الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[126/ 776]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو ذِي مُرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، فِي قَوْلِهِ:{الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ}
(1)
الْآيَةَ قَالَ: «نَزَلَتْ فِي [الْأَفْخَرَانِ]
(2)
مِنْ قُرَيْشٍ: بَنِي مَخْزُومٍ، [وَبَنُو]
(3)
أُمَيَّةَ، فَأَمَّا بَنُو مَخْزُومٍ فَقَطَعَ اللَّهُ دَابِرَهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَمَّا بَنُو أُمَيَّةَ فَمُتِّعُوا إِلَى حِينٍ».
…
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُطَرِّفٍ إِلَّا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ. تَفَرَّدَ بِهِ: سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
أولاً: تخريج الحديث:
- أخرجه ابن عدي في "الكامل"(6/ 243)، بسنده عَنْ ابن مهدي، عَنْ الثوري، وشُعبة، عن أبي إِسْحَاق عَنْ عَمْرو ذِي مُرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دار البوار قَالَ هُمُ الأَفْجَرَانِ مِنْ قُرَيْشٍ.
- والحاكم في "المستدرك" ك/ التفسير ب/ تفسير سورة إبراهيم (2/ 383 رقم 3343)، عَنْ مُحَمَّد بْن يُوسُف الْفِرْيَابِي، عَنْ سُفْيَان، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو ذِي مُرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ به. وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ. ووافقه الذهبي.
- وعبد الرَّزَّاق في "مصنفه" سورة الذاريات (3/ 234 رقم 2970)، والنسائي في "السنن الكبرى" ك/ التفسير ب/ سورة إبراهيم قَوْلُهُ تَعَالَى:{وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} (10/ 140 رقم 11203)، والشاشي في "مسنده"(2/ 96 رقم 620)، والحاكم في "المستدرك" ك/ التفسير ب/ تفسير سورة إبراهيم (2/ 383 رقم 3342)، (2/ 506 رقم 3736)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ب/ فِي ابْتِدَاءِ الْعَالِمِ جُلَسَاءَهُ بِالْفَائِدَةِ وَقَوْلِهِ: سَلُونِي وَحِرْصِهِمْ عَلَى أَنْ يُؤْخَذَ مَا عِنْدَهُم (1/ 464 رقم 726)، والبيهقي في "دلائل النبوة" ب/ إِجَابَةِ اللهِ عز وجل دَعْوَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى كُلِّ مَنْ كَانَ يُؤْذِيهِ بِمَكَّةَ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ حَتَّى قُتِلُوا مَعَ إِخْوَانِهِمْ مِنَ الْكَفَرَةِ بِبَدْر (3/ 95)، من طرق عَنْ أَبِي الطُّفَيْل، عَنْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِب به بنحوه.
- وابن المقرئ في "معجمه"(1/ 55 رقم 82)، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْس بْن أَبِي حَازِم، عَنْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِب به.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ، أَبُو عُثْمَان الواسطي، الْبَزَّاز المُلَقَّبُ: بِسَعْدُوَيْه
روي عَنْ: صَالِح بْن عُمَر أَبي عُمَر الْوَاسِطِي، وحماد بْن سَلَمَة، وعبد الله بْن المبارك، وآخرين.
(1)
سورة إبراهيم آية رقم: 28.
(2)
في "مجمع البحرين "الْأَفْخَرَيْنِ" (6/ 44 رقم 3350). وجاء في روايات أخري بالجيم الْأَفْجَرَانِ، وورد أيضاً الْأَفْجَرَيْنِ.
(3)
في "مجمع البحرين" وَبَنِي.
روي عَنْه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، والْبُخَارِي، وأَبُو داود، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن سعد، والعجلي، وأبو حاتم، وابن القطان، وابن قانع، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد أبو حاتم: مأمون، ولعله أوثق من عَفَّان إن شاء الله، وزاد ابن حجر: حافظ. وذكره ابن حبان في الثقات. وَسئل ابْن مَعِين، عَنْ عَمْرو بْن عون، وسعدويه، قال: كَانَ سعدويه أكيسهما. فقيل له: فِي جميع ما حدث؟ قال: نعم. وَقَال صالح بْن مُحَمَّد الحافظ: سمعت سَعِيد بْن سُلَيْمان وقيل لَهُ: لم لا تقول: حَدَّثَنَا؟ فَقَالَ: كل شيء حدثتكم بِهِ فقد سمعته، ما دلست حديثاً قط، ليتني أحدث بما قد سمعت. روى له الجماعة.
وقال أَحْمَد: كَانَ صاحب تصحيف ما شئت. وقال الدارقطني: تكلموا فيه. قال ابن حجر: وقول الدارقطني هَذَا تليين مُبْهَم لَا يُقبل. وحاصله أنه "ثقة حافظ".
(1)
3) صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، أَبُو عُمَرَ الْوَاسِطِيُّ.
روي عَنْ: مُطَرِّف بْن طَرِيف، وسَعِيد بْن أَبي عَرُوبَة، والأعمش، وآخرين.
روي عَنْه: سَعِيد بن سُلَيْمان الواسطي، وداود بن رشيد، وداود بن عَمْرو الضبي، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال العجلي، وابن معين، وأبو زُرْعَة، ويزيد بن هارون، وابن نمير، وابن الأعرابي، والذهبي، وابن حجر: ثقة. وذكره ابن حِبَّان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات. وقال ابن حبان في المشاهير: من متقني الواسطيين. وقال أحمد: لا بأس به. روى له البخاري في الأدب، ومسلم. وحاصله أنه "ثقة".
(2)
4) مُطَرِّفُ بنُ طَرِيْفٍ، أَبُو بَكْر وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَارِثِيُّ الكُوْفِيُّ.
روي عَنْ: أَبي إِسْحَاق السَّبِيعِي، والحكم بن عتيبة، وعامر الشعبي، وآخرين.
روي عَنْه: صَالِح بْن عُمَر الواسطي، وسفيان الثوري، وسفيان بن عُيَيْنَة، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال العجلي، وأحمد، وأبو حاتم، وابن المديني، وعثمان بن أبي شيبة، ويعقوب بن شيبة، والفسوي، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد العجلي: صالح الكتاب، ثبت في الحديث، وزاد ابن أبي شيبة: صدوق، وليس بثبت، وزاد يعقوب: ثبت، وزاد الذهبي: إمام عابد، وزاد ابن حجر: فاضل. وقال الذهبي مرة: أَحَدُ الأَثْبَاتِ الْمُجَوِّدِين. وذكره ابن حبان، وابن شاهين في الثقات. وَقَال الشافعي: ما كَانَ ابْن عُيَيْنَة بأحد أشد إعجابًا منه بمطرف. وَقَال مطرف عَنْ نفسه: ما يسرني أني كذبت كذبة وأن لي الدنيا وما فيها. روى له الجماعة.
وسئل أَبُو داود عَن مطرف، وابن أَبي السفر قال: ابْن أَبي السفر لا بأس به، ومطرف فوقه. وقد وُصف
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 1/ 400، "الجرح والتعديل" 4/ 26، "الثقات" 8/ 267، "تهذيب الكمال" 10/ 483، "ميزان الاعتدال" 2/ 141، "الإكمال" 5/ 307، "هدي الساري" 1/ 405، "التهذيب" 4/ 43، "التقريب" صـ 177.
(2)
يُنظر "الثقات" للعجلي 1/ 464، "الجرح والتعديل" 4/ 408، "المشاهير صـ 209، "الثقات" لابن شاهين 1/ 116، "تهذيب الكمال" 13/ 75، "الكاشف" 1/ 497، "الإكمال" 6/ 340، "التهذيب" 4/ 398، "التقريب" صـ 214.
بالإرسال: في روايته عَنْ الحسن، والضحاك، وإبراهيم النخعي، وغيرهم. وحاصله أنه "ثقة يرسل".
(1)
5) أَبو إِسْحَاق السَّبِيعِيُّ: "ثقة يدلس، اختلط بأخرةِ، فأما تدليسه: فلا يقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع، إلا ذا كان الراوي عنه شعبة، وأما اختلاطه فيُنْظر إلي الراوي عنه، فإن كان روي عنه قبل اختلاطه فيقبل حديثه، وإن كان روي عنه بعد اختلاطه فيرد حديثه" سبقت ترجمته في حديث رقم (33).
6) عَمْرو ذو مُر الهَمَدّانِيُّ الكُوْفِيُّ.
روي عَنْ: علي بْن أَبِي طَالِب.
روي عَنْه: أَبُو إسحاق السبيعي ولم يرو عنه غيره. كذا قال البخاري، ومسلم، وأبو حاتم.
أقوال أهل العلم فيه: قال العجلي: ثقة.
وقال البخاري: لا يُعرف. وقال مرة: فيه نظر. وَقَال ابْن عَدِي: لا يروي عنه غير أَبِي إسحاق وهو غير معروف وهو في جملة مشايخ أَبِي إسحاق المجهولين الذين لا يحدث عنهم غير أَبِي إسحاق، فإن لأبي إسحاق غير شيخ يحدث عنه لا يُعرف. وقال ابن حجر: مجهول. وقال ابن حبان: في حديثه مناكير. وحاصله أنه "مجهول الحال".
(2)
7) عليُّ بْنُ أَبِي طَالِب بْن عم رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (24).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: عَمْرو ذو مُر الهَمَدّانِي: مجهول الحال.
قلت: إلا أنه قد تُوبع متابعات تامة عَنْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِب. فتابعه قَيْس بْن أَبِي حَازِم، وأَبو الطُّفَيْل، عَنْ عَلِي. ومتابعة أَبي الطُّفَيْل متابعة صحيحة.
وعلي هذا فيرتقي الحديث بمتابعاته من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُطَرِّفٍ إِلَّا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ. تَفَرَّدَ بِهِ: سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 282، "الجرح والتعديل" 8/ 313، "الثقات" 7/ 493، "تهذيب الكمال" 28/ 62، "الكاشف" 2/ 269، "تاريخ الإسلام" 3/ 981، "جامع التحصيل" للعلائي 1/ 281، "الإكمال" 11/ 227، "التقريب" صـ 466.
(2)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 188، "الجرح والتعديل" 6/ 232، "الكامل" 6/ 243، "تهذيب الكمال" 22/ 302، "التهذيب" 8/ 120، "التقريب" صـ 365.
[127/ 777]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ قَالَ: نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:«صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ شَطْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ إِلَّا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي هِشَام بْن عُرْوَة، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: هِشَام بْن عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ موصولاً.
أ - تخريج الوجه الأول: رواه عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة بهذا الوجه: سُلَيْمَان بْن حَيَّان أَبُو خَالِد الْأَحْمَر.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ، وفي "الكبير"(12/ 330 رقم 13260) بسنده سواء.
الوجه الثاني: هِشَامُ بْنُ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبي صلى الله عليه وسلم مُرسلاً:
أخرجه مالك في الموطأ ك/ الحج ب/ صَلَاةِ مِنًى (3/ 590 رقم 1505)، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الصَّلَاةَ الرُّبَاعِيَّةَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ صَلَّاهَا بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ وَأَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ صَلَّاهَا بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ وَأَنَّ عُثْمَانَ صَلَّاهَا بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ شَطْرَ إِمَارَتِهِ ثُمَّ أَتَمَّهَا بَعْدُ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَمْرُو بنُ مُحَمَّدِ بنِ بُكَيْرِ بنِ سَابُوْرَ النَّاقِدُ
(1)
أَبُو عُثْمَانَ البَغْدَادِيُّ.
روي عَنْ: سُلَيْمَان بْن حَيَّان أَبي خَالِد الْأَحْمَر، وابنِ عُيَيْنَةَ، وَحَفْص بن غِيَاث، وغيرهم.
روي عَنْه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، والبُخَارِي، وَمُسْلِم، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال أَبُو حاتم، وأبو دَاوُد، وابن قانع، والحسين بْن فهم، وابن حجر: ثقة، وزاد أبو حاتم: أمين صدوق، وَزاد الحسين بْن فهم: ثبت صاحب حديث، وقد كتب عنه أهل بغداد كتاباً كبيراً، وكان من الحفاظ المعدودين، وكان فقيهاً، وزاد ابن حجر: حافظ، ووهم في حديث. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابْن مَعِين: صدوق. وقال أَحْمَد: كان يتحرى الصدق. وحاصله أنه "ثقة حافظ".
(2)
3) سُلَيْمَانُ بنُ حَيَّانَ الأَزْدِيُّ، أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ الكُوْفِيُّ.
(1)
النَاقِدُّ: بفتح النون وكسر القاف وفي آخرها الدال المهملة، هذه اللفظة لجماعة من نقاد الحديث وحفاظه، لُقِبُوا به لنقدهم ومعرفتهم، وجماعة من الصيارفة حدثوا فَنُسبوا إلى ذلك العمل، منهم: عَمْرُو بنُ مُحَمَّد النَّاقِد. يُنظر "الأنساب" 13/ 16.
(2)
"الجرح والتعديل"6/ 262، "الثقات"8/ 487، "تهذيب الكمال" 22/ 213، "ميزان الاعتدال"3/ 287، "التقريب" صـ 363.
روي عَنْ: هِشَام بْن عُرْوَة، وشعبة بْن الحجاج، ويحيى بْن سَعِيد الأَنْصارِي، وغيرهم.
روي عَنْه: عَمْرُو بْن مُحَمَّد النَّاقِد، وأحمد بْن حنبل، وَإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال الْعِجْلِي، وابن سعد، وابْن مَعِين، وابن المديني، والبزار، والذهبي: ثقة. وذكره ابن حبان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات. روى له الجماعة.
- وقال الذهبي: أَبُو خَالِد مُحْتَج بِهِ فِي الْكُتُب، وَلَكِنْ مَا هُوَ فِي الثَّبْت مِثْل الْقَطَّان، وَحَدِيْثُهُ محتجٌّ بِهِ فِي سَائِرِ الأُصُوْلِ. وقال ابْن راهويه: سألت وكيعاً عَنه فقال: وأَبُو خالد ممن يسأل عنه؟. وَقَال الخطيب: كان سُفْيَان يعيب أبا خالد بخروجه مع إِبْرَاهِيم بْن عَبد اللَّهِ بن حسن، فأما أمر الحديث فلم يكن يطعن عليه فيه.
- وَقَال ابن مَعِين مرة، وأبو حاتم، والذهبي: صدوق، وزاد ابن معين: وليس حجة. وقال ابْن مَعِين مرة، والنَّسَائي: ليس به بأس. وَقَال ابْن عدي: له أحاديث صالحة، وإنما أُتى من سوء حفظه فيغلط ويخطئ، وهو فِي الأصل كما قال ابن مَعِين: صدوق وليس بحجة. قال الذهبي مُعقباً علي ابن عدي: الرجل من رجال الكتب الستة، وهو مكثر يهم كغيره. وقال ابن حجر: صدوق يُخطئ. وقال البزار: ليس ممن يلزم بزيادته حجة لاتفاق أهل العلم بالنقل أنه لم يكن حافظًا وأنه قد روى أحاديث عن الأعمش وغيره لم يتابع عليها. وحاصله أنه "ثقة مكثر يهم كغيره" والله أعلم بالصواب.
(1)
4) هِشَامُ بْنُ عُرْوَة بْن الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
5) عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ القُرَشِيُّ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
6) عَبد اللَّهِ بْن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد مالك في الموطأ
".
1) هِشَامُ بْنُ عُرْوَة بْن الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
2) عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ القُرَشِيُّ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي هِشَام بْن عُرْوَة، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: هِشَام بْن عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ موصولاً.
ورواه عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة بهذا الوجه: سُلَيْمَان بْن حَيَّان أَبُو خَالِد الْأَحْمَر كما سبق بيان ذلك في التخريج. وزاد الطبراني: عَبْدَة بْن سُلَيْمَان. ذكر ذلك في تعليقه علي الحديث بالتفرد.
الوجه الثاني: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبي صلى الله عليه وسلم مُرسلاً.
ورواه عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة بهذا الوجه: مالك بن أنس.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق ـــــ والله أعلم ــــ أنَّ الحديث محفوظ بالوجهين وذلك للقرائن الأتية:
1) أنَّ الوجه الأول رواه اثنان من الثقات وهما: أَبُو خَالِد الْأَحْمَر، وَعَبْدَة بْن سُلَيْمَان.
(1)
"الثقات" للعجلي 1/ 427، "الجرح والتعديل" 4/ 106، "الثقات" 6/ 359، "الكامل" 4/ 278، "تهذيب الكمال" 11/ 394، "الكاشف" 1/ 458، "تاريخ الإسلام" 4/ 859، "السير" 9/ 19، "ميزان الاعتدال" 2/ 200، "الإكمال" 6/ 50، "التقريب" صـ 190.
2) أنَّ الوجه الأول جاء من طريق هِشَام بْن عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَر. والحديث كذلك محفوظ من وجه آخر عن ابن عمر كما أخرجه الشيخان في صحيحيهما من طُرق عن ابن عمر كما سيأتي بعد ذلك.
3) وأما إرسال الوجه الثاني فلا يضر: قال أحمد: ما أحسن حديث الكوفيين عن هشام بن عروة، أسندوا عنه أشياء. ــــــ قلت: وأَبُو خَالِد الْأَحْمَر، وَعَبْدَة بْن سُلَيْمَان من أهل الكوفة وأسندوا الحديث عن هشام بالوجه الأول ــــــ قال: وما أرى ذاك إلا على النشاط، يعني أن هشاماً ينشط تارة فيسند، ثم يرسل مرة أخرى. وقال أحمد أيضاً: ومالك يرسل أشياء كثيرة، يسندها غيره.
(1)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول ــــ "إسناده صحيح"
قلت: والحديث له متابعات قاصرة أخرجها الشيخان في صحيحهما من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ وَمَعَ عُثْمَانَ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ ثُمَّ أَتَمَّهَا.
(2)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ إِلَّا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان. لكن طريق عَبْدَة بْن سُلَيْمَان عَنْ هِشَام بْن عُرْوَة لم أقف عليه في حدود بحثي، والله أعلم.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قلت: كانت عائشة أم المؤمنين، وعثمان بن عفان أمير المؤمنين رضي الله عنهما يتمان الصلاة في السفر رغم أنَّ سنة النبي صلى الله عليه وسلم في السفر هي قصر الرباعية، وقد اختلف العلماء في تعليل ذلك:
فقال النووي: الصَّحِيحُ الَّذِي عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ أَنَّهُمَا رَأَيَا الْقَصْرَ جَائِزًا وَالْإِتْمَامَ جَائِزًا فَأَخَذَا بِأَحَدِ الْجَائِزَيْنِ وَهُوَ الْإِتْمَامُ. وَقِيلَ: لِأَنَّ عُثْمَانَ إِمَامُ الْمُؤْمِنِينَ وَعَائِشَةُ أُمُّهُمْ فَكَأَنَّهُمَا فِي مَنَازِلِهِمَا وَأَبْطَلَهُ الْمُحَقِّقُونَ بِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْهُمَا وَكَذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما. وَقِيلَ: لِأَنَّ عُثْمَانَ تَأَهَّلَ بِمَكَّةَ وَأَبْطَلُوهُ بِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَافَرَ بِأَزْوَاجِهِ وَقَصَرَ. وَقِيلَ: فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ الْأَعْرَابِ الَّذِينَ حَضَرُوا مَعَهُ لِئَلَّا يَظُنُّوا أَنَّ فَرْضَ الصَّلَاةِ رَكْعَتَانِ أَبَدًا حَضَرًا وَسَفَرًا وَأَبْطَلُوهُ بِأَنَّ هَذَا الْمَعْنَى كَانَ مَوْجُودًا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَلِ اشْتَهَرَ أَمْرُ
(1)
يُنظر "شرح علل الترمذي" لابن رجب 2/ 680، 679.
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ تقصير الصلاة ب/ الصَّلَاةِ بِمِنًى (2/ 42 رقم 1082)، ومسلم في "صحيحه" ك/ صلاة المسافرين وقصرها ب/ قَصْرِ الصَّلَاةِ بِمِنًى (1/ 482 رقم 694)، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِع، عَنْ ابْنِ عُمَر. ومسلم في "صحيحه" ك/ صلاة المسافرين وقصرها ب/ قَصْرِ الصَّلَاةِ بِمِنً (1/ 482 رقم 694) عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيه. ومسلم في "صحيحه" ك/ صلاة المسافرين وقصرها ب/ قَصْرِ الصَّلَاةِ بِمِنًى (1/ 483 رقم 694)، عَنْ حَفْص بْن عَاصِم، عَنِ ابْنِ عُمَر.
الصَّلَاةِ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ. وَقِيلَ: لِأَنَّ عُثْمَانَ نَوَى الْإِقَامَةَ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْحَجِّ وَأَبْطَلُوهُ بِأَنَّ الْإِقَامَةَ بِمَكَّةَ حَرَامٌ عَلَى الْمُهَاجِرِ فَوْقَ ثَلَاثٍ. وَقِيلَ: كَانَ لِعُثْمَانَ أَرْضٌ بِمِنًى وَأَبْطَلُوهُ بِأَنَّ ذَلِكَ لَا يَقْتَضِي الْإِتْمَامَ وَالْإِقَامَةَ. وَالصَّوَابُ الْأَوَّلُ. ثُمَّ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ وَمَالِكٍ وَأَبِي حنيفة وأحمد والجمهور أنه يَجُوزُ الْقَصْرُ فِي كُلِّ سَفَرٍ مُبَاحٍ وَشَرَطَ بَعْضُ السَّلَفِ كَوْنَهُ سَفَرَ خَوْفٍ وَبَعْضُهُمْ كَوْنَهُ سَفَرَ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ أَوْ غَزْوٍ وَبَعْضُهُمْ كَوْنَهُ سَفَرَ طَاعَةٍ قَالَ الشَّافِعِيُّ وَمَالِكٌ وَأَحْمَدُ وَالْأَكْثَرُونَ وَلَا يَجُوزُ فِي سَفَرِ الْمَعْصِيَةِ وَجَوَّزَهُ أَبُو حَنِيفَةَ وَالثَّوْرِيُّ.
(1)
(1)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 5/ 195.
[128/ 778]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ: نا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهٌ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُوقِنًا دَخَلَ الْجَنَّةَ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ إِلَّا قَزْعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: الْقَوَارِيرِيُّ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي عَمْرِو بْنِ دِينَار، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: عَمْرِو بْنِ دِينَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة.
ورواه عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَار بهذا الوجه: قَزْعَة بْن سُوَيْد من أصح الأوجه عنه.
(1)
أخرجه أبو يعلي في "مسنده"(11/ 91 رقم 6222)، وابن المقرئ في "الثالث عشر من فوائده"(1/ 75 رقم 75)، ومسافر بن محمد بن حاجي الدمشقي في "الأربعين في فضائل ذكر رب العالمين"(1/ 26 رقم 10)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(5/ 37)، وابن الفاخر في "موجبات الجنة"(1/ 31 رقم 21).
الوجه الثاني: عَمْرِو، عَنْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، عَمَن شَهِد مُعَاذ بْن جَبَل حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاة.
ورواه عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَار بهذا الوجه: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة.
أخرجه الحميدي في "مسنده"(1/ 362 رقم 373)، وأبو الجهم في "جزئه"(1/ 62 رقم 112)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(7/ 312)، والسبكي في "معجم الشيوخ"(1/ 215)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء"(5/ 305). عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ الله، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ شَهِدَ مُعَاذاً حِيْنَ حَضَرتْهُ الوَفَاةُ، يَقُوْلُ: اكْشِفُوا عَنِّي سُجفَ القُبَّةِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيْثاً لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمُوْهُ إِلاَّ مَخَافَةَ أَنْ تَتَّكِلُوا: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهَ مُخْلِصاً وَثَبْتاً مِنْ قَلْبِهِ، دَخَلَ الجَنَّةَ، وَلَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ.
(2)
ثانياً: دراسة الإسناد:
(1)
أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ"(2/ 204)، عَنْ قَزْعَة بْن سُوَيْد، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَار، عَنْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّه.
(2)
قلت: وأخرجه عبد بن حميد في "المنتحب من مسنده"(1/ 70 رقم 118)، والشاشي في "مسنده"(3/ 233 رقم 1333)، والطبراني في "الدعاء"(1/ 1481 رقم 1463)، وفي "الكبير"(20/ 40 رقم 59)، وابن منده في "الإيمان"(1/ 247 رقم 112)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5/ 2438 رقم 5963)، عَنْ سَعِيد بْن زَيْد. وابن السماك في "الثاني من أماليه"(1/ 11 رقم 10)، عَنْ ابْن لَهِيعَة. والطبراني في "الدعاء"(1/ 1482 رقم 1464)، وفي "الكبير"(20/ 40 رقم 60)، عَنْ مُحَمَّد بْن مُسْلِم الطَّائِفِي. كلهم عَنْ عَمْرَو بْنَ دِينَار، عَنْ جَابِر، قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِي مَرَضِهِ .... وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1/ 1482 رقم 1465)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5/ 2438 رقم 5964)، عَنْ حَاتِم بْن أَبِي صَغِيرَة، عَنْ عَمْرِو، عَنْ جَابِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ، يَقُولُ حِينَ حُضِرته الوفاة. قال الدارقطني في "العلل" 6/ 36. رَوَاهُ حَاتم بْن أَبِي صَغِيرَة، عَنْ عَمْرِو، عَنْ جَابِر، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، وَوَهِمَ فِيهِ. وَخَالَفَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، فَرَوَاهُ عَنْ عَمْرِو، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْ شَهِدَ مُعَاذَ حِينَ حَضَرَ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. وَرَوَاهُ سَعِيد بْن زَيْد، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرو، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ مُعَاذًا قَالَ فِي مَرَضِهِ، وَقَوْلُ ابْنِ عُيَيْنَةَ هُوَ الصحيح.
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ـــ رواية الباب
ـــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ مَيْسَرَةَ الجُشَمِيُّ القَوَارِيْرِيُّ،
(1)
أَبُو سَعِيْدٍ البَصْرِيُّ.
روي عَنْ: قَزَعَة بْن سُوَيْد، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وعبد الرحمن بْن مهدي، وآخرين.
روي عَنْه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، والْبُخَارِي، ومسلم، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، والعجلي، وابْن مَعِين، والنَّسَائي، ومسلمة بن قاسم، وابن قانع، والسمعاني، وأبو محمد بن الأخضر، وصالح بْن مُحَمَّد الأسدي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن قانع، وابن حجر: ثبت، وزاد السمعاني: حافظ، وزاد أبو محمد: مأمون، وزاد صالح: صدوق. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات. وَقَال ابْن مَعِين مرة، وَأَبُو حاتم صدوق. وحاصله أنه "ثقة ثبت".
(2)
3) قَزَعَةُ بنُ سُوَيْدِ بنِ حُجَيْرٍ بْن بَيَان البَاهِلِيُّ، أبو مُحَمَّد البَصْرِيُّ.
روي عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن أمية، وعَبْد اللَّهِ بْن أَبي مليكة، ومحمد بن المنكدر، وآخرين.
روي عَنْه: عُبَيْد الله بن عُمَر القَوَارِيْرِي، وقتيبة بن سَعِيد، ومسدد بْن مسرهد، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابْن مَعِين: ثقة.
- وقال العجلي: لَا بَأْس بِهِ وَفِيه ضعف. وَقَال ابْن عدي: له أحاديث مستقيمة، وأرجو أنه لا بأس به. وقال الذهبي: صَالِحُ الحَال.
- وَقَال ابْن مَعِين مرة، والنَّسَائي، والْعَبَّاس العنبري، وابن حجر: ضعيف. وقَال البُخارِيُّ: ليس بذاك القوي. وقال ابن معين مرة: لَيْسَ بِذَاكَ الْقوي وَهُوَ صَالح. وَقَال أبو حاتم: ليس بذاك القوي، محله الصدق، وليس بالمتين، يكتب حديثه، ولا يحتج بِه. وقال البزار: لم يكن بالقوي وقد حدث عنه أهل العلم.
- وقال ابن حبان: كان كثير الخطأ فاحش الوهم فلما كثر ذلك في روايته سقط الاحتجاج بأخباره. وقال الدارقطني: يغلب عليه الوهم. وقال أحمد: مضطرب الحديث. وقال مرة: هو شبة المتروك. وقال الذهبي مرة: مختلف فيه. وحاصله أنه "ضعيف الحديث".
(3)
4) عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ المَكِّيُّ، أَبُو مُحَمَّد الأَثْرَمُ الجُمَحِيُّ.
روي عَنْ: ابْن عَبَّاس، وَجَابِر بن عَبْدِ الله، وَابْن عُمَر، وآخرين.
روي عَنْه: قَزَعَة بن سُوَيْد، وَسُفْيَان الثَّوْرِي، وسفيان بن عُيَيْنَة، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن عُيَيْنَة: ثقة ثقة ثقة. وحديث أسمعه من عَمْرو أحب إلي من عشرين من
(1)
القَوَارِيرِيُّ: بفتح القاف والواو والراء المكسورة بعد الألف والياء المنقوطة من تحتها باثنتين بين الراءين، هذه النسبة إلى القوارير وهو عمل القارورة أو بيعها، واشتهر بها جماعة منهم: عبيد الله بن عمر القَوَارِيرِي. يُنظر "الأنساب" 10/ 254.
(2)
يُنظر "الجرح والتعديل" 5/ 327، "الثقات" 8/ 405، "تهذيب الكمال" 19/ 130، "الإكمال" 9/ 55، "التقريب" صـ 314.
(3)
"الثقات" للعجلي 2/ 218، "الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 228، "الجرح والتعديل" 7/ 139، "المجروحين" 2/ 216، "الكامل" 7/ 176، "الضعفاء والمتروكون" للدارقطني 1/ 329، "تهذيب الكمال" 23/ 593، "الكاشف" 2/ 137، "التقريب" صـ 391.
غيره. وقال أبو حاتم: ثقة ثقة. وَقَال ابن سعد، والعجلي، وأَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم، والنَّسَائي، والمنتجالي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن سعد، والنَّسَائي، وابن حجر: ثبت. وقال الحاكم: كَانَ مِنَ الحُفَّاظ المُقَدَّمِيْن. وقال الطبري: كان فقيهاً ثبتاً في الحديث صدوقاً عالماً. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات. وقال ابن حبان في المشاهير: من متقني التابعين وأهل الفضل في الدين. وقال أَحْمَد: كان شعبة لا يقدم على عَمْرو أحداً لا الحكم ولا غيره، يعني في الثبت. وَقَال ابن عيينة: قلت لمسعر: من رأيت أشد إتقاناً للحديث؟ قال: القاسم بن عبد الرحمن، وعَمْرو بن دينار. وقال الزُّهْرِي: ما رأيت شيخاً أنص للحديث الجيد من هذا الشيخ. وَقَال يحيى بن سَعِيد القطان: عَمْرو بن دينار أثبت عندي من قتادة. وَقَال أحمد: عَمْرو أثبت الناس في عطاء. روى له الجماعة.
وقد وُصِف بالإرسال: قَال ابْن أَبي حاتم: سئل أبو زُرْعَة: هل سمع عَمْرو بن دينار من أبي هُرَيْرة؟ قال: لا، لم يسمع منه. وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ: رِوَايَته عَن أبي هُرَيْرَة مُنْقَطِعَة. وقال الذهبي: ذَكَرَهُ الْحَاكِمُ فِي كِتَابِ مُزَكِّي الأَخْبَارِ، وَأَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بن عمرو، وأبي هريرة، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ. وَفِي النَّفْسِ مِنْ هَذَا، وَمَا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ أَتَى الْحَاكِمُ بِهَؤُلاءِ. قلت: لكن قال أبو موسي المديني: عمرو بن دينار يروي عن أبي هريرة أحاديث وجاء في حديث منها أنه قال: أشهد على أبي هريرة فيدل أنه سمع منه.
وقد وصف بالتدليس: فذكره ابن حجر في المرتبة الأولي من المدلسين. وحاصله أنه "ثقة ثبت".
(1)
5) أَبُو هُرَيْرَةَ صلى الله عليه وسلم: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد الحميدي في مسنده
".
1) سُفْيَان بْن عُيَيْنَة: "ثقة ثبت حجة يُرسل ويُدلس لكن قبل العلماء عنعنته" تقدم في حديث رقم (48).
2) عَمْرُو بْنُ دِينَار: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
3) جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (21).
4) أَخْبَرَنِي مَنْ شَهِدَ مُعَاذ بْن جَبَل: "مبهم لم أقف علي تعيينه، ولعله أحد الصحابة إذ أن معاذ بن جبل متقدم الوفاة فكانت وفاته في السنة السابعة عشر من الهجرة النبوية.
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
هذا الحديث مداره علي عَمْرِو بْنِ دِينَار، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: عَمْرِو بْنِ دِينَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة.
ورواه عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَار بهذا الوجه: قَزْعَة بْن سُوَيْد وهو ضعيف الحديث.
الوجه الثاني: عَمْرِو بْنِ دِينَار، عَنْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، عَمَن شَهِد مُعَاذ بْن جَبَل حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاة.
ورواه عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَار بهذا الوجه: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة.
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 175، "الجرح والتعديل" 6/ 231، "الثقات" لابن حبان 5/ 167، "المشاهير" 1/ 109، "اللطائف من دقائق المعارف" 1/ 184، "تهذيب الكمال" 22/ 5، "تاريخ الإسلام" 3/ 470، "السير" 5/ 300، "جامع التحصيل" للعلائي 1/ 243، "الإكمال" 10/ 162، "تحفة التحصيل" لأبو زرعة العراقي 1/ 241، "التقريب" صـ 358.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أنَّ الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الأتية:
1) رواية الأحفظ: فَرَاوِيَة الوجه الثاني ــــ ابْن عُيَيْنَة ــــ أحفظ وأوثق من رَاوِيَة الوجه الأول.
2) ترجيح الأئمة: قال الدارقطني: وَقَوْل ابْن عُيَيْنَة هُوَ الصحيح.
(1)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده منكر" فيه: قَزْعَة بْن سُوَيْد وهو ضعيف الحديث. وذلك لتفرده ومخالفته لما رواه الثقة. وأما الحديث بالوجه ــــ الثاني الراجح ــــ فإسناده صحيح.
قلت: وللحديث شاهد في "صحيح مسلم" من حديث عُثْمَانَ بن عفان رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ.
(2)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ إِلَّا قَزْعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: الْقَوَارِيرِيُّ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الرحمة والرضوان. لكن ذلك من حيث الوجه الأول المرجوح. وأما من حيث الوجه الثاني ــــ الراجح ــــ فرواه عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَار: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: قال القاضي عياض اختلف الناس فيمن عصى الله تعالى من أهل الشهادتين فقالت المرجئة: لا تضره المعصية مع الإيمان. وقالت الخوارج: تضره ويكفر بها. وقالت المعتزلة: يخلد في النار إذا كانت معصيته كبيرة ولا يوصف بأنه مؤمن ولا كافر ولكن يوصف بأنه فاسق. وقالت الأشعرية: بل هو مؤمن وإن لم يغفر له وعذب فلا بد من إخراجه من النار وإدخاله الجنة قال وهذا الحديث حجة على الخوارج والمعتزلة وأما المرجئة فإن احتجت بظاهره قلنا محمله على أنه غفر له أو أخرج من النار بالشفاعة ثم أدخل الجنة فيكون معنى قوله صلى الله عليه وسلم دخل الجنة أي دخلها بعد مجازاته بالعذاب وهذا لا بد من تأويله لما جاء في ظواهر كثيرة من عذاب بعض العصاة فلا بد من تأويل هذا لئلا تتناقض نصوص الشريعة وفى قوله صلى الله عليه وسلم وهو يعلم إشارة إلى الرد على من قال من غلاة المرجئة إن مظهر الشهادتين يدخل الجنة وإن لم يعتقد ذلك بقلبه وقد قيد ذلك في حديث آخر بقوله صلى الله عليه وسلم غير شاك فيهما وهذا يؤكد ما قلناه قال القاضي وقد يحتج به أيضًا من يرى أن مجرد معرفة القلب نافعة دون النطق بالشهادتين لاقتصاره على العلم ومذهب أهل السنة أن المعرفة مرتبطة بالشهادتين لا تنفع إحداهما ولا تنجي من النار دون الأخرى إلا لمن لم يقدر على الشهادتين لآفة بلسانه أو لم تمهله المدة ليقولها بل اخترمته المنية.
(3)
(1)
يُنظر "العلل" 6/ 36، 13/ 367.
(2)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الإيمان ب/ مَنْ لَقِي اللهَ بِالْإِيمَانِ وَهُو غَيْرُ شَاكٍّ فِيهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَحُرِّمَ عَلَى النَّارِ (1/ 55 رقم 43).
(3)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 1/ 218.
[129/ 779]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، وَمُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ: «مَنْزِلُنَا غَدًا، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، بِالْخَيْفِ الْأَيْمَنِ، حَيْثُ اسْتَقْسَمَ
(1)
الْمُشْرِكُونَ عَلَى الْكُفْرِ».
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ إِلَّا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 61 رقم 11048)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"(13/ 86 رقم 142)، عَنْ سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ عَبَّاد بْنِ الْعَوَّامِ به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ بن عُمَر بْن عَبد الله بْن المنذر بْن مُصْعَب، أَبُو سَهْل الكِلابي، الوَاسِطِيُّ.
روي عَنْ: سُفْيَان بْن حسين الواسطي، وعبد الله بْن عون، وإِبْرَاهِيم بْن مسلم الهجري، وآخرين.
روي عَنْه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان الضَّبِّي، وأَحْمَد بْن حنبل، وأبو نعيم الفضل بْن دكين، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن سعد، والعِجْلِي، وأَبُو حاتم، وابْن مَعِين، وأَبُو دَاوُد، والبزار، والنَّسَائي، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن معين: صدوق مأمون مقنع جائز الحديث هو والله أوثق من يزيد بن هارون أفيزيد ليس ثقة بلى والله إنه لثقة وإن عباداً لأوثق منه. وذكره ابن حبان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات. وقال ابن حبان في المشاهير: من متقني الواسطيين. وَقَالَ سَعْدَوَيْهِ: كَانَ مِنْ نُبَلاءِ الرجال في كل أمره. روى له الجماعة.
وَقَال ابْن خراش: صدوق.
وقال أحمد: مضطرب الْحَدِيث، عَنْ سَعِيد بْن أَبي عَرُوبَة، قال ابن حجر: نقل الإسماعيلي عن الأثرم كلام أحمد فأطلقه، والذي في علل الأثرم مقيد بسعيد. وحاصله أنه "ثقة إلا في روايته عن سَعِيد بْن أَبي عَرُوبَة ففيها ضعف كما قال أحمد".
(2)
4) سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ بْن الْحَسَن، أَبُو مُحَمَّد الوَاسِطِيُّ.
(1)
في بعض الروايات كما في الصحيحين بلفظ: "تقاسموا" قال النووي: مَعْنَى تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ تَحَالَفُوا وَتَعَاهَدُوا عَلَيْهِ وَهُوَ تَحَالُفُهُمْ عَلَى إِخْرَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى هَذَا الشِّعْبِ وَهُوَ خَيْفُ بَنِي كِنَانَةَ وَكَتَبُوا بَيْنَهُمُ الصَّحِيفَةَ الْمَشْهُورَةَ. يُنظر "شرح النووي علي مسلم" 9/ 61.
(2)
"معرفة الرجال" لابن معين 1/ 104، "الثقات" للعجلي 2/ 18، "الجرح والتعديل" 6/ 83، "الثقات" 7/ 162، "المشاهير" 1/ 208، "تهذيب الكمال" 14/ 140، "المغني" 1/ 516، "الإكمال" 7/ 178، "التهذيب" 5/ 99، "التقريب" صـ 233.
روي عَنْ: الحكم بْن عتيبة، ومحمد بن سيرين، ومحمد بْن شهاب الزُّهْرِي، وآخرين.
روي عَنْه: عَبَّاد بْن الْعَوَّام، وشعبة بْن الحجاج، ويزيد بْن هارون، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال العجلي، والبزار، وابن خراش، والذهبي، وابن حجر: ثقة. وقال الحاكم: هو من الثقات الذين يُجمع حديثهم وهو أحد أئمة الحديث. وذكره ابن حبان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات.
وَقَال ابْن سعد: ثقة يخطئ فِي حديثه كثيراً. وَقَال عُثْمَان بْن أَبي شَيْبَة: كان ثقة، ولكنه كان مضطرباً فِي الحديث. وَقَال يعقوب بْن شَيْبَة: صدوق ثقة، وفي حديثه ضعف، وقد حمل الناس عنه.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث يكتب حديثه، ولا يحتج به. وَقَال ابْن خراش: لين الحديث.
وقال أَحْمَد، وابن معين: حديثه عَنِ الزُّهْرِيّ ليس بذاك، وزاد يحيي: ثقة فِي غير الزُّهْرِي. وَقَال النَّسَائي: ليس بِهِ بأس إلا فِي الزُّهْرِي فإنه ليس بالقوي فيه. وَقَال ابْن عَدِي: هو فِي غير الزُّهْرِيّ صالح الحديث، وفي الزُّهْرِيّ يروي أشياء خالف الناس. وقال ابن حجر: ثقة في غير الزهري باتفاقهم. وقال ابن حبان في المجروحين: يَرْوِي عَن الزُّهْرِيّ المقلوبات وَإِذا روى عَن غَيره أشبه حَدِيثه حَدِيث الْأَثْبَات وَذَاكَ أَن صحيفَة الزُّهْرِيّ اخْتَلَط عَلَيْهِ فَكَانَ يَأْتِي بِهَا عَلَى التَّوَهُّم فالأنصاف فِي أمره تنكب مَا روى عَن الزُّهْرِيّ والاحتجاج بِمَا روى عَن غَيره. وقال في الثقات: وَأما رِوَايَته عَن الزُّهْرِيّ فَإِن فِيهَا تخاليط وَهُوَ ثِقَة فِي غير حَدِيث الزُّهْرِيّ يجب أَن يمحى اسْمه من الْمَجْرُوحين. وحاصله أنه "ثقة إلا في حديثه عن الزهري ففيه ضعف".
(1)
5) الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ: روي عَنْ مِقْسَمٍ بن بُجْرة، ومُجَاهِد بن جبر. "ثقة ثبت لكنه يُرسل" قَالَ شُعْبَةُ: أَحَادِيْثُ الحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ كِتَابٌ سِوَى خَمْسَةِ أَحَادِيْثَ. ثُمَّ قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: هِيَ حَدِيْثُ الوَتْرِ، وَحَدِيْثُ القُنُوْتِ، وَحَدِيْثُ عَزِيْمَةِ الطَّلَاقِ، وَجَزَاءِ الصَّيْدِ، وَإِتْيَانِ الحَائِضِ. سبقت ترجمته في حديث رقم (121).
6) مِقْسَمٍ بن بُجْرة: روي عَنْ ابْن عباس. "صدوق يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (121).
7) مُجَاهِدُ بْنُ جبر المَكِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (34).
8) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ بْن عم النَّبِي صلى الله عليه وسلم: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده صحيح" والله أعلم.
قلت: وللحديث شواهد في الصحيحين:
فعند البخاري من حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَادَ قُدُومَ مَكَّةَ: مَنْزِلُنَا غَدًا، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الكُفْرِ. وفي رواية عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَادَ حُنَيْنًا: مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الكُفْرِ.
(2)
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 1/ 407، "الجرح والتعديل" 4/ 227، "المجروحين" لابن حبان 1/ 358، "تهذيب الكمال" 11/ 139، "ديوان الضعفاء" 1/ 335، "ميزان الاعتدال" 2/ 165، "التهذيب" 4/ 107، "التقريب" صـ 183.
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الحج ب/ نُزُولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ (2/ 148 رقم 1589)، وفي ك/ مناقب الأنصار ب/ تَقَاسُمِ المُشْرِكِينَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (5/ 51 رقم 3882)، وفي ك/ المغازي ب/ أَيْنَ رَكَزَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الرَّايَةَ يَوْمَ الفَتْحِ؟ (5/ 148 رقم 4285).
وأخرجه مسلم في "صحيحه" أيضاً من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: نَنْزِلُ غَدًا، إِنْ شَاءَ اللهُ بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ.
(1)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ إِلَّا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن حجر رحمه الله:
…
قَوْلُهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَادَ حُنَيْنًا مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ. فقوله صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَادَ حُنَيْنًا: أَيْ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ لِأَنَّ غَزْوَةَ حُنَيْنٍ عَقِبَ غَزْوَةِ الْفَتْحِ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْبَابِ الْمَذْكُورِ فِي الْحَجِّ مِنْ رِوَايَةِ شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِلَفْظِ حِينَ أَرَادَ قُدُومَ مَكَّةَ وَلَا مُغَايِرَةَ بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ بِطَرِيقِ الْجَمْعِ الْمَذْكُورِ لَكِنْ ذَكَرَهُ هُنَاكَ أَيْضًا مِنْ رِوَايَةِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِلَفْظِ قَالَ وَهُوَ بِمِنًى نَحْنُ نَازِلُونَ غَدًا بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ فِي حَجَّتِهِ لَا فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ فَهُوَ شَبِيهٌ بِالْحَدِيثِ الَّذِي قَبْلَهُ فِي الِاخْتِلَافِ فِي ذَلِكَ وَيُحْتَمَلُ التَّعَدُّدُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قِيلَ إِنَّمَا اخْتَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النُّزُولَ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ لِيَتَذَكَّرَ مَا كَانُوا فِيهِ فَيَشْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِ مِنَ الْفَتْحِ الْعَظِيمِ وَتَمَكُّنِهِمْ مِنْ دُخُولِ مَكَّةَ ظَاهِرًا عَلَى رَغْمَ أَنْفِ مَنْ سَعَى فِي إِخْرَاجِهِ مِنْهَا وَمُبَالَغَةً فِي الصَّفْحِ عَنِ الَّذِينَ أَسَاءُوا وَمُقَابَلَتِهِمْ بِالْمَنِّ وَالْإِحْسَانِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاء.
(2)
وقال ابن حزم رحمه الله: الِاخْتِلَافُ فِي قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْزِلُنَا غَدًا بِخِيفِ بَنِي كِنَانَةَ. قَدْ ذَكَرْنَا فِيمَا خَلَا مِنْ كِتَابِنَا هَذَا قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ نَازِلٌ بِخِيفِ بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ، وَأَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَقَدْ رُوِّينَا رِوَايَةً يُمْكِنُ أَنْ تَشْهَدَ عَلَى مَنْ لَا يُنْعِمُ النَّظَرَ وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك حِينَ أَرَادَ حُنَيْنًا. فلَيْسَ مِنْ هَذَا شَيْءٍ يَتَعَارَضُ بَلْ هُوَ كُلُّهُ مُتَّفِقٌ، قَالَ كُلَّ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي كُلِّ وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ الْمَذْكُورَةِ شُكْرًا لِلَّهِ عز وجل وَإِظْهَارًا لِلدِّينِ وَحُكْمِ الْإِسْلَامِ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ، وَحَيْثُ أَظْهَرُوا الْكُفْرَ، فَقَالَ عليه السلام فِي اسْتِقْبَالِ فَتْحِ مَكَّةَ، وَهُوَ أَوَّلُ أَوْقَاتِ غَلَبَةِ دِينِ اللَّهِ تَعَالَى بِمَكَّةَ، وَتَنْكِيسِ رَايَةِ الْكُفْرِ بِهَا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَقَالَهُ أَيْضًا عليه السلام إِذْ أَرَادَ غَزْوَ هَوَازِنَ بِحُنَيْنٍ، وَقَالَهُ أَيْضًا عليه السلام فِي حَجَّتِهِ. وَإِذَا ذَكَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ كُلَّ ذَلِكَ فِي الْأَوْقَاتِ الْمَذْكُورَةِ فَهُوَ الْإِمَامُ الْبَرُّ الصَّادِقُ الَّذِي لَا يَتَّهِمُهُ إِلَّا فَاسِقٌ، وَلَا يَجْعَلُ مِثْلَ هَذَا مُتَعَارِضًا إِلَّا جَاهِلٌ أَوْ مَنْ لَا يَعُدُّ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ كِلْتَيْهِمَا.
(3)
(1)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الحج ب/ اسْتِحْبَابِ النُّزُولِ بِالْمُحَصَّبِ يَوْمَ النَّفْرِ وَالصَّلَاةِ بِهِ. (2/ 952 رقم 1314).
(2)
يُنظر "فتح الباري" 8/ 15.
(3)
يُنظر "حجة الوداع" لابن حزم 1/ 326.
[130/ 780]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَارُ قَالَ: سَمِعْتُ مَرْزُوقَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيَّ، يُحَدِّثُ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ ناشئ يَنْشَأُ فِي الْعِبَادَةِ حَتَّى يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ صِدِّيقًا» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَكْحُولٍ إِلَّا مَرْزُوقٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
أولاً: تخريج الحديث:
- أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 153 رقم 7590)، وأبو طاهر السِّلَفي في "المشيخة البغدادية"(6/ 27 رقم 27)، وتمام الرازي في "فوائده"(2/ 215 رقم 1564)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ب/ فَضْلِ التَّعَلُّمِ فِي الصِّغَرِ وَالْحَضِّ عَلَيْهِ (1/ 354 رقم 480)، والشجري في "الأمالي الخميسية" ترتيب محيي الدين القرشي (1/ 62 رقم 254)، كلهم من طُرق عَنْ يُوسُف بْن عَطِيَّة الصَّفَّار، عَنْ مَرْزُوق أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْصِي، عَنْ مَكْحُول به. بعضهم بلفظ تِسْعَة وَتِسْعِين صِدِّيقًا، وبعضهم بلفظ: سَبْعِين، وبعضهم بلفظ: اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ، وبعضهم بلفظ: اثْنَيْنِ وَتِسْعِينَ صِدِّيقاً.
- والطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 152 رقم 7589)، وفي "مسند الشاميين"(4/ 318 رقم 3423)، عَنْ أَبِي سِنَان الشَّامِي عيسي بن سِنَانٍ القسملي الفلسطيني، عَنْ مَكْحُولٍ به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ بن باب الصَّفَارُ الأَنْصارِيّ السعدي، أَبُو سهل البَصْرِيّ الجَفْرِيُّ.
روي عَنْ: مَرْزُوق أَبي عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِي، وأبي سنان عيسى بْن سنان، وسفيان الثوري، وآخرين.
روي عَنْه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان الضَّبِّي، وإِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأبو عُبَيد القاسم بْن سلام، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال العجلي، وأَبُو زُرْعَة، وأَبُو حاتم، وابن معين، وابن المديني، والدَّارَقُطنِي، والساجي: ضعيف الحديث، وزاد الساجي: كان صدوقاً يهم كان يغير أحاديث ثابت عن الشيوخ فيجعلها عن أنس. وقال الذهبي: مجمع على ضعفه. وقال يعقوب بن سفيان، والبزار: لين الحديث.
- وقال ابْن مَعِين مرة، وأَبُو داود، وابن طاهر: ليس بشيءٍ. وَقَال عَمْرو بْن علي: كثير الوهم والخطأ، وما علمته يكذب، وقد كتبت عنه. وَقَال ابْن عدي: أحاديثه غير محفوظة، وعامة حَدِيثه مِمَّا لا يتابع عَلَيْهِ.
- وقَال البُخارِي، وأبو حاتم مرة: منكر الحديث. وقال الحاكم روى عن ثابت أحاديث مناكير.
- وَقَال النَّسَائي، والدولابي، والدارقطني مرة، وابن طاهر، وابن حجر: متروك الحديث.
- وَقَال ابن حبان: كَانَ مِمَّن يقلب الْأَسَانِيد وَيلْزق الْمُتُون الْمَوْضُوعَة بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَة لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. وَذكر الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمته فِي الْمِيزَان حَدِيثا مَوْضُوعًا وَقَالَ الْمُتَّهم بِوَضْعِهِ يُوسُف.
وحاصله أنه "متروك الحديث".
(1)
4) مَرْزُوقُ أَبو عَبْدِ اللَّه الشَّامِيُّ الحِمْصِيُّ.
روي عَنْ: مَكْحُول الشامي، وسَعِيد بْن زرعة الحمصي، وعاصم بْن علي البجلي، وآخرين.
روي عَنْه: يُوسُف بْن عَطِيَّة الصَّفَار، وروح بْن عبادة، ومبارك بن فضالة، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابنُ حِبَّان في الثقات. وقال الذهبي: صدوق. وقال ابْن مَعِين، وابن حجر: لا بأس به. وحاصله أنه "صدوق حسن الحديث".
(2)
5) مَكْحُوْل الشَامِيُّ: "ثقة يرسل كثيراً ويدلس فلا يُقبل حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع" قلت: ولم يصح له سماع من أَبِي أُمَامَة. قَالَ أَبُو حَاتِم: لَا يَصِحُّ لِمَكْحُول سَمَاع مِنْ أَبِي أُمَامَة. وقال مرة: لَمْ يَرْ أَبَا أُمَامَة. سبقت ترجمته في حديث رقم (47).
6) أَبو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ صُدَيُّ بْنُ عَجْلانَ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (94).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف جداً" فيه ثلاث علل:
العلة الأولي: يُوسُف بْن عَطِيَّة الصَّفَار: متروك الحديث. العلة الثانية: علة الانقطاع: فمَكْحُوْل الشامي: ثقة لكنه لم يسمع من أَبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِي. العلة الثالثة: الاختلاف في متن الحديث: فأخرجه بعضهم بلفظ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ صِدِّيقًا، وبعضهم بلفظ: سَبْعِينَ صِدِّيقاً، وبعضهم بلفظ: اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ صِدِّيقاً، وبعضهم بلفظ: اثْنَيْنِ وَتِسْعِينَ صِدِّيقاً. وكلهم من طريق يُوسُف بْن عَطِيَّة الصَّفَار، وهو آفة هذا الحديث.
قال الذهبي في ترجمة عيسى بن سنان أبو سنان القسملي الفلسطيني. قال: عن أبي سنان الشامي، عن مكحول، عن أبي أمامة: أيما ناشئ نشأ على طاعه الله حتى يموت أعطاه الله أجر تسعة وتسعين صديقاً. منكر جداً.
(3)
وقال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَط وَالْكَبِيرِ بِنَحْوِهِ، وَفِيهِ يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِداً.
(4)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَكْحُولٍ إِلَّا مَرْزُوقٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
قلت: وليس الأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان، فلم يتفرد مَرْزُوقٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ برواية هذا الحديث عَنْ مَكْحُول بل تابعه: أَبو سِنَان الشَّامِي عيسي بن سِنَانٍ القسملي الفلسطيني، وهو لين الحديث.
(5)
(1)
"الثقات" للعجلي 2/ 376، "الجرح والتعديل" 9/ 226، "المجروحين" 3/ 134، "الكامل" 8/ 480، "الضعفاء والمتروكون" للدارقطني 3/ 137، "تهذيب الكمال" 32/ 443، "ميزان الاعتدال" 4/ 468، "التهذيب" 11/ 418، "التقريب" صـ 540.
(2)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 7/ 487، "تهذيب الكمال" 27/ 376، "الكاشف" 2/ 252، "التقريب" صـ 458.
(3)
يُنظر "ميزان الاعتدال" للذهبي 4/ 534.
(4)
يُنظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 10/ 345.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 374.
[131/ 781]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي قَالَ: نا زَكَرِيَّا بْنُ حَكِيمٍ الْحَبَطِيُّ الْبَصْرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سُلَيْكٍ الْغَطَفَانِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، إِذْ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَجَلَسْتُ، فَقَالَ:«هَلْ رَكَعْتَ الرَّكْعَتَيْنِ؟» قُلْتُ: لَا. قَالَ: «فَارْكَعْهُمَا» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ حَكِيمٍ إِلَّا دَاوُدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي.
(1)
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي الحَسَن البَصْرِي، واختلف عنه من وجوه:
الوجه الأول: الحَسَنُ البَصْرِيُّ، عَنْ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ.
ورواه عَن الحَسَن البَصْرِي بهذا الوجه: زَكَرِيَّا بْن حَكِيم الْحَبَطِي الْبَصْرِي، وهِشَام بْن حَسَّان.
أما طريق زَكَرِيَّا بْن حَكِيم الْحَبَطِيُّ الْبَصْرِيُّ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ.
وأما طريق هِشَام بْن حَسَّان: أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2/ 430 رقم 1223)، (2/ 476 رقم 1280)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ك/ الصلاة ب/ الرَّجُلُ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ هَلْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَرْكَعَ أَمْ لَا؟ (1/ 365 رقم 2154)، والطبراني في "الكبير"(7/ 195 رقم 6712).
الوجه الثاني: الحَسَنُ البَصْرِيُّ، عَنْ جَابِر بْن عَبْدِ الله.
ورواه عَن الحَسَن البَصْرِي بهذا الوجه: إِسْمَاعِيل بْن مُسْلِم المكي.
أخرجه أبو يعلي الموصلي في "مسنده"(5/ 33 رقم 2622)، والطبراني في "الكبير"(7/ 195 رقم 6710).
الوجه الثالث: عَنْ الحَسَن البَصْرِي مُرسلاً:
ورواه عَن الحَسَن بهذا الوجه: مَنْصُور بْنِ زَاذَان، وَأَبُو حَرَّةَ واصل بن عبد الرحمن، وَيُونُسُ بن عُبيد، والرَّبِيعِ بْنُ صَبِيحٍ الْبَصْرِي.
أما طريق مَنْصُور بْنِ زَاذَانَ من أصح الأوجه عنه
(2)
، وَأَبُو حَرَّةَ، وَيُونُس: أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الرد علي أبي حنيفة مَسْأَلَة رَكْعَتَيْ تَحِيَّةِ الْمَسْجِدِ إِذَا صَعِدَ الْإِمَامُ (13/ 183 رقم 37484)، وفي ك/ الصلاة ب/ فِي الرَّجُلِ يَجِيءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ (2/ 553 رقم 5202).
وأما طريق الرَّبِيعِ بْن صَبِيح: أخرجه الدارمي في "سننه" ك/ ب/ فِيمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ. (2/ 971 رقم 1594).
(1)
(ق/ 45/ أ و ب).
(2)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7/ 195 رقم 6711)، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ .....
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَبُو إِسْحَاق بن أَبي عُثْمَان البَغْدَادِيُّ.
روي عَنْ: دَاوُد بْن مَنْصُور الْقَاضِي، وسفيان بْن عُيَيْنَة، ووكيع بْن الجراح، وآخرين.
روي عَنْه: أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، وأَبُو حَاتِم الرازي، وموسى بْن هارون، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال النَّسَائي، والدارقطني، وأبو محمد بن الأخضر، والخطيب، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وَزاد أبو محمد بن الأخضر، والخطيب: ثبت، وزاد الذهبي، وابن حجر: حافظ. وقال الذهبي: لَيَّنَهُ حَجَّاجُ بنُ الشَّاعِر بِلَا وَجْه. وقال ابن حجر: تُكلم فيه بلا حجة. وذكره ابن حبان في الثقات.
وَقَال أبو حاتم: كان يذكر بالصدق. وقال الخليلي: صالح. وحاصله أنه "ثقة ثبت".
(1)
3) دَاوُدُ بْنُ مَنْصُور النَّسَائِيُّ، أَبُو سُلَيْمان الْقَاضِيُّ.
روي عَنْ: زَكَرِيَّا بْن حَكِيم الْحَبَطِي الْبَصْرِي، وعبد الوارث بْن سَعِيد، والليث بْن سعد، وآخرين.
روي عَنْه: إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الْجَوْهَرِي، وأَبُو حَاتِم الرازي، والهيثم بْن خَالِد المصيصي، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال النَّسَائي: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. وَقَال أَبُو حاتم، وابن حجر: صدوق. وزاد ابن حجر: يهم. وسُئل أَحْمَد عنه فقال: لا أدري، وكرهه. قال ابن حجر: كرهه للقضاء. وحاصله أنه "صدوق".
(2)
4) زَكَرِيَّا بْنُ حَكِيمٍ الْحَبَطِيُّ
(3)
الْبُدِّي الْبَصْرِيُّ.
روي عَنْ: الْحَسَنِ الْبَصْرِي، والشَّعْبِي، وَأبِي رَجَاء الْعُطَارِدِي، وآخرين.
روي عَنْه: دَاوُد بْن مَنْصُور الْقَاضِي، وَبِشْر بْن الْوَلِيد، وَمُحَمَّد بْن بَكَّار بْن الرَّيَّان، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن عدي: عزيز الحديث، وقال مرة: هو فِي جُمْلَةِ الْكُوفِيِّين الَّذِينَ يُجْمَعُ حَدِيثُهُمْ. وقَالَ أبو حاتم، والدَّارَقُطْنِي، وابن حجر: ضَعِيف، وزاد أبو حاتم: ليس بقوى. وذكره الساجي، والعقيلي في الضعفاء.
وَقَالَ ابْن مَعِين، وابن الجارود: لَيْسَ بِثِقَة. وَقَالَ أَحْمَد، وابْنُ مَعِين مرة، والنَّسَائِي، وابن الجارود: لَيْس حَدِيثُه بِشَيْء، وزاد أَحْمَد: تَرَكَ النَّاس حَدِيثَه. وقال ابن حبان: يَرْوِي عَن الْأَثْبَات مَالا يشبه أَحَادِيثهم حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنَّهُ الْمُتَعَمد لَهَا لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ. وقال ابن المديني: هالك ما كتبت عنه شيئاً.
(1)
"تسمية مشايخ أبي عبد الرحمن النسائي" للنسائي 1/ 82، "الجرح والتعديل" 2/ 104، "الثقات" 8/ 83، "سؤالات السلمي للدارقطني" 1/ 89، "الإرشاد" 2/ 493، "تهذيب الكمال" 2/ 95، "السير" 12/ 149، "الإكمال" 1/ 209، "التقريب" صـ 29.
(2)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 8/ 234، "الجرح والتعديل" 3/ 426، "تهذيب الكمال" 8/ 453، "التقريب" صـ 140.
(3)
الحَبَطِيُّ: بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَفِي آخرهَا الطَّاء الْمُهْملَة هَذِه النِّسْبَة إِلَى الحبطات وَهُوَ بطن من تَمِيم وَهُوَ الْحَرْث بن عَمْرو بن تَمِيم والحرث هُوَ الحبط بِكَسْر الْبَاء وَمِمَّنْ ينْسب إِلَيْهِم: زَكَرِيَّا بن حَكِيم الحبطي. يُنظر "اللباب" 1/ 337.
وحاصله أنه "ضعيف الحديث".
(1)
5) الحَسَنُ البَصْرِيُّ: "ثقة كثير التدليس والإرسال فلا يُقبل شيء من حديث إلا إذا صرح فيه بالسماع" سبقت ترجمته في حديث رقم (84).
…
6) سُلَيْكٍ بن عمرو أو ابن هدبة، الْغَطَفَانِيُّ.
روي عَنْ: النَّبِي صلى الله عليه وسلم. روي عَنْه: جابر بن عبد الله.
قال أبو حاتم: له صحبة. وذكره البغوي، وابن قانع، وأبو نعيم، وابن عبد البر، وابن الأثير، وابن حجر في الصحابة. وحاصله أنه "صحابي".
(2)
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد الطبراني في المعجم الكبير
".
1) الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَر الْقَتَّاتُ الْكُوفِيُّ: ذكره ابن حبان في الثقات. وقال الدارقطني: صدوق.
(3)
2) مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ: قال ابن حجر: ثقة.
(4)
3) عَلِيُّ بْنُ مسْهِر: قال ابن حجر: ثقة له غرائب بعد أن أضر.
(5)
4) إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِم المكي: قال ابن حجر: ضعيف الحديث.
(6)
5) الحَسَنُ البَصْرِيُّ: "ثقة كثير التدليس والإرسال فلا يُقبل شيء من حديث إلا إذا صرح فيه بالسماع" وقال أبو حاتم، وابْن الْمَدِينِي، وأَبُو زُرْعَةَ، والدَّارَقُطْنِي: لَمْ يَسْمَع مِن جَابِر شَيْئاً. تقدم في حديث رقم (84).
6) جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (21).
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثالث: "إسناد ابن أبي شيبة في مصنفه
".
1) هُشَيْمٌ بن بشير بن القاسم السُلمي: قال ابن حجر: ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي.
(7)
2)
…
مَنْصُورٌ بْنِ زَاذَان: قال ابن حجر: ثقة ثبت عابد.
(8)
3) واصل بن عبد الرحمن أَبُو حَرَّةَ البصري: قال ابن حجر: صدوق عابد.
(9)
4) يُونُسُ بن عُبيد بن دينار العبدي: قال ابن حجر: ثقة ثبت فاضل ورع.
(10)
(1)
يُنظر "تاريخ ابن معين" رواية الدوري 4/ 75، "الجرح والتعديل" 3/ 596، "المجروحين" 1/ 314، "الكامل" 4/ 171، "تاريخ الإسلام" 4/ 366، "ديوان الضعفاء" 1/ 302، "لسان الميزان" 3/ 505، "التقريب" صـ 156.
(2)
يُنظر "معجم الصحابة" للبغوي 3/ 273، "الجرح والتعديل" 4/ 308، "معجم الصحابة" لابن قانع 1/ 321، "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 3/ 1437، "الاستيعاب" 2/ 687، "أسد الغابة" 2/ 539، "الإصابة" 4/ 441.
(3)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 8/ 192، "سؤالات الحاكم النيسابوري للدارقطني" 1/ 113.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 477.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 344.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 49.
(7)
يُنظر "التقريب" صـ 504.
(8)
يُنظر "التقريب" صـ 478.
(9)
يُنظر "التقريب" صـ 509.
(10)
يُنظر "التقريب" صـ 542.
5) الحَسَنُ البَصْرِيُّ: "ثقة كثير التدليس والإرسال فلا يُقبل شيء من حديث إلا إذا صرح فيه بالسماع" سبقت ترجمته في حديث رقم (84).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي الحَسَن البَصْرِي، واختلف عنه من وجوه:
الوجه الأول: الحَسَن البَصْرِي، عَنْ سُلَيْك الْغَطَفَانِي.
ورواه عَن الحَسَن بهذا الوجه: زَكَرِيَّا بْن حَكِيم الْحَبَطِي، وهِشَام بْن حَسَّان.
وزَكَرِيَّا الْحَبَطِي: ضعيف الحديث كما سبق بيان ذلك. وهِشَام بْن حَسَّان: قال ابن حجر: ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال لأنه قيل كان يرسل عنهما.
(1)
الوجه الثاني: الحَسَن البَصْرِي، عَنْ جَابِر.
ورواه عَن الحَسَن بهذا الوجه: إِسْمَاعِيل بْن مُسْلِم المكي. وإِسْمَاعِيل هذا: ضعيف الحديث.
الوجه الثالث: عَنْ الحَسَن البَصْرِي مُرسلاً:
ورواه عَن الحَسَنُ بهذا الوجه: مَنْصُور بْنِ زَاذَان، وَأَبُو حَرَّةَ واصل بن عبد الرحمن، وَيُونُس بن عُبيد، والرَّبِيع بْن صَبِيح الْبَصْرِي. قلت: ومَنْصُور، وَيُونُسُ: ثقات أثبات. وَأَبُو حَرَّة، والرَّبِيعِ بْنُ صَبِيحٍ: صدوقان.
قلت: قال الدارقطني: ورواه عن الحَسَن أيضاً مرسلاً: أشعث، والحسن بن دينار، وقتادة.
(2)
قلت ـــــ الباحث ــــــ: لكن لم أقف علي هذه الطرق في حدود بحثي والله أعلم.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق والله أعلم أن الوجه الثالث هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الآتية:
1) رواية الأكثر عدداً: فقد رواه بهذا الوجه جماعة من الرواة وهذا بخلاف الوجهين الأخَرَيْن.
2) رواية الأحفظ: فقد رواه بعض الثقات الأثبات كمَنْصُور بْنِ زَاذَان، وَيُونُس بن عُبيد.
3) ترجيح الأئمة: قال الدارقطني: والأشبه من ذلك بالصواب المرسل.
(3)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده منكر" وذلك لمخالفة الضعيف لما رواه الثقات. وفيه أيضاً: عنعنة الحَسَن فهو كثير الإرسال والتدليس فلا يقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالتحديث.
وكذلك الحديث بالوجه الثاني إسناده منكر أيضاً لمخالفة الضعيف لما رواه الثقات. وفيه أيضاً: عنعنة الحَسَن، والحسن لم يسمع من جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أيضاً كما سبق بيان ذلك.
وأما الحديث بالوجه الثالث ــ الوجه الراجح ــ فإسناده ضعيف لإرساله.
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 503.
(2)
يُنظر "العلل" للدارقطني 13/ 355.
(3)
يُنظر "العلل" للدارقطني 13/ 355.
قلت: لكن الحديث من وجهه الراجح له شواهد في الصحيحين من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه رضي الله عنه.
فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقَالَ: أَصَلَّيْتَ يَا فُلَانُ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ.
(1)
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أيضاً قَالَ: جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَجَلَسَ، فَقَالَ لَهُ: يَا سُلَيْكُ قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا. ثُمَّ قَالَ: إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا.
(2)
وعلي هذا فيرتقي الحديث من وجهه الراجح بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ حَكِيمٍ إِلَّا دَاوُدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: هَذِهِ الْأَحَادِيثُ صَرِيحَةٌ فِي الدَّلَالَةِ لِمَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ وَفُقَهَاءِ الْمُحَدِّثِينَ أَنَّهُ إِذَا دَخَلَ الْجَامِعَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ اسْتُحِبَّ لَهُ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ وَيُكْرَهُ الْجُلُوسُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَهُمَا وَأَنَّهُ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَتَجَوَّزَ فِيهِمَا لِيَسْمَعَ بَعْدَهُمَا الْخُطْبَةَ وَحُكِيَ هَذَا الْمَذْهَبُ أَيْضًا عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَغَيْرِهِ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ. قَالَ الْقَاضِي وَقَالَ مَالِكٌ وَاللَّيْثُ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَالثَّوْرِيُّ وَجُمْهُورُ السَّلَفِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَا يُصَلِّيهِمَا وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ رضي الله عنهم وَحُجَّتُهُمُ الْأَمْرُ بِالْإِنْصَاتِ لِلْإِمَامِ وَتَأَوَّلُوا هَذِهِ الْأَحَادِيثَ أَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْقِيَامِ لِيَرَاهُ النَّاسُ وَيَتَصَدَّقُوا عَلَيْهِ وَهَذَا تَأْوِيلٌ بَاطِلٌ يَرُدُّهُ صَرِيحُ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا وَهَذَا نَصٌّ لَا يَتَطَرَّقُ إِلَيْهِ تَأْوِيلٌ وَلَا أَظُنُّ عَالِمًا يَبْلُغُهُ هَذَا اللَّفْظُ صَحِيحًا فَيُخَالِفُهُ. وَفِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ أَيْضًا جَوَازُ الْكَلَامِ فِي الْخُطْبَةِ لِحَاجَةٍ وَفِيهَا جَوَازُهُ لِلْخَطِيبِ وَغَيْرِهِ وَفِيهَا الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالْإِرْشَادُ إِلَى الْمَصَالِحِ فِي كُلِّ حَالٍ وَمَوْطِنٍ وَفِيهَا أَنَّ تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ رَكْعَتَانِ وَأَنَّ تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ لَا تَفُوتُ بِالْجُلُوسِ فِي حَقِّ جَاهِلِ حُكْمِهَا وَقَدْ أَطْلَقَ أَصْحَابُنَا فَوَاتَهَا بِالْجُلُوسِ وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى الْعَالِمِ بِأَنَّهَا سُنَّةٌ أَمَّا الْجَاهِلُ فَيَتَدَارَكُهَا عَلَى قُرْبٍ لِهَذَا الْحَدِيثِ وَالْمُسْتَنْبَطُ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ أَنَّ تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ لَا تُتْرَكُ فِي أَوْقَاتِ النَّهْيِ عَنِ الصَّلَاةِ وَأَنَّهَا ذَاتُ سَبَبٍ تُبَاحُ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَيَلْحَقُ بِهَا كُلُّ ذَوَاتِ الْأَسْبَابِ كَقَضَاءِ الفائتة وَنَحْوِهَا لِأَنَّهَا لَوْ سَقَطَتْ فِي حَالٍ لَكَانَ هَذَا الْحَالُ أَوْلَى بِهَا فَإِنَّهُ مَأْمُورٌ بِاسْتِمَاعِ الْخُطْبَةِ فَلَمَّا تُرِكَ لَهَا اسْتِمَاعُ الْخُطْبَةِ وَقَطَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهَا الْخُطْبَةَ وَأَمَرَهُ بِهَا بَعْدَ أَنْ قَعَدَ وَكَانَ هَذَا الْجَالِسُ جَاهِلًا حُكْمَهَا دَلَّ عَلَى تَأَكُّدِهَا وَأَنَّهَا لَا تُتْرَكُ بِحَالٍ وَلَا فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(3)
(1)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الجمعة ب/ إِذَا رَأَى الإِمَامُ رَجُلًا جَاءَ وَهُوَ يَخْطُبُ، أَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ (2/ 12 رقم 930)، وفي ك/ الجمعة ب/ مَنْ جَاءَ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ .. (2/ 12 رقم 931).
(2)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الجمعة ب/ التَّحِيَّةُ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ (2/ 597 رقم 875).
(3)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 6/ 164.
[132/ 782]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا:«يَا عَائِشَةُ، هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ» . فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَذَهَبَتْ تَزِيدُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِلَى هَذَا انْتَهَى السَّلَامُ» . فَقَالَ: «رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ» . *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ إِلَّا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ.
(1)
أولاً: تخريج الحديث:
قلت: لم أقف عليه من طريق الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ في حدود بحثي إلا من رواية الطبراني في "الأوسط" ــــ رواية الباب ــــ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ الكِلابيُّ: "ثقة إلا في روايته عن سَعِيد بْن أَبي عَرُوبَة ففيها ضعف" سبقت ترجمته في حديث رقم (129).
4) الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ الأَسَدِي الكاهلي، ويُقال: الثعلبي الْكُوفِيُّ.
روي عَنْ: أبيه الْمُسَيِّب بْن رَافِع، والحكم بْن عتيبة، وسهيل بْن أَبي صالح، وآخرين.
روي عَنْه: عَبَّاد بْن الْعَوَّام، وسفيان الثوري، وزهير بْن معاوية، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، والعجلي، وابْن مَعِين، ويعقوب بن سفيان، وابن عمار الموصلي، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن معين: مأمون، وَزاد ابْن عمار: يحتج بحديثه، وزاد ابن حجر: ربما وهم. وذكره ابن حِبَّان في الثقات.
- وقال الذهبي مرة: صدوق مشهور. وَقَال أَبُو حاتم: صالح الحديث.
- وقال الحاكم له أوهام في الإسناد والمتن. وقال الأزدي في بعض حديثه نظر. وتعقبه النباتي بأنه كان يجب أن يذكر ما فيه النظر. وقال الذهبي، وابن حجر: قال بعضهم كان يهم كثيراً وهو قول لا يُعبأ به. وحاصله أنه "ثقة".
(2)
5) المُسَيِّبُ بنُ رَافِعٍ الأَسَدِيُّ الكَاهِلِيُّ، أَبُو العَلَاء الكُوْفِيٌّ الأعمى، والد العلاء بْن المُسَيِّب.
روي عَنْ: عَائِشَةَ مُرسَلاً، والْبَرَاءَ بْنَ عَازِب، وقيس بْن أَبي حازم، وموسي بن طلحة، وآخرين.
روي عَنْه: ابنه العلاء بْن المُسَيِّب، ومنصور بْن المعتمر، وأَبُو إسحاق السبيعي، وآخرون.
(1)
(ق/ 45/ ب).
(2)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 151، "الجرح والتعديل" 6/ 360، "الثقات" لابن حبان 7/ 263، "تهذيب الكمال" 22/ 541، "ميزان الاعتدال" 3/ 105، "التهذيب" 8/ 192، "التقريب" صـ 372.
أقوال أهل العلم فيه: قال العجلي، وابن معين، وابن حجر: ثقة. وقال الذهبي: ثبت. وذكره ابن حِبَّان في الثقات. روى له الجماعة. وقد وصُف بالإرسال: قَالَ ابن معِين: لم يسمع من أحد من الصَّحَابَة إلا من الْبَراء، وَأبي إِيَاس عَامر بن عَبدة. وحاصله أنه "ثقة يُرسل".
(1)
6) عَائِشَةُ بِنْتُ أبِي بَكْر الصِدْيقُ: "أمُّ المُؤمِنين وزوج النبي صلى الله عليه وسلم " سبقت ترجمتها حديث رقم (15).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" لانقطاعه فيه: المُسَيِّب بن رَافِع الأَسَدِي لم يسمع من عائشة رضي الله عنها.
قلت: وللحديث متابعات قاصرة في الصحيحين: فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لَهَا: يَا عَائِشَةُ هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ، فَقَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لَا أَرَى، تُرِيدُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
(2)
وعلي هذا فيرتقي الحديث بمتابعاته من الضعيف إلي الحسن لغيره والله أعلم.
لكن قوله: "فَذَهَبَتْ تَزِيدُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِلَى هَذَا انْتَهَى السَّلَامُ». فَقَالَ: «رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ" زيادة شاذة لم يُتَابع عليها.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ إِلَّا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: فِيهِ فَضِيلَةٌ ظَاهِرَةٌ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها. وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ بَعْثِ السَّلَامِ وَيَجِبُ عَلَى الرَّسُولِ تَبْلِيغُهُ. وَفِيهِ بَعْثُ الْأَجْنَبِيِّ السَّلَامَ إِلَى الْأَجْنَبِيَّةِ الصَّالِحَةِ إِذَا لَمْ يُخَفْ تَرَتُّبُ مَفْسَدَةٍ وَأَنَّ الَّذِي يَبْلُغُهُ السَّلَامُ يَرُدُّ عَلَيْهِ. قَالَ أَصْحَابُنَا وَهَذَا الرَّدُّ وَاجِبٌ عَلَى الْفَوْرِ وَكَذَا لَوْ بَلَغَهُ سَلَامٌ فِي وَرَقَةٍ مِنْ غَائِبٍ لَزِمَهُ أَنْ يَرُدَّ السَّلَامَ عَلَيْهِ بِاللَّفْظِ عَلَى الْفَوْرِ إِذَا قَرَأَهُ. وَفِيهِ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ فِي الرَّدِّ أَنْ يَقُولَ وَعَلَيْكَ أَوْ وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ بِالْوَاوِ فَلَوْ قَالَ عَلَيْكُمُ السَّلَامُ أَوْ عَلَيْكُمْ أَجْزَأَهُ عَلَى الصَّحِيحِ وَكَانَ تَارِكًا لِلْأَفْضَلِ وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا لَا يُجْزِئُهُ. وَمَعْنَى يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ: يُسَلِّمُ عَلَيْكِ.
(3)
(1)
يُنظر "الجرح والتعديل" 8/ 293، "المراسيل" لابن أبي حاتم 1/ 207، "الثقات" لابن حبان 5/ 437، "تهذيب الكمال" 27/ 586، "السير" 5/ 102، "تحفة التحصيل" 1/ 304، "تهذيب التهذيب" 10/ 153، "التقريب" صـ 465.
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ بدء الخلق ب/ ذِكْرِ المَلَائِكَةِ (4/ 112 رقم 3217)، وفي ك/ الاستئذان ب/ تَسْلِيمِ الرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ، وَالنِّسَاءِ عَلَى الرِّجَالِ (8/ 55 رقم 6249)، ومسلم في "صحيحه" ك/ فضائل الصحابة ب/ فِي فَضْلِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا .. (4/ 1895 رقم 2447).
(3)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 15/ 211.
[133/ 783]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَبْلَى، إِلَّا عَجْبُ الذَّنَبِ، وَفِيهِ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ إِلَّا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
أولاً: تخريج الحديث:
- أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَان مُشْكِل مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ قَوْلِهِ: كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُهُ التُّرَابُ غَيْرَ عَجْبِ الذَّنَب (6/ 59 رقم 2293) عَنْ سَعِيد بْن سُلَيْمَان، به بنحوه.
- والبخاري في "صحيحه" ك/ التفسير ب/ قَوْلِهِ: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68)}
(1)
(6/ 126 رقم 4814)، والبزار في "مسنده"(16/ 117 رقم 9198)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ قَوْلِهِ:" كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُهُ التُّرَابُ غَيْرَ عَجْبِ الذَّنَبِ"(6/ 60 رقم 2294)، عَنْ حَفْص بْن غِيَاث.
- والبخاري في "صحيحه" في ك/ التفسير ب/ {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18)}
(2)
(6/ 165 رقم 4935)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الفتن وأشراط الساعة ب/ مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ (4/ 2270 رقم 2955)، ونعيم بن حماد في "الفتن"(2/ 649 رقم 1829)، وابن ماجة في "سننه" ك/ الزهد ب/ ذِكْرِ الْقَبْرِ وَالْبِلَى، والنسائي في "السنن الكبرى" ك/ التفسير ب/ تفسير سور الزمر قَوْلُهُ تَعَالَى:{ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى} (10/ 243 رقم 11395)، وأَبُو بَكْرٍ القَاسِمُ المُطَرِّزِ في "فوائده وأماليه"(1/ 174 رقم 59) والطبري في "تفسيره"(20/ 259)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الصُّورِ، وَالْحَشْرِ، وَالنَّشْرِ (6/ 1234 رقم 2188)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" ب/ تَأْوِيلِ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل:{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}
(3)
(1/ 129 رقم 219، 218)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ب/ في حشر الناس بعدما يبعثون من قبورهم. فَصْل فِي كَيْفِيَّةِ انْتِهَاءِ الْحَيَاةِ الْأُولَى، وَابْتِدَاءِ الْحَيَاةِ الْأُخْرَى (1/ 314 رقم 355)، والبغوي في "تفسيره" تفسير سورة الزمر (7/ 131)، وفي "شرح السنة" ك/ الفتن ب/ النَّفْخِ فِي الصُّورِ (15/ 104 رقم 4300)، وابن الجوزي في "تلبيس إبليس" ذكر تلبيسه علي الفلاسفة وتابعيهم (1/ 47)، عَنْ محمد بن خازم، أَبُو مُعَاوِيَة الضرير.
- وأَبُو بَكْرٍ القَاسِمُ المُطَرِّزِ في "فوائده وأماليه"(1/ 175 رقم 60)، عَنْ جعفر بن الحارث الواسطي.
- وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" ب/ ذكر النار وأهلها (1/ 105 رقم 103)، عَنْ ابن لهيعة.
(1)
سورة الزمر آية رقم: 68.
(2)
سورة النبأ آية رقم: 18.
(3)
سورة يس آية رقم: 52، 51.
- كلهم: عَن الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بعضهم مختصراً، وبعضهم مُطولاً.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ الليثي الْكُوفِيُّ، ويقال اسم أبيه: حازم.
روي عَنْ: الأعْمَش، وإدريس بْن يزيد الأَودِي، ومغيرة بْن مقسم الضبي، وآخرين.
روي عَنْه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان الضَّبِّي، وعبد الرحمن بْن مهدي، وأبو نعيم الفضل بْن دكين، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابْن مَعِين: ثقة. وذكره ابنُ حِبَّان، وابن شاهين في الثقات. وقال الذهبي، وابن حجر: صدوق. وَقَال النَّسَائي: ليس بِهِ بأس. وَقَال أَبُو حاتم: يكتب حديثه. وحاصله أنه "صدوق".
(1)
4) الأعْمَشُ: "ثقة ثبت يدلس لكن احتمل الأئمة تدليسه" سبقت ترجمته في حديث رقم (37).
5) ذكوان أَبُو صالح السَّمَّان المَدَنِيُّ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
6) أبو هريرة رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده حسن" وذلك لأجل: مَنْصُور بْن أَبِي الأَسْوَدِ الليثي: صدوق.
قلت: وللحديث متابعات في الصحيحين وغيرهما كما سبق بيان ذلك في التخريج
وعلي هذا فيرتقي الحديث بمتابعاته من الحسن إلي الصحيح لغيره، والله أعلم.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ إِلَّا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن حجر: وَالْعَجْبُ: بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْجِيمِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ وَيُقَالُ لَهُ عَجْمٌ بِالْمِيمِ أَيْضًا عِوَضَ الْبَاءِ وَهُوَ عَظْمٌ لَطِيفٌ فِي أَصْلِ الصُّلْبِ وَهُوَ رَأْسُ الْعُصْعُصِ وَهُوَ مَكَانُ رَأْسِ الذَّنَبِ مِنْ ذَوَاتِ الْأَرْبَعِ. وقَالَ ابن الْجَوْزِيّ: قَالَ ابن عُقَيْلٍ: لِلَّهِ فِي هَذَا سِرٌّ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ لِأَنَّ مَنْ يُظْهِرُ الْوُجُودَ مِنَ الْعَدَمِ لَا يَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ يَبْنِي عَلَيْهِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ جُعِلَ عَلَامَةً لِلْمَلَائِكَةِ عَلَى إِحْيَاءِ كُلِّ إِنْسَانٍ بِجَوْهَرِهِ وَلَا يَحْصُلُ الْعِلْمُ لِلْمَلَائِكَةِ بِذَلِكَ إِلَّا بِإِبْقَاءِ عَظْمِ كُلِّ شَخْصٍ لِيُعْلَمَ أَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ بِذَلِكَ إِعَادَةَ الْأَرْوَاحِ إِلَى تِلْكَ الْأَعْيَانِ الَّتِي هِيَ جُزْءٌ مِنْهَا وَلَوْلَا إِبْقَاءُ شَيْءٍ مِنْهَا لَجَوَّزَتِ الْمَلَائِكَةُ أَنَّ الْإِعَادَةَ إِلَى أَمْثَالِ الْأَجْسَادِ لَا إِلَى نَفْسِ الْأَجْسَادِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ وَيَبْلَى كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الْإِنْسَانِ يَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ يَفْنَى أَيْ تُعْدَمُ أَجْزَاؤُهُ بِالْكُلِّيَّةِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرَادَ بِهِ يَسْتَحِيلُ فَتَزُولُ صُورَتُهُ الْمَعْهُودَةُ فَيَصِيرُ عَلَى صِفَةِ جِسْمِ التُّرَابِ ثُمَّ يُعَادُ إِذَا رُكِّبَتْ إِلَى مَا عُهِدَ.
(2)
(1)
يُنظر "الجرح والتعديل" 8/ 170، "الثقات" 7/ 475، "تهذيب الكمال" 28/ 518، "الكاشف" 2/ 296، "التقريب" صـ 478.
(2)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 8/ 552.
[134/ 784]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا الْفَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: نا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى الطَّائِفِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ، وَبِيَدِهِ كِتَابٌ، فَقَالَ: لَأُعْطِيَنَّ هَذَا الْكِتَابَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، قُمْ يَا عُثْمَانُ بْنَ أَبِي الْعَاصِ». فَقَامَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ، فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ. *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ إِلَّا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى، تَفَرَّدَ بِهِ: الْفَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ.
أولاً: تخريج الحديث:
- أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ عَنْ أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي.
- وأبو الحسن البغدادي في "جزء فيه من حديثه"(1/ 10 رقم 44) عَن أَحْمَد بْن علي البربهاري.
- كلاهما: الْحُلْوَانِي، والبربهاري، عَن الْفَيْض بْن وَثِيق الثَّقَفِي، عَنْ أَبي أُمَيَّة بْن يَعْلَى الطَّائِفِي به.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) الْفَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ الثَّقَفِيُّ: "ضعيف يعتبر به" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
3) إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْلَى، أَبُو أُميَّة الثَّقَفِيُّ البَصْرِيُّ الطَّائِفِيُّ.
روي عَنْ: سعيد المَقْبُري، ونافع، وموسى بن عقبة، وأبي الزناد، وهشام بن عروة، وآخرين.
روي عَنْه: نعيم بن حماد، وزيد بن الحباب، ومحمد بن عقبة السدوسي، وشيبان بن فروخ، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن معين، وابن المديني، وأبو داود، والساجي، وابن حجر: ضعيف. وقال ابن عدي: هو في جملة الضعفاء، وَهو ممن يكتب حديثه. وقال أبو زرعة: واهي الحديث ضعيف الحديث ليس بقوي. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وقال الْبُخَارِي: سَكَتُوا عَنْه.
- وقال ابْنَ مَعِين مرة: لَيْسَ بِشَيْء. وقال ابن حبان: كثير الْخَطَأ فَاحش الْوَهم. وقال مرة: مِمَّن تفرد بالمعضلات عَن الثِّقَات حَتَّى إِذا سَمعهَا مَن الْعلم صناعته لم يشك أَنَّهَا مَوْضُوعَة لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا الرِّوَايَة عَنهُ إِلَّا للخواص من الِاعْتِبَار.
- وقال ابن معين مرة، والنسائي، والذهبي، والدارقطني، والهيثمي: مَتْرُوك الْحَدِيث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث أحاديثه منكرة. وقال الذهبي: ذكره ابن عدي وساق له بضعة عشر حديثاً معروفة، لكنها منكرة الإسناد. وحاصله أنه "متروك الحديث".
(1)
4) سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيد، واسم أَبو سَعِيد: كيسان الْمَقْبُرِيُّ،
(2)
أبو سَعْد الْمَدَنِيُّ.
(1)
"سؤالات بن أبي شيبة" لابن المديني 1/ 68، "الضعفاء" لأبو زرعة 3/ 795، "سؤالات الآجري أبا داود السجستاني" 1/ 234، "الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 152، "الجرح والتعديل" 2/ 203، "المجروحين" 1/ 126، و 3/ 147، "الكامل" 1/ 511، "الضعفاء والمتروكون" للدارقطني 1/ 135، "المغني"1/ 135، "الميزان"1/ 254، "مجمع الزوائد"1/ 137، "الإصابة" 6/ 62.
(2)
المَقْبُريُّ: بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْقَاف وَضم الْبَاء وَفِي آخرهَا رَاء هَذِه النِّسْبَة إِلَى الْمقْبرَة واشتهر بِهَذِهِ النِّسْبَة: سعيد بن أبي سعيد وَاسم أبي سعيد كيسَان المَقْبُري، وَكَانَ يسكن بِالْقربِ من مَقْبرَة فنسب إِلَيْهَا. يُنظر "اللباب في تهذيب الأنساب" 3/ 245.
روي عَنْ: أَبي هُرَيْرة، وعبد الله بْن عُمَر بْن الخطاب، وجابر بْن عَبد اللَّهِ، وآخرين.
روي عَنْه: إِسْمَاعِيل بن يعلى أَبُو أُميَّة الثَّقَفِي، ومالك بْن أَنَس، وشعبة بْن الحجاج، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن سعد، والعجلي، وأحمد، وابْن المديني، وأَبُو زُرْعَة، والنَّسَائي، وابن خراش، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن خراش: جليل، أثبت الناس فيه الليث بْن سَعْد، وزاد الذهبي: حجة. وذكره ابن حبان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات.
- وَقَال أَبُو حاتم: صدوق. وقال أحْمَد، وابن معين: ليس به بأس. وَقَال ابْن عدي: إنما ذكرت سَعِيداً الْمَقْبُرِي، لأن شعبة يَقُول: حَدَّثَنَا سَعِيد بعدما كبر، وأرجو أن يكون سَعِيد من أهل الصدق، وقد قبله الناس، وروى عنه الأئمة والثقات من الناس، وما تكلم فيه أحد إلا بخير. روى له الجماعة.
- وقد وُصف بالإرسال: قَالَ ابْن أبي حَاتِم: سَأَلت أبي هَل سمع سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري من عَائِشَة؟ فَقَالَ لَا. وقال ابن حجر، وابن الكيال: روايته عن عائشة، وأم سلمة مرسلة.
وقَالَ العلائي: سعيد المَقْبُري سمع من أبي هُرَيْرَة وَمن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة وأنه اخْتلف عَلَيْهِ فِي أحاديثه، وَأثبت النَّاس فِيهِ اللَّيْث بن سعد يُمَيّز ما روى عَن أبي هُرَيْرَة مِمَّا روى عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة وَتقدم أن مَا كَانَ من حَدِيثه مُرْسلًا عَن أبي هُرَيْرَة فَإِنَّهُ لَا يضر لِأَن أَبَاهُ الْوَاسِطَة، صاحب أبي هريرة وابن صاحبه.
وصفه بالاختلاط: قال الذهبي: ما أجد أن أحداً أخذ عنه في الاختلاط فإن ابن عيينة أتاه فرأى لعابه يسيل فلم يحمل عنه، ومَا أَظُنُّهُ رَوَى شَيْئًا فِي الاخْتِلاطِ، وَلِذَلِكَ احْتَجَّ بِهِ مُطْلَقًا أَرْبَابُ الصِّحَاحِ، وَكَذَلِكَ لَا يُوْجَدُ لَهُ شَيْءٌ مُنْكَرٌ. وقال مرة: شاخ ووقع في الهرم ولم يختلط. وقال السخاوي: قال ابن سعد: اختلط قبل موته بأربع سنين، وقال: زاد غيره: وكأنه لم يرو فيها شيئاً أو تميز وإلا فقد احتج به الأئمة الستة. وحاصله أنه "ثقة يُرسل".
(1)
5) أَبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف جداً" فيه: الْفَيْض بْن وَثِيق الثَّقَفِي: ضعيف الحديث. وأَبُو أُمَيَّة بْن يَعْلَى الطَّائِفِي: متروك الحديث.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ إِلَّا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى، تَفَرَّدَ بِهِ: الْفَيْض.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 1/ 400، "الجرح والتعديل" 4/ 57، "المراسيل" 1/ 75، "الثقات" 4/ 284، "تهذيب الكمال" 10/ 466، "تاريخ الإسلام" 3/ 422، "المختلطين" للعلائي 1/ 39، "تحفة التحصيل" 1/ 127، "التقريب" صـ 176.
[135/ 785]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا الْفَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ قَالَ: نا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعَمْرِو بْنِ جُدْعَانَ: «إِذَا اشْتَرَيْتَ نَعْلَا فاسْتَجِدْهَا، وَإِذَا اشْتَرَيْتَ ثَوْبًا فاسْتَجِدْهُ» . *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ إِلَّا أَبُو أُمَيَّةَ، تَفَرَّدَ بِهِ: الْفَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ.
أولاً: تخريج الحديث:
- أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ، و (2/ 222 رقم 1802) بسنده سواء.
- وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4/ 2033 رقم 5110)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(1/ 391 رقم 913)، من طُرقٍ عَنْ أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَنْ الْفَيْض بْن وَثِيق به بنحوه.
- والطبراني في "المعجم الأوسط"(8/ 168 رقم 8295)، عَنْ حَاتِم بْن سَالِم، عَنْ أَبي أُمَيَّة بْن يَعْلَي، عَنْ نَافِع، عَنِ ابْن عُمَر، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِعَبْد اللَّه بْن جُدْعَان: إِذَا اشْتَرَيْتَ نَعْلَا فَاسْتَجِدْهَا، وَإِذَا اشْتَرَيْتَ ثَوْبًا فَاسْتَجِدْهُ، وَإِذَا اشْتَرَيْتَ دَابَّةً فَاسْتَفْرِهْهَا، وَإِذَا كَانَتْ عِنْدِكَ كَرِيمَةُ قَوْمٍ فَأَكْرِمْهَا.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) الْفَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ الثَّقَفِيُّ: "ضعيف يعتبر به" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
3) إِسْمَاعِيل بن يعلى أَبُو أُميَّة الثَّقَفِيّ: "متروك الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (134).
4) سَعِيد بْن أَبِي سَعِيد الْمَقْبُرِي: ثقة يُرسل" سبقت ترجمته حديث رقم (134).
5) أَبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف جداً فيه: الْفَيْض بْن وَثِيق الثَّقَفِي: ضعيف الحديث. وأَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى الطَّائِفِي: متروك الحديث.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ إِلَّا أَبُو أُمَيَّةَ، تَفَرَّدَ بِهِ: الْفَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: بيان غريب الحديث:
قال الصنعاني رحمه الله:
- إِذَا اشْتَرَيْتَ نَعْلَا فاسْتَجِدْهَا: بسكون الدال أي خذها جيدة من الجودة.
- وَإِذَا اشْتَرَيْتَ ثَوْبًا فاسْتَجِدْهُ: هو أيضًا من الجودة كالأول وهو إرشاد إلى أخذ الجيد لدوام نفعه وكمال جماله.
(1)
(1)
يُنظر "التنوير شرح الجامع الصغير" 1/ 567.
[136/ 786]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا الْفَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ الثَّقَفِيُّ،: قَالَ: نا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «يَمْسَحُ عَلَى الْمُوقَيْنِ» .
أولاً: تخريج الحديث:
قلت: لم أقف عليه من طريق حُمَيْد الطَّوِيل، عَنْ أَنَس بْن مَالِك في حدود بحثي إلا من رواية الطبراني في "الأوسط" ــــــ رواية الباب ـــــــ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) الْفَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ الثَّقَفِيُّ: "ضعيف يعتبر به" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
3) عِيسَى بْنُ مَيْمُون المَدَنِيُّ المعروف بالواسطي، مولى القاسم بْن مُحَمَّد، يقال له: ابْن تليدان.
(1)
روي عَنْ: سالم بْن عَبد اللَّهِ بْن عُمَر، ونافع مولى بن عُمَر، وهشام بن عروة، وآخرين.
روي عَنْه: الْفَيْض بْن وَثِيق الثَّقَفِي، ووكيع بْن الجراح، ويزيد بْن هارون، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال أبو زرعة، والترمذي، وابن حجر: ضعيف الحديث.
- وقال أبو زرعة مرة: واهي الحديث. وقَال النَّسَائي: ليس بثقة. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد. وَقَال ابْن مَعِين، وأبو داود: ليس بشيءٍ. وقال ابن حبان: واهٍ أدخلْنَاهُ فِي الضُّعَفَاء. وقال مرة: يروي عَن الثِّقَات أَشْيَاء كَأَنَّهَا مَوْضُوعَات فَاسْتحقَّ مجانبة حَدِيثه والاجتناب عَن رِوَايَته وَترك الِاحْتِجَاج بِمَا يروي لما غلب عَلَيْهِ من الْمَنَاكِير. وقال ابن مهدي: استعديت على عِيسَى بْن ميمون في هذه الأحاديث عَنِ القاسم بن مُحَمَّد في النكاح وغيره، فَقَالَ: لا أعود.
- وَقَال الفلاس، وأبو حاتم، والنسائي مرة: متروك الحديث. وذكره الدارقطني في الضعفاء والمتروكين، وقَال البُخارِيُّ، والبيهقي: منكر الحديث. وحاصله أنه "متروك الحديث".
(2)
4) أَنَسُ بْنُ مَالِك بن النَّضر: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (3).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
(1)
قال الذهبي: فرق ابن معين، وابن حبان بين عيسى بن ميمون القرشي المدني، وبين عيسى بن ميمون آخر يروي عن القاسم بن محمد أيضًا، ومحمد بن كعب، وقال ابن معين: لم يسمع الأول من محمد بن كعب، وقال في كل منهما: ليس بشئ. وقال ابن حجر: وقرأت بخط الحسيني فرق ابن معين، وابن حبان، وابن عدي وتبعهم ابن الجوزي بين عيسى بن ميمون أبو سلمة الخواص، وبين عيسى بن ميمون الذي يروي عن القاسم بن محمد وجعلهما غيرهم واحداً والصواب التفرقة. يُنظر "ميزان الاعتدال" 3/ 325، و"لسان الميزان" 6/ 283.
(2)
يُنظر "التاريخ الكبير" للبخاري 6/ 401، "الضعفاء" لأبو زرعة 2/ 397، "الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 216، "الجرح والتعديل" 6/ 287، "الثقات" لابن حبان 8/ 489، "المجروحين" 2/ 118، "الضعفاء والمتروكون" للدارقطني 2/ 166، "الدعوات الكبير" للبيهقي 1/ 360، "تهذيب الكمال" 23/ 48، "التقريب" صـ 377.
الحديث بإسناد الطبراني " إسناده ضعيف جداً" فيه: الْفَيْض بْن وَثِيق الثَّقَفِي: "ضعيف الحديث. وعِيسَى بْن مَيْمُون: متروك الحديث.
قلت: وقد صح الحديث من طُرق أخري: فعن الْحَسَن بْن الرَّبِيع، عَنْ أَبي شِهَاب الحَنَاط، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَى الْمُوقَيْنِ وَالْخِمَارِ.
(1)
قلت: وللحديث شاهد صحيح من حديث: محمد بن خازم أَبو مُعَاوِيَة الضرير، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَم بن عتيبة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ بِلَالٍ رضي الله عنه، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَى الْمُوقَيْنِ وَالْخِمَارِ.
(2)
رابعاً: شرح غريب الحديث:
قال الزبيدي: المُوق: خُفٌّ غليظٌ يُلبَسُ فوقَ الخُفِّ، فارسيٌّ معرَّب قَالَ الصاغانيّ: وَهُوَ تعْريب مُوكه، هَكَذَا قَالَ، والمشْهور موزه .... وَقَالَ ابنُ سيدَه: {المُوقُ: ضرْبٌ من الخِفافِ جمع: أمواقٌ، وَهُوَ عربيٌّ صَحِيح.
(3)
وقَالَ الإستاذ/ محمد عميم الإحسان المجددي البركتي: المُوق: هو الجرموق الذي يُلبس فوق الخف وساقُه أقصر من ساق الخفِّ.
(4)
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال الشوكاني رحمه الله: وَالْحَدِيثُ بِجَمِيعِ رِوَايَاتِهِ يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ الْمَسْحِ عَلَى الْمُوقَيْنِ وَهُمَا ضَرْبٌ مِنْ الْخِفَافِ قَالَهُ ابْنُ سِيدَهْ وَالْأَزْهَرِيُّ وَهُوَ مَقْطُوعُ السَّاقَيْنِ قَالَهُ فِي الضِّيَاءِ.
(5)
(1)
أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(2/ 735 رقم 1492)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الطهارة ب/ الْمَسْحِ عَلَى الْمُوقَيْنِ وَالْمُوقُ هُوَ الْخُفُّ إِلَّا أَنَّ مَنْ أَجَازَ الْمَسْحَ عَلَى الْجُرْمُوقَيْنِ احْتَجَّ بِهِ (1/ 432 رقم 1368)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(14/ 25).
(2)
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 350 رقم 1060)، (1/ 357 رقم 1087).
(3)
يُنظر "تاج العروس" 26/ 408.
(4)
يُنظر "التعريفات الفقهية" لمحمد عميم الإحسان المجددي البركتي صـ 221.
(5)
يُنظر "نيل الأوطار" 1/ 516.
[137/ 787]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا [سَلْمُ]
(1)
بْنُ قَادِمٍ قَالَ: نا هَاشِمُ بْنُ عِيسَى الْبُرِّيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَظَرَ وَجْهَهُ فِي الْمِرْآةِ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَوَّى خَلْقِي فَعَدَلَهُ، وصَوَّرَ صُورَةَ وَجْهِي فَحَسَّنَهَا، وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ إِلَّا الْحَارِثُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَلَا عَنِ الْحَارِثِ إِلَّا هَاشِمُ بْنُ عِيسَى. تَفَرَّدَ بِهِ:[سَلْمُ](1) بْنُ قَادِمٍ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر"(1/ 50 رقم 117)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(1/ 218 رقم 166)، وأبو الشيخ الأصبهاني في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم "(3/ 96 رقم 532)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ب/ في تعديد نعم الله عز وجل وشكرها (4/ 111 رقم 4458)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع"(1/ 389 رقم 908)، والبغوي في "الأنوار في شمائل النبي المختار" ب/ فِي مُشْطِهِ وَمِرْآتِهِ صلى الله عليه وسلم وَمِدْرَاهُ (1/ 687 رقم 1088)، عَنْ سَلْم بْن قَادِم، عَنْ هَاشِم بْن عِيسَى الْيَزَنِي به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَلْمُ بْنُ قَادِمٍ، أَبو اللَّيْثِ البغدادي.
روي عَنْ: سفيان بن عيينة، ومحمد بن حرب الحمصي، وبقية بن الوليد، وآخرين.
روي عَنْه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، وصالح جزرة، وموسى بن هارون، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن معين، وصالح جزرة، والخطيب: ثقة، وزاد ابن معين: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ. وحاصله أنه "ثقة".
(2)
3) هَاشِمُ بْنُ عِيسَى بْن بَشِيْر الْيَزَنِيُّ، أَبُو مُعَاوِيَةَ الْحِمْصِيُّ بْن أبِى هُرَيْرَة.
روي عَنْ: أَبِيهِ عِيسَى بن بشير، ووحشى بن حرب.
روي عَنْه: سْلِم بْن قَادِم، والمسيب بن واضح، وسليمان بن عبد الرحمن بن شرحبيل.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات. وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه شيئاً. وقال العقيلي: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَهُوَ وَأَبُوهُ مَجْهُولَانِ بِالنَّقْلِ. وقال الذهبي: لا يعرف. وحاصله أنه
(1)
في الأصل "سُلَيْم" والتصويب من مصادر ترجمته، ومصادر تخريج الحديث، وهو علي الصواب في "مجمع البحرين"(7/ 366 رقم 4605).
(2)
يُنظر "سؤالات ابن الجنيد لابن معين" 1/ 281، "الثقات" لابن حبان 8/ 297، "تاريخ بغداد" 10/ 209.
"مجهول".
(1)
4) الْحَارِثِ بْنِ مُسْلِمٍ التميمي.
روي عَنْ: أبيه مُسلم بن الْحَارِث.
روي عَنْه: عَبْد الرَّحْمَن بن حسان الْكِنْدِيّ.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن حجر: وابن حبان على عادته في توثيق من لم يرو عنه إلا واحد إذا لم يكن فيما رواه ما يُنكر. وقال الدارقطني: مجهول. وحاصله أنه "مجهول".
(2)
5)
…
الزُّهْرِيُّ: "ثقة حافظ اشتهر بالتدليس والإرسال لكن قبل الأئمة قوله عن" تقدم في حديث رقم (16).
6) أَنَسُ بْنُ مَالِك بْن النَّضر رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (3).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه مجهولان: هَاشِم بْن عِيسَى بن بشير، والْحَارِث بْن مُسْلِمٍ.
قلت: وأحاديث الدعاء عند النظر فِي الْمِرْآةِ لا يخلو أيٌ منها من راوٍ وضاع، أو متروكٍ، أو مجهول، فعلي ذلك فكلها طُرق شديدة الضعف، والله أعلم.
وأما ما ورد صحيحاً في ذلك فهو غير مقيد بالنظر فِي الْمِرْآةِ.
فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: اللهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي، فَأَحْسِنْ خُلُقِي.
(3)
قلت: إسناده صحيح. وقال الهيثمي: رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
(4)
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي، فَأَحْسَنْ خُلُقِي.
(5)
قلت: إسناده صحيح. وقال الهيثمي: رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو يَعْلَى، وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَوْسَجَةَ بْنِ الرَّمَّاحِ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
(6)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيث عَنِ الزُّهْرِي إِلَّا الْحَارِثُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَلَا عَنِ الْحَارِثِ إِلَّا هَاشِمُ بْنُ عِيسَى. تَفَرَّدَ بِهِ: سَلْمُ بْنُ قَادِمٍ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
يُنظر "الضعفاء" للعقيلي 4/ 343، "الجرح والتعديل" 9/ 105، "الثقات" 9/ 242، "المغني في الضعفاء" 2/ 472.
(2)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 5/ 391، "تهذيب التهذيب" 10/ 125، "لسان الميزان" 3/ 503.
(3)
أخرجه أحمد في "مسنده"(40/ 456 رقم 24392)، (25221 - 42/ 125)، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(2/ 206 رقم 437)، وفي "شعب الإيمان". (6/ 364 رقم 8543).
(4)
يُنظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 8/ 12.
(5)
أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(1/ 246 رقم 367)، وأحمد في "مسنده"(6/ 373 رقم 3823)، وأبو يعلي في "مسنده"(9/ 112 رقم 5181)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(11/ 254 رقم 4425)، والطبراني في "الدعاء"(1/ 1456 رقم 1407)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6/ 364 رقم 8542).
(6)
يُنظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 10/ 199.
[138/ 788]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ ابْنَةَ غَيْلَانَ، أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنِّي لَا أَقْدِرُ عَلَى الطُّهْرِ، أَفَأَتْرُكُ الصَّلَاةَ؟ فَقَالَ: لَيْسَتْ تِلْكَ بِالْحَيْضَةِ، إِنَّمَا ذَلِكَ عِرْقٌ، فَإِذَا ذَهَبَ قُرْءُ الْحَيْضِ فارْتَفِعِي عَنِ الدَّمِ، ثُمَّ اغْتَسِلِي وَصَلِّي.
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَلَا عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ إِلَّا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي ابْن شِهَاب الزُّهْرِي، واختلف عنه من وجوه:
الوجه الأول: ابْن شِهَاب الزُّهْرِي، ورواه عنه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، واختلف عنه من طرق:
الطريق الأول: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ الزُّهْرِي، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَة.
ورواه عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بهذا الوجه: عَمْرُو بْن هَاشِم أَبُو مَالِك الْجَنْبِي.
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" ــــــ رواية الباب ــــــ، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(6/ 3276)، عَنْ أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي به.
الطريق الثاني: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَة.
ورواه عَنْ ابْن إِسْحَاق بهذا الوجه: يَزِيد بْن هَارُون، وأَحْمَد بْن خَالِد الْوَهْبِي، وعَبدة بن سُليمان الكوفي
أما طريق يَزِيد بْن هَارُون: أخرجه أحمد في "مسنده"(43/ 140 رقم 26005)، والدارمي في "سننه" ك/ الطهارة ب/ فِي غُسْلِ الْمُسْتَحَاضَةِ (1/ 598 رقم 802).
وأما طريق أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الوهبي من أصح الأوجه عنه:
(1)
أخرجه الدارمي في "سننه" ك/ الطهارة ب/ فِي غُسْلِ الْمُسْتَحَاضَةِ (1/ 603 رقم 810).
وأما طريق عَبدة بن سُليمان الكوفي من أصح الأوجه عنه:
(2)
أخرجه أبو داود في "سننه" ك/ الطهارة ب/ من روى أن المستحاضة تغتسل لكل صلاة (1/ 213 رقم 292)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الحيض ب/ غُسْلِ الْمُسْتَحَاضَةِ (1/ 515 رقم 1641).
قلت: ولهذا الوجه متابعات في الصحيحين وغيرهما سيأتي ذكرها في الوجه الثاني عَنْ الزُّهْرِي.
(1)
أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ك/ الطهارة ب/ الْمُسْتَحَاضَةِ كَيْفَ تَتَطَهَّرُ لِلصَّلَاةِ (1/ 101 رقم 633)، عَنْ أَحْمَد بْن خَالِد الْوَهْبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ.
(2)
أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الحيض ب/ غُسْل الْمُسْتَحَاضَة (1/ 519 رقم 1655)، عَنْ عَبدة بن سُليمان الكوفي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ.
الطريق الثالث: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلٍ بْنِ عَمْرٍو اسْتُحِيضَتْ.
ورواه عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بهذا الوجه: يَزِيد بْن هَارُون، ومُحَمَّد بْن سَلَمَة.
أما طريق يَزِيد بْن هَارُون: أخرجه أحمد في "مسنده"(42/ 9 رقم 25086)، والدارمي في "سننه" ك/ الطهارة ب/ في غسل المستحاضة (1/ 599 رقم 803)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(6/ 3346 رقم 7662).
وأما طريق مُحَمَّد بْن سَلَمَة: أخرجه أحمد في "مسنده"(41/ 371 رقم 24879)، وأبو داود في "سننه" ك/ الطهارة ب/ مَنْ قَالَ تَجْمَعُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ وَتَغْتَسِلُ لَهُمَا غُسْلًا (1/ 79 رقم 295)، والبغوي في "شرح السنة"(2/ 151 رقم 327).
الوجه الثاني: ابْن شِهَاب الزُّهْرِي من أصح الأوجه عنه،
(1)
عَنْ عُرْوَة بْن الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَة، عَنْ أُم حَبِيبَة بنْت جَحْش.
ورواه عَنْ الزُّهْرِي بهذا الوجه: اللَّيْث بن سعد، وابْن أَبِي ذِئْب، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وصَالِح بْن أَبِي الْأَخْضَر، والْأَوْزَاعِي، وعُثْمَان التَّيْمِي.
أما طريق اللَّيْث بن سعد: أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الحيض ب/ الْمُسْتَحَاضَةِ وَغَسْلِهَا وَصَلَاتِهَا (1/ 263 رقم 334)، وأحمد في "مسنده"(41/ 70 رقم 24523)، وأبو داود في "سننه" ك/ الطهارة ب/ من روى أن المستحاضة تغتسل لكل صلاة (1/ 212 رقم 290)، والترمذي في "سننه" أبواب الطهارة ب/ مَا جَاءَ فِي المُسْتَحَاضَةِ أَنَّهَا تَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ (1/ 229 رقم 129)، والنسائي في "السنن الكبرى" ك/ الطهارة ب/ الِاغْتِسَال مِنَ الْحَيْض وَالِاسْتِحَاضَة (1/ 155 رقم 205)، وفي "السنن الصغرى" ك/ الطهارة ب/ ذِكْرُ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْحَيْضِ (1/ 119 رقم 206)، وفي ب/ الِاسْتِحَاضَةِ وَإِقْبَالِ الدَّمِ وَإِدْبَارِه (1/ 181 رقم 351)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الدَّمِ الْأَسْوَدِ، وَالدَّمِ الَّذِي لَيْسَ كَذَلِكَ هَلْ يَدُلَّانِ عَلَى حَقِيقَةِ الْحَيْضِ أَوْ عَلَى حَقِيقَةِ الِاسْتِحَاضَةِ أَمْ لَا؟ (7/ 162 رقم
(1)
أخرجه أبو داود في "سننه" ك/ الطهارة ب/ من قال: إذا أقبلت الحيضة تدع الصلاة (1/ 207 رقم 286)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(6/ 251 رقم 3484)، والنسائي في "الكبرى" ك/ الطهارة ب/ الْفَصْلُ بَيْنَ دَمِ الْحَيْضِ، وَالِاسْتِحَاضَةِ (1/ 159 رقم 216)، وفي "السنن الصغرى" ك/ الطهارة ب/ الْفَرْقِ بَيْنَ دَمِ الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَةِ (1/ 123 رقم 216)، وفي ك/ الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَة ب/ الْفَرْقِ بَيْنَ دَمِ الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَةِ (1/ 185 رقم 363)، والدارقطني في "العلل"(14/ 143)، وفي "سننه"(1/ 383 رقم 790)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الدَّمِ الْأَسْوَدِ، وَالدَّمِ الَّذِي لَيْسَ كَذَلِكَ هَلْ يَدُلَّانِ عَلَى حَقِيقَةِ الْحَيْضِ أَوْ عَلَى حَقِيقَةِ الِاسْتِحَاضَةِ أَمْ لَا؟ (7/ 154 رقم 2729)، وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ الطهارة ب/ الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَةِ ــ ذِكْرُ وَصْفِ الدَّمِ الَّذِي يُحْكَمُ لِمَنْ وُجِدَ فِيهَا بِحُكْمِ الْحَائِضِ. (4/ 180 رقم 1348)، وابن عبد البر في "التمهيد"(16/ 64)، كلهم من طريق ابْن أَبِي عَدِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ فَاطِمَة بِنْت أَبِي حُبَيْش، كَانَتْ تُسْتَحَاضُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ دَمَ الْحَيْضَةِ دَمٌ أَسْوَدُ يُعْرَفُ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَأَمْسِكِي عَنِ الصَّلَاةِ فَإِذَا كَانَ الْآخَرُ فَتَوَضَّئِي وَصَلِّي فَإِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ.
2742)، وفي "شرح معاني الآثار" ك/ الطهارة ب/ الْمُسْتَحَاضَةِ كَيْفَ تَتَطَهَّرُ لِلصَّلَاةِ (1/ 99 رقم 623)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الحيض ب/ الْمُعْتَادَةِ لَا تُمَيِّزُ بَيْنَ الدَّمَيْنِ. (1/ 490 رقم 1572)، وفي ب/ غُسْلِ الْمُسْتَحَاضَةِ (1/ 514 رقم 1639).
وأما طريق ابْنُ أَبِي ذِئْب: أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده"(3/ 54 رقم 1542)، والدارمي في "سننه" ك/ الطهارة ب/ فِي غُسْلِ الْمُسْتَحَاضَةِ (1/ 603 رقم 808)، والمحاملي في "أماليه" رواية ابن مهدي الفارسي (1/ 193 رقم 380)، والخطيب في "الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة"(1/ 60).
وأما طريق سُفْيَان بْن عُيَيْنَة: أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(2/ 100 رقم 567).
وأما طريق صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَر: أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(2/ 101 رقم 568).
وأما طريق الْأَوْزَاعِيُّ: أخرجه الدارمي في "سننه" ك/ الطهارة ب/ فِي غُسْلِ الْمُسْتَحَاضَة (1/ 601 رقم 805)، والنسائي في "السنن الكبرى" ك/ الطهارة ب/ الِاغْتِسَالُ مِنَ الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَةِ (1/ 156 رقم 208)، وفي "السنن الصغرى" ك/ الطهارة ب/ ذِكْرُ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْحَيْض (1/ 117 رقم 202).
وأما طريق عُثْمَان التَّيْمِي: الحاكم في "المستدرك" ك/ معرفة الصحابة ذِكْرُ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتُ جَحْشٍ رضي الله عنها (4/ 69 رقم 6907).
قلت: ورواه عَنْ الزُّهْرِي أيضاً بهذا الوجه عَنْ عُرْوَةَ مقروناً بعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، والْأَوْزَاعِيُّ، والنُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وحَفْصُ بْنُ غَيْلَانَ، واللَّيْث.
أما طريق ابْنُ أَبِي ذِئْب: أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الحيض ب/ عِرْقِ الِاسْتِحَاضَةِ (1/ 73 رقم 327)، وأحمد في "مسنده"(42/ 24 رقم 25095)، وأبو داود في "سننه" ك/ الطهارة ب/ من روى أن المستحاضة تغتسل لكل صلاة (1/ 213 رقم 291)، وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَةِ ب/ بَيَانُ صِفَةِ قِصَّةِ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْمُسْتَحَاضَةَ الَّتِي يَغْلِبُهَا الدَّمُ وَكَانَتْ فِي مِثْلِ مَعْنَى قِصَّةِ أُمِّ حَبِيبَةَ اغْتَسَلَتْ لِكُلِّ صَلَاة (1/ 268 رقم 933)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الدَّمِ الْأَسْوَدِ، وَالدَّمِ الَّذِي لَيْسَ كَذَلِكَ هَلْ يَدُلَّانِ عَلَى حَقِيقَةِ الْحَيْضِ أَوْ عَلَى حَقِيقَةِ الِاسْتِحَاضَةِ أَمْ لَا؟ (7/ 162 رقم 2741)، وفي "شرح معاني الآثار" ك/ الطهارة ب/ الْمُسْتَحَاضَةِ كَيْفَ تَتَطَهَّرُ لِلصَّلَاةِ (1/ 99 رقم 622)، والبيهقي في "الكبرى" ك/ الطهارة ب/ الْحَائِضِ تَغْتَسِلُ إِذَا طَهُرَتْ (1/ 263 رقم 803).
وأما طريق عَمْرِو بْنِ الْحَارِث: أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الحيض ب/ الْمُسْتَحَاضَةِ وَغَسْلِهَا وَصَلَاتِهَا (1/ 263 رقم 334)، وأبو داود في "سننه" ك/ الطهارة ب/ من قال: إذا أقبلت الحيضة تدع الصلاة (1/ 205 رقم 285)، وفي ب/ من روى أن المستحاضة تغتسل لكل صلاة (1/ 211 رقم 288)، والنسائي في "السنن الكبرى" ك/ الطهارة ب/ الِاغْتِسَالُ مِنَ الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَةِ (1/ 157 رقم 211)، وفي "السنن الصغرى" ك/ الطهارة ب/ ذِكْرُ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْحَيْض (1/ 119 رقم 205)، وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَةِ ب/ بَيَانُ صِفَةِ قِصَّةِ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ جَحْش (1/ 268 رقم 935)، وابن حبان في
"صحيحه"(الإحسان ك/ الطهارة ب/ الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَة (4/ 185 رقم 1352)، والحاكم في "المستدرك" ك/ الطهارة (1/ 280 رقم 616)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الحيض ب/ غُسْلِ الْمُسْتَحَاضَةِ (1/ 513 رقم 1637)، وابن عساكر في "تاريخه"(45/ 456).
وأما طريق الْأَوْزَاعِيّ: أخرجه أحمد في "مسنده"(41/ 84 رقم 24538)، والدارمي في "سننه" ك/ الطهارة ب/ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ (1/ 594 رقم 795)، والشافعي في "السنن المأثورة" ك/ الصلاة ب/ ما جاء في الصلاة علي الدابة (1/ 202 رقم 136)، وابن ماجة في "سننه" ك/ الطهارة وسننها ب/ مَا جَاءَ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ إِذَا اخْتَلَطَ عَلَيْهَا الدَّمُ فَلَمْ تَقِفْ عَلَى أَيَّامِ حَيْضِهَا (1/ 205 رقم 626)، والنسائي في "السنن الكبرى" ك/ الطهارة ب/ الِاغْتِسَالُ مِنَ الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَةِ (1/ 156 رقم 209)، (1/ 157 رقم 210)، وفي "السنن الصغرى" ك/ الطهارة ب/ ذِكْرُ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْحَيْضِ (1/ 117 رقم 203)، (1/ 118 رقم 204)، وأبو يعلي الموصلي في "مسنده"(7/ 371 رقم 4405)، وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَة ب/ بَيَانُ صِفَةِ قِصَّةِ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ جَحْش (1/ 267 رقم 931)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الدَّمِ الْأَسْوَدِ، وَالدَّمِ الَّذِي لَيْسَ كَذَلِكَ هَلْ يَدُلَّانِ عَلَى حَقِيقَةِ الْحَيْضِ أَوْ عَلَى حَقِيقَةِ الِاسْتِحَاضَةِ أَمْ لَا؟ (7/ 161 رقم 2739)، (7/ 161 رقم 2740)، وفي "شرح معاني الآثار" ك/ الطهارة ب/ الْمُسْتَحَاضَةِ كَيْفَ تَتَطَهَّرُ لِلصَّلَاةِ (1/ 99 رقم 621)، وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ الطهارة ب/ الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَة (4/ 186 رقم 1353)، والطبراني في "مسند الشاميين"(2/ 392 رقم 1560)، والحاكم في "المستدرك" ك/ الطهارة (1/ 281 رقم 617)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الطهارة ب/ الْحَائِضِ تَغْتَسِلُ إِذَا طَهُرَتْ (1/ 263 رقم 804)، وفي ك/ الحيض ب/ غُسْلِ الْمُسْتَحَاضَةِ الْمُمَيِّزَةِ عِنْدَ إِدْبَارِ حَيْضِهَا (1/ 486 رقم 1558)، وفي "معرفة السنن والآثار" ك/ الحيض ب/ الْمُسْتَحَاضَةُ الْمُعْتَادَةُ (2/ 153 رقم 2176).
وأما طريق النُّعْمَان بْن الْمُنْذِر: أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" ك/ الطهارة ب/ الِاغْتِسَال مِن الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَةِ (1/ 157 رقم 210)، وفي "السنن الصغرى" ك/ الطهارة ب/ ذِكْرُ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْحَيْض (1/ 118 رقم 204)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الدَّمِ الْأَسْوَدِ، وَالدَّمِ الَّذِي لَيْسَ كَذَلِكَ هَلْ يَدُلَّانِ عَلَى حَقِيقَةِ الْحَيْضِ أَوْ عَلَى حَقِيقَةِ الِاسْتِحَاضَةِ أَمْ لَا؟ (7/ 161 رقم 2739)، وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَةِ ب/ بَيَانُ صِفَةِ قِصَّةِ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ جَحْش (1/ 267 رقم 932)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ك/ الطهارة ب/ الْمُسْتَحَاضَةِ كَيْفَ تَتَطَهَّرُ لِلصَّلَاةِ (1/ 99 رقم 621)، والطبراني في "مسند الشاميين"(2/ 392 رقم 1560).
وأما طريق أَبُو مُعَيْد حَفْص بْن غَيْلَان: أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" ك/ الطهارة ب/ الِاغْتِسَال مِن الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَةِ (1/ 157 رقم 210)، وفي ب/ ذِكْر الِاغْتِسَال مِن الْحَيْضِ (1/ 118 رقم 204)، وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَةِ ب/ بَيَانُ صِفَةِ قِصَّةِ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ جَحْش (1/ 267 رقم 932)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الدَّمِ الْأَسْوَدِ، وَالدَّمِ الَّذِي لَيْسَ كَذَلِكَ هَلْ يَدُلَّانِ عَلَى حَقِيقَةِ الْحَيْضِ أَوْ عَلَى حَقِيقَةِ الِاسْتِحَاضَةِ أَمْ لَا؟ (7/ 161 رقم
2739)، وفي "شرح معاني الآثار" ك/ الطهارة ب/ الْمُسْتَحَاضَةِ كَيْفَ تَتَطَهَّرُ لِلصَّلَاة (1/ 99 رقم 621)، والطبراني في "مسند الشاميين"(2/ 392 رقم 1560).
وأما طريق اللَّيْث بن سعد: أخرجه ابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ الطهارة ب/ الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَة (4/ 186 رقم 1353).
الوجه الثالث: الزُّهْرِي، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ عَائِشَةَ.
ورواه عَنْ الزُّهْرِيِّ بهذا الوجه: إِبْرَاهِيمُ بْنَ سَعْد، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وابْن أَبِي ذِئْب.
أما طريق إِبْرَاهِيم بْن سَعْد: أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الحيض ب/ الْمُسْتَحَاضَةِ وَغَسْلِهَا وَصَلَاتِهَا (1/ 264 رقم 334)، وأحمد في "مسنده"(42/ 351 رقم 25544)، والدارمي في "سننه" ك/ الطهارة ب/ فِي غُسْلِ الْمُسْتَحَاضَةِ (1/ 603 رقم 809)، والشافعي في "السنن المأثورة" ك/ الصلاة ب/ ما جاء في الصلاة علي الدابة (1/ 203 رقم 137)، وأبو يعلي الموصلي في "مسنده"(7/ 381 رقم 4410)، وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الحيض والاستحاضة ب/ بَيَانُ صِفَةِ قِصَّةِ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْمُسْتَحَاضَةَ الَّتِي يَغْلِبُهَا الدَّمُ وَكَانَتْ فِي مِثْلِ مَعْنَى قِصَّةِ أُمِّ حَبِيبَةَ اغْتَسَلَتْ لِكُلِّ صَلَاةٍ (1/ 267 رقم 930)، وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ الطهارة ب/ الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَةِ (4/ 184 رقم 1351)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(9/ 14)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الحيض ب/ غُسْلِ الْمُسْتَحَاضَةِ (1/ 513 رقم 1638)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" ك/ الحيض ب/ غُسْلُ الْمُسْتَحَاضَة (2/ 161 رقم 2200).
وأما طريق سُفْيَان بْن عُيَيْنَة: أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الحيض ب/ الْمُسْتَحَاضَةِ وَغَسْلِهَا وَصَلَاتِهَا (1/ 264 رقم 334)، والحميدي في "مسنده"(1/ 241 رقم 160)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(4/ 245 رقم 2062)، والشافعي في "السنن المأثورة" ك/ الصلاة ب/ ما جاء في الصلاة علي الدابة (1/ 202 رقم 135)، والنسائي في "السنن الكبرى" ك/ الطهارة ب/ ذكر الأقراء (1/ 158 رقم 213)، وفي "السنن الصغرى" ك/ الطهارة ب/ ذكر الأقراء (1/ 121 رقم 210)، وفي ك/ الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَةِ ب/ ذكر الأقراء (1/ 183 رقم 357)، وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الحيض والاستحاضة ب/ بَيَانُ صِفَةِ قِصَّةِ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْمُسْتَحَاضَةَ الَّتِي يَغْلِبُهَا الدَّمُ وَكَانَتْ فِي مِثْلِ مَعْنَى قِصَّةِ أُمِّ حَبِيبَةَ اغْتَسَلَتْ لِكُلِّ صَلَاةٍ. (1/ 269 رقم 936)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الدَّمِ الْأَسْوَدِ، وَالدَّمِ الَّذِي لَيْسَ كَذَلِكَ هَلْ يَدُلَّانِ عَلَى حَقِيقَةِ الْحَيْضِ أَوْ عَلَى حَقِيقَةِ الِاسْتِحَاضَةِ أَمْ لَا؟ (7/ 160 رقم 2738)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" ك/ الحيض ب/ غُسْلُ الْمُسْتَحَاضَةِ (2/ 161 رقم 2198).
وأما طريق ابْنُ أَبِي ذِئْب: أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده"(3/ 159 رقم 1688).
قلت: ورواه كذلك: ابْن أَبِي ذِئْب، وعَمْرِو بْن الْحَارِث، والْأَوْزَاعِي، والنُّعْمَان بْن الْمُنْذِر، وحَفْص بْن غَيْلَان، واللَّيْث، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرَة بِنْت عَبْدِ الرَّحْمَن مقرونةً بعُرْوَة، عَنْ عَائِشَة. كما سبق قبل ذلك في تخريج الوجه الثاني عَنْ ابْن شِهَاب الزُّهْرِي، عَنْ عُرْوَة.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ العَتَكيُّ: "صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (125).
3) عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ الكُوفِيُّ: "لين الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (125).
4) مُحَمَّد بن إِسْحَاق: "ثقة يدلس فلا يقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع" تقدم في حديث رقم (24).
5) الزُّهْرِيُّ: "ثقة حافظ اشتهر بالتدليس، والإرسال لكن قبل الأئمة قوله عن" تقدم في حديث رقم (16).
6) القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ التَّيْمِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَقِيلَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَدَنِيُّ.
روي عَنْ: عمته عائشة أم المؤمنين، وعبد الله بْن عباس، وعَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بن الخطاب، وآخرين.
روي عَنْه: محمد بن شهاب الزُّهْرِي، وأيوب السختياني، ويحيى بْن سَعِيد الأَنْصارِي، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال العجلي، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد العجلي: كان من خيار التابعين وفقهائهم، وزاد الذهبي: كَانَ فَقِيهًا مُجْتَهِدًا حافًظاً حُجَّةً، وَحَدِيثُهُ أَعْلَى شيءٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ، وزاد ابن حجر: أحد الفقهاء بالمدينة. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: من سَادَات التَّابِعين وَمن أفضل أهل زَمَانه علماً وفقهاً.
…
وقال البخاري: كان أفضل أهل زمانه. وقَالَ ابْن عَوْن: كَانَ الْقَاسِم ممن يأتي بالحديث بحروفه. وقال يَحْيَى بْن سَعِيد: ما أدركنا بالمدينة أحداً نفضله على القاسم. وقال أيوب: ما رأيت أفضل منه. وقال ابن عُيَيْنَة: كان أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة منهم: القاسم، وعروة، وعُمَرة. روى له الجماعة.
وقد وُصف بالإرسال: في روايته عَنْ زيد بن ثابت، وابْن مَسْعُود، زَيْنَب بنت جحش، وغيرهم. وقال العلائي: أرسل عَن جده رضي الله عنه وَذَلِكَ وَاضح لِأَن أَبَاهُ مُحَمَّدًا ولد فِي حجَّة الْوَدَاع فَكَانَ عمره حِين توفّي أَبوهُ أَبُو بكر رضي الله عنه نَحْو ثَلَاث سِنِين. وحاصله أنه "ثقة يُرسل".
(1)
7) عائشة بنت أبي بكر الصديق: "أمُّ المُؤمِنين وزوجٌ النبي صلى الله عليه وسلم " سبقت ترجمتها حديث رقم (15).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: قلت: أخرجه الشيخان في صحيحيهما وهذا كاف في إثبات صحته
.
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثالث: أخرجه الشيخان أيضاً في صحيحيهما وهذا كاف في إثبات صحته
.
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أن الحديث مداره علي ابْن شِهَاب الزُّهْرِي، واختلف عنه من وجوه:
الوجه الأول: ابْن شِهَاب الزُّهْرِي، ورواه عنه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، واختلف عنه من طرق:
الطريق الأول: مُحَمَّدِ بْن إِسْحَاقَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنِ الْقَاسِمِ بْن مُحَمَّد، عَنْ عَائِشَة، أَنَّ ابْنَةَ غَيْلَان.
ولم يروه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بهذا الوجه إلا: عَمْرُو بْن هَاشِم أَبُو مَالِك الْجَنْبِي.
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 211، "الجرح والتعديل" 7/ 118، "الثقات" لابن حبان 5/ 302، "تهذيب الكمال" 23/ 427، "تاريخ الإسلام" 3/ 183، "جامع التحصيل" 1/ 253، "التقريب" صـ 387.
الطريق الثاني: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عَائِشَة، أن أُم حَبِيبَة.
ورواه عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بهذا الوجه: يَزِيد بْن هَارُون، وأَحْمَد بْن خَالِد الْوَهْبِي، وعَبدة بن سُليمان.
قلت: ولهذا الوجه متابعات في الصحيحين كما سبق ذكرها في الوجه الثاني عَنْ ابْن شِهَاب الزُّهْرِي.
الطريق الثالث: مُحَمَّدِ بْن إِسْحَاق، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيه، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْل بْن عَمْرٍو اسْتُحِيضَتْ. ورواه عَنْ ابْنِ إِسْحَاق بهذا الوجه: يَزِيد بْن هَارُون، ومُحَمَّد بْن سَلَمَة.
الوجه الثاني: ابْن شِهَاب الزُّهْرِي، عَنْ عُرْوَة بْن الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أن أُم حَبِيبَة بنْت جَحْش.
ورواه عَنْ الزُّهْرِي بهذا الوجه: اللَّيْث بن سعد، وابْن أَبِي ذِئْب، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وصَالِح بْن أَبِي الْأَخْضَرِ، والْأَوْزَاعِي، وعُثْمَان التَّيْمِي، وعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، والنُّعْمَان بْن الْمُنْذِرِ، وحَفْص بْن غَيْلَان.
الوجه الثالث: ابْن شِهَاب الزُّهْرِي، عَنْ عَمْرَة بِنْت عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عَائِشَةَ، أن أُم حَبِيبَة.
ورواه عَنْ الزُّهْرِي بهذا الوجه: إِبْرَاهِيم بْن سَعْد، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ، وابْنُ أَبِي ذِئْب، وعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، والْأَوْزَاعِي، والنُّعْمَان بْن الْمُنْذِر، وحَفْص بْن غَيْلَانَ، واللَّيْث بن سعد.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أن الوجه الراجح عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق هو الوجه الثاني وذلك لرواية الأكثرية، وكذلك أيضاً فإن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق له متابعات في الصحيحين وغيرهما علي هذا الوجه ــ الثاني ــ كما سبق بيان ذلك.
وكذلك أيضاً يترجح صحة الوجه الثاني، والثالث عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عُرْوَة بْن الزُّبَيْرِ، وعَمْرَة بِنْت عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عَائِشَةَ، أن أُم حَبِيبَة وذلك لما يلي:
1) رواية الأكثر عدداً: فقد رواه بكلا الوجهين جماعة من الرواة.
2) رواية الأحفظ: فقد رواه بكلا الوجهين جماعة من الثقات الحفاظ.
3) إخراج الشيخان لكلا الوجهيين في صحيحيهما كما سبق بيان ذلك في التخريج.
4) ترجيح الأئمة:
- قال الدارقطني: وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ من حديث الزهري، عَنْ عُرْوَةَ وَعَمْرَةَ جَمِيعًا، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَة.
(1)
- وقال البيهقي: وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ عَنْهُمَا جَمِيعًا.
(2)
- وقال ابن عبد البر: أَكْثَرُ أَصْحَابِ ابْنِ شِهَابٍ يَقُولُونَ فِيهِ عَنْ عُرْوَةَ وَعَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ.
(3)
- وقال النووي: هَكَذَا وَقَعَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَمْرَة وهو الصواب، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ عُرْوَةَ وَعَمْرَةَ كَمَا رَوَاهُ الزُّهْرِي.
(4)
(1)
يُنظر "العلل" للدارقطني 14/ 103.
(2)
يُنظر "السنن الكبرى" للبيهقي 1/ 513.
(3)
يُنظر "التمهيد" لابن عبد البر 16/ 65.
(4)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 4/ 24.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح عَنْ ابْنِ إِسْحَاق ــــ "إسناده منكر" وذلك لمخالفة الضعيف ــــ عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ ــــ لما رواه الثقات.
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ عَنْ ابْنِ إِسْحَاق فصحيح وذلك بمتابعاته التي في الصحيحين.
وأما الحديث بالوجهين الآخَرَين الراجحين عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَمْرَة فصحيح أيضاً، وذلك لإخراج الشيخان لهما في صحيحيهما.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَلَا عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ إِلَّا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
سادساً التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: الِاسْتِحَاضَةَ جَرَيَانُ الدَّمِ مِنْ فَرْجِ الْمَرْأَةِ فِي غَيْرِ أَوَانِهِ وَأَنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ عِرْقٍ يُقَالُ لَهُ الْعَاذِلُ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ بِخِلَافِ دَمِ الْحَيْضِ فَإِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ الرَّحِمِ.
والْمُسْتَحَاضَةَ لَهَا حُكْمُ الطَّاهِرَاتِ فِي مُعْظَمِ الْأَحْكَامِ فَيَجُوزُ لِزَوْجِهَا وَطْؤُهَا فِي حَالِ جَرَيَانِ الدَّمِ وذلك عند جمهور العلماء حكاه ابن المنذر. وأما الصلاة والصيام والاعتكاف وقرآة الْقُرْآنِ وَمَسُّ الْمُصْحَفِ وَحَمْلُهُ وَسُجُودُ التِّلَاوَةِ وَسُجُودُ الشُّكْرِ وَوُجُوبُ الْعِبَادَاتِ عَلَيْهَا فَهِيَ فِي كُلِّ ذَلِكَ كَالطَّاهِرَةِ وَهَذَا مُجْمَعٌ عَلَيْهِ. ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّ مَذْهَبَنَا أَنَّ الْمُسْتَحَاضَةَ لَا تُصَلِّي بِطَهَارَةٍ وَاحِدَةٍ أَكْثَرَ مِنْ فَرِيضَةٍ وَاحِدَةٍ مؤداه كَانَتْ أَوْ مَقْضِيَّةٍ وَتَسْتَبِيحُ مَعَهَا مَا شَاءَتْ مِنَ النَّوَافِلِ قَبْلَ الْفَرِيضَةِ وَبَعْدَهَا. وَاعْلَمْ أنه لا يجب عَلَى الْمُسْتَحَاضَةِ الْغُسْلُ لِشَيْءٍ مِنَ الصَّلَاةِ وَلَا فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً فِي وَقْتِ انْقِطَاعِ حَيْضِهَا وَبِهَذَا قَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَف. وَرُوِيَ عَنِ ابن عمر وبن الزُّبَيْرِ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ أَنَّهُمْ قَالُوا يَجِبُ عَلَيْهَا أَنْ تَغْتَسِلَ لِكُلِّ صَلَاة. وروي عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ تَغْتَسِلُ كُلَّ يَوْمٍ غُسْلًا وَاحِدًا وَعَنِ الْمُسَيِّبِ وَالْحَسَنِ قَالَا تَغْتَسِلُ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ إِلَى صَلَاةِ الظُّهْرِ دَائِمًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَدَلِيلُ الْجُمْهُورِ أَنَّ الاصل عدم الوجوب فلا يجب إِلَّا مَا وَرَدَ الشَّرْعُ بِإِيجَابِهِ وَلَمْ يَصِحَّ عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَمَرَهَا بِالْغُسْلِ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً عِنْدَ انْقِطَاعِ حَيْضِهَا وَهُوَ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْتَسِلِي وَلَيْسَ فِي هَذَا مَا يَقْتَضِي تَكْرَارُ الْغُسْلِ. وَإِنَّمَا صَحَّ فِي هَذَا مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِمَا أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ جَحْشٍ رضي الله عنها اسْتُحِيضَتْ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا ذَلِكَ عِرْقٌ فَاغْتَسِلِي ثُمَّ صَلِّي فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِنَّمَا أَمَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن تَغْتَسِلَ وَتُصَلِّي وَلَيْسَ فِيهِ أَنَّهُ أَمَرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ لِكُلِّ صَلَاةٍ قَالَ وَلَا شَكَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ غُسْلَهَا كَانَ تَطَوُّعًا غَيْرَ مَا أُمِرَتْ بِهِ وَذَلِكَ وَاسِعٌ لَهَا هَذَا كَلَامُ الشَّافِعِيِّ بِلَفْظِهِ.
(1)
(1)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 4/ 17.
[139/ 789]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ الْجَنْبِيُّ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» . *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ قَتَادَةَ إِلَّا حَجَّاجٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي أَبَي قِلَابَة، ورواه عنه قَتَادَة، واختلف علي قَتَادَة من وجهين:
الوجه الأول: قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قِلَابَة، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو.
أ - تخريج الوجه الأول: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــ رواية الباب ـــــ عَنْ عَمْرُو بْن هَاشِم الْجَنْبِي.
وأحمد في "مسنده"(11/ 74 رقم 6522)، عَنْ عبد الله بْن نُمَيْر.
كلاهما: عَمْرُو بْنُ هَاشِم الْجَنْبِي، وعبد الله بْن نُمَيْر، عَنْ حَجَّاج بن أَرْطَاة، عَنْ قَتَادَة به بنحوه.
ب - متابعات للوجه الأول: فقد تابع قَتَادَة علي هذا الوجه: أَيُّوبَ السختياني.
أخرجه أحمد في "مسنده"(11/ 631 رقم 7055)، عَنْ وُهَيْب بْن خَالِد من أصح الأوجه عنه.
(1)
وعَبْد الرَّزَّاق في "مصنفه"(10/ 115 رقم 18566)، عَنْ مَعْمَر بن راشد من أصح الأوجه عنه.
(2)
كلاهما: وُهَيْب بْن خَالِد، ومَعْمَر، عَنْ أَيُّوبَ السختياني، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو.
الوجه الثاني: قَتَادَة، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
أخرجه أحمد في "مسنده"(11/ 546 رقم 6956)، (11/ 589 رقم 7014)، عَنْ حَمَّاد بن سلمة، عَنْ قَتَادَة، عَنْ شَهْر بْن حَوْشَب، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: ـــ رواية الباب
ـــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ العَتَكيُّ: "صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (125).
3) عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ: "لين الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (125).
4) حَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ بْنِ ثَوْرِ بنِ هُبَيْرَةَ بْنِ شَرَاحِيْلَ بنِ كَعْبٍ، أَبُو أَرْطَاةَ النَّخَعِيُّ الكُوْفِيُّ.
روي عَنْ: قَتَادَة، وعطاء بْن أَبي رباح، وزيد بْن جبير الطائي، وآخرين.
روي عَنْه: عَمْرُو بْن هَاشِم الْجَنْبِي، وسفيان الثوري، وحماد بْن سلمة، وآخرون.
(1)
أخرجه أبو يعلي في "معجمه"(1/ 158 رقم 113)، والطبراني في "الأوسط"(6/ 116 رقم 5970)، وفي "الكبير"(13/ 298 رقم 14079)، عَنْ وُهَيْب، عَنْ أَيُّوب، وَخَالِد، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ. قلت: قال أبو زرعة: لم يسمع أَبو قِلَابَةَ من ابن عمر شيئاً. كما سيأتي في ترجمته بعد ذلك.
(2)
أخرجه عَبْدُ الرَّزَّاق في "مصنفه"(10/ 116 رقم 18571)، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة مُرسَلاً.
أقوال أهل العلم فيه: قال الخليلي: ثقة كبير، ضعفوه لتدليسه. وقال الحاكم: وثقه شعبة وغيره من الأئمة، وأكثر ما أُخذ عليه التدليس. وقَالَ شُعْبَة: اكْتُبُوا عَنْ حَجَّاجٍ وَابْنِ إِسْحَاق، فَإِنَّهُمَا حَافِظَان. وَقَال أحمد: كَانَ من الحفاظ، فقيل له: فلم ليس هو عند الناس بذاك؟ قال: لأن في حديثه زيادة على حديث الناس، ليس يكاد له حديث إلا فيه زيادة. وقال الثوري: ما رأيت أحفظ منه. وقال مرة: ما بقي أحد أعلم بما يقول منه. وقال البزار: كان حافظاً مدلساً. وذكره ابن خلفون في الثقات، وقال: هو عندهم صدوق. وَقَال ابْن خراش: كَانَ مدلساً، وكَانَ حافظاً للحديث. وَقَال الخطيب: الحجاج أحد العلماء بالحديث والحفاظ له. وقال حماد بن زيد: كان أفهم لحديثه من الثوري. وقال مرة: كَانَ أَسْرَد لِلْحَدِيث مِن الثَّوْرِي.
- وقال ابْن مَعِين: صدوق، ليس بالقوي. وَقَال أَبُو زُرْعَة: صدوق، مدلس. وَقَال أَبُو حاتم: صدوق، يدلس عن الضعفاء يُكتب حديثه فإذا قال: حَدَّثَنَا فهو صالح لا يرتاب في صدقه وحفظه إذا بين السماع، لا يحتج بحديثه. وقال الساجي: كان مدلساً، وكان صدوقاً سيء الحفظ، متكلم فيه. وقال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ والتدليس. وقال ابن معين: صالح، وَقَال العجلي: جائز الحديث إلا أنه كَانَ صاحب إرسال، ويعيب الناس منه التدليس. وقَالَ ابنُ عَدِي: إِنَّمَا عاب النَّاس عَلَيْهِ تدليسه، عنِ الزُّهْري وعن غيره، ورُبما أخطأ في بعض الروايات فأما أن يتعمد الكذب فلا، وَهو ممن يكتب حديثه. وقال الذهبي: أحد الاعلام على لين فيه. وقَال ابْن مَعِيْن: حَجَّاج فِي قَتَادَة صَالِح.
- وقال ابن سعد، وابن معين: ضعيف. وذكره العقيلي، وابن الجارود في الضعفاء.
- وقال أبو أحمد الحاكم، والنسائي: ليس بالقوي. وَقَال يعقوب بْن شَيْبَة: واهي الحديث في حديثه اضطراب كثير، وهو صدوق. وقال الدارقطني، والحاكم: لا يحتج به. وقال أحمد: مضطرب الحديث.
- وَقَال يحيى بْن سَعِيد: الحجاج بْن أرطاة وابْن إِسْحَاقَ عندي سواء، وتركت الحجاج عمداً ولم أكتب عنه حديثاً قط. وقال ابن حبان: تَرَكَه ابْن المُبَارَك، وَيَحْيَى القَطَّان، وَعَبْد الرَّحْمَن، وَابْن مَعِيْن، وَأَحْمَد. قال الذهبي: وَهَذَا لَيْسَ بِجَيِّدٍ، وَقَدْ قَدَّمنَا عِبَارَاتِ هَؤُلَاءِ فِي حَجَّاجٍ نَعُوْذُ بِهِ تَعَالَى مِنَ التَّهوُّرِ فِي وَزنِ العُلَمَاء.
- وقد وُصف بالإرسال: في روايته عَنْ الزهري، وإبراهيم النخعي، ومكحول، وعكرمة، ومجاهد، وغيرهم.
- وقد وُصف بالتدليس: قال العجلي: إنما يعيب الناس منه التدليس. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به إلا فيما قال أنا وسمعت. وذكره ابن حجر في المرتبة الرابعة من المدلسين وهي: من اتفق على أنه لا يحتج بشئ من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع. وحاصله أنه "صدوقٌ كثير الإرسال والتدليس".
(1)
5) قَتَادة بْن دِعَامة السَّدُوْسِيُّ: "ثقة ثبت لكنه يرسل ويدلس فلا يُقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع" سبقت ترجمته في حديث رقم (92). قَالَ أَحْمَد، والفلاس: لَمْ يَسْمَعْ قَتَادَةُ مِنْ أَبِي قِلَابَة، وزاد أحمد: إِنَّمَا بَلَغَهُ عَنْهُ. وقَالَ شُعْبَة: كُنْتُ أَتَفَطَّنُ إِلَى فَمِ قَتَادَةَ إِذَا حَدَّث، فَإِذَا حَدَّثَ مَا قَدْ سَمِعَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 1/ 284، "الجرح والتعديل" 3/ 154، "المجروحين" 1/ 225، "الكامل" 2/ 518، "تهذيب الكمال" 5/ 420، "الكاشف" 1/ 113، "تاريخ الإسلام" 3/ 839، "السير" 7/ 68، "جامع التحصيل" 1/ 105، و 160، "الإكمال" 3/ 386، "طبقات المدلسين" لابن حجر 1/ 49، "التهذيب" 2/ 196، "التقريب" صـ 92.
الْمُسَيِّبِ، وَحَدَّثَنَا أَنَسٌ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ، فَإِذَا حَدَّثَ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ قَالَ: حَدَّثَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَحَدَّثَ أَبُو قِلَابَةَ.
(1)
6) عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدِ بْن عَمْرو، ويُقال: ابْن عَامِر بْن مَالِك أَبُو قِلَابَةَ الجرْمِيُّ، البَصْرِيُّ.
روي عَنْ: أَنَس بْن مَالِك، وسالم بن عبد الله بن عمر، وسمرة بن جندب، وآخرين.
روي عَنْه: قتَادَة، وقيل: لَمْ يسمع منه، وأيوب السختياني، وثابت البناني، وعاصم الأحول، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابْن سعد، والعجلي، وأبو حاتم، وابن سيرين، وابن خراش، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن حجر: فاضل كثير الإرسال. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات. روى له الجماعة.
وقَالَ سَلَمَة بن وَاصِل: مَاتَ أَبُو قِلَابَةَ رحمه الله بِالشَّامِ، فَأَوْصَى بِكُتُبِهِ لأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، فَحُمِلَتْ إِلَيْهِ، وَقَالَ أَيُّوْبُ: فَلَمَّا جَاءتْنِي الكُتُب، أَخْبَرْتُ ابْنَ سِيْرِيْنَ، وَقُلْتُ لَهُ: أُحَدِّثُ مِنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ ثُمَّ قَالَ: لَا آمُرُكَ، وَلَا أَنْهَاكَ. وقال أيوْب السِّخْتِيَانِي: أوصى أبو قلابة بكتبه إن كنتُ حياً قال: وإلا أحرقوها.
وقد وُصف بالإرسال: وممن وصفه بذلك: العجلي، وابن المديني، وابن معين، وأبو حاتم، وأبو زرعة. فقال أبو زرعة: لم يسمع من عبد الله بن عمر شيئاً. وَقَالَ الفلاس: لَمْ يَسْمَعْ قَتَادَةُ مِنْ أَبِي قِلَابَةَ. وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَا يُعْرَفُ لأَبِي قِلَابَةَ تَدْلِيْسٌ. قال الذهبي: مَعْنَى هَذَا: أَنَّهُ إِذَا رَوَى شَيْئاً عَنْ عُمَرَ أَوْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَثَلاً مُرْسَلاً لَا يَدْرِي مَنِ الَّذِي حَدَّثَهُ بِهِ، بِخِلَاف تَدْلِيْسِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ، فَإِنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ عَنْ كُلِّ ضَرْبٍ، ثُمَّ يُسْقِطُهُم، كَعَلِيِّ بنِ زَيْدٍ تِلْمِيْذِه. وحاصله أنه "ثقة كثير الإرسال".
(2)
7) عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاص: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (96).
ثانياً: دراسة الإسناد الثاني: "إسناد أحمد في "مسنده
".
1) مُؤَمَّلٌ بن إسماعيل البصري: قال ابن حجر "صدوق سيئ الحفظ".
(3)
2) حَمَّادٌ بْن سَلَمَة بن دِينَار: "ثقة يهم" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
3) قَتَادة بْن دِعَامة السَّدُوْسِي: "ثقة ثبت لكنه يرسل ويدلس فلا يُقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع" سبقت ترجمته في حديث رقم (92).
4) شَهْر بن حَوْشَب الأشعري: قال ابن حجر "صدوق كثير الإرسال والوهم".
(4)
5) عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاص: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (96).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ الحديث مداره علي أَبَي قِلَابَةَ، ورواه عنه قَتَادَةَ، واختلف علي قَتَادَةَ من وجهين:
(1)
يُنظر "العلل" لأحمد رواية ابنه عبد الله 3/ 242، "المراسيل" لابن أبي حاتم 1/ 171.
(2)
يُنظر "الجرح والتعديل" 5/ 57، "المراسيل" 1/ 109، "الثقات" لابن حبان 5/ 2، "تهذيب الكمال" 14/ 542، "السير" 4/ 468، "جامع التحصيل" للعلائي 1/ 211، "الإكمال" 7/ 366، "التقريب" صـ 246.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 487.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 210.
الوجه الأول: قَتَادَة، عَنْ أَبِي قِلَابَة، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو بنِ العَاصِ.
ورواه عَنْ قَتَادَة بهذا الوجه: حَجَّاج بن أَرْطَاة. وتابع قَتَادَةَ علي هذا الوجه: أَيُّوب السختياني.
الوجه الثاني: قَتَادَة، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَب، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو.
ورواه عَنْ قَتَادَةَ بهذا الوجه: حَمَّاد بن سلمة.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق والله أعلم أن الوجه الأول هو الوجه الراجح وذلك لما يلي:
المتابعات: فقد تابع قَتَادَةَ علي الوجه الأول: أَيُّوب السختياني.
قلت: وإن كان حَمَّاد بن سلمة راوية الوجه الثاني عَنْ قَتَادَة أوثق من حَجَّاج بن أَرْطَاةَ راوية الوجه الأول، إلا أن حَجَّاج قد تُوبع علي الوجه الأول فتابعه: وُهَيْب بْن خَالِد، ومَعْمَر بن راشد، عَنْ أَيُّوب السختياني، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو بنِ العَاصِ.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ـــ الوجه الأول الراجح ـــ "إسناده ضعيف" فيه:
1) عَمْرُو بْن هَاشِم أَبُو مَالِك الْجَنْبِي: لين الحديث.
2) وحَجَّاج بن أَرْطَاة: صدوق كثير التدليس فلا بد من تصريحه بالسماع. وهو لم يصرح.
3) وقَتَادة بْن دِعَامة السَّدُوْسِيُّ: ثقة لكنه يُرسل ويدلس فلا يُقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع. ولم يصرح ولَمْ يَسْمَعْ أيضاً مِنْ أَبِي قِلَابَةَ كما سبق بيان ذلك.
قلت: لكن للحديث متابعات صحيحة: من طريق وُهَيْب بْن خَالِد، ومَعْمَر، عَنْ أَيُّوبَ السختياني، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو كما سبق بيان ذلك في التخريج.
وللحديث متابعات قاصرة في الصحيحين أيضاً: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ.
(1)
وعلي هذا فيرتقي الحديث بمتابعاته من الضعيف إلي الحسن لغيره والله أعلم.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ قَتَادَةَ إِلَّا حَجَّاجٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ.
قلت: أما قوله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ قَتَادَةَ إِلَّا حَجَّاج: فالأمر في ذلك كما قال رحمه الله.
وأما قوله: تَفَرَّدَ بِهِ: أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِي: فليس الأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان، فلم يتفرد به أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِي بل تابعه: عبد الله بْن نُمَيْر الهمداني كما سبق بيان ذلك في التخريج، وعبد الله بْن نُمَيْر هذا قال فيه ابن حجر: ثقة صاحب حديث.
(2)
(1)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ المظالم ب/ مَنْ قَاتَلَ دُونَ مَالِهِ (3/ 136 رقم 2480)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الإيمان ب/ بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ مَنْ قَصَدَ أَخْذَ مَالِ غَيْرِهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، كَانَ الْقَاصِدُ مُهْدَرَ الدَّمِ فِي حَقِّهِ، وَإِنْ قُتِلَ كَانَ فِي النَّارِ، وَأَنَّ مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ. (1/ 124 رقم 226).
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 269.
سادساً: التعليق علي الحديث:
سبب ورود هذا الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما:
قلت: أخرج مسلم بسنده عَنْ ابْن جُرَيْج، عَنْ سُلَيْمَان الْأَحْوَل أَنَّ ثَابِتًا مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ لَمَّا كَانَ بَيْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو وَبَيْنَ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ مَا كَانَ تَيَسَّرُوا لِلْقِتَالِ، فَرَكِبَ خَالِدُ بْنُ الْعَاصِ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو فَوَعَظَهُ خَالِدٌ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ. قال ابن حجر رحمه الله: أَشَارَ بِقَوْلِهِ: مَا كَانَ. إِلَى مَا بَيَّنَهُ حَيْوَةُ فِي رِوَايَتِهِ الْمُشَارُ إِلَيْهَا فَإِنَّ أَوَّلَهَا أَنَّ عَامِلًا لِمُعَاوِيَةَ أَجْرَى عَيْنًا مِنْ مَاءٍ لِيَسْقِيَ بِهَا أَرْضاً، فَدَنَا مِنْ حَائِطٍ لِآلِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَهُ لِيُجْرِيَ الْعَيْنَ مِنْهُ إِلَى الْأَرْضِ فَأَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وَمَوَالِيهِ بِالسِّلَاحِ وَقَالُوا وَاللَّهِ لَا تَخْرِقُونَ حَائِطَنَا حَتَّى لَا يَبْقَى مِنَّا أَحَدٌ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَالْعَامِلُ الْمَذْكُورُ هُوَ عَنْبَسَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ كَمَا ظَهَرَ مِنْ رِوَايَةِ مُسْلِمٍ وَكَانَ عَامِلًا لِأَخِيهِ عَلَى مَكَّةَ وَالطَّائِف، وَالْأَرْضُ الْمَذْكُورَةُ كَانَتْ بِالطَّائِف، وَامْتِنَاعُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ ذَلِكَ لِمَا يَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنَ الضَّرَرِ فَلَا حُجَّةَ فِيهِ لِمَنْ عَارَضَ بِهِ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيمَنْ أَرَادَ أَنْ يَضَعَ جِذْعَهُ عَلَى جِدَارِ جَارِهِ وَاللَّهُ أَعْلَم.
(1)
قلت: ويفسر حديث الباب ما أخرجه مسلم بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟ قَالَ: فَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي؟ قَالَ: قَاتِلْهُ قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي؟ قَالَ: فَأَنْتَ شَهِيدٌ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: هُوَ فِي النَّارِ.
(2)
قال النووي رحمه الله: وَأَمَّا أَحْكَامُ الْبَابِ فَفِيهِ: جَوَازُ قَتْلِ الْقَاصِدِ لِأَخْذِ الْمَالِ بِغَيْرِ حَقٍّ سَوَاءٌ كَانَ الْمَالُ قَلِيلًا أو كثيرا لعموم الحديث وهذا قول الجماهير من الْعُلَمَاءِ. وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ مَالِك: لَا يَجُوزُ قَتْلُهُ إِذَا طَلَبَ شَيْئًا يَسِيرًا كَالثَّوْبِ وَالطَّعَامِ وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ وَالصَّوَابُ مَا قَالَهُ الْجَمَاهِيرُ. وَأَمَّا الْمُدَافَعَةُ عَنِ الْحَرِيمِ فَوَاجِبَةٌ بِلَا خِلَاف وَفِي الْمُدَافَعَة عَنِ النَّفْسِ بِالْقَتْلِ خِلَافٌ فِي مَذْهَبنَا وَمَذْهَبِ غَيْرِنَا وَالْمُدَافَعَة عَنِ الْمَالِ جَائِزَةٌ غَيْرُ وَاجِبَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(3)
وقال النووي أيضاً: اعْلَمْ أَنَّ الشَّهِيدَ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ أَحَدُهَا الْمَقْتُولُ فِي حرب الكفار بِسَبَبٍ مِنْ أَسْبَابِ الْقِتَالِ فَهَذَا لَهُ حُكْمُ الشُّهَدَاءِ فِي ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَفِي أَحْكَامِ الدُّنْيَا وَهُوَ أَنَّهُ لَا يُغَسَّلُ وَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ وَالثَّانِي شَهِيدٌ فِي الثَّوَابِ دُونَ أَحْكَامِ الدُّنْيَا وَهُوَ الْمَبْطُونُ وَالْمَطْعُونُ وَصَاحِبُ الْهَدْمِ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ جَاءَتِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ بِتَسْمِيَتِهِ شَهِيدًا فَهَذَا يُغَسَّلُ وَيُصَلَّى عَلَيْهِ وَلَهُ فِي الْآخِرَةِ ثَوَابُ الشُّهَدَاءِ وَلَا يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ ثَوَابِ الْأَوَّلِ وَالثَّالِثُ مَنْ غَلَّ فى الغنيمة وشبهه ممن وَرَدَتِ الْآثَارُ بِنَفْيِ تَسْمِيَتِهِ شَهِيدًا إِذَا قُتِلَ فِي حَرْبِ الْكُفَّارِ فَهَذَا لَهُ حُكْمُ الشُّهَدَاءِ فِي الدُّنْيَا فَلَا يُغَسَّلُ وَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ وَلَيْسَ لَهُ ثَوَابُهُمُ الْكَامِلُ فِي الْآخِرَةِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
(4)
(1)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 5/ 123.
(2)
أخرجه ومسلم في "صحيحه" ك/ الإيمان ب/ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ مَنْ قَصَدَ أَخْذَ مَالِ غَيْرِهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، كَانَ الْقَاصِدُ مُهْدَرَ الدَّمِ فِي حَقِّهِ، وَإِنْ قُتِلَ كَانَ فِي النَّارِ، وَأَنَّ مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ. (1/ 124 رقم 140).
(3)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 2/ 165.
(4)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 2/ 164.
[140/ 790] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ» . *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ.
أولاً: تخريج الحديث:
- أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــــ رواية الباب ــــــ، والبزار في "مسنده"(15/ 153 رقم 8485)، عَنْ مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة النَّيْسَابُورِي.
- وابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الصلاة ب/ مَنْ قَالَ: مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ (3/ 345 رقم 7510)، والترمذي في "سننه" ك/ أبواب الصلاة ب/ مَا جَاءَ أَنَّ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ قِبْلَةٌ (2/ 173 رقم 344)، وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 58)، والبغوي في "تفسيره"(1/ 163)، وفي "شرح السنة" ك/ الصلاة ب/ قِبْلَةِ مَنْ غَابَ عَنْ مَكَّة (2/ 327 رقم 446)، عَنْ الْمُعَلَّى بْن مَنْصُور.
- والطبراني في "الأوسط"(9/ 67 رقم 9140)، عَنْ إِسْحَاق بْن جَعْفَرِ بْن مُحَمَّد بْن عَلِي بْن الحُسَين.
- ثلاثتهم: مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة النَّيْسَابُورِي، والْمُعَلَّى بْن مَنْصُور، وإِسْحَاق بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِي، عَنْ عُثْمَان بْن مُحَمَّد الْأَخْنَسِي به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بن أعين، أبُو علي النَّيْسَابُورِيُّ.
روي عَنْ: عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر الْمَخْرَمِي، وزهير بن معاوية، والليث بن سعد، وآخرين.
روي عَنْه: مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة النَّيْسَابُورِي، ومحمد بن يحيى الذُّهَلي، وأبو حاتم، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن المديني، والذهبي: ضعيف. وقال المزي: كان له عبادة وفضل وصلاح لكنه ضعيف في الحديث. وقال الخليلي: ضَعِيفٌ جِدًّا. وَقَال الفلاس: فيه ضَعْف، وهو صَدُوق قد روى عنه النّاس.
- وَقَال ابن مَعِين: لَيْسَ بثقة. وَقَال أبو داود: ليس بشيءٍ، كتبت عَنْه. وَقَال النَّسَائي: متروك الحديث، ليس بثقة. وَقَال الساجي: لَيْسَ بمتقن في الحديث، تكلموا فيه. وقال أبو بكر محمد بن إدريس المكّي: ما كتبتُ عنه إلّا من أصله، وكان معروفًا بالطَّلب، وكان يُحَدِّث حفظًاً، فلعله يغلط ولا يحفظ.
- وَقَال مسلم بن الحجاج، والنسائي، والدارقطني: متروك الحديث. وقال ابن قانع: ضعيف متروك الحديث. وقال ابن حجر: متروك مع معرفته لأنه كان يتلقن. وقال صالح بن محمد جزرة: تركوا حديثه وكان رجلًا صالحًا وكل حديثه مناكير. وقال ابن عدي: يسرق الحديث. وَقَال أَبو زرعة: كان شيخاً صالحاً إلا أنه كلما لقن تلقن، وكلما قيل: إن هذا من حديثك، حدث بِهِ، يجيئه الرجل فيقول: هذا من حديث معلى الرازي وكنتَ أنتَ معه، فيحدث بها على التوهم، وترك أَبُو زُرْعَة الرواية عَنْهُ، ولم يقرأ علينا حديثه. وقَال أبو حاتم،
والبُخارِيُّ، وأبو أحمد الحاكم: روى أحاديث لا يتابع عليها. وزاد أبو حاتم: أحاديث منكرة فتغير حاله عند أهل الحديث. وقال الخطيب: له روايات منكرة عن الليث وغيره.
- وقال أحمد مرة، وابن معين: كذاب. وقال أحمد أيضاً: رأيت أحاديثه موضوعة. وقال الدارقطني: متروك يضع الحديث. وقال مرة: يكذب ويضع. وحاصله أنه "متروك الحديث".
(1)
3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَل الْمَخْرَمِيُّ.
(2)
روي عَنْ: عُثْمَان بْن مُحَمَّد الْأَخْنَسِي، وأبيه جَعْفَر بْن عَبْد الرحمن، ويزيد بْن عَبد الله بْن الهاد، وآخرين.
روي عَنْه: مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة النيسابوري، وعبد الله بْن مسلمة القعنبي، وابْن مهدي، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال أحمد: ثقة ثقة. وقال البخاري، والعجلي، وابن المديني، والترمذي، والحاكم، وأبو علي الطوسي، وبكار بن قتيبة، وابن وضاح: ثقة، وزاد البخاري: صدوق، وزاد الحاكم: مأمون. وقال البرقي: ثبت. وذكره ابن شاهين، وابن خلفون في الثقات.
وقال ابن خراش، والذهبي: صدوق. وقال أبو حاتم، وابن معين، والنسائي، وابن حجر: ليس به بأس، وَزاد ابْن مَعِين: صَدُوقٌ، وَلَيْسَ بِثَبْت. وَسئل أَبُو دَاوُدَ عنه، فَقَالَ: سمعت أَحْمَد يثبته. وقال الذهبي: كَانَ أَحْمَد يرجحه على ابن أبي ذئب لِفَضْلِهِ وَإِتْقَانِهِ. قال الذهبي: وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَإِنَّهُ أَسْرَفَ فِي تَوْهِينِهِ، وَقَالَ: كَانَ كَثِيرَ الْوَهْمِ فِي الأَخْبَارِ، حَتَّى رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ مَا لا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ، فَإِذَا سَمِعَهَا مَنِ الْحَدِيثُ صِنَاعَتُهُ شَهِدَ أَنَّهَا مَقْلُوبَةٌ، فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ. قُلْتُ ـــــ الذهبي ــــ كَيْفَ يُترَك، وَقَدِ احْتجَّ مِثْلُ الجَمَاعَةِ بِهِ، سِوَى البُخَارِي، وَوَثَّقَهُ مِثْلُ أَحْمَد. وقال ابن حجر: كذا قال ابن حبان وكأنه أراد غيره فالتبس عليه. وحاصله أنه "ثقة".
(3)
4) عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الأَخْنَسِ بْنِ شُرَيْقٍ الثَّقَفِيُّ الْأَخْنَسِي الْحِجَازِيُّ.
(4)
روي عَنْ: سَعِيد الْمَقْبُرِي، وسَعِيد بْن المُسَيَّب، وعبد الرحمن بْن هرمز الأعرج، وآخرين.
روي عَنْه: عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر الْمَخْرَمِي، وابْن أَبِي ذِئْب، وَأَبُو بَكْرِ بْن أَبِي سَبْرَة، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال البخاري، وابن مَعِين: ثقة. وقال البخاري مرة: حديث الْأَخْنَسِي في القبلة أقوى
(1)
"الجرح والتعديل" 8/ 103، "المجروحين" 2/ 298، "الكامل" 7/ 533، "سؤالات البرقاني للدارقطني" 1/ 62، "الإرشاد" 1/ 234، "تهذيب الكمال" 26/ 478، "تاريخ الإسلام" 5/ 689، "الإكمال" 10/ 362، "التهذيب" 9/ 464، "التقريب" صـ 441.
(2)
المَخْرَمِيُّ: بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْخَاء المنقوطة وَفتح الرَّاء المهملة المخففة وَفِي آخرهَا مِيم هَذِه النِّسْبَة إِلَى: الْمسور بن مخرمَة بن نَوْفَل بن أهيب بن عبد منَاف بن زهرَة الْقرشِي، والمنتسب بهذه النسبة: عبد الله بن جَعْفَر بن عبد الرَّحْمَن بن الْمسور بن مخرمَة المخرمي من أهل الْمَدِينَة. قاله السمعاني في "الأنساب" 11/ 178.
(3)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 24، "الجرح والتعديل" 5/ 22، "المجروحين" 2/ 27، "تهذيب الكمال" 14/ 372، "الكاشف" 1/ 543، "تاريخ الإسلام" 4/ 421، "السير" 7/ 328، "الإكمال" 7/ 283، "التهذيب" 5/ 171، "التقريب" صـ 241.
(4)
قال الذهبي في "الميزان" وهو إن شاء الله الذي قال أبو حاتم: عُثْمَان بْن مُحَمَّد، حدث عنه معن القزاز: مجهول. قلت ــــ الباحث ـــــ: وليس الأمر كما قال الذهبي رحمه الله، فقد ذكر ابن أبو حاتم ترجمة الْأَخْنَسِي هذا وذكر فيها قول ابن معين، وابن المديني فقط ولم يذكر شيئاً عن أبيه في حق الْأَخْنَسِي، وإنما الذي قال فيه أبو حاتم مجهول فهو: عُثْمَان بْنِ مُحَمَّد آخر ذكره ابن أبو حاتم في عقب ترجمة الْأَخْنَسِيِّ هذا، وذكر فيه قول أبيه أنه: مجهول. يُنظر "الجرح والتعديل"5/ 22، "الميزان"3/ 52.
وأصح من حديث أبي معشر. وذكره ابن حِبَّان، وابن خلفون فِي الثقات، وقال ابنُ حِبَّان: يعتبر حديثه من غير رواية المخرمي عنه؛ لأن المخرمي ليس بشيء في الحديث، قلت ــــ الباحث ـــــ وقد سبق تعقب الذهبي، وابن حجر لابن حبان فيما قاله في حق الْمَخْرَمِي.
وقال الذهبي، وابن حجر: صدوق، وزاد الذهبي: له ما ينكر، وزاد ابن حجر: له أوهام.
وقال النسائي: ليس بذاك القوي. وَقَال ابْن المديني: روى عَنْ سَعِيد بْن المُسَيَّب عَن أَبِي هُرَيْرة أحاديث مناكير. وحاصله أنه "صدوق".
(1)
5) سَعِيدُ الْمَقْبُرِي: "ثقة يُرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (134).
6) أَبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني إسناده "ضعيف جداً" فيه: مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَةَ بن أعين: متروك الحديث.
قلت: والحديث قد صح وثبت من طرق أخري غير طريق مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة بن أعين فقد رواه الْمُعَلَّى بْن مَنْصُور قال فيه ابن حجر: ثقة.
(2)
وإِسْحَاق بْن جَعْفَرِ بْن مُحَمَّد: قال فيه ابن حجر: صدوق.
(3)
كلاهما: عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِي، عَنْ عُثْمَان بْن مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِي، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة به.
وعلي هذا فالحديث من هذين الطريقين صحيح. قال الترمذي بعد أن أخرج الحديث من طريق الْمُعَلَّى بْن مَنْصُور: هذا حديث حسن صحيح.
(4)
وقال الترمذي أيضاً: قَالَ مُحَمَّد ــــــ يعني البخاري ــــــ: وَحَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ المَخْرَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَخْنَسِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَقْوَى مِنْ حَدِيثِ أَبِي مَعْشَرٍ وَأَصَحُّ.
(5)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِفْ:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن قدامة المقدسي: وَالْوَاجِبُ عَلَى سَائِرِ مَنْ بَعُدَ مِنْ مَكَّةَ طَلَبُ جِهَةِ الْكَعْبَةِ، دُونَ إصَابَةِ الْعَيْنِ. قَالَ أَحْمَدُ: مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ، فَإِنْ انْحَرَفَ عَنْ الْقِبْلَةِ قَلِيلًا لَمْ يُعِدْ، وَلَكِنْ يَتَحَرَّى الْوَسَطَ. وَبِهَذَا قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ كَقَوْلِنَا، وَالْآخَرِ: الْفَرْضُ إصَابَةُ الْعَيْنِ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ
(1)
يُنظر "الثقات" 7/ 203، "تهذيب الكمال"19/ 488، "ميزان الاعتدال" 3/ 52، "الإكمال" 9/ 184، "التقريب" صـ 327.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 473.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 40.
(4)
يُنظر "سنن الترمذي" 2/ 173.
(5)
يُنظر "سنن الترمذي"2/ 172.
فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}
(1)
وَلِأَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِ التَّوَجُّهُ إلَى الْكَعْبَةِ، فَلَزِمَهُ التَّوَجُّهُ إلَى عَيْنِهَا، كَالْمُعَايِنِ. وَلَنَا، قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَظَاهِرُهُ أَنَّ جَمِيعَ مَا بَيْنَهُمَا قِبْلَةٌ، وَلِأَنَّهُ لَوْ كَانَ الْفَرْضُ إصَابَةَ الْعَيْنِ، لَمَا صَحَّتْ صَلَاةُ أَهْلِ الصَّفِّ الطَّوِيلِ عَلَى خَطٍّ مُسْتَوٍ، وَلَا صَلَاةُ اثْنَيْنِ مُتَبَاعِدَيْنِ يَسْتَقْبِلَانِ قِبْلَةً وَاحِدَةً، فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَتَوَجَّهَ إلَى الْكَعْبَةِ مَعَ طُولِ الصَّفِّ إلَّا بِقَدْرِهَا. فَإِنْ قِيلَ: مَعَ الْبَعِيدِ يَتَّسِعُ الْمُحَاذِي. قُلْنَا: إنَّمَا يَتَّسِعُ مَعَ تَقَوُّسِ الصَّفِّ، أَمَّا مَعَ اسْتِوَائِهِ فَلَا. وَشَطْرَ الْبَيْتِ: نَحْوَهُ وَقِبَلَهُ.
(2)
وقال القرطبي رحمه الله: لَا خِلَافَ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ أَنَّ الْكَعْبَةَ قِبْلَةٌ فِي كُلِّ أُفُقٍ، وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ مَنْ شَاهَدَهَا وَعَايَنَهَا فُرِضَ عَلَيْهِ اسْتِقْبَالُهَا، وَأَنَّهُ إِنْ تَرَكَ اسْتِقْبَالَهَا وَهُوَ مُعَايِنٌ لَهَا وَعَالِمٌ بِجِهَتِهَا فَلَا صَلَاةَ لَهُ، وَعَلَيْهِ إِعَادَةُ كُلِّ مَا صَلَّى. وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ كُلَّ مَنْ غَابَ عَنْهَا أَنْ يَسْتَقْبِلَ نَاحِيَتَهَا وَشَطْرَهَا وَتِلْقَاءَهَا، فَإِنْ خَفِيَتْ عَلَيْهِ فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَدِلَّ عَلَى ذَلِكَ بِكُلِّ مَا يُمْكِنُهُ مِنَ النُّجُومِ وَالرِّيَاحِ وَالْجِبَالِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُمْكِنُ أَنْ يُسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى نَاحِيَتِهَا. وَاخْتَلَفُوا هَلْ فَرْضُ الْغَائِبِ اسْتِقْبَالُ الْعَيْنِ أَوِ الْجِهَةِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ بِالْأَوَّلِ. قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: وَهُوَ ضَعِيفٌ، لِأَنَّهُ تَكْلِيفٌ لِمَا لَا يَصِلُ إِلَيْهِ. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ بِالْجِهَةِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ لِثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ: الْأَوَّل: أَنَّهُ الْمُمْكِنُ الَّذِي يَرْتَبِطُ بِهِ التَّكْلِيفُ. الثَّانِي: أَنَّهُ الْمَأْمُورُ بِهِ فِي الْقُرْآنِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}
(3)
وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ" يَعْنِي مِنَ الْأَرْضِ مِنْ شَرْقٍ أَوْ غَرْبٍ". الثَّالِثُ: أَنَّ الْعُلَمَاءَ احْتَجُّوا بِالصَّفِّ الطَّوِيلِ الَّذِي يُعْلَمُ قَطْعًا أَنَّهُ أَضْعَافُ عَرْضِ الْبَيْتِ.
(4)
وقال أبو الحسن عبيد الله الرحماني المباركفوري: قال العلامة الشيخ أحمد محمد شاكر في تعليقه على الترمذي: إن المراد بقوله: ما بين المشرق والمغرب قبلة، أن الفرض على المصلى إذا كان بعيداً عن الكعبة أن يتوجه جهتها، لا أن يصيب عينها على اليقين، فإن هذا محال أو عسير انتهى. وقال العراقي: ليس هذا عاماً في سائر البلاد، وإنما هو بالنسبة إلى المدينة المشرفة وما وافق قبلتها، قال: ولسائر البلدان من السعة في القبلة مثل ذلك بين الجنوب والشمال ونحو ذلك. وقال الأثرم: سألت أحمد عن معنى الحديث فقال: هذا في كل البلدان إلا بمكة عند البيت فإنه إن زال عنه شيئاً وإن قل فقد ترك القبلة، ثم قال: هذا المشرق وأشار بيده وهذا المغرب وأشار بيده وما بينهما قبلة. قلت: فصلاة من صلى بينهما جائزة؟ قال: نعم. وينبغي أن يتحرى الوسط. قال ابن عبد البر: وإنما تضيق القبلة كل الضيق على أهل المسجد الحرام، وهي لأهل مكة أوسع قليلاً، ثم هي لأهل الحرم أوسع قليلاً ثم لأهل الآفاق من السعة على حسب ما ذكرنا.
(5)
(1)
سورة البقرة آية رقم: 144.
(2)
يُنظر "المغني" لابن قدامة المقدسي 2/ 101.
(3)
سورة البقرة آية رقم: 144.
(4)
يُنظر "تفسير القرطبي" الجامع لأحكام القرآن 2/ 160.
(5)
يُنظر "مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" 2/ 422.
[141/ 791]ـــ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: نا أَبُو كُرْزٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كُرْزٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: دِيَةُ الذِّمِّيِّ دِيَةُ الْمُسْلِمِ.
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ نَافِعٍ إِلَّا أَبُو كُرْزٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ.
(1)
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي نَافِع مَوْلي ابْن عُمَر، واختلف عليه في متنه من وجهين:
الوجه الأول: نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَر، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: دِيَةُ الذِّمِّيِّ مثل دِيَةُ الْمُسْلِمِ.
ورواه عَنْ نَافِع مولي ابن عمر بهذا الوجه: عَبْد اللَّه بْن كُرْز الْقُرَشِيُّ.
أخرجه الدارقطني في "سننه" ك/ الحدود والديات (4/ 175 رقم 3287)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 178 رقم 16352)، وابن الجوزي في "التحقيق في مسائل الخلاف"(10/ 30 رقم 2181)، عَنْ أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي. والدارقطني في "سننه" ك/ الحدود والديات (4/ 147 رقم 3243)، عَنْ أَبي أَحْمَد بْن عَبْدُوس. كلاهما: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، وأَبُو أَحْمَدَ بْن عَبْدُوس، عَنْ عَلِي بْن الْجَعْدِ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن كُرْز به بنحوه.
الوجه الثاني: نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: دِيَةُ الذِّمِّيِّ نِصْفُ دِيَةُ الْمُسْلِمِ.
ورواه عَنْ نَافِع مولي ابن عمر بهذا الوجه: أَشْعَثَ بن سَوار الكِنْديُّ.
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(7/ 309 رقم 7582).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة الإسناد الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ بنِ عُبَيْدٍ الجوْهرِيُّ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (91).
3) عَبْدُ اللَّهِ بْنِ كُرْزٍ بْنِ جَابِرٍ، أَبُو كُرْز الْقُرَشِي الْفِهْرِيُّ.
روي عَنْ: نَافع مولي بْنِ عُمَر، والزُّهْرِي، ويَزِيدَ بْنِ رُومَان.
روي عَنْه: عَلِي بْن الْجَعْد، والمعافى بن سُلَيْمَان الْحَرَّانِي، وعَبْدُ الصَّمَد بْن النُّعْمَان.
أقوال أهل العلم فيه: قَالَ أَبُو زرْعَة ضَعِيف الحَدِيث. وقال البرقاني: سألت الدَّارَقُطْنِي عنه فقلت ثقة قال: لا ولا كرامة. وقال ابن معين: ليس بشيء لا أعرفه، روى حديثًا مُنْكراً. وقال العقيلي: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ البخاري، والدَّارَقُطْنِيّ، وأَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ، والبيهقي، والذهبي: مَتْرُوك. وقال الذهبي: أنكر ما له عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً دية الذمي دية المسلم. وَقَالَ ابْن حبَان يَأْتِي عن الثِّقَات بِمَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم وَلَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. وقال الدارقطني مرة: مجهول، وقال ابن طاهر المقدسي: كَذَّابٌ.
(1)
(ق/ 46/ أ).
وحاصله أنه "متروك الحديث".
(1)
4) نافع مولى عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
5) عَبد اللَّهِ بْن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني:
1) مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَامِرٍ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُؤَذِّنُ الْمَدِينِيُّ: ذكره أبو الشيخ الأصبهاني في تاريخه وسكت عنه. وقال الذهبي: مُكِثر عَنْ أَبِيهِ، وعمّه. وقال الهيثمي في إسناد هو فيه: فيه جماعة لم أعرفهم. وحاصله أنه "مجهول الحال".
(2)
2) إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَامِر: قال أبو الشيخ: مِنْ خِيَارِ النَّاسِ. وقال أبو نعيم: كَانَ خَيِّرًا فَاضِلا.
(3)
3) عَامِرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن واقد الأصبهاني المؤذن: قال ابن حجر: ثقة.
(4)
4) النَّضْر بْن عَبْد اللَّهِ الْأَزْدِي أَبُو غَالِبٍ: قال أبو الشيخ الأصبهاني: لَمْ يُحَدِّثْ عَنْهُ إِلَّا عَامِرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعِنْدَهُ أَحَادِيثُ غَرَائِب. وقال ابن حجر: مجهول.
(5)
5) الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ الثوري: قال ابن حجر: ثقة فقيه عابد رُمي بالتشيع.
(6)
6) أَشْعَثُ بْنُ سَوار الكندي: قال ابن حجر: ضعيف.
(7)
7) نافع مولى عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
8) عَبد اللَّهِ بْن عُمَر بن الخطاب: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
مما سبق يتبين لنا أنَّ هذا الحديث مداره علي نَافِع، واختلف عليه في متنه من وجهين:
الوجه الأول: نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: دِيَةُ الذِّمِّي مثل دِيَةُ الْمُسْلِمِ.
ورواه عَنْ نَافِع بهذا الوجه: عَبْد اللَّه بْن كُرْز أَبُو كُرْز الْقُرَشِي وهو: متروك الحديث.
الوجه الثاني: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: دِيَةُ الذِّمِّيِّ نِصْف دِيَةُ الْمُسْلِمِ.
ورواه عَنْ نَافِع بهذا الوجه: أَشْعَث بن سَوار الكندي، وهو: ضعيف.
قلت: ومما سبق يتبين لنا أن الحديث بكلا الوجهين لم يثبت عن نافع، فَرَاوِيَة الوجه الأول متروك،
(1)
يُنظر "الضعفاء" للعقيلي 2/ 275، "الجرح والتعديل" 5/ 145، "المجروحين" 2/ 17، "سؤالات البرقاني للدارقطني" 1/ 39، "العلل" للدارقطني 15/ 357، "السنن الصغير" للبيهقي 3/ 247، "تاريخ بغداد" 11/ 232، "تذكرة الحفاظ" لابن طاهر المقدسي 1/ 196، "الضعفاء والمتروكون" لابن الجوزي 2/ 136، "تاريخ الإسلام" 4/ 667، "المغني" 1/ 516، "لسان الميزان" 4/ 519.
(2)
يُنظر "أخبار أصبهان" 2/ 257، "تاريخ أصبهان" 7/ 283، "مجمع الزوائد" 6/ 337.
(3)
يُنظر "طبقات أصبهان" لأبي الشيخ الأصبهاني 2/ 83، "أخبار أصبهان" لأبو نعيم 1/ 174.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 230.
(5)
يُنظر "طبقات أصبهان" لأبي الشيخ الأصبهاني 2/ 81، "التقريب" صـ 493.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 101.
(7)
يُنظر "التقريب" صـ 52.
وَرَوِايَة الوجه الثاني ضعيف ولا يُحتمل منه التفرد عن مثل نافع، ونافع من المكثرين فأين أصحاب نافع الثقات الحفاظ؟.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول ــــ "إسناده ضعيف جداً" فيه: عَبْدُ اللَّهِ بْنِ كُرْزٍ بْنِ جَابِرٍ أَبُو كُرْز الْقُرَشِي: متروك الحديث.
أحكام العلماء علي الحديث بهذا الوجه:
قال ابن حبان: هَذَا خبر باطل لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مَوْضُوع لَا شكّ.
(1)
وقال الدارقطني: هَذَا بَاطِلٌ، لَا أَصْلَ لَهُ.
(2)
وقال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ أَبُو كُرْزٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَهَذَا أَنْكَرُ حَدِيثٍ رَوَاهُ.
(3)
وذكره السيوطي في "اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة".
(4)
وذكره ابن عراق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة". ثم قال: قال الذهبي في ترجمة عَبْدُ اللَّهِ بْنِ كُرْزٍ الْقُرَشِي: أَنْكَرْ ما له عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَر رضي الله عنهما مرفوعاً دِيَةُ الذِّمِّيِّ دِيَةُ الْمُسْلِمِ. قال ابن عراق: فقضية هَذَا أَنه مُنكر لَا مَوْضُوع
(5)
قلت: وأما الحديث بالوجه الثاني "فإسناده ضعيف" فيه: أَشْعَث بن سَوار الكندي: ضعيف، ولا يُحتمل منه التفرد عن مثل نافع، وفي الطريق إلي أشعث مجهولان.
قلت: لكن صح متن الحديث بالوجه الثاني من شواهد أخري من أمثلها:
حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ دِيَةُ الْكَافِرِ نِصْفُ دِيَةِ الْمُسْلِمِ.
(6)
قال الترمذي: حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو فِي هَذَا البَابِ حَدِيثٌ حَسَن.
(7)
وقال الخطابي: لا بأس بإسناده.
(8)
(1)
يُنظر "المجروحين" لابن حبان 2/ 18.
(2)
يُنظر "تعليقات الدارقطني على المجروحين لابن حبان" 1/ 146.
(3)
يُنظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 6/ 337.
(4)
يُنظر "اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" للسيوطي 2/ 160.
(5)
يُنظر "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة" لابن عراق 2/ 226.
(6)
أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الديات ب/ مَنْ قَالَ دية الذِّمِّيُّ عَلَى النِّصْف (9/ 140 رقم 27900)، وأحمد في "مسنده"(11/ 288 رقم 6692)، وابن ماجة في "سننه" ك/ أبواب الجنايات ب/ دِيَةِ الْكَافِرِ (3/ 661 رقم 2644)، وأبو داود في "سننه" ك/ الجنايات ب/ في دية الذمي (6/ 641 رقم 4583)، والترمذي في "سننه" ك/ الديات عن رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم ب/ مَا جَاءَ فِي دِيَةِ الكُفَّارِ (4/ 25 رقم 1413)، والدارقطني في "سننه" ك/ الحدود والديات (4/ 221 رقم 3359)، والبيهقي في "السنن الصغير" ك/ الديات ب/ دِيَةِ أَهْلِ الذِّمَّةِ (3/ 247 رقم 3077)، وابن عبد البر في "الاستذكار" ك/ العقول ب/ مَا جَاءَ فِي دِيَةِ أَهْلِ الذِّمَّةِ (25/ 163 رقم 37479، 37480)، والبغوي في "شرح السنة" ك/ القصاص ب/ دِيَةِ أَهلِ الْكِتَابِ (10/ 202 رقم 2542)، وابن الجوزي في "التحقيق في مسائل الخلاف"(10/ 33 رقم 2184)، كلهم من طُرق عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّه.
(7)
يُنظر "سنن الترمذي" 4/ 25.
(8)
يُنظر "معالم السنن" للخطابي 4/ 37.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ نَافِعٍ إِلَّا أَبُو كُرْزٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان فقد تفرد عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ برواية هذا الحديث، عَنْ عَبْد اللَّه بْن كُرْز، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَر مرفوعاً بلفظ: دِيَةُ الذِّمِّيِّ مثل دِيَةُ الْمُسْلِمِ.
وقد رواه أَشْعَث بن سَوار الكندي، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَر مرفوعاً بلفظ: دِيَةُ الذِّمِّيِّ نِصْف دِيَةُ الْمُسْلِمِ.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال الخطابي رحمه الله تعليقاً علي حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ دِيَةُ الْكَافِرِ نِصْفُ دِيَةِ الْمُسْلِمِ:
قال: ليس في دية أهل الكتاب شيء أبين من هذا، وإليه ذهب عمر بن عبد العزيز، وعروة بن الزبير، وهو قول مالك، وابن شبرمة، وأحمد غير أن أحمد قال: إذا كان القتل خطأ فإن كان عمداً لم يقد به ويضاعف عليه باثني عشر ألفاً. وقال أبو حنيفة وأصحابه وسفيان الثوري ديته دية المسلم وهو قول الشعبي والنخعي ومجاهد، وروي ذلك عن عمر وابن مسعود رضي الله عنهما. وقال الشافعي وإسحاق بن راهويه: ديته الثلث من دية المسلم وهو قول ابن المسيب والحسن وعكرمة. وروي ذلك أيضاً عن عمر رضي الله عنه خلاف الرواية الأولى وكذلك عن عثمان بن عفان رضي الله عنه. قلت ـــــ الخطابي ـــــ وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى ولا بأس بإسناده، وقد قال به أحمد ويعضده حديث آخر وقد رويناه فيما تقدم من طريق حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال كانت قيمة الدية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانمائة دينار وثمانية آلاف درهم، ودية أهل الكتاب يومئذ النصف.
(1)
(1)
يُنظر "معالم السنن" للخطابي 4/ 37.
[142/ 792]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا [الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ]
(1)
قَالَ: نا أَبِي قَالَ: نا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ:{وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}
(2)
قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ جُمُعَةٍ خَطِيبًا، فَقَالَ:«قُمْ يَا فُلَانُ فَاخْرُجْ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ، اخْرُجْ يَا فُلَانُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ» ، فَأَخْرَجَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ، فَفَضَحَهُمْ، وَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ شَهِدَ تِلْكَ الْجُمُعَةَ لِحَاجَةٍ كَانَتْ لَهُ، فَلَقِيَهُمْ عُمَرُ وَهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْمَسْجِدِ فاخْتَبَأَ مِنْهُمُ اسْتِحْيَاءً أَنَّهُ لَمْ يَشْهَدِ الْجُمُعَةَ، وَظَنَّ أَنَّ النَّاسَ قَدِ انْصَرَفُوا، واخْتَبَئُوا هُمْ مِنْ عُمَرَ، وَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ عِلْمَ بِأَمْرِهِمْ، فَدَخَلَ عُمَرُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا النَّاسُ لَمْ يَنْصَرِفُوا. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَبْشِرْ يَا عُمَرُ، فَقَدْ فَضَحَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ الْيَوْمَ، فَهَذَا الْعَذَابُ الْأَوَّلُ، وَالْعَذَابُ الثَّانِي عَذَابُ الْقَبْرِ.
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ السُّدِّيِّ إِلَّا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه الطبري في "جامع البيان عن تأويل آي القرآن"(11/ 644)، عن الْحُسَيْن بْن عَمْرٍو الْعَنْقَزِي، به.
وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم مسندًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين"(6/ 1870 رقم 10303)، عَنْ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّان. وأبو نعيم الأصبهاني في "صفة النفاق ونعت المنافقين من السنن المأثورة عَنْ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "(1/ 188 رقم 178)، عَنْ ابْن رَاهَوَيْه.
كلاهما (القطان، وابن راهويه) عَنْ عمرو العنقزي، بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ.
روي عَنْ: أبيه عَمْرِو بْن مُحَمَّد، وإبراهيم بن يوسف بن إسحاق، ويونس بن بكير، وآخرين.
روي عَنْه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، والْحُسَيْن بْن عَلِي الْخَلَّال، ومُحَمَّد بْن عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِي، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو زرعة: كان لا يصدق. وقال أبو حاتم: لين يتكلمون فيه. وقال أبو داود كتبت عنه ولا أحدث عنه. وحاصله أنه "ضعيف الحديث".
(3)
(1)
في الأصل "الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عَمْرِو" هكذا مقلوباً والصواب ما أثبته، والتصويب من مصادر ترجمته وهو علي الصواب في "مجمع البحرين"(6/ 33 رقم 3334).
(2)
سورة التوبة آية رقم: 101.
(3)
يُنظر "الضعفاء" لأبو زرعة 3/ 802، "الجرح والتعديل" 3/ 61، "الثقات" 8/ 187، "لسان الميزان" 3/ 200.
3) عَمْرِو بْنُ مُحَمَّد الْعَنْقَزِيُّ
(1)
القرشي، أَبُو سَعِيد الكُوْفِيُّ.
روي عَنْ: أَسْبَاط بْن نَصْر الهمداني، والثوري، وإسرائيل بْن يونس السبيعي، وآخرين.
روي عَنْه: ابنه الْحُسَيْن بْن عَمْرِو، وإسحاق بْن راهويه، وعلي بْن المديني، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال أحمد، والعجلي، والنَّسَائي، وابن الأثير، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد العجلي: جائز الحديث، وزاد الذهبي: محدّث مشهور. وذكره ابنُ حِبَّان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات.
وقال ابْن مَعِين: ليس بِهِ بأس. وقال أبو حاتم: محله الصدق. وحاصله أنه "ثقة".
(2)
4) أَسْبَاطُ بْنُ نَصْر الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ صَاحِبُ السُّدِّي، أبو يوسف، ويُقال: أبو نصر الكُوْفِيُّ.
روي عَنْ: السُّدِّي، ومنصور بْن المعتمر، وسماك بْن حرب، وآخرين.
روي عَنْه: عَمْرِو بْنِ مُحَمَّد الْعَنْقَزِي، وعبد الله بْن صالح العجلي، وعامر بْن الفرات، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابْن مَعِين: ثقة. وذكره ابن حبان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات.
- وقال البخاري، والذهبي، وابن حجر: صدوق، وزاد ابن حجر: كثير الخطأ يُغرب.
- وقال أبو زرعة: أما حديثه فيعرف وينكر. وأما في نفسه، فلا بأس به، وعاب أبو زرعة على مسلم إخراج حديث أسباط هذا. وَقَال أبو نعيم الفضل بن دكين: لم يكن به بأس، غير أنه كان أهوج. وقال موسى بن هارون: لم يكن به بأس. روى له الجماعة عدا البخاري ففي الأدب المفرد.
- وقال حرب بْن إِسْمَاعِيل: قلت لأحمد: كيف حديثه؟ قال: ما أدري وكأنه ضعفه. وقال عبدالله بن أحمد: سَأَلت أبي عَنه فَقَالَ مَا كتبت من حَدِيثه عَن أحد شَيْئاً وَلم أره عرفه ثمَّ قَال: وَكِيع وَأَبُو نعيم يحدثان عَن مَشَايِخ الْكُوفَة وَلم أرهما يحدثان عَنهُ. وقال الساجي: روى أحاديث لا يتابع عليها عن سماك. وَقَال الفضل بن دكين: أحاديثه عامته سقط مقلوب الأسانيد. وَقَال النَّسَائي: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو نعيم الأصبهاني: كان يقلب الحديث. وحاصله أنه "صدوق كثير الخطأ يُغرب".
(3)
5) إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، السُّدِّيُّ
(4)
الكبير
(5)
أَبُو مُحَمَّدٍ القرشي الْكُوفِي الْمُفَسِّر.
روي عَنْ: أَنَس بْن مالك، وعبد اللَّه بْن عباس، وسعد بْن عُبَيدة، وآخرين.
(1)
الْعَنْقَزِيُّ: بِفَتْح الْعين وَسُكُون النُّون وَفتح الْقَاف وَفِي آخرهَا زَاي هَذِه النِّسْبَة إِلَى العَنْقَز وَهُوَ المرزنجوش وَقيل الريحان وَهُوَ الشاه أسفرم ينْسب إِلَيْهِ: أَبُو سعيد عَمْرو بن مُحَمَّد الْعَنْقَزِي الْقرشِي كَانَ يَبِيع العنقز أَو يزرعه. يُنظر "اللباب" 2/ 362.
(2)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 185، "الجرح والتعديل" 6/ 262، "الثقات" 8/ 482، "تهذيب الكمال" 22/ 220، "الكاشف" 2/ 87، "تاريخ الإسلام" 4/ 1176، "الإكمال" 10/ 254، "التقريب" صـ 363.
(3)
"العلل" لأحمد 2/ 95، "الضعفاء" لأبو زرعة 2/ 464، "الجرح والتعديل" 2/ 332، "الثقات" 6/ 85، "الثقات" لابن شاهين 1/ 43، "تهذيب الكمال" 2/ 357، "ديوان الضعفاء" 1/ 69، "الإكمال" 2/ 64، "التهذيب" 1/ 211، "التقريب" صـ 38.
(4)
السُدِّيُّ: بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَتَشْديد الدَّال هَذِه النِّسْبَة إِلَى السدة وَهِي الْبَاب وَإِنَّمَا نسب السّديّ الْكَبِير إِلَيْهَا لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيع الْخمر بسدة الْجَامِع بِالْكُوفَةِ واشتهر بِهَذِهِ النِّسْبَة جمَاعَة مِنْهُم: إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ذُؤَيْب وَقيل ابْن أبي كَرِيمَة السّديّ الْأَعْوَر مولى زَيْنَب بنت قيس بن مخرمَة حجازي الأَصْل سكن الْكُوفَة، وَكَانَ ثِقَة مَأْمُوناً. يُنظر "الأنساب" 7/ 62.
(5)
قال الذهبي: أَمَّا السُّدِّي الصَّغِيْر، فَهُو: مُحَمَّد بن مَرْوَان الكُوْفِي، أَحَد المَتْرُوْكِيْن. يُنظر "السير" 5/ 265.
روي عَنْه: أَسْبَاط بْن نَصْر الْهَمْدَانِي، وسفيان الثوري، وشعبة بْن الحجاج، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال أحمد، والعجلي، والسمعاني: ثقة، وزاد السمعاني: مأمون. وذكره ابن حبان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات. روى له الجماعة سوى البخاري.
- وقال الساجي، وابن حجر: صدوق، وزاد الساجي: فيه نظر، وزاد ابن حجر: يهم.
- وَقَال يحيي بن سعيد، والنسائي: ليس به بأس، وزاد يَحْيَى بْن سَعِيد: ما سمعت أحداً يذكره إلا بخير، وما تركه أحد. وقَال ابْن عدي: هو عندي مستقيم الحديث، صدوق لا بأس به. وقال أحمد: أنه ليحسن الحديث، إلا أن هذا التفسير الذي يجيء به قد جعل له إسناداً واستكلفه. وقال الذهبي: حسن الحديث. وَقَال أحمد: مُقَارِبُ الْحَدِيثِ. وقال ابن نمير، والنسائي: صالح الحديث، وزاد ابن نمير: يكتب حديثه.
- وَقَال أَبُو زُرْعَة: لين. وقال أحمد مرة، وابْن مَعِين، وابن مهدي، والعقيلي: ضعيف. وَقَال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال الطبري: لا يحتج بحديثه. وحاصله أنه "صدوق حسن الحديث".
(1)
6) غَزْوَانُ أَبُو مَالِكٍ الْغِفَارِيُّ الكُوْفِيُّ. وَهُوَ بِالْكُنْيَةِ أَشْهَر.
روي عَنْ: عَبْد اللَّه بْن عَبَّاسٍ، والبراء بْن عازب، وعبد الرحمن بْن أبزى، وآخرين.
