المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرّحيم المقدمة إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ - الغرر والدرر في سيرة خير البشر

[العز ابن جماعة الحفيد]

فهرس الكتاب

بسم الله الرحمن الرّحيم

المقدمة

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}

[آل عمران:102]

{يا أَيُّهَا النّاسُ اِتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاِتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}

[النساء:1]

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً}

[الأحزاب:70 - 71]

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار.

ص: 5

هذا أحد كتب الشيخ الإمام عزّ الدين محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن محمد بن جماعة علاّمة الديار المصرية في العلوم العقلية في وقته، تناول فيه السيرة النبوية بأسلوب لطيف مختصر، حيث قال في مقدمته: هذا مصنّف صغير الحجم، عزيز العلم، مشتمل على مهمات من سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وسميته:«الغرر والدّرر في سيرة خير البشر»

(1)

.

أقدمه للمكتبة الإسلامية خدمة للدين الحنيف، وقد قمت بتحقيقه، وعملت للمؤلّف ترجمة حافلة تعرّف به، وبذلت جهدي، وطاقتي، ومكنتي في إخراج الكتاب بأحسن صورة، فما كان فيه من صواب، فهو من توفيق الرحمن، وما كان من خطأ، فمنّي، وجلّ من كان له الكمال.

وأرجو من الله-سبحانه وتعالى-أن أكون قد وفّقت لذلك، فإنه خير من يسأل، وخير من يجيب.

عدنان ابو زيد

***

(1)

انظر: الصفحة رقم (29).

ص: 6

‌ترجمة المؤلف

‌1 - اسمه ونسبه:

محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن محمد بن عليّ بن حازم بن صخر بن عبد الله، عزّ الدين، أبو عبد الله بن الشيخ شمس الدين بن قاضي القضاة عزّ الدين بن قاضي القضاة بدر الدين الكنانيّ الحمويّ الأصل، المصريّ الشافعيّ.

‌2 - مولده وعائلته:

ولد مترجمنا العزّ في سنة تسع وأربعين وسبع مئة بمدينة ينبع، وهي مدينة بساحل البحر الأحمر من جهة الجزيرة العربية

(1)

.

اعتنت كتب التراجم بعائلة آل جماعة عناية كبيرة، وذلك لكونها من العائلات العلمية الكبيرة التي أنجبت العديد من العلماء الأفذاذ، الذين خدموا الدين الحنيف، ولم يختصّ وجودهم ببلد معين دون غيره، بل نجدهم في الشّام، والقدس، ومكّة، والقاهرة، فمنهم:

(1)

انظر: «معجم البلدان» (449/ 5).

ص: 7

المحدّثون، والفقهاء، والقضاة، والخطباء، ومنهم: من حاز مرتبة شيخ الشيوخ، ومنهم: من جمعت له كل المراتب المذكورة.

‌وإليك بعض أعلام هذه العائلة:

1 -

قاضي القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكنانيّ، الحمويّ المولد، الشافعيّ، سمع الكثير، ودرّس، وأفتى، وصنّف، جمع بين القضاء، والخطابة بالقدس، والجامع الأموي، ومشيخة شيخ الشيوخ، وانتهت إليه الرئاسة في عصره، مع ما هو فيه من الديانة والورع والصيانة، توفي سنة (733 هـ)

(1)

.

2 -

قاضي القضاة عزّ الدين عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة، الكنانيّ، الدمشقيّ المولد، المصريّ، الشافعيّ، نشأ في بيت علم وحشمة.

سمع، وقرأ الكثير، وشيوخه بالسماع والإجازة يزيدون على ألف وثلاث مئة، جلس للتدريس وعمره أربع عشرة سنة، حدّث، وأفتى، وصنف، وكان كثير الحج والمجاورة، وكان يتمنى أن يموت بأحد الحرمين معزولا عن القضاء، فنال ذلك، فتوفي حاجّا سنة (767 هـ)

(2)

.

3 -

الشيخ الإمام بدر الدين إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة، الكنانيّ، الشافعيّ، قاضي مصر والشّام، جمع

(1)

انظر: «البداية والنهاية» (163/ 14)، «الدرر الكامنة» (280/ 3 - 283)، «شذرات الذهب» (105/ 6).

(2)

انظر: «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (253/ 2)، و «الدرر الكامنة» (378/ 2 - 382)، و «البدر الطالع» (359/ 2).

ص: 8

بين الرئاسة، والخطابة، ومشيخة الشيوخ، ولي خطابة القدس بعد أبيه، كبير طائفة الفقهاء، وكان محببا للناس، وإليه انتهت رئاسة العلماء في زمانه، درّس، وأفتى، وصنف، توفي سنة (790 هـ)

(1)

.

‌3 - بعض شيوخه:

1 -

أحمد بن عليّ بن عبد الكافي بهاء الدين السّبكيّ

(2)

.

2 -

أحمد بن محمد علاء الدين السّيراميّ الحنفيّ

(3)

.

3 -

عبد الرحمن بن محمد بن محمد، الحضرميّ، المالكيّ، صاحب «المقدّمة» ، الشهير بابن خلدون

(4)

.

4 -

عبد العزيز بن محمّد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة، عزّ الدّين، قاضي القضاة، جدّه

(5)

.

5 -

عبد الوهاب بن عليّ بن عبد الكافي، تاج الدين السّبكيّ

(6)

.

6 -

عمر بن رسلان بن نصير بن صالح بن شهاب بن عبد الخالق بن عبد الحقّ، شيخ الإسلام، سراج الدين البلقينيّ

(7)

.

(1)

انظر: «الدرر الكامنة» (38/ 1)، «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (290/ 2)، و «شذرات الذهب» (105/ 3).

(2)

«الدرر الكامنة» (210/ 1).

(3)

«الدرر الكامنة» (307/ 1).

(4)

«البدر الطالع» (337/ 1).

(5)

«إنباء الغمر» (115/ 3).

(6)

«الدرر الكامنة» (425/ 2).

(7)

«البدر الطالع» (506/ 1).

ص: 9

7 -

محمّد بن إسحق بن أحمد الغزنويّ، سراج الدين الهنديّ، قاضي الحنفية

(1)

.

8 -

محمّد بن خليل بن محمد، شمس الدين، العرضيّ، الشّافعيّ

(2)

.

9 -

محمّد بن محمّد بن عبد الله بن محمود، المعروف بجار الله، قاضي الحنفية

(3)

.

‌4 - بعض تلاميذه:

1 -

أحمد بن عليّ بن محمد بن حجر العسقلانيّ، الحافظ، المصريّ

(4)

.

2 -

صالح بن عمر بن رسلاّن، علم الدين، البلقينيّ

(5)

.

3 -

عبد الله بن محمد بن طيمان، جمال الدين، الطيمانيّ، المصريّ

(6)

.

4 -

عليّ بن أحمد، علاء الدين القلقشنديّ

(7)

.

(1)

«إنباء الغمر» (27/ 1).

(2)

«إنباء الغمر» (205/ 2).

(3)

«إنباء الغمر» (229/ 1).

(4)

«إنباء الغمر» (115/ 3).

(5)

«البدر الطالع» (286/ 1).

(6)

«طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (355/ 2).

(7)

«النجوم الزاهرة» (12/ 16).

ص: 10

5 -

محمد بن العلامة زاده أحمد بن محمد، الحنفيّ، الشهير بابن مولانا زاده

(1)

.

6 -

محمد بن أحمد بن عثمان بن نعيم شمس الدين البسطي المالكي

(2)

.

7 -

محمد بن أبي بكر بن عليّ بن يوسف، نجم الدين، المرجانيّ

(3)

.

8 -

محمد بن حسن بن عليّ بن عثمان، النواجيّ، الشاعر

(4)

.

‌5 - نشأته:

من أهمّ العوامل التي ساعدت على بناء شخصيته العلمية بعد العناية الإلهية هي البيئة الداخلية، والخارجية التي عاش فيها المؤلف، فالبيئة الداخلية المتمثلة بالعائلة، والتي لها الدور الكبير، والفعال في بناء شخصية أي فرد، فنشأته-رحمه الله-في كنف عائلة علمية كبيرة كان لها الدور الكبير في دعمه وتشجيعه، خاصّة جدّه قاضي القضاة العزّ عبد العزيز بن جماعة.

ومن ثمّ البيئة الخارجية التي عاش المؤلف فيها، المتمثلة بعصره الذي كان يزخر بالعديد من العلماء في شتى فنون العلم، فكان لذلك

(1)

«النجوم الزاهرة» (179/ 16).

(2)

«البدر الطالع» (112/ 2).

(3)

«طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (425/ 2).

(4)

«البدر الطالع» (156/ 2).

ص: 11

الأثر الكبير في بناء شخصيته، وملكته، فخلق ذلك عاملا فاعلا في نبوغه، وتقدّمه على أقرانه.

أضف إلى ذلك الاستعداد الفطريّ الذي كان يتمتع به، مع ما حباه الله تعالى به من العناية والتوفيق، التي لا يتمّ بغيرها التسديد، فرغب إلى العلم وتحصيله، ومحبة أهله، بعد أن ذاق حلاوته، حتى بلغ من علوّ همّته ما بلغ، فكان لا ينظر إلى شيء إلا وأحبّ أن يقف على أصله، ويشارك فيه، ورحم الله تعالى الشيخ الزاهد محمد بن الفضل البلخي حينما قال:«من ذاق حلاوة العلم، لا يصبر عنه»

(1)

.

فنشأ مشتغلا بالعلم، وسمع الكثير على جماعة من أكابر العلماء، فسمع من القلانسيّ، والعرضيّ، والتبانيّ، وجدّه عبد العزيز، وغيرهم، وأحضر على الميدوميّ، وأجاز له جماعة من الشّاميين، والمصريين بعناية الشيخ زين الدين العراقيّ، وتفقّه بالشيخ سراج الدين البلقيني.

ثم مال إلى العلوم العقلية، فقرأ على علماء المعقول في عصره، كالسيراميّ، والعزّ الرازيّ، وابن خلدون، حتى أتقن هذا العلم، وصار يشار إليه بالبنان، وتقصده الطلبة من كل حدب وصوب، وصار أمة وحده فيه. وقد أقبل في أواخر حياته على النظر في كتب الحديث، فاستعار من ابن العديم «تخريج أحاديث الرافعي الكبير» للشيخ ابن الملقّن، وهو في سبع مجلدات، فمرّ عليه كلّه، واختصره، وفرغ منه

(1)

«طبقات الصوفية» للسّلمي (215).

ص: 12

عند موت ابن العديم، ثم لم يلبث هو بعد ذلك بيسير، فكان آخر عهده من العلم علم الحديث.

قال تلميذه الحافظ ابن حجر

(1)

: ولم يتزوج فيما علمت، بل كانت عنده زوجة أبيه، فكانت تقوم بأمر بيته، ويبرّها، ويحسن إليها، ولم يتفق له أن حجّ، مع حرص أصحابه له على ذلك، وكان يعاب بالتزيّي بزيّ العجم من طول الشارب، وعدم السّواك، حتى سقطت أسنانه.

‌6 - ثناء العلماء عليه:

بلغ من علوّ همته ما ينقله لنا الحافظ ابن حجر

(2)

بقوله: مال إلى المعقول؛ فأتقنه، حتى صار أمّة وحده، وبقيت طلبة البلد كلّها عيالا عليه في ذلك، وصنّف التصانيف الكثيرة المنتشرة، وله على كل كتاب أقرأه-مع أنه كاد يقرئ جميع هذه المختصرات-التصنيف، والتصنيفان، والثلاثة، ما بين حاشية، ونكت، وشرح، وكان أعجوبة دهره في حسن التقرير.

وذكر ابن قاضي شهبة

(3)

: كان آية من الآيات في معرفة العلوم الأدبية، والعقلية، والأصلين، وأخذ عنه غالب أهل مصر.

وقال الحافظ ابن حجر

(4)

أيضا: وكان من العلوم بحيث يقضى له

(1)

«إنباء الغمر» (116/ 3).

(2)

«إنباء الغمر» (115/ 3).

(3)

«طبقات الشافعية» (379/ 2).

(4)

«إنباء الغمر» (116/ 3).

ص: 13

في كل فنّ بالجمع، هذا مع الانجماع عن بني الدنيا، وترك التعرض للمناصب، وقد نفق له سوق في الدولة المؤيدية، وهاداه السلطان عدّة مرار بجملة من الذهب، ومع ذلك كان يمتنع من الاجتماع به، ويتغير إذا عرض عليه ذلك.

ثم قال في «إنباء الغمر» (116/ 3): وكان يبرّ أصاحبه، ويساويهم في الجلوس، ويبالغ في إكرامهم.

وذكر أيضا: وكان يديم الطهارة، فلا يحدث إلا وتوضأ، ولا يترك أحدا يستغيب عنده أحدا، هذا مع ما هو عليه من محبة الفكاهة، والمزاح، واستحسان النادرة.

لازمته من سنة تسعين إلى أن مات، وكان يودّني كثيرا، ويشهد لي في غيبتي بالتقدم، ويتأدب معي إلى الغاية، مع مبالغتي في تعظيمه، حتى كنت لا أسميه في غيبته إلا:«إمام الأئمة» .

وذكر محقق كتاب «إنباء الغمر»

(1)

الدكتور حسن حبشي: أنه كتب على هامش الأصل بخط الشيخ إبراهيم البقاعيّ ما نصّه: حدثني الشيخ محبّ الدين محمد بن مولانا زاده، الشهير بابن الأقصرائيّ، الحنفيّ، إمام السلطان، وكان محمد ممن لازم الشيخ عزّ الدين كثيرا: أنه رأى رجلا تكروريّا اسمه: عثمان ما غفا-بالغين المعجمة والفاء-ورد إلى القاهرة، وكان له عشرة بنين رجال، فأتى بهم إلى الشيخ عزّ الدين للاستفادة، فقرأ عليه كتابا، فكان إذا قرر له مسألة، ففهمها، وقف، ودار ثلاث دورات على شبه الراقص، ثم انحنى للشيخ على هيئة

ص: 14

الراكع، وجلس، فإذا جلس، قام بنوه العشرة بعده، ففعلوا مثل فعله.

‌7 - مؤلفاته:

الغالب على آثاره العلمية التي صنفها: أنها كانت عبارة عن شروح، ونكت، ومختصرات للكتب التي كان يقرئها للطلبة، وكان يتمتع بذهن متوقّد، وفهم واسع، فتراه يكتب على الكتاب الواحد ثلاثة تصانيف، ما بين حاشية، أو شرح، أو نكت، وكان أعجوبة دهره في حسن التقرير، ولم يرزق ملكة، ولا سعادة في حسن التصنيف، والظاهر: أنه كان يروم بها تذكر ما يريد إلقاءه، وتقريره؛ ولذا كان بينهما كما بين الثرى والثريا، بل كان بين قلمه، ولسانه كما بينه هو، وآحاد طلبته، وصنف التصانيف الكثيرة: الدينية، والأدبية، والصناعية، وغيرها من العلوم السائدة في عصره، وهي تزيد على مئتي مصنف، تنوعت في عشرين فنا، وقد جمعها في جزء مفرد، وضاع أكثرها بأيدي الطلبة، كما نقل ذلك الحافظ ابن حجر

(1)

، وابن قاضي شهبة

(2)

، والسخاويّ

(3)

.

‌وإليك تعداد بعض أسماء مؤلفاته التي وقفت عليها:

1 -

أربعون حديثا في الجهاد، واسمها:«الإمداد فيما يتعلق بالجهاد»

(4)

.

(1)

«إنباء الغمر» (116/ 3).

(2)

«طبقات الشافعية» (379/ 2).

(3)

«وجيز الكلام» (442/ 2).

(4)

تقع ضمن مجموعه الذي عندي.

ص: 15

(1)

«كشف الظنون» (196/ 1).

(2)

«البدر الطالع» (148/ 2).

(3)

«طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (379/ 2).

(4)

«طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (379/ 2).

(5)

«كشف الظنون» (1855/ 2).

(6)

«الأعلام» (57/ 6).

(7)

«كشف الظنون» (151/ 1).

(8)

«كشف الظنون» (154/ 1).

(9)

«كشف الظنون» (1879/ 2).

(10)

«طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (379/ 2).

ص: 16

12 -

«حاشية على شرح العقيدة النسفية للتفتازاني»

(1)

.

13 -

«حاشية على مختصر ابن الحاجب»

(2)

.

14 -

«حاشية على مختصر المطول للتفتازاني» ، واسمها:«سبك النضير في حواشي الشرح الصغير»

(3)

.

15 -

حاشية على «مطالع الأنوار» للأرموي، في المنطق

(4)

.

16 -

حاشية على «المطول» للتفتازاني، اسمها:«المعوّل»

(5)

.

17 -

حاشية على «منهاج الأصول» للبيضاوي

(6)

.

18 -

شرح «جمع الجوامع»

(7)

.

19 -

«شرح علوم الحديث لابن الصلاح»

(8)

.

