المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌بقية باب من اسمه أحمد ‌ ‌277 - أحمد بن الفرج بن عبد - الطبقات السنية في تراجم الحنفية - جـ ٢

[تقي الدين ابن عبد القادر التميمي]

فهرس الكتاب

‌بقية

باب من اسمه أحمد

‌277 - أحمد بن الفرج بن عبد العزيز السّاغرجىّ، السّغدىّ

أبو نصر

*

(*) والد الإمام محمود، تفقّه عليه والده، وروى عنه.

وحدّث هو عن يوسف بن صالح الخطيب، وغيره.

مات بسمرقند، فى ربيع الأوّل، سنة أربع وعشرين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌278 - أحمد بن فهد بن الحسين بن فهد

أبو العباس العلثىّ، الفقيه

(**)

سمع من أبى شاكر يحيى بن يوسف البالاني

(1)

، وفخر النّساء شهدة بنت أحمد الكاتبة، وغيرهما، وحدّث.

ومات ببغداد سنة سبع وعشرين وستمائة.

ودفن بمقبرة الحلبة، بفتح الحاء، وسكون اللام، وبعدها باء موحدة، وتاء تأنيث: محلة كبيرة مشهورة ببغداد، بقرب باب الأزج.

ذكره المنذرىّ، فى «التكملة» .

***

(*) ترجمته فى الأنساب 286، الجواهر المضية برقم 163.

والساغرجى: نسبة إلى ساغرج، قرية من قرى سمرقند، اللباب 1/ 522.

(**) ترجمته فى: التكملة 402،5/ 401، الجواهر المضية برقم 164، وذكره فى الأنساب أيضا، وشذرات الذهب 5/ 123. وفى الأصول:«العلسى» وهو خطأ. وهو عند ابن العماد حنبلى، وانظر حاشية الجواهر 1/ 235. والعلثى: نسبة إلى العلث، وهى قرية على دجلة بين عكبرا وسامراء. معجم البلدان 3/ 711.

(1)

نسبة إلى قرية بالا، وهى من قرى مرو. اللباب 1/ 94، والنسبة فيه:«بالائى» .

ص: 7

‌279 - أحمد بن قانع بن مرزوق بن واثق القاضى، أبو عبد الله

مولى بن أبى الشّوارب

(*)

أخو عبد الباقى بن قانع القاضى، الآتى ذكره فى محلّه.

ولد سنة ثلاث وسبعين ومائتين.

ومات سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.

وكان فقيها، حسن العلم بالفرائض.

وحدّث عن أبى شعيب الحرّانىّ، والحسن بن مثنّى العنبرىّ، وإسماعيل بن الفضل البلخىّ، وغيرهم.

وحدّث عنه علىّ بن أحمد الرّزّاز، وغيره.

وكان ثقة.

ذكره الخطيب، فى «تاريخه» .

وروى له بسنده، عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه، عن النبىّ صلى الله عليه وسلم، أنه قال:«ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أنّ الله لا يستجيب الدّعاء من قلب لاه» .

***

‌280 - أحمد بن قلمشاه، أبو العباس القونوىّ

(**)

قاضى القضاة بمدينة قونية، من بلاد الرّوم، أكثر من ثلاثين سنة.

كان إماما، عالما بالتفسير، والفقه، والنحو، والأصلين.

ودرّس بقونية بالمصلحيّة، والنّظاميّة، وغيرهما.

كذا ذكره فى «الجواهر» ، من غير زيادة.

***

(*) ترجمته فى: تاريخ بغداد 356،4/ 355، الجواهر المضية، برقم 165.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 166.

ص: 8

‌281 - أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة بن منصور

القاضى، الشّجرىّ، البغدادىّ

(*)

قال السّمعانىّ: كان عالما بالأحكام، والقرآن، وأيّام الناس، والأدب، والتّواريخ

(1)

، وله فيها مصنفات.

ولى قضاء الكوفة.

وحدّث عن محمد بن الجهم السّمّرىّ

(2)

، وأبى قلابة الرّقاشىّ، وغيرهما.

روى عنه الدّار قطنىّ، وأبو عبيد الله

(3)

.

وكان متساهلا فى الحديث.

كذا فى «الجواهر» .

وذكره الخطيب البغدادىّ

(4)

، فى «تاريخه» ، فقال: أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة ابن منصور بن كعب بن يزيد، أبو بكر، القاضى.

كان ينزل فى شارع عبد الصّمد عند مربّعة أبى عبيد الله، من الجانب الشّرقىّ.

وهو أحد أصحاب محمد بن جرير الطّبرىّ.

وتقلّد قضاء الكوفة من قبل أبى عمر محمد بن يوسف.

وكان من العلماء بالأحكام، وعلوم القرآن، والنحو، والشعر، وأيّام الناس، وتواريخ أصحاب الحديث، وله مصنّفات فى أكثر ذلك. انتهى.

(*) ترجمته فى: إنباه الرواة 98،1/ 97، الأنساب 330 و، إيضاح المكنون 604،350،321،305،2/ 283، بغية الوعاة 1/ 354، تاج التراجم 14، تاريخ بغداد 4/ 357 - 359، الجواهر المضية، برقم 168، شذرات الذهب 3/ 2، طبقات القراء 1/ 98، العبر 2/ 285، الفهرست 48، الكامل 8/ 537، كشف الظنون 2/ 1207،1/ 28، لسان الميزان 1/ 249، اللباب 2/ 13، معجم الأدباء 4/ 102 - 108.

وفى الأصول: «السجزى» وهو خطأ، راجع المصادر السابقة.

والشجرى: نسبة إلى الشجرة، وهى قرية بالمدينة. الأنساب، واللباب.

وفى الأصول: «أبو منصور» وهو خطأ، فإن كنيته «أبو بكر» .

(1)

فى الأنساب: «وتواريخ أصحاب الحديث» .

(2)

انظر اللباب 1/ 562.

(3)

كذا، فى الجواهر المضية، وفى الأنساب «أحمد بن عبد الله المرزبانى» وفى تاريخ بغداد، «وأبو عبيد الله المرزبانى» .

(4)

آخر الساقط من: ص، والذى تقدمت الإشارة إليه فى ترجمة رقم 273 من الجزء الأول.

ص: 9

قلت: قول الخطيب: «وهو أحد أصحاب محمد بن جرير الطبرىّ» ، يدلّ على أن ابن كامل ليس بحنفىّ المذهب، كما ذكره صاحب «الجواهر» ، اللهم إلا أن يقال: إنه أحد أصحابه فى غير الفقه، من علوم الحديث، وغيرها، ولم أقف على تصريح فى ذلك إلى الآن، وإنما ذكرته تبعا لصاحب «الجواهر» .

قال الحسن/بن رزقويه، وقد ذكر أحمد بن كامل: لم تر عيناى مثله.

وحدّث الحسن بن أبى بكر، قال: سمعت أحمد بن كامل القاضى، يقول: رأيت النبىّ صلى الله عليه وسلم فى النّوم، وكأنّه فى المسجد الذى فى

(1)

أصحاب البارزىّ، فى الجانب الشّرقىّ فى المحراب، فتقدّمت، فقرأت عليه، واستعذت، وابتدأت بأمّ القرآن أقرأها، وأعدّ على عدد أهل الكوفة.

فلمّا قرأت: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، قلت: يا رسول الله، كيف أقرأ هذا الحرف (مالك)، أو (ملك).

فقال لى: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} .

فقلت: بألف أو بغير ألف؟.

فقال: بغير ألف.

وقرأت من سورة البقرة، فلمّا قرأت

(2)

، {خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ} ، قال:

ختم الله على أفئدتهم، وهمزه.

فوقع فى نفس فى المنام أنه صلى الله عليه وسلم أراد أن يعلّمنى أن القلب هو الفؤاد، فبلغت عليه إلى خمسين آية، من سورة البقرة، على عدد أهل الكوفة.

وسئل أبو الحسن الدّار قطنىّ، عن ابن كامل، فقال: كان متساهلا، وربما حدّث من حفظه بما ليس عنده فى كتاب، وأهلكه العجب، فكأنه

(3)

كان يختار ولا يضع

(4)

لأحد من العلماء الأئمة.

فقيل: كان جريرىّ المذهب؟.

(1)

فى ن: «فيه» ، والمثبت فى: ص، ط، ويعنى فى المحلة التى يسكنها أصحاب البارزى.

(2)

سورة البقرة 7.

(3)

فى تاريخ بغداد، ومعجم الأدباء:«فإنه» .

(4)

فى ط: «يصنع» ، والمثبت فى: ص، ن، وتاريخ بغداد، ومعجم الأدباء.

ص: 10

فقال أبو الحسن: بل خالف، واختار لنفسه

(1)

. وهذا يؤيّد ما تقدّم من كونه ليس بحنفىّ، ولكن قوله «اختار لنفسه» يمكن حمله على أنه اختار لنفسه ما يوافق رأى الإمام الأعظم، بحيث صار لكثرة أخذه برأيه يعدّ من أتباعه. والله أعلم.

وأملى كتابا فى «السّير» ، وتكلّم على الأخبار.

ومن شعره

(2)

:

إن الثّمانين عقد ليس يبلغه

إلاّ المؤخّر للأخبار والعبر

(3)

ومنه

(4)

:

ليس لى عدّة تشدّ فؤادى

غير ذى الطّول عدّتى وظهيرى

(5)

هو فخرى لكلّ ما أرتجيه

وغياثى وراحمى ونصيرى

(6)

ومنه أيضا

(7)

:

صرف الزمان تنقّل الأيّام

والمرء بين محلّل وحرام

وإذا تعسّفت الأمور تكشّفت

عن فضل إنعام وقبح أثام

(8)

وكانت وفاته يوم الأربعاء، لثمان خلون من المحرّم، سنة خمسين وثلاثمائة.

وكانت ولادته، فى سنة ستين ومائتين.

***

(1)

من هنا إلى قوله «والله أعلم» الآتى ساقط من: ص، وهو فى: ط، ن.

(2)

البيت فى: إنباه الرواة 1/ 98، معجم الأدباء 108،4/ 105.

(3)

فى الإنباه، ومعجم الأدباء:«عقد الثمانين» ، وفى معجم الأدباء:«للأخبار والغير» .

(4)

البيتان فى: إنباه الرواة 1/ 98.

(5)

فى الإنباه: «تشد قوامى» .

(6)

فى الإنباه: «هو ذخرى» .

(7)

البيتان فى: إنباه الرواة 1/ 98، معجم الأدباء 4/ 106.

(8)

فى إنباه الرواة، معجم الأدباء:«وإذا تقشعت» .

ص: 11

‌282 - أحمد بن كشتغدى بن عبد الله الخطائىّ

(*)

مولده فى شهر رمضان، سنة ثلاث وستين وستمائة.

ووفاته فى صفر، سنة أربع وأربعين وسبعمائة.

قال فى «الجواهر» : شيخ فقيه، عنده فهم.

سمع من النّجيب

(1)

، وأبى حامد المحمودىّ الصّابونىّ الإمام، روى لنا عنهما.

وأجاز له من دمشق جماعة، منهم؛ الإمام جمال الدين ابن مالك.

رحمه الله تعالى.

***

‌283 - أحمد بن كندغدى

بالنون الساكنة، والكاف المضمومة، والغين المعجمة، بعد الدال المضمومة

وقبل الدال المهملة أيضا المكسورة، والياء آخر الحروف

شهاب الدين، ابن التّركىّ، القاهرىّ

(**)

نزيل الحسينيّة، بالقرب من جامع آل ملك.

كان عالما، فقيها، ديّنا، بزىّ الأجناد.

توجّه عن النّاصر فرج رسولا إلى تمرلنك، فمرض بحلب/، واشتدّ مرضه حتى مات فى ليلة السبت، رابع عشر شهر ربيع الأوّل، سنة سبع وثمانمائة، وصلّى عليه من الغد، ودفن خارج باب المقام بتربة موسى الحاجب، وقد جاوز الستين.

ذكره ابن خطيب النّاصريّة.

قال السّخاوىّ: وأورده شيخنا-يعنى ابن حجر-فى «معجمه» ، وقال: أحد الفضلاء المهرة فى فقه الحنفيّة، والفنون.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية برقم 169، الدرر الكامنة 1/ 253، الوافى بالوفيات 7/ 299. وفى ط:«كوشن دغدى» وفى ن: «كوش دغدى» ، والمثبت فى: ص، ومصادر الترجمة.

(1)

فى الدرر: «النجيب القيسى» .

(**) ترجمته فى: الضوء اللامع 65،2/ 64.

وفى ط، ن:«أحمد بن كون دغدى» ، والمثبت فى: ص، والضوء اللامع. وهو يوافق الضبط الذى أورده المؤلف.

ص: 12

اتّصل أخيرا بالظّاهر برقوق، ونادمه.

ثم أرسله النّاصر إلى تمرلنك، فمات بحلب

(1)

فى جمادى الأولى. كذا قال.

ثم قال: سمعت من فوائده كثيرا.

وقرأ عليه صاحبنا المجد ابن مكانس المقامات بحثا. زاد فى «إنبائه» : فكان يجيد تقريرها، على ما أخبرنى به المجد.

وقال فيه: اشتغل فى عدّة علوم، وفاق فيها.

واتّصل بالظّاهر فى أواخر دولته، ونادمه بتربية

(2)

شيخ الصّفوىّ، أحد خواصّ الظّاهر، وحصّل الكثير من الدنيا.

وقال: إنه مات قبل أن يؤدّى الرسالة، فى رابع عشر ربيع الأوّل.

وأرّخه البرهان المحدّث، وأثنى عليه بالعلم، والمروءة، ومكارم الأخلاق.

وقال العينىّ: إنه كان ذكيّا، مستحضرا، مع بعض مجازفة، ويتكلّم بالتّركىّ.

ذكره فى «الضّوء اللاّمع» .

***

‌284 - أحمد بن محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن داود بن حازم

أبو العباس، الأذرعىّ

(*)

ابن قاضى القضاة أبى عبد الله.

كان إماما فاضلا، مفنّنا.

تفقّه على أبيه، وتصدّر بالجامع الحاكمىّ، وناب فى الحكم، وحصّل من الكتب شيئا كثيرا.

ومات فى الخامس والعشرين من شهر رمضان، سنة إحدى وأربعين وسبعمائة.

ودفن بالقرافة.

(1)

فى ط: «فى حلب» ، والمثبت فى ص، ن. والذى فى الضوء اللامع ذكر المرض أولا، ثم الموت.

(2)

كذا فى الأصول، وانظر بعض أخبار شيخ الصفوى فى النجوم الزاهرة 12/ 70 - 89،72.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية برقم 170، الدرر الكامنة 1/ 255.

وفى ص تقديم «الأذرعى» على «أبو العباس» ، والمثبت فى: ط، ن.

ص: 13

وكان مولده سنة ست

(1)

وثمانين وستمائة. رحمه الله تعالى.

***

‌285 - أحمد بن محمد بن إبراهيم بن على البخارىّ، أبو سعيد

ابن أبى الخطّاب

(*)

تفقّه

(2)

عليه ولده أحمد، وتقدم

(3)

. وسمع منه.

وكان موجودا بعد الخمسمائة.

ويأتى ابن ابنه محمد بن أحمد.

ويأتى أبوه أبو الخطّاب محمد بن إبراهيم بن على، فى الكنى.

كذا فى «الجواهر» .

***

‌286 - أحمد بن محمد بن إبراهيم بن على، أبو طاهر

القاضى، القصّارىّ

(**)

قال ابن النّجّار: مولده سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.

وقال السّمعانىّ، فى «ذيله» سنة خمس وسبعين، بتقديم السين، وثلاثمائة.

وذكر كلّ منهما أنه قرأه بخطّ أبى محمد عبد الله بن السّمرقندىّ.

روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد بن أحمد، والحافظ عبد الوهّاب الأنماطىّ.

قال ابن ناصر: مات سنة أربع وسبعين وأربعمائة.

ويأتى ابنه محمد فى بابه، إن شاء الله تعالى.

***

(1)

ساقط من: ط، ومكانه بياض فى: ن، وهو فى: ص، والجواهر المضية.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 172.

(2)

من هنا إلى نهاية الترجمة فى ص: «سمع من أبيه، وتفقه عليه، وبرع، وتقدم وكان موجودا بعد الخمسمائة. رحمه الله تعالى» ، والمثبت فى: ط، ن، وهو يوافق ما فى الجواهر المضية، والنقل عنها.

(3)

الجواهر المضية 1/ 135، وتقدم برقم 156، صفحة

(**) ترجمته فى: الأنساب 454 ظ،455 و، الجواهر المضية، برقم 173، اللباب 2/ 265. وفى النسخ وبعض نسخ الجواهر:«الأنصارى» مكان: «القصارى» ، وهو خطأ، وسيرد فى الأنساب.

ص: 14

‌287 - أحمد بن محمد بن إبراهيم بن رزمان، بضم الراء

ابن على بن بشارة، أبو العباس الدّمشقىّ

(*)

مولده بدمشق، سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.

وتوفّى سنة إحدى وستين وستمائة، ببستان ظاهر دمشق، وصلّى عليه بجامع العقيبة، ودفن بسفح قاسيون

(1)

.

كتب عنه الدّمياطىّ، وذكره فى «معجم شيوخه» .

رحمه الله تعالى.

***

‌288 - أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو الحسن، الأشعرىّ

اليمنىّ، القرشىّ، الحنفىّ

(**)

كان فقيها،/فرضيّا، حسابيّا، نحويّا، لغويا، متأدّبا، نسّابة.

صنّف فى فنون، وله «اللباب فى الآداب» ، و «مختصر فى النحو» وغير ذلك.

كذا ذكره السّيوطىّ، فى «طبقات النحاة» ، ومن نسخة مصحّحة بخطّه نقلت، ولم يؤرّخ له مولدا، ولا وفاة.

ولا أدرى هل قوله «الحنفىّ» نسبة إلى المذهب، أو القبيلة، فذكرته احتياطا. والله أعلم.

***

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 176.

(1)

قاسيون: هو الجبل المشرف على مدينة دمشق. معجم البلدان 4/ 13.

(**) ترجمته فى: بغية الوعاة 1/ 356.

وفيه: «القرطبى» مكان: «القرشى» ولعله تحريف.

ص: 15

‌289 - أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو سعيد، الفقيه

النّيسابورىّ

(*)

سمع إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، راوى «صحيح مسلم» عن مسلم، وأبا بكر بن خزيمة.

سمع منه الحاكم أبو عبد الله، وأبو نعيم الحافظ.

وكان شيخ نيسابور فى عصره، أقام يدرّس ويفتى على مذهب أبى حنيفة زمنا طويلا.

مات ليلة الأربعاء، العشرين من شهر رمضان، سنة ثلاث وثمانين، [وثلاثمائة]

(1)

وهو ابن إحدى وتسعين سنة. رحمه الله تعالى.

***

‌290 - أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو عمرو

الفقيه، الزّوزنىّ

(**)

ذكره الحافظ أبو سعد

(2)

عبد الكريم، فى «الأنساب». قال: تفقّه على مذهب أبى حنيفة، وسكن باب عزرة

(3)

سنين، ثم تحوّل إلى زوزن.

ومات بها، فى سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.

***

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 171. وفيه زيادة:«المزكى» .

(1)

تكملة لازمة من الجواهر المضية.

(**) ترجمته فى: الأنساب 281 و، الجواهر المضية، برقم 174.

(2)

فى الأصول: «أبو سعيد» وهو خطأ.

(3)

باب عزرة: محلة كبيرة بنيسابور. اللباب 135،2/ 134.

ص: 16

‌291 - أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو العباس، الرّومىّ

ثم الدّمشقىّ، المعروف بابن الشّهاب

(*)

ولى إمامة الحنفيّة بالجامع الأموىّ، وتدريس المعينيّة

(1)

، ومشيخة الخاتونيّة

(2)

.

وكانت له زاوية بالشّرف الشّمالىّ

(3)

.

مات فى صفر، سنة سبع عشرة وسبعمائة. رحمه الله تعالى. كذا قاله ابن حجر.

وقال صاحب «درّة الأسلاك» فى حقّه، إمام يلازم المحراب، وقارئ يتقن الإعراب، وشيخ يعرف طريق القوم، وفقيه فى بحر العلم يجيد العوم.

كان ذا وجاهة ظاهرة، ومروءة وافرة، وأخلاق جميلة، وعصبيّة جزيلة، ينصر الحقّ ويعين الضّعيف، ويجتهد فيما يزلفه عند الخبير اللطيف.

ولى بالجامع الأموىّ إقامة محراب الحنفيّة، وباشر تدريس المعينيّة ومشيخة الخاتونيّة.

وبنى بالشّرف الأعلى زاوية مشهورة، وأبان عن فعال محمودة وخلال مشكورة.

وكانت وفاته بدمشق. رحمه الله تعالى.

***

‌292 - أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن على

السّلمىّ الصّوفىّ

(**)

قال الحافظ أبو صالح أحمد بن عبد الملك: سألته عن كنيته، فقال: نحن من العرب، لا نكنى أنفسنا حتى يولد لنا. فمات ولم يولد له.

(*) ترجمته فى: البداية والنهاية 14/ 84، الجواهر المضية، برقم 175، الدارس 2/ 145،591،1/ 590، الدرر الكامنة 1/ 257، وزاد ابن حجر فى نسبه:«المراغى» .

(1)

المدرسة المعينية الحنفية بدمشق، بالطريق الآخذ إلى باب المدرسة العصرونية الشافعية، بحصن السقيفيين. الدارس 1/ 580.

(2)

تقدم التعريف بها، فى ترجمة رقم 56.

(3)

فى الدرر الكامنة أنه صار شيخ زاوية بالشرف الأعلى.

وانظر فى الشرفين بدمشق نزهة الأنام فى محاسن الشام 70.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 177.

ص: 17

ذكره الفارسىّ فى «السّياق» ، فقال: شيخ زاهد، عالم، عفيف، صوفىّ، من أصحاب أبى حنيفة، جميل الطريق والسّيرة، تحكى له الكرامات، وقيل: إنه من الأولياء.

وكان يلقّب بحمرويه.

وتوفّى سنة تسع وأربعمائة. رحمه الله تعالى.

***

‌293 - أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عبدوس

ابن كامل، أبو الحسن، الزّعفرانىّ

(*)

عرف بذلك، وبالدّلاّل. الإمام ابن الإمام.

روى عنه الخطيب وفاة أبيه، كما يأتى.

وقال: كتبت عنه من سماعاته الصحيحة.

وسألته عن مولده، فقال: ولدت يوم الأحد، الثامن عشر من المحرّم، سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.

ومات فى يوم الأربعاء، السادس/عشر من صفر، سنة سبع وأربعين وأربعمائة.

ودفن فى مقبرة الشّونيزىّ

(1)

.

وكان يسكن درب الآجرّ

(2)

، من نهر طابق. انتهى.

وسمع أحمد هذا أبا بكر بن مالك القطيعىّ، وأبا محمد بن ماسى، وأبا أحمد النّيسابورىّ، والقاضى الجرجانىّ، وغيرهم.

***

(*) ترجمته فى: تاريخ بغداد 4/ 380، الجواهر المضية، برقم 178.

وفى ص اسمه: «أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن عبدوس» ، وفى ن:«أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبدوس» وفى «الجواهر المضية» : «أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبدوس» . والمثبت فى: ط.

(1)

تقدم التعريف بها.

(2)

درب الآجر: محلة كانت ببغداد من محال نهر طابق بالجانب الغربى. معجم البلدان 1/ 58.

ص: 18

‌294 - أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان، الإمام المشهور

أبو الحسين بن أبى بكر، الفقيه، البغدادىّ

المعروف بالقدورىّ

(*)

صاحب «المختصر» المبارك.

تكرّر ذكره فى «الهداية» و «الخلاصة» ، وغيرهما.

مولده سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.

أخذ الفقه عن أبى عبد الله محمد بن يحيى الجرجانىّ، وهو أخذ عن أبى بكر الرّازىّ

(1)

، عن أبى الحسن الكرخىّ، عن أبى سعيد البردعىّ، عن أبى على الدّقّاق، عن أبى سهل موسى ابن نصر الرّازىّ، عن محمد بن الحسن، رحمهم الله تعالى.

وتفقّه على القدورىّ أبو نصر أحمد بن محمد بن محمد

(2)

، وشرح «مختصره» .

وتفقّه غيره عليه ممن لا يحصى.

وروى الحديث عن محمد بن على بن سويد المؤدّب، وعبيد الله بن محمد الحوشبىّ

(3)

وروى عنه قاضى القضاة أبو عبد الله الدّامغانىّ، والخطيب.

وقال: كتبت عنه، وكان صدوقا، ولم يحدّث إلاّ بشيء يسير.

وكان ممّن أنجب فى الفقه، لذكائه.

انتهت إليه بالعراق رياسة أصحاب أبى حنيفة، وعظم عندهم قدره، وارتفع جاهه.

وكان حسن العبارة فى النّظر، جرىّ اللّسان، مديما لتلاوة القرآن.

وقال السّمعانىّ: كان فقيها، صدوقا.

صنّف من الكتب «المختصر» المشهور، فنفع الله تعالى به خلقا لا يحصون، وشرح

(*) ترجمته فى: الأنساب لوحة 444 ظ، البداية والنهاية 12/ 4، تاج التراجم 7، تاريخ بغداد 4/ 377، تاريخ ابن الوردى 1/ 343، الجواهر المضية، برقم 179، روضات الجنات 241،1/ 240، شذرات الذهب 3/ 233، العبر 3/ 164، الفوائد البهية 31،30، كتائب أعلام الأخيار، برقم 243، كشف الظنون 1634،2/ 1631،466،346،155،1/ 46، 1838، اللباب 2/ 247، مرآة الجنان 3/ 47، مفتاح السعادة 281،2/ 280، النجوم الزاهرة 25،5/ 24، الوافى بالوفيات 321،7/ 320، وفيات الأعيان 79،1/ 78.

(1)

فى ص زيادة عما فى ط، ن:«الجصاص» .

(2)

يعنى: الأقطع. وتأتى ترجمته.

(3)

فى النسخ: «الجوشنى» ، وانظر الجواهر المضية 1/ 248، وحاشيته.

ص: 19

«مختصر الكرخىّ» و «التّجريد» فى سبعة أسفار، يشتمل على مسائل الخلاف بين أصحابنا وبين الشافعىّ، شرع فى إملائه سنة خمس وأربعمائة، وله «التّقريب» فى مجلّد، و «مختصر» جمعه لابنه، وغير ذلك من التّصانيف.

وذكره أبو محمد الفامىّ

(1)

، فى «طبقات الفقهاء» ، وأثنى عليه.

وقال: كان له ابن فلم يعلّمه الفقه، وكان يقول: دعوه يعيش لروحه.

قال: فمات وهو شابّ.

ومات القدورىّ فى يوم الأحد، الخامس عشر من شهر رجب، سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، ودفن من يومه فى داره بدرب أبى خلف.

نقله الخطيب والسّمعانىّ، وحكاه جماعة، منهم ابن خلّكان.

وزاد: ثم نقل إلى تربة فى شارع المنصور، ودفن هناك بجنب أبى بكر الخوارزمىّ الفقيه الحنفىّ.

وخرّج له فى «الجواهر المضية» حديثا واحدا، عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كذب علىّ متعمّدا فليتبوّأ مقعدة من النّار» .

مناظرة بين أبى الحسين القدورىّ والقاضى أبى الطيّب الطّبرىّ الشافعىّ

(2)

استدلّ أبو الحسين فى المختلعة أنه يلحقها الطلاق، بأنها معتدّة من طلاق، فجاز أن يلحقها ما بقى من عدّة

(3)

الطلاق، كالرّجعيّة.

(1)

فى النسخ: «القاضى» تحريف.

وهو أبو محمد عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب الفامى الشيرازى الشافعى، المتوفى سنة خمسمائة. طبقات الشافعية الكبرى 206،7/ 205.

و «طبقات الفقهاء» هكذا، ذكره السخاوى، وقال:«وأظنهم الحنفيين» الإعلان بالتوبيخ 191.

(2)

نقل المؤلف هذه المناظرة عن طبقات الشافعية الكبرى، لابن السبكى، وهى فيه 5/ 36 - 46.

(3)

فى طبقات الشافعية: «عدد» .

ص: 20

فكلّمه أبو الطيّب الطّبرىّ، وأورد عليه فصلين:

أحدهما، أنه قال: لا تأثير لقولك: إنها معتدّة من طلاق، لأن الزوجة ليست بمعتدّة، ويلحقها الطلاق، فإذا كانت المعتدّة والزوجة التى ليست بمعتدّة فى لحاق الطلاق سواء، ثبت أنّ قولك: المعتدّة. لا تأثير له، ولا يتعلّق/الحكم به، ويكون تعليق الحكم على كونها معتدّة، كتعليقه على كونه مظاهرا منها، وموليا عنها، ولمّا لم يصحّ تعليق طلاقها على العدّة، كان

(1)

حال العدّة وما قبلها سواء، ومن

(2)

زعم أن الحكم يتعلّق بذلك كان محتاجا إلى دليل يدلّ على تعليق الحكم به.

وأمّا الفصل الثانى؛ فإنّ فى الأصل أنها زوجة، والذى يدلّ عليه أنه يستبيح وطئها من غير (

(3)

عقد جديد

(3)

، فجاز أن يلحقها ما بقى من عدد الطّلاق، وفى مسألتنا هذه ليست بزوجة، على أنه لا يستبيح وطئها من غير عقد جديد، فهى كالمطلّقة قبل الدّخول.

فتكلّم الشيخ أبو الحسين على الفصل الأول بوجهين:

أنه قال: لا يخلو القاضى، أيّده الله تعالى، فى هذا الفصل، من أحد أمرين؛ إمّا أن يكون مطالبا بتصحيح العلّة، والدّلالة على صحّتها، (

(4)

فأنا ألتزم بذلك، وأدلّ بصحّته، ولكنه محتاج ألاّ يخرج المطالبة بتصحيح العلّة، والدّلالة على صحّتها

(4)

مخرج

(5)

المعترض عليها بعدم

(6)

التّأثير

(7)

، أو يعترض

(8)

عليها بالإفساد من جهة عدم التّأثير، فإن كان الإلزام على هذا الوجه لم يلزم، لأن أكثر ما فى ذلك أنّ هذه العلّة لم تعمّ جميع المواضع التى يثبت فيها الطّلاق، وأنّ الحكم يجوز أن يثبت فى موضع مع عدم هذه العلّة، وهذا لا يجوز أن يكون قادحا فى العلّة، مفسدا لها. يبيّن صحّة هذا، أنّ علّة الرّبا التى تضرب بها الأمثال فى الأصول والفروع، لا تعمّ جميع المعلومات، لأنّا نجعل العلّة فى الأعيان الأربعة؛ الكيل مع

(1)

فى ص: «لان» ، والمثبت فى: ط، ن، وطبقات الشافعية.

(2)

فى ط، ن:«فمن» ، والمثبت فى: ص، وطبقات الشافعية.

(3 - 3) فى ص: «عدة جديدة» ، والمثبت فى: ط، ن وطبقات الشافعية.

(4 - 4) زيادة من طبقات الشافعية، وانظر حاشيتها.

(5)

فى الأصول: «فخرج» ، والمثبت فى طبقات الشافعية.

(6)

فى الأصول: «بعد» ، والمثبت فى طبقات الشافعية.

(7)

من هنا إلى قوله: «التأثير» الآتى ساقط من: ط، ن، وهو فى: ص، وطبقات الشافعية.

(8)

فى ص: «تعرض» ، والمثبت فى: طبقات الشافعية.

ص: 21

الجنس، ثم يثبت الرّبا فى الأثمان، مع عدم هذه العلّة، ولم يقل أحد ممّن ذهب إلى أنّ علة الرّبا معنى واحد.

فإن قلتم: لا تعمّ جميع المعلومات، ولا تتناول جميع الأعيان التى يتعلّق بها تحريم التّفاضل، فيجب أن يكون ذلك موجبا لفسادها، فإذا جاز لنا بالاتّفاق منا ومنكم، أن نعلّل الأعيان السّتّة بعلّتين، يوجد الحكم مع كلّ واحدة منهما، ومع عدمها، ولا يلتفت إلى قول من قال: إنّ هذه العلل لا تعمّ جميع المواضع، فوجب أن تكون فائدة

(1)

، وجب أن يكون فى مسألتنا مثله.

وما أجاب به القاضى الجليل عن قول هذا القائل، فهو الذى نجيب به عن السّؤال الذى ذكره، وأيضا، فإنّى أدلّ على صحّة العلّة.

فالذى يدلّ على صحّتها أنّنا أجمعنا على أن الأصول كلّها معلّلة بعلل، وقد اتّفقنا على أنّ الأصل الذى هو الرّجعة

(2)

معلّل أيضا، غير أنّا اختلفنا فى عينها، فقلتم أنتم: إنّ العلّة فيها بقاء الزّوجيّة. وقلنا نحن: العلّة وجود العدّة من طلاق. ومعلوم أنّنا إذا علّلناه بما ذكرتم من الزّوجيّة لم يبعد

(3)

، وإن علّلناه بما ذكرته من العدّة

(4)

تعدّت إلى المختلعة، فيجب أن تكون العلّة هى المتعدّية دون الأخرى.

وأمّا معارضتك فى الأصل، فهى علّة مدّعاة، وتحتاج أن يدلّ على صحّتها، كما طالبتنى بالدّلالة على صحّة علّتى.

وأما منع الفرع

(5)

فلا نسلّم أنها زوجة؛ فإنّ الطلاق وضع لحلّ العقد، وما وضع للحلّ إذا وجد ارتفع العقد، كما قلنا فى فسخ سائر العقود.

(1)

انظر طبقات الشافعية 5/ 37.

(2)

فى طبقات الشافعية: «الرجعية» .

(3)

انظر طبقات الشافعية.

(4)

فى طبقات الشافعية: «العلة» .

(5)

فى ط، ن:«الفروع» ، والمثبت فى: ص، وطبقات الشافعية.

ص: 22

فتكلّم القاضى أبو الطيّب على الفصل الأوّل، بأن قال: قصدى بما أوردتك من المطالبة بتصحيح الوصف، والمطالبة فى الدّلالة عليه من جهة الشّرع، (

(1)

وأنّ الحكم تابع له، غير أنّى كشفت عن طريق الشّرع

(1)

له، وقلت: إذا كان الحكم يثبت مع وجود هذه العلّة، ويثبت مع عدمها، لم يكن ذلك علّة فى الظّاهر، إلاّ أن يدلّ /الدليل على أنّ هذا الوصف مؤثّر فى إثبات هذا الحكم فى الشّرع، فحينئذ يجوز أن يعلّق الحكم عليه، ومتى لم يدلّ الدليل على ذلك، وكان الحكم ثابتا مع وجوده ومع عدمه

(2)

، وليس معه ما يدلّ على صحّة اعتباره، دلّ على أنه ليس بعلّة.

وما ذكره الشيخ الجليل من علّة الرّبا، وقوله: إنها إحدى العلل. فليس كذلك، بل هى وغيرها من معانى الأصول سواء، فلا معنى لهذا الكلام، هو حجّة عليك، وذلك أنّ الناس لمّا اختلفوا فى تلك العلل، وادّعت كلّ طائفة معنى، طلبوا ما يدلّ على صحّة ما ادّعوه، ولم يقتصروا فيها على مجرّد الدّعوى، فكان يجب أن يعمل فى علّة الرّجعيّة مثل ذلك؛ لأنّ هذا تعليل أصل مجمع عليه، فكما وجب الدّلالة على صحّة علّة الرّبا وجب أن يدلّ أيضا على صحّة علّة الرّجعيّة.

وأمّا جريان الرّبا مع الأثمان، مع عدم علّة الأربعة، فعلّة أخرى، تثبت بالدليل، وهى علّة الأثمان.

وأمّا فى مسألتنا، فلم يثبت كون العدّة علّة فى وقوع

(3)

الطلاق، فلم يصحّ تعليق الحكم عليها.

وأما الفصل الثانى فلا يصحّ، وذلك أنك ادّعيت أنّ الأصول كلّها معلّلة، وهى دعوى تحتاج أن يدلّ عليها، وأنا لا أسأله

(4)

؛ لأنّ الأصل المعلّل عندى ما دلّ عليه الدليل.

(1 - 1) ساقط من: ط، ن، وهو فى: ص، وطبقات الشافعية.

(2)

فى طبقات الشافعية 5/ 38: «علته» .

(3)

فى طبقات الشافعية: «فرع» .

(4)

فى طبقات الشافعية 5/ 39: «أسلمه» ، وفى بعض نسخها ما يوافق ما هنا.

ص: 23

وأمّا كلام الشيخ الجليل، أيّده الله تعالى، على الفصل الثانى، فإن طالبنى بتصحيح العلّة فأنا أدلّ على صحّتها.

والدليل على ذلك، أنّه إذا طلّق امرأة أجنبيّة لم يتعلّق بذلك حكم، فإن عقد عليها، أو حصلت

(1)

زوجة له، فطلّقها، وقع عليه الطلاق. فلو طلّقها قبل الدّخول طلقة ثم طلّقها، لم يلحقها؛ لأنّها خرجت عن الزّوجيّة، فلو أنّه عاد فتزوّجها ثم طلّقها، لحقها طلقة، فدلّ (

(2)

على أنّ العلّة فيها

(2)

ما ذكرت، وليس فى دعوى علّتك مثل هذا الدليل.

وأمّا إنكاره لمعنى الفروع

(3)

، فلا يصحّ لوجهين:

أحدهما، أنّ عنده أنّ الطلاق

(4)

لا يفيد أكثر من نقصان العدّة، ولا يزيل الملك، فهذا لا يتعلّق به تحريم الوطء، ومن المحال أن يكون العقد مرتفعا ويحلّ له وطؤها.

والثانى، أنّى أبطل هذا عليه، بأنّه لو كان قد ارتفع العقد، لوجب أن لا يستبيح وطئها إلاّ بنكاح، ولمّا أجمعنا أنّه يستبيح وطئها من غير عقد لأحد، دلّ على أنّ العقد باق، وأنّ الزّوجيّة ثابتة.

فتكلّم الشيخ أبو الحسين على الفصل الأوّل، بأن قال: أمّا قولك إنّى مطالب

(5)

بالدّلالة على صحّة العلّة. فلا يصحّ، والجمع بين المطالبة بصحّة العلّة، وعدم التّأثير تناقض

(6)

، وذلك أنّ العلّة إمّا أن تكون مقطوعا بكونها مؤثّرة، فلا يحتاج فيها إلى الدّلالة على صحّتها، ولا المطالبة، أو مقطوعا بأنها غير مؤثّرة، فلا تجوز المطالبة فيها أيضا بالدّلالة على صحّتها؛ لأنّ ما يدلّ على صحّتها يدلّ على كونها مؤثّرة، فلا يجوز أن يرد الشّرع بتعليق حكم على ما لا تأثير له/فى المعانى، وإنّما ورد الشّرع بتعليق الحكم على المعانى المؤثّرة فى الحكم، وإذا كانت الصورة على هذا يجوز أن يقال: هذا لا تأثير له، ولكن دلّ

(1)

فى طبقات الشافعية: «وحصلت» ، ولعله أولى.

(2 - 2) فى طبقات الشافعية: «العلة ففيها» .

(3)

فى طبقات الشافعية: «الفرع» .

(4)

فى ط، ن:«الدليل» ، والمثبت فى: ص، وطبقات الشافعية.

(5)

فى الأصول: «مطالبة» ، والمثبت فى طبقات الشافعية.

(6)

فى طبقات الشافعية: «متناقض» .

ص: 24

على صحّته لو

(1)

كانت العلّة مشكوكا فى كونها مؤثّرة فى الحكم لم يجز القطع على أنّها غير مؤثّرة، وقد قطع القاضى بأن هذه العلّة غير مؤثّرة، فبان بهذه الجملة، أنّه لا يجوز أن يعترض عليها من جهة عدم التّأثير، ويحكم بفسادها، ليتنبّه

(2)

، ثم يطالبنى مع هذا بتصحيحها؛ لأنّ ذلك طلب محال جدّا.

وأمّا ما ذكرت من علّة الرّبا،

(3)

فهو استشهاد صحيح، وما ذكر من ذلك حجّة علىّ؛ لأنّ كلّ من ادّعى علّة فى الرّبا

(3)

دلّ على صحّتها، فيجب أن يكون هاهنا مثله. فلا يلزم؛ لأنّى أمتنع من الدّلالة على صحّة العلّة، بل أقول: إنّ كلّ علّة ادّعاها المسئول فى مسألة من مسائل الخلاف، فطولب بالدّلالة على صحّتها لزمه إقامة الدليل عليها، وإنّما امتنع أن يجعل الطريق المسئول لها وجود الحكم مع عدمها،

(4)

وأنّه لا يعمّ

(4)

جميع المواضع التى بيّنت

(5)

فيها ذلك الحكم، وهو، أبقاه الله تعالى، جعل المفسد لهذه العلّة وجود نفوذ

(6)

الطلاق مع عدم العلّة، وذلك غير جائز، كما قلنا فى علّة الرّبا فى الأعيان الأربعة، إنّها تفقد ويبقى الحكم.

وأمّا إذا طالبتنى بتصحيح العلّة، واقتصرت على ذلك، فإنّى أدلّ عليها، كما أدلّ على صحّة العلّة التى ادّعيتها فى مسألة الرّبا.

وأمّا الفصل الثانى، وهو الدّلالة على صحّة العلّة، فإنّ القاضى، أيّده الله، تعلّق من كلامى بطرفه، ولم يتعرّض لمقصوده

(7)

، وذلك أنّى قلت: إنّ الأصول كلّها معلّلة، وإنّ هذا الأصل معلّل بالإجماع بينى وبينه، وإنّما

(8)

الاختلاف فى غير العلّة، فيجب أن يكون ما ذكرناه هو العلّة؛ لأنّها تتعدّى، فترك الكلام على هذا كلّه، وأخذ يتكلّم فى أنّ من الأصول

(1)

فى طبقات الشافعية 5/ 40: «إن» .

(2)

فى طبقات الشافعية: «بسببه» .

(3 - 3) ساقط من: ط، ن، وهو فى: ص، طبقات الشافعية. وفيه:«من الربا» .

(4 - 4) فى طبقات الشافعية: «وأنها لا تعم» .

(5)

فى طبقات الشافعية: «يثبت» .

(6)

فى الأصول: «نفوذ» ، والمثبت فى طبقات الشافعية.

(7)

ساقط من: ط، ن، وهو فى: ص، وطبقات الشافعية.

(8)

انظر طبقات الشافعية.

ص: 25

ما لا يعلّل، وأنّه لا خلاف فيه، وهذا لا يصحّ؛ لأنّه لا خلاف أنّ الأصول كلّها [معلّلة]

(1)

، وإن كان فى هذا خلاف فأنا أدلّ عليه.

والدليل عليه، هو أنّ الظّواهر الواردة فى جواز القياس مطلقة، وذلك كقوله تعالى

(2)

:

{(فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ} ، وكقوله صلى الله عليه وسلم، «إذا اجتهد الحاكم فأصاب، فله أجران، فإن اجتهد فأخطأ فله أجر» .

وعلى أنّى خرجت من عهده بأن قلت: إنّ الأصل الذى تنازعنا عليه يعلّل بالإجماع، فلا يضرّنى مخالفة من خالفه فى سائر الأصول.

وأمّا المعارضة؛ فإنّه لا يجوز أن يكون المعنى

(3)

فى الأصل ما ذكرت من ذلك

(4)

النّكاح، ووجود الزّوجيّة؛ يدلّ على ذلك أنّ هذا المعنى موجود فى الصّبىّ والمجنون، ولا ينفذ طلاقهما، فثبت أنّ ذلك ليس بعلّة، وإنّما العلّة ملك إيقاع الطّلاق، مع وجود محلّ موقعه، وهذا المعنى موجود فى المختلعة، فيجب أن يلحقها.

وأما معنى الفرع، فلا أسلّمه.

وأمّا ما ذكرت من إباحة الوطء فلا يصحّ؛ لأنّه يطؤها وهى زوجة، لأنّه يجوز له مراجعتها بالفعل، فإذا ابتدأ المباشرة حصلت الرّجعة، فصادفها الوطء وهى زوجة.

وأمّا أن يبيح وطئها، وهى خارج

(5)

عن الزّوجيّة، فلا.

وأمّا قوله: لو كان قد ارتفع العقد لوجب أن لا يستبيحها من غير عقد، كما قال أصحابنا فيمن باع عصيرا، فصار فى يد البائع خمرا، ثم تخلّل: إنّ البيع/يعود بعد ما ارتفع. وعلى أصلكم، إذا رهن عصيرا فصار خمرا، ارتفع الرّهن، فإذا تخلّل عاد الرّهن. وكذلك هاهنا مثله.

(1)

تكملة من طبقات الشافعية 5/ 41.

(2)

سورة الحشر 2.

(3)

فى ص: «أباجى» ، وفى ط، ن:«أناحى» ، والمثبت فى طبقات الشافعية.

(4)

انظر طبقات الشافعية.

(5)

فى طبقات الشافعية: «خارجة» .

ص: 26

فتكلّم القاضى أبو الطيّب على الفصل الأوّل، بأن قال: ليس فى الجمع بين المطالبة بالدّليل على صحّة العلّة، وبين عدم التّأثير مناقضة؛ وذلك أنّى إذا رأيت الحكم ثبت مع وجود هذه العلّة، ومع عدمها، على وجه واحد، كان الظّاهر أنّ هذا ليس بعلّة للحكم، إلاّ أن يظهر دليل على أنّه علّة، فنصير إليه.

وهذا كما تقول فى القياس: إنّه دليل على الأحكام، إلاّ أن يعارضه ما هو أقوى منه فيجب تركه، وكذلك خبر الواحد دليل فى الظّاهر، يجب المصير إليه، إلاّ أن يظهر ما هو أقوى منه، فيجب تركه؛ من نصّ قرآن، أو خبر متواتر، فيجب المصير إليه.

كذلك هاهنا، الظّاهر بما ذكرته أنّه دليل على ذلك، ليس بعلّة، إلاّ أن تقيم دليلا على صحّته، فنصير إليه.

وأمّا علّة الرّبا، فقد عاد الكلام إلى هذا الفصل الذى ذكرت، وقد تكلّمت بما يغنى عن إعادته.

وأمّا الفصل الثانى، فقد تكلّمت على

(1)

ما سمعت

(1)

، من كلام الشيخ الجليل، أيّده الله تعالى، وهو أنّه قال: الأصول كلّها معلّلة.

وأمّا هذه الزيادة

(2)

فالآن سمعتها

(2)

، وأنا أتكلّم على الجميع.

وأمّا دليلك على أن الأصول كلّها معلّلة، فلا يصحّ؛ لأنّ الظّواهر التى وردت فى جواب القياس كلّها حجّة عليك، لأنّها وردت بالأمر بالاجتهاد، فما دلّ عليه الدليل فهو حجّة

(3)

يجب الحكم بها، وذلك لا يقتضى أنّ كلّ أصل معلّل.

وأمّا قولك: إنّ هذا الأصل مجمع على تعليله، وقد اتّفقنا على أنّ العلّة فيه أحد المعنيين؛ إمّا المعنى الذى ذكرته،

(4)

وإمّا المعنى الذى ذكرته

(4)

، وأحدهما يتعدّى، والآخر لا

(1 - 1) فى طبقات الشافعية 5/ 42: «عليه بما سمعت» .

(2 - 2) بياض فى: ط، ن، وهو غير واضح فى: ص، والمثبت فى طبقات الشافعية.

(3)

فى طبقات الشافعية: «علة» .

(4 - 4) ساقط من: ن، وهو فى: ص، ط، وطبقات الشافعية.

ص: 27

يتعدّى، فيجب أن تكون العلّة فيها ما يتعدّى. فلا يصحّ؛ لأنّ اتّفاقى معك على أنّ العلّة أحد المعنيين لا يكفى فى الدّلالة على صحّة العلّة، وأنّ الحكم تعلّق

(1)

بهذا

(2)

المعنى؛ لأنّ اجتماعنا

(3)

ليس بحجّة، لأنه يجوز الخطأ علينا، وإنّما تقوم الحجّة بما يقع عليه اتّفاق الأمّة، التى أخبر النبىّ صلى الله عليه وسلم بعصمتها.

وأمّا قولك: إنّ علّتى متعدّية. فلا تصحّ، لأنّ التّعدّى إنّما يذكر لترجيح إحدى العلّتين على الأخرى، وفى ذلك نظر عندى أيضا، وأمّا أن يستدلّ بالتّعدّى على صحّة العلّة فلا، ولهذا لم نحتجّ نحن وإيّاكم على مالك

(4)

فى علّة الرّبا، فإنّ علّتنا تتعدّى إلى ما لا تتعدّى علّته، ولا ذكر أحد فى تصحيح علّة الرّبا ذلك، فلا يجوز الاستدلال.

وأمّا فصل المعارضة، فإنّ العلّة فى الأصل ما ذكرت.

وأمّا الصبىّ والمجنون، فلا يلزمان؛ لأنّ التعليل واقع

(5)

لكونهما محلاّ لوقوع الطلاق، ويجوز أن يلحقهما الطلاق، وليس التّعليل للوجوب، فيلزم عليه المجنون والصبىّ.

وهذا كما يقال: إنّ القتل علّة إيجاب القصاص، ثم نحن نعلم أنّ الصبىّ لا يستوفى منه القصاص حتى يبلغ، وامتناع استيفائه من الصبىّ والمجنون لا يدلّ على أنّ القتل ليس بعلّة لإيجاب القصاص.

كذلك هاهنا، يجب أن تكون العلّة فى الرّجعيّة كونها زوجة، وإن كان لا يلحقها الطلاق من جهة الصبىّ؛ لأنّ هذا إن لزمنى على اعتبار الزّوجيّة، لزمك على اعتبار الاعتداد؛ لأنّك جعلت العلّة فى وقوع الطلاق كونها معتدّة/، وهذا المعنى موجود فى حقّ الصبىّ والمجنون، فلا ينفذ طلاقهما، ثم لا يدلّ

(6)

ذلك أنّ ذلك ليس بعلّة، وكلّ جواب له عن الصبىّ والمجنون فى اعتباره العدّة فهو جوابنا فى اعتبار الزّوجيّة.

(1)

فى طبقات الشافعية 5/ 43: «معلق» .

(2)

فى ص: «لهذا» ، والمثبت فى: ط، ن، وطبقات الشافعية.

(3)

فى طبقات الشافعية: «إجماعنا» .

(4)

فى الأصول: «ملك» ، والمثبت فى: طبقات الشافعية.

(5)

فى ص: «دافع» والمثبت فى: ط، ن، وطبقات الشافعية.

(6)

بعد هذا فى الأصول زيادة: «على» ، والمثبت فى طبقات الشافعية.

ص: 28

وأمّا علّة الفرع، فصحيحة أيضا، وإنكارك لها لا يصحّ، لما ثبت أنّ من أصلك أنّ الطلاق لا يفيد أكثر من نقصان العدد، والذى يدلّ عليه جواز وطء الزّوجة

(1)

، وما زعمت من أنّ الرّجعة تصحّ منه بالمباشرة غلط؛ لأنّه لا يبتدئ بمباشرتها وهى أجنبيّة، فكان يجب أن يكون ذلك محرّما، ويكون تحريمه تحريم الزّنا، كما قال صلى الله عليه وسلم:

«العينان تزنيان، واليدان تزنيان، ويصدّق

(2)

ذلك الفرج»، ولمّا قلتم: إنه يجوز أن يقدم على مباشرتها. دلّ على أنّها باقية على الزّوجيّة.

وأمّا ما ذكرت من مسألة العصير فلا يلزم أنّ العقود كلّها لا تعود معقودة إلاّ بعقد جديد.

يبيّن صحّة هذا البيع والإجارات، والصّلح، والشركة، والمضاربات، وسائر العقود، فإذا كانت عامّة العقود على ما ذكرناه، من أنّها إذا ارتفعت لم تعد إلاّ باستئناف أمثالها

(3)

، لم يجز إبطال هذا بمسألة شاذّة عن الأصول.

وهذا كما قلت لأبى عبد الله الجرجانىّ، وقد فرّقت بين إزالة النّجاسة والوضوء، بأنّ إزالة النّجاسة طريقها التّروك، والتّروك موضوعة على أنّها لا تفتقر إلى النّيّة كترك الزّنا، والسّرقة، وشرب الخمر، وغير ذلك، وألزمنى على ذلك الصّوم، فقلت له: غالب التّروك وعامّتها موضوعة على ما ذكرت، فإذا شذّ منها واحد لم ينتقض

(4)

به غالب الأصول، ووجب ردّ

(5)

المختلف فيه

(6)

إلى ما شهد له عامّة الأصول وغالبها، لأنّه أقوى فى الظّنّ.

وعلى أنّ من أصحابنا من قال: إنّ العقد لا ينفسخ فى الرّهن، بل هو موقوف مراعى، فعلى هذا لا أسلّمه، ولأنّ أصل أبى حنيفة أنّ العقد لا يزول، والملك لا يرتفع.

(1)

انظر طبقات الشافعية 5/ 44.

(2)

بعد هذا فى ط، ن زيادة:«على» ، والصواب فى: ص، وطبقات الشافعية.

(3)

مكان هذه الكلمة بياض بالأصول، وهى فى طبقات الشافعية.

(4)

فى ط، ن:«ينتقص» ، والمثبت فى: ص، وطبقات الشافعية.

(5)

ساقط من: ط، ن، وهو فى: ص، وطبقات الشافعية.

(6)

تكملة من طبقات الشافعية.

ص: 29

فتكلّم الشيخ أبو الحسين على الفصل الأوّل، بأن قال: قد ثبت أنّ الجمع بين المطالبة بتصحيح العلّة وعدم التّأثير، غير جائز.

وأمّا ما ذكرت، من أنّ هذا دليل، ما لم يظهر ما هو أقوى منه، كما نقول فى القياس، وخبر الواحد، فلا يصحّ، وذلك أنّا لا نقول: إنّ كلّ قياس دليل وحجّة، فإذا حصل القياس فى بعض المواضع يعارضه

(1)

إجماع لم نقل

(2)

إنّ ذلك قياس صحيح، بل نقول: هو قياس باطل، وكذلك لا نقول: إن ذلك الخبر حجّة ودليل.

فأمّا القاضى، أيّده الله تعالى، فقد قطع فى هذا الموضع، بأنّ هذا لا تأثير له، فلا يصحّ مطالبته بالدّليل على صحّة العلّة.

وأمّا الفصل الآخر، وهو الدّلالة على أنّ الأصول معلّلة فقد أعاد فيه ما ذكره أوّلا، من ورود الظّواهر، ولم يزد عليه شيئا يحكى.

وأمّا قولك: إنّ إجماعى وإيّاه ليس بحجّة، فإنّى لم أذكره لأنّى جعلته حجّة، وإنما ذكرته اتّفاقيّا

(3)

، لقطع المنازعة.

وأمّا فصل التّعدّى فصحيح، وذلك أنّى ذكرت فى الأصل علّة متعدّية، ولا خلاف أن المتعدّية يجوز أن تكون علّة، وعارضنى، أيّده الله تعالى، بعلّة

(4)

غير متعدّية، وعندى أنّ الواقعة

(5)

ليست بعلّة، وعنده أنّ المتعدّية أولى من الواقعة

(5)

، فلا يجوز أن يعارضنى بها، وذلك يوجب بقاء علّتى على صحّتها.

وأمّا المعارضة/فإن قولك: إنّ التّعليل للجواز، كما قلنا فى القصاص. فلا يصحّ؛ لأنّه إذا كان علّة ملك إيقاع الطّلاق ملك النّكاح، وقد علمنا أنّ ملك الصبىّ ثابت، وجب إيقاع طلاقه، فإذا لم يقع دلّ على أنّ ذلك ليس بعلّة.

(1)

فى طبقات الشافعية 5/ 45: «فعارضه» .

(2)

فى ط، ن:«يكن» ، والمثبت فى: ص، وطبقات الشافعية.

(3)

فى طبقات الشافعية: «اتفاقنا» .

(4)

تكملة من طبقات الشافعية.

(5)

فى طبقات الشافعية: «الواقفة» .

ص: 30

وأمّا القصاص فلا يلزم؛ لأنّ هناك لمّا ثبت له القصاص، وكان العقل

(1)

هو العلّة فى وجوده

(2)

جاز أن يستوفى له القصاص

(2)

.

وأمّا قوله: إن هذا

(3)

يلزم على علّتى

(4)

. فليس كذلك، لأنّى قلت: معتدّة من طلاق،

(5)

فلا يتصوّر أن يطلّق الصبىّ، فتكون امرأته معتدّة من طلاق

(5)

.

فألزمه القاضى، المجنون إذا طلّق امرأته.

انتهت المناظرة، نقلا من «طبقات الشافعية الكبرى» لابن السّبكىّ

(6)

، من نسخة تحتاج إلى التّصحيح

(7)

.

والله أعلم

(6)

.

***

‌295 - أحمد بن محمد بن أحمد بن حمزة بن محمد بن عبد الله بن

محمد بن عبد الرحمن بن قارب بن الأسود بن مسعود

أبو الحسين، قاضى الكوفة، الثّقفىّ

(*)

هكذا ساقه ابن النّجّار.

وقال: جدّه الأسود هو عروة بن مسعود.

مولده، يعنى مولد أحمد، سنة ثلاثين وأربعمائة.

وقيل: سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.

(1)

انظر طبقات الشافعية.

(2 - 2) فى طبقات الشافعية: «جاز أن يستوفى له، لأن الولى يستوفى له القصاص» ، وانظر أول صفحة 46 منها.

(3)

فى طبقات الشافعية 5/ 46: «إن مثل هذا» .

(4)

فى الأصول: «علمى» ، والصواب فى طبقات الشافعية.

(5 - 5) ساقط من: ط، ن، وهو فى: ص، وطبقات الشافعية.

(6 - 6) ساقط من: ص، وهو فى: ط، ن.

(7)

فى ن: «تصحيح» والمثبت فى: ط.

(*) ترجمته فى الجواهر المضية، برقم 180.

ص: 31

تفقّه على قاضى القضاة أبى عبد الله الدّامغانىّ.

وسمع بالكوفة، أبا طاهر محمد بن الحسين الصبّاغ القرشىّ، وغيره.

وروى عنه من أهل بغداد؛ عبد الوهّاب الأنماطىّ، وأبو الحسن محمد بن المبارك بن الخلّ الفقيه.

ذكره أبو سعد، فى «ذيله» ، وقال: دخل بغداد فى حال شبيبته.

وتفقّه على الدّامغانىّ.

وحصل له بالكوفة وجاهة، وتقدّم، حتى ولى القضاء بها.

قال: وسألت الأنماطىّ عنه، فأثنى عليه، وقال: كان خيّرا، ثقة.

ثم ورد بغداد أخيرا، بعد علوّ سنّة، وحدّث بها.

وكانت وفاته فى سادس رجب، سنة سبع وتسعين وأربعمائة.

وقيل: سنة خمس وتسعين. رحمه الله.

***

‌296 - أحمد بن محمد بن أحمد بن شجاع

أبو نصر الصّفّار، البخارىّ

(*)

قدم بغداد حاجّا، فروى بها عن خلف بن محمد الختّام

(1)

كتاب «العين» لعيسى بن موسى غنجار، وغير ذلك.

ورجع من الحجّ فى صفر، سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.

وذكره الخطيب فى «تاريخه» .

وروى بسنده إليه، إلى إسحاق بن إبراهيم القاضى، أنه قال: كان رجل من أهل مرو يكنى بأبى زرارة، وكان ولد بالبصرة، ونشأ بها، فقدم مرو، وكان يوجّه فى الوفود إلى ولاة خراسان، فجاء يوما، فاستقبله الأمير، فقالوا: تنحّ عن الطّريق.

فقال: الطّريق بين المسلمين.

(*) ترجمته فى: تاريخ بغداد 4/ 366، الجواهر المضية برقم،181.

(1)

فى تاريخ بغداد: «الخيام» .

ص: 32

فسمع بذلك الأمير، فقال: من هذا؟

فقالوا: رجل من أوساط الناس.

فأمر أن يضرب خمسمائة سوط، ويقطع لسانه.

وكان من موالى خزاعة، فقاموا إليه حتى خلّصوه.

فقال أبو زرارة، رحمه الله تعالى:

لسان المرء يكسر ماضغيه

إذا يهفو ويرمى بالحجاره

(1)

فلا تتعرّضنّ لشتم وال

أمالك عبرة بأبى زراره

***

‌297 - أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الرّيغذمونىّ

أبو نصر، الملقّب جمال الدين

(*)

أستاذ الإمام العقيلىّ.

تقدّم جدّه أحمد بن عبد الرحمن

(2)

.

ويأتى جدّ أبيه عبد الرحمن بن إسحاق/إن شاء الله تعالى.

***

‌298 - أحمد بن محمد بن أحمد بن مسكان، أبو نصر

النّيسابورىّ الجدّ، الحنفىّ

(**)

ذكره فى «تاريخ الإسلام» ، فيمن توفّى سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.

وقال: ولد سنة نيّف وعشرين.

وسمع بعد الثلاثين وثلاثمائة، من جماعة؛ منهم: الأصمّ.

قال أبو صالح المؤذّن: سمعت منه، وكان يغلط فى حديثه، ويأتى بما لا يتابع عليه.

(1)

فى تاريخ بغداد: «ويرجم بالحجارة» .

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية برقم،182.

(2)

برقم 222.

(**) هذه الترجمة كلها ساقطة من: ص، وهى فى: ط، ن.

وانظر فى «مسكان» المشتبه 593.

ص: 33

قال عبد الغفّار

(1)

: وضاعت كتبه، فاقتصر على الرّواية عن الأصمّ، فمن بعده.

وهو جدّ شيخنا القاضى أبى القاسم عبيد الله بن عبد الله.

توفّى فى ربيع الآخر.

روى عنه حفيده شيخنا.

وقد أهمله فى «الجواهر» . انتهى.

***

‌299 - أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف

ابن إسماعيل بن شاه، أبو بكر الزّاهد

ابن أبى عبد الله

(*)

الإمام بن الإمام، من بيت العلم والفضل.

تفقّه على والده.

وسمع الحديث من الخليل بن أحمد القاضى السّجزىّ الحنفىّ.

سمع منه ابنه محمد بن أحمد، وواصل بن حمزة.

قال أبو سعد: كان من أهل العلم والزهد، ويقول الشّعر.

وقال ابن ماكولا: أحد الفضلاء المتقدّمين فى الأدب، وفى علم التّصوّف، والكلام على طريقتهم، وله كرامات مشهورة.

وله شعر كثير جيّد، فيه معان حسنة مستكثرة.

ورأيت له «ديوان شعر» أكثره بخطّ تلميذه ابن سينا الفيلسوف.

مات فى المحرّم، سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وصلّى عليه الإمام أبو بكر بن الفضل البخارىّ، وهو ابن ثلاث وستين سنة.

وذكره الذّهبىّ، فقال: كان صدرا، إماما، وكان زاهدا، مليح التّصانيف.

(1)

كذا فى الأصول، وهو يعنى عبد الغافر الفارسى، صاحب السياق.

(*) ترجمته فى: الإكمال لابن ماكولا 1/ 483، الأنساب 75 و، إيضاح المكنون 1/ 485، الجواهر المضية، برقم 186.

ص: 34

وله النّظم والنّثر، وديوانه مشهور، ويذكر عنه كرامات.

يروى عن أبى بكر محمد

(1)

بن الفضل

(1)

.

***

‌300 - أحمد بن محمد بن أحمد بن محمود، أبو الحسين

بن أبى جعفر، السّمنانىّ

(*)

بكسر السين المهملة، وسكون الميم، وفتح النون، وفى آخرها نون أخرى؛ نسبة إلى سمنان العراق.

مولده بسمنان، فى شعبان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.

تفقّه على والده.

وسمع منه أبو الفتوح عبد الغافر بن الحسين الألمعىّ الكاشغرىّ.

وروى عنه أبو محمد يحيى بن على بن محمد بن الطّرّاح، وأبو المعالى عبد الخالق بن عبد الصمد بن علىّ النّحّاس، وأبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخىّ، وأبو منصور بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزّاز.

ذكره الخطيب، فى «تاريخه» .

وقال: كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان صدوقا.

تقلّد القضاء بباب الطّاق

(2)

، وتولّى قطعة من السّواد.

وأخرج له، عن عائشة رضى الله تعالى عنها، قالت: ربّما انقطع شسع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيمشى فى نعل حتى يصلح الأخرى.

وذكره السّمعانىّ، فى «ذيله» فقال: قرأ على أبيه أبى جعفر طرفا من الكلام، والفروع على مذهب أبى حنيفة.

(1 - 1) ساقط من: ط، ن، وهو فى: ص، والجواهر المضية.

(*) ترجمته فى: تاريخ بغداد 4/ 382، الجواهر المضية، برقم 184.

وفى ص: والجواهر المضية بعد «أحمد» الثانية زيادة: «بن محمد بن أحمد» ، والترتيب يقتضى ما فى: ط، ن.

(2)

باب الطاق: محلة كبيرة ببغداد، بالجانب الشرقى، تعرف بطاق أسماء. معجم البلدان 1/ 445.

ص: 35

وصاهره قاضى القضاة أبو عبد الله الدّامغانىّ على ابنته، وولاّه نيابة القضاء بنواح

(1)

على شاطئ دجلة والفرات.

وكان كبيرا، نبيلا، وقورا، جليلا، حسن الخلق/والخلق، متواضعا، من ذوى الهيئات.

قال: وقرات بخطّ أبى الفضل ابن خيرون: كان

(2)

ثقة، جيد الأصول

(2)

.

وتوفّى فى يوم الاثنين، العشرين من جمادى الأولى، سنة ست وستين وأربعمائة، ودفن يوم الثلاثاء.

وقال غيره: ودفن فى داره شهرا، ثم نقل منها إلى تربة بشارع المنصور، ثم نقل منها إلى تربة بالخيزرانيّة. رحمه الله تعالى.

***

‌301 - أحمد بن محمد بن أحمد بن محمود بن نصر

النّسفىّ، المايمرغىّ

(*)

بفتح الميم وسكون الألف والياء المثناة من تحت، وفتح الميم الثانية، وسكون الراء، وكسر الغين المعجمة، نسبة إلى مايمرغ، وهى من المشترك

(3)

، يأتى ذكرها مفصّلا فى الأنساب، إن شاء الله تعالى.

وكان أحمد هذا إماما مشهورا.

تفقّه على أبيه، الإمام المشهور أيضا، الآتى ذكره فى محلّه، إن شاء الله تعالى.

***

(1)

فى الأصول: «بنواحى» ، والمثبت فى الجواهر المضية.

(2 - 2) ساقط من: ط، ن، وهو فى: ص، والجواهر المضية.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 185.

(3)

أى المشترك اسما والمفترق صقعا، فهى تطلق على مواطن كثيرة. انظر الجواهر المضية، واللباب 3/ 92، والمشترك وضعا والمفترق صقعا 382، ومعجم البلدان 4/ 408. وضبطها ياقوت فى المرجعين الأخيرين، بفتح الياء وضم الميم وسكون الراء والغين معجمة.

ص: 36

‌302 - أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى، أبو النّصر

الأنماطىّ، الحفيد، النّيسابورىّ

(*)

قال الحاكم فى «تاريخ نيسابور» : ما علمت فى أصحاب أبى أكثر سماعا للحديث منه.

توفّى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.

***

‌303 - أحمد بن محمد بن أحمد، أبو الفتح

الخلمىّ

(**)

ذكره السّمعانىّ

(1)

بالخاء المعجمة. وقال: نسبة إلى خلم، وهى بلدة على عشر فراسخ من بلخ.

مولده فى شهر ربيع الأول، سنة سبعين وأربعمائة.

وأقام ببخارى مدّة يتفقّه.

وسمع بها القاضى أبا اليسر محمد بن محمد بن الحسين البزدويّ، وأبا المعين ميمون بن محمد بن محمد النّسفىّ، والسيّد أبا إبراهيم إسماعيل بن محمد بن الحسن بن الحسين، وكتب عنهم إملاء.

وسمع ببغداد.

ذكره أبو سعد، فى «ذيله» ، وقال: كان صالحا، ساكنا، وكان ينوب عن القاضى فى بعض الأوقات.

ورد بغداد حاجّا، سنة سبع عشرة وخمسمائة، وسمع بها.

قال: ولقيته ببلخ، ونفّذ إلىّ مجلّدا ضخما مما كتب بخطّ يده، من أمالى الأئمّة المذكورين.

(*) ترجمته فى: الأنساب 172 و، الجواهر المضية، برقم 183.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 187.

(1)

أى ذكر النسبة، انظر: الأنساب 205 ظ.

ص: 37

وتوفّى يوم الأربعاء، الحادى والعشرين من صفر، سنة سبع وأربعين وخمسمائة.

رحمه الله تعالى.

***

‌304 - أحمد بن محمد بن أحمد العقيلىّ، الأنصارىّ

البخارىّ، العلاّمة، شمس الدين

(*)

كان شيخا، عالما، ثبتا.

روى عن جدّه لأمّه الإمام العلاّمة شرف الدين عمر بن محمد بن عمر العقيلىّ، وتفقّه عليه.

وكان مخصوصا بشرح «الجامع الصغير» لمحمد بن الحسن، ونظمه نظما حسنا.

ومات ببخارى، فى الخامس من شهر رمضان، سنة سبع وخمسين وستمائة.

رحمه الله تعالى.

***

‌305 - أحمد بن محمد بن إسحاق بن الفضل

أبو علىّ البزّاز النّيسابورىّ

(**)

حدّث عنه القاضيان؛ أبو العلاء الواسطىّ، وأبو القاسم التّنوخىّ.

وذكره الخطيب فى «تاريخه» ، وقال: قدم بغداد حاجّا، وكان ثقة.

(*) ترجمته فى: تاج التراجم 8، الجواهر المضية، برقم 188، الفوائد البهية 30، كتائب أعلام الأخيار، برقم 431، كشف الظنون 1/ 564.

وضبط صاحب الفوائد «العقيلى» بالفتح، وقال: نسبة إلى عقيل بن أبى طالب رضي الله عنه.

وهذه نسبة جده لأمه أيضا عمر بن محمد بن عمر.

(**) ترجمته فى: تاريخ بغداد 88،5/ 87، الجواهر المضية، برقم 189.

وفى تاريخ بغداد: «أحمد بن محمد بن محمد بن إسحاق» .

وفى النسخ: «البزار» ، والمثبت فى تاريخ بغداد، والجواهر.

ص: 38

وحدّثنى التّنوخىّ، قال: أبو علىّ النّيسابورىّ أحمد بن محمد، شيخ، ثقة، فقيه على مذهب أبى حنيفة.

قدم علينا حاجّا بعد عوده فى سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.

ومات بنيسابور، فى يوم الجمعة، الثامن من شهر ربيع الآخر، سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.

***

‌306 - أحمد بن محمد بن إسحاق، أبو الفضل

الكلاباذىّ، القاضى

(*)

قاضى بخارى، يعرف بالخرّاص

(1)

.

روى عن على بن موسى القمّىّ.

ذكره ابن ماكولا، وقال: توفّى فى رجب، سنة خمسين وثلاثمائة.

رحمه الله تعالى.

***

‌307 - أحمد بن محمد بن إسحاق

أبو علىّ الشّاشىّ

(**)

سكن بغداد، ودرّس بها.

قال الخطيب: حدثنى القاضى أبو عبد الله الصّيمرىّ، قال: صار التدريس بعد أبى الحسن الكرخىّ إلى أصحابه؛ فمنهم: أبو على الشّاشىّ، وكان شيخ الجماعة.

وكان أبو الحسن جعل التّدريس له حين فلج، والفتوى إلى أبى بكر الدّامغانىّ.

وكان يقول: ما جاءنا أحفظ من أبى علىّ.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 190.

(1)

فى ص: «بالخواص» ، وفى الجواهر:«بالحراص» ، والمثبت فى: ط، ن.

(**) ترجمته فى: أخبار أبى حنيفة وأصحابه، للصيمرى 164،163، تاريخ بغداد 4/ 392، الجواهر المضية، برقم 191، طبقات الفقهاء، للشيرازى 143، الفوائد البهية 31، كتائب أعلام الأخيار، برقم 180.

ص: 39

قال الصّيمرىّ: وتوفّى سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.

وحدّث القاضى أبو محمد النّعمان، قال: حضرت أبا علىّ الشّاشىّ فى مجلس إملائه، وقد جاءه أبو جعفر الهندوانىّ، فسلّم عليه، وأخذ يمتحنه

(1)

فى مسائل

(1)

الأصول، وكان أبو علىّ الشّاشىّ عارفا بها، فلما فرغ امتحن أبو علىّ أبا جعفر بشيء من مسائل النّوادر، فلم يحفظها، فكان ذلك سبب حفظ الهندوانىّ للنّوادر.

وقال لأبى علىّ: جئتك زائرا لا متكلّما.

توفّى سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.

رحمه الله تعالى.

***

‌308 - أحمد بن محمد بن أبى بكر الأخسيكثىّ

أبو نصر، الإمام، جمال الدين

(*)

ولد فى ذى القعدة، سنة إحدى عشرة وستمائة.

ومات فى ثالث شوّال، سنة تسعين وستمائة.

رحمه الله تعالى.

***

‌309 - أحمد بن محمد بن بكر بن خالد بن يزيد

أبو العباس

(**)

المعروف بالقصير، وهو لقب لوالده محمد بن بكر، وكان أبوه محمد مشهورا بكاتب

(1 - 1) فى الجواهر المضية: «بمسائل» .

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 193.

وفى تاج التراجم 16، ترجمة لأبى رشاد أحمد بن محمد بن القاسم الأخسيكثي، وذكر أنه توفى سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، نقل ذلك عن الصفدى، وترجمة أبى رشاد الأخسيكثي هذا فى: اللباب 1/ 26، معجم البلدان 1/ 162.

وأخسيكث: مدينة بما وراء النهر، وهى قصبة ناحية فرغانة، على شاطئ نهر الشاش.

اللباب، ومعجم البلدان.

(**) ترجمته فى: تاريخ بغداد 400،4/ 399، الجواهر المضية، برقم 192.

ص: 40

أبى يوسف القاضى.

روى عن أبيه، وعن غيره.

وروى عنه محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعىّ، وموسى بن هارون الحافظ، ومحمد بن مخلد، وأبو عبد الله الحكيمىّ

(1)

، وأبو عمرو بن السّمّاك

(2)

.

وكان ثقة.

مات يوم السبت، لسبع خلون من شهر ربيع الأول، سنة أربع وثمانين ومائتين.

رحمه الله تعالى.

***

‌310 - أحمد بن محمد بن حامد، أبو الحسن، بن أبى العباس

القطّان، النّيسابورىّ

(*)

مولده سنة خمس عشرة وثلاثمائة.

سمع أبا حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال، وأقرانه.

قال الحاكم، فى «تاريخ نيسابور» ، كان من كبار الفقهاء لأصحاب أبى حنيفة، من المشهورين المقبولين، وما أراه حدّث.

توفّى سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة.

رحمه الله تعالى.

***

(1)

فى ط، ن:«الحليمى» ، وهو خطأ، صوابه فى: ص.

وهو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن قريش بن حازم الحكيمى. انظر اللباب 1/ 310.

(2)

هو عثمان بن أحمد بن عبيد الله: انظر اللباب 1/ 559.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 194.

ص: 41

‌311 - أحمد بن محمد بن حامد بن هاشم

أبو بكر الطّواويسىّ

(*)

روى عن محمد بن نصر المروزىّ، وعبد الله بن شيرويه النّيسابورىّ، وغيرهما.

روى عنه نصر بن محمد بن غريب الشّاشىّ، وأحمد بن عبد الله بن إدريس، خال الإدريسىّ الحافظ.

وتوفّى فى الحمّام، سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، بسمرقند.

رحمه الله تعالى.

***

‌312 - أحمد بن محمد بن الحسن

الأسترآباذيّ

(**)

تفقّه على علىّ بن أبى طالب بن أبى العلاء، وروى عنه.

تفقّه عليه أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد الثّلجىّ

(1)

.

رحمه الله تعالى.

***

‌313 - أحمد بن محمد بن حسين بن إبراهيم

ابن سليمان

(***)

الأديب البارع، شهاب الدين، المعروف بابن مبارك شاه، وهو لقب والده.

ولد يوم الجمعة، عاشر شهر ربيع الأوّل، سنة ست/وثمانمائة.

(*) ترجمته فى: الأنساب 372 ظ، الجواهر المضية، برقم 195، الفوائد البهية 31، كتائب أعلام الأخيار، برقم 168، اللباب 2/ 92.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 196.

(1)

فى الجواهر المضية: «البلخى» ، انظر الجواهر، فى الأنساب.

(***) ترجمته فى: بدائع الزهور 2/ 62، الضوء اللامع 2/ 65، نظم العقيان 54 - 57، صفحات لم تنشر من بدائع الزهور 52، 53.

ص: 42

واشتغل بأنواع العلوم، على العلاّمة ابن الهمام، وابن الدّيرىّ، وغيرهما.

وتفنّن، وبرع، وتميّز، وجمع مجاميع، وعلّق تعاليق.

مات فى شهر

(1)

ربيع الأوّل، سنة اثنتين وستين وثمانمائة.

وله مصنّفات؛ منها: «كتاب فى مناقب الإمام أبى

(2)

الليث»، وجمع «التّذكرة» المنسوبة إليه، وتعانى نظم الشّعر.

ومن نظمه قوله

(3)

:

لى فى القناعة كنز لا نفاد له

وعزّة أوطأتنى جبهة الأسد

أمسى وأصبح لا مسترفدا أحدا

ولا ضنينا بميسورى على أحد

وكتب إلى الشريف

(4)

صلاح الدين الأسيوطىّ، يطارحه فى كريم، فقال

(5)

:

تجاسر العبد حسب الإذن منك له

وراح من شيخه بالسّعد مقرونا

ملكت رقّى بما أسديت من كرم

إذ كنت عبدا رقيقا صرت مأذونا

يقبّل الأرض التى مدّت آمالنا بسماحتها يد الأطماع، وينهى أنه تمسّك بقوّة الطّباع.

وقال:

يا إماما أنت شرّف

ت المعانى والمعالى

لك وصف فى الأحاجى

قد أتى مثل الغزال

فأجابه الشريف:

تأمّل الطّرف ما أهديت من أمل

أظهرته بعد ما قد كان مخزونا

(6)

وقد أجبت ولم أمنحك جائزة

بذا رضيت وما قدّمت موزونا

(1)

ساقط من: ص، وهو فى: ط، ن.

(2)

ساقط من: ص، وهو فى: ط، ن.

(3)

البيتان فى الضوء اللامع 2/ 65، وفيه:«ولا ضنينا بميسور على أحد» .

(4)

ساقط من: ص، وهو فى: ط، ن، ونظم العقيان.

(5)

القصة فى: نظم العقيان 55.

(6)

فى ص، ونظم العقيان:«قد كان مقرونا» ، وفى ط:«قد كان مخزونا» ، والمثبت فى: ن.

ص: 43

وبعد، فقد وقفت على ما شنّف الأسماع، وامتثلت المرسوم المطاع، وطارحت بميسور المستطاع.

فقلت:

راق لى ما جئت فيه

بكلام كاللآلى

فقت إذ جوّدت نظما

منتقى جاد بمال

(1)

ومن شعر ابن مبارك شاه، يمدح الحافظ ابن حجر، ويذكر ختمة «البخارىّ» ، قوله من قصيدة

(2)

:

أتبرز خدّا للمقبّل أم يدا

وتعطف قدّا للمعانق أميدا

وتسبل فرعا طال سهدى بليله

وتطلع من فرق الغزالة فرقدا

(3)

فديتك لا أخشى الضّلال بفرعها

وقد لاح فرق للضّلال من الهدى

ومن عجب أنّى خليع صبابة

وشوقى إليها لا يزال مجدّدا

وأعجب من ذا أنّ لين قوامها

تثنّى بجمع الحسن يخطر مفردا

لها سيف لحظ فوق دينار وجنة

فيا خوف قلب قد رآه مجرّدا

(4)

ولحظ غدا فى السّحر فتنة عاشق

يخيّل من حبل الذّوائب أسودا

ومذ قلت إنّ الوجه للحسن جامع

غدا الطّرف فى محرابه متردّدا

(5)

ولم لا يكون الوجه قبلة عاشق

إذا ما جلا ركنا من الخال أسودا

فيا لهف قلبى وهى تقليه فى لظى

على قبس من خدّها قد توقّدا

(6)

/ومجنون طرف فى شبابيك هدبه

بسلسلة من دمعه قد تقيّدا

ولو لاح للاّحى بديع جمالها

لما راح فيه اليوم يلحى ولا غدا

لها طلعة أبهى من الشمس بهجة

كأنّ شهاب الدّين فى وجهها بدا

(7)

(1)

فى نظم العقيان: «قلت إذا جودت» ، وفى أصله:«فقلت إذ جودت» .