روي عَنْه: السُّدِّي، وحصين بْن عَبْد الرَّحْمَن، وسلمة بْن كهيل، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال العجلي، وابْن مَعِين، وابن حجر: ثقة. وذكره ابنُ حِبَّان في الثقات. وحاصله أنه "ثقة".
(2)
7) عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بن عم النَبِي صلى الله عليه وسلم: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64)
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: أَسْبَاط بْن نَصْر: صدوق كثير الخطأ والإغراب - كما قال ابن حجر - وقد انفرد بالحديث - كما قال الطبراني، وكما هو ظاهر في التخريج - وليس مثله ممن يحتمل تفرده.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ السُّدِّيِّ إِلَّا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
يُنظر "الضعفاء" لأبو زرعة 3/ 795، "الجرح والتعديل" 2/ 184، "الثقات" لابن حبان 4/ 20، "تهذيب الكمال" 3/ 132، "الكاشف"1/ 247، "الميزان"1/ 236، "الإكمال"2/ 187، "التهذيب"1/ 313، "التقريب" صـ 48.
(2)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 423، "الثقات" لابن حبان 5/ 293، "تهذيب الكمال" 23/ 100، "التقريب" صـ 378.
[143/ 793]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا الْفَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: نا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَى خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ إِلَّا مُعْتَمِرٌ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مدراه علي الْحَسَن البصري، واختلف عنه من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: رواه مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، واختلف عنه من طريقين:
الطريق الأول: مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيه، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ.
ورواه عَنْ مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان بهذا الطريق: الْفَيْض بْن وَثِيق، وعُبَيْد اللهِ بْن مُعَاذ الْعَنْبَرِي، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصنعاني، وعُبَيْد بْن عُبَيْدَة التمار، ونَصْر بْن عَلِي أبو عمرو الأزدي.
أما طريق الْفَيْض بْن وَثِيق: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ــــــ، وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الْأَيْمَان ب/ بَيَانُ الْخَبَرِ الْمُعَارِضِ لِتَكْفِيرِ الْيَمِينِ قَبْلَ الْحِنْثِ الْمُوجِبَةِ كَفَّارَتُهَا بَعْدَ الْحِنْثِ (4/ 38 رقم 5949)، عَنْ أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَنْ الْفَيْض بْن وَثِيق، عَنْ الْمُعْتَمِر به.
وأما طريق عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذِ الْعَنْبَرِيُّ: أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الْأَيْمَانِ ب/ نَدْبِ مَنْ حَلَفَ يَمِينًا فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، أَنْ يَأْتِيَ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَيُكَفِّرُ عَنْ يَمِينِهِ (3/ 1273 رقم 1652). والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الأيمان ب/ الْكَفَّارَةِ قَبْلَ الْحِنْثِ (10/ 90 رقم 19959).
وأما طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصنعاني: أخرجه النسائي في "الكبرى" ك/ الأيمان والنذور ب/ الْكَفَّارَةَ قَبْلَ الْحِنْثِ (4/ 439 رقم 4706)، وفي "السنن الصغرى" ك/ الأيمان والنذور ب/ الْكَفَّارَةُ قَبْلَ الْحِنْثِ (7/ 10 رقم 3782)، والقضاعي في "مسند الشهاب" ب/ مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى خَيْرًا مِنْهَا فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ لِيَفْعَلَ الَّذِي هُوَ خَيْر (1/ 310 رقم 520).
وأما طريق عُبَيْدُ بْنُ عُبَيْدَة التمار: أخرجه أبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الأيمان ب/ وُجُوبِ حَنْثِ الْيَمِينِ إِذَا رَأَى الْحَالِفُ خَيْرًا مِنْهَا وَكَفَّارَتُهَا، وَعَلَى أَنَّ الْكَفَّارَةَ قَبْلَ الْحِنْثِ (4/ 28 رقم 5914)
وأما طريق نَصْرُ بْنُ عَلِي الأزدي: أخرجه أبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الأيمان ب/ بَيَانُ الْخَبَرِ الْمُعَارِضِ لِتَكْفِيرِ الْيَمِينِ قَبْلَ الْحِنْثِ الْمُوجِبَةِ كَفَّارَتُهَا بَعْدَ الْحِنْثِ (4/ 38 رقم 5950).
متابعات للطريق الأول: فقد تابع المُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان علي هذا الوجه: يُوسُف بْن يَعْقُوب السَّدُوسِي.
أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الأيمان ب/ مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِه (10/ 55 رقم 19841).
الطريق الثاني: المُعْتَمِر، عَنْ يُونُسَ بْن عُبَيْد، عَنِ الْحَسَن، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ.
ورواه عَنْ المُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان بهذا الوجه: مُحَمَّد بْن عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِي، ومُسَدَّد بْن مُسَرْهَد.
أما طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ: أخرجه الترمذي في "سننه" ك/ النذور والأيمان ب/ مَا جَاءَ فِيمَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا (4/ 106 رقم 1529).
وأما طريق مُسَدَّد: أخرجه ابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ الأيمان ب/ ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِأَنَّ الْحَالِفَ مَأْمُورٌ بِالْكَفَّارَةِ عِنْدَ تَرْكِهِ الْيَمِينَ إِذَا رَأَى ذَلِكَ خَيْرًا لَهُ مِنَ الْمُضِيِّ فِيهِ (10/ 189 رقم 4348).
متابعات للوجه الثاني: فقد تابع المُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان علي هذا الوجه: عَبْد الوَارِث بن سعيد، وحَمَّاد بْن زَيْد، وهُشَيْم، وإِسْمَاعِيل بن علية، وسُفْيَان الثوري، وخَالِد بْن عَبْدِ الله.
أما متابعة عَبْد الوَارِث بن سعيد: أخرجها البخاري في "صحيحه" ك/ الأحكام ب/ مَنْ لَمْ يَسْأَلِ الإِمَارَةَ أَعَانَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا (9/ 63 رقم 7147)
وأما متابعة حَمَّاد بْن زَيْد: أخرجها مسلم في "صحيحه" ك/ الْأَيْمَانِ ب/ نَدْبِ مَنْ حَلَفَ يَمِينًا فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، أَنْ يَأْتِيَ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَيُكَفِّرُ عَنْ يَمِينِهِ (3/ 1273 رقم 1652)، وأحمد في "مسنده"(34/ 266 رقم 20623)، والطبراني في "الأوسط"(8/ 86 رقم 8047)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الأيمان ب/ الْكَفَّارَةِ بَعْدَ الْحِنْثِ (10/ 87 رقم 19947)، والدارقطني في "حديث أبي الطاهر"(1/ 27 رقم 57).
وأما متابعة هُشَيْم بن بشير: أخرجها مسلم في "صحيحه" ك/ الْأَيْمَانِ ب/ نَدْبِ مَنْ حَلَفَ يَمِينًا فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، أَنْ يَأْتِيَ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَيُكَفِّرُ عَنْ يَمِينِهِ (3/ 1273 رقم 1652)، وأحمد في "مسنده"(34/ 221 رقم 20616) وأبو داود في "سننه" ك/ الأيمان والنذور ب/ الرَّجُلِ يُكَفِّرُ قَبْلَ أَنْ يَحْنَثَ (5/ 173 رقم 3277)، وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ الأيمان ب/ ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَرْكِ طَلَبِ الْإِمَارَةِ حَذَرَ قِلَّةِ الْمَعُونَةِ عَلَيْهَا (10/ 332 رقم 4479)، والبيهقي في "الكبرى" ك/ الأيمان ب/ مَا جَاءَ فِي الْيَمَينِ الْغَمُوسِ (10/ 63 رقم 19873)، وفي ب/ الْكَفَّارَةِ بَعْدَ الْحِنْثِ (10/ 86 رقم 19946)، وفي ك/ آداب القاضي ب/ كَرَاهِيَةِ طَلَبِ الْإِمَارَةِ وَالْقَضَاءِ وَمَا يُكْرَهُ مِنَ الْحِرْصِ عَلَيْهِمَا وَالتَّسَرُّعِ إِلَيْهِمَا، وَأَنَّهُ إِذَا ابْتُلِيَ بِهِمَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ كَانَ الْأَمْرُ أَسْهَل، وَإِلَى النَّجَاةِ أَقْرَبَ (10/ 171 رقم 20247).
وأما متابعة إِسْمَاعِيل بن علية: أخرجها أحمد في "مسنده"(34/ 223 رقم 20618).
وأما متابعة سُفْيَان الثوري: أخرجها الدارمي في "سننه" ك: النُّذُور وَالْأَيْمَان ب/ مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا (3/ 1513 رقم 2392).
وأما متابعة خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله: أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" ك/ آداب القاضي ب/ كَرَاهِيَةِ طَلَبِ الْإِمَارَةِ وَالْقَضَاءِ وَمَا يُكْرَهُ مِنَ الْحِرْصِ عَلَيْهِمَا وَالتَّسَرُّعِ إِلَيْهِمَا، وَأَنَّهُ إِذَا ابْتُلِيَ بِهِمَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ كَانَ الْأَمْرُ أَسْهَلَ، وَإِلَى النَّجَاةِ أَقْرَب (10/ 171 رقم 20247)
الوجه الثاني: عَنْ الْحَسَن البصري مرسلاً.
ورواه عَنْ الْحَسَن البصري بهذا الوجه: إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِد.
أخرجه أبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الْأَيْمَانِ ب/ بَيَانُ الْخَبَرِ الْمُعَارِضِ لِتَكْفِيرِ الْيَمِينِ قَبْلَ الْحِنْثِ
الْمُوجِبَةِ كَفَّارَتُهَا بَعْدَ الْحِنْثِ (4/ 38 رقم 5948).
الوجه الثالث: الْحَسَنُ، عَنْ عِمْرَان بْن حُصَيْن الْخُزَاعِي.
ورواه عَنْ الْحَسَن البصري بهذا الوجه: سَعِيد بْن زَرْبِي.
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(4/ 196 رقم 3956)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 409).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الطريق الأول من الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) الْفَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ الثَّقَفِيُّ: "ضعيف يعتبر به" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
3) مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَان التَّيْمِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (101).
4) سُلَيْمَانُ بْنُ طَرْخَانَ التَّيْمِيُّ، أَبُو الْمُعْتَمِرِ الْقَيْسِيُّ الْبَصْرِيُّ.
روي عَنْ: الحسن البَصْرِي، وأنس بْن مالك، وبَكْر بْن عَبد اللَّهِ المزني، وغيرهم.
روي عَنْه: ابنه مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، وسفيان الثوري، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن سعد، وأحمد، وابن معين، والعجلي، وابْن مَعِين، والنَّسَائي، وابن حجر: ثقة. وقال الذهبي: أحد الأثبات. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات. وقال ابن حبان: من عباد أهل البصرة وصالحيهم ثقة وإتقاناً وحفظاً وسنة. وقال الثوري: حفاظ البَصْرِيّين ثلاثة منهم: سُلَيْمان التَّيْمِي. وقال شعبة: ما رأيت أحدًا أصدق من سُلَيْمان التَّيْمِي. وَقَال مرة: شك ابن عون، وسُلَيْمان التَّيْمِيّ يقين. روى له الجماعة.
وصفه بالإرسال: قال أبو زرعة: لم يسمع من عكرمة. وقال أبو حاتم: لا أعلمه سمع من سعيد بن المسيب.
وصفه بالتدليس: قال ابن معين: كان يدلس. وقال الذهبي: قيل: إنه كان يدلس عن الحسن وغيره ما لم يسمعه. وذكره ابن حجر في المرتبة الثانية من مراتب المدلسين. وحاصله أنه "ثقة يُرسل".
(1)
5) الحَسَنُ البَصْرِيُّ: "ثقة كثير التدليس والإرسال فلابد من تصريحه بالسماع" تقدم في حديث رقم (84).
6) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَمُرَةَ بنِ حَبِيْبٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلَابٍ، أَبُو سَعِيْدٍ القُرَشِيُّ، العَبْشَمِيُّ.
روي عَنْ: النَبِي صلى الله عليه وسلم، ومعاذ بن جبل.
روي عَنْه: ابن عباس، وسعيد بن المسيب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وغيرهم.
قال البخاريّ: له صحبة، وكان إسلامه يوم الفتح، وشهد غزوة تبوك مع النبيّ صلى الله عليه وسلم، ثم شهد فتوح العراق، وهو الّذي افتتح سجستان وكابل وغيرهما في خلافة عثمان ثم نزل البصرة.
(2)
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 1/ 430، "الجرح والتعديل" 4/ 124، "المراسيل" 1/ 84، "الثقات" 4/ 300، "تهذيب الكمال" 12/ 5، "الميزان" 2/ 212، "جامع التحصيل" 1/ 188، "الإكمال" 6/ 70، "طبقات المدلسين" 1/ 33، "التقريب" صـ 192.
(2)
يُنظر "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 4/ 1816، "الاستيعاب" 2/ 835، "أسد الغابة" 3/ 450، "الإصابة" 6/ 490.
ثانياً: دراسة إسناد الطريق الثاني من الوجه الأول: "إسناد الترمذي في سننه
".
1) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ: قال ابن حجر: ثقة.
(1)
2) مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَان التَّيْمِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (101).
3) يُونُسُ بْنُ عُبَيْد بْن دينار العبدي: قال ابن حجر: ثقة ثبت فاضل ورع.
(2)
4) الحَسَنُ البَصْرِيُّ: "ثقة كثير التدليس والإرسال فلابد من تصريحه بالسماع" تقدم في حديث رقم (84).
5) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَمُرَةَ: "صحابي" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد أبو عوانة
".
1) الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ: قال الذهبي: صدوق حسن الحديث.
(3)
2) إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْس: قال ابن حجر: صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه.
(4)
3) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بن حنطب: قال ابن حجر: صدوق.
(5)
4) عبد الله بْنِ شُبْرُمَة بن الطفيل الضبي: قال ابن حجر: ثقة فقيه.
(6)
5) إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِد البجلي: قال ابن حجر: ثقة ثبت.
(7)
6) الحَسَنُ البَصْرِيُّ: "ثقة كثير التدليس والإرسال فلابد من تصريحه بالسماع" تقدم في حديث رقم (84).
دراسة إسناد الوجه الثالث: "إسناد الطبراني في الأوسط".
1) عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ يُعْرَفُ بِعَلِيَّكَ: قال الخليلي: حَافِظٌ، مُتْقِنٌ صَاحِبُ غَرَائِبَ. وقال الدارقطني: ليس بذاك تفرد بأشياء. وقال ابن يونس: كان يفهم ويحفظ.
(8)
2) بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيُّ: قال الدارقطني: ثقة.
(9)
3) سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيُّ: قال ابن حجر: منكر الحديث.
(10)
4) الحَسَنُ البَصْرِيُّ: "ثقة كثير التدليس والإرسال فلا بُد من تصريحه بالسماع" تقدم حديث رقم (84).
5) عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ الْخُزَاعِيُّ: "صحابي".
(11)
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 425.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 542.
(3)
يُنظر "تاريخ الإسلام" 6/ 761.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 47.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 300.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 249.
(7)
يُنظر "التقريب" صـ 46.
(8)
يُنظر "الإرشاد" 1/ 437.
(9)
يُنظر "سؤالات السلمي للدارقطني" 1/ 132.
(10)
يُنظر "التقريب" صـ 175.
(11)
يُنظر "التقريب" صـ 365.
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مدراه علي الْحَسَن البصري، واختلف عنه من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: رواه مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، واختلف عنه من طريقين:
الطريق الأول: مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيه، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ.
ورواه عَنْ مُعْتَمِر بهذا الطريق: الْفَيْض بْن وَثِيق، وعُبَيْد اللهِ بْن مُعَاذ الْعَنْبَرِي، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، وعُبَيْدُ بْنُ عُبَيْدَة، ونَصْر بْن عَلِي. وهذا الوجه أخرجه مسلم في "صحيحه" من طريق عُبَيْد اللهِ بْن مُعَاذ الْعَنْبَرِي.
الطريق الثاني: المُعْتَمِر، عَنْ يُونُسَ بْن عُبَيْد، عَنِ الْحَسَن، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ.
ورواه عَنْ المُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان بهذا الوجه: مُحَمَّد بْن عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِي، ومُسَدَّد بْن مُسَرْهَدٍ.
وقد تابع المُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان علي هذا الوجه: عَبْد الوَارِث بن سعيد، وحَمَّادُ بْنُ زَيْد، وهُشَيْم، وإِسْمَاعِيل، وسُفْيَان الثوري، وخَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله. وهذه المتابعات في الصحيحين وغيرهما كما سبق بيان ذلك.
الوجه الثاني: عَنْ الْحَسَن البصري مرسلاً.
ورواه عَنْ الْحَسَن بهذا الوجه: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد وهو ثقة ثبت. لكن في الطريق إليه: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس: قال ابن حجر: صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه. وقال في هدي الساري: لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح من أجل ما قدح فيه النسائي وغيره إلا أن شاركه فيه غيره فيعتبر فيه.
(1)
الوجه الثالث: الْحَسَنُ، عَنْ عِمْرَان بْن حُصَيْن الْخُزَاعِي.
ورواه عَنه بهذا الوجه: سَعِيدُ بْنُ زَرْبِي. قال ابن حجر: منكر الحديث. قال الطبراني: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيث عَنْ عِمْرَان إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: سَعِيد. وقَال ابن عدي: ولَا أَعْلَمُ يَرْوِيهِ عَنِ الْحَسَنِ غَيْرَ سَعِيد.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أنَّ الوجه الراجح هو الوجه الأول بكلا طريقيه وذلك للقرائن الأتية:
1) رواية الأكثرية، والأحفظية كما سبق بيان ذلك.
2) إخراج الشيخان لهذا الوجه في صحيحهما.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول الراجح ـــ "إسناده ضعيف" فيه: الْفَيْضُ بْنُ وَثِيق ضعيف يُعتبر به. قلت: لكن تابعه عُبَيْد اللهِ بْن مُعَاذ الْعَنْبَرِي وغيره وهذه المتابعة أخرجها مسلم في "صحيحه" كما سبق بيان ذلك في التخريج.
وعلي هذا فيرتقي الحديث بمتابعاته من الضعيف إلي الحسن لغيره والله أعلم.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ إِلَّا مُعْتَمِرٌ.
(1)
يُنظر "هدي الساري" 1/ 391.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي: مَنْ حَلَفَ عَلَى فِعْلِ شَيْءٍ أَوْ تَرْكِهِ وَكَانَ الْحِنْثُ خَيْرًا مِنَ التَّمَادِي عَلَى الْيَمِينِ اسْتُحِبَّ لَهُ الْحِنْثُ وَتَلْزَمُهُ الْكَفَّارَةُ وَهَذَا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ لَا تَجِبُ عَلَيْهِ الْكَفَّارَةُ قَبْلَ الْحِنْثِ وَعَلَى أَنَّهُ يَجُوزُ تَأْخِيرُهَا عَنِ الْحِنْثِ وَعَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ تَقْدِيمُهَا عَلَى الْيَمِينِ وَاخْتَلَفُوا فِي جَوَازِهَا بَعْدَ الْيَمِينِ وَقَبْلَ الْحِنْثِ فَذهب إلي جواز ذلك جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ لَكِنْ قَالُوا يُسْتَحَبُّ كَوْنُهَا بَعْدَ الْحِنْثِ وَاسْتَثْنَى الشَّافِعِيُّ التَّكْفِيرَ بِالصَّوْمِ فَقَالَ لَا يَجُوزُ قَبْلَ الْحِنْثِ لِأَنَّهُ عِبَادَةٌ بَدَنِيَّةٌ فَلَا يَجُوزُ تَقْدِيمُهَا عَلَى وَقْتِهَا كَالصَّلَاةِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ. وَأَمَّا التَّكْفِيرُ بِالْمَالِ فَيَجُوزُ تَقْدِيمُهُ كَمَا يَجُوزُ تَعْجِيلُ الزَّكَاة. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ وَأَشْهَبُ الْمَالِكِيُّ لَا يَجُوزُ تَقْدِيمُ الْكَفَّارَةِ عَلَى الْحِنْثِ بِكُلِّ حَالٍ وَدَلِيلُ الْجُمْهُورِ ظَوَاهِرُ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ وَالْقِيَاسُ عَلَى تَعْجِيلِ الزَّكَاةِ.
(1)
(1)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 11/ 108.
[144/ 794]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ قَالَ: نا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْوُضُوءُ مِنْ جَرٍّ
(1)
جَدِيدٍ مُخَمَّرٍ
(2)
أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ [مِنَ]
(3)
الْمَطَاهِرِ
(4)
؟ فَقَالَ: «لَا، بَلْ مِنَ الْمَطَاهِرِ، إِنَّ دِينَ اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ» . قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَبْعَثُ إِلَى الْمَطَاهِرِ، فَيُؤْتَى بِالْمَاءِ، فَيَشْرَبُهُ، يَرْجُو بَرَكَةَ أَيْدِي الْمُسْلِمِينَ.
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ إِلَّا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبِي رَوَّاد، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَر بنحوه بزيادة: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَبْعَثُ إِلَى الْمَطَاهِرِ، فَيُؤْتَى بِالْمَاءِ، فَيَشْرَبُهُ، يَرْجُو بَرَكَةَ أَيْدِي الْمُسْلِمِين.
ورواه عَنْ عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبِي رَوَّاد بهذا الوجه: حَسَّان بْن إِبْرَاهِيم الْكِرْمَانِي.
أخرجه ابن عدي في "الكامل"(3/ 259)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(8/ 203)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 104 رقم 977)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ب/ في الطهارات. فضل الوضوء (3/ 30 رقم 2791).
الوجه الثاني: عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي رَوَّادَ، عَنْ مُحَمَّد بْنِ وَاسِعٍ الأَزْدِيِّ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بنحوه دون الزيادة السابقة في الوجه الأول.
ورواه عَنْ عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبِي رَوَّاد بهذا الوجه: عَبْد الرَّزَّاق، ووَكِيع، وخلاد بن يحيى.
أما طريق عَبْد الرَّزَّاق: فأخرجه هو في "مصنفه" ك/ الطهارة ب/ الْوُضُوءِ عَنِ الْمَطَاهِرِ (1/ 74 رقم 238).
وأما طريق وَكِيع بن الجراح: أخرجه ابن عدي في "الكامل"(3/ 259).
وأما طريق خلاد بن يحيى بن صفوان: فذكره أبو نعيم في "حلية الأولياء"(8/ 203).
ثانياً: دراسة الإسناد:
(1)
قال ابن الأثير: الجَرُّ والجِرَار: جَمْعُ جَرَّةٌ، وَهُوَ الْإِنَاءُ الْمَعْرُوفُ مِنَ الفَخَّار. يُنظر "النهاية" 1/ 260.
(2)
مُخَمَّر: مُغَطًّى. يُنظر "لسان العرب" 4/ 258.
(3)
ما بين المعقوفتين ليس في الأصل بل استدراك من "مجمع البحرين"(1/ 310 رقم 376). ومما يدل علي صحة ما استدركناه من هذه الزيادة قوله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك: لَا، بَلْ مِنَ الْمَطَاهِرِ. ولم يقل لَا، بَلْ الْمَطَاهِرِ، والله أعلم.
(4)
قال ابن منظور: والمِطْهَرةُ: الإِناءُ الَّذِي يُتَوَضَّأُ بِهِ ويُتَطَهَّر بِهِ. والمِطْهَرةُ: الإِداوةُ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ، وَالْجَمْعُ المَطَاهِر. وكلُّ إِناء يُتَطَهَّر مِنْهُ مِثْلُ سَطْل أَو رَكْوة، فَهُوَ مِطْهَرة. يُنظر "لسان العرب" لابن منظور 4/ 506.
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) مُحْرِزُ بْنُ عَوْن بن أَبي عون الهِلالِيُّ، أبو الفضل البَغْدَادِيُّ.
روي عَنْ: حَسَّان بْن إِبْرَاهِيم الْكِرْمَانِي، وعبد الله بْن المبارك، ومالك بْن أنس، وآخرين.
روي عَنْه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، ومسلم، وأَحْمَد بْن حنبل، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن سعد، وابن معين، وابن قانع، وصالح الأسدي، وأبو محمد بن الأخضر: ثقة، وزاد ابن سعد: ثبت، وزاد: ابن الأخضر: لابأس به. وذكره ابن حِبَّان، وابن شاهين في الثقات.
وقال ابن حجر: صدوق. وَقَال النَّسَائي: لا بأس به. وَقَال إبراهيم بْن عَبد اللَّهِ بْن الجنيد: نعيت لابْن مَعِين محرز بْن أَبي عون، فاستغفر له وترحم عليه، وَقَال: كان شيخ صدق، لا بأس به. وحاصله أنه "ثقة".
(1)
3) حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيم بْن عَبد اللَّه الْكِرْمَانِيُّ،
(2)
أَبُو هِشَامٍ العنزي الكُوْفِيُّ، قَاضِي كرْمَان.
روي عَنْ: عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي رَوَّاد، وسفيان الثوري، ويونس بْن يزيد الأيلي، وآخرين.
روي عَنْه: مُحْرِز بْن عَوْن، وعفان بْن مسلم، وعلي بْن المديني، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن معين، وابن المديني، والدارقطني، والذهبي: ثقة. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات. وقال ابن حبان: ربما أخطأ. روى له الْبُخَارِيّ، ومسلم، وأبو داود.
- وقال ابن حجر: صدوق يُخطئ. وقال حرب بْن إِسْمَاعِيل الكرماني: سمعت أَحْمَد يوثق حسان بن إبراهيم، ويقول: حديثه حديث أهل الصدق. وَقَال ابْن مَعِين، وأبو زرعة، وابن عدي: ليس بِهِ بأس.
- وقال أبو جعفر العقيلي: في حديثه وهم. وَقَال النَّسَائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: حدث بإفرادات كثيرة، وهو عندي من أهل الصدق إلاَّ أنه يغلط في الشيء وليس ممن يظن به أنه يتعمد في باب الرواية إسناداً أو متناً وإنما هو وهم منه، وَهو عندي لا بأس به. وحاصله أنه "صدوق يخطئ"
(3)
4) عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي رَوَّاد، وَاسْمُ أَبِيْهِ مَيْمُوْن، وَقِيْلَ: أَيْمَن بن بَدْرٍ المَكِّيُّ، مَوْلَى المُهَلَّبِ بنِ أَبِي صُفْرَة.
روي عَنْ: نَافِع مولي بْن عُمَر، وسالم بن عَبد الله بن عُمَر، وعكرمة مولى بن عباس، وآخرين.
روي عَنْه: حَسَّان بْن إِبْرَاهِيم الْكِرْمَانِي، وسفيان الثوري، وعبد الله بْن المبارك، وآخرون.
(1)
يُنظر "الثقات" 9/ 191، "تهذيب الكمال" 27/ 279، "الإكمال" 11/ 94، "التهذيب" 10/ 57، "التقريب" صـ 454.
(2)
الكِرْمَانِيُّ: بكسر الكاف وقيل بفتحها وسكون الراء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بلدان شتى مثل خبيص وجيرفت والسيرجان، يقال لجميعها: كرمان، وقيل: بفتح الكاف، وهو الصحيح غير أنه اشتهر بكسر الكاف، والنسبة إليه كرماني، وممن اشتهر بهذه النسبة: حسان بن إِبْرَاهِيم الْكرْمَانِي. قاله السمعاني في "الأنساب" 10/ 400.
(3)
"الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 170، "الضعفاء الكبير" للعقيلي 1/ 255، "الجرح والتعديل" 3/ 238، "الثقات" 6/ 224، "الكامل" 3/ 253، "تهذيب الكمال" 6/ 8، "الكاشف" 1/ 320، "الإكمال" 4/ 53، "التهذيب" 2/ 245، "التقريب" صـ 97.
أقوال أهل العلم فيه: قال العجلي، وابْن مَعِين، وأبو حاتم، ويحيى بْن سَعِيد القطان، والحاكم، والذهبي: ثقة، وَزاد أَبُو حاتم: صدوق متعبد، وزاد القطان: ليس ينبغي أن يترك حَدِيثه لرأي أخطأ فِيه.
- وقال الساجي، وابن حجر: صدوق، وزاد ابن حجر: ربما وهم. وَقَال النَّسَائي: ليس به بأس. وَقَال أَحْمَد: صالح الحديث، وليس هو في التثبت مثل غيره. وقال الدارقطني: هو متوسِّطُ الحديثِ رُبما وَهِمَ في حديثِه.
- وقال ابن الجنيد: ضعيف. وَقَال ابن عدي: في بعض أحاديثه ما لا يُتابع عليه. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رَوَى عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ نُسْخَةً مَوْضُوْعَةً، وَكَانَ يُحَدِّثُ بِهَا تَوَهُّماً، لَا تَعَمُّداً. قال الذهبي: الشَّأْنُ فِي صِحَّةِ إِسْنَادِهَا إِلَى عَبْدِ العَزِيْزِ، فَلَعَلَّهَا قَدْ أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ. وحاصله أنه "ثقة".
(1)
5) نافع مولى عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
6) عَبد اللَّهِ بْن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد عَبْد الرَّزَّاق في مصنفه
".
1) عَبْدُ الْعَزِيز بْنُ أَبِي رَوَّاد: "ثقة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
2)
…
مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ بْن جَابِر بْن الأخْنَس الأَزْدِي: قال ابن حجر: ثقة عابد كثير المناقب.
(2)
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي رَوَّاد، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَر مرفوعاً بنحوه بزيادة: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَبْعَثُ إِلَى الْمَطَاهِرِ، فَيُؤْتَى بِالْمَاءِ، فَيَشْرَبُهُ، يَرْجُو بَرَكَةَ أَيْدِي الْمُسْلِمِين.
ولم يروه عَنْ عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبِي رَوَّادَ بهذا الوجه إلا: حَسَّان بْن إِبْرَاهِيم الْكِرْمَانِي. وهو صدوق.
الوجه الثاني: عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبِي رَوَّادَ، عَنْ مُحَمَّد بْنِ وَاسِعٍ الأَزْدِيِّ مُرسلاً بنحوه دون الزيادة السابقة في الوجه الأول.
ورواه عَنْ عَبْد الْعَزِيزِ بهذا الوجه: عَبْد الرَّزَّاقِ، ووَكِيع بن الجراح، وخلاد بن يحيى بن صفوان.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق والله أعلم أن الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الأتية:
1) رواية الأكثر عدداً: فقد رواه بالوجه الثاني جماعة من الرواة وهذا بخلاف الوجه الأول.
2) رواية الأحفظ: فرواة الوجه الثاني أوثق وأحفظ من رَاوِيَةْ الوجه الأول.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده شاذ" فيه: حَسَّان بْن إِبْرَاهِيم الْكِرْمَانِي تفرد وخالف الثقات في روايتهم للحديث مرسلاً.
(1)
"العلل" لأحمد 2/ 484، "الثقات" 2/ 96، "الجرح والتعديل" 5/ 394، "الكامل" 6/ 507، "سؤالات السلمي للدارقطني" 1/ 257، "تهذيب الكمال" 18/ 136، "الكاشف" 1/ 655، "ميزان الاعتدال" 2/ 628، "التهذيب" 6/ 338، "التقريب" صـ 298.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 445.
قلت: ذكر ابن عدي هذا الحديث ــــــ رواية الباب بالوجه الأول ــــــ وغيره من الأحاديث عَنْ حَسَّان بْن إِبْرَاهِيم. ثم قال: ولم أجد له أنكر مما ذكرته من هذه الأحاديث وحسان عندي من أهل الصدق إلاَّ أنه يغلط في الشيء وليس ممن يظن به أنه يتعمد في باب الرواية إسناداً أو متناً وإنما هو وهم منه، وَهو عندي لا بأس به.
(1)
وقال أبو نعيم: غَرِيبٌ تَفَرَّدَ بِهِ حَسَّان بْن إِبْرَاهِيم لَمْ نَكْتُبْهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ مُحْرِزٍ.
(2)
وقال الحافظ العراقي: حَدِيث قيل لَهُ صلى الله عليه وسلم الْوضُوء من جَرٍّ مُخَمَّرٍ أحب إِلَيْك أَو من هَذِه الْمَطَاهِر الَّتِي يتَطَهَّر مِنْهَا النَّاس؟ فَقَالَ: بل من هَذِه الْمَطَاهِر، التماسا لبركة أَيدي الْمُسلمين. أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه ضعف.
(3)
وأما الحديث بالوجه الثاني ـــ الراجح ـــ فضعيف لإرساله. عدا قوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ دِينَ اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ" فله شواهد مرفوعة منها ما أخرجه البخاري في "صحيحه" معلقاً من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ.
(4)
قال ابن حجر: بَاب قَوْل النَّبِي صلى الله عليه وسلم أحب الدّين إِلَى الله تَعَالَى الحنيفية السمحة. هَذَا الحَدِيث لم يذكرهُ إِلَّا هُنَا وَلم يسق لَهُ إِسْنَادًا وَقد وَصله الْمُؤلف فِي كتاب الْأَدَب الْمُفْرد وَأحمد فِي مُسْنده من حَدِيث عِكْرِمَة عَن ابن عَبَّاس، وَله شَاهد مُرْسل فِي طَبَقَات ابن سعد وَفِي الْبَاب عَن أُبَي وَجَابِر وابن عمر وَأبي هُرَيْرَة وَغَيرهم.
(5)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ إِلَّا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان فقد انفرد حَسَّان بْن إِبْرَاهِيم برواية هذا الحديث عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ. كما في الوجه الأول المرجوح. قال أبو نعيم: غَرِيبٌ تَفَرَّدَ بِهِ حَسَّان بْن إِبْرَاهِيم. ورواه عَبْد الرَّزَّاقِ، ووَكِيع، عَنْ ابْن أَبِي رَوَّاد، عَنْ مُحَمَّد بْنِ وَاسِعٍ مُرسلاً كما في الوجه الثاني الراجح.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قَالَ ابن عبد البر رحمه الله: رُوِّينَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَجَرِيرِ بن عبد الله أنهم كانوا يتوضؤون مِنَ الْمَطَاهِرِ الَّتِي يَتَوَضَّأُ مِنْهَا الْعَوَامُّ وَيُدْخِلُونَ أَيْدِيَهُمْ فِيهَا وَلَا يَغْسِلُونَهَا
(1)
يُنظر "الكامل" لابن عدي 3/ 253.
(2)
يُنظر "الحلية" لأبو نعيم 8/ 203.
(3)
يُنظر "المغني عن حمل الأسفار في الأسفار، في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" للحافظ العراقي 1/ 690.
(4)
أخرجه البخاري في "صحيحه" معلقاً ك/ الإيمان ب/ الدِّينُ يُسْرٌ وَقَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى اللَّهِ الحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ (1/ 16)، وفي "الأدب المفرد"(1/ 104 رقم 287)، وأحمد في "مسنده"(4/ 16 رقم 2107)، والحربي في "غريب الحديث"(1/ 291)، والطبراني في "الأوسط"(1/ 300 رقم 1006)، وفي الكبير". (11/ 277 رقم 11572، 11571).
(5)
يُنظر فتح الباري" لابن حجر 1/ 20.
وَذَكَرَ وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ وَمِسْعَرٌ عَنْ مُزَاحِمِ بْنِ زُفَرَ قَالَ قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ أَكُوزٌ مُخَمَّرٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَتَوَضَّأَ بِهِ أَمْ مِنَ الْمَطْهَرَةِ الَّتِي يُدْخِلُ فِيهَا الْجَزَّارُ يَدَهُ قَالَ لَا بَلِ الْمَطْهَرَةُ الَّتِي يُدْخِلُ فِيهَا الْجَزَّارُ يَدَهُ. وَذَكَرَ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَامٍ بَعْضَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ فِي الْوُضُوءِ مِنَ الْمَطَاهِرِ ثُمَّ قَالَ هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ أَهْلِ الْحِجَازِ وَالْعِرَاقِ إِنَّ هَذِهِ الْمَطَاهِرَ لَا يُنَجِّسُهَا وُضُوءُ النَّاسِ مِنْهَا. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ عِنْدَنَا. قَالَ وَمَعْنَى الْمَطَاهِرِ هَذِهِ السِّقَايَاتُ الَّتِي تَكُونُ فِيهَا الْحِيَاضُ فَيَتَوَضَّأُ مِنْهَا الصَّادِرُ وَالْوَارِدُ وَإِنَّمَا أَرَادَتِ الْعُلَمَاءُ مِنْ هذا أنهم رأوا أن إدخالهم أَيْدِيَهُمْ فِي الْمَاءِ لَا يُفْسِدُهُ قَالَ وَعَلَى هَذَا أَمْرُ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ رَجُلًا لَوْ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ قَبْلَ غَسْلِهَا لَمْ يُنَجِّسْ ذَلِكَ مَاءً إِلَّا أَنَّهُ مُسِيءٌ فِي تَرْكِ غلسها لِأَنَّ السُّنَّةَ أَنْ يَبْدَأَ بِغَسْلِهَا قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهَا الْإِنَاء.
(1)
(1)
يُنظر "التمهيد" لابن عبد البر 18/ 258.
[145/ 795]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ ثَابِتٌ الْأَعْرَجُ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «[لَا تَزَالُ]
(1)
هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا إِذَا قَالَتْ صَدَقَتْ، وَإِذَا حَكَمَتْ عَدَلَتْ، وَإِذَا اسْتُرْحِمَتْ رَحِمَتْ».
*لَمْ يَرْوِ ثَابِتٌ الْأَعْرَجُ عَنْ أَنَسٍ حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا، وَلَا رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ إِلَّا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الرِّجَال، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: ابْنُ أَبِي الرِّجَال، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَة، عَنْ ثَابِت الْأَعْرَج، عَنْ أَنَس.
ورواه عَنْ ابْن أَبِي الرِّجَال بهذا الوجه: عُبَيْد بْن جَنَّاد الْحَلَبِي، وسُوَيْد بْن سَعِيد.
أما طريق عُبَيْد بْن جَنَّاد: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي"(1/ 409 رقم 601).
كلاهما: الطبراني، والرامهرمزي، عَنْ الْحُلْوَانِي، عَنْ عُبَيْد بْن جَنَّاد، عَنْ ابْن أَبِي الرِّجَال به.
وأبو يعلي الموصلي في "مسنده"(7/ 98 رقم 4040)، والجصاص في "أحكام القرآن"(3/ 176) عَنْ عُبَيْد بْن جَنَّاد الْحَلَبِي، عَنْ ابْن أَبِي الرِّجَال به بمثله.
وأما طريق سُوَيْدُ بْنُ سَعِيد: أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(1/ 345 رقم 270).
الوجه الثاني: ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ ثَابِت بن قَيس، عَنْ أَنَس.
ورواه عَنْ ابْن أَبِي الرِّجَال: الحكم بن موسى.
أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(1/ 599 رقم 335).
الوجه الثالث: ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ ثَابِت البُنَاني، عَنْ أَنَس.
ورواه عَنْ ابْن أَبِي الرِّجَال بهذا الوجه: ابن هشام الحلبي كما ذكره الخطيب في "المتفق والمفترق"(1/ 599 رقم 335). ورواه عَنْه أيضاً: أحمد بن محمد الأزرقي كما ذكره الدارقطني في "العلل" 12/ 24.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ـــ رواية الباب
ـــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِيُّ: "صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (109).
(1)
في الأصل " لَا يَزَالُ" والتصويب من "مجمع البحرين"(4/ 329 رقم 2551).
3) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ،
(1)
مُحَمَّد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حارثة الأنصاريّ النَّجاريُّ.
روي عَنْ: إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، وربيعة بْن أَبي عَبْد الرحمن، ويحيى بْن سَعِيد، وآخرين.
روي عَنْه: عُبَيْد بْن جَنَّاد الْحَلَبِي، وأَبُو نعيم الفضل بْن دكين، وقتيبة بْن سَعِيد، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال أَحْمَد، وابْن مَعِين، والدارقطني: ثقة. وقال ابنُ حِبَّان في الثقات: ربما أخطأ.
وقال الذهبي، وابن حجر: صدوق، وزاد ابن حجر: ربما أخطأ. وَقَال ابْن مَعِين مرة، وأَبُو دَاوُد، وابن عدي: ليس به بأس. وَقَال أَبُو حاتم: صالح. وقيل لأبي زرعة الرازي: حارثة وعبد الرحمن ابنا أبي الرجال؟ فقال: عَبْد الرَّحْمَن أشبه، وحارثة واهي، وعبد الرَّحْمَن أيضاً يرفع أشياء لا يعرفها غيره. وحاصله أنه "صدوق".
(2)
4) إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ، أَبُو مُحَمَّد الْمَدَنِيُّ.
روي عَنْ: ثابت بْن عياض الأَحنف الأعرج، وثابت البناني، والزُّهْرِي، وآخرين.
روي عَنْه: عبد الرحمن بْنُ أَبِي الرِّجَال، وابْن المبارك، وابْن مهدى، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال البخاري: يهم في الشيء بعد الشيء، إلا أنه صدوق. وقال محمد بن عمار الموصلي: صالح. وقال البزار: احُتمل حديثه وإن كان فيه غبار. وَقَال يعقوب بْن شَيْبَة: لا بأس به، وحديثه مضطرب جداً.
- وَقَال ابْن سعد: يستضعف. وقال أبو داود، والدارقطني، والعلائي، وابن حجر: ضعيف الحديث. وَقَال أبو حاتم: ضعيف الحديث ليس بقوي ولا يمكننا أن نعتبر بحديثه. وقال ابن البرقي: ضعيف الحديث ترك بعض أهل العلم بالحديث حديثه. وَقَال النَّسَائي: ليس بثقة. وقال الساجي: فيه ضعف، وتكلموا في حفظه. وذكره العقيلي، وابن شاهين، وأبو العرب في جملة الضعفاء. وقال ابن حبان في الثقات: يخطئ ويهم قد أدخلناه فِي الضُّعَفَاء لما كَانَ فِيهِ من الْإِيهَام ثمَّ سبرت أخباره فَإِذا الِاجْتِهَاد أدّى إِلَى أَن يتْرك مَا لم يُتَابع عَلَيْهِ ويحتج بِمَا وَافق الثِّقَات بعد أَن استخرنا الله تَعَالَى فِيه. وقال في المجروحين: كَانَ رَدِيء الْحِفْظ سيء الْفَهم يخطئ وَلَا يعلم.
- وقال العجلي، وأبو حاتم: ليس بالقوي. وَقَال التِّرْمِذِيّ: ليس بذاك القوي عندهم، وقد تكلموا فِيهِ من قبل حفظه. وقَال البُخارِيُّ: يتكلمون في حفظه. وقال يحيى بْن سَعِيد: ذاك شبه لا شيء. وَقَال ابْن مَعِين: ضعيف، ليس بشيءٍ لا يكتب حديثه. وَقَال ابن المديني: نحن لا نروي عنه شيئاً.
- وَقَال أحمد: منكر الحديث ليس بشيء. وقال أبو زرعة: منكر الحديث جداً. وَقَال أَحْمَد مرة، والنسائي:
(1)
الرِجَالى: بكسر الراء والجيم المفتوحة وفي آخرها اللام بعد الألف هذه النسبة إلى أبى الرِجَال، وهو كنية جد أبى عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله، ويقال عبد الرحمن بن حارثة من بنى حارثة بن النجار، وكان جده حارثة بدرياً، ويعرف بأبي الرجال، وإنما كنى بأبي الرجال بأولاده وكانوا عشرة رجال. قاله السمعاني في "الأنساب" 6/ 83.
(2)
يُنظر "تاريخ ابن معين" رواية الدوري 3/ 165، "العلل" لأحمد 2/ 476، "الجرح والتعديل" 5/ 281، "الثقات" 7/ 91، "الكامل" 5/ 464، "الثقات" لابن شاهين 1/ 147، 145، "تهذيب الكمال" 17/ 88، "من تُكلم فيه" 1/ 329، "التقريب" صـ 281.
متروك الحديث. وَقَال الفلاس: متروك الحديث، منكر الحديث. وَقَال أبو زُرْعَة: واهي الحديث.
- وصفه بالإرسال: قال أبو زرعة: أَحَادِيث إِسْحَاق بْن يحيى بن طَلْحَة عَن عبَادَة مَرَاسِيل.
- وحاصله أنه "ضعيف الحديث جداً وأحاديثه عن عبادة مرسلة".
(1)
5) ثَابِتُ بْنُ عِيَاض الأَحْنَفُ، الأَعْرَجُ، القرشي الْعَدَوِيُّ، مولى عبد الرحمن بْن زيد بْن الخطاب.
روي عَنْ: أنس بْن مالك، وعَبْد الله بْن الزبير، وعبد الله بْن عُمَر بْن الخطاب، وآخرين.
روي عَنْه: إِسْحَاق بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه، ومالك، ويحيى بْن سَعِيد، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال أحمد بن صالح، والنَّسَائي، وابن حجر: ثقة. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات. وقال الذهبي: صدوق. وقال أحمد: مَا أرى بحَديثه بَأْس. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن المديني: معروف. روى له البخاري، ومسلم، وغيرهما. وحاصله أنه "ثقة".
(2)
6) أنس بن مالك رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (3)
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد الخطيب في المتفق والمفترق
".
1) أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي: قال أبو بكر محمد بن منصور السمعاني: ثقة في الحديث.
(3)
2) أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم: قال ابن أبي حاتم: بلغنا أنه ثقة صدوق، وقال الذهبي: مُحَدَّث عصره بلا مدافعة. ولم يختلف فِي صدقه.
(4)
3) أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني: قال ابن حجر: ثقة ثبت.
(5)
4) الحكم بن موسى بن موسي بن أبي زهير: قال ابن حجر: صدوق.
(6)
5) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ: "صدوق" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
6) إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْن طَلْحَةَ: "ضعيف جداً" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
7) ثابت بن قيس: لم أقف له علي ترجمة وقد ذهب الخطيب إلي أنَّ ثابت الأعرج هو ثابت بن عياض لا ثابت بن قيس.
8) أنس بن مالك رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (3).
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثالث:
(1)
يُنظر "التاريخ الكبير" للبخاري 1/ 406، "الثقات" للعجلي 1/ 221، "الجرح والتعديل" 2/ 236، "الثقات" 6/ 45، "المجروحين" 1/ 133، "تهذيب الكمال" 2/ 489، "جامع التحصيل" 1/ 144، "الإكمال" 2/ 117، "التقريب" صـ 43.
(2)
يُنظر "العلل" لأحمد رواية ابنه عبد الله 3/ 94، "الجرح والتعديل" 2/ 454، "الثقات" لابن حبان. 4/ 96، "تهذيب الكمال" 4/ 367، "الكاشف" 1/ 282، "الإكمال" 3/ 82، "التهذيب" 2/ 11، "التقريب" صـ 72.
(3)
يُنظر "التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد" لابن نقطة 1/ 133.
(4)
يُنظر "السير" 15/ 452.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 403.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 115.
1) عُبيد بن هشام الحلبي: قال ابن حجر: صدوق تغير في آخر عمره فتلقن.
(1)
2) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ: "صدوق" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
3) إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْن طَلْحَةَ: "ضعيف جداً" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
4) ثَابِتُ بْنُ أَسْلَم الْبُنَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (25).
5) أنس بن مالك رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (3).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي الرِّجَال، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: ابْنُ أَبِي الرِّجَال، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه، عَنْ ثَابِت الْأَعْرَج، عَنْ أَنَس. ورواه عَنْ ابْن أَبِي الرِّجَال بهذا الوجه: عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِيُّ: صدوق. وسُوَيْدُ بْنُ سَعِيد قال ابن حجر: صدوق فى نفسه إلا أنه عمى فصار يتلقن ما ليس من حديثه.
(2)
الوجه الثاني: ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه، عَنْ ثَابِت بن قَيس، عَنْ أَنَس. ورواه عَنْ ابْن أَبِي الرِّجَال بهذا الوجه: الحكم بن موسى وهو صدوق.
الوجه الثالث: ابْنُ أَبِي الرِّجَال، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ ثَابِت البُنَاني، عَنْ أَنَس.
ورواه عَنْ ابْنُ أَبِي الرِّجَال بهذا الوجه: ابن هشام الحلبي، وأحمد بن محمد الأزرقي.
وعلي هذا فمدار هذا الحديث علي إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه، وهو ضعيف جداً، وقد اضطرب فيه فرواه مرة عَنْ ثَابِت الْأَعْرَج، ومرة عَنْ ثَابِت بن قَيس، ومرة عَنْ ثَابِت البُنَاني. قَال يعقوب بْن شَيْبَة: إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ حديثه مضطرب جداً.
وقال الخطيب: ثابت الأعرج هو ثابت بن عياض لا ثابت بن قيس.
(3)
وقال الدارقطني: والحديث رُوي عن ابن أبي الرجال، عن إسحاق بن يحيى، عن ثابت بن قيس الأعرج، عن أنس، وهو الصواب.
وقال الدارقطني أيضاً: والحديث رُوي عن ابن أبي الرجال، عن إسحاق بن يحيى، عن ثابت البُناني، عن أنس، وهذا وهمٌ.
(4)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف جداً" فيه: إِسْحَاق بْن يَحْيَى بْن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه: ضعيف الحديث جداً. وكذلك الحديث بالوجه الثاني والثالث فمدار الحديث علي إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى هذا.
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 319.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 200.
(3)
يُنظر "المتفق والمفترق" للخطيب 1/ 599.
(4)
يُنظر "العلل" للدارقطني 12/ 24.
قال الهيثمي: رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
(1)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ ثَابِتٌ الْأَعْرَجُ عَنْ أَنَسٍ حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا، وَلَا رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ إِلَّا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
يُنظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 5/ 255.
[146/ 796]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ أَبُو مُسْلِمٍ الْمُسْتَمْلِي قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَيَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: أَمَرَنِي جِبْرِيلُ عليه السلام أَنْ أَقْضِيَ بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ.
*لَمْ يَرْوِ هَذِهِ اللَّفْظَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ مِمَّنْ رَوَاهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: أَمَرَنِي جِبْرِيلُ إِلَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَيَّةَ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن علي بْن الحُسَيْنِ، واختلف عنه من وجوه:
الوجه الأول: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ موصولاً.
ورواه عَنْ جَعْفَر بهذا الوجه: إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حَيَّةَ، وعَبْد الْوَهَّاب بْن عَبْد الْمَجِيد الثَّقَفِي، ومُوسَى بن جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، والسَّرِي بْن عَبد اللَّه بْن يَعْقُوبٍ، وعَبْيد اللَّه بْن عُمَر، وعَبْد اللَّه بْن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وهِشَام بْن سَعْد، وسَابِق بن ناجيه، ومُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَبِي كَثِير، ويَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، ومُحَمَّد بن عبد الرحمن بْن رَدَّاد.
أما طريق إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حَيَّة: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ، وابن حبان في "المجروحين"(1/ 104)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 387)، وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الأيمان ب/ الْخَبَرِ المُوجِبِ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعِي مَعَ الشَّاهِدِ الْوَاحِدِ وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّهُ يَحْلِفُ أَيُّ مُدَّعِي كَانَ مَعَ شَاهِدِهِ (4/ 57 رقم 6022)، والطبراني في "الأوسط"(6/ 283 رقم 6422)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الشهادات ب/ القضاء بالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (10/ 286 رقم 20655)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(1/ 377)، وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 138).
وأما طريق عَبْد الْوَهَّاب بْن عَبْد الْمَجِيد الثَّقَفِي: أخرجه أحمد في "مسنده"(22/ 181 رقم 14278)، وابن ماجة في "سننه" ك/ الأحكام ب/ الْقَضَاءِ بِالشَّاهِدِ وَالْيَمِينِ (3/ 454 رقم 2369)، والترمذي في "سننه" ك/ الأحكام ب/ مَا جَاءَ فِي اليَمِينِ مَعَ الشَّاهِد (3/ 619 رقم 1344)، وابن الجارود في "المنتقي" ب/ مَا جَاءَ فِي الْأَحْكَامِ (1/ 252 رقم 1008)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار ك/ القضاء والشهادات ب/ الْقَضَاءِ بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (4/ 144 رقم 6106)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (1/ 605 رقم 655)، والدارقطني في "سننه" ك/ الْأَقْضِيَةِ وَالْأَحْكَامِ (5/ 378 رقم 4485)، والعقيلي في "الضعفاء" (3/ 76)، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات" (7/ 1441)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الشهادات ب/ القضاء بالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِد (10/ 285 رقم 20653)، وابن حزم في "المحلي بالآثار" ك/ الشهادات مَسْأَلَة مَا يَقْبَل فِي شَهَادَة الزِّنَا (9/ 404)، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 136)، وابن عساكر في "معجمه" (2/ 1057 رقم 1366)، وابن المستوفي الإِربلي في "تاريخ إربل" (1/ 405)، والعلائي في "إثارة الفوائد المجموعة" (1/ 339 رقم 137).
وأما طريق مُوسَى بن جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد: أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 160)، وأبو الشيخ الأصبهاني في "طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها"(4/ 112 رقم 778).
وأما طريق السَّرِي بْن عَبد اللَّه بْن يَعْقُوب: أخرجه ابن عدي في "الكامل"(4/ 539).
وأما طريق عَبْيد اللَّه بْن عُمَرَ من أصح الأوجه عنه:
(1)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7/ 229 رقم 7349)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين"(4/ 55 رقم 823)، وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 135).
وأما طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير: أخرجه ابن سمعون في "أماليه"(1/ 297 رقم 341).
وأما طريق هِشَام بْن سَعْد: أخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(4/ 112 رقم 877).
وأما طريق سَابِقٌ بن ناجيه: أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان"(2/ 67).
وأما طريق مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَبِي كَثِير: أخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(2/ 142).
وأما طريق يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ من أصح الأوجه عنه:
(2)
أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 136).
وأما طريق مُحَمَّد بن عبد الرحمن بْنِ رَدَّاد: أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 137).
الوجه الثاني: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده عَلِي بْن الْحُسَيْنِ.
ورواه عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد بهذا الوجه: سُلَيْمَان بْن بِلال.
أخرجه ابن عدي في "الكامل"(2/ 359)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الشهادات ب/ القضاء بالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (10/ 286 رقم 20656).
الوجه الثالث: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِي بْن الْحُسَيْن، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
ورواه عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد بهذا الوجه: حُسَيْن بْن زَيْد.
أخرجه البيهقي في "الكبرى" ك/ الشهادات ب/ القضاء بالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (10/ 287 رقم 20659).
الوجه الرابع: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
ورواه عَنْ جَعْفَر بهذا الوجه: عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي سَلَمَة الْمَاجِشُون، ويَزِيد بْن إِبْرَاهِيم التُّسْتَرِي.
أما طريق عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي سَلَمَة الْمَاجِشُون من أصح الأوجه عنه:
(3)
أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الشهادات ب/ القضاء بالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (10/ 287 رقم 20657)، والدارقطني في "سننه"(5/ 308 رقم 4487).
وأما طريق يَزِيد بْن إِبْرَاهِيم التُّسْتَرِي: أخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجم الشيوخ"(1/ 326).
الوجه الخامس: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مرسلاً.
(1)
أخرجه الدارقطني في "سننه"(5/ 379 رقم 4486)، عَنْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَلَّفَ طَالِبَ الْحَقِّ مَعَ الشَّاهِدِ الْوَاحِد.
(2)
أخرجه ابن المقرئ في "الثالث عشر من فوائده"(1/ 159 رقم 159)، عَنْ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِي رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِد.
(3)
أخرجه البيهقي في "الكبرى" ك/ الشهادات ب/ القضاء بالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (10/ 287 رقم 20658)، عَنْ عَبْد الْعَزِيز الْمَاجِشُون، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: قَضَى بِشَهَادَةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَعَ يَمِينِ صَاحِبِ الْحَقِّ.
ورواه عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد بهذا الوجه: مالك، وإسماعيل بن جعفر، والثَّوْرِي، وابْنُ عُيَيْنَة، ويَحْيَى بن سعيد القطان، ومُسْلِم بْن خَالِد، وابْن جُرَيْج، ويَحْيَى بْن أَيُّوب، وعُمَر بْن مُحَمَّدٍ بن زيد بن عبدالله بن عمر بن الخطاب، وإِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى، والدراوردي.
أما طريق مالك من أصح الأوجه عنه
(1)
: فأخرجه هو في "الموطأ" ك/ الأقضية ب/ الْقَضَاءُ بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (4/ 1044 رقم 2672)، ومن طريقه ـــــــ الشافعي في "الأم" ك/ الأقضية ب/ اليمين مع الشاهد (7/ 627 رقم 2976)، وفي ك/ اختلاف مالك والشافعي ب/ في الأقضية (8/ 529 رقم 3633)، وفي "مسنده" ك/ الْقَضَاءِ وَالأَحْكَامِ وَالدَّعَاوَى وَالْبَيِّنَاتِ وَالْيَمِينِ وَمَعَ الشَّاهِدِ وَالأَيْمَانِ وَالشَّهَادَاتِ ب/ الْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (4/ 20 رقم 1715)، وهشام بن عمار في "عوالي مالك"(1/ 19 رقم 18)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(1/ 605 رقم 654)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار ك/ القضاء والشهادات ب/ الْقَضَاءِ بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (4/ 145 رقم 6109، 6108)، وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الأيمان ب/ الْخَبَرِ المُوجِبِ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعِي مَعَ الشَّاهِدِ الْوَاحِدِ وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّهُ يَحْلِفُ أَيُّ مُدَّعِي كَانَ مَعَ شَاهِدِهِ (4/ 57 رقم 6023)، وأبو أحمد الحاكم في "عوالي مالك" (1/ 97 رقم 75)، وابن جميع الصيداوي في "معجم الشيوخ" (1/ 179)، والبيهقي في "الكبرى" ك/ الشهادات ب/ القضاء بالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (10/ 285 رقم 20652)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/ 185).
وأما طريق إسماعيل بن جعفر: فأخرجه هو في "أحاديثه"(1/ 396 رقم 340)، ومن طريقه ـــــــ الترمذي في "سننه" ك/ الأحكام ب/ مَا جَاءَ فِي اليَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (3/ 619 رقم 1345)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الشهادات ب/ القضاء بالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِد (10/ 285 رقم 20652).
وأما طريق مُسْلِم بْن خَالِد: أخرجه الشافعي في "الأم" ك/ الأقضية ب/ اليمين مع الشاهد (7/ 628 رقم 2968)، وفي ك/ النذور والكفارات في الأيمان ب/ الخلاف في الْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (8/ 195 رقم 3073)، وفي "مسنده" ك/ الْقَضَاءِ وَالأَحْكَامِ وَالدَّعَاوَى وَالْبَيِّنَاتِ وَالْيَمِينِ وَمَعَ الشَّاهِدِ وَالأَيْمَانِ وَالشَّهَادَاتِ ب/ الْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (4/ 21 رقم 1716)، وأبو العباس الأصم في "مجموع فيه مصنفات الأصم وإسماعيل الصفار"(1/ 54 رقم 23)، والبيهقي في "الكبرى" ك/ الشهادات ب/ القضاء بالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (10/ 291 رقم 20675)، وفي "معرفة السنن والاثار" ك/ الشهادات ب/ القضاء بالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (14/ 292 رقم 19997).
وأما طريق سُفْيَان الثَّوْرِي: أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ البيوع والأقضية ب/ شَهَادَةُ شَاهِدٍ مَعَ
(1)
أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 283) وابن عدي في "الكامل"(6/ 300)، والدارقطني في "تعليقاته على المجروحين لابن حبان"(1/ 89)، وابن المظفر في "غرائب مالك بن أنس"(1/ 163 رقم 98)، وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 134)، عَنْ عُثْمَان بْن خَالِد الْعُثْمَانِي، عَنْ مَالِك، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِد. قال ابن عدي في "الكامل"(6/ 300) وَهَذَا فِي الْمُوَطَّأ مُرْسَلٌ وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ جَمَاعَةٌ ضُعَفَاءُ عَنْ مَالِكٍ فَأَوْصَلُوهُ مِنْهُمْ عُثْمَانُ بْنُ خَالِد، وَحَبِيبٌ كَاتِبُ مَالِكٍ. وقال ابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 134) هَكَذَا حَدَّثَ بِهِ عُثْمَان بْن خَالِد، عَنْ مَالِكٍ بِإِسْنَادِهِ هَذَا مُسْنَدًا وَالصَّحِيحُ فِيهِ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ مُرْسَلٌ فِي رِوَايَتِهِ. وقال في (2/ 135) وَالصَّحِيحُ عَنْ مَالِكٍ مَا فِي الْمُوَطَّأِ.
يَمِينِ الطَّالِبِ (7/ 488 رقم 23332)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار ك/ القضاء والشهادات ب/ الْقَضَاءِ بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (4/ 145 رقم 6107).
وأما طريق ابْن جُرَيْج: أخرجه العقيلي في "الضعفاء"(4/ 217)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الشهادات ب/ القضاء بالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (10/ 285 رقم 20652).
وأما طريق يَحْيَى بْن أَيُّوب: أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار ك/ القضاء والشهادات ب/ الْقَضَاءِ بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (4/ 145 رقم 6019)، وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الأيمان ب/ الْخَبَر المُوجِب الْيَمِين عَلَى الْمُدَّعِي مَعَ الشَّاهِدِ الْوَاحِدِ وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّهُ يَحْلِفُ أَيُّ مُدَّعِي كَانَ مَعَ شَاهِدِهِ (4/ 57 رقم 6023)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الشهادات ب/ القضاء بالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (10/ 285 رقم 20652).
وأما طريق عُمَر بْن مُحَمَّد بن زيد بن عبدالله بن عمر بن الخطاب: أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار ك/ القضاء والشهادات ب/ الْقَضَاءِ بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (4/ 145 رقم 6109)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الشهادات ب/ القضاء بالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِد (10/ 285 رقم 20652).
وأما طريق إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى: أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الشهادات ب/ القضاء بالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (10/ 292 رقم 20676).
وأما طريق عَبْد الْعَزِيز الدراوردي: أخرجه إِسْحَاق بن راهويه كما في "المطالب العالية"(10/ 210).
وَأما طريق يَحْيَى بن سعيد القطان: أخرجه مُسَدَّد بن مسرهد كما في "المطالب العالية"(10/ 210).
وأما طريق ابْن عُيَيْنَة: فذكره ابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 135).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ بن هاشم الرومي، أَبُو مُسْلِمٍ الْمُسْتَمْلِي
(1)
البغدادي، مولى أبي جعفر المنصور.
روي عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حَيَّة، وسفيان بْن عُيَيْنَة، ويزيد بن هارون، وغيرهم.
روي عَنْه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، والبخاري، وأَبُو حَاتِم، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره العجلي، وابنُ حِبَّان فِي الثقات. وَقَال ابن حبان: كان صاعقة لا يحمد أمره. وقال الذهبي: موثق. وقال أبو حاتم، وابن حجر: صدوق، وزاد ابن حجر: طعنوا فيه للرأي. وَقَالَ أَبُو أَحْمَد الْحَاكِم: لَيْسَ بِالْمَتِينِ عِنْدَهُم. وحاصله أنه "صدوق".
(2)
(1)
الْمُسْتَمْلِي: بضم الميم وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وسكون الميم وفي آخرها اللام، اختص بهذه النسبة جماعة كثيرة كانوا يستملون للأكابر والعلماء منهم: أَبُو مُسْلِم عَبْدُ الرَّحْمَن بْن يُونُس بن هاشم الرومي الْمُسْتَمْلِي، كان يستملى على ابن عُيَيْنَة، ويزيد بن هارون. قاله السمعاني في "الأنساب" 11/ 299.
(2)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 93، "الجرح والتعديل" 5/ 303، "الثقات" لابن حبان 8/ 379، "تهذيب الكمال "18/ 23، "تاريخ الإسلام" 5/ 619، "ميزان الاعتدال" 2/ 601، "التقريب" صـ 294.
3) إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَيَّةَ الْيَسَعِ بْنِ أَسْعَد، أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيُّ.
روي عَنْ: جَعْفَر بْن مُحَمَّد بن علي بن الحُسَيْن، وهِشَام بن عُرْوَة، وإِسْمَاعِيل بن أُمَيَّة، وغيرهم.
روي عَنْه: عَبْد الرَّحْمَن بْن يُونُس أَبُو مُسْلِم الْمُسْتَمْلِي، والحميدي، وقتيبة بن سعيد، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن معين: شيخ ثقة.
- وَقَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف. وقال ابن عدي: وَضَعْفُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَيَّةَ بَين عَلَى أَحَادِيثِهِ وَرِوَايَاتِه.
- وقال البخاري، وأبو حاتم: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروي عَن جَعْفَر بْن مُحَمَّد، وَهِشَام بْن عُرْوَة مَنَاكِير وأوابد تسبق إِلَى الْقلب أنه الْمُتَعَمد لَهَا. وقال أبو نعيم: عرف فِي رِوَايَته عَن هِشَام بن عُرْوَة، وجعفر بن مُحَمَّد الْمَنَاكِير.
- وقال البخاري مرة: ضَعِيفٌ ذَاهِبُ الْحَدِيث. وقال الذهبي: واهٍ. وقال ابن المديني، وابن طاهر: ليس بشيء. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِي، والهيثمي، والسيوطي: مَتْرُوك. وأورد له العقيلي حديثان وقال: لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِما. وحاصله أنه "متروك الحديث".
(1)
4) جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْن علي بْن الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَبُو عَبْد اللَّهِ المدني الصادق "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
…
5) مُحَمَّدُ بْنُ علي بْن الحُسَيْن بنِ عَلِي، أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ. "ثقة يرسل" لكن روايته عن جابر صحيحة. قال العلائي: أرسل عن جديه الحسن والحسين وجده الأعلى علي رضي الله عنهم. تقدم في حديث رقم (51).
6) جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ رضي الله عنهم: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (21).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد ابن عدي في الكامل
".
1) الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ أَبُو خَلِيْفَةَ الجُمَحِي: قال الذهبي: كَانَ ثِقَةً، صَادِقاً، مَأْمُوْناً.
(2)
2) عَبدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قعنب القعنبي: قال ابن حجر: ثقة عابد.
(3)
3) سُلَيْمَانُ بْنُ بِلال التيمي، أبو محمد المدني: قال ابن حجر: ثقة.
(4)
4) جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ بن علي بن الحُسَيْنِ بنِ عَلِي: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
…
5) مُحَمَّدُ بْنُ علي بن الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِب، أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ:"ثقة يرسل" قال العلائي: أبو جعفر الباقر أرسل عن جديه الحسن والحسين وجده الأعلى علي رضي الله عنهم. سبقت ترجمته في حديث رقم (51).
6) عليُّ بْنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِي بنِ أَبِي طَالِب: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الثالث.
(1)
يُنظر "التاريخ الكبير" للبخاري 1/ 283، "العلل الكبير" للترمذي 1/ 204، "الجرح والتعديل" 2/ 149، "الضعفاء الكبير" للعقيلي 1/ 71، "المجروحين" 1/ 103، "الكامل" 1/ 385، "الضعفاء" لأبو نعيم 1/ 57، "تذكرة الحفاظ" لابن طاهر 1/ 406، "ديوان الضعفاء" 1/ 62، "مجمع الزوائد" للهيثمي 4/ 262، "لسان الميزان" 1/ 271، "اللآلئ المصنوعة" للسيوطي 1/ 441.
(2)
يُنظر "السير" للذهبي 14/ 7.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 265.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 190.
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثالث: "إسناد البيهقي في السنن الكبرى
".
1) عمر بن عبد العزيز أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ النُّعْماني: روي عَنْه البيهقي وأكثر عنه، وقال: صحيح سماعه. وقال علي بن زيد البيهقي: من المشايخ الكبار.
(1)
2) عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَد بْن سَعْد النَّيْسَابُورِيُّ أَبُو مُحَمَّد الحَاجِّيُّ: قال الذهبي: الحَافِظُ، أحد الأثبات.
(2)
3) مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن سعيد بن عبد الرحمن الْبُوشَنْجِيُّ: قال ابن حجر: ثقة حافظ فقيه.
(3)
4) إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى بن عبد الله بن موسي الخَطْميُّ الْأَنْصَارِيُّ: قال ابن حجر: ثقة متقن.
(4)
5) الحُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: قال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ.
(5)
6) جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ بن علي بن الحُسَيْنِ بنِ عَلِي: "ثقة" سبقت ترجمته حديث رقم (116).
…
7) مُحَمَّدٍ بن علي بن الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِب، أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ. "ثقة يرسل" قال العلائي: أبو جعفر الباقر أرسل عن جديه الحسن والحسين وجده الأعلى علي رضي الله عنهم. سبقت ترجمته في حديث رقم (51).
8) علي بن الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ زين العابدين: قال ابن حجر: ثقة ثبت عابد فقيه فاضل.
(6)
9) علي بن أبي طالب: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (24).
رابعاً: دراسة إسناد الوجه الرابع: "إسناد الدارقطني في سننه
"
1)
…
مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدِ بنِ حَفْصٍ الدُّوْرِيّ العَطَّارُ: قال الدارقطني، والذهبي: ثقة: مأمون.
(7)
2) عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّد بن حاتم الدُّوْرِيّ أبو الفضل البغدادي: قال ابن حجر: ثقة حافظ.
(8)
3) شَبَابَةُ بن سوار المدائني: قال ابن حجر: ثقة حافظ رمي بالإرجاء.
(9)
4) عَبْدُ الْعَزِيزُ بْنُ عبدالله بن أَبِي سَلَمَةَ الماجشون: قال ابن حجر: ثقة فقيه مصنف.
(10)
5) جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ بن علي بن الحُسَيْنِ بنِ عَلِي: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
…
6) مُحَمَّدٍ بن علي بن الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِب، أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ. "ثقة يرسل" قال العلائي: أبو جعفر الباقر أرسل عن جديه الحسن والحسين وجده الأعلى علي رضي الله عنهم سبقت ترجمته في حديث رقم (51).
7) علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (24).
(1)
يُنظر "السنن الكبرى" للبيهقي 10/ 406، "تاريخ بيهق" لعلي بن زيد البيهقي 1/ 368.
(2)
يُنظر "تاريخ الإسلام" للذهبي 7/ 878.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 401.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 42.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 106.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 339.
(7)
ينظر "السير" للذهبي 15/ 256.
(8)
يُنظر "التقريب" صـ 237.
(9)
يُنظر "التقريب" صـ 204.
(10)
يُنظر "التقريب" صـ 298.
خامساً: دراسة إسناد الوجه الخامس: "إسناد مالك في الموطأ
".
1) جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ بن علي بن الحُسَيْنِ بنِ عَلِي: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
…
2) مُحَمَّدٍ بن علي بن الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِب، أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ. "ثقة يرسل" قال العلائي: أبو جعفر الباقر أرسل عن جديه الحسن والحسين وجده الأعلى علي رضي الله عنهم. سبقت ترجمته في حديث رقم (51).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي جَعْفَر بْن مُحَمَّد، واختلف عنه من وجوه:
الوجه الأول: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ موصولاً.
ورواه عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد بهذا الوجه: إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حَيَّةَ، وعَبْد الْوَهَّاب بْن عَبْد الْمَجِيد، ومُوسَى بن جَعْفَر، والسَّرِي بْن عَبد اللَّه بْن يَعْقُوبٍ، وعَبْيد اللَّه بْن عُمَر، وعَبْد اللَّه بْن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وهِشَام بْن سَعْد، وسَابِق بن ناجيه، ومُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَبِي كَثِير، ويَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، ومُحَمَّد بن عبد الرحمن بْن رَدَّاد.
الوجه الثاني: جَعْفَر بْن مُحَمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده عَلِي بْن الْحُسَيْن.
ورواه عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّدٍ بهذا الوجه: سُلَيْمَانُ بْنُ بِلال. قلت: وهذا إسناد مرسل.
الوجه الثالث: جَعْفَر بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِي بْن الْحُسَيْن، عَنْ عَلِي بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
ورواه عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد بهذا الوجه: حُسَيْن بْن زَيْد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
قلت: وهذا إسناد منقطع. قال البيهقي: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ جَدُّ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَإِنْ لَمْ يُدْرِكْ عَلِيًّا رضي الله عنه، فَهُوَ أَقْرَبُ مِنَ الِاتِّصَالِ مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه.
(1)
الوجه الرابع: جَعْفَر بْن مُحَمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِي بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
ورواه عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد بهذا الوجه: عَبْد الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُون، ويَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِي.
قال الزيلعي: هَذَا إسْنَادٌ مُنْقَطِعٌ، فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ لَمْ يُدْرِكْ جَدَّ أَبِيهِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِب.
(2)
الوجه الخامس: جَعْفَر بْن مُحَمَّد، عَنْ أَبِيهِ مرسلاً.
ورواه عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد بهذا الوجه: مالك، وإسماعيل بن جعفر، والثَّوْرِي، وابْنُ عُيَيْنَة، ويَحْيَى بن سعيد القطان، ومُسْلِم بْن خَالِد، وابْنُ جُرَيْج، ويَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وعُمَر بْن مُحَمَّدٍ بن زيد بن عبدالله بن عمر بن الخطاب، وإِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى، وعَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد الدراوردي.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق والله أعلم أن الوجه الخامس هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الأتية:
1) رواية الأحفظ: فقد رواه بهذا الوجه جماعة من الثقات الحفاظ أمثال مالك، والثَّوْرِي، والقطان.
2) ترجيح الأئمة:
- قال البخاري: أَصَحُّهُ حَدِيثُ جَعْفَر بْن مُحَمَّد، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلاً.
(3)
(1)
يُنظر "السنن الكبرى" للبيهقي 10/ 287.
(2)
يُنظر "نصب الراية" للزيلعي 4/ 100.
(3)
يُنظر "العلل الكبير" للترمذي 1/ 202.
- وقال الترمذي: وَهَذَا أَصَحُّ وَهَكَذَا رَوَى الثَّوْرِي، عَنْ جَعْفَر، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلا.
(1)
- وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أَبِي وَأَبَا زرعة عن حديثٍ رواه عبد الوهَّاب الثَّقَفي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى بشاهدٍ ويمينٍ؟ فقالا: أخطَأَ عبدُ الوهَّاب فِي هَذَا الحديث إِنَّمَا هُوَ: عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم
…
مُرسَل.
(2)
- وقال ابن حبان: وَهَذَا حَدِيثٌ خَطَأٌ يعني ــــــ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ موصولاً ـــــ إِنَّمَا هُوَ عَنْ جَعْفَرِ بْن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ فِيهِ جَابِرٌ.
(3)
- وقال ابن عدي: وَهَذَا الْحَدِيث قَدْ رُوِيَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمد مُسْنَدًا، وَالأَصْلُ فِيهِ مُرْسَلاً.
(4)
- وقال العقيلي: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ. هَذَا أَوْلَى.
(5)
- وقال البيهقي: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَحْتَجَّ بِهِ الشَّافِعِيُّ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ لِذَهَابِ بَعْضِ الْحُفَّاظِ إِلَى كَوْنِهِ غَلَطًاً. قلت: يعني الحديث الذي أخرجه البيهقي بسنده عَنْ الشَّافِعِيُّ، عَنْ عبد الوهاب الثَّقَفِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِد.
(6)
- وقال ابن عبد البر: بعدما ساق طُرُقَهٌ قال: فَهَذَا مَا فِي حَدِيثِ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّدٍ وَإِرْسَالُهُ أَشْهَرُ.
(7)
- وقال ابن الملقن: قَالَ الْخَطِيب فِي كتاب من رَوَى عَن مَالك: إِنَّه الصَّوَاب ــــ أي المرسل ــــ.
(8)
قلت: ومع أن الوجه المرسل جاء من طريق الثقات الحفاظ ورجحه كذلك كثرة من العلماء كما بينا قبل ذلك إلا أن الدارقطني رحمه الله ذهب إلي ترجيح الوجه الموصول فقال: وَكَانَ جَعْفَر بْن مُحَمَّد رُبَّمَا أَرْسَل هَذَا الْحَدِيثَ، وَرُبَّمَا وَصَلَهُ عَنْ جَابِرٍ، لِأَنَّ جَمَاعَة مِنَ الثِّقَاتِ حَفِظُوهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ. وَالْحُكْمُ يُوجِبُ أَنْ يَكُونَ الْقَوْلُ قَوْلُهُمْ، لِأَنَّهُمْ زَادُوا وَهُمْ ثِقَاتٌ، وَزِيَادَةُ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ.
(9)
وقَال عبد الله بن أحمد: كَانَ أَبِي قَدْ ضَرَبَ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: وَلَمْ يُوَافِقْ أَحَدٌ الثَّقَفِيَّ عَلَى جَابِرٍ، فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَرَأَهُ عَلَيَّ، وَكَتَبَ عَلَيْهِ صَح.
(10)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده منكر" فيه: إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حَيَّةَ: متروك
(1)
يُنظر "سنن الترمذي" ك/ الأحكام ب/ مَا جَاءَ فِي اليَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (3/ 619 رقم 1345).
(2)
يُنظر "العلل" لابن أبي حاتم 4/ 253.
(3)
يُنظر "المجروحين" لابن حبان 1/ 283.
(4)
يُنظر "الكامل" لابن عدي 1/ 388.
(5)
يُنظر "الضعفاء الكبير" للعقيلي 4/ 217.
(6)
يُنظر "معرفة السنن والآثار" للبيهقي 14/ 291.
(7)
يُنظر "التمهيد" لابن عبد البر 2/ 138.
(8)
يُنظر "البدر المنير" لابن الملقن 9/ 667.
(9)
يُنظر "العلل" للدارقطني 3/ 94.
(10)
يُنظر "مسند أحمد"(22/ 181 رقم 14278).
الحديث، وخالف الثقات في روايتهم للحديث مرسلاً. قال الهيثمي: فِيهِ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حَيَّةَ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
(1)
وأما الحديث بالوجه الثاني ـــــ المرجوح ـــــ فضعيف لإرساله. وأما الحديث بالوجه الثالث والرابع ــــــ المَرجُوحَيْنِ ــــــ ففيهما انقطاع كما سبق بيان ذلك.
وأما الحديث بالوجه الخامس ــــ الراجح ــــ فضعيف لإرساله أيضاً.
قلت وللحديث بالوجه الراجح شاهد في صحيح مسلم من حديث ابْنِ عَبَّاس:
فعَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِيَمِينٍ وَشَاهِدٍ.
(2)
قال ابن عبد البر: وَفِي الْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ آثَارٌ مُتَوَاتِرَةٌ حِسَانٌ ثَابِتَةٌ مُتَّصِلَةٌ أَصَحُّهَا إِسْنَادًا وَأَحْسَنُهَا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ حَدِيثٌ لا مطعن لِأَحَدٍ فِي إِسْنَادِهِ وَلَا خِلَافَ بَيْنِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ فِي أَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ.
(3)
وعلي هذا فيرتقي الحديث من وجهه الراجح بشاهده من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذِهِ اللَّفْظَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ مِمَّنْ رَوَاهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: أَمَرَنِي جِبْرِيلُ إِلَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَيَّةَ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قلت: قد اختلف أهل العلم في جَوَاز الْقَضَاءِ بِشَاهِدٍ وَيَمِين: فذهب أَبُو حَنِيفَة، وَالشَّعْبِي، وَالْأَوْزَاعِيُّ، وَاللَّيْث، وغيرهم: إلي عدم الجواز. بينما ذهب الجُمْهُور مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ عُلَمَاءِ الْأَمْصَارِ إلي جَوَاز الْقَضَاءِ بِشَاهِدٍ وَيَمِين فِي الْأَمْوَالِ. وَحُجَّتُهُمْ في ذلك كثرة الأحاديث التي جاءت فِي هذه المسألة من رواية علي وابن عَبَّاسٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَجَابِرٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ وَسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شعبة رضي الله عنهم. قال الحفاظ أصح ما في الباب حديث ابن عباس.
(4)
وقال الترمذي رحمه الله: وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَغَيْرِهِمْ رَأَوْا: أَنَّ اليَمِينَ مَعَ الشَّاهِدِ الوَاحِدِ جَائِزٌ فِي الحُقُوقِ وَالأَمْوَالِ، وَهُوَ قَوْلُ مَالِكِ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَد. وَقَالُوا: لَا يُقْضَى بِاليَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ الوَاحِدِ إِلَّا فِي الحُقُوقِ وَالأَمْوَالِ. وَلَمْ يَرَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ وَغَيْرِهِمْ أَنْ يُقْضَى بِاليَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ الوَاحِدِ.
(5)
(1)
يُنظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 4/ 262.
(2)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الأقضية ب/ الْقَضَاءِ بِالْيَمِينِ وَالشَّاهِدِ (3/ 1337 رقم 1712).
(3)
يُنظر "التمهيد" لابن عبد البر 2/ 138.
(4)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 12/ 4.
(5)
يُنظر "سنن الترمذي" 3/ 619.
[147/ 797]ـــ
(1)
وَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَوْمُ الْأَرْبِعَاءِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٌّ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِلَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَيَّةَ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه أبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الأيمان ب/ الْخَبَرِ المُوجِبِ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعِي مَعَ الشَّاهِدِ الْوَاحِدِ وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّهُ يَحْلِفُ أَيُّ مُدَّعِي كَانَ مَعَ شَاهِدِهِ (4/ 57 رقم 6022)، وابن حبان في "المجروحين"(1/ 104)، والطبراني في "الأوسط"(6/ 283 رقم 6422)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 387)، والبيهقي في "الكبرى" ك/ الشهادات ب/ القضاء بالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (10/ 286 رقم 20655)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(1/ 377)، كلهم من طُرق عَنْ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حَيَّة، عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بنحوه وفيه: أَمَرَنِي جِبْرِيل عليه السلام أَنْ أَقْضِيَ بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُس، أَبُو مُسْلِمٍ الْمُسْتَمْلِي:"صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (146).
3) إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَيَّةَ: "متروك الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (146).
4) جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْن علي بن الحُسَيْن بن عَلِي: "ثقة" سبقت ترجمته حديث رقم (116).
5) مُحَمَّدُ بْنُ علي بن الحُسَيْنِ بنِ عَلِي، أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ. "ثقة يرسل" تقدم في حديث رقم (51).
6) جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (21).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف جداً" فيه: إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حَيَّة: متروك الحديث.
قلت: وللحديث شواهد من حديث ابْن عَبَّاس، وَابْن عُمَر، وعلي. لكن كلها شواهد شديدة الضعف لا تصلح للتقوية فلا يخلو طريق منها من راوٍ متروك أوضاعٍ أو متهم، والله أعلم.
أحكام العلماء علي الحديث:
قال ابن عدي: يَوْمُ الأَرْبَعَاءِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ: منكر وَضَعْفُ إِبْرَاهِيم بَين عَلَى أَحَادِيثِهِ وَرِوَايَاتِهِ.
(2)
وقال ابن طاهر: يَوْمُ الأَرْبَعَاءِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرّ. رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَيَّة، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ. وَإِبْرَاهِيمُ هَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ.
(3)
وقال ابن الجوزي: بَاب ذمّ يَوْم الْأَرْبَعَاء فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ وَابْن عُمَر وَجَابِر. هَذهِ الْأَحَادِيث لَا تصح عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.
(4)
وقَالَ السَّخَاوِيُّ: لَا أَصْلَ لَهُ وَفِي فَضْلِهِ وَالتَّنْفِيرِ مِنْهُ
(1)
يُروي هذا الحديث بإسناد الحديث السابق.
(2)
يُنظر "الكامل" لابن عدي 1/ 389.
(3)
يُنظر "تذكرة الحفاظ" لابن طاهر 1/ 406.
(4)
يُنظر "الموضوعات" لابن الجوزي 2/ 73.
أَحَادِيثُ كُلُّهَا وَاهِيَةٌ.
(1)
وذكره السيوطي في: "اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة".
(2)
وقال ابن عراق: لَا يَصح. فِيهِ: إِبْرَاهِيم بن أبي حَيَّة. وقال أيضاً بعد أن ساق شواهد له: لَيْسَ فِيهَا مَا يصلح للاستشهاد.
(3)
وقال الشوكاني: حديث: يَوْمُ الأَرْبِعَاءِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ. قال الصنعاني: موضوع. وكذا قال ابن الجوزي. ورواه الخطيب، وفي إسناده: كذاب، ورواه ابن مردويه، وفي إسناده: متروك.
(4)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِلَّا إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حَيَّةَ.
قلت: والأمر كما قال رضي الله عنه. قال ابن عدي: يَوْمُ الأَرْبَعَاءِ يَوْمُ نَحْسٍ، لا يَرْوِيهِ غَيْرُ إِبْرَاهِيم بْنِ أَبِي حَيَّةَ.
(5)
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن القيم رحمه الله: وَأما وَصفه تَعَالَى بعض الْأَيَّام بِأَنَّهَا أَيَّام نحس كَقَوْلِه تعالي: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ}
(6)
فَلَا ريب أَن الْأَيَّام الَّتِي أوقع الله سُبْحَانَهُ فِيهَا الْعقُوبَة بأعدائه وأعداء رسله كَانَت أَيَّامًا نحسات عَلَيْهِم لِأَن النحس أَصَابَهُم فِيهَا وَإِن كَانَت أَيَّام خير لأوليائه الْمُؤمنِينَ فَهِيَ نحس على المكذبين سعد الْمُؤمنِينَ وَهَذَا كَيَوْم الْقِيَامَة فَإِنَّهُ عسير على الْكَافرين يَوْم نحس لَهُم يسير على الْمُؤمنِينَ يَوْم سعد لَهُم. قَالَ مُجَاهِد أَيَّام نحسات مشائيم. وَقَالَ ابْن عَبَّاس نحسات مُتَتَابِعَات وَكَذَلِكَ قَوْله تعالي: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ}
(7)
وَكَانَ الْيَوْم نحسا عَلَيْهِم لإرسال الْعَذَاب عَلَيْهِم أَي لَا يقْلع عَنْهُم كَمَا تقلع مصائب الدُّنْيَا عَن أَهلهَا بل هَذَا النحس دَائِم على هَؤُلَاءِ المكذبين للرسل ومستمر صفة للنحس لَا لليوم وَمن ظن أَنه صفة لليوم وأنه كَانَ يَوْم أربعاء آخر الشَّهْر وَأَن هَذَا الْيَوْم نحس أبداً فقد غلط وأخطأ فهم الْقُرْآن فان الْيَوْم الْمَذْكُور بِحَسب مَا يَقع فِيهِ وَكم لله من نعْمَة على أوليائه فِي هَذَا الْيَوْم وان كَانَ لَهُ فِيهِ بلايا ونقم على أعدائه كَمَا يَقع ذَلِك فِي غَيره من الْأَيَّام فسعود الْأَيَّام ونحوسها إِنَّمَا هُوَ بسعود الْأَعْمَال وموافقتها لمرضاة الرب ونحوس الْأَعْمَال مخالفتها لما جَاءَت بِهِ الرُّسُل وَالْيَوْم الْوَاحِد يكون يَوْم سعد لطائفة ونحس لطائفة كَمَا كَانَ يَوْم بدر يَوْم سعد للْمُؤْمِنين وَيَوْم نحس على الْكَافرين فَمَا للكوكب والطالع والقرانات وَهَذَا السعد والنحس وَكَيف يستنبط علم أَحْكَام النُّجُوم من ذَلِك وَلَو كَانَ الْمُؤثر فِي هَذَا النحس هُوَ نفس الْكَوْكَب والطالع لَكَانَ نحسًا على الْعَالم فَأَما أَن يَقْتَضِي الْكَوْكَب كَونه نحساً لطائفة سَعْدا لطائفة فَهَذَا هو المحال.
(8)
(1)
يُنظر "المقاصد الحسنة" للسخاوي 1/ 479، "الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" للملا علي القاري 1/ 369.
(2)
يُنظر "اللآلئ المصنوعة" 1/ 441.
(3)
يُنظر "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة" لابن عراق 2/ 56، 55.
(4)
يُنظر "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" للشوكاني 1/ 379.
(5)
يُنظر "الكامل" لابن عدي 1/ 388.
(6)
سورة فصلت آية رقم: 16.
(7)
سورة القمر آية رقم: 19.
(8)
يُنظر "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة" لابن القيم 2/ 514.
[148/ 798]ــ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: نا أَبُو شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً سِوَى الْوِتْرِ.
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْحَكَمِ إِلَّا أَبُو شَيْبَةَ وَلَا يُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الصلاة ب/ كَمْ يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ مِنْ رَكْعَةٍ (3/ 359 رقم 7766)، وعبد بن حميد في "المنتخب من مسنده"(1/ 218 رقم 653)، والطبراني في "الأوسط"(5/ 324 رقم 5440)، وفي "المعجم الكبير"(11/ 393 رقم 12102)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 391)، وأبو الحسن النعالي الرافضي في "جزء من حديثه"(1/ 34 رقم 33)، وابن عبد البر في "التمهيد"(8/ 115)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(13/ 501)، وفي " ذيل تاريخ بغداد" لابن النجار (19/ 195)، كلهم من طُرق عَنْ أَبي شَيْبَةَ إِبْرَاهِيم بْن عُثْمَان، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بنحوه.
قلت: قال الخطيب في "تاريخ بغداد"(7/ 24) قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْفُرَاتِ، بِخَطِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الضَّبِّيُّ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَحْمُودٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: قَالَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَبُو شَيْبَةَ قَاضِي وَاسِطٍ ضَعِيفٌ، رَوَى عَنِ الْحَكَمِ أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ لا يَكْتُبُ حَدِيثَهُ. مِنْهَا: عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم " كَانَ يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً وَالْوَتْرَ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ بنِ عُبَيْدٍ الجوهَرِيُّ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (91).
3) إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَان بْنِ خُوَاسْتِيِّ الْعَبْسِيُّ، أَبُو شَيْبَةَ الكوفي قاضي واسط ابْن أخت الحكم بْن عتيبة.
روي عَنْ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وأبي إسحاق عَمْرو بْن عَبْد الله السبيعي، وهشام بْن عروة، وغيرهم.
روي عَنْه: عَلِي بْن الْجَعْد، وشعبة بْن الحجاج، ويزيد بْن هارون، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال أَحْمَد، وابن سعد، وأبو حاتم، وابن معين، وأبو زرعة، وأبو داود، والدارقطني، وصالح جزرة: ضعيف، وزاد صالح: لا يكتب حديثه. وَقَال ابْن عدي: له أحاديث صالحة، وهو ضعيف، وهو وإن نسبوه إلى الضعف خير من إِبْرَاهِيم بْن أَبي حية. وقال الذهبي: مجمع علي ضعفه. وذكره العقيلي، وابن شاهين في الضعفاء. وَقَال ابْن مَعِين مرة: ليس بثقة. وقَال البُخارِيُّ: سكتوا عنه. وَقَال ابن عبد البر: ليس بالقوي.
وقال البخاري: ذاهب الحديث. وقال ابن حبان: كَانَ إِذَا حدث عَن الحكم جَاءَ بأَشْيَاء معضلة وَكَانَ مِمَّا كثر وهمه وفحش خَطؤُهُ حَتَّى خرج عَن حد الِاحْتِجَاج بِهِ وَتَركه ابْن معِين. وقال ابن المبارك: إرم به. وقال شعبة: رجل مذموم. وقال مرة: كذب والله، وسئل في الكتابة عنه فقال: لا تكتب عنه ومزق كتابه.
وَقَال أحمد، والتِّرْمِذِي، وأبو علي الطوسي: منكر الحديث. وَقَال صالح بْن مُحَمَّد البغدادي: روى عن
الْحَكَمِ أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ. مِنْهَا: حديث الباب. وقال الساجي: يروي مناكير وعنده مناكير، ونقل ابن عدي عن أبي شيبة أنه قال: ما سمعت من الحكم إلا حديثاً واحداً.
وَقَال النَّسَائي، وأبو بشر الدولابي، وأبو الفتح الأزدي، وابن حجر: متروك الحديث. وَقَال أبو حاتم، وابن الجارود: سكتوا عنه، وتركوا حديثه. وقال الذهبي: تُرك حديثه. وقال مرة: ضعيف تركه غير واحد. وقال وهب: ترك ابن المبارك حديثه. وحاصله أنه "متروك الحديث".
(1)
4) الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ: "ثقة ثبت لكنه يُرسل" قَالَ شُعْبَة: أَحَادِيْثُ الحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ كِتَابٌ سِوَى خَمْسَةِ أَحَادِيْثَ. ثُمَّ قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: هِيَ حَدِيْثُ الوَتْرِ، وَالقُنُوْت، وَعَزِيْمَةِ الطَّلَاقِ، وَجَزَاءِ الصَّيْدِ، وَإِتْيَانِ الحَائِضِ. سبقت ترجمته في حديث رقم (121).
5) مِقْسَمٍ بن بُجْرة: "صدوق يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (121).
6) عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بن عم النَّبِي صلى الله عليه وسلم: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "ضعيف جداً سنداً ومتناً".
قلت: أما ضعفه من ناحية السند ففيه: إِبْرَاهِيم بْن عُثْمَان أَبُو شَيْبَة الْعَبْسِي الكوفي: متروك الحديث.
وقَال صالح بْن مُحَمَّد البغدادي: روى إِبْرَاهِيم بْن عُثْمَان، عن الْحَكَمِ أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ. مِنْهَا: عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً والْوِتْرَ.
وأما ضعفه من ناحية المتن: فهو مخالف لما في الصحيحين:
فعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رضي الله عنها، كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ؟ فَقَالَتْ: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًاً.
(2)
قال ابن حجر: وَفِي هذا الْحَدِيثِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ صَلَاتَهُ كَانَتْ مُتَسَاوِيَةً فِي جَمِيعِ السَّنَةِ.
(3)
أقوال العلماء في ضعف الحديث سنداً، ومخالفته للصحيح متناً:
قال الزيلعي: أَحَادِيثُ الْعِشْرِينَ رَكْعَةً: رُوَى مِنْ حَدِيثِ إبْرَاهِيم بْن عُثْمَانَ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً، سِوَى الْوِتْرِ. وَهُوَ مَعْلُولٌ، بِأَبِي شَيْبَةَ
(1)
"العلل الكبير" للترمذي 1/ 392، "الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 147، "الجرح والتعديل" 2/ 115، "المجروحين" 1/ 104، "الكامل" 1/ 389، "تهذيب الكمال" 2/ 147، "ديوان الضعفاء" 1/ 52، "الإكمال" 1/ 252، "التهذيب" 1/ 144، "التقريب" صـ 31.
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ التهجد ب/ قِيَامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ فِي رَمَضَانَ وَغَيْرِهِ (2/ 53 رقم 1147)، وفي ك/ صلاة التراويح وفضل ليلة القدر ب/ فَضْلِ مَنْ قَامَ رَمَضَان (3/ 45 رقم 2013)، وفي ك/ المناقب ب/ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَنَامُ عَيْنُهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ (4/ 191 رقم 3569)، ومسلم في "صحيحه" ك/ صلاة المسافرين وقصرها ب/ صَلَاةِ اللَّيْلِ، وَعَدَدِ رَكَعَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي اللَّيْلِ، وَأَنَّ الْوِتْرَ رَكْعَةٌ، وَأَنَّ الرَّكْعَةَ صَلَاةٌ صَحِيحَةٌ (1/ 509 رقم 738).
(3)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 3/ 33.
إبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ، وَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَى ضَعْفِهِ. ثُمَّ إنَّهُ مُخَالِفٌ لِلْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ، كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ؟ قَالَتْ: مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ، وَلَا فِي غَيْرِهِ، عَلَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَة .... الحديث. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ فِي التَّهَجُّدِ، وَفِي لَفْظٍ لَهُمَا: كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ عَشَرَ رَكَعَاتٍ، وَيُوتِرُ بِسَجْدَةٍ، وَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ، فَتِلْكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً: مِنْهَا رَكْعَتَا الْفَجْرِ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِاللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ يُصَلِّي إذَا سَمِعَ النِّدَاءَ بِالصُّبْحِ، رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، انْتَهَى. قَالَ عَبْدُ الْحَقِّ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيحَيْنِ: هَكَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ، وَبَقِيَّةُ الرِّوَايَاتِ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ، وَمُسْلِمٍ أَنَّ الْجُمْلَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً بِرَكْعَتَيْ الْفَجْرِ.
(1)
وقال البوصيري: وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ أَبِي شَيْبَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَمَعَ ضَعْفِهِ مُخَالِفٌ لِمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ قَالَتْ: "كَانَتْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ فِي رَمَضَانَ وَغَيْرِهِ ثَلَاثَ عشرة ركعة منها ركعتي الْفَجْرِ.
(2)
وقال ابن حجر: وَأما مَا رَوَاهُ ابن أبي شيبَة من حَدِيث ابن عَبَّاسٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً وَالْوِتْرَ فَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ وَقَدْ عَارَضَهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ هَذَا الَّذِي فِي الصَّحِيحَيْنِ مَعَ كَوْنِهَا أَعْلَمَ بِحَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلًا مِنْ غَيرهَا وَالله أعلم.
(3)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْحَكَمِ إِلَّا أَبُو شَيْبَةَ وَلَا يُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
يُنظر "نصب الراية" للزيلعي 2/ 153.
(2)
يُنظر "إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة" للبوصيري 2/ 383.
(3)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 4/ 254.
[149/ 799]ـــ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا الْفَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: نا سَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَى أَبُو طَلْحَةَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَاصِباً بَطْنَهُ بِحَجَرٍ مِنَ الْجُوعِ، فَقَالَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَاصِباً بَطْنَهُ بِحَجَرٍ مِنَ الْجُوعِ، فَاتَّخِذِي لَهُ طَعَامًا، فَاتَّخَذَتْ قُرْصاً مِثْلَ الْقَطَاةِ، فَدَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْقُرْصَ، ثُمَّ أَتَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ بِعُكَّةٍ
(1)
، فَعَصَرَتْهَا مِثْلَ النَّوَاةِ مِنَ السَّمْنِ، وَأَدَّمَ بِهَا الْقُرْصَ، ثُمَّ دَعَا فِيهِ بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ قَالَ:«ادْعُ أَهْلَ الْمَسْجِدِ» فَدَعَاهُمْ، فَأَكَلَ مِنْ ذَلِكَ الْقُرْصِ [سَبْعُونَ]
(2)
رَجُلًا، ثُمَّ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَنْ فِي الْبَيْتِ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى أَزْوَاجِهِ مِنْ ذَلِكَ، وَبَقِيَ أَكْثَرَ مَا كَانَ.
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ إِلَّا سَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ.
(3)
أولاً: تخريج الحديث:
- أخرجه الطبراني في "الأوسط" ومن طريقه ــــــ المزي في "تهذيب الكمال"(12/ 170) ــــــ، عَنْ أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحَلَوَانِي، عَنْ الْفَيْض بْن وثَيْق، عَنْ سَهْل بْن أسلم العدوي، عَنْ يَزِيد بْن أَبِي مَنْصُورٍ به.
- والآجري في "الشريعة" ب/ ذِكْرِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ مِمَّا شَاهَدَهُ الصَّحَابَةُ رضي الله عنهم مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (4/ 1562 رقم 1049)، عَنْ الصَّلْت بْن مَسْعُود الْجَحْدَرِي. وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الأطعمة ب/ بَيَانُ صِفَةِ اتِّخَاذِ الخَطِيفَةِ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، عَصَبَ بَطْنَهُ مِنَ الْجُوعِ، وَإِبَاحَةِ إِلْقَاءِ الطَّعَامِ عَلَى الْحَصِيرِ، وتقليبِ الْوِعَاءِ لِإِخْرَاجِ مَا فِيهِ، وَوُجُوبِ تَوْجِيهِ فَضْلِ الطَّعَامِ إِلَى الْجِيرَانِ (5/ 183 رقم 8320)، عَنْ سَعِيد بْن عَوْن الْبَصْرِي.
- كلاهما: الصَّلْت بْن مَسْعُود، وسَعِيد بْن عَوْن، عَنْ سهْل، عَنْ يَزِيد بْن أَبِي مَنْصُورٍ به بنحوه.
- وأخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ المناقب ب/ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ فِي الإِسْلَامِ (4/ 193 رقم 3578) وفي ك/ الأطعمة ب/ مَنْ أَكَلَ حَتَّى شَبِعَ (7/ 69 رقم 5381)، وفي ك/ الأيمان والنذور ب/ إِذَا حَلَفَ أَنْ لَا يَأْتَدِمَ، فَأَكَلَ تَمْرًا بِخُبْزٍ، وَمَا يَكُونُ مِنَ الأُدْمِ (8/ 140 رقم 6688)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الأشربة ب/ جَوَازِ اسْتِتْبَاعِهِ غَيْرَهُ إِلَى دَارِ مَنْ يَثِقُ بِرِضَاهُ بِذَلِكَ، وَبِتَحَقُّقِهِ تَحَقُّقًا تَامًّا، وَاسْتِحْبَابِ الِاجْتِمَاعِ عَلَى الطَّعَامِ (3/ 1612 رقم 2040)، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ: قَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ، ثُمَّ أَخَذَتْ خِمَارًا لَهَا، فَلَفَّتِ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ، ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ ثَوْبِي وَرَدَّتْنِي بِبَعْضِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ، فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ» ، قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ:
(1)
الْعُكَّةُ: بِالضَّمِّ آنِيَةُ السَّمْنِ وَجَمْعُهَا عُكَكٌ. يُنظر "مختار الصحاح" للرازي صـ 216.
(2)
في الأصل "سَبْعِين".
(3)
(ق/ 46/ أ و ب).
«أَلِطَعَامٍ؟» ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ مَعَهُ:«قُومُوا» ، قَالَ: فَانْطَلَقَ، وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نُطْعِمُهُمْ، فَقَالَتْ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ حَتَّى دَخَلَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«هَلُمِّي مَا عِنْدَكِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟» فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَفُتَّ، وَعَصَرَتْ عَلَيْهِ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً لَهَا فَأَدَمَتْهُ، ثُمَّ قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قَالَ:«ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ:«ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ:«ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» حَتَّى أَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا، وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ رَجُلًا أَوْ ثَمَانُونَ. واللفظ لمسلم.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) الْفَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ الثَّقَفِيُّ: "ضعيف يعتبر به" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
3) سَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ أَبُو سَعِيد الْبَصْرِيُّ.
روي عَنْ: يَزِيد بْن أَبِي مَنْصُور، وإِسْحَاق بْن سويد العدوي، وحميد بْن هلال العدوي، وغيرهم.
روي عَنْه: الْفَيْض بْن وَثِيق الثَّقَفِي، وأَبو دَاوُد الطَّيَالِسِي، وسَعِيد بْن عون، وسَيَّار بْن حاتم، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن المديني، وأَبو دَاوُد الطَّيَالِسِي، وأَبو دَاوُد السجستاني: ثقة. وذكره ابنُ حِبَّان، وابن خلفون في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق. وَقَال أحمد، وأَبُو حَاتِم: لا بأس به. وقال البخاري سمع الحسن مرسل. وقال ابن حبان لست أعرف له عن حميد الطويل سماعاً. وحاصله أنه "صدوق".
(1)
4) يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ الأَزْدِيُّ، أَبُو روع الْبَصْرِيُّ.
روي عَنْ: أنس بن مالك، وأبيه أَبي. منصور الأزدي، وعائشة أم المؤمنين، وغيرهم.
روي عَنْه: سَهْل بْن أَسْلَم الْعَدَوِي، وميمون الأزدي، ويزيد بْن أَبي حبيب، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابنُ حِبَّان في الثقات. وقال الذهبي: صدوق. وقال أَبُو حاتم، وابن حجر: ليس بِهِ بأس، وزاد ابن حجر: ووهم من ذكره في الصحابة. وحاصله أنه "صدوق".
(2)
5) أَنَسُ بْنُ مَالِك رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (3).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: الْفَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ الثَّقَفِي: ضعيف يعتبر به.
قلت: لكن تابعه الصَّلْت بْن مَسْعُود الْجَحْدَرِي قال ابن حجر: ثقة ربما وهم.
(3)
وسَعِيد بْن عَوْن الْبَصْرِي:
(1)
يُنظر "سؤالات أبي داود لأحمد" 1/ 344، "الجرح والتعديل" 4/ 193، "الثقات" لابن حبان 8/ 291، "تهذيب الكمال" 12/ 168، "الإكمال" 6/ 128، "التهذيب" 4/ 246، "التقريب" صـ 197.
(2)
يُنظر "الجرح والتعديل" 9/ 291، "الثقات" 7/ 626، "تهذيب الكمال" 32/ 251، "الكاشف" 2/ 390، "التقريب" صـ 535.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 219.
قال أبو حاتم: صدوق.
(1)
وللحديث متابعات في الصحيحين كما سبق بيان ذلك في التخريج.
وعلي هذا فيرتقي الحديث بمتابعاته من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ إِلَّا سَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: فَي هذا الحديثْ عَلَمَانِ مِنْ أَعْلَامِ النُّبُوَّةَ وَهُمَا تَكْثِيرُ الْقَلِيلِ وَعِلْمُهُ صلى الله عليه وسلم بِأَنَّ هَذَا الْقَلِيلَ سَيُكَثِّرُهُ اللَّهُ تَعَالَى فَيَكْفِي هَؤُلَاءِ الْخَلْقَ الْكَثِيرَ فَدَعَاهُمْ لَه.
وَمما يستفاد من الحديث: ابْتِلَاءِ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَسَلَامُهُ وَالِاخْتِبَارُ بِالْجُوعِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْمَشَاقِّ لِيَصْبِرُوا فَيَعْظُمَ أَجْرُهُمْ وَمَنَازِلُهُمْ. وَفِيهِ ما كانوا عليه من كتمان ما بهم. وَفِيهِ مَا كَانَتِ الصَّحَابَةُ رضي الله عنهم عَلَيْهِ مِنَ الِاعْتِنَاءِ بِأَحْوَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ بَعْثِ الْهَدِيَّةِ وَإِنْ كَانَتْ قَلِيلَةً بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَرْتَبَةِ الْمَبْعُوثِ إِلَيْهِ لِأَنَّهَا وَإِنْ قَلَّتْ فَهِيَ خَيْرٌ مِنَ الْعَدَمِ. وَفِيهِ جُلُوسُ الْعَالِمِ لِأَصْحَابِهِ يُفِيدُهُمْ وَيُؤَدِّبُهُمْ وَاسْتِحْبَابُ ذَلِكَ فِي الْمَسَاجِد. وَفِيهِ انْطِلَاقُ صَاحِبِ الطَّعَامِ بَيْنَ يَدَيِ الضِّيفَانِ وَخُرُوجُهُ لِيَتَلَقَّاهُمْ.
(2)
(1)
يُنظر "الجرح والتعديل" 4/ 53.
(2)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 13/ 217.
[150/ 800]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ «إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ بَدَأَ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
(1)
».
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَّا ابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ.
(2)
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي نَافِع مولي ابْنِ عُمَر، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مرفوعاً.
ورواه عَنْ نَافِع مولي ابْنِ عُمَر بهذا الوجه: عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر، وعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر.
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 257 رقم 841)، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" ب/ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ آيَةٌ مِنْ كُلِّ سُورَةٍ وَوجُوبِ تِلَاوَتِهَا فِي الصَّلَاةِ (1/ 42 رقم 40)، والدارقطني في "سننه" ك/ الصلاة ب/ وُجُوبِ قِرَاءَةِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي الصَّلَاةِ وَالْجَهْرِ بِهَا وَاخْتِلَافِ الرِّوَايَاتِ فِي ذَلِكَ (2/ 71 رقم 1165)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الصلاة ب/ افْتِتَاحِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَالْجَهْرِ بِهَا إِذَا جَهَرَ بِالْفَاتِحَةِ (2/ 70 رقم 2403)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(4/ 143)، كلهم من طُرق عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر، وعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِع به.
الوجه الثاني: نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ موقوفاً.
أ - تخريج الوجه الثاني: رواه عَنْ نَافِع مولي ابْنِ عُمَر بهذا الوجه: ابْن جُرَيْج، وأَيُّوْب السِّخْتِيَانِي، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَرَ، وعَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي رَوَّاد، وعَبْد الله بْن عُمَرَ، وأُسَامَة بْن زَيْد الليثي، وجُوَيْرِيَة بْن أَسْمَاء.
أما طريق ابْن جُرَيْج: أخرجه عَبْدُ الرَّزَّاقِ في "مصنفه" ك/ الصلاة ب/ قِرَاءَةِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم (2/ 90 رقم 2608)، والشافعي كما في "الإنصاف" لابن عبد البر ب/ ذِكْرُ مَا احْتَجَّ بِهِ مَنْ رَأَى الْجَهْرَ بِ "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"(1/ 270)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ك/ الصلاة ب/ قِرَاءَةِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي الصَّلَاةِ (1/ 200 رقم 1189)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ك/ الصلاة ب/ في تعظيم القرآن فَصْلٌ فِي ابْتِدَاءِ السُّورَةِ بِالتَّسْمِيَةِ سِوَى سُورَةِ بَرَاءَةَ وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهَا آيَةٌ تَامَّةٌ مِنْ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ (2/ 439 رقم 2335)، وفي "معرفة السنن والآثار" ك/ الصلاة ب/ الْجَهْرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2/ 375 رقم 3097).
وأما طريق عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر: أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الصلاة ب/ من كان يجهر بها ـــــ أي بالفاتحة ـــــ (2/ 371 رقم 4174).
(1)
سورة الفاتحة آية رقم: 1.
(2)
(ق/ 46/ ب).
وأما طريق أَيُّوْب السِّخْتِيَانِي: أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" ك/ صفة الصلاة ب/ ذِكْرُ اخْتِلَافِ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الْجَهْرِ بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. (3/ 126 رقم 1355)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الصلاة ب/ افْتِتَاحِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَالْجَهْرِ بِهَا إِذَا جَهَرَ بِالْفَاتِحَةِ (2/ 71 رقم 2404).
وأما طريق عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي رَوَّاد: أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الصلاة ب/ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ مَا جَمَعَتْهُ مَصَاحِفُ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم كُلُّهُ قُرْآنٌ، وَبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي فَوَاتِحَ السُّوَرِ سِوَى سُورَةِ بَرَاءَةَ مِنْ جُمْلَتِهِ (2/ 65 رقم 2382)، وفي "السنن الصغير" ك/ الصلاة ب/ الْجَهْرِ بِهَا ـــ أي بالفاتحة ـــ فِي صَلَاةٍ يُجْهَرُ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ (1/ 154 رقم 393)، وفي "شعب الإيمان" ك/ الصلاة ب/ في تعظيم القرآن فَصْلٌ فِي ابْتِدَاءِ السُّورَةِ بِالتَّسْمِيَةِ سِوَى سُورَةِ بَرَاءَةَ وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهَا آيَةٌ تَامَّةٌ مِنْ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ. (2/ 439 رقم 2336).
وأما طريق عَبْد اللهِ بْن عُمَر: أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الصلاة ب/ افْتِتَاحِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَالْجَهْرِ بِهَا إِذَا جَهَرَ بِالْفَاتِحَةِ (2/ 70 رقم 2402)، وابن وهب كما في "الإنصاف" لابن عبد البر ب/ ذِكْرُ مَا احْتَجَّ بِهِ مَنْ رَأَى الْجَهْرَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1/ 270).
وأما طريق أُسَامَة بْن زَيْد الليثي: أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الصلاة ب/ افْتِتَاحِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَالْجَهْرِ بِهَا إِذَا جَهَرَ بِالْفَاتِحَةِ (2/ 70 رقم 2402)، وابن وهب كما في "الإنصاف" لابن عبد البر ب/ ذِكْرُ مَا احْتَجَّ بِهِ مَنْ رَأَى الْجَهْرَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1/ 270).
وأما طريق جُوَيْرِيَة بْن أَسْمَاء: أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" في ك/ الصلاة ب/ مَنْ قَالَ يَقْرَأُ بَيْنَ كُلِّ سُورَتَيْنِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَدْ مَضَتِ الْأَخْبَارُ فِي هَذَا (2/ 274 رقم 3057).
ب - متابعات للوجه الثاني: فقد تابع نَافِع مولي ابْنِ عُمَرَ علي هذا الوجه: يَزِيد الْفَقِير.
أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ك/ الصلاة ب/ قِرَاءَةِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي الصَّلَاةِ. (1/ 200 رقم 1190)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" ك/ الصلاة ب/ الْجَهْرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2/ 375 رقم 3100)، عَنْ يَزِيد بن صهيب أبو عثمان الكوفي المعروف بالْفَقِير.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة الإسناد الأول: "إسناد الطبراني ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ صُدَيْقِ بْنِ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ الزُّبَيْرِيُّ.
روي عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر العمري، والزُّبَيْر بن خبيب، والدَّرَاوَرْديّ، وغيرهم.
روي عَنْه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، والذُّهَلي، وأبو زُرْعة، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال الدارقطني: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن سعد: كَانَ لَزُومًا لِمَالِك قَدْ كَتَبَ عَنْهُ كُتُبَهُ الْمُوَطَّأَ وَغَيْرَهُ، وَكَانَ يَلْزَمُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرَي، وَلَمْ يَزَلْ عَتِيقٌ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ. وقال الذهبي: ما زال من خيار العلماء. وقال أبو زرعة: بلغني أن عتيق حفظ الموطأ في حياة
مالك. وحاصله أنه "ثقة".
(1)
3) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْن حَفْص بْن عاصم بْن عُمَر بْن الخطاب، أَبُو الْقَاسِم العُمَري.
روي عَنْ: أبيه عَبد الله بْن عُمَر العُمَري، وعمه عُبَيد الله بن عُمَر العُمَري، وسَعِيد المقبري، وغيرهم.
روي عَنْه: عَتِيق بْن يَعْقُوب الزُّبَيْرِي، وأَحْمَد بْن حاتم الطويل، والحسن بْن عرفة، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابْن مَعِين: ضعيف، وقد سَمِعْتُ منه، وكان يجلس فِي المجلس يقول: حَدَّثني أَبِي، وعمي عُبَيد اللَّه بْن عُمَر، سواء بسواء، مثلاً بمثل. وَقَال أَبُو داود، والنَّسَائي: لا يكتب حديثه، وَزاد النَّسَائي: ليس بثقة. وقَال البُخارِيُّ: ليس ممن يُروى عنه. وَقَال مرة: ليس بالقوي، يتكلمون فيه. وقال الذهبي: مُتَّفَقٌ على وَهْنه.
- وقال أحمد: ليس بشيءٍ، وقد سَمِعْتُ أنا منه ثم مزقته، وكان يقلب حديث نافع، عَنِ ابن عُمَر، يجعله: عَبد اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَر. وَقَال مرة: خرقت حديثه من دهر، ليس بشيءٍ، حديثه أحاديث مناكير، كان كذاباً. وَقَال ابن معين مرة: ليس بشيء. وقال الخطيب: واهٍ جداً. وقال الذهبي مرة: هالك.
- وَقَال الجوزجاني: منكر الحديث جداً. وقال ابن عدي: ضعيف، وَعَامَّةُ مَا يرويه مناكير إما إسناداً وإما متناً. وقال أبو نعيم الأصبهاني: حدث عن أبيه وعمه وسهيل وهشام بالمناكير.
- وَقَال أبو حاتم، وأَبُو زُرْعَة، والنَّسَائي، والدارقطني، وابن حجر: متروك الحديث، وَزاد أَبُو حاتم: أضعف من أخيه الْقَاسِم، كان يكذب. وزيد لأبو زرعة: أنه ترك قراءة حديثه في مسند ابن عُمَر، فلم يقرأه. وزاد الدارقطني: ضعيف. وقال ابن حبان: كان يروي عن عمه ما ليس من حديثه وذاك أنه كان يهم فيقلب الإسناد ويلزق المتن بالمتن ففحش ذلك في روايته فاستحق الترك. وحاصله أنه "متروك الحديث".
(2)
4) عبد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بن عُمَر بن الخطاب، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُمَرِيُّ
(3)
الْمَدَنِيُّ.
روي عَنْ: نَافِع مولي بْن عُمَر، وأخيه عُبَيد الله بن عُمَر، ومحمد بْن شهاب الزُّهْرِي، وغيرهم.
روي عَنْه: ابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْدِ اللَّه بْن عُمَر، والليث بن سعد، ووكيع بن الجراح، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال يعقوب بن شَيْبَة: ثقة صدوق، وفي حديثه اضطراب. وقال ابن القطان: وثقه قوم وأثنوا عليه، وضعفه آخرون من أجل حفظه لا من أجل صدقه وأمانته. وقال الخليلي: ثقة غير أن الحفاظ لم يرضوا حفظه فلم يخرج كذلك في الصحيحين. وذكره ابن خلفون في الثقات. وقال الدارمي: قلت: لابن معين: كيف حاله في نافع؟ قال: صالح ثقة. روى له مسلم مقرونًا بغيره، والباقون سوى البخاري.
(1)
يُنظر "الجرح والتعديل" 7/ 46، "الثقات" 8/ 527، "سؤالات البرقاني للدارقطني" 1/ 55، "تاريخ الإسلام" 5/ 630.
(2)
يُنظر "العلل" لأحمد 3/ 98، "الجرح والتعديل" 5/ 253، "الكامل" 5/ 453، "سؤالات السلمي للدارقطني" 1/ 258، "ذكر الجهر بالبسملة مختصراً" للخطيب 1/ 15، "تهذيب الكمال" 17/ 234، "تاريخ الإسلام" 4/ 905، "ميزان الاعتدال" 2/ 571، "التهذيب" 6/ 213، "التقريب" صـ 286.
(3)
العُمَرِىُّ: بضم العين وفتح الميم وكسر الراء، هذه النسبة إلى العمرين، أحدهما عمر بن الخطاب، والثاني إلى عمر بن على بن أبى طالب رضي الله عنهم، فأما المنتسب إلى عمر بن الخطاب فالمشهور بهذه النسبة هو: عبد الله وعبيد الله ابنا عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمريان، ويحيى بن عمر أخوهما، وهما أدركا التابعين. قاله السمعاني في "الأنساب" 1/ 57.
- وقال ابن عدي، والذهبي: صدوق، وزاد الذهبي: في حفظه شيء. وقال أحمد، وابن معين، والعجلي، وابن مهدي، وابن عدي: لا بأس به، وزاد أحمد: صالح، وَزاد ابن معين مرة: يكتب حديثه. وَقَال أَبُو حاتم: رأيت أحمد يحسن الثناء عليه. وقال ابْنِ مَعِين: صويلح. وقال الذهبي مرة: كَانَ رَجُلا صَالِحاً عَالِماً خَيِّراً صَالِحَ الْحَدِيثِ. وقال مرة: حَسَن الحَدِيْث لا يَبْلُغُ حَدِيثُهُ دَرَجَةَ الصِّحَّةِ، وَحَدِيْثُه يَتردَّدُ فِيْهِ النَّاقِدُ، أَمَا إِنْ تَابعَهُ شَيْخٌ فِي رِوَايتِهِ فَذَلِكَ حَسَنٌ قَوِيٌّ إِنْ شَاءَ الله. وقال أبو عمر بن دحية: تكلم قوم في العمري وكلامهم فيه غير مقبول، وحديثه عند أهل النقد من أئمة النقل غير معلول فإنه إنما تُكلم فيه من قبل حفظه وليس ذلك بجرح قادح ولا بطعن واضح وهو من علماء المسلمين وخيار عباد الله الصالحين. وقال محمد بن عمار الموصلي: لم يتركه أحد إلا يحيى. وَقَال أحمد مرة: كَانَ يزيد فِي الأسانيد، ويخالف، وكان رجلا صالحاً.
- وقال ابن سعد: كان كثير الحديث مستضعفاً. وَقَال ابْن المديني، وابن حبان، والنسائي، وابن الأثير، وابن حجر: ضعيف، وزاد ابن الأثير: غلب عَلَيْهِ الصّلاح فَلم يحفظ وَكثر الْخَطَأ فِي رِوَايَته. وذكره العقيلي، وابن الجارود، والساجي، وابن شاهين، والفسوي، في الضعفاء. وقال ابن شاهين: وما قاله ابن معين متوقف فيه، لأنه ضعفه. وَقَال أحمد، وصالح بن محمد البغدادي: لين، وزاد صالح: مختلط الحديث. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وَقَالَ النَّسَائِيُّ مرة، وأبو أحمد الحاكم: لَيْسَ بِالْقَوِي. وَقَالَ الْعُقَيْلِي: لا يَصِحُّ حَدِيثُهُ وَلا يتابع عليه. وَقَال الفلاس: كَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد لا يحدث عنه، وكَانَ عَبْد الرَّحْمَنِ يحدث عَنْه.
- وقال البخاري: ذاهب الحديث لا أروي عنه شيئاً. وقال ابن حبان: كَانَ مِمَّن غلب عَلَيْهِ الصّلاح وَالْعِبَادَة حَتَّى غفل عَن ضبط الْأَخْبَار وجودة الْحِفْظ للآثار فَرفع الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته فَلَمَّا فحش خَطؤُهُ اسْتحق التّرْك. وحاصله أنه "ضعيف يعتبر به".
(1)
5) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَبُو عُثْمَانَ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ.
روي عَنْ: نَافِع مولي بْن عُمَر، وسالم بْن عَبد اللَّه بْن عُمَر، وثابت البناني، وغيرهم.
روي عَنْه: ابن أخيه عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْدِ اللَّه بْن عُمَر، وسُفْيَان الثوري، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن سعد، والعجلي، وابْن مَعِين، وأَبُو زُرْعَة، وأَبُو حاتم، والنَّسَائي، والخليلي، وابن الأثير، والذهبي، وأحمد بن صالح، وابن نمير، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن سعد: كثير الحديث حجة، وزاد العجلي، والنَّسَائي، وابن حجر: ثبت، وزاد الخليلي: حافظ متقن متفق عليه، روى عنه الأئمة الكبار، وزاد ابن الأثير: حافظ، وزاد الذهبي: حافظ ثبت حُجَّة بِالإِجْمَاع، وزاد أحمد بن صالح: ثبت مأمون ليس أحد أثبت في حديث نافع منه. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات، وقال ابن حبان: كَانَ من سَادَات أهل الْمَدِينَة وأشراف قُرَيْش فضلاً وعلماً وَعبادَة وشرفاً وحفظاً وإتقاناً. وقَال أَبُو حاتم: سألت أَحْمَد عَنْ مَالِك، وعُبَيد اللَّه بْن عُمَر، وأيوب أيهم أثبت فِي نَافِع؟ فَقَالَ: عُبَيد اللَّه أثبتهم وأحفظهم وأكثرهم رواية. روى له الجماعة.
(1)
"الثقات" للعجلي 2/ 48، "الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 199، "الجرح والتعديل" 5/ 109، "الثقات" 7/ 149، "المجروحين" 2/ 6، "المختلف فيهم" لابن شاهين 1/ 46، "الكامل" 5/ 233، "الإرشاد" 1/ 193، "اللباب" 2/ 359، "تهذيب الكمال" 15/ 327، "تاريخ الإسلام" 4/ 663، "السير" 7/ 339، "ميزان الاعتدال" 2/ 465، "الإكمال" 8/ 75، "التقريب" صـ 256.
وقد وصف بالإرسال: في روايته عَنْ عمر، وأم خالد بنت خالد الصحابية، وعبد الرحمن بن أبي ليلى. وحاصله أنه "ثقة ثبت" لكنه يرسل.
(1)
6) نافع مولى عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
7) عَبد اللَّهِ بْن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
ثانياً: دراسة الوجه الثاني: "إسناد عَبْد الرَّزَّاق في مصنفه
".
1) عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ: "ثقة يرسل ويُدلس فلا يُقبل ما راوه بالعنعنة إلا إذا صرح فيه بالسماع" وقد صرح هنا بالسماع. سبقت ترجمته في حديث رقم (45).
2) نافع مولى عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
3) عَبد اللَّهِ بْن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
ثالثاً: النظر في الترجيح والخلاف:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي نَافِع مولي ابْنِ عُمَر، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مرفوعاً.
ورواه عَنْ نَافِعٍ بهذا الوجه: عَبْد اللَّه، وعُبَيْد اللَّه ابْنا عُمَر.
الوجه الثاني: نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ موقوفاً.
ورواه عَنْ نَافِعٍ بهذا الوجه: ابْن جُرَيْج، وأَيُّوْب السِّخْتِيَانِي، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَرَ، وعَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي رَوَّاد، وعَبْد الله بْن عُمَرَ، وأُسَامَة بْن زَيْد الليثي أبو زيد المدني، وجُوَيْرِيَة بْن أَسْمَاء.
قلت: وقد تابع نَافِع علي هذا الوجه أيضاً: يَزِيد الْفَقِير، عَنْ ابْنِ عُمَرَ موقوفاً.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أن الوجه الثاني ـــ الموقوف ـــ هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الأتية:
1) رواية الأكثر عدداً: فقد رواه بهذا الوجه جماعة من الرواة وهذا بخلاف الوجه الأول.
2) إضافة إلي ذلك فإن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر قد راوه كل منها مرة مرفوعاً، ومرة موقوفاً فيرجح من روايتهم ما وافقوا فيه رواية الجماعة.
3) ترجيح الأئمة:
- قال البيهقي: وَالصَّوَابُ مَوْقُوفٌ كَذَلِكَ رَوَاهُ أَيُّوب، وَابْنُ جُرَيْجٍ وَغَيْرُهُمَا، عَنْ نَافِع.
(2)
- وقال ابن عبد البر: وَلَا يَثْبُتُ فِيهِ إِلَّا أَنَّهُ مَوْقُوفٌ عَلَى ابْنِ عُمَرَ مِنْ فِعْلِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ كَذَلِكَ رَوَاهُ سَالِمٌ وَنَافِعٌ، وَيَزِيدُ الْفَقِيرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
(3)
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 113، "الجرح والتعديل" 5/ 326، "المراسيل" 1/ 120، "الثقات" 7/ 149، "الثقات" لابن شاهين 1/ 151، "الإرشاد" 1/ 192، "اللباب" 2/ 359، "تهذيب الكمال" 19/ 124، "الكاشف" 1/ 685، "تاريخ الإسلام" 3/ 922، "جامع التحصيل" 1/ 232، "الإكمال" 9/ 53، "التهذيب" 7/ 38، "التقريب" صـ 314.
(2)
يُنظر "السنن الكبرى" للبيهقي 2/ 70.
(3)
يُنظر "الإنصاف" لابن عبد البر 1/ 267.
- وقال الخطيب: والصَّحِيحُ وَقْفُهُ.
(1)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده ضعيف جداً" فيه: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْن حَفْص: متروك الحديث.
قال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر وَهُوَ ضَعِيفٌ جِداً.
(2)
وأما الحديث بالوجه الثاني: فموقوف إسناده صحيح. وإن كان الحديث قد ثبت من فعل ابن عمر إلا أنَّ هذا مما له حكم الرفع فمثل هذا لا يفعل من قبل الرأي والاجتهاد.
قال ابن حجر: ومِثالُ المَرفوعِ مِن الفِعْلِ حُكماً: أَنْ يَفْعل ما لا مَجالَ للاجْتِهادِ فيهِ، فَيُنَزَّلُ على أَنَّ ذلك عندَه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، كما قال الشافعي في صلاة عَلِيٍّ في الكُسوفِ في كلِّ ركعةٍ أكثرَ مِن رُكوعَيْنِ.
(3)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَّا ابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَتِيق.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان لكن ذلك من حيث الوجه المرفوع. وأما من حيث الوجه الموقوف فقد رواه حماد بن أسامة بن زيد القرشي، أبو أسامة الكوفي عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر.
(1)
يُنظر "ذكر الجهر بالبسملة مختصراً" مخطوط نُشر في برنامج جوامع الكلم. للخطيب 1/ 15.
(2)
يُنظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 2/ 231.
(3)
يُنظر "نزهة النظر" صـ 235.
[151/ 801]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْخَصِيبِ بْنِ جَحْدَرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا، شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُوءَ الْحِفْظِ، فَقَالَ: اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ
(1)
عَلَى حَفْظِكَ. *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ إِلَّا الْخَصِيبُ بْنُ جَحْدَرٍ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي الْخَصِيبِ بْنِ جَحْدَر، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: الْخَصِيبُ بْنُ جَحْدَر، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة.
ورواه عَنْ الْخَصِيب بْن جَحْدَر بهذا الوجه: عَبْد الصَّمَد بْن سُلَيْمَان، والرَّبِيع بْن مُسْلِم.
أما طريق عَبْد الصَّمَد بْن سُلَيْمَان: أخرجه ابن عدي في "الكامل"(7/ 32)، عَنْ سَعِيد بْن سُلَيْمَان.
والعقيلي في "الضعفاء الكبير"(3/ 83)، والخطيب في "تقييد العلم" ب/ ذِكْرِ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَمَرَ الَّذِي شَكَا إِلَيْهِ سُوءَ الْحِفْظِ أَنْ يَسْتَعِينَ بِالْخَطِّ (1/ 65)، عَنْ جَعْفَر بْن حُمَيْد الْكُوفِي.
والخطيب في "تقييد العلم" ب/ ذِكْرِ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَمَرَ الَّذِي شَكَا إِلَيْهِ سُوءَ الْحِفْظِ أَنْ يَسْتَعِينَ بِالْخَطِّ (1/ 65)، عَنْ سُوَيْد بْن سَعِيد.
ثلاثتهم: عَنْ عَبْد الصَّمَدِ، عَنْ الخَصِيبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة.
وأما طريق الرَّبِيع بْن مُسْلِم: أخرجه البزار في "مسنده"(15/ 383 رقم 8989)، وأبو القاسم البغوي في "نسخة طالوت بن عباد"(1/ 32 رقم 46)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 521)، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" ب/ فِي تَقْيِيدِ الْعِلْم (1/ 469 رقم 625)، والخطيب في "تقييد العلم" ب/ ذِكْرِ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَمَرَ الَّذِي شَكَا إِلَيْهِ سُوءَ الْحِفْظِ أَنْ يَسْتَعِينَ بِالْخَطِّ (1/ 65).
الوجه الثاني: الْخَصِيب بْن جَحْدَر، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك.
ورواه عَنْ الْخَصِيب بْن جَحْدَر بهذا الوجه: مُحَمَّد بْن عَبْدِ الْوَاحِدِ ابْنُ أَخِي حَزْم الْقُطَعِي.
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 169 رقم 2825)، والخطيب في "تقييد العلم" ب/ ذِكْرِ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَمَرَ الَّذِي شَكَا إِلَيْهِ سُوءَ الْحِفْظِ أَنْ يَسْتَعِينَ بِالْخَطِّ (1/ 67).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عَبْدُ الصَّمَد بْنُ سُلَيْمَان الأَزْرَق.
(1)
قال المناوي: استعن بيمينك: أي بالكتابة بيدك اليمين وخصها لأن الكتابة إنما هي بها غالبا وذلك بأن نكتب ما تخشى نسيانه إعانة لحفظك. يُنظر "فيض القدير" 1/ 491.
روي عَنْ: الخصيب بن جحدر، وهشام بْن حسان، ويحيى بْن عبد الحميد بن رافع بن خديج، وغيرهم.
روي عَنْه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان الضَّبي، وإِبْرَاهِيم بْن موسى الرازي، وجعفر بن حميد الكوفي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال البخاري، وأبو حاتم، وابن حجر: منكر الحديث. وقال ابن حبان: مُنكر الْحَدِيث جداً لَا يحْتَج بِخَبَر رَوَاهُ إِلَّا من غير رِوَايَة خصيب بن جحدر وَكَذَلِكَ التنكب عَمَّا انْفَرد بِمَا لم يُتَابع عَلَيْهِ. وقال الدارقطني متروك. وذكره الساجي، وابن عدي، والعقيلي، وابن الجارود في الضعفاء. وحاصله أنه "ضعيف الحديث".
(1)
4) الْخَصِيبُ بْنُ جَحْدَر البَصْرِيُّ.
روي عَنْ: أَبِي صَالِحٍ، وحَبِيب بْن دينار، ورَاشِدِ بْنِ سَعْد، وغيرهم.
روي عَنْه: عَبْد الصَّمَد بْن سُلَيْمَان، والحسن بن دينار والربيع بن مسلم، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال الجوزجاني، والنسائي: غير ثقة.
وقال أَحْمَدَ: لَهُ أَحَادِيثُ مَنَاكِير، وَهُوَ ضَعِيف الْحَدِيث. وقال مرة: لا يكتب حديثه. وقال العقيلي: أَحَادِيثُهُ مَنَاكِير لَا أَصْلَ لَهَا. وقال ابن عَدِي: أحاديثه قلما يتابعه أحد عليها، ورُبما روى عنه ضعيف مثله مثل عباد بن كثير، والحسن بن دينار فلعل البلاء منهم لا منه. وَقَالَ أحمد: مَتْرُوك الحَدِيث.
وقال البخاري، وابن معين، ويحْيى الْقطَّان، وشعبة، والساجي، وابن الجارود: كذاب، وزاد البخاري، والقطان: استعدى عليه شُعْبَة فِي الحديث، وزاد الساجي: متروك الحديث. وقال يحْيى بن سَعِيد: كان يروي ثلاثة عشر حديثاً أو أربعة عشر حديثاً قال يَحْيى فحدثت بها شُعْبَة فقال في نفسي من حديث هذا شيء فلما كثرت قال شُعْبَة ألم أقل لك. وقال ابن حبان: يَرْوِي عَن الثِّقَات الْأَحَادِيث الموضوعات كَانَ عِنْده ثَلَاثَة عشر حَدِيثًا فَقَط فَلَمَّا احْتِيجَ إِلَيْهِ أخرجت لَهُ الأَرْض أفلاذ كَبِدهَا استعدى عَلَيْهِ شُعْبَة وَقَالَ هَذَا يكذب. وحاصله أنه "كذاب".
(2)
5) ذكوان أَبُو صالح السَّمَّان: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
6) أَبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد الطبراني في الأوسط
".
1) إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِم الْبَغَوِيُّ: قال الدارقطني: ثقة مأمون.
(3)
2) إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَيْفٍ أبو إسحاق البَصْرِيُّ: ذَكَره ابن حِبَّان في الثقات، وقال: مستقيم الحديث إذا حدَّث
(1)
يُنظر "التاريخ الكبير" 6/ 106، "الجرح والتعديل" 6/ 51، "المجروحين" لابن حبان 2/ 149، "الضعفاء والمتروكون" للدارقطني 2/ 162، "تهذيب الكمال" 18/ 98، "لسان الميزان" 5/ 186، "التقريب" صـ 279.
(2)
"تاريخ ابن معين" رواية الدوري 4/ 96، "أحوال الرجال" للجوزجاني 1/ 178، "الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 173، "الضعفاء" للعقيلي 2/ 29، "الجرح والتعديل" 3/ 396، "المجروحين" 1/ 287، "الكامل" 3/ 520، "لسان الميزان" 3/ 359.
(3)
يُنظر "سؤالات السلمي للدارقطني" 1/ 97.
عن ثقة، قال ابن عَدِي: كان يسرق الحديث روى عن الثقات أحاديث غير محفوظة.
(1)
3) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ ابْنُ أَخِي حَزْمٍ الْقُطَعِيُّ: قال ابن حجر: صدوق.
(2)
4) الْخَصِيبُ بْنُ جَحْدَر: "كذاب" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
5) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَس: قال ابن حجر: ثقة.
(3)
6) أَنَسُ بْنُ مَالِك رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (3).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي الْخَصِيبِ بْنِ جَحْدَر، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: الْخَصِيبُ بْنُ جَحْدَر، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة.
ورواه عَنْ الْخَصِيب بْن جَحْدَر بهذا الوجه: عَبْد الصَّمَد بْن سُلَيْمَان، والرَّبِيع بْن مُسْلِم وهو ثقة.
(4)
الوجه الثاني: الْخَصِيب بْن جَحْدَر، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك.
ورواه عَنْ الْخَصِيب بْن جَحْدَر بهذا الوجه: مُحَمَّد بْن عَبْدِ الْوَاحِدِ ابْنُ أَخِي حَزْم الْقُطَعِي وهو صدوق.
وقد ذهب الخطيب إلي ترجيح الوجه الأول فقال: لَا أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنِ الْخَصِيبِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَنَسٍ، إِلَّا ابْنَ أَخِي حَزْمٍ. وَالْمَحْفُوظُ عَنِ الْخَصِيبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده موضوع" فيه: الْخَصِيبُ بْنُ جَحْدَر: كذاب. وكذلك الحديث بالوجه الثاني فمدار الحديث علي الْخَصِيب بْن جَحْدَر.
قال ابن أبي حاتم: سألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيمان، عن عبد الصَّمد بْنِ سُلَيمان، عَنْ خَصِيب بن جَحْدَر، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رَجُلاً شَكَا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قِلَّةَ حِفظِه، فَقَالَ: اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ عَلَى حِفْظِك. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وخَصِيبٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
(5)
وقال ابن عدي: إسناده منكر.
(6)
وقال الهيثمي: رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَفِيهِ الْخَصِيب، وَهُوَ كَذَّابٌ.
(7)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ إِلَّا الْخَصِيبُ بْنُ جَحْدَرٍ.
(1)
يُنظر "لسان الميزان" 2/ 131.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 428.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 310.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 147.
(5)
يُنظر العلل" لابن أبي حاتم 6/ 299.
(6)
يُنظر "الكامل" لابن عدي 7/ 32.
(7)
يُنظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 1/ 204.
قلت: وليس الأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان؛ فلقد رواه عن أبي صالح غير واحد:
- فأخرجه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" ب/ مَنْ رَخَّصَ فِي كِتَابَةِ الْعِلْمِ وَأَحْسِبُهُ حِينَ أَمِنَ مِنِ اخْتِلَاطِهِ بِكِتَابِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ (1/ 418 رقم 766)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" ب/ تَدْوِينِ الْحَدِيثِ فِي الْكُتُبِ (1/ 249 رقم 503)، وفي "تقييد العلم" ب/ ذِكْر مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَمَرَ الَّذِي شَكَا إِلَيْهِ سُوءَ الْحِفْظ أَنْ يَسْتَعِين بِالْخَطِّ (1/ 66)، من طريق الْخَلِيل بن مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا، شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سُوءَ الْحِفْظِ قَالَ:«اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ» ، واللفظ للبيهقي.
- وأخرجه الخطيب في "تقييد العلم" ب/ ذِكْرِ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَمَرَ الَّذِي شَكَا إِلَيْهِ سُوءَ الْحِفْظِ أَنْ يَسْتَعِينَ بِالْخَطِّ (1/ 66)، بسنده من طريق يَحْيَى بْن سَلَّام، عَنْ سُهَيْل، عَنْ أَبِيه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة، أَنَّ رَجُلًا، مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ أَحَادِيثَ وَأَخَافُ أَنْ تَفَلَّتَ مِنِّي، قَال: اسْتَعِنْ بِيَمِينِك.
[152/ 802]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم «صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَ مَا دُفِنَ بِلَيْلَتَيْنِ» .
(1)
*لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِمَّنْ رَوَاهُ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ: «بِلَيْلَتَيْنِ» إِلا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، تَفَرَّدَ بِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي سُلَيْمان الشَّيْبَانِي، واختلف عنه في متنه من وجوه:
الوجه الأول: الشَّيْبَانِي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَ مَا دُفِنَ بِلَيْلَتَيْنِ.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــ رواية الباب ـــــ، والذهبي في "السير"(10/ 673)، عَنْ أَحْمَد بن يَحْيَى الحُلْوَانِي، عَنْ مُحَمَّد بن الصَّبَّاحِ، عَنْ إِسْمَاعِيْل بن زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ به.
الوجه الثاني: الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَ مَا دُفِن، وفي بعض الروايات ما يدل صراحة أنه صلي عليه صبيحة الدفن.
أ - تخريج الوجه الثاني: رواه عَنْ الشَّيْبَانِي بهذا الوجه: شُعْبَة، ومحمد بن خازم الضرير، وجَرِير بن عبد الحميد الضبي، وعَبْد اللهِ بْن إِدْرِيس، وعَبْد الْوَاحِد بْن زِيَادٍ، ومُعَاذ بن معاذ العنبري، وسُفْيَان الثوري، وحَفْص بْن غِيَاث، وهُشَيْم بن بشير السلمي، وعَلِي بْن مُسْهِر، والوضاح بن عبد الله اليشكري أَبو عَوَانَة، وأَسْبَاط بْن مُحَمَّد، وإِبْرَاهِيم بْن طِهْمَان، وابْن جُرَيْج، وشَرِيك بن عبد الله.
أما طريق شُعْبَة: أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الأذان ب/ وُضُوءِ الصِّبْيَانِ، وَمَتَى يَجِبُ عَلَيْهِمُ الغُسْلُ وَالطُّهُورُ، وَحُضُورِهِمُ الجَمَاعَةَ وَالعِيدَيْنِ وَالجَنَائِزَ، وَصُفُوفِهِمْ (1/ 171 رقم 857)، وفي ك/ الجنائز ب/ الصُّفُوفِ عَلَى الجِنَازَةِ (2/ 86 رقم 1319)، وفي ب/ سُنَّة الصَّلَاة عَلَى الجَنَازَةِ (2/ 87 رقم 1322)، وفي ب/ الصَّلَاة عَلَى القَبْرِ بَعْدَ مَا يُدْفَن (2/ 89 رقم 1336)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاة عَلَى الْقَبْر (2/ 658 رقم 954)، وأبو داود الطيالسي في "مسنده"(4/ 371 رقم 2769)، وأحمد في "مسنده"(5/ 235 رقم 3134)، والنسائي في "السنن الكبرى" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةُ عَلَى الْقَبْر (2/ 461 رقم 2161)، وفي "السنن الصغرى" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةُ عَلَى الْقَبْرِ (4/ 85 رقم 2023)، وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ الجنائز ب/ ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْعِلَّةَ فِي صَلَاةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَلَى الْقَبْرِ، لَمْ يَكُنْ دُعَاؤُهُ وَحْدَهُ دُونَ دُعَاءِ أُمَّتِهِ (7/ 358 رقم 3088)، والطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 94 رقم 12581)، وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 330)، (7/ 192)، والخليلي في "الإرشاد"(2/ 554)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ بَعْدَمَا يُدْفَنُ الْمَيِّتُ (4/ 74 رقم 6999)، وابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 269).
(1)
قال ابن حجر في "فتح الباري" 3/ 117. وَاسْم صاحب القبر: طَلْحَة بْن الْبَرَاء بْن عُمَيْر الْبَلَوِي حَلِيف الْأَنْصَار.
وأما طريق محمد بن خازم الضرير أَبي مُعَاوِيَة: أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الجنائز ب/ الإِذْنِ بِالْجَنَازَة (2/ 73 رقم 1247)، وأحمد في "مسنده"(3/ 429 رقم 1962)، وابن ماجه في "سننه" ك/ الجنائز ب/ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ (3/ 67 رقم 1530)، والبيهقي في "الكبرى" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ وَدَفْنِ الْمَوْتَى أِيَّ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَار (4/ 49 رقم 6909)، وابن الجوزي في "التحقيق في مسائل الخلاف" ك/ الصلاة مسائل الجنائز ب/ مَسْأَلَة يَجُوزُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى الْجِنَازَةِ مَنْ لَمْ يُصَلِّ مَعَ الْإِمَامِ (4/ 279 رقم 1043).
وأما طريق جَرِير بن عبد الحميد الضبي: أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الجنائز ب/ الدَّفْن بِاللَّيْل (2/ 90 رقم 1340)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاة عَلَى الْقَبْرِ (2/ 658 رقم 954)، وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ الجنائز ب/ ذِكْرُ إِبَاحَةِ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ وَإِنْ أَتَى عَلَى الْمَدْفُونِ لَيْلَةٌ (7/ 360 رقم 3091)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ بَعْدَمَا يُدْفَنُ الْمَيِّت (4/ 74 رقم 7001، 7000).
وأما طريق عَبْد الله بْن إِدْرِيس من أصح الأوجه عنه:
(1)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاة عَلَى الْقَبْر (2/ 658 رقم 954)، وأبو داود في "سننه" ك/ الجنائز ب/ التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَازَةِ (5/ 106 رقم 3196)، والدارقطني في "سننه" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ (2/ 442 رقم 1840)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ بَعْدَمَا يُدْفَنُ الْمَيِّتُ (4/ 75 رقم 7002)، وفي "معرفة السنن والآثار" ك/ الجنائز ب/ التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَائِزِ وَغَيْرِ ذَلِكَ (5/ 295 رقم 7582).
وأما طريق هُشَيْم بن بشير السلمي: أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاة عَلَى الْقَبْر (2/ 658 رقم 954)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الجنائز ب/ فِي الْمَيِّتِ يُصَلَّى عَلَيْهِ بَعْدَمَا دُفِنَ مَنْ فَعَلَه (4/ 588 رقم 12042 (، والترمذي في "سننه" ك/ الجنائز ب/ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى القَبْرِ (3/ 346 رقم 1037)، والنسائي في "السنن الكبرى" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةُ عَلَى الْقَبْرِ (2/ 461 رقم 2162)، وفي "السنن الصغرى" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةُ عَلَى الْقَبْرِ (4/ 85 رقم 2024)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةُ عَلَى الْقَبْرِ (5/ 311 رقم 7665)، وابن الجوزي في "التحقيق في مسائل الخلاف" ك/ الصلاة مسائل الجنائز ب/ مَسْأَلَة يَجُوزُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى الْجِنَازَةِ مَنْ لَمْ يُصَلِّ مَعَ الْإِمَامِ (4/ 280 رقم 1045).
وأما طريق عَبْد الْوَاحِد بْن زِيَاد: أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاة عَلَى الْقَبْر (2/ 658 رقم 954).
وأما طريق مُعَاذ بن معاذ العنبري: أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاة عَلَى الْقَبْرِ
(1)
أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاتِهِ عَلَى قَبْرِ الَّذِي صَلَّى عَلَى قَبْرِهِ بِغَيْرِ حَضَرِهِ دَفْنَهُ (12/ 428 رقم 4906)، عَنْ عَبْد الله بْن إِدْرِيسَ الأودي، عَنْ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَ ثَلَاثٍ.
(2/ 658 رقم 954).
وأما طريق سُفْيَان الثوري من أصح الأوجه عنه:
(1)
أخرجه هو في "حديثه" رواية محمد بن يوسف الفريابي عنه (1/ 133 رقم 219)، ومن طريقه ـــــــ مسلم في "صحيحه" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاة عَلَى الْقَبْرِ (2/ 658 رقم 954)، وعَبْد الرَّزَّاق في "مصنفه" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ بَعْدَمَا يُدْفَنُ (3/ 518 رقم 6540)، وأحمد في "مسنده"(4/ 337 رقم 2554)، وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ الجنائز ب/ فضل الصلاة علي الجنازة (7/ 354 رقم 3085)، والطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 94 رقم 12580)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ بَعْدَمَا يُدْفَنُ الْمَيِّتُ (4/ 75 رقم 7005)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(4/ 342، 343)، وابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 270) ـــــــ.
وأما طريق حَفْص بْن غِيَاث: أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الجنائز ب/ فِي الْمَيِّتِ يُصَلَّى عَلَيْهِ بَعْدَمَا دُفِنَ مَنْ فَعَلَهُ (4/ 588 رقم 12042)، وفي ك/ الرد علي أبي حنيفة ب/ مَسْأَلَةُ الصَلَاة عَلَي الْغَائِبِ والصَّلَاة عَلَى الْقَبْرِ (13/ 85 رقم 37066)، وابنِ فِيْل البَالِسِيُّ في "جزئه"(1/ 85 رقم 30).
وأما طريق عَلِي بْن مُسْهِر: أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الرد علي أبي حنيفة مَسْأَلَةُ الصَلَاة عَلَي الْغَائِبِ والصَّلَاة عَلَى الْقَبْرِ (13/ 85 رقم 37066)، وابنِ فِيْلٍ البَالِسِيُّ في "جزئه"(1/ 58 رقم 30).
وأما طريق الوضاح بن عبد الله اليشكري أَبي عَوَانَة: أخرجه الدارقطني في "سننه" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ (2/ 442 رقم 1841).
وأما طريق أَسْبَاط بْن مُحَمَّد: أخرجه ابن الجارود في "المنتقي" ك/ الجنائز (1/ 141 رقم 542).
وأما طريق إِبْرَاهِيم بْن طِهْمَان: أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ بَعْدَمَا يُدْفَنُ الْمَيِّتُ (4/ 76 رقم 7009).
وأما طريق ابْن جُرَيْج: أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"(4/ 342، 343).
وأما طريق خالد بن عبد الله الطحان: أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 269).
وأما طريق شَرِيك بن عبد الله: أخرجه ابن الجوزي في "التحقيق في مسائل الخلاف" ك/ الصلاة مسائل الجنائز ب/ مَسْأَلَة يَجُوزُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى الْجِنَازَةِ مَنْ لَمْ يُصَلِّ مَعَ الْإِمَامِ (4/ 279 رقم 1044).
ب - متابعات للوجه الثاني: فقد تابع الشَّيْبَانِي: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، وعثمان بن عاصم، والْأَعْمَش.
أما متابعة إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد: أخرجها مسلم في "صحيحه" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاة عَلَى الْقَبْرِ (2/ 658 رقم 954)، وابن المنذر في "الأوسط" ك/ الجنائز ب/ ذِكْرُ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْر (5/ 411 رقم 3102)، وابن حبان في "صحيحه" (الإحسان ك/ الجنائز ب/ ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْعِلَّةَ فِي صَلَاةِ
(1)
أخرجه الدارقطني في "سننه" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ (2/ 445 رقم 1847)، والبيهقي في "الكبرى" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ بَعْدَمَا يُدْفَنُ الْمَيِّتُ (4/ 75 رقم 7004)، عَنْ سُفْيَان الثوري، عَنْ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَ شَهْرٍ. قَالَ الدارقطني: تَفَرَّدَ بِهِ بِشْرُ بْنُ آدَمَ وَخَالَفَهُ غَيْرُهُ عَنْ أَبِي عَاصِم. وقال البيهقي في "الكبرى"(4/ 75) عقب الوجه الصحيح عَنْ سُفْيَان: كَذَلِكَ رَوَاهُ وَكِيع، وَعَبْد الرَّزَّاق، وَالْفِرْيَابِيُّ وَالْجَمَاعَة عَنْ سُفْيَان.
الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَلَى الْقَبْرِ لَمْ يَكُنْ دُعَاؤُهُ وَحْدَهُ دُونَ دُعَاءِ أُمَّتِه (7/ 358 رقم 3089)، وفي ب/ ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ عَلَى الْقَبْرِ (7/ 359 رقم 3090)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(7/ 193)، وأبو نعيم في "مستخرجه" ك/ الجنائز ب/ فِي الصَّلاةِ عَلَى الْقَبْرِ (3/ 37 رقم 2139)، والخليلي في "الإرشاد"(2/ 554)، والبيهقي في "السنن الصغير" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةُ عَلَى الْقَبْرِ وَعَلَى الْغَائِبِ (2/ 24 رقم 1093)، وفي "السنن الكبرى" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ بَعْدَمَا يُدْفَنُ الْمَيِّتُ (4/ 76 رقم 7006).
وأما متابعة عثمان بن عاصم أَبي حَصِينٍ الأسدي: أخرجها مسلم في "صحيحه" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاة عَلَى الْقَبْرِ (2/ 658 رقم 954)، والطبراني في "الأوسط"(4/ 148 رقم 3838)، (8/ 156 رقم 8255)، وأبو نعيم في "مستخرجه" ك/ الجنائز ب/ فِي الصَّلاةِ عَلَى الْقَبْرِ (3/ 37 رقم 2140)، والبيهقي في "السنن الصغير" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةُ عَلَى الْقَبْرِ وَعَلَى الْغَائِبِ (2/ 24 رقم 1092)، وفي "السنن الكبرى" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ بَعْدَمَا يُدْفَنُ الْمَيِّتُ (4/ 76 رقم 7008، 7007).
وأما متابعة الْأَعْمَش: أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2/ 48 رقم 1205).
الوجه الثالث: الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَ ثَلَاثٍ.
ورواه عَنْ الشَّيْبَانِي بهذا الوجه: هُرَيْم بْن سُفْيَانَ البجلي.
أخرجه الدارقطني في "سننه" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاة عَلَى الْقَبْرِ (2/ 445 رقم 1846)، والبيهقي في "الكبرى" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ بَعْدَمَا يُدْفَنُ الْمَيِّتُ (4/ 75 رقم 7003)، والخطيب في "تاريخه"(8/ 502).
الوجه الرابع: الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَ شَهْرٍ.
ورواه عَنْ الشَّيْبَانِي بهذا الوجه: سُفْيَان الثوري.
أخرجه الدارقطني في "سننه" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ (2/ 445 رقم 1847)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ بَعْدَمَا يُدْفَنُ الْمَيِّتُ (4/ 75 رقم 7004).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) مُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الدُّوْلَابِيُّ
(1)
أَبُو جَعْفَرٍ البَغْدَادِيُّ البَزَّازُ.
روي عَنه: إِسْمَاعِيل بْن زَكَرِيَّا، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم.
روي عَنْه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، والبخاري، ومسلم، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال أَحْمَد، والعجلي، وأبو حاتم، وابن معين، ويعقوب بْن شَيْبَة، والذهبي، وابن
(1)
الدُّوْلَابِيُّ: بضم الدال المهملة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى الدولاب، والصحيح في هذه النسبة فتح الدال، ولكن الناس يضمونها، وهذه النسبة إلى عمله أو إلى من كان له الدولاب، وجماعة ينسبون إلى قرية من قرى الري يقال لها: الدولاب. فأما الأول فجماعة من أهل بغداد يعرفون بهذه النسبة، منهم: مُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الدُّوْلَابِيُّ. "الأنساب" 5/ 369.
حجر: ثقة، وَزاد أَبُو حاتم: ممن يحتج بحديثه، حدث عَنْهُ أَحْمَد، وابْن مَعِين، وكان أَحْمَد يعظمه، وزاد ابْن مَعِين: مأمون، وَزاد يعقوب بْن شَيْبَة: صاحب حديث، وَقَال مرة: كان ثقة عالماً بهشيم، وزاد الذهبي، وابن حجر: حافظ. وذكره ابنُ حِبَّان فِي الثقات. وحاصله أنه "ثقة حافظ".
(1)
3) إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ مُرَّةَ الْخُلْقَانِيُّ،
(2)
أَبُو زِيَادٍ الْكُوفِيُّ.
روي عَنْ: سُلَيْمان بْن فيروز الشيباني، وسهيل بْن أَبي صالح، وعُبَيد الله بْن عُمَر العُمَري، وغيرهم.
روي عَنْه: مُحَمَّد بن الصَّبَّاح الدُّوْلَابِي، وسَعِيد بْن سُلَيْمان الواسطي، وسَعِيد بْن منصور، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال أحمد، وابن معين، وأبو داود، والذهبي: ثقة. وذكره ابن حبان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات. روى له الجماعة.
- وَقَال ابْن خراش، والذهبي مرة، وابن حجر: صدوق، وزاد ابن حجر: يخطئ قليلاً. وقال ابن عدي: حسن الحديث يكتب حديثه. وَقَال أَحْمَد، وابْن مَعِين، وأبو داود مرة، والنسائي: ليس به بأس.
- وقال أحمد مرة، وأبو حاتم، وابن معين: صالح، وحديثه مقارب، وزاد أحمد: ولكن ليس ينشرح الصدر لَهُ، ليس يعرف هكذا يريد بالطلب. وَقيل لابْن مَعِين: أفحجة هُوَ؟ قال: الحجة شيء آخر.
وقال أحمد، وابن معين مرة: ضعيف. وقال النسائي مرة: ليس بالقوي. وحاصله أنه "صدوق يخطئ".
(3)
4) سُلَيْمانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، فَيْرُوزَ، ويُقال: خَاقَانَ، أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ
(4)
الكُوفِيُّ.
روي عَنْ: عامر الشَّعْبِي، وإِبْرَاهِيم النَّخَعِي، وعكرمة مولى ابْن عباس، وغيرهم.
روي عَنْه: إِسْمَاعِيل بْن زَكَرِيَّا الْخُلْقَانِي، وسفيان الثوري، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال أبو حاتم، والعجلي، وابْن مَعِين، والنَّسَائي، وابن عبد البر، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وَزاد أَبُو حَاتِم: صدوق، صالح الحديث، وَزاد العجلي: من كبار أصحاب الشعبي، وزاد ابن معين: حجة، وزاد ابن عبد البر: حجة عند جميعهم، وزاد الذهبي: حافظ إِمَامُ حُجَّةُ، اتَّفَقُوا عَلَى ثِقَتِه. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات. وقال الجوزجاني: رأيت أَحْمَد يعجبه حديث الشيباني، وَقَال: هو أهل أن لا ندع لَهُ شيئاً. روى لَهُ الجماعة. وحاصله أنه "ثقة حجة".
(5)
(1)
"الجرح والتعديل"7/ 289، "الثقات"9/ 78، "تهذيب الكمال"25/ 388، "الكاشف"2/ 182، "التهذيب"9/ 229، "التقريب" صـ 419.
(2)
الخُلْقَانِىُّ: بضم الخاء المعجمة وسكون اللام وفتح القاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بيع الخلق من الثياب وغيرها، والمشهور بها: إسماعيل بن زكريا الخلقاني، حديثه مخرج في الصحيحين. قاله السمعاني في "الأنساب" 5/ 163.
(3)
"الثقات" للعجلي 1/ 226، "الجرح والتعديل" 2/ 170، "الثقات" 6/ 44، "الكامل" 1/ 517، "الثقات" لابن شاهين 1/ 28، "تهذيب الكمال" 3/ 92، "الكاشف" 1/ 246، "من تكلم فيه وهو موثق" 1/ 45، "الإكمال" 2/ 172، "التهذيب" 1/ 297، "التقريب" صـ 46.
(4)
الشَّيْبَانِيُّ: بفتح الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها والباء الموحدة بعدها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى شَّيْبَان، وهي قبيلة معروفة في بكر بن وائل، وهو شَّيْبَان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن بكر بن وائل بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، ومن المشهورين بالنسبة إليها: أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ. قاله السمعاني في "الأنساب" 7/ 431.
(5)
يُنظر "الثقات" للعجلي 1/ 429، "الجرح والتعديل" 4/ 135، "الثقات" لابن حبان 4/ 301، "تهذيب الكمال" 11/ 444، "تاريخ الإسلام" 3/ 882، "السير" 6/ 193، "الإكمال" 6/ 65، "التقريب" صـ 191.
5) عَامِرُ بن شراحيل الشَّعْبِيُّ،
(1)
وقيل: ابْن عَبد اللَّهِ بْن شراحيل، أَبُو عَمْرٍو الكُوفِيُّ.
روي عَنْ: عبد الله بْن عَبَّاس، وأنس بن مالك، وجابر بْن عَبد اللَّه، وغيرهم.
روي عَنْه: أَبُو إِسْحَاق الشَّيْبَانِي، ومكحول الشامي، ومنصور بْن المعتمر، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابْن مَعِين، وأَبُو زُرْعَة، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن حجر: مشهور فقيه فاضل. وَقَال ابن مَعِين مرة: إذا حدث الشَّعْبِي عَنْ رجل فسماه، فَهُوَ ثقة يحتج بحَدِيثه. وذكره العجلي، وابن حبان في الثقات، وقال ابن حبان في المشاهير: من الفقهاء في الدين وجلة التابعين أدرك خمسين ومائة من الصحابة. وقالَ الحَاكِم: كَانَ حَافِظاً، وَمَا كَتَبَ شَيْئاً قَط. وقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: عُلَمَاءُ النَّاسِ ثَلَاثَة: ابْنُ عَبَّاس فِي زَمَانِهِ، وَالشَّعْبِيُّ فِي زَمَانِهِ، وَالثَّوْرِيُّ فِي زَمَانِهِ. وقال الذهبي: أحد الأعلام. وَقَال الشَّعْبِي عن نفسه: ما كتبت سوداء فِي بيضاء قط، ولا حَدَّثَنِي رجل بحَدِيث فأحببت أَن يعيده عَلِي، ولا حَدَّثَنِي رجل بحَدِيث إلا حفظته. رَوَى له الجماعة.
وقد وصف بالإرسال: في روايته عَنْ عمر، وطلحة بن عبيد الله، وابن مسعود، وعائشة، وعبادة بن الصامت، ومعاذ بن جبل، وابن عمر، وعوف بن مالك الأشجعي، وعمرو بن العاص، وغيرهم.
قلت: قَال الْعِجْلِيُّ: مُرْسَلُ الشَّعْبِيِّ صَحِيحٌ، لا يَكَادُ يُرْسِلُ إِلا صَحِيحاً. وقال أبو داود: مرسل الشعبي أحب إلي من مراسيل النخعي. وحاصله أنه "ثقة يرسل".
(2)
6) عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بن عم النَبِي صلى الله عليه وسلم: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: قلت: أخرجه الشيخان في صحيحيهما وهذا كافٍ في إثبات صحته
.
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثالث: "إسناد الدارقطني في سننه
"
1) يحيى بْن محمد بْن صاعد بْن كاتب أبو محمد البغداديّ: قال الدَّارَقُطْني: ثقة، ثبتٌ، حافظ.
(3)
2) الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بن مُحَمَّدِ بن سَعِيْدِ الضَّبِّيّ البَغْدَادِيّ المَحَامِلِيّ: قال الذهبي: محدث ثقة.
(4)
3) الْحَسَنُ بْنُ يونس بن مهران أَبُو عَلِيّ الزَّيَّات: قال الخطيب: ثقة.
(5)
4) إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ: قال ابن حجر: صدوق.
(6)
5) هُرَيْمُ بْنُ سُفْيَانَ البجلي أبو محمد الكوفي: قال ابن حجر: صدوق.
(7)
(1)
الشَّعْبيُّ: بفتح الشين المعجمة وسكون العين المهملة وفي آخرها الباء المعجمة بنقطة، هذه النسبة إلى شعب وهو بطن من همدان، والمشهور بها: أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي، من أهل الكوفة، كان من كبار التابعين وجلتهم، وكان فقيهاً شاعراً، روى عن خمس مائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على دعابة فيه. قاله السمعاني في "الأنساب" 7/ 341.
(2)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 12، "الجرح والتعديل" 6/ 322، "المراسيل" 1/ 159، "الثقات" لابن حبان 5/ 185، "تهذيب الكمال" 14/ 28، "الكاشف" 1/ 522، "جامع التحصيل" للعلائي 1/ 204، "التقريب" صـ 230.
(3)
يُنظر "تاريخ الإسلام" للذهبي 7/ 348.
(4)
يُنظر "السير" 15/ 258.
(5)
يُنظر "تاريخ بغداد" 8/ 502.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 42.
(7)
يُنظر "التقريب" صـ 502.
6) سُلَيْمان بن أَبي سُلَيْمَانَ، أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ: ثقة حجة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
7) عَامِرُ بن شراحيل الشَّعْبِيُّ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
8) عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بن عم النَبِي: صلى الله عليه وسلم "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
رابعاً: دراسة إسناد الوجه الرابع: "إسناد الدارقطني في سننه
"
1) يحيى بْن محمد بْن صاعد: قال الدَّارَقُطْني: "ثقة، ثبت" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الثالث.
2) بِشْرُ بْنُ آدَمَ بن يزيد البصري: قال ابن حجر: صدوق فيه لين.
(1)
3) الضحاك بن مخلد أَبُو عَاصِمٍ النبيل: قال ابن حجر: ثقة ثبت.
(2)
4) سُفْيَان الثَّوْرِي: "ثقة حافظ أمير المؤمنين في الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (14).
5) سُلَيْمان بن أَبي سُلَيْمَانَ، أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ: ثقة حجة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
6) عَامِرُ بن شراحيل الشَّعْبِيُّ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
7) عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ابن عم النَبِي: صلى الله عليه وسلم "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي سُلَيْمان الشَّيْبَانِي، واختلف عنه في متنه من وجوه:
الوجه الأول: الشَّيْبَانِي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَ مَا دُفِنَ بِلَيْلَتَيْنِ. ولم يروه عَنْ الشَّيْبَانِيِّ بهذا الوجه إلا: إِسْمَاعِيْل بن زَكَرِيَّا.
الوجه الثاني: الشَّيْبَانِي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَ مَا دُفِن. وفي بعض الروايات ما يدل صراحة أنه صلي عليه صبيحة الدفن.
ورواه عَنْ الشَّيْبَانِيِّ بهذا الوجه: الثوري، وحَفْص بْن غِيَاث، وهُشَيْم بن بشير، وعَلِي بْن مُسْهِر، وشُعْبَة، ومحمد بن خازم الضرير، وجَرِير بن عبد الحميد الضبي، وعَبْد اللهِ بْن إِدْرِيس، وعَبْد الْوَاحِد بْن زِيَاد، ومُعَاذ بن معاذ العنبري، وأَبو عَوَانَة، وأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وإِبْرَاهِيمُ بْنُ طِهْمَانَ، وابْنُ جُرَيْجٍ، وشَرِيك. وقد تابع الشَّيْبَانِي علي هذا الوجه: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، وعثمان بن عاصم أَبو حَصِينٍ الأسدي، والْأَعْمَش.
الوجه الثالث: الشَّيْبَانِي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَ ثَلَاثٍ.
ولم يروه عَنْ الشَّيْبَانِيِّ بهذا الوجه إلا: هُرَيْم بْن سُفْيَان البجلي.
الوجه الرابع: الشَّيْبَانِي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَ شَهْرٍ.
ولم يروه عَنْ الشَّيْبَانِي بهذا الوجه إلا: سُفْيَان الثوري، وهو وجه مرجوح عَنْ الثوري كما بينا قبل ذلك.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق والله أعلم أن الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الآتية:
1) رواية الأكثر عدداً: فقد رواه بالوجه الثاني كثرة من الرواة وهذا بخلاف الأوجه الأخرى.
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 61.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 221.
2) رواية الأحفظ: فقد رواه بالوجه الثاني جماعة من الحفاظ الثقات أمثال الثوري، وشعبة.
3) المتابعات: فقد تابع الشَّيْبَانِي علي هذا الوجه جماعة من الرواة أيضاً.
4) إخراج الشيخان لهذا الوجه في صحيحيهما.
5) ترجيح الأئمة: قال ابن حجر: وَقَعَ فِي الْأَوْسَطِ لِلطَّبَرَانِيِّ مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن الصَّبَّاح الدُّولَابِي، عَنْ إِسْمَاعِيل بْنِ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ أَنَّهُ صَلَّى عَلَيْهِ بَعْدَ دَفْنِهِ بِلَيْلَتَيْنِ وَقَالَ إِنَّ إِسْمَاعِيلَ تَفَرَّدَ بِذَلِك. وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِي مِنْ طَرِيقِ هُرَيْمِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ فَقَالَ بَعْدَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ، وَمِنْ طَرِيقِ بِشْرِ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ الثَّوْرِي، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ فَقَالَ بَعْدَ شَهْر، وَهَذِهِ رِوَايَاتٌ شَاذَّةٌ وَسِيَاقُ الطُّرُقِ الصَّحِيحَةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ صَلَّى عَلَيْهِ فِي صَبِيحَةِ دَفْنِه.
(1)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده شاذ" وذلك لتفرد إِسْمَاعِيل بْن زَكَرِيَّا بمتن الحديث ومخالفته لما رواه الثقات. وكذلك الحديث بالوجه الثالث، والرابع.
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الوجه الراجح ــــ فحديث صحيح أخرجه الشيخان في صحيحيهما.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِمَّنْ رَوَاهُ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ: بِلَيْلَتَيْنِ إِلَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، تَفَرَّدَ بِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن عبد البر رحمه الله: من صَلَّى عَلَى قَبْرٍ أَوْ عَلَى جِنَازَةٍ قَدْ صُلِّيَ عَلَيْهَا فَمُبَاحٌ لَهُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ قَدْ فَعَلَ خَيْرًا لَمْ يَحْظُرْهُ اللَّهُ وَلَا رَسُولُهُ وَلَا اتَّفَقَ الْجَمِيعُ عَلَى الْمَنْعِ مِنْهُ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ}
(2)
وَقَدْ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرٍ وَلَمْ يَأْتِ عَنْهُ نَسْخُهُ وَلَا اتَّفَقَ الْجَمِيعُ عَلَى الْمَنْعِ مِنْهُ فَمَنْ فَعَلَ فَغَيْرُ حَرِجٍ وَلَا مُعَنَّفٍ بَلْ هُوَ فِي حِلٍّ وَسَعَةٍ وَأَجْرٍ جَزِيلٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِلَّا أَنَّهُ مَا قَدُمَ عَهْدُهُ فَمَكْرُوهٌ الصَّلَاةُ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ لَمْ يَأْتِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَا عَنْ أَصْحَابِهِ أَنَّهُمْ صَلَّوْا عَلَى الْقَبْرِ إِلَّا بِحِدْثَانِ ذَلِكَ وَأَكْثَرُ مَا رُوِيَ فِيهِ شَهْرٌ وَقَدْ أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ أَنَّهُ لَا يُصَلَّى عَلَى مَا قَدُمَ مِنَ الْقُبُورِ وَمَا أَجْمَعُوا عَلَيْهِ فَحُجَّةٌ. وَقَدْ قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ فِيمَنْ نُسِيَ أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ حَتَّى دُفِنَ أَوْ فِيمَنْ دَفَنَهُ يَهُودِيٌّ أَوْ نَصْرَانِيٌّ دُونَ أَنْ يُغَسَّلَ وَيُصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ خُشِيَ عَلَيْهِ التَّغَيُّرُ أَنْ يُصَلَّى عَلَى قَبْرِهِ وَإِنْ لَمْ يُخَفْ عَلَيْهِ التَّغَيُّرُ نُبِشَ وَغُسِّلَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ إِذَا كَانَ بِحِدْثَانِ ذَلِكَ. وَقَالَ عِيسَى بْنُ دِينَارٍ مَنْ دُفِنَ وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ مِنْ قَتِيلٍ أَوْ مَيِّتٍ فَإِنِّي أَرَى أَنْ يُصَلَّى عَلَى قَبْرِهِ.
(3)
(1)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 3/ 205.
(2)
سورة الحج آية رقم: 77.
(3)
يُنظر "التمهيد" لابن عبد البر 6/ 278.
[153/ 803]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: نا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ قَالَ: نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَ بِحَقِّهِ فَنِعْمَ الْمَعُونَةُ هُوَ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ إِلَّا مَعْنُ بْنُ عِيسَى.
أولاً: تخريج الحديث:
- أخرجه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" ب/ أَخْذِ الْمَالِ مِنْ حَقِّهِ (1/ 14 رقم 3)، والنسائي في "السنن الكبرى" ك/ الرقائق (10/ 394 رقم 11821)، وأبو يعلي الموصلي في "معجمه"(1/ 104 رقم 60)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(1/ 215 رقم 173)، وابن المقرئ في "المنتخب من غرائب مالك"(1/ 86 رقم 30)، وأبو طاهر المخلص في "الجزء الثامن من المخلصيات"(2/ 293 رقم 1830)، وأبو نعيم في "مستخرجه" ك/ الزكاة ب/ كراهية الحرص علي الدنيا (3/ 116 رقم 2345)، وابن حجر في "الأمالي المطلقة"(1/ 176)، كلهم من طُرق عَنْ مَعْن بْن عِيسَى، عَنْ مَالِك بْن أَنَس، عَنْ زَيْد بْن أَسْلَم به بنحوه.
- والبخاري في "صحيحه" ك/ الرقاق ب/ مَا يُحْذَرُ مِنْ زَهَرَةِ الدُّنْيَا وَالتَّنَافُسِ فِيهَا (8/ 91 رقم 6427)، وأبو نعيم في "مستخرجه" ك/ الزكاة ب/ كراهية الحرص علي الدنيا (3/ 116 رقم 2345)، والبيهقي في "الآداب" ب/ لَا بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنِ اتَّقَى اللَّهَ عز وجل فَأَخَذَهُ مِنْ حَقٍّ وَوَضَعَهُ فِي حَقٍّ (1/ 320 رقم 967)، وفي "الأربعون الصغرى" ب/ فِيمَنْ تَوَسَّعَ فِي اكْتِسَابِ الْمَالِ الْحَلَالِ فَوْقَ الْكِفَايَةِ إِنِ اسْتَفَادَهُ مِنْ وَجْهٍ حَلَالٍ، وَأَخْرَجَ مِنْهُ حَقَّ اللَّهِ تَعَالَى فِيهِ، وَاسْتَغْنَى هُوَ وَعِيَالُهُ بِبَاقِيهِ (1/ 185 رقم 60)، وفي "شعب الإيمان" ب/ التَّوَكُّلِ بِاللهِ عز وجل وَالتَّسْلِيمِ لَأَمْرِهِ تَعَالَى فِي كُلِّ شَيْءٍ (2/ 91 رقم 1249)، وفي ب/ الزهد وقصر الأمل (7/ 274 رقم 10289)، والبغوي في "شرح السنة" ك/ الرقاق ب/ مَا يُتَّقَى مِنْ فِتْنَةِ الْمَالِ لِقَوْلِ اللَّهِ سبحانه وتعالى:{إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ}
(1)
(14/ 253 رقم 4051)، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس.
- ومسلم في "صحيحه" ك/ الزكاة ب/ تَخَوُّفِ مَا يَخْرُجُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا (2/ 728 رقم 1052)، وأبو نعيم في "مستخرجه" ك/ الزكاة ب/ كراهية الحرص علي الدنيا (3/ 116 رقم 2345) عَنْ عَبْد اللهِ بْنُ وَهْب.
- والطبراني في "المعجم الأوسط"(9/ 15 رقم 8990)، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن يُوسُف.
- وأبو نعيم في "مستخرجه علي صحيح مسلم" ك/ الزكاة ب/ كراهية الحرص علي الدنيا (3/ 116 رقم 2345)، عَنْ الْوَلِيد بْن مُسْلِم. كلهم: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس، وعَبْد اللهِ بْن وَهْب، وعَبْد اللَّه بْن يُوسُف، والْوَلِيد بْن مُسْلِم، عَنْ مَالِك بْن أَنَس، عَنْ زَيْد بْن أَسْلَم، عَنْ عَطَاء بْن يَسَار به مطولاً.
- والبخاري في "صحيحه" ك/ الزكاة ب/ الصَّدَقَةِ عَلَى اليَتَامَى (2/ 121 رقم 1465)، وفي ك/ الجهاد
(1)
سورة التغابن آية رقم: 15.
ب/ فَضْلِ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (4/ 26 رقم 2842)، وأبو داود الطيالسي في "مسنده"(3/ 634 رقم 2294) وأحمد في "مسنده"(17/ 248 رقم 11157)، (18/ 371 رقم 11865) والنسائي في "السنن الكبرى" ك/ الزكاة ب/ الصَّدَقَةُ عَلَى الْيَتِيمِ (3/ 72 رقم 2373)، وفي "السنن الصغرى" ك/ الزكاة ب/ الصَّدَقَةُ عَلَى الْيَتِيمِ (5/ 90 رقم 2581)، وأبو يعلي الموصلي في "مسنده"(2/ 436 رقم 1242)، وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ الزكاة ب/ ذِكْرُ تَخَوُّفِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَلَى أُمَّتِهِ زِينَةَ الدُّنْيَا وَزَهْرَتَهَا (8/ 19 رقم 3225)، وأبو نعيم في "مستخرجه" في " ك/ الزكاة ب/ كراهية الحرص علي الدنيا (3/ 116 رقم 2346)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الجمعة ب/ يُحَوِّلُ النَّاسُ وُجُوهَهُمْ إِلَى الْإِمَامِ وَيَسْمَعُونَ الذِّكْرَ (3/ 281 رقم 5710)، وفي "شعب الإيمان" ب/ الزهد وقصر الأمل (7/ 274 رقم 10289)، كلهم من طُرق عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَة، عَنْ عَطَاء بْن يَسَار به مطولاً.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) مَعْنُ بنُ عِيْسَى القَزَّازُ
(1)
بنِ يَحْيَى بنِ دِيْنَارٍ الأشجعي
(2)
أَبُو يَحْيَى المَدَنِيُّ.
روي عَنْ: مَالِك بن أَنَس، وإِبْرَاهِيم بْن سعد، وإبراهيم بْن طهمان، وغيرهم.
روي عَنْه: سَعِيد بْن سُلَيْمَانَ الضَّبِّي، وعلي بْن المديني، ويحيى بْن مَعِين، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابْن سعد، وابن معين، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن سعد: ثبت مأمون، وزاد ابن حجر: ثبت، أحد أئمة الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الخليلي: مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مُخَرَّجٌ، رَضِيَ الشَّافِعِيُّ رِوَايَتَه. وقَال أَبُو حاتم: أثبت أصحاب مالك وأوثقهم معن. وقال الذهبي: لزِم مالكًا زمانًا، وكان مِن خيار أصحابه ومتقنيهم. وقال معن عن نفسه: كل شيء من الحديث فِي الموطأ سمعته من مالك إلا ما استثنيت أني عرضته عليه، وكل شيء من غير الحديث عرضته على مالك إلا ما استثنيت أني سألته عنه. روى له الجماعة. قال ابْن مَعِين: لَمْ يَسْمَعْ مَعْن بْن عِيسَى من عبيد الله بْنِ عُمَرَ وَلَا رَآهُ وَلَا أَدْرَكَه. وحاصله أنه "ثقة ثبت من أثبت أصحاب مالك" ويرسل عَنْ عبيد الله بْنِ عُمَرَ.
(3)
4) مَالِكُ بنُ أَنَسِ: "رأس المُتْقِنِينَ، وكَبِيرُ المُتَثَبِتِيْن" سبقت ترجمته في حديث رقم (113).
5)
…
زَيْدُ بْنُ أَسْلَم القرشي: "ثقة يُرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
(1)
قال ابن سعد: كَانَ يُعَالِجُ الْقَزَّ بِالْمَدِينَةِ، وَيَشْتَرِيهِ، وَكَانَ لَهُ غِلْمَانٌ حَاكَةٌ، وَكَانَ يَشْتَرِي، وَيُلْقِي إِلَيْهِمْ. يُنظر "الطبقات الكبرى" لابن سعد 7/ 615.
(2)
الأشجعي: هذه النسبة إلى قبيلة هي أشجع، والمنتسب اليها ولاء: أبو يحيى معن بن عيسى القزاز الأشجعي مولى أشجع من أهل المدينة، يروى عن ابن أبى ذئب ومالك، وكان يتولى القراءة على مالك. قاله السمعاني في "الأنساب" 1/ 270.
(3)
"الجرح والتعديل" 8/ 277، "المراسيل" 1/ 222، "الثقات" 9/ 181، "الإرشاد" 1/ 227، "تهذيب الكمال" 28/ 336، "تاريخ الإسلام" 4/ 1214، "السير" 9/ 304، "جامع التحصيل" 1/ 284، "الإكمال" 11/ 312، "التهذيب" 10/ 252، "التقريب" صـ 473.
6)
…
عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ الهلالي: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
7)
…
أَبو سَعِيدٍ الْخُدْرِي: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (69).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده صحيح".
قال ابن حجر: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبَ عَنْ مَعْنِ بْنِ عِيسَى فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا عَالِيًا بِالنِّسْبَةِ لاتصال السماع.
(1)
قلت: والحديث في الصحيحين مُطولاً كما سبق بيان ذلك في التخريج.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ إِلَّا مَعْن بْن عِيسَى.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان فلم يروه عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ إِلَّا مَعْن بْن عِيسَى لكن من حيث الرواية المختصرة كرواية حديث الباب. وأما بالراوية المطولة فقد رواه عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَس: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْسٍ، وعَبْد اللهِ بْن وَهْب، وعَبْد اللَّه بْن يُوسُفَ، والْوَلِيد بْن مُسْلِمٍ. كما سبق بيان ذلك في التخريج.
قال ابن حجر: أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْغَرَائِبِ مِمَّا لَيْسَ فِي الْمَوْطِأ عَنْ مَالِكٍ وَقَالَ: هَكَذَا رَوَاهُ مَعْنٌ مُخْتَصَراً وَرَوَاهُ عَنْ مَالِكٍ مُطَوْلًا أَبُو قُرَّةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أبي أويس، وإِسْحَاق بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيُّ. وَرَوَى بَعْضَهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مَالِكٍ أَيْضًا. قُلْتُ: رِوَايَةُ إِسْمَاعِيلَ فِي الْبُخَارِيِّ وَرِوَايَةُ ابْنِ وَهْبٍ فِي مُسلم وَالله أعلم.
(2)
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن حجر رحمه الله: قَوْلِهِ إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ كَضَرْبِ الْمَثَلِ بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ، وَمَعْنَاهُ أَنَّ صُورَةَ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ مُونِقَةٌ وَالْعَرَبُ تُسَمِّي كل شَيْء مشرق ناضر أخضر. وَقَالَ ابن الْأَنْبَارِيِّ قَوْلُهُ الْمَالُ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ لَيْسَ هُوَ صِفَةَ الْمَالِ وَإِنَّمَا هُوَ لِلتَّشْبِيهِ كَأَنَّهُ قَالَ الْمَالُ كَالْبَقْلَةِ الْخَضْرَاءِ الْحُلْوَةِ أَوِ التَّاءِ فِي قَوْلِهِ خَضِرَةٌ وَحُلْوَةٌ بِاعْتِبَارِ مَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ الْمَالُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا أَوْ عَلَى مَعْنَى فَائِدَةِ الْمَالِ أَيْ أَنَّ الْحَيَاةَ بِهِ أَوِ الْعِيشَةَ أَوْ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمَالِ هُنَا الدُّنْيَا لِأَنَّهُ مِنْ زِينَتِهَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
(3)
وَقَالَ الْغَزَالِيُّ: مَثَلُ الْمَالِ مَثَلُ الْحَيَّةِ الَّتِي فِيهَا تِرْيَاقٌ نَافِعٌ وَسُمٌّ نَاقِعٌ فَإِنْ أَصَابَهَا الْعَارِفُ الَّذِي يَحْتَرِزُ عَنْ شَرِّهَا وَيَعْرِفُ اسْتِخْرَاجَ تِرْيَاقِهَا كَانَ نِعْمَةً وَإِنْ أَصَابَهَا الْغَبِيُّ فَقَدْ لَقِيَ الْبَلَاءَ الْمُهْلِكَ. وَفِي الحديث: الحض على إِعْطَاء الْمِسْكِين واليتيم وابن السَّبِيلِ وَفِيهِ أَنَّ اكْتِسَابَ الْمَالِ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ وَكَذَا إِمْسَاكُهُ عَنْ إِخْرَاجِ الْحَقِّ مِنْهُ سَبَبٌ لِمَحْقِهِ فَيَصِيرُ غَيْرَ مُبَارَكٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} .
(4)
(5)
(1)
يُنظر "الأمالي المطلقة" لابن حجر 1/ 177.
(2)
يُنظر "الأمالي المطلقة" لابن حجر 1/ 177.
(3)
سورة الكهف آية رقم: 46.
(4)
سورة البقرة آية رقم: 276.
(5)
يُنظر فتح الباري" لابن حجر 11/ 246.
[154/ 804]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: نا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ، حَاضَتْ بَعْدَمَا أَفَاضَتْ، «فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَنْفِرَ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ قَتَادَةَ إِلَّا سَعِيدٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَة، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَس.
أخرجه أبو يعلي في "مسنده"(5/ 407 رقم 3083)، (5/ 409 رقم 3084)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ك/ مناسك الحج ب/ الْمَرْأَةِ تَحِيضُ بَعْدَمَا طَافَتْ لِلزِّيَارَةِ قَبْلَ أَنْ تَطُوفَ لِلصَّدْرِ (2/ 233 رقم 4054) وأبو طاهر المخَلِّص في "المخلصيات"(2/ 343 رقم 1703) من طُرق عَنْ عَبَّاد بْن الْعَوَّام، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ به بنحوه.
الوجه الثاني: سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَة، عن ابن عباس، وزيد بن ثابت.
أ - تخريج الوجه الثاني: ورواه عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَة بهذا الوجه: عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، وعَبْدَة بْن سُلَيْمَانَ، ورَوْح بْن عُبَادَة، ومُحَمَّد بْن جَعْفَرٍ غندر.
أما طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي: أخرجه سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة في "كتاب المناسك" رواية عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي كما في "تغليق التعليق" لابن حجر (3/ 111).
وأما طريق عَبْدَة بْن سُلَيْمَان: أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(5/ 79 رقم 2187)، عَنْ عَبْدَة بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه قَالَا: فِي الَّتِي تَحِيضُ بَعْدَ أَنْ قَضَتِ الْمَنَاسِكَ، قَالَ زَيْدٌ: لَا تَنْفِرُ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِذَا قَضَتِ الْمَنَاسِكَ وَحَلَّتْ لِزَوْجِهَا نَفَرَتْ إِنْ شَاءَتْ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: إِنَّكَ إِذَا خَالَفْتَ زَيْدًا لَمْ نَرْضَ بِذَلِكَ، قَالَ: فَأَرْسِلُوا صَاحِبَتَكُمْ أُمَّ سُلَيْمٍ فَسَلُوهَا، فَسَأَلُوهَا، فَحَدَّثَتْهُمْ أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ بَعْدَمَا طَافَتْ بِالْبَيْتِ وَقَضَتِ الْمَنَاسِكَ حَاضَتْ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ لَهَا: الْخَيْبَةُ لَكِ، حَبَسْتِينَا، فَذَكَرَتْ أَمَرَهَا لِرَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهَا أَنْ تَنْفِرَ، قَالَ: وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ شَأْنِ أُمِّ سُلَيْمٍ أَيْضاً.
وأما طريق رَوْح بْن عُبَادَة: أخرجه أحمد في "مسنده"(45/ 415 رقم 27427)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الحج ب/ تَرْكِ الْحَائِضِ الْوَدَاع (5/ 268 رقم 9764).
وأما طريق مُحَمَّد بْن جَعْفَر: أخرجه أحمد في "مسنده"(45/ 415 رقم 27427).
ب - متابعات للوجه الثاني:
أخرجه مُجَّاعَة بن الزُّبَيْرِ البَصْرِيُّ في "حديثه"(1/ 52 رقم 25). وأبو داود الطيالسي في "مسنده"، (3/ 224 رقم 1756) وأحمد في "مسنده"(45/ 418 رقم 27432)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ك/ مناسك الحج ب/ الْمَرْأَةِ تَحِيضُ بَعْدَمَا طَافَتْ لِلزِّيَارَةِ قَبْلَ أَنْ تَطُوفَ لِلصَّدْرِ (2/ 233 رقم 4053)، وأبو بكر
الإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "تغليق التعليق" لابن حجر (3/ 111)، عَنْ هِشَام الدستوائي.
كلاهما: مُجَّاعَة بن الزُّبَيْرِ البَصْرِيُّ، وهِشَام الدستوائي، عَنْ قَتَادَة، عَنْ عِكْرِمَةَ به بنحوه.
والبخاري في "صحيحه" ك/ الحج ب/ إِذَا حَاضَتِ المَرْأَةُ بَعْدَ مَا أَفَاضَتْ (2/ 180 رقم 1758)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 319 رقم 11867)، (25/ 129 رقم 314)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الحج ب/ تَرْكِ الْحَائِضِ الْوَدَاعَ (5/ 267 رقم 9761)، عَنْ أَيُّوبَ السختياني.
والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الحج ب/ تَرْكِ الْحَائِضِ الْوَدَاعَ (5/ 267 رقم 9763، 9762)، عَنْ خَالِد الْحَذَّاء. كلاهما: أَيُّوبَ، وخَالِد، عَنْ عِكْرِمَةَ به بنحوه.
ومسلم في "صحيحه" ك/ الحج ب/ وُجُوبِ طَوَافِ الْوَدَاعِ وَسُقُوطِهِ عَنِ الْحَائِضِ (2/ 963 رقم 1328)، والشافعي في "مسنده" ك/ الحج الباب السادس/ فيما يلزم الحاج بعد دخول مكة إلى فراغه من مناسكه (1/ 365 رقم 946)، وفي "الأم" ك/ الحج ب/ تَرْكِ الْحَائِضِ الْوَدَاعَ (3/ 461 رقم 1194)، وأحمد في "مسنده"(3/ 448 رقم 1990)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الحج ب/ تَرْكِ الْحَائِضِ الْوَدَاعَ (5/ 267 رقم 9759، 9760)، عَنْ الْحَسَن بْن مُسْلِم، عَنْ طَاوُس قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ إِذْ قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: تُفْتِي أَنْ تَصْدُرَ الْحَائِضُ، قَبْلَ أَنْ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهَا بِالْبَيْتِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِمَّا لَا، فَسَلْ فُلَانَةَ الْأَنْصَارِيَّةَ، هَلْ أَمَرَهَا بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَرَجَعَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَضْحَكُ وَهُوَ يَقُولُ: مَا أَرَاكَ إِلَّا قَدْ صَدَقْتَ. واللفظ لمسلم.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: ــــ راوية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ الكِلابي: "ثقة إلا في روايته عن سَعِيد بْن أَبي عَرُوبَة ففيها ضعف" سبقت ترجمته في حديث رقم (129).
4) سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ مِهْرَانُ، أَبُو النَّضْرِ الْعَدَوِيُّ البَصْرِيُّ.
روي عَنْ: قَتَادة بْن دِعَامة السَّدُوْسِي، ومحمد بْن سيرين، ويحيى بْن سَعِيد الأَنْصارِي، وغيرهم.
روي عَنْه: عَبَّاد بْن الْعَوَّام، وسفيان الثوري، وشعبة بْن الحجاج، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن سعد، والعجلي، وابْن مَعِين، وأبو زُرْعَة، ويحيى بن سعيد القطان، وابن المديني، والنَّسَائي، وابن عدي، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد أبو زُرْعَة: مأمون، وزاد الذهبي: إِمَام تغير حفظه بأخره فتساهل، وزاد ابن حجر: حافظ له تصانيف لكنه اختلط وكان من أثبت الناس في قتادة. وَقَال أَبو حاتم: ثقة قبل أن يختلط، وكان أعلم الناس بحديث قتادة. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات. وقال في المشاهير: من فقهاء أهل البصرة ومتقنيهم في سماع المتأخرين عنه مناكير وأوهام كثيرة.
وقال ابن المبارك: ما رأيت رجلاً أحفظ من سعيد. وقال عفان: أرواهم بالحديث على وجهه ابن أبي
عروبة. وقال أحمد: لم يكن لسَعِيد بْن أَبي عَرُوبَة كتاب، إنما كان يحفظ ذلك كله. وَقَال أبو عوانة: ما كان عندنا فِي ذلك الزمان أحد أحفظ من سَعِيد بْن أَبي عَرُوبَة. وَقَال ابن مَعِين: أثبت الناس فِي قتادة: سَعِيد بْن أَبي عَرُوبَة، وهشام الدستوائي، وشعبة، فمن حدثك من هؤلاء الثلاثة بحديث عَنْ قتادة فلا تبالي أن لا تسمعه من غيره. وَقَال أبو داود الطيالسي: كان سَعِيد بْن أَبي عَرُوبَة أحفظ أصحاب قتادة. روى له الجماعة.
وقد وُصف بالإرسال: في روايته عَنْ عُمَرو بن دينار، وهشام بْن عروة، وزيد بْن أسلم، وعُبَيد الله بْن عُمَر، والأَعْمَشِ، وغيرهم. قال البزار: يحدث عن جماعة لم يسمع منهم فإذا قال سمعت وحدثنا كان مأموناً.
وقد وُصف بالاختلاط: قال ابن حبان: اخْتَلَط سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة وبقى خمس سِنِين فِي اخْتِلَاطه، وَأحب إِلَى أَن لَا يحْتَج بِهِ إِلَّا بِمَا روى عَنهُ القدماء قبل اخْتِلَاطه مثل ابن الْمُبَارك، وَيزِيد بن زُرَيْع وذويهما وَيعْتَبر بِرِوَايَة الْمُتَأَخِّرين عَنهُ دون الِاحْتِجَاج بهما. قلت: وممن سمع منه بعد الاختلاط: وكيع بن الجراح، والمعافى بن عمران، وغندر، ومحمد بن أبي عدي. قال ابن مهدي: سمع منه غندر في الاختلاط، وَقال مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ المَوْصِلِيِّ: لَيْسَتْ رِوَايَةُ وَكِيْع، وَالمُعَافَى بنِ عِمْرَانَ، عَنْ سَعِيْدٍ بِشَيْءٍ، إِنَّمَا سَمِعَ مِنْهُ وَكِيْعٌ فِي الاخْتِلَاط. وقال العقيلي: سمع منه محمد بن أبي عدي بعدما اختلط. قلت: وَقَال أَبُو نعيم: كتبت عنه بعدما اختلط حديثين فَقُمْتُ، وَتَرَكْتُه. وقال ابن الكيال: قَالَ عَبْدَة بن سُلَيْمَان: إنه سَمِع مِنه فِي الاخْتِلَاطِ إلا أنه يريد بذلك بيان اختلاطه وأنه لم يحدث بما سمع منه في الاختلاط. وحاصله أنه "ثقة لكنه يرسل واختلط بآخرة فمن سمع منه قبل الاختلاط يقبل حديثه ومن سمع منه بعد الاختلاط فيرد حديثه".
(1)
5) قَتَادة بْن دِعَامة السَّدُوْسِيُّ: "ثقة ثبت لكنه يرسل ويدلس فلا يُقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع" سبقت ترجمته في حديث رقم (92).
6) أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ بن النَّضر رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (3).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد إسحاق بن راهويه في مسنده
".
1) عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَان الكلابي، أبو محمد الكوفي: قال ابن حجر: ثقة ثبت.
(2)
2) سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ: "ثقة لكنه يرسل واختلط بآخرة فما سمع منه قبل الاختلاط يقبل حديثه وما سمع منه بعد الاختلاط يرد حديثه" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
3) قَتَادة بْن دِعَامة السَّدُوْسِيُّ: "ثقة ثبت لكنه يرسل ويدلس فلا يُقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع" سبقت ترجمته في حديث رقم (92).
4)
…
عِكْرِمَة مولي ابن عباس: قال ابن حجر: ثقة ثبت.
(3)
(1)
"الثقات" للعجلي 1/ 403، "الجرح والتعديل" 4/ 65، "المراسيل" 1/ 77، "الثقات" 6/ 360، "المشاهير" 1/ 188، "الكامل" 4/ 446، "تهذيب الكمال" 11/ 5، "الكاشف" 1/ 441، "السير" 6/ 413، "المختلطين" للعلائي 1/ 41، "جامع التحصيل" 1/ 182، "الإكمال" 5/ 328، "طبقات المدلسين" 1/ 31، "التهذيب" 4/ 63، "التقريب" صـ 179، "الكواكب النيرات" 1/ 190.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 310.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 336.
5) عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بن عم النَبِي: صلى الله عليه وسلم "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
6) زَيْدُ بْنُ ثَابِت بن الضحاك الأنصاري النجاري: قال ابن حجر: "صحابي مشهور من كُتَّاب الوحي".
(1)
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَة، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَس.
ولم يروه عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ بهذا الوجه إلا: عَبَّاد بْن الْعَوَّامِ. قلت: وعَبَّاد بْن الْعَوَّامِ ثقة إلا في روايته عن سَعِيد بْن أَبي عَرُوبَة ففيها ضعف. قال أحمد: عَبَّاد مضطرب الحديث في سعيد.
الوجه الثاني: سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة، عَنْ قَتَادَة، عَنْ عِكْرِمَة.
ورواه عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ بهذا الوجه: عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، وعَبْدَة بْن سُلَيْمَان، ورَوْح بْن عُبَادَة، ومُحَمَّد بْن جَعْفَرٍ غندر. قلت: وقد تابع سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ علي هذا الوجه: مُجَّاعَة بن الزُّبَيْرِ البَصْرِيُّ، وهِشَام الدستوائي. كلاهما عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ به. وقد تابع قَتَادَةَ أيضاً علي هذا الوجه عَنْ عِكْرِمَة: أَيُّوب السّخْتِيَانِي، وخَالِد الحذاء. وأخرجه البخاري عَنْ أيوب كما سبق بيان ذلك في التخريج.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أن الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الآتية:
1) رواية الأكثر عدداً: فقد رواه بالوجه الثاني جماعة من الرواة وهذا بخلاف الوجه الأول.
2) رواية الأحفظ: فقد رواه بهذا الوجه جماعة من الثقات وخاصة أنهم سمعوا من سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ قبل الاختلاط عدا مُحَمَّد بْن جَعْفَر فعلي خلاف فيه فعند الفلاس أنه سمع منه قبل الاختلاط، بينما ذهب غيره من العلماء أنه سمع منه بعد الاختلاط، وعلي كُلٍ فثلاثةُ من الرواة غير محمد بن جعفر رَاوُهُ عَنْ سعيد قبل الاختلاط وعلي رأسهم: عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي رَاوِيَةُ كتاب المناسك عنه كما ذكر ذلك ابن حجر في تغليق التعليق وقد سبق بيان ذلك في التخريج.
قلت: وهذا بخلاف الوجه الأول فلم يروه عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ إلا عَبَّاد بْن الْعَوَّامِ، وقد بين أحمد، وابن حجر أن الخطأ من عباد وأنه خالف ما ثبت في كتب سعيد نفسه.
3) المتابعات: فسَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَةَ له علي هذا الوجه ــــ الثاني ــــ متابعات تامة وقاصرة كما سبق ذلك.
4) ترجيح الأئمة:
- قال أحمد: حينما سأله المروزي عَنْ حَدِيث عَبَّاد، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ صَفِيَّةَ حَاضَتْ بَعْدَمَا طَافَتْ فَقَالَ أَخْطَأَ فِيهِ عَبَّادٌ إِنَّمَا هُوَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَة.
(2)
- وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبَّاد بن العَوَّام، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبةَ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ أم سُلَيْمٍ حاضَتْ بعد ما أفاضَتْ يومَ النَّحْر، فأمرَها النبيُّ أَنْ تَنْفِرَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 162.
(2)
يُنظر "العلل ومعرفة الرجال" لأحمد رواية المروزي وغيره. 12/ 149.
هُوَ: قَتادةُ، عَنْ عِكْرمَة، عن النبيِّ
…
مُرسَل فِي قِصَّةِ صَفِيَّة؛ رَوَاهُ الدَّسْتوائي وغيرُه؛ وهذا هُوَ الصَّحيح.
(1)
- وقال ابن حجر: طَرِيقُ قَتَادَةَ هَذِهِ هِيَ الْمَحْفُوظَةُ ــــ أي عَنْ عكرمة ــــ وَقَدْ شَذَّ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَامِّ فَرَوَاهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ مُخْتَصَراً.
(2)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده شاذ" وذلك لمخالفة عَبَّاد بْن الْعَوَام لما رواه الثقات عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَة وتفرده بذلك.
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ "إسناده صحيح" قلت: وله متابعات في الصحيحين كما سبق بيان ذلك في التخريج.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ قَتَادَةَ إِلَّا سَعِيدٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان لكن من حيث الوجه الأول المرجوح عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَس.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن قدامة: وَالْمَرْأَةُ إذَا حَاضَتْ قَبْلَ أَنْ تُوَدِّعَ، خَرَجَتْ، وَلَا وَدَاعَ عَلَيْهَا، وَلَا فِدْيَةَ. هَذَا قَوْلُ عَامَّةِ فُقَهَاءِ الْأَمْصَارِ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عُمَرَ وَابْنِهِ أَنَّهُمَا أَمَرَا الْحَائِضَ بِالْمُقَامِ لِطَوَافِ الْوَدَاعِ، وَكَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ يَقُولُ بِهِ، ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ، فَرَوَى مُسْلِمٌ، أَنَّ زِيدَ بْنَ ثَابِتٍ خَالَفَ ابْنَ عَبَّاسٍ فِي هَذَا، قَالَ طَاوُسٌ: كُنْت مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ إذْ قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: تُفْتِي أَنْ لَا تَصْدُرَ الْحَائِضُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهَا بِالْبَيْتِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: إمَّا تَسْأَلُ فُلَانَةَ الْأَنْصَارِيَّةَ، هَلْ أَمَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ؟ قَالَ: فَرَجَعَ زَيْدٌ إلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَضْحَكُ، وَهُوَ يَقُولُ: مَا أَرَاك إلَّا قَدْ صَدَقْت. وَرُوِيَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ رَجَعَ إلَى قَوْلِ الْجَمَاعَةِ أَيْضًا. وَقَدْ ثَبَتَ التَّخْفِيفُ عَنْ الْحَائِضِ بِحَدِيثِ صَفِيَّةَ، حِينَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّهَا حَائِضٌ. فَقَالَ: أَحَابِسَتُنَا هِيَ؟. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّه، إنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ يَوْمَ النَّحْرِ. قَالَ: فَلْتَنْفِرْ إذًا. وَلَا أَمَرَهَا بِفِدْيَةٍ وَلَا غَيْرِهَا. وَالْحُكْمُ فِي النُّفَسَاءِ كَالْحُكْمِ فِي الْحَائِضِ؛ لِأَنَّ أَحْكَامَ النِّفَاسِ أَحْكَامُ الْحَيْضِ، فِيمَا يُوجِبُ وَيُسْقِطُ. وإذَا نَفَرْت الْحَائِضُ بِغَيْرِ وَدَاعٍ فَطَهُرَتْ قَبْلَ مُفَارَقَةِ الْبُنْيَان رَجَعَتْ فَاغْتَسَلَتْ وَوَدَّعَتْ؛ لِأَنَّهَا فِي حُكْمِ الْإِقَامَةِ، بِدَلِيلِ أَنَّهَا لَا تَسْتَبِيحُ الرُّخَصَ. فَإِنْ لَمْ يُمْكِنْهَا الْإِقَامَةُ، فَمَضَتْ، أَوْ مَضَتْ لِغَيْرِ عُذْرٍ، فَعَلَيْهَا دَمٌ. وَإِنْ فَارَقَتْ الْبُنْيَانَ، لَمْ يَجِبْ الرُّجُوعُ، إذَا كَانَتْ قَرِيبَةً، كَالْخَارِجِ مِنْ غَيْر عُذْرٍ. قُلْنَا: هُنَاكَ تَرَكَ وَاجِبًا، فَلَمْ يَسْقُطْ بِخُرُوجِهِ، حَتَّى يَصِيرَ إلَى مَسَافَةِ الْقَصْرِ؛ لِأَنَّهُ يَكُونُ إنْشَاءَ سَفَرٍ طَوِيلٍ غَيْرِ الْأَوَّلِ، وَهَا هُنَا لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا، وَلَا يَثْبُتُ وُجُوبُهُ ابْتِدَاءً إلَّا فِي حَقِّ مَنْ كَانَ مُقِيماً.
