ياليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
3717 -
وعن عبد الله بن عمرو قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله، ألم أُخبَر أنك تصوم النهار، وتقوم الليل؟ فقلت: بلى يا رسول الله. قال: فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم؛ فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقًّا، وإن لزوجك عليك حقًّا، (وإن لزورك عليك حقاً)
(5)
، وإن بحسبك أن تصوم من كل
(1)
صحيح البخاري (4/ 259 رقم 1976).
(2)
صحيح مسلم (2/ 812 رقم 1159).
(3)
صحيح البخاري (4/ 256 رقم 1975).
(4)
من صحيح البخاري.
(5)
من صحيح البخاري، والرَّوْر: الزائر، وهو في "الأصل" مصدر وُضع موضع الاسم، كصوم ونوم بمعنى صائم ونائم، وقد يكون الزِّور جمع زائر". كراكب وركب. النهاية (2/ 318).
شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإذن ذلك صيام الدهر كله. فشددت (فشُدد)
(1)
عليَّ قلت: يا رسول الله، إني أجد قوة. قال: فصم صيام نبي الله داود صلى الله عليه وسلم ولا تزد عليه. قلت: وما كان صيام نبي الله داود؟ قال: نصف الدهر. فكان عبد الله يقول بعدما كبر: يا ليتني قبلت وصية النبي صلى الله عليه وسلم".
رواه خ
(2)
-وهذا لفظه- م
(3)
واللفظ: عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "كنت أصوم الدهر وأقرأ القرآن كل ليلة، قال: فإما ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم وإما أرسل إليَّ (فأتيته)
(4)
فقال لي: ألم أخبر أنك تصوم الدهر، وتقرأ القرآن كل ليلة؟ فقلت: بلى يا نبي الله، ولم أرد بذلك إلا الخير. قال: فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثه أيامٍ. قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك. قال: فإن لزوجك عليك حقًّا، ولزورك عليك حقًّا، ولجسدك عليك حقًّا. قال: فصم صوم داود (نبي الله صلى الله عليه وسلم فإنه كان أعبد الناس. قال: قلت: يا نبي الله، وما صوم داود؟)(4) قال: كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، واقرأ القرآن في كل شهر. قال: قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك. (قال: فاقرؤه في كل عشرين. قال: قلت يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك) (4). قال: فاقرؤه في عشر. قال: فقلت: يا نبي الله، إني أطيق (أفضل)
(5)
من ذلك. قال: فاقرؤه في (كل)(4) سبع ولا تزد على ذلك؛ فإن لزوجك عليك حقًّا، ولزورك عليك حقًّا، ولجسدك عليك حقًّا. قال: فشددت فشدد عليَّ، قال: وقال لي النبي صلى الله عليه وسلم:
(1)
من صحيح البخاري.
(2)
صحيح البخاري (6/ 254 رقم 1975).
(3)
صحيح مسلم (2/ 813 رقم 1159/ 182).
(4)
من صحيح مسلم.
(5)
في "الأصل": أكبر. والمثبت من صحيح مسلم.
إنك لا تدري (لعلك)
(1)
يطول بك عمر. قال: فصرت إلى الذي قال لي النبي صلى الله عليه وسلم فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله صلى الله عليه وسلم".
وفي لفظ له
(2)
: "وإن لولدك عليك حقًّا".
وفي لفظ له
(3)
: "فإن لعينك حظًّا، ولنفسك حظًّا، ولأهلك حظًّا".
3718 -
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحب الصيام إلى الله صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وكان يصوم يوماً ويفطر يومًا".
أخرجاه في الصحيحين
(4)
.
3719 -
وعن عبد الله بن عمرو: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له صومي، فدخل عليَّ، فألقيت له وسادة من أدم حشوها ليف، فجلس على الأرض، وصارت الوسادة بيني وبينه، فقال: أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام؟ قال: قلت: يا رسول الله قال: خمسًا؟ قلت: يا رسول الله. قال: سبعًا. قلت يا رسول الله. قال: تسعاً؟ قلت: يا رسول الله. قال: إحدى عشرة. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا صوم فوق صوم داود شطر الدهر، صم يومًا وأفطر يومًا".
رواه خ
(5)
-واللفظ له- م
(6)
.
ولمسلم
(7)
: عن عبد الله بن عمرو: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: صم
(1)
من صحيح مسلم.
(2)
صحيح مسلم (2/ 814 رقم 1159/ 183).
(3)
صحيح مسلم (2/ 816 رقم 1159/ 186).
(4)
البخاري (3/ 20 رقم 1131)، ومسلم (2/ 816 رقم 1159/ 189).
(5)
صحيح البخاري (4/ 264 رقم 1980).
(6)
صحيح مسلم (2/ 817 رقم 1159/ 191).
(7)
صحيح مسلم (2/ 817 رقم 1159/ 192).
يومًا ولك أجر ما بقي. قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم يومين ولك أجر ما بقي. قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم ثلاثة أيام ولك أجر ما بقي. قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم أربعة أيام، ولك أجر ما بقي. قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم أفضل الصيام عند الله عز وجل صوم داود كان يصوم يومًا ويفطر يومًا".
57 - باب الصيام في الشتاء
3720 -
عن عامر بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء".
رواه الإمام أحمد
(1)
ت
(2)
-وهذا لفظه- ولفظ الإمام أحمد: "الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة".
وقال الترمذي: هذا حديث مرسل؛ عامر بن مسعود لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقال يحيى بن معين
(3)
: ليست له صحبة. وسُئل عنه الإمام أحمد، فقال: أرى له صحبة
(4)
.
3721 -
ورواه أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم من رواية سعيد بن بشير،
3720 - خرجه الضياء في المختارة (8/ 208 - 209 رقم 244 - 247).
(1)
المسند (4/ 335).
(2)
جامع الترمذي (3/ 162 رقم 797).
(3)
تاريخ الدوري (4/ 55 رقم 3118).
(4)
كذا نقل قول الإمام أحمد بإثبات صحبته ابن عساكر في الأطراف -وعن العلائي في المراسيل (ص 250 رقم 325) - والضياء في المختارة (8/ 208)، والمزي في التحفة (4/ 234).
ونقل عن الإمام أحمد نفي صحبته مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال (7/ 15)، والإنابة (1/ 320)، وابن حجر في التهذيب (3/ 56)، والإصابة، والله أعلم.
عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن صلى الله عليه وسلم.
سعيد بن بشير ضعفه غير واحد من الأئمة
(1)
، ووثقه شعبة
(2)
ودحيم
(3)
.
58 - باب في صيام نوح عليه السلام
3722 -
عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "صام نوح الدهر إلا يوم الفطر ويوم الأضحى". رواه ق
(4)
من رواية ابن لهيعة.
59 - باب أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصوم لمن خاف على نفسه العزوبة
3723 -
عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من استطاع منكم الباءة
(5)
فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء"
(6)
.
رواه خ
(7)
م
(8)
.
(1)
ترجمته في التهذيب (10/ 348 - 356).
(2)
الجرح والتعديل (4/ 6 رقم 20).
(3)
الجرح والتعديل (4/ 7 رقم 20).
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 547 رقم 1714).
(5)
يعني: النكاح والتزوج، يقال فيه الباءَة والبَاء وقد يقصر، وهو من المباءَة: المنزل؛ لأن من تزوج امرأة بوأها منزلًا، وقيل: لأن الرجل يتبوأ من أهله، أي: يستمكن كما يتبوأ من منزله. النهاية (1/ 160).
(6)
الوجاء: أن ترَضَّ أنثيا الفحل رضًّا يُذهب شهوة الجماع، ويتنزل في قطعه منزلة الخصي، وقد وُجئ وِجَاءً فهو مَوْجُوء، وقيل: هو أن توجأ العروق والخصيتان بحالهما، أراد أن الصوم يقطع النكاح كما يقطعه الوجاء. النهاية (5/ 152).
(7)
صحيح البخاري (4/ 142 رقم 1905).
(8)
صحيح مسلم (2/ 1018 رقم 1400).
60 - باب صيام ستة أيام من شوال
3724 -
عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر".
رواه م
(1)
.
3725 -
عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة؛ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها".
رواه الإمام أحمد
(2)
ق
(3)
، وهذا لفظه.
3726 -
عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال)
(4)
: "من صام رمضان وستة أيام من شوال فكأنما صام السنة كلها".
رواه الإمام أحمد
(5)
من رواية عمرو بن جابر الحضرمي، وفيه كلام
(6)
.
61 - باب في صيام المحرم
3727 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل".
رواه م
(7)
.
(1)
صحيح مسلم (2/ 822 رقم 1164).
(2)
المسند (5/ 280).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 547 رقم 1715).
(4)
من المسند.
(5)
المسند (3/ 308، 324، 344).
(6)
ترجمته في التهذيب (21/ 559 - 562).
(7)
صحيح مسلم (2/ 821 رقم 1163).
3728 -
عن علي رضي الله عنه "سأله رجل فقال: أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان؟ فقال: ما سمعت أحدًا يسأل عن هذا إلا رجلاً سمعته يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم -وأنا قاعد- فقال: يا رسول الله، أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان؟ قال: إن كنت صائمًا بعد شهر رمضان فصم المحرم؛ فإنه شهر الله عز وجل وفيه يوم تاب على قوم ويتوب فيه على قوم".
رواه عبد الله بن أحمد
(1)
عن غير أبيه ت
(2)
، وعنده:"ويُتاب على آخرين". وقال: حديث حسن غريب.
قال الحافظ: هو من رواية عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطي، تكلم (فيه)
(3)
الإمام أحمد
(4)
ويحيى بن معين
(5)
وغيرهما
(6)
.
62 - باب في صيام يوم عرفة
3729 -
عن أبي قتادة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن صوم يوم عرفة، قال: يُكفر السنة الماضية والباقية". رواه م
(7)
.