20 -

«شرح القواعد الصغرى لابن هشام»

(9)

.

21 -

«شرح القواعد الكبرى لابن هشام» .

(1)

«كشف الظنون» (1147/ 2).

(2)

«كشف الظنون» (1855/ 2).

(3)

«إنباء الغمر» (116/ 3).

(4)

«كشف الظنون» (1715/ 2).

(5)

«إنباء الغمر» (115/ 3).

(6)

«كشف الظنون» (1879/ 2).

(7)

«طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (379/ 2).

(8)

«البدر الطالع» (148/ 2).

(9)

«البدر الطالع» (148/ 2)، و «شرح القواعد الكبرى» كذلك.

ص: 17

22 -

«الصفوة في التصوف»

(1)

.

23 -

«الغرر والدرر في سيرة خير البشر صلى الله عليه وسلم»

(2)

، وهو بين يديك.

24 -

«المثلث في اللغة»

(3)

.

25 -

«لمعة الأنوار في التشريح»

(4)

.

26 -

«مختصر تخريج أحاديث الرافعي الكبير لابن الملقن» ، وهو آخر كتبه

(5)

.

27 -

«المنهج السوي شرح المنهل الروي»

(6)

لجده.

‌8 - وفاته:

في سنة (819) حلّ بالناس وباء الطاعون في القاهرة، وكان- رحمه الله-ينهى أصحابه عن دخول الحمام العام أيام الطاعون، فلما كاد يرتفع الوباء عن الناس، دخل هو الحمام، فخرج، فطعن عن قرب، فمات في العشرين من شهر ربيع الآخر من نفس السنة، واشتد أسف الناس عليه، ولم يخلف بعده مثله.

ختم له-رحمه الله-بشيئين، نسأل الله-تبارك وتعالى-أن تكون خاتمة حسنة:

&

(1)

«كشف الظنون» (1080/ 2)، وعندي منه نسخة ضمن مجموع له.

(2)

«الأعلام» (57/ 6)، ويحتل الصدارة في المجموع الذي عندي.

(3)

«كشف الظنون» (1587/ 2).

(4)

«الأعلام» (57/ 6).

(5)

«إنباء الغمر» (116/ 3).

(6)

«البدر الطالع» (148/ 2).

ص: 18

الأول: آخر عهده من العلم

(1)

كان مع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، نسأل الله-تبارك وتعالى-أن يحشرنا وإياه في زمرة أهل الحديث، ويجعلنا من الواردين على حوض النبي صلى الله عليه وسلم.

الثاني: كونه مات بالطاعون، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:«الطاعون شهادة لكلّ مسلم»

(2)

.

***

(1)

انظر: الصفحة رقم (14).

(2)

أخرجه مسلم (1522/ 3).

ص: 19

‌دراسة الكتاب

‌1 - وصف النسخة المعتمدة

اعتمدت في تحقيق الكتاب على مصورة عن النسخة الخطية التي توجد ضمن مجموع يحتوي على ثلاثة كتب من كتبه: «مختصر السيرة» ، كتابنا هذا، و «الصفوة في التصوف» ، و «أربعون حديثا في الجهاد» ، وقد اطلعت على النسخة الخطية بنفسي، وخطها جيد مقروء، أثبت في أولها اسم الكتاب، وتقع في (10) ورقات، كتبت بخط نسخي واضح، مسطرة، كل صفحة منها:(19) سطرا، وعليها تملك باسم هكذا: الحاج سيدي، ومختومة بختمه كما تراه في صورة نماذج ورقات المخطوطة، وبعد تمعني في ختمه؛ وفيه اسم أبيه، فيكون: سيدي بن حسن السّعدي.

وكان تحريرها في يوم الجمعة في الثالث من شهر شوّال المكرم سنة (975 هـ) في حلب.

واسم صاحب النسخة التي نقلت منها هذه النسخة، حيث كتب عليها: علقه لنفسه، ولمن شاء من بعده، الواثق بالصمد الفردي عبيد الله: عمر بن أحمد بن خليفة، الحلبيّ، السّعديّ. ويغلب على

ص: 20

الظن: أنه نقلها من نسخة المؤلف، لقرب الزمن بين كتابتها، وبين وفاة المؤلف، أو على الأقل نقلت من نسخة مقابلة على نسخة المصنف.

‌2 - إثبات صحة نسبة الكتاب:

ولغرض إثبات نسبة الكتاب للمؤلف، فإليك الآتي:

كتب على غلاف الأصل اسم الكتاب: «الغرر والدرر في سيرة خير البشر» تأليف الشيخ العالم العلامة عزّ الدين محمد ابن جماعة.

ذكر الزّركليّ في «الأعلام» (57/ 6) في ترجمة المؤلف ضمن مؤلفاته: مختصر في السيرة النبوية.

وجود الكتاب ضمن مجموع فيه كتاب: «الصفوة في التصوف» الذي أثبت نسبته له صاحب «كشف الظنون» (1855/ 2).

ومما تقدم أستطيع تأكيد نسبة الكتاب له، والله أعلم.

‌3 - عملي في الكتاب:

بعد اطلاعي على المجموع الخطي

(1)

، قمت بتصوير نسخة منه، ثم قمت بما يلي:

(1)

أطلعني عليه الأخ الفاضل محمد بن عبد الجليل البغدادي، شكر الله له سعيه. قلت: وقد توفي هذا الأخ الفاضل في التفجير الآثم الغادر الذي وقع بسوق المتنبي في بغداد، في أواخر الشهر الثالث من عام 2007 م، وقد راح ضحيته أكثر من مئة بائع للكتب، واحترقت فيه عشرات المكتبات، -

ص: 21

1 -

نسخت الكتاب بيدي، ثم قابلته بالأصل.

2 -

قارنت الكتاب بأمهات كتب السيرة، وما وقفت عليه من موارد الكتاب، وعلقت على بعض المواضع من الكتاب.

3 -

خرّجت ما في الكتاب من الأحاديث، والآثار.

4 -

ذكرت رقم الصفحة من المخطوطة عند بداية الورقة، ونهايتها.

5 -

عملت للمؤلف ترجمة حافلة.

وإني لأدعو الله-جل وعلا-أن يجعل عملي كلّه خالصا لوجهه الكريم، وأن يوفقنا للاقتداء بسيرة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، وينفع بهذا الجهد المسلمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

***

(1)

-والله المستعان، وقد عرفت في هذا الأخ صدق التعامل، وحسن الأداء، ناهيك عن خبرته المميزة في المخطوطات والمطبوعات النادرة، فرحمه الله رحمة واسعة، وغفر له، وأسأل كل قارئ لهذا الكتاب أن يدعو له بالرحمة والمغفرة. (نور الدين طالب).

ص: 22

‌صور المخطوطات

ص: 23

صورة غلاف نسخة الأصل، ويظهر فيها اسم الكتاب

ص: 25

صورة الورقة الأولى من المخطوطة

ص: 26

صورة الورقة الأخيرة من المخطوطة

ص: 27

الغرر والدّرر في سيرة خير البشر صلى الله عليه وسلم

تأليف الشّيخ الإمام العلاّمة عزّ الدّين محمّد بن جماعة المتوفى سنة/819 هـ

تحقيق وتعليق عدنان أبو زيد

ص: 29

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشّيخ الإمام العلاّمة مفتي المسلمين أوحد العلماء العاملين محمد بن جماعة

(1)

-لطف الله به في الدنيا والآخرة-بعد حمد الله، والصلاة على رسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلّم:

هذا مصنّف صغير الحجم عزيز العلم، مشتمل على مهمّات من سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وسمّيته بالغرر والدّرر في سيرة خير البشر.

وعلى الله الكريم اعتمادي، وإليه تفويضي واستنادي، وهو حسبي ونعم الوكيل.

(1)

انظر ترجمته في المصادر الآتية: «إنباء الغمر» لابن حجر (115/ 3 - 117)، و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (378/ 2 - 380)، و «الضوء اللامع» للسخاوي (171/ 7 - 174)، و «وجيز الكلام» للسخاوي (441/ 2 - 442)، و «بغية الوعاة»:(25 - 27)، و «حسن المحاضرة» (317/ 1)، و «شذرات الذهب» (139/ 4)، و «البدر الطالع» (171/ 2 - 174)، و «الأعلام» (5657)، و «معجم المؤلفين» (111/ 9).

ص: 31

‌1 - 2 - نسبه صلى الله عليه وسلم وأسماؤه

هو أبو القاسم محمّد

(1)

بن عبد الله بن عبد المطّلب

(2)

بن هاشم

(3)

بن عبد مناف

(4)

بن [قصيّ

(5)

بن كلاب]

(6)

بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة

(7)

بن إلياس [بن مضر بن نزار] بن معدّ بن عدنان، هذا ما اجتمع عليه

(8)

.

(1)

رأيت أن أثبت هاهنا ذكر معنى اسمه صلى الله عليه وسلم، وما اشتمل عليه من الفضائل كما ذكره ابن القيم في «زاد المعاد» (89/ 1)، قال:«فهو اسم مفعول من حمّد، فهو محمّد: إذا كان كثير الخصال التي يحمد عليها، ولذلك كان أبلغ من محمود؛ فإن محمودا من الثلاثي المجرد، ومحمّد من المضاعف؛ للمبالغة، فهو الذي يحمد أكثر مما يحمد غيره من البشر؛ ولهذا-والله أعلم-سمي به في التوراة؛ لكثرة الخصال المحمودة التي وصف بها هو ودينه، وأمته في التوراة، حتى تمنى موسى-عليه الصلاة والسلام-أن يكون منهم» .

(2)

عبد المطّلب لقب له، واسمه: شيبة.

(3)

واسمه: عمرو.

(4)

واسمه: المغيرة.

(5)

واسمه: زيد.

(6)

ما بين المعكوفتين فات ذكره، لعله سبق قلم من الناسخ.

(7)

واسمه: عامر.

(8)

إلى هاهنا معلوم الصحة متفق عليه بين النسابين، ولا خلاف فيه ألبتة، وما فوق عدنان مختلف فيه، ولا خلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل- عليه السلام. قاله ابن القيم في «زاد المعاد» (71/ 1).

ص: 32

ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم

(1)

:

1 -

أحمد.

2 -

والماحي.

3 -

والحاشر.

4 -

والعاقب.

5 -

والمنقّي

(2)

.

6 -

ونبيّ التوبة.

7 -

ونبيّ الرحمة.

8 -

ونبيّ الملحمة.

9 -

والفاتح.

10 -

وعبد الله.

11 -

والمبشّر.

(1)

وفي «صحيح مسلم» (1828/ 4): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:«ثم إن لي أسماء، أنا: محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد» ، وقد سماه الله رؤوفا رحيما. وكذلك في نفس الجزء والصفحة: عن أبي موسى الأشعري، قال: ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء؛ فقال: «أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة» .

(2)

كذا في الأصل، ولم أجده فيما بين يدي من المصادر التي سردت أسماءه، ولعله:(المقفّي)، وهو مذكور عندهم في عداد أسمائه صلى الله عليه وسلم.

ص: 33

12 -

والنذير.

13 -

والأمين.

14 -

ومصطفى.

15 -

والمتوكّل.

16 -

وطه.

17 -

ويس

(1)

.

تنبيه: [قال] ابن دحية

(2)

: إذا فحص عنها، بلغت الثلاث مئة.

‌3 - أمه صلى الله عليه وسلم:

آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب.

توفي والده

(3)

وهو حمل-على الصحيح

(4)

-قبل ولادته بشهرين،

(1)

قال الذهبي في السيرة النبوية من «تاريخ الإسلام» (31): «وقال وكيع عن إسماعيل، عن ابن عمر، عن ابن الحنفية، قال: يس: محمد صلى الله عليه وسلم، وعن بعضهم، قال: لرسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن خمسة أسماء: محمد، وعبد الله، ويس، وطه» .

(2)

هو: عمر بن الحسن بن علي بن محمد بن فرج بن خلف بن دحية الكلبي، الأندلسي، الظاهري، محدث حافظ، رحالة، استوطن بجّاية، صاحب كتاب «نهاية السّول في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم» ، انظر:«وفيات الأعيان» (482/ 1)، و «السير» (217/ 13)، و «شذرات الذهب» (16/ 5).

(3)

توفي في المدينة عند أخواله بني النجار، وكان قد مر بهم، وهو في تجارة له، فمرض، فبقى عندهم شهرا، ثم توفي، ودفن بدار أحد بني النجار. انظر:«طبقات ابن سعد» (99/ 1).

(4)

هذا قول ابن إسحاق، انظر:«السيرة النبوية» لابن هشام (167/ 1).

ص: 34

وقيل: وله شهران

(1)

، وقيل: سبعة، وقيل: ثمانية وعشرون شهرا

(2)

، وقيل: ثلاثون.

‌4 - مدة حمله صلى الله عليه وسلم:

قيل: عشرة، وقيل: تسعة، وقيل: ثمانية، وقيل: سبعة، وقيل: ستة.

‌5 - مولده صلى الله عليه وسلم:

المشهور: أنه عام الفيل

(3)

بمكّة في ربيع الأول يوم الاثنين.

والصحيح: لعشر

(4)

خلون منه حين طلع الفجر.

وقيل: ثانيه.

وقيل: ثالثه.

وقيل: ثامنه.

وقيل: ثاني عشره

(5)

.

(1)

ذكره ابن سيد الناس في «سيرته» (38/ 1) نقلا عن ابن أبي خيثمة.

(2)

كتب في الأصل: سنة، وهو خطأ بين، والله أعلم.

(3)

قال خليفة بن خياط في «تاريخه» (53): «المجمع عليه أنه ولد عام الفيل» .

(4)

نقل ذلك الذهبي في السيرة من «تاريخه» (27)، نقلا عن شيخه الدمياطي.

(5)

وهو قول ابن إسحاق، كما نقله ابن هشام في «السيرة» (167/ 1).

ص: 35

وقيل: ثاني عشر رمضان

(1)

.

وقيل: في ربيع الآخر.

‌6 - [صفاته صلى الله عليه وسلم]:

تنبيه: ولد مختونا

(2)

، مسرورا

(3)

.

-عن كعب الأحبار

(4)

: خلق آدم مختونا، وثلاثة عشر نبيا من ولده

(1)

نقل ذلك الذهبي في السيرة النبوية من «تاريخ الإسلام» (25)، وضعفه.

(2)

قال ابن القيم في «زاد المعاد» (81/ 1): «وقد اختلف فيه على ثلاثة أقوال: أحدها: أنه ولد مختونا مسرورا، وروي في ذلك حديث لا يصح، ذكره أبو الفرج بن الجوزي في «الموضوعات» ، وليس فيه حديث ثابت، وليس هذا من خواصه، فإن كثيرا من الناس يولد مختونا»، ثم قال:«القول الثاني: أنه ختن يوم شق قلبه الملائكة عند ظئره حليمة، القول الثالث: أن جده عبد المطلب ختنه يوم سابعه، وصنع له مأدبة، وسماه: محمدا» .

(3)

ذكر ذلك ابن سعد (103/ 1)، عن ابن عباس عن أبيه-رضي الله عنهما. وقال الذهبي في «السيرة النبوية» (27):«عن ابن عباس-رضي الله عنهما: أن عبد المطلب ختن النبي صلى الله عليه وسلم يوم سابعه، وصنع له مأدبة، وسماه محمدا؛ وهذا أصحهما، رواه ابن سعد، وذكر إسناد ابن سعد إلى ابن عباس عن أبيه العباس-رضي الله عنهما، قال: ولد النبي صلى الله عليه وسلم مختونا مسرورا» . وكذلك نقل ابن كثير في «السيرة النبوية» (209/ 1) الأخبار التي رويت في ذلك، وقال بعدها:«وقد ادعى بعضهم صحته؛ لما ورد له من الطرق، حتى زعم بعضهم أنه متواتر، وفي هذا كله نظر، ومعنى مختونا: أي مقطوع الختان، ومسرورا: أي مقطوع السرة من بطن أمه» .

(4)

ذكر ذلك الصالحي في «سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد» (348/ 1)، نقلا عن ابن دريد في «الوشاح» ، وابن الجوزي في «التلقيح» .

ص: 36

خلقوا مختونين: محمد، وشيث، وإدريس، ونوح، وسام، ولوط، ويوسف، وموسى، وسليمان، وشعيب، ويحيى، وهود، وصالح.

-وقيل: ختنه عبد المطلب يوم سابعه، وجعل له مأدبة، وسمّاه: محمّدا

(1)

.

-وقيل: ختنه جبريل حين طهّر قلبه

(2)

.

وانشقّ [إيوان]

(3)

كسرى ليلة ميلاده، وسقطت منه أربع عشر [ة] شرفة، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل بألف عام، وغاضت بحيرة ساوة

(4)

، وكان إبليس يخترق السماوات؛ فلما ولد عيسى، حجب عن ثلاث؛ ولما ولد محمد صلى الله عليه وسلم، حجب من الكلّ

(5)

.