(3)
(1)
يُنظر "العلل" لابن أبي حاتم 3/ 215، 188.
(2)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 3/ 588.
(3)
يُنظر "المغني" لابن قدامة 5/ 341.
[155/ 805]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: نا ابْنُ مَنْظُورٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي شُهُودِ الْعَتَمَةِ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ، لَأَتَوْهَا وَلَوْ حَبْوًا» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ إِلَّا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ.
أولاً: تخريج الحديث:
- أخرجه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري المعروف بقاضي المارِستان في "أحاديث الشيوخ الثقات" الشهير بالمشيخة الكبرى (2/ 1267 رقم 624)، عَنْ إبراهيم بن الحسين الكسائي.
- كلاهما: الْحُلْوَانِي - كما في رواية الباب -، وإبراهيم بن الحسين، عَنْ عَتِيق بْن يَعْقُوب الزُّبَيْرِي، عَنْ ابْن مَنْظُور، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَة بلفظه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (150).
3) زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُور وقيل: زَكَرِيَّا بْنُ يحيي بن مَنْظُورِ بْن ثعلبة بْن أَبي مالك، أَبُو يَحْيَى الْقُرَظِيُّ.
روي عَنْ: هِشَام بْن عُرْوَة، وزيد بْن أسلم، ونافع مولى بن عُمَر، وغيرهم.
روي عَنْه: عَتِيق بْن يَعْقُوب الزُّبَيْرِي، وهشام بن عمار، وسَعِيد بْن سُلَيْمان الواسطي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن معين، وأحمد بن صالح المصري: ليس به بأس.
وقال ابن معين مرة، وَأبو بشر الدولابي: ليس بثقة. وقال أَحْمَد: شيخ، ولينه. وَقَال ابْن مَعِين، وابن المديني، والنَّسَائي، وابن حجر: ضعيف. وَقَال الفلاس، والساجي: فيه ضعف. وَقَال أَبُو أَحْمَد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وَقَال أبو أحمد العسكري: تكلموا فيه.
وَقَال ابْن مَعِين مرة: ليس بشيءٍ. وقَال البُخارِي: منكر الحديث. وَقَال مرة: ليس بذلك. وَقَال أبو حاتم: ليس بالقوي، ضعيف الحديث، منكر الحديث، يكتب حديثه. وَقَال أبو زرعة: واهي الحديث، منكر الحديث. وقال ابن حبان: مُنكر الْحَدِيث جداً. وقال ابْن عدي: ليس له أحاديث أنكر مما ذكرته وله غير ما ذكرته من الحديث غرائب، وَهو ضعيف كما ذكروه إلا أنه يكتب حديثه. وقال الذهبي: حديثه منكر. وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: متروك. وحاصله أنه "ضعيف الحديث".
(1)
4) هِشَامُ بْنُ عُرْوَة بْن الزبير بْن العوام: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
5) عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ القُرَشِيُّ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
(1)
يُنظر "العلل" لأحمد رواية المروزي 1/ 116، "التاريخ الكبير" للبخاري 2/ 424، "الضعفاء الكبير" للعقيلي 2/ 84، "الجرح والتعديل" 3/ 597، "المجروحين" 1/ 314، "الكامل" 4/ 168، "سؤالات البرقاني للدارقطني" رواية الكرجي عنه 1/ 31، "تذكرة الحفاظ" لابن القيسراني 1/ 427، "تهذيب الكمال" 9/ 369، "ديوان الضعفاء" للذهبي 1/ 303، "التقريب" صـ 156.
6) عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ: "زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم " سبقت ترجمتها في حديث رقم (15).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُور أَبُو يَحْيَى الْقُرَظِيُّ: ضعيف الحديث.
قال ابن أبي حاتم: سألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ زكريَّا بْنِ مَنْظُور، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي شُهُودِ العَتَمَةِ لَيْلَةَ الأرْبِعَاءِ، لَأَتَوْهَا وَلَوْ حَبْواً. قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وزكريَّا ضعيفُ الْحَدِيثِ.
(1)
وقال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
(2)
قلت: لكن الذي صح في فضل صلاة العشاء دون التقييد بليلة الأربعاء ولا بغيرها ـــــ بل فضلها علي الدوام أبداً حتي يوم القيامة ــــــ ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن مَالِك، عَنْ سُمَي مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً.
(3)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ إِلَّا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
يُنظر "العلل" لابن أبي حاتم 2/ 461.
(2)
يُنظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 2/ 128.
(3)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الأذان ب/ الِاسْتِهَامِ فِي الأَذَانِ (1/ 126 رقم 615)، وفي ك/ الأذان ب/ فَضْلِ التَّهْجِيرِ إِلَى الظُّهْرِ (1/ 132 رقم 654)، وفي ك/ الشهادات ب/ القُرْعَةِ فِي المُشْكِلَاتِ (3/ 182 رقم 2689)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الصلاة ب/ بَابُ تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ، وَإِقَامَتِهَا، وَفَضْلِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ مِنْهَا، وَالَازْدِحَامِ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ، وَالْمُسَابَقَةِ إِلَيْهَا، وَتَقْدِيمِ أُولِي الْفَضْلِ، وَتَقْرِيبِهِمْ مِنَ الْإِمَامِ (1/ 425 رقم 437).
[156/ 806]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا الْفَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ الثَقَفِيُّ قَالَ: نا الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ الطَّائِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: حَضَرْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ هَذَا يُرِيدُ أَنْ يَأْخُذَ مَالِي كُلَّهُ فَيَجْتَاحُهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا لَكَ مِنْ مَالِهِ مَا يَكْفِيكَ، فَقَالَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، أَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ؟ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: ارْضَ بِمَا رَضِيَ اللَّهُ عز وجل. *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ إِلَّا الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ك/ النفقات ب/ نَفَقَةِ الْأَبَوَيْنِ (7/ 790 رقم 15754)، وفي "معرفة السنن والآثار" ك/ النفقات ب/ النَّفَقَةِ عَلَى الْأَقَارِبِ (11/ 300 رقم 15597)، بسنده عَنْ الْفَيْض بْن وَثِيق، عَنْ الْمُنْذِر بْن زِيَاد، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) الْفَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ الثَّقَفِيُّ: "ضعيف يعتبر به" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
3) الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ، أَبُو يَحْيَى الطَّائِيُّ الْبَصْرِيُّ. قَالَ الدَّارَقُطْنِي: وَهِمَ من قلبه فقَالَ زِيَاد بن مُنْذر.
روي عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، وزَيْد بْن أَسْلَم، ومحمد بن المنكدر، وغيرهم.
روي عَنْه: الْفَيْض بْن وَثِيقٍ الثَقَفِي، وحَجَّاج بْن نُصَيْر، ومُحَمَّد بْن بَحْر الْهُجَيْمِي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال البيهقي: ضعيف. وقال مرة: غير قوي. وقال العقيلي: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وقال ابن حبان: كَانَ مِمَّن يقلب الْأَسَانِيد وينفرد بِالْمَنَاكِيرِ عَن الْمَشَاهِير فَاسْتحقَّ ترك الِاحْتِجَاج بِهِ إِذَا انْفَرد. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِي: مَتْرُوكُ الْحَدِيث له مناكير. وقال ابن حجر: متروك. وقال الذهبي: لَهُ مَنَاكِير قَلِيلَة. وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع في روايته. وقَالَ الْفَلاس: كَانَ كذاباً. وقال الساجي يحدث بأحاديث بواطيل وحسبه ممن كان يضع الحديث. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: رَمَاه أهل الحَدِيث بِالْوَضْعِ، فأهل الحديث مُقِرُونَ بأن حديث عمرو بن حارث كان يسار يوم العيدين بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بالحراب وضعه المنذر بن زياد. قال وحدث ابن أبي زيد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمس لحيته في الصلاة وضعه المنذر بن زياد. وحاصله أنه "متروك الحديث متهم بالكذب"
(1)
4) إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِد هرمز ويُقال: سعد، أَبُو عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ، الأَحْمَسِيُّ الكُوْفِيُّ.
روي عَنْ: قَيْس بْن أَبِي حَازِم، وذكوان أبي صالح السمان، وعامر الشعبي، وآخرين.
(1)
"الضعفاء الكبير" 4/ 199، "المجروحين" 3/ 37، "الضعفاء والمتروكون" للدارقطني 2/ 154، "السنن الكبرى" للبيهقي 7/ 790، "ذخيرة الحفاظ" لابن طاهر 2/ 1927، "تاريخ الإسلام" 4/ 750، "تلخيص الحبير" 3/ 401، "لسان الميزان" 8/ 152.
روي عَنْه: الْمُنْذِر بْن زِيَاد الطَّائِي، وسفيان الثوري، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال أبو حاتم، وابْن مَعِين، والعجلي، وابن مهدي، والنسائي، وابن خلفون، ويعقوب بن سفيان، ويَعْقُوب بْن شَيْبَة، وابن حجر: ثقة، وزاد العجلي، وابن خلفون، ويَعْقُوب بْن شَيْبَة، وابن حجر: ثبت، وزاد يعقوب بن سفيان: حافظ. وَقَال مُحَمَّد بْن عَبد الله بْن عمار الموصلي: حجة، إذا لم يكن إِسْمَاعِيل حجة، فمن يكون حجة؟. وقال الذهبي: أَجْمَعُوا عَلَى إِتقَانِه، وَالاحْتِجَاجِ بِه. وذكره ابن حبان، وابن شاهين في الثقات. روى له الجماعة.
وَقَال أَبُو حاتم: لا أقدم عليه أحداً من أصحاب الشعبي. وَقَال الثوري: حفاظ الناس ثلاثة وذكر منهم: إِسْمَاعِيل بْن أَبي خَالِد. وقال أعلم الناس بالشعبي وأثبتهم فيه. وَقَال مروان بْن مُعَاوِيَة: كَانَ إِسْمَاعِيل يُسَمَى الميزان. وَقال الشعبي: إِسْمَاعِيل يحسو العلم حسواً. وَقَال يَحْيَى بْن سَعِيد: كَانَ سفيان به معجباً. وَقَال أَحْمَد: أصح الناس حديثا عن الشعبي، ابْن أَبي خَالِد يشرب العلم شرباً. وقال ابن خلفون: إمام من أئمة المسلمين في الحديث. وقال العجلي: كَانَ صَاحب سنة وَكَانَ راوية عَن قيس بن أبي حَازِم.
وقد وصف بالإرسال: في روايته عَنْ أنس، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وإبراهيم التيمي، وغيرهم.
قال العجلي: كَانَ رُبمَا أرسل الشَّيْء عَن الشّعبِيّ فَإِذا وقف أخبر. وقال يحيى بن سعيد: مرسلات ابن أبي خالد ليست بشيء. وحاصله أنه "ثقة ثبت" لكنه يرسل.
(1)
5) قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِم حصين بْن عوف، وَيُقَالُ: عَوْفُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ أَبُو عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ، الكُوْفِيُّ.
روي عَنْ: أَبِي بَكْر الصديق، وَعُمَر، وَعُثْمَانَ، وَعَلِي، وغيرهم.
روي عَنْه: إِسْمَاعِيْل بن أَبِي خَالِد، والحكم بن عتيبة، وسُلَيْمان الأَعْمَش، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابْن مَعِين، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد الذهبي: حافظ، وزاد ابن حجر: مخضرم وجاوز المائة وتغير. وَقَال ابن معين مرة: قَيْس أوثق من الزُّهْرِيّ، ومن السَّائِب بْن يَزِيد. وَقَال إِسْمَاعِيل بْن أَبي خَالِد: حَدَّثَنَا قَيْس بْن أَبي حازم هذه الإسطوانة يَعْنِي أَنَّهُ في الثقة مثل الإسطوانة. وقال الذهبي: حجة كاد أن يكون صحابياً أجمعوا على الاحتجاج به ومن تكلم فيه فقد آذى نفسه نسأل الله العافية وترك الهوى فقد قال معاوية بن صالح كان قيس أوثق من الزهري. وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال ابْن عُيَيْنَة: مَا كَانَ بالكوفة أحد أروى عَنْ أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من قَيْس بْن أَبي حازم. وَقَال أبو دَاوُد: أجود التابعين إسناداً قيس بن أَبي حازم، روى عن تسعة من العشرة، ولم يرو عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف. وَقَال يَعْقُوب بْن شَيْبَة: متقن الرواية. وقد تكلم أصحابنا فيه فمنهم من رفع قدره وعظمه وجعل الحديث عنه من أصح الإسناد، ومنهم من حمل عَلَيْهِ وَقَال: له أحاديث مناكير، والذين أطروه حملوا هذه الأحاديث عنه على إِنَّهَا عندهم غَيْر مناكير، وَقَالوا هِيَ غرائب. روى له الجماعة. قال الذهبي: قِيْلَ: إِنَّ لِقَيْسٍ صُحْبَةً، وَلَمْ يَثْبُتْ ذَلِك.
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 1/ 224، "الجرح والتعديل" 2/ 174، "المراسيل" 1/ 12، "الثقات" لابن حبان 4/ 19، "تهذيب الكمال" 3/ 69، "السير" 6/ 176، "الإكمال" 2/ 162، "التقريب" صـ 46.
وَقَال يحيى بْن سَعِيد: منكر الحديث ثُمَّ ذكر له أحاديث مناكير منها حديث كلاب الحوأب. قال ابن حجر: ومراد القطان بالمنكر الفرد المطلق.
وقد وصف بالإرسال: قال العلائي: يُقال له رؤية رأى النبي صلى الله عليه وسلم يخطب ولم يصح ذلك بل هاجر إليه ليبايعه فقبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق، وحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، وكذلك عن عبد الله بن رواحة. وقال ابن المديني: لم يسمع من أبي الدرداء ولا من سلمان وروى عن بلال ولم يلقه قال وروى عن عقبة بن عامر ولا أدري سمع منه أم لا. قال العلائي: في هذا القول نظر فإن قيسًا لم يكن مدلساً وقد ورد المدينة عقب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بها مجتمعون فإذا روى عن أحد الظاهر سماعه منه.
وقد وصف بالاختلاط: قَال إِسْمَاعِيل بْن أَبي خَالِد: كبر قَيْس بْن أَبي حازم حَتَّى جاوز المائة بسنين كثيرة حَتَّى خرف وذهب عقله. وحاصله أنه "ثقة يُرسل اختلط في آخر عمره".
(1)
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف جداً" فيه: الْفَيْض بْن وَثِيق الثَقَفِي: ضعيف. والْمُنْذِر بْن زِيَاد الطَّائِيّ: متروك الحديث متهم بالكذب.
قال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ الطَّائِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
(2)
وقال ابن حجر: فِي إسْنَادِهِ الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادِ الطَّائِيُّ متروك.
(3)
قلت: لكن صح الحديث من طُرقٍ أخري من أمثلها: حديث عائشة رضي الله عنها: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُخَاصِمُ أَبَاهُ فِي دَيْنٍ عَلَيْه فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: أَنْت وَمَالك لأَبِيك.
(4)
قال ابن الملقن رحمه الله: هَذَا الحَدِيث مَرْوِيّ من طرق: أَصَحهَا: طَرِيق عَائِشَة.
(5)
وقال العقيلي: وَفِي هَذَا الْبَاب أَحَادِيث مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ وَفِيهَا لِينٌ، وَبَعْضُهَا أَحْسَنُ مِنْ بَعْضٍ، وَمِنْ أَحْسَنِهَا حَدِيثُ الْأَعْمَشِ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَوْلَادُكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ فَكُلُوا مِنْ كَسْبِ أَوْلَادِكُمْ.
(6)
وحديث ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِرَجُلٍ: أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ.
(7)
قال ابن حجر: هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.
(8)
وحديث عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَتَى أَعْرَابِيٌّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي يُرِيدُ أَنْ
(1)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 5/ 307، و"تهذيب الكمال" 24/ 10، و"السير" 4/ 198، و"جامع التحصيل" 1/ 257، و"الاغتباط بمن رُمي من الرواة بالاختلاط" 1/ 291، و"التهذيب" 8/ 386، و"التقريب" 1/ 392.
(2)
يُنظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 4/ 197.
(3)
يُنظر "تلخيص الحبير" لابن حجر 3/ 401.
(4)
أخرجه ابن حبان في "صحيحه"(2/ 142 رقم 410).
(5)
يُنظر "البدر المنير" لابن الملقن 7/ 664.
(6)
يُنظر "الضعفاء الكبير" للعقيلي 2/ 234.
(7)
أخرجه أبو يعلي في "مسنده"(10/ 98 رقم 5731).
(8)
يُنظر "المطالب العالية" لابن حجر 7/ 457.
يَجْتَاحَ مَالِي؟ قَالَ: أَنْتَ وَمَالُكَ لِوَالِدِكَ، إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ، وَإِنَّ أَمْوَالَ أَوْلَادِكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ، فَكُلُوهُ هَنِيئاً.
(1)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ إِلَّا الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن قدامة: وَلِلْأَبِ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ مَا شَاءَ، وَيَتَمَلَّكَهُ، مَعَ حَاجَةِ الْأَبِ إلَى مَا يَأْخُذُهُ، وَمَعَ عَدَمِهَا، صَغِيراً كَانَ الْوَلَدُ أَوْ كَبِيرًا، بِشَرْطَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنْ لَا يُجْحِفَ بِالِابْنِ، وَلَا يَضُرَّ بِهِ، وَلَا يَأْخُذَ شَيْئًا تَعَلَّقَتْ بِهِ حَاجَتُهُ. الثَّانِي: أَنْ لَا يَأْخُذَ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ فَيُعْطِيَهُ الْآخَر. نَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنْ تَخْصِيصِ بَعْضِ وَلَدِهِ بِالْعَطِيَّةِ مِنْ مَالِ نَفْسِهِ، فَلَأَنْ يُمْنَعَ مِنْ تَخْصِيصِهِ بِمَا أَخَذَ مِنْ مَال وَلَدِهِ الْآخَرِ أَوْلَي. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ، وَمَالِكٌ، وَالشَّافِعِيُّ: لَيْسَ لَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ إلَّا بِقَدْرِ حَاجَتِهِ. وَلِأَنَّ مِلْكَ الِابْنِ تَامٌّ عَلَى مَالِ نَفْسِهِ، فَلَمْ يَجُزْ انْتِزَاعُهُ مِنْهُ، كَاَلَّذِي تَعَلَّقَتْ بِهِ حَاجَتُهُ. وَلَنَا مَا رَوَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إنَّ أَطْيَبِ مَا أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ، وَإِنَّ أَوْلَادَكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ
(2)
. وَرَوَى عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إنَّ أَبِي احْتَاجَ مَالِي. فَقَالَ: أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيك.
وَلِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ الْوَلَدَ مَوْهُوبًا لِأَبِيهِ، وَمَا كَانَ مَوْهُوبًا لَهُ، كَانَ لَهُ أَخْذُ مَالِهِ، كَعَبْدِهِ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، فِي قَوْلِهِ:{وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ}
(3)
ثُمَّ ذَكَرَ بُيُوتَ سَائِرِ الْقَرَابَاتِ إلَّا الْأَوْلَادَ لَمْ يَذْكُرْهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ دَخَلُوا فِي قَوْلِهِ: بُيُوتِكُمْ. فَلَمَّا كَانَتْ بُيُوتُ أَوْلَادِهِمْ كَبُيُوتِهِمْ، لَمْ يَذْكُرْ بُيُوتَ أَوْلَادِهِمْ. وَلِأَنَّ الرَّجُلَ يَلِي مَالَ وَلَدِهِ مِنْ غَيْرِ تَوْلِيَةٍ، فَكَانَ لَهُ التَّصَرُّفُ فِيهِ كَمَالِ نَفْسِهِ. وَأَمَّا أَحَادِيثُهُمْ، فَأَحَادِيثُنَا تَخُصُّهَا وَتُفَسِّرُهَا، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ مَالَ الِابْنِ مَالًا لِأَبِيهِ، بِقَوْلِهِ: أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيك. فَلَا تَنَافِيَ بَيْنَهُمَا. وَقَوْلُهُ: أَحَقُّ بِهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ مُرْسَلٌ، ثُمَّ هُوَ يَدُلُّ عَلَى تَرْجِيحِ حَقِّهِ عَلَى حَقِّهِ، لَا عَلَى نَفْيِ الْحَقِّ بِالْكُلِّيَّةِ، وَالْوَلَدُ أَحَقُّ مِنْ الْوَالِدِ بِمَا تَعَلَّقَتْ بِهِ حَاجَتُهُ.
(4)
(1)
أخرجه أحمد في "مسنده"(11/ 261 رقم 6678)، (11/ 503 رقم 6902)، وابن ماجة في "سننه"(3/ 392 رقم 2292)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(4/ 158 رقم 6151)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1/ 212 رقم 379)، وابن المقرئ في "معجمه"(1/ 169 رقم 523)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 789 رقم 15749)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(13/ 507).
(2)
أخرجه الترمذي في "سننه" ك/ الأحكام ب/ مَا جَاءَ أَنَّ الوَالِدَ يَأْخُذُ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ (3/ 631 رقم 1358).
(3)
سورة النور آية رقم: 61.
(4)
يُنظر "المغني" لابن قدامة 8/ 272.
[157/ 807]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: نا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَافَرَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى يَرْجِعَ. *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ شُعْبَةَ إِلَّا أَبُو سَعِيدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلٍ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي شُعْبَة، واختلف عنه من وجوه:
الوجه الأول: شُعْبَة، عَنِ ابْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس.
أخرجه إسماعيل الصفار في "مجموع فيه مصنفات أبي العباس الأصم وإسماعيل الصفار"(1/ 287 رقم 527)، والخطيب في "تلخيص المتشابه في الرسم"(1/ 27)، عَنْ أَبي سَعِيد مَوْلَى بَنِي هَاشِم، عَنْ شُعْبَة، عَنِ ابْنِ أَبِي السَّفَرِ به بنحوه.
الوجه الثاني: شُعْبَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبي السَّفَرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُفَيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
ورواه عَنْ شُعْبَة بهذا الوجه: أبو داود الطيالسي، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر المعروف بغندر، والحَجَّاج بن محمد المصيصي، وابن مهدي، وهاشم بن القاسم أَبُو النَّضْر الليثي، ومُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم الفراهيدي، ومحمد بن عبد الرحيم أَبُو يَحْيَى المعروف بصاعقة، وأَبُو الْوَلِيد هشام بن عبد الملك، ويَاسِين بْن حَمَّاد الْمَخْزُومِي.
أما طريق أبو داود الطيالسي: أخرجه هو في "مسنده"(4/ 457 رقم 2860)، ومن طريقه ـــــــ عبد بن حميد في "المنتخب من مسنده"(1/ 231 رقم 696)، وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 188)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الصلاة ب/ الْمُسَافِرِ يَنْزِلُ بِشَيْءٍ مِنْ مَالِهِ فَيَقْصُرُ مَا لَمْ يَجْمَعْ مُكْثًا (3/ 218 رقم 5483)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"(10/ 406 رقم 429) ـــــــ.
وأما طريق مُحَمَّد بْن جَعْفَرٍ المعروف بغندر: أخرجه أحمد في "مسنده"، (4/ 56 رقم 2159)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"(10/ 405 رقم 427).
وأما طريق الحَجَّاج بن محمد المصيصي: أخرجه أحمد في "مسنده"(4/ 349 رقم 2575).
وأما طريق ابن مهدي: أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار مسند عمر"(1/ 214 رقم 329)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(7/ 188).
وأما طريق هاشم بن القاسم أَبي النَّضْر الليثي: أخرجه السراج في "حديثه"(3/ 18 رقم 1677)، وفي "مسنده"(1/ 438 رقم 1420).
وأما طريق مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم الفراهيدي: أخرجه السراج في "حديثه"(3/ 18 رقم 1678)، وفي "مسنده"(1/ 438 رقم 1420)، والطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 143 رقم 12711).
وأما طريق محمد بن عبد الرحيم المعروف بصاعقة: أخرجه السراج في "حديثه"(3/ 18 رقم 1677)، وفي "مسنده"(1/ 438 رقم 1420).
وأما طريق هشام بن عبد الملك الباهلي: أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(1/ 358 رقم 2283).
وأما طريق يَاسِينُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَخْزُومِي: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 143 رقم 12712).
الوجه الثالث: شُعْبَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُفَي، عَنِ ابْنِ عَبَّاس.
أ - تخريج الوجه الثالث: رواه عَنْ شُعْبَة بهذا الوجه: وَهْب بنُ جَرِيْرِ بنِ حَازِمِ بنِ زَيْد.
أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ك/ الصلاة ب/ صلاة المسافر (1/ 417 رقم 2397).
ب - متابعات للوجه الثالث: فقد تابع شُعْبَة علي هذا الوجه: أَبو الْأَحْوَص سلام بن سليم الحنفي، وإِسْرَائِيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وعَنْبَسَة بن سعيد بن الضريس الأسدي.
أما متابعة أَبو الْأَحْوَصِ سلام بن سليم الحنفي: أخرجها ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الصلاة ب/ مَنْ كَانَ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ (3/ 486 رقم 8233).
وأما متابعة إِسْرَائِيلُ بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي: أخرجها أحمد في "مسنده"(4/ 56 رقم 2160)، (5/ 355 رقم 3349) والطبري في "تهذيب الآثار مسند عمر"(1/ 213 رقم 327، 326)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ك/ الصلاة ب/ صلاة المسافر (1/ 417 رقم 2398)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"(10/ 405 رقم 427).
وأما متابعة عَنْبَسَةَ بن سعيد بن الضريس الأسدي: أخرجها الطبري في "تهذيب الآثار مسند عمر"(1/ 214 رقم 328).
الوجه الرابع: شُعْبَة، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَوْن الْأَزْدِيّ، عَنْ عُمَر بْن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ ابْنِ عُمَر.
أخرجه أحمد في "مسنده"(9/ 77 رقم 5042)، وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 186)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(45/ 287)، عَنْ مُحَمَّد بْن جَعْفَر، عَنْ شُعْبَة، عَنْ أَبِي فَرْوَة الْهَمْدَانِيِّ به.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ المَكِيُّ.
روي عَنْ: أَبي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِم، وَبشر بن السّري، وعبد الله بن مُعاذ الصَّنْعَاني اليماني، وغيرهم.
روي عَنْه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، وعبد الله بن أَحْمد، والْحَسَن بْن سُلَيْمَان القطان، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال الدارقطني: ثقة مأمون زاهد.
وقال الذهبي: فيه لين. وقال ابن الجوزي: ضعيف. قال ابن حجر: وثقه الدارقطني فلا يلتفت إلى تضعيف ابن الجوزي بلا سبب، وذكره ابن حبان في الثقات وأخرج حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، ولم يذكره أحد ممن صنف في الضعفاء. وحاصله أنه "ثقة".
(1)
(1)
"سؤالات السلمي للدارقطني"1/ 262، "الضعفاء والمتروكون" لابن الجوزي 3/ 235، "الميزان"4/ 549، "لسان الميزان"9/ 119.
3) عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ عَبد اللَّه بن عُبَيد البَصْرِيُّ، أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ولقبه جردقة.
روي عَنْ: شعبة بن الحجاج، وحماد بْن سلمة، وزهير بْن معاوية، وغيرهم.
روي عَنْه: أَبُو عُبَيْدَة بْن فُضَيْلِ بْن عِيَاض، وأحمد بْن حنبل، ومحمد بْن عباد المكي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال أحمد، وابْن مَعِين، والطبراني، والدارقطني، والبغوي، والذهبي: ثقة، وزاد الذهبي: حافظ. وذكره ابن حبان، وابن شاهين في الثقات، وقال ابن حبان: ربما خالف.
- وقال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ.
- وَقَال أَبُو حاتم: ما كان بِهِ بأس، وكان أَحْمَد يرضاه. وَقَال الطبراني: روى عنه أَحْمَد وأثنى عليه. وقال أحمد مرة: كثير الخطأ، وهو أيقظ من عبد الله بن رجاء. وقال الساجي: يهم في الحديث. قال ابن حجر: تكلم فِيهِ السَّاجِي بِلَا مُسْتَند وَلم يَصح عَن أَحْمد تَضْعِيفه. وحاصله أنه "ثقة".
(1)
4) شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنُ الْوَرْدِ الْعَتَكِيُّ
(2)
الأَزْدِيُّ أَبُو بِسْطَامٍ الْوَاسِطِيُّ.
روي عَنْ: عَبْد الله بْن أَبي السفر الهمداني، ومالك بْن أنس، وسفيان الثوري، وغيرهم.
روي عَنْه: أَبُو سَعِيد مَوْلَى بَنِي هَاشِم، وأيوب السختياني، وعَبْد اللَّه بْن المبارك، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابْن سعد: كَانَ ثقة مأموناً ثبتاً حجة، صاحب حديث. وقال العجلي: ثِقَة ثبت نقِيّ الحَدِيث كَانَ يخطئ فِي أَسمَاء الرِّجَال قَلِيلاً. وقال أبو حاتم: ثقة. وقال الذهبي: كان إِمَاماً، حافظاً، ثَبْتاً، حُجَّةً، نَاقِداً، جِهْبِذاً، أمير المؤمنين في الحديث، وَهُوَ مِنْ نُظَرَاءِ الأَوْزَاعِيِّ، وَمَعْمَرٍ، وَالثَّوْرِيِّ فِي الكَثْرَةِ، يخطئ في الأسماء قليلاً. وقال ابن حجر: ثقة حافظ متقن، وهو أول من فتش بالعراق عن الرجال وذب عن السنة وكان عابداً. وقال الدارقطني: كان شعبة يخطئ في أسماء الرجال كثيراً لتشاغله بحفظ المتون. وذكره ابن حبان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات. وقال ابن حبان، كَانَ من سَادَات أهل زَمَانه حفظاً وإتقاناً وورعاً وفضلاً. وَقَال الثوري، وابن عيينة: شعبة أمير المؤمنين فِي الحديث. وَقَال الشافعي: لولا شعبة ما عُرف الحديث بالعراق، وَقَال الْحَاكِمُ: شُعْبَةُ إِمَامُ الأَئِمَّةِ بِالْبَصْرَةِ فِي مَعْرِفَةِ الْحَدِيثِ. وَقَال أَحْمَد: كَانَ شعبة أمة وحده فِي هذا الشأن، يعني فِي الرجال وبصره بالحديث وتثبته وتنقيته للرجال. وَقَال حماد بْن زيد: ما أبالي من خالفني إذا وافقني شعبة، لأن شعبة كَانَ لا يرضى أن يسمع الحديث مرة، وإِذَا خَالَفَنِي شُعْبَةُ فِي حَدِيثٍ صِرْتُ إِلَيْهِ. فإِنَّ شُعْبَةَ كَانَ لَا يَرضَى أَنْ يَسْمَعَ الحَدِيْثَ عِشْرِيْنَ مَرَّةً، وَأَنَا أَرْضَى أَنْ أَسْمَعَهُ مَرَّة. وقَال يحيى بْن سَعِيد القطان: ما رأيت أحداً قط أحسن حديثاً من شعبة. روى له الجماعة. وَقَالَ شُعْبَة: لأَنْ أَزْنِيَ
(1)
يُنظر "الجرح والتعديل" 5/ 254، "الثقات" 8/ 374، "الثقات" لابن شاهين 1/ 147، "سؤالات السلمي للدارقطني" 1/ 256، "تهذيب الكمال" 17/ 217، "الكاشف" 1/ 633، "هدي الساري" 1/ 462، "التهذيب" 6/ 209، "التقريب" صـ 286.
(2)
الْعَتكِي: بِفَتْح الْعين وَالتَّاء الْمُثَنَّاة من فَوْقهَا وَفِي آخرهَا كَاف هَذِه النِّسْبَة إِلَى العتيك وَهُوَ بطن من الأزد وَهُوَ عتِيك بن النَّضر بن الأزد ينْسب إِلَيْهِ خلق كثير مِنْهُم: أَبُو بسطَام شُعْبَة بن الْحجَّاج بن الْورْد الْعَتكِي. قلت ــــ ابن الأثير ـــــ هَكَذَا نسب السَّمْعَانِيّ العتيك وَقد أسقط مِنْهُ إِن لم يكن غَلطًا من النَّاسِخ وَالْمَعْرُوف أَن العتيك بن الْأسد بن عمرَان بن عَمْرو مزيقياء بن عَامر مَاء السَّمَاء بن حَارِثَة بن امْرِئ الْقَيْس بن ثَعْلَبَة بن مَازِن بن الأزد مِنْهُم الْمُهلب ابْن أبي صفرَة بن سراق بن صبح بن كندي بن عَمْرو بن عدي بن وَائِل بن الْحَارِث بن العتيك. قاله ابن الأثير في "اللباب" 2/ 322.
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُدَلِّسَ. وقال مرة: لأَنْ أَقَعَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْضِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُدَلِّسَ. وقال العلائي: أحد الأئمة وهو بريء من التدليس بالكلية وكان يشدد فيه. قال أحمد: لم يسمع شعبة من طلحة بن مصرف إلا حديثاً واحداً من منح منحة .... الحديث وقال: لم يحدث شعبة عن أبي نعامة العدوي بشيء. وقال ابن معين: سمع شعبة من مسلم بن يناق ولم يسمع من ابنه الحسن لأنه مات قبل أبيه. وحاصله أنه "ثقة ثبت حجة أمير المؤمنين في الحديث".
(1)
5) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ سَعِيدُ بْنُ يُحْمَدَ، ويُقال: ابْن أَحْمَدَ، الْهَمْدَانِيُّ الثَّوْرِيُّ الْكُوفِيُّ.
روي عَنْ: عامر الشعبي، وأبيه أبي السفر، وأبي بردة بْن أَبي موسى الأشعري، وغيرهم.
روي عَنْه: شُعْبَة بْن الْحَجَّاجِ، وسفيان الثوري، وشَرِيك بن عَبد الله، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال أحمد، وابن سعد، والعجلي، وابْن مَعِين، والنسائي، والذهبي، وابن حجر: ثقة. وذكره ابن حِبَّان في الثقات. وقال أبو داود: لابأس به. روى له الجماعة سوى التِّرْمِذِيّ. وحاصله أنه "ثقة".
(2)
6) عَامِرُ بن شراحيل الشَّعْبِيُّ، أَبُو عَمْرٍو الكوفي:"ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (152).
7) عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بن عم النَبِي: صلى الله عليه وسلم "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: إسناد أبو داود الطيالسي في مسنده
".
1) شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ: "ثقة ثبت أمير المؤمنين في الحديث" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
2) أَبو إِسْحَاق السَبيعِي: "ثقة يدلس، اختلط بأخرةِ، فأما تدليسه: فلا يقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع، إلا ذا كان الراوي عنه شعبة، وأما اختلاطه فيُنْظر إلي الراوي عنه، فإن كان روي عنه قبل اختلاطه فيقبل حديثه، وإن كان روي عنه بعد اختلاطه فيرد حديثه، والله أعلم. تقدم في حديث رقم (31).
3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ: "ثقة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
4) سَعِيدُ بْنُ شُفَي: قال العجلي، وأبو زرعة: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات.
(3)
5) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاس بن عم النَبِي: صلى الله عليه وسلم "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثالث: "إسناد الطحاوي
".
1) ابراهيم بن مَرْزُوقٍ بن دينار الأموي: قال ابن حجر: ثقة عمي قبل موته فكان يخطئ ولا يرجع.
(4)
2) وَهْبُ بنُ جَرِيْرِ بنِ حَازِمِ بنِ زَيْدٍ: "ثِقَة" سبقت ترجمته في حديث رقم (96).
(1)
"الثقات" للعجلي 1/ 456، "الجرح والتعديل" 4/ 369، "المراسيل" 1/ 91، "الثقات" 6/ 446، "الثقات" لابن شاهين 1/ 112، "تهذيب الكمال" 12/ 479، "الكاشف"1/ 485، "السير"7/ 202، "جامع التحصيل"1/ 196، "الإكمال" 6/ 256، "التقريب" صـ 208.
(2)
يُنظر "سؤالات الآجري أبا داود السجستاني" 1/ 176، "الجرح والتعديل" 5/ 71، "الثقات" لابن حبان 7/ 25، "تهذيب الكمال" 15/ 41، "الكاشف" 1/ 558، "التهذيب" 5/ 240، "التقريب" صـ 248.
(3)
يُنظر "الثقات" للعجلي 1/ 401، "الجرح والتعديل" 4/ 32، "الثقات" 4/ 283.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 33.
3) شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ: "ثقة ثبت أمير المؤمنين في الحديث" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
4) أَبو إِسْحَاق السَبيعِي: "ثقة يدلس، اختلط بأخرةِ، فأما تدليسه: فلا يقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع، إلا ذا كان الراوي عنه شعبة، وأما اختلاطه فيُنْظر إلي الراوي عنه، فإن كان روي عنه قبل اختلاطه فيقبل حديثه، وإن كان روي عنه بعد اختلاطه فيرد حديثه، والله أعلم. تقدم في حديث رقم (31).
5) سَعِيدُ بْنُ شُفَي: "ثقة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
6) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاس بن عم النَبِي: صلى الله عليه وسلم "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
رابعاً: دراسة الإسناد الرابع: "إسناد أحمد في مسنده
"
1) مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَر الهذلي المعروف بغندر: قال ابن حجر: ثقة صحيح الكتاب إلا أن فيه غفلة.
(1)
2) شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ: "ثقة ثبت أمير المؤمنين في الحديث" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
3) عروة بن الحارث الْهَمْدَانِيِّ أَبِي فَرْوَةَ الأكبر: قال ابن حجر: ثقة.
(2)
4) عَوْن بن عبد الله الْأَزْدِيَّ: ذكره البخاري، وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في الثقات، وقالوا: روي عَن ابْن عمر، وروى عَنْهُ أَبُو فَرْوَة.
(3)
5)
…
عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ بْنِ عُثْمَانَ، أَبُو حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الأَمِيرُ. ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: أَحَدُ وُجُوهِ قُرَيْشٍ وَأَشْرَافِهَا وَشُجْعَانِهَا الْمَذْكُورِينَ، وَكَانَ جَوَّادًا مُمَدَّحًا. وَلِيَ فُتُوحَاتٍ عَدِيدَةٌ، وَوَلِيَ الْبَصْرَةَ لابْنِ الزُّبَيْر.
(4)
6) عَبد اللَّهِ بْن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي شُعْبَة، واختلف عنه من وجوه:
الوجه الأول: شُعْبَة، عَنِ ابْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
ولم يروه عَنْ شُعْبَة بهذا الوجه إلا: أَبي سَعِيد مَوْلَى بَنِي هَاشِم.
الوجه الثاني: شُعْبَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ أَبي السَّفَر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُفَي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
ورواه عَنْ شُعْبَة بهذا الوجه: أبو داود الطيالسي، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر غندر، والحَجَّاج بن محمد المصيصي، وابن مهدي، وهاشم بن القاسم أَبُو النَّضْرِ الليثي، ومُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الفراهيدي، ومحمد بن عبد الرحيم أَبُو يَحْيَى الْبَزَّازُ المعروف بصاعقة، وأَبُو الْوَلِيدِ هشام بن عبد الملك الباهلي، ويَاسِينُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَخْزُومِيُّ.
الوجه الثالث: شُعْبَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُفَيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 407.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 329.
(3)
يُنظر "التاريخ الكبير" للبخاري 7/ 14، "الجرح والتعديل" 6/ 385، "الثقات" 5/ 264.
(4)
يُنظر "الجرح والتعديل" 6/ 120، "الثقات" 7/ 177، "تاريخ الإسلام" 2/ 984.
ولم يروه عَنْ شُعْبَة بهذا الوجه إلا: وَهْبُ بنُ جَرِيْرِ بنِ حَازِمِ بنِ زَيْد.
وتابع شُعْبَة علي هذا الوجه: أَبو الْأَحْوَص سلام بن سليم الحنفي، وإِسْرَائِيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وعَنْبَسَة بن سعيد بن الضريس الأسدي، ثلاثتهم عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُفَيٍّ به بنحوه.
الوجه الرابع: شُعْبَة، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ الْهَمْدَانِي، عَنْ عَوْن الْأَزْدِيّ، عَنْ عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ ابْنِ عُمَر. ولم يروه عَنْ شُعْبَة بهذا الوجه إلا: مُحَمَّد بْن جَعْفَر.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أن الحديث محفوظين بالوجهين الثاني، والثالث، وذلك للقرائن الآتية:
1) أما الوجه الثاني: فلرواية الأكثرية، والأحفظية.
2) وأما الوجه الثالث: فلوجود متابعات صحيحة لشعبة عن أبي إسحاق.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده شاذ" وذلك لمخالفة: أَبي سَعِيد مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ لما رواه الثقات عَنْ شُعْبَة.
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ فإسناده صحيح.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ شُعْبَةَ إِلَّا أَبُو سَعِيدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلٍ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
[158/ 808]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: نا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، [لَيَدْخُلَنَّ]
(1)
الْجَنَّةَ كُلُّكُمْ، إِلَّا مَنْ أَبَى وشَرَدَ عَلَى اللَّهِ شِرَادَ الْبَعِيرِ»، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ أَبَى أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ:«مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي دَخَلَ النَّارَ» . *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ إِلَّا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ.
أولاً: تخريج الحديث:
- أخرجه أبو موسي المديني في "منتهى رغبات السامعين في عوالي أحاديث التابعين"(1/ 167 رقم 76)، عَنْ سَعِيد بْن سُلَيْمَان.
- وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان المقدمة ب/ ذِكْرُ إِيجَابِ الْجَنَّةِ لِمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فِيمَا أَمَرَ وَنَهَى (1/ 196 رقم 17)، عَنْ قُتَيْبَة بْن سَعِيد.
- وابن عدي في "الكامل"(3/ 513)، عَنْ بَشَّار بْن مُوسَى.
- وابن الفاخر الأصبهاني في "موجبات الجنة" ب/ في ذكر دخول الجنة بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم (1/ 178 رقم 255)، عَنْ داود بن رشيد.
- أربعتهم: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، وقُتَيْبَة بْن سَعِيد، وبَشَّار بْن مُوسَى، وداود بن رشيد، عَنْ خَلَف بْن خَلِيفَة، عَن الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ صَاعِدٍ بن برام، أَبُو أَحْمَدَ الأَشْجَعِيُّ الْكُوفِيُّ.
روي عَنْ: الْعَلاء بْن الْمُسَيِّب بْن رَافِع، ومالك بْن أنس، وإسماعيل بْن أَبي خَالِد، وغيرهم.
روي عَنْه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان الضَّبِّي، وسَعِيد بْن منصور، وقتيبة بْن سَعِيد، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال عثمان بن أبي شيبة: ثقة ثقة. قَال ابْن سعد، والعجلي، ومسلمة بن قاسم الأندلسي، والخطيب: ثقة. وذكره ابن حبان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات.
…
- وَقَال البخاري، وأَبُو حاتم، والذهبي، وابن حجر: صدوق، وزاد البخاري: رُبَّمَا يَهِم فِي الشَّيْء.
- وَقَال ابْن مَعِين، والنسائي، وابْن عمار، وابن عدي: ليس به بأس، وزاد ابن معين: صدوق، وَزاد ابْن عمار: لم يكن صاحب حديث، وَزاد ابْن عدي: لا أبرئه من أن يخطئ فِي بعض الأحايين فِي بعض رواياته.
- وَقَال أحمد: أتيته فلم أفهم عنه، فتركته، ولم أكتب عنه شيئاً. وقال الساجي: ضعيف.
- وقد وُصف بالاختلاط: قال أحمد: دخلت عليه فرأيته قد اختلط فلم أسمع منه. وقال أيضاً: من كتب
(1)
في "مجمع البحرين": "لَتَدْخُلَنَّ"(1/ 235 رقم 259).
عنه قديماً فسماعه صحيح. وقال مسلمة بن قاسم: تغير بأخرة، فمن روى عنه قبل التغير فروايته صحيحة. وقال عثمان بن أبي شيبة: خرف فاضطرب عليه حديثه. وقال ابن حجر: اختلط في آخره. وممن حدث عنه قبل الاختلاط: هشيم، ووكيع، وأما الحسن بن عوف فمن آخر من روى عنه. وحاصله أنه "صدوق اختلط بآخرة" ولعل من تكلم فيه إنما تكلم فيه لاختلاطه.
(1)
4) الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ الأَسَدِي: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (132).
5) المُسَيِّبُ بنُ رَافِعٍ الأَسَدِيُّ: والد العلاء بْن المُسَيِّب: "ثقة يُرسل" قَالَ ابن معِين لم يسمع من أحد من الصَّحَابَة إلا من الْبَراء، وَأبي إِيَاس عَامر بن عَبدة، وقال أبو زرعة: رِوَايَته عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ فِي صَحِيح ابن حبان، وَقَالَ وَالِدي فِي أطرافه لم يسمع مِنْهُ لقَوْل ابْن معِين. سبقت ترجمته في حديث رقم (132).
6) أَبو سَعِيد الْخُدْرِي: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (69).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف لانقطاعه" فالمُسَيِّب بن رَافِع لم يسمع من أبي سعيد الْخُدْرِيّ كما قال ابن معين.
قلت: وللحديث شواهد صحيحة منها: عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَان، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَتَدْخُلُنَّ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى وَشَرَدَ عَلَى اللَّهِ كَشَرَادِ الْبَعِيرِ. قال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. ووافقه الذهبي.
(2)
وعَنْ أَبي أُمَامَة الْبَاهِلِي قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: كُلُّكُمْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ شَرَدَ عَلَى اللَّهِ شَرَادَ الْبَعِيرِ عَلَى أَهْلِهِ.
(3)
قال ابن حجر: أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ لَتَدْخُلُنَّ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى وَشَرَدَ عَلَى اللَّهِ شِرَادَ الْبَعِيرِ وَسَنَدُهُ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَهُ شَاهِد عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ وَسَنَدُهُ جَيِّدٌ.
(4)
قلت: والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" دون زيادة: وَشَرَدَ عَلَى اللَّهِ كَشَرَادِ الْبَعِيرِ، وذلك من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى.
(5)
(1)
يُنظر "تاريخ ابن معين" رواية الدوري 3/ 291، "الثقات" للعجلي 1/ 336، "العلل الكبير" للترمذي 1/ 392، "الجرح والتعديل" 3/ 369، "الثقات" لابن حبان 6/ 269، "الكامل" لابن عدي 3/ 512، "الثقات" لابن شاهين 1/ 78، "تهذيب الكمال" 8/ 284، "الكاشف" 1/ 374، "الإكمال" 4/ 201، "الاغتباط" لبرهان الدين الحلبي 1/ 114، "التقريب" صـ 134.
(2)
أخرجه الحاكم في "المستدرك" ك/ الإيمان (1/ 122 رقم 183)، وفي ك/ التوبة والإنابة (4/ 275 رقم 7626).
(3)
أخرجه أحمد في "مسنده"(36/ 560 رقم 22226)، والطبراني في "الأوسط"(3/ 281 رقم 3149)، والحاكم في "المستدرك" ك/ التوبة والإنابة (4/ 276 رقم 7627).
(4)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 13/ 254.
(5)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الاعتصام ب/ الِاقْتِدَاءِ بِسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا [الفرقان: 74] قَالَ: أَيِمَّةً نَقْتَدِي بِمَنْ قَبْلَنَا، وَيَقْتَدِي بِنَا مَنْ بَعْدَنَا وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: ثَلَاثٌ أُحِبُّهُنَّ لِنَفْسِي وَلِإِخْوَانِي: هَذِهِ السُّنَّةُ أَنْ يَتَعَلَّمُوهَا وَيَسْأَلُوا عَنْهَا، وَالقُرْآنُ أَنْ يَتَفَهَّمُوهُ وَيَسْأَلُوا عَنْهُ، وَيَدَعُوا النَّاسَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ (9/ 92 رقم 7280)،.
وعلي هذا فيرتقي الحديث بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ إِلَّا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
التعليق علي الحديث:
قال ابن حجر رحمه الله: قَوْلُهُ: كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ أَيِ امْتَنَعَ وَظَاهِرُهُ أَنَّ الْعُمُومَ مُسْتَمِرٌّ لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمْ لَا يَمْتَنِعُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ وَلِذَلِكَ قَالُوا وَمَنْ يَأْبَى فَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ إِسْنَادَ الِامْتِنَاعِ إِلَيْهِمْ عَنِ الدُّخُولِ مَجَازٌ عَنْ الِامْتِنَاعِ عَنْ سُنَّتِهِ وَهُوَ عِصْيَانُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَالْمَوْصُوفُ بِالْإِبَاءِ وَهُوَ الِامْتِنَاعُ إِنْ كَانَ كَافِرًا فَهُوَ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَصْلًا وَإِنْ كَانَ مُسْلِمًا فَالْمُرَادُ مَنْعُهُ مِنْ دُخُولِهَا مَعَ أَوَّلِ دَاخِلٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
(1)
(1)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 13/ 254.
[159/ 809]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولِابِيُّ قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنَ الْحَقِّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَأَنْ يَتَطَيَّبَ الرَّجُلُ مِنْ طِيبِ أَهْلِهِ
(1)
». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ طِيبًا؟ قَالَ:«فَالْمَاءُ طِيبٌ» . *لَمْ يُرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْبَرَاءِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ.
(2)
أولاً: تخريج الحديث:
- أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــ رواية الباب ـــــ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن زَكَرِيَّا.
- وأبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني في "نسخته"(1/ 55 رقم 56)، عَنْ حَمَّاد بْن شُعَيْب.
- وابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الصلاة ب/ في غسل الجمعة (2/ 522 رقم 5020)، وفي ب/ من كان يأمر بالطيب (2/ 623 رقم 5581)، وأحمد في "مسنده"(30/ 443 رقم 18488)، والترمذي في "سننه" ك/ أبواب الصلاة ب/ فِي السِّوَاكِ وَالطِّيبِ يَوْمَ الجُمُعَة (2/ 408، 529)، وأبو بكر المروزي في "الجمعة وفضلها"(1/ 43 رقم 17)، والروياني في "مسنده"(1/ 241 رقم 350)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ك/ الطهارة ب/ غسل يوم الجمعة (1/ 116 رقم 705)، وأبو يعلي الموصلي في "مسنده"(3/ 221 رقم 1659)، عَنْ هُشَيْم بن بشير السلمي.
- وأحمد في "مسنده"(30/ 453 رقم 18495)، عَنْ عَبْد الْعَزِيز بْن مُسْلِم.
- والترمذي في "سننه" ك/ أبواب الصلاة ب/ فِي السِّوَاكِ وَالطِّيبِ يَوْمَ الجُمُعَة (2/ 407 رقم 528)، والبغوي في "شرح السنة" ك/ الطهارة ب/ غسل الجمعة (2/ 161 رقم 334)، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم التَّيْمِي.
- وابن الأعرابي في "معجمه"(1/ 214 رقم 377)، عَنْ جَعْفَر بْن زِيَاد التَّمِيمِي.
- وأبو يعلي الموصلي في "مسنده"(3/ 244 رقم 1684)، عَنْ مَسْعُود بْن سَعْد.
- وأَبُو إِسْحَاق الصَّرِيْفِيْنِي في "المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور"(1/ 145 رقم 12)، عَنْ صَالِح بْن عُمَر.
- كلهم: إِسْمَاعِيل بْن زَكَرِيَّا، وحَمَّاد بْن شُعَيْب، وهُشَيْم بن بشير السلمي، وعَبْد الْعَزِيزِ بْن مُسْلِم، وإِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم التَّيْمِي، وجَعْفَر بْن زِيَاد التَّمِيمِي، ومَسْعُود بْن سَعْد، وصَالِح بْن عُمَر، عَنْ يَزِيد بْن أَبِي زِيَاد، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
(1)
أي من طيب له عند أهله، أو من جنس طيب أهله، لا من نوعه; فإن الرجل ممنوع من طيب النساء. يُنظر " مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" للقاري 3/ 445.
(2)
(ق/ 47/ أ).
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) مُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الدُّوْلَابِيُّ: "ثقة حافظ" سبقت ترجمته في حديث رقم (152).
3) إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا الْخُلْقَانِيُّ: "صدوق يخطئ قليلاً" سبقت ترجمته في حديث رقم (152).
4) يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ القرشي الهَاشِمِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الكُوْفِيُّ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ بنِ نَوْفَل.
روي عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي لَيْلَى، وعطاء بن أَبي رباح، وعكرمة مولى بْن عباس، وغيرهم.
روي عَنْه: إِسْمَاعِيل بْن زَكَرِيَّا، وسفيان الثوري، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد: كان ثقة في نفسه إلا أنه اختلط. وقال أحمد بن صالح المصري: ثقة ولا يعجبني قول من تكلم فيه. وقال يعقوب بن سفيان: يزيد وإن كانوا يتكلمون فيه لتغيره فهو على العدالة والثقة وإن لم يكن مثل الحكم ومنصور، وقال مسلم: ..... فإن اسم الستر والصدق وتعاطي العلم يشملهم كعطاء بن السائب، ويزيد بن أبي زياد، وليث بن أبي سليم ونظرائهم من حمال الآثار.
- وقال العجلي: جَائِز الحَدِيث. وَقَال أبو دَاوُد: لا أعلم أحداً ترك حديثه، وغيره أحب إلي منه. وقال ابن حبان: كَانَ صَدُوقًا إِلَّا أَنه لما كبر سَاءَ حفظه. وقال ابن أبي شيبة: سألت جريراً عن ليث، وعطاء بن السائب، ويزيد بن أبى زياد فقال: يزيد أحسنهم استقامة في الحديث، ثم عطاء. قال عبد الله سألت أبى عن هذا فقال: أقول كما قال جرير. وقيل لابن معين يزيد بن أبى زياد دون عطاء بن السائب؟ قال: نعم، ومن سمع من عطاء بن السائب وهو مختلط فيزيد فوق عطاء.
- وَقَال أَحْمَد: لم يكن بالحافظ. وَقَال مرة: حَدِيثه لَيْسَ بذاك. وَقَال ابْن مَعِين: لا يحتج بحديثه. وَقَال أبو حاتم، وابْن مَعِين مرة، وأبو أحمد الحاكم، والنسائي: لَيْسَ بالقوي. وَقَال أَبُو زُرْعَة: لين، يكتب حديثه ولا يحتج بِهِ. وَقَال ابن المبارك: ارْمِ بِهِ. قال ابن حجر: كذا هو في تاريخه ووقع في أصل المزي أكرم به وهو تحريف وقد نقله على الصواب ابن حزم في المحلي وابن الجوزي في الضعفاء له. وَقَال ابْن مَعِين مرة، وابن قانع، والدارقطني، وابن حجر: ضعيف الحديث. وزاد الدارقطني: لا يخرج عنه في الصحيح يخطئ كثيراً ويلقن إذا ألقن. وَقَال ابْن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه. وقال الذهبي: كَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، وَلَيْسَ هُوَ بِالمُتقِنِ، فَلِذَا لَمْ يَحْتَجَّ بِهِ الشَّيْخَانِ. وَلَوْ عَلِمَ شُعْبَة أَنَّ يَزِيْدَ حَدَّثَ بِهَذِهِ البَوَاطِيْلِ لَمَا رَوَى عَنْهُ كَلِمَة. وقال شعبة: كَانَ رفاعاً، يَعْنِي: الآثَارَ الَّتِي هِيَ مِنْ أَقْوَالِ الصَّحَابَةِ يَرْفَعُهَا.
- وقد وُصف بالاختلاط: قال ابن سعد: كان ثقة في نفسه إلا أنه اختلط في آخر عمره فجاء بالعجائب. وقال ابن حبان: كَانَ صَدُوقًا إِلَّا أَنه لما كبر سَاءَ حفظه وَتغَير فَكَانَ يَتَلَقَّن مَا لقن فَوَقع الْمَنَاكِير فِي حَدِيثه من تلقين غَيره إِيَّاه وإجابته فِيمَا لَيْسَ من حَدِيثه لسوء حفظه فسماع من سمع مِنْهُ قبل دُخُوله الْكُوفَة فِي أول عمره سَماع صَحِيح وَسَمَاع من سمع مِنْهُ فِي آخر قدومه الْكُوفَة بعد تغير حفظه وتلقنه مَا يلقن سَماع لَيْسَ بِشَيْء. وقال ابن حجر: ضعيف كبر فتغير وصار يتلقن. وحاصله أنه "ضعيف، كبر فتغير وصار يتلقن".
(1)
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 364، "الضعفاء" للعقيلي 4/ 379، "الجرح والتعديل" 9/ 265، "المجروحين" 3/ 99، "الكامل" 9/ 163، "تهذيب الكمال" 32/ 135، "السير" 6/ 129، "التهذيب" 11/ 329، "التقريب" 1/ 531، "الكواكب النيرات" 1/ 509.
5) عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ أَبِي لَيْلَى: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (106).
6) البَرَاءُ بنُ عَازِبِ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (89).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ الهَاشِمِيُّ: ضعيف الحديث واختلط بآخرة.
قلت: وللحديث شواهد منها كما في الصحيحين من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَأَنْ يَسْتَنَّ، وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إِنْ وَجَدَ.
(1)
وعلي هذا فيرتقي الحديث بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره، دون قوله "فَمَنْ لَمْ يَجِدْ طِيباً، فَالْمَاءُ طِيبٌ" فإن هذه الزيادة باقية علي أصلها من حيث الضعف، والله أعلم.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يُرْو هَذَا الْحَدِيث عَنِ الْبَرَاءِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
اختلف أهل العلم في حكم غسل يوم الجمعة هل هو علي سبيا الاستحبا أم علي سبيل الوجوب؟
فقال ابن قدامة رحمه الله: يُسْتَحَبُّ لِمَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ أَنْ يَغْتَسِلَ، وَيَلْبَسَ ثَوْبَيْنِ نَظِيفَيْنِ، وَيَتَطَيَّبَ لَا خِلَافَ فِي اسْتِحْبَابِ ذَلِكَ فعن سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: صلى الله عليه وسلم: لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ، فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ، إلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ
(2)
. وَلَيْسَ ذَلِكَ بِوَاجِبٍ فِي قَوْلِ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَنْ بَعْدَهُمْ. قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: أَجْمَعَ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ قَدِيمًا وَحَدِيثًا عَلَى أَنَّ غُسْلَ الْجُمُعَةِ لَيْسَ بِفَرْضٍ وَاجِبٍ. وَحُكِيَ عَنْ أَحْمَدَ رِوَايَةٌ أُخْرَى، أَنَّهُ وَاجِبٌ، وَوَجْهُهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: غُسْلُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِم
(3)
. وَلَنَا مَا رَوَى سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنْ اغْتَسَلَ فَالْغُسْلُ أَفْضَلُ
(4)
.
(5)
(1)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الجمعة ب/ الطِّيب لِلْجُمُعَة (2/ 3 رقم 880)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الجمعة ب/ الطِّيبِ وَالسِّوَاكِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ (2/ 581 رقم 846)،.
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الجمعة ب/ الدُّهْنِ لِلْجُمُعَة (2/ 3 رقم 883).
(3)
أخرجه البخاري في "صحيحه"(1/ 171 رقم 858)، ومسلم في "صحيحه"(2/ 580 رقم 846).
(4)
أخرجه أحمد في "مسنده"(33/ 346 رقم 20177)، والترمذي في "سننه"(2/ 369 رقم 497).
(5)
يُنظر "المغني" لابن قدامة 3/ 224.
[160/ 810]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، وَجَامَعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الْأَسَدِيِّ، وَأَبِي حَصِينٍ، عَنِ الْمُنْذِرِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي،: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: «أَبُو بَكْرٍ. قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ:» ثُمَّ عُمَرُ. *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْأَعْمَشِ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، وَأَبِي حَصِينٍ إِلَّا مَنْصُورُ بْنُ دِينَارٍ، وَلَا عَنْ مَنْصُورٍ إِلَّا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ.
أولاً: تخريج الحديث:
- أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(30/ 349)، عَنْ أَحْمَد بْن يُونُس، عَنْ سَعِيد بْن سَالِم الْقَدَّاحُ.
- وعبد الله بن أحمد في زوائده علي "فضائل الصحابة"(1/ 321 رقم 445)، قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ شُعْبَةَ، وفي "السنة"(2/ 568 رقم 1332)، قال أُخْبِرْتُ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ شُعْبَةَ، كلاهما: أَشْعَث بْن شُعْبَة، وسَعِيد بْن سَالِم الْقَدَّاح، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، وَجَامَعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، وَأَبِي حَصِينٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ به.
- والبخاري في "صحيحه" ك/ فضائل الصحابة ب/ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا (5/ 7 رقم 3671)، وأحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 153 رقم 136)، (1/ 371 رقم 553، 552)، (1/ 372 رقم 554)، وأبو داود في "سننه" ك/ السنة ب/ في التفضيل (7/ 31 رقم 4629)، وابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 572 رقم 1206)، وعبد الله بن أحمد في "السنة"(2/ 578 رقم 1363، 1362)، وابن المقرئ في "معجمه"(1/ 164 رقم 501)، والكلاباذي في "بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار"(1/ 279)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"(7/ 1401 رقم 2518، 2517)، والبيهقي في "الاعتقاد" ب/ اسْتِخْلَافِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّان رضي الله عنه (1/ 516)، والبغوي في "شرح السنة" ك/ فضائل الصحابة ب/ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنه (14/ 81 رقم 3871)، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير"(1/ 319 رقم 167)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(30/ 347)، وابن الجوزي في "التبصرة"(1/ 409)، وفي "المنتظم في تاريخ الأمم والملوك" ب/ ذكر فضل أبي بكر على جميع الصحابة رضي الله عنهم (4/ 63)، والمُؤَيَّد بنُ مُحَمَّدِ الطُّوْسِيُّ في "الأربعين عن المشايخ الأربعين والأربعين صحابياً وصحابية رضي الله عنهم "(1/ 73)، عَن الثَّوْرِي، عَنِ جَامَعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنِ الْمُنْذِرِ الثَّوْرِي.
- وابن المقرئ في "معجمه"(1/ 164 رقم 501)، عَنْ الثَّوْرِي، عَنْ رَبِيع بْن أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ مُنْذِر به.
- وأحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 153 رقم 136)، عَنْ الْفُرَات بْن خَالِدٍ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ به.
- وأحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 382 رقم 574)، وابن عرفة في "جزئه"(1/ 68 رقم 47)، وابن عساكر في "تاريخه"(30/ 348)، عَنْ النَّضْر بْن إِسْمَاعِيل الْبَجَلِي، عَنْ مُحَمَّد بْنِ سُوقَةَ، عَنْ مُنْذِر به.
- والطبراني في "الأوسط"(3/ 381 رقم 3458) عن يُونُس بْن أَرْقَمَ، عَنْ هَارُون بْن سَعْدٍ، عَنْ مُنْذِر به.
- كلهم بنحوه وزاد بعضهم: فقال مُحَمَّد بْن الْحَنَفِيَّةِ: ثُمَّ تَأَهَّبْتُ فَخِفْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ فَيُخْبِرَنِي بِغَيْرِهِ، قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، لِي حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ، يَفْعَلُ اللَّهُ فِيهَا مَا يَشَاءُ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُوْنُسَ بن عَبد اللَّهِ بن قيس التَّمِيْمِيُّ، اليَرْبُوْعِيُّ،
(1)
أَبُو عَبْدِ اللهِ الكُوْفِيُّ.
روي عَنْ: سَعِيد بْن سَالِم الْقَدَّاح، وسفيان الثوري، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وغيرهم.
روي عَنْه: أَحْمَد بن يَحْيَى الحُلْوَانِي، والبخاري، ومسلم، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن سعد، وأَبُو حَاتِم، والعجلي، وابن قانع، والنسائي، وعثمان بن أبي شيبة، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن سعد: صدوق صاحب سنة وجماعة، وزاد أبو حاتم: متقن، وزاد ابن قانع: ثبت مأمون، وزاد عثمان بن أبي شيبة: ليس بحجة، وزاد ابن حجر: حافظ. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو حاتم: كان من صالحي أهل الكوفة وسنييها. وقال أَحْمَد لرجل: اخرج إِلَى أَحْمَد بْن يونس، فإنه شيخ الإسلام. وقال أبو داود: هو أنبل من ابن أبي فديك. وحاصله أنه "ثقة متقن".
(2)
3) سَعِيْدُ بنُ سَالِم القَدَّاحُ،
(3)
أَبُو عُثْمَانَ المَكِّيُّ.
روي عَنْ: مَنْصُور بْن دِينَار، وسفيان الثوري، ويونس بْن أَبي إسحاق، وآخرين.
روي عَنْه: أَحْمَد بن عَبْد الله بن يُوْنُس، وسفيان بْن عُيَيْنَة، ومحمد بْن إدريس الشافعي، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابْن مَعِين، وابن المديني: ثقة، وزاد ابن المديني: وَلم يكن بِالْقَوِي. وذكره ابن خلفون في الثقات.
- وَقَال ابن معين مرة، وأَبُو دَاوُد، والذهبي، وابن حجر: صدوق، وزاد ابن حجر: يهم. وَقَال أَبُو حاتم: محله الصدق. وَقَال أَبُو زُرْعَة: هُوَ إِلَى الصدق ما هُوَ. وقال ابن عدي: حسن الحديث وأحاديثه مستقيمة ورأيت الشافعي كثير الرواية عنه، وَهو عندي صدوق لا بأس به مقبول الحديث.
وَقَال ابن معين مرة، والنَّسَائي، وابن وضاح: ليس به بأس، وزاد ابن وضاح: صالح.
- وقال الساجي: ضعيف. وقال العقيلي: فِي حَدِيثِهِ وَهْم. وقال ابن حبان: كَانَ يهم فِي الْأَخْبَار حَتَّى يجِئ بِهَا مَقْلُوبَة حَتَّى خرج بِهَا عَن حد الِاحْتِجَاج بِه. وقال عُثْمَان الدَّارمِيّ: ليس بذاك فِي الحديث. وقال
(1)
اليَرْبُوْعِيُّ: بفتح الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وسكون الراء وضم الباء المنقوطة بنقطة وفي آخرها العين المهملة هذه النسبة إلى بنى يربوع، وهو بطن من تميم، والمشهور بها: أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي. "الأنساب" 13/ 488.
(2)
"الجرح والتعديل" 2/ 57، "الثقات" 8/ 9، "تهذيب الكمال" 1/ 375، "السير" 10/ 457، "التهذيب" 1/ 50، "التقريب" 1/ 21.
(3)
القَدَّاح: بِفَتْح الْقَاف وَتَشْديد الدَّال الْمُهْملَة وَبعد الْألف حاء مُهْملَة اشْتهر بِهَذَا جمَاعَة مِنْهُم: أَبُو عُثْمَان سعيد بن سَالم القداح أَصله من خُرَاسَان سكن مَكَّة. يُنظر "اللباب" 3/ 17.
العجلي: ليس بحجة في الحديث. وحاصله أنه "صدوق".
(1)
4) مَنْصُورُ بْنُ دِينَارٍ الضَّبِّيُّ التَّمِيمِيُّ.
روي عَنْ: الزهري، وعطاء بن أبى رباح، ونَافِع مولي بن عمر، وآخرين.
روي عَنْه: سَعِيد بْن سَالِم الْقَدَّاح، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وأبو عاصم النبيل، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات. وقال العجلي، وأبو حاتم: ليس به بأس. وقال أبو زرعة: صالح.
وقال ابن معين، وأبو زرعة مرة: ضَعِيف الحَدِيث. وقال ابن عدي: لَهُ أحاديث قليلة، وَهو مع ضعفه ممن يجمع حديثه وقد روى عَنْهُ قوم ثقات. وقَالَ الْبُخَارِي: فِي حَدِيثِهِ نَظَر. وقال النسائي: ليس بالقوي.
وحاصله أنه "ليس به بأس".
(2)
5) الأعْمَشُ: "ثقة ثبت يدلس لكن احتمل الأئمة تدليسه" سبقت ترجمته في حديث رقم (37).
6) الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الفُقَيميُّ
(3)
التَّمِيمِيُّ أخو الفضيل بْن عَمْرو.
روي عَنْ: الْمُنْذِر الثَّوْرِي، وإِبْرَاهِيم بْن يزيد النخعي، والحكم بْن عتيبة، وآخرين.
روي عَنْه: مَنْصُور بْن دِينَار، وسفيان الثوري، وعبد اللَّه بْن المبارك، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال أحمد، والعجلي، وابن معين، وابن المديني، والنسائي، ومسلمة، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن معين: حجة، وزاد ابن المديني: صدوق، وزاد ابن حجر: ثبت، وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات.
وقال أبو حاتم، والدارقطني: لا بأس به، وزاد أبو حاتم: صالح. وقال ابن المديني، والدارقطني: كان يحيى بن سعيد الْقطَّان يقدمهُ على الْحسن بن عبيد الله. وحاصله أنه "ثقة ثبت".
(4)
7) جَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ الْكَاهِلِيُّ الصَّيْرَفِيُّ الْكُوفِيُّ، أخو ربيع بْن أَبي راشد، وربيح بْن أَبي راشد.
(5)
(1)
يُنظر "معرفة الرجال" لابن معين رواية ابن محرز 1/ 80، "سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني" 1/ 115، "الثقات" للعجلي 1/ 399، "الضعفاء الكبير" للعقيلي 2/ 108، "الجرح والتعديل" 4/ 31، "المجروحين" لابن حبان 1/ 320، "الكامل" 4/ 452، "تهذيب الكمال" 10/ 454، "المغني في الضعفاء" 1/ 404، "الإكمال" 5/ 298، "التقريب" صـ 176.
(2)
يُنظر "تاريخ ابن معين" رواية الدوري 3/ 493، "الضعفاء" لأبو زرعة 3/ 435، "الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 239، "الضعفاء الكبير" للعقيلي 4/ 191، "الجرح والتعديل" 8/ 171، "الثقات" لابن حبان 7/ 477، "الكامل" 8/ 129.
(3)
الفُقَيْمِيُّ: بضم الفاء وفتح القاف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى بنى فُقَيْم، والمشهور بالنسبة إليها: الحسن ابن عمرو الفُقَيْمِيُّ التميمي، من أهل الكوفة، أخو فضيل بن عمرو الفُقَيْمِيُّ، يروى عن إبراهيم النخعي، روى عنه سفيان الثوري وأهل الكوفة، مات سنة اثنتين وأربعين ومائة. قاله السمعاني في "الأنساب" 9/ 324.
(4)
يُنظر "سؤالات أبي داود لأحمد" 1/ 302، "الثقات" للعجلي 1/ 299، "الجرح والتعديل" 3/ 25، "الثقات" لابن حبان 6/ 164، "سؤالات الحاكم للدارقطني" 1/ 193، "تهذيب الكمال" 6/ 283، "الكاشف" 1/ 328، "التَّراجِمُ السَّاقِطَةُ مِنْ كِتَابِ الإكْمَال" لمُغْلَطَاي 1/ 109، "التهذيب" 2/ 310، "التقريب" صـ 102.
(5)
قلت: فرق ابن حبان بينه وبين جامع بن راشد الراوي عن صفوان بن محرز، وروى عنه الثوري، فقال: جامع بن أبي راشد كنيته أبو صخرة من أهل الكوفة وربما روى عنه شريك ويقول: جامع بن راشد، والصحيح ما قاله سفيان: ابن أبي راشد.
روي عَنْ: الْمُنْذِر الثَّوْرِي، وأبي وائل شقيق بْن سلمة، وميمون بْن مهران، وآخرين.
روي عَنْه: مَنْصُور بْن دِينَار، وسفيان الثوري، وابْن عُيَيْنَة، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال يعقوب بن سفيان: ثقة ثقة. وَقَال أحمد، والعجلي، وابن وضاح، والنَّسَائي، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وَزاد العجلي: ثبت، صالح، وزاد ابن حجر: فاضل. وذكره ابن حبان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات. روى لِهِ الجماعة. قال ابن الدباغ: لم يسمع ابن أبي راشد من حذيفة بن اليمان. وحاصله أنه "ثقة".
(1)
8) مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَسَدِيّ الوالبي، أَبُو نصر، ويُقال: أَبُو قدامة، ويُقال: أَبُو الحكم، الكُوفِيُّ.
روي عَنْ: الْمُنْذِرِ الثَّوْرِي، الحكم بن عتيبة، وعامر الشعبي، وآخرين.
روي عَنْه: مَنْصُور بْن دِينَار، وسفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن سعد، وأحمد، والعجلي، وابن معين، ووكيع، وابن المديني، وأبو داود، والنسائي، وابن حجر: ثقة، وزاد أحمد: لا يشك فيه وهو أوثق من ذلك. وذكره ابنُ حِبَّان فِي الثقات، وَقَال: كان من المتقنين.
وقال الذهبي: صدوق. وَقَال أَبُو حَاتِم، وابن عدي: لا بأس بِهِ، وزاد ابن عدي: صالح الحديث. وَقَال أحمد: رأى رجل ابن مهدي يسرع المشي بعبادان، فقال: يا أبا سَعِيد إلى أين؟ قال: أبادر وكيعاً يحدث عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قيس أحاديث حسان. وحاصله أنه "ثقة".
(2)
9) عُثْمَانُ بْنُ عَاصِم بُن حُصَيْن ويُقال: ابْن عَاصِم بْن زَيْد بْن كثير بْن مرة، أَبُو حُصَيْنٍ الأَسَدِيُّ.
روي عَنْ: الْمُنْذِرِ الثَّوْرِي، وسَعِيد بْن جبير، وعامر الشَّعْبِي، وآخرين.
روي عَنْه: مَنْصُور بْن دِينَار، وسفيان الثوري، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال يعقوب بْن سفيان: ثقة ثقة شريف. وقال العجلي، وابْن مَعِين، وأَبُو حاتم، ويعقوب بْن شَيْبَة، والنَّسَائي، وابن وضاح، وابن خراش، وابن عبد البر، وابن حجر: ثقة، وَزاد العجلي، وابن حجر: ثبت. وزاد الذهبي: ثبت، وكان إمَاماً، حَافِظاً مِنْ أَرْكَانِ الْمُحَدِّثِين وَثِقَاتِهِمْ. وزاد ابن عبد البر: أجمعوا على أنه حافظ. وذكره ابن حبان، وابن شاهين في الثقات، وقال ابن حبان في المشاهير: من متقني الكوفيين. روى له الجماعة.
وَسئل أَحْمَد عَنه فأثنى عَلَيْه. وقيل لأحْمَد مرة: أيهما أصح حَدِيثا هُوَ أَوْ أَبُو إِسْحَاق؟ قال: أَبُو حصين أصح حَدِيثا لقلة حَدِيثه. وقال ابْنِ مهدي: أربعة بالكوفة لا يختلف فِي حَدِيثهم، فمن اختلف عَلَيْهِم فَهُوَ
(1)
يُنظر "العلل" لأحمد 1/ 551، "الثقات" للعجلي 1/ 265، "الجرح والتعديل" 2/ 530، "الثقات" 6/ 152، "تهذيب الكمال" 4/ 485، "الكاشف" 1/ 288، "الإكمال" 3/ 155، "التهذيب" 2/ 56، "التقريب" صـ 76.
(2)
يُنظر "العلل" لأحمد 2/ 505، "الجرح والتعديل" 8/ 61، "الثقات" لابن حبان 7/ 427، "الثقات" لابن شاهين 1/ 213، "تهذيب الكمال" 26/ 318، "الكاشف" 2/ 212، "الإكمال" 10/ 318، "التقريب" صـ 437.
مخطئ، لَيْسَ هُمْ، مِنْهُم: أَبُو حصين الأسدي. قال ابن حجر: ذكره ابن حبان في الثقات في أتباع التابعين، فروايته عن الصحابة عند ابن حبان مرسلة وهو الذي يظهر لي. وحاصله أنه "ثقة ثبت".
(1)
10) الْمُنْذِرُ بْنُ يَعْلَى الثَّوْرِيُّ، أَبُو يَعْلَى الكُوفِيُّ.
روي عَنْ: مُحَمَّد بْن الْحَنَفِيَّة، والربيع بن خيثم الثوري، وسَعِيد بْن جبير، وآخرين.
روي عَنْه: ابنه الربيع بْن الْمُنْذِر، وسالم بْن أَبي حفصة، وسَعِيد بْن مسروق الثوري، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابْن سعد، وابن معين، والعجلي، وابن خراش، وابن حجر: كَانَ ثقة. وذكره ابنُ حِبَّان فِي الثقات. روى له الجماعة. وقال ابن حبان: روى عن أم سلمة أن كان سمع منها. وحاصله أنه "ثقة".
(2)
11) مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَبُو الْقَاسِمِ القرشي الْهَاشِمِيُّ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ، أَخُو الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ.
روي عَنْ: أبيه عَلِيّ بْن أَبي طَالِب، وعَبد اللَّهِ بْن عَبَّاس، وعثمان بْن عَفَّان، وآخرين.
روي عَنْه: الْمُنْذِر بن يَعْلَى الثَّوْرِي، وبنوه إبراهيم، والحسن، وعَبد اللَّه، وعُمَر، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال العجلي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن حجر: عالم. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان من أفاضل أهل البيت. وَقَال إبراهيم بْن عَبد اللَّهِ بْن الجنيد: لا نعلم أحداً أسند عن عَلِي عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أكثر ولا أصح مما أسند محمد بن الحنفية. وحاصله أنه "ثقة".
(3)
12) عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (24).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناد حسن" فيه: مَنْصُور بْن دِينَار: ليس به بأس.
قلت: وقد تابعه سُفْيَان الثَّوْرِي عند البخاري وغيره كما سبق بيان ذلك في التخريج.
وعلي هذا فيرتقي الحديث بمتابعاته من الحسن إلي الصحيح لغيره، والله أعلم.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْأَعْمَشِ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، وَأَبِي حَصِينٍ إِلَّا مَنْصُورُ بْنُ دِينَارٍ، وَلَا عَنْ مَنْصُورٍ إِلَّا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ.
قلت: أما قوله لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْأَعْمَشِ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، وَأَبِي حَصِينٍ إِلَّا مَنْصُور بْن دِينَارٍ: فالأمر فيه كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان. وأما جَامَع بْن أَبِي رَاشِد خامسهم
(1)
"الثقات" للعجلي 2/ 129، "الجرح والتعديل" 6/ 160، "الثقات" 7/ 200، "المشاهير" 1/ 197، "الثقات" لابن شاهين 1/ 139، "تهذيب الكمال" 19/ 401، "الكاشف" 2/ 8، "تاريخ الإسلام" 3/ 460، "الإكمال" 9/ 156، "التهذيب" 7/ 126، "التقريب" صـ 324.
(2)
"الجرح والتعديل" 8/ 242، "الثقات" 7/ 480، "تهذيب الكمال" 28/ 515، "الإكمال" 11/ 365، "التقريب" صـ 478.
(3)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 249، "الثقات" لابن حبان 5/ 347، "تهذيب الكمال" 26/ 147، "التقريب" صـ 432.
الذي ذكره الطبراني في الإسناد فرواه عنه مَنْصُور بْن دِينَار، وسُفْيَان الثَّوْرِي، والْفُرَات بْن خَالِد.
وأما قوله: لم يروه عَنْ مَنْصُورٍ إِلَّا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: فليس الأمر في ذلك كما قال رحمه الله فلم يتفرد به سَعِيد، عن منصور، بل تابعه أيضاً: أَشْعَث بْن شُعْبَة، عن منصور بن دينار كما سبق بيان ذلك في التخريج.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن حجر رحمه الله: قَوْلُهُ: وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ عُثْمَان. قُلْتُ ثُمَّ أَنْتَ قَالَ مَا أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وفِي رِوَايَةِ: ثُمَّ عَجِلْتُ لِلْحَدَاثَةِ فَقُلْتُ ثُمَّ أَنْتَ يَا أَبَتِي فَقَالَ أَبُوكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وفي رواية: لِي مَا لَهُمْ وَعَلَيَّ مَا عَلَيْهِمْ، وَهَذَا قَالَهُ عَلِيٌّ تَوَاضُعًا مَعَ مَعْرِفَتِهِ حِينَ الْمَسْأَلَةِ الْمَذْكُورَةِ أَنَّهُ خَيْرُ النَّاسِ يَوْمئِذٍ لِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ، وأما خشيَة مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّةِ أَنْ يَقُولَ عُثْمَانُ فَلِأَنَّ مُحَمَّدًا كَانَ يَعْتَقِدُ أَنَّ أَبَاهُ أَفْضَلُ فَخَشِيَ أَنَّ عَلِيًّاً يَقُولُ عُثْمَانُ عَلَى سَبِيلِ التَّوَاضُعِ مِنْهُ وَالْهَضْمِ لِنَفْسِهِ فَيَضْطَرِبُ حَالُ اعْتِقَادِهِ وَلَا سِيَّمَا وَهُوَ فِي سِنِّ الْحَدَاثَة ........
وَقَدْ اخْتُلف فِي أَيِّ الرَّجُلَيْنِ أَفْضَلُ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: عُثْمَانُ أَوْ عَلِيٌّ؟
…
فانعقد الْإِجْمَاعَ بِآخِرِهِ بَيْنَ أَهْلِ السُّنَّةِ أَنَّ تَرْتِيبَهُمْ فِي الْفَضْلِ كَتَرْتِيبِهِمْ فِي الْخِلَافَةِ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ.
قَالَ الْقُرْطُبِيُّ رحمه الله: ............ فالْمَقْطُوعُ بِهِ بَيْنَ أَهْلِ السُّنَّةِ بِأَفْضَلِيَّةِ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرَ ثُمَّ اخْتَلَفُوا فِيمَنْ بَعْدَهُمَا فَالْجُمْهُورُ عَلَى تَقْدِيمِ عُثْمَانَ وَعَنْ مَالِكٍ التَّوَقُّفُ. وَالْمَسْأَلَةُ اجْتِهَادِيَّةٌ وَمُسْتَنَدُهَا أَنَّ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةَ اخْتَارَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى لِخِلَافَةِ نَبِيِّهِ وَإِقَامَةِ دِينِهِ فَمَنْزِلَتُهُمْ عِنْدَهُ بِحَسَبِ تَرْتِيبِهِمْ فِي الْخِلَافَةِ، والله أعلم.
(1)
(1)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 7/ 33.
[161/ 811]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: نا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُنْدَعِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ابْسُطْ ثَوْبَكَ» ، فَبَسَطْتُهُ، فَحَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَّةَ النَّهَارِ، ثُمَّ تَفَلَ فِي ثَوْبِي، ثُمَّ ضَمَمْتُ ثَوْبِي إِلَى بَطْنِي، فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدُ.
*لَمْ يَرْوِ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُنْدَعِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا، وَتَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه ابن سعد في "الطبقات"(2/ 312)، وأبو علي الصفار في "فوائده"(1/ 1)، وإسماعيل الأصبهاني الملقب بقوام السنة في "دلائل النبوة"(1/ 51 رقم 31)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 331)، عَنْ أَنَس بْن عِيَاضٍ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُنْدَعِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بنحوه دون قوله: ثُمَّ تَفَلَ فِي ثَوْبِي.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) إبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ بْن مُحَمَّد بْن مُصْعَب بْن عَبْد الله بْن الزُبَيْر بْن العَوام، أبو إسْحَاق الزُّبَيْرِيُّ.
(1)
روي عَنْ: أَنَس بْن عِيَاض، وعبد العزيز بْن أَبي حازم، وعبد العزيز بْن مُحَمَّد الدَّراوَرْدِي، وآخرين.
روي عَنْه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، والبخاري، وأبو داود، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابْن سعد، وابن معين: ثقة، وزاد ابن سعد: صدوق في الحديث، وزاد ابن معين: ما بالمدينة أحد إلا ذاك الفتى. وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال أَبُو حاتم، وابن حجر: صدوق. وَقَال النَّسَائي: ليس به بأس. وسئل أبو حاتم عن إبراهيم بن حمزة وإبراهيم بن المنذر فقال: كانا متقاربين ولم تكن لهما تلك المعرفة بالحديث. وحاصله أنه "صدوق".
(2)
3) أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ بن ضَمْرَةَ، ويُقال: ابْن عياض بْن عَبْد الرَّحْمَنِ اللَّيْثِيُّ، أَبُو ضَمْرَةَ المَدَنِيُّ.
(3)
روي عَنْ: عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْعَزِيزِ اللَّيْثِي، والأَوزاعِي، ويونس بْن يزيد الأيلي، وآخرين.
(1)
الزُبَيْرِيُّ: بضم الزاي وفتح الباء وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها الراء، هذه النسبة معروفة إلى الزبير بن العوام بن عمة النبي صلى الله عليه وسلم وقد انتسب جماعة كثيرة من أولاده إليه منهم: إبراهيم بن حمزة الزبيري. "الأنساب" 6/ 249.
(2)
يُنظر "معرفة الرجال لابن معين" رواية ابن محرز 1/ 100، "تسمية مشايخ النسائي وذكر المدلسين" 1/ 61، "الجرح والتعديل" 2/ 95، "الثقات" لابن حبان 8/ 72، "تهذيب الكمال" 2/ 76، "التقريب" صـ 29.
(3)
قال ابن حبان: قد وهم من زعم أَنه أَخُو يزِيد بن عِيَاض بن جُعْدُبه هما جَمِيعًا من بني لَيْث من أهل الْمَدِينَة وَلَيْسَ بَينهمَا قرَابَة إِلَّا الْقَبِيلَة لِأَنَّهَا تجمعهما لَا الْأُبُوَّة. وقال المزي: يقال: إنه أخو يَزِيدَ بْنِ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ، ويُقال: ليس بينهما قرابة إلا القبيلة، لأنها تجمعهما.
روي عَنْه: إِبْرَاهِيم بْن حَمْزَة الزُّبَيْرِي، وأحمد بْن حنبل، وابن المديني، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، وابْن مَعِين، وأبو زرعة، وابن عدي، والذهبي، ومروان بن معاوية الفزاري، ومسلمة بن قاسم، وابن حجر: ثقة، وزاد الذهبي: بقيّة المُسْنِدين الثَّقات، وزاد مروان: كانت فيه غفلة الشاميين ويعرض كتبه على الناس. وذكره ابن حبان، وابن شاهين في الثقات. وقال في المشاهير: من المتقنين. وَقَال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيت أحداً ممن لقينا، أحسن خلقاً، ولا أسمح بعلمه منه، ولقد قال لنا مرة: والله لو تهيأ لي أن أحدثكم بكل ما عندي فِي مجلس واحد لحدثتكموه. وقال إسماعيل بن رشيد: كنا عند مالك في مسجد المدينة، فأقبل أبو ضمرة، فأقبل مالك يُثني عليه، ويقول فيه الخير، وأنه وأنه، وقد سمع وكتب. روى له الجماعة.
وَقَال ابن معين مرة، وأَبُو زُرْعَة، والنَّسَائي: لا بأس به. وقال محمد بن وضاح: لم يسمع أنس بن عياض من الزهري إلا حديثاً واحداً. وحاصله أنه "ثقة".
(1)
4) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْن عَبد الله بْن عامر اللَّيْثِيُّ، أَبُوعَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَدَنِيُّ.
روي عَنْ: عَمْرِو بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الْجُنْدَعِي، والثوري، وابْن شهاب الزُّهْرِي، وآخرين.
روي عَنْه: أَنَس بْن عِيَاض، وإِسْمَاعِيل بْن عياش، وأحمد بن محمد الأزرقي، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال سَعِيد بن منصور: ثقة، وكَانَ مالك يرضاه.
وقَال مُحَمَّد بْن يَحْيَى، والنَّسَائي، وابن حجر: ضعيف الحديث. وزاد ابن حجر: اختلط بآخرة. وَقَال النسائي مرة: ليس بثقة. وقال أبو إسحاق الحربي: غيره أوثق منه. وذكره ابن شاهين، والفسوي في الضعفاء.
وقال أَبُو زُرْعَة: ليس بالقوي. وقال ابن الجارود: ليس بشيء. وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم.
وقَال البُخارِيُّ: منكر الحديث. وَقَال أَبُو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث، لا يشتغل بحديثه، لَيْسَ فِي وزن من يشتغل بخطئه، عامة حديثه خطأ، لا أعلم لَهُ حديثا مستقيمًا، يكتب حديثه. وَقَال الجوزجاني: يروى عَنِ الزُّهْرِيّ مناكير، بعيد من أوعية الصدق. وَقال الذهلي، وابن عدي: فِي حديثه عَنِ الزُّهْرِيّ مناكير. وقال ابن حبان: كَانَ مِمَّن اخْتَلَط بِأخرَة حَتَّى كَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَهُوَ لَا يعلم وَيرْفَع الْمَرَاسِيل من حَيْثُ لَا يفهم فَاسْتحقَّ التّرْك. وقال الساجي: يقال إنه اختلط. وقال أنس بن عياض: إنه كَانَ قد خلط. وحاصله أنه "ضعيف الحديث" ولا يُنظر عمن روي عنه قبل الاختلاط أو بعده فهو ضعيف من قبل ومن بعد.
(2)
5) عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مرداس بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُنْدَعِيُّ.
(3)
(1)
يُنظر "التاريخ" لابن معين 3/ 158، "الجرح والتعديل" 2/ 289، "الثقات" 6/ 76، "المشاهير" 1/ 171، "الكامل" 1/ 281، "الثقات" لابن شاهين 1/ 43، "تهذيب الكمال" 3/ 349، "الكاشف" 1/ 296، "الإكمال" 1/ 277، "التقريب" صـ 54.
(2)
يُنظر "التاريخ الكبير" 5/ 140، "الضعفاء" لأبو زرعة 2/ 355، "الضعفاء الكبير" للعقيلي 2/ 276، "الجرح والتعديل" 5/ 103، "المجروحين" لابن حبان 2/ 8، "الكامل" 5/ 256، "تهذيب الكمال" 15/ 238، "الإكمال" 8/ 40، "الاغتباط بمن رمي من الرواة بالاختلاط" لبرهان الديني الحلبي 1/ 188، "التقريب صـ 245.
(3)
قلت: ذكر البخاري في تاريخه، وابن حبان في ثقاته فقالا: عَمْرو بْن مرداس يَرْوِي عَن بِلَال رَوَى عَنْهُ أَبُو الْورْد بْن ثُمَامَة، ولم يذكرا عَمْرِو بن مرداس الراوي عَن أبي هريرة. وأما ابن أبي حاتم فذكرهما وفرق بينهما فقال: عمرو بن مرداس بن عبد الرحمن الجندعي روى عن أبى هريرة روى عنه عبد الله بن عبد العزيز الليثي، قلت: ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ثم ذكر في الترجمة التي تليه عَمْرو بْن مرداس الراوي عَن بِلَال، وقال: شامي، وفي نسخة: السلمي. قلت: والذي يظهر والعلم عند الله تعالي أن الصواب التفرقة بينهما فإن البخاري وابن حبان اتفقا علي عمرو بن مرداس الرَاوِيَة عن بلال، ولم يذكرا الرَاوِية عن أبي هريرة، وهذا يعني أنهما لم يخلطا بينهما وذكرا واحداً فقط وهو الراوية عن بلال. وأما ابن أبي حاتم فذكرهما وفرق بينهما، إضافة إلي أن ابن أبي حاتم قال في الأول: الجندعي، وقال في الثاني: السلمي الشامي، وأيضاً فإن المزي ذكر في ترجمة عَبْدُ اللَّهِ بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ فقال: روي عن: عمرو بن عبد الله بن مرداس بن عبد الرحمن الجندعي، وأما في ترجمة أَبُو الْورْد بْن ثُمَامَة القشيري فقال: روي عَن: عمرو بن مرداس السلمي صاحب بلال. قلت وهذا يدل علي أنهما اثنان أحدهما الجندعي وهو رَاوِيَةُ الباب، والآخر السلمي، والله أعلم. يُنظر "التاريخ الكبير" للبخاري 6/ 370، "الجرح والتعديل" 6/ 260، "الثقات" لابن حبان 5/ 181، "تهذيب الكمال" 15/ 238، 34/ 389.
روي عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ. روي عَنْه: عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْعَزِيز اللَّيْثِي.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم أقف له في ترجمته ـــــ في حدود بحثي ـــــ علي أكثر من هذا، وحاصله أنه "مجهول العين" والله أعلم.
(1)
6) أَبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْعَزِيزِ اللَّيْثِي: ضعيف الحديث. وعَمْرِو بْن عَبْد اللَّه بن مرداس بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُنْدَعِي: مجهول العين.
قال الهيثمي: هُوَ فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ، ثم قال: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ: كَانَ مَالِكٌ يَرْضَاهُ وَهُوَ ثِقَةٌ، وَعمَرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُنْدَعِيُّ لَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
(2)
قلت: لكن الحديث قد ثبت في الصحيحين وغيرهما من طُرق أخري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنْسَاهُ؟ قَالَ: ابْسُطْ رِدَاءَكَ فَبَسَطْتُهُ، قَالَ: فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ضُمَّهُ فَضَمَمْتُهُ، فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدَهُ.
(3)
وعلي هذا فيرتقي الحديث بمتابعاته من الضعيف إلي الحسن لغيره، عدا قوله: ثُمَّ تَفَلَ فِي ثَوْبِي، ثُمَّ ضَمَمْتُ ثَوْبِي إِلَى بَطْنِي فهي باقية علي أصلها من حيث الضعف، والله أعلم.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُنْدَعِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا، وَتَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
(1)
يُنظر "الجرح والتعديل" 6/ 260.
(2)
يُنظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 9/ 448.
(3)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ العِلْمِ ب/ حِفْظِ العِلْمِ (1/ 35 رقم 119)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الفَضَائِل ب/ مِنْ فَضَائِلِ أَبِي هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيِّ رضي الله عنه (4/ 1939 رقم 2492).
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن حجر رحمه الله: وَفِي الْحَدِيث فَضِيلَةٌ ظَاهِرَةٌ لِأَبِي هُرَيْرَةَ وَمُعْجِزَةٌ وَاضِحَةٌ مِنْ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ لِأَنَّ النِّسْيَانَ مِنْ لَوَازِمِ الْإِنْسَانِ وَقَدِ اعْتَرَفَ أَبُو هُرَيْرَةَ بِأَنَّهُ كَانَ يُكْثِرُ مِنْهُ ثُمَّ تَخَلَّفَ عَنْهُ بِبَرَكَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَفِي الْمُسْتَدْرَكِ لِلْحَاكِمِ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ كُنْتُ أَنَا وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَآخَرُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ادْعُوَا فَدَعَوْتُ أَنَا وَصَاحِبِي وَأَمَّنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ دَعَا أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِثْلَ مَا سَأَلَكَ صَاحِبَايَ وَأَسْأَلُكَ عِلْمًا لَا يُنْسَى فَأَمَّنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا وَنَحْنُ كَذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ سَبَقَكُمَا الْغُلَامُ الدَّوْسِيُّ
(1)
.
(2)
(1)
أخرجه النسائي في "السنن الكبري (5/ 374 رقم 5839)، والطبراني في "الأوسط" (2/ 54 رقم 1228)، والحاكم في "المستدرك" (3/ 582 رقم 6158) وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. قال الذهبي: فيه: حماد بن شعيب ضعيف.
(2)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 1/ 215.
[162/ 812]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، أَنَّهُ سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ جَرِيرٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ رَأَى حَيَّةً فَلَمْ يَقْتُلْهَا خَوْفًا مِنْهَا فَلَيْسَ مِنِّي» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ إِلَّا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ.
أولاً: تخريج الحديث:
- أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــــ رواية الباب ــــــ، وفي "المعجم الكبير"(2/ 311 رقم 2294) بسنده سواء. ومن طريقه ــــــ أبو موسي المديني في "اللطائف من دقائق المعارف"(1/ 370 رقم 735)، وأحمد بن عيسي بن قدامة المقدسي في "الثاني من فضائل جرير بن عبد الله البجلي"(1/ 59 رقم 129) ــــــ.
- والبخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 278)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير"(2/ 33)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 419)، وأحمد بن عيسي بن قدامة المقدسي في "الثاني من فضائل جرير بن عبد الله البجلي"(1/ 59 رقم 128)، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ دَاوُد بْن عَبْدِ الْجَبَّار به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، أَبُو سُلَيْمَان الْكُوفِيُّ.
روي عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن جَرِير البجلي، وإسحاق الهمداني، وسلمة بن المجنون، وآخرين.
روي عَنْه: سعيد بن سليمان الضَّبِّي، وسويد بن سعيد، وسعيد الجرمي، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن خراش: لا بأس به.
وقال أبو داود: ضعيف الحديث. وقال ابن عدي: الضعف على رواياته بَيِن. وقال ابن حجر: ضعيف ونسبه بعضهم إلى الكذب. وقال الهيثمي: ضعيف جداً. وقال الساجي: فيه لين. وذكر العقيلي له حديثين في الضعفاء وقال: لا يتابع عليهما. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال ابن معين مرة، وأبو داود، والنسائي: ليس بثقة. وقال ابن معين مرة: قد رَأَيْته وَكَانَ يكذب.
وقال البخاري، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وسعيد بن سليمان الضبي، ويعقوب بْن سفيان: منكر الحديث، وزاد يعقوب بْن سفيان: لا ينبغي أن يكتب حديثه. وقال ابن حبان: مُنكر الْحَدِيث جداً مظلم الرِّوَايَة بِمرَّة. وقال النسائي، وعلاء الدين مغلطاي: متروك الحديث. وحاصله أنه "ضعيف الحديث جداً".
(1)
4) إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَرِيرٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ الكُوفِيُّ.
(1)
يُنظر "معرفة الرجال" لابن معين رواية ابن محرز 1/ 59، "تاريخ ابن معين" 3/ 71، 4/ 383، "التاريخ الكبير" 3/ 241، "الضعفاء" لأبو زرعة 2/ 438، "سؤالات الآجري أبا داود السجستاني" 1/ 213، "الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 174، "الجرح والتعديل" 3/ 418، "المجروحين" 1/ 290، "الكامل" 3/ 548، "الإكمال" 1/ 191، "لسان الميزان" 3/ 401.
روي عَنْ: أبيه جَرِيْر مُرسلاً، وقيس بْن أَبي حازم، وابن أخيه أبي زرعة بْن عَمْرو بْن جرير، وآخرين.
روي عَنْه: دَاوُد بْن عَبْد الْجَبَّار، وأبان بْن عَبد الله البجلي، وشَرِيك بْن عَبد الله النخعي، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات. وقال الذهبي، وابن حجر: صدوق. وَقَال ابْن عَدِيّ: يقول في بعض رواياته: حَدَّثني أبي، ولم يضعف في نفسه. وإنما قيل: لم يسمع من أبيه شيئاً، وأحاديثه مستقيمة تكتب.
وقال ابن القطان: مجهول الحال. وقال مرة: لا يُعرف حاله.
وقد وُصف بالإرسال: قال أبو زرعة: روايته عن علي بن أبي طالب مرسلة. وقال أبو حاتم، وابْن مَعِين، وابن القطان، وأبو داود: لم يسمع من أبيه شيئاً. وقال ابن سعد، وإبراهيم الحربي: ولد بعد موت أبيه. وقال الذهبي: قَالَ ابْن معِين لم يسمع من أبيه، قلت ـــــ الذهبي ـــــ فضعف حديثه جاء من جهة الانقطاع لا من قبل الحفظ. وقال ابن حجر: لم يسمع من أبيه وقد روى عنه بالعنعنة وجاءت رواية له بصريح التحديث لكن الذنب لغيره. وقال مرة: جاءت روايته عن أبيه بتصريح التحديث منه من طريق داود بن عبد الجبار عنه، وداود ضعيف ونسبه بعضهم إلى الكذب. وحاصله أنه "صدوق" وروايته عَن أبيه مرسلة.
(1)
5) جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَابِرِ بنِ مَالِكٍ البَجَلِيُّ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (95).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف جداً" فيه: دَاوُد بْن عَبْدِ الْجَبَّار: ضعيف الحديث جداً بل نُسب إلي الكذب، وتفرد أيضاً بهذا الحديث. وفيه أيضاً: إِبْرَاهِيم بْن جَرِيرٍ الْبَجَلِيُّ: صدوق الحديث لكنه لم يسمع من أبيه، فروايته عن أبيه مرسلة فهو وإن صرح بالتحديث عن أبيه في هذا الحديث إلا أن ذلك بسبب غيره لا بسببه، وقد أشار الحافظان الذهبي، وابن حجر إلي ذلك كما بيناه قبل ذلك في ترجمته.
قال ابن أبي حاتم: سألتُ أَبِي عَنْ هذا الحديث، فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَأَبُو سُلَيمانَ داودُ بن عبد الجبار مُنكَرُ الحديث، وإبراهيمُ بن جَريرٍ لَمْ يَسمَعْ مِنْ أَبِيهِ.
(2)
وقال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَالْأَوْسَطِ، وَدَاوُدُ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ضَعِيفٌ جِدًّا.
(3)
قال الهيثمي: أَمَّا قَتْلُ الْحَيَّةِ فَفِيهِ رِوَايَةٌ صَحِيحَةٌ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ.
قلت: فقد صح الحديث من طُرقٍ أخري من أمثلها حديث ابن عباس:
فعن عَبْد الرَّزَّاق، عَنْ مَعْمَر، عَنْ أَيُّوب، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَ الْحَدِيثَ، قَالَ: كَانَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ، وَيَقُولُ: "مَنْ تَرَكَهُنَّ خَشْيَةَ، أَوْ مَخَافَةَ تَأْثِيرٍ، فَلَيْسَ مِنَّا.
(4)
(1)
يُنظر "التاريخ" لابن معين 4/ 69، "المراسيل" 1/ 11، "الثقات" 4/ 6، "الكامل" 1/ 418، "تهذيب الكمال" 2/ 63، "المغني في الضعفاء" 1/ 21، "ميزان الاعتدال" 1/ 25، "جامع التحصيل" 1/ 139، "الإكمال" 1/ 189، "التقريب" صـ 28.
(2)
يُنظر "العلل" لابن أبي حاتم 6/ 177.
(3)
يُنظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 4/ 47.
(4)
أخرجه معمر في "جامعه"(10/ 434 رقم 19617)، وأحمد في "مسنده"(5/ 304 رقم 3254)، والطبراني في "الكبير"(11/ 314 رقم 11846)، والبغوي في "شرح السنة" ك/ الطب والرقي ب/ قَتْلِ الْحَيَّاتِ (12/ 195 رقم 3265)، وفي "معالم التنزيل في تفسير القرآن" 1/ 84، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"(11/ 291 رقم 289)، (11/ 292 رقم 290).
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ إِلَّا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال الملا علي القاري رحمه الله: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ، ويقول: مَنْ تَرَكَهُنَّ: أَيْ ترك قَتْلَهُنَّ وَالتَّعَرُّضَ لَهُنَّ. خَشْيَةَ ثَائِرٍ: وَالثَّائِرُ طَالِبُ الثَّأْرِ وَهُوَ الدَّمُ وَالِانْتِقَامُ وَالْمَعْنَى مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ لَهُنَّ صَاحِبٌ يَطْلُبُ ثَأْرَهَا فَلَيْسَ مِنَّا: أَيْ مِنَ الْمُقْتَدِينَ بِسُنَّتِنَا الْآخِذِينَ بِطَرِيقِنَا. قَالَ شَارِحٌ: قَدْ جَرَتِ الْعَادَةُ عَلَى نَهْجِ الْجَاهِلِيَّةِ بِأَنْ يُقَالَ: لَا تَقْتُلُوا الْحَيَّاتِ فَإِنَّكُمْ لَوْ قَتَلْتُمْ لَجَاءَ زَوْجُهَا وَيَلْسَعُكُمْ لِلِانْتِقَامِ، فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ هَذَا الْقَوْلِ وَالِاعْتِقَادِ.
(1)
(1)
يُنظر "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" للملا علي القاري 8/ 62.
[163/ 813]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: نا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْفَجْرَ، ثُمَّ قَالَ: وُزِنَ أَصْحَابِي اللَّيْلَةَ، فَوُزِنَ أَبُو بَكْرٍ [فَوَزَنَ]
(1)
، ثُمَّ وُزِنَ عُمَرُ فَوَزَنَ، ثُمَّ وُزِنَ عُثْمَانُ فَوَزَنَ.
*لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَرْفَجَةَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ.
أولاً: تخريج الحديث:
- أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة"(2/ 282)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4/ 2228 رقم 5545)، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَن عَبْد الْأَعْلَى بْن أَبِي الْمُسَاوِر، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ به بمثله.
- وأحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 201 رقم 220)، عَن صَالِح بْن مَالِك أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الخوارزمي.
- وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير"(3/ 43)، وأبو بكر الإسماعيلي في "معجم أسامي شيوخه"(3/ 717 رقم 333)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(39/ 116)، (39/ 169)، (44/ 135)، وشُهْدة بِنْت أَبِي نصر الدينوري في "العمدة من الفوائد والأثار الصحاح والغرائب في مشيخة شهدة"(1/ 137 رقم 78)، عَن هَاشِم بْن الْقَاسِمِ أبو النضر الليثي. كلاهما: صَالِح بْن مَالِك الخوارزمي، وهَاشِم بْن الْقَاسِمِ أبو النضر الليثي، عَن عَبْد الأَعْلَى بْن أَبِي الْمُسَاوِرِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ به بلفظ: ثُمَّ وُزِنَ عُثْمَان فخفَّ، وَهُوَ صَالِح.
- والطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 186 رقم 490)، عَن يَزِيد بْن هَارُونَ، عَن عَبْد الْأَعْلَى بْنِ أَبِي الْمُسَاوِرِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ: وُزِنَ أَصْحَابِي اللَّيْلَةَ فَوُزِنَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، ثُمَّ وُزِنَ عُمَرُ رضي الله عنه، ثُمَّ وُزِنَ عُثْمَانُ رضي الله عنه. وقال الطبراني: هَكَذَا رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَرَوَاهُ سَعْدَوَيْهِ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَبِي الْمُسَاوِرِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَرْفَجَةَ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ الزُّهْرِيّ، أَبُو مسعود الْجَرَّارُ
(2)
الْكُوفِيُّ.
روي عَنْ: زِيَاد بْن عِلَاقَة، وعطاء بْن أَبي رباح، وعطية العوفي، وعكرمة مولى ابن عباس، وآخرين.
روي عَنْه: سَعِيد بْن سُلَيْمَانَ الضَّبِّي، ووكيع بْن الجراح، ويزيد بْن هَارُون، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابْن مَعِين: أرجو أن يكون صالحاً.
- وَقَال ابْن المديني: ضعيف، لَيْسَ بشيءٍ. وَقَال ابْن عمار: ضعيف لَيْسَ بحجة. وَقَال أَبُو زُرْعَة:
(1)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، والاستدراك من "مجمع البحرين"(6/ 240 رقم 3653).
(2)
الجَرَّار: بفتح الجيم وتشديد الراء بعدها ألف وفي آخرها راء أخرى مهملة، هذه النسبة إلى عمل الجرار، وهي جمع جرة يعنى الحنتم الّذي يشرب منه، والمشهور بها: أبو مسعود عبد الأعلى بن أبى المساور الجرار. "الأنساب" للسمعاني 3/ 216.
ضعيف جداً. وَقَال أَبُو حَاتِم: ضعيف الْحَدِيث شبه المتروك. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال أبو نعيم: ضعيف جداً ليس بشيء. وقال الذهبي: ضَعَّفَهُ الْكُل. وَقَال ابْن مَعِين، والنسائي: ليس بثقة، وزاد النسائي: ولا مأمون. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وقال ابن عدي: حَدِيثه لَا يُتَابِعه عَلَيْهِ الثِّقَات.
- وَقَال ابن معين، وأَبُو داود: ليس بشيءٍ، وزاد ابن معين: كذاب.
- وقَال البُخارِي، والساجي: منكر الْحَدِيث. وَقَال ابن نمير، والنَّسَائي، وَعلي بن الْجُنَيْد، والهيثمي، وابن حجر: متروك الحديث، وزاد ابن حجر: كذبه ابن معين. وَقَال أَبُو حَاتِم: شبه المتروك.
- وقيل لابْن مَعِين: عبد الأعلى الزُّهْريّ عَن زياد بْن علاقة تعرفه؟ فَقَالَ: لَا أعرفه. قال ابن عدي: وهذا الذي قَالَ ابن مَعِين لا أعرفه هُوَ عَبد الأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ وقد تقدم كلامه فيه ومعرفته به. قلت: فكأنه لا يعرفه بالزهري، وإنما يعرفه بابن أبي المساور، والله أعلم. وقال الخطيب: قد روى غير واحد، عَنْ ابن مَعِين الطعن عليه، وسوء القول فِيهِ. وحاصله أنه "متروك الحديث".
(1)
4) زِيَادُ بنُ عِلَاقَةَ بنِ مَالِكٍ الثَّعْلَبِيُّ،
(2)
أَبُو مَالِكٍ الكُوْفِيُّ، ابْن أخي قطبة بْن مالك.
روي عَنْ: عمه قطبة بْن مالك، وجابر بْن سَمُرَة، وجرير بْن عَبد اللَّه، وآخرين.
روي عَنْه: عَبْد الأَعْلَى بْن أَبِي الْمُسَاوِر، وسفيان الثوري، وسفيان بن عُيَيْنَة، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال العجلي، وابْن مَعِين، والنَّسَائي، ويعقوب بن سفيان، والذهبي، وابن حجر: ثقة. وذكره ابنُ حِبَّان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات. وقال ابن حبان في المشاهير: من جلة مشايخ الكوفيين وكان متقناً. وَقَال أَبُو حاتم: صدوق الحديث. روى له الجماعة. وحاصله أنه "ثقة".
(3)
5) قُطْبَةَ بنِ مَالِكٍ الثَّعْلَبِيُّ. عم زِيَاد بن عِلَاقَةَ.
روي عَنْ: النبي صلى الله عليه وسلم. روي عَنْه: زِيَاد بن عِلَاقَةَ، والحجاج بن أيوب، وعبد الملك بن عمير، وآخرون.
قال البخاريّ، وابن أبي حاتم، والمزي: له صحبة. وقال الذهبي: صحابي معروف، نَزَلَ الْكُوفَة، وله رواية. وذكره ابن حبان في قسم الصحابة من ثقاته. وذكره البغوي، وأبو نعيم، وابن عبد البر، وابن الأثير في الصحابة. وقال ابن حجر: صحابي، وحديثه في الصّحيح: عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ فَقَرَأَ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ}
(4)
(5)
وحاصله أنه "صحابي".
(6)
(1)
"التاريخ الكبير" للبخاري 6/ 74، "الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 209، "الجرح والتعديل" 6/ 26، "الكامل" 6/ 547، "الضعفاء" لأبو نعيم 1/ 104، "تهذيب الكمال" 16/ 366، "التقريب" صـ 274، "مجمع الزوائد" للهيثمي 1/ 29.
(2)
الثَّعْلَبِيُّ: بِفَتْح الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَفِي آخرهَا الْبَاء الْمُوَحدَة، هَذِه النِّسْبَة إِلَى الْقَبَائِل وَإِلَى الْموضع، فَأَما المنتسب إِلَى الْقَبَائِل فَإلَى ثَعْلَبَة بن سعد بْن ذبيان بن بغيض مِنْهُم قُطْبَة بن مَالك، وَابْن أَخِيه زِيَاد بن علاقَة. "اللباب"1/ 237.
(3)
"الثقات "للعجلي 1/ 373، "الجرح والتعديل" 3/ 540، "الثقات" 4/ 285، "المشاهير" 1/ 135، "الثقات" لابن شاهين 1/ 93، "تهذيب الكمال" 9/ 498، "تاريخ الإسلام" 3/ 412، "جامع التحصيل" 1/ 178، "الإكمال" 5/ 117، "التقريب" صـ 160.
(4)
سورة ق آية رقم: 10.
(5)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الصلاة ب/ الْقِرَاءَةِ فِي الصُّبْحِ (1/ 337 رقم 457).
(6)
"معجم الصحابة" للبغوي 5/ 64، "الثقات" 3/ 347، "معرفة الصحابة" 4/ 2343، "الاستيعاب" 3/ 1283، "أسد الغابة" 4/ 388، "تهذيب الكمال" 23/ 608، "تاريخ الإسلام" 2/ 531، "الإصابة" 9/ 72، "التهذيب" 8/ 379، "التقريب" صـ 391.
6) عَرْفَجَة بْن شُرَيْح، ويُقال: ابْن ضريح، ويُقال: ابْن شَرِيك، ويُقال: ابْن شراحيل، الأشجعي الكندي.
(1)
روي عَنْ: النبي صلى الله عليه وسلم. روي عَنْه: قُطْبَة بْن مَالِك، وَزِيَاد بْن عِلَاقَة، وَالشَّعْبِي، وآخرون.
قال البخاري، وابن أبي حاتم: سَمِعَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم. وقال ابن حبان، وابن ماكولا، والمزي: له صحبة، وزاد ابن ماكولا: وله رواية. وقال الذهبي، وابن حجر: صحابي. وذكره ابن قانع، وأبو نعيم، وابن عبد البر، وابن الأثير في الصحابة. وحاصله أنه "صحابي".
(2)
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف جداً" فيه: عَبْد الأَعْلَى بْن أَبِي الْمُسَاوِرِ الْجَرَّارُ: متروك الحديث.
قلت: وقد صح الحديث من طُرقٍ أخري: فعَن أَشْعَث بن أبي الشعثاء، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قَوْمِهِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: لَا يَمُوتُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ حَتَّى يُسْتَخْلَفَ، قُلْنَا: مِنْ أَيْنَ تَعْلَمُ ذَلِكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ ثَلَاثَةً مِنْ أَصْحَابِي وُزِنُوا، فَوُزِنَ أَبُو بَكْرٍ فَوَزَنَ، ثُمَّ وُزِنَ عُمَرُ فَوَزَنَ، ثُمَّ وُزِنَ عُثْمَانُ فَنَقَصَ صَاحِبُنَا، وَهُوَ صَالِحٌ.
(3)
قلت: إسناده صحيح، وليس فيه إلا إبهام الصحابي وجهالته، وجهالة الصحابي لا تضر، والله أعلم.
وأخرج الحاكم بسنده عن أبي حاتم الرازي، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أشعث بن عبد الملك الحمراني، عن الحسن، عن أبي بكرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من رأى منكم رؤيا؟» فقال رجل: أنا رأيت كأن ميزانا نزل من السماء، فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت بأبي بكر، ووزن عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر، ووزن عمر وعثمان فرجح عمر، ثم رفع الميزان، فرأينا الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1)
اختلف في اسم أبي عرفجة هذا اختلافاً كثيراً. فقيل: شريح، وقيل: صريح، وقيل: بالضاد، وقيل: ذريح، وقيل ابن شراحيل. فقال العسكري: عرفجة بن شريح، وقال ابن حبان: عرْفجَة بْن شُرَيْح الْأَشْجَعِيّ، وَقيل ابْن ضريح، وَيُقَال ابْن شرَاحِيل وَالْأول أصح، وكذا نسبه الدارقطني، والأمير. وقال ابن حجر: عرفجة بن شريح، وقيل: ابن صريح، بالصاد المهملة أو المعجمة، وقيل: ابن شريك، وقيل ابن شراحيل، وقيل: ابن ذريح، وحديثه عند مسلم، وأبي داود، والنسائي: سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: من خرج من أمّتي وهم جميع على رجل يريد أن يشقّ عصاكم ويفرّق جماعتكم، قال ابن حجر: صحح ابن حبان أنه ابن شريح وفرق ابن أبي خيثمة بين عرفجة الأشجعي راوي الحديث المذكور وبين عرفجة الكندي وأما البخاري فجعلهما واحداً وهو الصواب. قلت: ولعل الراجح بعد هذا كله أن اسمه عرفجة بن شُرَيْح، كما ذهب إلي ذلك الدارقطني، وابن حبان، وابن حجر، وقال ابن منده أيضاً: عرفجة بن شريح، وهو الصواب، وقال ابن الأثير: وهو الأشهر. والله أعلم بالصواب.
(2)
"الجرح والتعديل" 7/ 17، "معجم الصحابة" لابن قانع 2/ 281، "الثقات" 3/ 320، "معرفة الصحابة" لابن منده 1/ 311، "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 4/ 2228، "الاستيعاب" 3/ 1063، "الإكمال" لابن ماكولا 5/ 222، "أسد الغابة" 3/ 55، 4/ 22، "تهذيب الكمال" 19/ 555، "الكاشف" 2/ 17، "الإكمال" 9/ 218، "الإصابة" 7/ 146، "التهذيب" 7/ 176، "التقريب" صـ 329.
(3)
أخرجه أحمد في "مسنده"(27/ 149 رقم 16604)، (38/ 247 رقم 23193)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(39/ 115)، عَن شَيْبَان بن عبد الرحمن التميمي. وابن أبي شيبة في "مُصنفه" ك/ الفضائل ب/ مَا ذُكِرَ فِي أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه (11/ 100 رقم 32464)، وفي ب/ مَا ذُكِرَ فِي فَضْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه (11/ 112 رقم 32507) عَن شَرِيك بن عبد الله النخعي. كلاهما: شيبان، وشريك، عَن أشْعَث بن أبي الشعثاء، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. قال الذهبي: أشعث بن عبد الملك هذا ثقة لكن ما احتجا به.
(1)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَرْفَجَةَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
أخرجه الحاكم في "المستدرك"(3/ 74 رقم 4437).
[164/ 814]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِيُّ قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، وَحُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ
(1)
أَبِي طَلْحَةَ، وَإِنَّ رُكْبَتَهُ تَمَسُّ رُكْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَا يَصْرُخَانِ بِهِمَا جَمِيعًا، بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ.
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ إِلَّا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو.
أولاً: تخريج الحديث:
- أخرجه أبو يعلي الموصلي في "مسنده"(7/ 101 رقم 4044)، (7/ 202 رقم 4191)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ك/ مناسك الحج ب/ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِهِ مُحْرِمًا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ (2/ 153 رقم 3716)، والطبراني في "الأوسط"(6/ 269 رقم 6384)، وابن مَرْدَوَيْه في "جزء فيه أحاديث ابن حيان المعروف بأبي الشيخ الأصبهاني"(1/ 157 رقم 79)، كلهم من طُرق عَن عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرٍو.
- وابن حزم في "حجة الوداع"(1/ 414 رقم 482)، عَن مَعْمَر بن راشد.
- كلاهما: عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرٍو، ومَعْمَر، عَنْ أَيُّوب، عَنْ أَبِي قِلَابَة، وَحُمَيْد بْن هِلَال، عَنْ أَنَس بنحوه.
- والبخاري في "صحيحه" ك/ الحج ب/ رَفْعِ الصَّوْتِ بِالإِهْلَالِ (2/ 138 رقم 1548)، وفي ك/ الجهاد والسير ب/ الخُرُوجِ بَعْدَ الظُّهْرِ (4/ 49 رقم 2951)، وأبو يعلي الموصلي في "مسنده"(5/ 181 رقم 2794)، وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ الصلاة ب/ في صلاة السفر (6/ 453 رقم 2744)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الحج ب/ مَنِ اخْتَارَ الْقِرَانَ وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ قَارِنًا (5/ 14 رقم 8833، 8832)، عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد، عَنْ أَيُّوب، عَنْ أَبِي قِلَابَة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك.
- والبخاري في "صحيحه" ك/ الحج ب/ التَّحْمِيدِ وَالتَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ، قَبْلَ الإِهْلَالِ، عِنْدَ الرُّكُوبِ عَلَى الدَّابَّةِ (2/ 139 رقم 1551)، وأبو داود في "سننه" ك/ المناسك ب/ في الإقران (3/ 204 رقم 1796)، وابن حزم في "حجة الوداع"(1/ 163 رقم 81)، (1/ 339 رقم 370)، (1/ 414 رقم 481)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الحج ب/ مَنِ اخْتَارَ الْقِرَانَ وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ قَارِنًا (5/ 14 رقم 8831) وفي ب/ نَحْرِ الْإِبِلِ قِيَامًا غَيْرَ مَعْقُولَةٍ أَوْ مَعْقُولَةَ الْيُسْرَى (5/ 389 رقم 10213)، عَن وُهَيْب بْن خَالِد.
- والبخاري في "صحيحه" ك/ الجهاد والسير ب/ الِارْتِدَافِ فِي الغَزْوِ وَالحَجِّ (4/ 55 رقم 2986)، وأبو يعلي الموصلي في "مسنده"(5/ 196 رقم 2814)، عَن عَبْد الْوَهَّاب بن عبد المجيد الثقفي.
- وأحمد في "مسنده"(20/ 112 رقم 12678)، عَنْ مَعْمَر بن راشد.
- أربعتهم: حَمَّاد بْن زَيْد، وَوُهَيْب، وعَبْد الْوَهَّابِ الثقفي، ومَعْمَر، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَس.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
(1)
قال الزبيدي: الرِّدْفُ بِالْكَسْرِ: الرَّاكِبُ، خلْفَ الرَّاكِبِ، كَالْمُرْتَدِفِ. يُنظر "تاج العروس" 23/ 328.
2) عُبَيْدُ بْنُ جَنَادٍ الْحَلَبِيُّ: "صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (109).
3) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو وهب الرَّقِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (10).
4) أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ: "ثقة ثبت حجة" سبقت ترجمته في حديث رقم (72).
5) أَبُو قِلَابَةَ الجَرْمِيُّ، عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدِ بن عَمْرو البَصْرِيُّ:"ثقة كثير الإرسال" تقدم حديث رقم (139).
6) حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ بْنِ سُوَيْدِ بنِ هُبَيْرَةَ الْعَدَوِيُّ،
(1)
أَبُو نَصْر البَصْرِيُّ.
روي عَنْ: أنس بن مالك، وذكوان أبي صالح السمان، وعبد الرحمن بن سَمُرَة، وآخرين.
روي عَنْه: أَيُّوب السَّخْتِيَانِي، وشعبة بن الحجاج، وجرير بن حازم، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن سعد، والعجلي، وأبو حاتم، وابْن مَعِين، والنسائي، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن معين: لا يسأل عن مثل هؤلاء، وزاد الذهبي: حَافِظ حجة، من جلة التابعين بالبصرة. وذكره ابن حبان، وابن شاهين في الثقات. وقال أحمد: حميد بن هِلَال صَحِيح الحَدِيث. روي له الجماعة.
وَقَال ابْن عَدِيّ: حدث عنه الأئمة، وأحاديثه مستقيمة، والذي حكاه القطان أن ابن سيرين كان لا يرضاه لا أدري ما وجهه، فلعله كان لا يرضاه في معنى آخر ليس الحديث، فأما في الحديث فإنه لا بأس به، وبرواياته. قال ابن حجر: توقف فيه ابن سيرين لدخوله في عمل السلطان.
وقد وصف بالإرسال: قال أبو حاتم: حميد بن هلال لم يلق هشام بن عامر يدخل بينه وبينه أبو قتادة العدوي وبعضهم يقول عن أبي الدهماء والحفاظ لا يدخلون بينهما أحداً. قال العلائي: أخرج له مسلم عن أبي قتادة وأبي الدهماء وغيرهما عن هشام بن عامر. وقال الْمزي: روى عَن عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة ثمَّ قَالَ: وَالصَّحِيح أن بَينهمَا رجلاً وَهُوَ هصان بن كَاهِن. وحاصله أنه "ثقة يُرسل".
(2)
7) أَنَسُ بْنُ مَالِك ابن النَّضر رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (11).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده حسن". فيه: عُبَيْد بْن جَنَاد الْحَلَبِي: "صدوق".
وللحديث متابعات أخرجها البخاري في "صحيحه" كما سبق بيان ذلك في التخريج.
وعلي هذا فيرتقي الحديث بمتابعاته من الحسن إلي الصحيح لغيره.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيث عَنْ أَيُّوب، عَنْ حُمَيْد بْنِ هِلَال إِلَّا عُبَيْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو.
قلت: وليس الأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان، فلم يتفرد به عُبَيْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو، عَن أيوب، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَال، بل تابعه: مَعْمَر بن راشد كما عند ابن حزم في حجة الوادع كما سبق بيان ذلك.
(1)
الْعَدَوِيُّ: بفتح العين والدال المهملتين، هذه النسبة إلى خمسة رجال، منهم عدي بن كعب جد أمير المؤمنين عمر، والثاني: منسوب إلى عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة، منهم: أبو نصر حميد بن هلال. يُنظر "الأنساب" 8/ 410.
(2)
"الثقات" للعجلي 1/ 325، "الجرح والتعديل" 3/ 230، "الثقات" 4/ 147، "الكامل" 3/ 80، "تهذيب الكمال" 7/ 403، "السير" 5/ 309، "ميزان الاعتدال" 1/ 616، "جامع التحصيل"1/ 168، "تحفة التحصيل" 1/ 85، "التقريب" صـ 122.
وأما أَبو قِلَابَةَ وحده عَنْ أَيُّوبَ، فرواه عَنْه: حَمَّاد بْن زَيْد، وَوُهَيْب بْن خَالِد، وعَبْد الْوَهَّابِ الثقفي، ومَعْمَر. قال الطبراني في رواية أخري: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيث عَنْ أَيُّوب، عَنْ حُمَيْد بْن هِلَال إِلَّا عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرٍو، وَرَوَاهُ حَمَّاد بْن زَيْد وغَيْرُه، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ وحْدَهُ.
(1)
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن حجر رحمه الله: قَوْلُهُ: وَسَمِعْتُهُمْ يَصْرُخُونَ بِهِمَا جَمِيعًا: أَيْ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَمُرَادُ أَنَسٍ بِذَلِكَ مَنْ نَوَى مِنْهُمُ الْقِرَانَ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ عَلَى سَبِيلِ التَّوْزِيعِ أَيْ بَعْضُهُمْ بِالْحَجِّ وَبَعْضُهُمْ بِالْعُمْرَةِ قَالَهُ الْكِرْمَانِيُّ.
(2)
قلت ـــــ الباحث ـــــ فقوله: يَصْرُخُونَ بِهِمَا جَمِيعًا: أي يُهلون بالحج والعمرة معاً، وهذه المسألة فيها خلاف كبير بين العلماء فيما كان به النبي صلى الله عليه وسلم محرماً؟ أكان مفرداً فأهل بالحج دون العمرة، ولم يهل مع صحابته بهما معاً فيكون النبي ليس مراداً في هذا الحديث، أم كان قارناً فأهل بهما معاً مع صحابته أم ماذا؟
فقال ابن حجر: وَالَّذِي تَجْتَمِعُ بِهِ الرِّوَايَاتُ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ قَارِنًا بِمَعْنَى أَنَّهُ أَدْخَلَ الْعُمْرَةَ عَلَى الْحَجِّ بَعْدَ أَنْ أَهَلَّ بِهِ مُفْرِدًا لَا أَنَّهُ أَوَّلُ مَا أَهَلَّ أَحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ مَعًا.
قلت: بينما ذهب الْبَيْهَقِيُّ إلي أَنه صلى الله عليه وسلم كَانَ مُفرداً، ورد علي من ذهب إلي أنه صلى الله عليه وسلم كَانَ قارناً بإجابات يطول المقام بذكرها، قال ابن حجر: وَلَا يَخْفَى مَا فِي هَذِهِ الْأَجْوِبَةِ مِنَ التَّعَسُّف.
قَالَ النَّوَوِيُّ: الصَّوَابُ الَّذِي نَعْتَقِدُهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ قَارِنًا وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَعْتَمِرْ فِي تِلْكَ السَّنَةِ بَعْدَ الْحَجِّ وَلَا شَكَّ أَنَّ الْقِرَانَ أَفْضَلُ مِنَ الْإِفْرَادِ، وَلَمْ يَنْقُلْ أَحَدٌ أَنَّ الْحَجَّ وَحْدَهُ أَفْضَلُ مِنَ الْقِرَانِ.
وَقَالَ عِيَاضٌ: وَأَمَّا إِحْرَامُهُ هُوَ فَقَدْ تَضَافَرَتِ الرِّوَايَاتُ الصَّحِيحَةُ بِأَنَّهُ كَانَ مُفْرِدًا وَأَمَّا رِوَايَةُ مَنْ رَوَى مُتَمَتِّعًا فَمَعْنَاهُ أَمَرَ بِهِ لِأَنَّهُ صَرَّحَ بِقَوْلِهِ وَلَوْلَا أَنَّ مَعِيَ الْهَدْيَ لَأَحْلَلْتُ فَصَحَّ أَنَّهُ لَمْ يَتَحَلَّلْ وَأَمَّا رِوَايَةُ مَنْ رَوَى الْقِرَانَ فَهُوَ إِخْبَارٌ عَنْ آخِرِ أَحْوَالِهِ لِأَنَّهُ أَدْخَلَ الْعُمْرَةَ عَلَى الْحَجِّ لَمَّا جَاءَ إِلَى الْوَادِي وَقِيلَ لَهُ قُلْ عُمْرَةٌ فِي حَجَّةٍ.
قال ابن حجر: وَهَذَا الْجَمْعُ هُوَ الْمُعْتَمَدُ وَقَدْ سبق إِلَيْهِ قَدِيما ابن الْمُنْذر، وابن حَزْمٍ، والْمُحِبُّ الطَّبَرِيُّ، وحاصل هذا الاختلاف: أَنَّ كُلَّ مَنْ رُوِيَ عَنْهُ الْإِفْرَادُ حُمِلَ عَلَى مَا أَهَلَّ بِهِ فِي أَوَّلِ الْحَالِ، وَكُلَّ مَنْ رُوِيَ عَنْهُ التَّمَتُّعُ أَرَادَ مَا أَمَرَ بِهِ أَصْحَابَهُ، وَكُلَّ مَنْ رُوِيَ عَنْهُ الْقِرَانُ أَرَادَ مَا اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ أَمْرُهُ، وَيَتَرَجَّحُ رِوَايَةُ مَنْ رَوَى الْقِرَانَ بِأُمُورٍ مِنْهَا: أَنَّ مَعَهُ زِيَادَةُ عِلْمٍ عَلَى مَنْ رَوَى الْإِفْرَادَ وَغَيْرَهُ. وَرَوَى الْقِرَانَ عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ لَمْ يُخْتَلَفْ عَلَيْهِمْ فِيهِ، وَبِأَنَّهُ لَمْ يَقَعْ فِي شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ النَّقْلُ عَنْهُ مِنْ لَفْظِهِ أَنَّهُ قَالَ أَفْرَدْتُ وَلَا تَمَتَّعْتُ بَلْ صَحَّ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ قَرَنْتُ وَصَحَّ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لَوْلَا أَنَّ مَعِيَ الْهَدْيَ لَأَحْلَلْتُ. وَأَيْضًا فَإِنَّ مَنْ رُوِيَ عَنْهُ الْقِرَانُ لَا يَحْتَمِلُ حَدِيثُهُ التَّأْوِيلَ إِلَّا بِتَعَسُّفٍ بِخِلَافِ مَنْ رَوَى الْإِفْرَادَ فَإِنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى أَوَّلِ الْحَالِ. وَأَيْضًا فَإِنَّ رِوَايَةَ الْقِرَانِ جَاءَتْ عَنْ بِضْعَةِ عَشَرَ صَحَابِيًّا بِأَسَانِيدَ جِيَادٍ بِخِلَافِ رِوَايَتَيِ الْإِفْرَادِ وَالتَّمَتُّعِ وَهَذَا يَقْتَضِي رَفْعَ الشَّكِّ عَنْ ذَلِكَ وَالْمَصِيرَ إِلَى أَنَّهُ كَانَ قَارِنًا.
(3)
(1)
يُنظر "المعجم الأوسط" للطبراني 6/ 269 رقم 6384.
(2)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 3/ 408.
(3)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 3/ 427.
[165/ 815]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَوْتًا هَالَهُ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا هَذَا الصَّوْتُ يَا جِبْرِيلُ؟» فَقَالَ: هَذِهِ صَخْرَةٌ هَوَتْ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ،
(1)
مِنْ سَبْعِينَ عَامًا، فَهَذَا حِينَ بَلَغَتْ قَعْرَهَا، فَأَحَبَّ اللَّهُ أَنْ يُسْمِعَكَ صَوْتَهَا، فَمَا رُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ ضاحِكًا مِلْءَ فِيهِ، حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"(5/ 446)، بسنده عَن أَحْمَد بْن عَبْد الصَّمَد الأَنْصَارِي، عَن إِسْمَاعِيل بْن قَيْس، عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد به.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْن عَلِيّ بْن عِيسَى بْن الحكم بْن رافع بْن سنان، أبو أيّوب الْأَنْصَارِيُّ الزُّرَقيُّ.
روي عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن قَيْس، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ، وَعَبْد اللَّهِ بْن نمير، وآخرين.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، والْحَسَن بْن عَلِيّ المَعْمَري، وأبو الْقَاسِم البغوي، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال الخطيب: ثِقَة. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يعتبر بحديثه إذا روى عن الثقات. وقال الدارقطني: مشهور لا بأس بِه. وقال الذهبي: لا يعرف. وحاصله أنه "صدوق".
(2)
3) إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْس بْن سعد بْن زيد بْن ثابت، أَبو مُصعب، المَدَنِيٌّ، الأَنصاريُّ.
روي عَنْ: يَحْيَى بْن سَعِيد، وأبيه قَيْس بْن سعد بْن زيد بْن ثابت، وأبو حازم سلمة بن دينار، وآخرين.
روي عَنْه: أَحْمَد بْن عَبْدِ الصَّمَد، وإبراهيم بن حمزة، وعبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال النسائي: ضعيف. وقَالَ البُخَارِي، ومسلم، وَالدَّارَقُطْنِي: مُنكر الحَدِيث، وزاد البخاري: وكَانَ عِنْدَهُ كتاب عَنْ أَبِي حازم فضاع منه ولم يكن عِنْدَهُ كتاب إِلاَّ عَنْ يحيى بْن سَعِيد الأَنصاري. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث يحدث بالمناكير لا أعلم له حديثاً قائماً وأتعجب من أبي زرعة حيث أدخل حديثه عن ابن عبد الملك بن شيبة في فوائده ولا يعجبني حديثه. وقال ابن عدي: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ مُنْكَر. وقال ابن حبان: فِي حَدِيثه من الْمَنَاكِير والمقلوبات الَّتِي يعرفهَا من لَيْسَ الْحَدِيث صناعته. وحاصله أنه "ضعيف الحديث".
(3)
(1)
قوله: شَفِير جَهَنَّم: قال ابن الأثير: شفير الوادي والجبل: حافَّته وجانبُه. يُنظر "جامع الأصول"11/ 7.
(2)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 8/ 30، "تاريخ بغداد" 5/ 446، "ميزان الاعتدال" 1/ 117، "لسان الميزان 1/ 525.
(3)
يُنظر "التاريخ الكبير" للبخاري 1/ 370، "الكنى والأسماء" 1/ 788، "الضعفاء" لأبو زرعة 2/ 600، "الجرح والتعديل" 2/ 193، "المجروحين" 1/ 127، "الكامل" 1/ 489، "لسان الميزان" 2/ 160.
4) يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (21).
5) سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، أَبو الْحُبَابِ المَدَنِيُّ، مولى ميمونة زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وقيل: مولى شقران مولى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وقيل: مولى الْحَسَن بْن عَلِيٍّ، وقيل: مولى بني النجار.
(1)
روي عَنْ: عبد الله بْن عباس، وعَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الخطاب، وأبي هُرَيْرة، وآخرين.
روي عَنْه: يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأنصاري، وسهيل بن أَبي صالح، وسَعِيد المقبري، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، والعجلي، وابْن مَعِين، وأبو زُرْعَة، والنَّسَائي، وأحمد بن صالح، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن حجر: متقن. وقال الذهبي: كان من العلماء الأثبات. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات. وقال ابن عبد البر لا يختلفون في توثيقه. روى له الجماعة. وحاصله أنه "ثقة".
(2)
6) أَبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (69).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: إِسْمَاعِيل بْن قَيْس الأَنصاريّ: ضعيف الحديث.
قلت: وللحديث شَواهد مِنْ أصحها حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة عند مسلم وَغَيْرُه:
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ سَمِعَ وَجْبَةً،
(3)
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: تَدْرُونَ مَا هَذَا؟ قَالَ: قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: هَذَا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، فَهُوَ يَهْوِي فِي النَّارِ الْآنَ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا.
(4)
قلت: وأما قوله: فَمَا رُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ ضاحِكًا مِلْءَ فِيهِ، حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ. فله شاهد من حديث يَزِيد الرَّقَاشِي، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَجِبْرِيلُ عليه السلام مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَدَّةً، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ الْهَدَّةُ؟ قَالَ: حَجَرٌ أَرْسَلَهُ اللَّهُ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ، فَهُوَ يَهْوِي فِيهَا مُنْذُ سَبْعِينَ
(1)
قال ابن الجنيد: قال ابن معين: سعيد بن يسار أخو أبي مرثد في حديث الليث، وفي حديث سهيل بن أبي صالح: سعيد بن يسار مولى بني النجار، وفي حديث ابن إسحاق قال: سمعت سعيد بن يسار: مولى الحسن بن علي. قيل ليحيى: فهؤلاء كلهم واحد؟ قال: لا، كيف يكونون واحداً؟! قلت ليحيى: فسعيد بن يسار أبو الحباب، أفي هؤلاء هو؟ قال: صاحب سهيل. وقال صاحب الإكمال: في كتاب "الجرح والتعديل" لأبي الوليد الباجي، قول غريب لم أر له متابعاً وهو: سعيد بن أبي الحسن يسار أخو الحسن البصري كنيته أبو الحباب أخو أبي مزرد واسمه عبد الرحمن مولى ميمونة ويقال مولى شقران. انتهى. كأنه قد تداخلت عليه ترجمتان، وذلك أن أبا الحباب سعيد بن يسار غير هذا إجماعاً. يُنظر "سؤالات ابن الجنيد" 1/ 351، "الإكمال" 5/ 375.
(2)
"الجرح والتعديل"4/ 72، "الثقات"4/ 279، "تهذيب الكمال"11/ 120، "السير"5/ 93، "الإكمال"5/ 375، "التقريب" صـ 183.
(3)
قوله: وَجْبَة: هِيَ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَإِسْكَانِ الْجِيمِ وَهِيَ السَّقْطَةُ. يُنظر "شرح النووي علي مسلم" 17/ 179.
(4)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ صفة القيامة والجنة والنار ب/ فِي شِدَّةِ حَرِّ نَارِ جَهَنَّمَ وَبُعْدِ قَعْرِهَا (4/ 2184 رقم 2844).
عَامًا، فَبَلَغَ قَعْرَهَا الْآنَ فَمَا ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا أَنْ يَتبْسمَ تَبَسُّمًا.
(1)
قلت: يَزِيد الرَّقَاشِي: قال ابن حجر: ضعيف.
(2)
وعلي هذا فيرتقي الحديث بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيث عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ إِلَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْسٍ، تَفَرَّدَ بِه: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ.
(3)
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
أخرجه ابن أبي الدنيا في "صفة النار"(1/ 24 رقم 15).
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 529.
(3)
سيأتي كلام المُصَنِف علي التعليق علي الحديث في الحديث التالي رقم (166/ 816).
[166/ 816]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ إِلَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْسٍ، تَفَرَّدَ بِهِمَا: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: سَعِيد بْن الْمُسَيِّب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موصولاً.
ورواه عّنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّب بهذا الوجه: يَحْيى بْنِ سَعِيد الأنصاري.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ــــــ عَنْ أَحْمَد بْن عَبْد الصَّمَد الْأَنْصَارِي.
وابن عدي في "الكامل"(1/ 490)، عَنْ أَحْمَد بْن عَبد الصَّمَد الأَنْصَارِي مقروناً بعَلِي بْن عَمْرو الأَنْصَارِي.
كلاهما: عَنْ إِسْمَاعِيل بْن قَيْس، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّب به بنحوه.
الوجه الثاني: عَن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّب مُرسلاً.
ورواه عّنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب بهذا الوجه: عَبْد الرَّحْمَن بْن حَرْمَلَة.
أخرجه عَبْد الرَّزَّاق في "مصنفه" ك/ الصلاة ب/ الصَّلَاةِ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ (3/ 53 رقم 4756)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الصلاة ب/ مَنْ لَمْ يُصَلِّ بَعْدَ الْفَجْرِ إِلَّا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، ثُمَّ بَادَرَ بِالْفَرْض (2/ 654 رقم 4444) عَن الثَّوْرِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَن ابْن الْمُسَيِّب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا صَلَاةَ بَعْد النِّدَاءِ إِلَّا رَكْعَتَيِ الْفَجْر.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أبو أيّوب الْأَنْصَارِيُّ: "صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (165).
3) إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْس بْن سعد بْن زيد بْن ثابت: "ضعيف الحديث" سبقت ترجمته حديث رقم (165).
4) يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (21).
5) سَعِيْدُ بْنُ المُسَيِّب: "ثقة ثبت يُرسل واتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل" سبقت ترجمته في حديث رقم (2).
6) أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد عبد الرَّزَّاق في مُصَنِفه
".
1) سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: "ثقة حافظ أمير المؤمنين في الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (14).
2) عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ حَرْمَلَةَ أبو حَرْمَلَةَ الأسلمي: قال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ.
(1)
3) سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ: "ثقة ثبت يُرسل واتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل" تقدم في إسناد الوجه الأول.
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي سَعِيد بْن الْمُسَيِّب، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: سَعِيد بْن الْمُسَيِّب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موصولاً.
ورواه عّنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّب بهذا الوجه: يَحْيى بْنِ سَعِيد الأنصاري. قلت: ورواه عَنْ يَحْيى بْنِ سَعِيد: إِسْمَاعِيل بْنُ قَيْس وهو ضعيف الحديث.
الوجه الثاني: عَن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ مُرسلاً.
ورواه عّنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّب بهذا الوجه: عَبْد الرَّحْمَن بْن حَرْمَلَة. قال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أنَّ الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الأتية:
1) أنَّ يَحْيى بْنِ سَعِيد الأنصاري رَاوِيَة الوجه الأول ثقة ثبت. لكن الراوي عنه وهو إِسْمَاعِيل بْن قَيْس: ضعيف الحديث. وعلي ذلك فالسند إلي يَحْيى بْنِ سَعِيد بهذا الوجه ضعيف.
2)
…
ترجيح الأئمة:
- قال البيهقي: رُوِيَ مَوْصُولًا بِذِكْرِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيهِ وَلَا يَصِحُّ وَصَلُهُ.
(2)
- وقال ابن حجر: رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ مُرْسَلًا وَقَالَ رُوِيَ مَوْصُولًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلَا يَصِحُّ. وَرَوَاهُ مَوْصُولًا الطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ عَدِيٍّ وَسَنَدُهُ ضَعِيفٌ وَالْمُرْسَلُ أَصَحُّ.
(3)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده ضعيف" فيه: إِسْمَاعِيل بْن قَيْس: ضعيف الحديث.
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ فمرسل إسناده صحيح.
قلت: وللحديث شَواهد مِنْ أصحها حَدِيث حَفْصَة أم المؤمنين عند مسلم وَغَيْرُه.
فعَن نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ.
(4)
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 280.
(2)
يُنظر "السنن الكبري" للبيهقي 2/ 654.
(3)
يُنظر "تلخيص الحبير" لابن حجر 1/ 535.
(4)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ صلاة المسافرين وقصرها ب/ اسْتِحْبَاب رَكْعَتَيْ سُنَّة الْفَجْر، وَالْحَثّ عَلَيْهِمَا وَتَخْفِيفِهِمَا، وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهِمَا، وَبَيَانِ مَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يُقْرَأَ فِيهِمَا. (1/ 500 رقم 723).
وعلي هذا فيرتقي الحديث من وجهه الراجح بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيث عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ إِلَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْسٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ.
قلت: أما قوله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيث عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ إِلَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْس. فالأمر كما قال عليه رضي الله عنه.
وأما قوله: تَفَرَّدَ بِهِ: أَحْمَد بْن عَبْدِ الصَّمَدِ. فليس الأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان. فلم يتفرد به أَحْمَد بْن عَبْدِ الصَّمَدِ الْأَنْصَارِي بل تابعه: عَلِي بْن عَمْرو الأَنْصَارِي. كما سبق بيان ذلك في التخريج.
قلت: فقد ساق ابن عدي الحديث بإسناده عَنْ أَحْمَد بْن عَبْدِ الصَّمَدِ الْأَنْصَارِي، وعَلِي بْن عَمْرو الأَنْصَارِي كلاهما عَنْ إِسْمَاعِيل بْن قَيْس. ثم قال: وَهَذَا الْحَدِيثُ عَنْ يَحْيى بْنِ سَعِيد بِهَذَا الإِسْنَادِ، لَيْسَ يَرْوِيهِ عَنْ يَحْيى غَيْر إِسْمَاعِيل بْن قَيْس.
(1)
قلت: فقيد ابن عدي التفرد بإِسْمَاعِيل بْن قَيْس، وهذا هو الصواب.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: قَوْلُهُ كَانَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ: قَدْ يَسْتَدِلُّ بِهِ مَنْ يَقُولُ تُكْرَهُ الصَّلَاةُ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَّا سُنَّة الصُّبْحِ وَمَا لَهُ سَبَبٌ وَلِأَصْحَابِنَا فِي الْمَسْأَلَةِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ أَحَدُهَا هَذَا وَنَقَلَهُ الْقَاضِي عَنْ مَالِكٍ وَالْجُمْهُورِ. وَالثَّانِي لَا تَدْخُلُ الْكَرَاهَةُ حَتَّى يُصَلِّيَ سُنَّةَ الصُّبْحِ. وَالثَّالِثُ لَا تَدْخُلُ الْكَرَاهَةُ حَتَّى يُصَلِّيَ فَرِيضَةَ الصُّبْحِ وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عِنْدَ أَصْحَابِنَا وَلَيْسَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلِيلٌ ظَاهِرٌ عَلَى الْكَرَاهَةِ إِنَّمَا فِيهِ الْإِخْبَارُ بِأَنَّهُ كَانَ صلى الله عليه وسلم لا يصلي غير ركعتي السنة ولم ينه عن غيرها.
(2)
(1)
يُنظر "الكامل" لابن عدي 1/ 490.
(2)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 6/ 2.
[167/ 817]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ: نا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَذْكُرُ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِإِخْرَاجِ بَنِي النَّضِيرِ مِنَ الْمَدِينَةِ، أَتَاهُ أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَقَالُوا: إِنَّ لَنَا دُيُونًا لَمْ تَحِلَّ، فَقَالَ:«ضَعُوا وتَعَجَّلُوا» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عِكْرِمَةَ إِلَّا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، تَفَرَّدَ بِهِ: مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ.
(1)
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي مُسْلِم بْن خَالِد الزَّنْجِي، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: مُسْلِم بْن خَالِد، عَن عَلِي بْن مُحَمَّد، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاس.
ورواه عَن مُسْلِم بْن خَالِد الزَّنْجِي بهذا الوجه: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَرَ الْقَوَارِيرِي.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ، والعقيلي في "الضعفاء الكبير"(3/ 251)، والدارقطني في "سننه" ك/ البيوع ب/ العارية (3/ 465 رقم 2981، 2980).
الوجه الثاني: مُسْلِم بْن خَالِد الزَّنْجِي، عَن مُحَمَّد بْن عَلِي بْنِ يَزِيد بْن رُكَانَة، عَنْ دَاوُد بْن الْحُصَيْن، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاس.
ورواه عَن مُسْلِم بْن خَالِد بهذا الوجه: هِشَام بْن عَمَّار، والدراوردي، والْحَكَم بْن مُوسَى أَبُو صَالِح.
أما طريق هِشَام بْن عَمَّار من أصح الأوجه عنه
(2)
: أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَانِ مُشْكِل مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ قَوْلِهِ لِبَنِي النَّضِيرِ لَمَّا أَمَرَ بِإِجْلَائِهِمْ مِنَ الْمَدِينَةِ عِنْدَ قَوْلِهِمْ لَهُ: إِنَّ لَنَا دُيُونًا لَمْ تَحِلَّ: ضَعُوا وَتَعَجَّلُوا (11/ 56 رقم 4277).
وأما طريق عَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد الدراوردي الْمَدَنِي:
(3)
أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ك/ البيوع ب/ مَنْ عُجِّلَ لَهُ أَدْنَى مِنْ حَقِّهِ قَبْلَ مَحِلِّهِ فَقَبِلَهُ وَوَضَعَ عَنْهُ طَيِّبَةً بِهِ أَنْفُسُهُمَا (6/ 46 رقم 11136).
وأما طريق الْحَكَم بْن مُوسَى أَبي صَالِح: أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ك/ البيوع ب/ مَنْ عُجِّلَ لَهُ أَدْنَى مِنْ حَقِّهِ قَبْلَ مَحِلِّهِ فَقَبِلَهُ وَوَضَعَ عَنْهُ طَيِّبَةً بِهِ أَنْفُسُهُمَا (6/ 46 رقم 11137).
الوجه الثالث: مُسْلِم بْن خَالِد الزَّنْجِي، عَنْ دَاوُد بْن الْحُصَيْن، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاس.
ورواه عَن مُسْلِم بْن خَالِد الزَّنْجِي بهذا الوجه: عَفِيف بْن سَالِم.
(1)
(ق/ 47/ أ و ب).
(2)
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(7/ 29 رقم 6755) عَن هِشَام بْن عَمَّار، عَن مُسْلِم بْن خَالِد الزَّنْجِي، عَن عَلِي بْن يَزِيد بْن رُكَانَة، عَنْ دَاوُد بْن الْحُصَيْن، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاس بنحوه.
(3)
قلت: وأخرجه الدارقطني في "سننه" ك/ البيوع ب/ العارية (3/ 466 رقم 2983)، والحاكم في "المستدرك" ك/ البيوع (3/ 61 رقم 2325)، عَن عَبْد الْعَزِيز بْن يَحْيَى الْمَدني، عَن مُسْلِم بْن خَالِد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس بنحوه. قلت: وعَبْد الْعَزِيز بْن يَحْيَى هذا: متروك. "التقريب" صـ 300.
أخرجه الدارقطني في "سننه" ك/ البيوع ب/ العارية (3/ 466 رقم 2982).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ـــ رواية الباب
ـــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (128).
3) مُسْلِمُ بْنُ خَالِد المعروف بالزَّنْجِيُّ: "ضعيف يُعتبر به" سبقت ترجمته في حديث رقم (61).
4) عَلِيُّ بْن مُحَمَّد بْنِ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ: قال العقيلي: عَلِيُّ بْن أَبِي مُحَمَّدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، مَجْهُولٌ بِالنَّقْلِ، حَدِيثُهُ غَيْرُ مَحْفُوظٍ. وقال أبو الحسن القطان: وهو مجهول أيضاً كما قال العقيلي.
(1)
5) عِكْرِمَةُ مولى عَبْد الله بْن عباس، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ الهاشمي، المَدَنِيُّ، البَرْبَرِيُّ الأَصْلِ.
روي عَنْ: مولاه عبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وعَبْد اللَّه بْن عُمَر، وآخرين.
روي عَنْه: محمد بْن طلحة بْن يزيد بن ركانة، ومحمد بن عَلِيّ بن يزيد بن ركانة، والسختياني، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال العجلي، وأبو حاتم، وابْن مَعِين، والنسائي، والمنتجالي، وابن أَبي ذئب، وابن حجر: ثقة، وزاد أَبو حَاتِم: يحتج بحديثه إذا روى عنه الثقات، والذي أنكر عليه يحيى بن سَعِيد الأَنْصارِي، ومالك فلسبب رأيه، وزاد ابن حجر: ثبت عالم بالتفسير لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر ولا تثبت عنه بدعة. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في المشاهير: من أهل الحفظ والاتقان والملازمين للورع في السر والإعلان.
وقال أيوب السختياني: لو لم يكن عندي ثقة لم أكتب عنه. وقَال البُخارِي: ليس أحد من أصحابنا إلا وهو يحتج بعكرمة. وَقَال أبو أحمد الحاكم: احتج بحديثه الأئمة القدماء لكن بعض المتأخرين أخرج حديثه من حيز الصحاح. وقال الذهبي: صدوق حافظ عالم كذبه مجاهد، وابن سيرين، ومالك. وقيل لأَحْمَدَ: يُحْتَجُّ بِحَدِيْثِ عِكْرِمَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، يُحْتَجُّ بِهِ. وقَالَ ابن عدي: وعكرمة إِذَا روي عَنْهُ الثقات فهو مستقيم الحديث إلاَّ أَنْ يَرْوِيَ عَنْهُ ضَعِيفٌ فيكون قد أتي من قبل ضعيف لا من قبله ولم يمتنع الأئمة من الرواية عَنْهُ وأصحاب الصحاح أدخلوا أحاديثه إِذَا روى عَنْهُ ثقة فِي صحاحهم، وَهو أشهر من أن يحتاج أن أجرح حديثا من حديثه، وَهو لا بأس به. وقال ابن منده: أما حال عكرمة في نفسه فقد عدله أئمة من نبلاء التابعين ومن بعدهم وحدثوا عنه، واحتجوا بمفاريده في الصفات والسنن والأحكام، على أن من جرحه من الأئمة لم يمسكوا عن الرواية عنه، ولم يستغنوا عن حديثه كيحيى بن سعيد، ومالك وأمثالهما. وقال أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي: قد أجمع عامة أهل العلم على الاحتجاج بحديثه، واتفق على ذلك رؤساء أهل العلم بالحديث من أهل عصرنا، منهم أحمد، وابن راهويه، وأبو ثور، وابن معين. ولقد سألت ابن راهويه عن الاحتجاج بحديثه؟ فقال لي: عكرمة عندنا إمام الدنيا، وتعجب من سؤالي إياه، كما تعجب ابن معين أيضاً حينما سئل عنه.
وقال ابن حجر: عِكْرِمَة مولى بن عَبَّاس احْتج بِهِ البُخَارِي وَأَصْحَاب السّنَن وَتَركه مُسلم فَلم يخرج لَهُ سوى
(1)
يُنظر "الضعفاء الكبير" للعقيلي 3/ 251، "بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام" لأبو الحسن القطان 3/ 131.
حَدِيث وَاحِد فِي الْحَج مَقْرُونًا بِسَعِيد بن جُبَير وَإِنَّمَا تَركه مُسلم لكَلَام مَالك فِيهِ وَقد تعقب جمَاعَة من الْأَئِمَّة ذَلِك وصنفوا فِي الذب عَن عِكْرِمَة مِنْهُم الطَّبَرِي، وَمُحَمّد بن نصر الْمروزِي، وَابن مَنْدَه، وَابن حبَان، وَابن عبد الْبر وَغَيرهم، وأَما أَقْوَال من وهاه فمدارها على ثَلَاثَة أَشْيَاء: على رميه بِالْكَذِبِ، وعَلى الطعْن فِيهِ بِأَنَّهُ كَانَ يرى رَأْي الْخَوَارِج، وعَلى الْقدح فِيهِ بِأَنَّهُ كَانَ يقبل جوائز الْأُمَرَاء فَهَذا جَمِيع مَا طعن بِهِ فِيهِ، فَأَما الْبِدْعَة فَإِن ثبتَتْ عَلَيْهِ فَلَا تضر حَدِيثه لِأَنَّهُ لم يكن دَاعِيَة مَعَ أَنَّهَا لم تثبت عَلَيْهِ. وَأما قبُول الجوائز فَلَا يقْدَح أَيْضا إِلَّا عِنْد أهل التَّشْدِيد وَجُمْهُور أهل الْعلم على الْجَوَاز. وَأما التَّكْذِيب فلَا يلْزم من شَيْء مِنْهُ قدح فِي رِوَايَته. قلت ــــ الباحث ــــ فهذ ملخص ما دافع به ابن حجر عن عكرمة من دفاعه الطويل الذي استغرق عدة صفحات في هدي الساري، ثم قال: وَقد أطلنا القَوْل فِي هَذِه التَّرْجَمَة وَإِنَّمَا أردنَا بذلك جمع مَا تفرق من كَلَام الْأَئِمَّة فِي شَأْنه وَالْجَوَاب عَمَّا قيل فِيهِ والاعتذار للْبُخَارِي فِي الِاحْتِجَاج بحَديثه وَقد وضح صِحَة تصرفه فِي ذَلِك.
وقد وُصف بالإرسال: في روايته عَنْ أبي بكر، وعلي، وسعد بن أبي وقاص، وعائشة. وقال ابن المديني: لا أعلمه سمع من أحد من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً. وحاصله أنه "ثقة ثبت لكنه يُرسل".
(1)
6) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ بن عم النَبِي صلى الله عليه وسلم: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد الطحاوي في شرح مشكل الآثار
".
1) عَبْدُ السَّلَام بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُهَيْل الْبَصْرِيُّ أَبُو بَكْر: قال أبو سعيد بن يونس: كان رجلاً صالحاً صدوقاً، وقال: جعفر بن الفضل بن حنزابه الوزير: شيخ صالح. وحاصله أنه "صدوق".
(2)
2) هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدمشقيُّ: قال ابن حجر: صدوق كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح.
(3)
3) مُسْلِمُ بْنُ خَالِد المعروف بالزَّنْجِيُّ: "ضعيف يُعتبر به" سبقت ترجمته في حديث رقم (61).
4) مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ المطلبي: قال ابن حجر: صدوق.
(4)
5) دَاوُدُ بْن الْحُصَيْنِ أبو سليمان المدني: قال ابن حجر: ثقة إلا في عكرمة.
(5)
6) عِكْرِمَةُ مولى عَبْد الله بْن عباس: "ثقة ثبت لكنه يُرسل" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
7) عَبْد اللَّهِ بْنُ عَبَّاس بن عم النَبِي صلى الله عليه وسلم: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثالث: "إسناد الدارقطني في سننه
".
1) الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بنِ مُحَمَّد المَحَامِلِيُّ: قال الذهبي: محدث ثقة.
(6)
(1)
"تاريخ ابن معين" 1/ 163، "التاريخ الكبير" 7/ 49، "الثقات" للعجلي 2/ 145، "الجرح والتعديل" 7/ 7، "المراسيل" 1/ 158، "الثقات" 5/ 229، "المشاهير" 1/ 107، "الكامل" 6/ 469، "الإرشاد" 1/ 323، "تهذيب الكمال" 20/ 264، "من تكلم فيه وهو موثق" 1/ 136، "جامع التحصيل" 1/ 239، "الإكمال" 9/ 259، "التقريب" صـ 336، "هدي الساري" 1/ 425.
(2)
يُنظر "تاريخ دمشق" 36/ 196.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 504.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 432.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 138.
(6)
يُنظر "السير" 15/ 258.
2) عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن زياد بن واصل بن ميمون أبو بكر الفقيه النَّيْسَابُورِيُّ: قال الخطيب: كان حافظًا متقنًا موثقًا في روايته، وقال الدارقطني: لَم نر مثله في مشايخنا لم نر أحفظ منه للأسانيد والمتون.
(1)
3) سَعْدَانُ بْنُ نَصْر: قال الدارقطني ثقة مأمون. وقال أبو حاتم: صدوق.
(2)
4) عَفِيفُ بْنُ سَالِم البجلي: قال ابن حجر: صدوق.
(3)
5) مُسْلِمُ بْنُ خَالِد الزَّنْجِيُّ "ضعيف يُعتبر به" سبقت ترجمته في حديث رقم (61).
6) دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ: "ثقة إلا في عكرمة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الثاني.
7) عِكْرِمَةُ مولى عَبْد الله بْن عباس: "ثقة ثبت لكنه يُرسل" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
8) عَبْد اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ بن عم النَبِي: صلى الله عليه وسلم "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي مُسْلِم بْن خَالِد الزَّنْجِي، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: مُسْلِم بْن خَالِد، عَن عَلِي بْن مُحَمَّد، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاس.
ورواه عن مُسْلِم بْن خَالِد بهذا الوجه: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الْقَوَارِيرِي، وهو "ثقة ثبت".
الوجه الثاني: مُسْلِم بْن خَالِد الزَّنْجِي، عَن مُحَمَّد بْن عَلِي بْنِ يَزِيد بْن رُكَانَة، عَنْ دَاوُد بْن الْحُصَيْن، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاس. ورواه عَن مُسْلِم بْن خَالِد بهذا الوجه: هِشَام بْن عَمَّار: وهو صدوق. وعَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد الدراوردي: قال فيه ابن حجر: صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ.
(4)
والْحَكَم بْن مُوسَي: قال فيه ابن حجر: صدوق.
(5)
الوجه الثالث: مُسْلِم بْن خَالِد الزَّنْجِيُّ، عَنْ دَاوُد بْن الْحُصَيْن، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاس.
وراه عَن مُسْلِم بْن خَالِد بهذا الوجه: عَفِيف بْن سَالِم: وهو صدوق.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أنَّ مدار هذا الحديث علي مُسْلِم بْن خَالِد الزَّنْجِي وهو ضعيف وقد اضطرب في هذا الحديث.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: مُسْلِم بْن خَالِد الزَّنْجِي: ضعيف. وعَلِيُّ بْن مُحَمَّد: قال العقيلي: مَجْهُولٌ بِالنَّقْلِ، حَدِيثُهُ غَيْرُ مَحْفُوظ.
وقال أبو الحسن القطان: وَالَّذِي أعل بِهِ هَذَا الحَدِيث من الْجَهْل بِحَال عَليّ بن أبي مُحَمَّد، أَو عَليّ بْن مُحَمَّد، عِلّة كَافِيَة، والأكمل أَن يُنَبه أَيْضاً ــــــ يقصد عبد الحق الإشبيلي في كتابه الأحكام ــــــ على أَمر مُسلم
(1)
يُنظر "تاريخ بغداد" 11/ 339.
(2)
يُنظر "سؤالات السلمي للدارقطني" 1/ 179، "السير" 12/ 357.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 333.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 299.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 115.
بن خَالِد، فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ قد وَثَّقَهُ قوم - وَهُوَ أحد الْفُقَهَاء - فَإِنَّهُ سيئ الْحِفْظ، وَتبين بعض سوء حفظه فِي هَذَا الحَدِيث، فَإِنَّهُ تلون فِيهِ تلوناً نذْكر بعضه ليبين أمره. وقال أبو الحسن القطان مرة: وهَذَا الحَدِيث مَدَاره على مُسلم بن خَالِد الزنْجِي، واضطرب فِيهِ.
(1)
قلت: وكذلك الحديث بالوجه الثاني، والثالث ضعيف، فمدار الحديث علي مُسْلِم بْن خَالِد الزَّنْجِيُّ وهو ضعيف.
قال الدارقطني: اضْطَرَبَ فِي إِسْنَادِهِ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ وَهُوَ سَيِّئُ الْحِفْظِ ضَعِيفٌ، مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ ثِقَةٌ إِلَّا أَنَّهُ سَيِّئُ الْحِفْظِ، وَقَدِ اضْطَرَبَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
(2)
وقال ابن كثير: فِي صِحَّتِهِ نَظَرٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(3)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عِكْرِمَةَ إِلَّا عَلِي بْن مُحَمَّد بْن طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، تَفَرَّدَ بِهِ: مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ.
قلت: أما قوله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عِكْرِمَةَ إِلَّا عَلِي بْن مُحَمَّد بْن طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ: فليس الأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان فلم يتفرد به عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ عن عكرمة بل رواه أيضاً عن عكرمة: دَاوُد بْن الْحُصَيْن كما في الوجه الثاني، والثالث.
وأما قوله: تَفَرَّدَ بِهِ: مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ. فهو كما قال رحمه الله.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن القيم رحمه الله: قال البيهقي: باب من عجل له أدنى من حقه قبل محله، فوضع عنه، طيبة به أنفسهما. وكأن مراده أن هذا وقع بغير شرط، بل هذا عجل، وهذا وضع، ولا محذور في ذلك، قالوا: وهذا ضد الربا، فإن ذلك يتضمن الزيادة فى الأجل والدين، وذلك إضرار محض بالغريم، ومسألتنا تتضمن براءة ذمة الغريم من الدين، وانتفاع صاحبه بما يتعجله فكلاهما حصل له الانتفاع من غير ضرر، بخلاف الربا المجمع عليه، فإن ضرره لا حق بالمدين، ونفعه مختص برب الدين، فهذا ضد الربا صورة ومعنى. قالوا: ولأن مقابلة الأجل بالزيادة فى الربا ذريعة إلى أعظم الضرر، وهو أن يصير الدرهم الواحد ألوفاً مؤلفة، فتشتغل الذمة بغير فائدة، وفى الوضع والتعجيل تتخلص ذمة هذا من الدين، وينتفع ذاك بالتعجيل له. قالوا: والشارع له تطلع إلى براءة الذمم من الديون، وسمى الغريم المدين: أسيراً ففي براءة ذمته تخليص له من الأسر، وهذا ضد شغلها بالزيادة مع الصبر، وهذا لازم لمن قال: يجوز ذلك في دين الكتابة. وهو قول أحمد، وأبى حنيفة، فإن المكاتب مع سيده كالأجنبي في باب المعاملات، ولهذا لا يجوز أن يبيعه درهماً بدرهمين، ولا يبايعه بالربا، فإذا جاز له أن يتعجل بعض كتابته، ويضع عنه باقيها، لما له في ذلك من مصلحة تعجيل
(1)
يُنظر "الوهم والإيهام في كتاب الأحكام" 3/ 132، 131.
(2)
يُنظر "سنن الدارقطني 3/ 466.
(3)
يُنظر "البداية والنهاية" لابن كثير 5/ 536.
العتق، وبراءة ذمته من الدين، لم يمنع ذلك في غيره من الديون. ولو ذهب ذاهب إلى التفصيل في المسألة وقال: لا يجوز في دين القرض إذا قلنا بلزوم تأجيله ويجوز في ثمن المبيع والأجرة، وعوض الخلع، والصداق، لكان له وجه، فإنه في القرض يجب رد المثل، فإذا عجل له وأسقط باقيه، خرج عن موجب العقد، وكان قد أقرضه مائة، فوفاه تسعين، بلا منفعة حصلت للمقرض، بل اختص المقترض بالمنفعة، فهو كالمربى سواء في اختصاصه بالمنفعة، دون الآخر، وأما في البيع والإجارة فإنهما يملكان فسخ العقد، وجعل العوض حالاً أنقص مما كان، وهذا هو حقيقة الوضع والتعجيل، لكن تحيلاً عليه، والعبرة في العقود بمقاصدها لا بصورها. فإن كان الوضع والتعجيل مفسدة فالاحتيال عليه لا يزيل مفسدته، وإن لم يكن مفسدة لم يحتج إلى الاحتيال عليه.
(1)
(1)
يُنظر "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان" لابن القيم 2/ 13.
[168/ 818]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ [قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ]
(1)
الْحَنَفِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ عَلَى مُسَافِرٍ جُمُعَةٌ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ نَافِعٍ إِلَّا ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ.
(2)
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي نافع مولى ابْن عُمَر، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: نافع مولى ابْن عُمَر، عَن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر مرفوعاً.
ورواه عَنْ نافع بهذا الوجه: ابنه عَبْد اللَّه بْن نَافِع.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــ رواية الباب ـــــ، والدارقطني في "سننه" ك/ الجمعة ب/ ذِكْرُ الْعَدَدِ فِي الْجُمُعَةِ (2/ 307 رقم 1582).
الوجه الثاني: نافع مولى ابْن عُمَر، عَن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر موقوفاً.
ورواه عَن نافع بهذا الوجه: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ العمري، وعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ العمري، وأُسَامَة بن زيد الليثي.
أما طريق عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ العمري: أخرجه عَبْدُ الرَّزَّاقِ في "مصنفه" ك/ الجمعة ب/ مَنْ تَجِبُ عَلَيْهِ الْجُمُعَةُ (3/ 172 رقم 5198).
وأما طريق عُبَيْد الله بْن عُمَرَ العمري: أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ك/ الجمعة ب/ مَنْ لَا تَلْزَمُهُ الْجُمُعَةُ (3/ 262 رقم 5639).
وأما طريق أُسَامَة بن زيد الليثي: أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" ك/ صفة الصلاة ب/ ذِكْرُ وُجُوبِ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمُسَافِرِ (4/ 19 رقم 1734). ثلاثتهم: عَنْ نافع، عَن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ـــ رواية الباب
ـــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (128).
3) عَبْدُ الكَبِيْرِ بنُ عَبْدِ المَجِيْدِ، أَبُو بَكْرٍ الحَنَفِيُّ البَصْرِيُّ.
روي عَنْ: عبد الله بْن نافع مولى ابن عُمَر، وسفيان الثوري، وشعبة بْن الحجاج، وغيرهم.
روي عَنْه: عُبَيد الله بن عُمَر القواريري، وأَحْمَد بْن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، وأحمد، والعجلي، وأبو حاتم، وأحمد بن صالح، وأبو زرعة، والعقيلي، وابن قانع، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد الذهبي: كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ. وقال ابن القطان: ثقة بلا خلاف.
(1)
ما بين المعقوفتين مكرر في الأصل، وهذا سهو وقع فيه الناسخ.
(2)
(ق/ 47/ ب).
وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات.
وَقَال ابْن مَعِين: لا بأس به، هو صدوق. وَقَال أَبُو حَاتِم مرة: لا بأس به، صالح الحديث. وَقَال عَبد الله بْن أحمد: سَأَلتُ أبي عنه، فقال: أنا أحدث عنه. وقال الدارقطني: هم أربعة إخوة لا يعتمد منهم إلا على أبي بكر وأبي علي. روى له الجماعة. وحاصله أنه "ثقة".
(1)
4) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِع القرشي، العَدَوِيُّ، المَدَنِيُّ.
روي عَنْ: أبيه نافع مولى ابْن عُمَر، وعَبد اللَّهِ بْن دينار، ومُحَمَّد بْن المنكدر، وغيرهم.
روي عَنْه: أَبُو بَكْر الحنفي، وأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِي، وجرير بن عبد الحميد، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابْن مَعِين، وابن حجر: ضعيف. وقال ابن سعد: له أحاديث وهو يستضعف.
- وَقَال ابْن مَعِين مرة: يكتب حديثه. وَقَال ابْن عدي: هُوَ ممن يكتب حديثه، وإن كان غيره يخالفه فِيه. وقال ابن معين مرة: ليس بذاك. وقال البخاري: يخالف في حديثه. وقال مرة: فيه نظر.
- وَقَال البخاري مرة، وأَبُو حَاتِم، وأبو أحمد الحاكم، وابن حبان: منكر الْحَدِيث، وزاد أبو حاتم: وهُوَ أضعف ولد نافع، وزاد ابن حبان: كَانَ مِمَّن يخطئ وَلَا يعلم لَا يجوز الِاحْتِجَاج بأخباره الَّتِي لم يُوَافق فِيهَا الثِّقَات وَلَا الِاعْتِبَار مِنْهَا بِمَا خَالف الْأَثْبَات. وَقَال ابْن المديني: روى أحاديث منكرة.
- وَقَال النَّسَائي، والدارقطني: متروك الحديث. وَقَال النَّسَائي مرة: ليس بثقة. وقال الذهبي: واهٍ. وحاصله أنه "ضعيف الحديث".
(2)
5) نافع مولى عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
6) عَبد اللَّهِ بْن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد ابن المنذر في الأوسط
".
1) الرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ بن عبد الجبار المُرَادِيُّ صاحب الشافعي: قال ابن حجر: ثقة.
(3)
2) عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبِ بنِ مُسْلِمٍ المِصْرِيُّ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (39).
3) أُسَامَةُ بن زيد الليثي أبو زيد المدني: قال ابن حجر: صدوق يهم.
(4)
4) نافع مولى عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
5) عَبد اللَّهِ بْنُ عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
(1)
يُنظر "معرفة الرجال" لابن معين راوية ابن محرز 1/ 88، "الثقات" للعجلي 2/ 100، "الجرح والتعديل" 6/ 62، "الثقات" 8/ 420، "تهذيب الكمال" 18/ 243، "الكاشف" 1/ 660، "السير" 9/ 489، "الإكمال" 8/ 288، "التقريب" صـ 301.
(2)
يُنظر "التاريخ الكبير" 5/ 214، "الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 203، "الضعفاء" للعقيلي 2/ 311، "الجرح والتعديل" 5/ 183، "المجروحين" 2/ 20، "الكامل" 5/ 271، "تهذيب الكمال" 16/ 32، "تاريخ الإسلام" 4/ 112، "التقريب" صـ 268.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 146.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 38.
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي نافع مولى ابْن عُمَر، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: نافع مولى ابْن عُمَر، عَن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر مرفوعاً.
ولم يروه عَن: نافع مولى بْن عُمَر بهذا الوجه إلا ابنه عَبْد اللَّه بْن نَافِع: وهو ضعيف الحديث.
الوجه الثاني: نافع مولى ابْن عُمَر، عَن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر موقوفاً.
ورواه عَن نافع مولى ابْن عُمَر بهذا الوجه: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ العمري: ضعيف،
(1)
وعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ العمري: "ثقة ثبت"،
(2)
وأُسَامَة بن زيد الليثي: "صدوق يهم".
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق والله أعلم أن الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الآتية:
1) رواية الأكثر عدداً: فقد رواه بالوجه الثاني جماعة من الرواة وهذا بخلاف الوجه الأول.
2) رواية الأحفظ: فقد رواه بهذا الوجه: عُبَيْد اللهِ بْنُ عُمَرَ العمري: "ثقة ثبت"، وأُسَامَة بن زيد الليثي:"صدوق يهم"، ولاشك أنهم أحفظ من رَاوِيَة الوجه الأول.
3) ترجيح الأئمة: قال البيهقي: والصَّحِيحُ أنه مَوْقُوفٌ.
(3)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده منكر" فيه: عَبْد اللَّه بْن نَافِع مولي ابن عمر: وذلك لضعفه ومخالفته لما رواه الثقات.
قال النووي: قَالَ الْبَيْهَقِيّ: الصَّحِيح أَنه مَوْقُوف عَلَى ابْن عمر، وَالرِّوَايَة المرفوعة رَوَاهَا الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة عبد الله بن نَافِع، وَهُوَ ضَعِيف.
(4)
وقال ابن حجر: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ.
(5)
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ فموقوف إسناده صحيح بالمتابعات.
قلت: وللحديث شواهد مرفوعة من أمثلها:
عن مَالِك بْن أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خَمْسَةٌ لَا جُمُعَةَ عَلَيْهِمْ: الْمَرْأَةُ، وَالْمُسَافِرُ، وَالْعَبْدُ، وَالصَّبِيُّ، وَأَهْلُ الْبَادِيَةِ.
(6)
قال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.
(7)
قلت: ويشهد لهذا أيضاً فعل النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع كما في حديث جابر الطويل في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: وفيه: حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ، فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بِنَمِرَةَ، فَنَزَلَ بِهَا ....... ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 256.
(2)
سبقت ترجمته في حديث رقم (50).
(3)
يُنظر "السنن الكبري" للبيهقي 3/ 262.
(4)
يُنظر "خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام" للنووي 2/ 762.
(5)
يُنظر "بلوغ المرام من أدلة الأحكام" لابن حجر 1/ 135.
(6)
أخرجه الطبراني في "المعجم الوسط" 1/ 72 رقم 202.
(7)
يُنظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 2/ 318.
الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى أَتَى الْمَوْقِفَ، فَجَعَلَ بَطْنَ نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ إِلَى الصَّخَرَاتِ.
(1)
قلت: ومعلوم أن ذلك اليوم كان يوم جمعة.
(2)
علي هذا فيرتقي الحديث من وجهه الراجح بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ نَافِعٍ إِلَّا ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان لكن من حيث الوجه الأول المرجوح.
وأما من حيث الوجه الثاني الراجح فرواه عَن نافع مولي ابن عمر: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ العمري، وعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ العمري، وأُسَامَة بن زيد الليثي.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن قدامة رحمه الله: أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ يَرَوْنَ أَنَّهُ لَا جُمُعَةَ عَلَيْ الْمُسَافِرُ. قَالَهُ مَالِكٌ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَالثَّوْرِيُّ فِي أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَالشَّافِعِيُّ، وَإِسْحَاقُ، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَطَاءٍ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَالْحَسَنِ، وَالشَّعْبِي. وَحُكِيَ عَنْ الزُّهْرِيِّ، وَالنَّخَعِيِّ، أَنَّهَا تَجِبُ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّ الْجَمَاعَةَ تَجِبُ عَلَيْهِ، فَالْجُمُعَةُ أَوْلَى.
وَلَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُسَافِرُ فَلَا يُصَلِّي الْجُمُعَةَ فِي سَفَرِهِ وَكَانَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ، فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ يُصَلِّ جُمُعَةً، وَالْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ رضي الله عنهم، كَانُوا يُسَافِرُونَ فِي الْحَجِّ وَغَيْرِهِ، فَلَمْ يُصَلِّ أَحَدٌ مِنْهُمْ الْجُمُعَةَ فِي سَفَرِهِ، وَكَذَلِكَ غَيْرُهُمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَنْ بَعْدَهُمْ. وَهَذَا إجْمَاعٌ مَعَ السُّنَّةِ الثَّابِتَةِ فِيهِ، فَلَا يُسَوَّغُ مُخَالَفَتُهُ.
(3)
(1)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الحج ب/ حَجَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2/ 886 رقم 1218).
(2)
قلت: والدليل علي أن ذلك اليوم كان يوم جمعة ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما بسندهما: عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ لِعُمَرَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، لَوْ أَنَّ عَلَيْنَا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً. سورة المائدة آية رقم: 3. لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ عِيدًا، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيَّ يَوْمٍ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، نَزَلَتْ يَوْمَ عَرَفَةَ، فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ. أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الِاعْتِصَام بِالكِتَاب وَالسُّنَّة (9/ 91 رقم 7268)، ومسلم في "صحيحه" ك/ التفسير (4/ 2312 رقم 3017).
(3)
يُنظر "المغني" لابن قدامة 3/ 216.
[169/ 819]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا زَيْدُ
(1)
بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنِي [عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَثْعَمٍ]
(2)
، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكْعَاتٍ، لَمْ يَتَكَلَّمْ بَيْنَهُنَّ بِشَيْءٍ، عُدِلْنَ لَهُ عِبَادَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ إِلَّا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، تَفَرَّدَ بِهِ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه ابن ماجه في "سننه" ك/ أبواب إقامة الصلاة والسنة فيها ب/ مَا جَاءَ فِي السِّتِّ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْمَغْرِبِ (2/ 243 رقم 1167)، وفي ب/ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (2/ 388 رقم 1374)، والترمذي في "سننه" ك/ أبواب الصلاة ب/ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ التَّطَوُّعِ وَسِتِّ رَكَعَاتٍ بَعْدَ المَغْرِبِ (2/ 298 رقم 435)، وأَبُو إِسْحَاق العَسْكرِي في "الجزء الثاني من مسند أبي هريرة رضي الله عنه "(1/ 62 رقم 47)، والمروزي في "مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر"(1/ 87)، وأبو يعلي في "مسنده"(10/ 413 رقم 6022)، وابن خزيمة في "صحيحه" ك/ جُمَّاعُ أَبْوَابِ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ قَبْلَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ وَبَعْدَهُنَّ ب/ فَضْلِ التَّطَوُّعِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (2/ 207 رقم 1195)، والآجري في "فضل قيام الليل والتهجد" ك/ قيام الليل ب/ ذِكْرِ مَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يَفْعَلَهُ الْقَائِمُ الْمُتَهَجِّدُ (1/ 152 رقم 47)، وابن حبان في "المجروحين"(2/ 83)، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك"(1/ 32 رقم 78)، وابن سمعون الواعظ في "أماليه"(1/ 157 رقم 118)، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات"(2/ 405 رقم 1855)، والبغوي في "شرح السنة" ك/ ب/ الصَّلاةِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (3/ 473 رقم 896)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 453، 452 رقم 777، 775)، وأبو القاسم الرافعي القزويني في "التدوين في أخبار قزوين"(3/ 269)، وابن البخاري في "مشيخته"(2/ 1077 رقم 588)، (2/ 1079 رقم 589)، والمزي في "تهذيب الكمال"(21/ 409)، كلهم من طُرق عَن زَيْد بْن الْحُبَاب، عَن عُمَر بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي خَثْعَمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) الحَسَنُ بنُ عَلِي بْن مُحَمَّدٍ الهُذَلِيُّ الخَلاَّلُ، أَبُو عَلِيّ، وقيل: أَبُو مُحَمَّد الْحُلْوَانِيُّ
(3)
الرَّيْحَانِيُّ.
(1)
في الأصل "يزيد" والصواب ما أثبته من مصادر ترجمته. وذكره المُصَنِف علي الصواب في التعليق علي الحديث.
(2)
هكذا في الأصل. وما وجدته في جُل مصادر ترجمته "عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي خَثْعَمٍ" قلت: ولعل المُصَنِف رحمه الله له في ذلك معتمد فقد قال المزي: وَقَال بعضهم: عُمَر بْن خثعم. وقال الذهبي: عُمَرُ بْنُ خَثْعَمٍ، هُوَ عُمَرُ بْنُ عَبْد الله بْن أَبِي خَثْعَمٍ. يُنظر "تهذيب الكمال" 21/ 408، "تاريخ الإسلام" 3/ 711.
(3)
الْحُلْوَانِيُّ: بضم الحاء المهملة وسكون اللام والنون بعد الواو والألف، هذه النسبة إلى بلدة حلوان وهي آخر حد عرض سواد العراق مما يلي الجبال وهي بلدة كبيرة وخمة الهواء خرب أكثرها، والمشهور بالنسبة إليها: أبو محمد الحسن بن على الخلال الحلواني صاحب كتاب السنن، وكان ثقة حافظاً. قاله السمعاني في "الأنساب" 4/ 191.
روي عَنْ: زَيْد بْن الْحُبَاب، وعلي بْن المديني، ووكيع بْن الجراح، وغيرهم.
روي عَنْه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، والبخاري، ومسلم، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال يَعْقُوب بْن شَيْبَة: ثقة ثبت متقن. وَقَال النَّسَائي: ثقة. وَقَال الخطيب: ثقة حافظ. وقال الذهبي: حافظ ثبت حجة. وقال الترمذي: حافظ. وقال مسلمة الأندلسي: ثقة ثبت. وقال ابن حجر: ثقة حافظ له تصانيف. وذكره ابن حبان في الثقات. وَقَال أَبُو داود: كَانَ عالماً بالرجال، وكان لا يستعمل علمه. قال الذهبي: لاشتغاله ـــــ لعل ـــــ بالاستعداد للعبور. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد: سَأَلتُ أبي عنه، فقال: ما أعرفه بطلب الحديث، ولا رأيته يطلبه. قلت: إنه يذكر أنه كَانَ ملازماً ليزيد بْن هارون. فقال: ما أعرفه إلا أنه جاءني إلى ها هنا يسلم عَلِيّ ولم يحمده أبي، ثم قال: تبلغني عنه أشياء أكرهه. وحاصله أنه "ثقة حافظ".
(1)
3) زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَقِيْلَ: ابْنُ رُوْمَانَ التَّمِيمِيّ، أَبُو الحُسَيْنِ العُكْلِيُّ،
(2)
الخُرَاسَانِيّ الكُوْفِيُّ.
روي عَنْ: عُمَر بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي خَثْعَم، وسفيان الثوري، وشعبة بْن الحجاج، وغيرهم.
روي عَنْه: الْحَسَن بْن عَلِي الْحُلْوَانِي، وأَحْمَد بْن حنبل، وعلي بْن الْمَدِينِي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال أحمد، والعجلي، وابْن مَعِين، وابن المديني، وأحمد بن صالح المصري، وعثمان بن أبي شيبة، والدارقطني، وابن ماكولا، والذهبي: ثقة، وزاد أحمد: ليس به بأس، وزاد المصري: كان معروفاً بالحديث صدوقاً إلا أنه كان يأنف أن يخرج كتابه، فكان يملي من حفظه، فربما وهم في الشيء. وذكره ابن حبان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات. وقال ابن حبان: كَانَ مِمَّن يخطئ يعْتَبر حَدِيثه إِذا روى عَنْ الْمَشَاهِير وَأما رِوَايَته عَن المجاهيل فَفِيهَا الْمَنَاكِير. وقال عبيد الله القواريري: كان ذكياً حافظاً عالماً بما يسمع.
وقال أبو حاتم: صدوق صالح الحديث. وَقَال أَحْمَد مرة: صدوق، وكان يضبط الألفاظ عَنْ معاوية بْن صَالِح، ولكن كَانَ كثير الخطأ. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ في حديث الثوري. وقال ابن يونس: كان جوالاً في طلب الحديث، وكان حسن الحديث. وقال أَحْمَد: كَانَ صاحب حديث. وقال ابن قانع: صالح.
وَقَال ابْن مَعِين: كَانَ يقلب حديث الثوري، ولم يكن بِهِ بأس. وقال ابن عدي: من أثبات مشايخ الكوفة ممن لا شك في صدقه، والذي قاله يحيى من أحاديثه عن الثوري، إنما له عن الثوري أحاديث تشبه بعض
(1)
يُنظر "سؤالات الآجري أبا داود السجستاني " 1/ 69، "الجرح والتعديل" 3/ 21، "الثقات" لابن حبان 8/ 176، "تهذيب الكمال" 6/ 259، "الكاشف" 1/ 328، "التَّراجِمُ السَّاقِطَةُ مِنْ كِتَابِ إِكْمَال تَهْذِيبَ الكَمَال" 1/ 99، "التقريب" صـ 102.
(2)
العُكْلِيُّ: بِضَم الْعين وَسُكُون الْكَاف وَكسر اللَّام، هَذِه النِّسْبَة إِلَى عُكْل وَهُوَ بطن من تَمِيم، وينسب إِلَى عكل جمَاعَة كَبِيرَة مِنْهُم: زيد بن الْحباب بن الريان التَّمِيمِي العُكْلِيُّ، وَكَانَ صَاحب حَدِيث، قلت ـــــ ابن الأثير ـــــــ هَكَذَا قَالَ السَّمْعَانِيّ إِن عُكْلاً بطن من تَمِيم وَلَيْسَ بِصَحِيح وَإِنَّمَا عُكْل اسْم أمة لامْرَأَة من حمير يُقَال لَهَا بنت ذِي اللِّحْيَة فَتَزَوجهَا عَوْف بن قيس بن وَائِل بن عَوْف بن عبد مَنَاة ابْن أد بن طابخة فَولدت لَهُ جشماً وسعداً وعلياً ثمَّ هَلَكت الحميرية فحضنت عُكْل وَلَدهَا فَغلبَتْ عَلَيْهِم ونسبوا إِلَيْهَا وعُكْل من جملَة الربَاب الَّذين تحالفوا على بني تَمِيم. يُنظر "اللباب" 2/ 351.
تلك الأحاديث يستغرب بذلك الإسناد وبعضهم يرفعه ولا يرفعه غيره والباقي عن الثوري وعن غيره مستقيمة كلها. روى لَهُ الجماعة. وحاصله أنه "ثقة يُخطئ عن الثوري".
(1)
4) عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي خَثْعَمٍ اليَمَامِيُّ.
(2)
روي عَنْ: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير.
روي عَنْه: زَيْد بْن الْحُبَاب، وعُمَر بْن يونس اليمامي، وموسى بْن إسماعيل الجبلي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال البخاري، والدارقطني، والذهبي، وابن حجر: ضعيف.
وقال البخاري مرة: منكر الحديث ذاهب. وَقَال ابْن عدي: منكر الحديث، وبعض حديثه لا يتابع عَلَيْهِ. وقال البيهقي: منكر الحديث. وَقَال أبو زرعة: واهي الحديث. حدث عن يحيى بْن أَبي كثير ثلاثة أحاديث لَوْ كانت في خمس مئة حديث لأفسدتها. وحاصله أنه "ضعيف الحديث".
(3)
5) يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيْرٍ الطَّائِيُّ: "ثقة ثبت لكنه يُرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (72).
6) أَبُو سَلَمَةَ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنَ عوف: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (17).
7)
…
أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
(1)
يُنظر "تاريخ ابن معين" 1/ 112، "العلل" لأحمد 2/ 101، "الثقات" للعجلي 1/ 387، "الجرح والتعديل" 3/ 561، "الثقات" 8/ 250، "تهذيب الكمال" 10/ 40، "تاريخ الإسلام" 5/ 75، "السير" 9/ 393، "الإكمال" 5/ 144، "التقريب" صـ 162.
(2)
قلت: وقد ذهب ابن حبان إلي أن عمر بن عبد الله بن أبي خثعم هو عمر بن رَاشد اليمامي، وجعلهما واحداً فقال: عمر بن رَاشد اليمامي وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ عمر بن عبد الله بن أبي خثعم كنيته أَبُو حَفْص يروي عَن يحيى بن أبي كثير وَإيَاس بن سَلمَة روى عَنهُ وَكِيع وَزيد بن حباب كَانَ مِمَّن يروي الْأَشْيَاء الموضوعات عَن ثِقَات أَئِمَّة لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا عَلَى سَبِيل الْقدح فِيهِ وَلَا كِتَابَة حَدِيثه إِلَّا عَلَى جِهَة التَّعَجُّب، وتبعه علي ذلك أبونعيم، وابن الجوزي. بينما ذهب الدارقطني، والمزي، والذهبي، وابن حجر وغيرهما إلي التفرقة بينهما وجعلهما اثنان وليس واحداً، فقال الدارقطني: قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْيَمَامِيُّ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالَ لَهُ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي خَثْعَمٍ، قَال الدارقطني: غلط أَبُو حَاتِم فِي هَذَا، عمر بْن رَاشد بْن شَجَرَة اليمامي يرْوى عَن يَحْيَى بْن أبي كثير، وإِيَاس بْن سَلمَة بْن الْأَكْوَع، وأبو كثير الزبيدِيّ يزِيد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عقيلة، وَأما عمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبي خثعم، فَلَا أعلم حدث إِلَّا عَن يَحْيَى بْن أبي كثير، وروى عَنه زيد بْن الْحباب، وهما ضعيفان، أَعنِي: عمر بْن رَاشد، وَعمر بْن أبي خثعم، وقال الدارقطني مرة: خلط ابن حبان فِي جعله إياهما واحداً، وإنما هما اثنان. وقال المزي: زعم ابْن حبان أن عمر بْن أبي خثعم هو عُمَر بْن راشد، ورد الدارقطني عَلَيْهِ ونسبه إِلَى التخليط فِي ذَلِكَ. وقال الذهبي: عمر بن راشد اليمامي هو عمر بن أبي خثعم، هكذا قال ابن حبان إنه عمر بن أبي خثعم، وإنما ابن أبي خثعم هو عمر بن عبد الله. وقال ابن حجر: عمر بن عبد الله ابن أبي خثعم وقد ينسب إلى جده، ووهم من زعم أنه عمر بن راشد، وخلط ابن حبان في ذلك. قلت: وعلي ذلك فالصواب أن عمر بْن عبد الله بن أبي خثعم غير عُمَر بْن راشد، وهما اثنان وليس واحداً. يُنظر "المجروحين" 2/ 83، "الضعفاء" لأبو نعيم 1/ 112، "الضعفاء والمتروكون" لابن الجوزي 2/ 213، 208، "تعليقات الدارقطني على المجروحين" 1/ 172، "ميزان الاعتدال" 3/ 193.
(3)
يُنظر "الضعفاء" لأبو زرعة 2/ 543، "العلل الكبير" للترمذي 1/ 52، "الكامل" 6/ 125، "شعب الإيمان" للبيهقي 2/ 484، "تهذيب الكمال" 21/ 408، "تاريخ الإسلام" 3/ 711، "التقريب" صـ 352.
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: عُمَر بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي خَثْعَمٍ: ضعيف الحديث.
قَال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لَا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حُبَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي خَثْعَمٍ، وقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي خَثْعَمٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَضَعَّفَهُ جِدًّا.
(1)
وقال الذهبي: روي عُمَر بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي خَثْعَمٍ عَن يحيى بْن أَبِي كثير طامّات، منها: مَن صلى بعد المغرب ست ركعات.
(2)
وقال مرة: روى عن يحيى بن أبي كثير، وله حديثان منكران أحدهما: من صلى بعد المغرب ست ركعات.
(3)
قلت: وقد ورد في فضل الصلاة بعد المغرب عدة أحاديث منها:
عَن صَالِح بْن قَطَن الْبُخَارِي، عَن مُحَمَّد بْن عَمَّارِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ، مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: رَأَيْتُ حَبِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ، وَقَالَ: مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ.
(4)
قلت: فيه: صَالِحُ بْنُ قَطَنٍ، ومُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وعَمَّارِ بْنِ مُحَمَّدِ: مجاهيل.
وعَن مُحَمَّد بْن غَزْوَان الدِّمَشْقِي، عَنْ عُمَر بْن مُحَمَّد العمري، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْمَغْرِبِ غُفِرَ لَهُ بِهَا ذُنُوبُ خَمْسِينَ سَنَةً.
(5)
قلت: فيه: مُحَمَّدُ بْنُ غَزْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ: قال أبو زرعة: منكر الحديث.
قلت: لكن الذي صح في ذلك هو استحباب الصلاة ــــ التطوع ــــ فيما بين صلاتي المغرب والعشاء من غير تقييد بعدد معين.
(6)
فعَن إِسْرَائِيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عَن مَيْسَرَة بْن حَبِيبٍ، عَنْ الْمِنْهَالِ بن عمرو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَتْ لِي أُمِّي: مَتَى عَهْدُكَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَقُلْتُ: مَا لِي بِهِ عَهْدٌ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَهَمَّتْ بِي، فَقُلْتُ: يَا أُمَّهْ، دَعِينِي حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَا أَدَعُهُ حَتَّى يَسْتَغْفِرَ لِي وَيَسْتَغْفِرَ لَكِ، قَالَ: فَجِئْتُهُ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَامَ يُصَلِّي، فَلَمْ يَزَلْ يُصَلِّي حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ ثُمَّ
(1)
يُنظر "سنن الترمذي" 2/ 299.
(2)
يُنظر "تاريخ الإسلام" للذهبي 4/ 164.
(3)
يُنظر "ميزان الاعتدال" 3/ 211.
(4)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7/ 191 رقم 7245)، وفي "المعجم الصغير"(2/ 127 رقم 900)، وأبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان"(2/ 222)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4/ 2073 رقم 5212)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(43/ 353، 352)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 453 رقم 776).
(5)
أخرجه المروزي في "مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر"(1/ 87)، وابن عساكر في "تاريخه"(55/ 74).
(6)
قال الشيخ الألباني رحمه الله في "الضعيفة" 1/ 680: اعلم أن كل ما جاء من الأحاديث في الحض على ركعات معينة بين المغرب والعشاء لا يصح، وبعضه أشد ضعفاً من بعض، وإنما صحت الصلاة في هذا الوقت من فعله صلى الله عليه وسلم دون تعيين عدد، وأما من قوله صلى الله عليه وسلم، فكل ما روي عنه واه لا يجوز العمل به.
خَرَجَ.
(1)
قلت: إسناده صحيح. وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، ووافقه الذهبي.
قلت: وثبت كذلك عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يصلون فيما بين صلاتي المغرب والعشاء من غير تقييد بعدد معين.
فعَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}
(2)
قَالَ: كَانُوا يَتَطَوَّعُونَ فِيمَا بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فَيُصَلُّون. وفي رواية: كَانُوا يَتَنَفَّلُونَ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ.
(3)
قَالَ الْعِرَاقِيُّ رحمه الله: وَمِمَّنْ كَانَ يُصَلِّي مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ مِنْ الصَّحَابَةِ: ابْن مَسْعُودٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، وَابْنُ عُمَرَ، وَأَنَس بْن مَالِك فِي نَاسٍ مِنْ الْأَنْصَارِ، وَمِنْ التَّابِعِينَ: الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَخْبَرَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ، وَشُرَيْحٌ الْقَاضِي، وَغَيْرُهُمْ. وَمِنْ الْأَئِمَّةِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ.
(4)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ إِلَّا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، تَفَرَّدَ بِهِ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
قال البزار: وعُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قد حدث، عَن يَحيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن أَبِي هُرَيرة بأحاديث لم يتابع عليها
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الفضائل ب/ مَا جَاءَ فِي الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهما (11/ 163 رقم 32714)، وأحمد في "فضائل الصحابة"(2/ 788 رقم 1406)، وفي "مسنده"(38/ 353 رقم 23329)، (38/ 355 رقم 23330)، (38/ 429 رقم 23436)، والترمذي في "سننه" ك/ المناقب ب/ مَنَاقِبِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما (5/ 660 رقم 3781)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ الصلاة ب/ الصَّلَاةُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (1/ 228 رقم 380، 379)، وفي ك/ المناقب ب/ حذيفة بن اليمان (7/ 368 رقم 8240)، وفي ك/ المناقب ب/ مَنَاقِبُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها (7/ 391 رقم 8307)، وابن خزيمة في "صحيحه" ك/ الصلاة جُمَّاعُ أَبْوَابِ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ قَبْلَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ وَبَعْدَهُنَّ ب/ فَضْلِ التَّطَوُّعِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (2/ 206 رقم 1194)، وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ، رِجَالِهُمْ وَنِسَائِهِمْ بِذِكْرِ أَسْمَائِهِمْ رضي الله عنهم ب/ ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَلَكَ بَشَّرَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِهَذَا الَّذِي وَصَفْنَا (15/ 413 رقم 6960)، وفي ب/ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ بِالْمَغْفِرَةِ (16/ 68 رقم 7126)، والحاكم في "المستدرك" من كتاب صلاة التطوع (1/ 457 رقم 1177)، وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 190)، وأبو يعلي كما في "المطالب العالية" ك/ النوافل ب/ رواتب الصلاة والمحافظة عليها (4/ 499 رقم 628).
(2)
سورة السجدة آية رقم: 16.
(3)
أخرجه عَبْد الرَّزَّاق في "تفسيره" سورة الذاريات (3/ 236 رقم 2979)، وابن أبي شيبة في "مصنفه"(3/ 70 رقم 5978)، وأبو داود في "سننه" ك/ الصلاة ب/ وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل (2/ 486 رقم 1321)، والبيهقي في "السنن الصغير" ك/ الصلاة ب/ أي الليل أسمع (1/ 294 رقم 811)، وفي "السنن الكبري" ك/ الصلاة ب/ مَنْ فَتَرَ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ فَصَلَّى مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (3/ 29 رقم 4749، 4748).
(4)
يُنظر "نيل الأوطار" للشوكاني 3/ 528.
هذا منها.
(1)
وقال ابن طاهر: تفرد بِهِ عمر بن أبي خثعم عَن يَحيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
(2)
خامساً: التعليق علي الحديث:
كان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم إحياء ما بين العشائين بالصلاة من غير تقييد بعدد معين من الركعات، وكان ذلك أيضاً من دأب الصحابة، والتابعين، ومن بعدهم حتي كان عبد الله بن مسعود يسمي هذه الساعة ــــــ ما بين المغرب والعشاء ــــــ بساعة الغفلة ويقول: نِعْمَ ساعة الغفلة، يعني الصلاة فيما بين المغرب والعشاء. وعن عبد الرحمن بن يزيد قال: ساعة ما أتيت عبد الله بن مسعود فيها إلا وجدته يصلي ما بين المغرب والعشاء، فسألت عبد الله عن ذلك فقال: إنها ساعة غفلة. وتسمية الصلاة بين العشائين صلاة الغفلة اصطلاح للشافعية سموها في كتبهم أخذاً من قول ابن مسعود.