(1)
زوائد المسند (1/ 154، 155).
(2)
جامع الترمذي (3/ 117 - 118 رقم 741).
(3)
ليست في "الأصل".
(4)
قال الإمام أحمد في رواية أبي طالب: ليس بشيء منكر الحديث. الجرح والتعديل (213/ 5 رقم 1001)، وقال في رواية عبد الله: متروك الحديث. العلل ومعرفة الرجال. وقال في رواية البخاري: منكر الحديث. التاريخ الكبير (5/ 259 رقم 835).
(5)
قال في رواية الدوري: ضعيف، ليس بشيء. تاريخ الدوري (3/ 325 رقم 1559، 4/ 47 رقم 3070). وقال في رواية ابن الجنيد: ليس بشيء. سؤالات ابن الجنيد. وقال في رواية معاوية بن صالح: ضعيف. الكامل (5/ 495).
(6)
ترجمته في التهذيب (16/ 515 - 518).
(7)
صحيح مسلم (2/ 818 - 819 رقم 1162).
3730 -
عن قتادة بن النعمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صام يوم عرفة غُفر له سنة أمامه وسنة بعده".
رواه ق
(1)
.
3731 -
عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوم يوم عرفة كفارة سنتين".
رواه أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم في كتاب الصوم.
ورواه الطبراني
(2)
وعنده: "غُفر له ذنب سنتين (متتابعتين)
(3)
".
63 - باب في صيام عاشوراء
3732 -
عن ابن عباس قال: "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم -يوم عاشوراء- وهذا الشهر -يعني شهر رمضان".
رواه خ
(4)
-وهذا لفظه- م
(5)
، ولفظه: عن عبيد الله بن أبي يزيد: "سمع ابن عباس وسُئل عن صيام يوم عاشوراء، فقال: ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولا شهرًا إلا هذا الشهر. يعني: رمضان".
3733 -
وعن ابن عباس: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صيامًا يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا:
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 551 رقم 1731).
(2)
المعجم الكبير (6/ 179 رقم 5923).
(3)
من المعجم الكبير.
(4)
صحيح البخاري (4/ 287 رقم 2006).
(5)
صحيح مسلم (2/ 797 رقم 1132).
هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغَرَّق فيه فرعونَ وقومه، فصامه موسى شكرًا، فنحن نصومه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنحن أحق وأولى بموسى منكم. فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه".
رواه خ
(1)
م
(2)
، وهذا لفظه.
3734 -
عن أبي موسى قال: "كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيداً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فصوموه أنتم".
رواه خ
(3)
-وهذا لفظه- م
(4)
وعنده: "تعظمه اليهود وتتخذه عيداً". وفي لفظ له
(5)
: "كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيداً، ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم".
3735 -
عن عائشة قالت: "كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصومه، فلما فُرض شهر رمضان قال: من شاء صامه ومن شاء تركه".
رواه خ
(6)
م
(7)
وهذا لفظه.
3736 -
عن عبد الله بن عمر: "أن أهل الجاهلية كانوا يصومون عاشوراء، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صامه و (المسلمون)
(8)
قبل أن يفرض رمضان، فلما افترض
(1)
صحيح البخاري (4/ 287 رقم 2004).
(2)
صحيح مسلم (2/ 796 رقم 1130/ 128).
(3)
صحيح البخاري (4/ 287 رقم 2005).
(4)
صحيح مسلم (2/ 796 رقم 1131).
(5)
صحيح مسلم (2/ 796 رقم 1131/ 130).
(6)
صحيح البخاري (4/ 287 رقم 2002).
(7)
صحيح مسلم (2/ 792 رقم 1125).
(8)
في "الأصل": المسلمين. والمثبت من صحيح مسلم.
رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عاشوراء يوم من أيام الله؛ فمن شاء صامه ومن شاء تركه".
أخرجاه
(1)
أيضًا، ولفظه لمسلم.
3737 -
عن عبد الرحمن بن زيد قال: "دخل الأشعث بن قيس على عبد الله وهو يتغدى، فقال: يا أبا محمد، ادن إلى الغداء. فقال: أو ليس اليوم يوم عاشوراء؟ قال: وهل تدري ما يوم عاشوراء؟ قال: وما هو؟ قال: إنما هو يوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قبل أن ينزل شهر رمضان، فلما نزل رمضان تركه".
رواه خ
(2)
م
(3)
، واللفظ لمسلم.
وفي لفظ لهما: "تُرِكَ فإن كنت مفطرًا فأطعم" ورواية البخاري عن علقمة عن ابن مسعود.
3738 -
عن جابر بن سمرة قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصيام يوم عاشوراء ويحثنا عليه ويتعاهدنا عنده، فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا ولم يتعاهدنا عنده". رواه م
(4)
.
3739 -
عن معاوية بن أبي سفيان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب الله عليكم صيامه؛ وأنا صائم، فمن شاء فليصم، ومن شاء فليفطر".
رواه خ
(5)
-وهذا لفظه- م
(6)
.
(1)
البخاري (4/ 123 رقم 1892)، ومسلم (2/ 792 - 793 رقم 1126).
(2)
صحيح البخاري (8/ 26 رقم 4503).
(3)
صحيح مسلم (2/ 794 رقم 1127).
(4)
صحيح مسلم (2/ 794 - 795 رقم 1128).
(5)
صحيح البخاري (4/ 287 رقم 2003).
(6)
صحيح مسلم (2/ 795 رقم 1129).
3740 -
عن سلمة بن الأكوع قال: "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من أسلم أن أذن في الناس أن من كان أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم؛ فإن اليوم يوم عاشوراء".
رواه خ
(1)
-وهذا لفظه- م
(2)
.
3741 -
عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت: "أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: من كان أصبح صائمًا فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه. فكنا بعد ذلك نصومه ويصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن
(3)
، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار
(4)
"
(5)
.
وفي لفظ
(6)
: "تلهيهم حتى يتموا صومهم".
أخرجاه
(7)
ولفظه لمسلم.
3742 -
عن هند بن أسماء قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي من أسلم، فقال: مر قومك فليصوموا هذا اليوم -يوم عاشوراء- فمن وجدته منهم قد أكل في أول يومه فليصم آخره".
(1)
صحيح البخاري (4/ 288 رقم 2007).
(2)
صحيح مسلم (2/ 798 رقم 1135).
(3)
العهن: الصوفت الملون، الواحدة عِهنة. النهاية (3/ 326).
(4)
قال النووي في شرح مسلم (5/ 116): هكذا هو في جميع النسخ. "عند الإفطار" قال القاضي: فيه محذوف، وصوابه حتى يكون عند الإفطار، فبهذا يتم الكلام، وكذا وقع في البخاري.
(5)
صحيح مسلم (2/ 798 - 799 رقم 1136/ 136).
(6)
صحيح مسلم (2/ 799 رقم 1136/ 137).
(7)
صحيح البخاري (4/ 236 رقم 1960).
رواه الإمام أحمد
(1)
.
3743 -
وروى أيضًا
(2)
عن يحيى بن هند بن حارثة -وكان هند من أصحاب الحديبية وأخوه الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر قومه بصيام عاشوراء، وهو أسماء بن حارثة- فحدثني يحيى بن هند، عن أسماء بن حارثة:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه فقال: مر قومك بصيام هذا اليوم. وقال: أرأيت إن وجدتهم قد طعموا؟ قال: فليتموا آخر يومهم".
3744 -
عن عبد الرحمن بن سلمة عن عمه: "أن أسلم أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال أصمتم يومكم هذا؟ قالوا: لا. قال: فأتموا بقية يومكم واقضوه".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
وهذا لفظه، وعند الإمام أحمد:"غدونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عاشوراء وقد تغدينا فقال: أصمتم هذا اليوم؟ قال: قلنا: قد تغدينا. قال: فأتموا بقية يومكم".
3745 -
عن محمد بن صيفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء: "أمنكم أحد أكل اليوم؟ فقالوا: منّا من صام ومنّا من لم يصم. قال: فأتموا بقية يومكم وابعثوا إلى أهل العروض فليتموا بقية يومهم".
رواه الإمام أحمد
(5)
ق
(6)
س
(7)
، وهذا لفظه.
3746 -
عن أبي قتادة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عاشوراء،
(1)
المسند (3/ 484).
(2)
المسند (4/ 78).
(3)
المسند (5/ 409).
(4)
سنن أبي داود (2/ 327 رقم 2447).
(5)
المسند (4/ 488).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 552 رقم 1735).
(7)
سنن النسائي (4/ 192 رقم 2319).
قال: يكفر السنة الماضية".
رواه م
(1)
.
3747 -
عن الحكم بن الأعرج قال: "انتهيت إلى ابن عباس وهو (متوسد)
(2)
رداءه في زمزم، فقلت له: أخبرني عن صوم عاشوراء. فقال: إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح يوم التاسع صائمًا. قلت: هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم يصومه؟ قال: نعم". رواه م
(3)
.
3748 -
عن أبي غطفان بن طريف المري قال: سمعت عبد الله بن عباس يقول: "حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء -أو أمر بصيامه- قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان العام المقبل -إن شاء الله- صمنا يوم التاسع. قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم". رواه م
(4)
.
وله
(5)
عن عبد الله بن عمير عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لإن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع". يعني: يوم عاشوراء.
3749 -
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا اليهود وصوموا قبله يوماً وبعده يوماً". رواه الإمام أحمد
(6)
.
3750 -
عن ابن عباس قال: "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم عاشوراء، يوم العاشر". رواه ت
(7)
.
(1)
صحيح مسلم (2/ 819 رقم 1162/ 197).
(2)
في "الأصل": متسود. والمثبت من صحيح مسلم.
(3)
صحيح مسلم (2/ 797 رقم 1133).