‌7 - [رضاعته صلى الله عليه وسلم]:

أرضعته ثويبة الأسلميّة

(6)

مولاة أبي لهب أياما بلبن ابنها مسروح، واختلف في إسلامها.

(1)

وهذا هو الصحيح، وجرت به السنة في كل مولود.

(2)

قال الذهبي في «السيرة النبوية» (28): «قال شيخنا الدمياطي: ويروى عن أبي بكرة قال: ختن جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما طهر قلبه، ثم قال بعده، قلت: هذا منكر» .

(3)

سقطت من الأصل.

(4)

ينظر «تاريخ الطبري» (166/ 1)، و «تاريخ دمشق» لابن عساكر (361/ 37).

(5)

ينظر: «سيرة ابن هشام» (217/ 1)، و «سبل الهدى والرشاد» (350/ 1).

(6)

هي أول من أرضع رسول الله صلى الله عليه وسلم بلبن ابن لها، يقال له: مسروح، أياما قبل أن تقدم حليمة، وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب، وأرضعت-

ص: 37

ثم أرضعته أمّ كبشة: حليمة السّعديّة

(1)

.

&

= بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي. انظر: «طبقات ابن سعد» (108/ 1)، والسيرة من «تاريخ الإسلام» للذهبي (45).

(1)

واختلف في إسلامها، وقال ابن القيم في «زاد المعاد» (83/ 1):«وأرضعت معه ابن عمه أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وكان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أسلم عام الفتح، وحسن إسلامه، وكان معه حمزة مسترضعا في بني سعد بن بكر، فأرضعت أمه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، وهو عند أمه حليمة، فكان حمزة رضيع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهتين: من جهة ثويبة، ومن جهة السعدية» . وكانت حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية أمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أرضعته، تحدّث: أنها خرجت من بلدها مع زوجها، وابن لها صغير ترضعه في نسوة من بني سعد بن بكر، تلتمس الرّضعاء، قالت: وذلك في سنة شهباء لم تبق لنا شيئا، قالت: فخرجت على أتان لي قمراء، معنا شارف لنا، والله ما تبضّ بقطرة، وما ننام ليلنا أجمع من صبينا الذي معنا من بكائه من الجوع، ما في ثديي ما يغنيه، وما في شارفنا ما يغديه. قال ابن هشام: ويقال: يغذيه، ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج؛ فخرجت على أتاني تلك، فلقد أدمت بالركب، حتى شق ذلك عليهم ضعفا وعجفا، حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء، فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه، إذا قيل لها: إنه يتيم، وذلك أنا إنما كنا نرجو المعروف من أبي الصبي، فكنا نقول: يتيم! وما عسى أن تصنع أمه وجده! فكنا نكرهه لذلك، فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعا غيري، فلما أجمعنا الانطلاق، قلت لصاحبي: والله! إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعا، والله! لأذهبن إلى ذلك اليتيم، فلآخذنه؛ قال: لا عليك أن تفعلي، عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة، قالت: فذهبت إليه فأخذته، وما حملني على أخذه إلا أني لم أجد غيره. قالت: فلما أخذته، رجعت به إلى رحلي، فلما وضعته في حجري، أقبل عليه ثدياي بما شاء-

ص: 38

‌8 - [حضانته صلى الله عليه وسلم]:

وحضنته أمّ أيمن: بركة الحبشية، وكان ورثها من أبيه، وبعد مدة أعتقها، وزوّجها زيد بن حارثة مولاه

(1)

.

‌9 - [كفالته صلى الله عليه وسلم]:

وكفله جدّه عبد المطّلب، ومات عند بلوغه ثمان سنين

(2)

،

= من لبن، فشرب حتى روي، وشرب معه أخوه حتى روي، ثم ناما، وما كنا ننام معه قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا إنها لحافل، فحلب منها ما شرب، وشربت معه حتى انتهينا ريّا وشبعا، فبتنا بخير ليلة. قالت: يقول صاحبي حين أصبحنا: تعلمي، والله يا حليمة! لقد أخذت نسمة مباركة. وقال الذهبي في «السيرة» (45):«وأخذته صلى الله عليه وسلم معها إلى أرضها، فأقام معها في بني سعد نحو أربع سنين، ثم ردته إلى أمه» . قلت: وحدث له صلى الله عليه وسلم، وهو عند حليمة السعدية حادثة شق صدره الشريف؛ فقد أخرج مسلم من حديث أنس-رضي الله عنه:«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان؛ فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه-يعني: ظئره-، فقالوا: إن محمدا قد قتل؛ فاستقبلوه، وهو منتقع اللون. قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره» . وقد شقّ صدره الشريف مرة ثانية قبل أن يسرى به صلى الله عليه وسلم.

(1)

فولدت له أسامة-رضي الله عنهم أجمعين-.

(2)

سيرة ابن هشام (178).

ص: 39

وأوصى [به] إلى أبي طالب

(1)

.

‌10 - [نشأته وحياته قبل البعثة صلى الله عليه وسلم]:

ولما بلغ اثنتي عشر سنة وشهرين وعشرة أيام، وقيل: تسع سنين، خرج مع أبي طالب إلى الشّام، حتى بلغ بصرى؛ فرآه بحيرا؛ فعرفه بصفته

(2)

.

ثم خرج ثانية مع ميسرة

(3)

؛ فلما قدم الشام رآه نسطورا

(4)

، وأخبر بنبوته.

فلما رجع، تزوجّ خديجة بنت خويلد-رضي الله عنها، أنكحها منه أبوها، وهو رأي ابن إسحاق

(5)

، وقيل: عمّها، وهو اختيار الواقديّ

(6)

، وقيل: أخوها.

(1)

انظر: «طبقات ابن سعد» (118/ 1 - 119)، و «سيرة ابن هشام» (189/ 1).

(2)

انظر: «طبقات ابن سعد» (121/ 1)، و «سيرة ابن هشام» (191/ 1 - 194)، و «عيون الأثر» (41/ 1).

(3)

ميسرة: غلام خديجة ذكر في السيرة، وكان رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في تجارة خديجة قبل أن يتزوجها، وحكى بعض أدلة نبوته، أورده الحافظ في «الإصابة» احتمالا (240/ 6).

(4)

وكان في خروجه صلى الله عليه وسلم في تجارة خديجة-رضي الله عنها. انظر: «طبقات ابن سعد» (129/ 1 - 131)، و «عيون الأثر» (70/ 1).

(5)

انظر «السيرة النبوية» لابن هشام (201/ 1)، وقال ابن هشام:«فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين سنة، تزوج خديجة» .

(6)

كما نقل ذلك عنه تلميذه ابن سعد في «طبقاته» (133/ 1).

ص: 40

ولما بلغ خمسا وثلاثين سنة، شهد بنيان الكعبة، وتراضت قريش بحكمه، ووضع الحجر بيده

(1)

.

‌11 - [نبوّته صلى الله عليه وسلم]:

وأرسله الله للناس كافّة وسنّه أربعون سنة

(2)

، وقيل: وعشرة أيام، وقيل: وشهران، وقيل: ثلاثة وأربعون سنة.

وحاصره أهل مكة بالشّعب؛ فأقام دون الثلاث، وخرج من الحصار وله تسع وأربعون سنة، وبعد ذلك بثمانية أشهر وأحد عشر يوما، ومات أبو طالب

(3)

.

ولما بلغ اثنتين وخمسين سنة-على المشهور-أسري به، وعرج به، وفرض عليه وعلى أمته الصلوات الخمس.

‌12 - [هجرته صلى الله عليه وسلم]:

وهاجر من مكّة إلى المدينة، وله ثلاث وخمسون سنة، وقيل: خمس، وقيل: خمسون، يوم الاثنين من ربيع الأوّل، وقيل: كانت في صفر.

ودخل المدينة

(4)

يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت. . . . . . .

(1)

انظر «سيرة ابن هشام» (204/ 1 - 211)، و «طبقات ابن سعد» (145/ 1)، و «تاريخ الطبري» (523/ 1 - 526).

(2)

رواه البخاري عن ابن عباس-رضي الله عنه-في «صحيحه» (1398/ 3)، وابن سعد عن أنس-رضي الله عنه-في «طبقاته» (190/ 1).

(3)

ثم بعده ماتت أم المؤمنين خديجة-رضي الله عنها.

(4)

قال البخاري في «صحيحه» (1421/ 3): «قال ابن شهاب: فأخبرني-

ص: 41

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=عروة بن الزبير، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشام، فكسا الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر ثياب بياض، وسمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، فكانوا يغدون كلّ غداة إلى الحرّة، فينتظرونه، حتى يردّهم حرّ الظهيرة، فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظارهم؛ فلما أووا إلى بيوتهم، أوفى رجل من زفر على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه؛ فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا معاشر العرب! هذا جدّكم الذي تنتظرون، فثار المسلمون إلى السلاح؛ فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين، حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول؛ فقام أبو بكر للناس، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتا، فطفق من جاء من الأنصار ممّن لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيّي أبا بكر، حتى أصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه، فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك، فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى، وصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ركب راحلته، فسار يمشي معه الناس، حتى بركت عند مسجد الرسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين، وكان مربدا للتمر لسهيل، وسهل، غلامين يتيمين في حجر أسعد بن زرارة؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بركت به راحلته:«هذا إن شاء الله المنزل» ، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلامين؛ فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا، فقالا: لا، بل نهبه لك يا رسول الله؛ فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبله منهما هبة، حتى ابتاعه منهما، ثم بناه مسجدا، وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللبن في بنيانه، ويقول وهو ينقل اللبن:«هذا الحمال لا حمال خيبر هذا أبرّ ربّنا وأطهر» ، ويقول:«اللهمّ إن الأجر أجر الآخرة، فارحم الأنصار والمهاجره» ، فتمثل بشعر رجل من المسلمين

ص: 42

منه

(1)

، وهو اختيار الدمياطي

(2)

، وقيل: لثمان، وقيل: يوم الجمعة، وقيل: لاستهلاله؛ فقام بها عشر سنين؛ اتفاقا.

***

= لم يسمّ لي، قال ابن شهاب: ولم يبلغنا في الأحاديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تمثل ببيت شعر [غير] هذا البيت». أخرجه البخاري كما تراه معلّقا بصيغة الجزم عن الزّهري. قال ابن هشام في «السيرة» (240/ 2): «حدثنا زياد بن عبد الله البكائي، عن محمد بن إسحاق المطلبي، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين حين اشتد الضحاء، وكادت الشمس تعتدل، لثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول، وهو التاريخ، فيما قال ابن هشام. قال ابن إسحاق: ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ابن ثلاث وخمسين سنة، وذلك بعد أن بعثه الله-عز وجل-بثلاث عشرة سنة» .

(1)

أي: ربيع الأول.

(2)

هو عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن بن شرف بن الخضر بن موسى الدمياطيّ، شرف الدين، أبو محمد، المحدث، الفقيه، النسابة، ولد بدمياط سنة 613، سمع بالإسكندرية والقاهرة والحرمين والعراق، ولازم المنذريّ، وسمع منه المزيّ، وابن سيد الناس، والذهبيّ، وغيرهم، صنف الكثير، ومن تصانيفه:«السيرة النبوية» التي ينقل منها تلميذاه: الذهبي، وابن سيد الناس في «سيرتيهما». توفي بالقاهرة سنة 705 هـ. انظر:«طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (75/ 2)، «الدرر الكامنة» (417/ 2)، «شذرات الذهب» (12/ 6)، «معجم المؤلفين» (197/ 6).

ص: 43

ما وقع فيها من الحروب وبعض الحوادث

‌13 - [الحوادث] في السنة الأولى

(1)

:

1 -

غزوة الأبواء

(2)

: وهي غزوة، وكانت في صفر.

2 -

وفيها جعلت صلاة الحضر أربع ركعات، بعد مقدمه بشهر.

3 -

وأري فيها عبد الله بن زيد بن عبد ربّه النداء

(3)

، فأمر أن يعلّمه بلال.

(1)

ومنهم من جعلها في الثانية؛ كالذهبي؛ لأنها في صفر، وهو صلى الله عليه وسلم دخل المدينة في ربيع الأول؛ فعلى هذا تكون دخلت السنة الثانية من الهجرة، وتكون في السنة الثانية على الصواب، لا في الأولى، والله أعلم. انظر:«سيرة ابن هشام» (241/ 2)، و «الدرر» لابن عبد البر (95)، و «سيرة ابن سيد الناس» (224/ 1).

(2)

قال البخاري في «صحيحه» (1453/ 4) باب غزوة العشيرة، أو العسيرة، «قال ابن إسحاق: أول ما غزا النبي صلى الله عليه وسلم الأبواء، ثم بواط، ثم العشيرة»، ويقال لها: ودّان، وهي أول غزوة غزاها صلى الله عليه وسلم بنفسه، وكانت في صفر، وخرج يعترض عيرا لقريش؛ فلم يلق كيدا. انظر:«زاد المعاد» (164/ 3).

(3)

أخرج الإمام أحمد في «مسنده» (43/ 1) عنه-رضي الله عنه، قال: «ثم لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس؛ ليضرب به للناس في الجمع للصلاة؛ طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده، فقلت له: يا عبد الله! أتبيع الناقوس؟ قال: ما تصنع به؟ قال: فقلت: ندعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ قال: فقلت له: بلى، قال: تقول: الله أكبر الله أكبر. الله أكبر الله أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن لا إله-

ص: 44

4 -

وأسلم عبد الله بن سلام

(1)

.

= إلا الله. أشهد أن محمدا رسول الله. أشهد أن محمدا رسول الله. حيّ على الصلاة. حي على الصلاة. حي على الفلاح. حي على الفلاح. الله أكبر الله أكبر. لا إله إلا الله. ثم قال: تقول إذا أقيمت الصلاة: الله أكبر الله أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن محمدا رسول الله. حي على الصلاة. حي على الفلاح. قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة. الله أكبر الله أكبر. لا إله إلا الله؛ فلما أصبحت، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته بما رأيت، فقال:«إنها لرؤيا حقّ إن شاء الله؛ فقم مع بلال، فألق عليه ما رأيت، فليؤذن به، فإنه أندى صوتا منك» ، قال: فقمت مع بلال، فجعلت ألقيه عليه، ويؤذن به، قال: فسمع بذلك عمر بن الخطاب، وهو في بيته، فخرج يجرّ رداءه يقول: والذي بعثك بالحق! لقد رأيت مثل الذي أري، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فلله الحمد» . ورواه كذلك أبو داود (120/ 1)، والترمذي (122/ 1)، وابن ماجه (232/ 1).

(1)

وفي «البخاري» قصة إسلامه (1211/ 3): «عن أنس-رضي الله عنه، قال: ثم بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول صلى الله عليه وسلم المدينة، فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهنّ إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه؟ ومن أي شيء ينزع إلى أخواله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خبرني بهن آنفا جبريل» ، قال: فقال عبد الله: ذاك عدو اليهود من الملائكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أما أول أشراط الساعة، فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة؛ فزيادة كبد حوت، وأما الشبه في الولد؛ فإن الرجل إذا غشي المرأة؛ فسبقها ماؤه، كان الشبه له، وإذا سبق ماؤها، كان الشبه لها» ، قال: أشهد أنك رسول الله، ثم، قال: يا رسول الله! إن اليهود قوم بهت، إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم، بهتوني عندك؛ فجاءت اليهود، ودخل عبد الله البيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أي رجل فيكم عبد الله بن-

ص: 45

‌14 - الحوادث في السنة الثانية:

1 -

غزوة بواط في ربيع الأول

(1)

.

2 -

ثمّ بدر الأولى

(2)

فيه.

3 -

ثم ذي العشيرة في جمادى

(3)

.

(1)

-سلام»؟ قالوا: أعلمنا، وابن أعلمنا، وأخيرنا، وابن أخيرنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«فرأيتم إن أسلم عبد الله؟» قالوا: أعاذه الله من ذلك؛ فخرج عبد الله إليهم، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، فقالوا: شرّنا، وابن شرنا، ووقعوا فيه».

(1)

قال ابن القيم في «زاد المعاد» (165/ 3): «غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بواط في شهر ربيع الأول على رأس ثلاثة عشر شهرا من مهاجره، وحمل لواءه سعد بن أبي وقاص، وكان أبيض، واستخلف على المدينة: سعد بن معاذ، وخرج في مئتين من أصحابه يعترض عيرا لقريش فيها أمية بن خلف الجمحيّ، ومئة رجل من قريش، وألفان وخمس مئة بعير، فبلغ بواطا، وهما جبلان فرعان أصلهما واحد من جبال جهينة مما يلي طريق الشام، وبين بواط والمدينة نحو أربعة برد؛ فلم يلق كيدا، فرجع» .