(3)
(1)
يُنظر البزار في "مسنده" 15/ 216.
(2)
يُنظر "أطراف الغرائب والأفراد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للإمام الدارقطني" 5/ 327، 320.
(3)
يُنظر "مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" لعبيد الله المباركفوري 4/ 160.
[170/ 820]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: نا فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ:{وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ}
(1)
قَالَ: «نَزَلَتْ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ إِلَّا فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 400 رقم 611)، عَنْ الْحَسَن بْن سَعِيد، عَنْ خَالِد بْن الْعَوَّام، عَنْ فُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ، فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ.
وابن الأعرابي في "معجمه"(2/ 732 رقم 1483)، عَنْ الْحَسَن بْن سَعِيد، عَنْ خَالِد بْن الْعَوَّامِ، عَنْ فُرَات بْن السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، فِي قَوْلِهِ:{وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) إِسْحَاقُ بْنُ الْمُنْذِرِ، أبو يعقوب.
روي عَنْ: أبي عُقَيْل يحيى بن المتوكّل، وعبد الحميد بن بهرام.
روي عَنْه: الحَسَن بن محمد بن سَلَمَةَ الرّازيّ، ومحمد بن يحيى بن سليمان المَرْوَزِيّ، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال الذهبي: صدوق. وقال مرة: ذكره ابن أبي حاتم، وما لينه أحد. وحاصله أنه "صدوق".
(2)
3) فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، أَبُو سُلَيْمَانَ، وَقِيلَ: أَبُو الْمُعَلَّي الْجَزَرِيُّ.
روي عَنْ: مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ. روي عَنْه: عامر بن سَيَّار، وشبابة بن سَوَّار، وَالحكم بن مَرْوان، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وأبو زرعة، وابن حجر: ضعيف الحديث.
- وقال ابن معين: ليس بشئ. وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث.
- وقال البخاري: تَرَكُوهُ، مُنكَرُ الحديثِ. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث. وقال ابن معين منكر الحديث. وقال ابن عدي: له أحاديث غير محفوظة، وأحاديثه عن ميمون بن مهران مناكير.
- وقال البخاري مرة، والنسائي، والدارقطني، والهيثمي، والسيوطي: متروك، وقال الساجي تركوه.
- وقال ابن حبان: كَانَ مِمَّن يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات وَيَأْتِي بالمعضلات عَن الثِّقَات لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا الرِّوَايَة عَنهُ وَلَا كِتَابَة حَدِيثه إِلَّا على سَبِيل الاختبار. وقال مرة: ذاك واهٍ ضعيف.
- وَقَالَ أَحْمد: قريب من مُحَمَّد بن زِيَاد الطَّحَّان يتهم بِمَا يتهم بِهِ ذَاك. قال برهان الدين الحلبي: وَمُحَمّد
(1)
سورة التحريم آية رقم: 4.
(2)
يُنظر "الجرح والتعديل" 2/ 235، "تاريخ الإسلام" 5/ 532، "السير" 4/ 377، "ميزان الاعتدال" 2/ 284.
بن زِيَاد قَالَ أَحْمد كَذَّاب أَعور يضع الحَدِيث. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِي وَغَيره مَتْرُوك، فمراد أَحْمد وَالله أعلم بقوله يتهم بِمَا يتهم بِهِ ذَاك أَي بِالْوَضْع. وحاصله أنه "متروك الحديث".
(1)
4) مَيْمُوْنُ بنُ مِهْرَانَ الجَزَرِيُّ، أَبُو أَيُّوْبَ الرَّقِّيُّ.
(2)
روي عَنْ: عَبد اللَّهِ بن عباس، وعَبد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب، وعُمَر بن عَبْدِ العَزِيز، وغيرهم.
روي عَنْه: فُرَات بْن السَّائِب الْجَزَرِي، وأيوب السختياني، والأعمش، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، وأَحْمَد، والعجلي، وأَبُو زُرْعَة، والنَّسَائي، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد أحمد: أوثق من عكرمة، وزاد الذهبي: إِمَامُ حُجَّةُ. وزاد ابن حجر: فقيه وكان يرسل. وذكره ابن حبان، وابن شاهين في الثقات. وقال ابن حبان في المشاهير: كان فقيهاً فاضلاً ديناً. وَقَال ابن خراش: جليل.
وقد وُصف بالإرسال: في روايته عَنْ عمر، وسعد، والزبير، وغيرهم. وحاصله أنه "ثقة يُرسل".
(3)
5) عَبد اللَّهِ بْن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
6) عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بن عم النَبِي صلى الله عليه وسلم: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف جداً" فيه: فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ: متروك.
قال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
(4)
قلت: وقد جاء الحديث من شواهد أخري لكن كلها شديدة الضعف منها:
عَن عَبْد الرَّحِيمِ بْن زَيْد الْعَمِّي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} ، قَالَ: صَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما.
(5)
قلت: فيه: عَبْد الرَّحِيمِ بْن زَيْد الْعَمِّي قال فيه ابن حجر: متروك كذبه ابن معين.
(6)
وعَن مُوسَى بْنُ عُمَيْر، قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ
(1)
يُنظر "تاريخ ابن معين" 4/ 421، "التاريخ الكبير" 7/ 130، "الضعفاء" لأبو زرعة 3/ 821، "الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 226، "الجرح والتعديل" 7/ 80، "الثقات" 7/ 322، "المجروحين" 2/ 207، "الكامل" 7/ 133، "الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث" لبرهان الحلبي 1/ 208، "لسان الميزان" 6/ 322، "اللآلئ المصنوعة" للسيوطي 2/ 98.
(2)
كان مملوكا لامرأة من أهل الكوفة مِنْ بَنِي نَصْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ، فأعتقته، ونشأ بها، ثم نزل الرَّقَّةَ فسَكَنَ بها.
(3)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 307، "الجرح والتعديل" 8/ 233، "المراسيل" 1/ 206، "الثقات" لابن حبان 5/ 417، "المشاهير" 1/ 145، "الثقات" لابن شاهين 1/ 231، "تهذيب الكمال" 29/ 210، "الكاشف" للذهبي 2/ 312، "جامع التحصيل" 1/ 289، "التقريب" صـ 488،
(4)
يُنظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 9/ 19.
(5)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(10/ 253 رقم 10477)، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة ومعرفة شرائع الدين والتمسك بالسنن"(1/ 239 رقم 155)، وأبو علي بن فضالة في "فوائده"(1/ 5 رقم 4)، وأبو نعيم الأصبهاني في "فضائل الخلفاء الراشدين"(1/ 100 رقم 102)، والخطيب في "تاريخه"(2/ 138)، والواحدي في "الوسيط في تفسير القرآن"(4/ 320).
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 295.
وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ أَنَّهُ كَمَا قَالَ: اللَّهُ مَوْلَاهُ، وَجِبْرِيلُ، وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ.
(1)
قلت: فيه: مُوسَى بْنُ عُمَيْر، أبو هارون الكوفي الأعمى: قال ابن حجر: متروك، وكذبه أبو حاتم.
(2)
وعَن مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ بن صالح، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بن خُثَيم، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ:{وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما.
(3)
ورواه أيضاً مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ بنحوه
(4)
قلت: وهذا مقطوع، وفيه أيضاً: مُحَمَّد بْن أبَّانَ بْنِ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ الْكُوفِيّ جَدُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ مَشْكِدَانَةَ. قال البخاري: يتكلمون في حفظه، وقال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بقوى الحديث يكتب حديثه على المجاز ولا يحتج به.
(5)
قلت: وعلي هذا فكلها شواهد شديدة الضعف لا يرتقي بها الحديث ولا تصلح للتقوية، والله أعلم.
قلت: لكن ثبت ذلك عَن الضحاك بن مزاحم من قوله كما أخرجه أحمد بسنده: عَن أَبي تُمَيْلَة يحيي بن واضح الأنصاري، عَن عُبَيْد بْن سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عز وجل: {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ: أَخْيَارُ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ.
(6)
قلت: إسناده صحيح إلي الضحاك بن مزاحم.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ إِلَّا فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال الطبري رحمه الله: في قول الله تعالي: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} أي فإن الله هو وليه وناصره، وصالح المؤمنين، وخيار المؤمنين أيضًا مولاه وناصره، وقيل: عني بصالح المؤمنين في هذا الموضع: أَبو بكر، وعمر رضي الله عنهما، وممن قال ذلك: مجاهد، والضحاك بن مزاحم. وقال آخرون: عُنِي بصالح المؤمنين: الأنبياء صلوات الله عليهم، وممن قال ذلك: قتادة، وسفيان. والصواب من القول في ذلك عندي: أن قوله: وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ: وإن كان في لفظ واحد، فإنه بمعنى الجميع، وهو بمعنى قوله: إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ. فالإنسان وإن كان في لفظ واحد، فإنه بمعنى الجميع.
(7)
(1)
أخرجه الحاكم في "المستدرك" ك/ معرفة الصحابة (3/ 73 رقم 4433).
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 485.
(3)
أخرجه ابن المقرئ في "معجمه"(1/ 358 رقم 1192).
(4)
أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 128 رقم 98).
(5)
يُنظر "الجرح والتعديل" 7/ 199، "تاريخ الإسلام" 4/ 490.
(6)
أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 167 رقم 161).
(7)
يُنظر "جامع البيان عن تأويل آي القرآن" للطبري 23/ 97.
[171/ 821]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا [سُلَيْمَانُ]
(1)
بْنُ أَبِي هَوْذَةَ قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ قَرْثَعٍ الضَّبِّيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا سَلْمَانُ، أَتَدْرِي مَا الْجُمُعَةُ؟» ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «جُمِعَ أَبُوكُمْ آدَمُ» . ثُمَّ قَالَ: «لَكِنْ أَنَا أُحَدِّثَكُمْ عَنِ الْجُمُعَةِ: مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَتَطْهَرَ كَمَا أُمِرَ، ثُمَّ مَشَى إِلَى الْمَسْجِدِ، فَأَنْصَتَ حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، كَانَتْ كَفَّارَةٌ لَمَّا قَبْلَهَا مِنَ الْجُمَعِ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَنْصُورٍ إِلَّا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي مَنْصُور بْن الْمُعْتَمِر، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: مَنْصُور، عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنْ عَلْقَمَة، عَنْ قَرْثَع الضَّبِّي، عَنْ سَلْمَان الْفَارِسِي.
ورواه عن مَنْصُور بْن الْمُعْتَمِر بهذا الوجه: عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْس، وجَرِير بْن عَبْدِ الْحَمِيد.
أما طريق عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْس: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــــ رواية الباب ــــــ.
وأما طريق جَرِير بْن عَبْدِ الْحَمِيد: أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 514). قلت: وسنده ضعيف.
الوجه الثاني: مَنْصُور، عَنْ أَبِي مَعْشَر، عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنْ عَلْقَمَة، عَنْ قَرْثَع الضَّبِّي، عَنْ سَلْمَان.
أ - تخريج الوجه الثاني: ورواه عن مَنْصُور بْن الْمُعْتَمِر بهذا الوجه: جَرِير بْن عَبْدِ الْحَمِيد.
أخرجه البزار في "مسنده"(6/ 491 رقم 2526)، والنسائي في "الكبري" ك/ الجمعة ب/ فَضْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ (2/ 261 رقم 1676)، وفي ب/ الْإِنْصَاتُ لِلْخُطْبَةِ (2/ 283 رقم 1736)، وفي "الصغري" ك/ الجمعة ب/ فَضْلِ الْإِنْصَاتِ وَتَرْكِ اللَّغْوِ يَوْمَ الْجُمُعَة (3/ 104 رقم 1403)، وفي "الجمعة"(1/ 125 رقم 76)، والطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 237 رقم 6091)، وابن خزيمة في "صحيحه" ك/ الجمعة ب/ ذِكْرِ الْعِلَّةِ الَّتِي أَحْسِبُ لَهَا سُمِّيَتِ الْجُمُعَةُ جُمُعَةً (3/ 118 رقم 1732)، والحاكم في "المستدرك" ك/ الْجُمُعَة (1/ 412 رقم 1028).
ب - متابعات للوجه الثاني: فقد تابع مَنْصُور علي هذا الوجه: مُغِيرَة بن مقسم الضبي من أصح الأوجه عنه
(2)
، عَنْ أَبِي مَعْشَر زِيَاد بْن كُلَيْب به. ورواه عَنْ مُغِيرَة بن مقسم: أَبُو عَوَانَة، وأَبو كُدَيْنَة يحيي بن
(1)
في الأصل "سُلَيْم" والصواب ما أثبته كما دلت علي ذلك مصادر ترجمته، وذكر المُصَنِف علي الصواب في الحديث الآتي رقم (825).
(2)
فرواه أَبو الأَحْوَصِ، عَنْ مُغِيرَة، عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنْ عَلْقَمَة، عَنْ سَلْمَان. أخرجه الطبري في "تاريخ الرسل والملوك"(1/ 115). ورواه مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُغِيرَة، عَنْ زِيَادِ بْنِ كُلَيْب، عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنْ عَلْقَمَة مرسلاً. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(1/ 304 رقم 458)، ورواه هُشَيْم عَنْ مُغِيرَة، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَرْثَعٍ الضَّبِّيّ، عَنْ سَلْمَان. أخرجه أحمد في "مسنده"(39/ 123 رقم 23718).
المهلب.
أما طريق أبو عوانة: أخرجه أحمد في "مسنده"(39/ 133 رقم 23729)، والنسائي في "الكبري" ك/ الجمعة ب/ فَضْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ (2/ 262 رقم 1677)، وفي ب/ الْإِنْصَاتُ لِلْخُطْبَةِ (2/ 284 رقم 1737)، وفي "الصغري" ك/ الجمعة ب/ فَضْلِ الْإِنْصَاتِ وَتَرْكِ اللَّغْوِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وفي "الجمعة"(1/ 125 رقم 77)، والطبراني في "الكبير"(6/ 237 رقم 6089)، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات"(3/ 407 رقم 2810)، (3/ 408 رقم 2811)، وأبو الحسن الخِلَعي في "الفوائد المنتقاة" ــــ الخلعيات ــــ (1/ 38 رقم 52)، (1/ 39 رقم 53)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ك/ ب/ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حُكْمِ مَا بَيْنَ الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَبَيْنَ الدُّخُولِ فِي الصَّلَاةِ: هَلْ هُوَ مَوْضِعُ كَلَامٍ، أَوْ مَوْضِعُ سُكُوتٍ؟ (9/ 432 رقم 3828)، وفي ب/ الرَّجُلُ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ هَلْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَرْكَعَ أَمْ لَا؟ (1/ 368 رقم 2162)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3/ 95 رقم 2984)، (3/ 96 رقم 2985)، وتاج الدين السبكي في "معجم الشيوخ"(1/ 309).
وأما طريق أَبو كُدَيْنَة يحيي بن المهلب: أخرجه الطبري في "تاريخ الرسل والملوك"(1/ 115)، والطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 237 رقم 6090).
الوجه الثالث: مَنْصُور بْن الْمُعْتَمِر، عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنْ قَرْثَع الضَّبِّي، عَنْ سَلْمَان الْفَارِسِي.
ورواه عَنْ مَنْصُور بْن الْمُعْتَمِر بهذا الوجه: محمد بن ميمون أَبُو حَمْزَة السكري.
أخرجه الطبري في "تاريخ الرسل والملوك"(1/ 116)، والواحدي في "الوسيط في تفسير القرآن المجيد"(4/ 296).
وقد تابع مَنْصُور بْن الْمُعْتَمِر علي هذا الوجه: الأَعْمَش. أخرجه الطبري في "تاريخ الرسل والملوك"(1/ 115)، والطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 237 رقم 6092).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) الْحُسَيْن بْن إِدْرِيسَ بن المبارك بن الهيثم، أبو عليّ الأنصاريّ الْحُلْوَانِيُّ الهَرَويُّ.
(1)
روي عَنْ: سُلَيْمَان بْن أَبِي هَوْذَة، وسعيد بن منصور، وعثمان بن أبي شيبة، وغيرهم.
روي عَنْه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، وابن حبان، وأبو بكر النقاش المقرئ، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال الخليلي، والدارقطني، والذهبي: ثقة، وزاد الذهبي: حافظ، وكَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ
(1)
الهَرَوِيُّ: بفتح الهاء والراء المهملة، هذه النسبة إلى بلدة هراة، وهي إحدى بلاد خراسان، فتحها خليد بن عبد الله الحنفي، من جهة عبد الله بن عامر ابن كريز زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه، خرج منها جماعة من العلماء والأئمة في كل فن، منهم: أبو على الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم الأنصاري الهروي من أهلها. قاله السمعاني في "الأنساب" 13/ 403.
وَفهْم، وأحد مِن عنِي بهذا الشأن وتعبَ عَليْهِ، وله تاريخ صنفه على وضع تاريخ البخاري. وقال ابن ماكولا: كان من الحفاظ المكثرين. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كَانَ ركنا من أَرْكَان السّنة فِي بَلَده. وقال أبو الوليد الباجي: لَا بأس بِه. وقال ابن أبي حاتم: كتب إلي بجزء من حديثه فأول حديث منه باطل والثاني باطل والثالث ذكرته لعلي بن الجنيد فقال أحلف بالطلاق أنه حديث ليس له أصل وكذا هو عندي فلا أدري البلاء منه، أو من خالد بن الهياج. قال ابن عساكر: البلاء في الأحاديث المذكورة من خالد بلا شك. وقال الذهبي: بَلْ مِنْ خَالِدٍ، فَإِنَّهُ ذُو مَنَاكِير. وحاصله أنه "ثقة".
(1)
3) سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي هَوْذَةَ الرَازِيُّ.
روي عَنْ: عَمْرُو بْن أَبِي قَيْس، وابن المبارك، وحماد بن سلمة، وغيرهم.
روي عَنْه: الْحُسَيْن بْن إِدْرِيس الْحُلْوَانِي، وسليمان بن داود القزاز، وعيسى بن أبي فاطمة، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال أبو زرعة: صدوق: لا بأس به.
(2)
4) عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ الرَّازِيُّ الْكُوفِيُّ الأَزْرَقُ.
روي عَنْ: مَنْصُوْر بن المُعْتَمِر، وأيوب السختياني، ويحيى بْن سَعِيد الأَنْصارِي، وغيرهم.
روي عَنْه: سُلَيْمَان بْن أَبِي هَوْذَة، وهاشم بْن مرزوق، ويحيى بْن الضريس البجلي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن معين، والبزار: ثقة، وزاد البزار: مستقيم الحديث. وذكره ابن حبان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات. وقال ابن حبان في المشاهير: من جلة أهل الري ومتقنيهم.
وقال عَبْد الصمد بْن عَبْد العزيز المقرئ: دخل الرازيون على الثوري، فسألوه الحديث فقال: أليس عندكم الأزرق؟ يعني عَمْرو بْن أَبي قيس وكان أزرق. وقال الذهبي مرة: كَان مِن أَوْعِيَةِ الْحَدِيث.
وقال الذهبي، وابن حجر: صدوق له أوهام. وَقَال أَبو داود، وعثمان بن أبي شيبة: لا بأس به، وزاد أبو داود: في حديثه خطأ، وزاد ابن أبي شيبة: كان يهم في الحديث قليلاً. وحاصله أنه "صدوق له أوهام".
(3)
5) مَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (44).
6) إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيد النَّخَعِيُّ: "ثقة وُصف بالتدليس والإرسال لكن قبل الأئمة منه ذلك" تقدم حديث (44).
7) عَلْقَمَةُ بنُ قَيْسِ النَّخَعِيُّ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (44).
8) قَرْثَعُ الضَّبِّيُّ الكُوفِيُّ.
روي عَنْ: سَلْمَان الْفَارِسِي، وأبو أيوب الأَنْصارِي، وأبو مُوسَى الأشعري، وغيرهم.
روي عنْه: عَلْقَمَة بن قَيْس النَّخَعِي، وسهم بْن منجاب الضبي، والمُسَيَّب بْن رافع.
أقوال أهل العلم فيه: قال العجلي: ثقة. وقال ابن حجر: صدوق مخضرم. وقال الخطيب: كان مخضرماً
(1)
"الثقات" 8/ 193، "الإرشاد" 3/ 874، "تاريخ دمشق" 14/ 41، "تاريخ الإسلام" 7/ 33، "السير" 14/ 113، "اللسان" 3/ 147.
(2)
يُنظر "الجرح والتعديل" 4/ 148.
(3)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 7/ 220، "المشاهير" 1/ 232، "تهذيب الكمال" 22/ 203، "تاريخ الإسلام" 4/ 468، "ميزان الاعتدال" 3/ 285، "الإكمال" 10/ 249، "التقريب" صـ 362.
أدرك الجاهلية والإسلام. وقال البخاري، والمزي: من القراء الأولين. وقال ابن حبان: روى أَحَادِيث يسيرَة خَالف فِيهَا الْأَثْبَات لم تظهر عَدَالَته فيسلك بِهِ مَسْلَك الْعُدُول حَتَّى يحْتَج بِمَا انْفَرد وَلكنه عِنْدِي يسْتَحق مجانبه مَا انْفَرد من الرِّوَايَات لمُخَالفَته الْأَثْبَات. وقال أبو زرعة ابن العراقي: روى عَن عمر وَقيل بَينهمَا رجل. وحاصله أنه "صدوق".
(1)
9) سَلْمَانُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الفَارِسِيُّ ويُقال له: سَلْمَانُ ابْنُ الإِسْلَامِ، وسَلْمَانُ الخَيْر.
روي عَنْ: النَّبِي صلى الله عليه وسلم. روي عَنْه: قَرْثَع الضَّبِّي، وأنس بْن مالك، وعبد اللَّه بْن عباس، وغيرهم.
سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ هو سَلْمَان بْن الْإِسْلَام، سَابِقُ أَهْلِ فَارِسَ وَأَصْبَهَانَ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَكَانَ مَجُوسِيًّا قَاطِنَ النَّارِ، فهداه الله وعلم أن قومه ليسوا علي شيء فخرج يطلب دين الله تعالى، ويتبع من يرجو ذَلِكَ عنده، فدان بالنصرانية وغيرها، وقرأ الكتب، وصبر في ذَلِكَ على مشقات نالته حتي أُخبر في النهاية ودُلَ علي نبي آخر الزمان فجاء وأَسْلَمَ مَقْدَمَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَمَنَعَهُ الرِّقُّ عَنْ بَدْرٍ وَأُحُدٍ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ فَمَا بَعْدَهُ مِنَ الْمَشَاهِدِ، واخْتَلَفَ فيه الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فِي حَفْرِهِ، وَهُوَ الَّذِي دَلَّهُمْ عَلَى هَذِهِ الْمَكِيدَةِ فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ: هُوَ مِنَّا، وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ هُوَ مِنَّا فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: لَا، بَلْ سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ.
(2)
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد البزار في مسنده
"
1) يُوسُفُ بْنُ مُوسَي بن راشد القطان: قال ابن حجر: صدوق.
(3)
2) جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيد الضَبِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (120).
3) مَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (44).
4) أَبو مَعْشَر زِيَاد بْن كُلَيْب: قال ابن حجر: ثقة.
(4)
5) إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيد النَّخَعِيُّ: "ثقة وُصف بالتدليس والإرسال وقبل الأئمة منه ذلك" تقدم حديث رقم (44).
6) عَلْقَمَةُ بنُ قَيْسِ النَّخَعِيُّ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (44).
7)
…
قَرْثَع الضَّبِّيّ الكوفيُّ: "صدوق" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
8) سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ: "صحابي" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثالث" "إسناد الطبري في تاريخ الأمم والملوك
".
1) مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيق بن دينار: قال ابن حجر: ثقة صاحب حديث.
(5)
2) عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيق بن دينار: قال ابن حجر: ثقة حافظ.
(6)
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 216، "المجروحين" لابن حبان 2/ 211، "تهذيب الكمال" 23/ 562، "تحفة التحصيل" لأبو زرعة ابن العراقي 1/ 266، "التقريب" صـ 390.
(2)
يُنظر "معرفة الصحابة" 3/ 1327، "الاستيعاب" 2/ 634، "أسد الغابة" 2/ 510، "السير" 1/ 505، "الإصابة" 4/ 402.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 541.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 161.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 431.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 338.
3) محمد بن ميمون أَبُو حَمْزَة السكري: قال ابن حجر: ثقة.
(1)
4) مَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (44).
5) إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيد النَّخَعِيُّ: "ثقة وُصف بالتدليس والإرسال وقبل الأئمة منه ذلك" تقدم حديث رقم (44).
6)
…
قَرْثَع الضَّبِّي الكوفيُّ: "صدوق" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
7) سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ: "صحابي" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
هذا الحديث مداره علي مَنْصُور بْن الْمُعْتَمِر، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: مَنْصُور، عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنْ عَلْقَمَة، عَنْ قَرْثَع الضَّبِّي، عَنْ سَلْمَان الْفَارِسِي.
ورواه عن مَنْصُور بهذا الوجه: عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْس، وجَرِير بْن عَبْدِ الْحَمِيد لكن الطريق إلي جرير ضعيف.
الوجه الثاني: مَنْصُور، عَنْ أَبِي مَعْشَر، عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنْ عَلْقَمَة، عَنْ قَرْثَع الضَّبِّي، عَنْ سَلْمَان.
ورواه عن مَنْصُور بْن الْمُعْتَمِر بهذا الوجه: جَرِير بْن عَبْدِ الْحَمِيد وجرير ثقة. وتابع مَنْصُور علي هذا الوجه: مُغِيرَة بن مقسم الضبي. والمغيرة ثقة.
(2)
الوجه الثالث: مَنْصُور بْن الْمُعْتَمِر، عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنْ قَرْثَع الضَّبِّي، عَنْ سَلْمَان الْفَارِسِي.
ورواه عَنْ مَنْصُور بْن الْمُعْتَمِر بهذا الوجه: محمد بن ميمون أَبُو حَمْزَة السكري وهو ثقة.
وتابع مَنْصُور بْن الْمُعْتَمِر علي هذا الوجه: الأَعْمَش. والطريق إلي الأعمش ضعيف فيه: قَيْس بن الربيع الأسدي. قال ابن حجر: صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به.
(3)
وعلي هذ فالذي يظهر مما سبق أنَّ الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك لوجود متابعات علي هذا الوجه وهي متابعات صحيحة وهذا بخلاف الوجهيين الأَخَرَيْن.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده شاذ" فيه: عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْس: صدوق وخالف الثقة.
وأما الحديث بالوجه الثاني ـــــ الراجح ـــــ "إسناده صحيح بالمتابعات.
قلت: وللحديث من وجهه الراجح متابعات أيضاً أخرجها البخاري في "صحيحه" من طريق ابْن أَبِي ذِئْب، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ وَدِيعَةَ، عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 444.
(2)
سبقت ترجمته في حديث رقم (123/ 773).
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 392.
يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى.
(1)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَنْصُورٍ إِلَّا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان. لكن الطريق إلي جَرِير ضعيف.
(1)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الجمعة ب/ الدُّهْنِ لِلْجُمُعَةِ (2/ 3 رقم 883)، وفي ك/ الجمعة ب/ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ يَوْمَ الجُمُعَةِ (2/ 8 رقم 910).
[172/ 822]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ قَالَ: نا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ والْأَجْلَحُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ: «أَلَا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ
(1)
بِإِهَابٍ وَلَا عَصْبٍ».
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَشْعَثَ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَة، واختلف عنه من وجوه:
الوجه الأول: الْحَكَم، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَّا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ. علي الإطلاق دون تحديد وقت الكتابة.
ورواه عَنْ الْحَكَم بْن عُتَيْبَة بهذا الوجه: شُعْبَة، ومَنْصُور بن المعتمر، وسليمان الشَّيْبَانِي، والأَعْمَش، وعَبْد الْمَلِك بْن حُمَيْد بْن أَبِي غَنِيَّة، والأَجْلَح، وعبد الرحمن بن عبد الله المَسْعُودِي، وأَبَان بْنِ تَغْلِب، وخَالِد بْن كَثِير الْهَمْدَانِي، ومَطَر الْوَرَّاق، وحَمْزَة الزَّيَّات، ومُعَاوِيَة بْن مَيْسَرَة، ومُطَرِّف بْن طَرِيف، ومسعر بن كدام.
أما طريق شُعْبَة: أخرجه ابن سعد في "الطبقات"(8/ 233)، وعَبْد الرَّزَّاق في "مصنفه"(1/ 65 رقم 202)، وأبو داود الطيالسي في "مسنده"(2/ 623 رقم 1389)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ اللباس ب/ مَنْ كَانَ لَا يَنْتَفِعُ مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ (8/ 368 رقم 25666)، وفي ك/ التَّارِيخِ (12/ 13 رقم 34469)، وأحمد في "مسنده"(31/ 74 رقم 18780)، (31/ 81 رقم 18785)، وابن ماجه في "سننه" ك/ اللباس ب/ بَابُ مَنْ كان لَا يُنْتَفَعُ مِنْ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ (4/ 604 رقم 3613)، وأبو داود في "سننه" ك/ اللباس ب/ من روى أن لا يُنتفَعَ بإهابِ الميتة (6/ 213 رقم 4127)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث"(1/ 301)، والنسائي في "الإغراب ــــ الجزء الرابع من حديث شعبة، والثوري مما أغرب بعضهم على بعض"(1/ 145 رقم 79)، وفي "الكبري" ك/ الفرع والعتيرة ب/ النَّهْيُ عَنْ أَنْ يُنْتَفَعَ مِنَ الْمَيْتَةِ بِشَيْءٍ (4/ 384 رقم 4561)، وفي "الصغري" ك/ الفرع والعتيرة ب/ مَا يُدْبَغُ بِهِ جُلُودُ الْمَيْتَةِ (7/ 175 رقم 4249)، والطبري في "تهذيب الآثار" مسند ابن عباس (2/ 826 رقم 1225)، وابن المنذر في "الأوسط"(2/ 263 رقم 846)، والبغوي في "معجم الصحابة"(4/ 167 رقم 1678)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جُلُودِ الْمَيْتَةِ فِي طَهَارَتِهَا بِالدِّبَاغِ، وَفِيمَا يُخَالِفُ ذَلِكَ (8/ 280 رقم 3236)، وفي "شرح معاني الآثار" ك/ الصلاة ب/ دِبَاغِ الْمَيْتَةِ، هَلْ يُطَهِّرُهَا أَمْ لَا؟ (1/ 468 رقم 2688)، وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ الطهارة ب/ ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُكَيْمٍ شَهِدَ قِرَاءَةَ كِتَابِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِأَرْضِ جُهَيْنَةَ (4/ 94 رقم 1278)، والطبراني في "الأوسط" (1/ 39
(1)
في الأصل أَلَا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بشئ ثم ضبب الناسخ علي كلمة بشئ ثم كتب بعدها بِإِهَابٍ وَلَا عَصْب.
رقم 104)، والحاكم في "معرفة علوم الحديث"(1/ 86)، وتمام في "فوائده"(1/ 312 رقم 783)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3/ 1741 رقم 4413)، والبيهقي في "الكبري" ك/ الطهارة ب/ فِي جِلْدِ الْمَيْتَةِ (1/ 22 رقم 41)، (1/ 22 رقم 42)، وابن عبد البر في "التمهيد"(4/ 162)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 335)، والمزي في "تهذيب الكمال"(15/ 320).
…
وأما طريق مَنْصُور بن المعتمر: أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(2/ 287 رقم 784)، وفي "مصنفه" ك/ اللباس ب/ مَنْ كَانَ لَا يَنْتَفِعُ مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ (8/ 368 رقم 25664)، وابن ماجه في "سننه" ك/ اللباس ب/ بَابُ مَنْ كان لَا يُنْتَفَعُ مِنْ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ (4/ 604 رقم 3613)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ الفرع والعتيرة ب/ النَّهْيُ عَنْ أَنْ يُنْتَفَعَ مِنَ الْمَيْتَةِ بِشَيْءٍ (4/ 385 رقم 4562)، وفي "السنن الصغري" ك/ الفرع والعتيرة ب/ مَا يُدْبَغُ بِهِ جُلُودُ الْمَيْتَةِ (7/ 175 رقم 4250)، والطبري في "تهذيب الآثار" مسند ابن عباس (2/ 827 رقم 1226)، وابن حزم في "المحلي بالآثار"(1/ 121)، والخطيب في "المتفق والمفترق"(2/ 838 رقم 499).
…
وأما طريق سليمان بن فيروز الشَّيْبَانِي: أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(2/ 287 رقم 785)، وفي "مصنفه" ك/ اللباس ب/ مَنْ كَانَ لَا يَنْتَفِعُ مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ (8/ 368 رقم 25665)، وابن ماجه في "سننه" ك/ اللباس ب/ بَابُ مَنْ كان لَا يُنْتَفَعُ مِنْ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ (4/ 604 رقم 3613)، والترمذي في "سننه" ك/ اللباس ب/ مَا جَاءَ فِي جُلُودِ المَيْتَةِ إِذَا دُبِغَتْ (4/ 222 رقم 1729)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جُلُودِ الْمَيْتَةِ فِي طَهَارَتِهَا بِالدِّبَاغِ، وَفِيمَا يُخَالِفُ ذَلِكَ (8/ 280 رقم 3238)، وفي "شرح معاني الآثار" ك/ الصلاة ب/ دِبَاغِ الْمَيْتَةِ، هَلْ يُطَهِّرُهَا أَمْ لَا؟ (1/ 468 رقم 2690)، والمحاملي في "أماليه" رواية ابن يحيي البيع (1/ 117 رقم 78)، وأبو بكر الإسماعيلي في "معجم أسامي شيوخه"(1/ 439)، والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ الطهارة ب/ الْمَنْعِ مِنَ الِانْتِفَاعِ بِجِلْدِ الْكَلْبِ وَالْخِنْزِيرِ وَأَنَّهُمَا نَجِسَانِ وَهُمَا حَيَّانِ (1/ 28 رقم 58)، وابن الجوزي في "إعلام العالم بعد رسوخه بناسخ الحديث ومنسوخه"(1/ 78 رقم 19).
وأما طريق الأَعْمَش: أخرجه الترمذي في "سننه" ك/ اللباس ب/ مَا جَاءَ فِي جُلُودِ المَيْتَةِ إِذَا دُبِغَتْ (4/ 222 رقم 1729)، والخطيب في "المتفق والمفترق"(2/ 838 رقم 499)، وابن الجوزي في "إعلام العالم بعد رسوخه بناسخ الحديث ومنسوخه"(1/ 78 رقم 19).
وأما طريق عَبْد الْمَلِكِ بْن حُمَيْدِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ من أصح الأوجه عنه:
(1)
أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جُلُودِ الْمَيْتَةِ فِي طَهَارَتِهَا بِالدِّبَاغِ، وَفِيمَا يُخَالِفُ ذَلِكَ (8/ 280 رقم 3237)، وفي "شرح معاني الآثار" ك/ الصلاة ب/ دِبَاغِ الْمَيْتَةِ، هَلْ يُطَهِّرُهَا أَمْ لَا؟
(1)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7/ 14 رقم 6716)، عَن عَبْد الْمَلِكِ بْن حُمَيْدِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، عَن الْحَكَم بْن عُتَيْبَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْم قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ بِجُهَيْنَةَ أَنْ: لَا تَسْتَمْتِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ.
(1/ 468 رقم 2689).
وأما طريق الأَجْلَح: أخرجه ابن سعد في "الطبقات"(8/ 233)، وعبد بن حميد في "المنتخب من مسنده"(1/ 177 رقم 488).
وأما طريق عبد الرحمن بن عبد الله المَسْعُودِي: أخرجه المروزي في "المنتقي من الجزء الأول والثالث من حديثه"(1/ 71 رقم 13).
وأما طريق أَبَان بْن تَغْلِب من أصح الأوجه عنه
(1)
: أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(7/ 330 رقم 7642)، وابن المقرئ في "معجمه"(1/ 38 رقم 24).
وأما طريق خَالِد بْن كَثِير الْهَمْدَانِي: أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 320 رقم 2100).
وأما طريق مَطَر الْوَرَّاقِ من أصح الأوجه عنه
(2)
، وَمُحَمَّد بْن جُحَادَةَ: أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 369 رقم 618).
وأما طريق حَمْزَة الزَّيَّات: أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 214 رقم 1050).
وأما طريق مُعَاوِيَة بْنُ مَيْسَرَةَ: أخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" ب/ فِي جُلُودِ الْمَيْتَةِ (1/ 151 رقم 153).
وأما طريق مُطَرِّف بْن طَرِيفٍ: أخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" ب/ فِي جُلُودِ الْمَيْتَةِ (1/ 151 رقم 154).
وأما طريق مسعر بن كدام: أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(2/ 838 رقم 499).
متابعات للوجه الأول:
أخرجه أحمد في "مسنده"(31/ 80 رقم 18784)، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" السفر الثالث (3/ 45 رقم 3756)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ الفرع والعتيرة ب/ النَّهْيُ عَنْ أَنْ يُنْتَفَعَ مِنَ الْمَيْتَةِ بِشَيْءٍ (4/ 385 رقم 4563)، وفي "السنن الصغري" ك/ الفرع والعتيرة ب/ مَا يُدْبَغُ بِهِ جُلُودُ الْمَيْتَةِ (7/ 175 رقم 4251)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3/ 1742 رقم 4417)، عَنْ هِلَالٍ الْوَزَّان.
والطبري في "تهذيب الآثار"(2/ 827 رقم 1228) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3/ 1742 رقم 4416)، وأبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان"(1/ 107)، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْب.
والطبراني في "المعجم الأوسط"(6/ 380 رقم 6490)، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْر.
والطبراني في "المعجم الأوسط"(7/ 340 رقم 7668)، عَنْ أَبِي فَرْوَة.
(1)
أخرجه ابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ الطهارة ب/ جُلُودِ الْمَيْتَةِ (4/ 93 رقم 1277)، عَن أَبَان بْن تَغْلِبَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ كَتَبَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ أَنْ لَا تَنْتَفِعُوا من الميتة بإهاب ولا عصب.
(2)
أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه في الرسم"(1/ 351)، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: أَتَانَا كِتَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: قَدْ كُنْتُ رَخَّصْتُ لَكُمْ فِي الْمَيْتَةِ فَإِذَا أَتَاكُمْ كِتَابِي هَذَا فَلا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلا عَصَبٍ.
والطبراني في "الأوسط"(9/ 148 رقم 9378)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِي.
وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات"(2/ 275 رقم 1538)، عن عبدِ الملكِ بنِ ميسرة.
كلهم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْم به بنحوه.
الوجه الثاني: الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْل وَفَاتِهِ بِشَهْرٍ.
أخرجه أحمد في "مسنده"(31/ 79 رقم 18782) وأبو داود في "سننه" ك/ اللباس ب/ من روى أن لا يُنتفَعَ بإهابِ الميتةِ (6/ 215 رقم 4128)، والطبري في "تهذيب الآثار" مسند ابن عباس (2/ 825 رقم 1223)، (2/ 826 رقم 1224)، والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ الطهارة ب/ فِي جِلْدِ الْمَيْتَةِ (1/ 23 رقم 43)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" ك/ الطهارة ب/ الآنية (1/ 247 رقم 543)، وابن عبد البر في "التمهيد"(4/ 163)، عَنْ خَالِد الْحَذَّاء من أصح الأوجه عنه،
(1)
الوجه الثالث: يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَم، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْم، قَالَ: حَدَّثَنَا مَشْيَخَةٌ لَنَا مِنْ جُهَيْنَة.
ورواه عَنْ يَزِيد بْن أَبِي مَرْيَم: بهذا الوجه: صَدَقَة بْن خَالِد.
أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" مسند ابن عباس (2/ 827 رقم 1227)، وابن المنذر في "الأوسط"(2/ 264 رقم 847)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ك/ الصلاة ب/ دِبَاغِ الْمَيْتَة هَلْ يُطَهِّرُهَا أَمْ لَا؟ (1/ 468 رقم 2691) من طريق محمد بن المبارك، عَنْ صَدَقَة بْن خَالِد، عَنْ يَزِيد بْن أَبِي مَرْيَم به.
ورواه هِشَام بْن عَمَّار، عَنْ صَدَقَة بْن خَالِد، عَنْ يَزِيد بْن أَبِي مَرْيَم، عَنِ الْقَاسِم بْن مُخَيْمِرَة، عَنِ الْحَكَم، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْم قَالَ حَدَّثَنَا مَشْيَخَةٌ لَنَا مِنْ جُهَيْنَة. أخرجه ابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ الطهارة ب/ ذِكْرُ لَفْظَةٍ أَوْهَمَتْ عَالِمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ مُرْسَلٌ لَيْسَ بِمُتَّصِلٍ (4/ 95 رقم 1279).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
(1)
قلت: رواه خَالِد الْحَذَّاء عن الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ واختلف علي خالد: فرواه مرة عن الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ بلفظ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِشَهْرَيْنِ: أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جُلُودِ الْمَيْتَةِ فِي طَهَارَتِهَا بِالدِّبَاغِ، وَفِيمَا يُخَالِفُ ذَلِكَ (8/ 283 رقم 3240). ومرة عن الْحَكَمِ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمِ بلفظ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْر: أخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" ب/ فِي جُلُودِ الْمَيْتَةِ (1/ 152 رقم 155)، والحازمي في "الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار" ب/ ما جاء في جلود الميتة (1/ 56). ومرة عن الْحَكَمِ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمِ بلفظ قَبْلَ مَوْتِهِ بشهرين: أخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" ب/ فِي جُلُودِ الْمَيْتَةِ (1/ 153 رقم 156)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 40 رقم 2407). ومرة عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ بلفظ: قَبْلَ وَفَاتِهِ بِشَهْرٍ أَوْ شَهْرَيْنِ: أخرجه أحمد في "مسنده"(13/ 80 رقم 18783)، وابن الجوزي في "التحقيق في "مسائل الخلاف" ك/ الطهارة مسألة جلود الميتة (1/ 79 رقم 70). ومرة عن الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ بلفظ قبل وَفَاتِهِ بِشَهْرٍ، وهذا هو أصح الأوجه عن خالد.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِد: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (127).
3) عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيْس بْنِ يَزِيْد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الأَوْدِيُّ الكُوْفِيُّ.
روي عَنْ: أَشْعَث بْن سَوَّار، وأَجْلَح بْن عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِي، والثوري، وشعبة، وغيرهم.
روي عَنْه: عَمْرُو بْن مُحَمَّد النَّاقِد، وأَحْمَد بْن حنبل، وإسحاق بْن راهويه، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، وأبو حاتم، والعجلي، وابن معين، وابن المديني، والنسائي، والخليلي، وابْن خراش، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن سعد: مأمون كثير الحديث حجة، وزاد أَبُو حاتم: حجة يحتج بِهَا وهُوَ إمام من أئمة الْمُسْلِمِينَ، وزاد العجلي، والنَّسَائي: ثبت، وزاد الخليلي: متفق عليه، وزاد ابن حجر: فقيه عابد. وَقيل لابْن مَعِين: ابْن إدريس أحب إليك أَوِ ابْن نمير؟ فَقَالَ: كلاهما ثقتان، إلا أَن ابْن إدريس أرفع، وهُوَ ثقة فِي كل شيء. وذكره ابن حبان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات، وقال ابن حبان في المشاهير: كان ينصر السنة ويذب على ورع شديد وإتقان وضبط.
وقال أَحْمَد: كان نسيج وحده. وَقَال ابْن نمير: عَبد اللَّهِ بْن إدريس أثبت وأتقن في الحديث من حفص بن غياث. وقال أبو جعفر الجمال: كان ابن إدريس حافظاً لما يحفظ. وسئل أبو حاتم، وأبو زرعة عن يونس بن بكير وعبدة بن سليمان وسلمة بن الفضل في ابن إسحاق أيهم أحب إليكما؟ فقالا ابن إدريس أحب إلينا. وقال أحمد بن عبيد الله بن صخر الغداني: كان مرضياً. روى له الجماعة. وحاصله أنه "ثقة ثبت".
(1)
4) أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ الأَفْرَقُ التَّوَابِيتِيُّ النَّجَّار، وهو الذي يُقَالَ له: صَاحِبُ التَّوَابِيْتِ.
(2)
روي عَنْ: الحكم بْن عتيبة، وابْن سيرين، وابْن شهاب الزُّهْرِي، وغيرهم.
روي عَنْه: عَبْد اللَّه بْن إِدْرِيس الْأَوْدِي، وسفيان الثوري، وشعبة بْن الحجاج، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابْن مَعِين: ثقة. وذكره ابن شاهين في الثقات. وقال عثمان بن أبي شيبة: صدوق، قيل له هو حجة؟ قال: لا. وقال الذهبي: صدوق، خرج له مسلم متابعة، وحدث عن أشعث لجلالته من شيوخه. وقال العجلي: لا بأس به، وليس بالقوي. وقال البزار: لا نعلم أحدا ترك حديثه إلا من هو قليل المعرفة.
وَقَال ابن سعد، وأحمد، والعجلي، وابن معين مرة، وأبو داود، والنَّسَائي، والدارقطني، وابن حجر: ضعيف، وزاد العجلي، يُكتب حديثه، وزاد الدارقطني: يُعتبر به. وَقَالَ ابْن خِرَاش، والدارقطني: هو أضعف الأشاعثة. وَقَال أَبُو زُرْعَة: لين. وقال الذهبي مرة: كَانَ أَحَدَ العُلَمَاءِ عَلَى لِيْنٍ فِيْهِ. وقال محمد بن بشار بندار: ليس بثقة. وذكره العقيلي، وأبو العرب في الضعفاء. وقال الساجي: كان أحمد يضعفه، ويقول: روى أشياء مناكير
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 21، "الجرح والتعديل" 5/ 8، "الثقات" 7/ 59، "المشاهير" 1/ 204، "الإرشاد" للخليلي 1/ 234، "تهذيب الكمال" 14/ 293، "تاريخ الإسلام" 4/ 1136، "السير" 9/ 42، "الإكمال" 7/ 233، "التقريب" صـ 238.
(2)
التَابُوتِي: بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة من فَوق وَالْألف وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَالْوَاو وَالتَّاء ثَالِث الْحُرُوف أَيْضاً، هَذِه النِّسْبَة إِلَى عمل التابوت اشْتهر بهَا الْأَشْعَث بن سوار الْأَثْرَم مولى ثَقِيف يُقَال لَهُ أَشْعَث السَّاجِي والتابوتي والنجار والأفرق والنقاش. "اللباب" 1/ 203.
عن مسروق. وَقَال ابْن عَدِيّ: وهو في الجملة يكتب حديثه، ولم أجد له فيما يرويه متناً منكراً، إنما فِي الأحايين يخلط فِي الإسناد، ويخالف. وقال ابن حبان: فاحش الخطأ كثير الوهم. وَقَال يَحْيَى بْن سَعِيد: الحجاج بْن أرطاة ومحمد بْن إِسْحَاق عندي سواء، وأشعث بن سوار دونهما. وَقَال الفلاس: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه، ورأيت عَبْد الرَّحْمَنِ يخط على حديثه. وحاصله أنه "ضعيف يُعتبر به".
(1)
5) أَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُجَيَّةَ الْكِنْدِيُّ، أَبُو حُجَيَّةَ الْكُوفِيُّ: روي عَنْ: الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ. "صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (112).
6) الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ: روي عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَن بْن أَبِي لَيْلَى. "ثقة ثبت لكنه يُرسل" قَالَ شُعْبَةُ: أَحَادِيْثُ الحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ كِتَابٌ سِوَى خَمْسَةِ أَحَادِيْثَ. ثُمَّ قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: هِيَ حَدِيْثُ الوَتْرِ، وَحَدِيْثُ القُنُوْتِ، وَحَدِيْثُ عَزِيْمَةِ الطَّلَاقِ، وَجَزَاءِ الصَّيْدِ، وَإِتْيَانِ الحَائِضِ. سبقت ترجمته في حديث رقم (121).
7) عَبْدِ الرَّحْمَن بْنُ أَبِي لَيْلَى: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (106).
8) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ الجهني،
(2)
أَبُو معبد الكُوْفِيُّ.
روي عَنْ: أبي بكر الصديق، وعُمَر بن الخطاب، وعبد الله بْن مسعود، وغيرهم.
روي عَنْه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي لَيْلَى، والقاسم بن مخيمرة، وهلال الوزان، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال الخطيب: ثقة. وقال العجلي، والمنتجيلي: أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن حجر: مخضرم.
وقال المزي: اختلف فِي سماعه من النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وقال الذهبي: اخْتَلَفُوا فِي صُحْبَتِهِ. وقال مرة: قِيْلَ: لَهُ صُحْبَةٌ، وَقَدْ أَسْلَمَ بِلَا رَيْبٍ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَصَلَّى خَلْف أَبِي بَكْر الصِّدِّيْق. وقال ابن عبد البر: اختلف فِي سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم من حديثه عَنْهُ صلى الله عليه وسلم: من علق شيئاً وكل إِلَيْه. وقال العلائي: اختلف في سماعه. وقال البغوي: روى حديثين عن النبي صلى الله عليه وسلم يشك في سماعه.
وقال البخاري، وأبو حاتم: أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف له سماع صحيح. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن ابن عكيم قلت أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من علق شيئاً وكل إليه، فقال: ليس له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم إنما كُتب إليه، قلت: أحمد بن سنان أدخله في مسنده قال: من شاء أدخله في مسنده على المجاز. وقال ابن حبان: أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئاً. وقال العسكري: لم يعرف له سماع صحيح ويروي
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 1/ 233، "الضعفاء" لأبو زرعة 3/ 795، "سؤالات الآجري أبا داود السجستاني" 1/ 120، "الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 155، "الجرح والتعديل" 2/ 271، "المجروحين" 1/ 171، "الكامل" 2/ 40، "الثقات" لابن شاهين 1/ 36، "الضعفاء والمتروكون" للدارقطني 1/ 155، "تهذيب الكمال" 3/ 264، "الكاشف" 1/ 253، "تاريخ الإسلام" 3/ 617، "السير" 6/ 275، "ميزان الاعتدال" 1/ 263، "الإكمال" 2/ 233، "التقريب" صـ 52.
(2)
الجُهَنِيُّ: بضم الجيم وفتح الهاء وكسر النون في آخرها، هذه النسبة إلى جهينة وهي قبيلة من قضاعة واسمه زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة نزلت الكوفة وبها محلة نسبت إليهم وبعضهم نزل البصرة ومنهم: أبو معبد عبد الله بن عكيم الجهنيّ، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم ولم يراه. قاله السمعاني في "الأنساب" 3/ 394.
مرسلاً. وقال أبو زرعة، وأبو نعيم، وابن منده، وابن القيسراني، وابن الأثير: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره. وقال أبو زرعة مرة: لم يسمع ابن عكيم من النبي صلى الله عليه وسلم وكان في زمانه. روى له الجماعة سوى البخاري.
قلت: وقد صرح عَبْد اللَّه بْن عُكَيْمٍ بالسماع فقد أخرج ابن قانع بسنده عن ابْن أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ نَعُودُهُ، فَقُلْنَا: لَوْ عَلَّقْتَ شَيْئًا؟ قَالَ: لَوْ مِتُّ لَمْ أَفْعَلْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ عَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ. قَال ابن قانع: هَكَذَا قَالَ وَهُوَ عِنْدِي وَهْمٌ قَوْلُهُ: سَمِعْتُ، وَلَا أَعْلَمُ أَنَّ عِيسَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى لَقِيَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُكَيْمٍ، وَإِنَّمَا رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبَى لَيْلَى. وحاصله أنه "ثقة أَسْلَمَ فِي حَيَاة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ولم يصح له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم ".
(1)
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد أحمد في مسنده
".
1) عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ: قال ابن حجر: ثقة تغير قبل موته بثلاث سنين.
(2)
2) خَالِد بن مهران الحذاء: قال ابن حجر: ثقة يرسل.
(3)
3) الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ: "ثقة ثبت لكنه يُرسل" قَالَ شُعْبَةُ: أَحَادِيْثُ الحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ كِتَابٌ سِوَى خَمْسَةِ أَحَادِيْثَ. ثُمَّ قَالَ القَطَّانُ: هِيَ حَدِيْثُ الوَتْرِ، والقُنُوْت، وعَزِيْمَةِ الطَّلَاق، وَجَزَاءِ الصَّيْدِ، وَإِتْيَانِ الحَائِضِ. تقدم في حديث رقم (121).
4) عَبْدُ اللهِ بْنُ عُكَيْم: ثقة أَسْلَمَ فِي حَيَاة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ولم يصح له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم " تقدم في إسناد الوجه الأول.
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثالث: "إسناد الطبري في تهذيب الآثار
".
1) مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الصُّورِيُّ: قال ابن حجر: صدوق.
(4)
2) مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ: قال ابن حجر: ثقة.
(5)
3) صَدَقَةُ بْنُ خَالِد الأموي: قال ابن حجر: ثقة.
(6)
4) يَزِيد بْن أَبِي مَرْيَم، أبو عبد الله الدمشقي: قال ابن حجر: لابأس به.
(7)
(1)
يُنظر "التاريخ الكبير" 5/ 39، "الثقات" للعجلي 2/ 47، "معجم الصحابة" للبغوي 4/ 167، "الجرح والتعديل" 5/ 121، "المراسيل" 1/ 103، "معجم الصحابة" لابن قانع 2/ 117، "الثقات" 3/ 247، "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 3/ 1740، "الاستيعاب" 3/ 949، "تاريخ بغداد" 11/ 169، "أسد الغابة" 3/ 335، "تهذيب الكمال" 15/ 317، "تاريخ الإسلام" 2/ 959، "السير" 3/ 510، "جامع التحصيل" 1/ 214، "الإكمال" 8/ 71، "الإصابة" 6/ 290، "التهذيب" 5/ 323، "التقريب" صـ 256.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 309.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 131.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 439.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 438.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 216.
(7)
يُنظر "التقريب" صـ 534.
5) الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَة: قال ابن حجر: ثقة.
(1)
6) عَبْدُ اللهِ بْنُ عُكَيْم: ثقة أَسْلَمَ فِي حَيَاة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ولم يصح له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم " سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
7) حَدَّثَنَا مَشْيَخَةٌ، لَنَا مِنْ جُهَيْنَة: مبهم.
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي الْحَكَم بْن عُتَيْبَة، واختلف عنه من وجوه:
الوجه الأول: الْحَكَم بْن عُتَيْبَة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَّا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ. علي الإطلاق دون تحديد وقت الكتابة.
ورواه عَن الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ بهذا الوجه: شُعْبَة، ومَنْصُور بن المعتمر، وسليمان الشَّيْبَانِي، والأَعْمَش، وعَبْد الْمَلِك بْن حُمَيْدِ بْنِ أَبِي غَنِيَّة، والأَجْلَح، وعبد الرحمن بن عبد الله المَسْعُودِي، وأَبَان بْنِ تَغْلِب، وخَالِد بْن كَثِير الْهَمْدَانِي، ومَطَر الْوَرَّاق، وحَمْزَة الزَّيَّات، ومُعَاوِيَة بْن مَيْسَرَة، ومُطَرِّف بْن طَرِيف، ومسعر بن كدام.
الوجه الثاني: الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَال: كَتَبَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْل وَفَاتِهِ بِشَهْرٍ.
ورواه عَنْ الْحَكَم بن عتيبة بهذا الوجه: خَالِد الْحَذَّاء.
الوجه الثالث: يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَم، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْم، قَالَ: حَدَّثَنَا مَشْيَخَةٌ لَنَا مِنْ جُهَيْنَة. ورواه عَنْ يَزِيد بْن أَبِي مَرْيَم: بهذا الوجه: صَدَقَة بْن خَالِد.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أنَّ الوجه الأول هو الأقرب إلي الصواب وذلك للقرائن الأتية:
1) رواية الأكثر عدداً: فقد رواه بهذا الوجه كثرة من الرواة كما سبق بيان ذلك.
2) رواية الأحفظ: فقد رواه بهذا الوجه جماعة من الحفاظ الأثبات أمثال شعبة، ومنصور بن المعتمر.
3) المتابعات: فهذا الوجه له متابعات سبق ذكرها.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول الراجح ــــ "إسناده ضعيف"
وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أَبِي عَنْ حديث عبد الله بن عُكَيم: جاءنا كتابُ النبي صلى الله عليه وسلم قبلَ موتهِ بِشَهْرٍ: أَنْ لَا تَنْتَفِعُوا مِنَ المَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلا عَصَبٍ؟ فقال أبي: لم يَسْمَعْ عبدُالله بن عُكَيم من النبي صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّمَا هُوَ كِتابُه.
(2)
وأما الحديث بالوجه الثاني، والثالث فإسنادهما شاذ وذلك لمخالفة الثقة لما رواه الثقات.
قلت: وقد ذهب جماعة من العلماء إلي أنَّ حديث عَبْد اللَّه بْن عُكَيْم معلول بالاضطراب.
فقال ابن حجر: تكلم الحازمي في "الناسخ والمنسوخ" على هذا الحديث فشفى، ومحصل ما أجاب به
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 388.
(2)
يُنظر "العلل" 1/ 591.
الشافعية وغيرهم عنه التعليل بالإرسال، وهو أن عبد الله بن عُكيم لم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم. والانقطاع بأن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمعه من عبد الله بن عكيم. والاضطراب في سنده، فإنه تارة قال: عن كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وتارة عن مشيخة من جهينة، وتارة: عمن قرأ الكتاب، والاضطراب في المتن، فرواه الأكثر من غير تقييد، ومنهم من رواه بتقييد شهر أو شهرين، أو أربعين يوماً، أو ثلاثة أيام. والترجيح بالمعارضة بأن الأحاديث الدالة على الدباغة أصح. والقول بموجبه بأن الإهاب اسم للجلد قبل الدباغ لا بعده، حمله على ذلك ابن عبد البر والبيهقي، وهو منقول عن النضر بن شميل والجوهري قد جزم به. وقال الحازمي: وطريق الإنصاف فيه أن يقال: إن حديث ابن عُكيم ظاهر الدلالة في النسخ لو صح، ولكنه كثير الاضطراب، ثم لا يقاوم حديث ميمونة في الصحة.
(1)
وقال ابن عبد البر: وَهَذَا اضْطِرَابٌ كَمَا تَرَى يُوجِبُ التَّوَقُّفَ عَنِ الْعَمَلِ بِمِثْلِ هَذَا الْخَبَر.
(2)
قلت: فقد ثبت في الصحيحين من حديث ابْن عُيَيْنَة، عَنِ الزُّهْرِي، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، قَالَ: تُصُدِّقَ عَلَى مَوْلَاةٍ لِمَيْمُونَةَ بِشَاةٍ فَمَاتَتْ فَمَرَّ بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «هَلَّا أَخَذْتُمْ إِهَابَهَا فَدَبَغْتُمُوهُ فَانْتَفَعْتُمْ بِهِ؟» فَقَالُوا: إِنَّهَا مَيْتَةٌ فَقَالَ: «إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا» .
(3)
ورواية الباب تتعارض في ظاهرها مع رواية الصحيحين هذه وقد ذهب العلماء إلي الجمع بينهما بأن رواية الباب ــــــ علي فرض صحتها ــــــ محمولة علي عدم الانتفاع بجلد الميتة قبل الدباغ وأما رواية الصحيحين فمحمولة علي الانتفاع بجلد الميتة بعد الدباغ.
(4)
(5)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَشْعَثَ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَمْرُو بْنُ مُحَمَّد النَّاقِدُ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن حجر رحمه الله: ذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّهُ لَا يُنْتَفَعُ مِنَ الْمَيْتَةِ بِشَيْءٍ سَوَاءٌ دُبِغَ الْجِلْدُ أَمْ لَمْ يُدْبَغْ وَتَمَسَّكُوا بِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ أَتَانَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ مَوْتِهِ أَنْ لَا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَب.
(1)
يُنظر "التلخيص" لابن حجر 1/ 48.
(2)
يُنظر "التمهيد" 4/ 163.
(3)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ البيوع ب/ جُلُودِ المَيْتَةِ قَبْلَ أَنْ تُدْبَغَ (3/ 81 رقم 2221)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الحيض ب/ طَهَارَةِ جُلُودِ الْمَيْتَةِ بِالدِّبَاغِ (1/ 276 رقم 363).
(4)
يُنظر "تأويل مختلف الحديث" لابن قتيبة 1/ 334.
(5)
ومن رام المزيد فلينظر مشكوراً "المحلي بالآثار" لابن حزم 1/ 121، "معالم السنن" للخطابي 4/ 200، "ناسخ الحديث ومنسوخه" لابن شاهين 1/ 159، "الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار" للحازمي 1/ 11، "نصب الراية" للزيلعي 1/ 120، "طبقات الشافعية الكبرى" لتاج الدين السبكي 2/ 91، "فتح الباري" لابن حجر 9/ 659.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ كَانَ أَحْمَدُ يَذْهَبُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ هَذَا آخِرُ الْأَمْرِ ثُمَّ تَرَكَهُ لَمَّا اضْطَرَبُوا فِي إِسْنَادِهِ وَكَذَا قَالَ الْخلال نَحوه. ورد ابن حِبَّانَ عَلَى مَنِ ادَّعَى فِيهِ الِاضْطِرَابَ وَقَالَ سمع ابن عُكَيْمٍ الْكِتَابَ يُقْرَأُ وَسَمِعَهُ مِنْ مَشَايِخَ مِنْ جُهَيْنَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَا اضْطِرَابَ وَأَعَلَّهُ بَعْضُهُمْ بِالِانْقِطَاعِ وَهُوَ مَرْدُودٌ وَبَعْضُهُمْ بِكَوْنِهِ كِتَابًا وَلَيْسَ بِعِلَّةٍ قَادِحَةٍ وَبَعْضُهُمْ بأن ابن أبي ليلى رَاوِيه عَن ابن عُكَيْمٍ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ لِمَا وَقَعَ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ عَنْهُ أَنَّهُ انْطَلَقَ وَنَاسٌ مَعَهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ فَدَخَلُوا وَقَعَدْتُ عَلَى الْبَابِ فَخَرَجُوا إِلَيَّ فَأَخْبَرُونِي فَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّ فِي السَّنَدِ مَنْ لَمْ يُسَمَّ وَلَكِنْ صَحَّ تَصْرِيحُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى بِسَمَاعِهِ من ابن عُكَيْمٍ فَلَا أَثَرَ لِهَذِهِ الْعِلَّةِ أَيْضًا وَأَقْوَى مَا تَمَسَّكَ بِهِ مَنْ لَمْ يَأْخُذْ بِظَاهِرِهِ مُعَارَضَةُ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ لَهُ وَأَنَّهَا عَنْ سَمَاعٍ وَهَذَا عَنْ كِتَابَةٍ وَأَنَّهَا أَصَحُّ مَخَارِجَ وَأَقْوَى مِنْ ذَلِكَ الْجَمْعُ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ بِحَمْلِ الْإِهَابِ عَلَى الْجِلْدِ قَبْلَ الدِّبَاغِ وَأَنَّهُ بَعْدَ الدِّبَاغِ لَا يُسَمَّى إِهَابًا إِنَّمَا يُسَمَّى قِرْبَةً وَغَيْرَ ذَلِكَ وَقَدْ نُقِلَ ذَلِكَ عَنْ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ كالنضر بن شُمَيْل وَهَذِه طَريقَة ابن شاهين وابن عَبْدِ الْبَرِّ وَالْبَيْهَقِي.
(1)
(1)
يُنظر "فتح الباري" 9/ 659
[173/ 823]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: نا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قُمَامَةً
(1)
، وقُمَامَةُ الْمَسْجِدِ: لَا وَاللَّهِ، وَبَلَى وَاللَّهِ».
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ إِلَّا عُقَيْلٌ، وَلَا عَنْ عُقَيْلٍ إِلَّا رِشْدِينُ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه أبو يعلي الموصلي في "مسنده"(10/ 399 رقم 6004)، ومن طريقه ـــــ ابن عدي في "الكامل"(4/ 71) ــــــ عَن عَمْرُو النَّاقِد، عَن عَبْد اللَّهِ بْن سُلَيْمٍ الرَّقِّي، عَن رِشْدِين، عَنْ عُقَيل، عَنِ الزُّهْرِيِّ به بلفظه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (127).
3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمٍ الجَزَرِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّقِّيُّ.
روي عَنْ: رِشْدِين بْن سَعْد، والسري بن مخلد القشيري، وعُبَيد الله بْن عَمْرو الرَّقِّي، وغيرهم.
روي عَنْه: عَمْرُو النَّاقِد، وأيوب بن محمد الوزان، وعبد الرحمن بن خالد القطان، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور. وقال ابن حجر: مقبول. وحاصله أنه "يُحسن حديثه".
(2)
4) رِشْدِينُ بْنُ سَعْد، أبو الحَجَاج المِصْرِيُّ:"ضعيف الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (1).
5) عُقَيْلُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عُقَيْلٍ الأَيْلِيُّ،
(3)
أَبُو خَالِد، مَوْلَى آلِ عُثْمَانَ بنِ عَفَّان.
روي عَنْ: ابْن شهاب الزُّهْرِي، وعكرمة مولى ابن عباس، ونافع مولى ابن عُمَر، وغيرهم.
روي عَنْه: رِشْدِين بْن سَعْد، والليث بن سعد، ويونس بن يَزِيد الأيلي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، وأحمد، وابن معين، والعجلي، وأبو زرعة، والنسائي، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن معين: حجة، وزاد أبو زرعة: صدوق، وزاد الذهبي: كان إِمَاماً حَافِظاً ثَبْتاً صاحب كتاب لازَم الزُّهْرِي حَضَراً وَسَفَراً زَمِيلاً لَهُ فِي الْمَحْمَلِ، وزاد ابن حجر: ثبت. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال في المشاهير: من متقني أصحاب الزهري وصالحي الإيليين. روى له الجماعة.
(1)
قال ابن منظور: والقُمَامَة: الكُناسة، وَالْجَمْعُ قُمَام. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قُمَامَة الْبَيْتِ مَا كُسِح مِنْهُ فأُلقي بَعْضُهُ عَلَى بَعْض. يُنظر "لسان العرب" 12/ 493.
(2)
يُنظر "الجرح والتعديل" 5/ 78، 77، "الثقات" لابن حبان 8/ 352، "تهذيب الكمال" 15/ 58، "التقريب" صـ 249.
(3)
الْأَيْلِي: بِفَتْح الْألف وَسُكُون الْيَاء المنقوطة بِاثْنَتَيْنِ من تحتهَا وَفِي آخرهَا اللَّام هَذِه بَلْدَة على سَاحل بَحر القلزم مِمَّا يَلِي ديار مصر خرج مِنْهَا جمَاعَة من الْعلمَاء مِنْهُم: يُونُس بن يزِيد الْأَيْلِي صَاحب الزُّهْرِي، وَعقيل بن خَالِد. يُنظر "اللباب" 1/ 98.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم: عُقَيْل لَمْ يَكن بِالحافِظ، كَانَ صاحب كتاب محله الصدق. وقال مرة: عقيل أحب إلي من يونس، عقيل لا بأس به. وَقَالَ أَحْمَد: عقيل أقل خطأً من يونس. وَقَال ابن مَعِين: أثبت من روى عن الزُّهْرِي: مالك، ثم معمر، ثم عقيل. وقال ابن راهويه: عقيل حافظ ويونس صاحب كتاب. وقَالَ يونس بن يَزِيد: مَا أَحَد أَعلم بِحَدِيثِ الزهرِي مِن عقيل. وقال العقيلي: صدوق تفرد عن الزهري بأحاديث قيل لم يسمع من السري شيئاً إنما هو مناولة. وَقَالَ أَحْمَدُ: ذُكِرَ عِنْدَ يَحْيَى الْقَطَّانِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَعُقَيْلٌ، فَجَعَلَ كَأَنَّهُ يُضَعِفهُمَا قال أحمد: أيش ينفع هذا، هؤلاءِ ثِقَات لَمْ يُخْبِرُهُمَا يَحْيَى. وحاصله أنه "ثقة ثبت".
(1)
6) الزُّهْرِيُّ: "ثقة حافظ اشتهر بالتدليس، والإرسال، لكن قبل الأئمة قوله عن" تقدم حديث رقم (16).
7)
…
أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عوف: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (17).
8) أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: رِشْدِين بْن سَعْدٍ: ضعيف الحديث.
قال ابن عدي: وهذه الأحاديث ــــــــ وعد منها حديث الباب ــــــــ التي رواها رشدين، عن عقيل، عنِ الزُّهْريّ كلها غير محفوظة.
(2)
وقال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَأَبُو يَعْلَى، وَفِيهِ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَفِيهِ كَلَامٌ وَوَثَّقَهُ بَعْضُهُمْ.
(3)
وقال البوصيري: فيه رشدين بْن سَعْد: ضعيف.
(4)
وقال المناوي: ضَعِيف لضعف رشدين وَغَيره.
(5)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ إِلَّا عَقِيلٌ، وَلَا عَنْ عَقِيلٍ إِلَّا رِشْدِينُ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الرحمة والرضوان.
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 144، "الجرح والتعديل" 7/ 43، "الثقات" لابن حبان 7/ 305، "المشاهير" 1/ 214، "تهذيب الكمال" 20/ 242، "الكاشف" 2/ 32، "تاريخ الإسلام" 3/ 929، "التقريب" صـ 336.
(2)
يُنظر "الكامل" لابن عدي 4/ 72.
(3)
يُنظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 2/ 104.
(4)
يُنظر "إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة" للبوصيري 2/ 43.
(5)
يُنظر "التيسير بشرح الجامع الصغير" للمناوي 1/ 342.
[174/ 824]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أُتِيَ بِصَبِيٍّ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَنَضَحَهُ، وَأُتِيَ بِجَارِيَةٍ، فَبَالَتْ عَلَيْهِ، فَغَسَلَهُ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي أُسَامَة بْن زَيْد، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: أُسَامَة بْن زَيْد، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ.
ورواه عَن أُسَامَة بْنِ زَيْد بهذا الوجه: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ.
قلت: لم أقف عليه في حدود بحثي إلا عند الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ.
الوجه الثاني: أُسَامَة بْن زَيْد، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْخُزَاعِيَّةِ.
ورواه عَن أُسَامَة بْنِ زَيْد بها الوجه: أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ.
أخرجه أحمد في "مسنده"(45/ 369 رقم 27370)، (45/ 471 رقم 27477)، (45/ 604 رقم 27632)، ومن طريقه ــــــ الطبراني في "الكبير"(25/ 168 رقم 408) ــــــ. وابن ماجة في "سننه" ك/ الطَّهَارَة ب/ بَابُ مَا جَاءَ فِي بَوْلِ الصَّبِيِّ الَّذِي لَمْ يُطْعَمْ (1/ 330 رقم 527)، عَن مُحَمَّد بْن بَشَّار.
كلاهما: أحمد، ومُحَمَّد بْن بَشَّار، عَن أَبي بَكْرٍ الْحَنَفِي، عَن أُسَامَة بْن زَيْدٍ به، وعند ابن ماجة بلفظ: بَوْلُ الْغُلَامِ يُنْضَحُ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (117).
3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بن إِبْرَاهِيمَ بن طلحة بن عُبَيد اللَّه، القرشي، التَّيْمِيُّ، أَبُو مُحَمَّد الحِجَازِيُّ.
روي عَنْ: أُسَامَةَ بْنِ زَيْد الليثي، وإِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن مجمع، وصفوان بْن سليم، وغيرهم.
روي عَنْه: إِبْرَاهِيم بْن الْمُنْذِر، وإِبْرَاهِيم بْن حمزة الزبيري، وإِبْرَاهِيم بْن عَبد اللَّهِ الهروي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال العجلي: ثقة.
- وقال ابْن مَعِين، وابن حجر: صدوق، كثير الخطأ. وقَال أَبو حَاتِم: ما أري بحديثه بأساً لَيْسَ محله أن يحتج به.
- وقال الذهبي: شيخ. وقال مرة: ليس بحجة. وقال أحمد: كل بلية منه. وقال العقيلي: لا يتابع. وقال ابن حبان: فِي أَحَادِيثه رفع الْمَوْقُوف وَإسْنَاد الْمُرْسل كثيراً حَتَّى يخْطر ببال من الحَدِيث صناعته أَنَّهَا معمولة
من كثرتها لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ عِنْد الِانْفِرَاد وَلَا الِاعْتِبَار عِنْد الْوِفَاق. وحاصله أنه "ضعيف يعتبر به".
(1)
4) أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، أَبُو زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ المَدَنِيُّ.
روي عَنْ: عَمْرِو بْنِ شُعَيْب، وابْن شهاب الزُّهْرِي، ومحمد بْن المنكدر، وغيرهم.
روي عَنْه: عَبْد اللَّه بْن مُوسَى التَّيْمِي، وسفيان الثوري، وعبد الله بْن المبارك، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن معين، وابن المديني، والعجلي، ويعقوب بن سفيان: ثقة، وزاد ابن معين: حجة، وزاد يعقوب بن سفيان: مأمون. وذكره ابن حبان، وابن شاهين في الثقات. وقال ابن حبان: يخطئ.
وقال الذهبي: صَدُوق يهم. وقال مرة: صدوق فيه لين. وقال مرة: صدوق قوي الحديث، أكثر مسلم من إخراج حديث ابن وهب عنه، ولكن أكثرها شواهد ومتابعات، والظاهر أنه ثقة عند مسلم. وقال أيضاً: قَدْ يَرتَقِي حَدِيْثُه إِلَى رُتْبَةِ الحَسَنِ اسْتَشْهَدَ بِهِ البُخَارِيُّ وَأَخْرَج لَهُ مُسْلِمٌ فِي المُتَابَعَات. وقال ابن حجر: صدوق يهم. وَقَال ابن معين مرة، وعثمان بن سعيد الدارمي، وابن عدي، والنسائي: ليس به بأس. وقال ابن معين مرة، وأبو داود: صالح، وزاد أبو داود: إلا أن يحيى أمسك عنه بأخرة. وقال الحاكم: روى مسلم نسخة لابن وهب عن أسامة أكثرها شواهد أو يقرنه بآخر.
وذكره أبو العرب في الضعفاء، وقال: اختلفوا فيه، وقيل: ثقة، وقيل: غير ثقة. وقال ابن خلفون: هو حجة في بعض شيوخه وضعيف في بعضهم، ومن تدبر حديثه عرف ذلك. وَقَال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وَقَال النَّسَائي: ليس بالقوي. وقال البخاري: هو ممن يحتمل. وقال البرقي: هو ممن يضعف.
وقال أحمد: ليس بشيءٍ. وقال مرة: تركه يحيى بْن سَعِيد بأخرة. وَقَال مرة: روى عن نافع أحاديث مناكير، إن تدبرت حديثه فستعرف فيه النكرة. وحاصله أنه "صدوق يُحَسن حديثه".
(2)
5) عَمْرُو بْنُ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ، أَبُو إِبْرَاهِيْمَ القُرَشِيُّ السَّهْمِيُّ.
(3)
روي عَنْ: أبيه شعيب بن محمد وجل روايته عنه، والزُّهْرِي، وسَعِيد بن المُسَيَّب، وغيرهم.
روي عَنْه: أُسَامَة بن زَيْد اللَّيْثِي، وأيوب السختياني، ويحيى بن سَعِيد الأَنْصارِي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال العجلي، وابْن مَعِين، وابن المديني، وابن رَاهَوَيْه، وصالح جَزْرة، والنَّسَائي،
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 1/ 63، "الضعفاء الكبير" للعقيلي 2/ 307، "الجرح والتعديل" 5/ 166، "المجروحين" لابن حبان 2/ 16، "تهذيب الكمال" 16/ 184، "الكاشف" 1/ 601، "ميزان الاعتدال" 2/ 508، "التهذيب" 6/ 44، "التقريب" صـ 267.
(2)
"تاريخ ابن معين" 3/ 157، "سؤالات بن أبي شيبة لابن المديني" 1/ 98، "الثقات" للعجلي 1/ 217، "الجرح والتعديل" 3/ 284، "الثقات" 6/ 74، "الكامل" 2/ 76، "الثقات" لابن شاهين 1/ 38، "تهذيب الكمال" 2/ 347، "المغني في الضعفاء" 1/ 103، "ديوان الضعفاء" 1/ 68، "تاريخ الإسلام" 4/ 23، "من تكلم فيه وهو موثق" 1/ 93، "الإكمال" 2/ 57، "التقريب" صـ 38.
(3)
السَهْمِيُّ: بفتح السين المهملة وسكون الهاء وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى سهم، وهو سهمان: سهم جمح وهما أخوان ابنا عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤيّ منهم عمرو بن العاص بن وائل بن سهم وولده ومواليده، والثاني سهم باهلة منهم: أبو أمامه الصدى بن عجلان السهمي الباهلي من الصحابة. وأما سهم قريش فمنهم: أبو إبراهيم عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي. قاله السمعاني في "الأنساب" 7/ 200.
والذهبي: ثقة، وزاد الذهبي: صدوق، كثيرَ العِلم، حَسَنَ الحديث. وذكره ابن شاهين، وابن خلفون في الثقات. وقال الحازمي: ثقة باتفاق أئمة الحديث. وقال أحمد بن صالح المصري: ثبت وأحاديثه تقوم مقام الثبت. وقال يعقوب بن أبي شيبة: ثقة ثبت والأحاديث التي أنكروا من حديثه إنما هي لقوم ضعفاء رووها عنه وما روى عنه الثقات فصحيح. وَقَال أَبُو حاتم: سألت ابْن مَعِين عنه، فغضب، وَقَال: ما أقول؟ روى عنه الأئمة.
وقال ابن حجر: صدوق، وقال الذهبي مرة: مُخْتَلف فِيهِ وَحَدِيثه حسن وَفَوق الْحسن. وَقَال النَّسَائي مرة: ليس به بأس. وقَالَ النَّوَوِيُّ: الصّحيح المختار الاحتجاج بِه.
قلت: وقد اختلف العلماء في نسخة عَمْرو بن شعيب، عَن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص، هل هي متصلة، أم منقطعة، أم المقصود بجده: محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص فتكون مرسلة؟
قلت: فذهب بعض العلماء إلي أن نسخة عَمْرو بن شعيب، عَن أبيه، عن جده غير متصلة علي كل الأحوال، فإن كان المقصود بجده هو: عبد الله بن عمرو فتكون منقطعة لعدم السماع، وإن كان المقصود بجده هو: محمد بن عبد الله بن عمرو فتكون مرسلة إذ لا صحبة لجده هذا، وممن ذهب إلي هذا:
ابن مَعِين فقال: هو ثِقَة فِي نَفسه وما رواه عن أبيه عن جده لا حجة فيه وليس بمتصل وهو ضعيف من قبيل أنه مرسل، وَجَدَ شعيب كتب عبد الله بن عمرو فكان يرويها عن جده إرسالًا وهي صحاح عن عبد الله بن عمرو غير أنه لم يسمعها. وقال ابن حبان: إذا روى عمرو بن شعيب عن طاوس، وابن المسيب عن الثقات غير أبيه فهو ثقة يجوز الاحتجاج بما يروي عن هؤلاء وإذا روى عن أبيه عن جده ففيه مناكير كثيرة لا يجوز الاحتجاج عندي بشيء رواه عن أبيه عن جده لأن هذا الإسناد لا يخلو من أن يكون مرسلاً أو منقطع لأنه عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو فإذا روى عن أبيه فأبوه شعيب وإذا روى عن جده وأراد عبد الله بن عمرو فإن شعيباً لم يلق عبد الله بن عمرو والخبر بنقله هذا منقطع، وإن أراد بقوله عن جَدِهِ جَدُهُ الأدنى فهو: محمد بن عبد الله بن عمرو ومحمد بن عبد الله لا صحبة له فالخبر بهذا النقل يكون مرسلاً فلا تخلوا رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده من أن يكون مرسلاً أو منقطعاً. وقال ابن عدي: ثقة في نفسه، إلا إذا روى عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم يكون مرسلاً، لان جده عنده محمد بن عبد الله بن عمرو، ولا صحبة له.
بينما ذهب جمع من العلماء إلي أن نسخة عَمْرو بن شعيب، عَن أبيه، عن جده متصلة، وإلي صحة سماع شعيب من جده، وأن المقصود بجده هنا هو: عبد الله بن عمرو بن العاص.
قَال البُخارِيُّ: رأيت أحمد، وابن المديني، وابن راهويه، وأبا عُبَيد، وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عَمْرو بن شعيب، عَن أَبِيهِ، عَنْ جده، ما تركه أحد من المسلمين. قال البخاري: من الناس بعدهم؟! قال الذهبي: ومع هذا القول فما احتج به البخاري في جامعه. وقال البخاري مرة: شعيب بن محمد سمع عبد الله بن عمرو، وسمع منه ابنه عمرو. وقال ابن المديني: سمع شعيب من: عبد الله بن عمرو، وعمرو من: شعيب. وقال الحازمي: روايته عن أبيه عن جده الأكثرون على أنها متصلة ليس فيها إرسال ولا انقطاع. وقال أحمد بن صالح المصري: عمرو سمع من أبيه عن جده وكله سماع. وَقَال أحمد بن سَعِيد الدارمي: سمع أبوه من
عَبد الله بن عَمْرو. وَقَال أَبُو بكر بن زياد النيسابوري: صح سماع عَمْرو من أبيه شعيب، وصح سماع شعيب من جده عَبد الله. وَقَال الدارقطني: قد ثُبت سماعُ عَمْرو مِنْ أَبِيهِ، وسماعُ أَبِيهِ مِنْ جدّه عَبْد اللَّه بْن عَمْرو. وقال المزي: حديث عَمْرو بْن شعيب عَن أَبِيهِ، عَنْ جده صحيح متصل إذا صح الإسناد إليه، وأن من ادعى فيه خلاف ذلك، فدعواه مردودة حتى يأتي عليها بدليل صحيح يعارض ما ذكرناه.
وَقَال ابْن عَدِي مرة: أحاديثه عَن أبيه عن جده مع احتمالهم إياه لم يدخلوها في صحاح ما خرجوا وَقَالوا: هي صحيفة. قَالَ الذهبي: قال بعض العلماء: ينبغي أن تكون تِلْكَ الصّحيفة أصحّ من كلّ شيءٍ، لأنّها ممّا كتبه عَبْد اللَّه بْن عَمْرو عَنِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، والكتابة أضبط مِنْ حِفْظ الرجال. وقال الذهبي أيضاً: لا أعلم لمن ضَعَّفَهُ مُستَنَداً طائلاً أكثر مِنْ أنّ قوله عَنْ أَبِيهِ عَنْ جدّه يحتمِل أن يكون الضميرُ فِي قوله: عَنْ جدّه، عائدًا إلى جدّه الأقرب، وهو مُحَمَّد، فيكون الخبر مُرسِلا، ويحتمِل أن يكون جدّه الأعلى، وهذا لا شيء، لأنّ فِي بعض الأوقات يأتي مبيَّنًا، فيقول عَنْ جدّه عَبْد اللَّه بْن عَمْرو، ثم إنّا لا نعرف لأبيه شُعَيْب، عن جدّه مُحَمَّد رواية صريحة أصلاً، وأحسب مُحَمَّدًا مات فِي حياة عَبْد اللَّه بْن عَمْرو والده، وخلَّف ولَدَه شُعَيْبًا، فنشأ فِي حجْر جدّه، وأخذ عَنْه العلم، فأما أخْذُه عَنْ جدّه عَبْد اللَّه، فمتيقنٌ، وكذا أخْذُ ولدِه عَمْرو عَنْه فثابت. وتبعه علي ذلك العلائي. وقال ابن حجر: رواية أبيه عن جده إنما يعني بها الجد الأعلى عبد الله بن عمرو لا محمد بن عبد الله وقد صرح شعيب بسماعه من عبد الله في أماكن وصح سماعه منه، وهذه قطعة من جملة أحاديث ــــــ وذكرها ابن حجر ــــــ تصرح بأن الجد هو عبد الله بن عمرو لكن هل سمع منه جميع ما روى عنه أم سمع بعضها والباقي صحيفة الثاني أظهر عندي وهو الجامع لاختلاف الأقوال فيه وعليه ينحط كلام الدارقطني، وأبي زرعة، وإذا شهد له ابن معين أن أحاديثه صحاح غير أنه لم يسمعها وصح سماعه لبعضها فغاية الباقي أن يكون وجادة صحيحه وهو أحد وجوه التحمل والله أعلم.
وحاصله أنه "ثقة، وأما نسخته عن أبيه عن جده فهي متصلة حسنة الإسناد. قال الذهبي: لسنا ممن نعد نسخة عمرو، عن أبيه، عن جده من أقسام الصحيح الذي لا نزاع فيه من أجل الوجادة ومن أجل أن فيها مناكير فينبغي أن يتحايد ما جاء من حديثه منكراً ويروى ما عدا ذلك في السنن والأحكام محسنين لإسناده".
(1)
6) شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن العاص بن وائل، أبو عمرو الْقُرَشِيُّ السَّهْمِيُّ
روي عَنْ: جده عَبد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن العاص، وابْن عباس، وابْن عُمَر، وغيرهم.
روي عَنْه: ابناه: عُمَر، وعَمْرو ابْنا شعيب، وثابت البناني، وعطاء الخراساني، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابنُ حِبَّان في الثقات. وقال الذهبي: صدوق. وقال مرة: شعيب لا مغمز فيه، ولكن ما علمت أحداً وثقه، بل ذكره ابن حبان في الثقات، وقد روى عن جده عبد الله، واختلف في سماعه
(1)
"التاريخ الكبير" 4/ 218، "الثقات" للعجلي 2/ 178، "العلل الكبير"1/ 108، "الجرح والتعديل" 6/ 238، "المجروحين" 2/ 71، "الكامل" 6/ 201، "الثقات" لابن شاهين 1/ 151، "سؤالات السلمي للدارقطني" 1/ 215، "تهذيب الكمال" 22/ 64، "المغني" 2/ 145، "تاريخ الإسلام" 3/ 288، "السير"5/ 165، "الميزان"3/ 263، "الإكمال"10/ 187، "التهذيب" 8/ 48، "التقريب" صـ 360.
مِنْ أَبِيهِ مُحَمَّدٍ، وَلَمْ يَخْتَلِفْ أُولُو الْمَعْرِفَةِ في سماعه مِنْ جَدِّهِ. وقال ابن حجر: صدوق ثبت سماعه من جده.
وقال العلائي: شعيب عن عبادة بن الصامت مرسل لم يسمع منه. وقال ابن حجر: اختلفوا في سماعه من جده؟ فجزم بأنه سمع منه: ابن المديني، والبخاري، والدارقطني، وأحمد بن سعيد الدارمي، وأبو بكر بن زياد النيسابوري. وقال أحمد: أراه سمع منه، وجزم أنه لم يسمع منه: ابن معين وقال أنه وجد كتاب عبد الله بن عمر فحدث منه. وحاصله أنه "صدوق ثبت سماعه من جده عبد الله بن عمرو".
(1)
7) عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (96).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد أحمد في مسنده
".
1) عبد الكبير بن عبد المجيد بن عبيد الله أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ: قَال ابن حجر: ثقة.
(2)
2) أُسَامَةُ بْنُ زَيْد: "صدوق يحسن حديثه إلا إذا خالف" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
3) عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ: "ثقة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
4) أُمِّ كُرْزٍ الكعبية المكية الْخُزَاعِيَّةِ: قال المزي: لها صحبة روت عن: النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وروي عَنها: عَمْرو بن شعيب مرسل. وقال ابن حجر: صحابية لها أحاديث.
(3)
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي أُسَامَة بْن زَيْد الليثي، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: أُسَامَة بْنِ زَيْد، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ.
ولم يروه عَن أُسَامَة بْنِ زَيْد بهذا الوجه إلا: عَبْد اللَّه بْن مُوسَى التَّيْمِي وهو: ضعيف يعتبر به، ورواه عن عَبْد اللَّهِ بْن مُوسَى التَّيْمِي: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وهو: ثقة.
الوجه الثاني: أُسَامَة بْن زَيْد، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أُمِّ كُرْز الْخُزَاعِيَّةِ.
ورواه عَن أُسَامَة بهذا الوجه: أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ وهو: ثقة، ورواه عَن أَبي بَكْر: أحمد، ومحمد بن بشار بُندار.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق والله أعلم أن الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك لما يلي:
1) رواية الأحفظ: فرَاوِيَة الوجه الثاني أوثق وأحفظ من رَاوِيَة الوجه الأول.
2) رواية الأكثر عدداً: فرواه بالوجه الأول: عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ، عَن أُسَامَة بْنِ زَيْد: إبراهيم بن المنذر الحزامي. ورواه بالوجه الثاني: عن أَبي بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، عَن أُسَامَة بْنِ زَيْد: أحمد بن حنبل، ومحمد بن بشار بُندار.
3) قال ابن حجر: رَوَى أَحْمَد، وَابْنُ مَاجَه، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أُمِّ كُرْزٍ قَالَتْ أُتِيَ
(1)
يُنظر "الثقات" 4/ 357، "تهذيب الكمال" 12/ 534، "الكاشف" 1/ 488، "تاريخ الإسلام" 2/ 942، "ميزان الاعتدال" 3/ 263، "جامع التحصيل" 1/ 196، "طبقات المدلسين" لابن حجر 1/ 34، "التهذيب" 4/ 356، "التقريب" صـ 209.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 301.
(3)
يُنظر "تهذيب الكمال" 35/ 380، "التقريب" صـ 675.
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِصَبِيٍّ فَبَالَ عَلَيْهِ فَأَمَرَ بِهِ فَنُضِحَ وَأُتِيَ بِجَارِيَةٍ فَبَالَتْ عَلَيْهِ فَأَمَرَ بِهِ فَغُسِلَ وَفِيهِ انْقِطَاعٌ، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ فَقِيلَ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ كَالْجَادَّةِ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ.
قلت: وقد يفهم من كلام ابن حجر أن رواية الجادة ضعيفة، والله أعلم.
(1)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده منكر" فيه: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ: ضعيف الحديث، مع تفرده ومخالفته لرواية الثقة.
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ فضعيف أيضاً وذلك لانقطاعه. قال المزي، وابن الملقن، وابن حجر، والبوصيري، والشوكاني: هَذَا حَدِيث مُنْقَطع؛ لِأَن عَمْرو بن شُعَيْب لم يدْرك أم كُرْز.
(2)
قلت: وللحديث شواهد من أمثلها حديث: لُبَابَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب قَالَتْ: كَانَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنه فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَالَ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: الْبَسْ ثَوْبًا وَأَعْطِنِي إِزَارَكَ حَتَّى أَغْسِلَهُ. قَالَ: إِنَّمَا يُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْأُنْثَى وَيُنْضَحُ مِنْ بَوْلِ الذَّكَرِ.
(3)
قلت: وله شواهد في الصحيحين أيضاً: فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِصَبِيٍّ يُحَنِّكُهُ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَأَتْبَعَهُ المَاءَ. وفي راوية مسلم: فَدَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ.
(4)
وعَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَن قالت: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِابْنٍ لِي لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَرَشَّ عَلَيْهِ. وفي رواية عند مسلم: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَلَمْ يَغْسِلْهُ غَسْلاً.
(5)
قلت: وعلي هذا فيرتقي الحديث ــــ بالوجه الراجح ــــ بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيث عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
(1)
يُنظر "تلخيص الحبير" لابن حجر 1/ 88.
(2)
"تحفة الأشراف" 13/ 100، "البدر المنير"1/ 536، "تلخيص الحبير"1/ 88، "مصباح الزجاجة 1/ 406، "نيل الأوطار"1/ 199.
(3)
أخرجه ابن راهويه في "مسنده"(5/ 152 رقم 2273)، وأحمد في "مسنده"(44/ 445 رقم 26875)، وابن ماجة في "سننه" ك/ الطهارة وسننها ب/ مَا جَاءَ فِي بَوْلِ الصَّبِيِّ الَّذِي لَمْ يُطْعَمْ (1/ 421 رقم 522)، وأبو داود في "سننه" ك/ الطهارة ب/ بول الصبي يصيب الثوب (1/ 279 رقم 375)، وابن خزيمة في "صحيحه" ك/ الوضوء ب/ غَسْلِ بَوْلِ الصَّبِيَّةِ مِنَ الثَّوْبِ (1/ 143 رقم 282)، وأبو يعلي في "مسنده"(12/ 500 رقم 7074)، والطبراني في "الكبير"(3/ 23 رقم 2541).
(4)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ العقيقة ب/ تَسْمِيَةِ المَوْلُودِ غَدَاةَ يُولَدُ، لِمَنْ لَمْ يَعُقَّ عَنْهُ، وَتَحْنِيكِهِ (7/ 84 رقم 5468) وك/ الأدب ب/ وَضْعِ الصَّبِيِّ فِي الحِجْرِ (8/ 8 رقم 6002)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الطهارة ب/ حُكْمِ بَوْلِ الطِّفْلِ الرَّضِيعِ وَكَيْفيَّةِ غُسْلِهِ (1/ 237 رقم 286).
(5)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الطب ب/ السَّعُوطِ بِالقُسْطِ الهِنْدِيِّ وَالبَحْرِيِّ (7/ 124 رقم 5693)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الطهارة ب/ حُكْمِ بَوْلِ الطِّفْلِ الرَّضِيعِ وَكَيْفيَّةِ غُسْلِهِ (1/ 238 رقم 287).
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان، فقد تفرد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى التيمي برواية هذا الحديث عن أُسَامَةُ بْنُ زَيْد، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ كالجادة، ورواه أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، عَن أُسَامَة بْن زَيْد، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْخُزَاعِيَّةِ.
سادساً: التعليق علي الحديث:
اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي كَيْفِيَّةِ طَهَارَةِ بَوْلِ الصَّبِيِّ وَالْجَارِيَةِ عَلَى ثَلَاثَةِ مَذَاهِب.
قال النووي: الأول: قالوا أنه يَكْفِي النَّضْحُ فِي بَوْلِ الصَّبِيِّ وَلَا يَكْفِي فِي بول الجارية بل لابد مِنْ غَسْلِهِ كَسَائِرِ النَّجَاسَاتِ. وهذا هو الصَّحِيحُ الْمَشْهُورُ الْمُخْتَارُ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ يَكْفِي النَّضْحُ فِيهِمَا. وَالثَّالِثُ: لَا يَكْفِي النَّضْحُ فِيهِمَا. وَأَمَّا حَقِيقَةُ النَّضْحِ: فذهب الْمُحَقِّقُون من العلماء إِلَى أَنَّ النَّضْحَ أَنْ يُغْمَرَ وَيُكَاثَرَ بِالْمَاءِ مُكَاثَرَةً لَا يَبْلُغُ جَرَيَانَ الْمَاءِ وَتَرَدُّدَهُ وَتَقَاطُرَهُ بِخِلَافِ الْمُكَاثَرَةِ فِي غَيْرِهِ فَإِنَّهُ يُشْتَرَطُ فِيهَا أَنْ يَكُونَ بحيث يجرى بعض الماء ويتقاطر مِنَ الْمَحَل وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهَا فَنَضَحَهُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ. ثم أن النضح انما يُجْزِي مَا دَامَ الصَّبِيُّ يَقْتَصِرُ بِهِ عَلَى الرَّضَاعِ أَمَّا إِذَا أَكَلَ الطَّعَامَ عَلَى جِهَةِ التَّغْذِيَةِ فَإِنَّهُ يَجِبُ غَسْلُه بِلَا خِلَاف وَاللَّهُ أعلم.
(1)
(1)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 3/ 195.
[175/ 825]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي هَوْذَةَ قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«يُوشِكُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ قَوْمٌ يَشْرَبُونَهُ كَشُرْبِهِمُ الْمَاءَ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ» ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى حَلْقِهِ، فَقَالَ:«لَا يُجَاوِزُ هَاهُنَا» . *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ إِلَّا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي عَطَاء بْن السَّائِبِ، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ ابْنِ مَسْعُود مرفوعاً.
ورواه عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِب بهذا الوجه: عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْس، وخَلَفٌ الْوَاسِطِي
أما طريق عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْس: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ.
وأما طريق خَلَفٌ الْوَاسِطِي: أخرجه الآجريُّ في "أخلاق أهل القرآن"(1/ 99 رقم 33) عَن عَطَاءِ به بنحوه.
الوجه الثاني: عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ ابْنِ مَسْعُود موقوفاً.
ورواه عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِب بهذا الوجه: حَمَّاد بْن زَيْد، والأعمش.
أما طريق حَمَّاد بْن زَيْد: أخرجه ابن سعد في "الطبقات"(8/ 292)، وابن وضاح في "البدع والنهي عنها"(1/ 170 رقم 253)، والفريابي في "فضائل القرآن" ب/ صِفَةِ الْخَوَارِجِ وَالتَّغْلِيظِ عَلَيْهِمْ (1/ 241 رقم 169).
وأما طريق الأعمش: أخرجه أبو عبد الله العطار في "جزئه"(1/ 21 رقم 80).
كلاهما: حَمَّاد بْن زَيْد، والأعمش، عَن عَطَاءِ به بنحوه.
…
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (171).
3) سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي هَوْذَةَ الرَازِيُّ: "صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (171).
4) عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْس الرَّازِيُّ: "صدوق له أوهام" سبقت ترجمته في حديث رقم (171).
5) عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ مَالِكٍ الثَّقَفِيُّ، أَبُو زَيْدٍ الْكُوفِيُّ.
روي عَنْ: أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِي، وسَعِيد بن جبير، وعامر الشعبي، وغيرهم.
روي عَنْه: عَمْرُو بْن أَبِي قَيْسٍ، وحماد بن زيد، وسفيان الثوري، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال أَحْمَد: ثقة ثقة رجل صالح. وقال يعقوب بن سفيان: ثقة حجة. وقال ابن معين: ثقة قيل له: إنهم يضعفونه، فقال: ما سمع منه الكبار شعبة، وسفيان صحيح. وقال ابن سعد: ثقة، وقد روى عنه المتقدمون، وقد كان تغير حفظه بآخره، واختلط في آخر عمره. وَقَال العجلي: ثقة، من سمع منه قديماً
فهو صحيح الحديث، ومن سمع منه بأخرة فهو مضطرب الحديث. وَقَال النَّسَائي: ثقة في حديثه القديم إلا أنه تغير. وقال الطبراني: ثقة اختلط في آخر عمره، فما رواه عنه المتقدمون، مثل سفيان وشعبة وزهير وزائدة فهو صحيح. وقال الذهبي: ثقة ساء حفظه بآخره. وقال الساجي: صدوق ثقة لم يتكلم الناس في حديثه القديم. وقال شعبة: إذا حدث عن رجل واحد فهو ثقة، وإذا جمع بين اثنين فاتقه. وقال ابن المديني: ليس بضعيف. وقال ابن حبان في الثقات: اخْتَلَط بِآخِرهِ وَلم يفحش خطاءه حَتَّى يسْتَحق أَن يعدل بِهِ عَنْ مَسْلَك الْعُدُول بعد تقدم صِحَة ثباته فِي الرِّوَايَات.
وَقَال أبو حاتم: كان محله الصدق قديماً قبل أن يختلط، صالح مستقيم الحديث ثم بأخرة تغير حفظه. وقال الذهبي مرة: حسن الحَدِيث سَاءَ حفظه بِأخرَة. وقال مرة: أحد الاعلام على لين فيه. وقال ابن حجر: صدوق اختلط. وقال البُخارِيّ: أحاديثه القديمة صحيحة.
وَقَال ابْن أَبي شَيْبَة: سألت جريراً عن ليث، وعطاء، ويزيد بن أَبي زياد، قال: كان يزيد أحسنهم استقامة في الحديث ثم عطاء، وَقَال ابْن مهدي: ليث بن أَبي سليم، وعطاء بن السائب، ويزيد بن أَبي زياد، ليث أحسنهم حالاً عندي، وقال إسماعيل بن علية: أضعف عندي من ليث، وَقَالَ ابْن معِين: لَا يحْتَج بحَديثه.
وصفه بالاختلاط: قال السخاوي: وممن سمع منه قبل الاختلاط فقط: أيوب وحماد بن زيد وزائدة وزهير وابن عيينة والثوري وشعبة ووهيب، ومنهم حماد بن سلمة فيما قاله العقيلي والدارقطني وابن الجارود، وقال بعضهم: بعده. فالظاهر أنه سمع منه في الوقتين معاً، وكذا سمع منه في الوقتين معاً أبو عوانة فيما قاله ابن المديني وابن معين، وزاد أنه لا يحتج بحديث أبي عوانة عنه، وممن سمع منه بعده فقط إسماعيل بن علية وجرير بن عبد الحميد وخالد بن عبد الله الواسطي وابن جريج وعلي بن عاصم ومحمد بن فضيل بن غزوان وهشيم وسائر من سمع منه من البصريين في قدمته الثانية دون الأولى.
وصفه بالإرسال: قال ابن معين: لم يسمع من يعلى بن مرّة، وقال ابن حبان: وَقد قيل إِنَّه سمع من أنس وَلم يَصح ذَلِك عِنْدِي، وقَالَ الْمزي: روي عَن أنس بن مَالك، وَرُبمَا أدخل بَينهمَا يزِيد الرقاشِي.
وحاصله أنه "ثقة لكنه اختلط بآخرة" فمن سمع منه قبل الاختلاط فحديثه صحيح. ومن سمع منه بعد الاختلاط فحديثه ضعيف".
(1)
6) عَبْدُ اللهِ بْنُ حَبِيْبٍ بْنِ رُبَيِّعَةَ الكُوْفِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ.
روي عَنْ: عبد الله بْن مسعود، وعثمان بْن عَفَّان، وعلي بْن أَبي طالب، وغيرهم.
روي عَنْه: عَطَاء بْن السَّائِب، وسَعِيد بْن جبير، وأَبُو حصين الأسدي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال العجلي، والنسائي، وابن نمير، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن حجر: ثبت. وقال ابن عبد البر: هو عند جميعهم ثقة. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات. رَوَى له الجماعة.
(1)
"الثقات" للعجلي 2/ 135، "الضعفاء الكبير" 3/ 398، "الجرح والتعديل" 6/ 332، "المراسيل" 1/ 157، "الثقات" 7/ 251، "الكامل" 7/ 72، "تهذيب الكمال" 20/ 86، "الكاشف" 2/ 22، "المغني" 2/ 57، "السير" 6/ 110، "المختلطين" 1/ 82، "جامع التحصيل"1/ 238، "الإكمال" 9/ 245، "التقييد والايضاح" 1/ 442، "التهذيب" 7/ 203، "التقريب" 1/ 331، "فتح المغيث" 4/ 460.
وقد وُصف بالإرسال: قَال شُعْبَة: لَمْ يسمع من ابْن مَسْعُود، ولا من عُثْمَان، ولكن سمع من عَلِي. وقال أبو حاتم: لا تثبت روايته عن علي، فقيل له سمع من عثمان فقال روى عنه لا يذكر سماعاً. وقال ابن معين: لم يسمع من عمر. قال البخاري، وأبو أحمد الحاكم: سَمِعَ علياً، وعثمان، وابن مسعود رضي الله عنهم. وقال أحمد: في قول شعبة لم يسمع من ابن مسعود شيئاً قال: أراه وهماً. وقال ابن حبان: روي عَن عُثْمَان، وعَلى، وابْن مَسْعُود، وَزعم شُعْبَة أَن أَبَا عَبْد الرَّحْمَن لم يسمع من عُثْمَان وَلَا عَبْد الله وَسمع علياً. وقال الذهبي: قَالَ شُعبة: إنّه لم يسمَعَ من عُثْمَان، ولا من ابْن مَسْعُود، وَهَذَا فيه نظر، فإنّ روايته عَنْ عُثْمَان فِي الصّحيح، وقال العلائي: أخرج له البخاري حديثين عن عثمان وقد علم أنه لا يكتفي بمجرد إمكان اللقاء، وأخرج النسائي روايته عن عمر، وقد ثبت في صحيح البخاري أنه جلس للإقراء في خلافة عثمان. وقال أبو عمرو الداني: أخذ أبو عبد الرحمن القراءة عرضاً عن عثمان، وعلي، وابن مسعود، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت رضي الله عنهم وكل هذا مما يعارض الأقوال المتقدمة. وحاصله أنه "ثقة يرسل، وقد صح سماعه من عثمان، وعلي، وابن مسعود".
(1)
7) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (33).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد ابن سعد في الطبقات
".
1) حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بن الحارث بن سخبرة أبو عمر الْحَوْضِيُّ: قال ابن حجر: ثقة ثبت.
(2)
2) حَمَّادُ بْنُ زَيْد: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (118).
3) عَطَاء بْنِ السَّائِبِ: "ثقة لكنه اختلط بآخرة فمن سمع منه قبل الاختلاط فحديثه صحيح ومنهم: حَمَّاد بْن زَيْد، ومن سمع منه بعد الاختلاط فحديثه ضعيف. سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
4) أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
ثانياً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي عَطَاء بْن السَّائِبِ، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: عَطَاء بْن السَّائِب، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُود مرفوعاً.
ورواه عَن عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ بهذا الوجه: عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْس، وعمرو صدوق، وخَلَفٌ بن خليفة الْوَاسِطِي، وخلف صدوق اختلط بآخرة.
(3)
وكلاهما روي عَن عطاء بعد الاختلاط فحديثهم عنه ضعيف.
الوجه الثاني: عَطَاء بْن السَّائِب، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُود موقوفاً.
ورواه عَن عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ بهذا الوجه: حَمَّاد بْن زَيْد، والأعمش وكلاهما ثقة ثبت، وحَمَّاد ممن روي عَن عَطَاء قبل الاختلاط فحديثه عنه صحيح.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق والله أعلم أن الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك لما يلي:
(1)
يُنظر "التاريخ الكبير" 5/ 72، "الثقات" للعجلي 2/ 26، "المراسيل" 1/ 106، "الثقات" 5/ 9، "تهذيب الكمال" 14/ 408، "تاريخ الإسلام" 2/ 897، "جامع التحصيل" 1/ 208، "الإكمال" 7/ 299، "التهذيب" 5/ 183، "التقريب" صـ 242.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 112.
(3)
سبقت ترجمته في حديث رقم 158.
1) رواية الأحفظ: فرواة الوجه الثاني أحفظ وأوثق من رواة الوجه الأول.
2) أنَّ حَمَّاد بْن زَيْد ممن روي عَن عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قبل الاختلاط وعلي ذلك فحديثه عنه صحيح، وذلك بخلاف رَاوِيَا الوجه الأول فممن رووا عن عطاء بعد الاختلاط وعلي ذلك فحديثهم عنه ضعيف.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده شاذ" فيه: عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْس وذلك لمخالفته لما رواه الثقات.
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ فموقوف إسناده صحيح.
قلت: وقد ثبت الحديث في الصحيحين بهذا المعني ومن ذلك: حديث أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ، وَيَقْرَءُونَ القُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ إِلَى فُوقِهِ، قِيلَ مَا سِيمَاهُمْ؟ قَالَ: سِيمَاهُمْ التَّحْلِيقُ، أَوْ قَالَ: التَّسْبِيد.
(1)
وعَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي أَوْ سَيَكُونُ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ حَلَاقِيمَهُمْ، يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ، هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ.
(2)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَطَاء بْن السَّائِبِ إِلَّا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ.
قلت: وليس الأمر كما قال عليه رضي الله عنه فلم يتفرد به عَمْرُو بْن أَبِي قَيْسٍ عَن عَطَاء بل تابعه: خَلَف بن خليفة، عَن عَطَاءِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ ابْن مَسْعُود مرفوعاً. كما سبق بيان ذلك في التخريج.
سادساً: شرح الغريب:
قال ابن الأثير رحمه الله: قوله فِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ يقرأُون الْقُرْآنَ لَا يُجَاوز تَرَاقِيَهُمْ: التَّرَاقِي: جَمْعُ تَرْقُوَة، وَهِيَ العَظْم الَّذِي بَيْنَ ثُغْرة النَّحر والعَاتِق. وَهَمَّا تَرْقُوَتَان مِنَ الجانِبَين. وَوَزْنها فَعْلُوَة بِالْفَتْحِ. وَالْمَعْنَى أنَّ قِراءتهم لَا يرفعُها اللَّهُ وَلَا يَقبَلها، فَكَأَنَّهَا لَمْ تتَجاوز حُلوقَهُم. وَقِيلَ الْمَعْنَى أَنَّهُمْ لَا يَعْملون بِالْقُرْآنِ وَلَا يُثَابُونَ عَلَى قِرَاءَتِهِ، فَلَا يَحْصُلُ لَهُمْ غَيْرُ الْقِرَاءَةِ.
(3)
سابعاً: التعليق علي الحديث:
قال ابن عبد البر: مَعْنَى قَوْلِهِ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَقُولُ لَا يَنْتَفِعُونَ بِقِرَاءَتِهِ كما لا ينتفع الآكل والشارب من
(1)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ التوحيد ب/ بَابُ قِرَاءَةِ الفَاجِرِ وَالمُنَافِقِ، وَأَصْوَاتُهُمْ لَا تُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ (9/ 162 رقم 7562).
(2)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الزكاة ب/ الْخَوَارِجُ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ (2/ 750 رقم 1067).
(3)
يُنظر "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير 1/ 187.
المأكول وَالْمَشْرُوبُ بِمَا لَا يُجَاوِزُ حَنْجَرَتَه، وَقَدْ قِيلَ إِنَّ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَتْلُونَهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَلَا تَعْتَقِدُهُ قُلُوبُهُمْ وَهَذَا إِنَّمَا هُوَ فِي الْمُنَافِقِينَ.
(1)
وقال النووي رحمه الله: قَوْلُهُ إن أقواماً يقرأون الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ وَلَكِنْ إِذَا وَقَعَ فِي الْقَلْبِ فَرَسَخَ فِيهِ نَفَعَ مَعْنَاهُ: أَنَّ قَوْمًا لَيْسَ حَظُّهُمْ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا مُرُورُهُ عَلَى اللِّسَانِ فَلَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ لِيَصِلَ قُلُوبَهُمْ وليس ذلك هو المطلوب بل المطلوب تعقله وَتَدَبُّرُهُ بِوُقُوعِهِ فِي الْقَلْبِ.
(2)
(1)
يُنظر "التمهيد" لابن عبد البر 23/ 323.
(2)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 6/ 105.
[176/ 826]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا مِهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الرَّازِيُّ قَالَ: نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا فِي حَجَّتِهَا: أَجْرُكِ عَلَى قَدْرِ نَفَقَتِكِ. *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ إِلَّا مِهْرَانُ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي مِهْرَان بْن أَبِي عُمَرَ الرَّازِي، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: مِهْرَان بْن أَبِي عُمَر، عَنْ الثَّوْرِي، عَنْ مَنْصُور، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا فِي حَجَّتِهَا: أَجْرُكِ عَلَى قَدْرِ نَفَقَتِكِ.
ورواه عَنْ مِهْرَان بْن أَبِي عُمَر بهذا الوجه: الْحُسَيْن بْن إِدْرِيسَ الْحُلْوَانِي بإحدى الروايات عنه.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ــــــ عَنْ الْحُلْوَانِي، عَنْ الْحُسَيْن بْن إِدْرِيس، عَنْ مِهْرَان به.
وتابع الْحُسَيْن علي هذا الوجه: بَكَّارٌ الْفَقِيهُ الْأَصْبَهَانِيُّ. أخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(1/ 228).
الوجه الثاني: مِهْرَان بْن أَبِي عُمَر، عَنْ الثَّوْرِي، عَنْ مَنْصُور، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَة أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا فِي عُمْرَتِهَا: إِنَّمَا أَجْرُكِ فِي عُمْرَتِكِ عَلَى قَدْرِ نَفَقَتِكِ.
أ - تخريج الوجه الثاني: رواه عَنْ مِهْرَان بهذا الوجه: الْحُسَيْن بْن إِدْرِيسَ بإحدى الروايات عنه.
أخرجه الدارقطني في "سننه"(3/ 350 رقم 2728)، والحاكم في "المستدرك" ك/ المناسك (1/ 644 رقم 1734)، عَنْ الْحُسَيْن بْن إِدْرِيسَ الْحُلْوَانِي، عَنْ مِهْرَان بْن أَبِي عُمَر، عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِي، عَنْ مَنْصُور، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَة أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا فِي عُمْرَتِهَا: إِنَّمَا أَجْرُكِ فِي عُمْرَتِكِ عَلَى قَدْرِ نَفَقَتِكِ.
ب - متابعات للوجه الثاني:
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ العُمْرَةِ ب/ أَجْرِ العُمْرَةِ عَلَى قَدْرِ النَّصَبِ (3/ 5 رقم 1787)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الحج ب/ بَيَانِ وُجُوهِ الْإِحْرَامِ، وَأَنَّهُ يَجُوزُ إِفْرَادُ الْحَجِّ وَالتَّمَتُّعِ وَالْقِرَانِ، وَجَوَازِ إِدْخَالِ الْحَجِّ عَلَى الْعُمْرَةِ، وَمَتَى يَحِلُّ الْقَارِنُ مِنْ نُسُكِه (2/ 876 رقم 1211)، وابن سعد في "الطبقات"(2/ 170)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الحج ب/ في الْعُمْرَةِ بَعْدَ الْحَج (5/ 176 رقم 13161)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(2/ 379 رقم 926)، وأحمد في "مسنده"(40/ 189 رقم 24159)، وابن خزيمة في "صحيحه" ك/ المناسك ب/ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْعُمْرَةَ مِنَ الْمِيقَاتِ أَفْضَلُ مِنْهَا مِنَ التَّنْعِيمِ إِذْ هِيَ أَكْثَرُ نَصَبًا وَأَفْضَلُ نَفَقَةً، وَمَا كَانَ أَكْثَرُ نَصَبًا وَأَفْضَلُ نَفَقَةً فَالْأَجْرُ عَلَى قَدْرِ النَّصَبِ وَالنَّفَقَةِ (4/ 339 رقم 3027)، وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الحج ب/ لْإِبَاحَة لِلْحَائِض أَنْ تَقْضِي الْمَنَاسِك كُلَّهَا وَتَقِف الْمَوَاقِف كُلَّهَا إِلَّا الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ عُمْرَةَ عَائِشَةَ مِنَ التَّنْعِيمِ كَانَتْ أَفْضَلَ مِنْ عُمْرَةِ سَائِرِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِزِيَادَةٍ نَصَبِهَا وَتَعَبِهَا، وَأَنَّ الْعُمْرَةَ مِنَ الْمِيقَاتِ أَفْضَلُ مِنْهُ مِنَ التَّنْعِيمِ (2/ 296 رقم 3186)، وأبو نعيم في "مستخرجه" ك/ الحج ب/ إِفْرَادِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْحَجِّ (3/ 308 رقم 2808)، وابن حزم في "حجة الوداع" ب/ الِاخْتِلَاف فِي لَفْظِهِ صلى الله عليه وسلم-
لِعَائِشَةَ إِذْ حَاضَتْ، وَهِيَ مُعْتَمِرَةٌ، فَأَمَرَهَا صلى الله عليه وسلم بِعَمَلِ الْحَجِّ، وَالِاخْتِلَافُ فِي مَوْضِعِ طُهْرِهَا رضي الله عنها (1/ 319 رقم 336)، والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ الحج ب/ الرَّجُلِ يَجِدُ زَادًا وَرَاحِلَةً فَيَحُجُّ مَاشِيًا يَحْتَسِبُ فِيهِ زِيَادَةَ الْأَجْر (4/ 541 رقم 8643)، وفي ب/ مَنِ اخْتَارَ الرُّكُوبَ لِمَا فِيهِ مِنْ زِيَادَةِ النَّفَقَةِ وَالْإِجْمَامِ لِلدُّعَاءِ وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَجَّ رَاكِبًا وَالْخَيْرُ فِي كُلِّ مَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4/ 543 رقم 8648)، كلهم من طُرق عَنْ ابْن عَوْن، عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَة رضي الله عنها: قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يَصْدُرُ النَّاسُ بِنُسُكَيْنِ وَأَصْدُرُ بِنُسُكٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: «انْتَظِرِي، فَإِذَا طَهَرْتِ فَاخْرُجِي إِلَى التَّنْعِيمِ، فَأَهِلِّي مِنْهُ، ثُمَّ الْقَيْنَا عِنْدَ كَذَا وَكَذَا - قَالَ أَظُنُّهُ قَالَ غَدًا - وَلَكِنَّهَا عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ أَوْ - قَالَ - نَفَقَتِكِ. وهذا لفظ مسلم.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) الْحُسَيْنُ بْنٌ إِدْرِيسَ الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (171).
3) مِهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ العطار، أَبُو عبد الله الرَّازِيُّ.
روي عَنْ: سُفْيَان الثَّوْرِي، وإبراهيم بْن نافع المكي، وإسماعيل بْن أَبي خالد، وغيرهم.
روي عنْه: الْحُسَيْن بْن إِدْرِيسَ الْحُلْوَانِي، وابْن مَعِين، وسَعِيد بْن سُلَيْمان الواسطي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن مَعِين، وأبو حاتم: ثقة، وزاد أبو حاتم: صالح الحديث. وذكره ابن حِبان، وابن شاهين في الثقات، وقال ابن حبان: يخطئ ويغرب.
- وقال عثمان بن أبي شيبة: صَدُوق إِلَّا أَن أَكثر رِوَايَته عَن سُفْيَان خطأ. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام سيء الحفظ. وقال الدارقطني: لا بأس به. وقال ابْن مَعِين: كَانَ شيخاً مسلماً كتبت عنه،
(1)
وكان عنده غلط كثير فِي حديث سفيان. وقال العقيلي: روى عن الثوري أحاديث لا يتابع عليها.
- وقال إبراهيم بن موسى الفراء: ضعيف. وقال الذهبي: فيه لين.
- وقَال البُخارِي، والساجي، وإبراهيم بن موسى الفراء مرة: فِي حديثه اضطراب، وزاد الساجي: وهو من أكثر أصحاب الثوري عنه رواية. وَقَال النَّسَائي: ليس بالقوي. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم.
وحاصله أنه "ثقة يخطئ في حديث الثوري".
(2)
4) سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: "ثقة حافظ أمير المؤمنين في الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (14).
5) مَنْصُوْرُ بْنُ المُعْتَمِرِ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (44).
6) إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيد النَّخَعِيُّ: "ثقة وُصف بالتدليس والإرسال وقبل الأئمة منه ذلك" تقدم حديث رقم (44).
7) الأَسْوَدُ بنُ يَزِيْد بن قَيْس النَّخَعِيُّ، أَبُو عَمْرٍو، ويُقال: أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الكُوْفِيُّ.
(1)
قال ابن حبان: كانَ فِي أَوله مجوسياً أسلم على يَدي الثَّوْريّ وَله صنف الثَّوْريّ الْجَامِع الصَّغِير.
(2)
يُنظر "الضعفاء الكبير" 4/ 229، "الجرح والتعديل" 8/ 301، "الثقات" 7/ 523، "الثقات" لابن شاهين 1/ 234، "سؤالات السلمي للدارقطني 1/ 277، "تهذيب الكمال"28/ 595، "الكاشف"2/ 300، "الإكمال"11/ 384، "التقريب" صـ 480.
روي عَنْ: عائشة أم المؤمنين، وأبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وغيرهم.
روي عَنْه: إِبْرَاهِيم بْن يزيد النَّخَعِيّ، والضحاك بْن مزاحم، وأبو إِسْحَاق السبيعي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، وأَحْمَد، وأبو حاتم، وابن معين، والعجلي، والدارقطني، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن سعد: له أحاديث صالحة، وزاد أحمد: من أهل الخير، وزاد العجلي: رجل صالح، وزاد الذهبي: كانَ مخضرماً، أَدرَك الجَاهِلِية وَالإِسلام، وهو نَظِير مَسروق فِي الجَلالة وَالعلم والثقة وَالسن، وزاد ابن حجر: مخضرم مكثر فقيه. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان فقيهاً زاهداً. وَقَالَت عَائِشَة: مَا بالعراق أحد أعجب إِلَى من الْأسود وَكَانَت تكرمه. روى له الجماعة. قال ابن حجر: وذكره جماعة ممن صنف في الصحابة لإدراكه. قلت: ومنهم: ابن عبد البر، وأبو موسي الأصبهاني. وحاصله أنه "ثقة".
(1)
8) عَائِشَة بنت أبي بكر الصديق: "زوج النبي صلى الله عليه وسلم " سبقت ترجمتها في حديث رقم (15).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد الدارقطني في "سننه
"
1) مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَد الدوري: قال الدارقطني: ثقة مأمون.
(2)
2) جَعْفَرُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ يَعْقُوبَ أَبُو الْفَضْل: قال ابن أبي حاتم: كتبنا بعض حديثه وهو صدوق.
(3)
3) الْحُسَيْنُ بْنٌ إِدْرِيسَ الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (171).
4) مِهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ العطار: "ثقة يخطئ في حديث الثوري" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
5) سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: "ثقة حافظ أمير المؤمنين في الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (14).
6) مَنْصُوْرُ بْنُ المُعْتَمِرِ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (44).
7) إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيد النَّخَعِيُّ: "ثقة وُصف بالتدليس والإرسال وقبل الأئمة منه ذلك" تقدم حديث رقم (44).
8) الأَسْوَدُ بنُ يَزِيْد بن قَيْس النَّخَعِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
9) عَائِشَة بنت أبي بكر الصديق: "زوج النبي صلى الله عليه وسلم " سبقت ترجمتها في حديث رقم (15).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
هذا الحديث مداره علي مِهْرَان بْن أَبِي عُمَرَ الرَّازِي، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: مِهْرَان بْن أَبِي عُمَر، عَنْ الثَّوْرِي، عَنْ مَنْصُور، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا فِي حَجَّتِهَا: أَجْرُكِ عَلَى قَدْرِ نَفَقَتِكِ. ورواه عَنْ مِهْرَان بْن أَبِي عُمَر بهذا الوجه: الْحُسَيْن بْن إِدْرِيسَ الْحُلْوَانِي بإحدى الروايات عنه. وتابع الْحُسَيْن بْن إِدْرِيس علي هذا الوجه: بَكَّارٌ الْفَقِيهُ الْأَصْبَهَانِيُّ.
الوجه الثاني: مِهْرَان بْن أَبِي عُمَر، عَنْ الثَّوْرِي، عَنْ مَنْصُور، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَة أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا فِي عُمْرَتِهَا: إِنَّمَا أَجْرُكِ فِي عُمْرَتِكِ عَلَى قَدْرِ نَفَقَتِكِ.
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 1/ 229، "الجرح والتعديل" 2/ 291، "الثقات" لابن حبان 4/ 31، "سؤالات السلمي للدارقطني" 1/ 213، "تهذيب الكمال" 3/ 233، "السير" 4/ 50، "الإكمال" 2/ 216، "التقريب" صـ 50.
(2)
يُنظر "تاريخ الإسلام" 7/ 651.
(3)
يُنظر "الجرح والتعديل" 2/ 491.
ورواه عَنْ مِهْرَان بهذا الوجه: الْحُسَيْن بْن إِدْرِيسَ بإحدى الروايات عنه. ولهذا الوجه متابعات قاصرة في الصحيحين وغيرهما عَنْ ابْن عَوْن، عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَة: قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يَصْدُرُ النَّاسُ بِنُسُكَيْنِ وَأَصْدُرُ بِنُسُكٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: انْتَظِرِي، فَإِذَا طَهَرْتِ فَاخْرُجِي إِلَى التَّنْعِيمِ، فَأَهِلِّي مِنْهُ، ثُمَّ الْقَيْنَا عِنْدَ كَذَا وَكَذَا قَالَ أَظُنُّهُ قَالَ غَدًا وَلَكِنَّهَا عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ أَوْ قَال نَفَقَتِكِ.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق والله أعلم أنَّ الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الأتية:
1) المتابعات: فلهذا الوجه متابعات قاصرة كما سبق بيان ذلك.
2) إخراج الشيخان لهذا الوجه في صحيحهما.
3) أنَّ مِهْرَان بْن أَبِي عُمَر يخطئ في حديث الثوري وقد اختلف فيه علي الثوري فيرجح من روايته ما توبع عليه لا سيما وأنَّ هذه المتابعات في الصحيحين.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده ضعيف" فيه: مِهْرَان بْن أَبِي عُمَرَ الرَّازِي: ثقة لكن يخطئ في حديث الثوري. وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ إسناده ضعيف أيضاً لأجل مِهْرَان بْن أَبِي عُمَرَ. قلت: لكن للحديث متابعات في الصحيحين وغيرهما علي هذا الوجه كما سبق بيان ذلك.
وعلي هذا فيرتقي الحديث من وجهه الراجح بمتابعاته من الضعيف إلي الحسن لغيره.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف رحمه الله:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ إِلَّا مِهْرَانُ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم وَلَكِنَّهَا عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ أَوْ قَالَ نَفَقَتِكِ: هَذَا ظَاهِرٌ فِي أَنَّ الثَّوَابَ وَالْفَضْلَ فِي الْعِبَادَةِ يَكْثُرُ بِكَثْرَةِ النَّصَبِ وَالنَّفَقَةِ وَالْمُرَادُ النَّصَبُ الَّذِي لَا يَذُمُّهُ الشَّرْعُ وَكَذَا النَّفَقَةُ.
قال ابن حجر: وَهُوَ كَمَا قَالَ ـــــ يعني النووي ــــــ لَكِنْ لَيْسَ ذَلِكَ بِمُطَّرِدٍ فَقَدْ يَكُونُ بَعْضُ الْعِبَادَةِ أَخَفَّ مِنْ بَعْضٍ وَهُوَ أَكْثَرُ فَضْلًا وَثَوَابًا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الزَّمَانِ كَقِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ بِالنِّسْبَةِ لِقِيَامِ لَيَالٍ مِنْ رَمَضَانَ غَيْرِهَا وَبِالنِّسْبَةِ لِلْمَكَانِ كَصَلَاةِ رَكْعَتَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِالنِّسْبَةِ لِصَلَاةِ رَكَعَاتٍ فِي غَيْرِهِ وَبِالنِّسْبَةِ إِلَى شَرَفِ الْعِبَادَةِ الْمَالِيَّةِ وَالْبَدَنِيَّةِ كَصَلَاةِ الْفَرِيضَةِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى أَكْثَرِ مِنْ عَدَدِ رَكَعَاتِهَا أَوْ أَطْوَلِ مِنْ قِرَاءَتِهَا وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ صَلَاةِ النَّافِلَةِ وَكَدِرْهَمٍ مِنَ الزَّكَاةِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى أَكْثَرِ مِنْهُ مِنَ التَّطَوُّعِ أَشَارَ إِلَى ذَلِك ابن عَبْدِ السَّلَامِ فِي الْقَوَاعِدِ. قَالَ: وَقَدْ كَانَتِ الصَّلَاةُ قُرَّةَ عَيْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ شَاقَّةٌ عَلَى غَيْرِهِ وَلَيْسَتْ صَلَاةُ غَيْرِهِ مَعَ مَشَقَّتِهَا مُسَاوِيَةً لِصَلَاتِهِ مُطْلَقًا. قال العيني معقباً: هَذَا الَّذِي ذكره لَا يمْنَع الاطراد لِأَن الْكَثْرَة الْحَاصِلَة فِي الْأَشْيَاء الْمَذْكُورَة لَيست من ذَاتهَا، وَإِنَّمَا هِيَ بِحَسب مَا يعرض لَهَا من الْأُمُور الْمَذْكُورَة. فَافْهَم فَإِنَّهُ دَقِيق.
(1)
(1)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي" 8/ 152، "فتح الباري" لابن حجر 3/ 611، "عمدة القارئ" للعيني 10/ 124.
[177/ 827]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: نا جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ الْأَشْجَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، إِذْ جَاءَ ابْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ:«مَرْحَبًا بِكَ يَا ابْنَ أَخِي» ، إِلَيَّ هَاهُنَا، فَأَقْعَدَهُ مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَأَبُوكَ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ}
(1)
» الْآيَةَ.
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ إِلَّا جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ.
(2)
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مدار علي نُعَيْم بْن أَبِي هِنْد الْأَشْجَعِي، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْد، عَنْ الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ الْهَمْدَانِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب.
ورواه عَنْ نُعَيْم بْن أَبِي هِنْد بهذا الوجه: جَابِر بْن يَزِيد بْن رِفَاعَة.
ولم أقف عليه من هذا الوجه في حدود بحثي إلا عند الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ــــــ.
وقد تابع نُعَيْم علي هذا الوجه: أبو إسحاق السبيعي. أخرجه أبو العرب التميمي في "المحن"(1/ 101).
الوجه الثاني: نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْد، عَنْ رِبْعِي بْن حِرَاش، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب.
ورواه عَنْ نُعَيْم بْن أَبِي هِنْد بهذا الوجه: أَبَان بْن عَبْدِ اللَّه الْبَجَلِي
أخرجه ابن سعد في "الطبقات"(3/ 205)، وأحمد في "فضائل الصحابة"(2/ 747 رقم 1300)، والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ قتال أهل البغي ب/ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ مِنْهُمَا لَا تَخْرُجُ بِالْبَغْيِ عَنْ تَسْمِيَةِ الْإِسْلَام (8/ 300 رقم 16714)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الجمل ب/ فِي مَسِيرِ عَائِشَةَ وَعَلِيٍّ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْر (14/ 263 رقم 38817)، والطبري في "تفسيره"(14/ 77)، والبَلَاذري في "جمل من أنساب الأشراف"(10/ 128)، والحاكم في "المستدرك" ك/ التفسير ب/ تفسير سورة الحجر (2/ 385 رقم 3348)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(25/ 118)، عَنْ أَبَان بْن عَبْدِ اللَّه، عَنْ نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْد، عَنْ رِبْعِي بْن حِرَاش قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِنِّي لَأَرْجُو إِنْ أَكُونَ أَنَا وَالزُّبَيْرُ، وَطَلْحَةُ، مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ عز وجل:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}
(3)
قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ فَقَالَ: اللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَصَاحَ بِهِ عَلِيٌّ صَيْحَةً: إِنَّ الْقَصْرَ يُدَهْدِهُ لَهَا، ثُمَّ قَالَ: مَنْ هُمْ؟ إِذَا لَمْ نَكُنْ نَحْنُ هُمْ؟. واللفظ لأحمد.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
(1)
سورة الأعراف آية رقم: 43. وفي سورة الحجر آية رقم: 47.
(2)
(ق/ 48/ أ).
(3)
سورة الحجر آية رقم: 47.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُوْنُسَ اليَرْبُوْعِيُّ: "ثقة متقن" سبقت ترجمته في حديث رقم (160).
3) جَابِرُ بْنُ يَزِيد بْنِ رِفَاعَةَ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ.
روي عَنْ: نُعَيْم بْن أَبِي هِنْدٍ الْأَشْجَعِي، وعامر الشعبي، ومجاهد، وغيرهم.
روي عَنْه: أَحْمَد بْن يُونُس الْيَرْبُوعِي، وأَبُو داود الطيالسي، وعبد الرحمن بْن مهدي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن معين: ثقة صدوق. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات.
وقال الذهبي، وابن حجر: صدوق. وقال الذهبي مرة: ما علمت به بأساً. وحاصله أنه "صدوق".
(1)
4) نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ الأَشْجَعِيُّ الْكُوفِيُّ وَاسْمُ أَبِيهِ النُّعْمَانُ بْنُ أَشْيَمَ.
روي عَنْ: إبراهيم النخعي، وربعي بن حراش، وأبو وائل شقيق بْن سلمة، وغيرهم.
روي عَنْه: جَابِر بْن يَزِيد بْنِ رِفَاعَة، وشعبة، وأبان بن عَبْدِ اللَّهِ البجلي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن سعد، والعجلي، والنَّسَائي، والذهبي، وابن حجر: ثقة. وذكره ابن حِبَّان فِي الثقات، وقال في المشاهير: من قدماء شيوخ الكوفيين.
وقال أَبُو حَاتِم، والذهبي مرة: صدوق، وزاد أبو حاتم: صَالِح الحديث. وحاصله أنه "ثقة".
(2)
5) الحَارِثُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَعْوَرُ الهَمْدَانِيُّ: "ضعيف يُعتبر به" سبقت ترجمته في حديث رقم (71).
6) علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (24).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد ابن سعد في الطبقات
".
1) أبو نعيم الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْن: قال ابن حجر: ثقة ثبت.
(3)
2) أَبَان بْن عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ: قال ابن حجر: صدوق في حفظه لين".
(4)
3) نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ الأَشْجَعِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
4) رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ: قال ابن حجر: ثقة عابد مخضرم.
(5)
5) علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (24).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
هذا الحديث مدار علي نُعَيْم بْن أَبِي هِنْد الْأَشْجَعِي، واختلف عنه من وجهين:
(1)
يُنظر "سؤالات ابن الجنيد لابن معين" 1/ 426، "الثقات" لابن حبان 6/ 142، "تهذيب الكمال" 4/ 472، "تاريخ الإسلام" 4/ 320، "ميزان الاعتدال" 1/ 384، "الإكمال" 3/ 145، "التقريب" صـ 76.
(2)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 318، "الجرح والتعديل" 8/ 460، "الثقات" لابن حبان 7/ 536، "المشاهير 1/ 197، "تهذيب الكمال" 29/ 497، "الكاشف" 2/ 325، "ميزان الاعتدال" 4/ 271، "الإكمال" 12/ 74، "التقريب" صـ 496.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 381.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 27.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 145.
الوجه الأول: نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْد، عَنْ الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ الْهَمْدَانِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب.
ورواه عَنْ نُعَيْم بْن أَبِي هِنْد بهذا الوجه: جَابِر بْن يَزِيد بْن رِفَاعَة.
وقد تابع نُعَيْمُ علي هذا الوجه: أبو إسحاق السبيعي. قلت: لكن أبو إسحاق مدلس ولم يُصرح بالسماع.
الوجه الثاني: نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْد، عَنْ رِبْعِي بْن حِرَاش، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب.
ورواه عَنْ نُعَيْم بْن أَبِي هِنْد بهذا الوجه: أَبَان بْن عَبْدِ اللَّه الْبَجَلِي
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق والله أعلم أنَّ الحديث محفوظ بكلا الوجهين وذلك لتساوي القرينة.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني: "إسناده ضعيف" فيه: الحَارِثُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَعْوَرُ الهَمْدَانِي: ضعيف الحديث. وقد صح الحديث بالوجه الثاني. وعليه فالحديث يرتقي من الضعيف إلي الحسن لغيره.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ إِلَّا جَابِر بْن يَزِيد بْنِ رِفَاعَةَ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان فقد تفرد جَابِر بْن يَزِيد بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَن الْحَارِثُ الْأَعْوَر، عَن عَلِيِّ. وذلك من حيث إسناد الطبراني فقط ـــــ راوية الباب ــــــ. ورواه أَبَان بْن عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِي، عَن نُعَيْم، عَن رِبْعِي بْن حِرَاشٍ، عن علي. كما سبق بيان ذلك في التخريج.
[178/ 828]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ قَالَ: نا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: نا الْحَرِيشُ بْنُ الْخِرِّيتِ، أَخُو الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنَّا نَضَعُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةَ آنِيَةٍ مُخَمَّرَةٍ: وَاحِدٌ لِوَضُوئِهِ، وَوَاحِدٌ لِسِوَاكِهِ، وَوَاحِدٌ لِشَرَابِهِ.
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ إِلَّا الْحَرِيشُ، تَفَرَّدَ بِهِ: حَرَمِيٌّ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه ابن ماجة في "سننه" ك/ الطهارة وسننها ب/ تَغْطِيَةِ الْإِنَاءِ (1/ 236 رقم 361)، وفي ك/ الأشربة ب/ تَخْمِيرِ الْإِنَاءِ (4/ 485 رقم 3412)، والبزار في "مسنده"(18/ 227 رقم 239)، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف"(2/ 607)، والحاكم في "المستدرك" ك/ الأشربة (4/ 157 رقم 7215)، كلهم من طُرق عَن حَرَمِي بْن عُمَارَةَ، عَن الْحَرِيش بْن الْخِرِّيتِ، عَن ابْن أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَة بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَة: "ثقة حافظ" سبقت ترجمته في حديث رقم (122).
3) حَرَميُّ بْنُ عُمَارَةَ بْن أَبِي حفصة نابت ـــ بالنون ـــ، ويُقال: ثابت بالثاء، أبو رَوْح العَتَكيُّ، الْبَصْرِيُّ.
روي عَنْ: الْحَرِيش بْن الْخِرِّيت، وشعبة بْن الحجاج، وعزرة بن ثابت، وغيرهم.
روي عَنْه: إِبْرَاهِيم بْن عَرْعَرَة، وابن المديني، وعَمْرو بْن عَلِي الفلاس، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال الخليلي، والذهبي: ثقة، وزاد الخليلي: يحتج بحديثه. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات.
وقال أحمد، وابْن مَعِين، وأبو حاتم، وابن حجر: صدوق، وزاد أحمد: كانت فيه غفلة، وزاد ابن حجر: يهم. وَقَال ابْن أَبي حاتم: سئل أبي عن حرمي بْن عمارة، فَقَالَ: ليس هو في عداد يَحْيَى بْن سَعِيد، وابْن مهدي، وغندر، هو مع عَبْد الصَّمَدِ بْن عَبْدِ الوارث، ووهب بْن جرير وأمثالهما.
وقال الذهبي: ذكره العقيلي في الضعفاء فأساء. قال مغلطاي: توهم بعض المتأخرين من المصنفين ـــــ عَلَّهُ يقصد الذهبي ـــــ أن العقيلي أساء بذكره إياه في جملة الضعفاء، وهو غير جيد؛ لأن من كانت فيه غفلة كان جديراً بأن يذكر في الضعفاء لا سيما من مثل أبي عبد الله أحمد بن حنبل. وحاصله أنه "صدوق".
(1)
4) الْحَرِيشُ بْنُ الْخِرِّيتِ البَصْرِيّ أَخُو الزُبَيْر بْن الْخِرِّيت.
روي عَنْ: أخيه الزُبَيْرِ بْن الْخِرِّيت، وعبد اللَّه بْن أَبي مُلَيْكَةَ.
روي عَنْه: حَرَميُّ بْنُ عُمَارَةَ، ومسلم بن إبراهيم، والمؤرج بْن عَمْرو السدوسي، وغيرهم.
(1)
"تاريخ ابن معين" رواية الدارمي 1/ 99، "الضعفاء" للعقيلي 1/ 270، "الجرح والتعديل" 3/ 307، "الثقات" 8/ 216، "الإرشاد" 2/ 487، "تهذيب الكمال" 5/ 556، "الكاشف" 1/ 318، "ميزان الاعتدال" 1/ 473، "الإكمال" 4/ 37، "التقريب" صـ 96.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن شاهين، وابن خلفون في الثقات. وقال البخاري: أرجو أن يكون صالحاً. وقال ابن معين: ليس به بأس.
- وقال الساجي، وابن حجر: ضعيف. وقال الدارقطني: يُعتبر به. وقال البخاري مرة: فيه نظر.
- وَقَال أبو زُرْعَة، والذهبي: واهي الحديث. وَقَال أَبُو حاتم: لا يحتج بحديثه. وَقَال ابْن عَدِيّ: لا أعرف له كبير حديث فأعتبر حديثه فأعرف ضعفه من صدقه. وحاصله أنه "ضعيف يعتبر به".
(1)
5) عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ زُهَيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جُدْعَانَ أَبُو بَكْرٍ القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ، المَكِّيُّ.
روي عَنْ: عَائِشَة أم المؤمنين، وعَبْد اللَّهِ بْن عباس، وعبد الله بن عُمَر بن الخطاب، وغيرهم.
روي عَنْه: الْحَرِيش بْن الْخِرِّيتِ، وأيوب السختياني، والليث بن سعد، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، والعجلي، وأَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم، وابن خلفون، وابن حزم، وابن حجر: ثقة. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات. وقال ابن حبان في المشاهير: كان من الصالحين والفقهاء في التابعين والحفاظ والمتقنين. وقال الذهبي: إمَامُ، حُجَّةُ، حَافِظُ، صَاحِب حَدِيْثٍ وَإِتْقَان. رَوَى لَهُ الْجَمَاعَة.
وقد وُصف بالإرسال: في روايته عَنْ عمر، وعثمان، وطلحة، وغيرهم. وحاصله أنه "ثقة يرسل".
(2)
6) عَائِشَة بنت أبي بكر الصديق: "زوج النبي صلى الله عليه وسلم " سبقت ترجمتها في حديث رقم (15).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: الْحَرِيشُ بْنُ الْخِرِّيتِ: ضعيف الحديث.
أحكام العلماء علي الحديث:
قال مغلطاي: هذا حديث إسناده ضعيف لضعف حَرِيش أخي الزبير بن خِرِّيتِ.
(3)
وقال ابن الملقن: رَوَاهُ ابْن مَاجَه من حَدِيث حريش بن الخِرِّيتِ الْبَصْرِيّ، وَقد انْفَرد بالإِخراج عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف لَا يحْتَج بِهِ.
(4)
وقال البوصيري: هَذَا إِسْنَاد ضَعِيف حريش بن خِرِّيتِ مُتَّفق على ضعفه.
(5)
وقال ابن حجر: رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ.
(6)
قلت: لكن ثبت في صحيح مسلم بسنده عَنْ سَعْدَ بْنَ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قال: قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ــــ عائشة ــــ
(1)
يُنظر "الضعفاء" لأبي زرعة 2/ 393، "الضعفاء الكبير" للعقيلي 1/ 296، "الجرح والتعديل" 3/ 293، "الكامل" 3/ 376، "سؤالات البرقاني للدارقطني" 1/ 25، "تهذيب الكمال" 5/ 583، "الكاشف" 1/ 319، "الإكمال" 4/ 47، "التقريب" صـ 97.
(2)
يُنظر "الجرح والتعديل" 5/ 99، "المراسيل" 1/ 113، "الثقات" لابن حبان 5/ 2، "المشاهير" 1/ 107، "جامع التحصيل" 1/ 214، "تهذيب الكمال" 15/ 256، "السير" 5/ 88، "الإكمال" 8/ 46، "التقريب" صـ 254.
(3)
يُنظر "شرح سنن ماجة" لمغلطاي 1/ 188.
(4)
يُنظر "البدر المنير" لابن الملقن 2/ 12.
(5)
يُنظر "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه" للبوصيري 1/ 306.
(6)
يُنظر "تلخيص الحبير" لابن حجر 1/ 166.
أَنْبِئِينِي عَنْ وِتْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: كُنَّا نُعِدُّ لَهُ سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ، فَيَبْعَثُهُ اللهُ مَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَتَسَوَّكُ، وَيَتَوَضَّأُ، وَيُصَلِّي تِسْعَ رَكَعَاتٍ لَا يَجْلِسُ فِيهَا إِلَّا فِي الثَّامِنَةِ،
…
(1)
وعند أبي داود أيضاً بسند صحيح عَن سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوضَعُ لَهُ وَضُوؤُهُ وَسِوَاكُهُ، فَإِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ تَخَلَّى ثُمَّ اسْتَاكَ.
(2)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ إِلَّا الْحَرِيشُ، تَفَرَّدَ بِهِ: حَرَمِيٌّ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
التعليق علي الحديث:
قال السندي رحمه الله: قَوْلُهُ مُخَمَّرَةً: اسْمُ مَفْعُولٍ مِنَ التَّخْمِيرِ بِمَعْنَى التَّغْطِيَةِ، وَفِي الزَّوَائِدِ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِاتِّفَاقِهِمْ عَلَى ضَعْفِ حَرِيشِ بْنِ الْخِرِّيتِ. قُلْتُ ـــــ أي السندي ــــ وَقَدْ يُسْتَبْعَدُ أَيْضاً كَوْنُ إِنَاءِ السِّوَاكِ غَيْرَ إِنَاءِ الطَّهُورِ سِيَّمَا وَالْوَقْتُ وَقْتُهُ.
(3)
وقال النووي رحمه الله: قَوْلُهَا: كُنَّا نَعُدُّ لَهُ سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ فِيهِ: اسْتِحْبَابُ ذَلِكَ وَالتَّأَهُّبُ بِأَسْبَابِ الْعِبَادَةِ قَبْلَ وَقْتِهَا وَالِاعْتِنَاءُ بِهَا. قَوْلُهَا: فَيَتَسَوَّكُ وَيَتَوَضَّأُ فِيهِ: اسْتِحْبَابُ السِّوَاكِ عِنْدَ الْقِيَامِ مِنَ النَّوْمِ.
(4)
(1)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ صلاة المسافرين وقصرها ب/ جَامِعِ صَلَاةِ اللَّيْلِ، وَمَنْ نَامَ عَنْهُ أَوْ مَرِضَ (1/ 512 رقم 746).
(2)
أخرجه أبو داود في "سننه" ك/ الطهارة ب/ السِّوَاكِ لِمَنْ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ (1/ 42 رقم 56).
(3)
يُنظر "كفاية الحاجة في شرح سنن ابن ماجه" الحاشية للسندي 1/ 148.
(4)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 6/ 27.
[179/ 829]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ قَالَ: نا أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حُصَينِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: اسْتَدَانَتْ مَيْمُونَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مِائَةِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ لَهَا أَهْلُهَا: أَتَسْتَدِينِينَ وَلَيْسَ عِنْدَكِ مَا تَقْضِي؟ فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنِ ادَّانَ دَيْنًا وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِقَضَائِهِ أَعَانَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْأَعْمَشِ إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ.
(1)
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(23/ 432 رقم 1050)، (24/ 28 رقم 72)، وأبو القاسم الأصبهاني الملقب بقوام السنة في "الترغيب والترهيب"(1/ 458 رقم 822)، وفي ب/ الترغيب في تعجيل قضاء الدين (2/ 154 رقم 1339)، من طُرق عَن مُحَمَّد بْن أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْن، عَن أبيه أبو عُبَيدة عبد الملك بْن مَعْن.
والنسائي في "الكبري" ك/ البيوع ب/ التَّسْهِيلُ فِيهِ ـــــ أي في الدين ـــــ (6/ 88 رقم 6240)، وفي "الصغري" ك/ البيوع ب/ التَّسْهِيلُ فِيهِ ـــــ أي في الدين ـــــ (7/ 315 رقم 4687)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَهْيِهِ عَنْ إِخَافَةِ الْأَنْفُسِ بِالدَّيْنِ (11/ 69 رقم 4286)، والطبراني في "الكبير"(24/ 28 رقم 73) وأبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان"(2/ 338)، من طُرقِ عَن جَرِير بْن حَازِم.
والخطيب في "الكفاية" ب/ ذِكْرِ الْحُكْمِ فِيمَنْ رَوَى عَنْ رَجُلٍ حَدِيثًا فَسُئِلَ الْمَرْوِيُّ عَنْهُ فَأَنْكَرَهُ (1/ 411 رقم 387)، عَن محمد بن ميمون المروزي أَبُو حَمْزَةَ السكري.
ثلاثتهم: أبو عُبَيدة عبد الملك بْن مَعْن المسعودي، وجَرِير بْن حَازِمٍ، ومحمد بن ميمون المروزي أَبُو حَمْزَةَ السكري، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَصِينِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ به بنحوه.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(23/ 432 رقم 1049)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة"(6/ 3235 رقم 7451)، والخطيب في "الكفاية" ب/ ذِكْرِ الْحُكْمِ فِيمَنْ رَوَى عَنْ رَجُلٍ حَدِيثًا فَسُئِلَ الْمَرْوِيُّ عَنْهُ فَأَنْكَرَهُ (1/ 411 رقم 387)، من طُرق عَن أَبي بَكْرِ بْنُ عَيَّاش، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ حُصَيْن به بلفظ: مَنِ ادَّانَ دَيْناً يَنْوِي قَضَاءَهُ أَدَّاهُ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
(1)
قلت: أما قوله لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْأَعْمَشِ إِلَّا مُحَمَّد بْن أَبِي عُبَيْدَة: قلت: فهذا خطأ عَلَّهُ وقع سهواً من الناسخ وذلك لأن مُحَمَّد بْن أَبِي عُبَيْدَة لم يرو هذا الحديث مباشرة عَن الْأَعْمَشِ ولم أقف علي هذا في سائر الروايات حتي روايات الطبراني نفسه في الأوسط ــــــ رواية الباب ــــــ، وفي الكبير، وإنما رواه مُحَمَّد بْن أَبِي عُبَيْدَة بْنِ مَعْنٍ، عَن أبيه أبي عُبَيدة عبد الملك بْن مَعْن، عَن الْأَعْمَشِ. وأما رواية جَرِير بْن عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَن الْأَعْمَشِ فلم أقف عليها وإنما الذي وقفت عليه هو من رواية جَرِير بْن حَازِمٍ الأزدي والد وهب بن جرير. قلت: فلعل هذا خطأ وقع سهواً من الناسخ، أو لعل الطبراني رحمه الله وقف عليه أيضاً من رواية جَرِير بْن عَبْدِ الْحَمِيد، والله أعلم.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَة: "ثقة حافظ" سبقت ترجمته في حديث رقم (122).
3) مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَة عبد الملك بْن مَعْن بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ المسعودي الكُوفيُّ.
روي عَنْ: أبيه. روي عَنْه: إِبْرَاهِيم بْن عَرْعَرَة، وعلي بن مسلم الطوسي، وابن نمير، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابْن مَعِين، وابن حجر: ثقة. وذكره ابن حِبَّان فِي الثقات. وقال ابن عدي: له غرائب وإفرادت ولا بأس به عندي. وقال ابْن مَعِين مرة: ليس لي بِهِ علم. وحاصله أنه "ثقة".
(1)
4) أبو عُبَيدة عبد الملك بْن مَعْن بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ المسعودي الكُوفيُّ.
روي عَنْ: سُلَيْمان الْأَعْمَشِ، وأبي إسحاق الشيباني.
روي عَنْه: ابنه مُحَمَّد بْن أَبِي عُبَيْدَة، وعبد الله بْن المبارك، وحسين بن ثابت، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابْن مَعِين، والعجلي، والذهبي، وابن حجر: ثقة. وحاصله أنه "ثقة".
(2)
5) الأعْمَشُ: "ثقة ثبت يدلس لكن احتمل الأئمة تدليسه" سبقت ترجمته في حديث رقم (37).
6) حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَبُو الهُذَيْلِ الكُوْفِيُّ، ابْنُ عَمِّ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ.
روي عَنْ: عُبَيْد اللَّه بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَة، وإِبْرَاهِيم النخعي، وجابر بْن سَمُرَة، وغيرهم.
روي عَنْه: سُلَيْمان الْأَعْمَشِ، وسفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال أحمد، وابْن مَعِين، والعجلي، وأبو حاتم، وابن المديني، وأبو زرعة، والذهبي، والعراقي، وابن حجر: ثقة، وزاد أَحْمَد: مأمون من كبار أصحاب الحديث، وَزاد العجلي: ثبت في الحديث، وزاد أَبُو حاتم: صدوق، وزاد الذهبي: حجة حَافِظ عَالِيَ السَّنَدِ من أئمة الأثر، وزاد العراقي: حافظ. وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي زرعة: حصين يحتج به؟ قال: إي والله. وقال الذهبي: احتج به أرباب الصحاح، وهو أقوى من عبد الملك بن عمير، ومن سماك، وما هو بدون أبي إسحاق، والعجب من أبي عبد الله البخاري، والعقيلي، وابن عدي، كيف تسرعوا إلى ذكر حصين في كتب الجرح. وقال ابن حجر مرة: مُتَّفق على الِاحْتِجَاج بِه. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات. روى له الجماعة. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
وقد وُصف بالاختلاط: قال أبو حاتم: ساء حفظه في آخر عمره. وقال النسائي، وأبو أحمد الحاكم، وابن حجر: تغير حفظه. وقال يزيد بن هارون: اختلط. وقال مرة: كان قد نسي. وقد أنكر ابن المديني، وعلي بن عاصم اختلاطه، فقيل لابن المديني: اخْتَلَطَ؟ قَالَ: لَا، سَاءَ حِفْظُهُ وَهُوَ عَلَى ذَاكَ ثِقَةٌ.
قال العجلي: والواسطيون أروى الناس عنه لأنه سكن المبارك بأخرة فسمع منه الواسطيون بالمبارك وأرواهم عنه: عباد بن العوام وكان شيخاً قديماً، ويقال إنه أسن من منصور بن المعتمر السلمي. وقال
(1)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 9/ 46، "تهذيب الكمال" 26/ 75، "التقريب" صـ 430.
(2)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 414، "تهذيب الكمال" 18/ 417، "الكاشف 1/ 670، "الإكمال" 8/ 349، "التقريب" صـ 306.
العراقي: سمع منه قبل أن يتغير سليمان التيمي، والأعمش، وشعبة، وسفيان. وقال ابن حجر: أخرج لَهُ البُخَارِيّ من حَدِيث شُعْبَة وَالثَّوْري وزائدة وَأبي عوَانَة وَأبي بكر بن عَيَّاش وَأبي كُدَيْنَة وحصين بن نمير وهشيم وخَالِد الوَاسِطِيّ وَسليمَان بن كثير الْعَبْدي وَأبي زبيد عَبْثَر بن الْقَاسِم وَعبد الْعَزِيز الْعمي وَعبد الْعَزِيز بن مُسلم وَمُحَمّد بن فُضَيْل عَنهُ، فَأَما شُعْبَة وَالثَّوْري وزائدة وهشيم وخَالِد فَسَمِعُوا مِنْهُ قبل تغيره وَأما حُصَيْن بن نمير فَلم يخرج لَهُ البُخَارِيّ من حَدِيثه عَنهُ سوى حَدِيث وَاحِد كَمَا سنبينه بعد وَأما مُحَمَّد بن فُضَيْل وَمن ذكر مَعَه فَأخْرج من حَدِيثهمْ مَا توبعوا عَلَيْه. وحاصله أنه "ثقة ثبت لكن تغير حفظه بآخرة".
(1)
7) عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُوْدٍ: "ثقة ثبت لكنه يُرسل" قلت: لكن حديثه عن مَيْمُونَةُ صحيح. سبقت ترجمته في حديث رقم (102).
8) مَيْمُوْنَةُ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ بِنْتُ الحَارِثِ بنِ حَزْنٍ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ هِلَالِ بنِ صَعْصَعَةَ الهِلَالِيَّةُ.
روت عَن: النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
روي عَنْها: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، وابن عباس، وعبد الله بن شداد بن الهاد، وغيرهم.
مَيْمُوْنَة أُم المُؤْمِنِيْنَ رضي الله عنها زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كان اسمها برّة، فسماها النبيّ صلى الله عليه وسلم ميمونة. تزوجها أولاً: مسعود بن عمرو الثقفي قبيل الإسلام، ففارقها ثم تزوجها: أبو رهم بن عبد العزى، فمات. فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم عام عمرة القضاء سنة سبع بمكة، وكانت من سادات النساء، وبنى بها بسرف من مكة على عشرة أميال، وصدرت معه إلى المدينة، ولي أمرها العباس، فزوجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن أختها أم الفضل، كانت تحت العباس.
(2)
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده صحيح" قلت: وأما اختلاط حُصَين بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِي: فلا يؤثر اختلاطه علي صحة هذا الحديث لأنه من رواية الْأَعْمَش، والْأَعْمَشِ ممن روي عن حُصَيْن قبل الاختلاط كما بينا قبل ذلك في ترجمته.
قلت: وللحديث شاهد بالمعني عند البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ.
(3)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
(1)
يُنظر "العلل" لأحمد 1/ 235، "الثقات" للعجلي 1/ 305، "الجرح والتعديل" 3/ 193، "الثقات" 6/ 210، "الكامل" 3/ 302، "تهذيب الكمال" 6/ 519، "الكاشف" 1/ 338، "تاريخ الإسلام" 3/ 633، "السير" 5/ 422، "التَّراجِمُ السَّاقِطَةُ مِنْ كِتَابِ الإكْمَال" 1/ 195، "الاغتباط" لبرهان الدين الحلبي 1/ 88، "التقييد والإيضاح" 1/ 456، "التقريب" صـ 109، "هدي الساري" 1/ 398، "فتح المغيث" 4/ 473، "الكواكب النيرات" 1/ 126.
(2)
يُنظر "معرفة الصحابة" لابن منده 1/ 967، "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 6/ 3234، "الاستيعاب" 4/ 1914، "أسد الغابة" 7/ 262، "السير" 2/ 238، "الإصابة 14/ 221.
(3)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الِاسْتِقْرَاضِ وَأَدَاءِ الدُّيُونِ وَالحَجْرِ وَالتَّفْلِيسِ ب/ مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَوْ إِتْلَافَهَا (3/ 115 رقم 2387).
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْأَعْمَشِ إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ.
قلت: أما قوله لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْأَعْمَشِ إِلَّا مُحَمَّد بْن أَبِي عُبَيْدَة: قلت: فهذا خطأ عَلَّهُ وقع سهواً من الناسخ وذلك لأن مُحَمَّد بْن أَبِي عُبَيْدَة لم يرو هذا الحديث مباشرة عَن الْأَعْمَشِ ولم أقف علي هذا في سائر الروايات حتي روايات الطبراني نفسه في الأوسط ــــــ رواية الباب ــــــ، وفي الكبير، وإنما رواه مُحَمَّد بْن أَبِي عُبَيْدَة بْنِ مَعْنٍ، عَن أبيه أبو عُبَيدة عبد الملك بْن مَعْن، عَن الْأَعْمَشِ.
وأما رواية جَرِير بْن عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَن الْأَعْمَشِ فلم أقف عليها وإنما الذي وقفت عليه هو من رواية جَرِير بْن حَازِمٍ الأزدي والد وهب بن جرير. قلت: فلعل هذا خطأ وقع سهواً من الناسخ، أو لعل الطبراني رحمه الله وقف عليه أيضاً من رواية جَرِير بْن عَبْدِ الْحَمِيد، والله أعلم.
قلت: ولم ينفرد كذلك أبو عُبَيدة عبد الملك بْن مَعْن، وجَرِير بْن حَازِمٍ برواية هذا الحديث عَن الأعمش بل تابعهما: أَبُو حَمْزَةَ السكري كما بينا قبل ذلك في التخريج.
وعلي هذا فليس الأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان فقد رواه هؤلاء الثلاثة: أبو عُبَيدة عبد الملك بْن مَعْن المسعودي، وجَرِير بْن حَازِم، وأَبُو حَمْزَةَ السكري، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ حُصَينِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ به بلفظ: مَنِ ادَّانَ دَيْنًا وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِقَضَائِهِ أَعَانَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ.
ورواه كذلك: أَبو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ حُصَيْنٍ به لكن بلفظ: مَنِ ادَّانَ دَيْناً يَنْوِي قَضَاءَهُ أَدَّاهُ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن حجر رحمه الله: قَوْلُهُ أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ، وفي رواية: أَدَّاهَا الله عَنهُ، وَلابْن ماجة وبن حِبَّانَ وَالْحَاكِمِ مِنْ حَدِيثِ مَيْمُونَةَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدَّانُ دَيْنًا يَعْلَمُ اللَّهُ أَنَّهُ يُرِيدُ أَدَاءَهُ إِلَّا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا، وَظَاهِرُهُ يُحِيلُ الْمَسْأَلَةَ الْمَشْهُورَةَ فِيمَنْ مَاتَ قَبْلَ الْوَفَاءِ بِغَيْرِ تَقْصِيرٍ مِنْهُ كَأَنْ يَعْسُرَ مَثَلًا أَوْ يَفْجَأَهُ الْمَوْتُ وَلَهُ مَالٌ مَخْبُوءٌ وَكَانَتْ نِيَّتُهُ وَفَاءَ دَيْنِهِ وَلَمْ يُوَفَّ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا وَيُمْكِنُ حَمْلُ حَدِيثِ مَيْمُونَةَ عَلَى الْغَالِبِ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ لَا تَبِعَةَ عَلَيْهِ وَالْحَالَةُ هَذِهِ فِي الْآخِرَةِ بِحَيْثُ يُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ لِصَاحِبِ الدَّيْنِ بَلْ يَتَكَفَّلُ اللَّهُ عَنْهُ لِصَاحِبِ الدَّيْنِ، وَإِنْ خَالَفَ فِي ذَلِك ابن عَبْدِ السَّلَامِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قَوْلُهُ أَتْلَفَهُ اللَّهُ ظَاهِرُهُ أَنَّ الْإِتْلَافَ يَقَعُ لَهُ فِي الدُّنْيَا وَذَلِكَ فِي مَعَاشِهِ أَوْ فِي نَفْسِهِ وَهُوَ عَلَمٌ مِنْ أَعْلَامِ النُّبُوَّةِ لِمَا نَرَاهُ بِالْمُشَاهَدَةِ مِمَّنْ يَتَعَاطَى شَيْئًا مِنَ الْأَمْرَيْنِ وَقِيلَ الْمُرَادُ بالإتلاف عَذَاب الْآخِرَة.
[180/ 830]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ قَالَ: نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ أَبُو الْمِقْدَامِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: إِنِّي لَأَعْرِفُ قَوْمًا لَوْ نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الْآيَةُ لَنَظَرُوا إِلَى يَوْمِ نَزَلَتْ فِيهِ، فَاتَّخَذُوهُ عِيدًا، فَقَالَ عُمَرُ: أَيَّةُ آيَةٍ؟ فَقَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}
(1)
إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَأَعْرِفُ فِي أَيِّ يَوْمٍ أُنْزِلَتْ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [فِي]
(2)
يَوْمَ جُمُعَةٍ، يَوْمَ عَرَفَةَ، وَهُمَا لَنَا عِيدَانِ».
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ قَبِيصَةَ إِلَّا عُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ، وَلَا عَنْ عُبَادَةَ إِلَّا رَجَاءٌ. تَفَرَّدَ بِهِ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي رَجَاء بْن أَبِي سَلَمَةَ واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَة، عَنْ عُبَادَة بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ إِسْحَاق بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ــــ، والمستغفري في "فضائل القرآن"(2/ 541 رقم 774)، عَن زَيْد بْن الْحُبَابِ، عَن رَجَاء بْن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُبَادَة بْن نُسَي به بنحوه.
الوجه الثاني: رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ قَبِيصَة.
ورواه عَنْ رَجَاء بْن أَبِي سَلَمَةَ بهذا الوجه: إسماعيل بن عُلَيَّة، وضَمْرَة بْن رَبِيعَة.
أما طريق إسماعيل بن عُلَيَّة: أخرجه الطبري في "تفسيره"(8/ 87)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/ 271). وأما طريق ضَمْرَة بْن رَبِيعَة: أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(4/ 174 رقم 3900)، وفي "مسند الشاميين"(2/ 60 رقم 918).
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2)
…
عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (127).
3) زَيْدُ بْنُ الْحُبَاب: "ثقة يُخطئ عن الثوري" سبقت ترجمته في حديث رقم (169).
4) رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ مِهْرَانُ، أَبُو الْمِقْدَامِ الْفِلَسْطِينِيُّ.
روي عَنْ: عُبَادَة بْن نُسَي الكندي، وابْن شهاب الزُّهْرِي، ويونس بْن عُبَيد، وغيرهم.
روي عَنْه: زَيْد بْن الْحُبَاب، وإسماعيل بن علية، والحمادان، وغيرهم.
(1)
سورة المائدة آية رقم: 3.
(2)
ما بين المعقوفتين هكذا في الأصل وهو ساقط من المطبوع.
أقوال أهل العلم فيه: قال أَحْمَد، وابْن مَعِين، وأبو داود، والنَّسَائي، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد الذهبي، وابن حجر: فاضل. وذكره ابن حِبَّان، وابن شاهين، وابن خلفون فِي الثقات، وَقَال ابن حبان: كان من أفاضل أهل زمانه، وقال في المشاهير: من خيار أهل فلسطين والمتقنين من الصالحين. وحاصله أنه "ثقة".
(1)
5) عُبَادَةُ بْنُ نُسَيّ الْكِنْدِيُّ، أَبُو عُمَر الأَزْدِيّ الأُرْدُنِيُّ.
روي عَنْ: إِسْحَاق بْن قَبِيصَة، ومعاوية بْن أَبي سُفْيَان، وأبي سَعِيد الخُدْرِي، وغيرهم.
روي عَنْه: رَجَاء بْن أَبِي سَلَمَة، وأيوب بْن قطن، والحسن بْن ذكوان، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابْن سعد، وأحمد، وابن معين، والعجلي، والنسائي، وابن نمير، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن حجر: فاضل. وَقَال ابن معين مرة: لا يسأل عنه من النبل. وقال ابن خلفون: كان من علماء أهل الشام وسادتهم وخيارهم. وَقَال أَحْمَد مرة، وأَبُو حاتم، وابن خراش: ليس به بأس.
وقد وُصف بالإرسال: قال العلائي: روى عن معاذ، وأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت، وجماعة غيرهم وأكثر من ذلك مراسيل. وقال البخاري: حديثه عن أبي سعيد الخير أراه مرسلاً لم يسمع منه. وقال أبو حاتم: روايته عن أبي موسى الأشعري لا يجيء. وقال الذهبي: أظن رواياته عن الكبار منقطعة. وحاصله أنه "ثقة يرسل".
(2)
6) إِسْحَاقُ بْنُ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ الْخُزَاعِيُّ الْكَعْبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ.
روي عَنْ: كَعْبِ الْأَحْبَار، وأبيه قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْب، وعُمَر بْن الخطاب مُرْسلاً، وغيرهم.
روي عَنْه: عُبَادة بْن نُسَي، وأسامة بْن زيد الليثي، وبرد بْن سنان، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق يرسل. وحاصله أنه "صدوق يرسل".
(3)
7) كَعْبُ بنُ مَاتِعٍ الحِمْيَرِيُّ، اليَمَانِيُّ، الحَبْرُ، الَّذِي كَانَ يَهُودِيّاً فَأَسْلَمَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
روي عَنْ: النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وعمر، وصهيب، وغيرهم.
روي عَنْه: إِسْحَاق بْن قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْب، ومعاوية، وابن عباس، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن حجر: ثقة مخضرم. وقال النووي: اتفقوا على كثرة علمه وتوثيقه. وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال ابن حجر: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً، وأسلم في خلافة أبي بكر أو عمر رضي الله عنهما، وقيل في
(1)
يُنظر "العلل" لأحمد رواية ابنه عبد الله 3/ 88، "الجرح والتعديل" 3/ 502، "الثقات" 6/ 305، "المشاهير" 1/ 212، "الثقات" لابن شاهين 1/ 89، "تهذيب الكمال" 9/ 161، "الكاشف" 1/ 395، "الإكمال" 4/ 368، "التقريب" صـ 148.
(2)
يُنظر "العلل" لأحمد رواية ابنه عبد الله 3/ 286، "العلل الكبير" للترمذي 1/ 114، "الجرح والتعديل" 6/ 96، "المراسيل" 1/ 151، "الثقات" لابن حبان 7/ 162، "الثقات" لابن شاهين 1/ 175، "تهذيب الكمال" 14/ 194، "الكاشف" 1/ 533، "السير" 5/ 323، "جامع التحصيل" 1/ 206، "الإكمال" 7/ 193، "التقريب" صـ 235.
(3)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 6/ 46، "تهذيب الكمال" 2/ 468، "التقريب" صـ 42.
زمن النبي صلى الله عليه وسلم، والراجح أنّ إسلامه كان في خلافة عمر رضي الله عنه. وقال ابن حبان، وابن منده، وأبو نعيم وغيرهم: أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وأسلم في زمان عمر. وقال النووي: تابعي مشهور أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، وأسلم في خلافة أبى بكر، وقيل: فى خلافة عمر رضى الله عنهما، وصحب عمر وأكثر الرواية عنه، روى عنه جماعة من الصحابة، وخلائق من التابعين. وقال مُعَاوِيَة: أحد العلماء إن كَانَ عنده لعلم كالثمار وإن كنا فيه لمفرطين.
قال ابن حجر: أخرج ابن سعد بسند حسن عن سعيد بن المسيّب، قال: قال العباس لكعب: ما منعك أن تسلم في عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبي بكر؟ قال: إنّ أبي كان كتب لي كتاباً من التوراة، فقال: اعمل بهذا، وختم على سائر كتبه، وأخذ عليّ بحقّ الوالد علي الولد ألّا أَفُضَّ الختم عنها، فلما رأيت ظهور الإسلام قلت: لعلّ أبي غَيَّبَ عني علماً، ففتحتها فإذا صفة محمد وأمته، فجئت الآن مسلماً. وقال معاوية بن أبي سفيان: كعب من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب. وقال العلائي: كعب الأحبار تابعي ليس إلا. وحاصله أنه "تابعي ثقة يرسل عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ".
(1)
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد الطبري في تفسيره".
1) يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ العبدي أبو يوسف الدورقي: قال ابن حجر: ثقة وكان من الحفاظ.
(2)
2) إسْمَاعِيلُ بْنُ إبْرَاهِيم الأسَدِيُّ المعروف بابْن عُلَيَّةَ: قال ابن حجر: ثقة حافظ.
(3)
3) رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، أَبُو الْمِقْدَامِ الْفِلَسْطِينِيُّ:"ثقة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
4) عُبَادة بْنُ نُسَيّ الْكِنْدِيُّ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
5) إِسْحَاقُ بْنُ قَبِيصَةَ الْخُزَاعِيُّ: "صدوق يرسل" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي رَجَاء بْن أَبِي سَلَمَة، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَة، عَنْ عُبَادَة بْنِ نُسَي، عَنْ إِسْحَاق بْن قَبِيصَة، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ.
ورواه عَن رَجَاء بْن أَبِي سَلَمَةَ بهذا الوجه: زَيْد بْن الْحُبَابِ، وزَيْد هذا ثقة.
الوجه الثاني: رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ.
ورواه عَن رَجَاء بْن أَبِي سَلَمَةَ بهذا الوجه: إسماعيل بن عُلَيَّةَ، وضَمْرَة بْن رَبِيعَةَ.
وإسماعيل بن عُلَيَّة هذا: ثقة حافظ، وضَمْرَة بْن رَبِيعَةَ: قال ابن حجر: صدوق يهم قليلاً.
(4)
وعلي هذا فالذي يظهر والله أعلم أن الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك لما يلي:
(1)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 5/ 333، "تاريخ دمشق" 50/ 151، "جامع التحصيل" 1/ 260، " تهذيب الأسماء واللغات" للنووي 2/ 68، "تهذيب الكمال" 24/ 189، "الإصابة" 9/ 342، "التقريب" صـ 397.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 536.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 44.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 221.
1) رواية الأكثر عدداً: فرواه بالوجه الثاني اثنان من الرواة، وهذا بخلاف الوجه الأول فرواه واحد.
2) أن إسماعيل بن عُلَيَّةَ أحفظ وأوثق من زَيْد بْن الْحُبَابِ رَاوِية الوجه الأول إضافة إلي متابعة ضَمْرَة.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده شاذ" وذلك لتفرد زَيْد بْن الْحُبَابِ ومخالفته لمن هو أوثق منه.
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ إسناده صحيح إلي إِسْحَاقَ بْنِ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ.
قلت: لكن ثبت الحديث في الصحيحين وغيرهما من حديث طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، أَنَّ رَجُلًا، مِنَ اليَهُودِ قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تقرؤونها، لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ، لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ عِيدًا. قَالَ: أَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}
(1)
قَالَ عُمَرُ: قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ، وَالمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ.
(2)
وعلي هذا فيرتقي الحديث من وجهه الراجح إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ قَبِيصَةَ إِلَّا عُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ، وَلَا عَنْ عُبَادَةَ إِلَّا رَجَاءٌ. تَفَرَّدَ بِهِ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان. فقد تفرد زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَن رَجَاء بْن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ. وذلك كما في الوجه الأول المرجوح. وقد رواه إسماعيل بن عُلَيَّةَ، وضَمْرَة بْن رَبِيعَةَ، عَن رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ. وذلك بالوجه الثاني الراجح كما بينا قبل ذلك في التخريج.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن حجر رحمه الله: قوله: أن رجلاً من اليهود هذا الرجل هو كعب الأحبار بين ذلك مسدد في مسنده والطبري في تفسيره والطبراني في الأوسط كلهم من طريق رجاء بن أبي سلمة عن عبادة بن نسي عن إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب عن كعب وللمصنف عن قيس بن مسلم أن ناساً من اليهود وفي التفسير بلفظ قالت اليهود فيحمل على أنهم كانوا حين سؤال كعب عن ذلك جماعة وتكلم كعب على لسانهم. قوله: لاتخذنا إلخ أي لعظمناه وجعلناه عيداً لنا في كل سنة لعظم ما حصل فيه من إكمال الدين. قوله: نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وعند مسلم بلفظ إني لأعلم اليوم الذي أنزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه والساعة التي نزلت فيها على النبي صلى الله عليه وسلم فإن قيل كيف طابق الجواب السؤال لأنه قال لاتخذناه عيداً وأجاب عمر رضي الله عنه بمعرفة الوقت
(1)
سورة المائدة آية رقم: 3.
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الإيمان ب/ زِيَادَةِ الإِيمَانِ وَنُقْصَانِه، وفي ك/ الِاعْتِصَامِ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ (9/ 91 رقم 7268)، ومسلم في "صحيحه" ك/ التفسير (4/ 2312 رقم 3017).
والمكان ولم يقل جعلناه عيداً والجواب عن هذا أنها نزلت في أخريات نهار عرفة ويوم العيد إنما يتحقق بأوله وقد قال الفقهاء إن رؤية الهلال بعد الزوال للقابلة قاله هكذا بعض من تقدم وعندي أن هذه الرواية اكتفى فيها بالإشارة وإلا فرواية إسحاق بن قبيصة التي قدمناها قد نصت على المراد ولفظه نزلت يوم جمعة يوم عرفة وكلاهما بحمد الله لنا عيد لفظ الطبري والطبراني وهما لنا عيدان وكذا عند الترمذي من حديث ابن عباس أن يهودياً سأله عن ذلك فقال نزلت في يوم عيدين يوم جمعة ويوم عرفة
(1)
فظهر أن الجواب تضمن أنهم اتخذوا ذلك اليوم عيداً وهو يوم الجمعة واتخذوا يوم عرفة عيداً لأنه ليلة العيد وهكذا كما جاء في الحديث الآتي في الصيام شهرا عيد لا ينقصان رمضان وذو الحجة فسمي رمضان عيداً لأنه يعقبه العيد.
(2)
(1)
أخرجه الترمذي في "سننه"(5/ 250 رقم 3044) وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
(2)
يُنظر "فتح الباري" 1/ 105.
[181/ 831]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ قَالَ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذِّمَارِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بُزُرْجَ
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ رُمَّانَةَ قَالَ: قَالَ وَبَرُ بْنُ يُحَنِّسَ الْخُزَاعِيُّ
(2)
: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا [أَتَيْتَ]
(3)
مَسْجِدَ صَنْعَاءَ، فَاجْعَلْهُ عَنْ يَمِينِ جَبَلٍ، يُقَالُ لَهُ: ضِينَْ
(4)
».
*لَا يُرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ وَبَرِ بْنِ يُحَنِّس (1) إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ الْمَلِكِ الذِّمَارِيُّ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي عَبْد الْمَلِك بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذِّمَارِي، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذِّمَارِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بُزُرْج، عَنْ ابْن رُمَّانَة، عَنْ وَبَر بْن يُحَنِّس الْخُزَاعِي.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ عَنْ أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْنِ عَرْعَرَة، عَنْ عَبْد الْمَلِك بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذِّمَارِي.
الوجه الثاني: الذِّمَارِيُّ، عَنْ سُلَيْمَان بْن وَهْب، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بُزُرْج، عَنْ وَبَر بْن يُحَنِّس.
أ - تخريج الوجه الثاني: أخرجه ابن السّكن، وابن منده كما في "الإصابة" لابن حجر (11/ 317)، من طريق عبد الملك الذّماريّ، عَنْ سُلَيْمَان بْن وَهْب، عن النّعمان بن بزرج أن وبر بن يحنّس، قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إذا قدمت صنعاء فأت مسجدها الّذي بحيال الضين جبل بصنعاء فصلّ فيه. زاد ابن السكن في روايته: قال وبر: هذا الموضع الّذي أمرني به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن أصنع فيه المسجد. قال ابن منده: تفرد به الذّماري.
ب - متابعات للوجه الثاني: فقد تابع عَبْد الْمَلِك الذِّمَارِي علي هذا الوجه: أبو نعيم.
أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5/ 2732 رقم 6516)، عَنْ سُلَيْمَان بْن وَهْب، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بُزُرْجَ، أَنَّ وَبَرَ بْنَ يُحَنِّسَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا قَدِمْتَ صَنْعَاءَ فَأْتِ مَسْجِدَهَا الَّذِي بِحِيَالِ الضَّيْئِيلِ جَبَلًا بِصَنْعَاءَ، فَصَلِّ فِيهِ.
(1)
قال الفيروز آبادي: بُزُرْجُ، بِضَمِّ أوَّلِهِ وثانِيهِ، ويُفْتَحُ أوَّلُهُ: عَلَمٌ، مُعَرَّبُ: بُزُرْك، أي: الكَبيرُ، وقال ابن حجر: بُزُرْجَ: بضم الموحدة والزاي وسكون الراء بعدها جيم. يُنظر "القاموس المحيط" 1/ 180، "الإصابة" 6/ 400.
(2)
في الأصل: وَبَرُ بْنُ عِيسَى الْخُزَاعِيُّ، والصواب ما أثبته كما دلت علي ذلك مصادر ترجمته.
(3)
ما بين المعقوفتين هكذا في الأصل وفي نسختين من "مجمع البحرين"(1/ 447 رقم 589)"بَنَيْتَ"، وكذا في "مجمع الزوائد" 2/ 88.
(4)
ضِيْن: قال أبو عبيد البكري، وياقوت الحموي: ضِيْنٌ: بكسر الضاد، وسكون الياء، والنون: جبل باليمن، وقال الفيروز آبادي: ضِيْنٌ، بالكسر: جَبَلٌ عظيمٌ بصَنْعاء. يُنظر "معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع" لأبو عبيد البكري 3/ 885، "معجم البلدان" لياقوت الحموي 3/ 465، "القاموس المحيط" للفيروز آبادي 1/ 1212.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَة: "ثقة حافظ" سبقت ترجمته في حديث رقم (122).
3) عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذِّمَارِيُّ: "صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (122).
4) النُّعْمَانِ بْنِ بُزُرْجَ اليَمَانِيُّ.
روي عَنْ: وَبَر بْن يُحَنِّس، وأبان بْن سَعِيد بن العاص. روي عَنْه: سُلَيْمَان بْن وهب.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة. وقال ابن عساكر: والنعمان ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه. وقال ابن منده: النعمان بن بُزُرْجَ أدرك الجاهلية. وقال أبو نعيم: النعمان بن بُزُرْج أدرك الجاهلية ولا يعرف له إسلاماً. وذكره ابن حجر في المخضرمين، وقال: معروف في المخضرمين، وتعقب أبو نعيم على ابن منده ذكره إياه في الصحابة، وقال: لا يعرف له إسلام، قال ابن حجر: ولم يصب في ذلك، فقد ذكره في التابعين البخاري، وابن أبي حاتم، وكأن أبا نعيم اغتر بما ذكره الواقدي في كتاب الردة من طريق همام بن منبه، قال: كان أول من قدم على الأبناء بصنعاء يعني من المدينة وبر بن يحنس، فنزل على بنات النعمان بن بزرج فأسلمن وصلين، وبعثتا إلى أخيهما عبد الرحمن بن النعمان بن بزرج فأسلم، وبعثتا إلى فيروز الديلمي فأسلم، وإلى مركبود الديلمي فأسلم، قال ابن حجر: فتوهم أبو نعيم من هذا أن النعمان كان قد مات، لكن يرده إدراك سليمان بن وهب له وتصريحه بتحديثه إياه، فلعله كان في الوقت الذي أشار إليه همام بن منبه كان غائباً عن صنعاء، لأن الأسود الكذاب لما غاب على صنعاء فر غالب أهلها منه. وحاصله أنه "تابعي ثقة".
(1)
5) ابْنُ رُمَّانَةَ. قلت: لعله: مُحَمد بْن سَعِيد.
روي عَنْ: أبيه. روي عَنْه: عَبد الملك بْن مُحَمد الذِّمارِيّ.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات، وذكره البخاري في تاريخه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
قال البخاري: قَالَ لي إِسْحَاق أخبرني عَبْد الملك بْن مُحَمَّد الذماري سَمِعَ مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن رمانة سَمِعَ أباه عَنْ وهب بْن منبِّه قَالَ لا إله إلا اللَّه مفتاح الجنة وَلَيْسَ من مفتاح إلا ولَهُ أسنان.
(2)
6) وَبَرُ بْنُ يُحَنِّسَ
(3)
الْخُزَاعِيُّ.
روي عَنْ: النبي صلى الله عليه وسلم. روي عَنْه: النُّعْمَان بْن بُزُرْج.
قال ابن حبان: يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة. وقال ابن عبد البر: له صحبة، وَهُوَ الَّذِي بعثه رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى
(1)
يُنظر "الجرح والتعديل" 8/ 447، "الثقات" لابن حبان 5/ 474، "تاريخ دمشق" 62/ 109، "الإصابة" 11/ 164.
(2)
يُنظر "التاريخ الكبير" للبخاري 1/ 95، "الثقات" لابن حبان 9/ 35.
(3)
قال مرتضى الزبيدي: يُحَنِّس: هُوَ بضمّ التّحتيّة وَفتح الحاءِ الْمُهْملَة وَتَشْديد النّون الْمَكْسُورَة، وهُوَ وَبَرَةُ بن يُحَنِّس الخُزاعيّ صحابي، روى عَنهُ النُّعمان بنُ بُزُرْج. يُنظر "تاج العروس" 14/ 333.
داذويه الإصطخري وفيروز الديلمي وجشيش الديلمي باليمن ليقتلوا الأسود العنسي الَّذِي ادعى النبوة. وقال ابن بشكوال: مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وقال أبو نعيم، وابن الأثير: سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. وقال ابن حجر: قال الواقديّ: في سنة عشر قدم وبر بن يحنّس على الأبناء من عند النبيّ صلى الله عليه وسلم، فنزل على بنات النعمان بن بزرج فأسلمن وبعث إلى فيروز الدّيلميّ فأسلم وإلى مركبود فأسلم، وأخرج ابن السّكن وابن منده من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن الذّماريّ، عن سليمان بن وهب، عن النّعمان بن بزرج أن وبر بن يحنّس، قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إذا قدمت صنعاء فأت مسجدها الّذي بحيال الضين جبل بصنعاء فصل فيه، زاد ابن السكن في روايته فلما قتل الأسود الكذّاب قال وبر: هذا الموضع الّذي أمرني به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن أصنع فيه المسجد. وحاصله أنه "صحابي".
(1)
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد ابن السّكن وابن منده كما في الإصابة
".
1) عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذِّمَارِيُّ: "صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (122).
2) سُلَيْمَان بْن وَهْب: سَمِعَ النعمان بْن بزرج: ذكره ابن حبان في الثقات. وقال البخاري، وابن ماكولا: ثقة. وقال أبو حاتم: لا ينكر حديثه.
(2)
3) النُّعْمَانِ بْنِ بُزُرْجَ اليَمَانِيُّ: "تابعي ثقة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
4)
…
وَبَرُ بْنُ يُحَنِّسَ الْخُزَاعِيُّ: "صحابي" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
هذا الحديث مداره علي عَبْد الْمَلِك بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذِّمَارِي، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: عَبْدُ الْمَلِكِ الذِّمَارِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بُزُرْج، عَنْ ابْن رُمَّانَة، عَنْ وَبَر بْن يُحَنِّسَ الْخُزَاعِيُّ.
ورواه عَنْ عَبْد الْمَلِك الذِّمَارِي بهذا الوجه: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْنِ عَرْعَرَة.
الوجه الثاني: عَبْدُ الْمَلِكِ الذِّمَارِيُّ، عَنْ سُلَيْمَان بْن وَهْب، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بُزُرْج، عَنْ وَبَر بْن يُحَنَّس.
أخرجه ابن السّكن وابن منده كما في "الإصابة" لابن حجر من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن الذّماريّ، عن سليمان بن وهب به. وقد تابع عَبْد الْمَلِك الذِّمَارِي علي هذا الوجه: أبو نعيم الأصبهاني.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أنَّ الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك لمتابعة أبي نعيم لهذا الوجه.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ـــ الوجه الأول المرجوح ـــ "إسناده ضعيف" فيه: ابْنُ رُمَّانَة: مجهول الحال.
وأما الحديث بالوجه الثاني ـــ الراجح ـــ إسناد صحيح بمتابعة أبي نعيم كما سبق بيان ذلك في التخريج.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَا يُرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ وَبَرِ بْنِ يُحَنِّس إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ:
(1)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 3/ 429، "الاستيعاب" لابن عبد البر 4/ 1551، "غوامض الأسماء المبهمة" لابن بشكوال 2/ 768، "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 5/ 2731، "أسد الغابة" 5/ 408، "الإصابة" 11/ 317.
(2)
يُنظر "التاريخ الكبير" 4/ 40، "الجرح والتعديل" 4/ 148، "الثقات" 6/ 390، "الإكمال" 1/ 140.
عَبْدُ الْمَلِكِ الذِّمَارِيُّ.
قلت: نعم تفرد به عَبْد الْمَلِك الذِّمَارِيُّ لكن رواه الطبراني من طريق الذِّمَارِي، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بُزُرْجَ، عَن ابْن رُمَّانَةَ، عَن وَبَر بْن يُحَنِّس الْخُزَاعِيُّ. ورواه ابن السّكن، وابن منده من طريق الذِّمَارِي، عن سليمان بن وهب، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بُزُرْجَ، عَن وَبَر بْن يُحَنِّس الْخُزَاعِيُّ.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال الشيخ صالح المغامسي: قال الله تعالى: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)}
(1)
الغرور: إظهار المكروه بصورة الشيء المحبوب، والذي دفعهم إلى هذه المقولة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يداهم الكفار المدينة أخذ صخرة فكان صلى الله عليه وسلم بعد أن يضربها ثلاث ضربات يكبر، ويقول: الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، وأعطيت مفاتيح أبواب صنعاء، وقصور الشام، فأخبر بها صلى الله عليه وسلم
(2)
. فهذا الوعد منه صلى الله عليه وسلم زرع التفاؤل في قلوب أصحابه، فلما داهمهم الأحزاب وضاق عليهم الأمر، ولم يستطع أحدهم أن يذهب ليقضي حاجته قال المنافقون والذين في قلوبهم مرض:{مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)} . فإذا ذكرنا استطراداً قضية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر قصور صنعاء من مكاني هذا. فإن مما أثبته العلم الحديث حالياً: أن النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في كثير من الآثار بعث رجلاً إلى اليمن وقال له: اذهب إلى أصل حديقة غمدان وأخبره عن القبلة فقال صلى الله عليه وسلم: فاستقبل بها جبل ضين سمى له جبلاً، وضع كذا عن يسارك صخرة وصخرة كذا عن يمينك، فذهب الرجل -وهذا في زمن النبوة- ووصل إلى صنعاء وأتى إلى الحديقة التي في أصل جبل غمدان، وجاء إلى الجبل الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم واستقبله وأتى للصخرات من جهة يمينه وشماله وهو واقف يستقبل القبلة وحددها وبنى المسجد، فإلى الآن والأمر لا جديد فيه، في هذا العصر الحديث، في عصر الإعجاز العلمي ظهر ما يعرف بالأقمار الاصطناعية التي تصور، وظهرت شبكات الإنترنت، وظهرت المواقع التي تصور الحدود والأماكن، ومعلوم أن هذه الآلة ليس لها علاقة بالمعتقد، وإنما مبرمج فيها حسب الأقمار الصناعية، وحسب تحريك الأصابع، فلو حركها مؤمن أو حركها ملحد فالنتيجة واحدة؛ لأنه لا علاقة لها بالمعتقد، وجيء إلى هذا المسجد -وهذا صنعه الشيخ عبد المجيد الزنداني - أحد علماء اليمن - وأخرج سهماً من قبلته ثم حسب البرمجة العالمية وفق خطوط الطول والعرض، ولم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أحد يعرف خطوط الطول والعرض، أخرج هذا السهم ليبرر علمياً أين ينتهي السهم؟ فخرج السهم مستقيماً من ذلك المسجد الذي بني في عهد النبوة حتى اخترق الجبل هذا الذي استقبله الصحابي بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، يعني: مر من بينه حتى وصل إلى مكة، ثم مضى بالسهم والناس تنظر في حفل أقيم في الكويت، والسهم هذا تلقائي، ثم أتى المسجد الحرام فاخترقه، ثم أتى الكعبة وانتهى السهم إلى ما بين الركنين، ما بين الحجر الأسود والركن اليماني، وهذه معجزة نصر الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم في هذا
(1)
سورة الأحزاب آية رقم: 12.
(2)
أخرجه أحمد في "مسنده"(30/ 625 رقم 18694).
الزمان، ونحن نعلم يقيناً أن النبي صلى الله عليه وسلم صادق، لكن بلا شك أن مثل هذا وظهوره في هذا الزمن يزيدنا إيماناً ويقيناً على الإيمان بنبينا صلى الله عليه وسلم، فنقول: كما قال الله كما سيأتي: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)} .
(1)
(2)
(1)
سورة الأحزاب آية رقم: 22.
(2)
يُنظر "سلسلة محاسن التأويل" للشيخ/ صالح المغامسي درس رقم 65 صفحة رقم 4، ويُنظر أيضاً موقع الشيخ/ عبد المجيد الزنداني -أحد علماء اليمن - علي الشبكة العنكبوتية.
[182/ 832]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: نا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى الْخُتُلِّيُّ قَالَ: نا خَازِمُ بْنُ جَبَلَةَ،
(1)
عَنْ أَبِي سِنَانٍ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: «مَنْ فَضَّلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ فَقَدْ أَزْرَى
(2)
عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، وَالْأَنْصَارِ، وَاثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم».
* [لَا يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي سِنَانٍ إِلَّا خَازِمُ بْنُ جَبَلَةَ]
(3)
، وَلَا يُرْوَى عَنْ عَمَّارٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
أولاً: تخريج الحديث:
- أخرجه اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" ب/ سِيَاق مَا رُوِيَ فِي تَرْتِيبِ خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عِنْدَمَا اسْتَخْلَفَهُ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنهم (7/ 1407 رقم 2533)، وفي ب/ جِمَاعِ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم (8/ 1449 رقم 2610)، عَن عَبَّاد بْن مُوسَى الْخُتَّلِي.
- وأبو طاهر في "المخلصيات"(3/ 365 رقم 2728)، وابن العشاري الحنبلي في "فضائل أبي بكر الصديق"(1/ 65 رقم 41)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(44/ 377)، عَن الْخَطَّاب بْن قُرَّة الْمَكِّي.
- كلاهما: عَبَّاد بْن مُوسَى الْخُتَّلِي، والْخَطَّاب بْن قُرَّةَ الْمَكِّي، عَن خَازِم بْن جَبَلَةَ، عَنْ أَبِي سِنَان الشَّيْبَانِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، به بنحوه. وزاد أبو طاهر، وابن عساكر: وقالَ عليٌّ عليه السلام: لا يُفضِّلُني أحدٌ على أبي بكرٍ وعمرَ إلا وَقد أَنكَر حقِّي وحقَّ أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَبَّادُ بْنُ مُوسَى الْخُتُلِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (32).
3) خَازِمُ بْنُ جَبَلَةَ بْنِ أَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيُّ.
روي عَنْ: ضِرَار بْن مُرَّة، وجَبَلَة بْن أَبِي نَضْرَة، ومَطَر بْن طَهْمَان الْوَرَّاق، وغيرهم.
روي عَنْه: عَبَّاد بْن مُوسَى الْخُتَّلِي، ودَاوُد بن سُلَيْمَان الْخُرَاسَانِي، وضِرَار بْن مُرَّة، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال محمد بن مخلد الدوري: لا يكتب حديثه. وحاصله أنه "ضعيف الحديث".
(4)
4) ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ الْكُوفِيُّ الأكبر.
روي عَنْ: عَبْد اللهِ بن أَبِي الهُذَيْلِ، والحكم بن عتيبة، وذكوان أبي صالح السمان، وغيرهم.
(1)
في الأصل حَازِم بالحاء المهملة، وهذا تصحيف ولعله حدث سهواً من الناسخ، والصواب بالخاء المعجمة ضبطه ابن ماكولا، وابن ناصر الدين، وقال خَازِمُ أيضاً المزي، والذهبي، وابن حجر. يُنظر "الإكمال" لابن ماكولا 2/ 284، "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين 3/ 15، "تبصير المنتبه بتحرير المشتبه" لابن حجر 1/ 386.
(2)
قال الرازي: الْإِزْرَاءُ: التَّهَاوُنُ بِالشَّيْءِ. يُقَالُ: أَزْرَى بِهِ إِذَا قَصَّرَ بِهِ، وَازْدَرَاهُ أَيْ حَقَّرَهُ. يُنظر "مختار الصحاح" صـ 136.
(3)
ما بين المعقوفتين مكرر في الأصل، وهذا سهو من الناسخ.
(4)
يُنظر "لسان الميزان" لابن حجر 3/ 312.
روي عَنْه: خَازِم بْن جَبَلَةَ، وسفيان الثوري، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال أحمد، ويعقوب بن سفيان: ثقة ثقة. وقَال ابن سعد، والعجلي، وأبو حاتم، ويحيى بْن سَعِيد القطان، والبزار، وابن نمير، والنسائي، والدارقطني، وابن عبد البر، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن سعد: مأمون، وزاد العجلي، والنسائي، وابن عبد البر، وابن حجر: ثبت، وَزاد أبو حاتم: لا بأس به. وَقَال أحمد مرة: ثبت. وذكره ابنُ حِبَّان، وابن خلفون في الثقات. وَقَال أَبو بَكْر بْن عياش: من خيار الناس. وحاصله أنه "ثقة ثبت".
(1)
5) عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الهُذَيْلِ، أَبُو المُغِيْرَة:"ثقة وحديثه عَنْ أَبِي بَكْر مُرْسَل" تقدم في حديث رقم (123).
6) عَمَّارُ بْنُ يَاسِرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكٍ العَنْسِيُّ، أَبُو اليقظان مولى بْني مخزوم.
روي عَنْ: النبي صلى الله عليه وسلم، وحذيفة بْن اليمان. روي عَنْه: عَبْد اللهِ بن أَبِي الهُذَيْل، وعَلِي، وَابْن عَبَّاس، وغيرهم.
كان رضي الله عنه من السابقين الأولين، أسلم بمكة هُوَ وأبوه وأمه، وكانوا ممن يعذبون فِي سبيل اللَّه، فمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يعذبون، فَقَالَ: صبراً آل ياسر، فإن موعدكم الجنة. ومات ياسر من شدة العذاب، وأما زوجته سمية فطعنها أبو جهل بحربة فماتت، فكانت أول شهيدة فِي الإسلام، وأما ابنه عمار فصبر علي العذاب حتي نطق كلمة الكفر بلسانه فنزل فيه قول اللَّه عز وجل:{مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ}
(2)
وهاجر إِلَى المدينة، وشهد المشاهد كلها مع رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(3)
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: خَازِم بْن جَبَلَة بْنِ أَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيُّ: قال محمد بن مخلد الدوري: لا يكتب حديثه.
قلت: وقد ثبت عند البخاري في "صحيحيه" من حديث مُحَمَّد بْن الحَنَفِيَّةِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي ـــــ علي بن أبي طالب ـــــ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ، وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ عُثْمَانُ، قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ؟ قَالَ: مَا أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ.
(4)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَا يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي سِنَانٍ إِلَّا خَازِمُ بْنُ جَبَلَةَ، وَلَا يُرْوَى عَنْ عَمَّارٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 1/ 473، "الجرح والتعديل" 4/ 465، "الثقات" لابن حبان 6/ 484، "تهذيب الكمال" 13/ 306، "الكاشف" 1/ 509، "الإكمال" 7/ 32، "التقريب" صـ 221.
(2)
سورة النحل آية رقم: 106.
(3)
يُنظر "معجم الصحابة" لابن قانع 2/ 249، "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 4/ 2070، "الاستيعاب" 3/ 1135، "أسد الغابة" 4/ 122، "تهذيب الكمال" 21/ 215، "السير" 1/ 406، "الإصابة" 7/ 291.
(4)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ فضائل الصحابة ب/ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا. (5/ 7 رقم 3671).
[183/ 833]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى [الْحُلْوَانِيُّ]
(1)
، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُرَاةً، حُفَاةً» . فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، واسَوْأَتَاهُ، يَنْظُرُ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ؟ فَقَالَ:«شُغِلَ النَّاسُ» . قُلْتُ: مَا شَغَلَهُمْ؟ قَالَ: «نَشْرُ الصُّحُفِ، فِيهَا مَثَاقِيلُ الذَّرِّ، ومَثَاقِيلُ الْخَرْدَلِ»
*لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
(2)
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ.
ورواه عَنْ مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى بهذا الوجه: عَبْد الْحَمِيد بْن سُلَيْمَان.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ، والبخاري في "التاريخ الكبير" معلقاً (1/ 236)، وابن أبي الدنيا في "القبور"(1/ 81 رقم 70)، والثعلبي في "تفسيره"(10/ 140)، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان الضَّبِّي.
وابن أبي الدنيا في "الأهوال"(1/ 237 رقم 233)، عَن عُمَر بْن شَبَّةَ بن عُبَيْدَة بن زيد النُّمَيْرِي.
كلاهما: عَنْ عَبْدِ الْحَمِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار به بنحوه.
الوجه الثاني: مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ.
ورواه عَنْ مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى بهذا الوجه: عَبْدِ اللَّهِ بن أويس بن مالك الأصبحي أبو أويس.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(5/ 416 رقم 3066)، والطبراني في "المعجم الكبير"(24/ 34 رقم 91)، والحاكم في "المستدرك" ك/ التفسير تفسير سورة عبس وتولي (2/ 559 رقم 3898)، والواحدي في "التفسير"(4/ 425 رقم 1278)، والْبَغَوِي فِي "التَفْسِير"(8/ 340)، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة"(1/ 219).
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ الخُزَاعِيُّ، أَبُو عُمَر الْمَدَنِيُّ الضَرِيْر، أَخُو فُلَيْحٍ بْن سُلَيْمان.
روي عَنْ: مُحَمَّد بْنِ أَبِي مُوسَى، وسلمة بْن دينار، وعبد الله بْن عون، وغيرهم.
روي عَنْه: سَعِيد بْن سُلَيْمَانَ الضَّبِّي، وسَعِيد بْن منصور، ويزيد بْن هَارُون، وغيرهم.
(1)
في الأصل سقطت اللام التي بعد الحاء، وهذا سهو من الناسخ فما قبله وما بعده ليس فيه هذا السقط.
(2)
(ق/ 48/ أ و ب).
أقوال أهل العلم فيه: قال البخاري: صدوق إلا أَنه ربما يَهم فِي الشيء. وقال أَبُو دَاوُدَ: قلت لأحمد: كيف حديث عبد الحميد؟ قال: ما أدري. إلا أنه ما كَان أري بِهِ بأساً. وَقَال ابْن عدي: هو ممن يكتب حديثه.
- وَقَال ابن معين، وأبو زرعة، وابْن المديني، وصالح بْن مُحَمَّد الأسدي، والدارقطني، والنسائي، وابن حجر: ضعيف، وزاد ابن معين: لا يحل لأحد أن يروي عنه، كان لُعنة. وقال الذهبي: ضَعَّفُوهُ جداً. وَقَال أَبُو دَاوُد، والنَّسَائي: غير ثقة. وَقَال أبو حاتم، ويعقوب بْن سفيان، وأبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي في الحديث.
- وَقَال ابْن مَعِين مرة: ليس بشيءٍ. وقال ابن حبان: كان ممن يخطئ ويقلب الأسانيد فلما كثر ذلك فيما روى بطل الاحتجاج بما حدث صحيحاً لغلبة ما ذكرنا على روايته. وحاصله أنه "ضعيف الحديث".
(1)
4) مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُوسَى، ويُقال: ابْن أَبي عَيّاش.
روي عَنْ: عَطاء بْن يَسار. روي عَنْه: عَبْد الْحَمِيدِ بْن سُلَيْمَانَ، وأَبو أُوَيس عبد الله بن أُوَيس الأصبحي.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات، وذكره البخاري، وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وحاصله أنه "مجهول الحال".
(2)
5) عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ الهلالي: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
6) أُمُّ سَلَمَة أُمُّ المُؤْمِنِيْن هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بنِ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ المَخْزُوْمِيَّةُ.