(4)
صحيح مسلم (2/ 797 - 798 رقم 1134/ 113).
(5)
صحيح مسلم (2/ 898 رقم 1134/ 134).
(6)
المسند (1/ 241).
(7)
جامع الترمذي (3/ 128 رقم 755) وقال الترمذي: حديث ابن عباس حسن صحيح.
64 - باب في ذكر العشر
3751 -
عن عائشة قالت: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائماً في العشر قط".
رواه م
(1)
.
3752 -
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني: أيام العشر- قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".
رواه خ
(2)
.
3753 -
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من أيام أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام. قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ (قال)
(3)
: ولا الجهاد في سبيل الله إلا من خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع حتى يهراق (مهجة)
(4)
دمه". قال بعض الرواة: "أيام العشر".
رواه الإمام أحمد
(5)
.
3754 -
عن حفصة قالت: "أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الفجر".
رواه الإمام أحمد
(6)
س
(7)
.
(1)
صحيح مسلم (2/ 833 رقم 1176).
(2)
صحيح البخاري (2/ 535 رقم 969).
(3)
في "الأصل": ولا الجهاد في سبيل الله. والمثبت من المسند.
(4)
في "الأصل": هيجة. والمثبت من المسند.
(5)
المسند (2/ 161 - 162).
(6)
المسند (6/ 287).
(7)
سنن النسائي (4/ 220 رقم 2415).
3755 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام الدنيا أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من أيام العشر، وإن صيام يومًا فيها ليعدل صيام سنة وليلة فيها بليلة القدر".
رواه ق
(1)
ت
(2)
، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل عن النهاس.
قلت: ومسعود بن واصل
(3)
والنهاس بن قهم
(4)
متكلم فيهما.
3756 -
عن (هنيدة)
(5)
بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، أول اثنين من الشهر والخميس".
رواه الإمام أحمد
(6)
س
(7)
- وعندهما: "وخميسين"- د
(8)
.
65 - باب في صيام ثلاثة أيام من كل شهر
3757 -
عن أبي هريرة قال: "أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام".
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 551 رقم 1728).
(2)
جامع الترمذي (3/ 131 رقم 758).
(3)
ترجمته في التهذيب (27/ 481 - 483).
(4)
ترجمته في التهذيب (30/ 28 - 31).
(5)
في "الأصل": هندية. والمثبت من المسند وسنني النسائي وأبي داود، وهُنيدة بن خالد ترجمته في التهذيب (30/ 317) لكن وقع فيه:"هنيد" فلعله خطأ من الطباعة.
(6)
المسند (5/ 271، 6/ 288، 423).
(7)
سنن النسائي (4/ 205 رقم 2371).
(8)
سنن أبي داود (2/ 325 رقم 2437).
رواه خ
(1)
م
(2)
.
3758 -
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله".
أخرجاه أيضًا
(3)
.
3759 -
عن أبي قتادة الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كل شهر (و)
(4)
رمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله".
رواه م
(5)
.
3760 -
عن أبي الدرداء قال: "أوصاني حبيبي بثلاث (لن)
(6)
أدعهن ما عشت: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وبأن لا أنام حتى أوتر".
رواه م
(7)
.
3761 -
عن معاذة العدوية: "أنها سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم. فقلت لها: من أي أيام الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم".
رواه م
(8)
.
3762 -
عن أبي ذر قال: "أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن إن شاء الله
(1)
صحيح البخاري (4/ 266 رقم 1981).
(2)
صحيح مسلم (1/ 499 رقم 721).
(3)
البخاري (4/ 259 رقم 1976)، ومسلم (2/ 812 رقم 1159).
(4)
من صحيح مسلم.
(5)
صحيح مسلم (2/ 818 - 819 رقم 1162).
(6)
في "الأصل": لم. والمثبت من صحيح البخاري.
(7)
صحيح مسلم (1/ 499 رقم 722).
(8)
صحيح مسلم (2/ 818 رقم 1160).
أبدًا، أوصاني بصلاة الضحى، والوتر قبل النوم، وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر". رواه الإمام أحمد
(1)
س
(2)
.
3763 -
وعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد صام الدهر".
رواه الإمام أحمد
(3)
-وهذا لفظه- س
(4)
ق
(5)
ت
(6)
، وقال: حديث حسن. وزاد: "فأنزل الله عز وجل تصديق ذلك في كتابه: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)
(7)
اليوم بعشرة أيام".
3764 -
عن ابن عمر قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر".
رواه الإمام أحمد
(8)
س
(9)
.
3765 -
عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم- يعني من غرة كل شهر- ثلاثة أيام".
رواه د
(10)
س
(11)
ت
(12)
، وقال: حديث حسن غريب.
(1)
المسند (5/ 173).
(2)
سنن النسائي (3/ 229 رقم 1676).
(3)
المسند (5/ 145).
(4)
سنن النسائي (4/ 218 رقم 2408).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 545 رقم 1708).
(6)
جامع الترمذي (3/ 135 رقم 762).
(7)
سورة الأنعام، الآية:160.
(8)
المسند (2/ 90).
(9)
سنن النسائي (4/ 219 رقم 2412).
(10)
سنن أبي داود (2/ 328 رقم 2450).
(11)
سنن النسائي (4/ 204 رقم 2367).
(12)
جامع الترمذي (3/ 118 رقم 742).
3766 -
عن عثمان بن أبي العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول)
(1)
: "صيام حسن؛ ثلاثة أيام من الشهر".
رواه الإمام أحمد
(2)
س
(3)
.
3767 -
عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في صيام ثلاثة أيام من الشهر: "صوم الدهر وإفطاره".
رواه الإمام أحمد
(4)
.
66 - ذكر أيام البيض
(5)
3768 -
عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صمت من الشهر ثلاثاً فصم (ثلاث)
(6)
عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة".
رواه الإمام أحمد
(7)
-وهذا لفظه- س
(8)
ت
(9)
، وقال: حديث حسن.
3769 -
عن قتادة بن ملحان قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصيام أيام
(1)
من المسند وسنن النسائي.
(2)
المسند (4/ 22، 217).
(3)
سنن النسائي (4/ 218 رقم 2410).
(4)
المسند (3/ 435، 5/ 35).
(5)
يقع في كثير من كتب الفقه: "الأيام البيض" بتعريف الأيام، قال النووي: وهو خطأ عند أهل العربية معدود في لحن العوام؛ لأن الأيام كلها بيض، وإنما صوابه:"أيام البيض" بإضافة البيض، أي أيام الليالي البيض. وقال بعض العلماء: يجوز "الأيام البيض" على تقدير الأيام البيض لياليها فحذفت لياليها من الكلام. انظر عجالة الإملاء (ص 233) بتحقيقي.
(6)
في "الأصل": ثلاثة: والمثبت من المسند.
(7)
المسند (5/ 162).
(8)
سنن النسائي (4/ 222 رقم 2421).
(9)
جامع الترمذي (3/ 134 رقم 761).
البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة".
رواه الإمام أحمد
(1)
د
(2)
س
(3)
.
3770 -
عن ابن عباس قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفطر أيام البيض في حضر ولا سفر".
رواه س
(4)
.
3771 -
عن جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وأيام البيض (صبيحة)
(5)
ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة".
رواه س
(6)
.
3772 -
عن أبي هريرة قال: "جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأرنب قد شواها فوضعها بين يديه، فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يأكل، وأمر القوم أن يأكلوا، وأمسك الأعرابي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما يمنعك أن تأكل؟ قال: إني أصوم ثلاثة أيام من الشهر. قال: إن كنت صائمًا فصم (الغُرَّ)
(7)
".
رواه س
(8)
.
(1)
المسند (4/ 165، 5/ 27، 28).
(2)
سنن أبي داود (2/ 328 رقم 2449).
(3)
سنن النسائي (4/ 224 - 225 رقم 2429 - 2431).
3770 -
خرجه الضياء في المختارة (10/ 103 - 104 رقم 100).
(4)
سنن النسائي (4/ 198 - 199 رقم 2344).
(5)
من سنن النسائي.
(6)
سنن النسائي (4/ 221 رقم 2419).
(7)
في "الأصل": العشر. والمثبت من سنن النسائي، والمراد بالأيام الغر البيض الليالي بالقمر، وهي ثالث عشر، ورابع عشر، وخامس عشر. النهاية (3/ 354).
(8)
سنن النسائي (4/ 222 رقم 2420).
67 - باب صوم الاثنين والخميس وصوم الأربعاء والخميس والجمعة وشوال
3773 -
عن أبي قتادة الأنصاري: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن صوم الاثنين، قال: ذاك يوم وُلدت فيه، ويوم بُعثت أو أُنزل عليَّ فيه".
رواه م
(1)
.
3774 -
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدًا بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اتركوا -أو أركوا
(2)
- هذين حتى يفيئا"
(3)
.
وفي لفظ
(4)
: "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء. فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا". رواه م.
3775 -
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس؛ فأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم".
رواه الإمام أحمد
(5)
ق
(6)
ت
(7)
، وقال: حديث حسن غريب.
(1)
صحيح مسلم (2/ 820 رقم 1162).
(2)
هو من ركوته أركوه: إذا أخرته، أي: أخروهما حتى يصطلحا، وقيل: هو من الركو بمعنى الإصلاح، أي: أصلحوا ذات بينهما حتى يقع بينهما الصلح. قاله ابن الأثير في جامع الأصول (6/ 649).
(3)
صحيح مسلم (4/ 1987 - 1988 رقم 2565/ 36).
(4)
صحيح مسلم (4/ 1987 رقم 2565/ 35).
(5)
المسند (6/ 120).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 553 رقم 1740).
(7)
جامع الترمذي (3/ 122 رقم 747).
3776 -
عن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم الاثنين والخميس".
رواه س
(1)
ق
(2)
ت
(3)
، وقال: حديث حسن غريب.
