الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلمة الناشر
بسم الله العلي القدير وبحمده تبدأ (دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع) خطوة جريئة جديدة في سبيل سلاسلها المنتظمة في عالم النشر
…
حينما تقدم لقرائها فى العالم العربي بل والاسلامي كافة هذه السلسلة الجديدة وهى سلسلة كتب (الطبقات) حيث تعنى بنشر ما لم ينشر من هذه الكتب أو باعادة نشر ما أصبح نادراً منها .. ولا نبالغ حينما نقول أن هذه الخطوة كانت أجرأ خطوة اتخذتها هذه الدار الناشئة حتى الآن ذلك لأن عبء نشر الكتب الضخمة من التراث مما تنوء به كبريات المؤسسات والهيئات ولكن الدار تحملت هذه التبعة الكبيرة متسلحة بحسن ثقتها أولاً وقبل كل شيء بالله عز وجل، ثم، وهذا ثانياً وتالياً، بحسن تعضيد قرائها سواء كان هؤلاء القراء ممثلين فى شخصيات اعتبارية من مؤسسات علمية أو جهات رسمية أو من عامة القراء المهتمين بمثل هذه الكتب الدسمة التي حملت إلينا راوئع تراثنا في فن التراجم ذلك الفن العظيم الذى بلغت به الأمة العربية الاسلامية شأواً بعيداً نادر المثال.
(دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع) تبدأ اليوم خطوتها الواسعة هذه بكتاب عظيم هو موسوعة (الطبقات السنية فى تراجم الحنفية) لمؤلفه العلامة تقى الدين التميمى وهذه الموسوعة تعد أكبر كتاب في تراجم أتباع الإمام أبي حنيفة فقد وصل فيه صاحبه إلى مشارف القرن الحادي عشر الهجري وضم في استقصاء أعمال السابقين عليه وزاد عليهم ما هداه إليه البحث وما أفادته به المعاصرة.
ومؤلف هذا الكتاب يجمع إلى جانب اشتغاله بالفقه والقضاء عناية بالأدب والبحث التاريخي، بل لقد كان أديباً شاعراً فلا غرو أن حفل كتابه العظيم هذا بالمختارات الأدبية والفوائد التاريخية. فهذا الكتاب لا يعد مرجعاً فى التراجم الحنفية فحسب بل هو تصوير دقيق للمجتمعات العربية والإسلامية عبر القرون بكل ما فى هذه المجتمعات من جوانب فكرية وأدبية واجتماعية.
ولقد تولى تحقيق هذا الكتاب وتمحيصه وفهرسته عالم من علماء التحقيق وفارس من فرسانه هو الدكتور/ عبد الفتاح الحلو الذى نذر نفسه لهذا العمل العلمي الضخم.
وان دار الرفاعي إذ تقدم اليوم هذه الباكورة لتأمل أن تقدم بعدها حصاداً من كتب الطبقات خدمة للتراث العربي الاسلامى إسهاماً منها فى النهضة الفكرية الشاملة التى تشهدها المملكة العربية السعودية في هذا العصر الزاهر من عصورها وستوالى الدار إن شاء الله تعالى تقديم أجزاء الكتاب متتالية كما ستقدم في نهايته فهرساً علمياً شاملاً دقيقاً لإفادة الباحثين.
ومن الله نستمد العون ومنه نسأل التوفيق والسداد فهو الهادى الى سواء السبيل ونصلي ونسلم على أشرف أنبيائه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
دار الرفاعي
للنشر والطباعة والتوزيع
- أ -
مقدمة التحقيق
1
لقى مذهب الإمام الأعظم أبى حنيفة
النعمان بن ثابت التّيمىّ الكوفىّ ما هو قمين به من الإجلال والإكبار لدى الفقهاء والدارسين لأصول التشريع الإسلامىّ، فى القديم والحديث، وحظى حظوة هائلة فى ظل الخلافة العباسية ببغداد والخلافة العثمانية بالقسطنطينية، فتصدر رجاله حلقات العلم، وتسلموا منصب الفتوى، وشغلوا كراسىّ القضاء.
ولعل هذا هو الذى صرفهم عن تدوين تراجم رجال المذهب ردحا طويلا من الزمان، فقد سبقهم إلى هذا الشافعية، فبدءوا مبكرين، فى النصف الأول من القرن الخامس للهجرة، وكان أول من صنف منهم فى ذلك الإمام أبو حفص عمر بن على المطوّعىّ، المتوفى نحو سنة 440 هـ، صنّف للإمام أبى الطيب سهل الصّعلوكىّ كتابا، سماه «المذهب فى ذكر شيوخ المذهب» ، ثم تبعه الناس، حتى جاء تاج الدين أبو نصر عبد الوهّاب بن على بن عبد الكافى السّبكىّ المتوفى سنة 771 هـ، فخرج على الناس بموسوعته الكبرى فى تراجم علماء مذهب الشافعىّ «طبقات الشافعية الكبرى
(1)
».