روت عَنْ: النّبيّ صلى الله عليه وسلم. روي عَنها: عَطَاء بْن يَسَار، وابن عبّاس، وعائشة، وغيرهم.
كانت رضي الله عنها من المهاجرات الأُوَلِ، هاجرت إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وكانت تحت أبي سلمة بن عبد الأسد، فولدت له سلمة، وعمر، وزينب فتوفي عنها بالمدينة بعد وقعة أحد، ولما مات زوجها من الجراحة التي أصابته خطبها النبيّ صلى الله عليه وسلم، وعمرت بعد النبي صلى الله عليه وسلم دهراً، وهي آخر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم موتاً.
(3)
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني".
1) يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِب المَدَنِيُّ: قال ابن حجر: صدوق ربما وهم.
(4)
2) إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن أويس بْن مالك الأصبحي: قال ابن حجر: صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه. وقال في هدي الساري: أخرج للبخاري أصوله وأذن له أن ينتقي منها وأن يعلم له على ما يحدث به ليحدث به ويعرض عما سواه وهو مشعر بأن ما أخرجه البخاري عنه هو من صحيح حديثه لأنه كتب من أصوله وعلى هذا لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح من أجل ما قدح فيه النسائي وغيره إلا أن شاركه فيه غيره فيعتبر فيه.
(5)
(1)
يُنظر "سؤالات ابن الجنيد لابن معين" 1/ 473، "سؤالات بن أبي شيبة لابن المديني" 1/ 117، "سؤالات أبي داود لأحمد" 1/ 220، "العلل الكبير" للترمذي 1/ 154، "الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 211، "الجرح والتعديل" 6/ 14، "المجروحين" لابن حبان 2/ 141، "الكامل" 7/ 5، "تهذيب الكمال" 16/ 434، "التهذيب" 6/ 116، "التقريب" صـ 275.
(2)
يُنظر "التاريخ الكبير" 1/ 236، "الجرح والتعديل" 8/ 84، "الثقات" لابن حبان" 7/ 426.
(3)
"معرفة الصحابة" لأبو نعيم 6/ 3218، "الاستيعاب"4/ 1920، "أسد الغابة" 7/ 278، "السير" 2/ 201، "الإصابة" 14/ 260.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 537.
(5)
يُنظر "هدي الساري" 1/ 391، "التقريب" 1/ 47.
3) عَبْدِ اللَّهِ بن أويس بن مالك الأصبحي أبو أويس: قال ابن حجر: صدوق يهم.
(1)
4) مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى: مجهول الحال" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
5) عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ الهلالي: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
6) سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ: أم المؤمنين تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة بمكة.
(2)
ثالثاً: النطر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ.
ورواه عَن مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى بهذا الوجه: عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وهو ضعيف الحديث.
الوجه الثاني: مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ.
ورواه عَن مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى بهذا الوجه: عَبْدِ اللَّهِ بن أويس بن مالك الأصبحي أبو أويس، وهو صدوق يهم. قلت: وراوي الحديث من هذا الوجه عَن عَبْدِ اللَّهِ بن أويس الأصبحي: هو ابنه إِسْمَاعِيل بن أويس، وإِسْمَاعِيل هذا قال فيه ابن حجر: لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح من أجل ما قدح فيه النسائي وغيره إلا أن شاركه فيه غيره فيعتبر فيه، قلت الباحث: ولم يشاركه أحد علي رواية الحديث من هذا الوجه. قلت: ومدار كلا الوجهين علي مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى وهو مجهول الحال.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ـــ الوجه الأول ـــ "إسناده ضعيف" وكذلك الحديث بالوجه الثاني إسناد ضعيف أيضاً فمدار كلا الوجهين علي مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى وهو مجهول الحال.
قلت: وقد ثبت الحديث في الصحيحين من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ النِّسَاءُ وَالرِّجَالُ جَمِيعًا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا عَائِشَةُ الْأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ. وفي راوية عند البخاري بلفظ: الأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهِمَّهُمْ ذَاكِ.
(3)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
قلت: وليس الأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان فلم يتفرد به سَعِيد بْن سُلَيْمَان الضَّبِّي بل تابعه: عُمَر بْن شَبَّة النُّمَيْرِي كما سبق بيان قبل ذلك في التخريج.
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 252.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 666.
(3)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الرقاق ب/ كَيْفَ الحَشْرُ (8/ 109 رقم 6527)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا ب/ فَنَاءِ الدُّنْيَا وَبَيَانِ الْحَشْرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (4/ 2164 رقم 2859).
[184/ 834]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ قَالَ: كُنْتُ فِي الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ بِلَالٌ يَأْتِينَا بِفِطْرِنَا فِي رَمَضَانَ، وَنَحْنُ مُسْفِرُونَ، فَنَقُولُ:«أَفْطَرَ رَسُولُ اللَّهِ؟» فَيَقُولُ: نَعَمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا جِئْتُ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى أَفْطَرَ، فَيَضَعُ يَدَهُ، فَيَأْكُلُ وَنَأْكُلُ، وَيَأْتِينَا بِسُحُورِنَا، وَإِنَّهُ لَيَكْشِفُ سِجْفَ الْقُبَّةِ لِنُبْصِرَ طَعَامَنَا.
*لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
(1)
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن مُجَمِّع، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن مُجَمِّع، عَنْ عَبْد الْكَرِيم الجزري، عَنْ عَلْقَمَة بْن سُفْيَان الثَّقَفِي قَالَ: كُنْتُ فِي الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
ورواه عَنْ إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بهذا الوجه: يُونُس بْن بُكَيْر.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــــ رواية الباب ــــــ، وابن قانع في "معجم الصحابة"(2/ 285)، ومن طريق الطبراني ـــــــ أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4/ 2176 رقم 5457) ـــــــ عَنْ أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَنْ سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ يُونُس بْن بُكَيْر.
وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" السفر الثاني (1/ 401)، والطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 9 رقم 9)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 81)، من طُرق عَنْ يُونُس بْن بُكَيْر.
قلت: وقد تابع إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن مُجَمِّع علي هذا الوجه: الضَّحَّاك بْن عُثْمَان.
أخرجه البزار في "مسنده كما في "كشف الأستار" (1/ 466 رقم 981)، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ سُهَيْلٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم
الوجه الثاني: إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ سُفْيَان، عَنْ أَبِيه.
ورواه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيل بهذا الوجه: حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المدني أبو إسماعيل الحارثي.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(7/ 70 رقم 6400)، والبيهقي في "دلائل النبوة" ب/ قُدُومِ وَفْدِ ثَقِيفٍ وَهُمْ أَهْلُ الطَّائِفِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَتَصْدِيقِ مَا قَالَ فِي عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه، ثُمَّ إِجَابَةِ اللهِ تَعَالَى دُعَاءَهُ فِي هِدَايَةِ ثَقِيفٍ (5/ 305).
(1)
(ق/ 48/ ب).
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرِ بنِ وَاصِلٍ الشَّيْبانيُّ، أبو بَكْر وَيُقَال: أَبُو بُكَيْر الكُوْفِيُّ.
روي عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْنِ مُجَمِّع، وشعبة بْن الحجاج، وهشام بْن عروة، وغيرهم.
روي عَنْه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان الضَّبِّي، وأبو خيثمة زهير بْن حرب، ويحيى بْن مَعِين، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابْن مَعِين، وابن نمير، وعبيد بن يعيش: ثقة. وقال ابن عمار الموصلي: هو اليوم ثقة عند أصحاب الحديث. وذكره ابنُ حِبَّان، وابن شاهين في الثقات.
- وقال ابْن مَعِين مرة، وابن حجر: صدوق، وزاد ابن حجر: يخطئ. وَقَال أَبُو حَاتِم: محله الصدق. وقال الذهبي: صَدُوق مَشْهُور، أحد أئمه الأثر والسير، وقد أخرج له مسلم في الشواهد لا الأُصول، وكذلك ذكره البخاري مستشهداً به، وهو حسن الحديث. وَسئل أبو زُرْعَة أي شيء ينكر عَلَيْهِ؟ قال: أما فِي الحديث فلا أعلمه. وَقَال عثمان بن سعيد: ليس به بأس. وقال ابْن مَعِين، وأبو خيثمة: كتبنا عنه.
- وَقَال العجلي، والنسائي: ضعيف الحديث. وقال ابن أبي شيبة: فيه لين. وَقَال النَّسَائي مرة: ليس بالقوي. وَقَال أبو دَاوُد: ليس هو عندي حجة يأخذ كلام ابن إسحاق فيوصله بالأحاديث. وقال الجوزجاني: ينبغي أن يتثبت في أمره لميله عن الطريق. وقال يحيى الحماني: لا أستحل الرواية عنه. قال الذهبي: هو أوثق من الحماني بكثير. وقال ابن المديني: كتبت عنه، وليس أحدث عنه. وقال أحمد: ما كان أزهد الناس فيه وأنفرهم عنه وقد كتبت عنه. وقال عثمان بن سعيد: يخالف في يونس. وحاصله أنه "صدوق".
(1)
4) إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيُّ، أبو إسحاق الْمَدَنِيُّ.
روي عَنْ: عبد الكريم بن مالك الجزري، وابْن شهاب الزُّهْرِي، وعَمْرو بْن دينار، وغيرهم.
روي عَنْه: يُوْنُس بن بُكَيْر، وأبو نعيم الفضل بْن دكين، ووكيع بْن الجراح، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال النَّسَائي، والساجي، وابن حجر: ضعيف. وقال ابْن مَعِين: ضعيف ليس بشيءٍ.
وقَال البُخارِي: كثير الوهم يكتب حديثه. وَقَال أبو حاتم: كثير الوهم ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به. وَقَال ابْن عَدِيّ: ومع ضعفه يكتب حديثه. وَقَال أبو نعيم: لا يسوى حديثه فلسين.
وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم. وقال ابن المواق: لا يحتج به. وقال ابن طاهر: لَيْسَ بِشَيْء فِي الحَدِيث، كثير الْوَهم. وقال ابن معين مرة، والدارقطني: متروك. وحاصله أنه "ضعيف الحديث".
(2)
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 377، "الجرح والتعديل" 9/ 236، "الثقات" 7/ 651، "الثقات" لابن شاهين 1/ 264، "تهذيب الكمال" 32/ 493، "السير" 9/ 245، "ميزان الاعتدال" 4/ 477، "من تكلم فيه وهو موثق" 1/ 561، "التقريب" صـ 542.
(2)
يُنظر "التاريخ الكبير" 1/ 271، "العلل الكبير" للترمذي 1/ 393، "الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 145، "الجرح والتعديل" 2/ 84، "المجروحين" 1/ 103، "الكامل" 1/ 377، "سؤالات البرقاني للدارقطني" رواية الكرجي 1/ 15، "ذخيرة الحفاظ" لابن طاهر 1/ 291، "تهذيب الكمال" 2/ 45، "الإكمال" 1/ 180، "التقريب" صـ 27.
5) عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مَالِكٍ الْجَزَرِيُّ، أَبُو سَعِيدٍ الْحَرَّانِيُّ الاصْطَخْرَي،
(1)
مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
روي عَنْ: سَعِيد بْن جبير، وسَعِيد بْن المُسَيَّب، ونافع مولى ابْن عُمَر، وغيرهم.
روي عَنْه: إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن مُجَمِّع، وسفيان الثوري، وسفيان بن عُيَيْنَة، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، وأحمد، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وابن المديني، وابن معين، والثوري، وابن عيينة، والعجلي، والترمذي، والبرقي، والبزار، وابن عبد البر، والنسائي، والدارقطني، ومحمد بْن عَبد الله بْن عمار، وابن نمير، وابن خلفون، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد أحمد، وابن المديني، وابن معين: ثبت، وزاد الثوري، وابن عيينة: حافظ، وزاد ابن عبد البر: مأمون محدث كثير الحديث، وزاد الذهبي: ثبت متقن حافظ مكثر، وزاد ابن حجر: متقن. وذكره ابن شاهين، وابن خلفون في الثقات. رَوى له الجماعَة.
وَقَال سفيان الثوري: ما رأيت عربياً أثبت من عبد الكريم. وقال الثوري أيضاً: ما رأيت أفضل منه كان يحدث بشيء لا يوجد إلا عنده فلا يعرف ذلك فيه يعني لا يفتخر. وقال ابن عيينة: لم أر مثله. وقال أبو عروبة الحراني: هو ثبت عند العارفين بالنقل.
وقَال يَعْقُوب بْن شَيْبَة: إلى الضعف ما هو، وهو صدوق، ثقة وقد روى مالك عنه، وكان ممن ينتقي الرجال. وَقَال ابن عدي: له أحاديث صالحة مستقيمة يرويها عن قوم ثقات، وإذا روى عنه الثقات فأحاديثه مستقيمة، ومع هذا فإن الثوري وغيره من الثقات قد حدثوا عنه. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالحافظ عندهم. وقال ابن حبان: كان صدوقاً ولكنه كان ينفرد عن الثقات بالأشياء المناكير فلا يعجبني الاحتجاج بما انفرد من الأخبار وإن اعتبر معتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير وهو ممن استخير الله فيه. قال الذهبي: قد قفز القنطرة، واحتج به الشيخان، وثبته أبو زكريا.
وقد وُصف بالإرسال: في روايته عَنْ البراء رضي الله عنه، وغيره. وحاصله أنه "ثقة ثبت متقن".
(2)
6) عَلْقَمَةُ بْنُ سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ.
(3)
(1)
الْإِصْطَخْرِي: بِكَسْر الْألف وَسُكُون الصَّاد وَفتح الطَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ وَفِي آخرهَا الرَّاء، هَذِه النِّسْبَة إِلَى اصطخر وَهِي من بِلَاد فَارس وَالْمَشْهُور بالانتساب إِلَيْهَا: عبد الْكَرِيم بن ثَابت الاصطخري ثمَّ الْجَزرِي مولى بني أُميَّة. يُنظر "اللباب" 1/ 69.
(2)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 100، "الجرح والتعديل" 6/ 58، "المراسيل" 1/ 134، "المجروحين" 2/ 145، "الكامل" 7/ 41، "الثقات" لابن شاهين 1/ 167، "تهذيب الكمال" 18/ 252، "الكاشف" 1/ 661، "تاريخ الإسلام" 3/ 456، "السير" 6/ 80، "ميزان الاعتدال" 2/ 645، "الإكمال" 8/ 291، "تحفة التحصيل" لأبو زرعة ابن العراقي 1/ 210، "التقريب" صـ 301.
(3)
قال ابن الأثير: علقمة بْن سُفْيَان بْن عَبْد اللَّه بْن رَبِيعة الثقفي. رَوَاهُ ــــــ أي حديث الباب ــــــ إِبْرَاهِيم بْن سَعْد، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِي. وَقَالَ زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ سُفْيَانَ، وَهُوَ الصَّوَابُ، قَالَه ابْنُ مَنْدَهْ وروى الضحاك بْن عثمان، عَنْ عَبْد الكريم، فَقَالَ: علقمة بْن سهيل. وقَالَ أَبُو عُمَر: قَدْ اضطربوا فِيهِ اضطرابًا كثيرًا، ولا يعرف هَذَا الرجل فِي الصحابة. وقال العلائي: علقمة بن سفيان الثقفي ويقال بن سهيل عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الصغاني فيمن في صحبته نظر وقال ابن عبد البر لا يعرف هذا الرجل في الصحابة. وقال ابن حجر: رواه ــــــ أي حديث الباب ــــــ زياد البكائي عن ابن إسحاق، عن عيسى، عن عطية بن سفيان. ورواه إبراهيم بن المختار عن ابن إسحاق، عن عيسى، عن سفيان بن عطية، فقلبه. وقال أحمد بن خالد الوهبي: عن ابن إسحاق، عن عيسى، عن عطية: حدثنا وفدنا. ورواية أحمد بن خالد أشبه بالصواب، فإن عطية بن سفيان تابعيّ معروف. يُنظر الاستيعاب 3/ 1088، "أسد الغابة" 4/ 81، "جامع التحصيل" 1/ 239، الإصابة 7/ 255.
روي عَنْ: وفد ثقيف، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وَعقبَة بْن عَامر، وأبي أَيُّوب.
روي عَنْه: ابنه سُفْيَان، وأَبُو الزبير، وعيسى بن عبد الله بن مالك الدار.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال مرة: له صحبة. وقال الذهبي: فيه جهالة. وقال ابن حجر: صدوق وهم من عده صحابياً. وقال في "التهذيب": ذكره الطبراني في الصحابة لأن في روايته عن عطية بن سفيان قال قدم وفد ثقيف هكذا وقع عنده مرسلاً لم يقل عن وفد ثقيف فظنه الطبراني صحابياً فذكره في المعجم وتبعه أبو نعيم وذكره ابن منده في المعرفة وقال فيه نظر وقد اختلف في حديثه على ابن إسحاق اختلافا كثيرا جداً. وحاصله أنه "تابعي مجهول الحال".
(1)
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد الطبراني في الكبير".
1) الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ: قال الذهبي: صدوق حسن الحديث.
(2)
2) إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ: "صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (161).
3) حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيل المدني أبو إسماعيل الحارثي: قال ابن حجر: صحيح الكتاب صدوق يهم.
(3)
4) إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّع: "ضعيف الحديث" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
5) عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مَالِكٍ الْجَزَرِيُّ: "ثقة ثبت متقن" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
6) عَلْقَمَةُ بْنُ سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ: "تابعي مجهول الحال" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
7) سُفْيَانُ بن عبد الله الثَّقَفِيُّ: "صحابي".
(4)
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيل، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن مُجَمِّع، عَنْ عَبْد الْكَرِيم الجزري، عَنْ عَلْقَمَة بْن سُفْيَان الثَّقَفِي قَالَ: كُنْتُ فِي الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا إِلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم.
ورواه عَنْ إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بهذا الوجه: يُونُس بْن بُكَيْر وهو صدوق. وتابع إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل علي هذا الوجه: الضَّحَّاك بْن عُثْمَان بن عبد الله بن خالد بن حزام الأسدي قال ابن حجر: صدوق يهم.
(5)
الوجه الثاني: إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيل، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ سُفْيَان، عَنْ أَبِيه.
(1)
يُنظر "الثقات" 3/ 307، 5/ 261، "الكاشف" 2/ 27، "التهذيب" 7/ 226، "التقريب" 1/ 333.
(2)
يُنظر "تاريخ الإسلام" 6/ 761.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 84.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 184.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 221.
ورواه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيل بهذا الوجه: حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المدني، أبو إسماعيل الحارثي قال ابن حجر: صحيح الكتاب صدوق يهم.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أنَّ الوجه الأول هو الأقرب إلي الصواب وذلك لوجود متابعة له كما سبق بيان ذلك.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول الراجح ــــ "إسناده ضعيف" فيه: إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْنِ مُجَمِّع: ضعيف الحديث. وعَلْقَمَة بْن سُفْيَانَ الثَّقَفِي تابعي مجهول الحال. وكذلك الحديث بالوجه الثاني ضعيف أيضاً لأجل إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل أيضاً فمدار الحديث عليه. عَلْقَمَةُ بْنُ سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ: مجهول الحال أيضاً.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
قلت: وليس الأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان. فلم يتفرد إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل براوية هذا الحديث ــــــ رواية الباب ــــــ بل تابعه: الضَّحَّاك بْن عُثْمَان.
قال ابن حجر رحمه الله: قال الطّبراني: تفرد به إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل، وليس كما قال رواه البزار من رواية الضحاك بن عثمان، عن عبد الكريم، فقال: عن علقمة بن سهيل الثقفي، وقال: لا نعلم غيره.
(1)
(1)
يُنظر "الإصابة" 7/ 256.
[185/ 835]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيِّ، قَالَ: حَضَرْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ يَضْرِبُ الْعَبَّاسَ بْنَ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ فِي أَمْرِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَطَلَعَ أَبُوهُ سَهْلٌ فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ، فَصَاحَ بِالْحَجَّاجِ: أَلَا تَحْفَظُ فِينَا وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ؟ فَقَالَ: وَمَا أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ فِيكُمْ؟ قَالَ: أَوْصَى: «أَن يُحْسَنَ إِلَى مُحْسِنِ الْأَنْصَارِ، وَيُعْفَى عَنْ مُسِيئِهِمْ
(1)
» فَأَرْسَلَهُ.
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: ابْنُهُ مُصْعَبٌ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه أبو يعلي الموصلي في "مسنده"(13/ 527 رقم 7532)، والروياني في "مسنده"(2/ 235 رقم 1120)، وأبو القاسم البَغَويّ في "حديث مصعب الزبيري"(1/ 103 رقم 137)، وأبو العرب التميمي في "المحن"(1/ 312)، وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ إخباره صلى الله عليه وسلم عَن مناقب الصحابة ب/ فضل الصحابة والتابعين. ذِكْرُ وَصِيَّةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالْعَفْوِ عَنْ مُسِيءِ الْأَنْصَارِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى مُحْسِنِهِمْ (16/ 276 رقم 7287)، والطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 208 رقم 6028)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(26/ 264، 265)، عَن مُصْعَب بْن عَبْدِ اللَّه الزُّبَيْرِي، عَن أَبِيه، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِي به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن مُصْعَب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أبو عبد الله الزُّبَيْريُّ
(2)
الْقُرَشِيُّ.
روي عَنْ: أبيه عَبد اللَّه بْن مصعب، ومالك بْن أنس، وعبد العزيز الدَّراوَرْدِي، وغيرهم.
روي عَنْه: أَبُو يَعْلَى الموصلي، وابن مَعِين، وأبو زُرْعَة الرازي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابْن مَعِين، والدارقطني، ومسلمة، والذهبي: ثقة. وقَال أحمد: ثبت. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق. وَقَال أَبُو زُرْعَة الدمشقي: لقيته بالعراق وكان فاضلاً جليلاً. وحاصله أنه "ثقة".
(3)
(1)
قال ابن حجر: قَوْلُهُ: وَيَتَجَاوَزُ عَنْ مُسِيئِهِمْ: أَيْ فِي غَيْرِ الْحُدُود وَحُقُوق النَّاس. يُنظر "فتح الباري" 7/ 122.
(2)
الزُّبَيْريُّ: بضم الزاي وفتح الباء وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها الراء، هذه النسبة معروفة إلى الزبير بن العوام بن عمة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد انتسب جماعة كثيرة من أولاده إليه، منهم: أبو عبد الله مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الزبيري، من أهل المدينة. قاله السمعاني في "الأنساب" 6/ 249.
(3)
يُنظر "الثقات" 9/ 175، "تهذيب الكمال" 28/ 34، "الكاشف" 2/ 268، "الإكمال" 11/ 216، "التقريب" صـ 466.
3) عَبْدُ اللهِ بنُ مُصْعَبِ بنِ ثَابِتٍ بْن عَبد اللهِ بْن الزُّبَير بْن العَوّام، أَبُو بَكْرٍ الأَسَدِيُّ، الزُّبَيْرِيُّ.
روي عَنْ: قُدَامَة بْن إِبْرَاهِيم الْجُمَحِي، وأبي حازم سلمة بن دينار، وهشام بن عروة، وغيرهم.
روي عَنْه: ابنه مُصْعَبِ الزُّبَيْرِي، وإِبْرَاهِيم بْن خَالِد اليَمانِيّ، وهشام الصنعاني، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات. وقال الخطيب: ولاه الرشيد إمارة المدينة واليمن، وكان محمودًا في ولايته، جَميل السيرة، مع جلالة قدره، وعظم شرفه.
وقال أبو حاتم: شيخ. وقال ابن مَعِين: ضعيف الحديث لم يكن له كتاب إنما كان يحفظ. وقال ابن حجر: فيه ضعف. وحاصله أنه "ضعيف".
(1)
4) قُدَامَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ الْمَدَنِيُّ.
روي عَنْ: سهل بْن سعد الساعدي، وعبد الله بْن عُمَر، وعلي بن الحسين بن علي، وغيرهم.
روي عَنْه: عَبْد اللهِ بن مُصْعَب الزُّبَيْرِي، والثوري، وجرير بن عبد الحميد، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان فِي الثقات. وقال الذهبي: صويلح. وقال ابن حجر: مقبول. وحاصله أنه "مقبول إذا تُوبع وإلا فلين الحديث".
(2)
5) سَهْلُ بنُ سَعْدِ بنِ مَالِكٍ بْنِ خَالِدِ بنِ ثَعْلَبَةَ، أَبُو العَبَّاسِ الخَزْرَجِيُّ، الأَنْصَارِيُّ، السَّاعِدِيُّ.
روى عن: النّبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بْن كعب، وعاصم بْن عدي الأَنْصارِي، وغيرهم.
روى عنه: أبو هريرة، وسعيد بن المسيب، وابن شهاب الزهري، وغيرهم.
كان رضي الله عنه من مشاهير الصّحابة، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وله يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم خمسة عشر سنة، وهو آخر من مات من الصحابة بالمدينة، قَال ابْن سعد: ليس بيننا فِي ذلك اختلاف، وشهد قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في المتلاعنين، وأنه فرق بينهما، وكان اسمه حزناً فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلاً. روى له الجماعة.
(3)
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: عَبْد اللهِ بن مُصْعَبِ الزُّبَيْرِي: ضعيف الحديث. وقُدَامَة بْن إِبْرَاهِيمَ بْن مُحَمَّد بْن حَاطِب الْجُمَحِي: مقبول إذا تُوبع وإلا فلين الحديث.
قلت: وللحديث متابعة قاصرة أخرجها الطبراني عَن أَحْمَد بْن عَمْرٍو الْخَلَّال الْمَكِّي، عَن يَعْقُوب بْن حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، عَن عَبْد الْمُهَيْمِنِ بْن عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ سَهْلًا، دَخَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ وَهُوَ مُتَوَكِّئٌ عَلَى يَدِهِ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ فِي الْأَنْصَارِ: أَحْسِنُوا إِلَى مُحْسِنِهِمْ، وَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ، فَقَالَ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ قَالَ: هَذَانِ كَنَفَيْكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، فَقَالَا: نَعَمْ.
(4)
(1)
"الجرح والتعديل" 5/ 178، "الثقات" 7/ 56، "تاريخ بغداد"11/ 415، "تاريخ الإسلام" 4/ 900، "فتح الباري" 10/ 305.
(2)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 5/ 319، "تهذيب الكمال" 23/ 542، "تاريخ الإسلام" 3/ 722، "التقريب" صـ 390.
(3)
يُنظر "معجم الصحابة" للبغوي" 3/ 87، "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 3/ 1312، "الاستيعاب" 2/ 664، "أسد الغابة" 2/ 575، "تهذيب الكمال" 12/ 188، "السير" 3/ 422، "الإصابة" 4/ 500.
(4)
يُنظر "المعجم الكبير" للطبراني (13/ 80 رقم 198).
قلت: لكنها متابعة ضعيفة فيها: أَحْمَد بْن عَمْرٍو الْخَلَّال: مجهول الحال. وعَبْد الْمُهَيْمِنِ بْن عَبَّاسِ: قال فيه ابن حجر: ضعيف.
(1)
قلت: وللحديث شواهد في الصحيحين في وصية النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالأنصار: فعن أَنَسِ بْنِ مَالِك رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ الْأَنْصَارَ كَرِشِي وَعَيْبَتِي،
(2)
وَإِنَّ النَّاسَ سَيَكْثُرُونَ وَيَقِلُّونَ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ.
وفي راوية عند البخاري عَن أَنَس بْن مَالِك رضي الله عنه، قال صَعِدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم المِنْبَرَ، وَلَمْ يَصْعَدْهُ بَعْدَ ذَلِكَ اليَوْمِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أُوصِيكُمْ بِالأَنْصَارِ، فَإِنَّهُمْ كَرِشِي وَعَيْبَتِي، وَقَدْ قَضَوُا الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ.
(3)
وعلي هذا فيرتقي الحديث بمتابعاته وشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: ابْنُهُ مُصْعَبٌ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 307.
(2)
قال النووي: قوله: إِنَّ الْأَنْصَارَ كَرِشِي وَعَيْبَتِي: قَالَ الْعُلَمَاءُ مَعْنَاهُ جَمَاعَتِي وَخَاصَّتِي الَّذِينَ أَثِقُ بِهِمْ وَأَعْتَمِدُهُمْ فِي أُمُورِي. قَالَ الْخَطَّابِيُّ ضَرَبَ مَثَلًا بِالْكَرِشِ لِأَنَّهُ مُسْتَقَرُّ غِذَاءِ الْحَيَوَانِ الَّذِي يَكُونُ بِهِ بَقَاؤُهُ وَالْعَيْبَةُ وِعَاءٌ مَعْرُوفٌ أَكْبَرُ مِنَ الْمِخْلَاةِ يَحْفَظُ الْإِنْسَانُ فِيهَا ثِيَابَهُ وَفَاخِرَ مَتَاعِهِ وَيَصُونُهَا ضَرَبَهَا مَثَلًا لِأَنَّهُمْ أَهْلُ سِرِّهِ وَخَفِيِّ أَحْوَالِهِ. يُنظر "شرح صحيح مسلم" 16/ 68.
(3)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ مناقب الأنصار ب/ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ. (5/ 35 رقم 3801)، ومسلم في "صحيحه" ك/ فضائل الصحابة ب/ مِنْ فَضَائِلِ الْأَنَصَارِ رضي الله عنهم. (4/ 1949 رقم 2510)، والبخاري في "صحيحه" ك/ مناقب الأنصار ب/ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ. (5/ 34 رقم 3799)
[186/ 836]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«خَيْرُ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا» . *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ إِلَّا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير"(2/ 364 رقم 3410)، والبزار في "مسنده"(13/ 90 رقم 6447)، وأبو القاسم البغوي في "حديث مصعب بن عبد الله الزبيري"(1/ 81 رقم 106)، وابن حبان في "المجروحين"(3/ 29)، والحاكم في "المستدرك" ك/ الأدب (4/ 299 رقم 7704)، والبيهقي "شعب الإيمان" ب/ في حسن الخلق. فصل في التواضع وترك الزهو والصلف والفخر والمدح (6/ 300 رقم 8240)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع"(2/ 64 رقم 1191)، كلهم من طُرق عَن عَبْد الْعَزِيزِ بْن مُحَمَّد الدَّرَاوَرْدِي، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِت، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَة به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ ثَابِتِ الزُّبَيْريُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (185).
3) عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ بن أَبي عُبَيد الدَّرَاوَرْدِيُّ،
(1)
أَبُو مُحَمَّدٍ الجُهَنِيُّ المَدَنِيُّ.
روي عَنْ: مُصْعَب بْن ثَابِت، وهشام بن عروة، ويحيى بن سَعِيد الأَنْصارِيّ، وغيرهم.
روي عَنْه: مُصْعَب بْن عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِي، وإسحاق بْن راهويه، وسفيان الثوري، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن سعد، والعجلي، وابن معين، وابن المديني، ويعقوب بن سفيان: ثقة، وزاد ابن سعد: كثير الحديث يغلط، وَزاد ابْن مَعِين: حجة، وزاد ابن المديني: ثبت، وزاد يعقوب: إمام. وقال مصعب بْن عَبد الله الزبيري: كان مالك بن أنس يوثق الدَّراوَرْدِي. وذكره ابن حبان، وابن شاهين في الثقات. وقال ابن حبان: كَانَ يخطئ. وقال في المشاهير: كان من فقهاء أهل المدينة وساداتهم. وَقَال ابن أَبي حاتم: سئل أبي عن عبد العزيز بن محمد، ويوسف بن الماجشون فقال: عبد العزيز محدث، ويوسف شيخ يخطئ. وَقَال ابن مَعِين مرة: الدَّراوَرْدِيّ أثبت من فليح بن سُلَيْمان، وابن أَبي الزناد. وقال معن بن عيسى: يصلح أن يكون أميرَ المؤمنين. وقال الفلاس: كان ابن مهدي يحدّث عن الرجل بالحديث، والشيء، لا يحدّث بحديثه
(1)
الدَّرَاوَرْدِيُّ: بفتح الدال المهملة والراء والواو وسكون الراء الأخرى وكسر الدال الأخرى هذه النسبة: لأبى محمد عبد العزيز بن محمد بن عبيد بن أبى عبيد الدَّرَاوَرْدِيُّ، من أهل المدينة، قال ابن حبان: كان أبوه من دارابجرد مدينة بفارس، وكان مولى لجهينة، فاستثقلوا أن يقولوا دارابجردى فقالوا: الدراوَرْديّ، وقد قيل إنه من اندرابة، وقال البخاري: دارابجرد موضع بفارس كان جده منها مولى جهينة المديني، وقال أحمد بن صالح: كان الدراوَرْديّ من أهل أصبهان، نزل المدينة، وكان يقول للرجل إذا أراد أن يدخل اندراور فلقبه أهل المدينة الدراوَرْدي. قاله السمعاني في "الأنساب" 5/ 295.
كلّه وأنّه حدَّث عن الدَّرَاوَرْدِيّ بحديث. روى له الجماعة عدا البخاري فقرنه بغيره.
وقال الذهبي: صَدُوق غَيره أقوى مِنْهُ، وحَدِيْثُه لَا يَنحط عَنْ مرتبَة الحَسَنِ. وقال ابن حجر: صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ. وقال الساجي كان من أهل الصدق والأمانة إلا أنه كثير الوهم. وقَال ابْن مَعِين مرة، والنسائي: ليس به بأس.
وَقَال أحمد: كان معروفاً بالطلب وإذا حدث من كتابه فهو صحيح، وإذا حدث من كتب الناس وهم، وكان يقرأ من كتبهم فيخطئ، وَما حدث عن عُبَيد الله بن عُمَر فهو عن عَبد الله بْن عُمَر. وَقَال أبو زُرْعَة: سيئ الحفظ، فربما حدث من حفظه الشيء فيخطئ. وَقَال النَّسَائي مرة: ليس بالقوي، وحديثه عن عُبَيد الله بن عُمَر منكر. وَقَالَ أَبُو حَاتِم مرة: لَا يحْتَج بِه.
وقد وُصف بالإرسال: قال العلائي: عبد العزيز بن محمد الدراوردي روى عن عبد الملك بن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: ما كنا نعرف انقضاء السورة أظنه حتى نسمع بسم الله الرحمن الرحيم قال قتيبة بن سعيد لم يسمع الدراوردي هذا الحديث من ابن جريج. وحاصله أنه "صدوق حسن الحديث".
(1)
4) مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، المَدَنِيُّ.
روي عَنْ: عَبْد اللَّه بْن أَبِي طَلْحَة، ومحمد بْن المنكدر، ونافع مولى ابْن عُمَر، وغيرهم.
روي عَنْه: عَبْد الْعَزِيز الدَّرَاوَرْدِي، وعبد اللَّه بْن المبارك، وعبد الرزاق بن همام، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال الساجي: صدوق. وَقَال أَبُو حاتم: صدوق كثير الغلط، ليس بالقوي.
وَقَال أبو زرعة، والنَّسَائي، والدارقطني: ليس بالقوي. وقال الذهبي: لين لغلطه. وقال ابن حجر: لين. وَقَال ابْن مَعِين: ضعيف. وقال أَحْمَد: أراه ضعيف الحديث لم أر الناس يحمدون حَدِيثه. وقال ابن سعد: يستضعف. وذكره أبو العرب، والعقيلي، وابن عدي في الضعفاء. وَقَال ابن معين مرة: ليس بشيءٍ. وقال ابن حبان: منكر الحديث ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير فلما كثر ذلك منه استحق مجانبة حديثه.
وقد وُصف بالإرسال: قال أبو زرعة ابن العراقي: مُصعب بن ثَابت بن عبد الله بن الزبير حَدِيثه عِنْد جده ـــــ عبد الله بن الزبير ــــــ عِنْد أبي دَاوُد وَابْن مَاجَه وَهُوَ مُرْسل، قلت: وكذلك قال المزي، والذهبي، وابن حجر، وحاصله أنه "ضعيف الحديث" يُرسل عَن جده.
(2)
5) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيُّ أَبُو يَحْيَى المَدَنِيُّ.
روي عَنْ: عمه أنس بْن مَالِك، وأبيه عَبد الله بْن أَبي طلحة.
(1)
يُنظر الثقات" للعجلي 2/ 98، "الجرح والتعديل" 3/ 395، "الثقات" 7/ 116، "المشاهير 1/ 171، "الثقات" لابن شاهين 1/ 162، "المعرفة والتاريخ" 1/ 349، "تهذيب الكمال" 18/ 187، "السير" 8/ 366، "ميزان الاعتدال" 2/ 633، "جامع التحصيل" 1/ 228، "التقريب" صـ 299.
(2)
يُنظر "تاريخ ابن معين" رواية الدارمي 1/ 208، "العلل ومعرفة الرجال" 2/ 488، "الجرح والتعديل" 8/ 304، "المجروحين" 3/ 28، "سؤالات البرقاني للدارقطني" 1/ 69، "تهذيب الكمال" 28/ 18، "الكاشف" 2/ 267، "الإكمال" 11/ 211، "تحفة التحصيل" لأبو زرعة ابن العراقي 1/ 305، "التقريب" صـ 465.
روي عَنْه: مُصْعَب بن ثَابِت، وسَعِيد الجمحي، وعبد الله بن جعفر، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن معين، وأَبُو زُرْعَة، وأحمد بن صالح، والنَّسَائي، والذهبي، وابن حجر: ثقة. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات. وَقَال أَبُو حاتم: صَالِح. وحاصله أنه "ثقة".
(1)
6) أَنَسُ بْنُ مَالِك ابن النَّضر رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (11).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: مُصْعَب بن ثَابِتِ الزُّبَيْرِي: ضعيف الحديث.
قلت: وللحديث شاهد من حديث عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ
(2)
قَالَ: أُوذِنَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ بِجِنَازَةٍ، قَالَ: فَكَأَنَّهُ تَخَلَّفَ حَتَّى أَخَذَ الْقَوْمُ مَجَالِسَهُمْ، ثُمَّ جَاءَ مَعَهُ، فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْمُ تَسَرَّعُوا عَنْهُ، وَقَامَ بَعْضُهُمْ عَنْهُ لِيَجْلِسَ فِي مَجْلِسِهِ، فَقَالَ: لَا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: خَيْرُ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا، ثُمَّ تَنَحَّى فِي
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 44، "الجرح والتعديل" 5/ 91، "الثقات" لابن حبان 5/ 31، "تهذيب الكمال" 15/ 177، "الكاشف" 1/ 566، "الإكمال" 8/ 20، "التقريب" صـ 252.
(2)
قلت: وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَمْرَةَ هذا اثنان أحدهما هو الذي روي عنه الجماعة، والآخر هو ابن أخي عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي عَمْرَةَ هذا المذكور آنفاً وهو الذي روي عنه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي الْمَوَالِي راوي هذا الحديث، وقد اشتبه علي البعض في هذا الحديث فظنوه أنه هو عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي عَمْرَة الذي روي عنه الجماعة ومن ثَمَّ ذهبوا إلي تصحيح هذا الحديث فقال النووي: رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيح عَلَى شرط البخاري، وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، غير أن ابن حجر فرق بينهما فقال في التقريب: عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري شيخ لمالك قال ابن عبد البر نسبه مالك إلى جده وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمرة يعني أنه ابن أخي الذي قبله مقبول من الخامسة وهو الذي روى عنه عبد الرحمن بن أبي الموالي تمييز. وفرق بينهما أيضاً في التهذيب ونقل كلام ابن عبد البر وتبعه عليه، قال ابن عبد البر في التمهيد: مالك عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ حَدِيثٌ وَاحِدٌ هَكَذَا قال فيه مالك عبد الرحمن بْنُ أَبِي عَمْرَةَ نِسْبَةً إِلَى جَدِّهِ وَهُوَ عبد الرحمن بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ مَدَنِيٌّ ثِقَةٌ يَرْوِي عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وعن عمه عبد الرحمن بْنِ أَبِي عَمْرَةَ وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَمَا أَظُنُّهُ سَمِعَ مِنْهُ وَلَا أَدْرَكَهُ وَإِنَّمَا يَرْوِي عَنْ عَمِّهِ عَنْهُ يَرْوِي عنه مالك وعبد الله ابن خَالِدٍ أَخُو عَطَّافِ بْنِ خَالِدٍ وَابْنُ أَبِي الموالي وغيرهم، وقال ابن حجر أيضاً في التهذيب: وما ادعاه المؤلف ـــــ يقصد المزي ــــــ من أن عبد الرحمن بن أبي المولى روى عنه ــــــ أي عَن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي عَمْرَةَ ـــــ ليس بشيء وإنما روى عن ابن أخيه، قلت (الباحث): ومما يدل أيضاً علي صحة كلام ابن عبد البر، وابن حجر: أن أبا داود قال في "سننه" عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي عَمْرَةَ هُوَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ، قال العظيم آبادي في "عون المعبود: فَفِي الْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ ـــــ يعني إسناد أبو داود ــــــ نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ ــــ يقصد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي عَمْرَةَ ـــــ، قال: وَالْحَدِيثُ سَكَتَ عنه المنذري، قلت: وسكت عنه الذهبي أيضاً فلعل سكوتهما لأجل ما فيه والله أعلم. قلت: وأما حال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي عَمْرَةَ راوي هذا الحديث فذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عبد البر: ثقة، وقال ابن حجر: مقبول. قلت: والذي يظهر بعد هذا كله أن الحديث فيه انقطاع قال ابن عبد البر: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَمْرَةَ لَه رِوَايَة عَن أَبِي سَعِيد الْخدْرِي وَمَا أَظنه سَمِعَ مِنْه وَلَا أَدْرَكَه وَإِنَّمَا يَرْوِي عَن عَمِّه عنه. يُنظر "رياض الصالحين" للنووي 1/ 260، "الثقات" لابن حبان 7/ 78، "التمهيد" لابن عبد البر 20/ 25، "التهذيب" 6/ 242، "التقريب" 1/ 289، "عون المعبود" لشرف الحق العظيم آبادي (13/ 117).
مَجْلِسٍ وَاسِعٍ.
(1)
قلت: لكنه ضعيف فيه: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ قال ابن عبد البر: لَه رِوَايَة عَن أَبِي سَعِيدٍ الْخدْرِي وَمَا أَظنه سَمِعَ مِنْه وَلَا أَدْرَكَه وَإِنَّمَا يَرْوِي عَن عَمِّه عنه.
وعلي هذا فيرتقي الحديث بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ إِلَّا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
قال البزار: وَهَذَا الْحَدِيث لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَن أَنَس إلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
(2)
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال المناوي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: خير المجالس أوسعها: أي بالنسبة لأهلها ويختلف ذلك باختلاف الأشخاص والأحوال والأزمان والبلدان لأنه أروح للجالس وأمكن في تصرفه من قيامه وقعوده والسير في أداء ما يستحق من التوسعة والإكرام.
(3)
(1)
أخرجه أحمد في "مسنده"(17/ 218 رقم 11137)، (18/ 202 رقم 11663)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1/ 302 رقم 981)، والبخاري في "الأدب المفرد"(1/ 411 رقم 1136)، وأبو داود في "سننه" ك/ الأدب ب/ في سَعَةِ المجلس (7/ 194 رقم 4820)، والحاكم في "المستدرك" ك/ الأدب (4/ 300 رقم 7705)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 218 رقم 1222)، والبيهقي في "الآداب" ب/ خَيْرُ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا (1/ 102 رقم 307)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع"(2/ 64 رقم 1191)، من طُرق عَن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي الْمَوَالِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: خَيْرُ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا. ولبعضهم فيه قصة.
(2)
يُنظر "مسند البزار" 13/ 90.
(3)
يُنظر "فيض القدير" للمناوي 3/ 476.
[187/ 837]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: نا أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَلَى مَنْ تَحْرُمُ النَّارُ غَدًا؟ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: ابْنُهُ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي هِشَام بْن عُرْوَة، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: هِشَام بْن عُرْوَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ.
ورواه عَن هِشَامِ بْنِ عُرْوَة بهذا الوجه: عَبْد اللَّه بْن مُصْعَب الزُّبَيْرِي.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــ رواية الباب ـــــ، وفي "مكارم الأخلاق" ب/ فَضْلِ لِينِ الْجَانِبِ، وَسُهُولِ الْأَخْلَاقِ، وَقُرْبِ الْمَأْخَذِ، وَالتَّوَاضُعِ (1/ 317 رقم 14)، وفي "المعجم الصغير"(1/ 72 رقم 89)، وأبو يعلي في "مسنده"(3/ 379 رقم 1853)، وأبو القاسم البغوي في "حديث مصعب بن عبد الله الزبيري"(1/ 31 رقم 3)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(1/ 354 رقم 337)، وابن أخي ميمي الدقاق في "فوائده"(1/ 84 رقم 154)، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات"(2/ 91 رقم 1099)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ب/ فِي حُسْنِ الْخُلُقِ: فَصْلٌ فِي لِينِ الْجَانِبِ، وَسَلَامَةِ الصَّدْرِ (1/ 272 رقم 8126)، وبيبي بنت عبد الصمد الهروية في "جزئها"(1/ 31 رقم 3)، وقاضي المارستان في "المشيخة الكبري"(2/ 578 رقم 122)، وابن الفاخر في "موجبات الجنة"(1/ 180 رقم 258)، وأَبُو الفَرَج مَسْعُوْد بن الحَسَن الثَّقَفِي الأَصْبَهَانِيُّ في "عروس الأجزاء"(1/ 62 رقم 55)، وأبو الحسن العَبْدي في "جزئه"(1/ 38 رقم 37)، والذهبي في "تاريخ الإسلام"(4/ 901)، وابن حجر في "الأمالي الحلبية"(1/ 34 رقم 10)، وفي "الأمالي السفرية الحلبية"(1/ 61 رقم 8)، كلهم من طُرق عَن مُصْعَب بْن عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، عَن أَبِيه عَبْد اللَّه، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ به بنحوه.
…
الوجه الثاني: هِشَام، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْأَوْدِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
ورواه عَن هِشَامِ بْنِ عُرْوَة بهذا الوجه: عَبْدَة بْن سُلَيْمَانَ، واللَّيْث بْن سَعْد.
أما طريق عَبْدَة بْن سُلَيْمَان: أخرجه ابن معين في "جزء الفوائد" رواية أبو بكر المروزي (1/ 121 رقم 30)، وابن أبي شيبة في "مسنده"(1/ 272 رقم 409) وهناد السري في "الزهد" ب/ حُسْن الْخُلُق (2/ 596 رقم 1263)، والترمذي في "سننه" ك/ صفة القيامة (4/ 654 رقم 2488)، وابن أبي الدنيا في "مدارة الناس" ب/ الْمُدَارَاةِ بِلِينِ الْجَانِبِ وَطَيِّبِ الْكَلَامِ (1/ 88 رقم 97)، وأبو يعلي في "مسنده"(8/ 467 رقم 5053)، وابن حبان في "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء"(1/ 66)، وفي "صحيحه" (الإحسان ك/ البر والإحسان ب/ حُسْنِ الْخُلُقِ: ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ إِذَا كَانَ هَيِّنًا لَيِّنًا قَرِيبًا سَهْلًا قَدْ يُرْجَى لَهُ النَّجَاةُ مِنَ النَّارِ بِهَا (2/ 215 رقم 469)، والحسن بن شاذان في "جزئه"(1/ 33 رقم 32)، والبيهقي في "الأربعون الصغري" ب/ فِي
كَرَاهِيَة الْبُخْلِ وَالشُّحِّ وَمَا فِي بَذْلِ الْمَالِ وَالسَّمَاحَةِ فِيهِ، وَحُسْنِ الْمُعَامَلَةِ مَعَ النَّاسِ مِنَ الْخَيْرِ وَالثَّوَابِ (1/ 272)، وفي "شعب الإيمان" ب/ فِي أَنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ وَيَكْرَهُ لَهُ مَا يَكْرَهُ لِنَفْسِهِ: فَصْلٌ فِي إِنْظَارِ الْمُعْسِرِ وَالتَّجَاوُزِ عَنْهُ وَالرِّفْقِ بِالْمُوسِرِ وَالْوَضْعٍ عَنْهُ (7/ 535 رقم 11251)، والبغوي في "شرح السنة" ب/ حَسَن الْمُعَامَلَة مَعَ النَّاس (13/ 85 رقم 3505)، وابن عساكر في "معجمه"(1/ 520 رقم 640)، والمزي في "تهذيب الكمال"(15/ 373)، والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(3/ 91)، وفي "السير"(16/ 103).
وأما طريق اللَّيْث بْن سَعْد: أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ب/ كَرَمِ السَّجِيَّةِ وَكَفِّ الْأَذِيَّةِ وَجَمِيلِ الْعِشْرَةِ (1/ 42 رقم 67)، وفي ب/ مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ لِينِ الْكَلَامِ وَخَفْضِ الْجَنَاح (1/ 63 رقم 145)، وابن حبان في "صحيحه" (الإحسان ك/ البر والإحسان ب/ حُسْن الْخُلُق: ذِكْر الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ إِذَا كَانَ هَيِّنًا لَيِّنًا قَرِيبًا سَهْلًا قَدْ يُرْجَى لَهُ النَّجَاةُ مِنَ النَّارِ بِهَا (2/ 216 رقم 470)، والطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 285 رقم 10562).
كلاهما: عَبْدَة بْن سُلَيْمَانَ، واللَّيْث بْن سَعْد، عَن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْريُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (185).
3) عَبْدُ اللهِ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ الزُّبَيْرِيُّ: "ضعيف" سبقت ترجمته في حديث رقم (185).
4) هِشَامُ بْنُ عُرْوَة بْن الزبير بْن العَوْام: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
5) مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِر: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (21).
6) جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (21).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد ابن أبي شيبة في مسنده
".
1) عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الكلابي أبو محمد الكوفي: قال ابن حجر: ثقة ثبت.
(1)
2) هِشَامُ بْنُ عُرْوَة بْن الزبير بْن العوام: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
3) مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ صاحب المغازي: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (117).
4) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْأَوْدِيِّ الكُوفِيُّ: قال ابن حجر: مقبول.
(2)
5) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (33).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 310.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 258.
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي هِشَام بْن عُرْوَةَ، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: هِشَام بْن عُرْوَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ.
ورواه عَن هِشَام بْن عُرْوَة بهذا الوجه: عَبْد اللهِ بن مُصْعَبِ بنِ ثَابِتٍ الزُّبَيْرِيُّ: وهو ضعيف الحديث.
…
الوجه الثاني: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْأَوْدِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
(1)
ورواه عَن هِشَام بْن عُرْوَة بهذا الوجه: عَبْدَة بْن سُلَيْمَانَ، واللَّيْث بْن سَعْد. وكلاهما ثقة ثبت. قلت: وزاد الدارقطني: أبو أسامة، وَلَوْذَان بْن سُلَيْمَانَ ولم أقف عليهما في حدود بحثي.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق والله أعلم أن الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الآتية:
1) رواية الأكثر عدداً: فقد رواه بالوجه الثاني جماعة من الرواة، وهذا بخلاف الوجه الأول.
2) رواية الأحفظ: فرواه بالوجه الثاني من هم أحفظ وأوثق من رَاوِيَة الوجه الأول.
3) ترجيح الأئمة:
- قال ابن أبي حاتم: سألتُ أَبِي وَأَبا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه مُصعَب بن عبد الله الزُّبَيري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هِشَام بن عُروَة، عن ابْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَلَى مَنْ تَحْرُمُ النَّارُ غَدًا؟
…
قَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ اللَّيثُ بْنُ سَعْد، وعَبْدَة بْن سُلَيْمَان، عَنْ هِشام بْنِ عُروَة، عَنْ موسى بن عُقْبة، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو الأَوْدي، عَنِ ابْنِ مسعود، عن النبيّ، وهَذَا هُوَ الصَّحيحُ. قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟ قَالَ: مِن عبد الله بْن مُصعَب قلتُ: ما حال عبد الله بن مُصعَب؟ قال: شيخٌ.
(2)
- وقال الدارقطني: رواه هِشَام بْن عُرْوَةَ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ. فرواه عبد الله بن مصعب، عن هشام، عن ابن المنكدر، عن جابر، وخالفه عبدة بن سليمان، وليث بن سعد، وأبو أسامة، ولوذان بن سليمان، رووه عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْأَوْدِيِّ، عن ابن مسعود وهو أشبه.
(3)
- وقال ابن عساكر: محفوظ من حديث موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمرو تفرد به هشام بن عروة.
(4)
(1)
سُئل الدارقطني عن حديث عبد الله بن عمرو الْأَوْدِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: عَلَى كُلِّ لَيِّنٍ هَيِّنٍ قَرِيبٍ سَهْلٍ. فَقَالَ: يَرْوِيهِ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ وَاخْتُلِفَ عَنْهُ: فَرَوَاهُ عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَلَوْذَانُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْأَوْدِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ بْنِ رَجُلٍ مِنْ أَوْدٍ، وَلَمْ يَثْبُتِ اسْمُهُ، وَرَوَاهُ سَعِيدٌ الْجُمَحِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ الْأَوْدِيِّ وَلَمْ يُسَمِّهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَرَاءُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَلَا يَصِحُّ، وَالْمَحْفُوظُ حَدِيثُ عَبْدَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَاللَّيْثِ عَنْ هِشَامٍ. يُنظر "العلل" للدارقطني 5/ 198.
(2)
يُنظر "العلل" لابن أبي حاتم 5/ 79.
(3)
يُنظر "العلل" للدارقطني 13/ 337.
(4)
يُنظر "المعجم" لابن عساكر 1/ 520.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده منكر" فيه: عَبْدُ اللهِ بن مُصْعَبِ بنِ ثَابِتٍ الزُّبَيْرِيُّ: ضعيف الحديث، وذلك لتفرده ومخالفته لما رواه الثقات.
وأما الحديث بالوجه الثاني فإسناده ضعيف فيه: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْأَوْدِيِّ: قال ابن حجر: مقبول.
قلت: وللحديث شواهد من أمثلها حديث مُعَيْقِيبٍ بن أبي فاطمة، وأَبو هُرَيْرَةَ فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ، عَن أبيه مُعَيْقِيبٍ بن أبي فاطمة الدوسي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَدْرُونَ عَلَى مَنْ حُرِّمَتِ النَّارُ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ عَلَى الْهَيِّنِ اللَّيِّنِ السَّهْلِ الْقَرِيبِ.
(1)
قلت: لكنه ضعيف لجهالة مُحَمَّدِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ.
وعَن وَهْب بْن حَكِيمٍ الْأَزْدِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: تُحَرَّمُ النَّارُ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ.
(2)
قلت: وهو ضعيف أيضاً وذلك لجهالة وَهْب بْن حَكِيمٍ الْأَزْدِيُّ كما قال العقيلي.
وعلي ذلك فيرتقي الحديث من وجهه الراجح بشواهد من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ إِلَّا عَبْد اللَّهِ بْن مُصْعَبٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: ابْنُهُ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان لكن ذلك من حيث الوجه الأول ـــــ المرجوح ــــ الذي أخرج به الطبراني وغيره رواية الباب. ورواه عن هِشَام بْن عُرْوَة بالوجه الثاني ــــ الراجح ـــــ جماعة من الرواة وهم: عَبْدَة بْن سُلَيْمَانَ، واللَّيْث بْن سَعْد. كما وقفت عليهما، وزاد الدارقطني: أبو أسامة، وَلَوْذَان بْن سُلَيْمَان.
قال ابن حجر: قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ إِلَّا عَبْد اللَّهِ بْن مُصْعَبٍ، تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُهُ. قُلْتُ ــــ ابن حجر ـــــ: لَعَلَّهُ يُرِيدُ بِهَذَا الْإِسْنَادَ،
(3)
وَإِلَّا فَقَدْ سُئِلَ أَبُو زُرْعَةِ الرَّازِيُّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: وَهِمَ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ؛ فَقَد رَوَاهُ اللَّيْثُ، وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيِمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، فَقَالَا: عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْأَوْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. ورِوَايَةُ عَبْدَةَ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَلَعَلَّهُ عِنْدَ هِشَامٍ بِإِسْنَادَيْنِ.
(4)
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال المناوي رحمه الله: قوله: ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار: أي دخول نار جهنم. غداً: أي يوم القيامة وأصل الغد اليوم الذي بعد يومك على أثره ثم توسعوا فيه حتى أطلق على البعيد المترقب. على كل هين:
(1)
أخرجه أحمد في "الورع"(1/ 95)، وابن أبي عاصم في "الأحاد والمثاني"(1/ 237 رقم 309)، والدولابي في "الأسماء والكني"(1/ 267 رقم 474)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(8/ 219 رقم 8452)، وفي "الكبير"(20/ 352 رقم 832)، وأبو سعد البغدادي في "مجلسان من مجالسه"(1/ 4 رقم 3)، وأبو طاهر السلفي في "المشيخة البغدادية (9/ 8 رقم 13).
(2)
أخرجه العقيلي في "الضعفاء"(4/ 323)، والطبراني في "الأوسط"(6/ 38 رقم 5725).
(3)
قلت: يقصد ابن حجر بقوله: هَذَا الْإِسْنَادَ: طريق الطبراني ـــــ رواية الباب ـــــ عَن هِشَام بْن عُرْوَةِ، عَن ابْن الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِر، فقد أخرجه ابن حجر أيضاً في أماليه الحلبية من طريق هشام، عن ابن المنكدر، عن جابر.
(4)
يُنظر "الأمالي السفرية الحلبية" لابن حجر 1/ 61.
مخففاً من الهون بفتح الهاء وهو السكينة والوقار. لين: مخفف لين بالتشديد على فعيل من اللين ضد الخشونة قيل: يطلق على الإنسان بالتخفيف وعلى غيره على الأصل قال ابن الأعرابي: يمدح بهما مخففين ويذم بهما مثقلين. قريب: أي إلى الناس. سهل: يقضي حوائجهم وينقاد للشارع في أمره ونهيه. قال الماوردي: بين بهذا الحديث أن حسن الخلق يدخل صاحبه الجنة ويحرمه على النار فإن حسن الخلق عبارة عن كون الإنسان سهل العريكة لين الجانب طلق الوجه قليل النفور طيب الكلمة كما سبق لكن لهذه الأوصاف حدود مقدرة في مواضع مستحقة فإن تجاوز بها الخير صارت ملقاً وإن عدل بها عن مواضعها صارت نفاقاً والملق ذل والنفاق لؤم.
(1)
(1)
يُنظر "فيض القدير" للمناوي 3/ 105.
[188/ 838]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ لِلصَّلَاةِ، فَلَا يُشَبِّكْ بَيْنَ أَصَابِعِهِ» . *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَّا الدَّرَاوَرْدِيُّ. وَرَوَاهُ النَّاسُ: عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي مُحَمَّد بْن عَجْلَان، واختلف عنه من وجوه:
الوجه الأول: مُحَمَّد بْن عَجْلَان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة.
ورواه عَنْ مُحَمَّد بْن عَجْلَان بهذا الوجه: عَبْد الْعَزِيزِ بن مُحَمَّد بْن الدَّرَاوَرْدِي، وشَرِيك النخعي.
أما طريق عَبْد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بْن الدَّرَاوَرْدِي: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــ رواية الباب ــــ.
وأما طريق شَرِيك بن عبد الله النخعي: أخرجه الحاكم في "المستدرك" ك/ الصلاة ب/ مِنْ كِتَابِ الْإِمَامَةِ، وَصَلَاةِ الْجَمَاعَةِ (1/ 325 رقم 746) بلفظ: إِذَا كُنْتَ فِي الْمَسْجِدِ فَلَا تَجْعَلْ أَصَابِعِكَ هَكَذَا يَعْنِي شَبَّكَهَا. قال الحاكم: رَوَاهُ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ فَوَهِمَ فِي إِسْنَادِهِ.
الوجه الثاني: مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَن سَعِيد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
ورواه عَنْ مُحَمَّد بْن عَجْلَان بهذا الوجه: يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، وزاد الدارقطني: أيوب السختياني.
أما طريق يَحْيَى بْن سَعِيد القطان: أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" ك/ الصلاة ب/ النَّهْيِ عَنِ التَّشْبِيكِ بَيْنَ الْأَصَابِعِ عِنْدَ الْخُرُوجِ إِلَى الصَّلَاةِ (1/ 227 رقم 440)، وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ الصلاة ب/ فَرْضِ مُتَابَعَةِ الْإِمَامِ (5/ 523 رقم 2149)، والحاكم في "المستدرك" ك/ الصلاة ب/ مِنْ كِتَابِ الْإِمَامَةِ، وَصَلَاةِ الْجَمَاعَةِ (1/ 324 رقم 745)، بلفظ: إِذَا تَوَضَّأْتَ، ثُمَّ دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ، فَلَا تُشَبِّكَنَّ بَيْنَ أَصَابِعِكَ.
وأما طريق أَيُّوب السِّخْتِيَانِي: فقال الدارقطني في "العلل"(11/ 135) كَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَهُ نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنْ أَيُّوبَ.
الوجه الثالث: مُحَمَّد بْن عَجْلان، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَة.
ورواه عَنْ مُحَمَّد بْن عَجْلَان بهذا الوجه: الْحَسَن بْن عُمَارَة.
أخرجه أبو عبد الله محمد بن مخلد في "منتقي حديثه"(1/ 178 رقم 177)، بلفظ: إِذَا تَوَضَّأْتَ فَأَحْسَنْتَ الْوُضُوءَ ثُمَّ مَشَيْتَ إِلَى الصَّلاةِ فَلا تُشَبِّكْ بَيْنَ أَصَابِعَكَ؛ فَإِنَّكَ فِي صَلاة.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (150).
3) عَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ: "صدوق حسن الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (186).
4) مُحَمَّدُ بنُ عَجْلَانَ القُرَشِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ المَدَنِيُّ.
روي عَنْ: أبيه عَجْلَان، وسَعِيد بْن أَبي سَعِيد المقبري، ونافع مولى بْن عُمَر، وغيرهم.
روي عَنْه: عَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد الدَّرَاوَرْدِي، والثوري، وابن عُيَيْنَة، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال العجلي، وأحمد، وابن معين، وأَبُو حاتم، وأبو زرعة، وابن عُيينة، وابن القطان، ويعقوب بن شَيْبَة، والنَّسَائي: ثقة، وزاد ابن عيينة: كان مأمونًا عالمًا بالحديث، وزاد ابن القطان: لا عيب فيه إلا أنه سوى أحاديث المقبري. وذكره ابن حبان في الثقات.
وَقَال أَحْمَد: كان ابن عُيَيْنَة يثني عليه. وقيل لابن مَعِين: من تقدم داود بن قيس أو ابن عجلان؟ قال مُحَمَّد. وَقَال ابْن مَعِين: ابْن عجلان ثقة أوثق من مُحَمَّد بن عَمْرو بن علقمة، ما يشك في هذا أحد، كان داود بن قيس يجلس إلى ابن عجلان يتحفظ عَنْهُ، ويقول: إنها اختلطت على ابن عجلان يعني أحاديث سَعِيد المقبري.
وقال الساجي: هو الصدق لم يحدث عنه مالك إلا يسيرًا كأنه استصغره إنما عابوه باختلاط حديث سعيد عليه. وقال الذهبي: إمام صدوق مشهور كبير الشأن حسن الحَدِيث، وثقه: ابن عيينة، وأبو حاتم مع تعنته في نقد الرجال، فحديثه إن لم يبلغ رتبة الصحيح، فلا ينحط عن رتبة الحسن. وقال ابن حجر: صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة.
وقَالَ الْحَاكِم: أخرج لَهُ مُسلم ثَلَاثَة عشر حَدِيثاً كلهَا فِي الشواهد وَقد تكلم الْمُتَأَخّرُونَ من أَئِمَّتنَا فِي سوء حفظه، وقيل لمَالِك إِن نَاساً من أهل الْعلم يحدثُونَ فَقَالَ من هم فَقَالَ ابْن عجلَان فَقَالَ لم يكن ابْن عجلَان يعرف هَذِه الْأَشْيَاء وَلم يكن عَالماً.
وَقَالَ يحيي الْقطَّان: كَانَ مضطرباً فِي حَدِيث نَافِع، وكان يحدث عَن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وعن أبيه عن أبي هريرة، وعن رجل عن أبي هريرة فاختلطت عليه فجعلها كلها عن أبي هريرة. وقال ابن حبان: قد سمع سعيد المقبري من أبي هريرة وسمع من أبيه عن أبي هريرة فلما اختلط على ابن عجلان صحيفته، ولم يميز بينهما جعلها كلها عن أبي هريرة وليس هذا يوهن الإنسان به الصحيفة كلها في نفسها صحيحة؛ فربما قال ابن عجلان: عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة فذاك مما حمل عنه قديمًا قبل اختلاط صحيفته عليه، وما قال: عن سعيد عن أبي هريرة؛ فبعضها متصل صحيح وبعضها منقطع لأنه أسقط أباه منها فلا يجب الاحتجاج عند الاحتياط إلا بما يروي عنه الثقات المتقنون عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة، وإنما كان يوهن أمره ويضعف لو قال في الكل: سعيد عن أبي هريرة فإنه لو قال ذلك لكان كاذبًا في البعض؛ لأن الكل لم يسمعه سعيد من أبي هريرة فلو قال ذلك لكان الاحتجاج به ساقطًا على حسب ما ذكرناه.
وقد وُصف بالإرسال: قال أبو حاتم لم يسمع من صالح مولى التوأمة شيئاً.
وقد وُصف أيضاً بالتدليس: ذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة من مراتب الموصوفين بالتدليس: وقال
وصفه ابن حبان بالتدليس. وحاصله أنه "ثقة إلا أنه اختلطت عليه أحديث سعيد المقبري عَن أبي هريرة".
(1)
5) عَجْلَانُ مَوْلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الوَلِيْدِ بنِ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ، والد مُحَمَّد بْن عجلان.
روى عَنْ: أبي هُرَيْرة، وزيد بْن ثابت، ومولاته فَاطِمَة بِنْت عتبة.
رَوَى عَنْه: ابنه مُحَمَّد بْن عجلان، وبكير بْن عَبد اللَّهِ بْنِ الأشج.
أقوال أهل العلم فيه: قال النووي: ثقة. وذكره ابن حِبان فِي الثقات. وَقَال النَّسَائي، وابن حجر: لا بأس به. وحاصله أنه "صدوق".
(2)
6) أَبُو هُرَيْرَة رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد ابن خزيمة في صحيحه
"
1) عَبْدُ اللَّه بْنُ هَاشِم بن حيان العبدي: قال ابن حجر: ثقة صاحب حديث.
(3)
2) يَحْيَى بْن سَعِيد القطان: قال ابن حجر: ثقة متقن حافظ إمام قدوة.
(4)
3) محمد بْنِ عَجْلَان: ثقة إلا أنه اختلطت عليه أحديث سعيد المقبري عَن أبي هريرة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
4) سَعِيد بْن أَبِي سَعِيد الْمَقْبُرِي: ثقة يُرسل" سبقت ترجمته حديث رقم (134).
5) أَبو هُرَيْرَة رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثالث: "إسناد أبو عبد الله محمد بن مخلد في "منتقي حديثه
".
1) عَلِي بن الحسين بن إبراهيم العامري بْنُ إِشْكَاب: قال ابن حجر: صدوق.
(5)
2) شجاع بن الوليد بن قيس السكوني أَبُو بَدْر: قال ابن حجر: صدوق ورع له أوهام.
(6)
3) الْحَسَن بْن عُمَارَة البجلي: قال ابن حجر: متروك.
(7)
4) محمد بْنِ عَجْلَان: ثقة إلا أنه اختلطت عليه أحديث سعيد المقبري عَن أبي هريرة" سبقت ترجمته في
(1)
يُنظر "تاريخ ابن معين" رواية الدوري 3/ 195، "العلل" لأحمد رواية ابنه عبد الله 2/ 19، "الثقات" للعجلي 2/ 248، "الجرح والتعديل" 8/ 49، "المراسيل" 1/ 149، "الثقات" لابن حبان 7/ 386، "تهذيب الكمال" 26/ 101، "المغني في الضعفاء" 2/ 347، "السير" 6/ 317، "ميزان الاعتدال" 3/ 644، "الإكمال" 10/ 271، "المدلسين" لأبو زرعة ابن العراقي 1/ 85، "طبقات المدلسين" لابن حجر 1/ 44، "التهذيب" 9/ 341، "التقريب" صـ 130.
(2)
يُنظر "الثقات" 5/ 277، "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي 1/ 327، "تهذيب الكمال" 19/ 516، "التقريب" صـ 328.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 269.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 521.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 339.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 205.
(7)
يُنظر "التقريب" صـ 102.
إسناد الوجه الأول.
5) يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْط: قال ابن حجر: ثقة.
(1)
6) كَعْبُ بْنُ عُجْرَة الأنصاري: "صحابي".
(2)
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي مُحَمَّد بْن عَجْلَان، واختلف عنه من وجوه:
الوجه الأول: مُحَمَّد بْن عَجْلَان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
ورواه عَنْ مُحَمَّد بْن عَجْلَان بهذا الوجه: عَبْد الْعَزِيزِ بن مُحَمَّد بْن الدَّرَاوَرْدِي وهو صدوق. وشَرِيك النخعي: ضعيف. قال الحاكم: رَوَاهُ شَرِيك بْن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّد بْن عَجْلَانَ فَوَهِمَ فِي إِسْنَادِهِ.
الوجه الثاني: مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَن سَعِيد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
ورواه عَنْ مُحَمَّد بْن عَجْلَان بهذا الوجه: يَحْيَى بْن سَعِيد القطان، وزاد الدارقطني: أيوب السختياني.
الوجه الثالث: مُحَمَّد بْن عَجْلان، عَنْ يَزِيد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْط، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَة.
ورواه عَنْ مُحَمَّد بْن عَجْلَان بهذا الوجه: الْحَسَن بْن عُمَارَة وهو متروك الحديث.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أنَّ الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الأتية:
1) رواية الأحفظ: فرواه بهذا الوجه: يَحْيَى القطان، وأيوب السختياني وكلاهما ثقة ثبت.
2) ترجيح الأئمة:
- قال الدارقطني: قول يَحْيَى الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ أَشْبَهُهَا بِالصَّوَابِ.
(3)
- وقال الطبراني: رَوَاه النَّاس عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده شاذ" فيه: عَبْد الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِي صدوق وخالف الثقات. وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ "إسناده صحيح".
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَّا الدَّرَاوَرْدِيُّ. وَرَوَاهُ النَّاسُ: عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
قلت: أما قوله لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَّا الدَّرَاوَرْدِيُّ.
فليس الأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان فلم يتفرد به الدَّرَاوَرْدِي، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ،
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 532.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 397.
(3)
يُنظر "العلل" للدارقطني 11/ 135.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بل تابعه: شريك بن عبد الله النخعي.
وأما قوله وَرَوَاهُ النَّاس عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ كَعْبِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فكما قال رحمه الله.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال صاحب عون المعبود: قد ورد النهي عن تشبيك اليدين في الصلاة في أحاديث منها ما أخرجه بن حبان في صحيحه عن كعب بن عجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا كعب إذا توضأت فأحسنت الوضوء ثم خرجت إلى المسجد فلا تشبك بين أصابعك فإنك في صلاة. ومنها ما أخرجه الحاكم في مستدركه من حديث إسماعيل بن أمية عن سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتى المسجد كان في صلاة حتى يرجع فلا يفعل هكذا وشبك بين أصابعه. فإن قلت هذه الأحاديث معارضة لما أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك أصابعه. ولما أخرجه البخاري عن أبي هريرة في قصة ذي اليدين ووضع يده اليمنى على اليسرى ثم شبك بين أصابعه الحديث وقد ترجم البخاري على هذين الحديثين بجواز تشبيك الأصابع في المسجد وغيره. قلت هذه الأحاديث غير مقاومة لحديث البخاري في الصحة ولا مساوية.
وقال ابن بطال: وجه إدخال هذه الترجمة في الفقه معارضة بما روي عن النهي من التشبيك في المسجد وقد وردت فيه مراسيل ومسند من طريق غير ثابتة. فإن قلت حديث كعب هذا رواه أبو داود وصححه بن خزيمة وبن حبان قلت في إسناده اختلاف فضعفه بعضهم بسببه. وقيل ليس بين هذه الأحاديث معارضة لأن النهي إنما ورد عن فعل ذلك في الصلاة أو في المضي إلى الصلاة وفعله صلى الله عليه وسلم ليس في الصلاة ولا في المضي إليها فلا معارضة إذا وبقي كل حديث على حياله. فإن قلت في حديث أبي هريرة في قصة ذي اليدين وقع تشبيكه صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة قلت إنما وقع بعد انقضاء الصلاة في ظنه فهو في حكم المنصرف عن الصلاة.
وقال ابن المنير: التحقيق أنه ليس بين هذه الأحاديث تعارض إذ المنهي عنه فعله على وجه العبث والذي في الحديث إنما هو لمقصود التمثيل وتصوير المعنى في اللفظ قاله العيني في شرح البخاري.
وقال الخطابي: تشبيك اليد هو إدخال الأصابع بعضها في بعض والإمتساك بها وقد يفعله بعض الناس عبثاً ويفعل بعضهم ليفرقع أصابعه عندما يجد من التمدد فيها وربما قعد الإنسان فشبك بين أصابعه واحتبى بيده يريد به الاستراحة وربما استجلب به النوم فيكون ذلك سبباً لانتقاض طهره فقيل لمن تطهر وخرج متوجهاً إلى الصلاة لاتشبك بين أصابعك.
(1)
(1)
يُنظر "عون المعبود" 2/ 189، "فتح الباري" لابن حجر 1/ 566.
[189/ 839]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: نا ابْنا المُنْذِرٍ:
(1)
عُبَيْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ، عَنْ
(2)
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ أَحَبَّ أَنْ تَسُرَّهُ صَحِيفَتُهُ، فَلْيُكْثِرْ فِيهَا مِنَ الِاسْتِغْفَارِ» .
*لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الزُّبَيْرِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1/ 1604 رقم 1787)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ب/ في محبة الله عز وجل. فصل في إدامة ذكر الله عز وجل (1/ 440 رقم 648)، والضياء المقدسي في "المختارة"(3/ 84 رقم 892)، وابن حجر في "الأمالي المطلقة"(1/ 250)، كلهم من طُرق عَن عَتِيق بْن يَعْقُوب الزُّبَيْرِي، عَن ابْنا المُنْذِرٍ عُبَيْد اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (150).
3) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، القُرَشِيُّ، الأَسَدِيُّ. أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْذِرِ.
روي عَنْ: هِشَام بْن عُرْوَة. روي عَنْه: عَتِيق بْن يَعْقُوب الزُّبَيْرِي.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات. قلت: ولم أقف في ترجمته علي أكثر من هذا. وحاصله أنه "مجهول".
(3)
4) مُحَمدُ بْنُ المُنذِر بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، أَبُو زيد القُرَشِيُّ، الأَسَدِيُّ.
(4)
(1)
في الأصل "ابن المُنْذِر" وفي الحديث الآتي برقم (862) نا ابْنَا الْمُنْذِرِ عَبْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ. وفي الدعاء للمُصَنِف: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا الْمُنْذِرِ.
(2)
في الأصل "وعن" والتصويب من كتاب الدعاء للطبراني.
(3)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 7/ 152، "لسان الميزان" 7/ 527، 528.
(4)
قلت: ذكر البخاري في تاريخه، وابن حبان في ثقاته محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام هذا مرتين كأنهما ذهبا إلي أنهما اثنين فتعقبهما ابن حجر في ذلك بأنهما واحد فقال: محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام القرشي يكنى أبا زيد روى عن هشام بن عروة روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي ربما أخطأ. هكذا أورده ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات وذكر في موضع آخر منها فقال يروى المراسيل والمقاطيع روى عنه فليح بن محمد وهو أخو عبد الله بن المنذر قلت أخذ هذه التفرقة من البخاري فإنه قال محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي قال ابن المبارك عن فليح بن محمد عن أبيه عن عمه مرسل عداده في أهل المدينة وقال بعده محمد بن المنذر الزبيري خال إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو زيد بن محمد بن المنذر ثنا هشام بن عروة عن أبيه حديث الخراج بالضمان قوله وقال مسلم بن خالد عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها وصله مرفوعاً ولا يصح ولم يسمعه هشام من أبيه قاله جرير عن هشام وقد تقدم في ترجمة فليح بن محمد أنه يروى عن أبيه وهو محمد بن المنذر وان ابن المبارك روى عن فليح هذا وكان سبب التفرقة استبعاد أن يكون من يروى عنه عبد الله بن المبارك مع تقدمه يتأخر حتى يدركه إبراهيم بن المنذر وهذا الاستبعاد ممكن قد وجدت انظاره فليس بمتعذر والظاهر أنه واحد ولم أر لمحمد بن المنذر هذا ترجمة في التهذيب ولا ذكره الحسيني ولا من تبعه في رجال المسند وقد ذكره أبو أحمد الحاكم في الكنى وذكر في الرواة عنه عتيق بن يعقوب وذكره فقال لا بأس به وذكره ابن أبى حاتم فقال روى عن أبيه روى عنه ابنه فليح لم يزد على ذلك. يُنظر "تعجيل المنفعة" لابن حجر 1/ 211، "لسان الميزان" 7/ 528.
روي عَنْ: هِشَام بْن عُرْوَة، وأبوه المُنذِر بْن الزُّبَير بْن العَوّام.
روي عَنْه: عَتِيق بْن يَعْقُوب الزُّبَيْرِي، وفُلَيح بْن مُحَمد، إبراهيم بن المنذر الحزامي.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره البخاري، وابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ، وقال مرة: يروي المراسيل والمقاطيع، وقال الدارقطني، وأبو أحمد الحاكم: لا بأس به. وحاصله أنه "صدوق يُحَسن حديثه".
(1)
5) هِشَامُ بْنُ عُرْوَة بْن الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
6) عُرْوَة بْن الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
7) الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ بنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصَيِّ بنِ كِلَابِ أبو عبد اللَّه القُرَشِيُّ، الأَسَدِيُّ.
روي عَنْ: النَّبِي صلى الله عليه وسلم. روي عَنْه: ابنه عُرْوَة، وَالأَحْنَف بن قَيْس، وَمُسْلِم بن جُنْدَب، وغيرهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ. فهو حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته صفية بنت عبد المطلب، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أهل الشورى، هاجر إلى أرض الحبشة، ثم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، حتى هاجر معه إلى المدينة، شهد بدراً والمشاهد كلها، شهد بدراً فارساً ولم يشهده فارساً غيره والمقداد، معهما فرسان كان الزبير على الميمنة، والمقداد على الميسرة، وكان صاحب الراية يوم الفتح، استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ على إحدى المجنبتين، وكان يضرب له الرسول صلى الله عليه وسلم في المغانم بأربعة أسهم، سهم له وسهمين لفرسه، وسهم من سهام ذوي القربى.
(2)
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده حسن" فيه: عُبَيد الله بْن المُنذر بْن الزُّبَير بْن العَوّام: "مجهول" قلت: لكن تابعه أخوه: مُحَمد بْن المُنذِر قال الدارقطني، وأبو أحمد الحاكم: لا بأس به.
أحكام العلماء علي الحديث:
قال المنذري: رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد لَا بَأْس بِهِ.
(3)
وقال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
(4)
وقال ابن حجر: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنُ فِي الشَّوَاهِدِ.
(5)
وقال السيوطي: صحيح.
(6)
(1)
يُنظر "التاريخ الكبير" 1/ 243، "الجرح والتعديل" 8/ 97، "الثقات" 7/ 405، 437، "العلل" للدارقطني 14/ 171.
(2)
"معرفة الصحابة" لأبو نعيم 1/ 104، "الاستيعاب" 2/ 510، "أسد الغابة" 2/ 307، "السير" 1/ 41، "الإصابة" 4/ 17.
(3)
يُنظر الترغيب والترهيب" للمنذري 2/ 309.
(4)
يُنظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 10/ 251.
(5)
يُنظر "الأمالي المطلقة" لابن حجر 1/ 249.
(6)
يُنظر "التَّنوير شَرْح الجَامِع الصَّغِيرِ" للصنعاني 10/ 41.
قلت: وللحديث شاهد من حديث عَبْد اللَّه بْن بُسْرٍ قال: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا.
(1)
قال النووي: إسناده جيد.
(2)
وقال البوصيري: هَذَا إِسْنَاد صَحِيح رِجَاله ثِقَات.
(3)
وقال ابن حجر: حديث حسن.
(4)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الزُّبَيْرِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال المناوي رحمه الله: من أحب أن تسره صحيفته: أي صحيفة أعماله إذا رآها يوم القيامة. فليكثر فيها من الاستغفار فإنها تأتي يوم القيامة تتلألأ نوراً كما في خبر آخر قال في الحلبيات: الاستغفار طلب المغفرة إما باللسان أو بالقلب أو بهما فالأول فيه نفع لأنه خير من السكوت ولأنه يعتاد قول الخير، والثاني نافع جداً، والثالث أبلغ منه لكن لا يمحصان الذنوب حتى توجد التوبة فإن العاصي المصر يطلب المغفرة ولا يستلزم ذلك وجود التوبة منه قال: وما ذكر من أن معنى الاستغفار غير معنى التوبة هو بحسب وضع اللفظ لكنه غلب عند الناس أن لفظ أستغفر الله معناه التوبة فمن اعتقده فهو يريد التوبة لا محالة وذكر بعضهم أن التوبة لا تتم إلا بالاستغفار لقول الله: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ}
(5)
والمشهور عدم الاشتراط.
(6)
وقال الصنعاني رحمه الله: من أحب أن تسره: يوم القيامة. صحيفته: التي فيها أعماله. فليكثر من الاستغفار: لأنه يمحو السيئات فلا يرى في صحيفته إلا الحسنات السارة، أو لأنه يكتب الاستغفار والسيئات فيوازن بينهما فيفضل الاستغفار إذ لا يفضل على اسم الله شيء كما في حديث البطاقة وفيه الحث على الاستغفار، والعبد أحوج شيء إليه لأنه لا يزال في أدران الذنوب فلا يغسلها إلا معين الاستغفار.
(7)
(1)
أخرجه ابن ماجة في "سننه" أبواب الأدب ب/ الِاسْتِغْفَارِ (4/ 721 رقم 3818)، والبزار في "مسنده (8/ 433 رقم 3508)، والطبراني في "الدعاء ب/ مَا جَاءَ فِي الِاسْتِغْفَارِ (1/ 1604 رقم 1789)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1/ 440 رقم 647)، وابن حجر في "الأمالي المطلقة" 1/ 248.
(2)
يُنظر "الأذكار" للنووي 1/ 404.
(3)
يُنظر "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه" للبوصيري 4/ 135.
(4)
يُنظر "الأمالي المطلقة" لابن حجر 1/ 248.
(5)
سورة هود آية رقم: 52.
(6)
يُنظر "فيض القدير" للمناوي 6/ 33.
(7)
يُنظر "التَّنوير شَرْح الجَامِع الصَّغِيرِ" للصنعاني 10/ 41.
[190/ 840]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَشْرَبُ فِي ثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ، إِذَا أَدْنَى الْإِنَاءَ إِلَى فِيهِ سَمَّى اللَّهَ، فَإِذَا أَخَّرَهُ حَمِدَ اللَّهَ، يَفْعَلُ بِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ إِلَّا الدَّرَاوَرْدِيُّ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه الخرائطي في "فضيلة الشكر لله على نعمته"(1/ 40 رقم 24) حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُوهُسْتَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَشْرَبُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ، إِذَا أَدْنَى الْإِنَاءَ إِلَى فِيهِ سَمَّى اللَّهَ، وَإِذَا نَحَّاهُ حَمِدَ اللَّهَ.
وأبو الشيخ الأصبهاني في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ب/ صِفَةُ تَنَفُّسِهِ فِي إِنَائِهِ صلى الله عليه وسلم (3/ 399 رقم 703) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ رَوْحٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ أَبُو بَكْرٍ، نَا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَدِينِيُّ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا شَرِبَ تَنَفَّسَ ثَلَاثًا.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (150).
3) عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ الدَّرَاوَرْدِيُّ: "صدوق حسن الحديث" سبقت ترجمته حديث رقم (186).
4) مُحَمَّدُ بنُ عَجْلَانَ القُرَشِيُّ: "ثقة إلا أنه اختلطت عليه أحديث سعيد المقبري عَن أبي هريرة". سبقت ترجمته في حديث رقم (188).
5) عَجْلَانُ مَوْلَى فَاطِمَةَ والد مُحَمَّد بْن عجلان: "صدوق". سبقت ترجمته حديث رقم (188).
6) أَبُو هُرَيْرَة رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده حسن" وذلك لأجل: عَبْد العَزِيْز الدَّرَاوَرْدِي، وعَجْلَانُ والد مُحَمَّد بْن عجلان فكلاهما صدوق حسن الحديث.
قال ابن حجر: أَخْرَجَه الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ بِسَنَدٍ حَسَن.
(1)
وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عثمان ابن خُرَّزاذ، عَنْ عَتيق بْنِ يَعْقُوبَ، عَنِ الدَّراوَرْدي، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ كَانَ يشربُ مِنَ ثَلاثَةِ أَنْفَاسٍ، إِذَا أدْنى الإِنَاءَ
(1)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 10/ 94.
إِلَى فِيهِ سمَّى الله، وإذا أخَّره حَمِدَ اللَّهَ؛ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثلاثَ مرَّات؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر.
(1)
وقال ابن حجر: أخرج الطبراني في الأوسط بسند حسن عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشرب في ثلاثة أنفاس إذا أدنى الإناء إلى فيه يسمي الله فإذا أخره حمد الله يفعل ذلك ثلاثا وأصله في ابن ماجة وله شاهد من حديث ابن مسعود عند البزار والطبراني وأخرج الترمذي من حديث ابن عباس المشار إليه قبل وسموا إذا أنتم شربتم واحمدوا إذا أنتم رفعتم وهذا يحتمل أن يكون شاهداً لحديث أبي هريرة المذكور ويحتمل أن يكون المراد به في الابتداء والانتهاء فقط والله أعلم.
(2)
قلت: وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما اسْتِحْبَاب التَّنَفُّس ثَلَاثًا عند الشرب من الْإِنَاء:
فعَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ ثَلَاثًا. وفي رواية عند مسلم: عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا، وَيَقُولُ: إِنَّهُ أَرْوَى وَأَبْرَأُ وَأَمْرَأُ، قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثاً.
(3)
قلت: وعلي هذا فالحديث بجزئه الأول يرتقي من الحسن إلي الصحيح لغيره بهذا الشاهد الذي في الصحيحين.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ إِلَّا الدَّرَاوَرْدِيُّ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قلت: قد ورد في التنفس عند الشرب من الإناء أحاديث يوهم ظاهرها التعارض كما في الصحيحين وغيرهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُتَنَفَّسَ فِي الْإِنَاءِ، وأحاديث أخري تدل علي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ ثَلَاثاً وسر إزالة هذا التعارض تَكْمُن في ترجمة البخاري، ومسلم.
فقال ابن حجر: قوله ـــــ أي البخاري ــــــ باب الشرب بنفسين أو ثلاثة: كذا ترجم مع أن لفظ الحديث الذي أورده في الباب كان يتنفس فكأنه أراد أن يجمع بين حديث الباب والذي قبله لأن ظاهرهما التعارض إذ الأول صريح في النهي عن التنفس في الإناء والثاني يثبت التنفس فحملهما على حالتين فحالة النهي على التنفس داخل الإناء وحالة الفعل على من تنفس خارجه فالأول على ظاهره من النهي والثاني تقديره كان يتنفس في حالة الشرب من الإناء قال ابن المنير: أورد بن بطال سؤال التعارض بين الحديثين وأجاب بالجمع بينهما فأطنب ولقد أغنى البخاري عن ذلك بمجرد لفظ الترجمة فجعل الإناء في الأول ظرفا للتنفس والنهي عنه
(1)
يُنظر "العلل" 6/ 136.
(2)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 10/ 94.
(3)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الأشربة ب/ الشُّرْبِ بِنَفَسَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ (7/ 112 رقم 5631)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الأشربة ب/ كَرَاهَةِ التَّنَفُّسِ فِي نَفْسِ الْإِنَاءِ، وَاسْتِحْبَابِ التَّنَفُّسِ ثَلَاثًا خَارِجَ الْإِنَاء (3/ 1602 رقم 2028).
لاستقذاره وقال في الثاني الشرب بنفسين فجعل النفس الشرب أي لا يقتصر على نفس واحد بل يفصل بين الشربين بنفسين أو ثلاثة خارج الإناء فعرف بذلك انتفاء التعارض. وقال الإسماعيلي: المعنى أنه كان يتنفس أي على الشراب لا فيه داخل الإناء قال وإن لم يحمل على هذا صار الحديثان مختلفين وكان أحدهما منسوخًا لا محالة والأصل عدم النسخ والجمع مهما أمكن أولى، ثم أشار إلى حديث أبي سعيد وهو ما أخرجه الترمذي وصححه والحاكم من طريقه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النفخ في الشراب فقال رجل القذاة أراها في الإناء قال أهرقها قال فإني لا أروى من نفس واحد قال فأبن القدح إذا عن فيك ولابن ماجه من حديث أبي هريرة رفعه إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء فإذا أراد أن يعود فلينح الإناء ثم ليعد إن كان يريد قال الأثرم: اختلاف الرواية في هذا دال على الجواز وعلى اختيار الثلاث والمراد بالنهي عن التنفس في الإناء أن لا يجعل نفسه داخل الإناء وليس المراد أن يتنفس خارجه طلب الراحة، واستدل به لمالك على جواز الشرب بنفس واحد. وقال عمر بن عبد العزيز إنما نهى عن التنفس داخل الإناء فأما من لم يتنفس فإن شاء فليشرب بنفس واحد قلت ــــ ابن حجر ـــــ وهو تفصيل حسن وقد ورد الأمر بالشرب بنفس واحد من حديث أبي قتادة مرفوعاً أخرجه الحاكم وهو محمول على التفصيل المذكور. انتهي. قلت ــــ الباحث ـــــ وقال مسلم أيضاً في ترجمته علي أحاديث الباب الذي وردت فيه هذه الأحاديث: كَرَاهَةِ التَّنَفُّسِ فِي نَفْسِ الْإِنَاءِ، وَاسْتِحْبَابِ التَّنَفُّسِ ثَلَاثًا خَارِجَ الْإِنَاء.
وقال النووي: حَدِيث: نَهَى أَنْ يُتَنَفَّسَ فِي الْإِنَاءِ، وَحَدِيث: كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ ثَلَاثًا: هذان الحديثان محمولان على ما ترجمناه لهما فالأول محمول على أول الترجمة والثاني على آخرها.
(1)
(1)
يُنظر " شرح صحيح مسلم" للنووي 13/ 198، "فتح الباري" لابن حجر 10/ 93.
[191/ 841]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ «إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ يَبْدَأُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
(1)
فِي أُمِّ الْقُرْآنِ، وَفِي السُّورَةِ الَّتِي تَلِيهَا»، وَيَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
أولاً: تخريج الحديث:
سبق تخريجه ودراسة إسناده والحكم عليه في حديث رقم (150/ 800).
(1)
سورة الفاتحة آية رقم: 1.
[192/ 842]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «كَانَ يُقَلِّمُ أَظْفَارَهُ، ويَقُصُّ شَارِبَهُ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَبْلَ أَنْ يَرُوحَ إِلَى الصَّلَاةِ» .
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي إِبْرَاهِيم بْن قُدَامَة، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: ابْن قُدَامَة، ورواه عنه عَتِيق بْن يَعْقُوب، واختلف عنه من طريقين:
الطريق الأول: عَتِيق بْن يَعْقُوب، عَن إِبْرَاهِيم بْن قُدَامَة، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موصولاً.
ورواه عَن عَتِيق بهذا الوجه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، وعَبَّاس بن جعفر بن الزبرقان البغدادي.
أما طريق أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــ رواية الباب ــــ، والبيهقي في "شعب الإيمان" ب/ في الطهارات: فضل الوضوء (3/ 24 رقم 2763).
وأما طريق: عَبَّاس بن جعفر بن عَبد اللَّه: أخرجه البزار في "مسنده"(15/ 65 رقم 8291).
الطريق الثاني: عَتِيق، عَن ابْن قُدَامَة، عَن أبيه، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ مُرسلاً.
ورواه عَن عَتِيق بهذا الوجه: بُهْلُول الْأَنْبَارِي.
أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ب/ ذِكْرُ مَا تَحَرَّاهُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَتِهِ عَلَى سَائِرِ الْأَيَّام (4/ 103 رقم 809)، والبغوي في "شرح السنة" ك/ اللباس ب/ التَّوْقِيتِ فِي تَقْلِيمِ الأَظَافِرِ وَقَصِّ الشَّارِبِ (12/ 113 رقم 3198)، وفي "الأنوار في شمائل النبي المختار" ب/ فِي حِجَامَتِهِ صلى الله عليه وسلم وَأَخْذِهِ شَعْرَهُ وَظُفْرَه (1/ 696 رقم 1107).
الوجه الثاني: ابْن قُدَامَة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ.
ورواه عَن إِبْرَاهِيم بْن قُدَامَة بهذا الوجه: أَبو مُصْعَبٍ أحمد بن أبي بكر بن الحارث.
أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ب/ ذِكْرُ مَا تَحَرَّاهُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَتِهِ عَلَى سَائِرِ الْأَيَّامِ مُتَبَرِّكًا بِه صلى الله عليه وسلم (4/ 109 رقم 812)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1/ 172 رقم 649).
الوجه الثالث: إِبْرَاهِيم بْن قُدَامَةَ الْجُمَحِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الجمحي.
ورواه عَن إِبْرَاهِيم بْن قُدَامَة بهذا الوجه: محمد بن إسماعيل بن مسلم بْن أَبِي فُدَيْك.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2/ 160 رقم 886).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: ــــ الطريق الأول ــــ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موصولاً. "رواية الباب
".
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (150).
3) إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُدَامَةُ بْنُ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ الْمَدَنِيُّ.
روي عَنْ: أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَر، وأبوه قُدَامَة بْن إِبْرَاهِيم، وعبد الله بن عمر البجلي.
روي عَنْه: عَتِيق بْن يَعْقُوب الزُّبَيْرِي، وابن أبي فديك، وأَبُو مُصْعَب.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات. وقال البزار: إبراهيم بن قدامة إذا تفرد بحديث لم يكن حجة لأنه ليس بالمشهور وإن كان من أهل المدينة. وقال الذهبي: لا يعرف. وقال أبو الحسن بن القطان: لَا يعرف الْبَتَّة وهو مجهول. وحاصله أنه "مجهول الحال".
(1)
4) سَلْمَانُ الأَغَرُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ، مَوْلَى جُهَيْنَةَ.
(2)
روي عَنْ: أبي هُرَيْرة، وعبد الله بْن عَمْرو بْن العاص، وأبو سَعِيد الخُدْرِي، وغيرهم.
روي عَنْه: إبراهيم بْن قُدَامَة، وابْن شهاب الزُّهْرِي، وبكير بْن عَبد اللَّه بن الأشج، وغيرهم.
(1)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 8/ 59، "ميزان الاعتدال" 1/ 53، "بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام" لأبو الحسن بن القطان 3/ 396، "لسان الميزان" 1/ 336.
(2)
قلت: وقد وقع خلط بين ترجمة سَلْمَان الأَغَرُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ. والأغر أبو مسلم الكوفي. فذهب عبد الغني بْن سَعِيد المصري، وأحمد، إلي أنهما واحد، فقال ابن سعيد: سلمان الأغر مولى جهينة هو أبو عبد الله الأغر الذي روى عنه الزهري وهو أبو عبد الله المدني مولى جهينة وهو أبو عبد الله الأصبهاني الأغر وهو مسلم المديني الذي يحدث عنه الشعبي وقال قوم هو الأغر أبو مسلم الذي يروي عنه أهل الكوفة وقال ابن أبجر هو الأغر بن سليك ولا يصح ذلك الأغر بن سليك آخر. وقال أحمد: الأَغَر وسلمان واحد. قلت: بينما ذهب جمع من العلماء إلي أنهما اثنان وأبطلوا قول من قال أنهما واحد: فقال المزي في ترجمة سلمان الأغر: من زعم أَنَّهُ الأَغَر أَبُو مسلم الذي يروي عنه أهل الكوفة فهو زعم باطل، والذي يدل عَلَى بطلانه وجوه: أحدهما: أَنَّهُ مدني ـــ أي سلمان ــــ وليس بكوفي ولا يعرف لَهُ ذكر بالكوفة، ولا لأحد من أهل الكوفة عنه رواية إلا ما حكى ابْن سَعِيد من أَنَّهُ مسلم المديني الذي يروي عنه الشعبي، فإن صح ذلك وما ابعده من الصحة فإن اسمه مسلم ولقبه الأَغَر وذلك مما يؤكد أَنَّهُ غير سلمان، وذاك حديثه عند أهل الكوفة دون أهل المدينة كما تقدم. الثاني: أَنَّهُ ــــ أي سلمان ــــ مولى جهينة، وذلك ــــ أي أبو مسلم ــــ مولى أبي سَعِيد الخُدْرِيّ، وأبي هُرَيْرة الدوسي وليسا من جهينة. الثالث: أَنَّهُ يكنى بابنه عَبد اللَّهِ بْن سلمان، وذاك كنيته أَبُو مسلم، ولا يعرف لَهُ ولد. الرابع: أَنَّهُ يروي عَنْ جماعة سوى أبي سَعِيد وأبي هُرَيْرة كما تقدم وذاك لا يعرف لَهُ رواية عَنْ غيرهما. الخامس: إن اسمه سلمان ولقبه الأَغَر، وذاك اسمه الأَغَر ولا يعرف لَهُ اسم ولا لقب سواه إلا ما حكي عَنِ الشعبي إن صح ذلك. وأما قول أَحْمَد: الأَغَر وسلمان واحد فإنما يعني بِهِ هذا ـــــ أي سلمان ـــــ دون ذاك بدليل أَنَّهُ لم يتعرض لذكر كنيته ولا غيرها مما يقتضي جمعاً أو فرقاً. وقال الذهبي: وقد جعلهما واحداً الحافظ عبد الغني المصري، وقبله ابن خزيمة فوهما. وقال ابن حجر في ترجمة الأغر أبو مسلم: زعم قوم أنه أبو عبد الله سلمان الأغر وهو وهم. قلت: منهم عبد الغني بن سعيد وسبقه الطبراني وزاد الوهم وهماً فزعم أن اسم الأغر مسلم وكنيته أبو عبد الله فأخطأ فإن الأغر الذي يكنى أبا عبد الله اسمه سلمان لا مسلم وتفرد بالرواية عنه أهل المدينة وأما هذا فإنما روى عنه أهل الكوفة وكأنه اشتبه على الطبراني بمسلم المدني شيخ للشعبي فإنه يروي أيضاً عن أبي هريرة لكنه لا يلقب بالأغر وأما أبو مسلم هذا فالأغر اسمه لا لقبه. قال ابن حجر: وممن فرق بينهما البخاري، ومسلم، وابن المديني، والنسائي وغيرهم. "تهذيب الكمال" 11/ 256، "تاريخ الإسلام" 2/ 1205، "التهذيب"1/ 365، 4/ 139، "التقريب" صـ 53.
أقوال أهل العلم فيه: قَال أبو عبد الله الذهلي، وابن عبد البر، وابن حجر: ثقة. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات. وقال شعبة: كان قاصاً من أهل المدينة وكان رضا. روى له الجماعة. وحاصله أنه "ثقة".
(1)
5) أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثانياً: دراسة إسناد الطريق الثاني من الوجه الأول: "إسناد أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
- ".
1) بُهْلُولٌ الْأَنْبَارِيُّ: قال الدارقطني، والخطيب: ثقة، وزاد الخطيب: ضابط لما يرويه.
(2)
2) عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (150).
3) إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُدَامَةُ بْنُ إِبْرَاهِيم بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ: "مجهول الحال" سبقت ترجمته في الوجه الأول.
4) قُدَامَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ: "صدوق يُحَسن حديثه" سبقت ترجمته حديث رقم (185).
5) سَلْمَانُ الأَغَرُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد أبو الشيخ الأصبهاني في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
- ".
1) عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الدُّورِيُّ: قلت: لم أقف له علي ترجمة إلا أنه روي عَن أَبي مُصْعَب، وروي عَنْه: أبو الشيخ الأصبهاني في هذا الأسناد. وحاصله أنه "مجهول".
2) أحمد بن أبي بكر بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف أَبُو مُصْعَبٍ الزهري: قال ابن حجر: صدوق.
(3)
3)
…
إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُدَامَةُ بْنُ إِبْرَاهِيم بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ: "مجهول الحال" سبقت ترجمته في الوجه الأول.
4) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ: قلت: لعله هو عّبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ وهو "صدوق"
(4)
أما عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِب: فلم أقف له علي ترجمة.
5) مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ بن الحارث بن معمر الجمحي: قال ابن حجر: "صحابي صغير".
(5)
رابعاً: دراسة إسناد الوجه الثالث: "إسناد ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني
".
1) يَعْقُوبُ بن حميد بن كاسب: قال ابن حجر: صدوق ربما وهم.
(6)
2) محمد بن إسماعيل بن مسلم بْن أَبِي فُدَيْكٍ: قال ابن حجر: صدوق.
(7)
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 1/ 422، "الثقات" لابن حبان 4/ 333، "تهذيب الكمال" للمزي 11/ 256، "الإكمال"5/ 441، "التهذيب"4/ 139، "التقريب" صـ 186.
(2)
يُنظر "سؤالات حمزة بن يوسف السهمي للدارقطني" 1/ 180، "تاريخ بغداد" 7/ 605.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 18.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 242.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 408.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 537.
(7)
يُنظر "التقريب" صـ 404.
3) إِبْرَاهِيمَ بْنِ قُدَامَةَ الْجُمَحِيِّ: "مجهول الحال" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
4) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الجمحي: قال ابن عبد البر: في صحبته نظر. وذكره العلائي في جامع التحصيل ونقل قول ابن عبد البر.
(1)
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي إِبْرَاهِيم بْن قُدَامَة، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُدَامَةَ، ورواه عنه عَتِيق بْن يَعْقُوب الزُّبَيْرِي، واختلف عنه من طريقين:
الطريق الأول: عَتِيق، عَن ابْن قُدَامَة، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة موصولاً.
ورواه عَن عَتِيق بْن يَعْقُوب بهذا الوجه: أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، وهو: ثقة. وعَبَّاس بن جعفر بن عَبد اللَّه بن الزبرقان البغدادي، وهو: صدوق.
الطريق الثاني: عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوب، عَن ابْن قُدَامَةَ، عَن أبيه، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ مُرسلاً.
ورواه عَن عَتِيق بهذا الوجه: بُهْلُول الْأَنْبَارِي: وهو ثقة.
الوجه الثاني: إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ.
ورواه عَن إِبْرَاهِيم بْن قُدَامَةَ بهذا الوجه: أَبو مُصْعَبٍ أحمد بن أبي بكر بن الحارث: وهو: صدوق.
الوجه الثالث: عَنْ إِبْرَاهِيم بْن قُدَامَةَ الْجُمَحِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الجمحي.
ورواه عَن إِبْرَاهِيم بْن قُدَامَة بهذا الوجه: بْن أَبِي فُدَيْك: وهو: صدوق.
وعلي هذا فالذي يظهر لنا مما سبق أن الطريق الأول من الوجه الأول هو الراجح وذلك لرواية الأكثرية.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: إِبْرَاهِيم بْن قُدَامَة بْن إِبْرَاهِيم بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ "مجهول الحال". قلت: وكذلك سائر الأوجه الأخري ضعيفة أيضاً وذلك لأجل إِبْرَاهِيم بْن قُدَامَة فمدار الحديث عليه.
أحكام العلماء علي الحديث:
قال البزار: هذا الحديث لا نعلم رواه، عَن أبي عَبد الله الأغر إلاَّ إبراهيم بن قدامة ولم يتابع عليه، ولا يروي عَن أبي هُرَيرة مِنْ وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ إلاَّ مِنْ هَذَا الوجه وإبراهيم بن قدامة إذا تفرد بحديث لم يكن حجة لأنه ليس بالمشهور، وَإن كان من أهل المدينة.
(2)
وقال البيهقي: فِي هَذَا الْإِسْنَاد مَنْ يَجْهَلُ.
(3)
وقال الذهبي، والمناوي: هذا خبر منكر.
(4)
(1)
يُنظر "الاستيعاب" 3/ 954، "جامع التحصيل" 1/ 215.
(2)
يُنظر "مسند البزار" 15/ 65.
(3)
يُنظر "شعب الإيمان" للبيهقي 3/ 24.
(4)
يُنظر "ميزان الاعتدال" 1/ 53، " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي" للمباركفوري 8/ 33.
وقال ابن حجر: ولم يثبت في استحباب قص الظفر يوم الخميس حديث، وأقرب ما وقفت عليه في ذلك ما أخرجه البيهقي من مرسل أبي جعفر الباقر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب أن يأخذ من أظفاره وشاربه يوم الجمعة وله شاهد موصول عن أبي هريرة ــــــ وهو حديث الباب ــــــ لكن سنده ضعيف أخرجه البيهقي في الشعب.
(1)
وقال ابن رجب: وفي الباب أيضاً من حديث ابن عباس، وعائشة، وأنسٍ، أحاديث مرفوعة، ولا تصح أسانيدها.
(2)
قلت: لكن قد ثبت هذا بإسناد صحيح عن ابن عمر فِعْله:
فعَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ: كَانَ يُقَلِّمُ أَظْفَارَهُ وَيَقُصُّ شَارِبَهُ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ.
(3)
قال البيهقي: صحيح، وقال النووي: رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح، وَصَححهُ.
(4)
وقال ابن رجب: وروي من طريق ابن وهب، بإسناد صحيح، عن نافعٍ، عن ابن عمر.
(5)
قلت: وقد ثبت في صحيح مسلم أيضاً من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: وُقِّتَ لَنَا فِي قَصِّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفِ الْإِبِطِ، وَحَلْقِ الْعَانَةِ، أَنْ لَا نَتْرُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً.
(6)
قال النووي: وقوله وُقِّتَ لَنَا هو من الأحاديث المرفوعة مثل قوله أمرنا بكذا.
(7)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذا الْحَدِيث عَنِ الْأَغَرِّ إِلَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُدَامَةَ، تَفَرَّدَ بِه: عَتِيقٌ.
(8)
قلت: وليس الأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان: فقد رواه عَن الأغر أيضاً: قُدَامَة بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ والد إِبْرَاهِيم بْن قُدَامَةَ المذكور.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: وأما قص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظفار فالمختار في وقت حلقه أنه يُضبط بالحاجة وطوله فإذا طال حلق، وأما حديث أنس وُقِّتَ لَنَا في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الابط وحلق العانة ألا يترك أكثر من أربعين ليلة فمعناه لا يترك تركاً يتجاوز به أربعين لا أنهم وقت لهم الترك أربعين
(1)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 10/ 346.
(2)
يُنظر "فتح الباري" لابن رجب 8/ 104.
(3)
أخرجه عبد الله ابن وهب في "الموطأ"(1/ 79 رقم 219)، والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ الجمعة ب/ السُّنَّةِ فِي التُّنْظِيفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِغُسْلٍ، وَأَخْذِ شَعْرٍ وَظُفُرٍ، وَعِلَاجٍ لِمَا يَقْطَعُ تَغَيُّرُ الرِّيحِ، وَسِوَاكٍ، وَمَسِّ طِيبٍ. (3/ 346 رقم 5964).
(4)
يُنظر "خلاصة الأحكام" للنووي 2/ 781.
(5)
يُنظر "فتح الاري" لابن رجب 8/ 103.
(6)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الطهارة ب/ خِصَالِ الْفِطْرَةِ (1/ 222 رقم 258).
(7)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 3/ 150.
(8)
سيأتي تعليق المُصَنِف علي الحديث في الحديث الذي بعد هذا حديث رقم (844).
والله أعلم. انتهي بتصريف.
(1)
وقال الشوكاني رحمه الله مُعقباً علي قول النووي: بل المختار أنه يضبط بالأربعين التي ضبط بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز تجاوزها ولا يعد مخالفاً للسنة من ترك القص ونحوه بعد الطول إلى انتهاء تلك الغاية.
(2)
وقال ابن رجب: وكان الإمام أحمد يفعله ـــــ أي قص الشارب وتقليم الأظفار يوم الجمعة ـــــ واستحبه أصحاب الشافعي وغيرهم فإنه من كمال التنظف والتطهر المشروع في يوم الجمعة، فيكون مستحباً فيه، كالطيب والدهن، والمحرم بخلاف ذلك، ويشهد لذلك: ما خرَّجه ابن حبان في صحيحه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ فِطْرَةَ الْإِسْلَامِ الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالِاسْتِنَانُ وَأَخْذُ الشَّارِبِ وَإِعْفَاءُ اللِّحَى فَإِنَّ الْمَجُوسَ تُعْفِي شَوَارِبَهَا وَتُحْفِي لحاها فخالفوهم حدوا شواربكم واعفوا لحاكم.
(3)
قال ابن رجب: فقرن أخذ الشارب بغسل يوم الجمعة والاستنان، وقد صح الأمر بالاستنان في يوم الجمعة أيضاً.
(4)
وقال ابن حجر رحمه الله: سئل أحمد عن تقليم الأظافر وقص الشارب فقال: يسن في يوم الجمعة قبل الزوال وعنه يوم الخميس وعنه يتخير وهذا هو المعتمد أنه يستحب كيفما احتاج إليه وأما ما أخرج مسلم من حديث أنس وُقِّتَ لَنَا في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة أن لا يترك أكثر من أربعين يوما كذا وُقِّتَ فيه على البناء للمجهول وأخرجه أصحاب السنن بلفظ وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال القرطبي في المفهم ذكر الأربعين تحديد لأكثر المدة ولا يمنع تفقد ذلك من الجمعة إلى الجمعة والضابط في ذلك الاحتياج وكذا قال النووي المختار أن ذلك كله يضبط بالحاجة وقال في شرح المهذب ينبغي أن يختلف ذلك باختلاف الأحوال والأشخاص والضابط الحاجة في هذا وفي جميع الخصال المذكورة قلت ــــ أي ابن حجر ــــ لكن لا يمنع من التفقد يوم الجمعة فإن المبالغة في التنظف فيه مشروع، والله أعلم.
(5)
(1)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 3/ 149.
(2)
يُنظر "نيل الأوطار" للشوكاني 1/ 350.
(3)
أخرجه ابن حبان في "صحيحه" ك/ الطهارة ب/ غسل الجمعة (4/ 23 رقم 1221).
(4)
يُنظر "فتح الباري" لابن رجب 8/ 104.
(5)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 10/ 346.
[193/ 843]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ اللَّهَ لَيُضِيءُ لِلَّذِينَ يَتَخَلَّلُونَ إِلَى الْمَسَاجِدِ فِي الظُّلْمِ بِنُورٍ سَاطِعٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
(1)
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك" ب/ فَضْلُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِد (1/ 37 رقم 93)، وابن أخي ميمي الدقاق في "فوائده"(1/ 167 رقم 333)، من طُرق عَن عَتِيق بْن يَعْقُوب، عَن إِبْرَاهِيم بْن قُدَامَةَ به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (150).
3) إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُدَامَة الْجُمَحِيُّ: "مجهول الحال" سبقت ترجمته في حديث رقم (192).
4) سَلْمَانُ الأَغَرُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (192).
5) أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: إِبْرَاهِيم بْن قُدَامَة الْجُمَحِي "مجهول الحال".
قلت: وللحديث شواهد كثيرة من أمثلها: حديث سَهْل بْن سَعْدٍ السَّاعِدِي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
(2)
قال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، ووافقه الذهبي. وقال مغلطاي: إسناده صحيح.
(3)
وعَن عَبْدُ اللهِ بْنُ أَوْسٍ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيَّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
(4)
قلت: فيه: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَوْسٍ: قال ابن حجر: لين الحديث.
(5)
(1)
(ق/ 49/ أ).
(2)
أخرجه ابن ماجه في "سنن" ك/ المساجد والجماعات ب/ الْمَشْيِ إِلَى الصَّلَاة (1/ 499 رقم 780)، وابن خزيمة في "صحيحه" ك/ الْإِمَامَةِ فِي الصَّلَاةِ، وَمَا فِيهَا مِنَ السُّنَنِ ب/ فَضْلِ الْمَشْيِ إِلَى الصَّلَاةِ فِي الظَّلَامِ بِاللَّيْلِ (2/ 377 رقم 1498)، (2/ 377 رقم 1499)، والطبراني في "الكبير"(6/ 147 رقم 5800)، الحاكم في "المستدرك" ك/ الصلاة ب/ مِنْ كِتَابِ الْإِمَامَةِ، وَصَلَاةِ الْجَمَاعَةِ (1/ 331 رقم 768)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ب/ في الصلوات: فَضْلِ الْمَشْيِ إِلَى المساجد (3/ 71 رقم 2901)، وفي "السنن الكبري" ك/ الصلاة ب/ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الْمَشْيِ إِلَى الْمَسْجِدِ لِلصَّلَاةِ (3/ 89 رقم 4975).
(3)
يُنظر "شرح سنن ابن ماجه" لمغلطاي 1/ 1296.
(4)
أخرجه أبو داود في "سننه" ك/ الصلاة ب/ مَا جَاءَ فِي الْمَشْيِ إِلَى الصَّلَاةِ فِي الظَّلَامِ (1/ 421 رقم 561)، والروياني في "مسنده"(1/ 90 رقم 56)، والدولابي في "الكنى والأسماء"(2/ 603 رقم 1079)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(4/ 282 رقم 4207)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 439 رقم 752)، (1/ 440 رقم 755)، و"البيهقي في "السنن الصغير" ك/ الصلاة ب/ فَضْلِ الصَّلَاةِ بِالْجَمَاعَةِ (1/ 189 رقم 480)، وفي "شعب الإيمان" (3/ 72 رقم 2904، 2903)، وفي "السنن الكبري" ك/ الصلاة ب/ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الْمَشْيِ إِلَى الْمَسْجِدِ لِلصَّلَاةِ (3/ 90 رقم 4977).
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 239.
قال ابن رجب: ورد التبشير عَلَى ذَلِكَ ـــــ أي المشي إلى المساجد فِي الظلم ــــ بالنور التام يوم القيامة من وجوه متعددة من أجودها حَدِيْث بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِي.
(1)
وقال الزيلعي: رُوِيَ هذا الحديث من حَدِيث بُرَيْدَة بن الْحصيب، وأنس، وسهل بن سعد، وأبو الدَّرْدَاء وَابْن عَبَّاس، وابْن عمر، وزيد بن حَارِثَة، وَأبو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ، وَأبو أُمَامَة، وعَائِشَة، وَأبو سعيد الْخُدْرِيّ، وحَارِثَة بن وهب الْخُزَاعِي رضي الله عنهم أَجْمَعِين.
(2)
وقال السيوطي: حَدِيثُ: بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. من الأحاديث المتواترة.
(3)
قلت: وقد ثبت عند البخاري في "صحيحه" من حديث أَنَسُ بْنُ مَالِك رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، وَمَعَهُمَا مِثْلُ المِصْبَاحَيْنِ يُضِيئَانِ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا، فَلَمَّا افْتَرَقَا صَارَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَاحِدٌ حَتَّى أَتَى أَهْلَهُ.
(4)
قال ابن حجر في "الفتح": كذا هو في الأصل بلا ترجمة وكأنه بيض له فاستمر كذلك وأما قول ابن رشيد: إن مثل ذلك إذا وقع للبخاري كان كالفصل من الباب فهو حسن حيث يكون بينه وبين الباب الذي قبله مناسبة بخلاف مثل هذا الموضع، وأما وجه تعلقه بأبواب المساجد فمن جهة أن الرجلين تأخرا مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد في تلك الليلة المظلمة لانتظار صلاة العشاء معه فعلى هذا كان يليق أن يترجم له فضل المشي إلى المسجد في الليلة المظلمة ويلمح بحديث بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة وقد أخرجه أبو داود وغيره من حديث بريدة وظهر شاهده في حديث الباب لإكرام الله تعالى هذين الصحابيين بهذا النور الظاهر وادخر لهما يوم القيامة ما هو أعظم وأتم من ذلك إن شاء الله تعالى، والرجلين المذكورين هما: أسيد بن حضير، وعباد بن بشر.
(5)
قلت: وعلي هذا فيرتقي الحديث بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنْف:
(1)
يُنظر "فتح الباري" لابن رجب 6/ 35.
(2)
يُنظر "تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري" للزيلعي 1/ 52.
(3)
يُنظر "تدريب الراوي" للسيوطي 2/ 631.
(4)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الصلاة (1/ 100 رقم 465).
(5)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 1/ 588، ومن رام المزيد فليراجع مشكوراً "فتح الباري" لابن رجب 3/ 369.
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذا الْحَدِيث عَنِ الْأَغَرِّ إِلَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُدَامَةَ، تَفَرَّدَ بِه: عَتِيقٌ.
(1)
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال المناوي رحمه الله: بشر: خطاب عام لم يرد به معين. المشائين: بالهمز والمد أي من تكرر منه المشي إلى إقامة الجماعة. في الظُلم: بضم الظاء وفتح اللام جمع ظلمة بسكونها ظلمة الليل. إلى المساجد: القريبة أو البعيدة. بالنور التام: أي من جميع جوانبهم فإنهم يختلفون في النور بقدر عملهم. يوم القيامة: أي على الصراط والمراد المنابر التي من نور لما قاسوا مشقة ملازمة المشي في ظلمة الليل إلى الطاعة جوزوا بنور يضيء لهم يوم القيامة وهو النور المضمون لكل مشاء إلى الجماعة في الظلم وإن كان منهم من يمشي في ضوء مصباحه لأنه ماش في ظلمة الليل متكلف زيادة مؤونة الزيت أو الشمع فله ثواب ذلك مع نور مشيه كالحاج إذا زادت مؤونته لبعد المشقة فله ثوابها مع ثواب الحج وقيل إنما قيد النور بالتمام لأن أصل النور يعطى لكل من تلفظ بالشهادتين من مؤمن أو منافق لظاهر حرمة الكلمة ثم يقطع نور المنافقين فيقولون: ربنا أتمم لنا نورنا. وقال الطيبي: تقييده بيوم القيامة تلميح إلى قصة المؤمنين وقولهم فيه: ربنا أتمم لنا نورنا. ففيه إيذان أن من انتهز هذه الفرصة وهي المشي إليها في الظلم في الدنيا كان مع النبيين والصديقين في الأخرى وحسن أولئك رفيقا.
(2)
(1)
سيأتي تعليق المُصَنِف علي الحديث في الحديث التالي حديث رقم (844).
(2)
يُنظر "فيض القدير" للمناوي 3/ 201
[194/ 844]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا جَاءَهُمُ الْمَطَرُ، فَسَالَتِ الْمَيَازِيبُ قَالَ:«لَا مَحْلَ عَلَيْكُمُ الْعَامَ» ، أَيِ: الْجَدْبُ. *لَمْ يَرْوِ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ عَنِ الْأَغَرِّ إِلَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُدَامَةَ، تَفَرَّدَ [بِهَا]
(1)
: عَتِيقٌ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه البزار في "مسنده"(15/ 65 رقم 8290)، وابن اخي ميمي الدقاق في "فوائده"(1/ 167 رقم 334)، والثعلبي في "تفسيره" ــــ الكشف والبيان عن تفسير القرآن ــــ تفسير سورة "ق"(9/ 95)، مِن طُرق عَن عَتِيق بْن يَعْقُوب، عَن إِبْرَاهِيم بْن قُدَامَة به بنحوه. وفي رواية الدقاق: كان إِذَا أصابَهم المطرُ بالمدينة.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (150).
3) إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُدَامَة الْجُمَحِيُّ: "مجهول الحال" سبقت ترجمته في حديث رقم (192).
4) سَلْمَانُ الأَغَرُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (192).
5) أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: إِبْرَاهِيم بْن قُدَامَة الْجُمَحِيُّ: "مجهول الحال".
قال البزار: هذا الحديث لا نعلم رواه، عَن أبي عَبد الله الأغر إلاَّ إبراهيم بن قدامة ولم يتابع عليه، ولا يروي عَن أبي هُرَيرة مِنْ وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ إلاَّ مِنْ هَذَا الوجه وإبراهيم بن قدامة إذا تفرد بحديث لم يكن حجة لأنه ليس بالمشهور، وَإن كان من أهل المدينة.
(2)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذِهِ الحَدِيث عَنِ الْأَغَرِّ إِلَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُدَامَةَ، تَفَرَّدَ بِه: عَتِيقٌ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: شرح الغريب:
قوله صلى الله عليه وسلم: فَسَالَتِ الْمَيَازِيبُ:
قال ابن منظور: وزب: وَزَبَ الشيءُ، يَزِبُ وزُوباً إِذا سالَ. الْجَوْهَرِيُّ: المِيزابُ المِثْعَبُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّب؛ قَالَ: وَقَدْ عُرِّبَ بِالْهَمْزِ، وَرُبَّمَا لَمْ يُهْمَزْ، وَالْجَمْعُ مآزِيبُ إِذا هَمزت، ومَيازيبُ إِذا لَمْ تَهْمِزْ.
(3)
(1)
في الأصل بهما وهذا سهو من الناسخ.
(2)
يُنظر "مسند البزار" 15/ 65.
(3)
يُنظر "لسان العرب" لابن منظور 1/ 796.
وقال الزبيدي: وزب: وَزَبَ الماءُ، يَزِبُ وُزُوباً: إِذا سالَ، ومنهُ المِيزَابُ، أَو هُوَ فارِسِيٌّ معرَّب. وَفِي الصَّحاح: المِئزابُ: المِثعَبُ، فارسيٌّ مُعَرَّب، أَي: مُرَكَّبٌ من ميزْ و آبْ، ومَعْنَاهُ: بَلِ الماءَ، فَعرَّبُوه بالهَمْزَة، وَلِهَذَا جَمَعُوه مآزِيب، ورُبَّمَا لم يُهْمَزْ، فَيكون جمعُه موازِيبَ. وَفِي الصَّحاح: مَيازِيبُ، بالياءِ، وبالواو هُوَ القِياس، لِزَوال العِلَّة، كَمَا قالُوا: مَواعِيدُ ومَوازِينُ. وَفِي التَّوْشِيح: هُوَ مَا يسيلُ منهُ الماءُ مِن مَوضع عالٍ.
(1)
وفي "المعجم الوسيط": المزراب: الْمِيزَاب وَهُوَ أنبوبة من الْحَدِيد وَنَحْوه تركب فِي جَانب الْبَيْت من أَعْلَاهُ لينصرف مِنْهَا مَاء الْمَطَر المتجمع.
(2)
وفي "معجم لغة الفقهاء": المِيزاب: بكسر الميم لفظ معرب جمع ميازيب وموازيب، قناة أو أنبوب من معدن أو غيره يسيل به الماء من السطح ونحوه إلى الارض.
(3)
(1)
يُنظر "تاج العروس" للزبيدي 4/ 341.
(2)
يُنظر "المعجم الوسيط" مجمع اللغة العربية بالقاهرة 1/ 391.
(3)
يُنظر "معجم لغة الفقهاء" لمحمد رواس قلعجي، وحامد صادق قنيبي 1/ 470.
[195/ 845]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُؤَمَّلٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «رَحِمَ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ» . قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ. فَقَالَ:«رَحِمَ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ. قَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الرَّابِعَةِ:«وَالْمُقَصِّرِينَ» . *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ إِلَّا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي سَعِيد بْن سُلَيْمَان، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: سَعِيد، عَنْ ابْنِ المُؤَمَّل، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِن، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــ رواية الباب ـــــ عَن أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَن سَعِيد به.
الوجه الثاني: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَن عَبْد اللَّهِ بْن الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(5/ 194 رقم 5057)، وفي "المعجم الكبير"(11/ 201 رقم 11492)، عَن مُحَمَّد بْن النَّضْرِ الْأَزْدِي، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بن وهب الله القرشي الْمَخْزُومِيُّ المَكِّيٌّ، ويقال المَدَنِيُّ.
(1)
روي عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَيْصِن، وابن جريج، وعمرو بن شعيب، وآخرين.
روي عَنْه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، والشافعي، والثوري، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابْن سعد، وابن نمير: ثقة. وَقَال ابْن مَعِين: ليس به بأس. وَقَال مرة: صالح الحديث.
وَقَال ابْن مَعِين مرة، والنسائي، وابن طاهر، والدارقطني، وابن حجر: ضعيف. وَقَال ابْن عَدِيّ: عَامَّة مَا يرويه الضعف عليه بين. وقال العقيلي: لَا يُتَابَعُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ حَدِيثِه. وَقَال أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم: لَيْسَ بقوي. وقال أَحْمَد: ليس بذاك. وَقَال مرة: أحاديثه مناكير. وَقَال أَبُو دَاوُدَ: منكر الحديث. وقال ابن حبان:
(1)
قلت: وعَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمَّلِ هذا ذكره ابن حبان مرة في الثقات، ومرة أخري في الضعفاء ظناً منه أنهما اثنان، فقال في الثقات: عبد الله بن المؤمل بن وهب المخزومي يروي عن عطاء بن أبي رباح روى عنه منصور بن سفيان وليس هذا بصاحب أبي الزبير الذي روى عنه ابن المبارك، وقال في المجروحين: عبد الله بن المؤمل المخزومي شيخ من أهل مكة يروي عن أبي الزبير روى عنه ابن المبارك كان قليل الحديث منكر الرواية لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. قال ابن حجر: وهم في ذلك ابن حبان والصواب أنهما واحد. يُنظر "الثقات" 7/ 28، "المجروحين"2/ 27، "التهذيب" 6/ 46، "التقريب" صـ 268.
قليل الحديث منكر الرواية لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. وحاصله أنه "ضعيف الحديث".
(1)
4) عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ مُحَيْصِنٍ القُرَشِيُّ السَهْمِيُّ أَبُو حفص المَكِيُّ، قارئ أهل مكة.
(2)
روي عَنْ: عطاء بْن أَبي رباح، ومحمد بْن قَيْس بْن مخرمة، وأبي سلمة بن سفيان، وآخرين.
روي عَنْه: عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمَّل الْمَخْزُومِي، والثوري، وابْن عُيَيْنَة، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال الذهبي، وابن الجزري: ثقة، وزاد الذهبي: احتج به مسلم. وذكره ابن حبان، وابن خلفون فِي الثقات. وقال ابن حبان في المشاهير: كان ثبتاً. وقال الذهبي مرة: ما علمت به بأساً في الحديث. وقال ابن حجر: مقبول. وحاصله أنه" صدوق حسن الحديث".
(3)
5) عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (67).
6) عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بن عم النَبِي: صلى الله عليه وسلم "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد الطبراني في الأوسط، والكبير
".
1) مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْر الأزْدي: قال عبد الله بن أحمد، ومحمد بن عبدوس: ثقة لا بأس به.
(4)
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ: "ضعيف الحديث". سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
4) عَطَاءٍ بنُ أَبِي رَبَاحٍ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (67).
5) عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بن عم النَبِي صلى الله عليه وسلم: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي سَعِيد بْن سُلَيْمَان، واختلف عنه من وجهين:
(1)
يُنظر "تاريخ ابن معين" رواية الدوري 3/ 74، "الضعفاء" لأبو زرعة 3/ 813، "الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 200، "الضعفاء الكبير" للعقيلي 2/ 302، "الجرح والتعديل" 5/ 175، "العلل الكبير" للترمذي 1/ 391، "الكامل" 5/ 221، "المجروحين" 2/ 27، "ذخيرة الحفاظ" 4/ 2276، "تهذيب الكمال" 16/ 187، "التهذيب" 6/ 46، "التقريب" صـ 268.
(2)
اختلف في اسمه اختلافاً كثيراً وهو كالآتي: أولاً: عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، قاله ابن معين وابن عدي. ثانيًا: محمد بن عبد الرحمن بن محيصن، قاله شبل بن عباد وغير واحد. ثالثًا: عبد الله بن محيصن، قاله أبو عبد الله الحاكم. رابعًا: محمد بن عبد الله بن محيصن، حكاه ابن مجاهد. خامسًا: عبد الرحمن بن محمد بن محيصن، حكاه ابن مجاهد أيضًا. سادسًا: عبد الرحمن بن محيصن بن أبي وداعة، قاله مصعب الزبيري. قال الذهبي: فهذه ستة أقوال في اسمه، والله أعلم. وقال المزي: وابن محيصن السهمي، منهم من سماه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محيصن، ومنهم من سماه عَبد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محيصن، ومنهم من سماه عُمَر بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن محيصن. يُنظر "تهذيب الكمال" 16/ 188، "معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار" للذهبي 1/ 221.
(3)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 7/ 178، "المشاهير" 1/ 173، "تهذيب الكمال" 21/ 429، "تاريخ الإسلام" 3/ 493، "ميزان الاعتدال" 3/ 212، "معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار" 1/ 221، "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري 2/ 148، "الإكمال" 10/ 90، "التقريب" صـ 353.
(4)
يُنظر "تاريخ بغداد" 2/ 236، "تاريخ الإسلام" 6/ 1009.
الوجه الأول: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المُؤَمَّل، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَن بْن مُحَيْصِن، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. ورواه عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان بهذا الوجه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي: وهو ثقة.
الوجه الثاني: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَن عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمَّل، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس.
ورواه عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان بهذا الوجه: مُحَمَّد بْن النَّضْرِ الْأَزْدِي: وهو ثقة.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق والله أعلم أنَّ الاضطراب فيه من عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمَّل وهو ضعيف، وقد صح الإسناد إليه بالوجهين.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول ــــ "إسناده ضعيف" فيه: عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِي: ضعيف الحديث. وكذلك الحديث بالوجه الثاني إسناده ضعيف أيضاً وذلك لأجل ابْن الْمُؤَمَّلِ فمدار الحديث عليه.
قلت: وللحديث متابعات صحيحة عَن ابن عباس: فعن مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ: «يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ» قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ» قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ» قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَالْمُقَصِّرِينَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بَالُ الْمُحَلِّقِينَ؟ لِمَ ظَاهَرْتَ لَهُمْ بِالتَّرَحُّمِ؟ قَالَ: «إِنَّهُمْ لَمْ يَشُكُّوا.
(1)
قلت: فيه ابْن إِسْحَاقَ وقد صرح بالتحديث في كثير من الروايات وعلي ذلك فقد زالت شبهة تدليسه.
قلت: وللحديث شواهد أيضاً في الصحيحين: فعَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اللَّهُمَّ ارْحَمِ المُحَلِّقِينَ» قَالُوا: وَالمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:«اللَّهُمَّ ارْحَمِ المُحَلِّقِينَ» قَالُوا: وَالمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:«وَالمُقَصِّرِينَ» ، وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ: «رَحِمَ اللَّهُ المُحَلِّقِينَ» مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، قَالَ، وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، وَقَالَ فِي الرَّابِعَةِ:«وَالمُقَصِّرِينَ» وهذا لفظ البخاري.
(2)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟، قَالَ:«اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟، قَالَ:«اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الحج ب/ فِي فَضْلِ الْحَلْقِ (5/ 290 رقم 13776)، وأحمد في "مسنده"(5/ 337 رقم 3311)، والفاكهي في "أخبار مكة" ب/ ذكر مسجد الحديبية والموضع الذي كان به رسول الله وأصحابه (5/ 72 رقم 2862)، وأبو يعلي في "مسنده"(5/ 106 رقم 2718)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ك/ مناسك الحج ب/ حُكْمِ الْمُحْصَرِ بِالْحَجِّ (2/ 255 رقم 4141)، وفي "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي اسْتِغْفَارِهِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ لِلْمُحَلِّقِينَ مَرَّتَيْنِ وَلِلْمُقَصِّرِينَ مَرَّةً (3/ 392، 391 رقم 1365، 1364)، والطبراني في "الكبير"(11/ 93 رقم 11150)، والبيهقي في "دلائل النبوة" ب/ مَا جَرَى فِي إِحْرَامِهِمْ وَتَحَلُّلِهِمْ حِينَ وَقَعَ الْحَصْر (4/ 151)، وابن عبد البر في "الاستذكار" ك/ الحج ب/ الحلاق (13/ 106 رقم 18222)، والضياء المقدسي في "المختارة"(13/ 81 رقم 132، 131، 130).
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الحج ب/ الحَلْقِ وَالتَّقْصِيرِ عِنْدَ الإِحْلَالِ (2/ 147 رقم 1727)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الحج ب/ تَفْضِيلِ الْحَلْقِ عَلَى التَّقْصِيرِ وَجَوَازِ التَّقْصِيرِ (2/ 946، 945 رقم 1301).
اللهِ، وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ:«وَلِلْمُقَصِّرِينَ» .
(1)
وعلي هذا فالحديث يرتقي بمتابعاته وشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ إِلَّا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: وهذه الأحاديث فيها التصريح بجواز الاقتصار على أحد الأمرين إن شاء اقتصر على الحلق وإن شاء على التقصير وتصريح بتفضيل الحلق، وقد أجمع العلماء على أن الحلق أفضل من التقصير وعلى أن التقصير يجزي إلا ما حكاه ابن المنذر عن الحسن البصري أنه كان يقول يلزمه الحلق في أول حجة ولا يجزئه التقصير وهذا إن صح عنه مردود بالنصوص وإجماع من قبله ومذهبنا المشهور أن الحلق أو التقصير نسك من مناسك الحج والعمرة وركن من أركانهما لا يحصل واحد منهما إلا به وبهذا قال العلماء كافة وللشافعي قول شاذ ضعيف أنه استباحة محظور كالطيب واللباس وليس بنسك والصواب الأول. وأجمعوا أن الأفضل حلق جميعه أو تقصير جميعه ويستحب أن لا ينقص في التقصير عن قدر الأنملة من أطراف الشعر فإن قصر دونها جاز لحصول اسم التقصير والمشروع في حق النساء التقصير ويكره لهن الحلق فلو حلقن حصل النسك ويقوم مقام الحلق والتقصير النتف والإحراق والقص وغير ذلك من أنواع إزالة الشعر. واتفق العلماء على أن الأفضل في الحلق والتقصير أن يكون بعد رمي جمرة العقبة وبعد ذبح الهدي إن كان معه وقبل طواف الإفاضة وسواء كان قارناً أو مفرداً.
(2)
وقال ابن حجر رحمه الله: اختلف المتكلمون على هذا الحديث في الوقت الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ـــــ أي هل قال ذلك في الحديبية، أم في حجة الوداع، ثم ذكر ابن حجر الخلاف في ذلك ـــــ ثم قال: قال عياض كان في الموضعين ولذا قال ابن دقيق أنه الأقرب قلت ــــ ابن حجر ــــ بل هو المتعين لتظاهر الروايات بذلك في الموضعين إلا أن السبب في الموضعين مختلف فالذي في الحديبية كان بسبب توقف من توقف من الصحابة عن الإحلال لما دخل عليهم من الحزن لكونهم منعوا من الوصول إلى البيت مع اقتدارهم في أنفسهم على ذلك فخالفهم صلى الله عليه وسلم النبي وصالح قريشاً على أن يرجع من العام المقبل فلما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالإحلال توقفوا فأشارت أم سلمة أن يحل هو صلى الله عليه وسلم قبلهم ففعل فتبعوه فحلق بعضهم وقصر بعض وكان من بادر إلى الحلق أسرع إلى امتثال الأمر ممن اقتصر على التقصير وقد وقع التصريح بهذا السبب في حديث ابن عباس عند ابن ماجه وغيره ففي آخره أنهم قالوا يا رسول الله ما بال المحلقين ظاهرت لهم بالرحمة قال لأنهم لم يَشُكُوا. وأما السبب في تكرير الدعاء للمحلقين في حجة الوداع فقال الخطابي: إن عادة العرب أنها
(1)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الحج ب/ تَفْضِيلِ الْحَلْقِ عَلَى التَّقْصِيرِ وَجَوَازِ التَّقْصِيرِ (2/ 946 رقم 1302).
(2)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 9/ 49.
كانت تحب توفير الشعر والتزين به وكان الحلق فيهم قليلاً وربما كانوا يرونه من الشهرة ومن زي الأعاجم فلذلك كرهوا الحلق واقتصروا على التقصير.
ثم قال ابن حجر: وأما قول النووي تبعاً لغيره بأن المقصر يبقي على نفسه الشعر الذي هو زينة والحاج مأمور بترك الزينة بل هو أشعث أغبر ففيه نظر لأن الحلق إنما يقع بعد انقضاء زمن الأمر بالتقشف فإنه يحل له عقبه كل شيء إلا النساء في الحج خاصة.
(1)
(1)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 3/ 563.
[196/ 846]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَوَلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي أَبِي هُرَيْرَة، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أنَّ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال له: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَوَلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ.
ورواه عَن أَبِي هُرَيْرَةَ بهذا الوجه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذُبَاب.
قلت: لم أقف عليه من هذا الوجه إلا عند الطبراني في "الأوسط" ــــ رواية الباب ــــ.
الوجه الثاني: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال لعَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف: أَوَلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ.
ورواه عَن أَبِي هُرَيْرَةَ بهذا الوجه: عُرْوَة بْن الزُّبَيْر.
قلت: ولم أقف عليه من هذا الوجه إلا عند الطبراني في "الأوسط"(6/ 55 رقم 5776)، من طريق عُرْوَة بْن الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ خَضَبَ بِالصُّفْرَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا هَذَا الْخِضَابُ، أَعْرَسْتَ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «أَوْلَمْتَ؟» قَالَ: لَا، فَرَمَى إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِنَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَقَالَ: «أَوَلِمْ، وَلَوْ بِشَاةٍ. لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ إِلَّا عَبْد الرَّحْمَن الْمُلَيْكِي، وَلَا رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَّا فِرْدَوْسٌ، تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو كُرَيْبٍ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ: "ضعيف الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (195).
4) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن الْحَارِثِ بن سعد بْنِ أَبِي ذُبَابٍ الدُوسِيُّ المَدَنِيُّ.
روي عَنْ: سَعْد بْن أَبِي ذُبَاب، وعثمان بن عفان.
روي عَنْه: ابناه عَبد الله والحارث بْنا عَبْد الرحمن.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات. وقال أحْمد: لَيْسَ بِهِ بَأْس. وحاصله أنه "يُحسن حديثه" والله أعلم.
(1)
5) أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد الطبراني في الأوسط
".
(1)
يُنظر "سؤالات أبي داود لأحمد" 1/ 215، "الثقات" لابن حبان 5/ 101.
1) مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِي المعروف بمطين: قال ابن أبو حاتم: صدوق.
(1)
2) محمد بن العلاء بن كُريب الهمداني، أَبو كُرَيْب الكوفي: قال ابن حجر: ثقة حافظ.
(2)
3) فِرْدَوْس بْن الْأَشْعَرِي: قال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في الثقات.
(3)
4) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بن عبيد الله بْنِ أَبِي مُلَيْكَة التيمي: قال ابن حجر: ضعيف.
(4)
5) الزُّهْرِيُّ: "ثقة حافظ اشتهر بالتدليس والإرسال، لكن قبل الأئمة قوله عن". تقدم في حديث رقم (16).
6) عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ القُرَشِيُّ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
7) أَبُو هُرَيْرَة رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي أَبِي هُرَيْرَة، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أنَّ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال له: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَوَلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ.
ورواه عَن أَبِي هُرَيْرَةَ بهذا الوجه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذُبَاب. وعَبْد الرَّحْمَن هذا لا بأس به كما قال أحمد.
الوجه الثاني: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال لعَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف: أَوَلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ.
ورواه عَن أَبِي هُرَيْرَةَ بهذا الوجه: عُرْوَة بْن الزُّبَيْر. وهو ثقة.
وعلي هذا يتبين لنا أن الوجه الأقرب إلي الصواب هو الوجه الثاني وذلك لما يلي:
1) رواية الأوثق والأحفظ: فلا شك أنَّ عُرْوَة بْن الزُّبَيْر أحفظ وأوثق من عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذُبَاب.
2) المتابعات: فالحديث بالوجه الثاني له متابعة في الصحيحين سيأتي ذكرها في الحكم علي إسناد الحديث.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده شاذ" فيه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذُبَاب: لا بأس به وخالف الثقة. وفيه أيضاً: عَبْد اللَّهِ بْن الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ: ضعيف الحديث.
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ "إسناده ضعيف" فيه: فِرْدَوْس بْن الْأَشْعَرِي: قال أبو حاتم: شيخ. وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بن عبيد الله بْنِ أَبِي مُلَيْكَة التيمي: قال ابن حجر: ضعيف.
قلت: وللحديث من وجهه الراجح متابعة في الصحيحين وغيرهما: من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَثَرَ صُفْرَةٍ، قَالَ:«مَا هَذَا؟» قَالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ:«بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» .
(5)
(1)
يُنظر "الجرح والتعديل" 7/ 298.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 435.
(3)
يُنظر "الجرح والتعديل" 7/ 93، "الثقات" لابن حبان 7/ 321.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 279.
(5)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ النكاح ب/ كَيْفَ يُدْعَى لِلْمُتَزَوِّجِ (7/ 21 رقم 5155)، وفي ب/ الوَلِيمَةِ وَلَوْ بِشَاةٍ (7/ 24 رقم 5167)، ومسلم في "صحيحه" ك/ النكاح ب/ الصَّدَاقِ، وَجَوَازِ كَوْنِهِ تَعْلِيمَ قُرْآنٍ، وَخَاتَمَ حَدِيدٍ، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ قَلِيلٍ وَكَثِيرٍ، وَاسْتِحْبَابِ كَوْنِهِ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ لِمَنْ لَا يُجْحِفُ بِهِ (2/ 1042 رقم 1427).
وعلي هذا فيرتقي الحديث من وجهه الراجح من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: أولم ولو بشاة دليل على أنه يستحب للموسر أن لا ينقص عن شاة ونقل القاضي الإجماع على أنه لا حد لقدرها المجزئ بل بأي شيء أولم من الطعام حصلت الوليمة وقد ذكر مسلم بعد هذا وفي وليمة عرس صفية أنها كانت بغير لحم وفي وليمة زينب أشبعنا خبزاً ولحماً وكل هذا جائز تحصل به الوليمة لكن يستحب أن تكون على قدر حال الزوج قال القاضي: واختلف السلف في تكرارها أكثر من يومين فكرهته طائفة ولم تكرهه طائفة قال واستحب أصحاب مالك للموسر كونها أسبوعاً.
(1)
وقال ابن حجر رحمه الله: قال ابن بطال: قوله الوليمة حق أي ليست بباطل بل يندب إليها وهي سنة فضيلة وليس المراد بالحق الوجوب ثم قال ولا أعلم أحداً أوجبها كذا قال وغفل عن رواية في مذهبه بوجوبها نقلها القرطبي وقال إن مشهور المذهب أنها مندوبة وابن التين عن أحمد لكن الذي في المغني أنها سنة بل وافق ابن بطال في نفي الخلاف بين أهل العلم في ذلك قال وقال بعض الشافعية هي واجبة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها عبد الرحمن بن عوف ولأن الإجابة إليها واجبة فكانت واجبة وأجاب بأنه طعام لسرور حادث فأشبه سائر الأطعمة والأمر محمول على الاستحباب بدليل ما ذكرناه ولكونه أمره بشاة وهي غير واجبة اتفاقاً.
(2)
(1)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" 9/ 218.
(2)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 9/ 230.
[197/ 847]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ قَالَ: نا حُمَيْدٌ مَوْلَى عَفْرَاءَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ
(1)
، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو ذَرٍّ، فَأَخَذَ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ، فَنَادَى بِصَوْتِهِ الْأَعْلَى، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، إِلَّا بِمَكَّةَ، إِلَّا بِمَكَّةَ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعِيدٍ إِلَّا حُمَيْدٌ مَوْلَى عَفْرَاءَ، وَهُوَ حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَعْرَجُ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: ابْن الْمُؤَمَّلِ، عن حُمَيْد مَوْلَى عَفْرَاء، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعد، عَنْ مُجَاهِد، عن أَبي ذَرٍّ.
أ - تخريج الوجه الأول: رواه عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ بهذا الوجه: سَعِيد بْن سُلَيْمَانَ الواسطي، ومُحَمَّد بْن إِدْرِيسَ الشَّافِعِي، وسَعِيد بْن سَالِم الْقِدَاحُ، ومَعْن بْن عِيسَى.
أما طريق سَعِيد بْن سُلَيْمَان: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــ رواية الباب ـــــ، والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ الصلاة ب/ ذِكْرِ الْبَيَانِ أَنَّ هَذَا النَّهْيَ ـــــ أي النَّهْيَ عَنِ الصَّلَاةِ ـــــ مَخْصُوصٌ بِبَعْضِ الْأَمْكِنَةِ دُونَ بَعْضٍ (2/ 647 رقم 4105).
وأما طريق مُحَمَّد بْن إِدْرِيسَ الشَّافِعِي: أخرجه الدارقطني في "سننه" ك/ الصلاة ب/ جَوَازِ النَّافِلَةِ عِنْدَ الْبَيْتِ فِي جَمِيعِ الْأَزْمَانِ (2/ 301 رقم 1571)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(3/ 433 رقم 5207) ك/ الصلاة ب/ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ النَّهْيَ ـــــ أي النَّهْيَ عَنِ الصَّلَاةِ ـــــ يَخْتَصُّ بِبَعْضِ الْأَمْكِنَةِ دُونَ بَعْضٍ، وفي ك/ المناسك ب/ رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ (7/ 245 رقم 9949)، وفي "السنن الكبري" ك/ الصلاة ب/ ذِكْرِ الْبَيَانِ أَنَّ هَذَا النَّهْيَ ـــــ أي النَّهْيَ عَنِ الصَّلَاةِ ـــــ مَخْصُوصٌ بِبَعْضِ الْأَمْكِنَةِ دُونَ بَعْضٍ (2/ 647 رقم 4105)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(9/ 159).
وأما طريق سَعِيد بْن سَالِم الْقِدَاح من أصح الأوجه عنه:
(2)
أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1/ 256 رقم 491)، والدارقطني في "سننه" ك/ الحج ب/ الطواف بالبيت والصلاة فيه في أي وقت من الليل والنهار (3/ 309 رقم 2636)، وابن الجوزي في "التحقيق في مسائل الخلاف" ك/ الصلاة مَسْأَلَة/ يُكْرَهُ التَّنَفُّلُ فِي
(1)
قلت: في الأصل قَيْس بْن سَعِيد، والصواب ما أثبته كما دلت علي ذلك ترجمته، وجميع مصادر تخريج هذا الحديث.
(2)
أخرجه ابن عدي في "الكامل"(5/ 224)، وابن خزيمة في "صحيحه" ك/ المناسك ب/ بَابُ إِبَاحَةِ الطَّوَافِ وَالصَّلَاةِ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْفَجْرِ وَبَعْدَ الْعَصْرِ. (4/ 226 رقم 2748)، عَن عَبد اللَّهِ بْنُ عمران العابدي، عَن سَعِيد بْن سالم، عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ حُمَيدٍ مَوْلَى عفراء، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ به.
أَوْقَاتِ النَّهْيِ بِمَسْجِدِ مَكَّةَ كَغَيْرِهِ إِلَّا رَكْعَتَيِ الطّواف (3/ 113 رقم 705).
وأما طريق مَعْن بْن عِيسَى: أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1/ 256 رقم 492)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(9/ 159).
ب - متابعات للوجه الأول: وقد تابع عَبْد الله بْن الْمُؤَمَّلِ عن حُمَيْد علي هذا الوجه: إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَان.
أخرجه البيهقي في "السنن الكبري" ك/ الصلاة ب/ ذِكْرِ الْبَيَانِ أَنَّ هَذَا النَّهْي مَخْصُوصٌ بِبَعْضِ الْأَمْكِنَةِ دُونَ بَعْضٍ (2/ 648 رقم 4106)، عَن إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَانَ، عَن حُمَيْد مَوْلَى عَفْرَاءَ به.
الوجه الثاني: عَبْد الله بْن الْمُؤَمَّلِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ.
ورواه عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ بهذا الوجه: يَزِيد بن هارون.
أخرجه أحمد في "مسنده"(35/ 365 رقم 21462).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ـــ رواية الباب
ـــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ: "ضعيف الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (195).
4) حُمَيدُ بْنُ قَيْسٍ، أَبُو صَفْوَانَ الْمَكِّيُّ الأَعْرَجُ الْمُقْرِئُ، مَوْلَى عَفْرَاءَ، وقيل: مَوْلَى بني أسد.
(1)
روي عَنْ: قَيْس بْن سَعد، ومجاهد، والزُّهْرِي، وعطاء بْن أَبي رباح، وآخرين.
روي عَنْه: عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمَّل، ومالك، والثوري، وابْن عُيَيْنَة، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، والبخاري، ومالك، وأحمد، والعجلي، وابن معين، وأبو زرعة الرازي،
(1)
قلت: وقد ذهب بعض المحققين المعاصرين إلي أن حُمَيد مَوْلَى عَفْرَاءَ غير حُمَيد بْن قَيْسٍ الأَعْرَجُ فقالوا: حُمَيد بْن قَيْسٍ الأَعْرَجُ هذا ثقة روى له الجماعة، وأما حميدٌ مولى عفراء فضعيف كما قال البيهقي وابن عبد البر. قلت: وهذا وهم والصواب أنهما واحد. ويدل علي ذلك عدة أمور: 1) ساق البيهقي الحديث بسنده فقال هكذا: عَن إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَان، عَن حُمَيْد مَوْلَى عَفْرَاءَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ به، ثم قال عقبه: حُمَيْد الْأَعْرَجُ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. قلت: فجعل حُمَيْد مَوْلَى عَفْرَاءَ الذي ساقه في السند هو حُمَيْدٌ الْأَعْرَج وقال عنه: ليس بالقوي، وعلي ذلك فالبيهقي ضعف حُمَيد بْن قَيْسٍ الثقة الذي روي له الجماعة وهو أيضاً مولي عفراء، قلت: سبقه إلي ذلك أحمد حيث اختلف قوله في حميد هذا فقال مرة: ليس بقوي في الحديث، ومرة أخري: ثقة. 2) قال ابن الملقن: أُعِلَ هَذَا الحَدِيث بِوُجُوه: منها: الطعْن فِي حميد مولَى عفراء، قَالَ الْبَيْهَقِيّ: حميد الْأَعْرَج لَيْسَ بِالْقَوِيّ. قلت ــــ أي ابن الملقن ـــــ حميد هَذَا هُوَ ابْن قيس الْمَكِّيّ الْمُقْرِئ الْأَعْرَج أَبُو صَفْوَان، أخرج لَهُ الشَّيْخَان وَبَاقِي الْكتب السِّتَّة، رَوَى عَنهُ الْأَئِمَّة: مَالك، والسفيانان، وَغَيرهمَا. 3) قلت: وقد أزال هذا الالتباس أيضاً الإمام الطبراني رحمه الله في تعليقه بالتفرد علي حديث الباب فقال: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعدٍ إِلَّا حُمَيْد مَوْلَى عَفْرَاءَ، وَهُوَ حُمَيْد بْن قَيْسٍ الْأَعْرَجُ. قلت: فعرفه وحدده وكأنه فعل ذلك خوفاً من أن يُظن أن حُمَيْد مَوْلَى عَفْرَاءَ غير حُمَيْد بْن قَيْسٍ الْأَعْرَج فَيُحْكَم علي حُمَيْد مَوْلَى عَفْرَاء بالجهالة أو بالضعف، والله أعلم. يُنظر "العلل" لأحمد 1/ 398، "السنن الكبري" للبيهقي 2/ 648، "البدر المنير" لابن الملقن 3/ 273.
وأبو زرعة الدمشقي، وأبو داود، وابن خراش، ويعقوب بن سفيان، والذهبي، والنووي: ثقة، وزاد ابن معين: ثبت، وزاد ابن خراش: صدوق. وذكره ابن حبان، وابن شاهين في الثقات. وقال في المشاهير: كان متيقظاً. روى له الجماعة.
وقال أبو حاتم، والنسائي، وابن عدي، وابن حجر: ليس به بأس، وزاد ابنُ عَدِي: وإِنَّما يؤتى ما يقع في حديثه من الإنكار من جهة من يروي عنه وقد روى عنه مالك وناهيك به صدقاً إذا روى عنه مثل مالك فإن أحمد ويحيى قالا لا نبالي أن لا نسأل عَمَّن روى عنه مالك.
وقال أحمد مرة، والبيهقي: ليس بقوي. وقال ابن عبد البر: ضعيف. وحاصله أنه "ثقة".
(1)
5) قَيْسُ بْنُ سَعْد المَكِيُّ، أَبُو عَبْد اللَّهِ الحَبَشِيُّ،
(2)
مولى نافع بْن عَلْقَمَة، ويُقال: مولى أم عَلْقَمَة.
روي عَنْ: مجاهد، وطاووس بْن كيسان، وعطاء بْن أَبي رباح، وعَمْرو بْن دينار، وآخرين.
روي عَنْه: جرير بْن حازم، وحماد بْن زَيْد، وحماد بْن سلمة، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال أحمد، وابن سعد، والعجلي، وأبو زرعة، ويعقوب بن شيبة، وأبو داود، وابن حجر: ثقة. وقال النووي: اتفقوا على توثيقه. وذكره ابن حبان في الثقات. وَقَال ابْن مَعِين: ليس به بأس. وقال العلائي: ذكره ابن المديني فيمن لم يلق أحداً من الصحابة. وحاصله أنه "ثقة".
(3)
6)
…
مُجَاهِدُ بْنُ جَبْر المَكِيُّ: "ثقة يرسل". سبقت ترجمته في حديث رقم (34).
7) جُنْدُبُ بنُ جُنَادَةَ بنِ سُفْيَانَ بنِ عُبَيْدِ بنِ حَرَامِ بنِ غِفَارَ، أَبُو ذَر الْغِفَارِيُّ.
(4)
(5)
(1)
يُنظر "سؤالات ابن الجنيد لابن معين" 1/ 481، "العلل" لأحمد 1/ 398، "سؤالات أبي داود لأحمد" 1/ 229، "الثقات" للعجلي 1/ 324، "الجرح والتعديل" 3/ 227، "الثقات" لابن حبان 6/ 189، "المشاهير" 1/ 174، "الكامل" 3/ 71، "الثقات" لابن شاهين 1/ 70، "الإرشاد" 1/ 331، "تاريخ دمشق" 15/ 291، "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي 1/ 170، "تهذيب الكمال" 7/ 384، "الكاشف" 1/ 355، "التهذيب" 3/ 46، "التقريب" صـ 121.
(2)
الحَبَشِيُّ: بفتح الحاء المهملة، والباء المعجمة، وكسر الشين المعجمة، وهذه النسبة إلى الحبشة وهي بلاد معروفة ملكها النجاشي الّذي أسلم بالنبيّ صلى الله عليه وسلم، هاجر أصحابه إليه حتى هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فالتحقوا من الحبشة إلى المدينة، سميت الحبشة بحبشة بن حام، ومنها: أبو عبد الله قيس بن سعد المكيّ الحَبَشِي. يُنظر "الأنساب" للسمعاني 4/ 45.
(3)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 220، "الجرح والتعديل" 7/ 99، "الثقات" لابن حبان 7/ 328، "تهذيب الأسماء واللغات" 2/ 62، "تهذيب الكمال" 24/ 47، "جامع التحصيل" 1/ 258، "التقريب" صـ 392.
(4)
اختلف العلماء فِي اسم أَبي ذَر الْغِفَارِيُّ اختلافاً كثيراً: فقال أبو نعيم: والثابت المشهور جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وقال ابن الأثير: اختلف فِي اسمه اختلافاً كثيراً، فقيل: جندب بن جنادة، وهو أكثر وأصح ما قيل فِيهِ. وقال النووي: والمشهور: جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الغفاري، وقال المزي: اختلف فِي اسمه واسم أبيه اختلافاً كبيراً، فقيل: اسمه جندب بْن جنادة، وقيل: برير بْن جنادة، وقيل: برير بْن جندب، وقيل: برير بْن عشرقة، جندب بْن عَبد اللَّه. وقِيلَ: جندب بن السكن، والمشهور جندب بْن جنادة بْن سفيان بْن عُبَيد بْن الوقيعة بْن حرام بْن غفار. وقال ابن حجر: مختلف في اسمه واسم أبيه. والمشهور أنه جندب بن جنادة علي الأصح. قلت (الباحث): وما أثبتناه هو الصواب والمشهور من أقوال العلماء، والله أعلم.
(5)
الْغِفَارِيُّ: بِكَسْر الْغَيْن وَفتح الْفَاء وَبعد الْألف رَاء هَذِه النِّسْبَة إِلَى غفار بن مليل بن ضَمرَة بن بكر بن عبد مَنَاة بن كنَانَة ينْسب إِلَيْهَا كثير مِنْهُم أَبُو ذَر جُنْدُب بن جُنَادَة الْغِفَارِيّ. يُنظر "اللباب" لابن الأثير 2/ 387.
روي عَنْ: النَّبِي صلى الله عليه وسلم، ومعاوية بْن أَبي سفيان.
روي عَنْه: ابن عباس، وأنس بن مالك، وابن عمر، وآخرون.
كان رضي الله عنه أحد السابقين الأولين، من نجباء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يتعبد قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين يقوم من الليل مصلياً، حتى إذ كان من آخر الليل سقط كأنه خرقة، ثم أسلم بمكة في أول الدعوة، هو رابع الإسلام، وقيل: كان خامس خمسة في الإسلام، وأول من حيا النبي صلى الله عليه وسلم بتحية الإسلام، بايع النبي صلى الله عليه وسلم ألا تأخذه في الله لومة لائم، لم تقل الغبراء، ولم تظل الخضراء على ذي لهجة أصدق منه، لم يتلوث بشيء من فضول الدنيا حتى فارقها، وثبت على العهد الذي بايع عليه الرسول صلى الله عليه وسلم.
(1)
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد أحمد في مسنده
".
1) يَزِيدُ بن هارون بن زاذان السُّلميُّ أبو خالد الواسطي: قال ابن حجر: ثقة متقن عابد.
(2)
2) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ: "ضعيف الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (195).
3) قَيْسُ بْنُ سَعْد المَكِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
4) مُجَاهِدُ بْنُ جبر المَكِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (34).
5) أَبُو ذَر الْغِفَارِيُّ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
مما سبق يتبين لنا أنَّ هذا الحديث مداره علي عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: ابْن الْمُؤَمَّل، عن حُمَيْد مَوْلَى عَفْرَاء، عَنْ قَيْس بْن سَعد، عَنْ مُجَاهِد، عن أَبي ذَرٍّ.
ورواه عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ بهذا الوجه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان الواسطي: ثقة. ومُحَمَّد بْن إِدْرِيسَ الشَّافِعِي قال فيه المزي: إمام عصره وفريد دهره.
(3)
وسَعِيد بْن سَالِم الْقِدَاح: قال فيه ابن حجر: صدوق يهم.
(4)
ومَعْن بْن عِيسَى صاحب مالك: قال فيه ابن حجر: ثقة ثبت.
(5)
وتابع عَبْد الله بْن الْمُؤَمَّلِ علي هذا الوجه: إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَان: قال فيه ابن حجر: ثقة يُغرب
(6)
(1)
يُنظر "معجم الصحابة" للبغوي 1/ 527، "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 2/ 557، "الاستيعاب" 1/ 252، و 4/ 1652، "أسد الغابة" 1/ 562، 6/ 96، "تهذيب الأسماء واللغات" 2/ 229، "تهذيب الكمال" 33/ 294، "الإصابة" 12/ 215.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 535.
(3)
يُنظر "تهذيب الكمال" 24/ 355.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 176.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 473.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 30.
الوجه الثاني: عَبْد الله بْن الْمُؤَمَّلِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ.
ورواه عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ بهذا الوجه: يَزِيد بن هارون.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق والله أعلم أن الوجه الأول هو الوجه الراجح وذلك لما يلي:
1) رواية الأكثر عدداً: فقد رواه بهذا الوجه جماعة من الرواة وهذا بخلاف الوجه الثاني.
2) رواية الأحفظ: فقد رواه بالوجه الأول ثقات حفاظ كالشافعي، ومعن بن عيسي.
3) المتابعات: فقد تابع عَبْد الله بْن الْمُؤَمَّل علي الوجه الأول: إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَان.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ـــ الوجه الأول الراجح ـــ "إسناده ضعيف".
قلت: وقد ذكر العلماء في ضعف هذا الحديث أربع علل وهي كالآتي:
العلة الأولي: ضعف عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمَّلِ. العلة الثانية: ضعف حُمَيْد مَوْلَى عَفْرَاء. العلة الثالثة: الاختلاف الحاصل في إسناده. العلة الرابعة: الانقطاع الحاصل بين مجاهد، وأبي ذر.
أما جواب العلة الأولي: وهي ضعف ابْن الْمُؤَمَّلِ: قلت: وهو ضعيفُ قطعاً لكن تابعه علي الوجه الأول الراجح ــــــ رواية الطبراني ـــــ إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَان وهو ثقة لكن الطريق إليه ضعيف. قَالَ الْبَيْهَقِيّ: هَذَا الحَدِيث يعد فِي أَفْرَاد عبد الله بن المؤمل، وهو ضَعِيف إِلَّا أَن ابن طهْمَان قد تَابعه فِي ذَلِك عَن حميد وَأقَام إِسْنَاده.
وأما جواب العلة الثانية: وهي ضعف حُمَيْد مَوْلَى عَفْرَاء: قلت: حُميد ثقة ولم يضعفه إلا البيهقي، وابن عبد البر، وأحمد في رواية، وفي رواية أخري عنه أنه ثقة. وقد بينت في ترجمته أن حُمَيْد مَوْلَى عَفْرَاء هو حُمَيْد بن قيس الأعرج وأنه ثقة روي له الجماعة. قال ابن الملقن: وقد طُعْن فِي حميد مولَى عفراء، وحميد أخرج لَهُ الشَّيْخَان وَبَاقِي الْكتب السِّتَّة.
وأما جواب العلة الثالثة: وهي الاختلاف الحاصل في إسناده: قلت: قد اختلف في إسناده لكن ظهر لنا الوجه الراجح من هذا الاختلاف وعليه فيكون هذا الوجه الراجح هو الطريق الصحيح لهذا الحديث دون بقية الأوجه وذلك بغض النظر عن صحة أو ضعف هذا الوجه الراجح، وتبين لنا أن الوجه الراجح هو رواية الطبراني والتي هي رواية الباب.
وأما جواب العلة الرابعة: وهي الانقطاع الحاصل بين مجاهد، وأبي ذر: قلت: وهذه العلة ثابتة فقال ابن الملقن: نَص عَلَى ذَلِك الْحفاظ: قَالَ أَبُو حَاتِم، والبيهقي، والمنذري، وابن عبد البر: لَمْ يَسْمَعْ مُجَاهِدٌ مِنْ أَبِي ذَرٍّ. وقال ابن خزيمة: أَنَا أَشُكُّ فِي سَمَاعِ مُجَاهِدٍ مِنْ أَبِي ذَرٍّ. وَقَالَ الْبَيْهَقِي مرة: هَذَا الْخَبَر مُنْقَطع وَفِي ثُبُوته نظر، وَمُجاهد لَا يثبت لَهُ سَماع من أبي ذَر. وقَال أيضاً: قَوْلُهُ فِي رِوَايَةِ إبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ جَاءَنَا أَبُو ذَرٍّ أَيْ جَاءَ بَلَدَنَا، قَال ابن دقيق العيد: مِمَّا يُؤَيّد هَذَا أَن ابْن عدي رَوَى هَذَا الحَدِيث فِي «كَامِله» من حَدِيث اليسع بن طَلْحَة الْقرشِي قَالَ: سَمِعت مُجَاهدًا يَقُول: بلغنَا أَن أَبَا ذَر قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَخذ بحلقتي الْكَعْبَة يَقُول ثَلَاثًا: لَا صَلَاة بعد الْعَصْر إِلَّا بِمَكَّة. قَالَ الْبَيْهَقِيّ: اليسع بن طَلْحَة قد ضَعَّفُوهُ، والْحَدِيث
مُنْقَطع، مُجَاهِد لم يدْرك أَبَا ذَر بِحَال.
(1)
قلت: وعلي هذا فهذه العلل لا تؤثر في صحة الحديث عدا علة الانقطاع فهي آفة هذا الحديث.
قلت: لكن للحديث شواهد يصح بها:
فيشهد لجزئه الأول: وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ".
أحاديث في الصحيحين عَن ابن عباس، وابن عمر، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وعقبة بن عامر:
فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ وَأَرْضَاهُمْ عِنْدِي عُمَرُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ.
(2)
وعَنْ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَا صَلَاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ.
(3)
وعَنْ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ قال: ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا:«حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ» .
(4)
ويشهد لجزئه الثاني: وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "إِلَّا بِمَكَّةَ، إِلَّا بِمَكَّة" حديث جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَم:
فعَن سُفْيَان بن عيينة، عَن أَبي الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بَابَاهُ يُحَدِّثُ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَا بَنِي عَبْدَ الْمُطَّلِبِ أَوْ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ إِنْ وُلِّيتُمْ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ شَيْئًا فَلَا تَمْنَعُوا أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ وَصَلَّى أَيَّ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ».
(5)
(1)
يُنظر "المراسيل" 1/ 205، "صحيح ابن خزيمة" 2/ 1299، "السنن الكبري" للبيهقي 2/ 648، "معرفة السنن والآثار" 3/ 434، "التمهيد" 13/ 45.
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ مواقيت الصلاة ب/ الصَّلَاةِ بَعْدَ الفَجْرِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ (1/ 120 رقم 581)، ومسلم في "صحيحه" ك/ صلاة المسافرين وقصرها ب/ الْأَوْقَاتِ الَّتِي نُهِيَ عَنِ الصَّلَاةِ فِيهَا (1/ 566 رقم 826).
(3)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ مواقيت الصلاة ب/ لَا تُتَحَرَّى الصَّلَاةُ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ (1/ 121 رقم 586)، ومسلم في "صحيحه" ك/ صلاة المسافرين وقصرها ب/ الْأَوْقَاتِ الَّتِي نُهِيَ عَنِ الصَّلَاةِ فِيهَا (1/ 567 رقم 827).
(4)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ صلاة المسافرين وقصرها ب/ الْأَوْقَاتِ الَّتِي نُهِيَ عَنِ الصَّلَاةِ فِيهَا (1/ 568 رقم 831).
(5)
أخرجه الحميدي في "مسنده"(1/ 478 رقم 571)، وأحمد في "مسنده"(27/ 297 رقم 16736)، والأزرقي في "أخبار مكة"(2/ 19)، و"الدارمي في "سننه" ك/ المناسك ب/ الطَّوَافِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ (2/ 1227 رقم 1967)، والترمذي في "صحيحه" ك/ الحج ب/ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ بَعْدَ العَصْرِ، وَبَعْدَ الصُّبْحِ لِمَنْ يَطُوفُ (3/ 211 رقم 868)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ الطلاة ب/ إِبَاحَةُ الصَّلَاةِ فِي السَّاعَاتِ كُلِّهَا بِمَكَّةَ (2/ 220 رقم 1574)، وفي ك/ المناسك ب/ إِبَاحَةُ الطَّوَافِ فِي كُلِّ الْأَوْقَاتِ (4/ 133 رقم 3932)، وأبو يعلي الموصلي في "مسنده" (13/ 390 رقم 7396)، وابن خزيمة في "صحيحه" ك/ المناسك ب/ بَابُ إِبَاحَةِ الطَّوَافِ وَالصَّلَاةِ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْفَجْرِ وَبَعْدَ الْعَصْرِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ مَذْهَبِ الْمُطَّلِبِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا أَرَادَ بِزَجْرِهِ عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ بَعْضَ الصَّلَاةِ لَا جَمِيعَهَا. (4/ 225 رقم 2747)، وابن حبان في "صحيحه" (الإحسان ك/ الصلاة ب/ فصل في الأوقات المنهي عنها: ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ هَذَا الزَّجْرَ أُطْلِقَ بِلَفْظَةٍ عَامٍّ مُرَادُهَا خَاص (4/ 421 رقم 1552، 1554)، والطبراني في "الكبير" (2/ 142 رقم 1600)، والدارقطني في "سننه" ك/ الصلاة ب/ جَوَازِ النَّافِلَةِ عِنْدَ الْبَيْتِ فِي جَمِيعِ الْأَزْمَانِ (2/ 299 رقم 1566)، والحاكم في "المستدرك" ك/ المناسك (1/ 617 رقم 1643)، والبيهقي في "الكبري" ك/ الحج ب/ مَنْ رَكَعَ رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ حَيْثُ كَانَ (5/ 149 رقم 9329)، و"التمهيد" لابن عبد البر (13/ 44).
قال الترمذي: وَفِي البَابِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي ذَرٍّ. وحَدِيثُ جُبَيْرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، ووافقه الذهبي.
وقال البيهقي: حَدِيثُ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ مُرْسَلٌ، وَهُوَ مَعَ مُرْسَلِ عَطَاءٍ يَتَأَكَّدُ أَحَدُهُمَا بِالْآخَرِ، مَعَ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْحَدِيثِ الْمَوْصُولِ الَّذِي أَقَامَ إِسْنَادُهُ سُفْيَان بن عيينة، وَهُوَ حَافِظٌ حَجَّةٌ، وَالَّذِينَ خَالَفُوهُ دُونَهُ فِي الْحِفْظِ وَالْمَعْرِفَةِ.
(1)
قلت: يقصد البيهقي بذلك حديث جُبير بن مطعم فقد رُوي عَن عطاء مُرسلاً، وأقام إسناده سُفْيَان بن عيينة.
وقال ابن عبد البر: هذا الحديث ـــــ رواية الباب ــــــ وإن لم يكن بالقوي لضعف حُميد مولى عفراء ولأن مجاهداً لم يسمع من أبي ذر ففي حديث جبير بن مطعم ما يقويه مع قول جمهور علماء المسلمين به.
(2)
وعلي هذا فيرتقي الحديث بمتابعاته وشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعِيدٍ إِلَّا حُمَيْدٌ مَوْلَى عَفْرَاءَ، وَهُوَ حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَعْرَجُ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان لكن ذلك من حيث الوجه الأول الراجح ـــــــ رواية الباب ـــــ. وقد رواه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ مباشرة عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعد وذلك بإسقاط: حُمَيْد مَوْلَى عَفْرَاء لكن ذلك من حيث الوجه الثاني المرجوح، والله أعلم.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال الترمذي رحمه الله: وفي الباب عن علي، وابن مسعود، وأبي سعيد، وعقبة بن عامر، وأبي هريرة، وابن عمر، وسمرة بن جندب، وعبد الله بن عمرو، ومعاذ ابن عفراء، وسلمة بن الأكوع، وزيد بن ثابت، وعائشة، وكعب بن مرة، وأبي أمامة، وعمرو بن عبسة، ويعلى بن أمية، ومعاوية. وهو قول أكثر الفقهاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم أنهم: كرهوا الصلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس، وأما الصلوات الفوائت فلا بأس أن تقضى بعد العصر وبعد الصبح. والذي اجتمع عليه أكثر أهل العلم على كراهية الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وبعد الصبح حتى تطلع الشمس، إلا ما
(1)
يُنظر "معرفة السنن والآثار" للبيهقي 3/ 433.
(2)
يُنظر "التمهيد" لابن عبد البر 13/ 45.
استثني من ذلك، مثل الصلاة بمكة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وبعد الصبح حتى تطلع الشمس بعد الطواف فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم رخصة في ذلك. وقد قال به قوم من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم وبه يقول الشافعي، وأحمد، وإسحاق. وقد كره قوم من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم الصلاة بمكة أيضا بعد العصر، وبعد الصبح. وبه يقول الثوري، ومالك بن أنس، وبعض أهل الكوفة.
(1)
وقال النووي رحمه الله: في أحاديث الباب نهيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس وبعد الصبح حتى تطلع الشمس وبعد طلوعها حتى ترتفع وعند استوائها حتى تزول وعند اصفرارها حتى تغرب وأجمعت الأمة على كراهة صلاة لا سبب لها في هذه الأوقات واتفقوا على جواز الفرائض المؤداة فيها واختلفوا في النوافل التي لها سبب كصلاة تحية المسجد وسجود التلاوة والشكر وصلاة العيد والكسوف وفي صلاة الجنازة وقضاء الفوائت ومذهب الشافعي وطائفة جواز ذلك كله بلا كراهة ومذهب أبي حنيفة وآخرين أنه داخل في النهي لعموم الأحاديث، واحتج الشافعي وموافقوه بأنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى سنة الظهر بعد العصر وهذا صريح في قضاء السنة الفائتة فالحاضرة أولى والفريضة المقضية أولى وكذا الجنازة.
(2)
(1)
يُنظر "سنن الترمذي" 1/ 344.
(2)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 6/ 110.
[198/ 848]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَيِّدِ الْعِلْمَ» قُلْتُ: وَمَا تَقْيِيدُهُ؟ قَالَ: «الْكِتَابُ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَطَاءٍ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي عَبْد اللَّهِ بْن الْمُؤَمَّل، واختلف عنه من وجوه:
الوجه الأول: ابْن الْمُؤَمَّل. رواه عنه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، واختلف علي سعيد من طريقين:
الطريق الأول: سَعِيد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــ رواية الباب ــــــ.
الطريق الثاني: سَعِيد، عَنْ ابْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ ابْنِ عَمْرٍو.
ورواه عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَانَ بهذا الوجه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، ومُحَمَّد بْن النَّضْرِ الْأَزْدِي، ومُحَمَّد بْن شَاذَان الْجَوْهَرِي، وصَالِح بْن مُحَمَّد بْن حَبِيب، ومُحَمَّد بْن نَصْر الصَّائِغ، وحَنْبَل بْن إِسْحَاق، ومُحَمَّد بْن سِنْجَر، وأَحْمَد بْن زُهَيْر، ومُحَمَّد بْن بِشْرِ بْنِ مَطَر.
أما طريق أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(1/ 364 رقم 315)، والخطيب في "تقييد العلم" ب/ ذِكْرِ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابَةِ (1/ 68).
وأما طريق مُحَمَّد بْن النَّضْرِ الْأَزْدِيُّ: أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(5/ 194 رقم 5056)، وفي "المعجم الكبير"(13/ 466 رقم 14330)،
وأما طريق مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، وصَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ: أخرجه الحاكم في "المستدرك" ك/ العلم (1/ 188 رقم 362).
وأما طريق مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الصَّائِغُ: أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 321).
وأما طريق حَنْبَل بْن إِسْحَاقَ: أخرجه البيهقي في "المدخل" ب/ مَنْ رَخَّصَ فِي كِتَابَةِ الْعِلْمِ وَأَحْسِبُهُ حِينَ أَمِنَ مِنِ اخْتِلَاطِهِ بِكِتَابِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ (1/ 417 رقم 763)، والخطيب في "تقييد العلم" ب/ ذِكْرِ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابَةِ (1/ 69).
وأما طريق مُحَمَّدُ بْنُ سِنْجَر: أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ب/ ذِكْرِ الرُّخْصَةِ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ (1/ 317 رقم 412).
وأما طريق أَحْمَد بْن زُهَيْر: أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ب/ ذِكْرِ الرُّخْصَةِ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ (1/ 319 رقم 413).
وأما طريق مُحَمَّد بْن بِشْر بْن مطر: أخرجه الخطيب في "تقييد العلم" ب/ قوله صلى الله عليه وسلم قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابَةِ (1/ 68)، وعبد الغني المقدسي في "نهاية المراد من كلام خير العباد"(2/ 115 رقم 108)، وأبو طاهر السلفي في "العلم"(1/ 15 رقم 108)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 87 رقم 96).
الوجه الثاني: عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمِّل، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ.
ورواه عَنْ عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمِّل بهذا الوجه: مَعْن بْن عِيسَى.
أخرجه الخطيب في "تقييد العلم" ب/ ذِكْرِ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابَةِ (1/ 69، 75)، وابن عساكر في "تاريخه" (56/ 281). وقد تابع ابْن الْمُؤَمِّل علي هذا الوجه: ابْن أَبِي ذِئْب: أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 87 رقم 97). قلت: لكن الراوي عَن ابْن أَبِي ذِئْب وهو إِسْمَاعِيل بْن يَحْيَى الشيباني: متهم بالكذب كما قال ابن حجر.
(1)
الوجه الثالث: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمِّلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
ورواه عَنْ عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمِّل بهذا الوجه: سُرَيْج بْن النُّعْمَان.
أخرجه الخطيب في "تقييد العلم" ب/ قوله صلى الله عليه وسلم: قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابَةِ (1/ 68)، وفي "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع"(1/ 228 رقم 439)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 86 رقم 95).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الطريق الأول من الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ـــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ: "ضعيف الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (195).
4) عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (67).
5) عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (96).
ثانياً: دراسة إسناد الطريق الثاني من الوجه الأول: "إسناد الطبراني في الأوسط والكبير
".
1) مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الأزْدي: قال عبد الله بن أحمد، ومحمد بن عبدوس: ثقة لا بأس به.
(2)
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ: "ضعيف الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (195).
4) ابْنِ جُرَيْجٍ: "ثقة يرسل ويُدلس فلابد من تصريحه بالسماع" سبقت ترجمته في حديث رقم (45).
5) عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (67).
6) عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (96).
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد الخطيب في تقييد العلم
".
1) أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ: قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقاً.
(3)
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 49.
(2)
يُنظر "تاريخ بغداد" 2/ 236، "تاريخ الإسلام" 6/ 1009.
(3)
يُنظر "تاريخ بغداد" 3/ 627.
2) أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاق: قال البرقاني: ثقة. وقال الخطيب: حدث قديماً، وكان أمره مستقيماً، وكانت كتبه ضاعت. وقال أبو القاسم الأزهري: كان حافظاً إلا أنه لين في الرواية.
(1)
3) يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ: قَال الدارقطني، والخليلي، والذهبي: ثقة، وزاد الدارقطني: ثبت حافظ.
(2)
4) مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَدَمِيُّ: قال ابن حجر: ثقة عابد.
(3)
5) مَعْنُ بْنُ عِيسَى صاحب مالك: قال فيه ابن حجر: ثقة ثبت.
(4)
6) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ: "ضعيف الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (195).
7) عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ: "ثقة" وأما نسخته عن أبيه عن جده فهي متصلة حسنة الإسناد. قال الذهبي: لسنا ممن نعد نسخة عمرو، عن أبيه، عن جده من أقسام الصحيح الذي لا نزاع فيه من أجل الوجادة، ومن أجل أن فيها مناكير فينبغي أن يتأمل حديثه، ويتحايد ما جاء منه منكراً، ويروى ما عدا ذلك في السنن والأحكام محسنين لإسناده. سبقت ترجمته في حديث رقم (174).
8) شُعَيْبُ بن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو: "صدوق ثبت سماعه من جده عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو" سبقت ترجمته في حديث رقم (174).
9) عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (96).
رابعاً: دراسة إسناد الوجه الثالث: "إسناد الخطيب في "تقييد العلم
".
1) أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ: قال الخطيب، والذهبي: صدوق.
(5)
2) إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ: قال الدارقطني: ثقة.
(6)
3) أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ: قال الذهبي: ثقة مأمون.
(7)
4) مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ: قال ابن خزيمة: ثقة. وقال ابن أبي حاتم: بلغنا أنه ثقة صدوق.
(8)
5) عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ بن حاتم الدُّورِيُّ: قال ابن حجر: ثقة حافظ.
(9)
6) سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ الجوهري: قال ابن حجر: ثقة يهم قليلاً.
(10)
(1)
يُنظر "تاريخ بغداد" 2/ 388.
(2)
يُنظر "السير" 14/ 501.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 448.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 473.
(5)
يُنظر "تاريخ بغداد" 16/ 116، "السير" 17/ 293.
(6)
يُنظر "تاريخ بغداد" 7/ 301.
(7)
يُنظر "السير" 17/ 350.
(8)
يُنظر "السير" 15/ 452.
(9)
يُنظر "التقريب" صـ 237.
(10)
يُنظر "التقريب" صـ 169.
7) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ: "ضعيف الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (195).
8)
…
عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته حديث رقم (178).
9) عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاص رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (96).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي عَبْد اللَّهِ بْن الْمُؤَمَّل، واختلف عنه من وجوه:
الوجه الأول: عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمَّلِ، ورواه عنه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، واختلف علي سعيد من طريقين:
الطريق الأول: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
ورواه عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَانَ بهذا الوجه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي.
الطريق الثاني: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ ابْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ ابْنِ عَمْرٍو.
ورواه عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَانَ بهذا الوجه جماعة من الرواة كما سبق ذكرهم في التخريج.
الوجه الثاني: عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمِّلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ.
ورواه عَن عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمِّلِ بهذا الوجه: مَعْن بْن عِيسَى، وقد تابع ابْن الْمُؤَمِّلِ علي هذا الوجه: ابْن أَبِي ذِئْبٍ، لكن الراوي عَن ابْن أَبِي ذِئْبٍ وهو إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى الشيباني: متهم بالكذب.
الوجه الثالث: عَبْد اللَّهِ بْن الْمُؤَمِّل، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
ورواه عَن عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمِّلِ بهذا الوجه: سُرَيْج بْن النُّعْمَان.
والذي يظهر مما سبق أنَّ الحديث مداره علي عَبْد اللَّهِ بْن الْمُؤَمِّل وهو ضعيف وقد اضطرب فيه.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ: ضعيف الحديث وانفرد به.
وكذلك الحديث بالأوجه الأخري ضعيف فمدار الحديث علي عَبْد اللَّهِ بْن الْمُؤَمَّل واضطرب فيه.
قلت: وقد ثبت في الصحيحين ما يدل علي إذن النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة العلم:
فعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ قَامَ فِي النَّاسِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:«إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي، وَإِنَّهَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، فَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا يُخْتَلَى شَوْكُهَا، وَلَا تَحِلُّ سَاقِطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ، وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، إِمَّا أَنْ يُفْدَى وَإِمَّا أَنْ يُقِيدَ» ، فَقَالَ العَبَّاسُ: إِلَّا الإِذْخِرَ، فَإِنَّا نَجْعَلُهُ لِقُبُورِنَا وَبُيُوتِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِلَّا الإِذْخِرَ» فَقَامَ أَبُو شَاهٍ - رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ - فَقَالَ: اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ» ، قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: مَا قَوْلُهُ اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: هَذِهِ الخُطْبَةَ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
(1)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ العلم ب/ كِتَابَةِ العِلْمِ (1/ 33 رقم 112)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الحج ب/ تَحْرِيمِ مَكَّةَ وَصَيْدِهَا وَخَلَاهَا وَشَجَرِهَا وَلُقَطَتِهَا، إِلَّا لِمُنْشِدٍ عَلَى الدَّوَامِ (2/ 988 رقم 1355).
وعَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال «مَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا عَنْهُ مِنِّي، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلَا أَكْتُبُ.
(1)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَطَاءٍ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ.
قلت: الأمر فيه كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ العلم ب/ كِتَابَةِ العِلْمِ (1/ 34 رقم 113).
[199/ 849]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ قَالَ: نا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي سَعِيد بْن سُلَيْمَان، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمَّل، عَن أَبي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِر.
أ - تخريج الوجه الأول: رواه عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَانَ بهذا الوجه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، وأَحْمَد بْن عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بن جابر البربهاري، ومحمد بْنُ أَيُّوبَ البجلي، ومحمد بن سليمان الْبَاغَنْدِي، وَأَحْمَد بْن حَاتِمٍ الْمَرْوَزِي.
أما طريق أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ.
وأما طريق أَحْمَد بْن عَلِيِّ بْن الْحَسَن البربهاري: أخرجه أبو علي بن شاذان في "الثامن من أجزائه"(1/ 119 رقم 118).
وأما طريق محمد بْن أَيُّوبَ البجلي: أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير"(2/ 303).
وأما طريق الْبَاغَنْدِي، وَأَحْمَد بْن حَاتِم الْمَرْوَزِيّ: أخرجه البيهقي في "السنن الكبري" ك/ الحج ب/ سِقَايَةِ الْحَاجِّ وَالشُّرْبِ مِنْهَا وَمِنْ مَاءِ زَمْزَمَ (5/ 241 رقم 9660).
ب - متابعات للوجه الأول: فقد تابع سَعِيد، عَن ابْنِ الْمُؤَمَّل علي هذا الوجه: سَعِيد بْن زَكَرِيَّا، وزَيْد بْن الْحُبَابِ، وعَلِيّ بْن ثَابِت، وعَبْد اللهِ بْن الْوَلِيدِ، ومُحَمَّد بْن حُبَيْبَ مَوْلَى آلِ بَاذَان، والْوَلِيد بْن مُسْلِم، وخَالِد بْن نِزَارٍ، ومعن بن عيسى، ومُحَمَّد بْن سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ، والثوري، وابن المبارك. كلهم عَن ابْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَن أَبي الزُّبَيْرِ به بمثله.
أما متابعة سَعِيد بْن زَكَرِيَّا: أخرجها ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الحج ب/ في فضل زمزم (5/ 384 رقم 14323)، وفي ك/ الطب ب/ مَنْ كَانَ يَقُولُ: مَاءُ زَمْزَمَ فِيهِ شِفَاءٌ (8/ 73 رقم 24072)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(1/ 578 رقم 628).
وأما متابعة زَيْد بْن الْحُبَابِ: أخرجها ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الحج ب/ في فضل زمزم (5/ 384 رقم 14323)، وفي ك/ الطب ب/ مَنْ كَانَ يَقُولُ: مَاءُ زَمْزَمَ فِيهِ شِفَاءٌ (8/ 73 رقم 24072)، والفاكهي في "أخبار مكة" ب/ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ زَمْزَمَ وَتَفْسِيرِهِ (2/ 27 رقم 1076)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(1/ 578 رقم 628).
وأما متابعة عَلِي بْن ثَابِتٍ: أخرجها أحمد في "مسنده"(23/ 140 رقم 14849).
وأما متابعة عَبْد الله بْن الْوَلِيدِ: أخرجها أحمد في "مسنده"(23/ 244 رقم 14996).
وأما متابعة مُحَمَّد بْن حُبَيْبَ مَوْلَى آلِ بَاذَان: أخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" ب/ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ
زَمْزَمَ وَتَفْسِيرِهِ (2/ 27 رقم 1076).
وأما متابعة الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِم: أخرجها ابن ماجة في "سننه" ك/ أبواب المناسك ب/ الشُّرْبِ مِنْ زَمْزَمَ (4/ 249 رقم 3062).
وأما متابعة خَالِدُ بْنُ نِزَار: أخرجها الطبراني في "الأوسط"(9/ 26 رقم 9027).
وأما متابعة معن بن عيسى: أخرجها ابن عدي في "الكامل"(5/ 221).
وأما متابعة مُحَمَّد بْن سِنَان الْعَوَقِي: أخرجها أبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان"(2/ 38).
وأما متابعة سُفْيَانَ الثوري: أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد"(4/ 295).
وأما متابعة عبد الله بن المبارك من أصح الأوجه عنه:
(1)
أخرجها ابن المقرئ في "معجمه"(1/ 132 رقم 382)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(32/ 436)،
ت - متابعات أيضاً للوجه الأول: فقد تابع عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّل، عَن أَبي الزُّبَيْرِ: حَمْزَة الزَّيَّات، وإِبْرَاهِيم بْن طَهْمَانَ:
أما متابعة حَمْزَة الزَّيَّات: أخرجها ابن عدي في "الكامل"(5/ 223)، والطبراني في "الأوسط"(4/ 139 رقم 3815).
وأما متابعة إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَان: أخرجها البيهقي في "السنن الكبري" ك/ الحج ب/ الرُّخْصَةِ فِي الْخُرُوجِ بِمَاءِ زَمْزَم (5/ 331 رقم 9987).
الوجه الثاني: سَعِيد، عَن ابْن الْمُؤَمَّل، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ ابْنِ عَمْرٍو.
ورواه عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَانَ بهذا الوجه: أَبُو عَلِي الحسن بن سهل بْن سِخْتَوَيْه البغدادي.
أخرجه البيهقي في "السنن الصغير" ك/ المناسك ب/ دُخُولِ الْكَعْبَةِ وَالصَّلَاةِ فِيهَا (2/ 203 رقم 1743)، وفي "شعب الإيمان" ب/ في المناسك: فَضْلُ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ (3/ 481 رقم 4127).
ثانياً: دراسة الإسناد:
(1)
أخرج عبد الغني بن سعيد الأزدي في "فوائده"(1/ 45 رقم 18)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ب/ في المناسك: فَضْلُ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ (3/ 481 رقم 4128)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(11/ 405)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(13/ 78)، من طُرق عَن سُوَيْد بْن سَعِيدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ أَتَى زَمْزَمَ فَمَلَأَ إِنَاءً ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنَّ ابْنَ أَبِي الْمَوَالِ، حَدَّثَنَا عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ وَهُوَ ذَا أَشْرَبُ هَذَا لِعَطَشِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ"، ثُمَّ شَرِبَهُ. قال البيهقي: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الْمَوَالِ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ تَفَرَّدَ بِهِ سُوَيْدٌ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ عَنْهُ. وقال ابن عساكر: كذا قال ابن أبي الموال، والمحفوظ عن عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير. وقال الذهبي: كذا قال ابن أبي الموال، وصوابه: ابن المؤمل عبد الله المكي، والحديث به يعرف، وهو من الضعفاء، لكن يرويه عن أبي الزبير، عن جابر، فعلى كل حال خبر ابن المبارك فرد منكر، ما أتى به سوى سويد. وقال ابن حجر: وقع في فوائد ابن المقرئ من طريق سويد بن سعيد، عن ابن المبارك، عن ابن أبي الموالي، عن ابن المنكدر، عن جابر وزعم الدمياطي أنه على رسم الصحيح وهو كما قال من حيث الرجال إلا أن سويداً وإن أخرج له مسلم فإنه خلط وطعنوا فيه وقد شذ بإسناده والمحفوظ عن ابن المبارك عن ابن المؤمل وقد جمعت في ذلك جزءاً والله أعلم. يُنطر "السير" 8/ 393، "فتح الباري" 3/ 493.
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني ـــ رواية الباب
ـــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ: "ضعيف الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (195).
4) أَبو الزُّبَيْر المَكِّيُّ: "ثقة يُدلس، فلا يقبل ما رواه بالعنعنة إلا إذا صرح فيه بالسماع أو كان من رواية الليث بن سعد عنه" سبقت ترجمته في حديث رقم (29).
5) جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (21).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد البيهقي في السنن الصغير، وشعب الإيمان
".
1) عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَبُو الحسن: قال الخطيب: ثقة.
(1)
2) أَحْمَدُ بن عبيد بْن إِسْمَاعِيل أَبُو الْحَسَن الصفار: قال الخطيب: ثقة ثبت.
(2)
3) الْحَسَن بن سهل بْنُ سِخْتَوَيْهِ أَبُو عَلِيّ المقرئ: قال الخطيب: سمع سعيد بن سُلَيْمَان. ذكره أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاق الْحَافِظ النيسابوري فِي كتاب الأسماء والكني. قلت: وذكره الذهبي أيضاً في الكنى. وحاصله أنه "مجهول".
(3)
4) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
5) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ: "ضعيف الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (195).
6) ابْنِ جُرَيْجٍ: "ثقة يرسل ويُدلس فلا يُقبل ما راوه بالعنعنة إلا إذا صرح فيه بالسماع" سبقت ترجمته في حديث رقم (45).
7) عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (67).
8) عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (96).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي سَعِيد بْن سُلَيْمَان، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّل، عَن أَبي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِر.
ورواه عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان بهذا الوجه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، وأَحْمَد بْن عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بن جابر البربهاري، ومحمد بْنُ أَيُّوب البجلي، ومحمد بن سليمان الْبَاغَنْدِي، وَأَحْمَد بْن حَاتِم الْمَرْوَزِي. وقد تابع سَعِيد، عَن ابْنِ الْمُؤَمَّل علي هذا الوجه: سَعِيد بْن زَكَرِيَّا، وزَيْد بْن الْحُبَاب، وعَلِي بْن ثَابِت، وعَبْد الله بْن الْوَلِيدِ، ومُحَمَّد بْن حُبَيْبَ مَوْلَى آلِ بَاذَان، والْوَلِيد بْن مُسْلِم، وخَالِد بْن نِزَار، ومعن بن عيسى، ومُحَمَّد بْن سِنَان
(1)
يُنظر "تاريخ بغداد" 13/ 232.
(2)
يُنظر "تاريخ بغداد 5/ 433.
(3)
يُنظر "تاريخ بغداد" 8/ 288، "المقتنى في سرد الكنى" للذهبي 1/ 414.
الْعَوَقِي، والثوري، وابن المبارك. وقد توبع عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّل أيضاً، عَن أَبي الزُّبَيْرِ فتابعه: حَمْزَة الزَّيَّات، وإِبْرَاهِيم بْن طَهْمَان.
الوجه الثاني: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَن ابْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ ابْنِ عَمْرٍو.
ورواه عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَانَ بهذا الوجه: أَبُو عَلِيِّ الحسن بن سهل بْن سِخْتَوَيْهِ البغدادي، وهو مجهول.
وعلي هذ فالذي يظهر مما سبق والله أعلم أن الوجه الأول هو الوجه الراجح وذلك لما يلي:
1) رواية الأكثر عدداً: فقد رواه بالوجه الأول جماعة من الرواة وهذا بخلاف الوجه الثاني.
2) رواية الأحفظ: فقد رواه بالوجه الأول جماعة من الثقات، وهذا بخلاف الوجه الثاني فراويه مجهول.
3) المتابعات: فقد تابع سَعِيد، عَن ابْنِ الْمُؤَمَّل علي الوجه الأول كثرة من الرواة، وتوبع عَبْد اللَّهِ بْن الْمُؤَمَّل، عَن أَبي الزُّبَيْرِ أيضاً.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول الراجح ــــ إسناده ضعيف: فيه علتان:
العلة الأولي: ضعف عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمَّل.
العلة الثانية: عنعنة أَبي الزُّبَيْرِ، عَن جابر.
- قلت: أما جواب العلة الأولي وهي ضعف عَبْد اللَّه بْن الْمُؤَمَّلِ:
فقد تابعه: حَمْزَة الزَّيَّات، وإِبْرَاهِيم بْن طَهْمَان.
أما حَمْزَة الزَّيَّات: فقال فيه ابن حجر: صدوق ربما وهم.
(1)
قلت: والإسناد إلي حمزة "حسن" لأجل: عبد الرحمن بن المغيرة القرشي: قال فيه ابن حجر: صدوق.
(2)
وأما إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَان: فقال فيه ابن حجر: ثقة يُغرب
(3)
قلت والإسناد إليه رجاله ثقات عدا:
أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ بْنِ شَيْبَانَ أبو محمد الهَرَوي الْبَغْدَادِيُّ الضّرير: قال الذهبي: سَمِعَ مِنْ مُعاذ بن نجدة عمّ والدته، وعلي بن محمد الْجكَّاني، رَوَى عَنْهُ: إسحاق بن إبراهيم القراب، وأحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو عثمان سعيد بن العباس القرشي، وأبو الفضل بن أبي عصمة، ويحيى بن إبراهيم بن محمَّد بن يحيى بن سختويه، وعمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة. قال الذهبي: وهو من كبار شيوخ القراب. قلت: والقراب هذا قال فيه الذهبي: الحافظ الإمام محدث خراسان، له المصنفات الكبيرة الدالة على حفظه وسعة علمه. وكان ممن يرجع إليه في العلل، والجرح والتعديل.
(4)
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 119.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 292.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 30.
(4)
يُنظر "تاريخ الإسلام" للذهبي 8/ 158، 298، "السير" 17/ 750.
وفيه أيضاً: مُعَاذُ بْنُ نَجْدَةَ الهروي قال فيه الذهبي: صالح الحال قد تُكلم فيه.
(1)
- وأما جواب العلة الثانية وهي عنعنة أَبي الزُّبَيْرِ، عَن جابر.
قلت: فقد صرح أَبو الزُّبَيْرِ بالتحديث عَن جابر عند ابن ماجة، والبيهقي.
أما رواية ابن ماجه فقد أخرجها في "سننه" قال: حدثنا هِشَام بْن عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ: إنَّهُ سَمِعَ أَبَا الزُّبَيْرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ......
قلت: وفيها الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ يدلس تدليس التسوية ولم يصرح بالسماع من عَبْد اللَّهِ بْن الْمُؤَمَّلِ.
وأما رواية البيهقي فقد أخرجها في "السنن الكبري" بسنده عَن إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَان، ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ فَتَحَدَّثْنَا فَحَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَقَامَ فَصَلَّى بِنَا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ قَدْ تَلَبَّبَ بِهِ وَرِدَاؤُهُ مَوْضُوعٌ ثُمَّ أُتِيَ بِمَاءٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ فَشَرِبَ ثُمَّ شَرِبَ فَقَالُوا: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مَاءُ زَمْزَمَ، وَقَالَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ. قلت: وهذه هي متابعة إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَان التي بينا ما فيها قبل ذلك.
قال ابن الملقن: أَعَلَّهُ ابْن الْقطَّان بِأبي الزبير عَن جَابر، وَقَالَ: تَدْلِيس أبي الزبير مَعْلُوم. قلت ــــ أي ابن الملقن ـــــ: قد صرّح بِالتَّحْدِيثِ فِي رِوَايَة ابْن مَاجَه وَكَذَا الْبَيْهَقِيّ فِي بَاب الرُّخْصَة فِي الْخُرُوج بِمَاء زَمْزَم.
(2)
قلت: وله شاهد صحيح عن مجاهد قوله:
(3)
فعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: زَمْزَمُ لِمَا شُرِبَتْ لَهُ، إِنْ شَرِبْتَهُ تُرِيدُ الشِّفَاءَ شَفَاكَ اللَّهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ تُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ ظَمَأَكَ قَطَعَهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ تُرِيدُ أَنْ تُشْبِعُكَ أَشْبَعَتْكَ هِيَ هَزْمَةُ جِبْرِيلَ، وَسُقْيَا اللَّهِ إِسْمَاعِيلَ».
(4)
وعَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، أَنَّ مُجَاهِدًا كَانَ يَقُولُ: هِيَ لِمَا شُرِبَتْ لَهُ يَقُولُ: تَنْفَعُ لِمَا شُرِبَتْ لَهُ.
(5)
قلت: وقد ثبت في صحيح مسلم بسنده عَن حُمَيْد بْن هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارٍ، وَكَانُوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمُّنَا وفيه: .......... ثُمَّ قَالَ لِي
(1)
يُنظر "ميزان الاعتدال" للذهبي 4/ 133.
(2)
يُنظر "البدر المنير" لابن الملقن 6/ 300.
(3)
قلت: وقد روي عن مجاهد، عن ابن عباس موصولاً، ومرسلاً لكن الصواب فيه الإرسال: فقد أخرجه الدارقطني في "سننه" ك/ الحج ب/ ما جاء في شرب ماء زمزم (3/ 354 رقم 2739)، والحاكم في "المستدرك" ك/ المناسك (1/ 646 رقم 1739)، عَن مُحَمَّد بْن حَبِيبٍ الْجَارُودِيُّ، عَنْ ابن عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شَرِبَ لَهُ، إِنْ شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي بِهِ شَفَاكَ اللَّهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِشِبَعِكَ أَشْبَعَكَ اللَّهُ بِهِ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِيَقْطَعَ ظَمَأَكَ قَطَعَهُ اللَّهُ، وَهِيَ هَزَمَةُ جِبْرِيلَ وَسُقْيَا اللَّهِ إِسْمَاعِيلَ. قال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ إِنْ سَلِمَ مِنَ الْجَارُودِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. قال ابن حجر: وَهِمَ الْجَارُودِيُّ فِي رَفْعِهِ، وَالْمَحْفُوظُ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ وَقْفُهُ عَلَى مُجَاهِدٍ، كَذَا رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَغَيْرُهُم. وقال مرة: اختلف في إرساله ووصله وإرساله أصح. يُنظر "فتح الباري" 3/ 493، "تلخيص الحبير" 4/ 1644. "إتحاف المهرة" 8/ 22.
(4)
أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" ك/ المناسك ب/ زَمْزَمَ وَذِكْرِهَا (5/ 118 رقم 9124)، والأزرقي في "أخبار مكة" ب/ ذِكْرُ فَضْلِ زَمْزَمَ وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ (1/ 560 رقم 661).
(5)
أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" ك/ المناسك ب/ زَمْزَمَ وَذِكْرِهَا (5/ 118 رقم 9123).