(2)

قال ابن القيم في «زاد المعاد» (166/ 3): «ثم خرج على رأس ثلاثة عشر شهرا من مهاجره يطلب كرز بن جابر الفهريّ، وحمل لواءه عليّ بن أبي طالب-رضي الله عنه، وكان أبيض، واستخلف على المدينة زيد بن حارثة، وكان كرز قد أغاز على سرح المدينة، فاستاقه، وكان يرعى بالحمى؛ فطلبه رسول الله، حتى بلغ واديا يقال له: سفوان من ناحية بدر، وفاته كرز، ولم يلحقه، فرجع إلى المدينة» . انظر: «سيرة ابن هشام» (251/ 2)، و «سيرة ابن سيد الناس» (225/ 1).

(3)

وكانت في جمادى الأولى، حيث خرج النبي صلى الله عليه وسلم في طلب قافلة لقريش تحمل تجارة لهم، وكان يحمل لواءه حمزة-رضي الله عنه، فلما وصل-

ص: 46

4 -

ثم بدر الكبرى

(1)

يوم الجمعة لسبع عشرة خلون من رمضان.

5 -

ثم بني قينقاع في شوال

(2)

.

6 -

ثم السّويق

(3)

في ذي الحجّة.

= العشيرة-وهي من ناحية ينبع بين مكة والمدينة-وادع بني مدلج، وحلفاءهم من ضمرة، ورجع، ولم يلق كيدا، واستخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد.

(1)

وهي بدر الثانية، أعظم المشاهد فضلا لمن شهدها، انظر:«تاريخ الطبري» (57/ 1 - 58)، و «تاريخ خليفة» (57/ 1 - 58)، و «أنساب الأشراف» (135/ 1)، و «سيرة ابن سيد الناس» (241/ 1).

(2)

وسببها: أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها، فباعته بسوق بن قينقاع، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها، فعقده إلى ظهرها، فلما قامت، انكشفت سوءتها، فضحكوا بها، فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ، فقتله، وكان يهوديا، وشدت اليهود على المسلم، فقتلوه، فاصطرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فغضب المسلمون، فوقعت بعد ذلك المعركة لنقضهم عهدهم، وبغيهم على المسلمين، وكانت في السنة الثانية، وجعلها بعضهم في السنة الثالثة، انظر:«سيرة ابن هشام» (50/ 3)، و «طبقات ابن سعد» (28/ 2 - 29)، و «تاريخ الطبري» (48/ 2).

(3)

قال ابن القيم في «زاد المعاد» (189/ 3): «ولما رجع المشركون إلى مكة موتورين محزونين، نذر أبو سفيان ألاّ يمس رأسه ماء حتى يغزو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج في مئتي راكب، حتى أتى العريض في طرف المدينة، وبات ليلة واحدة عند سلام بن مشكم اليهودي، فسقاه الخمر، وبطن له من خبر الناس، فلما أصبح، قطع أصوارا من النخل، وقتل رجلا من الأنصار، وحليفا له، ثم كرّ راجعا، ونذر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج في-

ص: 47

7 -

ثم قرقرة الكدر

(1)

في المحرم.

8 -

وفيها حوّلت القبلة

(2)

: يوم الاثنين نصف رجب، وقيل: يوم الثلاثاء نصف شعبان

(3)

.

9 -

وفرض صوم رمضان

(4)

في شعبان

(5)

.

&

= طلبه، فبلغ قرقرة الكدر، وفاته أبو سفيان، وطرح الكفار سويقا كثيرا من أزوادهم يتخففون به، فأخذها المسلمون، فسميت: غزوة السويق، وكان ذلك بعد بدر بشهرين». انظر:«سيرة ابن هشام» (47/ 3)، و «سيرة ابن سيد الناس» (344/ 1).

(1)

قال الطبري في «تاريخه» (50/ 2): «ثم غزا قرقرة الكدر حين بلغه اجتماع بني سليم وغطفان، فخرج من المدينة يوم الجمعة بعدما ارتفعت الشمس غرة شوال من السنة الثانية من الهجرة إليها» . وتسمى أيضا: غزوة بني سليم، ولم يلق حربا فيها. انظر:«سيرة ابن هشام» (46/ 3)، و «سيرة ابن سيد الناس» (344/ 1).

(2)

قال البلاذري في «أنساب الأشراف» (271/ 1): «وصرفت القبلة إلى الكعبة من جهة بيت المقدس في الظهر من يوم الثلاثاء للنصف من شعبان سنة اثنتين من الهجرة، ويقال: على رأس ستة عشر شهرا» .

(3)

وهو قول الطبري كما أثبته في «تاريخه» (17/ 2 - 18)؛ حيث قال: «في السنة الثانية من مقدم النبي المدينة في شعبان، واختلف السلف من العلماء في الوقت الذي صرفت فيه من هذه السنة، فقال بعضهم، وهم الجمهور الأعظم: صرفت في النصف من شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من مقدم رسول الله المدينة» .

(4)

قال ابن عبد البر في «الدرر» (97): «قبل صرف القبلة بعام» .

(5)

أثبت ذلك ابن القيم في «زاد المعاد» (171/ 3)، والبلاذري في «أنساب الأشراف» (272/ 1).

ص: 48

10 -

وفرضت زكاة الفطر قبل العيد بيومين قبل أن تفرض الزكاة، كما قال ابن سعد

(1)

، وقيل: فرضت الزكاة في هذه السنة، وقيل: قبل الهجرة، وهو بعيد.

11 -

وأمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بالأضحية.

12 -

وأعرس عليّ بفاطمة-رضي الله عنهما، بعد بدر.

‌15 - الحوادث في السنة الثالثة:

1 -

غزوة غطفان إلى نجد، وهي غزوة أنمار، وهي ذو أمر

(2)

في ربيع الأوّل.

(1)

«الطبقات الكبرى» (248/ 1).

(2)

قال ابن سعد في «طبقاته» (34/ 2): «غزوة رسول الله غطفان إلى نجد، وهي: ذو أمر-ناحية النخيل-في شهر ربيع الأول على رأس خمسة وعشرين شهرا من مهاجره، وذلك أنه بلغ رسول الله: أن جمعا من بني ثعلبة ومحارب، بذي أمر، قد تجمعوا يريدون أن يصيبوا من أطراف رسول الله صلى الله عليه وسلم، جمعهم رجل منهم، يقال له: دعثور بن الحارث من بني محارب، فندب رسول الله المسلمين، وخرج لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول في أربع مئة وخمسين رجلا، ومعهم أفراس، واستخلف على المدينة عثمان بن عفان، فأصابوا رجلا منهم بذي القصة، يقال له: جبار، من بني ثعلبة، فأدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره من خبرهم، وقال: لن يلاقوك، لو سمعوا بمسيرك، هربوا في رؤوس الجبال، وأنا سائر معك، فدعاه رسول الله إلى الإسلام، فأسلم، وضمّه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بلال، ولم يلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا، إلا أنه ينظر إليهم في رؤوس الجبال، وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مطر، فنزع رسول الله ثوبيه، ونشرهما ليجفا، وألقاهما على شجرة، واضطجع، فجاء رجل من العدو، -

ص: 49

2 -

ثم بني سليم ببحران

(1)

في جمادى الأولى.

3 -

ثم أحد

(2)

يوم السبت لسبع خلت من شوّال.

4 -

ثم حمراء الأسد

(3)

في شوّال.

= يقال له: دعثور بن الحارث، ومعه سيف، حتى قام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: من يمنعك مني اليوم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله» ، ودفع جبريل في صدره، فوقع السيف من يده، فأخذه رسول الله، وقال له:«من يمنعك مني؟» قال: لا أحد، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ثم أتى قومه، فجعل يدعوهم إلى الإسلام، ونزلت هذه الآية فيه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اُذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ. . الآية [المائدة:11]، ثم أقبل رسول الله إلى المدينة، ولم يلق كيدا، وكانت غيبته إحدى عشرة ليلة»، وانظر:«سيرة ابن هشام» (49/ 3)، و «سيرة ابن سيد الناس» (203/ 1).

(1)

قال ابن هشام (50/ 3): «ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد قريشا، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم. قال ابن إسحاق: حتى بلغ بحران، معديا بالحجاز من ناحية الفرع، فأقام بها شهر ربيع الآخر، وجمادى الأولى، ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق كيدا» .

(2)

انظر: «سيرة ابن هشام» (64/ 3)، و «أنساب الأشراف» (148/ 1).

(3)

قال ابن إسحاق: «فلما كان الغد من يوم الأحد لست عشرة ليلة مضت من شوال، أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بطلب العدو، فأذن مؤذنه أن: لا يخرج معنا أحد إلا أحد حضر يومنا بالأمس، فكلمه جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام، فقال: يا رسول الله! إن أبي كان خلفني على أخوات لي سبع، وقال لي: يا بني! إنه لا ينبغي لي، ولا لك أن تترك هؤلاء النسوة لا رجل فيهن، ولست بالذي أوثرك بالجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي، فتخلف على أخواتك، فتخلفت عليهن، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج معه، وإنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مرهبا للعدو، وليبلغهم أنه خرج في طلبهم-

ص: 50

5 -

وفيها ولد الحسن.

6 -

وحرّمت الخمر، وقيل: في الرابعة.

‌16 - الحوادث في السنة الرابعة:

1 -

غزوة بني النّضير

(1)

في ربيع الأوّل.

2 -

ثم ذات الرّقاع

(2)

في المحرّم.

= ليظنوا به قوة، وأن الذي أصابهم بأحد لم يوهنهم عن عدوهم»، انظر:«تاريخ الطبري» (75/ 2)، و «سيرة ابن هشام» (107/ 3)، و «سيرة ابن سيد الناس» (37/ 2).

(1)

وكان سببها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمرو بن أمية: «لقد قتلت قتيلين لأدينّهما» ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير ليعينوه في ديتهما؛ لما بينه وبينهم من الحلف، فقالوا: نعم، وجلس هو وأبو بكر وعمر وعلي وطائفة من أصحابه، فاجتمع اليهود، وتشاوروا، وقالوا: من رجل يلقي على محمد هذه الرحى، فيقتله؟ فانبعث أشقاها: عمرو بن جحاش-لعنه الله-، ونزل جبريل من عند رب العالمين على رسوله يعلمه بما هموا به، فنهض رسول الله من وقته راجعا إلى المدينة، ثم تجهز، وخرج بنفسه لحربهم، فحاصرهم ست ليال، واستعمل على المدينة: ابن أم مكتوم، وذلك في ربيع الأول، فقذف الله تعالى في قلوبهم الرعب، فأخزاهم، وهزمهم، فنزلوا على أن لهم ما حملت إبلهم غير السلاح، ويرحلون من ديارهم. انظر:«سيرة ابن هشام» (199/ 3)، و «تاريخ الطبري» (83/ 2 - 85)، و «الطبقات الكبرى» (57/ 2).

(2)

أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد غزوة بني النضير شهر ربيع الآخر، وبعض جمادى، ثم غزا نجدا يريد بني محارب، وبني ثعلبة من غطفان، واستعمل على المدينة أبا ذر الغفاري، ويقال: عثمان بن عفان، حتى نزل نخلا، -

ص: 51

3 -

وفيها في هذه السنة صلى صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، وقيل: في الخامسة.

4 -

وفيها قصرت الصلاة.

‌17 - في السنة الخامسة:

1 -

غزوة دومة الجندل

(1)

في ربيع [الأوّل]

(2)

.

2 -

ثم المريسيع

(3)

، وهي غزوة بني المصطلق في شعبان.

= وهي غزوة ذات الرقاع، وسميت بهذا الاسم؛ لأن أقدامهم نقبت، فكانوا يلفون عليها الخرق، وقيل: لأنهم رقعوا فيها راياتهم، ويقال: ذات الرقاع: شجرة بذلك الموضع يقال لها: ذات الرقاع، وقيل: بل الجبل الذي نزلوا عليه كانت أرضه ذات ألوان من حمرة وصفرة وسواد، فسموا غزوتهم: ذات الرقاع. انظر: «سيرة ابن هشام» (213/ 3)، و «أنساب الأشراف» (163/ 1)، و «سيرة ابن سيد الناس» (52/ 2).

(1)

وسببها: أنه بلغ النبيّ صلى الله عليه وسلم: أن بها جمعا من المشركين، وأنهم يظلمون من مر بهم، وأنهم يريدون أن يدنوا من المدينة، فغزاهم، فلم يلق كيدا، وخلف على المدينة: سباع بن عرفطة الغفاري، وغنم المسلمون إبلا وغنما وجدت لهم. ينظر:«سيرة ابن هشام» (224/ 3)، و «طبقات ابن سعد» (62/ 2)، و «أنساب الأشراف» (164/ 1)، و «سيرة ابن سيد الناس» (54/ 2).

(2)

سقط من الأصل.

(3)

وسببها: أنه لما بلغ النبيّ صلى الله عليه وسلم: أن الحارث بن أبي ضرار سيد بن المصطلق سار في قومه، ومن قدر عليه من العرب يريدون الحرب، فبعث بريدة بن الحصيب الأسلميّ يعلم له ذلك، فأتاهم، ورجع إلى النبي، فأخبره خبرهم، فندب النبي الناس، فأسرعوا في الخروج، وخرج معهم جماعة-

ص: 52

3 -

ثم غزوة الخندق

(1)

، وهي غزوة الأحزاب.

= من المنافقين لم يخرجوا في غزاة قبلها، واستعمل على المدينة زيد بن حارثة، وقيل: أبا ذر، وقيل: نميلة بن عبد الله الليثي، وخرج يوم الإثنين لليلتين خلتا من شعبان، وبلغ الحارث بن أبي ضرار، ومن معه مسير رسول الله، وقتله عينه الذي كان وجّهه ليأتيه بخبره، وخبر المسلمين، فخافوا خوفا شديدا، وتفرق عنهم من كان معهم من العرب، وانتهى رسول الله إلى المريسيع، وهو مكان الماء، فأغار عليهم، فسبى ذراريهم، وأموالهم كما في «الصحيح»:«أغار رسول الله على بني المصطلق، وهم غارّون، وذكر الحديث، وكان من جملة السبي جويرية بنت سيد القوم وقعت في سهم ثابت بن قيس، فكاتبها، فأدى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتزوّجها، فأعتق المسلمون بسبب هذا مئة من بني المصطلق» . ينظر: «البخاري» (898/ 2)، و «سيرة ابن هشام» (203/ 3)، و «أنساب الأشراف» (64/ 1)، و «زاد المعاد» (255/ 3 - 258).

(1)

وسببها: أن اليهود لما رأوا انتصار المشركين يوم أحد، وعلموا بميعاد أبي سفيان لغزو المسلمين، فخرج لذلك، ثم رجع للعام المقبل، خرج بعضهم؛ كسلام بن أبي الحقيق، وسلام بن مشكم، وغيرهم إلى مكة يحرّضونهم على غزو المدينة، ويؤلبونهم على المسلمون، ووعدوهم بالنصر لهم، فأجابتهم قريش، ثم طافوا في قبائل العرب يدعونهم إلى ذلك، فاستجاب لهم جمع، فخرجت قريش، وقائدهم أبو سفيان في أربعة آلاف، ووافتهم بعض قبائل العرب من المشركين، وكان من حضر الخندق من الكفار عشرة آلاف، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمسيرهم إليه، استشار الصحابة، فأشار عليه سلمان الفارسي-رضي الله عنه-بحفر خندق يحول بين العدو وبين المدينة، فأمر به، فبادر إليه المسلمون، وعمل بنفسه صلى الله عليه وسلم فيه، وباغتوا هجوم الكفار عليهم، وكان حفر الخندق أمام سلع، وسلع جبل خلف ظهور المسلمين، والخندق بينهم وبين الكفار، وخرج صلى الله عليه وسلم في-

ص: 53

4 -

ثم بني قريظة

(1)

كلتاهما في ذي القعدة، وقيل: في شوّال.

ابن حزم: الثابت أنّ غزوة الخندق في الرابعة

(2)

؛ لحديث عمرو: إنها قبل دومة الجندل بلا شكّ، قيل: فيها فرض الحج، وقيل: سنة ست، وقيل: تسع، ورجحه بعض، وفيها قصة الإفك

(3)

في المريسيع، وقيل: في السادسة.

ونزلت آية التيمم بعدها، وقيل: في الرابعة.

(1)

-ثلاثة آلاف من المسلمين، فتحصن بالجبل من خلفه، وبالخندق أمامه». ينظر:«البخاري» (1504/ 4 - 1510)، و «سيرة ابن هشام» (226/ 3)، و «زاد المعاد» (270/ 3 - 271).

(1)

أخرج البخاري في «صحيحه» (1410/ 4) عن عائشة-رضي الله عنها، قالت:«ثم لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الخندق، ووضع السلاح، واغتسل، أتاه جبريل-عليه السلام، فقال: قد وضعت السلاح، والله ما وضعناه، فاخرج إليهم، قال، فإلى أين؟ قال: هاهنا، وأشار إلى بني قريظة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إليهم» .