(2)

القصيدة كلها فى نظم العقيان 55 - 57.

(3)

فى ص، ط:«وتسأل فرعا» ، والمثبت فى: ن، ونظم العقيان.

(4)

فى نظم العقيان: «فيا فرق قلب» .

(5)

سقط هذا البيت والذى يليه من: ن، وهما فى: ص، ط، ونظم العقيان.

(6)

فى نظم العقيان: «وهى تقلبه فى اللقا» ، وفى حاشيته: كذا فى الأصل، ولعل الصواب:«فوا لهف قلب قد تقلب فى اللقا» . والرواية الصحيحة ما فى الطبقات.

(7)

فى نظم العقيان: «كأن شهاب الدين» .

ص: 44

منها فى المديح:

وكم رمت محمود الأيادى فلم أجد

بعصرى رئيسا غير أحمد أحمدا

ومن شعره أيضا

(1)

:

ووحى غرام فى الأحادث بيننا

يطول على العشّاق فيهم بما حووا

(2)

وورّوا حديث الخال عن ماء وجنة

بكلّ حديث فى المحاسن أو رووا

(3)

ومنه أيضا

(4)

:

إن النساء نساء مص

ر قد جبلن على الخيانه

إن قيل هل عدم الوفا

فيهنّ قل إى والأمانة

(5)

ومنه أيضا

(6)

:

يا أيّها العشّاق قولوا لمن

قد جاءكم يسأل أو يهتدى

أجيّد إتلاف روح امرئ

على مليح فى الهوى أم ردى

(7)

***

(1)

البيتان فى: نظم العقيان 57.

(2)

فى نظم العقيان: «ووحى غرام فى الأحاديث شرحه» .

(3)

فى نظم العقيان: «فى المحاسن قد رووا» وانظر حاشيته.

(4)

البيتان فى: نظم العقيان 57.

(5)

فى نظم العقيان: «قد عدم الوفا» .

(6)

نظم العقيان 57.

(7)

«أم ردى» مكونة من: «أم» ، «وردى» ، أو «الأمرد» ، وهو الذى لم يبقل وجهه.

وانظر حاشية نظم العقيان.

ص: 45

‌314 - أحمد بن محمد بن الحسين بن داود بن على بن عيسى بن

محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسين بن على

ابن أبى طالب، أبو الفضل ابن أبى على

الحسينىّ

(*)

سمع الحديث بنيسابور، والعراق، ومكة.

حدّث عن أبى الحسن العلوىّ، وعن عمّه السيّد أبى الحسن الحسينىّ.

ذكره الفارسىّ، فى «السّياق» ، وقال: السيّد العالم، أبو الفضل بن أبى على «الأديب» ، الزاهد، المقرى، حسن الأخلاق مع حشمة.

تفقّه على مذهب أبى حنيفة، وكان له الدّرس، ومجلس النّظر.

وهو أفضل أهل بيته، عديم النّظير فى العلويّة.

مات فى ذى الحجّة، سنة ثمان وأربعين وأربعمائة. رحمه الله تعالى.

***

‌315 - أحمد بن محمد بن حمزة بن الثّقفىّ

(**)

والد عبد الواحد

(1)

، الآتى ذكره فى محلّه.

رحمهما الله تعالى.

***

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 197.

وفيه: «بن الحسن بن على بن أبى طالب» ، وفى نسخة منه «الحسنى» ، ولعل ما فيها الصواب. انظر مواضع ذكر الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب فى فهرس مقاتل الطالبيين 769.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 198.

(1)

فى الأصول: «عبد الرحمن» ، والمثبت فى الجواهر المضية، ولم يترجمه القرشى فى عبد الرحمن، وإنما ترجمه فى عبد الواحد.

ص: 46

‌316 - أحمد بن محمد بن داود أبى الفهم

القحطانىّ، التّنوخىّ

(*)

أخو القاضى أبى القاسم على محمد بن أبى الفهم.

تفهّ على أبى الحسن الكرخىّ.

وقرأ «أدب القاضى» عليه، وعلّقه عنه ببغداد.

ثم سار

(1)

إلى أخيه، فى سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وهو بالبصرة، فاستنابه بتستر

(2)

وأعمالها، فأقام بها.

وكان من أصحاب الحديث، حافظا للقرآن، يعرف شيئا من تفسيره، ويتكلّم على المتشابه والمشكل.

رحمه الله تعالى.

***

‌317 - أحمد بن محمد بن داود الأفشنجىّ

(**)

تفقّه مع أخيه محمود، على محمد بن أحمد بن عبد المجيد القرنبىّ

(3)

.

وسيأتى ذكر محمود فى محلّه، إن شاء الله تعالى.

***

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 199.

(1)

فى الجواهر المضية: «صار» .

(2)

تستر: أعظم مدينة بخوزستان. معجم البلدان 1/ 847.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 200.

وفى معجم البلدان 1/ 330: «أفشنة، بفتح الهمزة وسكون الفاء والشين معجمة مفتوحة ونون وهاء؛ من قرى بخارى» فلعله منسوب إليها.

(3)

فى الأصول: «القريبى» ، والمثبت فى الجواهر، وأعاد ذكره فى الأنساب، وقال: هكذا ذكره الذهبى فى المؤتلف، ولم يذكر السمعانى هذه النسبة. وهو فى المشتبه 506.

ص: 47

‌318 - أحمد بن محمد بن سعيد، أبو نصر النّسفىّ

(*)

روى عن أبى على محمد بن محمد بن الحارث الحافظ السّمرقندىّ، وغيره.

ذكره الحافظ أبو سعد الإدريسىّ، فى «تاريخ سمرقند» .

وقال: كان من/الفقهاء على مذهب أبى حنيفة، وكان يتّهم

(1)

بمذهب الاعتزال.

كتبنا عنه.

ومات فى شهر ربيع الأوّل، سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.

رحمه الله تعالى.

***

‌319 - أحمد بن محمد بن سماعة

(**)

تفقّه على والده، وتخرّج به.

وكان من أهل الدّين، والعلم، والعمل، قريب الشّبه بأبيه، عفيفا فى نفسه.

وولى القضاء بمدينة المنصور، وكان محمود السّيرة.

ولم يزل قاضيا إلى أن صرف بإبراهيم بن إسحاق بن أبى العنبس الزّهرىّ الكوفىّ.

توفّى سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

رحمه الله تعالى.

***

‌320 - أحمد بن محمد بن سهل أبو الحسن ابن سهلويه المزكّى

ابن بنت أبى يحيى زكريا

ابن يحيى النّيسابورىّ

(***)

سمع بنيسابور أحمد بن محمد بن نصر، وأبا عبد الله البوشنجىّ، وأقرانهما.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 201.

(1)

فى الأصول: «يهتم» ، والمثبت فى الجواهر المضية.

(**) ترجمته فى: تاريخ بغداد 5/ 10، الجواهر المضية، برقم 202.

(***) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 203.

ص: 48

وبالعراق أبا مسلم الكجّىّ، وأقرانه.

ذكره الحاكم، فى «تاريخ نيسابور». وقال: كان شيخ أصحاب أبى حنيفة فى عصره.

امتنع عن التّحديث إلاّ بأحاديث يسيرة

(1)

.

توفّى يوم الأربعاء، لخمس خلون من شوّال، سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، وهو ابن خمس وتسعين سنة.

رحمه الله تعالى.

***

‌321 - أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن سليم بن سليمان

ابن حباب الأزدىّ الحجرىّ المصرىّ

أبو جعفر، الطّحاوىّ

(*)

الإمام، الفقيه، الحافظ، المحدّث.

صاحب التّصانيف الفائقة، والأقوال الرّائقة، والعلوم الغزيرة، والمناقب الكثيرة

(2)

.

سمع هارون بن سعيد الإربلىّ، وأبا حازم القاضى، وغيرهما.

وتصانيفه تطفح بذكر شيوخه، وكثرة من روى عنه، وأخذ منه، وقد جمعهم بعض الأفاضل فى «جزء» مستقل.

وروى عنه خلق كثير، منهم: أبو محمد عبد العزيز بن محمد التّميمىّ الجوهرىّ، قاضى

(1)

ساق القرشى فى الجواهر المضية بعض كلام الحاكم عنه بزيادة عما هنا.

(*) ترجمته فى: الأنساب 27 ظ،157 ظ،368 و، البداية والنهاية 1/ 274، تاج التراجم 9،8، تاج العروس 10/ 323، تذكرة الحفاظ 3/ 808 - 810، الجواهر المضية، برقم 204، حسن المحاضرة 1/ 350، روضات الجنات 1/ 214، شذرات الذهب 2/ 288، طبقات الفقهاء، للشيرازى 142، طبقات القراء 1/ 116، طبقات المفسرين، للداودى 1/ 73، العبر 2/ 186، الفهرست 292، الفوائد البهية 31 - 34، كشف الظنون 2/ 1046،674،568،562،298،32،1/ 20، 1980،1837،1728،1627،1609،1326، 1250،1147، كتائب أعلام الأخيار، برقم 15، اللباب 1/ 280، 2/ 82، لسان الميزان 1/ 274، المختصر لأبى الفدا 2/ 84، مرآة الجنان 2/ 281، معجم البلدان 517،3/ 516، مفتاح السعادة 276،2/ 275، المنتظم 6/ 250، النجوم الزاهرة 3/ 240، هدية العارفين 1/ 58، الوافى بالوفيات 10،8/ 9، وفيات الأعيان 72،1/ 71.

وانظر «الحاوى فى سيرة الإمام الطحاوى» ، للكوثرى.

(2)

ساقط من: ط، ن، وهو فى: ص.

ص: 49

الصّعيد، وأحمد بن القاسم بن عبد الله البغدادىّ، المعروف بابن الخشّاب الحافظ، وأبو بكر مكّىّ بن أحمد بن سعدويه البردعىّ

(1)

، وأبو القاسم سلمة بن القاسم بن إبراهيم القرظىّ

(2)

، وأبو القاسم عبيد الله بن على الدّاوديّ القاضى، شيخ أهل الظّاهر فى عصره، والحسن بن القاسم بن عبد الرحمن أبو محمد الفقيه المصرىّ، والقاضى الكبير ابن أبى العوّام، وأبو الحسن محمد بن أحمد الإخميمىّ،

(3)

وأبو بكر محمد بن إبراهيم على المقرى الحافظ، وسمع منه كتابه «معانى الآثار» ، وابنه أبو الحسن على بن أحمد الطّحاوىّ، وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطّبرانىّ، صاحب «المعجم» ، وأبو سعيد عبد الرحمن بن يونس المصرىّ الحافظ

(3)

، وأبو بكر محمد بن جعفر بن الحسين البغدادىّ المفيد الحافظ، المعروف بغندر، وميمون بن حمزة العبيدلىّ، روى عنه «العقيدة» .

وقد جمع بعضهم من روى عنه فى «جزء» مستقلّ.

وكان ثقة، ثبتا، نبيلا، انتهت إليه رياسة أصحاب أبى حنيفة فى زمنه، ولم يخلّف بعده مثله.

قال أبو عمر بن عبد البرّ: كان الطّحاوىّ كوفىّ المذهب، وكان عالما بجميع مذاهب الفقهاء.

وروى أنّه كان شافعىّ المذهب، وأنه كان يقرأ على المزنىّ، فقال له يوما: والله لا جاء منك شئ.

فغضب أبو جعفر من ذلك، وانتقل إلى أبى جعفر بن أبى عمران الحنفىّ، فاشتغل عليه، وعلى القاضى أبى حازم

(4)

.

فلما صنّف «مختصره» ، قال: رحم الله أبا إبراهيم، يعنى المزنىّ، لو كان حيّا لكفّر عن يمينه.

وذكر أبو يعلى الحنبلىّ، فى كتاب «الإرشاد» فى ترجمة المزنىّ، أن الطّحاوىّ المذكور

(1)

فى ط، ن:«البرذعى» والصواب فى: ص، والمشتبه 65.

(2)

لعل ما فى: ص: «القرطبى» ، وهو ما فى الجواهر، والمثبت فى: ط، ن.

(3 - 3) ساقط من: ط، ن، وهو فى: ص.

(4)

فى ص: «أبى خازم» ، والمثبت فى: ط، ن، وتقدّم.

ص: 50

كان ابن أخت المزنىّ، وأن محمد بن أحمد/الشّروطىّ، قال: قلت للطّحاوىّ: لم خالفت خالك، واخترت مذهب أبى حنيفة؟.

فقال: لأنّى كنت أرى خالى يديم النّظر فى كتب أبى حنيفة، فلذلك انتقلت إليه.

انتهى.

قلت: هذا هو الأليق بشأن هذا الإمام، والأحرى به، وأنه لم ينتقل من مذهب إلى مذهب بمجرّد الغضب، وهوى النّفس، لأجل كلمة صدرت من أستاذه وخاله، فى زمن الطّلب والتّعلّم، بل لما استدلّ به على ترجيح مذهب الإمام الأعظم، وتقدّمه فى صحّة النّقل، وإيضاح المعانى بالأدلّة القويّة، وحسن الاستنباط، من كون خاله المزنىّ مع جلالة قدره، ووفور علمه، وغزير فهمه، كان يديم النّظر فى كتب أبى حنيفة، ويتعلّم من طريقته، ويمشى على سننه فى استخراج الدّقائق من أماكنها، والجواهر من معادنها، نفعنا الله ببركة علومهم أجمعين.

وقال الذّهبىّ، فى «طبقات الحفّاظ»: ناب فى القضاء عن أبى عبد الله بن عبدة، قاضى مصر بعد السبعين ومائتين.

وترقّت حاله، فحدث أنه حضر رجل معتبر عند القاضى محمد بن عبدة، فقال: أيش روى أبو عبيدة بن عبد الله، عن أمّه، عن أبيه؟.

فقلت: حدّثنا بكّار بن قتيبة، حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا سفيان، عن عبد الأعلى الثّعلبىّ، عن أبى عبيدة، عن أمّه، عن أبيه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:«إنّ الله ليغار للمؤمن فليغر» .

وحدّثنا به إبراهيم بن أبى داود، حدّثنا سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن سفيان، موقوفا.

فقال الرجل: تدرى ما تقول، تدرى ما تتكلّم به؟!.

قلت: ما الخبر؟.

قال: رأيتك عشيّة مع الفقهاء فى ميدانهم، وأنت الآن فى ميدان أهل الحديث، وقلّ من يجمع ذلك.

فقلت: هذا من فضل الله تعالى وإنعامه. انتهى.

وصنّف الطّحاوىّ كتبا مفيدة، منها «أحكام القرآن» فى نيّف وعشرين جزءا،

ص: 51

و «معانى الآثار» ، وهو أول تصانيفه، و «بيان مشكل الآثار» ، وهو آخر تصانيفه، واختصرها ابن رشد المالكىّ، و «المختصر» فى الفقه، وولع الناس بشرحه، وعليه عدّة شروح، و «شرح الجامع الكبير» ، و «شرح الجامع الصغير» ، وثلاثة كتب فى الشّروط كبير وصغير، ووسط، وكتاب «الوصايا والفرائض» ، وكتاب «نقض كتاب المدلّسين» على الكرابيسىّ، و «كتاب أصله كتب

(1)

العزل»، و «المختصر الكبير» ، و «المختصر الصغير» ، و «تاريخ كبير» ، و «كتاب فى مناقب أبى حنيفة» ، وله فى القرآن ألف ورقة، حكاه القاضى عياض فى «الإكمال» ، وله «النّوادر الفقهيّة» ، فى عشرة أجزاء، و «النوادر والحكايات» ، فى نيّف وعشرين جزءا، وله «حكم أراضى مكة» ، و «قسم الفئ والغنائم» ، وله «الرّدّ على عيسى ابن أبان» فى كتابه الذى سمّاه «خطأ الكتب» ، وله «الرّدّ على أبى عبيد» فيما أخطأ فيه، فى كتاب «النّسب» ، وله «اختلاف الرّوايات على مذهب الكوفيّين» .

كذا نقلت أسماء هذه الكتب من «الجواهر المضية»

(2)

، وأطنّ أن فيها ما تكرّر عدده، والله أعلم.

وكانت ولادة الطّحاوى سنة ثمان وثلاثين ومائتين.

وقال السّمعانىّ: سنة تسع.

ووفاته سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.

والطّحاوىّ: نسبة إلى طحا، بفتح الطاء والحاء المهملتين،/وبعدهما ألف؛ وهى قرية بصعيد مصر

(3)

.

والأزدىّ: نسبة إلى الأزد، بفتح الهمزة، وسكون الزاى المعجمة، وبالدال المهملة؛ قبيلة كبيرة مشهورة.

والحجر: بفتح الحاء المهملة، وسكون الجيم، والراء المهملة؛ بطن منهم.

***

(1)

فى ن: «كتاب» ، والمثبت فى: ص، ط، والجواهر المضية، والمؤلف ينقل عنها.

(2)

ساقط من: ص، وهو فى: ط، ن.

(3)

ذكر ياقوت أنه ليس من نفس طحا، وإنما هو من قرية قريبة منها، يقال لها: طحطوط، فكره أن يقال له: طحطوطى، فيظن أنه منسوب إلى الضراط، وطحطوط: قرية صغيرة مقدار عشرة أبيات. معجم البلدان 3/ 516.

ص: 52

‌322 - أحمد بن محمد بن شجاع، أبو أيّوب

الثّلجىّ، بالثاء المثلثة

(*)

ولد الإمام المشهور.

ذكر الطّحاوىّ، عن شيخه أحمد بن أبى عمران الفقيه، قال: كنّا عند أبى أيوب أحمد بن محمد بن شجاع، فى منزله، فبعث غلاما من غلمانه إلى أبى عبد الله ابن الأعرابىّ، صاحب «الغريب» يسأله المجئ إليه، فعاد إليه الغلام، فقال: قد سألته فى ذلك، فقال: عندى قوم من الأعراب، فإذا قضيت أربى منهم أتيت.

قال الغلام: وما رأيت عنده أحدا، إلاّ أنّ بين يديه كتبا ينطر فى هذا مرّة وفى هذا مرّة.

ثم ما شعرنا حتى جاء. وذكر الحكاية بطولها.

كذا فى «الجواهر المضية» .

وفى «مختصر الأنساب» للقاضى مجد الدين الحنفىّ، أنه قيل لابن الأعرابىّ فى ذلك، فقال:

لنا جلساء ما نملّ حديثهم

ألبّاء مأمونون غيبا ومشهدا

يفيدوننا من علمهم علم ما مضى

وعقلا وتأديبا ورأيا مسدّدا

بلا فتنة تخشى ولا سوء عشرة

ولا نتّقى منهم لسانا ولا يدا

فإن قلت أموات فما أنت كاذب

وإن قلت أحياء فلست مفنّدا

(1)

***

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 205.

(1)

فى ص: «فلو قلت أموات» : والمثبت فى: ط، ن.

ص: 53

‌323 - أحمد بن محمد بن شعيب بن هارون

الفقيه الجلاباذىّ

(*)

بضم الجيم، وإعجام الذال؛ نسبة إلى محلّة كبيرة بنيسابور.

أخذ عنه أبو العباس أحمد بن هارون الفقيه.

توفّى فى ذى القعدة، سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.

رحمه الله تعالى.

***

‌324 - أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد، أبو نصر

قاضى القضاة، شيخ الإسلام

الزّينبىّ

(**)

مولده سنة عشر وأربعمائة.

ذكره أبو الحسن عبد الغافر الفارسىّ، فى «السّياق» ، وقال: شيخ الإسلام، وصدر المحافل، المقدّم العزيز من وقت صباه فى بيته وعشيرته، الفائق أقرانه بوفور حشمته.

ربّى فى حجر الإمامة، وكان من أوحد الأحفاد عند القاضى الإمام صاعد.

سمع من جدّه هذا، ومن أبيه محمد، ومن عمه أبى الحسن إسماعيل بن صاعد.

روى عنه إسماعيل بن محمد الحافظ، وزاهر بن طاهر الشّحّامىّ، فى آخرين.

قال أبو نصر: دخلت على المتوكّل أمير المؤمنين، وهو يمدح الرّفق، فأكثر فى مدحه، فقلت: يا أمير المؤمنين، أنشدنى الأصمعىّ بيتين. فقال: هاتهما.

فقلت:

لم أر مثل الرّفق فى لينه

قد أخرج العذراء من خدرها

من يستعين بالرّفق فى أمره

يستخرج الحيّة من جحرها

(*) ترجمته فى: الأنساب 146 و، الجواهر المضية، برقم 206، اللباب 260،1/ 259، معجم البلدان 2/ 95.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 207، العبر 3/ 299، الفوائد البهية 35،34، الكامل، لابن الأثير 10/ 180، كتائب أعلام الأخيار، برقم 282، مرآة الجنان 3/ 133، المنتظم 50،9/ 49.

ص: 54

قال: فكتبهما الخليفة بيده.

مات ليلة الثلاثاء قبل الصّبح، ثامن شهر شعبان المكرّم، سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، ودفن فى مقبرة أسلافه. رحمه الله تعالى.

***

‌325 - أحمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم

الشهير بابن عرب شاه

(*)

كذا نسب نفسه/فى «شرح قصيدته» التى سماها «عقود النّصيحة» وهو أدرى بنسبه.

وذكره الحافظ جلال الدين السّيوطىّ، فى «أعيان الأعيان» ، فقال: أحمد بن محمد ابن عبد الله بن على بن محمد بن عرب شاه، الدّمشقىّ، الحنفىّ، شهاب الدين.

كان عالما

(1)

فاضلا، وأديبا

(1)

ناظما.

جال فى البلاد، وأخذ عن الأكابر، وله تصانيف.

ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.

ومات فى رجب، سنة أربع وخمسين وثمانمائة. انتهى.

وذكر صاحب الترجمة، فى «شرح قصيدته» المذكورة، من شرح حاله، ما ملخّصه: أنّه جوّد القرآن العظيم، بمدينة سمرقند، وقرأ بها النحو، والصرف، على تلامذة السيّد الشريف الجرجانىّ، وكان يحضر أيضا مجلس السيّد، ويسمع دروسه، ولمّا قدم الشيخ شمس الدين ابن الجزرىّ إلى سمرقند سمع عليه الحديث، وأخذ عنه بعض مصنّفاته.

ثم إنّه طاف بلاد ما وراء النّهر، والمغل إلى حدود الخطا

(2)

، وقطع سيحون، واجتمع بمشايخ لا يحصون؛ من أعظمهم الخواجا عبد الأوّل، وابن عمّه عصام الدين، والشيخ

(*) ترجمته فى: إيضاح المكنون 1/ 178، البدر الطالع 1/ 109، التبر المسبوك 325، شذرات الذهب 7/ 280، الضوء اللامع 2/ 126 - 131، كشف الظنون 1/ 397، نظم العقيان 63.

(1 - 1) فى ط: «فاضلا، عالما أديبا» ، وفى ن:«فاضلا، عاملا أديبا» ، والمثبت فى: ص، ونظم العقيان.

(2)

وقد أسس الخطا لهم دولة فى إقليم التركستان، فى مستهل القرن السادس الهجرى. انظر سيرة السلطان جلال الدين منكبرتى 36 حاشية رقم 3.

ص: 55

حسام الدين، وأسمع ببخارى على عالمها الربّانىّ الخواجا محمد الزّاهد، الذى توفّى بالمدينة المنورة، فى سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة.

ومكث بما وراء النّهر نحوا من ثمان سنين، وذكر أنّه اجتمع بعالم خوارزم المولى نور الله، واجتمع بالمولى حافظ الدّين البزّازىّ، وأقام عنده نحو أربع سنوات، وقرأ عليه الفقه، وأصوله، والمعانى، والبيان.

ثم قدم الدّيار الرّوميّة، وأقام بها نحو عشر سنين، واجتمع بعلمائها، ومن أجلّهم المولى شمس الدين الفنرىّ

(1)

، والمولى برهان الدين حيدر الخوافىّ، وقرأ عليه «مفتاح العلوم» من أوّله إلى آخره، وقرأ غير ذلك من العلوم العقلية والنقلية.

وتنقّلت به الأحوال إلى أن اتّصل

(2)

بخدمة السلطان

(2)

غياث الدين أبى الفتح محمد بن عثمان الكريشجى، وأقرأ أولاده، ومنهم السلطان مراد خان، وترجم له كتاب «جامع الحكايات» من الفارسىّ إلى التّركىّ، نظما ونثرا، وهو فى ستّ مجلّدات، وترجم «تفسير أبى الليث السّمرقندىّ» ، و «تعبير القادرىّ» نظما، وكان يكتب عند السلطان غياث الدين المذكور إلى سائر الأطراف، عربيّا، وفارسيّا، وتركيّا، وغير ذلك.

ثم قال: والحاصل أنّى لم أخلّ برؤية أحد ممّن يشار إليه من ملك ولا سلطان، ولا عالم ولا شيخ، ولا كبير، على حسب ما يتّفق، ولم يبق من العلوم فنّ إلاّ وكان لى فيه حظّ وافر، ولا منصب إلا وكان لى فيه نصيب؛ من التدريس، والخطابة، والإمامة، والكتابة، والوعظ، والتصنيف، والترجمة، وغير ذلك. ورأيت ملوك الجغتاى

(3)

-بالغين المعجمة-والخطا، وأولاد توقتامش

(4)

وايدكو

(5)

، وملوك الروم، والعجم، والتّرك.

(1)

ويقال له: «الفنارى» أيضا، ويأتى بيان هذه النسبة فى ترجمته الآتية باسم: محمد بن حمزة بن محمد بن محمد الرومى.

(2 - 2) فى ص: «بالسلطان» ، والمثبت فى: ط، ن.

(3)

بنوجغتاى هم خانات ما وراء النهر، وقد توفى جغتاى بن جنكز خان سنة تسع وثلاثين وستمائة، ذكره زامباور فى معجم الأنساب والأسرات الحاكمة 370 - 373 كما ذكر بنيه.

(4)

فى ط، ن:«توقتاس» ، والمثبت فى: ص. وجاء ذكره فى عجائب المقدور 12 «توقتاميش خان» سلطان الدشت (وهو اسم للبرية بالفارسية) وتركستان وله وقائع مع تيمور، تجد تفصيلها فى عجائب المقدور.

(5)

فى ط، ن:«وابدكو» ، والمثبت فى: ص. وكان ايدكو آخر أمراء المسيرة عند توقتاميش، وأحس من مخدومه بالتغير، ففر إلى تيمور، وانضم إلى جيشه، فكان ذلك سببا لهزيمة توقتاميش، ثم خدع تيمور وهرب إلى عشيرته قو بكومات، فلم يتمكن منه تيمور، وحارب ايدكو توقتاميش خمس عشرة مرة، انهزم فى الأخيرة منها، وهلك هو ونحو خمسمائة من أخصائه فى بحر الرمل. عجائب المقدور 54 - 62.

ص: 56

هذا، وقد أفصح فى نظم القصيدة المذكورة سابقا عن بعض حاله، وكثرة حلّه وترحاله، حيث يقول:

ألا إنّنى يا أهل جلّق منكم

ومن نسبى أنساب سعد وعثمان

ومسقط رأسى فى دمشق وقد مضى

بها جلّ أسلافى وأهلى وإخوانى

(1)

ولكنّما حكم الإله بما جرى

قضى لى بتغريب الدّيار فأقصانى

/ودحرجنى ذا الدّهر فى صولجانه

لأطوار أدوار وكثرة دوران

فقضّيت غضّ العمر فى طلب العلى

على بعد أوطانى وقلّة أعوانى

فطورا ترى بالصّين سابق ناقتى

وحينا ترى بالرّوم قائد هجّانى

(2)

وطورا ترانى ذا ثراء وتارة

ألوك الثّرى فقرأ وأكتم أشجانى

وفى كلّ أطوارى ترانى مشبّثا

بذيل المعانى غير واه ولا وانى

أبا كر درس العلم جهدى وطاقتى

وأخدم أهل الفضل فى كلّ أحيانى

ومن شعر ابن عرب شاه أيضا قوله

(3)

:

السّيل يقطع ما يلقاه من شجر

بين الجبال ومنه الأرض تنفطر

(4)

حتى يوافى عباب البحر تنطره

قد اضمحلّ فلا يبقى له أثر

ومنه أيضا قوله

(5)

:

فعش ما شئت فى الدنيا وأدرك

بها ما شئت من صيت وصوت

فحبل العيش موصول بقطع

وخيط العمر معقود بموت

وله غير ذلك من الأشعار الرّائعة، والتّآليف الفائقة.

(1)

فى ط، ن:«وأهلى وخلانى» ، والمثبت فى: ص.

(2)

يقال: هجان. بكسر ففتح، وقد شدد الجيم لضرورة الوزن. والهجان من الإبل: البيض الكرام.

(3)

البيتان فى الضوء اللامع 2/ 128.

(4)

فى الضوء: «السيل يقلع ما يلقاه» .

(5)

البيتان فى الضوء اللامع 2/ 129.

ص: 57

وقد

(1)

ذكر له فى «الضوء اللامع» ترجمة واسعة، ذكر فيها أن العلاء البخارىّ لمّا قدم من الحجاز، مع الرّكب الشّامىّ، سنة اثنتين وثلاثين، انقطع إليه صاحب الترجمة، ولازمه فى الفقه، والأصلين، والمعانى، والبيان، والتصوف، وغيرهما، حتى مات، وكان ممّن قرأ عليه «الكافى» فى الفقه و «البزدويّ» فى أصوله.

قال: وتقدّم فى غالب العلوم، وأنشأ النّظم الفائق، والنّثر الرائق، وصنّف نظما، ونثرا، فمن ذلك «مرآة الأدب» فى علم المعانى والبيان والبديع، سلك فيه أسلوبا بديعا، نظم فيه «التلخيص» وعمله قصائد غزليّة، كل باب من قصيدة مفردة على قافية، وقف عليها الحافظ ابن حجر، واستحسنها، و «مقدمة فى النحو» ، و «العقد الفريد فى التوحيد» ، و «عجائب المقدور فى نوائب تيمور» ، و «فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء» ، و «خطاب الإهاب النّاقب، وجواب الشّهاب الثّاقب» و «منتهى الأدب فى لغة التّرك والعجم والعرب» .

وأورد له من النظم قوله

(2)

:

قميص من القطن من حلّه

وشربة ماء قراح وقوت

ينال به المرء ما يبتغى

وهذا كثير على من يموت

ومنه معمّى فى اسم يوسف، وهو قوله

(3)

:

وجهك الزّاهى كبدر

فوق غصن طلعا

واسمك الزّاكى كمشكا

ة سناه لمعا

فى بيوت أذن اللّ

هـ لها أن ترفعا

عكسها صحّفه تل

ق الحسن فيها أجمعا

(4)

(1)

من هنا إلى نهاية الترجمة ساقط من: ص، وهو فى: ط، ن.

(2)

البيتان فى الضوء اللامع 2/ 129.

(3)

الأبيات فى الضوء اللامع 2/ 129.

(4)

فى الضوء: «تلق الحسن فيه أجمعا» .

ص: 58

ومنه أيضا قوله

(1)

:

/وما الدّهر إلاّ سلّم فبقدر ما

يكون صعود المرء فيه هبوطه

وهيهات ما فيه نزول وإنّما

شروط الذى يرقى إليه سقوطه

فمن صار أعلى كان أوفى تهشّما

وفاء بما قامت عليه شروطه

وله غير ذلك من التّآليف، والتّصنيف، والقصائد، والمقطّعات، وكان آخر ما ألّفه «كتاب على لسان الحيوانات» ، فيه العجائب والغرائب.

أثنى عليه الأئمّة، كالحافظ ابن حجر، والمقريزىّ، وغيرهما، حتى وصفه بعضهم بقوله:

الإمام العلاّمة، أحد أفراد الدّهر فى الفضل، والنظم، والنثر، وعلم المعانى، والبديع، والنحو، والصرف، وغير ذلك.

رحمه الله تعالى.

***

‌326 - أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسين

النّاصحىّ القاضى

(*)

من بيت العلم، والفضل، والقضاء.

قال عبد الغافر: من أولاد الكبار، ووجوه بيت النّاصحيّة، خلف أسلافه فى تحصيل العلم، والتّدريس فى مدرسة السلطان، بنيسابور، والمناظرة فى المحافل.

وكان سليم النّفس، مأمون الجانب، مشتغلا بنفسه، ظريف المعاشرة، قائما بقضاء الحقوق.

مات فى شعبان، سنة خمس عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

***

(1)

الأبيات فى الضوء اللامع 2/ 129.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 208.

ص: 59

‌327 - أحمد بن محمد بن عبد الله بن على

الكندىّ

(*)

الآتى ذكر أبيه، وجدّه، إن شاء الله تعالى.

***

‌328 - أحمد بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن عبد الله

أبو القاسم، القهستانىّ

(**)

مولده سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.

ذكره عبد الغافر، وقال: كان زاهدا، ورعا، يجمع ويصنّف.

كذا فى «الجواهر» من غير زيادة.

وقهستان؛ بضم القاف، والهاء، وسكون السين، وفتح التاء المثناة من فوق، وفى آخرها النون

(1)

: بلدة متّصلة بنواحى هراة، والعراق، وهمذان، ونهاوند.

***

‌329 - أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو الحسن النّيسابورىّ

القاضى، المعروف بقاضى الحرمين

(***)

شيخ أصحاب أبى حنيفة فى زمانه بلا مدافعة، والمعوّل عليه فى الفتوى بلا منازعة.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 209.

وسيترجمهما المصنف فى مكانهما، إن شاء الله، ولم يذكر فى ترجمة أبيه نسبة الكندى، وذكر أن جده كان من أقران شمس الأئمة السرخسى، وكانت وفاة شمس الأئمة محمد بن أحمد بن سهل السرخسى سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، فالمترجم من رجال القرن السادس تقديرا.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 213.

(1)

كذا ورد فى الجواهر المضية، واللباب 3/ 13، وجاء فى معجم البلدان 4/ 205، أنه قوهستان، بضم أوله، ثم السكون، ثم كسر الهاء، وسين مهملة، وتاء مثناة من فوق، وآخره نون، ثم قال: وربما خفف مع النسبة فقيل: القهستانى.

(***) ترجمته فى: تاج التراجم 15، الجواهر المضية، برقم 211، العبر 291،2/ 290، العقد الثمين 146،3/ 145، الفوائد البهية 36، كتائب أعلام الأخيار، برقم 188، الوافى بالوفيات 8/ 34.

ص: 60

تفقّه على أبى الحسن الكرخىّ، وأبى طاهر الدّبّاس، وبرع فى المذهب.

سمع بخراسان أبا العباس الحسن

(1)

بن سفيان الشّيبانىّ، وأبا يحيى زكريا بن يحيى البزّار، وأبا خليفة الفضل بن الحباب، وجماعة سواهم.

وروى عنه أبو عبد الله الحاكم، وذكره فى «تاريخ نيسابور» ، وقال: غاب عنها نيّفا وأربعين سنة، وتقلّد قضاء الموصل، وقضاء الرّملة، وقلّد قضاء الحرمين، فبقى بهما بضع عشرة سنة، ثم انصرف إلى نيسابور سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، ثم ولى القضاء بها فى سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.

قال الحاكم: سمعت أبا بكر الأبهرىّ المالكىّ، شيخ الفقهاء ببغداد بلا مدافعة يقول:

ما قدم علينا من الخراسانيّين أفقه من أبى الحسن النّيسابورىّ.

سمعت أبا الحسين القاضى، يقول: حضرت مجلس النّظر، لعلىّ بن عيسى الوزير، فقامت امرأة تتظلّم من صاحب التّركات، فقال: تعودين إلىّ غدا، وكان يوم مجلسه للنّظر، فلمّا اجتمع فقهاء الفريقين، قال لنا: تكلّموا اليوم فى مسألة توريث ذوى الأرحام.

قال: فتكلّمت فيها مع بعض فقهاء/الشافعيّة، فقال: صنّف هذه المسألة، وبكّر بها غدا إلىّ.

ففعلت، وبكّرت بها إليه، فأخذ منّى الجزء، وانصرفت.

فلمّا كان ضحوة النهار طلبنى الوزير إلى حضرته، فقال: يا أبا الحسين، قد عرضت تلك المسألة بحضرة أمير المؤمنين، وتأمّلها، فقال: لولا أن لأبى الحسين عندنا حرمات لقلّدته أحد الجانبين، ولكن ليس فى أعمالنا أجلّ عندى من الحرمين، وقد قلّدته الحرمين.

فانصرفت من حضرة الوزير، ووصل العهد إلىّ، فكان هذا السّبب فيه.

قال الحاكم: زادنى بعض مشايخنا فى هذه الحكاية، أنّ القاضى أبا الحسين، قال: قلت

(1)

فى الأصول: «الحسين» ، وهو خطأ، وهو أبو العباس النسوى، صاحب المسند. انظر ترجمته فى طبقات الشافعية الكبرى 3/ 263.

ص: 61

للوزير: أيّد الله الوزير، بعد أن رضى أمير المؤمنين المسألة وتأمّلها، وجب على الأمير أن ينجز أمره العالى، بأنّه يردّ السّهم إلى ذوى الأرحام. وأنّه أجاب إليه وفعله.

قال الحاكم: توفّى القاضى ضحوة يوم السبت، الحادى والعشرين من المحرّم، سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وصلّى عليه الشيخ أبو العباس الميكالىّ. انتهى.

وأبو العباس هذا هو إسماعيل بن عبد الله بن ميكال الميكالىّ الأديب، شيخ خراسان، ووجيهها

(1)

، رحمه الله تعالى.

***

‌330 - أحمد بن محمد بن عبد الله الظّاهرىّ

أبو العبّاس، الإمام، الحافظ

(*)

سمع الكثير، وسافر إلى البلاد، وأخذ عن سبعمائة شيخ، بالشّام، والجزيرة، ومصر، ورحل إلى خراسان، وما زال فى طلب الحديث وإفادته إلى آخر عمره

(2)

.

وجمع «الأربعين البلدانيّة» لنفسه، وجمع للفخر ابن البخارىّ «مشيخة» فى غاية الحسن، فى ثلاثة عشر جزءا.

وأخذ القراءات بحلب، عن أبى عبد الله الفاسىّ.

ونسخ كثيرا بخطّه، وعنى بفنّ الرّواية، مع الزّهد، والوقار، والجلالة، والتّبرّك به.

ومات بظاهر القاهرة، فى زاوية له

(3)

على شاطئ النّيل، ابتناها له آي دغدي

(4)

العزيزىّ، سنة ست وتسعين وستمائة.

(1)

المتوفى سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، عن اثنتين وتسعين سنة، وهو الممدوح بمقصورة ابن دريد. انظر ترجمته فى: شذرات الذهب 3/ 41، معجم الأدباء 7/ 5 - 12.

(*) ترجمته فى: تذكرة الحفاظ 4/ 1480، الجواهر المضية، برقم 212، حسن المحاضرة 1/ 357، شذرات الذهب 5/ 435، طبقات القراء 1/ 122، كشف الظنون 1/ 55، الوافى بالوفيات 37،8/ 36.

(2)

فوق هذه الكلمة فى ط، ن:«أيامه» .

(3)

ذكر السيوطى أن هذه الزاوية كانت بالمقس، بظاهر القاهرة.

(4)

فى ظ: «أيدغرى» ، والصواب فى: ص، والكلمة غير واضحة فى: ن، وانظر فهارس الجزء السابع من النجوم الزاهرة.

ص: 62

وكان مولده سنة ست وعشرين وستمائة.

***

‌331 - أحمد بن محمد بن عبد الجليل بن إسماعيل

الفقيه، أبو نصر، السّمرقندىّ

الإبريسمىّ

(*)

مولده فى حدود سنة ست وثمانين وأربعمائة.

تفقّه بسمرقند، وسمع «تنبيه الغافلين» لأبى الليث، من الإمام إسحاق بن محمد النّوحىّ، عن أبى بكر بن محمد بن عبد الرحمن الزّيدىّ، عن المصنّف.

مات فى عشر الخمسين وخمسمائة تقريبا.

والإبريسمىّ؛ بفتح الهمزة، وسكون الباء الموحدة، وكسر الراء، وسكون الياء، وفتح السين، وفى آخرها الميم: نسبة لمن يعمل الإبريسم

(1)

.

***

‌332 - أحمد بن محمد بن عبد الخالق

الأسروشنىّ

(**)

ذكره فى «الجواهر» هكذا، من غير زيادة. انتهى.

***

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 214.

(1)

الإبريسم: الحرير.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 215.

وللمؤلف كلام على هذه النسبة فى الباب الذى عقده للكنى والأنساب والألقاب فى آخر الكتاب.

ص: 63

‌333 - أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، أبو عمرو الطّبرىّ

المعروف بابن دانكا

(*)

أحد الفقهاء الكبار، من طبقة أبى الحسن الكرخىّ، وأبى جعفر الطّحاوىّ.

وتفقّه على أبى سعيد البردعىّ، وصنّف «شرح الجامعين» .

قال قاضى القضاة أبو عبد الله الدّامغانىّ /: حدّثنى القاضى الصّيمرىّ، قال: كان أبو عمرو الطّبرىّ فقيها ببغداد، يدرّس فى حياة أبى الحسن الكرخىّ، وكانت وفاته سنة أربعين وثلاثمائة.

قال أبو عمرو

(1)

: سمعت أبا منصور أيوب بن غسّان، يقول: جمع بين داود بن على الأصبهانىّ، وبين محمد بن على بن عمّار الكرّينىّ

(2)

ببغداد، فى مسجد الجامع، يتناظران فى خبر الواحد، وكان الكرّينىّ ينفى العمل به، وكان [داود]

(3)

يحتجّ للعمل به، ويبالغ فى ثبوته، فاجتمع الناس عليهما، وأخذت الكرّينىّ الحجارة من كلّ ناحية، حتى هرب من المسجد، فسئل بعد ذلك عن خبر الواحد، فقال: أمّا بالحجارة والآجرّ فإنّه يوجب العلم والعمل جميعا.

***

‌334 - أحمد بن محمد بن عبد الغنىّ السّرسىّ القاهرىّ

الحنفىّ

(**)

الشيخ، الإمام، العالم، العامل، الفاضل، الكامل، العلاّمة، العارف، المسلك،

(*) ترجمته فى: تاريخ بغداد 14/ 429، الجواهر المضية، برقم 216، الفوائد البهية 35، كتائب أعلام الأخيار، برقم 60، كشف الظنون 2/ 1429،1/ 569، الوافى بالوفيات 8/ 43.

(1)

هذا الخبر منقول عن ابن النجار، وهو فى الجواهر المضية بسنده.

(2)

فى الأصول: «الكريبى» . و «الكرينى» بضم أوله، وتشديد الراء أو تخفيفها، نسبة إلى كرين، وهى من قرى طبس. انظر اللباب 3/ 39، معجم البلدان 4/ 270.

(3)

ساقط من: ط، ن، وهو فى: ص.

(**) ترجمته فى: الضوء اللامع 2/ 125، نظم العقيان 63، وفى ص:«الرسى» وفى ط، ن:«البرسى» ، والمثبت فى: الضوء، والنظم، ولعلها نسبة إلى سرس الليانة، من قرى محافظة المنوفية، بمصر، انظر الخطط التوفيقية 12/ 18.

ص: 64

شهاب الدين، المعروف بكنيته

(1)

ونسبته.

كان أحد أفراد العلماء المسلكين، وأهل اليقين، حتى قيل: إنّ الشمس الحنفىّ ما وصل إلاّ بملاحظته، ومدده، وبركته، وكانت بينهما محبّة أكيدة جدّا، ويذكر عنه الكرامات والمكاشفات، وكان بصدد نفع الناس فى العلوم الدينيّة، والمعارف الإلهيّة، وانتفع به خلق كثير.

وكانت وفاته فى يوم الاثنين، حادى عشرى جمادى الآخرة، سنة إحدى وستين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌335 - أحمد بن محمد بن عبد القادر المصرىّ، شهاب الدين

ابن الشّرف

(*)

ذكره فى «الدرر الكامنة» ، وقال: خطيب الجامع الشّيخونىّ

(2)

.

مات فى المحرّم، سنة سبع وستين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌336 - أحمد بن محمد بن عبد المؤمن، ركن الدين

القرمىّ

(**)

المعروف بالمرتعش، لرعشة كانت به، يديم معها تحريك رأسه.

قال ابن حجر: قدم القاهرة بعد أن حكم بالقرم ثلاثين سنة، وناب فى الحكم، وولى

(1)

لم يذكر له المصنف كنية، وإنما ذكر نسبته ولقبه.

(*) ترجمته فى: الدرر الكامنة 1/ 291.

(2)

لم يعين ابن حجر أى الجامعين فإنه يوجد جامع شيخون البحرى، ويواجهه جامعه القبلى، ويمر بينهما شارع شيخون بقسم الخليفة بالقاهرة فى هذا الزمان، ولعله أراد جامع شيخون القبلى، فهو أجل من البحرى، وكان يقال له: خانقاه شيخون.

انظر حاشية النجوم الزاهرة 10/ 269.

(**) ترجمته فى: إيضاح المكنون 2/ 432، شذرات الذهب 3/ 279، كشف الظنون 1/ 549.

وفى الإيضاح، والشذرات، والكشف:«القريمى» ، وانظر ما جاء أثناء الترجمة.

ص: 65

إفتاء دار العدل، ودرّس بالجامع الأزهر، وغيره، وجمع «شرحا» على «البخارىّ» ، وكان يرمى بالهنات.

ولمّا ولى التدريس، قال: لأذكرنّ لكم ما لم تسمعوا، فعمل درسا حافلا، فاتّفق أنّه وقع منه شئ، فبادر جماعة فتعصّبوا عليه، وكفّروه، فبادر إلى السّراج الهندىّ، فادّعى عليه عنده، وحكم بإسلامه، فاتّفق أنّه بعد ذلك حضر درس السّراج الهندىّ، ووقع من السّراج شئ، فبادر الرّكن، وقال: هذا كفر. فضحك السّراج حتى استلقى، وقال: يا شيخ ركن الدين تكفّر من حكم بإسلامك. فأخجله. انتهى.

وقال الولىّ العراقىّ: كان يذكر بفضل، وبراعة، وتفنّن فى العلوم، ولكن سمعت قاضى القضاة برهان الدين ابن جماعة، يقول: دعانا الأمير أرغون شاه لحضور الدّرس عنده، يعنى:

عند الشيخ ركن الدين، بجامع الماردانىّ

(1)

، فخطب خطبة مليحة، ثم قال: والسلطان أعجلنا بالخروج إلى السّرحة عن حفظ الدّرس، فأخرج كرّاسا من كمّه ليقرأ منه الدّرس، فقلنا: حصل المقصود بما تقدّم. وقمنا، وكأنّه لم يكن حافظه.

قال العراقىّ: وسمعت والدى يقول:/إنه كان حاضرا سماع «صحيح البخارىّ» بمجلس السلطان الأشرف، فمرّ حديث شقّ الصّدر، فقال: هذا كناية عن شرح الصّدر، فردّ عليه الحاضرون، ومنهم شيخنا الشيخ ضياء الدين القرمىّ، وقال له: فى «الصّحيح»

(2)

أنّ أنسا قال: كنت أرى أثر ذلك المخيط فى صدره صلى الله عليه وسلم. فسكت.

ويقال: إن الشيخ ضياء الدين كان نائبا عنه بالقرم.

مات سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.

ومن فوائده: ما نقله عنه تلميذه الشيخ عزّ الدين ابن جماعة، أنه قال: شرف العلم من ستّة أوجه: موضوعه، وغايته، ومسائله، ووثوق براهينه، وشدّة الحاجة إليه، وخساسة مقابله.

***

(1)

هو جامع الطنبغا الماردانى، خارج باب زويلة بجوار خط التبانة، ويقع الآن فى شارع التبانة، قسم الدرب الأحمر، بالقاهرة. انظر حاشية النجوم الزاهرة 9/ 112.

(2)

إنماء جاء هذا فى صحيح مسلم 1/ 147 (باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم، من كتاب الإيمان).

ص: 66

‌337 - أحمد بن محمد بن على بن محمد بن بصير بن أحمد بن

الحسين الأنبردوانىّ، البصيرىّ، أبو كامل

(*)

سمع أبا الحسين الفارسىّ، وغيره.

قال السّمعانىّ: وكان قد سمع الحديث الكثير، واشتغل به، وجمع كتابا سمّاه «المضاهاة والمصافاة

(1)

فى الأسماء والأنساب»، قال: وكان شديد التّعصّب فى مذهبه، متحاملا على أصحاب الشافعىّ.

وأنبردوان؛ بالفتح، وسكون النون، وفتح الباء الموحدة، وسكون الراء، وضم الدال المهملة، وفى آخرها النون: قرية من قرى بخارى

(2)

.

***

‌338 - أحمد بن محمد بن على، أبو طالب

الفقيه

(**)

عرف بابن الكجلو، هكذا هو مضبوط فى «تاريخ الزّينبىّ»

(3)

.

من أهل المدائن

(4)

، قال ابن النّجّار: كان يتولّى الخطابة [بها

(5)

] مدّة، ثم قدم بغداد، واستوطنها، وكان يسكن بمدرسة سعادة، على شاطئ دجلة.

وكان أديبا فاضلا، له شعر حسن، منه قوله من قصيدة

(6)

:

فؤاد مشوق حرّه ليس يبرد

وذائب دمع بالأسى ليس يجمد

(7)

(*) ترجمته فى: الأنساب لوحة 49 ظ،84 و، الجواهر المضية، برقم 219، كشف الظنون 2/ 1712، اللباب 1/ 69، معجم البلدان 1/ 369، وجاء فى الأصول:«البصروى» ، مكان «البصيرى» ، والبصيرى، نسبة إلى جده بصير، انظر اللباب، ومعجم البلدان.

(1)

فى الأنساب والجواهر وكشف الظنون: «والمضافات» .

(2)

فى اللباب أن وفاته كانت سنة تسع وأربعين وأربعمائة، وكذلك جاء فى الأنساب.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 217، الوافى بالوفيات 8/ 62.

(3)

كذا فى النسخ، ونسخة من الجواهر، ولعل صوابه ما ورد فى أصل الجواهر:«الدبيثى» .

(4)

المدائن: بليدة صغيرة فى الجانب الغربى من دجلة. مراصد الاطلاع 3/ 1243.

(5)

ساقط من: ط، ن، وهو فى: ص، والجواهر.

(6)

الأبيات فى: الجواهر المضية، على أنها غير متصلة.

(7)

فى الجواهر: المضية: «لهيب فؤاد حره

ليس يجمد».

ص: 67

وما كلّ مرتاح إلى المجد ماجد

ولا كل من يهوى السّيادة سيّد

(1)

ومن يزرع المعروف بذرا فإنّه

على قدر ما قد قدّم البذر يحصد

وحدّث أحمد هذا، عن أبى غالب

(1)

محمد بن الحسن الماوردىّ، بتستر

(2)

.

وتوفّى لسبع عشرة خلت من ذى الحجّة، سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌339 - أحمد بن محمد بن على، أبو الفضل

القاشانىّ

(*)

نزيل همذان، ذكره ابن الشّعّار، فقال: كان من الفقهاء الحنفيّة، أصوليّا، عارفا بالمسائل الخلافيّة، حافظا للأشعار، ويكتب خطّا حسنا.

أنشدنى من شعره [ابنه]

(3)

أبو بكر إسحاق، ببغداد.

ومات بهمذان، فى سلخ ذى القعدة، سنة تسع عشرة وستمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌340 - أحمد بن محمد بن على، حافظ الدين، أبو المعالى

ابن الشّمس الجلالىّ

(**)

نشأ فى كنف أبويه، فحفظ القرآن، وأخذ عن أبيه، والأمين الأقصرائىّ، والشّمنّىّ، وسيف الدين، وابن عبيد الله، والتّقىّ الحصنىّ، وطائفة.

(1)

فى النسخ: «أبى طالب» ، خطأ، انظر اللباب 3/ 90.

(2)

تستر: مدينة عظيمة بخوزستان. معجم البلدان 1/ 847.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 218.

(3)

تكملة لازمة من عقود الجمان لابن الشعار الموصلى، الجزء الأول، لوحة 108 ب.

(**) ترجمته فى: الضوء اللامع 2/ 154.

ص: 68

وبرع، واستقرّ بعد أبيه فى تدريس الألجيهيّة

(1)

، وخطابة البرقوقيّة، وغير ذلك.

وقرأ على السّخاوىّ «الأربعين النّوويّة» ، ولازمه فى غيرها، وناب فى القضاء، ثم ترك، وكان فاضلا، متأنّقا، سليم الفطرة، عديم السّرّ.

كتب على «الهداية» /فى دروسه بعض أشياء، وخطب لنفسه.

مات فى عاشر شعبان، سنة إحدى وسبعين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌341 - أحمد بن محمد بن عمر بن أحمد بن هبة الله بن محمد

ابن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن أبى جرادة

شهاب الدين ابن كمال الدين أبى غانم

ابن الصاحب كمال الدين

ابن العديم، العقيلىّ، الحلبىّ

(*)

ولد بعد رأس القرن السادس، وأسمع على بيبرس العديمىّ، وعمّتيه؛ خديجة، وشهدة.

وحدّث، وسمع عليه ابن عشائر

(2)

«منتقى مشيخة الفسوىّ»

(3)

، والأوّل من «مشيخة ابن شاذان الكبرى» ، وغير ذلك.

وكان له معرفة بالأدب، والتاريخ، جيّد المذاكرة، حسن المحاضرة.

(1)

المدرسة الألجيهية، نسبة إلى صاحبها الجاى اليوسفى، وهى مدرسة خارج باب زويلة، بالقرب من قلعة الجبل، بخط سويقة العزى، وكان بها درس للفقهاء الشافعية، ودرس للفقهاء الحنفية، وهذه المدرسة توجد الآن بشارع سوق السلاح بالقاهرة، باسم جامع الجاى اليوسفى أو جامع السائس.

انظر حواشى النجوم الزاهرة 205،8/ 204.

(*) ترجمته فى: الدرر الكامنة 309،1/ 308.

(2)

ابن عشائر هو: محمد بن على بن محمد السلمى الحلبى، ناصر الدين الخطيب، المتوفى سنة تسع وثمانين وسبعمائة. الدرر الكامنة 4/ 204.

(3)

فى الأصول: «الغسوى» ، والمثبت فى الدرر الكامنة، ولعلها مشيخة يعقوب بن سفيان بن جوان الفسوى المحدث الحافظ المؤرخ، المتوفى سنة سبع وسبعين ومائتين. انظر تذكرة الحفاظ 2/ 582.

ص: 69

حكى أخوه القاضى كمال الدين، عنه، أنه رأى فى منامه كأنّ شخصا ينشده

(1)

:

يا غافلا جرّته آماله

عن المقام الأشرف الأسنى

(2)

انهض بجدّ منك نحو العلى

وافتح لها مقلتك الوسنى

(3)

قال: فحفظتهما، وزدتهما:

وارجع إلى مولاك واخضع له

تستوجب الإحسان والحسنى

قال أخوه: فلمّا أنشدنى ذلك، أعقبه بأن قال: ما أطنّ إلاّ أنّ نفسى نعيت إلىّ، فمات فى السنة المقبلة، وهى سنة خمس وستين وسبعمائة، عن بضع وستين سنة.

قاله ابن حبيب.

ويقال: إنه جاوز السبعين، وكان قد ولى نيابة السّلطنة، مدّة يسيرة، وكان ذا حشمة زائدة، وتجمّل وافر، رحمه الله تعالى.

***

‌342 - أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن عبيد الله

ابن عمرو بن خالد بن الرّفيل

أبو الفرج، المعروف بابن المسلمة

(*)

سكن بغداد، وسمع أباه، وأحمد بن كامل القاضى، ودعلج بن أحمد.

وكتب عنه الخطيب البغدادىّ، وقال: كان ثقة، يسكن بالجانب الشّرقىّ، ويعمل

(4)

كلّ سنة مجلسا واحدا، فى أوّل المحرّم.

(1)

القصة والأبيات فى الدرر الكامنة 1/ 309.

(2)

فى الدرر الكامنة: «صدته آصاله» ، وانظر حاشيته.

(3)

فى الدرر الكامنة: «انهض عدمتك نحو العلى» .

(*) ترجمته فى: البداية والنهاية 12/ 17، تاريخ بغداد 68،5/ 67، الجواهر المضية 1/ 113، الكامل فى التاريخ 9/ 141. والرفيل: كزبير. القاموس (ر ف ل)، قال الفيروزابادى: وإليه نسب نهر رفيل.

وانظر معجم البلدان 4/ 839.

(4)

فى تاريخ بغداد: «ويملى» .

ص: 70

وكان أحد الموصوفين بالعقل، والمذكورين بالفضل، كثير البرّ والمعروف، وكانت داره مألفا لأهل العلم.

وكان يصوم الدهر، ويقرأ فى كلّ يوم سبع القرآن، يقرأه نهارا ويعيده فى ليلته فى ورده. انتهى.

وكان مولده فيما بلغ الخطيب، فى آخر ذى القعدة، من سنة سبع

(1)

وثلاثين وثلاثمائة، وكانت وفاته يوم الاثنين، مستهلّ ذى القعدة، سنة خمس عشرة وأربعمائة.

وكان يختلف فى درس الفقه إلى الإمام أبى بكر الرّازىّ.

وحدّث رئيس الوزرا، جمال الورى، أبو القاسم على بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر، قال: رأيت أبا الحسين القدورىّ الفقيه بعد موته فى المنام، فقلت له: كيف حالك؟.

فتغيّر وجهه ودقّ، حتى صار كهيئة الوجه المرئىّ فى السّيف، دقّة وطولا، فأشار

(2)

إلى صعوبة الأمر.

قلت: فكيف حال الشيخ أبى الفرج؟ يعنى جدّه، فعاد وجهه إلى ما كان عليه، وقال لى: من مثل الشيخ أبى الفرج ذاك ثمّ. ورفع يده إلى السماء.

فقلت فى نفسى: يريد بهذا قول الله تعالى: {وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ}

(3)

، كذا رواه الخطيب.

***

‌343 - أحمد بن محمد بن عمر، أبو العباس

النّاطفىّ

(*)

أحد الفقهاء الكبار، حدّث عن أبى حفص/ابن شاهين، وغيره.

(1)

فى الأصول: «تسع» ، والمثبت فى: تاريخ بغداد، والجواهر.

(2)

فى تاريخ بغداد: «وأشار» .

(3)

سورة سبأ 37.

(*) ترجمته فى: تاج التراجم 9، الجواهر المضية، برقم 221، الفوائد البهية 36، وفيه:«أحمد بن محمد بن عمرو» ، كتائب أعلام الأخيار برقم 244، كشف الظنون 2040،2/ 1999،703،22،1/ 11، مفتاح السعادة 280،2/ 279.

ص: 71

قال أبو عبد الله الجرجانىّ، فى «خزانة الأكمل»: قال أبو العباس النّاطفىّ: رأيت بخطّ بعض مشايخنا، فى رجل جعل لأحد بنيه دارا بنصيبه، على أن لا يكون له بعد موت الأب ميراث. جاز. وأفتى به الفقيه أبو جعفر محمد بن اليمان، أحد أصحاب محمد بن شجاع الثّلجىّ، وحكى ذلك أصحاب أحمد بن أبى الحارث، وأبى عمرو الطّبرىّ.

مات أبو العباس بالرّىّ، سنة ست وأربعين وأربعمائة.

ومن تصانيفه: «الواقعات» ، و «النّوازل» ، و «الأجناس» ، و «الفروق» .

والنّاطفىّ: نسبة إلى عمل النّاطف

(1)

وبيعه.

***

‌344 - أحمد بن محمد بن عمر، أبو نصر، العتّابىّ، البخارىّ

وقيل: أبو القاسم

(*)

الإمام، العالم، العلاّمة، الزاهد، المنعوت زين الدين، أحد من سار ذكره، وبعد صيته، واشتهرت مصنّفاته، فمنها الكتاب المشهور ب «الزّيادات» رواه عنه جماعة؛ منهم الإمام حافظ الدين، وشمس الأئمة الكردرىّ

(2)

، وغيرهما، ومنها «جامع الفقه» أربع مجلّدات، و «شرح الجامع الكبير» ، و «شرح الجامع الصغير» .

وذكر الذّهبىّ أنّ من مصنّفاته «كتابا فى التفسير» .

مات يوم الأحد، وقت الظّهر، سنة ست وثمانين وخمسمائة، بمدينة بخارى، ودفن فى

(1)

الناطف: نوع من الحلوى، يسمى القبّيطىّ، سمى بذلك لأنه ينطف قبل استضرابه، أى يقطر.

المصباح المنير (ن ط ف).

(*) ترجمته فى: تاج التراجم 9، الجواهر المضية، برقم 222، طبقات المفسرين للسيوطى 6، طبقات المفسرين للداودى 84،1/ 83، الفوائد البهية 37،36، كتائب أعلام الأخيار، برقم 397، كشف الظنون 568،567،563،1/ 453، 964،2/ 963،611، المشتبه 442،441.

(2)

محمد بن عبد الستار، كما جاء فى المشتبه.

ص: 72

كلاباذ

(1)

، بمقبرة القضاة السّبعة، الذين منهم أبو زيد

(2)

الدّبوسىّ.

والعتّابىّ: نسبة إلى أشياء، منها إلى عتّاب بن أسيد، ومنها إلى العتّابيّين: محلّة غربىّ بغداد، ومنها إلى محلّة يقال لها: دار عتّاب، قاله السّمعانىّ.

قال الذّهبىّ: إنّ دار عتّاب محلّة ببخارى، وإنّ منها صاحب الترجمة. والله تعالى أعلم

(3)

.

***

‌345 - أحمد بن محمد بن عمران، الكاثىّ

الحجّىّ

(*)

نسبة إلى الحجّ، وأهل خوارزم يقولون: الحجّىّ، كما يقول الناس: الحاجّ.

قال السّمعانىّ: كان فقيها فاضلا، حسن السّيرة.

سمع ببغداد أبا القاسم بن الحصين

(4)

الشّيبانىّ.

وكانت ولادته سنة ست وتسعين وثلاثمائة.

***

(1)

كلاباذ: محلة ببخارى. معجم البلدان 4/ 293.

(2)

فى ط، ن:«أبو ذر» ، وهو خطأ صوابه فى: ص، وهو أبو زيد عبد الله بن عمر بن عيسى الدبوسى، من كبار الفقهاء الحنفية، تأتى ترجمته، وانظر: الجواهر، واللباب 1/ 410.

(3)

فى الفوائد البهية، أن العتابى نسبته إلى عتابية، بفتح العين المهملة، وتشديد التاء المثناة من فوق، وبعد الألف باء موحدة، ثم ياء مثناه تحتية: محلة ببخارى.

(*) ترجمته فى الأنساب:77،4/ 76، الجواهر المضية، برقم 223، اللباب 1/ 282، وهو فى الأنساب «أحمد بن محمد ابن عراق» .

(4)

فى اللباب: «الحسين» ، وهو خطأ، وهو هبة الله بن محمد بن الحصين، كما فى الأنساب.

ص: 73

‌346 - أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر

أبو العباس البرتيّ

الفقيه، الحافظ

(*)

من طبقة أحمد بن أبى عمران، أستاذ الطّحاوىّ.

تفقّه على أبى سليمان موسى الجوزجانىّ، وروى كتب محمد بن الحسن، عنه، وحدّث بالكثير، وكتب، وصنّف «المسند» ، وحدّث عن القعنبىّ

(1)

، ومسدّد بن مسرهد، وأبى بكر بن أبى شيبة، وغيرهم.

وروى عنه يحيى بن صاعد، والقاضى أبو عبد الله المحاملىّ، وغيرهما.

قال الخطيب: كان ثقة، حجّة، يذكر بالصّلاح والعبادة، وكان من أصحاب القاضى يحيى بن أكثم، وكان قبل ذلك يتقلّد واسط، وقطعة من أعمال السّواد.

قال غير الخطيب: كان إليه أحد جانبى بغداد، والجانب الآخر إلى إسماعيل بن إسحاق، ثم استعفى فى أيّام المعتضد، وردّ عليهم العهد، ولزم بيته، واشتغل بالعبادة حتى مات.

وروى الخطيب عن أبى عمر محمد بن يوسف القاضى، قال: ركبت يوما من الأيّام مع إسماعيل بن إسحاق، إلى القاضى أحمد بن محمد بن عيسى البرتيّ، وهو ملازم لبيته، فرأيته شيخا مصفارّا، أثر العبادة عليه، ورأيت إسماعيل أعظمه إعظاما شديدا، وسأله/عن نفسه وأهله، وعجائزه، وجلسنا عنده، ثم انصرفنا، فقال لى إسماعيل: يا بنىّ، تعرف هذا الشيخ؟

قلت: لا.

قال: هذا البرتيّ القاضى، لزم بيته، واشتغل بالعبادة، هكذا تكون القضاة، لا كما نحن.

(*) ترجمته فى: الأنساب لوحة 71 و، البداية والنهاية 11/ 69، تاج التراجم 15، تاريخ بغداد 5/ 61 - 63، تذكرة الحفاظ 597،2/ 596، الجواهر المضية، برقم 224، شذرات الذهب 2/ 175، العبر 2/ 63، الفوائد البهية 37، كتائب أعلام الأخيار، برقم 141، اللباب 1/ 107، معجم البلدان 1/ 546، المشتبه 58، الوافى بالوفيات 7/ 394.

(1)

فى ط، ن:«العنتبى» ، وهو خطأ، صوابه فى: ص، وهو مسلم بن إبراهيم، تذكرة الحفاظ 2/ 596.

ص: 74

وعن العلاء بن صاعد بن مخلد، أنّه رأى النبىّ صلى الله عليه وسلم فى النّوم، وهو جالس فى موضع، فدخل عليه أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرتيّ القاضى، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصافحه، وقبّل بين عينيه، وقال: مرحبا بالذى يعمل بسنّتى وأثرى.

وكان العلاء بن صاعد إذا جاءه أبو العباس قام له، وقبّل بين عينيه، وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل بك.

ووثّقه الدّار قطنىّ.

وقال أحمد: صدوق، وما أعلم إلاّ خيرا

(1)

.

مات ليلة السبت، لتسع عشرة ليلة خلت من ذى الحجّة، سنة ثمانين ومائتين، رحمه الله تعالى.

والبرتيّ؛ بكسر الباء الموحّدة، وسكون الراء، وفى آخرهما التاء المثناة من فوق: نسبة إلى برت، قرية بنواحى بغداد.

هذا هو الصحيح من نسبته ونسبه.

وأما صاحب «الجواهر» فقد وهم، فذكره أيضا فيمن اسمه أحمد بن عيسى

(2)

.

وذكر قصة إسماعيل بن إسحاق المذكورة معه، وغيرها من ترجمته، كما هنا، وأشار إليه فى الأنساب

(3)

، فقال: الزّنبىّ، نسبة أحمد بن عيسى، نسبة إلى زنب، قرية على ساحل بحر الرّوم، قريبة من عكّا، ولا أدرى بالنون أو الياء، كذا قال: السّمعانىّ، قال ابن الأثير

(4)

:

والصحيح أنها بالياء لا غير. انتهى.

(1)

فى تاريخ بغداد 5/ 63، رواية ذلك عن عبد الله بن أحمد بن حنبل.

(2)

الجواهر المضية 1/ 232 - 234. وانظره.

(3)

الجواهر المضية 2/ 313 (طبع الهند).

(4)

هذا قول ابن السمعانى أيضا. انظر اللباب نفسه 1/ 509، وانظر أيضا ضبطه فى اللباب 1/ 516، واستدراك ابن الأثير له.

ص: 75

وقد تصفّحت كثرا من كتب التّواريخ، وطبقات الأئمّة، فلم أجد فيها ما يشعر بأنه كان فى ذلك العصر من القضاة الحنفيّة، من يقال له أحمد بن عيسى الزنبىّ، وكأنّ صاحب «الجواهر» -والله أعلم-رأى فى بعض الكتب ترجمة أحمد بن محمد بن عيسى البرتيّ، وقد أسقط الكاتب اسم أبيه محمد، وصحّف البرتيّ بالزنبىّ

(1)

، فنقلها كما هى من غير تحرير ولا مراجعة، وظنّها ترجمة لشخص آخر غير هذه الترجمة، وتبعه غيره ممّن صنّف فى «طبقات الحنفيّة» ، والله أعلم بالصواب.

***

‌347 - أحمد بن محمد بن عيسى بن زياد الأنطاكىّ

الفقيه، أبو بكر، ابن أبى عبد الله

ابن أبى موسى، القاضى

(*)

سمع بأنطاكية، وطرسوس، والمصّيصة، وروى عن محمد بن آدم، ومحمد بن سليمان، وأحمد بن أبى بكر الحوارىّ

(2)

، وقاسم بن عثمان الجوعىّ

(3)

.

روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطّبرانىّ، وغيره.

ذكره ابن العديم، فى «تاريخ حلب» ، وقال: كان أبوه أبو عبد الله قاضيا بحلب، وقنّسرين، وكان أبوه وجدّه فقيهين على مذهب الإمام أبى حنيفة.

وقال عبد الغنىّ بن سعيد المصرىّ، فى «كتاب القضاة»: وقدّم مصر، وحدّث بها.

(1)

انظر قول عبد القادر السابق: «ولا أدرى بالنون أو الياء» .

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 226.

ولم يعين المصنف تاريخ وفاته، ويؤخذ من الترجمة أنه من رجال القرن الثالث الهجرى.

(2)

انظر: اللباب 1/ 327، والمشتبه 257.

(3)

نسبة إلى الجوع. اللباب 1/ 253.

ص: 76

وروى

(1)

بسنده، أنّ القاضى أحمد هذا، رفع له فيها ورقة مكتوب فيها

(2)

:

أيّها القاضى الكثير الهبات

صانك الله من مقام الدّنات

(3)

أيكون القصاص من قتل لحظ

من غزال مورّد الوجنات

أم يخاف العذاب من هو صبّ

مبتلى بالزّفير والحشرات

(4)

فأخذ الورقة، وكتب على ظهرها:

/يا ظريف الصّنيع والآلات

وعظيم الأشجان واللوعات

إن تكن عاشقا فلم تأت ذنبا

بل ترقّيت أرفع الدّرجات

(5)

ومتى أقض بالقصاص على لح

ظ حبيب أخطى طريق القضاة

***

‌348 - أحمد بن محمد بن عيسى بن يزيد بن السّكن

أبو جعفر، السّكونىّ

(*)

أخذ عن أبى يوسف، ومحمد، وروى عنه وكيع. قاله فى «الجواهر»

(6)

.

وذكره الخطيب، فى «تاريخه» ، وقال: حدّث عن أبى يوسف القاضى، ومحمد بن الحسن الشّيبانىّ، وأبى بكر بن عيّاش، وإسماعيل بن عليّة.

(1)

أى ابن العديم، كما صرح به فى الجواهر المضية.

(2)

الأبيات والرد عليها فى الجواهر المضية 305،1/ 304.

(3)

فى الجواهر: «الكثير العدات» .

والدنات: كأنه جمع دنىّ، على غير قياس، وهى هكذا فى النسخ، وحقها «الدناة» .

(4)

بعد هذا فى الجواهر المضية زيادة:

ليس إلاّ العفاف والصوم والنّ

سك له زاجرا عن الشّبهات

(5)

فى الأصول: «بل رقيت» ، والمثبت فى الجواهر المضية.

(*) ترجمته فى: تاريخ بغداد 60،5/ 59، الجواهر المضية، برقم 225.

وتكلم المصنف على هذه النسبة فى آخر الكتاب، ثم قال:«كذا قاله السمعانى، وذكر أيضا السكنى يفتح السين والكاف، وفى آخرها نون، نسبة إلى الجد، نسبة أحمد بن محمد بن عيسى بن يزيد السكنى» ، فكأنه رجح أن نسبة «السكنى» لا «السكونى» .

(6)

من هنا إلى نهاية الترجمة ساقط من: ص، وهو فى: ط، ن، ووافقت ص القدر الذى أوردته الجواهر المضية.

ص: 77

روى عنه وكيع القاضى، وحمزة بن الحسين السّمسار، وعلىّ بن محمد بن يحيى بن مهران السّوّاق

(1)

، ومحمد بن مخلد العطّار.

وروى له الخطيب بسنده عنه، عن أبى يوسف، عن أبى إسحاق الشّيبانىّ، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، قال: كان النبىّ صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال

(2)

: «اللهمّ إنّى أعوذ بك من الخبث والخبائث» .

قال الدّار قطنىّ: ولم يؤرّخ له الخطيب وفاة.، رحمه الله تعالى.

***

‌349 - أحمد بن محمد بن قادم، أبو يحيى البجلىّ

الفقيه

(*)

مولده سنة تسعين ومائة.

قال فى «الجواهر» : ذكره أبو علىّ الحسين، فى «كتابه» ، وقال: فقيه، عالم، قليل النّظير، كان يرى رأى الكوفيّين، وله نظر فى اللغة، ومعرفة بالشّعر.

وجلس فى الجامع

(3)

، وهو حديث السّنّ، فى سنة أربع عشرة ومائتين، فقال يوما لبعض أصحابه: أحص اليوم على كم أجيب. وجلس يفتى للنّاس، فلمّا قام قال للرجل:

كم عددت؟.

قال: عددت ثمانمائة جواب.

وكان له يد فى الشّروط، وفى فنون من العلم.

وخالف فى كثر من المسائل، وكتب يسأل عنها بالعراق، ومن ذلك رسالة إلى بشر

(1)

نسبة إلى بيع السويق. اللباب 1/ 574.

(2)

الحديث فى: صحيح البخارى 1/ 48 (باب ما يقول عند الخلاء، من كتاب الوضوء)، وصحيح مسلم 1/ 283 (باب ما يقول إذا ما أراد دخول الخلاء، من كتاب الحيض).

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 227.

ولم يذكر المؤلف فى الأنساب، فى آخر الكتاب، هذا المترجم عند نسبته، ولست أدرى إن كان بفتح الجيم، نسبة إلى بجيلة بن أنمار. أو بسكون الجيم، نسبة إلى حى من سليم. وانظر اللباب 1/ 98.

(3)

فى هامش النسخة ن بخط مغاير: «فى الجامع، وكذلك عبد الرحمن الجامى وجار الله العلامة» .

ص: 78

ابن غياث المريسىّ، فى أشياء أشكلت على مشايخ بلده، فقال: إنّا

(1)

وجدنا فى كتاب لأبى يوسف القاضى: لو أنّ حنطة طبخت بخمر حتى انتفخت، فانّ أكلها حرام، ولا حدّ على من أكلها، فإن طبخت بالماء الطاهر بعد ذلك ثلاث مرّات، تخفّف بعد كلّ طبخة، ثم تطبخ، طهرت، ولا بأس بأكلها، وكذلك اللحم يطبخ بالخمر، فإذا صبّ عليه الماء الطاهر

(2)

، وطبخ به ثلاث طبخات، ويرد بعد كلّ طبخة، ثم طبخ، فهذا طهور، ومرق ذلك اللحم يهراق.

مات ابن قادم سنة سبع وأربعين ومائتين، رحمه الله تعالى.

***

‌350 - أحمد بن محمد بن ماهان

(*)

عمّ أبى حنيفة محمد بن حنيفة بن ماهان، من طبقة خالد بن يوسف السّمتىّ

(3)

.

قاله فى «الجواهر» .

***

‌351 - أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد

ابن حمدان، أبو منصور، الحارثىّ

القاضى، الرّئيس

(**)

من أهل سرخس.

مولده فى الحادى والعشرين من ذى القعدة، سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.

ذكره الإمام نجم الدين أبو حفص عمر النّسفىّ، فى «معجم شيوخه» ، وقال: من

(1)

فى الأصول: «لنا» ، والمثبت فى الجواهر المضية.

(2)

فى ط، ن:«طهر» ، والمثبت فى: ص، والجواهر.

(*) ترجمته فى: تاريخ واسط، لبحشل 176،175، الجواهر المضية، برقم 228.

(3)

لم يذكر المصنف أيضا فى ترجمة خالد بن يوسف السمتى سنة وفاته، وإنما ذكر وفاة والده يوسف بن خالد السمتى، فى ترجمته، وأنها كانت سنة تسع وأربعين ومائة، فلعل ولده والمترجم من طبقته، من رجال نهاية القرن الثانى، أو النصف الأول من القرن الثالث.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 229، اللباب 1/ 269.

ص: 79

مسموعاته كتاب «الموطّأ» رواية محمد بن الحسن، عن مالك،/ومنها تصانيف أبى الحسن الكرخىّ.

وكانت وفاته خامس عشر المحرّم سنة اثنتى عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌352 - أحمد بن محمد بن محمد بن إسحاق بن الفضل

أبو علىّ البزّاز، النّيسابورىّ

(*)

حدّث ببغداد، عن أبى حامد بن الشّرقىّ

(1)

، ومكّىّ بن عبدان.

وحدّث عنه القاضيان: أبو علىّ الواسطىّ، وأبو القاسم على بن المحسّن التّنوخىّ.

قال الخطيب: قدم بغداد حاجّا، وكان ثقة، وحدّثنى التّنوخىّ

(2)

، قال: أبو علىّ أحمد ابن محمد النّيسابورىّ، شيخ، ثقة، فقيه على مذهب أبى حنيفة، قدم علينا حاجّا، وسمعنا منه بعد عوده، فى سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.

وتوفّى بنيسابور، يوم الجمعة، الثامن من شهر ربيع الآخر، سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.

رحمه الله تعالى.

***

(*) ترجمته فى: تاريخ بغداد 88،5/ 87، الجواهر المضية، برقم 230.

(1)

نسبة إلى الجانب الشرقى بنيسابور، وهو محمد بن الحسن، تلميذ مسلم بن الحجاج، توفى سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. انظر اللباب 2/ 17.

(2)

ساقط من: ط، ن، وهو فى: ص.

ص: 80

‌353 - أحمد بن محمد بن محمد بن حسن بن على بن يحيى

ابن محمد بن خلف الله بن خليفة

الإمام تقىّ الدين، أبو العباس

ابن العلاّمة كمال الدين، ابن العلاّمة

أبى عبد الله، الشّمنّىّ، بضم المعجمة، والميم، وتشديد النون

القسنطينىّ، الحنفىّ، المالكىّ والده وجدّه

(*)

قال الحافظ جلال الدين السّيوطىّ فى حقّه: المحدّث، المفسّر

(1)

، الأصولىّ، المتكلّم، النحوىّ، البيانىّ، المحقّق، إمام النّحاة فى زمانه، وشيخ العلماء فى أوانه، شهد بنشر علومه العاكف والبادى، وارتوى من بحار فهومه الظّمآن والصّادى.

أمّا التفسير فهو «بحره المحيط» ، و «كشّاف» دقائقه بلفظه «الوجيز» ، الفائق على «الوسط» و «البسيط» .

وأمّا الحديث، فالرّحلة فى الرّواية والدّراية إليه، والمعوّل فى حلّ مشكلاته وفتح مقفلاته عليه.

وأمّا الفقه فلو رآه النعمان لأنعم به عينا، أورام أحد مناظرته لأنشد

(2)

:

*وألفى قولها كذبا ومينا*

(*) ترجمته فى: البدر الطالع 121،1/ 119، بغية الوعاة 1/ 375 - 381، حسن المحاضرة 1/ 474 - 477، حوادث الدهور 3/ 668، شذرات الذهب 7/ 313، الضوء اللامع 2/ 174 - 178، الفوائد البهية 37 - 39.

ولم يذكر المصنف «السمنى» فى الأنساب فى آخر الكتاب، واكتفى بضبطها هنا، ولم يذكر المنتسب إليه، وذكر السيوطى هذه النسبة فى ترجمة محمد بن خلف الله بن خليفة الشمنى، فى بغية الوعاة 1/ 101، أيضا، ولم يتكلم عليها، وذكر الشوكانى فى البدر الطالع أنه نسبة إلى مزرعة ببلاد المغرب، أو إلى قرية.