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَتَى كُنْتَ هَاهُنَا؟» قَالَ قُلْتُ قَدْ كُنْتُ هَاهُنَا مُنْذُ ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ، قَالَ:«فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ؟» قَالَ قُلْتُ: مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي، وَمَا أَجِدُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ، قال:«إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ» . قلت: وزاد الطيالسي في مسنده، وغيره:«وَشِفَاءُ سُقْمٍ» .
(1)
وأخرج الطبراني في الأوسط" (4/ 179 رقم 3912) بسند حسن عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ، فِيهِ طَعَامٌ مِنَ الطُّعْمِ، وَشِفَاءٌ مِنَ السَّقَمِ.
وعلي هذا فيرتقي الحديث بمجموع طرقه من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
أحكام العلماء علي الحديث:
قال أبو بكر الدينوري: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، عَن مُحَمَّد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَن الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فَحَدَّثَنَا بِحَدِيثِ زَمْزَمَ: أَنَّهُ لِمَا شُرِبَ لَه، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَجْلِسِ ثُمَّ عَادَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! أَلَيْسَ الْحَدِيثُ صَحِيحًا الَّذِي حَدَّثْتَنَا بِهِ فِي زَمْزَمَ أَنَّهُ لِمَا شُرِبَ لَهُ؟ فَقَال سُفْيَانُ: نَعَمْ. فَقَالَ الرَّجُلُ: فَإِنِّي قَدْ شَرِبْتُ الْآنَ دَلْوًا مِنْ زَمْزَمَ عَلَى أنك تحدثني بمئة حَدِيثٍ. فَقَالَ سُفْيَانُ: اقْعُدْ. فحدثه بمئة حَدِيثٍ.
(2)
وقال المنذري: إِسْنَاده حسن.
(3)
وقال ابن القيم: الحديثُ حسن، وقد صححه بعضهم، وجعله بعضهم موضوعاً، وكلا القولين فيه مجازفة. وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أموراً عجيبة، واستشفيت به من عدة أمراض، فبرأت بإذن الله، وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريباً من نصف الشهر أو أكثر ولا يجد جوعاً، ويطوف مع الناس كأحدهم، وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يوماً، وكان له قوة يجامع بها أهله، ويصوم ويطوف مراراً.
(4)
وقال السبكي: سئل ابن خزيمة: من أين أُتيت العلم؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماء زمزم لما شرب له، وإني لما شربت ماء زمزم سألت الله علماً نافعاً.
(5)
وقال الزركشي: إسناده جيد.
(6)
وقال ابن الصلاح: صحح الحافظ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي حديث جابر مرفوعاً: ماء زمزم لما شرب له.
(7)
قلت: لكن صححه الدمياطي من طريق ابن المبارك، عن ابن أبي الموال، عن ابن المنكدر، عن جابر وهذا الطريق قال فيه ابن حجر: شاذ، والمحفوظ عن ابن المبارك عن ابن المؤمل كما ذكرناه قبل ذلك، قلت: وضعفه النووي أيضاً من طريق ابن المنكدر.
وقال ابن الهمام: واعلم أن الذي نحتاج إليه الحكم بصحة المتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا علينا كونه من
(1)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ فضائل الصحابة ب/ مِنْ فَضَائِلِ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه. (4/ 1919 رقم 2473)، وأبو داود الطيالسي في "مسنده"(1/ 364 رقم 459).
(2)
يُنظر "المجالسة وجواهر العلم" لأبو بكر الدينوري 2/ 342.
(3)
يُنظر "الترغيب والترهيب" للمنذري 2/ 136.
(4)
يُنظر "زاد المعاد في هدي خير العباد" لابن القيم 4/ 361.
(5)
يُنظر "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي 3/ 110.
(6)
يُنظر "التذكرة في الأحاديث المشتهرة" 1/ 151.
(7)
يُنظر "الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح" 1/ 81.
خصوص طريق بعينه. وهنا أمور تدل عليه: منها أن مثله لا مجال للرأي فيه فوجب كونه سماعاً، وكذا إن قلنا العبرة في تعارض الوصل والوقف والإرسال للواصل بعد كونه ثقة لا للأحفظ ولا غيره، مع أنه قد صح تصحيح نفس ابن عيينة له في ضمن حكاية حكاها أبو بكر الدينوري. فبجميع ما ذكرنا لا يشك بعد في صحة هذا الحديث سواء كان على اعتباره موصولاً من حديث ابن عباس رضي الله عنه، أو حكماً بصحة المرسل لمجيئه من وجه آخر، أو حكماً بأنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بسبب أنه مما لا يدرك بالرأي. وأعني بالمرسل ذلك الموقوف على مجاهد بناء على أنه إذا كان لا مجال للرأي فيه بمنزلة قول مجاهد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأيضاً فإن الحديث معروف عن عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر. فقد ثبت حسنه من هذا الطريق، فإذا انضم إليه ما قدمناه حكم بصحته.
(1)
وقال ابن حجر: ومرتبة هذا الحديث عند الحفاظ باجتماع هذه الطرق يصلح للاحتجاج به علي ما عرف من قواعد أئمة الحديث.
(2)
وقال السخاوي: حديث مجاهد، عن ابن عباس: رواه الحميدي، وابن أبي عمر وغيرهما من الحفاظ كسعيد بن منصور عن ابن عيينة بدون ابن عباس فهو مرسل، وإن لم يصرح فيه أكثرهم بالرفع لكن مثله لا يقال بالرأي، وأحسن من هذا كله عند شيخنا ـــــ أي ابن حجر ــــ ما أخرجه الفاكهي من رواية ابن إسحاق حدثني يحيى بن عباد عن عبد اللَّه بن الزبير عن أبيه قال: لما حج معاوية فحججنا معه، فلما طاف بالبيت صلى عند المقام ركعتين، ثم مر بزمزم وهو خارج إلى الصفا فقال: انزع لي منها دلو يا غلام، قال: فنزع له منه دلوا فأتى به فشرب وصب على وجهه ورأسه وهو يقول: زمزم شفاء، وهي لما شرب له، بل قال شيخنا: إنه حسن مع كونه موقوفاً، وأفرد فيه جزءاً، واستشهد له في موضع آخر بحديث أبي ذر رفعه: إنها طعام طعم وشفاء سقم، وأصله في مسلم وهذا اللفظ عند الطيالسي قال ــــ أي ابن حجر ــــ ومرتبة هذا الحديث أنه باجتماع هذه الطرق يصلح للاحتجاج به، وقد جربه جماعة من الكبار فذكروا أنه صح، بل صححه من المتقدمين ابن عيينة، ومن المتأخرين الدمياطي في جزء جمعه فيه، والمنذري، وضعفه النووي.
(3)
(4)
قلت: لكن ضعفه النووي من طريق ابن المبارك، عن ابن أبي الموال، عن ابن المنكدر، عن جابر. وقال السيوطي: أخرجه ابن ماجه من حديث جابر بسند جيد والخطيب في التاريخ بسند صححه الدمياطي، وصححه أيضاً المنقري، وضعفه النووي، وحسنه ابن حجر لوروده من طرق عن جابر.
(5)
وقال السيوطي أيضاً: أخْرُج هَذَا الحَدِيث الْحَاكِم، وَصَححهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَابْن حبَان وَمن الْمُتَقَدِّمين ابن عُيَيْنَة وَمن الْمُتَأَخِّرين الْحَافِظ ابن حجر واشتهر عَن الشَّافِعِي أنه شربه للرمي فَكَانَ يُصِيب من كل عشرَة تِسْعَة، وأفردت فضائلها بالتأليف كَذَا ذكره شَيخنَا عَابِد السندي فِي حَاشِيَة الدّرّ إنْجَاح مَاء زَمْزَم لما شرب لَهُ هَذَا الحَدِيث مَشْهُور على الْأَلْسِنَة كثيراً وَاخْتلف الْحفاظ فِيهِ فَمنهمْ
(1)
يُنظر "فتح القدير" لابن الهمام 2/ 519، "إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري" للقسطلاني 3/ 180.
(2)
يُنظر "جزء فيه الجواب عن حال الحديث المشهور في ماء زمزم لما شُرب له" صفحة 21.
(3)
يُنظر المقاصد الحسنة" للسخاوي 2/ 357.
(4)
يُنظر "المجموع" للنووي 8/ 267.
(5)
يُنظر "الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة" للسيوطي 1/ 173.
من صَححهُ وَمِنْهُم من حسنه وَمِنْهُم من ضعفه وَالْمُعْتَمد الأول.
(1)
وقال أبو عبد الله القادري الحسيني الفاسي: صحيح وقال ذلك القسطلاني أيضاً.
(2)
وقال المناوي: هذا الحديث فيه خلاف طويل وتأليفات مفردة قال ابن القيم: والحق أنه حسن وجَزْم البعض بصحته والبعض بوضعه مجازفة. وقال ابن حجر: غريب حسن بشواهده.
(3)
قلت: ولابن حجر جزء قد أفرده في تخريج حديث "ماء زمزم لما شُرب له" فمن رام المزيد فليراجعه مشكوراً.
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ المرجوح ــــ فإسناده منكر وذلك لمخالفة الضعيف وتفرده.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ.
قلت: وقال البيهقي أيضاً: تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ.
(4)
قلت: وليس كما قالا عليهما من الله الرحمة والرضوان فلم يتفرد به عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ عَن أَبِي الزُّبَيْرِ. بل تابعه حَمْزَة الزَّيَّات، وإِبْرَاهِيم بْن طَهْمَان كما بينت قبل ذلك.
قلت: قال ابن التركماني، وابن الملقن: لم ينفرد به عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بل تابعه إبراهيم بن طهمان عن أبى الزبير كذا أورده البيهقي نفسه فيما بعد في باب الرخصة في الخروج بماء زمزم.
(5)
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال الحكيم الترمذي رحمه الله: زمزم سقيا الله وغياثه لولد خَلِيله إِسْمَاعِيل عليهما السلام فَبَقيَ غياثاً لمن بعده فِي كل نائبة إِن شربت لمَرض شفيت، وَإِن شربت لغم فرج عَنْك، وَإِن شربت لحَاجَة استعنت، وَإِن شربت لنائبة صلحت لِأَن أَصله من الرَّحْمَة بدا غياثاً فلأي شَيْء شربه الْمُؤمن وجد غوث ذَلِك الْأَمر.
(6)
وقال النووي رحمه الله: روينا عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَاءُ زمْزَمَ لِما شُرِبَ لَهُ" وهذا مما عَمِلَ العلماءُ والأخيارُ به، فشربُوه لمطالبَ لهم جليلةٍ فنالوها. قال العلماء: فيُستحبّ لمن شربَه للمغفرة، أو للشفاء من مرضٍ ونحو ذلك أن يقول عند شربه: اللَّهُمَّ إنَّهُ بَلَغَنِي أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "ماءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ" اللَّهُمَّ وإني أشْرَبُهُ لِتَغْفِرَ لي وَلِتَفْعَلَ بي كَذَا وكَذَا، فاغْفِرْ لي أوِ افْعَلْ، أو: اللَّهُمَّ إني أشْرَبُهُ مُسْتَشْفِياً بِهِ فَاشْفِني، ونحو هذا، والله أعلم.
(7)
(1)
يُنظر "شرح سنن ابن ماجه" للسيوطي 1/ 220.
(2)
يُنظر "إزالة الدهش والوله عن المتحير في صحة حديث ماء زمزم لما شرب له" 1/ 141.
(3)
يُنظر فيض القدير" للمناوي 5/ 404.
(4)
يُنظر "السنن الكبري" للبيهقي 5/ 241.
(5)
يُنظر "الجوهر النقي على سنن البيهقي" 5/ 148، "البدر المنير" لابن الملقن 6/ 300.
(6)
يُنظر "نوادر الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم " 2/ 222.
(7)
يُنظر "الأذكار" للنووي 1/ 384.
[200/ 850]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: نا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْخُلُقُ الْحَسَنُ يُذِيبُ [الْخَطَايَا]
(1)
كَمَا يُذِيبُ الْمَاءُ الْجليدَ، وَالْخُلُقُ السَّوْءُ يُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 388 رقم 10777) والآجُرِّيُّ في "أخلاق القرآن"(1/ 172)، (1/ 178)
(2)
، والخطيب في "المتفق والمفترق"(3/ 1594 رقم 1048)، عَن أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان.
وابن عدي في "الكامل"(6/ 419)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ب/ في حسن الخلق (6/ 247 رقم 8036)، عَن شَيْبَان بن فروخ الحبطي.
كلاهما: سَعِيد بْن سُلَيْمَانَ، وشيبان بن فروخ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَيْمُون به بنحوه وعند بعضهم بلفظ: حُسْنُ الْخُلُقِ يُذِيبُ الْخَطَايَا كَمَا تُذِيبُ الشَّمْسُ الْجَلِيد.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ المدني المعروف بالواسطي، مولى القاسم بْن مُحَمَّد:"متروك الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (136).
4) مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ
(3)
، أَبُو حَمْزَةَ، وقَيل: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
(4)
(5)
(1)
في الأصل "الخطأ" وذكره المُصَنِف في المعجم الكبير علي الصواب، وهو كذلك علي الصواب في "مجمع البحرين"(5/ 243 رقم 2996).
(2)
قلت: هذا الحديث في مُلْحَقٌ أُلحق بِكِتَابِ أخلاق القرآن للآجُرِّيُّ، فقال مُعِدُّ الكتاب علي المكتبة الشاملة: هذا الملحق ليس في المطبوعة التي وافقنا النسخة الإلكترونية عليها.
(3)
الْقُرَظِيُّ: بِضَم الْقَاف وَفتح الرَّاء وَفِي آخرهَا ظاء مُعْجمَة هَذِه النِّسْبَة إِلَى قُرَيْظَة وَهُوَ اسْم رجل نزل أَوْلَاده حصنا بِقرب الْمَدِينَة وَقُرَيْظَة وَالنضير أَخَوان من أَوْلَاد هَارُون النَّبِي عليه السلام والمنتسب إِلَى قُرَيْظَة جمَاعَة مِنْهُم: كَعْب بن سليم الْقرظِيّ الْمدنِي يروي عَن عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه روى عَنهُ: ابْنه مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ. يُنظر "اللباب" 3/ 26.
(4)
قال المزي: هو مُحَمَّد بن كعب بن سليم. وَقَال ابْن سَعْد: مُحَمَّد بن كعب بن حيان بن سليم، بن أسد القرظي، أَبُو حمزة، وقيل: أَبُو عَبد اللَّهِ المدني، من حلفاء الأوس بن حارثة. وكان أبوه من سبي قريظة. سكن الكوفة ثم تحول إلى المدينة فسكنها، واشترى بها مالا. وَقَال ابن حبان: مُحَمَّد بن كعب بن سليم بن عَمْرو بن إياس بن حيان بن قرظة بن عِمْران بن عُمَير بن قريظة بْن الحارث، وكان أبوه ممن لم ينبت يوم قريظة فترك.
(5)
قلت: وقد حكى الترمذي عن قتيبة بن سعيد أن محمد بن كعب هذا ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الذهبي: وَلَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ، وقال ابن حجر: وما تقدم نقله عن قتيبة من أنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لا حقيقة له، ووهم من قال ذلك، وإنما الذي ولد في عهده هو أبوه فقد ذكروا أنه كان من سبي قريظة ممن لم يحتلم ولم ينبت فخلوا سبيله حكى ذلك البخاري في ترجمته. فقال البخاري: كَانَ أبوه ممن لم يُنبِت يوم قُرَيظة فَتُرِك. يُنظر "التاريخ الكبير" 1/ 216، و"التهذيب" 9/ 420.
روي عَنْ: عَبد الله بْن عباس، وأنس بن مالك، وجابر بْن عَبد اللَّهِ، وآخرين.
روي عَنْه: مُحَمَّد بْن كَعْبٍ الْقُرَظِي، وعَمْرو بن دينار، ومحمد بْن المنكدر، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابْن سعد، والعجلي، وابن المديني، وأَبُو زُرْعَة، والنسائي، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن سعد: كان عالماً، كثير الحديث، ورعاً، وزاد الذهبي: حجة. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان من أفاضل أهل المدينة علماً وفقهاً. روى لِهِ الجماعة.
وقد وُصف بالإرسال: فأرسل عن علي، والعباس، وابن مسعود، وأبو ذر، وأبي الدرداء، وعمرو بن العاص رضي الله عنهم. قال ابن حجر: يقال أن الجميع مرسل. وقال أبو داود: سمع من علي، وابن معاوية، وابن مسعود وهذا هو الصحيح. وقال أيضاً: سمع من عمرو وأبي ذر على الصحيح. وحاصله أنه "ثقة يُرسل" قال الذهبي: يرسل كثيراً، ويروي عمن لم يلقهم.
(1)
5) عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بن عم النَبِي صلى الله عليه وسلم: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف جداً" فيه: عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ الواسطي: متروك الحديث.
قال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عِيسَى بن مَيْمُونٍ الْمَدَنِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
(2)
قلت: وللحديث شواهد لكنها شديدة الضعف:
- فعن دَاوُد بْن مُحَبَّر، عَن سُكَيْن بْن أَبِي سِرَاج، عَن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دِينَار، عَن ابْن عُمَرَ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سُوءُ الْخُلُقٍ يُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ.
(3)
قلت: فيه: دَاوُد بْن المُحَبَّرٍ: قال فيه ابن حجر: متروك، وأكثر كتاب العقل الذي صنفه موضوعات.
(4)
وسُكَيْن بْن أَبِي سِرَاج: قال ابن حبان: شيخ يروي الموضوعات عن الأثبات والملزقات عن الثقات. وقال أبو نعيم: روى عَن عبد الله بن دِينَار بمناكير وموضوعات، وقال: الذهبي: واهٍ.
(5)
- وعن مُخَيْمَر بن سعيد المنيجي، عَن رَوْح بْن عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَن خُلَيْد بْن دَعْلَجٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ،
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 251، "الجرح والتعديل" 8/ 67، "الثقات" 5/ 351، "السنن الكبري" للنسائي 3/ 180، "تهذيب الكمال" 26/ 340، "الكاشف" 2/ 213، "السير" 5/ 65، "جامع التحصيل" 1/ 286، "الإكمال" 10/ 324، "تحفة التحصيل" 1/ 286، "التهذيب" 9/ 420، "التقريب" صـ 438.
(2)
يُنظر "مجمع الزوائد" 8/ 19.
(3)
أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب من مسنده"(1/ 255 رقم 799).
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 140.
(5)
يُنظر "المجروحين" لابن حبان 1/ 360، "الضعفاء" لأبو نعيم 1/ 90، "ديوان الضعفاء" 1/ 336.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الْخُلُقَ الْحَسَنَ يُذِيبُ الْخَطِيئَةَ، كَمَا تُذِيبُ الشَّمْسُ الْجَلِيدَ، وَإِنَّ الْخُلُقَ السَّيِّئَ لَيُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَل.
(1)
قلت: وفيه: مُخَيْمَر: مجهول الحال. وروح بن عبد الواحد الحراني: قال أبو حاتم: ليس بالمتقن روى أحاديث متناقضة.
(2)
وخُلَيْد بْن دَعْلَجٍ السدوسي: قال أَحْمَد، وابن حجر: ضعيف، وَقَال ابْن مَعِين: ليس بشيءٍ. وَقَال النَّسَائي: ليس بثقة. وذكره الدَّارَقُطنِيّ فِي جَمَاعَةٍ من المتروكين.
(3)
- وعن مُحَمَّد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجُ، عَن مُحَمَّد بْن مُصَفَّى، عَن بَقِيَّة بْن الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا إِذْ قَالَ: إِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ لَيُذِيبُ الْخَطِيئَةَ كَمَا تُذِيبُ الشَّمْسُ الْجَلِيدَ.
(4)
قلت: فيه: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجُ: مجهول الحال. وبقية بن الوليد: يدلس تدليس التسوية وقال ابن معين: إذا كنى الرجل، ولم يسم اسم الرجل، فليس يساوي شيئاً.
(5)
قلت: وقد كناه هنا، إضافة إلي أنه لم يصرح بالتحديث في نهاية الإسناد. ومسلم بن علي الخُشَني أبو سعيد البلاطي: قال ابن حجر: متروك.
(6)
وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ: مجهول الحال.
- وعَن النَّضْر بْن مَعْبَدٍ الْجَرْمِيُّ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ يُذِيبُ الْخَطِيئَةَ، كَمَا تُذِيبُ الشَّمْسُ الْجَلِيدَ، وَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ يُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الصَّبْرُ الْعَسَلَ".
(7)
قلت: النَّضْرُ بْنُ مَعْبَدٍ أَبُو قَحْذَمٍ: قَال ابن معين: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وقال العقيلي: أبُو قَحْذَم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَلَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.
(8)
وقال النسائي: ليس بثقة.
(9)
وقال البيهقي: تَفَرَّدَ بِهِ النَّضْرُ بْنُ مَعْبَدٍ أَبُو قَحْذمٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وعلي ذلك فهذه الشواهد ضعيفة جداً لا تصلح للتقوية والاعتبار، فالحديث ضعيف جداً.
قلت: لكن ثبت في فضل حسن الخلق أحاديث صحيحة منها:
- عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ
(1)
أخرجه تمام في "فوائده"(1/ 136 رقم 314).
(2)
يُنظر "الجرح والتعديل" 3/ 499.
(3)
يُنظر "تهذيب الكمال" 8/ 307، "التقريب" صـ 135.
(4)
أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(1/ 36 رقم 41).
(5)
يُنظر "تهذيب الكمال" 4/ 192.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 464.
(7)
أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير"(4/ 291)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ب/ في حسن الخلق (6/ 247 رقم 8036)، والطبراني في "مكارم الأخلاق"(1/ 316 رقم 11).
(8)
يُنظر "الضعفاء الكبير" للعقيلي 4/ 291.
(9)
يُنظر "ميزان الاعتدال" 4/ 263.
خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيءَ».
(1)
قال الترمذي: وَفِي البَابِ عَنْ عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَنَسٍ، وَأُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيح.
- وعَن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ أَكْثَرَ مَا يُدْخِلُ مِنَ النَّاسِ النَّارَ الْأَجْوَفَانِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْأَجْوَفَانِ؟ قَالَ: "الْفَرْجُ وَالْفَمُ"، قَالَ: أَتَدْرُونَ أَكْثَرَ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ؟ تَقْوَى اللهِ، وَحُسْنُ الْخُلُق.
(2)
قلت: إسناده حسن.
قلت: وقد ورد بالمعني ما يدل علي أن سَّوْءَ الْخُلُق يُفْسِد الْعَمَل:
- فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا، وَصِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ:"هِيَ فِي النَّارِ"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ:"هِيَ فِي الْجَنَّةِ".
(3)
قلت: إسناده صحيح.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ.
(4)
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
قال البيهقي: تَفَرَّدَ بِهِ عِيسَى بْنُ مَيْمُون، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَكَانَ ضَعِيف.
(5)
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن حبان: الواجب على العاقل أن يتحبب إلى الناس بلزوم حسن الخلق وترك سوء الخلق لأن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد وإن الخلق السيء ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل وقد تكون في الرجل أخلاق كثيرة صالحة كلها وخلق سيء فيفسد الخلق السيء الأخلاق الصالحة كلها وأنشدني البغدادي خالق الناس بخلق حسن
…
لا تكن كلبا على الناس يَهِر
والقَهُم منك ببشر ثم صن
…
عنهم عرضك عَن كل قذر.
(6)
(1)
أخرجه أحمد في "مسنده"(45/ 487 رقم 27496)، والترمذي في "سننه" ك/ البر والصلة ب/ مَا جَاءَ فِي حُسْنِ الخُلُقِ (4/ 362، 363 رقم 2002، 2003).
(2)
أخرجه أحمد في "مسنده"(15/ 435 رقم 9696)، والبخاري في "الأدب المفرد"(1/ 104 رقم 289).
(3)
أخرجه أحمد في "مسنده"(15/ 421 رقم 9675)، وابن حبان في "صحيحه" (الإحسان ك/ الحظر والإباحة ب/ الغيبة: ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَرْكِ الْوَقِيعَةِ فِي الْمُسْلِمِينَ وَإِنْ كَانَ تَشْمِيرُهُ فِي الطَّاعَاتِ كَثِيراً (13/ 76 رقم 5764).
(4)
سيأتي كلام المُصَنِف علي التعليق علي الحديث في الحديث التالي حديث رقم (201/ 851).
(5)
يُنظر "شعب الإيمان" للبيهقي 6/ 247.
(6)
يُنظر "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" لابن حبان 1/ 67.
[201/ 851]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: نا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ، يَذْكُرُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ بَاتَا فِي غَنَمٍ، بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حُبِّ ابْنِ آدَمَ الشَّرَفِ وَالْمَالِ» .
*لَا يُرْوَى هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِمَا: عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي مُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِي، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: مُحَمَّد بْن كَعْبٍ الْقُرَظِي، عَن عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبَّاس موصولاً.
ورواه عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْبٍ الْقُرَظِي بهذا الوجه: عِيسَى بْن مَيْمُون.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــ رواية الباب ــــ، وفي "المعجم الكبير"(10/ 388 رقم 10778)، عَن أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان.
والطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 388 رقم 10778)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 219)، عَن آدَم بْن أَبِي إِيَاس. كلاهما: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، وآدَم بْن أَبِي إِيَاس، عَن عِيسَى، عَن الْقُرَظِي به بنحوه.
الوجه الثاني: عَن مُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِي مُرسلاً.
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" ب/ في الزهد وقصر الأمل (7/ 269 رقم 10273)، عَن عَمْرُو بْن أَبِي عَمْرو، عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ تَفَرَّقَتْ مِنْ رَاعِيَهَا، أَحَدُهُمَا فِي أَوَّلِهَا وَالْآخَرُ فِي آخِرِهَا أَشَدَّ فِيهَا فَسَادًا مِنْ حُبِّ الشَّرَفِ وَالْغِنَى.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ المدني: "متروك الحديث" سبقت ترجمته حديث رقم (136).
4) مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ: "ثقة لكنه يُرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (850).
5) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ بن عم النَبِي صلى الله عليه وسلم: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد البيهقي في الشعب
".
1) محمد بْن الحسين بْن موسى، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ: قال الذهبي: الإمام، الحافظ، المحدث، شيخ خراسان، وكبير الصوفية له سؤالات للدارقطني عن أحوال المشايخ الرواة سؤال عارف. وقال مرة: ما هو بالقوي في الحديث، وفي الجملة ففي تصانيفه أحاديث وحكايات موضوعة، وفي حقائق تفسيره أشياء لا تسوغ أصلاً، عدها بعض الأئمة من زندقة الباطنية، وقال مرة: تكلموا فيه، وليس بعمدة، وفي القلب مما يتفرد به.
وقال محمد بن يوسف القطان: غير ثقة.
(1)
2) أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنِ الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ: قال ابن طاهر: صَحِيح السماع مَقْبُول فِي الرِّوَايَة.
(2)
3) مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ: قال الدارقطني: ثقة. وقال الذهبي: كان محدث مكة في وقته، مع الصدق والمعرفة.
(3)
4) سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ: قال ابن حجر: ثقة مصنف وكان لا يرجع عما في كتابه لشدة وثوقه به.
(4)
5) يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ نزيل الإسكندرية حليف بني زهرة: قال ابن حجر: ثقة.
(5)
6) عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو ميسرة مولي المطلب أبو عثمان: قال ابن حجر: ثقة ربما وهم.
(6)
7) مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ: "ثقة لكنه يُرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (850).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي مُحَمَّد بْن كَعْبٍ الْقُرَظِي، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، عَن عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ موصولاً.
ورواه عَن مُحَمَّد بْن كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ بهذا الوجه: عِيسَى بْن مَيْمُون: وهو متروك الحديث.
الوجه الثاني: مُحَمَّد بْن كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ مُرسلاً.
ورواه عَن مُحَمَّد بْن كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ بهذا الوجه: عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو: وهو ثقة.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أن الوجه الثاني ــــ المرسل ــــ هو الوجه الراجح وذلك لرواية الأحفظ: فرَاوِيَة الوجه الثاني أحفظ وأوثق من رَاوِيَة الوجه الأول. فرَاوِيَة الوجه الأول متروك الحديث كما سبق بيانه.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده منكر" فيه: عِيسَى بْن مَيْمُون: متروك الحديث مع تفرده ومخالفته لما رواه الثقة.
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ فهو مرسل إسناده حسن. قال البيهقي: هَذَا مُرْسَلٌ جَيِّد.
(7)
قلت وللحديث شواهد من أمثلها:
- حديث كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ
(1)
يُنظر "السير" 17/ 247، "ميزان الاعتدال" 3/ 523.
(2)
يُنظر "المؤتلف والمختلف" لابن القيسراني 1/ 119.
(3)
يُنظر "سؤالات حمزة بن يوسف السهمي للدارقطني" 1/ 73، "تاريخ الإسلام" 6/ 1038.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 181.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 537.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 361.
(7)
يُنظر "شعب الإيمان" للبيهقي 7/ 269.
الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ.
(1)
قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وقال البغوي: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
- وعَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، مَوْلَى عَقِيلٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ جَائِعَانِ فِي غَنَمٍ، تَفَرَّقَتْ أَحَدُهُمَا فِي أَوَّلِهَا وَالْآخَرُ فِي آخِرِهَا، بِأَسْرَعَ فِيهَا فَسَادًا مِنِ امْرِئٍ إِلَى دِينِهِ يَبْغِي شَرَفَ الدُّنْيَا وَمَالَهَا.
(2)
قلت: إسناده حسن لأجل: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِب: فهو حسن الحديث.
(3)
وعلي هذا فالحديث من وجهه المرسل ـــ الراجح ــــ يرتقي بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان. فقد تفرد عِيسَى بْن مَيْمُون برواية هذا الحديث عَن مُحَمَّد بْن كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، عَن ابْنِ عَبَّاسٍ موصولاً. ورواه عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَن مُحَمَّد بْن كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ مُرسلاً.
قال أبو نعيم: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، لَمْ نَكْتُبْهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
(4)
سادساً: التعليق علي الحديث:
سبق التعليق عليه في حديث رقم (122/ 772).
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(1/ 338 رقم 498)، وأحمد في "مسنده"(25/ 61 رقم 15784)، (25/ 85 رقم 15794)، والدارمي في "سننه" ك/ الرقاق ب/ مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ (3/ 1795 رقم 2772)، والترمذي في "سننه" ك/ الزهد ب/ ــــــــــ (4/ 588 رقم 2376)، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" ب/ أَخْذِ الْمَالِ مِنْ حَقِّهِ (1/ 20 رقم 14)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ الرَّقَائِقِ (10/ 386 رقم 11796)، وابن حبان في "صحيحه" (الإحسان ك/ الزكاة ب/ مَا جَاءَ فِي الْحِرْصِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ: ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ مُجَانَبَةِ الْحِرْصِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ، إِذْ هُمَا مُفْسِدَانِ لِدِينِهِ. (8/ 24 رقم 3228)، والطبراني في "المعجم الكبير (19/ 96 رقم 189)، والبيهقي في "الآداب" (1/ 322 رقم 974)، والبغوي في "شرح السنة" ك/ الرقاق ب/ مَا يُتَّقَى مِنْ فِتْنَةِ الْمَالِ (14/ 257 رقم 4054)
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" ب/ أَخْذِ الْمَالِ مِنْ حَقِّهِ (1/ 22 رقم 16)، وفي "الزهد"(1/ 155 رقم 374)، وأبو يعلي الموصلي في "مسنده"(11/ 331 رقم 6449)، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات"(3/ 197 رقم 2314).
(3)
يُنظر ترجمته في حديث رقم 115.
(4)
يُنظر "حلية الأولياء" لأبو نعيم 3/ 219.
[202/ 852]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُجَبَّرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ» .
(1)
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ مُجَبَّرٍ إِلَّا سَعِيدٌ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــــ راوية الباب ـــــ عَن الْحُلْوَانِي، عَنْ سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَن بْن مُجَبَّر به، ولم أقف عليه من هذا الوجه في حدود بحثي إلا عند الطبراني في "الأوسط".
قلت: ولمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُجَبَّر متابعات في الصحيحين وغيرهما عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَر.
فأخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الرقاق ب/ فِي الحَوْضِ (8/ 119 رقم 6577)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الْفَضَائِلِ ب/ إِثْبَاتِ حَوْضِ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم وَصِفَاتِهِ (4/ 1797، 1798 رقم 2299)، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن عمر.
ومسلم في "صحيحه" ك/ الْفَضَائِلِ ب/ بَابُ إِثْبَاتِ حَوْضِ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم وَصِفَاتِهِ (4/ 1797 رقم 2299)، عَن أَيُّوب السختياني. ومسلم في "صحيحه" ك/ الْفَضَائِلِ ب/ بَابُ إِثْبَاتِ حَوْضِ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم وَصِفَاتِهِ (4/ 1798 رقم 2299)، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ صاحب المغازي. ومسلم في "صحيحه" ك/ الْفَضَائِلِ ب/ بَابُ إِثْبَاتِ حَوْضِ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم وَصِفَاتِهِ (4/ 1798 رقم 2299)، عَن عُمَر بْن مُحَمَّدٍ العمري.
كلهم: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَر بنحوه. وزاد عُبَيْدُ اللهِ في رواية مسلم: قَالَ عُبَيْد الله: فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ قَرْيَتَيْنِ بِالشَّأْمِ، بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ ثَلَاثِ لَيَالٍ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ بِشْرٍ: ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. وزاد عُمَر بْن مُحَمَّدٍ في حديثه: فِيهِ أَبَارِيقُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ وَرَدَهُ فَشَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَداً.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ المُجَبَّرِ
(2)
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ.
(1)
قال ابن حجر: قوله أمامكم: بفتح الهمزة أي قدامكم. قوله: كما بين جرباء وأذرح أما جَرْبَاء فهي بفتح الجيم وسكون الراء بعدها موحدة بلفظ تأنيث أجرب قال عياض: جاءت في البخاري ممدودة. وقال النووي في شرح مسلم: الصواب أنها مقصورة وكذا ذكرها الحازمي والجمهور قال والمد خطأ وأثبت صاحب التحرير المد وجوز القصر ويؤيد المد قول أبي عبيد البكري هي تأنيث أجرب. وأما أَذْرُح فبفتح الهمزة وسكون المعجمة وضم الراء بعدها مهملة قال عياض كذا للجمهور ووقع في رواية العذري في مسلم بالجيم وهو وهم. يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 11/ 469.
(2)
الْمُجَبَّر: بِضَم الْمِيم وَفتح الْجِيم وفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة الْمُشَدّدَة وَفِي آخرهَا رَاء عرف بِهَذَا عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْمُجبر وَإِنَّمَا قيل لَهُ ذَلِك لِأَنَّهُ كَانَ قد انْكَسَرَ فجبر وَهُوَ من أَوْلَاد عمر بن الْخطاب رضي الله عنه. وقال ابن عبد البر: وإنما قيل له: الْمُجَبَّر؛ لأنه وقع وهو غلام فتكسر، فحمل إلى عمته حفصة أم المؤمنين، فقيل: انظرى إلى ابن أخيك المكسر، فقالت: ليس بالمكسر، ولكنه المجبر. يُنظر "اللباب" 3/ 166، "تهذيب الأسماء واللغات" 1/ 300.
روي عَنْ: نافع، وزيد بن أسلم، وعبد الرحمن بن القاسم، وآخرين.
روي عَنْه: سعيد بن سليمان، ويزيد بن هارون، والحجاج بن المنهال، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن معين، والفلاس، وابن ناصر الدين الدمشقي: ضعيف. وقال البخاري: سكتوا عنه. وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه. وذكره ابن شاهين في الضعفاء والكذابين.
وقال صالح جزرة: عنده المناكير عن نافع وغيره. وقال ابن حبان: ممن ينفرد بالمعضلات عن الثقات ويأتي بأشياء مناكير عن أقوام مشاهير لا يحتج به. وقال ابن ماكولا: قليل الحديث جدًا وحديثه منكر. وقال النسائي، وابن طاهر: متروك. وقال أبو داود: ترك حديثه. وحاصله أنه "ضعيف يكتب حديثه".
(1)
4) نافع مولى عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
5) عَبد اللَّهِ بْن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: مُحَمَّد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُجَبَّرٍ: ضعيف.
قلت: وللحديث متابعات في الصحيحين وغيرهما كما سبق بيان ذلك في التخريج.
وعلي هذا فيرتقي الحديث من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ مُجَبَّرٍ إِلَّا سَعِيدٌ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قلت: هذا الحديث قد اختلف فيه اختلافاً كثيراً في طول الحوض وعرضه. قال العيني: ففي هذا الحديث قال: ما بين جرباء وأذرح، وفي حديث عبد الله بن عمرو: حوضي مسيرة شهر، وفي حديث أنس: قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن، وفي حديث حارثة بن وهب: كما بين المدينة وصنعاء، وفي حديث جابر بن سمرة: بعد ما بين طرفيه كما بين صنعاء وأيلة، وفي حديث حذيفة: ما بين عدن وأيلة، وفي حديث أبي ذر: ما بين عمان إلى أيلة، وفي حديث أبي سعيد: ما بين كعبة إلى القدس، إلي غير ذلك من الروايات.
وقد جمع العلماء بين هذا الاختلاف. فقال القاضي عياض: هذا من اختلاف التقدير لأن ذلك لم يقع في حديث واحد فيعد اضطراباً من الرواة وإنما جاء في أحاديث مختلفة عن غير واحد من الصحابة سمعوه في مواطن مختلفة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يضرب في كل منها مثلاً لبعد أقطار الحوض وسعته بما يسنح له من العبارة ويقرب ذلك للعلم ببعد ما بين البلاد النائية بعضها من بعض لا على إرادة المسافة المحققة بل للإعلام بعظم
(1)
يُنظر "الجرح والتعديل" 7/ 320، "الكامل" 7/ 398، "المجروحين" 2/ 263، "الطبقات" للنسائي 1/ 57، "الضعفاء الكبير" للعقيلي 4/ 102، "ميزان الاعتدال" 3/ 621، "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين 8/ 46، "لسان الميزان" 7/ 278.
هذه المسافة قال فبهذا يجمع بين الألفاظ المختلفة من جهة المعنى.
وقال القرطبي: ظن بعض الناس أن هذه التحديدات في أحاديث الحوض اضطراب واختلاف، وليس كذلك، وإنما تحدث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث الحوض مرات عديدة، وذكر فيها تلك الألفاظ المختلفة، مخاطباً طائفة بما كانت تعرف من مسافات مواضعها، فيقول لأهل الشام: ما بين أذرح وجربا، ولأهل اليمن من صنعاء إلى عدن، وهكذا. وتارة أخرى يقدر بالزمان فيقول: مسيرة شهر، والمعنى المقصود: أنه حوض كبير متسع الجوانب والزوايا، فكان ذلك بحسب من حضره ممن يعرف تلك الجهات، فخاطب كل قوم بالجهة التي يعرفونها.
قال ابن حجر: وفيه نظر من جهة أن ضرب المثل والتقدير إنما يكون فيما يتقارب وأما هذا الاختلاف المتباعد الذي يزيد تارة على ثلاثين يوماً وينقص إلى ثلاثة أيام فلا. فأجاب النووي: بأنه ليس في ذكر المسافة القليلة ما يدفع المسافة الكثيرة فالأكثر ثابت بالحديث الصحيح فلا معارضة. قال ابن حجر: وحاصله أنه يشير إلى أنه أخبر أولاً بالمسافة اليسيرة ثم أعلم بالمسافة الطويلة فأخبره بها كأن الله تفضل عليه باتساعه شيئاً بعد شيء فيكون الاعتماد على ما يدل على أطولها مسافة. وتقدم قول من جمع الاختلاف بتفاوت الطول والعرض ورده بما في حديث عبد الله بن عمرو زواياه سواء ووقع أيضاً في حديث النواس بن سمعان وجابر وأبي برزة وأبي ذر طوله وعرضه سواء وجمع غيره بين الاختلافين الأولين باختلاف السير البطيء وهو سير الأثقال والسير السريع وهو سير الراكب المخف ويحمل رواية أقلها وهو الثلاث على سير البريد فقد عهد منهم من قطع مسافة الشهر في ثلاثة أيام ولو كان نادراً جداً وفي هذا الجواب عن المسافة الأخيرة نظر وهو فيما قبله مسلم وهو أولى ما يجمع به. وأما مسافة الثلاث فإن الحافظ ضياء الدين المقدسي ذكر في الجزء الذي جمعه في الحوض أن في سياق لفظها غلطاً وذلك الاختصار وقع في سياقه من بعض رواته ثم ساقه من حديث أبي هريرة وأخرجه من فوائد عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي بسند حسن إلى أبي هريرة مرفوعاً في ذكر الحوض فقال فيه: عرضه مثل ما بينكم وبين جرباء وأذرح قال الضياء فظهر بهذا أنه وقع في حديث ابن عمر حذف تقديره كما بين مقامي وبين جرباء وأذرح فسقط مقامي وبين. وقال الحافظ صلاح الدين العلائي بعد أن حكى قول ابن الأثير في النهاية هما قريتان بالشام بينهما مسيرة ثلاثة أيام ثم غلطه في ذلك وقال ليس كما قال بل بينهما غلوة سهم وهما معروفتان بين القدس والكرك قال: وقد ثبت القدر المحذوف عند الدارقطني وغيره بلفظ ما بين المدينة وجرباء وأذرح. قلت وهذا يوافق رواية أبي سعيد عند ابن ماجه كما بين الكعبة وبيت المقدس وقد وقع ذكر جرباء وأذرح في حديث آخر عند مسلم وفيه وافى أهل جرباء وأذرح بحرسهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره في غزوة تبوك وهو يؤيد قول العلائي أنهما متقاربتان وإذا تقرر ذلك رجع جميع المختلف إلى أنه لاختلاف السير البطيء والسير السريع.
(1)
(1)
يُنظر "التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة" للعلائي 1/ 49، "فتح الباري" 11/ 471، "عمدة القارئ" للعيني 23/ 137.
[203/ 853]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُجَبَّرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ حُمَيْلٍ
(1)
الْغِفَارِيِّ
(2)
قَالَ: [سَمِعْتُ]
(3)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا تُضْرَبُ الْمَطَايَا إِلَّا إِلَى ثَلَاثِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَمَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ زَيْدٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَّا ابْنُ مُجَبَّرٍ. وَرَوَاهُ رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ وَغَيْرُهُ: عَنْ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ حُمَيْلِ بْنِ بَصْرَةَ.
(4)
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي زَيْد بْن أَسْلَم، واختلف عليه من وجهين:
الوجه الأول: زَيْد بْن أَسْلَم، عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة، عَنْ حُمَيْل الْغِفَارِي.
أ - تخريج الوجه الأول: رواه عَن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ بهذا الوجه: مُحَمَّد بْن عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ مُجَبَّر، ومُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِير الْأَنْصَارِي، وعَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد الدَّرَاوَرْدِي، وأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّد بْن مُطَرِّف.
أما طريق مُحَمَّدِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُجَبَّر: أخرجه الطبراني في "الكبير"(2/ 276 رقم 2158)، وابن قانع في "معجم الصحابة"(1/ 150، 149)، وابن عبد البر في "الاستيعاب"(1/ 405)، وفي "التمهيد"
(1)
في الأصل "حميد" والصواب ما أثبته من مصادر ترجمته، وذكره المُصَنِف علي الصواب في تعليقه علي الحديث. وذكر المُصَنِف هذا الحديث في "المعجم الكبير"(2/ 276 رقم 2158) بسنده سواء لكنه قال عَنْ جَمِيلٍ الْغِفَارِي هكذا بالإعجام لكن قال العلماء أنَّ هذا وهم وقد بينت هذا بالتفصيل في التعليق التالي.
(2)
اختلف في اسم حُمَيْلٍ الْغِفَارِيِّ هذا: فقيل: حمُيل بضم الحاء المهملة، وقيل: بفتحها، وقيل: جميل بالجيم المعجمة، والصواب الأول. فقال البخاري: حُمَيْلُ بْنُ بَصْرَةَ أَبُو بَصْرَةَ الْغِفَارِيُّ، سَمَّاهُ رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقال الدَّرَاوَرْدِيُّ: جَمِيلٌ، وَهُوَ وَهْمٌ. وقال البخاري أيضاً: من قَالَ جميل فَهُوَ خطأ. وقال ابن عبد البر: حُميل بن بصرة أبو بصرة الغفاري، ويقال حَميل وحُميل، والصواب حُميل قالَ ابن المديني: سألت شيخًا من بني غفار. فقلت: جميل بن بصرة تعرفه؟ فقال: صحفت، صاحبك والله إنما هو حُميل بن بصرة. وقال ابن حجر: في اسمه اختلاف: حَميل بفتح الحاء قاله الدراوردي في روايته وذكر ابن المديني عن بعض الغفارين أنه تصحيف، وحُميل بالضم وهو المشهور، وعليه الأكثر وصححه ابن المديني، وابن حبان، وابن عبد البر، وابن ماكولا ونقل الاتفاق عليه وغيرهم. وجميل بالجيم قاله مالك في حديث أبي هريرة، وذكر البخاري، وابن حبان أنه وهم. قلت: وممن قال حُمَيل بالحاء المهملة أيضاً: البغوي، والأزدي، وابن منده، وأبو نعيم، وابن الأثير، والذهبي. يُنظر "التاريخ الكبير" للبخاري 3/ 123، "التاريخ الأوسط" 1/ 236، "معجم الصحابة" للبغوي 2/ 165، "الثقات" 3/ 93، "أسماء من يُعرف بكنيته" للأزدي 1/ 34، "معرفة الصحابة" لابن منده 1/ 392، "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 2/ 626، "الاستيعاب" 1/ 405، "الإكمال" 2/ 126، "أسد الغابة" 2/ 79، "المقتنى في سرد الكنى" للذهبي 1/ 21.
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل وهذه الزيادة استدركتها من المعجم الكبير" للمُصَنِف (2/ 276 رقم 2158) وهي زيادة يقتضيها السياق.
(4)
(ق/ 49/ أ و ب).
(23/ 47).
وأما طريق مُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِير الْأَنْصَارِي: أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 123)، ويعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 294)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْهُ عليه السلام فِي الْمَسَاجِدِ الَّتِي لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلَيْهَا، وَمِنْ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِيهَا عَلَى غَيْرِهَا مِنَ الْمَسَاجِدِ، وَفِي تَسَاوِيهَا فِي ذَلِك (2/ 56 رقم 584)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1/ 392).
وأما طريق عَبْد الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ: أخرجه ابن أبي عاصم في "الأحاد والمثاني"(2/ 249 رقم 1002)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْهُ عليه السلام فِي الْمَسَاجِدِ الَّتِي لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلَيْهَا، وَمِنْ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِيهَا عَلَى غَيْرِهَا مِنَ الْمَسَاجِدِ، وَفِي تَسَاوِيهَا فِي ذَلِكَ (2/ 55 رقم 582)، وابن قانع في "معجم الصحابة"(1/ 149)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2/ 626 رقم 1687).
وأما طريق أَبُو غَسَّان مُحَمَّد بْن مُطَرِّف: أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْهُ عليه السلام فِي الْمَسَاجِدِ الَّتِي لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلَيْهَا، وَمِنْ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِيهَا عَلَى غَيْرِهَا مِنَ الْمَسَاجِدِ، وَفِي تَسَاوِيهَا فِي ذَلِك (2/ 56 رقم 585)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1/ 392).
ب - متابعات للوجه الأول: وقد تابع الْمَقْبُرِي علي هذا الوجه: أَبو سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمن بن عوف.
أخرجه مالك في "الموطأ"(2/ 150 رقم 364)، والحميدي في "مسنده"(2/ 181 رقم 974)، وأحمد في "مسنده"(39/ 267 رقم 23848)، والفاكهي في "أخبار مكة" ب/ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَا جَاءَ فِيهَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ رضي الله عنهم وَالتَّابِعِينَ (2/ 97 رقم 1203)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 294)، وابن أبي عاصم في "الأحاد والمثاني"(2/ 247 رقم 1001)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ الجمعة ب/ السَّاعَةُ الَّتِي يُسْتَجَابُ فِيهَا الدُّعَاءُ يَوْمَ الْجُمُعَة (2/ 293 رقم 1766)، وفي "الصغري" ك/ الجمعة ب/ ذِكْرُ السَّاعَةِ الَّتِي يُسْتَجَابُ فِيهَا الدُّعَاءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ (3/ 113 رقم 1430)، والبغوي في "معجم الصحابة"(1/ 348 رقم 222)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْهُ عليه السلام فِي الْمَسَاجِدِ الَّتِي لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلَيْهَا، وَمِنْ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِيهَا عَلَى غَيْرِهَا مِنَ الْمَسَاجِدِ، وَفِي تَسَاوِيهَا فِي ذَلِكَ، أَوْ فِي فَضْلِ بَعْضِهَا بَعْضًا فِيه (2/ 54 رقم 580)، وابن قانع في "معجم الصحابة"(1/ 99)، وابن حبان في "صحيحه" (الإحسان ك/ الصلاة ب/ صلاة الجمعة: ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً يُسْتَجَابُ فِيهَا دُعَاءُ كُلِّ دَاعِي (7/ 7 رقم 2772)، والجوهري في "مسند الموطأ"(1/ 620 رقم 838)، وابن حيويه في "السادس من مشيخته"(1/ 15 رقم 14)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1/ 417 رقم 1234)، وابن بشران في "أماليه"(1/ 62 رقم 95)، والبيهقي في "السنن الصغير" ك/ الصلاة ب/ فضل الجمعة (1/ 232 رقم 602)، وفي "شعب الإيمان" ب/ في الصلوات: فضل الجمعة (4/ 91 رقم 2975)، وفي "فضائل الأوقات" ب/ فِي فَضْلِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ (1/ 460 رقم 251)، والخطيب في "تلخيص المتشابه في الرسم"(2/ 866)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 407)، وضياء الدين المقدسي في "فضائل بيت المقدس"(1/ 41 رقم 3)، وفي "الأحاديث المختارة"(9/ 423 رقم 395)، (9/ 426 رقم 396)، عَنْ يَزِيد بْن عَبْدِ اللهِ بْن أُسَامَة بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الطُّورِ،
فَلَقِيتُ بَصْرَةَ بْنَ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ.
(1)
والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 294)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْهُ عليه السلام فِي الْمَسَاجِدِ الَّتِي لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلَيْهَا، وَمِنْ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِيهَا عَلَى غَيْرِهَا مِنَ الْمَسَاجِدِ، وَفِي تَسَاوِيهَا فِي ذَلِك (2/ 56 رقم 583)، عَن عمارة بن غَزِيَّة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْهُ عليه السلام فِي الْمَسَاجِدِ الَّتِي لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلَيْهَا، وَمِنْ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِيهَا عَلَى غَيْرِهَا مِنَ الْمَسَاجِدِ، وَفِي تَسَاوِيهَا فِي ذَلِك (2/ 57 رقم 586)، عَن الْوَلِيد بْن مُسْلِم حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: لَقِيتُ أَبَا بَصْرَةَ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
الوجه الثاني: زَيْد بْن أَسْلَم، عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِي، عَنْ حُمَيْل الْغِفَارِي.
أ - تخريج الوجه الثاني: رواه عَنْ زَيْد بْن أَسْلَم بهذا الوجه: رَوْح بْن الْقَاسِم.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3/ 158 رقم 2790)، وفي "المعجم الكبير"(2/ 276 رقم 2159)، وأبو يعلي الموصلي في "مسنده"(11/ 435 رقم 6558).
ب - متابعات للوجه الثاني: وقد تابع سَعِيد الْمَقْبُرِي علي هذا الوجه: ابْن جُرَيْج، وعُمَر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِي، ومَرْثَد بْن عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِي.
(1)
هكذا في الإسناد: بَصْرَةَ بْنَ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ، والصواب: أَبو بَصْرَةَ حُمَيْلُ بن بَصْرَةَ. قال الترمذي: قُلْتُ لَهُ ـــــ أي للبخاري ــــــ: أَبُو بَصْرَةَ مَا اسْمُهُ؟ فَقَالَ: حُمَيْلُ بْنُ بَصْرَةَ، وَيُقَالُ: بَصْرَة بْن أَبِي بَصْرَةَ، وَالصَّحِيحُ حُمَيْلُ بْنُ بَصْرَةَ. وقال أبو حاتم: روى يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عَن بصرة بن أبي بصرة الغفاري. وخالفه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة فقال عن أبي هريرة عن أبي بصرة حُمَيل الغفاري ولم يتابع ابن الهاد أحد على هذه الرواية. وقال ابن عبد البر: من قَالَ فيه: فلقيت بصرة بن أبي بصرة، فليس بشيء. وقال أيضاً: لا أعلم أحداً ساق هذا الحديث أحسن سياقة من مالك عن يزيد بن الهاد ولا أتم معنى منه فيه إلا أنه قال فيه بصرة بن أبي بصرة ولم يتابعه أحد عليه وإنما الحديث معروف لأبي هريرة فلقيت أبا بصرة الغفاري كذلك رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي أسامة عن أبي هريرة، وكذلك رواه سعيد بن المسيب وسعيد المقبري عن أبي هريرة كلهم يقول فيه فلقيت أبا بصرة الغفاري ولم يقل واحد منهم فلقيت بصرة بن أبي بصرة كما في حديث مالك عن يزيد ابن الهادي وأظن الوهم فيه جاء من قبل مالك أو من قبل يزيد بن الهاد. وقال مرة: أظن الوهم جاء فيه من يزيد بن الهاد. قال ابن الأثير: قول أَبِي عمر: لا يوجد هكذا إلا في الموطأ وهم منه، فإنه قد رواه الواقدي، عن عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر، عن ابن الهاد مثل رواية مالك، عن بصرة بْن أَبِي بصرة، فبان بهذا أن الوهم من ابن الهاد، أو من مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، فإن أبا سلمة قد روى عنه غير مُحَمَّد، فقال: عن أَبِي بصرة. وقال ابن حجر: روي يزيد بن الهاد عن أبي سلمة عن أبي هريرة، عَن بصرة بن أبي بصرة وتفرد بذلك، ورواه يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن أبي بصرة. وكذلك رواه سعيد بن المسيب، وسعيد المقبري وغير واحد عن أبي هريرة وهو المحفوظ والله أعلم. وقال مرة: قيل فيه بصرة بن أبي بصرة كأنه قلب. قلت: وقد نسبه الطبراني علي الصواب في رواية الباب فقال: أَبو بَصْرَةَ حُمَيْلِ بْنِ بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ. يُنظر "الجرح والتعديل" 2/ 436، "العلل الكبير" 1/ 342، "الاستيعاب"1/ 405، 184، "التمهيد" 23/ 37، "أسد الغابة" 1/ 407، "التهذيب" 1/ 473، 3/ 56.
أما متابعة ابْن جُرَيْج: أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" ك/ المناسك ب/ مَا تُشَدُّ إِلَيْهِ الرِّحَالُ وَالصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ قِبَاء (5/ 133 رقم 9162).
وأما متابعة عُمَر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَارِث بْن هِشَام الْمَخْزُومِي: أخرجها أبو داود الطيالسي في "مسنده"(2/ 685 رقم 1445)، (4/ 242 رقم 2628)، وأحمد في "مسنده"(39/ 270 رقم 23850)، والطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 277 رقم 2160).
وأما متابعة مَرْثَد بْن عَبْد اللَّه الْيَزَنِي: أخرجها أحمد في "مسنده"(45/ 206 رقم 27230)، والطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 277 رقم 2161).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ـــ رواية الباب
ـــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ المُجَبَّرِ: "ضعيف يكتب حديثه" سبقت ترجمته في حديث رقم (852).
4) زَيْدُ بْنُ أَسْلَم القرشي: "ثقة يُرسل عَن عدد من الصحابة" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
5) سَعِيدُ الْمَقْبُرِي: "ثقة يُرسل عَنْ عائشة، وأم سلمة" سبقت ترجمته في حديث رقم (134).
6) أَبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
7) حُمَيْلُ بْنُ بْصَرَةَ بْنِ وَقَّاصِ بْنِ حَاجِبِ بْنِ غِفَارٍ، أَبو بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ.
رَوَى عَن: النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وأبو ذر الغفاري.
رَوَى عَنه: أَبُو هُرَيْرة، وعُمَر بن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الحارث، ومرثد بْن عَبد الله اليزني، وغيرهم.
قال مسلم، وأبو حاتم، وابن يونس، وابن ماكولا، والخطيب، والمزي، والذهبي: له صحبة. وذكره ابن قانع، والبغوي، وابن منده، وأبو نعيم، وابن عبد البر، وابن الأثير، وابن حجر في الصحابة. وقال ابن يونس: شهد فتح مصر واختط بها ومات بها ودفن في مقبرتها. وحاصله أنه "صحابي".
(1)
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد أبو يعلي الموصلي في "مسنده
".
1) مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضرير: قال ابن حجر: ثقة حافظ.
(2)
2) يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (50).
3) رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ: "ثقة حافظ" سبقت ترجمته في حديث رقم (50).
4) زَيْدُ بْنُ أَسْلَم القرشي: "ثقة يُرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
5) سَعِيدُ الْمَقْبُرِي: "ثقة يُرسل عَنْ عائشة، وأم سلمة" سبقت ترجمته في حديث رقم (134).
6) حُمَيْلُ بْنُ بْصَرَةَ أَبو بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ: "صحابي" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا ما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي زَيْد بْن أَسْلَم، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: زَيْد بْن أَسْلَم، عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة، عَنْ حُمَيْل الْغِفَارِي.
ورواه عَن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ بهذا الوجه: مُحَمَّد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُجَبَّرٍ: وهو ضعيف، ومُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِير الْأَنْصَارِيُّ: ثقة،
(3)
وعَبْد الْعَزِيز الدَّرَاوَرْدِي: صدوق،
(4)
وأَبُو غَسَّان مُحَمَّد بْن مُطَرِّف: ثقة.
(5)
وتابع سَعِيد الْمَقْبُرِي علي هذا الوجه: أَبو سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمن بن عوف: ثقة إمام مكثر.
(6)
الوجه الثاني: زَيْد بْن أَسْلَمَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ حُمَيْلٍ الْغِفَارِيِّ.
ورواه عَن زَيْد بْن أَسْلَمَ بهذا الوجه: رَوْح بْن الْقَاسِم: ثقة حافظ.
وتابع سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ علي هذا الوجه: ابْن جُرَيْج، "ثقة يرسل ويُدلس فلا يُقبل ما راوه بالعنعنة إلا إذا صرح فيه بالسماع، قلت: وقد صرح هنا بالتحديث.
(7)
وعُمَرَ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِي: ثقة.
(8)
قلت: والراوي عنه: عبد الملك بن عُمير قال فيه ابن حجر: ثقة تغير حفظه وربما دلس. ومَرْثَد بْن عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِي: ثقة.
(9)
وعلي هذا فالذي يظهر لنا مما سبق والله أعلم أنَّ الحديث محفوظ بالوجهين فالحديث بالوجه الأول رواه محمد بن جعفر وهو ثقة والإسناد إليه صحيح وتابعه عَبْد الْعَزِيز الدَّرَاوَرْدِي وإسناده لا بأس به. وأما طريق مُحَمَّد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُجَبَّر، وأَبُو غَسَّان مُحَمَّد بْن مُطَرِّف فكلاهما فيه ضعف. وقد توبع زيد بن أسلم علي الوجه الأول تابعه أبو سلمة بن عبد الرحمن وهذه المتابعة إسنادها صحيح.
ورواه بالوجه الثاني روح بن القاسم وهو ثقة ثبت والإسناد إليه صحيح وتوبع زيد بن أسلم علي الوجه الثاني تابعه عمر بن عبد الرحمن المخزومي وهذه المتابعة إسنادها صحيح.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: مُحَمَّد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُجَبَّر: ضعيف.
قلت: لكن تابعه جماعة من الثقات كما سبق بيان ذلك في التخريج.
(1)
يُنظر "الأسماء والكني" لمسلم 1/ 158، "العلل الكبير" 1/ 342، "الاستيعاب" 1/ 405، 184، "التمهيد" 23/ 37، "أسد الغابة" 1/ 407، "تاريخ الإسلام" 2/ 555، "التقريب" 1/ 122، "التهذيب" 1/ 473، 3/ 56، "الإصابة" 2/ 635.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 442.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 407.
(4)
يُنظر ترجمته في حديث رقم (186).
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 41.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 568.
(7)
يُنظر ترجمته في حديث رقم (45).
(8)
يُنظر "التقريب" صـ 352.
(9)
يُنظر "التقريب" صـ 457.
قلت: وللحديث شواهد أيضاً في الصحيحين وغيرهما:
- عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيد بن المسيب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى.
(1)
- وعَن قَزَعَةَ، مَوْلَى زِيَادٍ، عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَشُدُّوا الرِّحَالَ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى".
(2)
وعلي هذا فالحديث يرتقي بمتابعاته وشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ زَيْدٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَّا ابْنُ مُجَبَّرٍ. وَرَوَاهُ رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ وَغَيْرُهُ: عَنْ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ حُمَيْلِ بْنِ بَصْرَةَ.
قلت: أما قوله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ زَيْد، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَّا ابْن مُجَبَّر. فليس الأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان فلم يتفرد مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُجَبَّر برواية هذا الوجه ـــــ الوجه الأول ـــــ عَن زَيْدٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. بل تابعه: مُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِير الْأَنْصَارِيُّ، وعَبْد الْعَزِيزِ بْن مُحَمَّد الدَّرَاوَرْدِيُّ، وأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّد بْن مُطَرِّف. كما سبق بيان ذلك.
وأما قوله: وَرَوَاهُ رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ وَغَيْرُهُ: عَنْ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ حُمَيْلِ بْنِ بَصْرَةَ. فالأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان، لكن لم أقف عليه في حدود بحثي إلا من رواية رَوْح بْن الْقَاسِمِ، ولم أقف عليه من رواية غيره، والله أعلم.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى. فيه بيان عظيم فضيلة هذه المساجد الثلاثة ومزيتها على غيرها لكونها مساجد الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ولفضل الصلاة فيها ولو نذر الذهاب إلى المسجد الحرام لزمه قصده لحج أو عمرة ولو نذره إلى المسجدين الآخرين فقولان للشافعي أصحهما عند أصحابه: يستحب قصدهما ولا يجب والثاني: يجب وبه قال كثيرون من العلماء. وأما باقي المساجد سوى الثلاثة فلا يجب قصدها بالنذر ولا ينعقد نذر قصدها هذا مذهبنا ومذهب العلماء كافة إلا محمد بن مسلمة المالكي فقال: إذا نذر قصد مسجد قباء لزمه قصده لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتيه كل سبت راكباً وماشياً. وقال الليث: يلزمه قصد ذلك المسجد أي مسجد كان وعلى مذهب الجماهير لا ينعقد نذره ولا يلزمه شيء وقال أحمد: يلزمه كفارة يمين.
(3)
(1)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة ب/ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ (2/ 60 رقم 1189)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الحج ب/ لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ (2/ 1014 رقم 1397).
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة ب/ مَسْجِدِ بَيْتِ المَقْدِسِ (2/ 61 رقم 1197)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الحج ب/ سَفَرِ الْمَرْأَةِ مَعَ مَحْرَمٍ إِلَى حَجٍّ وَغَيْرِهِ. (2/ 975 رقم 827).
(3)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 9/ 105.
[204/ 854]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدٌ قَالَ: نا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ [خَالِدِ بْنِ يَزِيْد]
(1)
، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا سَقَى امْرَأَتَهُ الْمَاءَ أُجِرَ» . قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهَا، فَسَقَيْتُهَا مِنَ الْمَاءِ، وَأَخْبَرْتُهَا مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ إِلَّا عَبَّادٌ.
(2)
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 258 رقم 646)، عَن أحمد بن يحيي الْحُلْوَانِي به.
وابن أبي الدنيا في "النفقة علي العيال"(2/ 694 رقم 503) والبخاري في "التاريخ الكبير" معلقاً (3/ 178)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير"(2/ 6)، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان به بنحوه.
وابن أبي شيبة في "مسنده"(2/ 376 رقم 891)، وأحمد في "مسنده"(28/ 386 رقم 17155)، وأبو يعلي الموصلي في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري (4/ 336 رقم 3697)، من طُرق عَن عَبَّاد بْن الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَان بْن حُسَيْن، عَن خالد ثم اختلف بعد ذلك في اسم أبيه فعند أحمد: خالد بن سعد، وعند العقيلي: ابن شريك، وعند أبو يعلي خالد هكذا مهمل، وعند البقية: ابن يزيد، وهذا كله مسميَّ لراوٍ واحد، وصوابه خالد بن زيد علي ما سنذكره بعد ذلك في ترجمته.
وأخرجه الطبراني أيضاً في "مسند الشاميين"(2/ 434 رقم 1646)، عَن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ بْن عَيَّاش، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَة به بمثله.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ الوَاسِطِيُّ: "ثقة إلا في روايته عن سَعِيد بْن أَبي عَرُوبَة ففيها ضعف" سبقت ترجمته في حديث رقم (129).
4) سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْن، أَبُو مُحَمَّد الوَاسِطِيُّ:"ثقة إلا في حديثه عن الزهري ففيه ضعف" سبقت ترجمته في حديث رقم (129).
5) خَالِدِ بْنِ زِيْد، أَبُو عبد الرحمن الشامي.
(3)
(1)
قلت: ما بين المعقوفتين هكذا في الأصل، والصواب خالد بن زيد كما سنبينه بعد ذلك في ترجمته، والله أعلم.
(2)
(ق/ 49/ ب).
(3)
قلت: قد اختلف في اسم والد خالد اختلافاً كثيراً: فقيل خالد بن زيد، وقيل ابن يزيد، وقيل ابن شريك، وقيل ابن سعد، أما خالد بن زيد، وابن يزيد: ففرق البخاري بينهما فقال: خَالِد بْن زيد: عَنْ قزعة، وعنهُ معتمر، وقال مرة: خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ: عَنْ العِرباض، وعَنْه: سُفيان بْنِ حُسين، وذكر في هذا حديث الباب، وقال ابن حبان: خالد بن يزيد يروي عن العرباض. روى عنه: سفيان بن حسين، وقال ابن أبي حاتم: خالد بن زيد الشامي روى عن العرباض مرسل، وقزعة بن يحيى، روى عنه سفيان بن حسين، ومعتمر بن سليمان، قلت: فجمع ما فرقه البخاري. وقال المزي: خالد بن زيد، وقيل: ابْن يزيد، وهو وهم، رَوَى عَن: العرباض مرسل، وقزعة بْن يَحْيَى، رَوَى عَنه: سفيان بْن حسين، ومعتمر بْن سُلَيْمان. وقال الذهبي: خالد بن زيد عن قزعة، وعنه سفيان بن حسين ومعتمر صدوق. وقال ابن حجر في "التقريب": خالد بن زيد أبو عبد الرحمن الشامي، وكان يرسل وسمى البخاري أباه يزيد. وقال في التهذيب: خالد بن زيد وقيل بن يزيد وهو وهم، روي عَن: العرباض مرسل، وعن قزعة بن يحيى، وعنه: معتمر بن سليمان وسفيان بن حسين، وسمي ابن حبان والبخاري أباه يزيد. قلت: ومما سبق يتبين أن البخاري فرق بين خالد ابن زيد، وبين ابن يزيد، وجعلهما ابن أبي حاتم، والمزي، والذهبي، وابن حجر واحداً، وهذا ظاهر في ذكر من روي عنه خالد ومن روي عن خالد، وأيضاً فإن المزي، وابن حجر قالوا صراحة: خالد بن زيد، وقيل: ابْن يزيد، وهو وهم. وأما خالد بن شريك: فقال العقيلي: خَالِدُ بْنُ شَرِيك، عَن عِرْبَاض بْنِ سَارِيَة وَلَا يَثبت سَمَاعه مِنْه، وذكر حديث الباب. وقال الذهبي في "الميزان": خالد بن شريك: عن العرباض. وعنه سفيان بن حسين بحديث: إذا سقى الرجل امرأته الماء أجر. قال الأزدي: لا يتابع عليه. قلت ــــ أي الذهبي ــــ: ولا يدري من هو. قال ابن حجر في "اللسان" وذكر صاحب الحافل عن العقيلي ما عزاه المصنف للأزدي وزاد: ولا يثبت سماعه من العرباض. ثم رأيت كلام العقيلي فقال لا يتابع على حديثه ولا يحفظ له غيره ولا يبين السماع فيه. قلت: ومما يدل علي أن خالد بن شريك هذا هو خالد بن زيد وأن كلاهما واحد: أنهم ذكروا حديث الباب في كلا الترجمتين، وذكروا في ترجمة كلاً منهما أنه يروي عن العرباض ويرسل عنه، فما حدث هو اضطراب في اسم والد خالد هذا، وأما خالد بن سعد: قلت: فلم يرد اسمه هكذا إلا في مسند أحمد، وقال محققوا المسند: خالد بن سعد، كذا ورد اسم أبيه في هذه الرواية في جميع النسخ، وضُبِّبَ فوقه في (س)، قلت: وهذا التضبيب قد يكون لعلة مما جعل ابن حجر يُعرض عن تسميته بابن سعد وسماه في "إتحاف المهرة"، وفي "إطراف المُسْنِد المعتَلِي بأطراف المسنَد الحنبلي" بابن يزيد رغم أنه ذكر في التهذيب أن ابن يزيد هذا وهم، وجعل الصواب ابن زيد. قلت: وعلي هذا فقد حدث اضطراب كثير في اسم والد خالد هذا، والذي يظهر أن اسمه: خَالِدِ بْنِ زيد، أَبُو عبد الرحمن الشامي، ولعله والله أعلم هو الأقرب إلي الصواب، وهذا هو ما أثبتناه في أصل الترجمة. يُنظر مصادر ترجمته، ويُنظر كذلك:"إتحاف المهرة" 11/ 147، "إطراف المُسْنِد المعتَلِي بأطراف المسنَد الحنبلي" 4/ 335.
روي عَنْ: العرباض بن سارية، وشرحبيل بن السمط مرسلاً، وقزعة بن يحيى، وغيرهم.
روي عَنْه: سفيان بن حسين، ومعتمر بن سليمان.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابْن حبان في الثقات. وقال الذهبي: صدوق. وقال أَبُو حاتم، وابن حجر: لا بأس به.
وقال الأزدي: لا يتابع عليه.
وقال العقيلي: يروي عَن عِرْبَاض بْنِ سَارِيَة وَلَا يَثبت سَمَاعه مِنْه، لَا يتابع عَلَيْهِ، وَلَيس يَحْفظ لَه غَيْرُهُ. وقال أبو حاتم، والمزي، وابن حجر: يرسل عَن العرباض بن سارية. وحاصله أنه "لابأس به" ويرسل عَن العرباض بن سارية.
(1)
6) الْعِرْبَاضُ
(2)
بْنُ سَارِيَةَ، أَبُو نَجِيحٍ السُّلَمِيُّ.
(3)
(1)
يُنظر "التاريخ الكبير" 3/ 178، 150، "الضعفاء الكبير" للعقيلي 2/ 6، "الجرح والتعديل" 3/ 331، "الثقات" لابن حبان 4/ 201، "تهذيب الكمال" 8/ 76، "الكاشف" 1/ 364، "لسان الميزان" 3/ 323، "التهذيب" 3/ 93، "التقريب" صـ 128.
(2)
قال أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِد اللغوي غلام ثعلب: العرباض: الطويل من النَّاس، وغيرهم الجلد المخاصم من النَّاس، وهُوَ مدح، والسارية: الإسطوانة. وقال مغلطاي: وفي "المحكم": العربض: الضخم، فأما أبو عبيد فقال: العربض كأنه من الضخم، والعربض والعرباض البعير القوي. يُنظر "تهذيب الكمال" 19/ 550، "الإكمال" 9/ 214.
(3)
قال السمعاني: البُهْثِىّ: بضم الباء الموحدة، وسكون الهاء، وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة الى بُهْثة وهو: بطن من قيس عيلان وهو الّذي ينسب إليه بنو سليم وهم بنو بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر منهم العرباض بن سارية. يُنظر "الأنساب" 2/ 344.
روي عَنْ: النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وأبو عُبَيدة بْن الجراح.
روي عَنْه: خالد بن زيد مرسلاً، وجبير بن نفير، وحبيب بن عبيد، وعمرو بن الأسود، وغيرهم.
صَاحِبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رضي الله عنه مِنْ أَعْيَان أَهْل الصُّفَّة الذين كانوا بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن البكائين الذين نزل فيهم قول الله:{وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ}
(1)
. نزل رضي الله عنه الشام وسكن حمص.
(2)
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه انقطاع فخَالِد بْن زِيْد، أَبُو عبد الرحمن الشامي لم يسمع من العرباض بن سارية.
قلت: وله متابعة لكنها ضعيفة أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين"
(3)
عَن عَمْرُو بْن إِسْحَاقَ، عَن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِذَا سَقَى الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ أُجِرَ، فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَسَقَيْتُهَا، وَأَخْبَرْتُهَا بِمَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
قلت: فيها مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش: قَال أَبُو داود: لم يكن بذاك، وسألت عَمْرو بن عُثْمَان عنه، فدفعه. وقال أَبُو حاتم: لم يسمع من أَبِيهِ شيئاً، حملوه على أن يحدث فحدث، وقال ابن حجر: عابوا عليه أنه حدث عن أبيه بغير سماع.
(4)
قلت: ويشهد له ما أخرجه البخاري في "صحيحه" من حديث سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فَمِ امْرَأَتِكَ» .
(5)
وفي رواية في الصحيحين: عَن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: مَرِضْتُ بِمَكَّةَ مَرَضاً، فَأَشْفَيْتُ مِنْهُ عَلَى المَوْتِ،
…
وفيه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له: وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا إِلَى فِي
(1)
سورة التوبة آية رقم: 92.
(2)
يُنظر "معجم الصحابة" لابن قانع 2/ 299، "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 4/ 2234، "الاستيعاب" 3/ 1238، "أسد الغابة" 4/ 19، "تهذيب الكمال" 19/ 549، "السير" 3/ 419.
(3)
يُنظر "مسند الشاميين" للطبراني (2/ 434 رقم 1646).
(4)
يُنظر "تهذيب الكمال" 24/ 483، "التقريب" صـ 404.
(5)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الإيمان ب/ مَا جَاءَ إِنَّ الأَعْمَالَ بِالنِّيَّةِ وَالحِسْبَةِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى (1/ 20 رقم 56).
امْرَأَتِكَ.
(1)
وعلي هذا فالحديث يرتقي بمتابعاته وشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ إِلَّا عَبَّادٌ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: وفي الحديث أن المباح إذا قصد به وجه الله تعالى صار طاعة ويثاب عليه وقد نبه صلى الله عليه وسلم على هذا بقوله: حتى اللقمة تجعلها في فيِّ امرأتك لأن زوجة الإنسان هي من أخص حظوظه الدنيوية وشهواته وملاذه المباحة وإذا وضع اللقمة في فيها فإنما يكون ذلك في العادة عند الملاعبة والملاطفة والتلذذ بالمباح فهذه الحالة أبعد الأشياء عن الطاعة وأمور الآخرة ومع هذا فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه إذا قصد بهذه اللقمة وجه الله تعالى حصل له الأجر بذلك فغير هذه الحالة أولى بحصول الأجر إذا أراد وجه الله تعالى ويتضمن ذلك أن الإنسان إذا فعل شيئاً أصله على الإباحة وقصد به وجه الله تعالى يثاب عليه وذلك كالأكل بنية التقوي على طاعة الله تعالى والنوم للاستراحة ليقوم إلى العبادة نشيطاً والاستمتاع بزوجته وجاريته ليكف نفسه وبصره ونحوهما عن الحرام وليقضي حقها وليحصل ولداً صالحاً وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم وفي بضع أحدكم صدقة، والله أعلم.
(2)
(1)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ المغازي ب/ حَجَّةِ الوَدَاعِ (5/ 178 رقم 4409)، وفي ك/ الفرائض ب/ مِيرَاثِ البَنَاتِ (8/ 150 رقم 6733)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الوصية ب/ الْوَصِيَّةِ بِالثُّلُثِ (2/ 1250 رقم 1628).
(2)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 11/ 77.
[205/ 855]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدٌ، عَنْ عَبَّادٍ، عَنْ حُصَينٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {ثُمَّ
(1)
لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ}
(2)
، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَتَّى يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ؟ قَدْ قَضَى الْخَائبُ
(3)
حَاجَتَهُ. قَالَ: فَمَا قَامَ حَتَّى جَاءَ ابْنُ عَمِّهِ، أَخِي أَبِيهِ وَامْرَأَتُهُ مَعَهُ تَحْمِلُ صَبِي
(4)
، وَهِيَ تَقُولُ:«هُوَ مِنْكَ، وَهُوَ يَقُولُ: لَيْسَ مِنِّي، فَأُنْزِلَتْ آيَةُ اللِّعَانِ. قَالَ:» فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ، وَأَوَّلُ مَنِ ابْتُلِيَ بِهِ. *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ إِلَّا الشَّعْبِيُّ، تَفَرَّدَ بِهِ: حُصِينٌ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــ رواية الباب ـــــ، ومن طريقه ــــ الضياء في "المختارة"(8/ 177 رقم 196)، عَن أَحْمَد الْحُلْوَانِي، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ عَبَّاد بن العوام، عَنْ حُصِين به.
والطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 174 رقم 460)، ومن طريقه ــــ الضياء في "المختارة"(8/ 177 رقم 197)، عَن أَحْمد الْحلْوانِي، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَن خَالِد بن عبد الله، عَنْ حُصَيْن به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره" (8/ 2528 رقم 14161)، عَن الْعَبَّاس بْن يَزِيد الْعَبْدِي، عَن أَبي مِحْصَن حُصَيْن بْن نُمَيْر، عَن حُصَيْن بن عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمِي،
(5)
عَن الشَّعْبِي به.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
(1)
في الأصل {فَإن لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} ، وهكذا في المعجم الكبير، ولعله حدث سهواً. وفي "مجمع البحرين"(4/ 240 رقم 2399) علي الصواب.
(2)
سورة النور آية رقم 4.
(3)
في "المعجم الكبير" قَدْ أَصَابَ الْخَائِنُ حَاجَتَهُ.
(4)
هكذا في الأصل، وفي "الكبير" صَبِيًّا.
(5)
قلت: وجدت في الأصل هكذا "ثنا أَبُو مِحْصَنٍ حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ" قلت: والذي يظهر والله أعلم أنه قد حدث سقط في هذا الإسناد بين حُصَيْن بْن نُمَيْرٍ، والشَّعْبِيِّ، فسقط منه: حُصين بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، والذي يدل علي ذلك أنَّ حُصَيْن بْن نُمَيْر لا يروي عن الشعبي، ولم أجد الشعبي من شيوخه، وكذلك لم أجد من تلاميذ الشعبي حُصَيْن بْن نُمَيْر، قلت: وما يؤكد ذلك أن حُصَيْن بْن نُمَيْرٍ يروي عن حُصين بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وحُصين بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ من شيوخ حُصَيْن بْن نُمَيْرٍ، بل ذكر ابن حجر، والسخاوي أن حُصَيْن بْن نُمَيْر ممن روي عن حُصين بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ بعد الاختلاط، ومما يؤكد ذلك أيضاً أن ابن حجر عد حُصَيْن بْن نُمَيْرٍ من أهل الطبقة الثامنة، وعد الشعبي من أهل الطبقة الثالثة، وذلك مما يدل علي بعد العهد بينهما، وعلي ذلك فلعل الطبراني قد أصاب في قوله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ إِلَّا الشَّعْبِيُّ، تَفَرَّدَ بِهِ: حُصِينٌ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ. يُنظر ترجمة رقم 179، 152، "تهذيب الكمال" 6/ 546، "التقريب" صـ 230، 110.
3) عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّام الوَاسِطِي. "ثقة إلا في روايته عن سَعِيد بْن أَبي عَرُوبَة ففيها ضعف". سبقت ترجمته في حديث رقم (129).
4) حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: روي عَنْ: الشَّعْبِي. روي عَنْه: عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، وخَالِد بن عبد الله الوَاسِطِي. "ثقة ثبت" لكن تغير حفظه بآخرة فينظر فيمن سمع منه قبل تغيره وبعده، فممن سمع منه قبل تغيره: عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، وخَالِد الوَاسِطِي. سبقت ترجمته في حديث رقم (179).
5) عَامِرُ بن شراحيل الشَّعْبِيُّ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (152).
6) عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ بن الجدّ بن العجلان بن حارثة العَجْلَانِيُّ.
(1)
روي عَنْ: النبي صلى الله عليه وسلم. روي عَنْه: الشَّعْبِي، وسهل بن سعد الساعدي، وابنه أبو البداح بن عاصم، وغيرهم.
كان رضي الله عنه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين شهدوا غزوة أحداً، لكنه لم يشهد بدراً، فقيل أنه خرج فكسر فردّه النّبيّ صلى الله عليه وسلم من الرّوحاء، واستخلفه على العالية من المدينة، قال ابن حجر: وهذا هو المعتمد، وبه جزم ابن إسحاق وغيره. وقد ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه، فكان كمن شهدها، فكان بدرياً بسهمه. قال ابن حجر: وقد غاير البغويّ بين عاصم بن عديّ العجلاني، وبين عاصم والد أبي البداح، وصرّح ابن خزيمة في صحيحه بأنّ والد ابن البداح هو عاصم بن عديّ العجلاني.
(2)
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده صحيح".
قلت: وحُصَيْن بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: "ثقة ثبت" لكن تغير حفظه بآخرة فينظر فيمن سمع منه قبل تغيره وبعده، فممن سمع منه قبل تغيره: عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، وخَالِد الوَاسِطِيّ. أما عَبَّاد بْن الْعَوَّام رَوِايَة حديث الباب: فقال العجلي: الواسطيون أروى الناس عنه لأنه سكن المبارك بأخرة فسمع منه الواسطيون بالمبارك وأرواهم عنه عباد بن العوام وكان شيخاً قديماً ويقال إنه أسن من منصور بن المعتمر السلمي. وأما خَالِد بن عبدالله الوَاسِطِيّ: فقال ابن حجر، والسخاوي وغيرهم: سَمِع مِنْهُ قبل تغيره. قلت: وكلام العجلي يدل علي ذلك أيضاً وإن لم يصرح به حيث قال: الواسطيون أروى الناس عنه، وخالد واسطي، والله أعلم.
(3)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ إِلَّا الشَّعْبِيُّ، تَفَرَّدَ بِهِ: حُصِينٌ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان. إلا ما جاء في تفسير ابن أبي حاتم بسنده عَن حُصَيْن بْن نُمَيْرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ وقد بيناه قبل ذلك، وحاصله أنه: يغلب علي الظن حدوث سقط في
(1)
العَجْلَانِيُّ: بفتح العين المهملة وسكون الجيم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بنى العجلان، والمنتسب إليه عبد الواحد بن أبى البداح بن عاصم بن عدي الأنصاري العجلاني، أحد بنى العجلان، من أهل المدينة. "الأنساب" للسمعاني 8/ 404.
(2)
يُنظر "معجم الصحابة" لابن قانع 2/ 295، "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 4/ 2139، "الاستيعاب" 2/ 781، "أسد الغابة" 3/ 110، "تهذيب الكمال" 13/ 507، "الإصابة" 5/ 485.
(3)
يُنظر ترجمته في حديث رقم (179).
الإسناد بين حُصَيْن بْن نُمَيْر، والشَّعْبِيِّ، فسقط منه: حُصين بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، ويكون بذلك قد تفرد به كما قال الطبراني رحمه الله.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله: إذا علم الزوج أن امرأته زنت فإن رآها بعينه وهي تزني ولم يكن نسب يلحقه فله أن يقذفها وله أن يسكت لما روى علقمة عن عبد الله أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن رجل وجد مع امرأته رجلاً إن تكلم جلدتموه أو قتل قتلتموه أو سكت سكت على غيظ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم افتح". وجعل يدعوا فنزلت آية اللعان: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}
(1)
فذكر أنه يتكلم أو يسكت ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم كلامه ولا سكوته. وإن أقرت عنده بالزنا فوقع في نفسه صدقها أو أخبره بذلك ثقة أو استفاض أن رجلاً يزني بها ثم رأى الرجل يخرج من عندها في أوقات الريب فله أن يقذفها وله أن يسكت لأن الظاهر أنها زنت فجاز له القذف والسكوت وأما إذا رأى رجلا يخرج من عندها ولم يستفض أنه يزني بها لم يجز أن يقذفها لأنه يجوز أن يكون قد دخل إليها هارباً أو سارقاً أو دخل ليراودها عن نفسها ولم تمكنه فلا يجوز قذفها بالشك وإن استفاض أن رجلا يزني بها ولم يجده عندها ففيه وجهان: أحدهما: لا يجوز قذفها لأنه يحتمل أن يكون عدو قد أشاع ذلك عليهما والثاني: يجوز لأن الاستفاضة أقوى من خبر الثقة ولأن الاستفاضة تثبت القسامة في القتل فثبت بها جواز القذف.
ومن قذف امرأته بزنا يوجب الحد أو تعزير القذف فطولب بالحد أو بالتعزير فله أن يسقط ذلك بالبينة لقوله عز وجل: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً}
(2)
فدل على أنه إذا أتى بأربعة شهداء لم يجلد ويجوز أن يسقط باللعان لما روى ابن عباس رضي الله عنه أن هلال بن أمية قذف امرأته بشريك بن سحماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "البينة أو الحد في ظهرك" فقال: يا رسول الله إذا رأى أحدنا رجلاً على امرأته يلتمس البينة فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "البينة وإلا حد في ظهرك" فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله عز وجل في أمري ما يبرئ ظهري من الحد فنزلت: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} ولأن الزوج يبتلى بقذف امرأته لنفي العار والنسب الفاسد ويتعذر عليه إقامة البينة فجعل اللعان بينة له ولهذا لما نزلت آية اللعان قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أبشر يا هلال فقد جعل الله لك فرجاً ومخرجاً قال هلال قد كنت أرجوا ذلك من ربي عز وجل، فإن قدر على البينة ولاعن جاز لأنهما بينتان في إثبات حق فجاز إقامة كل واحدة منهما مع القدرة على الأخرى كالرجلين والرجل والمرأتين في المال، وإن كان هناك نسب يحتاج إلى نفيه لم ينتف بالبينة ولا ينتفي إلا باللعان لأن الشهود لا سبيل لهم إلى العلم بنفي النسب وإن أراد أن يثبت الزنا بالبينة ثم يلاعن لنفي النسب جاز وإن أراد أن يلاعن ويثبت الزنا وينفي النسب باللعان جاز.
(3)
(1)
سورة النور آية رقم: 6.
(2)
سورة النور آية رقم: 4.
(3)
يُنظر "المهذب" لأبو إسحاق الشيرازي 3/ 76.
[206/ 856]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هُشَيْمٍ،
(1)
عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ
(2)
قَالَ: أنا أَبُو جَعْفَرٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ، فَأَخَذَتْنِي وَحْشَةٌ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا لَكِ؟» فَقُلْتُ: إِنِّي فِي هَذَا الْمَكَانِ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ، فَأَخَافُ عَلَيْكَ. فَقَالَ:«كَلَّا، إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَبْعَثُ لَنَا رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، يَكْلَؤُنَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِنَا» . قَالَتْ: فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ رَأَيْتُ سَوَادًا قَدْ أَقْبَلَ نَحْوَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ هَذَا؟» فَقَالَ: أَنَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، جِئْتُ أَكْلَؤُكَ بَقِيَّةَ لَيْلَتِكَ هَذِهِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ، فَنَامَ. *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ إِلَّا الْعَوَّامُ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ هُشَيْم، عَنِ الْعَوَّام بْن حَوْشَب، عَن أَبي جَعْفَر الْأَشْجَعِي، عَنْ عَائِشَة.
ورواه عن أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي بهذا الوجه: الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ.
الوجه الثاني: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَن أَحْمَد بْن يُونُس، عَن زُهَيْر، عَن يَحْيَى بْن سَعِيد، عَن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِر بْن رَبِيعَة، عَن عَائِشَة.
أ - تخريج الوجه الثاني: أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1/ 134 رقم 508)، عَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن، وَمُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن حُبَيْش كلاهما: عن أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ به. ولفظه: أنَّ عَائِشَة قالت: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُضْطَجِعٌ إِلَى جَنْبِي ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ: لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ "فَبَيْنَمَا أَنَا عَلَى ذَلِكَ إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ السِّلَاحِ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ جِئْتُ لِأَحْرُسَكَ، قَالَتْ: فَجَلَسَ يَحْرُسُهُ وَنَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَه.
ب - متابعات للوجه الثاني: قلت: ولهذا الوجه متابعات قاصرة في الصحيحين وغيرهما عَن يَحْيَى بْن سَعِيد، عَن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَة، عَن عَائِشَة.
أخرجها البخاري في "صحيحه" ك/ الجهاد ب/ الحِرَاسَةِ فِي الغَزْوِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (4/ 34 رقم 2885)، وفي ك/ التمني ب/ قَوْلِه صلى الله عليه وسلم:«لَيْتَ كَذَا وَكَذَا» (9/ 83 رقم 7231)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الفضائل ب/ فِي فَضْلِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاص رضي الله عنه (4/ 1875 رقم 2410)، والبخاري في "الأدب المفرد" ب/ التمني (1/ 306 رقم 878)، وابن طهمان في "مشيخته"(1/ 181 رقم 134)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/
(1)
هُشَيْم بن بَشِيْر: بضم الهاء وفتح الشين، وبشير بفتح الباء. يُنظر "تهذيب الأسماء واللغات" 2/ 138.
(2)
حَوْشَب: بحاء مهملة، وباء معجمة بواحدة، فهو طلاب بن حوشب بن يزيد بن رويم الشيباني الحوشبي أخو العوام وخراش وثمامة وبريدة ويوسف والحارث ومنير بنو حوشب، وهم واسطيون. يُنظر "الإكمال" لابن ماكولا 3/ 104.
الفضائل ب/ مَا جَاءَ فِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه (11/ 158 رقم 32688)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(2/ 525 رقم 1105)، وأحمد في "فضائل الصحابة"(2/ 749 رقم 1305)، وفي "مسنده"(42/ 18 رقم 25093)، وابن شبة في "تاريخ المدينة" ب/ ذِكْرُ حَرَسِ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم (1/ 299)، والترمذي في "سننه" ك/ المناقب ب/ ـــــــــــ (5/ 650 رقم 3756)، وابن أبي عاصم في "السنة" ب/ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي فَضْل سَعْد (2/ 615 رقم 1411)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ المناقب ب/ سَعْد بْن مَالِكٍ رضي الله عنه (7/ 336 رقم 8160)، وفي ك/ السير ب/ الدُّعَاء لِلْحَارِس (8/ 138 رقم 8816)، وأبو يعلي في "مسنده"(8/ 268 رقم 4856)، ومصعب الزبيري في "حديثه"(1/ 113 رقم 161)، وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم ب/ ذِكْرُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيِّ رضي الله عنه وَقَدْ فَعَل (15/ 445 رقم 6986)، والجوهري في "مسند الموطأ"(1/ 600 رقم 811)، والحاكم في "المستدرك" ك/ معرفة الصحابة ب/ ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَبِي إِسْحَاقَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه (3/ 572 رقم 6125)
(1)
، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1/ 134 رقم 529). كلهم من طُرق عَن يَحْيَى بْنَ سَعِيد، عَن عَبْدَ اللَّه بْن عَامِر بْن رَبِيعَة قال: قَالَتْ عَائِشَة: أَرِق رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، ذَاتَ لَيْلَة، فَقَالَ:«لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ» ، قَالَتْ وَسَمِعْنَا صَوْتَ السِّلَاحِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ هَذَا؟ قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: يَا رَسُولَ اللهِ جِئْتُ أَحْرُسُكَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ. وهذا لفظ مسلم. وفي رواية عنده أيضاً: قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ سَمِعْنَا خَشْخَشَةَ سِلَاحٍ، فَقَالَ:«مَنْ هَذَا؟» قَالَ: سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا جَاءَ بِكَ؟» قَالَ: وَقَعَ فِي نَفْسِي خَوْفٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجِئْتُ أَحْرُسُهُ، فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ نَامَ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) هُشَيْمُ بنُ بَشِيْرِ بن القَاسِمُ بن دِيْنَارٍ، أَبُو مُعَاوِيَةَ بن أَبِي خَازِمٍ السَّلَمِيُّ.
روي عَنْ: الْعَوَّام بْن حَوْشَب، وأيوب السختياني، وشعبة بْن الحجاج، وغيرهم.
روي عَنْه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، وأحمد بْن حَنْبَل، وسفيان الثوري، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، والعجلي، وأبو حاتم، والحاكم، والدارقطني، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن سعد: ثبت، وزاد العجلي: كَانَ يعد من حفاظ الحَدِيث، وزاد الحاكم: حافظ معروف بالحفظ، وزاد الذهبي: كان رأساً في الحفظ، إلا أنه صاحب تدليس كثير، وكان مذهبه جواز التدليس بعن، وهو في الزهري، لين كتب عنه نسخة كبيرة فضاعت، علق في ذهنه منها، وزاد ابن حجر: ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي. وقال الخليلي: حافظ متقن أقل الرواية عن الزهري ضاعت صحيفته، وقيل: إنه ذاكر شعبة، وكان يسرد عن الزهري، ولم يكن شعبة أدرك الزهري، فتناول صحيفته، فألقاها في الدجلة، وكان هشيم يروي
(1)
قال الحاكم في المستدرك" «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ» . قلت: بل أخرجاه.
عن الزهري من حفظه. وقال النووي: اتفقوا على توثيقه، وجلالته، وحفظه. وقال أحمد: يعد من حفاظ الحديث. وَسُئِل أبو حاتم عنه فقال: لا يسأل عنه في صِدقه وأمانته وصلاحه. وذكره ابن حبان، وابن شاهين في الثقات. وقال ابن حبان: كان مدلساً، وقال في المشاهير: من متقني الواسطيين وجلة مشايخها ممن كثرت عنايته بالآثار وجمعه للأخبار حتى حفظ وصنف وذاكر وحدث ونشر وبث. وقال ابن عدي: وهشيم رجل مشهور وقد كتب عَنْهُ الأئمة، وَهو فِي نفسه لا بأس بِهِ إلا أَنَّهُ نسب إِلَى التدليس وله أصناف وأحاديث حسان وغرائب، وَإذا حدث عن ثقة فلا بأس بِهِ، ورُبما يؤتى ويوجد فِي بعض أحاديثه منكر إِذَا دلس فِي حديثه عن غير ثقة وقد روى عنه شُعْبَة والثوري ومالك، وابن مهدي، وَهو لا بأس بِهِ وبرواياته.
وسئل أَبو حاتم عن هشيم، ويزيد بن هارون، فَقَال: هشيم أحفظهما. وَقَال إبراهيم الحربي: كان حفاظ الحديث أربعة، كان هشيم شيخهم، كان هشيم يحفظ هذه الأحاديث يعني المقطوعة حفظاً عجباً، كان يقول: يونس عَنِ الحسن كذا وكذا، مغيرة عَنْ إبراهيم مثله، فلان عَنْ فلان مثله، قلت له: هذا كله حفظاً؟ قال: نعم. وقال ابْن مهدي: كان هشيم أحفظ للحديث من الثوري، فقيل له: كان أحفظ من سفيان؟ قال: إن هشيماً كان يقوى من الحديث عَلَى شيء لم يكن يقوى عليه سفيان. وقال أَحْمَد: ليس أحد أصح حديثاً عن حصين من هشيم. وَقَال ابن المبارك: من غير الدهر حفظه، فلم يغير حفظ هشيم. روي له الجماعة.
وقد وُصف بالإرسال: قال أحمد: لم يسمع من يزيد بن أبي زياد، وعاصم بن كليب، والحسن بن عبيد الله، والعمري الصغير، والقاسم الأعرج، وخليد بن جعفر، وزياد بن أبي عمر، وزاذان والد منصور ..... وغيرهم.
وقد وُصف بالتدليس: قال أبو الحسن بن القطان: لهشيم صنعة محذورة في التدليس، فإن الحاكم أبا عبد الله ذكر أن جماعة من أصحابه اتفقوا يوماً على ألا يأخذوا عن هشيم تدليساً، ففطن لذلك، فجعل يقول في كل حديث يذكره: حدثنا حصين ومغيرة عن إبراهيم، فلما فرغ قال لهم: هل دلست لكم اليوم؟ فقالوا: لا. فقال: لم أسمع من مغيرة مما ذكرته حرفاً، إنما قلت: حدثني حصين، ومغيرة غير مسموع لي. وذكره العلائي في المرتبة الثانية من مراتب المدلسين، وذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة، وقال ابن حجر: ومن عجائبه في التدليس أن أصحابه قالوا له: نريد أن لا تدلس لنا شيئاً فواعدهم
…
وذكر قصة الحاكم، ثم قال: فهذا ينبغي أن يسمي تدليس العطف. وقال أيضاً: ذكر جماعة من الحفاظ أن البخاري كان لا يخرج عنه إلا ما صرح فيه بالتحديث واعتبرت أنا هذا في حديثه فوجدته كذلك إما أن يكون قد صرح به في نفس الإسناد أو صرح به من وجه آخر. وحاصله أنه "ثقة ثبت كثير الإرسال والتدليس" فقد أرسل، ودلس عن أناس كُثر.
(1)
4) الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ بْنُ يَزِيد بن الحارث الشَّيْبَانِيُّ الرِّبْعِيُّ، أَبُو عِيسَى الْوَاسِطِيُّ.
روي عَنْ: أَبي جَعْفَر الْأَشْجَعِي، ومجاهد بْن جبر، وأبو إسحاق الشيباني، وغيرهم.
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 334، "الجرح والتعديل" 9/ 115، "المراسيل" 1/ 231، "الثقات" 7/ 587، "المشاهير" 1/ 208، "الكامل" 8/ 451، "الإرشاد" 1/ 196، "سنن الدارقطني" 3/ 429، "المستدرك"1/ 372، "تهذيب الأسماء واللغات" 2/ 138، "تهذيب الكمال" 30/ 272، "الكاشف" 2/ 338، "تاريخ الإسلام 4/ 992، "ميزان الاعتدال" 4/ 306، "جامع التحصيل" 1/ 249، "الإكمال" 12/ 156، "طبقات المدلسين" 1/ 47، "هدي الساري" 1/ 449، "التقريب" صـ 504.
روي عَنْه: هُشَيْم بن بشير، وشعبة بْن الحجاج، ويزيد بن هارون، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال أَحْمَد: ثقة ثقة. وَقَال العجلي، وابْن مَعِين، وأبو زُرْعَة، والحاكم، وابن حجر: ثقة، وزاد العجلي، وابن حجر: ثبت. وذكره ابن حبان، وابن شاهين في الثقات. وقال ابن حبان في المشاهير: من جلة الواسطيين ممن لا يصغر عن لقى الصحابة ولا يصح ذلك.
وَقَال أَبُو حاتم، والنسائي: ليس بِهِ بأس، وزاد أبو حاتم: صالح. روى له الجماعة. قال أحمد: العوام لم يلق ابن أبي أوفى. وحاصله أنه "ثقة ثبت".
(1)
5) أَبُو جَعْفَرٍ ميسرَة الْأَشْجَعِيُّ.
روي عَنْ: عائشة، وأبو هُرَيْرَة. روي عَنْه: العوام بن حَوْشَب، ومطرف بن طريف، وأَبُو سعد الْبَقَّال.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو حاتم: لا أدرى من هو. وذكره البخاري في تاريخه ولم يذكر فيه جرحاً، ولا تعديلاً، وحاصله أنه "مجهول الحال".
(2)
6) عائشة بنت أبي بكر الصديق: "زوج النبي " صلى الله عليه وسلم سبقت ترجمتها في حديث رقم (15).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد أبو نعيم في معرفة الصحابة
".
1) مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ إِسْحَاقَ البَغْدَادِيُّ، أَبُو عَلِيٍّ بْنُ الصَّوَّافِ: قال الدارقطني: ما رأت عيناي مثله، وقال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مأموناً من أهل التحرز، ما رأيت مثله في التحرز.
(3)
2) مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْش: قال أبو نعيم: ثقة. وقال البرقاني فيه، وفي ابن الصواف ـــــ أي الذي قبله ــــــ جبلان في الثقة والتثبت. وقَالَ ابن أبي الفوارس: ثقة صالح.
(4)
3) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
4) أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُسَ اليَرْبُوْعِيُّ: "ثقة متقن" سبقت ترجمته في حديث رقم (160).
5) زُهَيْرٌ بن معاوية، أبو خيثمة الجعفي: قال ابن حجر: "ثقة ثبت".
(5)
6) يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (21).
7) عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ: قال ابن حجر: ولد علي عهد النبي صلى الله عليه وسلم ووثقه العجلي.
(6)
8) عائشة بنت أبي بكر الصديق: "زوج النبي صلى الله عليه وسلم " سبقت ترجمتها في حديث رقم (15).
(1)
يُنظر "تاريخ ابن معين" رواية الدارمي 1/ 148، "العلل" لأحمد 1/ 412، "الثقات" للعجلي 2/ 195، "الجرح والتعديل" 7/ 22، "الثقات" 7/ 298، "المشاهير"1/ 207، "الثقات" لابن شاهين 1/ 179، "سؤالات السجزي للحاكم" 1/ 116، "تهذيب الكمال" 22/ 427، "جامع التحصيل" 1/ 249، "التقريب" صـ 369.
(2)
"التاريخ الكبير"9/ 18، "الجرح والتعديل" 9/ 352، "الثقات" 5/ 568، "فتح الباب في الكنى والألقاب" لابن منده 1/ 182.
(3)
يُنظر "تاريخ بغداد" 2/ 115، "السير" 16/ 184.
(4)
يُنظر "تاريخ بغداد" 4/ 145.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 158.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 251.
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ هُشَيْم، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَب، عَن أَبي جَعْفَرٍ الْأَشْجَعِي، عَنْ عَائِشَة.
ورواه عن أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ بهذا الوجه: الطبراني في "الأوسط" ــــ رواية الباب ــــــ.
الوجه الثاني: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، عَن أَحْمَد بْن يُونُسَ، عَن زُهَيْر، عَن يَحْيَى بْن سَعِيدٍ، عَن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَن عَائِشَة.
ورواه عن أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ بهذا الوجه: مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ابن الصواف، وَمُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْنِ حُبَيْش. وكلاهما: ثقة ثبت. ولهذا الوجه أيضاً متابعات قاصرة في الصحيحين وغيرهما عَن يَحْيَى بْن سَعِيدٍ، عَن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَن عَائِشَة.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أن الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الأتية:
1) أن هذا الوجه الثاني رواه اثنان من الرواة وكلاهما ثقة ثبت.
2) المتابعات. فلهذا الوجه متابعات قاصرة: عَن يَحْيَى بْن سَعِيدٍ، عَن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرِ، عَن عَائِشَة.
3) إخراج الشيخان لهذا الوجه في صحيحيهما.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده شاذ"
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ فإسناده صحيح، وله متابعات في الصحيحين سبق بيانها.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ إِلَّا الْعَوَّامُ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن حجر رحمه الله: وفي الحديث الأخذ بالحذر والاحتراس من العدو، وأن على الناس أن يحرسوا سلطانهم خشية القتل. وفيه الثناء على من تبرع بالخير وتسميته صالحاً، وإنما عانى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مع قوة توكله للاستنان به في ذلك، وقد ظاهر بين درعين مع أنهم كانوا إذا اشتد البأس كان أمام الكل. وأيضاً فالتوكل لا ينافي تعاطي الأسباب لأن التوكل عمل القلب وهي عمل البدن وقد قال إبراهيم عليه السلام "ولكن ليطمئن قلبي" وقال عليه الصلاة والسلام:"اعقلها وتوكل". قال ابن بطال: نسخ ذلك كما دل عليه حديث عائشة. وقال القرطبي: ليس في الآية ما ينافي الحراسة كما أن إعلام الله نصر دينه وإظهاره ما يمنع الأمر بالقتال وإعداد العدد. وعلى هذا فالمراد العصمة من الفتنة والإضلال أو إزهاق الروح والله أعلم.
(1)
(1)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 6/ 82.
[207/ 857]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَمْرٍو إِلَّا سُفْيَانُ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي عَمْرِو بْنِ دِينَار، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ. ورواه عنه ابْن عُيَيْنَة، واختلف علي ابْن عُيَيْنَة من طُرقٍ.
الطريق الأول: ابْن عُيَيْنَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ.
ورواه عن ابْن عُيَيْنَة بهذا الوجه: عَمْرُو النَّاقِد، وسَعِيد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ.
أما طريق عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِد: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــ رواية الباب ــــ، والذهبي في "السير"(5/ 305)، (11/ 148).
وأما طريق سَعِيد بْن عَبْدِ الرَّحْمَن: أخرجه ابن المقرئ في "معجمه"(1/ 32 رقم 5).
الطريق الثاني: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَار، عَن ابْن عُمَرَ.
ورواه عَن سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ بهذا الوجه: حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِي.
أخرجه الطوسي في "مستخرجه علي جامع الترمذي" ب/ مَا جَاءَ أَنَّ صَلاةَ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاةِ الْقَائِمِ (2/ 289 رقم 344)، والبزار كما في "كشف الأستار" ك/ الصلاة ب/ صَلاةِ الْقَاعِدِ (1/ 274 رقم 567).
الطريق الثالث: ابْن عُيَيْنَة، عن الزُّهْرِي، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَة، عَنْ عَبْد الله بْن عَمْرٍو.
ورواه عَن ابْن عُيَيْنَة بهذا الوجه: مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللهِ الْمُقْرِئ، وعَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر، وحَامِد الْبَلْخِي.
أما طريق مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئ: أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" ك/ قِيَام اللَّيْل وَتَطَوُّع النَّهَار ب/ كَيْفَ صَلَاةُ الْقَاعِد (2/ 146 رقم 1376)، وأبو أحمد الحاكم في "عوالي مالك"(1/ 114 رقم 121)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1/ 183 رقم 269). قَال النسائي: هَذَا خَطَأٌ، وَالصَّوَابُ: الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو مُرْسَل.
وأما طريق عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر: أخرجه أَبُو الْفَضْل الزُّهْرِي في "حديثه"(1/ 530 رقم 562)، وأَبُو عُثْمَان البَحِيْرِي في "السابع من فوائده"(1/ 163 رقم 163).
وأما طريق حَامِد بْن يَحْيَى الْبَلْخِي: أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(12/ 49).
الوجه الثاني: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاص.
ورواه عَنْ عَمْرُو بْنُ دِينَار بهذا الوجه: ابْنِ جُرَيْج.
أخرجه عبد الرَّزَّاق في "مصنفه" ك/ الصلاة ب/ فَضْلِ صَلَاةِ الْقَائِمِ عَلَى الْقَاعِد (2/ 471 رقم 4122).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الطريق الأول من الوجه الأول: ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (127).
3) سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَة: "ثقة ثبت حجة يُرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (48).
4) عَمْرُو بنُ دِيْنَار المَكِّيُّ: "ثقة ثبت لكنه يرسل" قال الذهبي: ذَكَرَ الْحَاكِمُ فِي كِتَابِ مُزَكِّي الأَخْبَارِ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بن عمرو بن العاص، وأبي هريرة، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ. وَفِي النَّفْسِ مِنْ هَذَا، وَمَا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ أَتَى الْحَاكِمُ بِهَؤُلاءِ. سبقت ترجمته في حديث رقم (128).
5) عَمْرُو بنُ شُعَيْبِ: "ثقة وأما نسخته عن أبيه عن جده فهي متصلة حسنة الإسناد" سبقت ترجمته في حديث رقم (174).
6) شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن العاص: "صدوق ثبت سماعه من جده عبد الله بن عمرو" سبقت ترجمته في حديث رقم (174).
7) عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (96).
ثانياً: دراسة إسناد الطريق الثاني من الوجه الأول. "إسناد الطوسي في مستخرجه
".
1) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ الأحمسي: قال ابن حجر: ثقة.
(1)
2) الحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ بن الوليد الْجُعْفِيُّ: قال ابن حجر: ثقة عابد.
(2)
3) سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: "ثقة ثبت حجة يُرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (48).
4) عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ المَكِّيُّ: "ثقة ثبت لكنه يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (128).
5) عَبدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر بْن الخطاب: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
ثالثاً: دراسة إسناد الطريق الثالث من الوجه الأول. "إسناد النسائي في السنن الكبرى
"
1) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ أبو يحيي المكي: قال ابن حجر: ثقة.
(3)
2) سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: "ثقة ثبت حجة يُرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (48).
3) الزُّهْرِيُّ: "ثقة حافظ اشتهر بالتدليس، والإرسال، لكن قبل الأئمة قوله عن" تقدم في حديث رقم (16).
4) عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْن عبيد الله التيمي أبو محمد المدني: قال ابن حجر: ثقة فاضل.
(4)
5) عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (96).
رابعاً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد عبد الرَّزَّاق في مصنفه
".
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 404.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 107.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 425.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 375.
1) ابْن جُرَيْج: "ثقة يرسل ويُدلس فلابد من تصريحه بالسماع" سبقت ترجمته في حديث رقم (45).
2) عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ المَكِّيُّ: "ثقة ثبت لكنه يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (128).
3) عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (96).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
مما سبق يتبين لنا أنَّ هذا الحديث مداره علي عَمْرِو بْنِ دِينَار، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، ورواه عنه سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، واختلف علي ابْن عُيَيْنَة من طُرقٍ.
الطريق الأول: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ.
ورواه عن ابْن عُيَيْنَة بهذا الوجه: عَمْرُو النَّاقِد، وسَعِيد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِي.
الطريق الثاني: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَار، عَن ابْن عُمَر.
ورواه عَن سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ بهذا الوجه: حُسَيْن بْن عَلِي الْجُعْفِي.
الطريق الثالث: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، عن الزُّهْرِي، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَة، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو.
ورواه عَن ابْن عُيَيْنَة بهذا الوجه: مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللهِ الْمُقْرِئ، وعَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر، وحَامِد الْبَلْخِي.
…
قَال النسائي: هَذَا خَطَأٌ، وَالصَّوَاب: الزُّهْرِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو مُرْسَل.
الوجه الثاني: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاص.
ورواه عَن عَمْرُو بْن دِينَار بهذا الوجه: ابْنِ جُرَيْج.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق والله أعلم أن الحديث محفوظ بالطريق الأول عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. فقد رواه عَنْ ابْن عُيَيْنَة بهذا الوجه اثنان من الثقات. بينما رواه عَنْ ابْن عُيَيْنَة بالطريق الثاني حُسَيْن بْن عَلِي الْجُعْفِي ولم يتابع عليه كما قال الدارقطني.
(1)
وأما الطريق الثالث عَنْ ابْن عُيينة فهو خطأ كما قال النسائي.
(2)
والحديث محفوظ كذلك بالوجه الثالث عَنْ ابْن جريج، عَنْ عَمْرُو بْن دِينَار، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاص وذلك لكون ابن عيينة وابن جريج من أثبت الناس في عمرو بن دينار.
(3)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الطريق الأول الراجح من الوجه الأول ــــ "إسناد حسن" وذلك لأجل نسخة عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه فهي متصلة حسنة الإسناد.
وأما الحديث بالطريق الثاني من الوجه الأول إسناده شاذ" فيه: حُسَيْن بْن عَلِي الْجُعْفِي ثقة ولم يتابع عليه. وأما الحديث بالطريق الثالث من الوجه الأول: فهو خطأ كما قال النسائي.
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــــ المحفوظ أيضاً ــــــ إسناد صحيح فيه ابن جريج وقد صرح بالتحديث.
(1)
يُنظر "العلل" للدارقطني 13/ 165.
(2)
يُنظر "السنن الكبري" للنسائي 2/ 146.
(3)
يُنظر "شرح علل الترمذي" 2/ 684.
قلت: وللحديث من وجهيه الراجحان متابعة قاصرة أخرجها مسلم في "صحيحه" من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: صَلَاةُ الرَّجُلِ قَاعِدًا نِصْفُ الصَّلَاةِ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي جَالِسًا، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ: مَا لَكَ؟ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو قُلْتُ: حُدِّثْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَنَّكَ قُلْتَ: صَلَاةُ الرَّجُلِ قَاعِدًا عَلَى نِصْفِ الصَّلَاةِ، وَأَنْتَ تُصَلِّي قَاعِدًا، قَالَ: أَجَلْ، وَلَكِنِّي لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ.
(1)
قلت: وللحديث شاهد أيضاً من حديث عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَلَاةِ الرَّجُلِ قَاعِدًا، فَقَالَ: إِنْ صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا، فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ القَائِمِ، وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا، فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ القَاعِدِ.
(2)
وعلي هذا فيرتقي الحديث بوجهيه الراجحان بمتابعاته وشواهده من الحسن إلي الصحيح لغيره.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَمْرٍو إِلَّا سُفْيَانُ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان. فلم يرو هذا الحديث ـــــ أي بإسناد الطبراني ـــــ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ إلا سُفْيَان بْن عُيَيْنَة.
ورواه ابْنِ جُرَيْج، عَنْ عَمْرُو بْنُ دِينَار، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاص مباشرة كما سبق بيان ذلك في التخريج.
سادساً: التعليق علي الحديث:
يُنظر التعليق علي الحديث رقم (96).
(1)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ صلاة المسافرين وقصرها ب/ جَوَازِ النَّافِلَةِ قَائِمًا وَقَاعِدًا، وَفِعْلِ بَعْضِ الرَّكْعَةِ قَائِمًا وَبَعْضِهَا قَاعِدًا (735).
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ تقصير الصلاة ب/ صَلَاةِ القَاعِدِ (1115)، وفي ك/ تقصير الصلاة ب/ صَلَاةِ القَاعِدِ بِالإِيمَاءِ (1116).
[208/ 858]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي هَوْذَةَ قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ،
(1)
عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ [عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ]
(2)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَدْخُلُ وَلَدُ الزِّنَا الْجَنَّةَ وَلَا شَيْءٌ مِنْ نَسْلِهِ إِلَى سَبْعَةِ آبَاءٍ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا عَمْرٌو.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي مُجَاهِد بن جَبْر، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: مُجَاهِد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
ورواه عَنْ مُجَاهِد بهذا الوجه: إِبْرَاهِيم بْن أَبِي الْمُهَاجِر.
أخرجه عبد بن حُميد في "المنتخب"(1/ 427 رقم 1466)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ العتق ب/ ذِكْرُ الِاخْتِلَافِ عَلَى مُجَاهِدٍ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي وَلَدِ الزِّنَا (5/ 20 رقم 4907)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 111)، من طُرق عَنْ عَمْرُو بْن أَبِي قَيْسٍ، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن الْمُهَاجِر به.
الوجه الثاني: مُجَاهِد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة.
ورواه عَنْ مُجَاهِد بهذا الوجه: الْحَسَن بْن عَمْرو.
أخرجه النسائي في "السنن الكبري" ك/ العتق ب/ ذِكْرُ الِاخْتِلَافِ عَلَى مُجَاهِدٍ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي وَلَدِ الزِّنَا. (5/ 19 رقم 4903)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْهُ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَلَدُ زِنْيَةٍ (2/ 371 رقم 912)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 307).
الوجه الثالث: مُجَاهِد، عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عن أَبُو هُرَيْرَةَ
(1)
في الأصل إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ بزيادة "أَبِي" والتصويب من "مجمع البحرين"(4/ 269 رقم 2450) وكذلك مصادر ترجمته.
(2)
قلت: ما بين المعقوفتين هكذا في الأصل، وفي مجمع البحرين (4/ 269 رقم 2450) عبد الله بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَاب. وقد رواه عبد بن حُميد في "المنتخب"، والنسائي في "السنن الكبري"، وابن الجوزي في "الموضوعات". من طُرق عَنْ عَمْرُو بْن أَبِي قَيْسٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ محمد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة. وقال المزي في "تهذيب الكمال" (25/ 656): مُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ أَبِي هُرَيْرة حديث "لا يدخل الجنة ولد زنا وعَنه: مجاهد المكي قاله عَمْرو بْن أَبي قيس، عن إِبْرَاهِيم بْن مهاجر، عن مجاهد. وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/ 102) في ترجمة إبراهيم بن مهاجر البجلي: روى عن مجاهد عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل ولد زنا من نسله إلى سبعة آباء الجنة رواه عنه عمرو بن أبي قيس. وقال الدارقطني في "العلل"(9/ 101): رواه إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وعلي هذا فلعل الأقرب إلي الصواب أنَّ الحديث من طريق عَمْرُو بْن أَبِي قَيْسٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ إنما هو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَاب والله أعلم.
ورواه عَنْ مُجَاهِد بهذا الوجه: الْحَسَنُ بْنُ عَمْرو، والْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، والحكم بن عتيبة.
أما طريق الْحَسَنُ بْنُ عَمْرو: أخرجه النسائي في "السنن الكبري" ك/ العتق ب/ ذِكْرُ الِاخْتِلَافِ عَلَى مُجَاهِدٍ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي وَلَدِ الزِّنَا (5/ 19 رقم 4904)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْهُ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَلَدُ زِنْيَة (2/ 370 رقم 911)، (2/ 371 رقم 913)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 307).
وأما طريق الْمِنْهَال بْن عَمْرو: أخرجه النسائي في "السنن الكبري" ك/ العتق ب/ ذِكْرُ الِاخْتِلَافِ عَلَى مُجَاهِدٍ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي وَلَدِ الزِّنَا (5/ 20 رقم 4905).
وأما طريق الحكم بن عتيبة: أخرجه النسائي في "السنن الكبري" ك/ العتق ب/ ذِكْرُ الِاخْتِلَافِ عَلَى مُجَاهِدٍ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي وَلَدِ الزِّنَا (5/ 20 رقم 4906).
قلت: وزاد أبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 307) فقال: رَوَاهُ الْأَعْمَشُ عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ، وَرَوَاهُ عَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَغَيْرُهُمَا.
الوجه الرابع: مُجَاهِد، عَنِ ابْنِ عُمَرَ موقوفاً.
ورواه عَنْ مُجَاهِد بهذا الوجه: يُونُس بْن خَبَّاب.
أخرجه النسائي في "السنن الكبري" ك/ العتق ب/ ذِكْرُ الِاخْتِلَافِ عَلَى مُجَاهِدٍ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي وَلَدِ الزِّنَا (5/ 21 رقم 4908).
الوجه الخامس: مُجَاهِد، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
ورواه عَنْ مُجَاهِد بهذا الوجه: فُضَيْل بْن عَمْرو.
أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 308).
الوجه السادس: مُجَاهِد، عَنْ مَوْلًى لِأَبِي قَتَادَة.
ورواه عَنْ مُجَاهِد بهذا الوجه: فُضَيْل بْن عَمْرو، ومنصور.
أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 308).
الوجه السابع: مُجَاهِد، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ.
ورواه عَنْ مُجَاهِد بهذا الوجه: يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَاد.
أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 308).
الوجه الثامن: مُجَاهِد، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو.
ورواه عَنْ مُجَاهِد بهذا الوجه: عَبْد الْكَرِيم الْجَزَرِي.
أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 309)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 110).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (171).
3) سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي هَوْذَةَ الرَازِيُّ: "صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (171).
4) عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْس الرَّازِيُّ: "صدوق له أوهام" سبقت ترجمته في حديث رقم (171).
5) إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ بْن جَابِر، أَبُو إِسْحَاقَ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ.
روي عَنْ: مجاهد بْن جبر، وإبراهيم بْن يزيد النخعي، وقيس بْن أَبي حازم، وغيرهم.
روي عَنْه: عَمْرُو بْن أَبِي قَيْس، وزائدة بْن قدامة، وزهير بْن معاوية، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، والذهبي: ثقة، وقال الذهبي مرة: صدوق. وذكره ابن خلفون في الثقات.
- وقال ابن حجر: صدوق لين الحفظ. وقال الساجي: صدوق اختلفوا في وهمه. وقال العجلي: جَائِز الحَدِيث. وقال أبو داود: صالح الحديث. روى له الجماعة سوى البخاري.
- وقَال أحمد، والثوري، وابن مهدي: لا بأس به.
- وَقَال ابْن معين: ضعيف. وقال يعقوب بن سفيان: في حديثه لين. وقال الحاكم للدارقطني: إبراهيم بن مهاجر؟ قال: ضعفوه، تكلم فيه يحيى بن سعيد وغيره، قلت: بحجة؟ قال: بلى، حدث بأحاديث لا يتابع عليها، وقد غمزه شعبة أيضًا. وذكر عنه غيره أنه قال يعتبر به. وقال ابن عدي: أحاديثه صالحة يحمل بعضها بعضًا، ويشبه بعضها بعضًا، وَهو عندي أصلح من إبراهيم الهجري، وحديثه يُكتب في الضعفاء.
- وَقَال يحيى بن سعِيد القطان، وابن المديني، والنسائي: ليس بالقوي في الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به. فقال ابن أبي حاتم لأبيه: ما معنى لا يحتج بحديثهم؟ قال: كانوا قومًا لا يحفظون فيحدثون بما لا يحفظون فيغلطون ترى في أحاديثهم اضطراباً ما شئت. وَقَال مرة: مُنكر الحَدِيث. وقال ابن حبان: كثير الخطأ تستحب مجانبة ما انفرد من الروايات ولا يعجبني الاحتجاج بما وافق الأثبات لكثرة ما يأتي من المقلوبات. وحاصله أنه "ضعيف يعتبر به".
(1)
6) مُجَاهِدُ بْنُ جَبْر المَكِيُّ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (34).
7) محمدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَاب.
روي عَنْ: أَبِي هُرَيْرة رضي الله عنه. روي عَنْه: مجاهد المكي.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن حجر: شيخ لمجاهد مجهول.
(2)
8) أَبُو هُرَيْرَة رضي الله عنه: "صحابي" سبقت في حديث رقم (8).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: مُجَاهِد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
.
قلت: رواه الْحَسَنُ بْنُ عَمْرو واختلف عنه فرواه مرة عَنْ مُجَاهِد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
(1)
يُنظر "تاريخ ابن معين" رواية الدارمي 1/ 70، "الجرح والتعديل" 2/ 132، "الثقات" للعجلي 1/ 207، "المجروحين" 1/ 102، "الكامل" ا/ 348، "تهذيب الكمال" 2/ 211، "ديوان الضعفاء" 1/ 59، "الإكمال" 1/ 295، "التقريب" صـ 34.
(2)
يُنظر "تهذيب الكمال" 25/ 656، "التقريب" صـ 427.
ومرة عَنْ مُجَاهِد، عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عن أَبي هُرَيْرَةَ وهذا من أصح الأوجه عن الحسن. وعلي ذلك فمجاهد، عَن أبي هريرة وجه مرجوح عن الحسن.
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثالث: إسناد النسائي في الكبري". مُجَاهِد، عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عن أَبي هُرَيْرَةَ وهذا من أصح الأوجه عن الحسن كما سبق بيان ذلك في الوجه الثالث
.
1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٌ الدِّمَشْقِيُّ: قال ابن حجر: ثقة حافظ متقن.
(1)
2) مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ: قال ابن حجر: ثقة حافظ وكان يدلس أسماء الشيوخ.
(2)
3) الْحَسَنُ بْنُ عَمْرو الفُقَيْمِيُّ: قال ابن حجر: ثقة ثبت.
(3)
4) مُجَاهِدُ بْنُ جَبْر المَكِيُّ: "ثقة يرسل". سبقت ترجمته في حديث رقم (34).
5) عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ: قال ابن حجر: ثقة.
(4)
6) أَبُو هُرَيْرَة رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
رابعاً: دراسة إسناد الوجه الرابع: مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ موقوفاً. "إسناد النسائي في السنن الكبري
".
قلت: فيه: الْعَلَاءِ بْنِ هِلَال الباهلي: قال ابن حجر: فيه لين.
(5)
ويُونُسَ بْنِ خَبَّاب قال ابن معين: ضعيف، وقَال أَبُو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بالقوي. وقال البخاري: منكر الحديث. ومرة: مضطرب الحديث. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ.
(6)
خامساً: دراسة إسناد الوجه الخامس: مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. "إسناد أبو نعيم في الحلية" قلت: فيه: إسماعيل بن خليفة العبسي أَبو إِسْرَائِيلَ الْمُلَائِي: قال ابن حجر: صدوق سئ الحفظ
.
(7)
سادساً: دراسة إسناد الوجه السادس: مُجَاهِد، عَنْ مَوْلًى لِأَبِي قَتَادَة. "إسناد أبو نعيم في "الحلية
".
فيه أيضاً إسماعيل بن خليفة العبسي أَبو إِسْرَائِيلَ الْمُلَائِي صدوق سئ الحفظ. وقد اضطرب فرواه مرة بهذا الوجه ومرة أخري بالوجه الذي قبله. لذا قال العقيلي: فِي حديثه وهم واضطراب. وقال ابْن عدي: عامة ما يرويه يخالف الثقات.
(8)
سابعاً: دراسة إسناد الوجه السابع: مُجَاهِد، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي. "إسناد أبو نعيم في "الحلية
".
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 277.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 459.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 102.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 253.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 372.
(6)
يُنظر "تهذيب الكمال" 32/ 503، "التقريب" صـ 542.
(7)
يُنظر "التقريب" صـ 46
(8)
يُنظر "تهذيب الكمال" 3/ 77.
قلت: فيه يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَاد القرشي الهاشمي قال ابن حجر: ضعيف، كبر فتغير فصار يتلقن.
(1)
ثامناً: دراسة إسناد الوجه الثامن: مُجَاهِد، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو. "إسناد أبو نعيم في "الحلية
".
قلت: فيه: مُؤَمَّل بن إسماعيل: "ضعيف يُعتبر به" سبقت ترجمته في حديث رقم (25).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
هذا الحديث مداره علي مُجَاهِد بن جَبْر، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: مُجَاهِد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَاب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة.
ورواه عَنْ مُجَاهِد بهذا الوجه: إِبْرَاهِيم بْن الْمُهَاجِر. وهو ضعيف.
الوجه الثاني: مُجَاهِد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة.
ورواه عَنْ مُجَاهِد بهذا الوجه: الْحَسَنُ بْنُ عَمْرو. وهذا وجه مرجوح بالوجه الذي يليه.
الوجه الثالث: مُجَاهِد، عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عن أَبُو هُرَيْرَةَ
ورواه عَنْ مُجَاهِد بهذا الوجه: الْحَسَنُ بْنُ عَمْرو، والْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، والحكم. وزاد أبو نعيم في "الحلية" الْأَعْمَش، وحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَاد.
الوجه الرابع: مُجَاهِد، عَنِ ابْنِ عُمَرَ موقوفاً.
ورواه عَنْ مُجَاهِد بهذا الوجه: يُونُس بْن خَبَّاب. وفيه: الْعَلَاءِ بْنِ هِلَال. ويُونُس، والعلاء ضعيفان.
الوجه الخامس: مُجَاهِد، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة.
ورواه عَنْ مُجَاهِد بهذا الوجه: فُضَيْل بْن عَمْرو. فيه: أَبو إِسْرَائِيلَ الْمُلَائِي صدوق سئ الحفظ. وقد اضطرب فرواه مرة بهذا الوجه ومرة بالوجه الذي بعده.
الوجه السادس: مُجَاهِد، عَنْ مَوْلًى لِأَبِي قَتَادَة.
ورواه عَنْ مُجَاهِد بهذا الوجه: فُضَيْل بْن عَمْرو، ومنصور. فيه أيضاً: أَبو إِسْرَائِيلَ الْمُلَائِي صدوق سئ الحفظ. وقد اضطرب.
الوجه السابع: مُجَاهِد، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي.
ورواه عَنْ مُجَاهِد بهذا الوجه: يَزِيد بْن أَبِي زِيَاد وهو ضعيف.
الوجه الثامن: مُجَاهِد، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو.
ورواه عَنْ مُجَاهِد بهذا الوجه: عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِي. وفيه: مُؤَمَّل بن إسماعيل: "ضعيف يُعتبر به".
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أنَّ الوجه الأقرب إلي الصواب هو الوجه الثالث وذلك لما يلي:
1) رواية الأكثر عدداً: فقد رواه بهذا الوجه جماعة من الرواة وهذا بخلاف الأوجه الأخري.
2) ترجيح الأئمة: قال الدارقطني: مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ أَبِي
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 531.
هُرَيْرَةَ هو الأشبه.
(1)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده منكر" فيه: إِبْرَاهِيم بْن أَبِي الْمُهَاجِر ضعيف وخالف الثقات كما في رواية الوجه الثالث. وكذلك الحديث بالأوجه الأخري عدا الوجه الثالث فكلها أوجه ضعيفة أو مرجوحة بأوجه أخري.
وأما الحديث بالوجه الثالث ــــ الراجح ــــ "إسناده صحيح".
قلت: ومع ما ذهبنا إليه من صحة هذا الحديث بأحد أوجهه إلا أنه قد ذهب بعض العلماء إلي أنَّ هذا الحديث باطل بكل طرقه ولا يصح منها شئ وذلك لمخالفته لما جاء في أصول الشريعة ومن ذلك قول الله تعالي {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}
(2)
فقال السيوطي: لَا يَصِّحُ.
(3)
وقال الفيروز آبادي: ولد الزنا لا يدخل الجنة لم يثبت بل هو باطل.
(4)
وقال ابن عراق: أعله الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو نعيم بِالِاضْطِرَابِ، وَأَيْضًا فَهُوَ مُخَالف لقَوْله تَعَالَى:{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} وَلقَوْله: ولد الزِّنَا لَيْسَ عَلَيْهِ من إِثْم أَبَوَيْهِ شَيْء، أخرجه الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث عَائِشَة، قَالَ السخاوي وَسَنَده جيد وَالله أعلم.
(5)
وقال الملا علي القاري: وَلَدُ الزِّنَا لَا يَدْخُلُ الْجَنَّة يَدُورُ عَلَى الْأَلْسِنَةِ وَلَمْ يَثْبُتْ بِالسُّنَّةِ بَلْ قَالَ الْقَاضِي مَجْدُ الدِّينِ الشِّيرَازِيُّ فِي سِفْرِ السَّعَادَةِ هُوَ بَاطِلٌ.
(6)
وقال ابن الجوزي: لَيْسَ فِي هَذِه الْأَحَادِيث شئ يَصح. ثُمَّ أَي ذَنْب لولد الزِّنَا حَتَّى يمنعهُ من دُخُول الْجَنَّة. فَهَذِهِ الْأَحَادِيث تخَالف الْأُصُول، وَأَعْظَم مَا فِي قَوْله تَعَالَى {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} .
(7)
بينما ذهب بعض العلماء إلي تأويل هذا الحديث علي فرض صحته. قلت: وهذا هو الذي يتفق مع ما ذهبنا إليه من صحة الحديث والله أعلم.
فقال الطحاوي: تَأَمَّلْنَا مَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ إذْ كَانَ مَا فِيهِ مُضَافًا إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ مَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَنَا، وَاللهُ أَعْلَمُ أُرِيدَ بِهِ مَنْ تَحَقَّقَ بِالزِّنَى حَتَّى صَارَ غَالِبًا عَلَيْهِ، فَاسْتَحَقَّ بِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ مَنْسُوبًا إلَيْهِ، فَيُقَالَ: هُوَ ابْنٌ لَهُ كَمَا يُنْسَبُ الْمُتَحَقِّقُونَ بِالدُّنْيَا إلَيْهَا، فَيُقَالُ لَهُمْ بَنُو الدُّنْيَا؛ لِعِلْمِهِمْ لَهَا وَتَحَقُّقِهِمْ بِهَا
(1)
يُنظر "العلل" للدارقطني 9/ 101.
(2)
سورة الإسراء آية رقم: 15.
(3)
يُنظر "اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" للسيوطي 2/ 164
(4)
يُنظر "رسالة في بيان ما لم يثبت فيه حديث صحيح من الأبواب" 1/ 4.
(5)
يُنظر "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة" 2/ 228.
(6)
يُنظر "الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" 1/ 378.
(7)
يُنظر "الموضوعات" لابن الجوزي 3/ 111.
وَتَرْكِهِمْ مَا سِوَاهَا، وَكَمَا قَدْ قِيل لِلْمُتَحَقِّقِ بِالْكَلَامِ: ابْنُ الْأَقْوَالِ، وَكَمَا قِيلَ لِلْمُسَافِرِ: ابْنُ سَبِيلٍ. فَمِثْلُ ذَلِكَ ابْنُ زِنْيَةٍ، قِيلَ لِمَنْ قَدْ تَحَقَّقَ بِالزِّنَى حَتَّى صَارَ بِتَحَقُّقِهِ بِهِ مَنْسُوبًا إلَيْهِ، وَصَارَ الزِّنى غَالِبًا عَلَيْهِ: أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِهَذِهِ الْمَكَانِ الَّتِي فِيهِ وَلَمْ يُرِدْ بِهِ مَنْ كَانَ لَيْسَ مِنْ ذَوِي الزِّنَى الَّذِي هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ الزِّنَى.
(1)
وقَالَ الرَّافِعِيّ فِي تَارِيخ قزوين رَأَيْت بِخَط الْإِمَام أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل الطَّالقَانِي سَأَلَني بعض الْفُقَهَاء فِي الْمدرسَة النظامية بِبَغْدَاد عَمَّا ورد فِي الْخَبَر أَن وُلِد الزِّنَا لَا يدْخل الجَنَّة وَهُنَاكَ جمع من الْفُقَهَاء فَقَالَ بَعضهم هَذَا لَا يَصح {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} وَذكر أَن بَعضهم قَالَ فِي مَعْنَاهُ أَنَّهُ إِذا عمل عمل أصليه وارتكب الْفَاحِشَة لَا يدْخل الجَنَّة وزيف ذَلِكَ بِأَن هَذَا لَا يخْتَص بِولد الزِّنَا بل حَال الرشدة مثله ثُمّ فتح اللَّه عَلَى جَوَابا شافيًا لَا أَدْرِي هَلْ سبقت إِلَيْهِ فَقلت مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا يدْخل الجَنَّة بِعَمَل أصليه بِخِلَاف ولد الرشد فَإنَّهُ إِذا مَاتَ طفْلا وَأَبَوَاهُ مُؤْمِنَانِ الْحق بهما وَبلغ درجتهما بصلاحهما عَلَى مَا قَالَ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}
(2)
وَولد الزِّنَا لَا يدْخل الجَنَّة بِعَمَل أصليه أما الزَّانِي فنسبه مُنْقَطع وأمّا الزَّانِيَة فشؤم زنَاهَا وَإِن صلحت يمْنَع منْ وُصُول بركَة صَلَاحهَا إِلَيْهِ انْتهى.
(3)
وقال السخاوي: حَدِيث: لا يَدْخُلُ الجنة ولد زنية، زعم ابن طاهر وابن الجوزي أن هذا الحديث موضوع، وليس بجيد، وقال شيخنا: وقد فسره العلماء على تقدير صحته، بأن معناه: إذا عمل بمثل عمل أبويه، وزيفه الطالقاني بأنه لا يختص بولد الزنا، فولد الرِّشْدة كذلك، واتفقوا على أنه لا يحمل على ظاهره، لقوله تعالى {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}. وقال في تأويله أيضاً: إن المراد به من يواظب الزنا، كما يقال للشجعان بنو الحرب، ولأولاد المسلمين بنو الإسلام.
(4)
وقال ابن عراق: وَأجِيب بأجوبة أُخْرَى مِنْهَا أَن يكون سبق فِي علم الله أَن ولد الزِّنَا ونسله يَفْعَلُونَ أفعالاً مُنَافِيَة لدُخُول الْجنَّة فَيكون عدم دُخُولهمْ لتِلْك الْأَفْعَال، لَا لزنا أَبَوَيْهِ، وَمِنْهَا إبقاؤه على ظَاهره وَيكون المُرَاد التنفير عَن الزِّنَا وَالله أعلم.
(5)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا عَمْرٌو.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
"شرح مشكل الآثار" للطحاوي 2/ 371.
(2)
سورة الطور آية رقم: 21.
(3)
يُنظر "اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" 2/ 164.
(4)
يُنظر "المقاصد الحسنة" 1/ 470.
(5)
يُنظر "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة" 2/ 228.
[209/ 859]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا الْحُسَيْنُ قَالَ: نا سُلَيْمَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ
(1)
، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّادٍ
(2)
، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي، عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى بِنَا، فَلَمَّا سَلَّمَ أَوْمَأَ النَّاسُ بِأَيْدِيهِمْ يَمِينًا وَشِمَالًا، فأَبْصَرَهُمْ، فَقَالَ: «مَا شَأْنُكُمْ تُقَلِّبُونَ أَيْدِيَكُمْ يَمِينًا وَشِمَالًا كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْخَيْلِ الشُّمْسُ
(3)
؟ إِذَا سَلَّمَ
(4)
أَحَدُكُمْ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى مَنْ عَلَى يَمِينِهِ، وَعَلَى مَنْ يَسَارَهِ». فَلَمَّا صَلَّوْا مَعَهُ أَيْضًا لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ قَالَ: وَجَلَسْنَا مَعَهُ، فَقَالَ:«لَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ ظَاهِرًا حَتَّى يَكُونَ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا أَوْ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ فُرَاتٍ إِلَّا عَمْرٌو.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه الطبراني في "الكبير"(2/ 205 رقم 1839)، (2/ 206 رقم 1841)، عَن أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَن الْحَسَين بْن إِدْرِيس، عَن سُلَيْمَان بْن أَبِي هَوْذَة، عَن عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْس به.
وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الصلوات ب/ بَيَانُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ التَّسْلِيمَةَ الْوَاحِدَةَ غَيْرُ كَافِيَةٍ فِي جَمَاعَةٍ
(1)
في الأصل الْقَرازِ، بقاف معجمة ثم راء مهملة، ولعل الإعجام سقط سهواً، والتصويب من المعجم الكبير، ومصادر ترجمته تدل علي ذلك.
(2)
عُبَيْد اللَّه بْن عَبَّاد هذا هو عُبَيْد اللهِ بْن الْقِبْطِيَّةِ، والدليل علي ذلك عدة أمور: 1) أنَّ الطبراني في الكبير قال: ب/ عُبَيْد اللهِ بْنُ الْقِبْطِيَّة، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ثم ساق حديث الباب بسنده ومتنه سواء فهذا يدل علي أنَّ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّادٍ هذا الذي في "الأوسط" هو "عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْقِبْطِيَّةِ" الذي ذكره في الكبير. 2) وقال الخطيب في "موضح الأوهام": ب/ ذِكْرُ عبيد الله بْن الْقبْطِيَّة ثم ساق حديث الباب بسنده، ثم قال وهو: عبيد الله بْن أَبِي عباد الَّذِي روى عَنهُ فرات الْقَزاز، ثم ساق حديث الباب بسنده مرة أخري ثم قال: وَهُوَ مهَاجر الْمَكِّيّ الَّذِي روى عَنهُ أَبُو يُونُس حَاتِم بْن أَبِي صَغِيرَة. 3) وقال ابن حجر في ترجمة رقم (40) عبيد الله بن أبي عباد هو ابن القبطية يأتي. ثم ساق ترجمته وافية في ترجمة رقم (79) فقال: عبيد الله بن القبطية الكوفي روى عن جابر بن سمرة وأم سلمة .... ثم قال: وأفاد الخطيب في "الموضح" أن الفرات القزاز روى عنه فقال ثنا عبد الرحمن بن أبي عباد، وحكى الدارقطني في العلل أنه كان يلقب المهاجر. قلت (الباحث) لكن ما ذكره ابن حجر من أن الخطيب أفاد في "موضحه" أن الفرات القزاز روى عن عبد الرحمن بن أبي عباد، قلت: وهذا سهو إنما قال روي عَن عبيد الله بن أبي عباد. قلت: لكن الذي يظهر أن ابن أبي حاتم، وابن حبان فرقا بينهما وقالا: عَبْد اللَّه بن أبي عباد يَرْوِي عَن جَابر بْن سَمُرَة روى عَنهُ فرات الْقَزاز، ثم أفردا ترجمة أخري لعُبَيْد اللهِ بْن الْقِبْطِيَّةِ، قلت: لكن ما قدمناه يدل علي أنهما واحد إن كان عبد الله بن أبي عباد هذا هو عُبَيْدُ اللهِ بن أبي عباد. قلت: وحاصله أن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّادٍ هو: عُبَيْد اللهِ بْن الْقِبْطِيَّةِ، وهو أيضاً: مهاجر المكي. يُنظر "الجرح والتعديل" 5/ 134، "الثقات" 5/ 60، "المعجم الكبير" 2/ 205، "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 230، "التهذيب" 7/ 44، 19.
(3)
قَوْله صلى الله عليه وسلم: كَأَنَّهَا أَذْنَاب خَيْل شُمس بِضَم الْمِيم وإسكانها مَعاً. يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 4/ 152، "مشارق الأنوار على صحاح الآثار" للقاضي عياض 2/ 245.
(4)
في الأصل إِذَا سَل بدون ميم سقطت سهواً والصواب ما أثبته من المعجم الكبير.
مِنْ تَسْلِيمِ التَّشَهُّدِ حَتَّى يُسَلِّمَ تَسْلِيمَتَيْنِ، وَالدَّلِيلِ عَلَى إِبَاحَةِ تَسْلِيمَةِ الْوَاحِدَةِ لِلْمُصَلِّي وَحْدَه (1/ 550 رقم 2059)، وفي ك/ الْأُمَرَاءِ ب/ بَيَانُ عَدَدِ الْخُلَفَاءِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِينَ يُنْصَرُونَ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ وَيُعِزُّ اللَّهُ بِهِمُ الدِّينَ وَأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ مِنْ قُرَيْش (4/ 371 رقم 6988)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(2/ 230)، من طُرق عَن عَمْرُو بْن أَبِي قَيْس، عَنْ فُرَات الْقَزَّاز به بنحوه. وزاد بعضهم حديث الأمراء.
متابعات للحديث بدون زيادة حديث الأمراء:
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الصلاة ب/ بَابُ الْأَمْرِ بِالسُّكُونِ فِي الصَّلَاةِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْإِشَارَةِ بِالْيَدِ، وَرَفْعِهَا عِنْدَ السَّلَامِ، وَإتْمَامِ الصُّفُوفِ الْأُوَلِ وَالتَّرَاصِّ فِيهَا وَالْأَمْرِ بِالِاجْتِمَاع (1/ 322 رقم 431)، والنسائي في "الكبري" ك/ المساجد ب/ السَّلَام بِالْيَدَيْن (2/ 90 رقم 1250)، وفي "الصغري" ك/ السهو ب/ السَّلَام بِالْيَدَيْن (3/ 64 رقم 1326)، والطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 206 رقم 1840)، وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الصلوات ب/ بَيَان الدَّلِيل عَلَى أَنَّ التَّسْلِيمَة الْوَاحِدَةَ غَيْرُ كَافِيَةٍ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ تَسْلِيمِ التَّشَهُّدِ حَتَّى يُسَلِّمَ تَسْلِيمَتَيْنِ، وَالدَّلِيلِ عَلَى إِبَاحَةِ تَسْلِيمَةِ الْوَاحِدَةِ لِلْمُصَلِّي وَحْدَهُ (1/ 550 رقم 2058)، وأبو نعيم في "المستخرج" ك/ الصلاة ب/ الْكَرَاهِيَةِ أَنْ يَضْرِبَ الرَّجُلُ بِيَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ فِي الصَّلاة (2/ 55 رقم 963)، والبيهقي في "الكبري" ك/ الصلاة ب/ كَرَاهِيَةِ الْإِيمَاءِ بِالْيَدِ عِنْدَ التَّسْلِيمِ مِنَ الصَّلَاة (2/ 257 رقم 2997)، كلهم: من طُرق عَنْ إِسْرَائِيلَ بن يونس السبيعي، عَنْ فُرَات الْقَزَّازَ به بنحوه دون زيادة حديث الأمراء.
وأخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الصلاة ب/ بَابُ الْأَمْرِ بِالسُّكُونِ فِي الصَّلَاةِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْإِشَارَةِ بِالْيَدِ، وَرَفْعِهَا عِنْدَ السَّلَامِ، وَإتْمَامِ الصُّفُوفِ الْأُوَلِ وَالتَّرَاصِّ فِيهَا وَالْأَمْرِ بِالِاجْتِمَاعِ (1/ 322 رقم 431)، وأحمد في "مسنده"(34/ 521 رقم 21028)، وأبو داود في "سننه" ك/ الصلاة ب/ في السّلام (2/ 240 رقم 998)، وابن خزيمة في "صحيحه" ك/ الصلاة ب/ الزَّجْر عَن الْإِشَارَةِ بِالْيَدِ يَمِينًا وَشِمَالًا عِنْدَ السَّلَامِ مِنَ الصَّلَاةِ (1/ 361 رقم 733)، وفي ك/ الصلاة ب/ نِيَّةِ الْمُصَلِّي بِالسَّلَامِ مِنْ عَنْ يَمِينِهِ إِذَا سَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ، وَمَنْ عَنْ شِمَالِهِ إِذَا سَلَّمَ عَنْ يَسَارِه (3/ 103 رقم 1708)، وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الصلوات ب/ بَيَان الدَّلِيل عَلَى أَنَّ التَّسْلِيمَة الْوَاحِدَةَ غَيْرُ كَافِيَةٍ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ تَسْلِيمِ التَّشَهُّدِ حَتَّى يُسَلِّمَ تَسْلِيمَتَيْنِ، وَالدَّلِيلِ عَلَى إِبَاحَةِ تَسْلِيمَةِ الْوَاحِدَةِ لِلْمُصَلِّي وَحْدَهُ (1/ 549 رقم 2055)، والطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 205 رقم 1838)، وأبو نعيم في "المستخرج" ك/ الصلاة ب/ الْكَرَاهِيَة أَنْ يَضْرِب الرَّجُل بِيَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ فِي الصَّلاةِ (2/ 54 رقم 962)، والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ الصلاة ب/ تَحْلِيلِ الصَّلَاةِ بِالتَّسْلِيمِ (2/ 246 رقم 2961)، والمزي في "تهذيب الكمال"(19/ 143)، عَن وَكِيع بن الجراح.
ومسلم في "صحيحه" ك/ الصلاة ب/ بَاب الْأَمْر بِالسُّكُون فِي الصَّلَاة، وَالنَّهْيِ عَن الْإِشَارَةِ بِالْيَدِ، وَرَفْعِهَا عِنْدَ السَّلَامِ، وَإتْمَامِ الصُّفُوفِ الْأُوَلِ وَالتَّرَاصِّ فِيهَا وَالْأَمْرِ بِالِاجْتِمَاعِ (1/ 322 رقم 431)، وأبو داود في "سننه" ك/ الصلاة ب/ في السّلام (2/ 240 رقم 998)، وأبو نعيم في "مستخرجه" ك/ الصلاة ب/ الْكَرَاهِيَة أَنْ يَضْرِب الرَّجُل بِيَدَيْه عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ فِي الصَّلاةِ (2/ 54 رقم 962)، والبيهقي في "الكبري" ك/ الصلاة ب/ تَحْلِيلِ الصَّلَاةِ بِالتَّسْلِيمِ (2/ 246 رقم 2961)، والمزي في "تهذيب الكمال"(19/ 143)، عَن ابْن أَبِي زَائِدَة.
والشافعي في "مسنده"(1/ 98 رقم 280)، وعبد الرَّزَّاق في "مصنفه" ك/ الصلاة ب/ التَّسْلِيمِ (2/ 220
رقم 3135)، والحميدي في "مسنده"(2/ 143 رقم 920)، والطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 205 رقم 1837)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" ك/ الصلاة ب/ السَّلَامُ فِي الصَّلَاة (3/ 95 رقم 3847)، والبغوي في "شرح السنة" ك/ الصلاة ب/ التَّسْلِيمِ فِي الصَّلاةِ (3/ 206 رقم 699)، عَنِ ابْن عُيَيْنَة.
والبخاري في "قرة العينين برفع اليدين في الصلاة"(1/ 32)، وأبو داود في "سننه" ك/ الصلاة ب/ في السّلام (2/ 240 رقم 999)، والطبراني في "الكبير"(2/ 205 رقم 1836)، وأبو نعيم في "المستخرج" ك/ الصلاة ب/ الْكَرَاهِيَةِ أَنْ يَضْرِبَ الرَّجُلُ بِيَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ فِي الصَّلاةِ (2/ 54 رقم 962)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(2/ 230)، والمزي في "تهذيب الكمال"(19/ 143)، عَن الفضل بن دكين.
والنسائي في "الكبري" ك/ السهو ب/ السَّلَام بِالْأَيْدِي فِي الصَّلَاة (1/ 289 رقم 541)، وفي ك/ المساجد ب/ السَّلَامُ بِالْأَيْدِي فِي الصَّلَاةِ (2/ 33 رقم 1109)، وفي "السنن الصغري" ك/ الصلاة ب/ السَّلَام بِالْأَيْدِي فِي الصَّلَاةِ (3/ 4 رقم 1185)، عَن يَحْيَى بْن آدَم.
وابن خزيمة في "صحيحه" ك/ الصلاة ب/ الزَّجْر عَن الْإِشَارَة بِالْيَدِ يَمِينًا وَشِمَالًا عِنْدَ السَّلَامِ مِنَ الصَّلَاة (1/ 361 رقم 733)، عَن يَزِيد بْن هَارُون.
وابن خزيمة في "صحيحه" ك/ الصلاة ب/ الزَّجْر عَن الْإِشَارَةِ بِالْيَدِ يَمِينًا وَشِمَالًا عِنْدَ السَّلَامِ مِنَ الصَّلَاة (1/ 361 رقم 733)، وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ الصلاة ب/ صفة الصلاة (5/ 199 رقم 1880)، عَن عِيسَى بْن يُونُس.
والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ك/ الصلاة ب/ السَّلَامُ فِي الصَّلَاةِ، كَيْفَ هُوَ؟ (1/ 268 رقم 1602)، عَن أَبي أَحْمَدَ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْر.
والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ك/ الصلاة ب/ السَّلَامُ فِي الصَّلَاةِ، كَيْفَ هُوَ؟ (1/ 268 رقم 1603)، والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ الصلاة ب/ تَحْلِيل الصَّلَاةِ بِالتَّسْلِيمِ (2/ 246 رقم 2960)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(2/ 230)، عَن يَعْلَى بْن عُبَيْد.
وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ الصلاة ب/ صفة الصلاة (5/ 200 رقم 1881)، عَن مُحَمَّد بْن بِشْر.
وأبو نعيم في "المستخرج" ك/ الصلاة ب/ الْكَرَاهِيَة أَنْ يَضْرِب الرَّجُل بِيَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ فِي الصَّلاةِ (2/ 54 رقم 962)، والمزي في "تهذيب الكمال"(19/ 143)، عَن عَبْد الْعَزِيز بْن أَبَان.
والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(2/ 230)، عَن جَعْفَر بْن عَوْن.
كلهم: عَن مِسْعَر بن كِدام، عَنْ عُبَيْد اللهِ بْن الْقِبْطِيَّة، عَن جَابِر بْن سَمُرَة بنحوه دون زيادة حديث الأمراء
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (171).
3) سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي هَوْذَةَ الرازي: "صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (171).
4) عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْس الرَّازِيُّ: "صدوق يهم" سبقت ترجمته في حديث رقم (171).
5) فُرَاتُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَزَّازُ،
(1)
أَبُو مُحَمَّد، ويُقال: أبو عَبْد الله التَّمِيمِيُّ.
روي عَنْ: عُبَيْد اللَّه بن الْقِبْطِيَّة، والحسن البَصْرِي، وسَعِيد بْن جبير، وغيرهم.
روي عَنْه: عَمْرُو بْن أَبِي قَيْس الرَّازِي، وسفيان الثوري، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن مَعِين، والثوري، والعجلي، والنَّسَائي، والدارقطني، وابن حجر: ثقة. وذكره ابنُ حِبَّان، وابن شاهين فِي الثقات. وقال ابن حبان في المشاهير: من الأثبات في الروايات. وَقَال أَبُو حاتم: صالح الحديث. روى له الجماعة. وحاصله أنه "ثقة".
(2)
6) عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاد: وهو: عُبَيد اللَّه بن الْقبْطِيَّة الكُوفِيُّ.
روى عَنْ: جَابِر بْن سَمُرَة، وأم سلمة زوج النَّبي صلى الله عليه وسلم، وعَبد اللَّهِ بن صفوان بن أمية، وغيرهم.
رَوَى عَنه: فُرَات الْقَزَّاز، وبحر بن كنيز السقاء، ومسعر بْن كدام، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابْن مَعِين، والعجلي، وابن حجر: ثقة. وذكره ابن حبان في ثقاته. فهو "ثقة".
(3)
7) جَابِرُ بنُ سَمُرَة رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (70).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده حسن" فيه: سُلَيْمَان بْن أَبِي هَوْذَةَ الرازي: صدوق، وعَمْرُو بْن أَبِي قَيْس الرَّازِيُّ: صدوق له أوهام.
قلت: لكن الحديث بجزئه الأول الخاص بالتسليم في الصلاة له متابعات أخرجها مسلم في "صحيحه" كما سبق بيان ذلك في التخريج. وأما الحديث بجزئه الثاني فله متابعات في الصحيحين عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعِي أَبِي، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ عَزِيزًا مَنِيعًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً، فَقَالَ كَلِمَةً صَمَّنِيهَا النَّاسُ، فَقُلْتُ لِأَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.
(4)
واللفظ لمسلم.
وعلي هذا فيرتقي الحديث بمتابعاته من الحسن إلي الصحيح لغيره، والله أعلم.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ فُرَاتٍ إِلَّا عَمْرٌو.
(1)
الْقَزَّاز: بِفَتْح الْقَاف وَتَشْديد الزَّاي وَبعد الْألف زَاي ثَانِيَة هَذِه النِّسْبَة إِلَى بيع القز وَعَمله واشتهر بهَا كثير مِنْهُم: فرات الْقَزَّاز. يُنظر "اللباب" 3/ 33.
(2)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 204، "الجرح والتعديل" 7/ 79، "الثقات" 7/ 321، "المشاهير" 1/ 199، "الثقات" لابن شاهين 1/ 187، "سؤالات البرقاني للدارقطني" 1/ 31، "تهذيب الكمال" 23/ 150، "التهذيب" 8/ 258، "التقريب" صـ 380.
(3)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 114، "الجرح والتعديل" 5/ 331، "الثقات" لابن حبان 5/ 74، "تهذيب الكمال" 19/ 142، "الإكمال" 9/ 59، "التهذيب" 7/ 44، "التقريب" صـ 314.
(4)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الأحكام ب/ الِاسْتِخْلَافِ (9/ 81 رقم 7222)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الإمارة ب/ النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ، وَالْخِلَافَةُ فِي قُرَيْشٍ (3/ 1453، 1452 رقم 1821).
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان فقد تفرد عَمْرُو بْن أَبِي قَيْس الرَّازِيُّ برواية هذا الحديث، عَن فُرَات الْقَزَّاز بزيادة حديث الأمراء. ورواه إِسْرَائِيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ــــ كما عند مسلم وغيره ـــــ عَن فُرَات الْقَزَّازِ دون زيادة حديث الأمراء. وتابعه علي ذلك جماعة من الرواة عن مِسْعَر بن كدام، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْقِبْطِيَّةِ، عَن جَابِرَ بْنَ سَمُرَة دون ذكر حديث الأمراء.
خامساً: شرح الغريب:
قال ابن الأثير: قوله صلى الله عليه وسلم: كَأَنَّهَا أَذْنَاب خَيْل شُمْس: شُمْس: هِيَ جَمْعُ شَمُوسٍ، وَهُوَ النَّفُور مِنَ الدَّوابِّ الَّذِي لَا يستَقِرّ لشَغَبه وحدَّته. ورجل شموس الأخلاق: عَسِرُها.
(1)
وقال ابن منظور: والشَّمِسُ والشَّمُوسُ مِنَ الدَّوَاب: الَّذِي إِذا نُخِس لَمْ يَسْتَقِر. وشَمَسَت الدَّابَّةُ والفرسُ تَشْمُسُ شِماساً وشُمُوساً وَهِيَ شَمُوسٌ: شَرَدتْ وجَمَحَتْ ومَنَعَتْ ظَهْرَهَا، وَبِهِ شِماسٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا لِي أَراكم رَافِعِي أَيديكم فِي الصَّلَاةِ كأَنها أَذْنابُ خَيْلٍ شُمْسٍ؟ هِيَ جمعُ شَمُوسٍ، وَهُوَ النَّفُورُ مِنَ الدَّوَابِّ الَّذِي لَا يَسْتَقِرُّ لشَغَبه وحِدَّتِه، وَقَدْ تُوصَفُ بِهِ النَّاقَة.
(2)
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال البخاري: وأما احتجاج بعض من لا يعلم بحديث وكيع عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة قال: دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن رافعي أيدينا في الصلاة فقال: ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟ اسكنوا في الصلاة. فإنما كان هذا في التشهد لا في القيام كان يسلم بعضهم على بعض فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن رفع الأيدي في التشهد، ولا يحتج بمثل هذا من له حظ من العلم، هذا معروف مشهور لا اختلاف فيه، ولو كان كما ذهب إليه لكان رفع الأيدي في أول التكبيرة، وأيضاً تكبيرات صلاة العيد منهياً عنها؛ لأنه لم يَستثن رفعاً دون رفع. وقد بينه حديث مسعر، عن عبيد الله بن القبطية قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم قلنا: السلام عليكم، السلام عليكم، وأشار مسعر بيديه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بال هؤلاء يومئون بأيديهم كأنها أذناب خيل شمس إنما يكفي أحدهم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من عن يمينه، ومن عن شماله. قال البخاري: " فليحذر امرؤ أن يتأول أو يتقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل. قال الله عز وجل {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)} .
(3)
(4)
وقال النووي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: "مالي أَرَاكُمْ رَافِعِي أَيْدِيكُمْ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمُسٍ" هُوَ بِإِسْكَانِ الْمِيمِ وَضَمِّهَا وهي التي لا تستقر بل تضطرب وتتحرك بأذنابها وأرجلها والمراد بالرفع المنهي عنه هنا رفعهم أيديهم عند السلام مشيرين إلى السلام من الجانبين.
(5)
(1)
يُنظر " النهاية في غريب الحديث والأثر" 2/ 501، "جامع الأصول" لابن الأثير 5/ 412.
(2)
يُنظر "لسان العرب" لابن منظور 6/ 113.
(3)
سورة "النور" آية رقم 63.
(4)
يُنظر "قرة العينين برفع اليدين في الصلاة" للبخاري 1/ 31.
(5)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 4/ 152.
[210/ 860]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدٌ قَالَ: نا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ بَعْضِ، أُمَّهَاتِهِ، عَنْ أُمِّ فَرْوَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عز وجل الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا» أَوْ قَالَ: «لِأَوَّلِ وَقْتِهَا» . *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَّا قَزَعَةُ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي الْقَاسِم بْن غَنَّام، واختلف عنه من وجوه:
الوجه الأول: الْقَاسِم بْن غَنَّام، عَنْ بَعْض أُمَّهَاتِه، عَنْ أُمِّ فَرْوَة.
ورواه عَنْ الْقَاسِم بْن غَنَّام بهذا الوجه: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وعَبْد اللَّه بْن عُمَر.
أما طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ (3/ 327 رقم 3304)،
(8/ 254 رقم 8557)، والدارقطني في "سننه" ك/ الصلاة ب/ فضل الصلاة في أول الوقت (1/ 465 رقم 977)، عَنْ قَزْعَة بْن سُوَيْد، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر، عَنْ الْقَاسِم بْن غَنَّام به.
وأما طريق عَبْد اللَّه بْن عُمَر: أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الصلاة ب/ مَنْ قَالَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ لِمِيقَاتِهَا (2/ 206 رقم 3235)، وعبد الرَّزَّاق في "مصنفه" ك/ الصلاة ب/ تَفْرِيطِ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ (1/ 582 رقم 2217)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(5/ 145 رقم 2268)، وابن أبي عاصم في "الأحاد والمثاني"(6/ 145 رقم 3374)، وأبو داود في "سننه" ك/ الصلاة ب/ فِي الْمُحَافَظَةِ عَلَى وَقْتِ الصَّلَوَات (1/ 318 رقم 426)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير"(3/ 475)، والطبراني في "المعجم الكبير"(25/ 81 رقم 207)، (25/ 82 رقم 209)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" ك/ الصلاة ب/ تَعْجِيلُ الصَّلَوَاتِ (2/ 273 رقم 2673)، (2/ 295 رقم 2767)، والمزي في "تهذيب الكمال"(23/ 409).
الوجه الثاني: الْقَاسِمُ بْنُ غَنَّامٍ، عَنْ عَمَّاتِهِ، عَنْ أُمِّ فَرْوَةَ.
ورواه عَنْ الْقَاسِم بْن غَنَّام بهذا الوجه: عَبْد اللَّه بْن عُمَر.
أخرجه أحمد في "مسنده"(45/ 63 رقم 27103)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 365).
الوجه الثالث: الْقَاسِم بْن غَنَّام، عَنْ جَدَّتِهِ الدُّنْيَا، عَنْ أُمِّ فَرْوَة.
ورواه عَنْ الْقَاسِم بْن غَنَّام بهذا الوجه: عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر.
أما طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر: أخرجه أحمد في "مسنده"(45/ 66 رقم 27105)، وابن المنذر في "الأوسط" ب/ ذِكْرُ اسْتِحْبَابِ تَعْجِيلِ الصَّلَاةِ فِي أَوَائِلِ أَوْقَاتِهَا (2/ 356 رقم 1000)، والحاكم في "المستدرك" ك/ الصلاة ب/ فِي مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ (1/ 302 رقم 680)، (1/ 302 رقم 681).
وأما طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر: أخرجه أحمد في "مسنده"(45/ 65 رقم 27104)، وابن معين في "تاريخه" رواية الدوري (3/ 184 رقم 828)، والدارقطني في "سننه" ك/ الصلاة ب/ فضل الصلاة في أول الوقت (1/ 464 رقم 974)، وفي ك/ الصلاة ب/ فضل الصلاة في أول الوقت (1/ 465 رقم 975)، والطبراني في "الكبير"(25/ 82 رقم 208)، والبيهقي في "الكبري" ك/ الصلاة ب/ التَّرْغِيبِ فِي التَّعْجِيلِ بِالصَّلَوَاتِ فِي
أَوَائِلِ الْأَوْقَات (1/ 637 رقم 2042)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(6/ 3545 رقم 8011)، وفي "الحلية"(2/ 73).
الوجه الرابع: الْقَاسِم بْن غَنَّام، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ.
ورواه عَنْ الْقَاسِم بْن غَنَّام بهذا الوجه: الضَّحَّاك بْن عُثْمَان.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الأحاد والمثاني"(6/ 46 رقم 3375)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير"(3/ 475)، والدارقطني في "سننه" ك/ الصلاة ب/ فضل الصلاة في أول الوقت (1/ 466 رقم 978).
الوجه الخامس: الْقَاسِم بْن غَنَّام، عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ فَرْوَة.
ورواه عَنْ الْقَاسِم بْن غَنَّام بهذا الوجه: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر.
أخرجه ابن سعد في "الطبقات"(10/ 287)، وأحمد في "مسنده"(45/ 470 رقم 27476).
الوجه السادس: الْقَاسِم بْن غَنَّام، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنْ أُمِّ فَرْوَة.
ورواه عَنْ الْقَاسِم بْن غَنَّام بهذا الوجه: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَرَ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر.
أما طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر: أخرجه الدارقطني في "سننه" ك/ الصلاة ب/ فضل الصلاة في أول الوقت (1/ 465 رقم 977).
وأما طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر: أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب من "مسنده" (1/ 453 رقم 1569).
الوجه السابع: القَاسِم بْن غَنَّام، عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ فَرْوَةَ.
ورواه عَنْ الْقَاسِم بْن غَنَّام بهذا الوجه: عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر.
أخرجه الترمذي في "سننه" ك/ أبواب الصلاة ب/ مَا جَاءَ فِي الوَقْتِ الأَوَّلِ مِنَ الفَضْل (1/ 319 رقم 170).
الوجه الثامن: الْقَاسِمُ بْنُ غَنَّامٍ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ فَرْوَةَ.
ورواه عَنْ الْقَاسِم بْن غَنَّام بهذا الوجه: عُبَيْد الله بْن عُمَرَ، وعَبْد اللَّهِ بْن عُمَر.
أما طريق عُبَيْد اللهِ بْن عُمَرَ: أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير"(3/ 475)، والطبراني في "الكبير"(25/ 82 رقم 210)
وأما طريق عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر: أخرجه الدارقطني في "سننه" ك/ الصلاة ب/ فضل الصلاة في أول الوقت (1/ 464 رقم 972)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(2/ 73).
الوجه التاسع: الْقَاسِمُ بْنُ غَنَّامٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ أُمِّ فَرْوَةَ.
ورواه عَنْ الْقَاسِم بْن غَنَّام بهذا الوجه: عُبَيْد الله بْن عُمَرَ، وعَبْد اللَّه بْن عُمَر.
أما طريق عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أخرجه ابن أبي عاصم في "الأحاد والمثاني"(6/ 145 رقم 3373).
وأما طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أخرجه الدارقطني في "سننه" ك/ الصلاة ب/ فضل الصلاة في أول الوقت (1/ 464 رقم 973)، (1/ 465 رقم 976).
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْد: "ضعيف الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (128).
4) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ العَدَوِيُّ: "ثقة ثبت" لكنه يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (50).
5) الْقَاسِمُ بْنُ غَنَّام الأَنْصارِيُّ البياضيُّ المَدَنِيُّ.
روي عَنْ: عمته أم فروة، وقيل عَنْ بعض أمهاته عَنْ أم فروة، وقيل عَنْ جدة له عَنْ جدته أم فروة.
روي عَنْه: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وأخوه عبد اللَّه بْن عُمَر، والضحاك بْن عثمان الحزامي.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حِبَّان فِي الثقات. وقال ابن حجر: صدوق مضطرب الحديث. وقال العقيلي: في حديثه اضطراب. وقال الترمذي: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ. وحاصله أنه "ضعيف".
(1)
6) بعض أمهاته: قال ابن حجر: لم أقف على اسمها ولا على حالها.
(2)
7) أُمُّ فَرْوَةَ الأنصارية.
(3)
(1)
يُنظر "الضعفاء الكبير" للعقيلي 3/ 475، "الجرح والتعديل" 7/ 116، "الثقات" لابن حبان 7/ 336، "تهذيب الكمال" 23/ 408، "نصب الراية" 1/ 241، "التقريب" صـ 387.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 681.
(3)
اختلف في أُمِّ فَرْوَةَ رَوِايَةُ هذا الحديث: هل هي: أم فروة بنت أبي قحافة، أخت أبي بكر الصديق؟ أم هي: أم فروة الأنصارية؟ فممن ذهب إلي أن رَوِايَةُ هذا الحديث هي: أم فروة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر الصديق. الطبراني، وابن عبد البر، والمنذري، والقاضي أبو بكر العربي. أما الطبراني فعنون لها في "المعجم الكبير" فقال: أُمُّ فَرْوَةَ بِنْت أَبِي قُحَافَة أُخْت أَبِي بَكْر الصِّدِّيق. ثم ساق أحاديث الباب تحتها من طريق الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّام الذي عليه مدار هذا الحديث. وقال ابن عبد البر: أم فروة بنت أبي قحافة، أخت أبي بكر الصديق. وأم فروة هذه كانت من المبايعات بايعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: حديثها عند قَاسِم بْن غنام الأَنْصَارِيّ عَنْ بعض أمهاته، عَنْ أم فروة، قالت: سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: إن أحب الأعمال إِلَى اللَّه عز وجل الصلاة فِي أول وقتها. وقَالَ بعضهم فِي أم فروة هذه الأنصارية، وَهُوَ وهم، وإنما جاء ذلك والله أعلم لأن القاسم بن غنام الأَنْصَارِيّ يقول فِي حديثها مرة عَنْ جدته الدنيا عَنْ جدته القصوى ومرة عَنْ بعض أمهاته. عَنْ عمة له. والصواب مَا ذكرناه. وقال المنذري: هي أخت أبي بكر الصديق، ومن قال فيها أم فروة الأنصارية، فقد وهم. وممن ذهب إلي أن رَوِايَةُ هذا الحديث هي: أم فروة الأنصارية، وليست أم فروة أخت أبي بكر الصديق: ابن سعد، وابن منده، وأبو نعيم، وابن الأثير، والذهبي، وابن حجر، والطيبي، أما ابن سعد ففرق بينهما وقال: أُمُّ فَرْوَة جَدة القَاسم بن غَنَّام ثم ساق حديث الباب بسنده، وذكر في ترجمة سابقة أم فروة أخت أبي بكر الصديق. وفرق بينهما أبو نعيم أيضاً فقال: أُمُّ فَرْوَةَ الْأَنْصَارِيَّةُ إِحْدَى الْمُبَايِعَات، حَدِيثُهَا عند: الْقَاسِم بْن غَنَّام، ثم ساق رواية الباب. ثم ذكر في الترجمة التي تليها ترجمة: أُمُّ فَرْوَةَ أُخْت أَبِي بَكْر الصِّدِّيق. وكذلك فرق بينهما ابن الأثير فذكر ترجمة أم فروة الأنصارية ثم ساق حديث الباب بإسناده، ثم ذكر ترجمة أم فروة أخت أبي بكر الصديق وقال فيها: ذكر أبو عمر حديث الصلاة في أول وقتها في هذه الترجمة، وقال ـــــ أي ابن عبد البر ـــــ: قال بعضهم في أم فروة هذه: إنها أنصارية، وهو وهم، قال ابن الأثير: وأما ابن منده، وأبو نعيم فإنهما ذكرا هذا الحديث في أم فروة الأنصارية. كما ذكرناه قبل هذه الترجمة، وقد قال الطبراني: أم فروة هذه، يعني التي تروي حديث الصلاة، هي أخت أبي بكر الصديق. وقال غيره: هي أخرى سواها والله أعلم. على أن القاسم بن غنام من الأنصار، يروي عن جدة له، أو عن بعض أهله، وكيف اختلفت الرواية عليه، فهي من الأنصار، وليس لأخت أبي بكر فيه مدخل. وذهب الذهبي إلي أنها هي الأنصارية فقال: أم فروة الأنصارية صحابية عنها ابن أختها القاسم بن غنام. وفرق بينهما ابن حجر أيضاً: فذكر ترجمة أم فروة الأنصارية وذكر فيها حديث الباب وعلق عليه في بعض قضاياه، وذكر في الترجمة التي قبلها: أم فروة بنت أبي قحافة، أخت أبي بكر. وقال: قيل هي التي روت الحديث في فضل الصلاة أول الوقت، وهو ظاهر صنيع ابن السكن، ورجحه ابن عبد البرّ. وفيه نظر، والراجح أنها غيرها، فقد جزم ابن منده بأن بنت أبي قحافة لها ذكر، وليس لها حديث، وراوية حديث الصلاة أنصارية فإن مدار حديثها على القاسم بن غنام، وهي جدته أو عمته أو إحدى أمهاته أو من أهله على اختلاف الرواة عنه في ذلك، فهي على كل حال ليست أخت أبي بكر الصديق، قاله ابن الأثير. وقال في "التهذيب": ذكر ابن عبد البر، والطبراني أن أم فروة هذه هي أخت أبي بكر الصديق وتبعه على ذلك القاضي أبو بكر بن العربي وغيره ووهموا من قال أنها أنصارية. وقال الخزرجي: أم فَرْوَة الْأَنْصَارِيَّة صحابية لَهَا حَدِيث روى عَنْهَا الْقَاسِم بن غَنَّام. وقال القاري: في شرح حديث الباب: أم فروة رَوِاية هذا الحديث أنصارية: من المبايعات، وهي غير أم فروة، أخت أبي بكر الصديق، وقيل: هما واحدة فلا تكون حينئذ أنصارية، وقال: ذكره الطيبي. قلت: والصواب والله أعلم أنَّ رَوِايَة حديث الباب هي أم فروة الأنصارية، والعلم عند الله. يُنظر "معرفة الصحابة" 6/ 3545، "الاستيعاب" 4/ 1949، "أسد الغابة" 7/ 366، 365، "الكاشف" 2/ 527، "الإصابة" 14/ 473، "التهذيب" 12/ 476، "خلاصة تذهيب تهذيب الكمال" للخزرجي 1/ 499، "مرقاة المفاتيح" للقاري 2/ 290.
روت عَنْ: النبي صلى الله عليه وسلم. ذكرها ابن منده، وأبو نعيم، وابن عبد البر، وابن الأثير، وابن حجر في الصحابة وحاصله أنها "صحابية".
(1)
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
هذا الحديث مداره علي الْقَاسِم بْن غَنَّام، واختلف عنه من وجوه:
الوجه الأول: الْقَاسِم بْن غَنَّام، عَنْ بَعْضِ أُمَّهَاتِهِ، عَنْ أُمِّ فَرْوَةَ.
ورواه عَنْ الْقَاسِم بْن غَنَّام بهذا الوجه: عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر، وعَبْد اللَّهِ بْن عُمَر.
الوجه الثاني: الْقَاسِمُ بْنُ غَنَّام، عَنْ عَمَّاتِهِ، عَنْ أُمِّ فَرْوَةَ.
ورواه عَنْ الْقَاسِم بْن غَنَّام بهذا الوجه: عَبْد اللَّه بْن عُمَر.
الوجه الثالث: الْقَاسِم بْن غَنَّام، عَنْ جَدَّتِهِ الدُّنْيَا، عَنْ أُمِّ فَرْوَةَ.
ورواه عَنْ الْقَاسِم بْن غَنَّام بهذا الوجه: عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر، وعَبْد اللَّهِ بْن عُمَر.
الوجه الرابع: الْقَاسِم بْن غَنَّام، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ.
ورواه عَنْ الْقَاسِم بْن غَنَّام بهذا الوجه: الضَّحَّاك بْن عُثْمَان.
الوجه الخامس: الْقَاسِم بْن غَنَّام، عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ فَرْوَةَ.
ورواه عَنْ الْقَاسِم بْن غَنَّام بهذا الوجه: عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر.
الوجه السادس: الْقَاسِم بْن غَنَّام، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنْ أُمِّ فَرْوَةَ.
ورواه عَنْ الْقَاسِم بْن غَنَّام بهذا الوجه: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَرَ، وعَبْد اللَّهِ بْن عُمَر.
الوجه السابع: القَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ فَرْوَةَ.
(1)
يُنظر "معرفة الصحابة" 6/ 3545، "الاستيعاب" 4/ 1949، "أسد الغابة" 7/ 366، 365، "الكاشف" 2/ 527، "الإصابة" 14/ 473، "التهذيب" 12/ 476.
ورواه عَنْ الْقَاسِم بْن غَنَّام بهذا الوجه: عَبْد اللَّه بْن عُمَر.
الوجه الثامن: الْقَاسِمُ بْنُ غَنَّامٍ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ فَرْوَةَ.
ورواه عَنْ الْقَاسِم بْن غَنَّام بهذا الوجه: عُبَيْد الله بْن عُمر، وعَبْد اللَّه بْن عُمَر.
الوجه التاسع: الْقَاسِمُ بْنُ غَنَّامٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ أُمِّ فَرْوَةَ.
وعلي هذا فالذي يظهر لنا مما سبق أنَّ مدار هذا الحديث علي الْقَاسِم بْن غَنَّام وهو ضعيف وقد اضطرب في هذا الحديث.
فذَكَرَ الدَّارَقُطْنِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَاضْطِرَابًا، ثُمَّ قَالَ: وَالْقَوْلُ قَوْلُ مَنْ قَالَ: عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ جَدَّتِهِ الدُّنْيَا عَنْ أُمِّ فَرْوَة.
وقال الزيلعي: أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ فَرْوَةَ، وَلَمْ يَقُلْ عَنْ بَعْضِ أُمَّهَاتِهِ، قَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ لَا يُرْوَى إلَّا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِي، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ، وَقَدْ اضْطَرَبُوا فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
وقَال ابن دقيق العيد: وَمَا فِيهِ مِنْ الِاضْطِرَابِ فِي إثْبَاتِ الْوَاسِطَةِ بَيْنَ الْقَاسِمِ، وَأُمِّ فَرْوَةَ. وَإِسْقَاطُهَا يَعُودُ إلَى الْعُمَرِيِّ، وَقَدْ ضُعِّفَ، وَمَنْ أَثْبَتَ الْوَاسِطَةَ يَقْضِي عَلَى مَنْ أَسْقَطَهَا، وَتِلْكَ الْوَاسِطَةُ مَجْهُولَةٌ.
(1)
وقال ابن الملقن: رَوَاهُ أبو داود وقَالَ: لَا يرْوَى إِلَّا من حَدِيث عبد الله بن عمر الْعمريّ وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ عِنْد أهل الحَدِيث، واضطربوا فِي هَذَا الحَدِيث، وَقد تكلم فِيهِ يَحْيَى بن سعيد من قبل حفظه. قال ابن الملقن: وقَوله لَا يرْوَى إِلَّا من حَدِيث عبد الله بن عمر الْعمريّ، لَيْسَ بجيد مِنْهُ؛ فقد رُوِيَ من حَدِيث أَخِيه عبيد الله أَيْضاً.
(2)
وقال ابن حجر: قال ابن السّكن: اختلف عنهما في الإسناد. وهذا يرد على إطلاق الترمذي، وقد أخرجه الدّارقطنيّ، والحاكم من طريق عبيد اللَّه المصغر أيضاً، وقال في القاسم: عن جدته الدنيا، عن جدته أم فروة. ثم قال ابن حجر: وكلام ابن السكن يوهم تفرد العمريين به، عن القاسم. ويرد عليه رواية ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان، عن القاسم، لكن قال: عن امرأة من المبايعات، ولم يسمّها.
(3)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْد: ضعيف الحديث. والْقَاسِمُ بْنُ غَنَّامٍ: ضعيف واضطرب في هذا الحديث. وبَعْضِ أُمَّهَاتِه: قال ابن حجر: لم أقف على اسمها ولا على حالها.
قلت: وقد ثبت الحديث في الصحيحين من حديث عَبْدِ اللَّه بن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الجِهَادُ
(1)
يُنظر "نصب الراية" للزيلعي 1/ 241.
(2)
يُنظر "البدر المنير" لابن الملقن 2/ 610.
(3)
يُنظر "الإصابة" 14/ 474.
فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي.
(1)
وهذا لفظ البخاري. ولفظ مسلم: الصَّلَاة لِوَقْتِهَا.
(2)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَّا قَزَعَةُ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان. لكن من حيث رواية الباب فقط ــــــ الوجه الأول ــــــ قلت: وأما قول ابن الملقن: وَقع لأبي الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ فِي أَوسط معاجمه أَن هَذَا الحَدِيث لم يروه عَن عبد الله إِلَّا قزعة بن سُوَيْد، وَقد تقدم من رِوَايَة غَيره؛ عَنهُ فاستفده. قلت: فهو كما قال فقد رواه غير قزعة بن سُوَيْد لكن ذلك من حيث الأوجه الأخري. أما حيث رواية الباب فكما قال الطبراني رحمه الله.
(3)
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن حجر: ومحصل ما أجاب به العلماء عن هذا الحديث وغيره مما اختلفت فيه الأجوبة بأنه أفضل الأعمال: أن الجواب اختلف لاختلاف أحوال السائلين بأن أعلم كل قوم بما يحتاجون إليه أو بما لهم فيه رغبة أو بما هو لائق بهم أو كان الاختلاف باختلاف الأوقات بأن يكون العمل في ذلك الوقت أفضل منه في غيره فقد كان الجهاد في ابتداء الإسلام أفضل الأعمال لأنه الوسيلة إلى القيام بها والتمكن أدائها وقد تضافرت النصوص على أن الصلاة أفضل من الصدقة ومع ذلك ففي وقت مواساة المضطر تكون الصدقة أفضل أو أن أفضل ليست على بابها بل المراد بها الفضل المطلق أو المراد من أفضل الأعمال فحذفت من وهي مرادة.
وفي الحديث: أن أعمال البر يفضل بعضها على بعض. وفيه السؤال عن مسائل شتى في وقت واحد. وما كان عليه الصحابة من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم والشفقة عليه. وما كان هو عليه من إرشاد المسترشدين ولو شق عليه. قال بن بزيزة الذي يقتضية النظر تقديم الجهاد على جميع أعمال البدن لأن فيه بذل النفس إلا أن الصبر على المحافظة على الصلوات وأدائها في أوقاتها والمحافظة على بر الوالدين أمر لازم متكرر دائم لا يصبر على مراقبة أمر الله فيه إلا الصديقون، والله أعلم.
(4)
(1)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ مواقيت الصلاة ب/ فَضْلِ الصَّلَاةِ لِوَقْتِهَا (1/ 112 رقم 527)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الإيمان ب/ بَيَانِ كَوْنِ الْإِيمَانِ بِاللهِ تَعَالَى أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ (1/ 89 رقم 85)
(2)
قال ابن حجر: قال القرطبي وغيره قوله لوقتها اللام للاستقبال مثل قوله تعالى فطلقوهن لعدتهن أي مستقبلات عدتهن وقيل للابتداء كقوله تعالى أقم الصلاة لدلوك الشمس وقيل بمعنى في أي في وقتها وقوله على وقتها قيل على بمعنى اللام ففيه ما تقدم وقيل لإرادة الاستعلاء على الوقت وفائدته تحقق دخول الوقت ليقع الأداء فيه. يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 2/ 10.
(3)
يُنظر "البدر المنير" 2/ 610.
(4)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 2/ 9.
[211/ 861]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جَدِّهِ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ، مُصَفَّحٍ عَنْ أَبْوَابِ النَّاسِ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ» . *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حَفْصٍ إِلَّا أُسَامَةَ.
(1)
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" كما في "تفسير ابن كثير" سورة لقمان (6/ 341)،
(2)
ومن طريقه ــــــ ابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"(20/ 96) ــــــ. وأبو الحسن الخِلَعي في "الفوائد المنتقاة" ـــ الخلعيات ــــ (1/ 297 رقم 369)، عَن إِبْرَاهِيم بْن الْمُنْذِر، عَن عَبْد اللَّهِ بْن مُوسَى به بنحوه.
وعبد بن حميد في "المنتخب"(1/ 370 رقم 1236)، والبزار في "مسنده"(13/ 97 رقم 6459)، وابن منده في "التوحيد" ب/ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عز وجل: الْبَارُّ (2/ 92 رقم 235)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ب/ في الزهد وقصر الأمل (7/ 331 رقم 10482)، والقاسم بن الفضل الثقفي في "الرابع من الفوائد العوالي المنتقاة" ــــ الثقفيات ـــــ (1/ 15 رقم 31)، وأبو الحسن الخِلَعي في "الفوائد المنتقاة"(2/ 282 رقم 946)، عَن جَعْفَر بْن عَوْن، عَنْ أُسَامَة به بنحوه.
والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ب/ بَيَان مُشْكِل مَا رُوِي عَنْه صلى الله عليه وسلم فِي حَدِيثِ الظُّلَّة الَّذِي ذَكَرْنَاه فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَ هَذَا الْبَابِ مِنْ قَوْلِهِ لِأَبِي بَكْرٍ فِيهِ: "لَا تُقْسِمْ" هَلْ هُوَ لِكَرَاهِيَةِ الْقَسَمِ أَمْ لِمَا سِوَى ذَلِكَ؟ (2/ 159 رقم 680)، عَن عِيسَى بْن يُونُس السبيعي، عَنْ أُسَامَة به بنحوه.
وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير"(2/ 978 رقم 4208)، والبغوي في "حديث مصعب الزبيري"(1/ 100 رقم 134)، والضياء في "المختارة"(5/ 253 رقم 1881)، عَن عَبْد الْعَزِيزِ بْن مُحَمَّد الدراوردي، و (5/ 254 رقم 1882)، عَن عبد العزيز بْن أَبِي حَازِم سلمة بن دينار. كلاهما عَنْ أُسَامَة به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (117).
3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ: "ضعيف يعتبر به" سبقت ترجمته في حديث رقم (174).
4) أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ: "صدوق يحسن حديثه إلا إذا خالف". سبقت ترجمته في حديث رقم (174).
5) حَفْصُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ.
(3)
(1)
(ق/ 50/ أ).
(2)
قال محقق التفسير: سقط هذا الحديث من مخطوطة التواضع والخمول لابن أبي الدنيا، وكذا الرواية بعده.
(3)
قال البخاري: هو حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك، ويقال فيه عبيد الله بن حفص ولا يصح. "التاريخ الكبير" 2/ 360.
روي عَنْ: جده أنس بْن مالك، وجابر بن عَبد الله، وعبد الله بْن عُمَر، وغيرهم.
روي عَنْه: أُسَامَة بن زَيْد اللَّيْثِي، ويحيى بن سَعِيد الأَنْصارِي، ويحيى بن أَبي كثير، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات، وقال ابن حبان في المشاهير: من صالحي الأنصار وخيار التابعين سمع جده أنساً. وقال ابن حجر: صدوق. روى له الجماعة سوى أبي داود.
وقال أبو حاتم: حفص بن عبيد الله أحب إلى من حفص بن عمر، ولا يدري سمع من جابر وأبي هريرة أم لا؟ ولا يثبت له السماع إلا من جده أنس بن مالك. قال الذهبي: حديثه عن جابر في صحيح البخاري. وحاصله أنه "صدوق".
(1)
6) أَنَس بْن مَالِك بن النَّضر رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (3).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: عَبْد اللَّه بْن مُوسَى التَّيْمِيُّ: ضعيف يعتبر به.
قلت: لكن تابعه متابعة تامة جماعة من الرواة كما سبق ذكرهم في التخريج وهم: جَعْفَر بْن عَوْن: صدوق.
(2)
والدراوردي: صدوق.
(3)
وعِيسَى بْن يُونُسَ السبيعي: ثقة مأمون.
(4)
وعبد العزيز بْن أَبِي حَازِم: صدوق.
(5)
وللحديث شاهد في صحيح مسلم وغيره من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«رُبَّ أَشْعَثَ، مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ» .
(6)
وعلي هذا فيرتقي الحديث بمتابعاته وشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حَفْصٍ إِلَّا أُسَامَةَ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
قال البزار: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ حَفْصٍ إلاَّ أُسَامة بْنُ زَيْدٍ وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وُجُوهٍ، عَن أَنَس.
(7)
خامساً: شرح الغريب:
قوله صلى الله عليه وسلم رُبَّ أَشْعَثَ: الأشعث: البعيد العهد بالدهن والتسريح والغَسل.
(1)
يُنظر "الجرح والتعديل" 3/ 176، "الثقات" لابن حبان 4/ 151، "المشاهير" 1/ 121، "تهذيب الكمال" 7/ 25، "تاريخ الإسلام" 3/ 223، "التقريب" صـ 112.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 80.
(3)
يُنظر ترجمته في حديث رقم (186).
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 377.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 297.
(6)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ ب/ فَضْلِ الضُّعَفَاءِ وَالْخَامِلِينَ (4/ 2024 رقم 2622).
(7)
يُنظر "مسند البزار" 13/ 97.
ذِي طِمْرَيْنِ: الطِّمر: الثوب الخَلق، وذو الطِّمرين: الذي عليه ثوبان خَلَقان.
لأبَرَّه: أي أبرَّ قسمه وصدَّقه وجعله بارّاً فيه لا يحنث.
(1)
مُصَفَّحٍ عَنْ أَبْوَابِ النَّاسِ: المُصْفَحُ: المَرْدُوْدُ عن حاجَتِه.
(2)
قلت: ويفسر هذا أيضاً ما جاء في رواية مسلم: رُبَّ أَشْعَثَ، مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ. أي يدفعه الناس عن أبوابهم ويطردونه احتقاراً له.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره. الأشعث: الملبد الشعر المغبر غير مدهون ولا مرجل. ومدفوع بالأبواب أي لا قدر له عند الناس فهم يدفعونه عن أبوابهم ويطردونه عنهم احتقاراً له. لو أقسم على الله لأبره: أي لو حلف على وقوع شئ أوقعه الله إكراماً له بإجابة سؤاله وصيانته من الحنث في يمينه وهذا لعظم منزلته عند الله تعالى وإن كان حقيراً عند الناس، وقيل معنى القسم هنا الدعاء وإبراره إجابته والله أعلم.
(3)
(1)
يُنظر "جامع الأصول" لابن الأثير 9/ 93.
(2)
يُنظر "المحيط في اللغة" للصاحب بن عباد 1/ 194.
(3)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 16/ 174.
[212/ 862]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: نا ابْنَا الْمُنْذِرِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ فِي الْمَسْجِدِ لَبُقْعَةً قَبْلَ هَذِهِ الْأُسْطُوَانَةِ، لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا صَلَّوْا فِيهَا إِلَّا أَنْ يُطَيَّرَ لَهُمْ فِيهَا قُرْعَةٌ» ، وَعِنْدَهَا جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَأَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالُوا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَيْنَ هِيَ؟ فاسْتَعْجَمَتْ عَلَيْهِمْ، فَمَكَثُوا عِنْدَهَا سَاعَةً، ثُمَّ خَرَجُوا، وَثَبَتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ. فَقَالُوا: إِنَّهَا سَتُخْبِرُهُ بِذَلِكَ الْمَكَانِ، فَأَرْمَقُوهُ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى يَنْظُرُوا حَيْثُ يُصَلِّي، فَخَرَجَ بَعْدَ سَاعَةٍ، فَصَلَّى عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِي صَلَّى إِلَيْهَا ابْنُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَقِيلَ لَهَا: أُسْطُوَانَةُ الْقُرْعَةِ. قَالَ عَتِيقٌ: «وَهِيَ الْأُسْطُوَانَةُ الَّتِي وَاسِطَةٌ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ، عَنْ يَمِينِهَا إِلَى الْمِنْبَرِ أُسْطُوَانَتَيْنِ، وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمِنْبَرِ أُسْطُوَانَتَيْنِ، وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الرَّحْبَةِ أُسْطُوَانَتَيْنِ، وَهِيَ وَاسِطَةٌ بَيْنَ ذَلِكَ، وَهِيَ تُسَمَّى: أُسْطُوَانَةُ
(1)
الْقُرْعَةِ».
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامٍ إِلَّا ابْنَا الْمُنْذِرِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ.
أولاً: تخريج الحديث:
قلت: لم أقف عليه في حدود بحثي إلا عند الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (150).
3) عُبَيْدُ اللَّهِ
(2)
بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ: "مجهول" سبقت ترجمته في حديث رقم (189).
4) مُحَمد بْن المُنذِر بْن الزُّبَير بْن العَوّام، أَبُو زيد:"صدوق يُحَسن حديثه" تقدم في حديث رقم (189).
5) هِشَام بْن عُرْوَة بْن الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
6) عُرْوَة بْنُ الزُّبَيْرُ بن العَوَّامِ: "ثقة يُرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
7) عائشة بنت أبي بكر الصديق: "زوج النبي صلى الله عليه وسلم " سبقت ترجمتها في حديث رقم (15).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
(1)
في الأصل أُسْطُوَان، وما أثبته من "مجمع البحرين" 3/ 284 حديث رقم 1827.
(2)
في الأصل عبد الله مكبراً، وكذا في مجمع البحرين، لكن المُصَنِف في حديث رقم (839) ساق هذا الإسناد وبنفس السند فقال: حَدَّثَنَا أَحْمَد قَالَ: نا عَتِيق بْن يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِي قَالَ: نا ابْنٌ المُنْذِرٍ: عُبَيْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ. فقال عُبَيْدُ اللَّهِ مصغراً وهكذا وجدته في "الثقات"، وفي "اللسان" مصغراً. وعُبَيْد اللَّه بْن الْمُنْذِرِ هذا سبقت ترجمته وهو مجهول، أما عبدالله هذا فلم أقف له علي ترجمة، والظاهر أنهما واحد لكن حدث تصحيف، وعلي فرض أنَّ هناك آخر اسمه عبد الله بن المنذر فيكون مجهولاً أيضاً، والله أعلم.
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده حسن" فيه: عُبَيد الله بْن المُنذر بْن الزُّبَير بْن العَوّام: "مجهول" قلت: لكن تابعه أخوه: مُحَمد بْن المُنذِر قال الدارقطني، وأبو أحمد الحاكم: لا بأس به.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامٍ إِلَّا ابْنَا الْمُنْذِرِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
[213/ 863]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ
(1)
جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْإِيمَانُ فِي أَهْلِ الْحِجَازِ، وَالْقَسْوَةُ وَالْغِلْظَةُ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ إِلَّا أَحْمَدُ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه أبو يعلي الموصلي في "مسنده"(4/ 201 رقم 2309)، عَن ابْن نُمَيْر، عَن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن يُونُس، عَنْ أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، عَنِ الْأَعْمَش به.
وابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الفضائل ب/ ما جاء في اليمن وفضلها (11/ 221 رقم 32974)، وأبو يعلي الموصلي في "مسنده"(3/ 441 رقم 1935)، وتمام في "فوائده"(2/ 241 رقم 1630)، عَنْ أَبِي الْأَحْوَص سلام بن سليم الحنفي.
وأبو يعلي الموصلي في "مسنده"(3/ 309 رقم 1893)، عَن جَرِير بن عبد الحميد الضبي.
وابن جميع الصيداوي في "معجم الشيوخ"(1/ 107)، عَن أَبي عَوَانَة.
ثلاثتهم: أَبو الْأَحْوَص، وجَرِير بن عبد الحميد، وأَبو عَوَانَة، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ أَبِي سُفْيَان طَلْحَة بن نَافِع، عَنْ جَابِر. بنحوه وزاد بعضهم: وَالْقَسْوَة وَغِلَظ الْقُلُوب قِبَل الْمَشْرِق فِي رَبِيعَة وَمُضَر.
وأحمد في "مسنده"(22/ 421 رقم 14558)، عَنْ سُلَيْمَان بن قيس اليشكري، عَنْ جَابِر بنحوه.
ومسلم في "صحيحه" ك/ الإيمان ب/ تَفَاضُلِ أَهْلِ الْإِيمَانِ فِيهِ، وَرُجْحَانِ أَهْلِ الْيَمَنِ فِيهِ (1/ 73 رقم 53) وأحمد في "فضائل الصحابة" ب/ فضائل أهل اليمن (2/ 863 رقم 1611)، وفي "مسنده"(22/ 448 رقم 14595)، (23/ 60 رقم 14715)، وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الإيمان ب/ بَيَان الْأَخْلَاقِ وَالْأَعْمَالِ الْمَحْمُودَةِ الَّتِي جَعَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْإِيمَانِ وَنَسَبَهَا إِلَى أَهْلِ الْحِجَازِ وَمَا يَلِيهَا، وَالْأَخْلَاقِ وَالْأَعْمَالِ الْمَذْمُومَةِ الَّتِي نَسَبَهَا إِلَى الْكُفْرِ وَأَنَّهَا قِبَلَ الْمَشْرِق (1/ 62 رقم 168)، وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ ب/ الْحِجَازِ، وَالْيَمَنِ، وَالشَّامِ، وَفَارِسٍ، وَعُمَانَ ذِكْرُ إِطْلَاقِ اسْمِ الْإِيمَانِ عَلَى أَهْلِ الْحِجَازِ (16/ 285 رقم 7296)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(9/ 37 رقم 9071)، وابن منده في "الإيمان" ب/ ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:«الْإِيمَانُ هَاهُنَا» نَحْوَ الْيَمَنِ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ أَنَّهُ أَرَادَ الْحِجَازَ لِأَنَّ مَكَّةَ يَمَانِيَةٌ (1/ 531 رقم 446)، وأبو نعيم في "المستخرج" ك/ الإيمان ب/ لإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْجَفَا فِي أَهْلِ الْمَشْرِقِ (1/ 140 رقم 187)، كلهم من طُرق عَن أَبي الزُّبَيْر، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِر بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُسَ اليَرْبُوْعِيُّ: "ثقة متقن" سبقت ترجمته في حديث رقم (160).
(1)
في الأصل عَنْ أَبِي سُفْيَانَ إلا جَابِرٍ. ولا يستقيم، والتصويب من مصادر التخريج.
3) أَبُو بَكْر
(1)
بْنُ عَيَّاشِ بْنِ سَالِمٍ الأَسَدِيُّ الكُوْفِيُّ، الحَنَّاطُ المُقْرِئُ.
روي عَنْ: الْأَعْمَش، وأبو إسحاق السبيعي، وهشام بْن عروة، وغيرهم.
روي عَنْه: أَحْمَد بن عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُس اليَرْبُوْعِي، وأحمد بْن حنبل، والثوري، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، وأحمد، وابن معين، والعجلي، وأبو داود، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن سعد: صدوق عارف بالحديث والعلم إلا أنه كثير الغلط، وزاد العجلي: وكان يخطئ بعض الخطأ، وزاد أحمد: ربما غلط، وقال مرة: كثير الغلط، وكتبه ليس فيها خطأ، وزاد الذهبي: أحد الْأَعْلَام يغلط، وهو أنبل أصحاب عاصم، فإنه عمر دهراً حتى قارب المائة، وساء حفظه قليلاً ولم يختلط، وزاد ابن حجر: عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح. وقال ابن عبد البر: كان الثوري، وابن المبارك، وابن مهدي يثنون عليه وهو عندهم في أبي إسحاق مثل شريك وأبي الأحوص إلا أنه يهم في حديثه وفي حفظه شيء.
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: من الْحفاظ المتقنين، وَكَانَ يَحْيَى الْقَطَّان، وابْن الْمَدِينِيّ يسيئان الرَّأْي فِيهِ وَذَلِكَ أَنَّهُ لما كبر سنه سَاءَ حفظه فَكَانَ يهم إِذا روى، وَالْخَطَأ والوهم شَيْئَانِ لَا يَنْفَك عَنْهُمَا الْبشر فَلَو كثر خطاءه حَتَّى كَانَ الْغَالِب على صَوَابه لَا يسْتَحق مجانبة رواياته فَأَما عِنْد الْوَهم يهم أَو الْخَطَأ يخطئ لَا يسْتَحق ترك حَدِيثه بعد تقدم عَدَالَته وَصِحَّة سَمَاعه، وَالصَّوَاب فِي أمره: مجانبة مَا علم أَنَّهُ أَخطَأ فِيهِ والاحتجاج بِمَا يرويهِ سَوَاء وَافق الثِّقَات أَو خالفهم لِأَنَّهُ دَاخل فِي جملَة أهل الْعَدَالَة وَمن صحت عَدَالَته لم يسْتَحق الْقدح وَلَا الْجرْح إِلَّا بعد زَوَال الْعَدَالَة عَنْهُ بِأحد أَسبَاب الْجرْح وَهَكَذَا حكم كل مُحدث ثِقَة صحت عَدَالَته وَتبين خطاؤه. وقال في المشاهير: من المتورعين في الدين ممن كان يهم في الأحايين.
وَقَال أَحْمَد مرة: صدوق، صاحب قرآن وخير. وقال الساجي صدوق يهم. وَقَال ابْن عدي: يروي عَنْ أجلة الناس، وحديثه فيه كثرة، وقد روى عنه من الكبار جماعة، وهو فِي رواياته عن كل من روى عنه لا بأس به، وذلك أني لم أجد لَهُ حديثا منكراً إذا روى عنه ثقة إلا أن يروي عنه ضعيف. وقال الذهبي مرة: صدوق ثبت في القراءة، لكنه في الحديث يغلط ويهم، وقد أخرج له البخاري، وهو صالح الحديث.
وقال البزار: لم يكن بالحافظ وقد حدث عنه أهل العلم واحتملوا حديثه. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالحافظ عندهم. وقال عثمان بْن سَعِيد: أَبُو بكر والحسن بنا عياش ليسا بذاك فِي الحديث، وهما من أهل الصدق والأمانة. وقال مرة: قلت لابن نمير: كيف حال أبو بكر فِي الأعمش؟ قال: هو ضعيف فِي الأعمش وغيره. وقال أبو نعيم: لم يكن في شيوخنا أحد أكثر غلطاً منه، وقال يعقوب بن شيبة: في حديثه اضطراب.
وقال برهان الدين الحلبي: ذكر البيهقي بسنده عن البخاري أنه قال: أبو بكر بن عياش اختلط بأخرة. وحاصله أنه "صدوق حسن الحديث" فحديثه ينزل عن مرتبة الصحة لكثرة غلطه وسوء حفظه. وأما قول البخاري أنه اختلط بأخرة: فهذا محمول علي سوء حفظه خاصة حالة الكبر لذلك قال الذهبي: أنه عمر دهراً
(1)
اختلف في اسمه اختلافاً كثيراً: فقيل: شُعْبَة، قال الذهبي: وهي أشهرها، وقال ابن عبد البر: إن صح له اسم فهو شعبة، وقيلَ: مُحَمَّد، وقيل: أحمد، وقيل: عَبد اللَّه، وقيل: سالم، وقيل: رؤبة، وقيل: مسلم، وقيل: خداش، وقيل: مطرف، وقيل: حماد، وقيل: حَبِيب، وقيل: عنترة، وقيل: قاسم، وقيل: حسين. وقال ابن حبان، والمزي، وابن حجر وغيرهم: والصحيح أن اسمه كنيته.
