الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الحاء
باب من اسمه حاتم وحامد
621 - حاتم بن إسماعيل
(*)
قال الواقدىّ: كتبت كتب أبى حنيفة عن حاتم بن إسماعيل، عنه.
***
622 - حاتم بن علوان بن يوسف
أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو محمد، الزّاهد الأصمّ
(**)
أحد أتباع الإمام الأعظم، وأحد أعلام الأئمّة، وصلحاء هذه الأمّة، كان مشهورا بالزهد والتقلّل، معروفا بالورع والتقشّف، وله كلام مدوّن فى الزهد والحكم، وأسند الحديث/عن شقيق بن إبراهيم البلخىّ، وغيره.
وصحب عصام بن يوسف البلخىّ الإمام، وكان بينهما مباحث ومناظرات، وأهدى إليه عصام مرة شيئا فقبله، فقيل له: لم قبلته؟ فقال: وجدت فى أخذه ذلّى وعزّه، وفى ردّى عزّى وذلّه، فاخترت عزّه على عزّى، وذلّى على ذلّه.
وقدم حاتم مدينة بغداد فى أيام أبى عبد الله أحمد ابن حنبل، واجتمع معه.
حكى عنه أبو عبد الله الخوّاص
(1)
، وكان من علية أصحابه، قال: لمّا دخل حاتم
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 410.
(**) ترجمته فى: الأنساب 43 و، تاريخ بغداد 8/ 241 - 245، الجواهر المضية، برقم 411، حلية الأولياء 8/ 73 - 84، دول الإسلام 1/ 144، الرسالة القشيرية 20، شذرات الذهب 2/ 87، صفة الصفوة 4/ 161 - 163، طبقات الأولياء لابن الملقن 178 - 181، الطبقات الكبرى للشعرانى 81،1/ 80، طبقات الصوفية 91 - 97، العبر 1/ 424، اللباب 1/ 57، المختصر فى أخبار البشر 2/ 38، مرآة الجنان 2/ 118، وفيات الأعيان 2/ 26 - 29.
ويأتى سبب تسميته بالأصم أثناء الترجمة.
وفى بعض مصادر الترجمة: «حاتم بن عنوان» ، وعنوان وعلوان واحد.
(1)
تاريخ بغداد 8/ 242.
بغداد، اجتمع إليه أهلها، فقالوا له: يا أبا عبد الرحمن، أنت رجل عجمىّ، ليس يكلّمك أحد إلاّ قطعته، لأىّ معنى!!
فقال حاتم: معى ثلاث خصال بها أظهر على خصمى.
فقالوا: أىّ شئ هى؟
قال: أفرح إذا أصاب خصمى، وأحزن له إذا أخطأ، وأحفظ نفسى لا تتجاهل عليه.
فبلغ ذلك أحمد ابن حنبل، فقال: سبحان الله، ما أعقله من رجل.
وحدّث أبو جعفر الهروىّ
(1)
، قال: كنت مع حاتم وقد أراد الحجّ، فلمّا وصل إلى بغداد، قال لى: يا أبا جعفر، أحبّ أن ألقى أحمد ابن حنبل.
فسألنا عن منزله، ومضينا إليه، فطرقت عليه الباب، فلمّا خرج قلت: يا أبا عبد الله، أخوك حاتم.
قال: فسلّم عليه، ورحّب به، وقال بعد بشاشة به: أخبرنى يا حاتم، فيم التّخلّص من الناس؟
قال: يا أحمد، فى ثلاث خصال.
قال: وما هى؟
قال: أن تعطيهم مالك ولا تأخذ من مالهم شيئا، وتقضى حقوقهم ولا تستقضى أحدا منهم حقّا لك، وتحتمل مكروههم ولا تكره أحدا منهم على شئ.
قال: فأطرق أحمد ينكت بأصبعه
(2)
على الأرض، ثم رفع رأسه. وقال: يا حاتم:
إنّها لشديدة.
فقال له حاتم: وليتك تسلم، وليتك تسلم، وليتك تسلم.
وروى الخطيب
(3)
بسنده إلى الحسن بن علىّ العابد، أنه قال: سمعت حاتما الأصمّ، وقد سأله سائل: على أىّ شئ بنيت أمرك؟
فقال: على أربع خصال، على أن لا أخرج من الدنيا حتى أستكمل رزقى، وعلى أنّ
(1)
تاريخ بغداد 8/ 242.
(2)
تكملة من تاريخ بغداد.
(3)
تاريخ بغداد 8/ 243.
رزقى لا يأكله غيرى، وعلى أنّ أجلى لا أدرى متى هو، وعلى أنى لا أغيب عن الله تعالى طرفة عين.
قال
(1)
: وسمعت حاتما يقول: لو أنّ صاحب خبر يجلس إليك ليكتب كلامك لاحترزت منه، وكلامك يعرض على الله فلا تحترز.
وقال له رجل
(2)
: بلغنى أنّك تجوز المفاوز من غير زاد.
فقال حاتم: بل أجوزها بالزّاد، وإنّما زادى فيها أربعة أشياء.
قال: ما هى؟
قال: أرى الدنيا كلّها ملكا لله، وأرى الخلق كلّهم عباد الله وعياله، وأرى الأسباب والأرزاق كلّها بيد الله، وأرى قضاء الله نافذا فى كلّ أرض.
فقال له الرجل: نعم الزّاد زادك يا حاتم، أنت تجوز به مفاوز الآخرة، فكيف مفاوز الدنيا!!
وقال، رضي الله عنه
(3)
: خرجت فى سفر ومعى زاد، فنفد زادى فى وسط البرّيّة، فكان قلبى فى البرّيّة والحضر واحدا.
وذكر عن حاتم أنه قال
(4)
: لقينا التّرك مرّة، وكان بيننا جولة
(5)
، فرمانى تركىّ بوهق
(6)
فأقلبنى
(7)
عن فرسى، ونزل عن دابّته، وقعد على صدرى، وأخذ بلحيتى هذه الوافرة، وأخرج من خفّه سكّينا ليذبحنى بها، فو حقّ سيدى ما كان قلبى عنده ولا عند سكّينه، إنما كان قلبى عند سيّدى، انظر ماذا ينزل به القضاء منه، فقلت: سيدى قضيت علىّ أن يذبحنى هذا فعلى الرّأس والعين، إنّما أنا لك وملكك، فبينا أنا أخاطب سيدى وهو قاعد على صدرى، آخذ/بلحيتى ليذبحنى، إذ رماه بعض المسلمين بسهم فما أخطأ حلقه، فسقط
(1)
تاريخ بغداد 8/ 243.
(2)
تاريخ بغداد 8/ 243.
(3)
تاريخ بغداد 8/ 244.
(4)
تاريخ بغداد 245،8/ 244.
(5)
تكملة من تاريخ بغداد.
(6)
الوهق: الحبل يرمى فى أنشوطة فتؤخذ به الدابة والإنسان. القاموس (وهق).
(7)
ساقط من: ط، ن، وهو هكذا فى: س، وتاريخ بغداد.
عنّى، فقمت أنا إليه، فأخذت السّكّين من يده فذبحته، فما هو إلاّ أن تكون قلوبكم عند السّيّد حتى تروا من عجائب لطفه ما لا ترون من الآباء والأمّهات.
وروى
(1)
أنّ رجلا جاء إليه، فقال: يا أبا عبد الرحمن، أىّ شئ رأس الزهد، ووسط الزهد، وآخر الزهد؟
فقال: رأس الزهد الثّقة بالله، ووسطه الصبر، وآخره الإخلاص.
وكان أبو بكر الورّاق، يقول
(2)
: حاتم الأصمّ لقمان هذه الأمّة.
والسّبب فى تسميته بالأصمّ
(3)
أنّ امرأة جاءت إليه تسأله عن مسألة، فاتّفق أنه خرج منها فى تلك الحالة صوت، فخجلت، فقال حاتم: ارفعى صوتك. وأراها
(4)
من نفسه أنّه أصمّ، فسرّت المرأة بذلك، وقالت: إنّه لم يسمع الصوت
(5)
. فغلب عليه اسم الأصمّ.
ومحاسن حاتم وفضائله تجلّ عن الإحصاء. وتتجاوز حدّ الضّبط، وفيما ذكرناه أدلّ دليل على علوّ شأنه، وحسن اعتقاده، وخلوص إيمانه.
وكانت وفاته بواشجرد
(6)
، عند رباط يقال له: سروند، على جبل فوق واشجرد، سنة سبع وثلاثين ومائتين.
وله ولد يقال له: حسن، وقيل: يقال له خشكدا، والله تعالى أعلم.
وقد ذكر لحاتم الأصمّ هذا صاحب «مناقب الأبرار، ومحاسن الأخيار» ترجمة واسعة، ضمّنها شيئا كثيرا من زهديّاته وحكميّاته، لا بأس بإيرادها، أو إيراد خلاصتها، فإنّ غالبه ينبغى أن يكتب بماء الذهب على صفحات الخدود.
(1)
تاريخ بغداد 8/ 245.
(2)
تاريخ بغداد 8/ 245، وانظر العبر 1/ 424.
(3)
تاريخ بغداد 8/ 244، وانظر اللباب 1/ 57.
(4)
فى تاريخ بغداد: «وأرى» .
(5)
ساقط من: ن، وهو فى س، ط، وتاريخ بغداد.
(6)
واشجرد: من قرى ما وراء النهر. معجم البلدان 4/ 891.
قال حاتم
(1)
: من دخل فى مذهبنا هذا فليجعل فى نفسه أربع خصال من الموت، موت أبيض، وموت أسود، وموت أحمر، وموت أخضر؛ فالموت الأبيض الجوع، والأسود الاحتمال لأذى الناس، والأحمر مخالفة النفس، والأخضر طرح الرّقاع بعضها على بعض.
وقال
(1)
: العجلة من الشيطان إلاّ فى خمس: إطعام الطعام إذا حضر ضيف
(2)
، وتجهيز الميّت إذا مات، وتزويج البكر إذا بلغت، وقضاء الدّين إذا وجب، والتّوبة من الذنب
(3)
إذا أذنب
(3)
.
وقال
(1)
: من أصبح وهو مستقيم فى أربعة أشياء فهو يتقلّب فى رضا الله تعالى؛ أوّلها الثّقة بالله تعالى، ثم التّوكّل، ثم الإخلاص، ثم المعرفة، والأشياء كلّها تتمّ بالمعرفة، فالواثق
(4)
برزقه لا يفرح بالغنى، ولا يهتمّ بالفقر، ولا يبالى أصبح فى عسر أو يسر.
وقال
(5)
: أصل الطاعة ثلاثة أشياء: الخوف، والرجاء، والحبّ. وأصل المعصية ثلاثة أشياء: الكبر، والحرص، والحسد. فما
(6)
يأخذه المنافق من الدنيا يأخذه بالحرص، ويمنعه بالشّكّ، وينفقه بالرّياء، والمؤمن يأخذ بالخوف، ويمسك بالشّدّة، وينفق فى الطاعة، خالصا
(7)
لله تعالى
(7)
.
وقال
(8)
: اطلب نفسك فى أربعة أشياء: العمل الصّالح بغير رياء، والأخذ بغير طمع، والعطاء بغير منّة، والإمساك بغير بخل.
(1)
هذا القول فى طبقات الصوفية 93.
(2)
فى س: «الضيف» ، والمثبت فى: ط، ن، وطبقات الصوفية.
(3 - 3) ساقط من: ن، وهو فى: س، ط، وطبقات الصوفية.
(4)
أفرد السلمى من أول قوله: «الواثق» على أنه قول آخر، ورواه من طريق غير الأولى. انظر طبقات الصوفية 94.
(5)
طبقات الصوفية 95.
(6)
أفرد السلمى هذا القول على أنه مستقل عن الأول. انظر طبقات الصوفية 95.
(7 - 7) فى طبقات الصوفية: «فى الطاعة» .
(8)
طبقات الصوفية 95.
وقال
(1)
: ما من صباح إلاّ والشيطان يقول لى: ما تأكل، وما تلبس، وأين تسكن؟ فأقول: آكل الموت، وألبس الكفن، وأسكن القبر.
وقال له رجل
(1)
: ما تشتهى؟ فقال: أشتهى عافية يوم
(2)
إلى الليل. فقيل له: أليست الايّام كلّها عافية؟ فقال: إنّ عافية يومى أن لا أعصى الله تعالى فيه.
وقال
(3)
: أربعة يندمون على أربع
(4)
: المقصّر إذا فاته العمل، والمنقطع عن أصدقائه إذا نابته/نائبة، والممكّن منه عدوّه بسوء رأيه، والجريء على الذّنوب.
وقال
(5)
: الزم خدمة مولاك تأتك الدنيا راغمة، والجنّة عاشقة، وتعهّد نفسك فى ثلاثة مواضع: إذا عملت فاذكر نظر الله تعالى إليك، وإذا تكلّمت فاذكر سمع الله تعالى إيّاك، وإذا سكتّ فاذكر علم الله تعالى فيك.
وقال له رجل
(6)
: عظنى. فقال: إن كنت تريد أن تعصى مولاك فاعصه فى موضع لا يراك.
يعنى أنّ الله تعالى يعلم السّرّ والجهر، ولا يخفى عليه شئ، ومن علم أنّ أفعاله وأقواله لا تخفى على الله تعالى، وأنّ الله مطّلع عليه، وناظر إليه، يقبح منه العصيان، واتّباع الشيطان، ويكون ذا جرأة على الله تعالى، وقليل الحياء منه، نعوذ بالله من ذلك.
وقال
(7)
: من ادّعى ثلاثا بغير ثلاث فهو كذّاب: من ادّعى حبّ الله تعالى من غير ورع عن محارمه فهو كذّاب، ومن ادّعى حبّ الجنة من غير إنفاق ماله
(1)
فى طاعة الله
(1)
طبقات الصوفية 96.
(2)
فى طبقات الصوفية: «يومى» .
(3)
طبقات الصوفية 97،96.
(4)
فى طبقات الصوفية: «أربعة» .
(5)
طبقات الصوفية 97، وأدرج التميمى قولين لحاتم جاءا منفصلين فى طبقات الصوفية.
(6)
طبقات الصوفية 97.
(7)
طبقات الصوفية 97.
تعالى
(1)
فهو كذّاب، ومن ادّعى حبّ النبىّ صلى الله عليه وسلم من غير محبّة الفقراء
(2)
فهو كذّاب.
وروى أنّ عصام بن يوسف مرّ بحاتم الأصمّ، وهو يتكلّم فى مجلسه، فقال له: يا حاتم، تحسن تصلّى؟ قال: نعم. قال: كيف تصلّى؟ قال حاتم: أقوم بالأمر، وأقف بالخشية، وأدخل بالنّيّة، وأكبّر بالعظمة، وأقرأ بالتّرتيل، وأركع وأسجد بالتّواضع، وأجلس للتشهّد بالتّمام، وأسلّم
(3)
بالوقار والسّنّة، وأسلمها إلى الله تعالى بالإخلاص، وأرجع إلى نفسى
(3)
بالخوف أن لا يقبلها منّى، وأحفظ بالجهد إلى الموت. فقال له: تكلّم، فأنت تحسن تصلّى.
وروى أنّ شقيقا البلخىّ قال لحاتم الأصمّ: ما الذى تعلّمت منّى منذ صحبتنى؟
قال: ستّة أشياء:
الأول، رأيت الناس كلّهم فى شكّ من أمر الرّزق، فتوكّلت على الله تعالى، لقوله تعالى:{وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاّ عَلَى اللهِ رِزْقُها}
(4)
فعلمت أنّى من جملة الدّوابّ فلم أشغل نفسى بشئ قد تكفّل لى به ربّى. قال: أحسنت.
والثانى، رأيت أنّ لكلّ إنسان صديقا يفئ إليه بسرّه، ويشكو إليه أمره، فاتّخذت لى صديقا يكون لى بعد الموت، وهو فعل الخير، فصادقته ليكون عونا لى عند الحساب، ويجوز معى على الصّراط، ويثبّتنى بين يدى الله تعالى. قال: أحسنت.
والثالث، رأيت لكلّ أحد من الناس عدوّا، فقلت: انظر من عدوّى، فرأيت من اغتابنى أو أخذ
(5)
من مالى أو ظلمنى فليس عدوّى، ولكن عدوّى الذى إذا كنت فى طاعة الله تعالى أمرنى بمعصيته، فرأيت أنّ ذلك إبليس اللّعين وجنوده، فاتّخذتهم أعداء، ووضعت
(1)
لم يرد هذا فى طبقات الصوفية.
(2)
فى طبقات الصوفية: «الفقر» وما هنا أوفق.
(3)
ساقط من: ن، وهو فى: س، ط.
(4)
سورة هود 6.
(5)
فى س، ط:«وأخذ» ، والمثبت فى: ن.
الحرب بينى وبينهم، ووترت قوسى، وفوّقت سهمى، ولا أدع أحدا منهم يقربنى. قال:
أحسنت.
والرابع، رأيت كلّ واحد من الناس له طالب، فرأيت أنّ ذلك الطالب ملك الموت، ففرّغت نفسى له، حتى إذا جاء بادرت معه بلا علاقة. قال: أحسنت.
والخامس، نظرت فى الخلق، فأحببت واحدا وأبغضت واحدا، فالذى أحببته لم يعطنى شيئا، والذى أبغضته لم يأخذ منّى شيئا، فقلت: من أين أتيت؟ فنظرت، فإذا هو الحسد، فنفيته عنى، وأحببت الناس كلّهم، فكلّ شئ لم أرضه لنفسى لم أرضه لهم. قال:
أحسنت.
والسادس، رأيت كلّ واحد من الناس له بيت يسكنه ويأوى إليه، فرأيت مسكنى القبر، فكلّ شئ قدرت عليه من الخير قدّمته لنفسى، حتى أعمّر قبرى، فإنّ القبر إذا كان خرابا لا يمكن المقام فيه.
فقال له شقيق:/يكفيك، ولست بمحتاج إلى غيره.
وقال: الزّاهد يذيب كيسه قبل نفسه، والمتزهّد يذيب نفسه قبل كيسه، ولكلّ شئ زينة، وزينة العبادة الخوف، وعلامة الخوف قصر الأمل.
وقال، رحمه الله تعالى، ما ينبغى أن يكتب بماء الذهب، وهو: لا تغترّ بموضع صالح، فلا مكان أصلح من الجنّة، لقى فيها
(1)
آدم
(1)
عليه الصلاة والسلام
(1)
ما لقى، ولا تغترّ بكثرة العبادة، فإنّ إبليس بعد طول تعبّده لقى ما لقى، ولا تغترّ بكثرة العلم؛ فإنّ بلعام كان يحسن اسم الله الأعظم، فانظر ماذا لقى، ولا تغترّ برؤية الصّالحين، فلا شخص أكبر ولا أصلح من المصطفى صلى الله عليه وسلم، لم تنتفع بلقائه أقاربه وصاروا أعداءه.
وعن أبى عبد الله الخوّاص، قال: دخلت مع أبى عبد الرحمن حاتم الأصمّ إلى الرّىّ،
(1 - 1) ساقط من: س، وهو فى: ط، ن.
ومعه ثلاثمائة وعشرون رجلا يريدون
(1)
الحجّ، وعليهم الصّوف والرزمانقات
(2)
، وليس فيهم من معه طعام ولا جراب، فنزلنا على رجل من التّجّار متنسّك يحبّ الصّالحين، فأضافنا تلك الليلة، فلمّا كان من الغد، قال لحاتم: يا أبا عبد الرحمن، ألك حاجة، فإنّى أريد أن أعود فقيها لنا هو مريض؟ فقال حاتم: إن كان لكم فقيه عليل، فعيادة الفقيه فيها فضل كثير، والنّظر إلى الفقيه عبادة، وأنا أيضا أجئ معك.
وكان المريض محمد بن مقاتل
(3)
، قاضى الرّىّ، فقال: مرّبنا يا أبا عبد الرحمن. فجاءوا إلى باب داره، فإذا البوّاب كأنّه أمير مسلّط، فبقى حاتم متفكّرا يقول: باب دار عالم على هذه الحال!! ثم أذن لهم فدخلوا، وإذا بدار قوراء
(4)
، وآله حسنة، وبزّة وفرش وستور، فبقى حاتم متفكّرا ينظر حتى دخلوا إلى المجلس الذى فيه محمد بن مقاتل، وإذا بفراش حسن وطئ، ممهّد، وهو راقد عليه، وعند رأسه خدمه، والناس وقوف.
فقعد الرّازىّ وسأل عن حاله، وبقى حاتم قائما، وأومأ إليه محمد بن مقاتل بيده:
اجلس.
فقال حاتم: لا أجلس.
فقال له محمد
(5)
بن مقاتل: فلك حاجة؟
فقال: نعم.
فقال: وما هى؟
قال: مسألة أسألك عنها.
قال: سلنى.
قال حاتم: قم فاستو جالسا حتى أسألك عنها.
فأمر غلمانه فأسندوه.
فقال له حاتم: علمك هذا من أين جئت به؟
(1)
فى س: «يريد» ، والمثبت فى: ط، ن.
(2)
فى شفاء الغليل 108: «رزمة، بالكسر: ما يجمع فيه الثياب، والعامة تضمه» ، فلعل هذا منه. أو لعله نوع من الثياب.
(3)
ذكر الشعرانى فى طبقاته 81،1/ 80 هذه القصة باختصار.
(4)
قوراء: واسعة.
(5)
ساقط من: س، ط، وهو فى: ن.
فقال: حدّثنى به الثّقات.
قال: عن من؟
قال: عن الثّقات من الأئمّة.
قال: عن من أخذوه؟
قال: عن التّابعين.
قال: والتابعون عن من أخذوه؟
فقال: عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن من أخذوه؟
قال: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم عن من أخذه؟
قال: عن جبريل عليه
(1)
الصلاة و
(1)
السلام، عن الله عز وجل.
فقال له حاتم: ففيما أدّاه جبريل عن الله تعالى إلى النبىّ صلى الله عليه وسلم، وأدّاه النبىّ صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه رضى الله تعالى عنهم، وأدّاه أصحابه إلى تابعيهم، وأدّاه التابعون إلى الأئمّة، وأدّاه الأئمّة إلى الثّقات، وأدّاه الثّقات إليك، هل سمعت أنّ من كانت داره فى الدنيا أحسن، وفراشه أجمل، وزينته أكثر، كانت له المنزلة عند الله تعالى أعظم؟
فقال: لا.
قال: فكيف سمعت؟
قال: سمعت من زهد فى الدنيا، ورغب فى الآخرة، وأحبّ المساكين، وقدّم لآخرته، كان عند الله تعالى له المنزلة أكثر، وإليه أقرب.
قال حاتم: فأنت بمن اقتديت، بالنبىّ صلى الله عليه وسلم،/أو بأصحابه، أو بالتابعين من بعدهم، والصّالحين على أثرهم، أو بفرعون ونمرود، أوّل من بنى بالجصّ والآجرّ؟ يا علماء السّوء مثلكم إذا رآه الجاهل المتكالب على الدنيا، الرّاغب فيها يقول: إذا كان هذا العالم على هذه الحالة لا أكون أنا شرّا منه.
(1 - 1) ساقط من: س، وهو فى: ط، ن.
قال: ثم خرج من عنده، وازداد محمد بن مقاتل مرضا على مرضه من كلامه.
وبلغ أهل الرّىّ
(1)
ما جرى بين حاتم وبين ابن مقاتل
(1)
، فقالوا لحاتم: يا أبا عبد الرحمن، إن محمد بن عبيد الطّنافسىّ بقزوين، أكبر سنّا من هذا، وهو غريق فى الدنيا.
قال
(2)
: فصار حاتم إليه متعمّدا، ودخل عليه، وعنده الخلق مجتمعون يحدّثهم، فقال له حاتم: رحمك الله، أنا رجل عجمىّ، جئتك لتعلّمنى مبتدأ دينى، ومفتاح صلاتى، كيف أتوضّأ للصّلاة؟
فقال: نعم وكرامة، يا غلام، إناء فيه ماء.
فجاءه بالإناء، وقعد محمد بن عبيد يتوضّأ ثلاثا، ثم قال له: هكذا فاصنع.
قال حاتم: مكانك، رحمك الله، حتى أتوضّأ بين يديك، ليكون آكد لما أريد.
فقام الطّنافسىّ، وقعد حاتم مكانه فتوضّأ، وغسل وجهه ثلاثا، حتى إذا بلغ الذّراع غسله أربعا.
فقال له الطّنافسىّ: يا هذا، أسرفت.
فقال له حاتم: فيما ذا أسرفت؟
قال: غسلت ذراعك أربعا.
فقال له حاتم: سبحان الله تعالى، أنا أسرفت فى كفّ من الماء، وأنت فى جميع هذا الذى أراه كلّه لم تسرف!!
فعلم الطّنافسىّ أنّه قصد منه ذلك، ولم يرد أن يتعلّم منه شيئا، فدخل إلى البيت، ولم يخرج إلى الناس أربعين يوما.
وكتب تجّار الرّىّ إلى بغداد بما جرى بين حاتم وبين محمد بن مقاتل، ومحمد بن عبيد الطّنافسىّ، ثم رحل حاتم إلى العراق، ودخل بغداد، واجتمع بعلمائها كما تقدّم فى أوائل الترجمة.
ثم خرج إلى الحجاز، فلما صار
(3)
إلى المدينة الشّريفة، أحبّ أن ينظر علماءها، فقال لهم: يا قوم، أىّ مدينة هذه؟
(1 - 1) فى س: «ما جرى بينه وبين حاتم» ، والمثبت فى: ط، ن.
(2)
ساق الشعرانى هذه القصة أيضا باختصار فى طبقاته 1/ 81.
(3)
فى ن: «وصل» ، والمثبت فى: س، ط.
قالوا: مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال: فأين قصر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصلّى فيه ركعتين؟
قالوا: ما كان له قصر، إنّما كان له بيت لاطىّ
(1)
.
قال: قصور أهله وأزواجه وأصحابه بعده؟
قالوا: ما لهم إلاّ بيوت لاطيّة.
فقال حاتم: يا قوم، هذه مدينة فرعون.
قال: فلبّبوه
(2)
وذهبوا به إلى الوالى، فقالوا: هذا العجمىّ
(3)
يقول: هذه مدينة فرعون.
فقال له الوالى: لم قلت ذلك؟
فقال له حاتم: لا تعجل علىّ أيّها الأمير، أنا رجل غريب، دخلت هذه المدينة، فسألت:
أىّ مدينة هذه؟ فقالوا: مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. فقلت: وأين قصر الرّسول صلى الله عليه وسلم لأصلّى فيه ركعتين؟ قالوا: ما كان له قصر، إنّما كان له بيت لاطىّ. قلت:
فقصور
(4)
أهله وأزواجه وأصحابه بعده؟ قالوا: ما كان لهم إلاّ بيوت لاطيّة. وسمعت الله تعالى يقول: {لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}
(5)
، فأنتم بمن تأسّيتم؛ برسول الله صلى الله عليه وسلم، أو بأصحابه، أو بفرعون أوّل من بنى بالجصّ والآجرّ؟
فخلّوا عنه، وعرفوا أنّه حاتم الأصمّ، وعلموا
(6)
قصده.
وكان كلّما دخل المدينة يكون له مجلس عند قبر النبىّ صلى الله عليه وسلم، يحدّث ويدعو، فاجتمع إليه مرّة علماء المدينة، وقالوا: تعالوا نخجله فى مجلسه، كما فعل بنا عند الوالى.
(1)
لاطى: لاصق بالأرض.
(2)
لببوه: أخذوه بتلبيبه، أى جمعوا ثيابه عند نحره وصدره ثم جروه.
(3)
فى ن: «عجمى» ، والمثبت فى: س، ط.
(4)
فى س، ط:«فبيوت» ، والتصويب من: ن، وقد مر.
(5)
سورة الأحزاب 21.
(6)
فى س: «وعرفوا» ، والمثبت فى: ط، ن.
فحضروا عنده وقد اجتمع إليه خلق كثير، فقال له واحد: يا أبا عبد الرحمن مسألة.
/قال: سل.
قال: ما تقول فى رجل يقول: اللهم ارزقنى.
قال حاتم: متى طلب هذا العبد الرّزق من ربّه عز وجل، فى الوقت، أو قبل الوقت، أو بعد الوقت؟
فقالوا: يا أبا عبد الرحمن، ليس نفهم عنك هذا.
فقال حاتم: أنا أضرب لكم مثلا حتى تفهموه، مثل العبد الذى طلب
(1)
الرّزق من ربّه تعالى قبل الوقت كمثل رجل كان له على رجل دين، فطالبه به، وقعد يلازمه، فاجتمع جيرانه وقالوا له: هذا رجل معدم، لا شئ له، فأجّله فى هذا الحقّ حتى يحتال ويعطيك.
فقال لهم: كم تريدون أؤجّله
(2)
؟ قالوا: شهرا. فتركه وانصرف، فلمّا كان بعد عشرة أيام جاء واقتضاه، فقام جيرانه فقالوا: سبحان الله، أجّلته بين أيدينا شهرا، ثم جئت تقتضيه بعد عشرة أيّام. فتركه وانصرف، فلمّا كان محلّ الشّهر جاء فاقتضاه، فقال الجيران: إنّما حلّ لك اليوم، دعه إلى بعد المحلّ ثلاثا. فهذا مثل العبد الذى يطلب الرّزق من ربّه عز وجل.
ثم قال: عندكم أثاث، ودراهم فى أكياسكم، وطعامكم فى بيوتكم، وأنتم تقولون:
اللهم ارزقنا. فقد رزقكم. كلوا وأطعموا إخوانكم المؤمنين، حتى إذا فنى أقيموا بعده ثلاثا، ثم سلوا ربّكم عز وجل، عسى أن يموت أحدكم غدا وعنده ما يخلف على الأعداء، وهو يسأل الله
(3)
أن يزيده فى رزقه، ما هذه الغفلة؟
فقالوا: نستغفر الله يا أبا عبد الرحمن، ما أردنا بالمسألة إلاّ إعناتك. ثم انصرفوا عنه.
هذا ما نقلناه بعد أن اخترناه من كتاب «مناقب الأبرار» لابن خميس
(4)
، رحمه الله
(1)
فى ن «يطلب» والمثبت فى: س، ط.
(2)
ساقط من: ن، وهو فى: س، ط.
(3)
تكملة من: ن، وهو ساقط من: س، ط.
(4)
مكان: «خميس» بياض فى: ن، وهو فى: س، ط.
وهو الحسين بن نصر الكعبى الشافعى، المتوفى سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
انظر: طبقات الشافعية 7/ 18، ووفيات الأعيان 140،2/ 139، وذكر له ابن خلكان هذا الكتاب «مناقب الأبرار» وذكر أنه على أسلوب «رسالة القشيرى» .
تعالى، وفيه كفاية لمن أراد الوقوف على أخبار حاتم، وأوصافه، وطريقته التى كان عليها، ولو أردنا أن نجمع من ذلك جميع ما رأيناه منقولا عنه فى كتب القوم لطالت التّرجمة، وخرجنا عن المقصود، وخشينا من السّآمة على من يطالع الكتاب، ممّن لم يذق حلاوة المحبّة، ولا دخل إليها من باب.
ونسأل الله الكريم، ونتوسّل إليه بنبيّه العظيم، وبجميع أنبيائه وسائر أوليائه، وبصاحب هذه الترجمة حاتم بن عنوان
(1)
، صلّى الله عليهم وسلّم، وشرّف وكرّم، أن ترزقنا
(2)
محبّتهم، وتسلكنا طريقتهم، وتجمعنا بهم فى مستقرّ رحمتك، من غير عذاب يسبق، يا أرحم الرّاحمين،
(3)
يا مجيب السائلين، آمين
(3)
.
***
623 - حاتم بن منصور بن إسماعيل
أبو قرّة الهروىّ
(*)
قدم نيسابور سنة أربع وستين وأربعمائة.
شيخ مشهور من وجوه القوم، وبيته بيت مشهور، سمع الحديث من أبيه، وغيره.
ويأتى أبوه فى محلّه، إن شاء الله تعالى.
***
(1)
فى ن: «علوان» والمثبت فى: س، ط، وتقدم الإشارة إلى أنهما واحد فى حاشية صدر الترجمة.
(2)
جاءت الأفعال من هنا بياء المضارعة فى: س، وجاء فيها «رحمته» مكان «رحمتك» ، والمثبت فى: ط، ن.
(3 - 3) زيادة من: س، على ما جاء فى: ط، ن.
(*) له ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 412.
624 - حاتم بن نصر بن مالك الغجدوانىّ
الفقيه
(*)
تفقّه على أبى حفص الكبير، وروى عن محمد [بن محمد]
(1)
بن سلاّم.
***
625 - حاتم بن أبى المظفّر، أبو قرّة
(**)
كذا رأيته فى «الجواهر» وغيرها، ولا أدرى هل هو أبو قرّة المتقدّم، وكان أبوه منصور يكنى بأبى المظفّر، فتكون التّرجمتان لواحد، أم لا؟ فكتبت كما رأيت، وإن وجدت ما يوضّح ذلك ألحقته.
روى عن حاتم المذكور صاعد بن سيّار، وقال: أنشدنى أبو قرّة حاتم بن أبى المظفّر الحنفىّ، أنشدنا والدى، أنشدنا عمّيّ أبو نصر، رحمه الله تعالى
(2)
:
عسى وعسى يثنى الزّمان عنانه
…
بعثرة دهرى والزّمان عثور
/فتدرك آمال وتحوى رغائب
…
ويحدث من بعد الأمور أمور
***
626 - حاجّى بابا الطّوسنوىّ
(***)
كذا ذكره فى «الشّقائق» ، وقال
(3)
: كانت له فضيلة تامّة، وملازمة للاشتغال
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 413.
ويأتى الكلام على نسبته «الغجدوانى» فى باب الأنساب.
وسيذكر التقى التميمى أنه تفقه على أبى حفص الكبير، وتقدمت ترجمة أبى حفص برقم 186 والمترجم على هذا من رجال القرن الثالث تقديرا.
(1)
تكملة من الجواهر المضية، وتأتى ترجمته برقم 2253.
(**) ترجمته فى الجواهر المضية، برقم 414.
(2)
البيتان فى الجواهر المضية 1/ 183.
(***) ترجمته فى الشقائق النعمانية 220،1/ 219 وفيه:«الطوسى» مكان «الطوسنوى» وقد ذكره صاحب الشقائق فى علماء دولة السلطان محمد بن مراد خان، وقد بويع له بالسلطنة سنة خمس وخمسين وثمانمائة، انظر الشقائق النعمانية 1/ 181 - 187.
(3)
ساق التميمى قول صاحب الشقائق بتصرف.
والإشغال، وانتفع به كثير من الطلبة، ومن تصانيفه «إعراب الكافية» ، و «إعراب المصباح» ، و «شرح قواعد الإعراب» ، و «شرح العوامل» .
(1)
والله تعالى أعلم
(1)
.
***
627 - حاجّى بن علىّ بن الخطّاب
الشّهير بحاجّى باشا الرّومىّ، الإيدينىّ الأصل
(*)
صاحب كتاب «الشّفاء» فى الطّبّ.
كان من مشاهير الفضلاء، قرأ على الشيخ أكمل الدّين بمصر، وكان من خواصّ تلامذته، وله إليه ميل زائد، وقرأ العلوم العقليّة على العلاّمة مبارك شاه المنطقىّ، وعرض له مرض شديد، اضطرّه إلى الاشتغال بالطّبّ حتى مهر فيه، وفوّضت له الرّئاسة بمارستان مصر، فدبّره أحسن التّدبير.
وصنّف كتاب «الشّفاء» المذكور فى الطّبّ باسم الأمير
(2)
عيسى بن
(2)
محمد بن ايدين، وصنّف فيه أيضا مختصرا بالتّركيّة، وسمّاه «التّسهيل» ، وصنّف قبل اشتغاله بالطّبّ «حواشى» على «شرح الطّالع» للعلاّمة الرّازىّ على التّصوّرات والتّصديقات، وله «شرح» على «الطّوالع» أيضا.
وكان السّيّد يشهد له
(3)
بالفضيلة التامّة
(3)
وكان رفيقا له فى الاشتغال، رحمهما الله تعالى.
***
(1 - 1) زيادة من: ط، على ما في: س، ن.
(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 115،1/ 114، كشف الظنون 1716،1116.
وذكره صاحب الشقائق فى علماء السلطان بايزيد بن مراد الغازى، وقد بويع له بالسلطنة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، وتوفى سنة ست عشرة وثمانمائة، انظر الشقائق النعمانية 119،1/ 84.
وفى س، ط:«من على بن الخطاب» ، والمثبت فى: ن.
والإيدينى: نسبته إلى ولايته إيدين ايلى. معجم المؤلفين 3/ 174.
(2 - 2) لم يرد هذا فى الشقائق. والمؤلف ينقل عنها.
(3 - 3) فى س: «بالفضل التام» ، والمثبت فى: ط، ن، والشقائق.
628 - حاجّى بيرم الأنقرىّ
(*)
ولد ببعض قرى أنقرة
(1)
، من بلاد الرّوم، وأنقرة هى التى تسمّى الآن أنكورية، وبها قبر امرئ القيس.
واشتغل فى العلوم العقليّة والنّقليّة، ومهر فيها، وصار مدرّسا بمدينة
(2)
أنقرة، ثم ترك التّدريس، وصحب
(3)
الشّيخ الولىّ الصالح حامد بن موسى القيصرىّ
(4)
، وأخذ عنه طريق التّصوّف، وانتفع به خلق كثير.
وكانت وفاته بأنقرة، ودفن بها، وقبره مشهور، مقصود بالزيارة، تغمّده الله برحمته.
***
629 - حامد بن أبى القاسم بن روزبة، أبو صابر
وأبو القاسم، الأهوازىّ
(**)
نزيل مصر، الفقيه.
سمع، وحدّث، وسمع منه المنذرىّ الحافظ، وذكره فى «معجم شيوخه» .
وكانت وفاته فى سحر يوم الرابع والعشرين، من شهر رمضان المعظّم، سنة اثنتى عشرة وستمائة، بالمشهد الحاكمىّ، بالقرب من جامع ابن طولون، وقد علت سنّه، رحمه الله تعالى.
***
(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 118،1/ 117. وورد اسمه فيها:«الحاج بيرام الأنقروى» وهو من علماء دولة السلطان بايزيد بن مراد الغازى، الذى سبقت الإشارة إليه فى الترجمة.
(1)
فى الشقائق أن اسم القرية «صول فصلى» .
(2)
فى س: «بمدرسة» ، والمثبت فى: ط، ن، والشقائق.
(3)
فى ن: «وصاحب» ، والمثبت فى: س، ط.
(4)
تأتى ترجمته فى رقم 636.
(**) ترجمته فى الجواهر المضية، برقم 418.
630 - حامد بن عبد الله العجمىّ
العلاّمة، زين الدّين
كذا ذكره فى «الغرف العليّة» ، وقال: إنّه اشتغل ببلاده، وحصّل، وبرع، وتفقّه، وقدم دمشق، ودرّس
(1)
بها.
وتوفّى يوم السبت، سابع عشر ذى الحجّة، سنة ستّ وتسعمائة، ودفن بباب الصّغير، وحضر جنازته الشيخ برهان الدّين بن عون، والطّلبة، رحمه الله تعالى.
وهو أحد شيوخ ابن طولون.
***
631 - حامد بن محمد، الشّهير بابن شيخ دوروز
(*)
مفتى الدّيار الرّوميّة، وكان يعرف فى الدّيار الرّوميّة باسمه مقرونا بلفظ أفندى، فإذا قالوا: حامد أفندى. ينصرف إليه فقط.
كان أبوه من أهل العلم، وكان يستحضر كثيرا من اللغة.
وكان ولده هذا من العلماء العاملين، وعباد الله الصّالحين، أخذ العلم عن المولى العلاّمة مفتى الدّيار الرّوميّة شيخ محمد بن إلياس، والمولى الفاضل الكامل قادرى أفندى، وصار ملازما منه،
(2)
وتذكر حبّا له
(2)
، حين كان قاضى العسكر،/ثم صار مدرّسا بعشرين عثمانيّا فى مدرسة منلا خسرو، بمدينة بروسة، ثم صار مدرّسا بمدرسة ابن ولىّ الدّين بثلاثين عثمانيّا، فى مدينة بروسة أيضا، ثم صار مدرّسا فى مدرسة داود باشا بأربعين عثمانيّا، فى مدينة
(1)
فى س: «فدرس» والمثبت فى: ط، ن.
(*) ترجمته فى: العقد المنظوم،2/ 531 - 533.
وفى ن: «الشهيربان شيخ دورون» ، والمثبت فى: ط، ن.
(2 - 2) فى ن: «وتذكر جباله» والمثبت فى: س، ط. وعبارة العقد:«وصار ملازما من المولى القادرى بخدمة التذكرة أيام قضائه بالعسكر» .
إصطنبول، ثم صار مدرّسا بمدينة ككويزة
(1)
، فى مدرسة مصطفى باشا بخمسين عثمانيّا، ثم صار مدرّسا بمدرسة الخاصّكيّة، والدة السلطان سليمان، عليه مزيد الرّحمة والرّضوان، بمدينة مغنيسيا، وصار مفتيا بالولاية المذكورة، ثم ولى تدريس المدرسة المعروفة بشاه زاده، بمدينة إصطنبول، بستّين عثمانيّا، ثم ولى منها قضاء دمشق، ثم قضاء القاهرة، ثم عزل عنها، وصار مدرّسا بأياصوفيا، بتسعين عثمانيّا، بطريق التّقاعد، ثم ولى قضاء بروسة، ثم قضاء قسطنطينيّة، ثم قضاء العسكر بروم ايلى، نحو عشر سنين
(2)
، ثم عزل وولى مكانه قاضى زاده.
فلمّا توفّى المرحوم أبو السّعود العمادىّ، فوّض إليه منصب الإفتاء بالدّيار الرّوميّة، واستمرّ فيه إلى أن نقله الله تعالى إلى دار كرامته، نهار الثّلاثاء، رابع شعبان، سنة خمس وثمانين وتسعمائة، رحمه الله تعالى.
وله «كتاب» جمع فيه كثيرا من الفتاوى الفقهيّة، نحو خمسة عشر مجلّدا، وعلى حواشيه شئ يسير من أبحاثه، رأيت بعضه عند المولى العلاّمة محمد بن الشيخ
(3)
محمد، مفتى البلاد
(4)
الرّوميّة.
وكان صاحب التّرجمة فى ولاياته كلّها محمود السّيرة، مشكور الطريقة، يقول الحقّ ويعمل به، وكان من أعفّ القضاة عن محارم الله تعالى، رحمه الله تعالى.
***
(1)
فى س: «كيبوذه» ، وفى ط:«كيبورة» ، وفى ن «كييودة» ، والمثبت فى العقد المنظوم.
(2)
فى ن: «نحو عشرين سنة» ، والصواب فى: س، ط: وفى العقد المنظوم: «ودام عليه مدة تسع سنين» .
(3)
في س: «شيخ» ، والمثبت فى: ط، ن.
(4)
فى ن: «الديار» ، والمثبت فى: س، ط.
632 - حامد بن محمد بن محمد
الشيخ افتخار الدّين الخوارزمىّ
(*)
ولد سنة سبع وستين وستمائة.
واشتغل بالعلم، وسمع من الدّمياطىّ، وله نظم، كتب عنه منه البرزاليّ، وعمل هو لنفسه ترجمة فى «جزء» .
مات فى العشر الأواخر من المحرّم، سنة إحدى وأربعين وسبعمائة.
***
633 - حامد بن محمد، الإمام جمال الدّين
صاحب «المحاضر»
هكذا مذكور فى كتب الفتاوى، ولم أقف له على ترجمة،
(1)
وإن ظفرت بشئ ألحقته
(1)
.
***
634 - حامد بن محمود بن على بن عبد الصمد
الرّازىّ
(**)
من أهل الرّىّ.
تفقّه
(2)
بنيسابور على أبى نصر الأرغيانىّ، وببخارى على الحسام بن البرهان، وبرع فى الفقه.
وكانت ولادته سنة نيّف وتسعين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
***
(*) ترجمته فى: الدرر الكامنة 2/ 85.
وقد سقطت: «بن محمد» الثانية من: س، والدرر الكامنة، وهى فى: ط، ن.
(1 - 1) ساقط من: ن، وهو فى: س، ط.
(**) ترجمته فى: التحبير، لابن السمعانى 1/ 243، الجواهر المضية، برقم 416.
وفى ن: «حامد بن محمد» ، وهو خطأ، صوابه فى: س، ط، والجواهر المضية.
(2)
هذا نقل عن ابن السمعانى.
635 - حامد بن محمود بن معقل
النّيسابورىّ، الشّاماتىّ، القطّان، أبو محمد بن أبى العبّاس
القطّان، النّيسابورىّ
(*)
والد محمد بن حامد، وجدّ أحمد بن محمد بن حامد
(1)
، الآتى ذكر ابنه محمد فى بابه، إن شاء الله تعالى.
من بيت علم وفضل.
كان شيخ أصحاب أبى حنيفة بنيسابور، وكان يروى كتب محمد بن الحسن، عن زياد ابن عبد الرحمن، عن أبى سليمان موسى الجوزجانىّ، عن محمد بن الحسن.
روى عنه أبو العباس أحمد بن هارون الفقيه، شيخ الحنفيّة بنيسابور.
روى الحاكم عن ابن ابنه أحمد بن محمد، أنه قال: توفّى جدّى حامد بن محمود سنة تسع/عشرة وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
***
636 - حامد بن موسى القيصرىّ
(**)
كان من عباد الله الصالحين، وكانت له فضيلة تامّة فى علمى الظّاهر والباطن، وله كرامات ظاهرة، وكان العلاّمة شمس الدين الفنرىّ يعترف بفضله، ويغترف من بحره.
وهو أوّل واعظ وعظ بالجامع الكبير، الذى بناه السلطان بايزيد ببروسة، ثم انتقل من مدينة بروسة إلى مدينة أقسراى
(2)
، واستمر بها إلى أن مات، رحمه الله تعالى.
***
(*) ترجمته فى: الأنساب 327 و، الجواهر المضية، برقم 417، الفوائد البهية 59، كتائب أعلام الأخيار، برقم 417.
وفى ن: «السامانى» مكان «الشاماتى» ، وهو خطأ، صوابه فى: س، ط.
وسيذكر المؤلف هذه النسبة فى الأنساب، وسيذكر نقلا عن ياقوت أن الشامات من نواحى نيسابور كورة كبيرة.
(1)
تقدمت ترجمته برقم 310.
(**) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 116،1/ 115. وهو من علماء دولة السلطان بايزيد بن مراد الغازى، وكانت سلطنته من سنة إحدى وتسعين وسبعمائة إلى سنة ست عشرة وثمانمائة.
(2)
ساقط من: ن، وهو فى: س، ط.
637 - حبّان بن بشر بن المخارق
أبو بشر الأسدىّ
(*)
جدّ أكتم
(1)
، المذكور فى حرف الألف.
سمع يحيى بن آدم، وأبا معاوية الضّرير، ومحمد بن سلمة
(2)
الحرّانىّ، وأبا يوسف القاضى، وعليه تفقّه، وروى عنه جماعة، منهم أبو القاسم البغوىّ، وغيره.
وولى القضاء بأصبهان، ثم قدم بغداد، فأقام بها إلى أن ولاّه المتوكّل على الله قضاء الشّرقيّة.
وكان رحمه الله تعالى من أجلّ أصحاب الحديث، ديّنا، ثقة، مقبولا، وثّقه ابن معين، وغيره.
وكان لا يبصر إلاّ
(3)
بعينه الواحدة، وكان سوار بن عبد الله
(4)
كذلك، فاتّفق أنّ المتوكل ولاّهما القضاء فى يوم واحد، وذلك بأمر القاضى يحيى بن أكتم، بعد قدومه على الخليفة إلى سرّ من رأى، وتفويض قضاء
(5)
القضاة إليه، ولّى حبّان بالشرقيّة، وسوارا بالجانب الشرقىّ، وخلع عليهما
(6)
، فقال فيهما دعبل الشاعر
(7)
:
رأيت من الكبائر قاضيين
…
هما أحدوثة فى الخافقين
قد اقتسما العمى نصفين فذّا
…
كما اقتسما قضاء الجانبين
وتحسب منهما من هزّ رأسا
…
لينظر فى مواريث ودين
(*) ترجمته فى تاريخ بغداد 8/ 284 - 286، وفيه:«حيان» ، الجواهر المضية، برقم 419.
قال القرشى: «وهكذا رأيته بخط بعضهم بالباء الموحدة، وبخط بعضهم بالياء المثناة آخر الحروف» .
(1)
تقدمت ترجمته برقم 541.
(2)
فى تاريخ بغداد 8/ 284: «مسلمة» ، وهو خطأ. انظر ترجمته فى العبر 1/ 307.
(3)
ساقط من: ط، ن، وهو فى: س.
(4)
هو سوار بن عبد الله سوار العنبرى، كما فى تاريخ بغداد 8/ 285.
(5)
فى ط، ن:«قاضى» ، والتصويب من: س، وتاريخ بغداد 8/ 285.
(6)
زاد الخطيب: «فى يوم واحد وكانا أعورين» .
(7)
ديوان دعبل (الأشتر)329.
كأنّك قد جعلت عليه دنّا
…
فتحت بزاله من فرد عين
(1)
هما فال الزّمان بهلك يحيى
…
إذ افتتح القضاء بأعورين
(2)
***
638 - حبّان بن علىّ، أبو علىّ، وقيل:
أبو عبد الله، العنزىّ، الكوفىّ
(*)
أخو مندل، كان هو وأخوه من أصحاب أبى حنيفة، رضي الله عنه، وهو أستاذهما الأعظم، عنه أخذا، وعليه تفقّها.
حدّث حبّان عن سليمان الأعمش، وغيره، وروى عنه محمد بن الصّباح
(3)
.
قال حجر بن عبد الجبّار فى حقّه: ما رأيت فقيها
(4)
بالكوفة أفضل من حبّان بن علىّ.
وقال محمد بن شجاع: كان أبو حنيفة لا يفزع إليه فى أمر الدّين والدنيا إلاّ وجد عنده فى ذلك أثرا حسنا.
وضعّفه بعض المحدّثين، وترك حديثه.
وقال الذّهبىّ، فى «الميزان» ، بعد أن ذكره، وذكر من أثنى عليه، ومن ضعّفه: قلت: لا يترك
(5)
.
(1)
البزال: موضع البزل من الدن.
وفى ط: «من قرب عين» ، والمثبت فى: س، ن، والديوان، وتاريخ بغداد.
(2)
فى تاريخ بغداد: «هما فالا الزمان .. اذا افتتح .. » .
(*) ترجمته فى تاريخ بغداد 8/ 255 - 257، تاريخ خليفة بن خياط (دمشق) 711، تقريب التهذيب 1/ 147، تهذيب التهذيب 174،2/ 173، الجرح والتعديل 2/ 270/1، الجواهر المضية، برقم 420، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 70، ذيل الجواهر المضية 2/ 544، شذرات الذهب 1/ 279، طبقات خليفة بن خياط (دمشق) 396، طبقات ابن سعد 6/ 265، العبر 1/ 259، مفتاح السعادة 2/ 256، ميزان الاعتدال 1/ 449، النجوم الزاهرة 2/ 69.
(3)
اى الدولابى، كما فى تاريخ بغداد 8/ 255.
(4)
ساقط من: ن، وهو فى: س، ط، وتاريخ بغداد.
(5)
لفظ الذهبى فى الميزان: «قلت: لكنه لم يترك» .
وكان المهدىّ قد أحبّ أن يراه
(1)
، ويرى أخاه مندلا، فكتب إلى الكوفة بإشخاصهما إليه، فلمّا دخلا عليه سلّما، فقال: أيّكما مندل؟ فقال مندل، وكان أصغر سنّا: هذا حبّان يا أمير المؤمنين.
وكانت وفاة حبّان سنة إحدى وسبعين ومائة، وقيل: اثنتين وسبعين.
وسئل محمد بن فضل عن مولده، فقال: ولدت أنا وحبّان بن علىّ سنة إحدى عشرة.
قيل له: فمندل؟
قال: أكبر منّا بدهر.
والصّحيح/، كما رواه الخطيب فى ترجمة مندل
(2)
، وكما نقلناه آنفا، أن حبّان كان أكبر منه، وسيأتى الكلام على تاريخ مولده ووفاته فى حرف الميم، إن شاء الله تعالى.
وكان حبّان فصيحا بليغا، ومن شعره يرثى أخاه قوله
(3)
:
عجبا يا عمرو من غفلتنا
…
والمنايا مقبلات عنقا
(4)
قاصدات نحونا مسرعة
…
يتخلّلن إلينا الطّرقا
فإذا أذكر فقدان أخى
…
أتقلّب فى فراشى أرقا
(5)
وأخى أىّ أخ مثل أخى
…
قد جرى فى كلّ خير سبقا
***
(1)
تاريخ بغداد 8/ 255.
(2)
تاريخ بغداد 13/ 247 - 251.
(3)
الأبيات فى تاريخ بغداد 13/ 251، الجواهر المضية 2/ 33، ميزان الاعتدال 4/ 180.
(4)
العنق: سير للدابة سريع.
(5)
فى س: «أنقلب» ، والمثبت فى: ط، ن، وتاريخ بغداد. وفى تاريخ بغداد:«فى لحافى» .
639 - حبيب بن عمر الفرغانىّ
(*)
صاحب «الموجز» فى الفقه.
ذكره
(1)
العقيلىّ، فى كتاب «المنهاج» الذى ألّفه فى الفقه، وذكر أنه صنّفه وهذّبه لمّا رأى «الموجز» لحبيب هذا، ورأى «مختصر الطّحاوىّ» .
***
640 - حبيب بن يوسف بن عبد الرحمن
زين الدّين الرّومىّ
العجمىّ
(**)
قرأ للثّمان
(2)
على الشمس الغمارىّ، بقراءته على أبى حيّان، وكذا قرأ على التّقىّ البغدادىّ. وروى عن الشمس العسقلانىّ، وغيره.
وأمّ بالأشرفيّة، واستقرّ فى مشيخة القرّاء بالشّيخونيّة وبالمؤيّديّة، وتصدّى للإقراء فانتفع به خلق، وممّن تلا عليه للسّبع الشمس بن عمران، وغيره، واستقرّ فى إمامة
(3)
الأشرفيّة بعده، ورافقه فى الأخذ عنه التّقىّ أبو بكر الحصنىّ، وروى عنه بالإجازة ابن أسد، والتّقىّ ابن فهد، وآخرون.
***
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 421، الفوائد البهية 59، كتائب أعلام الأخبار، برقم 371، كشف الظنون 2/ 1899، ولم يقيد فيهم سنة وفاته.
وسيذكر المؤلف نسبة الفرغانى فى باب الأنساب.
(1)
فى ط، ن:«وذكره» ، والمثبت فى: س، والجواهر. والعقيلى الآتى صاحب المنهاج هو عمر بن محمد بن عمر، انظر كشف الظنون،2/ 1877، وتأتى ترجمته فى العين.
(**) ترجمته فى: الضوء اللامع 89،3/ 88.
(2)
فى الأصول: «لثمان» والمثبت عن الضوء اللامع.
(3)
فى ط: «الأمانة» ، والمثبت فى: س، ن.
641 - حديد بن عبد الله البابرتىّ
(1)
خير الدّين
كان فاضلا فى المذهب، محبّا للحديث وأهله، مذاكرا بالعربيّة
(2)
، كثير المروءة.
ولى قضاء القدس، وعيّن لقضاء الحنفيّة بدمشق، ولكن لم يقدّر له.
وتوفّى سنة تسع وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
***
642 - حذيفة بن سليمان
(*)
تفقّه بحلب على عبد الوهّاب بن يوسف المعروف بالبدر المحسن، المذكور فى حرف العين
(3)
.
***
643 - حريث-بضمّ الحاء والثاء المثلّثة-ابن أبى الوفاء
البخارىّ
(**)
أحد الائمّة الكبار من فقهاء الحنفيّة ببخارى، وكان فى زمن البخارىّ صاحب «الصحيح» ، وله ذكر فى سبب إخراجه من بخارى مع أبى حفص الكبير، وكان فى زمنه ممّن يشار إليه، وتعقد الخناصر عليه، رحمه الله تعالى.
***
(1)
بابرت: قرية كبيرة ومدينة حسنة من نواحى أرزن الروم، من نواحى أرمينية. معجم البلدان 1/ 444.
(2)
فى ن: «للعربية» ، والمثبت فى: س، ط.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 422.
(3)
توفى عبد الوهاب بن يوسف هذا-على ما يأتى فى حرف العين-سنة تسع وتسعين وخمسمائة، فالمترجم على هذا من رجال أوائل القرن السابع.
وقد رجعت إلى ترجمة عبد الوهاب، فوجدت الذى تفقه عليه خليفة بن سليمان بن خليفة أبا السرايا الخوارزمى الحلبى الآتى فى حرف الخاء، وكانت وفاته سنة ثمان وثلاثين وستمائة، فلعل «حذيفة» هنا حرفت عن «خليفة» عند صاحب «الجواهر» ، ونقل عنه التميمى.
(**) ترجمته فى الجواهر المضية، برقم 423. وانظر طبقات الشافعية الكبرى 2/ 233 فى سبب إخراج الإمام البخارى من بخارى، وورد اسمه فيها: «حريث بن أبى الورقاء».
644 - حسّان بن سنان بن أوفى بن عوف
أبو العلاء التّنوخىّ
الأنبارىّ
(*)
وهو جدّ إسحاق بن البهلول.
(1)
سمع أنس بن مالك، رضى الله تعالى عنه.
روى الخطيب بسنده
(2)
، عن ابن ابنه إسحاق المذكور، أنه قال: حدّثنى جدّى حسّان ابن سنان بن أوفى، قال: خرجت متظلّما إلى واسط، فرأيت أنس بن مالك، رضى الله تعالى عنه، فى ديوان الحجّاج، وسمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مر بالمعروف وأنه عن المنكر، ما استطعت» ، وفى رواية «مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر» .
وكان إسحاق هذا يقول
(3)
: قد دخلت فى الدّعوة التى/دعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله:«طوبى لمن رآنى، ومن رأى من رآنى، ومن رأى من رأى من رآنى» .
وروى الخطيب
(4)
، أنّ أنس بن مالك، رضى الله تعالى عنه، دعا لحسّان المذكور، وقال له: بارك الله فيك. فكان أبو غانم محمد بن يوسف بن يعقوب الأزرق يقول: كان من بركة دعاء أنس لحسّان، أنه عاش مائة وعشرين سنة، وخرج من أولاده جماعة فقهاء وقضاة، ورؤساء، وصلحاء، وكتّاب، وزهّاد.
وكان مولد حسّان سنة ستين من الهجرة
(5)
، ووفاته سنة ثمانين ومائة.
وروى عن
(6)
بعض ولده أنه قال: كان جدّنا حسّان بن سنان يكنى أبا العلاء، وولد
(*) ترجمته فى: البداية والنهاية 10/ 175، تاريخ بغداد 8/ 258 - 260، الجواهر المضية، برقم 424.
(1)
تقدم برقم 454.
(2)
تاريخ بغداد 8/ 258.
(3)
تاريخ بغداد، الموضع السابق.
(4)
تاريخ بغداد 8/ 259.
(5)
ساقط من: س، وهو فى: ط، ن.
(6)
تاريخ بغداد 260،8/ 259.
بالأنبار، فى سنة ستين من الهجرة، على النّصرانيّة، وكانت دينه ودين آبائه، ثم أسلم وحسن إسلامه، وكانت له حين أسلم ابنة بالغ، فأقامت على النّصرانيّة، فلمّا حضرتها الوفاة وصّت بما لها لديرة تنوخ بالأنبار.
وكان حسّان
(1)
يتكلّم ويقرأ ويكتب بالعربية والفارسيّة والسّريانيّة، ولحق الدّولتين، فلمّا قلّد أبو العبّاس السّفّاح ربيعة الرّأى
(2)
القضاء بالأنبار، وهى إذ ذاك حضرته، أتى بكتب مكتوبة بالفارسيّة، فلم يحسن أن يقرأها، فطلب رجلا ديّنا ثقة يحسن قراءتها، فدلّ على حسّان بن سنان، فجاء به، فكان يقرأ له
(3)
الكتب بالفارسيّة، فلمّا اختبره ورضى مذهبه، استكتبه على جميع أمره.
وكان حسّان
(4)
قبل ذلك رأى أنس بن مالك، خادم النبىّ صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، ولا نعلم
(5)
هل رأى غيره من الصّحابة أم لا؟
ومات جدّنا حسّان وله مائة سنة وعشرون سنة، رحمه الله تعالى.
***
645 - حسام الدّين التّوقاتىّ الرّومىّ
المعروف بابن المدّاس
(*)
كان رجلا عالما، محبّا للعلم، مواظبا على الاشتغال، وصنّف شرحا ل «مائة»
(6)
(1)
تاريخ بغداد 8/ 260.
(2)
فى ط، ن:«الرازى» ، وهو خطأ صوابه فى: س، وتاريخ بغداد، وهو ربيعة بن فروخ التيمى المدنى. وانظر ترجمته فى: تهذيب التهذيب 3/ 258، تاريخ بغداد 8/ 420.
(3)
تكملة من: س، وتاريخ بغداد.
(4)
تاريخ بغداد 8/ 260.
(5)
فى تاريخ بغداد: «يعلم» ، بالبناء للمجهول.
(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 165،1/ 164، الفوائد البهية 60، وفيه «المعروف بابن المدرس». والتوقاتى: نسبة إلى توقات، وهى بلدة فى أرض الروم بين قونية وسيواس.
معجم البلدان 1/ 895.
وفى ط: «المعروف بابن المراس» ، والمثبت فى: س، ن، الشقائق. وقد أخل المصنف بالترتيب الهجائى فى إيراد هذه الترجمة بعد «حسان» .
(6)
فى س: «على لامية» وفى ن: «للامية» وفى ط «للمائة» ، والمثبت من الشقائق.
الشيخ عبد القاهر الجرجانىّ، وهو وجيز
(1)
مفيد جدّا، وله كلام
(2)
على «حواشى شرح التّجريد» للسّيّد.
وله «تعليقة» يذكر فيها أسباب ظهور قوس قزح على رأى الحكماء، قال فى آخرها: هذا على مذهب الحكماء، وأمّا نحن أيّها المتشرّعة
(3)
فالأولى بنا أن نضرب عن أمثال ذلك صفحا، على أنه قيل: إنّ قزح اسم شيطان،
(4)
والله تعالى أعلم
(4)
. كذا فى «الشّقائق» .
قلت: نعم، قد ورد فى الحديث النّهى عن إضافة اسم القوس المذكور إلى قزح؛ لما ذكر المؤلّف من أنه اسم شيطان، وأمر بإضافته إلى الله تعالى، بأن يقال: قوس الله تعالى
(5)
. وقد أضافه بعضهم إلى السّحاب، فقال: قوس السّحاب
(6)
، وأنشد فى ذلك
(7)
:
وساق صبيح للصّبوح دعوته
…
فقام وفى أجفانه سنة الغمض
يطوف بكاسات العقار كأنجم
…
فما بين منقضّ علينا ومنفضّ
وقد نسجت أيدى الجنوب مطارفا
…
على الجود كنا والحواشى على الأرض
(8)
يطرّزها قوس السّحاب بأحمر
…
على أخضر فى أصفر إثر مبيضّ
(9)
كأثواب خود أقبلت فى غلائل
…
مصبّغة والبعض أقصر من بعض
(10)
(1)
ساقط من: س، وهو فى: ط، ن.
(2)
فى س: «تعليق» ، والمثبت فى: ط، ن، وفى الشقائق:«تعليقات» .
(3)
يعنى بالمتشرعة الفقهاء، أى الذين لا يذهبون مذهب الحكماء.
(4 - 4) مكان هذا فى ن: «وأمر بإضافته إلى الله تعالى» ، والمثبت فى: س، ط، والشقائق.
(5)
انظر ثمار القلوب 24.
(6)
انظر ثمار القلوب 25.
(7)
انظر الأبيات فى: ثمار القلوب 25، ويتيمه الدهر 1/ 43 منسوبة لسيف الدولة ابن حمدان، وفى ديوان ابن الرومى 473، ومعاهد التنصيص 1/ 39 منسوبة لابن الرومى، وذكر صاحب معاهد التنصيص بعد إيراده لها أن بعضهم ينسبها لسيف الدولة ابن حمدان، منهم صاحب اليتيمة.
(8)
فى المراجع السابقة: «وقد نشرت» .
(9)
رواية ديوان ابن الرومى والمعاهد:
يطرّزها قوس السّحاب بأخضر
…
على أحمر فى أصفر إثر مبيضّ
وفى رواية ثمار القلوب: «بأحمر على أصفر فى أخضر» ، ورواية اليتيمة «يطرزها قوس الغمام بأصفر على أحمر فى أخضر» .
(10)
الخود: المرأة الشابة الحسنة الخلق.
وهذا من التّشبيه البديع الملوكىّ، وقد تنوزع فى هذه، فقيل: لسيف الدّولة ابن حمدان، وقيل: لابن الرّومىّ، وقيل: لغيرهما. والله سبحانه وتعالى أعلم.
***
646 - الحسن بن إبراهيم بن الجرّاح
(*)
تقدّم أبوه
(1)
فى بابه.
والحسن هذا ذكره ابن يونس فى «تاريخ/الغرباء» وقال: قدم مصر مع أبيه، وتوفّى بها سنة خمس وثمانين ومائتين.
وقال ابن عبد الحكم
(2)
: إنّه قدم بعد
(3)
أبيه. فإنّه قال فى حقّ أبيه: ولم يكن إبراهيم بالمذموم فى أوّل ولايته، حتى قدم عليه ابنه من العراق، فتغيّر حاله، وفسدت أحكامه. والله تعالى أعلم.
***
647 - الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن
ابن محمد بن شاذان، أبو علىّ بن أبى بكر
البغدادىّ البزّاز
(**)
قال ابن عساكر، فى «تبيين كذب المفترى، فيما نسب إلى أبى الحسن الأشعرى» :
كان أبو علىّ ابن شاذان حنفىّ الفروع، مولده فى ربيع الأول، سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، فيما نقله الخطيب.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 425.
ولم ترد هذه الترجمة فى: س، وهى فى: ط، ن.
(1)
فى الجزء الأول برقم 29.
(2)
فتوح مصر 246.
(3)
فى ن: «مع» وهو خطأ.
(**) ترجمته فى: البداية والنهاية 12/ 39، تاريخ بغداد 280،7/ 279، وجاء اسمه فيه خطأ: الحسن بن إبراهيم بن أحمد، تبيين كذب المفترى 246،245، الجواهر المضية، برقم 426، شذرات الذهب 229،3/ 228، العبر 3/ 157، المنتظم 87،8/ 86، النجوم الزاهرة 4/ 280.
وقال فى «تاريخ الإسلام» : أسمعه
(1)
أبوه من أبى عمرو بن السّمّاك، وأحمد بن سليمان العبّادانىّ، وميمون بن إسحاق. وعدّد جماعة كثيرة.
ثم قال: روى عنه أبو بكر الخطيب، والبيهقىّ، والإمام أبو إسحاق الشّيرازىّ. وذكر جماعة.
(2)
ثم قال
(2)
: قال الخطيب
(3)
: كتبنا عنه، وكان صدوقا، صحيح السّماع، يفهم الكلام على مذهب أبى الحسن الأشعرىّ، وكان يشرب النّبيذ على مذهب الكوفيّين، ثم تركه بأخرة، وكتب عنه جماعة من شيوخنا؛ كالبرقانىّ، وأبى محمد الخلاّل
(4)
.
وسمعت أبا الحسن ابن رزقويه، يقول: أبو علىّ بن شاذان ثقة.
وسمعت أبا القاسم الأزهرىّ، يقول: أبو علىّ أوثق من برأ الله فى الحديث.
وحدّثنى محمد بن يحيى الكرمانىّ
(5)
، قال: كنت يوما بحضرة أبى علىّ ابن شاذان، فدخل رجل شابّ، فسلّم ثم قال: أيّكم أبو علىّ ابن شاذان. فأشرنا إليه، فقال له: أيّها الشيخ، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
(6)
فى المنام
(6)
، فقال: سل عن أبى علىّ ابن شاذان، فإذا لقيته فأقره منّى السّلام. قال: ثم انصرف الشّابّ، فبكى أبو علىّ، وقال: ما أعرف لى عملا أستحقّ به هذا، إلاّ أن يكون صبرى على قراءة الحديث علىّ
(7)
، وتكرير الصّلاة على النبىّ صلى الله عليه وسلم كلّما جاء ذكره.
قال الكرمانىّ: ولم يلبث أبو علىّ بعد ذلك إلاّ شهرين أو ثلاثة حتى مات.
توفّى أبو علىّ آخر يوم من سنة خمس
(8)
، ودفن فى أوّل يوم من سنة ست وعشرين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
(1)
فى ن: «سمع» ، والصواب فى: س، ط، وفى العبر:«سمّعه» .
(2 - 2) ساقط من: ن، وهو فى، س، ط.
(3)
تاريخ بغداد 7/ 279.
(4)
فى الأصول: «الجلال» ، والتصويب من تاريخ بغداد.
(5)
تاريخ بغداد 7/ 279، والقصة أيضا فى المنتظم 87،8/ 86.
(6 - 6) زيادة من: س، وتاريخ بغداد، على ما فى: ط، ن.
(7)
تكملة من: تاريخ بغداد.
(8)
انظر حاشية الجواهر المضية 2/ 39.
وقد سمع أحمد بن كامل، وعبد الباقى بن قانع، القاضيين، رحمهما الله تعالى.
***
648 - الحسن بن أحمد بن الحسن بن أنوشروان
قاضى القضاة، حسام الدّين، أبو الفضائل، ابن قاضى القضاة
تاج الدين أبى المفاخر، الرّازىّ، الرّومىّ، الحنفىّ
(*)
قال فى «درّة الأسلاك» فى حقّه: حسام قاطع، وإمام بارع، وعالم إلى البرّ مسارع، وحاكم لأشتات المعارف جامع.
كان كبير النفس ظاهر الحشمة، جليل القدر جزيل الحرمة، واسع الخطوة، وافر المروّة والحظوة، معظّما عند أرباب الأبواب المأهولة، حسن المشاركة فى العلوم المعقولة والمنقولة.
ولى القضاء نيّفا وعشرين سنة، بمصر والشام، وأعلى فى كلّ منهما منار الأقضية والأحكام.
وفيه يقول الأديب شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن التّلمسانىّ، من أبيات
(1)
:
لا أختشى الحادثات والحسن المح
…
سن لى من جنابه أرب
(2)
من معشر قد سموا وقد كرموا
…
فعلا وطابوا أصلا إذا انتسبوا
إن أظلم الدّهر ضاء حسنهم
…
وإن أمرّت أيّامه عذبوا
(3)
/من فضّة عرضهم ونشرهم
…
يعطّر الكون أيّة ذهبوا
ولد فى المحرّم، سنة إحدى وثلاثين وستمائة، ببلاد الرّوم.
واشتغل، ومهر، وولى قضاء ملطية
(4)
أكثر من عشرين سنة.
(*) ترجمته فى: البداية والنهاية 14/ 13، الجواهر المضية 1/ 187، حسن المحاضرة 2/ 184،1/ 268، الدرر الكامنة 2/ 91، رفع الإصر 1/ 183 - 185، شذرات الذهب 5/ 446، العبر 5/ 397، الفوائد البهية 60، كتائب أعلام الأخيار برقم 489، النجوم الزاهرة 8/ 190.
(1)
ديوان الشاب الظريف 10.
(2)
فى الديوان: «فى جنابه» .
(3)
فى الديوان: «وإن أمرت أيامنا عذبوا» .
(4)
ملطية: بلدة من بلاد الروم مشهورة مذكورة تتاخم الشام، وهى للمسلمين. معجم البلدان 634،4/ 633.
ثم ورد دمشق فولى القضاء بها أيضا نحوا من عشرين سنة.
ثم نقل إلى قضاء الدّيار المصريّة، فى صفر، سنة ست وتسعين وستمائة، بعناية المنصور لاجين، لأنّه كان يصحبه لمّا كان نائب دمشق، فاختصّ به كثيرا، فلمّا ولى السّلطنة استقدمه وولاّه القضاء، فلم يزل إلى أن قتل لاجين.
واتّفق أنّه قتل وهو عنده، فلمّا تسلطن النّاصر صرفه عن القضاء
(1)
، فرجع إلى دمشق، ولم يزل بها حتى كانت وقعة التّاتار
(1)
، فعدم فيها، قيل: إنهم أسروه، وباعوه للفرنج، فأخذوه إلى بلادهم، وعرفوا أنّه من أهل العلم بالطّبّ فصار يلاطفهم بطبّه.
ويقال: إنّه حصل له بعد أن استقرّ عندهم بقبرس
(2)
إسهال، ودام به حتى مات.
وقيل غير ذلك، والله أعلم بحقيقة الحال.
وكانت وقعة التّاتار المذكورة، فى سنة تسع وتسعين وستمائة.
وكان، رحمه الله تعالى، إماما علاّمة، كثير الفضل والإفضال
(3)
، كثير التّودّد إلى الناس.
أثنى عليه الشّهاب ابن فضل الله، وغيره.
وذكره
(4)
الصّلاح الصّفدىّ فى «أعيان العصر، وأعوان النّصر» ، وقال فى حقّه: كان مجموع الفضائل، عريّا من الرّذائل، كثير المكارم، عفيفا عن المحارم، ظاهر الرّئاسة،
(5)
حريّا بالسّياسة
(5)
، خليقا بالنّفاسة، يتقرّب
(6)
إلى الناس بالودّ، ويتجنّب الخصماء اللّدّ، فيه مروّة وحشمة، وبينه وبين المفاخر قرابة ولحمة، وله نظم وأدب، ورغبة فى إذاعة الخير واجتهاد وطلب.
ولد بأقسراى، سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وولى قضاء ملطية أكثر من عشرين سنة.
ثم نزح إلى الشام، سنة خمس وسبعين وستمائة، خوفا من التّاتار، وأقام بدمشق، وولى
(1 - 1) ساقط من: ط، ن، وهو فى: س.
(2)
هى التى تعرف الآن بقبرص. وهى جزيرة فى بحر الروم. انظر معجم البلدان 4/ 29.
(3)
فى ن: «الفضائل» والمثبت فى: س، ط.
(4)
سقطت واو العطف من: ط، ن، وهى فى: س.
(5 - 5) ساقط من: ن، وهو فى: س، ط.
(6)
فى ن: «متقربا» ، والمثبت فى: س، ط.
قضاءها سنة سبع وسبعين وستمائة؛ بعد القاضى صدر الدّين سليمان، وامتدّت أيّامه إلى أن تسلطن حسام الدّين لاجين، فسار إليه سنة ست وتسعين، فأقبل عليه، وولاّه القضاء بالدّيار المصريّة، وولّى ابنه جلال الدّين مكانه بدمشق، وبقى معظّما وافر الحرمة إلى أن قتل لاجين وهو عنده، فلمّا ضربوا السلطان بالسيف استغاث وقال: ما يحلّ. فأشاروا إليه بالسّيوف، فاختبأ هناك، واشتغلوا عنه بالسّلطان، ولمّا زالت دولة لاجين قدم إلى دمشق على مناصبه وقضائه، وعزل ولده.
ولم يزل على حاله إلى أن خرج
(1)
إلى الغزاة
(1)
، وشهد المصافّ بوادى الخازندار، فى سنة تسع وتسعين وستمائة، فى شهر ربيع الأوّل، وكان ذلك آخر العهد به، وأصابت الرّزيّة الرّازى، وكان فى غنية عن قراءة الملاحم والمغازى.