3777 -
عن حفصة بنت عمر قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من الشهر: الاثنين والخميس والاثنين من الجمعة الأخرى".
رواه الإمام أحمد
(4)
د
(5)
س
(6)
.
3778 -
ورواه الإمام أحمد
(7)
والنسائي
(8)
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3779 -
عن أسامة بن زيد قال: "قلت: يا رسول الله، إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر، وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم إلا يؤمن إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما. قال: أي يومين؟ قلت: يوم الاثنين ويوم الخميس. قال: ذاك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين؛ وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم".
رواه الإمام أحمد
(9)
د
(10)
س
(11)
.
(1)
سنن النسائي (4/ 153 رقم 2185، 2186)، (3/ 204 رقم 2360، 2361).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 553 رقم 1739).
(3)
جامع الترمذي (3/ 121 رقم 745).
(4)
المسند (6/ 287).
(5)
سنن أبي داود (2/ 328 رقم 2451).
(6)
سنن النسائي (4/ 204 رقم 2365).
(7)
المسند (2/ 90).
(8)
سنن النسائي (4/ 220 رقم 2413، 2414).
3779 -
خرجه الضياء في المختارة (4/ 142 - 143 رقم 1356).
(9)
المسند (5/ 201، 206).
(10)
سنن أبي داود (2/ 325 رقم 2436).
(11)
سنن النسائي (4/ 201 - 202 رقم 2357).
3780 -
عن هنيدة الخزاعي عن أمه قالت: "دخلت على أم سلمة فسألتها عن الصيام، فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر أوله الاثنين والخميس والخميس".
رواه د
(1)
-وهذا لفظه- س
(2)
، ولفظه:"يأمر بصيام ثلاثة أيام أول خميس والاثنين والاثنين".
ورواه الإمام أحمد
(3)
: "أولها الاثنين والجمعة والخميس".
3781 -
عن عبيد الله بن مسلم عن أبيه قال: "سألت -أو سُئل- رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم الدهر، فقال: إن لأهلك عليك حقًّا؛ صم رمضان والذي يليه وكل أربعاء وخميس فإذا أنت قد صمت الدهر وأفطرت".
رواه د
(4)
س
(5)
ت
(6)
-وهذا لفظه- وقال: حديث حسن غريب، وروى بعضهم عن هارون بن سليمان عن مسلم بن عبيد الله عن أبيه.
3782 -
عن محمد بن إبراهيم: "أن أسامة بن زيد كان يصوم أشهر الحرم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: صم شوال. فترك أشهر الحرم ولم يزل يصوم شوال حتى مات". رواه ق
(7)
.
3783 -
عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام الأربعاء والخميس والجمعة كان له عدل رقبة"
(8)
.
(1)
سنن أبي داود (2/ 328 رقم 2452).
(2)
سنن النسائي (4/ 221 رقم 2418).
(3)
المسند (6/ 289، 310).
(4)
سنن أبي داود (2/ 324 رقم 2432).
(5)
السنن الكبرى (2/ 147 رقم 2778 - 2780).
(6)
جامع الترمذي (3/ 123 رقم 748).
(7)
سنن ابن ماجه (1/ 555 رقم 1744).
(8)
رواه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 175 رقم 1136) وعنه أبو نعيم في الحلية=
رواه القاضي أحمد بن عمرو بن أبي عاصم.
68 - ذكر صوم أشهر الحرم
3784 -
عن مجيبة الباهلية عن أبيها -أو عمها- "أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انطلق، فأتاه بعد سنة وقد تغيرت حاله وهيئته، فقال: يا رسول الله، أما تعرفني؟ قال: ومن أنت؟ قال: أنا الباهلي الذي جئتك عام الأول. قال: فما غيرك وقد كنت حسن الهيئة؟ قال: ما أكلت طعامًا منذ فارقتك إلا بليل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم عذبت نفسك؟ ثم قال: صم شهر الصبر ويومًا من كل شهر. قال: زدني فإن (بي)
(1)
قوة. قال: صم يومين. قال: زدني. قال: صم ثلاثة أيام. قال: زدني. قال: صم من الحرم واترك، صم من الحرم واترك، صم من الحرم واترك. قال (بأصابعه)
(2)
الثلاثة ثم أرسلها".
رواه الإمام أحمد
(3)
د
(4)
-وهذا لفظه- ق
(5)
.
= (5/ 218) من طريق سليمان بن عبد الله عن بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن عَمْرو، وقال أبو نعيم: رواه حيوة بن شريح عن بقية موقوفاً، ولم نكتبه مرفوعاً بهذا اللفظ إلا من حديث سليمان عن بقية. اهـ. والموقوف رواه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 175 رقم 1137).
قلت: ذكره الطبراني في ترجمة "خالد بن معدان عن عبد الله بن عَمْرو"، بعد أن ذكر ترجمة "خالد عن عبد الله بن عُمَر" فلعل ما في "الأصل":"عن عبد الله بن عُمَر" صوابه "عن عبد الله بن عَمْرو" والله أعلم.
(1)
تحرفت في "الأصل" والمثبت من سنن أبي داود.
(2)
في "الأصل": بأصبعيه. والمثبت من سنن أبي داود.
(3)
المسند (5/ 28).
(4)
سنن أبي داود (2/ 322 - 323 رقم 2428).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 554 رقم 1741).
69 - باب في الصوم زكاة الجسد
3785 -
عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل شيء زكاة، وزكاة الجسد الصوم، والصيام نصف الصبر".
رواه ق
(1)
من رواية موسى بن عبيدة، وهو متكلم فيه
(2)
.
70 - باب فيمن مات وعليه صيام صام عنه وليه
3786 -
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مات وعليه صيام صام عنه وليه".
رواه خ
(3)
م
(4)
.
3787 -
عن ابن عباس قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها؟ فقال: لو كان على أمك دين كنت قاضيه عنها؟ قال: نعم. قال: فدَين الله أحق أن يُقضى"
(5)
.
وفي رواية
(6)
: "جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم نذر، أفأصوم عنها؟ قال: أفرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان ذلك يؤدي عنها؟ قالت: نعم. قال: فصومي عن أمك".
رواه خ م، وهذا لفظه، وهو أتم، والرواية الأخيرة إنما رواها البخاري
(7)
(1)
سنن ابن ماجه (1/ 555 رقم 1745).
(2)
ترجمته في التهذيب (29/ 104 - 114).
(3)
صحيح البخاري (4/ 226 رقم 1952).
(4)
صحيح مسلم (2/ 803 رقم 1147).
(5)
البخاري (4/ 226 - 227 رقم 1952) ومسلم (2/ 804 رقم 1148/ 155).
(6)
صحيح مسلم (2/ 804 رقم 1148/ 156).
(7)
صحيح البخاري (4/ 227) كتاب الصوم، باب من مات وعليه صوم.
تعليقًا وهو: "قالت إمرأة للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي ماتت وعليها صوم نذر" حسب.
وكذلك روى
(1)
: "إن أختي ماتت" حسب.
3788 -
عن بريدة قال: "بينا أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتته امرأة، فقالت: إني تصدقت على أمي بجارية وإنها ماتت؟ فقال: وجب أجرك، وردها عليك الميراث. قالت: يا رسول الله، إنه كان عليها صوم شهر فأصوم عنها؟ قال: صومي عنها. قالت: إنها لم تحج قط أفأحج عنها؟ قال: حجي عنها".
رواه م
(2)
.
وفي لفظ
(3)
: "صوم شهرين".
3789 -
عن ابن عباس: "أن امرأة ركبت البحر، فنذرت إن الله نجاها أن تصوم شهرًا، فنجاها الله فلم تصم حتى ماتت، فجاءت بنتها -أو أختها- إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فامرها أن تصوم عنها".
رواه الإمام أحمد
(4)
د
(5)
-وهذا لفظه- س
(6)
.
71 - باب في ذكر من مات وعليه صيام رمضان
3790 -
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات وعليه أيام شهر فليُطعِم (عنه)
(7)
مكان كل يوم مسكيناً
(8)
".
(1)
صحيح البخاري (4/ 227) كتاب الصوم، باب من مات وعليه صوم.
(2)
صحيح مسلم (2/ 805 رقم 1149/ 157).
(3)
صحيح مسلم (2/ 805 رقم 1149/ 158).
(4)
المسند (1/ -216، 338).
(5)
سنن أبي داود (3/ 237 رقم 3308).
(6)
سنن النسائي (7/ 20 رقم 3825).
(7)
من جامع الترمذي وسنن ابن ماجه.
(8)
كذا في جامع الترمذي "مسكينًا" بالنصب، وفي سنن ابن ماجه:"مسكين" بالرفع،=
رواه ت
(1)
ق
(2)
، وقال الترمذي: لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، والصحيح عن ابن عمر موقوف قوله.
3791 -
عن ابن عباس قال: "إذا مرض الرجل في رمضان ثم مات ولم يصم أطعم عنه، ولم يكن عليه قضاء، وإن نذر قضى عنه وليه"
(3)
. رواه د
(4)
.
72 - باب في قضاء رمضان
3792 -
عن عائشة قالت: "كان يكون عليَّ الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان". قال يحيى -هو ابن (سعيد)
(5)
-: الشغل
(6)
من النبي صلى الله عليه وسلم، أو بالنبي صلى الله عليه وسلم.
رواه خ
(7)
م
(8)
، ولم يقل أنه من قول يحيى، وذكر في لفظ آخر
(9)
: قال:
=فرواية ابن ماجه على بناء الفعل "فليُطعم" للمجهول، و"مسكين" نائب للفاعل، ورواية الترمذي على بناء الفعل للمعلوم أي فَليطعم ولي من مات، و"مسكينًا" مفعول به، انظر تحفة الأحوذي (3/ 405 - 406).
(1)
جامع الترمذي (3/ 96 رقم 718).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 558 رقم 1757).