والقسنطينى: نسبة إلى قسنطينية، قلعة كبيرة جدا، حصينة عالية، وهى من حدود أفريقية مما يلى المغرب. معجم البلدان 4/ 98.

(1)

جاء نعت المفسر فى ذكر جده. انظر البغية 1/ 375.

(2)

عجز بيت لعدى بن زيد، فى ذكر قصة الزّبّاء مع جذيمة الأبرش، وصدره:

*فقدّدت الأديم لراهشيه

وهو فى اللسان (م ى ن) 13/ 425، وانظر حاشية البغية.

والراهشان: عرقان فى باطن الذراعين، والمين: الكذب أيضا.

ص: 81

وأمّا الكلام فلو رآه الأشعرىّ لقرّبه وقرّبه، وعلم أنّه نصير الدين ببراهينه وحججه المهذّبة المرتّبة.

وأمّا الأصول ف «البرهان» لا يقوم عنده بحجّة، وصاحب «المنهاج» لا يهتدى معه إلى محجّة.

وأمّا النحو فلو أدركه الخليل لاتّخذه خليلا، أو يونس لأنس بدرسه وشفى منه غليلا.

وأنّا المعانى ف «المصباح» لا يظهر له نور عند هذا الصّباح، وماذا يفعل «المفتاح» مع من ألقت إليه المقاليد أبطال الكفاح.

إلى غير ذلك من علوم معدودة، وفضائل مأثورة مشهودة:

هو البحر لا بل دون ما علمه البحر

هو البدر لا بل دون طلعته البدر

هو النّجم لا بل دونه النجم رتبة

هو الدّرّ لا بل دون منطقه الدّرّ

هو العالم المشهور فى العصر والذى

به بين أرباب النّهى افتخر العصر

هو الكامل الأوصاف فى العلم والتّقى

فطاب به فى كلّ ما قطر الذّكر

محاسنه جلّت عن الحصر وازدهى

بأوصافه نظم القصائد والنّثر

ولد بالإسكندريّة، فى شهر رمضان، سنة إحدى وثمانمائة، وقدم القاهرة مع والده، وكان من علماء المالكيّة، فتلا على الزّراتيتىّ

(1)

، وأخذ النحو عن الشمس الشّطنوفىّ

(2)

، ولازم القاضى شمس الدين البساطيّ، وانتفع به فى الأصلين، والمعانى والبيان، وأخذ عن الشيخ/يحيى السّيرامىّ، وبه تفقّه، وعن العلاء البخارىّ، وأخذ الحديث عن الشيخ ولىّ الدين العراقىّ، وبرع فى الفنون.

واعتنى به والده فى صغره، فأسمعه الكثير على التّقىّ الزّبيرىّ، والجمال الحنبلىّ، والصّدر الإبشيطيّ، والشيخ ولىّ الدين، وغيرهم.

(1)

فى ط، ن:«الررانيتى» ، والكلمة غير واضحة فى: ص، والمثبت فى البغية.

(2)

فى القاموس (ش ط ف): «شطنوف، كحلزون: بلدة بمصر» . وهذا الضبط هو المعهود اليوم، وقد ضبطها ياقوت، بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وفتح النون، وآخره فاء، وقال: بلدة بمصر، من نواحى كورة الغربية، عنده يفترق النيل فرقتين، فرقة تمضى شرقيا إلى تنيس، وفرقة تمضى غربيا إلى رشيد، على فرسخين من القاهرة. معجم البلدان 3/ 291.

وهى حاليا من قرى المنوفية.

ص: 82

وأجاز له السّراج البلقينىّ، والزّين العراقىّ، والجمال ابن ظهيرة، والهيتمىّ، والكمال الدّميرىّ، والحلاوىّ، والجوهرىّ، والمراغىّ، وآخرون.

وخرّج له «مشيخة» شمس الدين السّخاوىّ، وحدّث بها، وبغيرها.

وخرّج له السّيوطىّ «جزءا» فى الحديث المسلسل بالنّحاة، وحدّث به.

قال: وهو إمام، علاّمة، منقطع القرين، سريع الإدراك، أقرأ التفسير والحديث، والفقه، والعربيّة، والمعانى، والبيان، وغيرها، وانتفع به الجمّ الغفير، وتزاحموا عليه، وافتخروا بالأخذ عنه، مع الخير، والعفّة، والتّواضع، والشّهامة، وحسن الشّكل والأبّهة، والانجماع عن

(1)

بنى الدنيا.

أقام بالجماليّة مدّة، ثم ولى المشيخة، والخطابة، بتربة قايتباى الجركسىّ، بقرب الجبل، ومشيخة مدرسة اللالا

(2)

، وطلب لقضاء الحنفية بالقاهرة، سنة ثمان وستين، فامتنع.

وصنّف «شرح المغنى» لابن هشام، و «حاشية على الشّفاء» ، و «شرح مختصر الوقاية» فى الفقه، و «شرح نظم النّخبة» فى الحديث، لوالده.

وله نظم حسن، قال السّيوطىّ: أنشدنى منه ما قاله حين تولّى الظاهر ططر، ونوّه أنّه [إن

(3)

] مات أفسد

(4)

الأتراك، وهو

(5)

:

يقول خليلى العدى أضمرت

إذا مات ذا الملك سوء الورى

فقلت سل الله إبقاءه

ويكفيننا الظاهر المضمرا

(6)

قال: وكتب لى تقريظا على «شرح الألفية» ، و «جمع الجوامع» تأليفى.

(1)

فى الأصول: «على» ، والمثبت فى البغية، والنقل عنها.

(2)

فى شارع مراسينا (عبد المجيد اللبان الآن) بالقاهرة، يوجد جامع لاجين اللالا، بالقرب من الكبش، على بركة الفيل، وقد أنشأه لاجين اللالا سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، فلعله هذه المدرسة. انظر حاشية النجوم الزاهرة 9/ 189.

(3)

تكلمة من بغية الوعاة.

(4)

فى الأصول: «وأفسد» ، والمثبت فى البغية.

(5)

البيتان أيضا فى الضوء اللامع.

(6)

فى ط، ن، والبغية، والضوء:«ويكفينا الظاهر» ، والمثبت فى: ص.

ص: 83

وقلت أمتدحه

(1)

:

لذ بمن كان للفضائل أهلا

من قديم ومنذ قد كان طفلا

وبمن حاز سؤددا وارتفاعا

ومكانا علا السّماك وأعلى

(2)

عالم العصر من علا فى حديث

وزكا فى القديم فرعا وأصلا

علم الرّشد ذخر أهل المعانى

كنز علم يوليك طلاّ ووبلا

جمّل الله منه طلعة عصر

وكسا الدّهر منه تاجا محلّى

قد ترقّى من العلوم محلاّ

وتبوّا من الهداية نزلا

نال فى العلم ذروة المجد فامتا

ز بقدح من العلوم معلّى

(3)

توّج الفقه حين ألّف شرحا

وكساه بالابتهاج وحلّى

جلّ عن مثله فكم أوضح المش

كل حتّى اكتسى ضياء وجلّى

لو رآه النّعمان أنعم عينا

أو رآه الخليل وافاه خلاّ

وسمه فى الأنام أفضل فى التّف

ضيل والحقّ أنّه الفرد فضلا

ذو محلّ مثل الهلال علاء

وضياء كالبدر حين تجلّى

أغرب الوصف أنّ بي

تا قديم البناء فى المجد كلاّ

(4)

من يكن أصله الكمال فإن نا

ل كمالا فإنّه نال أهلا

/ذو بنان يمطرن درّا على أر

ض لجين وفى التّقوّم أغلى

ولسان كأنّه لفظ سحبا

ن فسبحان من حباه وأولى

ليس فيه عيب سوى أنّه لي

س يخون الخليل عهدا وإلاّ

(5)

ما طلبنا لعلمنا أنّه ما

لك فى المجد والمكارم مثلا

فدم الدهر فى ارتفاع فقد أض

حى لك الحزن فى الجلالة سهلا

(6)

جمع الله فيك كلّ جميل

وبك الله ضمّ للعلم شملا

(1)

فى البغية: «أمدحه» ، والقصيدة فيها 1/ 378.

(2)

فى الأصول: «ولمن كان» ، والمثبت فى البغية.

والسماك: أحد نجمين نيرين، يقال لأحدهما الأعزل، وللآخر الرامح.

(3)

فى البغية: «نال فى العز» .

(4)

تأتى «كل» بالضم، للدلالة على أن الموصوف بها بلغ الغاية فيما تصفه به. انظر القاموس (ك ل ل).

(5)

الإلّ: الذمة والعهد.

(6)

البيت مضطرب فى بغية الوعاة.

ص: 84

قلت: هذا شعر فقيه محدّث نحوىّ.

وللشّهاب المنصورىّ يمدحه

(1)

:

شيخ الشّيوخ تقىّ الدين يا سندى

يا معدن العلم بل يا مفتى الفرق

أنت الذى اختاره المولى فزيّنه

بالحسن فى الخلق والإحسان فى الخلق

كم معشر كابدوا الجهل القبيح إلى

أن علّموا منك علما واضح الطّرق

وقيتهم بالتّقى والعلم ما جهلوا

فأنت يا سيّدى فى الحالتين تقى

وكانت وفاته، رحمه الله تعالى، قرب العشاء، ليلة الأحد، سابع عشر ذى الحجّة، سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة، ودفن يوم الأحد، وصلّى عليه خلق كثير، وفجعوا به.

ورثاه الحافظ جلال الدين السّيوطىّ، بقصيدة يقول فى آخرها

(2)

:

إذا نجوم الهدى والرّشد قد أفلت

ضلّ الورى فلهم فى غيّهم سكر

وإن تكن أعين الإسلام ذاهبة

تترى فعمّا قليل يذهب الأثر

وبالجملة، فقد كان من محاسن زمنه، وأماثل عصره، رحمه الله تعالى.

***

‌354 - أحمد بن محمد بن محمد بن الحسين بن عبد الكريم

ابن موسى ابن عبد الله بن مجاهد النّسفىّ

البزدويّ، أبو المعالى ابن أبى اليسر

(*)

عرف بالقاضى الصّدر، من أهل بخارى، الإمام ابن الإمام.

مولده سنة اثنتين أو إحدى وثمانين وأربعمائة، ببخارى.

وهو ابن أخى أبى الحسن على بن محمد بن الحسين بن عبد الكريم البردويّ، الفقيه بما وراء النّهر، صاحب الطريقة على مذهب الإمام أبى حنيفة، رحمه الله تعالى.

(1)

أبيات الشهاب المنصورى فى البغية أيضا 379،1/ 378.

(2)

القصيدة فى بغية الوعاة 1/ 379 - 381، حسن المحاضرة 1/ 475 - 477.

(*) ترجمته فى: الأنساب لوحة 78 ظ، الجواهر المضية برقم 231، الفوائد البهية 40،39، كتائب أعلام الأخيار، برقم 311.

ص: 85

تفقّه أحمد هذا على والده حتى برع فى العلم، وسمع منه، ومن أبى المعين ميمون بن محمد بن محمد المكحولىّ

(1)

، ولقى الأكابر، وأفاده والده عن جماعة.

وولى القضاء ببخارى مدّة، وحمدت سيرته، وأملى بها، وورد مرو حاجّا، وقرأ عليه السّمعانىّ بها، وحدّث ببغداد، ورجع من الحجّ.

وتوفّى بسرخس، فى جمادى الأولى، سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وعقد له العزاء بها، ثم حمل إلى بخارى.

قال أبو سعد: إمام فاضل، مفت، مناظر، حسن السّيرة، مرضىّ الأخلاق، من بيت الحديث والعلم. رحمه الله تعالى.

***

‌355 - أحمد بن محمد بن محمد عبد الله، أبو القاسم

الخليلىّ، البلخىّ، الزّيادىّ، الدّهقان

(*)

قال السّمعانىّ: يقال له الخليلىّ، لأنّه كان يخدم القاضى [الخليل]

(2)

بن أحمد

(3)

السّجزىّ، شيخ الإسلام ببلخ، وكان وكيلا له.

روى عن أبى القاسم الخزاعىّ علىّ بن أحمد بن محمد

(4)

، وحدّث عنه «بشمائل/ النبىّ» صلى الله عليه وسلم.

روى عنه أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامىّ.

وتوفّى ببلخ، سنة اثنتين، أو إحدى وتسعين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.

***

(1)

نسبته إلى جده مكحول، اللباب 3/ 173.

(*) ترجمته فى: الأنساب لوحة 206 و،283 و، تذكرة الحفاظ 4/ 1230، الجواهر المضية، برقم 232، شذرات الذهب 3/ 397، العبر 3/ 333، اللباب 1/ 384.

(2)

ساقط من الأصول، وهو فى: الأنساب، والجواهر، واللباب.

(3)

بعد هذا فى الأصول زيادة: «بن» .

(4)

فى الأصول: «محمد بن أحمد» ، والمثبت فى: الأنساب.

ص: 86

‌356 - أحمد بن محمد بن محمد، أبو نصر

المعروف بالأقطع

(*)

أحد شرّاح «المختصر» ، سكن بغداد بدرب أبى زيد، بنهر الدّجاج

(1)

.

تفقّه على أبى الحسين القدورىّ، حتى برع، وقرأ الحساب حتى أتقنه.

وخرج من بغداد إلى الأهواز، سنة ثلاثين وأربعمائة، وأقام برام هرمز

(2)

، وشرح «المختصر» ، وكان يدرّس هناك إلى أن توفّى.

واتّفق أنه مال إلى حدث، فظهرت على الحدث سرقة، واتّهم بأنّه شاركه فيها، فقطعت يده اليسرى.

وتوفّى سنة أربع وسبعين وأربعمائة. كذا فى «الجواهر» .

وحكى الصّفدىّ، فى «تاريخه» أنّ يده قطعت فى حرب كان بين المسلمين والتّاتار، والله تعالى أعلم.

***

‌357 - أحمد بن محمد بن محمد السّرخسىّ، الوزير

أبو العباس ابن أبى بكر، الفقيه

(**)

من أهل باب الطّاق.

كان يخدم قاضى القضاة أبا القاسم على بن الحسين الزّينبىّ، وسمع من الشّريفين؛ أبى نصر محمد، وأبى الفوارس طراد.

وروى عنه أبو القاسم ابن عساكر، وأبو سعد السّمعانىّ.

(*) ترجمته فى: تاج التراجم 10،9، الجواهر المضية، برقم 233، الفوائد البهية 40، كتائب أعلام الأخيار، برقم 277، كشف الظنون 1631،2/ 1627، مفتاح السعادة 2/ 281، الوافى بالوفيات 8/ 118.

(1)

نهر الدجاج: محلة ببغداد، على نهر كان يأخذ من كرخايا، قرب الكرخ، من الجانب الغربى، معجم البلدان 4/ 838.

(2)

رامهرمز: مدينة مشهورة بنواحى خوزستان. معجم البلدان 2/ 738.

(**) ترجمته فى الجواهر المضية، برقم 234، الوافى بالوفيات 8/ 120.

ص: 87

وكان مولده سنة سبعين وأربعمائة.

ووفاته سنة سبع وأربعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌358 - أحمد بن محمد بن محمد بن محمد-ثلاث محمد بن

ابن حسن بن أحمد بن قاسم بن مسيّب بن عبد الله

ابن عبد الرحمن بن أبى بكر الصّدّيق، رضى الله تعالى عنه

الإمام بهاء الدين، المعروف بسلطان ولد

ابن علاء الدين

(*)

كان إماما فقيها، درّس بعد أبيه بمدرسته بقونية، وتبع طريق والده فى التّجرّد، وعمّر.

وتوفّى سنة اثنتى عشرة وسبعمائة، عن اثنتين وسبعين سنة، ودفن بتربة والده بقونية، وصلّى عليه الشيخ مجد الدين الأقصرائىّ، بوصيّة منه.

وحكى بعض أصحابه، أنه كانت له سرّيّة، فقال لها يوما: اختارى واحدا من أصحابى، أزوّجك به، لعلّ الله أن يرزقك ولدا يعبد الله تعالى. فامتنعت من ذلك.

قال

(1)

صاحبنا: فقال لى الشيخ: اكشف لى عن سبب المنع.

فقلت لها عن ذلك، فقالت

(2)

: الكبار يزوروننى، ويكرموننى، لنسبتى إلى الشيخ، وإذا تزوّجت بغيره يزول عنّى هذا.

فقال الشيخ: آثرت اللّذّة الوهميّة على اللذة الحسّيّة.

ويحكى عنه كرامات، رحمه الله تعالى.

***

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 235، الدرر الكامنة 1/ 317.

وانظر بعض الاختلاف فى نسبه فى الدرر.

(1)

من هنا إلى قوله: «عن ذلك» الآتى ساقط من: ص، وهو فى: ط، ن، وبعده زيادة:«انتهى» ، وما هنا يوافق ما فى الجواهر.

(2)

فى الأصول: «وقالت» ، والمثبت فى: الجواهر، وهو الموافق للسياق.

ص: 88

‌359 - أحمد بن محمد بن محمد بن محمد، ثلاث محمدين

الخجندىّ

(*)

ذكره فى «إنباء الغمر» فقال: ولد سنة تسع عشرة، يعنى: وسبعمائة، واشتغل كثيرا، وسمع الحديث، وحدّث، وله تصانيف.

وكان مقيما بالمدينة النبويّة، ومات بها، فى سنة ثلاث وثمانمائة.

نقلت تاريخ وفاته من «تاريخ العينىّ» . انتهى كلام ابن حجر.

وأحمد هذا، من بيت الخجنديّة المشهورين بمكّة والمدينة، وهم أصحاب علم وفضل

(1)

.

***

‌360 - أحمد بن محمد بن محمود بن سعيد

الغزنوىّ

(**)

معيد درس الإمام الكاسانىّ، صاحب «البدائع» ، تفقّه على أحمد بن يوسف العلوىّ الحسنىّ، وانتفع به جماعة من الفقهاء، وتفقّهوا عليه/.

وصنّف في الفقه، والأصول، كتبا حسنة مفيدة؛ منها: كتاب «روضة اختلاف العلماء» ، و «مقدمته» المختصرة فى الفقه المشهورة، و «كتاب فى أصول الفقه» ، وكتاب فى أصول الدين، سمّاه «بروضة المتكلّمين» ، واختصره، ووسمه ب «المنتقى من روضة المتكلّمين» .

(*) ترجمته فى: إنباء الغمر 2/ 156، الضوء اللامع 2/ 194 - 201، ترجمته مستفيضة.

(1)

هذا آخر النسخة: ص، وجاء بعد ذلك بخط ضخم، وهو شبيه بالخط الذى كتب به الكتاب:«هذا آخر المجلد الأول، من كتاب الطبقات السنية فى تراجم الحنفية، رضي الله عنهم أجمعين، وكتبه مؤلفه الفقير الواثق بالملك البارى، تقى الدين بن عبد القادر التميمى الدارى، عفا الله عنه بمنه ولطفه، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، ويتلوه فى الجزء الثانى ترجمة أحمد بن محمد بن محمود بن سعيد الغزنوى، معيد درس الكاسانى، رحمه الله تعالى» .

وعلى الجانب الأيمن من الصفحة: «ألفه بمدينة قونية، وهو قاض بها، فى زمن مراد خان بن سليم» .

وعلى الجانب الأيسر من الصفحة: «المتوفى قبل عام 1005» .

(**) ترجمته فى: إيضاح المكنون 2/ 570، تاج التراجم 10، الجواهر المضية، برقم 236، طبقات الفقهاء، لطاش كبرى زاده 102، الفوائد البهية 40، كتائب أعلام الأخيار، برقم 386، كشف الظنون 1838،2/ 1802،1/ 932، مفتاح السعادة 285،2/ 284.

ص: 89

توفّى بحلب، بعد سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، ودفن بمقابر الفقهاء الحنفيّة، قبل مقام إبراهيم، عليه الصلاة

(1)

والسلام، رحمه الله تعالى.

***

‌361 - أحمد بن محمد بن مسعود الوبرىّ

الإمام الكبير، أبو نصر

(*)

له: «شرح مختصر الطّحاوىّ» فى مجلّدين، رحمه الله تعالى.

***

‌362 - أحمد بن محمد بن مقاتل، أبو نصر

الرّازىّ

(**)

روى عن أبيه، عن أبى مطيع، عن أبى حنيفة، رضى الله تعالى عنه.

روى عنه عبد الباقى بن قانع، وأبو القاسم الطّبرانىّ.

قاله فى «الجواهر» من غير زيادة.

***

‌363 - أحمد بن محمد بن مكحول بن الفضل

أبو البديع، لمكحولىّ

(***)

سمع أباه أبا المعين المكحولىّ، وأبا سهل هارون بن أحمد الأسفراينيّ.

وكان-كما قال السّمعانىّ -بارعا فى الفقه.

(1)

ساقط من: س، وهو فى: ط، ن، والجواهر المضية.

(*) ترجمته فى: تاج التراجم 16، الجواهر المضية، برقم 237، كشف الظنون 2/ 1627.

والوبرى: نسبة إلى الوبر. اللباب 3/ 262.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 238، وكنيته هناك:«أبو بكر» ، وكتائب أعلام الأخيار، برقم 142.

(***) ترجمته فى: الأنساب 541 و، الجواهر المضية، برقم 239، الفوائد البهية 40، كتائب أعلام الأخيار، برقم 232، اللباب 3/ 173.

ص: 90

وتوفّى ببخارى، فى صفر، سنة تسع وسبعين وثلاثمائة

(1)

، رحمه الله تعالى.

***

‌364 - أحمد بن محمد بن منصور، أبو بكر

الأنصارىّ، الدّامغانىّ

(*)

أحد الفقهاء الكبار.

درس على الطّحاوىّ بمصر، وروى عنه، وقدم بغداد، ودرس بها على الكرخىّ، ولما فلج الكرخىّ، جعل الفتوى إليه دون أصحابه، فأقام ببغداد دهرا طويلا، يحدّث عن الطّحاوىّ، ويفتى.

روى عنه القاضى أبو محمد الأكفانىّ، وغيره.

قال الصّيمرىّ: وكان أبو بكر الدّامغانىّ أقام على الطّحاوىّ سنين كثيرة، ثم أقام على الكرخىّ، وكان إماما فى العلم والدين، مشارا إليه فى الورع والزّهادة، وولى القضاء بواسط لديون ركبته، وخرج إليها، وكان ينظر بين الخصوم على وجه التّحكيم، وكان يقول للخصمين: انظر بينكما؟.

فإذا قالا: نعم. نظر بينهما.

وربما قال: حكّمتمانى؟.

فإذا قالا: نعم، نظر بينهما.

وكان يقال: إنه غضّ من نفسه بولاية الحكم، رحمه الله تعالى.

***

(1)

زاد فى الأنساب، واللباب، والجواهر:«وكانت ولادته سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة» ، وزاد فى اللباب والجواهر:«وإليهم تنسب اللؤلؤيات» . وزاد فى الجواهر: «قلت: اللؤلؤيات تصنيف جده مكحول بن الفضل

وهو مؤلف ضخم، رأيته وملكته، بحمد الله تعالى».

(*) ترجمته فى: أخبار أبى حنيفة وأصحابه، للصيمرى 164، الأنساب لوحة 219 ظ، تاريخ بغداد 98،5/ 97، الجواهر المضية، برقم 240، الفوائد البهية 41، كتائب أعلام الأخيار، برقم 176.

وقد تسرع اللكنوى فى الفوائد البهية، فقال: إن ابن السمعانى أورده على النحو التالى: «أحمد بن على بن محمد بن على، أبو الحسين الدامغانى» ، ثم أورد ما جاء فى ترجمته بعد هذا، والحق أنه ترجم لأبى الحسين الدامغانى، ثم ترجم لأبى بكر الدامغانى، وأورد فى ترجمته ما جاء هنا.

ص: 91

‌365 - أحمد بن محمد بن منصور الأشمونىّ

الحنفىّ، النحوىّ

(*)

قال ابن حجر: كان فاضلا فى العربيّة، مشاركا فى الفنون.

نظم فى النحو «لاميّة» آذن فيها بعلوّ قدره فى الفنّ، وشرحها شرحا مفيدا، وصنّف فى فضل لا إله إلاّ الله.

ومات فى ثامن عشرى شوّال، سنة تسع وثمانمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌366 - أحمد بن محمد بن مهران

أبو جعفر

(**)

راوى «الموطّأ» عن محمد بن الحسن. كذا فى «الجواهر» من غير زيادة.

***

‌367 - أحمد بن محمد بن موسى بن رجاء

أبو بكر، الأربنجنىّ

(***)

قال السّمعانىّ: كان فقيها حنفيّا.

توفّى سنة تسع وستين وثلاثمائة.

وسيأتى الكلام على هذه النّسبة فى الأنساب.

***

(*) ترجمته فى: بغية الوعاة 1/ 384، الضوء اللامع 227،2/ 208، فى «أحمد بن محمد» ، و «أحمد بن منصور» ، كشف الظنون 1/ 362.

(**) ترجمته فى الجواهر المضية، برقم 241

(***) ترجمته فى: الأنساب لوحة 23 ظ، الجواهر المضية، برقم 242، اللباب 1/ 30، معجم البلدان 1/ 190، وترجمته فى الأنساب مستفيضة.

ص: 92

‌368 - أحمد بن محمد بن نصر بن أحمد بن جبريل

الإمام، أبو نصر، النّسفىّ

(*) قال السّمعانىّ:/من أئمّة نسف، تفقّه بسمرقند على القاضى منصور بن أحمد، وروى عنه الحديث، وعن غيره، وحدّث.

سمع منه أبو جعفر عمر بن محمد بن أحمد النّسفىّ.

ولد فى رجب، أو فى شعبان، سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌369 - أحمد بن محمد بن نصر، أبو نصر، الفقيه

النّيسابورىّ، عرف باللّبّاد

(**)

سمع أبا نعيم الفضل بن دكين، وبشر بن الوليد القاضى، وغيرهما.

روى عنه إبراهيم بن محمد بن سفيان، وأبو يحيى زكريا بن يحيى البزّار.

ذكره الحافظ أبو عبد الله، فى «تاريخ نيسابور» ، فقال: شيخ أهل الرّأى فى عصره، ورئيسهم.

مات فى سنة ثمانين ومائتين.

روى الحاكم بسنده عنه، إلى جعفر بن محمد الصّادق، أن سفيان الثّورىّ، سأله دعاء يدعو به عند البيت الحرام. قال جعفر: إذا بلغت البيت الحرام، فضع يدك على الحائط، ثم قل: يا سابق الغوث، ويا سامع الصّوت، ويا كاسى العظام لحما بعد الموت. ثم ادع بما شئت.

قال له سفيان: فعلّمنى ما لم أفقه.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 243، ولم يرد فى الأنساب فى «النسفى» ، ولست أدرى عن أى كتاب نقل عبد القادر، ثم نقل عنه التميمى.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 244. واللباد: نسبة إلى بيع اللبود وعملها. اللباب 3/ 65.

ص: 93

فقال له: يا أبا عبد الله، إذا جاءك ما تحبّ فأكثر من الحمد، وإذا جاءك ما تكره فأكثر من: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، وإذا استبطأت الرّزق فأكثر من الاستغفار.

***

‌370 - أحمد بن محمد بن هبة الله بن أبى الفتح بن صالح

ابن هارون بن عروسة، أبو العباس، ابن أبى الكرم

الواسطىّ الأصل، الموصلىّ المولد

(*)

قال فى «الجواهر» : كتب عنه الدّمياطىّ، ورأيته بخطّه فى «معجم شيوخه» .

وذكر أنّ مولده فى الثالث والعشرين من شعبان، سنة ثمانين وخمسمائة.

ومات بالموصل، عشيّة الخميس، سابع عشر شهر رمضان، سنة خمسين وستمائة.

قال صاحب «الجواهر» أيضا: ورأيت بخطّ الشّريف عزّ الدين «فى وفياته» : وكان فقيها حسنا، متديّنا، كثير التّلاوة للقرآن.

ودرّس بالموصل، وولى مشيخة بعض ربطها، وترسّل عن صاحبها، إلى بغداد، ودمشق، وحلب، مرارا، وسمع بالموصل من أبى حفص عمر بن محمد بن طبرزد، ومن أبى محمد عبد الله بن أحمد بن أبى المجد.

***

‌371 - أحمد بن محمد بن يحيى بن أبى زكريا

ابن أبى العوّام، أبو عبد الله

ابن عم أبى العباس بن محمد السّعدىّ

(**)

كذا ذكره الحافظ ابن حجر، فى «رفع الإصر، عن قضاة مصر» ، وقال: حنفىّ من

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 245.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 210، رفع الإصر 106،1/ 101، وانظر أيضا: حسن المحاضرة 2/ 148، والولاة والقضاء 496. وقد جاءت هذه الترجمة فى: ص، فى غير موضعها.

ص: 94

المائة الخامسة، ولى القضاء بمصر أوّلا، نيابة عن القاسم بن عبد العزيز بن النعمان، هو وأبو عبد الله بن سلامة القضاعىّ، فاتّفق

(1)

أنهما حضرا يشكوان من سوء سيرة القاسم، فدخل القاسم يشكو منهما كثرة مخالفتهما له، فصرفه المستنصر، وقرّر اليازورىّ

(2)

فى القضاء مع الوزارة، وأمره أن يفوّض أمر القضاء إليهما، ثم وليه استقلالا فى حادى عشر شهر رمضان، سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، من قبل المستنصر، وأضيف إليه النّظر فى المظالم، ودار الضّرب، والصلاة، والخطابة، والأحباس، وخلع عليه، وقرئ سجلّه، على منبر القصر، ولقّب قاضى القضاة، نصير الدولة، أمين الأئمّة. فباشر ذلك، إلى أن مات فى صفر، أو فى شهر ربيع الأوّل، سنة/ثلاث وخمسين وأربعمائة. انتهى كلام ابن حجر.

وذكره صاحب «الجواهر» ، وقال: أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن يحيى بن الحارث

(3)

، أبو العباس، عرف بابن أبى العوّام، السّعدىّ.

يأتى أبوه، وعبد الله جدّه. بيت علماء فضلاء.

وأحمد هذا أحد قضاة مصر، مولده بها سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.

روى عن أبيه، عن جدّه، روى عنه أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعىّ.

وكان بمصر رجل مكفوف البصر. يقال له: أبو الفضل جعفر الضّرير، من أهل العلم، والنحو، واللغة، فقدّمه الحاكم، وخلع عليه، وأقطعه، ولقّبه بعالم العلماء، ثم سأله عن الناس واحدا واحدا، فذكر أبا العباس أحمد بن أبى العوّام، وغيره، فوقع الاختيار على أبى العبّاس، فقيل للحاكم: ما هو على مذهبك، ولا مذهب من تقدّم من سلفك، غير أنّه ثقة، مأمون، مصرىّ، عارف بالقضاء، عارف بالناس، وما فى مصر من يصلح لهذا الأمر غيره

(4)

.

فأمر الحاكم أن يكتب له سجلّ، وشرط عليه فيه أنه إذا جلس فى مجلس الحكم،

(1)

فى ن: «فاتفقا» ، والمثبت فى: ص، ط.

(2)

فى س، ط، ن:«البازورى» ، والمثبت فى: ص، ورفع الاصر.

وهو الحسن بن على بن عبد الرحمن، وزير المستنصر الفاطمى، المقتول سنة خمسين وأربعمائة.

ونسبته إلى يازور، بليدة بسواحل الرملة من أعمال فلسطين.

الإشارة إلى من نال الوزارة 40 - 45، معجم البلدان 4/ 1002.

(3)

فى ط: «الحرتى» ، وفى ن:«الحربى» ، والمثبت فى: س، ص، والجواهر.

(4)

فى الجواهر بعد هذا زيادة: «وقام أبو الفضل الضرير من عند الحاكم وقد أحكم له الأمر» .

ص: 95

يكون معه أربعة من فقهاء الحاكم، كيلا يحكم إلاّ على المذهب، وقرأ

(1)

عهده على المنبر بالجامع العتيق. وزكّاه فيه بأحسن تزكية، وخلع عليه، وحمل على مركب حسن، وجعل له النّظر فى القاهرة، ومصر، والحرمين، وسائر الأعمال، ما خلا فلسطين، فإنّ الحاكم ولاّها أبا طالب المعروف بابن بنت الزّيدىّ

(2)

ولم يجعل لأبى العباس عليه نظرا.

وكان أبو العباس يجلّ نفسه عن قضاء مصر وأعمالها، غير أنّ هيبة الحاكم ألجأته إلى ذلك.

وكان من عادته أيّام ولايته، أن يركب يوم الجمعة مع الحاكم، ويطلع يوم السبت إليه، يعرّفه ما يجرى من الأحكام، والشّهود، والأمناء، وغيرهم، وما يتعلّق بالحكم، ويوم الأحد يجلس فى الجامع العتيق، ويوم الثلاثاء يجلس فى القاهرة فى الجامع الأزهر، يحكم بين أهلها، ويوم الأربعاء سأل فيه الحاكم أن يجعل له راحة، واشترى دارا بالقرافة، ينقطع فيها من بكرة يوم الأربعاء إلى المغرب، يتعبّد فيها، ويخلو بمن يريد من الشّهود، وغيرهم.

انتهى كلام صاحب «الجواهر» بحروفه، إلاّ فى مواضع يسيرة لا تخلّ بالمعنى.

وقد ذكر ابن حجر، فى كتابه «رفع الإصر» هذا الذى ذكره صاحب «الجواهر» برمّته، لكنه قال بعد سرد نسبه المذكور: الفقيه الحنبلىّ، وذكر أن وفاته كانت لعشرين ليلة خلت من شهر ربيع الأوّل، سنة ثمانى عشرة، يعنى وأربعمائة، ثم إنه ذكر بعد ترجمته ترجمة ابن عمّه المذكور آنفا، كما نقلناه

(3)

، فإمّا أن يكون صاحب «الجواهر» وهم فى ذلك،

(1)

فى الجواهر: «وقرئ» .

(2)

فى الأصول: «ابن الزيدى» ، وفى الجواهر:«بابن بنت البريدى» ، والمثبت فى رفع الإصر.

(3)

بعد هذا إلى نهاية الترجمة جاء فى ص على هذا النحو: «فكأن صاحب الجواهر-والله أعلم-وهم فى ذلك، واشتبه عليه هذا بهذا، ولأجل ذلك لم يذكر لأبى عبد الله ترجمة، ووعد أن يذكر فى المستقبل ترجمة والد أبى العباس هذا، وترجمة جده، فلم يذكر واحدة منهما، والله أعلم بالصواب.

وقد بالغ ابن حجر فى الثناء على أبى العباس، وذكر أنه روى عن أبى جعفر الطحاوى، وغيره، وأن له مصنفا حافلا فى مناقب أبى حنيفة وأصحابه، وأن القضاعى رواه عنه، وأن السلفى حدث به عن الرازى، عن القضاعى.

وكان تصنيفه هذا الكتاب، كان هو الحامل لذكر عبد القادر له فى طبقات الحنفية، مع أنه لا يلزم من ذلك أن يكون حنفيا.

وإن وقفت على مزيد بيان ذكرته إن شاء الله».

وسترى فيما أوردته النسخ الأخرى تحرير هذا الأمر.

ص: 96

واشتبه عليه هذا بهذا، واغترّ

(1)

بما ذكره ابن حجر، من أنه روى عن أبى جعفر، وغيره، وأنّ له مصنّفا حافلا فى مناقب أبى حنيفة وأصحابه، وأنّ القضاعىّ رواه عنه، وأنّ السّلفىّ حدّث به، عن الرّازىّ، عن القضاعىّ، مع أنّه لا يلزم من ذلك أن يكون حنفيّا؛ لأنّ كثيرا من غير الحنفيّة صنّفوا فى مناقب أبى حنيفة وأصحابه كتبا كثيرة، وإمّا أن يكون وقف على ما صحّح عنده أنه كان حنفىّ المذهب، ويكون قول ابن حجر: إنه حنبلىّ. غير صحيح، هذا مع أنّى وقفت على نسخة من كتاب «النّجوم الزّاهرة، بتلخيص أخبار قضاة مصر والقاهرة» لسبط ابن حجر، والنسخة مصحّحة بخطّه، لخّص فيها «رفع الإصر» وزاد فيه/، ونقص، وذكر أن جدّه مات عنه، وهو فى المسوّدة لم تبيّض، وأنّه هو الذى بيّضه، وحرّره، وانتخب بعد ذلك منه هذه النّسخة، وزاد عليه، وقد صحّح بخطّه أنّ ابنى أبى العوّام المذكورين حنفيّان، والله تعالى أعلم.

***

‌372 - أحمد بن محمد بن يوسف بن الخضر

ابن عبد الله بن عبد الرحيم

ابو الطّيّب، الحلبىّ، الفقيه

(*)

مولده بحلب، سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.

كتب عنه الدّمياطىّ، ودرّس مدّة بحلب، وسمع من أبى حفص عمر ابن طبرزد، وحدّث.

ومات بحلب، سنة ثمان وخمسين وستمائة، رحمه الله تعالى.

***

(1)

غفل التقى التميمى عن أن صاحب الجواهر سابق على ابن حجر، فظن أن عبد القادر نقل عن ابن حجر، وهو وهم كما ترى.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 246.

ص: 97

‌373 - أحمد بن محمد السّرخسىّ، الشّجاعىّ، البلخىّ

الإمام، أبو حامد

(*)

مات سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌374 - أحمد بن محمد، أبو منصور بن أبى الحارث

(**)

قال ابن الهمذانىّ، فى «الطبقات»: حدّثنى من رآه، وقد ورد إلى بغداد، سنة ثمان وسبعين وأربعمائة للحجّ، وكان شيخا مهيبا، حسن الوجه، وولى القضاء بسرخس.

***

‌375 - أحمد بن محمد اللاّرزىّ

(***)

صاحب «الخلاصة» فى الفرائض.

تفقّه عليه عبد الجبار بن أحمد، مفتى مازندران

(1)

.

***

‌376 - أحمد بن محمد، علاء الدين

السّيرامىّ

(****)

اشتغل فى بلده، وتفقّه على جماعة، حتى برع فى الفقه، والأصول، والمعانى، والبيان.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 247، وانظر حاشيته، والمترجم شافعى.

انظر طبقات الشافعية الكبرى 4/ 83.

(**) ترجمته فى الجواهر المضية، برقم 248.

(***) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 249، كشف الظنون 1/ 720.

ونسبته فى أصول الجواهر: «الأزرى» ، وفى أصول الطبقات السنية وكشف الظنون:«الأزدى» ، وقد ذكره عبد القادر فى الأنساب، فى «اللارزى» ، وضبطه بالعبارة.

(1)

مازندران: اسم لولاية طبرستان. معجم البلدان 4/ 392.

(****) ترجمته فى: الدرر الكامنة 329،1/ 328، وذكره ابن تغرى بردى، فى النجوم الزاهرة 12/ 101، فى عداد الفقراء الذين أوصى السلطان برقوق بن أنص الجاركسى، بأن يدفن فى لحد تحت أرجلهم، وانظر حسن المحاضرة 1/ 547، 548.

ص: 98

ودرّس فى عدّة بلاد، وقدم ماردين، فأقام بها مدّة، ثم وصل إلى حلب، فقطنها، فلما أنشأ الظاهر برقوق مدرسته، بين القصرين، استدعاه، فقدم فى سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، فاستقرّ شيخ الصّوفيّة بها، ومدرّس الحنفيّة، وذلك فى ثانى عشر شهر رجب، منها، فتكلّم على قوله تعالى

(1)

: {قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ} ، ثم أقرأ «الهداية» ، وغير ذلك من كتب الفقه والأصول.

قال ابن حجر: وكان شيخنا عزّ الدين ابن جماعة يقرّظه، ويفرط

(2)

فى وصفه بالفهم والتّحقيق، ويذكر أنه تلقّف منه أشياء لم يجدها مع نفاستها فى الكتب.

ولم يزل على حالته، موصوفا بالدّيانة، والخير، والانجماع، والتّواضع، وكثرة الأسف على نفسه، والاعتراف بتقصيره فى حقّ ربّه، إلى أن صار يعتريه الرّبو، وضيق النّفس، فمرض به، إلى أن مات، فى ثالث جمادى الأولى، سنة خمس وتسعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌377 - أحمد بن محمد بن الصّائغ الحنفىّ

(*)

خادم علمى الأبدان والأديان، كذا رأيته بخطّه فى آخر «رسالة» صنّفها فى بعض مسائل طبّيّة، قدّمها لحضرة قاضى القضاة حسن أفندى، حين كان قاضيا بالدّيار المصريّة، مؤرّخة بثامن عشر شهر ربيع الآخر المبارك، سنة ست وستين وتسعمائة

(3)

.

وكان أحمد هذا يلقّب بسرىّ الدين، وكان له فى كلّ فنّ من العلوم باع، ومعرفة تامّة، ووسع اطّلاع، ولكن كان فى العربيّة، والنظم، والإنشاء، وعلم الطبّ، أمهر منه فى غيرها/.

(1)

سورة آل عمران 26.

(2)

فى ط، ن:«ويقرظ» ، والصواب فى: س، والدرر الكامنة.

(*) ترجمته فى: خلاصة الأثر 204،1/ 203، ريحانة الألباء 143،2/ 142.

هذا وقد خلط المحبى فى ترجمته فى الخلاصة، فذكره باسم أحمد بن سراج الدين، وذكر أن ولده يقال له: سرى الدين، ثم ذكر فى آخر ترجمته أنه لم يعقب إلاّ بنتا تولت مكانه مشيخة الطب، فكيف يتفق هذا مع قوله إن له ولدا يقال له سرى الدين، والحق أنه هو سرى الدين أحمد، وأنه لم يعقب إلاّ بنتا، وسترى خلال الترجمة الصلات الوطيدة بينه وبين التميمى، مما يجعل لما أورده من اسمه وترجمته القدح المعلى.

(3)

فى ط: «944» ، والمثبت فى: س، ن، وهو الصواب لأن المحبى ذكر أن مولده فى سنة خمس وأربعين وتسعمائة.

ص: 99

وبلغنى أنّ له كثيرا من الأبحاث، والاستشكالات، والأجوبة، مسطّرة بخطّه على هوامش الكتب التى قرأها، وأقرأها، ما لو جمع لكان فى مجلّدين، أو ثلاثة.

وله رسائل كثيرة، وأشعار شهيرة

(1)

، كأنها الماء الزّلال والسّحر الحلال.

وقد تردّدت إليه، وتردّد إلىّ، وذاكرته، وذاكرانى، وما أبصرت عينىّ فى الدّيار المصريّة بعده فى فنّ الأدب مثله.

وتوفى سنة ............

(2)

، رحمه الله تعالى.

***

‌378 - أحمد بن محمد البالسىّ الأصل، ثم الدّمشقىّ

شهاب الدين، الحواشىّ

(*)

اشتغل فى صباه كثيرا، وصاهر أبا البقاء على ابنته، وأفتى، ودرّس، وناب فى الحكم، وولى نظر الأوصياء، ووظائف كثيرة بدمشق، وكان حسن السّيرة.

ثم إنه سعى فى القضاء استقلالا، وباشره قليلا، وعزل.

مات فى جمادى الآخرة، سنة تسع وثمانمائة.

***

‌379 - أحمد بن محمد، شهاب الدين

المتينىّ

(**)

قال الخزرجىّ: كان فقيها، جوادا، على مذهب الإمام أبى حنيفة، عارفا بالنحو، والفرائض، وقراءة القرآن للسّبعة القرّاء، وكان ديّنا، خيّرا، حسن السّيرة.

(1)

انظر طرفا من ذلك فى الريحانة 2/ 143.

(2)

بياض فى الأصول، وقد تركه المصنف رحمه الله لأنه توفى قبل صاحبه، فقد توفى ابن الصائغ سنة ست وثلاثين وألف، كما جاء فى خلاصة الأثر.

(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 2/ 216، وفيه:«الجواشنى» ، مكان:«الحواشى» .

(**) ترجمته فى: العقود اللؤلؤية 200،2/ 199.

ص: 100

أخذ الفقه عن الفقيه أبى زيد

(1)

، وكذا الفرائض عنه أيضا.

وكان مدرّسا فى مدرسة ابن الجلاّد، وناظرا، إلى أن توفّى، فى سنة تسعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌380 - أحمد بن محمود بن أحمد بن إسماعيل بن أبى العزّ الدّمشقىّ

شهاب الدين، المعروف بابن الكشك

(*)

انتهت إليه رياسة أهل الشّام فى زمانه، وكان شهما، قوىّ النّفس، مستحضرا لكثير من الأحكام.

وولى قضاء الحنفيّة استقلالا مدّة، ثم أضيف إليه نظر الجيش فى الدولة المؤيّديّة وبعدها، ثم صرف عنهما معا، ثم أعيد لقضاء الشام، وعيّن لكتابه السّرّ، فاعتذر عن ذلك، ولم يقبل.

وكان بينه وبين ابن حجر معاداة، وكان كلّ منهما يبالغ فى الحطّ على الآخر، ولكن كان ابن كشك

(2)

أجود من ابن حجر، سامحهما الله تعالى.

عاش صاحب الترجمة بضعا وخمسين سنة، وكانت وفاته فى صفر، بالشّام، فى سنة سبع وثلاثين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.

قاله الحافظ ابن حجر، فى «إنبائه» .

***

(1)

فى العقود اللؤلؤية: «أبى يزيد» .

(*) ترجمته فى: ذيل رفع الإصر 105،104، الضوء اللامع 221،2/ 220.

(2)

فى س: «الكشك» ، والمثبت فى ط، ن.

ص: 101

‌381 - أحمد بن محمود بن أحمد بن عبد السّيّد الحصيرىّ، القاضى

الفقيه، الإمام، ابن العلاّمة جمال الدين

وكان يلقّب نظام الدين

(*)

تفقّه على أبيه، ودرّس بالنّوريّة إلى حين وفاته، وأفتى، وناب فى الحكم عن قاضى القضاة حسام الدين.

قال فى «المنهل» : وكان عفيفا، ديّنا، ملازما للعبادة والاشتغال، إلى أن توفّى يوم الجمعة، تاسع المحرّم، سنة ثمان وتسعين وستمائة

(1)

، ودفن عند والده بمقابر الصّوفيّة.

وذكره ابن خلّكان، فى ترجمة محمد بن محمد العميدىّ، وقال: قتله التّتر، رحمه الله تعالى.

***

‌382 - أحمد بن محمود بن أبى بكر الصّابونىّ

أبو محمد، الملقّب نور الدين

(**)

تفقّه عليه

(2)

شمس الأئمّة الكردرىّ.

وكانت وفاته وقت صلاة المغرب، ليلة الثلاثاء، سادس عشر/صفر، سنة ثمانين وخمسمائة، ودفن بمقبرة القضاة السّبعة.

وهو صاحب كتاب «البداية فى أصول الدين» ، [وله كتاب «المغنى فى أصول الدين»]

(3)

أيضا، كذا عزا الكتابين إليه العلاّمة قاسم بن قطلوبغا الحنفىّ، رحمه الله تعالى.

***

(*) ترجمته فى: البداية والنهاية 14/ 4، الجواهر المضية، برقم 250، الدارس 1/ 619 - 621، شذرات الذهب 5/ 440، 441، العبر 5/ 387، الفوائد البهية 42،41، كتائب أعلام الأخيار، برقم 470، الوافى بالوفيات 166،8/ 165، وفيات الأعيان 259،4/ 258.

(1)

ذكر ابن خلكان أن وفاته كانت سنة ست عشرة وستمائة بدمشق، ونقل عنه هذا صاحب الفوائد، وصححه.

ونسبته إلى محلة ببخارى، كان يعمل بها الحصير.

(**) ترجمته فى: إيضاح المكنون 2/ 371،1/ 169، تاج التراجم 10، الجواهر المضية، برقم 251، الفوائد البهية 42، كتائب أعلام الأخيار، برقم 400، كشف الظنون 2040،2/ 1499.

(2)

فى النسخ: «على» . والتصويب من الجواهر المضية.

(3)

تكملة لازمة من تاج التراجم.

ص: 102

‌383 - أحمد بن محمود بن عمر

الجندىّ

(*)

شارح كتاب «المصباح» فى النحو، للإمام برهان الدين المطرّزىّ

(1)

، رحمه الله تعالى.

***

‌384 - أحمد بن محمود بن محمد بن نصر

(**)

والد الإمام المايمرغىّ، الآتى فى بابه إن شاء الله تعالى.

***

‌385 - أحمد بن محمود بن محمد بن عبد الله

القيسرىّ، العلاّمة

صدر الدين، ابن العجمىّ

(***)

قال ابن حجر: كان بارعا، فاضلا، نحويّا، فقيها، متفنّنا فى علوم كثيرة، معروفا بالذكاء، وحسن التّصوّر، وجودة الفهم.

ولى الحسبة مرارا، ونظر الجوالى، ودرّس بعدّة مدارس، وولى مشيخة الشّيخونيّة.

(*) ترجمته فى: تاج التراجم 16، الجواهر المضية، برقم 252، كشف الظنون 1775،1708،2/ 1155. ولعل هذا الرجل منسوب إلى الجند، بفتح فسكون، مدينة عظيمة فى بلاد تركستان، أهلها ينتحلون مذهب أبى حنيفة، وسيذكرها المؤلف فى الأنساب. وضبطت النسبة بفتح الجيم والنون فى كشف الظنون 2/ 1775.

(1)

كانت وفاة ناصر بن عبد السيد المطرزى سنة عشر وستمائة، والجندى مترجم فى الجواهر المضية فهو إما من رجال القرن السابع أو الثامن، ولم يذكره ابن حجر فى الدرر الكامنة، فلعله من رجال القرن السابع.

(**) ترجمته فى الجواهر المضية، برقم 253.

وذكر المؤلف فى ترجمة ولده محمد أنه-أى ولده-ولد سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، فالمترجم من رجال القرن الخامس.

(***) ترجمته فى: إنباء الغمر 443،3/ 442، شذرات الذهب 7/ 202، الضوء اللامع 224،2/ 223، النجوم الزاهرة 15/ 167.

وفى ط، ن:«القيسرانى» . وفى إنباء الغمر: «القيرى» ، وفى نسخة منه:«التسترى» ، وفى النجوم الزاهرة:«القيصرى» ، والمثبت فى: س، وشذرات الذهب، والضوء اللامع.

ص: 103

وكان مولده سنة سبع وسبعين وسبعمائة، ومات بالطّاعون، يوم السبت، رابع عشر شهر رجب، سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌386 - أحمد بن محمود الرّومىّ

(*)

مفتى الدّيار الرّوميّة، الشهير بقاضى زاده.

الإمام الفاضل، والبارع الكامل، الذى طنّت حصاته فى الآفاق، وارتفع قدره وتفرّد فى عصره بالاتّفاق، ونال الجاه العريض، والحرمة الوافرة، وكانت كلمته مسموعة عند السّلطان، نافذة حتى على الوزراء والأعيان.

أخذ العلم عن فضلاء الدّيار الرومية، واشتغل، ودأب، وحصّل، ولزم المولى العلاّمة سعدى چلبى، والمولى عبد القادر الحميدىّ، مفتى الدّيار الرّوميّة المشهور بقادرى أفندى، واستفاد منه، وتخرّج عليه، إلى أن صار من أهل الفضل والكمال.

وولى مدارس متعدّدة؛ منها إحدى الثّمان، وإحدى المدارس السّليمانيّة، ثم ولى قضاء حلب، فأقام بها مدّة، ثم عزل، ولزم منزله، واشتغل بالتّحرير والتّحبير، والتّأليف والتّصنيف.

ثم ولى قضاء قسطنطينيّة، ثم قضاء العسكر، بولاية روملى، ولم يزل فيه مدّته فعزل

(1)

، ولزم بيته.

وحصل بينه وبين المرحوم محمد باشا الوزير الأعظم

(2)

فى زمن دولة السلطان سليم بن السلطان سليمان تنافر، أدّى إلى ارتحاله من إصطنبول إلى مدينة أدرنة، والإقامة بها اختيارا منه، لا مأمورا بالخروج، وصار فيها مدرّسا بدار الحديث، بمائتى عثمانىّ.

ثم قدم إلى إصطنبول، فى دولة السلطان مراد خان بن السلطان سليم، أدام الله أيّامه،

(*) ترجمته فى: إيضاح المكنون 721،2/ 620، شذرات الذهب 415،8/ 414، العقد المنظوم 2/ 544 - 548، كشف الظنون 2034،2030،2022،2/ 1766،498،1/ 348.

(1)

فى ط: «يعزل» ، وفى ن:«ثم عزل» ، والمثبت فى: س.

(2)

بعد هذا فى س زيادة: «محمدى اعنا» ، ولعلها:«محمدى أغا» ، والمثبت فى: ط، ن.

ص: 104

وولى قضاء العسكر بولاية روملى، وأقبل عليه السلطان غاية الإقبال، وحصل له من التّمكّن فى الدولة ما ذكرناه سابقا، إلى أن توفّى مفتى الدّيار الرّوميّة، حامد أفندى، ففوّض إليه منصب الإفتاء مكانه، ولم يزل مفتيا مشارا إليه، يشاور فى الأمور، ويطيع كلامه الجمهور، إلى أن توفّى، سنة ثمان وثمانين وتسعمائة، ودفن بالقرب من جامع السلطان محمد الكبير، فى تربة أعدّها له قبل وفاته، رحمه الله تعالى.

وله تآليف، منها:«شرح على أواخر الهداية» ابتدأ فيه/من كتاب الوكالة، من المحلّ الذى وصل إليه ابن الهمام، وكأنّه جعله كالتّكملة «لشرح ابن الهمام» ، وهو مع كونه كثير الفوائد، غزير الفرائد، بينه وبين «شرح ابن الهمام» بون بعيد، وفرق أكيد، وله «حاشية» على «شرح المفتاح» للسيّد الشريف، وكتاب «محاكمات بين صدر الشريعة، وابن كمال باشا» ، وله غير ذلك رسائل كثيرة، فى فنون عديدة.

وكان مع العلاّمة مفتى الدّيار الرّوميّة محمد بن الشيخ بن إلياس، حين كانا قاضيين بالعسكر المنصور، سببا

(1)

فى تقديم قضاة العسكر على أمراء الأمراء فى الجلوس عليهم، وحصل بذلك لأهل العلم شرف زائد، وتضاعف الدّعاء منهم بسبب ذلك لحضرة السلطان مراد، وعدّ ذلك من محاسن أيّامه، أدامها الله تعالى، ومتّع المسلمين بطول بقائها.

وبالجملة، فقد كان صاحب التّرجمة من مفاخر الدّيار الرّوميّة، ولولا ما كان فيه من الحدّة، وسرعة الغضب، لاتّفق الناس على أنه مفرد عصره فى جميع المحاسن، تغمّده الله برحمته.

***

‌387 - أحمد بن مسعود بن أحمد الصّاعدىّ، الإمام، العلاّمة

الملقّب صدر الدين

(*)

روى عن الإمام شمس الأئمّة الكردرىّ، تفقّه عليه، وانتفع به.

ويقال: إنه من نسل أبى حفص الكبير، وكان يدرّس بمدرسة أبى حفص، ببخارى.

(1)

فى ط: «سميا» ، وفى ن:«وسيما» ، والصواب فى: س.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 254.

ص: 105

وكانت وفاته ببخارى، ليلة الجمعة، ثامن المحرّم، سنة خمس وخمسين وستمائة، ودفن بكلاباذ

(1)

، رحمه الله تعالى.

***

‌388 - أحمد بن مسعود بن عبد الرحمن، أبو العباس

(*)

سكن دمشق، وتفقّه على الشيخ جلال الدين عمر الخبّازىّ، وقرأ عليه الأصول.

وتفقّه عليه العلاّمة محيى الدّين الأسمر.

وشرح «الجامع الكبير» فى أربع مجلّدات، وسمّاه «التّقرير» ، مات ولم يكمّل تبييضه، فكمّله ولده أبو المحاسن

(2)

محمود، وله «شرح عقيدة الطّحاوىّ» .

ولم أقف له على تاريخ وفاة

(3)

، رحمه الله تعالى.

***

‌389 - أحمد بن مسعود بن على، أبو الفضل

التّركستانىّ، الفقيه

المنعوت ضياء الدين

(**)

قدم بغداد، وسكنها، واختصّ بخدمة الوزير ناصر بن مهدىّ العلوىّ، وكان ينفذه فى الرّسائل من الدّيوان إلى الأطراف، وكان

(4)

يعرض عليه الرّقاع للناس.

(1)

تقدم أنها محلة ببخارى.

(*) ترجمته فى: تاج التراجم 10، الجواهر المضية، برقم 255، الفوائد البهية 42، كتائب أعلام الأخيار، برقم 592، كشف الظنون 2/ 1143،1/ 569، وذكر الأستاذ كحالة، فى معجم المؤلفين 2/ 276 أنه توفى قبل سنة إحدى وسبعين وسبعمائة. وهو فى تاج التراجم:«أبو العباس القنوى» ، وفى الجواهر والفوائد:«أبو العباس القونوى» .

(2)

فى تاج التراجم: «أبو الحسن» ، وذكره فى ترجمته صفحة 70 على أنه «أبو الثناء» ، وقد ذكره التميمى فى ترجمته الآتية، على أنه «أبو المحاسن» كما جاء هنا.

(3)

سبق الإشارة إلى تقدير الأستاذ كحالة لسنة وفاته، وهذا التقدير مبنى على أن ولده محمودا توفى سنة إحدى وسبعين وسبعمائة، وقد كمل تبييض كتاب «التقرير» لأبيه بعد وفاته.

وذكر ابن قطلوبغا أنه توفى بدمشق، ولم يحدد سنة وفاته.

(**) ترجمته فى: البداية والنهاية 13/ 65، التكملة لوفيات النقلة 63،4/ 62، الجواهر المضية، برقم 256، ترجمة مطولة، الذيل على الروضتين 84، شذرات الذهب 5/ 40، العبر 5/ 34، الكامل لابن الأثير 12/ 139، المختصر المحتاج إليه 1/ 217، الوافى بالوفيات 8/ 178.

(4)

فى الجواهر: «وجعل» .

ص: 106

ثم لمّا عزل ابن مهدىّ عن الوزارة

(1)

، رتّب مدرّسا بمشهد أبى حنيفة، بباب الطّاق، وجعل إليه النّظر فى أوقافه، والرّئاسة على أصحابه، وخلع عليه خلعة سوداء، وخوطب بالاحترام التّامّ.

وكان قد تفقّه، وبرع فى علم النّظر، وانتهت إليه الرياسة فى مذهب أبى حنيفة، وكان عفيفا، نزها، ولم يكن الحديث من فنّه، لكن شرّفه الإمام الناصر لدين الله، بأخذ الإجازة له من أصحاب المذاهب الأربعة.

وكانت وفاته فى ليلة السبت، السادس والعشرين من ربيع الآخر، سنة عشر وستمائة، وصلّى عليه من الغد بالمدرسة النّظاميّة، ودفن بمقبرة الخيزران، المجاورة لمشهد أبى حنيفة رضى الله تعالى عنه، وكان شابّا.

سمع منه جماعة من الفقهاء، رضي الله عنهم.

***

‌390 - أحمد بن المصدّق بن محمد، أبو حنيفة

النّيسابورىّ

(*)

ذكره ابن النّجّار، وقال: قدم بغداد حاجّا، وحدّث بها عن أبى يعقوب النّجيرمىّ، روى عنه علىّ السّجزىّ. انتهى.

وسيأتى/الكلام على هذه النّسبة فى محلّه.

***

(1)

فى الجواهر أن ذلك كان فى سنة أربع وستمائة.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 257.

ص: 107

‌391 - أحمد بن مصطفى بن خليل

الشهير بابن طاش كبرى

(*)

صاحب «الشّقائق النّعمانيّة» .

مولده فى الليلة الرابعة عشرة، من شهر ربيع الأوّل، سنة إحدى وتسعمائة.

ذكر فى «شقائقه» أنّه قرأ على المولى علاء الدين اليتيم، «المقصود» فى الصّرف، و «تصريف العزّىّ» ، و «المراح» ، و «المصباح» فى النحو، للإمام المطرّزىّ، و «كافية ابن الحاجب» ، وقطعة من «الوافية، فى شرح الكافية» ، وقرأ على عمّه قاسم بن خليل «ألفيّة ابن مالك» ، و «ضوء المصباح» ، و «مختصر إيساغوجى» فى المنطق، مع «شرحه» لحسام الدين الكاتىّ، وقطعة من «شرح الشّمسيّة» للعلاّمة الرّازىّ، ثم قرأه على والده من أوله إلى آخره، مع «حواشى» السيّد الشريف عليه، وقرأ «شرح العقائد» للتّفتازانىّ، مع «حواشيه» للخيّالىّ، و «هداية الحكمة» لمولانا زاده، مع «حواشى» المولى خواجازاده، و «شرح أدب البحث» لمسعود الرّومىّ، و «شرح المطالع» للعلاّمة الأصبهانىّ بتمامه، مع «حواشى» السيّد الشريف عليه، وغير ذلك.

وأخذ أيضا عن المولى محيى الفنرىّ، وغيره من علماء الدّيار الرّوميّة، وقرأ على العلاّمة الرّحلة، من لم يخلّف بعده مثله، الشيخ محمد التّونسىّ، الشهير بمغوش، حين قدم إلى الدّيار الرّوميّة، قطعة من «صحيح البخارىّ» ، وقطعة من كتاب «الشّفاء» للقاضى عياض، وشيئا من العلوم العقليّة، وأجاز له أن يروى عنه ما تجوز له روايته؛ من تفسير، وحديث، وغيرهما.

وتنقّل فى المدارس الشّريفة، وصار مدرّسا بإحدى المدارس الثّمان مرّتين، تخلّل بينهما ولايته بأدرنة مدرسة السلطان بايزيد خان، ثم صار قاضيا بمدينة إصطنبول، فى سابع عشر شوّال، سنة ثمان وخمسين وتسعمائة، وكانت سيرته محمودة، وولايته مشكورة، وأضرّ بأخرة.

(*) ترجمته فى: إيضاح المكنون 2/ 126،359،1/ 134، البدر الطالع 1/ 121، تراجم الأعيان، ترجمة رقم 17، شذرات الذهب 353،8/ 352، الشقائق النعمانية 2/ 177 - 192، العقد المنظوم 2/ 199 - 208، كشف الظنون 37،1/ 11، 1250،1231،1179،1173،2/ 1116،1084،1057،883،874،857،854،422،348،80،56،41، 2036،1978،1940،1906،1885،1802،1800،1799،1771،1764،1762،1663،1358،1299.

ص: 108

وله من المؤلّفات، كتاب «موضوعات العلوم» ، جمع منه فوائد كثيرة، واختصر «حاشية خطيب زاده» على «حاشية التجريد» للسّيّد، واختصر «الكافية» ، وكتاب «الشّقائق النّعمانيّة، فى علماء الدّولة العثمانيّة» ، وهو كتاب لطيف، صنّفه بعد أن كفّ بصره، وهو دالّ على وسع اطّلاعه على أخبار الناس، وأحوال الأفاضل، ودالّ على قوّة الحافظة، لأنّ أكثره متلقّف من أفواه الرّواة، ونقلة الأخبار، من غير كتاب يستمدّ منه، ويعتمد عليه؛ لأنّ الديار الرّوميّة ليس لها تاريخ يجمع علماءها، وأوصاف فضلائها، وما أحوجها إليه، وما أقلّ رغبة أهلها فى علم الأدب، وأقلّ تعريجهم عليه. وله أيضا تجريدات فى بعض العلوم، تركها مسوّدة، لما عرض له من العمى، رحمه الله تعالى.

ورأيت فى «ذيل الشّقائق»

(1)

لبعضهم، أنّ وفاته كانت فى ليلة الاثنين، تاسع عشرى رجب الفرد، سنة ثمان وستين وتسعمائة، تغمّده الله تعالى برحمته ورضوانه.

ومن أولاده فخر القضاة والمدرّسين، عمدة الفضلاء والمحقّقين، كمال أفندى، قاضى مدينة سلانيك الآن، ممّن يوصف بالعلم، والفضل، والدين، والورع، والتّعفّف عن كثير ممّا جرت عادة قضاة الزّمن بتناوله.

ولم أجد حين كتابتى لهذه التّرجمة من يشرح لى أحواله مفصّلة، فأكتب ما يليق به، وإن شاء الله تعالى إذا رأيته، وتيسّر لى أن أسأله/عن ترجمة نفسه، وعن ما يعرف من أخبار آبائه وأجداده، ممّا يتعيّن كتابته فى تراجمهم، وتيسّر

(2)

له إفادة ذلك، لا أهمل إعطاء كلّ حقّه، وإنّما أكتبه بالفاء والواو، وإن تعسّرت أو تعذّرت ملاقاة الكمال، ورأيت أحدا يعرف مقامات الرّجال، ويعتمد عليه فى رواية ما يقال، لا أهمل شيئا ممّا يتّصل بعلمى، أو يغلب عليه الصّدق فى ظنّى.

***

(1)

هو العقد المنظوم: انظره فى 2/ 203.

(2)

فى س: «وتنشر» ، والمثبت فى: ط، ن.

ص: 109

‌392 - أحمد بن مصطفى، الشهير والده بمركز خليفة

الرّومىّ

(*)

أخذ علم الحديث، والتفسير، والعربية، عن والده، وفاقه فى العلم، ثم اشتغل بعلم التّصوّف والوعظ والتّذكير، وانتفع به كثير من الناس، وصنّف بعض الرّسائل.

وتوفّى سنة ثلاث وستين وتسعمائة.

وكان والده المذكور، من أهل العلم بالتّفسير

(1)

، والتّصوّف والتّذكير، وتوفّى سنة تسع وخمسين وتسعمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌393 - أحمد بن مضر

(**)

قال فى «الجواهر» : قال فى «الفتاوى» رؤية الله تعالى فى المنام، تكلّم فيه المشايخ، فقال أكثر مشايخ سمرقند: لا يجوز، حتى قيل لأحمد بن مضر: إنّ الرجل

(2)

يقول: رأيت الله فى المنام.

فقال أحمد: إنّ مثل الإله الذى رآه فى المنام كثير ما يراه الناس فى السّوق كلّ يوم.

وقال أبو منصور الماتريدىّ: هو شرّ من عبادة الوثن.

واستحسن جواب أحمد، والسّكوت فى هذا الباب أحسن. انتهى.

***

(*) ترجم طاش كبرى زاده والده فى الشقائق النعمانية 159،2/ 158، وترجمه فيها 171،2/ 170.

(1)

فى ط، ن:«التفسير» ، والمثبت فى: س.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 258، وفيه:«أحمد بن مضى» .

(2)

فى الأصول: «الرجى» ، وفى الجواهر:«الرحبى» ، ولعل الصواب ما أثبته.

ص: 110

‌394 - أحمد بن منصور، أبو نصر

الإسبيجابىّ، القاضى

(*)

أحد شرّاح «مختصر الطّحاوىّ» .

كان من المتبحّرين فى الفقه، ودخل سمرقند، وجلس للفتوى، وصار المرجع [إليه]

(1)

فى الوقائع، وانتظمت له الأمور الدّينيّة، وظهرت له الآثار الجميلة.

ووجد بعد وفاته صندوق له، فيه فتاوى كثيرة، كان فقهاء عصره أخطئوا فيها فوقعت عنده، فأخفاها فى بيته، لئلاّ يظهر نقصانهم، وما تركها فى أيدى المستفتين، لئلاّ يعملوا بغير الصّواب، وكتب سؤالاتهم ثانيا، وأجاب على الصّواب.

قال فى «الجواهر» : ولم يذكر السّمعانىّ هذه النّسبة. انتهى.

قلت: ستأتى فى الأنساب بيّنة على وجه الصّواب، إن شاء الله تعالى.

وأمّا تاريخ وفاته فلم أقف عليه، لكن رأيت بخطّ بعضهم أنّه بعد الثمانين وأربعمائة

(2)

، والله تعالى أعلم.

***

‌395 - أحمد بن منصور الفقيه، الحافظ

الطّبرىّ

(**)

المستوطن بسمرقند.

قال فى «الجواهر» : قال الإسبيجابىّ أحمد بن منصور أبو نصر، فى آخر «شرحه لمختصر الطّحاوىّ»: وكان الشيخ الإمام أبو الحسن على بن بكر نشر هذه المسائل، وكان فى نشرها وذكرها سابقا إمام كلّ عصر، وقوام كلّ دهر، إلاّ أنّه لم يجمعها فى مؤلّف، وبعده الشيخ

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 260، الفوائد البهية 42، كتائب أعلام الأخيار، برقم 294، كشف الظنون 1/ 563.

ونسبته إلى أسبيجاب، بفتح فسكون فكسر، هكذا ضبطه المصنف فى الأنساب، وتبع فى هذا ياقوت، وجعله ياقوت بالفاء مكان الباء. وضبطه اللكنوى فى الفوائد البهية بكسر الألف، وتبع فى هذا ابن السمعانى، انظره مع اللباب 1/ 44.

(1)

زيادة من: س، على ما فى: ط، ن. وفى الجواهر:«وصار الرجوع إليه» .

(2)

فى كشف الظنون، أنه فى الثمانين وأربعمائة.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 261، وفيه:«المظفرى» مكان: «الطبرى» ، وفى نسخة منه:«الطبرى» كما هنا.

ص: 111

الفقيه الحافظ أحمد بن منصور الطّبرىّ، المتوطّن بسمرقند، أكرمه الله تعالى فى الدّارين، جمعها على غاية من التّطويل، وهو فى كلّ ذلك مفيد، وفى جمعها مجيد. ثم أشار بعد ذلك فى كلامه

(1)

إلى أنّه هذّب هذا منها، والله أعلم.

***

‌396 - أحمد بن موسى بن على، أبو العباس، الجلاّد

الفرضىّ، النّحلىّ

(*)

قال الخزرجىّ: كان فقيها، فاضلا فى مذهب الإمام أبى حنيفة، إماما فى الفرائض والجبر والحساب، وله مصنّفات مفيدة.

أخذ عن والده، وغيره، وانتفع به خلق كثير، لا سيّما فى الفرائض، والحساب، والهندسة/.

وكانت ولادته فى الثامن والعشرين من ذى الحجّة، [فى آخر سنة سبعمائة. وتوفّى فى الثامن عشر من ذى الحجّة،]

(2)

سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة.

***

‌397 - أحمد بن موسى بن عمرو، أبو العباس

الحلبىّ، شهاب الدين

(**)

مدرّس الفارقانيّة

(3)

، بالقاهرة، بعد الشيخ نجم الدين إسحاق الحلبىّ

(4)

، ودرّس، وأفتى.

(1)

فى الجواهر المضية: «فى كلام له» .

(*) ترجمته فى: العقود اللؤلؤية 2/ 218.

(2)

تكملة من العقود اللؤلؤية.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 263، الدرر الكامنة 1/ 343. وفى الجواهر:«أحمد بن موسى بن محمود» ، وانظر حاشيته.

(3)

هى مدرسة الأمير آق سنقر الفارقانى، ذكر المقريزى أن بابها شارع فى سويقة حارة الوزيرية، وأنها فتحت سنة ست وسبعين وستمائة، وبها دروس للشافعية والحنفية.

والمدرسة لا تزال موجودة، وهى بشارع درب سعادة، على رأس سكة النبوية، بقسم الدرب الأحمر، وتعرف الآن باسم جامع محمد أغا أو جامع الحبشلى، مجددها. حواشى النجوم الزاهرة 7/ 262.

(4)

هو إسحاق بن على بن يحيى، وتأتى ترجمته برقم 456.

ص: 112

ومات بالمدرسة المذكورة، فى العشر الأخير من رمضان، سنة ثلاث وسبعمائة، ودفن بتربة الإمام أبى العباس الظّاهرىّ، خارج باب النّصر، بوصيّة منه لابن أخيه كمال الدين البسطامىّ، وأراد شمس الدين السّروجىّ أن يدفنه بتربته بالقرافة، وما أمكن مخالفة كمال الدين، فلمّا رفع النّعش توجّهوا به إلى ناحية باب زويلة، فدار النّعش بقوّة إلى ناحية باب النّصر، فتوجّهوا به إلى حيث أوصى أن يدفن.

وكان-رحمه الله تعالى-إماما عالما، عاملا، مكبّا على العبادة، إلى أن توفّى، رحمه الله تعالى.

***

‌398 - أحمد بن موسى بن يزداد القمّىّ

القاضى

(*)

والد محمد، الآتى فى بابه، إن شاء الله تعالى.

***

‌399 - أحمد بن موسى، الشهير بالخيّالىّ

(**)

قرأ على المولى خضر بيك، وهو مدرّس بسلطانيّة بروسة، وصار معيدا عنده، وقرأ على غيره من فضلاء عصره، وحصّل إلى أن فاق الأقران، وصار مدرّسا ببعض المدارس.

ثم لمّا مات المولى تاج الدين، الشهير بابن الخطيب، وهو مدرّس بمدرسة إزنيق، تأسّف السلطان محمد عليه، وعيّن مكانه صاحب التّرجمة، وجعل له من العلوفة

(1)

كلّ يوم مائة وثلاثين درهما عثمانيّا، وكان إذ ذاك متأهّبا للحجّ الشريف، فلم يقبل، فألحّ عليه الوزير محمود باشا فى القبول، فقال له فى الجواب: لو أعطيتنى أنت وزارتك، وأعطانى السلطان سلطنته، ما تركت الحجّ لهما.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 264.

وكانت وفاة ولده، على ما يأتى، سنة إحدى وستين وثلاثمائة، فالمترجم من رجال القرن الرابع.

(**) ترجمته فى: البدر الطالع 122،1/ 121، شذرات الذهب 344،7/ 343، الشقائق النعمانية 1/ 220 - 225، الفوائد البهية 43، كتائب أعلام الأخيار، برقم 700، كشف الظنون 1857،1781،1348،1145،2/ 1144،1/ 347، 2023.

ولقبه فى الفوائد البهية «شمس الدين» .

(1)

فى س: «العلوم» ، والصواب فى: ط، ن.

ص: 113

فعرض الوزير على السلطان جوابه، غير أنه لم يذكر له السّلطنة، حياء منه، فأعجبه ذلك، وزاد فيه رغبة ومحبّة، وفوّض إليه التدريس المذكور، وأمره أن يستنيب عنه إلى حين عوده، فقبل ذلك حينئذ.

ولمّا عاد من الحجّ ما لبث إلاّ يسيرا، ولحق باللّطيف الخبير، وكان سنّه إذ ذلك ثلاثا وثلاثين سنة

(1)

.

وكان، رحمه الله تعالى، مع صغر سنّة، من العلماء العاملين، لا يفتر عن الاشتغال بالعلم، والعبادة، ولا يأكل إلاّ مرّة واحدة فى اليوم والليلة، كثير التّفكّر، طويل الصّمت.

وله مؤلّفات؛ منها: «حواش على شرح العقائد النّسفيّة» مختصرة، يمتحن بها أذكياء الطلبة، و «حواش على أوائل حاشية شرح التّجريد» ، و «شرح نظم العقائد» للمولى خضر بيك.

وكتب بخطّه الكثير، من ذلك:«تفسير القاضى» ، و «التّلويح» ، وغيرهما، وعلى هوامش كلّ من الكتابين المذكورين بخطّه مباحث لطيفة مفيدة.

وبالجملة، فقد كان من فضلاء الدّولة العثمانيّة.

***

‌400 - أحمد بن ناجم

(*)

روى عن نصير

(2)

بن يحيى، عن الحسن بن مسهر، عن محمد بن الحسن، أنه قال:

جواز إجارة الظّئر دليل على فساد بيع لبنها؛ لأنّه لمّا جازت الإجارة ثبت أنّ سبيله سبيل

(1)

لم يذكر المصنف سنة وفاته، ويذكر الأستاذ كحالة فى معجم المؤلفين 2/ 187 أن وفاته كانت فى حدود سنة ست وثمانين وثمانمائة، وفى الشذرات، والفوائد، أنه توفى سنة سبعين وثمانمائة.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 266، كما هنا، غير أن عبد القادر أسند ذلك عن «شرح الجامع الصغير» لأبى الليث، وسماه:«أحمد بن ناجم» قال: «قال أبو الليث، فى شرح الجامع الصغير: سمعت الفقيه أبا جعفر يقول: سمعت الفقيه أبا القاسم أحمد بن ناجم، قال: لى نصر بن يحيى

».

وفى س: «ناخم» مكان: «ناجم» ، وفى: ط، ن:«ناحم» ، والصحيح فى الجواهر المضية، وأعاده المصنف على الصحة فى الأبناء.

(2)

فى نسخة من الجواهر المضية: «نصر» ، وقد ترجمه المصنف فيما بعد فيمن اسمه نصير بالتصغير، قال: ويقال له: نصر.

ص: 114

المنافع، وليس سبيل الأموال، لأنّه لو كان مالا لم تجز إجارته، ألا ترى، لو أنّ رجلا استأجر بقرة على أن يشرب لبنها لم تجز الإجارة.

***

‌401 - أحمد بن ناصر بن طاهر، أبو المعالى، العلاّمة

برهان الدين الحسينىّ

(*)

ذكره البرزاليّ، فقال: كان إماما علاّمة، زاهدا، عابدا، مفنّنا، وعنده انقطاع، وعبادة، وزهد، ومعرفة/بالتفسير، والفقه، الأصول.

صنّف «تفسيرا» فى سبع مجلدات، وصنّف فى أصول الدين «كتابا» فيه سبعون مسألة.

وذكره الذّهبىّ، فى «طبقات الصوفية» ، وذكر أنه سمع من ابن اللتّىّ، وغيره، وأنه ساح مدة فى برّيّة الخطا.

قال: وكان إمام محراب الحنفيّة بدمشق.

وتوفّى ببيته، فى المنارة الشرقيّة، وترك دنيا واسعة، وتجارات. انتهى.

وكانت وفاته فى شوال، سنة تسع وثمانين وستمائة.

***

‌402 - أحمد بن نصر

(**)

حدث بكتب أبى حنيفة، وأبى يوسف، عن أبى سليمان الجوزجانىّ، عن محمد ابن الحسن، سمعها أحمد بن إسماعيل بن جبريل.

أورد ذلك ابن ماكولا. كذا فى «الجواهر المضية» .

***

(*) ترجمته فى: تاج التراجم 11، الجواهر المضية، برقم 267، كشف الظنون 1/ 443، الوافى بالوفيات 8/ 209. وفى التاج:«ابن ظاهر» مكان «ابن طاهر» .

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 268.

ص: 115

‌403 - أحمد بن نصر، أبو نصر، اللّبّاد

النّيسابورىّ

(*)

شيخ الحنفيّة بها، أستاذ إبراهيم بن محمد الخدامىّ

(1)

النّيسابورىّ.

ذكره فى «الجواهر» ، ثم قال: لعله أحمد بن محمد بن نصر، المذكور قبله. انتهى.

قلت: مراده بقبله، القبليّة المطلقة، أى المذكور سابقا، فيمن اسمه أحمد بن محمد بن نصر

(2)

. انتهى.

***

‌404 - أحمد بن نعسان، الإمام الفاضل، شهاب الدين

أبو العباس، البصراوىّ

قال اليونينىّ: مولده فى سنة أربع وأربعين وستمائة، بالكفير، من عمل بصرى، وكان فاضلا، ملازما للاشتغال والمطالعة، وحجّ مرّات، ودرّس بالمدرسة الدّماغيّة

(3)

، وكان مواظبا على الشهادة، والتّردّد إلى القضاة.

وحدث عن القاضى شمس الدين بن عطا، بأحاديث من «المسند» و «العلامات» .

انتهى.

ومات سنة أربع عشرة وسبعمائة، بالمدرسة الشّبليّة، ظاهر دمشق، ودفن ضحى يوم الأحد، بسفح قاسيون، رحمه الله تعالى.

***

‌405 - أحمد بن نور الدين بن حمزة، الشهير بابن ليسى

الرّومىّ

(**)

أحد فضلاء الديار الرّوميّة.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 269.

(1)

فى الأصول: «الجلاسى» ، والتصويب من الجواهر، وانظر حاشيته. وتقدمت ترجمته برقم 67.

(2)

تقدم برقم 369.

(3)

فى الأصول: «الدياغية» ، ولا توجد مدرسة بالشام بهذا الاسم، إنما هى الدماغية. انظر الدارس 1/ 236.

(**) ترجمته فى: العقد المنظوم 373،2/ 372. وفى س:«لبس» مكان «ليس» ، وفى العقد:«المشتهر بليس زاده» .