قال الشيخ شمس الدين الذّهبىّ: والأصحّ أنّه لم يقتل بالغزاة، وصحّ مروره مع المنهزمين، وأنّه أسر وبيع للفرنج، وأدخل إلى قبرس، هو وجمال الدّين المطروحىّ.
وقيل: إنّه تعاطى الطبّ والعلاج، وإنّه جلس يطبّ بقبرس وهو فى الأسر، ولكنّ ذلك لم يثبت.
قال-أعنى الصّفدىّ -: وقلت بناء على صحّة هذه الدّعوى:
إنّ حال الرّازىّ بين البرايا
…
حالة لم نجد عليها مثالا
كان قاضى القضاة شاما ومصرا
…
ثم فى قبرس غدا كحّالا
/ثم قال: الله أكرم وأرحم من أن يمشى أحدا من أهل العلم الشريف إلى ورا، وأن يردّه فى آخر عمره القهقرى.
قال ابن حجر: وكان الحسام ممّن قام فى الإنكار، فى قصّة الكاتب النّصرانىّ، كاتب عسّاف
(2)
أمير العرب، وكان نقل عنه أنّه وقع فى حقّ النبىّ صلى الله عليه وسلم، فقام فى أمره تقىّ الدّين ابن تيميّة، وزين الدين الفارقىّ، وعقد بسبب ذلك مجالس، وتعصّب الشمس الأعسر شادّ
(3)
الدّواوين للنّصرانىّ، فما وسع النّصرانىّ لمّا خشى على نفسه إلاّ أنّه
(1 - 1) فى ن: «للغزاة» ، والمثبت فى: س، ط.
(2)
فى س: «غسان» ، والمثبت فى: ط، ن، ورفع الإصر 1/ 184.
(3)
فى س، ط:«الأغسرشاد» ، والمثبت فى: ن، ورفع الإصر 1/ 185.
أسلم فأطلق، فقال القاضى حسام الدّين فى ذلك
(1)
:
إلى م فتور العزم يا آل أحمد
…
بإبقاء كلب سبّ دين محمّد
وكان إذا ما أذّن القوم سبّه
…
وكان لذكر القبح فيه بمرصد
بإسلامه لا يدرأ الحدّ بعد ما
…
تكرّر منه الشّرّ فى كلّ مورد
على مثله أهل المواهب أجمعوا
…
فكن ممضيا فى نحره بمهنّد
فأنتم ليوث الحرب فى كلّ معرك
…
وأنتم سهام الغزو فى كلّ مشهد
وهى طويلة.
ولمّا ولى قضاء الدّيار المصريّة، عوضا عن قاضى القضاة شمس الدين أبى العباس أحمد بن برهان الدين أبى إسحاق إبراهيم بن عبد الغنىّ السّروجىّ الحنفىّ، كتب له تقليد بخطّ الإمام الرئيس شهاب الدين أبى الثّناء محمود بن سليمان الحلبىّ، منه:
وبعد: فإنّ أولى من ألقيت إليه مقاليد الحكم فى الممالك، وفوّض إليه على سعة الأعمال المصريّة والشاميّة قضاء القضاة فيما هنا وفيما هنالك، وأجريت أقلامه بالعدل والإحسان وأشرق بمسود مداده كلّ
(2)
حال حالك، وغدقت آراء الدولة منه بمشير ما اشتبهت مسالك الصّواب فى أمر إلاّ وأوضح له
(3)
التّوفيق الإلهىّ تلك المسالك، ومن سارت ركائب فضله فى الآفاق، وقيّدت الطلبة عنه العلوم على اختلافها فلم يختلف فى أنه هو العالم على الإطلاق، فلو أدرك عصر إمامه لكان له وارثا، ولصاحبيه فى الرّتبة ثالثا، ولشاد أفكاره للنّعمان ما لم يشده شعر زياد
(4)
، ولاقتدى
(5)
به فى القياس من حادّه فى طريقته وحاد، ولو تأخّر الرّازىّ إلى عصره، لعلم أنّ اتّصافه بالفخر لكونه من مصره، مع أصالة رأى من قاس آراء قيس
(6)
ببعضها فقد أبطل، وشجاعة لو تقدّم عصرها لرجع عمّا قاله فى بنى أميّة الأخطل، وبلاغة قال فيها البليغ ما قاله البليد، وبراعة ما عبد الرحيم
(7)
فى الفخر عن إدراك شأوها إلاّ كعبد الحميد.
(1)
الابيات فى رفع الإصر 1/ 185.
(2)
تكملة من: ن، لما فى: ط، وفى س:«بمسود أقلامه كل حال حالك» .
(3)
تكملة من: س، لما فى: ط، ن.
(4)
يعنى النابغة الذبيانى زياد بن معاوية.
(5)
فى ن: «القياد» ، والصواب فى: س، ط.
(6)
يعنى قيس بن عاصم بن سنان المنقرى، الذى عرف بالحلم وجودة الرأى، المتوفى نحو سنة عشرين للهجرة.
(7)
يعنى القاضى الفاضل عبد الرحيم بن على الوزير الكاتب، المتوفى سنة ست وتسعين وخمسمائة.
ولمّا كان فلان
(1)
رسم بالأمر العالى أن ينوّه إحساننا بذكره، وينبّه على رفعة قدره، فيكون مشيرا فى الدّولة القاهرة، وقاضى القضاة بالدّيار المصريّة، والبلاد الشاميّة، إذ هو كفؤ هذه المراتب وكافيها، وطبّها الخبير بمصالحها وشافيها.
فليتلقّ هذا الإحسان بشكر يضفى عليه حلل النّعم، ويصفى لديه مناهل البرّ الذى تخجل من دوامه الدّيم، وليعمل فى مصالح الدّين والدنيا آراءه المسدّدة فى كلّ أمر، ويبد ما نعلمه من خصائصه التى جمعت له بين
(2)
ذكاء إياس
(3)
وفطنة عمرو
(4)
، ويمض الحكم فيما أراه الله فى
(5)
سائر ما ذكر من الممالك، ويبسط يد أقضيته
(6)
بلسان الشّرع/الذى إذا نطق بأمر أصغى حسامنا المنصور إلى ذلك.
وأمّا الوصايا فنحن نحكم فى استغنائه عنها بعلمنا، ونعلم فيما نثبته من ذلك بالحقّ نفوذ حكمنا، لكنّ ملاكها التقوى وهو بها متّصف، وبالافتقار إلى التوفيق لها معترف فيجعلها إمام أحكامه، وأمام إتقان كلّ رأى وإحكامه. انتهى.
***
649 - الحسن بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن بكر
ابن محمد بن عبد الرزّاق بن داسة الدّاسىّ
البصرىّ، أبو علىّ
(*)
قال السّمعانىّ: كان فقيها حنفيّا، سمع جدّه عبد الله بن أحمد، وسمع منه عبد العزيز النّخشبىّ
(7)
.
(1)
ساقط من: س، وهو فى: ط، ن.
(2)
بعد هذا فى س زيادة عما فى ط، ن:«خصائص» .
(3)
يعنى إياس بن معاوية بن قرة المزنى، قاضى البصرة، المتوفى سنة اثنتين وعشرين ومائة، ويضرب المثل بذكائه وزكنه، انظر ثمار القلوب 92.
(4)
أى عمرو بن العاص.
(5)
فى ط، ن:«من» ، والمثبت فى: س.
(6)
فى س: «يد أفضليته» ، وفى ن:«يد أقضايئه» ، والمثبت فى: ط.
(*) ترجمته فى: الأنساب 218 ظ، الجواهر المضية، برقم 428، اللباب 1/ 406. وفى الأصول:«بن أحمد بن أبى بكر ابن محمد» ، وهو خطأ صوابه فى مصادر الترجمة.
ويأتى ذكر «الداسى» فى باب الأنساب.
(7)
ترجم الذهبى عبد العزيز النخشبى فى وفيات سنة ست وخمسين وأربعمائة، فى العبر 3/ 237 وقال: إنه مات كهلا، وعلى هذا فالمترجم من رجال القرن الخامس للهجرة.
وهو من قرائب أبى محمد بن بكر
(1)
بن محمد بن عبد الرزّاق بن داسة التّمّار الدّاسىّ البصرىّ، راوى كتاب «السّنن» لأبى داود، عنه، وفاته منه شئ يسير، أقلّ من جزء، رواه إجازة أو وجادة.
كذا فى «الجواهر» .
***
650 - الحسن بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عسكر
أبو طاهر، البندنيجىّ
(*)
من أهل باب الطّاق
(2)
، من أولاد القضاة والعدول، شهد عند قاضى القضاة
(3)
أبى الحسن علىّ بن أحمد الدّامغانىّ فى ولايته الثانية، فى يوم الخميس، الثانى والعشرين من المحرّم، سنة ست وسبعين وخمسمائة، فقبل شهادته.
وسمع الحديث على أبى القاسم شعيب
(4)
بن أحمد، وغيره.
وكان ديّنا، فاضلا، له النظم والنثر.
قال ابن النجّار: ذكر لى عبد الرحمن بن عمر الواعظ، أنه كتب شيئا من شعره، وبلغنى أنه توفّى يوم الجمعة، الثانى والعشرين من جمادى الآخرة، سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
***
651 - الحسن بن أحمد بن عطاء بن حسن بن جابر بن وهب
أبو محمد الأذرعىّ، بدر الدين
(**)
ابن عمّ قاضى الحنفّية بدمشق شمس الدين ابن عطاء
(5)
.
(1)
فى الأصول: «أبى بكر» وهو خطأ صوابه من: بعض نسخ الجواهر، واللباب 1/ 405، وانظر حاشية الجواهر 2/ 41.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 429. وفى س بعد «أبو طاهر» زيادة:«الطاهر»
(2)
باب الطاق: محلة كبيرة ببغداد بالجانب الشرقى. معجم البلدان 1/ 445.
(3)
ساقط من: ط، ن، وهو فى س، والجواهر.
(4)
فى ن: «شبيب» ، والمثبت فى س، ط، والجواهر.
(**) ترجمته فى: الدرر الكامنة 93،2/ 92.
(5)
اسمه محمد بن محمد. على ما يأتى فى باب الأبناء.
ولد سنة أربع وعشرين وستمائة، ووجد اسمه فى أوراق السّامعين على ابن الزّبيدىّ
(1)
فى «البخارىّ» ، وحدّث، وسمع منه جماعة، وكان أحد الشّهود بقصر نجاح
(2)
.
ومات فى تاسع شهر رمضان، سنة تسع وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
***
652 - الحسن بن أحمد بن علىّ بن محمد بن على
ابن الدّامغانىّ، أبو محمد
قاضى القضاة [بن قاضى القضاة] أبى الحسين
ابن قاضى القضاة أبى الحسن على بن قاضى القضاة
أبى عبد الله
(*)
وهو أخو قاضى القضاة أبى الحسن على بن أحمد.
شهد عند أخيه فى ولايته الأولى، يوم السبت، لثلاث خلون من ذى القعدة، سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، فقبل شهادته، وولاّه القضاء بربع الكرخ، ثم القضاء بواسط، فانحدر إليها، وأقام بها حاكما إلى أن عزل أخوه عن قضاء البصرة، فى جمادى الآخرة
(3)
، سنة خمس وخمسين وخمسمائة
(3)
، فعزل أبو محمد، وعاد إلى بغداد، ولزم منزله بالكرخ، إلى أن ولى أبو طالب روح بن أحمد قضاء القضاة، فى شهر ربيع الآخر، سنة ست وستين، فأعاد أبا محمد الدّامغانىّ إلى قضاء واسط، فقدمها فى العشر الآخر من شعبان، من السنة المذكورة،
(1)
يعنى أبا على الحسن بن المبارك بن محمد الحنفى، المتوفى سنة ثمان وعشرين وستمائة، وكان قد سمع «الصحيح» من أبى الوقت السجزى، انظر العبر 5/ 113.
ولكن سماعه هذا لا يتفق مع مولده، فلا يعقل أن يسمع من ابن الزبيدى وهو دون السنوات الأربع، وينقل ابن حجر عن البرزالى قوله:«وظهر اسمه فى أوراق السماع على ابن الزبيدى سنة 706 - وهو خطأ فى النسخة-وكنا نعرفه ونعرف كبر سنه» : فلعل المترجم ولد قبل سنة أربع وعشرين وستمائة بما يتيح له السماع من ابن الزبيدى.
(2)
كذا فى الأصول ونسخة من الدرر الكامنة، وفى نسخة أخرى منها:«بقصر حجاج» .
هذا ولم يذكر ياقوت قصر نجاح، وإنما ذكر قصر حجاج، وقال: محلة كبيرة فى ظاهر باب الجابية من مدينة دمشق، منسوب إلى حجاج بن عبد الملك بن مروان. معجم البلدان 4/ 110. ولعله المقصود هنا.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 431. وما بين المعقوفين تكملة منها.
(3)
فى الأصول: «سنة خمس وخمسمائة» ، وهو خطأ، صوابه من الجواهر.
وأقام بها مدّة، ثم عاد إلى بغداد، واستناب على القضاء بها أبا الفضل هبة الله بن علىّ، ثم عاد إليها مرّات، إلى أن فارقها آخر مرّة سنة سبع وسبعين، وله بها بيت، وأقام ببغداد إلى حين وفاته.
وسمع الحديث من إسماعيل بن أحمد بن عمر السّمرقندىّ، وعبد الوهّاب بن المبارك/الأنماطىّ، وحدّث باليسير.
روى ابن النّجّار، عن ابن القطيعىّ، قال: سألت أبا محمد الدّامغانىّ عن مولده، فقال:
فى سنة إحدى وعشرين وخمسمائة.
وقال-أعنى ابن النّجّار-: أنبأنا قاضى القضاة أبو الحسن محمد بن جعفر العبّاسىّ، ونقلته
(1)
من خطّه، قال: درج
(2)
أبو محمد الحسن بن أحمد بن علىّ الدّامغانىّ، فى يوم السبت، ثامن عشر شهر رجب، سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة، ودفن بداره بالكرخ، رحمه الله تعالى.
***
653 - الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن عبيد الله
ابن عمرو بن خالد بن الرّفيل، أبو محمد
عرف بابن المسلمة
(*)
حدّث عن محمد بن المظفّر شيئا يسيرا.
قال الخطيب: كتب عنه بعض أصحابنا، وكان صدوقا، ينزل بدرب سليم، من الجانب الشرقىّ.
ومات فى ليلة الأحد، الثامن عشر من صفر، سنة ثلاثين وأربعمائة.
ومولده سنة تسع وستين وثلاثمائة.
(1)
فى الأصول: «ونقله» ، والمثبت من الجواهر.
(2)
يعنى: توفى.
(*) ترجمته فى: تاريخ بغداد 7/ 280، الجواهر المضية، برقم 432.
وتقدّم أبوه فى حرف الألف
(1)
، ويأتى جدّه محمد بن عمر فى بابه، إن شاء الله تعالى.
***
654 - الحسن بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن أبى القاسم
الوزير هبة الله بن محمد بن عبد الباقى بن سعيد الحلبىّ
أبو محمد، مجد الدين
المعروف بابن أمين الدّولة
(*)
وكان أمين الدّولة-وهو جدّه هبة الله الثانى-فقيها، فرضيّا، محدّثا
(2)
.
شرح
(3)
«مقدمة» الإمام سراج الدين شرحا حسنا، وحدّث بحلب، وسمع منه الشيخ جمال الدين الظّاهرىّ
(4)
، وقتل فى وقعة حلب، فى العشر الأوسط من صفر، سنة ثمان وخمسين وستمائة.
ومن شعر الحسن بن أحمد، صاحب التّرجمة، قوله
(5)
:
كأنّ البدر حين يلوح طورا
…
وطورا يختفى تحت السّحاب
فتاة كلّما سفرت لخلّ
…
توارت خوف واش بالحجاب
(6)
***
(1)
تقدم برقم 342.
(*) ترجمته فى: تاج التراجم 22، الجواهر المضية، برقم 433، طبقات الفقهاء، لطاش كبرى زاده، صفحة 112، كشف الظنون 1804،1249.
(2)
وردت هذه الأوصاف فى تاج التراجم للمترجم وليست لجده.
(3)
أى المترجم، كما فى كشف الظنون 2/ 1249.
(4)
فى س: «الطاهرى» ، والمثبت فى: ط، ن، وانظر ما يأتى فى باب الأنساب.
(5)
البيتان فى الجواهر المضية:2/ 45.
(6)
فى س: «كلما شعرت بخل» والمثبت فى: ط، ن، والجواهر. وقد ذكر له القرشى بعد هذا بيتين من قافية أخرى.
655 - الحسن بن أحمد، أبو عبد الله الزّعفرانىّ
الفقيه
(*)
مرتّب مسائل «الجامع الصغير» ، رحمه الله تعالى
(1)
.
***
656 - الحسن بن أحمد النّويرىّ الطّرابلسىّ
الحنفىّ
(**)
عرض عليه الصّلاح الطّرابلسىّ «الشّاطبيّة» فى ذى القعدة، سنة سبع وأربعين، وقال:
إنه كان قاضى الحنفيّة ببلده.
كذا ذكره السّخاوىّ فى «الضّوء اللاّمع» من غير زيادة.
***
657 - الحسن بن إسحاق بن نبيل، أبو سعيد النّيسابورىّ
ثم المعرّىّ
(***)
قاضى معرّة النّعمان.
أصله من نيسابور. سمع بمصر من النّسائىّ، والطّحاوىّ
(2)
، وسمع بحلب، والكوفة، والرّىّ.
ذكره ابن العديم، فى «تاريخ حلب» ، وقال: له كتاب «الرّدّ على الشّافعىّ فيما خالف فيه القرآن» ، وكان يذهب إلى قول الإمام أبى حنيفة، وإنّه بقى قاضى المعرّة أربعين، يعزل
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 434، الفوائد البهية 60، كتائب أعلام الأخيار، برقم 201، كشف الظنون 1/ 562. وزاد القرشى واللكنوى:«بن مالك» بعد «أحمد» فى نسبه.
(1)
(**) ترجمته فى: الضوء اللامع 3/ 96.
(***) ترجمته فى: تاج التراجم 23، الجواهر المضية، برقم 435، كشف الظنون 2/ 1420.
(2)
سماعه من النسائى والطحاوى يضعه فى رجال القرن الرابع الهجرى، وفى كشف الظنون بين قوسين، أنه توفى سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
ويعود إليها.
***
658 - الحسن بن إسماعيل بن صاعد بن محمد
القاضى
(*)
وهو والد الحسين
(1)
الآتى ذكره قريبا، إن شاء الله تعالى، وأبوه إسماعيل تقدّم
(2)
، وجدّه صاعد، ومحمد بن صاعد، يأتى كلّ منهما فى بابه، إن شاء الله تعالى.
وبيت الصّاعديّة بيت علم وفضل، ورياسة.
وسمع صاحب الترجمة من أبى يعلى حمزة المهلّبىّ.
***
659 - الحسن بن أيّوب، أبو علىّ الرّمجارىّ
النّيسابورىّ
(**)
أحد من تفقّه عند أبى يوسف القاضى. سمع هشيما، وابن عيينة.
ذكره الحاكم، فى «تاريخ نيسابور» ، وقال: شيخ قديم من قدمائنا، من أصحاب أبى حنيفة، رضى الله تعالى عنه، كانت
(3)
رحلته إلى أبى يوسف القاضى مع بشر بن أبى/الأزهر القاضى، وأقرانهما.
قرأت بخطّ أبى عمرو المستملى، حدّثنا خشنام، حدّثنا الحسن بن أيوب الفقيه، ثقة من أهل العلم، وكان ينزل رمجار
(4)
.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 436.
(1)
كانت وفاة الحسين-على ما يأتى فى ترجمته رقم 749 - سنة إحدى عشرة وخمسمائة، فيكون المترجم من رجال القرن الخامس للهجرة.
(2)
برقم 504.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 437. وفى الأصول:«الزماجرى» وهو خطأ صوابه فى: الجواهر المضية، ويأتى فى باب الأنساب.
(3)
فى س: «وكانت» والمثبت فى: ط، ن، والجواهر.
(4)
رمجار: محلة من نواحى نيسابور. معجم البلدان 2/ 816.
كذا فى «الجواهر» .
***
660 - الحسن بن أبى بكر بن أحمد، الشيخ بدر الدين
القدسىّ
(*)
قال ابن حجر: اشتغل بالعلم قديما، وكان فاضلا فى العربيّة وغيرها، وولى مشيخة الشّيخونيّة بعد التّفهنىّ، ومات فى ثالث ربيع الآخر، سنة ست وثلاثين وثمانمائة.
وقال السّيوطىّ: صنّف «شرحا» على «شذور الذهب» لابن هشام.
وذكره فى «الغرف العليّة» بنحو ما هنا، وأثنى عليه.
***
661 - الحسن بن أبى بكر بن محمد بن عثمان بن أحمد
ابن عمر بن سلامة، بدر الدين، أبو محمد
الحلبىّ، الماردينىّ الأصل
(**)
أخو البدر محمد، ويعرف بابن سلامة.
ولد سنة سبعين وسبعمائة بماردين
(1)
، وكان أبوه مدرّسا بها، فانتقل ولده هذا إلى حلب فقطنها، وحجّ وجاور، فسمع هناك على ابن صدّيق «الصّحيح» ، وعلى الجمال بن ظهيرة، واشتغل كثيرا على أخيه، بل شاركه فى الطّلب، وحفظ «الكنز» ، و «المنار» ، و «عمدة النّسفىّ» ، و «الحاجبيّة» . وساح
(2)
فى البلاد كثيرا
(2)
، ثم أقام، وتكسّب بالشّهادة، وحدّث، وسمع منه الفضلاء، وكان ساذجا، سليم الصّدر.
مات بحلب وقد هرم، بعد سنة خمسين وثمانمائة، ظنّا.
(*) ترجمته فى: إيضاح المكنون 141،2/ 14، بغية الوعاة 1/ 501، شذرات الذهب 7/ 217، الضوء اللامع 97،1/ 96، كشف الظنون 2/ 1029.
(**) ترجمته فى: الضوء اللامع 3/ 97.
(1)
ماردين: قلعة مشهورة على قنة جبل الجزيرة، مشرفة على دنيسر ودارا ونصيبين. معجم البلدان 4/ 390.
(2 - 2) لم يرد هذا فى الضوء اللامع، والنقل عنه.
قاله السّخاوىّ، رحمه الله تعالى.
***
662 - الحسن بن أبى مالك، أبو مالك
(*)
من أصحاب أبى يوسف، تفقّه عليه، وأخذ عنه شيئا كثيرا.
قال الصّميرىّ فى حقّه: ثقة فى روايته، غزير العلم
(1)
، واسع الرّواية، كان أبو يوسف يشبّهه بجمل حمّل أكثر ممّا يطيق، وكان يفضّل محمد بن الحسن، فى التّدقيق، على أبى يوسف.
قال الطّحاوىّ: سمعت
(2)
ابن أبى عمران يحدّث عن ابن الثّلجىّ، قال: كانوا إذا قراءوا على الحسن بن أبى مالك مسائل محمد بن الحسن، قال: لم يكن أبو يوسف يدقّق هذا التّدقيق الشّديد.
وكان ممّن تفقّه على الحسن هذا محمد بن شجاع، وغيره.
وتوفّى-رحمه الله تعالى-فى السنة التى مات فيها الحسن بن زياد، سنة أربع ومائتين، رحمه الله تعالى.
***
663 - الحسن بن بشر بن القاسم
(**)
أخو الحسين، وسهل، الآتى كلّ منهما فى بابه، إن شاء الله تعالى.
تفقّه على أبيه بشر، وروى عنه.
كنيته
(3)
أبو علىّ، النّيسابورىّ، قاضى نيسابور، أحد من أفتى
(4)
من أصحاب أبى حنيفة بنيسابور.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 481، طبقات الفقهاء، لطاش كبرى زاده، صفحة 36، الفوائد البهية 60.
(1)
فى ط، ن:«عزيز القلم» ، وهو خطأ صوابه فى: س، والجواهر.
(2)
فى س: «وسمعت» ، والمثبت فى: ط، ن، والجواهر.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 438.
(3)
فى الأصول: «كتبه» ، وهو قول موهم أنه روى عن أبيه كتبه، والتصحيح عن الجواهر المضية، وقد تقدم فى ترجمة والده برقم 565 أنه نيسابورى.
(4)
فى س بعد هذا زيادة: «فقهاء» ، والمثبت فى: ط، ن.
تفقّه على الحسن بن زياد اللّؤلؤىّ.
ورحل إلى ابن عيينة ووكيع. وغيرهما.
وسمع بمصر من عبد الله بن صالح، كاتب اللّيث.
مات سنة
(1)
أربع
(1)
وأربعين ومائتين، رحمه الله تعالى.
***
664 - الحسن بن بندار، أبو علىّ
الأسترآباذيّ
(*)
ذكره الإدريسىّ فى «تاريخ أسترآباذ» ، وقال: كان فاضلا، ورعا، ثقة، من أصحاب أهل الرّأى، يروى عن الحسين بن الحسن
(2)
المروزىّ، وغيره.
مات سنة اثنتين وتسعين ومائتين، رحمه الله تعالى.
وذكره الحافظ السّهمىّ، فى «تاريخ جرجان» ، فقال الحسن بن بندار الأسترآباذيّ، المفسّر، كنيته أبو علىّ، كان من أصحاب الرّأى، يروى عن الحسين بن الحسن المروزىّ، وإسماعيل بن موسى بن بنت السّدّىّ، ويوسف بن حمّاد الأسترآباذيّ،
(3)
روى عنه الحسن بن علىّ بن الحسين الأسترآباذيّ
(3)
.
***
665 - الحسن بن حرب
(**)
من أصحاب محمد بن الحسن، وممّن تفقّه عليه.
(1)
ساقط من: ن، وهو فى: س، ط، والجواهر.
(*) ترجمته فى: تاريخ جرجان 479، الجواهر المضية، برقم 439.
(2)
فى ط: «وعلى» ، وفى ن:«الحسن بن الحسن بن على» ، وكل ذلك خطأ، والصواب فى: س، والجواهر المضية، وانظر ترجمته فى العقد الثمين 4/ 189، واسم جده فيه:«حرب» .
(3)
ساقط من: س، وهو فى: ط، ن، وتاريخ جرجان، وفيه بعد ذلك ذكر وفاته، ولكن السهمى زاد عما أورده المؤلف فذكر أنه وفاته كانت فى رمضان-من السنة التى ذكرها المؤلف-على ما ذكره محمد بن إبراهيم المطرفى.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 440.
قال الطّحاوىّ: سمعت ابن أبى عمران/يقول: كان حرب أبو الحسن بن حرب يجئ بابنه الحسن، فيجلسه فى مجلس محمد بن الحسن، فقلت لحرب: لم تفعل هذا وأنت نصرانىّ، وهو على غير دينك؟ قال: أعلّم ابنى العقل.
ثم أسلم ولزم الحسن بن حرب محمد بن الحسن، وكان من جملة أصحاب محمد، وهم بالرّقّة
(1)
آل الحسن بن حرب.
كذا فى «الجواهر» .
***
666 - الحسن بن الحسين بن أبى الحسن
أبو محمد الأندقىّ
(*)
سبط الإمام عبد الكريم الأندقىّ
(2)
، فإنّه كان جدّه لأمّه، وكان عبد الكريم من أصحاب الإمام عبد العزيز الحلوانىّ، بل من كبارهم.
قال السّمعانىّ فى حقّ صاحب التّرجمة: يقال: هو من بيت العلم، والزّهد، والورع، شيخ الوقت، وصاحب الطريقة الحسنة، من كبار مشايخ ما وراء النّهر.
مات فى السادس والعشرين من
(3)
رمضان، سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
***
667 - الحسن بن حسين بن أحمد بن أحمد بن محمد بن علىّ
ابن عبد الله بن علىّ البدرانيّ
المعروف كسلفه بابن الطّولونىّ
(**)
(1)
الرقة: مدينة مشهورة على الفرات، بينها وبين حران ثلاثة أيام، معدودة فى بلاد الجزيرة. معجم البلدان 2/ 802.
(*) ترجمته فى: الأنساب 50 و، الجواهر المضية برقم 442. ويأتى ذكر «الأندقى» فى باب الأنساب.
(2)
تأتى ترجمته فى حرف العين.
(3)
فى ن بعد هذا زيادة: «شهر» ، والمثبت فى: س، ط، والجواهر.
(**) ترجمته فى: الضوء اللامع 3/ 98، وفيه:«البدر» مكان «البدراني» ، كشف الظنون 1943،2/ 1796.
وفى ط: «الحسن بن حسين بن أحمد بن محمد بن أحمد بن على» ، والمثبت فى: س، ن، والضوء.
ولد سنة
(1)
ست وثلاثين وثمانمائة، بالقاهرة، ولازم الأمين الأقصرائىّ، والعلاّمة قاسم ابن قطلوبغا، وأخذ عنهما، وعن غيرهما.
وفيه خير، وأدب وتواضع، وتودّد للطلبة، وإحسان للفقراء، واعتناء بالتاريخ.
وقيل: إنه شرح «مقدمة أبى اللّيث» ، و «الجروميّة» ، وكان نعم الرّجل، رحمه الله تعالى.
***
668 - الحسن بن الحسين بن الحسن بن عطيّة
ابن سعد بن جنادة
(*)
روى عن أبيه، وتفقّه به.
وسيأتى ذكر كلّ من أبيه وجدّه فى بابه، إن شاء الله تعالى.
***
669 - الحسن بن حمّاد الحضرمىّ
المعروف بسجّادة
(**)
من أصحاب محمد بن الحسن.
سمع أبا بكر بن عيّاش، وعبد الرحمن
(2)
بن سليمان، وأبا معاوية، وغيرهم، وروى عنه أبو بكر ابن أبى الدّنيا، وغيره.
قال الخطيب: وكان ثقة، سأله رجل عن من حلف بالطّلاق أن
(3)
لا يكلّم كافرا،
(1)
فى ط: «تسع» ، والمثبت فى: س، ن، والضوء، وجاء التاريخ بالأرقام فى النسخ كلها، ولم يقيد السخاوى وفاته أيضا.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 441.
(**) ترجمته فى: تاريخ بغداد 296،7/ 295، واسمه فيه:«الحسن بن حماد بن كسيب» ، الجواهر المضية، برقم 443، العبر 436،1/ 435، النجوم الزاهرة 306،222،2/ 220. وكان يعرف بسجادة لملازمته السجادة فى الصلاة.
وفى ط: «المعروف بشحادة» ، والصواب فى: س، ومصادر الترجمة.
(2)
فى تاريخ بغداد: «وعبد الرحيم» .
(3)
تكملة من تاريخ بغداد 7/ 295، وفى س:«أنه» .
فكلّم من يقول: القرآن مخلوق. فقال: طلقت امرأته.
وسئل أيضا
(1)
عن من حلف بالطّلاق
(2)
لا يكلّم زنديقا، فكلّم رجلا يقول: القرآن مخلوق. فقال: طلقت امرأته. فحكى ذلك لأحمد بن حنبل، فقال: ما أبعد.
وسئل عنه أحمد
(3)
، فقال: صاحب سنّة، وما بلغنى عنه إلاّ خير.
وكانت وفاته ببغداد، سنة إحدى وأربعين ومائتين.
ونقل عنه فى «الجواهر» أنه قال: سمعت محمد بن الحسن، يقول فى رجل نبش بعد ما دفن، قال: أقول لابنه، اتّق الله، ووار أباك، ولا أجبره على ذلك.
***
670 - الحسن بن خاص بيك، العلاّمة بدر الدين
(*)
ذكره فى «المنهل» فقال: كان جنديّا بارعا، عالما، مفنّنا؛ فى الفقه، والأصول، وله مشاركة فى عدّة علوم، وتصدّر للإفتاء والتّدريس
(4)
عدّة سنين
(4)
، وانتفعت به الطلبة، مع وجاهته عند الأكابر من الأمراء، وغيرهم، بحيث لا تردّ رسالته.
قال المقر يزىّ، بعد ثنائه عليه: سمعنا بقراءته بمكّة، فى سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة، «الصّحيحين» ، ومات سنة ثلاث عشرة وثمانمائة، عن نحو ستّين سنة.
قال السّخاوىّ: وسمّاه شيخنا فى «الإنباء» : محمد. والله أعلم.
***
(1)
تاريخ بغداد 7/ 296.
(2)
فى س بعد هذا زيادة: «أنه» ، والمثبت فى: ط، ن، وتاريخ بغداد.
(3)
تاريخ بغداد 7/ 296.
(*) ترجمته فى: شذرات الذهب 7/ 104، واسمه فيه «محمد» ، وهو موافق لما سيذكره السخاوى فيما بعد عن ابن حجر. الضوء اللامع 3/ 100.
(4 - 4) زيادة من: س، على ما فى: ط، ن.
671 - الحسن بن الخطير بن أبى الحسين
النّعمانىّ
(*)
نسبة إلى النّعمانيّة، قرية بين بغداد وواسط،/وإلى جدّه النّعمان بن المنذر.
الإمام أبو علىّ الظّهير، ويقال له: الفارسىّ؛ لأنه تفقّه بشيراز.
قال ياقوت: كان مبرّزا فى اللغة والنحو، والعروض والقوافى، والشّعر، والأخبار، عالما بتفسير القرآن، والخلاف، والكلام، والحساب، والمنطق، والهيئة، والطب، قارئا بالعشر والشّواذّ، حنفيّا، عالما باللغة العبرانيّة، ويناظر أهلها، يحفظ فى كلّ فنّ كتابا.
دخل الشّام، وأقام بالقدس مدّة، فاجتاز به العزيز
(1)
بن الصّلاح بن أيّوب، فرآه عند الصّخرة يدرّس، فسأل عنه، فعرّف منزلته فى العلم، فأحضره ورغّبه فى المصير معه إلى مصر، ليقمع به الشّهاب الطّوسىّ، فورد معه، وأجرى له كلّ شهر ستّين دينارا، ومائة رطل خبزا، وخروفا، وشمعة كلّ يوم، ومال إليه النّاس، وقرّر العزيز المناظرة بينه وبين الطّوسىّ، وعزم على أن يسلك معه مسلكا فى المغالطة؛ لأنّ الطّوسىّ كان قليل المحفوظ، إلاّ أنه كان جريئا مقداما.
فركب العزيز يوم العيد، وركب معه الطّوسىّ والظّهير، فقال الظّهير للعزيز فى أثناء الكلام: أنت يا مولانا من أهل الجنّة، فوجد الطّوسىّ السّبيل إلى مقتله، فقال له: وما يدريك أنّه من أهل الجنّة، وكيف تزكّى على الله، ومن أخبرك بهذا؟
(2)
ما أنت إلاّ كما زعموا أنّ فارة وقعت فى دنّ خمر، فشربت فسكرت، فقالت: أين القطاط؟ فلاح لها هرّ، فقالت: لا تؤاخذ السّكارى بما يقولون. وأنت شربت من خمر دنّ هذا الملك فسكرت
(3)
، فصرت تقول خاليا: أين العلماء؟
(*) ترجمته فى: بغية الوعاة 503،1/ 502، تاج التراجم 23، الجواهر المضية، برقم 444، حسن المحاضرة 1/ 314، روضات الجنات 93،3/ 92، كشف الظنون 600،486،460،132،1/ 33، معجم الأدباء 8/ 100 - 108، وفى تاج التراجم خطأ:«الحسن بن الحظيرى» .
(1)
هو عثمان بن يوسف، كما فى معجم الأدباء 8/ 105.
(2)
بعد هذا فى معجم الأدباء 107،8/ 106:«فقال له الظهير قد زكى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه: فقال: أبو بكر فى الجنة، وعمر فى الجنة. فقال: أبيت يا مسكين إلا جهلا، ما تفرق بين التزكية عن الله، والتزكية على الله! وأنت من أخبرك أن هذا من أهل الجنة؟» .
(3)
ساقط من: س، وهو فى: ط، ن، ومعجم الأدباء 8/ 107.
فأبلس الظّهير، ولم يجد جوابا، وانصرف وقد انكسرت حرمته عند العزيز.
وشاعت هذه الحكاية بين العوامّ، وصارت تحكى فى الأسواق والمحافل، فكان مآل أمره أن انضوى إلى مدرسة الأمير الأسدىّ
(1)
، يدرّس بها مذهب أبى حنيفة، إلى أن مات يوم الجمعة، سلخ ذى القعدة، سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
وكان مولده سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
قال فى «الدّرّ الثّمين» كان يحفظ فى التفسير «كتاب التفسير» لتاج القرّاء، ويحفظ فى الفقه «الجامع الصغير» لمحمد بن الحسن، و «الوجيز» للغزّالىّ، وفى الكلام «نهاية الإقدام» للشّهرستانىّ، وفى اللغة «الجمهرة» لابن دريد، وفى النحو «الإيضاح» لأبى علىّ، ويحفظ عروض الصاحب ابن عبّاد، ويحفظ فى المنطق «أرجوزة ابن سينا» .
وله من التّصانيف «تفسير» ، وصل فيه إلى قوله تعالى:{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ}
(2)
فى نحو مائتى ورقة إملاء، وشرح «الجمع
(3)
بين الصّحيحين» للحميدىّ، سمّاه «الحجّة» اختصره من كتاب «الإفصاح
(4)
» للوزير يحيى ابن هبيرة، وزاد عليه أشياء، و «كتاب فى اختلاف الصحابة والتّابعين
(5)
وفقهاء الأمصار» لم يتمّه، وله «خطب» ، وفصول وعظه
(6)
مشحونة بغريب اللغة، و «تنبيه البارعين على المنحوت من كلم العرب» ، وله غير ذلك، رحمه الله تعالى، بمنّه ولطفه.
***
(1)
هو الأمير تركون، كما فى معجم الأدباء 8/ 107.
(2)
أى إلى أول الجزء الثالث من أجزاء القرآن الكريم، الآية 253 من سورة البقرة.
(3)
فى ط، ن:«المجمع» ، والصواب فى: س.
(4)
تمام اسمه: «فى تفسير الصحاح» كما جاء فى معجم الأدباء.
(5)
ساقط من: س، وهو فى: ط، ن، ومعجم الأدباء.
(6)
فى معجم الأدباء: «وفصول وعظية» على أنه كتاب له.
672 - حسن بن خليل بن خضر، بدر الدّين
القاهرىّ
(*)
أخو ناصر الدين محمد الكلوتاتى
(1)
.
كان قد اشتغل عند الزّين قاسم الحنفىّ، وغيره.
وفضل، وحجّ، وجاور، ولازم العبادة، مع الانجماع عن النّاس.
قال السّخاوىّ: وكان يقصدنى كثيرا للمراجعة فى شئ كان يجمعه فى السّيرة النّبويّة، ونحو ذلك.
مات فى ربيع الأوّل، سنة ثمانين-يعنى: وثمانمائة-بين الخطّارة
(2)
وبلبيس
(3)
، رحمه الله تعالى.
/كذا فى «الضّوء اللاّمع» .
***
673 - الحسن بن داود بن بابشاذ بن داود بن سليمان
أبو سعيد، المصرىّ
(**)
قال الخطيب: قدم بغداد، ودرس فقه أبى حنيفة على القاضى أبى عبد الله الصّيمرىّ.
وكان مفرط الذّكاء، حسن الفهم، يحفظ القرآن بقراءات عدّة، ويحفظ طرفا من علم الأدب، والحساب، والجبر والمقابلة، والنحو، وكتب الحديث بمصر عن أبى محمد ابن النّحّاس، وطبقته.
(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 3/ 100.
وفى ن: «بن بدر الدين» ، والصواب فى: س، ط، والضوء.
(1)
نسبه إلى الكلوتة، وهى نوع من الثياب المزركشة عرف فى العصر التركى. انظر فهرس المصطلحات لكتاب الدر الفاخر فى سيرة الملك الناصر.
(2)
لم يذكر ياقوت فى معجم البلدان الخطارة، وذكرها المجد فى القاموس (خ ط ر) فقال: موضع قرب القاهرة.
(3)
ضبطها ياقوت بكسر الباءين وسكون اللام، وضبطها المجد كغرنيق، قال: وقد يفتح أوله. وبلبيس؛ مدينة بينها وبين فسطاط مصر عشرة فراسخ على طريق الشام. معجم البلدان 1/ 712.
(**) ترجمته فى: تاريخ بغداد 7/ 307، الجواهر المضية، برقم 445، حسن المحاضرة 464،1/ 463.
وكنيته فى الجواهر: «أبو سعد» ، وفى حسن المحاضرة:«أبو الحسن» ، والمثبت فى: الأصول، وتاريخ بغداد، والنقل عنه.
قال: كتبت عنه أحاديث، وكتب عنّى، وكان ثقة، حسن الخلق، وافر العقل، وكان أبوه يهوديّا، ثم أسلم وحسن إسلامه، وذكر بالعلم، وهو فارسىّ الأصل.
وأقام أبو سعيد ببغداد إلى أن
(1)
أدركه أجله
(1)
، فتوفّى ليلة السبت،
(2)
ودفن صبيحة تلك الليلة، لعشر بقين من ذى القعدة، سنة تسع وثلاثين وأربعمائة
(2)
، ودفن فى مقبرة الشّونيزىّ، ولم تكن سنّه بلغت الأربعين. رحمه الله تعالى
(3)
.
وكان قد قرأ بعد الصّيمرىّ على أبى عبد الله الدّامغانىّ، وكان أبو عبد الله، وابنه أبو الحسن علىّ، يعوّلان عليه فى درسهما على تعليقه.
وهو ابن أخى أبى الفتح أحمد بن بابشاذ، رحمه الله تعالى.
وبابشاذ: كلمة أعجميّة، تتضمّن الفرح والسّرور.
***
674 - الحسن بن داود بن رضوان، أبو علىّ الفقيه
السّمرقندىّ
(*)
درس الفقه بنيسابور على أبى سهل الزّجاجىّ
(4)
، وسمع «السّنن» لأبى داود، من ابن داسة.
قال الحاكم، فى «تاريخ نيسابور»: وكان أحد الفقهاء الكوفيّين المقدّمين فى النّظر والجدل، وخرج إلى العراق، وأقام بها يسمع ويتفقّه، ثم انصرف إلى نيسابور، ودرّس الفقه، وبنى بها مدرسة.
قال الحاكم: وأقام معى مدّة، وتوفّى، رحمه الله تعالى، يوم الاثنين، التاسع عشر من رجب، سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
***
(1 - 1) فى ط، ن:«مات» ، والمثبت فى: س، وتاريخ بغداد.
(2 - 2) ساقط من: س، وهو فى: ط، ن، وتاريخ بغداد.
(3)
هذا آخر النقل عن الخطيب.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم،446، الفوائد البهية 60، كتائب أعلام الأخيار، برقم 221.
(4)
سيذكر المؤلف أبا سهل هذا فى باب الكنى، وسيتكلم هناك على نسبته.
675 - الحسن بن رشيد
(*)
من أصحاب الإمام الأعظم، رضى الله تعالى عنه.
روى عن أبى حنيفة، عن عكرمة، عن ابن عبّاس:«سيّد الشّهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطّلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله» .
قال الحسن، قال لى أبو حنيفة، رحمه الله تعالى: لمّا حدّثت
(1)
إبراهيم الصائغ به، جاءنى من الغد. فذكر قصّة إبراهيم الصائغ، المذكورة فى ترجمته
(2)
، رحمه الله تعالى.
***
676 - الحسن بن زياد، أبو علىّ اللّؤلؤىّ
(**)
مولى الأنصار، أحد أصحاب الإمام، رضى الله تعالى عنه.
روى عنه محمد بن سماعة القاضى، ومحمد بن شجاع الثّلجىّ، وشعيب بن أيّوب الصّريفينىّ.
وهو كوفىّ، نزل بغداد، فلما توفّى حفص بن غياث جعل على القضاء مكانه.
روى الخطيب
(3)
أنّه لمّا ولى القضاء لم يوفّق فيه، وكان حافظا لقول أصحابه، وكان إذا جلس ليحكم ذهب عنه التّوفيق، حتى يسأل أصحابه عن الحكم فى ذلك، فإذا قام عن مجلس القضاء عاد إلى ما كان عليه من الحفظ، فبعث إليه البكّائىّ يقول: ويحك، إنّك لم توفّق للقضاء، وأرجو أن يكون هذا
(4)
لخير أراده
(4)
الله بك، فاستعف. فاستعفى، واستراح.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 477.
(1)
فى س، ن:«حدث» ، والمثبت فى: ط، والحديث فى مسند الإمام الأعظم 182،181.
(2)
تقدمت فى الجزء الأول، برقم 100.
(**) ترجمته فى: الإمتاع بسيرة الإمامين، للكوثرى 4 - 52، الأنساب 496 ظ، البداية والنهاية 10/ 255، تاج التراجم 22، تاريخ بغداد 7/ 314 - 317، الجواهر المضية، برقم 448، دول الإسلام 1/ 127، شذرات الذهب 2/ 12، طبقات الفقهاء، للشيرازى 146، طبقات الفقهاء، لطاش كبرى زاده، صفحات 18 - 20، العبر 1/ 345، الفهرست 288، الفوائد البهية 61،60، الكامل 6/ 359، كشف الظنون 1574،1470،2/ 1415، اللباب 73،3/ 72، ميزان الاعتدال 1/ 491، النجوم الزاهرة 2/ 288.
(3)
تاريخ بغداد 7/ 314.
(4 - 4) فى ط: «الخبر ارادة» ، والمثبت فى: س، ن، وفى تاريخ بغداد:«الخيرة أرادها» .
وعن محمد بن سماعة
(1)
، قال: سمعت الحسن بن زياد، قال: كتبت عن ابن جريج اثنى عشر ألف حديث/، كلّها يحتاج إليها الفقهاء.
وعن أحمد بن عبد الحميد الحارثىّ
(2)
، قال: ما رأيت أحسن خلقا من الحسن بن زياد، ولا أقرب مأخذا، ولا أسهل جانبا، مع توفّر فقهه وعلمه، وزهده وورعه.
قال: وكان الحسن يكسو مماليكه كما يكسو نفسه،
(3)
اتّباعا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألبسوهم ممّا تلبسون
(3)
».
وكانت وفاته فى سنة أربع ومائتين.
وكان يختلف إلى زفر وأبى يوسف فى الفقه، رحمهم الله تعالى
(4)
.
قال الحسن: وكان أبو يوسف أوسع صدرا إلى التّعليم
(5)
من زفر.
قال علىّ بن صالح: كنّا عند أبى يوسف، فأقبل الحسن بن زياد، فقال أبو يوسف:
بادروه
(6)
واسألوه، وإلاّ لم تقدروا عليه. فأقبل الحسن بن زياد فقال: السّلام عليك يا أبا يوسف، ما تقول؟ -متّصلا بالسّلام. قال: فرأيت أبا يوسف يلوى وجهه إلى هذا الجانب مرّة وإلى هذا الجانب مرّة، من كثرة إدخالات الحسن عليه، ورجوعه من جواب إلى جواب.
وقال السّمعانىّ فى حقّه: كان عالما بروايات أبى حنيفة، وكان حسن الخلق.
وقال شمس الأئمّة السّرخسىّ: الحسن بن زياد المقدّم فى السّؤال والجواب.
وقال يحيى بن آدم: ما رأيت أفقه من الحسن بن زياد.
ومما روى عنه من دينه وورعه، أنّه سئل عن مسألة فأخطأ فيها، فلمّا ذهب السّائل ظهر
(1)
تاريخ بغداد 7/ 314.
(2)
تاريخ بغداد 7/ 315.
(3 - 3) لم يرد هذا فى تاريخ بغداد. ولم أجد الحديث بهذا اللفظ، وانظر تخريجه بألفاظ أخرى فى: حاشية الجواهر المضية 57،2/ 56.
(4)
هذا الدعاء ساقط من: س، وفى ط:«رحمه الله تعالى» ، والمثبت فى: ن.
(5)
فى ط: «إلى التسليم» ، وفى ن:«فى التعليم» ، والمثبت فى: س.
(6)
فى ن: «بادروا» ، والمثبت فى: س، ط.
له الحقّ، فاكترى مناديا ينادى: إنّ الحسن بن زياد استفتى فأخطأ فى كذا
(1)
، فمن كان أفتاه الحسن فى شئ، فليرجع إليه. فما زال حتى وجد صاحب الفتوى، فأعلمه بالصّواب.
وروى عنه محمد بن شجاع، أنه قال، وقد سأله رجل: أكان زفر قيّاسا؟ ما قولك قيّاسا!! هذا كلام الجهّال، كان عالما.
فقال الرجل: أكان زفر نظر فى الكلام؟ فقال: ما أسخفك، تقول لأصحابنا نظروا فى الكلام، وهم بيوت الفقه والعلم، إنّما يقال نظر فى الكلام من لا عقل له، وهؤلاء كانوا أعلم بالله وبحدوده من أن يتكلّموا فى الكلام الذى تعنى، ما كان همّهم غير الفقه.
***
677 - حسن بن سلامة بن ساعد
أبو علىّ الفقيه
(*)
من أهل منبج
(2)
، قدم بغداد، واستوطنها إلى حين وفاته.
تقدّم ولده أحمد
(3)
، ويأتى ولده يحيى، وولده علىّ، ثلاثة إخوة، علماء فضلاء.
تفقّه صاحب التّرجمة على قاضى القضاة الدّامغانىّ، حتى برع فى الفقه، ودرّس، وشهد عند قاضى القضاة المذكور، وولى القضاء بنهر عيسى
(4)
، وسمع الشريف أبا نصر الزّينبىّ، وأبا طاهر أحمد بن الحسن الكرجىّ
(5)
، وغيرهما.
وروى عنه أبو القاسم ابن عساكر، فى «معجم شيوخه» ، وتفقّه عليه ابنه أحمد المذكور.
(1)
فى ن: «استفتى فى كذا فأخطأ» ، والمثبت فى: س، ط.
(*) ترجمته فى: الأنساب 542 ظ،543 و، الجواهر المضية، برقم 449، اللباب 3/ 180.
(2)
منبج: مدينة كبيرة واسعة، بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ، وبينها وبين حلب عشرة فراسخ. معجم البلدان 655،4/ 651.
(3)
فى الجزء الأول، برقم 176.
(4)
نهر عيسى: كورة وقرى كثيرة وعمل واسع فى غربى بغداد. معجم البلدان 4/ 842.
(5)
فى الأصول: «الكرخى» ، والتصويب من الأنساب 477 ظ.
وكان إماما، مفنّنا
(1)
، مدرّسا، له يد باسطة فى؛ المتّفق، والمختلف، والمفترق
(2)
.
مات سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
***
678 - حسن بن سنان الحسينىّ
(*)
العالم العامل، والبارع الكامل، الشهير بأمير حسن السّيواسىّ، النيكسارىّ المولد.
رحل فى طلب العلم، واكتساب الفضائل، وأخذ عن العلاّمة أبى السّعود العمادىّ مفتى الديار الروميّة وعالمها، ولازمه مدّة مديدة، واشتغل عليه، وعلى غيره، ومهر وبرع، وتفنّن فى أكثر العلوم، ثم صار ملازما من المولى خير الدين، مؤدّب السّلطان سليمان بن السلطان سليم خان، تغمّدهما
(3)
الله تعالى بالرّحمة والرّضوان.
ودرّس فى الدّيار الروميّة بعدّة مدارس، ثم ولى قضاء حلب، ثم قضاء مكة المشرّفة، وأقام بها قاضيا نحو خمس/سنوات، وحمد أهل البلدين سيرته، وشكروا فى العدل طريقته، ومدحوه نظما ونثرا، وبالغوا فى الدعاء له سرّا وجهرا، وعامل جيران بيت الله معاملة حسنة، وسار فيهم سيرة مشكورة، وسلك فيهم طريقة مرضيّة، ثم ولى قضاء بروسة، ثم قضاء أدرنة، ثم عزل وعيّن له فى
(4)
كلّ يوم تسعون درهما عثمانيّا، بطريق التّقاعد.
(1)
فى س: «مفتيا» ، والمثبت فى: ط، ن.
(2)
هكذا جاء النص فى الأصول، والأولى:«له يد باسطة فى المتفق والمفترق، والمؤتلف والمختلف» ، إذ المتفق والمفترق شئ واحد، والمؤتلف والمختلف شئ واحد أيضا.
قال ابن حجر: «ثم إن الرواة إن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم فصاعدا واختلفت أشخاصهم، سواء اتفق فى ذلك اثنان منهم أم أكثر، وكذلك إذا اتفق اثنان فصاعدا فى الكنية والنسبة، فهو النوع الذى يقال له: المتفق والمفترق، وفائدة معرفته خشية أن يظن الشخصان شخصا واحد
…
وإن اختلفت الأسماء خطا واختلفت نطقا، سواء كان مرجع الاختلاف النقط أم التشكيل، فهو المؤتلف والمختلف».
شرح نخبة الفكر 57، وانظر أيضا حاشيته الأجهورى على شرح الزرقانى للبيقونية 111،110.
(*) ترجمته فى: العقد المنظوم 2/ 325 - 327.
(3)
فى ط، ن:«تغمده» والمثبت فى: س.
(4)
ساقط من: ن، وهو فى: س، ط.
وكانت وفاته فى مدينة إصطنبول، فى
(1)
شهر ذى الحجّة، صبيحة عيد الأضحى، سنة خمس وسبعين وتسعمائة، ودفن خارج باب أدرنة، بالقرب من قبر الأمير البخارىّ.
كذا أملانى هذه الترجمة أحد أولاد صاحبها.
وكان-كما أخبرنى به ولده الفاضل البارع محمد چلبى الشّهير بالسّعودىّ -عالما عاملا، له يد طولى فى كثير من العلوم، خصوصا الفقه وأصوله،
(2)
وكان على طريقة
(3)
السّلف فى التّواضع والخشوع، وعدم الميل إلى الدنيا، وكان متثبّتا فى أحكامه، بصيرا بأمور القضاء، مع العفّة الزائدة والدّين المتين.
وقد خلّف من الولد ثلاثة، أنجب كلّ منهم وفاق الأقران، وبلغ فى المكارم الغاية، وأخذ من الفضائل بأوفى نصيب، وأوفر حظّ.
فأكبرهم الفاضل العالم البارع مصطفى جلبى
(4)
، المدرّس الآن، وهو سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة، بإحدى المدارس السّليمانيّة.
أخذ العلم عن أبيه، وعن غيره من علماء الدّيار الرّوميّة، ودخل مع أبيه الدّيار العربيّة، واجتمع ببعض علمائها، وأخذ عن أكابر فضلائها، وأجازوه بالرّواية عنهم، ومهر فى العربيّة، وغيرها من الفنون، وقد جمع الله له من الهيبة، والوقار، ومحبّة الناس، ما هو لائق بحضرته الشريفة الهاشميّة.
والثانى هو الإمام الفاضل العلاّمة محمد چلبى السّعودىّ، المذكور سابقا، أدام الله سعده، وخلّد عزّه ومجده.
أخذ العلم عن أبيه، وعن غيره من أعيان
(5)
علماء الرّوم، وبرع فى العلوم، المنطوق منها والمفهوم، ورحل إلى ديار العرب، ومهر فى علم الأدب، وهو الآن مدرّس بإحدى المدارس
(1)
فى ط، ن:«من» ، والمثبت فى: س.
(2)
من هنا إلى قوله: «إلى الدنيا» يأتى فى س بعد قوله: «والدين المتين» الآتى.
(3)
فى ن: «قدم» ، والمثبت فى: س، ط.
(4)
ترجم المحبى فى خلاصة الاثر 4/ 375 لمصطفى بن سنان، أحد الموالى الرومية، ولم يذكر بين «مصطفى» ، و «سنان» اسم «حسن» ، وذكر أن وفاته كانت سنة اثنتين وثلاثين وألف.
(5)
ساقط من: ن، وهو فى: س، ط.
الثّمان، لا يفتر عن الاشتغال، والإفادة والاستفادة، والمطالعة والتّحرير، مع الدّين، والورع، والتقوى، والقيام مع الحقّ، ومساعدة فقراء الطلبة، تارة بجاهه، وتارة بماله.
وهو كما قال الشاعر:
مولى إذا قصد الأنام نواله
…
يكفيهم منه مجرّد قصده
لا غرو أن فاق الأنام لأنّه
…
ورث المكارم عن أبيه وجدّه
والثالث يقال له: أحمد چلبى
(1)
، صار من أرباب الدّولة الكبار، وكتّابها
(2)
الأخيار، وله معرفة تامّة بعلم الموسيقى، حسن الأخلاق والمعاشرة، كريم النفس بما فى يده.
وهو كما قال الشاعر:
لا يألف الدّرهم المضروب صرّته
…
لكن يمرّ عليها وهو منصرف
***
679 - الحسن بن شرف، حسام الدّين التّبر يزىّ
(*)
ناظم «البحار» فى الفقه.
ذكره ابن طولون في «الغرف العليّة» ، وقال: ذكره المحبّ ابن الشّحنة فى أوائل شرحه على «الهداية» المسمّى ب «نهاية النّهاية» ، فقال: كان شيخنا يترجمه بالعلم والفضل. يعنى به العلاّمة الشيخ بدر الدّين ابن سلامة الحنفىّ.
قال: وذكر لى أنّه قرأ عليه «الكشّاف» ، وغيره.
ومن تأليفه «دامقة
(3)
المبتدعين» بالقاف، قال: والدّامقة الضّربة التى تكسر السّنّ
(4)
.
وكانت وفاته فى نيّف وسبعين وسبعمائة.
***
(1)
ترجمه المحبى فى خلاصة الأثر 1/ 181، وذكر أن وفاته كانت سنة ثمان وتسعين وألف. فهو على هذا من المعمّرين.
(2)
فى ن: «وكتابهم» ، والمثبت فى: س، ط.
(*) ترجمته فى: الدرر الكامنة 2/ 98، كشف الظنون 2/ 1866،1/ 729.
(3)
فى كشف الظنون: «دامغة» ، ويصححه تقييد المصنف له بالقاف.
(4)
فى ط «الشيء» ، والتصويب من: م، ن، ودمقه يدمقه دمقا: كسر أسنانه كدقمة. اللسان (د م ق) 10/ 103.
680 - / الحسن بن شيبان بن الحسن
أبو محمد الحلبىّ
(*)
قال ابن النّجّار: أحد فقهاء الحنفيّة.
وأبوه شيبان بن الحسن، يأتى إن شاء الله تعالى.
شهد عند قاضى القضاة أبى الحسن علىّ بن محمد الدّامغانىّ، فى الخامس والعشرين من شعبان، سنة تسع وثمانين وأربعمائة
(1)
، فقبل شهادته، وسمع الحديث من أبى الغنائم محمد بن علىّ بن أبى عثمان، وغيره.
ومات-رحمه الله تعالى-شابّا، لم يرو شيئا.
ذكر أبو الحسن الهمذانىّ أنّه توفّى سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، ولم يبلغ الثلاثين، وكان من أحسن الناس وجها. رحمه الله تعالى.
***
681 - الحسن بن صالح بن صالح بن مسلم بن حىّ
الإمام، القدوة، أبو عبد الله
الهمدانىّ الكوفىّ
(**)
الفقيه العابد، أخو علىّ بن صالح المحدّث، وهما توأمان، ولدا سنة مائة.
وحدّث الحسن عن سلمة بن كهيل، وعبد الله بن دينار، ومنصور بن المعتمر، وإسماعيل بن عبد الرحمن السّدّىّ، وسماك بن حرب، وخلق كثير.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 450.
(1)
فى س بعد هذا زيادة: «ولم يبلغ الثلاثين» ، وهو خطأ، وسيرد هذا فى ذكر وفاته.
(**) ترجمته فى: التاريخ الكبير للبخارى، الجزء الأول، القسم الثانى، صفحة 295، تهذيب التهذيب 2/ 285، الجرح والتعديل، الجزء الأول، القسم الثانى، صفحة 18، الجواهر المضية، برقم 451، ذيل المذيل 105، العبر 1/ 249. الفرق بين الفرق 24، الفهرست 253 - 289، الملل والنحل 1/ 161، ميزان الاعتدال 1/ 496 - 499. وقد سقط من اسمه فى ن: «بن صالح» الثانية، وهى فى سائر الأصول، وقد تبع التقى التميمى ابن أبى حاتم فى ذكر نسبه على هذه الصورة، فقد جاء نسبه فى الجواهر والميزان:«الحسن بن صالح بن صالح بى حى» ، وجاء فى الميزان أيضا:«وقيل: هو الحسن بن صالح بن صالح بن حى بن مسلم بن حيان» ، وفى ذيل المذيل أن صالحا أباه هو حى، ولذلك يقال له «الحسن ابن حى» .
حدّث عنه وكيع، ويحيى بن آدم، ويحيى بن فضيل
(1)
، وعبد الله بن موسى، وأبو نعيم، وقبيصة، وأحمد بن يونس، وعلىّ بن الجعد، وآخرون.
قال أبو نعيم: كتبت عن ثمانمائة شيخ، فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح.
ووثّقه أحمد بن حنبل، وأبو حاتم، وغيرهما.
وقال أبو زرعة: اجتمع فيه إتقان، وفقه، وعبادة، وزهد، وكان يشبّه بسعيد بن جبير.
وقال وكيع: جزّأ هو وأمّه وأخوه اللّيل للعبادة، فماتت أمّه فقسّما الليل بينهما، فمات علىّ فقام الحسن الليل كلّه.
وعن أبى سليمان الدّارانىّ، قال: ما رأيت
(2)
أحدا الخوف على وجهه أظهر
(2)
من الحسن بن صالح، قام ليلة ب {عَمَّ يَتَساءَلُونَ}
(3)
، فغشى عليه فلم يختمها إلى الفجر.
وعن الحسن، أنه قال: ربما أصبحت ما معى درهم، وكأنّ الدّنيا حيزت لى.
وعنه أيضا، قال: إنّ الشيطان يفتح للعبد تسعة وتسعين بابا من الخير، يريد بها بابا من الشّرّ.
وقال أبو نعيم: ما كان بدون الثّورىّ فى الورع والقوّة، وما رأيت إلاّ من غلط فى شئ غير الحسن بن صالح.
ونسبه الذّهبىّ إلى أنّه كان يذهب إلى القول بترك الجمعة خلف الظّلمة، والخروج عليهم بالسّيف. والله أعلم بحاله.
وعن أبى الوليد الطّيالسىّ، فى حكاية عن أبى يوسف، أنّه قال: ما أخاف على رجل من شئ خوفى عليه من كلامه فى الحسن بن صالح. فوقع فى قلبى أنه أراد شعبة.
قال أبو نعيم: مات الحسن سنة سبع وستين ومائة. رحمه الله تعالى.
***
(1)
فى س: «فضل» ، والمثبت فى: ط، ن.
(2 - 2) فى الأصول: «من الخوف عليه» ، وهى عبارة مضطربة، والمثبت من ميزان الاعتدال.
(3)
يعنى سورة النبأ.
682 - الحسن بن صدّيق الوزغجنى
أبو علىّ
(*)
يروى عن محمد بن عقيل
(1)
، وأحمد بن حم.
والوزغجنى؛ بفتح الواو وسكون الزّاى وفتح الغين المعجمة وسكون الجيم وفى آخرها نون: نسبة إلى وزغجن، قرية من قرى ما وراء النّهر.
كذا فى «الجواهر» من غير زيادة.
***
683 - الحسن بن عبد الله بن محمد بن علىّ الدّامغانىّ
أبو سعيد بن أبى جعفر
ابن قاضى القضاة أبى عبد الله
(**)
من بيت القضاء والرّئاسة والتّقدّم.
وهو أخو جعفر بن عبد الله
(2)
، المذكور فى حرف الجيم.
ذكر أبو عبيد الله
(3)
المرستانىّ
(4)
، أنّه حدّث عن أبى القاسم هبة الله بن محمد ابن الحصين بتستر
(5)
، وأنّه سمع منه، وأنّه توفّى، رحمه الله تعالى، فى يوم الاثنين، ثالث المحرّم، سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
كذا فى «الجواهر» .
***
(*) ترجمته فى: الأنساب 583 و، الجواهر المضية، برقم 452، اللباب 3/ 271.
(1)
كانت وفاة محمد بن عقيل بن الأزهر البلخى الحافظ سنة عشر وثلاثمائة، كما فى العبر 2/ 165، وعلى هذا فالمترجم من رجال القرن الرابع.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 454.
(2)
تقدم برقم 609.
(3)
لم يرد لفظ الجلالة فى: س، وهو فى: ط، ن، وفى الجواهر:«أبو بكر عبد الله» .
(4)
المرستانى: نسبة إلى مرست، إلى القرى الخمس ببنج ديه. معجم البلدان 4/ 496.
(5)
فى الجواهر: «بيسير» .
وتستر: مدينة عظيمة بخوزستان. معجم البلدان 1/ 847.
684 - / الحسن بن عبد الله بن محمد بن عمرو بن سعيد
ابن محمد بن داود التّيمىّ الأصل، أبو حمزة
الفقيه، التّنوخىّ
(*)
قاضى منبج.
مات، رحمه الله تعالى، قبل الأربعمائة.
ذكره كمال الدّين ابن العديم، فى «تاريخه» .
وسيأتى أخوه محسّن فى بابه، إن شاء الله تعالى.
وقد رثاه أبو العلاء المعرّى، بقصيدة فريدة، لا بأس بإيرادها، فإنّها من القصائد الطّنّانة، وهى هذه
(1)
:
غير مجد فى ملّتى واعتقادى
…
نوح باك ولا ترنّم شاد
وشبيه صوت النّعىّ إذا قي
…
س بصوت البشير فى كلّ ناد
أبكت تلكم الحمامة أم غنّ
…
ت على فرع غصنها الميّاد
صاح هذى قبورنا تملأ الرّح
…
ب فأين القبور من عهد عاد
خفّف الوطء ما أظنّ أديم ال
…
أرض إلاّ من هذه الأجساد
وقبيح بنا وإن بعد ال
…
عهد هوان الآباء والأجداد
سر إن اسطعت فى الهواء رويدا
…
لا اختيالا على رقاب الأعادى
(2)
ربّ لحد قد صار لحدا مرارا
…
ضاحك من تزاحم الأضداد
ودفين على بقايا دفين
…
فى طويل الزّمان والآباد
(3)
فاسأل الفرقدين عمّن أحسّا
…
من قبيل وآنسا من بلاد
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 455.
وفى الأصول: «محمد بن عمر بن سعيد» ، والمثبت من ترجمته فى الجواهر، ومن ترجمة أخيه فى حرف الميم.
(1)
شروح سقط الزند 3/ 971 - 1005، شرح التنوير 1/ 208 - 218.
(2)
فى ن: «على رءوس الأعادى» والمثبت فى: س، ط، وفى شروح سقط الزند، والتنوير:«على رفات العباد» ، وفى شرح الخوارزمى:«على رقاب العباد» .
(3)
فى شروح سقط الزند، والتنوير:«فى طويل الأزمان» .
كم أقاما على زوال نهار
…
وأنارا لمدلج فى سواد
تعب كلّها الحياة فما أع
…
جب إلاّ من راغب فى ازدياد
إنّ حزنا فى ساعة الفوت أضعا
…
ف سرور فى ساعة الميلاد
خلق الناس للبقاء فضلّت
…
أمّة يحسبونهم للنّفاد
إنّما ينقلون من دار أعما
…
ل إلى دار شقوة أو رشاد
ضجعة الموت رقدة يستريح ال
…
جسم فيها والعيش مثل السّهاد
أبنات الهديل أسعدن أوعد
…
ن قليل العزاء بالإسعاد
إيه لله درّكنّ فأنتن
…
اللّواتى يحسنّ حفظ الوداد
ما نسيتنّ هالكا فى الأوان ال
…
خال أودى من قبل هلك إياد
(1)
بيد أنّى لا أرتضى ما فعلتنّ
…
وأطواقكنّ فى الأجياد
فتسلّبن واستعرن جميعا
…
من قميص الدّجى ثياب حداد
(2)
ثمّ غرّدن فى المآتم واندب
…
ن بشجو مع الغوانى الخراد
(3)
قصد الدهر من أبى حمزة الأوّ
…
اب مولى حجى وخدن اقتصاد
وفقيها أفكاره شدن للنّع
…
مان ما لم يشده شعر زياد
(4)
وختمها بقوله:
بان أمر الإله واختلف النّ
…
اس فداع إلى ضلال وهاد
(5)
والذى حارت البريّة فيه
…
حيوان مستحدث من جماد
واللّبيب اللّبيب من ليس يغترّ
…
بكون مصيره لفساد
(6)
***
(1)
فى ط: «فى الأوان الحال أو من ذى قبل هلك إياد» ، والمثبت في: س، ن، وشروح سقط الزند، والتنوير.
(2)
يقال: تسلبت النائحة أو الثاكل، إذا نزعت ثيابها ولبست ثيابا سوداء.
(3)
فى ط، ن:«مع الغوانى الخواد» ، والصواب فى: س، وشروح سقط الزند، والتنوير.
والخراد: جمع الخريدة، وهى الشديدة الحياء.
(4)
يعنى أن أفكاره شادت للإمام أبى حنيفة رضي الله عنه، ما لم يشده شعر النابغة الذبيانى للنعمان بن المنذر.
(5)
سقطت: «واختلف» من ط، وهى فى: س، ن، وشروح سقط الزند، والتنوير. وفى ن:«إلى الضلال وهاد» .
(6)
فى التنوير: «مصيره للفساد» .
685 - / الحسن بن عبد الله بن المرزبان
أبو سعيد القاضى
السّيرافىّ النّحوىّ
(*)
سكن بغداد، وحدّث بها عن محمد بن أبى الأزهر البوشنجىّ، وأبى عبيد بن حربويه الفقيه، وعبد الله بن محمد بن زياد النّيسابورىّ، وأبى بكر ابن دريد، ونحوهم.
وولى القضاء ببغداد، وكان أبوه مجوسيّا اسمه بهزاد، فسمّاه أبو سعيد عبد الله.
وعن رئيس الرّؤساء
(1)
شرف الوزراء، جمال الورى، أبى القاسم علىّ بن الحسن، قال:
إنّ أبا سعيد السّيرافىّ، كان يدرّس القرآن، والقراءات، وعلوم القرآن، والنحو، واللغة
(2)
، والفقه، والفرائض، والكلام، والشّعر، والعروض، والقواعد
(3)
والقوافى، والحساب. وذكر علوما سوى هذه. وكان من أعلم الناس بنحو البصريّين، وينتحل فى الفقه مذهب أهل العراق.
قال رئيس الرّؤساء
(4)
: وقرأ على أبى بكر ابن مجاهد القرآن، وعلى أبى بكر ابن دريد اللّغة، ودرسا جميعا عليه النّحو، وقرأ على أبى بكر ابن السّرّاج، وعلى أبى بكر المبرمان النحو، وقرأ عليه أحدهما القرآن، ودرس عليه الآخر الحساب.
قال: وكان زاهدا، لا يأكل إلاّ من كسب يده، فذكر جدّى أبو الفرج عنه، أنه كان
(*) ترجمته فى: ترجمته فى: الأنساب 321 ظ، إنباه الرواة 1/ 313،-315، البداية والنهاية 11/ 294، بغية الوعاة 1/ 507 - 508، تاج التراجم 23، تاريخ بغداد 342،7/ 341، الجواهر المضية، برقم 456، دول الإسلام 1/ 228، روضات الجنات 3/ 70 - 74، شذرات الذهب 66،3/ 65، طبقات الزبيدى 86، طبقات القراء 1/ 218، طبقات النحويين واللغويين 119، العبر 2/ 347، الفلاكة والمفلوكين 71، الفهرست 93، الكامل 8/ 698، كشف الظنون 2/ 1082،150،1/ 140، 1980،1808،1470،1427،1390،1107، اللباب 1/ 586، لسان الميزان 2/ 218، المختصر لأبى الفدا 2/ 126، 127، مرآة الجنان 391،2/ 390، معجم الادباء 8/ 145 - 232، معجم البلدان 3/ 212، مفتاح السعادة 1/ 133 - 175، النجوم الزاهرة 134،4/ 133، نزهة الألباء 308،307، وفيات الأعيان 79،2/ 78.
وانظر الإمتاع والمؤانسة 133،1/ 108. وتأتى نسبة «السيرافى» فى باب الأنساب.
(1)
تاريخ بغداد 7/ 341.
(2)
ساقط من: س، وهو فى ط، ن، وتاريخ بغداد.
(3)
لم يرد فى تاريخ بغداد.
(4)
تاريخ بغداد 342،7/ 341.
لا يخرج إلى مجلس الحكم، ولا إلى مجلس التّدريس فى كلّ يوم، إلاّ بعد أن ينسخ عشر ورقات، يأخذ أجرتها عشرة دراهم، تكون قدر مؤنته، ثم يخرج إلى مجلسه.
وقال ابن أبى الفوارس
(1)
: وكان أبو سعيد نزها، عفيفا، جميل الأمر، حسن الأخلاق.
وقال محمد بن العبّاس بن الفرات
(2)
: كان أبو سعيد السّيرافىّ، عالما، فاضلا، منقطع النّظير فى علم النحو خاصّة، وكانت سنّه يوم توفّى ثمانين سنة.
وعن هلال بن المحسّن
(3)
، أنّه توفّى يوم الاثنين، الثانى من رجب، سنة ثمان وستين وثلاثمائة، عن أربع وثمانين سنة.
قال أبو حيّان التّوحيدىّ، فى «تقريظ الجاحظ» له: أبو سعيد السّيرافىّ شيخ الشّيوخ، وإمام الأئمّة، معرفة
(4)
بالنحو، والفقه، واللّغة، والشّعر، والعروض، والقوافى، والقرآن، والفرائض، والحديث، والكلام، والحساب، والهندسة، أفتى فى جامع الرّصافة خمسين سنة على مذهب أبى حنيفة فما وجد له خطأ، ولا عثر له على زلّة، وقضى ببغداد، هذا مع الثّقة والدّيانة والأمانة والرّزانة، صام أربعين سنة أو أكثر، الدّهر كلّه.
وقال فى «محاضرات العلماء
(5)
»: شيخ الدّهر
(6)
، وقريع العصر، العديم المثل، المفقود الشّكل، ما رأيت أحفظ منه لجوامع الزهد نظما ونثرا، وكان ديّنا، ورعا، تقيّا، نقيّا، زاهدا، عابدا، خاشعا، له دأب فى القراءة والخشوع، وورد بالليل من القيام والخضوع، ما قرئ عليه شئ قطّ فيه ذكر الموت والبعث ونحوه، إلاّ بكى وجزع، ونغّص عليه يومه وليلته، وامتنع عن الأكل والشّرب، وما رأيت أحدا من المشايخ كان أذكر لحال الشّباب، وأكثر تأسّفا على ذهابه منه، وكان إذا رأى أحدا من أقرانه عاجله الشّيب تسلّى به.
وقال فى «الامتناع والمؤانسة
(7)
»: هو أجمع لشمل العلم، وأنظم لمذاهب العرب، وأدخل فى كلّ باب، وأخرج من كلّ طريق، وألزم للجادّة الوسطى فى الخلق والدّين،
(1)
هو محمد بن أبى الفوارس، كما فى تاريخ بغداد 7/ 342.
(2)
تاريخ بغداد 7/ 342.
(3)
تاريخ بغداد 7/ 342.
(4)
فى س: «له معرفة» ، وفى ط، ن:«معرفته» ، والتصويب من معجم الأدباء 8/ 150.
(5)
انظر معجم الأدباء 8/ 152.
(6)
فى معجم الأدباء نقلا عن أبى حيان: «وحضرت مجلس شيخ الدهر» .
(7)
الجزء الأول صفحة 130،129.
وأروى للحديث، وأقضى فى الأحكام، وأفقه فى الفتوى، كتب إليه
(1)
ملوك عدّة كتبا مصدّرة بتعظيمه، يسأله فيها عن مسائل فى الفقه والعربيّة واللّغة.
وكان حسن الخطّ، طلب أن يقرّر فى ديوان الإنشاء فامتنع
(2)
، وقال: هذا أمر يحتاج إلى دربة، وأنا عار منها، وسياسة وأنا غريب فيها.