(3)
انظر تحقيقًا بديعاً للإمام ابن القيم في شرح هذا الحديث وبيان فقهه، والجمع بينه وبين أحاديث الباب السابق في تهذيب السنن (7/ 34 - 38).
(4)
سنن أبي داود (2/ 315 رقم 2401).
(5)
في "الأصل": سعد. وهو يحيى بن سعيد الأنصاري، جاء التصريح باسم أبيه في صحيح مسلم، وكذا قاله ابن حجر في الفتح (4/ 224) ونقله عن الضياء أيضاً.
(6)
هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: المانع لها الشغل، أو هو مبتدأ محذوف الخبر، تقديره الشغل هو المانع لها. فتح الباري (4/ 225).
(7)
صحيح البخاري (4/ 222 رقم 1950).
(8)
صحيح مسلم (2/ 802 - 803 رقم 1146).
(9)
صحيح مسلم (2/ 803 رقم 1146).
فظننت أن ذلك لمكانها من النبي صلى الله عليه وسلم. يحيى يقوله.
3793 -
عن معاذة قالت: "سألت عائشة فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: أحرروية أنت؟ قلت: لست بحرورية، ولكني أسأل. قالت: كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة".
رواه خ
(1)
م
(2)
، وهذا لفظه.
وفي لفظ له
(3)
: "قد كانت إحدانا تحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا تؤمر بقضاء".
3794 -
عن ابن عباس قال: "لا بأس أن يفرق؛ لقول الله -تعالى-: (فعدة من أيام أخر)
(4)
".
رواه خ
(5)
تعليقًا.
3795 -
عن ابن عمر: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قضاء رمضان: إن شاء فرق، وإن شاء تابع".
رواه الدارقطني
(6)
، وقال: لم يسنده غير سفيان بن بشر.
3796 -
وروى
(7)
عن محمد بن المنكدر قال: "بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن تقطيع صيام شهر رمضان، فقال: ذاك إليك؛ أرأيت لو كان (على)
(8)
أحدكم
(1)
صحيح البخاري (1/ 501 رقم 321).
(2)
صحيح مسلم (1/ 265 رقم 335/ 69).
(3)
صحيح مسلم (1/ 265 رقم 335/ 67).
(4)
سورة البقرة، الآية: 184، 185.
(5)
(4/ 222) كتاب الصوم، باب متى يقضي قضاء رمضان.
(6)
سنن الدارقطني (2/ 193 رقم 74).
(7)
سنن الدارقطني (2/ 194 رقم 77).
(8)
من سنن الدراقطني.
دين فقضى الدرهم والدرهمين، ألم يكن قضاء، فاللَّه أحق أن يعفو ويغفر".
وقال: إسناد حسن إلا أنه مرسل، وقد وصله غير أبي بكر عن يحيى بن سليم، ولا يثبت متصلاً.
3797 -
وروى
(1)
عن عائشة قالت: "نزلت فعدة من أيام أخر متتابعات" فسقطت "متتابعات".
وقال: هذا إسناد صحيح.
3798 -
وروى
(2)
عن ابن عباس وأبي هريرة قالا: "لا بأس بقضاء رمضان متفرقًا".
وروى نحو هذا عن أبي عبيدة بن الجراح
(3)
ومعاذ بن جبل
(4)
ورافع بن خديج
(5)
وعمرو بن العاص
(6)
وابنه عبد الله
(7)
.
73 - باب في قوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ)
(8)
3799 -
عن سلمة بن الأكوع قال: "لما نزلت هذه الآية: (وَعَلَى الَّذِينَ يطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) كان من أراد أن يفطر ويفتدي
(9)
حتى نزلت الآية التي بعدها
(1)
سنن الدارقطني (2/ 192 رقم 60).
(2)
سنن الدارقطني (2/ 193 رقم 66).
(3)
سنن الدارقطني (2/ 192 رقم 63، 64).
(4)
سنن الدارقطني (2/ 193 رقم 71 - 73).
(5)
سنن الدارقطني (2/ 193 رقم 67).
(6)
سنن الدارقطني (2/ 194 رقم 76).
(7)
سنن الدارقطني (2/ 192 رقم 62) من طريق الواقدي، وقال: الواقدي ضعيف.
(8)
سورة البقرة، الآية:184.
(9)
في العبارة سقط، وهو خبر "كان" والتقدير:"كان من أراد أن يفطر ويفتدي فعل". حاشية صحيح مسلم.
فنسختها"
(1)
.
وفي لفظ
(2)
: قال: "كنا في رمضان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاء صام ومن شاء أفطر فافتدى بطعام مسكين حتى أنزلت هذه الآية: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)
(3)
".
رواه خ
(4)
م، واللفظ له.
3800 -
وعن ابن عمر: "قرأ (فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْاكِينٍ)
(5)
قال: هي منسوخة".
رواه خ
(6)
.
3801 -
وروى
(7)
تعليقًا عن ابن أبي ليلى، ثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: "نزل رمضان فشق عليهم، فكان من أطعم كل يوم مسكينًا ترك الصوم ممن يطيقه، ورُخص لهم في ذلك، فنسخها (وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لكُمْ)
(8)
فأمروا بالصوم".
3802 -
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل ذكر أول الحديث، قال: "فأنزل الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
…
} إلى هذه الآية: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ
(1)
صحيح مسلم (2/ 802 رقم 1145/ 149).
(2)
صحيح مسلم (802/ 2 رقم 1145/ 150).
(3)
سورة البقرة، الآية:185.
(4)
صحيح البخاري (8/ 29 رقم 4507).
(5)
على الجمع، قال ابن الجزري في النشر في القراءات العشر (2/ 226): واختلفوا في (مساكين) فقرأ المدنيان وابن عامر على الجمع، وقرأ الباقون (مسكين) على الإفراد.
قلت: في رواية ابن عساكر لصحيح البخاري: "مسكين على الإفراد، كما في النسخة السلطانية (3/ 45).
(6)
صحيح البخاري (4/ 221 رقم 1949).
(7)
صحيح البخاري (4/ 221) كتاب الصوم، باب {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ} .
(8)
سورة البقرة، الآية:184.
مِسْكِينٍ)
(1)
قال: فكان من شاء صام ومن شام أطعم مسكينًا فأجزأ ذلك عنه. قال: ثم إن الله عز وجل أنزل الآية الأخرى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
…
} إلى قوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}
(2)
. قال: فأثبت الله -تعالى- صيامه على المقيم الصحيح، ورخص فيه للمريض والمسافر، وثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصيام".
رواه الإمام أحمد
(3)
-وهذا لفظه- د
(4)
.
3803 -
وروى البخاري
(5)
عن عطاء: "سمع ابن عباس يقرأ {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}
(6)
قال ابن عباس: ليست بمنسوخة وهو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكينًا".
3804 -
وروى أبو داود
(7)
عن ابن عباس: " {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}
(8)
قال: كانت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة وهما يطيقان الصيام أن يفطرا ويطعما مكان كل يوم مسكينًا، والحبلى والمرضع إذا خافتا
(9)
". 3805 - وعن ابن عباس: "{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} (8) واحد {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا} زاد طعام مسكين آخر {فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} وليست بمنسوخة، إلا
(1)
سورة البقرة، الآيتان: 183، 184.
(2)
سورة البقرة، الآية:185.
(3)
المسند (5/ 246 - 247).
(4)
سنن أبي داود (1/ 138 رقم 506، 507).
(5)
صحيح البخاري (8/ 28 رقم 4505).
(6)
سورة البقرة، الآية:184.
(7)
سنن أبي داود (2/ 296 رقم 2318).
(8)
سورة البقرة، الآية:184.
(9)
قال أبو داود: يعني على أولادهما أفطرتا وأطعمتا.
أنه رخص للشيخ الكبير الذي لا يستطيع الصيام، وأُمر أن يطعم الذي يعلم أنه لا يطيقه"
(1)
.
وفي لفظ
(2)
: "أو مريض يعلم أنه لا يُشفى".
رواه الدارقطني.
3806 -
وروى
(3)
عن ابن عباس قال: "رخص للشيخ الكبير أن يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينًا، ولا قضاء عليه".
وقال: هذا إسناد صحيح.
74 - باب فيمن أسلم في شهر رمضان
3807 -
عن (عطية بن)
(4)
سفيان بن عبد الله (بن)(4) ربيعة قال: "حدثنا وفدنا الذين قدموا على (رسول الله صلى الله عليه وسلم)
(5)
بإسلام ثقيف، قال: وقدموا عليه في رمضان، وضرب عليهم قبة في المسجد، فلما أسلموا صاموا ما بقي عليهم من الشهر". رواه ق
(6)
.
75 - باب فيمن فطر صائمًا وذكر دعاء الأكل
3808 -
عن زيد بن خالد الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من فطر صائمًا كُتب له مثل أجره إلا أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء".
(1)
سنن الدارقطني (2/ 205 رقم 3) وقال الدارقطني: إسناد صحيح ثابت.
(2)
سنن الدارقطني (2/ 205 رقم 4، 5) وقال في كلٍّ منهما: هذا إسناد صحيح.
(3)
سنن الدارقطني (2/ 205 رقم 5).
(4)
من سنن ابن ماجه.
(5)
في "الأصل": رسول. فقط، والمثبت من سنن ابن ماجه.
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 559 رقم 1760).
رواه الإمام أحمد
(1)
-وهذا لفظه- س
(2)
ق
(3)
ت
(4)
، وقال: حديث صحيح.
3809 -
عن عبد اللَّه بن الزبير قال: "أفطر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عند سعد بن معاذ، فقال: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة".
رواه ق
(5)
من رواية مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن الزبير، وقد تكلم فيه
(6)
.
76 - باب في فضل الصائم إِذا أكل عنده
3810 -
عن أم عمارة بنت كعب الأنصارية: "أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها، فقدمت له طعامًا، فقال: كلي. فقالت: إني صائمة. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أُكل عنده حتى يفرغ".