أما علماء الحنفية، فقد تأخر بهم القصد إلى القرن الثامن للهجرة، وظلت تراجمهم مضمّنة فى كتب التاريخ العامة، وتواريخ البلدان، وطبقات الأدباء واللغويين والفقهاء، ثم نشطوا لهذا الأمر، فحفلت القرون: الثامن، والتاسع، والعاشر، والحادى عشر، والثالث عشر، بمؤلفات كثيرة، ترجمت لعلماء المذهب، وتضمنت أخبارهم، واشتملت على مسائلهم.
ففى القرن الثامن ألّف نجم الدين إبراهيم بن على بن أحمد الطّرسوسىّ المتوفى سنة
(1)
انظر مقدمة التحقيق لطبقات الشافعية الكبرى 1/ 20، وما بعدها.
- ب -
758 هـ. كتاب «وفيات الأعيان من مذهب النعمان
(1)
»
وجمع صلاح الدين عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن المهندس المتوفى سنة 769 هـ تاريخا كبيرا لفقهاء الحنفية، يذكر ابن حجر أنه تعب عليه؛ فإنه طالع كتبا كثيرة ببلاد متفرقة
(2)
.
ثم جاء أبو محمد محيى الدين عبد القادر بن محمد بن نصر الله القرشىّ المتوفى سنة 775 هـ.
فأخرج كتابه «الجواهر المضية فى طبقات الحنفية
(3)
»
ويذكر حاجى خليفة أن القرشىّ أول من صنف فى طبقات الحنفية، يذكر هذا مرتين، مرة عند التعريف بطبقات الحنفية، وأخرى عند ذكر الجواهر المضية، حيث يقول:«وفيه لحن كثير وتصحيف؛ لأنه أول تأليف، والرجل معذور» .
وكتاب الجواهر المضية أكبر ما وصل إلينا من كتب طبقات الحنفية، ولكنه صغير كما يقول التقىّ التّميمىّ بالنسبة إلى كثرة رجال المذهب، وسعة القول فيهم
(4)
.
وقد طبع الكتاب بحيدرآباد الدكن بالهند، سنة 1332 هـ، فى جزءين
(5)
.
وفى القرن التاسع ألّف صارم الدين إبراهيم بن محمد بن أيدمر ابن دقماق القاهرىّ المتوفى سنة 809 هـ، كتاب «نظم الجمان فى طبقات أصحاب إمامنا النعمان
(6)
».
ويذكر التقىّ التّميمىّ أنه لم يقف على هذا الكتاب
(7)
.
ويقول حاجى خليفة: وقفت على المجلد الأول والثانى منه بخطه، ويذكر أن فى هامشه بخط بعض العلماء أن الشيخ مجد الدين
(8)
اختصر طبقات الحافظ عبد القادر، فهو مختصر لا مبتكر، لكنه زاد عليه قليلا، وهذا الرجل، يعنى ابن دقماق، لم يزد على ذلك إلا قليلا جدا.
(1)
كشف الظنون 2019،2/ 1098، وانظر: الجواهر المضية، ترجمة رقم 148، وهو فيه:«أحمد بن على» ، وانظر حاشيته، الدرر الكامنة 45،1/ 44، الفوائد البهية 10.
(2)
الدرر الكامنة 2/ 387، كشف الظنون 2/ 1099.
(3)
الدرر الكامنة 3/ 6، الفوائد البهية 99، كشف الظنون 1097،617،1/ 616، معجم المطبوعات 33.
(4)
انظر الطبقات السنية، صفحة 5.
(5)
كما قمت بتحقيقه، وابتدأ نشره سنة 1398 هـ /1978 م.
(6)
الضوء اللامع 1/ 145، الطبقات السنية ترجمة رقم 73، كشف الظنون 1961،2/ 1098.
(7)
انظر ترجمة رقم 73، من هذا الجزء.
(8)
يعنى محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، الآتى ذكره.
- ج -
وكتاب ابن دقماق، كما يذكر حاجى خليفة، فى ثلاث مجلدات؛ الأول: فى مناقب أبى حنيفة، والثانى والثالث: فى أصحابه.
وقد امتحن ابن دقماق بسبب هذا الكتاب؛ لأنه وجد فيه حطّ على الإمام الشافعىّ، حكم على ابن دقماق بسببه بالتّعزير والحبس
(1)
.