وفى «الدّرّ/الثّمين» أن أبا سعيد
(3)
لمّا شهد عند قاضى القضاة ابن معروف، وقبل شهادته، وصار من جملة عدوله، عاتبه على ذلك أحد المختصّين به، وقال له: إنّك إمام الوقت، وعين الزمان، والمنظور إليه، والمقتبس من علمه، تضرب إليك أكباد الإبل، ويفتقر إليك الخاصّ والعامّ، والرّعايا والسّلطان، فإذا توسّطت مجلسا كنت المنظور فى الصّدر، وإذا حضرت محفلا كنت البدر، قد اشتهر ذكرك فى الأقطار والبلاد، وانتشر علمك فى كلّ محفل
(4)
وناد، والألسنة مقرّة بفضلك، فما الذى حملك على الانقياد لابن معروف واختلافك إليه؟ فصرت تابعا بعد أن كنت متبوعا، ومؤتمرا بعد أن كنت آمرا، وضعت من قدرك، وضيّعت كثيرا من حرمتك، وأنزلت نفسك منزلة غيرك، وما فكّرت فى عاقبة أمرك، ولا شاورت أحدا من صحبك.
فقال: اعلم أنّ هذا القاضى مراده اكتساب ذكر جميل، وصيت حسن، ومباهاة لمن تقدّمه، ومع ذلك فله من السلطان منزلة رفيعة، وقوله عنده مسموع، وأمره لديه متبوع،
(5)
ورأيته يستضئ برأيى، ويعدّنى من جملة ثقاته وأوليائه
(5)
، وقد عرّض لى
(6)
وصرّح مرّة بعد أخرى، وثانية عقب أولى، فلم أجب، فخفت مع كثرة الخلاف أن يكون تكرار الامتناع موجبا للقطيعة، وتوقّع أضرار، وإذا اتّفق أمران، فاتّباع ما هو أسلم جانبا، وأقلّ غائلة أولى، وقد كان ما كان، والكلام بعد ذلك ضرب من الهذيان.
وكان أبو علىّ الفارسىّ وأصحابه يحسدونه كثيرا.
(1)
هذا قول التميمى حكاية لما أورده أبو حيان من كتب الملوك والرؤساء إليه.
(2)
في الامتناع والمؤانسة 1/ 132 أن الذى أراده أبو جعفر الصميرى.
(3)
انظر معجم الأدباء 8/ 156 - 158.
(4)
فى ن: «بلد» والمثبت فى: س، ط.
(5 - 5) فى معجم الأدباء: «وبلغنى أنه يستضئ برأيه، ويعده من جملة ثقاته وأوليائه» .
(6)
فى س بعد هذا زيادة عما فى ط، ن، ومعجم الأدباء:«مرة» .
وله من التّصانيف «شرح كتاب سيبويه» لم يسبق إلى مثله، وحسده عليه أبو علىّ وغيره من معاصريه، «وشرح الدّريديّة» و «ألفات القطع والوصل» ، و «الإقناع» فى النحو، لم يتمّه، فأتمّه ولده يوسف، وكان يقول، وضع والدى النحو فى المزابل بالإقناع. يعنى أنّه سهّله جدّا، فلا يحتاج إلى مفسّر، و «شواهد سيبويه» ، و «المدخل إلى كتاب سيبويه» ، و «الوقف والابتداء» ، و «صنعة
(1)
الشّعر والبلاغة»، و «أخبار النّحاة البصريّين» ، و «كتاب جزيرة العرب» .
وهجاه أبو الفرج الأصبهانىّ لمنافسة كانت بينهما، بقوله
(2)
:
لست صدرا ولا قرأت على صد
…
ر ولا علمك البكىّ بشاف
(3)
لعن الله كلّ شعر ونحو
…
وعروض يجئ من سيراف
قال أبو حيّان التّوحيدىّ
(4)
: رأيت أبا سعيد، وقد أقبل على الحسين بن مردويه الفارسىّ، وهو
(5)
يشرح له «مدخل كتاب سيبويه
(5)
» ويقول له: اصرف همّتك إليه، فإنّك لا تدركه إلاّ بتعب الحواسّ، ولا تتصوّره إلاّ بالاعتزال
(6)
عن الناس. فقال: يا سيّدى، أنا مؤثر لذلك، ولكن اختلال الأمور، وقصور الحال، يحول بينى وبين ما أريد، فقال: ألك عيال؟ قال: لا، قال: عليك ديون؟ قال: دريهمات. قال: فأنت ريح القلب، حسن الحال، ناعم البال، اشتغل بالدّرس والمذاكرة، والسّؤال والمناظرة، واحمد الله تعالى على خفّة الحال
(7)
. وأنشده:
إذا لم يكن للمرء مال ولم يكن
…
له طرق يسعى بهنّ الولائد
(8)
وكان له خبز وملح ففيهما
…
له بلغة حتى تجيء الفوائد
وهل هى إلاّ جوعة إن سددتها
…
وكلّ طعام بين جنبيك واحد
(1)
فى ط، ن:«وصيغة» والصواب فى: س، ومعجم الأدباء 8/ 150، ووفيات الأعيان 1/ 416، وانظر الفهرست 63،1/ 62.
(2)
البيتان فى: بغية الوعاة 1/ 509، معجم الأدباء 8/ 148، وفيات الأعيان 1/ 416.
(3)
البكى: القليل.
(4)
فى كتاب محاضرات العلماء، كما فى معجم الأدباء 8/ 152 - 155، والقصة فيه.
(5 - 5) فى معجم الأدباء «يشرح له ترجمة المدخل إلى كتاب سيبويه من تصنيفه» .
(6)
فى س: «باعتزالك» والمثبت فى: ط، ن، ومعجم الأدباء.
(7)
فى معجم الأدباء: «الحاذ وحسن الحال» وخفة الحاذ: قلة المال والعيال.
(8)
فى س «له ظرف تسعى بهن الولائد» ، والمثبت فى: ط، ن، معجم الأدباء.
/واستشاره أبو أحمد بن مزدك
(1)
فى تزويج ابنته، وذكر له أنّه خطبها جماعة. قال له:
اختر منهم من يخشى الله تعالى، فإنّه إن أحبّها بالغ فى إكرامها، وإن لم يحبّها تحرّج من ظلمها.
وتأخّر بعض أصحابه عن مجلسه فى يوم السبت، فسأله عن سبب تأخّره، فاعتذر بشرب دواء، فأنشد
(2)
:
لنعم اليوم يوم السبت حقّا
…
لصيد إن أردت بلا امتراء
(3)
وفى الأحد البناء فإنّ فيه
…
تبدّى الله فى خلق السّماء
(4)
وفى الاثنين إن سافرت فيه
…
يكون الأوب فيه بالنّماء
(5)
وإن ترم الحجامة فالثّلاثا
…
ففى ساعاته درك الشّفاء
وإن شرب امرؤ يوما دواء
…
فنعم اليوم يوم الأربعاء
وفى يوم الخميس قضاء حاج
…
فإنّ الله يأذن بالقضاء
(6)
ويوم الجمعة التّزويج فيه
…
ولذّات الرّجال مع النّساء
***
686 - الحسن بن عبد الله القاضى
أبو علىّ النّسفىّ
(*)
من شيوخ أبى العبّاس المستغفرىّ
(7)
كذا ذكره فى «الجواهر» ، ولم يزد عليه.
***
(1)
انظر معجم الأدباء 8/ 154.
(2)
القصة والشعر فى معجم الأدباء 156،8/ 155.
(3)
فى معجم الأدباء: «بلا افتراء» .
(4)
تبدى هنا بمعنى «بدأ» .
(5)
فى ن: «يكون الأوب حقا بالنماء» ، والمثبت فى: س، ط، ومعجم الأدباء.
(6)
فى معجم البلدان: «فقيه الله آذن بالقضاء» .
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 457، واسمه فيه «الحسن بن عبد الملك» .
(7)
كان مولد المستغفرى-على ما تقدم فى ترجمته رقم 614 - سنة خمسين وثلاثمائة، ووفاته سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. فشيخه هذا المترجم من رجال القرن الرابع.
687 - الحسن بن عبد الصّمد الرّومىّ
السّامسونىّ
(*)
كان رجلا عالما، عاملا، متورّعا، قرأ على المولى خسرو
(1)
، وغيره.
وصار مدرّسا بإحدى المدارس
(2)
الثّمان، ثم صار معلّما للسلطان محمد خان، ثم ولى قضاء العسكر، ثم أعيد إلى التّدريس بإحدى الثّمان، ثم ولى قضاء إصطنبول.
وكان محمود السّيرة، مرضىّ الطّريقة.
وكان له خطّ حسن، كتب به كثيرا من الكتب، منها:«صحاح الجوهرىّ» ، كتبه للسلطان محمد.
وله «حواش على المقدّمات الأربع» و «حواش على حاشية
(3)
شرح المختصر» للسّيّد.
مات سنة إحدى وتسعين وثمانمائة
(4)
. رحمه الله تعالى.
***
(*) ترجمته فى: شذرات الذهب 8/ 4، الشقائق النعمانية 1/ 247، الفوائد البهية 61/ 262، كشف الظنون 1/ 476. وجاءت نسبته فى س:«السامونى» ، وفى ط، ن:«السامولى» والتصويب من مصادر الترجمة، ما عدا الشقائق ففيها:«الساميسونى» .
قال اللكنوى: نسبته إلى سامسون، مدينة ببلاد الروم ساحلية.
(1)
فى الفوائد: «قرأ على المولى خسرو بن فراموز صاحب الدور» .
(2)
ساقط من: س، ط، وهو فى: ن، والشقائق، والفوائد.
(3)
ساقط من: ن، وهو فى: س، ط، والشقائق، والفوائد.
(4)
كذا ذكر صاحب الشقائق، وصاحب الفوائد نقلا عنه، وصاحب الكشف، وفى الشذرات جاءت ترجمته فى وفيات سنة إحدى وتسعمائة، وذكر الكفوى أن وفاته كانت سنة إحدى وثمانين وثمانمائة.
688 - الحسن بن عثمان بن حمّاد بن حسّان
ابن عبد الرحمن بن يزيد
أبو حسّان القاضى الزّيادىّ
(*)
ذكره القاضى أبو علىّ المحسّن بن علىّ التّنوخىّ، فقال: كان من وجوه فقهاء أصحابنا، من غلمان أبى يوسف، سمع هشيم بن بشير، ووكيع بن الجرّاح، فى خلق.
روى عن محمد بن محمد الباغنديّ، وإسحاق بن الحسن الحربىّ
(1)
.
وله «تاريخ» حسن.
قال: وكان من أصحاب الحديث، تقلّد القضاء قديما، ثم تعطّل، فأضاق، ولزم مسجده
(2)
، يفتى ويدرّس الفقه.
مات، رحمه الله تعالى، سنة اثنتين وأربعين ومائتين
(3)
.
قال إسحاق الحربىّ: حدّثنى أبو حسّان الزّيادىّ، أنّه رأى ربّ العزّة جل جلاله فى النّوم، فقال: رأيت نورا عظيما لا أحسن أصفه، ورأيت فيه
(4)
شخصا خيّل إلىّ أنّه النبىّ صلى الله عليه وسلم، وكأنّه يشفع إلى ربّه فى رجل من أمّته، وسمعت قائلا يقول: ألم يكفك أنّى أنزلت عليك فى سورة الرّعد
(5)
: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ} ثم انتبهت.
***
(*) ترجمته فى: الأنساب 283 و، تاريخ بغداد 7/ 356 - 361، الجواهر المضية، برقم 458، شذرات الذهب 2/ 100، العبر 1/ 347، الفهرست 160، اللباب 1/ 515، مرآة الجنان 2/ 134، معجم الأدباء 9/ 18 - 24.
أما نسبته «الزيادى» فقد قال الحافظ أبو القاسم: وليس كما يظنه الناس من ولد زياد بن أبيه، وإنما تزوج أجداده أم ولد لزياد، فقيل له الزيادى، قال ذلك أحمد بن أبى طاهر صاحب كتاب بغداد. انظر معجم الأدباء 9/ 24.
(1)
فى الأصول هنا وفيما يأتى: «الحرانى» والمثبت فى: الجواهر، تاريخ بغداد، معجم الأدباء.
(2)
فى س: «المسجد» والمثبت فى: ط، ن.
(3)
بعد هذا فى الجواهر زيادة: «وله تسع وثمانون سنة وأشهر» .
(4)
ساقط من: س، وهو فى: ط، ن.
(5)
الآية السادسة.
689 - الحسن بن عثمان
(*)
والد بكّار المتقدّم فى بابه، تفقّه عليه ابنه بكار.
كذا قاله
(1)
فى «الجواهر» ، والله أعلم.
***
690 - الحسن بن عطاء السّعدىّ
(**)
أستاذ محمد بن الحسن بن الحسين المنصورىّ
(2)
.
كذا قاله فى «الجواهر» أيضا من غير زيادة.
***
691 - / الحسن بن عطيّة بن سعد بن جنادة
الكوفىّ
(***)
والد الحسين الآتى ذكره
(3)
، وجدّ الحسن المتقدّم ذكره
(4)
. حدّث عنه ابنه الحسين.
قاله فى «الجواهر» أيضا من غير زيادة.
***
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 459.
(1)
ساقط من: ن، وهو فى س، ط.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 460. ولعله:«السّغدىّ» وانظر حاشية الجواهر.
(2)
كانت وفاته-على ما يأتى فى ترجمته-سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وكان مولده سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، فأستاذه هذا المترجم من رجال أواخر القرن الخامس أو أوائل القرن السادس.
(***) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 461.
(3)
يأتى برقم 742 من هذا الجزء، وكانت وفاة الحسين هذا سنة إحدى ومائتين، فوالده المترجم من رجال القرن الثانى.
(4)
تقدم برقم 668.
692 - الحسن بن علىّ بن جبريل الصّاغرجىّ
أبو أحمد الفقيه، الدّهقان
(*)
تفقّه على جدّه لأمّه العبّاس بن الطّيّب الصّاغرجىّ، الآتى فى بابه إن شاء الله تعالى.
مات بعد
(1)
سنة ستين وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.
وصاغرج، بالصّاد والسين: من قرى السّغد.
***
693 - الحسن بن علىّ بن الجعد بن عبيد
الجوهرىّ
(**)
مولى أمّ سلمة المخزوميّة زوج أبى العبّاس السّفّاح.
ولى قضاء مدينة المنصور بعد عبد الرحمن بن إسحاق الضّبّىّ، وحدّث عن أبيه، وولى القضاء فى حياته، ومات أبوه بعد توليته بسنتين، ومات هو فى سنة اثنتين وأربعين
(2)
ومائتين.
وكان سريّا، ذا مروءة، عالما بمذهب أهل العراق.
وسئل عنه أحمد فقال: كان معروفا عند الناس بأنّه
(3)
جهمىّ، مشهور
(3)
بذلك، ثم بلغنى عنه الآن أنّه رجع عن ذلك، رحمه الله تعالى.
***
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 462.
(1)
سقط من: س.
(**) ترجمته فى: تاريخ بغداد 365،7/ 364، الجواهر المضية، برقم 463، ميزان الاعتدال 1/ 504.
(2)
فى ط، ن:«وسبعين» والصواب فى: س، والجواهر، وتاريخ بغداد.
(3 - 3) فى ط، ن «جهمى معروف مشهور» وفى تاريخ بغداد:«جهمى مشهورا» والمثبت فى: س، والجواهر، والميزان.
694 - الحسن بن علىّ بن أبى السّعود
الكوفىّ
(*) مولده بها، سنة خمس وسبعين وخمسمائة، ووفاته بدار الحديث بالقاهرة، سنة تسع وثلاثين وستمائة.
وكان فقيها، محدّثا، مقرئا، شاعرا، روى عنه الناس.
***
695 - الحسن بن علىّ بن عبد الله بن محمد بن عبد الباقى
بن محمد بن عبد الله بن موسى بن عيسى [بن عبد الله]
ابن محمد بن عامر بن أبى جرادة العقيلىّ
الحلبىّ
(**)
من البيت المشهور. ولد بحلب، سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، وقيل غير ذلك وسمع وأفاد.
ومات فى أيّام الفائز
(1)
، سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، وله من العمر تسع وخمسون سنة، رحمه الله تعالى.
وذكره العماد الكاتب، فى «الخريدة» ، وأورد شيئا كثيرا من أشعاره، فقال:
القاضى، ثقة الملك، أبو علىّ الحسن بن علىّ بن عبد الله ابن أبى جرادة.
من أهل حلب، سافر إلى مصر، وتقدّم عند وزرائها وسلاطينها، خاصّة عند الصّالح
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 464.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 465، خريدة القصر، قسم الشام 2/ 197 - 218، معجم الأدباء 16/ 12 - 16، أثناء ترجمة ابن العديم عمر بن أحمد، النجوم الزاهرة 332،5/ 331، فى وفيات سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
وما بين المعقوفين تكملة من الجواهر المضية، وسيأتى هذا فى ترجمة عمر بن أحمد ابن العديم، وكناه القرشى فى الجواهر «أبو عبد الله» .
(1)
فى الأصول خطأ: «الظاهر» وكانت ولاية الفائز بنصر الله على مصر سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وتوفى سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وهو أبو القاسم عيسى بن إسماعيل بن عبد المجيد العبيدى الفاطمى. انظر النجوم الزاهرة 5/ 306 - 331، حسن المحاضرة 1/ 609.
أبى الغارات ابن رزّيك، وهو من بيت كبير بحلب، وذو فضل غزير وأدب.
وتوفّى بمصر، فى جمادى الأولى، سنة إحدى وخمسين وخمسمائة
(1)
ومن سائر شعره ما يغنّى به، أنشدنى له بعض أصدقائى بدمشق
(2)
:
يا صاحبىّ أطيلا فى مؤانستى
…
وذكّرانى بخلاّن وعشّاق
(3)
وحدّثانى حديث الخيف إنّ به
…
روحا لقلبى وتسهيلا لأخلاقى
(4)
ما ضرّ ريح الصّبا لو ناسمت حرقى
…
واستنقذت مهجتى من أسر أشواقى
داء تقادم عندى من يعالجه
…
ونفثة بلغت منّى من الرّاقى
يفنى الزّمان وآمالى مصرّمة
…
ممّن أحبّ على مطل وإملاق
يا ضيعة العمر لا الماضى انتفعت به
…
ولا حصلت على علم من الباقى
قال
(5)
: وأنشدنى الشريف إدريس بن الحسن بن علىّ بن يحيى الحسنىّ الإدريسىّ المصرىّ لابن أبى جرادة قصيدة فى الصّالح ابن رزّيك، يذكر قيامه بنصر أهل القصر
(6)
، بعد فتكة عبّاس وزيرهم بهم
(7)
، وقتله جماعة منهم، وقيام ابن رزّيك فى الوزارة، أوّلها:
/من عذيرى من خليلى من مراد
…
من خفيرى يوم أرتاد مرادى
(8)
(9)
ومنها فى مدحه
(9)
:
حامل الأعباء عن أهل العبا
…
آخذ بالنّار من باغ وعاد
(10)
(1)
ساقط من: س، وهو فى: ط، ن، والخريدة 2/ 198.
(2)
خريدة القصر 2/ 198، والبيتان الأولان فى النجوم الزاهرة 5/ 332.
(3)
فى النجوم الزاهرة «بخلانى وعشاقى» .
(4)
الخيف: بطحاء مكة، وقيل: مبتدأ الأبطح. معجم البلدان 2/ 508.
وفى النجوم الزاهرة «وتسهيلا لآماقى» .
(5)
خريدة القصر 2/ 198 - 200.
(6)
فى الأصول: «العصر» ، والتصويب من الخريدة.
(7)
فى ط، ن، ونسخة من الخريدة:«به» ، والمثبت فى صلب الخريدة، وهو ساقط من: س.
(8)
انظر لمأخذ عجز هذا البيت حاشية الخريدة 2/ 199.
(9 - 9) ساقط من: س، وهو فى: ط، ن، والخريدة.
(10)
فى ن: «أهل العبا» والمثبت فى: س، ط، الخريدة.
ويريد بأهل العبا عليّا وفاطمة والحسن والحسين، رضى الله عهم، حين أدخلهم الرسول صلى الله عليه وسلم فى مرطه وقال:«اللهم هؤلاء أهلى»
وانظر لهذا حاشية الخريدة، ونفحة الريحانة 3/ 312، وحاشيته.
من عصاة أضمروا الغدر فهم
…
أهل نصب ونفاق وعناد
قتلوا الظّافر ظلما وانتحوا
…
لبنى الحافظ بالبيض الحداد
(1)
واعتدى عبّاس فيهم وابنه
…
فوق عدوان يزيد وزياد
(2)
مثل سفر قتلوا هاديهم
…
ثم ضلّوا مالهم من بعد هاد
جاءهم فى مثل ريح صرصر
…
فتولّوا مثل رجل من جراد
(3)
بعد ما غرّهم إملاؤه
…
ولهيب الجمر من تحت الرّماد
وتظنّوا أن سترتاع بهم
…
هل تراع الأسد يوما بالنّقاد
(4)
قال
(5)
: وأنشدنى-يعنى الشريف المذكور-لابن أبى جرادة فى ابن رزّيك، لمّا قتل ابن مدافع محمدا، سيّد لوائه قبل الوزارة، من قصيدة:
لعمرى لقد أفلح المؤمنونا
…
بحقّ وقد خسر المبطلونا
وقد نصر الله نصرا عزيزا
…
وقد فتح الله فتحا مبينا
بمن شار علياه واختاره
…
ولقّبه فارس المسلمينا
وكان محمد ليث العرين
…
فأخلى لعمرى منه العرينا
(6)
وقد كاد أن يستبين الرّشا
…
د فأعجله الحتف أن يستبينا
(7)
(1)
الظافر هو الظافر بالله إسماعيل بن عبد المجيد بن محمد العبيدى الفاطمى، وكان قتله فى المحرم سنة تسع وأربعين وخمسمائة. انظر حسن المحاضرة 1/ 608، النجوم الزاهرة 5/ 395.
والحافظ هو عبد المجيد بن محمد بن معدّ العبيدى الفاطمى، وكانت وفاته سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
انظر: حسن المحاضرة 1/ 608، النجوم الزاهرة 5/ 295، وفيات الأعيان 2/ 401.
وقد قتل الوزير عباس بن يحيى بن تميم-الآتى ذكره-يوسف وجبريل، ابنى الحافظ، بتهمة أنهما قتلا أخاهما الخليفة الظافر، حسدا على الرتبة لينالاها بعده. يقول ابن تغرى بردى: وليس الأمر كذلك، بل عباس الوزير وولده نصر قتلاه.
انظر النجوم الزاهرة 5/ 296.
(2)
فى ط: «واغتدى عباس» وهو موافق لنسخة من الخريدة، والمثبت فى: س، ن، وصلب الخريدة.
(3)
الرجل: القطعة العظيمة من الجراد.
(4)
النقاد: جنس من الغنم صغير الأرجل.
(5)
خريدة القصر 201،2/ 200.
(6)
فى صلب الخريدة: «فأخلى لعمرك» ، وفى نسخة منه رواية توافق ما هنا.
(7)
فى صلب الخريدة: «فأعجله الحين» ، وفى نسخة منه رواية توافق ما هنا.
ولا بدّ للغاصب المستبين
…
على الكره من أن يوفّى الدّيونا
(1)
ومن يخذل الله ثمّ الإمام
…
فليس له اليوم من ناصرينا
ولمّا استجاشت عليه العدا
…
وشبّ له القوم حربا زبونا
(2)
سقاهم بكاس مرير المذا
…
ق لا يعذب الدّهر للشّاربينا
وأشبع منهم ضباع الفلاة
…
فظلّوا لأنعمه شاكرينا
ومن شعره أيضا، قوله
(3)
:
لهفى لفقد شبيبة
…
كانت لدىّ أجلّ زاد
أنفقتها متغشمرا
…
لا فى الصّلاح ولا الفساد
(4)
ما خلت أنّى مبتلى
…
بهوى الأصادق والأعادى
حتى بكيت على البيا
…
ض كما بكيت على السّواد
ومنه أيضا
(5)
:
أحبابنا شفّنا لهجركم
…
وبعدنا من وصالكم خبل
فإن قطعنا لا تحفلون بنا
…
وإن وصلناكم فلا نصل
فأرشدونا كيف السّبيل فقد
…
ضاقت بنا فى هواكم الحيل
شأن المحبّين أن يدوموا على ال
…
عهد وشأن الأحبّة الملل
/ومنه أيضا قوله
(6)
:
لقاؤك أحلى من رقادى على جفنى
…
وقربك أحلى من مصاحبة الأمن
أيا من أطعت الشّوق حتى أتيته
…
وأيقنت أنّى قد لجأت إلى ركن
لئن لم أفز منك الغداة بنظرة
…
تسهّل من وعر اشتياقى فواغبنى
(7)
(1)
فى الخريدة: «للغاصب المستدين» ، وفيها توافق مع عجز البيت.
(2)
حرب زبون: شديدة.
(3)
خريدة القصر 2/ 201.
(4)
الغشمرة: إتيان الأمر من غير تثبت.
(5)
خريدة القصر 2/ 202.
(6)
خريدة القصر 2/ 202.
(7)
فى ن: «فواعتبى» والمثبت فى: س، ط، والخريدة.
ومنه أيضا قوله
(1)
:
وجد قديم وهوى باق
…
ونظرة ليس لها راق
ودمع عين أبدا حائر
…
ليس بمنهلّ ولا راق
(2)
أحبابنا هل وقفة باللّوى
…
تسعف مشتاقا بمشتاق
وهل نداوى من كلوم النّوى
…
بلفّ أعناق بأعناق
ما زلت من بينكم مشفقا
…
لو أنّه ينفع إشفاقى
أعوم فى لجّة دمعى إذا
…
ما أضرمت نيران أشواقى
وجدى بكم فقد وميعادكم
…
منكسر فى جملة الباقى
يا ساقيا خمرة أجفانه
…
لهفى على الخمرة والسّاقى
أما تخاف الله فى مقلة
…
لا عاصم منها ولا واق
ومنه أيضا قوله
(3)
:
إنّ بين السّجوف والأوراق
…
فتنة للقلوب والأحداق
(4)
ومريض العهود تخبر عينا
…
هـ بما فى فؤاده من نفاق
أنا منه فى ذلّة وخضوع
…
وهو منّى فى عزّة وشقاق
سدّد السّهم فى جفون إذا ما
…
فوّقت لم يكن لها من فواق
(5)
وليال من الصّبابة أستع
…
رض فيها نفائس الأعلاق
حيث لا نجمها قريب من الغر
…
ب وليست بدورها فى محاق
فزت بالصّفو فى دجاها ولم أد
…
ر بأنّ الإشراق فى الإشراق
(6)
يا خليلىّ هل إلى معهد الحىّ
…
سبيل للهائم المشتاق
(1)
خريدة القصر 203،2/ 202.
(2)
لم يرد هذا البيت فى: س، وهو فى: ط، ن، والخريدة.
(3)
خريدة القصر 204،2/ 203.
(4)
فى الخريدة: «إن بين السجوف والأوراق» وما فى الطبقات موافق لما فى عود الشباب مختصر الخريدة.
(5)
الفواق: الراحة والإفاقة.
(6)
فى س: «بأن الإشراق فى الأشواق» ، والمثبت فى: ط، ن، والخريدة.
والإشراق الأولى من الشرق-بالتحريك.
إنّ وجدى به وإن طال عهدى
…
لجديد القوى شديد الوثاق
(1)
مثل وجد القاضى الموفّق بالمج
…
د وقدما ما تصاحبا بوفاق
ذاك مولى كأنّما سلّم اللّ
…
هـ إليه مفاتح الأرزاق
وقوله، وكتب به إلى أخيه بالشّام من مصر
(2)
:
فؤاد بتذكار الحبيب عميد
…
وشوق على طول الزمان يزيد
وعين لبعد العهد بين جفونها
…
قريب ولكنّ اللقاء بعيد
وما كنت أدرى أنّ قلبى صابر
…
وأنّى على يوم الفراق جليد
ومنها
(3)
:
أريد من الأيّام ما لست واجدا
…
وتوجدنى مالا أكاد أريد
/وقوله
(4)
:
سريرة حبّ ما يفكّ أسيرها
…
ولوعة قلب ليس ينجو سعيرها
ونفس أبت أن تحمل الصبر عنكم
…
وكيف وأنتم حزنها وسرورها
(5)
ومنها
(6)
:
وهل حامل منّى إليكم تحيّة
…
إذا تليت يوما يضوع عبيرها
رعى الله أيّام الصّبا كلّما هفت
…
صبا فشفى مرضى القلوب مرورها
فهل لى إلى تلك اللّيالى رجعة
…
أجدّد من وجدى بها وأزورها
(7)
لئن نزحت دارى فإنّ مودّتى
…
على كدر الأيّام صاف غديرها
(1)
فى الخريدة: «السديد القوى» .
(2)
خريدة القصر 2/ 204.
(3)
بعد هذا فى ط زيادة: «أيضا» ولا مكان لها.
(4)
خريدة القصر 205،2/ 204.
وبين البيت الأول والثانى تقديم وتأخير فى: ط، والمثبت فى: س، ن، والخريدة.
(5)
فى الخريدة: «أن تعرف الصبر» ، وفى نسخة منها رواية توافق ما هنا.
(6)
الشعر متصل فى الخريدة، ومكان «ومنها» فيها بعد البيت الآتى.
(7)
فى الخريدة: «إلى تلك المنازل» ، وفى نسخة منها رواية توافق ما هنا.
وقوله، فيمن تردّد إليه، فتعذّر لقاؤه عليه
(1)
:
عزّنى أن أراك فى حالة الصّح
…
وكما عزّنى أوان المدام
وكما لا سبيل أن نتناجى
…
من بعيد بألسن الأقلام
(2)
فعليك السّلام لم يبق شئ
…
أترجّاه غير طيف المنام
وقوله من قصيدة
(3)
:
يا غائبين وما غابت مودّتهم
…
هل تعلمون لمن شفّ الغرام شفا
إن تعتبونى فعندى من تذكّركم
…
طيف يطالع طرفى كلّما طرفا
أو تجحدونى ما لاقيت بعدكم
…
فلى شواهد سقم ما بهنّ خفا
(4)
واها لقلب وهى من بعد بينكم
…
وكنت أعهد فيه قوّة وجفا
فالرّيح تذكى الجوى فيه إذا نفحت
…
والوجد يقوى عليه كلّما ضعفا
فارقتكم غرّة منّى بفرقتكم
…
فلم أجد عوضا منكم ولا خلفا
(5)
ومنها:
وقد فضضت لعمرى من كتابكم
…
ما يشبه الودّ منكم رقّة وصفا
فبتّ أستاف منه عنبرا أرجا
…
طورا وانظر منه روضة أنفا
(6)
أودّ لو أنّنى من بعض أسطره
…
شوقا وأحسد منه اللاّم والألفا
آليت إن عاد صرف الدهر يجمعنا
…
لأعفونّ له عن كلّ ما سلفا
لهفى على نفحة من ريح أرضكم
…
أبلّ منها فؤادا موقرا شعفا
(7)
ووقفة دون ذاك السّفح من حلب
…
أمرّ فيها بدمع قطّ ما وقفا
أنفقت دمعى قصدا يوم بينكم
…
لكنّنى اليوم قد أنفقته سرفا
(1)
خريدة القصر 2/ 205.
(2)
فى س ونسخة من الخريدة: «أن تتناجى» .
(3)
خريدة القصر 206،2/ 205.
(4)
فى ن: «ما لهن خفا» ، والمثبت فى: س، ط، والخريدة.
(5)
فى الخريدة: «فلم أجد بدلا» ، وفى نسخة منها رواية توافق ما هنا.
(6)
استاف الشئ: اشتمه. وروضة أنف: لم ترع.
(7)
فى س: «فؤادا موقدا شغفا» ، والمثبت فى: ط، ن، والخريدة.
ما لى وللدّهر ما ينفكّ يقذف بى
…
كأنّنى سهم رام يبتغى هدفا
(1)
وقوله
(2)
:
ما على الطّيف لو تعمّد قصدى
…
فشفى علّتى وجدّد عهدى
(3)
وأتانى ممّن أحبّ رسولا
…
وانثنى مخبرا حقيقة وجدى
إنّ أحبابنا وإن سلكوا اليو
…
م وحاشاهم سبيل التّعدّى
ونسونا فلا سلام يوافى
…
بوفاء منهم ولا حسن ودّ
(4)
لهم الأقربون فى القرب منّى
…
وهم الحاضرون فى البعد عندى
ما عهدناهم جفاة على الخلّ
…
ولكن تغيّر القوم بعدى
ليتهم أسعفوا المحبّ وأرضو
…
هـ بوعد إذ لم يجودوا بنقد
/حبّذا ما قضى به البين من ضمّ
…
ولثم لو لم يشبه ببعد
لك شوقى فى كلّ قرب وبعد
…
وارتياحى بكلّ غور ونجد
(5)
ولئن شطّ بى المزار فحسبى
…
أنّنى مغرم بحبّك وحدى
وقوله، من أبيات كتبها إلى الأمير مؤيّد
(6)
الدّولة اسامة
(7)
:
أحبابنا فارقتكم
…
بعد ائتلاف واعتلاق
وصفاء ودّ غير مم
…
ذوق ولا مرّ المذاق
ووثائق بين القلو
…
ب تظلّ محكمة الوثاق
نفقت بسوق المكرما
…
ت فليس فيها من نفاق
لكنّنى وإن اغترب
…
ت وغرّنى قرب التّلاقى
لا بدّ أن أتلو حقي
…
قة ما لقيت وما ألاقى
(1)
فى س، ن:«وما ينفك يغدو بى» ، والمثبت فى ط، والخريدة.
(2)
خريدة القصر 207،2/ 206.
(3)
فى الخريدة: «فشفى غلتى» .
(4)
فى ن: «ولا حسن عهد» ، والمثبت فى: س، ط، والخريدة.
(5)
فى الخريدة: «فى كل غور ونجد» ، وفى نسخة منها رواية توافق ما هنا.
(6)
فى س: «أمين» ، والمثبت فى: ط، ن، والخريدة، وفى نسخة منها «مؤيد الدين» ، وهو يعنى الأمير أسامة بن منقذ.
(7)
خريدة القصر 208،2/ 207.
أمّا الغرام فما يزا
…
ل به التّراقى فى التّراقى
(1)
وكذلكم وجدى بكم
…
باق وصبرى غير باق
وطليق قلبى موثق
…
وحبيس دمعى فى انطلاق
ومنها:
أمللتهم من طول ما
…
أمللتهم وصف اشتياقى
يا ويح قلبى ما يزا
…
ل صريع كاسات الفراق
بل ليت أيّامى الخوا
…
لى باقيات لا البواقى
وقوله
(2)
:
غرام بدا واشتهر
…
ووجد ثوى واستقرّ
وجسم شجته النّوى
…
فللسّقم فيه أثر
وقلب إلى الآن ما
…
علمت له من خبر
وليل كيوم الحسا
…
ب ليس له من سحر
ولى مقلة ما يزا
…
ل يعدو عليها السّهر
كأنّ بأجفانها
…
إذا ما تلاقت قصر
بنفسى من لا أرا
…
هـ إلاّ بعين الفكر
ومن لست أسلو هوا
…
هـ واصلنى أم هجر
ألين له إن جفا
…
وأعذره إن غدر
وأركب فى حبّه
…
على الحالتين الخطر
وقوله
(3)
:
عنّف الصّبّ ولو شاء رفق
…
رشأ يرشق عن قوس الحدق
فيه عجب ودلال وصبا
…
وتجنّ وملال ونزق
لى منه ما شجانى وله
…
من فؤادى كلّ ما جلّ ودق
ومنها:
يا خليلىّ أعينانى على
…
طول ليل وسقام وأرق
أتظنّان صلاحى ممكنا
…
إنّما يصلح من فيه رمق
(1)
سقط هذا البيت من: ن، وهو فى: س، ط، والخريدة.
(2)
خريدة القصر 2/ 208.
(3)
خريدة القصر 2/ 209.
/وقوله:
(1)
ما على طيفكم لو طرقا
…
فشفى منّى الجوى والحرقا
(2)
قاتل الله فؤادا كلّما
…
خفق البرق عليه خفقا
(3)
ومنها
(4)
:
وجفونا بليت مذ بليت
…
منكم بعد نعيم بشقا
(5)
وبنفسى شادن يوم النّقا
…
كهلال فى قضيب فى نقا
أسرتنى نظرة من لحظة
…
فاعجبوا منّى أسيرا مطلقا
(6)
وبودّى عاذر من غادر
…
نكث العهد وخان الموثقا
لم أزل أصحب فى وجدى به
…
جسدا مضنى وطرفا أرقا
يا خليلىّ على الظّنّ ومن
…
لى لو ألقى خليلا مشفقا
حلّلاه ما سبى من مهجتى
…
واستذمّاه على ما قد بقى
(7)
وانشدا قلبى وصبرى فلقد
…
ذهبا يوم فراقى فرقا
وقوله
(8)
:
من صحّ عقدة عقده
…
وصفت سريرة ودّه
لم يعترض فى قربه
…
ريب ولا فى بعده
وقوله، ممّا يكتب على سيف
(9)
:
أنا فى كفّ غلام
…
بأسه أفتك منّى
أنا عند الظّنّ منه
…
وهو عند الظّنّ منّى
(1)
خريدة القصر 210،2/ 209.
(2)
فى ط: «فشفى منها» ، وكلمة «منى» ساقطة: ن، وهى من: س، وفى الخريدة «منا» .
(3)
فى ن: «فؤادى كلما» ، والمثبت فى: س، ط، والخريدة، وفيها قبل البيت:«ومنها» .
(4)
ساقط من: س، والخريدة، وهو فى: ط، ن.
(5)
فى الخريدة: «بليت مذ بدلت» ، وفى نسخة منها رواية توافق ما هنا.
(6)
فى س: «أسرتنى لحظة» والمثبت فى: ط، ن، والخريدة.
(7)
فى حاشية الخريدة نقل عن نسخة منها، نصه:«لغة طائية» يريد أن «بقى» لغة طئ فى بقى.
(8)
خريدة القصر 2/ 210.
(9)
خريدة القصر 2/ 210.
وكتب إلى أخيه قوله
(1)
:
هل للمعنّى بعد بعد حبيبه
…
إلاّ اتّصال حنينه بنحيبه
جهد المحبّ مدامع مسجومة
…
ليست تقوم له بكشف كروبه
أحبابنا بان الشّباب وبنتم
…
عن مدنف نائى المحلّ غريبه
أمّا المدامع بعدكم فغزيرة
…
والقلب موقوف على تعذيبه
لى ألفة بالليل بعد فراقكم
…
والنّجم عند شروقه وغروبه
وأكاد من ولهى إذا ما هبّ لى
…
ذاك النّسيم أطير عند هبوبه
وقوله، من قصيدة
(2)
:
بودّى لو رقّوا لفيض دموعى
…
ومن لى لو منّوا بردّ هجوعى
بليت بمغتال النّواظر مولع
…
بهجرى ولا يرثى لطول ولوعى
فحتّى م أدنو من هوى كلّ نازح
…
وأرعى بظهر الغيب كلّ مضيع
وهل نافعى أنّى أطعت عواذلى
…
إذا ما وجدت القلب غير مطيع
(3)
ومالى أخشى جور خصمى فى الهوى
…
وخصمى الذى أخشاه بين ضلوعى
(4)
فيا ويح نفسى من قسىّ حواجب
…
لها أسهم لا تتّقى بدروع
ومن عزمة أذكت غرامى وأبعدت
…
مرامى وألقتنى بغير ربوعى
(5)
وقوله، من قصيدة
(6)
أخرى
(7)
:
عهود لها يوم اللّوى لا أضيعها
…
وأسرار حبّ لست ممّن يذيعها
(8)
/أصاخت إلى الواشين سمعا ولم يزل
…
يقول بآراء الوشاة سميعها
(1)
خريدة القصر 2/ 210.
(2)
خريدة القصر 211،2/ 210.
(3)
خريدة القصر 2/ 211.
(4)
هذا البيت ساقط من: س، وهو فى: ط، ن، والخريدة.
(5)
فى الخريدة: «بغير دروع» .
(6)
زيادة من: ط، على ما فى: س، ن، والخريدة.
(7)
خريدة القصر 212،2/ 211.
(8)
فى ن: عهود لنا» والمثبت فى: س، ط، والخريدة.
ومنها:
وما كان هذا الحبّ إلاّ غواية
…
فوا أسفا لو أنّنى لا أطيعها
تقضّت ليال بالعقيق وما انقضت
…
لبانة صبّ بالفراق ولوعها
ولمّا أفاض الحىّ فاضت حشاشة
…
أجدّ بها يوم الوداع نزوعها
(1)
وقفنا وللألحاظ فى معرك النّوى
…
سهام غرام فى القلوب وقوعها
ومنها:
وبيض أعاضتنى نواها بمثلها
…
ألا ربّ بيض لا يسرّ طلوعها
خلعت لها برد الصّبا عن مناكبى
…
وعفت الهوى لمّا علانى خليعها
وكتب إلى والده، يتشوّق إليه، قوله
(2)
:
شوقى على طول الزّما
…
ن يزيد فى مقداره
وجوى فؤادى لا يقرّ
…
وكيف لى بقراره
والقلب حلف تقلّب
…
وتحرّق فى ناره
والطّرف كالطّرف الغري
…
ق يعوم فى تيّاره
وتلهّفى وتأسّفى
…
باق على استمراره
من ذا يرقّ لنازح
…
عن أهله ودياره
لعب الزّمان بشمله
…
وقضى ببعد مزاره
فالسّقم من زوّاره
…
والهمّ من سمّاره
والصّبر من أعدائه
…
والدّمع من أنصاره
وهمومه مقصورة
…
أبدا على تذكاره
وقوله، إلى القاضى الأجلّ الأشرف ابن البيسانىّ
(3)
، متولّى الحكم بعسقلان
(4)
:
لعلّ تحدّر الدّمع السّفوح
…
يسكّن لوعة القلب القريح
(1)
فى س، ونسخة من الخريدة:«فاظت حشاشة» .
(2)
خريدة القصر 213،2/ 212.
(3)
هو على بن محمد بن الحسن، والد القاضى الفاضل، توفى بالقاهرة سنة ست وأربعين وخمسمائة.
انظر حاشية الخريدة 2/ 213، والأبيات فى الخريدة 2/ 213 - 215.
(4)
عسقلان: مدينة بالشام من أعمال فلسطين، على ساحل البحر بين غزة وبيت جبرين.
معجم البلدان 674،3/ 673.
وعلّ البرق يروى لى حديثا
…
فيرفعه بإسناد صحيح
ويا ريح الصّبا لو خبّرتنى
…
متى كان الخيام بذى طلوح
(1)
فلى من دمع أجفانى غبوق
…
تدار كئوسه بعد الصّبوح
وأشواق تقاذف بى كأنّى
…
علوت بها على طرف جموح
ودهر لا يزال يحطّ رحلى
…
بمضيعة ويروينى بلوح
(2)
كريم بالكريم على الرّزايا
…
شحيح حين يسأل بالشّحيح
وأيّام تفرّق كلّ جمع
…
وأحداث تجيز على الجريح
(3)
فيا لله من عود بعود
…
ومن نضو على نضو طليح
وأعجب ما منيت به عتاب
…
يؤرّق مقلتى ويذيب روحى
أتى من بعد بعد واكتئاب
…
وما أنكى الجروح على الجروح
وقد أسرى بوجدى كلّ وفد
…
وهبّت بارتياحى كلّ ريح
(4)
/سلام الله ما شرقت ذكاء
…
وشاق حنين هاتفة صدوح
على تلك الشّمائل والسّجايا
…
وحسن العهد والخلق السّجيح
على أنس الغريب إذا جفاه ال
…
قريب ومحتد المجد الصّريح
على ذى الهمّة العلياء والمنّ
…
ة البيضاء والوجه الصّبيح
ومنها:
صفوح عن مؤاخذة الموالى
…
وليس عن الأعادى بالصّفوح
همام ليس يبرح فى مقام
…
كريم أولدى سعى نجيح
(5)
حديد الطّرف فى فعل جميل
…
وقور السّمع عن قول قبيح
(1)
فى حاشية الخريدة إشارة إلى تضمين مطلع قصيدة جرير فى عجز البيت، عن نسخة منها، وفى معجم البلدان 3/ 544، «ذو طلوح: اسم موضع للضباب اليوم فى شاكلة حمى ضرية، قال: ذو طلوح فى حزن بنى يربوع بين الكوفة وفيد».
(2)
اللوح: العطش.
(3)
فى الأصول: «وأحداث تحتر» ، والمثبت فى الخريدة.
(4)
وأجاز: بمعنى أجهز. فى ن: «وهبت بارتياحى كل روح» والمثبت فى: س، ط، والخريدة.
(5)
فى الأصول: «أو لذى سعى» ، والمثبت عن الخريدة.
مددت يدى إليه فشدّ أزرى
…
وذاد نوائب الدّهر اللّحوح
وفزت بودّه بعد ارتياد
…
ولكن صدّنى عنه نزوحى
وما أدركت غايته بنظمى
…
ولو أدركت غاية ذى القروح
(1)
ولكنّى وقفت على علاه
…
غنائى من ثناء أو مديح
(2)
وله، من قصيدة
(3)
:
إلى م ألوم الدّهر فيك وأعتب
…
وحتّى م أرضى فى هواك وأغضب
(4)
أما من خليل فى الهوى غير خائن
…
أما صاحب يوما على النّصح يصحب
بأيّة عضو ألتقى سورة الهوى
…
ولى جسد مضنى وقلب معذّب
عذيرى من ذكرى إذا ما تعرّضت
…
تعرّض لاح دونها ومؤنّب
ومنها:
أرى الدهر عونا للهموم على الهوى
…
وضدّا له فى كلّ ما يتطلّب
(5)
فأبعد شيء منه ما هو آمل
…
وأقرب شيء منه ما يتجنّب
(6)
وقد يحسب الإنسان ما ليس مدركا
…
وقد يدرك الإنسان ما ليس يحسب
(7)
وقوله، من قصيدة كتبها إلى والده
(8)
:
ظنّ النّوى منك ما ظنّ الهوى لعبا
…
وغرّه غرر بالبين فاغتربا
فظلّ فى ربقة التّبريح مؤتشبا
…
من مات من حرقة التّوديع منتحبا
(9)
(1)
يعنى امرأ القيس.
(2)
فى الخريدة: «عتادى من ثناء أو مديح» .
(3)
خريدة القصر 2/ 215.
(4)
فى الخريدة: «ألوم الدهر فيكم» وفى نسخة منها رواية توافق ما هنا. وفى الخريدة أيضا: «وحتى م أرضى فى هواكم» .
(5)
فى الخريدة «على الفتى» ، وفى نسخة منها رواية توافق ما هنا.
(6)
فى س، ونسخة من الخريدة:«وأبعد شيء منه ما يتجنب» .
(7)
فى الخريدة: «كما يدرك الإنسان» ، وفى نسخة منها رواية توافق ما هنا.
(8)
خريدة القصر 2/ 216، وأرخها العماد سنة ثلاث وأربعين.
(9)
المؤتشب: المخلوط. يصف ملازمته للتبريح وخلطته به.
متيّم فى بنى كعب له نسب
…
لكنّه اليوم عذرىّ إذا انتسبا
أجاب داعى النّوى جهلا بموقعها
…
فكان منها إلى ما ساءه سببا
(1)
يا عاتبىّ رويدا من معاتبتى
…
فلست أوّل مخط فى الهوى أربا
(2)
ردّا حديث الهوى غضّا على وصب
…
يكاد يقضى إذا هبّت عليه صبا
وجدّدا عهده بالسّمع عن حلب
…
فإنّ أدمعه لا تأتلى حلبا
(3)
لله قلبى ما أغرى الغرام به
…
وحسن صبرى لولا أنّه غلبا
يا قاتل الله عزما كنت أذخره
…
رزيته فى سبيل الحبّ محتسبا
إذا تفكّرت فى أمرى وغايته
…
عجبت حتى كأنّى لا أرى عجبا
ومنها:
أستودع الله أحبابا أشاهدهم
…
بعين قلبى وليست دارهم كثبا
/أصبحت لا أرتجى خلاّ أفاوضه
…
من بعد فرقتهم جدّا ولا لعبا
(4)
فإن سررت فإنّى مضمر حزنا
…
أو ابتسمت وجدت القلب مكتئبا
وقوله
(5)
:
قالوا تركت الشّعر قلت لهم
…
فيه اثنتان يعافها حسبى
أمّا المديح فجلّه كذب
…
والهجو شئ ليس يحسن بى
وقوله
(6)
:
من لى بأحور قربى فى محبّته
…
كالبعد لكن رجائى منه كالياس
مستعذب جوره فالقلب فى يده
…
معذّب ويدى منه على راسى
ودّعته من بعيد ليس من ملل
…
لكن خشيت عليه حرّ أنفاسى
(7)
(1)
فى الأصول: «إلى ما شاءه سببا» ، والتصويب من الخريدة.
وفى س: «فكان فيها» ، والمثبت فى: ط، ن، والخريدة.
(2)
فى الخريدة: «مخط فى الورى» ، وفى نسخة منها رواية توافق ما هنا.
(3)
فى س، ن:«عن خلب» ، والمثبت فى: ط، والخريدة.
وبعد هذا البيت فى الخريدة زيادة: «ومنها» .
(4)
فى الخريدة: «لا أرتجى من بعد فرقتهم .. خلا أفاوضه» وفى نسخة منها رواية توافق ما هنا.
(5)
خريدة القصر 2/ 217.
(6)
خريدة القصر 218،2/ 217.
(7)
فى ن: «ليس من ملل» والمثبت فى: س، ط، والخريدة.
وقوله
(1)
:
ما ضرّهم يوم جدّ البين لو وقفوا
…
وزوّدوا كلفا أودى به الكلف
(2)
تخلّفوا عن وداعى ثمّت ارتحلوا
…
وأخلفونى وعودا مالها خلف
(3)
ومنها:
أستودع الله أحبابا ألفتهم
…
لكن على تلفى يوم النّوى ائتلفوا
تقسّمونى فقسم لا يفارقهم
…
أين استقلّوا وقسم شفّه الدّنف
(4)
عمرى لئن نزحت بالبين دارهم
…
عنّى فما نزحوا دمعى ولا نزفوا
(5)
يا حبّذا نظرة منهم على وجل
…
تكاد تنكرنى طورا وتعترف
قلت: فى هذا القدر كفاية من شعر صاحب
(6)
التّرجمة، ولو أخذنا فى إيراد جميع ما قاله من الأشعار الرّائقة، والقصائد الفائقة، والمقطّعات الشّائقة، لطال الكلام، وخرجنا عن المقصود.
وبالجملة فقد كان صاحب التّرجمة من أدباء عصره، ومحاسن دهره.
تغمّده الله تعالى برحمته.
***
(1)
القصيدة بتمامها فى معجم الأدباء 16/ 13 - 16، والأبيات المذكورة هنا عن الخريدة 2/ 218.
(2)
فى الخريدة: «يودى به الكلف» .
(3)
فى ط، ن:«وخلفونى وعودا» والتصويب عن: س، والخريدة، ومعجم الأدباء.
(4)
لم يرد هذا البيت فى معجم الأدباء.
(5)
فى معجم الأدباء: «وما نزفوا» .
(6)
فى ن بعد هذا زيادة «هذه» ، والمثبت فى: س، ط.
وأمام هذا فى حاشية ط: «قوله فى هذا القدر كفاية. أقول لا، بل زيادة» وحقّ له، فقد أسرف التميمى فى النقل عن الخريدة.
696 - الحسن بن علىّ بن عبد العزيز بن عبد الرزّاق
ابن أبى النّصر المرغينانىّ
أبو المحاسن، ظهير الدّين
(*)
أستاذ مسعود بن الحسين الكشانىّ
(1)
.
روى عنه صاحب «الهداية» «كتاب التّرمذىّ» بالإجازة
(2)
.
ومن نظمه:
الجاهلون فموتى قبل موتهم
…
والعالمون وإن ماتوا فأحياء
***
697 - الحسن بن علىّ بن المثنّى الهيتىّ
أبو علىّ
(**)
قرأ على قاضى القضاة، وولى القضاء بهيت
(3)
.
قال الهمذانىّ: وسمعت قاضى القضاة الحسن يثنى على حفظه
(4)
لمذهبهم، وكان جميل الطريقة كريما.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 466، الفوائد البهية 63،62، كتائب أعلام الاخيار، برقم 344.
وتأتى «المرغينانى» فى باب الأنساب.
(1)
قول التميمى إنه أستاذ الكشانى يدل على أنه من رجال القرن الخامس أو بداية القرن السادس، فإن الكشانى توفى- على ما يأتى فى ترجمته-سنة خمس وعشرين وخمسمائة، ولكن فى الفوائد أن المترجم تفقه على برهان الدين الكبير عبد العزيز بن عمر بن مازه، وشمس الأئمة محمود الأوزجندى، وزكى الدين الخطيب مسعود بن الحسن الكشانى. فجعل الكشانى أستاذا له لا تلميذا، وعلى هذا القول فهو من رجال القرن السادس.
(2)
فى الجواهر تمام الكلام بعد هذا: «بسماعه من برهان الأئمة عبد العزيز بن عمر، بسماعه من أبى بكر بن حيدرة، بسماعه من الخزاعى، بسماعه من الشاشى الهيثم بن كليب، بسماعه من الترمذى» .
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 467، الكامل 10/ 351.
ويأتى بيان نسبته فى باب الأنساب، وقد جاءت خطأ فى الأصول:«الهيثمى» ويصححه ما يرد أثناء الترجمة، وما فى الجواهر.
(3)
هيت: بلدة على الفرات من نواحى بغداد فوق الأنبار. معجم البلدان 4/ 997.
(4)
فى الأصول: «حفظهم» ، والتصويب من الجواهر.
قتله النّمريّون
(1)
بهيت فى شهر ربيع الأوّل، سنة ست وتسعين وأربعمائة.
وولى بعده القضاء أبو الحسن علىّ ولده، الآتى ذكره
(2)
فى بابه.
***
698 - الحسن بن علىّ بن محمد بن أحمد بن إسحاق
ابن البهلول بن حسّان، القاضى أبو يعلى
التّنوخىّ
من البيت المشهور بالعلم، والفضل، والتّقدّم. روى عن والده.
ذكره ابن النّجّار، وذكر أنه مات سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.
***
699 - الحسن بن على بن محمد بن الحسين بن عبد الكريم
ابن موسى بن عيسى بن مجاهد النّسفىّ
البزدويّ، أبو ثابت
(*)
الإمام ابن الإمام الآتى فى بابه إن شاء الله تعالى.
/ولد بسمرقند، ولمّا مات والده حمله عمّه القاضى أبو اليسر المعروف بالصّدر إلى بخارى، وأحسن تربيته، ونشأ مع ولده، وتفقّه على عمّه ببخارى، ثم انتقل إلى مرو، وسكنها مدّة من الزمان، ثم لمّا مات ابن عمّه أبو المعالى القاضى أحمد بن أبى اليسر، منصرفا من الحجاز، ولى القضاء ببخارى، وبقى على ذلك مدّة، ثم صرف عنه، وانصرف إلى بزدة
(3)
وسكنها.
(1)
فى الجواهر: «التتريون» . وقد ذكر ابن الأثير فى حوادث سنة ست وتسعين وأربعمائة استيلاء صدقة بن منصور ابن دبيس المزيدى على هيت، وذكر أن جماعة من الربعيين فتحوا البلد له. انظر الكامل 359،358،10/ 351.
(2)
زيادة من: س، على ما فى: ط، وسقط من ن:«فى بابه» .
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 468، الفوائد البهية 63، كتائب أعلام الأخيار، برقم 312، معجم البلدان 1/ 604. ويأتى بيان نسبة «البزدوى» فى باب الأنساب.
(3)
بزدة: قلعة حصينة، على ستة فراسخ من نسف، معجم البلدان 1/ 604.
وكان حسن الصّمت، ساكنا، وقورا، ملازما بيته، حسن الصّلاة.
قال السّمعانىّ: سمعت منه «المسند الكبير» لعلىّ بن عبد العزيز، فى ثلاثين جزءا.
وكانت ولادته بسمرقند، سنة نيّف وسبعين وأربعمائة، ووفاته سنة سبع وخمسين وخمسمائة. رحمه الله تعالى.
***
700 - الحسن بن علىّ بن محمد بن علىّ بن الدّامغانىّ
أبو نصر بن قاضى القضاة أبى الحسن
ابن قاضى القضاة أبى عبد الله
(*)
كان ينوب عن أخيه أبى الحسين
(1)
أحمد فى القضاء بربع الكرخ.
سمع من والده، وحدّث باليسير.
سمع
(2)
منه القاضى أبو المحاسن عمر بن علىّ القرشىّ.
قال ابن النّجّار: قرأت بخطّه: توفّى أبو نصر ابن الدّامغانىّ، فى ليلة الجمعة، حادى عشر شوّال، سنة خمس وخمسين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
***
701 - الحسن بن علىّ بن محمد بن علىّ الحصنىّ الأصل
الحموىّ، قاضى القضاة
بدر الدّين ابن الصّوّاف
(**)
ولد سنة ثلاث وثمانمائة. ومات فى محرّم، سنة ثمان وستين وثمانمائة.
ذكره الحافظ جلال الدّين السّيوطىّ، فى «أعيان الأعيان» .
وذكره السّخاوىّ فى «بغية العلماء والرّواة» ، وأثنى عليه.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 469.
(1)
فى ط، ن:«أبى الحسن» ، والتصويب من: س، والجواهر، وترجمته التى تقدمت الإشارة إليها.
(2)
فى س: «وسمع» . والمثبت فى: ط، ن، والجواهر.
(**) ترجمته فى: الذيل على رفع الإصر 123 - 127، الضوء اللامع 3/ 113، نظم العقيان 104
وذكر أنّه حفظ «المختار» و «الأخسيكثىّ»
(1)
، و «منظومة النّسفىّ» ، وأخذ الفقه عن ناصر الدّين محمد بن عثمان الخمتى
(2)
قاضى حماة، وسمع «صحيح مسلم» على الشّمس الأشقر، وحجّ، وقدم القاهرة فحضر دروس الشّمس ابن الدّيرىّ، والسّراج قارئ «الهداية» ثم عاد إلى بلاده، ثم قدم القاهرة مرّة ثانية، وكان ابن الهمام إذ ذاك شيخا بالمدرسة الأشرفيّة المستجدّة، فلازمه وقرأ عليه نصف «التّحقيق» شرح «الأخسيكثىّ» وسمع عليه باقيه مع بعض «شرح ألفيّة الحديث» ، وصار ذا مشاركة فى الأصول، مع حفظ جانب من الفقه، ثم ولى قضاء بلده
(3)
، ثم قضاء الدّيار المصريّة عن المحبّ ابن الشّحنة
(4)
.
ثم قال السّخاوىّ:
(4)
وبالجملة فقد كان
(4)
إنسانا صالحا، تامّ العقل، متواضعا، محبّا للمذاكرة فى مسائل العلم والأدب،
(5)
بحيث إنّ الشّرف المناوىّ وصفه بأنّه
(5)
من أهل العلم والتّضلّع من الأصول. رحمه الله تعالى.
***
702 - الحسن بن علىّ بن محمد الجوبقىّ
(6)
أبو القاسم
قال الرّافعىّ: ورد قزوين.
وذكر تاج الإسلام أبو سعد السّمعانىّ، أنّه رحل إلى العراق، والجبال، والحجاز، وسمع بنيسابور، وقزوين، وبغداد، وتكريت.
(1)
ذكر ياقوت فى معجم البلدان 1/ 162 أنها تقال بالثاء المثلثة وبالتاء المثناة، قال: وهو الأولى، لأن المثلثة ليست من حروف العجم. وسيأتى بيان هذه النسبة فى باب الأنساب.
والأخسيكثي هذا هو محمد بن محمد بن عمر، حسام الدين، وتأتى ترجمته فى باب المحمدين، وكتابه يسمى «المنتخب فى أصول المذهب» . انظر كشف الظنون 2/ 1848.
(2)
كذا فى ط، ن وفى س:«الحسنى» وفى الذيل: «محمد بن عثمان بن محمد بن الجيتى» .
(3)
ذكر السخاوى فى الذيل 124 أن هذا كان فى أول سنة إحدى وثلاثين.
ذكر السخاوى أيضا فى الذيل 125 أنه استقر فى قضاء الحنفية بالديار المصرية سنة سبع وستين.
(4 - 4) فى الذيل 126 «وكان» .
(5 - 5) فى الذيل «بحيث أثنى الشرف المناوى عليه عند السلطان بأنه» .
(6)
الجوبق، بفتح الجيم: موضع بنسف، وكأنه شبه خان يسكنه الناس. ويضم الجيم: موضع بمرو، ويباع فيه الخضر والفواكه، وبنيسابور، ويقال للخان الصغير الذى فيه بيوت تكترى: جوبق، وبنسف موضع يقال له: جوبق.
انظر اللباب 247،1/ 24، معجم البلدان 142،2/ 141.
قال: وقد أدركته ولم أسمع منه، وحصّل لى إجازته أبو الحسن علىّ بن محمد الكاتب، وحدّثنى عنه. انتهى.
***
703 - الحسن بن علىّ بن موسى
بدر الدّين الحمصىّ
(*)
سمع من أبى بكر بن قوام، والمعلم سليمان المنشد، والبرزاليّ، وغيرهم.
ودرّس بالخاتونيّة
(1)
، وناب فى الحكم.
وكان حسن الشّيبة والخطّ.
مات فى تاسع ذى القعدة، سنة تسع وسبعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
***
704 - / الحسن بن السّيّد علىّ القونقانىّ
(2)
(*)
كان من فضلاء عصره، وعنده معرفة تامّة فى أكثر الفنون، وله حظّ وافر من العبادة.
وصنّف شرحا للوقاية، سمّاه «العناية» وكان فى لسانه لكنة.
ومات فى أواخر المائة الثامنة، رحمه الله تعالى
***
705 -
حسن چلبى بن السّيّد على
الرّومىّ
(**)
من رجال «الشّقائق» .
(*) ترجم ابن حجر فى الدرر الكامنة 2/ 113 للحسن بن على بن مسعود بن أبى الطيب الحمصى ابن الصائغ بدر الدين، وذكر أنه توفى سنة إحدى وسبعين وسبعمائة.
(1)
هى المدرسة الخاتونية البرانية بدمشق، وهى من كبار مدارس الحنفية. وانظر بحثا مستفيضا عن مكانها الآن فى منادمة الأطلال 168،167.
(2)
فى س: «القويقانى» وفى ن: «التوفقانى» وفى كشف الظنون «/2021: «السيد حسين بن السيد على القومناتى» والمثبت فى: ط.
(**) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 88،2/ 87، ونسبته فيه «القراصوى» ولقبه حسام الدين، وترجمته فى الشقائق موسعة عما هنا.
قرأ على فضلاء تلك الدّيار، واشتغل، ودأب
(1)
، وحصّل، وولى مدارس عديدة؛ منها إحدى المدارس الثّمان.
وكانت وفاته سنة سبع وخمسين وتسعمائة. رحمه الله تعالى.
***
706 - الحسن بن غياث
(*)
كذا فى «الجواهر» من غير زيادة، رحمه الله تعالى.
***
707 - الحسن بن المبارك بن محمد بن يحيى
ابن مسلم الزّبيدىّ، أبو علىّ، الفقيه
ناصح الدّين
(**)
ذكره فى «الجواهر» ، وذكر أنّ اسم أبيه المبارك
(2)
، وذكره ابن شاكر فى «عيون التواريخ» وذكر أنّ اسم أبيه أبو بكر، وأنّ المبارك جدّه.
قال فى «الجواهر» : سمع أبا الوقت عبد الأوّل، وغيره، وعمّر حتى حدّث بالكثير.
قال ابن النّجّار: كتبت عنه، وكان فاضلا، عالما، أمينا، متديّنا، صالحا، حسن الطّريقة، رضىّ السّيرة، له معرفة تامّة بالنحو، وقد كتب كثيرا من كتب التفسير، والحديث، والتّواريخ، والأدب، وكانت أوقاته محفوظة.
قال ابن النّجّار: سألت أبا علىّ الزّبيدىّ عن مولده، فقال: فى سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، ومات يوم السبت لليلة بقيت
(3)
من شهر ربيع الأوّل، سنة تسع وعشرين وستمائة، ودفن يوم الأحد، سلخ الشّهر بمقبرة جامع المنصور.
(1)
ساقط من: ن، وهو فى: س، ط.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 471.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 472، العبر 5/ 133.
(2)
وكذلك نقل الذهبى فى العبر.
(3)
فى الجواهر: «لليلتين بقيتا» وانظر حاشيته، وفى العبر «توفى فى سلخ ربيع الأول» .
وقال الذّهبىّ: حدّث ببغداد ومكّة، وكان حنبليّا، ثم تحوّل شافعيّا، ثم استقرّ حنفيّا.
وذكر مولده ووفاته كما قلنا
(1)
.
وأنشد له فى «عيون التّواريخ» قوله:
لا يخدعنّك ما الدّنيا به خلبت
…
قلوب عشّاقها حتّى به فتنوا
وانظر إلى ما به أقداحها ختمت
…
وكيف وافت بكاس كلّه محن
وقوله:
لا تقتحم أمرا على غرّة
…
وابحث وكن ذا نظر ثاقب
ربّ شراب خلته سائغا
…
وكم به قد غصّ من شارب
***
708 - الحسن بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق
الغوبدينىّ
(*)
الآتى ذكر أبيه وأخيه فى محلّهما.
روى عن والده، وتفقّه عليه
(2)
الحسن بن المبارك.
كذا فى «الجواهر المضيّة» ، من غير زيادة.
***
(1)
فى ن: «هنا» ، والمثبت فى: س، ط.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 473.
(2)
فى ن: «على» ، والمثبت فى س، ط، والجواهر، والكلام فيها ينتهى هاهنا، وليس فيها ذكر للحسن بن المبارك الآتى ذكره، ولست أدرى إن كان ما فى الجواهر من أنه تفقه على أبيه، أو ما هنا من أنه تفقه على الحسن بن المبارك، أو تفقه عليه الحسن بن المبارك لست أدرى أيها الصواب!! وقد فتشت عن الحسن بن المبارك هذا فلم أجد فى الحنفية غير ابن الزبيدى صاحب الترجمة السابقة، وهو بعيد عن زمان المترجم، فقد توفى ابن الزبيدى سنة تسع وعشرين وستمائة، والمترجم وإن لم يحدد المؤلف سنة وفاته، من رجال أواخر القرن الرابع، أو النصف الأول من القرن الخامس تقديرا، لأن أخاه الحسين -الآتية ترجمته برقم 766 صفحة 157 من هذا الجزء-توفى سنة سبع وعشرين وأربعمائة. وانظر حاشية الجواهر المضية 80،2/ 79.
709 - الحسن بن محمد بن أحمد بن علىّ
أبو محمد الفقيه
(*)
من أهل أسترآباذ.
قدم بغداد فى سنة ست وسبعين وأربعمائة، وأقام بها يتفقّه على قاضى القضاة أبى عبد الله حتى برع فى الفقه.
وسمع من أبيه، ومن الشريف أبى نصر محمد، وأبى الفوارس طراد
(1)
، ابنى محمد بن علىّ الزّينبىّ.
وشهد عند قاضى القضاة أبى الحسن علىّ بن محمد الدّامغانىّ، فى جمادى الآخرة، سنة أربع وتسعين وأربعمائة، فقبل شهادته.
واستنابه أقضى القضاة أبو سعد محمد بن نصر الهروىّ،
(2)
فى قضاء حريم دار الخلافة، فى سنة اثنتين وخمسمائة، وحدّث ببغداد، وسمع منه أبو بكر محمد بن أحمد
(2)
البزدوجردى
(3)
، روى عنه فى «معجم شيوخه» .
/قال أبو سعد السّمعانىّ: الحسن بن محمد، قاضى الرّىّ، ومن مفاخرها فى الفضل والعلم والرّزانة، بهىّ المنظر، فصيح العبارة، حسن المحاورة
(4)
، كثير المحفوظ، عارف بأدب القضاء، كتبت عنه بالرّىّ، وكان يرى الاعتزال، وكان يبخل مع السّعة، حتى قال فيه قائلهم:
وقاض لنا خبزه ربّه
…
ومذهبه أنّه لا يرى
وسألته عن مولده، فقال: فى جمادى الأولى، سنة خمس وخمسين وأربعمائة، بإستراباذ، ومات فى جمادى الآخرة، سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، بالرّىّ.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 474، وله ذكر فى: الأنساب 30 و، والمنتظم 9/ 131، وتلخيص مجمع الآداب 1/ 158/4.
(1)
فى س، ن:«ابن» والصواب فى: ط.
(2 - 2) ساقط من: س، ن، وهو فى: ط.
(3)
سقط من س: «البزدوجردى» وفى ن: «اليزدوجردى» ، ولم أجد هذه النسبة، ولعلها «البروجردى» نسبة إلى بلدة بين همذان والكرج. انظر معجم البلدان 1/ 596.
(4)
فى ط: «المجاورة» ، والمثبت فى: س، ن.
وذكره ابن النّجّار.
كذا ترجمه فى «الجواهر» .
وقد مدحه الشاعر المعروف بالحيص بيص
(1)
، ممّا كتبه إليه، فقال:
ضرب من الشّعر قيس الأوّلون إلى
…
تجويده فغدوا كالعىّ واللّسن
حبسته حيث لا كفؤ فيسمعه
…
كى لا أذيل علاه محبس البدن
(2)
وجئت منه بغرّان محبّرة
…
تمشى محاسنها زهوا إلى الحسن
(3)
إلى أغرّ غضيض الطّرف يحسده
…
ماضى الحسام وسحّ العارض الهتن
إذا سطا فسيوف الهند نائبة
…
ويخجل الغيث من نعماه والمنن
(3)
هو الكمىّ إذا ضاق الجدال ولم
…
يستبرق الخير من عىّ ومن لكن
(4)
يشفى النّفوس جوابا غير ملتبس
…
إذا الفصيح من الإشكال لم يبن
مستشعر من تقى الرحمن تلبسه
…
فى السّرّ والجهر فضفاضا من الجنن
أمات بالجود فقر المرملين كما
…
أحيا بدائع علم ميّت السّنن
إن كان بالرّىّ مثواه فمفخره
…
حلى القبائل من قيس ومن يمن
***
(1)
هو سعد بن محمد بن سعد بن الصيفى التميمى شاعر بغدادى، كان فقيها ثم غلب عليه الأدب والشعر، توفى سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
وفيات الأعيان 2/ 362 - 365، الخريدة، قسم العراق 1/ 202، طبقات الشافعية الكبرى 7/ 291، معجم الأدباء 11/ 199. والقصيدة فى ديوانه 1/ 195.
(2)
أذاله: ابتذله وأهانه.
(3)
فى الديوان: «فسيوف الهند نائبة» .
(4)
فى النسخ: «يستبرق الخير» ، والمثبت فى الديوان.
710 - الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن علىّ
ابن إسماعيل البغدادىّ القرشىّ العمرىّ
الإمام رضىّ الدّين، أبو الفضائل الصّغانىّ المحتد
اللّوهورىّ المولد
(*)
الفقيه، المحدّث، حامل لواء اللّغة فى زمانه.
ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة بلوهور، ونشأ بغزنة، ودخل بغداد سنة خمس عشرة، وذهب منها بالرّسالة الشّريفة إلى صاحب الهند، فبقى مدّة.
وحجّ، ودخل اليمن، ثم عاد إلى بغداد، ثم إلى الهند، ثم إلى بغداد.
وسمع من النّظام المرغينانىّ، وكان إليه المنتهى فى اللّغة، وكان يقول لأصحابه:
احفظوا «غريب أبى عبيد» فمن حفظه ملك ألف دينار، وإنّى حفظته فملكتها، وأشرت على بعض أصحابى بحفظه، فحفظه وملكها.
حدّث
(1)
عنه الشّريف الدّمياطىّ.
وله من التّصانيف: «مجمع البحرين» فى اثنى عشر سفرا، «والعباب» وصل فيه إلى فصل «بكم» ومات، وفيه قيل
(2)
:
(*) ترجمته فى: إيضاح المكنون 2/ 433، بغية الوعاة 1/ 519 - 521، تاج التراجم 24، تاريخ ثغرعدن 2/ 53 - 58، الجواهر المضية، برقم 475، الحوادث الجامعة 262 - 264، دول الإسلام 157،2/ 156، ذيل الروضتين 79، روضات الجنات 3/ 94 - 96، شذرات الذهب 5/ 250، العبر 206،5/ 205، العقد الثمين 4/ 176 - 179، الفوائد البهية 63، 64، فوات الوفيات 62،1/ 61، كتائب أعلام الأخيار، برقم 450، كشف الظنون 553،395،251،116،1/ 87، 1688،1599،1461،1438،1424،1394،1392،1250،1121، 1087،1072،1067،2/ 1065،731، 1980،1832،1808،1776،1705، مرآة الجنان 4/ 121، معجم الأدباء 9/ 189 - 191، مفتاح السعادة 112 - 144، النجوم الزاهرة 7/ 26، هدية العارفين 1/ 281.
وتأتى نسبة الصغانى فى باب الأنساب، ويقال له:«الصاغانى» «والصغانى» أما «اللوهورى» ، فهو نسبة إلى لوهور، والتى يقال لها: لهاور، وهى مدينة عظيمة مشهورة بالهند. انظر معجم البلدان 372،4/ 371.
(1)
فى س: «وحدث» ، والمثبت فى ط، ن.
(2)
البيتان فى: بغية الوعاة 1/ 520، العقد الثمين 4/ 178، الفوائد البهية 63.
قال الفاسى: «وبلغنى عن شيخنا اللغوى مجد الدين الشيرازى-يعنى الفيروزاباذى صاحب القاموس-أن الصاغانى جاوز (بكم) بيسير فى كتابه المذكور» ، وانظر حاشية العقد.
إنّ الصّغانىّ الذى
…
حاز العلوم والحكم
كان قصارى أمره
…
أن انتهى إلى بكم
و «الشّوارد فى اللّغات» ، «توشيح الدّريديّة
(1)
»، «التّراكيب» ، «فعال
(2)
، وفعلان
(3)
»، «التّكملة على الصّحاح» ، «كتاب الافتعال
(4)
»، «كتاب مفعول
(5)
»، «كتاب الأضداد» ، «كتاب العروض» ، «كتاب فى أسماء الأسد» ، «كتاب فى أسماء الذّئب» ، «كتاب الأسماء الفاذّة
(6)
»، «كتاب مشارق الأنوار» فى الحديث، «شرح البخارىّ» ،/مجلّد، «درّ السّحابة فى وفيات الصّحابة» ، «مختصر الوفيات» ، «كتاب الضّعفاء» ، «كتاب الفرائض» ، «كتاب شرح أبيات المفصّل» ، «نقعة الصّديان» ، وله غير ذلك.
وقد كان عالما صالحا، قال الدّمياطىّ: وكان معه مولد، وقد حكم فيه بموته فى وقته، فكان يترقّب ذلك اليوم، فحضر ذلك اليوم وهو معافى، فعمل لأصحابه طعاما؛ شكران ذلك، وفارقناه، وعدّيت إلى الشّطّ، فلقينى شخص أخبرنى بموته، فقلت له: السّاعة فارقته!! فقال: والساعة وقع الحمام بخبر موته فجأة. وذلك سنة خمسين وستمائة. رحمه الله تعالى.
ومن شعره
(7)
:
تسربلت سربال القناعة والرّضا
…
صبيّا وكانا فى الكهولة ديدنى
وقد كان ينهانى أبى حفّ بالرّضا
…
وبالعفو أن أولى ندى من يدى دنى
***
(1)
فى الجواهر: «وشرح القلادة السمطية فى توشيح الدريدية» .