ص: 116

قرأ على علماء عصره، ودرّس بإحدى الثّمان، وغيرها، وولى قضاء مصر مرتين، وكان ذا ثروة عظيمة، وكتب كثيرة.

توفى سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة، تغمّده الله تعالى برحمته.

***

‌406 - أحمد بن هارون بن إبراهيم، أبو العباس، الفقيه

الحاكم، المعروف بالتّبّان

(*)

سكن نيسابور، وسمع بها؛ أبا القاسم عبد الرحمن بن رجاء البزديغرىّ

(1)

، وأبا نصر أحمد ابن محمد بن نصر، وأبا الفضل العباس بن حمزة، وغيرهم، وبمرو؛ يحيى بن سامويه بن عبد الكريم الذّهلىّ، وأقرانه، وبالرّىّ؛ على بن الحسن بن الجنيد

(2)

، ومحمد بن أيوب، وأقرانهما، وبالعراق؛ عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأقرانه، وبالحجاز؛ على بن عبد العزيز البغوىّ.

سمع منه الحاكم، وذكره فى «تاريخ نيسابور» ، وقال: شيخ أصحاب أبى حنيفة، ومفتيهم فى عصره.

توفى يوم الأحد، الثانى من رجب، سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وشهدت جنازته فى ميدان الحسين، وصلّى عليه ابنه أبو صادق.

وذكره السّمعانى، فى باب

(3)

التّبّان، نسبة إلى بيع التّبن، قال: والمنسوب إليه أبو العباس التّبّان، إمام أصحاب أبى حنيفة بنيسابور.

***

(*) ترجمته فى: الأنساب 103 و، الجواهر المضية، برقم 270، اللباب 1/ 168، وفى الجواهر فى نسبه «المزنى» .

(1)

فى الأصول: «البرديعوني» ، وبزديغر: قرية من قرى نيسابور. اللباب 1/ 119.

(2)

فى س: «الحمد» دون إعجام، وفى ن:«الحد» ، وفى ط:«الحثد» والمثبت فى الجواهر المضية.

ولعله على بن الحسين بن الجنيد الرازى الحافظ، المتوفى سنة إحدى وتسعين ومائتين. انظر العبر 2/ 89.

(3)

فى س بعد هذا بياض بمقدار كلمة أو كلمتين، ثم زيادة:«و» ولعله: «فى باب التاء والباء، و

».

ص: 117

‌407 - أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير

أبو الحسين، العقيلىّ، الحلبىّ

(*)

مولده سنة أربع وخمسين وأربعمائة.

حدّث بحلب، عن أبيه.

ومات سنة أربع عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌408 - / أحمد بن هبة الله بن أسعد بن عبد الله، أبو العباس

المعروف بابن البختى

(**)

قال ابن النّجّار: سمع أبا البركات عبد الوهّاب الأنماطىّ، وأبا الوقت عبد الأوّل، وحدّث.

روى لنا عنه عبد الله بن أحمد المقرى «مشيخته» .

وقال لنا عبد الجبار: توفّى فى أول رجب، من سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

***

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 271، وقد استوفى عبد القادر نسبه فى ترجمته، وسقطت هذه الترجمة من: س، وهى فى: ط، ن.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 272.

وفى س: «اليحنى» ، وفى ن:«النحتى» ، وفى الجواهر:«النخعى» والمثبت فى: ط، ولم أعرفه، وانظر حاشية الجواهر.

ص: 118

‌409 - أحمد بن هبة الله بن سعد الله بن سعيد بن سعد

ابن مقلّد بن صالح بن مقلد بن على بن يحيى بن أبى جعفر

أحمد بن عبيد الجبرانىّ -وأحمد بن عبيد هذا هو

أخو أبى عبادة الوليد بن عبيد البحترىّ الشاعر-النّحوىّ

المقرى، الحنفىّ

(*)

كذا ذكره ابن شهبة

(1)

فى «طبقات النّحاة واللّغويّين» .

وقال فى «الجواهر» : أحمد بن هبة الله بن سعد الله بن سعيد الجبرانىّ المغربىّ النحوىّ.

حدّث عن أبيه، وعن أبى الفرج يحيى بن محمود الثّقفىّ.

مولده سنة إحدى وستين وخمسمائة.

ومات بحلب، سنة ثمان وعشرين وستمائة

(2)

، و

(3)

دفن تحت جبل جوشن

(4)

.

ذكره المنذرىّ، فى «التكملة» ، وقال: لنا عنه إجازة، كتبت لنا عنه من حلب، سنة خمس وعشرين وستمائة. انتهى.

قال ابن شهبة: والجبرانىّ؛ بكسر الجيم، ثم موحّدة ساكنة، ثم راء، وبعد الألف نون:

نسبة إلى بيت جبرين قورسطايا

(5)

، من قرى حلب، من ناحية عزاز، على غير قياس، وتعرف بجبرين الشمالىّ أيضا، ذكره كذلك أبو العلاء الفرضىّ، وقال الذّهبىّ: الجبرانىّ، بفتح الجيم ويشكّله بعضهم بضمها. انتهى ما قاله ابن شهبة، ومن خطّه نقلت.

وذكره الحافظ جلال الدين السّيوطىّ، فى «طبقات النحاة»

(6)

، وأثنى عليه، بنحو ما هنا، والله أعلم.

***

(*) ترجمته فى: بغية الوعاة 1/ 394، التكملة لوفيات النقلة 431،5/ 430، الجواهر المضية، برقم 273، معجم البلدان 2/ 20، الوافى بالوفيات 8/ 227.

(1)

يعنى ابن قاضى شهبة.

(2)

فى بغية الوعاة أن وفاته كانت سنة ثمان وستين وستمائة.

(3)

من هنا إلى آخر ما ذكره المنذرى ساقط من: س، وهو فى: ط، ن.

(4)

جوشن: جبل مطل على حلب، فى غربيها. معجم البلدان 2/ 155.

(5)

فى الأصول: «قرب شطايا» ، والتصحيح عن معجم البلدان 20،2/ 19.

(6)

وذكر أنه بفتح الميم.

ص: 119

‌410 - أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله

ابن أحمد بن يحيى، أبو الحسن

ابن أبى جرادة

(*)

والد الصّاحب كمال الدين، وهو ابن أخى أحمد بن هبة الله، الذى تقدّم ذكره قريبا

(1)

.

مولده بحلب سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.

سمع أباه، وغيره، وولى القضاء بحلب.

وتوفّى سنة ثلاث عشرة وستمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌411 - أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أبى جرادة

الحلبىّ، أبو الحسن، قاضى القضاة

عرف بابن العديم

(**)

وأهل بيته فيهم العلم، والرّئاسة، وهو والد محمد الآتى، وجدّ ابنه عبد العزيز، وعبد العزيز هذا هو والد عمر، وجد ابنه محمد، وسيأتى كل منهم فى بابه، إن شاء الله تعالى.

قال فى «الجواهر» : أظنّه الذى قبله، والله أعلم.

***

‌412 - أحمد باشا بن ولىّ الدين، السيد الشريف الحسينىّ

(***)

أحد علماء الديار الرومية.

اشتغل كثيرا، وحصّل من العلم جانبا غزيرا، وصار مدرّسا بمراديّة بروسة، ثم صار

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 274، الوافى بالوفيات 8/ 224.

(1)

برقم 407.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 275.

(***) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 1/ 306 - 310، شذرات الذهب 8/ 13.

ص: 120

قاضيا بمدينة أدرنة، ثم جعله السلطان محمد قاضيا بالعسكر المنصور، ثم معلّما لنفسه، ومصاحبا له، ومال إليه الميل الزائد حتى استوزره، ثم جرى بينهما أمر أدّى إلى عزله عن الوزارة، ثم جعله أميرا على بعض البلاد، مثل تيرة

(1)

، وأنقرة، وبروسة.

مات وهو أمير ببروسة، فى سنة اثنتين وتسعمائة، ودفن بها.

وقيل فى تاريخ وفاته بحساب الجمّل: «إن فى الجنات مأوى روحه» .

وكان/رحمه الله تعالى من السخاء والمروءة، وعلوّ الهمّة، على جانب عظيم، ولم يخلّف ولدا، لأنه لم يتزوج أبدا، حتى رمى لأجل ذلك بالميل إلى الغلمان، وقيل: بل كان عنّينا، فلذلك لم يتزوج، والله تعالى أعلم.

***

‌413 - أحمد بن يحيى بن أحمد بن زيد بن ناقه الكوفىّ

الإمام، الفقيه، النّحوىّ

(*)

قال: فى «الجواهر» : رأيت له «المسائل الكوفيّة، للمتأدّبة الكرخيّة» نحوا من كراسة

(2)

، وذكر أنه رأى فى آخرها طبقة سماع عليه ببغداد، تاريخها يوم الأربعاء، ثانى جمادى الأولى، سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة

(3)

.

***

(1)

تيرة: قلعة جليلة حصينة، من نواحى قزوين، من جهة زنجان. معجم البلدان 1/ 906.

(*) ترجمته فى: بغية الوعاة 1/ 395، الجواهر المضية، برقم 276، كشف الظنون 2/ 670، الوافى بالوفيات 232،8/ 231.

وفى س: «باقه» مكان «ناقه» ، وفى ط، «باقة» بدون إعجام للباء، والكلمة غير واضحة فى: ن، والمثبت أورده المصنف فى الأبناء، وفى المصادر:«ناقد» .

(2)

نقل عبد القادر طرفا مما جاء فى مقدمة هذا الكتاب.

(3)

فى بغية الوعاة، أنه ولد سنة سبع وسبعين وأربعمائة، ومات سنة تسع وخمسين وخمسمائة.

ص: 121

‌414 - أحمد بن يحيى بن أبى يوسف يعقوب بن إبراهيم

القاضى

(*)

ولى القضاء بمدينة السلام، بعد ابن أبى العنبس الكوفىّ.

قال طلحة

(1)

بن محمد بن جعفر: واستقضى أحمد بن يحيى بن أبى يوسف، سنة أربع وخمسين ومائتين، وكان متوسّطا فى أمره، شديد المحبّة للدنيا، وكان صالح الفقه على مذهب أهل العراق، ولا أعلمه حدّث بشئ، ثم عزل

(2)

، واستقضى ثانية، وعزل وولّى الأهواز، ثم توجّه إلى خراسان، فمات بالرّىّ، رحمه الله تعالى.

***

‌415 - أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون بن موسى بن عيسى

ابن عبد الله بن محمد، القاضى، أبو الحسن

ابن أبى جعفر العقيلىّ

(**)

وأبو الحسن هذا هو جدّ والد الصّاحب كمال الدين ابن العديم.

وهو أوّل من ولى القضاء من هذا البيت بمدينة حلب، وليه فى سنة خمس وثلاثين وأربعمائة.

وكان مولده بحلب سنة ثمانين وثلاثمائة.

قرأ الفقه على القاضى الفقيه أبى جعفر محمد بن أحمد السّمنانىّ، بحلب، وعلّق عنه «التّعليق» المنسوب إليه.

روى عنه ابنه أبو الفضل هبة الله بن أحمد.

وألّف أبو الحسن هذا كتابا، ذكر الخلاف بين أبى حنيفة وأصحابه، وما تفرّد به عنهم.

وحجّ سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وأخذته العرب بتبوك مع جماعة من الحلبيّين.

***

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 277، تاريخ بغداد 202،5/ 201.

(1)

فى الجواهر: «طالب» وهو خطأ، انظر تاريخ بغداد 5/ 202، وهو فيه «طلحة بن يحيى بن محمد بن جعفر» .

(2)

تكملة من الجواهر المضية.

(**) ترجمته فى: تاج التراجم 16، الجواهر المضية، برقم 278، الوافى بالوفيات 8/ 249.

ص: 122

‌416 - أحمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسين، القاضى

أبو نصر، النّيسابورىّ، النّاصحىّ

(*)

من بيت العلم والقضاء.

روى عنه عبد الرحيم السّمعانىّ.

ومات فى عشر الخمسين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌417 - أحمد بن يحيى بن أيوب بن حسن بن عطاء

شهاب الدين، الحنفىّ

(**)

ولد سنة ......

(1)

.

وسمع من عبد الوهّاب بن محمد المقدسىّ «جزء الحريرىّ» صاحب «المقامات» ، وحدّث.

ومات سنة: .....

(1)

، رحمه الله تعالى.

***

‌418 - أحمد بن يحيى بن محمد بن على بن أبى القاسم بن على

ابن أبى الفضل الدّمشقىّ، تاج الدين

ابن السّكاكرىّ

(***)

كان كاتبا مجيدا، عارفا بالشّروط، بارعا فيها، غاية فى إخراج علل المكاتيب، وقد كتب فى مجلس الحكم لابن الزّملكانىّ حين كان قاضى حلب، وولى بها كتابة الدّرج.

وكان قد سمع من التّقىّ سليمان العاشر من «الخراسانىّ» ، «ودرجات التائبين» ، وقطعة من «صحيح البخارىّ» وغير ذلك، وحدّث.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 279.

(**) ترجمته فى: الدرر الكامنة 1/ 350، وقد نقلها المصنف على ما اعتورها من نقص، فى ذكر مولده ووفاته.

(1)

بياض بالأصول.

(***) ترجمته فى: الدرر الكامنة 356،1/ 355.

ص: 123

ومات بحلب، سنة خمس وستين وسبعمائة

(1)

، وله خمس/وستون سنة.

وذكره صاحب «درّة الأسلاك» ، وقال فى حقّه: عالم تاجه على الذّرى، وقلمه حسن السّير والسّرى، وأمانته نامية الزّرع، وعدالته ثابتة الأصل والفرع.

كان كاتبا مجيدا، فاضلا فريدا، بارعا فى صناعة الشّروط، غيثا للإجابة عنها عند القنوط، عارفا بعلل المكاتيب الحكميّة، خبيرا بسلوك طرائقها العمليّة والعلميّة.

ورد إلى حلب، صحبة قاضى القضاة كمال الدين ابن الزّملكانىّ، وبلغ فى أرجائها فوق ما كان يرجوه من الأمانى، وكتب الحكم فى مجالسها، والإنشاء فى ديوانها، واستمرّ إلى أن أنشبت المنيّة به أظفار عقبانها.

رافقته فى كتابة جماعة من قضاة حلب، وسمعت من فوائده، وكتبت إليه حين ولى كتابة الدّرج بها:

أياما جدا فى الناس نسخة فضله

مقابلة قد أصبحت منه بالأصل

(2)

لقد سرّ سرّ الدّرج لمّا حللته

ولم لا ومن مرآك قد فاز بالوصل

(3)

***

‌419 - أحمد بن يحيى بن أبى بكر بن عبد الواحد، الإمام

الأديب، أبو العباس، شهاب الدين

الشهير بابن أبى حجلة

(*)

ذكره ابن حجر، فى «إنباء الغمر» ، فقال: ولد بزاوية جدّه بتلمسان، سنة خمس وعشرين وسبعمائة، واشتغل.

ثم قدم إلى الحجّ فلم يرجع، ومهر فى الأدب، ونظم الكثير، ونثر فأجاد، وترسّل ففاق، وعمل «المقامات» ، وغيرها.

(1)

انظر الدرر الكامنة 1/ 356، وحاشيته.

(2)

فى ط: «بالفضائل» ، وهو خطأ، وفى: س: «بالفضل» والمثبت فى: ن.

(3)

فى ط، ن:«ولم لا ومن مرماك» ، والمثبت فى: س.

(*) ترجمته فى: إنباء الغمر 1/ 108 - 110، إيضاح المكنون 1/ 136، حسن المحاضرة 572،1/ 571، الدرر الكامنة 1/ 350 - 352، شذرات الذهب 241،6/ 240، كشف الظنون 1/ 46، مفتاح السعادة 230،1/ 229.

ص: 124

وكان حنفىّ المذهب، حنبلىّ المعتقد، وكان كثير الحطّ على الاتّحاديّة، وصنّف «كتابا» عارض قصائد ابن الفارض بقصائد

(1)

كلها نبويّة، وكان يحطّ عليه، لكونه لم يمدح النبىّ صلى الله عليه وسلم، ويحطّ على نحلته ويرميه، ومن يقول بمقالته، بالعظائم، وقد امتحن بسبب ذلك على يد السّراج الهندىّ.

قال، أعنى ابن حجر: قرأت بخطّ ابن القطّان، وأجازنيه: كان ابن أبى حجلة يبالغ فى الحطّ على ابن الفارض، حتى إنه أمر عند موته، فيما أخبرنى به صاحبه أبو زيد المغربىّ، أن يوضع الكتاب الذى عارض به ابن الفارض، وحطّ عليه فيه، فى نعشه، ويدفن معه فى قبره، ففعل به ذلك.

وقال: وكان يقول للشافعيّة: إنه شافعىّ. وللحنفيّة: إنه حنفىّ. وللمحدّثين: إنه على طريقتهم.

قال: وكان بارعا فى الشعر، مع أنه لا يحسن العروض، وعارض «المقامات» فأنكروا عليه.

وكان كثير العشرة للظّلمة، ومدمنى الخمر.

قال: وكان جدّه من الصالحين، فأخبرنى الشيخ شمس الدين بن مرزوق، أنه سمىّ بأبى حجلة، لأن حجلة أتت إليه، وباضت على كمّه.

وولى مشيخة الصّهريج الذى بناه منجك.

وكان كثير النّوادر، والنّكت، ومكارم الأخلاق.

ومن نوادره، أنه لقّب ولده جناح الدين.

وجمع مجاميع حسنة؛ منها «ديوان الصّبابة» ، و «منطق الطير» ، و «السّجع الجليل، فيما جرى من النيل» ، و «السكردان» ، و «الأدب الغضّ» ، و «أطيب الطّيب» ، و «مواصيل المقاطيع» ، و «النعمة الشاملة، فى العشرة الكاملة» ، و «حاطب ليل» عمله:

(1)

زيادة من الدرر الكامنة، ولم ترد الكلمة التالية فيها.

ص: 125

ك «التذكرة» فى مجلدات كثيرة، و «نحر أعداء البحر»

(1)

، و «عنوان السعادة، ودليل الموت على الشهادة» ، و «قصيرات الحجال» ، وغير ذلك.

وهو القائل

(2)

:

/نظمى علا وأصبحت

ألفاظه منمّقه

فكلّ بيت قلته

فى سطح دارى طبقه

ومن شعره أيضا:

الطّرف من فقد الكرى

يشكو الأسى إليه

والخدّ من فرط البكا

ياما جرى عليه

ومنه فى صيرفىّ:

يا سائلا عن حالتى ما حال من

أمسى بعيد الدار فاقد إلفه

بى صيرفىّ لا يرقّ لحالتى

قد متّ من جور الزمان وصرفه

ومنه فى بادهنج

(3)

:

وبادهنج لا خلت

ديارنا من حسّه

كأنّه متيّم

يلقى الهوى بنفسه

ومنه أيضا:

يا بادهنجى لا برحت من الهوى

مثلى على حبّ الديار مولّها

دارى بحبّك لم تزل معشوقة

خلقت هواك كما خلقت هوى لها

ومنه أيضا، مضمّنا أيضا:

هجا الشعراء جهلا بادهنجى

لأنّ نسيمه أبدا عليل

فقال البادهنج وقد هجوه

إذا صحّ الهوى دعهم يقولوا

(1)

فى الإنباء: «والنحر فى أعمدة البحر» ، وفى الدرر:«نحو أعداء البحر» .

(2)

البيتان فى: الدرر الكامنة 1/ 351، والإنباء 1/ 109، وشذرات الذهب 6/ 241.

(3)

البادهنج: المنفذ الذى يجئ منه الريح. شفاء الغليل 48،47.

ص: 126

ومنه أيضا فى شاذروان

(1)

:

وشاذروان ماء بات يجرى

كعين الصّبّ روّع يوم بين

إذا ما قيل جد بالما سريعا

يقول: نعم على رأسى وعينى

وقال، مضمّنا:

قل للهلال وغيم الأفق يستره

حكيت طلعة من أهواه بالبلج

لك البشارة فاخلع ما عليك فقد

ذكرت ثمّ على ما فيك من عوج

وله أيضا:

قالت وقد أنكرت سقامى

لم أر ذا السّقم يوم بينك

لكن أصبابتك عين غيرى

فقلت لا عين بعد عينك

وله أيضا:

أمعطّل الكاسات عن عشّاقها

يكفيك بالتّعطيل عيبا عائبا

ذهب كئوسك بالمدام فقد أرى

للناس فيما يعشقون مذاهبا

فمتى سلكت من الهموم مهالكا

صادفت فى فتح الدّنان مطالبا

ومتى امتطيت من الكؤوس كميتها

أمسيت تمشى فى المسرّة راكبا

/ومتى طرقت عشىّ أنس ديرها

لم تلق إلاّ راغبا أو راهبا

وقال مضمّنا، وأجاد:

يا صاح قد حضر المدام ومنيتى

وحظيت بعد الهجر بالإيناس

وكسا العذار الخدّ حسنا فاسقنى

واجعل حديثك كلّه فى الكاس

وقال مضمّنا أيضا:

يقول عارض حبّى حين مرّ على

روض الخدود كمرّ الطّيف بالوسن

أصبحت ألطف من مرّ النّسيم على

زهر الرّياض يكاد الوهم يؤلمنى

(1)

جاء فى شفاء الغليل 135 نقلا عن المصباح (363): «شاذروان: من جدار البيت الحرام، وهو الذى ترك من عرض الأساس خارجا، ويسمى تأزيرا، لأنه كالإزار للبيت» .

ولعل هذا الجدار الخارج أطلق على كل جدار.

ص: 127

وقال مضمّنا أيضا:

يقول العاذلون نرى رمادا

على خدّيه من شعر العذار

فقلت لهم صدقتم غير أنّى

أرى خلل الرّماد وميض نار

وله شعر كثير، وعنده أدب غزير، ومن أراد غير ما هنا، فعليه بمراجعة دواوينه، ومطالعة مجاميعه؛ فإن فيها ما يقرّ العين، ويشرح الصّدر

(1)

.

***

‌420 - أحمد بن يهوذا، الشّهاب، الدّمشقىّ

ثم الطّرابلسىّ، النّحوىّ

(*)

ذكره فى «الضّوء اللامع» ، وقال: ولد سنة بضع وسبعين، وتكسّب بالشهادة، وتعانى العربية، فمهر فيها، واشتهر بها، وأقرأها، وانتفع الناس به فيها، وشرع فى نظم «التّسهيل» ، فنظم سبعمائة بيت، ومات قبل إكماله.

وكان تحوّل بعد فتنة اللنك

(2)

إلى طرابلس، فقطنها إلى أن مات بها، فى آخر سنة عشرين وثمانمائة، رحمه الله تعالى. انتهى.

قلت: أثنى عليه ابن حجر، فى «إنبائه» ، وما قاله السخاوى مأخوذ منه.

ورأيت فى بعض المجاميع، معزوّا إليه من الشعر، قصيدة، لا بأس بإيرادها، وهى قوله:

ما شئتم أيّها العذّال لى قولوا

طعم الملام بذكر الحبّ معسول

عذب لدىّ عذابى فى محبّتهم

فقصّروا فى ملام الصّبّ أو طيلوا

(3)

نعم صدقتم بأن الحبّ مهلكة

لكن جناحى إلى السادات منسول

ولست أوّل من غرّ الغرام به

ولا حديثى لدى الحفّاظ مجهول

(1)

ذكر ابن حجر أن وفاته كانت سنة ست وسبعين وسبعمائة.

(*) ترجمته فى: بغية الوعاة 1/ 401، الضوء اللامع 2/ 246، كشف الظنون 1/ 407، وفى س، والبغية:«أحمد بن يهودا، وفى ظ: «أحمد بن يهوذ» وفى الضوء: «أحمد بن يهود» ، والمثبت فى: ن، ويعضده شعر المترجم، فقد ورد اسمه:«ابن يهوذا» فى آخر بيت جاء له فى هذه الترجمة. وفى ط، ن:«الشاب» مكان: «الشهاب» ، والمثبت فى: س، ويعضده ما جاء فى المصادر.

(2)

يعنى تيمور لنك.

(3)

كذا بالأصول، ويعنى:«أو أطيلوا» .

ص: 128

قد هام فى عزّة قبلى كثيّرها

ومات قيس بليلى وهو مشغول

وذلّلت عبلة قبلى لعنترها

ولم يكن فيه لولا الوجد تذليل

وفى جميل حديث مع بثينته

قديم عهد بطىّ الطّرس محمول

(1)

وجاء فى نسوة قطّعن من شغف

بحسن يوسف أيديهنّ تنزيل

وقال كعب وقد بانت سعاد جوى

بانت سعاد فقلبى اليوم متبول

يا راحلين بقلب قد جنى تلفى

قفوا فؤادى فهو اليوم مسئول

يا قلب ما لك لا تلوى على جسد

كسوته سقما ما عنه تحويل

(2)

أهل الحجاز فدتكم كلّ جارحة

أليس فيكم فؤاد الصّبّ مكبول

/أليس منكم رسول الله وهو بكم

وعنكم قيله للناس منقول

صلّى الإله على المختار ما صدحت

ورق وزيد من الرحمن تبجيل

ومن المنسوب إليه فى «المجموع» المذكور، هذه القصيدة:

أرى الأحبّة عن شكواى قد عدلوا

وبين أهل الهوى فى الوصل ما عدلوا

خلّوا فؤادى ولكن حرّقوه جوى

ما بالهم خرّبوا بيتا به نزلوا

يا ليت شعرى دمى دون الورى سفكوا

أم هم كذلك ما زالوا ولم يزلوا

بل لو رأيت غداة البين ما صنعوا

بالناس كم أسروا قوما، وكم قتلوا

يا حادى العيس قف بالقوم إنّهم

من جرم نصل رموا فى القلب ما نصلوا

سلهم بما حلّلوا تعذيب سائلهم

وما جوابهم عنه إذا سئلوا

أهكذا قسوة الأحباب ما برحت

أم هؤلاء من الأجبال قد جبلوا

[ومنها

(3)

]:

راموا صلاحى بلومى ليتهم سكتوا

قد حرّكوا خبل مجنون وما عقلوا

كم أجّجوا بملام الصّبّ نار جوى

ضرّوا وما شعروا يا بئس ما فعلوا

(1)

فى ط، ن:«بطى الطرس مجمول» ، والمثبت فى: س.

(2)

فى ط، ن:«مالك لا تأوى على سكن» ، والمثبت فى: س.

(3)

ساقط من: س، وهو فى: ط، ن.

ص: 129

رووا بأنّى مفتون وقد صدقوا

وما خفى عنهم فوق الذى نقلوا

أهل الحجاز وإن جاروا وإن هجروا

هم بغيتى قطعونى اليوم أم وصلوا

لهم على كلّ من فى الكائنات علا

ودونهم كلّ من يحفى وينتعل

إن كان عنّى لهم بدّ فديتهم

فليس لى عنهم بدّ ولا حول

إن كان من قصدهم قتلى بهجرهم

على الذى قصدوا من هجرهم حصلوا

عليك يا ابن يهوذا مدحهم أبدا

لعلّ يمحو كتابا كلّه زلل

***

‌421 - أحمد بن يوسف بن عبد الواحد بن يوسف

أبو الفتح الأنصارىّ، السّعدىّ

المنعوت بشهاب الدين

(*)

كان إماما، عالما، محدّثا، مفتيا.

ولد بحلب، وتفقّه بها، ثم سافر إلى الموصل، وتفقّه بها على الجلال الرّازىّ، وسمع الحديث، وقرأ علم النّظر والخلاف، وبرع فيهما.

سمع منه أبو حفص عمر ابن العديم، وقال: استدعى فى أيّام المستنصر بالله إلى بغداد، ليدرّس بالمدرسة المستنصريّة، فتوجّه إليها، ودرّس بها فى يوم الخميس، العشرين من جمادى الأولى، سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، وهو ثانى مدرّس ذكر التدريس بها، ثم عاد إلى بلده فى صفر، سنة خمس وثلاثين.

وأوّل مدرس بها من أصحابنا عمر بن محمد الفرغانىّ، والد يوسف، الآتى ذكره فى بابه.

***

‌422 - أحمد بن يوسف بن على بن محمد بن أحمد

أبو نصر، وقيل: أبو العباس

عماد الدين، الحسينىّ

(**)

مولده سنة نيّف وستين وخمسمائة، بحلب.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 280.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 282، الفوائد البهية 43، كتائب أعلام الأخيار برقم 434. وانظر:

وفى الجواهر: «الحسنى» . وانظر حاشيته.

ص: 130

سمع الحديث من أبى هاشم

(1)

عبد المطلب بن الفضل

(1)

الهاشمىّ، شيخ الحنفيّة، وتفقّه على أحمد بن محمد بن محمود الغزنوىّ.

وخرج من حلب إلى مصر، حين وصل التّتر إلى بلاد الرّوم، سنة أربعين وستمائة، وحدّث بها، وأضرّ بمصر.

ثم عاد إلى حلب، فأقام صابرا محتسبا، إلى أن مات فى بعض شهور سنة ثمان وأربعين/وستمائة

(2)

، رحمه الله تعالى.

***

‌423 - أحمد بن يوسف الأزرق بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول

ابن حسّان بن سنان، أبو الحسن، التّنوخىّ

الأنبارىّ الأصل

(*)

حدث عن عمر بن إسماعيل بن أبى غيلان الثّقفىّ، ومحمد بن جرير الطّبرىّ، وعبد الله ابن إسحاق المدائنىّ، وإسحاق بن بيان بن معن الأنماطىّ، وعبد الله بن محمد البغوىّ، وغيرهم من هذه الطبقة.

قال الخطيب: قال لى على بن المحسّن: ولد أبو الحسن بن الأزرق ببغداد، فى المحرّم، لعشر خلون منه، من سنة سبع وتسعين ومائتين، سمعته يذكر ذلك.

وحمل عن جماعة من أهل العلم والأدب، منهم: على بن سليمان الأخفش، وابن دريد، وابن شقير

(3)

النّحوىّ، ونفطويه.

وكان حافظا للقرآن، قرأه كلّه على ابن مجاهد، بقراءة أبى عمرو بن العلاء، وأخذ شيئا

(1 - 1) فى س: «عبد الملك بن الفضل» ، وفى ط، ن:

«عبد المطلب أبو الفضل» ، وكل ذلك خطأ، والمثبت فى الجواهر المضية، وسيترجمه المصنف بهذا الاسم.

(2)

فى الفوائد البهية: «وخرج من حلب إلى مصر، سنة أربعين وستمائة، حين وصل التتار إلى حلب، ومات فى هذه السنة» .

(*) ترجمته فى: تاريخ بغداد 222،5/ 221، الجواهر المضية، برقم 281.

(3)

هو أبو بكر أحمد بن الحسن بن الفرج، المتوفى سنة سبع عشرة وثلاثمائة.

إنباه الرواة 1/ 34، بغية الوعاة 1/ 302، نزهة الألباء 251.

ص: 131

من النحو عن أبى بكر بن السّرّاج، وأبى إسحاق الزّجّاج.

وحمل قطعة من اللغة والنحو، عن ابن الأنبارىّ ونفطويه.

وقرأ الكلام فى الأصول على أبى بكر بن الاخشاد، ثم على ابن هشام الجبّائىّ.

ودرس من الفقه قطعة على أبى الحسن الكرخىّ.

ومات يوم الجمعة، لأربع خلون من المحرّم، سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. وقالت بنته طاهرة: مات أبى يوم الجمعة، لأربع خلون من المحرّم، سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة

(1)

.

وهو أخو أبى غانم محمد بن يوسف الأزرق.

***

‌424 - أحمد بن الشّبذىّ، أبو الفضل

العلاّمة رشيد الدين

(*)

قرأ كتاب «الملخّص» فى الفتاوى على أبى المحامد محمد بن أحمد بن أبى الخطّاب، تصنيفه، وأجاز له جميع مسموعاته، وقرأ عليه «الشّمائل» للتّرمذىّ، وتخرّج به، وذكره فى «مشيخته» .

***

‌425 - أحمد، المعروف بالقارى

(**)

من أصحاب محمد بن الحسن.

روى عنه، عن أبى حنيفة، أنّ المعلومات العشر

(2)

، وعن محمد أنها أيام النّحر

(1)

زيادة من: س، على ما فى: ط، ن.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 283. وفيه:«الشيدى» . وانظر حاشيته. وفى الأصول، والجواهر (نسخ منها):«الشبدى» بدال مهملة، وشبذ: قرية من قرى أبيورد. انظر المشتبه 374.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 284.

(2)

وذلك قوله تعالى: (لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ) سورة الحج 28.

وهذا العشر مشتمل على يوم عرفة. انظر تفسير ابن كثير 3/ 217.

ص: 132

الثلاثة؛ الأضحى، ويومان بعده.

هكذا ذكره الكرخىّ.

وذكر الطّحاوىّ أنّ قول أبى حنيفة وأبى يوسف ومحمد، أنّ المعلومات العشر، والمعدودات

(1)

أيّام التّشريق.

قال أبو بكر الرّازىّ: والذى روى أبو الحسن عنهم أصحّ.

***

‌426 - أحمد القلانسىّ، الإمام

(*)

قال فى «خلاصة الفتاوى» ، فى مجموع النّوازل: سئل الشيخ الإمام

(2)

عن من ضرب امرأته، وقال: دوداد طلاق. قال: لا تطلّق.

وسئل الإمام أحمد القلانسىّ، عن من وكز امرأته، وقال: إنك طالق، ثم وكزها ثانية، وقال: إنك دو طلاق، ثم وكزها ثالثا، وقال: سه طلاق

(3)

. قال: تطلّق ثلاثا.

وشيخ الإسلام يقول: سمّى الضّرب طلاقا فبطل، والإمام أحمد: سمّى الطلاق فيقع.

قوله: دوداد يعنى هذا، وقوله: إنك. [يعنى]

(4)

هذا طلاق، وقوله: دو، يعنى اثنين، وقوله: سه

(5)

. يعنى ثلاثا.

كذا نقلت هذه الترجمة من «الجواهر» .

***

(1)

وذلك قوله تعالى: (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيّامٍ مَعْدُوداتٍ) سورة البقرة 203.

وانظر تفسير القرطبى.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 285.

(2)

فى س: «العلامة» ، والمثبت فى: ط، ن، والجواهر المضية.

(3)

فى الجواهر: «سى طلاق» .

(4)

زيادة من الجواهر المضية.

(5)

فى الجواهر: «سى» .

ص: 133

‌427 - أحمد

(*)

والد عبد الجبار الفرضىّ

(1)

، الآتى محلّه، إن شاء الله تعالى.

***

‌428 - أحمد الماردينىّ، المنعوت فصيح الدين

(**)

درّس بالشّبليّة، وكان قد اشتغل بحلب، وأقام ببلاد الرّوم مدّة طويلة، وولى هناك نيابة الحكم، ودرّس أيضا.

ودفن بجبل/قاسيون، يوم الخميس، سنة ثمان وتسعين وستمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌429 - أحمد، شهاب الدين، البلبيسىّ

(***)

مدرس المدرسة البدريّة

(2)

التى برحبة الأيدمرىّ.

مات عن سنّ عالية فجاءة، سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة.

ذكره الولىّ العراقىّ.

***

‌430 - أحمد الهندىّ

ذكره الشيخ بدر الدين الغزّىّ، فى «رحلته» إلى الديار الرّوميّة، عند من اجتمع به فى مدينة حلب من الأفاضل والأعيان، فقال:

ومنهم الشيخ المحقّق، والإمام المدقّق، حسنة الليالى والأيام، وقرّة عين المسلمين

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 286.

(1)

ذكر المصنف فى ترجمته أنه كان موجودا فى حدود الخمسمائة، فوالده المترجم من رجال القرن الخامس.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 287.

(***) نسبة إلى بلبيس، مدينة بينها وبين فسطاط مصر عشرة فراسخ، على طريق الشام. معجم البلدان 1/ 712.

وذكر الفيروزآبادى أن بلبيس، كغرنيق، وقد يفتح أوله. انظر القاموس (ب ل ب س).

وذكره المصنف فى الأنساب، وتبع أبا عبيد البكرى فى ضبطه بفتح فسكون. ففتح فسكون.

(2)

نسبت هذه المدرسة إلى الأمير بيدمر البدرى، منشئها، وتعرف اليوم بجامع البهلوان، بشارع أم الغلام على رأس حارة الجعادية، بقسم الجمالية، بالقرب من المشهد الحسينى. انظر حاشية النجوم الزاهرة 181،10/ 180.

ص: 134

والإسلام، الشهاب أبو العباس أحمد الهندىّ الحنفىّ، عامله الله تعالى وإيانا ببرّه الوفىّ، ولطفه الخفىّ، آمين.

ثم قال: شيخ له فى تحقيق العلوم قدم عال، وأشتات معال، وخاطر يجول فى أوسع مجال، فيبرز نفائس لآل، وعرائس جمال، ويأتى بسحر حلال، وبحر زلال، فضائل مثل الحصا كثرة، وخاطر يغرف من بحره.

كان عندنا بالشام مدة، وأقام يدرّس بالجامع الأموىّ فى كتب عدّة.

وهو محبّ معتقد، غير شان ولا منتقد، لطيف الذّات والطّباع، بخلاف من يأتى من تلك البقاع.

ثم قال: سلّم علىّ، وتردّد إلىّ، وسمع منّى، وأخذ عنّى.

وذكرت بحضوره قول ابن عباس، وتبعه الشّعبىّ، بجواز صلاة الجنازة بغير طهارة، فاستفاده وتلقّاه بالقبول، ثم أيّده بقول أبى حنيفة رحمه الله تعالى: يجوز التّيمّم لها مع وجود الماء، وأنها عنده لا تبطل بالقهقهة. وعلّل ذلك بأنها عنده صلاة من وجه، ودعاء من وجه.

وبحثت معه فى غير ذلك أيضا.

انتهى كلام البدر الغزّىّ، رحمه الله تعالى.

***

‌431 - أحمد البروسويّ، شمس الدين

(*)

من رجال «الشّقائق» .

ذكر أنه أخذ عن علاء الدين الجمالىّ، وغيره، وأنه صار مدرسا ببعض المدارس.

وأنه توفّى فى أوائل سلطنة السلطان سليمان بن السلطان سليم خان

(1)

.

قال: وكان عالما، عاملا، مشتغلا بالعلم الشريف آناء الليل وأطراف النهار، لا يفتر عن

(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 123،2/ 122.

وفى الأصول: «البرسوي» ، والمثبت فى الشقائق، نسبة إلى بروسة.

(1)

بويع للسلطان سليمان فى شوال، سنة ست وعشرين وتسعمائة.

ص: 135

ذلك، وكان له ذكاء مفرط، وذوق سليم، حلّ بهما كثيرا من غوامض العلوم

(1)

، وكانت له تعليقات وحواش كثيرة، ضاعت بعد وفاته.

***

‌432 - أحمد الرّومىّ الكرميانىّ

الشهير بشمس الدين الأصغر

(*)

قرأ على بعض الأفاضل، بالديار الرّوميّة، وصار مدرسا بمدارس متعددة، منها مدرسة السلطان سليم خان بن السلطان بايزيد خان، بمدينة إصطنبول، وهو أول مدرس بها.

وكان من فضلاء بلاده، وله مشاركة فى كثير من العلوم.

توفى سنة سبع وخمسين وتسعمائة، تغمده الله برحمته.

***

‌433 - أحمد، شمس الدين الرّومىّ

الشهير بقراجه أحمد

(**)

كان من فضلاء عصره بالديار الرّوميّة، وصار مدرسا بمدرسة السلطان بايزيد خان، بمدينة بروسة.

ومات وهو مدرس بها، فى أواسط شعبان، سنة أربع وخمسين وثمانمائة.

وكان كثير الاشتغال، مواظبا عليه، لكنه كان بطئ الفهم، ولم يزل مع ذلك يدأب ويحصّل، حتى بلغ بالتّكرار، مبلغ الأفاضل الأخيار.

وصنّف حواشى على المختصرات، انتفع بها كثير من الطلبة؛ منها: «حواش على شرح

(1)

مكان هذا فى الشقائق: «وقد حل بقوته الفكرية كثيرا من غوامض العلوم» .

(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 122،2/ 121.

وذكر أنه يقال له «اللازمى» ، وأنه من بلاد كرميان.

ومن أول هذه الترجمة، إلى قوله:«على سبيل المفاكهة بأصبهان» أثناء الترجمة رقم 440 ساقط من: س، وهو فى: ط، ن.

(**) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 323،1/ 322، كشف الظنون 1/ 207.

ص: 136

الرسالة الأثيريّة، فى الميزان» للحسام الكاتىّ

(1)

، و «حواش» على «شرح الشّمسيّة» للسيد/الشريف، و «حواش» على «شرح الشمسية» للتّفتازانىّ، و «حواش» على «شرح العقائد» له أيضا، رحمه الله تعالى.

***

‌434 - أحمد، شمس الدين، الرّومىّ

المشهور بدينقور أحمد

(*)

كان مدرسا ببعض البلاد الرّوميّة، ثم صار مدرسا بمدرسة السلطان بايزيد خان بن السلطان مراد الغازى، بمدينة بروسة.

وتوفّى، وهو مدرس بها.

وله تصانيف مفيدة؛ منها: «شرح المراح» فى الصرف، و «حواش» على «شرح آداب البحث» لمسعود الرّومىّ، و «شرح المقصود» فى الصرف.

***

‌435 - أحمد الرّومىّ، الشهير بشمس الدين الماشى

(**)

اشتغل، وحصّل، وصار مدرسا بمدينة أدرنة، بدار الحديث، وبمدرسة السلطان بايزيد بأماسية.

ومات وهو مدرس بها.

وكان فيما قيل: من فضلاء تلك الديار، وفقهائها، وكان يفتى بمدينة أماسية، رحمه الله تعالى.

***

(1)

فى الشقائق: «الكاتبى» ، وهو خطأ. انظر كشف الظنون 1/ 206.

(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 324،1/ 323.

وفيه: «الشهر بديك قوز» .

وهو من علماء دولة السلطان محمد خان، الذى بويع له سنة خمس وخمسين وثمانمائة، وكان انتهاء أمره سنة ست وثمانين وثمانمائة.

(**) لعله المترجم فى الشقائق النعمانية 509،1/ 508، وفيها أنه «الآماسى» ، وهو المناسب لما سيرد فى الترجمة.

ص: 137

436 -

أحمد الرّومىّ، الشهير بپير أحمد

(*)

وهو غير پير أحمد المشهور بالمجعول الأيدينىّ

(1)

.

قرأ على المولى أحمد باشا المفتى

(2)

، وغيره، وصار مدرسا بمدرسة السلطان مراد خان، ببروسة، وغيرها، وولى قضاء حلب.

ومات فى عشر الخمسين بعد التسعمائة.

وكان، فيما ذكر، من فضلاء الديار الرّوميّة، وممّن له مشاركة فى العلوم، وله تعليقات على بعض المباحث، رحمه الله تعالى.

***

‌437 - أحمد، السيد الشريف الحسينىّ

قاضى المدينة الشريفة.

أخو السيد حسن، نقيب الأشراف، الآتى ذكره فى محلّه، المشهور والده بالقاضى البغدادىّ.

قرأ، واشتغل، وحصّل، وصارت له فضيلة.

وولى تدريس إحدى الثّمان، ثم صار مدرسا بمدرسة السلطان بايزيد، بمدينة أماسية، ومفتيا بولايتها، ثم صار مدرسا بسليمانيّة دمشق، ومفتيا بها، ثم ولى قضاء المدينة المنورة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، واستمر بها قاضيا إلى أن مات.

وكان أبوه من فضلاء الديار الرّوميّة.

وله

(3)

«شرح» على تجريد الطّوسىّ، و «حاشية» على مباحث أغلاط الحسّ، من «شرح المواقف» للسيّد، وهى حاشية جيّدة، وغير ذلك.

(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 92،2/ 91.

(1)

وهو فى الشقائق النعمانية أيضا 1/ 633.

(2)

وهو أحمد بن حضر بك، كما فى الشقائق.

(3)

لست أدرى على من يعود الضمير، على المترجم أم على أبيه، ولعل الأول أولى.

ص: 138

كذا أخبرنى بعض الفضلاء بالديار الرّوميّة.

***

‌438 - أحمدى الشاعر الرّومىّ

(*)

المشهور فى تلك البلاد، قال ابن عرب شاه: هو شاعر الروم بالتّركىّ، وهو أظرف من نشأ من شعرائهم وأدبائهم.

له «إسكندر نامه» ، وله «ديوان» مشهور، وله كتاب يسمى «مرقاة الأدب» ، وشرح قصيدة الصّرصرىّ المصنّعة، التى يخرج من كلّ بيت منها حروف الهجاء كلّها، شرحا مفيدا شافيا، حقّق فيه أنواعا من العلوم، ومطلع هذه القصيدة:

أبت غير ثجّ الدّمع مقلة ذى حزن

كسته الضّنى الأوطان فى مشخص الظّعن

قال: وكلامه يوازى كلام ابن نباته، والحاجرىّ، وابن النّبيه، فى العربىّ.

وكان رجلا من أهل العلم والفضل.

وعمّر، وتوفّى فى أواخر سنة خمس عشرة وثمانمائة، ببلدة أماسيّة. انتهى.

وحكى صاحب «الشّقائق»

(1)

، أنه دخل هو، والمولى شمس الدين الفنارىّ، وحاجى باشا، على بعض مشايخ الصّوفيّة بمصر، يزورونه، فنظر إليهم،/وقال للمولى أحمدى: أنت تضيع عمرك فى الشّعر. وقال لحاجى باشا: أنت تضيع عمرك فى الطبّ. وقال لشمس الدين الفنارىّ: أنت تصير عالما ربّانيّا. فكان الأمر كما قال.

ومن نوادر المولى أحمدى

(2)

، أن تيمور لمّا دخل البلاد الرّوميّة، كان يكثر من مصاحبته، فدخل معه يوما الحمّام، فقال له تيمور: قوّم من معنا فى الحمّام.

فقال: نعم، هذا يساوى ألفا، وهذا يساوى كذا، وهذا كذا.

(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 111،1/ 110.

(1)

فى ترجمته، وفى ترجمة شمس الدين الفنارى 1/ 92.

(2)

القصة فى الشقائق النعمانية 1/ 111.

ص: 139

فقال تيمور: قوّمنى أيضا.

فقال له: أنت تساوى ثمانين درهما.

فقال له تيمور: إزارى وحده يساوى هذا المقدار.

فقال المولى أحمدى: وأنا إنما قوّمت الإزار، وأمّا أنت فلا تساوى درهما.

فاستحسن تيمور هذا الكلام، وضحك منه ضحكا كثيرا، ثم وهب له ما فى الحمّام، من آلات الذّهب والفضة، وكانت شيئا كثيرا.

***

‌439 - أحمد بن الزّاهد، الحاكم، العلاّمة

عرف بالحدّادىّ

(*)

صاحب كتاب «زلّة القارى» كذا فى «الجواهر» ، من غير زيادة.

***

‌440 - أحمد بن المصرىّ، الشيخ، الإمام الفاضل

الشاهد، الحنفىّ

توفّى سنة سبع وتسعين وثمانمائة.

كذا ذكره بعض المؤرّخين من غير زيادة، والله تعالى أعلم.

***

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 259، كشف الظنون 2/ 955.

وسماه فى كشفه الظنون «أحمد بن منصور» ، ولعله الصواب، فقد ذكر فى الجواهر قبل ترجمة أحمد بن منصور أبى نصر الإسبيجابي.

وذكر المصنف نسبة «الحدادى» فى الأنساب، ولم يذكره فيها، وكذلك ذكرها القرشى فى الجواهر 2/ 297.

ص: 140

‌فصل من اسمه أحمد شاذ، وإدريس، وأده بالى، وأرغون

‌441 - أحمد شاذ

(*)

كذا رأيته فى غالب الكتب والأشعار التى له فيها ذكر، وبعضهم كتبه أحمشاذ، فوصل بين الميم والشين، وأسقط الدال، وأتى به فى الشعر كذلك، بحيث لو أتى بالدّال لذهب الوزن فيه، ولعل إسقاط الدال لضرورة الشعر، والله تعالى أعلم.

وهو ابن عبد السلام بن محمود، أبو المكارم الغزنوىّ، الفقيه، الواعظ.

ذكره العماد الكاتب، فى «الخريدة»

(1)

، وأطال ترجمته، وساق كثيرا من أشعاره، فقال: كان من فحول العلماء، وقروم الفضلاء، بحرا متموّجا، وفجرا متبلّجا، وهماما فاتكا، وحساما باتكا، إذا جادل جدّل الأقران، وإذا ناظر بذّ النّظراء والأعيان.

شاهدته بأصبهان فى سنى ثلاث، أو أربع، أو خمس وأربعين وخمسمائة، وجاورته فوجدته بحسن المنظر والمخبر، ذا رواء ورويّة، ولمعان وألمعيّة، فصيح العبارة، صبيح الشّارة، متبحّرا فى العلوم، مالكا عنان التّصرّف فى إنشاء المنثور والمنظوم.

وكان عارفا بتفسير كتاب الله تعالى، ومدّة مقامه بأصبهان يعقد مجلس الوعظ بالجامع كلّ يوم أربعاء، ويتكلّم على التوحيد، باللّفظ السّديد، وملك من قبول القلوب، ما أدرك به كلّ مطلوب، وسمح بإفادة نسبه

(2)

، وإشاعة أدبه؛ لإشادة حسبه.

أذكر، وقد اقترح على فضلاء أصبهان، أن ينظم كلّ واحد منهم قصيدة على روىّ الذّال المعجمة، فكنت ممّن نظم، ورأيت عنده مجلّدين من القصائد الذّاليّة فيه على روىّ اسمه شاذ.

وله خاطر سمح باللفظ المبتكر، والمعنى المحرّر.

(*) ترجمته فى: «الجواهر المضية» ، برقم 288، وهو فيه:«أخمشاد» وانظر حاشيته، والوافى بالوفيات 8/ 308.

وفى الأصول: «أحمد شاد» بالدال المهملة فى جميع الترجمة، ولكن قصة العماد معه فى نظم القصائد على الذال المعجمة رجحت عندى أن «شاذ» بالذال المعجمة، فغيرته فى الترجمة كلها.

(1)

فى قسم العجم، وهو القسم الثانى الذى لم ينشر بعد.

(2)

فى ن: «نشبه» ، والمثبت فى: ط.

ص: 141

ومن شعره الذى أنشده لنفسه بأصفهان، من قصيدة

(1)

:

أمالك رقّى مالك اليوم رقّة

على صبوتى والحين من تبعاتها

سألت حياتى إذ سألتك قبلة

لى الرّبح فيها خذ حياتى وهاتها

/ومنها أيضا:

فمن مبلغ عنّى المعالى أنّنّى

سأقضى ولو يوما حقوق عفاتها

ووجدت مكتوبا على ظهر كرّاسة، بخطّه من شعره، هذين البيتين:

لو كنت ألف عام فى سجدة لربّى

شكرا لفضل يوم لم أقض بالتّمام

العام ألف شهر والشهر ألف يوم

واليوم ألف حين والحين ألف عام

وكتب إليه صديقى النّجيب أبو المعالى محمد بن مسعود بن القسّام، هذه الفتيا، على سبيل المفاكهة، بأصبهان

(2)

:

يا إمام الناس هل من حرج

لحبيب فى التثام لحبيب

برّح الشّوق به لكنّه

عاشق عفّ النّوى غير مريب

وتفانى صبره فى حبّه

لغزال فاتن الطّرف لبيب

فتعاطى قبلة فى غفلة

من عذول واستراق من رقيب

يا إمام الناس بيّن هل له

فى ثواب أو عقاب من نصيب

فأجابه شمس الدين أحمد شاذ، عنها:

أيّها السائل عن لثم الحبيب

أرعنى سمعك وافهم لأجيب

ما اقتضاه العشق فالزم فالذى

يقتضيه العشق فعل المستريب

ما على العاشق فى شرع الهوى

من ملام فى التثام لحبيب

أدرك الورد فإن شئت اقتطف

ما اقتطاف الورد بالبدع الغريب

خذ من احمد شاذ فتوى عالم

إنّه يخطئ فيها أو يصيب

وله من قصيدة:

يا عاذلى كفّ عنان التّلاح

ما أنا عن سكر هواه بصاح

(1)

البيتان فى: الجواهر المضية 1/ 360.

(2)

آخر الساقط من: س، والذى تقدمت الإشارة إلى ابتدائه فى صفحة

وقد ضبطت قافية الأبيات التالية بالسكون، لأن الجواب عليها لا بد من ورود قافيته ساكنة، لئلا يظهر فيها إقواء.

ص: 142

يقتلنى سيف لحاظ المها

ينشرنى رشف رضاب الملاح

ينطقنى خرس خلاخيلها

يخرسنى نطق حواشى الوشاح

ومنها:

لا أنس إلاّ أنس عهود الحمى

آلفنا الأنس بها والمزاح

(1)

نرجسنا الطّرف وما وردنا

من عرق العارض والرّيق راح

(2)

لم أشكر الوصل فحمّ النّوى

وعرّف الفجر ظلام الرّواح

فقبل ذا اليوم نشرت الهوى

وبعد ذا اليوم طويت الصّلاح

ومنها، فى التّخلّص إلى المدح:

أحلّ فى المجد بأوج السّها

وإلى الأرفع منه الطّماح

(3)

إلى بهاء الدولة المرتضى

محمد بدر سماء السّماح

وله، وقد ودّع أهل كرمان

(4)

، عند ارتحاله عنها إلى أصفهان، من قصيدة:

أتعذّبون متيّما بهواكم

لم يكفه تعذيبه بنواكم

ومنها:

/كرمان إن ضاقت بغرّ فضائلى

عذرا فقد ضاقت بها دنياكم

إن كان يرحل شخصه عن داركم

فلقد أقام فؤاده بذراكم

وله، وأظنّ أنها لغيره:

أفى قبلة خالستها منك عامدا

تعاتبنى سرّا وتهجرنى جهرا

(5)

........................

........................

(6)

وهى أساس الحواسّ.

والعين تؤنّث، وبها يتوصّل إلى الحقائق، والأذن تؤنّث، وبها يتوسّل إلى الدّقائق.

(1)

فى س: «لا أنس لا أنس عهود الحمى» ، والمثبت فى: ط، ن.

(2)

يعنى: وماء وردنا.

(3)

فى ط، ن:«ولى الأرفع» .

(4)

كرمان: ولاية مشهورة، بين فارس ومكران وسجستان وخراسان، معجم البلدان 264،4/ 263.

(5)

سقط من ط، ن:«جهرا» وهو فى: س.

(6)

هنا بياض فى الأصول، مقداره ثلاثة سطور.

ص: 143

واليد تؤنّث، وهى المتصدّية لتحبير الإنشاء، والعضد تؤنّث، وبها استقامت سائر الأشياء.

والسماء تؤنّث، وهى ترجى للإمطار، والأرض تؤنّث وهى تنتظر لنفحات الأزهار.

والفردوس تؤنّث، وهى مجمع أطايب الثّمار، وبها وعد الأخيار الأبرار.

والعين أعنى: الذهب. تؤنّث، ودونها مذلّة النفوس، والخمر تؤنّث، وزعموا أنها مطردة العبوس.

والدّرع تؤنّث، وبها يدفع الهلك، والقوس تؤنّث، وبها يحرز الملك.

وقد ذكر العماد الكاتب فى «الخريدة» ، لصاحب الترجمة من النثر والنظم غير ما ذكرناه، تركناه خوف الإطالة، وخشية الملل.

وبالجملة، فإنّه كان من أفاضل زمنه، ومحاسن أيّامه، تغمّده الله تعالى برحمته

(1)

.

***

‌442 - إدريس بن عبيد بن أبى أميّة

الطّنافسىّ

(*)

من بيت العلم، والفضل.

وسيأتى أخوه محمد، وعمر، ويعلى، وأبوهم عبيد، كلّ منهم فى محلّه.

قال الدّار قطنىّ: كلّهم ثقات. والله تعالى أعلم.

***

‌443 - إدريس بن على بن إدريس، أبو الفتح

النّيسابورىّ

(**)

قال السّمعانىّ: كان أديبا فاضلا، مليح الشّعر، رقيق الطّبع.

سمع يحيى بن عبد الله بن الحسين النّاصحىّ القاضى، وكان يدرّس الفقه، ويفتى، إلى أن مات. وفوّض إليه التدريس بالمدرسة السّلطانيّة بنيسابور.

(1)

لم يذكر المصنف سنة وفاته، وقد ذكر عبد القادر أنه توفى سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 290، وانظر اللباب 2/ 90، والأنساب 371 ظ.

(**) ترجمته فى: التحبير 128،1/ 127، الجواهر المضية، برقم 289، معجم البلدان 1/ 772.

ص: 144

وكانت ولادته غرّة شهر ربيع الآخر، سنة سبع وخمسين وأربعمائة.

ووفاته بنيسابور، سنة أربعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

وذكره العماد الكاتب فى «الخريدة»

(1)

، وساق له من الشعر قوله:

بليت بشادن فرد الجمال

بديع الحسن سحّار المقال

يزيد علىّ وجدا بعد وجد

ويضعفنى خيالا فى خيال

(2)

يواعدنى الوصال وقد يرانى

فمن يبقى إلى يوم الوصال

أؤمّل أن أنال مناى فيه

وطيب العيش فى طيب المنال

ولا عجب بأن يقضى طلابى

فإنّ الصّبح تثمره اللّيالى

وساق له من الشّعر أيضا غير ذلك، ولكن من شرطه هذه القطعة، والله أعلم.

***

‌444 - إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن

ابن الأسود الأودىّ

(*)

والد عبد الله. سمع منه ابنه هذا، وتفقّه عليه، وسيأتى فى بابه، إن شاء الله تعالى.

***

‌445 - اده بالى الرّومىّ القرمانىّ

(**)

ذكره صاحب «الشّقائق» ، وبالغ فى الثّناء عليه، وقال ما ملخّصه: إنه/ولد بقرمان

(3)

، واشتغل ببعض العلوم، ورحل إلى الديار الشاميّة، وقرأ على مشايخها، وأخذ عنهم التفسير، والحديث، والأصول، ثم رفع إلى بلاده، واتّصل بخدمة السلطان عثمان الغازى، ونال عنده القبول التّامّ، والحظّ الوافر.

(1)

فى القسم الثانى، وهو قسم العجم، الذي لم يطبع بعد.

(2)

لعل الصحيح: «خبالا فى خبال» .

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 291.

وعبد الله ولده ولد سنة عشرين ومائة، وتوفى سنة اثنتين وتسعين ومائة، وأخذ عن أبيه، فالمترجم من رجال القرن الثانى.

(**) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 68،1/ 67.

(3)

فى الشقائق: «ولد بالبلاد القرامانية» .

ص: 145

وكان أرباب الدولة يراجعونه فى الأمور الشّرعيّة والعرفيّة، وكان عاملا، عابدا، زاهدا، مقبول الدعاء، مسموع الكلام.

وقد بنى زاوية ينزل بها المسافرون، وكان السلطان عثمان يجئ إليه فى الزاوية المذكورة بعض الأوقات، ويبيت معه بها، ويقال: إنه بات بها ليلة، فرأى فى المنام أن قمرا خرج من حضن الشيخ، ودخل فى حضنه، ثم نبت من سرّته عند ذلك شجرة عظيمة، سدّت أغصانها الآفاق، وتحتها جبال كثيرة، تتفجّر الأنهار منها، والناس ينتفعون بها، ويسقون دوابّهم وبساتينهم، فقصّ هذه الرّؤيا على الشيخ، فقال: لك البشرى، نلت مرتبة السّلطنة أنت وأولادك، وينتفع بكم الناس.

وكان للشيخ بنت فزوّجها للسلطان عثمان، رجاء فى أن يكون هذا النّسل من ذرّيته، وقد حقّق الله رجاءه.

وكانت وفاته سنة ست وعشرين وسبعمائة، عن مائة وعشرين سنة، وكانت وفاة

(1)

بنته زوج السلطان بعده بشهر، ثم بعد مضىّ ثلاثة أشهر من وفاتها مات السلطان عثمان، رحمهم الله تعالى.

***

‌446 - أرغون الدّاوادار النّاصرىّ

(*)

نائب حلب، وليها من قبل النّاصر محمد بن قلاوون، فى سنة سبع وعشرين وسبعمائة، وحكم بها أربع سنين، وباشر نيابة السّلطنة بالدّيار المصريّة، ستّ عشرة سنة.

قال أبو الفضل محبّ الدين ابن الشّحنة: كان أميرا كبيرا، معظّما مبجّلا، محترما فى الدولة، ذا وقار ومهابة، ورأى وتدبير، ويحكم بالشرع الشريف.

قرأ، وحصّل.

وقال أبوه

(2)

: فى تاريخه المسمّى ب «روض المناظر، فى علم الأوائل والأواخر» فى

(1)

ساقط من: ط، وهو فى: ن، وفى س:«وماتت بنته» .

(*) ترجمته فى: الدرر الكامنة 1/ 374، روض المناظر على هامش الكامل 170،12/ 169، النجوم الزاهرة 9/ 288، 289.

(2)

فى الأصول: «ابنه» ، وهو خطأ، فإن صاحب روض المناظر هو أبو الوليد محب الدين محمد بن محمد بن الشحنة، أبو السابق أبى الفضل محب الدين محمد بن محمد بن محمد، ابن الشحنة.

ص: 146

ترجمة أرغون المذكور: وكان فقيها حنفيّا، ورعا، أذن له بالإفتاء على مذهبه، وسمع «صحيح البخارىّ» ، على الشيخ أبى العباس أحمد بن الشّحنة الحجّار، ووزيرة

(1)

بنت عمر بن أسعد بن المنجّى، بمصر، فى سنة خمس عشرة وسبعمائة، بقراءة الشيخ أبى حيّان، قال:

وكتب منه مجلّدا بخطّه.

وقال ابن خطيب النّاصريّة: وكتب «صحيح البخارىّ» بخطّه، وسمعه على أبى العباس الحجّار. انتهى.

وقال صاحب: «درّة الأسلاك» ، فى حقّه: أمير مناضل، وفقيه فاضل، ونائب كم رفع من نوائب، ومقدّم قدمه راسخ وسهمه صائب.

كان مبجّلا، معظّما، معزّزا، مكرّما، محترما فى الدولة، معدودا من أرباب الصّون والصّولة، ذا وقار ومهابة، وأوامر مقرونه بالإجابة، ورأى وتدبير، وتدقيق وتحرير.

يحكم بالشرع الشريف، وينصر المظلوم ويعين الضّعيف، ويكثر من محبّة أهل العلم، ويجتمع بهم ويذاكرهم فى حالتى الحرب والسّلم.

قرأ وحصّل، وأجمل وفصّل، وجمع كتبا نفيسه، واتّخذ كلاّ منها أنيسه وجليسه.

وكتب/ «صحيح البخارىّ» بخطّه المأهول بالضّبط والتّبيان، وسمعه على أبى العباس أحمد الحجّار بقراءة الأستاذ أثير الدّين أبى حيّان.

وباشر نيابة السّلطنة بالدّيار المصريّة، ستّ عشرة سنة، واستمرّ بحلب أربع سنين، ثم لحق بجوار من تكلّ عن وصفه الألسنة، رحمه الله تعالى.

وذكره ابن حجر، في أنباء المائة الثامنة، وقال فى حقّه: اشتغل على مذهب الحنفيّة، ومهر فيه إلى أن صار يعدّ فى أهل الإفتاء.

وكانت له عناية بالكتب عظيمة، جمع منها جمعا ما جمعه أحد من أبناء جنسه، وكان الناس قد علموا رغبته فى الكتب، فهرعوا إليه بها.

(1)

ويقال لها: ست الوزراء. انظر الدرر الكامنة 5/ 181،2/ 223.

ص: 147

وكان خيّرا ساكنا، قليل الغضب، حتى يقال: إنه لم يسمع منه أحد طول نيابته بمصر وحلب، كلمة سوء، وكان للملك به جمال.

وكان له حنوّ على ابن الوكيل، وأبى حيّان، وابن سيّد الناس، وغيرهم. انتهى.

وأرغون هذا، هو الذى أمر بحفر نهر السّاجور، وإجرائه إلى حلب، وجمع الناس على ذلك، واجتهد فيه بحيث كمل فى نحو ستة أشهر، وأنفق عليه جملة من المال، وكان يوم وصوله يوما مشهودا، وكان قبل أرغون هذا بعض النّوّاب قصد سوقه إلى حلب، كما فعل أرغون، فقيل: من ساقه يموت من عامه. فتأخّر عنه، وقيل مثل ذلك لأرغون، فقال: لا أرجع عن خير عزمت عليه.

فقدّر الله تعالى أنه مرض، ومات من عامه، سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.

وأنشد القاضى شرف الدين الحسين بن ريّان، فى إجراء نهر السّاجور، قوله

(1)

(2)

لمّا أتى نهر السّاجور قلت له

كم ذا التّأخّر من حين إلى حين

(3)

فقال أخّرنى ربّى ليجعلنى

من بعض معروف سيف الدّين أرغون

وأنشد القاضى بدر الدين حسن بن حبيب

(4)

:

قد أضحت الشّهباء تثنى على

أرغون فى صبح وديجور

(5)

من نهر السّاجور أجرى بها

للناس بحرا غير مسجور

وبالجملة، فقد كان من خيار الحكّام، ومحاسن ولاة الأنام.

ولمّا مات، رحمه الله تعالى، كان عمره نحو الخمسين، ودفن فى تربته التى أنشأها بسوق الخيل بين بابى القوس

(6)

.

***

(1)

الساجور: اسم نهر بمنبج، هكذا يذكر ياقوت فى معجم البلدان 2/ 8، وقد ذكر ابن تغرى بردى، وابن حجر، أن أرغون أجراه إلى حلب.

(2)

البيتان فى: النجوم الزاهرة 9/ 289، وروض المناظر 12/ 170.

(3)

فى النجوم: «ماذا التأخر» .

(4)

البيتان أيضا فى النجوم الزاهرة 9/ 289، وروض المناظر 12/ 170.

(5)

فى النجوم: «قد أصبحت الشهباء» .

(6)

فى ط، ن:«السوق» ، والمثبت فى: س، وروض المناظر.

ص: 148

‌باب من اسمه إسحاق

‌447 - إسحاق بن إبراهيم بن موسى

الوزدولىّ

(*)

من أهل الحديث، صنّف الكتب والسّير، وهو ثقة، مستقيم الحديث.

تفقّه على أبيه المتقدم ذكره

(1)

.

***

‌448 - إسحاق بن إبراهيم بن نصرويه، أبو إبراهيم

السّمرقندىّ، الخطيبىّ

(**)

أخو الإمام أبى الحسن على الخطيبىّ

(2)

.

شيخ أصحاب أبى حنيفة، وعالمهم فى زمانه.

حدّث عن أبى عمرو بن صابر، وأبى إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملى، ومحمد بن أحمد ابن شاذان، وطائفة.

روى عنه [أخوه]

(3)

علىّ، وغيره.

ومات سنة إحدى عشرة وأربعمائة.

***

(*) ترجمته فى: الأنساب 582 ظ، تاريخ جرجان 87، تذكرة الحفاظ 2/ 562، الجواهر المضية، برقم 292، وانظر حاشيته.

(1)

تقدم برقم 99.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 293، الفوائد البهية 44،43، كتائب أعلام الأخيار، برقم 164. وقد اختلط صدر ترجمته فيهما بعجز الترجمة الآتية برقم 450.

(2)

تأتى ترجمته، وتقدمت ترجمة أبيه، برقم 101.

(3)

ساقط من: ط، ن، وهو فى: س، والجواهر.

ص: 149

‌449 - إسحاق بن إبراهيم بن خالد بن محمد الطّلقىّ

المؤذّن، أبو بكر

الأسترآباذيّ

(*)

روى عنه علىّ بن الحسن/الأصبهانىّ، وأحمد بن سعيد بن عثمان الثّقفىّ الطّبرىّ، ومحمد بن إبراهيم بن مطرّف، وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدىّ، وغيرهم.

روى عن محمد بن خالد الحنظلىّ الرّازىّ، وعفّان بن سيّار، ويزيد بن هارون، وغيرهم.

حكى أبو زرعة محمد بن إبراهيم المؤذّن، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن هارون بن عيسى الأسترآباذيّ يقول: إسحاق بن إبراهيم أبو بكر الطّلقىّ، كان من أهل الرّأى، ويقول:

الإيمان قول وعمل

(1)

.

مات فى شوال، سنة أربع وستين ومائتين.

كذا نقلت هذه الترجمة من «تاريخ جرجان» ، ولم يذكر صاحب «الجواهر» هذه الترجمة، ولا تعرّض لصاحبها، والله تعالى أعلم.

***

‌450 - إسحاق بن إبراهيم، أبو يعقوب

الخراسانىّ، الشّاشىّ

(**)

ذكره ابن يونس فى «الغرباء الذين قدموا مصر» ، وكان يتفقّه على مذهب أبى حنيفة، وكان فقيها.

(*) ترجمته فى: تاريخ جرجان 473،472.

وضبط ابن الأثير «الطلقى» بفتح الطاء واللام. انظر اللباب 2/ 89.

(1)

يعد هذا فى تاريخ جرجان: «يزيد. رجاء أن يأمر عمار بن رجاء أن يكتب عنه، فقال لنا عمار: لا تكتبوا عنه، فإنه لا يقول: ينقص» . وهى تكملة لازمة.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 294، الفوائد البهية 44،43، كتائب أعلام الأخيار، برقم 164، وجاء فيهما عجز ترجمته مختلطا مع صدر الترجمة رقم 448 السابقة، وقد أشرت إلى ذلك من قبل.

ص: 150

وكان يتصرّف مع قضاة مصر، ويلى قضاء بعض أعمال مصر، وكتبت

(1)

عنه حكايات وأحاديث، وكان يروى «الجامع الكبير» عن زيد بن أسامة، عن أبى سليمان الجوزجانىّ، عن محمد بن الحسن، وكان ثقة.

توفّى بمصر، سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.

***

‌451 - إسحاق بن أحمد بن شيث، أبو نصر، البخارىّ

المعروف بالصّفّار

(*)

قدم بغداد حاجّا، فى سنة خمس وأربعمائة، وحدّث بها عن نصر بن أحمد بن إسماعيل الكشانىّ.

قال الخطيب: حدّثنى عنه الحسن بن على بن محمد المذهب

(2)

، وأثنى عليه خيرا.

***

‌452 - إسحاق بن إسماعيل بن إبراهيم بن شعيب

ابن محمد بن إدريس، القاضى

نجم الدين، القرمىّ

(**)

ذكره السّيوطىّ، فى «أعيان الأعيان» ، وقال: ولد قبل تسع وسبعين، وولى قضاء العسكر، ومشيخة مدرسة قايتباى.

مات فى صفر، سنة ثمان وثمانمائة، رحمه الله تعالى.

وذكره السّخاوىّ فى «ضوئه» ، وقدّم إبراهيم على إسماعيل، فى النسخة التى نقلت

(1)

ضبطت بعض النسخ التاء بالضم، ولعل الضمير حينئذ راجع إلى ابن يونس.

(*) ترجمته فى: بغية الوعاة 1/ 438، تاريخ بغداد 6/ 403، الجواهر المضية، برقم 295، معجم الأدباء 6/ 66 - 69، الوافى بالوفيات 402،8/ 401، وانظر: كشف الظنون 2/ 1428.

وترجمه الكفوى واللكنوى باسم: «إسحاق بن شيث، المعروف بالصفار» ، وقالا:«أخذ عنه ابنه أبو نصر الفقيه الصفار أحمد بن إسحاق» . كتائب أعلام الأخيار، برقم 234، الفوائد البهية 44.

(2)

فى س: ضبطت الكلمة بضم الميم وفتح الذال والهاء المشددة المفتوحة، ضبط قلم. وضبطه المثبت من الأنساب 518 ب، واللباب 3/ 117، وترجمته فى تاريخ بغداد 7/ 390.

(**) ترجمته فى: الضوء اللامع 2/ 276، نظم العقيان 93،92.

ص: 151

منها، وأثنى عليه، وذكر أنه يقال له: الإماميّ؛ لأنه فيما قيل، ينتسب إلى الإمام أبى منصور الماتريدىّ.

وقال: بلغنى أنه أخذ عن حافظ الدين البزّازىّ، والله تعالى أعلم.

***

‌453 - إسحاق بن أبى بكر بن إبراهيم بن هبة الله بن طارق

ابن سالم، أبو الفضل، كمال الدين، ابن النّحّاس

الأسدىّ، الحلبىّ

(*)

ذكره العلاّمة قاضى القضاة علاء الدين فى «تاريخه» ، وقال: من بيت كبير معروف، قيل: إن أصلهم من نواحى بغداد.

ولد بحلب، سنة ثلاث أو أربع وثلاثين وستمائة، وقيل: سنة ثمان وعشرين تقريبا، فى حدود الثلاثين وستمائة، وقال فى «تاريخه»: سنة ثمان وعشرين.

سمع من ابن خليل، ويعيش، وابن رواحة، وابن قميرة.

إلى أن قال: ورتّب مسمعا بدار الحديث الأشرفيّة، بعد ابن مشرّف، ونسخ الأجزاء، وخرّج له أبو عبد الله الوالى

(1)

جزءا، عن أربعين شيخا، وجد فى سماعه نحو الأربعمائة جزء، سوى المجلّدات الكبار.

وكان ترك النّسخ، واشتغل بالتجارة فى النّحاس، ثم ترك ذلك، ولازم المدرسة، وحضر الدروس، وحدّث بالكثير، وقصده الطلبة.

وللحافظ أبى عبد الله الذّهبىّ فيه مديح

(2)

.

وممّن سمع منه السّبكىّ، ومحمود بن خليفة، ومحمد بن المزيّن، وهو فقيه ابن فقيه.

وكانت وفاته فى آخر ليلة السبت، سادس عشر/شهر رمضان، سنة عشر وسبعمائة، بدمشق، وصلّى عليه ظهر السبت بالجامع، ودفن بمقابر باب الصّغير.

(*) ترجمته فى: الدرر الكامنة 380،1/ 379.

(1)

فى س: «الوانى» .

(2)

ذكره الذهبى فى المعجم المختص، كما فى الدرر.

ص: 152

كذا ترجمة أحمد بن محمد بن العلاّمة محبّ الدين ابن الشّحنة، ومن خطّه نقلت، وهو من خطّ جدّه نقل.

وذكره ابن حبيب، وقال فى حقه: كبير من بيت معروف، وجليل على فعل الخير موقوف، لقى النّبيه، ورأى النبيل، وسمع الكثير ومعظم سماعه على ابن خليل.

حدّث وأفاد وروى، وأخذ الطلبة عنه جملة من حديث من لا ينطق عن الهوى.

وكانت وفاته بدمشق، عن نيّف وثمانين سنة.

وأرّخ وفاته كما سبق، رحمه الله تعالى.

***

‌454 - إسحاق بن البهلول بن حسّان بن سنان

أبو يعقوب، التّنوخىّ

(*)

من أهل الأنبار، رحل فى طلب الحديث، إلى بغداد، والكوفة، والبصرة، والمدينة، ومكة.

وسمع أباه البهلول بن حسّان، ويحيى بن آدم، ووكيع بن الجرّاح، وأبا معاوية الضّرير، ويعلى، ومحمدا، ابنى عبيد، وأبا يحيى الحمّانىّ، وإسماعيل بن عليّة، ويحيى بن سعيد القطّان، وعبد الرحمن بن مهدىّ، وسفيان بن عيينة، وخلائق كثيرين.

وكان ثقة، صنّف «المسند» ، وحدّث ببغداد؛ فروى عنه إبراهيم الحربىّ، وأبو بكر ابن أبى الدّنيا، ويحيى بن صاعد، وابناه؛ البهلول، وأحمد، وابن ابنه يوسف بن يعقوب الأزرق، والقاضى أبو عبد الله المحاملىّ.

(*) ترجمته فى: إيضاح المكنون 2/ 426، تاج التراجم 17،16، تاريخ بغداد 6/ 366 - 369، تذكرة الحفاظ 2/ 518، 519، الجواهر المضية، برقم 296، دول الاسلام 1/ 152، شذرات الذهب 2/ 126، العبر 2/ 3، الوافى بالوفيات 8/ 408.

وتجد ذكره فى: البداية والنهاية 11/ 11، وفيات الأعيان 2/ 194.

وترجمه ابن السبكى فى طبقات الفقهاء الشافعية، المعروف بالطبقات الوسطى.

انظر حاشية طبقات الشافعية الكبرى 2/ 93.

كما ترجمه ابن أبى يعلى، فى طبقات الحنابلة 1/ 111.

ص: 153

أخذ الفقه عن الحسن بن زياد اللّؤلؤىّ، وعن الهيثم بن موسى، صاحب أبى يوسف.

وله مذاهب اختارها، وانفرد بها.

وكان حسن العلم باللغة، والنحو، والشعر، وصنّف كتابا فى الفقه، سماه «المتضادّ» و «كتابا فى القراءات» ، وصنّف فى غير ذلك من أنواع العلم.

وكان سمحا، سخيّا، يأخذ من أرزاقه بمقدار القوت، ويفرّق ما يبقى بعد ذلك على ولده، وأهله، والأباعد، ويفرّق فى أيام كلّ فاكهة شيئا كثيرا منها، وكان له غلام وبغل يستقى الماء ويصبّه لقراباتهم.

وحدث أحمد بن يوسف الأزرق، عن عمّه إسماعيل بن يعقوب، عن عمه البهلول بن إسحاق، قال: استدعى المتوكل أبى إلى سرّ من رأى، حتى حدّثه، وسمع منه، وقرئ له عليه حديث كثير، ثم أمر فنصب له منبر، فكان يحدّث عليه، وحدّث بالمسجد الجامع بسرّمن رأى، وفى رحبة زيرك، بالقرب من باب الفراعنة، وأقطعه إقطاعا مبلغه فى كلّ سنة اثنا عشر ألفا، ورسم له صلة بخمسة آلاف درهم فى السنة، فكان يأخذها، وأقام إلى أن قدم المستعين بالله بغداد، فخاف أبى من الأتراك أن يكسبوا الأنبار، فانحدر إلى بغداد عجلا، ولم يحمل معه شيئا من كتبه، فطالبه محمد بن عبد الله بن طاهر

(1)

أن يحدّث، فحدّث ببغداد من حفظه بخمسين ألف حديث، ولم يخطئ فى شئ منها.

وقال ابن الأزرق: حدّثنى القاضى أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول، قال: تذاكرت أنا ومحمد بن صاعد، ما حدّث به جدّى ببغداد، فقلت له: قال لى أنيس المستملى: حدّث أبو يعقوب بن إسحاق بن البهلول ببغداد، من حفظه بأربعين ألف حديث.

فقال لى أبو محمد بن صاعد: لا يدرى أنيس ما قال، حدّث إسحاق بن البهلول، من حفظه ببغداد، بأكثر من خمسين ألف حديث/.

(1)

فى الأصول: «ظاهر» ، وهو خطأ، لأن الذى كان يتولى أمر بغداد آنئذ، هو محمد بن عبد الله بن طاهر الخزاعى، المتوفى سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

وانظر تاريخ بغداد 6/ 368.

ص: 154

وقال أبو طالب: كنت مع أبى ببغداد، وأنا جالس على باب داره، فخرج من عنده جماعة من أصحاب الحديث، وهم يقولون: قد حدّث بالحديث الفلانىّ، عن سفيان بن عيينة، فأخطأ فيه، قال: كذا، وإنما هو كذا-لم يقم أبو طالب على ذكر الحديث.

قال أبو طالب: فدخلت على أبى، فأعلمته ما قالوا، فقال: يا غلام ارددهم. فردّهم، فقال لهم: حدّثنى سفيان بن عيينة بهذا الحديث، كما حدّثتكم به، وحدّثنى به سفيان بن عيينة مرة أخرى بكيت وكيت، فذكر الوجه الذى قالوه، ثم قال: وأنا فيما حدّثتكم به أثبت من يدى على زندى.

وكانت ولادته بالأنبار، سنة أربع وستين ومائة.

ومات بها، فى سنة اثنتين وخمسين ومائتين، رحمه الله تعالى.

وقد ذكر ابن السّبكىّ، إسحاق هذا فى «طبقات الشافعية»

(1)

، وذكر أنه روى عن الشّافعىّ، وكأنه إنما ذكره لروايته هذه فقط، لا لكونه شافعيّا، فإن إسحاق هذا، وجميع أهل بيته، كانوا حنفيّة بلا تردّد، والله تعالى أعلم.