وجاء بعده مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآباديّ الشّيرازىّ الشافعىّ، المتوفى سنة 817 هـ، فألف كتاب: «المرقاة الوفيّة فى طبقات الحنفية
(2)
»، وقد سبق ذكر ما وجد بهامش «نظم الجمان» من أنه مختصر من طبقات الحافظ عبد القادر القرشىّ.
ولتقىّ الدين أحمد بن على بن عبد القادر المقريزىّ، المتوفى سنة 845 هـ «تذكرة» ، جمع منها قاسم بن قطلو بغا مادّة كتابه «تاج التراجم
(3)
».
وصنف القاضى بدر الدين أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى العينىّ، المتوفى سنة 855 هـ، «كتابا» فى طبقات الحنفية
(4)
.
كما صنف زين الدين أبو العدل قاسم بن قطلو بغا السودونىّ الجمالىّ، المتوفى سنة 879 هـ كتابا مختصرا، سماه «تاج التراجم» استفاد فيه من «تذكرة» أستاذه المقريزىّ، ومن الجواهر المضيّة، واقتصر فيه على ذكر من له تصنيف منهم، وعدد تراجمه 330 ترجمة
(5)
.
طبع هذا الكتاب أول مرة فى ليبسيك، سنة 1862 م، وطبع معه فهرست بأسماء الرجال، وملحوظات باللغة الألمانية لغوستاف فلوجل.
وأعادت طبعه مكتبة المثنى ببغداد، سنة 1962 م.
(1)
انظر ترجمة رقم 73، من هذا الجزء، وكشف الظنون 2/ 1098.
(2)
تاج العروس (الكويت) 1/ 43، البدر الطالع 2/ 280، الضوء اللامع 10/ 79، كشف الظنون 2/ 1098، 1657.
(3)
تاج التراجم 3، كشف الظنون 1/ 269.
(4)
حاشية الجواهر المضية (طبع الهند) 2/ 165، الضوء اللامع 10/ 131 - 135، كشف الظنون 2/ 1098.
(5)
البدر الطالع 2/ 45، شذرات الذهب 7/ 326، الضوء اللامع 6/ 184 - 190، الفوائد البهية 99، كشف الظنون 2/ 1097،1/ 269، معجم المطبوعات 216.
- د -
ويذكر ابن الشّحنة فى هوامشه على الجواهر المضية أن الإمام مسعود بن شيبة عماد الدين السّندىّ، وابن سابق، جمعا طبقات أصحاب أبى حنيفة
(1)
.
ولابن الشّحنة هذا، وهو أبو الفضل محمد بن محمد الثّقفىّ الحلبىّ، المعروف بابن الشّحنة الصغير، المتوفى، سنة 890 هـ كتاب «طبقات الحنفية» فى عدة مجلدات
(2)
.
أما القرن العاشر، فقد زخر بعدد كبير من كتب تراجم الحنفية.
فقد ألّف شمس الدين محمد بن على بن أحمد بن طولون الصّالحىّ الدمشقىّ، المتوفى سنة 953 هـ، كتاب «الغرف العليّة فى تراجم متأخّرى الحنفية
(3)
».
وألّف شمس الدين بن آجا محمد بن محمد «كتابا» فى طبقات الحنفية، فى ثلاث مجلدات
(4)
.
واختصر إبراهيم بن محمد إبراهيم الحلبىّ، المتوفى سنة 956 هـ، كتاب صلاح الدين عبد الله بن محمد المهندس، الذى سبقت الإشارة إليه
(5)
، كما اختصر «الجواهر المضية
(6)
».
وألّف محمد بن عمر، حفيد آق شمس الدين، المتوفى سنة 959 هـ كتابا فى طبقات الحنفية
(7)
.
وجمع المولى على بن أمر الله الحنّائىّ، المتفى سنة 979 هـ، «مختصرا» على إحدى وعشرين طبقة، كتب فيه المشاهير، بدأ بالإمام الأعظم، وختم بابن كمال باشا
(8)
.
(1)
كشف الظنون 2/ 1099. وإحدى نسخ الجواهر المضية المخطوطة تملكها ابن السابق، وله تقييدات عليها. انظر مقدمة التحقيق للجواهر المضية صفحة 88.
(2)
البدر الطالع 2/ 263، الضوء اللامع 9/ 295، كشف الظنون 1099،2/ 1098.
(3)
شذرات الذهب 8/ 298، كشف الظنون 1202،2/ 1098، وسماه «إسحاق بن حسن الحارثى الصالحى، ابن طولون» ، الكواكب السائرة 2/ 52.
(4)
كشف الظنون 2/ 1098.
(5)
انظر صفحة ب السابقة.
(6)
كشف الظنون 2/ 1099،1/ 617.