(2)
قيده القرشى والفاسى بوزن حزام وقطام.
(3)
قيده القرشى والفاسى بوزن سيان. وانظر مقدمة التحقيق لكتاب ما بنته العرب على فعال، صفحة 17.
(4)
فى الجواهر: «الأفعال» ، وفى العقد الثمين:«الانفعال» .
(5)
كذا فى الجواهر، وفى العقد وهدية العارفين:«المفعول» ولعله الذى طبع باسم «يفعول» . انظر معجم المطبوعات العربية والمعربة 1209.
(6)
فى بغية الوعاة: «أسماء الغادة» ، وفى العقد الثمين:«أسماء العادة» ، وفى الفوائد البهية:«أسماء القارة» ، ولم أجد له ذكرا فى كشف الظنون. وفى ذيله 1/ 80 ذكر كتاب «أسماء الغادة فى أسماء العادة» لمجد الدين الفيروزابادى.
(7)
البيتان فى: الجواهر المضية 2/ 85، العقد الثمين 4/ 178. وأنشد الفاسى فى عكس هذين البيتين بيتين لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن، المعروف بابن الصائغ الحنفى المصرى. انظر العقد الثمين 4/ 179.
711 - الحسن بن محمد بن على بن رجاء، أبو محمد
اللّغوىّ، المعروف بابن الدّهّان
(*)
قال ابن النّجّار والقفطىّ
(1)
فى حقّه: أحد الأئمّة النّحاة، المشهورين بالفضل والتّقدّم، وكان متبحّرا فى اللّغة، ويتكلّم فى الفقه والأصول، قرأ بالرّوايات، ودرس الفقه على مذهب أهل العراق، والكلام على مذهب المعتزلة، وأخذ العربيّة عن الرّبعىّ، ويوسف ابن السّيرافىّ، والرّمّانىّ، وسمع الحديث من أبى الحسين ابن بشران، وأخيه أبى القاسم، وحدّث باليسير.
أخذ عنه الخطيب التّبريزىّ، وغيره.
وكان يلقّب كلّ من يقرأ عليه، ويتعاطى التّرسّل والإنشاء، وكان بذّ الهيئة، شديد الفقر، سيّئ الحال، يجلس فى الحلقة وعليه ثوب لا يستر عورته.
قال أبو زكريّا يحيى بن علىّ الخطيب التّبريزىّ: كنّا نقرأ اللغة على الحسن ابن الدّهّان يوما، وليس عليه سراويل، فانكشفت عورته، فقال له بعض من كان يقرأ عليه معنا: أيّها الشّيخ، قمدّك. فتجمّع، ثم انكشف ثانية، فقال له ذلك الرجل: غرمولك. فتجمّع، ثم انكشف ثالثة، فقال له ذلك الرجل: عجارمك
(2)
. فخجل الشيخ وقال له أيّها المدبر، ما تعلّمت من اللّغة إلاّ أسماء هذا المزدريك
(3)
.
مات، رحمه الله تعالى، يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء، الرابع من جمادى الأولى، سنة سبع وأربعين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
***
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 476، كشف الظنون 1/ 800.
(1)
لم يترجمه فى إنباه الرواة، فيمن اسمه الحسن.
(2)
فى النسخ: «عجارك» وهو خطأ. والعجارم: الذكر العظيم الصلب. انظر خلق الإنسان 278.
(3)
يعنى بالمزدريك: المزدرى بك.
712 - الحسن بن محمد بن محمد
أبو علىّ الصّفّار
(*)
والد الإمام علىّ
(1)
، الآتى فى بابه، إن شاء الله تعالى.
كذا ذكره فى «الجواهر» .
ورأيت بخطّ بعض أهل العلم أنّه ولى التّدريس بمشهد أبى حنيفة، رضى الله تعالى عنه.
***
713 - الحسن بن محمد بن محمد بن علىّ
حسام الدّين، البغدادىّ
الغورىّ الأصل
(**)
قاضى القضاة بمصر.
ولد ببغداد، وتولّى الحسبة بها، ثم القضاء، ثم قدم القاهرة
(2)
، فاستقرّ بها فى قضاء الحنفيّة، فباشر بصرامة ومهابة، لكنّه كان كثير المزاح والهزل والسّخف وبذاءة اللّسان، مع عدم معرفة بالشّروط والسّجلاّت، وعدم مشاركة فى الفقه وغيره، وعىّ فى لسانه، واجتراء على رفقته وعلى غيرهم، حتى آل الأمر إلى أن هجم جماعة من المطبخ السّلطانىّ، كان أساء إلى بعضهم، وحكم على بعضهم، فأقاموه، وخرّقوا عمامته فى عنقه، ومزّقوا ثيابه، وتناولوه بالنّعال، حتى أدركه بعض الأمراء وهو يستغيث، واستنقذه منهم، وقبض/على
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 477.
(1)
ذكر التميمى فى ترجمته أن نعيه ورد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، فيكون أبوه المترجم من رجال القرن الخامس تقديرا.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 478، حسن المحاضرة 2/ 184، الدرر الكامنة 2/ 127 - 129، رفع الإصر 1/ 202. وانظر بعض أخباره فى النجوم الزاهرة 66،61،60،10/ 46.
ويأتى بيان نسبته «الغورى» فى باب الأنساب.
(2)
ساق ابن حجر هذه القصة فى الدرر الكامنة، وذكرها أيضا ابن تغرى بردى فى النجوم الزاهرة 61،10/ 60، لكن السياق ومكان الواقعة وسببها مختلف عند الرجلين.
بعضهم فعاقبه، ثم شيّعه إلى منزله بالصّالحيّة
(1)
، فاقتحم العوامّ عليه بيته، فنهبوه، وكانت وقعة
(2)
شنيعة، ثم اقتضى رأى أهل
(3)
الدّولة أن أخرجوه من القاهرة، وشيّعوه على أقبح صورة.
وكان سبب تسليط العامّة عليه أنّه أفتى بقتل سلطان ذلك الوقت
(4)
.
ويحكى عنه من السّخف أنّ المرأة كانت إذا تحاكمت إليه مع زوجها ينظر إليها، ويفحش فى مخاطبتها، حتى قال لامرأة مرّة: اكشفى وجهك. فأسفرت، فقال لوالدها:
يا مدمّغ
(5)
، مثل هذه تزوّجها بهذا المهر، والله إنّ مبيتها ليلة واحدة يساوى أكثر منه.
وكان يعاقب بالضّرب الشديد، والتّعزير العنيف، قيل: إنّه مرّ برجل راكب وفى يده فرّوجان، وقد جعل رجلهما بيده، ورءوسهما منكسّة، فلمّا رآه وقف وطلب الرّسل فأخذوا الرجل، وأحضروه إلى الصّالحيّة، فقال له: كيف يحلّ لك أن تأخذ حيوانا تجعل رجليه فى يدك، ورأسه إلى أسفل، اصلبوا هذا حتى يعرف إن كان هذا الفعل يضرّ، فحصلت فيه شفاعة، فاختصر أمره على أن ضربه ضربا مؤلما.
وهو أوّل من أمر أن يكتب فى المسطور أربعة من الشّهود، وأن يكتبوا سكن المديون.
ولمّا أخرج
(6)
من مصر سكن دمشق مدّة، ثم توجّه إلى بغداد، وولى تدريس مشهد أبى حنيفة، رضى الله تعالى عنه.
هكذا نقلت هذه التّرجمة من «الدّرر الكامنة، فى أعيان المائة الثامنة» ، و «رفع الإصر، عن قضاة مصر» ، كلاهما لابن حجر، بعضها تلخيصا، وبعضها نقلا بالحروف، والعهدة فى جميع ذلك عليه، وما أظنّه يخلو من شائبة تعصّب.
(1)
زيادة من: س، والدرر الكامنة، على ما فى: ط، ن.
وهو يعنى منزله بالمدرسة الصالحية، وكان ينزل بها.
(2)
فى س: «واقعته» ، والمثبت فى: ط، ن.
(3)
زيادة من: «س» ، على ما فى: ط، ن.
(4)
كان السلطان زمن هذه الحادثة-وهو سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة-هو الناصر أحمد بن محمد بن قلاوون.
نظر النجوم الزاهرة 10/ 50.
(5)
المدمغ: الأحمق. قال المجد: من لحن العوام، وصوابه الدميغ. القاموس (د م غ).
(6)
فى س: «خرج» ، والمثبت فى: ط، ن.
وذكره صاحب «الجواهر» ولم يحك عنه شيئا من هذه المساوى، وقال
(1)
: بلغنا موته سنة نيّف وخمسين وسبعمائة، ببغداد، رحمه الله تعالى.
***
714 -
حسن چلبى بن محمد شاه بن محمد بن حمزة
ابن محمد بن محمد الرّومىّ
العلاّمة بدر الدين، المعروف بابن الفنرىّ
(*)
ذكره الحافظ جلال الدّين السّيوطىّ، فى «أعيان الأعيان» ، فقال: إمام، علاّمة، محقّق، حسن التّصنيف، له «حاشية» على «المطوّل» كثيرة الفائدة
(2)
.
وذكره السّخاوىّ، فى «الضّوء اللاّمع» ، وقال: ولد سنة أربعين وثمانمائة، ببلاد الرّوم، ونشأ بها، واشتغل على علمائها، منهم؛ ملاّ فخر الدّين، والمولى الطّوسىّ، والمولى خسرو، حتى برع فى الكلام، والمعانى، والبيان، والعربيّة، والمعقولات، وأصول الفقه، ولكن جلّ انتفاعه بأبيه، وجعل «حاشية»
(3)
فى مجلّد ضخم على «شرح المواقف» ، و «حاشية» على «المطوّل» كبرى، وصغرى، وأخرى على «التّلويح» ، وغير ذلك، مع نظم بالعربىّ والفارسىّ، وذكاء تامّ، واستحضار، وثروة، وحوز لنفائس
(4)
من الكتب، وتواضع، واشتغال بنفسه.
وقد قدم الشّام فى سنة سبعين، فحجّ مع الرّكب الشّامىّ، وكذا ورد القاهرة قريبا من سنة ثمانين، فسلّم على الزّين ابن مزهر ببولاق، ولم ير من ينزله منزلته، ولا يعرف مقداره، وما أقرأ بها أحدا، وكان متوعّك الجسم فى أكثر مدّة إقامته بها، فبادر إلى التّوجّه لمكّة من جهة الطّور فى البحر، ومعه جماعة من طلبته، وأقام بها يسيرا، وأقرأ هناك.
(1)
فى الجواهر: «بلغنا موته سنة
…
ببلاد العراق»، وانظر حاشيته.
(*) ترجمته فى: إيضاح المكنون 2/ 193، البدر الصالع 209،1/ 208، شذرات الذهب 8/ 4،325،7/ 324، الشقائق النعمانية 1/ 287 - 290، الضوء اللامع 128،3/ 127، الفوائد البهية 64، كشف الظنون 1/ 350، نظم العقيان 105، 106.
ويأتى بيان نسبته «الفنرى» أثناء الترجمة، عن السخاوى.
(2)
زاد السيوطى: «مات سنة ست وثمانين وثمانمائة» .
(3)
تكملة من: س، والضوء، لما فى: ط، ن.
(4)
فى ن: «نفائس» والمثبت فى: س، ط، والضوء.
وممّن قرأ عليه ثمّ الشّمس/الوزيرىّ الخطيب، وأثنى
(1)
، هو وغيره، على فضائله
(2)
وتحقيقه.
قال السّخاوىّ: والفنرىّ لقب لجدّ أبيه؛ لأنه فيما قيل أوّل ما قدم على ملك الرّوم أهدى له فنارا، فكان إذا سأل عنه يقول: أين الفنرىّ؟ فعرف بذلك.
وذكره فى «الشّقائق النّعمانيّة» ، فقال: حسن چلبى بن محمد شاه الفنرىّ، كان ممّن جمع بين وظيفتى العلم والعمل، وكان يلبس الثّياب الخشنة، ولا يركب دابّة، ويحبّ المساكين، ويعاشر الفقراء، ويلبس العباءة، ويسكن فى بعض الحجر بمدرسته.
وولى تدريس الحلبيّة بأدرنة، ثم أستأذن السّلطان محمدا فى التّوجّه إلى الدّيار المصريّة، لقراءة كتاب «مغنى اللّبيب» ، لابن هشام، على بعض المغاربة هناك، فأذن لكن لا عن رضاء تامّ، بل نسبه إلى خفّة العقل، حيث يترك التدريس ويتوجّه للقراءة على الغير، فلمّا دخل مصر كتب «المغنى» بتمامه، وقرأه على المغربىّ المذكور، وأجاز له بعض تلامذة ابن حجر، وقرأ عليه «صحيح البخارىّ» .
ثم حجّ، وعاد إلى الدّيار الرّوميّة، وأرسل كتاب «مغنى اللبيب» إلى السلطان محمد، فلمّا نظر فيه أعجبه، وزال ما عنده من التّكدّر، وأعطاه مدرسة إزنيق، ثم إحدى المدارس الثّمان، وأقام بها يلقى الدروس، ويسرّ بفوائده النّفوس، ملازما للتّواضع وخفض الجانب، متلقّيا ما يجئ من عند الله بالقبول، راغبا فى ثواب الآخرة، معرضا عن الدنيا بكلّيّته.
حكى عنه بعض أصحابه
(3)
أنّه قال: دخلت عليه يوما، فوجدته يبكى بكاء شديدا، فسألته عن سبب بكائه، فقال: خطر ببالى أنّه لم يحصل لى ضرر دنيوىّ منذ ثلاثة أشهر، وقد سمعت من الثّقات أنّ الضّرر إذا توجّه إلى الآخرة تولّى عن الدنيا، فلذلك بكيت.
قال: فبينا نحن
(4)
فى الكلام إذ دخل عليه أحد غلمانه وهو مضطرب المزاج، فقال له:
ما الخبر؟ فقال: سقطت البغلة من تحتى فماتت. فحمد الله تعالى وشكره، وأعتق الغلام من ساعته.
(1)
فى ط، ن بعد هذا زيادة على ما فى س والضوء:«عليه» .
(2)
فى س: «فضيلته» . والمثبت فى: ط، ن، والضوء.
(3)
هو المولى محيى الدين الشهير بسيدى جلبى، وكان معيدا له. انظر الشقائق 1/ 289.
(4)
فى ن زيادة: «كذلك» ، وفى الشقائق:«وبينا نحن فى هذا الكلام»
وكانت وفاته بمدينة بروسة
(1)
. انتهى ملخّصا.
قلت: الذى يفهم من كلام السّخاوىّ، أنّه حين قدم إلى مصر، ما قرأ بها على أحد، ولا أقرأ أحدا، والذى يفهم من كلام صاحب «الشّقائق» خلاف ذلك، ويمكن أن يكون وردها مرّتين، والله سبحانه وتعالى أعلم.
***
715 - الحسن بن محمد بن مصطفى بن زكريّا
ابن خواجا حسن التّركىّ الدّوركىّ
الملقّب بالحسام
(*)
درّس بالحساميّة، وناب فى الحكم، وكان فاضلا أديبا.
وسيأتى أبوه محمد
(2)
، فى بابه إن شاء الله تعالى.
***
716 - الحسن بن محمد الهاشمىّ الزّينبىّ
القاضى
(**)
أحد أصحاب أبى الحسن الكرخىّ، وممّن حمل جنازته. رحمه الله تعالى.
كذا
(3)
فى «الجواهر المضية» من غير زيادة.
(1)
لم يذكر صاحب الشقائق سنة وفاته، بل ذكره فى علماء دولة السلطان محمد بن مراد العثمانى، وقد بويع له سنة خمس وخمسين وثمانمائة، وكانت وفاته سنة ست وثمانين. انظر الشقائق النعمانية 405،1/ 181.
وتقدم ما نقلته فى حاشية صفحة 109 عن السيوطى من أن وفاته كانت سنة ست وثمانين وثمانمائة.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية 2/ 88، وبرقم 2033، ويأتى بيان نسبته «الدوركى» فى باب الأنساب، وانظر معجم البلدان 5/ 20.
(2)
ذكر التميمى فى ترجمته فى حرف الميم، أنه توفى سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، فيكون ولده المترجم من رجال القرن الثامن.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 479.
(3)
فى س: «قاله» والمثبت فى: ط، ن.
وسيأتى ولده
(1)
، فى محلّه، مع تمام نسبه، إن شاء الله تعالى.
وكان صاحب التّرجمة هذا يكنى أبا تمّام.
***
717 - الحسن بن محمد الغزنوىّ
أبو علىّ
(*)
من أصحاب قاضى القضاة أبى عبد الله القدماء.
ولى الحسبة بجانبى بغداد، وكان من أهل الكرم، وأرباب المروءات، مشى يوما مع بعض أصحابه
(2)
وكان قد نقه من المرض، فاجتازا على دكّان حلوائىّ
(3)
، ورائحة الحلوى تفوح/من الدّكّان، ولم يكن معه ما يشترى له به، ففارقه وقطع عمامته، وابتاع ببعضها ما حمله إلى صديقه، فعاتبه على ذلك، فقال: ما تكلّفت ذلك،
(4)
وهذا مرتفع بين الأصدقاء
(4)
.
وحكى
(5)
أحمد بن محمد
(5)
بن الصّبّاغ، قال: سمعته يقول: غمّ الدنيا أربعة: البنات وإن كانت واحدة، والدّين وإن كان درهما، والغربة وإن كانت يوما، والسّؤال وإن كان حبّة
(6)
.
وكانت وفاته، رحمه الله تعالى، بالكوفة
(7)
.
***
(1)
ذكر التميمى أن عليا هذا ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وتوفى سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، فوالده هذا المترجم من رجال النصف الأول من القرن الرابع تقديرا.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 480.
(2)
فى س: «أصدقائه» ، والمثبت فى: ط، ن
والقصة فى الجواهر 90،2/ 89 نقلا عن الهمذانى صاحب «الطبقات» ، وصاحبه هذا هو أبو الهمذانى، وفى حاشية الجواهر نقلا عن كشف الظنون أن صاحب الطبقات هو عبد الرحمن بن أحمد الأنماطى.
(3)
فى الجواهر أنه مكىّ الحلوانى.
(4 - 4) فى الجواهر: «وهذا أمر يقع» .
(5 - 5) ساقط من: ن وهو فى: س، ط، والجواهر.
(6)
فى الأصول خطأ: «جنة» والتصويب من الجواهر.
(7)
لم يذكر المؤلف وفاته تبعا للقرشى فإنه لم يذكرها، وقوله الأول إنه من أصحاب قاضى القضاة أبى عبد الله-يعنى الدامغانى-يدل على أنه من رجال القرن الخامس، فقد توفى أبو عبد الله سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
718 - الحسن بن محمد، بدر الدّين، أبو محمد
الشهير بالبشتاكىّ
(*)
مفتى دار العدل بحلب. هكذا ذكره قاضى القضاة علاء الدّين فى «تاريخه» وقال:
ذكره شيخنا أبو محمد
(1)
ابن حبيب، فى «تاريخه» فقال: فاضل فى لسانه عجمة، وله حظّ أطلع السّعد نجمه، وعارف عنده تودّد، وفيه لين يمنعه عن التّشدّد.
أقام بالقاهرة حينا من الزمان، ثم ورد إلى حلب منخرطا فى سلك الأعيان، واستقرّ عاليا قدره، مضيئا بأفقها بدره.
وباشر بعد وظيفة الإفتاء تدريس الجرديكيّة، واستمرّ إلى أن أمضى الرّدى فيه سطوته المليكيّة
(2)
.
توفى بحلب سنة اثنين وسبعين وسبعمائة، عن نيّف وستين سنة، رحمه الله تعالى.
***
719 - حسن القرمانىّ البيكشهرىّ
(**)
قرأ، رحمه الله تعالى، على علماء عصره، وأخذ عن الفاضل
(3)
المولى سيّدى الحميدىّ، ثم صار مدرّسا ببعض مدارس بروسة، ثم قاضيا بعدّة بلاد، ثم عمى بأخرة.
وتوفّى بمدينة قسطنطينيّة، فى صفر الخير، سنة ستين وتسعمائة
(4)
.
وكان عالما فاضلا، عارفا بالتفسير والحديث والفقه والعربيّة والأصلين.
وكانت له ثروة زائدة، وكان خيّرا ديّنا، حسن السّمت، مشكور السّيرة فى قضائه، وكان لا يذكر أحدا إلاّ بخير، رحمه الله تعالى.
***
(*) ترجمته فى: الدرر الكامنة 2/ 130.
وفى الأصول: «الشهير بالشتاكى» والتصحيح عن الدرر.
(1)
فى ط، ن:«أبو أحمد» ، وهو خطأ صوابه من: س، ومن ترجمته فى الدرر الكامنة 2/ 113.
(2)
فى ن: «الملكية» والمثبت فى: س، ط.
(**) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 128،2/ 127، وفيه:«حسن القرامانى. من بلدة بك شهرى» .
(3)
فى ط: «الأفاضل» ، والمثبت فى: س، والكلمة ساقطة من: ن.
(4)
فى الشقائق أن وفاته كانت سنة تسع وخمسين وتسعمائة.
720 - حسن، الشهير بحسام الدّين
القراصونىّ
(*)
أحد فضلاء الدّيار الرّوميّة.
أخذ عن علمائها، وصار مدرّسا بعدّة مدارس، ثم ولى قضاء المدينتين بروسة وأدرنة، ثم ولى قضاء إسطنبول.
وكان كريما، حليما، وقورا، حسن المحاضرة، طارحا للتّكلّف، منصفا من نفسه، لا يغتاب أحدا، ولا يذكره إلاّ بخير.
وكانت له مشاركة فى العلوم بنقد صحيح، وذوق رجيح.
مات فى سنة سبع وخمسين وتسعمائة. رحمه الله تعالى.
***
721 - حسن الرّومىّ، الشهير بأمير حسن
(**)
وليس هو بأمير حسن النيكسارىّ المتقدّم
(1)
.
كان رجلا فاضلا، له مشاركة فى أكثر العلوم، وولى تدريس بعض المدارس بالدّيار الرّوميّة.
وله مؤلّفات، منها:«حواش» على «شرح الفرائض» للسيّد الشّريف، و «حواش» على
(*) ترجمته فى: شذرات الذهب 8/ 317، الشقائق النعمانية 88،2/ 87، واسمه فيه:«حسن جلبى» وكذلك فى الشذرات.
ونسبته فيه: «القراصوى» ، وجاءت النسبة فى ترجمة أخيه حسين فيه 2/ 118:«القراصيوى» ، وفى الشذرات «الفراصوى» .
(**) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 89،2/ 88.
(1)
تقدم برقم 678 صفحة 62 من هذا الجزء.
«شرح رسالة المولى مسعود الرّومىّ فى علم الآداب
(1)
»، وله غير ذلك
(2)
. رحمه الله تعالى.
***
722 - الحسن بن مسعود بن الحسن بن علىّ
أبو علىّ بن الوزير الخوارزمىّ
(*)
مولده سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، بدمشق.
تفقّه بمرو على شيخ أصحاب أبى حنيفة بخراسان أبى الفضل الكرمانىّ.
ذكره ابن عساكر.
وكان يتزيّى بزىّ الجند مدّة، ثم اشتغل بطلب الفقه والحديث.
مات سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. رحمه الله تعالى.
***
723 - الحسن بن مسهر
(**)
روى عن محمد بن الحسن أنّه قال: جواز أخذ أجرة الظّئر دليل على فساد/بيع لبنها؛ لأنّه لمّا جازت الإجارة ثبت أنّ سبيله سبيل المنافع، وليس سبيله سبيل الأموال، لأنّه لو كان مالا لم تجز إجارته، ألا ترى أنّ رجلا لو استأجر بقرة على أن يشرب لبنها لم تجز الإجارة.
كذا رواه بسنده عن الحسن بن مسهر، عن محمد بن الحسن، أبو اللّيث، فى «الجامع الصّغير»
(3)
.
***
(1)
فى الشقائق 2/ 89: «فى علم الأدب» ، وهو خطأ.
(2)
لم يذكر التميمى وفاته، وكذلك صاحب الشقائق، ولكنه ذكره فى علماء دولة السلطان سليمان بن سليم العثمانى، وقد بويع له سنة ست وعشرين وتسعمائة، وتوفى سنة أربع وسبعين وتسعمائة، انظر الشقائق النعمانية 2/ 41، والعقد المنظوم 2/ 293.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 482.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 483.
(3)
كانت وفاة محمد بن الحسن سنة تسع وثمانين ومائة، ورواية المترجم عنه تضعه بين رجال القرن الثانى تقديرا.
724 - الحسن بن معالى بن مسعود بن الحسين النّحوىّ
عرف بابن الباقلاّنيّ
(*)
مولده سنة ثمان وستين وخمسمائة.
تفقّه على يوسف بن إسماعيل الحنفىّ، وسمع الحديث من أبى الفرج ابن كليب.
كتب عنه ابن النّجّار، وقال: قدم بغداد فى صباه سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، واستوطنها، وقرأ بها الفقه على يوسف المذكور، وعلى النّصير
(1)
عبد الله بن حمزة الطّوسىّ
(2)
.
مات سنة سبع وثلاثين وستمائة. والله تعالى أعلم.
***
725 - الحسن بن منصور بن أبى القاسم محمود بن عبد العزيز
الأوزجندىّ الفرغانىّ
(**)
الإمام الكبير، والعالم النّحرير، فخر الدّين قاضى خان، صاحب «الفتاوى» المشهورة.
تفقّه على الإمام أبى إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن أبى نصر الصّفّارىّ الأنصارىّ، والإمام ظهير الدّين أبى الحسن علىّ بن عبد العزيز المرغينانىّ، ونظام الدّين أبى إسحاق
(3)
إبراهيم بن علىّ المرغينانىّ.
وتفقّه عليه شمس الأئمّة محمد بن عبد السّتّار الكردرىّ.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 484.
وفى ط، ن:«عرف بابن الباقلا» ، والمثبت فى: س، والجواهر.
والباقلانى: نسبه إلى الباقلا وبيعه. اللباب 1/ 90.
(1)
فى الجواهر: «البصير» .
(2)
فى س: «والطوسى» ، والمثبت فى: ط، ن، والجواهر.
(**) ترجمته فى: تاج التراجم 22، الجواهر المضية، برقم 485، شذرات الذهب 4/ 308، الفوائد البهية 65،64، كتائب أعلام الأخيار، برقم 381، كشف الظنون 1999،1456،2/ 1227،962،569،562،165،1/ 47، مفتاح السعادة 2/ 278.
ويأتى بيان نسبتى: «الأوزجندى» ، و «الفرغانى» فى الأنساب.
(3)
فى ط، ن:«ابن إسحاق» ، والتصويب من: س، والجواهر، وتقدم فى الجزء الأول.
وذكره أبو المحاسن محمود الحصيرىّ شيخ الإسلام، فقال: هو سيّدنا القاضى
(1)
الإمام، والأستاذ فخر الملّة ركن الإسلام، بقيّة السّلف، مفتى الشّرق.
توفّى-رحمه الله تعالى-ليلة الاثنين، خامس عشر شهر رمضان، سنة اثنتين وتسعين
(2)
وخمسمائة، ودفن عند القضاة السّبعة.
وله «الفتاوى» المشهورة، و «شرح الجامع الصغير» ، وغير ذلك.
***
726 - الحسن بن ناصر بن أبى بكر البكرآباذيّ الكاغدىّ
السّمرقندىّ
(*)
أحد مشايخ الإمام جمال الدين المحبوبىّ
(3)
.
كان رفيقا لصاحب «الهداية» . رحمهما الله تعالى.
***
727 - الحسن بن نصر بن إبراهيم بن يعقوب الكاشانىّ الأصل
الكشّىّ المولد
(**)
ولى القضاء
(4)
، وتفقّه على أبى المعالى مسعود بن الحسن الكشانىّ الخطيب.
(1)
زيادة من: س، والجواهر، على ما فى: ط، ن.
(2)
فى ط، ن:«وسبعين» ، والتصويب من: س، ومصادر الترجمة.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 486.
ويأتى بيان نسبتى: «البكرآباذيّ» ، «الكاغدى» فى باب الأنساب.
(3)
كان مولد جمال الدين عبيد الله بن إبراهيم بن أحمد المحبوبى سنة ست وأربعين وخمسمائة، فشيخه هذا المترجم من رجال النصف الثانى من القرن السادس تقديرا.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 487، الفوائد البهية 65.
وسيأتى فى باب الأنساب بيان نسبته «الكشانى» ، أما «الكاشانى» فهو نسبة إلى كاشان، مدينة بما وراء النهر، على بابها وادى أخسيكث. معجم البلدان 4/ 227.
وجاء فى الفوائد البهية: «الكشنى» مكان «الكشى» قال «: نسبة إلى كشن، بفتح الكاف وتشديد الشين المعجمة ثم نون: قرية من قرى جرجان، على ثلاثة فراسخ منها، ولد فيها» . ولم يذكر ياقوت فى المعجم 4/ 277 ولا المؤلف فى الأنساب «كشن» وإنما ذكرا «كش» ووصفاها بما وصف به صاحب الفوائد «كشن» .
(4)
تكملة من: س، والجوهر المضية.
ولقيه السّمعانىّ بسمرقند، وكتب عنه.
وكانت ولادته فى حدود سنة تسعين وأربعمائة، ووفاته فى أواخر سنة سبع وخمسين وخمسمائة، بكشّ.
وكان رجلا فاضلا، له شعر حسن مطبوع، ورواية مقبولة، وقول مسموع.
روى السّمعانىّ عنه، عن أحمد بن عثمان بن عبد الرحيم الخطيب، أنه قال: لمّا بلغ الإمام الحكيم والدى عثمان قول أبى الفتح البستىّ
(1)
:
خذوا بدمى هذا الغزال فإنّه
…
رمانى بسهمى مقلتيه على عمد
(2)
ولا تقتلوه إنّما أنا عبده
…
ولم أر حرّا قطّ يقتل بالعبد
أنشد على نقيضها:
خذوا بدمى من رام قتلى بلحظه
…
ولم يخش بطش الله فى قاتل العمد
وقودوا به جهرا وإن كنت عبده
…
ليعلم أنّ الحرّ يقتل بالعبد
***
728 - / الحسن بن نصر بن عثمان
ابن زيد بن يزيد
(*)
والد محمد متّويه
(3)
.
ولد بأصبهان، وحكى عنه ولده محمد، وأورده ابن ماكولا فى كتابه، وقال: كتب عن أبى حنيفة النّعمان، وزفر
(4)
، رحمهما الله تعالى، وكان يتفقّه.
***
(1)
البيتان فى: ديوانه 21، والجواهر المضية 2/ 96.
(2)
فى الديوان، والجواهر:«هذا الغلام» .
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 488.
وجاء فيها: «بن زيد بن مزيد» وفى تعليقات ابن ناصر الدين على المشتبه 569 «بن زيد بن مزيد» أيضا.
(3)
فى تعليقات ابن ناصر الدين على المشتبه 569 أنه كان من موالى الأنصارى، وأنه سمع من أبيه، وذكر أنه كان بمصر، وأن متويه لقبه.
وجاء فى الأصول: «متوبة» ، وفى الجواهر:«مستويه» والتصويب من المصدر السابق.
(4)
المترجم على هذا من رجال القرن الثانى تقديرا.
729 - الحسن بن يلنكرىّ بن عمر السّلغرىّ
(*)
ذكره فى «الجواهر» ، وقال: أنبأنى عنه الدّمياطىّ. ولم يزد على ذلك.
***
730 - الحسن بن البدر الهندىّ
ثم الدّمشقىّ
(**)
نزيل حماة.
إمام، عالم، علاّمة، محقّق، مدقّق، ذو فنون عديدة، وأقوال سديدة، متمكّن من العقليّات، مع فصاحة وحسن تقرير، وتزهّد، وغير ذلك من المحاسن.
يقال: إنّه لازم السّيّد الجرجانىّ ثلاثين سنة، وإنّه أخذ عن الرّكن الخوافىّ، رفيقا للشّمس الشّروانىّ،
(1)
وإنّه أخذ
(1)
عن غيرهما أيضا
(2)
.
وأخذ عنه الجمال ابن السّابق الفقه، والصّرف، والعربيّة، فقرأ عليه بعض «شرح الألفيّة» لابن المصنّف، و «تصريف العزّىّ» ، ومعظم «الأخسيكثىّ» ، و «المراح» .
وكانت وفاته بحماة، فى ليلة الجمعة، منتصف جمادى الثانية، سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، بالمدرسة
(3)
المعزّيّة، عن نحو السّبعين، ظنّا، رحمه الله تعالى.
قاله ابن السّابق.
***
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 489.
وفى س، ط:«بن يليكرى» ، وفى ن:«بن يليكرى» ، والمثبت من: الجواهر، ومن باب الأنساب فى آخر الكتاب. وفى س:«الشلغرى» ، والمثبت فى: ط، ن، والجواهر.
وقد ذكر المؤلف هذه النسبة فى باب الأنساب ولم يضبطها، ولم يقل إلى أى شيء هى.
(**) ترجمته فى: الضوء اللامع 3/ 132.
(1)
فى س: «وأخذ» ، والمثبت فى: ط، ن.
(2)
ساقط من: س، وهو فى: ط، ن.
(3)
فى س خطأ: «بالمدينة» ، والصواب فى ط، ن.
731 - الحسن، بدر الدّين، المعروف بابن قليقلة
(*)
أخذ عن البدر العينىّ، وصار إماما بمدرسته، كذا قرأ على الجمال عبد الله ابن الرّومىّ، واستقرّ بعده فى تدريس الحنفيّة بجامع الظّاهر
(1)
.
قاله فى «الضّوء اللاّمع» .
***
(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 132،3/ 131.
(1)
زاد السخاوى فى الضوء اللامع: «وأم بالبرقوقية نيابة، وتكسب بالشهادة، وصاهره الشمس بن خليل على ابنته، وكانت بينهما قلاقل.
مات قريب الستين تقريبا».
باب من اسمه الحسين
732 - الحسين بن إبراهيم بن الحرّ بن زعلان
أبو علىّ العامرىّ
الملقّب إشكاب
(*)
وهو والد محمد، وعلىّ
(1)
، ابنى
(2)
إشكاب.
لزم أبا يوسف، وتفقّه عليه، وسمع الحديث من حمّاد بن زيد، وشريك بن عبد الله.
وروى عنه ابناه المذكوران، وروى له البخارىّ مقرونا بغيره.
وذكره الخطيب، وقال: كان ثقة.
مات فى سنة ستّ عشرة ومائتين، فى خلافة المأمون، وهو ابن إحدى وسبعين سنة، ببغداد.
ولم يدخل فى شئ من القضاء، رحمه الله تعالى.
***
(*) ترجمته فى: تاج العروس 7/ 356 (ز ع ل)، تاريخ بغداد 18،8/ 17، تقريب التهذيب 1/ 173، تهذيب التهذيب 330،2/ 329، الجرح والتعديل 2/ 46/1، الجواهر المضية، برقم 490، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 82.
وفى الأصول، وتاريخ بغداد:«بن رعلان» وفى الجواهر: «بن زغلان» وقيّده صاحب التاج فى مادة (زعل)، قال:«والزعلان المتضوّر الذى لم يقرّ له قرار» .
وإشكاب، بالكسر ممنوعا. تاج العروس 1/ 324.
(1)
ساقط من: س، وهو فى: ط، ن.
(2)
فى الأصول خطأ: «ابن» ، والتصويب من: تاريخ بغداد، والجواهر.
733 - الحسين بن أحمد بن الحسين بن سعد بن علىّ
ابن بندار، الإمام أبو الفضل
الهمذانىّ اليزدىّ
(*)
حدّث بجدّة عن الشّريف شميلة
(1)
بن محمد بن جعفر الحسينىّ، وتوجّه قاصدا إلى مصر، فتوفّى بمدينة قوص، من صعيد مصر الأعلى، سنة إحدى وتسعين
(2)
وخمسمائة، وحمل ميّتا إلى مصر، ودفنن بجبّانتها فى سفح المقطّم، بتربة الحنفيّة.
سمع منه الفقيه أبو الجود ندى بن عبد الغنىّ الحنفىّ.
وذكر بعض أصحاب اليزدىّ، أنّه كان تحت يده إحدى عشرة أو اثنتى عشرة مدرسة، وفيها من الطلبة ألف ومائتا طالب.
قاله فى «الجواهر» ، نقلا عن «تكملة المنذرىّ لوفيات النّقلة» .
***
734 - الحسين بن أحمد بن علىّ بن أحمد، القاضى أبو نصر
ابن القاضى بن أبى الحسين بن القاضى بن أبى القاسم
ابن القاضى بن أبى الحسين أحمد بن محمد بن عبد الله
قاضى الحرمين
(**)
تفقّه على القاضى أبى الهيثم.
مولده فى رجب، سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة. ومات يوم الثلاثاء/تاسع ذى القعدة، سنة خمس وستين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
(*) ترجمته فى: التكملة لوفيات النقلة 408،1/ 407، الجواهر المضية، برقم 491، حسن المحاضرة 1/ 464.
وجاء فى الأصول وحسن المحاضرة: «الهمدانى» بالدال المهملة، وظنى أنها بالمعجمة، وفتح الميم، لأن وجود «بندار» فى نسبه يدل على أنه من بلاد العجم، وهو يوافق ما فى التكملة.
(1)
فى س: «ثميلة» ، والصواب فى: ط، ن، والعقد الثمين 5/ 17.
(2)
فى س: «وسبعين» ، والمثبت فى ط، ن، والجواهر.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 492.
كذا ترجمه فى «الجواهر» .
***
735 - الحسين بن أحمد بن علىّ بن محمد بن علىّ
أبو المظفّر ابن أبى الحسين
ابن قاضى القضاة أبى عبد الله الدّامغانىّ
(*)
وهو والد قاضى القضاة أبى القاسم عبد الله.
شهد عند أخيه قاضى القضاة أبى الحسن علىّ بن أحمد، فى ولايته الأولى، فقبل شهادته، واستنابه فى القضاء والحكم بحريم دار الخلافة وما يليها، وأذن للشّهود بالشهادة عنده وعليه فيما يسجّله، ولم يكن محمود السّيرة فى حكمه.
سمع الحديث من أبى القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وغيره.
وحدّث باليسير، وسمع منه القاضى أبو المحاسن عمر بن علىّ القرشىّ، وروى عنه أحمد بن أبى الحسين
(1)
بن أحمد بن حنظلة الكشّىّ.
وسئل الحسن عن مولده، فقال: فى ذى القعدة، سنة ست عشرة وخمسمائة.
وكانت وفاته فى اليوم الثانى
(2)
والعشرين من جمادى الآخرة، سنة تسع وسبعين وخمسمائة، وأخرج من الغد، وصلّى عليه بجامع القصر، ودفن بالشّونيزيّة، وكان الجمع كثيرا.
وقد تقدّم أبوه
(3)
، رحمهما الله تعالى.
***
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 493.
(1)
فى الجواهر: «أبى الحسن» .
(2)
تكملة من الجواهر المضية.
(3)
برقم 262.
736 - حسين بن أحمد بن محمد، ناصر الدّين
أبو علىّ، الهندىّ الأصل، المكّىّ
(*)
ولد فى جمادى الأولى، سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة، أو التى بعدها، بمكّة، وسمع بها من العزّ بن جماعة، والأسيوطىّ، وغيرهما.
ودخل ديار مصر والشّام واليمن غير مرّة، وسمع من الزّين العراقىّ، وغيره.
وتفقّه بمكّة على الضّياء الحنفىّ، وبدمشق على الصّدر بن منصور القاضى.
وولى تدريس مدرسة عثمان الزّنجيلىّ، بالجانب الغربىّ من المسجد الحرام، ونظر وقفها، وناب فى الحكم بمكّة.
وكان مفنّنا بالفائدة، مكرّرا لقراءة «الصّحيح» كلّ سنة فى أواخر عمره، ويعمل المواعيد بالمسجد الحرام.
ومات ممتّعا بسمعه وحواسّه، فى سنة أربع وعشرين وثمانمائة. رحمه الله تعالى.
***
737 - الحسين بن بشر بن القاسم
(**)
أخو الحسن، المتقدّم ذكره.
(1)
تفقّه على أبيه، وسمع يزيد بن هارون.
وروى عنه مفتى نيسابور.
ومات قبل أخيه، سنة اثنتين وأربعين ومائتين. رحمه الله تعالى.
***
738 - الحسين بن جعفر بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول
أبو عبد الله التّنوخىّ القارى
(***)
حدّث عن جدّه محمد بن أحمد، وعن عمّه علىّ بن محمد.
(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 3/ 137، العقد الثمين 188،4/ 187.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 494.
(1)
فى هذا الجزء برقم 663 صفحة 50.
(***) ترجمته فى: تاريخ بغداد 8/ 27، الجواهر المضية، برقم 498.
قال الخطيب: حدّثنا عنه علىّ بن المحسّن التّنوخىّ، وذكر لنا أنّه سمع منه فى سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
قال: وولد ببغداد، فى شوّال، من سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
وهو المشهور بالألحان، وبطيب
(1)
القراءة. رحمه الله تعالى.
***
739 - الحسين بن الحسن بن إسماعيل بن صاعد
أبو الفضل القاضى ابن القاضى
ابن القاضى
(*)
تقدّم أبوه
(2)
وجدّه
(3)
، ويأتى صاعد فى بابه إن شاء الله تعالى.
وكان الحسين هذا فاضلا، عالما، من أحفاد الصّاعديّة.
سمع الحديث من جدّه قاضى القضاة أبى الحسن.
ومات بنيسابور، يوم الجمعة، الثالث والعشرين من جمادى الأولى، سنة إحدى عشرة وخمسمائة./ودفن بمقبرة سكّة القصّارين.
ذكره السّمعانىّ فى «مشيخته» .
***
740 - الحسين بن حسن بن حامد التّبريزىّ
المولى حسام الدّين
المشهور بأمّ ولد
(**)
ولقّب بذلك لأنّه تزوّج أمّ ولد المولى فخر الدّين العجمىّ.
(1)
فى تاريخ بغداد، والجواهر:«وطيب» .
(*) ترجمته فى: التحبير، لابن السمعانى 1/ 230، الجواهر المضية، برقم 495.
(2)
فى هذا الجزء برقم 658، صفحة 48.
(3)
فى الجزء الثانى برقم 504
(**) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 1/ 296 - 299، الفوائد البهية 66،65 واسمه فى الأخيرة:«الحسين بن حامد التبريزى» .
كان رجلا فاضلا، صالحا، تقيّا
(1)
، مشتغلا بنفسه، منقطعا عن الخلق، معملا سائر أوقاته فى العلم والعمل.
وكان سليم الطّبع، ساذجا، تغلب عليه الغفلة، وكان للسلطان محمد فيه اعتقاد كثير بسبب ذلك.
وممّا يحكى عنه من
(2)
الغفلة، بل
(2)
التّغفّل الزّائد، والله أعلم بصحّته، أنّ السلطان محمدا أعطاه تدريس إحدى المدارس الثّمان، فكان إذا توجّه إلى المدرسة لا يتوجّه إلاّ ومعه من يدلّه على المدرسة، لاشتباه المدارس عليه، وعدم تمييز بعضها عن بعض، فاتّفق أنّه جاء مرّة إلى المدرسة وليس معه أحد يدلّه، فدخل إلى مدرسة غير مدرسته، ووجد طلبة مدرّسها جالسين، ومكان المدرّس ليس فيه أحد، لأنّه كان قد قام لقضاء حاجته، فهمّ بالجلوس مكانه، فلمّا نظر إلى الطلبة وتأمّلهم عرف أنّ المدرسة ليست بمدرسته، ورجع، وضحك من هناك من تغفّله.
وممّا يحكى عنه من الفطنة فى أجوبة المسائل العلميّة، أنّ السلطان محمدا خرج مرّة إلى بعض الغزوات، وخرج معه العلماء والفضلاء والمدرّسون يشيّعونه، ومن جملتهم صاحب التّرجمة، والطّبول تضرب خلفه، فسأل بعض من هناك من الأفاضل عن معنى قوله تعالى:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ}
(3)
ما الحكمة فى أمر المؤمنين بالإيمان؟ فقال السلطان محمد للمولى حسام الدّين: أجب عن هذا السّؤال. فقال: هذه الطّبول تجيب عنه.
فقال السلطان: كيف ذلك. فقال: إنّ حكاية صوتها دم دم، والمراد بقوله تعالى:{آمَنُوا} دوموا على الإيمان. فأعجب السّلطان كلامه هذا، واستحسنه جدّا.
وكان كثير الكتب، يشتريها بكلّ ما يفضل عن قوته، ويصرف أوقاته فى مطالعتها.
وكان السلطان محمد
(4)
إذا توجّه
(4)
إلى زيارة أبى أيّوب الأنصارىّ يمرّ بباب داره، فيخرج إليه، ويسلّم عليه، ويخرج له شربة ماء، فيشرب منها، ويسير، وكان يحسن إليه كثيرا.
***
(1)
تكملة من: س، والشقائق.
(2 - 2) تكملة من: س.
(3)
سورة النساء 136.
(4 - 4) تكملة من: س، وفى الشقائق ما يعضده.
741 - الحسين بن الحسن بن عبد الله
أبو عبد الله المقرى
(*)
من أهل بيت المقدس.
قدم بغداد شابّا، واستوطنها، وتفقّه على قاضى القضاة الدامغانىّ.
وسمع الحديث من الشريف أبى نصر الزّينبىّ، وأبى عبد الله الدامغانىّ، وغيرهما.
وقرأ القرآن العظيم بالرّوايات على أبى الخطّاب الصّوفىّ.
وأمّ بمسجد أبى حنيفة، وشهد عند قاضى القضاة أبى القاسم علىّ الزّينبىّ، فى ربيع الأوّل
(1)
، سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، فقبل شهادته.
وكان موصوفا بالدّيانة، وكان صحيح السّماع، ثقة، صالحا، ديّنا. حدّث، وأقرأ.
ومضى إلى رحمة الله تعالى على سنن السّلامة، يوم الأربعاء، ثامن عشر جمادى الآخرة، سنة أربعين وخمسمائة، ودفن بمقبرة الخيزران. رحمه الله تعالى.
***
742 - الحسين بن الحسن بن عطيّة بن سعد بن جنادة
أبو عبد الله العوفىّ
(**)
من أهل الكوفة، ولى القضاء ببغداد بعد حفص بن غياث.
وحدّث عن أبيه، وعن سليمان الأعمش، ومسعر/بن كدام، وعبد الملك بن أبى سليمان، وأبى مالك الأشجعىّ.
وروى عنه ابنه الحسن، وابن أخيه سعد بن محمد، وعمر بن شبّة النّمرىّ
(2)
، وإسحاق
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 496.
(1)
فى س، والجواهر:«الآخر» .
(**) ترجمته فى: تاريخ بغداد 8/ 29 - 32، الجواهر المضية، برقم 497.
وفى الأصول: «بن سعد بن جبارة» ، والتصويب من: تاريخ بغداد، والجواهر.
وتقدمت ترجمة أبيه برقم 691 صفحة 77 من هذا الجزء.
(2)
فى الأصول «النميرى» ، والتصويب من تاريخ بغداد.
ابن بهلول التّنوخىّ.
وضعّفه ابن معين، وغيره.
ذكره الخطيب، فى «تاريخه» .
وروى
(1)
أنّ امرأة جاءت إليه، ومعها رجل وصبىّ، فقالت: هذا زوجى، وهذا ابنى منه. فقال: هذه امرأتك؟ قال نعم. وهذا ولدك منها؟ قال: أصلح الله القاضى، أنا خصىّ.
قال: فألزمه الولد. فأخذ الصّبىّ، فوضعه على رقبته، وانصرف، فاستقبله صديق له خصىّ، والصّبىّ على عنقه
(2)
، فقال: من هذا الصّبىّ معك؟ فقال: القاضى يفرّق أولاد الزّنا على الناس. وفى رواية: على الخصيان. انتهى.
وروى أيضا
(3)
، عن العوفىّ المذكور، أنّه كان على مظالم المهدىّ، وأنّه حضر عنده يوما وقت المغرب، وصلّى معه، فلمّا انصرف المهدىّ من صلاة المغرب، قام يتنفّل، فجاء العوفىّ حتى قعد فى قبلته، وجذب ثوبه، فقال له المهدىّ: ما شأنك؟ قال شئ أولى بك من النّافلة. قال: وما ذاك؟ قال: سلاّم مولاك، أوطأ قوما الخيل، وغصبهم على ضيعتهم، وقد صحّ ذلك عندى، فمر
(4)
بردّها، وابعث
(5)
من يخرجهم.
قيل: وكان سلاّم إذ ذاك واقفا على رأس المهدىّ، فقال له المهدىّ: نصبح
(6)
إن شاء الله تعالى ونفعل
(7)
. فقال العوفىّ: لا، إلاّ السّاعة. فقال المهدىّ: فلان القائد، اذهب السّاعة إلى موضع كذا وكذا، فأخرج من فيها، وسلّم الضّيعة إلى فلان.
قال: فما أصبحوا حتى ردّت الضّيعة على صاحبها.
قال الخطيب
(8)
: وكان العوفىّ طويل اللّحية جدّا، وله فى أمر لحيته أخبار طريفة، قيل: إنّها كانت تبلغ ركبتيه.
(1)
أى الخطيب، فى تاريخ بغداد 8/ 30.
(2)
فى ط، ن:«رقبته» والمثبت فى: س، وتاريخ بغداد.
(3)
فى تاريخ بغداد 31،8/ 30.
(4)
فى تاريخ بغداد: «تأمر» .
(5)
فى تاريخ بغداد: «وتبعث» .
(6)
فى تاريخ بغداد: «يصح» ، وما هنا ألصق بالسياق.
(7)
لم يرد «ونفعل» فى تاريخ بغداد.
(8)
تاريخ بغداد 8/ 31.
قال ابن أبى
(1)
داود: قامت امرأة إلى العوفىّ، فقالت: عظمت لحيتك فأفسدت عقلك، وما رأيت ميّتا يحكم بين الأحياء قبلك. قال: فتريدين ماذا؟ قالت: وتدعك لحيتك تفهم عنّى!! فقال بلحيته هكذا، ثم قال: تكلّمى، رحمك الله.
وعن زكريّا السّاجىّ
(2)
، قال: اشترى رجل من أصحاب القاضى العوفىّ جارية، فغاضبته، فشكا ذلك إلى العوفىّ، فقال أنفذها إلىّ. فقال لها العوفىّ: يا لعوب، يا غروب،
(3)
يا ذات الجلابيب، ما هذا التّمنّع المجانب للخيرات، والاختيار للأخلاق المشنوءات؟ قالت: أيّد الله القاضى، ليست لى فيه حاجة، فمره يبعنى. فقال:
يا منية
(4)
كلّ حكيم، وبحّاث عن اللّطائف عليم، أما علمت أنّ فرط الاعتياصات من الموموقات على طالبى المودّات، والباذلين الكرائم المصونات، مؤدّيات إلى عدم المفهومات. فقالت له: ليست فى الدّنيا أصلح لهذه العثنونات، المنتشرات على صدور أهل الرّكاكات، من المواسى الحالقات. وضحكت، وضحك من حضر.
وقال طلحة بن محمد
(5)
: كان العوفىّ رجلا جليلا، من أصحاب أبى حنيفة، وكان سليما، مغفّلا، ولاّه الرّشيد أيّاما ثمّ صرفه، وكان يجتمع فى مجلسه قوم، فيتناظرون، فيدعو هو بدفتر فينظر فيه، ثم يلقى منه
(6)
المسائل، ويقول لمن يلقى عليه: أخطأت أو أصبت.
من الدّفتر.
وتوفّى سنة إحدى ومائتين.
وعن محمد بن سعد
(7)
، قال: الحسين بن الحسن بن عطيّة بن سعد بن جنادة
(8)
العوفىّ، يكنى أبا عبد الله، وكان/من أهل الكوفة، وقد سمع سماعا كثيرا، وكان ضعيفا فى الحديث، ثم قدم بغداد، فولّوه قضاء الشّرقيّة، بعد حفص بن غياث، ثم نقل من الشّرقيّة،
(1)
تكملة من تاريخ بغداد.
(2)
تاريخ بغداد 8/ 31.
(3)
فى تاريخ بغداد: «يا عروب» .
(4)
فى الأصول: «يا هنية» . والمثبت فى: تاريخ بغداد.
(5)
تاريخ بغداد 8/ 32.
(6)
فى تاريخ بغداد، «من» .
(7)
تاريخ بغداد 8/ 32.
(8)
فى الأصول: «جبارة» والمثبت من تاريخ بغداد، وتقدم تصويبه فى صدر الترجمة.
فولى قضاء عسكر المهدىّ فى خلافة هارون، ثم عزل، فلم يزل ببغداد إلى أن توفّى بها، سنة إحدى أو اثنتين ومائتين. رحمه الله تعالى.
***
743 - الحسين بن حفص بن الفضل بن يحيى بن ذكوان
أبو محمد الهمدانىّ الأصبهانىّ
(*)
قال أبو نعيم، فى «تاريخ أصبهان»
(1)
: تفقّه على أبى يوسف القاضى، وهو الذى نقل فقه أبى حنيفة، رضى الله تعالى عنه، إلى أصبهان، وأفتى بمذهبه. روى عن السّفيانين، وغيرهما. وروى عنه أحمد بن الفرات، وأبو قلابة الرّقاشىّ، وغيرهما. وروى له مسلم فى «صحيحه» .
قال أبو نعيم: كان دخله كلّ سنة مائة ألف درهم، فما وجبت عليه زكاة قطّ، وكانت جوائزه على المحدّثين والفقهاء وأهل الفضل
(2)
.
مات سنة اثنتى عشرة ومائتين. رحمه الله تعالى.
***
744 - الحسين بن الخضر بن محمد الفشيديزجىّ
أبو علىّ
(**)
قاضى بخارى، إمام عصره بلا مدافعة.
قدم بغداد، وتفقّه بها، وناظر، وبرع،
(3)
وسمع بها من أبى الفضل عبيد الله
(3)
، وسمع ببخارى محمد بن محمد بن صابر.
(*) ترجمته فى: تاج التراجم 24، تقريب التهذيب 1/ 175، تهذيب التهذيب 238،2/ 237، الجواهر المضية، برقم 499، خلاصته تذهيب تهذيب الكمال 82، ذكر أخبار أصبهان 1/ 274 - 276، طبقات الفقهاء، لطاش كبرى زاده، صفحة 44.
(1)
ينقل المصنف هنا عن الجواهر، وقد تصرف القرشى فى عبارة أبي نعيم، بل إنه اختصر الترجمة وساقها بأسلوبه.
(2)
فى ذكر أخبار أصفهان: «وأهل العلم والفضل»
(**) ترجمته فى: الأنساب 429 و، إيضاح المكنون 2/ 157، الجواهر المضية، برقم 500، طبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده، صفحة 44، الفوائد البهية 66، كتائب أعلام الأخيار، برقم 209، كشف الظنون 227، اللباب 2/ 216.
ويظن صاحب الجواهر أنه والآتى شخص واحد.
(3 - 3) ساقط من: س، وهو فى: ط، ن.
وحدّث، وظهر له أصحاب وتلامذة، وآخر من حدّث عنه ابن بنته علىّ بن محمد البخارىّ.
وقد ناظر
(1)
مرّة الشريف المرتضى، شيخ الشّيعة، وقطعه، فى حديث «ما تركنا صدقة»
(2)
، وقال للمرتضى: إذا جعلت «ما» نافية خلا الحديث من فائدة، فإنّ كلّ أحد لا يخفى عليه أنّ الميت يرثه أقرباؤه، ولا تكون تركته صدقته، ولكن لمّا كان الرسول صلى الله عليه وسلم بخلاف المسلمين، بيّن ذلك، فقال:«ما تركنا صدقة» .
مات، رحمه الله تعالى، سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وقد قارب الثمانين.
وهو من أصحاب الإمام أبى بكر محمد بن الفضل. رحمه الله تعالى.
***
745 - الحسين بن الخضر بن النّسفىّ
القاضى أبو علىّ
(*)
أستاذ شمس الأئمّة الحلوانىّ.
(1)
فى الأصول: «ناظره» ، وما أثبته موافق للسياق الآتى.
(2)
المرتضى ينصب «صدقة» على أن «ما» نافية، وانظر تفصيل المناظرة فى الفوائد البهية.
والحديث أخرجه البخارى، فى: باب فرض الخمس، وفى باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من كتاب فضائل أصحاب النبى. وفى حديث بنى النضير، وفى باب غزوة خيبر، من كتاب المغازى. وفى باب حبس نفقة الرجل قوت سنة على أهله، من كتاب النفقات. وفى باب قول النبى لا نورث ما تركنا صدقة، من كتاب الفرائض. وفى باب ما يكره من التعمق والتنازع فى العلم، من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة. صحيح البخارى 5/ 25،210،4/ 42، 8/ 3،6/ 190،82 - 146،5.
ومسلم فى: باب حكم الفئ من كتاب الجهاد والسير. صحيح مسلم 3/ 1378 - 1383،1381.
وأبو داود، فى: صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأموال، من كتاب الخراج والإمارة والفئ. سنن أبى داود 199،196،194،3/ 193.
والترمذى، فى: باب ما جاء فى تركة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أبواب السير. عارضة الأحوذى 7/ 113.
والنسائى فى: كتاب قسم الفئ. المجتبى من السنن 7/ 123.
والإمام مالك، فى: باب ما جاء فى تركة النبى صلى الله عليه وسلم، من كتاب الكلام. الموطأ 2/ 993.
والإمام أحمد، فى المسند 47،25،10،9،6،1/ 4 - 2/ 463،208،191،179،164،162،60،49، 262،6/ 145.
وفى الأصول: «ما تركناه صدقة» ، والرواية للحديث:«ما تركنا صدقة» و: «ما تركنا فهو صدقة» .
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 501. وانظر قول القرشى فى آخر الترجمة. وفى س:«بن الخضر بن محمد بن النسفى» .
تفقّه على محمد بن الفضل الكمارىّ
(1)
.
ذكره فى «الجواهر» ، ثم قال: أظنّه الذى قبله. والله أعلم.
***
746 - الحسين بن الخليل بن أحمد بن محمد
الإمام أبو علىّ النّسفىّ
الفقيه
(*)
نزيل سمرقند.
تفقّه ببخارى على أبى الخطّاب محمد بن إبراهيم الكعبىّ القاضى، وببلخ على الإمام أبى حامد الشّجاعىّ.
قال أبو سعد: فاضل ورع، له يد باسطة فى النّظر، وورد بغداد حاجّا، سنة عشر وخمسمائة، وحدّث بها. سمع «البخارىّ» من الحسن بن علىّ الحمّادىّ، وحدّث به، ولى منه إجازة.
وتوفّى، رحمه الله تعالى، فى شهر رمضان، سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
***
747 - حسين بن رستم باشا
(**)
المعروف فى الدّيار الرّوميّة والمصريّة بباشازاده، زاده الله تعالى من فضله.
كان أبوه من موالى السلطان سليمان بن السلطان سليم، رحمهما الله تعالى.
وقد تنقّل فى الولايات، إلى أن صار أمير الأمراء بولاية مرعش وظمشوار وبودين، وبها توفّى، رحمه الله تعالى، فى سنة
…
(2)
؟
(1)
نسبة إلى قرية ببخارى. انظر التعليقات السنية على الفوائد البهية 184.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 502.
(**) ترجمته فى: خلاصة الأثر 90،2/ 89، كشف الظنون 1183، هدية العارفين 1/ 321.
(2)
ترك المؤلف رحمه الله تسجيل وفاة المترجم، لأنه كان معاصرا له، وكانت وفاته بعده فى سنة ثلاث وعشرين وألف. كما جاء فى مصادر الترجمة التى سبق ذكرها.
أما الأسماء السابقة فلم أهتد إليها.
وأمّا من جهة الأمّ فهو سبط إياس باشا، الذى كان رأس/الوزارء فى أيّام دولة السلطان سليمان، رحمه الله تعالى، وكان من موالى السلطان بايزيد خان بن السلطان محمد خان، رحمهما الله تعالى، فصاحب التّرجمة، كما تراه، ما نشأ إلاّ فى حجر الدّولة، ولا غذى إلاّ بدرّة السّعادة.
وقد دأب وحصّل، وأجمل وفصّل، وسهر الليالى، فى القراءة على كبار الموالى، مثل يحيى أفندى الذى كان متقاعدا من إحدى المدارس الثّمان، وكان أخا للسلطان سليمان من الرّضاعة، وكان السلطان، رحمه الله تعالى، يعظّمه ويبجّله ويزوره أحيانا، ويقبل شفاعاته، وكان مشهورا بالصّلاح والولاية، وستأتى ترجمته فى محلّها من حرف الباء، إن شاء الله تعالى.
ومثل عبد الغنىّ أفندى، ومحمد أفندى مفتى الدّيار الرّوميّة المعروف ببستان زاده، وفضل أفندى ابن المفتى علاء الدّين الجمالىّ، وقاضى القضاة محمد أفندى المعروف بأخى زاده.
وآخر من قرأ عليه، وأخذ عنه، مفتى الدّيار الرّوميّة، بل الممالك الإسلاميّة، أبو السّعود العمادىّ صاحب «التفسير» المشهور، والفضل المذكور، رحمه الله تعالى، ومنه صار ملازما.
وما زال صاحب التّرجمة يأخذ الفضائل عن أهلها، ويستخرج الجواهر من محلّها، ويحضر دروس العلماء، ويحاضر الأئمّة البلغاء، ويفيد ويستفيد، ويتنقّل فى المناصب إلى أن صار مدرّسا بمدرسة السلطان سليم الأوّل، بمدينة إصطنبول.
ثم لمّا نوّر الله تعالى عين بصيرته، وطهّر من دنس المناصب فؤاد سريرته، ورأى أنّ الدنيا لا بقاء لها، ولا وثوق بها، وأنّ الأخرى هى دار البقاء، وأنّ سعادتها نعم السّعادة وشقاها بئس الشّقاء، ترك الفانى، واختار الباقى، وأقبل على الله تعالى إقبال عالم بما أحبّ واختار، وتارك لما يقرّب من عذاب النّار.
وعزم على الإقامة بالدّيار المصريّة، أو المجاورة بالأقطار الحجازيّة، إلى آخر عمره، أو إلى انقطاع نصيبه، وأن يطلب من فضل الله تعالى، ثمّ من
(1)
حضرة السلطان نصره الله تعالى، أن يعيّن له من بيت المال ما يكفيه هو ومن معه من العيال، فعيّنوا له
(2)
من الدّراهم
(2)
ومن الغلال.
وله الآن بالدّيار المصريّة خمس سنين مقيما بها
(1)
، لا يظعن عنها شتاء ولا صيفا، وسائر أهاليها يتردّدون إليه، ويلازمون بابه، ويمدحون حجابه، وغالب أفاضلها يذاكرونه ويذاكرهم، ويستفيدون منه ويستفيد منهم، ومنهم من يقرأ عليه، ومنهم من ينتفع بماله وجاهه، ويشير بأنامل الثّناء إليه، وهو الآن إنسان عين الدّيار المصريّة، لا يتقدّم عليه أحد ولا يوازيه.
***
748 - الحسين بن زياد بن محمد
البدر الفيّومىّ الأزهرىّ
(*)
نزيل خانقاه شيخو.
ولد سنة ثمان وستين وسبعمائة تقريبا، بالفيّوم.
ثم انتقل به أبوه إلى القاهرة، فقرأ بها القرآن، واشتغل فى النّحو على الغمارىّ، وغيره.
ثم سافر إلى حلب، سنة أربع وثمانين وسبعمائة، فتلا فيها لنافع، وابن كثير، وأبى عمرو، وعاصم، وابن عامر، وأخذ الفقه عن الجمال الملطىّ، وغيره.
وحجّ سنة اثنتين وأربعين
(2)
وثمانمائة، وطوّف فى بلاد الشّام.
وأخبر أنّه/سمع بدمشق وحلب والقاهرة وغيرها، وكان إمام اينال پاى بن قجماس، وسمع عنده
(3)
على التّقىّ الدّجوىّ، وسمع قطعة من آخر «سيرة ابن هشام» على النّور الفوّىّ بخانقاه شيخو، لقيه البقاعىّ فاستجازه.
ومات فى ........
(4)
كذا فى «الضّوء اللاّمع» .
***
(1)
تكملة من: س.
(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 3/ 144، وفيه:«حسين بن زيادة» .
(2)
سقط «وأربعين» من: س، وهو فى: ط، ن، والضوء اللامع.
(3)
فى الأصول: «عنه» ، والتصويب من الضوء اللامع.
(4)
بياض بالأصول والضوء.
749 - الحسين بن سليمان بن فزازة
القاضى الإمام شهاب الدّين الكفرىّ
بفتح الكاف وسكون الفاء وكسر الراء
الدّمشقىّ الحنفىّ
(*)
ذكره الصلاح الصّفدىّ فى «أعيان العصر» ، قال: تلا بالرّوايات السّبع على القاسم علم الدين
(1)
، وسمع من ابن طلحة، ومن ابن عبد الدّائم.
ودرّس بالطّرخانيّة
(2)
، وكان شيخ الإقراء بالمقدّميّة
(3)
والزّنجيليّة
(4)
. وقرأ بنفسه على ابن أبى اليسر، وكتب الطّباق
(5)
، وكان شيخ قراءات، وبيده لمن يحاكمه فى التّفاضل براءات.
ودرّس، وأفتى، وكان فى الجود بعلمه أكرم من الغيث وأفتى
(6)
، وناب فى الحكم زمانا، ونظم فيه من الإجادة جمانا.
وكان خيّرا، عالما، ديّنا، لا يرى لسيف السّنة ثالما، إلاّ أنّه أضرّ بأخرة، فلزم داره، وجلس فى بيته كالبدر فى دارة، ولم يزل على حاله إلى أن حلّ ضيف الحين بفناء قراره، وآن اجتماعه به فزاره.
وتوفّى، رحمه الله تعالى، فى يوم الاثنين، ثالث عشر جمادى الأولى، سنة تسع عشرة وسبعمائة، عن اثنتين وثمانين سنة.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 503، الدارس 1/ 542، شذرات الذهب 6/ 51، طبقات القراء 1/ 241، الفوائد البهية 67،66، قضاة دمشق 199، كتائب أعلام الأخيار برقم 577، معرفة القراء الكبار، للذهبى 573،2/ 572، من ذيول العبر (ذيل الذهبى) 107،106، النجوم الزاهرة 9/ 245، نكت الهميان 144.
(1)
فى الأصول: «علاء الدين» وهو خطأ، والتصويب من: الجواهر، ونكت الهميان، ومن ترجمته فى طبقات القراء 2/ 15، وهو القاسم بن أحمد بن الموفق بن جعفر اللورقى المرسى أبو محمد.
(2)
المدرسة الطرخانية قبلى البادرائية بجيرون، أنشأها طرخان بن محمود الشيبانى للشيخ برهان الدين على البلخى، سنة خمس وعشرين وخمسمائة. الدارس 540،1/ 539.
(3)
هما مدرستان: الجوانية والبرانية. انظر الدارس 599،1/ 594.
(4)
ويقال لها الزنجارية أيضا، وهى خارج باب توما وباب السلامة. الدارس 1/ 526.
(5)
فى «الجواهر» بعد هذا أنه أضر بآخر عمره، وسيأتى.
(6)
أفتى: من الفتاء، وهو الشباب والقوة.
وقرأ عليه ابنه قاضى القضاة شرف الدين أحمد،
(1)
وغيره. انتهى
(1)
.
***
750 - الحسين بن عبد الله بن أبى زيد
الفقيه أبو عبد الله
النّيسابورىّ
(*)
أحد الكبار الأعيان، من أئمّة أصحابنا بخراسان.
حدّث بالمصنّفات عن محمد بن شجاع، وسمع إسحاق بن راهويه، وأحمد بن حرب، وغيرهما.
روى عنه أبو العباس أحمد بن هارون الفقيه.
ومات سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
ذكره الحاكم، فى «تاريخ نيسابور» .
***
751 - الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علىّ بن سينا
الرئيس أبو علىّ
(**)
الحكيم المشهور، أحد فلاسفة المسلمين، ونادرة العصر فى الذّكاء والفطنة والعلم، بحيث
(1 - 1) ساقط من: ن، وهو فى: س، ط.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 504.
(**) ترجمته فى: أعيان الشيعة 26/ 287 - 337، إيضاح المكنون 672،2/ 555، البداية والنهاية 43،11/ 42، تاج التراجم 19، تاريخ الحكماء 413 - 426، تاريخ حكماء الإسلام للبيهقى 52 - 72، تاريخ مختصر الدول لابن العبرى 325 - 330، الجواهر المضية، برقم 453 وترجمه فيمن اسمه الحسن، خزانة الأدب 4/ 466، دول الإسلام 1/ 255، الذريعة إلى تصانيف الشيعة 7/ 184،96،2/ 48، روضات الجنات 3/ 170 - 185، شذرات الذهب 3/ 233 - 237، طبقات الفقهاء، لطاش كبرى زاده، صفحة 70، العبر 3/ 165، عيون الأنباء لابن أبى أصيبعة 437 - 459، الكامل لابن الأثير 9/ 456، كشف الظنون 12 (ومواضع أخرى كثيرة استقصاها كحالة)، لسان الميزان 2/ 291 - 293، المختصر لأبى الفدا 2/ 169، مرآة الجنان 3/ 47 - 51 معجم المؤلفين 4/ 21 - 23 (وهو يشير إلى بعض مصادر ترجمته وبحوث المحدثين عنه)، النجوم الزاهرة 26،5/ 25، وفيات الأعيان 2/ 157 - 162.
وانظر أيضا: مؤلفات ابن سينا للأب جورج قنواتى (وفى صفحات 330 - 332 بيان ببعض المراجع والبحوث عنه) وكتاب المهرجان الألفى لابن سينا الذى أقيم سنة 1950 م.
صار ممّن تضرب به الأمثال، وتعقد الخناصر عليه فحول الرّجال.
ذكره الحافظ الذّهبىّ، فى «تاريخ الإسلام» ، وشرح أحواله مفصّلة، وأسند أكثر ذلك إلى حكايته عن نفسه، والمرء أدرى بأحواله، وأعرف بأفعاله وأقواله.
قال: قال، كان أبى رجلا من أهل بلخ، فسكن بخارى فى دولة نوح بن منصور، وتولّى العمل والتّصرّف بقرية كبيرة، وتزوّج بأمّى فأولدها أنا وأخى، ثم انتقلنا إلى بخارى، وأحضرت معلّم القرآن ومعلّم الأدب، وأكملت عشرا من العمر وقد أتيت على القرآن، وعلى كثير من الأدب، حتى كان يقضى منّى العجب.
وكان أبى ممّن أجاب داعى المصريّين، ويعدّ من الإسماعيليّة، وقد سمع منهم ذكر النفس والعقل، وكذلك أخى، فربّما تذاكروا وأنا أسمعهم وأدرك ما يقولونه، ولا تقبله نفسى، وأخذوا يدعوننى إليه، ويجرون على ألسنتهم ذكر الفلسفة والهندسة والحساب، وأخذ يوجّهنى إلى من يعلّمنى الحساب.
ثم قدم بخارى أبو عبد الله النّاتلىّ
(1)
الفيلسوف، فأنزله أبى دارنا، وقبل قدومه كنت أشتغل بالفقه والتّردّد فيه إلى الشيخ إسماعيل/الزّاهد، وكنت من أجود السّالكين، وقد ألفت المناظرة والبحث، ثم ابتدأت على النّاتلىّ بكتاب «إيساغوجى» ، ولمّا ذكر لى أنّ حدّ الجنس هو المقول على كثيرين مختلفين بالنّوع، وأخذته فى تحقيق هذا الحدّ بما لم يسمع بمثله، تعجّب منّى كلّ التّعجّب، وحذّر والدى من شغلى بغير العلم، وكان أىّ مسألة قالها لى أتصوّرها خيرا منه، حتى قرأت ظواهر المنطق عليه، وأمّا دقائقه فلم يكن عنده منها خبر.
(2)
ثم أخذت أقرأ الكتب على نفسى، وأطالع الشّروح، حتى أحكمت علم المنطق، وكذلك كتاب أقليدس، فقرأت من أوّله إلى خمسة أشكال أو ستّة عليه، ثم تولّيت بنفسى حلّ باقيه، وانتقلت إلى المجسطى، ولمّا فرغت من مقدّماته، وانتهيت إلى الأشكال الهندسيّة، قال لى النّاتلىّ: حلّها وحدك، ثم اعرضها علىّ، لأبيّن لك. فكم من شكل ما عرفه الرجل إلاّ وقت عرضته عليه، وفهّمته إيّاه.
(1)
فى عيون الأنباء: «النائلى» ، والمثبت فى الأصول، ووفيات الأعيان 2/ 158.
والناتلى: نسبة إلى ناتل، وهى بليدة بنواحى آمل طبرستان. وناتل أيضا بطن من الصدف، وناتل كذلك فى قضاعة. اللباب 3/ 204.
(2)
فى ن: «شيء» ، والمثبت فى: س، ط، وفى عيون الأنباء:«خبرة» .
ثم سافر، وأخذت فى الطّبيعىّ والإلهىّ، فصارت الأبواب تنفتح علىّ، ورغبت فى الطّبّ، وبرّزت فيه فى مديدة، حتّى بدأ الأطبّاء يقرءون علىّ، وتعهّدت المرضى، فانفتح علىّ من أبواب المعالجات النّفيسة من التّجربة ما لا يوصف، وأنا مع ذلك أختلف إلى الفقه، وأناظر فيه، وعمرى ستّ عشرة سنة.
ثمّ أعدت قراءة المنطق، وجميع أجزاء الفلسفة، ولازمت العلم سنة ونصفا، وفى هذه المدّة ما نمت ليلة واحدة بطولها، ولا اشتغلت فى النهار بغيره، وجمعت بين يدى ظهورا، فكلّ حجّة انظر فيها أثبت مقدّمات قياسيّة
(1)
، ورتّبتها فى تلك الظّهور، ثم نظرت فيها عساها تنتج، وراعيت شروط مقدّماته حتى تحقّق لى حقيقة الحقّ فى تلك المسألة، وكلّما كنت أتحيّر فى مسألة، أو لم أظفر بالحدّ الأوسط فى قياس، تردّدت إلى الجامع، وصلّيت، وابتهلت إلى مبدع الكلّ، حتى فتح لى المنغلق منه، وتيسّر المتعسّر، وكنت أرجع بالليل إلى دارى، وأشتغل بالكتابة والقراءة، فمهما غلبنى النّوم، أو شعرت بضعف، عدلت إلى شرب قدح من الشّراب، ريثما تعود إلىّ قوّتى، ثم أرجع إلى القراءة، ومهما غلبنى أدنى نوم أحلم بتلك المسائل بأعيانها.
ثمّ إنّ كثيرا من المسائل اتّضح لى وجوهها فى المنام، حتّى استحكم معى جميع العلوم، ووقفت عليها بحسب الإمكان الإنسانىّ، وكلّ ما علمته فى ذلك فهو كما علمته، لم أزد فيه إلى اليوم، حتى أحكمت علم المنطق والطّبيعىّ والرياضىّ، ثم عدلت إلى الإلهىّ، وقرأت كتاب «ما بعد الطّبيعة» فما كنت أفهم ما فيه، والتبس علىّ غرض واضعه، حتى أعدت قراءته أربعين مرّة، وصار لى محفوظا، وأنا مع ذلك لا أفهمه ولا المقصود به، وأيست من نفسى، وقلت: هذا كتاب لا سبيل إلى تفهّمه، وإذا أنا فى يوم من الأيّام حضرت وقت العصر فى الورّاقين، وبيد دلاّل مجلّد ينادى عليه، فعرضه علىّ فردته ردّ متبرّم، فقال: إنّه رخيص بثلاثة دراهم. فاشتريته، فإذا هو كتاب لأبى نصر الفارابىّ فى أغراض كتاب «ما بعد الحكمة الطّبيعيّة» ، ورجعت إلى بيتى، وأسرعت قراءته، فانفتح علىّ فى الوقت أغراض ذلك الكتاب، ففرحت وتصدّقت بشيء يسير، شكرا لله تعالى.