حتى قارب المائة وساء حفظه قليلاً ولم يختلط. وقال ابن حجر: لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح.
(1)
4) الأعْمَشُ: "ثقة ثبت يدلس لكن احتمل الأئمة تدليسه" سبقت ترجمته في حديث رقم (37).
5) أَبُو سُفْيَان طَلْحَةُ بنُ نَافِعٍ القرشي الوَاسِطِيُّ الإِسْكَافُ. قال المزي: مشهور باسمه وكنيته.
روي عَنْ: جابر بن عَبد الله، وأنس بْن مالك، والحسن البَصْرِي، وغيرهم.
روي عَنْه: الأعمش وهو روايته، وشعبة بن الحجاج، وحصين بْن عَبْد الرَّحْمَن، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال البزار: هو في نفسه ثقة. وذكره ابن حبان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات. وقال ابن حبان في المشاهير: كان يهم في الشئ بعد الشئ.
وقال الذهبي، وابن حجر: صَدُوْق. وقال أَحْمَد، والنسائي، وابن عدي، وابن عبد البر: ليس به بأس. وزاد ابْن عَدِي: روى عنه الأعمش أحاديث مستقيمة، وزاد ابن عبد البر: وفيه مع ذلك لين ليس بالمتين. وقال العجلي: جَائِز الحَدِيث وَلَيْسَ بِالْقَوِي، وَهو من رجال الصَّحِيح.
وَقَال ابْن أَبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: روى عنه الناس، فقيل له: أبو الزبير أحب إليك أو أبو سفيان؟ قال: أبو الزبير أشهر، فعاوده بعض من حضر فيه، فقال: أتريد أن أقول: ثقة، الثقة شعبة وسفيان. وَقَال أحمد، وابن معين، وأبو حاتم: أبو الزبير أحب إلينا منه. روى له الجماعة، الْبُخَارِيّ مقروناً بغيره.
وقال ابن حزم: ضعيف. وقال ابن المديني: يكتب حديثه وليس بالقوي. وَقَال ابْن مَعِين: لا شئ.
وقد وُصف بالإرسال: قال أبو حاتم: لم يسمع من أبي أيوب شيئاً، وأما أنس فإنه يحتمل، وأما جابر فإن شعبة يقول سمع أبو سفيان من جابر أربعة أحاديث. قال: ويقال إن أبا سفيان أخذ صحيفة جابر عن سليمان اليشكري. وقال أبو زرعة: طلحة بن نافع عن عمر مرسل وهو عن جابر أصح. وَقَال شعبة، وابن عُيَيْنَة: حديث أبي سفيان، عن جابر، إنما هي صحيفة. وقال ابن المديني: أبو سفيان لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث. قال ابن حجر: لم يخرج البخاري له سوى أربعة أحاديث عن جابر وأظنها التي عناها ابن المديني.
قلت: قال العلائي: طلحة مكثر من الرواية عن جابر كأبي الزبير. وقال مسلم: سمع جابر. وقال البخاري: كان يزيد أبو خالد الدالاني يقول: أبو سفيان لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث وما يدريه أو لا يرضى أن ينجو رأساً برأس حتى يقول مثل هذا. وقَال البُخارِي أيضاً: قال لنا مسدد، عَن أَبِي مُعَاوِيَة، عَن الأَعْمَش، عَن أبي سفيان: جاورت جابراً بمكة ستة أشهر. وقال أبو العلاء القصاب: قال أبو سفيان: كنت أحفظ وكان سليمان اليشكري يكتب يعني عن جابر. وقال أبو بشر: قلت لأبي سفيان: ما لك لا تحدث عن جابر كما يحدث عنه صاحبنا سليمان اليشكري؟ فقال: إن سليمان كان يكتب وكنت لا أكتب. وقال يحيى بن سعيد: محمد وعبد الرحمن ابني جابر سمعا وهما صغيران، وابن المنكدر، وأبو سفيان أثبت في أبيهما منهما.
وقد وُصف بالتدليس أيضاً: وصفه بذلك الدارقطني وغيره. وذكره العلائي، وابن حجر في المرتبة الثالثة
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 389، "الجرح والتعديل" 9/ 348، "الثقات" لابن حبان 7/ 668، "المشاهير" 1/ 204، "تهذيب الكمال" 33/ 129، "المغني في الضعفاء" 2/ 572، "تاريخ الإسلام" 4/ 1261، "ميزان الاعتدال" 4/ 499، "الاغتباط بمن رمي من الرواة بالاختلاط" 1/ 382، "التهذيب" 12/ 34، "التقريب" صـ 551.
من مراتب المدلسين وهي: من أكثر من التدليس فلم يحتج الائمة من أحاديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع. وحاصله أنه "صدوق" يُرسل ويدلس فل يقبل شئ من حديث إلا إذا صرح فيه بالسماع.
(1)
6) جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (21).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: أَبُو سُفْيَان طَلْحَة بن نَافِع: صدوق حسن الحديث لكنه يُرسل ويدلس فلا يُقبل شئ من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع، وهو في هذا الحديث لم يصرح بالسماع.
قلت: لكن تابعه: سُليمان بن قيس اليشكري الذي كان يسمع معه من جابر، وسليمان هذا: ثقة.
(2)
وتابعه أيضاً أبو الزبير محمد بن مسلم، عن جابر. كما عند مسلم وغيره وصرح أبو الزبير بالسماع من جابر. كما سبق بيان ذلك في التخريج.
وللحديث شاهد في الصحيحين من حديث أَبي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِي عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَشَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ، فَقَالَ:«أَلَا إِنَّ الْإِيمَانَ هَهُنَا، وَإِنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ، عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الْإِبِلِ، حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ فِي رَبِيعَةَ، وَمُضَرَ» .
(3)
(4)
وعلي هذا فيرتقي الحديث بمتابعاته وشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
(1)
يُنظر "العلل" لأحمد 2/ 474، "الثقات" للعجلي 1/ 481، "الجرح والتعديل" 4/ 475، "المراسيل" 1/ 100، "الثقات" 4/ 393، "المشاهير" 1/ 135، "الكامل" 5/ 180، "الثقات" لابن شاهين 1/ 121، "تهذيب الكمال" 13/ 438، "السير" 5/ 293، "جامع التحصيل" 1/ 202، 113، "الإكمال" 7/ 85، "طبقات المدلسين" 1/ 39، "التهذيب" 5/ 26، "التقريب" صـ 225.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 194.
(3)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ المغازي ب/ قُدُومِ الأَشْعَرِيِّينَ وَأَهْلِ اليَمَنِ (5/ 173 رقم 4387)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الإيمان ب/ تَفَاضُلِ أَهْلِ الْإِيمَانِ فِيهِ، وَرُجْحَانِ أَهْلِ الْيَمَنِ فِيهِ (1/ 71 رقم 51)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الفضائل ب/ ما جاء في اليمن وفضلها (11/ 221 رقم 32973)، وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الإيمان ب/ بَيَانُ الْأَخْلَاقِ وَالْأَعْمَالِ الْمَحْمُودَةِ الَّتِي جَعَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْإِيمَانِ وَنَسَبَهَا إِلَى أَهْلِ الْحِجَازِ وَمَا يَلِيهَا، وَالْأَخْلَاقِ وَالْأَعْمَالِ الْمَذْمُومَةِ الَّتِي نَسَبَهَا إِلَى الْكُفْرِ وَأَنَّهَا قِبَلَ الْمَشْرِقِ. (1/ 61 رقم 162، 161).
(4)
قال النووي: الْفَدَّادِينَ: بتشديد الدال جمع فداد بدالين أولاهما مشددة وهذا قول أهل الحديث والأصمعي وجمهور أهل اللغة وهو من الفديد وهو الصوت الشديد فهم الذين تعلو أصواتهم في إبلهم وخيلهم وحروثهم ونحو ذلك وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: هم المكثرون من الإبل الذين يملك أحدهم المائتين منها إلى الألف وقوله أن القسو في الفدادين عند أصول أذناب الإبل معناه الذين لهم جلبة وصياح عند سوقهم لها. وقوله صلى الله عليه وسلم حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر: قوله ربيعة ومضر: بدل من الفدادين. وأما قرنا الشيطان: فجانبا رأسه وقيل هما جمعاه اللذان يغريهما بإضلال الناس وقيل شيعتاه من الكفار والمراد بذلك اختصاص المشرق بمزيد من تسلط الشيطان ومن الكفر كما قال في الحديث الآخر رأس الكفر نحو المشرق وكان ذلك في عهده صلى الله عليه وسلم حين قال ذلك ويكون حين يخرج الدجال من المشرق وهو فيما بين ذلك منشأ الفتن العظيمة ومثار الكفرة الترك الغاشمة العاتية الشديدة البأس. يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 2/ 34.
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ إِلَّا أَحْمَدُ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: قد اختلف في مواضع من هذا الحديث وقد جمعها القاضي عياض رحمه الله ونقحها مختصرة بعده الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله وأنا أحكي ما ذكره قال: أما ما ذكر من نسبة الإيمان إلى أهل اليمن فقد صرفوه عن ظاهره من حيث إن مبدأ الإيمان من مكة ثم من المدينة حرسهما الله تعالى فحكى أبو عبيد إمام الغرب ثم من بعده في ذلك أقوالاً أحدها: أنه أراد بذلك مكة فإنه يقال إن مكة من تهامة وتهامة من أرض اليمن. والثاني: أن المراد مكة والمدينة فإنه يروى في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام وهو بتبوك ومكة والمدينة حينئذ بينه وبين اليمن فأشار إلى ناحية اليمن وهو يريد مكة والمدينة فقال الإيمان يمان ونسبهما إلى اليمن لكونهما حينئذ من ناحية اليمن كما قالوا الركن اليماني وهو بمكة لكونه إلى ناحية اليمن. والثالث: ما ذهب إليه كثير من الناس وهو أحسنها عند أبي عبيد أن المراد بذلك الأنصار لأنهم يمانون في الأصل فنسب الإيمان إليهم لكونهم أنصاره. قال الشيخ أبو عمرو رحمه الله: ولو جمع أبو عبيد ومن سلك سبيله طرق الحديث بألفاظه كما جمعها مسلم وغيره وتأملوها لصاروا إلى غير ما ذكروه ولما تركوا الظاهر ولقضوا بأن المراد اليمن وأهل اليمن على ما هو المفهوم من إطلاق ذلك إذ من ألفاظه أتاكم أهل اليمن والأنصار من جملة المخاطبين بذلك فهم إذن غيرهم، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم جاء أهل اليمن وإنما جاء حينئذ غير الأنصار ثم إنه صلى الله عليه وسلم وصفهم بما يقضي بكمال إيمانهم ورتب عليه الإيمان يمان فكان ذلك إشارة للإيمان إلى من أتاه من أهل اليمن لا إلى مكة والمدينة ولا مانع من إجراء الكلام على ظاهره وحمله على أهل اليمن حقيقة لأن من اتصف بشيء وقوي قيامه به وتأكد اطلاعه منه ينسب ذلك الشيء إليه إشعاراً بتميزه به وكمال حاله فيه وهكذا كان حال أهل اليمن حينئذ في الإيمان وحال الوافدين منه في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أعقاب موته كأويس القرني وأبي مسلم الخولاني رضي الله عنهما وشبههما ممن سلم قلبه وقوي إيمانه فكانت نسبة الإيمان إليهم لذلك إشعاراً بكمال إيمانهم من غير أن يكون في ذلك نفي له عن غيرهم فلا منافاة بينه وبين قوله صلى الله عليه وسلم الإيمان في أهل الحجاز ثم المراد بذلك الموجودون منهم حينئذ لا كل أهل اليمن في كل زمان فإن اللفظ لا يقتضيه هذا هو الحق في ذلك ونشكر الله تعالى على هدايتنا له، والله أعلم.
(1)
(1)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 2/ 32.
[214/ 864]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: نا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَالْعَشَاءُ، فَابْدَءُوا
(1)
بِالْعَشَاءِ».
*لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ سَلَمَةَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَيُّوبُ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الصلاة ب/ الصَّلَاةُ وَالْعَشَاءُ يَحْضُرَانِ بِأَيِّهِمَا يُبْدَأُ (3/ 439 رقم 7991)، وابن أبي شيبة أيضاً كما في "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري (2/ 180)، وأحمد في "مسنده"(27/ 77، 53 رقم 16540، 16521)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" ك/ الصلاة ب/ الصَّلَاةِ إِذَا حَضَرَ الطَّعَامُ (1/ 276 رقم 159)، والطبراني في "المعجم الكبير"(7/ 20 رقم 6250)، كلهم من طُرقٍ عَن أَيُّوب بْن عُتْبَة، عَنْ إِيَاس بْن سَلَمَة به بمثله.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُسَ اليَرْبُوْعِيُّ: "ثقة متقن" سبقت ترجمته في حديث رقم (160).
3) أَيُّوْبُ بنُ عُتْبَةَ اليَمَامِيُّ
(2)
، أَبُو يَحْيَى قَاضِي اليَمَامَة.
روي عَنْ: إِيَاس بْن سَلَمَة بْن الْأَكْوَعِ، وعطاء بْن أَبي رباح، ويحيى بْن أَبي كثير، وغيرهم.
روي عَنْه: أَحْمَد بن عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُس، وسَعِيد بْن سُلَيْمان، وأبو داود الطيالسي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال أحمد: ثقة، إلا أنه لا يقيم حديث يحيى بْن أَبي كثير. وَقَال ابن معين: لا بأس به.
وَقَال أحمد، وابن معين مرة، وابْن المديني، وأبو زرعة، والنسائي، ويعقوب بن سفيان، والجوزجاني، والفلاس، وابْن عمار، ومسلم، والخطيب، وابن حجر: ضعيف، وزاد ابن معين: ليس بالقوي، وزاد الفلاس: سيء الحفظ، وهُوَ من أهل الصدق، وَقَال الدارقطني: يعتبر به شيخ. وقال الذهبي: ليِّن مِنْ قِبَلِ حِفْظِه. وذكره الساجي، والقيرواني، والبلخي، والعقيلي، والدولابي في الضعفاء. وقال الساجي: ليس بساقط الحديث.
وقال البخاري: ضعيف الحديث جداً، لا أحدث عنه، كان لا يعرف صحيح حديثه من سقيمه. وقال ابن معين: كان يقال: ثلاثة كان يُتقى حديثهم: محمد بن طلحة بن مصرف، وأيوب بن عتبة، وفليح.
وَقَال العجلي: يكتب حديثه، وليس بالقوي. وقال ابن عدي: أحاديثه في بعضها الإنكار، وهو مع ضعفه يكتب حديثه. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم. وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيراً ويهم شديداً
(1)
في الأصل "ابْدَؤا" هكذا بدون فاء في أولها والتصويب ما أثبته من المعجم الكبير.
(2)
اليَمَامِي: بِفَتْح الْيَاء وَالْمِيم وَبعد الْألف مِيم ثَانِيَة هَذِه النِّسْبَة إِلَى الْيَمَامَة وَهِي مَدِينَة بالبادية من بِلَاد العوالي أَكثر أَهلهَا بَنو حنيفَة وَبهَا تنبأ مُسَيْلمَة الْكذَّاب وينسب إِلَيْهَا كثير مِنْهُم: أَبُو يحيى أيوب بن عتبَة اليَمَامي قَاضِي الْيَمَامَة. "اللباب"3/ 417.
حتى فحش الخطأ منه. وَقَال ابن معين مرة: ليس بشئ لا يساوي فلساً.
وَقَال أَبُو زُرْعَة: حديث أهل العراق عنه ضعيف؟ ويُقال: إن حديثه باليمامة أصح، قال لي سُلَيْمان بْن دَاوُد بْن شعبة اليمامي: وقع أَيُّوب بْن عتبة إِلَى البصرة وليس معه كتب، فحدث من حفظه، وكَانَ لا يحفظ. فأما حديث اليمامة ما حدث به ثمة فهو مستقيم.
وَقَال أبو حاتم: فيه لين، قدم بغداد، ولم تكن معه كتب، فكان يحدث من حفظه على التوهم فيغلط، وأما كتبه فِي الأصل فهو صحيحة عن يحيى بْن أَبي كثير، قال لي سُلَيْمان بْن شعبة هَذَا الكلام. وقال أحمد، والنسائي مرة: مُضْطَرب الحَدِيث. وقال أبو داود: منكر الحديث. وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ مرة: يترك. وقال علي بن الجنيد: شبه المتروك. وحاصله أنه "ضعيف الحديث".
(1)
4) إِيَاسُ بنُ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ الأَسْلَمِيُّ، أَبُو سلمة المَدَنِيُّ.
روي عَنْ: أبيه سلمة بْن الأكوع، وابن لعمار بْن ياسر.
روي عَنْه: أَيُّوب بْن عُتْبَة، والزهري، وابن أبي ذئب، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، وابن مَعِين، والعِجْلِي، والنَّسَائي، وابن حجر: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. وخرج الحاكم حديثه وقال: اتفقا جميعاً على الحجة به عن أبيه. وقال الذهبي: مشهور، وما علمته روى عن غير أبيه. روى له الجماعة. وحاصله أنه "ثقة".
(2)
5) سَلَمَةُ بْنُ عَمْرو بن الأَكْوَعِ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (7).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: أَيُّوب بْن عُتْبَة: ضعيف الحديث.
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف أَيُّوب بْن عُتْبَة قَاضِي اليَمَامَة.
(3)
قلت: لكن للحديث شواهد في الصحيحين من حديث أنس، وابن عمر، وعائشة رضي الله عنهم.
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا قُدِّمَ العَشَاءُ، فَابْدَءُوا بِهِ قَبْلَ أَنْ تُصَلُّوا صَلَاةَ المَغْرِبِ، وَلَا تَعْجَلُوا عَنْ عَشَائِكُمْ» .
(4)
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا وُضِعَ عَشَاءُ أَحَدِكُمْ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَابْدَءُوا بِالعَشَاءِ وَلَا يَعْجَلْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ» وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ: «يُوضَعُ لَهُ الطَّعَامُ، وَتُقَامُ الصَّلَاةُ، فَلَا يَأْتِيهَا حَتَّى يَفْرُغَ، وَإِنَّهُ
(1)
يُنظر "سؤالات ابن الجنيد لابن معين" 1/ 374، "العلل" 3/ 117، "الثقات" للعجلي 1/ 241، "الضعفاء الكبير" 1/ 108، "الجرح والتعديل" 2/ 253، "المجروحين" 1/ 169، "الكامل" 2/ 10، "سؤالات البرقاني للدارقطني" رواية الكرجي عنه 1/ 14، "تهذيب الكمال" 3/ 484، "السير" 7/ 319، "الإكمال" 2/ 338، "التقريب" صـ 58.
(2)
يُنظر "الثقات" للعجلي 1/ 239، "الثقات" 4/ 35، "تهذيب الكمال" 3/ 403، "الإكمال" 2/ 303، "التقريب" صـ 56.
(3)
يُنظر "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري 2/ 181.
(4)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الأذان ب/ إِذَا حَضَرَ الطَّعَامُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ (1/ 135 رقم 672)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الْمَسَاجِدِ وَمَوَاضِعِ الصَّلَاةَ ب/ كَرَاهَةِ الصَّلَاةِ بِحَضْرَةِ الطَّعَام (1/ 392 رقم 557).
لَيَسْمَعُ قِرَاءَةَ الإِمَامِ».
(1)
وعَن عَائِشَةَ أنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا وُضِعَ العَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَابْدَءُوا بِالعَشَاءِ» .
(2)
وعلي هذا فيرتقي الحديث بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ سَلَمَةَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَيُّوبُ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن حجر رحمه الله: قال النووي: في هذه الأحاديث كراهة الصلاة بحضرة الطعام الذي يريد أكله لما فيه من ذهاب كمال الخشوع ويلتحق به ما في معناه مما يشغل القلب وهذا إذا كان في الوقت سعة فإن ضاق صلى على حاله محافظة على حرمة الوقت ولا يجوز التأخير انتهى. وهذا إنما يجيء على قول من يوجب الخشوع ثم فيه نظر لأن المفسدتين إذا تعارضتا اقتصر على أخفهما وخروج الوقت أشد من ترك الخشوع بدليل صلاة الخوف والغريق وغير ذلك وإذا صلى لمحافظة الوقت صحت مع الكراهة وتستحب الإعادة عند الجمهور وادعى ابن حزم أن في الحديث دلالة على امتداد الوقت في حق من وضع له الطعام ولو خرج الوقت المحدود وقال مثل ذلك في حق النائم والناسي واستدل النووي وغيره بحديث أنس على امتداد وقت المغرب واعترضه ابن دقيق العيد بأنه إن أريد بذلك التوسعة إلى غروب الشفق ففيه نظر وإن أريد به مطلق التوسعة فمسلم فإن بعض من ذهب إلى ضيق وقتها جعله مقدراً بزمن يدخل فيه مقدار ما يتناول لقيمات يكسر بها سورة الجوع. وقال ابن الجوزي: ظن قوم أن هذا من باب تقديم حق العبد على حق الله وليس كذلك وإنما هو صيانة لحق الحق ليدخل الخلق في عبادته بقلوب مقبلة ثم إن طعام القوم كان شيئاً يسيراً لا يقطع عن لحاق الجماعة غالباً.
(3)
(1)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الأذان ب/ إِذَا حَضَرَ الطَّعَامُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاة (1/ 135 رقم 673) ومسلم في "صحيحه" ك/ الْمَسَاجِدِ ب/ كَرَاهَةِ الصَّلَاةِ بِحَضْرَةِ الطَّعَامَ الَّذِي يُرِيدُ أَكْلَهُ فِي الْحَالِ (1/ 392 رقم 559).
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الأذان ب/ إِذَا حَضَرَ الطَّعَامُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ (1/ 135 رقم 671)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الْمَسَاجِدِ ب/ كَرَاهَةِ الصَّلَاةِ بِحَضْرَةِ الطَّعَامَ الَّذِي يُرِيدُ أَكْلَهُ فِي الْحَال (1/ 392 رقم 558).
(3)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 5/ 46، "فتح الباري" لابن حجر 2/ 161.
[215/ 865]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: أنا أَبُو عَقِيلٍ قَالَ: أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْأَعْمَالُ سَبْعَةٌ: عَمَلَانِ مُنْجِيَانِ، وعَمَلَانِ بأَمْثَالِهِمَا، وَعَمَلٌ بِعَشَرَةِ أَمْثَالِهِ، وَعَمَلٌ بسَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ، وَعَمَلٌ لَا يَعْلَمُ ثَوَابَ عَامِلِهِ إِلَّا اللَّهُ. فَأَمَّا الْمُنْجِيَانِ: فَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ عز وجل يَعْبُدُهُ مُخْلِصًا لَا يُشْرَكُ بِهِ شَيْئًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ يُشْرَكُ بِهِ شَيْئًا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً جُزِيَ بِهَا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً، فَلَمْ يَعْمَلْهَا جُزِيَ مِثْلَهَا، وَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً جُزِيَ عَشْرًا، وَمَنْ أَنْفَقَ مَالَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ضُعِّفَتْ لَهُ نَفَقَةُ الدِّرْهَمِ بسَبْعِمائَةٍ، وَالدِّينَارُ بسَبْعِمائَةٍ، وَالصِّيَامُ لَا يَعْلَمُ ثَوَابَ عَامِلِهِ إِلَّا اللَّهُ عز وجل» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ إِلَّا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَبُو عَقِيلٍ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي عُمَر بْن مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: عُمَر بْن مُحَمَّد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
ورواه عَن عُمَر بْن مُحَمَّد، يَحْيَى بْن الْمُتَوَكِّل أَبُو عَقِيل، واضطرب فيه أَبُو عَقِيل سنداً ومتناً:
- فرواه مرة عَن عُمَر بْن مُحَمَّد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَار، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
أخرجه السراج في "حديثه"(3/ 29 رقم 1729)، عَن أَبي عَقِيل، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ به بلفظ: عَمَلانِ بِأَمْثَالِهِمَا، وَعَمَلٌ بِعَشَرَةِ أَمْثَالِهِ، وعمل بسبعمائة، ثم ذكرهم مُفصلاً.
والبيهقي في "شعب الإيمان" ب/ في الصيام: فضائل الصيام (3/ 298 رقم 3589)، عَن أَبي عُقَيْل، عَن عُمَر بْن مُحَمَّد به بمثل رواية الباب.
- ورواه مرة أخري عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وذلك بإسقاط عُمَر بْن مُحَمَّد.
أخرجه أبو بكر الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(6/ 200 رقم 2548) عَن أَبي عُقَيْل، عَن عَبْد اللهِ بْن دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَر بلفظ: الأَعْمَال عِنْدَ اللهِ سِتَّة: عَمَلانِ مُوجِبَانِ، وَعَمَلانِ بِأَمْثَالِهِمَا، وَعَمَلٌ بِعَشَرَةِ أَمْثَالِهِ، وَعَمَلٌ لا يَعْلَمُ ثَوَابَ عَامِلِهِ إِلا اللهُ ولم يذكر فيه: وَعَمَلٌ بسَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ.
وأبو بكر الدينوري أيضاً في "المجالسة وجواهر العلم"(7/ 127 رقم 3021) عَن أَبي عُقَيْل، عَن عَبْد اللهِ بْن دِينَار، عَنِ ابْنِ عُمَر بمثل رواية الباب.
الوجه الثاني: عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْد بْن أَسْلَم مُرسلاً.
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" ب/ في الصيام: فضائل الصيام (3/ 298 رقم 3588)، عَن عَبْد اللهِ بْن وَهْب، عَن عُمَر بْن مُحَمَّدِ به بنحوه. وأبو الليث السمرقندي في "تنبيه الغافلين" ب/ فَضْلِ صَوْمِ التَّطَوُّعِ وَصَوْمِ الْأَيَّامِ الْبِيضِ (1/ 335 رقم 479)، عَن ابْن وَهْب، عَن عُمَر بْن مُحَمَّدِ به بلفظ: الْأَعْمَال خَمْسَة:
فَعَمَلٌ بِمِثْلِهِ، وَعَمَلٌ مُوجِبٌ وَعَمَلٌ بِعَشْرَةٍ، وَعَمَلٌ بِسُبْعُ مِائَةٍ وَعَمَلٌ لَا يَعْلَمُ ثَوَابَ عَامِلِهِ إِلَّا اللَّهُ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، أَبُو عَقِيلٍ الْمَدَنِيُّ الضَّرِيرُ الْحَذَّاءُ. صَاحِبُ بُهَيَّةَ.
روي عَنْ: عُمَر بْن مُحَمَّد بْن زَيْد، وأبيه المتوكل، ومُحَمَّد بْن المنكدر، وغيرهم.
روي عَنْه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، وعبد الله بْن الْمُبَارَك، وأَبُو نُعَيْم الْفَضْل بن دكين، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن معين: ليس به بأس.
وقال أحمد، وابن معين مرة، وابن المديني، وأبو حاتم، وعثمان بْن سَعِيد، وابْن الْمُبَارَك، والنسائي، وابن حجر: ضعيف، وزاد أبو حاتم: يكتب حديثه. وَقَال الفلاس: فيه ضعف شديد. وَقَال أَبُو زُرْعَة: لين. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وقال ابن عبد البر: هو عند جميعهم ليس بالقوي. وَقَال أحمد: واهٍ. وَقَال ابْن مَعِين مرة: ليس حديثه بشئ. وَقَال ابْن عمار: ليس بحجة.
وقال ابن معين، والساجي: منكر الحديث. وقال ابن حبان: منكر الحديث ينفرد بأشياء ليس لها أصول من حديثه صلى الله عليه وسلم لا يسمعها الممعن في الصناعة إلا لم يرتب أنها معمولة. وَقَال الجوزجاني: أحاديثه منكرة.
وقال أبو زرعة ابن العراقي: يحيى بن المتَوَكل أَبُو عقيل صَاحب بُهية روى عَن إِبْرَاهِيم بن حسن بن حسن بن عَليّ وَقيل بَينهمَا كثير النواء. وحاصله أنه "ضعيف الحديث".
(1)
4) عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ.
روي عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَار مولى جده عبد الله بْن عُمَر، ومَالِك بْن أَنَس، والزُّهْرِي، وغيرهم.
روي عَنْه: أَبُو عَقِيل يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّل، وسفيان الثوري، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابْن سعد، وأحمد، وأبو حاتم، وابن معين، والعجلي، وأَبُو دَاوُد، والبرقي، والبزار، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد أَحْمَد: ليس بِهِ بأس، وزاد أَبُو حاتم: صدوق، وهم خمسة أخوة أوثقهم عمر. وذكره ابن حبان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات. وقال ابن حبان في المشاهير: من خيار أهل المدينة وكان يهم في الأحايين. وَقَال الثوري: لم يكن فِي آل ابْن عُمَر أفضل منه. وَقَال ابْن عُيَيْنَة: حَدَّثَنِي الصدوق البر. وَقَال أَبو عاصم النبيل: من أفضل أهل زمانه، كان لَهُ قدر وجلالة. وَقَال النَّسَائي: ليس به بأس. وَقَال ابْن مَعِين: صالح الحديث. وقال ابن عدي: هو في جملة من يكتب حديثه. روى له الجماعة سوى التِّرْمِذِي.
(1)
يُنظر "سؤالات ابن الجنيد لابن معين" 1/ 487، "تاريخ ابن معين" رواية الدوري 4/ 85، "الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 250، "الجرح والتعديل" 9/ 189، "المجروحين" لابن حبان 3/ 116، "الكامل" لابن عدي 9/ 39، "تهذيب الكمال" 31/ 511، "الإكمال" 12/ 359، "تحفة التحصيل" 1/ 347، "التقريب" صـ 525.
وحاصله أنه "ثقة".
(1)
5) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ الْقُرَشِي العدوي، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيُّ. مولى عَبد اللَّهِ بْن عُمَر.
روي عَنْ: مولاه عَبد اللَّهِ بْن عُمَر، ونافع مولى ابْن عُمَر، وأنس بْن مَالِك، وغيرهم.
روي عَنْه: عُمَر بْن مُحَمَّد بْن زَيْد، وسُفْيَان الثوري، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن سعد، وأحمد، وابْن مَعِين، والعجلي، وأبو زُرْعَة، وأَبُو حاتم، وابن نمير، وابن شاهين، والنَّسَائي، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد أحمد: مستقيم الحديث. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات. وقال ابن حبان في المشاهير: من متقني أهل المدينة وقرائهم. رَوَى لَهُ الْجَمَاعَة.
وقال سفيان بن عيينة: لم يكن بذاك ثم صار. وسئل أحمد عنه فقال: نافع أكبر منه وهو ثبت في نفسه ولكن نافعا أقوى منه. وقال ربيعة بن عبد الرحمن: كان من صالحي التابعين صدوقاً دَيِنَاً.
وقال العقيلي: روى عن شعبة، والثوري، ومالك، وابن عيينة، فأما رواية المشايخ عنه ففيها اضطراب، وقد روى موسى بن عبيدة ونظراؤه عن عبد الله بن دينار أحاديث مناكير، إلا أن الحمل فيها عليهم،
(2)
قال الذهبي: أساء العقيلي بإيراده في الضعفاء فقال: في رواية المشايخ عن عبد الله بن دينار اضطراب، ثم أورد له حديثين مضطربي الإسناد وإنما الاضطراب من أصحابه، وقد وثقه الناس. وحاصله أنه "ثقة".
(3)
6) عَبدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد البيهقي في الشعب
".
1) يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سختويه أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاق: قال الصَّرِيْفِيْنِيُّ الحَنْبَلِيُّ: ثقة عدل مرضي من فضلاء الحديث والتزكية، وكان عديم النظير ديناً وإتقاناَ واحتياطاَ في الرواية ما كان يحدث إلا من كتابه، يقرأ عليه فينظر في أصله.
(4)
2) أحمد بن الحسن بْن حفص بْن مسلم، أبو بكر الْقَاضِي: قال الذهبي: شيخ خراسان علماً ورياسة وعلو إسناد، وقال السمعاني: ثقة.
(5)
(1)
يُنظر "العلل" لأحمد 1/ 254، "الجرح والتعديل"6/ 131، "الثقات" 7/ 165، "المشاهير" 1/ 156، "الكامل" 6/ 38، "الثقات" لابن شاهين 1/ 134، "تهذيب الكمال" 21/ 499، "الميزان" 3/ 220، "الإكمال" 10/ 115، "التقريب" صـ 354.
(2)
قال ابن حجر: في العلل للخلال أن أحمد سئل عن عبد الله بن دينار الذي روى عنه موسى بن عبيدة النهي عن بيع الكالئ بالكالئ فقال: ما هو الذي روى عنه الثوري قيل فمن هو قال لا أدري وجزم العقيلي بأنه هو فقال في ترجمته روى عنه موسى بن عبيدة ونظراؤه أحاديث مناكير الحمل فيها عليهم. وفي رجال الموطأ لابن الحذاء قيل لا نعلم له رواية عن أحد إلا عن ابن عمر قال ابن حجر: وهذا قصور شديد ممن قاله.
(3)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 27، "الضعفاء الكبير" للعقيلي 2/ 247، "الجرح والتعديل" 5/ 46، "الثقات" 5/ 10، "المشاهير" 1/ 104، "تهذيب الكمال" 14/ 471، "تاريخ الإسلام" 3/ 441، "الإكمال" 7/ 331، "التقريب" صـ 244.
(4)
يُنظر "المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور" لتَقِي الدِّيْنِ، أَبُو إِسْحَاقَ الصَّرِيْفِيْنِيُّ، الحَنْبَلِيُّ 1/ 528.
(5)
يُنظر "تاريخ الإسلام" 9/ 357.
3) أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْن يوسف بْن مَعْقِل، أَبُو العباس الأموي: قال الحاكم: محدث عصره بلا مدافعة لم يختلف في صدقه. وقال ابن خزيمة: ثقة. وقال ابن أبي حاتم: بلغنا أنه ثقة صدوق.
(1)
4) بحر بْنُ نَصْر بن سابق الخَوْلاني: قال ابن حجر: ثقة.
(2)
5) عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبِ المِصْرِيُّ. "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (39).
6) عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الْعُمَرِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
7) زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ القرشي: "ثقة يُرسل عَن عدد من الصحابة" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي عُمَر بْن مُحَمَّد بْنِ زَيْد، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: عُمَر بْن مُحَمَّد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَار، عَنِ ابْنِ عُمَر.
ورواه عَن عُمَر بْن مُحَمَّد، يَحْيَى بْن الْمُتَوَكِّل أَبُو عَقِيل واضطرب فيه أَبُو عَقِيل سنداً ومتناً:
- فرواه مرة عَن عُمَر بْن مُحَمَّد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَار، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. بمثل رواية الباب.
ومرة بلفظ: عَمَلانِ بِأَمْثَالِهِمَا، وَعَمَلٌ بِعَشَرَةِ أَمْثَالِهِ، وعمل بسبعمائة، ثم ذكرهم مُفصلاً.
- ورواه مرة أخري عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَار، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وذلك بإسقاط عُمَر بْن مُحَمَّد.
بمثل رواية الباب. ومرة بلفظ: الأَعْمَالُ عِنْدَ اللهِ سِتَّةٌ: عَمَلانِ مُوجِبَانِ، وَعَمَلانِ بِأَمْثَالِهِمَا، وَعَمَلٌ بِعَشَرَةِ أَمْثَالِهِ، وَعَمَلٌ لا يَعْلَمُ ثَوَابَ عَامِلِهِ إِلا اللهُ ولم يذكر فيه: وَعَمَلٌ بسَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ.
الوجه الثاني: عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْد، عَنْ زَيْد بْن أَسْلَم مُرسلاً.
ورواه عَن عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ بهذا الوجه: عَبْد اللهِ بْنُ وَهْب المِصْرِي. وهو: ثقة ثبت.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق والله أعلم أن الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الآتية:
1) رِوَايَةْ الأحفظ: فَرَاوِيَة الوجه الثاني أحفظ وأوثق من رَاوِيَة الوجه الأول.
2) أنَّ رَاوِيَة الوجه الأول ضعيف واضطرب فيه سنداً ومتناً.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده ضعيف" فيه: أَبُو عَقِيل يَحْيَى بْن الْمُتَوَكِّل: ضعيف واضطرب في رواية هذا الحديث سنداً ومتناً.
وأما الحديث بالوجه الثاني ـــــ الراجح ـــــ فضعيف لإرساله.
قلت: وللحديث من وجهه الراجح شاهد من حديث الرُّكَيْن بْن الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِيهِ الرَّبِيعِ بن عملية الفزاري، عَنْ عَمِّهِ يسير بن عملية، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِك الْأَسَدِي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: النَّاسُ أَرْبَعَةٌ، وَالْأَعْمَالُ سِتَّةٌ: مُوجِبَتَانِ وَمِثْلٌ بِمِثْلٍ، وَحَسَنَةٌ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَحَسَنَةٌ بِسَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَالنَّاسُ مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا
(1)
يُنظر "تاريخ الإسلام" 7/ 841، "طبقات الشافعين" لابن كثير 1/ 270.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 59.
وَالْآخِرَةِ، وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا، مَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَشَقِيٌّ فِي الدُّنْيَا، وَشَقِيٌّ فِي الْآخِرَةِ، وَالْمُوجِبَتَانِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَوْ قَالَ: مُؤْمِنًا بِاللَّهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ وَهُوَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ دَخَلَ النَّارَ، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشَرَةُ أَمْثَالِهَا، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ سَيِّئَةٌ وَاحِدَةٌ غَيْرُ مُضَعَّفَةٍ، وَمَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فَاضِلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبِسَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ».
(1)
أخرجه الترمذي، والحاكم مختصراً في باب النفقة بلفظ: منْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كُتِبَتْ لَهُ بِسَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ. قال الترمذي: وَفِي البَاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ. وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. ووافقه الذهبي.
قلت: وللحديث شواهد أخري أيضاً بأجزائه:
فيشهد لقوله صلى الله عليه وسلم: فَأَمَّا الْمُنْجِيَانِ، ــــ وفي لفظ: فَأَمَّا الْمُوجِبَانِ ــــ: فَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ عز وجل يَعْبُدُهُ مُخْلِصًا لَا يُشْرَكُ بِهِ شَيْئًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ يُشْرَكُ بِهِ شَيْئًا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ.
ما أخرجه مسلم في "صحيحه" بسنده عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْمُوجِبَتَانِ؟ فَقَالَ:«مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ» .
(2)
ويشهد لقوله صلى الله عليه وسلم: وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً جُزِيَ بِهَا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً، فَلَمْ يَعْمَلْهَا جُزِيَ مِثْلَهَا، وَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً جُزِيَ عَشْرًا.
ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ تبارك وتعالى، قَالَ: إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا، كَتَبَهَا اللهُ عز وجل عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَاف كَثِيرَة، وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا، كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً».
(3)
وفي لفظ عند مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ اللهُ عز وجل: إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ،
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(2/ 253 رقم 743)، وأحمد في "مسنده"(31/ 383 رقم 19035)، والترمذي في "سننه" ك/ فضائل الجهاد ب/ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. (4/ 167 رقم 1625)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2/ 286 رقم 1047)، وابن حبان في "صحيحه" (الإحسان ك/ التاريخ ب/ بدء الخلق: ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِعَدَدِ النَّاسِ وَأَوْصَافِ أَعْمَالِهِمْ. (14/ 45 رقم 6171)، والطبراني في "الكبير"(4/ 206 رقم 4153)، والحاكم في "المستدرك" ك/ الجهاد (2/ 96 رقم 2441)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2/ 981 رقم 2519).
(2)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الإيمان ب/ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ مُشْرِكًا دَخَلَ النَّارَ (1/ 94 رقم 93).
(3)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الرقاق ب/ مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ أَوْ بِسَيِّئَةٍ (1/ 103 رقم 6491)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الإيمان ب/ إِذَا هَمَّ الْعَبْدُ بِحَسَنَةٍ كُتِبَتْ، وَإِذَا هَمَّ بِسَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ (1/ 118 رقم 131).
فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا سَيِّئَةً، وَإِذَا هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا عَشْرًا.
(1)
ويشهد لقوله صلى الله عليه وسلم: وَالصِّيَامُ لَا يَعْلَمُ ثَوَابَ عَامِلِهِ إِلَّا اللَّهُ عز وجل.
ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: قَالَ اللهُ عز وجل: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، هُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ.
(2)
وفي لفظ عند مسلم: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْف قَالَ اللهُ عز وجل: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي.
وعلي هذا فيرتقي الحديث من وجهه الراجح ــــ المرسل ــــ بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ إِلَّا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَبُو عَقِيلٍ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الإيمان ب/ إِذَا هَمَّ الْعَبْدُ بِحَسَنَةٍ كُتِبَتْ، وَإِذَا هَمَّ بِسَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ (1/ 117 رقم 128)
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ اللباس ب/ مَا يُذْكَرُ فِي المِسْكِ (7/ 164 رقم 5927)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الصيام ب/ فَضْلِ الصِّيَامِ (2/ 806 رقم 1151).
[216/ 866]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: نا يُونُسُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: أَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مِنْهَالٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَرْقَمَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ لِكُلِّ أَمَةٍ أَمِيناً
(1)
، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ».
*لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُمَرَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي سَعِيد بْن سُلَيْمَان، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: سَعِيد، ورواه عنه أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، واختلف علي أَحْمَد من طريقين:
الطريق الأول: الْحُلْوَانِيُّ، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَن يُونُس بنُ بُكَيْر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَن الْجَرَّاح بْن مِنْهَالٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــ رواية الباب ـــــ، وأبو علي الصواف في "الجزء الثالث من فوائده"(1/ 25 رقم 98) ومن طريقه ــــــ أبو نعيم الأصبهاني في "فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم"(1/ 114 رقم 122) ــــــ. والآجري في "الشريعة" ب/ فَضْلِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رضي الله عنه. (5/ 2308 رقم 1793).
ثلاثتهم: الطبراني، وأبو علي الصواف، والآجري، عَن أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي به بمثله.
قلت: وتابع سعيد بن سليمان علي هذا الوجه: سليمان الشاذكوني، عَن يونس بن بكير، عَن محمد بن إسحاق به. أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/ 460). قلت: قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: سليمان الشاذكوني ليس بشئ، متروك الحديث وترك حديثه ولم يحدث عنه.
(2)
الطريق الثاني: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَن أَبي أُسَامَة، عَن عُمَر بْن حَمْزَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَن عُمَرَ.
أخرجه أبو الحسن الخِلَعي في "الفوائد المنتقاة" ــــ الخلعيات ــــ مخطوط (1/ 431 رقم 551)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(25/ 459)، عَن الْقَاضِي أَبُو بَكْر عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْخَصِيبِ، عَن الْحُلْوَانِي، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان به بمثله.
قلت: ولسعيد بن سليمان علي هذا الوجه متابعات:
أخرجها البزار في "مسنده"(1/ 229 رقم 117)، عَن مُحَمَّد بْن صَالِح الْعَدَوِي.
وأبو يعلي الموصلي في "مسنده"(1/ 189 رقم 228)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 36)، وابن عساكر في
(1)
في الأصل "أمين" والتصويب من فوائد أبو علي الصواف، وغيره من طريق شيخ المُصَنِف.
(2)
يُنظر "الجرح والتعديل" 4/ 114.
"تاريخ دمشق"(25/ 460)، عَن أَبي هِشَامٍ الرفاعي.
وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(1/ 101)، عَن أَبي عَقِيل الْحَمَّال، وَحُمَيْد بْن الرَّبِيع.
أربعتهم: مُحَمَّد بْن صَالِح الْعَدَوِي، وأَبو هِشَام الرفاعي، وأَبو عَقِيل الْحَمَّال، وَحُمَيْد بْن الرَّبِيع، عَن أَبي أُسَامَة حماد بن أسامة بن زيد، عَن عُمَر بْن حَمْزَة الْعُمَرِي، عَنْ سَالِم، عَنْ أَبِيه، عَنِ عُمَر.
الوجه الثاني: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَن أَبي أُسَامَةَ، عَنْ عُمَر بْن حَمْزَة، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
ورواه عَنْ سَعِيد بْن سُلَيْمَان بهذا الوجه: الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيمَ الْبَيَاضِي.
أخرجه أبو عبد الله النعالي في "فوائده"(1/ 53 رقم 53)، وأبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان"(1/ 310)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(8/ 227).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الطريق الأول من الوجه الأول: "إسناد الطبراني ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرِ الشَّيْبانيُّ: "صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (184).
4) مُحَمَّد بن إِسْحَاق، صاحب المغازي:"ثقة يدلس، فلا يقبل شئُ من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع" سبقت ترجمته في حديث رقم (24).
5) الْجَرَّاحُ بْنُ مِنْهَال،
(1)
أَبُو الْعَطُوفِ الْجَزَرِيُّ الْحَرَّانِيُّ.
روي عَنْ: حَبِيب بْن نَجِيح، والحكم بْن عتيبة، والزهري، وغيرهم.
روي عَنْه: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، ويزيد بْن هارون، وشبابة بن سوار، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَالَ ابْن سعد، وابن معين، وابْن المديني: ضعيف، وزاد ابن المديني: لا يكتب حديثه. وقال الدارقطني: ضعيف جداً. وقال ابن حجر: مُتَّفق على ضعفه. وقال أَحْمد: كَانَ صَاحب غَفلَة. وقال ابن عدي: الضعف عَلَى رواياته بين وذلك لأن لَهُ أحاديث، عن الزُّهْري والحكم وأبي الزُّبَيْر وغيرهم ويبين ضعفه إِذَا روى عَن هؤلاء الثقات فإنه يروي عنهم ما لا يتابعه أحد عليه.
وقال ابن معين، وابن الجارود: لَيْسَ حَدِيثه بِشَيْء. وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم، وقال النَّسَائي، والساجي: ليس بثقة، وَلا يكتب حديثه.
(1)
قلت: الْجَرَّاحُ بْنُ مِنْهَال هذا ذكره البخاري مرة في التاريخ الكبير وقال فيه منكر الحديث. وذكره مرة أخري فقال: مِنهال بن الجَرّاح أُراه. هكذا قال. فقال ابن أبي حاتم: قال أبو زرعة وأبى جميعاً إنما هو الجراح بن المنهال أبو العطوف وأخطأ فيه البخاري. قلت: إلا أن يكون البخاري يقصد رجلاً آخر. لكن قال الدارقطني: روى عنه محمَّدُ بنُ إسحاقَ، فقلب اسمَه؛ وقال: مِنهالُ بنُ الجرَّاحِ. فتبين بهذا أنه هو هو لكن القلب من الراوي عنه والله أعلم. يُنظر "التاريخ الكبير" 8/ 12، "الجرح والتعديل" 8/ 358، "سؤالات السلمي للدارقطني" 1/ 153.
وَقَالَ البُخَارِي، وَمُسلم: مُنكر الحَدِيث. وقال أبو نعيم: روى عَن الزُّهْرِي وَالْحكم بِالْمَنَاكِير والأوهام، وعلق الذهبي علي حديث له فقال: هذا منكر لم يتابع عليه.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم، والنَّسَائِي، والدولابي، وَالدَّارَقُطْنِي، وابن طاهر، والذهبي: مَتْرُوك الحَدِيث، وزَاد أبو حَاتِم: ذاهب لَا يكْتب حَدِيثه. وَقَالَ ابْن حبَان: كَانَ يكذب، وذكره البرقي في باب: من اتهم بالكذب. وحاصله أنه "متروك الحديث".
(1)
6) حَبِيبُ بْنُ نَجِيح.
روي عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن غَنْم الْأَشْعَرِي. روي عَنْه: الْجراح بن الْمنْهَال.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو حاتم: مجهول ولا يعتبر برواية أبي العطوف عنه ـــــ يعني لضعف أبي العطوف ــــــ. وقال الذهبي: مجهول. وحاصله أنه "مجهول".
(2)
7) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيُّ: "تابعي ثقة ليست له صحبة" تقدم في حديث رقم (28).
8) عَبْدُ اللهِ بنُ الأَرْقَمِ بنِ عَبْدِ يَغُوْثَ بْنِ وَهْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ زُهْرَةَ القُرَشِيُّ، الزُّهْرِيُّ.
روي عَنْ: النبي صلى الله عليه وسلم. روي عَنْه: عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، وأسلم مولى عمر، ويزيد بن قتادة، وعروة بْن الزُّبَيْر، وقيل: بينهما رجل، وعَمْرو بْن دِينَار مرسل.
كان رضي الله عنه من مسلمة الفتح وممن حسن إسلامه، وكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ثم كتب لأبي بكر، وعمر، ولما استكتبه رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أمن إليه ووثق به، فكان إذا كتب له إِلَى بعض الملوك يأمره أن يختمه، ولا يقرؤه لأمانته عنده. وكان على بيت المال أيام عمر، وكان أميراً عنده، وولي بيت المال أيضاً لعثمان مدة، ثم إنه استعفى عثمان من ذلك فأعفاه، وكان من جلة الصحابة، وصلحائهم رضي الله عنه. وحاصله أنه "صحابي".
(3)
9) عمر بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ
(4)
بْن عديّ بْن كعْب، أَبُو حفص القُرَشي العدوي،
(5)
الفاروق رضي الله عنه.
(6)
(1)
يُنظر "تاريخ ابن معين" رواية الدوري 4/ 467، "التاريخ الكبير" للبخاري 2/ 228، "الجرح والتعديل" 2/ 523، "الكامل" لابن عدي 2/ 406، "سؤالات السلمي للدارقطني" 1/ 153، "الضعفاء" لأبو نعيم 1/ 70، "ذخيرة الحفاظ" لابن طاهر 2/ 779، "الضعفاء والمتروكون" لابن الجوزي 1/ 167، "تاريخ الإسلام" 4/ 562، "ديوان الضعفاء" 1/ 144، "لسان الميزان" 2/ 426.
(2)
يُنظر "الجرح والتعديل" 3/ 110، "الثقات" 6/ 184، "ميزان الاعتدال" 1/ 456.
(3)
يُنظر "معجم الصحابة" للبغوي 3/ 527، "معجم الصحابة" لابن قانع 2/ 78، "معرفة الصحابة" 3/ 1582، "الاستيعاب" 3/ 865، "أسد الغابة" 3/ 171، "تهذيب الكمال" 14/ 301، "السير" 2/ 482، "الإصابة" 6/ 6.
(4)
النُّفَيْلِي: بِضَم النُّون وَفتح الْفَاء وَسُكُون الْيَاء تحتهَا نقطتان وَبعدهَا لَام هَذِه النِّسْبَة إِلَى الْجد الأعلى وممن اشتهروا بهَا: نفيل بن عبد الْعُزَّى بن رَبَاح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كَعْب بن لؤَي جد عمر بن الْخطاب. "اللباب" 3/ 320.
(5)
العَدَوِيُّ: بفتح العين والدال المهملتين، هذه النسبة إلى خمسة رجال، منهم عدي بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر، جد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ورهطه وعشيرته وأولاده من بعده ومواليه ينتسبون إليه، وفيهم كثرة وشهرة، وهو الفاروق ومكمل الأربعين ومقوى الإسلام والدين، مهرة الشيطان اللعين، ومفرق الحق عن الباطل. "الأنساب" للسمعاني 8/ 410.
(6)
الفَارُوْق: بفتح الفاء والراء المضمومة بينهما الألف ثم الواو والقاف، هذه اللفظة لقب أمير المؤمنين أبى حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشي العدوي رضي الله عنه، أعز الله تعالى به الإسلام، ومصر به الأمصار، وجنى به الأموال، شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وسمى الفاروق لأنه فرق بين الحق والباطل. قاله السمعاني في "الأنساب" 9/ 221.
روي عَنْ: النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وأَبِي بْن كعب، وغيرهم.
روي عَنْه: عثمان، وعلي، وابنه عبد الله بن عمر، وغيرهم.
أسلم رضي الله عنه بمكة، وكَانَ إسلامه عزاً، ظهر بِهِ الإسلام بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وهاجر إِلَى الْمَدِينَة قبل رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وشهد بدراً، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وتوفى رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو عَنْه راض. وولي الخلافة بعد أَبِي بكر، فسار بأحسن سيرة. وفتح اللَّه لَهُ الفتوح بالشام والعراق ومصر. وهو الَّذِي نور شهر الصوم بصلاة الإشفاع فِيهِ، وأرخ التأريخ من الهجرة الَّذِي بأيدي الناس إِلَى اليوم. وهو أول من سُمي بأمير المؤمنين. وقد قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فيه: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَر وقَلْبِهِ. وقال فيه أيضاً: لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَر. ونَزَلَ الْقُرْآنُ بِمُوَافَقَتِهِ فِي أَسْرَى بَدْرٍ، وفِي الْحِجَابِ، وفِي تَحْرِيمِ الْخَمْرِ، وفِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ. ومات رضي الله عنه وهو ابْن ثلاث وستين سنة فِي سن النبي صلى الله عليه وسلم وسن أَبِي بكر. ودفن مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حجرة عائشة رضي الله عنهم.
(1)
ثانياً: دراسة إسناد الطريق الثاني من الوجه الأول: "إسناد أبو الحسن الخِلَعي في "الفوائد المنتقاة
".
1) أَبُو الْحَسَنِ الْخَصِيبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَصِيبِ: قال الذهبي: ثقة.
(2)
2) أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَصِيبِ: قال الذهبي: الإِمَامُ الكَبِيْرُ، المُحَدِّث، قَاضِي القُضَاةِ.
(3)
3) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
4) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
5) أَبُو أُسَامَة حماد بن أسامة بن زيد: قال ابن حجر: ثقة ثبت ربما دلس.
(4)
6) عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ بن عبد الله بن عمر بن الخطاب: قال ابن حجر: ضعيف.
(5)
7) سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (36).
8) عَبدُ اللَّهِ بْن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
9) عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في إسناد الطريق الأول.
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان
".
1) أَبُو الْقَاسِمِ الْخَضِرُ بْنُ السَّرِيِّ بْنِ الْفَضْلِ: قال أبو نعيم الأصبهاني في "تاريخه" صاحب الصدقة، روى عن ابن أخي أبي زرعة، والداركي وغيرهما.
(6)
هذ ما وقفت عليه في ترجمته. وحاصله أنه "مجهول"
(1)
يُنظر "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 1/ 38، "أسد الغابة" 4/ 137، "تهذيب الكمال" 21/ 316، "الإصابة" 7/ 312.
(2)
يُنظر "تاريخ الإسلام" 9/ 269.
(3)
يُنظر "السير" 15/ 540.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 117.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 349.
(6)
يُنظر "تاريخ أصبهان" 1/ 310.
2) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَيْدٍ: قال أبو الشيخ الأصبهاني: مقبول القول.
(1)
3) الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن موسي الْبَيَاضِيُّ الْبَغْدَادِيُّ: قال ابن أبي حاتم: صدوق.
(2)
4) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
5) أَبُو أُسَامَةَ حماد بن أسامة بن زيد: قال ابن حجر: ثقة ثبت ربما دلس.
6) عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ بن عبد الله بن عمر بن الخطاب: قال ابن حجر: ضعيف.
7) سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (36).
8) عَبدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي سَعِيد بْن سُلَيْمَان، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، ورواه عنه أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ واختلف علي أَحْمَد من طريقين:
الطريق الأول: الْحُلْوَانِيُّ، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَن يُونُس بنُ بُكَيْرِ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَن الْجَرَّاح بْن مِنْهَالٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَرْقَم، عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب. ورواه عَن الْحُلْوَانِيُّ بهذا الوجه: الطبراني، وأبو علي الصواف، والآجري. قلت: وهم حفاظ ثقات أثبات.
الطريق الثاني: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَن أَبي أُسَامَة، عَن عُمَر بْن حَمْزَة، عَنْ سَالِم، عَنِ ابْنِ عُمَر، عَن عُمَر.
ورواه عَن الْحُلْوَانِي بهذا الوجه: الْقَاضِي أَبُو بَكْر عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الْخَصِيب: وهو صدوق.
قلت: وتابع سعيد بن سليمان علي هذا الوجه: مُحَمَّد بْن صَالِح الْعَدَوِي: وهو مجهول لم أقف له علي ترجمة. وأَبو هِشَام الرفاعي محمد بن يزيد بن كثير: قال ابن حجر: ليس بالقوي، وقال البخاري: رأيتهم مجمعين علي ضعفه.
(3)
وأَبو عَقِيلٍ الْحَمَّالُ يحيي بن حبيب بن إسماعيل: قال ابن حجر: صدوق ربما وهم،
(4)
وَحُمَيْد بْن الرَّبِيعِ: قال النسائي: ليس بشئ، وقال ابن أبي حاتم: تكلم الناس فيه فتركت التحديث عنه.
(5)
الوجه الثاني: سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَن أَبي أُسَامَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. ورواه عَن سَعِيد بهذا الوجه: الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيمَ الْبَيَاضِيُّ. وهو: صدوق.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أن الطريق الأول من الوجه الأول هو الراجح وذلك للقرائن الأتية:
(1)
يُنظر "طبقات المحدثين بأصبهان" لأبو الشيخ الأصبهاني 3/ 517.
(2)
يُنظر "الجرح والتعديل" 3/ 2.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 447.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 519.
(5)
يُنظر "الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 168، "الجرح والتعديل" 3/ 222.
1) رواية الأكثر عدداً: فقد رواه ثلاثة من الرواة وهذا بخلاف الأوجه الأخري.
2) رواية الأحفظ: فرواه بهذا الوجه ثلاثة من الحفاظ الأثبات وهم: الطبراني، والآجري، والصواف.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الراجح ــــ "إسناده ضعيف جداً" فيه: الْجَرَّاح بْن المِنْهَال: متروك الحديث، وحَبِيب بْن نَجِيح: مجهول.
وأما الحديث بالوجهين الأَخَرَيْن: فإسناده ضعيف أيضاً وذلك لأجل: عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ بن عبد الله بن عمر بن الخطاب: قال ابن حجر: ضعيف.
قلت: لكنَّ الحديث ثابتٌ في الصحيحين من حديث أنس، وحذيفة رضي الله عنهما:
فعن أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَنَا أَيَّتُهَا الأُمَّةُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ» .
(1)
وفي رواية عند البخاري: لكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ.
وعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ أَهْلُ نَجْرَانَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ابْعَثْ لَنَا رَجُلًا أَمِينًا فَقَالَ: «لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ، فَاسْتَشْرَفَ لَهُ النَّاسُ فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الجَرَّاحِ.
(2)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ــــــ أي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَرْقَمَ الزُّهْرِيِّ ــــــ، عَنْ عُمَرَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: الأمين هو: الثقة المرضي. قال العلماء: والأمانة مشتركة بينه وبين غيره من الصحابة لكن النبي صلى الله عليه وسلم خص بعضهم بصفات غلبت عليهم وكانوا بها أخص.
(3)
وقال ابن حجر: خص النبي صلى الله عليه وسلم كل واحد من الكبار بفضيلة ووصفه بها فأشعر بقدر زائد فيها على غيره كالحياء لعثمان والقضاء لعلي ونحو ذلك.
(4)
(1)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ فضائل الصحابة ب/ مَنَاقِبِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرَّاحِ رضي الله عنه (5/ 25 رقم 3744)، ومسلم في "صحيحه" ك/ فضائل الصحابة ب/ فَضَائِلِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رضي الله عنه (4/ 1881 رقم 2419).
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ المغازي ب/ قِصَّةِ أَهْلِ نَجْرَان (5/ 172 رقم 4381)، ومسلم في "صحيحه" ك/ فضائل الصحابة ب/ فَضَائِلِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رضي الله عنه (4/ 1882 رقم 2420).
(3)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 15/ 191.
(4)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 7/ 93.
[217/ 867]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ عز وجل سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً
(1)
».
لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عُبَادَةَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: خَالِدٌ.
(2)
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي الْوَلِيد بْن مُسْلِم، واختلف عنه من وجوه:
الوجه الأول: الْوَلِيد بْن مُسْلِم، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ صُبَيْح، عَنْ يُونُس بْن مَيْسَرَة بْن حَلْبَس، عَن الصُّنَابِحِي، عَنْ عُبَادَة بْن الصَّامِت.
أ - تخريج الوجه الأول: رواه عَن الْوَلِيد بْن مُسْلِم بهذا الوجه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، والْعَبَّاس بْن عُثْمَان الدِّمَشْقِي، وعبد الرحمن بن إبراهيم المعروف بدحيم، وصَفْوَان بْن صَالِح.
أما طريق سَعِيد بْن سُلَيْمَان: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــ رواية الباب ـــــ، والضياء المقدسي في "المختارة"(8/ 322 رقم 389).
وأما طريق الْعَبَّاس بْن عُثْمَان الدِّمَشْقِي: أخرجه ابن ماجة في "سننه" ك/ أَبْوَابُ إِقَامَةِ الصَّلَوَاتِ وَالسُّنَّةِ فِيهَا ب/ مَا جَاءَ فِي كَثْرَةِ السُّجُود (2/ 424 رقم 1424).
وأما طريق عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم: أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(3/ 265 رقم 2226)
(3)
، ومن طريقه ــــــ الضياء المقدسي في "المختارة"(8/ 322 رقم 388) ـــــ. وابن عساكر في "تاريخه"(16/ 290).
وأما طريق صَفْوَانُ بْنُ صَالِح من أصح الأوجه عنه
(4)
: أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(5/ 130).
ب - متابعات للوجه الأول: فقد تابع الْوَلِيد بْن مُسْلِم علي هذا الوجه: عَبْد اللَّهِ بْن يُوسُف التِّنِّيسِي، وهِشَام بْن خَالِد، وعبد الْأَعْلَى بْن مُسْهِر.
(1)
في الأصل "خطية" والتصويب من "المختارة" للضياء المقدسي فقد أخرجه من طريق المُصَنِف.
(2)
(ق/ 50/ أ و ب).
(3)
قلت: أخرجه الطبراني بسنده في "مسند الشاميين" عَن الْوَلِيد بْن مُسْلِم، عَن خَالِد بْن يَزِيدَ بْنِ صُبَيْحٍ الْمُرِّي، عَنْ يُونُس بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخولاني، عَنْ الصُّنَابِحِي، عَن عُبَادَة، وذلك بزيادة أبو إدريس بين يونس، والصُنابحي، وقد أخرجه الضياء في المختارة من طريق الطبراني هذا دون زيادة أبو إدريس، وكذلك ذكره ابن كثير في جامع المسانيد من طريق الطبراني أيضاً دون هذه الزيادة. يُنظر "جامع المسانيد والسنن" 4/ 562 رقم 5770.
(4)
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1/ 126 رقم 198)، (4/ 352 رقم 3532)، عَن الْوَلِيد بْن مُسْلِم، عَن عَبْد الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُول، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّة، عَن عبد الله بن أنيس الليثي أَبو فَاطِمَةَ.
أما متابعة عَبْد اللَّه بْن يُوسُف التِّنِّيسِي: أخرجها البزار في "مسنده"(7/ 150 رقم 2705)
وأما متابعة هِشَام بْن خَالِد: أخرجها الضياء المقدسي في "المختارة"(8/ 321 رقم 387).
(1)
وأما متابعة عبد الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِر: أخرجها الضياء المقدسي في "المختارة"(8/ 322 رقم 390).
الوجه الثاني: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَن الْأَوْزَاعِيَّ، عَن الْوَلِيد بْن هِشَامٍ الْمُعَيْطِيُّ، عَن مَعْدَان بْن أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيُّ، عَن ثَوْبَان مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وفي آخره فقَالَ مَعْدَانُ: ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ لِي: مِثْلَ مَا قَالَ لِي: ثَوْبَانُ.
أ - تخريج الوجه الثاني: رواه عَن الْوَلِيد بْن مُسْلِم بهذا الوجه: زُهَيْر بْن حَرْب، وأحمد بن حنبل، وأبو محمد رجاء بن مرجئ بن رافع الغفاري، وعَبْد الرَّحْمَن بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عمرو بن ميمون المعروف بدحيم، والْحُسَيْن بْن حُرَيْث أَبُو عَمَّارٍ الْمَرْوَزِي، وهِشَام بْن عَمَّار.
…
أما طريق زُهَيْر بْن حَرْب: أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الصلاة ب/ فَضْلِ السُّجُودِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ. (1/ 353 رقم 488)، وأبو نعيم في "المستخرج" ك/ الصلاة ب/ فَضْلِ السُّجُودِ وَالتَّرْغِيبِ فِيه (2/ 101 رقم 1085)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(63/ 310).
وأما طريق أحمد: أخرجه أحمد في "مسنده"(37/ 59 رقم 22377)، ومن طريقه ــــــ ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(63/ 310)، وابن الجوزي في "التبصرة"(2/ 219) ــــــ.
وأما طريق أبو محمد رجاء بن مرجئ بن رافع الغفاري: أخرجه الترمذي في "سننه" ك/ أبواب الصلاة ب/ مَا جَاءَ فِي كَثْرَةِ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ (2/ 230 رقم 388).
وأما طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عمرو بن ميمون المعروف بدحيم: أخرجه ابن ماجة في "سننه" ك/ أَبْوَابُ إِقَامَةِ الصَّلَوَاتِ وَالسُّنَّةِ فِيهَا ب/ مَا جَاءَ فِي كَثْرَةِ السُّجُودِ (2/ 424 رقم 1423)، وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ الصلاة ب/ ذِكْرُ حَطِّ الْخَطَايَا وَرَفْعِ الدَّرَجَاتِ لِمَنْ سَجَدَ فِي صَلَاتِهِ لِلَّهِ عز وجل (5/ 27 رقم 1735).
وأما طريق الْحُسَيْن بْن حُرَيْثٍ أَبُو عَمَّارٍ الْمَرْوَزِي: أخرجه الترمذي في "سننه" ك/ أبواب الصلاة ب/ مَا جَاءَ فِي كَثْرَةِ الرُّكُوعِ وَالسُّجُود (2/ 230 رقم 388)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ السهو ب/ ثَوَابُ مَنْ
(1)
قلت: أخرجه الضياء بسنده عَن هِشَام بْن خَالِدٍ الأزرق، عَن خَالِد بْن يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ يُونُس بْن مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَس به. فقال هنا خَالِد بْن يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، والذي عند الطبراني وغيره خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ صَالِحِ بْنِ صُبَيْحٍ. قال الضياء: رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُسْلِمِ وَفِي رِوَايَةِ هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ ثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ صَالِحُ بْنُ صُبَيْحٍ يُكْنَى بِأَبِي مَالِكٍ أَوْ يَكُونَ غَلَطَ فِي نَسَبِهِ فَإِنَّ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ بن أبي مَالك غَيْرُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ صَالِحِ بْنِ صُبَيْحٍ. قلت (الباحث): والاحتمال الثاني أقوي وهو أن هِشَام بْن خَالِدٍ غلط في نسبه فإن صَالِحِ بْنِ صُبَيْحٍ لا يُكني بأبي مالك وإنما يُكني بأبي هاشم، وكذلك فإن خَالِد بْن يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ ليس من تلاميذ يُونُس بْن مَيْسَرَةَ، ولا يُونُس بْن مَيْسَرَةَ من شيوخه. وأيضاً فإن هِشَام بْن خَالِد يروي عَن خَالِد بْن يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، وخَالِد بْن يَزِيد بْنِ صَالِحِ بْنِ صُبَيْحٍ، وهذا يؤكد أنه أخطأ في نسبه لذلك قال الطبراني: تَفَرَّدَ بِهِ: خَالِدٌ بْن يَزِيد بْنِ صُبَيْحٍ. فهذا كله يدل علي أنَّ الحديث حديثُ خَالِد بْن يَزِيد بْنِ صُبَيْحٍ، وليس حديث خَالِد بْن يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، والعلم عند الله تعالي.
سَجَدَ لِلَّهِ عز وجل سَجْدَةً (1/ 365 رقم 729)، وفي "السنن الصغري" ك/ التطبيق ب/ ثَوَابِ مَنْ سَجَدَ لِلَّهِ عز وجل سَجْدَةً (2/ 228 رقم 1139)، وابن خزيمة في "صحيحه" ك/ الصلاة ب/ فَضِيلَةِ السُّجُودِ فِي الصَّلَاةِ وَحَطِّ الْخَطَايَا بِهَا مَعَ رَفْعِ الدَّرَجَاتِ فِي الْجَنَّةِ (1/ 163 رقم 316)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(63/ 311).
وأما طريق هِشَام بْن عَمَّار: أخرجه أبو نعيم في "المستخرج" ك/ الصلاة ب/ فَضْلِ السُّجُودِ وَالتَّرْغِيبِ فِيه (2/ 101 رقم 1085).
ب - متابعات للوجه الثاني: فقد تابع الْوَلِيد بْن مُسْلِم علي هذا الوجه: عبد الرَّزَّاق، وعبد القدوس بن الحجاج الخولاني أَبو الْمُغِيرَة، ومُحَمَّد بْن يُوسُف الفريابي، وهِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِي، ويحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي، والْوَلِيد بْن مَزْيَد العذري.
أما متابعة عبد الرَّزَّاق: أخرجها هو في "مصنفه" ك/ فضائل القرآن ب/ السَّجْدَةِ عَلَى مَنِ اسْتَمَعَهَا (3/ 347 رقم 5917).
وأما متابعة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني: أخرجها أحمد في "مسنده"(37/ 94 رقم 22411)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(63/ 310).
وأما متابعة مُحَمَّد بْن يُوسُف الفريابي: أخرجها المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" ب/ أحَادِيثُ فِي فَضْلِ السُّجُودِ وَالرُّكُوعِ (1/ 313 رقم 289) والبغوي في "تفسيره"(3/ 321)، وفي "شرح السنة" ك/ الصلاة ب/ بَابُ فَضْلِ السُّجُودِ (3/ 148 رقم 654).
وأما متابعة هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِي: أخرجها تمام في "فوائده"(2/ 247 رقم 1647)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(6/ 50).
وأما متابعة يحيى بن عبد الله بن الضحاك: أخرجها أبو الحسن الخلعي في "الفوائد المنتقاة" ـــــ الخلعيات ـــــ مخطوط (1/ 80 رقم 110).
وأما متابعة الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَد العذري: أخرجها أبو عوانة في "مستخرجه" ك/ الصلاة ب/ بَيَانُ ثَوَابِ السُّجُودِ وَالتَّرْغِيبِ فِي كَثْرَةِ السُّجُودِ (1/ 498 رقم 1858)، والبيهقي في "السنن الصغير" ك/ الصلاة ب/ التَّرْغِيبِ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ وَالْإِكْثَارِ مِنَ الصَّلَاةِ (1/ 289 رقم 795)، وفي "السنن الكبري" ك/ الصلاة ب/ التَّرْغِيبِ فِي الْإِكْثَارِ مِنَ الصَّلَاةِ (2/ 683 رقم 4241).
الوجه الثالث: الْوَلِيد بْن مُسْلِم، عَن عَبْد الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُول، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّة، عَن عبد الله بن أنيس الليثي أَبو فَاطِمَة.
أ - تخريج الوجه الثالث: رواه عَن الْوَلِيد بْن مُسْلِم بهذا الوجه: هِشَام بْن عَمَّار، وعَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم دحيم، ومُحَمَّد بْن الْمُبَارَك.
أما طريق هِشَام بْن عَمَّار: أخرجه ابن ماجة في "سننه" ك/ أَبْوَابُ إِقَامَةِ الصَّلَوَاتِ وَالسُّنَّةِ فِيهَا ب/ مَا جَاءَ فِي كَثْرَةِ السُّجُودِ (2/ 423 رقم 1422)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1/ 126 رقم 198)، وعبد
الغني المقدسي في "أخبار الصلاة" ب/ في فضل الصلاة (1/ 23 رقم 20).
وأما طريق عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم دحيم: أخرجه ابن ماجة في "سننه" ك/ أَبْوَابُ إِقَامَةِ الصَّلَوَاتِ وَالسُّنَّةِ فِيهَا ب/ مَا جَاءَ فِي كَثْرَةِ السُّجُودِ (2/ 423 رقم 1422)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1/ 126 رقم 198)، والمقدسي في "أخبار الصلاة" ب/ في فضل الصلاة (1/ 23 رقم 20).
وأما طريق مُحَمَّد بْن الْمُبَارَك: أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2/ 218 رقم 973).
ب - متابعات للوجه الثالث: فقد تابع الْوَلِيد بْن مُسْلِم علي هذا الوجه: بَقِيَّة بْن الْوَلِيد.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 321 رقم 809).
الوجه الرابع: الْوَلِيد بْن مُسْلِم، عَن ابْن لَهِيعَة، عَنِ الْحَارِث بْن يَزِيد الْحَضْرَمِي، عَنْ كَثِير بْن مُرَّة، عَن عبد الله بن أنيس الليثي أَبو فَاطِمَة.
أ - تخريج الوجه الرابع: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 322 رقم 811)، عَن سُلَيْمَان بْن أَحْمَد الْوَاسِطِي، عن الوليد به بنحوه.
ب - متابعات للوجه الرابع: فقد تابع الْوَلِيد بْن مُسْلِم علي هذا الوجه: ابن المبارك، وحَسَن بْن مُوسَى، ويَحْيَى بْن إِسْحَاق، وابْن أَبِي مَرْيَم، وعَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ الْمُقْرِئ، وقتيبة بن سعيد، وأَبُو زَكَرِيَّا السَّيْلَحِينِي.
أما متابعة ابن المبارك: فأخرجها هو في "الزهد والرقائق"(1/ 457 رقم 1296)، وفي "مسنده"(1/ 39 رقم 69)، ومن طريقه ــــــ المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" ب/ أحَادِيثُ فِي فَضْلِ السُّجُودِ وَالرُّكُوع (1/ 313 رقم 290) ــــــ.
وأما متابعة حَسَن بْن مُوسَى: أخرجها أحمد في مسنده" (24/ 286 رقم 15527)، والمزي في "تهذيب الكمال" (24/ 147)، وأحمد في مسنده"(24/ 287 رقم 15528).
وأما متابعة ابْن أَبِي مَرْيَم: أخرجها المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" ب/ أحَادِيث فِي فَضْلِ السُّجُودِ وَالرُّكُوع (1/ 315 رقم 291).
وأما متابعة عَبْد اللَّه بْنِ يَزِيد الْمُقْرِئ: أخرجها الدولابي في "الكني والأسماء"(1/ 141 رقم 284)، والواحدي في "التفسير الوسيط"(2/ 442 رقم 383).
وأما متابعة قتيبة بن سعيد: أخرجها الدولابي في "الكني والأسماء"(6/ 2986 رقم 6948).
وأما متابعة أَبُو زَكَرِيَّا السَّيْلَحِينِيُّ: أخرجها ابن بشران في "أماليه"(1/ 332 رقم 1628).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِم: "ثقة لكنه يدلس تدليس التسوية" فلا يُقبل شئ من حديثه إلا إذا صرح في جميع طبقات الإسناد بالتحديث. سبقت ترجمته في حديث رقم (6).
4) خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ صَالِحِ بنِ صُبَيْحٍ،
(1)
أَبُو هَاشِمٍ الدِّمَشْقِيُّ المُرِّيُّ قَاضِي الْبَلْقَاءِ.
روي عَنْ: يُونُس بْن مَيْسَرَة بْن حَلْبَس، وجده صالح بْن صبيح، ومكحول الشامي، وغيرهم.
روي عَنْه: الْوَلِيد بْن مُسْلِم، وأَبُو مسهر عبد الاعلى بْن مسهر، ونعيم بْن حماد، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال العجلي، وأبو حاتم، ودحيم الدمشقي، وابن حجر: ثقة، وزاد أَبُو حاتم: صدوق. وذكره ابنُ حِبَّان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات. وذكر ابن شاهين أن أحمد بن صالح ذكر عنه نبلاً ورفعة. وقال الذهبي: صدوق. وَقَال النَّسَائي: ليس بِهِ بأس. وَقَال الدَّارَقُطنِي: يعتبر بِه. وحاصله أنه "ثقة".
(2)
5) يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَس: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (6).
6) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ بن عسل بن عسال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، الْمُرَادِيُّ الصُّنَابِحِيُّ.
(3)
روي عَنْ: النبي صلى الله عليه وسلم مُرْسلاً، وعبادة بْن الصامت، وبلال بْن رباح، وغيرهم.
روي عَنْه: يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، وأبو الخير مرثد بْن عَبد اللَّه اليزني، ومكحول، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، والعجلي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن حجر: من كبار التابعين قدم المدينة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة أيام. وقال الذهبي: كان صالحاً، عارفاً، كبير القدر. وذكره ابن حبان في الثقات، روى له الجماعة.
وقال ابن معين، والعلائي: لَيست لَهُ صُحْبَة. وقال البخاري، وأبو حاتم، وأبو زرعة: توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالجحفة وقدم المدينة ولم يلحق النبي صلى الله عليه وسلم. وقال العلائي، وابن عبد البر، وابن الأثير: معدود في كبار التابعين، وزاد ابن عبد البر: كان فاضلاً، وكان عبادة بن الصامت كثير الثناء عليه. وعن مرثد بن عبد الله اليزني عن عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي قال: سبقني رسول الله صلى الله عليه وسلم بست ليال توفي وأنا بالجحفة. وقال الحاكم: يختلف في سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم. وحاصله أنه "تابعي ثقة وليست له صحبة".
(4)
(5)
(1)
صُبَيْح: بالتصغير وذلك بضم الصاد المهملة. قاله: الدارقطني، وعبد الغني الحافظ أبو زكريا، وابن ماكولا، وابن عساكر. يُنظر "تاريخ دمشق" 16/ 288، "الإكمال" لابن ماكولا 5/ 170.
(2)
يُنظر "الثقات" للعجلي 1/ 333، "الجرح والتعديل" 3/ 358، "الثقات" لابن حبان 6/ 266، "سؤالات البرقاني للدارقطني" 1/ 28، "تهذيب الكمال" 8/ 193، "الكاشف" 1/ 370، "الإكمال" 4/ 160، "التقريب" صـ 131.
(3)
قال ابن الأثير: فَاتَهُ ــــ أي السمعاني ـــــ الصُّنَابِحِيُّ: بِضَم الصَّاد وَفتح النُّون وَبعد الْألف بَاء مُوَحدَة مَكْسُورَة ثمَّ حاء هَذِه النِّسْبَة إِلَى: صنابح بن زَاهِر بن عَامر بن عوثبان بن زَاهِر بن يحابر وَهُوَ مُرَاد مِنْهُم: أَبُو عبد الله عبد الرَّحْمَن بن عسيلة الصنَابحِي يروي عَن أبي بكر الصديق روى عَنهُ عَطاء بن يسَار، وَلَيْسَت لَهُ صُحْبَة. يُنظر "اللباب" 2/ 247.
(4)
يُنظر "تاريخ ابن معين" 3/ 38، "الثقات" للعجلي 2/ 83، "العلل الكبير" للترمذي 1/ 21، "الجرح والتعديل" 5/ 262، "الثقات" لابن حبان 5/ 74، "المستدرك" للحاكم 1/ 525، "جامع التحصيل" 1/ 224، "الاستيعاب" 2/ 841، "أسد الغابة" 3/ 470، "تهذيب الكمال" 17/ 282، "تاريخ الإسلام" 2/ 856، "التقريب" صـ 288.
(5)
قلت: قد خلط البعض بين عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُسَيْلَة الصُّنَابِحِي، وبين عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ. فممن ذهب إلي أنهما واحد: البخاري، ويعقوب بن شيبة، وابن المديني وعلي ذلك فالصنابحة عندهم اثنان: عَبْد الرَّحْمَن بْن عُسَيْلَة الصُّنَابِحِي، وهو أيضاً: عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ هذا واحد وليست له صحبة، والآخر: هو الصنابح الأحمسي له صحبة. فقال الترمذي: سألت أبا عبد الله عن حديث مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصنابحي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا توضأ العبد فتمضمض خرجت الخطايا من فيه
…
الحديث، فقال: مالك بن أنس وهم في هذا الحديث، فقال: عبد الله الصنابحي، وهو أبو عبد الله الصنابحي واسمه عبد الرحمن بن عُسيلة، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث مرسل، وعبد الرحمن هو الذي روى عن أبي بكر الصديق. وقال يعقوب بْن شَيْبَة: هؤلاء الصنابحيون الذين يروى عنهم فِي العدد ستة إنما هم اثنان فقط، الصنابحي الأحمسي، وهو الصنابح الأحمسي هذان واحد، فمن قال: الصنابحي الأحمسي فقد أخطأ، ومن قال: الصنابح الأحمسي فقد أصاب، وهو الصنابح بْن الأعسر الأحمسي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، رَوَى عَنه: قيس بْن أَبي حازم، قَالُوا: وعبد الرَّحْمَن بْن عسيلة الصنابحي كنيته أَبُو عَبْد اللَّه، ولم يدرك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، دخل المدينة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بثلاث ليال أو أربع، روى عَن أَبِي بَكْر الصديق وعن بلال، وعن عبادة بْن الصامت، وعن معاوية، ويروي عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث يرسلها عنه، فمن قال: عَنْ عَبْد الرَّحْمَن الصنابحي، فقد أصاب اسمه، ومن قال: عَن أَبِي عَبد اللَّه الصنابحي، فقد أصاب كنيته، وهو رجل واحد: عَبْد الرَّحْمَن وأبو عَبْد اللَّه، ومن قال: عَن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن الصنابحي فقد أخطأ، قلب اسمه، فجعل اسمه كنيته، ومن قال: عَنْ عَبد اللَّه الصنابحي فقد أخطأ، قلب كنتيه، فجعلها اسمه. هذا قول علي بْن المديني ومن تابعه على هذا، وهو الصواب عندي، هما اثنان، أحدهما أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، والآخر لم يدركه. قلت: بينما ذهب معظم العلماء إلي التفرقة بينهما وجعلهم ثلاثة: وهم: عَبْد الرَّحْمَن بْن عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيّ: تابعي ليست له صحبة. وعَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ: مختلف فيه. والصنابح بن الأعسر: له صحبة. وممن ذهب إلي ذلك: ابن سعد، وأبو حاتم، وابن معين، وابن السكن، والعسكري، والحاكم، والمزي، وابن حجر. فقال ابْن مَعِين: عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ روى عنه المدنيون، له صحبة. وقال مرة: يشبه أن تكون لهُ صُحبَةٌ، ويُقال: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. وقال أبو حاتم: الصُّنَابِحِيّ هم ثلاثة: الذي يروي عنه عطاء بن يسار فهو عبد الله الصنابحي لم تصح صحبته. والذي روى عنه أبو الخير فهو عبد الرحمن بن عسيلة الصُّنَابِحِيّ يروي عن أبي بكر الصديق وعن بلال ويقول قدمت المدينة وقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم قبلي بخمس ليال ليست له صحبة. والصنابح بن الأعسر له صحبة روى عنه قيس بن أبي حازم ومن قال في هذا الصنابحي فقد وهم. وَقَال ابْن السكن: عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ: يقال: لهُ صُحبَةٌ، معدود فِي المدنيين، روى عنه عطاء بْن يسار. قال: وأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ أَيْضًا مشهور، يروى عَن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وعبادة بْن الصامت، ليست لَهُ صحبة. وقال الحاكم: عبد الله الصنابحي صحابي مشهور ومالك الحكم في حديث المدنيين سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب، يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري، يقول: سمعت ابن معين يقول: يروي عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي ويقال: أبو عبد الله، والصنابحي صاحب أبي بكر عبد الرحمن بن عسيلة، والصنابحي صاحب قيس بن أبي حازم يقال له: الصنابح بن الأعسر. وقال مرة معلقاً علي حديث: هذا حديث صحيح الإسناد إن كان الصنابحي هذا عبد الله، فإن كان عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي فإنه يختلف في سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يخرجاه. وقال المزي: عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ، ويُقال: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، مختلف فِي صحبته. ثم قال: قال مالك: عَنْ زيد بْن أسلم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ، عَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: إِذَا توضأ العبد المسلم .... قال التِّرْمِذِيّ: سألت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ عنه. فَقَالَ: وهم مالك فِي هَذَا، فَقَالَ: عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ، وهُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ، واسمه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عسيلة، ولم يسمع من النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وهذا الْحَدِيث مرسل. وهكذا قال غير واحد. قال ابن حجر: وظاهره أنّ عبد اللَّه الصّنابحي لا وجود له، وفيه نظر. فقد روي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيد، عَنْ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَن زيد بْن أسلم، عَن عطاء بن يسار، عن عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ مَعَ قَرْنِ الشَّيْطَانِ
…
الْحَدِيثُ. وَقَال أَبُو غَسَّانَ: مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ: عَن زيد بْن أسلم، عَن عطاء بن يسار، عن عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ: زَعَمَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَنَّ الْوِتْرَ واجِبٌ، فَقَالَ عُبَادَةُ: كَذَّبَ أَبُو مُحَمَّدٍ
…
الْحَدِيثَ. وتَابَعَهُ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بن أسلم. فورود عبدالله الصّنابحي في هذين الحديثين من رواية هؤلاء الثلاثة عن شيخ مالك يدفع الجزم بوهم مالك فيه، وقال المزي: فَهَؤُلاءِ كُلُّهُمْ قَالُوا: عَبد اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ، فَنِسْبَةُ الْوَهْمِ فِي ذَلِكَ إِلَى مَالِكٍ، فِيهِ نَظَرٌ. وقال ابن حجر: فاتفق حفص بن ميسرة وأبو غسان وزهير على قولهم عبد الله فنسبه الوهم في ذلك إلى مالك وحده فيه نظر. وقال ابن حجر: والّذي يتحصّل من كلام أهل العلم بغير وهم أنّ الصنابحة ثلاثة: عبد اللَّه الّذي روى عنه عطاء بن يسار، وهو مختلف في صحبته، ومن قال: إنه أبو عبد اللَّه فقد وهم، ولعله الّذي يكنى عبد الرحمن. والصنابح اسم لا نسب ابن الأعسر، وهو صحابي بلا خلاف، ومن قال فيه الصنابحي فقد وهم. وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي يكنى أبا عبد اللَّه وهو مخضرم ليست له صحبة، بل قدم المدينة عقب موت صلى الله عليه وسلم فصلّى خلف أبي بكر الصديق، ومن سمّاه عبد اللَّه فقد وهم. وقال السراج البلقيني: حديث الصنابحي هذا هو في "الموطأ" روايتنا من طريق يحيى بن يحيى، وأخرجه النسائي من حديث قتيبة عن مالك كذلك، وأما ابن ماجه فأخرج الحديث من طريق شيخه إسحاق بن منصور الكوسج، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي عبد الله الصنابحي، كذا وقع في كتاب ابن ماجه عن أبي عبد الله، واعلم أن جماعة من الأقدمين نسبوا الإمام مالكاً إلى أنه وقع له خلل في هذا الحديث، باعتبار اعتقادهم أن الصنابحي في هذا الحديث هو عبد الرحمن بن عسيلة، أبو عبد الله، وليس الأمر كما زعموا، بل هذا صحابي غير عبد الرحمن بن عسيلة، وغير الصنابح بن الأعسر الأحمسي، وقد بينت ذلك بياناً شافياً في تصنيف لطيف سميته:"الطريقة الواضحة في تبيين الصنابحة" فلينظر، فإنه نفيس. يُنظر "الطبقات" 9/ 429، "الأم" للشافعي ج/ اخْتِلَافِ الْحَدِيثِ ب/ السَّاعَاتُ الَّتِي تُكْرَهُ فِيهَا الصَّلَاةُ 10/ 69، "تاريخ ابن معين" رواية ابن محرز 2/ 153، "تاريخ ابن معين" رواية الدوري 3/ 38، "المراسيل" 1/ 121، "المستدرك" 1/ 525، 220، "تهذيب الكمال" 16/ 343، "الإصابة" 6/ 429، 12/ 499.
7) عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ
(1)
بنِ قَيْسِ بنِ أَصْرَمَ بنِ عَمْرِو بنِ عَوْفِ أَبُو الوَلِيْدِ الأَنْصَارِيُّ الخزرجي.
روي عَنْ: النبيّ صلى الله عليه وسلم كثيراً. روي عَنْه: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عسيلة الصنابحي، وعبد اللَّه الصنابحي.
شهد رضي الله عنه العقبة الأولى، والثانية، وكان نقيبًا عَلَي قوافل بني عوف بْن الخزرج، فشهد البيعة الأولى بالعقبة، بايعهم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وأن يقولوا بالحق لا تأخذهم لومة لائم، وأن لا ينازعوا الأمر أهله، والبيعة الثانية بالعقبة على حرب الأحمر والأسود، وضمن لهم بالوفاء بذلك الجنة، وآخى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بينه وبين أَبِي مرثد الغنوي، وشهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم واستعمله النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بعض الصدقات، وكان ممن جمع القرآن في زمن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وكان يُعلم أهل الصفة القرآن رضي الله عنه.
(2)
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: أخرجه مسلم في "صحيحه" وهذا كافٍ في إثبات صحته
.
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثالث: "إسناد ابن ماجة في سننه
".
1) هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: قال ابن حجر: صدوق كَبِرَ فصار يتلقن فحديثه القديم أصح.
(3)
2) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عمرو الدِّمَشْقِي المعروف بدُحَيْم: قال ابن حجر: ثقة حافظ متقن.
(4)
3) الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِم: "ثقة لكنه يدلس تدليس التسوية" فلا يُقبل شئ من حديثه إلا إذا صرح في جميع طبقات الإسناد بالتحديث. سبقت ترجمته في حديث رقم (6).
(1)
الصَّامِت: بفتح الصاد المهملة وكسر الميم وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، ومن المشهورين بالانتساب إليها: أبو الوليد عبادة بن الصامت بن قيس، من الخزرج، وأحد النقباء الاثني عشر. قاله السمعاني في "الأنساب" 8/ 18.
(2)
"معرفة الصحابة" لأبو نعيم 4/ 1919، "الاستيعاب" 2/ 807، "أسد الغابة" 3/ 158، "السير" 2/ 5، "الإصابة" 5/ 567.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 504.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 277.
4) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَان العَنْسي: قال ابن حجر: صدوق يخطئ تغير بآخرة.
(1)
5) ثَابِتُ بْنُ ثَوْبَان العَنْسي والد عبد الرحمن: قال ابن حجر: ثقة.
(2)
6) مَكْحُوْلُ الشَامِيُّ: "ثقة يرسل كثيراً ويدلس فلا بد من تصريحه بالسماع" تقدم في حديث رقم (47).
7) كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ الحَضْرَمِيُّ: قال ابن حجر: ثقة، ووهم من عده في الصحابة.
(3)
8) عَبدُ اللَّه بْنُ أنيس أَبو فَاطِمَةَ الليثي: قال المزي، وابن حجر: له صحبة.
(4)
رابعاً: دراسة إسناد الوجه الرابع: "إسناد الطبراني في الكبير
".
1) إِبْرَاهِيْم بن عَبْدِ اللهِ بنِ مُسْلِم بن مُهَاجر، أَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيّ: قال الدارقطني، والخليلي: ثقة.
(5)
2) سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ أبو محمد: ضعفه النسائي، وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي، وأحمد، ويحيى، ثم تغير، وأخذ في الشرب والمعازف فترك، وقال البخاري: فيه نظر، وقال ابن عدي: هو عندي ممن يسرق الحديث، وله أفراد، وقال صالح جزرة: يُتهم في الحديث.
(6)
3) الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِم: "ثقة لكنه يدلس تدليس التسوية" فلا يُقبل شئ من حديثه إلا إذا صرح في جميع طبقات الإسناد بالتحديث. سبقت ترجمته في حديث رقم (6).
4) عَبدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ: "ضعيف يعتبر به إلا إذا كان الراوي عنه ابن المبارك، أو ابن وهب فحديثه صحيح فإنهما ينتقيان من أصوله كما قال أبو زرعة، وابن مهدي، وابن حجر. تقدم في حديث رقم (26).
5) الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ: قال ابن حجر: ثقة ثبت.
(7)
6) كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيُّ: قال ابن حجر: ثقة، ووهم من عده في الصحابة.
7) عَبد اللَّه بْن أنيس أَبو فَاطِمَةَ الليثي: قال المزي، وابن حجر: له صحبة.
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي الْوَلِيد بْن مُسْلِم، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: الْوَلِيد بْن مُسْلِم، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ يُونُس بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيّ، عَنْ عُبَادَة بْنِ الصَّامِتِ.
ورواه عَن الْوَلِيد بْن مُسْلِم بهذا الوجه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، والْعَبَّاس بْن عُثْمَانَ الدِّمَشْقِي، وعبد الرحمن بن
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 279.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 71.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 396.
(4)
يُنظر "تهذيب الكمال" 34/ 182، "التقريب" صـ 239.
(5)
يُنظر "الإرشاد" للخليلي 2/ 529، "السير" 13/ 423.
(6)
يُنظر "تاريخ الإسلام" 5/ 828، "ميزان الاعتدال" 2/ 194، "لسان الميزان" 4/ 123.
(7)
يُنظر "التقريب" صـ 88.
إبراهيم المعروف بدحيم، وصَفْوَان بْن صَالِح. وتابع الْوَلِيد بْن مُسْلِم علي هذا الوجه: عَبْد اللَّه بْن يُوسُف التِّنِّيسِي، وهِشَام بْن خَالِد الأزرق، وعبد الْأَعْلَى بْن مُسْهِرٍ.
الوجه الثاني: الْوَلِيدُ، عَن الْأَوْزَاعِيَّ، عَن الْوَلِيد بْن هِشَامٍ الْمُعَيْطِيُّ، عَن مَعْدَان بْن أَبِي طَلْحَةَ، عَن ثَوْبَان مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وفي آخره فقَالَ مَعْدَانُ: ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ لِي: مِثْلَ مَا قَالَ لِي: ثَوْبَانُ.
ورواه عَن الْوَلِيد بْن مُسْلِم بهذا الوجه: زُهَيْر بْن حَرْب، وأحمد، ورجاء بن رافع الغفاري، وعَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم بن عمرو بن ميمون المعروف بدحيم، والْحُسَيْن بْن حُرَيْث أَبُو عَمَّار الْمَرْوَزِي، وهِشَام بْن عَمَّارٍ.
…
وتابع الْوَلِيد بْن مُسْلِم علي هذا الوجه: عبد الرَّزَّاق، وعبد القدوس بن الحجاج الخولاني أَبو الْمُغِيرَة، ومُحَمَّد بْن يُوسُف الفريابي، وهِشَام بْن يَحْيَى الْغَسَّانِي، ويحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي، والْوَلِيد بْن مَزْيَد العذري. وقد أخرج مسلم هذا الوجه في "صحيحه".
الوجه الثالث: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَن عَبْد الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّة، عَن عبد الله بن أنيس الليثي أَبو فَاطِمَةَ.
ورواه عَن الْوَلِيد بْن مُسْلِم بهذا الوجه: هِشَام بْن عَمَّار، وعَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم دحيم، ومُحَمَّد بْن الْمُبَارَك.
وتابع الْوَلِيد بْن مُسْلِم علي هذا الوجه بَقِيَّة بْن الْوَلِيدِ. وهو: ثقة يرسل ويدلس تدليس التسوية فلا يُقبل حديثه إلا إذا صرح بالسماع في كل طبقات الإسناد، قلت: ولم يصرح في كل طبقات الإسناد.
الوجه الرابع: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَن ابْن لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَن عبد الله بن أنيس الليثي أَبو فَاطِمَةَ.
ورواه عَن الْوَلِيد بْن مُسْلِم بهذا الوجه: سُلَيْمَان بْن أَحْمَدَ الْوَاسِطِي. وهو: ضعيف الحديث.
وقد تابع الْوَلِيد بْن مُسْلِم علي هذا الوجه: ابن المبارك، وحَسَن بْن مُوسَى، ويَحْيَى بْن إِسْحَاق، وابْن أَبِي مَرْيَمَ، وعَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ الْمُقْرِئ، وقتيبة بن سعيد، وأَبُو زَكَرِيَّا السَّيْلَحِينِي.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق والله أعلم أن الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الآتية:
1) رواية الأكثر عدداً: فقد رواه بهذا الوجه جماعة من الرواة وهذا بخلاف الأوجه الأخري.
2) رواية الأحفظ: فقد رواه بهذا الوجه جماعة من الحفاظ أمثال: أحمد، وزُهَيْر، ودُحيم.
3) إخراج مسلم لهذا الوجه في صحيحيه.
4) المتابعات: فقد تابع الوليد بن مسلم علي هذا الوجه جماعة من الثقات أمثال: عبد الرَّزَّاق.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده ضعيف" فيه: الْوَلِيد بْن مُسْلِم: "ثقة لكنه يدلس تدليس التسوية" فلا يُقبل شئ من حديثه إلا إذا صرح في جميع طبقات الإسناد بالتحديث. قلت: وهو لم يصرح بالتحديث في كل طبقات الإسناد.
قلت: وكذلك الحديث بالوجه الثالث، والرابع أيضاً وذلك لأجل الْوَلِيد بْن مُسْلِم: فلم يصرح بالتحديث في كل طبقات الإسناد.
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ فصحيح. فقد أخرجه مسلم في صحيحه، وقد صرح فيه الْوَلِيد بْن مُسْلِم بالتحديث في كل طبقات الإسناد.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عُبَادَةَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: خَالِدٌ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: في الحديث الحث على الدعاء في السجود وفيه دليل لمن يقول إن السجود أفضل من القيام وسائر أركان الصلاة وفي هذه المسألة ثلاثة مذاهب أحدها: أن تطويل السجود وتكثير الركوع والسجود أفضل حكاه الترمذي والبغوي عن جماعة وممن قال بتفضيل تطويل السجود ابن عمر رضي الله عنهما. والمذهب الثاني: مذهب الشافعي رضي الله عنه وجماعة أن تطويل القيام أفضل لحديث جابر في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفضل الصلاة طول القنوت. والمراد بالقنوت القيام ولأن ذكر القيام القراءة وذكر السجود التسبيح والقراءة أفضل لأن المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يطول القيام أكثر من تطويل السجود. والمذهب الثالث: أنهما سواء وتوقف أحمد رضي الله عنه في المسألة ولم يقض فيها بشيء. وقال ابن راهويه: أما في النهار فتكثير الركوع والسجود أفضل، وأما في الليل فتطويل القيام إلا أن يكون للرجل جزء بالليل يأتي عليه فتكثير الركوع والسجود أفضل لأنه يقرأ جزأه ويربح كثرة الركوع والسجود. وقال الترمذي: إنما قال إسحاق هذا لأنهم وصفوا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل بطول القيام ولم يوصف من تطويله بالنهار ما وصف بالليل.
(1)
(1)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 4/ 200.
[218/ 868]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدٌ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَبِي الْمُسَاوِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«انْطَلِقْ حَتَّى تَأْتِيَ أَبَا بَكْرٍ، فَتَجِدَهُ فِي دَارِهِ جَالِسًا مُحْتَبِيًا، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ انْطَلَقْ حَتَّى تَأْتِيَ الثَّنِيَّةَ، فَتَلْقَى عُمَرَ فِيهَا عَلَى حِمَارٍ تَلُوحُ صَلْعَتُهُ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ انْطَلِقْ حَتَّى تَأْتِيَ السُّوقَ، فَتَلْقَى عُثْمَانَ فِيهَا يَبِيعُ ويَبْتَاعُ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ بَعْدَ بَلَاءٍ شَدِيدٍ» فَانْطَلَقْتُ، فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ، فَوَجَدْتُهُ فِي بَيْتِهِ جَالِسًا مُحْتَبِيًا كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ:«أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ» قَالَ: وَأَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قُلْتُ: فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَقَامَ إِلَيْهِ، ثُمَّ أَتَيْتُ الثَّنِيَّةَ، فَإِذَا فِيهَا عُمَرُ عَلَى حِمَارٍ تَلُوحُ صَلْعَتُهُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ. فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ:«أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ» قَالَ: وَأَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقُلْتُ: فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُ السُّوقَ، فَلَقِيتُ عُثْمَانَ فِيهَا يَبِيعُ ويَبْتَاعُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ:«أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ بَعْدَ بَلَاءٍ شَدِيدٍ» ، فَقَالَ: وَأَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قُلْتُ: فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَأَخَذَ بِيَدِي فَجِئْنَا جَمِيعًا حَتَّى أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ زَيْدًا أَتَانِي، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ:«أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ بَعْدَ بَلَاءٍ شَدِيدٍ» ، فَأَيُّ بَلَاءٍ يُصِيبُنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا تَعَنَّيْتُ وَلَا تَمَنَّيْتُ، وَلَا مَسِسْتُ ذَكَرِي بِيَمِينِي مُنْذُ بَايَعْتُكَ، فَقَالَ:«هُوَ ذَاكَ» .
*لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ.
(1)
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ، ومن طريقه ــــــ الضياء المقدسي في " طرق حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان في الحائط"(1/ 9 رقم 10) ــــــ. والآجري في "الشريعة" ك/ ذِكْرِ فَضَائِل أَمِير الْمُؤْمِنِين عُثْمَان بْن عَفَّان رضي الله عنه ب/ إِخْبَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِعُثْمَانَ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُقْتَلُ مَظْلُومًا (4/ 1951 رقم 1424)، عَن أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان به.
وخيثمة بن سليمان في "حديثه" ب/ مَا جَاءَ فِي اسْتِئْذَان أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقِصَّة الْقُف (1/ 103)، والبيهقي في "دلائل النبوة" ب/ مَا جَاءَ فِي إِخْبَارِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِالْبَلْوَى الَّتِي أَصَابَتْ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رضي الله عنه وَالْفِتْنَةِ
(1)
(ق/ 50/ ب).
الَّتِي ظَهَرَتْ فِي أَيَّامِهِ وَالْعَلَامَةِ الَّتِي دَلَّتْ عَلَى قَبْرِهِ وَقُبِرِ صَاحِبَيْهِ رضي الله عنهما (6/ 389)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(39/ 149)، (39/ 150)، والذهبي في "السير"(15/ 415)، من طُرقٍ، عَن عَبْد الأَعْلَى بن أَبِي المُسَاوِر، عَنْ إِبْرَاهِيْم بنِ مُحَمَّد بن حَاطِب، به بنحوه.
قلت: وأخرجه الآجري في "الشريعة" ك/ ذِكْرِ فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّان رضي الله عنه ب/ إِخْبَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِعُثْمَانَ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُقْتَلُ مَظْلُومًا (4/ 1952 رقم 1425)، والطبراني في "الكبير"(5/ 192 رقم 5061)، عَن عَبْد الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه فَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ، فَأَخَذَ عُثْمَانُ بِيَدِي، فَانْطَلَقَ بِي حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذِهِ الْبَلْوَى الَّتِي تُصِيبُنِي؟ مَا تَغَنَّيْتُ، وَلَا تَمَنَّيْتُ، وَلَا مَسَسْتُ فَرْجِي بِيَمِينِي مُنْذُ أَسْلَمْتُ، أَوْ بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ عز وجل مُقَّمِّصُكَ فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ: "متروك الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (163).
4) إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ القرشي الجمحي الكوفي، والد عَبْد الرحمن، وقدامة ابْنا إِبْرَاهِيم.
روي عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْنِ مُحَيْرِيز، وأبيه مُحَمَّد بْن حاطب، وسَعِيد بْن المُسَيَّب، وغيرهم.
روي عَنْه: عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَبِي الْمُسَاوِر، وشعبة، وابنه عَبْد الرحمن بْن إِبْرَاهِيم، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: صدوق. وحاصله أنه "صدوق".
(1)
5) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ القرشي، أخو عَبد اللَّه بْن محيريز.
روي عَنْ: زَيْد بْن أَرْقَم، وفضالة بْن عُبَيد، وأبي أمامة الباهلي، وغيرهم.
روي عَنْه: إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن حاطب، ومكحول الشامي، وأبو قلابة الجرمي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابنُ حِبَّان في الثقات. وقال الذهبي: صدوق. وقال ابن القطان لا يعرف.
وقال ابن عبد البر: حديثه في كيفية رفع الأيدي في الدعاء عندي مرسل ولا وجه لذكره في الصحابة إلا على ما شرطنا فيمن ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان فاضلاً وقد ذكره فيهم العقيلي. قال العلائي: هو تابعي صغير لم يساعد العقيلي أحد على ما ذكر من ولادته. وقال ابن حجر: لم أر من ذكر أنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكروا له رواية إلا عمن تأخرت وفاته من الصحابة. وقال أيضاً: تابعي أرسل حديثاً، فذكره العقيلي في الصحابة. وذكره البخاري، وابن حبان في التابعين. وحاصله أنه "تابعي صدوق".
(2)
(1)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 6/ 5، "تهذيب الكمال" 2/ 170، "التقريب" صـ 32.
(2)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 5/ 104، "الاستيعاب" 2/ 852، "تهذيب الكمال" 17/ 396، "تاريخ الإسلام" 2/ 1133، "جامع التحصيل" 1/ 227، "الإصابة" 8/ 358، "التهذيب" 6/ 268.
6) زَيْدُ بنُ أَرْقَمَ بنِ زَيْدِ بنِ قَيْسٍ بْنِ النُّعْمَانِ بنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِي، أَبُو عَمْرٍو.
روي عَنْ: النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وعلي بْن أَبي طَالِب.
روي عَنْه: عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَيْرِيز، وأَنَس، ابن عباس، وغيرهم.
كان رضي الله عنه مِنْ مَشَاهِيْرِ الصَّحَابَةِ، وله حديث كثير ورواية، وغزا مع النَّبِي صلى الله عليه وسلم سبع عشرة غزوة، وهو الذي رفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن أبي بن سلول قوله: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ. فكذبه عبد الله بن أبي، وحلف، فأنزل الله تصديق زيد، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ اللَّه قد صدقك. فتبادر أبو بكر، وعمر إلى زيد ليبشراه، فسبق أبو بكر فأقسم عمر لا يبادره بعدها إلى شيء، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بأُذن زيد، وَقَالَ: وعت أذنك يا غلام. وحاصله "صحابي".
(1)
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيفُ جداً" فيه: عَبْد الأَعْلَى بْن أَبِي الْمُسَاوِرِ: متروك الحديث.
قال الذهبي: هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ، تَفَرَّد بِهِ عَبْدُ الأَعْلَى وَهُوَ وَاهٍ.
(2)
وقال مغلطاي: لما ذكر ابن الحرث هذا الحديث في علله قال: ابن أبي المساور رحمنا الله وإيّاه، وإبراهيم بن محمد بن حاطب رجل معروف.
(3)
قلت: لكن الحديث ثابت في الصحيحين من حديث سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ رضي الله عنه: أَنَّهُ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقُلْتُ: لَأَلْزَمَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَأَكُونَنَّ مَعَهُ يَوْمِي هَذَا، قَالَ: فَجَاءَ المَسْجِدَ فَسَأَلَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: خَرَجَ وَوَجَّهَ هَا هُنَا، فَخَرَجْتُ عَلَى إِثْرِهِ أَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى دَخَلَ بِئْرَ أَرِيسٍ، فَجَلَسْتُ عِنْدَ البَابِ، وَبَابُهَا مِنْ جَرِيدٍ حَتَّى قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَاجَتَهُ فَتَوَضَّأَ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى بِئْرِ أَرِيسٍ وَتَوَسَّطَ قُفَّهَا، وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ وَدَلَّاهُمَا فِي البِئْرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَجَلَسْتُ عِنْدَ البَابِ، فَقُلْتُ لَأَكُونَنَّ بَوَّابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اليَوْمَ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَدَفَعَ البَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ، فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ ثُمَّ ذَهَبْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ؟ فَقَالَ:«ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» . فَأَقْبَلْتُ حَتَّى قُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: ادْخُلْ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُكَ بِالْجَنَّةِ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ فِي القُفِّ، وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي البِئْرِ كَمَا صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ، وَقَدْ تَرَكْتُ أَخِي يَتَوَضَّأُ وَيَلْحَقُنِي، فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا - يُرِيدُ أَخَاهُ - يَأْتِ بِهِ، فَإِذَا إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ البَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فَقُلْتُ عَلَى رِسْلِكَ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: هَذَا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ يَسْتَأْذِنُ؟ فَقَالَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» ، فَجِئْتُ فَقُلْتُ: ادْخُلْ، وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْجَنَّةِ، فَدَخَلَ فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي القُفِّ عَنْ يَسَارِهِ، وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي البِئْرِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ، فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدِ
(1)
يُنظر "معجم الصحابة" للبغوي 2/ 476، "معجم الصحابة" لابن قانع 1/ 227، "معرفة الصحابة" 3/ 1166، "الاستيعاب " 2/ 535، "أسد الغابة" 2/ 342، "تهذيب الكمال" 10/ 9، "السير" 3/ 165، "الإصابة" 4/ 68.
(2)
يُنظر "السير" 15/ 416.
(3)
يُنظر "شرح سنن ابن ماجة" لمغلطاي 1/ 96.
اللَّهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا يَأْتِ بِهِ، فَجَاءَ إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ البَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ:«ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ» فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: ادْخُلْ، وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُكَ، فَدَخَلَ فَوَجَدَ القُفَّ قَدْ مُلِئَ فَجَلَسَ وِجَاهَهُ مِنَ الشَّقِّ الآخَرِ قَالَ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ «فَأَوَّلْتُهَا قُبُورَهُمْ» .
(1)
قلت: دلت رواية الباب أن الذي بشرهم بالجنة هو: زَيْد بن أَرْقَم. وفي رواية الصحيحين أنَّ الذي بشرهم بالجنة هو: أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِي. فذهب البيهقي إلي الجمع بين الروايتين علي فرض صحة رواية الباب فقال: عَبْد الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ ضَعِيف فِي الْحَدِيثِ فَإِنْ كَانَ حَفِظَ هَذَا فَيُحْتَمَل أَنْ يَكُونَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بَعَثَ زَيْد بْن أَرْقَم إِلَيْهِمْ وَأَبُو مُوسَى لَمْ يُعْلِمْهُ فَقَعَدَ عَلَى الْبَابِ فَلَمَّا جَاءُوا رَاسَلَهُمْ عَلَى لِسَانِ أَبِي مُوسَى بِمِثْلِ ذَلِكَ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
(2)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: فيه فضيلة هؤلاء الثلاثة وأنهم من أهل الجنة وفضيلة لأبي موسى. وفيه جواز الثناء على الإنسان في وجهه إذا أمنت عليه فتنة الإعجاب ونحوه. وفيه معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم لإخباره بقصة عثمان والبلوى وأن الثلاثة يستمرون على الإيمان والهدى.
(3)
وقال ابن حجر: قوله قال سعيد بن المسيب: فأولتها قبورهم. فيه: وقوع التأويل في اليقظة وهو الذي يسمى الفراسة والمراد اجتماع الصاحبين مع النبي صلى الله عليه وسلم في الدفن وانفراد عثمان عنهم في البقيع وليس المراد خصوص صورة الجلوس الواقعة.
(4)
(1)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ب/ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا (5/ 8 رقم 3674)، ومسلم في "صحيحه" ك/ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم ب/ مِنْ فَضَائِلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه (4/ 1868 رقم 2403).
(2)
يُنظر "دلائل النبوة" للبيهقي 6/ 391.
(3)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 15/ 170.
(4)
يُنظر "فتح الباري" 7/ 38.
[219/ 869]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ،
(1)
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَخْنَسِ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، وَهُوَ يَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ عَاشِرَ عَشَرَةٍ، فَقَالَ:«أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ» وَإِنْ أَشَأْ أَخْبَرْتُكُمْ بِالتَّاسِعِ. فَقَالَ الْقَوْمُ: مَنْ هُوَ يَا سَعِيدُ؟ فَقَالَ: هُوَ أَنَا، ثُمَّ بَكَى.
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ السَّكُونِيِّ وَهُوَ أَبُو شُجَاعِ بْنِ الْوَلِيدِ
(2)
إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ. وَقَدْ رَوَاهُ شُعْبَةُ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، وَعَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلَائِيُّ: عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَة، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْن مُصَرِّفٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ السَّكُونِيِّ، عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَن سَعِيد بْن زَيْدٍ.
ورواه عَن مُحَمَّد بْن طَلْحَةَ بهذا الوجه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر الْمَدَائِنِي، وأسد بن موسى.
أما طريق سَعِيد بْن سُلَيْمَان: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ.
وأما طريق مُحَمَّد بْن جَعْفَر الْمَدَائِنِي: أخرجه الشاشي في "مسنده"(1/ 237 رقم 194).
وأما طريق أسد بن موسى: أخرجه أبو الحسن الخلعي في "الفوائد المنتقاة"(1/ 49 رقم 68).
متابعات للوجه الأول: وتابع الْوَلِيد بْن قَيْس السَّكُونِي علي هذا الوجه عن الْحُر بْن الصَّيَّاحِ: شُعْبَة، والْحَسَن بْن عُبَيْدِ اللَّه، ومُحَمَّد بْن جُحَادَة، وعَمْرِو بْن قَيْس الْمُلَائِي، والحجاج بن أرطاة، وأشعث بن سوار.
أما متابعة شُعْبَة بْن الْحَجَّاج: أخرجها أبو داود الطيالسي في "مسنده"(1/ 192 رقم 233)، وخليفة بن خياط في "مسنده"(1/ 38 رقم 36)، وأحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 116 رقم 87)، (1/ 221 رقم 257، 256)، وفي "مسنده"(3/ 177 رقم 1631)، (3/ 180 رقم 1637)، والبزار في "مسنده"(4/ 95 رقم 1269)، وأبو داود في "سننه" ك/ السنة ب/ في الخلفاء (7/ 46 رقم 4649)، والبلاذري في "أنساب الأشراف"(10/ 470، 62)، وابن أبي عاصم في "السنة" ب/ فِي قَوْلِهِ: الْعَشَرَةُ فِي الْجَنَّةِ وَتَحَرُّكِ الْجَبَلِ بِهِمْ
(1)
الحُرُّ: بضم أوله وتشديد ثانيه. الصَّيَّاحِ: بفتح الصاد المهملة وفتح الياء المعجمة باثنتين من تحتها مع تشديدها وفي آخره الحاء المهملة. يُنظر "الإكمال" 5/ 161، "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين 5/ 399، "التقريب" صـ 95.
(2)
قال البخاري: الوليد بْن قيس أَبُو همام السكوني روى عَنْهُ زهير، الكوفِي وهو أَبُو شجاع بن الوليد. "التاريخ الكبير" 8/ 151.
(2/ 619 رقم 1430، 1429، 1428)، والنسائي في "الإغراب"(1/ 102 رقم 39)، وفي "السنن الكبري" ك/ المناقب ب/ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رضي الله عنه (7/ 334 رقم 8153)، وفي "فضائل الصحابة"(1/ 33 رقم 106)، وأبو يعلي في "مسنده"(2/ 259 رقم 971)، والمحاملي في "أماليه" رواية يحيي بن البيع (1/ 99 رقم 57)، والشاشي في "مسنده"(1/ 235 رقم 191)، (1/ 247 رقم 210)، وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مناقب الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ب/ ذِكْرُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْل رضي الله عنه (15/ 454 رقم 6993)، وابن بشران في "أماليه"(1/ 29 رقم 13)، وابن عساكر في "تاريخه"(20/ 328)، (21/ 71، 70)،
(25/ 89)، (35/ 275، 274)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 580)، والضياء في "المختارة"(3/ 289، 288 رقم 1090، 1089)، والمزي في "تهذيب الكمال"(16/ 504).
وأما متابعة الْحَسَن بْن عُبَيْدِ اللَّهِ: أخرجها ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الفضائل ب/ مَا ذُكِر فِي أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه (11/ 107 رقم 32489)، ومحمد بن عاصم الثقفي في "جزئه"(1/ 80 رقم 7)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ المناقب ب/ أَبُو بَكْر وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ (7/ 331 رقم 8100)، وفي ك/ المناقب ب/ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه (7/ 331 رقم 8147) وفي "السنن الكبري" في "فضائل الصحابة"(1/ 31 رقم 100)، والشاشي في "مسنده"(1/ 235 رقم 192)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(20/ 327)، (35/ 275)، والدمياطي في "الثاني من معجم شيوخه"(32).
…
وأما متابعة مُحَمَّد بْن جُحَادَةَ:
(1)
أخرجها البزار في "مسنده"(4/ 96 رقم 1270)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(9/ 184 رقم 9489)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(21/ 70).
وأما متابعة عَمْرِو بْن قَيْس الْمُلَائِي: أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط"(7/ 182 رقم 7222).
وأما متابعة أشعث بن سوار: أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(21/ 72).
وأما متابعة الحجاجِ بنِ أرطاة: أخرجها ابن أخي ميمي الدقاق في "فوائده"(1/ 83 رقم 151)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (21/ 71). كلهم بنحوه وزاد بعضهم: وأبو عبيدة بن الجراج في الجنة.
الوجه الثاني: مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أبيه، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ.
ورواه عَن مُحَمَّد بْن طَلْحَةَ بهذا الوجه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، وعَاصِم بْن عَلِي، وشَبَابَة بن سوار الفزاري، ومُوسَى بْنُ دَاوُد، وسُرَيْج بْن النُّعْمَان أَبُو الْحَسَن، ومُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وبَكْر بْن بَكَّار.
(1)
قال الدارقطني في "العلل"(4/ 427): هذا الحديث يَرْوِيهِ الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ عَنْهُ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛ فَرَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ قَيْسٍ أَبُو هَمَّامٍ السَّكُونِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَمِسْعَرٌ الثَّوْرِيُّ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ سَعِيدٍ. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، فَلَمْ يُقِمْ إِسْنَادَهُ، فَقَالَ: عَنْ فُلَانِ بْنِ الصَّيَّاحِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ. وَإِنَّمَا أَرَادَ الْحُرَّ بْنَ الصَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الأخنس. قلت: فقد أقام مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ إسناد هذا الحديث كما عند البزار في "مسنده"(4/ 96 رقم 1270) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنِ الْحُرِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ.
أما طريق سَعِيد بْن سُلَيْمَان: أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1/ 273 رقم 890).
وأما طريق عَاصِم بْن عَلِي: أخرجه ابن عدي في "الكامل"(7/ 475)، وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 25).
وأما طريق شَبَابَة بن سوار: أخرجه الشاشي في "مسنده"(1/ 236 رقم 193)، (1/ 240 رقم 198).
وأما طريق مُوسَى بْن دَاوُد: أخرجه الشاشي في "مسنده"(1/ 241 رقم 200).
وأما طريق سُرَيْج بْن النُّعْمَان أَبُو الْحَسَن: أخرجه الشاشي في "مسنده"(1/ 247 رقم 211).
وأما طريق مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيمَ، وبَكْر بْن بَكَّار: أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 25).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ اليَامِيُّ الكُوْفِيُّ.
روي عَنْ: الوَلِيْد بن قَيْس السَّكُوْنِي، وأبيه طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّف، والأعمش، وغيرهم.
روي عَنْه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان الضَّبِّي، وعبد الرحمن بْن مهدي، وأَبُو نعيم الفضل بْن دكين، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال أحمد، والعجلي، وابن معين، والذهبي: ثِقَة، وزاد أحمد: إلا أنه كان لا يكاد يقول في شيء من حديثه حَدَّثَنَا ـــــ يعني أنه يُعنعن ــــ، وزاد الذهبي: قد احتجا بِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ أصلاً. وذكره ابنُ حِبَّان فِي الثقات، وَقَال: كان يخطئ. روى له الجماعة.
وقال أبو زرعة، والذهبي مرة، وابن حجر: صدوق، وزاد الذهبي: محتج به في الصحيحين، ويجيء حديثه من أداني مراتب الصحيح، ومن أجود الحسن، وبهذا يظهر لك أن الصحيحين فيهما الصحيح وما هو أصح منه، وإن شئت قلت: فيهما الصحيح الذي لا نزاع فيه، والصحيح الذي هو حسن، وزاد ابن حجر: له أوهام.
وقال أحمد، والعجلي، وابن معين مرة: لَا بَأْس بِه. وَقَال أبو زرعة، وابْن مَعِين مرة: صالح.
وَقَال ابْن مَعِين مرة: ضعيف. ومرة: ليس بشيء. وَقَال النَّسَائي: ليس بالقوي. وقال أَبُو دَاوُد: يخطئ. وقال ابْن مَعِين: قال مظفر بْن مدرك: ثلاثة يتقى حديثهم: مُحَمَّد بْن طلحة بْن مصرف، وأَيُّوب بْن عتبة، وفليح بْن سُلَيْمان. وقال ابن سعد: كانت له أحاديث منكرة.
وَقَال ابْن مَعِين: قال أَبُو كامل مظفر بْن مدرك: قال مُحَمَّد بْن طلحة: أدركت أبي كالحلم، وقد روى عَن أبيه أحاديث صالحة. وقال ابن معين، والعجلي: سمع من أَبِيه وَهُوَ صَغِير. وقال عفان: كان محمد بن طلحة يروي عن أبيه وأبوه قديم الموت وكان الناس كأنهم يكذبونه ولكن من يجترئ أن يقول له أنت تكذب كان من فضله وكان. وقال ابن حجر: أنكروا سماعه من أبيه لصغره. قلت: وقد أخرج له البخاري في "صحيحه" قال حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: رَأَى
سَعْدٌ رضي الله عنه، أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ.
(1)
وحاصله أنه "صدوقٌ".
(2)
4) الوَلِيْدُ بنُ قَيْس السَّكُوْنِيُّ،
(3)
أَبُو هَمَّامٍ الكُوْفِيُّ.
روي عَنْ: الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاح، والشعبي، وعَمْرو بْن مَيْمُون الأَودِي، وغيرهم.
روي عَنْه: مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، والثوري، وزُهير بْن مُعَاوِيَةَ الجعفي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن معين، والسمعاني، والذهبي، وابن حجر: ثقة. وذكره ابن حِبَّان، وابن شاهين في الثقات. وقال ابن حبان: يروي المقاطيع. وقال الذهبي: لم يدرك ابنه أبو بدر شجاع السماع منه لأنه مات والولد صغير. وحاصله أنه "ثقة".
(4)
5) الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ.
روي عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن الْأَخْنَس، وأنس بْن مالك، وعبد الله بْن عُمَر، وغيرهم.
روي عَنْه: الوَلِيْد بن قَيْس السَّكُوْنِي، وسفيان الثوري، وشبعة بن الحجاج، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابْن مَعِين، وأبو حاتم، والنَّسَائي، والدارقطني، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد أَبُو حاتم: صالح الْحَدِيث. وذكره ابن حبان، وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات. وقال ابن مهدي: سألت سفيان عن أحاديث الحُر؟ فقال: سمعتها ولا أحفظها. وقال البخاري: ما أدري أدرك أبا معبد الخزاعي أم لا، وقال المزي: روي عَن أبي معبد الخزاعي زوج أم معبد مرسل. وحاصله أنه "ثقة" يرسل عَن أبي معبد الخزاعي.
(5)
6) عَبْد الرَّحْمَن بْنُ الْأَخْنَس.
روي عَنْ: سَعِيد بْن زيد بْن عَمْرو بْن نفيل.
روي عَنْه: الْحُرّ بْن الصَّيَّاح، والحارث بْن عبد الرحمن النَّخَعِي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: لا يعرف، وقال ابن حجر: مستور. وحاصله أنه "مجهول الحال".
(6)
7) سَعِيْدُ بنُ زَيْد بن عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ، أَبُو الأَعْوَرِ القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ.
(1)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الجِهَادِ وَالسِّيَرِ ب/ مَنِ اسْتَعَانَ بِالضُّعَفَاءِ وَالصَّالِحِينَ فِي الحَرْبِ (4/ 36 رقم 2896).
(2)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 241، "الضعفاء والمتروكون" 1/ 234، "الجرح والتعديل" 7/ 291، "الثقات" لابن حبان 7/ 388، "تهذيب الكمال" 25/ 417، "السير" 7/ 338، "ميزان الاعتدال" 3/ 587، "التقريب" صـ 420.
(3)
السَّكُوْنِيُّ: بفتح السين وضم الكاف وَسُكُون الْوَاو وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى السكون، وهو بطن من كندة، وَهُوَ السّكُون بن أَشْرَس بْن ثَوْر وَهُوَ كِنْدَة، وينسب إِلَيْهِ خلق كثير منهم: الوليد بن قيس السَّكُوْنِيُّ. "الأنساب" للسمعاني 7/ 101.
(4)
يُنظر "الجرح والتعديل" 9/ 13، "الثقات" 7/ 553، "تهذيب الكمال" 31/ 69، "الكاشف" 2/ 354، "التقريب" 1/ 513.
(5)
يُنظر "الجرح والتعديل" 3/ 277، "تهذيب الكمال" 5/ 514، "الكاشف" 1/ 316، "الإكمال" 4/ 19، "التقريب" صـ 95.
(6)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 5/ 83، "تهذيب الكمال" 16/ 503، "ميزان الاعتدال" 2/ 546، "التقريب" صـ 277.
روي عَنْ: النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. روي عَنْه: عَبْد الرَّحْمَن بْن الْأَخْنَس، وابن عمر، وأبو الطفيل، وغيرهم.
أسلم رضي الله عنه قديماً قبل عمر بْن الخطاب هو وامرأته فاطمة بنت الخطاب قبل دخول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وكان من المهاجرين الأولين، وآخى رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم بينه وبين أُبِي بْن كعب، وكان مجاب الدعوة، وشهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه لم يشهد بدراً، وقيل: لم يشهدها لأنه كان غائباً بالشام، فقدم عقيب غزاة بدر، فضرب له رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره، فكان بدرياً بسهمه وأجره، وشهد أُحد وما بعدها من المشاهد، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.
(1)
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد الشاشي في مسنده
".
1) عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ بن وَرْدَان الْعَسْقَلَانِيُّ: قال ابن حجر: ثقة يُغرب.
(2)
2) شَبَابَة بن سَوَّار المدائني: قال ابن حجر: ثقة حافظ.
(3)
3) مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ: "صدوق له أوهام" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
4) طَلْحَةُ بنُ مُصَرِّفِ اليَامِيُّ: "ثقة" لم يسمع من أنس سبقت ترجمته في حديث رقم (89).
5) هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ ـــــ بكسر التحتانية ـــــ الأشجعيُّ: قال ابن حجر: ثقة.
(4)
6) سَعِيدُ بْنُ زَيْد بْنِ عَمْرِو: "صحابي" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي مُحَمَّد بْن طَلْحَة بْن مُصَرِّف، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَة، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ السَّكُونِي، عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَن سَعِيد بْن زَيْدٍ.
ورواه عَن مُحَمَّد بْن طَلْحَةَ بهذا الوجه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان: ثقة. ومُحَمَّد بْن جَعْفَرٍ البزار الْمَدَائِنِيُّ: قال ابن حجر: صدوق فيه لين.
(5)
وأسد بن موسى بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك: قال ابن حجر: صدوق يُغرب.
(6)
وقد تابع الْوَلِيد بْن قَيْس السَّكُونِي علي هذا الوجه: شُعْبَة بْن الْحَجَّاجِ: وهو: "ثقة ثبت أمير المؤمنين في الحديث.
(7)
والْحَسَن بْن عُبَيْدِ اللَّهِ بن عروة النخعي: قال ابن حجر: ثقة.
(8)
ومُحَمَّد بْن جُحَادَة:
(1)
يُنظر "معجم الصحابة" للبغوي 2/ 62، "معرفة الصحابة" 1/ 140، "الاستيعاب" 2/ 614، "أسد الغابة" 2/ 476، "تهذيب الكمال" 10/ 446، "السير" 1/ 124، "الإصابة" 4/ 337.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 374.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 204.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 507.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 408.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 43.
(7)
يُنظر "ترجمته في حديث رقم 807.
(8)
يُنظر "التقريب" صـ 101.
ثقة.
(1)
وعَمْرِو بْنِ قَيْس الْمُلَائِي: ثقة.
(2)
والحجاج بن أرطاة: صدوقٌ كثير التدليس، والإرسال فلا يُقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع، ولم يصرح بالسماع في هذا الحديث.
(3)
وأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ الْكِنْدِيُّ: ضعيف.
(4)
قلت: وزاد الدارقطني: مِسْعَرٌ الثَّوْرِي، وَسُلَيْمَان بْن كَثِير.
الوجه الثاني: مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أبيه طَلْحَة، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ.
ورواه عَن مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بهذا الوجه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان: ثقة. وعَاصِم بْن عَلِي بن صهيب الواسطي: قال ابن حجر: صدوق ربما وهم.
(5)
، وشَبَابَة بن سوار الفزاري: ثقة حافظ. ومُوسَى بْنُ دَاوُد: قال ابن حجر: صدوق له أوهام.
(6)
وسُرَيْج بْن النُّعْمَانِ بن مروان الجَوْهَري أَبُو الْحَسَن: قال ابن حجر: ثقة يهم قليلاً.
(7)
ومُسْلِم بْن إِبْرَاهِيمَ الفَرَاهيدي: قال ابن حجر: ثقة مأمون مُكْثر.
(8)
وبَكْر بْن بَكَّارٍ: ضعيف.
(9)
وعلي هذا فالذي يظهر والله أعلم أنَّ الحديث محفوظ بكلا الوجهين وذلك لكون سَعِيد بْن سُلَيْمَان وهو ثقة قد روي الحديث بالوجهين معاً مع صحة الإسناد إليه فيهما، وقد تابعه علي الوجه الأول متابعة تامة مُحَمَّد بْن جَعْفَرٍ البزار الْمَدَائِنِيُّ والإسناد إليه صحيح، وللحديث متابعات قاصرة أيضاً علي الوجه الأول برواية شعبة، والحسن بن عبيد الله، والحجاج بن أرطاة، عن الحر بن الصياح، والأسانيد إليهم صحيحة.
وأما الحديث بالوجه الثاني فقد رواه الأكثرية مع صحة الأسانيد إليهم.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني - الوجه الأول - "إسناده ضعيف: فيه: عَبْدِ الرَّحْمَنُ بْنُ الْأَخْنَس: مجهول الحال. قلت: لكن الحديث يتقوى وينجبر بإسناد الوجه الثاني - فإسناده صحيح - فيه مُحَمَّد بْن طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ: ثقة تكلموا في سماعه من أبيه. قلت: لكن أخرج له البخاري في صحيحه حديثاً من روايته عن أبيه كما سبق بيان ذلك في ترجمته. وقال ابن معين، والعجلي: سمع من أَبِيه وَهُوَ صَغِير.
قلت: وللحديث متابعة قاصرة عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ حَدَّثَهُ فِي نَفَرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: عَشْرَةٌ فِي الْجَنَّةِ: أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي: ابْنَ
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 407.
(2)
يُنظر "ترجمته في حديث رقم 33.
(3)
يُنظر "ترجمته في حديث رقم 139.
(4)
يُنظر "ترجمته في حديث رقم 172.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 229.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 482.
(7)
يُنظر "التقريب" صـ 169.
(8)
يُنظر "التقريب" صـ 461.
(9)
يُنظر "التقريب" صـ 65.
الْجَرَّاحِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَعَدَّ هَؤُلَاءِ التِّسْعَةَ، فَقَالَ الْقَوْمُ: نَنْشُدُكَ بِاللَّهِ يَا أَبَا الْأَعْوَرِ، أَنْتَ الْعَاشِرُ؟ قَالَ: إِذْ نَاشَدْتُمُونِي بِاللَّهِ: أَبُو الْأَعْوَرِ فِي الْجَنَّةِ.
(1)
قال الترمذي: أَصَحُّ مِنَ الحَدِيثِ الأَوَّلِ. وقال أيضاً: سَمِعْتُ مُحَمَّداً يَقُولُ: هُوَ أَصَحُّ مِنَ الحَدِيثِ الأَوَّلِ. قلت: أي حديث عَبْد العَزِيز الدراوردي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد العزيز الدَّراوَرْدي، عن عبد الرحمن بن حُمَيد بن عبد الرحمن بْنِ عَوْف، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جدِّه عبد الرحمن بن عَوْف، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: عَشَرَةٌ فِي الجَنَّة.
وَرَوَاهُ مُوسَى بْن يعقوب الزَّمْعي، عَنِ عمر بن سعيد بن شُرَيح، عن عبد الرحمن بن حُمَيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بن زيد، عن النبيِّ رضي الله عنه قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ؟ قَالَ: حديثُ مُوسَى أشبهُ؛ لأنَّ الحديثَ يُروى عَنْ سَعِيدٍ مِنْ طُرُقٍ شَتَّى، ولا يُعرَف عن عبد الرحمن بن عَوْف، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، في هذا شيء.
(2)
وحديث عَبْدِ الرَّحْمَن بْن عَوْفٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ.
(3)
قلت: وإسناده صحيح.
وعلي هذا فيرتقي الحديث بمتابعاته من الضعيف إلي الحسن لغيره.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ السَّكُونِيِّ وَهُوَ أَبُو شُجَاعِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ. وَقَدْ رَوَاهُ شُعْبَةُ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، وَعَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلَائِيُّ: عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 114 رقم 85)، والترمذي في "سننه" ك/ المناقب ب/ مَنَاقِبِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف رضي الله عنه (5/ 648 رقم 3748)، وابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 620)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ المناقب ب/ أبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ رضي الله عنه (7/ 328 رقم 8139)، والآجري في "الشريعة" ب/ ذِكْرِ فَضَائِلِ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ وَسَعِيدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رضي الله عنه (5/ 2287 رقم 1769)، والحاكم في "المستدرك" ك/ معرفة الصحابة ب/ ذكر مناقب سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل عاشر العشرة رضي الله عنه (3/ 498 رقم 5858)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1/ 21 رقم 55)، (1/ 141 رقم 526).
(2)
يُنظر "العلل" لابن أبي حاتم 6/ 394.
(3)
أخرجه أحمد في "مسنده"(3/ 209 رقم 1675)، والترمذي في "سننه" ك/ المناقب ب/ مَنَاقِبِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ رضي الله عنه (5/ 647 رقم 3747)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني (1/ 182 رقم 232)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ المناقب ب/ أبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ رضي الله عنه (7/ 328 رقم 8138)، وابن حبان في "صحيحه" (الإحسان ك/ إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ. ب/ ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْجَنَّةِ لِأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ (15/ 463 رقم 7002)، وأبو يعلي في "مسنده" (2/ 147 رقم 835)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1/ 20 رقم 54).
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال الصنعاني رحمه الله: كرر الإخبار عن كل فرد بأنه في الجنة ولم يكتف بالإخبار عن الجميع بلفظ واحد تنصيصاً على أن كل فرد محكوم له بالجنة وزيادة في بيان شرفهم رضي الله عنهم. قال بعضهم: والتفسير بالجنة لا يلزم منه الأمن من البعد عن كمال القرب إنما اللازم الأمن من النار على أن الوعد لا يمنع الحيرة والدهشة والخوف ولهذا كانوا باكين خاشعين خائفين من سوء العاقبة ومن عذاب الآخرة، إن قيل: قد ثبت عند مسلم من حديث سعد: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحي إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام قيل: لا منافاة؛ لأنه يحتمل أنه لم يسمع تبشير العشرة وسمعه غيره أو أنه أخبر بذلك قبل علمه بهذا ثم اعلم أن مفهوم العدد غير مراد فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم شهد لجماعة بالجنة كالحسنين وأمهما وجدتهما وعبد الله بن سلام وغيرهم.
(1)
قلت: ومن ثوابت هذا الدين أنه لا يُقطع لأحد علي سبيل التعيين باسمه وشخصه بدخول الجنة إلا من أثبت الشرع له ذلك، أما في الجملة فنعم فالمؤمنون في الجنة، والمحسنون، والصابرون وهكذا ومثل هذا يُقال في النار، والله أعلم.
(1)
يُنظر "التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ" للصنعاني 7/ 240.
[220/ 870]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ» .
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي مُجَاهِد، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: مُجَاهِد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْن الْعَاص مرفوعاً.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــــ رواية الباب ــــــ، وفي "الكبير"(13/ 438 رقم 14287)، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ مَنْصُور بْن أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِد به.
قلت: ورواه عَن مُجَاهِد بهذا الوجه أيضاً: حَبِيب بن أبي ثابت.
(1)
لكن قال أبو حاتم: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حَبِيب، عَنْ أبي موسى الحَذَّاء، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
(2)
الوجه الثاني: مُجَاهِد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْن الْعَاص موقوفاً.
أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الصلاة ب/ صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ (2/ 458 رقم 4667)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ قِيَامِ اللَّيْلِ وَتَطَوُّعِ النَّهَارِ ب/ كَيْفَ صَلَاةُ الْقَاعِدِ (2/ 144 رقم 1372)، عَنْ حُصَين بن عبد الرحمن السُلَمي، عَنْ مُجَاهِد به.
الوجه الثالث: عَن مُجَاهِدٍ موقوفاً.
أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الصلاة ب/ صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ (2/ 458 رقم 4669)، عَنْ لَيْث بن أبي سليم بن زُنَيْم، عَنْ مُجَاهِدٍ به بلفظ: صَلَاةُ الْقَاعِد غَيْرُ مُتَرَبِّعٍ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ.
الوجه الرابع: إِبْرَاهِيم بْن مُهَاجِر، عَنْ مُجَاهِد، واختلف علي إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرِ من طُرق:
الطريق الأول: إِبْرَاهِيم بْن الْمُهَاجِرِ، عَنْ مُجَاهِد، عَنْ عَائِشَةَ.
أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(3/ 616 رقم 1190)، وأحمد في "مسنده"(40/ 384 رقم 24327)، والنسائي في "الكبري" ك/ قِيَامِ اللَّيْلِ وَتَطَوُّعِ النَّهَارِ ب/ كَيْفَ صَلَاةُ الْقَاعِد (2/ 144 رقم 1369)، والطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 279 رقم 1165)، وأبو نعيم الأصبهاني في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن الفضل بن دكين"(1/ 50 رقم 24)، كلهم من طُرق عَن إِسْرَائِيل، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُهَاجِر، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ بمثله.
الطريق الثاني: إِبْرَاهِيم بْن مُهَاجِر، عَن مُجَاهِد، عَن السَّائِب، عَن عَائِشَة.
ورواه عَن إِبْرَاهِيم بْن مُهَاجِر بهذا الوجه: زُهَيْر أَبُو خَيْثَمَة، وشريك.
(1)
أخرجه النسائي في "السنن الكبري" ك/ قِيَامِ اللَّيْلِ وَتَطَوُّعِ النَّهَارِ ب/ كَيْفَ صَلَاةُ الْقَاعِدِ (2/ 145 رقم 1373).
(2)
يُنظر "العلل" لابن أبي حاتم 2/ 493.
أما طريق زُهَيْر: أخرجه ابن الجعد في "مسنده"(1/ 393 رقم 2685)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الصلاة ب/ صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ (2/ 458 رقم 4668)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(3/ 617 رقم 1191)، وأحمد في مسنده" (43/ 77 رقم 25903)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ قِيَامِ اللَّيْلِ وَتَطَوُّعِ النَّهَارِ ب/ كَيْفَ صَلَاةُ الْقَاعِدِ (2/ 144 رقم 1370).
أما طريق شَرِيك من أصح الأوجه عنه:
(1)
أخرجه: أحمد في "مسنده"(40/ 487 رقم 24426)، (43/ 40 رقم 25851، 25850)، والدارقطني في "سننه" ك/ الصلاة ب/ صَلَاةِ الْمَرِيضِ جَالِسًا بِالْمَأْمُومِين (2/ 250 رقم 1481).
الطريق الثالث: إِبْرَاهِيم بْن مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ قَائِدِ السَّائِبِ، عَنِ السَّائِبِ.
أخرجه أحمد في "مسنده"(24/ 260 رقم 15501)، والترمذي في "العلل الكبير" ك/ أبواب الصلاة ب/ ما جاء أن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم (1/ 79 رقم 123)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ قِيَامِ اللَّيْلِ وَتَطَوُّعِ النَّهَارِ ب/ كَيْفَ صَلَاةُ الْقَاعِد (2/ 144 رقم 1371)، كلهم من طُرق عَن سُفْيَان الثَّوْرِي من أصح الأوجه عنه.
(2)
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: إسناد الطبراني ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ الليثي الْكُوفِيُّ: "صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (133).
4) الأعْمَشُ: "ثقة ثبت يدلس لكن احتمل الأئمة تدليسه" سبقت ترجمته في حديث رقم (37).
5) مُجَاهِدُ بْنُ جبر المَكِيُّ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (34).
6) عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (96).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد ابن أبي شيبة في مصنفه
".
1) عبد الله بْنُ إِدْرِيسَ الأودي: قال ابن حجر: ثقة فقيه.
(3)
(1)
أخرجه أحمد في "مسنده"(43/ 39 رقم 25849)، عَنْ شَرِيك، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَائِشَة. والخطيب في "المتفق والمفترق"(3/ 1461 رقم 859)، عَنْ شَرِيك، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَائِشَةَ. والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ب/ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةِ الْقَاعِدِ مُتَرَبِّعًا (13/ 240 رقم 5233)، عَن شَرِيك، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مَوْلًى لِلسَّائِبِ، عَنِ السَّائِبِ.
(2)
أخرجه أحمد في "مسنده"(40/ 382 رقم 24325)، وأبو عبد الله محمد بن مخلد في "منتقي حديثه"(1/ 189 رقم 188)، عَن سُفْيَان، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ قَائِدِ السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ السَّائِبِ، عَن عَائِشَةَ.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 238.
2) حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: "ثقة ثبت" لكن تغير حفظه بآخرة فينظر فيمن سمع منه قبل تغيره وبعده. سبقت ترجمته في حديث رقم (179).
3) مُجَاهِد بن جبر المكي: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (34).
4) عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (96).
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثالث: "إسناد ابن أبي شيبة في مصنفه
".
1) عبد الله بْن إِدْرِيس الأودي: قال ابن حجر: ثقة فقيه.
2) الليث بن أبي سليم بن زُنَيْم: قال ابن حجر: صدوق اختلط جداً ولم يتميز حديثه فترك.
(1)
3) مُجَاهِدٍ بن جبر: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (34).
رابعاً: دراسة إسناد الوجه الرابع: "دراسة إسناد أحمد في مسنده
"
1) أَبُو نُعَيْمٍ الفضل بن دُكين: قال ابن حجر: ثقة ثبت.
(2)
2) إِسْرَائِيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي: قال ابن حجر: ثقة تُكلم فيه بلا حجة.
(3)
3) إبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِر بن جابر البجلي: قال ابن حجر: صدوق لين الحفظ.
(4)
4) مُجَاهِدٍ بن جبر: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (34).
5) عائشة بنت أبي بكر الصديق: "صحابية زوج النبي صلى الله عليه وسلم " سبقت ترجمتها في حديث رقم (15).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي مُجَاهِدٍ، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: مُجَاهِد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو بْن الْعَاص مرفوعاً.
ورواه عَن مُجَاهِد بهذا الوجه: الْأَعْمَش، وهو ثقة ثبت. وقد تُوبع علي هذا الوجه المرفوع كما سيأتي.
الوجه الثاني: مُجَاهِد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْن الْعَاص موقوفاً.
ورواه عَن مُجَاهِد بهذا الوجه: حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: وحُصَيْن هذا "ثقة ثبت" لكن تغير حفظه بآخرة فينظر فيمن سمع منه قبل تغيره وبعده. قلت: والراوي عنه: عبد الله بن إدريس الأودي لم يذكروه فيمن روي عَن حُصَين قبل تغيره، فيحتمل أنه ممن روي عنه بعد التغير والله أعلم.
الوجه الثالث: عَن مُجَاهِدٍ موقوفاً.
ورواه عَن مُجَاهِد بهذا الوجه: الليث بن أبي سليم بن زُنَيْم: واليث هذا قال فيه ابن حجر: صدوق اختلط جداً ولم يتميز حديثه فترك، ومع هذا فقد خالف في متنه أيضاً فرواه بلفظ: صَلَاةُ الْقَاعِدِ غَيْرُ مُتَرَبِّعٍ عَلَى
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 400.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 381.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 44.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 34.
النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ.
الوجه الرابع: إِبْرَاهِيم بْن مُهَاجِرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، واختلف علي إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرِ من طُرق:
فرواه إِبْرَاهِيم بْن الْمُهَاجِر مرة، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَة. ومرة عَن مُجَاهِد، عَن السَّائِب، عَن عَائِشَة. ومرة عَن مُجَاهِد، عَنْ قَائِدِ السَّائِبِ، عَنِ السَّائِبِ. وإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ هذا قال فيه ابن حجر: صدوق لين الحفظ. قلت: وهو قد اضطرب في هذا الحديث عن مجاهد كما سبق.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أن الوجه الأول هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الأتية:
1) رواية الأحفظ: فرواه بهذا الوجه: الأعْمَشُ وهو: "ثقة ثبت يدلس لكن احتمل الأئمة تدليسه"
2) المتابعات: فقد توُبع الأعمش علي هذا الوجه متابعة قاصرة أخرجها مسلم في "صحيحه" من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: صَلَاةُ الرَّجُلِ قَاعِدًا نِصْفُ الصَّلَاةِ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي جَالِسًا، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ: مَا لَكَ؟ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو قُلْتُ: حُدِّثْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَنَّكَ قُلْتَ: صَلَاةُ الرَّجُلِ قَاعِدًا عَلَى نِصْفِ الصَّلَاةِ، وَأَنْتَ تُصَلِّي قَاعِدًا، قَالَ: أَجَلْ، وَلَكِنِّي لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ.
(1)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول الراجح ــــ "إسناده حسن" فيه: مَنْصُور بْن أَبِي الأَسْوَد: صدوق.
قلت: وللحديث متابعة في صحيح مسلم عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو كما بينا قبل ذلك في الترجيح.
وله شاهد أيضاً من حديث عِمْرَان بْن حُصَيْن قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَلَاةِ الرَّجُلِ قَاعِدًا، فَقَالَ: إِنْ صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا، فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ القَائِمِ، وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا، فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ القَاعِدِ.
(2)
وعلي هذا فيرتقي الحديث بمتابعاته وشواهده من الحسن إلي الصحيح لغيره، والله أعلم.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قلت: يُنظر التعليق علي حديث رقم (96).
(1)
أخرجه مسلم في "صحيحه"(735) ك/ صلاة المسافرين وقصرها ب/ جَوَازِ النَّافِلَةِ قَائِمًا وَقَاعِدًا، وَفِعْلِ بَعْضِ الرَّكْعَةِ قَائِمًا وَبَعْضِهَا قَاعِدًا.
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه"(1115) ك/ تقصير الصلاة ب/ صَلَاةِ القَاعِدِ، وفي ب/ صَلَاةِ القَاعِدِ بِالإِيمَاءِ (1116).
[221/ 871]- وَعَنْ مُجَاهِدٍ،
(1)
عَنْ مَوْلَاهُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: كُنْتُ شَرِيكَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ قَالَ:«تَعْرِفُنِي؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ، كُنْتَ شَرِيكِي لَا تُمَارِي وَلَا تُدَارِي.
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ إِلَّا سَعِيدٌ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي مُجَاهِد، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: مُجَاهِد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ.
ورواه عَن مُجَاهِد بهذا الوجه: الأَعْمَش.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ، ومن طريقه ـــــ الضياء في "المختارة"(9/ 359 رقم 368) ـــــ عَن أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، مقروناً بمُحَمَّد بْن الْفضل السَّقطِي كما في "المختارة".
كلاهما: عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَن مَنْصُور بْن أَبِي الأَسْوَد، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ مُجَاهِد به.
وابن أبي خيثمة في "أخبار المكيين" ب/ تَسْمِيَة من نزل مَكَّة من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (1/ 254 رقم 167)، وبحشل في "تاريخ واسط"(1/ 193)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3/ 1675 رقم 4195)، والضياء في "المختارة"(9/ 397 رقم 371)، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان به.
وابن أبي الدنيا في "الصمت" ب/ ذَمِّ الْمِرَاءِ (1/ 107 رقم 145)، وفي "ذم الغيبة والنميمة"(1/ 6 رقم 7)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2/ 33 رقم 708)، والضياء في "المختارة"(9/ 396 رقم 369)، كلهم من طُرق عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِد به.
الوجه الثاني: مُجَاهِد، عَن السَّائِب بْن أَبِي السَّائِبِ.
ورواه عَن مُجَاهِد بهذا الوجه: سَيْف بن سليمان، وعَبْد الله بْن عُثْمَان بْنِ خثيم.
أما طريق سَيْف بن سليمان: أخرجه أحمد في "مسنده"(24/ 261 رقم 15503).
وأما طريق عَبْد اللهِ بْن عُثْمَان بْن خثيم: أخرجه عفان بن مسلم في "حديثه"(1/ 374 رقم 135)، وابن سعد في "الطبقات"(1/ 347 رقم 156)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" ب/ مَا يَقُول للقادم إِذا قدم عَلَيْهِ (1/ 277 رقم 312)، والطبراني في "المعجم الكبير"(7/ 139 رقم 6618)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3/ 1369 رقم 3456)، والحاكم في "المستدرك" ك/ البيوع (2/ 69 رقم 2357)، والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ الشركة ب/ الِاشْتِرَاكِ فِي الْأَمْوَالِ وَالْهَدَايَا (6/ 129 رقم 11422).
الوجه الثالث: مُجَاهِد، عَن قيس بن السَّائِب موقوفاً.
ورواه عَن مُجَاهِد بهذا الوجه: إِبْرَاهِيم بْن مَيْسَرَة.
أخرجه ابن أبي خيثمة في "أخبار المكيين" ب/ تَسْمِيَة من نزل مَكَّة من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (1/ 257
(1)
أي بإسناد الحديث السابق.
رقم 171)، والقاسم بن سلام في "الناسخ والمنسوخ"(1/ 56 رقم 93)، والدولابي في "الكني والأسماء"(1/ 147 رقم 296)، والبغوي في "تفسيره"(5/ 9)، والطبراني في "الأوسط"(2/ 144 رقم 1522)، وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 48)، والضياء المقدسي في "المنتقي من مسموعات مرو"(1/ 254 رقم 452).
الوجه الرابع: مُجَاهِد، ويرويه عنه إِبْرَاهِيم بْن مُهَاجِر، واختلف علي ابْن مُهَاجِر من طرق.
الطريق الأول: إِبْرَاهِيم بْن مُهَاجِر، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ.
ورواه عَن إِبْرَاهِيم بْن مُهَاجِر بهذا الوجه: إِسْرَائِيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
أخرجه أحمد في "مسنده"(24/ 258 رقم 15500)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1/ 358 رقم 480)، (2/ 22 رقم 692)، والطبري في "تفسيره" تفسير سورة البقرة (2/ 118)، وفي "تاريخه"(11/ 562)، والبغوي في "معجم الصحابة"(3/ 180 رقم 1098)، والطبراني في "الكبير"(5/ 273 رقم 5309)، وابن بطة في "الإبانة الكبري"(2/ 519 رقم 612)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3/ 1226 رقم 3076).
الطريق الثاني: إِبْرَاهِيم بْن الْمُهَاجِر، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ قَائِدِ السَّائِبِ، عَنِ السَّائِب.
ورواه عَن إِبْرَاهِيم بْن مُهَاجِر بهذا الوجه: سُفْيَان الثَّوْرِي من أصح الأوجه عنه،
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(2/ 350 رقم 855)، وأحمد في "مسنده"(24/ 261 رقم 15502)، والفاكهي في "أخبار مكة"(3/ 328 رقم 2155)، وابن ماجة في "سننه" ك/ أبواب التجارات ب/ الشَّرِكَة وَالْمُضَارَبَة (3/ 388 رقم 2287)، وأبو داود في "سننه" ك/ الأدب ب/ في كراهية المِراءِ (7/ 205 رقم 4836)، والطبراني في "المعجم الكبير"(7/ 140 رقم 6620، 6619)، وابن منده في "معرفة الصحابة"(1/ 745)، والبيهقي في "السنن الصغير" ك/ البيوع ب/ الشَّرِكَةِ (2/ 307 رقم 2103)، وفي "السنن الكبري" ك/ الشركة ب/ الِاشْتِرَاك فِي الْأَمْوَال وَالْهَدَايَا (6/ 130 رقم 11423).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: إسناد الطبراني ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ الليْثِيُّ الْكُوفِيُّ: "صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (133).
4) الأعْمَشُ: "ثقة ثبت يدلس لكن احتمل الأئمة تدليسه" سبقت ترجمته في حديث رقم (37).
5) مُجَاهِد بْنُ جبر المَكِيُّ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (34).
6) عَبْدُ اللهِ بنُ السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ صَيْفِيِّ بنِ عَابِدِ بنِ عُمَرَ أَبُو السَّائِبِ المَخْزُوْمِيُّ.
روي عَنْ: النَّبِي صلى الله عليه وسلم. روي عَنْه: مجاهد بْن جبر، وعَبد اللَّهِ بْن صفوان، وعطاء بْن أَبي رباح، وغيرهم.
(1)
أخرجه ابن أبي خيثمة في "أخبار المكيين"(1/ 257 رقم 170)، عَن الثَّوْرِي، عَن إِبْرَاهِيم بن مهَاجر، عَن مُجَاهِد، عَن ابْن السَّائِب، عَن السَّائِب. وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3/ 1370 رقم 3458، 3457)، عَن الثَّوْرِي، عَن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن زيد بن السائب، عن السائب.
قرأ عَبْد اللهِ بنُ السَّائِبِ القرآن على أبي بن كعب، وكان قارئ أَهل مَكَّة، وعنه أخذ أَهل مَكَّة القراءة، وقرأ عَلَيْهِ مجاهد، وغيره، وصلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، فقرأ بسورة المؤمنون. قال مسلم، وابن المديني، والخطيب، والمزي: له صحبة. وقال الذهبي: عِدَادُهُ فِي صِغَارِ الصَّحَابَةِ.
(1)
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد أحمد في مسنده
"
1) رَوْحٌ بن عبادة القَيْسِيُّ: قال ابن حجر: ثقة فاضل.
(2)
2) سَيْف بن سليمان أو ابن أبي سليمان: قال ابن حجر: ثقة ثبت.
(3)
3) مُجَاهِد بن جبر المَكِيُّ: "ثقة يرسل". سبقت ترجمته في حديث رقم (34).
4) السَّائِبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ صيفي بن عابد المخزومي: قال ابن حجر: كان شريك النَّبِي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ثم أسلم وصحب.
(4)
(5)
(1)
يُنظر "معجم الصحابة" للبغوي 3/ 530، "معجم الصحابة" لابن قانع 2/ 130، "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 3/ 1674، "الاستيعاب" 3/ 519، "أسد الغابة" 3/ 254، "تهذيب الكمال" 14/ 553، "السير" 3/ 388، "الإصابة" 6/ 165.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 151.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 202.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 168.
(5)
قلت: قد اختلف في إسلام السائب بن أبي السائب هذا فقال ابن هشام: ذكر عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عتبة بْن مسعود، عن ابن عباس، أن السائب بْن أَبِي السائب، ممن هاجر مع رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأعطاه من غنائم حنين. وقال الطبري: السائب بن أبى السائب وابنه عبد الله أسلما يوم فتح مكة. وقال ابن عبد البر: اختلف في إسلامه، فذكر ابن إسحاق أنه قتل يوم بدر كافراً. قَالَ ابن هشام: وذكر غير ابن إسحاق أنه الذي قتله الزبير بن العوام، وكذلك قَالَ الزبير بن بكار: إن السائب بن أبي السائب قتل يوم بدر كافراً، وأظنه عول فيه على قول ابن إسحاق، وقد نقض الزبير ذَلِكَ في موضعين من كتابه بعد ذَلِكَ: فَقَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بن محمد بن عبد الله بن ثوبان، عن جعفر، عن عكرمة، عن يَحْيَى بن كعب، عَنْ أَبِيهِ كعب مولى سعيد بن العاص، قَالَ: مر معاوية وهو يطوف بالبيت، ومعه جنده، فزحموا السائب بن صيفي ابن عائذ فسقط، فوقف عليه معاوية وهو يومئذ خليفة، فَقَالَ: أوقعوا الشيخ. فلما قام قَالَ: ما هذا يا معاوية؟ تصرعوننا حول البيت! أما والله لقد أردت أن تزوج أمك. فَقَالَ معاوية: ليتك فعلت، فجاءت بمثل أبي السائب- يعني عبد الله بن السائب. وهذا أوضح في إدراكه الإسلام، وفي طول عمره. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: حَدَّثَنِي أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ يَعْنِي الْمَاجِنَ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: قَالَ: كَانَ جَدِّي أَبُو السَّائِبِ بْنُ عَائِذٍ شَرِيكَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: نِعْمَ الشَّرِيكُ كَانَ أَبُو السَّائِبِ، كَانَ لا يُشَارِي وَلا يُمَارِي. وَهَذَا كُلُّهُ مِنَ الزُّبَيْرِ مُنَاقَضَةٌ فِيمَا ذَكَرَ إن السائب بن أبي السائب قتل يوم بَدْرٍ كَافِرًا. قَالَ ابن هشام: السائب بن أبي السائب الذي جاء فيه الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الشريك السائب كان لا يشاري ولا يماري كان قد أسلم فحسن إسلامه فيما بلغنا. قَالَ ابن هشام: وذكر ابن شهاب، عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أن السائب بن أبي السائب بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ممن هاجر مع رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وأعطاه يوم الجعرانة من غنائم حنين. قَالَ أبو عمر: هذا أولى ما عول عليه في هذا الباب. يُنظر "المنتخب من ذيل المذيل" 1/ 60، "الاستيعاب" 2/ 572.
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثالث: "إسناد القاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ
".
1) عبد الرحمن بْن مهْدي: قَال ابن حجر: ثقة ثبت حافظ.
(1)
2) مُحَمَّد بن مُسلم الطائفي: قال ابن حجر: صدوق يخطئ من حفظه.
(2)
3) إِبْرَاهِيم بن ميسرَة الطائفي: قال ابن حجر: ثبت حافظ.
(3)
4) مُجَاهِد بْنُ جَبْر المَكِيُّ: "ثقة" لم يسمع من أبي ذر. سبقت ترجمته في حديث رقم (34).
5) قيسُ بْنُ السَّائِب: قال أبو حاتم، وابن حبان: له صحبة.
(4)
رابعاً: دراسة إسناد الوجه الرابع: "إسناد أحمد في مسنده
".
1) الأسْوَدُ بْن عَامِر الشامي ويلقب بشاذان: قال ابن حجر: ثقة.
(5)
2) إِسْرَائِيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي: قال ابن حجر: ثقة تُكلم فيه بلا حجة.
3) إبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِر بن جابر البجلي: قال ابن حجر: صدوق لين الحفظ.
4) مُجَاهِدٍ بن جبر: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (34).
5) السَّائِب بن عبد الله وهو: السَّائِبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ صيفي بن عابد المخزومي "صحابي".
ثالثاً: النطر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي مُجَاهِد، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: مُجَاهِد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ.
ورواه عَن مُجَاهِد بهذا الوجه: الأَعْمَش، وهو: ثقة ثبت يدلس لكن احتمل الأئمة تدليسه.
الوجه الثاني: مُجَاهِد، عَن السَّائِب بْن أَبِي السَّائِبِ.
ورواه عَن مُجَاهِد بهذا الوجه: سَيْفٌ بن سليمان: ثقة ثبت. وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خثيم: صدوق.
(6)
الوجه الثالث: مُجَاهِد، عَن قيس بن السَّائِب موقوفاً.
ورواه عَن مُجَاهِد بهذا الوجه: إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ: ثبت حافظ.
الوجه الرابع: مُجَاهِد، ويرويه عنه إِبْرَاهِيم بْن مُهَاجِر، واختلف علي إِبْرَاهِيم بْن مُهَاجِر: فرواه إِبْرَاهِيم مرة، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ. ومرة عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ قَائِدِ السَّائِبِ، عَنِ السَّائِب. ومرة عَن مُجَاهِد، عَن ابْن السَّائِب، عَن السَّائِب. ومرة عن مجاهد، عن زيد بن السائب، عن السائب. وإِبْرَاهِيم بْن
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 293.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 440.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 34.
(4)
يُنظر "الجرح والتعديل" 7/ 99، "الثقات" 3/ 341.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 50.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 255.
الْمُهَاجِرِ هذا قال فيه ابن حجر: صدوق لين الحفظ. قلت: قد اضطرب في هذا الحديث عن مجاهد كما سبق.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أن الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الآتية:
1) رواية الأكثر عدداً: فرواه بهذا الوجه اثنان من الرواة أحدهما ثقة ثبت، وهذا بخلاف الأوجه الأخري.
2) ترجيح الأئمة:
- قال ابن أبي حاتم: سألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أصحابُ مُجاهِد، عَنْ مُجاهِد؛ قَالَ: كان شَرِيكٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الجاهلية، فحكى أنَّ النبيَّ كَانَ لا يُماري ولا يُداري، فمَنْ هَذَا الشَّريكُ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِم، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مَيْسَرَةَ، عَنْ مُجاهِد، عَن قيس بْن السَّائب؛ قَالَ: كنتُ شَرِيكًا للنبي صلى الله عليه وسلم، وَرَوَاهُ سَيْفُ بْن أَبِي سُلَيمان، عَنْ مُجاهِد؛ قَالَ: كَانَ السَّائب بْن أَبِي السَّائب شَريكًا للنبي صلى الله عليه وسلم، وَرَوَاهُ منصور بْن أَبِي الأسود، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ مُجاهِد، عَنْ عبد الله بْن السَّائب؛ قَالَ: كنتُ شَريكًا، قلتُ لأَبِي: فحديثُ الشَّرِكَة ما الصَّحيحُ منها؟ قال أبي: عبد الله بْن السَّائب لَيْسَ بالقديم، وَكَانَ على عهدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم حَدَث، والشَّرِكَةُ بأبيه أشبَهُ، واللهُ أَعْلَمُ.
(1)
- وقال ابن حجر: أخرج البغويّ في ترجمته من طريق أبي عبيدة بن مَعْن، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن السائب، قال: أتيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمكة لأبايعه، فقلت: أتعرفني؟ قال: «نعم، ألم تكن شريكاً لي مرّة
…
» الحديث. والمحفوظ أن هذا لأبيه السائب.
(2)
- قلت: وقد ذكر جماعة من العلماء أنَّ السائب بْن أَبِي السائب ـــــ رَوِايَة الوجه الراجح ــــــ هو الذي كان شريكاً للنبي صلى الله عليه وسلم. فقال البغوي، وابن منده، وابن الأثير، والمزي، والذهبي: كان شريك النبي صلى الله عليه وسلم قبل المبعث فِي الجاهلية. وقال ابن شهاب: السائب بْن أَبِي السائب، هو الذي جاء فيه الحديث، عن رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم: " نعم الشريك، كان لا يشارى ولا يماري.
قلت: وقد ذهب ابن عبد البر إلي أنَّ الحديث مضطرب وتبعه علي ذلك السهيلي، فقال ابن عبد البر: وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنّ الْحَدِيث فِيمَنْ كَانَ شَرِيكَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ هَؤُلَاءِ مُضْطَرِبٌ جِدّا، مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ الشّرِكَةَ: لِلسّائِبِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا لِأَبِي السّائِبِ أَبِيهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا لِقَيْسِ بن السّائب، ومنهم من يجعلها لعبد الله بن أبى السّائب، وهذ اضْطِرَابٌ لَا يَثْبُتُ بِهِ شَيْءٌ وَلَا تَقُومُ بِهِ حُجّةٌ وَالسّائِب بْن أَبِي السّائِبِ مِنْ الْمُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَمِمّنْ حَسُنَ إسْلَامُهُ.
(3)
قلت: لكن إذا ثبت الترجيح انتفي الاضطراب.
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت أبي يَقُول: قَالَ ابن مهْدي حَدِيث مُسلم عَن إِبْرَاهِيم بن ميسرَة، عَن مُجَاهِد أثبت هَذِه الْأَحَادِيث.
(4)
قلت: يقصد الوجه الثالث.
(1)
يُنظر "العلل" لابن أبي حاتم 2/ 246.
(2)
يُنظر "الإصابة" 6/ 167.
(3)
يُنظر "الاستيعاب" لابن عبد البر 2/ 573، "الروض الأنف" للسهيلي 5/ 350.
(4)
يُنظر "أخبار المكيين" لابن أبي خيثمة 1/ 258.
قلت: لكن ما أثبتناه من ترجيح الوجه الثاني هو ما ذهب إليه أبو حاتم، وابن حجر، وما اقتضاه أيضاً سير البحث، والعلم عند الله تعالي.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده شاذ" وذلك لمخالفة الثقة لما رواه الأكثرية.
وأما الحديث بالوجه ــــ الثاني ــــ الراجح "إسناده صحيح " وأخرجه الحاكم في المستدرك من الوجه الراجح وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(1)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ إِلَّا سَعِيدٌ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
سادساً: شرح الغريب:
قال القاسم بن سلام: قَوْله: لَا يدارئ وَلَا يُمَارِي فَإِن المدارأة هَهُنَا مَهْمُوز من دارأت وَهِي المشاغبة والمخالفة على صَاحبك. وَمِنْهَا قَول اللَّه عز وجل {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا}
(2)
يَعْنِي اخْتلَافهمْ فِي الْقَتِيل.
(3)
وقَالَ إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: تُدَارِي مَهْمُوزٌ مِنْ الْمُدَارَاةِ، وَهِيَ الْمُدَافَعَةُ. وَتُمَارِي غَيْرُ مَهْمُوزٍ مِنْ الْمُمَارَاةِ، وَهِيَ الْمُجَادَلَة.
(4)
وقال الطبري: كُنْتَ لَا تُمَارِي وَلَا تُدَارِي. يَعْنِي بِقَوْلِهِ: لَا تُدَارِي: لَا تُخَالِفُ رَفِيقَكَ وَشَرِيكَكَ وَلَا تُنَازِعُهُ وَلَا تُشَارِهِ.
(5)
وقال ابن الملقن: يدارئ مَهْمُوز وَمَعْنَاهُ: يشاغب وَيُخَالف صَاحبه، قَالَه ابْن الْجَوْزِيّ. وَقَالَ الْمُحب فِي «أَحْكَامه»: الرِّوَايَة يُدَارِي بِغَيْر همزَة ليزواج يُمَارِي. وَعبارَة ابْن الْأَثِير: المماراة المجادلة والملاحاة. قَالَ: وَوَقع فِي رِوَايَة «كنت لَا تشاري» . وَقَالَ: وَهِي الملاحاة. قَالَ: والمداراة المدافعة.
(6)
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن مفلح رحمه الله: الْمِرَاءُ فِي اللُّغَةِ الْجِدَالُ يُقَال: مَارَى يُمَارِي مُمَارَاةً وَمِرَاءً، أَيْ: جَادَلَ. وَتَفْسِيرُ الْمِرَاءِ فِي اللُّغَةِ اسْتِخْرَاجُ غَضَبِ الْمُجَادِلِ مِنْ قَوْلِهِمْ: مَرَيْتُ الشَّاةَ إذَا اسْتَخْرَجْتُ لَبَنَهَا. وَتُدَارِينِي مِنْ الْمُدَارَاةِ بِلَا هَمْزٍ وَرُوِيَ بِالْهَمْزِ وَالْأَوَّلُ أَشْهَرُ. وَقَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ: لَا تُمَارِيَنَّ حَكِيمًا، وَلَا تُجَادِلَنَّ لَجُوجًا، وَلَا تُعَاشِرَنَّ ظَلُومًا، وَلَا تُصَاحِبَنَّ مُتَّهَمًا. وَقَالَ أَيْضًا: يَا بُنَيَّ مَنْ قَصَّرَ فِي الْخُصُومَةِ خَصِمَ، وَمَنْ بَالَغَ فِيهَا أَثِمَ، فَقُلْ الْحَقَّ وَلَوْ عَلَى نَفْسِكَ فَلَا تُبَالِ مَنْ غَضِبَ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: كَفَى بِكَ ظَالِمًا
(1)
يُنظر "المستدرك" 2/ 70.
(2)
يُنظر سورة البقرة آية رقم: 72.
(3)
يُنظر "غريب الحديث" للقاسم بن سلام 1/ 337.
(4)
يُنظر نصب الراية" للزيلعي 3/ 474.
(5)
يُنظر "تفسير الطبري" 2/ 118.
(6)
يُنظر "البدر المنير" لابن الملقن 6/ 732.
أَنْ لَا تَزَالَ مُخَاصِمًا، وَكَفَى بِكَ آثِمًا أَنْ لَا تَزَالَ مُمَارِيًا. وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ مِثْلَهُ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى: مَا مَارَيْتُ أَخِي أَبَدًا؛ لِأَنِّي إنْ مَارَيْتُهُ إمَّا أَنْ أَكْذِبَهُ، وَإِمَّا أَنْ أُغْضِبَهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: الْخُصُومَةُ تَمْحَقُ الدِّينَ وَتُثَبِّتُ الشَّحْنَاءَ فِي صُدُورِ الرِّجَالِ. يُقَالُ: لَا تُمَارِ حَكِيمًا وَلَا سَفِيهًا، فَإِنَّ الْحَكِيمَ يَغْلِبُكَ، وَالسَّفِيهَ يُؤْذِيكَ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَقُولُ: مَنْ لَاحَى الرِّجَالَ وَمَارَاهُمْ قَلَّتْ كَرَامَتُهُ، وَمَنْ أَكْثَرَ مِنْ شَيْءٍ عُرِفَ بِهِ.
(1)
(1)
يُنظر "الآداب الشرعية والمنح المرعية" لابن مفلح 1/ 45.
[222/ 872]- وَعَنِ الْأَعْمَشِ،
(1)
عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ «يَنَامُ فِي سُجُودِهِ، فَلَا يُعْرَفُ نَوْمُهُ إِلَّا بِنَفْخِهِ، ثُمَّ يَقُومُ فِي صَلَاتِهِ» . *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْأَعْمَشِ إِلَّا مَنْصُورٌ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي الْأَعْمَش، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: الْأَعْمَش، عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنْ عَلْقَمَة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود.
ورواه عَن الأعمش بهذا الوجه: مَنْصُور بْن أَبِي الْأَسْوَدِ، ومحمد بن ميمون المَرْوَزي أبو حمزة السكري.
أما طريق مَنْصُور بْن أَبِي الْأَسْوَدِ: أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8/ 245 رقم 8531)، وفي "الكبير"(10/ 90 رقم 9995)، والضياء في "المنتقي من مسموعات مرو"(1/ 385 رقم 829)، وأبو زرعة الدمشقي في "الفوائد المعللة"(1/ 109 رقم 56)، وأبو يعلي في "مسنده"(9/ 250 رقم 5370)، والشاشي في "مسنده"(1/ 356 رقم 342)، كلهم من طُرق عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَن مَنْصُور بْن أَبِي الْأَسْوَد، عَن الْأَعْمَش به.
وابن أبي شيبة في "مسنده"(1/ 247 رقم 369)، وفي "مصنفه" ك/ الطهارة ب/ مَنْ قَالَ لَيْسَ عَلَى مَنْ نَامَ سَاجِدًا أَوْ قَاعِدًا وُضُوءٌ (1/ 244 رقم 1424)، والبزار في "مسنده"(4/ 328 رقم 1520)، وابن الأعرابي في "معجمه"(3/ 947 رقم 2012)، والبغوي في "شرح السنة" ك/ الطهارة ب/ الْوُضُوءِ مِنَ النَّوْمِ (1/ 338 رقم 164)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4/ 1774 رقم 4500)، من طُرق عَنْ مَنْصُور بْن أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنِ الْأَعْمَشِ به.
وأما طريق أبو حمزة السكري: أخرجه الترمذي في "العلل الكبير" ك/ الطهارة ب/ في الوضوء من النوم (1/ 45 رقم 44).
الوجه الثاني: الْأَعْمَش، عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنِ الْأَسْوَد، عَنْ عَائِشَة.
ورواه عَن الْأَعْمَش بهذا الوجه: وكيع بن الجراح، وشريك النخعي.
أما طريق وكيع: أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الطهارة ب/ مَنْ قَالَ لَيْسَ عَلَى مَنْ نَامَ سَاجِدًا أَوْ قَاعِدًا وُضُوءٌ (1/ 243 رقم 1419)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(3/ 837 رقم 1490)، وأحمد في "مسنده"(41/ 486 رقم 25036)، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"(1/ 189 رقم 196)، وابن ماجة في "سننه" ك/ الطهارة ب/ الْوُضُوءِ مِنَ النَّوْمِ (1/ 160 رقم 474).
وأما طريق شريك: أخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"(1/ 189 رقم 197).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: إسناد الطبراني ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
(1)
أي بإسناد الحديث الأسبق.
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ الليثي الْكُوفِيُّ: "صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (133).
4) الأعْمَشُ: "ثقة ثبت يدلس لكن احتمل الأئمة تدليسه" سبقت ترجمته في حديث رقم (37).
5) إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيد النَّخَعِيُّ: "ثقة وُصف بالتدليس والإرسال وقبل الأئمة منه ذلك" تقدم في حديث (44).
6) عَلْقَمَةُ بنُ قَيْسِ النَّخَعِيُّ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (44).
7) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (33).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد ابن أبي شيبة في مصنفه
".
1) وَكِيعٌ بن الجراح: قال ابن حجر: ثقة حافظ.
(1)
2) الأعْمَشُ: "ثقة ثبت يدلس لكن احتمل الأئمة تدليسه" سبقت ترجمته في حديث رقم (37).
3) إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيد النَّخَعِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (44).
4) الْأَسْوَد بن يزيد بن قيس النخعي: قال ابن حجر: مخضرم ثقة مكثر فقيه.
(2)
5) عَائِشَة بِنْت أبِي بَكْر الصِدِيْق: "زوج النبي صلى الله عليه وسلم " سبقت ترجمتها في حديث رقم (15).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أن هذا الحديث مداره علي الْأَعْمَش، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: الْأَعْمَش، عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنْ عَلْقَمَة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود.
ورواه عَن الأعمش بهذا الوجه: مَنْصُور بْن أَبِي الْأَسْوَدِ، وهو: صدوق. وأبو حمزة السكري: قال ابن حجر: ثقة فاضل.
(3)
وزاد الدارقطني: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ التميمي: قال ابن حجر: صدوق يخطئ.
(4)
الوجه الثاني: الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَة.
ورواه عَن الأعمش بهذا الوجه: وَكِيع بن الجراح، وهو: ثقة حافظ، وشَرِيك النخعي: صدوق يخطئ كثيراً. قلت: والإسناد إلي شريك ضعيف.
(5)
وعلي فالذي يظهر مما سبق أن الوجه الأول هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الآتية:
1) رواية الأكثر عدداً: فرواه بالوجه الأول جماعة من الرواة وهذا بخلاف الوجه الثاني.
2) ترجيح الأئمة: قال الترمذي: سألت عبد الله بن عبد الرحمن ــــ أبو محمد الدارمي صاحب السنن ــــ عن هذا الحديث فقال: حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله أصح.
(6)
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 511.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 50.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 444.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 254.
(5)
سبقت ترجمته في حديث رقم (3).
(6)
يُنظر "العلل الكبير" للترمذي 1/ 46.
- وقال الدارقطني: أَشْبَهُهَا بِالصَّوَابِ حَدِيثُ الأعمش، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
(1)
قلت: وذهب البخاري إلي ترجيح كلا الوجهين. فقال الترمذي: سألت محمداً عن هذا الحديث فقلت: أي الروايتين أصح؟ فقال: يحتمل عنهما جميعاً، ولا أعلم أحداً من أصحاب الأعمش قال: عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة إلا وكيع.
(2)
قلت: بل تابعه شريك بن عبد الله كما سبق بيان ذلك.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده حسن" فيه: مَنْصُور بْن أَبِي الْأَسْوَدِ: صدوق.
قلت: وقد تابعه أبو حمزة السكري، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ التميمي كما سبق بيان ذلك.
وعلي هذا فيرتقي الحديث بمتابعاته من الحسن إلي الصحيح لغيره.
قلت: وفي الصحيحين من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ خَالَتِهِ مَيْمُونَةَ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ، فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنٍّ مُعَلَّقٍ وُضُوءًا خَفِيفًا، قَالَ: وَصَفَ وُضُوءَهُ، وَجَعَلَ يُخَفِّفُهُ وَيُقَلِّلُهُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخْلَفَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ أَتَاهُ بِلَالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ، فَخَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ "قَالَ سُفْيَانُ: وَهَذَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَاصَّةً، لِأَنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، تَنَامُ عَيْنَاهُ، وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ.
(3)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيث عَنِ الْأَعْمَش إِلَّا مَنْصُورٌ.
قلت: وكذلك قال البزار فقال: هَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ إِلَّا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ.
(4)
قلت: وليس الأمر كما قالا عليهما من الله الرحمة والرضوان. فلم يتفرد به منصور عَن الأعمش بل تابعه: أبو حمزة السكري، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ التميمي، ثلاثتهم: عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود كما سبق بيان ذلك. وخالفهم وكيع بن الجراح، وشريك بن عبد الله فرواياه عَن الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَة.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن عبد البر: لَيْسَ بِنَا حَاجَةٌ إِلَى هَذَا فِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِأَنَّهُ مَحْفُوظٌ مَخْصُوصٌ بِأَنْ تَنَامَ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامَ قَلْبُهُ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّمَا النَّوْمُ الْمُوجِبُ لِلْوُضُوءِ مَا غَلَبَ عَلَى الْقَلْبِ أَوْ خَالَطَهُ.
(5)
(1)
يُنظر "العلل" للدارقطني 5/ 167.
(2)
يُنظر "العلل الكبير" 1/ 46.
(3)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الوُضُوءِ ب/ التَّخْفِيفِ فِي الوُضُوءِ (1/ 39 رقم 138)، ومسلم في "صحيحه" ك/ صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا ب/ الدُّعَاءِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ وَقِيَامِهِ (1/ 528 رقم 763).
(4)
يُنظر "مسند البزار" 4/ 328.
(5)
يُنظر "التمهيد" لابن عبد البر 18/ 250.
[223/ 873]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدٌ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَزَوَّجَتْ بِغَيْرِ وَلِيٍ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَإِنْ دَخَلَ بِهَا فَلَهَا الْمَهْرُ بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْ فَرْجِهَا. وَالسُّلْطَانُ وَلِيُ مَنْ لَا وَلِيَ لَهُ» .
*لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ سَعِيدٌ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَنْ سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي يَعْقُوب، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ــــــ، وفي "الكبير"(1/ 202 رقم 11494)، عَنْ أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَنْ سَعِيد بْن سُلَيْمَان به. وفي الكبير بلفظ: وَإِنِ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَه.
الوجه الثاني: أَحْمَد الْحُلْوَانِي، عَنْ أَحْمَد بْن عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُس، عَنْ زُهَيْر بْن مُعَاوِيَة، عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيد، عَنِ ابْنِ جُرَيْج، عَنْ سُلَيْمَان، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَة.
أ - تخريج الوجه الثاني: أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 88)، عَنْ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، وَمُحَمَّد بْن عَلِي بْنِ حُبَيْشٍ، فِي جَمَاعَةٍ قَالُوا: ثَنَا ــــــ كذا قال أبو نعيم ـــــــ أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَنْ أَحْمَد بْن عَبْدِ اللهِ بْن يُونُسَ به. وقال أبو نعيم: رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَابْنُ الْمُبَارَك، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَرَوَاهُ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَشُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ.
ب - متابعات للوجه الثاني:
- أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ك/ النكاح ب/ النِّكَاحِ بِغَيْرِ وَلِيٍّ عَصَبَةٍ (3/ 7 رقم 4250)، عَنْ فَهْد بن سليمان النحاس، عَنْ أَحْمَد بْن عَبْدِ الله بن يُونُس، عَن زُهَيْر بْن مُعَاوِيَة به.
- وعبد الرَّزَّاق في "مصنفه" ك/ النكاح ب/ النِّكَاحِ بِغَيْرِ وَلِيٍّ (6/ 195 رقم 10472)، ومن طريقه ــــــ إسحاق بن راهويه في "مسنده"(2/ 195 رقم 699) وابن الجارود في "المنتقي" ك/ النكاح (1/ 175 رقم 700)، والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ النكاح ب/ لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِي (7/ 169 رقم 13599) ــــــ.
- والحميدي في "مسنده"(1/ 272 رقم 230)، عَنْ سُفْيَان بن عيينة، وَعَبْد اللَّه بْن رَجَاء الْمُزَنِي.
- والترمذي في "سننه" ك/ النكاح (3/ 399 رقم 1102)، عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة.
- وسعيد بن منصور في "سننه" ب/ مَنْ قَال: لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ (1/ 175 رقم 528)، عَنْ ابْن الْمُبَارَك.
- وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(2/ 194 رقم 698)، عَنْ عِيسَى بْن يُونُس.
- والدارمي في "سننه" ك/ النكاح ب/ النَّهْيِ عَنِ النِّكَاحِ بِغَيْرِ وَلِي (3/ 1397 رقم 2230)، والحاكم في "المستدرك" ك/ النكاح (2/ 182 رقم 2706)، عَنْ أَبي عَاصِم الضحاك بن مخلد.
- وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ النكاح ب/ بَيَانِ إِبْطَالِ نِكَاحِ الْمَرْأَةِ الَّتِي تُنْكَحُ بِلَا وَلِيٍّ، وَفَسَادِهِ، وَإِثْبَاتِ وِلَايَةِ السُّلْطَانِ لَهَا، وَتَزْوِيجِهَا إِذَا لَمْ تَكُنْ لَهَا وَلِيٌّ، وَإيِجَابِهِ مَهْرَهَا عَلَى الْمُتَقَدِّمِ عَلَيْهَا بِلَا وَلِيٍّ إِذَا دَخَلَ بِهَا (3/ 18 رقم 4037) والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ النكاح ب/ لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ (7/ 169 رقم 13599)، عَنْ حَجَّاج بْن مُحَمَّد المصيصي.
- والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ك/ النكاح ب/ النِّكَاحِ بِغَيْرِ وَلِيٍّ عَصَبَة (3/ 7 رقم 4249)، عَنْ ابْن وَهْب.
- وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ النكاح ب/ الولي (9/ 384 رقم 4074)، عَنْ يحيى بن سعيد الأنصاري.
- والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(10/ 29 رقم 13506)، عَنْ مُسْلِم بن خالد الزنجي، وَسَعِيد بْن سَالِم الكوفي، وَعَبْد الْمَجِيد بن عبد العزيز بن أبي رواد.
- والبغوي في "شرح السنة" ك/ النكاح ب/ رَدِّ النِّكَاحِ بِغَيْرِ الوَلِي (9/ 39 رقم 2262)، عَنْ سَعِيد بْن سَالِم.
- كلهم: عبد الرَّزَّاق، وابن عيينة، وَعَبْد اللَّه بْن رَجَاء، وابْن الْمُبَارَك، وعِيسَى بْن يُونُس، والضحاك بن مخلد، وحَجَّاج بْن مُحَمَّد، ويحيى بن سعيد، ومسْلِم بن خالد، وَسَعِيد بْن سَالِم، وَعَبْد الْمَجِيد بن أبي رواد، عَنْ ابْنِ جُرَيْج، عَنْ سُلَيْمَان بْن مُوسَى، عَنِ الزُّهْرِي، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عَائِشَة به.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ الليثي الْكُوفِيُّ: "صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (133).
4) أَبو يَعْقُوب: لم أقف له علي ترجمة في حدود بحثي وحاصله أنه "مجهول".
5) عَبدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيح: "ثقة قيل كان يرسل عن مجاهد" سبقت ترجمته في حديث رقم (67).
6) عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاح: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (67).
7) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ بن عم النَبِي صلى الله عليه وسلم: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد أبو نعيم في الحلية
".
1) أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ ابن الصّوّاف، قال الدارقطني: ما رأت عيناي مثل أبي علي بن الصواف. وقال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مأموناً ما رأيت مثله في التحرز.
(1)
2) محمد بن علي بن حبيش، أبو الحسين الناقد: قال أبو نعيم: ثقة. وقال البرقاني: ابن الصواف وابن
(1)
يُنظر "السير" 16/ 184.
حبيش جبلان، يعني في الثقة والتثبت. وقَالَ ابن أبي الفوارس: كان شيخا ثقة صالحاً.
(1)
3) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
4) أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُس اليربوعي: قال ابن حجر: ثقة حافظ.
(2)
5) زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَة: قال ابن حجر: ثقة ثبت إلا أن سماعه من أبي إسحاق بآخرة.
(3)
6) يَحْيَى بْنُ سَعِيد الأنصاري: قال ابن حجر: ثقة ثبت.
(4)
7) ابْنُ جُرَيْجٍ: "ثقة يرسل ويُدلس فلا بد من تصريحه بالسماع" تقدم حديث رقم (45).
8) سُلَيْمَانُ بن موسي الأموي: صدوق فقيه في حديثه بعض لين وخولط قبل موته بقليل.
(5)
9) الزُّهْرِيُّ "ثقة حافظ اشتهر بالتدليس والإرسال، لكن قبل الأئمة قوله عن" تقدم حديث رقم (16).
10) عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ القُرَشِيُّ: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
11) عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ: "زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم " سبقت ترجمتها حديث رقم (15).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَنْ سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس.
ورواه عنه بهذا الوجه: الإمام الطبراني رحمه الله.
الوجه الثاني: أَحْمَد الْحُلْوَانِي، عَنْ أَحْمَد بْن عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُس، عَنْ زُهَيْر بْن مُعَاوِيَة، عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيد، عَنِ ابْنِ جُرَيْج، عَنْ سُلَيْمَان، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَة.
ورواه عنه بهذا الوجه: مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الْحَسَن بن علي الصواف، وَمُحَمَّد بْن عَلِي بْنِ حُبَيْش، قال أبو نعيم: حدثنا فِي جَمَاعَةٍ قَالُوا: ثَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي به. قلت: وابن الصواف، وابن حبيش: جبلان في الحفظ. وقد تابع أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي علي هذا الوجه: فَهْد بن سليمان النحاس، عَنْ أَحْمَد بْن عَبْدِ الله بن يُونُس، عَن زُهَيْر بْن مُعَاوِيَة به. وفَهْد بن سليمان قال فيه أبو سعيد بن يونس: ثقة ثبت.
(6)
والحديث بهذا الوجه له متابعات قاصرة أيضاً: فرواه عبد الرَّزَّاق، وسُفْيَان بن عيينة، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمُزَنِي، وابْن الْمُبَارَك، وعِيسَى بْن يُونُس، وأَبو عَاصِم الضحاك بن مخلد، وحَجَّاج بْن مُحَمَّد المصيصي،
(1)
يُنظر "تاريخ بغداد" 4/ 145.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 21.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 158.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 521.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 195.
(6)
يُنظر "تاريخ ابن عساكر" 48/ 459.
ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومسْلِم بن خالد الزنجي، وَسَعِيد بْن سَالِم الكوفي، وَعَبْد الْمَجِيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، كلهم عَنْ ابْنِ جُرَيْج، عَنْ سُلَيْمَان، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عَائِشَة بنحوه.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أن الوجه الثاني هو الأقرب إلي الصواب وذلك لما يلي:
1) رواية الأكثر عدداً: فرواه بهذا الوجه ابن الصواف، وابْنِ حُبَيْش. إضافة إلي أنَّ أبا نعيم قال: حدثنا فِي جَمَاعَةٍ قَالُوا: ثَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي.
2) المتابعات: فهذا الوجه له متابعة تامة ومتابعات قاصرة كما سبق بيان ذلك.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده شاذ" وذلك لمخالفة الثقة لما رواه الأكثرية.
فالوجه الثاني ـــــ الراجح ـــــ رواه اثنان من الثقات في جماعة كما قال ذلك أبو نعيم. وله متابعات تامة وأخري قاصرة كما سبق بيان ذلك.
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ "إسناده حسن لذاته" فيه سُلَيْمَان بن موسي الأموي: صدوق.
أحكام العلماء علي الحديث بالوجه الثاني ــ الراجح ــ.
قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَن.
(1)
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
(2)
وقال البيهقي: هَذَا حَدِيثٌ رَوَاه ابْن جُرَيْج، عَنْ سُلَيْمَان بْن مُوسَى، عَنِ الزُّهْرِي وَكُلُّهُمْ ثِقَةٌ حَافَظٌ.
(3)
وقال أبو موسي المديني: هذا حديث ثابت مشهور يحتج به.
(4)
وقال ابن معين: إنه أصح حديث في الباب. وقال ابن الملقن: هَذَا الحَدِيث صَحِيح.
(5)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ سَعِيد.
أما قوله: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاس إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد. قلت: فهو يُروي عَنْ ابن عباس بإسناد آخر ومتن آخر أما بهذا الإسناد وهذا المتن فلا، والله أعلم.
وأما قوله: تَفَرَّدَ بِهِ سَعِيد. فالأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
يُنظر "سنن الترمذي" 3/ 399.
(2)
يُنظر "المستدرك: للحاكم 2/ 182.
(3)
يُنظر "معرفة السنن والآثار" للبيهقي 10/ 29.
(4)
يُنظر "اللطائف من دقائق المعارف في علوم الحفاظ الأعارف" 1/ 282.
(5)
يُنظر "البدر المنير" 7/ 553.
[224/ 874]- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم الْوَفَاةُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنَا. قَالَ:«أُوصِيكُمْ بِالسَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وبِأَبْنَائِهِمْ وَمَنْ بَعْدَهُمْ، إِلَّا تَفْعَلُوهُ لَا يُقْبَلُ مِنْكُمْ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ» . *لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
(1)
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي عَتِيق بْن يَعْقُوب، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: عَتِيق بْن يَعْقُوب، عَن حُمَيْد بْن الْقَاسِمِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
أ - تخريج الوجه الأول:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــ رواية الباب ـــــ عَن أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَن عَتِيق بْن يَعْقُوب به.
ب - متابعات للوجه الأول: قلت: وتابع عَتِيق بْن يَعْقُوب علي هذا الوجه: جَعْفَر بْن عَوْن المخزومي.
أخرجه البزار في "مسنده"(3/ 233 رقم 1022)، والطبراني في "الأوسط"(8/ 179 رقم 8329)، عَن بِشْر بْن خَالِد الْعَسْكَرِي، عَن جَعْفَر بْن عَوْن، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ الْقَاسِمِ به بنحوه دون زيادة المهاجرين عند البزار.
الوجه الثاني: عَتِيق بْن يَعْقُوب، عَن الْقَاسِم بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف، عَن أَبِيه، عَنْ جَده، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف.
أخرجه المحاملي في "أماليه" رواية ابن البيع (1/ 356 رقم 397)، عَن عَبْد اللَّهِ بْن شَبِيب، عَن عَتِيق بْن يَعْقُوبَ، عَن الْقَاسِم بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْد به.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (150).
3) حُمَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف الزُّهْرِيّ
روي عَنْ: أَبِيهِ الْقَاسِم بْن حُمَيْدِ. رَوَى عَنهُ: عَتيق بن يَعْقُوب الزبيرِي، وجَعْفَر بْن عَوْن.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات. وحاصله أنه "مجهول الحال".
(2)
4) الْقَاسِمُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف
(1)
(ق/ 51/ أ).
(2)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 8/ 196.
روي عَنْ: أبيه حُمَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف. روي عَنْه: ابنه حُمَيْد بْن الْقَاسِمِ.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حبان في الثقات. وحاصله أنه "مجهول العين".
(1)
5) حُمَيْدُ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْفٍ، أَبُو إبراهيم، ويُقال: أَبُو عبد الرحمن الزُّهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ.
روي عَنْ: أبيه عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف، وابن عُمَر، وخاله عثمان بْن عفان، وغيرهم.
روي عَنْه: ابنه الْقَاسِم بْن حُمَيْد، وابن شهاب الزُّهْرِي، وقتادة بن دعامة، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، والعِجْلِي، وأبو زُرْعَة، وابن خراش، وابن حجر: ثقة. وقال الذهبي: كَانَ فَقِيهًا نَبِيلًا شَرِيفًا. وذكره ابن حبان في الثقات. روى له الجماعة.
وقد وُصِف بالإرسال: قال أبو زرعة حديثه عن أبي بكر وعلي مرسل. قال العلائي: قد سمع من أبيه وعثمان فكيف يكون عن علي مرسلاً وهو معه بالمدينة نعم روى عن عمر وكأنه مرسل. وزاد أبو زرعة العراقي: قَالَ الْوَاقِدِيّ رِوَايَة حميد بن عبد الرَّحْمَن فِيهَا رَأَيْت عمر وَعُثْمَان كَانَ يصليان الْمغرب وَعِنْده أن حميد لم ير عمر وَلم يسمع مِنْهُ شَيْئاً وسنه وَمَوته يدل على ذَلِك وَلَعَلَّه سمع من عُثْمَان لِأَنَّهُ كَانَ خَاله وَكَانَ يدْخل عَلَيْه كَمَا يدْخل وَلَده صَغِيراً وكبيراً. وقال الذهبي: قيل: إنه أدرك عمر، والصحيح أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْه. وقال ابن حجر: قيل إن روايته عن عمر مرسلة. وحاصله أنه "ثقة يرسل".
(2)
6) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفِ بنِ عَبْدِ عَوْفٍ بْنِ عَبْدِ بنِ الحَارِثِ بنِ زُهْرَةَ، أَبُو مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ.
روي عَنْ: النبيّ صلى الله عليه وسلم، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه. روي عَنْه: ابنه حُمَيْد، وابن عباس، وابن عمر، وغيرهم.
أسلم رضي الله عنه قبل أن يدخل الرَّسُول صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وكان أحد الثمانية الَّذِيْنَ سبقوا إلى الْإِسْلَام، وأحد الخمسة الَّذِيْنَ أسلموا عَلَى يد أَبِي بَكْر، وكان من المهاجرين الأولين البدريين، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، الَّذِيْنَ جعل عُمَر بن الخطاب الخلافة فيهم، وأخبر أن رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم توفي وهو عَنْهُمْ راض، هاجر إلى الحبشة، وإلى المدينة، وآخى رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم بينه، وبين سعد بْن الربيع. وشهد بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم خلفه فِي سفرة.
(3)
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد المحاملي في أماليه
".
1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ بن خالد، أبو سعيد البصري: قال ابن عدي: له أحاديث كثيرة أنكرت عليه. وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. وقال الذهبي: واهٍ. وقال مرة: مجمع علي ضعفه.
(4)
2) عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (150).
(1)
يُنظر "الثقات" 7/ 331.
(2)
"الثقات" للعجلي 1/ 324، "التاريخ الكبير" 2/ 345، "الجرح والتعديل" 3/ 225، "المراسيل" 1/ 49، "الثقات" 4/ 146، "تهذيب الكمال" 7/ 378، "تاريخ الإسلام" 2/ 1085، "جامع التحصيل" 1/ 168، "التهذيب" 3/ 45، "التقريب" صـ 121.
(3)
يُنظر "معجم الصحابة" للبغوي" 4/ 404، "معجم الصحابة" لابن قانع 2/ 143، "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 4/ 1810، "الاستيعاب" 2/ 844، "أسد الغابة" 3/ 475، "تهذيب الكمال" 17/ 324، "السير" 1/ 68، "الإصابة" 6/ 543.
(4)
يُنظر "المجروحين" 2/ 47، "الكامل" لابن عدي 5/ 430، "تاريخ بغداد" 11/ 149، "ميزان الاعتدال" 2/ 438.
3) الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف: قلت: لم أقف له في حدود بحثي علي ترجمة وحاصله أنه "مجهول".
4) عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن ابن عوف الزهري المدني: قال ابن حجر: ثقة.
(1)
5) حُمَيْدُ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
6) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفِ: "صحابي" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي عَتِيق بْن يَعْقُوب، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: عَتِيق بْن يَعْقُوب، عَن حُمَيْد بْن الْقَاسِم بْن حُمَيْد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. ورواه عَن عَتِيق بْن يَعْقُوب بهذا الوجه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي وهو ثقة. وتابع عَتِيق علي هذا الوجه: جَعْفَر بْن عَوْن المخزومي. قال فيه ابن حجر: صدوق.
(2)
الوجه الثاني: عَتِيق بْن يَعْقُوبَ، عَن الْقَاسِم بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف، عَن أَبِيه، عَنْ جَده، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
ورواه عَن عَتِيق بهذا الوجه: عَبْد اللَّهِ بْن شَبِيبٍ. قال فيه الذهبي: واهٍ، وقال مرة: مجمع علي ضعفه.
وعلي هذا فالذي يظهر ما سبق أنَّ الوجه الأول هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الآتية:
1) رواية الأحفظ: فرَاوِيَة الوجه الأول أحفظ وأوثق من رَوِايَة الوجه الثاني.
2) المتابعات: فقد تابع عَتِيق بْن يَعْقُوب علي الوجه الأول: جَعْفَر بْن عَوْن وهو: صدوق.
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول الراجح ــــ "إسناده ضعيف" فيه: حُمَيْد بْن الْقَاسِم بْن حُمَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف: "مجهول الحال. وأبوه الْقَاسِم بْن حُمَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف: مجهول العين.
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ المرجوح ــــ "إسناده منكر" فيه: عَبْد اللَّه بْن شَبِيب: وذلك لتفرده ومخالفته لما رواه الثقة. وفيه أيضاً: الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: مجهول.
قلت: لكن الصحيح الذي ثبت هو وصيته صلى الله عليه وسلم بالأنصار: ففي الصحيحين من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ الْأَنْصَارَ كَرِشِي وَعَيْبَتِي،
(3)
وَإِنَّ النَّاسَ سَيَكْثُرُونَ وَيَقِلُّونَ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ. وفي راوية عند البخاري عَن أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه، قال صَعِدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم المنبر، وَلَمْ يَصْعَدْهُ بَعْدَ ذَلِكَ اليَوْمِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أُوصِيكُمْ بِالأَنْصَارِ، فَإِنَّهُمْ كَرِشِي وَعَيْبَتِي، وَقَدْ قَضَوُا الَّذِي
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 281.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 80.
(3)
قال النووي: قَالَ الْعُلَمَاءُ مَعْنَاهُ جَمَاعَتِي وَخَاصَّتِي الَّذِينَ أَثِقُ بِهِمْ وَأَعْتَمِدُهُمْ فِي أُمُورِي قَالَ الْخَطَّابِيُّ ضَرَبَ مَثَلًا بِالْكَرِشِ لِأَنَّهُ مُسْتَقَرُّ غِذَاءِ الْحَيَوَانِ الَّذِي يَكُونُ بِهِ بَقَاؤُهُ وَالْعَيْبَةُ وِعَاءٌ مَعْرُوفٌ أَكْبَرُ مِنَ الْمِخْلَاةِ يَحْفَظُ الْإِنْسَانُ فِيهَا ثِيَابَهُ وَفَاخِرَ مَتَاعِهِ وَيَصُونُهَا ضَرَبَهَا مَثَلًا لِأَنَّهُمْ أَهْلُ سِرِّهِ وَخَفِيِّ أَحْوَالِهِ. يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 16/ 68.
عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ.
(1)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
قلت: أخرجه المُصَنِف في رواية الباب من طريق عَتِيق بْن يَعْقُوبَ، عَن حُمَيْدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
وأخرجه أيضاً في الأوسط من طريق جَعْفَر بْن عَوْنٍ، عَن حُمَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ به. وقال: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حُمَيْد إِلَّا جَعْفَرٌ.
قلت: وعلي ذلك فليس الأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان فلم يتفرد به عَتِيق بْن يَعْقُوب، ولم يتفرد به أيضاً جَعْفَر بْن عَوْنٍ بل كلاهما اتفقا علي رواية هذا الحديث عَن حُمَيْدِ بْنِ الْقَاسِم به.
وعلي هذا فقوله: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ: ليس كما قال رحمه الله وذلك لما أوضحناه والله أعلم.
(1)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ مناقب الأنصار ب/ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ. (5/ 35 رقم 3801)، ومسلم في "صحيحه" ك/ فضائل الصحابة ب/ مِنْ فَضَائِلِ الْأَنَصَارِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ. (4/ 1949 رقم 2510)، والبخاري في "صحيحه" ك/ مناقب الأنصار ب/ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ (5/ 34 رقم 3799).
[225/ 875]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا عَتِيقٌ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«قَالَ اللَّهُ عز وجل: إِذَا اشْتَكَى عَبْدِي، فَأَظْهَرَ الْمَرَضَ مِنْ قَبْلِ ثَلَاثٍ، فَقَدْ شَكَانِي» . *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ إِلَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَتِيقٌ.
أولاً: تخريج الحديث:
قلت: لم أقف عليه في حدود بحثي إلا عند المُصَنِف في "الأوسط" ــــــ رواية الباب ــــــ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (150).
3) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْن حَفْص بْن عاصم بْن عُمَر بْن الخطاب: "متروك الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (150).