(7)
كشف الظنون 2/ 1098.
(8)
ريحانة الألباء 2/ 249 - 269، العقد المنظوم 2/ 375 - 388، كشف الظنون 2/ 1099.
- هـ -
وألّف محمود بن سليمان الرومىّ الكفوىّ، المتوفى سنة 990 هـ، كتاب «كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار» .
وهو كتاب كبير يقع فى 573 هـ ورقة
(1)
.
كما صنّف قطب الدين محمد بن علاء الدين أحمد بن محمد النّهروانىّ (النهروالى) الهندىّ الحنفىّ، المتوفى سنة 990 هـ، «كتابا» فى طبقات الحنفية، فى أربع مجلدات، ثم احترق مع كتبه، ثم كان فى صدد تجديدها، ولم يمهل
(2)
.
وجاء القرن الحادى عشر، فألّف تقىّ الدين التميمىّ كتاب «الطبقات السنية فى تراجم الحنفية» ، وهو هذا الذى نقدّم له.
ثم ألّف نور الدين على بن سلطان (محمد سلطان) الهروىّ القارى، المتوفى سنة 1014 هـ، كتاب «الأثمار الجنيّة فى أسماء الحنفية
(3)
».
وفى القرن الثالث عشر، شغل أبو الحسنات محمد بن عبد الحىّ اللّكنوىّ الهندىّ، المتوفى سنة 1304 هـ، بهذا الأمر، ورأى أنه لو جمع رجال المذهب فى كتاب، فسيصير المجموع أكبر، لا ينتفع به إلا الأندر، ففرّقهم فى أكثر من كتاب، فصنع لرجال «الهداية» كتاب «مقدمة الهداية» ، وجعل له ذيلا سماه «مذيّلة الدّراية» ، وأفرد لتراجم شراح «الجامع الصغير» ، وأرباب المتون المشهورة، وأصحاب الكتب المعروفة، رسالة سماها «النافع الكبير» وذكر من له أو لكتابه ذكر فى «شرح الوقاية» كما ذكر شرّاح «الوقاية» ومحشّى شرح «الوقاية» ، وشرّاح «النقاية» فى مقدمة شرحه لشرح الوقاية، المسمى ب «السّعاية فى كشف ما فى شرح الوقاية» .
ثم اطّلع على كتاب الكفوىّ، ولخّص منه تراجم الفقهاء دون حذف ما يتعلّق بها، ثم حذف الفوائد الفقهية، وزاد بعد ذلك عليها، وسمّى عمله هذا «الفوائد البهية فى تراجم الحنفية» ، فرغ منه سنة 1292 هـ
(4)
.
(1)
الأعلام 8/ 49، الفوائد البهية 3.
(2)
البدر الطالع 2/ 57، خبايا الزوايا 87 أ، ريحانة الألباء 1/ 407، شذرات الذهب 8/ 420، كشف الظنون 2/ 1098.
(3)
البدر الطالع 1/ 445، خلاصة الأثر 3/ 185، الفوائد البهية 8،3.
(4)
الفوائد البهية 248،4،3، معجم المطبوعات 1595.
- و -
ومن عجب أن صاحب هذا الكتاب، لم يطلع على «الطبقات السنية» للتقىّ التّميمىّ، ولم يترجم له بين رجاله.
وقد طبع هذا الكتاب فى مصر، بمطبعة السعادة، سنة 1324 هـ، كما طبع بحاشيته «التعليقات السنية على الفوائد البهية» ، للمؤلف أيضا.
2
وكتاب التقىّ التميمىّ «الطبقات السنية فى تراجم الحنفية»
يقف شامخا بين هذه المؤلفات، فقد جمع فى إسهاب تراجم رجال المذهب حتى نهاية القرن العاشر للهجرة، من كل المصادر التى وقعت لمؤلّفه، والتى ذكر طرفا منها فى مقدمة الكتاب
(1)
، ورتبه على حروف المعجم، وأضاف إلى آخره لحقا بالكنى والأنساب والأبناء، فاستحق بهذا شهادة حاجى خليفة له؛ حيث يقول
(2)
وقد شهد له أيضا الشهاب الخفاجىّ، حيث يقول
(3)
وكذلك يذكر الأمين المحبّىّ أن
(4)
وقد قرّظ هذا الكتاب المولى سعد الدين المعروف بخواجه زاده والمولى جوى زاده، والمولى زكريا، والمولى عبد الغنى، والمولى أحمد الأنصارىّ، من علماء الدولة العثمانية
(5)
.
ومن تقريظ المولى سعد الدين للطبقات
(6)
:
كتاب طاب تعبيرا يحاكى
…
عبيرا فائحا فى الرّوح سار
(1)
صفحات 5 - 7 من هذا الجزء.