واتّفق لسلطان بخارى، نوح بن منصور، مرض صعب/فأجرى الأطبّاء ذكرى بين يديه، فأحضرت وشاركتهم فى مداواته، وسألته الإذن فى دخول خزانة كتبهم ومطالعتها
(1)
فى ط، ن:«قياسه» ، والمثبت فى: س.
وقراءة ما فيها من الكتب، وكتبها، فأذن لى، ودخلت فإذا كتب لا تحصى فى كلّ فنّ، ورأيت كتبا لم تقع أسماؤها إلى كثير من الناس، فقرأت تلك الكتب، وظفرت بفوائدها، وعرفت مرتبة كلّ رجل
(1)
فى علمه
(1)
، فلمّا بلغت ثمانية عشر عاما من العمر، فرغت من هذه العلوم كلّها، وكنت إذ ذاك للعلم أحفظ، ولكنّه معى اليوم أنضج، وإلاّ فالعلم واحد لم يتجدّد لى بعده شئ.
(2)
وسألنى جارنا أبو الحسين العروضىّ، أن أصنّف له كتابا جامعا فى هذا العلم، فصنّفت له «المجموع» ، وسميته به، وأتيت به على سائر العلوم سوى الرّياضىّ، ولى إذ ذاك إحدى وعشرون سنة
(2)
.
وسألنى جارنا الفقيه أبو بكر البرقىّ الخوارزمىّ وكان مائلا إلى الفقه والتّفسير والزّهد، شرح الكتب له، فصنّفت له كتاب «الحاصل والمحصول» فى عشرين مجلّدة، أو نحوها، وصنّفت كتاب «البرّ والإثم» ، وهذان الكتابان لا يوجدان إلاّ عنده، ولم يعرّفهما أحدا.
ثم مات والدى، وتصرّفت فىّ الأحوال، وتقلّدت شيئا من أعمال السّلطان، ودعتنى الضّرورة إلى الإحلال ببخارى، والانتقال إلى كركانج
(3)
، وكان أبو الحسن السّهلىّ المحبّ لهذه العلوم بها وزيرا، وقدمت إلى الأمير بها علىّ بن المأمون، وكنت على زىّ الفقهاء إذ ذاك مطيلسا تحت الحنك، وأثبتوا لى مشاهرة دارّة تكفينى.
ثم انتقلت إلى نسا، ومنها إلى باورد، وإلى طوس، ثم إلى جاجرم
(4)
رأس خراسان، ومنها إلى جرجان، وكان قصدى الأمير قابوس، فاتّفق فى أثناء هذا أخذ قابوس وحبسه، فمضيت إلى دهستان، فمرضت بها، ورجعت إلى جرجان، فاتّصل بى أبو عبيد الجوزجانىّ.
ثم قال أبو عبيد الجوزجانىّ: فهذا ما حكاه لى الشيخ عن لفظه.
وصنّف ابن سينا بأرض الجبل كتبا كثيرة، وهذه فهرست كتبه: كتاب «المجموع»
(1 - 1) ساقط من: س، وهو فى ط، ن.
(2 - 2) زيادة من: س، على ما فى: ط، ن.
(3)
كركانج: اسم لقصبة بلاد خوارزم ومدينتها العظمى. معجم البلدان 4/ 260.
(4)
فى عيون الأنباء «جاجرم رأس حد خراسان» . وجاجرم: بلدة لها كورة واقعة بين نيسابور وجوين وجرجان.
معجم البلدان 2/ 4.
مجلّدة، «الحاصل والمحصول» عشرون مجلّدة، «البرّ والإثم» مجلّدان
(1)
«الشّفا» ثمانية عشر مجلّدا، «القانون» أربعة عشر مجلّدا، «الأرصاد الكلّيّة» مجلّد، كتاب «النّجاة» ثلاث مجلّدات، «الهداية» مجلّد، «الإشارات» مجلّد،
(2)
«المختصر» مجلّد
(2)
، «العلائىّ» مجلّد،
(2)
«القولنج» مجلّد
(2)
، «لسان العرب» عشر مجلّدات، «الأدوية القلبيّة»
(3)
مجلّد، «الموجز
(4)
» مجلّد، «بعض الحكمة المشرقيّة» مجلّد، «بيان ذوات الجهة» مجلّد، كتاب «المعاد» مجلّد، كتاب «المبدأ والمعاد»
(5)
مجلّد.
ومن رسائله: «القضاء والقدر» ، «الآلة الرّصديّة» ، «غرض قاطيغورياس» ، «
(7)
المنطق» بالشّعر، رجز، «قصيدة فى العظة والحكمة»
(6)
(7)
، «مختصر أقليدس» ، «مختصر فى النّبض»
(8)
بالعجميّة، [«الحدد»، «الأجرام السّماويّة»، «الإشارة إلى علم المنطق»، «أقسام الحكمة»]
(9)
، «فى النّهاية وأن لا نهاية» ، «عهد» كتبه لنفسه، «حىّ بن يقظان» ، «فى أنّ أبعاد الجسم غير ذاتيّة له» ، «خطب» ، «الكلام فى الهندبا» ، «فى أنّ الشيء الواحد لا يكون جوهريّا عرضيّا» ، «فى أنّ علم زيد غير علم عمرو» ، «رسائل له إخوانيّة وسلطانيّة» ، «مسائل جرت بينه وبين الفضلاء» .
(10)
ثم انتقل إلى الرّىّ، وخدم السّيّدة وابنها مجد الدّولة، وداواه من السّوداء، فأقام إلى أن قصد شمس الدّولة بعد قتل هلال بن بدر، وهزيمة جيش بغداد.
ثم خرج إلى قزوين، وإلى همذان، ثم عالج شمس الدّولة من القولنج، وصار من ندمائه، وخرج فى خدمته.
(1)
تكملة من: س.
(2 - 2) زيادة من: س.
(3)
فى الأصول: «الغلبية» والمثبت فى عيون الأنباء.
(4)
فى ط: «الرجز» ، والتصويب من: س، ن، وعيون الأنباء.
(5)
ورد اسمه فى س: «كتاب المبتدأ» .
(6)
فى عيون الأنباء: «القصائد فى العظمة والحكمة فى الحروف» .
(7 - 7) ساقط من: ن، وهو فى: س، ط.
(8)
فى الأصول: «فى النبط» . والتصويب من عيون الأنباء.
(9)
تكملة من عيون الأنباء.
(10)
ذكر له فى عيون الأنباء، بعد هذا «كتاب الحواشى على القانون» ، كتاب «عيون الحكمة» ، كتاب «الشبكة والطير» .
ثم ردّ إلى همذان، ثم سألوه تقلّد الوزارة، فتقلّدها، ثم اتّفق تشويش العسكر عليه، واتّفاقهم عليه خوفا منه، فكسبوا داره ونهبوها/، وسألوا الأمير قتله، فامتنع وأرضاهم بنفيه، فتوارى فى دار الشيخ أبى سعد
(1)
أربعين يوما، فعاود شمس الدّولة القولنج، فطلب الشيخ فحضر، فاعتذر إليه الأمير بكلّ وجه، فعالجه، وأعاد إليه الوزارة ثانيا.
قال أبو عبيد الجوزجانىّ
(2)
: ثم سألته شرح كتب أرسطوطاليس، فقال: لا فراغ لى، ولكن إن رضيت منّى بتصنيف كتاب أورد فيه ما صحّ عندى من هذه العلوم بلا مناظرة ولا ردّ فعلت. فرضيت منه، فبدأ بالطّبيعيّات من كتاب «الشّفا» وكان يجتمع كلّ ليلة فى داره طلبة العلم، وكنت أقرأ من «الشّفا» نوبة، وكان يقرأ غيرى من «القانون» نوبة، فإذا فرغنا حضر المغنّون، وهيّئ مجلس الشّراب بآلاته، فكنّا نشتغل به، فقضينا على ذلك زمنا، وكان يشتغل بالنهار فى خدمة الأمير.
ثم مات الأمير وبايعوا ولده، وطلبوا الشيخ لوزارته، فأبى، وكاتب علاء الدّولة سرّا، يطلب المصير إليه، واختفى فى دار أبى غالب العطّار، فكان يكتب كلّ يوم خمسين ورقة تصنيفا فى كتاب «الشفا» حتى أتى منه على جميع
(3)
كتاب الطّبيعىّ والإلهىّ ما خلا كتابى الحيوان والنّبات ثم اتّهمه تاج الملك بمكاتبه علاء الدّولة، وأنكر عليه ذلك، وحثّ على طلبه، فظفروا به وسجنوه بقلعة فردجان،
(4)
وفى ذلك يقول قصيدة، منها:
دخولى باليقين كما تراه
…
وكلّ الشّكّ فى أمر الخروج
فبقى فيها أربعة أشهر، ثم قصد علاء الدّولة همذان، فأخذها، وهرب تاج الملك، وأتى تلك القلعة، ثم رجع تاج الملك وابن شمس الدّولة إلى همذان لمّا انصرف عنها علاء الدّولة، وحملا معهما الشيخ إلى همذان، ونزل فى دار العلوىّ، وأخذ يصنّف المنطق من كتاب «الشّفا» ، وكان قد صنّف بالقلعة رسالة «حىّ بن يقظان» ، وكتاب «الهدايات» ، وكتاب «القولنج» .
(1)
فى عيون الأنباء: «أبى سعد بن دخدوك» .
(2)
اسمه عبد الواحد، كما فى وفيات الأعيان 1/ 421: ونسبته فيه خطأ «الجرجانى» .
(3)
ساقط من: س، وهو فى: ط، ن.
(4)
فى ط: «فرذجان» ، وفى ن:«فرزدجان» ، والتصويب من: س، وعيون الأنباء، وفردجان: قلعة مشهورة فى نواحى همذان، من ناحية جرا. معجم البلدان 3/ 870.
ثم إنّه خرج نحو أصبهان متنكّرا، وأنا وأخوه وغلامان له فى زىّ الصّوفيّة، إلى أن وصلنا إلى
(1)
طبران، وهى على باب أصبهان، وقاسينا شدائد، فاستقبلنا أصدقاء الشيخ وندماء الأمير علاء الدّولة وخواصّه، وحملوا إليه الثّياب والمراكب، وبالغ علاء الدّولة فى إكرامه، وصار من خاصّته.
وقد خدمت الشيخ وصحبته خمسا وعشرين سنة، وجرت مناظرة فقال له بعض اللّغويّين: إنّك لا تعرف اللغة. فأنف الشيخ، وتوفّر على درس اللّغة ثلاث سنين، فبلغ طبقة عظيمة من اللغة، وصنّف بعد ذلك كتاب «لسان العرب» ، ولم يبيّضه.
قال: وكان الشيخ قوىّ القوى كلّها، وكان قوّة المجامعة من قواه الشّهوانيّة أقوى وأغلب، وكان كثيرا ما يشتغل به، فأثّر فى مزاجه، وكان يعتمد على قوّة مزاجه، حتى صار أمره إلى أن أخذه القولنج، وحرص على برئه حتى حقن نفسه فى يوم ثمانى مرّات، فتقرّح بعض أمعائه، وظهر به سحج
(2)
، وسار مع علاء الدّولة، فأسرعوا نحو إيذج،
(3)
فظهر به هناك الصّرع الذى قد يتبع علّة القولنج، ومع ذلك كان يدبّر نفسه ويحقن نفسه لأجل السّحج، فأمر يوما باتّخاذ دانقين من بزر الكرفس،/فى جملة ما يحتقن به، طلبا لكسر الرّياح، فقصد بعض الأطبّاء الذى كان هو يتقدّم إليه بمعالجته، فطرح من بزر الكرفس خمسة دراهم، لست أدرى أعمدا فعله أم خطأ، لأننى لم أكن معه، فازداد السّحج به من حدّة البزر، وكان يتناول المنزود يطوس؛ لأجل الصّرع، فقام بعض غلمانه وطرح فيه شيئا كثيرا من الأفيون، وناوله فأكله، وكان سبب ذلك خيانتهم فى مال كثير من خزائنه، فتمنّوا هلاكه ليأمنوا، فنقل الشيخ إلى أصبهان، وبقى يدبّر نفسه، واشتدّ ضعفه، ثم عالج نفسه حتى قدر على المشى، لكنّه مع ذلك يكثر المجامعة فكان ينتكس.
ثم قصد علاء الدّولة همذان، فسار الشيخ معه، فعاودته تلك العلّة فى الطريق، إلى أن وصل همذان، وعلم أنّه قد سقطت قوّته، وأنّها لا تفى بدفع المرض، فأهمل مداواة نفسه، وأخذ يقول: المدبّر الذى كان يدبّر قد عجز عن التّدبير، والآن فلا تنفع المعالجة. وبقى على هذا أيّاما، ومات عن ثلاث وخمسين سنة. انتهى قول أبى عبيد.
(1)
ساقط من: س، ط، وهو فى: ن، وعيون الأنباء.
(2)
السحج: التقشر.
(3)
فى الأصول: «إيذخ» ، والتصويب من عيون الأنباء.
وإيذج: كورة وبلد بين خوزستان وأصبهان. معجم البلدان 1/ 416.
وقبره تحت سور همذان. وقيل: إنّه نقل إلى أصبهان بعد ذلك.
وقال ابن خلّكان، فى ترجمة ابن سينا: ثمّ اغتسل وتاب، وتصدّق بما معه على الفقراء، وردّ المظالم على من عرفه، وأعتق مماليكه، وجعل يختم كلّ ثلاثة أيّام ختمة، ثم مات بهمذان، يوم الجمعة، فى رمضان،
(1)
وولد فى صفر، سنة سبعين وثلاثمائة.
قال: وكان الشيخ كمال الدّين ابن يونس يقول: إنّ مخدومه سخط عليه
(2)
، ومات فى سجنه، وكان ينشد:
(3)
رأيت ابن سينا يعادى الرّجال
…
وفى السّجن مات أخسّ الممات
فلم يشف ما نابه «بالشّفا»
…
ولم ينج من موته «بالنّجاة»
وصيّة ابن سينا لأبى سعيد بن أبى الخير الصّوفىّ الميهىّ:
ليكن الله تعالى أوّل فكر له وآخره، وباطن كلّ اعتبار وظاهره، ولتكن عين نفسه مكحولة بالنّظر إليه، وقدمها
(4)
موقوفة على المثول بين يديه، مسافر بعقله فى الملكوت الأعلى، وما فيه من آيات ربّه الكبرى، وإذا انحطّ إلى قراره، فلينزّه الله فى آثاره، فإنّه باطن ظاهر، تجلّى لكلّ شئ بكلّ شئ.
ففى كلّ شئ له آية
…
تدلّ على أنّه واحد
(5)
فإذا صارت هذه الحال له ملكة انطبع فيها نقش الملكوت، وتجلّى له قدس اللاّهوت، فألف الأنس الأعلى، وذاق اللّذّة القصوى، وأخذ عن نفسه من هو بها أولى، وفاضت عليه السّكينة، وحقّت له الطّمأنينة، وتطلّع على العالم الأدنى اطّلاع راحم لأهله، مستوهن لحبله، مستخفّ لثقله، مستخسّ به لعلقه،
(6)
مستضلّ لطرقه، وتذكّر نفسه وهى بها لهجة، وببهجتها بهجة، فتعجّب منها ومنهم تعجّبهم منه وقد ودعها، وكان معها كأن ليس معها.
(1)
أى سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
(2)
زاد فى الوفيات: «واعتقله» .
(3)
وفيات الأعيان 2/ 162.
(4)
فى س: «وقدمه» ، والمثبت فى: ط، ن.
(5)
البيت من مشهور قول أبى نواس.
(6)
فى عيون الأنباء: «مستحسن به لعقله» ، ولعل ما هنا أقرب الى المراد.
وليعلم أنّ أفضل الحركات الصّلاة، وأمثل السّكنات الصّيام، وأنفع البرّ الصّدقة، وأزكى السّرّ الاحتمال، وأبطل السّعى المراءاة، وأنّ تخلّص النّفس عن الدّرن ما التفتت إلى قيل وقال، ومنافسة وجدال، وانفعلت بحال من الأحوال، وخير العمل ما صدر عن/خالص نيّة، وخير النّيّة ما ينفرج عن جناب علم، والحكمة أمّ الفضائل، ومعرفة الله أوّل الأوائل، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ}
(1)
.
إلى أن قال: وأمّا المشروب فيهجر شربه تلهّيا، بل تشفّيا وتداويا، ويعاشر كلّ فرقة بعادته ورسمه، ويسمح بالمقدور والتّقدير من المال، ويركب لمساعدة الناس كثيرا ممّا هو خلاف طبعه، ثم لا يقصّر فى الأوضاع الشّرعيّة، ويعظّم السّنن الإلهيّة، والمواظبة على التّعبّدات البدنيّة.
إلى أن قال: عاهد الله أنّه يسير بهذه السّيرة، ويدين بهذه الدّيانة، {اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} .
ومن شعره القصيدة الطّنّانة، التى قالها فى النّفس، وولع الناس بشرحها، وحلّ رموزها، وكشف غوامضها، وهى هذه:
هبطت إليك من المحلّ الأرفع
…
ورقاء ذات تعزّز وتمنّع
محجوبة عن كلّ مقلة عارف
…
وهى التى سفرت ولم تتبرقع
وصلت على كره إليك وربّما
…
كرهت فراقك وهى ذات تفجّع
ألفت وما ألفت فلمّا واصلت
…
ألفت مجاورة الخراب البلقع
(2)
وأظنّها نسيت عهودا بالحمى
…
ومنازلا بفراقها لم تقنع
حتّى إذا اتّصلت بهاء هبوطها
…
من ميم مركزها بذات الأجرع
علقت بها هاء الثّقيل فأصبحت
…
بين المعالم والطّلول الخضّع
تبكى إذا ذكرت ديارا بالحمى
…
بمدامع تهمى ولمّا تقلع
(3)
وتظلّ ساجعة على الدّمن التى
…
درست بتكرار الرّياح الأربع
إذ عاقها الشّرك الكثيف وصدّها
…
قفص عن الأوج الفسيح الأريع
(1)
سورة فاطر 10.
(2)
فى عيون الأنباء: «أنفت وما أنست» .
(3)
فى عيون الأنباء: «ولما تقطع» ، وفى وفيات الأعيان 2/ 160 «تبكى وقد نسيت عهودا بالحمى» .
حتّى إذا قرب المسير من الحمى
…
ودنا الرّحيل إلى الفضاء الأوسع
(1)
هجعت وقد كشف الغطاء فأبصرت
…
ما ليس يدرك بالعيون الهجّع
(2)
وغدت مفارقة لكلّ مخلّف
…
عنها حليف التّرب غير مشيّع
وغدت تغرّد فوق ذروة شاهق
…
والعلم يرفع كلّ من لم يرفع
(3)
فلأىّ شئ أهبطت من شاهق
…
سام إلى قعر الحضيض الأوضع
إن كان أرسلها الإله لحكمة
…
طويت عن الفطن اللّبيب الأورع
فهبوطها إن كان ضربة لازب
…
فى العالمين فخرقها لم يرقع
وهى التى قطع الزّمان طريقها
…
حتى لقد غربت بغير المطلع
فكأنّها برق تألّق للحمى
…
ثم انطوى فكأنّه لم يلمع
وله أيضا:
(4)
قم فاسقنيها قهوة كدم الطّلا
…
يا صاح بالقدح الملا بين الملا
خمرا تظلّ لها النّصارى سجّدا
…
ولها بنو عمران أخلصت الولا
/لو أنّها يوما وقد لعبت بهم
…
قالت {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى}
وله، وهو يجود بنفسه:
أقام رجالا فى معارجه ملكا
…
وأقعد قوما فى غوايتهم هلكى
نعوذ بك اللهمّ من شرّ فتنة
…
تطرّق من حلّت به عيشة ضنكا
رجعنا إليك الآن فاقبل رجوعنا
…
وقلّب قلوبا طال إعراضها عنكا
فإن أنت لم تبرئ سقام نفوسنا
…
وتشف عماياها إذا فلمن يشكى
فقد آثرت نفسى لقاك وقطّعت
…
عليك جفونى من مدامعها سلكا
وينسب إليه أيضا البيتان اللذان ذكرهما الشّهرستانىّ، فى أوّل كتاب «نهاية الإقدام» .
(1)
فى ن: «إلى الفناء الأوسع» ، والمثبت فى: س، ط، وعيون الأنباء، ووفيات الأعيان.
(2)
فى عيون الأنباء: «سجعت وقد كشف الغطاء» .
(3)
فى ط، وعيون الأنباء:«وبدت تغرد» ، والمثبت فى: س، ن، ووفيات الأعيان، وقد سقط عجز هذا البيت وصدر الذى يليه من: ن، وعيون الأنباء.
(4)
الأبيات فى عيون الأنباء أيضا.
وهما:
(1)
لقد طفت فى تلك المعالم كلّها
…
وسرّحت طرفى بين تلك العوالم
(2)
فلم أر إلاّ واضعا كفّ حائر
…
على ذقن أو قارعا سنّ نادم
قال ابن خلّكان: ومن المنسوب إليه أيضا، ولا أتحقّق قوله:
(3)
اجعل غذاءك كلّ يوم مرّة
…
واحذر طعاما قبل هضم طعام
واحفظ منيّك ما استطعت فإنّه
…
ماء الحياة يصبّ فى الأرحام
(4)
وفضائل ابن سينا كثيرة، وتصانيفه شهيرة، والناس فى اعتقاده فرقتان، له، وعليه، والظّاهر أنّه تاب قبل موته، والله تعالى أعلم بحاله، رحمه الله تعالى.
***
752 - الحسين بن عبيد الله بن هبة الله بن محمد بن هبة الله
ابن حمزة القزوينىّ
(*)
عرف والده بابن شفروه.
(5)
روى عنه ابن النّجار شعرا من شعر أبيه.
وسيأتى كلّ من أبيه عبيد الله
(6)
، وعمّيه: رزق الله، وفضل الله فى بابه، إن شاء الله تعالى
(7)
.
***
(1)
نهاية الإقدام 3، ووفيات الأعيان 2/ 161.
(2)
فى نهاية الإقدام والوفيات: «وسيرت طرفى» ، وفى الوفيات «بين تلك المعالم» .
(3)
وفيات الأعيان 2/ 161.
(4)
فى الوفيات «يراق فى الأرحام» .
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 505.
(5)
فى الأصول: «ابن شفير» وقد اضطربت نسخ الطبقات السنية مع نسخة الجواهر فى إيراد هذا الاسم فى التراجم المبينة بعد (أثناء هذه الترجمة)، وما أثبته جاء فى الجواهر فى باب الأبناء، وذكر عبد القادر فيه هؤلاء الرجال.
(6)
لم يذكر المصنف وفاة المترجم، وفى ترجمة أبيه عبد الله الآتية فى حرف العين، أن وفاته كانت سنة خمس وثمانين وخمسمائة، فيكون ولده الحسين المترجم من رجال المائة السادسة أيضا تقديرا، أو ممن شهد الصدر الأول من المائة السابعة.
وتأتى ترجمة رزق الله برقم 879، وترجمة فضل الله برقم 1099.
(7)
هذه آخر ترجمة وردت فى القطعة الباقية من نسخة سوهاج، وهى المرموز لها بالحرف «س» .
753 - الحسين بن عبد الرحمن، المولى الفاضل
حسام الدّين الرّومىّ
(*)
قرأ على فضلاء دياره، منهم المولى عبد الرحمن بن المؤيّد، والمولى أفضل زاده والمولى خواجه زاده.
وصار مدرّسا بعدّة مدارس، منها إحدى المدارس الثّمان، وولى قضاء بروسة وأدرنة، وكان من فضلاء تلك الدّيار.
وله «حواش» على أوائل «حاشية شرح التّجريد» ، «ورسالة فى جواز استخلاف الخطيب» ، وله بعض أبحاث متعلّقة ب «شرح الوقاية» لصدر الشّريعة، وله غير ذلك.
وكانت وفاته سنة ست وعشرين وتسعمائة، تغمّده الله تعالى برحمته.
***
754 - الحسين بن علىّ بن أحمد بن إبراهيم الحلبىّ
المعروف بابن البرهان
(**)
ولد فى سنة سبعين وسبعمائة بحلب، ونشأ بها فحفظ القرآن وكتبا، واشتغل وفضل.
وسمع على ابن صدّيق بعض «الصّحيح» ، وتكسّب بالشّهادة، ودرّس
(1)
بالسّيفيّة بحلب، وحدّث، وسمع منه الفضلاء.
وكان من بيت علم وخير، ولكنّه يذكر بلين وتساهل.
مات بحلب، فى حدود سنة أربعين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
كذا ذكره فى «الضّوء اللاّمع» .
(*) ترجمته فى: شذرات الذهب 8/ 97، الشقائق النعمانية 1/ 610 - 612، كشف الظنون 347، الكواكب السائرة 1/ 186.
(**) ترجمته فى: الضوء اللامع 149،4/ 148.
(1)
فى الضوء اللامع: «بل درس» .
وذكره ابن طولون، فى «الغرف العليّة» بنحو ما هنا، ثم قال: ورأيت بخطّه ما كتبه القاضي شرف الدّين الطّائىّ إلى الصّلاح الصّفدىّ، وهو بحلب:
أيا فاضلا فى العلم ما زال بارعا
…
إماما لديه مشكل النّحو واضح
/لقد سمع المملوك بيتين فيهما
…
سؤال لأرباب الجهالة فاضح
لنا إبل ما روّعتها الصّفائح
…
ولا نفّرتها بالصّياح الصّوائح
إذا سمعت أضيافنا من رعاتها
…
أتين سراعا يبتدرن الذّبائح
فما مقتضى رفع الذّبائح فيهما
…
ووجه وجوب النّصب فى الحاء لائح
أجب عن سؤال واغتنم أجر سائل
…
له فى صفات الفاضلين مدائح
فأجابه ارتجالا:
أيا فاضلا أضحت رياض علومه
…
لها نسمات بالذّكاء نوافح
ومن حاز ذهنا تارة قد توقّدت
…
وفكرا به ماء البدائع طافح
سؤالك فى رفع الذّبائح ظاهر
…
وما النّصب فيه إن تحقّق لائح
إذا سمعت يحتاج ذا الفعل فاعلا
…
وذلك فى رفع الذّبائح بائح
وأضيافنا المفعول فاسمع مقال من
…
يسامى على نقص العلا من يسامح
(1)
وخذ قول شيخ قد تدانى من البلى
…
له شبح نحو الضّرائح رائح
***
755 - الحسين بن علىّ بن أحمد البخارىّ
(*)
قال ابن النّجّار: أستاذ محمد بن إسماعيل بن أحمد بن الحسين الخطيبىّ البخارىّ
(2)
الآتى فى بابه، إن شاء الله تعالى.
***
(1)
فى ن: «على بعض العلا» والمثبت فى: ط.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 506.
(2)
لم يرد فى ترجمته أيضا ذكر ميلاده أو وفاته حتى نقدر على ضوئه تاريخ المترجم، وترجمة الرجلين منقولة عن ابن النجار، فلعلهما من رجال القرن السادس.
756 - الحسين بن علىّ بن أبى القاسم
اللاّمشىّ، أبو علىّ
(*)
قال السّمعانىّ: إمام فاضل مناظر، سمع الحديث من القاضى أبى محمد عبد الرحمن بن عبد الرّحيم القصّار، والقاضى أبى بكر
(1)
بن الحسن بن منصور النّسفىّ.
سمع منه السّمعانىّ.
وتوفّى بسمرقند، فى يوم الاثنين، خامس شهر رمضان، سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
قال: وكان على طريقة السّلف، من طرح التّكلّف والقول بالحقّ، والأمر بالمعروف والنّهى عن المنكر.
قدم بغداد سنة خمس عشرة وخمسمائة، فى رسالة من جهة خاقان ملك ما وراء النّهر إلى دار الخلافة، فقيل له: لو حججت ورجعت؟ قال: لا أجعل الحجّ تبعا لرسالتهم.
قال السّمعانىّ: سمعت أبا بكر الزّاهد السّمرقندىّ يقول: بتّ ليلة مع الإمام اللاّمشىّ فى بعض بساتينه، فخرج من باب البستان نصف اللّيل، ومرّ على وجهه، فقمت أنا وتبعته من حيث لا يعلم، فوصل إلى نهر كبير عميق، وخلع ثيابه، واتّزر بمئزر، وغاص فى الماء، وبقى زمانا لا يرفع رأسه، فظننت أنه غرق، فصحت، وقلت:
يا مسلمين
(2)
، غرق الشيخ. فإذا بعد ساعة قد ظهر، وقال: يا بنىّ، لا نغرق. فقلت:
يا سيّدى، ظننت أنّك غرقت. فقال: ما غرقت، ولكن أردت أن أسجد لله سجدة على أرض هذا النّهر، فإنّ هذه أرض أظنّ أنّ أحدا ما سجد لله عليها سجدة. انتهى.
***
(*) ترجمته فى: الأنساب 565 ظ، التحبير 1/ 234 - 236، الجواهر المضية، برقم 67، كتائب أعلام الأخيار، برقم 303، اللباب 3/ 301، مرآة الزمان 1/ 127/8، معجم البلدان 4/ 343، المنتظم 10/ 10، النجوم الزاهرة 5/ 233، هدية العارفين 1/ 312.
وفى الفوائد والكتائب: «الحسين بن على، أبو القاسم عماد الدين اللامشى» .
ولامش: من قرى فرغانة. معجم البلدان 1/ 343.
(1)
زاد فى الجواهر بعد هذا: «محمد» .
(2)
كذا فى الأصول: «يا مسلمين» كأنه حكاية قول العامة.
757 - الحسين بن علىّ بن بشارة بن عبد الله الشّبلىّ
شرف الدّين
(*)
ولد فى ذى القعدة، سنة سبع وخمسين وستمائة.
وأسمع من [المسلم بن علاّن، والفخر، وابن أبى عمر]
(1)
وابن أبى عصرون، وابنى القوّاس، وغيرهم، وحدّث، وخرّج له البرزاليّ «جزءا» ، وخرّج له غيره «مشيخة» .
وكان ناظر الشّبليّة بدمشق، ومعيدها، وخازن الكتب بدار الحديث الأشرفيّة.
وكان/يحبّ الحديث والرّواية.
ومات فى ثامن عشرى المحرّم، سنة سبع وثلاثين
(2)
وسبعمائة.
***
758 - الحسين بن علىّ بن حجّاج بن علىّ، الإمام
الملقّب حسام الدّين الصّغناقىّ
(**)
الإمام العالم العلاّمة، القدوة الفهّامة، كان إماما
(3)
عالما فقيها
(3)
، نحويّا، جدليّا.
أخذ عن العلاّمة
(4)
عبد الجليل بن عبد الكريم، صاحب «الهداية» ، وتفقّه على الإمام حافظ الدّين
(4)
محمد بن محمد بن نصر، وفوّض إليه الفتوى وهو شابّ، وعلى الإمام فخر
(*) ترجمته فى: الدرر الكامنة 147،2/ 146.
(1)
مكان هذا فى الأصول: «ابن عمر» حسب، والمثبت من الدرر.
(2)
فى ن: «وسبعين» وهو خطأ، صوابه فى: ط، والدرر.
(**) ترجمته فى: بغية الوعاة 1/ 537، تاج الترجم 19،18، الجواهر المضية، برقم 507، الدرر الكامنة 2/ 147، طبقات الفقهاء، لطاش كبرى زاده، صفحة 119، الفوائد البهية 62، كتائب أعلام الأخيار، برقم 506، كشف الظنون 1/ 112، 2032،1929،1849،2/ 1775،484،403، مفتاح السعادة 2/ 226.
وهكذا جاءت نسبته «الصغناقى» فى الأصول بالصاد المهملة، وهى فى المصادر بالسين المهملة.
قال صاحب الفوائد: «نسبته إلى سغناق، بكسر السين المهملة وسكون الغين المعجمة ثم نون بعدها ألف قاف: بلدة فى تركستان» .
وفى بلدان الخلافة الشرقية 529 أنها من جملة المواضع على سيحون.
(3 - 3) ساقط من: ن، وهو فى: ط.
(4 - 4) ساقط من: ن، وهو فى: ط.
الدّين محمد بن محمد بن إلياس المايمرغىّ، وروى عنهما «الهداية» بسماعهما من شمس الأئمّة الكردرىّ
(1)
، عن المصنّف، ومتى ذكر فى
(2)
«شرحه» على «الهداية»
(2)
لفظ الشّيخ، فالمراد به حافظ الدّين، أو لفظ الأستاذ فالمراد به فخر الدّين، كما ذكره فى «الشّرح» .
واجتمع فى حلب بقاضى القضاة ناصر الدّين محمد بن القاضى كمال الدين أبى حفص عمر ابن العديم، وكتب له نسخة من «شرحه» على «الهداية» أوّلها وآخرها بخطّ يده، وأجاز له روايتها، ورواية جميع مجموعاته ومؤلّفاته خصوصا، وأن يروى أيضا ما كان له فيه حقّ الرّواية من الأساتذة
(3)
، وكان ذلك فى غرّة شهر الله المعظّم رجب الفرد، من شهور سنة إحدى عشرة وسبعمائة.
ودخل بغداد، ودرس بمشهد أبى حنيفة، ثمّ توجّه إلى دمشق حاجّا فدخلها فى سنة عشر وسبعمائة.
وله مصنّفات مفيدة منها «شرح الهداية» ، المذكور فرغ منه فى أواخر شهر ربيع الأوّل سنة سبعمائة، وهو أوّل شروحها، و «شرح التّمهيد» للمكحولىّ
(4)
فى مجلّد ضخم، و «الكافى» شرح «أصول فخر الإسلام البزدويّ» ، و «شرح المفصّل» ، ذكر فى أوّله أنّه قرأه على حافظ الدّين البخارىّ، سنة ست وسبعين وستمائة
(5)
.
وكانت وفاته بمرو، فتفرّقت عنه أصحابه بالبلدان، وكان منهم بدمشق الشيخ شمس الدّين عبد الله بن حجّاج الكاشغرىّ، مدرّس الشّبليّة.
قال ابن الشّحنة: ورأيت بخطّ الحافظ الخطيب ناصر الدّين ابن عشائر، بيتين منسوبين إليه، وهما:
إذا أرسلت فارسل ذا وقار
…
كريم الطّبع حلو الاعتذار
يؤلّف بين نيران وماء
…
ويصلح بين سنّور وفار
(1)
فى الأصول: «الكردى» والتصويب من الجواهر المضية، وهو محمد بن عبد الستار، تأتى ترجمته. وانظر الفوائد البهية 242، ونسبته هذه إلى كردر، وهى ناحية من نواحى خوارزم وما يتاخمها من نواحى الترك. معجم البلدان 4/ 257.
(2 - 2) فى ن: «شرح الهداية» ، والمثبت فى: ط.
(3)
فى ط، والجواهر:«الأساندة» وليس بجمع معروف للمسند، والمثبت فى: ن.
(4)
فى الأصول: «للكحولى» وهو خطأ، والصواب من الجواهر المضية، وتأتى ترجمة المكحولى هذا باسم «ميمون بن محمد» وكتابه هو «تمهيد قواعد التوحيد» .
(5)
فى ن خطأ: «وسبعمائة» ، والصواب فى: ط.
ورأيت بخطّ بعض الفضلاء أنّه شرح «مختصر الطّحاوىّ» فى عدّة مجلّدات، وأنّ الذّهبىّ قال: حدّث عنه جماعة ممّن أدركهم السّلفىّ. والله أعلم.
***
759 - الحسين بن علىّ بن عبد الله بن سيف الدّين الفيشىّ الأصل
القاهرىّ الحسينىّ سكنا، ويعرف بابن فيشا
(*)
ولد سنة ثلاثين وثمانمائة تقريبا بالحسينيّة، ونشأ فحفظ القرآن الكريم، و «العمدة» فى أصول الدّين للنّسفىّ، و «المختار» ، و «المنار» ، و «ألفيّة النحو» ، و «ألفيّة الحديث»
(1)
.
وأخذ الفقه وأصوله عن القاضى سعد الدّين الدّيرىّ، ولازم قبله العزّ
(2)
عبد السّلام البغدادىّ فى «المختار» ، و «شرحه» ، والصّرف، والعربيّة، والمنطق، وغيرها، واختصّ به كثيرا، ولزم خدمته.
وقرأ على الأمين الأقصرائىّ «الكاكىّ» شرح المنار، و «التّلويح»
(3)
، و «الهداية» فى الفقه.
ولازم التّقىّ الحصنىّ فى الأصلين، والمعانى والبيان، و «الكشّاف» ، والعربيّة، /والمنطق، وغير ذلك، ما بين سماع وقراءة.
وحضر دروس الكافيجىّ، وكتب جملة من تصانيفه، وأخذ يسيرا عن الشّمنّىّ، وابن الهمام.
وفضل، وتميّز، وناب فى القضاء عن ابن الدّيرىّ فمن بعده، وحجّ، وكان ذا سكون ولين وتواضع.
(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 151،4/ 150.
وجاء فيها: «بن سيف البدر الفيشى» كأن نسبه انتهى عند «سيف» و «البدر» لقب له.
والفيشى نسبة إلى فيشة، بليدة بمصر من كورة الغربية. معجم البلدان 3/ 931.
(1)
زاد فى الضوء اللامع «والتلخيص» .
(2)
فى الأصول زيادة «بن» ههنا، وهو خطأ، والتصويب من الضوء اللامع، وستأتى ترجمته فى حرف العين، وهو «عبد السلام بن أحمد بن عبد المنعم عزّ الدين البغدادى» .
(3)
الذى فى الضوء اللامع أن الكاكى والتلويح فى أصول الفقه.
مات فى شوّال، سنة خمس وتسعين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
***
760 - الحسين بن علىّ بن محمد بن جعفر، أبو عبد الله
الإمام العالم العلاّمة، القاضى الصّيمرىّ
(*)
الذى كان غرّة فى جبهة العراق، ومجمعا على أنّه الفرد فى عصره بالاتّفاق.
سكن بغداد، وكان أحد من انتهت إليه الرّئاسة من فقهائها وقضاتها المذكورين المشهورين
(1)
، حسن العبارة، جيّد النّظر.
ولى قضاء المدائن فى أوّل أمره، ثمّ ولى بأخرة القضاء بربع الكرخ، ولم يزل يتقلّده إلى حين وفاته.
وكان صدوقا، وافر العقل، جميل المعاشرة، عارفا بحقوق أهل العلم.
روى عن أبى بكر هلال بن محمد، ابن أخ هلال الرّأى
(2)
، وأبى حفص ابن شاهين، وغيرهما.
وتفقّه عليه قاضى القضاة أبو عبد الله الدّامغانىّ، وغيره.
وروى عنه أبو بكر الخطيب، فى «تاريخ بغداد» وغيره، وأكثر عنه الرّواية جدّا.
وحجّ من الديار الشاميّة، وسمع منه بها جماعة.
وكانت وفاته سنة ست وثلاثين وأربعمائة. وولادته سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
قال أبو الوليد الباجىّ: كان إمام الحنفيّة ببغداد، وكان عالما عاملا خيّرا. انتهى.
ومن مؤلّفاته «كتاب مجلّد ضخم فى أخبار أبى حنيفة وأصحابه» .
(*) ترجمته فى: الأنساب 359 و، تاج الترجم 19، تاريخ بغداد 79،8/ 78، تهذيب ابن عساكر 4/ 344، الجواهر المضية، برقم 508، طبقات الفقهاء، لطاش كبرى زاده، صفحة 80، الفوائد البهية 67، كتائب أعلام الأخيار، برقم 227، كشف الظنون 1837،2/ 1628، اللباب 67،2/ 66.
(1)
ساقط من: ن، وهو فى: ط.
(2)
قيل لهلال بن يحيى بن مسلم: الرأى، لسعة علمه، وكثرة فهمه. وستأتى ترجمته فى حرف الهاء.
وجاء فى تاريخ بغداد أن المترجم حدث عن أبى بكر المفيد الجرجرائى.
وسيأتي الكلام على هذه النّسبة إلى أىّ شئ، إن شاء الله تعالى، فى أواخر الكتاب.
***
761 - الحسين بن علىّ بن محمد بن علىّ الدّامغانىّ
أبو علىّ بن قاضى القضاة أبى الحسن
ابن قاضى القضاة أبى عبد الله
(*)
وهو أخو أبى نصر الحسن، الذى تقدّم ذكره
(1)
.
سمع أبا الغنائم النّرسىّ
(2)
، وحدّث باليسير، وسمع منه القاضى أبو المحاسن عمر بن علىّ القرشىّ، وأخرج عنه حديثا فى «معجم شيوخه» .
وذكر أنه مات يوم الجمعة، الحادى عشر من شهر رجب، سنة إحدى وستين وأربعمائة
(3)
. رحمه الله تعالى.
***
762 - الحسين بن علىّ بن طاهر، أبو عبد الله البصرىّ
المتكلّم، ويعرف بالجعل
(**)
سكن بغداد، وكان من شيوخ المعتزلة، وله تصانيف كثيرة على مذهبهم، وكان فى الفروع حنفىّ المذهب.
قال
(4)
القاضى أبو عبد الله
(5)
الصّيمرىّ: كان أبو عبد الله
(5)
البصرىّ مقدّما فى علم
(*) ترجمته في: الجواهر المضية، برقم 509.
(1)
فى هذا الجزء برقم 700، صفحة 97.
(2)
فى الأصول: «البرسى» ، وفى الجواهر:«الزينبى» ، ولعل ما أثبته هو الصواب.
وهو محمد بن على بن ميمون. انظر المنتظم 9/ 188.
(3)
بعد هذا فى الجواهر زيادة: «قال ابن النجار: وأخبرنا والده عنه» .
(**) ترجمته فى: أخبار أبى حنيفة وأصحابه، للصيمرى 165، الإمتاع والمؤانسة 1/ 140، تاريخ بغداد 74،8/ 73، الجواهر المضية 2/ 122، وفى الكنى، شذرات الذهب 3/ 68، فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة 325، الفهرست 294، الفوائد البهية 67، كتائب أعلام الأخيار، برقم 183، المنتظم 7/ 101.
(4)
الحكاية أيضا عن الخطيب، وفيه:«قال لى» .
(5 - 5) ساقط من: ن، وهو فى: ط، وكتاب الصيمرى، وتاريخ بغداد.
الفقه والكلام، مع كثرة أماليه فيهما، وتدريسه لهما.
قال: وتوفّى فى ذى الحجّة، سنة تسع وستين وثلاثمائة، ودفن فى تربة أبى الحسن الكرخىّ.
وقال علىّ بن المحسّن التّنوخىّ
(1)
: ولد أبو عبد الله الحسين بن علىّ البصرىّ فى سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وتوفّى فى اليوم الثانى من ذى الحجّة، سنة تسع وستين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى-قال هلال بن المحسّن: عن نحو ثمانين سنة-وصلّى عليه أبو علىّ الفارسىّ النحوىّ، ودفن فى تربة أستاذه أبى الحسن الكرخىّ، بدرب الحسن بن زيد.
كذا/نقلت هذه الترجمة باختصار يسير من «تاريخ الخطيب» .
وذكره فى «الجواهر» هنا باختصار جدّا، ولم يبيّن شيئا من أحواله، وذكره فى الكنى أيضا، وحكى عن الصّيمرىّ أنّه ذكره فى طبقة أبى محمد بن عبدك، وأنّه قال: لم يبلغ أحد مبلغه في هذين العلمين، أعنى الكلام والفقه، مع سعة النّفس، وكثرة الأفضال، والتقدّم عند السلطان، وإيثار الأصحاب، ولم يكن له صاحب إلاّ علىّ بن محمد الواسطىّ. انتهى.
***
763 - الحسين بن عمر بن طاهر الفارسىّ
المنعوت بالنّور
(*)
تفقّه على مذهب الإمام، واشتغل بعلم الطّبّ حتى مهر
(2)
فيه.
وسمع، وحدّث، وأمّ بالطّائفة الحنفيّة، بالمدرسة الصّالحيّة بالقاهرة، إلى حين وفاته.
وكان شيخا عفيفا، خيّرا، ديّنا.
ولد سنة خمس وسبعين، أو اثنتين وسبعين وخمسمائة. وتوفّى فى حادى عشر المحرّم، سنة ثلاث وخمسين وستمائة، رحمه الله تعالى.
***
(1)
تاريخ بغداد 8/ 73.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 511.
(2)
فى الجواهر: «برع» ، والنقل عنها.
764 - الحسين بن فارس، الفقيه الكثّىّ
أبو علىّ
(*)
سمع أحمد بن سهل البخارىّ.
ومات سنة ست وتسعين وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.
***
765 - الحسين بن المبارك، أبو بكر بن أبى عبد الله محمد بن يحيى
ابن علىّ بن المسلم بن موسى بن عمران
ابن الزّبيدىّ البغدادىّ
(**)
سمع من أبى الوقت عبد الأوّل، وورد دمشق، وأسمع بها «صحيح البخارىّ» وغيره، وألحق الصّغار بالكبار.
وروى عنه
(1)
أحمد بن أبى طالب الحجّار، والعلاّمة رشيد الدّين ابن المعلّم.
(2)
وكان ثقة
(2)
.
توفّى ببغداد، فى الرّابع والعشرين من صفر، سنة إحدى وثلاثين وستمائة
(3)
. رحمه الله تعالى.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 512.
وفى أصول الطبقات السنية: «الكشى» ، وهو خطأ، انظر الجواهر فى الأنساب.
(**) ترجمته فى: التكملة لوفيات النقلة 93،6/ 92، البداية والنهاية 13/ 133، الجواهر المضية، برقم 513، دول الإسلام 2/ 136، الذيل على طبقات الحنابلة 189،2/ 188، شذرات الذهب 5/ 144، العبر 5/ 124، المختصر المحتاج إليه 45،2/ 44.
وقد وردت كنيته هنا وفى الجواهر: «أبو بكر» ووردت كنية أبيه فيهما «أبو عبد الله» ، أما البداية فكنيته فيها:«أبو على» وكنية أبيه: «أبو بكر» وكنية جده: «أبو عبد الله» ، وفى ذيل طبقات الحنابلة أن كنيته:«أبو عبد الله» وكنية أبيه: «أبو بكر» وكنية جده: «أبو عبد الله» ولم يرد فى الشذرات إلا كنيته وحده: «أبو عبد الله» .
(1)
فى الجواهر: «روى لنا عنه» .
(2 - 2) ساقط من: ن، وهو فى: ط، والجواهر.
(3)
قيّده ابن كثير فى وفيات سنة تسع وعشرين وستمائة.
وتقدّم ذكر أخيه الحسن
(1)
***
766 - الحسين بن محمد بن إبراهيم الغوبدينىّ
أبو نعيم
(*)
ولد سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
سمع ببخارى أبا سهل هارون بن أحمد الأسترآباذيّ، وبنيسابور أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد بن يعقوب النّسوىّ، وببغداد أبا طاهر
(2)
.
روى عنه أبو العبّاس جعفر المستغفرىّ.
ذكره أبو سعد، وقال: كان ثقة، صدوقا، مكثرا من الحديث، رحل إلى خراسان، والعراق، والحجاز، وأدرك الشّيوخ، ومات سنة سبع وعشرين وأربعمائة. رحمه الله تعالى.
***
767 - الحسين بن محمد بن أسعد، الفقيه
المعروف بالنّجم
(**)
تفقّه على أبيه
(3)
، وسمع منه الحديث.
قال ابن العديم: ولى التّدريس بالحلاويّة، وله تصانيف فى الفقه، منها:«شرح الجامع الصّغير» لمحمد بن الحسن، فرغ من تصنيفه بمكة، شرّفها الله تعالى، وله «الفتاوى والواقعات» ، وكان فقيها فاضلا، عالما متديّنا.
(1)
فى هذا الجزء برقم 707، صفحة،100.
(*) ترجمته فى: الأنساب 412 ظ، الجواهر المضية، برقم 514، اللباب 2/ 181.
وغوبدين: بضم الغين وسكون الواو والباء الموحدة وكسر الدال المهملة وسكون الياء تحتها نقطتان وفى آخرها النون: قرية من قرى نسف.
(2)
أى المخلص. كما فى الجواهر والأنساب واللباب.
(**) ترجمته فى: تاج الترجم 19، الجواهر المضية، برقم 517، كشف الظنون 2/ 1230،1/ 562.
(3)
فى الأصول: «أبى» ، وهو خطأ، صوابه فى الجواهر المضية، وتمام الكلام هناك يؤكده حيث قال:«تفقه على أبيه محمد بن أسعد، ويأتى» .
وحكى عنه حكاية طويلة فى حضوره عند نور الدّين محمود ابن زنكى، وقد سأله عن لبس خاتم فى يده كان فيه لوزات من ذهب، فقال له: تتحرّز من هذا، وتحمل إلى خزانتك من المال الحرام فى كلّ يوم كذا وكذا!!. وأنّ نور الدّين أمر بتبطيل ذلك
(1)
.
***
768 - الحسين بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل
ابن أبى عابد، أبو القاسم الكوفىّ،/القاضى
(*)
ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
وقدم بغداد فى حداثته، وسمع بها من أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمىّ وأشباهه، وقدمها مرّة ثانية وقد علت سنّه، وحدّث بها.
قال علىّ بن المحسّن التّنوخىّ: كان الحسين هذا ثقة، كثير الحديث، جيّد المعرفة به، وولى القضاء بالكوفة من قبل أبى، وكان فقيها على مذهب أبى حنيفة، وكان يحفظ القرآن، ويحسن قطعة من الفرائض، وعلم القضاء، قيّما بذلك، وكان زاهدا، عفيفا.
قال: وسألته عن مولده، فقال: ولدت يوم السبت، لثلاث بقين من المحرّم، فى السنة المذكورة.
وقال ابن الصّبّاغ الكوفىّ
(2)
: مات القاضى أبو القاسم الحسن بن محمد، فى صفر، سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.
***
769 - حسين بن محمد بن حسين
قاضى القضاة بالدّيار المصريّة، المعروف والده بقراچلبى.
أخذ عن أبيه، وصار ملازما منه، ودأب، وحصّل، وصار له فضيلة تامّة.
(1)
لم يذكر المصنف وفاته، وذكر الأستاذ كحالة فى معجم المؤلفين 4/ 46 أن وفاته كانت سنة 580 تقريبا، ونقل ناشر الجواهر فى حاشيتها عن كشف الظنون أنه توفى فى سنة ثمانين وخمسمائة.
(*) ترجمته فى: تاريخ بغداد 8/ 103، الجواهر المضية، برقم 515.
(2)
هو أبو طاهر محمد بن محمد الصباغ. كما فى تاريخ بغداد 8/ 103.
وولى المناصب الجليلة، ودرّس بسلطانيّة بروسة، وبإحدى المدارس الثّمان، والسّليمانيّة بإسطنبول، والسّليميّة بأدرنة، ومنها ولى قضاء دمشق، سنة خمس وثمانين وتسعمائة، فى أواسط شعبان، ثم ولى قضاء القاهرة، فى شهر ذى القعدة، من شهور سنة سبع وثمانين، ثم عزل منها بعد مدّة، وهو الآن حىّ يرزق.
وستأتى ترجمة والده فى محلّها، إن شاء الله تعالى.
وما زال يترقّى حتى صار قاضيا بالعسكر المنصور، بولاية أنا طولى، ثم بولاية روملى
(1)
، ثم عزل بعد مدّة ليست بالطويلة، من غير جرم ظاهر، وعيّن له من العلوفة بطريق التّقاعد ما جرت به عادة أمثاله.
ولمّا ولى قضاء العسكر أوّلا وثانيا، عزم على إحياء القانون العثمانىّ، الذى وضع فى أوّل الأمر سببا لتحصيل الفضائل، وتحرّزا عن إعطاء المناصب لغير أهلها، فكانت لام العاقبة سالبة لا كاسبة، وما امكنه ذلك، فأراد أن يعطيها لكلّ من يكون من أهل العلم، سواء جاء من الطريق المعهودة أم لا، فما أمكنه ذلك أيضا، لأمور يطول شرحها، ويؤلم القلب جرحها، ومن أعظم الأمور المذكورة، بل هو أعظمها، شدّة الطمع، واستيلاء حبّ الدنيا على من بيده أزمّة الأمور، من رؤساء الجمهور، فأبقى كلّ شئ على حاله، وأنشد بلسان قاله:
(2)
لا تصلح الناس فوضى لا سراة لهم
…
ولا سراة إذا جهّالهم سادوا
فنسأل الله تعالى إصلاح الأحوال، فى الحال والمآل، بمنّه وكرمه.
***
770 - الحسين بن محمد بن الحسين، أبو علىّ
(*)
والد محمد، المعروف ببكر خواهر زاده
(3)
.
(1)
فى ن: «روم ايلى» وما فى ط يرد أحيانا.
(2)
البيت للأفوه الأودى. انظر الطرائف الأدبية 10.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 516.
(3)
معنى خواهر زاده: ابن اخت عالم. انظر الفوائد البهية 164 نقلا عن الذهبى، وهذا الضبط نقله صاحب الجواهر 2/ 184 عن السمعانى.
سمع منه ابنه محمد المذكور، ويأتى فى بابه، إن شاء الله تعالى.
***
771 - الحسين بن محمد بن خسرو البلخىّ
(*)
قرأ بعض كتاب «الأجناس»
(1)
لأبى العلاء صاعد بن منصور بن علىّ الكرمانىّ على محمد بن علىّ بن عبد الله بن أبى حنيفة الدّستجردىّ، لمّا قدم عليه بغداد، بروايته على المصنّف.
والدّستجردىّ، بفتح الدّال وسكون السين المهملتين وكسر التّاء المثنّاة من فوقها وسكون الرّاء وفى آخرها دال مهملة: نسبة إلى دستجرد، وهى اسم لعدّة قرّى منها بمرو قريتان، وبطوس قريتان، وببلخ قرية كبيرة.
/سمع الكثير، وهو جامع «المسند» لأبى حنيفة.
قال ابن النّجّار: فقيه أهل العراق ببغداد فى وقته، سمع الكثير، وأكثره
(2)
عن أصحاب أبى علىّ ابن شاذان، وأبى القاسم ابن بشران، روى عنه ابن الجوزىّ.
ومات سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
كذا نقلته من «الجواهر المضيّة» . والله تعالى أعلم.
***
772 - الحسين بن محمد بن خلف، أبو عبد الله الفقيه
الحنفىّ
(**)
والد أبى يعلى ابن الفرّاء
(3)
الحنبلىّ المشهور.
(*) ترجمته فى: تاج التراجم 19، الجواهر المضية، برقم 518، كشف الظنون 2/ 1681، لسان الميزان 313،2/ 312.
(1)
فى النسخ خطأ: «الأحباس» وانظر كشف الظنون 1/ 11.
(2)
فى الجواهر: «وأكثر» .
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 519.
(3)
فى الأصول «العز» والتصويب من الجواهر. وانظر ترجمته فى طبقات الحنابلة لابن أبى يعلى 2/ 193.
درس على الإمام أبى بكر الرّازىّ مذهب أبى حنيفة، رضى الله تعالى عنه، حتى برع فيه، وناظر وتكلّم.
وكان رجلا فاضلا، صالحا، ثقة، أحد الشهود المعدّلين بمدينة السّلام.
مات سنة تسعين وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.
***
773 - الحسين بن محمد بن زينة
أبو ثابت
(*)
من أهل أصبهان، وهو من بيت علم وفضل.
قدم بغداد حاجّا سنة ثلاث
(1)
وأربعين وخمسمائة، وقرأ الأدب، وكان له معرفة بالمذهب، ويد باسطة فى علم العربيّة.
ولد بأصبهان، سنة اثنتى عشرة وخمسمائة. وتوفّى سنة ثمانين وخمسمائة. رحمه الله تعالى.
774 - الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم
ابن محرز بن إبراهيم، أبو علىّ
(**)
سمع خلف بن هشام
(2)
، ويحيى بن معين، وغيرهما
(3)
وكان ثقة فى الرّواية، عسرا فيها، ممتنعا إلاّ لمن أكثر ملازمته، وكان له جلساء من أهل العلم يذاكرهم، فكتب عنه جماعة على سبيل المذاكرة.
وكان يسكن فى بغداد، بالجانب الشّرقىّ، في ناحية الرّصافة.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية برقم 520.
(1)
في الجواهر «اثنتين» .
(**) ترجمته فى: تاريخ بغداد 93،8/ 92، الجواهر المضية برقم 521.
(2)
أى البزار. كما فى تاريخ بغداد.
(3)
فى الجواهر المضية أنه سمع أيضا من محمد بن سعد صاحب الطبقات.
روى عنه أنه قال
(1)
: متى فعلت خلّة من ثلاث فأنا مجنون، إذا شهدت عند الحاكم، أو حدّثت العوامّ، أو قبلت الوديعة.
قال أحمد بن كامل القاضى
(2)
: توفّى الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم عشيّة الجمعة، ودفن يوم السبت، لأربع عشرة ليلة بقيت من رجب، سنة تسع وثمانين ومائتين، وبلغ ثمانيا وسبعين سنة، ولم يغيّر شيبه، وكان حسن المجلس، مفنّنا في العلوم، كثير الحفظ للحديث، مسنده ومقطوعه، ولأصناف الأخبار
(3)
والنّسب والشّعر والمعرفة بالرّجال، فصيحا، متوسّطا فى الفقه.
قال: وسمعته يقول: صحبت يحيى بن معين، فأخذت عنه معرفة الرجال، وصحبت مصعب بن عبد الله، فأخذت عنه معرفة
(4)
النّسب، وصحبت أبا خيثمة، فأخذت عنه المسند، وصحبت الحسن بن حمّاد سجّادة، فأخذت عنه الفقه.
وروى
(5)
أنّ سبب تسمية جدّه فهما، أنّه لمّا ولد أخذ أبوه المصحف، فجعل يبحث له، فكان كلّما صفح ورقة يخرج {فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ} {فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} {فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ} {فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ} ، فضجر وسمّاه «فهم»
(6)
بفتح الفاء وضمّ الهاء، وكثير من النّاس من يظنّ أنّه فهم، بتسكين الهاء، والصّواب ما ذكرناه، والله تعالى أعلم.
***
775 - الحسين بن محمد بن علىّ بن الحسن بن محمد بن عبد الوهّاب
أبو طالب الزّينبىّ
الملقّب نور الهدى
(*)
أخو أبى نصر محمد، وأبى الفوارس طراد، وكان أصغر الإخوة.
(1)
تاريخ بغداد 8/ 92.
(2)
تاريخ بغداد 8/ 93.
(3)
فى ن: «الخبر» ، والمثبت فى: ط، وتاريخ بغداد.
(4)
لم ترد هذه الكلمة فى تاريخ بغداد.
(5)
تاريخ بغداد 8/ 93.
(6)
فى تاريخ بغداد: «فهما» على أن آخر الكلمة خاضع لحركات الإعراب.
(*) ترجمته فى: الأنساب 284 ظ، البداية والنهاية 12/ 183، تذكرة الحفاظ 4/ 1249، الجواهر المضية، برقم 525، شذرات الذهب 4/ 34، العبر 4/ 27، العقد الثمين 207،4/ 206، الكامل 10/ 545، المنتظم 9/ 201.
وورد فى الجواهر: «الحسين بن نظام بن الخضر» .
قرأ القرآن على علىّ بن عمر القزوينىّ الزاهد، فعادت عليه بركته، وقرأ الفقه على قاضى القضاة محمد/بن علىّ الدّامغانىّ حتى برع.
وأفتى، ودرّس بالشّرقيّة التى أنشأها شرف الملك بباب الطّاق، وكان مدرّسها وناظرها، وترسّل إلى ملوك الأطراف، وأمراء البلاد، من قبل الخليفة، وولى نقابة العبّاسيّين والطّالبيّين معا، سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة مدّة، ثم استعفى.
وكان شريف النّفس، قوىّ الدّين، وافر العلم، شيخ أصحاب الرّأى فى وقته وزاهدهم، وفقيه بنى العبّاس وراهبهم، وله الوجاهة الكبيرة عند الخلفاء، وانتهت إليه رياسة أصحاب أبى حنيفة ببغداد.
وجاور بمكة ناظرا فى مصالح الحرم.
وسمع «البخارىّ» من كريمة بنت أحمد المروزيّة، ببغداد.
وروى عنه جماعة من الأكابر والحفّاظ، وآخر من حدّث عنه أبو الفرج ابن كليب.
وقد مدحه أبو إسحاق الغزّىّ بقصيدة، أوّلها
(1)
:
جفون يصحّ السّقم فيها فتسقم
…
ولحظ يناجيه الضّمير فيفهم
معانى جمال فى عبارات خلقة
…
لها ترجمان صامت يتكلّم
تألّفن فى عينى غزال مشنّف
…
بفتواه ما فى مذهب الحبّ يحكم
تضاعف بالشّكوى أذى الصّبّ فى الهوى
…
يحرّض فيه الظّالم المتظلّم
محا الله نونات الحواجب لم تزل
…
قسيّا لها دعج النّواظر أسهم
بنور الهدى قد صحّ معنى خطابه
…
وكلّ بعيد من سنا النّور مظلم
دقيق المعانى جلّ إيجاز لفظه
…
عن الوصف حتى عنه سحبان مفحم
يجود ويخشى أن يلام كأنّه
…
إذا جاد من خوف الملامة مجرم
وما حرّم الدّنيا ولكنّ قدره
…
من الملك فى الدّنيا أجلّ وأعظم
(1)
أورد صاحب العقد الثمين 4/ 207 الأبيات 5،2،1 - 9،7.
كذا نقلت هذه الترجمة من «تاريخ» ابن شاكر الكتبىّ.
وذكره صاحب «الجواهر» ، وذكر شهرته وتقدّمه، وأنّ اسم أبيه ما ذكرناه
(1)
.
ولا بأس بإيراد بقيّة غزل القصيدة ومدحها، فإنّ شعر الغزّىّ ممّا يكتب، بل ممّا يحفظ.
قال، رحمه الله تعالى، بعد قوله:
(2)
:
وأطفأ نيران الخدود فقلّ من
…
رأى قبلها نارا يقبّلها فم
سقاك الكرى من مورد عزّ ماؤه
…
عليه قلوب الهيم كالطّير حوّم
أصادك غزلان الحجاز وطالما
…
تمنّى تقىّ صيدها وهو محرم
طرقن ووجه الأرض فى برقع الدّجى
…
وعدن وكمّ اللّيل بالفجر معلم
وفى الحىّ غيران على الفجر ليله
…
من الفكر فى شنّ الإغارة قشعم
(3)
غشمشم هول حلس حرب كأنّه
…
من الموت فى الهيجاء بالموت يسلم
(4)
يكفكف عن جنبيه أطرافه القنا
…
ويحكى له الفح الخميس العرمرم
(5)
ويعرى كما يعرى الحسام فيكتسى
…
سرابيل منه العزّ والنّقع والدّم
هو الفخر من نهد له فليكن كذا
…
له مغرم فى كلّ أوب ومغنم
/وإلاّ فما غير القناعة ثروة
…
ولا مثله طود من الضّيم يعصم
كفى بملوك الأرض سقما حذارهم
…
وإن ملكوا أن يسلب الملك عنهم
وهب جعلوا ما فى المعادن جملة
…
رهائن أكياس تشدّ وتختم
فلم يبق دينار سوى الشمس لم تنل
…
ولم يبق غير البدر فى النّاس درهم
أليس أخو الطّمرين فى العيش فوقهم
…
إذا ناب لا يخشى ولا يتوهّم
(1)
النسخة التى بين أيدينا من الجواهر لم يرد فيها اسم أبى المترجم كما ذكر المصنف وإنما جاءت الترجمة فيها هكذا «الحسين بن نظام بن الخضر بن محمد بن أبى الحسن على الزينبى أبو طالب المعروف بنور الهدى»
هذا ولم يذكر المصنف وفاة المترجم. وقد جاء فى الجواهر المضية أنه توفى سنة اثنتى عشرة وخمسمائة، فى دار الخلافة، فى صفر، ودفن عند أبى حنيفة رضي الله عنه.
(2)
أورد صاحب العقد الثمين 4/ 207 البيت الأول.
(3)
القشعم: الأسد والمسن من الرجال والنسور.
(4)
الغشمشم: من يركب رأسه فلا يثنيه عن مراده شئ.
(5)
فى ن: «ويحكى له الفخ» ولم يستقم لى معنى البيت.
أرى كلّ من مدّت بضبعيه دولة
…
تعلّم منها كيف فى الماء يرقم
تحلّى بأسماء الشّهور فكفّه
…
جمادى وما ضمّت عليه المحرّم
من استحسن التّفريط واستقبح اللهى
…
تسمّى بألمى وهو أفلح أعلم
(1)
ترى الجدّ حتى فى الحروف مؤثّرا
…
فمنهنّ فى القرطاس غفل ومعجم
ولو قدّم الإحسان والفضل لم يكن
…
بغير الحسين الزّينبىّ التّقدّم
إمام غدا بالعلم للعصر غرّة
…
برغم العدا والعصر بالجهل أدهم
بنور الهدى ........ إلخ.
على أنّه لا يفرح الخصم معجبا
…
فلو أمكن الإسهاب عاق التّكرّم
ولا عيب إلاّ حبّه الجود شيمة
…
يعدّى إلينا ما حواه ويلزم
يجود ويخشى أن يلام ........ إلخ.
بجهلى أمين الدّولة انتجعت يدى
…
سواك ولى من جود كفّيك خضرم
(2)
ولكنّنى ألفيت بالعجز رخصة
…
وبالجرح حول البحر جاز التّيمّم
(3)
وكم من محبّ فارق الحبّ هيبة
…
وبات صبا أخباره يتنسّم
وما زلت فى الأعياد أدعو مخفّفا
…
عن السمع والدّاعى مع البعد يخدم
(4)
ليهنك أنّ الأكمل افترعت على
…
بنان ابنه الأقلام والمجد يبسم
وفاق فعش حتى ترى الكهل منهم
…
بنيه له نجل بنعماك يقسم
فهذا الهلال البارع الفوق فى العلا
…
سيؤتى كمال البدر والشّكل ضيغم
(5)
وجد يا شهاب الدّولة القرم كاسمه
…
به الدولة العليا تهدّى وتزحم
منها فى المديح:
فلا زال عزّ الدّين بالدّين معلما
…
بتقريره فى صعدة الفقه لهذم
تضاءل فى الفخر الطّريف الذى حوى
…
تليد النّجار الهاشمىّ المفخّم
(1)
الأفلح: الذى شقت شفته. والأعلم: الذى له شق فى الشفة العليا أو فى إحدى جانبيها.
(2)
الخضرم: البئر الكثيرة الماء والبحر الغطمطم.
(3)
فى ن: «ولكننى ألقيت» والمثبت فى: ط.
(4)
فى ن: «أدعو محققا» والمثبت فى: ط.
(5)
فى ن: «البارع النور فى العلا» والمثبت فى: ط.
أبا طالب ساجل به كلّ مغرق
…
ولا غرو أن يشأى الجواد المطهّم
(1)
ودوما دوام النّيّرين فأنتما
…
لكفّ النّدى قلب نفيس ومعصم
ولولا كما كان العراق منغّصا
…
إلىّ ولم أحمده وهو مذمّم
وما خلتنى الغرّ وفى النّاس عالم
…
ويرزق بى أهل القريض وأحرم
هربت فظنّ الغمر أنّى يراعة
…
وقد يحجم المغلوب من حيث يقدم
(2)
وما عرّف التّبريز فالصّمت منطق
…
صرامة حدّ السيف فى الغمد تعلم
/لفقد المعانى أصبح الشّعر كاسدا
…
هو السّلك وهو الدّرّ فى السّلك ينظم
تهون القوافى عند من هان عرضه
…
وفيهنّ جرح للكريم ومرهم
ولكن إذا لم يكرم العلم أهله
…
فكيف يرجّى فى الأجانب مكرم
توسّمت فى الدنيا الأناة إنّما
…
يرى الغامضات الفارس المتوسّم
وقال أيضا يمدحه:
تصابى فى المشيب ومن تصابى
…
كما فى غمده الهندىّ صابا
وما لمع ابيضاض الشّيب إلاّ
…
ليورده من العيش الشّرابا
أمارات التّناقص لا توارى
…
وطوع يد الحوادث لا يحابى
(3)
لترتيب الحياة أشدّ خطبا
…
جنى عسلا وصبّ عليه صابا
ولو خيّرت لم يكن اختيارى
…
سوى أن يسبق الشّيب الشّبابا
قطاة فى الهداية كان فودى
…
وإن سمّته بعثته غرابا
لقد رفع الشّباب وكان بينى
…
وبين وصال من أهوى حجابا
ألا لا يكشفن برد الثّنايا
…
فلو قبّلته نفسى لذابا
وليس لوصل من يدعى فيأتى
…
عذوبة وصل من يدعى فيابى
يقول الناس ما أوجفت خيلا
…
على متهضّميك ولا ركابا
بشعرك أم بشعرك لاح شيب
…
فقلت كلاهما ضعفا وشابا
وذاك لأنّ ريح الظّلم هبّت
…
عليه فصار أمدحه عتابا
(1)
فى الأصول: «أيا طالب ساحل به كل مغرق» ولعل الصواب ما أثبته. ويشأى الجواد: يسبق.
(2)
اليراعة: الجبان.
(3)
فى ط: «أمارات التناقص لا تورى» ، وفى ن:«أمارات التناقص لا توارى» . ولعل الصواب ما أثبته. وفى النسختين: «لا يجابا»
فيا ليت الذى أعطى وعودا
…
حثا فى وجه مادحه التّرابا
فقد يجد الورى فى التّرب تبرا
…
ويترب طالب النّجح الكتابا
وقد مخضت وطاب الشّعر قبلى
…
يد أخلت من الزّبد الوطابا
ولكنّى تتبّعت الخفايا
…
بفكر ذلّل النّكت الصّعابا
وللنّيروز فى الزّوراء سوق
…
ومن بالجدّ أم بالهزل خابا
هى الدّار التى يلقاك فيها
…
حبيبك يوم نائبة حبابا
وما العربىّ بالأعراب ناج
…
إذا عدم القلائص والعرابا
ولولا أنّ ذا الشّرفين بحر
…
لعفت مع الصّدى النّطف العذابا
غدا لقلائد الأوصاف جيدا
…
وقلّد جوده المنن الرّقابا
كأنّى كلّما انتظمت معانى
…
أمين الدّولة استفتحت بابا
كأنّ الفضل سيق إليه ذودا
…
ليأخذ حقّه ويردّ نابا
فليس بسامع إلاّ صوابا
…
وليس بقائل إلاّ صوابا
متى ناظرته أرعاك سمعا
…
وكان البحر ينتجع السّحابا
وعزّك أن تجيب له مقالا
…
فأسلف قبل تسأله الجوابا
(1)
/يعدّ مطالب الدّنيا حقوقا
…
وحرمة قصده نسبا قرابا
فلو عزّ الثّراء به أرانا
…
وجدّك من مكارمه عجابا
إمام أئمّة العلماء طرّا
…
وقدوة كلّ من فهم الخطابا
أقم نور الهدى أودى برأى
…
فسهمك فى كنانته أصابا
ولا تغفل من النّفحات حظّى
…
فرسم نداك كالوسمىّ صابا
وقرّ بفضل ذى الحسبين عينا
…
فما احتملت مناقبه النّقابا
أضاف إلى تليد علا طريفا
…
وكان المجد إرثا واكتسابا
له بمكارم الشّيم انتساب
…
كفى بمكارم الشّيم انتسابا
ألم تر أنّه للمجد شمس
…
ونرضى أن نلقّبه الشّهابا
***
(1)
عزّك: غلبك.
776 - الحسين بن أبى نصر-واسمه محمد، ويقال سعيد-
ابن الحسين بن هبة الله بن أبى حنيفة
أبو عبد الله المقرى
يعرف بابن القارص
(*)
ذكره الحافظ ابن الدّبيثىّ فى «ذيله» ، وقال: بلغنى أنّه كان يقول: إنّى من ولد أبى حنيفة الفقيه، صاحب المذهب.
قال: وسألته عن مولده، فقال: سنة خمس عشرة وخمسمائة.
وذكره الحافظ المنذرىّ، فى «التّكملة لوفيات النّقلة» وقال: إنّ اسمه المبارك، ويقال: إنّ اسمه الحسين، والصّحيح الأوّل.
وذكر أنّ «القارص» بالقاف والراء المهملة المكسورة وصاد مهملة.
وأنّ وفاته سنة تسع وثمانين وخمسمائة. انتهى.
وقال ابن الدّبيثىّ: مات فجأة، بعد صلاة الغداة، من يوم الأحد، سابع عشرين
(1)
من شهر شعبان، سنة خمس وستمائة، ودفن من يومه بباب حرب، عن تسعين سنة، رحمه الله تعالى.
سمع من أبى القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وهو آخر من روى عنه
(2)
، انتهى.
***
(*) ترجمته فى: تبصير المنتبه 3/ 1065، التكملة لوفيات النقلة 258،3/ 257، الجواهر المضية، برقم 524، شذرات الذهب 5/ 14، العبر 5/ 12، المختصر المحتاج إليه 2/ 43، المشتبه 493، النجوم الزاهرة 197،6/ 196،.
(1)
فى ط: «سابع وعشرين» ، والمثبت فى: ن. وفى الجواهر «التاسع والعشرين»
(2)
فى الجواهر بعد هذا تكملة له: «شيئا من مسند أبى عبد الله أحمد بن حنبل سمعنا منه بعد أن أضر» .
777 - الحسين بن محمد، البارع، الإمام نجم الدّين
(*)
أخذ من
(1)
علاء الأئمّة الخيّاطىّ
(2)
. ذكره الذّهبىّ. رحمه الله تعالى.
***
778 - الحسين بن محمد بن هبة الله
(**)
تقدّم نسبه فى ترجمة أخيه أحمد
(3)
.
كتب عنه الدّمياطىّ. رحمه الله تعالى.
***
779 - الحسين بن يوسف بن إسماعيل بن عبد الرحمن
أبو عبد الله اللّمغانىّ
(***)
تفقّه على والده، ودرّس بعد وفاته.
وشهد عند قاضى القضاة أبى القاسم عبد الله بن الحسين الدّامغانىّ، يوم الجمعة، لسبع خلون من المحرّم، عن سنة أربع وستمائة، فقبل شهادته.
ورتّب فى عدّة أشكال، ولم تحمد سيرته فيها، وظهر منه أحوال اقتضت عزله عن الشّهادة، واعتقل مدّة.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 522، الفوائد البهية 68، كتائب أعلام الأخيار، برقم 430.
وجاء فى الفوائد والكتائب: «البارعي» مكان «البارع» .
(1)
فى الجواهر: «عن» .
(2)
فى الأصول: «الخياط» ، والتصحيح من الجواهر المضية، ومن ترجمة سديد بن محمد الخياط علاء الدين الآتية فى حرف السين، وقد ذكره المصنف هنا تبعا للقرشى بلقب «علاء الأئمة» ، وذكره هناك تبعا للقرشى أيضا بلقب «علاء الدين» .
هذا، ولم يذكر المصنف ولا القرشى وفاته، وذكرها صاحب الفوائد البهية، فقال:«وتوفى بجرجانية خوارزم، فى شعبان، سنة خمس وأربعين وستمائة» .
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 523، وهو:«الواسطى، الموصلى» .
(3)
فى هذا الجزء برقم 370. ويستفاد تاريخ وفاته من مراجعة ترجمة أخيه.
(***) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 526.
وحدّث بشئ يسير.
(1)
وكان مولده فى منتصف شهر ربيع الأوّل، سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
(2)
وتقدّم جدّه إسماعيل
(3)
، ويأتى أبوه وجدّ أبيه عبد الرحمن، إن شاء الله تعالى.