(2)

وهو قول موسى بن عقبة كما نقله البخاري عنه في «صحيحه» (1504/ 4): «وهي الأحزاب. قال موسى بن عقبة: كانت في شوال سنة أربع» ، وهو قول ضعيف، ضعّفه الذهبي في المغازي من «تاريخه»:(296 - 297)، وابن حجر في «الفتح» (393/ 7).

(3)

وفيها نزل: إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اِكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ (النور:11)، إلى تمام عشر آيات، انظر:«صحيح البخاري» (1517/ 4 - 1523)، و «سيرة ابن هشام» (10/ 3 - 14).

ص: 54

‌18 - الحوادث في السنة السادسة:

1 -

غزوة بني لحيان

(1)

في ربيع الأول.

2 -

ثم الغابة

(2)

.

3 -

ثم الحديبية

(3)

في ذي القعدة.

4 -

وفيها استسقى صلى الله عليه وسلم في رمضان، فسقوا.

‌19 - الحوادث في السنة السابعة:

غزوة خيبر

(4)

في جمادى الأولى.

(1)

انظر: «سيرة ابن هشام» (292/ 3)، و «أنساب الأشراف» (167/ 1)، و «طبقات ابن سعد» (78/ 2 - 79)، و «زاد المعاد» (276/ 3).

(2)

وإنّ سببها إغارة عيينة بن حصن الفزاريّ في بني عبد الله بن غطفان على لقاح النبي، فاستاقها، وقتل راعيها، واحتملوا امرأته، فخرج النبي بجمع من الصحابة في إثرهم، واستخلف رسول الله ابن أم مكتوم، وكان لسلمة بن الأكوع فيها قصة رائعة، انظر:«البخاري» : (1536/ 4)، و «مسلم» (1432/ 3 - 1439)، و «سيرة ابن هشام» (293/ 3)، و «سيرة ابن سيد الناس» (84/ 2)، وتسمى أيضا: غزوة ذي قرد.

(3)

وخرج فيها النبي صلى الله عليه وسلم معتمرا مع أصحابه، وكانوا ما بين الألف وخمس، أو أربع مئة، ومنعته قريش، وفيها نزلت سورة الفتح، وعقد الصلح الشهير الذي فتح للمسلمين بعده، وبيعة الرضوان، وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيمن بايع:«لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة» أخرجه مسلم (1942/ 3)، و «الترمذي» (695/ 5)، انظر:«البخاري» (1524/ 4)، و «مسلم» (1433/ 3)، و «سيرة ابن هشام» (321/ 3)، و «طبقات ابن سعد» (95/ 2).

(4)

انظر: «ابن هشام» (342/ 3)، و «طبقات ابن سعد» (106/ 2)، و «أنساب-

ص: 55

2 -

وفيها أسلم أبو هريرة

(1)

، وعمران بن حصين

(2)

-رضي الله عنهما.

‌20 - الحوادث في السنة الثامنة:

1 -

غزوة الفتح

(3)

في رمضان.

2 -

ثم حنين

(4)

في شوّال.

3 -

ثمّ الطائف

(5)

.

= الأشراف» (169/ 1)، و «سيرة ابن سيد الناس» (130/ 2)، و «زاد المعاد» (316/ 3).

(1)

انظر قصة إسلامه-رضي الله عنه-في: «طبقات ابن سعد» (325/ 4)، و «الإصابة» (426/ 7).

(2)

انظر: «الاستيعاب» (1208/ 3)، و «الإصابة» (705/ 4).

(3)

وهي الفتح الأعظم الذي أعز الله به دينه ورسوله، ودخل الناس به في دين الله أفواجا، وكانت لعشر مضين من رمضان، وكان السبب: أن كنانة اعتدت على خزاعة، وأعانتهم قريش في ذلك، وخزاعة كانت داخلة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية، فكان ذلك من قريش نقضا للعهد، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم الناس، وفتح مكة بعدما استنجدته خزاعة. انظر:«صحيح البخاري» (1557/ 4)، و «أنساب الأشراف» (170/ 1)، و «سيرة ابن سيد الناس» (163/ 2)، و «زاد المعاد» (394/ 3).

(4)

وتسمى: غزوة أوطاس، وحنين وأوطاس: موضعان بين مكة والطائف، فسميت الغزوة باسم مكانها، وتسمى أيضا: غزوة هوازن؛ لأنهم الذين أتوا لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، انظر:«صحيح البخاري» (1568/ 4 - 1576)، و «سيرة ابن سيد الناس» (187/ 2)، و «زاد المعاد» (465/ 3).

(5)

وكانت في شوال سنة ثمان، قاله موسى بن عقبة، ذكره البخاري في-

ص: 56

4 -

وفيها قدم خالد، وعثمان بن طلحة، وعمرو بن العاص إلى المدينة؛ فأسلموا، وقيل: إن خالدا، وعمرا أسلما قبل ذلك، وشهدا خيبر.

5 -

وعمل منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أول منبر عمل في الإسلام، وكان درجتين، ومجلسا، وخطب عليه.

6 -

وحنّ إليه الجذع الذي كان يخطب عنده

(1)

.

‌21 - الحوادث في السنة التاسعة:

1 -

غزوة تبوك

(2)

، وهي آخر الغزوات.

ص: 57

2 -

وعددها سبع وعشرون، وقيل: خمس وعشرون، وقيل: أربع وعشرون، وإحدى وعشرون، وقيل: تسع عشرة.

3 -

قاتل

(1)

في تسع: بدر، [وأحد]

(2)

، والخندق، وقريظة، والمصطلق، وخيبر، والفتح، وحنين، والطائف.

وقيل: قاتل في بني النّضير، والغابة.

4 -

وتسمّى هذه: سنة الوفود

(3)

.

5 -

فيها لا عن صلى الله عليه وسلم [بين]

(4)

عويمر العجلانيّ

(5)

، وبين امرأته في مسجده بعد العصر في شعبان.

‌22 - الحوادث في السنة العاشرة:

1 -

نزل قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ} [النور:58]، وكان لا يفعلون قبل ذلك

(6)

.

2 -

وارتد مسيلمة الكذّاب [مدّعي]

(7)

النّبوّة

(8)

.

&

(1)

في الأصل: قال، وهو خطأ.

(2)

سقطت من الأصل.

(3)

سمي بذلك؛ لكثرة الوفود التي أتت النبيّ صلى الله عليه وسلم تعلن إسلامها.

(4)

زيادة مني ليستقيم المعنى.

(5)

حديث الملاعنة أخرجه: البخاري (1771/ 4)، وابن ماجه (667/ 1).

(6)

أخرجه أبو داود موقوفا عن ابن عباس (349/ 4).

(7)

سقط من الأصل.

(8)

أخرج البخاري في (1325/ 3)، ومسلم (1780/ 4)، عن ابن عباس- رضي الله عنهما، قال: «قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، -

ص: 58

3 -

وحجّ النبيّ صلى الله عليه وسلم حجّة الوداع.

4 -

ونزل عليه بعرفة

(1)

: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة:3]، ووقف معه مئة وعشرون ألفا، ولم يحجّ بعد الهجرة غيرها.

ابن حزم: حجّ واعتمر قبل النبوة، وبعدها قبل الهجرة حججا، وعمرا لا يعرف عددها.

ابن سعد

(2)

: لم يحجّ منذ نبّئ غير حجّة الوداع، وقيل: حجّ أخرى بمكّة بعد النبوة، وقيل: حجّتين

(3)

.

واعتمر بعد الهجرة أربع عمر كلّها [في] ذي القعدة:

1 -

عمرة الحديبية.

2 -

والقضاء من قابل.

= فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده، تبعته، وقدمها في بشر كثير من قومه، فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعة جريد، وقف على مسيلمة في أصحابه، فقال:«لو سألتني هذه القطعة، ما أعطيتكها، ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنّك الله، وإني لأراك الذي أريت فيك ما رأيت» ، فأخبرني أبو هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينما أنا نائم، رأيت في يدي سوارين من ذهب، فأهمني شأنهما، فأوحي إلي في المنام: أن انفخهما، فنفختهما، فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان بعدي» ، فكان أحدهما: العنسي، والآخر: مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة».

(1)

انظر: «صحيح البخاري» (1683/ 4)، و «صحيح مسلم» (2312/ 4).

(2)

«الطبقات» (189/ 2).

(3)

وذكر ذلك أيضا الطبري عن جابر (210/ 2).

ص: 59

3 -

والجعرانة.

4 -

والتي مع حجته

(1)

.

‌23 - سراياه صلى الله عليه وسلم:

كانت نحوا من ستين، قاله الدمياطيّ، وقيل: ثمانيا وأربعين، وقيل: ستا وثلاثين

(2)

.

‌24 - الحوادث في السنة الحادية عشرة:

1 -

ظهر الأسود العنسيّ الكذّاب باليمن، وادّعى النبوة، قتله فيروز الدّيلميّ

(3)

في منزله.

2 -

وتوفّي النبيّ صلى الله عليه وسلم.

‌25 - أولاده صلى الله عليه وسلم:

1 -

أوّلهم القاسم: ولد بمكّة قبل النبوة

(4)

.

ابن حزم: عاش أياما يسيرة، وقيل: سنتين، وقيل: إلى أن ركب الدابّة، وسار على النّجيبة.

2 -

ثم زينب، وقيل: كانت أكبر [من]

(5)

القاسم؛ تزوّجها

(1)

انظر البخاري (631/ 3)، ومسلم (916/ 3)، من حديث أنس-رضي الله عنه.

(2)

انظر: «تاريخ الطبري» (206/ 2 - 207)، و «طبقات ابن سعد» (5/ 2).

(3)

انظر: «طبقات ابن سعد» (533/ 5).

(4)

وهو أول من مات من ولده صلى الله عليه وسلم، انظر:«طبقات ابن سعد» (133/ 1)، (7/ 3)، و «المعجم الكبير» للطبراني (297/ 23)، و «سبل الهدى والرشاد» (19/ 11).

(5)

سقط من الأصل.

ص: 60

أبو العباس بن الربيع، وبنتها أمامة التي حملها النبيّ صلى الله عليه وسلم في صلاته

(1)

؛ تزوّجها عليّ بعد فاطمة.

3 -

ثم رقية.

4 -

وأم كلثوم.

5 -

وفاطمة.

وفي كل واحدة منهنّ قيل: إنها أصغر سنّا من أختيها.

تزوّج عثمان: رقية، وبعد موتها: أمّ كلثوم؛ وبها سمّي: ذا النورين

(2)

.

وتزوج فاطمة: عليّ؛ فولدت: حسنا، وحسينا، ومحسنا مات صغيرا

(3)

، وأمّ كلثوم؛ فتزوجها عمر بن الخطاب؛ فولدت زيدا

(4)

، وزينب، تزوّجها: عبد الله بن جعفر؛ فولدت: عليا.

(1)

أخرجه البخاري (2235/ 5)، ومسلم (385/ 1).

(2)

قال ابن عبد البر في «الاستيعاب» (1039/ 3): «قيل للمهلب بن أبى صفرة: لم قيل لعثمان: ذا النورين؟ قال: لأنه لم يعلم أن أحدا أرسل سترا على ابنتي نبي غيره» ، فيالها من منقبة عظيمة!

(3)

قال ابن حزم في «الجمهرة» : (38): «المحسن مات صغيرا جدا إثر ولادته» .

(4)

ماتت أم كلثوم، وولدها في يوم واحد، أصيب زيد في حرب كانت بين بني عدي، فخرج ليصلح بينهم، فشجّ، وهو في الظلمة، فعاش أياما، وكانت أمه مريضة، فماتا في يوم واحد، قاله ابن حجر في «الإصابة» (294/ 8).

ص: 61

ماتت فاطمة

(1)

بعده صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، وقيل: بثمانية، وقيل: بثلاثة، أو دونها، واختار الأول عبد الغني، وغيره.

ثم ولد له بمكّة بعد النبوة:

6 -

عبد الله؛ ويسمّى: الطّيّب.

7 -

والطاهر-على الصحيح، مات بمكّة طفلا

(2)

؛ فقال العاصي بن وائل السهميّ: انقطع ولده؛ فهو أبتر

(3)

؛ فنزل: {إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر:3].

ثم ولد له بالمدينة:

8 -

إبراهيم، في ذي الحجّة سنة ثمان

(4)

، وعقّ عنه صلى الله عليه وسلم بكبشين يوم سابعه، وحلق رأسه، وتصدّق بزنته فضّة، وأمر بدفن شعره، ومات طفلا في ربيع الأول في العاشرة من الهجرة؛ وكناه به جبريل؛ فسرّ بذلك.

ص: 62

وكلّ أولاده من خديجة، إلا إبراهيم

(1)

؛ فإنه من مارية بنت شمعون القبطية

(2)

.

وكانت خديجة تعقّ كلّ غلام بشاتين، وعن الجارية شاة، وتسترضع لهم، وتعدّ ذلك قبل ولادها

(3)

.

‌26 - أعمامه صلى الله عليه وسلم:

1 -

أبو طالب، واسمه عبد مناف.

2 -

والزبير

(4)

.

3 -

وعبد الكعبة.

4 -

وحمزة.

5 -

والمقوم.

6 -

والمغيرة، ولقبه جحل-بتقديم الجيم-، وقيل عكسه.

7 -

والعّوام.

8 -

والعباس.

(1)

ولد سنة ثمان من الهجرة، ومات طفلا قبل الفطام، سنة عشر. «الإصابة» (172/ 1).

(2)

وهي التي أهداها إلى النبي صلى الله عليه وسلم المقوقس عظيم القبط صاحب الإسكندرية.

(3)

انظر: «طبقات ابن سعد» (134/ 1)، «سيرة ابن سيد الناس» (364/ 2).

(4)

هكذا ضبطه الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» (82/ 11) نقلا عن نسخة مضبوطة مقابلة من «أنساب الأشراف» اطلع هو عليها، وكذلك عن الحافظ مغلطاي في كتابه «الزهر الباسم» ، وغيره.

ص: 63

9 -

وضرار.

10 -

والحارث، وبه كان يكنى عبد المطلب.

11 -

وقثم.

12 -

وأبو لهب

(1)

.

13 -

والغيداق

(2)

.

ومنهم من عدهم: أحد عشر، ومنهم من عدهم: عشرة

(3)

.

تنبيه: أسلم منهم: حمزة، والعبّاس، وحمزة [أسلم في الثانية]

(4)

، وقيل: السادسة، وهو أخوه صلى الله عليه وسلم من الرّضاعة

(5)

، وكان يقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيفين، ويكنى: أسد الله، استشهد

(1)

واسمه: عبد العزى.

(2)

الغيداق لقبه، واسمه: مصعب، وقيل: نوفل.

(3)

انظر: «أنساب الأشراف» (87/ 1 - 91)، و «سيرة ابن سيد الناس» (369/ 2)، و «زاد المعاد» (104/ 1)، و «سبل الهدى والرشاد» (82/ 11).

(4)

سقط من الأصل، والمثبت من المصادر.

(5)

وهو أخوه من وجهين: الأول: من جهة ثويبة مولاة أبي لهب أول من أرضع النبيّ صلى الله عليه وسلم أياما قبل أن تقدم حليمة، وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب. الثاني: من جهة حليمة السعدية، فقد أرضعت حمزة يوما، حينما كان مسترضعا أيضا في بني سعد. انظر:«طبقات ابن سعد» (108/ 1)، و «الإصابة» (121/ 2)، و «سبل الهدى والرشاد» (6/ 1).

ص: 64

يوم أحد بعد أن قتل أحدا وثلاثين

(1)

.

وأسنّهم الحارث، وأصغرهم العباس، وكان أسنّ من النبيّ صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين، روي أنه أسلم قبل بدر كاتما، وقيل: قبل خيبر، وشهد فتح مكة، وحنينا، والطائف، وثبت يوم حنين.

‌27 - عمّاته صلى الله عليه وسلم:

1 -

أم حكيم.

2 -

وعاتكة.

3 -

وبرّة.

4 -

وأروى.

5 -

وأميمة.

6 -

وصفيّة.

تنبيه: أسلم منهن: صفية، واختلف في عاتكة، وأروى

(2)

؛ والصحيح فيهما: الإسلام.

فرع: ابن سعد

(3)

: والعقب من بني عبد المطلب [في]:

(1)

وكان ذلك في النصف من شوال سنة ثلاث من الهجرة، فعاش دون الستين، ولقّبه النبي صلى الله عليه وسلم: أسد الله، وسماه: سيد الشهداء. وانظر: «صحيح البخاري» (1494/ 4 - 1495).

(2)

انظر الخلاف في: «الطبقات الكبرى» (43/ 8)، (42/ 8) حيث يرى ابن سعد: أنهما أسلمتا، «الاستيعاب» (1880/ 4)، (1778/ 4)، «الإصابة» (13/ 8)، (480/ 7)، و «زاد المعاد» (105/ 1).