(2)
كشف الظنون 2/ 1098.
(3)
ريحانة الألباء 2/ 28.
(4)
خلاصة الأثر 1/ 479.
(5)
كشف الظنون 2/ 1098.
(6)
خلاصة الأثر 3/ 420، وانظر ريحانة الألبّاء 2/ 273.
- ز -
كنشر القطر عطّر كلّ قطر
…
وكالدّارىّ فاح بكلّ دار
بيمن دار منه على تميم
…
يليق بأن يكون تميم دارى
ومن تقريظ المولى شيخ الإسلام زكريا بن بيرام له
(1)
:
هذا كتاب فاق فى أقرانه
…
يسبى العقول بكشفه وبيانه
سفر جليل عبقرىّ فاخر
…
سحر حلال جاء من سحبانه
أوراقه أشجار روض زاهر
…
قد تجتنى الثمرات من أفنانه
لله درّ مؤلّف فاق الورى
…
بفرائد فغدا فريد زمانه
فجزاه ربّ العالمين بلطفه
…
طبقات عزّ فى فسيح جنانه
كما قرّظه بمقطوعة نثرية، تجدها فى خلاصة الأثر، ونفحة الريحانة، عقب هذا الشعر.
ويذكر حاجى خليفة أن التقىّ التميمىّ أتمّ تأليف هذا الكتاب سنة 993 هـ، ثم يعود فيذكر أنه أتمّ تأليفه بمدينة فوّة، وهو قاض بها سنة 989 هـ
(2)
، فكيف يصح هذا القول؟
لقد أتم التقىّ التميمىّ كتابه سنة 989 هـ، جاء هذا فى آخره حيث يقول: «تم تأليف هذا الكتاب .. على يد جامعه .. تقى الدين بن عبد القادر التميمىّ الدّارىّ القاضى بمدينة فوّة
(3)
من المزاحمتين، وذلك فى نهار الخميس المبارك، عاشر شهر رجب الفرد، من شهور سنة 989 أحسن الله ختامها»، ولعله ذهب بعد ذلك بالكتاب إلى حاضرة الخلافة سنة 993 هـ، وقدّمه إلى من عمله برسمه، وهو السلطان مراد خان بن سليم
(4)
، وكوفئ على ذلك بقضاء مدينة قونية، فقد جاء فى هامش آخر صفحة من نسخة المصنف بخطّ دقيق:«ألفه بمدينة قونية، وهو قاض، فى زمن مراد خان بن سليم» .
(1)
حديقة الأفراح 123، خلاصة الأثر 2/ 173، نفحة الريحانة 3/ 60.
(2)
كشف الظنون 1099،2/ 1098.
(3)
بليدة على شاطئ النيل قرب رشيد. معجم البلدان 3/ 924.
(4)
انظر صفحة من المقدمة.
- ح -
3
أما صاحب الطبقات السنية،
فهو
(1)
:
تقى الدين بن عبد القادر التميمىّ الدّارىّ الغزّىّ المصرىّ الحنفىّ.
لم تذكر مصادر ترجمته سنة مولده، وذكر الأستاذ كحالة أنه ولد سنة 950 هـ، ولعله استنبط ذلك من أنه توفّى فى سنّ الكهولة، وكانت وفاته سنة 1005 هـ، وذكر المحبّىّ أن وفاته كانت بمصر، يوم السبت خامس جمادى الآخرة، سنة 1010 هـ.
ولم تذكر لنا المصادر شيوخه، ولا تلامذته، ولم نعلم من أحواله الاجتماعية إلا أن ولده حسنا كان عاقّا له، وفى ذلك يقول
(2)
:
حسن نونه مقدّمة
…
لعن الله من يؤخّرها
يعنى أنه نحس.
وقد رحل إلى الروم، فقد ذكر الخفاجىّ أنه كانت بينه وبين التقىّ مودة أكيدة، ومراسلات ومكاتبات بالروم
(3)
.
وذكر المحبّىّ أنه جال فى البلاد، ودخل الروم
(4)
.
وقد اشتغل التقىّ التميمىّ بالقضاء، ويذكر كحالة أنه تولّى القضاء بالجيزة وتوابعها، وعلى هامش نسخة الطبقات التى يقال إنها بخط المصنف أنه كان قاضيا بقونية، وفى آخر الطبقات يذكر التميمىّ أنه أتمها سنة 989 هـ وهو قاض بمدينة فوّة.
ويذكر الخفاجىّ أنه قبل تولّيه القضاء كان عزوفا عنه، مقبلا على العبادة متزهّدا، ثم ساقه القدر إلى القضا، فرضى بما قدّره الله وقضى
(5)
.