***
780 - الحسين بن أبى يعلى، أبو علىّ الأخسيكثىّ
الفقيه، الفرغانىّ
(*)
قدم نيسابور سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
حدّث عن الخصّاف، وغيره.
وهذه النّسبة إلى أخسيكث، بالفتح ثم السّكون وكسر السين المهملة وياء ساكنة وكاف مفتوحة وثاء مثلّثة، وبعضهم يقول بالمثنّاة: مدينة بما وراء النّهر، وهى قصبة ناحية فرغانة، وهى من أنزه/بلاد ما وراء النّهر، وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب، وفيها يقول بعض شعرائها
(4)
:
من سوى تربة أرضى
…
خلق الله اللّئاما
إنّ أخسيكث أمّ
…
لم تلد إلاّ الكراما
***
781 - حسين الرّومىّ القسطمونىّ
الملقّب حسام الدّين
قرأ على المولى الفاضل مصلح الدّين اليارحصارىّ، والمولى الفاضل ابن الحاجّ حسن، وغيرهما.
(1)
فى الجواهر بعد هذا زيادة: «عن الحسن بن ناصر بن أبى بكر بن نانار البكرى السمرقندى» .
(2)
فهو من رجال القرن السابع.
(3)
برقم 506.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 527.
(4)
هو أحمد بن محمد بن القاسم الأخسيكثي، والبيتان فى معجم البلدان 1/ 162.
وصار مدرّسا ببعض المدارس، ومفتيا بطرابزون
(1)
، ومات وهو مدرّس بها، عن سنة أربع وثلاثين وتسعمائة.
وكان من فضلاء بلاده، وله مشاركة فى فنون من العلم. رحمه الله تعالى.
***
782 -
حسين چلبى الرّومىّ
(*)
أخو المولى حسن چلبى القراصويىّ
(2)
قرأ على المولى خير الدّين معلّم السلطان سليمان، وغيره، وصار مدرّسا بإحدى الثّمان، وغيرها.
وكانت وفاته سنة ست وأربعين وتسعمائة.
وله مشاركة فى بعض العلوم، وكان أكثر اشتغاله بالعلوم العقليّة. تغمّده الله تعالى برحمته.
***
783 - حفص بن عبد الله بن غنّام بن حفص بن غياث بن طلق النّخعىّ
أبو الحسن الكوفىّ
(**)
قدم بغداد، وحدّث عن أحمد بن عبد الحميد
(3)
الحارثىّ.
وروى عنه القاضى الجرّاحىّ
(4)
.
(1)
فى ط: «بطرابزوز» ، والتصويب من: ن، وبلدان الخلافة الشرقية 168. وهى أجل ميناء كانت تجلب إليه السلع من القسطنطينية.
(*) انظر الشقائق النعمانية 2/ 87،2/ 118، وقد أورد صاحبها فى الأولى النسبة «القراصوى» وفى الثانية النسبة «القراصيوى» .
(2)
تقدم فى هذا الجزء برقم 721، صفحة 114.
(**) ترجمته فى: تاريخ بغداد 8/ 205، الجواهر المضية برقم 528.
(3)
فى الأصول: «عبد الحديث» ، وهو خطأ، صوابه فى: تاريخ بغداد، والجواهر.
(4)
روى الخطيب بعد هذا حديثا، ولم يذكر وفاته.
وسيأتى أبوه
(1)
وجدّه
(2)
وجدّ جدّه
(2)
، كلّ منهم فى محلّه، إن شاء الله تعالى.
***
784 - حفص بن عبد الرحمن بن عمر بن فرّوخ البلخىّ الفقيه
المعروف بالنّيسابورىّ
(*)
قاضى نيسابور
(3)
. كان من أفقه
(4)
أصحاب أبى حنيفة الخراسانيّين.
روى عن إسرائيل بن يونس، وحجّاج بن أرطاة، والثّورىّ، وغيرهم.
قال أبو حاتم، والنّسائىّ: صدوق.
وذكره ابن حبّان، فى «الثّقات» .
وقال الحاكم
(5)
: ولى القضاء بنيسابور، ثم ندم على ذلك، وأقبل على العبادة، وكان ابن المبارك إذا قدم نيسابور لا يدع زيارته.
(6)
مات فى ذى القعدة، سنة تسع وتسعين ومائة
(7)
. رحمه الله تعالى.
***
(1)
لم يترجم المصنف لعبد الله، وإنما ترجم لعبيد بن غنّام، ونقل عن الصلاح الصفدى أن وفاته كانت سنة سبع وتسعين ومائتين.
أما القرشى فى الجواهر فقد ترجم لعبد الله بن غنام بن حفص بن غياث، برقم 716، وقال:«أخو عبيد ووالد حفص المذكور فيما تقدم» ، ثم ترجم لعبيد بن غنام برقم 911، ولم يزد على أن قال:«روى عبيد عن أبيه، وتفقه عليه» .
(2 - 2) ساقط من: ن، وهو فى: ط، وستأتى ترجمته برقم 795.
(*) ترجمته فى: التاريخ الكبير، للبخارى 2/ 367/1، تقريب التهذيب 1/ 186، تهذيب التهذيب 405،2/ 404، الجرح والتعديل 2/ 176/1، الجواهر المضية، برقم 529، خلاصة تذهيب الكمال 87، العبر 1/ 329، ميزان الاعتدال 2/ 560.
(3)
زاد فى الجواهر بعد ذلك: «ابن قاضى نيسابور» .
(4)
فى الجواهر: «كان حفص أفقه» .
(5)
أى فى تاريخ نيسابور. كما فى الجواهر.
(6)
زاد القرشى بعد ذلك: «وذكره المزى فى التهذيب، وقال: روى له أبو داود فى القدر والنسائى» .
(7)
خبر وفاته فى الجواهر مروى عن ابن بنته إبراهيم بن منصور.
785 - حفص بن غياث بن طلق
أبو عمر النّخعىّ الكوفىّ
(*)
أحد أصحاب أبى حنيفة الذين قال لهم: أنتم مسارّ قلبى وجلاء حزنى.
كان رحمه الله تعالى إماما بارعا، عالما عاملا، زاهدا تاركا للدنيا، لا تأخذه فى الحقّ لومة لائم، وكان من أعلام هذه الأمّة.
ولى القضاء ببغداد، وحدّث بها، ثم عزل، وولى القضاء أوّلا بالكوفة.
قال حميد بن الرّبيع
(1)
: لمّا جئ بعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، ووكيع ابن الجرّاح، إلى أمير المؤمنين هارون الرّشيد، ليولّيهم القضاء
(2)
إذ دخلوا عليه
(2)
، فأمّا ابن إدريس، فقال: السلام عليكم. وألقى
(3)
نفسه كأنّه مفلوج. فقال هارون: خذوا بيد الشّيخ، لا فضل فى هذا. وأمّا وكيع فقال: والله يا أمير المؤمنين ما أبصرت بها منذ سنة.
ووضع أصبعه على عينه، وعنى أصبعه
(4)
فأعفاه، وأمّا حفص بن غياث، فقال: لولا غلبة الدّين والعيال ما وليت.
(5)
قال إبراهيم بن مهدىّ: سمعت حفص بن غياث
(5)
، وهو قاض/بالشّرقيّة يقول لرجل يسأل عن مسائل القضاء: لعلّك تريد أن تكون قاضيا، لأن يدخل الرجل أصبعه فى عينه فيقتلعها، فيرمى بها، خير له من أن يكون قاضيا.
(*) ترجمته فى: الأنساب 557 و، تاريخ بغداد 8/ 188 - 200، تذكرة الحفاظ 298،1/ 297، تقريب التهذيب 1/ 189، تهذيب التهذيب 2/ 415 - 418، الجواهر المضية، برقم 530، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 88، دول الإسلام 1/ 123، ذيل الجواهر المضية 2/ 541، الرجال للنجاشى 97، طبقات ابن سعد 272،6/ 271، طبقات الفقهاء للشيرازى 137، طبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده، صفحة 24، العبر 1/ 314، الفوائد البهية 68، كتائب أعلام الأخيار، برقم 88، ميزان الاعتدال 568،1/ 567، وفيات الأعيان 2/ 197 - 201.
(1)
تاريخ بغداد 8/ 198، والجواهر المضية 2/ 140.
(2 - 2) ساقط من الجواهر، وسقط من تاريخ بغداد كلمة «إذ» .
(3)
فى تاريخ بغداد، والجواهر:«وطرح» .
(4)
فى الأصول خطأ: «عينه» ، والتصويب من: تاريخ بغداد، والجواهر.
(5 - 5) فى الأصول: «قال إبراهيم بن غياث» وهو خطأ، إذ النص فى تاريخ بغداد 8/ 190:«حدثنا إبراهيم بن مهدى قال: سمعت حفص بن غياث» .
وقال بشر بن الحارث
(1)
: سمعت حفصا يقول: لو رأيت أنّى أسرّ بما أنا فيه لهلكت.
(2)
.
وروى عن ولده عمر، أنه قال
(3)
: لمّا حضرت أبى الوفاة أغمى عليه، فبكيت عند رأسه، فأفاق، فقال: ما يبكيك؟ قلت: أبكى لفراقك، ولما دخلت فيه من هذا الأمر
(4)
.
فقال: لا تبك فإنّى ما حللت سراويلى على حرام، ولا جلس بين يدى خصمان فباليت على من توجّه الحكم منهما.
وروى
(5)
أنّه كان جالسا فى مجلس القضاء، فأرسل إليه الخليفة يدعوه، فقال: أفرغ من أمر الخصوم إذ كنت أجيرا لهم، وأصير إلى أمير المؤمنين. ولم يقم حتى تفرّق الخصوم.
وحكى عنه ولده
(6)
، أنّه مرض خمسة عشر يوما، فدفع إليه مائة درهم، وقال: امض بها إلى العامل، وقل له: هذه رزق خمسة عشر يوما لم أحكم فيها بين المسلمين، لا حظّ لى فيها.
وحدّث يحيى بن اللّيث، قال
(7)
: باع رجل من أهل خراسان جمالا بثلاثين ألف درهم، من مرزبان المجوسىّ، وكيل أمّ جعفر، فمطله بثمنها وحبسه، فطال على الرجل ذلك، فأتى بعض أصحاب حفص بن غياث فشاوره، فقال: اذهب إليه فقل له: أعطنى ألف درهم، وأحيل عليك بالمال الباقى. واخرج إلى خراسان، فإذا فعل هذا فالقنى حتى أشير عليك. ففعل الرجل وأتى مرزبان فأعطاه ألف درهم، فرجع إلى الرجل فأخبره، فقال:
عد إليه فقل: إذا ركبت غدا فاجعل طريقك على القاضى حتى أوكّل
(8)
عنده رجلا بقبض المال وأخرج. فاذا جلس إلى القاضى فادّع عليه بما بقى لك من المال، فإذا أقرّ حبسه حفص، وأخذت مالك.
(1)
فى تاريخ بغداد 8/ 190.
(2)
فى الأصول: «فهلكت» ، والتصويب من: تاريخ بغداد.
(3)
تاريخ بغداد 8/ 190.
(4)
زاد فى تاريخ بغداد: «يعنى القضاء» .
(5)
تاريخ بغداد 8/ 190.
(6)
تاريخ بغداد 191،8/ 190.
(7)
القصة فى تاريخ بغداد 8/ 191 - 193.
(8)
فى تاريخ بغداد: «حتى تحضر وأوكل» .
فرجع إلى مرزبان
(1)
، فسأله فى ذلك، فأجابه، فلمّا حضر مرزبان إلى مجلس حفص قال الرجل: أصلح الله القاضى، لى على هذا الرجل تسعة وعشرون ألف درهم.
فقال حفص: ما تقول يا مجوسىّ؟ قال: صدق، أصلح الله القاضى.
قال: ما تقول يا رجل؟ فقد أقرّ لك. فقال: يعطينى مالى، أصلح الله القاضى.
فأقبل حفص على المجوسىّ فقال: ما تقول؟ فقال: هذا المال على السّيّدة. قال:
أنت أحمق تقرّ ثم تقول على السّيّدة، ما تقول يا رجل؟ قال: أصلح الله القاضى، إن أعطانى مالى وإلاّ حبسته. قال حفص: ما تقول يا مجوسىّ؟ قال: المال على السّيّدة. فقال حفص:
خذوا بيده إلى الحبس.
فلمّا حبس بلغ الخبر أمّ جعفر، فغضبت، وبعثت إلى السّندىّ: وجّه إلىّ مرزبان.
وكانت القضاة تحبس الغرماء فى الحبس، فعجل السّندىّ فأخرجه.
وبلغ حفصا الخبر، فقال: أحبس أنا ويخرج السّندىّ!! لا جلست مجلسى هذا أو يردّ مرزبان إلى الحبس.
فجاء السّندىّ إلى أمّ جعفر، فقال: الله الله فىّ
(2)
، إنّه حفص بن غياث، وأخاف من أمير المؤمنين أن يقول لى: بأمر من أخرجته، ردّيه إلى الحبس وأنا أكلّم حفصا فى أمره.
فأجابته، ورجع مرزبان إلى الحبس، فقالت أمّ جعفر لهارون: قاضيك هذا أحمق، حبس وكيلى، واستخفّ به، فمره لا ينظر فى الحكم، وتولّى أمره إلى أبى يوسف. فأمر لها بالكتاب.
وبلغ حفصا الخبر فقال للرجل: أحضر لى شهودا حتى أسجّل لك على المجوسىّ بالمال. فجلس حفص وسجّل على المجوسىّ، وورد كتاب هارون مع خادم له، فقال: هذا كتاب/أمير المؤمنين. قال: مكانك نحن فى شيء حتى نفرغ منه. فقال: كتاب أمير المؤمنين.
قال: انظر ما يقال لك.
فلمّا فرغ حفص من السّجلّ أخذ الكتاب من الخادم، فقرأه فقال: اقرأ على
(1)
سلك المصنف طريق الاختصار فى هذا الموضع من القصة. انظر تاريخ بغداد.
(2)
تكملة من تاريخ بغداد.
أمير المؤمنين السّلام، وأخبره أنّ كتابه ورد، وقد انفذت الحكم. فقال الخادم: قد والله عرفت ما صنعت، أبيت أن تأخذ كتاب أمير المؤمنين حتى تفرغ ممّا تريد، والله لأخبرنّ أمير المؤمنين بما فعلت. فقال حفص: قل له ما أحببت.
فجاء الخادم، فأخبر هارون، فضحك، وقال للحاجب: مر لحفص بن غياث بثلاثين ألف درهم. فركب يحيى بن خالد فاستقبل حفصا منصرفا من مجلس القضاء. فقال: أيها القاضى، قد سررت أمير المؤمنين اليوم، وأمر لك بثلاثين ألف درهم، فما كان السّبب فى هذا؟ قال: تمّم الله سرور أمير المؤمنين، وأحسن حفظه وكلاءته، ما زدت على ما أفعل كلّ يوم، وما أعلم إلاّ أن يكون سجّلت على مرزبان المجوسىّ بما أوجب عليه.
فقال يحيى بن خالد: فمن هذا سرّ أمير المؤمنين.
فقال حفص: الحمد لله كثيرا.
فقالت أمّ جعفر لهارون: لا أنا ولا أنت إلاّ أن تعزل حفصا. فأبى عليها، ثم ألحّت عليه، فعزله عن الشرقيّة، وولاّه القضاء على الكوفة، فمكث عليها ثلاث عشرة سنة.
وكان حفص يقول
(1)
: والله ما وليت القضاء حتى حلّت لى الميتة.
ومات يوم مات ولم يخلّف درهما، وخلّف عليه تسعمائة درهم
(2)
دينا
(3)
.
قال بشر بن الوليد
(4)
: ولى حفص القضاء من غير مشورة أبى يوسف، فاشتدّ عليه ذلك، فقال لى وللحسن بن زياد: تتبّعا قضاياه. فتتّبعناها، فلمّا نظر فيها قال: هذا من قضاء ابن أبى ليلى. ثم قال: تتبّعا الشّروط والسّجلاّت. فلمّا نظر فيها قال: حفص ونظراؤه يعانون بقيام الليل.
وروى بسنده
(5)
عن أبى يوسف، أنّه قال حين ولى حفص قضاء الكوفة لأصحابه:
اكسروا دفترا لتكتبوا فيه نوادر قضاياه. فمرّت قضاياه وأحكامه كالقدح، فقالوا
(1)
تاريخ بغداد 8/ 193.
(2)
تكملة من: تاريخ بغداد، والجواهر المضية.
(3)
فى ن خطأ: «دينار» .
(4)
الجواهر المضية 2/ 140.
(5)
انظر تاريخ بغداد 8/ 193.
لأبى يوسف: أما ترى؟ قال: ما أصنع بقيام الليل!! يريد أنّ الله وفّقه بصلاة الليل للحكم.
ويروى أنّ رجلا صالحا رأى فى منامه كأنّ زورقا غرق بين الجسرين، وفيه عشرون قاضيا، فما نجا منهم إلاّ ثلاثة على سوآتهم خرق؛ حفص بن غياث، والقاسم بن معن، وشريك.
وكان حفص
(1)
لا يزوّج يتيمة لمن يشرب النّبيذ حتى يسكر، ولا لرافضىّ، فسئل عن ذلك، فقال: إن الرّافضىّ عنده الثّلاث واحدة، ومن يشرب النّبيذ حتى يسكر يطلّق ولا يدرى.
قال الخطيب
(2)
: وكان حفص كثير الحديث، حافظا له، ثبتا فيه، وكان أيضا مقدّما عند المشايخ الذين سمع منهم الحديث.
وقال يحيى معين: جميع ما حدّث به حفص بن غياث ببغداد والكوفة إنّما هو من حفظه، لم يكن يخرج كتابا، كتبوا عنه أربعة آلاف حديث من حفظه.
ومآثر حفص كثيرة، ومناقبه شهيرة، وفيما ذكرناه منها مقنع.
مات-رحمه الله تعالى-سنة أربع وتسعين ومائة. وقيل: ست وتسعين. وكان مولده سنة سبع عشرة ومائة. نفعنا الله ببركات علومه فى الدنيا والآخرة. آمين.
***
786 - / حفص، المعروف بالفرد
(*)
من أصحاب أبى يوسف
(3)
، رحمه الله تعالى.
***
(1)
انظر لهذا قصة فى تاريخ بغداد 194،8/ 193.
(2)
تاريخ بغداد 8/ 194.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 531.
(3)
فهو من رجال النصف الثانى من القرن الثانى.
787 - الحكم بن زهير
(*)
قال المطرّزىّ، فى «المغرب»
(1)
: خليفة أبى يوسف.
(2)
وذكره شمس الأئمّة السّرخسىّ، فى «مبسوطه» ، فقال: من كبار أصحابنا، وكان مولعا بالتّدريس.
وقال الحسن بن زياد: ما دخل العراق أحد أفقه من الحكم بن زهير. رحمه الله تعالى.
***
788 - الحكم بن عبد الله بن مسلمة بن عبد الرحمن
أبو مطيع البلخىّ
(**)
الإمام العالم العامل، أحد أعلام هذه الأمّة، ومن أقرّ له بالفضائل جهابذة الأئمّة.
حدّث عن هشام بن حسّان، ومالك بن أنس، وسفيان الثّورىّ، وأبى حنيفة، وكان من كبار أصحابه، وهو راوى «الفقه الأكبر» .
وروى عنه أحمد بن منيع، وجماعة من أهل خراسان.
وولى قضاء بلخ، وقدم بغداد غير مرّة، وحدّث بها، وتلقّاه أبو يوسف، وتناظر معه، وكانت مدّة ولايته على قضاء بلخ ستة عشر سنة، يقول بالحقّ ويعمل به.
روى
(3)
أنّه جاء من الخليفة كتاب، ومعه حرسيّان يقرءانه على رءوس الناس، يتضمّن العهد لبعض ولد الخليفة، وكان صغيرا، وفيه مكتوب {وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}
(4)
، فلمّا وصل
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية برقم 532.
(1)
فى الأصول: «المعرب» ، والتصويب من الجواهر المضية، وهذا الكتاب له فى لغات الفقه. انظر الفوائد البهية 218.
(2)
فهو من رجال النصف الثانى من القرن الثانى، وربما امتد به العمر إلى أوائل القرن الثالث.
(**) ترجمته فى: تاريخ بغداد 8/ 223 - 225، الجواهر المضية 2/ 142، وبرقم 1980، طبقات الفقهاء، لطاش كبرى زاده، صفحة 21، العبر 1/ 330، الفوائد البهية 69،68، كتائب أعلام الأخيار برقم 92، ميزان الاعتدال 575،1/ 574.
(3)
القصة في تاريخ بغداد 8/ 224، وقد تصرف المصنف فى إيرادها.
(4)
سورة مريم 12.
الكتاب إلى بلخ سمع به أبو مطيع، فقام فزعا، ودخل على والى بلخ، فقال له: بلغ من خطر الدنيا أنّا نكفر بسببها. وكلّمه مرارا، وعظه حتى أبكاه، فقال: إنّى معك فيما تراه، ولكنّنى رجل عامل، لا أجترئ بالكلام، فتكلّم وكن آمنا، وقل ما شئت.
فلمّا كان يوم الجمعة ذهب أبو مطيع إلى الجامع، وقد قال له سلم
(1)
بن سالم: إنّى معك. وقال له أيضا أبو معاذ: إنّى معك. وجاء سلم إلى الجمعة متقلّدا بالسيف، ثم لمّا اجتمع الناس وأذّن المؤذّن، ارتقى أبو مطيع إلى المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على النبىّ صلى الله عليه وسلم، وأخذ بلحيته فبكى، وقال: يا معشر المسلمين، بلغ من خطر الدنيا أن تجرّ إلى الكفر، من قال:{وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} لغير يحيى بن زكريّا فهو كافر. فرجّ أهل المسجد بالبكاء، وقام الحرسيّان فهربا.
وقال ابن المبارك فى حقّه
(2)
: أبو مطيع له المنّة على جميع أهل الدنيا.
وقال محمد بن الفضل البلخىّ
(3)
: مات أبو مطيع وأنا ببغداد، فجاءنى المعلّى بن منصور، فعزّانى فيه ثم قال: لم يوجدها هنا منذ عشرين سنة مثله.
وقال مالك بن أنس لرجل:
(4)
من أين أنت؟ قال: من بلخ. قال: قاضيكم أبو مطيع قام مقام الأنبياء.
قال بعضهم:
(5)
رأيت أبا مطيع فى المنام، وكأنّى قلت له: ما فعل بك؟ فسكت حتى ألححت
(6)
عليه، فقال: إنّ الله قد غفر لى وفوق المغفرة. قال: فقلت: ما حال أبى معاذ؟ قال: الملائكة تشتاق إلى رؤيته. قال: فقلت: غفر الله له؟ قال لى: من تشتاق الملائكة لرؤيته لم يغفر الله له
(7)
.
(1)
فى الأصول هنا وفيما يأتى: «سالم» ، والتصويب من تاريخ بغداد، وقد ترجمه القرشى فى الجواهر المضية برقم 621، ولم يزد على أن قال:«من أقران أبى مطيع وأبى معاذ» .
(2)
تاريخ بغداد 8/ 224.
(3)
جاء فى تاريخ بغداد 8/ 223: «سمعت ابن فضيل-يعنى محمدا البلخى» ثم ساق الخبر وتكرر بعد هذا ذكر محمد ابن فضيل فى أخبار أبى مطيع هذا.
(4)
تاريخ بغداد 8/ 224.
(5)
هو شوذب بن جعفر. كما فى تاريخ بغداد 224،8/ 223.
(6)
فى الأصول: «ألحيت» وهذه طريقة المتأخرين للتخلص من الفك، والمثبت فى تاريخ بغداد.
(7)
تكملة من تاريخ بغداد.
وكانت وفاته ببلخ، ليلة السبت، لاثنتى عشرة خلت من جمادى الأولى، سنة تسع وتسعين ومائة.
وقد نسبه بعض الناس
(1)
إلى أنّه كان جهميّا، والله تعالى أعلم بحاله.
ومن تفرّداته، أنّه كان يقول بفرضيّة التّسبيحات الثّلاث فى الرّكوع والسّجود.
***
789 - الحكم بن معبد بن أحمد بن عبيد بن عبد الله
ابن الأحجم بن أسد بن أسيد
(*)
الفقيه/الأديب، أبو عبد الله، صاحب كتاب «السّنّة» .
روى عن نصر بن علىّ الجهضمىّ، ومحمد بن يحيى بن أبى عمر العدنىّ
(2)
.
وروى عنه أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر، المعروف بأبى الشّيخ، وأبو نعيم أحمد ابن عبد الله بن أحمد الحافظ، وذكراه فى «تاريخهما لأصبهان» .
قال الحافظ أبو نعيم: يتفقّه على مذهب الكوفيّين، وكان صاحب أدب وغريب، ثقة، كثير الحديث.
مات سنة خمس وتسعين ومائتين. رحمه الله تعالى.
***
790 - الحكيم القاضى
(**)
ذكره فى «القنية» فى باب المستحاضة ومن بمعناها، فقال:
(1)
هو الإمام أحمد ابن حنبل. انظر تاريخ بغداد 8/ 225
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 533، ذكر أخبار أصبهان 1/ 298.
وجاء فى الأصول: «الحكم بن سعيد بن أحمد بن عبيد الله بن عبد الله» .
والمثبت فى ذكر أخبار أصبهان، والنقل عنه. وقد ذكر أبو نعيم نسبته فقال «الخزاعى» .
(2)
بفتح العين والدال. انظر اللباب 2/ 126.
(**) ترجمته فى: تاج التراجم 26، برقم 534، وجاء اسمه فى النسخ:«الحكم» فى صدر الترجمة، وهو لا يتفق مع ما جاء فى بقية الترجمة، وهى منقولة من الجواهر.
إنّ المفتصد ليس فى حكم المستحاضة،
(1)
وإن كان موضع الفصد مفتوحا؛ لأنّ الدّم فى موضعه.
ثم قال: وقال القاضى حكيم: هو فى حكم المستحاضة
(1)
كمن منعت الدّم من السّيلان بقطنة. وأطال فى «القنية» الكلام فى هذا.
وكان يقول: من غزا فى هذا الزّمان غزوة واحدة ففاتته صلاة واحدة عن وقتها، يحتاج إلى مائة غزوة لتكون كفّارة لما فاته من الصّلاة.
وحكيم هذا له «مختصر فى الحيض» ، وله «شرحه» أيضا، وكان يكنى أبا القاسم. رحمه الله تعالى.
***
791 - حمّاد بن إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن إسحاق بن شبيب
قوام الدّين ابن الإمام ركن
الدّين إبراهيم الصّفّار
(*)
من أهل بخارى. تقدّم أبوه، وجدّه، وجدّ أبيه.
حصّل طرفا من علم الكلام والفقه والأدب.
وكان يؤمّ الناس يوم الجمعة فى الصلاة ويخطب غيره، وكذا عادة أهل بخارى، لا يصلّى بهم الخطيب، بل من هو أعلم منه، وأحسن طريقة.
سمع أباه، وقدم حاجّا إلى بغداد
(2)
، وحدّث بها، وقدمها حاجّا مرّة ثانية
(3)
، وحدّث بها أيضا، وسمع منه القاضى أبو المحاسن عمر بن علىّ، وأخرج عنه حديثا فى «معجم شيوخه» .
(1 - 1) ساقط من: ن، وهو فى: ط.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 535، الفوائد البهية 69، كتائب أعلام الأخيار، برقم 69.
(2)
ذكر القرشى فى الجواهر أن ذلك كان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
(3)
سنة ستين وخمسمائة. كما فى الجواهر.
وكانت ولادته فى ليلة العيد من ذى الحجّة، فى سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، ببخارى. ووفاته سنة ست وسبعين وخمسمائة، بسمرقند.
وقد كان أجاز لمن أدرك حياته عامّا.
قال برهان الإسلام الزّرنوجىّ
(1)
، تلميذ صاحب «الهداية» ، فى كتاب «تعليم المتعلّم طريق التّعلّم»: أنشدنا الشيخ الأستاذ قوام الدّين حمّاد بن إبراهيم بن إسماعيل الصّفّار الأنصارىّ، رحمه الله تعالى، إملاء لأبى حنيفة، رحمه الله تعالى
(2)
:
من طلب العلم للمعاد
…
فاز بفضل من الرّشاد
فيا لخسران طالبيه
…
لنيل فضل من العباد
***
792 - حمّاد بن زيد بن درهم، الإمام الحافظ المحدّث
شيخ العراق، أبو إسماعيل الأزدىّ مولاهم
البصرىّ، الأزرق، الضّرير
(*)
ودرهم جدّه من بنى سجستان، من موالى جرير بن حازم.
وحدّث حمّاد عن أبى عمران الجونىّ، ومحمد بن زياد، وأبى حمزة الضّبعىّ، وعمر بن دينار، وثابت البنانىّ، وخلق، ولم يلحق قتادة.
روى عنه عبد الرحمن ابن مهدىّ، ومسدّد، والقواريرىّ، ومحمد بن أبى بكر المقدّمىّ، وعلىّ ابن المدينىّ، وأحمد ابن المقدام، وأمم سواهم.
قال ابن مهدىّ: أئمّة الناس فى زمانهم أربعة: الثّورىّ، ومالك، والأوزاعىّ، وحمّاد بن زيد.
وقال أيضا: لم أر أحدا قطّ أعلم بالسّنّة منه، وما رأيت بالبصرة أفقه/منه.
(1)
كذا ذكره صاحب الفوائد البهية 236، ولم يضبطه أيضا.
(2)
البيتان فى: تعليم المتعلم طريق التعلم، للزرنوجى 10،9، الجواهر المضية 2/ 146.
(*) ترجمته فى: الأنساب 28 و، التاريخ الكبير، للبخارى 1/ 25/2، تذكرة الحفاظ 229،1/ 228، تقريب التهذيب 1/ 197، تهذيب الأسماء واللغات، للنووى 1/ 167، تهذيب التهذيب 3/ 9، شذرات الذهب 1/ 292، صفة الصفوة 3/ 364، طبقات المناوى 1/ 101، العبر 1/ 274، اللباب 1/ 36، نكت الهميان 147.
وقال أيضا: ما رأيت أحد أعلم من حمّاد بن زيد، لا سفيان ولا مالك.
وعن الثّورىّ أنّه قال: دخل البصرة بعد شعبة ذلك الأزرق. يعنى حمّاد بن زيد.
وقال العجلىّ: كان له أربعة آلاف حديث يحفظها، ولم يكن له كتاب.
ووثّقه يحيى بن معين، وأحمد ابن حنبل، وغيرهما، وأثنى عليه سائر الأئمّة.
ولد حمّاد سنة ثمان وتسعين. ومات فى رمضان، سنة تسع وسبعين ومائة، رحمه الله تعالى.
وذكره عبد القادر القرشىّ، فى «الجواهر» فقال: حمّاد بن زيد الإمام الكبير المشهور، أخذ الفقه عن أبى حنيفة، وهو الرّاوى عنه أنّ الوتر فريضة، وله ذكر فى «مبسوط شمس الأئمّة» ، وشهرته تغنى عن الإطناب.
وأرّخ وفاته كما ذكرناه، وقال: روى له الجماعة. ولم يزد على ذلك.
***
793 - حمّاد بن دليل
(*)
قاضى المدائن، أحد الاثنى عشر من أصحاب الإمام، الذين أشار إليهم أنهم يصلحون للقضاء، وهم: أبو يوسف، وأسد بن عمرو البجلىّ، والحسن بن زياد، ونوح بن أبى مريم، ونوح بن درّارج، وعافية، وعلىّ بن ظبيان
(1)
، وعلىّ بن حرملة، وحمّاد هذا، والقاسم بن معن، ويحيى بن أبى زائدة، وقد ولى الجميع القضاء، وكانوا من خيار القضاة، رحمهم الله تعالى.
حدّث حمّاد عن أبى حنيفة، وسفيان الثّورىّ، والحسن بن عمارة، فى آخرين.
(*) ترجمته فى: تاريخ بغداد 8/ 151 - 153، تقريب التهذيب 1/ 196، تهذيب التهذيب 3/ 8، الجرح والتعديل 137،2/ 136/1، الجواهر المضية، برقم 536، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 92، ميزان الاعتدال 1/ 590.
وكناه الخطيب أبا زيد.
وقد تبع المصنف ترتيب الجواهر المضية وإلا فحق الدال فى أسماء الآباء التقدم على الزاء.
ودليل: كزبير. انظر القاموس (د ل ل). وانظر حاشية تهذيب التهذيب.
(1)
بكسر الظاء. انظر المشتبه 425.
وروى عنه أحمد بن أبى الحوارى
(1)
، وإسحاق بن عيسى الطّبّاع
(2)
، وأسد بن موسى، وغيرهم.
وعن أحمد ابن حنبل
(3)
، أنّه قال عن حمّاد بن دليل، وقد سئل عنه: كان قاضى المدائن، وكان صاحب رأى، ولم يكن صاحب حديث. قيل له: فهل سمعت منه شيئا؟ قال: حديثين.
وقال محمد بن عبد الله الموصلىّ، فى حقّه
(4)
: كان قاضيا على المدائن، وكان من ثقات الناس، رأيته بمكة المشرّفة يبيع البزّ.
وقال أبو داود: ليس به بأس. وذكره ابن حبّان فى «الثّقات» ، ووثّقه يحيى.
وذكره المزّىّ فى «التّهذيب» وقال: روى له أبو داود حديثا واحدا.
وروى الخطيب
(5)
، أنّ الفضيل بن عياض كان إذا سئل عن مسألة يقول: ايتوا أبا زيد فسلوه. فقيل: إنّك تقول فى أبى حنيفة وأصحابه ما تقول، فإذا سئلت عن مسألة دللت إليهم.
فقال: ويلكم هم طلبوا هذا الأمر، وهم أحقّ بهذا الأمر.
***
(1)
فى الأصول: «الجوارى» ، والتصويب من: الجواهر، والمشتبه 257.
(2)
فى الأصول: «الطباغ» ، والتصويب من: الجواهر، وتهذيب التهذيب 3/ 8.
(3)
تاريخ بغداد 8/ 152.
(4)
هكذا جاء فى الجواهر المضية، وقال الخطيب فى تاريخ بغداد 8/ 153:«أنبأنا البرقانى، أنبأنا محمد بن عبد الله بن خميرويه، أنبأنا الحسين بن إدريس، قال: سمعت ابن عمار يقول: حماد بن دليل كان قاضيا على المدائن فهرب منها، وكان من ثقات الناس، رأيته بمكة يبيع البز» .
(5)
فى تاريخ بغداد 8/ 152.
794 - حمّاد بن سلمة بن دينار، الإمام الحافظ
شيخ الإسلام، أبو سلمة الرّبعىّ، مولاهم
البصرىّ البزّار، البطائنىّ
النحوىّ، المحدّث
(*)
سمع خالد بن
(1)
حميد الطّويل، وابن أبى مليكة، وأبا حمزة الضّبعىّ، ومحمد بن زياد الجمحىّ، وأنس بن سيرين، وأبا عمران الجوخىّ
(2)
، وقتادة، وسماك بن حرب، وثابتا
(3)
البنانىّ، وخلقا كثيرا.
وعنه ابن المبارك، والقطّان، وابن مهدىّ، وعفّان، والقعنبىّ، وعبد الأعلى بن حمّاد، وشيبان
(4)
بن فرّوخ، وهدبة، وخلق سواهم.
قال وهيب: حمّاد بن سلمة سيّدنا وأعلمنا.
وقال أحمد ابن حنبل: حماد بن سلمة أعلم الناس بثابت البنانىّ، وأثبتهم حميد.
ووثّقه يحيى بن معين.
وقال شهاب بن معمر: كان حماد بن سلمة يعدّ من الأبدال.
وقال الذّهبىّ: هو أوّل من صنّف التّصانيف مع ابن أبى عروبة، وكان بارعا فى العربيّة، فصيحا مفوّها، صاحب سنّة، وقع لى من/عواليه أحاديث.
(*) ترجمته فى: أخبار النحويين البصريين، للسيرافى 42 - 44، إنباه الرواة 330،1/ 329، بغية الوعاة 549،1/ 548، التاريخ الكبير للبخارى 23،1/ 22/2، تذكرة الحفاظ 203،1/ 202، تقريب التهذيب 1/ 197، تهذيب التهذيب 3/ 11 - 16، الجرح والتعديل 141،2/ 140/1، الجواهر المضية، برقم 538، حلية الأولياء 6/ 249، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 92، دول الإسلام 1/ 112، روضات الجنات 250،3/ 249، شذرات الذهب 1/ 262، صفة الصفوة 3/ 361، طبقات القراء 1/ 258، طبقات النحويين واللغويين 51، العبر 1/ 248، مرآة الجنان 1/ 353، مراتب النحويين 107، معجم الأدباء 10/ 254 - 258، المعارف، لابن قتيبة 403، ميزان الاعتدال 1/ 590 - 595، النجوم الزاهرة 2/ 56، نزهة الألباء 40 - 42.
(1)
ساقط من: ط، وهو فى: ن.
(2)
فى الأصول: «الحوفى» خطأ، وهو موسى بن سهل بن عبد الحميد. انظر الأنساب 3/ 420.
(3)
جاءت فى الأصول غير مصروفة.
(4)
فى ط: «سفيان» ، وفى ن:«حماد» ، وكل ذلك خطأ، والتصويب من تذكرة الحفاظ 202، وانظر ترجمته فيه 443.
وقال عبد الرحمن بن مهدىّ: لو قيل لحماد بن سلمة: إنّك تموت غدا ما قدر أن يزيد فى العمل شيئا.
وقال عفّان: رأيت من هو أعبد من حمّاد بن سلمة، ولكن ما رأيت أشدّ مواظبة على الخير، وقراءة
(1)
القرآن، والعمل لله، منه.
وقال عمرو بن عاصم: كتبت عن حمّاد بن سلمة بضعة عشر ألف حديث.
وعن أحمد ابن حنبل، قال: إذا رأيت الرجل ينال من حمّاد بن سلمة فاتّهمه على الإسلام.
وكان حمّاد يقول: من طلب الحديث لغير الله مكر به.
ومحاسن حمّاد وفضائله يطول شرحها.
وتوفّى وهو فى الصلاة، بعد عيد النّحر، سنة سبع وستين ومائة، وقد قارب الثمانين. رحمه الله تعالى.
***
795 - حمّاد بن سليمان بن المرزبان، أبو سليمان
الفقيه، النّيسابورىّ
(*)
قال الحاكم، فى «تاريخ نيسابور»: لقى جماعة من الناس، وتفقّه على كبر السّنّ عند محمد بن الحسن
(2)
، وروى عن الثّورىّ، وشعبه. روى عنه أحمد بن الأزهر، ويلقّب قيراطا.
***
796 - حمّاد بن مسلم، أبو إسماعيل بن أبى سليمان الكوفىّ
(**)
أحد أئمّة الفقهاء، وأحد أعلام التّابعين.
(1)
فى ن: «بقراءة» ، والمثبت فى: ط.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 539.
(2)
فهو من رجال النصف الثاني من القرن الثانى.
(**) ترجمته فى: التاريخ الكبير 19،1/ 18/2، تقريب التهذيب 1/ 197، تهذيب التهذيب 3/ 16 - 18، الجرح والتعديل 2/ 146/1 - 148، الجواهر المضية، برقم 540، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 92، دول الإسلام 1/ 82، شذرات الذهب 1/ 157، طبقات الفقهاء، للشيرازى 83، العبر 1/ 151، الفهرست 285، كتائب أعلام الأخيار، برقم 65، ميزان الاعتدال 599،596،1/ 595.
سمع أنس بن مالك، وتفقّه بإبراهيم.
وروى عنه سفيان، وشعبة، وأبو حنيفة، وبه تفقّه، وعليه تخرّج وانتفع، وأخذ حمّاد عنه بعد ذلك، ومات فى حياته، سنة عشرين ومائة.
قال أبو
(1)
عمر بن عبد البرّ: أبو حنيفة أقعد الناس بحمّاد.
وقال ابن عدىّ: له غرائب، وهو متماسك، لا بأس به.
ونقل الذّهبىّ توثيقه عن ابن معين، وغيره.
وروى له
(1)
مسلم وأصحاب السّنن.
وكان لحمّاد لسان سئول، وقلب عقول،
(2)
وكانت به بعد موتة
(2)
، وكان ربّما حدّث بالحديث، فتعتريه غشية، فإذا أفاق توضّأ وأخذ من حيث انتهى.
وكان يفطر كلّ يوم من شهر رمضان خمسين إنسانا، فاذا كان يوم الفطر كساهم ثوبا ثوبا، وأعطاهم مائة مائة.
وقال ابن السّمّاك: لمّا قدم ابن
(3)
زياد الكوفة على الصّدقة، كلّم رجل حمّادا أن يكلّم ابن زياد أن يستعين به فى بعض أعماله، فقال له حماد: كم تؤمّل أن تصيب فى عمل ابن زياد؟ قال: ألف درهم. قال: قد أمرت لك بخمسة آلاف درهم، ولا أبذل وجهى له.
فقال: جزاك الله خيرا.
***
797 - حمّاد بن منصور بن الحسن، أبو منصور
الضّرير، الفقيه
(*)
من أهل الكرخ. سمع أبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصّريفينىّ.
(1)
تكملة من الجواهر المضية.
(2 - 2) ساقط من: ن وهو فى: ط.
والموتة، بضم الميم: الغشى.
(3)
تكملة من الجواهر المضية.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 541.
وحدّث باليسير، وروى عنه أبو المعمّر الأنصارىّ، وأبو القاسم ابن عساكر، فى «معجميهما» .
***
798 - حمّاد بن النّعمان بن ثابت، الإمام ابن الإمام
(*)
تفقّه على أبيه، وأفتى فى زمنه. وتفقّه عليه ابنه إسماعيل المتقدّم ذكره.
(1)
وهو من طبقة أبى يوسف ومحمد وزفر والحسن بن زياد.
وكان الغالب عليه الورع، قال الفضل بن دكين: تقدّم حمّاد بن النّعمان إلى شريك ابن عبد الله فى شهادة، فقال له شريك: والله إنّك لعفيف النّظر والفرج، خيار مسلم.
وقال ابن خلّكان: كان من الصّلاح والخير على قدم عظيم.
ولمّا توفّى أبوه كانت عنده ودائع كثيرة من ذهب وفضّة، وغير ذلك، وأربابها غائبون/، وفيهم أيتام، فحملها ابنه حمّاد المذكور إلى القاضى ليتسلّمها منه، فقال له القاضى: ما نقبلها منك ولا تخرجها
(2)
عن يدك، فإنّك أهل لها
(3)
وموضعها. فقال حمّاد للقاضى: زنها واقبضها حتى تبرأ ذمّة أبى حنيفة، ثم افعل ما بدا لك. ففعل القاضى، وبقى فى وزنها أيّاما، فلمّا كمل وزنها استتر حمّاد فلم يظهر، حتى دفعها إلى غيره.
وكانت وفاته فى ذى القعدة، سنة ست وسبعين ومائة
(4)
. رحمه الله تعالى.
***
799 - حمد بن محمد بن حمدون بن مرداس
الفقيه البوزجانىّ
(**)
تفقّه ببلخ على أبى القاسم الصّفّار، ثم سكن بنيسابور خمسين سنة إلى أن مات بها.
(*) ترجمته فى: الجرح والتعديل 150،2/ 149/1، الجواهر المضية، برقم 542، ذيل الجواهر المضية 2/ 543، طبقات الفقهاء، للشيرازى 136، طبقات الفقهاء، لطاش كبرى زاده، صفحة 20، كتائب أعلام الأخيار، برقم 94، مفتاح السعادة 2/ 258، ميزان الاعتدال 1/ 590، وفيات الأعيان 2/ 205.
(1)
برقم 495.
(2)
فى الوفيات: «ولا نخرجها» .
(3)
تكملة من الجواهر المضية ووفيات الأعيان.
(4)
فى الجواهر أن وفاته كانت سنة سبعين ومائة، وما هنا فى الوفيات.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 543.
سمع عبد الله بن محمد بن طرخان البلخىّ، وأبا العبّاس الدّغولىّ، وغيرهما.
وسمع منه الحاكم أبو عبد الله.
مات، رحمه الله تعالى، فى ذى القعدة، سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
والبوزجانىّ، بضمّ الباء الموحّدة وسكون الزّاى بعد الواو وفتح الجيم وفى آخرها النون:
نسبة إلى بوزجان، قرية بين هراة ونيسابور، من بلاد خراسان.
***
800 - حمدون بن حمزة، أبو الطّيّب
(*)
قال فى «الجواهر» : له «مختصر» فى الفقه، رأيته نحوا من نصف «القدورىّ» رحمه الله.
***
801 - حمدون بن علىّ بن المحسّن بن محمد
ابن جعفر بن موسى الخيلامىّ
(**)
من أولاد أبى بكر الصّدّيق، رضى الله تعالى عنه.
كان فقيها فاضلا، من أصحاب القاضى أبى نصر أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق الرّيغذمونىّ، وروى عنه.
روى عنه عمر بن محمد
(1)
بن أحمد
(1)
النّسفىّ.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 544.
وقد وردت الترجمة فى ط مؤخرة عن موضعها حيث جاءت بعد ترجمة حمدون بن على الآتية، وهى على الترتيب الصحيح فى: ن.
(**) ترجمته فى: الأنساب 216 ظ، الجواهر المضية، برقم 545، اللباب 1/ 402، معجم البلدان 2/ 509.
وورد اسمه فى الأنساب: «حمزة بن على بن الحسن بن محمد بن جعفر بن موسى الخيلامى» .
وجاء فى الأصول هنا وفيما يأتى: «الحيلامى» والتصويب من المصادر السابقة، وهى نسبة إلى خيلام، بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها لام ألف وفى آخرها ميم: وهى بلدة من فرغانة.
(1 - 1) ساقط من: ن، وهو فى: ط، والجواهر المضية.
مات، رحمه الله تعالى، بسمرقند، فى ذى الحجّة، سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
والخيلامىّ، يأتى الكلام عليه فى محلّه.
***
802 - حمزة بن علىّ الحلبىّ الصّالحىّ، الشيخ الإمام
أقضى القضاة، عزّ الدين
(*)
أحد نوّاب الحكم بدمشق وعينهم
(1)
، وكان لا يتولّى نيابة القضاء إلاّ بتعزّز.
وكان شكلا، حسنا، عارفا بالمذهب، وكان قد ترك القضاء مدّة، ولم يخلّف فى نوّاب الحكم مثله.
توفّى سنة أربع وستين وثمانمائة. تغمّده الله تعالى برحمته.
***
803 - حمزة الرّومىّ، الملقّب نور الدّين المشهور
بأوج باش
(**)
قرأ على المولى معرف زاده، وغيره، ودرّس بإحدى المدارس الثّمان، وغيرها، وصار مفتيا بأماسية.
وتوفّى بعد الأربعين والتسعمائة.
وكان محبّا لجمع المال، حريصا عليه، حتى صار من كثرة المال على جانب.
وبنى فى آخر عمره مسجدا بقسطنطينيّة، قريبا من داره، وبنى حجرات لسكن أهل العلم، وعيّن لهم علوفة، وأوقف على ذلك أوقافا كثيرة.
وممّا يحكى أنّ الوزير إبراهيم باشا قال له: إنّى سمعت أنّك تحبّ المال، فكيف صرفت هذه الأموال على هذه الأوقاف؟ فقال: وهذا أيضا من غاية محبّتى فى المال، حيث
(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 166،3/ 165.
(1)
فى الضوء اللامع: «بل وعينهم» .
(**) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 1/ 643 - 645، الكواكب السائرة 140،2/ 139.
لا أرضى أن أخلّفها فى الدنيا، وأريد أن تذهب معى إلى الآخرة.
***
804 - حمزة القرمانىّ
(*)
كان من أفاضل دهره، وأماثل عصره، ودأب وحصّل، وانتفع/الناس به فى التّدريس والفتوى، وصنّف «حواشى» على «تفسير العلاّمة البيضاوىّ» .
مات فى أوائل المائة التاسعة
(1)
. تغمّده الله تعالى برحمته.
***
805 - حنش بن سليمان بن محمد بن أحمد
ابن محمد الشّهرستانىّ، أبو محمد
(**)
قال ابن النّجّار: الفقيه الحنفىّ، طلب الحديث، وقرأه، وسمع الكثير، ويكتب
(2)
بخطّه. انتهى.
قلت: وكان موجودا فى جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، ببغداد
(3)
.
***
(*) ترجمته فى: الفوائد البهية 69، كتائب أعلام الأخيار، برقم 717، وفيهما:«القرامانى» .
(1)
فى الكتائب والفوائد أنه توفى سنة تسع وتسعين وثمانمائة. وذكر صاحب الفوائد أن صاحب كشف الظنون أرخ وفاته سنة إحدى وسبعين وثمانمائة، عند ذكر حواشى تفسير البيضاوى.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 546.
(2)
فى الجواهر: «وكتب» .
(3)
استقى المصنف هذا مما جاء فى الجواهر: «قرأت بخط أبى على الحسن بن عثمان اللهاورى، أنشدنى أبو محمد حنش بن سليمان البغدادى فى مدرسة السلطان العنانية-يعنى ببغداد-فى جمادى الآخرة، سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، رحمه الله تعالى» .
806 - حيدر بن أحمد بن إبراهيم، الشيخ أبو الحسن الرّومىّ الأصل
العجمىّ المولد والمنشأ، المصرىّ الدّار والوفاة
الشهير بشيخ التّاج والسّبع وجوه
(*)
كان مولده بشيراز، فى حدود ثمانين وسبعمائة، وسلك على أبيه، وعلى غيره من كبار المشايخ، ورحل إلى الآفاق، ولقى كبار علماء الشّرق والعراق، واجتمع بالسّعد التّفتازانىّ، والشّريف الجرجانىّ، وغيرهما.
ثم قدم القاهرة، وصحبته أخواه؛ الشابّ الظّريف إبراهيم، والمولّه حيران،
(1)
ووالدتهم، فأكرمهم الأشرف برسباى، وأنزله بمنظرة التّاج والسّبع وجوه، خارج القاهرة، وأنعم عليه بإقطاع بعض الأراضى، واستمرّ هناك سنين، إلى أن أخرجه الظّاهر جقمق منه، وأمر بهدمه، وذلك بإغراء بعض المفسدين، وإسناده إلى الشيخ ما هو برئ منه، ثم ظهر للسّلطان براءته ممّا نسب إليه فندم على ذلك، وطلب الشيخ إلى القلعة، وأخذ بخاطره، وأنعم عليه بما يقوم بكفايته، وسكّنه بالقرب من زاوية الشيخ أحمد الرّفاعىّ، ثم أعطاه مشيخة زاوية قبّة القصر
(2)
عن الشيخ
(3)
محمود الأصبهانىّ، فتوجّه إليها، وسكنها إلى أن مات بها
(4)
، ليلة الاثنين، حادى عشرى شهر ربيع الأوّل، سنة أربع وخمسين وثمانمائة، ودفن بباب الوزير.
وكان شكلا، حسنا، منوّر الشّيبة، حلو اللّفظ، فصيح العبارة، وله مصنّفات مشهورة فى علم الموسيقى، وذلك مع الدّين المتين، والعفّة، وسلامة الباطن، وكثرة العبادة، وحسن المحاضرة.
(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 3/ 168 169.
وقد غير ناسخ النسخة ن قوله: «الشهير بشيخ التاج، والسبع وجوه» إلى: «الشهير بشيخ التاج، قرأ القرآن بالقراءات السبع وجوه» لأنه لم ينتبه إلى ما ورد فى القصة التالية من أن الأشرف برسباى أنزله بمنظرة التاج والسبع وجوه خارج القاهرة.
(1)
فى الضوء: «جبران» .
(2)
فى الضوء: «قبة النصر» .
(3)
فى الضوء: «بعد صرف الشيخ» .
(4)
ساقط من: ن، وهو فى: ط، والضوء.
وكان له ولأخيه إبراهيم يد طولى فى رقص السّماع
(1)
، وعمل الأوفاق
(2)
، وجمع الفقراء، ومعرفة آدابهم، مع الهيبة والوقار.
وأجاز لتغرى بردى
(3)
مؤلّف «المنهل الصّافى، والمستوفى بعد الوافى» .
***
807 - حيدر بن محمد بن إبراهيم بن محمد
الفقيه بهاء الدّين
(*)
قال ابن حجر: كان من نبهاء
(4)
الحنفيّة، انتفع به الطّلبة.
وكان فاضلا، ملازما للتّعليم، إلى أن مات، فى سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
***
808 - حيّان بن بشر بن المخارق، أبو بشر القاضى
(**)
تفقّه على أبى يوسف، وسمع منه الحديث، ومن هشيم بن بشير.
وروى عنه محمد بن عبدوس بن كامل، وأبو القاسم البغوىّ.
ذكره الخطيب فى «تاريخ بغداد» ، قال: وكان ولى القضاء بأصبهان فى أيّام المأمون، ثم عاد إلى بغداد، فأقام بها إلى أن ولاّه المتوكّل على الله قضاء الشرقيّة، وكان من جملة أصحاب الحديث.
(1)
فى الضوء اللامع «ولرقصه فى السماع خفر» .
(2)
فى ط: «الأوقاف» ، وفى الضوء:«الأوقات» ، والمثبت فى: ن.
(3)
يعنى يوسف بن تغرى بردى فقد جاء فى الضوء: «أفاده-أى الخبر أو الأخبار-يوسف بن تغرى بردى» .
(*) ترجمته فى: الدرر الكامنة 2/ 170.
(4)
فى ن: «فقهاء» ، والمثبت فى: ط، والدرر.
(**) ترجمته فى: تاريخ بغداد 8/ 284 - 286، الجواهر المضية، برقم 547، ذكر أخبار أصبهان 1/ 301.
وفى النسخ: «حيدر بن بشر» . وقد ورد اسمه فى هذه المصادر: «حيان» بالياء المثناة باثنتين من تحتها. وترجمه القرشى مرتين، الأولى فى «حبان» ، والثانية فى «حيان» ، وسبقت ترجمته فى أول حرف الحاء باسم «حبان» برقم 637، صفحة 28، من هذا الجزء وقد زاد أبو نعيم فى نسبه «الضبى» .
ولا يستقيم وضع هذه الترجمة بالنسبة للترتيب الهجائى للآباء وكان حقها التقديم على الترجمة السابقة.
قال أبو نعيم: توفّى سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وقيل:
(1)
/سنة سبع. والله تعالى أعلم.
***
809 - حيدرة بن عمر بن الحسن بن الخطّاب
أبو الحسن الصّغانىّ
(*)
كان من أعيان الفقهاء على مذهب داود.
أخذ الفقه عن أبى الحسن عبد الله بن محمد بن المغلّس، وعنه أخذ الفقهاء الدّاوديّة، وله «مختصر» فى مذهب داود.
ثم ولع بكتب محمد بن الحسن وبكلامه، ووضع على «الجامع الصغير» كتابا، وكان يعظّم محمدا.
كذا ذكره فى «الجواهر» .
وذكره الخطيب فى «تاريخه» ، وقال: حيدرة بن عمر أبو الحسن الزّندوردىّ
(2)
.
ثم أرّخ وفاته بيوم الثّلاثاء، لثمان بقين من جمادى الأولى، سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، ودفن يوم الأربعاء، فى مقابر الخيزران. رحمه الله تعالى.
***
810 - حيدرة بن محمد بن يحيى بن هبة الله، محيى الدّين
أبو الحسن بن أبى الفضائل، العبّاسىّ
(**)
مدرّس المستنصريّة ببغداد.
(1)
صاحب هذا القول هو ابن قانع. كما فى الجواهر المضية.
(*) ترجمته فى: إيضاح المكنون 2/ 450، تاج التراجم 27،26، تاريخ بغداد 8/ 273، الجواهر المضية برقم 548، الفهرست 307، كشف الظنون 1247.
(2)
نسبة إلى زندورد: قرية ببغداد. اللباب 1/ 510.
(**) ترجمته فى: الدرر الكامنة 2/ 170.
روى عن صالح بن عبد الله بن الصّبّاغ عن أبى المؤيّد محمد بن محمود بن محمد الخوارزمىّ «مسند أبى حنيفة» من جمعه.
قال ابن حجر: سمعه منّا
(1)
صاحبنا تاج الدّين النّعمانىّ قاضى بغداد، سنة خمس وستين وسبعمائة. وذكر أنّ شيخه هذا توفّى ببغداد، فى جمادى الآخرة، سنة سبع وستين وسبعمائة.
وذكره ابن الجزرىّ
(2)
فى «مشيخة الجنيد البلبانىّ» نزيل شيراز، وقال: إنّه أجاز للجنيد من بغداد، فى صفر، سنة تسع وخمسين
(3)
.
***
811 - حيدرة بن معمّر بن محمد بن عبيد الله، أبو الفتوح
(*)
تولّى النّقابة بعد أبيه معمّر، على ما يأتى فى ترجمته.
كذا ذكره فى «الجواهر» ، من غير زيادة
(4)
.
***
812 - حميد الدّين بن أفضل الدّين الحسينىّ
(**)
قرأ على والده، ثم على المولى يكان، وأكثر.
ثم صار مدرّسا بمراديّة بروسة، ثم بإحدى المدارس الثّمان، ثم ولى قضاء قسطنطينيّة، ثم صار مفتيا بها في أيّام السلطان بايزيد، ومات وهو مفت بها، فى سنة ثمان وتسعمائة.
(1)
هذا موافق لما فى نسخة من الدرر، وفى أصله:«سمع منه صاحبنا» .
(2)
فى الأصول، وحاشية الدرر:«ابن الجوزى» ، وما أثبته فى أصل الدرر، ولعله الصواب، فإن ابن الجوزى توفى سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وهو تاريخ سابق بينما توفى ابن الجزرى سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة.
(3)
أى وسبعمائة.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 549.
(4)
جاء فى الجواهر فى ترجمة معمر أن ولده أبا الفتوح هذا ولى النقابة بعده، سنة سبع وستين وأربعمائة. فالمترجم من رجال القرن الخامس. انظر ترجمة معمر فيه برقم 1681.
(**) ترجمته فى: الفوائد البهية 69، الشقائق النعمانية 1/ 267 - 270.
ومكان هذه الترجمة فيما أوله حاء ثم ميم، ولكن المصنف وضعها هنا فى آخر حرف الحاء، وآخر الحرف عنده دائما مكان المجاهيل، فلعله لم يعتبر «حميد الدين» اسمه، وإنما اعتبره لقباله، وذهب عنه اسمه، أو لم يعرف المترجم به.
وكان كثير المحفوظ، حليما عند الغضب، عالما عاملا.
وله مؤلّفات مقبولة، منها «حواش» على «شرح الطّوالع» للأصبهانىّ، و «حواش» على «حاشية شرح المختصر» للسّيّد الشريف، وله «أجوبة» ، عن اعتراضات كثيرة فى «شرح الهداية» للشّيخ أكمل الدّين، كتبها وهو مدرّس بمراديّة بروسة. والله تعالى أعلم.
***
حرف الخاء المعجمة
باب من اسمه خالد، [وخسرو]
(1)
813 - خالد بن الحسين بن محمد، أبو عبد الله
(*)
من أهل غزنة، قدم بغداد حاجّا، وحدّث بيسير
(2)
عن أبى عبد الله
(3)
محمد بن القاسم المهرجانىّ.
وروى عنه أبو البركات السّقطىّ، فى «معجم شيوخه» ، وذكر أنّه كان فاضلا، فصيحا، عارفا بالأصول، وله يد قويّة فى النّظر.
ذكره ابن النّجّار
(4)
.
***
814 - خالد بن سليمان، أبو معاذ البلخىّ
(**)
أحد الذين عدّهم الإمام للفتوى، لمّا سئل: من يصلح للفتوى؟
مات، رحمه الله تعالى، يوم الجمعة، لأربع بقين من المحرّم، سنة تسع وتسعين ومائة. رحمه الله تعالى.
***
815 - / خالد بن صبيح المروزىّ
(***)
روى عنه هشام بن عبد الله الرّازىّ، عن أبى حنيفة، رضى الله تعالى عنه، فى
(1)
تكملة من: ن.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 550.
(2)
فى الأصول خطأ: «بتستر» ، والصواب فى الجواهر.
(3)
فى الأصول: «عن عبد الله» ، والمثبت من الجواهر.
(4)
فلعل المترجم-على هذا-من رجال القرن السادس.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية برقم 551، وانظر فيه أيضا ترجمة رقم 1981، والفوائد البهية 236.
(***) ترجمته فى: الجرح والتعديل، الجزء الأول، القسم الثانى، صفحة 336، الجواهر المضية، برقم 552، ميزان الاعتدال 1/ 632.
اليتيمة يزوّجها القاضى، أنّه لا خيار لها، كما لا خيار لها فى الأب إذا زوّجها وهى صغيرة.
له ذكر فى «المبسوط» ، وغيره.
قال أبو حاتم: صدوق. وعدّه ابن حبّان فى الضّعفاء.
قال أبو العباس النّباتىّ
(1)
: والقول قول أبى حاتم.
***
816 - خالد بن عبد الجبّار الطّالقانىّ، أبو المحاسن
(*)
قرأ على قاضى القضاة، وأقام بطخارستان
(2)
، وعاد إلى بغداد للحجّ سنة عشر وخمسمائة.
قال الهمذانىّ: واجتمعت فى مجلس فعرّفنى أنّه قرأ على أبى الفرائض.
***
817 - خالد بن محمد بن حسين بن نصر بن خالد
أبو المستعين البستىّ الحنفىّ، الواعظ
توفّى فى رجب، منصرفا من الحجّ.
كذا ترجمة الذّهبىّ، فى «تاريخ الإسلام» فيمن توفّى سنة إحدى وأربعمائة، من غير زيادة، ولم يذكره صاحب «الجواهر» .
***
818 - خالد بن يزيد الزّيّات
(**)
من أصحاب الإمام. قال: سمعته يقول: من أبغضنى جعله الله مفتيا.
(1)
فى ن: «البتاني» ، والصواب فى: ميزان الاعتدال 1/ 632، وهو أحمد بن محمد بن مفرج. انظر ترجمته فى تذكرة الحفاظ 4/ 1425.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 553.
(2)
طخارستان: ولاية واسعة كبيرة، تشتمل على عدة بلاد، وهى من نواحى خراسان. معجم البلدان 3/ 518.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 554.
قال: وقال أبو حنيفة: الفتيا ثلاث؛ فمن أصاب خلّص نفسه، ومن أفتى بغير علم ولا قياس هلك وأهلك، والثالث جاهل يريد العلوم، لم يعلم ولم يقس.
قال خالد: قيل لأبى حنيفة عند ذلك: وهل عبدت الشمس إلاّ بالمقاييس؟ قال: غفر الله لك، الفهم الفهم، ثم القياس على العلم، وسل الله التّوفيق للحقّ.
(1)
***
819 - خالد بن يوسف بن خالد السّمتىّ
(*)
الإمام ابن الإمام، تفقّه على أبيه
(2)
، الآتى ذكره فى محلّه.
أورد له ابن عدىّ حديثا منكرا، متنه «ما من أحد إلاّ وعليه عمرة وحجّة واجبتان» .
***
820 - خسرو
(**)
الإمام العلاّمة الشهير بملاّ خسرو، واسمه فى الأصل محمد، وإنّما سمّى بهذا الاسم لأنّ شخصا من أمراء الجند كان يقال له خسرو تزوّج بأخت المولى المذكور، فلمّا مات والده
(3)
وهو صغير كفله الأمير المذكور، واشتهر إذ ذاك بأخى زوجة خسرو، ثم غلب عليه الاسم فقيل له: خسرو. كذا فى «الشّقائق» .
وأخبرنى المولى الفاضل مصطفى چلبى
(4)
، سبط صاحب التّرجمة، أنّ اسم خسرو إنّما كان يقال لأحد إخوته، وأنّه كان يقال له: أخو خسرو، ثم غلب عليه ذلك. ولعلّه أعرف بذلك من غيره.
(1)
لم يذكر المصنف وفاته، وبروايته عن الإمام الأعظم يكون من رجال القرن الثانى.
(*) ترجمته فى: الأنساب 306 ظ، الجواهر المضية برقم 555، ميزان الاعتدال 649،1/ 648.
(2)
ذكر السمعانى أن وفاته كانت سنة تسع وأربعين ومائتين.
(**) ترجمته فى: شذرات الذهب 343،7/ 342، الضوء اللامع 8/ 279، الفوائد البهية 184، كشف الظنون 1/ 851، 1973،18157،1765،1695،2/ 1198، مفتاح السعادة 193،2/ 192، نظم العقيان 109.
وهو: محمد بن فراموز بن خواجه على.
(3)
انظر الأعلام (الحاشية) 7/ 219 لاسم والده.
(4)
ساقط من: ن، وهو فى: ط.
وإنّما ذكرته هنا، ولم أذكره فى المحمّدين، لأنّه صار لا يعرف إلاّ بهذا، وأكثر الخواصّ فضلا عن العوامّ لا
(1)
يعرفون
(1)
أنّه سمّى بمحمد أصلا.
كان المولى خسرو من العلماء الكبار، وممّن له فى العلوم تصانيف وأخبار، قرأ على المولى برهان الدّين حيدر الهروىّ، مفتى الدّيار الرّوميّة.
وصار مدرّسا فى مدينة أدرنة، بمدرسة يقال لها: مدرسة شاه ملك، ثم صار قاضيا بالعسكر المنصور، ثم فوّض إليه بعد موت المولى خضر بيك قضاء قسطنطينيّة، مضافا إليها قضاء الغلطة وأسكدار، وتدريس أيا صوفية، وكان إذا توجّه إلى التدريس بالمدرسة المذكورة يمشى قدّامه وهو راكب سائر طلبته، وكان السلطان محمد يفتخر به، ويقول عنه: هذا أبو حنيفة الثانى.
وكان مع كثرة غلمانه وحاشيته يتعاطى خدمة البيت الذى/أعدّه للمطالعة والتّأليف بنفسه، تواضعا منه وخدمة للعلم الشّريف.
وكان يكتب الخطّ الحسن، وخلّف بعد موته بخطّه كتبا عديدة، منها نسختان من «شرح المواقف» للسّيّد، وصار مفتيا بالدّيار الرّوميّة.
وله تصانيف مقبولة عند الأفاضل، منها «حواش» على «المطوّل» ، و «حواش» على «التّلويح» ، و «حواش» على أوائل «تفسير القاضى» ، ومتن فى الأصول، سمّاه «مرقاة الوصول» ، وشرحه شرحا سمّاه «مرآة الأصول» ، ومتن مشهور «بالدّرر» ، وشرحه المعروف «بالغرر» ، و «رسالة فى الولاء» ، و «رسالة متعلّقة بسورة الأنعام» ، وله غير ذلك.
مات فى سنة خمس وثمانين وثمانمائة، بمدينة قسطنطينيّة، وحمل إلى مدينة بروسة، ودفن بها.
كذا لخّصت هذه الترجمة من «الشّقائق» .
وذكره الحافظ جلال الدّين السّيوطىّ، فى «أعيان الأعيان» ، فقال: عالم الرّوم، وقاضى القضاة بها، ورفيق شيخنا العلاّمة الكافيجى فى الاشتغال على المشايخ. كان إماما
(1 - 1) ساقط من: ط، وهو فى: ن.
بارعا، مفنّنا، محقّقا، نظّارا طويل الباع، راسخ القدم، له «حاشية» على «تفسير البيضاوىّ» .
***
821 - خضر بيك بن المولى أحمد باشا بن المولى
العلاّمة خضر بيك
(*)
اشتغل على أبيه، وعلى غيره، وصار مدرّسا بمدرسة السلطان مراد الغازى ببروسة.
واشتغل عليه جماعة كثيرة، وانتفعوا به.
ثم سلك طريق التّصوّف، إلى أن مات، فى سنة أربع وعشرين
(1)
وتسعمائة.
وكان من فضلاء تلك الدّيار وصلحائها. رحمه الله تعالى.
***
822 - خضر بيك بن جلال الدّين
(**)
العالم العلاّمة، المحقّق المدقّق الفهّامة.
قرأ فى بلاده
(2)
مبادئ العلوم على والده، ثمّ على المولى يكان، ولازمه وتخرّج به، وصاهره على ابنته، وصار قاضيا ببعض النّواحى، وكان كثير المحبّة للعلم، كثير الطّلب له، حتى كان يقال: لم يكن بعد الشّمس الفنارىّ بعلوم العربيّة أعلم منه.
واتّفق
(3)
فى أوائل سلطنة السلطان محمد خان، عليه الرحمة والرّضوان، مجيء رجل من بلاد العرب، واسع الاطّلاع فى العلوم العربيّة، واجتمع بعلماء الدّيار الرّوميّة عند السّلطان المذكور، وسألهم عن بعض المسائل المتعلّقة بالعلوم العربيّة، فعجزوا عن جوابها، وانقطع
(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 2/ 37، وفيه «حضر بك» .
(1)
فى الشقائق: «فى سنة ثلاث أو أربع وعشرين» .
(**) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 1/ 151 - 156، الضوء اللامع 3/ 178، الفوائد البهية 70، كتائب أعلام الأخيار، برقم 668، كشف الظنون 2/ 1348.
(2)
تكملة من: ن.
(3)
القصة فى الفوائد البهية.
الجميع، فحصل للسّلطان بسبب ذلك غضب زائد، ورأى عارا على نفسه أن تكون بلده خالية من عالم يقوم بالجواب عمّا يرد من مثل هذه المسائل المشكلة، فذكر عنده المولى خضر بيك، فأحضره من تلك النّاحية، فحضر إليه، وكان إذ ذاك يلبس لباس الجند، وكان سنّه يومئذ نحو ثلاثين سنة، فازدراه الرجل المذكور لصغر سنّه، ولكونه بغير زىّ أهل العلم، وسأله عن بعض المسائل الدّقيقة، فأجاب عنها بأحسن الأجوبة.
ثم إنّ المولى المذكور سأل الرجل عن مسائل شتّى، فى فنون عديدة فلم يجب عنها، وانقطع، فسرّ السلطان محمد به، وحصل له فرح
(1)
زائد، ووجّه له تدريس مدرسة جدّه السلطان محمد خان بمدينة بروسة، وعيّن له كلّ يوم خمسين درهما عثمانيا، ثم صار مدرّسا بإحدى المدرستين المتجاورتين بمدينة أدرنة.
ثم لمّا فتح السلطان/محمد مدينة قسطنطينيّة جعله قاضيا بها، وهو أوّل من وليها من القضاة، وتوفّى وهو قاض بها، فى سنة ثلاث وستين وثمانمائة.
وكان، رحمه الله تعالى، من فضلاء دهره وأماثل عصره، أخذ عنه جماعة كثيرة، منهم: المولى القسطلاّنىّ، والمولى مصلح الدّين الشّهير بخواجه زاده، والمولى شمس الدين الخيّالىّ، وغيرهم.
كذا لخّصت هذه الترجمة من «الشّقائق النّعمانيّة» .
وفى «الضوء اللاّمع» للسّخاوىّ، ما نصّه: خضر بيك بن القاضى جلال الدّين بن صدر الدّين بن حاجّى إبراهيم، العلاّمة خير الدّين الرّومىّ الحنفىّ، أحد علماء الرّوم ومدرّسيهم وأعيانهم.
ولد فى مستهلّ شهر ربيع الأوّل، سنة عشر وثمانمائة، ونشأ بمدينة بروسة،
(2)
فتفقّه بالبرهان حيدر الخافى
(3)
، والفنارىّ، وقرا يعقوب
(4)
القرمانىّ، وغيرهم.
وبرع فى النّحو والصّرف، والمعانى والبيان، وغيرها.
(1)
فى ط: «فرج» ، والمثبت فى: ن.
(2)
فى الضوء والفوائد: «بورسا» .
(3)
فى ن: «الحافى» ، والمثبت فى: ط، والضوء اللامع.
(4)
هو يعقوب بن إدريس بن عبد الله النكدى، ولد بنكدة من بلاد القرامان، وهو المشتهر بقره يعقوب.
انظر الفوائد البهية 226.
وصنّف وجمع، وأفاد ودرّس، ومن تصانيفه:«حواش» على «حاشية الكشّاف» للتّفتازانىّ، و «أرجوزة فى العروض» ، و «أخرى فى العقائد» .
وولى تدريس الجامع الكبير بأدرنة، ومدرسة السلطان مراد.
وقدم مكة، فى سنة تسع وخمسين، فلقيه ابن عزم المغربىّ، وأفادنيه. وقال: إنّه مات فى سنة ستين. انتهى ما فى «الضوء اللامع» .
والظّاهر أنّ خضر بيك هذا هو الذى ذكره صاحب «الشقائق» ، وأنّ التّرجمتين لشخص، والتّفاوت فى تاريخ الوفاة بين الكتابين يسير، والله تعالى أعلم.
***
823 - خضر بن شماف-بتخفيف الميم-
النّوروزىّ القاهرىّ
(*)
ولد فى سنة خمس وثلاثين وثمانمائة، بالقاهرة، ونشأ بها فى كنف أبويه، فحفظ القرآن وغيره، واشتغل على تنم
(1)
الفقيه، ولازمه فى الفقه والنّحو والصّرف وغيرها، وقرأ على ملاّ شيخ، حين كان بالقاهرة فى «شرح الإرشاد» فى النحو، وفى «شرح الدّرر» كلاهما من تأليفه، وقرأ على العزّ عبد السلام البغدادىّ «شرح المنار» فى الأصول للأقصرائىّ، وحضر عند ابن الهمام، وسيف الدّين، وقرأ على الشّهاب ابن العطّار فى «البخارىّ» وغيره، وسمع على ابن حجر بجامع عمرو.
وحجّ، وزار بيت المقدس، وصار خازن الكتب بالصّرغتمشيّة.
وعرف بلطف العشرة والكياسة، مع التّفنّن فى الفضيلة.
وانجمع فى آخر عمره عن الناس بخزانة الكتب المذكورة، وأعرض عن أمور الدنيا، إلى أن مات
(2)
. رحمه الله تعالى.
***
(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 179،3/ 178، وذكر فى اسم أبيه أنه يقال له «شوماف» ، أيضا، وأن كنية المترجم «أبو الحياة» .
(1)
هو تنم الأبوبكرى المؤيدى. انظر ترجمته فى الضوء اللامع 3/ 45.
(2)
تمام هذا فى الضوء اللامع: «فى يوم الثلاثاء، خامس رجب، سنة خمس وتسعين، بمنشية المهرانى، وصلّى عليه من الغد، ودفن» .
824 - خضر بن عمر بن علىّ بن عيسى الرّومىّ الصّالحىّ
صلاح الدّين، المعروف بابن السّيوفىّ
كان فاضلا، خيّرا، ديّنا، حسن الشّكل، وكان شيخ زاوية جدّه بسفح قاسيون.
وتوفّى سنة ست وسبعين وسبعمائة.
وجمع كتابا فى الأحكام.
ذكره ابن طولون، فى «الغرف العليّة» ، وذكر من روايته أنّ الأوزاعىّ، قال: السّلامة عشرة أجزاء، منها تسعة فى التّغافل. وأنّ أحمد ابن حنبل لمّا سمع ذلك قال: يرحم الله الأوزاعىّ، عشرتها فى التّغافل.
***
825 - خضر بن يوسف الرّومىّ
الشّهير والده بالمعمارستان.
ذكره الحافظ السّيوطىّ فى «الفلك المشحون» ، فقال: فى يوم الثلاثاء تاسع عشرى صفر، سنة إحدى وتسعمائة، وورد علينا من إصطنبول/الإمام العالم العلاّمة خضر بن يوسف، الشّهير والده بالمعمارستان، وذكر أنّ له عن إصطنبول نحو خمسة أشهر، وأنّه قدم علينا لأجل الحجّ، وأثنى على بلاده وملكهم خيرا كثيرا.