رواه الإمام أحمد
(7)
ق
(8)
ت
(9)
، وقال: حديث حسن.
3811 -
وعن أم عمارة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها -قال: وثاب إليها رجال من قومها- قالت: فقدمت إليهم تمرًا، فأكلوا فتنحى رجل منهم، فقال النبي
(1)
المسند (4/ 114، 5/ 192).
(2)
السنن الكبرى (2/ 256 رقم 3330، 3331).
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 555 رقم 1746).
(4)
جامع الترمذي (3/ 171 رقم 807).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 556 رقم 1747).
(6)
ترجمته في التهذيب (28/ 18 - 22).
(7)
المسند (6/ 365، 439).
(8)
سنن ابن ماجه (1/ 556 رقم 1748).
(9)
جامع الترمذي (3/ 153 - 154 رقم 784 - 786).
- صلى الله عليه وسلم: ما شأنه؟ فقال: إني صائم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنه ما من صائم يأكل عنده مفاطير إلا صلت عليه الملائكة حتى يقوموا".
رواه الإمام أحمد
(1)
.
3812 -
عن بريدة قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال: الغداء يا بلال. فقال: إني صائم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نأكل أرزاقنا و (فضل)
(2)
رزق بلال في الجنة، أشعرت يا بلال أن الصائم تسبح عظامه وتستغفر له الملائكة ما أُكل عنده".
رواه ق
(3)
.
77 - باب فيمن أدرك رمضان وعليه صوم رمضان لم يصمه
3813 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "في رجل أفطر في شهر رمضان من مرض ولم يصم حتى أدركه رمضان آخر، قال: يصوم الذي أدركه، ثم يصوم الشهر الذي أفطر فيه، ويطعم مكان كل يوم مسكينًا".
رواه الدارقطني
(4)
، وقال إبراهيم بن نافع و (عمر بن موسى بن وجيه)
(5)
ضعيفان.
(1)
المسند (6/ 365، 439).
(2)
من سنن ابن ماجه.
(3)
سنن ابن ماجه (1/ 556 رقم 1749).
(4)
سنن الدارقطني (2/ 197 رقم 89).
(5)
في "الأصل": عمرو بن موسى من وجه. والمثبت من سنن الدارقطني، وعُمر بن موسى ابن وجيه ترجمته في التاريخ الكبير (6/ 197 رقم 2157) والجرح والتعديل (6/ 133 رقم 727) وغيرهما، قال فيه البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ذاهب الحديث، كان يضع الحديث.
3814 -
ورواه
(1)
عن أبي هريرة موقوفًا من قوله، وقال: إسناد صحيح.
3815 -
ورواه
(2)
أيضاً عن ابن عباس قوله.
3816 -
ورواه
(3)
عن ابن عمر قال: "من أدركه رمضان وعليه رمضان فليطعم مكان كل يوم مسكينًا مداً من حنطة".
78 - باب في تحفة الصائم
3817 -
عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تحفة الصائم الدهن والمجمر".
رواه ت
(4)
وقال: حديث غريب ليس إسناده بذاك، لا نعرفه إلا من حديث سعد بن طريف، وسعد بن طريف يُضعف.
(1)
سنن الدارقطني (2/ 197 رقم 88).
(2)
سنن الدارقطني (2/ 197 رقم 91).
(3)
سنن الدارقطني (2/ 196 رقم 85، 86).
(4)
جامع الترمذي (3/ 164 رقم 801).
كتاب الاعتكاف
3818 -
عن عبد الله بن عمر قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان".
رواه خ
(1)
م
(2)
، وعنده:"قال نافع: وقد أراني عبد الله المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد".
3819 -
عن عائشة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده".
رواه خ
(3)
م
(4)
.
3820 -
عن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه، وأنه أمر بخبائه فضُرب -أراد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان- فأمرت زينب بخبائها فضُرب، وأمر غيرها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بخبائه فضُرب، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الفجر نظر فإذا الأخبية، قال: آلبر تردن؟ فأمر (بخبائه فقوض)
(5)
وترك الاعتكاف في شهر رمضان حتى اعتكف (في العشر الأول من شوال)
(6)
"
(7)
.
وفي لفظ
(8)
ذكر عائشة وحفصة وزينب أنهن ضربن الأخبية للاعتكاف.
(1)
صحيح البخاري (4/ 318 رقم 2025).
(2)
صحيح مسلم (2/ 830 رقم 1171).
(3)
صحيح البخاري (4/ 318 رقم 2026).
(4)
صحيح مسلم (2/ 830 رقم 1172).
(5)
في "الأصل": ببنائه فقرض، فأذنت لها فضربت خباءً. والمثبت في صحيح مسلم.
(6)
في "الأصل": العشر الاواخر من شعبان. والمثبت من صحيح مسلم.
(7)
صحيح مسلم (2/ 831 رقم 1173/ 6).
(8)
صحيح مسلم (2/ 831 - 832 رقم 1173).
رواه خ
(1)
م، ورواية البخاري عن عائشة قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فكنت أضرب له خباء فيصلي الصبح ثم يدخله، فاستأذنت حفصة عائشة (أن تضرب خباء)
(2)
فأذنت لها فضربت خباءً، فلما رأته زينب بنت جحش ضربت خباءً آخر، فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم رأى الأخبية، فقال: ما هذا؟ فأُخبر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: آلبر تردن بهن؟ فترك الاعتكاف ذلك الشهر، ثم اعتكف عشرًا من شوال".
وفي لفظ له
(3)
: عن عائشة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فاستأذنته عائشة فأذن لها، وسألت حفصة عائشة أن تستأذن لها ففعلت، فلما رأت ذلك زينب بنت جحش أمرت ببناء فبني لها. قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى انصرف إلى بنائه فبصر بالأبنية، فقال: ما هذا؟ قالوا: بناء عائشة وحفصة وزينب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آلبر أردن بهذا ما أنا بمعتكف. (فرجع)
(4)
، فلما أفطر اعتكف عشرًا من شوال".
وفي لفظ له
(5)
: "ما حملهن على هذا؟ آلبر؟ انزعوها فلا أراها. فنزعت، فلم يعتكف في رمضان حتى اعتكف في آخر العشر من شوال".
3821 -
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: "سألت أبا سعيد الخدري قلت: هل سمعت - رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ليلة القدر؟ قال: نعم، اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان، فخرجنا صبيحة عشرين. قال: فخطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عشرين فقال: إني أريت ليلة القدر، وإني نسيتها؛
(1)
صحيح البخاري (4/ 323 رقم 2033).
(2)
من صحيح البخاري.
(3)
صحيح البخاري (4/ 335 رقم 2045).
(4)
في "الأصل": فرج. والمثبت من صحيح البخاري.
(5)
صحيح البخاري (4/ 332 - 333 رقم 2041).
فالتمسوها في العشر الأواخر (في)
(1)
وتر فإني أريت أني أسجد في ماء وطين، ومن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع. فرجع الناس إلى المسجد، وما نرى في السماء قزعة، قال فجاءت سحابة فمطرت، وأقيمت الصلاة، فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطين والماء حتى رأيت الطين في أرنبته وجبهته"
(2)
.
3822 -
وعن أبي سعيد: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عامًا حتى إذا كانت ليلة إحدى وعشرين -وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه- قال: من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر، فقد أُريت هذه الليلة ثم أُنسيتها، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين صبيحتها؛ فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر. فمطرت السماء تلك الليلة، وكان المسجد على عريش فوكف المسجد
(3)
، فبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبهته أثر الماء والطين من صبح إحدى وعشرين"
(4)
.
رواه خ -وهذا لفظه في كلا الطريقين- ورواه م
(5)
بطرق منها:
3823 -
عن أبي سعيد قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها حصير. قال: فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة، ثم أطلع رأسه فكلم الناس فدنوا منه فقال: إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أُتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف. فاعتكف الناس معه، قال: وإني أريتها ليلة وتر، وإني أسجد صبيحتها في طين
(1)
من صحيح البخاري.
(2)
صحيح البخاري (4/ 329 رقم 2036).
(3)
أي: قطر سقفه بالماء، وأوكف أيضاً. مشارق الأنوار (2/ 286).
(4)
صحيح البخاري (4/ 318 - 319 رقم 2027).
(5)
صحيح مسلم (2/ 824 - 827 رقم 1167).
وماء. فأصبح من ليلة إحدى وعشرين، وقد قام إلى الصبح فمطرت السماء، فوكف المسجد، فأبصرت الطين والماء، فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وروثة أنفه فيها الطين والماء، وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر".
3824 -
عن أبي هريرة قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف فيه عشرين يومًا".
رواه خ
(1)
، ورواه ق
(2)
فزاد فيه: "وكان يعرض عليه القرآن في كل عام مرة، فلما كان العام الذي قُبض فيه عرض عليه مرتين".
3825 -
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل رأسه وهو في المسجد فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفًا"
(3)
.
وفي لفظ
(4)
: "كان يخرج رأسه من المسجد وهو معتكف فأغسله وأنا حائض".
رواه خ -وهذا لفظه- م
(5)
، وزاد: قالت: "إن كنت لأدخل البيت للحاجة والمريض فيه فما أسأل عنه إلا وأنا مارة".
3826 -
عن عائشة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف مع بعض نسائه -وهي مستحاضة ترى الدم، فربما وضعت الطست تحتها من الدم"
(6)
.
وفي لفظ
(7)
: "اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة (مستحاضة)
(8)
من
(1)
صحيح البخاري (4/ 334 رقم 2044).
(2)
سنن ابن ماجه (1/ 562 رقم 1769).
(3)
صحيح البخاري (4/ 320 - 321 رقم 2029).
(4)
صحيح البخاري (4/ 321 رقم 2031).