***

‌455 - إسحاق بن عبد الله بن إسحاق

أبو يعقوب، النّصرىّ

(*)

شيخ أصحاب أبى حنيفة، وعالمهم، وفقيههم، بجرجان.

روى عن أبى علىّ الصّوّاف، ودعلج، ومحمد بن إبراهيم الشافعىّ، ونعيم بن عبد الملك، ومحمد بن الحسين بن ماهيان

(2)

.

وروى عنه ولده الرّضىّ بن إسحاق النّصرىّ

(3)

.

(1)

ذكره ابن السبكى فى طبقات الشافعية الوسطى، وانظر حاشية طبقات الشافعية الكبرى 2/ 93. كما ذكره ابن أبى يعلى، فى طبقات الحنابلة 1/ 111.

(*) ترجمته فى: تاريخ جرجان 124، الجواهر المضية، برقم 297.

وفى الأصول: «عبيد الله

البصرى»، وهو خطأ، صوابه فى تاريخ جرجان، فى ترجمة والده صفحة 225، وجاء «النصرى» على الصواب فى الأنساب، آخر الكتاب.

(2)

فى تاريخ جرجان: «ماهيار» .

(3)

فى الأصول: «البصرى» ، وقد تقدم الكلام على ذلك.

ص: 155

ذكره السّهمىّ، فى «تاريخ جرجان» ، وقال: من أصحاب أبى حنيفة، وكان يومئذ رئيس أهل مذهبه.

مات فى المحرّم، سنة ست وتسعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌456 - إسحاق بن على بن يحيى

الملقّب نجم الدين، أبو الطّاهر

(*)

شيخ الحنفيّة فى وقته.

ولى نيابة الحكم بالقاهرة، عن القاضى معزّ الدين

(1)

، ودرّس بالمنصوريّة

(2)

، والفارقانيّة

(3)

، والحساميّة

(4)

، وهو أوّل مدرّس بهما، وثانى مدرّس بما قبلهما.

مات فى خامس المحرّم، سنة إحدى عشرة وسبعمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌457 - إسحاق بن الفرات بن الجعد بن سليم، أبو نعيم

الكندىّ، التّجيبىّ، المصرىّ، القاضى

(**)

ولد سنة خمس وثلاثين ومائة.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 298، الدرر الكامنة 1/ 381، الفوائد البهية 44، كتائب اعلام الأخيار، برقم 491، كشف الظنون 2/ 2038.

(1)

فى الدرر: «معز الدين النعمانى» .

(2)

المدرسة المنصورية بجامع قلاوون، بناها المنصور قلاوون، سنة أربع وثمانين وستمائة، وهى بجامعه الموجود بشارع المعز لدين الله (بين القصرين سابقا).

انظر حاشية النجوم الزاهرة 326،7/ 325.

(3)

تقدم الحديث عنها.

(4)

نسبة إلى الأمير حسام الدين أبو سعيد طرنطاى بن عبد الله المنصورى، المتوفى سنة تسع وثمانين وستمائة. انظر النجوم الزاهرة 384،7/ 383، وانظر: تحديد البقعة التى أنشئت فيها المدرسة فى النجوم الزاهرة (الحاشية) 4/ 52.

(**) ترجمته فى: ترتيب المدارك 460،2/ 459، تهذيب التهذيب 247،1/ 246، الجواهر المضية، برقم 299، حسن المحاضرة 2/ 142،1/ 305، خلاصة تذهيب تذهيب الكمال 29، دول الاسلام 1/ 127، الديباج المذهب 1/ 298، رفع الإصر 1/ 112 - 115، العبر 1/ 344، ميزان الاعتدال 1/ 195، الوافى بالوفيات 8/ 421، الولاة والقضاة 393.

والمترجم مالكى، لقى أبا يوسف وأخذ عنه، ولذا ترجمه التميمى.

ص: 156

لقى أبا يوسف القاضى، وأخذ عنه الفقه، وكان من كبار أصحاب مالك، قاله أبو عمر الكندىّ.

مات بمصر، سنة أربع ومائتين.

روى له النّسائىّ.

***

‌458 - إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن محمد [بن محمد] بن نوح

ابن زيد بن نعمان بن عبد الله بن الحسين بن زيد بن نوح

النّوحىّ، الخطيب، النّسفىّ

(*)

أخو القاضى إسماعيل النّوحىّ، من بيت العلم والفضل.

وكان إسحاق هذا فقيها فاضلا، عمّر كثيرا، وتولّى الخطابة.

وحدّث عن أبى بكر محمد بن عبد الرحمن المقرى، وأبى مسعود أحمد بن محمد الرّازىّ، وغيرهما.

روى عنه أبو المحامد محمود بن أحمد بن الفرج السّاغرجىّ، وأحمد بن محمد ابن عبد الجليل، وغيرهما.

وكانت ولادته فى صفر، سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.

ووفاته بنسف، ليلة الجمعة، التاسع والعشرين من جمادى الأولى، سنة ثمان عشرة وخمسمائة.

قال فى «الجواهر» : كذا رأيته فى «الأنساب» للسّمعانىّ بخطّى

(1)

، ورأيته فى مسوّدة هذا الكتاب التاسع عشر.

***

(*) ترجمته فى: الأنساب 570 و، الجواهر المضية، برقم 300، اللباب 242،3/ 241، وما بين القوسين من الأنساب واللباب.

(1)

وهو يوافق ما بين أيدينا من كتاب الأنساب، وكذلك فى اللباب.

ص: 157

‌459 - إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن زيد

أبو القاسم، القاضى، الحكيم

السّمرقندىّ

(*)

ذكره/أبو سعد السّمعانىّ، وقال: روى عن عبد الله بن سهل الزّاهد، وعمرو بن عاصم المروزىّ.

روى عنه عبد الكريم بن محمد الفقيه السّمرقندىّ، فى جماعة.

وتولّى قضاء سمرقند، وحمدت سيرته، ولقّب بالحكيم؛ لكثرة حكمته ومواعظه.

مات فى المحرّم، يوم عاشوراء، سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، بسمرقند. رحمه الله تعالى.

***

‌460 - إسحاق بن محمد أميرك المرغينانىّ

(**)

أحد مشايخ أصحاب أبى حنيفة فى وقته، وهو والد أسعد الآتى ذكره فى بابه، إن شاء الله تعالى.

***

(*) ترجمته فى: الأنساب لوحة 172 ظ، الجواهر المضية، برقم 301، الفوائد البهية 44، كتائب أعلام الأخيار، برقم 189، كشف الظنون 2/ 1008، اللباب 1/ 310. وهو فى الأنساب:«إسحاق بن إسماعيل بن إبراهيم بن زيد» .

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 302.

هذا ولم يذكر المصنف تاريخ وفاته، كما لم يذكر تاريخ وفاته ولده أسعد الآتى، ولكنه ذكر فى ترجمة حفيده صاعد أن صاحب الهداية ذكره فى مشيخته، وصاحب الهداية هو برهان الدين أبو الحسن على بن أبى بكر بن عبد الرحمن الفرغانى المرغينانى، توفى سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، فلعل إسحاق المترجم من رجال القرن السادس.

ص: 158

‌461 - إسحاق بن محمد بن حمدان بن محمد بن عبد الله

ابن محمد بن نوح، أبو إبراهيم الجبنّىّ، بضم الجيم

والباء الموحدة، وفى آخرها النون المشددة

نسبة إلى الجبنّ

(*)

قال السّمعانىّ: روى عن أبى محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثىّ السّبذمونىّ

(1)

.

روى عنه ابنه أبو نصر.

توفّى أبو ابراهيم فى مستهلّ ذى القعدة، سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.

قال الخطيب: كان أحد الفقهاء على مذهب أبى حنيفة-يعنى إسحاق بن محمد بن حمدان-قدم بغداد حاجّا.

كذا فى «الجواهر» .

***

‌462 - إسحاق بن محمد، أبو القاسم

المعروف بالحكيم السّمرقندىّ

(**)

أخذ عن الماتريدىّ الفقه، والكلام.

ذكره فى «الجواهر» ، وقال: أظنّه الذى قبله

(2)

.

***

(*) ترجمته فى: الأنساب لوحة 122 و، تاريخ بغداد 6/ 402، الجواهر المضية، برقم 303، اللباب 1/ 210.

وفى ن: «إسحاق بن محمد بن أحمد» ، وهو خطأ، صوابه فى: س، ط، والمصادر السابقة.

(1)

نسبة إلى قرية من قرى بخارى. اللباب 1/ 528.

وفى الأصول: «روى عن أبى يعقوب الحارثى السبذمونى» ، وهو خطأ نقله المصنف عن الجواهر، والصواب فى: اللباب، والرسم فى الأنساب:«النبيذ المرنى» .

(**) ترجمته فى: «الجواهر المضية، برقم 304.

(2)

أى الذى مضى برقم 459، وقد جمع صاحب الفوائد البهية فى ترجمة السابق بين ما ورد فيها فى الجواهر المضية، وما جاء هنا فى هذه الترجمة، من أنه أخذ عن الماتريدى. انظره صحفة 44.

ص: 159

‌463 - إسحاق بن يحيى بن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل، أبو محمد

الآمدىّ الدّمشقىّ، الفقيه، المحدّث

(*)

قال ابن حجر: درّس بدار الحديث بالظّاهريّة، بدمشق، وسمع ابن خليل

(1)

، وحمدان بن شيث

(2)

والمجد ابن تيميّة، وله مشاركة حسنة فى عدّة علوم.

وتوفّى بدمشق، سنة خمس وعشرين وسبعمائة عن ثلاث وثمانين سنة.

وذكره ابن شاكر فى «عيون التواريخ» ، وذكر أنه ولد فى سنة أربعين وستمائة.

وأنه سمع من الشيخ مجد الدين ابن تيميّة، وحمدان بن شيث، ويوسف بن خليل، والضّياء صقر، وابن سعد، وكمال الدين ابن العديم، وجماعة.

واشتغل بالفقه على مذهب أبى حنيفة، ورتّب بالمدارس، ودور الحديث، وشهد على القضاة، واشتهر بالعدالة، وكان كثير المداخلة للأكابر، وعلى ذهنه أناشيد وحكايات مطبوعة، وعنده تواضع، وكيس، وقضاء حوائج.

وتولّى مشيخة دار الحديث الظّاهريّة، إلى أن مات.

وتفرّد بالرّواية عن ابن خليل، وقصده الناس للتّسميع، وكان سهلا فيه، محبّا للرواية.

تغمّده الله تعالى برحمته.

***

(*) ترجمته فى: البداية والنهاية 14/ 120، الجواهر المضية، برقم 305، الدارس 1/ 357، الدرر الكامنة 382،1/ 38، من ذيول العبر (ذيل الذهبى) 141، الوافى بالوفيات 8/ 430. ولقبه:«عفيف الدين» .

(1)

أى يوسف بن خليل، كما فى الدرر.

(2)

لم يرد فى الدرر ذكر حمدان بن شيث، والحق أن هذا النقل الذى عزاه المصنف إلى ابن حجر، هو من مقول عبد القادر فى الجواهر المضية.

ص: 160

‌464 - إسحاق بن يوسف الأزرق بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول

ابن حسّان، أبو يعقوب، التّنوخىّ

(*)

من البيت المشهور بالفضل، والعلم، والرّواية.

حدّث عن أبى سعيد العدوىّ.

روى عنه أخوه أبو غانم محمد الآتى، فى محلّه، إن شاء الله تعالى.

***

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 306.

ولم يذكر المؤلف سنة وفاته، وقد توفى والده أبو بكر يوسف بن يعقوب سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، عن اثنتين وتسعين سنة، فالمترجم من رجال القرن الرابع. انظر اللباب 1/ 36.

ص: 161

‌باب من اسمه أسد، وإسرائيل، وأسعد

‌465 - أسد بن عمرو بن عامر بن عبد الله بن عمرو بن عامر بن أسلم

أبو المنذر، وقيل: أبو عمرو، القشيرىّ، البجلىّ، الكوفىّ

(*)

صاحب الإمام، وأحد الأئمة الأعلام.

سمع الإمام الأعظم أبا حنيفة، ومطرّف بن طريف، وحجّاج بن أرطاة، وغيرهم.

وروى عنه أحمد بن حنبل، ومحد/بن بكّار بن الرّيّان، وأحمد منيع، وأحمد بن محمد الزّعفرانىّ، وغيرهم.

قال محمد بن سعد: أسد بن عمرو البجلىّ، من أنفسهم، يكنى أبا المنذر، وكان عنده حديث كثير، وهو ثقة

(1)

.

وكان قد صحب أبا حنيفة، وتفقّه، وكان من أهل الكوفة، فقدم بغداد، فولى قضاء مدينة الشرقيّة بعد العوفىّ

(2)

.

وولى أيضا قضاء واسط، ووثّقه أحمد بن حنبل، والمشهور عن يحيى بن معين فى حقه التّوثيق، فلا يلتفت إلى من ضعّفه.

روى عباس بن محمد الدّورىّ، عن يحيى بن معين، أنه كان يقول: كان أسد بن عمرو صدوقا، وكان يذهب مذهب أبى حنيفة، وكان سمع من مطرّف، ويزيد بن أبى زياد، وولى القضاء، فأنكر من بصره شيئا، فردّ عليهم القمطر، واعتزل القضاء.

قال عباس: وجعل يحيى يقول: رحمه الله، رحمه الله.

(*) ترجمته فى: تاج التراجم 17، تاريخ بغداد 7/ 16 - 19، تاريخ خليفة بن خياط (دمشق) 2/ 737، التاريخ الكبير 2/ 49/1، الجرح والتعديل 1/ 337/1، الجواهر المضية، برقم 307، ذيل الجواهر المضية للقارى 545،544، الضعفاء الصغير، للبخارى 21، الضعفاء والمتروكين، للنسائى 20، طبقات ابن سعد 2/ 74/7، العبر 1/ 305، الفوائد البهية 44، 45، كتائب أعلام الأخيار، برقم 90، مناقب الامام الأعظم، للكردرى 2/ 217، ميزان الاعتدال 207،1/ 206، الوافى بالوفيات 9/ 6.

(1)

بعد هذا فى طبقات ابن سعد: «إن شاء الله تعالى» .

(2)

آخر كلام ابن سعد.

ص: 162

وفى «الجواهر المضية» ، أن الطّحاوىّ، قال: كتب إلىّ ابن أبى ثور، يحدثنى عن سليمان بن عمران، حدثنى أسد بن الفرات، قال: كان أصحاب أبى حنيفة الذين دوّنوا الكتب أربعين رجلا، فكان فى العشرة المتقدّمين: أبو يوسف، وزفر، وداود الطّائىّ، وأسد بن عمرو، ويوسف بن خالد السّمتىّ

(1)

، ويحيى بن زكريا بن أبى زائدة، وهو الذى كان يكتبها لهم ثلاثين سنة.

وولى أسد القضاء بواسط، فيما ذكره الخطيب، وولى قضاء بغداد بعد أبى يوسف للرشيد، وحجّ معه معادلا له.

قال الطّحاوىّ: سمعت بكّار بن قتيبة، يقول: سمعت هلال بن يحيى الرّأى

(2)

، يقول:

كنت أطوف بالبيت، فرأيت هارون الرشيد يطوف مع الناس، ثم قصد إلى الكعبة، فدخل معه بنو عمه.

قال: فرأيتهم جميعا قياما وهو قاعد، وشيخ قاعد معه أمامه، فقلت لبعض من كان معى:

من هذا الشيخ؟.

فقال لى: هذا أسد بن عمرو قاضيه.

فعلمت أن لا مرتبة بعد الخلافة أجلّ من القضاء.

واختلف فى وفاته، فقيل: سنة ثمان وثمانين ومائة، وقيل: سنة تسعين ومائة، والله تعالى أعلم.

***

(1)

نسبة إلى السمت والهيئة. اللباب 1/ 560.

(2)

فى النسخ: «الرازى» ، والصواب ما أثبته. وقد نبه على هذا الخطأ صاحب «الجواهر» فى ترجمة هلال بن يحيى الرأى.

ص: 163

‌466 - إسرائيل بن يونس بن أبى اسحاق عمرو

ابن عبد الله السّبيعىّ، الكوفىّ

(*)

سمع من أبى حنيفة، ومن جدّه أبى إسحاق.

قال: كنت أحفظ حديث أبى إسحاق

(1)

، كما أحفظ السورة من القرآن، وكان يقول:

نعم الرجل النعمان، فقهه

(2)

عن حمّاد، وناهيك به.

روى عنه وكيع، وابن مهدىّ، ووثّقه أحمد، ويحيى، وروى له الشيخان.

ومات سنة ستين ومائة.

وقيل: إحدى وستين.

وكانت ولادته فى آخر المائة الأولى، وكان من خيار الناس

(3)

، رحمه الله تعالى.

***

(*) ترجمته فى: الأنساب 290 و، تاريخ بغداد 7/ 20 - 25، تاريخ خليفة بن خياط (دمشق) 2/ 686، التاريخ الكبير 2/ 56/1، تذكرة الحفاظ 215،1/ 214، تهذيب التهذيب 1/ 261 - 265، الجرح والتعديل 331،1/ 330/1، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 42، الجواهر المضية، برقم 308، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 31، طبقات الحفاظ، للسيوطى 90، 91، طبقات خليفة بن خياط (دمشق) 1/ 394، الطبقات الكبرى، لابن سعد 6/ 260، الكامل 6/ 50، اللباب 1/ 531، الوافى بالوفيات 9/ 11.

والسبيعى: نسبة إلى سبيع، وهو بطن من همدان.

(1)

يعنى أبا إسحاق عمرو عبد الله السبيعى جده.

(2)

فى س: «النعمان فقه» .

(3)

فى ذكر مولده ووفاته اختلاف مبسوط فى المصادر السابقة.

ص: 164

‌467 - أسعد بن إسحاق بن محمد بن أميرك

(*)

أحد مشايخ أصحاب أبى حنيفة بمرغينان، وهو من بيت العلم، والفضل، والفتوى، والتدريس، والإملاء، والزهد، والورع.

وكان له شعر حسن، منه قوله

(1)

:

تحوّلت عن تلك الديار وأهلها

وآثرت قول الشاعر المتمثّل

إذا كنت فى دار يهينك أهلها

ولم تك مكبولا بها فتحوّل

(2)

وتقدّم أبوه إسحاق بن محمد، رحمهم الله تعالى.

***

‌468 - / أسعد بن الحسن بن سعد بن على بن بندار اليزدىّ

(**)

فقيه أصحاب أبى حنيفة بأصبهان، فى وقته.

كان إماما جليلا، سمع من زاهر بن طاهر الخشوعىّ «مناقب أبى حنيفة» لأبى عبد الله الحسين بن محمد الصّيمرىّ، بروايته عن أبى محمد الحسن بن محمد بن أحمد الأسترآباذيّ.

واليزدىّ، بفتح الياء آخر الحروف، وسكون الزّاى، بعدها دال مهملة، نسبة إلى يزد، من أعمال إصطخر فارس، بين أصبهان وكرمان. قاله السّمعانىّ.

وسيأتى أخوه المطهّر، صاحب «اللباب، شرح القدورىّ» فى محلّه إن شاء الله تعالى.

***

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 309.

وسبق فى ترجمة والده برقم 460، ذكر أنه من رجال القرن الخامس تقديرا، فلعل هذا من رجال القرن الخامس أيضا، أو من رجال آخر القرن الرابع.

(1)

البيتان فى الجواهر المضية 2/ 260، فى ترجمة ابنه صاعد، والبيت الثانى فى: بهجة المجالس 1/ 239، محاضرات الأدباء 2/ 272.

وهو أيضا فى معجم الشعراء 482، من بيتين لهبنقة القيسى المحمق يزيد بن ثروان.

(2)

فى الجواهر: «ولم تك مقبولا بها فتحول» .

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 310.

ص: 165

‌469 - أسعد بن صاعد بن منصور بن إسماعيل بن صاعد بن محمد

بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، أبو المعالى

ابن أبى العلاء، ابن أبى القاسم، ابن أبى الحسين

(*)

سمع أباه، وجدّه فى جمع.

وحدّث ببغداد، فروى عنه من أهلها الشريف أبو المعمّر المبارك بن أحمد الأنصارىّ، وأبو محمد عبد الرحيم بن محمد بن محمد بن الحسين بن الفرّاء.

ذكره السّمعانىّ، فى «ذيله» ، وابن النّجّار، فى «تاريخه» .

وهو من بيت كبير، مشهور بالعلم، والقضاء، والتذكير، والتدريس، والخطابة.

وولى هو أيضا الخطابة فى المسجد الجامع القديم، المختصّ بأصحاب أبى حنيفة رضى الله تعالى عنه، وكان إليه معها التذكير، والتدريس.

وكانت وفاته، فيما رواه السّمعانىّ، يوم السبت، سابع ذى القعدة، سنة سبع وعشرين وخمسمائة، بنيسابور، رحمه الله تعالى.

***

‌470 - أسعد بن عبد الله بن حمزة، الفقيه

الحاكم، الغوبدينىّ

(**)

نسبة إلى غوبدين، قرية من قرى نسف، على فرسخين منها.

يروى مصنّفات محمد بن الحسن، عن والده، عن محمد بن أبى سعيد، عن جدّه يعقوب، عن أبى سليمان الجوزجانىّ، عن محمد بن الحسن.

روى عنه الإمام أبو حفص عمر النّسفىّ، صاحب «المنظومة» . كذا فى «الجواهر» .

***

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 311، المنتظم 32،10/ 31، الوافى بالوفيات 9/ 15.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 312.

وضبط التميمى النسبة فى الأنساب.

ص: 166

‌471 - أسعد بن علىّ بن الموفّق بن زياد بن محمد بن زياد

الرئيس، أبو المحاسن، الزّيادىّ

(*)

مولده رابع عشر ربيع الآخر، سنة تسع وخمسين وأربعمائة.

سمع من الدّاودىّ «منتخب مسند عبد بن حميد» و «صحيح البخارىّ» ، «ومسند الدّارمىّ» .

روى عنه الحافظان؛ السّمعانىّ، وابن عساكر.

وكان ثقة، صدوقا، صالحا، عابدا، سديد السّيرة، دائم الصلاة والذّكر، وكان يسرد الصوم

(1)

.

مات فى سنة أربع وأربعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌472 - أسعد بن سعد الدين محمد بن حسن الحافظ

(**)

العالم ابن العالم، والفاضل ابن الفاضل، والبليغ ابن البليغ، والقدوة ابن القدوة، والرّحلة ابن الرّحلة، ممّن تعقد الخناصر عليه، وتشدّ الرّحال إليه.

وبقيّة نسبه سيأتى فى ترجمة والده الإمام العلامة، معلّم حضرة السلطان مراد خان، عليه من الله تعالى مزيد الرحمة والرضوان.

ولد ثامن عشر محرّم، سنة ثمان وسبعين وتسعمائة، وربّاه والده فى حجر الدّلال، وغذاه بدرّ الكمال، وأقرأه القرآن العزيز عند بعض صلحاء المعلمين، وبعض المقدّمات النحوية، والفقهية، وغيرهما.

ثم قرأ على والده فأكثر من القراءة تشريكا

(2)

لأخيه قاضى القضاة محمد أفندى، الآتى ذكره فى محلّه، وصار ملازما من والده المشار إليه.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 313، العبر 4/ 121، مرآة الجنان 3/ 282. ويقال له:«ابن زياد» .

(1)

أى يواليه ويتابعه. انظر النهاية 2/ 358.

(**) ترجمته فى: خلاصة الأثر 1/ 396 - 398، ريحانة الألباء 2/ 283، نفحة الريحانة 3/ 76 - 78.

(2)

فى س: «شريكا» والمثبت فى: ط، ن.

ص: 167

ثم أكبّ على الاشتغال ليلا ونهارا، وصباحا/ومساء، ودأب، وحصّل، إلى أن صار بالفضائل مشهورا، وبالفواضل مشكورا.

وتصرّف فى المناصب السّنيّة، والمدارس العليّة، منها تدريس المدرسة الكبرى، التى تنسب إلى المرحومة اسمى خان، والدة المرحوم المغفور له-إن شاء الله تعالى-السلطان سليم الثانى، وهى من المدارس التى جرت العادة بنقل مدرّسها إلى إحدى المدارس الثّمان، ومنها إلى تدريس إحدى المدارس السّليمانيّة، بمدينة قسطنطينيّة، وكذلك وقع لصاحب الترجمة، وأقام فى المدرسة السليمانية مدة طويلة، لا ينقطع عن إلقاء الدروس بها يوما، ممّا جرت به العادة، وأما الاشتغال فى منزله الكريم، والمطالعة، والمراجعة، والمباحثة مع الأصحاب والإخوان والمتردّدين إليه، فإنه لا يفتر ولا يملّ، ولا يقدّم على ذلك أمرا مهمّا، ولا حاجة من حوائج الدنيا.

وله فى العربية، والفارسية، والتركية، يد طولى.

وأما سجيّته الشعرية، ونظمه فى القصائد الطّنّانة

(1)

، وغوصه على استخراج الجواهر المضيّة، من أصداف الألفاظ الدّرّيّة، فإنه يبهر العقول، ويحيّر الألباب، ويأتى بالعجب العجاب، والحال أنه ما أتهم ولا أنجد، ولا غوّر ولا أصعد، ولا عاشر الأعراب فى بواديها، ولا قارضهم الأشعار فى حاضرها ولا باديها، ولكنه فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

وإن شاء الله تعالى، نسوق فى آخر الترجمة من أشعاره وإنشائه، ما يفوق الماء الزّلال، ويعدّ من السحر الحلال

(2)

.

ثم بعد أن أقام فى الاشتغال بالمدرسة المذكورة، ما تقدم ذكره من المدة المزبورة، وجّه له قضاء أدرنة المحروسة، لتى تعدّ من جملة أمّهات المدن، وكراسىّ السلاطين من آل عثمان، أدام الله تعالى دولتهم إلى آخر الزمان، فى أول شهر من شهور سنة أربع بعد الألف، أحسن الله ختامها، وهذه الرّعاية التامّة، بهذه الولاية من التدريس المذكور، ما حصلت لأحد من أبناء الموالى فى هذه الأيام، ولم يكن إعطاءهم له ذلك لأجل خاطر والده شيخ الإسلام

(1)

فى ط، ن:«الطنانية» ، والمثبت فى: س.

(2)

لم يف المصنف، رحمه الله، بوعده هذا، وتجد شعره فى: خلاصة الأثر، ونفحة الريحانة.

ص: 168

فقط، بل له ولما حواه من الفضائل الكاملة، والفواضل الشاملة، لما أنعم الله تعالى به عليه من العقل، واللطف، والرفق، والشفقة، والرحمة، وحسن التدبير، والفكر الثّاقب، والرأى الصائب، ولكونه ممّن يستحقّ أن يوصف بقول أبى الطيب المتنبّى، بل هو أحقّ به ممن قيل فى حقّه

(1)

:

قاض إذا اشتبه الأمران عن له

رأى يفرّق بين الماء واللّبن

(2)

ولما خرج متوجّها إلى مدينة أدرنة المذكورة، خرج معه لتوديعه وتشييعه من أرباب الدولة، وأكابر الديار الروميّة، ومواليها، وعلمائها، وفضلائها، ما لا يعدّ كثرة، وكان من جملتهم قاضيا القضاة، المعروف كل منهما فى الدولة العثمانية بقاضى العسكر، أحدهما قاضى العسكر بولاية روميلى، والآخر بولاية أناطولى.

ولما وصل بالصحة والسلامة إلى مدينة أدرنة، فرح أهلها بقدومه، واستقبلوه إلى مسافة بعيدة عن المدينة، سرورا بذلك لما كانوا يسمعونه عنه، من اتّصافه بالأخلاق الحميدة، والآراء السديدة، ولما بلغهم عنه أيضا من الثّقات، أنه يقول: لا بد أن أسلك طريق العدل/ والإنصاف، وأساعد الفقراء والمساكين بحسب الطاقة، ولا أدع

(3)

أحدا من أتباعى يمدّ يده إلى شئ من أموال الناس. وغير ذلك من الوعود الجميلة، والنية الصالحة، وقد أنجز وعده، وحفظ عهده، وسار فيهم سيرة شريحيّة

(4)

، بفطنة إياسيّة

(5)

، حتى فاق الأقران، وأربى فى سائر الفضائل على غالب من تقدّمه فى الزمان.

ولما سافر السلطان الغازى محمد خان، نصره الله تعالى، إلى بلاد الكفار الفجار، بولاية

(1)

ديوان أبى الطيب 157، من قصيدة يمدح بها أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الخصيبى، قاضى أنطاكية.

(2)

فى الديوان: «إذا التبس الأمران

يخلص بين الماء واللبن».

(3)

فى الأصول: «يدع» .

(4)

فى ط: «سريجية» ، والمثبت فى: س، ن.

وهو يشير إلى القاضى شريح بن الحارث بن قيس الكندى، المتوفى سنة ثمان وسبعين، وكان له قضاء الكوفة فى أيام عمر وعثمان وعلى ومعاوية، وكان مأمونا فيه، ثقة فى الحديث.

حلية الأولياء 4/ 132، شذرات الذهب 1/ 85، وفيات الأعيان 2/ 167.

(5)

يشير إلى القاضى إياس بن معاوية بن قرة المزنى، المتوفى سنة اثنتين وعشرين ومائة.

كان قاضى البصرة، ويضرب به المثل فى الذكاء والزكن.

حلية الأولياء 3/ 123، ثمار القلوب 92 - 94، وفيات الأعيان 1/ 254 - 257.

ص: 169

الألمان، مرّ فى طريقه على مدينة أدرنة، فوجد أهاليها شاكرين منه، داعين له، راضين عنه، فأقبل عليه غاية الإقبال، وجلس لأجله مجلسا خاصّا لا يشركه فيه أحد، للسلام عليه، والتشرّف بتقبيل يديه، فبمجرّد نظره إليه، قام له على قدميه، وعظّمه، وبجّله فى الدخول والخروج، أكثر من تعظيمه لقضاة العسكر، بل ولمن هو أكبر منهم.

ثم اقتضى رأيه الشريف، أن يكرّمه ويراعيه، بما يليق من المناصب السنيّة، والمراتب العليّة، ففوّض إليه قضاء دار السلطنة البهيّة، قسطنطينيّة المحميّة، صانها الله تعالى عن كل آفة وبليّة، وتوجّه إليها مصحوبا بالسلامة، مؤيّدا بالكرامة، وتأسّفت أهالى أدرنة على فراقه، وشيّعه كثير منهم مقدار مرحلة أو مرحلتين، فبينما هو فى أثناء الطريق، إذ ورد عليه خبر بأن والدة سلطان العصر-نصره الله تعالى، وأنعم عليه خاصة، وعلى الناس عامة، بنفوذ الأوامر على كلّ حال، والاستقلال فى مهمّات الأمور بتدابير الرّجال-قد امتنعت من تنفيذ هذا الإعطاء، وصمّمت على ردّ هذه الولاية، وولتّ فيما يقال: قاضى إصطنبول سابقا، أو أبقته على ما كان عليه، لكون ولدها السلطان المشار إليه، قد فوّض إليها فعل ذلك، وأنها تعزل من أرباب الدولة من أرادت، وتولّى من أرادت، فاضطربت أرباب المناصب لهذا الخبر غاية الاضطراب، وتحيّرت عقول العامة فى هذا الأمر ولا شكّ أنه يحيّر الألباب، أمّا أرباب المناصب فللخوف على مناصبهم باختلال الأحوال، وسرعة النّقض والإبرام، واعوجاج ما كانوا يعهدونه من ذلك الاعتدال، وأما العامة فلكونهم كانوا يؤمّلون صلاح أحوالهم، بأن هذا السّفر يسفر عن اختصاص الحلّ والعقد بفحول الرّجال، فإذا بالأمور على ما كانت عليه، والطّباع ما تغيّر عن ما كان متوجّها إليه، ووجوه الاختلال وعلله كثيرة، ومنكراته صارت معروفة شهيرة، لا نطيل بذكرها، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلىّ العظيم

(1)

***

(1)

هكذا ترك المصنف الترجمة ناقصة، أملا فى أن ينسأ الله فى أجله، ولكن المنية اخترمته قبل المترجم، فقد ذكر المحبى أن وفاة المترجم كانت سنة أربع وثلاثين وألف.

ص: 170

‌473 - أسعد بن محمد بن الحسين الكرابيسىّ، النّيسابورىّ

أبو المظفّر، جمال الإسلام

(*)

مصنّف «الفروق» فى المسائل الفرقيّة

(1)

، وله «الموجز» فى الفقه، وهو شرح لمختصر أبى حفص عمر، مدرس المستنصريّة ببغداد.

قاله فى «الجواهر» .

***

‌474 - أسعد بن محمد بن محمود، الجلال السّيراجىّ

البغدادىّ، ثم الدّمشقىّ

(**)

قال السّخاوىّ: ذكره شيخنا-يعنى: ابن حجر-فى «إنبائه» وقال: إنه قدم بغداد فى صغره، فاشتغل على الشمس السّمرقندىّ فى القراءات، والفقه، ثم حضر مجلس الكرمانىّ، وقرأ عليه «البخارىّ» كثيرا، وجاور معه بمكة، وكان يقرى ولديه وغيرهما، فى النحو، والصرف، وغير ذلك، مع سلامة باطن، ودين/، وتعفّف، وتواضع، وخطّ حسن.

وقدم دمشق، وولى إمامة الخانقاه السّميساطيّة بها، ودرّس وأعاد، وحدث وأفاد.

مات بها فى جمادى الآخرة، سنة ثلاث وثمانمائة، وقد جاوز الثمانين. انتهى ملخّصا.

وذكره [التّقىّ]

(2)

الكرمانىّ، فقال: قرأت عليه القرآن، والشاطبيّة، وغيرهما، وكان فاضلا فى القراءات، والنحو، والصرف، واللغة، وفقه مذهبه، مشاركا فى غيرها، مع حسن الصّوت بالقرآن والحديث.

(*) ترجمته فى: تاج التراجم 17، الجواهر المضية، برقم 314، الفوائد البهية 45، كتائب أعلام الأخيار، برقم 391، كشف الظنون 1898،2/ 1257.

وذكر حاجى خليفة فى الموضع الأول أنه توفى سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. وذكر فى الوضع الثانى-ووافقه صاحب الفوائد-أنه توفى سنة سبعين وخمسمائة.

وانظر تحرير هذا فى حاشية الجواهر المضية 387،1/ 386.

(1)

ساقط من: س، ولعل ما فى ن:«العرفية» ، والمثبت فى: ط.

(**) ترجمته فى: الضوء اللامع 280،2/ 279 وفيه:«الشيرازى» مكان «السيراجى» .

(2)

ساقط من: ط، ن، وهو فى: س، والضوء اللامع.

ص: 171

وهو كان القارئ للبخارىّ بمجلس والدى، مدة طويلة، بل لازم مجلس والدى نحو ثلاثين سنة، وجاور معه بمكة، ولزمه حتى مات، وارتحل بسبب الفتنة اللّنكيّة

(1)

، فى سنة خمس وتسعين، عن بغداد إلى دمشق، فأقام بها بعد زيارته القدس والخليل، حتى مات عن نيّف وستين، أو سبعين، ودفن بظاهر دمشق، رحمه الله تعالى.

***

‌475 - أسعد بن هبة الله بن إبراهيم بن القاسم بن محمد بن عبد الله

أبو المظفّر، ابن أبى سعد، ابن أبى القاسم، ابن أبى محمد

ابن أبى الفرج، الرّبعىّ، الأديب، النحوىّ

المعروف، بابن الخيزرانىّ

(*)

ولد سنة إحدى وخمسمائة، فى شهر رمضان، وسكن بغداد.

وسمع الحديث من أبى القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبى غالب أحمد بن الحسن

(2)

، وأبى عبد الله الحسين بن إبراهيم الدّينورىّ.

سمع منه القاضى أبو المحاسن القرشىّ

(3)

، وأبو العباس أحمد بن محمد البندنيجىّ.

ذكره ابن الدّبيثىّ، وقال: كان له معرفة بالفقه على مذهب أبى حنيفة، وقرأ الأدب على أبى منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقىّ، وكان يفهم ما يقرأ عليه.

وذكره ابن النّجّار، وقال: روى لنا عنه أبو بكر عبد الله بن أحمد المقرى، وتفقّه على مذهب أبى حنيفة، وكان فقيها فاضلا، أديبا عالما، حسن الطريقة، متديّنا.

مات ليلة الخميس، سادس عشر ربيع الآخر، سنة تسعين

(5)

وخمسمائة، ودفن بالورديّة

(4)

. رحمه الله تعالى.

***

(1)

يعنى فتنة تيمور لنك.

(*) ترجمته فى: بغية الوعاة 1/ 442، الجواهر المضية، برقم 315، الوافى بالوفيات 19،9/ 18.

والخيزرانى: نسبة إلى الخيزران. اللباب 1/ 400.

(2)

أى ابن البناء، كما فى البغية والجواهر.

(3)

أبو المحاسن عمر بن على القرشى، كما جاء فى الجواهر.

(4)

فى الجواهر: «سبعين» .

(5)

الوردية: مقبرة ببغداد، بعد باب أبرز، من الجانب الشرقى، قريبة من باب الظفرية. معجم البلدان 4/ 920.

ص: 172

‌باب من اسمه إسماعيل

‌476 - إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد الشّيبانىّ

أبو الفضائل

(*)

أحد القضاة بدمشق، نيابة، وأحد الفقهاء بها.

عرف بابن الموصلىّ، وكان محمود السّيرة.

ولد ببصرى، سنة أربع وأربعين وخمسمائة، فى رابع عشر ربيع الآخر.

سمع منه الحافظ الرّشيد العطّار، وأجاز للمنذرىّ.

وذكره الشيخ شهاب الدين القوصىّ فى «معجمه» ، وقال: أنشدنى لنفسه:

قال العذول بدا العذار بخدّه

فتسلّ عنه فالعذار يشين

فأجبته مهلا رويدك إنّما

أغراك فيه بالملام جفون

ما ذاك شعر عذاره لكنّما

أجفان عينك فى الصّقال تبين

ومن شعره أيضا قوله:

بأبى الأهيف الذى لحظ عيني

هـ ذا راشق وهذا رشيق

راح فى حسنه غريبا وإن كا

ن شقيقا لوجنتيه الشّقيق

وقال فى «تاج التراجم» : هو القاضى شرف الدين، له مصنّفات

(1)

فى الفرائض مشهورة،/انعزل

(2)

فى منزله حتى مات، سنة ثلاثين وستمائة.

وأرّخ الذّهبىّ وفاته سنة تسع وعشرين، رحمه الله تعالى.

***

(*) ترجمته فى: تاج التراجم 17، التكملة لوفيات النقلة 19،6/ 18، الجواهر المضية برقم 316، الدارس 1/ 391، ذيل الروضتين 161، مرآة الزمان 8/ 674.

(1)

فى الأصول: «المصنفات» ، والتصويب من تاج التراجم.

(2)

عبارة تاج التراجم: «أرسل إليه أن يفتى بإباحة نبيذ التمر والرمان، فامتنع، فعزل، وأقام بمنزله إلى أن مات

» وانظر ما يأتى فى ترجمة إسماعيل بن إبراهيم بن غازى برقم 478، فلعل الأمر اختلط على ابن قطلوبغا، فقد نعته بشرف الدين، وهو نعت ابن غازى الآتى.

ص: 173

‌477 - إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل بن نصر

ابن أبى المعالى بن الملاق الشّروطىّ

أبو الفضل

(*)

إمام القليجيّة.

ولد سنة سبع وثلاثين وستمائة.

ذكره الذّهبىّ، فى «معجمه» ، وقال: سمع من خطيب مردا

(1)

، والرّضىّ بن البرهان، وكان خيّرا، متواضعا.

مات فى جمادى الآخرة، سنة تسع وسبعمائة. رحمه الله تعالى.

***

‌478 - إسماعيل بن إبراهيم بن غازى بن على بن محمد، أبو الطّاهر

النّميرىّ، الماردانىّ، عرف بابن فلوس

(**)

وهو ابن خالة القاضى شمس الدين بن الشّيرازىّ، وكانا ينوبان فى القضاء عن ابن الزّكىّ.

كان عالما فاضلا، فقيها، سمع الحديث بدمشق على أصحاب السّلفىّ، وقدم مصر، ودرّس الأصلين

(2)

، وله فيهما يد طولى، وله علم بالعربية والمنطق، والطب، ودرّس بالفخريّة

(3)

للطائفة الحنفية، ودرّس بدمشق، بمدرسة عزّ الدين أيبك.

ومولده بماردين، سنة ثلاث، وقيل: أربع، وتسعين وخمسمائة.

وكان منعوتا بشرف الدين

(4)

.

(*) ترجمته فى: الدرر الكامنة 386،1/ 385.

(1)

مردا: قرية قرب نابلس. معجم البلدان 4/ 493.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 317، حسن المحاضرة 1/ 465، الدارس 541،1/ 540، كشف الظنون 1/ 664، الوافى بالوفيات 67،9/ 66.

وفى هذه المصادر: «الماردينى» .

(2)

المراد بالأصلين: أصول الفقه، وأصول الدين (علم الكلام).

(3)

هى التى يقال لها: جامع أبى سعيد جقمق. انظر الكلام عليها فى حواشى النجوم الزاهرة 281،6/ 280.

(4)

فى الجواهر المضية: «بشمس الدين» ، مع وروده فى قصة الأنبذة فيه:«شرف الدين» .

ص: 174

وله واقعة مشهورة مع الملك المعظم حين بعث إليه أن يفتى بإباحة الأنبذة، وما يعمل من ماء الرّمّان، ونحوه، فقال شرف الدين: ما أفتح هذا الباب، وإباحتها إنما هى رواية النّوادر، وقد صحّ عن أبى حنيفة أنه ما شربه قطّ، والحديث عن عمر فى إباحة شربه لا يثبت.

فغضب المعظّم، وكان بيده مدرسة طرخان، وكان ساكنا بها، فأخذها منه، وأعطاها للزّين محمد بن العتّال تلميذ شرف الدين، فلم يتأثّر، وأقام فى بيته، يتردّد إليه الناس.

ومات بدمشق، سنة سبع وثلاثين وستمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌479 - إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن على بن موسى الكنانىّ

البلبيسىّ، نزيل القاهرة، القاضى

مجد الدين، أبو محمد

(*)

ولد سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.

وتفقّه، ومهر، وطلب الحديث بنفسه، فسمع من أولاد الفيّومىّ الثلاثة: إبراهيم، ومحمد، وفاطمة، وغيرهم، ورافق الشيخ جمال الدين الزّيلعىّ فى الطّلب، وكان متثبّتا لا يحدّث إلاّ من أصله.

وأخذ فنّ الحديث عن الحافظ مغلطاى، وعن القاضى علاء الدين

(1)

التّركمانىّ.

وتفقّه بفخر الدين الزّيلعىّ، وغيره، ومهر فى الشّروط، وصنّف فى الفرائض، والحساب، وناب فى الحكم.

وكان ديّنا، فاضلا، أديبا، عفيفا، حسن المفاكهة، جيّد المحاضرة.

شرح «التّلقين» لأبى البقاء، فى النحو، وصنّف فى الشّروط، وكان القاضى تاج الدين ابن الظّريف، مع مهارته فى الفرائض والحساب، يثنى على تصنيفه فيهما، واختصر

(*) ترجمته فى: إيضاح المكنون 1/ 77، حسن المحاضرة 2/ 185،1/ 472، الخطط التوفيقية 9/ 75، رفع الإصر 1/ 116، 120، الضوء اللامع 2/ 286 - 289، كشف الظنون 1/ 134.

(1)

فى س: «كمال الدين» ، والمثبت فى: ط، ن، ولم يرد فى الضوء ذكر لعلاء الدين أو كمال الدين، وجاء فى رفع الإصر «علاء الدين» وهو على بن عثمان بن إبراهيم الحنفى.

ص: 175

«الأنساب» للرّشاطىّ، وأضاف إليها «زيادات الأنساب» لابن الأثير، اختصاره من كتاب أبى سعد ابن السّمعانىّ.

ولم يزل على حالته حتى ولى القاضى شمس الدين الطّرابلسىّ، فاتّفق له معه شئ، فامتنع من النّيابة، إلى أن قدّر أن استدعاه الملك الظاهر، فخلع عليه، وفوّض إليه قضاء الحنفيّة، فباشره بصلابة، ونزاهة، وعفّة، وتشدّد فى الأحكام، وفى قبول الشهادة، ولم يتّفق أنه عدّل/من الشهود أحدا فى مدّة ولايته، إلاّ اثنين، وأبغضه الرّؤساء، لردّ رسائلهم.

وذكر بعض من يعرفه أنه قد حصل له فى المنصب بعض خمول، وانقباض من الناس عنه، وذلك بسبب أنه كان يزهو بنفسه، ويرى أن المنصب دونه، لما كان عنده من الاستعداد، ولما فى غيره من النّقص فى العلم والمعرفة، فانعكس أمره لذلك، واشتهر عنه أنه كان إذا رأى المكتوب عرف حاله من أوّل سطر بعد البسملة غالبا.

وكان عزله من المنصب، فى شعبان، سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، فانصرف إلى منزله بالسّيوفيّة، وأقام فيه بطّالا، ولكنه يشغل الطلبة، ويحضر الوظائف التى كانت بيده قبل القضاء، وضاق حاله، وتعطّل إلى نسى كأن لم يكن شيئا مذكورا.

وكان الظاهر يتفقّده بالصّدقات، فلمّا مات الظاهر كفّ بصره، وساءت حاله إلى الغاية.

ومات فى شهر ربيع الأول، سنة اثنتين وثمانمائة.

وكان كثير النظم، جيّد الوزن فيه، إلا أنه لم يكن بالماهر فى عمله، وله أشياء كثيرة من قسم المقبول، كقوله

(1)

:

لا تحسبنّ الشّعر فضلا بارعا

ما الشعر إلاّ محنة وخبال

فالهجو قذف والرّثاء نياحة

والعتب ضغن والمديح سؤال

(2)

***

(1)

البيتان فى: الضوء اللامع 2/ 287، رفع الإصر 1/ 120.

(2)

فى الضوء: «والرياء نياحة» ، وفى رفع الإصر:«فى الهجو قذف» .

ص: 176

‌480 - إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن نوح بن زيد

ابن نعمان بن عبد الله بن الحسن بن زيد بن نوح، أبو محمد

النّوحىّ، النّسفىّ، الإمام، الخطيب

(*)

من أهل نسف.

كانت ولادته فى شعبان، سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة بسمرقند.

سمع أبا العباس جعفر بن محمد المستغفرىّ.

روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النّسفىّ الإمام نجم الدين.

له ذكر فى «طلبة الطّلبة»

(1)

.

ذكره السّمعانىّ، وقال: كتب الحديث بسمرقند.

وتوفّى سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌481 - إسماعيل بن إبراهيم بن ميمون الصّائغ، المروزىّ

(**)

تفقّه على أبيه إبراهيم، المتقدّم ذكره

(2)

، رحمهما الله تعالى.

***

‌482 - إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن علوىّ، الدّمشقىّ

المعروف بابن الدّرجىّ

(***)

مولده بدمشق سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.

(*) ترجمته فى: الأنساب لوحة 570 و، الجواهر المضية، برقم 318. وفى الأنساب:«إسماعيل بن محمد بن إبراهيم» . وتأتى ترجمته باسم: إسماعيل بن محمد، برقم 520، وانظر: حاشية الجواهر المضية 1/ 392.

(1)

طلبة الطلبة فى الاصطلاحات الفقهية على ألفاظ كتب مذهب الحنفية، لنجم الدين عمر بن محمد النسفى، المتوفى سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، طبع بالآستانة سنة 1311 هـ. انظر معجم المطبوعات 1854.

(**) ترجمته فى: التاريخ الكبير، للبخارى، الجزء الأول، القسم الأول، صفحة 341، الجرح والتعديل، لابن أبى حاتم، الجزء الأول، القسم الأول، صفحة 152، الجواهر المضية، برقم 319، ميزان الاعتدال 1/ 215.

(2)

تقدم برقم 100، وكانت وفاته سنة إحدى وثلاثين ومائة، فولده المترجم من رجال القرن الثانى.

(***) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 320، الدارس 1/ 605، شذرات الذهب 5/ 315، العبر 5/ 277 - وفيه:«ابن علوان» مكان «ابن علوى» -، النجوم الزاهرة 7/ 221.

ص: 177

وكانت بها وفاته سنة أربع وستين وستمائة، ودفن بباب الفراديس

(1)

.

وكان قد سمع من منصور الطّبرىّ، وغيره، وخرّج له الحافظ أبو عبد الله البرزاليّ «مشيخة» .

***

‌483 - إسماعيل بن إبراهيم، الشّرف الزّبيدىّ

(*)

أحد مشايخ النحو بزبيد، لازم السّراج عبد اللطيف الشّرجىّ

(2)

، حتى مهر فيه، وفى الصرف واللغة، بحيث إنه لمّا قدم البدر الدّمامينىّ زبيد، لم يكن بها من يجاريه سواه، فكان لذلك يبالغ فى احترامه، وينصفه، ويعترف بفضله وتقدّمه فى فنّه، وكان له مع ذلك اشتغال بالفقه.

مات فى سنة سبع وثلاثين وثمانمائة.

كذا ذكره السّخاوىّ، فى «الضّوء اللامع» ، وقال: أفاده لى بعض فضلاء اليمن.

وممّن أخذ عنه العفيف النّاشرىّ

(3)

، وقال: إنه شيخ نحاة عصره.

***

‌484 - / إسماعيل بن أحمد بن إسحاق بن شيث، الصّفّار

(**)

أبو إبراهيم الشّهيد، المتقدّم ذكره

(4)

، فى بابه.

كان إماما فاضلا، قوّالا بالحق، لا يخاف فى الله لومة لائم.

قتله الخاقان، سنة إحدى وستين وأربعمائة.

***

(1)

باب الفراديس: باب من أبواب دمشق. معجم البلدان 3/ 862.

(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 2/ 289.

(2)

فى س: «السروجى» ، وفى أصل الضوء اللامع:«السرجى» وقد خطأه من علق عليه، وأثبت فى الصلب «الشرجى» .

(3)

نسبة إلى ناشر بن الأبيض، بطن من همدان، اللباب 3/ 206، وفى الضوء:«النشاورى» .

(**) ترجمته فى: الأنساب 353 ظ، الجواهر المضية، برقم 321، الفوائد البهية 46، كتائب أعلام الأخيار، برقم 278.

(4)

تقدم برقم 22.

ص: 178

‌485 - إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل القوصىّ، ثم المصرىّ

جلال الدين، أبو الطّاهر

(*)

قال ابن حبيب: عالم عماده مرفوع، وكلامه بين الطلبة مسموع، ولفظ هـ محرّر، وفضله لدى القرّاء مقرّر، وعقود نظمه مؤتلفة، وموارد أدبه مرتشفة.

كان عارفا بالقراءات السبع، ماهرا فى العربية، مصدّرا للإفادة بالجامع الطّولونىّ، بالدّيار المصرية.

وقال فى «الدّرر» : اعتنى بالعلم، وفاق فى العربية والقراءات، وقال الشعر الحسن، وتصدّر بجامع ابن طولون، وكان حسن المحاضرة، وباشر العقود.

وقال الصّفدىّ: هو رفيق أبى حيّان، تفقّه على مذهب أبى حنيفة، وجمع «كرّاسة» فى حديث «الطّهور ماؤه الحلّ ميتته» .

مات سنة خمس عشرة وسبعمائة.

ومن شعره

(1)

:

أقول له ودمعى ليس يرقا

ولى من عبرتى إحدى الرّسائل

(2)

حرمت الطّيف منك بفيض دمعى

فطرفى فيك محروم وسائل

(3)

***

‌486 - إسماعيل بن أحمد بن سلم، القاضى، أبو أحمد

(**)

كان فاضلا مشهورا، وكان ينوب عن القضاة الصّاعديّة.

(*) ترجمته فى: بغية الوعاة 443،1/ 442، الجواهر المضية، برقم 322، حسن المحاضر 1/ 507، الدرر الكامنة 1/ 389، السلوك 2/ 157، الطالع السعيد 157،156، طبقات القراء 1/ 161، النجوم الزاهرة 9/ 230، الوافى بالوفيات 9/ 86، 87. وكنيته فى الدرر، والطالع: «أبو الظاهر».

ونسبته إلى قوص، وهى قصبة صعيد مصر. معجم البلدان 4/ 201.

(1)

البيتان فى: الجواهر المضية 1/ 396، النجوم الزاهرة 9/ 230، الطالع السعيد 157.

(2)

فى الجواهر، والطالع، والنجوم:«إحدى الوسائل» وهى أولى.

(3)

فى الطالع: «حرمت الطرف

».

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 323.

ص: 179

ومات سنة سبعين وخمسمائة، ودفن بالورديّة

(1)

، رحمه الله تعالى.

***

‌487 - إسماعيل بن أحمد بن عبد الوهّاب، تاج الدين

أبو الفدا، الخطيب، المخزومىّ، القاهرى

(*)

ولد بالقاهرة، فى حدود بضع وعشرين وسبعمائة.

ومات فى ربيع الآخر، سنة ثلاث وثمانمائة، بعد أن اختلط، وأتلف ماله، وساءت حاله.

وكان ذا فوائد كثيرة، وثروة غزيرة، وناب فى القضاء والحسبة.

وحكى

(2)

عنه أنه كان فى أيّام صباه، يهوى بعض الصّور الحسنة، وأنه رأى فى منامه من ينشده:

لا أوحش الله عينى من محاسنهم

ولا خلا مسمعى من طيّب الخبر

قال: فتطيّرت من ذلك، فلم ألبث أن جاءنى نعىّ من كنت أهواه.

***

‌488 - إسماعيل بن أحمد بن على بن يوسف بن إبراهيم

عرف بابن عبد الحقّ

(**)

عمّ قاضى القضاة برهان الدين، إمام، فقيه، سمع وحدّث.

وسمع منه ابن أخيه برهان الدين.

***

(1)

تقدم ذكر الوردية قريبا، فى صفحة.

(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 2/ 290. وفيه: «الخطبا» مكان «الخطيب».

(2)

القصة فى الضوء أيضا.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 334.

وكانت وفاة البرهان، الذى تقدمت ترجمته برقم 56، سنة أربع وأربعين وسبعمائة، فلعل هذا المترجم كان من رجال القرن السابع، ولم يترجمه ابن حجر فى رجال القرن الثامن.

ص: 180

‌489 - إسماعيل بن أبى البركات، ابن أبى العزّ بن صالح

المعروف بابن الكشك، عماد الدين

(*)

قاضى دمشق، وليه بعد القاضى جمال الدين ابن السّرّاج، فباشر دون السّنة، وتركه لولده نجم الدين.

ودرّس بعدّة مدارس، بدمشق، وكان جامعا بين العلم والعمل، وكان مصمّما فى الأمر، حسن السّيرة.

عمّر حتى جاوز التسعين، مات فى شوال، أو بعده، سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة.

***

‌490 - إسماعيل بن توبة، أبو سهل، القزوينىّ

(**)

راوى «السّير الكبير» عن محمد بن الحسن، مع أبى سليمان الجوزجانىّ، لم يروه غيرهما، وكان يؤدّب أولاد الخليفة، فكان يحضر معهم/لسماع «السّير» على محمد، فاتّفق أنه لم يبق من الرّواة غيره، وغير أبى سليمان.

***

‌491 - إسماعيل بن حاجّى

(***)

الإمام، العالم، الحبر، المدرس. كذا قال فى ترجمته ابن قاضى شهبة، فى من مات سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة.

قال-أعنى ابن شهبة-: شرف الدين الهروىّ، ثم الدمشقىّ، الحنفىّ.

هكذا وجدت هذه الترجمة بخط ابن الشّحنة فنقلتها منه، وهو نقلها من خطّ جدّه.

وذكره ابن حجر، فى «الدّرر» ، وأرّخ وفاته كما هنا، وقال: كان من الفقهاء الشافعيّة،

(*) ترجمته فى: الدرر الكامنة 1/ 405، وهو فيه «إسماعيل بن محمد بن أبى العز .. »

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 325.

وهو من رجال آخر القرن الثانى، وأول الثالث.

(***) ترجمته فى: الدرر الكامنة 1/ 390.

ص: 181

وأنه درّس «الحاوى» . والله تعالى أعلم.

***

‌492 - إسماعيل بن الحسين بن عبد الله

أبو القاسم، البيهقىّ

(*)

قال فى «الجواهر» : كان إماما جليلا، عارفا بالفقه.

صنّف فى المذهب كتابا، سمّاه «الشامل» ، جمع فيه مسائل وفتاوى، تتضمّن كتاب «المبسوط» و «الزّيادات» ، وهو كتاب مفيد، رأيته فى مجلّدين، وله كتاب سمّاه «الكفاية» مختصر «شرح القدورىّ» لمختصر أبى الحسن الكرخىّ. انتهى.

ورأيت بخطّ ابن الشّحنة، على هامش الكتاب، عند ترجمة البيهقىّ هذا، ما صورته: فى الأصل بخطّ الشيخ سراج الدين قارئ «الهداية» ، ما نصّه: ورأيت كتابا فى أصول الفقه، مسمّى ب «الينابيع» وهو كثير الفوائد، منسوب

(1)

إلى شمس الأئمة البيهقىّ.

***

‌493 - إسماعيل بن الحسين بن على بن الحسين بن هارون

أبو محمد الفقيه، الزّاهد، البخارىّ

(**)

ورد بغداد حاجّا، مرّات عديدة، وحدّث بها عن محمد بن أحمد بن خنب

(2)

البخارىّ، وبكر بن محمد بن حمدان المروزىّ، ومحمد بن عبد الله بن يزداد الرّازىّ، وغيرهم.

روى عنه القاضى أبو جعفر محمد بن أحمد السّمنانىّ، وغيره.

روى عنه السّمنانىّ بسنده إلى جابر بن عبد الله، أنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 326، كشف الظنون 1632،1498،2/ 1024.

(1)

أى: وهو منسوب.

(**) ترجمته فى: تاريخ بغداد 311،6/ 310، الجواهر المضية، برقم 327، الفوائد البهية 46، كتائب أعلام الأخيار، برقم 211، المنتظم 7/ 258.

(2)

فى النسخ: «حبيب» والتصويب من: تاريخ بغداد. وانظر المشتبه 180.

ص: 182

وسلم

(1)

: «برّوا آباءكم تبرّكم أبناؤكم، وعفّوا تعفّ نساؤكم، ومن تنصّل

(2)

إليه فلم يقبل لم يرد على الحوض».

قلت: وقد أحسن بعض الشعراء فى نظم معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «وعفّوا تعفّ نساؤكم» حيث يقول:

عفّوا تعفّ نساؤكم فى المحرم

وتجنّبوا ما لا يحلّ لمسلم

إنّ الزّنا دين فإن أقرضته

كان الوفا من أهل بيتك فاعلم

قال الخطيب: قرأت بخطّ أبى عبد الله محمد بن أحمد بن محمد البخارىّ الحافظ، المعروف بالغنجار: توفّى أبو محمد إسماعيل بن الحسين، يوم الأربعاء، لثمان خلون من شعبان، سنة اثنتين وأربعمائة.

***

‌494 - إسماعيل بن الحسين بن محمد بن الحسين بن أحمد بن

محمد بن عزيز بن الحسين بن محمد بن على بن الحسين

بن على بن محمد بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن

على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب

الإمام عزّ الدين، أبو طالب

(*)

قال ياقوت: كان أعلم الناس بالنحو، واللغة، والفقه، والشعر، والأصول، والأنساب، والنجوم، حسن الأخلاق

(3)

، لا يرد غريب إلاّ عليه، ولا يستفيد مستفيد إلاّ منه، حسن السّيرة/فى القضاء، اجتمعت به

(4)

، فوجدته كما قيل:

(1)

رواه السيوطى فى الجامع الكبير 1/ 458، عن الطبرانى فى المعجم الكبير، والحاكم فى المستدرك وتعقّب، والخطيب.

(2)

فى النسخ: «يتصل» ، والتصويب من: تاريخ بغداد، والجامع الكبير.

(*) ترجمته فى: بغية الوعاة 1/ 446، معجم الأدباء 6/ 142 - 150، ترجمة مستفيضة.

(3)

بعد هذا فى س زيادة: «كريم الطبع، محبا للغرباء، تفرد بمرو لإقراء العلوم على اختلافها، وهو مع سعة علمه متواضع الأخلاق» ، وفى معجم الأدباء نحوه، مع اختلاف موضع النقل.

(4)

كان هذا فى مرو، سنة أربع عشرة وستمائة، كما جاء فى معجم الأدباء.

ص: 183

قد زرته فوجدت الناس فى رجل

والدهر فى ساعة والفضل فى دار

قرأ الأدب على المطرّزىّ

(1)

، والفقه على الفخر بن الطّيّان

(2)

الحنفىّ، والحديث على أبى المظفّر

(3)

السّمعانىّ، وسمع من جماعة.

وصنّف كتبا كثيرة فى الأنساب.

مولده ليلة الاثنين، ثانى عشرى جمادى الآخرة، سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة

(4)

.

***

‌495 - إسماعيل بن حمّاد بن أبى حنيفة

(*)

الإمام بلا مدافعة، ذو الفضائل الشريفة، والخصال المنيفة.

تفقّه على أبيه حماد، والحسن بن زياد، ولم يدرك جدّه.

وسمع الحديث من أبيه، ومالك بن مغول، وعمر بن ذرّ، والقاسم بن معن، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبى ذئب، وغيرهم

(5)

.

وروى عنه غسّان بن المفضّل الغلاّبىّ

(6)

، وعمر بن إبراهيم الثّقفىّ

(7)

، وسهل بن عثمان العسكرىّ، وعبد المؤمن بن على الرّازىّ، وغيرهم.

وولى قضاء الجانب الشرقىّ ببغداد، بعد محمد بن عبد الله الأنصارىّ، وقضاء البصرة،

(1)

برهان الدين أبو الفتح ناصر بن عبد السيد بن على، وقرأ أيضا الأدب على أخيه مجد الدين أبى الرضا طاهر.

(2)

فخر الدين محمد بن محمد بن محمد بن الحسين الطيان. وفى س، ن:«الطبان» والمثبت فى: ط، وبغية الوعاة، ومعجم الأدباء.

(3)

عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد، كما فى معجم الأدباء.

(4)

ولم يذكر ياقوت أيضا وفاته، لكنه ذكر أنه لقيه بمرو سنة أربع عشرة وستمائة، كما تقدم، فتكون وفاته بعد هذا التاريخ.

(*) ترجمته فى: تاج التراجم 18،17، تاريخ بغداد 245،6/ 243، تهذيب التهذيب 1/ 290، الجرح والتعديل، الجزء الأول، القسم الأول 165، الجواهر المضية، برقم 328، طبقات الشيرازى 137، العبر 362،1/ 361، الفوائد البهية 46، كتائب أعلام الأخيار، برقم 120، كشف الظنون 2/ 1388،839،1/ 575، لسان الميزان 399،1/ 398، مفتاح السعادة 2/ 258، مرآة الجنان 2/ 53، ميزان الاعتدال 1/ 226، وفيات الأعيان (ضمن ترجمة والده حماد) 2/ 205، الوافى بالوفيات 111،9/ 110.

(5)

ساقط من: ن، وهو فى: س، ط، وتاريخ بغداد.

(6)

فى ط، ن:«الفلانى» ، وفى س:«العلانى» ، والمثبت، فى تاريخ بغداد، وانظر المشتبه.

(7)

فى الجواهر المضية: «النسفى» . انظر تاريخ بغداد.

ص: 184

بعد يحيى بن أكثم، والرّقّة، وكان بصيرا بالقضاء، محمودا فيه، عارفا بالأحكام، والوقائع، والنّوازل، والحوادث، صالحا، ديّنا.

قال محمد بن عبد الله الأنصارىّ: ما ولى القضاء من لدن عمر بن الخطاب إلى اليوم، أعلم من إسماعيل بن حمّاد بن أبى حنيفة.

فقيل له: يا أبا عبد الله، ولا الحسن بن أبى الحسن؟

(1)

.

قال: والله، ولا الحسن.

وعن أبى العيناء، قال: لمّا ولى إسماعيل البصرة، دسّ إليه الأنصارىّ إنسانا يسأله عن مسألة، فقال: أبقى الله القاضى، رجل قال لامرأته. فقطع عليه إسماعيل، وقال: قل للذى دسّك، إن القضاة لا تفتى.

وروى عن إسماعيل أنه قال: ما ورد علىّ مثل امرأة تقدّمت إلىّ، فقالت: أيها القاضى، إن عمّى زوّجنى من هذا، ولم أعلم، فلما علمت رددت.

قال: فقلت لها: ومتى رددت؟

قالت: وقت علمت.

قلت: ومتى علمت؟

قالت: وقت رددت.

قال: فما رأيت مثلها.

وفى رواية، أن المرأة المذكورة كانت من نسل أبى حنيفة، وأنه لمّا عرفها قال: هذا الفرع من ذلك الأصل.

وعن شمس الأئمّة الحلوانىّ، أن إسماعيل كا يختلف إلى أبى يوسف، يتفقّه عليه، ثم صار بحال يزاحمه.

ومات شابّا، ولو عاش حتى صار شيخا، لكان له نبأ عند الناس.

وروى أنه لمّا عزل عن البصرة، شيّعه أهلها، وقالوا: جزاك الله خيرا، عففت عن أموالنا، وعن دمائنا.

(1)

يعنى الحسن البصرى، كما فى ميزان الاعتدال.

ص: 185

فقال إسماعيل: وعن أبنائكم. يعرّض بيحيى بن أكثم فى اللّوط.

كذا رواه الخطيب، والله تعالى أعلم بصحّته.

وصنّف إسماعيل من الكتب: «الجامع» فى الفقه، عن جدّه أبى حنيفة، و «الردّ على القدريّة» ، و «كتاب الإرجاء» ونقضه عليه أبو سعيد البردعىّ من أصحابنا، وله «رسالة إلى البستىّ» .

وكانت وفاته سنة اثنتى عشرة ومائتين، رحمه الله تعالى.

***

‌496 - إسماعيل بن خليل، الإمام، تاج الدين

(*)

تفقّه، واشتغل، وكان يسكن الحسينيّة

(1)

.

ووضع «مقدمة» فى أصول الفقه، وأخرى فى الفرائض، وكان له فيها يد طولى.

وكان صالحا، عفيفا، زاهدا، وكان صادق الرّؤيا، يخبر بأشياء يسندها إلى منامه، فتجئ كفلق/الصّبح، حتى كان يخبر فى كلّ سنة بزيادة النّيل، فلا ينخرم.

ومات فى ثامن جمادى الآخرة، سنة تسع وثلاثين وسبعمائة. قاله ابن حجر.

وذكره صاحب «الجواهر» ، وأثنى عليه بالعلم، والصدق، والدّين المتين

(2)

، رحمه الله تعالى.

***

(*) ترجمته فى: إيضاح المكنون 2/ 184، الجواهر المضية، برقم 329، الدرر الكامنة 1/ 391، الفوائد البهية 46، كتائب أعلام الأخيار، برقم 561.

(1)

الحسينية: حارة كبيرة، واقعة خارج سور القاهرة، تجاه باب الفتوح، ويتوسطها اليوم من الجنوب إلى الشمال شارع الحسينية وشارع البيومى من باب الفتوح الى ميدان الجيش (ميدان الأمير فاروق سابقا).

حاشية النجوم الزاهرة 4/ 45.

(2)

وذكر من أخذ عنه العلم، وصحبته له، والمودة التى كانت بينهما.

ص: 186

‌497 - إسماعيل بن داود بن مساعد بن نعسان

عماد الدين

(1)

مولده سنة اثنتين وأربعين وستمائة.

ووفاته ثانى رمضان المعظّم، سنة أربع عشرة وسبعمائة.

وكان رجلا جيّدا، فصيح العبارة، مشكور السّيرة.

حجّ إلى بيت الله الحرام، ثم قدم «من الحج» متمرّضا، إلى أن توفّى فى السنة الذكورة، رحمه الله تعالى.

***

‌498 - إسماعيل بن سالم

(*)

قال فى «الجواهر» : تفقّه على محمد بن الحسن.

ذكره أبو بكر الرّازىّ، فى «أحكام القرآن» .

***

‌499 - إسماعيل بن سميع الكوفىّ، السّابرىّ

(**)

بفتح السين وسكون الألف، وفتح الباء الموحدة، وفى آخرها الراء، قال السّمعانىّ: هذه النسبة إلى نوع من الثياب، يقال لها: السّابرىّ، والمشهور بهذه النسبة جماعة، منهم: أبو محمد إسماعيل بن سميع الحنفىّ الكوفىّ، بيّاع السّابرىّ.

يروى عن أبى رزين، وأبى مالك.

روى عنه إسرائيل، وحفص بن غياث، وغيرهما.

(1)

لم يذكره ابن حجر، فى الدرر الكامنة، ولا التقى الفاسى، فى العقد الثمين، ولم يذكر المصنف عمن أخذ هذه الترجمة.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 330، ونظر ميزان الاعتدال 1/ 232.

وهو من رجال آخر القرن الثانى، أو أوائل الثالث.

(**) ترجمته فى: الأنساب 285 و، التاريخ الكبير 1/ 356/1، تهذيب التهذيب 306،1/ 305، الجرح والتعديل 172،1/ 171/1، الجواهر المضية، برقم 231، حسن المحاضرة 1/ 463، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 34، اللباب 1/ 519، ميزان الاعتدال 1/ 223.

وقد تبع التميمى عبد القادر القرشى فذكره باسم: «إسماعيل بن سبيع» والتصويب من مصادر الترجمة.

ص: 187

وأثنى عليه أحمد بن حنبل، وهو ثقة.

كذا فى «الجواهر المضية» .

***

‌500 - إسماعيل بن سعيد أبو إسحاق، الطّبرىّ الأصل

الجرجانىّ، المعروف بالشّالنجىّ

(*)

من أصحاب محمد بن الحسن، روى عنه، وعن سفيان بن عيينة، ويحيى القطّان.

وروى عن إسماعيل المذكور، الضّحّاك بن الحسين الأسترآباذيّ الفقيه الأزدىّ، وأبو العباس أحمد بن العباس بن محمد المسعودىّ.

وسكن أسترآباذ، وحدّث بها، وروى عنه أهلها، وأهل جرجان.

وصنّف فى فضائل أبى بكر، وعمر، وعثمان، رضي الله عنهم، وصنّف كتاب «البيان» فى الفقه، قيل: إنه ردّ فيه على محمد بن الحسن، يحكى كلّ مسألة، ثم يردّ، وله تصانيف أخر فى الفقه، وغيره

(1)

.

وكان أحمد بن حنبل يكاتبه، ويثنى عليه.

قال الفضل بن عبيد الله الحميرىّ: سألت أحمد بن حنبل عن رجال خراسان، فقال: أمّا إسحاق بن راهويه فلم ير مثله، وأمّا إسماعيل بن سعيد الشّالنجىّ فقيه عالم.

وحكى داود بن محمد أنه رآه بإستراباذ يملى الأخبار، وأنّ من بها من أهل العلم والفقه والحديث يتردّدون إليه كلّ يوم.

قال: وكان بها حينئذ نيّف وأربعون من الفقهاء، وأهل العلم.

قال: وكان من الورع بمكان.

مات سنة ثلاثين ومائتين.

(*) ترجمته فى: الأنساب لوحة 326 و، تاريخ جرجان 100 - 472،471،102، الجواهر المضية، برقم 332، كشف الظنون 2/ 1276،1/ 264، اللباب 2/ 6.

(1)

ساقط من: س، وهو فى: ط، ن.

ص: 188

وقيل مات بدهستان

(1)

، فى ربيع الأوّل، سنة ست وأربعين ومائتين.

قال السّمعانىّ: والشّالنجىّ، بفتح الشين المعجمة، واللام، بينهما ألف، وسكون النون، وفى آخرها الجيم: هذه النسبة إلى بيع الأشياء من الشّعر، كالمخلاة والمقود والحبل. والله تعالى أعلم.

***

‌501 - إسماعيل بن سليمان بن ايداش بن السّلار

الإمام أبو طاهر

(*)

فقيه محدّث، حدّث عن الصّائن

(2)

ابن عساكر، وعبد الخالق بن أسد الفقيه.

سمع منه الحافظ الرّشيد، وذكره/فى «معجم شيوخه» ، وقال: كان ملازما لأداء الفرائض فى الجماعات، من أهل الخير والعفاف.

وذكره المنذرىّ، فى «التكملة» ، وقال: لنا منه إجازة كتب بها إلينا من دمشق، سنة سبع عشرة وستمائة.

توفّى يوم الجمعة، رابع ذى القعدة، سنة ثلاثين وستمائة.

وروى عنه

(3)

أنه سئل عن مولده، فقال: فى حادى عشر، شهر رجب، سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، بدمشق.

***

(1)

دهستان: بلد مشهور، فى طرف مازندران، قرب خوارزم وجرجان. معجم البلدان 2/ 633.

(*) ترجمته فى: التكملة لوفيات النقلة 80،6/ 79، الجواهر المضية، برقم 333، شذرات الذهب 5/ 135، العبر 5/ 118.

وفى العبر: «إسماعيل بن سلمان» ، والمثبت فى الأصول، والجواهر، وفى س:«بن ابداش» ، والمثبت فى: ط، ن، والعبر، وسقط من س:«ابن السلار» ، وفى ط، ن:«ابن السلال» ، والمثبت فى: العبر.

(2)

فى الأصول: «الصابر» ، وهو خطأ، صوابه فى العبر.

(3)

فى الجواهر أنه رأى ذلك بخط الصابونى.

ص: 189

‌502 - إسماعيل بن سودكين بن عبد الله، أبو الطّاهر، النّورىّ

(*)

قال فى «الجواهر» : مولده بالقاهرة سنة ثمان، أو تسع وأربعين وخمسمائة.

وقال الذّهبىّ: سنة تسع وسبعين وخمسمائة

(1)

.

صحب الشيخ أبا عبد الله محمد بن على بن العربىّ مدّة، وكتب عنه كثيرا من تصانيفه.

وسمع بمصر من أبى الفضل محمد بن يوسف الغزنوىّ، وأبى عبد الله محمد بن حامد الأرتارحىّ، وبحلب من الشريف أبى هاشم عبد المطلب بن [الفضل]

(2)

الهاشمىّ.

وحدّث، وروى عنه ابن القوّاس.

وكان فقيها، فاضلا، محدّثا، شاعرا، له نظم حسن، وكلام فى التصوف.

مات بحلب، سنة ست وأربعين وستمائة.

ويقال له: النّورىّ، لأنّ أباه كان من مماليك السلطان نور الدين الشّهيد.

***

‌503 - إسماعيل بن صاعد بن محمد بن أحمد بن عبيد الله-

عم شيخ الإسلام أحمد بن محمد بن صاعد المذكور فيما تقدّم-

أبو الحسن، قاضى القضاة

(**)

ولى قضاء الرّىّ ونواحيها أولا، ثم صار قاضى القضاة، ثم بعد ذلك ولى قضاء نيسابور ونواحيها، والبلاد الغربيّة منها، مثل طوس، ونسا، وصار بخراسان من المشاهير الكبار.

وكان من دهاة الرجال، ولم يشتهر بشئ من العلوم، إلا أنه كان دقيق النّظر، عارفا برسوم القضاء، مزاحما للصّدور، متقدّما بما فيه من الرّجوليّة، ومن الحشمة التى حازها عن أبيه، وكان مع ذلك قصير اليد عن أموال الناس.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 334، العبر 5/ 188، كشف الظنون 1566،1433،1379،2/ 1168.

(1)

زيادة من: ط، على ما فى: س، ن، ولم يرد هذا فى الجواهر، كما لم يرد فى العبر.

(2)

تكملة من الجواهر المضية.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 336.

ص: 190

وكانت ولادته سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.

وأسمعه أبوه من المشايخ، فسمع «الناسخ والمنسوخ» لمحمد بن مهاجر، فى أول سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.

وحدّث عن الخفّاف، وغيره، وعقد له مجلس الإملاء بنيسابور سنة اثنين وثلاثين وأربعمائة، وحضر مجلسه الصدور والمشايخ.

وبعث رسولا إلى فارس، فمرض فى الطريق، ووصل إلى إيذج، فتوفّى بها، سابع رجب، سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.

وإيذج موضعان؛ أحدهما بلدة من كور الأهواز، والثانى

(1)

قرية من قرى سمرقند.

***

‌504 - إسماعيل بن صاعد بن منصور بن إسماعيل بن صاعد

أبو الحسن

(*)

من بيت الصّاعديّة المشهور.

شيخ فاضل، سافر إلى خراسان.

وكان أبوه قد أسمعه من مشايخ عصره، وسمع من جدّه منصور، وعم أبيه الحسن بن إسماعيل، وغيرهما.

***

‌505 - إسماعيل بن صاعد، أبو القاسم، عماد الإسلام

ابن أبى العلاء، البخارىّ، الفقيه

(**)

كان قاضى أصبهان، وكان من الأعيان الكبراء، مقدّما عند الملوك والسلاطين.

قال ابن النّجّار: والقضاء فى ولده إلى يومنا هذا.

(1)

الذى فى معجم البلدان 1/ 417، أن إيذوج قرية على ثلاثة فراسخ من سمرقند، وانظر كلامه على إيذج فى 1/ 416.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 337.

وذكر المصنف فى ترجمة أبيه، أنه توفى سنة ست وخمسمائة، فيكون المترجم من رجال القرن السادس.

(**) ترجمته: فى الجواهر المضية، برقم 335.

ص: 191

قدم بغداد، فى سنة عشر وخمسمائة.

***

‌506 - / إسماعيل بن عبد الرحمن [بن عبد السلام]

ابن الحسن بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن بشير

ابن منكوا، أبو يوسف اللّمغانىّ

(*)

مدرس مشهد الإمام أبى حنيفة.

قرأ الفقه، على عمّه عبد الملك بن عبد السلام، حتى برع فيه، وهو من بيت أكثره من أهل العلم والفضل.

ذكر المنذرىّ أن مولده سنة ثمان عشرة وخمسمائة.

وأنه توفّى سنة ست وستمائة.

وذكر نسبه، فقال: إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبد السلام بن الحسن.

وذكره أبو العباس أحمد بن بختيار الواسطىّ، فى كتاب «تاريخ الحكّام» من جمعه، وقال: إنه توفّى يوم السبت السابع من شعبان، سنة ست وثلاثين وخمسمائة

(1)

، ودفن بمقبرة الخيزران.

واللّمغانىّ، بفتح اللام، وسكون الميم، وفتح الغين المعجمة، نسبة إلى مكان لمغان، وهو مواضع من جبال غزنة

(2)

. والله أعلم.

***

‌507 - إسماعيل بن عبد الرحمن بن مكّىّ

مجد الدين، أبو الفداء، الماردينىّ

ولى قضاء حلب مدة يسيرة، وكان مشكور السّيرة.

(*) ترجمته فى الجواهر المضية، برقم 338. وفى النسخ:«ابن منكر» مكان: «ابن منكوا» ، والمثبت فى الجواهر.

وذكر ياقوت فى معجم البلدان 4/ 343 ولده عبد السلام، وقال إنه أدركه.

وسقط من الأصول ما بين المعقوفتين، وهو فى الجواهر، وسياق الترجمة بعد هذا يقتضيه.

(1)

فى س: «وستمائة» .

(2)

فى معجم البلدان 4/ 343: «من قرى غزنة» .

ص: 192

ذكره العلاّمة قاضى القضاة علاء الدين ابن خطيب النّاصريّة، فى «تاريخه» ، ثم قال:

قرأت فى «تاريخ» شيخنا ابن حبيب، قال: سنة تسع وثمانين وستمائة، وفيها توفّى قاضى القضاة مجد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن بن مكّىّ الماردينىّ، الحنفىّ، حاكم عرف مجده، وطاب غوره ونجده، وعلا قدره، وفاح فى مجالس الحكم نشره، وارتفع لواء نجمه، وانتفع الطلبة بعلمه.

أفتى ودرّس وأفاد، وسلك عند مباشرته الحكم بحلب طريق السّداد.

وكانت وفاته بدمشق، عن أربع وستين سنة، رحمه الله تعالى.

***

‌508 - إسماعيل بن عبد السلام بن إسماعيل

ابن عبد الرحمن [بن عبد السلام]

ابن الحسن اللّمغانىّ

أبو القاسم، البغدادىّ

(*)

يأتى أبوه، وأخوه، وجدّه

(1)

، وجماعة من أهل بيته.