(1)
مصادر ترجمته: خلاصة الأثر 480،1/ 479، خبايا الزوايا 134 ب، ريحانة الألباء 2/ 27 - 31، كشف الظنون 2050،2049،1838،1099،1098،2/ 1017،394،385،1/ 152، معجم المؤلفين لكحالة 3/ 91، بروكلمان 2/ 312، ملحق 2/ 429.
(2)
كشف الظنون 2/ 1017.
(3)
ريحانة الألباء 2/ 31.
(4)
خلاصة الأثر 1/ 479.
(5)
ريحانة الألباء 2/ 27.
- ط -
وقد عبّر التقىّ التميمىّ عن ضيقه بهذا المنصب، وألمه لمهانة الفقهاء بقوله
(1)
:
أحبابنا نوب الزمان كثيرة
…
وأمرّ منها رفعة السّفهاء
فمتى يفيق الدهر من سكراته
…
وأرى اليهود بذلّة الفقهاء
وقال
(2)
:
ما أبصرت عين امرئ
…
فى الدهر يوما مثلنا
عشق وحرمان به
…
أبدا ترانا فى عنا
الدّون لا نرضى به
…
والعال لا يرضى بنا
وقد ساق الخفاجىّ طرفا من شعر التقىّ التميمىّ
(3)
، يدل على تمكّنه من ناصية البيان، كما ضمّن التميمىّ طبقاته بعض قصائده، ومنها قصيدته التى مدح بها معاصره أحمد بن حسن ابن عبد المحسن الرومىّ، وقد بلغت أبياتها 68 بيتا، افتتحها بقوله
(4)
:
لى فى الغرام بمن أهوى صبابات
…
لها نهايات من يهوى بدايات
ومنها أيضا قصيدته التى مدح بها السلطان مراد خان بن السلطان سليم خان، حين قدّم إليه كتابه «الطبقات السنية» وبلغت أبياتها 19 بيتا، افتتحها بقوله
(5)
:
دانت لهيبتك الأيّام والأمم
…
وقد أطاعك فيها السيف والقلم
وتقدم البيت الذى يذمّ فيه ولده العاقّ، ولعله من رسالة كلها على هذا النحو، كما تجد كثيرا من الأبيات المفرّقة، والمقطوعات المنثورة من شعره فى «الطبقات» .
وهو صاحب نثر أيضا، ذكر ذلك الشهاب الخفاجىّ
(6)
.
(1)
ريحانة الألباء 2/ 28.
(2)
ريحانة الألباء 29،2/ 28، وذكر الخفاجى أن العال بمعنى العالى، وقال: إنها عامية مبتذلة.
(3)
ريحانة الألباء 2/ 29 - 31، والمحبى أيضا فى: خلاصة الأثر 480،1/ 479، ونفحة الريحانة 3/ 220.
(4)
القصيدة فى ترجمة رقم 177، من هذا الجزء.
(5)
القصيدة فى مقدمة هذا الجزء صفحة 9
(6)
ريحانة الألباء 2/ 28.
- ى -
4
وكانت ثقافة التقى التميمىّ ثرّة فيّاضة،
أخذ من منابع عدة، ولم يقتصر على الفقه علما يصل عن طريقه إلى منصة القضاء، وإنما أتقن علوم اللسان، ويتضح هذا من إيثاره إيراد القصائد والنكت الأدبية فى كتابه «الطبقات السنية» ، واعتذاره عن ذلك بأنه أحبّ ألا يخلو كتابه عن الأدب، وأتقن أيضا علم التاريخ، والمقدمة التى قدم بها لكتابه «الطبقات السنية» ، وما حوت من إرشادات للمؤرخ، ومعالم لقارئ التاريخ، تغنى عن الحديث فى ذلك.
وقد ترك من المؤلفات:
1 -
تذكرة، ذكرها حاجى خليفة، فى كشف الظنون 1/ 385.
2 -
حاشيته على شرح ابن المصنف بدر الدين أبى عبد الله محمد بن محمد، المعروف بابن مالك، وهى حاشية جمع فيها أقوال الشراح وحاكم فيما بينهم. ذكرها حاجى خليفة، فى كشف الظنون 152،1/ 151.
3 -
السيف البرّاق فى عنق الولد العاقّ، رسالة له ألفها لما كان ولده الحسن عاقاّ له، ومنها البيت الذى تقدّم:
حسن نونه مقدّمة
…
لعن الله من يؤخّرها
ذكرها حاجى خليفة فى كشف الظنون 2/ 1017.