وسألته عن العدوّ الذى تحرّك من الفرنج على بلادهم، فذكر أنّ أخاه-يعنى أخا ملك الفرنج-ضعّف
(1)
أمره وسكّن شرّه.
وسمع من لفظى الحديث المسلسل بالأوّليّة، وكتبت له إجازة تجمع مرويّاتى ومؤلّفاتى. انتهى.
***
826 - خضر شاه الرّومىّ، المنتشلىّ الأصل
(*)
قرأ فى بلاده مبادئ العلوم، ثم رحل إلى الدّيار المصريّة، وأقام بها نحو خمس عشرة سنة،
(1)
فى ط: «فضعف» ، ولعل فى الكلام سقطا على هذه الرواية، والمثبت فى: ن، وقد ضعفته ليستقيم الكلام.
(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 157،1/ 156. وذكر صاحبها أن أصل المترجم من ولاية منتشأ.
ملازما للاشتغال بالعلم، حتى مهر، ثم عاد إلى الدّيار الرّوميّة، وصار مدرّسا بمدرسة بلاط، وعيّن له كلّ يوم خمسة عشر درهما.
ولمّا بنى السلطان مراد خان مدرسته بمدينة بروسة، وعيّن لمدرّسها كلّ يوم خمسين درهما
(1)
، طلب من الشيخ أن يكون مدرّسا بها فلم يقبل، وقال: إنّ الزيادة على الخمسة عشر درهما
(2)
تشغل علىّ
(3)
قلبى، وتشوّش خاطرى، وفى الخمسة عشر كفاية.
وكان، رحمه الله تعالى، خيّرا، ديّنا، متواضعا، يركب الحمار، ويتوجّه عليه إلى مصالحه، ولا يبالى بالدنيا أقبلت أو أدبرت.
وكانت وفاته بمدينة قسطنطينيّة، سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة.
وخلّف ولدين، يقال لأحدهما درويش محمد، وللآخر زين الدّين محمد، وكان عندهما فضيلة.
***
827 - خضر الرّومىّ المرزيفونىّ الأصل
الملقّب خير الدين
معلّم السلطان مصطفى بن السلطان سليمان، تغمّدهما الله تعالى برحمته.
ذكره فى «الشّقائق»
(3)
، وأثنى عليه بالفضيلة، وذكر أنّه صار مدرّسا ببعض المدارس، وأنّه رأى له بعض تعاليق على بعض المواضع، منها:«حواش» على قسم التّصديقات من «شرح الشّمسيّة» .
وأرّخ وفاته فى سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة. رحمه الله تعالى.
***
(1)
فى ن: «عثمانيا» ، والمثبت فى: ط، والشقائق.
(2)
ساقط من: ن، وهو فى: ط، والشقائق.
(3)
لم أجد له ترجمة فى الشقائق، وقد بحثت فيها جهد الطاقة فلم أوفق إلا إلى ترجمة رجل يقال له «خير الدين» توفى فى هذه السنة-أعنى سنة وفاة المترجم، وهى ثلاث وخمسون وتسعمائة. انظر الشقائق النعمانية 2/ 133.
828 - خضر الرّومىّ، الشهير بخير الدّين الأصفر
ولد فى مدينة أنقرة، ثمّ إنّه قرأ فى مدينة إصطنبول على المولى سعدى بن ناجى، وغيره، ودرّس بعدّة مدارس.
وكانت وفاته سنة خمس وأربعين وتسعمائة. تغمّده الله تعالى برحمته،
(1)
وهو من رجال «الشّقائق»
(1)
.
***
829 - الخطّاب بن أبى القاسم الرّومىّ القراحصارىّ
الإمام زين الدّين
(*)
ذكره ابن طولون فى حرف الحاء المهملة فيمن اسمه حيدر، والصحيح أنّه الخطّاب، كما هنا.
وقال: له «شرح» على «الكنز» ، و «شرح» على «المختار» ، و «شرح» على «المنار» ، قال: وقد وقفت عليها بدمشق.
وقال الشيخ قاسم
(2)
: له «شرح المنظومة» فى مجلّدين، فرغ منه فى صفر، سنة سبع عشرة وسبعمائة، وكان قد ورد دمشق، ثم رجع إلى بلاده.
***
830 - خطلح بن عبد الله، أبو محمد الأتابكىّ
ويسمّى عبد الهادى
(**)
تفقّه وسمع، وحدّث، وسمع منه السّمعانىّ.
(1 - 1) ساقط من: ن، وهو فى: ط. ولم أجده فى الشقائق النعمانية.
(*) ترجمته فى: تاج التراجم 27، الجواهر المضية، برقم 556، الفوائد البهية 70، كتائب أعلام الأخبار، برقم 538، كشف الظنون 1868،1824،2/ 1515.
وفى الفوائد البهية أن نسبته إلى قره حصار، مدينة بالروم، بينها وبين قسطنطينية عشرة مراحل.
(2)
أى صاحب تاج التراجم.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 557، وفيها «خطلج» ، بالجيم المعجمة.
مات سنة سبع وخمسين وخمسمائة، فى شهر رمضان، رحمه الله تعالى.
***
831 - خطلح بن قمريّة بن عبد الله التّركىّ
الواسطىّ
(*)
سمع منه الحافظ زكىّ الدّين المنذرىّ
(1)
. رحمه الله تعالى.
***
832 - خلف بن أحمد بن عبد الله، أبو القاسم الضّرير
الفقيه الشّلحىّ
(**)
بالشّين المعجمة واللاّم/والحاء المهملة: نسبة إلى الشّلح، قرية من قرى بغداد، وكان بها مولده.
ذكره الصّفدىّ، فى «نكت الهميان» ، فقال: قدم بغداد، وقرأ على قاضى القضاة أبى عبد الله محمد ابن الدّامغانىّ، وغيره، حتى برع فى المذهب والأصول والخلاف، وكان يدرّس بمشهد أبى حنيفة، رضى الله تعالى عنه.
وسمع من الشريف أبى نصر الزّينبىّ، وأبى عبد الله الدّامغانىّ، وأبى الحسين المبارك ابن أحمد الصّيرفىّ.
وحدّث باليسير، وسمع منه السّلفىّ وغيره.
وتوفّى سنة خمس عشرة وخمسمائة. انتهى.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 558، وفيها ايضا «خطلج» وفيه:«بن قمربه» .
(1)
كانت وفاة زكى الدين عبد العظيم بن عبد القوى المنذرى سنة ست وخمسين وستمائة، فالمترجم من رجال النصف الأول من القرن السابع.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 559، نكت الهميان 149.
وشلح، بالكسر: بلدة قرب عكبراء. ويقال فى النسبة الفتح أيضا.
انظر تاج العروس (ش ل ح).
(1)
وذكره وأثنى عليه
(1)
، وذكر أنّه دفن بمقبرة الخيزران.
(2)
رحمه الله تعالى.
***
833 - خلف بن أحمد بن الفضل بن جعفر بن يعقوب بن إبراهيم
أبو القاسم التّميمىّ الحوفىّ
(*)
سمع بمصر من الحافظ عبد الغنىّ، وغيره.
وذكره قطب الدين، فى «تاريخ مصر» والذّهبىّ، فى «تاريخ الإسلام» ، وقال: مات سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وقال: ليس هو بالحوفىّ صاحب «الإعراب» .
قال فى «الجواهر» : قلت الحوفىّ صاحب «الإعراب» اسمه علىّ بن إبراهيم بن سعيد
(3)
.
***
834 - خلف بن أحمد البغدادىّ، أبو القاسم
(**)
ذكره أبو سعد فى «ذيله» ، وقال: ذكره أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النّسفىّ، فى كتاب «الإجازات المترجمة بالحروف المعجمة» ، فقال: الإمام خلف بن أحمد الحنفىّ البغدادىّ.
كذا ذكره فى «الجواهر» من غير زيادة، ثمّ أعقبه بقوله: هو
(4)
،
(1)
ساقط من: ن، وهو فى: ط.
(2)
انظر الجواهر المضية، ففيها فضل عما هنا.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 560.
(3)
فى النسخ، والجواهر:«سعد» ، والمثبت من ترجمته فى إنباه الرواة 220،2/ 219.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 561.
(4)
هكذا ورد فى النسخة التى وقعت للمؤلف، على أن الكلام متصل، وأن الترجمتين لشخص واحد، وهو ما سيعقب عليه بعد قليل، ولكن النسخة المطبوعة فى الهند من الجواهر تتم فيها ترجمة خلف بن أحمد بتمام كلام أبى حفص النسفى، حيث جاء فيها:«فقال: الإمام خلف بن أحمد الحنفى البغدادى هو خلف الزاهد» فكيف تكون ترجمته هى ترجمة خلف ابن أيوب!!! وسيورد المصنف فى آخر ترجمة خلف بن أيوب قصة ينقلها عن هامش نسخة من الجواهر المضية تمثل زهد خلف بن أيوب، فلعله اعتبر الخلاف فى اسم الأب: أحمد أم أيوب!. وانظر حاشية الجواهر المضية (تحقيقى) 2/ 170.
835 - خلف بن أيّوب
(*)
من أصحاب محمد وزفر، له مسائل؛ منها: مسألة الصّدقة على السائل فى المسجد، قال: لا أقبل شهادة من تصدّق عليه.
قلت: وعندى شبهة فى كون التّرجمتين لشخص واحد، وإن ظفرت بما يزيلها ألحقته.
قال سلمة: لو جمع علم خلف لكان فى زاوية من علم علىّ الرّازىّ، إلاّ أنّ خلف بن أيّوب أظهر علمه بصلاحه
(1)
.
يروى أنّ خلفا فرّق بين مسألتين، فلم يقنع السائل به فقال: الفرق بحبّة
(2)
لا بالجوالق
(3)
.
وقيل لخلف بن أيّوب: إنّك مولع بالحسن بن زياد، وإنّه يخفّف الصلاة. قال: لأنّه حذقها-يعنى أتمّ ركوعها وسجودها-وفى الخبر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخفّهم صلاة فى تمام
(4)
.
وتفقّه خلف على أبى يوسف أيضا، وأخذ الزهد عن إبراهيم بن أدهم، وصحبه مدّة وروى عن أسد بن عمر والبجلىّ، وسمع الحديث من إسرائيل بن يونس، وجرير بن عبد الحميد.
(*) ترجمته فى: إيضاح المكنون 1/ 48، تاج التراجم 27، التاريخ الكبير 1/ 196/2، تقريب التهذيب 1/ 225، تهذيب التهذيب 148،3/ 147، الجرح والتعديل 371،2/ 370/1، الجواهر المضية، برقم 562، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 105، طبقات الفقهاء، لطاش كبرى زاده، صفحة 43، العبر 1/ 367، الفوائد البهية 71، كتائب أعلام الأخيار، برقم 108، ميزان الاعتدال 1/ 659.
(1)
فى الجواهر المضية بعد هذا زيادة: «وزهده» .
(2)
فى الجواهر: «بنكتة» .
(3)
الجوالق: بكسر الجيم واللام، وبضم الجيم وفتح اللام وكسرها: وعاء.
(4)
أخرجه مسلم، فى: باب أمر الأئمة تخفيف الصلاة فى تمام، من كتاب الصلاة.
صحيح مسلم 1/ 342.
والترمذى، فى: باب ما جاء اذا أم أحدكم الناس فليخفف، من أبواب الصلاة. عارضة الاحوذى 2/ 37.
والنسائى، فى: باب ما على الإمام من التخفيف، من كتاب الإمامة. المجتبى من السنن 2/ 74.
والدارمى، فى: باب ما أمر الإمام من التخفيف فى الصلاة، من كتاب الصلاة. سنن الدارمى 1/ 289.
والإمام أحمد، فى المسند 282،279،277،276،274،255،254،234،231،179،173،170،3/ 162، 219،5/ 218،340.
وروى عنه أحمد، ويحيى، وأيّوب بن الحسن الفقيه الزاهد الحنفىّ.
قال الحاكم: قدم نيسابور فى سنة ثلاث ومائتين، فكتب عنه مشايخنا.
وذكره ابن حبّان فى «الثّقات» ، وذكره المزّىّ فى «الكمال» ، وقال: روى له أبو عيسى التّرمذىّ حديثا عن أبى كريب محمد بن العلاء
(1)
، ولا أدرى كيف هو
(2)
.
قال فى «الجواهر» : ومتن الحديث: «خصلتان لا تجتمعان فى منافق؛ حسن سمت، وفقه
(3)
فى الدّين».
قال فى «القنية» : وردّ خلف بن أيّوب شاهدا لاشتغاله بالنّسخ حالة الأذان.
وذكر خلف بن أيّوب هذا الحافظ الذّهبىّ، فى «تاريخ الإسلام» ، وعظّمه، وأثنى عليه.
ونقل عن الحاكم، فى «تاريخه» ، أنه قال: سمعت محمد بن عبد العزيز المذكّر، سمعت محمد بن علىّ البيكندىّ الزاهد، يقول: سمعت مشايخنا يذكرون أنّ السّبب لثبات ملك آل سامان، أنّ أسد بن نوح جدّ الأمير إسماعيل، خرج إلى المعتصم، وكان/شجاعا عالما، فتعجّبوا من حسنه ومن عقله، فقال له المعتصم: هل فى أهل بيتك أشجع منك؟ قال: لا. قال: فهل فى أهل بيتك أعقل وأعلم منك؟ قال: لا. فما أعجب الخليفة ذلك.
ثم بعد ذلك سأله كذلك، فأعاد قوله، وقال: هلاّ قلت لى: ولم ذلك؟ قال: ويحك ولم ذلك؟ قال: لأنّه ليس فى أهل بيتى من وطئ بساط أمير المؤمنين وشاهد طلعته غيرى.
فاستحسن ذلك منه، وولاّه بلخ، فكان يتولّى الخطبة بنفسه.
ثم سأل عن علماء بلخ. فذكروا له خلف بن أيّوب، ووصفوا
(4)
له علمه وزهده، فتحيّن
(1)
جامع الترمذى (باب ما جاء فى فضل الفقه على العبادة، من كتاب العلم). عارضة الأحوذى 10/ 157.
(2)
اختصر المصنف كلام الترمذى، أو سقط منه قوله: «قال: ولا أدرى
…
» إلخ. ونص كلام الترمذى «هذا حديث غريب ولا نعرف هذا الحديث من حديث عوف إلا من حديث هذا الشيخ خلف بن أيوب العامرى ولم أر أحدا يروى عنه غير أبى كريب محمد بن العلاء، ولا أدرى كيف هو» انظر الجواهر أيضا.
(3)
فى عارضة الأحوذى: «ولا فقه فى الدّين» .
(4)
سقطت واو العطف من: ط، وهى فى: ن.
مجيئه للجمعة، وركب إلى ناحيته، فلما ترجّل وقصده، فقعد
(1)
خلف وغطّى وجهه، فقال:
السلام عليكم. فأجاب ولم يرفع رأسه، فرفع الأمير أسد رأسه إلى السماء، وقال: اللهمّ إن كان هذا العبد الصّالح يبغضنا فيك فنحن نحبّه فيك.
ثم ركب ومرّ فأخبر بعد ذلك أنّ خلف بن أيّوب مرض فعاده، فقال: هل لك من حاجة؟ قال: نعم حاجتى أن لا تعود إلىّ، وإن متّ فلا تصلّ علىّ وعليك السّواد.
فلمّا توفّى شهد أسد جنازته راجلا، ثم نزع السّواد وصلّى عليه، فسمع صوتا بالليل:
بتواضعك وإجلالك لخلف ثبتت الدولة فى عقبك.
مات خلف سنة خمس ومائتين، ويقال: سنة خمس عشرة ومائتين. وهو الأصحّ، وقيل:
سنة عشرين ومائتين. والله تعالى أعلم.
ورأيت بخطّ بعضهم على هامش نسخة من «الجواهر المضيّة» معزوّا إلى شرح الشيخ قوام الدّين الإتقانىّ، ما صورته: ومن زهده-يعنى خلف بن أيّوب-أنه مرض فأهدى إليه شدّاد رمّانة، فوضعها عند رأسه، فقال له: من أين هذه الرّمّانة؟ قال: من شجرة فى دارى.
فقال: من أىّ ماء سقيتها؟ فقال: من بئر فى
(2)
سكّتى. فقال: أليس دارك فى سكّة كذا؟ قال: نعم. فقال: إنّه لا يطيب لى، ليس لك من ذلك النّهر إلاّ الشّقّة، وليس لك أن تسقى الشجرة. فردّها عليه. انتهى والله تعالى أعلم.
***
836 - خلف بن أيّوب الضّرير، الفقيه
(*)
درّس بمشهد الإمام أبى حنيفة، رضى الله تعالى عنه.
تفقّه عليه عبد السّيّد بن علىّ أبو جعفر، المعروف بابن الزّيتونىّ
(3)
.
(1)
كذا فى الأصول.
(2)
ساقط من: ط، وهو فى: ن.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 563.
(3)
تأتى ترجمته عبد السيد هذا فى حرف العين، وكانت وفاته سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. فالمترجم، شيخه، من رجال النصف الثانى من القرن الخامس وأوائل النصف الثانى من القرن السادس.
ذكره الدّبيثىّ، فى ضمن ترجمته. قاله فى «الجواهر» .
***
837 - خلف بن أبى الفتح بن خلف بن أحمد بن عبد الله
أبو القاسم المقرى
(*)
سبط خلف الفقيه الشّلحىّ.
كان يقرأ القرآن بتلاوة حسنة، وكان يحفظ أشعارا كثيرة، وكان يتبع مظفّرا التّونىّ
(1)
المغنّى ويغنّى معه.
(2)
قال ابن النّجّار: علّقت عنه شيئا كثيرا، وكان حسن الأخلاق، كيّسا
(2)
.
قال ابن النّجّار: أنشدنا أبو القاسم خلف القوّال، من لفظه وحفظه، أنشدنى أستاذى مظفّر بن الأعزّ
(3)
التّونىّ، لعبد المحسن الصّورىّ
(4)
:
ربع لعزّة بالأشواق مأهول
…
عفّى فدمعك بالأطلال مهطول
(5)
علّقت طرفى به كيما أسائله
…
والطّرف بالرّبع لا بالدّمع مشغول
(6)
وقد درت أنّنى ما نمت مذ هجرت
…
فوعدها فى الكرى للطّيف تعليل
ليلى كما اقترحت والأمر فى يدها
…
ليل طويل بيوم الحشر موصول
/وكانت وفاة صاحب التّرجمة فى شهر رجب، سنة عشر وستمائة، ودفن بالخيزرانيّة، وقد قارب السّبعين. رحمه الله تعالى.
***
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 565.
(1)
انظر الجواهر المضية وحاشيته 2/ 174.
(2 - 2) ساقط من: ن وهو فى: ط، والجواهر.
(3)
فى ط: «الأعر» ، وفى ن:«الأعرابى» ، والمثبت فى الجواهر.
(4)
الأبيات فى الجواهر المضية 2/ 175.
(5)
فى الجواهر: «بالأطلال مطلول» وهو أولى.
(6)
فى الجواهر: «به طلبا أسائله» ، وفى الأصول خطأ:«والطرف بالدمع لا بالربع مشغول» .
838 - خلف بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد، أبو المظفّر
الخوارزمىّ المولد، ثم المكّىّ
(*)
ولد فى سنة أربع وخمسمائة
(1)
، وورد مرو وتفقّه بها على أبى الفضل عبد الرحمن الكرمانىّ.
قال ابن النّجّار: قدم بغداد حاجّا، سنة ستين وخمسمائة، وحدّث بها.
وذكر عن أبى سعد أنّه لقيه بخوارزم، وأنّه قدم عليه مرو، سنة إحدى وستين، فعقد المجلس فى الجامع، وأنّه حضر مجلسه.
قال أبو سعد: وكان كثير النّكت
(2)
والفوائد.
قال الذّهبىّ: ذكر القاضى عمر بن علىّ الدّبيثىّ، أنّه قدم بغداد سنة أربع وستين وخمسمائة.
***
839 - خليفة بن سليمان بن خليفة بن محمد القرشىّ، أبو السّرايا
الخوارزمىّ الأصل، الحلبىّ المولد والدّار
(**)
مولده سنة ست وستين وخمسمائة، وقيل: سنة خمس، وقال ابن العديم: إنّه كتب بخطّه فى إجازة بأنّ مولده سنة ثلاث وخمسين.
قرأ الفقه بحلب على الإمام علاء الدّين أبى بكر بن مسعود الكاشانىّ
(3)
، صاحب «البدائع» ، ورحل إلى بلاد العجم، وتفقّه بها على جماعة، منهم الصّفىّ الأصفهانىّ،
(*) ترجمته فى: التحبير 268،1/ 267، الجواهر المضية، برقم 564، العقد الثمين 4/ 319.
(1)
بخوارزم. كما فى الجواهر المضية.
(2)
فى ن: «الكتب» والتصويب من: ط، والجواهر، والعقد الثمين.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 566، طبقات الفقهاء، لطاش كبرى زاده صفحة 109، الفوائد البهية 71، كتائب أعلام الأخيار، برقم 392.
(3)
هكذا أورده المؤلف بالشين المعجمة كما فى كشف الظنون عند ذكر كتابه «بدائع الصنائع» ، وفى الجواهر المضية:«الكاسانى» بالسين المهملة، وفى حاشيته عن لب اللباب أنه نسبة لكاسان، بلدة وراء الشاش، وورد فى الفوائد أيضا «الكاسانى» بالسين المهملة، وقد فصل صاحب الفوائد فى ترجمته صفحة 53 القول فى هذه النسبة، وجمع الأقوال حولها، وغاية كلامه أنها بالسين المهملة وقد يقال بالمعجمة بدل المهملة.
صاحب الطّريقة.
مات، رحمه الله تعالى، ثالث عشرى شوّال، سنة ثمان وثلاثين وستمائة بحلب، ودفن بجبّانة مقام إبراهيم الخليل، صلّى الله وسلّم عليه، خارج باب العراق.
***
840 - الخليل بن أحمد بن إسماعيل
القاضى السّجزىّ
(*)
شيخ الإسلام، ومرجع الأنام، ببلخ.
سافر ودخل البلاد، وتفقّه، وروى عنه أبو عبد الله الفارسىّ. ولم يعلم من حاله سوى ذلك، وهو مأخوذ من «الجواهر المضيّة» .
***
841 - خليل بن أحمد بن الغرسىّ خليل بن عنّاق
(**)
بفتح المهملة أوّله ثم نون مشدّدة وآخره قاف.
الشيخ الفاضل، الأديب البارع، غرس الدّين، المعروف بابن الغرز.
ولد فى رجب سنة ثمان وثمانين وسبعمائة
(1)
، بالقاهرة، ونشأ بها، وقرأ القرآن، واشتغل بالنحو والفقه، وغيرهما.
ومن شيوخه ناصر الدّين البارنباريّ
(2)
، وكذا أخذ عن العزّ ابن جماعة، ولازم البدر البشتكىّ كثيرا فى علم الأدب، حتى فاق فيه جدّا، وطارح الأدباء، ومدح ومدح.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 567.
(**) ترجمته فى: الضوء اللامع 3/ 191، شذرات الذهب 7/ 248.
وفى الضوء اللامع: «بن الغرس خليل» . وفى الشذرات خطأ: «المعروف بابن الفرس» .
(1)
فى الضوء اللامع: «سنة سبع وثمانين وسبعمائة» .
(2)
فى حاشية الضوء اللامع: «نسبة لبار نبار، بالمزاحمتين، بالقرب من رشيد» .
وفى معجم البلدان 1/ 465: «وهى بليدة قرب دمياط. على خليج أشمون والبسراط» .
ولابن حجر الحافظ فى حقّه جوابا عن لغز أرسله إليه:
(1)
أمولاى غرس الدّين والفاضل الذى
…
له ثمر الآداب دانية الهدب
(2)
ومن لاح حتى فى ذرى الشّرق فضله
…
فأجرى دموع الحاسدين من الغرب
ومن نظم صاحب التّرجمة قوله:
(3)
عجوزة حدباء عاينتها
…
تبسّمت قلت استرى فاك
سبحان من بدّل ذاك البها
…
بقبح أحداق وأحناك
(4)
وقوله أيضا:
(5)
/خليلىّ قد جعنا جميعا فبادرا
…
لبيت فلان مسرعين وسيرا
وإن تجدا قرقوشة فاجريا بها
…
لنحوى وإن كان العجين فطيرا
وقوله أيضا:
(6)
وافيت محبوب قلبى فى جبايته
…
يوما وصادف ميعادا به اقتربا
فأخلف الوعد لمّا جئت منتجزا
…
وراح يمطل حقّا ظاهرا وجبا
وقوله أيضا:
(7)
خليلىّ ابسطا لي الأنس إنّى
…
فقير متّ فى حبّ الغوانى
وإن تجدا مداما أو قيانا
…
خذانى للمدامة والقيان
وله غير ذلك.
وكان فاضلا، مفنّنا، ظريفا، كيّسا، حسن الصّوت بالقرآن جدّا، يلبس زىّ الجند.
(1)
البيتان فى: الضوء اللامع 3/ 191.
(2)
فى الأصول والضوء «دانية الهذب» .
(3)
البيتان فى: الضوء اللامع 3/ 191، وشذرات الذهب 7/ 248.
(4)
فى الشذرات: «بقبح أشداق» ، وهو أولى.
(5)
الضوء اللامع 3/ 191.
(6)
الضوء اللامع 3/ 191.
(7)
الضوء اللامع 3/ 191، وشذرات الذهب 7/ 248.
مات فى ليلة الجمعة، عاشر شعبان، سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة. رحمه الله تعالى.
***
842 - الخليل بن أحمد بن روزبه
(*)
تفقّه على أبى عبد الله الدّامغانىّ، ودخل أصبهان، وسمع بها من أبى القاسم الخوارزمىّ.
وحدّث، وروى عنه النّسفىّ.
وكان مولده سنة ست وأربعين.
(1)
وأخوه فاخر بن أحمد يأتى فى محلّه إن شاء الله تعالى.
قاله فى «الجواهر» .
***
843 - الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل بن موسى بن عبد الله
أبو سعيد، السّجزىّ، القاضى
(**)
قال الحاكم أبو عبد الله: شيخ أهل الرّأى فى عصره، مع تقدّمه، وهو صاحب كتاب «الدّعوات والآداب والمواعظ» .
توفّى بسمرقند، فى جمادى الآخرة، سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
وله «رحلة» واسعة، جمع فيها بين بلاد فارس، وخراسان، والعراق، والحجاز، والشّام، وبلاد الجزيرة.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 568.
وفى ن: «بن روبة» والمثبت فى: ط، والجواهر.
(1)
أى وخمسمائة؛ فإن شيخه أبا عبد الله محمد بن على بن محمد الدامغانى ولد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وتوفى سنة ثمان وسبعين وأربعمائة. على ما يأتى فى ترجمته، إن شاء الله تعالى.
(**) ترجمته فى: الأنساب 291 ظ، إيضاح المكنون 2/ 295، تاج التراجم 27، تتمة اليتيمة 2/ 101، الجواهر المضية برقم 569، شذرات الذهب 3/ 91، معجم الأدباء 11/ 77 - 80، النجوم الزاهرة 4/ 153، يتيمة الدهر 339،4/ 338.
وروى عن الإمام أبى القاسم البغوىّ، وأبى بكر بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، فى خلق.
وله ترجمة واسعة فى التّواريخ، وكتب الأنساب.
وكان من أحسن الناس كلاما فى الوعظ والتّذكير.
وقد ذكره صاحب «تتمّة اليتيمة» فقال: من أفضل القضاة، وأشهر أدبائهم، وله شعر الفقهاء، كقوله
(1)
:
الشّيب أبهى من الشّباب
…
فلا تهجّنه بالخضاب
هذا غراب وذاك باز
…
والباز خير من الغراب
وله فى الهزل:
(2)
إذا نامت العينان من متيقّظ
…
تراخت بلا شكّ تشانيج فقحته
(3)
فمن كان ذا عقل سيعذر ضارطا
…
ومن كان ذا جهل ففى وسط لحيته
وقوله فى الجدّ:
(4)
جنبى تجافى عن المهاد
…
خوفا من الموت والمعاد
من خاف من كرّة المنايا
…
لم يدر ما لذّة الرّقاد
(5)
قد بلغ الزّرع منتهاه
…
لا بدّ للزّرع من حصاد
/ومن شعره فى غير «اليتيمة» قوله:
(6)
سأجعل لى النّعمان فى الفقه قدوة
…
وسفيان فى نقل الأحاديث مسندا
(7)
وفى ترك ما لم يعننى عن عقيدتى
…
سأتبع يعقوب العلا ومحمّدا
(8)
(1)
تتمة اليتيمة 2/ 101.
(2)
تتمة اليتيمة 2/ 101.
(3)
فى الأصول: «تشانيح» ، والمثبت من التتمة.
(4)
تتمة اليتيمة 2/ 101.
(5)
فى التتمة: «من سكرة المنايا» .
(6)
الجواهر المضية 2/ 179، ومعجم الأدباء 78،11/ 77.
(7)
فى الأصول: «سأجعل النعمان» ، والتصويب من: الجواهر المضية، ومعجم الأدباء، وفيهما:«فى نقل الأحاديث سيدا» .
(8)
فى ط: «ما لم يغننى» ، والمثبت فى: ن، والجواهر المضية، ومعجم الأدباء.
وأجعل درسى من قراءة عاصم
…
وحمزة بالتّحقيق درسا مؤكّدا
وأجعل فى النّحو الكسائىّ قدوة
…
ومن بعده الفرّاء ما عشت سرمدا
(1)
وإن عدت للحجّ المبارك مرّة
…
جعلت لنفسى كوفة الخير مشهدا
فهذا اعتقادى وهو دينى ومذهبى
…
فمن شاء فليبرز ويلق موحّدا
(2)
ويلق لسانا مثل سيف مهنّد
…
يفلّ إذا لاقى الحسام المهنّدا
(3)
وله أيضا:
(4)
رضيت من الدّنيا بقوت يقيمنى
…
ولا أبتغى من بعده أبدا فضلا
ولست أروم القوت إلاّ لأنّه
…
يعين على علم أردّ به جهلا
(5)
وذكره
(6)
فى «اليتيمة» أيضا، وقال: تقلّد القضاء لآل سامان بسجستان، وغيرها، سنين كثيرة، وهو القائل لأبى جعفر صاحب سجستان فى تهنئته بقصر بناه:
(7)
شيّدت قصرا عاليا مشرفا
…
بطائرى سعد ومسعود
كأنّما يرفع بنيانه
…
جنّ سليمان بن داود
لا زلت فيه باقيا ناعما
…
على اختلاف البيض والسّود
وكان مكتوبا
(8)
فى صدر الإيوان الذى فيه:
(9)
من سرّه أن يرى الفردوس عاجلة
…
فلينظر اليوم فى بنيان إيوانى
أو سرّه أن يرى رضوان عن كثب
…
بملء عينيه فلينظر إلى البانى
وأنشد الخليل قول القاضى التّنوخىّ:
(10)
خذ الفلس من كفّ اللّئيم فإنّه
…
أعزّ عليه من حشاشة نفسه
ولا تحتشم ما عشت من كلّ سفلة
…
فليس له قدر بمقدار فلسه
(1)
فى معجم الأدباء: «الكسائى عمدتى» .
(2)
فى معجم الأدباء: «ويلقى موحدا» .
(3)
فى معجم الأدباء: «ويلقى لسانا» .
(4)
الجواهر المضية 2/ 180، ومعجم الأدباء 11/ 79.
(5)
فى الأصول: «ولم أروم» والتصويب من: الجواهر المضية، ومعجم الأدباء.
(6)
أى الثعالبى.
(7)
يتيمة الدهر 4/ 338.
(8)
فى ن: «على» ، والمثبت فى: ط.
(9)
يتيمة الدهر 4/ 338.
(10)
يتيمة الدهر 4/ 339.
فعارضه
(1)
بقوله:
(2)
صن النّفس عن ذلّ السّؤال ونحسه
…
فأحسن أحوال الفتى صون نفسه
ولا تتعرّض للّئيم فإنّه
…
أذلّ لديه الحرّ من شطر فلسه
وكتب إليه أبو القاسم السّجزىّ يستفتيه:
(3)
هاك سؤال فقيه شرق
…
هات فأحضر له الجوابا
(4)
هل فى اصطبار لذى اشتياق
…
على فراق ترى ثوابا
فأجابه بهذين البيتين:
(5)
أحضرت عن قولك الجوابا
…
أتلو ببرهانه الكتابا
(6)
الله وفّى الصّبور أجرا
…
يفوت فى فضله الحسابا
***
844 - / خليل بن عبد الله، خير الدّين البابرتىّ
ويقال له: العينتابىّ
(*)
نزيل القاهرة.
قال العينىّ: قدم من البلاد الشّماليّة فى حدود سنة خمس وثمانين وسبعمائة، فنزل بالصّرغتمشيّة، واشتغل كثيرا، ثم نزل بالبرقوقيّة فى أيّام العلاء
(7)
ثم السّيف السّيراميّين، ولازم ثانيهما
(7)
فى العلوم، وتزوّج ابنته.
(1)
من هنا إلى نهاية البيتين ساقط من: ن، وهو فى: ط.
(2)
يتيمة الدهر 4/ 339.
(3)
يتيمة الدهر 4/ 339.
(4)
فى اليتيمة: «هاك سؤالا ففيه شرق» ، والبيت قلق.
(5)
يتيمة الدهر 4/ 339.
(6)
فى ن: «أحضرت فى قولك» ، والمثبت فى: ط، واليتيمة.
(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 3/ 199.
وبابرت؛ بكسر الباء الثانية: قرية كبيرة ومدينة حسنة، من نواحى أرزن الروم، من نواحى أرمينية. معجم البلدان 1/ 444.
وعين تاب: قلعة حصينة، ورستاق، بين حلب وأنطاكية، معجم البلدان 3/ 759.
(7)
النص فى الأصول مضطرب، فقد ورد فيها:«السيرامى ولازم التانى» ، والتصويب من الضوء اللامع، والنقل عنه.
وقال ابن حجر: إنّه كان فاضلا فى مذهبه، محبّا للحديث وأهله، مذاكرا بالعربيّة، كثير المروءة.
وإنّه عيّن مرة لقضاء الحنفيّة، فلم يتمّ، وإنّه ولى قضاء القدس الشّريف، فى سنة أربع وثمانين.
كذا لخّصت هذه التّرجمة من «الضّوء اللاّمع» .
وذكره فى «الغرف العليّة» ، وقال: إنّه مات سنة تسع وثمانمائة. رحمه الله تعالى.
***
845 - الخليل بن علىّ بن الحسين بن علىّ، الملقّب نجم الدّين
قاضى العسكر، الحموىّ
(*)
ولى قضاء العسكر للملك العادل أبى بكر بن أيّوب، بعد الستمائة.
قدم دمشق، وتفقّه بها، وخدم المعظّم وأرسله، ودرّس فى دمشق بالرّيحانيّة
(1)
، وناب عن الرّفيع
(2)
فى القضاء.
وتوفّى فى شهر ربيع الأوّل، سنة إحدى وأربعين وستمائة، ودفن بقاسيون.
وسيأتى ابنه علىّ فى بابه، إن شاء الله تعالى.
***
846 - خليل بن عيسى بن عبد الله
خير الدين العجمىّ
(**)
ولى قضاء القدس من برقوق، سنة أربع وثمانين وسبعمائة، وهو أوّل من ولى قضاء
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 570، والدارس 524،1/ 523.
(1)
المدرسة الريحانية: جوار المدرسة النورية لغرب، منشئها خواجا ريحان الطواشى، خادم نور الدين الشهيد محمود بن زنكى، فى سنة خمس وستين وخمسمائة. والدارس 1/ 522.
(2)
هو عبد العزيز بن عبد الواحد بن إسماعيل. انظر حاشية الجواهر 2/ 180.
(**) ترجمته فى: الضوء اللامع 3/ 201.
الحنفيّة بالقدس الشّريف، وكانت سيرته حسنة، وطريقته مشكورة، ثمّ ولى تدريس المعظّميّة.
وكانت وفاته بالقدس الشريف، فى صفر، سنة إحدى وثمانمائة، سقى السّمّ مع بكلمش، وشمس الدّين الدّيرىّ، بالمدرسة البلديّة، فمات هو وبكلمش، وأما الشمس الدّيرىّ فلم يكثر، فمرض طويلا وعوفى
(1)
، وكان شهاب الدّين ابن النّقيب حاضرا، فاعتذر بالصّوم وسلم. رحمهم الله تعالى.
***
847 - خليل بن قاسم بن صفا
(*)
المولى الفاضل خير الدّين، جدّ صاحب «الشّقائق» ، وصفه حفيده بالأوصاف الحميدة، وبالغ فى الثّناء عليه .....
(2)
***
(1)
ساقط من: ن، وهو فى: ط، والضوء اللامع.
(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 1/ 187 - 192، الفوائد البهية 72،71.
(2)
بياض فى الأصول يصل إلى نهاية حرف الخاء، ويبدأ الموجود منها من أول حرف الدال.
أما بقية ترجمة خليل بن قاسم بن صفا، فتجدها وافية مع ترجمة أبنائه فى الشقائق النعمانية، وقد لخصها عنه صاحب الفوائد البهية.
وفى الشقائق أن وفاة المترجم كانت سنة تسع وسبعين وثمانمائة، ولكن فى الفوائد أنه مات سنة تسع وتسعين وثمانمائة، ويعقب على هذا جامع الكتاب بقوله:«الذى رأيته فى الشقائق أنه توفى سنة تسع وأربعين وثمانمائة» . وهكذا يقع اضطراب بين الثلاثة فى سنة الوفاة.
هذا ولست أدرى ما الذى حال بين المصنف واستكمال حرف الخاء، فإن النسخ أجمعت على هذا البياض.
وتجد فى الفوائد البهية استكمالا لتراجم حرف الخاء:
ترجمة خليل الجندرى صفحة 71، وهو من رجال الشقائق النعمانية.
وترجمة خليل الشهير بخليلى، المتوفى فى أثناء عشر العشرين بعد التسعمائة، صفحة 72.
كما تجد فى الجواهر المضية استكمالا لتراجم حرف الخاء:
ترجمة خليل بن محمد بن أحمد، بهاء الدين، المتوفى سنة تسع وتسعين وسبعمائة. ترجمة رقم 571.
وترجمة خمير الوبرى، صاحب كتاب «الأضحية» . ترجمة رقم 572.
وترجمة من عرف بخواهرزاده. وهما:
أبو بكر محمد بن الحسين البخارى، المتوفى ست ثلاث وثمانين وأربعمائة.
وبدر الدين محمد بن محمود الكردرى، المتوفى سنة إحدى وخمسين وستمائة.
الجواهر المضية، ترجمة رقم 1289، وترجمة رقم 1535.
/
حرف الدال المهملة
من اسمه داود
848 - داود بن أرسلان بن غازى، القاضى شرف الدين
أبو المظفّر
(*)
مولده بدمشق، سنة سبعين.
تفقّه على برهان الدين مسعود بن شجاع أبى الموفّق.
قال ابن العديم: كان فقيها فاضلا، متميّزا، صالحا، ينظم الشعر.
مات بدمشق، فى الثامن والعشرين، من جمادى الأولى، سنة تسع وثلاثين وستمائة.
وكذا ذكره الحافظ المنذرىّ، فى «وفيات النّقلة» . والله تعالى أعلم.
***
849 - داود بن رشيد، أبو الفضل
(**)
من أصحاب حفص غياث، ومحمد بن الحسن.
أصله خوارزمىّ، سكن بغداد.
وروى عنه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه.
وروى له البخارىّ، والنّسائىّ، ومات سنة تسع وثلاثين ومائتين. رحمه الله تعالى.
قال داود بن رشيد: قمت ليلة، فأخذنى البرد، فبكيت لما أنا فيه من العرى، فنمت، فرأيت كأنّ قائلا يقول: يا داود، أنمناهم وأقمناك، فتبكى علينا!!
فما نام داود بعدها.
***
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 573، الفوائد البهية 72، كتائب أعلام الأخيار، برقم 433.
(**) ترجمته فى: التاريخ الكبير 2/ 244، تقريب التهذيب 1/ 231، تهذيب التهذيب 3/ 184، الجرح والتعديل 2/ 412/1، الجواهر المضية، برقم 574، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 109، دول الإسلام 1/ 145، شذرات الذهب 2/ 91، العبر 430،1/ 429، الفوائد البهية 73،72، كتائب أعلام الأخيار، برقم 118، هدى السارى 401.
850 - داود بن رضوان، أبو علىّ، الفقيه السّمرقندىّ
(*)
تفقّه بالعراق، ودرّس بنيسابور دهرا، وحدّث.
ومات فى رجب، سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.
***
851 - داود بن عثمان بن يعقوب، الملقّب
شهاب الدين الرّومىّ
(**)
تفقّه، ودرّس بالطّغجيّة
(1)
بالقاهرة، خارج باب زويلة، وهو أوّل من درّس بها، ثم ظهر بعد ذلك كتاب يدلّ على أن الواقف كان ملّك لابنته ما أوقفه، فبطّل الدرس من ذلك اليوم، وأعاد بالمنصوريّة.
وحجّ، ورجع متضعّفا، فمات فى المحرّم، سنة خمس وسبعمائة. رحمه الله تعالى.
852 - داود بن على بن شبيب، الفقيه الحلبىّ
(***)
ابن أخى ثابت بن شبيب المذكور
(2)
، نقل عنه ابن العديم، فيما شافهه به، وفاة عمّه ثابت، على ما تقدّم.
***
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 575.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 576.
(1)
المدرسة الطغجية: بخط حدرة البقر، خارج بابى زويلة، أنشأها الأمير سيف الدين طغجى بن عبد الله الأشرفى، وأصله من مماليك الملك الأشرف خليل بن قلاوون، وكان قتل طغجى سنة ثمان وتسعين وستمائة.
خطط المقريزى 2/ 396، النجوم الزاهرة 8/ 183.
(***) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 577.
(2)
أى فيما تقدم. برقم 596.
853 - داود بن عيسى بن أبى بكر بن أيّوب بن شادى بن مروان
أبو المفاخر بن أبى العزائم
الملك الناصر ابن الملك المعظّم
(*)
فقيه، أديب.
ولد فى جمادى الآخرة، سنة ثلاث وستمائة.
وتوفّى ليلة السبت، الثامن والعشرين، من جمادى الأولى، سنة ست وخمسين وستمائة، فى الطّاعون العامّ.
وروى أنه كان يقول: أشتهى أن يرزقنى الله الشهادة. فطعن فى جنبه الأيسر، فأصبح وهو يشكو ألما مثل الطّعن بالسيف، ودام على ذلك إلى آخر النهار، فلمّا أمسى نام، ثم انتبه، وقال: إنّي رأيت جنبى الأيسر يقول لجنبى الأيمن: أنا قد جاءت نوبتى فصبرت، والليلة نوبتك فاصبر كما صبرت. فأصبح وقد طعن فى جنبه الأيمن.
فلمّا كان بين الصّلاتين، وقد سقطت قواه، نام ثم انتبه وهو يرعد، فقال: إنّى رأيت النبىّ صلى الله عليه وسلم، والخضر عليه الصلاة والسلام، قد جاءا إلىّ، وجلسا عندى، ثم انصرفا.
فلمّا كان آخر النهار قال لولده الأكبر شهاب الدين غازى: يا بنىّ ما بقى فىّ رجاء، فتهيّأ فى تجهيزى.
فبكى، وبكى الحاضرون، فقال له: لا تكن إلاّ رجلا، ولا تعمل عمل النّساء، ولا تغيّر هيئتك. وأوصاه بأهله وأولاده.
ثم اشتدّ به الضّعف، وغاب صوابه، ثم أفاق فقال: بالله تقدّموا إلى/جانبى، فإنّى أجد وحشة.
(*) ترجمته فى: البداية والنهاية 13/ 214، ترويح القلوب فى ذكر الملوك بنى أيوب 74،73، الجواهر المضية برقم 578، دول الإسلام 2/ 160، ذيل الروضتين 200، شذرات الذهب 5/ 275، صبح الأعشى 4/ 175، العبر 300،5/ 229، فوات الوفيات 1/ 312 - 314، الفوائد البهية 73، كشف الظنون 1/ 816، المختصر، لأبى الفدا 196،3/ 195، مرآة الجنان 4/ 139، النجوم الزاهرة 61،7/ 34، وفيات الأعيان 3/ 496.
ثم قال: أرى صفّا عن يمينى، فيهم أبو بكر وسعد، وصورهم جميلة، وعليهم ثياب بيض، وصفّا عن شمالى، وصورهم قبيحة، أبدان بلا رءوس، ورءوس بلا أبدان، وهؤلاء يطلبوننى،
(1)
وهؤلاء لا يطلبوننى
(1)
. وأنا أريد أروح إلى أهل اليمين.
ثم أغفى إغفاءة، ثم استيقظ، وقال: الحمد لله، خلصت، خلصت
(2)
منهم. ثم مات، رحمه الله تعالى.
ولقد كان واسع النّفس، محبّا للعلماء، مقرّبا لهم، محسنا إلى من يقدم عليه منهم، كثير العطاء لهم.
قدم عليه راجح الحلّىّ
(3)
، شاعر الملك الظّاهر غازى بن صلاح الدين يوسف بن أيوب، ومدحه بقصيدته التى أوّلها:
أمنكم خطرت مسكيّة النّفس
…
صبا تلقّيت منها برد منتكس
فأعطاه ألف دينار، وقماشا وأثاثا بألف أخرى.
وانقطع إليه الإمام العلاّمة شمس الدين الخسروشاهيّ
(4)
، ووصل إليه منه أموال جمّة.
ولا بأس بإيراد
(5)
شئ يسير من نظمه البديع، فمنه قوله:
عيون عن السّحر المبين تبين
…
لها عند تحريك القلوب سكون
تصول ببيض وهى سود فرندها
…
فتور ذبول والجفون جفون
إذا أبصرت قلبا خليا من الهوى
…
تقول له كن مغرما فيكون
(1 - 1) سقط من: ن.
(2)
سقط من: ن.
(3)
شرف الدين راجح بن إسماعيل الحلى، صدر نبيل، مدح الملوك بمصر والشام والجزيرة، وسار شعره، وتوفى سنة سبع وعشرين وستمائة.
شذرات الذهب 5/ 123، العبر 5/ 108، فوات الوفيات 219،1/ 218، النجوم الزاهرة 6/ 275.
(4)
شمس الدين عبد الحميد بن عيسى بن عموية الخسروشاهى الشافعى، ولد سنة ثمانين وخمسمائة، وكان فقيها، أصوليا، متكلما، محققا، بارعا فى المعقولات، توفى سنة اثنتين وخمسين وستمائة.
طبقات الشافعية الكبرى 162،8/ 161.
(5)
فى ط: «من إيراد» .
وقوله أيضا:
(1)
إذا عاينت عيناى أعلام جلّق
…
وبان من القصر المشيد قبابه
(2)
تيقّنت أنّ البين قد بان والنّوى
…
نأى شخصه والعيش عاد شبابه
(3)
وقوله أيضا:
زار الحبيب وذيل الليل منسدل
…
وانجاب عن وجهه داجى غياهبه
فقال لى صاحبى والضّوء قد رفعت
…
يداه من ليلنا مرخى جلاببه
أما ترى الضوء فى ليل المحاق لقد
…
جاء الزمان بضرب من عجائبه
فقلت يا غافلا عن نور طلعته
…
أما ترى البدر يبدو فى عقاربه
وقوله أيضا:
(4)
أحبّ الغادة الحسناء ترنو
…
بمقلة جؤذر فيها فتور
ولا أصبو إلى رشاء غرير
…
وإن فتن الورى الرّشا الغرير
وأنّى يستوى شمس وبدر
…
ومنها يستمدّ ويستنير
(5)
وقوله أيضا:
(6)
طرفى وقلبى قاتل وشهيد
…
ودمى على خدّيك منه شهود
يا أيّها الرّشأ الذى لحظاته
…
كم دونهنّ صوارم وأسود
من لى بطيفك بعد ما منع الكرى
…
عن ناظرىّ البعد والتّسهيد
وأنا وحبّك لست أضمر سلوة
…
عن صبوتى ودع الفؤاد يبيد
(7)
وألذّ ما لاقيت منك منيّتى
…
وأقلّ ما بالنفس فيك أجود
(8)
(1)
البيتان فى: فوات الوفيات 1/ 213، النجوم الزاهرة 7/ 62.
(2)
فى النجوم: «لئن عاينت» .
(3)
فى النسخ وأصل النجوم: «نوى شخصه» ، والمثبت فى: فوات الوفيات.
(4)
الأبيات فى: شذرات الذهب 5/ 275.
ومن العجائب أنّ قلبك لم يلن
…
لى والحديد ألانه داود
/ومن لطيف شعره، ما كتب به إلى الملك المنصور إبراهيم، صاحب حمص، يستدعيه إلى مجلس أنس، وذلك لمّا كانا نازلين ببيسان
(1)
، حين كانا متّفقين على حرب الصالح نجم الدين أيوب، صاحب مصر، وكان ذلك يوم عيد الفطر فى زمان الرّبيع، وهو:
يا ملكا قد جمّل العصرا
…
وفاق أملاك الورى طرّا
وفات فى نائله حاتما
…
وبتّ فى إقدامه عمرا
وباكر العلياء فافتضّها
…
وكانت النّاهدة البكرا
أما ترى الزّهر وقد جاءنا
…
مستقبلا بالبشر والبشرى
الصّيد والنّيروز فى حالة
…
والملك المنصور والنّصرا
والأرض قد باهت به واغتدت
…
تختال فى حلّتها الخضر
(2)
عبّست السّحب على نورها
…
فراح ثغر النّور مفترّا
الصّوم قد ولّى بآلاته
…
والفطر باللّذّات قد كرّا
فانهض بلا مطل ولا فترة
…
نرتشف المعسولة الخمرا
حيريّة قد عتّقت حقبة
…
فأقبلت تخبر عن كسرى
واستجلها حمراء عانية
…
تحسبها فى كأسها تبرا
أو ذوب جمر حلّ فى جامد ال
…
ماء فألقى فوقه درّا
وبادر اللّذّات فى حينها
…
وقم بنا ننتهب العمرا
فى روضة أترنجها يانع
…
يلوح فى الأغصان مصفرّا
كأنّه قد لاح فى دوحها
…
وجه سماء أطلعت زهرا
واسلم ودم فى عيشة رغدة
…
تبلى على جدّتها الدّهرا
وقال شهاب الدين التّلّعفرىّ
(3)
الشاعر المشهور: اجتمعت ليلة بالملك الناصر داود، على
(1)
بيسان: مدينة بالأردن، بالغور الشمالى، وهى بين حوران وفلسطين.
معجم البلدان 1/ 788.
(2)
فى ن: «قد باهت بكم» .
(3)
شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مسعود الشيبانى التلعفرى، مدح الملوك والكبراء، وسار شعره، ونسبته إلى تل أعفر، بين سنجار والموصل، توفى سنة خمس وسبعين وستمائة.
شذرات الذهب 5/ 349، العبر 5/ 306، فوات الوفيات 2/ 546 - 555، النجوم الزاهرة 7/ 255.
شاطئ البحر بعسقلان، وقد طلع البدر، وألقى شعاعه على البحر، فقال الملك الناصر مرتجلا:
(1)
يا ليلة قطّعت عمر ظلامها
…
بمدامة صفراء ذات تأجّج
بالسّاحل النّامى روائح نشره
…
عن روضه المتضوّع المتأرّج
(2)
واليمّ زاه قد هدا تيّاره
…
من بعد طول تقلّق وتموّج
طورا تدغدغه الشّمال وتارة
…
يكرى فتوقظه بنات الخزرج
والبدر قد ألقى سنا أنواره
…
فى لجّه المتجعّد المتدبّج
(3)
فكأنّه إذ قدّ صفحة متنه
…
بشعاعه المتوقّد المتوهّج
نهر تكوّن من نضار يانع
…
يجرى على أرض من الفيروزج
(4)
وقال أيضا:
يا راكبا من أعالى الشّام يجذبه
…
إلى العراقين إدلاج وإسحار
حدّثتنى عن ربوع طالما قضيت
…
للنّفس فيها لبانات وأوطار
لدى رياض سقاها المزن ديمته
…
وزانها زهر غضّ ونوّار
شحّ النّدى أن يسقّيها مجاجته
…
فجادها مفعم الشّؤبوب مدرار
بكت عليها الغوادى وهى ضاحكة
…
وراحت الريح فيها وهى معطار
يا حسنها حين زانتها جواسقها
…
وأينعت فى أعالى الدّوح أثمار
فهى السماء اخضرارا فى جوانبها
…
كواكب زهر تبدو وأقمار
ومنها:
كرّر على نازح شطّ المزار به
…
حديثك العذب لا شطّت بك الدّار
وعلّل النّفس عنهم بالحديث بهم
…
إنّ الحديث عن الأحباب أسمار
وقال، يتضرّع إلى الله تعالى، ويشكو أهله وأقاربه:
أيا ربّ إنّ الأقرباء تباعدوا
…
وعوملت منهم بالقطيعة والهجر
(1)
الأبيات فى: فوات الوفيات 1/ 312.
(2)
فى ن: «روائح نشرها» .
(3)
فى ن: «المتجعد المتدعج» .
(4)
فى فوات الوفيات: «نهر تلون» .
وقطّعت الأرحام بينى وبينهم
…
وجوزيت عن فعل الصّنائع بالنّكر
وأغلق دونى بابه كلّ صاحب
…
فتحت له بابى وأدخلته خدرى
تخيّرته منهم ليوم مساءتى
…
وأعددته فى كلّ نائبة ذخرى
فخان عهودى إذ وفيت بعهده
…
وشحّ برفدى إذ بذلت له رفدى
وأنت بمرأى يا إلهى ومسمع
…
وعالم مكنون السّرائر والجهر
أجرنى من باغ علىّ بماله
…
ومعقله المحفوف بالعسكر المجر
أمولاى إنّ العرب تمنع جارها
…
وتدفع عنه الضّيم بالبيض والسّمر
وقد جئتك اللهمّ أرجوك ناصرا
…
لأنك أولى من يؤمّل للنّصر
(1)
فخذ بيدى فيما أرجّى وأتّقى
…
على رغم أقوام تواطوا على ضرّى
فألطافك الحسنى لدىّ خفيّة
…
تبلّغنى الآمال من حيث لا أدرى
ومن شعره أيضا، قوله:
(2)
لمّا تنمّق وجهه المبيضّ من
…
خطّ السّواد المستقيم بأسطر
عاينت مرأى لم أشاهد مثله
…
كلاّ ولم أسمع به من مخبر
وجها تنقّل فى فنون ملاحة
…
حتى تمسّك بالعذار الأعطر
(3)
فكأنّه لمّا استدار عذاره
…
بدر بدا فى هالة من عنبر
ومن شعره أيضا، قصيدة عدّتها أربعة وثلاثون بيتا، منها قوله:
(4)
صبّحانى بوجهه القمرىّ
…
واصبحانى بالسّلسبيل الرّوىّ
ومنها:
ما رأينا من قبل خدّيه وردا
…
يانعا فوق عارض سوسنىّ
كيف يجنى البنفسج الغضّ منه
…
وهو يحمى بالنّاظر النّرجسىّ
ومنها:
أعطنيها كأنّها وهج الشّم
…
س تبدّت فى برجها الحملىّ
(1)
فى حاشية ن: «الأولى: لأنك مولى من يؤمل للنصر» .
(2)
سقط من: ن.
(3)
فى ن: «وجه تنقل من فنون ملاحة» .
(4)
البيت الأول فى: فوات الوفيات 1/ 312.
قال ابن كثير فى حقّ صاحب
(1)
الترجمة
(2)
: وكان فصيحا، وله شعر، ولديه فضائل، واشتغل فى علم الكلام على الشمس الخسروشاهيّ، تلميذ الرّازىّ
(3)
.
وكان
(4)
يعرف علم الأوائل جيّدا، وقد/حكوا عنه أشياء تدلّ
(5)
، إن صحّت
(5)
، على سوء عقيدته، والله أعلم.
قال: وذكروا عنه
(6)
، أنه حضر أوّل درس ذكر بالمستنصريّة، فى سنة اثنتين وستمائة، وأنّ الشعراء أنشدوا المستنصر مدائح كثيرة، فقال بعضهم فى قصيدة له:
لو كنت فى يوم السّقيفة شاهدا
…
كنت المقدّم والإمام الأعظما
فقال النّاصر للشاعر: اسكت، فقد أخطأت، قد كان جدّ أمير المؤمنين العباس شاهدا يومئذ، ولم يكن المقدّم ولا الإمام الأعظم، وإنما كان المقدّم والإمام الأعظم أبو بكر الصديق، رضى الله تعالى عنه.
فقال الخليفة: صدق
(7)
.
وهذا من أحسن ما نقل عنه، رحمه الله تعالى
(8)
.
وكان، رحمه الله تعالى، شاعرا ماهرا، عالما فاضلا، وأشعاره وأخباره لا تدخل تحت الحصر، ولا يتيسّر الإحاطة بها، وفيما ذكرناه منها مقنع.
***
(1)
فى ن زيارة: «هذه» .
(2)
البداية والنهاية 13/ 198.
(3)
أى الفخر، كما فى البداية.
(4)
أى الخسروشاهى.
(5)
سقط من: ن.
(6)
أى عن داود المترجم.
(7)
فى البداية: «صدقت» .
(8)
آخر كلام ابن كثير.
854 - داود بن غلبك بن على الرّومىّ، المعروف بالبدر الطّويل
(*)
نشأ بمدينة قونية، وقرأ الأدب واللغة.
وتفقّه على الشيخ جلال الدين الخبّازىّ
(1)
، لمّا قدم دمشق، وأقام بها نحوا من ثلاثين سنة.
ثم توجّه إلى حلب
(2)
، ودرّس بها فى القليجيّة
(3)
والطّرخانيّة نحوا من خمس عشرة سنة.
ثم خرج من حلب
(2)
، متوجّها إلى قلعة المسلمين، فأدركه أجله، وتوفّى سنة خمس عشرة وسبعمائة.
وكان له معرفة تامّة بالأصلين. رحمه الله تعالى.
***
855 - داود بن محمد بن موسى بن هارون، الفقيه الأودنىّ
(**)
كان إماما، يروى عن عبد الرحمن بن أبى الليث.
قال الذّهبىّ: وابنه أبو نصر أحمد بن داود بن محمد، روى
(4)
عن أبيه، وعنه عمر بن منصور البخارىّ.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 579، الفوائد البهية 72، كتائب أعلام الأخيار، برقم 594.
وضبط «غلبك» عن إحدى نسخ الجواهر.
(1)
هو عمر بن محمد بن عمر، وتأتى ترجمته.
(2)
سقط من: ن. وهو فى الجواهر أيضا.
(3)
فى النسخ: «القلجية» ، والمثبت عن الجواهر. وانظر حاشيته 1/ 190.
(**) ترجمته فى: الأنساب 52 ظ، تاج التراجم 28، تبصير المنتبه 52،1/ 51، الجواهر المضية، برقم 580، القاموس (و د ن)، كشف الظنون 2/ 1277،827،16،1/ 10، اللباب 1/ 74، المشتبه 35، معجم البلدان 1/ 399، هدية العارفين 1/ 359.
وذكر الأستاذ كحالة، أن وفاة المترجم كانت فى حدود سنة عشرين وثلاثمائة.
معجم المؤلفين 4/ 142.
والأودنى: فى الأنساب بضم الهمزة، وفى المشتبه بفتحها.
(4)
فى ن: «يروى» ، والمثبت فى: ط، والمشتبه.
وله
(1)
كتب، منها: كتاب «ذكر الصالحين» ، وكتاب «أحداث الزمان» ، وكتاب «أجر البهائم» ، وكتاب «فضائل القرآن» .
وتقدّم ابنه أحمد
(2)
.
***
856 - داود بن المحبّر بن قحذم بن سليمان بن ذكوان
أبو سليمان الطّائىّ البصرىّ
(*)
نزل بغداد، وحدّث بها عن شعبة، وحمّاد بن سلمة، وغيرهما.
وروى عنه جماعة؛ منهم: محمد بن إسحاق الصّغانىّ، وغيره.
قال العباس بن محمد الدّورىّ
(3)
: سمعت يحيى بن معين، وذكر داود بن المحبّر، فأحسن عليه الثّناء، وذكره بخير، وقال: ما زال معروفا بالحديث، يكتب الحديث، وترك الحديث ثم ذهب فصحب قوما من المعتزلة فأفسدوه، وهو ثقة.
وروى الخطيب
(4)
، بسنده عن العباس بن محمد المذكور، أنه قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: داود بن المحبّر ليس بكذّاب.
قال يحيى: وقد كتبت عن أبيه المحبّر بن قحذم، وكان داود ثقة، ولكنه جفا الحديث، ثم حدّث.
قال-أعنى الخطيب-بعد نقله كلام ابن معين هذا: قلت، حال داود ظاهرة فى كونه غير ثقة، ولو لم يكن له غير وضعه كتاب «العقل» بأسره لكان دليلا كافيا على ما ذكرته.
(1)
أى: وللمترجم. والكلام من الأنساب.
(2)
برقم 191.
(*) ترجمته فى: البداية والنهاية 10/ 259، تاج التراجم 28، تاريخ بغداد 8/ 359، تبصير المنتبه 4/ 1254، تقريب التهذيب 1/ 234، تهذيب التهذيب 3/ 199 - 201، الجواهر المضية، برقم 581، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 110، 111، كشف الظنون 2/ 1439، المشتبه 571، ميزان الاعتدال 1/ 20.
وضبط: «المحبر» ، و «قحذم» من التقريب والخلاصة.
(3)
فى النسخ: «الدورقى» خطأ، والتصويب من تاريخ بغداد 8/ 360، وفيه:«سمعت الدورقى يقول» ، وانظر: ترجمة الدورقى فى الأنساب 5/ 400.
(4)
تاريخ بغداد 8/ 360.
ثم روى بسنده إلى أبى الحسن على بن عمر، أنه قال: كتاب «العقل» وضعه أربعة:
أوّلهم ميسرة بن عبد ربّه، ثم سرقه منه داود بن المحبّر، فركّبه بأسانيد
(1)
غير أسانيد ميسرة، وسرقه عبد العزيز بن أبى رجاء، فركّبه بأسانيد
(1)
أخر، ثم سرقه سليمان بن عيسى السّجزىّ، فأتى بأسانيد أخر. أو كما قال الدّارقطنىّ.
وروى الذّهبىّ /، بسنده إلى ابن ماجه
(2)
: حدّثنا إسماعيل بن أبى الحارث
(3)
، حدثنا ابن المحبّر، عن الربيع بن صبيح، عن يزيد الرّقاشىّ، عن أنس، مرفوعا:«ستفتح مدينة يقال لها قزوين، من رابط فيها أربعين ليلة كان له فى الجنّة عمود من ذهب، وزمرّدة خضراء على ياقوته حمراء، لها سبعون ألف مصراع من ذهب، كلّ باب فيه زوجة من الحور العين» .
قال الذّهبىّ: فلقد شان ابن ماجه «سننه» بإدخال هذا الحديث الموضوع فيها.
ومات داود ببغداد، يوم الجمعة، لثمان مضين من جمادى الأولى، سنة ست ومائتين.
رحمه الله تعالى، وتجاوز عنه.
***
857 - داود بن مروان بن داود الملطىّ الفقيه
العلاّمة، نجم الدين
(*)
ناب فى الحكم عن الحسام الرّازىّ، ودرّس بعدّة أماكن.
وولى قضاء العسكر.
وكان ذا مروءة وعصبيّة، ومعرفة بالمذهب.
مات فى ثالث شهر ربيع الأول، سنة سبع عشرة وسبعمائة. ودفن بالقرافة.
(1)
سقط من: ن.
(2)
فى سننه، باب فى ذكر الديلم وفضل قزوين، من كتاب الجهاد. سنن ابن ماجه 2/ 929.
(3)
هو إسماعيل بن أسد، كما فى سنن ابن ماجه.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 582، الدرر الكامنة 2/ 189، الفوائد البهية 73، كتائب أعلام الأخيار، برقم 543.
وهو والد صدر الدين سليمان الآتى فى بابه، إن شاء الله تعالى.
***
858 - داود بن كمال القوجوى، الرّومىّ
(*)
أخذ عن المولى لطفى، وابن المؤيّد، وابن الحاجّ حسن، وغيرهم.
وصار مدرّسا بعدّة مدارس؛ منها إحدى الثّمان.
وولى قضاء بروسة مرتين.
وكان من خيار الناس علما، وعملا، واتّباعا للحق.
وكانت وفاته بعد الأربعين والتسعمائة، تغمّده الله تعالى برحمته.
***
859 - داود بن نصير، أبو سليمان الطّائىّ، الكوفىّ
(**)
الإمام، العالم، العامل، العابد، الزاهد، أحد أصحاب الإمام، وعين أعيان أئمّة الأنام.
سمع عبد الملك بن عمير، وسليمان الأعمش، وغيرهما.
وروى عنه جماعة، منهم: إسماعيل بن عليّة، وغيره.
(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية (بهامش وفيات الأعيان) 641،1/ 640، كشف الظنون 2/ 717، الكواكب السائر 143،2/ 142.
(**) ترجمته فى: أخبار أبى حنيفة وأصحابه 109 - 119، البداية والنهاية 10/ 145، تاريخ بغداد 8/ 347 - 355، التاريخ الكبير، للبخارى 1/ 240/2، تقريب التهذيب 1/ 234، تهذيب التهذيب 3/ 203، جامع كرامات الأولياء 2/ 6، الجرح والتعديل 2/ 426/1، الجواهر المضية، برقم 583، حلية الأولياء 7/ 335 - 367، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 111، دول الإسلام 1/ 110، ذيل الجواهر المضية 2/ 536 - 540، صفة الصفوة 3/ 131 - 146، طبقات الفقهاء، للشيرازى 135، العبر 1/ 238، الكواكب الدرية 1/ 103 - 105، ميزان الاعتدال 2/ 21، وفيات الأعيان 2/ 259 - 263.
و «نصير» بضم النون، كما فى التقريب والخلاصة.
وكان داود ممّن شغل نفسه بالعلم، ودرس الفقه وغيره من العلوم، ثم اختار بعد ذلك العزلة والانفراد والخلوة، ولزم العبادة، واجتهد فيها إلى آخر عمره.
وقدم بغداد فى أيّام المهدىّ، ثم عاد إلى الكوفة، وبها كانت وفاته.
قال ابن عيينة فى حقّه: كان داود الطّائىّ ممّن علم وفقه.
قال: وكان يختلف إلى أبى حنيفة، حتى نفذ فى ذلك الكلام.
قال: فأخذ حصاة فحذف بها إنسانا، فقال له: يا أبا سليمان، طال لسانك، وطالت يدك!!
قال: فاختلف بعد ذلك سنة لا يسأل ولا يجيب، فلمّا علم أنه يصبر، عمد إلى كتبه فغرّقها فى الفرات، ثم أقبل على العبادة وتخلّى.
قال الوليد بن عقبة الشّيبانىّ: لم يكن فى حلقة أبى حنيفة أرفع
(1)
صوتا من
(1)
داود الطّائىّ، ثم إنه تزهّد، واعتزلهم، وأقبل على العبادة.
قال عطاء: كان
(2)
لداود الطّائىّ ثلاثمائة درهم، فعاش بها عشرين سنة ينفقها على نفسه.
قال: وكنّا ندخل عليه فلم يكن فى بيته إلاّ باريّة
(3)
، ولبنة يضع عليها رأسه، وإجّانة
(4)
فيها خبز، ومطهرة يتوضّأ منها، ومنها يشرب.
وقال أبو سليمان الدّارانىّ: ورث داود الطائىّ من أمّه دارا، فكان ينتقل فى بيوت الدّار، كلّما خرب بيت من الدّار انتقل منه إلى آخر ولم يعمّره، حتى أتى على عامّة بيوت الدار.
قال: وورث من أبيه دنانير، فكان يتقوتها حتى كفّن بآخرها.
(1 - 1) فى م: «من صوت» ، والمثبت فى: ط، وفى أخبار أبى حنيفة وأصحابه للصيمرى 109.
(2)
سقط من: ط، وهو فى: ن، وتاريخ بغداد 8/ 348.
(3)
البارية: الحصير المنسوج.
(4)
الإجانة: إناء يغسل فيه الثياب.
وروى أن محمد بن قحطبة قدم الكوفة، فقال: أحتاج إلى مؤدّب يؤدّب أولادى، حافظ لكتاب الله، عالم بسنّة/رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالآثار، والفقه، والنّحو، والشعر، وأيّام الناس.
فقيل له: ما يجمع هذه الأشياء إلا داود الطّائىّ.
وكان محمد بن قحطبة ابن عمّ داود، فأرسل إليه يعرض ذلك عليه، ويسنّى له الأرزاق والفائدة، فأبى داود ذلك، فأرسل إليه بدرة عشرة آلاف درهم، وقال: استعن بها على دهرك. فردّها.
فوجّه إليه ببدرتين، مع غلامين له مملوكين، وقال لهما: إن قبل البدرتين فأنتما حرّان.
فمضيا بهما إليه، فأبى أن يقبلهما، فقالا له: إنّ فى قبولهما عتق رقابنا.
فقال لهما: إنّى أخاف أن يكون فى قبولهما وهق رقبتى فى النار، ردّاهما إليه، وقولا له
(1)
: إنّ ردّهما على من أخذتهما منه أولى من أن تعطينى أنا.
قال إسماعيل بن حسّان: جئت إلى باب داود الطّائىّ، فسمعته يخاطب نفسه، فظننت أنّ عنده أحدا، فأطلت القيام على الباب، ثم استأذنت فدخلت، فقال: ما بدا لك فى الاستئذان؟.
قلت: سمعتك تتكلّم، فظننت أنّ عندك أحدا.
قال: لا، ولكن كنت أخاصم نفسى، اشتهت البارحة تمرا، فخرجت فاشتريت لها، فلما جئت به اشتهت جزرا، فأعطيت الله عهدا أن لا آكل تمرا ولا جزرا حتى ألقاه.
وقال عبد الله بن المبارك
(2)
: قيل لداود، وقد تصدّع حائط له: لو أمرت برمّه؟.
فقال داود: كانوا يكرهون فضول النّظر.
وقال ابن أبى عدىّ: صام داود الطّائىّ أربعين سنة ما علم به أهله، كان خزّازا، وكان
(1)
جاء القول فى تاريخ بغداد 8/ 439 هكذا: «وقولا له يردهما على من أخذهما منه أولى من أن يعطينى أنا» .
(2)
تاريخ بغداد 8/ 349.
يحمل غداءه معه، ويتصدّق به فى الطريق، ويرجع إلى أهله يفطر عشاء، لا يعلمون أنّه صائم.
وقيل: احتجم داود الطّائىّ، فدفع إلى الحجّام دينارا، فقيل له: هذا إسراف.
فقال: لا عبادة لمن لا مروءة له.
وكان محارب بن دثار، يقول: لو كان داود فى الأمم الماضية لقصّ الله علينا من خبره.
وكان ابن المبارك، يقول: وهل الأمر إلاّ ما كان عليه داود.
وعن محمد بن الحسن، أنه قال: كنت آتى داود الطّائىّ فى بيته، فأسأله عن المسألة، فإن وقع فى قلبه أنها ممّا أحتاج إليه لأمر دينى أجابنى فيها، وإن وقع فى قلبه أنّها من مسائلنا هذه تبسّم فى وجهى، وقال: إنّ لنا شغلا
(1)
، إنّ لنا شغلا.
قال أبو نعيم: مات سنة ستين ومائة.
وقال الذّهبىّ: سنة اثنتين وستين ومائة، وقيل: سنة ستين
(2)
.
وحدّث إسحاق بن منصور السّلولىّ، قال: لمّا مات داود الطائىّ شيّع جنازته الناس، فلمّا دفن قام ابن السّمّاك على قبره، فقال: يا داود، كنت تسهر ليلك
(3)
إذ الناس ينامون.
فقال الناس جميعا: صدقت. وكنت تربح إذ الناس يخسرون. فقال الناس: صدقت.
وكنت تسلم إذ الناس يخوضون. فقال الناس: صدقت. حتى عدّد فضائله كلّها.
فلما فرغ قام أبو بكر النّهشلىّ، فحمد الله، ثم قال:[يا ربّ]
(4)
إنّ الناس قد قالوا ما عندهم مبلغ ما علموا، اللهمّ فاغفر له برحمتك، ولا تكله إلى عمله.
قال بعض الصّلحاء: رأيت داود الطائىّ فى منامى، فقلت: أبا سليمان كيف رأيت خير الآخرة؟.
(1)
فى ن: «لشغلا» والمثبت فى: ط، والجواهر المضية 2/ 195.
(2)
فى ط زيادة: «ومائة» والمثبت فى: ن، وهو منقول عن العبر.
(3)
فى ن: «والليل» ، والمثبت فى: ط، وتاريخ بغداد 8/ 355.
(4)
تكملة من: تاريخ بغداد 8/ 355.
قال: رأيت خيرا كثيرا.
قال، قلت: فماذا صرت إليه؟.
قال: صرت إلى خير والحمد لله.
قال: فقلت: هل لك من علم بسفيان بن سعيد؟ فقد كان يحبّ الخير وأهله.
قال:/فتبسّم، ثم قال: رقّاه الخير إلى درجة أهل الخير.
وذكر العينىّ
(1)
، فى «تاريخه» أنّ سبب علّته، أنه مرّ بآية فيها ذكر النار، فكرّرها مرارا فى ليلته، فأصبح مريضا، فوجدوه قد مات ورأسه على لبنة.
ورآه فى تلك الليلة رجل فى المنام وهو مكشوف الرّأس، فقال له: إلى أين؟.
فقال: الآن خلصت من السّجن.
فانتبه الرجل وقد ارتفع الصّراخ بموته، رضى الله تعالى عنه.
ورأى بعضهم أيضا فى الليلة التى مات فيها داود ملائكة ونورا، وقالوا: قد زخرفت الجنّة لقدوم داود الطائىّ.
وممّا قيل فى داود من المدح قول بعضهم:
يا قوم ما كان فى أحوال داود
…
ما عاش والله أمر غير محمود
داود من خوف ربّ العرش خالقه
…
قد اقتنى الدّرع لا من نسج داود
وبيته خرب ما فيه مرتقب
…
سوى كسيرات خبز مثل جلمود
برفض داود دنياه بأجمعها
…
قد ساد حقّا جميع الحمر والسّود
طوبى له من فتى شدّ الرّحال إلى
…
روض بهيج وطلح ثمّ منضود
رثّ الثّياب خميص البطن متّكل
…
على العزيز بعزّ الفوز موعود
هذا ومحاسن داود تجلّ عن الإحصاء، وتتجاوز حدّ الضّبط، وفيما أوردناه منها دليل واضح على علوّ مقامه، وعظيم شانه، نفعنا الله ببركاته فى الدارين، وجمعنا فى مستقرّ رحمته. وأبا حنا
(2)
بحبوحة جنّته، بمنّه وكرمه آمين.
***
(1)
فى ن: «العتبى» .
(2)
فى ن: «وإباحة» .
860 - داود بن الهيثم بن إسحاق بن البهلول بن حسّان بن سنان
أبو سعد التّنوخىّ، الأنبارىّ
(*)
سمع جدّه إسحاق، وأبا الخطّاب زياد بن يحيى الحسّانىّ، وغيرهما.
وحدّث ببغداد، والأنبار، وروى عنه جماعة كثيرون.
قال على بن المحسّن: كان فصيحا، نحويا، لغويا، حسن العلم بالعروض، واستخراج المعمّى.
وصنّف كتبا
(1)
فى اللغة على مذهب الكوفيّين، وله كتاب كبير فى «خلق الإنسان» متداول.
وكان أخذ عن يعقوب بن السّكّيت، ولقى ثعلبا فحمل عنه.