(5)
صحيح مسلم (1/ 244 رقم 297).
(6)
صحيح البخاري (1/ 489 رقم 309).
(7)
صحيح البخاري (4/ 488 رقم 2037).
(8)
من صحيح البخاري.
أزواجه، فكانت ترى (الدم)
(1)
والصفرة والطست تحتها، وهي تصلي". رواه خ.
3827 -
عن علي بن الحسين أن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته: "أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب، فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها، حتى إذا بلغت باب المسجد -عند باب أم سلمة- مر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي. فقالا: سبحان الله. وكبر عليهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يبلغ مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئًا"
(2)
.
وفي لفظ
(3)
: "ثم (أجازا)
(4)
فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: تعاليا، إنها صفية بن حيي. فقالا: سبحان الله (يا رسول الله)
(5)
. قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يُلقي في (قلوبكما)
(6)
شيئًا".
رواه خ -وهذا لفظه- م
(7)
.
3828 -
عن ابن عمر: "أن عمر سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام. قال: فأوف بنذرك".
رواه خ
(8)
م
(9)
، وفي لفظ البخاري
(10)
: "أوف بنذرك اعتكف ليلة".
(1)
في صحيح البخاري: الحمرة.
(2)
صحيح البخاري (4/ 326 رقم 2035).
(3)
صحيح البخاري (4/ 330 رقم 2038).
(4)
في "الأصل": انحاز. والمثبت من صحيح البخاري.
(5)
من صحيح البخاري.
(6)
في صحيح البخاري: أنفسكما.
(7)
صحيح مسلم (4/ 1712 رقم 2175).
(8)
صحيح البخاري (4/ 322 رقم 2032).
(9)
صحيح مسلم (3/ 1277 رقم 1656).
(10)
صحيح البخاري (4/ 333 رقم 2042) بلفظ: "أوف بنذرك" فقط.
وفي رواية لمسلم: "أن عمر بن الخطاب سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة (بعد أن رجع من الطائف فقال: يا رسول الله)
(1)
إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف يومًا في المسجد الحرام فكيف ترى؟ قال: اذهب فاعتكف يومًا".
رواه أبو داود
(2)
، وفيه:"فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اعتكف وصم".
3829 -
عن أنس بن مالك قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فلم يعتكف عامًا، فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين".
رواه الإمام أحمد
(3)
ت
(4)
، وقال: حديث حسنٌ صحيح غريب.
3830 -
عن أُبي بن كعب: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فلم يعتكف عامًا، فلما كان في العام المقبل اعتكف عشرين ليلة".
رواه الإمام أحمد
(5)
ق
(6)
د
(7)
-وهذا لفظه- وعنده: "فسافر عامًا، فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين".
3831 -
عن عائشة أنها قالت: "السنة على المعتكف أن لا يعود مريضًا، ولا يشهد جنازة، ولا يمس امرأة ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد له منه، ولا اعتكاف إلا بصوم، ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع".
(1)
من صحيح مسلم.
(2)
سنن أبي داود (3/ 242 رقم 3325).
3829 -
خرجه الضياء في المختارة (5/ 301 رقم 1946).
(3)
المسند (3/ 104).
(4)
جامع الترمذي (3/ 166 رقم 803).
3830 -
خرجه الضياء في المختارة (5/ 44 - 47 رقم 1271 - 1277).
(5)
المسند (5/ 114).
(6)
سنن ابن ماجه (1/ 562 رقم 1770).
(7)
سنن أبي داود (2/ 331 رقم 2463).
رواه د
(1)
.
3832 -
وعن عائشة قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يمر بالمريض وهو معتكف فيمر كما هو ولا يعرج يسأل عنه".
رواه د
(2)
، وهو من رواية ليث بن أبي سليم، وقد تكلم فيه
(3)
.
3833 -
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه كان إذا اعتكف طُرح له فراشه، ويُوضع له سريره وراء إسطوانه التوبة".
رواه ق
(4)
.
3834 -
وروى
(5)
أيضًا عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المعتكف يتبع الجنازة، ويعود المريض".
وهو من رواية هياج الخراساني
(6)
عن عنبسة بن عبد الرحمن
(7)
، وكلاهما متروك الحديث.
3835 -
وروى ابن ماجه
(8)
أيضًا عن ابن عباس: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في المعتكف: هو يعتكف الذنوب وتجري له من الحسنات كعامل الحسنات كلها".
هو من رواية فرقد السبخي
(9)
، وفيه كلام.
(1)
سنن أبي داود (2/ 333 رقم 2473).
(2)
سنن أبي داود (2/ 333 رقم 2472).
(3)
ترجمته في التهذيب (24/ 279 - 288).
(4)
سنن ابن ماجه (1/ 564 رقم 1774).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 565 رقم 1777).
(6)
ترجمته في التهذيب (30/ 357 - 360).
(7)
ترجمته في التهذيب (22/ 416 - 419).
(8)
سنن ابن ماجه (1/ 566 - 567 رقم 1781).
(9)
ترجمته في التهذيب (23/ 164 - 170).
3836 -
عن حذيفة: "أنه قال لابن مسعود: لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة -أو قال: في مسجد جماعة".
رواه سعيد بن منصور.
3837 -
وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس على المعتكف صيام إلا أن يجعله على نفسه".
رواه الدارقطني
(1)
، وقال: رفعه أبو بكر السوسي وغيره لا يرفعه.
1 - باب كراهية الصمت في الصوم
3838 -
عن قيس بن أبي حاتم قال: "دخل أبو بكر على امرأة من أحمس -يقال لها: زينب- فكلمها فأبت أن يكلمها، فقال: ما بال هذه؟ قالوا: حجت مصمتة. فقال لها: تكلمي. (فإن هذا لا يحل)
(2)
هذا من أمر الجاهلية".
رواه خ
(3)
.
3839 -
عن ليلى امرأة بشير -هو ابن الخصاصية- "أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أصوم يوم الجمعة ولا أكلم ذلك اليوم أحداً؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تصوم يوم الجمعة إلا في أيام هو أحدها أو في شهر، وأما (أن)
(4)
لا تكلم أحداً فلعمري لأن تكلم بمعروف وتنهى عن منكر خير من أن تسكت".
رواه الإمام أحمد
(5)
.
3840 -
عن عائشة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحي الليل، وأيقظ
(1)
سنن الدارقطني (2/ 199 رقم 3).
(2)
في "الأصل": فقال إن. والمثبت من صحيح البخاري.
(3)
صحيح البخاري (7/ 182 رقم 3834).
(4)
من المسند.
(5)
المسند (5/ 224).
أهله وشد المئزر".
وأخرجه خ
(1)
م
(2)
.
وله
(3)
: "كان (رسول الله صلى الله عليه وسلم)
(4)
يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره".
3841 -
عن علي رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله في العشر الأواخر ويرفع المئزر".
رواه الإمام أحمد
(5)
ت
(6)
، وقال: حديث حسن صحيح.
3842 -
عن حذيفة قال: "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من رمضان في حجرة من جريدة النخل فصب عليه دلواً من ماءٍ".
رواه أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل في كتاب الصوم.
3843 -
وروى عن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان مريضًا قام ونام، فإذا دخل العشر شمر المئزر واجتنب النساء، واغتسل بين الأذانين، وجعل العشاء سحوراً".
هو من رواية مسلم بن خالد، وقد تكلم فيه بعضهم
(7)
، ووثقه يحيى بن معين
(8)
.
(1)
صحيح البخاري (4/ 316 رقم 2024).
(2)
صحيح مسلم (2/ 832 رقم 1174).
(3)
صحيح مسلم (2/ 832 رقم 1175).
(4)
من صحيح مسلم.
3841 -
خرجه الضياء في المختارة (2/ 401 - 402 رقم 789 - 791).
(5)
المسند (1/ 98، 128، 132، 133، 137).
(6)
جامع الترمذي (3/ 161 رقم 795).
(7)
ترجمثه في التهذيب (27/ 508 - 514).
(8)
الجرح والتعديل (8/ 183 رقم 800).
قد تقدم ذكر ليلة القدر في كتاب الصلاة
(1)
ونذكر ها هنا ما (لم)
(2)
نذكره قبل.
3844 -
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر، في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى".
رواه خ
(3)
.
3845 -
عن أبي سعيد الخدري قال: "اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان يلتمس ليلة القدر قبل أن تبان له، قال: فلما انقضين أمر بالبناء فقُوض، ثم أبينت له أنها في العشر الأواخر، فأمر بالبناء فاعيد، ثم خرج على الناس، فقال: يا أيها الناس، إنها كانت أبينت لي ليلة القدر، وإني خرجت لأخبركم بها، فجاء رجلان يحتقان معهما الشيطان، فنسيته فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان والتمسوها في التاسعة (والسابعة)
(4)
والخامسة".
قال: قلت: يا أبا سعيد، إنكم أعلم بالعدد منا. قال: أجل نحن أحق بذلك منكم. قال: قلت: ما التاسعة والسابعة والخامسة؟ قال: إذا مضت واحدة و (عشرون)
(5)
فالتي تليها ثنتان وعشرين وهي التاسعة، وإذا مضت ثلاث و (عشرون)(5) فالتي تليها السابعة، وإذا مضت خمس و (عشرون)(5) فالتي تليها الخامسة".
وفي لفظ: "يختصمان" بدل "يحتقان". رواه مسلم
(6)
.
(1)
الأحاديث (2582 - 2599).
(2)
في "الأصل": لا.
(3)
صحيح البخاري (4/ 306 رقم 2021).
(4)
من صحيح مسلم.
(5)
في "الأصل": عشرين. والمثبت من صحيح مسلم.
(6)
صحيح مسلم (2/ 826 - 827 رقم 1167/ 217).