4 -
الطبقات السنية فى تراجم الحنفيّة، ذكرها حاجى خليفة فى كشف الظنون 1/ 394 باسم «التراجم السنيّة فى طبقات الحنفيّة» وذكرها فى 1099،2/ 1098 باسم «الطبقات السنية» .
وذكر القسم الخاص بترجمة الإمام الأعظم، فى 2/ 1838.
كما ذكرها بروكلمان، فى تاريخ الأدب العربى 2/ 312، ملحق 2/ 429، وتقدم الحديث عنها.
5 -
مختصر «يتيمة الدهر» لأبى منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثّعالبىّ
- ك -
النّيسابورىّ، المتوفى سنة 429 هـ. ذكر ذلك حاجى خليفة، فى كشف الظنون 2/ 2049، وقال: إنه اختصرها فى مقدار نصفها.
6 -
مختصر «ذيل اليتيمة» لحسن بن مظفّر النّيسابورىّ، المتوفى سنة 443 هـ، ذكره حاجى خليفة، فى كشف الظنون 2/ 2050، وقال:«ومختصرها إلى نصفها لتقى الدين بن عبد القادر المصرى» .
ولست أدرى إن كان الضمير فى «مختصرها، نصفها» راجع إلى اليتيمة أم إلى ذيلها، فإن السياق موهم.
وذكر بروكلمان فى تاريخ الأدب العربى، الملحق 2/ 429 أن لتقىّ الدين التّميمىّ كتاب «منافع القرآن، وما فى كل آية من البرهان» ، نقل ذلك عن حاجى خليفة، وأشار إلى نسختين فى أكسفورد والجزائر، وقد رجعت إلى كشف الظنون، فوجدت الكتاب للحكيم التميمىّ، لا لتقى الدين التميمىّ.
5
وقد اعتمدت فى تحقيق هذا الكتاب على النسخ الآتية:
1 -
نسخة كتبت بخط المؤلف، خط نسخى، يوجد منها المجلد الأول، وينتهى بترجمة أحمد بن محمد بن محمد الخجندىّ، وجاء فى آخرها:«هذا آخر المجلد الأول من كتاب الطبقات السنية فى تراجم الحنفية، رضي الله عنهم أجمعين، وكتبه مؤلفه الفقير الواثق بالملك البارى، تقى الدين بن عبد القادر التميمىّ الدّارى، عفا الله عنه بمنّه ولطفه، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. ويتلوه فى الجزء الثانى، ترجمة أحمد بن محمد بن محمود بن سعيد الغزنوىّ، معيد درس الكاسانىّ، رحمه الله تعالى» ، وبعد كلمة «الدارى» بخط دقيق «المصرى» ، وفى هامش هذه الصفحة تعليقات بخط دقيق، هى:«أول تأليفه .... » ، «ألفه بمدينة قونية وهو قاض بها فى زمن مراد خان بن سليم» ، «المتوفى قبل 1005» ، «
الشريف بخط مؤلفه
…
» وعلى صدر النسخة تملّك فى العاشر من ربيع الثانى، سنة 1061 هـ، باسم محمد بيرم الرابع، وتملّك آخر سنة 1141 هـ، باسم بقاء الدين عبد الباقى الشهير ببولبلى زاده، وتقع النسخة فى 100 ورقة، ومسطرتها 32 سطرا، ومصورتها محفوظة بمعهد المخطوطات، جامعة الدول العربية، برقم 1124 تاريخ، عن مكتبة السيد حسن حسنى
- ل -
عبد الوهاب بتونس، وهذه النسخة تخلّ ببعض التراجم، وتسقط منها بعض الأوراق، وبيان ذلك فى حواشى الكتاب.
وقد رمزت لهذه النسخة بالرمز «ص» .
2 -
نسخة كتبت بخط نسخى جيد، مضبوط بعضه بالحركات، كتبها عبد الوهاب بن محمد زين العابدين بن محمد شمس الدين الخطيب نسبا الإدكاوىّ بلدا الشافعىّ مذهبا، وفرغ من كتابتها يوم الخميس العاشر من شهر جمادى الآخرة، من شهور سنة 1025 هـ. وعلى النسخة مقابلة قام بها منصور بن عبد اللطيف الرّشيدىّ الأزهرىّ الشافعىّ، مقابلة حميدة جيدة مفيدة على أصل مؤلفه، كان الفراغ منها صبيحة يوم الاثنين المبارك، ثالث عشرى صفر، من شهور سنة 1027 هـ.
وطالع النسخة رجل يقال له الحسن، وذكر أن النسخة سقيمة، وأن جامعها ليس هناك، بل هو طالب للتشاعر، وشكّك فى مقابلة الرشيدىّ على نسخة المؤلف.