ذكره الحافظ الدّمياطىّ، فى مشايخه الذين أجازوا له، وروى عنه بسنده إلى ابن بريدة، عن أبيه، رفعه:«الدّالّ على الخير كفاعله»

(2)

.

***

‌509 - إسماعيل بن عبد الصّادق بن عبد الله بن سعيد

ابن مسعدة بن ميمون، البيارىّ، الخطيب

(**)

سمع أبا محمد عبد الكريم بن موسى بن عيسى البزدويّ.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 339.

وما بين المعقوفين يقتضيه تسلسل النسب فى الأسرة.

وذكر المصنف فى ترجمة والده أنه توفى سنة خمس وستمائة، فالمترجم من رجال القرن السابع.

(1)

تقدم ذكر جده، برقم 506.

(2)

أخرجه الترمذى فى: باب ما جاء الدال على الخير كفاعله، من أبواب العلم.

عارضة الأحوذى 10/ 140.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية برقم 340، الفوائد البهية 46، كتائب أعلام الأخيار، برقم 223.

ويتكلم المصنف على هذه النسبة فى الأنساب، إن شاء الله تعالى.

ص: 193

وروى عنه القاضى أبو اليسر محمد بن محمد البزدويّ، وابنه ميمون بن إسماعيل.

ذكره أبو حفص عمر بن محمد النّسفىّ، فى

(1)

كتاب «القند» .

ومات فى ذى الحجّة، سنة أربع وتسعين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌510 - إسماعيل بن عبد العزيز بن سوار بن صلاح

أبو عبد العزيز، البصروىّ

(*)

نزيل دمشق.

مولده بقرية الكفر، من عمل بصرى، فى سنة أربع وثمانين وخمسمائة

(2)

.

ذكره الدّمياطىّ، فى «معجم شيوخه» .

وأخوه محمد، يأتى إن شاء الله تعالى.

***

‌511 - إسماعيل بن عبد المجيد بن إسماعيل بن محمد

(**)

مدرس قيساريّة.

تفقّه على والده الآتى ذكره

(3)

.

وهو أخو أحمد قاضى ملطية، المتقدّم ذكره فى محلّه

(4)

.

***

(1)

فى ط، ن:«من» ، والمثبت فى: س، والجواهر.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 341.

(2)

فى النسخ: «وستمائة» ، والتصويب من الجواهر المضية.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية برقم 342.

(3)

توفى والده، كما يأتى فى ترجمته، سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، فالمترجم من رجال القرن السادس.

(4)

تقدم برقم 236، صفحة

ص: 194

‌512 - إسماعيل بن عثمان بن عبد الكريم بن تمّام بن محمد القرشىّ

الإمام، العلاّمة، شيخ الحنفيّة، فى عصره، أبو الفداء

الملقّب رشيد الدين، المعروف بابن المعلّم

(*)

عالم صفا ماء مشربه، وانتهت إليه رياسة مذهبه، وانتظمت قلائد مجده، وظهرت دلائل ورعه وزهده، وبرز/للطلبة كنز علمه النافع، وأضاء نجم هدايته الذى لا معارض له ولا مدافع.

عرض عليه القضاء بدمشق فامتنع من قبوله، ورغب فيما يقرّبه ويدنيه من طاعه الله ورسوله.

وكانت وفاته بمصر، عن إحدى وتسعين سنة.

قال ابن حجر، فى «الدّرر»: ولد سنة ثلاث وعشرين وستمائة.

وسمع من الزّبيدىّ، وقرأ بالرّوايات على السّخاوىّ، وسمع منه، ومن ابن الصّلاح، وابن أبى جعفر، والعزّ النّسّابة، فى آخرين.

وكان فاضلا فى مذهب الحنفيّة، تفقّه على الجمال محمود الحصيرىّ

(1)

.

وعمّر حتى انفرد، وأفتى، ودرّس، وقدم القاهرة، فأقام بها إلى أن مات.

وكان قد عرض عليه القضاء بدمشق فأبى.

ومات فى خامس رجب، سنة أربع عشرة وسبعمائة.

وامتنع من الإقراء لكونه كان تاركا، وكان بصيرا بالعربية، رأسا فى المذهب.

(*) ترجمته فى: البداية والنهاية 14/ 72، بغية الوعاة 1/ 451، تاريخ ابن الوردى 2/ 262، تالى وفيات الأعيان، لابن الصقاعى 48، الجواهر المضية، برقم 343، حسن المحاضرة 1/ 468، الدارس 483،1/ 482، الدرر الكامنة 1/ 394، السلوك 1/ 140/2، شذرات الذهب 6/ 33، طبقات القراء 1/ 166، الفوائد البهية 47،46، كتائب أعلام الأخيار، برقم 472، مرآة الجنان 4/ 253، معرفة القراء الكبار، للذهبى 584،2/ 583، من ذيول العبر (ذيل الذهبى) 77، الوافى بالوفيات 156،9/ 155.

(1)

فى الدرر: خطأ: «الجعبر» ، وهو جمال الدين محمود بن أحمد بن عبد السيد الحصيرى، المتوفى سنة ست وثلاثين وستمائة، وتأتى ترجمته.

ص: 195

وقال الذّهبىّ: كان ديّنا، مقتصدا فى لباسه

(1)

، متزهّدا، بلغنى أنه تغيّر بأخرة، وكان منقطعا عن الناس، ومات ابنه قبله بيسير. انتهى.

وقال فى «الجواهر» : تفقّه عليه جماعة؛ منهم: شيخنا ولده العلاّمة تقىّ الدين يوسف، وشيخنا قاضى القضاة شمس الدين ابن الحريرىّ، والإمام علاء الدين الفارسىّ

(2)

، ويأتى كلّ منهم فى بابه.

درّس وأفتى، وحدّث، وسمعت عليه «ثلاثيّات البخارىّ» بسماعه من ابن الزّبيدىّ.

ثم قال: وسمعته غير مرّة يقول: سمعت «البخارىّ» جميعه على ابن الزّبيدىّ.

وكان الشيخ تقىّ الدين ابن دقيق العيد يعظمه، ويثنى على علمه، وفضله، وديانته.

وروى عنه فى «الجواهر» قوله

(3)

:

كبر وأمراض ووحشة غربة

مع سوء حال قد جمعن لعاجز

بئس الصّفات لمن غدت أوصافه

هذى الصّفات وما الممات بناجز

لولا رجاء تفضّل من راحم

حتما لخاب ولم يكن بالفائز

با ربّ أنجز رحمة يحيى بها

الفضل فضلك ماله من حاجز

***

‌513 - إسماعيل بن عدىّ بن الفضل بن عبيد الله، أبو المظفّر

الأزهرىّ، الطّالقانىّ

(*)

تفقّه بما وراء النّهر على البرهان، وغيره.

وسمع ببخارى وبلخ، جماعة؛ منهم أبو المعين ميمون بن محمد بن محمد بن المعتمد المكحولىّ النّسفىّ.

وكتب عنه الحافظان؛ أبو على ابن الوزير الدمشقىّ، وأبو الحجّاج الأندلسىّ.

(1)

فى النسخ: «لبابه» وليس فى ذيل العبر، ولعل الصواب ما أثبته.

(2)

فى س: «القارى» ، والمثبت فى: ط، ن، والجواهر.

(3)

الجواهر المضية،1/ 422.

(*) ترجمته فى: الأنساب 582 و، الجواهر المضية، برقم 344، اللباب 3/ 270.

ص: 196

قال السّمعانىّ، فى «أنسابه»: كتب لى الإجازة بجميع مسموعاته، وكان فقيها، فاضلا، مفتيا، جال فى أكناف خراسان، وخرج إلى ما وراء النّهر، وتفقّه بها.

وكانت وفاته-فيما أظنّ -فى حدود سنة أربعين وخمسمائة.

والأزهرىّ، نسبة إلى جدّ المنتسب إليه.

قال فى «الجواهر» بعد نقل كلام السّمعانىّ هذا: كذا نقلته من خطّى من مسوّدتى.

ولم أر هذه الترجمة فى السّمعانىّ، لا فى الأزهرىّ، ولا فى الطّالقانىّ، وإنما ذكرها السّمعانىّ فى الورىّ، بفتح الواو والراء، وفى آخرها ياء تحتها نقطتان؛ هذه النسبة إلى وره، قرية من قرى الطّالقان، خرج منها جماعة؛ منهم: أبو المظفّر إسماعيل بن عدىّ بن عبد الله الطّالقانىّ الورىّ، الفقيه الحنفىّ، كان فقيها فاضلا، تفقّه على/البرهان، وغيره.

وسمع الحديث ببلخ من أبى جعفر محمد بن الحسين السّمنجانىّ

(1)

، وأبى بكر محمد بن عبد الرحمن بن القصير

(2)

الخطيب.

وسمع ببخارى، وخراسان.

سمع منه أبو علىّ ابن الوزير الدمشقىّ، وأبو الحجّاج بن فارو

(3)

الأندلسىّ.

وتوفّى فى حدود سنة أربعين وخمسمائة

(4)

. رحمه الله تعالى.

***

‌514 - إسماعيل بن على بن الحسين بن محمد بن الحسن بن

زنجويه الرّازىّ، أبو سعد، السّمّان

(*)

قال فى «الجواهر» : قال ابن العديم، فى «تاريخ حلب»: شاهدت بخطّ محمود بن عمر

(1)

فى الأصول: «السمنانى» ، والمثبت فى الأنساب واللباب، وسمنجان: بليدة من طخارستان، وراء بلخ. انظر اللباب 1/ 565 أيضا.

(2)

فى الأنساب واللباب: «بن أبى النصر» مكان: «بن القصير» .

(3)

فى اللباب والجواهر: «بن فاروا» ، وليست فى الأنساب.

(4)

هذا آخر كلام عبد القادر، فى الجواهر المضية.

(*) ترجمته فى: أعيان الشيعة 12/ 61 - 66، الأنساب 306 ظ، إيضاح المكنون 2/ 18،602،1/ 181، البداية والنهاية 12/ 65، تذكرة الحفاظ 3/ 1121 - 1123، الجواهر المضية، برقم 345، شذرات الذهب 3/ 273، العبر 3/ 209، فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة (شرح العيون للجشمى) 389، كشف الظنون 2/ 1890، لسان الميزان 422،1/ 421، مرآة الجنان 63،3/ 62، منتهى المقال 57، ميزان الاعتدال 1/ 239.

ص: 197

الزّمخشرىّ، فى أصل «معجم أبى سعد السّمّان» ، والمشيخة جميعها بخطّ الزّمخشرىّ، ما مثاله: ذكر الأستاذ أبو علىّ الحسين بن محمد بن مزدك

(1)

فى «تاريخه» : الشيخ الزاهد إسماعيل بن على السّمّان، شيخهم، وعالمهم، وفقيههم ومتكلّمهم، ومحدّثهم.

وكان إماما بلا مدافعة، فى القراءات، والحديث، ومعرفة الرجال، والأنساب، والفرائض، والحساب، والشّروط والمقدّرات.

وكان إماما أيضا، فى فقه أبى حنيفة وأصحابه، وفى معرفة الخلاف بين أبى حنيفة والشافعىّ، رحمهما الله تعالى، وفى فقه الزّيديّة، وفى الكلام.

وكان يذهب مذهب الحسن البصرىّ، ومذهب الشيخ أبى هاشم.

وكان قد حجّ، وزار قبر النّبىّ صلى الله عليه وسلم، ودخل العراق، وطاف الحجاز، والشام، وبلاد المغرب، وشاهد الرجال، والشيوخ، وقرأ عليه ثلاثة آلاف رجل من شيوخ زمانه، وقصد أصبهان لطلب الحديث فى آخر عمره.

وكان يقال فى مدحه: إنه ما شاهد مثل نفسه.

وكان مع هذه الخصال الحميدة زاهدا، ورعا، قوّاما، مجتهدا، صوّاما، قانعا، راضيا، أتى عليه أربع وسبعون سنة، ولم يدخل أصبعه فى قصعة إنسان، ولم يكن لأحد عليه منّة ولا يد، فى حضره ولا فى سفره.

مات ولم تكن له مظلمة، ولا تبعة، من مال، ولا لسان.

كانت أوقاته موقوفة على قراءة القرآن، والتدريس، والرّواية، والإرشاد، والهداية، والعبادة.

خلّف ما جمعه طول عمره من الكتب وقفا على المسلمين.

كان تاريخ الزمان، وشيخ الإسلام، وبقيّة السّلف والخلف.

مات ولا فاته فى مرضه فريضة، ولا واجب، من طاعة الله تعالى، من صلاة، ولا غيرها، ولا سال منه لعاب، ولا تلوّث ثياب، ولا تغيّر لونه.

(1)

فى الجواهر: «مردك» .

ص: 198

وكان يجدّد التوبة، ويكثر الاستغفار، ويقرأ القرآن.

قال أبو الحسن المطهّر بن علىّ المرتضى: سمعت أبا سعد إسماعيل السّمّان، يقول: من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الإسلام.

وصنّف كتبا كثيرة، ولم يتأهّل قطّ.

مضى لسبيله، وهو يتبسّم، كالغائب يقدم على أهله، وكالمملوك المطيع يرجع إلى مالكه.

مات وقت العتمة، من ليلة الأربعاء، الرابع والعشرين من شعبان، سنة خمس وأربعين وأربعمائة، ودفن ليلة الأربعاء

(1)

بجبل طبرك

(2)

، بقرب الفقيه محمد بن الحسن الشّيبانىّ، تحت قبر أبى الفتح عبد الرزّاق بن مردك.

وذكره ابن خلّكان، فى «تاريخه» ، فى ترجمة الرئيس ابن سينا، وقال: كان له نحو من أربعة آلاف شيخ، وكان أبو علىّ يختلف إلى إسماعيل الزاهد فى الفقه، ويتلقّف مسائل الخلاف، ويناظر، ويجادل.

ويأتى ابن أخيه يحيى بن طاهر بن الحسين،/إن شاء الله تعالى.

***

‌515 - إسماعيل بن على بن عبد الله الحاكم، النّاصحىّ

أبو الحسن، ابن أبى سعيد

(*)

حدّث عن عبد الله بن يوسف، وأبى سعيد الصّيرفىّ، وغيرهما، وكان ثقة.

ولد فى أواخر القرن الرابع، أو أوائل الخامس

(3)

.

ومات فى جمادى الآخرة، سنة ست وثمانين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.

***

(1)

ساقط من: ط، ن، وهو فى: س، والجواهر.

(2)

فى معجم البلدان 3/ 507: «طبرك

قلعة على رأس جبيل، بقرب مدينة الرى، على يمين القاصد إلى خراسان».

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 346.

(3)

فى الجواهر: «ولد حوالى سنة أربعمائة» وذكر عبد القادر أن عبد الغافر ذكره فى السياق.

ص: 199

‌516 - إسماعيل بن على بن عبيد الله الخطيبىّ

(*)

تفقّه على أبيه، وخرج معه إلى الحج، فمات أبوه بالأبواء

(1)

، فتوجّه هو صحبة أبى العلاء صاعد بن محمد إلى مكة، ثم قدما من الحج إلى بغداد، وتردّد هو إلى قاضى القضاة أبى عبد الله الدّامغانىّ.

وولى القضاء بأصبهان مرّتين، ثم قدم إلى بغداد، وحصل له بها القبول التّامّ، وكان يحضر عنده أهل العلم من سائر الطوائف.

وقتل شهيدا، يوم الجمعة، بجامع همذان، سنة اثنتين وخمسمائة، سادس صفر الخير.

***

‌517 - إسماعيل بن على بن محمد

أبو إبراهيم، البشتنقانىّ

(**)

بضم الباء الموحّدة، وسكون الشين المعجمة، وفتح التاء المثناة من فوقها، وكسر النون، وفتح القاف، وفى آخرها النون: قرية على فرسخ من نيسابور، يقال لها: بشتنقان، وهى إحدى مستنزهات نيسابور.

تفقّه على العلاّمة أبى العلاء صاعد، وسمع الحديث منه، وكان يعدّ نفسه من تلامذته.

قال عبد الغافر، فى «السّياق»: رجل صالح مستور، مشتغل بالتجارة، وله مروءة، وثروة، ونعمة، وأقارب، وأعقاب.

سمع منه عبد الغافر المذكور، وقال: توفّى فى ذى القعدة، سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة.

رحمه الله تعالى.

***

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 347، ترجمة مستفيضة.

(1)

الأبواء: قرية من أعمال الفرع من المدينة، بينها وبين الحجفة مما يلى المدينة ثلاثة وعشرون ميلا.

معجم البلدان 1/ 100.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 348.

ص: 200

‌518 - إسماعيل بن عيسى بن دولات البلكشهرىّ المولد، نزيل

الحرمين، ويعرف بالأوغانىّ

(*)

قدم مع أبيه عيسى من بلاده، وقطنا بيت المقدس عند الصّامت، فمات أبوه بها، وتسلّك هو بالشيخ الصامت، وعاد فقطن مكة، وتسلّك عليه الفقراء، وربما كان يقرئهم فى الفقه.

وكان على قدم عظيم، من التلاوة، والصيام، وإدامة الاعتمار.

واختصر «جامع المسانيد» للخوارزمىّ، وسمّاه «اختيار اعتماد المسانيد، فى اختصار أسماء بعض رجال الأسانيد» .

قال السّخاوىّ: رأيته بخطّه عند الشيخ عبد المعطى، وقال: إنه اختصره أيضا الجمال محمود بن أبى العباس القونوىّ، وأبو البقاء بن الضّياء، وأبدى فى كلّ منهما علّة، وفى كتابه أيضا علل.

مات فى ليلة الأربعاء، سابع المحرّم، سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌519 - إسماعيل بن الفضل

(**)

قال: محمد بن شجاع

(1)

: سمعت إسماعيل بن الفضل، وأبا على الرّازىّ، وجماعة من أصحابنا، يذكرون أن أبا يوسف سئل: أسمع منك محمد بن الحسن هذه الكتب؟.

فقال أبو يوسف: سلوه.

فأتينا محمدا، فسألناه، فقال: ما سمعتها، ولكن أصحّحها لكم.

كذا فى «الجواهر» .

***

(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 305،2/ 304، كشف الظنون 2/ 1681.

وفى ط، ن:«ذولات» ، والمثبت فى: س، والضوء، وفيه أيضا:«دولت» ، وضبط الشين فى «البلكشهرى» . والهمزة فى «الأوغانى» عنه.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 349.

(1)

توفى محمد بن شجاع الثلجى، سنة ست ومائتين، فيكون المترجم من رجال القرن الثالث.

ص: 201

‌520 - إسماعيل بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن نوح

النّوحىّ، القاضى

(*)

تقدّم نسبه فى ترجمة/أخيه إسحاق

(1)

، ويأتى أبوه فى بابه إن شاء الله تعالى.

قال السّمعانىّ

(2)

، لمّا ذكر أخاه إسحاق فى النّوحىّ: والده

(3)

، وإخوته، وأهل بيته، يقال لهم: نوحىّ، وهم علماء فضلاء، وذكر أن النّسبة للجدّ. رحمهم الله تعالى.

***

‌521 - إسماعيل بن محمد بن أحمد بن جعفر، أبو سعيد

الفقيه، الحجّاجىّ

(**)

ولد سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.

وتوفّى ليلة الأضحى، سنة تسع وسبعين وأربعمائة.

حدّث عن أبى سعيد الصّيرفىّ، وأبى القاسم السّرّاج، وسمع الحافظ عبد الغافر الفارسىّ.

وسمع منه الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسىّ.

قال أبو الحسن، فى «السّياق»: فقيه، شيخ معروف، من فقهاء أصحاب أبى حنيفة، كثير الحديث، مشهور به.

وقال أبو الفضل المقدسىّ فى «أنسابه» : فقيه على مذهب أبى حنيفة، لا أعلم أنى رأيت

(4)

حنفيّا أحسن طريقا

(5)

منه.

(*) ترجمته فى: الأنساب 570 و، الجواهر المضية، برقم 350. وسبقت ترجمته باسم:«إسماعيل بن إبراهيم» برقم 480.

(1)

تقدم برقم 458.

(2)

لم يرد هذا فى نسخة الأنساب التى بين أيدينا، وهو فى اللباب 3/ 242.

(3)

فى الأصول، والجواهر:«ولد» ، والمثبت فى: اللباب 3/ 242.

(**) ترجمته فى: الأنساب للسمعانى لوحة 156 و، الأنساب المتفقة 38، الجواهر المضية، برقم 351، الفوائد البهية 47، 48، كتائب أعلام الأخيار، برقم 254، اللباب 1/ 278، معجم البلدان 2/ 203.

(4)

فى الأنساب المتفقة: «لا أعلمنى رأيت» .

(5)

فى الأنساب المتفقة: «طريقة» .

ص: 202

وقال السّمعانىّ، فى «الأنساب»: الحجّاجىّ: نسبة إلى الحجّاج، وهو اسم رجل، ومكان.

وذكر من ينسب إلى الرجل، ثم قال: وأمّا المنتسب إلى المكان، فهو أبو سعيد إسماعيل ابن محمد بن أحمد الحجّاجىّ الفقيه، [كان]

(1)

حسن الطريقة، روى عن القاضى أبى بكر الحيرىّ، وغيره.

وكان ينسب إلى قرية من أعمال بيهق، يقال له حجّاج.

ولعلّه توفّى فى حدود سنة ثمانين وأربعمائة. رحمه الله تعالى.

***

‌522 - إسماعيل بن محمد بن أحمد بن الطّيّب الكمارىّ

(*)

قاضى واسط، من بيت علم وفضل.

قال السّمعانىّ

(2)

: الكمارىّ، بفتح الكاف، والميم، وبعد الألف راء: هذه اللفظة تشبه النّسبة، وهو اسم لجدّ بعض العلماء، وهو الطّيّب بن جعفر بن كمارىّ الواسطىّ.

قال: وجماعة من أولاده يعرفون بابن الكمارىّ

(3)

.

***

‌523 - إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعد الله، السّعدىّ

ابن الفقّاعىّ، الحموىّ، كمال الدين، أبو الفداء

(**)

من فضلاء بلده، له معرفة بالقراءات، والنحو، والفقه، وهو حسن الأداء فى القراءة، خبير بالتجويد، له النظم الجيّد، وعنده الفضل التّامّ.

(1)

تكملة من: الأنساب، واللباب.

(*) ترجمته فى: الأنساب 487، والجواهر المضية، برقم 352.

(2)

نقل هذا ابن الأثير عنه فى اللباب 3/ 50، وضبط باقوت فى معجم البلدان 4/ 304، «كمارى» بالفتح وبعد الألف راء مفتوحة، وقال: من قرى بخارى. وذكر ذلك أيضا السمعانى، ونسب إليها آخر.

(3)

ذكر السمعانى فى ترجمته، أنه ولد سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، وأنه توفى سنة ثمان وستين وأربعمائة. وكناه أبا على.

(**) ترجمته فى: الدرر الكامنة 1/ 403، طبقات القراء 168،1/ 167، كشف الظنون 2/ 1172. وفى س:«البقاعى» مكان «الفقاعى» ، وفى ط:«القفاعى» ، والمثبت فى: ن، والمصادر.

ص: 203

وهو فقيه حنفىّ، ويخطب بحصن صهيون

(1)

، مع إقامته بحماة.

كذا قاله البرزاليّ، فى «معجمه» .

وكانت ولادته فى شهر رجب، سنة اثنتين وأربعين وستمائة.

ومن شعره:

متى عاينت عيناى أعلام حاجر

جعلت مواطى العيس أعلى محاجرى

وإن لاح من أرض العواصم بارق

رجعت بأحشاء صواد صوادر

سقى الله هاتيك المواطن والرّبا

مواطر أجفان هوام هواتر

وحيّى الحيا من ساكن الحىّ أوجها

سفرن بأنوار زواه زواهر

بحيث زمان الوصل غضّ وروضه

أريض بأزهار بواه بواهر

(2)

وحيث جفون الحاسدين غضيضة

رمقن بأرماق سواه سواهر

قال البزاليّ: توفّى خامس، أو سادس عشر جمادى الأولى، سنة خمس عشرة وسبعمائة، بحماة. كتب إلىّ بذلك شهاب الدين ابن قرناص. انتهى.

***

‌524 - إسماعيل بن محمد بن الحسن الحسينىّ

السّيّد، أبو إبراهيم

(*)

كتب عنه أحمد بن محمد الخلمىّ

(3)

، إملاء.

من/أقران أبى اليسر وأبى المعين. قاله فى «الجواهر» .

***

(1)

صهيون: حصن حصين من أعمال سواحل بحر الشام، من أعمال حمص، لكنه ليس بمشرف على البحر. معجم البلدان 3/ 438.

(2)

فى س: «زواه زواهر» ، والمثبت فى: ط، ن.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 353.

(3)

فى الأصول: «الحلمى» ، وتقدمت ترجمته، برقم 303.

ص: 204

‌525 - إسماعيل بن محمد بن الحسن، أبو الفضل، الحاكم

الكرابيسىّ، الفقيه، المذكّر

(*)

ذكره فى «سياق نيسابور» فقال: شيخ فاضل، معروف، من الحنفيّة.

سمع الحديث من الخفّاف، وطبقته.

أخبرنا عنه أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم.

وتوفّى سنة إحدى وستين وأربعمائة.

وذكره الثّعالبىّ، فى «تتمّة اليتيمة» ، وقال فى حقّه: من أشعر الفقهاء، وأفقه الشعراء، ومن العلم حشو ثيابه، والعقل والفضل من أوصافه وألقابه، يقول ويحسن.

ثم أنشد له:

تمنّيت أن تحيى حياة هنيّة

وأن لا ترى كرّ الزّمان بلابلا

(1)

رويدك هذى الدّار سجن وقلّما

يمرّ على المسجون يوم بلا بلا

(2)

***

‌526 - إسماعيل بن محمد بن سليمان، أبو الفضل، البيلقىّ

الملقّب شمس الدين

(**)

الإمام، العلاّمة.

تفقّه عليه شمس الأئمّة الكردرىّ.

***

(*) ترجمته فى: تتمة اليتيمة 2/ 17، والشعر فيه، الجواهر المضية، برقم 354.

(1)

البلابل هنا: ما يحزن الصدر.

(2)

بلابلا: مكونة من «بلا» أى بغير، و «بلا» أى بلاء.

(**) ترجمته فى الجواهر المضية، برقم 335.

وسيذكر المصنف هذه النسبة فى الأنساب.

ص: 205

‌527 - إسماعيل بن محمد بن محمد الحسين، أبو النّجح

ابن أبى الفضل، البزّار

(*)

تفقّه على أبيه محمد، وروى عنه ابن النّجّار.

ومات سنة سبع وستمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌528 - إسماعيل بن محمد بن يحيى

(**)

قال فى «الجواهر» : حكى عنه ابن عساكر حكاية عن والده، تأتى فى ترجمته. ولم يزد على ذلك.

***

‌529 - إسماعيل بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى

ابن زهير بن موسى بن عيسى بن عبد الله

ابن محمد بن عامر بن أبى جرادة، أبو صالح، عرف بابن العديم

(***)

من بيت كبير مشهور.

مولده بحلب، سنة عشر وستمائة، وسمع بها من جدّه أبى غانم محمد.

وقدم مصر، وحدّث بها ب «جزء أبى على الكندىّ» بسماعه من الحسين بن صصرى.

مات فى المحرّم، سنة أربع وتسعين وستمائة. كذا فى «الجواهر» .

وترجمه فى «درّة الأسلاك» ، فقال: رئيس أصيل، ومسند جليل، بيته عامر بأهله، وفرعه مثمر بمحاسن أصله.

أكثر من سماع الحديث، واستمطر من الأخبار النبوية أىّ غيث مغيب.

سمع بحلب وحماة ودمشق ومصر والحجاز، وتقدّم بما رواه عن الحفّاظ بالبلاد المذكورة وامتاز.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 356، وهى هناك أكثر فائدة مما هنا.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 357.

(***) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 358.

ص: 206

وكانت وفاته بحلب، عن سبع وسبعين سنة، رحمه الله تعالى.

***

‌530 - إسماعيل بن يحيى بن على بن يحيى، مجد الدين، ابن

أشرف الدين، المهاجرىّ، الكردىّ، السّنهوتىّ -بمهملة مفتوحة

ثم نون ساكنة، بعدها هاء مضمومة، وآخره تاء مثناة-الأصل

القارى، الحنفىّ، الشّطرنجىّ

(*)

أخو القاضى شمس الدين محمد، المعروف بابن يحيى.

ولد فى أواخر سنة أربع وثلاثين وثمانمائة، أو أوائل التى تليها، بالقاهرة، ونشأ فحفظ القرآن الكريم، وقصيدة «يقول العبد» ، و «الكنز» ، و «المنظومة النّسفيّة» ، و «المنار» ، و «ألفية النحو» ، وعرض على عبد السلام البغدادىّ، وابن الهمام، وغيرهما، وحضر دروس الأفاضل.

وكان فى الشّطرنج عالية زمنة، وتميّز، وفاق فى كثرة المحفوظ، نظما، ونثرا، مع مشاركة فى الفضائل، وعقل وسكون.

وحجّ، وجاور بالحرمين. وسمع بالمدينة من أبى الفرج المراغىّ.

وطاف/البلاد، واشتهر عند أكابر الناس، وولى المناصب، ثم رغب عنها.

قال السّخاوىّ: ورأيت منه أمرا بديعا غريبا، وهو أنه إذا ذكر كلام يسابق لبيان عدد حروفه عند تمامه، فلا يخرم، وأمره فى ذلك وراء العقل، حتى فى الكلام الكثير.

قال: ومن نظمه، ممّا أنشدنيه فى غصون

(1)

:

إنّ قلبى هام وجدا

وولوعا بحماك

فلذا ذبت غراما

واشتياقا للقاك

(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 309،2/ 308.

(1)

الأبيات فى الضوء اللامع 2/ 309.

ص: 207

يا غصونا فى رياض

من زهور وأراك

أنت قد أضنيت قلبى

فشفائى فى شفاك

فى أبيات

(1)

.

***

‌531 - إسماعيل بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول بن حسّان بن

سنان، أبو الحسن، التّنوخىّ، الأنبارىّ

(*)

أحد فضلاء البيت المشهور.

حدّث ببغداد، عن أبى العباس أحمد بن محمد البرتيّ، والحارث بن أبى أسامة، ومحمد ابن غالب التّمتام، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وبهلول بن إسحاق، وغيرهم.

وروى عنه ابن أخيه أحمد بن يوسف بن يعقوب الأزرق، وغيره.

وكان حافظ للقرآن، عالما بأنساب اليمن، كثير الحديث، ثقة، صدوقا.

وكانت ولادته بالأنبار، سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

ومات بها، فى سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌532 - إسماعيل بن اليسع بن الربيع، أو ابن الربيع بن اليسع

الكندىّ، الكوفىّ، أبو الفضل، وأبو عبد الرحمن

(**)

كان من أهل الكوفة، ومن أهل المائة الثانية.

أخذ عن أبى حنيفة، رضى الله تعالى عنه، وسمع من محمد بن عمرو بن علقمة، وغيره.

(1)

ساقط من: س، وهو فى: ط، ن، وبعد قوله «فى أبيات» قال السخاوى:«مات بغزة فى مرستانها، سنة ثلاث وتسعين أو التى قبلها» وانظر ما تقدم.

(*) ترجمته فى: تاريخ بغداد 302،6/ 301، الجواهر المضية، برقم 359، كشف الظنون 2/ 1378.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 361، وهو فيه:«إسماعيل بن النسفى الكندى» ، ورفع الإصر 1/ 126 - 128، القضاة للكندى 60.

ص: 208

روى عنه عبد الله بن وهب، وسعيد بن أبى مريم، وأبو صالح الحرّانىّ

(1)

، وغيرهم.

قال أبو عمر الكندىّ: كانت ولايته-يعنى قضاء مصر-بعناية يعقوب بن داود وزير المهدىّ، وهو أول كوفىّ ولى القضاء بمصر على رأى أبى حنيفة، وذلك بعد موت ابن لهيعة، سنة أربع وستين.

وقال سعيد بن أبى مريم: أول من أدخل مذهب أبى حنيفة مصر إسماعيل بن اليسع، وكانوا لا يعرفونه، وكان من خير قضاتنا، إلاّ أنه كان مذهبه إبطال الأحباس، فثقل ذاك على أهل مصر، وأبغضوه.

وقال يحيى بن بكير: كان فقيها مأمونا، وكان يصلّى بنا الجمع وعليه كساء مربّع من صوف، وقطن، وقلنسوة من خزّ.

وقال خلف بن ربيعة، عن أبيه، وعن غير واحد: كان إسماعيل رجلا صالحا، وكان فى زمن ولايته القضاء أمير مصر إبراهيم بن صالح، وصاحب البريد سراج بن خالد، فأراداه على الحكم لهما بشئ فلم يطعهما، فاحتالا عليه، فاستدعاه غشامة بن عمرو، فأطعمه سمكا، ثم أدخله الحمّام، فمرض، فكتبا إلى الخليفة: إنّ إسماعيل حصل له فالج، فكتب:

يعود غوث بن سليمان إلى القضاء.

وعن أحمد بن سعيد بن أبى مريم، قال: سمعت عمّى يقول: قدم علينا إسماعيل بن اليسع الكوفىّ قاضيا، بعد ابن لهيعة، وكان من خير قضاتنا، غير أنه كان يذهب إلى قول أبى حنيفة، ولم يكن أهل مصر يعرفون مذهب أبى حنيفة.

ونقل ابن حجر، فى «رفع الإصر/عن قضاة مصر» عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبيه، عن جدّه، قال: جاء رجل إلى الليث بن سعد، فقال: ما تقول فى رجل قال لرجل يا مأبون، يا من ينكح فى دبره؟.

فقال له الليث: إيت إلى القاضى فاسأله.

فقال: صرت إليه، فسألته، فقال لى: يقول له مثل ما قال له.

فقال الليث: سبحان الله، وهل يقال هذا؟.

(1)

فى: ط، ن:«الجرانى» . وفى الجواهر: «الجرجانى» ، المثبت فى: س.

ص: 209

قال: فكتب الليث إلى الخليفة، فعزله.

قال: وجاء الليث إلى إسماعيل، فجلس بين يديه، فقام إسماعيل، وأجلّه، وأمره أن يرتفع، فقال: ما جئت إليك زائرا، وإنما جئت إليك مخاصما.

قال: فى ماذا؟.

قال: فى أحباس المسلمين، قد حبّس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلى، وطلحة، والزّبير، فمن بقى بعد هؤلاء!!

وقام، فكتب إلى المهدىّ، فورد الكتاب بعزله، فأتاه الليث فجلس إلى جنبه، وقال للقارئ: اقرأ كتاب أمير المؤمنين.

فقال له إسماعيل: يا أبا الحارث، وما كنت تصنع بهذا! والله لو أمرتنى بالخروج لخرجت من البلد.

فقال له الليث: إنك والله-ما علمت

(1)

-لعفيف عن أموال الناس.

وكان ورود الكتاب بعزله فى جمادى الأولى، سنة سبع وستين ومائة.

***

‌533 - إسماعيل المتكلّم

(*)

له كتاب «الكافى»

(2)

، وكتاب «الصلاة» ، وكتاب «شرح العمدة» .

وهو إمام كبير، يلقب، بقاضى القضاة.

وله ابن إمام كبير، يقال له برهان الدين إبراهيم، تقدّم

(3)

.

***

(1)

فى ط، ن:«عملت» ، والمثبت فى: س.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 360.

(2)

ذكر حاجى خليفة، فى كشف الظنون 2/ 1378، أن الكافى فى فروع الحنفية، للحاكم الشهيد محمد بن محمد الحنفى، المتوفى سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وأن لإسماعيل بن يعقوب الأنبارى المتكلم، المتوفى سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، شرحا مفيدا عليه.

وتقدم إسماعيل هذا برقم 531، فلعله المترجم.

(3)

تقدم برقم 24، صفحة

ص: 210

‌534 - إسماعيل الرّومىّ، القرمانىّ، كمال الدين

(*)

أحد فضلاء الديار الروميّة، المشهور بقرا كمال

(1)

.

أخذ العلم عن المولى الخيّالىّ، وغيره، ودرّس ببعض المدارس.

ولمّا كان مدرسا بإحدى المدرستين المتجاورتين بأدرنة، كان القاضى بها إذ ذلك عبد الرحمن بن المؤيّد، فوقع بينهما بعض التّنافر، بسبب الاختلاف فى مسألة من المسائل العلميّة، وبقى ذلك فى خاطر ابن المؤيّد، فلمّا ولى قضاء العسكر عزله عن التدريس، وعيّن له كلّ يوم سبعين

(2)

درهما عثمانيّا، بطريق التّقاعد، فقنع بذلك، ولزم بيته، واشتغل بالعلم والعبادة، إلى أن مات، تغمّده الله تعالى برحمته.

ومن تصانيفه: «حواش على الكشّاف» ، و «حواش على تفسير القاضى البيضاوىّ» و «حواش على شرح الوقاية» لصدر الشريعة، و «حواش على حاشية شرح العقائد» للخيّالىّ، و «حواش على شرح المواقف» للسيّد الشريف، وله غير ذلك.

***

‌535 - إسماعيل بن التّمجيد الرّومىّ

(**)

كان معلّما للسلطان محمد خان، وكان رجلا صالحا.

صنّف «حواشى»

(3)

على «تفسير العلاّمة البيضاوىّ» .

وله نظم بالعربىّ، والفارسىّ، تغمّده الله تعالى برحمته.

***

(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 506،1/ 505، الفوائد البهية 49، كشف الظنون 2/ 1481.

(1)

فى الفوائد، والكشف:«قره كمال» .

(2)

فى الشقائق: «ستين» .

(**) سقط من س: «إسماعيل» ، وهو فى: ط، ن.

ترجمته فى: الشقائق النعمانية 163،1/ 162.

وذكره باسم «ابن التمجيد» فحسب، ولم يذكر له وفاة، وإنما عده فى علماء دولة السلطان مراد خان، وكانت سلطنته ما بين سنتى خمس وعشرين وثمانمائة، وخمس وخمسين وثمانمائة.

(3)

فى كشف الظنون 1/ 188، أن للعالم مصلح الدين مصطفى بن إبراهيم، المشهور بابن التمجيد، معلم السلطان محمد خان الفاتح، حاشية على أنوار التنزيل، وهى مفيدة جامعة، لخصها من حواشى الكشاف، فى ثلاث مجلدات.

فلعله هذا، على أن اسمه إسماعيل، ولقبه مصلح الدين.

ص: 211

‌باب من اسمه أشرف

(1)

‌536 - أشرف بن محمد، أبو سعيد

(*)

قاضى نيسابور.

أحد أصحاب أبى يوسف، تفقّه عليه، وأخذ عنه، وسمع منه، ومن إسماعيل بن عيّاش، وسلاّم بن سليم الكوفىّ، فى آخرين.

روى عنه محمد بن الحسن البخارىّ، وغيره.

ذكره فى «الجواهر» .

***

‌537 - أشرف بن نجيب بن محمد بن محمد، أبو الفضل، الكاسانىّ

الإمام، الأستاذ، الملقّب أشرف الدين

(**)

توفّى بكاشغر، مدينة من بلاد المشرق

(2)

.

ومن مشايخه شمس الأئمّة

(3)

الكردرىّ، والقاضى محمود بن الحسن البلخىّ، وعدنان بن على عمر الكاسانى، ومحمد بن الحسن بن محمد الدّهقان الإمام/الكاسانىّ.

قاله فى «الجواهر» .

***

(1)

ضمن المؤلف هذا الباب بقية حرف الألف إلى أيوب.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 362.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 363، الفوائد البهية 49، كتائب أعلام الأخيار، برقم 438.

(2)

ذكر ياقوت، فى معجم البلدان 4/ 228، أنها وسط بلاد الترك، يسافر إليها من سمرقند.

(3)

محمد بن عبد الستار، كما فى الجواهر.

ص: 212

‌538 - أصفح بن على بن أصفح بن القاسم بن الليث، القيسىّ

الطّالقانىّ، وكنيته أبو معاذ

(*)

وهو رفيق أبى حكيم محمد بن أحمد الخوارزمىّ

(1)

.

تفقّه بدامغان، وروى عن رفيقه أبى حكيم أنه أنشده لبعضهم:

(2)

يا حبيبا مالى سواه حبيب

أنت منّى وإن بعدت قريب

كيف أبرا من السّقام وسقمى

منك يا مسقمى وأنت الطّبيب

إن أكن مذنبا فحبّك ذنبى

لست عنه وإن نهيت أتوب

ليس صبرى وإن صبرت اختيارا

كيف والصبر فى هواك عجيب

فاغفر الذّنب سيّدى واعف عنّى

لا لشئ إلاّ لأنّى غريب

***

‌539 - أعظم شاه بن إسكندر شاه بن شمس الدين، غياث الدين،

أبو المظفّر، السّجستانىّ الأصل

(**)

صاحب بنگاله

(3)

، من بلاد الهند.

كان حنفيّا، ذا حظّ من العلم والخير، محبّا فى الفقهاء والصالحين، شجاعا، كريما، جوادا.

ابتنى بمكة عند‌

‌ باب

أمّ هاني مدرسة

(4)

، صرف عليها، وعلى أوقافها، اثنى عشر ألف مثقال مصريّة، وقرّر بها دروسا للمذاهب الأربعة، وكملت عمارتها، ودرّس فيها فى جمادى الآخرة، سنة ثمانمائة وأربع عشرة.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 364.

(1)

ذكر المؤلف فى ترجمته أن الخطيب روى عنه، وأن ابن النجار ذكره، فهو من رجال القرن الخامس.

(2)

الأبيات فى: الجواهر المضية 1/ 441.

(**) ترجمته فى: الضوء اللامع 2/ 313، العقد الثمين 3/ 320 - 322.

(3)

فى العقد الثمين: «بنجالة» ، وفى الأصول:«بنكالة» ، وهى الكاف الفارسية التى تنطق جيما قاهرية.

(4)

خبرها فى: شفاء الغرام 1/ 328، العقد الثمين 1/ 117.

ص: 213

وكذا عمل بالمدينة النبويّة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، مدرسة

(1)

بمكان يقال له الحصن العتيق، عند باب السلام.

هذا، مع إرساله غير مرّة لأهل الحرمين بصدقات كثيرة.

مات فى سنة ثمانمائة وأربع عشرة، أو التى بعدها، رحمه الله تعالى.

***

‌540 - أقبغا سيف الدين العديمىّ، الحلبىّ

(*)

أحد فتيان كمال الدين عمر ابن العديم.

ولد فى حدود سنة ثمانين وسبعمائة.

وسمع بحلب، على ابن صدّيق بعض «الصحيح» .

وحدّث، سمع منه الفضلاء، وكان ديّنا، خيّرا، ملازما للخير، مع العقل، والسكون، والتّقنّع

(2)

بأوقاف وإقطاع من سيّده.

مات فى حدود سنة أربعين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌541 - أكتم بن يحيى بن حبّان

ابن بشر بن المخارق الأسدىّ

(**)

والد عمر القاضى

(3)

.

قال ابن النّجّار: إنه ولى قضاء بغداد، وأصبهان. وإنه كان من أصحاب أبى حنيفة، رضى الله تعالى عنه.

(1)

ذكرها الفاسى، فى العقد الثمين 3/ 322.

(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 2/ 316.

(2)

فى ط، ن:«التقنيع» ، والمثبت فى: س، والضوء اللامع.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 365، وانظر حاشيته، وفى الوافى بالوفيات 9/ 342.

(3)

ذكره المصنف تبعا للقرشى، وذكر أن الخطيب قال:«ولم يل قضاء القضاة من الشافعيين قبله غير أبى السائب» ، فهو شافعى، والمعتقد أن والده شافعى أيضا، وقد ترجم ابن السبكى لعمر فى طبقات الشافعية الكبرى 3/ 470، وذكر قول الخطيب، وهو فى تاريخ بغداد 11/ 249.

وورد عند الخطيب، وابن السبكى:«أكثم» ، وكذلك عند الصفدى.

ص: 214

مات سنة تسع وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌542 - الجاى

(*)

رأيت بخطّ أحمد بن محمد بن الشّحنة، ما صورته: وجدت يخطّ سيدى الجدّ، متّعنى الله بحياته الكريمة، ما صورته: الجاى الدّاوادار، الفقيه الحنفىّ، ذكره ابن الوردىّ، فيمن مات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌543 - ألغ بيك بن شاه رخّ ابن تيمور

(**)

صاحب الزّيج المشهور.

ولد سنة تسعين وسبعمائة تخمينا.

ونشأ فى أيام جدّه، وتزوّج فى أيامه أيضا، وعمل له العرس المشهور.

ولمّا مات جدّه الطاغية، عليه من الله ما يستحقّ، وآل الملك إلى أبيه شاه رخّ، بعد مدّة ولاّه سمرقند وأعمالها، فحكمها نيّفا على

(1)

ثلاثين سنة، وعمل بها رصدا عظيما، فرع منه فى سنة/أربع وخمسين، أو التى قبلها، وكان قد جمع لهذا الرّصد علماء هذا الفنّ من سائر الأقطار، وأجرى لهم الرّواتب الكثيرة، حتى رحل إليه خلق كثير من علماء الهيئة والهندسة، وكلّ صاحب فضيلة، وهو مع ذلك يتلفّت إلى من يسمع به من العلماء فى الأقطار، وإذا سمع بفاضل لا يزال يحتال إلى أن يستقدمه إليه، مبجّلا مكرّما.

قال فى «المنهل» : هذا مع علمه الغزير، وفضله الجمّ، واطّلاعه الكثير، وباعه الواسع، فى هذه العلوم، مع مشاركة جيّدة إلى الغاية، فى الفقه، والأصلين، والمعانى، والبيان، والعربية، واللغة، والتاريخ، وأيّام الناس، وأمّا غير ذلك كالهيئة، والهندسة، والتّقاويم الفلكيّات، فبه يضرب المثل، وانتهت إليه الرياسة فى عصره.

وكان عنده من قوّة الحافظة ما يقضى منه العجب.

(*) ذكر المصنف أن ابن الوردى ذكره فى وفيات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، ولم أجده فى تاريخه المطبوع.

(**) ذكره ابن عرب شاه فى: عجائب المقدور 228، وهو فيه «أولوغ» .

(1)

كذا بالأصول.

ص: 215

حكى أنه سأل بعض حواشيه: ما يقول الناس عنّى؟، وألحّ عليه.

فقال: يقولون إنك ما تحفظ القرآن الكريم.

فدخل من وقته، وحفظه فى أقلّ من ستة أشهر، حفظا متقنا.

وقال السّيد الشريف سراج الدين عبد اللطيف الفاسىّ، قاضى القضاة الحنابلة بمكة:

قدمت على القان شاه رخّ فى بعض سفراتى إليه، فوجّهنى إلى ألغ بيك صاحب سمرقند، فلما وصلت إليه، رحّب بى، وأكرمنى غاية الإكرام، وأخذ يحادثنى فى بعض الأيام، ويسألنى عن كيفيّة الحرم الشريف، وكيف مثال الكعبة، والحجر الأسود وغير ذلك، فصرت أصف له كلّ ما بالحرم من البناء وغير ذلك، وهو لا يكرّر منى اللفظ، بل يفهمه من أوّل مرّة كأنه رآه، فذهل عقلى ممّا رأيت من ذكائه المفرط، وصرت كلما جالسته بعد ذلك أسمع منه من الغرائب ما أتعجّب منه، من كثرة

(1)

محفوظه للشعر، واستشهاده على ما يحكيه من الحكايات بكلام العرب، وحفظه للتاريخ، ومع ذلك يعتذر بقلّة معرفته باللغة العربية.

وتذاكرت معه أيضا فجرى ذكر أشراف مكة بنى حسن، فقال بعض من حضر: هم أولاد جوار، فأنشد ألغ بيك المذكور فى الحال قول الشاعر:

لا تحقرنّ امرءا من أن تكون له

أمّ من التّرك أو سوداء عجماء

فإنّما أمّهات الناس أوعية

مستودعات وللأحساب آباء

انتهى كلام الشيخ سراج الدين باختصار.

وألغ بيك هذا، هو أسنّ أولاد أبيه شاه رخّ، ولما مات أبوه، أقامت زوجته فى الملك ولد ولدها علاء الدولة، وتركت ولدها ألغ بيك، فلما بلغ ألغ بيك ذلك جمع العساكر، وتوجّه إلى هراة، واستولى عليها، وهزم أمّه، وابن أخيه منها، وأخذ غالب خزائن والده، وعاد إلى سمرقند مؤيّدا منصورا.

وأقام بها إلى أن خرج عن طاعته ولده عبد اللطيف، وخلعه من السّلطنة، واستولى على مملكته، ثم إنه قتله، فى خبر طويل.

ويحكى أنه قال حين أمر بقتله: والله، لقد علمت أن هلاكى على يد ولدى عبد اللطيف هذا، من يوم ولد، لكن أنسانى القدر ذلك، ووالله لا يعيش بعدى إلا خمسة

(1)

فى ط: «كثرة» دون «من» ، وفى ن:«وكثرة» ، والمثبت فى: س.

ص: 216

أشهر، ثم يقتل شرّ قتله. وكان الأمر كذلك.

وكان قتل ألغ بيك، على الوجه المشروح، سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌544 - / إلياس بن إبراهيم السّينابىّ

(*)

كان رجلا فاضلا ذكيّا، سريع الفطنة، له مشاركة فى أكثر الفنون، وكان مداوما للاشتغال.

وله «شرح» لطيف على «الفقه الأكبر»

(1)

، و «رسائل» متعلّقة بتفسير بعض الآيات، و «حواش» على «شرح المقاصد» للسّعد التّفتازانىّ.

وكان حسن الخطّ، سريعه، قيل: إنه كتب «مختصر القدورىّ» فى الفقه، فى يوم واحد، وكتب «حواشى شرح الشّمسيّة» للسيّد الشريف

(2)

، فى ليلة واحدة.

وكان خفيف الرّوح، لطيف المزاج.

وصار مدرسا بسلطانيّة بروسة، ومات وهو مدرس بها

(3)

.

نقله فى «الشقائق» .

***

‌545 - إلياس بن ناصر بن إبراهيم الدّيلمىّ، أبو طاهر

(**)

قال ابن النّجّار: الفقيه الحنفىّ، درس الفقه على الصّيمرىّ، ثم على الدّامغانىّ.

(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 166،1/ 165، كشف الظنون 2/ 1287، وهو فيه:«السينوبى» . وفى ط: «السينانى» ، وفى س، ن:«الشينانى» ، والمثبت فى الشقائق، وقد ذكر المؤلف فى آخر الكتاب نسبة «السينانى» ، ولم يذكره فيها، وإنما ذكر الفضل بن موسى المحدث السينانى.

(1)

الفقه الأكبر، فى الكلام، للإمام الأعظم. انظر كشف الظنون 2/ 1287.

(2)

فى س: «فى يوم واحد» ، والمثبت فى: ط، ن، والشقائق.

(3)

لم يذكر صاحب الشقائق أيضا تاريخا لوفاته، وقد ذكره فى علماء دولة السلطان مراد بن محمد، وكانت بيعته سنة خمس وعشرين وثمانمائة، وتوفى سنة خمس وخمسين وثمانمائة.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 366.

ص: 217

ودرّس بواسط، وكانت له حلقة بجامع المنصور، ودرّس فى جامع الصّيمرىّ، بدرب الزّرّادين، ودرّس بمشهد أبى حنيفة، وهو أول من درّس فيه، ووصف بحسن الفهم، ودقّة الفكر.

قال الصّيدلانىّ: توفّى يوم الخميس، ودفن يوم الجمعة، الثانى والعشرين من جمادى الآخرة، سنة إحدى وستين وأربعمائة، ودفن بمقبرة الخيزران، وحضر قاضى القضاة الصّلاة عليه. رحمه الله تعالى.

***

‌546 - إلياس بن يحيى بن حمزة الرّومىّ

(*)

أحد رجال «الشّقائق» .

كان عالما، عاملا، فاضلا، وكان مدرسا، وقاضيا، ومفتيا ببعض نواحى الدّيار الروميّة.

أخذ الفقه عن الشيخ العلامة محمد بن محمد بن محمود البخارىّ، صاحب «فصل الخطاب» ، و «الفصول الستة» ، وغيرهما، وأجاز له إجازة مؤرّخة بيوم الجمعة، الحادى والعشرين

(1)

، سنة إحدى وعشرين وثمانمائة، بمدينة بخارى

(2)

رحمه الله تعالى.

***

‌547 - إلياس، المعروف بمفرد شجاع

(**)

ويعرف أيضا بشيخ أسكوب؛ لأنه صار مدرسا بإسحاقيّتها مدّة أربعين سنة.

وكان عالما، محقّقا، مدقّقا، فاضلا، كاملا، مجاب الدّعوة، خشن الملبس، ملازما للعبادة.

(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 167،1/ 166، الفوائد البهية 49.

(1)

لم يذكر المؤلف الشهر.

(2)

لم يذكر صاحب الشقائق وفاته أيضا، وهو من علماء دولة السلطان مراد بن محمد، بين سنتى خمس وعشرين وثمانمائة، وخمس وخمسين وثمانمائة.

(**) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 172،1/ 171.

وهو أيضا من علماء دولة السلطان مراد، وفاته بين سنتى خمس وعشرين وثمانمائة، وخمس وخمسين وثمانمائة.

ص: 218

قاله فى «الشّقائق» .

***

‌548 - إلياس الرّومىّ الحنفىّ

(*)

قال فى «الشّقائق» : كان عالما بالعلوم العقليّة والنّقليّة، متمهّرا فى الفقه والعربية، جامعا بين العلم والعمل.

قال: ولم أطّلع من أحواله على أكثر ممّا ذكرت. انتهى. والله تعالى أعلم.

***

‌549 - إلياس الرّومىّ، الملقّب شجاع الدين

(**)

كان مملوكا لبعض أهل العلم، فربّاه، وأحسن تأديبه، واشتغل من صغره فى علوم كثيرة.

وكان مدرسا بإحدى المدارس الثّمان، وتخرّج [عنده]

(1)

جماعة كثيرة.

ومات، وهو مدرس بالمدرسة المذكورة

(2)

.

***

‌550 - إلياس الرّومىّ، الشهير بخرزمة شجاع

(***)

ومعنى خرزمة بالعربيّة: النّورة التى يطلى بها.

مولده بنواحى أدرنة.

قرأ على المولى محمد بن الأشرف، والمولى سنان باشا، وغيرهما.

(*) ترجمته فى الشقائق النعمانية 1/ 172. وهو أيضا من علماء دولة السلطان مراد.

(**) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 1/ 412.

(1)

تكملة من الشقائق.

(2)

لم يذكر صاحب الشقائق سنة وفاته، ولكنه ذكره فى علماء دولة السلطان بايزيد خان، وكانت مدة سلطنته ما بين سنتى ست وثمانين وثمانمائة، وثمان عشرة وتسعمائة.

(***) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 1/ 475 - 478، كشف الظنون 1716،2/ 1063،247،1/ 40.

ص: 219

وصار مدرسا بعدّة مدارس، ثم صار قاضيا بمدينة أدرنة، ثم بمدينة بروسة، ثم صار مدرسا بعدّة مدارس.

وكان عالما، عاملا، راضيا من العيش بالقليل.

وكانت أوقاته مصروفة فى العلم والعمل.

وكان مغرما بتحشية الحواشى، صنّف «حواشى» /على «حاشية شرح التّجريد» للسيّد، و «حواشى شرح المطالع» له أيضا، و «حواشى» على «حاشية شرح الشّمسيّة» له أيضا، و «حواشى» على «حاشية شرح العضد» له أيضا.

وكان أكثر اشتغاله بالعلوم العقليّة، ولم يكن له فى غيرها مهارة.

وكان يفضّل السيّد على السّعد، ويقول فى حقّه: هو بحر لكنه مكدّر.

وكان يثنى على العلاّمة خواجازاده، ويقول: إنه لم يمنعه من الأخذ عنه إلاّ عدم رضا والدته بسفره إليه.

مات سنة تسع وعشرين وتسعمائة، وقد جاوز التسعين، رحمه الله تعالى.

وهو من رجال «الشّقائق» .

***

‌551 - إلياس الرّومىّ، المشهور باصلو شجاع

(*)

كان من فضلاء الديار الروميّة، وكان مدرسا بإحدى المدارس الثّمان، فى زمن السلطان بايزيد خان بن السلطان محمد خان، رحمهم الله تعالى.

***

‌552 - إلياس الرّومىّ

(**)

من نواحى قسطمون

(1)

.

(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 1/ 411، وفيها:«المشهور با وصلى شجاع» .

كانت ولاية السلطان بايزيد، كما تقدم، بين سنتى ست وثمانين وثمانمائة، وثمان عشرة وتسعمائة.

(**) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 1/ 473 - 475.

(1)

فى الشقائق: «قسطمونى» .

ص: 220

أخذ عن المولى خواجازاده، وصار معيدا لدرسه، ثم صار مدرسا بعدّة مدارس؛ منها إحدى المدارس الثّمان.

وتوفّى سنة ثلاث وعشر وتسعمائة، وقد جاوز التسعين.

وكان من فضلاء تلك الدّيار، رحمه الله تعالى.

***

‌553 - أمير كاتب بن أمير عمر العميد، ابن العميد أمير غازى

الشيخ، الإمام، العلاّمة، قوام الدين، أبو حنيفة

الفارابىّ، الإتقانىّ

(*)

وسمّاه الحسينىّ فى «ذيله» لطف الله.

قال فى: «الدّرر» : ولد بإتقان، فى شوال، سنة خمس وثمانين وستمائة، واشتغل ببلاده، ومهر، إلى أن شرح «الأخسيكثىّ»

(1)

وذكر أنه فرغ منه بتستر، سنة سبعمائة وسبع عشرة

(2)

.

وقدم دمشق، فى سنة عشرين

(3)

، وناظر، وظهرت فضائله. قاله ابن كثير.

ودخل مصر، ثم رحل فدخل بغداد، وولى قضاءها.

ثم قدم دمشق ثانيا فى شهر رجب، سنة سبع وأربعين، وولى بها دار الحديث الظّاهريّة بعد وفاة الذّهبىّ، وتدريس الكنجيّة، ثم نزل عنهما.

ولما دخل مصر، المرّة الثانية، أقبل عليه صرغتمش، وعظّمه، وجعله شيخ المدرسة التى بناها، واختار لحضوره الدّرس طالعا، وذلك حين كان القمر فى السّنبلة، والزّهرة فى الأوج

(*) ترجمته فى: البدر الطالع 159،1/ 158، بغية الوعاة 460،1/ 459، تاج التراجم 19،18، الجواهر المضية (فى الأنساب)، برقم 2013، حسن المحاضرة 1/ 470، الدرر الكامنة 1/ 442 - 445، روض المناظر على هامش الكامل 12/ 177، شذرات الذهب 6/ 185، الفوائد البهية 50 - 52، كتائب أعلام الأخيار، برقم 558، كشف الظنون 1/ 868، 2/ 1849، من ذيول العبر (ذيل الحسينى) 317، النجوم الزاهرة 326،10/ 325.

(1)

الأخسيكثي، هو حسام الدين محمد بن محمد بن عمر، وستأتى ترجمته فى المحمدين.

(2)

فى الدرر «716» بالأرقام هكذا.

(3)

فى الدرر: «720» بالأرقام هكذا.

ص: 221

وكان تثليث المشترى والقمر، فدرّس ذلك اليوم، وأقبل عليه صرغتمش إقبالا عظيما، فقدّر أنه لم يعش بعد ذلك سوى سنة ونصف، بل أقلّ من ذلك.

قال ابن حجر: وكان لمّا قدم دمشق صلّى مع النائب، وهو يلبغا، فرأى إمامه رفع

(1)

يديه عند الرّكوع والرّفع منه، فأعلم الإتقانىّ يلبغا، أنّ صلاته باطلة على مذهب أبى حنيفة، فبلغ ذلك القاضى تقىّ الدين السّبكىّ، فصنّف «رسالة فى الرّدّ عليه» ، فوقف عليها، فجمع «جزءا» ، فى إثبات

(2)

ما قاله، وأسند ذلك عن مكحول النّسفىّ أنه حكاه عن أبى حنيفة، وبالغ فى ذلك، إلى أن أصغى إليه النائب، وعمل بقوله.

قال: واختصّ بصرغتمش، وأشار عليه بأن قصر مدرسته على الحنفيّة دون غيرهم، وكان شديد التّعاظم، متعصّبا لنفسه جدّا، حتى قال فى «شرحه» للأخسيكثىّ: لو كان الأسلاف فى الحياة، لقال أبو حنيفة: اجتهدت. ولقال أبو يوسف: نار البيان أوقدت. ولقال محمد:

أحسنت. ولقال زفر: أتقنت. ولقال [الحسن]

(3)

: أمعنت. واستمرّ هكذا، حتى ذكر أعيان الحنفيّة.

وقال الصّفدىّ، فى ترجمته: كان متعصّبا على الشّافعيّة، متظاهرا بالغضّ منهم، يتمنّى تلافهم، واجتهد فى ذلك بالشّام، فما أفاد، ودخل مصر، وهو/مصرّ على العناد، وكان شديد الإعجاب

(4)

.

وشرح «الهداية» شرحا حافلا، وحدّث ب «الموطّأ» رواية محمد بن الحسن، بإسناد نازل

(5)

.

وقال ابن حبيب: كان رأسا فى مذهب أبى حنيفة، بارعا فى اللغة والعربية، كثير الإعجاب بنفسه، شديد التّعصّب على من خالفه.

قلت: لا يخفى على من عنده أدنى تأمّل، ووقف على مؤلّفات الإتقانىّ، أنّ ما ذكره ابن حجر، ونقله عن الصّفدىّ وغيره، فى حقّ الشيخ، أنه كان من المجمع على علمه،

(1)

فى الدرر: «يرفع» .

(2)

فى الدرر: «تبيين» وفى حاشيته: «تثبيت» .

(3)

تكملة من الدرر الكامنة.

(4)

آخر قول الصفدى، كما جاء فى الدرر.

(5)

بعد هذا فى الدرر زيادة: «جدا» .

ص: 222

وفضله، وتحقيقه، وبراعته، ومن كان هذا الوصف وصفه، والفضائل فضائله، فبعيد أن يصدر منه ما لا يليق بمثله، ولا يحسن بعلمه وفضله، ممّا أضربنا عن ذكره، من التّعصّبات التى تؤدّى إلى وصف الإنسان بما لا ليس فيه، والجواب فى الجميع سهل، والأقران قلّما تخلو من مثل ذلك.

قال ابن حجر: وقرأت بخطّ القطب: فقيه، فاضل، صاحب فنون من العلم، وله معرفة بالأدب، والمعقول، درّس بمشهد أبى حنيفة ببغداد، وقدم دمشق فى رمضان، سنة إحدى وعشرين، ثم دخل العراق، سنة اثنتين

(1)

.

وكانت وفاته بمصر، سنة ثمان وخمسين وسبعمائة.

قال ابن الشّحنة، فى أوائل «شرح الهداية» فى ترجمة الإتقانىّ: وقد أخبرنا شيخنا الحافظ أبو الوفاء أن الأمير صرغتمش النّاصرىّ، كان قصد أن يبنى مدرسة، ويقرّر فى تدريسها الشيخ علاء الدين الأقرب الحنفىّ، فقدّرت وفاته، [فكانت]

(2)

ولاية الشيخ قوام الدين بها على أكمل وجوه التّعظيم، حتى إنّه يوم ألقى الدّرس، حضر الأمير صرغتمش إلى منزل الشيخ بقناطر السّباع، واستدعاه للحضور، فلمّا ركب الشيخ أخذ الأمير صرغتمش بركابه، واستمرّ ماشيا فى ركابه إلى المدرسة، ومعه جماعة من الأمراء مشاة، فقال له: يا أمير صرغتمش، لا تأخذ فى نفسك من مشيك آخذا بركابى، فقد أخذ بركابى سلطان من بنى سلجوق. وكان يوما مشهودا.

وذكره الصّفدىّ فى «أعيان العصر، وأعوان النّصر» ، قال: ونقلت من خطّه-يعنى صاحب الترجمة-ما صورته: تاريخ قدومنا دمشق فى الكرّة الثانية، فى العاشر من شهر رجب، سنة سبع وأربعين وسبعمائة، ثم لبثنا ثمّة إلى أن خرجنا منها، فى ثامن صفر، يوم السبت، من سنة إحدى وخمسين وسبعمائة.

قال العبد الفقير إلى الله تعالى أمير كاتب ابن أمير عمر، المدعوّ بقوام الفارابىّ الإتقانىّ:

كان تاريخ ولادتى بإتقان، ليلة السبت، التاسع عشر من شوال، سنة خمس وثمانين وستمائة، وفاراب: مدينة عظيمة من مدائن التّرك تسمّى بلسان العوامّ أوترار، وإتقان: اسم لقصبة من قصباتها.

(1)

إلى هنا انتهى قول القطب، كما فى الدرر.

(2)

ساقط من: ط، وهو فى: س، ن.

ص: 223

ثم قال: هذا ما أنشأ فى دولة السلطان مالك رقاب الأمم، مولى ملوك العرب والعجم، قاهر الكفرة والمشركين، ناصر الإسلام والمسلمين، الملك النّاصر فلان، فى مدح المقرّ العالى، سيف الدين صرغتمش، رحمه الله تعالى.

أرأيتم من درأ النّوبا

وأتى قربا ونفى الرّيبا

فبدا علما وسما كرما

ونما قدما ولقد غلبا

وساق القصيدة بتمامها، ثم قال: وأعطانى المقرّ العالى صرغتمش، أيّده الله تعالى، جائزة/هذه القصيدة، يوم أنشدتها، عشرة ألف

(1)

، درهم، وملأ يوم الدّرس بركة المدرسة بالسّكّر وماء اللّيمون، فسقى بذلك الناس أجمعين، وخلع علىّ بعد الدّرس خلعتين، وخلع على ابنى همام الدين أيضا، ثم لمّا خرجت حملنى على بغلة شهباء، مع السّرج المفضّض واللّجام، وكان اليوم يوما يؤرّخ، فيا لها قصّة فى شرحها طول.

انتهى ما نقلته عن الصّفدىّ، مع حذف ما ليس فى ذكره كبير فائدة، وأمّا هو فقد نقله بحروفه.

قلت: أمّا علم الشيخ، وفضله، وإتقانه، فممّا لا يشكّ فيه، وأمّا إنشاؤه نثرا ونظما، فالذى يظهر من كلامه، وعقود نظامه، أنّ العربيّة وإن كان يعرف دقائقها، فليست له بسجيّة، تغمّده الله تعالى برحمته، وأباحه بحبوحة جنّته، آمين.

***

‌554 - أمير غالب بن أمير كاتب، ابن أمير عمر، ولد الذى قبله

همام الدين، ابن الإمام العلاّمة قوام الدين، الإتقانىّ

(*)

ذكره علاء الدين ابن خطيب النّاصريّة، فى «تاريخه» ، وقال: ولى قضاء دمشق، وكان رئيسا، عالما، حسن الأخلاق والشّكل، عادلا فى أحكامه، اعتمد على العلماء من نوّابه، وتخلّى عن الأشياء، ورفّه نفسه عن التّعب.

توفّى، رحمه الله تعالى، سنة أربع وثمانين وسبعمائة، بدمشق، وقد قارب الخمسين سنة، رحمه الله تعالى.

(1)

كذا فى الأصول.

(*) ترجمته فى: الدرر الكامنة 1/ 445، النجوم الزاهرة 11/ 294.

ص: 224

نقلت هذه الترجمة من خطّ أحمد بن محمد ابن الشّحنة، رحمه الله تعالى.

***

‌555 - أيّوب بن أبى بكر بن إبراهيم بن هبة الله بن إبراهيم

ابن طارق بن سالم بن النّحّاس الأسدىّ الحلبىّ

الإمام العلاّمة، بهاء الدين، أبو صابر

(**)

ولد سنة سبع عشرة وستمائة.

وسمع بمكة من ابن الجمّيزى

(1)

، وبالقاهرة من يوسف السّاوىّ، وببغداد من ابن الخازن.

ودرّس، وأفتى، وحدّث.

ومات فى ليلة يسفر صباحها عن ثانى شوّال، سنة تسع وتسعين وستمائة.

وذكره الصّفدىّ، فى «أعيان العصر، وأعوان النصر» ، وحكى أنه كان مدرس القليجيّة

(2)

، وشيخ الحديث بها، ثم قال: لم يزل بمدرسته فى الإفادة، وألف هو هذه العادة، ورآها كما يرى المحبّ محبوبته الغادة، إلى أن نحا النّحّاس حينه، وتولّع به بينه. انتهى.

***

‌556 - أيّوب بن الحسن الفقيه، الزّاهد

أبو الحسين، النّيسابورىّ

(*)

تفقّه عند محمد بن الحسن.

وكان من خواصّ أصحابه إبراهيم بن محمد بن سفيان.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 367، الدارس 1/ 571، شذرات الذهب 5/ 445، العبر 5/ 396، الفوائد البهية 52، كتائب أعلام الأخيار، برقم 486.

(1)

فى س، ن، والجواهر:«الحميرى» ، وفى ط:«الحميزى» ، ولعل ما أثبته الصواب، وهو أبو الحسن على بن هبة الله بن سلامة، ابن الجميزى، المتوفى سنة تسع وأربعين وستمائة. انظر العبر 5/ 203.

(2)

فى الأصول: «القلجيّة» ، والتصحيح عن الدارس.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 368.

وفى ط: «الناستورى» ، وفى ن:«الناسودى» ، والصواب فى: س، والجواهر، وهو مترجم-كما سيأتى-فى تاريخ نيسابور.

ص: 225

قال الحاكم أبو عبد الله بن البيّع: سمعت محمد بن يزيد العدل، يقول: كان إبراهيم بن محمد بن سفيان مجاب الدّعوة، وكان من أصحاب أيوب بن الحسن الزاهد، صاحب الرّأى، الفقيه الحنفىّ، انتهى.

مات أيوب سنة إحدى وخمسين ومائتين، رحمه الله تعالى.

***

‌557 - إياس الرّومىّ

(*)

قرأ على المولى ايا سلوغ

(1)

چلبى، والمولى خضر

(2)

بيك، ودأب، وحصّل.

وصار معلّما للسلطان محمد خان، وهو صغير، ثم إنه اشتغل بالعبادة، وانقطع إلى خدمة مولاه.

وكان له عناية تامّة بتصحيح الكتب وتحشيتها.

وكان من عباد الله الصالحين، وقد قيل: إنه قطّب قبل موته

(3)

. تغمده الله تعالى برحمته.

كذا قاله فى «الشّقائق» ، رحمه الله تعالى

(4)

.

***

(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 1/ 264 - 266، ترجمة مطولة.

وفى س، ط:«إلياس الرومى» ، وفى ن:«أيوب الرومى» ، وكان الترتيب يقتضى الأخير، إلا أن المصنف صرح بأنه نقله عن الشقائق، وهو فيها كما أثبت.

(1)

فى الشقائق: «الأياثلوغى» .

(2)

فى الشقائق: «حضر» .

(3)

لم يذكر صاحب الشقائق أيضا تاريخ وفاته، وقد ذكره فى علماء دولة السلطان محمد خان بن مراد، وكانت سلطنته بين سنتى خمس وخمسين وثمانمائة وست وثمانين وثمانمائة.

(4)

جاء بعد هذا فى س: «وهذا آخر الجزء الثالث، من تجزئة المؤلف، رحمه الله تعالى» .

ص: 226

‌حرف الباء

558 -

/ باشا چلبى بن المولى زيرك الرّومىّ

(*)

أحد فضلاء الديار الرومية.

اشتغل، وحصّل، ودرّس ببعض المدارس.

ومات وهو مدرس بإحدى المدرستين المتجاورتين بأدرنة، فى أوائل سلطنة السلطان سليم خان الأول

(1)

، وكان يشغل الطلبة، وانتفع به جماعة كثيرة، رحمه الله تعالى.

***

559 -

باشا چلبى اليكانىّ الرّومىّ

(**)

أخذ عن ابن المؤيّد، ولازمه، وكان يشهد له بالفضيلة.

ودرّس بعدّة مدارس، منها المدرسة الحلبيّة بأدرنة، وتوفّى وهو مدرس بها، سنة ثمان وثلاثين وتسعمائة.

وكان مكبّا على الاشتغال، وله مشاركة فى فنون كثيرة، وله كتابة على مواضع من «شرح المفتاح» للسيّد، قدّس الله روحه.

***

‌560 - بالى بن حاجى سيّدى الرّومىّ الإيدينىّ

(***)

أحد فضلاء الدولة العثمانيّة.

(*) ترجمته فى الشقائق النعمانية 659،1/ 658.

(1)

بويع للسلطان سليم بالسلطنة فى الثانى عشر من شهر صفر، سنة ثمان عشرة وتسعمائة. الشقائق النعمانية 1/ 590.

(**) ترجمته فى: شذرات الذهب 8/ 232، الشقائق النعمانية 658،1/ 657، وفيه أنه توفى بمدينة أدرنة سنة تسع أو ثمان وثلاثين وتسعمائة. هكذا على الشك، وقد قطع المؤلف بأنه توفى سنة ثمان وثلاثين كما يأتى، بينما ذكره ابن العماد فى وفيات سنة تسع وثلاثين.

وفى س: «اليكالى» مكان: «اليكانى» وفى الشذرات: «البكالى» ، والمثبت فى: ط، ن، والشقائق.

(***) ترجمته فى: شذرات الذهب 164،8/ 163، الشقائق النعمانية 449،1/ 448، الكواكب السائرة 164،1/ 163. وفى س مكان:«الآيدينى» : «الآيدبنى» ، وفى ط، ن:«الأبدينى» ، والمثبت من مصادر الترجمة. وهو نسبة إلى ولاية إيدين ايلى.

ص: 227

قرأ على المولى خطيب زاده، وصار ملازما منه، وأخذ عن غيره من فضلاء تلك البلاد.

وصار مدرسا بعدّة مدارس، وولى بالمدارس الثّمان مرتين، وولى قضاء بروسة مرتين.

ومات وهو مدرس بإحدى الثّمان، فى اليوم الثانى من آخر الرّبيعين، سنة ثمان وعشرين وتسعمائة

(1)

، ودفن عند مسجده بمدينة قسطنطينيّة.

وكان من المشهورين بالعلم والفضل فى الديار الروميّة، وكان عنده كتب كثيرة، أوقفها

(2)

قبل وفاته على أولاده، ثم على طلبة العلم الشريف، وله «رسالة» متضمّنة للأجوبة عن إشكالات المولى سيّدى الحميدىّ.

***

‌561 - بايزيد الصّوفىّ

(*)

كان عالما، عاملا، عاقلا، مدبّرا، جعله السلطان بايزيد خان معلّما لابنه السلطان محمد خان، عليه الرحمة والرّضوان.

وقد ذكرته فى هذا الباب، ولم أذكره فى الكنى، لأن اصطلاح أهل بلاد الرّوم فى أكثر الكنى هكذا، بل هو علم عندهم، يضعونه على المولود وقت ولادته، ولو سألت أكثرهم عن الاصطلاح فيه ما عرفه، فيكون بهذا الاعتبار علما مركّبا محلّه فى هذا الباب، والله تعالى أعلم.

***

‌562 - برويز بن عبد الله الرّومىّ

(**)

الإمام البارع، العالم، العامل، قاضى العساكر بولاية أناطولى.

(1)

فى الشذرات، والشقائق النعمانية أنه توفى سنة تسع وعشرين وتسعمائة.

(2)

أشار صاحب القاموس إلى أن «أوقف» لغة ردية.

(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 1/ 124.

وقد ذكره طاش كبرى زاده فى الطبقة الخامسة فى علماء دولة السلطان محمد بن بايزيد خان، وقد بويع له بالسلطنة فى سنة ست عشرة وثمانمائة.

(**) ترجمته فى: شذرات الذهب 8/ 437، كشف الظنون 1/ 478.

ص: 228

كان من أرقّاء رجل من أكابر النّظّار، يعرف بافشانجى محمد جلبى، وكان قد اشتغل من صغره، ولازم أفاضل العلماء، وتردّد إليهم، وأخذ عنهم، وأجلّ من قرأ عليه الإمام العلاّمة أحمد بن سليمان بن كمال باشا، فقرأ عليه كثيرا من مؤلّفاته، وكان يكرمه، ويعتنى به.

ثم إنه صار مدرسا بمدارس متعدّدة، منها مدرسة إبراهيم باشا القديمة بقسطنطينيّة، ومدرسة محمود باشا بها أيضا، بخمسين عثمانيّا، ثم بمدرسة دار الحديث بأدرنة، ثم بإحدى المدارس الثّمان، ثم صار قاضيا ببغداد، ثم عزل عنها وولى قضاء حلب، ثم قضاء دمشق، ثم قضاء أدرنة، ثم قضاء إصطنبول، ثم قضاء العسكر بولاية أناطولى، وكان محمودا فى هذه الولايات كلّها، يقول الحقّ، ويعمل به، ثم أقام معزولا مدة مديدة، ثم ولى قضاء مكة المشرّفة، ومات بها فى سنة .....

(1)

، ودفن بالمعلاة، رحمه الله تعالى.

***

‌563 - / بركة بن على بن بركة بن الحسين

ابن أحمد بن بركة بن على، أبو الخطّاب

(*)

الفقيه، الإمام الكبير، له مصنّفات، منها كتاب «كامل الآلة فى صناعة الوكالة» ، يشتمل على الشّروط، وهو كتاب حسن فى فنّه.

مات فى ربيع الأول، سنة خمس وستمائة، رحمه الله تعالى.

***

(1)

بياض بالأصول، وفى شذرات الذهب أن وفاته كانت سنة ست وتسعين وتسعمائة، وفى كشف الظنون أنها كانت سنة سبع وثمانين وتسعمائة.

(*) ترجمته فى: تاج التراجم 19، التكملة لوفيات النقلة 3/ 241، الجامع المختصر 9/ 275، الجواهر المضية، برقم 369، كشف الظنون 2/ 1379، المشتبه 345. وكان حق هذه الترجمة التقديم فى الترتيب على سابقتها.

ص: 229

‌564 - بشر بن غياث بن أبى كريمة

أبو عبد الرحمن المريسىّ

(*)

مولى زيد بن الخطّاب.

كان يسكن فى الدّرب المعروف به، ويسمّى درب المريسىّ

(1)

، وهو بين نهر الدّجاج ونهر البزّازين.

أخذ الفقه عن أبى يوسف القاضى، واشتغل بالكلام، وجرّد القول بخلق القرآن، وحكى عنه أقوال شنيعة، ومذاهب مستنكرة، أساء أهل العلم قولهم فيه بسببها، وكفّره أكثرهم لأجلها

(2)

.

وكان الأليق بكتابنا هذا عدم ذكره، والإضراب عن الاعتناء بأمره، فإنه كان- والحقّ أحقّ أن يتّبع-سيّئة من سيّئات الزمان، ونقمة من نقم الحدثان، لكن ذكرناه تبعا للغير، وتحذيرا منه ومن العمل بطريقته، ولاحتمال أن يكون الله قد هداه قبل الموت إلى الحقّ واعتقاده، وإلاّ فالمشهور أنّ الرجل كان غير متقيّد بدين ولا مذهب، وسنذكر ما قاله فى حقّه الثّقات الأثبات، من غير ميل إليه، وانحراف عنه، والله تعالى أعلم بالصّواب.

قال فى «الجواهر» : أخذ الفقه عن أبى يوسف، وبرع فيه، ونظر فى الكلام والفلسفة.

قال الصّيمرىّ، فيما جمعه: ومن أصحاب أبى يوسف خاصّة بشر بن غياث المريسىّ، وله تصانيف، وروايات كثيرة عن أبى يوسف، وكان من أهل الورع والزّهد، غير أنه رغب الناس عنه فى ذلك الزمان، لاشتهاره بعلم الكلام، وخوضه فى ذلك، وعنه أخذ حسين النّجّار

(3)

مذهبه، وكان أبو يوسف يذمّه.

(*) ترجمته فى: الأنساب 523 ظ،524 و، تاريخ بغداد 7/ 56 - 67، الجواهر المضية، برقم 370، روضات الجنات 2/ 134، شذرات الذهب 2/ 44، طبقات الفقهاء للشيرازى 138، العبر 1/ 373، الفوائد البهية 54، الكامل 6/ 441، كتائب أعلام الأخيار، برقم 101، كشف الظنون 1/ 631، اللباب 3/ 128، لسان الميزان 2/ 29، مرآة الجنان 2/ 78، معجم البلدان 4/ 515، ميزان الاعتدال 323،1/ 322، النجوم الزاهرة 2/ 228، وفيات الأعيان 278،1/ 277.