(3)

«الطبقات الكبرى» (94/ 1)، وتمام الكلام: «وقد كان لحمزة، والمقوم، -

ص: 65

العباس

(1)

، وأبي طالب، والحارث، وأبي لهب.

‌28 - زوجاته صلى الله عليه وسلم

(2)

:

1 -

خديجة

(3)

: تزوّجها وهو ابن خمس وعشرين، وقيل: ثلاثين، وقيل: إحدى وعشرين، ماتت بمكّة لعشر خلت من رمضان قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل: بخمس، وقيل: بأربع، بعد وفاة أبي طالب بثلاثة أيام، وقيل: بشهر وخمسة أيام، ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم غيرها.

حتى ماتت، وهي أول من آمن به من النساء.

2 -

ثم سودة

(4)

: تزوّجها صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، بعد موت خديجة

= والزبير، وحجل بني عبد المطلب أولاد لأصلابهم، فهلكوا، والباقون لم يعقبوا، وكان العدد من بني هاشم في بني الحارث، ثم تحول إلى بني أبي طالب، ثم صار في بني العباس».

(1)

قال ابن القيم في «زاد المعاد» (105/ 1): «وأصغرهم سنا: العباس، وعقب منه، حتى ملأ أولاده الأرض» .

(2)

انظر: «طبقات ابن سعد» (216/ 8 - 219)، «تاريخ الطبري» (211/ 2 - 215)، «الاستيعاب» (44/ 1 - 46)، «سيرة ابن سيد الناس» (386/ 2 - 392)، و «زاد المعاد» (105/ 1 - 114).

(3)

قال الحافظ ابن حجر في «الإصابة» (600/ 7): «خديجة بنت خوليد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، القرشية الأسدية، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأول من صدقت ببعثته مطلقا، قال الزبير بن بكار: كانت تدعى قبل البعثة: الطاهرة» . انظر: «طبقات ابن سعد» (131/ 1)، و «أنساب الأشراف» (396/ 1)، و «سيرة ابن سيد الناس» (381/ 2).

(4)

هي أم المؤمنين: سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبدود بن-

ص: 66

بأيام، وأصدقها أربع مئة درهم، وهي الواهبة يومها لعائشة

(1)

، ولم يطلّقها

(2)

، وقيل: طلقها، ثم راجعها، والأكثر أنها ماتت آخر خلافة عمر، وقيل: في شوّال سنة أربع وخمسين، وقال الواقدي

(3)

: إنّه الثّبت.

3 -

ثم بعد تزوّجها بشهر؛ تزوج أمّ عبد الله عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرّة، قبل الهجرة بسنتين، وقيل: بثلاث، وهي ابنة ستّ، وقيل: سبع.

قال عبد الغني

(4)

: والأول أصحّ، وبنى بها في شوال على رأس

= نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. انظر: «طبقات ابن سعد» (52/ 8)، و «الإصابة» (720/ 7).

(1)

حديث وهب يومها لعائشة-رضي الله عنهما، أخرجه مسلم (1058/ 2)، والبخاري (916/ 2).

(2)

أخرج الترمذي في «سننه» (3040) عن ابن عباس، قال: خشيت سودة أن يطلقها النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ثم لا تطلقني، وأمسكني، وأجعل يومي لعائشة، ففعل، فنزلت: وَإِنِ اِمْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [النساء:128]، فما اصطلحا عليه من شيء، فهو جائز.

(3)

انظر: «الطبقات الكبرى» (55/ 8).

(4)

هو الإمام الحافظ القدوة تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور، أبو محمد المقدسيّ الجماعيليّ الدمشقيّ الحنبليّ، له تصنيف في السيرة النبوية، توفي سنة 600 هـ، انظر ترجمته في:«سير أعلام النبلاء» (444/ 21 - 471)، و «المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد» (152/ 2 - 155).

ص: 67

ثمانية عشر شهرا، وهي ابنة تسع، ولم يتزوّج بكرا غيرها، ولدت في سنة أربع من النبوة، وماتت ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلون من رمضان سنة ثمان وخمسين، وصلّى عليها أبو هريرة، [ودفنت]

(1)

بالبقيع، وروي أنها أسقطت من النبيّ صلى الله عليه وسلم جنينا

(2)

سمّي عبد الله كنّيت به، ولم يصحّ، وفي «سنن أبي داود»

(3)

: أنه صلى الله عليه وسلم كناها بابن أختها عبد الله بن الزبير.

4 -

ثم حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رباح بن عبد الله بن قرطة بن رزاح بن عديّ بن كعب.

تزوّجها في شعبان على رأس ثلاثين شهرا من الهجرة قبل أحد بشهرين، كذا جزم به الدمياطيّ.

ابن عبد البرّ

(4)

: بعد أحد، وكانت قبله عند خنيس بن حذافة، شهد بدرا، واختلف في أحد، ولدت قبل النبوة بخمس سنين، وتوفيت في شعبان سنة خمس وأربعين، جزم به الدمياطيّ، وقيل غير ذلك.

(1)

زيادة مني ليستقيم الكلام.

(2)

قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» (18/ 11): روى ابن الأعرابي في «معجمه» ، عن عائشة-رضي الله عنها: أنها أسقطت من النبيّ صلى الله عليه وسلم جنينا يسمى: عبد الله، كانت تكنى به، ومدار سنده على داود بن المحبر، وهو متروك، واتهمه جماعة بالوضع.

(3)

أخرجه في «سننه» (293/ 4) بسند صحيح.

(4)

«الاستيعاب» (452/ 2).

ص: 68

5 -

ثم زينب

(1)

: تزوّجها في رمضان في الثالثة من الهجرة، وكنيتها: أمّ المساكين؛ لرأفتها بهم، ماتت في ربيع الآخر تحته من الرابعة، صلّى عليها صلى الله عليه وسلم، ودفنها بالبقيع، وقد بلغت ثلاثين سنة، أو نحوه.

وجزم عبد الغنيّ: أنها مكثت عنده صلى الله عليه وسلم شهرين أو ثلاثة.

تذنيب: لم يمت من أزواجه صلى الله عليه وسلم في حياته غيرها، وغير خديجة، واختلف في ريحانة.

6 -

ثم أمّ سلمة، واسمها: هند، وقيل: رملة، تزوّجها في شوال سنة أربع، وبنى بها فيه، وبهذا جزم الدمياطيّ.

ابن عبد البرّ

(2)

: تزوّجها سنة اثنتين بعد بدر في شوال، وابتنى بها فيه، وماتت في شوال سنة اثنتين وستين في ولاية معاوية، وقيل: سنة تسع وخمسين في ذي القعدة.

7 -

ثم أمّ حكيم: زينب بنت جحش، تزوّجها صلى الله عليه وسلم لهلال ذي القعدة سنة أربع، وقيل: ثلاثة، وقيل: خمس، وهي بنت خمس وثلاثين سنة، وهي ابنة عمته أميمة، وكان اسمها: برّة

(3)

، فسمّاها: زينب،

(1)

وهي: زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة، وكانت تسمى: بأم المساكين في الجاهلية، انظر:«طبقات ابن سعد» (115/ 8)، و «تاريخ الطبري» (214/ 2).

(2)

«الاستيعاب» (45/ 1).

(3)

انظر: «صحيح البخاري» (2289/ 5)، و «مسلم» (1686/ 3).

ص: 69

وفيها نزل

(1)

: {فَلَمّا قَضى زَيْدٌ} [الأحزاب:37]، وكانت تقول: زوّجني الله، وفيها نزلت آية الحجاب، وماتت سنة عشرين؛ فكانت أول نسائه لحوقا به، وفي «مسلم»

(2)

: قال صلى الله عليه وسلم: «أسرعكنّ لحوقا بي أطولكنّ يدا» ، وكانت قصيرة اليدين، أراد: طول الصدقة، وهي أول من حمل على النّعش؛ أشارت به أسماء بنت عميس؛ رأته في الحبشة

(3)

.

8 -

ثم جويرية بنت الحارث: تزوّجها صلى الله عليه وسلم في السادسة وهي ابنة عشرين سنة.

قال الشعبي: أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتزوّجها.

وقال الحسن: منّ عليها صلى الله عليه وسلم، وتزوّجها، وقيل: افتدى لها أبوها، ثم أنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم. توفّيت في ربيع الأوّل سنة ستّ وخمسين، وقيل: سنة خمسين.

9 -

ثم ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة بن شمعون بن زيد، من بني النّضير.

وقال الدمياطيّ: كانت متزوجة رجلا يقال له: الحكم من بني قريظة. كانت

(4)

صفيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من السّبي؛ خيّرها بين الإسلام،

&

(1)

أخرجه الترمذي (354/ 5).

(2)

«صحيحه» (1907/ 4)، و «البخاري» (515/ 2).

(3)

المشهور: أن ذلك كان في حق فاطمة-رضي الله عنها، كما هو الثابت في المصادر.

(4)

في الأصل: كان.

ص: 70

ودينها؛ فاختارت الإسلام؛ فأعتقها، وتزوّجها، وأصدقها: اثنتي عشرة أوقيّة، وساروا.

وأعرس بها في المحرّم من السادسة، وغارت؛ فطلّقها، ثم راجعها، وماتت مرجعه من حجّة الوداع، ودفنها بالبقيع، وقيل: كان يطؤها بملك اليمين. خيرها؛ فاختارت ملك اليمين.

قال الدمياطيّ: الأول أثبت عند: محمد بن عمر

(1)

، وهو عند أهل العلم.

10 -

ثم أمّ حبيبة: رملة، وقيل: هند بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف.

بعث صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضّمريّ إلى النّجاشيّ في المحرّم، وقيل: في ربيع الأوّل من السابعة؛ فزوجّه إياها، والعاقد: خالد بن سعيد بن العاص، وقيل: عثمان بن عفان، وأصدق النّجاشيّ عنه أربع مئة دينار، وقيل: أربعة آلاف درهم، وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة، فذلك في السابعة، وقيل: ست، وقيل: بعد رجوعها من الحبشة تزوّجها.

وفي «مسلم»

(2)

: أن أبا سفيان طلب من النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يتزوّجها؛ فأجابه إلى ذلك.

(1)

يعني: الواقدي.

(2)

«صحيحه» (1945/ 4)، وانظر الهامش الذي يليه.

ص: 71

وجعل ابن الأثير هذا من الأوهام

(1)

.

وجهّزها من عنده.

وماتت سنة أربع وأربعين، ودفنت في المدينة، وقيل: بدمشق.

11 -

ثم صفيّة بنت حييّ النّضريّة من سبط هارون-عليه السلام اصطفاها صلى الله عليه وسلم وأعتقها، وتزوّجها، وجعل عتقها صداقها، ولم تبلغ ستّ عشرة سنة.

وماتت في رمضان سنة خمسين، وقيل: اثنتين وخمسين، وقيل: ستّ وثلاثين، ودفنت بالبقيع.

12 -

ثم ميمونة بنت الحارث؛ كان اسمها: برّة

(2)

. غيّره رسول الله صلى الله عليه وسلم.

زوّجه إياها العباس في شوال من السابعة، وكانت خالة خالد بن الوليد، وعبد الله بن عباس-رضي الله عنهم.

ماتت بسرف سنة إحدى وخمسين، وقد بلغت ثمانين سنة، وقيل:

(1)

لأن هذا الحديث مشكل، فأم حبيبة-رضي الله عنها-تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في سنة سبع، وإسلام أبي سفيان عام الفتح سنة ثمان، كما هو مشهور عند أئمة أهل السير، وقد تكلف جماعة من أهل العلم في تأويل الحديث بتأويلات كثيرة، منها ما يكون قريبا محتملا، ومنها ما يكون بعيدا جدا، وعده بعض العلماء من أوهام الرواة، وأن الحديث غلط لا ينبغي التردد فيه، والله أعلم. انظر:«شرح مسلم» للنووي، و «حاشية ابن القيم على سنن أبي داود» (76/ 6).

(2)

انظر: «صحيح مسلم» (1687/ 3).

ص: 72

سنة ثلاث وستين، وقيل: ستّ وستين.

تنبيه: نساؤه المدخول بهنّ: اثنتا عشرة امرأة، ومات عن تسع منهنّ، والترتيب المذكور فيهنّ هو ما عليه: المنذريّ، وتلميذه الدمياطيّ.

‌29 - سراريه

(1)

صلى الله عليه وسلم:

1 -

مارية: توفيت سنة عشر، وقيل: خمس عشرة، صلّى عليها عمر-رضي الله عنه، ودفنت بالبقيع.

2 -

ريحانة: على رأي البغويّ: استأسرها، ثم أعتقها؛ فلحقت بأهلها، وهو غير صحيح.

وأخرى: 3 - جميلة؛ أصابها في السبي.

4 -

وجارية وهبتها له زينب بنت جحش.

قتادة: كان له صلى الله عليه وسلم وليدتان: مارية، وريحانة وبعضهم [يقول]: ربيحة القرظيّة.

‌30 - خدمه صلى الله عليه وسلم:

1 -

أبو حمزة أنس بن مالك الأنصاريّ.

2 -

وربيعة بن كعب الأسلميّ.

(1)

انظر: «المستدرك» (41/ 4)، (45/ 4)، و «أنساب الأشراف» (448/ 1 - 454)، و «طبقات ابن سعد» (212/ 8)، (129/ 8)، و «تاريخ الطبري» (214/ 2)، و «سيرة ابن سيد الناس» (394/ 2 - 395).

ص: 73

3 -

وعبد الله بن مسعود، وكان صاحب نعله.

4 -

وعقبة بن عامر الجهنيّ، وكان صاحب بغلته.

5 -

وأسلع بن شريك، وكان صاحب راحلته.

6 -

7 - بلال المؤذّن، وسعد: موليا أبي بكر.

8 -

وأبو الحمراء

(1)

.

9 -

وذو مخمر

(2)

، ويقال: مخيمر بن أخي النجاشيّ، وقيل: بن أخته.

10 -

وبكير

(3)

.

11 -

وأبو ذر الغفاري.

12 -

ومهاجر.

‌31 - مواليه صلى الله عليه وسلم:

منهم

(4)

:

1 -

زيد بن حارثة بن شراحيل.

(1)

مشهور بكنيته، واسمه: هلال بن الحارث، ويقال: هلال بن ظفر. انظر: «الاستيعاب» (1633/ 4)، الإصابة (548/ 6).

(2)

انظر: «الاستيعاب» (475/ 2)، و «الإصابة» (417/ 2)، وفيها: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وخدمه، ثم نزل الشام، وقال في «نزهة الألباب» (309/ 1):«ذو مخمر، ويقال: بالموحدة بدل الميم، ابن أخي النجاشي، قيل اسمه: يزيد» .

(3)

قال الحافظ ابن حجر في «الإصابة» (324/ 1): «بكر بن الشداخ الليثي، ويقال له: بكير» .

(4)

انظر: «أنساب الأشراف» (467/ 1 - 485)، و «تاريخ الطبري» (216/ 2 - 218)، و «سيرة ابن سيد الناس» (397/ 2)، و «زاد المعاد» (114/ 1 - 116)، وذكروا غيرهم.

ص: 74

2 -

وابنه: أسامة.

3 -

وأخوه لأمه: أيمن.

4 -

وأسلم بن عبيد.

5 -

وأبو رافع.

6 -

وأبو كبشة.

7 -

وثوبان بن بجد.

8 -

ورباح.

9 -

ويسار؛ قتله العرنيون

(1)

.

10 -

11 - وفضالة.

12 -

وأبو السمح.

13 -

ورافع.

14 -

ومأبور الخصيّ.

15 -

وكركرة.

(1)

أخرج مسلم في صحيحه (1296/ 3) عن أنس بن مالك: أن ناسا من عرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فاجتووها، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة، فتشربوا من ألبانها، وأبوالها» ، ففعلوا، فصحّوا، ثم مالوا على الرعاة، فقتلوهم، وارتدوا عن الإسلام، وساقوا ذود رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث في إثرهم، فأتي بهم، فقطع أيديهم، وأرجلهم، وسمل أعينهم، وتركهم في الحرة، حتى ماتوا.

ص: 75

16 -

وطهمان أو كيسان أو ذكوان أو مروان، وقيل فيه أيضا: ميمون.

17 -

وباذام.

18 -

وهرمز.

19 -

وأبو لبابة.

*ومن النساء: منهنّ

(1)

: 1 - أم أيمن.

2 -

ومارية.

3 -

وريحانة.

4 -

وربيحة.

5 -

وخضرة

(2)

.

6 -

ورضوى.

7 -

وميمونة بنت أبي عسيب.

8 -

وأم ضميرة.

(1)

انظر: «أنساب الأشراف» (485/ 1)، و «سيرة ابن سيد الناس» (398/ 2 - 399)، و «زاد المعاد» (116/ 1).

(2)

في الأصل: خضيرة، وهو خطأ، والصواب ما أثبته كما هو في المصادر، والله أعلم.