وكان يقول الشّعر الجيّد.
ولقى من الأخباريّين جماعة؛ منهم: حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلىّ.
وقال أحمد بن يوسف الأزرق: كان أبو سعد داود بن الهيثم كثير الحديث، كثير الحفظ للأخبار والأدب، والنحو واللغة والأشعار.
ولد بالأنبار.
ومات بها، سنة ست عشرة وثلاثمائة، وله من العمر ثمان وثمانون سنة. رحمه الله تعالى.
***
(*) ترجمته فى: بغية الوعاة 1/ 563، تاج التراجم 28، تاريخ بغداد 380،8/ 379، الجواهر المضية، برقم 584، روضات الجنات 305،3/ 304، كشف الظنون 1/ 723، معجم الأدباء 99،11/ 98، المنتظم 218،6/ 217، النجوم الزاهرة 3/ 221.
(1)
فى ن: «كتابا» ، والمثبت فى: ط، وتاريخ بغداد 8/ 379.
861 - داود بن يحيى بن كامل بن يحيى بن جبارة بن عبد الملك-
ينتهى نسبه إلى الزّبير بن العوّام، رضى الله تعالى عنه-
القاضى عماد الدين
(*)
والد الشيخ نجم الدين علىّ القحفازىّ، الآتى فى محلّه إن شاء الله تعالى.
قال ابن العديم: كان إماما، محقّقا، صالحا.
ولى تدريس العزّيّة الجوّانيّة
(1)
.
ومات سنة أربع وثمانين وستمائة. رحمه الله تعالى.
***
862 - داود القيصرىّ القرمانىّ
(**)
العالم، العامل، الفاضل، الكامل.
قال فى «الشّقائق» : اشتغل فى بلاده أوّلا، ثم ارتحل إلى مصر، وقرأ على علمائها التفسير والحديث والأصول.
وبرع/فى العلوم العقليّة، وحصّل علم التّصوّف.
وشرح «فصوص» الشيخ محيى الدين ابن العربىّ، ووضع لشرحه «مقدّمة»
(2)
بيّن فيها أصول علم التصوف، يستدلّ بها على مهارته
(3)
.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 585.
(1)
العزية الجوانية: من مدارس الحنفية بدمشق. انظر الدارس 1/ 55.
(**) ترجمته فى: الشقائق النعمانية 71،1/ 70، كشف الظنون 1720،1338،1262،2/ 1038،888،1/ 266، 1987.
وفى الشقائق: «القرامانى» .
وذكر صاحب كشف الظنون أن اسمه «داود بن محمود» ، وأن لقبه «شرف الدين» ، وأنه توفى سنة إحدى وخمسين وسبعمائة.
(2)
سماها: «مطلع خصوص الكلم فى معانى فصوص الحكم» كشف الظنون 2/ 1720.
(3)
فى الشقائق: «ويفهم من كلامه فى تلك المقدمة مهارته فى العلوم النقلية أيضا» .
قال: ولمّا بنى السلطان
(1)
أورخان مدرسته ببلدة إزنيق،
(2)
وهى على ما يقال
(2)
، أوّل مدرسة بنيت فى الدولة العثمانيّة، عيّن تدريسها للمولى داود، فدرس بها وأفاد، وصنّف وأجاد.
قال: وكان عابدا، زاهدا، متورّعا، صاحب أخلاق حميدة. رحمه الله تعالى.
***
(1)
فى ن زيادة: «محمد» ، وليس فى الشقائق.
وذكر طاش كبرى زاده، أن السلطان أورخان بن عثمان الغازى بويع له بالسلطنة، بعد وفاة أبيه، فى سنة ست وعشرين وسبعمائة.
(2 - 2) فى الشقائق: «وهى على ما سمعته من الثقات» .
حرف الذّال المعجمة
863 - ذو الفوز بن أحمد بن يوسف السّرمارىّ
(*)
نزيل عين تاب
(1)
، المعروف بالفقيه.
أخذ عن مشايخ أذربيجان، وديار بكر، وغيرهم.
وقدم عين تاب، فأقام بها يشغل الطلبة.
وشرح «مقدّمة أبى الليث» ، و «قصيدة البستىّ»
(2)
.
وتصدّر بجامع النّجّار، بجوار ميدان عين تاب.
وكان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، مشدّدا فى ذلك، إلى أن مات فى رمضان، سنة سبع وسبعين وستمائة.
كذا ذكره فى «الغرف العليّة» ، نقلا عن «تاريخ العينىّ» . رحمه الله تعالى.
***
(*) ترجمته فى: كشف الظنون 1795،2/ 1336.
وهو فيه: «ذو النون» .
(1)
عين تاب: قلعة حصينة ورستاق بين حلب وأنطاكية.
معجم البلدان 3/ 759.
(2)
أى النونية المعروفة.
حرف الرّاء المهملة
864 - راجح بن داود بن محمد بن عيسى
ابن أحمد الهندىّ الأحمدآباذيّ
(*)
ولد فى تاسع صفر، سنة إحدى وسبعين وثمانمائة، بأحمداباذ
(1)
.
ونشأ بها يتيما، فإنّ أباه توفّى فى ثانى سنى مولده، فقرأ على بلديّه محمود بن محمد المقرى الحنفىّ، فى النحو، والصرف، والمنطق، والأصلين، والعروض، وغيرها، بحيث كان جلّ انتفاعه به، وقرأ على ملاّ مخدوم بن برهان الدين الحنفىّ، فى الهيئة والكلام.
وبرع فى الفنون، ونظم الشّعر، مع جودة الفهم.
وحجّ هو وأخوه ملاّ قاسم وعمّهما، فى سنة ثلاث
(2)
وتسعين وثمانمائة، وكانت الوقفة بالجمعة.
وقرأ راجح المذكور على السّخاوىّ فى الحديث
(3)
، رواية ودراية
(3)
، وكتب له إجازة حافلة، وبالغ فى الثّناء عليه. رحمهما الله تعالى.
***
865 - رافع بن عبد الله بن نصر بن سليمان
أبو المعالى، القاضى
(**)
تفقّه على الإمام برهان الدين أبى الحسن على البلخىّ
(4)
، وحدّث عنه ب «أماليه» التى
(*) ترجمته فى: الضوء اللامع 223،3/ 222.
(1)
ذكر ياقوت أن أحمدآباذ: قرية من قرى ريوند من نواحى نيسابور قرب بيهق، وهى آخر حدود ريوند، وأحمدآباذ أيضا: قرية من قرى قزوين على ثلاثة فراسخ منها. معجم البلدان 1/ 156.
ولعله غير مراد هنا، فإن سياق الكلام يدل على أنها بلدة بالهند.
(2)
سقط من: ن، وما فى الضوء يدعمه.
(3)
سقط من: ن.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 586.
(4)
هو على بن الحسن بن محمد، وتأتى ترجمته.
أملاها بحلب.
روى عنه الحافظ عبد القادر الرّهاوىّ.
قال ابن العديم: حدّثنا عنه الفقيهان؛ إبراهيم بن عبد الرحمن، وأبو بكر بن عثمان، المنبجيّان.
قال: وولى القضاء بمنبج، وكان فقيها حنفيّا، ورعا، ودرّس الفقه بمدرسة منبج.
ومات سنة اثنتين وستمائة. رحمه الله تعالى.
***
866 - ربيعة بن أسد بن أحمد بن محمد الهروىّ
أبو سعد
(*)
قاضى الكرخ.
فاضل معروف، من هراة.
قاله فى «الجواهر» من غير زيادة.
867 - رحمة الله بن عبد الرحمن بن الموفّق
ابن أبى الفضل الدّيرقانىّ
(**)
من أهل ديوانجه
(1)
، إحدى قرى هراة.
من بيت كبير.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 587.
(**) ترجمته فى: التحبير 285،1/ 284، الجواهر المضية، برقم 588، معجم البلدان (ديوانجه) 2/ 715.
وفى التحبير، ومعجم البلدان:«الديوقانى» . وهى نسبة إلى «ديوقان» وإلى «ديوانجه» .
(1)
انظر معجم البلدان 2/ 715.
قال السّمعانىّ: سمعت منه بديوانجه، ومن أبيه بهراة.
وتوفّى بالديرقان، من قرى هراة، يوم الخميس، من ذى القعدة
(1)
، سنة خمس وخمسمائة.
ويأتى أبوه إن شاء الله تعالى.
***
868 - رزق الله بن محمد بن محمد بن أحمد بن على الخطيب الأنبارىّ
المعروف بابن الأخضر، أبو سعد
(*)
/ - مولده سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
نقله ابن النّجّار، فيما قرأه بخطّ عبد المحسن البغدادىّ.
قال أبو سعد: ناهز المائة، وكان ثقة، أمينا.
وتفقّه على مذهب أبى حنيفة، رضي الله عنه.
وكان يفهم ما يقرأ عليه، ويحفظ عامّة حديثه، اشتهرت عنه الرّواية.
وكان صدوقا، حسن السّمت والصوت.
قال أبو سعد: قرأت بخطّ ابن فارس شجاع: فى يوم عيد الفطر، وهو يوم الخميس، مستهلّ شوّال، سنة تسع وستين وأربعمائة، توفّى أبو سعد رزق الله ابن الأخضر الأنبارىّ.
رحمه الله تعالى.
***
(1)
لم يرد ذكر تاريخ اليوم عند السمعانى أيضا.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 589، الكامل 10/ 106، المنتظم 8/ 309.
869 - رزق الله بن هبة الله بن محمد القزوينىّ
أبو البركات
(*)
قال ابن النّجّار: يعرف بابن شفروه
(1)
الحنفىّ، من أهل أصبهان، من بيت مشهور بالعلم والفضل والتقدّم.
قدم بغداد حاجّا، فى سنة تسع وستمائة، واستجاز من الإمام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين، فأجاز له، وحدّث عنه ببغداد.
وقد لقيته بأصبهان، وسمعت منه
(2)
، عن أبى عبد الله الحسن بن العباس الرّستمىّ.
وكان شيخا جليلا، أديبا، فاضلا، حسن الهيئة.
سألته عن مولده، فقال: فى سلخ شعبان، سنة ست وثلاثين وخمسمائة، بأصبهان.
وتوفّى، رحمه الله تعالى، سحرة يوم الجمعة، الثالث والعشرين من جمادى الأولى، سنة خمس عشرة وستمائة، ودفن من الغد، بمدرسته بمحلّة جوبان
(3)
.
وسيأتى كلّ من أخيه؛ عبيد الله، وفضل الله، فى محلّه إن شاء الله.
***
870 - رزق الله القاشانىّ
(**)
قال الذّهبىّ: من أئمّة الحنفيّة بدمشق أيّام الملك نور الدين
(4)
.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 590.
(1)
فى النسخ: «شعروية» والمثبت فى: الجواهر المضية 2/ 202، وانظر حاشيته.
(2)
فى النسخ: «عنه» ، والمثبت فى: الجواهر.
(3)
كذا فى النسخ، والجواهر:«جوبان» ، وفى معجم البلدان 2/ 139، أن جوبان من قرى مرو.
ولعل الصواب: «بمحلة جوبار» ، فإن «جوبار» محلة بأصبهان.
معجم البلدان 138،2/ 137.
(**) ترجمته فى: تبصير المنتبه 3/ 1148، الجواهر المضية، برقم 591، المشتبه 496.
ولقبه عند الذهبى وابن حجر: «علاء الدين» ، وذكراه فى:«الكاسانى» و «القاسانى» .
(4)
كانت وفاة نور الدين محمود بن زنكى سنة تسع وستين وخمسمائة.
وقاشان
(1)
: بلد كبير بتركستان، وأهلها يقولون: كاشان
(2)
.
***
871 - رسول بن عبد الله، الشّهاب القيصرىّ
ثم الغزّىّ
(*)
قدم دمشق فى حدود السبعين.
وهو من أهل العلم والفضل، سمع من ابن أميلة، وابن حبيب.
وولى نيابة الحكم بدمشق، فى أوّل دولة الظّاهر برقوق.
ثم ولى قضاء غزّة فى أيّام ابن جماعة، وحصّل مالا كثيرا بعد فقر شديد.
ثم مات بدمشق، فى جمادى الآخرة، سنة تسع وثمانمائة، وقد شاخ.
ذكره ابن حجر، فى «إنبائه» .
وقال العينىّ، فيما نقله صاحب «الضّوء اللاّمع» عنه: إن صاحب الترجمة كان أحد طلبة الحنفيّة بالشّيخونيّة أيّام أكمل الدين، وبعده
(3)
.
وتولّى قضاء غزّة، عوضا عن القاضى موفّق الدين الرّومىّ.
وأرّخ وفاته فى ربيع الآخر، من السنة المذكورة.
ولقبه شرف الدين. والله تعالى أعلم.
***
(1)
فى المشتبه، والتبصير:«قاسان» . وانظر معجم البلدان 15،4/ 13.
(2)
فى التبصير، والجواهر، والمشتبه:«كاسان» .
(*) ترجمته فى: إنباء الغمر 2/ 367، الضوء اللامع 3/ 225.
(3)
فى الضوء اللامع: «وغيره» .
872 - رسولا بن أحمد بن يوسف التّركمانىّ
التّبّانىّ، جلال الدين
(*)
أحد فقهاء الحنفيّة المعتبرين.
أخذ العربية عن جماعة؛ منهم: الإمام جمال الدين ابن هشام، وغيره.
وأخذ الفقه عن فقهاء عصره.
واشتغل، ودأب، وحصّل، إلى أن صار من كبار الحنفيّة، المتصدّرين للإقراء والإفتاء.
وولى عدّة مدارس.
وكان مشهورا بالدّيانة، والصّيانة، والعفّة والانقطاع عن الناس.
وأراده الملك النّاصر أن يلى قضاء الحنفيّة بالديار المصريّة، فامتنع عن ذلك.
وله عدّة مصنّفات، منها:«شرح المنار» ، فى أصول الفقه، و «مختصر/التّلويح فى شرح الجامع الصحيح» لمغلطاى، و «شرح مختصر ابن الحاجب» فى الأصول، ونظم كتابا فى فقه الحنفيّة وشرحه، وكتب على «البزدويّ» ، وعلى كتاب «مشارق الأنوار» فى الحديث، وشرح «التّلخيص» ، وله تأليف فى منع تعدّد الجمعة، وغير ذلك.
ومات يوم الجمعة، ثالث عشر شهر رجب، سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، عن بضع وستين سنة.
قال التّقىّ المقريزىّ: وهو ممّن أجاز لى.
والتّبّانىّ: نسبة إلى التّبّانة، بتاء مثنّاة من فوق، بعدها باء موحّدة مشدّدة، ونون بعد ألف، وفى آخرها الهاء.
ورسولا: بألف مقصورة. والله تعالى أعلم.
***
(*) ترجمته فى: إيضاح المكنون 554،2/ 126، السلوك 757،2/ 756/3، كشف الظنون 546،477،1/ 113، 1873،1867،1824،1776،2/ 1690،880،870،858،853،851.
873 - الرّضىّ بن إسحاق بن عبد الله
ابن إسحاق النّصرىّ
(*)
كان أبوه إسحاق المتقدّم ذكره
(1)
شيخ أصحاب أبى حنيفة فى وقته.
تفقّه عليه ولده هذا، وانتفع به، إلى أن صار من أفاضل دهره، وأماثل عصره.
قال فى «الغرف العليّة» : وليس الرّضىّ هذا بصاحب «شرح المنظومة» وغيرها، فإنّه متأخّر عن هذا، وصاحب الترجمة مقدّم عليه.
قلت: شارح «المنظومة» اسمه إبراهيم بن سليمان الحموىّ المنطيقىّ، المتقدّم ذكره فى محلّه
(2)
.
***
874 - رمضان بن الحسين بن قطلغ أبه، صائن الدين
أبو الخير، السّرمارىّ التّركمانىّ
(**)
سمع الحديث من أبى الحجّاج يوسف.
وتفقّه، ودرّس بالمدرسة السّيوفيّة مدّة بالقاهرة.
ومولده سنة أربع عشرة وستمائة.
وتوفّى، رحمه الله تعالى، بمدينة أبيار
(3)
، وأتى به من البحر إلى مقبرة باب النّصر،
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 592.
وفى النسخ: «البصرى» ، والتصحيح من: الجواهر، وانظر حاشيته 2/ 204.
(1)
برقم 455.
(2)
تقدم برقم 40، وهو هناك:«المنطقى» . وانظر حاشية الجواهر المضية 1/ 84.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 593.
(3)
أبيار: اسم قرية بجزيرة بنى نصر، بين مصر والإسكندرية.
معجم البلدان 1/ 108.
فغسّل بها، ودفن هناك، فى الرابع من شعبان، سنة خمس
(1)
وسبعين
(1)
وستمائة، بعد موته بتسعة أيّام.
***
875 - رمضان بن محمد، الشهير بناظر زاده
(*)
أحد القضاة المشهورين فى الدّيار الروميّة بالعلم والعمل، والدين والورع، والعفّة عن أموال الناس، ما عهد أنه تناول من أحد رشوة قطّ، ولا مكّن أحدا من أتباعه من تناولها.
وكان اشتغاله فى أوّل أمره ببلاد الرّوم، وأخذ عن جماعة كثيرين من فضلائها.
وكان من ملازمة العلم وأهله على جانب عظيم، لا يكلّ ولا يملّ، ولا يقطعه عنه قاطع، ولا يمنعه من القراءة مانع، إلى أن حصّل من الفضائل ما يصير به الخامل من أكبر الأماثل.
وصار مدرّسا بإحدى المدارس الثّمان، ثم بإحدى المدارس السّليمانيّة، ومنها ولى قضاء الشام، ثم قضاء مصر، ثم قضاء بروسة، ثم قضاء أدرنة، ثم قضاء إصطنبول.
وبها قضى نحبه، ولقى ربّه فى سنة .......
(2)
.
وما عزل من ولاية إلاّ وأهلها داعون له، شاكرون منه، راضون عنه.
وقد اجتمعت به مرّات عديدة؛ فى الدّيار الشاميّة، والديار المصريّة، وقسطنطينيّة المحميّة، فرأيت من فضله وعلمه، وورعه، وعفّته، ما لم أره عند أحد من أهل هذا العصر، ولا سمعت به، فأسأل الله الكريم أن يتغمّده برحمته ورضوانه، ويجمعنا به فى مستقرّ
(3)
كرامته ودار
(4)
غفرانه، من غير عذاب يسبق، بمنّه وكرمه، آمين.
***
(1 - 1) فى ن: «سبع وخمسين» تقديم وتأخير.
(*) ترجمته فى: شذرات الذهب 8/ 402، العقد المنظوم (بهامش وفيات الأعيان) 530،2/ 529، الكواكب السائرة 3/ 153.
(2)
بياض بالنسخ.
وكانت وفاته سنة أربع وثمانين وتسعمائة، على ما ورد فى: العقد المنظوم، والشذرات.
(3)
فى ن: «دار» .
(4)
سقط من: ن.
876 - رمضان الرّومىّ
(*)
ذكره فى «الشّقائق» ، فقال: العالم العامل، والفاضل الكامل، الشيخ/رمضان.
قرأ، رحمه الله تعالى، على علماء عصره، وتفقّه.
ثم جعله السلطان بايزيد خان
(1)
قاضيا بالعسكر
(2)
.
***
877 - روح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح الحديثىّ أصلا
أبو طالب، قاضى القضاة، الزّينبىّ
(**)
قال فى «الجواهر» : تولّى القضاء بالبصرة، سنة ست وستين وخمسمائة. انتهى.
وقال ياقوت، فى «معجم البلدان»: ناب فى القضاء ببغداد مدّة فى زمن المستنجد بالله، ثم ولاّه المستضيء قضاء القضاة، بعد امتناع منه وإلزام له، فى يوم الجمعة، حادى عشر شهر ربيع الآخر، سنة ست وستين وخمسمائة.
واستناب ولده أبا المعالى عبد الملك، على القضاء، والحكم بدار الخلافة وما يليها، وغير ذلك من الأعمال.
ولم يزل على ولايته حتى توفّى.
وقد سمع الحديث من جماعة.
قال عمر بن على القزوينىّ: سألت روح ابن الحديثىّ عن مولده، فقال: سنة اثنتين وخمسمائة.
(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية (بهامش وفيات الأعيان) 1/ 110.
(1)
بويع للسلطان بايزيد خان بن السلطان مراد الغازى، الملقب بيلد روم بايزيد، سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.
الشقائق النعمانية 1/ 84.
(2)
عبارة الشقائق أشمل، حيث قال:«ثم جعله السلطان بايزيد شيخا لنفسه، ثم جعله قاضيا بالعسكر» .
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 594، معجم البلدان 2/ 225.
وكذا ذكر التميمى: «أبو طالب قاضى القضاة الزينبى» . ولعل فى الكلام سقطا، فإنه ينقل عن ياقوت، وياقوت يقول:«أبو طالب، قاضى بغداد، وكان يشهد أولا عند قاضى القضاة أبى القاسم على بن الحسين الزينبى سنة 524 فى شهر رمضان» .
ومات فى خامس عشر المحرّم، سنة سبعين وخمسمائة. رحمه الله تعالى.
وسيأتى الكلام على ترجمة ابنه
(1)
عبد الملك، فى محلّه، إن شاء الله تعالى
(1)
.
***
(1 - 1) سقط من: ن.
حرف الزاى
878 - زائدة بن قدامة الثّقفىّ
أبو الصّلت، الكوفىّ
(*)
روى عنه ابن المبارك، والسّفيانان، وغيرهم.
قال الإمام أحمد: المثبتون فى الحديث أربعة، سفيان، وشعبة، وزهير، وزائدة.
مات بأراضى
(1)
الرّوم، عام غزا الحسن بن قحطبة، سنة ستين، أو إحدى وستين ومائة
(2)
. رحمه الله تعالى.
روى له الشّيخان.
كذا فى «الجواهر» .
وذكره الحافظ الذّهبىّ، فى «طبقات الحفّاظ» ، فقال: الإمام الحجّة أبو الصّلت الثّقفىّ الكوفىّ، حدّث عن زياد بن علاقة، وعبد الملك بن عمير، ومنصور، وسماك، وموسى ابن أبى عائشة، وطبقتهم.
وعنه ابن عيينة، وحسين الجعفىّ، وابن مهدىّ، ومعاوية بن عمرو، وأبو نعيم، وطلق بن غنّام، وأبو حذيفة النّهدىّ
(3)
، وأحمد بن يونس، وخلق كثير.
وكان من نظراء شعبة فى الإتقان.
وكان لا يحدّث صاحب بدعة
(4)
.
(*) ترجمته فى: أعيان الشيعة 164،32/ 163، تاريخ خليفة بن خياط (بغداد) 468، التاريخ الكبير، للبخارى 1/ 432/2، تذكرة الحفاظ 216،1/ 215، تقريب التهذيب 1/ 256، تهذيب التهذيب 307،3/ 306، الجرح والتعديل 2/ 613/1، الجواهر المضية، برقم 595، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 120، دول الإسلام 1/ 109، شذرات الذهب 1/ 251، طبقات ابن سعد 6/ 263، طبقات القراء 1/ 288، العبر 237،1/ 236، الفهرست 316، الكامل 6/ 56.
(1)
فى الجواهر: «بأرض» .
(2)
ذكر الطبرى وابن الأثير هذا فى حوادث سنة اثنتين وستين ومائة. تاريخ الطبرى 8/ 142، الكامل 6/ 58.
(3)
فى النسخ: «الهندى» ، والتصويب من: تذكرة الحفاظ.
(4)
هذا قول أبى داود الطيالسى.
وكان من أصدق الناس وأبرّهم
(1)
.
وكان وكيع لا يقدّم عليه أحدا فى الحديث
(2)
.
ووثّقه أبو حاتم الرّازىّ، وقال: صاحب سنّة.
توفّى فى أوّل سنة إحدى وستين ومائة، وقد شاخ، وقيل: مات مرابطا بأرض الرّوم، رحمه الله تعالى. انتهى.
***
879 - زفر بن الهذيل بن قيس العنبرىّ
البصرىّ
(*)
أحد أصحاب الإمام، وعين أعيان الأئمّة الأعلام، سارت الرّكبان بذكره، وتعطّرت الأكوان بنشره، وشهد له بأوحديّة زمانه، سائر نظرائه وأقرانه.
تكرّر ذكره فى «الهداية» ، و «الخلاصة» ، وغيرهما من كتب المذهب.
وكان الإمام الأعظم يفضّله ويبجّله، ويقول: هو أقيس أصحابى.
وروى أن زفر لمّا تزوّج حضره أبو حنيفة، فقال له زفر: تكلّم.
فقال أبو حنيفة فى خطبة النّكاح: هذا زفر بن الهذيل، إمام من أئمّة المسلمين، وعلم من
(1)
وهذا قول أبى أسامة.
(2)
هذا عن الإمام أحمد، وعبارته فى التذكرة:«كان وكيع لا يقدم على زائدة فى الحفظ أحدا» .
(*) ترجمته فى: أخبار أبى حنيفة وأصحابه، للصيمرى 103 - 108، الانتقاء، لابن عبد البر 174،173، البداية والنهاية 10/ 129، تاج التراجم 28، تهذيب الأسماء واللغات، الجزء الأول من القسم الأول 197، الجرح والتعديل 2/ 608/1، 609، الجواهر المضية، برقم 596، دول الإسلام 1/ 107، ذكر أخبار أصبهان 318،1/ 317، ذيل الجواهر المضية 2/ 354 - 356، رجال ابن حبان 170، شذرات الذهب 1/ 243، طبقات ابن سعد 6/ 270، طبقات الفقهاء، للشيرازى 139،135، طبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده، صفحة 18، العبر 1/ 229، الفهرست 285، الفوائد البهية 75 - 77، كتائب أعلام الأخيار، برقم 85، كشف الظنون 2/ 1782، لسان الميزان 2/ 476 - 478، مرآة الجنان 1/ 339، المعارف 496، مفتاح السعادة 250،2/ 249، مناقب الإمام الأعظم، للكردرى 2/ 182 - 188، ميزان الاعتدال 2/ 71، وفيات الأعيان 2/ 317 - 319.
وللشيخ محمد زاهد الكوثرى «لمحات النظر فى سيرة الإمام زفر» .
وكنيته: «أبو الهذيل» أو «أبو خالد» .
أعلامهم، فى شرفه وحسبه وعلمه.
وقال ابن معين فى حقّه: ثقة، مأمون.
وقال ابن حبّان: كان فقيها حافظا، قليل الخطأ، كان أبوه/من أهل أصبهان.
وقال أبو نعيم: كان ثقة مأمونا، دخل البصرة فى ميراث أخيه، فتشبّث به أهل البصرة، فمنعوه الخروج منها.
وروى أنه قيل لوكيع: تختلف إلى زفر!
فقال: غررتمونا بأبى حنيفة حتى مات، تريدون أن تغرّونا عن زفر حتى نحتاج إلى أسيد
(1)
وأصحابه.
وقال مقاتل: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين، يقول: قال لى زفر: أخرج إلىّ حديثك حتى أغربله لك.
وتولّى زفر قضاء البصرة.
وكانت ولادته سنة عشر ومائة.
وكانت وفاته بالبصرة، سنة ثمان وخمسين ومائة، وله ثمان وأربعون سنة.
وعن أبى عمر: كان زفر ذا عقل ودين، وفهم وورع، وكان ثقة فى الحديث.
وعن الفضل بن دكين، قال: دخلت على زفر وقد احتضر، وهو يقول: فى حال لها مهر، وفى حال لها ثلثا مهر.
وروى أنّ زفر كان يجلس إلى أسطوانة، وأبو يوسف بحذاه، وكان زفر
(2)
يلبس قلنسوة، فكانا يتناظران
(3)
فى الفقه، وكان زفر جيّد اللّسان، وكان أبو يوسف مضطربا فى مناظرته، وكان زفر ربما يقول لأبى يوسف: أين تفرّ؟ هذه أبواب كثيرة مفتّحة، خذ فى أيّها شئت.
(1)
فى مناقب الكردرى، أن أسيدا هذا كان صباغا ببابه.
(2)
سقط من: ن.
(3)
فى ن: «ينظران» .
وعن أبى عاصم الضّحّاك بن مخلد، أنه كان يقول: ما خالفت أبا حنيفة فى قول إلاّ وقد كان أبو حنيفة يقول به.
قال ابن كثير: وكان زفر عابدا، اشتغل أوّلا بعلم الحديث، ثم غلب عليه الفقه والقياس.
وعن مليح: كان زفر يكنى بأبى خالد، وأبى الهذيل، وكان من أصبهان، ومات أخوه فتزوّج بعده بامرأته.
وعن محمد بن وهب: كان زفر من أصحاب الحديث، ثم نظر فى الرّأى، فغلب عليه، ونسب إليه.
وعن ابن المبارك، أنه كان يقول: نحن لا نأخذ بالرّأى ما كان الأثر، فإذا جاء
(1)
الأثر تركنا الرّأى.
وعن أبى مطيع، أنه كان يقول: زفر حجّة للناس فيما بينهم وبين الله تعالى، فيما يعملون بقوله، وأمّا أبو يوسف فقد غرّته الدنيا بعض الغرور.
وعن يحيى بن أكثم، عن أبيه أكثم، أنه كان يقول: كان وكيع
(2)
فى آخر عمره يختلف
(2)
إلى زفر بالغدوات، وإلى أبى يوسف بالعشيّات، ثم جعل كلّ اختلافه إلى زفر، لأنه كان أفرغ، وكان زفر يرفق به، ويصبر له، وكان وكيع يقول لزفر: الحمد لله الذى جعلك خلفا لنا من أبى حنيفة، رحمه الله تعالى.
وعن أبى نعيم الفضل بن دكين، قال: لمّا مات أبو حنيفة، وفاتنى ما فاتنى منه، لزمت أفقه اصحابه وأورعهم، فأخذت منه الحظّ الأوفر. يعنى زفر بن الهذيل.
وعن يحيى بن أكثم: سمعت أبى يقول: أكثر ما جالست بعد أبى حنيفة زفر بن الهذيل، لأنّه كان قد جمع إلى فقهه الورع والزهد فى الدنيا.
وعنه: سمعت أبى يقول: زفر كان أفقه أصحاب أبى حنيفة، وأجمعهم لخصال الخير.
وعن الحسن بن زياد: كان زفر وداود الطّائىّ متواخيين، فأمّا داود فقد ترك الفقه وأقبل على العبادة، وأمّا زفر فإنّه جمع بين الفقه والعبادة.
وعن مليح بن وكيع، عن أبيه، قال: كان زفر شديد الورع، شديد الاجتهاد والعبادة، حسن الرّأى، قليل الكتاب، يحفظ ما يسمعه، ولمّا مات أبو حنيفة أقبل الناس على زفر، فما كان يأتى أبا يوسف إلاّ نفر يسير.
وعن محمد بن وهب: كان زفر أحد العشرة الأكابر، الذين دوّنوا كتب/أبى حنيفة، وكان زفر رأس حلقته.
وعن الحسن بن زياد، قال: كان المقدّم فى أصحاب أبى حنيفة فى مجلسه زفر، وكان قلوبهم إليه أميل.
وعن بشر بن القاسم: سمعت زفر يقول: لا أخلّف بعد موتى شيئا أخاف الحساب عليه.
وقوّم ما فى منزله بعد موته، فلم يبلغ ثلاثة دراهم.
وعن وكيع: لمّا احتضر زفر، رحمه الله تعالى، دخل عليه أبو يوسف وغيره، فقالوا: ألا توصى يا أبا الهذيل؟.
فقال: هذا المتاع الذى ترونه لهذه المرأة، وهذه الثّلاثة آلاف
(1)
درهم لولد أخى، وليس لأحد علىّ شئ، ولا لى على أحد شئ.
وكان زفر يشبه وجهه وجوه
(2)
العجم، ولسانه لسان العرب. رحمه الله.
وممّا مدح به الإمام زفر، رضى الله تعالى عنه، قول بعضهم
(3)
إنّ القياس جلا مرآته زفر
…
فمنكروه لما قدنا لهم زفروا
(4)
قوس القياس به كانت موتّرة
…
ما عاش فالآن لا قوس ولا وتر
(5)
(1)
كذا: «آلاف» ووجهه: «الآلاف» .
(2)
فى ن: «وجه» .
(3)
نقل الكوثرى، فى لمحات النظر 30،29، الأبيات، ولم ينقل الأول لما فيه من تحريف.
(4)
فى النسخ: «لما قانا» .
(5)
عجز البيت فى لمحات النظر: «ما عاش والآن أضحت ما لها وتر» .
لقد حوى فى قياس الفقه مرتبة
…
عليه [قد] حسرت من دونها الفكر
(1)
قياسه قد صفا فى بحر خاطره
…
وحاسدوه لشؤم الحقد قد كدروا
غدا لكسر قياس الناس جابره
…
وهم بحقدهم من جبره انكسروا
(2)
مه لا يساويه فى أوقاته أحد
…
هل يستوى الذّهب الإبريز والحجر
(3)
وزفر: بضم الزاى المعجمة وفتح الفاء وبعدها را مهملة.
والهذيل: بضم الهاء وفتح الذال المعجمة وسكون اليا المثناة من تحتها وبعدها لام. والله تعالى أعلم.
***
880 - زكريّا بن أبى زائدة، أبو يحيى
(*)
واسم أبى زائدة ميمون بن وداعة.
كوفىّ، من كبار الرّواة. روى عن الشّعبىّ، وغيره.
وروى عنه الثّورىّ، وشعبة، وغيرهما. وروى له الشّيخان، وكان ثقة.
خرج فى البعوث إلى الدّيلم غازيا، ثم انصرف إلى الكوفة.
ذكره أبو القاسم الرّافعىّ، فى «تاريخ قزوين» .
وروى فيه بسنده عنه، وعن مسعر، وسفيان، عن أبى إسحاق، عن البراء، رضى الله تعالى عنه، أنّ النبىّ صلى الله عليه وسلم كان إذا نام يتوسّد يمينه، ويقول: «اللهمّ قنى
(1)
ما بين القوسين تكملة يصح بها الوزن. وفى ن: «من دونه الفكر» .
ورواية لمحات النظر لعجز البيت: «علياء قد قصرت من دونها الفكر» .
(2)
فى لمحات النظر: «وهم لحيدهم حقا قد انكسروا» . وبعد البيت فيه زيادة:
عيونهم فى اللّيالى بالكرى كحلت
…
وعينه كحلها فى ليله السّهر
(3)
فى لمحات النظر: «أنى يساويه» .
(*) ترجمته فى: البداية والنهاية 10/ 105، تاريخ خليفة بن خياط (بغداد) 453، التاريخ الكبير، للبخارى 1/ 421/2، تقريب التهذيب 1/ 261، تهذيب التهذيب 330،3/ 329، الجرح والتعديل 594،2/ 593/1، الجواهر المضية، برقم 597، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 122، دول الإسلام 1/ 102، شذرات الذهب 1/ 224، طبقات خليفة بن خياط (دمشق) 1/ 389، طبقات ابن سعد 6/ 247، العبر 1/ 212، مرآة الجنان 1/ 307، ميزان الاعتدال 2/ 73.
عذابك يوم تبعث عبادك»
(1)
.
وروى أيضا بسنده عنه، أنّه قال: قرأت على محراب رجل بقزوين:
فلا تغرّنّك الآمال يا رجل
…
واعمل فليس وراء الموت معتمل
واعمل لنفسك لا تشقى بعيشتها
…
قبل الفراق إذا ما جاءك الأجل
واحذر فإنّ مجيء الموت مقترب
…
فلا يغرّنّك التّسويف والأمل
توفّى سنة تسع وأربعين ومائة. وقيل: ثمان. وقيل: سبع. رحمه الله تعالى.
حكى عنه ابنه يحيى، الآتى فى بابه إن شاء الله تعالى، أنه كان يقول له: يا بنىّ، عليك بالنّعمان بن ثابت، فخذ عنه قبل أن يفوتك.
قال يحيى: وربّما عرضت عليه فتياه فيعجب به.
والله تعالى أعلم.
***
881 - زكريّا بن بيرام بن زكريّا الرّومىّ
(*)
أصله من ولاية أنكوريّة.
وكان مولده بدار/السّلطنة السّنيّة، قسطنطينيّة المحميّة، فى أوائل سلطنة السلطان سليمان خان
(2)
، عليه الرحمة والرّضوان.
(1)
أخرجه مسلم، فى باب استحباب يمين الإمام، من كتاب صلاة المسافرين وقصرها.
صحيح مسلم 493،1/ 492.
والإمام أحمد، فى مسنده 304،303،301،300،298،290،4/ 281.
ورواه أبو داود عن أم المؤمنين حفصة زوج النبى صلى الله عليه وسلم، فى باب ما يقول عند النوم، من كتاب الأدب.
سنن أبى داود 2/ 606.
كما رواه عنها الإمام أحمد فى مسنده 288،6/ 278.
ورواه الإمام أحمد أيضا، عن عبد الله بن مسعود، فى مسنده 443،414،400،1/ 394.
كما رواه عن حذيفة بن اليمان، فى مسنده 5/ 382.
(*) ترجمته فى: حديقة الأفراح 123، خلاصة الأثر 2/ 173 - 175، كشف الظنون 1766،2/ 1199،1/ 192، 2023،1767، نفحة الريحانة 3/ 59 - 61، هدية العارفين 375،1/ 374.
(2)
بويع بالسلطنة للسلطان سليمان خان بن سليم خان، بعد وفاة أبيه، فى سنة ست وعشرين وتسعمائة.
الشقائق النعمانية (بهامش وفيات الأعيان) 2/ 41.
واشتغل، وحصّل، إلى أن صار من أعيان فضلاء الدّيار الرّوميّة، وصار
(1)
ملازما من المولى الفاضل العلاّمة محمد أفندى، المعروف بمعلول أمير، وكان جلّ انتفاعه به، وقد كان رفيقا فى الاشتغال عليه بالدّيار المصريّة للإمام العلاّمة مفتى الدّيار المصريّة الشيخ على القدسىّ.
ثم إنّ صاحب الترجمة صار مدرسا بمدارس متعدّدة؛ منها: إحدى المدارس الثّمان، ومدرسة السلطان سليم خان بمدينة قسطنطينيّة.
ثم ولى منها قضاء حلب، وأقام بها مدّة، وعزل منها لا إلى منصب.
ثم صار قاضيا بمدينة بروسة، ثم عزل، وصار بعد ذلك قاضيا بقسطنطينيّة.
ثم ولى قضاء العسكر بولاية أناطولى، ثم عزل منه، وعيّن له من العلوفة كلّ يوم مائة وخمسون درهما عثمانيّا، بطريق التّقاعد.
وكان فى ولاياته كلّها محمود السّيرة، مشكور الطريقة، والرّعايا راضون منه، داعون له، غير أنه كان محسودا على علمه وفضله وتقدّمه، وما عزل من
(2)
منصب من هذه المناصب إلاّ بتحريك الأعداء، وتدبير الحسّاد، وسعى من لا يخاف الله تعالى.
وقد اجتمعت بحضرته العليّة، فى سنة
(3)
اثنتين وتسعين وتسعمائة
(3)
مرّات عديدة، وأوقفنى على بعض تحريراته وكتاباته، فرأيت من ذلك ما يبهج النّاظر، ويسرّ الخاطر، ويقول لسان حاله كم ترك الأوّل للآخر؛ فمن ذلك:«حاشية» على سورة الأعراف، و «حاشية» على «الهداية» من كتاب الوكالة إلى آخر «الهداية» ، و «حاشية» على «صدر الشريعة» و «حاشية» على «شرح المفتاح» و «حاشية» على «حاشية التّجريد» ، وله غير ذلك من الرّسائل المفيدة.
وله نظم بالعربيّة والفارسيّة والتركيّة.
وبالجملة فهو من مفاخر تلك البلاد، أدام الله النّفع بوجوده، آمين.
(1)
فى ن: «فصار» .
(2)
فى ن: «عن» .
(3 - 3) سقط من: ط.
ثم بعد كتابة هذه الترجمة بمدّة مديدة قدمت إلى الدّيار الرّوميّة، فرأيته قد ولى قضاء العسكر بولاية روميلى
(1)
، وقضاة ولايته ومدرّسوها وملازموها راضون عنه، شاكرون منه، داعون له، لأنّه يعاملهم بالإنصاف، ويعطى كلّ ذى حقّ حقّه، لا تأخذه فى ذلك لومة لائم، ولا يصدّه عنه رهبة ظالم.
ثم بعد مدّة من الزمان فوّض إليه منصب الفتوى بالدّيار الرّوميّة، وسائر الممالك الإسلامية، وصار يكتب الفتاوى على الأسئلة كتابة جيدة، بعبارات رائعة فصيحة.
وكانت بدايته فى الكتابة نهاية كثير ممّن ولى هذا المنصب، لأنّ أكثرهم ما كانوا يحصّلون الرّسوخ فى الكتابة، ويسلمون من الخطأ، وسبق القلم، والمؤاخذة فى غالب فتاواهم، إلاّ بعد مدّة طويلة.
وأمّا صاحب الترجمة، فإنّ أوّل كتاباته كأواخرها، سالمة من الطّعن فيها، والمؤاخذة عليها، فحصل بولايته للعلماء والأفاضل والطلبة وسائر من ينتمى إلى العلم فرح كثير، وسرور زائد، وظنّوا أنّ الزمان تنبّه لهم، وأقبل عليهم، فما مضى إلاّ مدّة يسيرة، وأصابته عين الكمال، وتوفّى إلى رحمة الله تعالى فجأة، بدار السّلطنة السنيّة، وهو جالس على الصّفّة المتّصلة بالباب المعروف بباب همايون، الذى تدخل منه الوزراء، وقضاة العسكر، وأرباب الدولة، لعرض المهمّات على السلطان محمد خان، نصره الله تعالى، وكان المفتى المذكور ينتظر جلوس السلطان محمد خان، للسّلام عليه،/وتهنئته بالعيد، وهو عيد .......
(2)
.
وخلّف، رحمه الله تعالى من الأولاد الكبار، المعدودين فى جملة السّادات الأخيار، عدّة لا تحضرنى الآن أسماؤهم، ولكن أعرف منهم قدوة الأفاضل، وكنز الفواضل، قاضى القضاة بالدّيار المصريّة، يحيى أفندى
(3)
، متّع الله المسلمين بطول بقائه.
كان مولده فى سنة
(4)
تسع وتسعين وتسعمائة
(4)
.
(1)
رسمها فى ن: «روم ايلى» .
(2)
بياض بالنسخ.
وكانت وفاته سنة إحدى بعد الألف.
(3)
تجد ترجمته فى: خلاصة الأثر 4/ 467 - 472، نفحة الريحانة 3/ 62 - 67، هدية العارفين 2/ 532.
(4 - 4) بياض فى النسخ. واستكملته من المراجع.
وربّى فى حجر العلم والعمل، والصّيانة عن ارتكاب الخطأ والزّلل،
(1)
إلى أن
(1)
صار ممّن يشار إليه بالأنامل، وتعقد عليه الخناصر
(2)
. انتهى.
***
882 - زكريّا بن محمود بن زكرى، الشيخ، الإمام
الفقيه، زكىّ الدين، البصروىّ
(*)
مدرّس الشّبليّة
(3)
.
كان قد درّس أوّلا بالمدرسة الفرّخشاهيّة
(4)
، ثم إنه درّس أيّاما يسيرة فى آخر عمره بالشّبليّة، عوضا عن فصيح الدين الماردينىّ، وأخذت منه
(5)
الفرّخشاهيّة، وكان ذلك فى جمادى الآخرة، سنة ثمان وتسعين وستمائة.
وتوفّى زكىّ الدين المذكور، فى سادس عشر شهر رجب، من السنة المذكورة.
فكانت مدّة
(6)
الولاية أربعين يوما.
كذا ترجم له الصّلاح الصّفدىّ، فى «أعيان العصر، وأعوان النّصر» . رحمه الله تعالى.
***
883 - زكريّا بن يحيى بن الحارث، الإمام، النّيسابورىّ
المزكّى، أبو يحيى، البزّار، الفقيه
(**)
أحد مشايخ أصحاب أبى حنيفة فى عصره، وأحد العبّاد.
(1 - 1) سقط من: ن.
(2)
كانت وفاته سنة ثلاث وخمسين وألف.
(*) له ذكر فى: الدارس 1/ 537، وفى ط:«زكرى» .
(3)
أى: الشبلية الجوانية، وهى من مدارس الحنفية بدمشق، أنشأها شبل الدولة كافور المعظمى. الدارس 1/ 537.
(4)
من مدارس الحنفية بدمشق، تعرف بعز الدين فرخ شاه، واقفتها حظ الخير خاتون ابنة إبراهيم بن عبد الله، والدة عزّ الدين فرخ شاه، وذلك فى سنة ثمان وسبعين وخمسمائة. الدارس 1/ 561.
والمدرسة فى زقاق الصخر، عند مدخل دمشق الغربى، ولم يبق منها سوى قبة التربة. حاشية الدارس.
(5)
سقط من: ن.
(6)
سقط من: ن.
(**) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 598، العبر 2/ 111، ميزان الاعتدال 80،2/ 79.
سمع إسحاق بن راهويه بخراسان، وغيره.
قال الحاكم، فى «تاريخ نيسابور»: حدّثنا عنه، وله تصانيف كثيرة فى الحديث.
مات، رحمه الله تعالى، فى يوم السبت، لخمس ليال بقين من ربيع الآخر، سنة ثمان وتسعين ومائتين، وصلّى عليه الأمير أبو صالح.
***
884 - زكريا بن يحيى بن هارون بن يوسف بن يعقوب بن عبد الحقّ
ابن عبد الله، بدر الدين، الدّشناوىّ -بالدال المهملة
والشين المعجمة والنون ومن بعدها
ألف وواو-التّونسىّ
(*)
قال الصّفدىّ، فى «أعيان العصر»: كان فقيها، أديبا، نبيها، أريبا.
له نظم كأنّ قوافيه كئوس، وأزاهر روضه زاكية الغروس، حدّث بشئ منه، ورواه الأكابر عنه.
ولم يزل بالقاهرة إلى أن كمّل مدّته، وسكّن الموت شرّته وحدّته.
وتوفّى، رحمه الله تعالى، سنة .......
(1)
وسبعمائة. انتهى.
وقال ابن حجر: كان أديبا فاضلا، أخذ عنه الحافظ أبو الفتح اليعمرىّ، وزين الدين عمر بن حسين بن حبيب، وغيرهما.
ومن شعره لغز فى اسم طيبرس
(2)
:
وما اسم له بعض هو اسم قبيلة
…
وتصحيف باقيه تلاقى به العدا
(*) ترجمته فى: الخطط الجديدة، لعلى مبارك 11/ 15، الدرر الكامنة 208،2/ 207، الطالع السعيد 248 - 250.
(1)
بياض بالأصل. وفى الدرر أنه توفى بعد سنة سبعمائة، وفى الطالع السعيد أنه توفى سنة ثلاث وسبعمائة. وانظر حاشيته.
(2)
الدرر الكامنة 2/ 207، الطالع السعيد 250.
اسم القبيلة: طىّ، وتصحيف برس: ترس.
وإن قلته عكسا فتصحيف بعضه
…
غياث لظمآن تألّم بالصّدى
(1)
وباقيه بالتّصحيف طير وعكسه
…
لكلّ الورى علم معين على الرّدى
اسم الطير: بطّ. والعلم هو: الطب.
وله في مغنّ راقص
(2)
:
يا من غدا الحسن إذ غنى وماس لنا
…
مقسّما بين أبصار وأسماع
قاسوك بالغصن رقصا والهزار غنا
…
وما تقاس بميّاس وسجّاع
/قد تسجع الورق لكن غير ناطقة
…
ويرقص الغصن لا فى حسن إيقاع
(3)
وله أيضا
(4)
:
لا تسلنى عن السّلوّ وسل ما
…
صنعت بى لطفا محاسن سلمى
أوقعت بين مقلتى ورقادى
…
وسقامى والجسم حربا وسلما
وأورد له الصّفدىّ، فى «أعيان العصر» ، قوله فى مليح خطائىّ
(5)
:
فقال لى العذول أراك تبكى
…
فقلت له بكيت على خطائى
واعترض عليه، بأنّه أراد التّورية بالخطأ، مهموزا مقصورا، ضدّ الصّواب، عن الخطائىّ، وهو المليح التّركىّ الخطائىّ، وهو ممدود، فما قعدت معه التّورية.
ثم إنه اعترض على الأديب جمال الدين ابن نباتة، حيث استعمل ذلك فى شعره.
(1)
عكس الاسم: «سربيط» فبعضه: «سرب» تصحيفه: «شرب» .
وهذا التفسير من حاشية بعض نسخ الطالع السعيد.
(2)
الدرر الكامنة 2/ 208، الطالع السعيد 250،249، قال الأدفوى:«وأظنها له» .
(3)
فى الدرر:
قد تسجع الورق لكن غير داخلة
…
ويرقص الغصن بل فى غير إيقاع
وفى الطالع السعيد:
قد تسجع الورق لكن غير داخلة
…
وترقص البان بل فى غير إيقاع
(4)
الطالع السعيد 249.
(5)
الطالع السعيد 249.
وأنشد الصّلاح لنفسه فى ذلك قوله:
أحببت من ترك الخطا ذا قامة
…
فضحت غصون البان لمّا أن خطا
إيّاكم وجفونه فأنا الذى
…
سهم أصاب حشاه من عين الخطا
وقوله أيضا:
يا قلب لا تقدم على
…
سحر الجفون إذا سطا
ومن العجائب أنّه
…
أضحى يصحّ مع الخطا
قلت: ويعجبنى إلى الغاية فى هذا المعنى قول الأديب المعمار
(1)
، وإن كان يرد عليه فى التّورية بالخطأ، ما أورده الصّفدىّ على صاحب الترجمة آنفا، فإنّ ذلك ممّا يسامح به غالبا:
أصاب قلبى خطائى
…
بلحظه لشقائى
فرحت من عظم وجدى
…
أشكو إلى الحكماء
قالوا أصبت بعين
…
فقلت من عظم دائى
إن كان هذا صوابا
…
فتلك عين الخطائى
وهو لغة.
فى هذا المعنى أيضا مع سلامته من الاعتراض السّابق، قوله
(2)
من تائيّة نظمها فى مدح المولى الفاضل أحمد چلبى بن قاضى القضاة حسن بيك بن عبد المحسن، وقد تقدّمت فى ترجمته
(3)
:
ظبى من التّرك إلاّ أنّ أعينه
…
مهنّدات لها بالقلب فتكات
(4)
من الخطا ما خطا إلاّ وداخله
…
بالقدّ عجب وللأغصان شمخات
ما اهتزّ إلاّ وبزّ الناس أنفسهم
…
وهكذا شأنهنّ السّمهريّات
حذاريا قلب من ألحاظه فلها
…
سهام حتف لها بالقلب رشقات
(1)
جلال الدين أبو محمد عبد الله بن إسماعيل الأسدى البغدادى، كاتب شاعر، أديب فيلسوف، توفى بالحلة، سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة.
الأعلام 4/ 198.
(2)
كذا ورد فى النسخ، والشعر لصاحب الطبقات تقى الدين التميمى، وقد تقدم فى الجزء الأول.
(3)
تقدمت الترجمة برقم 177.
(4)
فيما تقدم من الطبقات: «لها بالروح فتكات» .
ولا يغرّنك ما يخطى وكن يقظا
…
ففى سهام الخطا تلفى إصابات
(1)
ومن نظم بدر الدين الدّشناوىّ موشّح لطيف، منه قوله
(2)
:
أيا من علىّ تجنّى
…
وقد حاز لطف المعنّى
(3)
اجعل لى من صدودك أمنا
…
وارحمنى وهب لى
وصلا به أتملّى
وكن للمكارم أهلا
…
هذا [أهنا] وأحلى
(4)
***
885 - / زكريّا بن يحيى بن يحيى النّيسابورىّ
(*)
جدّ أحمد بن سهل
(5)
.
كذا فى «الجواهر» ، من غير زيادة.
***
886 - زهير بن معاوية بن حديج-بالحاء المهملة المضمومة-
أبو خيثمة، الكوفىّ
(**)
الحافظ، الحجّة، محدّث الجزيرة، من أصحاب الإمام، رضى الله تعالى عنه.
(1)
فيما تقدم من الطبقات: «ولا يغرنك» .
(2)
الطالع السعيد 250.
(3)
فى ط: «لطف المعنى» .
(4)
تكملة من: الطالع السعيد.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 599.
(5)
فى النسخ: «حنبل» ، والصواب فى الجواهر، وهو جده لأمه، وتقدمت ترجمته، وهو: أحمد بن محمد بن سهل.
وزكريا هذا، هو الذى تقدمت ترجمته برقم 893، وهو زكريا بن يحيى بن الحارث أبو يحيى، ولعله اشتبه على عبد القادر صاحب الجواهر أمره، ونقل عنه التميمى، ولعل الإيراد الصحيح لاسمه هو:«زكريا بن يحيى، أبو يحيى النيسابورى» .
(**) ترجمته فى: التاريخ الكبير، للبخارى 1/ 427/2، تذكرة الحفاظ 1/ 233، تقريب التهذيب 1/ 265، تهذيب التهذيب 3/ 351 - 353، الجرح والتعديل 589،2/ 588/1، الجمع بين رجال الصحيحين 152، الجواهر المضية، برقم 600، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 123، دول الإسلام 1/ 114، شذرات الذهب 1/ 282، طبقات الحفاظ، للسيوطى 99،98، طبقات خليفة بن خياط (دمشق) 1/ 394، طبقات ابن سعد 6/ 262، العبر 1/ 263، مرآة الجنان 1/ 268، ميزان الاعتدال 2/ 86.
سمع الأعمش، وطبقته.
وروى عنه القطّان، وأبو داود، وأبو نعيم، وأبو جعفر العقيلىّ، وأحمد بن يونس، ويحيى بن يحيى التّميمىّ، وخلق سواهم.
وكان من علماء الحديث، وكان سفيان يقول: ما بالكوفة مثله.
ووثّقه ابن معين، وروى له الشّيخان.
قال شعيب بن حرب، وذكر حديثا لزهير وشعبة: زهير عندى أحفظ من عشرين مثل شعبة.
وقال أحمد ابن حنبل: زهير من معادن العلم.
وكان زهير إذا سمع الحديث من الشيخ مرّتين كتب عليه: فرغت.
وكان صاحب سنّة.
ونزل الجزيرة سنة أربع وستين، وأصابه الفالج هناك.
قال علىّ بن الجعد: كان رجل يختلف إلى زهير ثم فقده، فأتاه بعد ذلك فقال: أين كنت؟.
قال: ذهبت إلى أبى حنيفة.
فقال: نعم ما تعلّمت، لمجلس تجلسه مع أبى حنيفة خير لك من أن تأتينى شهرا.
مات سنة أربع وسبعين. وقيل: اثنتين وسبعين. وقيل: ثلاث وسبعين ومائة. رحمه الله تعالى.
***
887 - زياد بن إلياس، أبو المعالى، ظهير الدين
(*)
تلميذ الإمام أبى الحسن على بن محمد بن الحسين البزدويّ.
قال صاحب «الهداية» ، فى «مشيخته» اختلفت إليه بعد وفاة جدّى، وقرأت عليه أشياء من الفقه والخلاف.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 601، طبقات الفقهاء، لطاش كبرى زاده، صفحة 91.
وكان مع غزارة العلم، ووفور
(1)
الفضل، متواضعا، جوادا، حسن الخلق، ملاطفا لأصحابه، وكان من كبار المشايخ بفرغانة.
قال أبو الحسن علىّ، صاحب «الهداية»: أنشدنى الإمام القاضى نجيب الدين محمد ابن الفضل الأصبهانىّ، بمرغينان، لنفسه أبياتا يمدح بها الأستاذ ظهير الدين، أوّلها
(2)
:
اسعد فقد نلت لقيا أفضل النّاس
…
أبى المعالى زياد نجل إلياس
قرم أخى ثقة لولا مكارمه
…
ما إن جرى قلم فى ظهر قرطاس
وانزل بناديه تلق المجد مبتسما
…
والفضل فى نفحات الورد والآس
ولذ به من زمان جائر نكد
…
فما لجرح اللّيالى غيره آس
إن لم تحط بهداه فى فضائله
…
فقسه فالشّئ قد يدرى بمقياس
جود البرامك فى نطق ابن ساعدة
…
فى حلم أحنف فى فضل ابن عبّاس
***
888 - زياد بن على بن الموفّق بن زياد بن محمد بن زياد
أبو الفضل بن أبى القاسم بن أبى نصر
عرف بزين الحرمين
(*)
من أهل هراة.
قال أبو سعد: مولده فى صفر، سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
سمع من جدّه أبى نصر بن زياد، وغيره.
قال: وقرأت عليه جزءا من سماعه من جدّه، وأجاز لى مشافهة.
وهو من بيت الرّئاسة والتّقدّم
(3)
.
ورد بغداد حاجّا.
(1)
سقطت: «وفور» من: ن.
(2)
الأبيات فى: الجواهر المضية 214،2/ 213.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 602.
(3)
بعده فى الجواهر زيادة: «والفضل» .
وكتب إلىّ [أبو]
(1)
عبد الله محمد بن الفضل الدّهّان، وأنا ببخارى، أنّ أبا الفضل ابن زياد مات بهراة، يوم الأربعاء، الثالث من جمادى الآخرة، سنة ثمان وأربعين وخمسمائة. رحمه الله تعالى.
***
889 - زيد بن أسامة
(*)
كان يروى «الجامع الكبير» لمحمد بن الحسن، عن أبى سليمان الجوزجانىّ، عن محمد/بن الحسن.
رواه عنه إسحاق بن إبراهيم الشّاشىّ القاضى، المذكور سابقا، فى حرف الهمزة.
***
890 - زيد بن بشير الأندلسىّ، الفقيه
(**)
ذكره ابن يونس، فى «تاريخ مصر» ، وقال: فقيه على مذهب الكوفيّين.
روى عنه سليمان بن عمران، قاضى الغرب
(2)
.
قال: ما وجدت أحدا يعرفه بمصر، غير أبى جعفر الطّحاوىّ.
***
(1)
تكملة من: الجواهر.
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 603، كتائب أعلام الأخيار، برقم 131.
(**) ترجمته فى: بغية الملتمس 295، تاريخ علماء الأندلس 1/ 156، الجواهر المضية، برقم 604.
(2)
فى بغية الملتمس، وتاريخ علماء الأندلس، والجواهر:«المغرب» .
891 - زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن سعيد بن عصمة
ابن حمير بن الحارث ذى رعين الأصغر
الإمام، العلاّمة، المفنّن الفهّامة
تاج الدين، أبو اليمن، الكندىّ
(*)
النحوىّ، اللغوىّ، المقرى، المحدّث، الحافظ.
ولد ببغداد سنة عشرين وخمسمائة.
وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وأكمل القراءات العشر وهو ابن عشر، وكان أعلى أهل الأرض إسنادا فى القراءات.
قال الذّهبىّ: لا أعلم أحدا من الأئمّة عاش بعد ما قرأ القرآن ثلاثا وثمانين سنة غيره.
وقرأ العربيّة على أبى محمد سبط أبى منصور الخيّاط، وابن الشّجرىّ، وابن الخشّاب، واللّغة على موهوب الجواليقىّ.
وسمع من أبى بكر بن عبد الباقى، وخلائق.
وخرّج له أبو القاسم ابن عساكر «مشيخة» فى أربعة أجزاء.
وقدم دمشق، ونال الحشمة الوافرة والتقدّم، وازدحمت عليه الطلبة.
وكان حنبليّا فصار حنفيّا، وتقدّم فى مذهب أبى حنيفة، وأفتى ودرّس، وأقرأ القراءات والنحو واللغة والشعر.
وكان صحيح السّماع، ثقة فى النّقل، ظريفا فى العشرة، طيّب المزاج.
(*) ترجمته فى: إنباه الرواة 2/ 10 - 14، البداية والنهاية 13/ 71 - 74، بغية الوعاة 1/ 570 - 573، تاريخ ابن الوردى 134،2/ 133، التكملة لوفيات النقلة 4/ 248 - 251، الجواهر المضية، برقم 605، خريدة القصر، قسم الشام 1/ 101، 102، الدارس 1/ 483 - 486، دول الإسلام 2/ 116، ذيل الروضتين 95 - 99، روضات الجنات 3/ 394 - 397، شذرات الذهب 55،5/ 54، طبقات القراء 1/ 593، العبر 5/ 45، الكامل 12/ 315، كشف الظنون 812،714،1/ 6، 1925،1697،2/ 1670، المختصر، لأبى الفداء 3/ 117، المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثى 72،2/ 71، مرآة الجنان 4/ 25 - 27، مرآة الزمان 8/ 572 - 577، معجم الأدباء 11/ 171 - 175، النجوم الزاهرة 217،6/ 216، وفيات الأعيان 2/ 339 - 342.
وللدكتور سامى مكى العانى والأستاذ هلال ناجى كتاب «أبو اليمن تاج الدين زيد بن الحسن الكندى البغدادى، حياته، وما تبقى من شعره» .
قرأ عليه جماعة، وآخر من روى عنه بالإجازة أبو حفص ابن القوّاس
(1)
، ثم أبو حفص العقيمىّ
(2)
.
واستوزره فرّوخ شاه.
ثم اتّصل بأخيه تقىّ الدين صاحب حماة، واختصّ به، وكثرت أمواله، وكتب الخطّ المنسوب.
وقرأ عليه المعظّم عيسى شيئا كثيرا من النحو ك «كتاب سيبويه» ، و «شرحه»
(3)
و «الإيضاح» .
وله خزانة كتب بالجامع الأموىّ فيها كلّ نفيس.
وله «حواش» على «ديوان المتنبّى» و «حواش» على «خطب ابن نباتة» ، أجاب عنها الموفّق البغدادىّ.
وحضر التّاج الكندىّ مرّة عند الوزير، وحضر ابن دحية
(4)
، فأورد ابن دحية حديث الشّفاعة
(5)
، فلمّا وصل إلى قول الخليل عليه الصلاة والسلام:«إنّما كنت خليلا من وراء وراء» ، فتح ابن دحية الهمزتين
(6)
، فقال الكندىّ:«وراء وراء» بضمّ الهمزتين، فعسر ذلك على ابن دحية، وصنّف فى المسألة كتابا سمّاه «الصّارم الهندىّ، فى الرّدّ على الكندىّ» ، وبلغ ذلك الكندىّ، فعمل مصنّفا سمّاه «نتف اللّحية، من ابن دحية» .
ورد على الكندىّ سؤال فى الفرق بين: طلّقتك إن دخلت الدّار، وبين: إن دخلت الدّار طلّقتك. فألّف فى الجواب عنه «مؤلّفا» ، فردّ عليه محمد بن على بن غالب
(1)
هو: عمر بن عبد المنعم بن عمر الطائى الدمشقى، كان خيرا، دينا، متواضعا، محبا للرواية، توفى سنة ثمان وتسعين وستمائة. العبر 5/ 388.
(2)
هو: جمال الدين عمر بن إبراهيم بن حسين بن سلامة الرسعنى الكاتب، شيخ الأدباء، توفى سنة تسع وتسعين وستمائة. العبر 402،5/ 401. وانظر شذرات الذهب 5/ 451.
(3)
أى: لابن درستويه. كما فى معجم الأدباء 11/ 175.
(4)
هو: أبو الخطاب عمر بن الحسن بن على الكلبى البلنسى الحافظ، كان من أعيان العلماء، ومشاهير الفضلاء، توفى سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بالقاهرة. وفيات الأعيان 3/ 448 - 450.
(5)
الحديث بتمامه رواه مسلم، فى باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، من كتاب الإيمان. صحيح مسلم 187،1/ 186.
(6)
انظر حاشية صحيح مسلم 1/ 187.
الجزرىّ
(1)
، وسمّاه «الاعتراض المبدى، لوهم التّاج الكندى» .
وتوفّى يوم الاثنين، سادس شوّال، سنة عشر وستمائة، وانقطع بموته إسناد عظيم.
وفيه يقول تلميذه الشيخ علم الدين السّخاوىّ، وكان يبالغ فى وصفه
(2)
:
لم يكن فى عصر عمرو مثله
…
وكذا الكندىّ فى آخر عصر
(3)
وهما زيد وعمرو إنّما
…
بنى النحو على زيد وعمرو
/وكتب أبو شجاع ابن الدّهّان الفرضىّ
(4)
، إلى الشيخ تاج الدين الكندىّ، يمدحه
(5)
:
يا زيد زادك ربّى من مواهبه
…
نعمى يقصّر عن إدراكها الأمل
لا بدّل الله حالا قد حباك بها
…
ما دار بين النّحاة الحال والبدل
النحو أنت أحقّ العالمين به
…
أليس باسمك فيه يضرب المثل
وذكره ابن شاكر الكتبىّ، فى «عيون التّواريخ» ، ونقل عنه أنه قال: كنت فى صغرى، وقت اشتغالى بالعلم، أبغض إخوتى إلى أبى، لأنه كان يريدنى أشتغل بالتجارة، وأنا أشتغل بالعلم، وكان ذلك سعادة منحنى الله تعالى بها، فإنى اكتسبت بالعلم مقدار أربعين ألف دينار، ووهبتها جميعا لمن يلوذ بى، حتى إنّ الدار التى كنت مقيما فيها وهبتها لهم.
قال ابن شاكر: وأقول: إنّ أحدا ما نال من السّعادة ما نال تاج الدين، فإنّ الملك المعظّم بن العادل كان صاحب الشام، وكان يقصد منزل تاج الدين بدرب العجم
(6)
راجلا، وكتابه تحت إبطه، يقرأ عليه، ولا يكلّفه مشقّة المجئ إلى خدمته، وكان على بابه من المماليك الأتراك وغيرهم ما لا يكون إلاّ على باب ملك، وكان له من الأملاك والبساتين ما لا يحصى.
(1)
فى النسخ: «الخزرى» ، والمثبت فى: بغية الوعاة 1/ 573، كشف الظنون 1/ 119.
(2)
انظر تخريج البيتين فى كتاب «أبو اليمن» 32.
(3)
يعنى بعمرو سيبويه.
(4)
هو: محمد بن على بن شعيب، كانت له يد طولى فى علم النحو، وهو أول من وضع الفرائض على شكل المنبر. توفى سنة تسعين وخمسمائة. بغية الوعاة 181،1/ 180.
(5)
انظر تخريج الأبيات فى كتاب: «أبو اليمن» 31.
(6)
أى: بدمشق.
قال: وكان تاج الدين يكثر الجلوس على دكّان عطّار بباب حيرون، فجاءته امرأة طلبت منه حاجة، فأعطاها، وأخرى وأخرى إلى أن ضجر، فقال لها العطّار، فى كلام جرى بينهما: أخذتى
(1)
والله مخّى.
فقال له الكندىّ: لا تلمها، فإنّها محتاجة إليه، تريد أن تطعمه لزوجها.
ومن شعر التّاج الكندىّ قوله
(2)
:
لامنى فى اختصار كتبى حبيب
…
فرّقت بينه اللّيالى وبينى
كيف لى لو أطلت لكنّ عذرى
…
فيه أنّ المداد إنسان عينى
(3)
ومنه أيضا قوله
(4)
:
أرى المرء يهوى أن تطول حياته
…
وفى طولها إرهاق ذلّ وإزهاق
تمنّيت فى عصر الشّبيبة أنّنى
…
أعمّر والأعمار لا شكّ أرزاق
فلمّا أتانى ما تمنّيت ساءنى
…
من العمر ما قد كنت أهوى وأشتاق
عرتنى أعراض شديد مراسها
…
علىّ وهمّ ليس لى فيه إفراق
وها أنا فى إحدى وتسعين حجّة
…
لها فىّ إرعاد مخوف وإبراق
يخيّل لى فكرى إذا كنت خاليا
…
ركوبى على الأعناق والسّير إعناق
(5)
ويذكرنى مرّ النّسيم وروحه
…
حفائر يعلوها من التّرب أطباق
يقولون درياق لمثلك نافع
…
ومالى إلاّ رحمة الله درياق
ومنه أيضا
(6)
:
عجبت لمن ينتابه الموت غيلة
…
يروح به أو يغتدى كيف يبخل
وهب أنه من فجأة الموت آمن
…
مسرّته بالعيش لا تتبدّل
أليس يرى أنّ الذى خلق الورى
…
بأرزاقهم ما عمّروا متكفّل
(7)
(1)
كذا على حكاية قول العامة.
(2)
كتاب «أبو اليمن» 81.
(3)
فى كتاب «أبو اليمن» : «ليتنى لو أطلت» ، وفى حاشيته مثل ما هنا.
(4)
كتاب «أبو اليمن» 71،70.
(5)
سقط هذا البيت من كتاب «أبو اليمن» ، وهو فى المصادر التى ذكرها المؤلفان.
(6)
كتاب «أبو اليمن» 46.
(7)
فى كتاب «أبو اليمن» : «يتكفل» .
ومنه أيضا
(1)
:
/دع المنجّم يكبو فى ضلالته
…
إذا ادّعى علم ما يجرى به الفلك
(2)
تفرّد الله بالعلم القديم فلا ال
…
إنسان يشركه فيه ولا الملك
أعدّ للرّزق من أشراكه شركا
…
فبئست العدّتان الشّرك والشّرك
ومنه أيضا
(3)
:
أنحلت جسمى السّنون إلى أن
…
صرت أخفى من نقطة فى كتاب
عرّقت أعظمى فليس عليها
…
بين جلدى وبينها من حجاب
من رآنى يقول هذا قناة
…
كسّرت ثم جمّعت فى جراب
لست أبكى تحت التّراب دفينا
…
بعد ما قد بليت فوق التّراب
يتناسى الجهول غائلة الشّي
…
ب زمان اغتراره بالشّباب
وله غير ذلك، وقد وقفت له على «ديوان» شعر، فى مجلّد لطيف.
وبالجملة فقد كان من فضلاء دهره، ومحاسن عصره. رحمه الله تعالى.
***
892 - زيد بن محمد بن خيثمة بن محمد بن حاتم بن خيثمة
ابن الحسن بن عوف التّميمىّ، أبو سعد
(*)
فقيه معروف.
سمع من الخفّاف، وطبقته.
وهو من بيت العلم والقضاء.
مات فى شهر ربيع الأوّل، سنة خمس وأربعين وأربعمائة. رحمه الله تعالى.
***
(1)
كتاب «أبو اليمن» 68،67.
(2)
فى كتاب «أبو اليمن» : «إن ادعى» .
(3)
لم ترد الأبيات فى كتاب «أبو اليمن» .
(*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 606.
893 - زيد بن نعيم
(*)
من أصحاب محمد بن الحسن، حدّث عنه ببغداد.
روى عنه أبو إسماعيل الفقيه محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن منصور.
ذكره الخطيب البغدادىّ، ولم يؤرّخ وفاته.
***
894 - زين بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد
المشهور بابن نجيم
(**)
وهو اسم لبعض أجداده.
كان إماما، عالما عاملا، مؤلّفا مصنّفا، ماله فى زمنه نظير.
واشتغل، ودأب، وحصّل، وجمع، وتفرّد، وتفنّن، وأفتى، ودرّس.
وصار زين الإخوان، وإنسان عين الأوان، وساعده الحظّ فى حياته، وبعد مماته، ورزق السعادة فى سائر مؤلّفاته ومصنّفاته، فما كتب ورقة إلاّ واجتهد الناس فى تحصيلها بالمال والجاه، وسارت بها الرّكبان فى سائر البلدان.
وكانت ولادته فى سنة ست وعشرين وتسعمائة.
ووفاته فى سنة سبعين وتسعمائة
(1)
، نهار الأربعاء، سابع رجب الفرد، تغمّده الله تعالى برحمته ورضوانه، وأسكنه فسيح جنانه، بمنّه وكرمه، ومزيد غفرانه.
(*) ترجمته فى: تاريخ بغداد 8/ 446، الجواهر المضية، برقم 607.
(**) ترجمته فى: الخطط الجديدة 5/ 17، شذرات الذهب 8/ 358، كشف الظنون 566،374،358،356،1/ 98، 1823،1661،2/ 1515،965،910،847،727، الكواكب السائرة 3/ 154.
وكذا ورد فى النسخ، والكواكب السائرة:«زين» فحسب، وورد فى الشذرات:«زين الدين» ، وورد فى كشف الظنون:«زين الدين» فى مواضع، و «زين العابدين» فى مواضع أخرى.
(1)
فى النسخ: «990» بالرقم، وما هنا مثل ما فى الشذرات. وفى الكواكب السائرة:«وكانت وفاته سنة تسع بتقديم المثناة وستين وتسعمائة، وفى حاشيته: «من ع، ج. وفى الأصل: وتسعين. وقد آثرنا سنة 69 لأن الشذرات تضعه تحت متوفى سنة 970» .
وقد أخبرنى أخوه الشيخ الفاضل عمر، الشهير كأخيه بابن نجيم، أنّ أخاه، صاحب الترجمة، أخذ عن جماعة من علماء الدّيار المصريّة؛ منهم: الشيخ العلاّمة أمين الدين بن عبد العال الحنفىّ، والشيخ أبو الفيض، وشيخ الإسلام ابن الحلبىّ، وغيرهم.
وأخذ العلوم العربيّة والعقليّة عن جماعة كثيرة؛ منهم: الشيخ العلاّمة نور الدين الدّيلمىّ المالكىّ، وكان من عباد الله الصالحين، وعلمائه العاملين، والشيخ العلاّمة شقير المغربىّ، أحد تلامذة الإمام العلاّمة الرّحلة الفهّامة، عالم الرّبع المعمور، كما هو فى أوصافه مشهور، الشيخ مغوش
(1)
المغربىّ، وغيرهم ممّن لم يحضرنى اسمه، ولا أخبرنى به أحد من الثّقات.
وله من التّصانيف: «البحر الرّائق، بشرح كنز الدّقائق» ، وهو أكبر مؤلّفاته، وأكثرها نفعا، لكنّ حصول/المنيّة منعه من بلوغ الأمنيّة، فما أكمله، ولا بحلية التّمام جمّله، وقد وصل فيه إلى أثناء الدّعاوى والبيّنات.
و «شرح المنار» ، فى أصول الفقه.
وله «الأشباه والنّظائر» وهو كتاب رزق السعادة التّامّة بالقبول عند الخاصّ والعامّ، ضمّنه كثيرا من القواعد الفقهيّة، والمسائل الدّقيقة والأجوبة الجليّة، والذى يغلب على الظّنّ أنه لا يخلو منه خزانة أحد قدر على تحصيله من العلماء بالدّيار الرّوميّة.
واختصر «تحرير الإمام ابن الهمام» فى أصول الفقه، وسمّاه «لبّ الأصول» .
وله رسائل كثيرة، فى فنون عديدة، تزيد على أربعين رسالة.
وأمّا تعاليقه على هوامش الكتب وحواشيها، وكتابته على أسئلة المستفيدين، والأوراق التى سوّدها بالفوائد والأبحاث الرّائقة فى أكثر الفنون، ومات قبل أن يجمعها ويحرّرها ويخرجها إلى الوجود، فشئ لا يمكن حصره، ولا يوجد عند غالب علمائنا فى هذا العصر عشره، ولولا معاجلة الأجل، قبل بلوغ الأمل، لكان فى الفقه وأصوله خصوصا، وفى أكثر الفنون عموما، أعجوبة الدهر، ونادرة العصر.
وفى الجملة، كان من مفاخر الدّيار المصريّة. رحمه الله تعالى.
***
(1)
هو: شمس الدين محمد بن محمد الكرمى التونسى المالكى، شيخ الإسلام، وقاضى العسكر بتونس. توفى بالقاهرة سنة سبع وأربعين وتسعمائة.
شذرات الذهب 8/ 270، الشقائق النعمانية (بهامش وفيات الأعيان) 2/ 52 - 54.
آخر الجزء الثالث ويليه الجزء الرابع، وأوله:
حرف السين المهملة والحمد لله حقّ حمده