وقد راجعت النسخة فوجدتها سليمة تغلب عليها الصحة، ووجدت بعض التقييدات أثرا لمراجعة الرشيدىّ، ويبدو أن سخط المطّلع على الكتاب حمله على نكران كل فضل للمؤلف والكاتب والمقابل.
وتقع هذه النسخة فى 596 ورقة، ومسطرتها 32 سطرا، وأرقام أوراقها هى المقيدة على طرّة الكتاب، وهى محفوظة بدار الكتب المصرية برقم 2112 تاريخ طلعت.
وقد رمزت لهذه النسخة بالرمز «ط» .
3 -
نسخة كتبت بخط نسخى، فى القرن العاشر، تنتهى بترجمة الحسين بن عبيد الله بن هبة الله بن حمزة القزوينىّ، من حرف الحاء، وتقع فى 139 ورقة، ومقاسها 27*19 سم، وهى مصورة من مكتبة سوهاج 376 تاريخ، ومحفوظة بمعهد المخطوطات، جامعة الدول العربية برقم 310 تاريخ.
وقد رمزت لهذه النسخة بالرمز «س» .
4 -
نسخة كتبت بخط نسخى، سنة 1085 هـ، وتقع فى 465 ورقة، ومسطرتها 33 سطرا، ومقاسها كبير، وهى مصورة عن مكتبة نور عثمانية 3391، ومحفوظة فى معهد
- م -
المخطوطات، جامعة الدول العربية، برقم 310 تاريخ.
وقد رمزت لهذه النسخة بالرمز «ن» .
5 -
نسخة تشتمل على الكنى والأنساب والألقاب والبنين، كتبت بخط نسخى، كتبها عبد الجواد بن على الأبيارىّ، وكان الفراغ من كتابتها فى أوائل شهر ذى القعدة سنة 1046 هـ. (كتبت هكذا سنة 146 .. )، وتقع في 83 ورقة، ومسطرتها 25 سطرا، وهى محفوظة بدار الكتب المصرية، برقم 2065 تاريخ طلعت.
وقد رمزت لهذه النسخة بالرمز «ك» .
وقد اهتديت فى عملى أيضا بنسختين، رجعت إليهما لماما، ولم أشر إلى موطن الرجوع؛ لاتفاقهما مع النسخ الأخرى، ولتأخّرهما، وهما:
1 -
نسخة كتبت بخط نسخى، سنة 1275 هـ، بخط أحمد بن الجزايرلى، وهى فى جزءين كل منهما فى 300 ورقة، ومسطرتها 27 سطرا، وهى محفوظة بدار الكتب المصرية، برقم 55 مكتبة حليم.
2 -
نسخة كتبت بخط نسخى، سنة 1284 هـ، وتقع فى أربعة أجزاء، الأول 593 صفحة، والثانى 520 صفحة، والثالث 587 صفحة، والرابع 503 صفحة، ومقاسها 20*15 سم، وهى محفوظة بدار الكتب المصرية برقم 540 تاريخ تيمور.
وقد اعتمدت قسم الكنى والألقاب والأنساب والأبناء من هذه النسخة للمراجعة مع النسخة «ك» ورمزت إليه بالرمز «ت» .
وهاتان النسختان الأخيرتان مصورتان فى معهد المخطوطات، جامعة الدول العربية، برقم 310 تاريخ،1124 تاريخ.
*** أما بعد، فإنى أضرع إلى الله عز وجل أن يوفقنى إلى إخلاص النية فى هذا العمل، وأن يرزقنى الصبر عليه والإتقان له، وأن يجزل لى ثوابه، وأن يعم المسلمين بنفعه، إنه سميع مجيب.
عبد الفتاح محمد الحلو
القاهرة فى 29 من ذى القعدة 1388 هـ.
(1)
16 من فبراير 1969 هـ.
(1)
هذا تاريخ الصدور الأول.
- ن -
الصفحة الأولى من النسخة «ص» ، المحفوظة بمعهد المخطوطات، برقم 1124 تاريخ
- س -
الصفحة الأخيرة من النسخة «ص» ، المحفوظة بمعهد المخطوطات، برقم 1124 تاريخ
- ع -
الصفحة الأولى من النسخة «ط» ، المحفوظة بدار الكتب المصرية، برقم 2112 تاريخ طلعت
- ف -
الصفحة الأخيرة من النسخة «ط» ، المحفوظة بدار الكتب المصرية، برقم 2112 تاريخ طلعت
- ص -
اللوحة الأولى من النسخة «س» ، المحفوظة بمعهد المخطوطات، برقم 310 تاريخ
- ق -
اللوحة الأخيرة من النسخة «س» ، المحفوظة بمعهد المخطوطات، برقم 310 تاريخ