ص: 76

‌32 - كتابه

(1)

صلى الله عليه وسلم:

1 -

أبو بكر.

2 -

وعمر.

3 -

وعثمان.

4 -

وعلي.

5 -

وعامر بن فهيرة.

6 -

7 - 8 - وخالد، وأبان، وسعيد بنو العاصي.

9 -

وعبد الله بن الأرقم.

10 -

وحنظلة، وكان خليفة كلّ كاتب غاب [عن] عمله.

11 -

وأبي بن كعب، وهو أول من كتب له.

12 -

وثابت بن قيس.

13 -

وزيد بن ثابت.

14 -

وشر حبيل.

15 -

16 ومعاوية، وأخوه يزيد.

17 -

[وخالد]

(2)

بن الوليد.

(1)

انظر: «تاريخ الطبري» (218/ 2)، و «سيرة ابن سيد الناس» (401/ 2)، و «زاد المعاد» (117/ 1).

(2)

سقط من الأصل.

ص: 77

18 -

وعمرو بن العاص.

19 -

وعبد الله بن رواحة.

20 -

ومحمد بن مسلمة.

21 -

ومعيقيب.

22 -

وأبو أيوب.

23 -

وجهم.

24 -

وجهيم.

25 -

وحذيفة بن اليمان.

26 -

وعبد الله بن سعد، وقال الواقدي: إنه أول من كتب له من قريش، ثم ارتدّ، ثم أسلم.

27 -

وأبو مسلمة.

28 -

وحويطب.

29 -

وأبو سفيان.

30 -

وحاطب بن عمرو.

ابن حزم: كان معاوية، وزيد بن ثابت دون غيرهما ملازمين الكتابة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوحي وغيره، لا عمل لهما

(1)

غير ذلك.

(1)

في الأصل: له.

ص: 78

‌33 - رسله صلى الله عليه وسلم:

1 -

أوّلهم: عمرو بن أميّة؛ بعثه صلى الله عليه وسلم إلى النّجاشيّ، واسمه: أصحمة بن أبجر، ومعناه: عطيّة، وكتب إليه كتابين، يدعوه في أحدهما: إلى الإسلام؛ فوضعه على عينيه، ونزل عن سريره، وجلس على الأرض، وأسلم، وشهد شهادة الحقّ، وقال: لو كنت أستطيع أن آتيه لأتيته.

وفي الآخر: أن يزوّجه أمّ حبيبة، وبعث من قبله من الصحابة، وحملهم، ففعل، ودعا بحقّ من عاج؛ فجعل فيه كتابي النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقال: لم تزل الحبشة بخير ما كان هذان الكتابان بين أظهرها

(1)

.

2 -

ودحية بن خليفة الكلبيّ [إلى قيصر ملك الروم، واسمه: هرقل]

(2)

، وهمّ بالإسلام؛ فلم توافقه الروم؛ فأمسك خوفا على ملكه منهم

(3)

.

(1)

هذا قول ابن سعد في «طبقاته» (258/ 1)، ونقل ابن القيم في «زاد المعاد» (120/ 1) عن ابن حزم: أن هذا النجاشيّ الذي بعث إليه النبيّ صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية لم يسلم، وإنما الذي أسلم غيره.

(2)

ما بين المعكوفتين سقط من الأصل.

(3)

وفي «صحيح البخاري» (10/ 1): أنه قال: يا معشر الروم! هل لكم في الفلاح، والرشد، وأن يثبت ملككم، فتبايعوا هذا النبي؟ فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب، فوجدوها قد غلقت، فلما رأى هرقل نفرتهم، وأيس من الإيمان، قال: ردوهم علي، وقال: إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم، فقد رأيت، فسجدوا له، ورضوا عنه، فكان ذلك آخر شأن هرقل.

ص: 79

3 -

وعبد الله بن حذافة السّهميّ إلى كسرى، واسمه: أبرويز بن هرمز؛ فمزّق الكتاب؛ فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «مزّق الله ملكه»

(1)

، فكان كذلك.

4 -

وحاطب بن أبي بلتعة اللّخميّ إلى المقوقس، واسمه: جريج بن ميناء، ملك الإسكندرية ومصر، عظيم القبط، فقال خيرا، وقارب، ولم يسلم، أهدى هدية

(2)

.

5 -

وشجاع بن وهب الأسديّ إلى الحارث بن أبي شمر الغسّانيّ ملك البلقاء.

6 -

وسليط بن عمرو العامريّ إلى هوذة

(3)

بن عليّ الحنفيّ.

ابن حزم: بعثه إليه، وإلى ثمامة

(4)

بعد ذلك.

(1)

انظر: «صحيح البخاري» (36/ 1)، و «الطبقات» لابن سعد (260/ 1)، و «تاريخ الطبري» (133/ 2).

(2)

قال ابن القيم في «زاد المعاد» (122/ 1): «وأهدى للنبي مارية، وأختيها: سيرين وقيسرى، فتسرى بمارية، ووهب سيرين لحسان بن ثابت، وأهدى له جارية أخرى، وألف مثقال ذهبا، وعشرين ثوبا من قباطي مصر، وبغلة شهباء، وهي: دلدل، وحمارا أشهب، وهو: عفير، وغلاما خصيا، يقال له: مابور، وقيل: هو ابن عم مارية، وفرسا، وهو اللزاز، وقدحا من زجاج، وعسلا، فقال النبي: ضن الخبيث بملكه، ولا بقاء لملكه» .

(3)

كتب في الأصل: سودة.

(4)

قال ابن القيم في «زاد المعاد» (122/ 1): «ثمامة بن أثال الحنفي، فلم يسلم هوذة، وأسلم ثمامة بعد ذلك» ، وفي «البخاري» (1589/ 4)، من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه، قال: ثم بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة، يقال له: ثمامة بن أثال، فربطوه-

ص: 80

7 -

وعمرو بن العاص في ذي القعدة سنة ثمان إلى جيفر وعبد ابنا الجلندى وهما من الأزد [ملكي عمان]

(1)

، والملك جيفر؛ فأسلما.

8 -

والعلاء بن الحضرميّ إلى المنذر بن ساوى العبديّ ملك البحرين منصرفه من الجعرانة، وقيل: قبل الفتح؛ فأسلم.

9 -

والمهاجر بن أبي أمية المخزوميّ إلى الحارث بن عبد كلال الحميريّ.

= بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:«ما عندك يا ثمامة؟» فقال: عندي خير يا محمد. إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال، فسل منه ما شئت، فترك حتى كان الغد، ثم قال له:«ما عندك يا ثمامة؟» قال: ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر، فتركه، حتى كان بعد الغد، فقال:«ما عندك يا ثمامة؟» فقال: عندي ما قلت لك، فقال:«أطلقوا ثمامة» ، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسل، ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، يا محمد! والله! ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحبّ الوجوه إلي، والله! ما كان من دين أبغض إلي من دينك، فأصبح دينك أحبّ الدين إلي، والله! ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحبّ البلاد إلي، وإن خيلك أخذتني، وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة، قال له قائل: صبوت، قال: لا، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة، حتى يأذن فيها النبيّ صلى الله عليه وسلم».

(1)

في الأصل اضطراب، والتصحيح من «طبقات ابن سعد» (262/ 1)، و «تاريخ الطبري» (145/ 2)، وغيرهما من المصادر.

ص: 81

10 -

11 - وأبا موسى الأشعريّ، ومعاذ بن جبل إلى اليمن منصرفه من تبوك، وقيل: في ربيع الأول سنة عشر؛ فأسلم عامة أهلها، وملوكهم طوعا.

‌34 - مؤذنوه صلى الله عليه وسلم:

1 -

[بلال]

(1)

بن رباح.

2 -

وعمرو بن أمّ مكتوم

(2)

.

3 -

وأبو محذورة أوس بن مغيرة الجمحيّ.

4 -

وسعد القرظ.

تنبيه: الأولان بالمدينة، والآخران بقباء.

‌35 - أمراؤه صلى الله عليه وسلم:

1 -

2 - باذان، ويقال: باذام بن ساسان بن يلاش ابن الملك جامشت ابن الملك فيروز ابن الملك يزدجرد ابن الملك بهرام جور: على اليمن كلها، ثم ابنه شهر: على صنعاء.

3 -

والمهاجر بن أمية: كندة، والصّدف.

4 -

وزياد بن لبيد: حضرموت.

5 -

وأبا موسى الأشعري: زبيد، وعدن، والساحل.

6 -

ومعاذ بن جبل: الجند.

(1)

سقط من الناسخ.

(2)

كتب في الأصل: كلثوم، وهو خطأ.

ص: 82

7 -

وعتاب بن أسيد: على مكة، وإقامة الموسم، والحج بالمسلمين سنة

ثمان، وهو دون العشرين، وقيل: إحدى وعشرون سنة.

8 -

وأبو سفيان: على نجران.

9 -

ويزيد بن أبي سفيان: على تيماء.

10 -

وخالد بن سعيد: على صنعاء، قتل بعد شهر

(1)

؛ قتله الأسود العنسيّ الكذاب.

11 -

وأخوه عمرو: على وادي القرى.

12 -

وأخوهما الحكم: على قرى عرينة، وهي فدك، وغيرها.

13 -

وأخوهما أبان: على مدينة العلي بالبحرين.

14 -

والعلاء بن الحضرميّ: على القطيف بالبحرين.

15 -

وعمرو بن العاص: على عمان، وأعمالها.

16 -

وعثمان بن أبي العاصي الثّقفيّ: على الطائف.

17 -

وعليّ بن أبي طالب

(2)

: على الأخماس التي بحضرته، وعلى الأخماس باليمن، والقضاء.

18 -

وعديّ بن حاتم: على صدقات بني أسد، وطيّئ.

19 -

وأبو بكر: على موسم الحجّ سنة تسع.

(1)

أي: شهر بن باذان، المتقدم ذكره.

(2)

غير واضح في الأصل، والتصحيح من المصادر.

ص: 83

‌36 - سلاحه

(1)

صلى الله عليه وسلم:

* تسعة أسياف: 1 - مأثور، وهو أول سيف ملكه، ورثه من أبيه.

2 -

والعضب.

3 -

وذو الفقار من غنائم بدر

(2)

، وقيل: أهداه له الحجاج بن علاط، وكان لا يفارقه.

4 -

والقلعيّ

(3)

.

5 -

والبتّار.

6 -

والحتف.

7 -

والرّسوب.

8 -

والمخذم.

9 -

والقضيب.

&

(1)

انظر: «أنساب الأشراف» (523/ 1)، و «طبقات ابن سعد» (485/ 1)، و «تاريخ الطبري» (220/ 2)، و «سيرة ابن سيد الناس» (405/ 2)، و «زاد المعاد» (130/ 1).

(2)

أخرجه الترمذي عن ابن عباس (130/ 4)، وسمي بذي الفقار: لأنه كان في وسطه مثل فقرات الظهر محفورة على متنه.

(3)

قال الحافظ في «الفتح» (96/ 6): «القلعة: موضع بالبادية ينسب ذلك إليه، وتنسب إليه السيوف أيضا، فيقال: سيوف قلعية» .

ص: 84

*وسبع أدرع: 1 - ذات الفضول.

2 -

وذات الوشاح.

3 -

وذات الحواشي.

4 -

والسّغدية، قيل: كانت درع داود لبسها حين قتل جالوت.

5 -

وفضّة.

6 -

والبتراء.

7 -

والخرنق

(1)

.

فرع: كان عليه يوم أحد: ذات الفضول، وفضّة، ويوم حنين: ذات الفضول، والسّغديّة.

*وستّ قسيّ: 1 - الزوراء.

2 -

والرّوحاء.

3 -

والصفراء.

4 -

والبيضاء.

5 -

والكتوم، كسرت يوم أحد.

(1)

في الأصل: الجرلق، وهو خطأ، والصواب ما أثبته كما هو في المصادر، والخرنق: ولد الأرنب. انظر: (مادة: خرنق) من «لسان العرب» لابن منظور.

ص: 85

6 -

والسادس قوس مرتبع

(1)

؛ ذكره بعضهم.

*وكانت له جعبة، ومنطقة من أديم مبشور فيها ثلاث حلق من فضّة، وكذا الأبزيم، والطرف.

*وثلاث أتراس

(2)

: 1 - الزّلوق.

2 -

والفتق.

3 -

وترس أهدي إليه فيه تمثال عقاب أو كبش، وضع يده عليه؛ فأذهبه الله.

وثلاثة أرماح: 1 - رمح يقال له: المثوي.

2 -

ورمح يقال له: المنثني

(3)

.

*وحربة كبيرة،: البيضاء، وحربة صغيرة دون الرمح شبه العكّاز، يقال لها: العنزة، قيل: إنه أخذها من الزبير، والزبير من النجاشي

(4)

، وعنزة أخرى، وحربة يقال لها: النّبعة.

(1)

واسمه: السداد، أخرج ذلك الطبراني في «المعجم الكبير» (111/ 11)، ولكن الحديث في إسناده: علي بن عروة، وهو متروك.

(2)

انظر: «طبقات ابن سعد» (489/ 1)، و «سيرة ابن سيد الناس» (406/ 2)، و «سبل الهدى والرشاد» (370/ 7).

(3)

عند ابن سيد الناس (406/ 2): (المثني)، وكذا في «زاد المعاد» (131/ 1).

(4)

انظر: «طبقات ابن سعد» (249/ 1).

ص: 86

وله مغفر من حديد، هشم على رأسه الكريم يوم أحد، وآخر.

ومخصرة تسمى: العرجون.

وقضيب من الشّوحط يسمى: الممشوق

(1)

.

وهراوة، وهي: العصا.

وراية سوداء يقال لها: العقاب.

وألوية بيض

(2)

، وربّما جعل فيها الأسود، وربما كانت من خمر نسائه-رضي الله عنهن، ولواء أغبر.

وروي من حديث ابن عباس

(3)

: أنه مكتوب على رايته: لا إله إلا الله محمّد رسول الله.

(1)

انظر «سيرة ابن كثير» (715/ 4)، و «سبل الهدى والرشاد» (114/ 6)، وقال:«شوحط: بفتح الشين المعجمة وسكون الواو وفتح الحاء وبالطاء المهملتين، وهو نوع من شجر الجبال تتخذ منه القسي» ، وانظر:«النهاية» لابن الأثير (508/ 2).

(2)

أخرج ابن ماجه في «سننه» (914/ 2) بسند حسن، عن ابن عباس، قال: إن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء، ولواؤه أبيض.

(3)

الحديث أخرجه ابن عدي في «الكامل في ضعفاء الرجال» (240/ 2)، في ترجمة: حماد بن أبي حميد، وهو محمد بن أبي حميد، ويقال: حماد لقب، أبو إبراهيم الزرقي الأنصاري المدني، ونقل قول يحيى بن معين فيه: ليس حديثه بشيء، وكذلك نقل قول البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حجر في «الفتح» (127/ 6): ولأبي الشيخ من حديث ابن عباس: كان مكتوبا على رايته: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وسنده واه. ويدل عليه قول المؤلف: يروى؛ أي: نقله بصيغة التمريض.

ص: 87

‌37 - ملابسه صلى الله عليه وسلم:

كانت له عمامة تسمّى: السحاب؛ كساها عليّا

(1)

.

ورداءه يسمى: الفتح، ودخل يوم الفتح

(2)

.

وعليه عمامة سوداء، وخطب كذلك.

وكان يرخي عمامته بين كتفيه، ويديرها، ويغرزها وراءه.

وعن أنس

(3)

: كان قميصه قطنا قصير الطول قصير الكمّين.

وعن جابر

(4)

: كان يلبس برده الأحمر في العيدين، والجمعة، وكان له صلى الله عليه وسلم خرقة إذا توضأ يمسح بها

(5)

، وكان له بردان أخضران، وكساء أسود، وإزار طوله خمسة أشبار، وملحفة مورّسة.

وأحبّ الثياب إليه: القميص، والبياض، والحبرة.

(1)

قال ابن القيم في «زاد المعاد» (135/ 1): «كانت له عمامة تسمى: السحاب، كساها عليا، وكان يلبسها، ويلبس تحتها القلنسوة، وكان يلبس القلنسوة بغير عمامة، ويلبس العمامة بغير قلنسوة، وكان إذا اعتمّ، أرخى عمامته بين كتفيه» .

(2)

انظر: «صحيح مسلم» (990/ 2).

(3)

أخرجه: ابن سعد في «طبقاته» (458/ 1).

(4)

أخرجه: ابن سعد في «طبقاته» (451/ 1).

(5)

أخرج الترمذي (74/ 1) عن عائشة-رضي الله عنها، قالت: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خرقة ينشف بها بعد الوضوء. وقال عقبه: حديث عائشة ليس بالقائم، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء.

ص: 88

ولبس في وقت جبّة ضيّقة الكمّين

(1)

، وفي وقت: قباء، واتخذ خاتما من فضة، فصّه منه، نقشه: محمّد رسول الله؛ تختّم في الخنصر الأيمن، وربما في الأيسر، ويجعل الفصّ ممّا يلي البطن

(2)

.