وسيأتى الكلام على نسبة «المريسى» قبل نهاية الترجمة.

(1)

فى الأصول مكان هذا: «وهو نهر الدجاج» ، وهو خطأ، صوابه فى تاريخ بغداد 7/ 56، والنقل عنه.

(2)

هذا كلام الخطيب البغدادى، وما يأتى كلام المصنف.

(3)

هو الحسين بن محمد بن عبد الله النجار، رأس الفرقة النجارية من المعتزلة، المتوفى نحو سنة عشرين ومائتين.

انظر: الإمتاع والمؤانسة 1/ 58، واللباب 3/ 215، والملل والنحل 1/ 88.

ص: 230

قال: وهو عندى كإبرة الرّفّاء، طرفها دقيق، ومدخلها ضيّق، وهى سريعة الانكسار.

انتهى.

وعن إسحاق بن إبراهيم بن عمر بن منيع: كان بشر المريسىّ، يقول يقول صنف من الزّنادقة، سمّاهم صنف كذا وكذا، الذين يقولون ليس بشئ

(1)

.

وعن عبّاد بن العوّام

(2)

: كلّمت بشرا المريسىّ، وأصحاب بشر، فرأيت آخر كلامهم ينتهى إلى أن يقولوا: ليس فى السماء شئ.

وعن يحيى ابن عاصم

(3)

، قال: كنت عند أبى، فاستأذن عليه بشر المريسىّ، فقلت:

با أبت، يدخل عليك مثل هذا!!

فقال: يا بنىّ، وماله؟

قال، قلت: إنه يقول: القرآن مخلوق، وإن الله معه فى الأرض، وإن الجنة والنار لم يخلقا، وإن منكرا ونكيرا باطل، وإن الصّراط باطل، وإن الشّفاعة

(4)

باطل، وإن الميزان باطل، مع كلام كثير.

قال، فقال: أدخله علىّ.

فأدخلته عليه.

قال: فقال: يا بشر ادنه، ويلك يا بشر ادنه، مرتين، أو ثلاثا.

فلم يزل يدنيه حتى قرب منه، فقال: ويلك يا بشر، من تعبد، وأين ربّك؟.

فقال: وما ذاك يا أبا الحسن.

قال: أخبرت عنك أنك تقول: القرآن مخلوق، وإن الله معك فى الأرض. مع كلام

(5)

.

-ولم أر شيئا أشدّ على أبى

(6)

من قوله: القرآن مخلوق، وإن الله معه فى الأرض-.

(1)

كذا فى الأصول.

(2)

تاريخ بغداد 7/ 58.

(3)

هو يحيى بن على بن عاصم، كما فى تاريخ بغداد 7/ 58.

(4)

فى تاريخ بغداد: «الساعة» .

(5)

فى تاريخ بغداد بعد هذا زيادة: «كثير» .

(6)

تكملة من تاريخ بغداد.

ص: 231

فقال: يا أبا الحسن، لم أجئ لهذا، إنّما جئت فى كتاب خالد تقرأه علىّ.

قال: فقال له: لا، ولا كرامة، حتى أعلم ما أنت عليه، أين ربّك ويلك؟.

قال، فقال له: أو تعفينى؟.

قال: ما كنت لأعفيك.

قال: أمّا إذا أبيت، فإن ربّى نور فى نور.

قال: فجعل يزحف إليه، ويقول، ويلكم، اقتلوه، فإنه والله زنديق، وقد كلّمت هذا الصّنف بخراسان.

/وعن الحسين بن على الكرابيسىّ

(1)

، أنه قال: جاءت أمّ بشر المريسىّ إلى الشّافعىّ، فقالت: يا أبا عبد الله، أرى ابنى يهابك ويحبّك، وإذا ذكرت عنده أجلّك، فلو نهيته عن هذا الرّأى الذى هو فيه، فقد عاداه الناس عليه، ويتكلّم فى شئ يواليه الناس عليه ويحبّونه.

فقال لها الشافعىّ: أفعل.

فشهدت الشافعىّ، وقد دخل عليه بشر، فقال له الشافعىّ: أخبرنى عمّا تدعو إليه، أكتاب ناطق، أم فرض مفترض، أم سنّة قائمة، أم وجوب عن السّلف البحث فيه، والسؤال عنه؟.

فقال بشر: ليس فيه كتاب ناطق، ولا فرض مفترض، ولا سنة قائمة، ولا وجوب عن السلف البحث فيه، إلاّ أنّه لا يسعنا خلافه.

فقال الشافعىّ: أقررت على نفسك بالخطأ، فأين أنت عن الكلام فى الفقه والأخبار، يواليك الناس عليه، وتترك هذا؟.

قال: لنا نهمة

(2)

فيه.

فلما خرج بشر قال الشافعىّ: لا يفلح.

(1)

تاريخ بغداد 7/ 59.

(2)

النهمة: الشهوة والحاجة.

ص: 232

قال الحسين

(1)

: كلمت يوما بشرا المريسىّ، شبيها بهذا السؤال، قال: فرض مفترض.

قلت: من كتاب، أو سنّة، أو إجماع؟

قال: من كلّ.

قال: فكلّمته حتى قام وهو يضحك منه.

وقال البويطىّ: سمعت الشافعىّ يقول: ناظرت المريسىّ فى القرعة، فذكرت له حديث عمران بن حصين، عن النبىّ صلى الله عليه وسلم فى القرعة.

فقال: يا أبا عبد الله، هذا قمار.

فأتيت أبا البخترىّ، فقلت له: سمعت المريسىّ يقول: القرعة قمار.

فقال: يا أبا عبد الله، شاهد آخر، واقتله.

وقال أبو ثور

(2)

: سمعت الشافعىّ يقول: قلت لبشر المريسىّ: ما تقول فى رجل قتل، وله أولياء صغار، وكبار، هل للأكابر أن يقتلوا دون الأصاغر؟.

فقال: لا.

فقلت له: فقد قتل الحسن بن علىّ بن أبى طالب، رضي الله عنه، ابن ملجم، ولعلىّ أولاد صغار.

فقال: أخطأ الحسن بن على.

فقلت: أما كان جواب أحسن من هذا اللفظ؟.

قال: وهجرته من يومئذ.

وعن قتيبة بن سعيد

(3)

، قال: دخل الشافعىّ على أمير المؤمنين، وعنده بشر المريسىّ، فقال أمير المؤمنين للشافعىّ: ألا تدرى من هذا؟ هذا بشر المريسىّ.

فقال له الشافعىّ: أدخلك الله فى أسفل سافلين، مع فرعون وهامان وقارون.

(1)

تاريخ بغداد 7/ 59.

(2)

تاريخ بغداد 7/ 60.

(3)

تاريخ بغداد 7/ 60.

ص: 233

فقال المريسىّ: أدخلك الله أعلى علّيّين، مع محمد وإبراهيم وموسى صلّى الله عليهم وسلم.

قال محمد بن إسحاق

(1)

: فذكرت هذا الحكاية لبعض أصحابنا، فقال لى: لا تدرى أىّ شئ أراد المريسىّ بقوله؟ كان منه طنزا

(2)

، لأنه يقول: ليس ثمّ جنة ولا نار.

وروى

(3)

عن حميد الطّوسىّ، أنه دخل على أمير المؤمنين، وعنده بشر المريسىّ، فقال أمير المؤمنين لحميد: أتدرى من هذا يا أبا غانم؟

قال: لا.

قال: هذا بشر المريسىّ.

فقال حميد: يا أمير المؤمنين، هذا سيّد الفقهاء، هذا قد رفع عذاب القبر، ومسألة منكر ونكير، والميزان، والصّراط، انظره هل يقدر يرفع الموت؟.

ثم نظر إلى بشر، فقال: لو رفعت الموت كنت سيّد الفقهاء حقّا.

وروى

(3)

أن يهوديّا مرّ على بشر، والناس مجتمعون عليه، فقال لهم: لا يفسد عليكم كتابكم، كما أفسد أبوه علينا التوراة، يعنى أن أباه كان يهوديّا.

وعن أبى مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلىّ

(4)

، قال: حدّثنى أبى، قال: رأيت بشر المريسىّ -عليه لعنة الله-مرّة/واحدة، شيخا قصيرا، ذميم

(5)

المنظر، وسخ الثياب، وافر الشّعر، أشبه شئ باليهود، وكان أبوه يهوديا صبّاغا بالكوفة فى سوق المراضع، ثم قال: لا يرحمه الله، فقد كان فاسقا.

وكان أبو زرعة الرّازىّ، يقول

(6)

: بشر المريسىّ زنديق.

وكان أبو يوسف، يقول له

(6)

: طلب العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو

(1)

أى الثقفى، كما فى تاريخ بغداد.

(2)

الطنز: السخرية.

(3)

أى الخطيب البغدادى: انظر: تاريخ بغداد 61،7/ 60.

(4)

تاريخ بغداد 7/ 61.

(5)

فى تاريخ بغداد: «دميم» .

(6)

تاريخ بغداد 7/ 61.

ص: 234

العلم، وإذا صار الشخص رأسا فى الكلام، قيل: زنديق، أورمى بالزّندقة، يا بشر: بلغنى أنك تتكلّم فى القرآن، إن أقررت أنّ لله علما خصمت، وإن جحدت العلم كفرت.

وكان يزيد بن هارون يحرّض أهل بغداد على قتل بشر المريسىّ

(1)

.

وروى

(2)

عن بعض العلماء الصّلحاء

(3)

، أنه قال: رأيت ليلة الجمعة، ونحن فى طريق خراسان فى مفازة

(4)

إبليس فى المنام.

قال: وإذا بدنه ملبّس شعرا، ورأسه إلى أسفل، ورجلاه إلى فوق، وفى بدنه عيون مثل النار.

قال: فقلت له: من أنت؟ قال: أنا إبليس.

قال: فقلت له: وأين تريد؟.

قال: بشر بن يحيى. رجل كان عندنا بمرو يرى رأى المريسىّ.

قال: ثم قال: ما من مدينة إلاّ ولى فيها خليفة.

قلت: من خليفتك بالعراق؟.

قال: بشر المريسىّ، دعا الناس إلى ما عجزت عنه، قال: القرآن مخلوق.

وروى عن بشر

(5)

أنه قال: القول فى القرآن قول من خالفنى، وغير مخلوق.

فقيل له: أما ترجع عنه

(6)

؟.

قال: أرجع عنه! وقد قلته منذ أربعين سنة: وقد صنّفت

(7)

فيه الكتب، واحتججت فيه بالحجج.

(1)

فى تاريخ بغداد 7/ 63: «عن يزيد بن هارون، قال: المريسى حلال الدم، يقتل» .

(2)

أى الخطيب، انظر: تاريخ بغداد 7/ 64.

(3)

هو يحيى بن يوسف الزمى، كما فى تاريخ بغداد.

(4)

فى تاريخ بغداد: «فى منازه اموه» . وفى هامشه تعليق، انظره.

(5)

روى الخطيب ذلك فى تاريخ بغداد 7/ 65، وذكر أن الذى كان يحاوره هو محمد بن على بن ظبيان القاضى.

(6)

فى تاريخ بغداد: «قال: قلت: فالقول قولهم، ارجع عنه» .

(7)

فى تاريخ بغداد: «ووضعت» .

ص: 235

فنعوذ بالله تعالى من العناد، والإصرار على ما يؤدّى إلى البوار، ودخول النار.

وروى

(1)

أن بشرا دخل يوما على سفيان بن عيينة، وعنده أصحابه، فأخذ يتكلّم بمهملاته، فقال ابن عيينة: اقتلوه.

قال ابن خلاّد

(2)

: فأنا كنت ممّن ضربه بيده.

وقيل لسفيان بن عيينة: إن بشرا المريسىّ، يقول: إنّ الله تعالى لا يرى يوم القيامة.

فقال: قاتله الله، ألم يسمع الله يقول:{كَلاّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}

(3)

، فجعل احتجابه عنهم عقوبة لهم، فإذا احتجب عن الأولياء والأعداء، فأىّ فضل للأولياء على الأعداء؟!

وروى

(4)

أن بشرا دخل على أبى يوسف، فقال له أبو يوسف: حدّثنا إسماعيل، عن قيس، عن جرير، عن النبىّ صلى الله عليه وسلم، فذكر حديث الرّؤية.

ثم قال أبو يوسف: إنّى والله مؤمن بهذا الحديث، وأصحابك ينكرونه، وكأنّى بك قد شغلت على الناس

(5)

خشبة باب الجسر، فاحذر

(5)

.

وحدّث بعض الثّقات

(6)

، أنه لمّا مات بشر المريسىّ لم يشهد جنازته من أهل العلم والسّنّة أحد إلاّ عبيد الشّونيزىّ

(7)

، فلمّا رجع من جنازته أقبل عليه أهل السّنّة والجماعة، وقالوا: يا عدوّ الله تنتحل السّنّة، وتشهد جنازة المريسىّ؟

قال: أنظرونى حتى أخبركم، ما شهدت جنازة رجوت بها من الخير

(8)

ما رجوت فى شهود جنازته، لمّا وضع فى موضع الجنائز، قمت فى الصّفّ، فقلت: اللهمّ عبدك هذا كان

(1)

تاريخ بغداد 7/ 65.

(2)

فى تاريخ بغداد: أنه أبو بكر بن خلاد الباهلى.

(3)

سورة المطففين 15.

(4)

تاريخ بغداد 7/ 65.

(5 - 5) فى الأصول: «خشية باب الحبس فاحذره» ، والتصويب من تاريخ بغداد.

(6)

تاريخ بغداد 7/ 66.

(7)

نسبة إلى الشوينزية، وهى موضع معروف ببغداد، له مقبرة مشهورة بها مشايخ الطريقة، وهى أيضا نسبة إلى الشونيز، وهى الحبة السوداء.

اللباب 2/ 33.

(8)

فى تاريخ بغداد: «الأجر» .

ص: 236

لا يؤمن برؤيتك فى الآخرة، اللهم فاحجبه عن النّظر إلى وجهك الكريم يوم ينظر إليك المؤمنون، اللهم عبدك هذا كان ينكر الميزان، اللهم فخفّف ميزانه يوم القيامة، اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن بعذاب القبر، اللهم، فعذّبه اليوم فى قبره عذابا لم تعذّبه أحدا من العالمين، اللهم عبدك هذا كان ينكر الشفاعة، اللهم فلا تشفّع فيه أحدا من خلقك يوم القيامة.

فسكتوا عنه،/وضحكوا.

وحدّث أحمد ابن الدّورقىّ

(1)

، قال: مات رجل من جيراننا شابّ، فرأيته فى الليل وقد شاب، فقلت: ما قصّتك؟

قال: دفن بشر فى مقابرنا، فزفرت جهنّم زفرة شاب منها

(2)

كلّ من فى المقبرة.

وكانت وفاته سنة ثمان عشرة ومائتين، ويقال سنة تسع عشرة.

والمريسىّ، بفتح الميم وكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف، وفى آخرها السين المهملة، نسبة إلى مريس

(3)

، قرية بأرض مصر، قاله الوزير أبو سعد، فى كتاب «النّتف والطّرف»

(4)

.

ثم قال: وإليها ينسب بشر المريسىّ، وإليه تنسب الطّائفة المريسيّة.

قال فى «الجواهر» : وله أقوال فى المذاهب غريبة.

(1)

تاريخ بغداد 7/ 67.

والدورقى هذا أحمد بن إبراهيم بن كثير، المتوفى سنة أربعين ومائتين.

وهو منسوب إما إلى بلد بفارس، وقيل بخوزستان، يقال لها: دورق، أو إلى لبس القلانس الدورقية. اللباب 1/ 428.

(2)

ساقط من: ط، ن، وهو فى: س، وتاريخ بغداد.

(3)

هكذا ضبطها المؤلف، تبعا لأبى سعد الآبى الوزير، فى كتابه الآتى ذكره، وقد تبع الآبى فى هذا أبو سعد السمعانى، وابن الأثير، وابن خلكان، وصاحب الجواهر المضية.

وذكر ياقوت أن مريسة، بالفتح ثم الكسر والتشديد وياء ساكنة وسين مهملة، قرية بمصر، وولاية من ناحية الصعيد.

أما المجد فقد قال فى القاموس: «ومريسة، كسكينة: بلدة منها بشر بن غياث المريسى» .

(4)

ذكر ابن خلكان بعد سياقه هذا القول: «وسمعت أهل مصر يقولون: إن المريس جنس من السودان، بين بلاد النوبة وأسوان، من ديار مصر، وكأنهم جنس من النوبة، وبلادهم متأخمة لبلاد أسوان، وتأتيهم فى الشتاء ريح باردة من ناحية الجنوب يسمونها المريسى، ويزعمون أنها تأتى من تلك الجهة، والله أعلم. ثم إنّي رأيت بخط من يعتنى بهذا الفن أنه كان يسكن فى بغداد بدرب المريس، فنسب إليه، قال: وهو بين نهر الدجاج ونهر البزازين.

قلت: والمريس فى بغداد هو الخبز الرقاق يمرس بالسمن والتمر، كما يصنعه أهل مصر بالعسل بدل التمر، وهو الذى يسمونه: البسيسة».

ص: 237

منها؛ جواز أكل لحم الحمار.

ومنها؛ وجوب التّرتيب فى جميع العمر، ذكره عنه صاحب «الخلاصة» فى باب قضاء الفوائت، قال: وربما شرط بعض التّرتيب فى جميع العمر، كقول بشر. هكذا أطلقه، وهو بشر المريسىّ هذا. انتهى.

***

‌565 - بشر بن القاسم بن حمّاد بن عبد ربّه، أبو سهل

الفقيه، السّلمىّ، الهروىّ، النّيسابورىّ

المعروف ببشرويه

(*)

والد الحسن، والحسين، وسهل، قضاة نيسابور، وفقهاء أصحاب أبى حنيفة بها، وسيأتى كلّ منهم فى بابه، إن شاء الله تعالى.

سمع بشر مالك بن أنس، والليث بن سعد، وابن لهيعة، وشريك بن عبد الله القاضى، وحمّاد بن زيد.

روى عنه بنوه الثلاثة المذكورون، وأيوب بن الحسن، فى آخرين.

مات فى آخر ذى القعدة، من سنة خمس عشرة ومائتين، وقبره فى مقبرة الحسين بن معاذ.

قاله فى «الجواهر» ، نقلا عن الحاكم.

***

‌566 - بشر بن المعلّى

(**)

قال فى «الجواهر» : روى عن أبى يوسف أن الحجّ بعد اجتماع الشّروط، يعنى شروط الوجوب، يجب على الفور، حتى يأثم بالتّأخير، ذكره شمس الأئمّة فى «المبسوط» .

***

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 371.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 372.

ص: 238

‌567 - بشر بن الوليد بن خالد، أبو الوليد

الكندىّ، الإمام

(*)

أحد أعلام الأئمّة، المشهورين من علماء هذه الأمة.

سمع مالك بن أنس، وعبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن الغسيل

(1)

، وحمّاد بن زيد، وصالحا المرّىّ

(2)

، وحشرج بن نباتة، وشريك بن عبد الله، وأبا الأحوص سلاّم بن سليم، وأبا يوسف، وكان أحد أصحابه، وعنه أخذ الفقه.

وروى عنه الحسن بن علوية القطّان، وأحمد بن الوليد بن أبان، وأحمد بن القاسم البرتيّ، وأحمد بن على الأبّار، وغيرهم.

وكان جميل المذهب، حسن الطريقة، وولى القضاء بعسكر المهدىّ، من جانب بغداد الشّرقىّ، لمّا عزل عنه محمد بن عبد الرحمن المخزومىّ، وذلك سنة ثمان ومائتين، وأقام على ولايته سنتين

(3)

، ثم عزل، وولى القضاء بمدينة المنصور، فى سنة عشر، فلم يزل متولّيا إلى أن صرف عنه، فى سنة ثلاث عشرة ومائتين.

حدّث طلحة بن محمد بن جعفر، قال

(4)

: لمّا عزل المأمون إسماعيل بن حمّاد بن أبى حنيفة استقضى على مدينة المنصور أبا الوليد بشر بن الوليد الكندىّ، وكان بشر علما من أعلام المسلمين، وكان عالما، ديّنا، خشنا،

(5)

مهاب الحكم

(5)

، واسع الفقه، وهو صاحب أبى يوسف، ومن المقدّمين عنده، وحمل الناس عنه من الفقه والمسائل ما لا يمكن جمعه.

وقال طلحة: حدّثنى عبد الباقى بن قانع، عن بعض شيوخه، أن يحيى بن أكثم شكا بشر بن الوليد إلى المأمون، وقال: إنه لا ينفذ قضائى./وكان يحيى قد غلب على المأمون،

(*) ترجمته فى: تاريخ بغداد 7/ 80 - 84، الجواهر المضية، برقم 373، شذرات الذهب 90،2/ 89، طبقات الفقهاء، للشيرازى 138، الفوائد البهية 55،54، ميزان الاعتدال 327،1/ 326.

(1)

الغسيل: هو حنظلة بن أبى عامر، غسيل الملائكة، وسمى بذلك لأنه قتل بأحد جنبا فغسلته الملائكة.

انظر اللباب 2/ 173.

(2)

فى الأصول: «المرسى» ، والتصويب من تاريخ بغداد 7/ 80. وانظر العبر 1/ 262.

(3)

فى تاريخ بغداد 7/ 81: «سنين» .

(4)

تاريخ بغداد 7/ 81.

(5)

فى تاريخ بغداد: «فى باب الحكم» ، ولعله تصحيف.

ص: 239

حتى كان عنده أكبر من ولده، فأقعده المأمون على سريره، ودعا بشر بن الوليد، فقال له:

ما ليحيى يشكوك، ويقول: إنك لا تنفذ أحكامه.

قال: يا أمير المؤمنين، سألت عنه بخراسان فلم يحمد فى بلده، ولا فى جواره.

فصاح به المأمون، وقال: اخرج.

فخرج بشر، فقال يحيى: يا أمير المؤمنين، قد سمعت فاصرفه.

فقال: ويحك، هذا لم يراقبنى فيك، أصرفه!! فلم يفعل.

وعن أحمد بن الصّلت

(1)

، قال: سمعت بشر بن الوليد القاضى، يقول: كنّا نكون عند.

ابن عيينة، فكان إذا وردت عليه مسألة مشكلة يقول: ها هنا أحد من أصحاب أبى حنيفة؟ فيقال: بشر. فيقول: أجب فيها. فأجيب، فيقول: التّسليم للفقهاء سلامة فى الدّين.

وكان بشر

(2)

يصلّى كلّ يوم مائتى ركعة، وكان يصلّيها بعد ما فلج.

وعن أبى قدامة

(3)

، قال: لا أعلم ببغداد رجلا من أهل الأهواء والرّافضة، إلاّ كانوا معينين على أحمد بن حنبل، ما خلا بشر بن الوليد الكندىّ، رجل من العرب

(4)

.

وعن محمد بن سعد

(5)

، قال: بشر بن الوليد الكندىّ، روى عن أبى يوسف القاضى كتبه وإملاءه، وولى القضاء ببغداد فى الجانبين جميعا، فسعى به رجل، وقال: إنه لا يقول:

القرآن مخلوق. فأمر به أمير المؤمنين أبو إسحاق المعتصم أن يحبس فى منزله، ووكّل ببابه الشّرط، ونهى أن يفتى أحدا بشئ، فلما ولّى جعفر بن أبى إسحاق الخلافة، أمر بإطلاقه، وأن يفتى الناس ويحدّثهم، فبقى حتى كبرت سنّه

(6)

.

وقد وثّقه أبو علىّ صالح بن محمد

(7)

، ووثّقه الدّار قطنىّ أيضا، ونقل الخطيب عن بعضهم تضعيفه.

(1)

تاريخ بغداد 7/ 82.

(2)

تاريخ بغداد 7/ 82.

(3)

تاريخ بغداد 7/ 83.

(4)

فى ط، ن:«الغرب» ، والمثبت فى: س، وتاريخ بغداد.

(5)

تاريخ بغداد 7/ 83.

(6)

بعد هذا فى تاريخ بغداد زيادة: «وتكلم بالوقف فأمسك أصحاب الحديث عنه وتركوه» .

(7)

فى الأصول؛ خطأ: «عمر» ، وهو صالح بن محمد جزرة. انظر تاريخ بغداد، وميزان الاعتدال 1/ 327.

ص: 240

وقد مدح وهجى كغيره من الأفاضل المحسودين، فممّا هجى به قول بعضهم، حين ولى قضاء عسكر المهدىّ:

يا أيّها الرجل الموحّد ربّه

قاضيك بشر بن الوليد حمار

ينفى شهادة من يدين بما به

نطق الكتاب وجاءت الآثار

ويعدّ عدلا من يقول بأنّه

شيخ تحيط بجسمه الأقطار

(1)

وممّن مدحه ربيعة بن ثابت الرّقّىّ، بأبيات حسنة، وهى هذه

(2)

:

بشر يجود بماله

جود السّحائب بالدّيم

وأبو الوليد حوى النّدى

لمّا ترعرع واحتلم

وأعزّ بيت بيته

بيت بنته له إرم

عمرته كندة دهرها

وبنى فأتقن ما انهدم

بشر يجود برفده

عفوا ويكشف كلّ غمّ

بشر يجود إذا قصد

ت تريد جدواه هلمّ

ما قال لا فى حاجة

لا بل يقول نعم نعم

وهو العفوّ عن المس

ئ وعن قبائح ما اجترم

نام القضاة عن الأنا

م وعين بشر لم تنم

وحكيم أهل زمانه

فيما يريد وما حكم

(3)

وكأنّه القمر المني

ر إذا بدا أجلى الظّلم

(4)

/وكأنّه البحر المطلّ

إذا تقاذف والتطم

(5)

وكأنّه زهر الرّبي

ع إذا تفتّح أو نجم

ختم الإله لبشرنا

بالخير منه إذا ختم

قال أحمد بن كامل القاضى

(6)

: مات بشر بن الوليد الكندىّ المفلوج صاحب أبى يوسف القاضى، فى سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وبلغ سبعا وتسعين سنة، ودفن فى مقابر

(1)

كذا فى الأصول: «شيخ» ، ولعل الصواب:«شبح» .

(2)

القصيدة فى تاريخ بغداد 83،7/ 82.

(3)

فى تاريخ بغداد: «فيما يدير وما حكم» .

(4)

فى تاريخ بغداد: «جلى الظلم» .

(5)

فى تاريخ بغداد: «البحر الخضم» .

(6)

تاريخ بغداد 7/ 84.

ص: 241

باب الشّام. رحمه الله تعالى.

***

‌568 - بشر بن يحيى المروزىّ

(*)

قال نصير بن يحيى: سئل بشر بن يحيى المروزىّ عن ماء وقعت فيه نجاسة، فأرة أو نحوها، والماء قليل، فعجن به وخبز، قال: بيعوه من النّصارى، ولا أراهم يأكلونه إن علموا ذلك، فلا بدّ من الإعلام. ثم قال: بيعوه من اليهود، ولا أراهم يأكلونه إن علموا ذلك. ثم قال:

بيعوه من المجوس، ولا أراهم يأكلونه إن علموا ذلك. ثم قال: بيعوه من هؤلاء الذين يقولون:

الماء طاهر لا ينجّسه شئ. كذا فى «حيرة الفقهاء» ، نقله صاحب «الجواهر» .

قلت: وفيه من سوء الأدب، وبذاءة اللسان، ما لا يخفى، ومثل هذا لا يليق بشأن أهل العلم، سامحه الله تعالى، وغفر له بمنّه وكرمه.

***

‌569 - بشر بن أبى الأزهر القاضى، واسم أبى الأزهر يزيد

النّيسابورىّ، وكنيته أبو سهل

(**)

تفقّه على أبى يوسف، وسمع ابن المبارك، وابن عيينة، وأبا يوسف، وشريكا، وابن وهب، فى آخرين.

روى عنه الإمام على ابن المدينىّ، ومحمد بن يحيى الذّهلىّ.

ذكره الحاكم فى «تاريخ نيسابور» ، وقال: من أعيان الفقهاء الكوفيّين، وأديانهم

(1)

، ومفتيهم، وزهّادهم، مات ليلة الأربعاء، السادس من رمضان، سنة ثلاث عشرة ومائتين.

رحمه الله تعالى.

***

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 375، الفوائد البهية 55، كتائب أعلام الأخيار، برقم 104.

(1)

فى س: «وأدبائهم» .

ص: 242

‌570 - بكّار بن الحسن بن عثمان بن زياد بن عبد الله، الفقيه

العنبرىّ، الأصبهانىّ، مفتيها

(*)

حدّث عن أبيه، وعن ابن المبارك، وإسماعيل بن حمّاد بن أبى حنيفة.

امتحن فى أيّام الواثق، فلم يجب إلى ما يريدون، وقال: عيون الناس ممدودة إلىّ، فإن أجبت أخشى أن يجيبوا ويكفروا. وتجهّز ليخرج، فوكّل به، وعزم حبّان

(1)

بن بشر القاضى على نفيه من أصبهان، فجاء البريد بموت الواثق، فطرد الأعوان عن داره، فقال الناس: ذهب بكّار بن الحسن بالدّست، وخرى حبّان فى الطّست.

قال ابن أبى الشيخ: مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين، رحمه الله تعالى.

وسيأتى أبوه الحسن فى بابه، إن شاء الله تعالى.

***

‌571 - بكّار بن قتيبة بن عبد الله بن أبى بردعة

ابن عبيد الله بن بشير بن عبيد الله بن أبى بكرة

أبو بكرة الثّقفى، البكراوىّ

(**)

وفى هذا النّسب، من تقديم بعض الآباء على بعض، وإثبات البعض، وإسقاط البعض، خلاف، لا علينا أن نطيل به، لعدم الفائدة المهمّة فى ذلك.

ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة، وأخذ الفقه والشّروط عن هلال بن يحيى، وعيسى بن أبان، وطلب الحديث، فأكثر عن أبى داود الطّيالسىّ، ويزيد بن هارون، وصفوان بن عيسى، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ومؤمّل بن إسماعيل، وغيرهم من مشايخ البصرة.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 376، ذكر أخبار أصبهان 228،1/ 227.

(1)

فى الأصول هنا وفيما يأتى: «حيان» ، وستأتى ترجمته برقم 637.

(**) ترجمته فى: الأنساب 88 ظ، تاج التراجم 20،19، تهذيب تاريخ ابن عساكر 3/ 282، الجواهر المضية، برقم 377، حسن المحاضرة 2/ 144،1/ 463، دول الإسلام 1/ 164، رفع الإصر 1/ 140 - 155، شذرات الذهب 2/ 158، العبر 2/ 44، الفوائد البهية 55، كتائب أعلام الأخيار، برقم 133، اللباب 1/ 138، مرآة الجنان 186،2/ 185، النجوم الزاهرة 3/ 47، وفيات الأعيان 1/ 279 - 282، الولاة والقضاة 477، والملحق 505. هذا، وسيذكر المؤلف نسبة «البكراوى» فى باب النسب.

وقد أكثر المؤلف أيضا فى النقل عن رفع الإصر.

ص: 243

وروى عنه أبو داود السّجستانىّ، خارج «السّنن» وابن خزيمة، وأبو عوانة، فى «صحيحيهما» والطّحاوىّ، أكثر/عنه جدّا، وخلائق كثيرون، وكان له اتّساع فى الفقه والحديث.

وعن أحمد بن سهل الهروىّ

(1)

قال: كنت الازم غريما لى، إلى

(2)

بعد العشاء الآخرة، أو نحو هذا، وكنت ساكنا فى جوار بكّار بن قتيبة، فانصرفت إلى منزلى، فإذا هو يقرأ {يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ}

(3)

، الآية، فوقفت أتسمّع عليه طويلا، ثم انصرفت فقمت فى السّحر، على أن أصير إلى منزل الغريم، فإذا هو يقرأ هذا الآية، ويردّدها، فعلمت أنه كان يقرؤها من أوّل الليل.

وكان كثيرا ما ينشد

(4)

:

لنفسى أبكى لست أبكى لغيرها

لعيبى فى نفسى عن الناس شاغل

قال أبو عمر الكندىّ

(5)

: قال محمد بن الرّبيع الجيزىّ: ولى بكّار قضاء مصر من قبل المتوكّل، فدخلها يوم الجمعة، لثمان ليال خلون من جمادى الآخرة، سنة ست وأربعين ومائتين.

ويقال: إنّه لقى وهو قاصد مصر محمد بن أبى الليث بالجفار

(6)

، وهو الرّمل الذى بين غزّة والعريش، راجعا إلى العراق مصروفا، فقال له بكّار: أنا رجل غريب، وأنت قد عرفت البلد، فدلّنى على من أشاوره وأسكن إليه.

فقال له: عليك برجلين، أحدهما عاقل وهو يونس بن عبد الأعلى، فإنّنى سعيت فى سفك دمه وقدر علىّ فحقن دمى، والآخر موسى بن عبد الرحمن بن القاسم؛ فإنه زاهد.

(1)

رفع الإصر 1/ 141.

(2)

فى الأصول: «أتى» ، والمثبت من رفع الإصر.

(3)

سورة ص 26.

(4)

رفع الإصر 1/ 142، والخبر فيه عن سعيد بن عثمان.

(5)

الولاة والقضاة 506، ورفع الإصر 1/ 142.

(6)

الجفار: أرض من مسيرة سبعة أيام بين فلسطين ومصر، أولها رفح من جهة الشام، وآخرها الخشبى، متصلة برمال تيه بنى إسرائيل، وهى كلها رمال سائلة بيض. معجم البلدان 2/ 90.

ص: 244

قال: فصفهما لى.

فوصفهما له، فلمّا دخل بكار مصر، ودخل الناس إليه، رأى شيخا بالوصف الذى وصف له به يونس بن عبد الأعلى، فظنّ أنه هو، فأكرمه، فبينا هو فى الحديث معه، إذ قيل:

يونس بن عبد الأعلى. فأعرض عن الرجل، وتلقّى يونس فأكرمه، وأتاه موسى بن عبد الرحمن، فأعظمه، واستشاره، وأخذ برأيه.

واتّفق

(1)

أنه قال لموسى، بعد ما تخصّص به: يا أبا هارون، من أين المعيشة؟

قال: من وقف أبى.

قال: يكفيك؟

قال: قد تكفّيت به، وقد سأل القاضى، فأسأل؟

قال: سل.

قال: هل ركب القاضى دين بالبصرة لم يجد له وفاء حتى تولّى القضاء؟

قال: لا.

قال: فرزق ولدا أحوجه إلى ذلك؟

قال: لا.

قال: فعيال؟

قال: ما نكحت قطّ.

قال: فأجبره السلطان وخوّفه؟

قال: لا.

قال: فضربت آباط الإبل من البصرة إلى مصر لغير حاجة!! لله علىّ أن دخلت عليك أبدا.

قال: أقلنى.

قال: أنت ابتدأت.

ثم انصرف عنه، فلم يعد إليه.

(1)

الولاة والقضاة 507،506، ورفع الإصر 1/ 143.

ص: 245

قال ابن حجر

(1)

: وقد استبعد صاحبنا جمال الدين

(2)

صحّة هذه الحكاية

(3)

، من جهة أنّ ابن أبى الليث كان حينئذ محبوسا بالعراق، ولأنّ خروجه من مصر كان فى سنة إحدى وأربعين، قبل مجئ بكّار بخمس سنين.

وأجرى المتوكّل على بكّار فى الشهر مائة وثمانية وستين دينارا.

وكان بكّار عارفا بالفقه، كثير البكاء والتّلاوة، وكان إذا فرغ من الحكم خلا بنفسه، وعرض من تقدّم إليه، وما حكم به، على نفسه، وكان يكثر الوعظ للخصوم، ولا سيّما عند اليمين، وكان يحاسب أمناءه فى كلّ وقت، ويسأل عن الشهود.

ودخل عليه أبو إبراهيم المزنّى

(4)

، فى شهادة، ولم يكن رآه قبلها، لاشتغال المزنىّ بنفسه، وإنّما اضطرّ إلى أداء الشّهادة، فلمّا أدّاها، قال له: تسمّ.

فقال: إسماعيل بن يحيى المزنّى.

قال: صاحب الشّافعىّ؟.

قال: نعم.

فاستدعى من شهد عنده أنه هو، فقبل شهادته.

وقال الطّحاوىّ

(5)

: ما أدرى كم كان يجئ أحمد بن طولون إلى بكّار، وهو على الحديث، فما يشعر به بكّار إلاّ وهو جالس/إلى جنبه، فيقول: ما هذا أيّها الأمير، هلاّ تركتنى حتى أقضى حقّك، أحسن الله مجازاتك.

وقال أبو حاتم ابن أخى

(6)

بكّار: قدم على بكّار رجل من أهل البصرة، ذكر أنه كان رفيقه فى المكتب، فأكرمه جدّا، ثم احتاج إلى شهادة، فشهد عند بكّار مع رجل مصرىّ،

(1)

رفع الإصر 1/ 143.

(2)

فى رفع الإصر زيادة «البشبيشى» ، وهى بين معقوفين مجتلبة من سير أعلام النبلاء، وعلى هذا فليس جمال الدين صاحب ابن حجر.

(3)

أى حكاية لقاء ابن أبى الليث وما ترتب عليها.

(4)

رفع الإصر 1/ 145.

(5)

رفع الإصر 1/ 145.

(6)

فى ط، ن:«أبى» ، والمثبت فى: س، ورفع الإصر 1/ 145، ويأتى فى آخر الترجمة أن الذى صلّى عليه هو ابن أخيه، واسمه محمد بن الحسن بن قتيبة.

ص: 246

فتوقّف عن الحكم، فظنّ أهل مصر أن توقّفه لأجل المصرىّ، فسئل فى خلوة عن ذلك، فقال: المصرىّ على عدالته، ولكن السّبب البصرىّ، وذكر منه أمرا رآه فى الصّغر، وقال:

لا تطيب نفسى إذا ذكرت ذلك أن أقبل شهادته.

وقيل

(1)

: إنه ذكر أنه أكل معه أرزا فى سمن، فنفد العسل الذى من ناحية بكّار، ففتح من جهة صاحبه حتى جرى إليه، فقال له {أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها}

(2)

.

فقال: له بكّار: أتهزأ بالقرآن فى مثل هذا!

فبقيت فى نفسه عليه.

وكان بكّار

(3)

فى غاية العفاف، وسلامة الصّدر، اتّفق أنه دخل عليه بعض أمنائه، وهو مخرّق الثّياب، فقال: بعثنى أحفظ تركة فلان، فصنع بى جاره هذا.

فقال: أحضروه.

فأحضره الأعوان، فقال له بكّار: أنت صنعت هذا بأمينى

(4)

؟

قال: نعم.

فقال: خذوه.

فأخذه الأعوان، فسقط ميّتا، فدهش بكّار، فقال له أمناء القاضى: هذا عمله

(5)

اليوم، مات مرتين.

فاستوى الرجل جالسا، فقال: كذبوا والله، ما متّ إلاّ الساعة. ورقد.

فجعل بكّار يرشّ عليه ماء الورد، ويشمّه

(6)

الكافور، ويرفق به، ويعده، إلى أن قام فصرفه، وأقبل على أعوانه، فقال: هدّدتموه وجررتموه، فلو وافق أجله!.

(1)

رفع الإصر 1/ 146.

(2)

سورة الكهف 71.

(3)

رفع الإصر 1/ 147.

(4)

فى الأصول: «أنت منعت هذا يا مسئ» ، والمثبت فى رفع الإصر، ولكل من الروايتين محمل، وربما تصحفت واحدة عن الأخرى.

(5)

ضبطت فى رفع الإصر بفتح العين وكسر الميم، على أنه فعل.

(6)

فى الأصول: «ويشممه» ، والمثبت فى رفع الإصر.

ص: 247

وكان ابن طولون

(1)

إذا حضر جنازة لا يصلّى عليها غيره، إلاّ أن يكون بكّار حاضرا

(2)

.

ويقال

(3)

: إن بكّارا كان عثمانيّا، فجعل ينادى: ذهب الإسلام.

فقال له بكّار: يا هذا، نحر عثمان فما ذهب الإسلام، يذهب بسببك!

فلمّا وقع بينه وبين ابن طولون بكّته بها ابن طباطبا النّقيب

(4)

.

وقال الطّحاوىّ

(5)

: جاء رجل إلى أبى جعفر محمد بن العباس التّلّ الفقيه، فقال له: فى يدى دار لرجل غائب، وإنّي أريد إخراجها من يدى.

فقال له: صر إلى القاضى، فسلّمها له.

فمضى، وعاد، فقال: قلت له، فقال: أخرجوه. فقال له التّلّ: صدق، عد إليه، وسمّ له اسم صاحبها، وأنّه غائب. ففعل، فقال: أخرجوه. فقال له التّلّ: صدق، عد إليه

(6)

، واذكر له موضعها وحدودها

(7)

. ففعل، فقال: أخرجوه، فقال له التّلّ: صدق، عد إليه، واذكر له أنّك لا ملك لك عليها، ولا على شئ منها بسبب من الأسباب. فقال: أخرجوه.

فقال التّلّ: صدق، عد إليه، وقل له: وأنا عاجز عن حفظها. فمضى، ثم عاد، فقال: عرّفته ذلك، فقال: اكتبوا عليه بما ذكرنا كتابا، وأعطوه نسخة، واقبضوا الدّار، وأقيموا لها أمينا، حتى يحضر صاحبها. فقال له التّلّ: ابتليت بقاض فقيه.

قال ابن حجر: والتّلّ هذا يسمّى محمد بن العباس، بصرىّ سكن مصر، ومات فى ذى الحجّة، سنة اثنتين وسبعين ومائتين.

(1)

رفع الإصر 1/ 147.

(2)

ذكر ابن حجر بعد هذا قصة لهما فى الصلاة على جنازة.

(3)

رفع الإصر 1/ 148.

(4)

هو على بن الحسين، ويأتى التصريح باسمه فى موضع آخر من الترجمة.

(5)

رفع الإصر 1/ 148.

(6)

ساقط من: ط، ن، وهو فى: س، ورفع الإصر.

(7)

فى رفع الإصر: «الموضع الذى هو غائب فيه» ، وفى نسخة أخرى منه:«واذكر له موضعه» .

ص: 248

وعن بكّار

(1)

أنه قال يوما فى مجلسه: ما حللت سراويلى على حلال قطّ.

فقال له رجل: ولا حرام؟ فقال: والحرام يذكر!!.

وكان بكّار

(2)

يخالف أصحابه الحنفيّة فى تحليل قليل النّبيذ، ويذهب إلى تحريمه، وكان يعاتب صاحبه

(3)

أبا جعفر التّلّ على الشّرب.

قال ابن زولاق

(4)

: كان لبكّار اتّساع فى العلم والمناظرة، ولمّا رأى «مختصر المزنىّ» وما فيه من الرّدّ على أبى حنيفة، شرع هو فى الرّدّ على الشّافعىّ، فقال/لشاهدين من شهوده:

اذهبا إلى المزنىّ، فقولا له: سمعت الشّافعىّ يقول ما فى هذا الكتاب؟.

فمضيا وسمعا «المختصر» كلّه من المزنىّ، وسألاه: أسمعت الشافعىّ يقول هذا؟.

قال: نعم.

فعادا إلى بكّار، فأخبراه بذلك، فقال: الآن استقام لنا أن نقول: قال الشافعىّ. ثم صنّف الرّدّ المذكور.

ومن قضايا بكّار

(5)

، أن رجلا خاصم آخر شافعيّا فى شفعة جوار، فطالبه عند بكّار، فأنكر، فطاوله بكّار حتى عرف أنه من أهل العلم، فقال بكّار للمدّعى: ألك بيّنة؟.

قال: لا.

قال لخصمه: أتحلف؟.

قال: نعم.

فحلّفه، فحلف، فزاد فى آخر اليمين: أنه ما يستحقّ عليك هذه الشّفعة على قول من يعتقد شفعة الجوار، فامتنع، فقال له بكار: قم فأعطه شفعته.

فأخبر الرجل المزنىّ بقضيّته، فقال: صادفت قاضيا فقيها.

(1)

رفع الإصر 1/ 149.

(2)

رفع الإصر 1/ 150.

(3)

فى رفع الإصر: «وعاتب» ، وهو المناسب لمقام الرجل. ولذلك عدلت رواية الأصول، فقد كانت:«وكان يعاقب صاحبه» .

(4)

رفع الإصر 1/ 151.

(5)

رفع الإصر 154،1/ 153.

ص: 249

ولمّا غضب أحمد بن طولون

(1)

على بكّار سجنه، وكان السّبب فى ذلك أنه لمّا خرج إلى قتال الموفّق بسبب المعتمد، حين ضيّق وهو ولىّ العهد على أخيه المعتمد

(2)

، وهو الخليفة حينئذ، حتى إنه لم يبق للمعتمد إلا الاسم، ضاق المعتمد بذلك، فكاتب أمراء الأطراف، فوافقه أحمد بن طولون، وواعده أن يحضر إليه، ويحمله معه إلى مصر، ويجعلها دار الخلافة، ويذبّ عنه من يخالفه فى ذلك، فتهيّأ المعتمد لذلك، واهتمّ أحمد بأمره، فبلغ الموفّق، فنصب لأحمد الحرب، وصرّح بعزله ولعنه، فصرّح أحمد بخلع الموفّق من ولاية العهد، وأمر بلعنه، وخرج أحمد بالعسكر من مصر، واستصحب بكّارا.

فلمّا كان بدمشق، جاء كتاب المعتمد إلى ابن طولون بخلع الموفّق من ولايته العهد، ففعل، وأجاب القضاة كلّهم إلى خلعه، وسمّاه بكّار النّاكث، وأشهد على نفسه هو وسائر قضاة الشّام والثّغور.

وطلب منهم أحمد أن يلعنوا الموفّق، فامتنع بكّار، فألحّ عليه، فأصرّ على الامتناع حتى أغضبه.

وكان قبل ذلك مكرّما معظّما عنده، عارفا بحقّه، وكان يجيزه فى كلّ سنة بألف دينار، فلمّا غضب عليه أرسل إليه: أين جوائزى؟

فقال: على حالها.

فأحضرها من منزله بخواتيمها ستة عشر كيسا، فقبضها أحمد منه

(3)

.

ثم لم يزل عليه فى لعن الموفّق، وهو يمتنع من إجابته، إلى أن قال يوما لأحمد:{أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظّالِمِينَ}

(4)

.

فقال علىّ بن الحسين بن طباطبا نقيب الطالبيّين بمصر: أيّها الأمير، إنه عناك.

فغضب أحمد، وأمر بتمزيق ثيابه، وجرّوه برجله وليس عليه إلاّ سراويل وخفّان وقلنسوة، وهو مسلوب الثّياب

(5)

، فضربه رجل بعود حديد على رجله الممدودة، فقال: أوه.

(1)

رفع الإصر 1/ 151 - 153، وانظر الولاة والقضاة 478.

(2)

فى رفع الإصر بعد هذا زيادة: «بذلك» .

(3)

بعد هذا فى رفع الإصر فضل بيان.

(4)

سورة هود 18.

(5)

بعد هذا فى رفع الإصر فضل بيان.

ص: 250

وضمّها، ثم حمل من بين يديه إلى السّجن، ثم أقامه للنّاس يطالبونه بمظالم يدّعونها عليه، فكان يحضر فى مجلس المظالم بين يدى أحمد قائما.

وكان الطّحاوىّ يقول: ما تعرّض له أحد فأفلح بعد ذلك، لقد تعرّض له غلام يقال له:

عامر بن محمد بن نجيح، وكان فى حجره، فرآه بكّار فى مجلس المظالم، فقال له: يا عامر ما تصنع ها هنا؟.

قال: أتلفت علىّ مالى.

فقال: إن كنت كاذبا فلا نفعك الله بعقلك.

قال: فأخبرنى من رآه وهو ذاهب العقل، يسيل لعابه، يسبّه الناس وهو يرميهم

(1)

بالحجارة، وهم يقولون: هذه دعوة بكّار.

قال

(2)

: وتقدّم إليه نصرانىّ، فقال: أيّها الأمير: إن هذا الذى يزعم أنه كان قاضيا جعل ربع أبى حبسا.

فقال بكّار: ثبت عندى أن أباه حبّس هذا الرّبع، وهو تملّكه، فأمضيت الحبس، فجاءنى هذا متظلّما،/فضربته، فخرج إلى بغداد، فجاءنى بكتاب هذا الذى تزعم أنّه الموفّق:«لا تمض أحباس النّصارى» ، فعرفت أنه جاهل، فلم ألتفت إليه، وقد شهد عندى إسحاق بن معمر، بأن هذا كان أسلم ببغداد على يد الموفّق، فإن شهد عندى آخر مثل إسحاق ضربت عنقه.

فصاح أحمد بالنّصرانىّ: المطبق

(3)

، المطبق. فأخرج وحبس.

قال الطّحاوىّ

(4)

: ولمّا قبض أحمد بن طولون يد بكّار عن الحكم وسجنه، أمره أن يسلّم القضاء لمحمد بن شاذان الجوهرىّ، كالخليفة له، ففعل.

(1)

فى ط، ن:«يسب الناس وهو يرميهم» ، وفى رفع الإصر:«يسب الناس ويرميهم» ، والمثبت فى: س.

(2)

رفع الإصر 1/ 153، وانظر الولاة والقضاة 478،477.

(3)

المطبق: السجن تحت الأرض.

(4)

رفع الإصر 1/ 154.

ص: 251

ثم كان بكّار إذا حضر مجلس المظالم للمناظرة يعاد إلى السّجن إذا انقضى المجلس، وكان يغتسل فى كلّ يوم جمعة، ويلبس ثيابه، ويجئ إلى باب السّجن، فيردّه السّجّان، ويقول: اعذرنى أيّها القاضى، فما أقدر على إخراجك.

فيقول: اللهم اشهد.

فبلغ ذلك أحمد، فأرسل إليه: كيف رأيت المغلوب المقهور لا أمر له ولا نهى، ولا تصرّف له فى نفسه، لا يزال هكذا حتى يرد علىّ كتاب المعتمد بإطلاقك.

ولمّا طال حبس بكّار

(1)

طلب أصحاب الحديث إلى أحمد أن يأذن لهم فى السّماع منه

(2)

، فكان يحدّثهم من طاق السّجن، فأكثر من سمع منه فى آخر عمره كان كذلك.

قال ابن زولاق: ثم أمر ابن طولون بنقل بكّار من السّجن إلى دار اكتريت له عند درب

(3)

الصّقلّىّ، فأقام فيها.

فلمّا مات أحمد بن طولون بلغ بكّارا، فقال: ما للنّاس؟!

قيل: انصرف أيّها القاضى إلى منزلك، فقد مات أحمد.

فقال: الدّار بأجرة، وقد صلحت لى.

وعاش بعد ابن طولون أربعين يوما، ومات فى تلك الدّار، وكانت جنازة حافلة جدّا، وما رؤى أحد فيها راكبا، وصلّى عليه ابن أخيه محمد بن الحسن بن قتيبه، ودفن بطريق القرافة.

والدّعاء عند قبره مستجاب، ومات يوم الخميس، لخمس بقين من ذى الحجّة، سنة سبعين ومائتين، وقد قارب التسعين، وكانت مدة ولايته أربعا وعشرين سنة، رحمه الله تعالى، ورضى عنه، ونفعنا ببركاته، آمين.

***

(1)

رفع الإصر 1/ 154.

(2)

تكملة من رفع الإصر.

(3)

فى ن: «دار» ، والمثبت فى: س، ط، ورفع الإصر.

ص: 252

‌572 - بكر بن محمد بن أحمد بن مالك بن جمّاع بن عبد الرحمن

ابن فرقد، أبو أحمد، السّنجىّ، الورسنينىّ

(*)

سكن سمرقند، وروى عن أبيه، فى آخرين، وكان فقيها، مناظرا، عقد له مجلس الإملاء.

ومات بسمرقند، سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. قاله فى «الجواهر» .

وقال السّمعانىّ: مات ببخارى، سنة إحدى وخمسين.

وسيأتى تحقيق النّسبة إلى سنج، وورسنين، فى باب الأنساب

(1)

مفصّلا، إن شاء الله تعالى.

***

‌573 - بكر بن محمد بن على بن الفضل بن الحسن بن أحمد

ابن إبراهيم بن إسحاق بن عثمان بن جعفر بن جابر

ابن عبد الله الأنصارىّ، الزّرنجرىّ، أبو الفضائل

(**)

الملقّب شمس الأئمّة، من أهل بخارى.

تفقّه على شمس الأئمّة الحلوانىّ، وغيره، وبرع فى الفقه، وكان يضرب به المثل فى حفظ مذهب أبى حنيفة، وكان مصيبا فى الفتاوى، وأجوبة الوقائع، وكانت له معرفة بالأنساب والتّواريخ، وكان أهل بلده يسمّونه أبا حنيفة الأصغر.

(*) ترجمته فى: الأنساب 581 و، الجواهر المضية 172،1/ 171، اللباب 3/ 268.

وقد تعقب ابن الأثير السمعانى حيث أورده فى الورسنانى وفى الورسنينى، وقال فى الأولى: وظنى أنها من قرى سمرقند، وقال فى الثانية: محلة من محال سمرقند، قال ابن الأثير: فلا أعلم لم شك فى الأولى، وتيقن فى الثانية أنها محلة من سمرقند.

(1)

ذكر المؤلف فى باب الأنساب نسبة «السنجى» ، ولم يذكر المترجم فيها، وذكر نسبة «الورسنانى» ، وأشار فيها إلى المترجم، ولم يذكر نسبة «الورسنينى» ، وورسنين هى ورسنان كما يذكر ابن الأثير.

(**) ترجمته فى: الأنساب 273 ظ،27 و، التحبير 1/ 136 - 139، الجواهر المضية برقم 380، شذرات الذهب 4/ 33، 35، العبر 27،4/ 26، الفوائد البهية 56، الكامل 10/ 545، كتائب أعلام الأخيار، برقم 284، كشف الظنون 1/ 164، لسان الميزان 59،2/ 58، معجم البلدان 2/ 926، المنتظم 201،9/ 200، النجوم الزاهرة 217،5/ 216.

وسيذكر المؤلف نسبة «الزرنجرى» فى باب الأنساب.

ص: 253

وكان نهاية فى الحفظ، بحيث إن المتفقّه إذا طلب منه إلقاء درس من أىّ محلّ كان، يلقيه من حفظه، ولا يحتاج إلى مراجعة كتاب.

وكانت الفقهاء إذا وقع لهم فى الرّواية إشكال يراجعونه، ويأخذون بقوله.

وأملى، وحدّث، وسمع أباه، وشيخه الحلوانىّ، وأبا مسعود البجلىّ، وكانت عنده كتب/عالية.

وذكره السّمعانىّ فى «مشيخته» ، وحكى أنه أجازه مكاتبة، سنة ثمان وخمسمائة، وأنّ جماعة كثيرة بخراسان وما وراء النّهر رووا له عنه، وأنّ ولادته كانت سنة سبع وعشرين وأربعمائة، ووفاته فى شعبان سنة اثنتى عشرة وخمسمائة.

وقيل: إنه مات فى ربيع الأوّل، من هذه السّنة، رحمه الله تعالى.

***

‌574 - بكر بن محمد العمّىّ

(*)

تفقّه على محمد بن سماعة

(1)

، وتفقّه عليه القاضى أبو حازم، وكان من أعيان الأئمّة علما وعملا.

وسيأتى فى الأنساب بيان هذه النّسبة مفصّلا، إن شاء الله تعالى.

***

‌575 - بكبرس، أبو الفضائل، وأبو شجاع

(**)

الفقيه، الأصولىّ، الملقّب نجم الدّين التّركىّ، النّاصرىّ، مولى أمير المؤمنين النّاصر

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 381، الفوائد البهية 55، كتائب أعلام الأخيار، برقم 135.

(1)

كانت وفاته سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، على ما يأتى فى ترجمته، فالمترجم من رجال القرن الثالث.

(**) ترجمته فى: تاج التراجم 19. الجواهر المضية، برقم 378، الفوائد البهية 56، كتائب أعلام الأخيار، برقم 435، كشف الظنون 1983،2/ 1143،1/ 628. وانظر:

.79 setirotuA sed eriannoitciD eL

وجاء اسمه فى تاج التراجم: «بكبرس، ويقال: منكوبرس» ، وفى نسخة من الجواهر:«بكترس بن يلتفقلج» ، وفى الفوائد:«بكير» وفى كشف الظنون: «بكبرس بن يلتفقلج، ويقال: منكوبرس» .

ص: 254

لدين الله.

قال فى «الجواهر» : له «مختصر» فى الفقه على مذهب أبى حنيفة، رأيته نحوا من «القدورىّ» اسمه «الحاوى» ، وله «شرح العقيدة» للطّحاوىّ، فى مجلّد كبير ضخم، فيه فوائد، رأيته أيضا، سمّاه ب «النّور اللاّمع، والبرهان السّاطع» .

سمع منه الحافظ عبد المؤمن الدّمياطىّ ببغداد، وتوفّى بها بعد الخمسين وستمائة.

وذكره الصاحب ابن العديم، فى «تاريخ حلب» ، وقال: فقيه حسن، عارف بالفقه والأصول، وكان يلبس لبس الأجناد القباء والشّربوش

(1)

، عرض عليه الإمام المستنصر قضاء القضاة ببغداد، وأن يلبس العمامة، فامتنع من ذلك.

قال ابن العديم: وبلغنى أنّ اسمه أوّلا منكوبرس، فسمّى بكبرس، وكان خيّرا فقيها، ورعا، فاضلا، حسن الطريقة، ولم يتّفق لى به اجتماع حين قدم حلب، ولا حين قدمت بغداد، وأخبرت أنه كان على الرّقّ، ولم يعتقه مواليه، وكذا عادة الخلفاء ببغداد، وأنّه تزوّج بامرأة حرّة لها ثروة، وولد له منها بنت، وماتت المرأة، وورثت ابنته منها مالا وافرا، وماتت البنت، فجمع جميع ما كان لابنته، وسيّره للإمام المستنصر، وقال: أنا عبد، ولا أرث من ابنتى شيئا، وهى حرّة. فردّه عليه، وأذن له فى التّصرّف فيه على حسب اختياره.

قال: وتوفّى ببغداد، فى أوائل شهر ربيع الأوّل، سنة اثنتين وخمسين وستمائة، ودفن إلى جانب قبر أبى حنيفة، فى القبّة، بالرّصافة.

كتب عنه الحافظ الدّمياطىّ، وذكره فى «معجم شيوخه» ، رحمه الله تعالى.

***

‌576 - بلبان بن عبد الله

ذكره قاضى القضاة علاء الدين فى «تاريخه» ، فقال: أبو النّعمان، العلانىّ، الأصبحىّ، القاسمىّ، المعزّىّ، الحنفىّ، ذكره قطب الدين فى «تاريخ مصر» . إلى أن قال

(1)

فى القاموس (ش ر ب ش): «الشربش: هدب الثوب، مولد» وانظر.742:1 yzoD :

ص: 255

قطب الدين فى «تاريخه» : كتب عنه أبو القاسم ابن البقرىّ من شعره بالمحموديّة من القاهرة، فى ذى القعدة، سنة تسعين وستمائة، وسأله عن مولده، فقال: ولدت ببلاد آص، وهى علان من بلاد التّرك، سنة ثلاثين وستمائة.

فممّا أنشده لنفسه، وأجاز له ما تجوز عنه روايته:

لقد كملت أوصافك الغرّ فاستمع

مقالا يحاكيه الجمان المنضّد

ودامت لنا أيّامك الغرّ ما شدا

على عذبات الدّوح طير مغرّد

وصلّى على المختار ما طار طائر

وغرّد قمرىّ وأطرب منشد

كذا نقلت هذه الترجمة من خطّ أحمد بن محمد ابن الشّحنة، وهو نقلها من خطّ جدّه.

وذكره/ابن طولون فى «طبقاته» ، وقال، نقلا عن شيخه أبى الحسن الحموىّ: ولعلها -يعنى لفظ ستمائة المذكورة فى تاريخ ولادة صاحب الترجمة-سبعمائة، فإن المحموديّة لم تكن عمّرت فى ذلك التاريخ، فإن محمودا الأستادار

(1)

فرغ من عمارتها فى نيّف وثمانين وسبعمائة، والله تعالى أعلم.

***

‌577 - بهلول بن إسحاق بن البهلول بن حسّان بن سنان

أبو محمد، التّنوخىّ

(*)

من البيت المشهور بالعلم والفضائل.

سمع إسماعيل بن أبى أويس، وإبراهيم بن حمزة، ومصعب بن عبد الله، الزّبيريّين، وسعيد بن منصور، وأبا مصعب الزّهرىّ، ومحمد بن معاوية النّيسابورىّ، وأحمد بن حاتم الطّويل، وأباه إسحاق بن البهلول، وغيرهم.

روى عنه أخوه أحمد، وابنا أخيه، يوسف الأزرق، وإسماعيل، ابنا يعقوب، وابن أخيه داود بن الهيثم بن إسحاق، وأبو طالب محمد بن أحمد، ابن البهلول، وعلى بن إبراهيم بن حمّاد

(1)

هو محمود بن على الأستادار، له أخبار فى النجوم الزاهرة، انظر الجزءين 11،10.

(*) ترجمته فى: تاريخ بغداد 110،7/ 109، الجواهر المضية، برقم 383، شذرات الذهب 2/ 228، العبر 2/ 110، النجوم الزاهر 3/ 137.

ص: 256

الأزدىّ، وأبو بكر الشافعىّ، وجماعة آخرهم أبو بكر الإسماعيلىّ الجرجانىّ.

وكان ثقة

(1)

.

قال أحمد بن يوسف الأزرق

(2)

، عن عمّه إسماعيل بن يعقوب: إن البهلول بن إسحاق أنبارىّ، ولد بها فى سنة أربع ومائتين، ومات بها فى شوّال، من سنة ثمان وتسعين ومائتين.

قال: وكان قد تقلّد القضاء والخطبة على المنابر بالأنبار وأعمالها مدّة طويلة، قبل سنة سبعين ومائتين، وكان حسن البلاغة، مصقعا فى خطبه، كثير الحديث، ثقة فيه، ضابطا لما يرويه، وحدّث بالأنبار.

***

‌578 - بهلول بن حسّان بن سنان، أبو الهيثم

التّنوخىّ، الأنبارىّ

(*)

جدّ الذى قبله. سمع ببغداد، والبصرة، والكوفة، والمدينة، ومكة، وحدّث عن شيبان بن عبد الرحمن التّميمىّ، وورقاء بن عمر اليشكرىّ، والفرج بن فضالة، وإسماعيل بن عيّاش، وأبى غسّان محمد بن مطرّف، وسعيد بن أبى عروبة، وشعبة بن الحجّاج، وحمّاد بن سلمة، وأبى شيبة القاضى، وشريك بن عبد الله، وغيرهم، كمالك بن أنس، وسفيان بن عيينة.

وروى عنه ابنه إسحاق بن بهلول حديث

(3)

: «يقول الله أنا عند ظنّ عبدى، وأنا معه حيث يذكرنى» ، وغير ذلك من الأحاديث.

وكان البهلول قد طلب الحديث، والفقه، والتفسير، والسّير، وأكثر من ذلك، ثم تزهّد إلى أن مات بالأنبار، فى سنة أربع ومائتين، رحمه الله تعالى.

***

(1)

هذا قول الدار قطنى فيه، انظر تاريخ بغداد 7/ 110.

(2)

تاريخ بغداد 7/ 110.

(*) ترجمته فى: تاريخ بغداد 109،7/ 108، الجواهر المضية، برقم 384، وكنيته فيه:«أبو محمد» .

(3)

تاريخ بغداد 7/ 109.

ص: 257

‌579 - بهلول بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول

ابن حسّان بن سنان، أبو القاسم

التّنوخىّ، الأنبارىّ

(*)

أخو جعفر، وعلى، الآتى ذكرهما.

سكن بغداد، وحدّث بها عن أبيه.

قال الخطيب: حدّثنى عنه القاضى أبو القاسم التّنوخىّ

(1)

، وذكر لى أنه ولد ببغداد، لأربع بقين من شوّال، سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.

قال: ومات يوم الثلاثاء، لسبع خلون من رجب، سنة ثمانين وثلاثمائة.

قال

(2)

: وسمعت منه شيئا يسيرا، وكان ينزل فى سكة بالمدينة، تعرف بسكة أبى العباس الطّوسىّ

(3)

.

***

‌580 - بنيمان بن محمد بن الفضل بن عمر

المعروف بالصّفىّ

(**)

من أهل أصبهان، وهو من شيوخ السّمعانىّ.

قال السّمعانىّ: كان فاضلا، متميّزا، حسن الخطّ، سمع الرئيس أبا عبد الله القاسم بن الفضل الثّقفىّ، وتوفّى يوم السبت، الثانى والعشرين من شوّال، سنة تسع وخمسين وخمسمائة.

رحمه الله تعالى.

***

(*) ترجمته فى: تاريخ بغداد 111،7/ 110، الجواهر المضية، برقم 385.

(1)

المقصود هنا «أبو القاسم على بن المحسّن التنوخى» .

(2)

أى القاضى أبو القاسم التنوخى.

(3)

زاد فى تاريخ بغداد: «يعنى مدينة المنصور» .

(**) ترجمته فى: التحبير 1/ 141، الجواهر المضية، برقم 382.

وكان حق هذه الترجمة أن تسبق فى ترتيبها ترجمة 577.

ص: 258

‌581 - / بيبرس بن عبد الله الحلبىّ المجدىّ، العديمىّ

الشيخ علاء الدين، أبو سعيد

(*)

ذكره ابن حبيب، وقال: مسند جليل، حسن السّمت نبيل، كبير السّكينة والوقار، معتاض فوده عن أدهم الليل بأشهب النهار، لمع سناء إسناده، وبعد عهد ميلاده، وذوت زهرته، حيث قدمت هجرته.

سمع الحديث من قديم، وامتاز بنسبته إلى بنى العديم، وأخذ عن الجمّ الغفير بإفادة مواليه، وتفرّد فى البلاد الحلبيّة بكثرة عواليه، وحدّث الناس سنين عديدة، ورحل الطلبة إليه رغبة فى رواياته المفيدة.

سمعت عليه حاضرا فى هذه السنة «جزء البانياسيّ» وغيره، وهو أوّل مشايخى الذين أرجو بركة كلّ منهم وخيره.

وكانت وفاته بحلب، سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وقد أناف على تسعين سنة. انتهى.

***

‌582 - بيبرس المنصورىّ الخطائىّ، الدّاوادار

(**)

صاحب «التاريخ» المشهور

(1)

، فى خمسة وعشرين مجلدا.

كان من مماليك المنصور، وتنقّل فى الخدم، وكان فاضلا فى أبناء جنسه، وكان السلطان يقوم له ويجلسه.

قال الذّهبىّ: كان عاقلا، وافر الهيبة، كبير المنزلة، ومات فى شهر رمضان، سنة خمس وعشرين وسبعمائة

(2)

، وهو فى عشر الثمانين.

وقال غيره: كان كثير الأدب، حنفىّ المذهب، عاقلا، أجيز بالإفتاء، والتّدريس، وله

(*) ترجمته فى: الدرر الكامنة 2/ 35، النجوم الزاهرة 9/ 225.

(**) ترجمته فى: الإعلان بالتوبيخ (علم التاريخ عند المسلمين) 679، حسن المحاضرة 1/ 555، الدرر الكامنة 2/ 43، السلوك 2/ 269، النجوم الزاهرة 9/ 263.

(1)

اسمه «زبدة الفكرة فى تاريخ الهجرة» .

(2)

فى الأصول: «وستمائة» ، وهو خطأ، صوابه من الدرر الكامنة، والنقل عنه.

ص: 259

برّ ومعروف، كثير الصدقة سرّا، ويلازم الصلاة فى الجماعة، وغالب نهاره فى سماع الحديث، والبحث فى العلوم، وليله فى قراءة القرآن والتّهجّد، مع طلاقة الوجه، ودوام البشر. رحمه الله تعالى.

***

‌583 - بيرم بن علىّ بن برستكين، أبو السّرور

(*)

فقيه، محدّث، روى عن الضّياء ابن عساكر، وغيره، وسمع منه الحافظ الرّشيد، وأجاز له جميع ما يرويه.

وكان مولده تخمينا، سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وتوفّى بدمشق، سنة عشرين وستمائة. رحمه الله تعالى.

***

‌584 - بايزيد خان بن سلطان مراد الغازى

الملقّب بيلدرم بايزيد

(**)

بويع بالسّلطنة بعد وفاة أبيه، فى رابع شهر رمضان المبارك، من شهور سنة واحد وتسعين وسبعمائة، وكانت وفاته فى سنة خمس وعشرين وثمانمائة. تغمده الله تعالى برحمته.

***

‌585 - بايزيد خان بن السلطان محمد خان

(***)

بويع بالسّلطنة بعد وفاة أبيه، سنة ست وثمانين وثمانمائة، وكانت وفاته فى سنة ثمان

(*) ترجمته فى: التكملة لوفيات النقلة 5/ 167، الجواهر المضية، برقم 386، وفى التكملة:«ابن نشتكين» ، وفى الجواهر:«بن نوشتكين» . وفى س: «بوستكين» ، وفى ن:«برستكين» ، والمثبت فى: ط.

(**) ترجمته فى: البدر الطالع 1/ 160، حقائق الأخبار 496،1/ 495، شذرات الذهب 172،7/ 47، الشقائق النعمانية 1/ 84.

ومكان هذه الترجمة فى الترتيب بعد ترجمة 560 السابقة، اللهم إلا إذا اعتبر المؤلف اسم المترجم بيلدرم.

(***) ترجمته فى: البدر الطالع 1/ 161، حقائق الأخبار 1/ 519 - 525، شذرات الذهب 8/ 86، الشقائق النعمانية 1/ 405.

والترتيب غير ملتزم هنا أيضا.

ص: 260

عشرة وتسعمائة. تغمده الله تعالى برحمته.

***

‌586 - برهان الدين بن القطب الحنفىّ

قاضى القضاة.

ذكره ابن الحمص، فيمن توفّى سنة ثمان وتسعين وثمانمائة، وقال: دفن بالقاهرة، وكان مصادرا لأجل طلب مال منه، وكان عالما، عفيفا. تغمده الله برحمته.

***

‌587 - بهاء الدين بن العارف بالله تعالى

لطف الله

(*)

كان رجلا فاضلا، صالحا، زاهدا، عابدا.

قرأ على المولى خواجه زاده، وغيره.

ودرّس بإحدى الثّمان، وغيرها، وصار مدرسا بمدرسة السلطان بايزيد بأدرنة، إلى أن توفّى سنة خمس وتسعين وثمانمائة. تغمده الله تعالى برحمته.

***

(*) ترجمته فى: إيضاح المكنون 2/ 287، الشقائق النعمانية 301،1/ 300، كشف الظنون 1/ 864، وفيه أنه:«بهاء الدين بن بيرام الأنقروى» .

ص: 261

‌حرف التاء المثنّاة من فوق

‌588 - تغرى برمش بن يوسف بن عبد الله، أبو المحاسن

الزّين التّركمانىّ، القاهرىّ، الحنفىّ

(*)

قدم القاهرة شابّا، وقرأ على الجلال التّبّانّى، وغيره، وداخل الأمراء الظّاهريّة.

وكان متعصّبا/لأهل مذهبه، مع محبّته لأهل الحديث، والتّعصّب لهم أيضا، محبّا للسّنّة، كثير الحطّ على ابن العربىّ

(1)

ونحوه، مبالغا فى ذلك، بحيث صار يحرق ما يقدر عليه من كتبه، بل ربط مرّة بكتاب «الفصوص» فى ذنب كلب، ونفق بذلك سوقه عند كثير من الناس، وكسد عند آخرين، وقام عليه بسبب ذلك جماعة من أضداده، فلم يكثرث بهم، ونصر عليهم، واستفتى فى ذلك البلقينىّ وغيره

(2)

من أعيان علماء المذاهب الأربعة، فأفتوه بذمّه، وذمّ كتبه، وجواز إعدامها، وصار يعلن بذلك ويبالغ فيه، وجعله دأبه وديدنه.

وصحب جماعة من الأتراك بمصر، واستفاد بصحبتهم جاها وتعظيما عند أعيان الناس بالقاهرة وغيرها، فى دولة الظّاهر، وغيره، وكتب له مرسوم بإنكار المنكرات المجمع عليها، وأمر الحكّام بمعونته فى ذلك، فنالته بهذا السّبب ألسنة العوامّ، بل ربما أوقع بعضهم به الفعل، وكان الظّفر له عليهم.

وكان أكثر إقامته بالحرمين الشّريفين، وانتفع أهلها به كثيرا.

وكان قد اشتغل فى بلاده، وفى القاهرة، بفنون من العلم، وكان يستحضر كثيرا من المسائل الفقهيّة، وغيرها، لكنه ليس بالماهر.

ورتّبه السلطان المؤيّد مدرّسا بالجامع الذى بناه بالقلعة، وتخرّج به جماعة من الجراكسة.

(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 3/ 31 - 33، العقد الثمين 3/ 388 - 792.

وجاء اسمه فى الضوء: «تغرى برمش بن يوسف بن المحب أبا اغلى» ، قال السخاوى بعد ذلك:«ورأيت من كتبه على ابن عبد الله، الزين أبو المحاسن التركمانى الأقحالى القاهرى الحنفى» ، ثم قال فى موضع آخر من الترجمة، «وذكره-أى ابن حجر-فسمى والده عبد الله» .

(1)

يعنى محيى الدين بن عربى المتصوف، وهو صاحب «الفصوص» الذى سيذكره، ولا يعنى أبا بكر ابن العربى الفقيه المالكى.

(2)

ساقط من: س، وهو فى: ط، ن، والضوء، والعقد.

ص: 262

مات ليلة الأربعاء، مستهلّ المحرّم، سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة، ودفن فى صبيحتها، بالمعلاة. رحمه الله تعالى.

هكذا لخّصت هذه الترجمة من «الضوء اللامع» ، والذى ظهر لى من كلامه، وكلام من نقل عنه، أن صاحب الترجمة كان من خيار الناس، وأنه لم يكن فيه عيب إلاّ أنه يصدع بالحقّ، ولا يحسن مداراة الفسّاق، فحصل له بذلك عند أهل عصره ما لا يليق من كلامهم فيه، وحطّهم عليه، وحسدهم له، والله تعالى يغفر للمسئ منهم، آمين.

***

‌589 - تغرى برمش، سيف الدين الجلالىّ، النّاصرىّ

ثم المؤيّدىّ

(*)

نائب القلعة بالقاهرة، ويعرف بالفقيه.

كان يزعم أنّ أباه كان مسلما، وأنّ بعض التّجّار اشتراه ممّن سرقه، فابتاعه منه الخواجا جلال الدين، وقدم به حلب، وتنقّلت به الأحوال، وصار يخالط أرباب الدّول فى أمورهم، ووجّه رسولا إلى الدّيار الرّوميّة، وعيّن لغزو رودس

(1)

، وحصل له من كثرة دخوله فيما لا يعنيه جفاء من السلطان، وانحراف عليه، ونفى إلى بيت المقدس، فأقام به بطّالا، إلى أن مات، فى ليلة الجمعة، ثالث شهر رمضان، سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، وقد زاد على الخمسين.

وكان قد اعتنى بالحديث، وأخذ عن الحافظ ابن حجر، وناصر الدين الفاقوسىّ، والشمس ابن المصرىّ، والزّين الزّركشىّ، وطائفة.

ولقى بالشّام ابن ناصر الدين، وبحلب البرهان الحلبىّ، ووصفه ابن حجر بصاحبنا المحدّث الفاضل، ووصفه أيضا بالحافظ.

قال السّخاوىّ: وبالجملة، فكان فاضلا، ذاكرا لجملة من الرجال والتاريخ وأيّام الناس، مشاركا فى الأدب وغيره، حسن المحاضرة، حلو المذاكرة، جيّد الخطّ، فصيحا،

(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 34،3/ 33.

(1)

رودس: جزيرة مقابل الإسكندرية، على ليلة منها فى البحر. معجم البلدان 2/ 832. وهى شرقى الأرخبيل اليونانى. المنجد فى الأدب والعلوم 22.

ص: 263

عارفا بفنون الفروسيّة، محبّا فى الحديث وأهله، مستكثرا من كتبه، فردا فى أبناء جنسه، مع زهو وإعجاب وتعاظم. انتهى.

وقد مدحه محمد بن حسن بن على النّواجىّ

(1)

، بقصيدة فريدة، لا بأس/بإيرادها هنا بتمامها، وهى:

أياديك أم بحر يجلّ عن النّهر

ولفظك درّ أم هو الكوكب الدّرّى

ووشى رقيم باليراع محبّر

بطرسك أم نوع بديع من السّحر

وغصن يراع ما نرى أم سحابة

تسير بأرزاق البريّة بل تسرى

وآراؤك الغرّ العلا أم كتائب

تسوق نفوس الملحدين إلى الحشر

فيا فارس الإسلام يا سيف دولة

به قطّعت أوصال داعية الكفر

يمينك فيها اليمن والأمن والمنى

ويسراك خصّت فى البريّة باليسر

وكم قد روينا من عواليك مسندا

بيوم نوال عن عطاء وعن بشر

(2)

لك الله من ملك ندى جود كفّه

يساجل موج البحر بالشّيم الغرّ

أصابعه عشر تزيد على المدى

فلا غرو أن أغنت عن النّيل فى مصر

فقم وارتشف يا صاح من فيض كفّه

لتروى حديث الجود من طرق عشر

وقل باسمه الله أعطى وأيّد ال

ممالك بالفتح المبين وبالنّصر

(3)

فيا جود تغرى برمش بعفاته

ترفّق لئلاّ تغرق الناس فى بحر

مقرّ كريم عالم ومحدّث

فصيح بليغ فارس النّظم والنّثر

محطّ رحال الطّالبين وملجأ ال

عفاة وأمن الخائفين من الفقر

فقيه إمام العصر شرقا ومغربا

سناه عشا كالصّبح والشمس فى الظّهر

أمير أطاع الله مالك أمره

وراقب ربّ الملك فى السّرّ والجهر

أمير يمير الناس عذب نميره

إذا ضنّت السّحب الهوامع بالنّزر

(1)

زيادة من: س، على ما فى: ط، ن.

(2)

يشير إلى بشر بن أسلم بن صفوان، المعروف بابن أبى رباح، تابعى، توفى سنة أربع عشرة ومائة، وإلى بشر بن الحارث بن على، المعروف بالحافى، المتوفى سنة سبع وعشرين ومائتين، وكانا من كبار المحدثين.

(3)

فى الأصول: «الله أعطى وأيدك .. ممالك» ، ولعل الصواب ما أثبته.

ص: 264

فكم سدّ من ثغر وكم شاد من علا

وكم شدّ من أزروكم حطّ من وزر

بأفق سماه قلعة الجبل ازدهت

فمدّت جناحا فوق قادمة النّسر

(1)

وحفظا غدت ذات البروج وزيّنت

به من حلاه الغرّ بالأنجم الزّهر

حمى حوزة الإسلام بالبأس والنّدى

وجهّز جيش النّصر فى اليسر والعسر

بكلّ حديد الطّرف أسمر إن رنا

إلى مقتل أصماه بالنّظر الشّزر

ومن أبيض لا يعرف الصّفح إنّما

يقابلهم بالحدّ فى لبّة النّحر

مضاربه لا تنثنى عن ضريبة

إذا راح يحكى البحر فى المدّ والجزر

يريش ويبرى للعدى منه أسهما

وفى السّلم والجدوى يريش ولا يبرى

إذا اعتقل الخطّىّ كلّم خصمه

بطول لسان فى تلهّبه جهرى

(2)

يريهم يقين الموت بالشّكّ سرعة

ويستخرج الأضغان من داخل الصّدر

وإن جرّد الهندىّ عاينت شعلة

لها شرر ترمى به الدّهر كالقصر

يجرّهم للموت نون قسيّه

وما خلت أنّ النّون من أحرف الجرّ

مواظبة للخمس فى طوع ربّها

وخدمة باريها ملازمة الوتر

/لمدركة تنمى كنانة سهمه

وعامله الميّاد يعزى إلى النّضر

وأسيافه مشهورة فى عداته

تذيقهم بالنّكر عاقبة المكر

حماسته يوم اللّقا أم تغزّل

يريك افتنانا منه بالبيض والسّمر

فما اضطربت فى غير قلب سيوفه

ولا اختلجت أرماحه فى سوى الصّدر

(3)

فيا للسّجايا البرمكيّة عوّضت

من الكاف شينا كم به نلت من فخر

وكم حزت من أجر وأوليت من ندى

ويسّرت من عسر وأنقذت من أسر

ويا حافظ الإسلام من طعن جاهل

يصيب ويخطى فى الحديث ولا يدرى

مددت يد النّعما بجود قصرته

عليك لقد أبدعت فى المدّ والقصر

وكم لك فى الهيجاء من عربيّة

تباهى بها الأقران فى الكرّ والفرّ

لصهوتها يا فارسىّ زمانه

نحوت فلم تعبا بزيد ولا عمرو

منكّسة أعلامهم ورءوسهم

فلا غرو أن يبنى الجميع على الكسر

(1)

النسر: كوكبان، أحدهما الواقع والآخر الطائر.