3846 -
عن عيينة بن عبد الرحمن قال: حدثني أبي قال: "ذكر ليلة القدر عند أبي بكرة، فقال (ما)
(1)
أنا بملتمسها لشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في العشر الأواخر؛ فإني سمعته يقول: التمسوها في تسع بقين، أو سبع بقين، أو خمس بقين، أو ثلاث، أو آخر ليلة. وكان أبو بكرة يصلي في العشرين من رمضان كصلاته في سائر السنة، فإذا دخل العشر اجتهد".
رواه الإمام أحمد
(2)
ت
(3)
-وهذا لفظه- وقال: حديث حسن صحيح.
3847 -
عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليلة القدر في العشر البواقي؛ من قامهن ابتغاء حسبتهن فإن الله تبارك وتعالى يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهي ليلة وتر تسع أو سبع أو خامسة أو ثالثة أو آخر ليلة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمراً ساطعاً ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمي به فيها حتى تصبح، وإن أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مشرقة ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر، لا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ".
رواه الإمام أحمد
(4)
.
3848 -
عن نعيم بن زياد أبي طلحة الإيادي أنه سمع النعمان بن بشير يقول على منبر حمص: "قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان إلى ثلث الليل الأول، ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، ثم قام بنا ليلة تسع وعشرين حتى ظننا أن لا ندرك الفلاح، وكنا ندعو السحور
(1)
في "الأصل": و. والمثبت من جامع الترمذي.
(2)
المسند (5/ 36، 39، 40).
(3)
جامع الترمذي (3/ 160 - 161 رقم 794).
3847 -
خرجه الضياء في المختارة (8/ 279 رقم 342).
(4)
المسند (5/ 324).
الفلاح، فأما نحن فنقول: ليلة السابعة ليلة سبع وعشرين، وأنتم تقولون: ليلة ثلاث وعشرين السابعة، فمن أصوب نحن أم أنتم".
رواه الإمام أحمد
(1)
-وهذا لفظه- س
(2)
.
3849 -
عن ابن عباس: "أن رجلاً أتى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، إني شيخ كبير عليل يشق عليَّ القيام فأمرني بليلة؛ لعل الله يوفقني فيها لليلة القدر؟ قال: عليك بالسابعة".
رواه الإمام أحمد
(3)
.
3850 -
وروى
(4)
عن أبي إسحاق أنه سمع أبا حذيفة يحدث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نظرت إلى القمر صبيحة ليلة (القدر)
(5)
فرأيته كأنه فلق جفنة"، وقال أبو إسحاق: إنما يكون القمر كذلك ليلة
(6)
ثلاثة وعشرين.
2 - باب ما يدعى به [في]
(7)
ليلة القدر
3851 -
عن عائشة قالت: "قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلةٍ (ليلة)
(8)
القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
(1)
المسند (4/ 272).
(2)
سنن النسائي (3/ 203 رقم 1605).
(3)
المسند (1/ 240).
(4)
المسند (5/ 369).
(5)
في "الأصل": البدر. والمثبت من المسند.
(6)
زاد بعدها في "الأصل": صبيحة صبيحة. وهي زيادة مقحمة.
(7)
في "الأصل": فيه.
(8)
من جامع الترمذي.
رواه الإمام أحمد
(1)
س
(2)
ق
(3)
ت
(4)
-واللفظ له- وقال: حديث حسن صحيح.
3 - باب في قيام ليلتي العيد
3852 -
عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلتي العيدين للَّه محتسباً لم يمت قلبه يوم تموت القلوب".
رواه ق
(5)
.
تم بحمد الله المجلد الثالث
يتلوه -إن شاء الله - في المجلد الرابع
كتاب الحج
(1)
المسند (6/ 258).
(2)
سنن النسائي الكبرى (4/ 407 - 408 رقم 7712).
(3)
سنن ابن ماجه (2/ 265 - رقم 3850).
(4)
جامع الترمذي (5/ 499 رقم 3513).
(5)
سنن ابن ماجه (1/ 657 رقم 1782).
وقال سفيان بن عيينة
(1)
: كان إبراهيم الهجري يسوق الحديث سياقة جيدة على ما فيه. وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عن سفيان عنه، وقد ضعفه
(2)
أيضًا يحيى بن معين (1) وأبو حاتم (1).
مسلم
(3)
: حدثني زهير بن حرب، ثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثني أبي، عن ابن شهاب، عن عامر بن واثلة "أن نافع بن الحارث لقي عمر بعسفان -وكان عمر استعمله على مكة- فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ فقال: ابن أبزى. (قال: ومن ابن أبزى)
(4)
. قال: مولى من موالينا. قال: فاستخلفت عليهم مولى؟! قال: إنه قارئ لكتاب الله، وإنه عالم بالفرائض. قال عمر: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال: إن الله عز وجل يرفع بهذا القرآن أقوامًا ويضع آخرين"
(5)
.
الطحاوي
(6)
: حدثنا يوسف بن يزيد، ثنا حجاج بن إبراهيم الأزرق، ثنا إسماعيل بن جعفر، عن عمرو، عن حبيب بن هند الأسلمي، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أخذ السبع فهو خير
(7)
" يعني: السبع الطوال من القرآن.
مسلم
(8)
: حدثني حرملة بن يحيى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا على اثنتين: رجل آتاه الله هذا الكتاب فقام به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فتصدق به آناء الليل وآناء النهار"
(9)
.
(1)
الجرح والتعديل (2/ 132).
(2)
حاشية: ضعفه يُحتمل لهذا الحديث العظيم القدر عند المسلمين؛ لكونه في الرغبة.
(3)
(1/ 559 رقم 817).
(4)
من صحيح مسلم.
(5)
رواه ابن ماجه (1/ 78 - 79 رقم 218).
(6)
شرح مشكل الآثار (3/ 408 رقم 1378).
(7)
كذا في "الأصل" بالخاء المعجمة والياء التحتية، وفي شرح المشكل:"حبر" بالحاء المهملة، والباء الموحدة، وهو المعروف.
(8)
(1/ 559 رقم 815/ 267).
(9)
رواه البخاري (8/ 691 رقم 5025 وطرفه في: 7529)، والنسائي في الكبرى (5/ 27=
البخاري
(1)
: حدثنا علي بن إبراهيم، ثنا روح، ثنا شعبة، عن سليمان، سمعت ذكوان، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعة جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما آوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل. ورجل آتاه الله مالاً فهو مهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل"
(2)
.
مسلم
(3)
: حدثنا يحيى بن يحيى، أبنا أبو خيثمة، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: كان رجل يقرأ [سورة الكهف]
(4)
وعنده فرس مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدور وتدنو، وجعل فرسه ينفر منها، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: تلك السكينة تنزلت للقرآن"
(5)
.
مسلم
(6)
: حدثني الحسن الحلواني وحجاج بن الشاعر -وتقاربا في اللفظ- قالا: ثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، ثنا يزيد بن الهاد، أن عبد الله بن خباب حدثه، أن أبا سعيد الخدري حدثه "أن أُسَيد بن حُضَير بينما هو ليلة يقرأ في مربده إذ جالت فرسه، فقرأ ثم جالت أخرى، فقرأ ثم جالت أيضاً، قال أُسيد فخشيت أن تطأ يحيى، فقمت إليها؛ فإذا مثل الظُّلة فوق رأسي فيها أمثال السُّرُج عرجت في الجو حتى ما أراها. قال: فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، بينما أنا البارحة من جوت الليل أقرأ في مربدي إذ جالت فرسي. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير. قال: فقرأت، ثم جالت أيضاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
=رقم 8072)، والترمذي (4/ 291 رقم 1936)، وابن ماجه (2/ 1408 رقم 4209).
(1)
(8/ 691 رقم 5026).
(2)
رواه النسائي في الكبري (5/ 27 رقم 8073).
(3)
(1/ 547 - 548 رقم 795/ 240).
(4)
من صحيح مسلم.
(5)
رواه البخاري (6/ 719 رقم 3614 وطرفاه في: 4839، 5011)، والنسائي في الكبري (6/ 462 - 463 رقم 11503)، والترمذي (5/ 148 - 149 رقم 2885).
(6)
(1/ 548 - 549 رقم 796).
اقرأ ابن حضير. قال: فقرأت، ثم جالت أيضًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير. قال: فانصرفت وكان يحيى قريبًا منها فخشيت أن تطأه، فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السُّرُج عرجت في الجو حتى ما أراها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم"
(1)
.
باب مثل الجوف الذي ليس فيه الشيء من القرآن
الترمذي
(2)
: حدثنا أحمد بن منيع، ثنا جرير، عن قابوس عن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب".
قال: هذا حديث حسن صحيح.
باب البكاء عند سماع القرآن
مسلم
(3)
: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، جميعًا عن حفص -قال أبو بكر: ثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عَبيدة، عن عبد الله قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ على القرآن. فقلت: يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أُنزل؟! قال: إني أشتهي أن أسمعه من غيري. فقرأت النساء حتى إذا بلغت {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا}
(4)
رفعت رأسي -أو غمزني رجل فرفعت رأسي- فرأيت دموعه تسيل"
(5)
.
باب فضل فاتحة الكتاب
البخاري
(6)
: حدثنا علي بن عبد الله، ثنا
(1)
رواه النسائي في الكبرى (5/ 67 - 68 رقم 8244).
(2)
(5/ 162 رقم 2913).
(3)
(1/ 551 رقم 800).
(4)
النساء: 41.
(5)
رواه البخاري (8/ 98 - 99 رقم 4582)، والنسائي في الكبرى (5/ 28 رقم 8078)، والترمذي (5/ 222 رقم 3025، 3026).
(6)
(8/ 671 رقم 5006).
(3)
سقط من هنا ورقة من مصورتنا، وقد استدركناها في آخر المجلد، لأننا لم نحصل عليها إلا بعد طبع الكتاب، ونعتذر لجميع القراء عن هذا الخطأ غير المقصود.