تذنيب: نقش خاتم أبي بكر: نعم القادر الله.

وعمر: اذكر الموت يا عمر.

وعثمان: بالله العظيم.

وعليّ: الله الملك.

ومعاوية وابنه يزيد: لا قوة إلا بالله.

وعمر بن عبد العزيز: عمر يؤمن بالله مخلصا، قاله الكلبي.

وأهدى له النجاشي خفّين أسودين ساذجين؛ فلبسهما، ومسح عليهما.

وكان له أربع أزواج من الخفاف أصابها من خيبر.

وله نعلان سبتيّان.

وفراش من أدم حشوه ليف؛ وسئلت حفصة: ما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: مسح يثنيه ثنيتين، وينام عليه. ويصلّي.

كان له صلى الله عليه وسلم فسطاط يسمّى: الكنّ، وقدح يسمّى: الريّان، وآخر مضبّبّ، وتور من الحجارة، يقال له: المخضب، ومخضب من شبه

(1)

وهي: جبة شامية كان صلى الله عليه وسلم يلبسها في أسفاره كما نقل ذلك عنه البخاري (2185/ 5)، ومسلم (229/ 1).

(2)

انظر: «البخاري» (2203/ 5)، و «مسلم» (1656/ 3).

ص: 89

يكون فيه الحنّاء، وركوة تسمّى: الصادرة، ومدهن، ومشط من عاج، قيل: إنه الدبل، والمكحلة، والمقراض، والسّواك، وقصعة، يقال لها: الغبراء، يحملها أربعة، وصاع، ومدّ، وقطيفة، وسرير قوائمه من ساج.

‌38 - ودوابّه صلى الله عليه وسلم:

* من الخيل: 1 - السّكب

(1)

، وهو أول فرس ملكه

(2)

.

2 -

المرتجز

(3)

-أشهب-: شهد فيه خزيمة؛ فجعل شهادته شهادة رجلين، وقيل: هو الطّرف، وقيل: هو النّجيب.

3 -

واللّحيف

(4)

.

4 -

واللّزاز.

(1)

شبه بسكب الماء وانصبابه، لسرعة جريانه.

(2)

اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم من أعرابي بعشرة أواقي، ويسمى: بالضرس، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكان أول ما غزا عليه أحد، ليس مع المسلمين يومئذ فرس غيره، وفرس لأبي بردة بن نيار. انظر:«أنساب الأشراف» (509/ 1)، و «طبقات ابن سعد» (489/ 1).

(3)

قال ابن سيد الناس (409/ 1): سمي بذلك؛ لحسن صهيله، كأنه ينشد رجزا.

(4)

وفي «البخاري» (1049/ 3)، من حديث عباس بن سهل، عن أبيه، عن جده، قال: ثم كان للنبي صلى الله عليه وسلم في حائطنا فرس، يقال له: اللحيف. قال أبو عبد الله: وقال بعضهم: اللخيف؛ أي: بالخاء.

ص: 90

5 -

والظّرب.

6 -

وسبحة

(1)

.

7 -

والورد؛ هذه متفق عليها

(2)

.

*وكان له

8 -

الأبلق.

9 -

وذو العقال.

10 -

وذو اللمة.

11 -

والمرتجل.

12 -

والمرواح.

13 -

والسّرحان.

14 -

واليعسوب.

15 -

واليعبوب.

16 -

والبحر.

(1)

ذكرها ابن سعد في «طبقاته» (490/ 1): سيحة-بالياء-؛ حيث روى عن أنس بن مالك، قال: راهن رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرس يقال لها: سيحة؛ فجاءت سابقة، فهش لذلك، وأعجبه.

(2)

أي: السبعة السابقة الذكر، وهي: السكب، والمرتجز، واللحيف، واللزاز، والظرب، وسبحة، والورد. نقل ذلك الذهبي في السيرة من «تاريخه» (519)، عن شيخه الدمياطي، ثم نقل عنه أنه: ذكر بعدها خمسة عشر فرسا مختلفا فيها، وقال: وقد شرحناها في كتاب: «الخيل» .

ص: 91

17 -

والأدهم.

18 -

والشجّاء.

19 -

والسّجل.

20 -

وملاوح.

21 -

والطّرف.

22 -

والنّجيب.

*ومن البغال: 1 - دلدل، وهي أول بغلة ركبت في الإسلام، أهداها له المقوقس

(1)

.

2 -

وفضة

(2)

.

(1)

انظر: «تركة النبي صلى الله عليه وسلم» لحماد بن إسحاق بن إسماعيل الأزدي: (99)، و «طبقات ابن سعد» (134/ 1)، و «تاريخ الطبري» (141/ 2).

(2)

وهي البغلة التي أهداه له فروة الجذامي، الذي كان عاملا للروم على ما يليهم من بلاد العرب، وكان منزله بمعان، وأسلم، ولما علم الروم بذلك، طلبوه، فأخذوه، وضربوا عنقه، كما ذكر ذلك ابن سعد في «الطبقات» (355/ 1)، وكان صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين راكبا عليها. كما أخرج مسلم في «صحيحه» (1398/ 3): عن العباس-رضي الله عنه، قال: «شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فلزمت أنا، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم نفارقه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذاميّ؛ فلما التقى المسلمون والكفار؛ ولّى المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قبل الكفار، قال عباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، -

ص: 92

3 -

وبغلة شهباء.

4 -

وأخرى.

*ومن الحمير: 1 - عفراء، أهداها له المقوقس

(1)

.

2 -

أشهب.

3 -

ويعفور.

*ومن النعم: 1 - الناقة التي هاجر عليها، واسمها: العضباء.

قال محبّ الدين الطبري: لم يكن يحمل النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه

= أكفها إرادة ألا تسرع، وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أي عباس! ناد أصحاب السمرة» ، فقال عباس-وكان رجلا صيتا-فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة، قال: فوالله! لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك يا لبيك، قال: فاقتتلوا والكفار، والدعوة في الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار! يا معشر الأنصار! قال: ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج، فقالوا: يا بني الحارث بن الخزرج! يا بني الحارث بن الخزرج! فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هذا حين حمي الوطيس» ، قال: ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات؛ فرمى بهن وجوه الكفار، ثم قال:«انهزموا وربّ محمد» ، قال: فذهبت أنظر؛ فإذا القتال على هيئته، فيما أرى، قال: فوالله! ما هو إلا أن رماهم بحصياته؛ فما زلت أرى حدّهم كليلا، وأمرهم مدبرا».

(1)

انظر: «طبقات ابن سعد» (491/ 1)، و «تاريخ الطبري» (141/ 2).

ص: 93

الوحي غيرها، اشتراها بأربع مئة درهم

(1)

، وهي القصواء.

2 -

والجدعاء، وهي التي سبقت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«إنّ حقا على الله ألاّ يرفع شيئا من هذه الدّنيا إلا وضعه»

(2)

.

وقيل: المسبوق غيرها، وقيل: هن ثلاث.

3 -

ووقف صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على جمل أحمر.

4 -

وله جمل يقال له: الثعلب

(3)

.

أهدى له جملا مهديا يوم الحديبية

(4)

.

وكانت له عشرون لقحة

(5)

، كان يرعاها يسار بذي الجدر

(6)

،

(1)

في «أنساب الأشراف» (511/ 1): «ابتاعها أبو بكر-رضي الله عنه-بأربع مئة درهم، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم منه بذلك الثمن. والثابت أنه وهبها، فقبلها، وهاجر عليها» .

(2)

أخرجه البخاري في «صحيحه» (1053/ 3)، والنسائي (227/ 6)، وأبو يعلى في «مسنده» (90/ 6)، والبيهقي في «الكبرى» (16/ 10)، جميعهم من حديث أنس، به، والناقة التي سبقت: هي العضباء كما ذكروا، وليست الجدعاء، كما ذكر المؤلف.

(3)

بعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية خراش بن أمية إلى قريش على هذا الجمل، فآذته قريش، وعقرت جمله. انظر:«الاستيعاب» لا بن عبد البر (445/ 2).

(4)

أخرج أبو داود في «سننه» (145/ 2) عن ابن عباس-رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أهدى عام الحديبية في هدايا رسول الله صلى الله عليه وسلم جملا كان لأبي جهل في رأسه برة فضة، يغيظ بذلك المشركين، غنمه النبيّ صلى الله عليه وسلم يوم بدر.

(5)

انظر: «طبقات ابن سعد» (495/ 1)، و «سيرة ابن سيد الناس» (411/ 2).

(6)

كتب في الأصل: «الجدل» ، وهو خطأ، وما أثبته الصواب، وذو الجدر-

ص: 94

وسبع لقائح بذي الجدر أيضا، ولقحة اسمها: مروة.

ومئة شاة

(1)

، وشاة تدعى: غوثة، وقيل: غيثة، وشاة تسمى: قمر.

وعنز تسمى: اليمن، وسبع أعنز منائح ترعاهنّ أم أيمن، وديك أبيض.

‌39 - وفاته صلى الله عليه وسلم:

ابتدأ به الوجع الذي مات به في بيت ميمونة

(2)

، وقيل: في بيت

= هو: مسرح الغنم على بعد ستة أميال من المدينة، بناحية قباء، قاله الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» (30/ 6).

(1)

أخرج الإمامان أحمد (211/ 4)، وأبو داود (35/ 1) عن لقيط بن صبرة، قال: كنت وافد بني المنتفق، أو في وفد بني المنتفق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم نصادفه في منزله، وصادفنا عائشة أمّ المؤمنين، قال: فأمرت لنا بخزيرة، فصنعت لنا، قال: وأتينا بقناع، ولم يقل قتيبة: القناع، والقناع الطبق فيه تمر، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:«هل أصبتم شيئا؟ أو أمر لكم بشيء؟» . قال: قلنا: نعم يا رسول الله، قال: فبينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس إذ دفع الراعي غنمه إلى المراح، ومعه سخلة تيعر، فقال:«ما ولدت يا فلان؟» . قال: بهمة، قال:«فاذبح لنا مكانها شاة» ، ثم قال:«لا تحسبنّ، ولم يقل لا حسبن أنّا من أجلك ذبحناها، لنا غنم مئة لا نريد أن تزيد، فإذا ولد الراعي بهمة، ذبحنا مكانها شاة» . وانظر: «سيرة ابن سيد الناس» (411/ 2).

(2)

وهو المروي في الصحيح كما أخرجه مسلم (312/ 1)، عن عائشة- رضي الله عنها، قالت: ثم أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة.

ص: 95

زينب بنت جحش، وقيل: في بيت ريحانة، واستأذن نساءه أن يمرّض في بيت عائشة

(1)

؛ فأذنّ له، فاشتدّ به وجعه، فقال:«إنّي أوعك كما يوعك رجلان منكم»

(2)

؛ ليعظم أجره.

ولمّا حضرته الوفاة جعل يمسح وجهه بالماء، ويقول:«الّلهمّ أعنّي على سكرات الموت»

(3)

، وخيّره الله؛ فاختار لقاءه، وقبض صلى الله عليه وسلم مستندا إلى صدر عائشة، وهو ابن ثلاث وستين سنة

(4)

، وقيل:

&

(1)

ذكر ذلك البخاري (914/ 2)، ومسلم (312/ 1) في «صحيحيهما»: قالت عائشة-رضي الله عنها: ثم لما ثقل النبيّ صلى الله عليه وسلم، فاشتد وجعه؛ استأذن أزواجه أن يمرّض في بيتي، فأذنّ له، فخرج بين رجلين تخطّ رجلاه الأرض.

(2)

أخرج البخاري (2143/ 5)، ومسلم (1991/ 4) في «صحيحيهما» عن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يوعك وعكا شديدا؛ فمسسته بيدي، فقلت: يا رسول الله! إنك لتوعك وعكا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم» ، فقلت: ذلك أن لك أجرين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أجل» ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما من مسلم يصيبه أذى أو مرض، فما سواه، إلا حط الله له سيئاته كما تحط الشجرة ورقها» .

(3)

أخرج البخاري في «صحيحه» (2387/ 5) عن عائشة-رضي الله عنها، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بين يديه ركوة، أو علبة فيها ماء، فجعل يدخل يده في الماء، فيمسح بها وجهه، ويقول:«لا إله إلا الله إن للموت سكرات» ، ثم نصب يده، فجعل يقول:«في الرفيق الأعلى» ، حتى قبض، ومالت يده. قال أبو عبد الله: العلبة من الخشب، والركوة من الأدم.

(4)

وهو الصحيح، كما أخرجه البخاري (1300/ 3)، (1416/ 3)، ومسلم (1825/ 4)، (1826/ 4)، (1827/ 4) في «صحيحيهما» من حديث عائشة، وابن عباس، ومعاوية، وأنس-رضي الله عنهم أجمعين-.

ص: 96

خمس، وقيل: ستون، وسجّي ببرد.

وقيل: إنّ الملائكة سجّته، وجاءت للتعزية؛ يسمعون ولا يرون: السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته، كلّ نفس ذائقة الموت، وإنما توفّون أجوركم يوم القيامة، إنّ في الله عزاء عن كلّ مصيبة، وخلفا من كلّ هالك، ودركا من كلّ ما فات؛ فبالله فثقوا، وإياه فارجوا؛ فإنّ المصاب مرحوم الثواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وكانوا يرون أن هذه التعزية من الخضر

(1)

عليه السلام.

وغسّل في قميصه

(2)

، وكفّن في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس

(1)

وهذا فيه نظر. قال ابن الجوزي في «الموضوعات» (199/ 1): قال ابن المنادي: وجميع الأخبار في ذكر الخضر واهية الصدور والأعجاز، لا تخلو من أمرين: *إما أن تكون أدخلت في بعض حديث الرواة المتأخرين استغفالا. *وإما أن يكون لقوم عرفوا حالها؛ فرووها على جهة التعجب، فنسب إليهم على وجه التحقيق، قال: وأكثر المغفلين على أن الخضر باق؟! والتخليد لا يكون لبشر، قال-عز وجل: وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ [الأنبياء من الآية:34]. وقال في (200/ 1): وقد روى أبو بكر النقاش: أن محمد بن إسماعيل البخاري سئل عن الخضر، وإلياس، هل هما في الأحياء؟ فقال: كيف يكون ذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:«لا يبقى على رأس مئة سنة ممّن هو على ظهر الأرض أحد» ؟!

(2)

أخرج الإمام أحمد في «مسنده» (267/ 6) عن عائشة-رضي الله عنها، قالت: «لما أرادوا غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، اختلفوا فيه، فقالوا: والله! ما نرى كيف نصنع؟ أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نجرد موتانا، أم نغسله وعليه ثيابه؟ -

ص: 97

فيها قميص، ولا عمامة

(1)

، وصلّى عليه عمّه العباس، ثم بنو هاشم، ثم المهاجرون، ثم الأنصار، ولحد قبره وحفره: أبو طلحة الأنصاريّ

(2)

، وأطبق على لحده تسع لبنات

(3)

.

‌40 - مدّة مرضه صلى الله عليه وسلم:

ثلاث عشرة ليلة، وقيل: اثنتا عشرة ليلة

(4)

.

وتوفي يوم الاثنين لليلتين مضتا من ربيع الأوّل، وقيل: لاثنتي عشرة مضت من ربيع الأوّل حين اشتدّ الضّحى، وهذا هو الراجح عند ابن حزم، وجماعة، وقيل: مستهلّ ربيع الأوّل

(5)

، والمرجّح عند الجمهور: أنه لاثنتي عشرة مضت من ربيع الأوّل، وفيه نظر، والله أعلم.

= قالت: فلما اختلفوا، أرسل الله عليهم السّنة، حتى والله ما من القوم من رجل إلا ذقنه في صدره نائما، قالت: ثم كلمهم من ناحية البيت لا يدرون من هو، فقال: اغسلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه، قالت: فثاروا إليه، فغسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في قميصه يفاض عليه الماء والسدر، ويدلكه الرجال بالقميص، وكانت تقول: لو استقبلت من الأمر ما استدبرت ما غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نساؤه».

(1)

أخرجه البخاري (425/ 1)، ومسلم (649/ 2).

(2)

انظر: «سنن الترمذي» (365/ 3)، و «طبقات ابن سعد» (298/ 2).

(3)

انظر: «طبقات ابن سعد» (297/ 2 - 298).

(4)

قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (129/ 8): «اختلف في مدة مرضه، فالأكثر على أنها ثلاثة عشر يوما، وقيل بزيادة يوم، وقيل بنقصه» .

(5)

وهو قول موسى بن عقبة، والليث، وغيرهما، كما نقل ذلك الحافظ في «الفتح» (129/ 8).

ص: 98

وصلّى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلّم، ورضي الله عن الصحابة، والقرابة أجمعين، وعن التابعين، وتابع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

تم

***

ص: 99