(2)

فى س: «فى تلهبه جمرى» ، والمثبت فى: ط، ن.

(3)

فى ط: «فى سوى صدر» ، والمثبت فى: س، ن.

ص: 265

وأبديت فى فنّ الحروب معانى ال

بديع تردّ العجز منهم على الصّدر

خدمت سجاياك العلا بفضيلة

يتيمة فكر نخبة الدهر والعمر

(1)

ومن بحرك العجّاج صغت قصيدة

كميت فحول الشّعر من خلفها تجرى

وأرسلتها منكم إليكم هديّة

ومن عجب أن تهدى الدّرّ للبحر

(2)

يلفّ حياء وجهها طيب نشرها

فيحلو طباق الحسن باللّفّ والنّشر

فخذها عروسا بنت أربع عشرة

أتت لك تجلى فى دجا النّقس كالبدر

(3)

وإن كنت قد أقلعت عن مدح غيركم

لما فيه من وزر فقد فزت بالأجر

وفى النّفس حاجات وفيك مكارم

يناجيك عن سرّى بها عالم السّرّ

فعش وابق واسلم واغن واغنم وجد وسد

ودم وارق واسعد بالهناء مدى العمر

ونل فوق هام الأنجم الغرّ رفعة

ليروى حديث الفضل منك عن الزّهر

ويا ربّ فاحرسه بجاه محمد

وأيّده بالمأمون من حادث الدّهر

(4)

انتهى ذلك، والله تعالى أعلم

(4)

.

***

‌590 - تكش بن أرسلان بن أطسز بن محمد

(*)

ذكره الملك المؤيّد صاحب حماة، فى «تاريخه» ، وقال: كان عادلا، حسن السّيرة، يعرف الفقه على مذهب أبى حنيفة، والأصول.

قال: وتوفّى سنة ست وتسعين وخمسمائة. رحمه الله تعالى.

***

(1)

فى ن: «العلا بقصيدة» والمثبت فى: س، ط.

(2)

فى الأصول: «أن يهدى الدر» ، وبه يختل الوزن، والوزن مستقيم بما أثبته.

(3)

النقس: الحبر.

(4 - 4) ساقط من: س، ن، وهو فى: ط.

(*) له ترجمة فى: تاريخ ابن الوردى 2/ 116، الجامع المختصر، لابن الساعى 35،9/ 34، الجواهر المضية، برقم 387، العبر 4/ 292، الكامل 12/ 156 - 158، المختصر لأبى الفدا 3/ 98، مرآة الزمان، الجزء الثامن القسم الثانى 472،471، النجوم الزاهرة 159،6/ 155.

وفى ط، ن:«بن رسلان» ، والتصويب من: س، وبعض مصادر الترجمة، وفى س:«بن أطز» والتصويب من: ط، ن، وبعض مصادر الترجمة.

ص: 266

‌591 - تمّام بن إسماعيل بن تمام السّلمىّ الحنفىّ

الشيخ ظهير الدين، أبو كامل

سمع على أبى حفص بن طبرزد «جزء فصل التّواضع» للجوهرىّ، تخريج طاهر

(1)

النّيسابورىّ، سنة ثلاث وستمائة، بكلاّسة

(2)

جامع دمشق، واشتغل، وحصّل، وبرع وتفقّه.

كذا قاله ابن طولون، فى «طبقاته» .

ثم قال: وكتب لحجّة الإسلام الغزّالىّ:

قد كنت حرّا والهوى مالكى

فصرت عبدا والهوى خادمى

/وصرت بالوحدة مستأنسا

من دون أولاد بنى آدم

يا لائمى فى تركهم جاهلا

عذرى مكتوب على خاتمى

وكان المكتوب على خاتمه، رحمه الله تعالى، قوله عز وجل:{وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ}

(3)

، انتهى.

ومعنى قوله: «كتب لحجة الإسلام الغزالى» : كتب من شعره.

***

‌592 - توبة بن سعد بن عثمان بن سيّار

(*)

مولى حمدان، ولى قضاء مرو لجعفر بن محمد بن الأشعث، سنة سبعين.

أورده ابن ماكولا فى «كتابه» ، وقال: أدرك أبا حنيفة، وصحب أبا يوسف، وسمع ابن جريج.

كذا فى «الجواهر» من غير زيادة.

***

(1)

فى س: «ظاهر» ، المثبت فى: ط، ن.

(2)

مدرسة الكلاسة ملاصقة للجامع الأموى من الجهة الشمالية، ولها باب ينفذ إليه، وكانت أولا موضع الكلس حينما يحتاج الجامع للإعمار، ثمّ بناها نور الدين محمود ابن زنكى سنة خمس وخمسين وخمسمائة. منادمة الأطلال 144.

(3)

سورة الأعراف:102.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 388.

وحق هذه الترجمة حسب الترتيب الهجائى أن تأتى فى آخر المترجمين لحرف التاء.

ص: 267

‌593 - تمر بن عبد الله الشّهابىّ

الأمير سيف الدين الحاجب

(**)

أحد أمراء الطبلخانات، وفقهاء الحنفيّة، كان له معرفة بالفقه والأصول، وتصدّر للإقراء مدّة طويلة.

وكان شجاعا، فاضلا، عالما، ديّنا، خيّرا، مات سنة ثمان وتسعين وسبعمائة بالقاهرة، من جراحة حصلت له فى بعض أسفاره من العرب العصاة، رحمه الله.

كذا فى «الغرف العليّة، فى تراجم متأخّرى الحنفيّة» لابن طولون.

***

‌594 - تمربغا، الظّاهر، أبو سعيد، الرّومىّ، الظّاهرىّ، جقمق

(*)

أحد ملوك الأتراك بالدميار المصريّة، تسلطن فى آخر يوم السبت، سابع جمادى الأولى، سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة، بعد خلع بلباى

(1)

، وسرّ جمهور الناس به لمزيد عقله، وتؤدته، ورئاسته، وفصاحته، وفهمه، ولم يلبث أن خلع فى يوم الاثنين، سادس رجب منها، بالأشرف قايتباى، وجرت له قبل السّلطنة وبعدها أمور يطول شرحها، ومات فى آخر الأمر بثغر إسكندريّة، فى يوم الجمعة، ثامن ذى الحجّة، سنة تسع وسبعين وثمانمائة، ودفن هناك.

وكان ملكا، فقيها فاضلا، يحفظ «المنظومة» للنّسفىّ، ويستحضر كثيرا من المسائل الفقهيّة، مع مشاركة حسنة فى فنون؛ كالتاريخ والشعر، وعنده حذق وذكاء، وعقل تامّ، وجودة رأى، وتدبير، وفصاحة باللغتين العربيّة والتّركيّة، وطهارة لسان، وحشمة، وأدب، وتجمّل زائد فى ملبسه، ومركبه، ومأكله، ومشربه، ومسكنه، وله فى ذلك اختراعات تنسب إليه، وعلى ذهنه الكثير من الصّنائع؛ كعمل القوس والسّهام، عارفا برمى النّشّاب معرفة تامّة إليه

(2)

انتهت الرّئاسة فيه، بل وفى غيره من أنواع الفروسيّة والملاعب، ولكنه كان غير

(*) ترجمته فى: النجوم الزاهرة 12/ 151.

(**) ترجمته فى: تاريخ ابن إياس 2/ 87 - 90، الضوء اللامع 41،3/ 40، نظم العقيان 102.

(1)

فى الضوء اللامع: «يلباى» ، وفى ابن إياس كما هنا.

(2)

تكملة من الضوء اللامع.

ص: 268

عفيف فيما يقال، قائما فى أغراض نفسه جدّا، مع إثارة فتن ومكر وخداع، ومزيد تكبّر، ودخول فيما تقصر أمثاله

(1)

عن دونه، وتعرّض للخلاف بين الحنفيّة والشافعيّة، وربما نسب إليه التكلّم بما لا يليق.

قال السّخاوىّ: ممّا أظنّه السّبب فى سرعة انقضاء مدّته، مع أنه لمّا تسلطن تواضع جدّا، وأعرض عن كثير ممّا ينسب إليه، ولله عاقبة الأمور.

انتهى نقلا من «الضوء اللامع» .

***

‌595 - تنم الفقيه الحنفى

(*)

أخذ عن ابن قديد النحو، والصرف، وغيرهما، وكذا عن ملاّ شيخ.

وتصدّر للإقراء، فانتفع به جماعة من التّرك، وأبنائهم، وغيرهم، وممّن أخذ عنه خضر بن شماف.

قال السّخاوىّ: ومنه استفدته. كذا فى «الضوء اللامع» .

***

(1)

فى س: «تقصر أمثاله عنه وعن دونه» ، والمثبت فى: ط، ن، والضوء اللامع.

(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 3/ 45، واسمه فى الأصول:«تيم» ، والمثبت فى الضوء، والترتيب هناك يعضده، وسيرد فيما بعد.

ص: 269

‌حرف الثاء المثلّثة

‌596 - ثابت بن شبيب بن عبد الله، أبو محمد، التّميمىّ

البصروىّ، الفقيه، المعروف بالسّديد

(*)

قال أبو القاسم عمر بن أحمد ابن العديم، فى «تاريخ حلب»: لقيته ببصرى عند عودى من الحجّ، سنة أربع وعشرين وستمائة، وأخبرنى أنه قدم حلب، ونزل بها بالمدرسة النّوريّة، وهو

(1)

شيخ حسن، صالح، مستور، فقيه.

كان يدرّس الفقه على مذهب أبى حنيفة بالمسجد النّبوىّ، بمدينة بصرى.

قال: وأخبرنى ابن أخيه داود بن علىّ بن شبيب الفقيه، بحلب، أنّ عمّه ثابت بن شبيب، توفّى فى شهر ربيع الآخر، سنة ثلاث وثلاثين وستمائة ببصرى. رحمه الله تعالى.

***

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 389.

وفى س: «المعروف بالشديد» ، والمثبت فى: ط، ن، والجواهر.

(1)

فى الأصول: «وكان» ، والتصويب من الجواهر، والنقل عنها.

ص: 270

/‌

‌ حرف الجيم

‌597 - جابر بن محمد بن محمد بن عبد العزيز بن يوسف

الخوارزمىّ، الكاتىّ، ثم المصرىّ، افتخار الدين

أبو عبد الله

(*)

ولد فى عاشر شوّال، سنة سبع وستين وستمائة.

وقرأ على خاله أبى المكارم [بن]

(1)

محمد بن أبى المفاخر، وقرأ «المفصّل» و «الكشّاف» على أبى عاصم الإسفندرىّ، عن سيف الدين عبد الله بن محمود الخوارزمىّ، عن أبى عبد الله البصرىّ، عن مؤلّفهما.

واشتغل ببلاده وتمهّر، وقدم القاهرة، فسمع من الدّمياطىّ، وولى بها مشيخة الجاوليّة

(2)

التى بالكبش.

وكان يعرف العربيّة معرفة جيّدة.

وباشر الإفتاء، والتدريس بأماكن.

وله شعر حسن

(3)

.

ومات فى أوّل النّصف الثانى من المحرّم، سنة إحدى وأربعين وسبعمائة.

وقال الفاسىّ: قدم مكة، وقرأ «الصّحيح» على التّوزرىّ

(4)

، وتكلّم على أماكن فيه من جهة العربيّة، ودرّس بالقدس، ومكة، وكان فاضلا، حسن الشّكل، مليح المحاضرة.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 390، الدرر الكامنة 2/ 68، العقد الثمين 404،3/ 403، الفوائد البهية 56، كتائب أعلام الأخيار، برقم 573.

(1)

تكملة من الجواهر المضية، وقد ترجمه القرشى، فى الكنى آخر الكتاب.

(2)

هى المدرسة الجاولية التى أنشاها الأمير علم الدين سنجر الجاولى سنة ثلاث وسبعمائة، كما هو مثبت بأعلا بابها، وذكر المقريزى أنه أنشاها سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة، وتقع هذه المدرسة بشارع عبد المجيد اللبان (مراسينا سابقا) بالقرب من جامع ابن طولون.

انظر: خطط المقريزى 3/ 373، وحاشية النجوم الزاهرة 9/ 19.

(3)

ساقط من: ط، ن، وهو فى: س، والدرر الكامنة، والنقل عنه.

(4)

فى س: «الفوزرى» ، وفى ط، ن:«الفورزى» ، والتصويب من العقد الثمين.

ص: 271

قال ابن حجر: وكات

(1)

، بالتاء المثنّاة أو المثلثة: من قرى خوارزم.

***

‌598 - جار الله بن صالح بن أبى المنصور أحمد بن عبد الكريم

ابن أبى المعالى يحيى بن عبد الرحمن بن على بن الحسين

ابن على بن الحسين بن محمد بن شيبة بن إياد بن عمرو

ابن العلاء بن مسعود، جلال الدين الشّيبانىّ

الطّبرىّ الأصل، المكّى

(*)

والد أحمد، وعلى، ومحمد.

سمع من خليل المالكىّ، والعزّ ابن جماعة، والموفّق الحنبلىّ، وغيرهم، وأجاز له إبراهيم بن محمد بن يونس بن القوّاس، وجماعة كثيرة.

وحدّث، وسمع منه الفضلاء، كالحافظ ابن حجر، والتّقىّ الفاسىّ، وغيرهما.

وكان خيّرا، عاقلا، تردّد إلى مصر مرارا، وأدركه أجله بها، فى آخر سنة خمس عشرة وثمانمائة، بخانقاه سعيد السّعداء، ودفن بمقبرة صوفيّتها، وقد بلغ السبعين، رحمه الله تعالى.

***

‌599 - الجارود بن يزيد، أبو على، وقيل: أبو الضّحّاك

الفقيه، النّيسابورىّ، صاحب الإمام

(**)

جاء من أولاده كثير من أهل العلم والفضل، فمنهم ابنه سلمة، والنّضر بن سلمة، ومحمد

(1)

فى الدرر: «وكاثة» ، وفى معجم البلدان 4/ 222:«كاث، بعد الألف ثاء مثلثة .... بلدة كبيرة من نواحى خوارزم» .

(*) ترجمته فى: شذرات الذهب 7/ 110، الضوء اللامع 3/ 52، العقد الثمين 3/ 52.

(**) ترجمته فى: تاريخ بغداد 7/ 261 - 264، التاريخ الكبير، للبخارى 2/ 237/1، الجرح والتعديل 1/ 525/1، الجواهر المضية، برقم 391، كتاب الضعفاء والمتروكين للنسائى 28، ميزان الاعتدال 1/ 384.

ص: 272

ابن النضر، وسيأتى كلّ منهم فى محلّه، إن شاء الله تعالى.

وذكره الخطيب البغدادىّ، فى «تاريخه» ، وقال: حدّث عن بهز

(1)

بن حكيم، وعمر بن ذرّ، روى عنه أهل نيسابور، وقدم بغداد، وحدّث بها، فروى عنه/من أهلها أبو طالب عبد الجبّار بن عاصم، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، والحسن بن عرفة.

وروى

(2)

من حديثه عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتزعون

(3)

عن ذكر الفاجر، اذكروه بما فيه يحذره النّاس».

ثم ذكر جماعة ممّن أنكر على الجارود رواية هذا الحديث عن بهز بن حكيم، وتكلّم فيه بسببه، وضعّفه، منهم أحمد بن حنبل، والبخارىّ، وابن المدينىّ، وغيرهم.

وروى

(4)

عن مكّىّ بن إبراهيم، أنه قال، وقد أنكروا على الجارود هذا الحديث:

ما تنكرون من

(5)

هذا، إن الجارود رجل غنىّ، كثير الصّدقة، مستغن عن الكذب، هذا معمر قد تفرّد عن بهز بن حكيم بأحاديث.

وكانت وفاة الجارود سنة ثلاث، وقيل: ست ومائتين، رحمه الله تعالى.

قلت: والذى يظهر من كلام الأئمّة فى حقّه أنه كان إماما عالما حافظا، وما أنكروا عليه إلاّ هذا الحديث، والله أعلم بحاله.

***

‌600 - جامع الكشانىّ

(*)

روى عن أبى حنيفة، فيما إذا قال: له علىّ كذا وكذا درهما. يلزمه أحد عشر، كما

(1)

فى س، ط:«نهر» ، والتصويب من: ن، وتاريخ بغداد 7/ 261.

(2)

تاريخ بغداد 262،7/ 261.

(3)

فى تاريخ بغداد: «أترعون» ، ومعنى:«أتزعون» اى أتكفون عن ذكر الفاجر، انظر النهاية 5/ 180.

(4)

تاريخ بغداد 7/ 262.

(5)

لم ترد «من» فى تاريخ بغداد.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 392، وفيه:«الكسائى» مكان: «الكشانى» ويأتى الكلام على نسبة «الكشانى» فى باب الأنساب.

ص: 273

إذا قال: له علىّ

(1)

كذا كذا. بغير عطف.

ذكره فى «الرّوضة» من كتب أصحابنا، قاله فى «الجواهر» .

***

‌601 - جبارة بن المغلّس الحمّانىّ الكوفىّ

(*)

عمّ أحمد بن الصّلت، المذكور سابقا

(2)

.

روى عن ابن ماجه، وتكلّموا فيه.

ومات سنة إحدى وأربعين ومائتين، وهو فى عشر المائة، رحمه الله تعالى.

***

‌602 - جبريل بن جميل بن محبوب

القيسىّ، اللّواتىّ، البزّاز

(**)

أسمعه أبوه من السّلفىّ، ومن الضّياء بدر

(3)

، وتفقّه على مذهب أبى حنيفة، وحدّث، وسمع منه المنذرىّ.

وسيأتى له

(4)

زيادة فى ترجمة ابنه يوسف.

وكانت وفاته، كما قاله المنذرىّ، فى «التكملة» ، سنة ستمائة، راجعا من الحج.

***

(1)

فى ن: «من» ، والمثبت فى: س، ط، والجواهر.

(*) ترجمته فى: الأنساب 175، تهذيب التهذيب 2/ 57 - 59، الجرح والتعديل 1/ 550/1، الجواهر المضية، برقم 394، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 65، شذرات الذهب 2/ 98، العبر 1/ 435، ميزان الاعتدال 1/ 387، النجوم الزاهرة 2/ 306.

ويأتى الكلام على نسبة «الحمانى» فى الأنساب.

(2)

تقدم برقم

(**) ترجمته فى: التكملة لوفيات النقلة 72،3/ 71، الجواهر المضية، برقم 395، وفيه «البزار» مكان:«البزاز» .

واللواتى: نسبة إلى لواتة، قبيلة من البربر. انظر تاج العروس (الكويت) 5/ 82.

(3)

فى التكملة: «وأبى الضياء بدر الدين عبد الله الخدادادى» .

(4)

زيادة من: س، على ما فى: ط، ن.

ص: 274

‌603 - جبريل بن عبد الله

الشيخ زين الدين الدّمشقىّ

قرأ كتاب «الجمعة» لأبى عبد الرحمن النّسائىّ على أبى القاسم البوصيرىّ

(1)

، سنة أربع وتسعين وخمسمائة، واشتغل فى «الكنز» ، وحصّل، ودرّس، وكان رزقه مقتّرا عليه وعلى عياله

(2)

.

ذكره ابن طولون، فى «طبقاته» .

***

‌604 - جرير بن عبد الحميد بن قرط

أبو عبد الله، الرّازىّ، الآبىّ

(*)

وآبة: قرية من قرى أصبهان، ولد بها صاحب الترجمة، ونشأ بالكوفة.

وأخذ الفقه عن أبى حنيفة فى مسائل، منها: مسألة جناية المدبّر على سيّده.

وسمع يحيى بن سعيد الأنصارى، ومالكا، والثّورىّ، والأعمش.

وروى عنه ابن المبارك، وقتيبة، وأحمد، وابن المدينىّ.

قال ابن سعد: ثقة، كثير العلم، يرحل إليه.

وقال هبة الله الطّبرىّ: مجمع على ثقته.

مات سنة ثمان و

(3)

ثمانين ومائة، وهو ابن ثمان وسبعين سنة، وصلّى عليه ابنه عبد الله.

قال جرير: ولدت سنة مات الحسن، سنة عشر ومائة.

روى له الشّيخان.

***

(1)

فى ط: «النوصيرى» ، والتصويب من: س، ن.

وهو أبو القاسم هبة الله بن على بن مسعود الأنصارى الخزرجى، المتوفى سنة ثمان وتسعين وخمسمائة. ونسبته إلى بوصير قوريدس، قرية بمصر. انظر: معجم البلدان 1/ 760.

(2)

ساقط من: ن، وهو فى: س، ط.

(*) ترجمته فى: الأنساب 13 ظ، تاريخ بغداد 7/ 253 - 261، التاريخ الكبير، للبخارى 2/ 214/1، تذكرة الحفاظ 272،1/ 271، تقريب التهذيب 1/ 127، تهذيب التهذيب 2/ 75 - 77، الجواهر المضية، برقم 396، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 61، دول الإسلام 1/ 119، شذرات الذهب 1/ 319، الطبقات الكبرى، لابن سعد 2/ 110/7، العبر 1/ 299، اللباب 1/ 13، ميزان الاعتدال 395،1/ 394، النجوم الزاهرة 2/ 127.

(3)

تكملة من مصادر الترجمة.

ص: 275

‌605 - جعفر بن أحمد بن إسماعيل بن شهريل، أبو محمد

الأسترآباذيّ

(*)

رحل وسمع، وذكره أبو سعد الإدريسىّ، فى «تاريخ أسترآباذ» ، وقال: كان من فقهاء أصحاب أبى حنيفة، حسن الطريقة فيهم، وكان يعرف بالزهد والعبادة، وحدّثنا عنه جماعة.

قال: ومات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.

وذكره السّهمىّ أيضا، فى «تاريخ جرجان» ، وقال: كنيته أبو محمد، وربما نسب إلى جدّه. فيقول: جعفر بن شهريل

(1)

، روى عن عمّار بن رجاء، وإسحاق بن إبراهيم، وجعفر ابن/أحمد بن بهرام، وجماعة من أهل أسترآباذ، وجرجان، وكتب بمكة عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومىّ، روى عنه أبو

(2)

أحمد بن عدىّ.

***

‌606 - جعفر بن أحمد بن بهرام الباهلىّ، أبو حنيفة

الشّهيد، الأسترآباذيّ

(**)

قال السّهمىّ، فى «تاريخ جرجان»: كان من فقهاء الحنفيّة

(3)

بإستراباذ، وإليه الفتيا.

سعى به عند الحسن بن زيد العلوىّ، أنه يبغض أهل البيت، فحبسه فى سجنه حتى مات، ثم أمر به فصلب بجرجان، فذهب جماعة من أهل أسترآباذ وسرقوه ليلا، ودفنوه فى مقبرة جرجان، وأخفوا قبره.

يروى عن محمد بن خالد الحنظلىّ، وجعفر بن عون، والفضل بن دكين، ويحيى بن هاشم، وداود بن سليمان الجرجانىّ.

(*) ترجمته فى: تاريخ جرجان 477،138، الجواهر المضية، برقم 397.

وفى الأصول: «بن شربيك» ، والتصويب من تاريخ جرجان.

(1)

فى الأصول: «شهر بيك» ، والتصويب من تاريخ جرجان.

(2)

تكملة من تاريخ جرجان.

(**) ترجمته فى: تاريخ جرجان 477،133، الجواهر المضية، برقم 398.

(3)

فى تاريخ جرجان «أصحاب الرأى» ، وهما بمعنى.

ص: 276

روى عنه الحسن بن الحسين

(1)

بن عاصم، والحسين بن بندار المفسّر، وجعفر بن أحمد ابن إسماعيل بن شهريل

(2)

، وأبو نعيم عبد الملك [بن محمد

(2)

] بن عدىّ، الأستراباذيّون

(3)

.

***

‌607 - جعفر بن أبى علىّ الحسن بن إبراهيم الدّميرىّ الأصل

المصرىّ المولد والدّار

(*)

قرأ القرآن بالرّوايات على أبى الجيوش عساكر بن علىّ الشافعىّ، وتفقّه على الإمام جمال الدين عبد الله بن محمد بن سعد الله، وعلى الفقيه بدر الدين أبى محمد عبد الوهاب

(4)

ابن يوسف.

وسمع الحديث من أبى محمد عبد الله بن برّىّ، وأبى الفضل محمد بن يوسف الغزنوىّ الحنفىّ.

ودرّس بالمدرسة السّيوفيّة

(5)

بالقاهرة إلى حين وفاته، وكان حسن الصّمت، كثير العزلة عن

(6)

الناس، حسن الخطّ.

(1)

ساقط من: ن، وهو فى: س، ط، وتاريخ جرجان، والنقل عنه.

(2)

فى الأصول: «شهر بيك» ، وهو صاحب الترجمة السابقة.

(3)

فى تاريخ جرجان بعد هذا زيادة: «وغيرهم» .

(*) ترجمته فى: التكملة لوفيات النقلة 286،5/ 285، الجواهر المضية برقم 399.

وقد أعاد المؤلف ذكره فى باب الأنساب، ترجمة الدميرى، كما أعاد ترجمته باسم:«صقر» .

(4)

فى س: «بدر الدين محمد عبد الوهاب» ، وفى ط، ن:«بدر الدين محمد بن عبد الوهاب» ، والصواب ما أثبته، وتأتى ترجمة بدر الدين أبى محمد عبد الوهاب بن يوسف، كما تأتى ترجمة ابنه محمد بن عبد الوهاب بن يوسف الشمس بن البدر، فى محلهما إن شاء الله تعالى.

(5)

المدرسة السيوفية بالقاهرة، وهى من جملة دار الوزير المأمون البطائحى، وقفها السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب على الحنفية، وعرفت بالسيوفية لأن سوق السيوفيين كان حينئذ على بابها. خطط المقريزى 2/ 318.

وهذه المدرسة تعرف الآن بجامع الشيخ مطهر، بأول شارع الخردجية على يسار الداخل إليه من جهة شارع السكة الجديدة. حاشية النجوم الزاهرة 5/ 290.

وفى الأصول: «اليوسفية» ، والمثبت فى الجواهر، ولعل ما فى الأصل نسبة إلى السلطان يوسف بن أيوب صلاح الدين.

(6)

فى الجواهر زيادة: «التماس» .

ص: 277

سمع منه المنذرىّ، وقال: سألته عن مولده، فذكر ما يدلّ على أنه فى سنة خمس وخمسين وخمسمائة بالقاهرة.

وتوفّى بها، ليلة الاثنين، مستهلّ ذى القعدة، سنة ثلاث وعشرين وستمائة، ودفن بالقرب

(1)

من تربة الإمام الشافعىّ، رحمه الله تعالى.

***

‌608 - جعفر بن طرخان الأسترآباذيّ، أبو محمد

(*)

ذكره الحافظ السّهمىّ، فى «تاريخ جرجان» ، فقال: كان من أجلّة

(2)

فقهاء الرّأى، له تصانيف، روى عن أبى نعيم الفضل بن دكين، وأبى حذيفة موسى بن مسعود، وعثمان ابن الهيثم، ومحمد بن كثير، وجماعة.

روى عنه ابنه محمد، وجعفر بن شهريل

(3)

، والحسن بن الحسين بن عاصم، وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدىّ.

مات سنة سبع وسبعين ومائتين، رحمه الله تعالى.

***

‌609 - جعفر بن عبد الله بن محمد بن على بن محمد

أبو منصور الدّامغانىّ، ابن أبى جعفر

ابن قاضى القضاة أبى عبد الله

(**)

من البيت المشهور بالقضاء، والعدالة، والرّواية.

كان شيخا نبيلا، حسن الأخلاق، لطيف الكلام، محمود السّيرة، مرضىّ الطريقة.

(1)

فى س، ط:«بالقاهرة» ، والتصويب من: ن، والجواهر.

(*) ترجمته فى: تاريخ جرجان 477،476، الجواهر المضية، برقم 400.

(2)

فى الأصول: «كان جلة» ، والتصويب من تاريخ جرجان.

(3)

فى الأصول: «شهر بيك» ، والتصويب من تاريخ جرجان.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 401، العبر 4/ 204.

وفى ن: «أبو منصور الدامغانى بن أبى حفص» ، والصواب فى: س، ط، والجواهر.

ص: 278

سمع الحديث الكثير من أبى الخطّاب محفوظ بن أحمد الكلوذانىّ

(1)

، وأبى زكريا يحيى ابن عبد الوهّاب بن منده الأصبهانىّ.

وحدّث بالكثير، وكان صدوقا.

وروى عنه أبو العباس ابن البندنيجىّ، وغيره.

وكان مولده فى ليلة الثلاثاء، سادس عشر صفر، من سنة تسعين وأربعمائة.

ووفاته سنة ثمان وستين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

***

‌610 - جعفر بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن أحمد

ابن حمزة، قاضى القضاة، أبو البركات/ابن قاضى القضاة

أبى جعفر بن القاضى أبى الحسين

(*)

ناب فى قضاء العراق عن أبيه، واستقلّ به بعد وفاته، ولما مات الوزير عون الدين ناب أبو البركات عنه فى الوزارة، مضافا إلى قضاء

(2)

القضاة.

ومات سنة ثلاث وستين وخمسمائة، وله ست وأربعون سنة.

وسمع منه أبو المحاسن القرشىّ.

***

‌611 - جعفر بن عبد الوهّاب بن محمد

ابن كامل البغدادىّ

(**)

حدّث عن محمد بن الحسن.

***

(1)

الكلوذانى: نسبة إلى كلواذى، وهى من قرى بغداد، والنسبة إليها: كلوذانى، وكلواذانى، وكلواذى. اللباب 2/ 49.

(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 402، وزاد فى نسبة «الثقفى» ، العبر 4/ 181، المنتظم 10/ 224.

(2)

فى ط، ن:«قاضى» ، والمثبت فى: س، والجواهر.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 403.

ص: 279

‌612 - جعفر بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول

أبو محمد التّنوخىّ، الأنبارىّ الأصل

(*)

من البيت المشهور.

قال الخطيب: ذكر لى أبو القاسم التّنوخىّ أنه ولد ببغداد، فى ذى القعدة، من سنة ثلاث وثلاثمائة.

قال: وكان أحد القرّاء للقرآن بحرف عاصم وحمزة والكسائىّ.

وكتب هو وأخوه علىّ الحديث فى موضع واحد.

قال: وأصل كلّ واحد منهما أصل الآخر، وشيوخ كلّ واحد منهما شيوخ الآخر.

وحدّث عن عبد الله بن محمد البغوىّ، وأبى الليث الفرائضىّ، وجدّه أحمد بن إسحاق بن البهلول، وغيرهم.

وعرض عليه القضاء والشهادة فأباهما، تورّعا وتقلّلا وصلاحا.

قال الخطيب: قال لى علىّ بن المحسّن: مات جعفر بن أبى طالب ابن البهلول ببغداد، ليلة الأربعاء، لثمان وعشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة، سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ودفن من الغد إلى جانب داره، بسكّة أبى العباس الطّوسىّ.

قال-أعنى الخطيب-: وهو أخو علىّ والبهلول ابنى محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول. رحمهم الله تعالى.

***

‌613 - جعفر بن محمد بن عمّار البرجمىّ القاضى

(**)

من أهل الكوفة، ولى القضاء بسرّمن رأى.

(*) ترجمته فى: تاريخ بغداد 233،7/ 232، الجواهر المضية، برقم 404.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 405.

وتأتى نسبة البرجمى فى باب الأنساب.

ص: 280

كذا فى «الجواهر» ، من غير زيادة.

***

‌614 - جعفر بن محمد بن المعتزّ بن محمد بن المستغفر

أبو العباس، النّسفىّ، المستغفرىّ

(*)

خطيب نسف.

كان فقيها فاضلا، ومحدّثا مكثرا، وصدوقا حافظا، لم يكن بما وراء النّهر فى عصره مثله، وله تصانيف أحسن فيها.

سمع أبا عبد الله محمد بن أحمد غنجار، وزاهر بن أحمد السّرخسىّ.

روى عنه أبو منصور السّمعانىّ.

وكانت ولادته سنة خمسين وثلاثمائة، ووفاته فى سلخ جمادى الأولى، سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة بنسف. رحمه الله تعالى.

***

‌615 - جعفر بن محمد، أبو محمد البويبىّ، الفقيه

(**)

من طبقة الإمام أبى بكر محمد بن الفضل

(1)

البخارىّ، رحمهما الله تعالى.

***

(*) ترجمته فى: أعيان الشيعة 16/ 246 - 248، الأنساب لوحة 528 ظ، تاج التراجم 15، تذكرة الحافظ 3/ 1102، 1103، الجواهر المضية برقم 406، الرسالة المستطرفة 39، شذرات الذهب 250،3/ 249، العبر 3/ 177، الفوائد البهية 57، كتائب أعلام الأخيار، برقم 245، كشف الظنون 1417،1277،2/ 1059،760،715،308،1/ 296، 1839،1463، اللباب 3/ 136، مرآة الجنان 3/ 54.

ويأتى الكلام على نسبة «المستغفرى» فى باب الأنساب.

(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 407.

وفى الأصول: «البوينى» ، والتصحيح عن الجواهر، وهذه نسبة إلى الجد. انظر اللباب 1/ 154.

(1)

فى ظ: «أبو الفضل» ، والصواب فى: س، ن، والجواهر. ولعله محمد بن الفضل البخارى الكمارى، الآتى فى حرف الميم.

ص: 281

‌616 - جعفر بن يحيى بن خالد، أبو الفضل البرمكى

(*)

قال الخطيب: كان من علوّ القدر، ونفاذ الأمر، وعظم المحلّ، وجلالة المنزلة، عند هارون الرشيد، بحالة انفرد بها، ولم يشارك فيها، وكان سمح الأخلاق، طلق الوجه، ظاهر البشر، فأما جوده وعطاؤه فأشهر من أن يذكر، وأبين من أن يظهر، وكان أيضا من ذوى الفصاحة، المذكور

(1)

باللّسن والبلاغة، ويقال: إنه وقّع ليلة بحضرة الرشيد زيادة على ألف توقيع، نظر فى جميعها، فلم يخرج شئ منها عن موجب الفقه.

قال: وكان أبوه يحيى بن خالد قد ضمّه إلى أبى يوسف القاضى، حتى علّمه وفقّهه.

وقال ثمامة بن أشرس: ما رأيت رجلا أبلغ من جعفر بن يحيى والمأمون.

/وحكى العباس بن الفضل،

(2)

قال: اعتذر رجل إلى جعفر بن يحيى البرمكىّ، فقال له جعفر: قد أغناك الله بالعذر [منّا]

(3)

عن الاعتذار إلينا، وأغنانا بالمودّة لك عن سوء الظّنّ بك.

وحيث كان يروى عنه فى الكرم، وإسداء النّعم، وإكرام جلسائه، والإحسان إلى أوليائه، وتحقيق ظنّ آمليه، وتفريج كربة سائليه، ما تضيق عنه الدّفاتر، وتعجز عن ضبطه الأقلام والمحابر، وتغنّى به الرّكبان، وتتجمّل بذكره مجالس الأعيان، فلا بأس أن نذكر منها طرفا يسيرا يكون لأهل الكرم به قدوة، ولضعيف الهمّة باعثا على الجميل وموجدا له نحوه، وليعلم أن المرء لا يبقى له بعد موته إلاّ الذّكر الجميل، والثّناء الحسن الجزيل.

فمن ذلك ما روى ابن عساكر، عن المهذّب صاحب العباس بن محمد، صاحب قطيعة العباس والعبّاسيّة، أنه أصابته ضائقة، وألحّ عليه المطالبون، وعنده سفط

(4)

فيه جوهر،

(*) ترجمته فى: البداية والنهاية 198،10/ 189، تاريخ بغداد 7/ 152 - 160، تاريخ الطبرى 8/ 294 - 300، الجواهر المضية، برقم 408، شرح قصيدة ابن عبدون 222 - 232، العبر 1/ 298، الكامل 6/ 175 - 179، مرآة الجنان 1/ 404 - 415، النجوم الزاهرة 2/ 123، الوزراء والكتاب 204، وفيات الأعيان 1/ 328 - 346.

وانظر البيان والتبيين 356،355،354،3/ 351،115،111،106،1/ 105.

(1)

فى تاريخ بغداد: «المذكورين» .

(2)

تاريخ بغداد 153،7/ 152.

(3)

تكملة من تاريخ بغداد.

(4)

السفط: ما يعبأ فيه الطيب وحلى النساء.

ص: 282

مشتراه عليه ألف درهم، فحمله إلى جعفر ليبيعه منه، فاشتراه بثمنه، ووزن له ألف ألف، وقبض منه السّفط، وأجلسه عنده فى تلك الليلة، فلمّا رجع إلى أهله إذا السّفط قد بلغه إلى منزله، فلمّا أصبح غدا إليه ليتشكّر له، فوجده مع أخيه الفضل على باب الرشيد، يستأذن عليه، فقال له جعفر: إنّى قد ذكرت أمرك للفضل، وقد أمر لك بألف ألف، وما أظنّها إلاّ سبقتك إلى أهلك، وسأفاوض فيك أمير المؤمنين. فلمّا دخل ذكر أمره له، وما لحقه من الدّيون، فأمر له بثلاثمائة ألف دينار.

وروى الخطيب

(1)

أن جعفرا كان ليلة فى سمره وعنده أبو علقمة الثّقفىّ صاحب الغريب، فأقبلت خنفساة إلى علقمة، فقال: أليس يقال: إن الخنفساء إذا أقبلت إلى رجل أصاب خيرا؟ قالوا: بلى. فقال جعفر: يا غلام أعطه ألف دينار. ثم نحّوها فعادت إليه، فقال: يا غلام، أعطه ألف دينار

(2)

. فأعطاه.

وروى أيضا

(3)

أن جعفرا حجّ مرّة مع الرشيد، فلما كانوا بالمدينة، قال لإبراهيم الموصلىّ: انظر لى جارية أشتريها، ولا تبق غاية فى حذاقتها بالغناء والضّرب والكمال، والطّرف، والأدب، وجنّبنى قولهم: صفراء.

قال إبراهيم: فوصفتها

(4)

على يد من يعرف، فأرشدت إلى جارية لرجل، فدخلت عليه، فرأيت رسوم النّعمة عنده، فأخرجها إلىّ، فلم أر أجمل منها ولا أصبح ولا آدب، قال: ثم تغنّت لى أصواتا فاجادتها، قال: فقلت لصاحبها: قل ما شئت، قال: أقول لك قولا لا أنقص منه درهما، قلت: قل. قال: أربعين ألف دينار. قال: قلت قد أخذتها، واشترطت عليك نظرة. قال: ذاك لك.

قال: فأتيت جعفر بن يحيى، فقلت: قد أصبت حاجتك على غاية الكمال والظّرف والأدب والجمال ونقاء اللون وجودة الضّرب والغناء، وقد اشترطت نظرة فاحمل المال، ومرّ بنا.

قال: فحملنا المال على حمّالين، وجاء جعفر مستخفيا، فدخلنا على الرجل، فأخرجها، فلما رآها جعفر أعجب بها، وعرف أن قد صدقته، ثم غنّته فازداد بها عجبا، فقال لى: اقطع

(1)

تاريخ بغداد 7/ 153.

(2)

فى س بعد هذا زيادة: «أخرى» ، والمثبت فى: ط، ن، وتاريخ بغداد.

(3)

تاريخ بغداد 155،7/ 154.

(4)

فى تاريخ بغداد: «فوضعتها» .

ص: 283

أمرها. فقلت لمولاها: هذا المال قد نقدناه ووزنّاه، فإن قنعت وإلاّ فوجّه إلىّ من شئت لينتقده. فقال: لا، بل أقنع بما قلتم.

قال: فقالت الجارية: يا مولاى، فى أىّ شئ أنت؟

فقال: قد عرفت ما كنّا فيه من النّعمة، وما كنت فيه من انبساط اليد، وقد انقبضت عن ذلك لتغيّر الزمان/علينا، فقدّرت أن تصيرى إلى هذا الملك، فتنبسطى فى شهواتك وإرادتك

(1)

.

فقالت الجارية: والله يا مولاى لو ملكت منك ما ملكته

(2)

منّى ما بعتك بالدنيا وما فيها، وبعد فاذكر العهد.

وقد كان حلف لها أن لا يأكل لها ثمنا، فتغرغرت عين

(3)

المولى، وقال: اشهدوا أنها حرّه لوجه الله تعالى، وأنّى قد تزوّجتها، وأمهرتها دارى.

فقال لى جعفر: انهض بنا.

فقال: فدعوت الحمّالين ليحملوا المال، قال: فقال جعفر: لا والله، لا يصحبنا منه درهم.

قال: ثم أقبل على مولاها، فقال: هو لك مباركا

(4)

لك فيه، أنفقه عليك وعليها. قال:

وقمنا وخرجنا.

وروى أنه لما حجّ اجتاز فى طريقه بالعقيق، وكانت سنة مجدبة، فاعترضته امرأة من بنى كلاب، وأنشدته:

إنّى مررت على العقيق وأهله

يشكون من مطر الربيع نزورا

ما ضرّهم إذ كان جعفر جارهم

أن لا يكون ربيعهم ممطورا

فأجزل لها العطاء.

(1)

فى س: «وإراداتك» ، والمثبت فى: ط، ن، وتاريخ بغداد.

(2)

فى تاريخ بغداد: «ملكت» .

(3)

فى س: «عينا» ، والمثبت فى: ط، ن، وتاريخ بغداد.

(4)

فى تاريخ بغداد: «مبارك» .

ص: 284

ذكر مقتل جعفر، وإيقاع الرشيد به وبأهل بيته وذكر السبب فى ذلك على وجه الاختصار، فإن فيه عبرة لمن يعتبر، وعظة لمن يتّعظ، وتنبيها لمن هو غافل عن غدر الدنيا لأربابها، وإساءتها بعد الإحسان لأصحابها، وقد نقلت ذلك من التواريخ المعتمدة، كتاريخ الخطيب، وتاريخ ابن كثير، وغيرهما.

قال ابن كثير

(1)

رحمه الله تعالى: ثم دخلت سنة سبع وثمانين ومائة، فيها كان مقتل الرّشيد جعفر بن يحيى بن خالد البرمكىّ، ودمار ديارهم، واندثار آثارهم، وذهاب صغارهم وكبارهم، وقد اختلف فى سبب ذلك على أقوال، ذكرها أبو جعفر بن جرير، وغيره من علماء التاريخ، فممّا قيل: إن الرشيد قد سلّم يحيى بن عبد الله بن حسن إلى جعفر البرمكىّ، فسجنه عنده، قال: فما زال يحيى يترفّق له حتى أطلقه جعفر، فنمّ الفضل بن الربيع على جعفر فى ذلك، فقال له الرشيد: ويلك، لا تدخل بينى وبين جعفر، فلعلّه قد أطلقه على أمرى وأنا لا أشعر. ثم سأل الرشيد جعفر عن ذلك فصدقه الحال، فتغيّظ عليه الرشيد، وحلف ليقتلنّه، وكره البرامكة، ومقتهم، وقلاهم، بعد ما كانوا أحظى الناس عنده، وأحبّهم إليه، وكانت أمّ جعفر والفضل أمّه من الرّضاعة، وجعلهم من الرّفعة فى الدنيا وكثرة المال، بسبب ذلك فى شئ كثير لم يحصل لمن قبلهم من الوزراء، ولا لمن بعدهم من الأكابر والرّؤساء، بحيث إن جعفرا بنى دارا، وغرم عليها عشرين ألف ألف درهم، وكان ذلك

(2)

من جملة ما كبر عليه بسببه

(2)

.

ويقال: إن الرشيد كان لا يمرّ ببلد ولا إقليم فيسأل عن قرية أو مزرعة أو بستان، إلاّ قيل: هذا لجعفر.

وقد قيل

(3)

: إن البرامكة كانوا يريدون إبطال خلافة الرشيد، وإظهار الزّندقة، ويؤيّد ذلك ما روى أنّ الرشيد أتى بأنس بن أبى شيخ، وكان يتّهم

(4)

بالزّندقة، وكان مصاحبا

(1)

البداية والنهاية 10/ 189.

(2 - 2) فى البداية والنهاية: «من جملة ما نقمه عليهم الرشيد» .

(3)

البداية والنهاية 191،10/ 190.

(4)

فى س: «متهما» ، والمثبت فى: ط، ن، والبداية.

ص: 285

لجعفر، وذلك ليلة قتل، فدار بينه وبينه كلام، فأخرج سيفا من تحت فراشه، وأمر بضرب عنقه به، وجعل يتمثّل ببيت قيل فى أنس، قبل ذلك، وهو:

/تلمّظ السيف من شوق إلى أنس

فالسيف يلحظ والأقدار تنتظر

فضرب عنقه، فسبق السّيف الدّم، فقال الرشيد: رحم الله عبد الله بن مصعب. فقال الناس: إنّ السيف كان سيف الزّبير بن العوّام، رضى الله تعالى عنه.

وقيل

(1)

: إنه بسبب العبّاسة أخته، فإن جعفرا كان يدخل على الرشيد بغير إذن، حتى إنه كان ربما دخل عليه وهو فى الفراش مع حظاياه، وهذه وجاهة عظيمة، ومنزلة عالية، وكان من أحظى العشراء على الشّراب، فإن الرشيد كان يستعمل فى أواخر ملكه المسكر،

(2)

وكان المخلف

(2)

. وكان أحبّ أهله إليه أخته العبّاسة بنت المهدىّ، وكان يحضرها معه، وجعفر البرمكىّ حاضر أيضا، فزوّجه بها، ليحلّ له النّظر إليها، واشترط عليه أن لا يطأها، فكان الرشيد ربما قام وتركهما وهما ثملان من الشّراب، فربما واقعها جعفر، فاتّفق حملها منه، فولدت ولدا بعثته مع بعض جواريها إلى مكة، وكان يربّى هناك.

وذكر قاضى القضاة ابن خلّكان فى «الوفيات»

(3)

صفة أخرى فى مقتل جعفر، وذلك أنه لمّا زوّج الرشيد جعفرا من العبّاسة أخته، أحبّته حبّا شديدا، فراودته عن نفسه، فامتنع أشدّ الامتناع من خشية أمير المؤمنين، فاحتالت عليه، وكانت أمّه تهدى إليه فى كلّ ليلة جمعة جارية حسناء بكرا، فقالت لأمّه: أدخلينى عليه فى صفة جارية من تلك الجوارى.

فهابت من ذلك، فتهدّدتها

(4)

حتى فعلت، فلمّا دخلت عليه، وكان لا يتحقّق وجهها من مهابة الرشيد، فواقعها، فقالت له: كيف رأيت خديعة بنات الملوك؟ فقال: ومن أنت؟ فقالت: أنا العبّاسة. وحملت منه

(5)

تلك الليلة، فدخل على أمّه، فقال لها: بعتينى والله برخيص.

(1)

البداية والنهاية 10/ 189.

(2 - 2) لم ترد الجملة فى البداية والنهاية، وفى ط:«وكان المختلف» ، وفى ن:«وكان المحلف» ، والمثبت فى: س، وفى القاموس:«وأخلف النبيذ: فسد» .

(3)

الجزء الأول،333.

(4)

فى س: «فلم تزل بها» ، والمثبت فى: ط، ن، وقد تصرف التميمى فى رواية ابن خلكان.

(5)

فى ن بعد هذا زيادة على ما فى ط، ن:«من» .

ص: 286

ثم إن والده يحيى بن خالد جعل يضيّق على عيال الرشيد فى النّفقة، حتى شكته زبيدة إلى الرشيد مرّات، ثم أفشت له سرّ العبّاسة، فاستشاط غضبا

(1)

.

ولمّا أخبرته أن الولد قد أرسلت به إلى مكة، حجّ عامه ذلك، حتى يتحقّق الأمر

(2)

، ويقال: إن بعض الجوارى نمّت عليها إلى الرشيد، فأخبرته بما وقع من الأمر، وأنّ الولد بمكة، وعنده جوار ومعه أموال، وحلى كثير

(3)

، فلم يصدّق حتى حجّ فى السنة الخالية، فكشف عن الحال، فإذا هو كما ذكرت الجارية.

وقد حجّ فى هذه السنة يحيى بن خالد الوزير

(4)

، وقد استشعر الغضب من الرشيد عليه، فجعل يدعو عند الكعبة: اللهمّ إن كان يرضيك عنّى سلب مالى وولدى وأهلى فافعل ذلك بى، وأبق عليهم منهم الفضل. ثم خرج، فلمّا كان عند باب المسجد رجع، فقال: اللهمّ والفضل معهم، فإنّى راض برضاك عنّى، ولا تستثن منهم أحدا.

وقيل

(5)

: إنّ من المحرّضات على قتل البرمكة قول بعض الشعراء يخاطب الرشيد:

قل لأمين الله فى أرضه

ومن إليه الحلّ والعقد

إنّ ابن يحيى جعفرا قد غدا

مثلك ما بينكما حدّ

(6)

أمرك مردود إلى أمره

وأمره ليس له ردّ

/وقد بنى الدّار التى ما بنى ال

فرس لها مثلا ولا الهند

الدّرّ والياقوت حصباؤها

وتربها العنبر والنّدّ

وجدّك المنصور لو حلّها

لما اطّباه قصره الخلد

(7)

(1)

فى ط، ن:«غيظا» ، والمثبت فى: س. والمعنى مستقيم على الروايتين.

(2)

فى ن بعد هذا زيادة على ما فى ط، ن:«وأن الولد» .

(3)

فى ن: «كثيرة» ، والمثبت فى: س، ط.

(4)

انظر البداية والنهاية 10/ 190.

(5)

وفيات الأعيان 336،1/ 335.

(6)

صدر البيت فى الوفيات: «هذا ابن يحيى قد غدا مالكا» .

(7)

لم يرد هذا البيت والذى بعده فى الوفيات.

وفى ط: «لوجدها» ، والمثبت فى: س، ن.

والخلد: قصر بناه المنصور ببغداد، بعد فراغه من مدينته، على شاطئ دجلة، سنة تسع وخمسين ومائة. معجم البلدان 2/ 459.

واطباء: دعاه. يعنى أنه لا يصرفه عنها الخلد قصره العظيم.

ص: 287

ساواك فى الملك فأبوابه

مأهولة يعمرها الوفد

وما يساوى العبد أربابه

إلاّ إذا ما بطر العبد

(1)

ونحن نخشى أنّه وارث

ملكك إن غيّبك اللّحد

وروى ابن الجوزىّ

(2)

أن الرشيد سئل عن السّبب الذى من أجله أهلك البرامكة، فقال: لو أن قميصى هذا يعلم لأحرقته.

قال ابن كثير

(3)

: فلمّا قفل الرشيد من الحجّ صار إلى الحيرة، ثم ركب فى السّفن إلى العمر

(4)

، من أرض الأنبار، فلمّا كانت ليلة السبت، سلخ المحرّم من هذه السنة، أعنى سنة سبع وثمانين، أرسل مسرور الخادم، ومعه حماد بن سالم أبو عصمه، فى جماعة من الجند، فأطافوا بجعفر بن يحيى ليلا، فدخل عليه مسرور الخادم، وعنده بختيشوع المتطبّب، وأبو ركاز الأعمى المغنّى يغنّيه:

فلا تبعد فكلّ فتى سيأتى

عليه الموت يطرق أو يغادى

وكلّ ذخيرة لا بدّ يوما

وإن بقيت تصير إلى نفاد

(5)

فو فوديت من حدث المنايا

فديتك بالطّريف وبالتّلاد

وقيل: كان يغنّيه قول بعضهم:

ما يريد النّاس منّا

ما ينام الناس عنّا

إنّما همّهم أن

يظهروا ما قد دفنّا

ولكن المشهور هو

(6)

الأوّل.

فقال الخادم

(7)

: يا أبا الفضل، هذا الموت قد طرقك، أجب أمير المؤمنين. فقام إليه،

(1)

فى الوفيات: «ولن يباهى العبد أربابه» .

(2)

انظر ابن كثير 10/ 189.

(3)

البداية والنهاية 10/ 190، وانظر تاريخ الطبرى 8/ 295، وشرح قصيدة ابن عبدون 228،227، والكامل 6/ 176، 177، والوفيات 1/ 336 - 339.

(4)

العمر: الدير للنصارى، ذكر ذلك ياقوت فى معجم البلدان 3/ 724، ولم يذكر عمر الأنبار هذا.

(5)

من أول هذا البيت إلى آخر قوله: «ولكن المشهور هو الأول» لم يرد فى البداية والنهاية.

(6)

ساقط من: س، وهو فى: ط، ن.

(7)

بعد هذا فى س زيادة على ما فى: ط، ن:«له» .

ص: 288

فقبّل قدميه، وادّخل عليه أن يدخل إلى أهله فيوصى إليهم، فقال: أمّا الدّخول فلا سبيل إليه.

فأوصى جعفر، وأعتق جماعة من مماليكه، وجاءت رسل الرشيد تستحثّ الخادم، فأخرجه إخراجا عنيفا يقوده حتى أتى إلى المنزل الذى كان فيه الرشيد، فحبسه وقيّده بقيد، وأعلم الرشيد بما فعل، فأمره بضرب عنقه، فجاء إلى جعفر، فقال: إن أمير المؤمنين أمرنى أن آتيه برأسك. فقال: يا أبا هاشم، لعلّ أمير المؤمنين سكران، فإذا صحا عاتبك على ذلك، فعاوده.

فرجع إليه، فقال: يا أمير المؤمنين، لعلّك مشغول. فقال: ويحك يا ماصّ بظر أمّه، ايتنى برأسه. فكرّر عليه جعفر المعاودة، فقال له: برئت من المهدىّ لئن لم تأتنى برأسه لأبعثنّ من يأتينى برأسك ورأسه. فرجع إلى جعفر، وحزّ رأسه، وجاء به إلى الرشيد، فألقاه بين يديه.

وأرسل الرشيد من ليلته البرد

(1)

فى الاحتياط على البرامكة جميعهم ببغداد وغيرها، ومن كان منهم بسبيل، فأخذوا كلّهم عن آخرهم، فلم يفلت منهم أحد، وحبس يحيى بن خالد فى منزله، وحبس الفضل بن يحيى فى منزل/آخر، وأخذ جميع ما كانوا يملكونه من الأموال والموالى والحشم والخدم، واحتيط على أملاكهم.

وبعث الرشيد برأس جعفر وجثّته، ثم قطعت شقّين، فنصب الرّأس عند الجسر الأعلى، وشقّ الجثّة عند الجسر الأسفل، وشقّها الآخر عند الجسر الآخر، ثم أحرقت بعد ذلك

(2)

.

ونودى فى بغداد: أن لا أمان للبرامكة، ولا لمن والاهم إلاّ محمد بن يحيى بن خالد

(3)

، فإنه استثناه من بين البرامكة، لنصيحة الخليفة، وشحنت السّجون بالبرامكة، واستلبت أموالهم كلّها.

وقد كان الرشيد

(4)

فى اليوم الذى قتل فى آخره جعفر، هو وإياه راكبين فى الصّيد، وقد خلا به دون ولاة العهود، وطيّبه فى ذلك اليوم، ولمّا كان وقت المغرب، وودّعه الرشيد، ضمّه إليه، وقال: لولا أن الليلة ليلة خلوتى بالنّساء ما فارقتك، فاذهب إلى منزلك، فاشرب، واطرب لتكون على مثل حالى.

(1)

فى س، ن:«البريد» ، والمثبت فى: ط، والبداية والنهاية.

(2)

ساقط من: س، وهو فى: ط، ن، والبداية والنهاية.

(3)

ساقط من: ط، ن، وهو فى: س، والبداية والنهاية.

(4)

البداية والنهاية 10/ 191.

ص: 289

فقال: والله يا أمير المؤمنين لا أشتهى ذلك إلاّ معك.

فانصرف

(1)

عنه جعفر، فما هو إلاّ أن ذهب من الليل بعضه حتى أوقع به الباس والنّكال، كما تقدّم ذكره، وكان ذلك ليلة السبت، آخر ليلة من المحرّم، وقيل: إنها كانت ليلة مستهلّ صفر، سنة سبع وثمانين، وكان عمر جعفر إذ ذاك سبعا وثلاثين سنة.

ولما جاء الخبر إلى أبيه يحيى بقتله قال: قتل الله ابنه. ولما قيل له

(2)

: خربت دارك.

قال: خرّب الله دوره.

ويقال: إنه لمّا نظر إلى داره وقد هتكت

(3)

ستورها، واستبيحت قصورها، وانتهب ما فيها، قال: هكذا تقوم الساعة.

وقد كتب إليه بعض أصحابه

(4)

يعزّ به فيما وقع، فكتب جواب التّعزية: أنا بقضاء الله راض، وبالجزاء منه عالم، ولا يؤاخذ الله العباد إلاّ بذنوبهم، وما الله بظلاّم للعبيد، وما يغفر الله أكثر، ولله الحمد.

ولقد أكثر الشعراء المراثى فى البرامكة، فمن ذلك قول الرّقاشىّ، ويذكر أنه لأبى نواس

(5)

:

ألان استرحنا واستراحت ركابنا

وأمسك من يحدى ومن كان يحتدى

(6)

فقل للمطايا قد أمنت من السّرى

وطىّ الفيافى فدفدا بعد فدفد

وقل للمنايا قد ظفرت بجعفر

ولن تظفرى من بعده بمسوّد

وقل للعطايا بعد فضل تعطّلى

وقل للرّزايا كلّ يوم تجدّدى

(7)

ودونك سيفا برمكيّا مهنّدا

أصيب بسيف هاشمىّ مهنّد

(1)

فى س: «وانصرف» ، والمثبت فى: ط، ن.

(2)

ساقط من: س، وهو فى: ط، ن، والبداية والنهاية.

(3)

فى ن: «تهتكت» ، والمثبت فى: س، ط، والبداية والنهاية.

(4)

البداية والنهاية 10/ 191.

(5)

الأبيات فى: البداية والنهاية 10/ 191، والكامل 6/ 179، ونسبتها فيما إلى الرقاشى أو إلى أبى نواس. والبيتان الرابع والخامس فى الوفيات 1/ 340، مع اختلاف فى بعض الألفاظ، وتقديم وتأخير بينهما، ولم أجد الأبيات فى ديوان أبى نواس.

(6)

فى س: والكامل: «وأمسك من يجدى ومن كان يجتدى» ، والمثبت فى: ط، ن، والبداية والنهاية.

(7)

يعنى الفضل أخا جعفر.

ص: 290

وقال الرّقاشىّ، وقد نظر إلى جعفر وهو مصلوب على جذعه

(1)

:

أما والله لولا خوف واش

وعين للخليفة لا تنام

لطفنا حول جذعك واستلمنا

كما للناس بالحجر استلام

فما أبصرت قبلك يا ابن يحيى

حساما فلّه السيف الحسام

على اللّذّات والدنيا جميعا

لدولة آل برمك السّلام

فاستدعى به الرشيد، وقال له: ويحك، ما حملك على ما فعلت؟

قال: تحرّكت نعمته بقلبى

(2)

فلم أصبر.

قال: كم كان يعطيك جعفر

(3)

كلّ عام؟

قال: ألف دينار. فأمر له بألفى دينار.

وروى الزّبير بن بكّار

(4)

، عن عمّه مصعب بن الزبير، قال: لمّا قتل جعفر بن يحيى، وقفت امرأة على حمار فاره، فقالت/بلسان فصيح: والله لئن صرت اليوم آية، فلقد كنت فى الكرم غاية، ثم أنشأت تقول:

ولمّا رأيت السيف خالط جعفرا

ونادى مناد للخليفة فى يحيى

بكيت على الدنيا وأيقنت أنّما

قصارى الفتى يوما مفارقة الدنيا

وما هى إلا دولة بعد دولة

تخوّل ذا نعمى وتعقب ذا بلوى

إذا أنزلت هذا منازل رفعة

من الملك حطّت ذا إلى الغاية القصوى

قال: ثم حرّكت حمارها، فكأنّها كانت ريحا، لا أثر لها، ولا يعرف أين ذهبت.

وقيل: إن الأبيات هذه للعبّاس بن الأحنف

(5)

.

وروى الخطيب

(6)

أن أبا يزيد الرّياحىّ، قال: كنت قائما عند خشبة جعفر بن يحيى البرمكىّ أتفكّر فى زوال ملكه، وحاله التى صار إليها، إذا أقبلت امرأة راكبة لها رواء

(1)

البداية والنهاية 10/ 191، وتاريخ بغداد 7/ 158.

(2)

فى تاريخ بغداد: «فى قلبى» .

(3)

فى تاريخ بغداد: «عطاؤك» .

(4)

البداية والنهاية 10/ 192، تاريخ بغداد 160،7/ 159.

(5)

ليست فى ديوانه.

(6)

تاريخ بغداد 159،7/ 158.

ص: 291

وهيبة

(1)

، فوفقت على جعفر، فبكت وأحرقت

(2)

، وتكلّمت فأبلغت، فقالت: أما والله لئن أصبحت للناس آية، لقد بلغت فيهم الغاية، ولئن زال ملكك، وخانك دهرك، ولم يطل به

(3)

عمرك، لقد كنت المغبوط حالا، النّاعم بالا، يحسن بك الملك، وينفس بك الهلك،

(4)

ولئن صرت

(4)

إلى حالتك هذه، فلقد

(5)

كنت الملك بحقّه، فى جلالته ونطقه، فاستعظم الناس فقدك، إذ لم يستخلفوا ملكا بعدك، فنسأل الله الصبر على عظم المصيبة

(5)

، وجليل الرّزيّة، التى لا تستعاض بغيرك، والسلام عليك

(6)

وداع غير قال، ولا ناس لذكرك. ثم أنشأت تقول:

العيش بعدك مرّ غير محبوب

ومذ صلبت ومقنا كلّ مصلوب

(7)

أرجو لك الله ذا الإحسان إنّ له

فضلا علينا وعفوا غير محسوب

ثم سكتت ساعة وتأمّلته، ثم أنشأت تقول:

عليك من الأحبّة كلّ يوم

سلام الله ما ذكر السّلام

لئن أمسى صداك برأى عين

على خشب حباك بها الإمام

فمن ملك إلى ملك برغم

من الأملاك أسلمك الهمام

وروى الخطيب

(8)

، أن أبا قابوس النّصرانىّ، قال: دخلت على جعفر بن يحيى البرمكىّ فى يوم، فأصابنى البرد، فقال: يا غلام، اطرح عليه كساء من أكسية النّصارى، فطرح عليه كساء خزّ قيمته ألف دينار،

(9)

قال: فانصرفت إلى منزلى، فأردت أن ألبسه فى يوم عيد، فلم

(1)

فى تاريخ بغداد: «وهيئة» .

(2)

فى تاريخ بغداد: «فأحزنت» .

(3)

لم يرد فى تاريخ بغداد.

(4)

فى تاريخ بغداد: «أن تصير» .

(5)

فى تاريخ بغداد: «ولقد» .

(6)

فى تاريخ بغداد: «الفجيعة» .

(7)

فى س بعد هذا زيادة: «سلام» ، والمثبت فى: ط، ن، وتاريخ بغداد.

(8)

ومقه: أحبه.

(9)

تاريخ بغداد 158،7/ 157.

ص: 292

أصب له فى منزلى ثوبا

(1)

يشاكله، فقالت لى بنيّة لى: اكتب إلى الذى وهبه لك حتى يرسل إليك بما يشاكله من الثّياب، فكتبت إليه هذه الأبيات:

أبا الفضل لو أبصرتنا يوم عيدنا

رأيت مباهاة لنا فى الكنائس

فلو كان ذاك المطرف الخزّ جبّة

لباهيت أصحابى به فى المجالس

(2)

فلا بدّ لى من جبّة من جبابكم

ومن طيلسان من جياد الطّيالس

ومن ثوب قوهىّ وثوب علائم

ولا بأس إن أتبعت ذاك بخامس

(3)

إذا تمّت الأثواب فى العيد خمسة

كفتك فلم تحتج إلى لبس سادس

/لعمرك ما أفرطت فيما سألته

وما كنت لو أفرطت فيه بآيس

(4)

وذاك لأنّ الشّعر يزداد جدّة

إذا ما البلى أبلى جديد الملابس

قال: فبعث إليه حين قرأ شعره بتخوت خمسة، من كلّ نوع تختا، قال: فو الله ما انقضت الأيّام حتى قتل جعفر وصلب، فرأينا أبا قابوس قائما تحت جذعه يزمزم، فأخذه صاحب الخبر، فأدخله على الرشيد، فقال له: ما كنت

(5)

قائلا

(6)

تحت جذع جعفر؟

قال: فقال أبو قابوس: أينجينى منك الصّدق؟

قال: نعم.

قال: ترحّمت والله

(7)

عليه، وقلت فى ذلك

(8)

:

أمين الله هب فضل بن يحيى

لنفسك أيّها الملك الهمام

وما طلبى إليك العفو عنه

وقد قعد الوشاة به وقاموا

(5)

أرى سبب الرّضا فيه قويّا

على الله الزّيادة والتّمام

(1)

فى الأصول: «يوما» ، والتصويب من تاريخ بغداد.

(2)

فى تاريخ بغداد: «أصحابى بها» .

(3)

القوهى: ثياب بيض، وهى منسوبة إلى قهستان، كورة بين نيسابور وهراة.

القاموس (ق وهـ). وفى تاريخ بغداد: «وثوب غلالة» .

(4)

فى ن: «فيما طلبته» ، والمثبت فى: س، ط، وتاريخ بغداد.

(5)

فى ط، ن:«قلت» ، والصواب فى: س، ط، وتاريخ بغداد.

(6)

ساقط من: ن، وهو فى: س، ط، وتاريخ بغداد.

(7)

ذكر ابن خلكان البيتين الأخيرين ضمن قصيدة نسبها إلى الرقاشى. انظر وفيات الأعيان 1/ 340.

(8)

فى تاريخ بغداد: «الوشاة بنا» .

ص: 293

نذرت علىّ فيه صيام حول

فإن وجب الرّضا وجب الصّيام

(1)

وهذا جعفر بالجسر تمحو

محاسن وجهه ريح قتام

أقول له وقمت لديه نصّا

إلى أن كاد يفضحنى القيام

(2)

أما والله لولا خوف واش

وعين للخليفة لا تنام

لطفنا حول جذعك واستلمنا

كما للنّاس بالحجر استلام

قال: فأطرق هارون مليّا، ثم قال: رجل أولى جميلا، فقال فيه جميلا، يا غلام، ناد بأمان أبى قابوس، وأن لا يتعرّض

(3)

له. ثم قال لحاجبه: إيّاك أن تحجبه عنّى، صر متى شئت إلينا فى مهمّك.

وروى ابن عساكر

(4)

بسنده، من طريق الدّار قطنىّ، أنه لمّا أصيب جعفر، وجدوا له فى جرّة ألف دينار، زنة كلّ دينار مائة دينار، مكتوب على صفحة الدينار الواحدة جعفر، ومكتوب على الصفحة الأخرى هذان البيتان:

وأصفر من ضرب دار الملوك

يلوح على وجهه جعفر

يزيد على مائة واحدا

متى يعطه معسر يوسر

وروى الخطيب

(5)

أن جعفرا أمر أن تضرب له دنانير فى كلّ دينار ثلاثمائة مثقال، ويضرب عليها صورة وجهه، فضربت، فبلع أبا العتاهية، فأخذ طبقا فوضع عليه بعض الألطاف، فوجّه به إلى جعفر، وكتب إليه رقعة، فى آخرها

(6)

:

وأصفر من ضرب دار الملوك

يلوح على وجهه جعفر

ثلاث مئين يرى وزنه

متى يلقه معسر يوسر

(7)

فأمر بقبض ما على الطّبق، وصيّر عليه دينارا من تلك الدّنانير، وردّه إليه.

(1)

فى تاريخ بغداد: «وإن وجب الرضا» .

(2)

النص: الرفع والظهور.

وفى تاريخ بغداد: «وقمت إليه نصبا» .

(3)

فى تاريخ بغداد: «يعرض» .

(4)

نقله ابن كثير فى البداية والنهاية 10/ 196.

(5)

تاريخ بغداد 7/ 156.

(6)

لم أجد البيتين فى ديوانه المطبوع.

(7)

فى تاريخ بغداد: «ثلاث مئين يكن وزنه» .

ص: 294

وعن ثمامة بن أشرس

(1)

، قال: بتّ ليلة مع جعفر بن يحيى بن خالد، فانتبه من منامه

(2)

يبكى مذعورا، فقلت: ما شأنك؟ قال: رأيت شيخا جاء فأخذ بعضادتى هذا الباب، وقال

(3)

:

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصّفا

أنيس ولم يسمر بمكّة سامر

قال: فأجبته:

بلى نحن كنّا أهلها فأبادنا

صروف اللّيالى والجدود العواثر

(4)

/قال ثمامة: فلمّا كان الليلة المقبلة، قتله الرشيد، ونصب رأسه على الجسر.

قال

(5)

: ثم خرج الرشيد فى بعض الأيّام ينظر إليه وهو مصلوب، فأنشأ يقول:

تقاضاك دهرك ما أسلفا

وكدّر عيشك بعد الصّفا

فلا تعجبنّ فإنّ الزّمان

رهين بتفريق ما ألّفا

قال: فنظرت إلى جعفر، فقلت: أما لئن أصبحت آية، فلقد كنت فى الخير غاية.

قال: فنظر الرشيد كأنه جمل يصول

(6)

، ثم أنشأ يقول:

ما يعجب العالم من جعفر

ما عاينوه فبنا كانا

من جعفر أو من أبوه ومن

كانت بنو برمك لولا نا

ثم حوّل وجه فرسه، وانصرف.

(1)

البداية والنهاية 10/ 197.

(2)

تكملة من البداية والنهاية.

(3)

البيتان لعمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمى، يتشوف مكة لما أجلتهم عنها خزاعة، وهما له فى: أنساب الأشراف 9،1/ 8، تاريخ الطبرى 2/ 285، وجاء اسمه فيه عامر بن الحارث، وهو خطأ، صوابه فى صفحة 284 السابقة، حيث تقدمت أبيات من القصيدة منسوبة لعمرو بن الحارث- سيرة ابن هشام 115،1/ 114، اللسان (ح ج ن) 13/ 109، معجم البلدان 4/ 623،2/ 215، ونسبه ياقوت فى الأول لمضاض بن عمرو الجرهمى.

والحجون: جبل بأعلى مكة، عنده مدافن أهلها. معجم البلدان 2/ 215.

(4)

فى أنساب الأشراف، وسيرة ابن هشام:«كنا أهلها فأزالنا» .

(5)

البداية والنهاية 10/ 197.

(6)

فى س، والبداية والنهاية:«صئول» ، والمثبت فى: ط، ن.

ص: 295

وعن محمد بن عبد الرحمن الهاشمىّ

(1)

صاحب صلاة الكوفة، قال: دخلت على أمّى فى يوم أضحى، وعندها امرأة برزة

(2)

، فى أثواب دنسة رثّة، فقالت لى: تعرف هذه؟ قلت:

لا. قالت: هذه عبادة أمّ جعفر بن يحيى. فسلّمت عليها، ورحّبت لها، وقلت لها: يا فلانة، حدّثينى ببعض أمركم.

قالت: أذكر لكم جملة كافية لمن اعتبر، وموعظة لمن فكّر، لقد هجم علىّ مثل هذا العيد، وعلى رأسى أربعمائة وصيفة، وأنا أزعم أن جعفرا ابنى عاقّ لى، ولقد أتيتكم فى

(3)

هذا اليوم والذى يقنّعنى جلدا شاتين، أجعل أحدهما شعارا، والآخر دثارا.

ولنختم أخبار البرامكة بحكاية عجيبة، وقصة غريبة، لا يسمع فى باب المكارم مثلها، ولا فى أخبار الوفاء بأعجب منها.

ذكر أبو الفرج ابن الجوزىّ، فى كتابه «المنتظم»

(4)

، أن المأمون بلغه أن رجلا يأتى فى كلّ يوم إلى قبور البرامكة، فيبكى عليهم، ويندبهم، فبعث من جاءه به، فدخل عليه وقد يئس من الحياة، فقال له: ويحك، ما حملك على صنيعك هذا؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إنّهم أسدوا إلى معروفا، وخيرا كثيرا، ولى خبر يطول. فقال: قل.

قال: أنا المنذر بن المغيرة، من أهل دمشق، كنت فى نعمة عظيمة، فزالت عنّى، وأفضى بى الحال إلى أن بعت دارى، ولم يبق لى شئ، فأشار بعض أصحابى علىّ بقصد البرامكة، فأتيت بغداد ومعى نيّف وعشرون امرأة، فأنزلتهنّ فى مسجد، وقصدت مسجد الجامع، فدخلت، فإذا فيه جماعة لم أر أحسن منهم، فجلست إليهم، فجعلت أراود نفسى فى طلب قوت منهم لعيالى

(5)

، فيمنعنى من ذلك ذلّ السّؤال، فبينا أنا كذلك، إذا بخادم قد أقبل فاستدعاهم، فقاموا كلّهم وقمت معهم، فدخلوا دارا عظيمة، فإذا الوزير يحيى بن خالد، فجلسوا حوله، وعقد عقد ابنته عائشة على ابن عمّ له، ونثروا علينا سحيق المسك، وبنادق العنبر، ثم جاءت الخدم إلى كلّ واحد من الجماعة بصينيّة من فضّة، فيها ألف دينار،

(1)

البداية والنهاية 10/ 197، تاريخ بغداد 157،7/ 156.

(2)

البرزة: التى تفوق لداتها.

(3)

فى س بعد هذا زيادة: «مثل» ، والمثبت فى: ط، ن، والبداية، والخطيب.

(4)

نقله ابن كثير عن المنتظم فى البداية والنهاية 198،10/ 197.

(5)

ساقط من: س، وهو فى: ط، ن.

ص: 296

ومعها فتات المسك، فأخذها القوم ونهضوا، وبقيت الصّينيّة التى وضعوها بين يدى، وأنا أهاب

(1)

أن آخذها من عظمتها

(2)

عندى، فقال لى بعض الحاضرين: ألا تأخذ وتقوم.

فممدت يدى فأخذتها، وأفرغتها فى جيبى، وأخذت الصّينيّة تحت إبطى.

وقمت وأنا خائف أن تؤخذ منّى، فجعلت ألتفت والوزير ينظرنى ولا أشعر، فلمّا بلغت السّتارة أمر بى فردّونى، فيئست من المال، فلما رجعت قال لى: ما شأنك؟ فقصصت عليه خبرى، وخبر عيالى، فبكى/وقال لأولاده: خذوا هذا فضمّوه إليكم. فجاءنى خادم، فأخذ منّى الذهب والصّينيّة، وأقمت عندهم عشرة أيام، من ولد إلى ولد، وخاطرى كلّه عند عيالى ولا يمكننى الانصراف.

فلما انقضت العشرة، قال لى الخادم: ألا تذهب إلى أهلك، فقلت: بلى والله. فقام يمشى أمامى ولم يعطنى الذهب، فقلت فى نفسى: يا ليت هذا كان من قبل. فسار أمامى إلى دار لم أر أحسن منها، فإذا فيها عيالى يتمرّغون فى الذّهب والحرير، وقد وصل إليهم مائة ألف درهم وعشرة آلاف دينار، وكتاب فيه تمليك الدّار بما فيها، وتمليك قريتين جليلتين، فكنت مع البرامكة فى أطيب عيش، فلمّا أصيبوا أخذ منّى عمرو بن سعيد القريتين، وألزمنى بخراجهما، فكلّما لحقنى فاقة قصدت دورهم وقبورهم، فبكيت عليهم.

فأمر المأمون بردّ القريتين عليه وخراجهما، فبكى الشيخ بكاء شديدا، فقال له المأمون:

ألم أستأنف بك جميلا.

قال: بلى، ولكن هو من البرامكة.

فقال: امض مصاحبا للسّلامة، فإن الوفاء مبارك،

(3)

وحفظ العهد

(3)

من الإيمان.

والله تعالى أعلم.

***

(1)

فى س: «أخاف» ، والمثبت فى: ط، ن.

(2)

فى ن: «عظمها» ، والمثبت فى: س، ط.

(3 - 3) فى البداية والنهاية: «ومراعاة حسن العهد والصحبة» .

ص: 297

‌617 - جعفر الزّين العجمىّ

(*)

نزيل المؤيّديّة.

ممّن قرأ عليه الشيخ

(1)

زكريّا قاضى القضاة، قرأ عليه «شرح الشّمسيّة» ، وغالب «حاشيتها» للسّيّد، وكذا أخذ عنه الحكمة، ووصفه بالفضل والدّيانة.

كذا نقله السّخاوىّ، فى «الضوء اللامع» .

***

‌618 - الجنيد بن محمد بن المظفّر، الفقيه، الطّايكانىّ، الغزنوىّ

أبو القاسم بن أبى بكر الخبّازىّ

(**)

من أهل سرخس، سمع بنيسابور أبا بكر بن عبد الغفّار الشّيرويىّ، وبسرخس ناصر بن محمد العياضىّ.

قال أبو سعد: ورد بغداد حاجّا على كبر السّنّ، وسمع بها من أبى السّعادات أحمد بن محمد بن عبد الواحد المتوكّلىّ، وسمع منه أبو سعد

(2)

السّرخسىّ.

قال القفطىّ، فى «تاريخ النحاة»: له معرفة بالحديث واللغة.

وقال أبو سعد: توفّى، رحمه الله تعالى، فى شهر ربيع الآخر، سنة أربعين وخمسمائة. زاد القفطىّ: بسرخس. والله تعالى أعلم.

***

(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 3/ 70.

(1)

فى الضوء اللامع: «الزين» .

(**) ترجمته فى: إنباه الرواة 1/ 270، الجواهر المضية، برقم 409.

ويأتى الكلام على نسبة «الخبازى» ، و «الطايكانى» ، فى باب الأنساب.

وسقط من ط: «بكر» ، وهو فى: س، ن، ومصادر الترجمة.

(2)

فى الأصول: «أبو بكر» ، والمثبت من الجواهر المضية.

ص: 298

‌619 - جنين بن الشيخ سيدر الحنفىّ، العلاّمة، زين الدين

(*)

له شرح على «الوقاية» ، سمّاه «توفيق العناية» ، فى مجلّد ضخم، قال الشيخ شمس الدين الخطيب المصرىّ: وقد وقفت عليه، وهو متأخّر.

كذا ذكره ابن طولون فى «طبقاته» من غير زيادة إيضاح

(1)

.

***

‌620 - جلال الدين الرّومىّ

(**)

أحد فضلاء الرّوم، وأحد قضاتها.

قرأ على ابن الحاجّ حسن، وغيره، ثم صار مدرّسا ببعض المدارس، وقاضيا ببعض النّواحى.

وكان محمود السّيرة، مرضىّ الطّريقة.

توفّى سنة أربع وثمانين وتسعمائة، تغمّده الله تعالى برحمته

(2)

ورضوانه، آمين

(2)

.

***

(*) هكذا جاء اسمه فى ط، ن:«جنين» ، وهو فى س:«جنيد» ولا يبعد أن يكون صحيحا، فالتقى التميمى يأتى بالمجاهيل فى آخر كل حرف أو اسم.

(1)

ساقط من: ن، وهو فى: س، ط.

(**) ترجمته فى: شذرات الذهب 8/ 207، وقيد ابن العماد وفاته سنة خمس وثلاثين وتسعمائة.

(2 - 2) زيادة من: س، على ما فى: ط، ن.

ص: 299

آخر الجزء الثانى ويليه الجزء الثالث، وأوله:

حرف الحاء والحمد لله حقّ حمده

ص: 300