4) سَعِيد بْن أَبِي سَعِيد الْمَقْبُرِي: "ثقة يُرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (134).
5) ذكوان أَبُو صالح السَّمَّان الزَيَات المَدَنِيُّ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
6) أَبو هُرَيْرَة رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف جداً" فيه: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْن حَفْص بْن عاصم بْن عُمَر بْن الخطاب: متروك الحديث.
قال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
(1)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ إِلَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَتِيقٌ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
يُنظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 3/ 9.
[226/ 876]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا عَتِيقٌ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: نا عُقْبَةُ
(1)
بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، [عَنْ نَافِعٍ]
(2)
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ غَابَ عَنِ الْمَدِينَةِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ جَاءَهَا وَقَلْبُهُ مُشَرَّبٌ جَفْوَةً» .
أولاً: تخريج الحديث:
قلت: لم أقف عليه في حدود بحثي إلا عند المُصَنِف في "الأوسط" ــــــ رواية الباب ــــــ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (150).
3) عُقْبَةُ بْنُ عَلِيٍّ بْنِ عُقْبَة.
روي عَن: عبد اللَّهِ بْن عُمَرَ بْن حَفْصِ، وهِشَام بْن عُرْوَة. روي عَنْه: عَتِيق بْن يَعْقُوب الزُّبَيْرِي.
أقوال أهل العلم فيه: قال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وربما حدث بالمنكر عن الثقات. وقال الهيثمي: ضعيف. وحاصله أنه "ضعيف الحديث".
(3)
4) عبد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بن عُمَر بن الخطاب: "ضعيف" تقدم في حديث رقم (150).
5) نافع مولى عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
6) عَبد اللَّهِ بْن عُمَر بن الخطاب: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: عُقْبَةُ بْنُ عَلِيٍّ. قال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وربما حدث بالمنكر عن الثقات.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلَّا عُقْبَةُ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَتِيقٌ.
(4)
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
في الأصل "عَلْقَمَة" والصواب ما أثبتناه حيث أن الطبراني ذكره علي الصواب في تعليقه علي هذا الحديث والحديثين الذَيْن بعده بقوله: لَمْ يَرْوِ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلَّا عُقْبَةُ، تَفَرَّدَ بِهَا: عَتِيقٌ. وذكره كذلك علي الصواب في المعجم الكبير في إسناد الحديثين الذَيْن بعد هذا الحديث، والتصويب كذلك من مجمع البحرين (3/ 278 رقم 1717).
(2)
قلت: ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، والتصويب من المعجم الكبير حيث أنَّ المُصَنِف رحمه الله روي هذا الحديث والحديثين الذَيْن بعده بإسناد واحد ثم علق عليهم بقوله: لَمْ يَرْوِ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلَّا عُقْبَةُ، تَفَرَّدَ بِهَا: عَتِيقٌ. ثم روي الحديثين الذَيْن بعد هذا الحديث من طريق عَتِيق بْن يَعْقُوب، عَن عُقْبَة بْن عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. فتبين بهذا أن ما بين المعقوفتين سقط من حديث الباب سهواً. يُنظر "المعجم الكبير"(12/ 364 رقم 13353).
(3)
يُنظر "الضعفاء الكبير" للعقيلي 3/ 352، "مجمع الزوائد" 5/ 113.
(4)
سيأتي تعليق المُصَنِف علي هذا الحديث والحديث الذي بعده رقم (877) في حديث رقم (878).
[227/ 877]- وَبِهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: كَانَ «إِذَا اكْتَحَلَ يَجْعَلُ فِي الْيُمْنَى ثَلَاثَةَ مَرَاوِدَ
(1)
وَفِي الْأُخْرَى مِرْوَدَيْنِ، يَجْعَلُ ذَلِكَ وِتْرًا».
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه الطبراني في "الكبير"(12/ 364 رقم 13353)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ب/ في الملابس والأواني. فصل في الكحل (5/ 219 رقم 6429)، وأبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي في "صفوة التصوف"(1/ 199 رقم 482)، من طُرقٍ، عَن عَتِيق بْن يَعْقُوب، عَن عُقْبَة بْن عَلِي، عَنْ عَبْد الله بْنِ عُمَر بْن حَفْصٍ، عَنْ نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ بنحوه. قلت: وعزاه الهيثمي للبزار كما في "مجمع الزوائد"(5/ 113) لكن لم أقف عليه عند البزار والله أعلم.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (150).
3) عُقْبَةُ بْنُ عَلِيٍّ بْنِ عُقْبَة: "ضعيف الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (226).
4) عبد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بن عُمَر بن الخطاب: "ضعيف" تقدم في حديث رقم (150)
5) نافع مولى عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
6) عَبد اللَّهِ بْن عُمَر بن الخطاب: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: عُقْبَةُ بْنُ عَلِيٍّ. قال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وربما حدث بالمنكر عن الثقات. وقال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عُقْبَةُ بْنُ عَلِيٍّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
(2)
قلت: وللحديث شاهد مرسل من حديث عِيسَى بْنُ يُونُس، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَر، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَكْتَحِلُ بِالْإِثْمِدِ، وَيَكْحُلُ الْيُمْنَى ثَلَاثَةَ مَرَاوِدَ، وَالْيُسْرَى مِرْوَدَيْنِ.
(3)
قلت: مرسل إسناده صحيح.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلَّا عُقْبَةُ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَتِيقٌ.
(4)
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
الْمِرْوَدُ: بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْوَاوِ وَبَيْنَهُمَا رَاءٌ سَاكِنَةٌ هُوَ الْمَيْلُ الَّذِي يُكْتَحَلُ بِهِ. يُنظر "لسان العرب" لابن منظور 3/ 191.
(2)
يُنظر "مجمع الزوائد" 5/ 113.
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الطب ب/ كَمْ يَكْتَحِلُ فِي كُلِّ عَيْنٍ؟ (8/ 19 رقم 23834)، وفي ك/ الأدب ب/ فِي الْكُحْلِ، وَكَمْ فِي عَيْنٍ، وَمَنْ أَمَرَ بِهِ (8/ 431 رقم 26028).
(4)
سيأتي تعليق المُصَنِف علي هذا الحديث في الحديث الذي بعده رقم (878).
[228/ 878]- وَبِهِ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ
(1)
الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَهُوَ مُحِقٌ، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَهُوَ مَازِحٌ، وَبِبَيْتٍ فِي أَعَلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَتْ سَرِيرَتُهُ».
*لَمْ يَرْوِ هَذِهِ الأَحَادِيث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلَّا عُقْبَةُ، تَفَرَّدَ بِها: عَتِيقٌ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير"(2/ 923 رقم 3946)، وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 302)، والهروي في "ذم الكلام وأهله"(1/ 161 رقم 137)، من طُرقٍ، عَن عَتِيق بْن يَعْقُوب الزُّبَيْرِي، عَن عُقْبَة بْن عَلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (150).
3) عُقْبَةُ بْنُ عَلِيٍّ بْنِ عُقْبَة: "ضعيف الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (226).
4) عبد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بن عُمَر بن الخطاب: "ضعيف" تقدم في حديث رقم (150).
5) نافع مولى عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
6) عَبد اللَّهِ بْن عُمَر بن الخطاب: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: عُقْبَةُ بْنُ عَلِيٍّ. قال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وربما حدث بالمنكر عن الثقات.
قال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عُقْبَةُ بْنُ عَلِيٍّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
(2)
قلت: وللحديث شواهد من أمثلها وأصحها حديث: أَيُّوب بْن مُوْسَي أَبُو كَعْبٍ السَّعْدِي، عَن سُلَيْمَان بْن حَبِيبٍ الْمُحَارِبِي، عَنْ أَبِي أُمَامَة الباهلي رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ» .
(3)
(1)
قوله صلى الله عليه وسلم: أنَا زَعيمٌ ببَيْت فِي رَبَضِ الجنَّة: الرَبَض: هُوَ بفتح الراء والموحدة بعدها ضاد معجمة: مَا حَوْلها خَارِجًا عَنْهَا، تَشْبيها بالأبْنِيَة الَّتِي تَكُونُ حَوْلَ المُدُن وَتَحْتَ القِلَاع. يُنظر "النهاية" لابن الأثير 2/ 185، "لسان العرب" لابن منظور 7/ 152.
(2)
يُنظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 1/ 211.
(3)
أخرجه أبو داود في "سننه" ك/ الأدب ب/ في حسن الخلق (7/ 178 رقم 4800)، والدولابي في "الكني والأسماء"(3/ 939 رقم 1643)، (3/ 1075 رقم 1887)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(5/ 68 رقم 4693)، وفي "المعجم الكبير"(8/ 117 رقم 7488)، وفي "مسند الشاميين"(2/ 407 رقم 1594)، وتمام في "فوائده"(1/ 149 رقم 343)، (1/ 150 رقم 345، 344)، والبيهقي في "الآداب" ب/ تَرْكِ الْمِرَاءِ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَتَرْكِ الْكَذِبِ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا (1/ 133 رقم 403)، وفي "شعب الإيمان" ب/ في حسن الخلق (6/ 242 رقم 8017)، وفي "السنن الكبري" ك/ الشهادات ب/ الْمُزَاحُ لَا تُرَدُّ بِهِ الشَّهَادَةُ مَا لَمْ يَخْرُجْ فِي الْمُزَاحِ إِلَى عَضَهِ النَّسَبِ أَوْ عَضَهٍ بِحَدٍّ أَوْ فَاحِشَةٍ. (10/ 420 رقم 21176)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(10/ 128).
قلت: إسناده حسن وذلك لأجل: أبو كعب أَيُّوب بْن مُوْسَي السَّعْدِي:
(1)
قال ابن حجر: صدوق.
(2)
وعلي هذا فيرتقي الحديث بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره والله أعلم.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلَّا عُقْبَةُ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَتِيقٌ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال الخطابي رحمه الله: الزعيم: الضامن والكفيل، والزعامة الكفالة ومنه قول الله سبحانه {وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ}
(3)
والبيت ههنا القصر كما قال ابن الأعرابي يقال هذا بيت فلان أي قصره.
(4)
وقال ابن القيم رحمه الله: جَعَلَ الْبَيْتَ الْعُلْوِيَّ جَزَاءً لِأَعْلَى الْمَقَامَاتِ الثَّلَاثَةِ. وَهِيَ حُسْنُ الْخُلُقِ. وَالْأَوْسَطَ لِأَوْسَطِهَا. وَهُوَ تَرْكُ الْكَذِبِ. وَالْأَدْنَى لِأَدْنَاهَا وَهُوَ تَرْكُ الْمُمَارَاةِ، وَإِنْ كَانَ مَعَهُ حَقٌّ. وَلَا رَيْبَ أَنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ مُشْتَمِلٌ عَلَى هَذَا كُلِّهِ.
(5)
(1)
قلت: قد اختلف في اسم أَيُّوب هذا، فقيل: أيوب بن موسى، وقيل: ابن محمد، وقيل: أبو موسى كعب السعدي. قال ابن عساكر: والصواب: أَيُّوبُ بْنُ مُوْسَي. يُنظر "تاريخ دمشق" 10/ 128.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 58.
(3)
سورة يوسف آية رقم: 72.
(4)
يُنظر "معالم السنن" للخطابي 4/ 110.
(5)
يُنظر "مدارج السالكين" لابن القيم 2/ 293.
[229/ 879]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ،
(1)
أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَّا دَاوُدُ، تَفَرَّدَ بِهِ: إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي دَاوُد بْن قَيْسٍ، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: دَاوُد بْن قَيْس، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
ورواه عَن دَاوُد بْن قَيْسٍ بهذا الوجه: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرَّازِي، وأَبُو الْمُنْذِر إِسْمَاعِيل بْن عُمَرَ، وعثمان بن عمر بن فارس بن لقيط العبدي.
أما طريق إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان: أخرجه الطبراني في "الأوسط"ــــ رواية الباب ــــ، وأحمد في "مسنده"(14/ 329 رقم 8711)، والترمذي في "سننه" ك/ البيوع ب/ مَا جَاءَ فِي إِنْظَارِ المُعْسِرِ وَالرِّفْقِ بِهِ (3/ 590 رقم 1306).
وأما طريق أَبُو الْمُنْذِر إِسْمَاعِيل بْن عُمَر: أخرجه البزار في "مسنده"(15/ 343 رقم 8906)، وابن الأعرابي في "معجمه"(1/ 68 رقم 98)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 281 رقم 459).
وأما طريق عثمان بن عمر العبدي: أخرجه الطوسي في "مختصر الأحكام" ك/ البيوع ب/ مَا جَاءَ فِي إِنْظَارِ المُعْسِرِ وَالرِّفْقِ بِهِ (1/ 436 رقم 1113).
الوجه الثاني: دَاوُد بْن قَيْسٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي سالم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة.
أخرجه أبو الحسين بن المهتدي بالله في "الأول من مشيخته"(صـ 36 رقم 109)، عَن حماد بن مسعدة التميمي، عَن دَاوُد بْن قَيْس به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَان الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَان الرازي، أبو يحيى العبدي.
روي عَن: دَاوُد بْنِ قَيْس الفراء، ومالك بْن أنس، وسفيان الثوري، وآخرين.
روي عَنْه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، وأحمد بْن حنبل، وعَمْرو بن مُحَمَّد الناقد، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن سعد، والعجلي، وابن نمير، والنسائي، والحاكم، وابن وضاح، والذهبي، وابن
(1)
قوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً أَوْ وَضَع لَهُ: أَيْ حَطَّ عَنْهُ مِنْ أَصْلِ الدَّيْن شَيْئاً. يُنظر "النهاية" لابن الأثير 5/ 198، "لسان العرب" لابن منظور 8/ 397.
حجر: ثقة، وزاد ابن وضاح: ثبت كثير الحديث، وزاد الذهبي: حُجّة. روى له الجماعة. وَقَال أبو حاتم: صدوق لا بأس به. وقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد: أثنى عليه أبي. وحاصله أنه "ثقة".
(1)
4) دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ الدَّبَّاغُ، أَبو سُلَيْمَان القُرَشِيُّ.
روي عَنْ: زَيْد بْن أَسْلَم، وعَمْرو بْن دينار، ونافع مولى ابْن عُمَر، وآخرين.
روي عَنْه: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرازي، وسفيان الثوري، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن سعد، وأحمد، والشافعي، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وابن معين، والساجي، وابن نمير، والنسائي، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد الشافعي: حافظ، وزاد ابْن مَعِين: صالح الحديث. وقال ابن حبان في المشاهير: من أهل الفضل والإتقان. وقال ابن السكن: صالح الحديث. وَقَال أَبُو عُبَيد الآجري: قلتُ لأبي دَاوُد: كان سفيان الثوري يجالس دَاوُد بْن قيس؟ قال: كان سفيان يجئ إليه. وحاصله أنه "ثقة".
(2)
5) زَيْدُ بْنُ أَسْلَم القُرَشِيُّ: "ثقة يُرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
6) ذكوان أَبُو صالح السَّمَّان الزيات المَدَنِيُّ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
7) أَبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني:
1) الْحَسَن بن الْقَاسِم بن الْحَسَن بن العلاء بن خسرو: قال الخطيب: ثقة.
(3)
2) أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد النحاس: قال الخطيب: ذكره أبو الفتح القواس فِي جملة شيوخه الثقات.
(4)
3) علي بن مسلم بن سعيد الطوسي: قال ابن حجر: ثقة.
(5)
4) حماد بن مسعدة التميمي: قال ابن حجر: ثقة.
(6)
5) دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ: "ثقة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
6) زَيْدُ بْنُ أَسْلَم القرشي: "ثقة يُرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
7) عبد الحميد بن سالم، أبو سالم مولي عمرو بن الزبير: قال ابن حجر: مجهول. وقال البخاري، وابن أبي حاتم: لَا يُعْرَفُ لَهُ سَمَاع مِنْ أَبِي هُرَيْرَة.
(7)
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 1/ 218، "الجرح والتعديل" 2/ 223، "الثقات" 8/ 111، " سؤالات السجزي للحاكم" 1/ 188، "الإرشاد" 2/ 665، "تهذيب الكمال" 2/ 429، "تاريخ الإسلام" 4/ 1068، "الإكمال" 2/ 92، "التقريب" صـ 40.
(2)
يُنظر "تاريخ ابن معين" 1/ 107، "العلل" لأحمد رواية المروزي 1/ 225، "الجرح والتعديل" 3/ 422، "الثقات" 6/ 288، "المشاهير 1/ 164، "تهذيب الكمال" 8/ 439، "الكاشف" 1/ 382، "الإكمال" 4/ 263، "التقريب" صـ 139.
(3)
يُنظر "تاريخ بغداد" 8/ 419.
(4)
يُنظر "تاريخ بغداد" 5/ 379.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 344.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 118.
(7)
يُنظر "التقريب" صـ 275، "التاريخ الكبير" 6/ 54، "الجرح والتعديل" 6/ 13.
8) أَبو هُرَيْرَة رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي دَاوُد بْن قَيْس، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: دَاوُدُ بْنُ قَيْس، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
ورواه عَن دَاوُد بْن قَيْس بهذا الوجه: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرَّازِي وهو: ثقة، وأَبُو الْمُنْذِر إِسْمَاعِيل بْن عُمَر قال ابن حجر: ثقة.
(1)
وعثمان بن عمر بن فارس بن لقيط العبدي. قال ابن حجر: ثقة.
(2)
الوجه الثاني: دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم، عَنْ أَبِي سالم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة.
ورواه عَن دَاوُد بْن قَيْس بهذا الوجه: حماد بن مسعدة التميمي وهو ثقة.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أن الوجه الأول هو الوجه الراجح وذلك لما يلي:
- رواية الأكثر عدداً: فرواه بهذا الوجه جماعة من الثقات وهذا بخلاف الوجه الثاني فلم يروه إلا واحد.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول الراجح ــــ "إسناده صحيح".
وأما الحديث بالوجه الثاني ـــــ المرجوح ـــــ "إسناده شاذ" وذلك لمخالفة الثقة لما رواه الجماعة. وفيه أيضاً: عبد الحميد بن سالم: قال ابن حجر: مجهول، وقال البخاري، وابن أبي حاتم: لَا يُعْرَفُ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَبِي هُرَيْرَة. قلت: وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أَبو الْيَسَرِ، وفي أخره أنه قال: أَشْهَدُ بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ، وَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَيْنِ، وَوَعَاهُ قَلْبِي هَذَا، وَأَشَارَ إِلَى مَنَاطِ قَلْبِهِ، رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ:«مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ» .
(3)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَّا دَاوُدُ، تَفَرَّدَ بِهِ: إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
قلت: أما قوله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَّا دَاوُد. فالأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
وأما قوله: تَفَرَّدَ بِهِ: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَانَ. فليس الأمر في ذلك كما قال. فلم يتفرد به إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان بل تابعه: أَبُو الْمُنْذِر إِسْمَاعِيل بْن عُمَر، وعثمان بن عمر بن فارس بن لقيط العبدي، عَن دَاوُد بْن قَيْسٍ الْفَرَّاءُ وذلك علي الوجه الأول. ورواه حماد بن مسعدة التميمي، عَن دَاوُد بْن قَيْسٍ بالوجه الثاني.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال الملا علي القاري رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله: أي وقاه الله من حر يوم القيامة على سبيل الكناية أو أوقفه الله في ظل عرشه على الحقيقة، ذكره الطيبي رحمه الله، وقال ابن عبد الملك: المراد منه الكرامة والحماية عن مكاره الموقف كما يقال: فلان في ظل فلان أي كنفه ورعايته.
(4)
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 48.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 326.
(3)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الزُّهْدِ وَالرَّقَائِقِ ب/ حَدِيثِ جَابِرٍ الطَّوِيلِ وَقِصَّةِ أَبِي الْيَسَرِ (4/ 2301 رقم 3006).
(4)
يُنظر " مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" 6/ 104.
[230/ 880]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدٌ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ حَرَّمَ نَبِيذَ الْجَرِّ،
(1)
وَشَهِدْتُهُ حِينَ أَمَرَ بِشُرْبِهِ، وَقَالَ:«اجْتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ» . *لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَبُو جَعْفَرٍ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي أَبِي جَعْفَر الرَّازِي عِيْسَى بنُ مَاهَانَ، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: أَبو جَعْفَر الرَّازِي، عَنِ الرَّبِيع بْن أَنَس، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، ــــ بدون شك ــــ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّل.
ورواه عَن أَبي جَعْفَرٍ الرَّازِي بهذا الوجه: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرازي، والْحَسَن بْن قُتَيْبَة.
أما طريق إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرازي: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ــــــ.
وأما طريق الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَة: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" ك/ الأشربة ب/ مَا جَاءَ فِي نَبِيذِ الْجَرِّ (2/ 588 رقم 546).
الوجه الثاني: أَبو جَعْفَرٍ الرَّازِي، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَس، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، أَوْ غَيْرِهِ ــــ هكذا بالشك ــــ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ.
ورواه عَن أَبي جَعْفَرٍ الرَّازِي بهذا الوجه: وَكِيع بن الجراح، وأَبُو نُعَيْم الْفَضْل بْن دُكَيْن.
أما طريق وَكِيع بن الجراح: أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الأشربة ب/ مَنْ حَرَّمَ الْمُسْكِرَ وَقَالَ: هُوَ حَرَامٌ، وَنَهَى عَنْهُ (8/ 83 رقم 24114)، وأحمد في "مسنده"(27/ 359 رقم 16804)، وفي "الأشربة"(1/ 73 رقم 203/ 202)، والروياني في "مسنده"(2/ 100 رقم 903).
وأما طريق أَبُو نُعَيْم الْفَضْل بْن دُكَيْن: أخرجه الروياني في "مسنده"(2/ 103 رقم 909)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ك/ الأشربة ب/ الِانْتِبَاذِ فِي الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ وَالْمُزَفَّت (4/ 229 رقم 6546)، وعند الطحاوي: عَنْ أَبِي الْعَالِيَة، وْغَيْرِهِ هكذا بالجمع وبدون الشك.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَان الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَان الرَازِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (229).
(1)
قال ابن الأثير: فِي حَدِيثِ الْأَشْرِبَةِ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم نهَى عَنْ نَبِيذِ الجَرِّ، وَفِي رِوَايَةٍ، نَبِيذِ الجِرَار. الجَرُّ والجِرَار: جَمْعُ جَرَّةٌ، وَهُوَ الْإِنَاءُ الْمَعْرُوفُ مِنَ الفَخَّار، وَأَرَادَ بالنَّهي عَنِ الجِرَار المدْهونة لِأَنَّهَا أسْرَع فِي الشّدَّة والتَّخْمِير. يُنظر "النهاية" 1/ 260.
4) عِيْسَى بنُ مَاهَانَ، أَبو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ.
(1)
روي عَنْ: الرَّبِيع بْن أَنَس، ومُحَمَّد بْن المنكدر، ومنصور بْن المعتمر، وآخرين.
روي عَنْه: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرازي، وشعبة، وأبو نعيم الفضل بْن دكين، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن سعد، وابن المديني، وأبو حاتم، وابْن عمار الموصلي، والحاكم، وابن عبد البر: ثقة، وزاد أَبُو حاتم: صدوق، صالح الحديث. وقال ابْن مَعِين: ثقة يغلط فيما يروي عَنْ مغيرة. وقَالَ ابْن المديني: ثقة، وكان يخلط فيما روى عن مغيرة بن مقسم الضبي.
وقال الذهبي: صَدُوق. وَقَال الساجي: صدوق ليس بمتقن. وَقَال ابْن خراش، وابن حجر: صدوق سيئ الحفظ، وزاد ابن حجر: خصوصاً عن مغيرة. وَقَال ابْن عدي: له أحاديث صالحة وقد روى عنه الناس، وأحاديثه عامتها مستقيمة، وأرجو أنه لا بأس بِهِ. وقال أحمد، وابن معين، والذهبي مرة: صالح الحديث.
وَقَال عَمْرو بن علي: فِيهِ ضعف، وهو من أهل الصدق، سيئ الحفظ. وَقَال ابْن مَعِين مرة: يكتب حديثه إلا أنه يخطئ. وَقَال أَبُو زُرْعَة: شيخ يهم كثيراً. وقال أَحْمَد، والعجلي، والنسائي: ليس بقوي فِي الحديث. وقال أحمد مرة: مضطرب الحديث. وقال ابن حبان: كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير لا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا فيما وافق الثقات ولا يجوز الاعتبار بروايته إلا فيما لم يخالف الأثبات. وقال أبو حاتم: ليس له من السن ما يدرك القرظي يعني محمد بن كعب. وحاصله أنه "صدوق في نفسه لكنه سيء الحفظ".
(2)
5) الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ الْبَكْرِيُّ الْبَصْرِيُّ الخُرَاسَانِيُّ.
روي عَنْ: رفيع أبي العالية الرياحي، وأنس بْن مالك، والحسن البَصْرِي، وآخرين.
روي عَنْه: عِيْسَى بن مَاهَان، وسفيان الثوري، وعبد الله بْن المبارك، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال العِجْلِي: ثقة. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات. وقال ابن حبان: الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأن في أحاديثه عنه اضطراباً كثيراً. وقال في المشاهير: وكان رَاوِيَة لأبي العالية وكل ما في أخباره من المناكير إنما هي من جهة أبى جعفر الرازي.
وَقَال أبو حاتم: صدوق، وهو أحب إلي في أبي العالية من أبي خلده. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. وَقَال النَّسَائي: ليس به بأس.
وقال ابْن المبارك: أعطيت ستين درهماً حتى أدخلت على الربيع بْن أنس فلم ينصحني من أدخلني عليه أعطاني أحاديث مقطعات. وقال المزي، والذهبي: روي عَن أم سلمة زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ولم يدركها. وحاصله أنه
(1)
قلت: هو مشهور بكنيته، واختلف في اسمه: فقيل: اسمه: عيسى بن أَبي عِيسَى، واسم أبي عيسى ماهان، قاله ابن مَعِين، وقِيلَ: اسمه عيسى بْن ماهان بْن إِسْمَاعِيل، قاله حاتم بن إسماعيل. وقيل: عيسى بْن عَبد اللَّه بْن ماهان قاله أبو حاتم.
(2)
يُنظر "تاريخ ابن معين" رواية ابن محرز 1/ 99، "الجرح والتعديل" 6/ 280، "المراسيل" 1/ 154، "المجروحين" 2/ 120، "الكامل" 6/ 448، "تهذيب الكمال" 33/ 192، "المغني في الضعفاء" 2/ 170، "ميزان الاعتدال" 3/ 319، "التقريب" صـ 554.
"صدوق" وأما ما في روايته من الأوهام والمناكير إنما هي من جهة أبى جعفر الرازي عنه.
(1)
6) رُفَيْعُ بنُ مِهْرَانَ أَبُو العَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ
(2)
البَصْرِيُّ. أدرك الجاهلية، وأسلم بعد موت النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بسنتين.
روي عَنْ: عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّل، وعبد الله بْن عباس، وعبد اللَّهِ بْن عُمَر، وآخرين.
روي عَنْه: الرَّبِيع بْن أَنَس الْبَكْرِي، وثابت البناني، ومُحَمَّد بْن سيرين، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، وأحمد، والعجلي، وابْن مَعِين، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم، واللالكائي، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد اللالكائي: مجمع على ثقته، وزاد ابن حجر: كثير الإرسال. وذكره ابن حبان في الثقات،
وقَال ابْن عدي: له أحاديث صالحة وأكبر ما نقم عليه حديث الضحك في الصلاة، وكل من رواه غيره فإنما مدارهم ورجوعهم إلى أبي العالية والحديث له وبه يعرف، ومن أجل هذا الحديث تكلموا في أبي العالية، وسائر أحاديثه مستقيمة صالحة.
قال الشافعي: حديث أبي العالية الرياحي رياح. قال أبو حاتم، والذهبي: ثقة، فأما قول الشافعي رحمه الله: حديث أبي العالية الرياحي رياح فإنما أراد به حديثه الذي أرسله في الضحك في الصلاة أن على الضاحك الوضوء، ومذهب الشافعي أن المراسيل ليست بحجة، فأما إذا أسند أبو العالية فحجة. وقال ابن حبان: لم ينصف من زعم أن حديث أبى العالية الرياحي رياح ولم يجعل حديث إبراهيم بن أبى يحيى وذويه رياحا تهب. روى له الجماعة.
وقد وُصف بالإرسال: قال ابن سعد، والعجلي، وشعبة، وابن معين: أدرك علياً رضي الله عنه ولم يسمع منه. وقال العلائي: روي عن زيد بن حارثة وذلك مرسل لا ريب. وقال ابن سعد: سمع من عمر، وأبي وغيرهما. وقال ابن المديني: سمع من عمر، وعلي، وأبي موسى، وابن عباس، وابن عمر. وحاصله أنه "ثقة يرسل".
(3)
7) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (84).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد أحمد في مسنده
".
1) وَكِيعٌ بن الجراح: قال ابن حجر: ثقة حافظ عابد.
(4)
2) عِيْسَى بنُ مَاهَان، أَبو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ:"صدوق في نفسه لكنه سيء الحفظ" تقدم في إسناد الوجه الأول.
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 1/ 350، "الجرح والتعديل" 3/ 454، "الثقات" لابن حبان 4/ 228، "المشاهير" 1/ 154، "تهذيب الكمال" 9/ 60، "تاريخ الإسلام" 3/ 646، "الإكمال" 4/ 328، "التقريب" صـ 146.
(2)
الرِّيَاحِيُّ: بِكَسْر الرَّاء وَفتح الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعد الْألف حاء مُهْملَة. هَذِه النِّسْبَة إِلَى أَشْيَاء مِنْهَا إِلَى ريَاح بن يَرْبُوع بن حَنْظَلَة بن مَالك بن زيد مَنَاة ابْن تَمِيم بن مر بن أد بن طابخة بن إلْيَاس بن مُضر بطن من تَمِيم مَشْهُور ينْسب إِلَيْهِ خلق كثير مِنْهُم: أَبُو الْعَالِيَة رفيع الرِّيَاحِيُّ. يُنظر "اللباب" 2/ 46.
(3)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 412، "الجرح والتعديل" 3/ 510، "الثقات" 4/ 239، "المشاهير" 1/ 120، "الكامل" 4/ 93، "تهذيب الكمال" 9/ 214، "ميزان الاعتدال" 2/ 54، "جامع التحصيل" 1/ 175، "الإكمال" 4/ 395، "التقريب" صـ 150.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 511.
3) الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ الْبَكْرِيُّ: "صدوق" وأما ما في روايته من الأوهام والمناكير إنما هي من جهة أبى جعفر الرازي عنه. سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
4) عَن أَبِي الْعَالِيَةِ، أَوْ عَنْ غَيْرِهِ: أَبُو العَالِيَةِ هو: رُفَيْعُ بنُ مِهْرَانَ الرِّيَاحِيُّ "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
5) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (84).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِي، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: أَبو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، بدون شك ــــ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ. ورواه عَن أَبي جَعْفَرٍ الرَّازِي بهذا الوجه: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرازي وهو: ثقة. والْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَة: ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كَانَ يخطئ وَيُخَالف، وقال العقيلي: كثير الوهم، وقال أبو حاتم: ليس بقوي الحديث، ضعيف الحديث، وقال الدارقطني: ضعيف.
(1)
الوجه الثاني: أَبو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، أَوْ غَيْرِهِ ــــ هكذا بالشك ــــ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ. ورواه عَن أَبي جَعْفَرٍ الرَّازِي بهذا الوجه: وَكِيعٌ بن الجراح، وهو: ثقة حافظ. وأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: قال ابن حجر: ثقة ثبت من كبار شيوخ البخاري.
(2)
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أن الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الآتية:
1) رواية الأحفظ: فرواة الوجه الثاني أوثق وأحفظ من رواة الوجه الأول فوكيع، وأبو نعيم جبلين في الحفظ.
2) ترجيح الأئمة: قال أبو حاتم: رَوَاهُ الفَضْل بن دُكَين، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبيع، عَنْ أبي العالية، عن عبد الله بْنِ مُغَفَّل أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ النبيِّ؛ وَهُوَ أشبهُ.
(3)
قلت: هكذا قال أبو حاتم غير أنَّ الذي وقفت عليه في جميع الروايات هكذا عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ. فلعل ذلك وقع سهواً في كتاب العلل. وعلي كلٍ فالحاصل أنَّ رواية الشك هي الأرجح، والله أعلم.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناد ضعيف" فيه: عِيْسَى بن مَاهَان أَبو جَعْفَرٍ الرَّازِي: "صدوق في نفسه لكنه سيء الحفظ"، وكذلك الحديث بالوجه الثاني إسناده ضعيف أيضاً لأجل عِيْسَى بن مَاهَان فمدار الحديث عليه وقد اضطرب فيه. لذلك قال أحمد: عيسي بن ماهان مضطرب الحديث.
(1)
يُنظر "الضعفاء الكبير" للعقيلي 1/ 241، "الجرح والتعديل" 3/ 33، "الثقات" 8/ 168، "العلل" 7/ 129.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 381.
(3)
يُنظر "العلل" لابن أبي حاتم 3/ 359، 4/ 464.
قلت: وهو يروي هذا الحديث بكلا الوجهين عن الرَّبِيع بْن أَنَسٍ الْبَكْرِي: وهو ثقة لكن قال ابن حبان: الناس يتقون من حديثه ــــ أي حديث الرَّبِيع ـــــ ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأن في أحاديثه عنه اضطراباً كثيراً، وقال مرة: كان الرَّبِيع بْن أَنَس رَاوِيَة لأبي العالية وكل ما في أخباره من المناكير إنما هي من جهة أبى جعفر الرازي. قلت: قال المناوي: إسناده لين.
(1)
قلت: وللحديث شواهد منها: ما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث عَبْد الله بْن بُرَيْدَة، عَنْ أَبِيه، قَالَ: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ إِلَّا فِي سِقَاءٍ، فَاشْرَبُوا فِي الْأَسْقِيَةِ كُلِّهَا، وَلَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا» . وفي رواية: فَاشْرَبُوا فِي كُلِّ وِعَاءٍ غَيْرَ أَنْ لَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا.
(2)
وفي الصحيحين من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ» .
(3)
قال ابن حجر في كلامه علي بعض طرق هذا الحديث ـــــ ومنها حديث الباب ـــــ: كيف يتأتى القول بتضعيفه مع وجود مخارجه الصحيحة ثم مع كثرة طرقه حتى قال الإمام أحمد إنها جاءت عن عشرين صحابياً. قال ابن حجر: بل زادت عن ثلاثين صحابياً وأكثر الأحاديث عنهم جياد ومضمونها أن المسكر لا يحل تناوله بل يجب اجتنابه والله أعلم.
(4)
وعلي هذا فيرتقي الحديث بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره والله أعلم.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَبُو جَعْفَرٍ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: قَوْلُهُ: صلى الله عليه وسلم وأنهاكم عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ والْمُزَفَّتِ فمعنى النهي عن هذه الأربع: هو أنه نهى عن الانتباذ فيها وهو أن يجعل في الماء حبات من تمر أو زبيب أو نحوهما ليحلو ويشرب وإنما خصت هذه بالنهي لأنه يسرع إليه الإسكار فيها فيصير حراماً نجساً وتبطل ماليته فنهى عنه لما فيه من إتلاف المال ولأنه ربما شربه بعد إسكاره من لم يطلع عليه ولم ينه عن الانتباذ في أسقية الأدم بل أذن فيها لأنها لرقتها لا يخفى فيها المسكر بل إذا صار مسكراً شقها غالباً ثم إن هذا النهي كان في أول الأمر ثم نسخ بحديث بريدة صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنت نهيتكم عن الانتباذ إلا في الأسقية فانتبذوا في كل وعاء ولا
(1)
يُنظر " التيسير بشرح الجامع الصغير" للمناوي 1/ 35.
(2)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الأشربة ب/ النَّهْيِ عَنِ الِانْتِبَاذِ فِي الْمُزَفَّتِ وَالدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ، وَبَيَانِ أَنَّهُ مَنْسُوخٌ، وَأَنَّهُ الْيَوْمَ حَلَالٌ مَا لَمْ يَصِرْ مُسْكِرًا (3/ 1584 رقم 977).
(3)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الوضوء ب/ لَا يَجُوزُ الوُضُوءُ بِالنَّبِيذِ، وَلَا المُسْكِرِ (1/ 58 رقم 242)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الأشربة ب/ بَيَانِ أَنَّ كُلَّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَأَنَّ كُلَّ خَمْرٍ حَرَامٌ. (3/ 1586 رقم 2001).
(4)
يُنظر "فتح الباري 10/ 44.
تشربوا مسكراً رواه مسلم في الصحيح هذا الذي ذكرناه من كونه منسوخاً هو مذهبنا ومذهب جماهير العلماء. قال الخطابي: القول بالنسخ هو أصح الأقاويل قال وقال قوم التحريم باق وكرهوا الانتباذ في هذه الأوعية ذهب إليه مالك وأحمد وإسحاق وهو مروى عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم والله أعلم.
(1)
قلت: وفي حديث الباب عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ أنه قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ حَرَّمَ نَبِيذَ الْجَرِّ، وَشَهِدْتُهُ حِينَ أَمَرَ بِشُرْبِهِ، وَقَالَ: اجْتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ. ففي هذا الحديث ما يدل علي تحريم الانتباذ في هذه الآنية التي يشتد فيه الإسكار ثم أذن بعد ذلك في جواز الشرب فيها غير أنه أمر باجتناب ما وصل إلي حد الإسكار وذلك في قوله: اجْتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ. والله أعلم.
(1)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 1/ 185.
[231/ 881]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ يَحْيَى، يُحَدِّثُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ افْتَدَى يَمِينَهُ بِعَشْرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ. ثُمَّ قَالَ:«وَرَبِّ هَذَا الْمَسْجِدِ لَوْ حَلَفْتُ حَلَفْتُ صَادِقًا، إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ افْتَدَيْتُ بِهِ يَمِينِي» .
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه الدارقطني في "سننه" ك/ فِي الْأَقْضِيَةِ وَالْأَحْكَامِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ب/ الشفعة (5/ 435 رقم 4597)، عَن إِسْحَاق بْن سُلَيْمَانَ الرَّازِي، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ فَدَى يَمِينَهُ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ قَالَ:«وَرَبِّ هَذَا الْمَسْجِدِ وَرَبِّ هَذَا الْقَبْرِ لَوْ حَلَفْتُ لَحَلَفْتُ صَادِقًا وَذَلِكَ أَنَّهُ شَيْءٌ افْتَدَيْتُ بِهِ يَمِينِي» . قلت: وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(3/ 156) إلي أَبي الشَّيْخ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَان الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَان الرازي: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (229).
4) مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ، أَبُو رَوح الشَّامِيُّ الدِمَشْقِيُّ.
(1)
روي عَنْ: الزُّهْرِي، ويونس بْن ميسرة بْن حلبس، ومكحول الشامي، وآخرين.
روي عَنْه: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان، وعيسى بْن يونس، والْوَلِيد بْن مسلم، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال العجلي: لا بأس به.
وقال البزار: لين الحديث. وَقَال أبو حاتم، وأبو داود، والنسائي، والدارقطني، والذهبي، وابن حجر: ضعيف، وزاد ابن حجر: ما حدث بالشام أحسن مما حدث بالري. وَقَال ابْن عدي: عامة رواياته فيها نظر.
(1)
قلت: وقد خلط ابن حبان بين مُعَاوِيَة بْن يَحْيَى أبو روح الصَّدَفِي، ومعاوية بن يحيى أبو مطيع الأطرابلسى، وتبعه علي ذلك السمعاني في الأنساب، في حين أن جميع من وقفت عليه في كتب التراجم فرقوا بينهما، قال الدارقطني: قد خلط أَبُو حَاتِم فِي هَذَا الْبَاب تخلطياً قبيحاً، هما رجلَانِ، يقَالَ لكل وَاحِد مِنْهُمَا: مُعَاوِيَة بْن يَحْيَى. أما الصَّدَفِي يكنى أَبَا روح، وَهُوَ الَّذِي روى عَن الزُّهْرِيّ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ على بَيت المَال بِالريِّ، وَهُوَ الَّذِي روى عَنهُ: الهقل بْن زِيَاد، وَعِيسَى بْن يُونُس، وَإِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرَّازِيّ. وَالْآخر: يكني أَبَا مُطِيع، وَهُوَ الأطرابلسي، وَهُوَ الَّذِي روى حَدِيث عَكَّاف بْن ودَاعَة، وخَالِد الْحذاء. وَهُوَ أَكثر مَنَاكِير من الصَّدَفِي. وَإِنَّمَا فَسدتْ رِوَايَة الصَّدَفِي، لِأَنَّهُ غَابَتْ عَنهُ كتبه، فَحدث من حفظه، وَسَمَاع الهقل بْن زِيَاد، مِنْهُ من كِتَابه، فلست ترى فِيهَا خطأ، وَلَا مقلوباً، واللَّه أعلم. وقال ابن الأثير ما ملخصه: لا شك أن أبي سعد قد وهم في ذلك فإنه قد خالفه غيره من العلماء الأثبات وفرقوا بينهما منهم الحافظ أبو القاسم الدمشقي ـــــ ابن عساكر ــــ وهو أعلم بأهل بلاده وهو أيضا أتقن في قوله. وقال الذهبي: وَقَدْ خَبَطَ ابْنُ حِبَّانَ، وَخَلَطَ ترجمة هذا بهذا. قلت: قيل لأبي حاتم كما في "تاريخ دمشق": معاوية بن يحيى الأطرابلسي أحب إليك أم معاوية بن يحيى الصدفي فقال الأطرابلسي أحب إلي. يُنظر "تعليقات الدارقطني على المجروحين لابن حبان" 1/ 256، "اللباب" 1/ 72، "تاريخ الإسلام" 4/ 746.
وقال الساجي: ضعيف الحديث جداً. وقال ابْن مَعِين، والنسائي، وابن طاهر: ليس بشيءٍ، وزاد ابن معين: هالك. وَقَال الجوزجاني: ذاهب الْحَدِيث. وقال أبو بكر الصاغاني: لا أحتج به. وقال أحمد: تركناه.
وَقَال أَبُو زُرْعَة: ليس بقوي أحاديثه كأنها مقلوبة ما حدث بالري، والذي حدث بالشام أحسن حالاً. وَقَال البخاري، وأَبُو حاتم: روى عنه هقل بْن زياد أحاديث مستقيمة كأنها من كتاب، وروى عنه عيسى بْن يونس، وإسحاق بْن سُلَيْمان أحاديث مناكير كأنها من حفظه. وَقَال ابْن خراش: رواية الهقل عنه صحيحة تشبه نسخة شعيب، ورواية إسحاق الرازي عنه مقلوبة. وقال ابن حبان في المجروحين: منكر الحديث جداً كان يشتري الكتب ويحدث بها ثم تغير حفظه فكان يحدث بالوهم فيما سمع من الزهري وغيره فجاء رواية الراوين عنه إسحاق بن سليمان وذويه كأنها مقلوبة وفي رواية الشاميين عند الهقل بن زياد وغيره أشياء مستقيمة تشبه حديث الثقات. وقال الدارقطني، وابن بطريق: يُكتب ما روى الهقل عنه، ويتجنب ما سواه وخاصة رواية إسحاق بْن سُلَيْمان الرازي. وَقَال أبو أحمد الحاكم: يروي عنه الهقل بْن زياد عَن الزُّهْرِي أحاديث منكرة شبيهة بالموضوعة. وحاصله أنه "ضعيف الحديث خاصة فيما كان من رواية إسحاق بْن سُلَيْمان الرازي عنه، وأما ما كان من رواية الهقل بْن زياد عنه فهي أحاديث صحيحة مستقيمة" والله أعلم.
(1)
5) مُحَمَّدُ بنُ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ بنِ عَدِيِّ بنِ نَوْفَلٍ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، أَبو سَعِيْدٍ القُرَشِيُّ المَدَنِيُّ.
روي عَنْ: أَبِيهِ جُبَيْر بْن مطعم، وعبد الله بْن عباس، وعُمَر بْن الخطاب، وآخرين.
روي عَنْه: الزُّهْرِي، وعَمْرو بن دينار، وأولاده إبراهيم، وجبير، وسعيد، وعمر، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن سعد، والعجلي، وابن خراش، وابن حجر: ثقة. وقال الذهبي: إِمَامٌ فَقِيْهٌ ثَبْت. وذكره ابن حِبَّان في الثقات. وقَال البُخارِيُّ: كان من أعلم قريش بأحاديثها. روى له الجماعة. وقال ابن حجر: لا يصح سماعه من عمر فإن الدارقطني نص على أن حديثه عن عثمان مرسل. وحاصله أنه "ثقة".
(2)
6) جُبَيْرُ بنُ مُطْعِمِ بنِ عَدِيِّ بنِ نَوْفَلٍ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ، أَبُو مُحَمَّدٍ القُرَشِيُّ.
روي عَنْ: النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
روي عَنْه: ابنه مُحَمَّد بن جُبَيْرِ، وسُلَيْمان بْن صرد الصحابي، وسَعِيد بن المُسَيب، وآخرون.
كان رضي الله عنه من أكابر قريش ومن علماء النّسب بها، أسلم رضي الله عنه بين الحديبيّة والفتح، وقيل في الفتح. وقال البغويّ: أسلم قبل فتح مكة. وقد قدم المدينة على النبيّ صلى الله عليه وسلم في فداء أسارى بدر من قومه وهو مشرك، ثم أسلم بعد ذلك، فسمعه يقرأ الطّور. قال: فكان ذلك أول ما دخل الإيمان في قلبي، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لو كان أبوك حياً وكلّمني فيهم لوهبتهم له. وذلك ليدٍ كانت لمطعم عند رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فهو الذي أجار رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رجع من الطائف، وقام فِي نقض الصحيفة التي كتبت قريش عَلَى بني هاشم حين حُصروا في الشعب،
(1)
يُنظر "من كلام ابن معين في الرجال" 1/ 112، "التاريخ الكبير" 7/ 336، "المجروحين" 3/ 3، "الكامل" 8/ 137، "العلل" للدارقطني 6/ 95، "تاريخ دمشق" 59/ 283، "تهذيب الكمال" 28/ 221، "الإكمال" 11/ 277، "التقريب" صـ 471، "
(2)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 234، "الثقات" 5/ 355، "تهذيب الكمال" 24/ 573، "السير" 4/ 543، "التقريب" صـ 407.
وكان يحنو على أهل الشعب، ويصلهم في السر، وكان جُبير موصوفاً بالحلم، ونبل الرأي كأبيه، وكان شريفاً، مطاعاً.
(1)
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: مُعَاوِيَة بْن يَحْيَى الصَّدَفِي: ضعيف الحديث خاصة فيما كان من رواية إسحاق بْن سُلَيْمان الرازي عنه، وهذا الحديث من رواية إسحاق بْن سُلَيْمان عنه.
قلت: لكن قد ثبت في الصحيح افتداء اليمين بالمال:
فقد أخرج البخاري في "صحيحه" بسنده عَنْ أَبِي قِلَابَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَأَلَهُ عَنْ الْقَسَامَةِ، فَذَكَرِ حَدِيثَ الْقَسَامَةِ، إلَى أَنْ قَالَ: وَقَدْ كَانَتْ هُذَيْلٌ خَلَعُوا خَلِيعًا لَهُمْ فِي الجَاهِلِيَّةِ، فَطَرَقَ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ اليَمَنِ بِالْبَطْحَاءِ، فَانْتَبَهَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَحَذَفَهُ بِالسَّيْفِ فَقَتَلَهُ، فَجَاءَتْ هُذَيْلٌ، فَأَخَذُوا اليَمَانِيَّ فَرَفَعُوهُ إِلَى عُمَرَ بِالْمَوْسِمِ، وَقَالُوا: قَتَلَ صَاحِبَنَا، فَقَالَ: إِنَّهُمْ قَدْ خَلَعُوهُ، فَقَالَ: يُقْسِمُ خَمْسُونَ مِنْ هُذَيْلٍ مَا خَلَعُوهُ، قَالَ: فَأَقْسَمَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ رَجُلًا، وَقَدِمَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مِنَ الشَّامِ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُقْسِمَ، فَافْتَدَى يَمِينَهُ مِنْهُمْ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، فَأَدْخَلُوا مَكَانَهُ رَجُلًا آخَرَ.
(2)
وعَن عَبْد الرَّزَّاق، عَن مَعْمَرٌ قَالَ: سُئِلَ الزُّهْرِيُّ عَنِ الرَّجُلِ يَقَعُ عَلَيْهِ الْيَمِينُ، فَيُرِيدُ أَنْ يَفْتَدِي يَمِينَهُ؟ قَالَ:«قَدْ كَانَ يُفْعَل، قَدِ افْتَدَى عُبَيْدٌ السهَامَ فِي إِمَارَةِ مَرْوَانَ، وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ كَثِيرٌ، افْتَدَى يَمِينَهُ بِعَشَرَةِ آلَافٍ» .
(3)
رابعاً: التعليق علي الحديث:
قال ابن قدامة رحمه الله: من توجهت عليه يمين هو فيها صادق، أو توجهت له، أبيح له الحلف، ولا شيء عليه من إثم ولا غيره؛ لأن الله تعالى شرع اليمين، ولا يشرع محرماً. وقد أمر الله تعالى نبيه عليه السلام، أن يقسم على الحق، في ثلاثة مواضع من كتابه. وحلف عمر لأُبي على نخيل، ثم وهبه له، وقال: خفت إن لم أحلف أن يمتنع الناس من الحلف على حقوقهم، فتصير سنة.
واختلف في الأولى، فقال قوم: الحلف أولى من افتداء يمينه؛ لأن عمر حلف ولأن في الحلف فائدتين؛ إحداهما: حفظ ماله عن الضياع، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعته. والثانية، تخليص أخيه الظالم من ظلمه، وأكل المال بغير حقه، وهذا من نصيحته ونصرته بكفه عن ظلمه، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم على رجل أن يحلف ويأخذ حقه. وقال أصحابنا: الأفضل افتداء يمينه؛ فإن عثمان افتدى يمينه، وقال: خفت أن تصادف قدراً، فيقال حلف فعوقب، أو هذا شؤم يمينه. ولأن في اليمين عند الحاكم تبذلاً، ولا يأمن أن يصادف قدراً، فيُنسب إلى الكذب، وأنه عوقب بحلفه كاذباً، وفي ذهاب ماله له أجر، وليس هذا تضييعاً للمال، فإن أخاه المسلم
(1)
"معجم الصحابة" للبغوي 1/ 516، "معجم الصحابة" لابن قانع 1/ 147، "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 2/ 518، "الاستيعاب" 1/ 232، "أسد الغابة" 1/ 515، "تهذيب الكمال" 4/ 506، "السير" 3/ 95، "الإصابة" 2/ 168.
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الديات ب/ القَسَامَةِ (9/ 9 رقم 6899).
(3)
أخرجه عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "مُصَنَّفِهِ" ك/ الْأَيْمَانُ وَالنُّذُورُ ب/ مَنْ يَجِبُ عَلَيْهِ التَّكْفِيرُ (8/ 502 رقم 16054).
ينتفع به في الدنيا ويغرمه له في الآخرة. وأما عمر فإنه خاف الاستنان به، وترك الناس الحلف على حقوقهم، فيدل على أنه لولا ذلك، لما حلف، وهذا أولى، والله تعالى أعلم.
(1)
وقال ابن القيم رحمه الله: قد ثبت وتقرر أن الإقدام على اليمين يصعب، ويثقل على كثير من الناس، سيما على أهل الدين وذوي المروءات والأقدار، وهذا أمر معتاد بين الناس على ممر الأعصار، لا يمكن جحده. وكذلك رُوي عن جماعة من الصحابة: أنهم افتدوا أيمانهم، منهم: عثمان، وابن مسعود وغيرهما، وإنما فعلوا ذلك لمروءتهم، ولئلا تسبق الظلمة إليهم إذا حلفوا، فمن يعادي الحالف، ويحب الطعن عليه، يجد طريقاً إلى ذلك، لعظم شأن اليمين وعظم خطرها، ولهذا جعلت بالمدينة عند المنبر، وأن يكون ما يحلف عليه عنده مما له حرمة، كربع دينار فصاعداً، فلو مُكن كل مدع أن يُحَّلِف المدعى عليه بمجرد دعواه لكان ذلك ذريعة إلى امتهان أهل المروءات وذوي الأقدار والأخطار والديانات لمن يريد التشفي منهم، لأنه لا يجد أقرب ولا أخف كلفة من أن يقدم الواحد منهم من يعاديه من أهل الدين والفضل إلى مجلس الحاكم ليدعي عليه ما يعلم أنه لا ينهض به، أو لا يعترف، ليتشفى منه بتبذله وإحلافه، وأن يراه الناس بصورة من أقدم على اليمين عند الحاكم، ومن يريد أن يأخذ من أحد من هؤلاء شيئاً على طريق الظلم والعدوان وجد إليه سبيلاً، لعله يفتدي يمينه منه، لئلا ينقص قدره في أعين الناس، وكلا الأمرين موجود في الناس اليوم. قال: وقد شاهدنا من ذلك كثيراً، وحضرناه، وأصابنا بعضه، فكان ما ذهب إليه مالك ومن تقدمه من الصحابة والتابعين: حراسة لمروآت الناس، وحفظاً لها من الضرر اللاحق بهم، والأذى المتطرق إليهم.
(2)
(1)
يُنظر "المغني" لابن قدامة 14/ 229.
(2)
يُنظر "الطرق الحكمية" 1/ 239.
[232/ 882]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدٌ، عَنْ هَيَّاجِ بْنِ بِسْطَامٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ أُمِّ سَعْدٍ، امْرَأَةِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، [قَالَتْ]
(1)
: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «يَأْمُرُ بِدَفْنِ الدَّمِ إِذَا احْتَجَمَ» . *لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أُمِّ سَعْدٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَنْبَسَةُ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه ابن سعد في "الطبقات"(1/ 385)، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير"(2/ 796 رقم 3444)، وابن منده كما في "الإصابة"(14/ 377) لابن حجر، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(6/ 3509 رقم 7947)، من طُرق عَنْ عَنْبَسَة بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ مُحَمَّد بْن زَاذَان، عَنْ أُم سَعْد. وعند ابن أبي خيثمة، وأبو نعيم: أُم سَعْدٍ، بنت زَيْدِ بْنِ ثَابِت.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَان الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) هَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ أَبُو خَالِدٍ التَّمِيمِيُّ الْحَنْظَلِيُّ الْهَرَوِيُّ.
روي عَنْ: عَنْبَسَة بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيد، والثوري، وإبراهيم بْن طهمان، وغيرهم.
روي عَنْه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، ومحمد بْن بكار، وداود بن عَمْرو الضبي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال محمد بن يحيى النيسابوري: ثقة، قيل له: تكلم فيه ابن معين. فقال: هو ثقة، ولم يكترث بذلك. وقال يحيى بن أحمد بن زياد الهروي: كل ما أنكر على الهياج فهو من جهة ابنه خالد فإن الهياج في نفسه ثقة. وقال مكي بن إبراهيم: ما علمناه إلا ثقة صادقاً عالماً. وقال سعيد بن هناد: ما رأيت أفصح من الهياج، ولقد حدث بالعراق فاجتمع عليه مائة ألف إنسان يتعجبون من فصاحته، يكتبون عنه.
وقال ابن معين، والنسائي، والذهبي، وابن حجر: ضعيف، وزاد ابن حجر: روى عنه ابنه خالد منكرات شديدة. وذكره الساجي، والعقيلي، وأبو العرب، وابن شاهين، والدولابي في الضعفاء. وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم. وقال ابن حبان: كان ممن يروي المعضلات عن الثقات ويخالف الأثبات فيما يرويه عن الثقات فهو ساقط الاحتجاج به وعند الاعتبار فإن اعتبر به معتبر أرجو أن لا يجرح في ذلك. وقال ابن معين مرة، وأبو داود، وابن الجارود: ليس بشئ، وزاد أَبُو داود: تركوا حديثه. وَقَال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به. وقال العقيلي: لا يتَابَع عَلَيْه، وَلَا عَلى شَيْءٍ مِنْ حَدِيثِه. وقال صالح بن محمد جزرة: منكر الحديث، ولا يكتب من حديثه إلا حديثين ثلاثة للاعتبار، ولم أعلم أنه بكل ذلك منكر الحديث، فلما قدمت هراة رأيت عند الهرويين أحاديث كثيرة مناكير له. قال الحاكم: الأحاديث التي رآها صالح بن محمد بهراة من حديث الهياج الذنب فيها لابنه خالد والحمل عليه فيها. وقال أحمد: متروك.
(1)
في الأصل "قال" وهذا سهو من الناسخ والصواب ما أثبتناه حتي يستقيم الكلام.
وحاصله أنه "ضعيف يعتبر به".
(1)
4) عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَنْبَسَة بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ الأُمَوِيُّ.
(2)
روي عَنْ: مُحَمَّد بْن زَاذَان، ومُحَمَّد بْن المنكدر، وهشام بْن عروة، وغيرهم.
روي عَنْه: هَيَّاج بْن بِسْطَام، والوليد بْن مسلم، ويوسف بْن يعقوب السدوسي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن معين، وأبو زرعة، وأَبُو داود، والنَّسَائي، والدارقطني: ضعيف. وَقَال التِّرْمِذِي: يُضَعف. وقال ابْن مَعِين مرة: ليس بشئ. وقال البخاري: ضعيف ذاهب الحديث.
وَقَال ابن معين مرة، وأبو زُرْعَة، وابن عدي: منكر الحديث، وزاد أبو زرعة: واهي الحديث.
وَقَال أَبُو حاتم: متروك الحديث، كان يضع الحديث، وكان عند أحمد بن يونس عنه شئ فلم نكتب عنه على العمد. وَقَال النَّسَائي مرة: متروك. وقال الذهبي: متهم متروك. وقال ابن حجر: متروك رماه أبو حاتم بالوضع. وقال ابن حبان: صاحب أشياء موضوعة وما لا أصل له مقلوب لا يحل الاحتجاج به. وَقَال أَبُو الفتح الأزدي: كذاب. وحاصله أنه "متروك متهم بالوضع".
(3)
5) مُحَمَّدُ بْنُ زَاذَان المَدَنِيُّ.
روي عَنْ: أم سَعْد امرأة من الأنصار، وقِيلَ: من المهاجرات، وقِيلَ: أم سَعْد بنت زيد بن ثابت، وقِيلَ: امرأة زيد بْن ثابت. وأنس بْن مالك، وجابر بن عَبد اللَّه، وغيرهم.
روي عَنْه: عَنْبَسَة بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْن الْعَاص، وداود بْن عَبْد الرحمن العطار.
أقوال أهل العلم فيه: قال الدارقطني: ضعيف.
وقال البخاري، والترمذي، وأبو نعيم الأصبهاني: منكر الحديث، وزاد البخاري: لا يكتب حديثه. وقال الساجي: لا يكتب حديثه. وَقَال أبو حاتم، وابن حجر: متروك الحديث. وزاد أبو حاتم: لا يكتب حديثه.
وقال ابن عدي: مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ. وحاصله أنه "متروك الحديث".
(4)
6) أُمُّ سَعْدٍ امْرَأَةِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ
روت عَنْ: النبي صلى الله عليه وسلم، وزيد بن ثابت، وعائشة أم المؤمنين.
روي عَنْهَا: محمد بن زاذان، وقيل: عن محمد بن زاذان، عن عَبد الله بن خارجة عنها.
قلت: قد اختلف في ترجمة أُم سَعْدٍ هذه. فقيل هي: أم سعد بنت زيد بن ثابت الأنصارية. وقيل بل هي:
(1)
يُنظر "تاريخ ابن معين" رواية الدارمي 1/ 225، "الضعفاء الكبير" للعقيلي 4/ 366، "الجرح والتعديل" 9/ 112، "المجروحين" 3/ 96، " "تهذيب الكمال" 30/ 357، "الكاشف" 2/ 343، "الإكمال" 12/ 183، "التقريب" صـ 507.
(2)
قال المزي: قَال بعضهم: عنبسة بْن أَبي عَبْد الرحمن، وهو وهم.
(3)
"تاريخ ابن معين" 4/ 414، "العلل الكبير" للترمذي 1/ 392، "الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 216، "الجرح والتعديل" 6/ 402، "المجروحين" 2/ 178، "الكامل" 6/ 459، "تهذيب الكمال" 22/ 416، "ميزان الاعتدال" 3/ 301، "التقريب" صـ 369.
(4)
يُنظر "التاريخ الكبير" للبخاري 1/ 88، "الجرح والتعديل" 7/ 260، "الكامل" 7/ 423، "الضعفاء" لأبو نعيم 1/ 140، "تهذيب الكمال" 25/ 206، "ميزان الاعتدال" 3/ 546، "التقريب" صـ 413.
امرأة زيد بن ثابت. وقيل إن كانت هي امرأة زيد بن ثابت فعلي ذلك تكون هي: أم سعد بنت سعد بن الربيع فهي زوجة زيد بن ثابت.
فقال الدارقطني في ترجمة محمد بن زَاذَان: روي عن أم سعد الأنصارية وهي لا تُعرف إلا به. قلت: فكأنه يري أنها مجهولة. وقال أبو نعيم: أم سعد الأنصارية وهي بنت زيد بن ثابت، وقيل: امرأة زيد بن ثابت، حديثها عند محمد بن زاذان. وقال ابن عبد البر وتبعه ابن الأثير: أم سعد بنت زيد بْن ثابت الأَنْصَارِي. روى عنها مُحَمَّد بْن زاذان، يقال: إنه لم يسمع منها، وبينهما عَبْد اللَّهِ بْن خارجة، لَهَا عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها أنه أمر بدفن الدم إذا احتجم. وقال المزي: أم سعد، يقال: إنها بنت زيد بن ثابت الأَنْصارِيّ، ويُقال: امرأة زيد بن ثابت، ويُقال: أنها من المهاجرات، معدودة في الصحابة. روى عنها محمد بن زاذان، وقيل: عن محمد بن زاذان، عن عَبد الله بن خارجة عنها. وقال أيضاً في ترجمة أم سعد بنت سعد بْن الربيع قتل أبوها سعد بن الربيع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وكانت يتيمة في حجر أبي بكر الصديق. قال المزي: قَال ابن سعد في ترجمة خارجة بن زيد بن ثابت: وأمه أم سعد وهي جميلة بنت سَعْد بْن الربيع، فعلى هذا تكون هذه والتي قبلها واحدة إن صح أن التي قبلها امرأة زيد بن ثابت، ويكون قول من قال إنها بنت زيد بن ثابت غلطاً، والله أعلم. وقال ابن حجر: أم سعد قيل أنها بنت زيد بن ثابت وقيل امرأته، وقال في الترجمة التي تليها: أم سعد بنت سعد بن الربيع عن أبي بكر الصديق، وقال ابن سعد في ترجمة خارجة بن زيد بن ثابت أمه أم سعد جميلة بنت سعد بن الربيع. فإن صح أن التي قبلها امرأة زيد بن ثابت فيحتمل أن تكون هي هذه بعينها.
قلت: ولعل الأقرب إلي الصواب أنها هي امرأة زيد بن ثابت وعلي ذلك فتكون هي: أم سعد بنت سعد بن الربيع. قلت: وقد ترجم البخاري في "صحيحه" في ك/ الحيض ب/ إِقْبَالِ المَحِيضِ وَإِدْبَارِهِ ..... وَبَلَغَ بِنْت زَيْد بْن ثَابِتٍ: أَنَّ نِسَاءً يَدْعُونَ بِالْمَصَابِيحِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ يَنْظُرْنَ إِلَى الطُّهْرِ، فَقَالَتْ: مَا كَانَ النِّسَاءُ يَصْنَعْنَ هَذَا وَعَابَتْ عَلَيْهِنَّ. قال ابن حجر: قوله: وبلغ ابنة زيد بن ثابت كذا وقعت مبهمة هنا وقد ذكروا لزيد بن ثابت من البنات حسنة وعمرة وأم كلثوم وغيرهن ولم أر لواحدة منهن رواية إلا لأم كلثوم وكانت زوج سالم بن عبد الله بن عمر فكأنها هي المبهمة هنا وزعم بعض الشراح أنها أم سعد قال لأن ابن عبد البر ذكرها في الصحابة انتهى. وليس في ذكره لها دليل على المدعي لأنه لم يقل إنها صاحبة هذه القصة بل لم يأت لها ذكر عنده ولا عند غيره إلا من طريق عنبسة بن عبد الرحمن وقد كذبوه وكان مع ذلك يضطرب فيها فتارة يقول بنت زيد بن ثابت وتارة يقول امرأة زيد ولم يذكر أحد من أهل المعرفة بالنسب في أولاد زيد من يقال لها أم سعد. قلت: فهذا مما يدل علي أنَّ راوية حديث الباب هي أُم سَعْدٍ امْرَأَةِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. قلت: وهكذا نسبها الطبراني في إسناد حديث الباب، والله أعلم بالصواب.
(1)
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف جداً" فيه:
(1)
يُنظر "معرفة الصحابة" لأبو نعيم: 6/ 3509، "الاستيعاب" لابن عبد البر: 4/ 1938، "أسد الغابة" لابن الأثير: 7/ 326، "تهذيب الكمال" 35/ 363، "الإصابة" 14/ 377، "فتح الباري" 1/ 420.
1) هَيَّاج بْن بِسْطَام: ضعيف يعتبر به.
2) وعَنْبَسَة بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: متروك متهم بالوضع.
3)
…
ومُحَمَّد بْن زَاذَان: متروك الحديث.
4) وقال ابن عبد البر: محمد بن زاذان يروي عَن أم سعد الأنصارية، وقيل: لم يسمع منها، بينهما عبد الله بن خارجة.
قلت: وقد روي مُوسَى بْن إِسْمَاعِيلَ التبوذكي، عَن هُنَيْد بْن الْقَاسِمِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي الدَّمَ، فَقَالَ:«اذْهَبْ فَغَيِّبْهُ» فَذَهَبْتُ فَشَرِبْتُهُ ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِي: «مَا صَنَعْتَ بِهِ؟» قُلْتُ غَيَّبْتُهُ، قَالَ:«لَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ؟» قُلْتُ: شَرِبْتُهُ. وهذا لفظ البزار.
وفي رواية أبو يعلي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ اذْهَبْ بهذا الدم فادفنه حَيْثُ لَا يَرَاكَ أَحَدٌ.
وفي رواية البيهقي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ له: اذْهَبْ فَوَارِهِ لَا يَبْحَثُ عَنْهُ سَبُعٌ أَوْ كَلْبٌ أَوْ إِنْسَانٌ.
(1)
قال ابن الملقن: هنيد لَا يُعلم لَهُ حَال، قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين فِي الإِمام: لَيْسَ فِي إِسْنَاده من يحْتَاج إِلَى الْكَشْف عَن حَاله إلاَّ هُوَ.
(2)
قلت: قال ابن حجر: فِي إسْنَادِهِ الْهُنَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ وَلَا بَأْسَ بِهِ لَكِنَّهُ لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ بِالْعِلْمِ.
(3)
وقال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَالْبَزَّارُ بِاخْتِصَارٍ وَرِجَالُ الْبَزَّارِ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ هُنَيْد بْن الْقَاسِمِ وَهُوَ ثِقَةٌ.
(4)
وقال السيوطي: سنده حسن.
(5)
قلت: وقد روي ابن سعد بإسناده عَن مُحَمَّد بْن مُقَاتِلٍ، عَن عَبْد اللَّهِ بْن الْمُبَارَكِ، عن الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ: ادْفِنْهُ لا يَبْحَثُ عَنْهُ كَلْب.
(6)
قلت: وهو مرسل إسناده صحيح.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أُمِّ سَعْدٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَنْبَسَةُ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
أخرجه البزار في "مسنده"(6/ 169 رقم 2210)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1/ 414 رقم 578)، والحاكم في "المستدرك" ك/ معرفة الصحابة (3/ 638 رقم 6343)، وأبو يعلي كما في "المطالب العالية"(15/ 575 رقم 3821)، وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 329)، وفي "معرفة الصحابة"(3/ 1652 رقم 4151)، والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ النكاح ب/ تَرْكِهِ الْإِنْكَارَ عَلَى مَنْ شَرِبَ بَوْلَهُ وَدَمَهُ (7/ 106 رقم 13407).
(2)
يُنظر "البدر المنير" 1/ 476.
(3)
يُنظر "تلخيص الحبير" 1/ 169.
(4)
يُنظر "مجمع الزوائد" 8/ 346.
(5)
يُنظر "الخصائص الكبري" 2/ 441.
(6)
يُنظر "الطبقات" لابن سعد 1/ 385.
[233/ 883]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدٌ قَالَ: نا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}
(1)
دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ، فَقَالَ:«إِنَّهُ قَدْ نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي» فَبَكَتْ، فَقَالَ:«لَا تَبْكِينَ، فَإِنَّكِ لَأَوَّلُ أَهْلِي لَاحِقٌ بِي» ، فَضَحِكَتْ. فَرَآهَا بَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ لَهَا: رأَيْنَاكِ بَكَيْتِ، ثُمَّ ضَحِكْتِ. فَقَالَتْ: إِنَّهُ قَالَ لِي: «نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي» فَبَكَيْتُ، فَقَالَ:«لَا تَبْكِي، فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لَاحِقٌ بِي» ، فَضَحِكْتُ. *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عِكْرِمَةَ إِلَّا هِلَالٌ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 330 رقم 11907)، (22/ 415 رقم 1027)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(6/ 3194 رقم 7343)، والضياء في "المختارة"(12/ 290 رقم 319)، وابْن مرْدَوَيْه فِي "تَفْسِيره" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (4/ 322) عَن الْحُلْوَانِي، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، به بنحوه.
والدارمي في "سننه" المقدمة ب/ فِي وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1/ 216 رقم 80)، والبيهقي في "دلائل النبوة" جُمَّاعُ أَبْوَابِ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَوَفَاتِهِ ومَا ظَهَرَ فِي ذَلِكَ مِنْ آثَارِ النُّبُوَّةِ، وَدَلَالَاتِ الصِّدْقِ ب/ مَا جَاءَ فِي نَعْيِهِ نَفْسَهُ صلى الله عليه وسلم إِلَى ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ رضي الله عنها، وَإِخْبَارِهِ إِيَّاهَا بِأَنَّهَا أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِهِ بِهِ لُحُوقًا، فَكَانَ كَمَا قَالَ (7/ 167)، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ به بنحوه.
وأحمد في "فضائل الصحابة" ب/ فَضَائِل فَاطِمَة بِنْت رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2/ 764 رقم 1345)، وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 40)، عَن عَبَّاد بْن الْعَوَّامِ به بلفظ أنَّ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لِفَاطِمَة: أَنْتِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا بِي.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَان الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ الكِلابي: "ثقة إلا في روايته عن سَعِيد بْن أَبي عَرُوبَة ففيها ضعف" سبقت ترجمته في حديث رقم (129).
4) هِلَالُ بْنُ خَبَّاب العَبْدِيُّ، أَبُو الْعَلاءِ الْبَصْرِيُّ.
روي عَنْ: عِكْرِمَة مولى ابْن عباس، وسَعِيد بن جبير، ومجاهد بن جبر المكي، وغيرهم.
روي عَنْه: عَبَّاد بْن الْعَوَّام، وسفيان الثوري، ومسعر بن كدام، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال أحمد، وأبو حاتم، وابن معين، ويعقوب بْن سفيان، وابن عمار الموصلي، وعفان بن مسلم، والذهبي: ثقة، وزاد أبو حاتم: صدوق، وزاد ابن معين: مأمون. وذكره ابنُ حِبَّان، وابن شاهين فِي الثقات، وَقَال ابن حبان: يخطئ ويخالف.
(1)
سورة النصر آية رقم: 1.
وقال ابن حجر: صدوق. وَقَال ابْن عدي: أرجو إنه لا بأس به.
وقد وصف بالاختلاط: قال العقيلي، وأبو أحمد الحاكم، والساجي، وابن حجر: تغير بأخرة، وزاد العقيلي، والساجي: في حديثه وهم. وقال يحيى القطان: أتيته وكان قد تغير. وقال يعقوب بن سفيان: تغير، عمل فيه السن. وقال أبو حاتم: كان يقال تغير قبل موته من كبر السن. وقال ابن حبان في المجروحين: كان ممن اختلط في آخر عمره فكان يحدث بالشيء على التوهم لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد وأما فيما وافق الثقات فإن احتج به محتج أرجو أن لا يجرح في فعله ذلك.
قلت: وقد نفي عنه ابن معين ذلك فقال ابن الجنيد سألت ابن معين عَن هلال بن خباب، وقلت له: إن يحيى القطان يزعم أنه تغير قبل أن يموت واختلط، فقال يحيى: لا ما اختلط ولا تغير، قلت ليحيى: فثقة هو؟ قال: ثقة مأمون. وحاصله أنه "ثقة تغير قبل موته" وأما قول ابن معين أنه لم يختلط ولم يتغير فقد خالفه جماعة من العلماء في ذلك.
(1)
5) عِكْرِمَة مولى ابْن عباس "ثقة ثبت لكنه يُرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (167).
6) عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس ابن عم النَبِي صلى الله عليه وسلم: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (64).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده صحيح" قلت: لكن فيه: هِلَالُ بْن خَبَّاب: ثقة تغير قبل موته.
قلت: وللحديث شاهد في الصحيحين من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ فِي شَكْوَاهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهَا فَسَارَّهَا بِشَيْءٍ فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعَاهَا فَسَارَّهَا فَضَحِكَتْ، قَالَتْ: فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: سَارَّنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَنِي: أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّنِي فَأَخْبَرَنِي، أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِهِ أَتْبَعُهُ، فَضَحِكْتُ.
(2)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عِكْرِمَةَ إِلَّا هِلَالٌ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: قولها: فأخبرني أني أول من يلحق به من أهله فضحكت: هذه معجزة ظاهرة له صلى الله عليه وسلم بل معجزتان فأخبر ببقائها بعده وبأنها أول أهله لحاقاً به ووقع كذلك. وضحكت سروراً بسرعة لحاقها، وفيه
(1)
يُنظر "سؤالات ابن الجنيد لابن معين" 1/ 342، "العلل" لأحمد 2/ 493، "الضعفاء الكبير" 4/ 347، "الجرح والتعديل" 9/ 75، "الثقات" 7/ 574، "المجروحين" 3/ 87، "الكامل" 8/ 428، "تهذيب الكمال" 30/ 330، "الكاشف" 2/ 340، "المختلطين" للعلائي 1/ 128، "الإكمال" 12/ 174، "التقريب" صـ 506.
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ب/ مَنَاقِبِ قَرَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَنْقَبَةِ فَاطِمَةَ عليها السلام بِنْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (5/ 21 رقم 3715 (5/ 21 رقم 3716، 3715)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الفضائل ب/ فَضَائِلِ فَاطِمَةَ بِنْتِ النَّبِيِّ عَلَيْهَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ (4/ 1904 رقم 2450).
إيثارهم الآخرة وسرورهم بالإنتقال إليها والخلاص من الدنيا.
(1)
وقال ابن حجر: وفي الحديث إخباره صلى الله عليه وسلم بما سيقع فوقع كما قال فإنهم اتفقوا على أن فاطمة عليها السلام كانت أول من مات من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بعده حتى من أزواجه.
(2)
وقال الزيلعي رحمه الله: وقع فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث مسروق عَن عَائِشَة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: إنَّك لأوّل أَهلِي لُحُوقاً بِي، وَقد تعَارض هَذَا بِمَا رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيث عَائِشَة بنت طَلْحَة عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَسْرَعكُنَّ لحَاقًا بِي أَطْوَلكُنَّ يداً قَالَت فَكُن يَتَطَاوَلْنَ أيتهن أطول يداً حَتَّى توفيت زَيْنَب فَعرفنَا أَنه الصَّدَقَة وَكَانَت زَيْنَب امْرَأَة صناعًا تعْمل بِيَدَيْهَا وَتَتَصَدَّق. وَالْجَوَاب أَن المُرَاد بالأهل فِي الأول الْأَقَارِب، وَالْخطاب فِي الثَّانِي لِلزَّوْجَاتِ.
(3)
(1)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 16/ 5.
(2)
يُنظر "فتح الباري" 8/ 136.
(3)
يُنظر "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي 4/ 322.
[234/ 884]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ لِلْقَاتِلِ مِنَ الْمِيرَاثِ شَيْءٌ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ إِلَّا إِسْمَاعِيلُ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي عَمْرِو بْنِ شُعَيْب، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ.
ورواه عَن عَمْرِو بْن شُعَيْب بهذا الوجه ابْنِ جُرَيْجٍ، والْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاح.
أما طريق ابْن جُرَيْج: أخرجه النسائي في "السنن الكبري" ك/ الفرائض ب/ تَوْرِيثُ الْقَاتِلِ (6/ 120 رقم 6333)، وابن أبي عاصم في "الديات" ب/ الْقَاتِلِ خَطَأً يَرِثُ (1/ 497 رقم 264)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 481)، والجصاص في "أحكام القرآن"(1/ 44)، والدارقطني في "سننه" ك/ الفرائض (5/ 170 رقم 4149، 4148)، وفي ك/ الْأَقْضِيَةِ وَالْأَحْكَامِ ب/ فِي الْمَرْأَةِ تُقْتَلُ إِذَا ارْتَدَّتْ (5/ 424 رقم 4573)، والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ الفرائض ب/ لَا يَرِثُ الْقَاتِلُ (6/ 361 رقم 12241)، وفي ك/ قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ ب/ الْعَادِلِ يَقْتُلُ الْبَاغِيَ، أَوِ الْبَاغِي يَقْتُلُ الْعَادِلَ وَهُوَ وَارِثُهُ لَمْ يَرِثْهُ، وَيَرِثُهُ غَيْرُ الْقَاتِلِ مِنْ وَرَثَتِهِ (8/ 322 رقم 16775)، وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 443)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(2/ 36)، وابن الجوزي في "التحقيق في مسائل الخلاف" ك/ الفرائض مسألة: قَاتَلُ الْخَطَأَ لَا يَرِثُ وَقَالَ مَالِكُ يَرِثُ مِنَ المَالِ (8/ 216 رقم 1896)، عَن إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبري" ك/ قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ ب/ الْعَادِلِ يَقْتُلُ الْبَاغِيَ، أَوِ الْبَاغِي يَقْتُلُ الْعَادِلَ وَهُوَ وَارِثُهُ لَمْ يَرِثْهُ، وَيَرِثُهُ غَيْرُ الْقَاتِلِ مِنْ وَرَثَتِهِ (8/ 322 رقم 16775)، عَن يَحْيَى بْن صَالِح الْوُحَاظِي.
كلاهما: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، ويَحْيَى بْن صَالِح الْوُحَاظِي، عَن ابْن جُرَيْج، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه.
وأما طريق الْمُثَنَّى بْن الصَّبَّاح: أخرجه الجصاص في "أحكام القرآن"(1/ 44)، والدارقطني في "سننه" ك/ الفرائض (5/ 170 رقم 4149)، والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ ب/ الْعَادِلِ يَقْتُلُ الْبَاغِيَ، أَوِ الْبَاغِي يَقْتُلُ الْعَادِلَ وَهُوَ وَارِثُهُ لَمْ يَرِثْهُ، وَيَرِثُهُ غَيْرُ الْقَاتِلِ مِنْ وَرَثَتِهِ (8/ 322 رقم 16775)، عَن إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبري" ك/ قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ ب/ الْعَادِلِ يَقْتُلُ الْبَاغِيَ، أَوِ الْبَاغِي يَقْتُلُ الْعَادِلَ وَهُوَ وَارِثُهُ لَمْ يَرِثْهُ، وَيَرِثُهُ غَيْرُ الْقَاتِلِ مِنْ وَرَثَتِهِ (8/ 322 رقم 16775)، عَن يَحْيَى بْن صَالِح الْوُحَاظِي.
كلاهما: إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، ويَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِي، عَن الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه.
متابعات: قلت: وقد تابع ابْنِ جُرَيْجٍ، والْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاح علي هذا الوجه: سُلَيْمَان بْن مُوسَى.
أخرجه أبو داود في "سننه" ك/ الديات ب/ ديات الأعضاء (6/ 620 رقم 4564)، والبيهقي في "الكبري" ك/ الفرائض ب/ لَا يَرِثُ الْقَاتِلُ (6/ 360 رقم 12240)، وفي "السنن الصغير" ك/ الفرائض ب/ مَنْ لَا يَرِثُ بِاخْتِلَافِ الدِّينَيْنِ، وَالْقَتْلِ وَالرِّقِّ (2/ 367 رقم 2307)، عَن سُلَيْمَان بْن مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه.
الوجه الثاني: عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، عن عمر بن الْخَطَّابِ.
أخرجه الجصاص في "أحكام القرآن"(1/ 44)، عَنْ الْحَجَّاج، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ به بنحوه.
الوجه الثالث: عَمْرِو بْن شُعَيْب، عَن عُمَر بْنِ الْخَطَّابِ.
ورواه عَن عَمْرِو بْنِ شُعَيْب بها الوجه: يَحْيَى بْنِ سَعِيد القطان.
أخرجه مالك في "الموطأ" ك/ الْعُقُولِ ب/ مِيرَاثُ الْعَقْلِ، وَالتَّغْلِيظُ فِيهِ (5/ 1273 رقم 3229)، ومن طريقه ـــــــ عبد الرزاق في "مصنفه" ك/ العُقُول ب/ لَيْسَ لِلْقَاتِلِ مِيرَاثٌ (9/ 402 رقم 17782)، والنسائي في "الكبري" ك/ الفرائض ب/ تَوْرِيثُ الْقَاتِلِ (6/ 120 رقم 6333)، والبيهقي في "السنن الصغير" ك/ الفرائض ب/ مَنْ لَا يَرِثُ بِاخْتِلَافِ الدِّينَيْنِ، وَالْقَتْلِ وَالرِّق (3/ 230 رقم 3007)، وفي "معرفة السنن والآثار" ك/ الجراح ب/ الرَّجُلُ يَقْتُلُ ابْنَهُ (12/ 39 رقم 15785)، وفي "الكبري" ك/ الجراح ـــــ الجنايات ـــــ ب/ الرَّجُلِ يَقْتُلُ ابْنَهُ (8/ 69 رقم 15963)، وفي ك/ الديات ب/ أَسْنَانِ دِيَةِ الْعَمْدِ إِذَا زَالَ فِيهِ الْقِصَاصُ، وَأَنَّهَا حَالَّةٌ فِي مَالِ الْقَاتِلِ (8/ 126 رقم 16141)، والبغوي في "سننه" ك/ الفرائض ب/ الأَسْباب الَّتي تَمْنَعُ الميراث (8/ 366 رقم 2233) ـــــــ.
وعَبْد الرَّزَّاق في "مصنفه" ك/ العُقُول ب/ لَيْسَ لِلْقَاتِلِ مِيرَاث (9/ 403 رقم 17783)، عَنِ الثَّوْرِي.
وأحمد في "مسنده"(1/ 423 رقم 347)، والبيهقي في "السنن الكبري" في ك/ القسامة ب/ لَا يَرِثُ الْقَاتِلُ (8/ 230 رقم 16487)، عَن هُشَيْم.
وأحمد في "مسنده"(1/ 423 رقم 347)، والبيهقي في "السنن الصغير" ك/ الفرائض ب/ مَنْ لَا يَرِثُ بِاخْتِلَافِ الدِّينَيْنِ، وَالْقَتْلِ وَالرِّقِّ (2/ 367 رقم 2306)، وفي "السنن الكبري" ك/ الفرائض ب/ لَا يَرِثُ الْقَاتِلُ (6/ 360 رقم 12239)، وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 444)، عَن يَزِيد بْن هَارُون.
وابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الفرائض ب/ فِي الْقَاتِلِ لَا يَرِثُ شَيْئًا (10/ 543 رقم 31919)، وابن ماجة في "سننه" أبواب الديات ب/ الْقَاتِلُ لَا يَرِث (3/ 662 رقم 2646)، عَن أَبي خَالِد الْأَحْمَر.
خمستهم: مالك، والثوري، وهُشَيْم، ويَزِيد بْن هَارُون، وأَبو خَالِد الْأَحْمَر، عَن يَحْيَى بْن سَعِيد القطان من أصح الأوجه عنه،
(1)
عَن عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَن عُمَر بْنِ الْخَطَّابِ.
(1)
أخرجه النسائي في "السنن الكبري" ك/ الفرائض ب/ تَوْرِيثُ الْقَاتِلِ (6/ 120 رقم 6333)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 481)، والجصاص في "أحكام القرآن"(1/ 44)، والدارقطني في "سننه" ك/ الفرائض (5/ 170 رقم 4149)، والبيهقي في "السنن الكبري" في ك/ قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ ب/ الْعَادِلِ يَقْتُلُ الْبَاغِيَ، أَوِ الْبَاغِي يَقْتُلُ الْعَادِلَ وَهُوَ وَارِثُهُ لَمْ يَرِثْهُ، وَيَرِثُهُ غَيْرُ الْقَاتِلِ مِنْ وَرَثَتِهِ (8/ 322 رقم 16775)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(2/ 36)، عَن إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاشٍ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَان الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش: "صدوق في روايته عن أهل بلده ــــ الشاميين ــــ ضعيفُ في غيرهم" سبقت ترجمته في حديث رقم (21).
4) ابْنِ جُرَيْجٍ: ثقة يرسل ويُدلس فلابد من تصريحه بالسماع، سبقت ترجمته في حديث رقم (45).
5) عَمْرُو بنُ شُعَيْبِ: "ثقة، وأما نسخته عن أبيه عن جده فهي متصلة حسنة الإسناد" سبقت ترجمته في حديث رقم (174).
6) شُعَيْبُ بن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن العاص: "صدوق ثبت سماعه من جده عبد الله بن عمرو" سبقت ترجمته في حديث رقم (174).
7) عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (96).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد الجصاص في أحكام القرآن
"
1) عَبْدُ الْبَاقِي بن قانع: قال البرقاني: ضعيف. قال الخطيب: لا أدري لماذا ضعفه البرقاني فقد كان ابن قانع من أهل العلم والدراية ورأيت عامة شيوخنا يوثقونه وقد تغير في آخر عمره. قال ابن حجر: هذا هو الراجح. وقال ابن حزم: اختلط قبل موته بسنة هو منكر الحديث تركه أصحاب الحديث جملة. قال ابن حجر: ما أعلم أحداً تركه وإنما صح أنه اختلط فتجنبوه.
(1)
2) مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِيُّ: قال الدارقطني: متروك.
(2)
3) سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُد الشاذكوني: قال أبو حاتم: ليس بشئ متروك الحديث. وقَالَ الأثرم: سمعت أحمد ذكر الشاذكوني فقال: هو من نحو عبد الله بن سلمة الأفطس ــــ يعني أنه يكذب ـــــ. وقيل لابن معين: إن الشاذكوني روى عن حماد بن زيد حديثاً ذكر له فقال: كذاب عدو الله كان يضع الحديث،
(3)
4) حَفْصُ بْنُ غِيَاث بن معاوية النخعي: قال ابن حجر: ثقة فقيه تغير حفظه قليلاً في الآخر.
(4)
5) الحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاة: "صدوقٌ كثير التدليس، والإرسال فلا يُقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع". سبقت ترجمته في حديث رقم (139).
6) عَمْرُو بنُ شُعَيْبِ: "ثقة ونسخته عن أبيه عن جده متصلة حسنة الإسناد كما قال الذهبي. سبقت
(1)
يُنظر "ميزان الاعتدال" 2/ 532، "لسان الميزان" 5/ 50.
(2)
يُنظر "سؤالات الحاكم للدارقطني" 1/ 156.
(3)
يُنظر "الجرح والتعديل" 4/ 114.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 113.
ترجمته في حديث رقم (174).
7) شُعَيْبُ بن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن العاص: "صدوق ثبت سماعه من جده عبد الله بن عمرو" سبقت ترجمته في حديث رقم (174).
8) عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (96).
9) عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (216).
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثالث: "إسناد مالك في الموطأ
".
1) مَالِكُ بنُ أَنَسِ: "رأس المُتْقِنِينَ، وكَبِيرُ المُتَثَبِتِيْن" سبقت ترجمته في حديث رقم (113).
2) يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (21).
3) عَمْرُو بنُ شُعَيْبِ: "ثقة ونسخته عن أبيه عن جده متصلة حسنة الإسناد كما قال الذهبي. سبقت ترجمته في حديث رقم (174).
4) عُمَرُ بْنُ الخطاب رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (216).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي عَمْرِو بْن شُعَيْب، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ.
ورواه عَن عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ بهذا الوجه ابْنِ جُرَيْجٍ وهو: ثقة يرسل ويُدلس فلا يُقبل ما راوه بالعنعنة إلا إذا صرح فيه بالسماع. والْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاح: قال فيه ابن حجر: ضعيف اختلط بآخرة.
(1)
قلت: ورواه عَن ابْنِ جُرَيْجٍ، والْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاح بهذا الوجه: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش: وهو: صدوق في روايته عن أهل بلده ــــــ الشاميين ــــــ ضعيفُ في غيرهم. قلت: وابْنِ جُرَيْجٍ، والْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاح ليسا من أهل بلده، وعلي ذلك فروايته عنهم ضعيفة.
وقد تابع ابْنِ جُرَيْج، والْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاح علي هذا الوجه: سُلَيْمَان بْن مُوسَى الأشدق: قال فيه ابن حجر: صدوق في حديثه بعض لين وخولط قبل موته بقليل.
(2)
الوجه الثاني: عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، عن عمر بن الْخَطَّابِ.
ورواه عَن عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ بهذا الوجه: الْحَجَّاج بن أرطاة، وهو صدوقٌ كثير التدليس، والإرسال فلا يُقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع" ولم يصرح بالتحديث في هذا الوجه.
الوجه الثالث: عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَن عُمَر بْنِ الْخَطَّابِ.
ورواه عَن عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ بها الوجه: يَحْيَى بْنِ سَعِيد القطان وهو: ثقة ثبت.
ورواه عَن يَحْيَى بهذا الوجه: مالك، والثوري، وهُشَيْم بن بشير، ويَزِيد بْن هَارُون، وأَبو خَالِد الْأَحْمَر.
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 452.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 195.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أن الوجه الثالث هو الوجه الراجح وذلك لما يلي:
1) رواية الأحفظ: فرَاوِيَةُ الوجه الثالث أحفظ وأوثق من رواة الأوجه الأخري.
2) ترجيح الأئمة:
- قال المزي: قال النسائي: وهو الصواب ـــــ أي حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَن عُمَر بْنِ الْخَطَّابِ ـــــ وحديث إسماعيل خطأ.
(1)
- وقال الدارقطني: رواه مالك، وحماد بن سلمة، وأبو خالد الأحمر، وهشيم، ويزيد بن هارون، وغيرهم عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب مرسلاً، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. والمرسل أولى بالصواب.
(2)
- وقال الذهبي: لَا يَصحُّ هَذَا ــــــ أي حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ ـــــ فَقَدْ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ عُمَرَ، مِنْ قَوْلِهِ، فَهُوَ مُنْقَطِعٌ، مَوْقُوْفٌ ..
(3)
قلت: أما قوله مَوْقُوْف: فما وقفت عليه من حديث عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ عُمَرَ هو أنه مرفوع
- وقال الزيلعي: ضعف ابن القطان الأول ــــــ أي حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده ـــــ بأنه من رواية إسماعيل بن عياش، من غير الشاميين، وهي ضعيفة عند البخاري، وغيره.
(4)
- وقال ابن كثير: والعجب من الشيخ أبى عمر بن عبد البر رحمه الله مع جلالته كيف ادعى الاتفاق على صحة حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بهذا وهو من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازين وهو غير مقبول في مثل هذا عند جمهور أئمة الاسلام ثم قد صرح النسائي بأنه خطأ وأن الصحيح كونه منقطعاً.
(5)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناد منكر" فيه: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاشٍ وهو: صدوق في روايته عن أهل بلده ــــــ الشاميين ــــــ ضعيفُ في غيرهم. وهو يروي هذا الحديث عن ابْنِ جُرَيج، وابْنِ جُرَيج حجازي وعلي ذلك فراوية إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش عنه ضعيفة.
وأما الحديث بالوجه الثاني ـــــ المرجوح ـــــ إسناده منكر أيضاً فيه: الحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاة: "صدوقٌ كثير التدليس، والإرسال فلا يُقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع" ولم يصرح بالسماع في هذا الوجه. وفيه أيضاً: مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِي، وسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُد الشاذكوني وهما متروكان.
وأما الحديث بالوجه الثالث ــــ الراجح ــــ "فإسناده ضعيف" لانقطاعه فعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ لم يُدرك عُمَر بْن
(1)
يُنظر "تحفة الأشراف" للمزي 6/ 341. قلت: لم أجده عند النسائي والله أعلم.
(2)
يُنظر "العلل" للدارقطني 2/ 107.
(3)
يُنظر "السير" للذهبي 8/ 326.
(4)
يُنظر "نصب الراية" 4/ 329.
(5)
يُنظر "مسند الفاروق" لابن كثير 1/ 377.
الْخَطَّاب. قال البيهقي: هَذَا الْحَدِيثُ مُنْقَطِعٌ ـــــ أي بالوجه الثالث ـــــ فأَكَّدَّهُ الشَّافِعِيُّ بِأَنَّ عَدَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلَمِ يَقُولُ بِه.
(1)
قلت: وللحديث من وجهه الراجح شواهد من أمثلها:
ما رواه عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَمْرُو بْنُ بَرْقٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَإِنَّهُ لَا يَرِثُهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَارِثٌ غَيْرُهُ، وَإِنْ كَانَ وَالِدَهُ أَوْ وَلَدَهُ، قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ لَيْسَ لِقَاتِلٍ مِيرَاثٌ، وَقَضَى أَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ.
(2)
قلت: فيه عَمْرُو بْنُ بَرْقٍ. قال ابن حجر: عَمْرُو بن عبد الله بن الأسْوَار ويقال له: عَمْرُو بَرْقٍ: صدوق فيه لين.
(3)
وعلي ذلك فيرتقي الحديث من وجهه الراجح بمجموع طرقه وشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره والله أعلم.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيث عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ إِلَّا إِسْمَاعِيل.
قلت: وليس الأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان، فلم يتفرد به إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ بل تابعه: يَحْيَى بْن صَالِح الْوُحَاظِي عند البيهقي كما سبق بيان ذلك في التخريج.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن قدامة رحمه الله: أجمع أهل العلم على أن قاتل العمد لا يرث من المقتول شيئاً، إلا ما حكي عن ابن المسيب وابن جبير، إنهما ورثاه، وهو رأي الخوارج؛ لأن آية الميراث تتناوله بعمومها، فيجب العمل بها فيه، ولا تعويل على هذا القول؛ لشذوذه، وقيام الدليل على خلافه. فإن عمر رضي الله عنه أعطى دية ابن قتادة المُدْلِجِي لأخيه دون أبيه، وكان حذفه بسيفه فقتله، واشتهرت هذه القصة بين الصحابة رضي الله عنهم فلم تنكر، فكانت إجماعاً، وقال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس للقاتل شيء. وروى ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل قتيلاً فإنه لا يرثه، وإن لم يكن له وارث غيره، وإن كان والده أو ولده، فليس لقاتل ميراث. رواه أحمد. ولأن توريث القاتل يفضي إلى تكثير القتل لأن الوارث ربما استعجل موت موروثه، ليأخذ ماله، كما فعل الإسرائيلي الذي قتل عمه، فأنزل الله تعالى فيه قصة البقرة. فأما القتل خطأ، فذهب كثير من أهل العلم إلى أنه لا يرث أيضاً. نص عليه أحمد ويروى ذلك عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وابن عباس، وروي نحوه عن أبي بكر رضي الله عنه. وبه قال شريح، والشافعي، وأصحاب الرأي. وورثه قوم من المال دون الدية، وروي ذلك عن ابن المسيب، وعمرو بن شعيب، لأن ميراثه ثابت بالكتاب والسنة، تخصص قاتل العمد بالإجماع، فوجب
(1)
يُنظر "السنن الكبري" للبيهقي 8/ 69.
(2)
أَخرجه عبْدُ الرَّزَّاق في "مصنفه" ك/ العُقُول ب/ لَيْسَ لِلْقَاتِلِ مِيرَاثٌ (9/ 404 رقم 17787)، والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ الفرائض ب/ لَا يَرِثُ الْقَاتِلُ (6/ 361 رقم 12242).
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 360.
البقاء على الظاهر فيما سواه. ولنا الأحاديث المذكورة، ولأن من لا يرث من الدية لا يرث من غيرها، كقاتل العمد، والمخالف في الدين، والعمومات مخصصة بما ذكرناه. والقتل المانع من الإرث هو القتل بغير حق، وهو المضمون بقود، أو دية، أو كفارة كالعمد، وشبه العمد، والخطأ، وما جرى مجرى الخطأ؛ كالقتل بالسبب، وقتل الصبي، والمجنون، والنائم، وما ليس بمضمون بشيء مما ذكرنا لم يمنع الميراث؛ كالقتل قصاصاً أو حداً، أو دفعاً عن نفسه، وقتل العادل الباغي، أو من قصد مصلحة موليه بما له فعله؛ من سقي دواء، أو بط خُراجٍ، فمات، ومن أمره إنسان عاقل كبير ببط خراجه، أو قطع سلعة منه، فتلف بذلك، ورثه في ظاهر المذهب.
(1)
(1)
يُنظر "المغني" لابن قدامة 9/ 150.
[235/ 885]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدٌ، [عَنْ]
(1)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنَادَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ يَحْلُبُ شَاةً، فَقَالَ:«أَيْ فُلَانُ، إِذَا حَلَبْتَ فَأَبْقِ لِوَلَدِهَا، فَإِنَّهَا مِنْ أَبَرِّ الدَّوَابِّ» .
*لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
(2)
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: عَبْد اللَّهِ بْن الْمُبَارَك، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنَادَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
ورواه عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ بهذا الوجه: سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَان الواسطي.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ، ومن طريقه ـــــ أبو نعيم في "حلية الأولياء"(8/ 176) ـــــ.
الوجه الثاني: عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوب، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنَادَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
ورواه عَن ابْنِ الْمُبَارَكِ بهذا الوجه: مُعَاذ بْن أَسَد، ونَعْيم بْن حَمَّاد، ومُحَمَّد بْن مُقَاتِل الْمَرْوَزِي.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(13/ 48 رقم 118)، (14/ 88 رقم 14702).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة الوجه الأول: "إسناد الطبراني ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَان الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ بنِ وَاضِحٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَنْظَلِيُّ
(3)
المَرْوَزِيُّ.
روي عَنْ: سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوب المِصْرِي، وسفيان الثوري، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وآخرين.
روي عَنْه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان الضَّبِّي، وابْن وهب، وابن معين، وابْن مهدي، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، والعجلي، وأبو حاتم، وابن معين، وابن المديني، وابن خراش، وابن حجر: ثقة، وَزاد ابْن سعد: كان مأموناً، إماماً، حجة، وزاد العجلي: ثبت، وزاد أبو حاتم: إمام، وزاد ابن
(1)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل والتصويب من "مجمع البحرين"(5/ 226 رقم 2964).
(2)
(ق/ 51/ ب).
(3)
الْحَنْظَلِي: بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون النُّون وَفتح الظَّاء الْمُعْجَمَة وَفِي آخرهَا لَام هَذِه النِّسْبَة إِلَى حَنْظَلَة بطن من غطفان مِنْهُم عبد الله بن الْمُبَارك الْحَنْظَلِي مَوْلَاهُم الْمروزِي الإِمَام الْمَشْهُور. يُنظر "اللباب" 1/ 396.
معين: كَان كيساً مستثبتاً عالماً صحيح الْحَدِيث، وزاد ابن حجر: ثبت فقيه. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الذهبي: فريد الزمان وشيخ الإسلام، حافظ حجة بالإجماع. وقال الخطيب: كان من الموصوفين بالحفظ. وقال ابن مَعِين: أمير المؤمنين في الحديث. وَقَال أَحْمَد: ما كَانَ أحد أقل سقطاً منه. كَانَ يحدث من كتاب، كَانَ رجلاً صاحب حديث حافظاً. وقيل لابن مهدي: أيهما أفضل: ابْن الْمُبَارَك أَو الثوري؟ فَقَالَ: ابْن الْمُبَارَك. فقلت: إن الناس يخالفونك. فَقَالَ: إن الناس لم يجربوا، ما رأيت مثل ابْن الْمُبَارَك. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: أَثْبَتُ أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ ابْن الْمُبَارَكِ. روى له الجماعة. وحاصله أنه "إمام ثقة ثبت حجة".
(1)
4) سَعِيْدُ بنُ أَبِي أَيُّوْبَ مِقْلَاصٍ الخُزَاعِيُّ، أَبُو يَحْيَى المِصْرِيُّ.
روي عَنْ: عَبْد اللَّه بْن جُنَادَة، والضحاك بْن شرحبيل، وعطاء بْن دِينَار، وآخرين.
روي عَنْه: عبد الله بْن الْمُبَارَك، وعبد الله بْن وهب، وعبد اللَّه بْن يَحْيَى البرلسي، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابن سعد، وابْن مَعِين، والنسائي، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابْن سعد، وابن حجر: ثبت، وزاد الذهبي: إِمَامُ حَافِظ. وذكره ابنُ حِبَّان، وابن خلفون فِي الثقات. وقال ابن حبان في المشاهير: من جلة المصريين وقدماء مشايخهم. روى له الجماعة. وقال الساجي: صدوق. وقال أَحْمَد، وأَبُو حاتم: لا بأس بِه. وقال ابن حبان: لَيْسَ لَهُ عَن تَابِعِي سَماع صَحِيح، وَرِوَايَته عَن زيد بن أسلم، وأبى حَازِم إِنَّمَا هِيَ كتاب. وقال الحاكم: لم يسمع من سعيد المقبري. وحاصله أنه "ثقة ثبت".
(2)
5) عَبْدُ اللَّه بْنُ جُنَادَةَ المَعَافري.
روي عَنْ: عَبد اللَّه بْن يَزِيد الْمَعَافِرِي أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِي.
روي عَنْه: سَعِيد بْن أَبِي أَيُّوب، وابن لهيعة، ويحيى بن أيوب، وعبد الله بن عياش الْقِتْبَانِي.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وذكره ابن حبان في الثقات. وحاصله أنه "مجهول الحال".
(3)
6) عَبدُ اللَّه بْنُ يَزِيد الْمَعَافِرِيّ، أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ
(4)
المِصْرِي.
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 54، "الجرح والتعديل" 5/ 179، "الثقات" لابن حبان 7/ 7، "تاريخ بغداد" 11/ 388، "تاريخ دمشق" 32/ 396، "تهذيب الكمال" 16/ 5، "السير" 8/ 378، "الإكمال" 8/ 153، "التقريب" صـ 262.
(2)
"العلل" لأحمد 3/ 52، "الجرح والتعديل" 4/ 66، "الثقات" 6/ 362، 8/ 259، "المشاهير" 1/ 223، " سؤالات السجزي للحاكم" 1/ 181، "تهذيب الكمال" 10/ 342، "الكاشف" 1/ 432، "السير" 7/ 22، "الإكمال" 5/ 262، "التقريب" صـ 173.
(3)
يُنظر "التاريخ الكبير" 5/ 62، "الجرح والتعديل" 5/ 25، "الثقات" لابن حبان 7/ 23، "مجمع الزوائد" 8/ 256.
(4)
الْحُبُلِيُّ: بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة قَالَ أَبُو عَليّ الْبَغْدَادِيّ فلَان الحبلي مَنْسُوب إِلَى حَيّ من الْيمن من الْأَنْصَار يُقَال لَهُم بَنو الحبلي وَذكر سِيبَوَيْهٍ النَّحْوِيّ الحبلي بِفَتْح الْبَاء وَقَالَ هُوَ مَنْسُوب إِلَى بني الحبلي وَالْمَشْهُور بِهَذِهِ النِّسْبَة أَبُو عبد الرَّحْمَن الحبلي من تَابِعِيّ أهل مصر وَيُقَال إِن أبا عبد الرَّحْمَن دخل الأندلس حَدِيثه مخرج فِي صَحِيح مُسلم قلت ـــــ ابن الأثير ــــ هَذَا نَص كَلَام السَّمْعَانِيّ لم أسقط مِنْهُ شَيْئا وَهُوَ يدل على أَن أَبَا عبد الرَّحْمَن الحبلي من بني الحبلي من الْأَنْصَار وَلَيْسَ كَذَلِك وَإِنَّمَا هُوَ مَنْسُوب إِلَى بطن من المعافر وهم أَيْضا من الْيمن وَأما بَنو الحبلي من الْأَنْصَار فينسب إِلَيْهِم عبد الله بن أبي مَالك بن الْحَرْث بن عبيد بْن مَالك بن سَالم الحبلي وَأم أبي سلول الْخُزَاعِيَّة بهَا يعْرفُونَ وَهُوَ الْمَعْرُوف بِابْن سلول رَأس الْمُنَافِقين وَغَيره. يُنظر "الأنساب" 4/ 50، "اللباب" 1/ 337.
روي عَنْ: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن العاص، وعبد الله بْن عُمَر، وجَابِر بْن عَبد اللَّه، وآخرين.
روي عَنْه: عَبْدُ اللَّه بْنُ جُنَادَةَ المَعَافري، وشرحبيل بن شَرِيك، وعامر بن يَحْيَى الْمَعَافِرِي.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، والعجلي، وابْن مَعِين، والذهبي، وابن حجر: ثقة. وقال ابن حِبَّان: من الأثبات في الروايات. وقال ابن يونس: كان صالحاً فاضلاً. وحاصله أنه "ثقة".
(1)
7) عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ العَاصِ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (96).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد الطبراني في المعجم الكبير
".
…
1) العباسُ بْنُ الفضلِ الأسفاطيُّ: قال الدارقطني: صدوق.
(2)
2) معاذُ بْنُ أسدٍ المروزي كاتب عبدُاللهِ بن المباركِ: قال ابن حجر: ثقة.
(3)
3) يحيى بْنُ عثمانَ بن صالحٍ المصري: قال الذهبي: صدوق إن شاء الله.
(4)
4) نعيمُ بْنُ حمادٍ الخزاعي: قال ابن حجر: صدوق يخطئ كثيراً وقد تتبع ابن عدي ما أخطأ فيه وقال: باقي حديثه مستقيم.
(5)
5) محمدُ بْنُ عليٍّ الصائغ: قال الذهبي: ثِّقَة سمع من عدة، مع الصدق وسعة الرواية.
(6)
6) محمدُ بْنُ مقاتلٍ المروزيُّ: قَال الخطيب، والذهبي: ثقة. وقال أَبُو حاتم: صدوق.
(7)
7) عبدُ اللهِ بْنُ المباركِ: "إمام ثقة ثبت حجة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
8) يحيى بن أيوبَ الغافقي أبو العباس المصري: قال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ.
(8)
9) عَبْد اللَّه بْنِ جُنَادَةَ المَعَافري: "مجهول الحال" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
10) عَبدُ اللَّه بن يَزِيد الْمَعَافِرِي أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ: "ثقة" تقدم في إسناد الوجه الأول.
11) عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (96).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك، واختلف عنه من وجهين:
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 66، "الجرح والتعديل" 5/ 197، "الثقات" لابن حبان 5/ 51، "المشاهير" 1/ 149، "تهذيب الكمال" 16/ 316، "الكاشف" 1/ 609، "التقريب" صـ 272.
(2)
يُنظر "سؤالات الحاكم للدارقطني" 1/ 129.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 476.
(4)
يُنظر "ميزان الاعتدال" 4/ 396.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 495.
(6)
يُنظر "السير" 13/ 428.
(7)
يُنظر "تهذيب الكمال" 26/ 491، "الكاشف" 2/ 223.
(8)
يُنظر "التقريب" صـ 518.
الوجه الأول: ابْن الْمُبَارَك، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوب، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنَادَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. ورواه عَن ابْنِ الْمُبَارَكِ بهذا الوجه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان الواسطي. وهو ثقة.
الوجه الثاني: عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوب، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنَادَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. ورواه عَن عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَكِ بهذا الوجه: مُعَاذ بْن أَسَد: ثقة. ونَعْيمُ بْنُ حَمَّادٍ: صدوق يخطئ. ومُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْمَرْوَزِيُّ: ثقة.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أن الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك لما يلي:
رواية الأكثر عدداً: فقد رواه بهذا الوجه ثلاثة من الرواة وهذا بخلاف الوجه الأول فلم يروه إلا راوِ واحد.
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده شاذ" وذلك لمخالفة الثقة للأكثرية.
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ الراجح ــــ "إسناده ضعيف" فيه: عَبْد اللَّه بْنِ جُنَادَة: مجهول الحال.
قلت: وللحديث شاهد من حديث الْأَعْمَشِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَر، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَحْلِبُ، فَقَالَ: دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ.
(1)
(2)
قلت: لكن فيه: يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ: قال ابن المديني: يعقوب هذا مجهول لم يرو عنه غير الأعمش. وقال الذهبي: لا يعرف تفرد عنه الأعمش.
(3)
رابعاً: النظر في الخلاف والترجيح:
قال الطبراني رحمه الله: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن الأثير: قوله صلى الله عليه وسلم: دَع دَاعِيَ اللبَنِ لَا تُجْهِدْه: أَيْ أبْقِ فِي الضَّرْع قَلِيلًا مِنَ اللبَنِ وَلَا تَسْتَوْعِبْه كلَّه، فَإِنَّ الَّذِي تُبْقيه فِيهِ يَدْعُو مَا وراءَه مِنَ اللبَنِ فيُنْزلُه، وَإِذَا اسْتُقْصِي كُلُّ مَا فِي الضَّرْع أَبْطَأَ دَرُّه عَلَى حالبِه.
(4)
وقال السندي: قوله: دع داعيَ اللَّبن، بالنصب على المفعولية إن أريد به الفصيل، أي: اتركه ليرضع، وعلى النداء إن أريد به ضرار، والله أعلم.
(1)
أخرجه وكيع في "الزهد"(1/ 804 رقم 495)، وأحمد في "مسنده"(27/ 254 رقم 16702)، (31/ 318 رقم 18980)، وهناد بن السري في "الزهد"(1/ 409 رقم 795)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2/ 298 رقم 1060)، وابن حبان في "صحيحه" (الإحسان ك/ الأطعمة ب/ الضيافة: ذِكْرُ الْأَمْرِ لِلْحَالِبِ إِذَا حَلَبَ أَنْ يَتْرُكَ دَاعِيَ اللَّبَنِ (12/ 90 رقم 5283)، والحاكم في "المستدرك" ك/ معرفة الصحابة (3/ 264 رقم 5041)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 24/ 379.
(2)
قال ابن أبي حاتم: سألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري، عَنِ الأَعْمَش، عن عبد الله بْنِ سِنَان، عَنْ ضِرَارِ بنِ الأَزْوَر قال: حَلَبَ رجلٌ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: دَعْ دَوَاعِيَ اللَّبَنِ؟ فَقَالا: رَوَى هَذَا الحديثَ جماعةٌ مِنَ الحفَّاظ عن الأَعْمَش، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِير، عَنْ ضِرَار بْنِ الأَزْوَر، بَدَلا مِنْ عبد الله بْنِ سِنان؛ وَهُوَ الصَّحيح. قَالَ أَبِي: خالف الثَّوريُّ الخَلْقَ فِي هذا الحديث، وقال غيرُ سفيان: الأَعْمَش، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِير، عن ضِرَار بن الأَزْوَر. يُنظر "العلل" لابن أبي حاتم 5/ 639.
(3)
يُنظر "تاريخ دمشق" 24/ 382، "ميزان الاعتدال" 4/ 449.
(4)
يُنظر "النهاية" لابن الأثير 2/ 120.
[236/ 886]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ [بْنِ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ]
(1)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «إِذَا نَزَلَ بِأَهْلِهِ الضِّيقُ أَمَرَهُمْ بِالصَّلَاةِ، ثُمَّ قَرَأَ:{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}
(2)
» الْآيَةَ.
*لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: مَعْمَرٌ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي معمر بن راشد، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: معمر بن راشد، ويرويه عنه ابْن الْمُبَارَك، واختلف عنه من طريقين:
الطريق الأول: ابْن الْمُبَارَك، عَن مَعْمَر، عَنْ مُحَمَّد بْن حَمْزَة بْن يُوسُف، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه، عَنْ عَبْد اللَّه بْنِ سَلَام. ورواه عن عَبْد الله بْن الْمُبَارَك بهذا الوجه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، وسَعِيد بْن مَنْصُورٍ.
أما طريق سَعِيد بْن سُلَيْمَان: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــــ رواية الباب ــــــ، وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 176)، والضياء في "المختارة"(9/ 459 رقم 434)، والذهبي في "السير"(8/ 411).
وأما طريق سَعِيد بْنُ مَنْصُور: أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" باب في الصلوات ب/ تَحْسِينُ الصَّلَاةِ، وَالْإِكْثَارُ مِنْهَا لَيْلًا وَنَهَارًا وَمَا حَضَرَنَا عَنِ السَّلَفِ الصَّالِحِينَ فِي ذَلِك (3/ 153 رقم 3180).
الطريق الثاني: ابْن الْمُبَارَكِ، عَن مَعْمَر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُف بْن عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ.
ورواه عن عَبْد الله بْن الْمُبَارَكِ بهذا الوجه: يَحْيَى بْن عَبْدِ الْحَمِيد الْحِمَّانِي.
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" ب/ فِي الصَّبْرِ عَلَى الْمَصَائِبِ (7/ 121 رقم 9705).
الوجه الثاني: مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْش مرفوعاً.
(1)
قلت: ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل واستدراك الزيادة من "مجمع البحرين"(6/ 54 رقم 3366). قلت: وهذه الزيادة سقطت من جميع مصادر التخريج. فقد رواه الذهبي، وأبو نعيم، والضياء من طريق الطبراني بدون هذه الزيادة وقال الذهبي: هَذَا مُرْسَلٌ، قَدِ انْقَطَع فِيْهِ مَا بَيْنَ مُحَمَّدٍ وَجَدِّ أَبِيْهِ عَبْدِ اللهِ. وقال العراقي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث مُحَمَّد بن حَمْزَة عَن عبد الله بن سَلام قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذا نزل بأَهْله الضّيق أَمرهم بِالصَّلَاةِ ثمَّ قَرَأَ هَذِه الْآيَة. وَمُحَمّد بن حَمْزَة بن يُوسُف بن عبد الله بن سَلام إِنَّمَا ذكرُوا لَهُ رِوَايَته عَن أَبِيه عَن جده فيبعد سَمَاعه من جد أَبِيه. قلت: وقد فطن الزبيدي رحمه الله إلي احتمال حدوث سقط عند الطبراني فقال: وبهذا اللفظ رواه أبو عبيد في المصنف وسعيد بن منصور وابن المنذر وصاحب الحلية والبيهقي في الشعب وقد صحح البيهقي إسناده وكأنه أثبت سماعه من أبي جده أو أنه سقط في سياق الطبراني عن أبيه. قلت: وقد يُعكر علي هذا أن البيهقي في الشعب لم يروه من طريق الطبراني وإنما رواه من طريق أحْمَد بْن نَجْدَةَ، عَن سَعِيد بْن مَنْصُورٍ، عَن عَبْد اللهِ بْن الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، بدون هذه الزيادة، والله أعلم بالصواب. يُنظر "السير" للذهبي (8/ 411)، "تخريج أحاديث الإحياء" للعراقي (1/ 1123)، "إتحاف السادة المتقين" للزبيدي 9/ 388.
(2)
سورة طه آية رقم 132.
أخرجه عَبْدُ الرَّزَّاقِ في "مصنفه" ك/ الصَّلَاة ب/ الصَّلَاةِ مِنَ اللَّيْلِ (3/ 49 رقم 4744)، عَنْ مَعْمَر به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة الطريق الأول من الوجه الأول: ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَان الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ: "إمام ثقة ثبت حجة" سبقت ترجمته في حديث رقم (235).
4) مَعْمَرُ بنُ رَاشِد: "ثقة ثبت لكنه يُرسل" وَحَدِيْثُه عَنْ ثَابِتٍ، والأَعْمَشِ، وَعَاصِمٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ مُضْطَرِبٌ، كَثِيْرُ الأَوهَامِ. سبقت ترجمته في حديث رقم (100).
5) مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ بن عَبد الله بْن سلام وقيل: مُحَمَّد بن حمزة بن مُحَمَّد بن يوسف.
روي عَنْ: أبيه، عن جده عَبد اللَّهِ بْن سلام، وقِيلَ: عَن أبيه، عن جده، عَنْ عَبد اللَّه.
روي عَنْه: مَعْمَرُ بنُ رَاشِد، وعَبد اللَّهِ بن سالم الحمصي، والوليد بن مسلم، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابنُ حِبَّان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق، وقال أبو حاتم: لا بأس به. وحاصله أنه "صدوق".
(1)
6) حَمْزَةُ بْنُ يُوسُف، ويُقال: حمزة بْن مُحَمَّد بن يوسف بن عَبد اللَّهِ بن سلام.
روي عَنْ: أبيه، عن جده عَبد اللَّهِ بْن سلام. روي عَنْه: ابنه مُحَمَّد بن حمزة.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابنُ حِبَّان في الثقات. وقال ابن حجر: مقبول. وحاصله أنه "مجهول".
(2)
7) يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلَامِ بنِ الحَارِثِ أَبُو يَعْقُوْبَ الإِبْرَاهِيْمِيُّ، الإِسْرَائِيْلِيُّ، المَدَنِيُّ.
رَوَى عَن: أبيه عَبد اللَّهِ بْنِ سلام وعثمان بْن عَفَّان، وعلي بْن أَبي طَالِب، وغيرهم.
رَوَى عَنه: محمد بْن المنكدر، وعَبد اللَّهِ بن أَبي مليكة، وعُمَر بن عَبْد العزيز، وغيرهم.
قلت: اتفقوا علي أن له رؤية، لكنهم اختلفوا في ثبوت الصحبة له من عدمها:
فقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول وأنكر على محمد بن إسماعيل البخاري فيما قال يوسف بن عبد الله بن سلام له صحبة فسمعت أبي يقول له رؤية ولا صحبة له. وقال ابن عساكر: له رؤية ولأبيه صحبة. وقال العجلي: تَابِعِيّ ثِقَة. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: إِلَّا أَنِّي لست بالمعتمد على إِسْنَاد خبر يُوسُف. وقال الذهبي: لَهُ رؤيةٌ وروايةٌ حَدِيثَيْنِ حُكْمُهُمَا الْإِرْسَالُ. قال الذهبي: عن يوسف بن عبد الله بن سلام، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ كسرة، فوضع عليها تمرة، وقال: هذه إدام هذه فأكلها. فإن صح هذا، فهو صحابي.
قلت: ذكره ابن قانع، وأبو نعيم، وابن عبد البر، وابن الأثير في الصحابة. وقَالَ البغوي، والدارقطني، وابن
(1)
يُنظر "الجرح والتعديل" 7/ 236، "الثقات" لابن حبان 7/ 426، "تهذيب الكمال"25/ 96، "التقريب" صـ 410.
(2)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 4/ 170، "تهذيب الكمال" 7/ 343، "التقريب" صـ 120.
عبد البر، وابن الأثير: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث.
وقال البخاري: له صحبة. وقال ابن ماكولا: له صحبة ورواية. وقال ابن حجر: صحابي صغير. وقال العلائي: يوسف بن عبد الله بن سلام أجلسه النبي صلى الله عليه وسلم في حجره وسماه ومسح برأسه وعده البخاري من الصحابة فأنكر ذلك أبو حاتم وقال له رؤية ولا صحبة له. قلت ـــــ العلائي ــــــ روى أحاديث عدة فقيل إنها مراسيل وذلك على مقتضى قول أبي حاتم وقد ذكر ابن عبد البر من طريق محمد بن المنكدر عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ كسرة من خبز شعير ووضع عليها تمرة وقال هذه أدام هذه وهذا يقتضي قدراً زائداً على الرؤية ويؤيد قول البخاري والله أعلم. وقال النووي: صحابي ذكره البخاري والجمهور في الصحابة، وصرحوا بأنه صحابي، وقال ابن أبى حاتم: ليست له صحبة، وليس كما قال. وقال ابن حجر: رأى النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو صغير، وحفظ عنه، ونقل ابن أبي حاتم أنه قال لأبيه: ذكر البخاري أنّ ليوسف صحبة، فقال أبي: لا، له رؤية. وكلام البخاريّ أصحّ، وذكره ابن سعد في الطّبقة الخامسة من الصّحابة. وذكره جماعة ممن ألف في الصّحابة.
قلت: وقد ثبت بإسناد صحيح ما يؤكد ثبوت صحبة يُوْسُف بن عَبْدِ اللهِ بنِ سَلَامِ: فعن سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْت يُوسُف بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَامْرَأَتِهِ اعْتَمِرَا فِي رَمَضَانَ: فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ لَكُمَا كَحَجَّةٍ.
(1)
وحاصله أنه "صحابي صغير".
(2)
8) عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامِ
(3)
بنِ الحَارِثِ، أَبُو يُوسُف الأنصاري الإِسْرَائِيْلِيُّ من ذرية يُوسُف بْن يعقوب عليه السلام.
روي عَنْ: النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. روي عَنْه: ابنه يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن سَلَام، وأبو هريرة، وأنس، وغيرهم.
هو الإِمَامُ، الحَبْرُ، المَشْهُوْدُ لَهُ بِالجَنَّةِ، مِنْ خَوَاصِّ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أسلم أول ما قدم النبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة. قال عَبْد اللَّهِ بْن سلام: خرجت فِي جماعة من أهل المدينة لننظر إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حين دخوله المدينة، فنظرت إِلَيْهِ وتأملت وجهه، فعلمت أَنَّهُ ليس بوجه كذاب، وَكَانَ أول شيء سمعته منه: أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلامٍ. وشهد رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لعبد الله بْن سلام بالجنة. ففي الصّحيحين من حديث سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: لِأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، إِلَّا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:
(1)
أخرجه الحميدي في "مسنده"(2/ 118 رقم 894)، وأحمد في "مسنده"(26/ 331 رقم 16406)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ المناسك ب/ فَضْلُ الْعُمْرَةِ فِي رَمَضَانَ (4/ 237 رقم 4210)، والطبراني في "الكبير"(22/ 286 رقم 735).
(2)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 375، "الجرح والتعديل" 9/ 225، "معجم الصحابة" لابن قانع 3/ 233، "الثقات" 3/ 446، "معرفة الصحابة" 5/ 2816، "الاستيعاب" 4/ 1950، "الإكمال" 4/ 404، "تاريخ دمشق" 74/ 244، "أسد الغابة" 5/ 492، "تهذيب الأسماء واللغات" 2/ 165، "تهذيب الكمال" 32/ 435، "السير" 3/ 509، "جامع التحصيل"1/ 304، "الإصابة" 11/ 456، "التقريب" صـ 540.
(3)
قال ابن ماكولا: سَلَام بتخفيف اللام. وقال السيوطي في الألفية: ثُمَّ سَلَامُ كُلُّهُ مُثَقَّلُ إِلاَّ أَبَا الْحَبْرِ مَعَ الْبِيكَنْدِي ..... ثم عد ثمانية بالتخفيف والباقي بالتشديد. يُنظر الإكمال" لابن ماكولا 4/ 403، "ألفية السيوطي في علم الحديث" 1/ 133.
{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ}
(1)
(2)
روى له الجماعة.
(3)
ثانياً: دراسة إسناد الطريق الثاني من الوجه الأول: "إسناد البيهقي في شعب الإيمان
".
1) أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خُشِيشٍ أبو الحسين الْمُقْرِئُ بِالْكُوفَةِ: قال الذهبي: روى عَنْ محمد بْن عليّ بْن دُحيم الشَّيْبانيّ. روى عَنْهُ أبو بكر البيهقي. وقال ابن نقطة: خُشَيْشٍ: بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْيَاء الْمُعْجَمَة بِاثْنَتَيْنِ من تحتهَا وشين مُعْجمَة من بعْدهَا ومنهم: أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ بن خشيش الْكُوفِي حدث عَن أبي بكر عبد الله بن يحيى بن مُعَاوِيَة الطلحي، وأبي الْحسن عَليّ بن الْحُسَيْن بن يَعْقُوب الْهَمدَانِي حدث عَنهُ الْحسن بن حَمْزَة الزيدلي شيخ لأبي طَاهِر السلَفِي نقلته من خطّ أَحْمد بن طَارق بن سِنَان وَكَانَ ضابطاً.
(4)
2) أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْم الشَّيْبَانِيُّ: قال الذهبي: ثِّقَةُ، مُسْنِدُ، فَاضِلُ.
(5)
3) محمد بن أحمد بن نصر بن أبي حكمة أبو عبد الله التيمي الكوفي، قال الجزري: روى الحروف عن: محمد بن جنيد صاحب الأعشى، روى الحروف عنه: أحمد بن محمد الهمداني، وأحمد بن محمد بن سعيد الأذني. قلت: وهو "مجهول الحال".
(6)
4) يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ: قال ابن معين: ثقة، وقال البخاري: يتكلمون فِيهِ رماه أَحْمَد وابْن نمير، وقال أبو حاتم: لم أر أحداً من المحدثين ممن يحفظ يأتي بالحديث على لفظ واحد سوى يحيى الحمانى في شريك، وقال مرة: لين، وقيل لابن الجنيد يكتب حديثه؟ قال: لا، وقال ابن أبي حاتم: ترك أبو زرعة الرواية عنه وكان أبى يروى عنه، وقال ابن حجر: حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث. وحاصله أنه "ضعيف يعتبر به".
(7)
5) عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ: "إمام ثقة ثبت حجة" سبقت ترجمته في حديث رقم (235).
6) مَعْمَرُ بنُ رَاشِد: "ثقة ثبت لكنه يُرسل" وَحَدِيْثُه عَنْ ثَابِتٍ، والأَعْمَشِ، وَعَاصِمٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ مُضْطَرِبٌ، كَثِيْرُ الأَوهَامِ. سبقت ترجمته في حديث رقم (100).
7) مُحَمَّدُ بْنُ زَيْد: قلت: هكذا اسمه في الإسناد ولا أدري أيُّ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْد هو. قلت: ولعله هو: محمد
(1)
سورة الأحقاف آية رقم: 10.
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ مَنَاقِبِ الأَنْصَارِ ب/ مَنَاقِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه (5/ 37 رقم 3812)، ومسلم في "صحيحه" ك/ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ ب/ مِنْ فَضَائِلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه (4/ 1930 رقم 2483).
(3)
يُنظر "معجم الصحابة" للبغوي 4/ 102، "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 3/ 1665، "الاستيعاب" 3/ 921، "أسد الغابة" 3/ 265، "تهذيب الكمال" 15/ 74، "السير" 2/ 413، "الإصابة" 6/ 190.
(4)
يُنظر "تاريخ الإسلام" 9/ 337، "تكملة الإكمال" لابن نقطة 2/ 424.
(5)
يُنظر "السير" للذهبي 16/ 36.
(6)
يُنظر "غاية النهاية في طبقات القراء" للجزري 2/ 81.
(7)
يُنظر "التاريخ الكبير" للبخاري 8/ 291، "التقريب" صـ 523.
بن زيد بن علي الكندي، ويُقال: العبدي، فهو الذي يروي عنه معمر بن راشد: ذكره ابن حِبَّان في الثقات. وقال أبو حاتم: صالح الحديث لا بأس بِه. وقال ابن حجر: مقبول. وحاصله أنه "لابأس به".
(1)
8) يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ: "صحابي صغير" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد عَبْد الرَّزَّاق في مصنفه
".
1) مَعْمَرُ بْنُ رَاشِد: "ثقة ثبت لكنه يُرسل" وَحَدِيْثُه عَنْ ثَابِتٍ، والأَعْمَشِ، وَعَاصِمٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ مُضْطَرِبٌ، كَثِيْرُ الأَوهَامِ. سبقت ترجمته في حديث رقم (100).
2) عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ: مبهم.
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي معمر بن راشد، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: معمر بن راشد، ويرويه عنه عَبْد الله بْنِ الْمُبَارَكِ واختلف عنه من طريقين:
الطريق الأول: عَبْد الله بْن الْمُبَارَكِ، عَن مَعْمَر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ. ورواه عن ابْن الْمُبَارَكِ بهذا الوجه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان: ثقة. وسَعِيد بْن مَنْصُور: قال ابن حجر: ثقة مُصَنِف، وكان لا يرجع عما في كتابه لشدة وثوقه به.
(2)
الطريق الثاني: ابْن الْمُبَارَكِ، عَن مَعْمَر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ.
ورواه عن عَبْد الله بْن الْمُبَارَكِ بهذا الوجه: يَحْيَى بْن عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِي. وهو: ضعيف يعتبر به.
الوجه الثاني: مَعْمَر، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ مرفوعاً.
ورواه عَن مَعْمَرٍ بهذا الوجه: عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّام، أَبُو بَكْر الصَّنْعَانِيُّ. صاحب المُصَنَف وهو: ثقة ثبت لكنه عمي في آخر عمره فتغير بسبب العمي، وذلك في حدود سنة مِائَتَيْنِ فمن سمع منه قبل ذلك فحديثه صحيح، وأما من سمع منه بعد ذلك كإِبْرَاهِيم بْن مَنْصُور الرَّمَادِي، وَأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن شَبُّوَيْهِ، وَإِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الدَّبَرِي، وَمُحَمَّد بْن حَمَّادٍ الطَّهْرَانِي، فضعيف، وأما ما كان في كتبه فصحيح.
(3)
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق والله أعلم أنَّ الوجه الراجح عن معمر بن راشد هو الوجه الأول فعبد الله بن المبارك أثبت وأحفظ من عبد الرَّزَّاق. فابن المبارك إمام ثقة ثبت حجة حتي قال ابن معين: ابن المبارك أمير المؤمنين في الحديث.
وقد اختلف علي ابن المبارك من وجهين والراجح عنه فيهما هو الطريق الأول وذلك لما يلي:
1) رواية الأكثر عدداً: فرواه بالطريق الأول عن ابن المبارك اثنان من الرواة وهذا بخلاف الطريق الثاني فلم يروه إلا راوٍ واحد.
(1)
يُنظر "تهذيب الكمال" 25/ 228، "التقريب" صـ 414.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 181.
(3)
يُنظر ترجمته في حديث رقم (100).
2) رواية الأحفظ: فَرَاوِيَا الطريق الأول أحفظ وأوثق من راوي الطريق الثاني.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الراجح ــــ "إسناده ضعيف" فيه: حَمْزَة بْن يُوسُف بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ: مجهول. قلت: وللحديث شاهد من حديث سَيَّار بْن حَاتِم، عَن جَعْفَر بْن سُلَيْمَان الضُّبَعِي قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَصَابَتْ أَهْلَهُ خَصَاصَةٌ نَادَى أَهْلَهُ: يَا أَهْلَاهْ صَلُّوا صَلُّوا. هذا لفظ أحمد. وفي راوية البيهقي قَالَ ثَابِتٌ: وَكَانَ الْأَنْبِيَاءُ إِذَا نَزَلَ بِهِمْ أَمْرٌ فَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ.
(1)
قلت: مرسل إسناده حسن فيه: سَيَّار بْن حَاتِم: قال ابن حجر: صدوق له أوهام.
(2)
وجَعْفَر بْن سُلَيْمَان الضُّبَعِيُّ: قال ابن حجر: صدوق.
(3)
قلت: وقد ثبت ما يدل علي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل به أمر فزع إلي الصلاة:
فعن صُهَيْبٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى هَمَسَ شَيْئًا، لَا نَفْهَمُهُ، وَلَا يُحَدِّثُنَا بِهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَطِنْتُمْ لِي؟» قَالَ قَائِلٌ: نَعَمْ، قَالَ:" فَإِنِّي قَدْ ذَكَرْتُ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ أُعْطِيَ جُنُودًا مِنْ قَوْمِهِ؟ فَقَالَ: مَنْ يُكَافِئُ هَؤُلَاءِ، أَوْ مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلَاءِ " أَوْ كَلِمَةً شَبِيهَةً بِهَذِهِ، شَكَّ سُلَيْمَانُ، قَالَ:" فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: اخْتَرْ لِقَوْمِكَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، أَوِ الْجُوعَ، أَوِ الْمَوْتَ " قَالَ: فَاسْتَشَارَ قَوْمَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالُوا: أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ، نَكِلُ ذَلِكَ إِلَيْكَ، فَخِرْ لَنَا " قَالَ:«فَقَامَ إِلَى صَلَاتِهِ» قَالَ: «وَكَانُوا يَفْزَعُونَ إِذَا فَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ» قَالَ: " فَصَلَّى، قَالَ: أَمَّا عَدُوٌّ مِنْ غَيْرِهِمْ فَلَا، أَوِ الْجُوعُ فَلَا، وَلَكِنِ الْمَوْتُ" قَالَ: " فَسُلِّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، فَهَمْسِي الَّذِي تَرَوْنَ أَنِّي أَقُولُ: اللَّهُمَّ يَا رَبِّ، بِكَ أُقَاتِلُ، وَبِكَ أُصَاوِلُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه.
(4)
قلت: إسناده صحيح.
وعَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ابْنِ أَخِي حُذَيْفَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى.
(5)
قلت: فيه: مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بن أبي قُدامة الدُّؤَلِي: قال ابن حجر: مقبول.
(6)
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ ابْنِ سَلَامٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: مَعْمَرٌ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
أخرجه أحمد في "الزهد"(1/ 12 رقم 49)، والبيهقي في "شعب الإيمان" باب في الصلوات ب/ تَحْسِينُ الصَّلَاةِ، وَالْإِكْثَارُ مِنْهَا لَيْلًا وَنَهَارًا وَمَا حَضَرَنَا عَنِ السَّلَفِ الصَّالِحِينَ فِي ذَلِك (3/ 155 رقم 3185).
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 202.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 79.
(4)
أخرجه أحمد في "مسنده"(31/ 267 رقم 18937).
(5)
أخرجه أحمد في "مسنده"(38/ 330 رقم 23299)، وأبو داود في "سننه" ك/ الصلاة ب/ وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل (2/ 485 رقم 1319).
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 424.
[237/ 887]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ الرَّازِيِّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ، فَقَالَ:«سُعِّرَتِ النَّارُ، وَجَاءَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا» .
*لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ. تَفَرَّدَ بِهِ: إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
أولاً: تخريج الحديث:
- أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ، ومن طريقه ــــــ عبد الغني المقدسي في "ذكر النار"(1/ 69 رقم 52) ــــــ، عَن أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان به.
- وابن أبي شيبة في "مسنده"(2/ 310 رقم 809)، والحاكم في "المستدرك" ك/ معرفة الصحابة ب/ ذكر عمرو ابن أم مكتوم المؤذن رضي الله عنه ويقال عبد الله (3/ 736 رقم 6672)، وحمزة بن يوسف السهمي في "تاريخ جرجان"(1/ 490)، وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 4)، وفي "معرفة الصحابة"(4/ 1999 رقم 5021)، من طُرق عَن إِسْحَاق بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سِنَان سَعِيد بْن سِنَان، عَنْ عَمْرِو بْن مُرَّة، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِي به بنحوه.
- والدولابي في "الكني والأسماء"(2/ 459 رقم 821)، عَن حَمْزَة بْن إِسْمَاعِيل بْنِ قَيْس.
- والطبري في "المنتخب من ذيل المذيل"(1/ 62)، وفي "تاريخ الطبري"(11/ 564)، عَن يَحْيَى بْن الضريس.
- وأبو طاهر المخلِّص في "المخلِّصيات"(1/ 320 رقم 507)، عَن يَحْيَى بْنُ الضريس مقروناً بحَمْزَة بْن إِسْمَاعِيل بْن قَيْس.
كلاهما: يَحْيَى بْن الضريس، وحَمْزَة بْن إِسْمَاعِيل بْن قَيْس، عَن أَبِي سِنَان سَعِيد بْن سِنَان، عَنْ عَمْرِو بْن مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِي الطَّائِي به بلفظ: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيراً، دون قوله صلى الله عليه وسلم: سُعِّرَتِ النَّارُ، وَجَاءَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَان الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَان الرازي: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (229).
4) سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ البُرْجُمِيُّ، أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ الْكُوفِيُّ.
روي عَنْ: عَمْرِو بْنِ مُرَّة، وسَعِيد بْن جبير، وعامر الشعبي، وغيرهم.
روي عَنْه: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرازي، وسفيان الثوري، وعَبْدِ اللَّه بن المبارك، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال أبو حاتم، وابن مَعِين، وأبو داود، وابن عمار الموصلي، ويعقوب بن سفيان، والدارقطني: ثقة، وزاد أَبُو حاتم: صدوق، وزاد أَبو دَاوُد: من رفعاء الناس. وذكره ابنُ حِبَّان، وابن خلفون في
الثقات. وقال ابن حبان في المشاهير: من متقني الكوفيين وكان عابداً فاضلاً.
وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. وَقَال النَّسَائي: ليس بِهِ بأس. وقَال العجلي: جائز الحديث. وقَال ابن عدي: له أحاديث غرائب وأفراد وأرجو أَنَّهُ مِمَّنْ لا يَتَعَمَّد الْكَذِب والوضع لا إسناداً، ولَا متناً ولعله إنما يهم في الشيء بعد الشيء ورواياته تحتمل وتقبل.
وقال أَحْمَد: كَانَ رجلًا صالحاً، ولم يكن يقيم الحديث. وَقَال مرة: ليس بقوي فِي الحديث. وَقَالَ أَبُو أَحْمَد الْحَاكِمُ: لا يُتَابَعُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ حَدِيثِه. وحاصله أنه "صدوق حسن الحديث".
(1)
5) عَمْرُو بنُ مُرَّةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَارِقٍ بنِ الحَارِثِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ المُرَادِيُّ، الجَمَلِيُّ
(2)
الكُوْفِيُّ.
روي عَنْ: أَبي الْبَخْتَرِي الطَّائِي، وسَعِيد بْن جبير، وسَعِيد بْن المُسَيَّب، وغيرهم.
روي عَنْه: سَعِيد بْن سِنَان البُرْجُمِي، وسفيان الثوري، وشعبة بْن الْحَجَّاج، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال العجلي، وأبو حاتم، وابْن مَعِين، وابن نمير، ويعقوب بن سفيان، وابن حجر: ثقة، وزاد العجلي: ثَبت، وَزاد أبو حاتم: صدوق، وزاد ابن حجر: وكان لا يدلس. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الذهبي: أحد الأعلام الحفاظ، مجمعٌ عَلَى ثِقته وإمامته.
وقَال سَعِيد الأراطي: سئل أَحْمَد عَنْ عَمْرو بْن مرة فزكاه. وَقَال حفص بْن غياث: ما سمعت الأعمش يثني على أحد إلا على عَمْرو بْن مرة، فإنه كان يقول: كان مأموناً على ما عنده. وَقَال شعبة: ما رأيت أحداً من أصحاب الحديث إلا يدلس إلا عَبد اللَّه بْن عون، وعَمْرو بْن مرة. وَقَال مسعر: لم يكن بالكوفة أحداً أحب إلي ولا أفضل من عَمْرو بن مرة. وقَال مسعر: كان عَمْرو بْن مرة من معادن الصدق. وَقَال ابن مهدي: حفاظ الكوفة أربعة وذكر منهم: عَمْرو بْن مرة. وَقَال ابْنِ مهدي: أربعة بالكوفة لا يختلف فِي حَدِيثهم، فمن اختلف عليهم فهو يخطئ، منهم: عَمْرو بْن مرة. روى له الجماعة.
…
وقد وُصف بالإرسال: قال أبو حاتم: لم يسمع من ابن عمر ولا من أحد من الصحابة إلا من ابن أبي أوفى. وحاصله أنه "ثقة لم يسمع من أحد من الصحابة إلا من ابن أبي أوفى".
(3)
6) سَعِيدُ بْن فَيْرُوزَ وهو ابن أَبي عِمْران، أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ.
روي عَنْ: ابْن أُم مَكْتُوْم ولم يدركه كما قال المزي وتبعه علي ذلك ابن حجر، وابن عباس، وابْن عُمَر.
روي عَنْه: عَمْرُو بن مُرَّة الجَمَلِي، وعطاء بْن السائب، وهلال بْن خباب، وغيرهم.
(1)
يُنظر "تاريخ ابن معين" رواية الدوري 4/ 364، "العلل" لأحمد 1/ 520، "الثقات" للعجلي 1/ 400، "الجرح والتعديل" 4/ 27، "الثقات" لابن حبان 6/ 356، "المشاهير" 1/ 195، "الكامل" 4/ 403، "الثقات" لابن شاهين 1/ 97، "سؤالات السلمي للدارقطني" 1/ 181، "تهذيب الكمال" 10/ 492، "الإكمال" 5/ 309، "التقريب" صـ 177.
(2)
الْجَمَلِي: بِفَتْح الْجِيم وَالْمِيم وَبعدهَا اللَّام هَذِه النِّسْبَة إِلَى جمل بن كنَانَة بن نَاجِية بن مُرَاد وَهُوَ بطن من مُرَاد مِنْهُم عَمْرو بن مرّة الْجَمَلِي. يُنظر "اللباب" 1/ 292.
(3)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 185، "الجرح والتعديل" 6/ 257، "الثقات" لابن حبان 5/ 183، "تهذيب الكمال" 22/ 232، "تاريخ الإسلام" 3/ 290، "السير" 5/ 196، "تحفة التحصيل" 1/ 247، "التقريب" صـ 363.
أقوال أهل العلم فيه: قال العجلي، وابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وابن نمير، وابن حجر: ثقة، وزاد أَبُو حاتم: صدوق، وزاد ابن معين، وابن حجر: ثبت كثير الإرسال. وذكره ابن حبان، وابن خلفون في الثقات. وَقَال هلال بْن خباب: كان من أفاضل أهل الكوفة. وقال الذهبي: كَانَ نَبِيلًا جَلِيلاً. روى له الجماعة.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، قال ابن حجر: عندهم كذا قال وهو سهو.
وقد وُصف بالإرسال: في روايته عَنْ علي، وزيد بن ثابت، ورافع بن خديج، وأبو سعيد الخدري، وسلمان، وغيرهم. وحاصله أنه "ثقة كثير الإرسال".
(1)
7) ابْن أُمُّ مَكْتُوْمٍ عَمْرُو بنُ قَيْسِ بنِ زَائِدَةَ وقيل: عَمْرو بن زائدة بنِ الأَصَمِّ بنِ رَوَاحَةَ القُرَشِيُّ، الأعمي.
(2)
روي عَنْ: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. روي عَنْه: أَبُو البختري الطائي ولم يدركه كما قال المزي. وأنس بن مالك، وزر بن حبيش الأسدي، وغيرهم.
هو ابن أم مكتوم الأعمى مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو المذكور في القرآن في قوله تعالى:{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)}
(3)
وكان رضي الله عنه من السابقين المهاجرين هاجر إلى المدينة قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وبعد مصعب بن عُمَير، وقد كان النبي رضي الله عنه يستخلفه على المدينة، فيصلي ببقايا الناس. قال ابن عبد البرّ: روى جماعة من أهل العلم بالنسب والسير أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم استحلف ابن أم مكتوم ثلاث عشرة مرة: في الأبواء، وبواط، وذي العشيرة، وغزوته في طلب كرز بن جابر، وغزوة السّويق، وغطفان، وفي غزوة أحد، وحمراء الأسد، ونجران، وذات الرّقاع، وفي خروجه في حجة الوداع، وفي خروجه إلى بدر، ثم استخلف أبا لبابة لما رده من الطريق، وشهد رضي الله عنه القادسية وقتل بها شهيداً وكان معه اللواء يومئذ.
(4)
(1)
يُنظر "الثقات" لابن حبان 2/ 386، "الجرح والتعديل" 4/ 54، "المراسيل" 1/ 76، 74، "الثقات" لابن حبان 4/ 286، "تهذيب الكمال" 11/ 32، "جامع التحصيل" 1/ 183، "الإكمال" 5/ 339، "التقريب" صـ 180.
(2)
قلت: قد اختلف في اسم ابن أم مكتوم اختلافاً كثيراً فقيل اسمه عبد الله بن أم مكتوم، وقيل اسمه عمر. قال ابن سعد: مختلف في اسمه: فأهل المدينة يقولون: عبد الله، وأما أهل العراق: فسموه عمراً. وقال البخاري، وأبو حاتم، والبغوي، وابن حبان وأبو نعيم، هو عبد اللهِ بْن أُم مَكتُوم، ويُقال: عَمر. وقال ابن معين: وَاسم ابن أم مَكْتُوم عَمْرو، وقال الزهري، وابن قانع، والزبير بن بكار، والخطيب: هو عمرو، وقال المزي: اسمه عَمْرو، وقِيلَ: عَبد الله، والأول أكثر وأشهر، وقال ابن حجر: عمرو بن أم مكتوم، ويقال اسمه عبد اللَّه. وعمرو أكثر، وقال ابن عبد البر: اختلف فِي اسم ابْن أم مكتوم، فقيل عَبْد اللَّهِ، وقيل: عَمْرو، وَهُوَ الأكثر عِنْدَ أهل الحديث، وكذلك قَالَ الزُّبَيْر ومصعب، وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، قَالَتْ: طَلَّقَنِي زَوْجِي ثَلَاثًا، فَأَرَدْتُ النُّقْلَةَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: انْتَقِلِي إِلَى بَيْتِ ابْنِ عَمِّكِ عَمْرِو بْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَاعْتَدِّي عِنْدَهُ. أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الطلاق ب/ الْمُطَلَّقَةِ ثَلَاثًا لَا نَفَقَةَ لَهَا (2/ 1118 رقم 1480). قلت: وهذا هو الأقرب للصواب والله أعلم. "تاريخ ابن معين" 3/ 23، "الجرح والتعديل" 5/ 79، "المتفق والمفترق" 3/ 1672، "تهذيب الأسماء واللغات" 2/ 295.
(3)
سورة عبس آية رقم: 2، 1.
(4)
يُنظر "معجم الصحابة" لابن قانع 2/ 204، "معرفة الصحابة" 3/ 1659، 4/ 1998، "الاستيعاب" 3/ 1198، 997، "أسد الغابة" 4/ 251، "تهذيب الكمال" 22/ 26، "السير" 1/ 360، "الإصابة" 7/ 330، "التهذيب" 8/ 34.
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: أَبُو البختري الطائي: ثقة لكن قال المزي: لم يدرك ابْنِ أُم مَكْتُومٍ، وتبعه علي ذلك ابن حجر، وعلي ذلك ففيه انقطاع كما دل علي ذلك كلام المزي.
قلت: وللحديث شاهد من حديث عَائِشَة رضي الله عنه، أَنَّ يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَخْدُمُهَا، فَلَا تَصْنَعُ عَائِشَةُ إِلَيْهَا شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ، إِلَّا قَالَتْ لَهَا الْيَهُودِيَّةُ: وَقَاكِ اللَّهُ عَذَابَ الْقَبْرِ، قَالَتْ: فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيَّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لِلْقَبْرِ عَذَابٌ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ:«لَا، وَعَمَّ ذَاكَ؟» قَالَتْ: هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ لَا نَصْنَعُ إِلَيْهَا مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، إِلَّا قَالَتْ: وَقَاكِ اللَّهُ عَذَابَ الْقَبْرِ، قَالَ:«كَذَبَتْ يَهُودُ، وَهُمْ عَلَى اللَّهِ عز وجل أَكْذَبُ، لَا عَذَابَ دُونَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» ، قَالَتْ: ثُمَّ مَكَثَ بَعْدَ ذَاكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ، فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ نِصْفَ النَّهَارِ مُشْتَمِلًا بِثَوْبِهِ، مُحْمَرَّةً عَيْنَاهُ، وَهُوَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ: «أَيُّهَا النَّاسُ، أَظَلَّتْكُمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، أَيُّهَا النَّاسُ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ بَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، أَيُّهَا النَّاسُ، اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، فَإِنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ حَقٌّ.
(1)
قال ابن حجر: رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري.
(2)
قلت: وللحديث شواهد في الصحيحين بجزئه الثاني: كما عند البخاري من حديث أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيراً.
(3)
وكذلك له أيضاً شاهد من حديث أنَسٍ رضي الله عنه كما عند البخاري،
(4)
ومن حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها كما عند مسلم.
(5)
وعلي ذلك فيرتقي الحديث بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ. تَفَرَّدَ بِهِ: إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان. فقد تفرد إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان بزيادة في الحديث لم يروه غيره وهي قوله صلى الله عليه وسلم: سُعِّرَتِ النَّارُ، وَجَاءَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ. وقد رواه يَحْيَى بْنُ الضريس، وحَمْزَة بْن إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْس، كلاهما بدون هذه الزيادة.
(1)
أخرجه أحمد في "مسنده"(41/ 66 رقم 24520).
(2)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 3/ 236.
(3)
أخرجه البخاري ك/ الرقاق ب/ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا. (8/ 102 رقم 6485).
(4)
أخرجه البخاري ك/ الرقاق ب/ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا (8/ 102 رقم 6486).
(5)
أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الْكُسُوف ب/ صَلَاةِ الْكُسُوفِ (2/ 618 رقم 901).
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي: معناه لو تعلمون من عظم انتقام الله تعالى من أهل الجرائم وشدة عقابه وأهوال القيامة وما بعدها كما علمت وترون النار كما رأيت في مقامي هذا وفي غيره لبكيتم كثيراً ولقل ضحككم لفكركم فيما علمتموه.
(1)
وقال ابن حجر: قوله صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً دلالة على اختصاصه بمعارف بصرية وقلبية وقد يطلع الله عليها غيره من المخلصين من أمته لكن بطريق الإجمال وأما تفاصيلها فاختص بها النبي صلى الله عليه وسلم فقد جمع الله له بين علم اليقين وعين اليقين مع الخشية القلبية واستحضار العظمة الإلهية على وجه لم يجتمع لغيره ويشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة: أنَّ أتقاكم وأعلمكم بالله لأنا.
(2)
(1)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 6/ 201.
(2)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 11/ 527.
[238/ 888]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ حَارِثَةَ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: عَلِّمْنِي شَيْئًا يَنْفَعُنِي. فَقَالَ: «إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ، فَاقْرَأْ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ» . *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ عَنْ جَبَلَةَ إِلَّا شَرِيكٌ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي أَبي إِسْحَاق السَّبِيعِي، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: أَبُو إِسْحَاق يرويه عنه شَرِيك النخعي، واختلف علي شَرِيك من طُرق:
الطريق الأول: شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَل، عَنْ جَبَلَة بْنِ حَارِثَةَ.
أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير" (1/ 138 رقم 431)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ عمل اليوم والليلة ب/ قِرَاءَةُ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ عِنْدَ النَّوْمِ، وَذِكْرُ اخْتِلَافِ النَّاقِلِينَ لِلْخَبَرِ فِي ذَلِك (9/ 294 رقم 10568)، وفي "عمل اليوم والليلة" ب/ قِرَاءَة قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ عِنْد النّوم (1/ 467 رقم 800)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ 974 رقم 2503)، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَن شَرِيك به.
وأحمد في "مسنده ــــ الْمُلْحَقُ الْمُسْتَدْرَكُ مِنْ مُسْنَدِ الْأَنْصَارِ بَقِيَّةُ خَامِسَ عَشَرَ الْأَنْصَار"(39/ 440 رقم 5)، عَن حَجَّاج بن محمد المصيصي، و (39/ 440 رقم 6)، عَن الأسْوَد بن عامر شاذان.
كلاهما: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، والأسْوَد بن عامر شاذان، عَن شَرِيك بن عبد الله النخعي به.
والبغوي في "معجم الصحابة"(2/ 255 رقم 609)، عَن بشر بن الوليد الكندي، عَن شَرِيك به.
وابن قانع في "معجم الصحابة"(1/ 162)، عَن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي الْوَزِيرِ، عَن شَرِيك به.
الطريق الثاني: شَرِيك، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ حَارِثَة. وذلك بدون ذكر فَرْوَة بْنِ نَوْفَلٍ.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2/ 275 رقم 1968) وفي "المعجم الكبير"(2/ 287 رقم 2195)، عَن مُحَمَّد بْن الطُّفَيْل، عْن شَرِيك به.
الطريق الثالث: شَرِيْك، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ، عَنْ عَمِّهِ جَبَلَة.
أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير" (1/ 138 رقم 430)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 513)، عَن محمد بن سعيد بن سليمان بْن الأَصْبَهَانِيّ، عَن شَرِيك به.
الوجه الثاني: أَبُو إِسْحَاق، عَنْ فَرْوَة بْنِ نَوْفَل، عَنْ أَبِيهِ نَوْفَل الْأَشْجَعِي.
ورواه عَن أَبي إِسْحَاق بهذا الوجه: زُهَيْر بْن مُعَاوِيَة، وإِسْرَائِيل بن يونس، وأَبُو خَيْثَمَة زهير بن حرب، وشريك، وأبو مريم الأنصاري، ومحمد بن أبان القرشي، وأَشْعَث بْن سَوَّار، وزَيْد بْن أَبِي أُنَيْسَة.
أما طريق زُهَيْر بْن مُعَاوِيَة: أخرجه القاسم بن سلام في "فضائل القرآن"(1/ 264)، وابن الجعد في "مسنده"(1/ 372 رقم 2560)، وابن أبي شيبة في "الآداب" ب/ قِرَاءَةِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ عِنْدَ النَّوْمِ (1/ 264 رقم 243)، وفي "مصنفه" ك/ الأدب ب/ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا نَامَ وَإِذَا اسْتَيْقَظ (8/ 595 رقم 26938)، وفي ك/ الدعاء ب/ مَا قَالُوا فِي الرَّجُلِ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، وَأَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، مَا يَدْعُو بِهِ (10/ 50
رقم 29794)، وأحمد في "مسنده ــــ الْمُلْحَقُ الْمُسْتَدْرَكُ مِنْ مُسْنَدِ الْأَنْصَارِ بَقِيَّةُ خَامِسَ عَشَرَ الْأَنْصَار"(39/ 488 رقم/ 49)، والدارمي في "سننه" ك/ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ ب/ فِي فَضْلِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (4/ 2155 رقم 3470)، وأبو داود في "سننه" ك/ الأدب ب/ ما يُقالُ عند النوم (7/ 395 رقم 5055)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير" (1/ 139 رقم 432)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ عمل اليوم والليلة ب/ قِرَاءَةُ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُون عِنْدَ النَّوْم (9/ 295 رقم 10569)، وفي ك/ التفسير ب/ سُورَةُ الْكَافِرُون (10/ 348 رقم 11645)، وفي "عمل اليوم والليلة" ب/ قِرَاءَة قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ عِنْد النّوم (1/ 468 رقم 801)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/ 156)، والخرائطي في "المنتقى من كتاب مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها" ب/ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَقُولَهُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ (1/ 222 رقم 532)، وفي "مكارم الأخلاق" ب/ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَقُولَهُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ (1/ 312 رقم 958)، والواحدي في "التفسير" تفسير سورة الكافرون (4/ 564 رقم 1445)، وابن حبان في "صحيحه" (الإحسان ك/ الرقائق ب/ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ. ذِكْرُ الْأَمْرِ بِقِرَاءَةِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ مَضْجَعَهُ (3/ 70 رقم 790)، وفي ك/ الزِّينَةِ وَالتَّطْيِيبِ ب/ آدَابِ النَّوْم ذِكْر الْأَمْرِ بِقِرَاءَةِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونُ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ مَضْجَعَهُ (12/ 335 رقم 5526)، (12/ 354 رقم 5546)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (1/ 788 رقم 691)، والحاكم في "المستدرك" ك/ التفسير ب/ تَفْسِيرُ سُورَةِ الْكَافِرُون (2/ 587 رقم 3982)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5/ 2686 رقم 6428)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" ب/ الدُّعَاء وَالذِّكْر عِنْد النَّوْمِ (1/ 525 رقم 409)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ب/ في تعظيم القرآن. فَصْلٌ فِي فَضَائِلِ السُّوَرِ وَالْآيَاتِ. ذِكْرُ سُورَةِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُون (2/ 498 رقم 2520)، والخطيب في "الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة" (4/ 308)، وابن عساكر في "معجمه" (2/ 819 رقم 1028)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 348).
وأما طريق إِسْرَائِيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي: أخرجه أحمد في "مسنده"(39/ 224 رقم 23807)، وفي "مسنده ـــــ الْمُلْحَقُ الْمُسْتَدْرَكُ مِنْ مُسْنَدِ الْأَنْصَارِ بَقِيَّةُ خَامِسَ عَشَرَ الْأَنْصَار"(39/ 488 رقم 50)، والترمذي في "سننه" ك/ الدَّعَوَاتِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ب/ منه (5/ 474 رقم 3403)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ عمل اليوم والليلة ب/ قِرَاءَةُ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ عِنْدَ النَّوْم (9/ 295 رقم 10570)، وفي "عمل اليوم والليلة" ب/ قِرَاءَة قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ عِنْد النّوم (1/ 468 رقم 802)، وابن الأعرابي في "معجمه"(2/ 599 رقم 1182)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ب/ في تعظيم القرآن. فَصْلٌ فِي فَضَائِلِ السُّوَرِ وَالْآيَاتِ ذِكْرُ سُورَةِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُون (2/ 499 رقم 2521).
وأما طريق زهير بن حرب: أخرجه ابْن الآبَنُوْسِي في "مشيخته"(1/ 181 رقم 93).
وأما طريق شَرِيك، وَأَبُو مَرْيَم الأنصاري، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَان القرشي: أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة"(3/ 156)، والمستغفري في "فضائل القرآن" ب/ في فضل سورة قل يأيها الكافرون (2/ 686 رقم 1019).
وأما طريق أَشْعَث بْن سَوَّار: أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة"(3/ 156)، والطبراني في "الدعاء" ب/ الْقَوْلِ عِنْدَ أَخْذِ الْمَضَاجِعِ (1/ 108 رقم 278).
وأما طريق زَيْد بْن أَبِي أُنَيْسَة: أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (الإحسان ك/ الرقائق ب/ قِرَاءَةِ الْقُرْآن
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِقِرَاءَةِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ مَضْجَعَه (3/ 69 رقم 789)، وفي ك/ الزِّينَةِ وَالتَّطْيِيبِ ب/ آدَابِ النَّوْم ذِكْرُ الْأَمْرِ بِقِرَاءَةِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونُ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ مَضْجَعَهُ (12/ 334 رقم 5525)، (12/ 354 رقم 5545).
الوجه الثالث: أَبُو إِسْحَاق، عَنْ فَرْوَة بْن نَوْفَل الْأَشْجَعِي يرفعه إلي النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه عَن أَبي إِسْحَاق بهذا الوجه: سُفْيَان الثوري، وعَبْد الْعَزِيزِ بْن مُسْلِم القَسْمَلِي.
أما طريق سُفْيَان الثوري من أصح الأوجه عنه.
(1)
أخرجه أحمد في "العلل"(3/ 237 رقم 5042)، وفي "مسنده ـــــ الْمُلْحَقُ الْمُسْتَدْرَكُ مِنْ مُسْنَدِ الْأَنْصَارِ بَقِيَّةُ خَامِسَ عَشَرَ الْأَنْصَار"(39/ 489 رقم 53، 52، 51)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ عمل اليوم والليلة ب/ قِرَاءَةُ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ عِنْدَ النَّوْم (9/ 296 رقم 10572)، وفي "عمل اليوم والليلة" ب/ قِرَاءَة قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ عِنْد النّوم (1/ 469 رقم 804)، والخرائطي في "المنتقى من كتاب مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها" ب/ مَا يُسْتَحَب لِلْمَرْءِ أَنْ يَقُولَهُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِه (1/ 222 رقم 531)، وفي "مكارم الأخلاق" ب/ مَا يُسْتَحَب لِلْمَرْءِ أَنْ يَقُولَهُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِه (1/ 312 رقم 957)، والثعلبي في "تفسيره"(10/ 314)، وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 25).
وأما طريق عَبْد الْعَزِيز بْن مُسْلِم القَسْمَلِي: أخرجه الحارث في "مسنده" ك/ الأذكار ب/ مَا يَقُولُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ (2/ 945 رقم 1053)، وأبو يعلي الموصلي في "مسنده"(3/ 169 رقم 1596)، وابن حبان في "الثقات"(3/ 330) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(6/ 2988 رقم 6951)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 342).
الوجه الرابع: أَبو إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ يرفعه إلي النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه عن أبي إسحاق بهذا الوجه: شعبة بن الحجاج.
أخرجه الترمذي في "سننه" ك/ الدَّعَوَاتِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ب/ منه (5/ 474 رقم 3403)، وابن قانع في "معجم الصحابة"(3/ 156).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني ـــ رواية الباب
ـــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
(1)
أخرجه النسائي في "السنن الكبري" ك/ عمل اليوم والليلة ب/ قِرَاءَةُ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ عِنْدَ النَّوْمِ (9/ 295 رقم 10571)، وفي "عمل اليوم والليلة" ب/ قِرَاءَة قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ عِنْد النّوم. (1/ 468 رقم 803)، عَن مَخْلَد، عَن سُفْيَان، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ ظِئْرٍ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. والبيهقي في "شعب الإيمان" ب/ في تعظيم القرآن. فَصْلٌ فِي فَضَائِلِ السُّوَرِ وَالْآيَاتِ. ذِكْرُ سُورَةِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (2/ 498 رقم 2519)، عَن أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَن سُفْيَان، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ الْأَشْجَعِي مرفوعاً. والمستغفري في "فضائل القرآن"(2/ 687 رقم 1020)، عَن مؤمل، عَن سفيان، عَن أبي إسحاق عن أم فروة ظئر النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً. والمستغفري في "فضائل القرآن"(2/ 688 رقم 1021)، عَن المؤمل، عَن سفيان، عَن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل، عَن ظئر النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً.
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَان الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) شَرِيكٌ بْنُ عبد الله النَخْعِيُّ: تغير حفظه منذ ولي القضاء فيحسن حديثه إلا عند التفرد والمخالفة" سبقت ترجمته في حديث رقم (3).
4) أَبو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ: "ثقة يدلس واختلط بأخرةِ، فأما تدليسه: فلا يقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع، إلا ذا كان الراوي عنه شعبة، وأما اختلاطه فيُنْظر إلي الراوي عنه، فإن كان روي عنه قبل اختلاطه فيقبل حديثه، وإن كان روي عنه بعد اختلاطه فيرد حديثه" سبقت ترجمته في حديث رقم (33).
5) فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَل الْأَشْجَعِيُّ الكوفي.
روي عَنْ: النَّبِي صلى الله عليه وسلم مُرْسلاً، وجبلة بْن حارثة أخي زيد بْن حارثة، وعلي بْن أَبي طالب، وغيرهم.
روي عَنْه: أَبو إِسْحَاق السَّبِيعِي، ونصر بْن عاصم الليثي، وهلال بْن يَسَاف، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حِبَّان فِي الثقات في قسم الصحابة، وقال: يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة ثم ساق بسنده عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا جَاءَ بِكَ قُلْتُ جِئْتُ لِتُعَلِّمَنِي كَلِمَاتٍ إِذَا أَخَذْتُ مَضْجَعِي قَالَ اقْرَأ قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ. قَال ابن حبان الْقلب يمِيل إِلَى أَن هَذِه اللَّفْظَة لَيست بمحفوظة من ذكر صُحْبَة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّا نذكرهُ فِي كتاب التَّابِعين أَيْضاً لِأَن ذَلِك الْموضع بِهِ أشبه وَعبد الْعَزِيز بْن مُسلم الْقَسْمَلِي رُبمَا أوهم فأفحش. قلت: ثم ذكره في التابعين.
وقال أبو حاتم: ليس له صحبة ولأبيه صحبة. وقال الذهبي: وثق وقيل له صحبة. وقال مرة: لِأَبِيهِ صُحْبَة. وقال ابن عبد البر، وتبعه ابن الأثير: لا صحبة له، ولا لقاء، ولا رؤية. وقال ابن حجر: مختلف في صحبته والصواب أن الصحبة لأبيه. روى له الجماعة سوى البخاري. وحاصله أنه "تابعي ثقة ليست له صحبة".
(1)
6) جَبَلَةُ بْنُ حَارِثَةَ
(2)
بن شراحيل الكلبي أَخُو زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وعمّ أسامة بن زيد.
روي عَنْ: النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وأخيه زيد بْن حارثة.
روي عَنْه: فَرْوَة بْن نَوْفَل، وأَبُو عَمْرو سَعِيد بْن إياس الشيباني، وأَبُو إِسْحَاق السبيعي، والصحيح: عَن أبي إِسْحَاق، عَن فروة بْن نوفل، عنه.
(3)
(1)
يُنظر "المراسيل" 1/ 166، "الثقات" لابن حبان 3/ 330، 5/ 297، "أسد الغابة" 4/ 342، "تهذيب الكمال" 23/ 179، "الكاشف" 2/ 121، "جامع التحصيل" 1/ 252، "التقريب" صـ 381.
(2)
قال أبو نعيم: خَارِجَةُ بْنُ جَبَلَةَ ذَكَرَهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ، وَحَكَمَ أَنَّهُ وَهْمٌ، وَأَخْرَجَ لَهُ حَدِيثَ شَرِيكٍ، فَقَالَ: خَارِجَةُ بْنُ جَبَلَةَ، وَالصَّحِيحُ: جَبَلَةُ بْنُ حَارِثَةَ، وَخَارِجَةُ وَهْمٌ وَتَصْحِيفٌ. يُنظر "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 2/ 974.
(3)
قال صاحب الإكمال: وفي قول المزي: روى عنه أبو إسحاق والصحيح عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن جبلة، نظر. وذلك أن إمامي هذه الصنعة: محمد بن إسماعيل البخاري أطلق روايته عنه ولم يقيدها في تاريخه الصغير، وكذا أبو حاتم في كتاب ابنه ولم يتعرض لانقطاع ما بينهما في المراسيل، ولا التاريخ، وكذا ذكره: الباوردي، وابن قانع، وأبو أحمد العسكري، والطبراني، وغيرهم. ولم أر من خالف هذا، إلا ما رواه النسائي في سننه فإنه أدخل بينهما فروة من غير أن يتعرض لانقطاع بينهما، والإنسان قد يروي عن شيخ ثم يروي عن آخر عنه وقد يكون بينهما أكثر من ذلك ولا يحكم بانقطاع بينهما بمجرد ذلك، إلا بنص صريح، والله تعالى أعلم، وتبع النسائي: أبو عمر وغيره فقالوا: وربما أدخل بعضهم بين أبي إسحاق وبينه فروة، وهذا كلام لا اعتراض عليه. يُنظر "الإكمال" 3/ 162.
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه حارثة، فقام حارثة بمكة مع ابنه زيد مؤانساً له مُسْلِمَاً، وخرج جبلة ثم رجع جبلة فأسلم وآمن وكان أكبر سناً من أخيه زيد. ذكره البغوي، وابن قانع، وأبو نعيم، وابن عبد البر، وابن الأثير، وابن حجر في الصحابة. وذكره ابن حبان في الثقات في قسم الصحابة. وقال أبو حاتم، وابن ماكولا، والذهبي، وابن حجر في "التقريب": له صحبة.
(1)
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد أحمد في مسنده
"
1) يَحْيَى بْنُ آدَم بن سليمان الكوفي: قال ابن حجر: ثقة حافظ فاضل.
(2)
2) إِسْرَائِيلُ بن يونس بن أَبي إِسْحَاقَ السَّبِيعِي: قال أحمد، وابن معين، وأبو داود: كان أثبت من شريك. وقال أبو حاتم: ثقة صدوق من أتقن أصحاب أبي إسحاق. وقال ابن حجر: ثقة تُكلم فيه بلا حجة. وقال في الفتح: سماع إسرائيل من أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه لأنه جده وكان خصيصاً به. وقال ابن مهدي: ما فاتني الذي فاتني من حديث الثوري عن أبي إسحاق إلا اتكالاً على إسرائيل لأنه كان يأتي به أتم. وعن إسرائيل قال: كنت أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن.
(3)
3) أَبو إِسْحَاق السَّبِيعِي: "ثقة يدلس، اختلط بأخرةِ، فأما تدليسه: فلا يقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع، إلا ذا كان الراوي عنه شعبة، وأما اختلاطه فيُنْظر إلي الراوي عنه، فإن كان روي عنه قبل اختلاطه فيقبل حديثه، وإن كان روي عنه بعد اختلاطه فيرد حديثه" سبقت ترجمته في حديث رقم (33).
4) فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَل الْأَشْجَعِيُّ الكوفي. "تابعي ثقة ليست له صحبة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
5) نَوْفَلُ الْأَشْجَعِيُّ: قال ابن حجر: صحابي.
(4)
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثالث: "إسناد أبو يعلي في مسنده
".
1) عَبْدُ الْوَاحِدُ بْنُ غِيَاث أبو بحر الصَيْرَفيُّ: قال ابن حجر: صدوق.
(5)
2) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ القَسْمَليُّ: قال ابن حجر: ثقة ربما وهم.
(6)
3) أَبو إِسْحَاق السَّبِيعِيُّ: "ثقة يدلس، اختلط بأخرةِ، فأما تدليسه: فلا يقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح
(1)
يُنظر "معجم الصحابة" للبغوي 1/ 482، "معجم الصحابة" لابن قانع 1/ 161، "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 2/ 587، "الاستيعاب" 1/ 235، "الإكمال" 2/ 8، "أسد الغابة" 1/ 510، "تهذيب الكمال" 4/ 497، "الكاشف" 1/ 289، "الإصابة" 2/ 159.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 517.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 44، "فتح الباري" 1/ 351.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 498.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 308.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 300.
فيه بالسماع، إلا ذا كان الراوي عنه شعبة، وأما اختلاطه فيُنْظر إلي الراوي عنه، فإن كان روي عنه قبل اختلاطه فيقبل حديثه، وإن كان روي عنه بعد اختلاطه فيرد حديثه" سبقت ترجمته حديث رقم (33).
4) فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَل الْأَشْجَعِيُّ الكوفي. "تابعي ثقة ليست له صحبة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
رابعاً: دراسة إسناد الوجه الرابع: "إسناد الترمذي في سننه
".
1) مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَان العدوي: قال ابن حجر: ثقة.
(1)
2) أَبُو دَاوُد الطيالسي: قال ابن حجر: ثقة حافظ غلط في أحاديث.
(2)
3) شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ: "ثقة ثبت أمير المؤمنين في الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (157).
4) أَبو إِسْحَاق السَّبِيعِيُّ: "ثقة يدلس، اختلط بأخرةِ، فأما تدليسه: فلا يقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع، إلا ذا كان الراوي عنه شعبة، وأما اختلاطه فيُنْظر إلي الراوي عنه، فإن كان روي عنه قبل اختلاطه فيقبل حديثه، وإن كان روي عنه بعد اختلاطه فيرد حديثه" سبقت ترجمته في حديث رقم (33).
5) عَنْ رَجُل: قلت: وهو مبهم.
6) فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَل الْأَشْجَعِيُّ الكوفي. "تابعي ثقة ليست له صحبة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي أَبي إِسْحَاق السَّبِيعِي، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: أَبُو إِسْحَاق يرويه عنه شَرِيك بن عبد الله النخعي، واختلف علي شَرِيك من طُرق:
الطريق الأول: شَرِيك، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَل، عَنْ جَبَلَة بْنِ حَارِثَةَ.
ورواه عَن شَرِيك بهذا الوجه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، وحَجَّاج بن محمد المصيصي، والأسْوَد بن عامر شاذان، وبشر بن الوليد الكندي، وإِبْرَاهِيم بْن أَبِي الْوَزِير.
الطريق الثاني: شَرِيك، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ جَبَلَة بْن حَارِثَة. وذلك بدون ذكر فَرْوَة بْنِ نَوْفَلٍ.
ورواه عَن شَرِيك بهذا الوجه: مُحَمَّد بْن الطُّفَيْل.
الطريق الثالث: شَرِيْك، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاه، عَنْ عَمِّهِ جَبَلَة.
ورواه عَن شَرِيك بهذا الوجه: محمد بن سعيد بن سليمان بْن الأَصْبَهَانِي.
قلت: وشريك سيء الحفظ يخطئ كثيراً وهذا يدل علي اضطرابه في هذا الحديث.
الوجه الثاني: أَبُو إِسْحَاق، عَنْ فَرْوَة بْنِ نَوْفَل، عَنْ أَبِيهِ نَوْفَل الْأَشْجَعِي.
ورواه عَن أَبي إِسْحَاق بهذا الوجه: زُهَيْر بْن مُعَاوِيَة، وإِسْرَائِيل بن يونس، وأَبُو خَيْثَمَة زهير بن حرب، وشريك، وأبو مريم الأنصاري، ومحمد بن أبان القرشي، وأَشْعَث بْن سَوَّار، وزَيْد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ. وزاد أبو نعيم:
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 455.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 190.
فِطْر بْن خَلِيفَة.
(1)
الوجه الثالث: أَبُو إِسْحَاق، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيُّ يرفعه إلي النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه عَن أَبي إِسْحَاق بهذا الوجه سُفْيَان الثوري، وعَبْد الْعَزِيزِ بْن مُسْلِم القَسْمَلِي.
قَال ابن حبان: الْقلب يمِيل إِلَى أَن هَذِه اللَّفْظَة لَيست بمحفوظة من ذكر صُحْبَة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّا نذكرهُ فِي كتاب التَّابِعين أَيْضا لِأَن ذَلِك الْموضع بِهِ أشبه وَعبد الْعَزِيز بْن مُسلم الْقَسْمَلِي رُبمَا أوهم فأفحش. وقال ابن حجر: اتفق الحفاظ على أن عبد العزيز بن مسلم وهم في روايته عن أبي إسحاق حيث قال: عنه، عن فروة بن نوفل، قال: أتيت النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: جئت لتعلمني كلمات إذا أخذت مضجعي .. الحديث والمعروف عن فروة بن نوفل عن أبيه.
(2)
الوجه الرابع: أَبو إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ يرفعه إلي النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه عن أبي إسحاق بهذا الوجه: شعبة بن الحجاج. قال الترمذي: رَوَى زُهَيْرٌ هَذَا الحَدِيثَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهَذَا أَشْبَهُ وَأَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَة.
(3)
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق والله أعلم أن الوجه الثاني هو الوجه الراجح وذلك لما يلي:
1) رواية الأكثر عدداً: فقد رواه بهذا الوجه جماعة من الرواة وهذا بخلاف الأوجه الأخري.
2) أنَّ شريك مع اضطرابه في رواية الوجه الأول إلا أنه رواه مرة بالوجه الراجح ــــ الثاني ــــ وعلي ذلك فيرجح من روايته ما وافق فيه رواية الجماعة.
3) ترجيح الأئمة:
- قال الترمذي: رَوَى زُهَيْرٌ هَذَا الحَدِيثَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهَذَا أَشْبَهُ وَأَصَحُّ.
(4)
- وقال الدارقطني: رواه إسرائيل، وأشعث بن سوار، وأبو مريم، ومحمد بن أبان، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل الأشجعي، وهو الصحيح.
(5)
- وقال أبو نعيم: الصحيح في هذا رواية أبي إسحاق عن فروة بن نوفل، عن أبيه.
(6)
- وقال المزي: والصحيح حديث أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن أبيه.
(7)
(1)
يُنظر "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 5/ 2686.
(2)
يُنظر "الإصابة" 8/ 589.
(3)
يُنظر "سنن الترمذي" 5/ 474.
(4)
يُنظر "سنن الترمذي" 5/ 474.
(5)
يُنظر "العلل" للدارقطني 13/ 277.
(6)
يُنظر "معرة الصحابة" 5/ 2978.
(7)
يُنظر "تحفة الأشراف" 8/ 258.
- وقال ابن حجر: رُوي من طرق، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن أبيه، ومنهم من لم يقل عن أبيه، ومنهم من قال: عن أبي إسحاق، عن أبي فروة، والصواب عن فروة عن أبيه، وهكذا أخرجه أبو داود، والنسائي، من رواية زهير بن معاوية، والترمذي، والنسائي أيضا من رواية إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق مجوداً، وفيه على أبي إسحاق اختلاف. وهذا هو المعتمد.
(1)
قلت: وقد ذهب ابن عبد البر إلي أنَّ الحديث مضطرب فقال: حديث كثير الاضطراب.
(2)
فقال ابن حجر: زعم ابن عبد البر بأنه حديث مضطرب، وليس كما قال، بل الرواية التي فيها عن أبيه أرجح، وهي الموصولة، رواته ثقات فلا يضره مخالفة من أرسله، وشرط الاضطراب أن تتساوى الوجوه في الاختلاف، وأما إذا تفاوتت فالحكم للراجح بلا خلاف.
(3)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول المرجوح ــــ "إسناده منكر" فيه: شريك بن عبد الله: سيء الحفظ ويخطئ كثيراً وقد اضطرب في هذا الحديث فرواه بأكثر من وجه.
وأما الحديث بالوجه الثاني ـــ الراجح ـــ إسناده صحيح.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ عَنْ جَبَلَةَ إِلَّا شَرِيكٌ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال الصنعاني رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: إذا أخذت مضجعك من الليل: أي إذا أردت أو إذا اضطجعت. فاقرأ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ: أي السورة المسماة بهذه الجملة لا هذا اللفظ وحده كما يصرح به قوله ثم نم على خاتمتها: أي اجعلها آخر أذكار المنام. فإنها براءة من الشرك: أنث الضمير؛ لأنه أراد بيا أيها الكافرون السورة لا هذا اللفظ إما لأنه قد صار علماً لها أو لأنه اقتصر عليه، والمراد به السورة للعلم بذلك، والمراد أنها تبري قائلها من الشرك لأنها اشتملت على نفي عبادة ما يعبده المشركون بأبلغ عبارة وأوفى تأكيد فإنه نفى عبادته لما يعبدونه بالجملة الفعلية المضارعية ليفيد الحال والاستقبال فقال: لَا أَعْبُدُ: أي في الحال والاستقبال ثم نفاه بالجملة الإسمية لما عبدوه فيما مضى فقال: وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ. كما نفى عبادتهم لما يعبده بالجملة الإسمية في الطرفين ما يعبدونه في الحال والاستقبال. وفي هذه السورة مباحث شريفة ذكرها الإِمام ابن قيم الجوزية في كتابه بدائع الفوائد. ولما كان النوم أخاُ للموت حسن النوم على أكمل براءة من الشرك.
(4)
(1)
يُنظر "الإصابة" 14/ 480.
(2)
يُنظر الاستيعاب" لابن عبد البر 2/ 419.
(3)
يُنظر "الإصابة" 11/ 143.
(4)
يُنظر "التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ" للصنعاني 1/ 511.
[239/ 889]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بِشْر
(1)
، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَقَالَ أَخَاهُ بَيْعًا أَقَالَهُ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَّا شَرِيكٌ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي شَرِيك بْن عبد الله، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: شَرِيك، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بشير الْمَدَائِنِي، عَنْ أَبِي شُرَيْح.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ــــــ عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَنْ شَرِيك به.
الوجه الثاني: شَرِيك، عَن عَبْد الْمَلِكِ بْن أَبِي بَشِير، عَنْ شُرَيْح الشَّامِي يرفعه إلي النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه البغوي في "شرح السنة" ك/ البيوع ب/ الإِقَالَةِ (8/ 161 رقم 2117)، عَن آدَم بْن أَبِي إِيَاس، عَن شَرِيك به. بلفظ: مَنْ أَقَالَ أَخَاهُ المُسْلِمَ صَفْقَةً كَرِهَهَا، أَقَالَ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَان الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) شَرِيكٌ بْنُ عبد الله النَخْعِيُّ: تغير حفظه منذ ولي القضاء فيحسن حديثه إلا عند التفرد والمخالفة" سبقت ترجمته في حديث رقم (3).
4) عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَشِيرٍ الْبَصْرِيُّ.
روي عَنْ: عَبد الله بن مساور، وعكرمة مولى ابْن عباس، وحفصة بنت سيرين، وغيرهم.
روي عَنْه: شَرِيك بْن عبد الله النخعي، وزهير بن معاوية، وسفيان الثوري، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال أحمد، وأبو حاتم، وابن معين، وأبو زرعة، ويحيى بن سَعِيد القطان، والعجلي، وابن نمير، ويعقوب بْن سفيان، والنَّسَائي، وابن حجر: ثقة، وزاد أبو حاتم: صالح الحديث. وذكره ابنُ حِبَّان،
(1)
قلت: في الأصل عَبْد الْمَلِك بْن أَبِي بِشْر، وكذا في "مجمع البحرين" وقال محقق المجمع: كذا في ح، وطس، وفي ت: عَبْد الْمَلِك بْن أَبِي شيبة. ولم أجد هذا ولا ذاك، ولعل الصواب: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِير وهو ثقة، لكن لم يلق أحداً من الصحابة انتهي. قلت: لكن وقفت بعد ذلك علي الخلاصة للخزرجي فوجدته قال: عبد الْملك بن أبي بشر الْبَصْرِيّ ثمّ الْمَدَائِنِي عَن حَفْصَة بنت سِيرِين وَعنهُ الثَّوْريّ وَزُهَيْر بن مُعَاوِيَة وَثَّقَهُ الْقطَّان. انتهي. قلت: وما قاله هو بعينه الذي قيل في ترجمة عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بشير. ووجدت في حاشية الخلاصة: كَذَا فِي نُسْخَة أُخْرَى وَفِي التَّهْذِيب والتقريب بشير. قلت: وروي الضياء في "المختارة حديثاً بسنده: عَنْ سُفْيَان الثوري، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَاوِر، عَن ابْن عَبَّاس
…
الحديث. ثم قال الضياء: فِي سَمَاعِنَا: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بِشْرٍ، وَالصَّوَابُ: بَشِيرٍ
…
وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قلت: والذي يظهر والله أعلم أنَّ اسمه عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بشير كما دلت علي ذلك جميع كُتب التراجم، وأما قوله بن أبي بشر فلعل هذا تحريف والله أعلم. يُنظر "المختارة" للضياء" 11/ 128، "مجمع البحرين" 4/ 7، "خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال" للخزرجي 1/ 243.
وابن شاهين، وابن خلفون في الثقات. وقال الثوري: كان شيخ صدق. وحاصله أنه "ثقة".
(1)
5) خويلد بْنُ عَمْرو بْن صخر بن عبد العزى بْن معاوية أبو شُرَيْحٍ الخزاعي الكَعْبِيُّ.
(2)
روي عَنْ: النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وعَبد الله بْن مسعود.
روي عَنْه: سَعِيد الْمَقْبُرِي، ونافع بْن جبير بْن مطعم، وأبو سَعِيد الْمَقْبُرِي، وغيرهم.
أسلم رضي الله عنه قبل فتح مكة، وكان يوم فتح مكة حاملاً أحد ألوية بنى كعب. قلت: ذكره البغوي، وابن منده، وابن قانع، وأبو نعيم، وابن عبد البر، وابن الأثير، وابن حجر في الصحابة. وقال ابن ماكولا، والمزي: له صحبة. وقال ابن حجر: في القريب: صحابي. روى له الجماعة.
(3)
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد البغوي".
1) عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي القَاسِمِ المَلِيْحِيُّ: قال السَّاجِي: ثِقَةً. وقال الذهبي: صَّدُوْق،.
(4)
2) أَبُو مَنْصُور مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بن سَمْعَان السَّمْعَانِيُّ، الحِيريُّ النيسابُوري: قال السمعاني: ذكره الحاكم وقال: كان من جملة المختلفة إلى أبى بكر بن إسحاق الإمام، ولما بنى دار السنة عقد له مجلساً للذكر فكتبنا عنه أحاديث قبل الأربعين، ولما توفى الشيخ أبو بكر خرج إلى هراة وأقام بها وسكنها إلى أواخر عمره فانصرف وقد صار إسناده عالياً، وسمع الناس منه الكثير.
(5)
3) أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الرَّيَانِيُّ: قال الخطيب، والذهبي: ثقة.
(6)
(1)
يُنظر "تاريخ ابن معين" رواية ابن محرز 1/ 102، "الثقات" للعجلي 2/ 101، "الجرح والتعديل" 5/ 344، "الثقات" لابن حبان 7/ 100، "الثقات" 1/ 157، "تهذيب الكمال" 18/ 287، "الإكمال" 8/ 303، "التقريب" صـ 302.
(2)
اختلف في اسمه اختلافاً كثيراً: فقال ابن عبد البر: أبو شريح الخزاعي الكعبي، مشهور بكنيته، واختلفوا في اسمه، فقيل: اسمه كعب بن عمرو، وقيل: عمرو بن خويلد، والأكثر يقولون: خويلد بن عمرو. وقال ابن الأثير: اختلفوا في اسمه فقيل: خويلد بن عمرو، وقيل: عمرو بن خويلد، وقيل: كعب بن عمرو، وقيل: هانئ بن عمرو. وقال النووي: أبو شريح الخزاعي، ويقال فيه أبو شريح الكعبي، وهو واحد، يقال فيه: الكعبي، والخزاعي، والعدوى. واختلف فى اسمه، فقيل: خويلد بن عمرو بن صخر، وقيل: عبد الرحمن بن عمرو، وقيل: عمرو بن خويلد، وقيل: هانئ بن عمرو، وقيل: كعب. وقال المزي: قيل: اسمه خويلد بْن عَمْرو، وقيل: عَبْد الرحمن بْن عَمْرو، وقيل: عَمْرو بْن خويلد، والمشهور خويلد بْن عَمْرو بْن صخر بن عبد العزى. وقال ابن حجر: أبو شريح الخزاعي الكعبي، خويلد بن عمرو وقيل: عمرو بن خويلد. وقيل هانئ، وقيل كعب بن عمرو. وقيل عبد الرحمن، والأول أشهر، وقال الطبري: هو خويلد بن عمرو. قلت: وعلي هذا فالمشهور في اسمه أنَّ اسمه: خويلد بن عمرو، والله أعلم.
(3)
يُنظر "معجم الصحابة" للبغوي 2/ 244، "معرفة الصحابة" لابن منده 1/ 505، "معرفة الصحابة" لأبو نعيم 2/ 960، "الاستيعاب" 2/ 455، 4/ 1688، و"الإكمال" لابن ماكولا 4/ 281، "أسد الغابة" 6/ 160، "تهذيب الأسماء واللغات" 2/ 243، "تهذيب الكمال" 33/ 400، "الإصابة" 12/ 344، "التقريب" صـ 570.
(4)
يُنظر "السير" 18/ 255.
(5)
يُنظر "الأنساب" للسمعاني 7/ 143.
(6)
يُنظر "السير" 14/ 433.
4) حُمَيْدُ بْنُ مخلد بن قتيبة أبو أحمد بن زَنْجُوَيْهِ: قال ابن حجر: ثقة ثبت.
(1)
5) آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاس: قال ابن حجر: ثقة.
(2)
6) شَرِيكٌ بْنُ عبد الله النخعي: تغير حفظه منذ ولي القضاء فيحسن حديثه إلا عند التفرد والمخالفة" سبقت ترجمته في حديث رقم (3).
7) عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَشِيرٍ الْبَصْرِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
8) شُرَيْحٍ بْنُ عبيد بن شُرَيْح الحضرمي الشَّامِيُّ: قال ابن حجر: ثقة وكان يُرسل كثيراً.
(3)
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي شَرِيك بْن عبد الله، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: شَرِيك، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بشير، عَنْ أَبِي شُرَيْح.
ورواه عَن شَرِيك بهذا الوجه: سَعِيد بْن سُلَيْمَان وهو ثقة.
الوجه الثاني: شَرِيك، عَن عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَشِيرٍ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ شُرَيْحٍ الشَّامِيُّ يرفعه إلي النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه عَن شَرِيك بهذا الوجه: آدَم بْن أَبِي إِيَاس وهو ثقة.
قلت: وشريك سئ الحفظ يخطئ كثيراً وقد اضطرب في هذا الحديث.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ـــ الوجه الأول ـــ "إسناده ضعيف" فيه: شَرِيك بْن عبد الله وهو: سئ الحفظ يخطئ كثيراً وقد اضطرب في هذا الحديث. وفيه انقطاع أيضاً: فعَبْد الْمَلِك بْنِ أَبِي بشير لم يدرك أَبا شُرَيْح لأنه من أتباع التابعين.
وكذلك الحديث بالوجه الثاني: "إسناده ضعيف" لأجل: شَرِيك فقد اضطرب في هذا الحديث. وضعيف أيضاً لإرساله. قال البغوي: هَذَا الْحَدِيثُ مُرْسَلٌ.
(4)
وقال البخاري: شريح الشامي وَكَانَ قد صحب من صحب ــــ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ــــــ، روى عَنْهُ عَبْد الملك بْن أَبِي بشير قولَهُ.
(5)
قلت: وقد صح الحديث من حديث الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا عَثْرَتَهُ، أَقَالَهُ اللَّهُ عز وجل عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
(6)
وفي رواية: منْ أَقَالَ مُسْلِماً بَيْعَتَهُ، وفي رواية
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 121.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 26.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 207.
(4)
يُنظر "شرح السنة" للبغوي 8/ 161.
(5)
يُنظر "التاريخ الكبير" للبخاري 4/ 230.
(6)
أخرجه أبو يعلي في "معجمه"(1/ 344 رقم 326)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"(المسند 12/ 400 رقم 7431)، وابن ماجة في "سننه" ك/ أَبْوَابُ التِّجَارَاتِ ب/ الْإِقَالَةِ (3/ 318 رقم 2199)، وأبو داود في "سننه" ك/ البيوع ب/ في فضل الإقالة (5/ 328 رقم 3460)، والبزار في "مسنده"(16/ 76 رقم 9130)، وأبو الحسين الكلابي في "أحاديثه"(1/ 60 رقم 56)، والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ البيوع ب/ مَنْ أَقَالَ الْمُسْلَمَ إِلَيْهِ بَعْضَ السَّلَمِ وَقَبَضَ بَعْضًا (6/ 44 رقم 11128).
أخري: مَنْ أَقَال نَادِماً بَيْعَتَهُ، أَقَالَ الله عثرته يوم القيامة. قلت: إسناده صحيح.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَّا شَرِيكٌ.
قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال المناوي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم من أقال مسلماً: أي وافقه على نقض البيع أو البيعة وأجابه إليه. أقال الله عثرته: أي رفعه من سقوطه يقال أقاله يقيله إقالة وتقاؤلاً إذا فسخا البيع وعاد المبيع إلى مالكه والثمن إلى المشتري إذا ندم أحدهما أو كلاهما وتكون الإقالة في البيعة والعهد كذا في النهاية. قال ابن عبد السلام في الشجرة: إقالة النادم من الإحسان المأمور به في القرآن لما له من الغرض فيما ندم عليه سيما في بيع العقار وتمليك الجوار.
(1)
وقال شرف الحق العظيم آبادي: الإقالة في الشرع هي: رفع العقد الواقع بين المتعاقدين وهي مشروعة إجماعاً ولا بد من لفظ يدل عليها وهو أقلت أو ما يفيد معناه عرفاً. قال في إنجاح الحاجة صورة إقالة البيع إذا اشترى أحد شيئا من رجل ثم ندم على اشترائه إما لظهور الغبن فيه أو لزوال حاجته إليه أو لانعدام الثمن فرد المبيع على البائع وقبل البائع رده أزال الله مشقته وعثرته يوم القيامة لأنه إحسان منه على المشتري لأن البيع كان قد بت فلا يستطيع المشتري فسخه.
(2)
(1)
يُنظر "فيض القدير" 6/ 79.
(2)
يُنظر "عون المعبود" لشرف الحق العظيم آبادي 9/ 237.
[240/ 890]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ [يَسَافٍ]
(1)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ: يَأْمُرُونِي بِسَبِّ أَصْحَابِي، بَلْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَغَفَرَ لَهُمْ، وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ عَلَى حِرَاءَ، فَتَحَرَّكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«اسْكُنْ حِرَاءُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ» . فَعَدَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيًّا
(2)
وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ. *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ طَلْحَةَ إِلَّا ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَلَمْ يَذْكُرْ طَلْحَةُ فِي الْإِسْنَادِ بَيْنَ هِلَالِ بْنِ [يَسَافٍ]
(3)
وَبَيْنَ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ظَالِمٍ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي هِلَالِ بْنِ يَسَاف، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: هِلَالُ بْنُ يسَافٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ.
ورواه عَن هِلَال بْن يسَاف بهذا الوجه: طَلْحَة بْن مُصَرِّف، ومَنْصُور بن المعتمر، والْعَوَّام بْن حَوْشَب.
أما طريق طَلْحَة بْن مُصَرِّف: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ، وابن عدي في "الكامل"(7/ 475)، والشاشي في "مسنده"(1/ 236 رقم 193)، (1/ 240 رقم 198)، (1/ 241 رقم 200)، (1/ 247 رقم 211)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(5/ 25)، عَنْ مُحَمَّد بْن طَلْحَة بْن مُصَرِّفٍ، عَنْ أبيه طَلْحَة به.
وأما طريق مَنْصُور بن المعتمر: أخرجه الثوري في "حديثه"(1/ 80 رقم 103)، والسري بن يحيي في "أحاديثه"(1/ 101 رقم 100) من طريق قَبِيصَة. وأحمد في "مسنده"(3/ 175 رقم 1630)، من طريق وكيع، عَنْ سُفْيَان، عن مَنْصُور به بنحوه.
وأما طريق الْعَوَّام بْن حَوْشَب: أخرجه بحشل في "تاريخ واسط"(1/ 158).
الوجه الثاني: هِلَال بْن يَسَاف، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ.
ورواه عَن هِلَال بْن يسَاف بهذا الوجه: مَنْصُور بن المعتمر، وحُصَيْن بْن عَبْدِ الرَّحْمَن.
أما طريق مَنْصُور بن المعتمر: أخرجه الثوري في "تفسيره"(1/ 160 رقم 475)، ومن طريقه ــــــ الحميدي في "مسنده"(1/ 197 رقم 84). والبيهقي في "المدخل"(1/ 134 رقم 88)، وابن عساكر في "تاريخه"(25/ 89)، من طريق مُحَمَّد بْن يُوسُف الْفِرْيَابِي. وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 580)، من طريق الْمُعَافَى بْن عِمْرَان.
وأما طريق حُصَيْن بْن عَبْدِ الرَّحْمَن: أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الفضائل ب/ مَا ذُكِرَ فِي
(1)
في الأصل "يَسَار" والتصويب من "مجمع البحرين"(7/ 28 رقم 3977)، وكذا مصادر ترجمته تدل علي ما أثبتناه.
(2)
في الأصل "علي".
(3)
في الأصل "سياف" والتصويب من "مجمع البحرين"(7/ 28 رقم 3977).
أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنه (11/ 106 رقم 32484)، وأحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 109 رقم 81)، (1/ 219 رقم 250)، وابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 618 رقم 1426)، والشاشي في "مسنده"(1/ 240 رقم 199)، والآجري في "الشريعة"(4/ 1696 رقم 1169)، (5/ 2296 رقم 1780)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 370)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(35/ 273)، من طريق أَبُو الْأَحْوَص بْن سُلَيْم الْحَنَفِي.
وأبو داود الطيالسي في "مسنده"(1/ 191 رقم 232)، وأحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 109 رقم 81)، وفي "مسنده"(3/ 181 رقم 1638)، وابن ماجة في "سننه" ك/ الإيمان وفضائل الصحابة والعلم ب/ فَضَائِلُ الْعَشَرَةِ رضي الله عنهم (1/ 95 رقم 134)، والبزار في "مسنده"(4/ 91 رقم 1263)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ المناقب ب/ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْف رضي الله عنه (7/ 331 رقم 8148)، وفي "فضائل الصحابة"(1/ 31 رقم 101)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(35/ 271)، والذهبي في "السير"(1/ 105)، من طريق شُعْبَة.
وأحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 109 رقم 81)، والنسائي في "الكبري" ك/ المناقب ب/ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْل رضي الله عنه (7/ 326 رقم 8134)، وفي "فضائل الصحابة"(1/ 27 رقم 87)، والمحاملي في "أماليه" رواية ابن مهدي الفارسي (1/ 122 رقم 232)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(35/ 272)، من طريق جَرِير.
وأحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 109 رقم 81)، والشاشي في "مسنده"(1/ 239 رقم 197)، (1/ 248 رقم 212)، من طريق خَالِد بْن عَبْدِ اللَّه.
وأحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 109 رقم 81)، (1/ 229 رقم 279)، وفي "مسنده"(3/ 185 رقم 1644)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(60/ 253)، من طريق عَلِيّ بْن عَاصِم.
وأحمد في "مسنده"(3/ 175 رقم 1630)، من طريق وَكِيع.
وأحمد في "مسنده"(3/ 185 رقم 1645)، والشاشي في "مسنده"(1/ 238 رقم 196)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 476)، من طريق زَائِدَة.
وأبو يعلي في "مسنده"(2/ 258 رقم 969)، والترمذي في "سننه" ك/ المناقب ب/ مَنَاقِب سَعِيد بْن زَيْد رضي الله عنه (5/ 651 رقم 3757)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(35/ 273)، والضياء في "المختارة"(3/ 279 رقم 1081)، والمزي في "تهذيب الكمال"(15/ 135)، والذهبي في "السير"(1/ 25 رقم 9)، من طريق هُشَيْم.
وأبو داود في "سننه" ك/ السنة ب/ في الخلفاء (7/ 44 رقم 4648)، والنسائي في "الكبري" ك/ المناقب ب/ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ رضي الله عنه (7/ 327 رقم 8135)، وفي ب/ طَلْحَة بْن عُبَيْدِ الله رضي الله عنه (7/ 333 رقم 8151)، وفي "فضائل الصحابة"(1/ 27 رقم 88)، وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ إِخْبَارِه صلى الله عليه وسلم عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَة ب/ ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْجَنَّةِ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف رضي الله عنه (15/ 457 رقم 6996)، من طريق ابن إدريس.
والحاكم في "المستدرك" ك/ معرفة الصحابة ب/ ذِكْرُ مَنَاقِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه (3/ 509 رقم 5898)، من طريق أَبُو بَكْرِ بْن عَيَّاش.
كلهم: عَنْ حُصَيْن، عن هِلَال، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْد به بنحوه.
وأحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 113 رقم 82)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(35/ 272)، والذهبي في "السير"(1/ 139)، من طريق وَكِيع، عَنْ سُفْيَان، عَنْ حُصَيْن وَمَنْصُور، عَنْ هِلَال، عَنْ سَعِيد به.
الوجه الثالث: هِلَال، عَنْ حَيَّان بْنِ غَالِبٍ أو فُلَان بْن حَيَّانَ، عَنْ ابْنِ ظَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ.
ورواه عَن هِلَال بْن يسَاف بهذا الوجه: مَنْصُور بن المعتمر.
أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 113 رقم 83)، من طريق مُعَاوِيَة بْن هِشَام.
وأحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 114 رقم 84)، (1/ 219 رقم 254)، وابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 618 رقم 1425)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ المناقب ب/ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْل رضي الله عنه (7/ 326 رقم 8136)، وفي "فضائل الصحابة"(1/ 28 رقم 89)، والضياء في "المختارة"(3/ 280 رقم 1082)، من طريق عُبَيْد بْن سَعِيد الْقُرَشِي أَخُو يَحْيَى بْنِ سَعِيد.
والنسائي في "الكبري" ك/ المناقب ب/ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْف رضي الله عنه (7/ 332 رقم 8149)، وفي "فضائل الصحابة"(1/ 31 رقم 102)، من طريق قَاسِمٌ الْجَرْمِي.
ثلاثتهم: عَنْ الثوري، عَنْ مَنْصُور، عَنْ هِلَال به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّف: "صدوق له أوهام". سبقت ترجمته في حديث رقم (219).
4) طَلْحَةُ بنُ مُصَرِّفِ اليَامِيُّ: "ثقة" لم يسمع من أنس سبقت ترجمته في حديث رقم (89).
5) هِلالُ بْنُ يَسَاف، ويُقال: ابن إساف، أَبُو الْحَسَنِ الأَشْجَعِيُّ، الْكُوفِيُّ.
روي عَنْ: سَعِيد بْن زَيْد مرسلاً، وعمران بن حصين، والبراء بْن عازب، وغيرهم.
روي عَنْه: طَلْحَة بن مُصَرِّف، وحصين بْن عَبْد الرحمن، ومنصور بن المعتمر، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، وابن مَعِين، والعجلي، والذهبي، وابن حجر: ثقة. وذكره ابنُ حِبَّان في الثقات.
وقد وُصف بالإرسال: قال يحيى بن سعيد القطان: أنكر أن يكون هلال سمع من أبي مسعود البدري، قال يحيى: مات أبو مسعود أيام علي رضي الله عنه. وقال العلائي: في التهذيب أنه روى عن أبي الدرداء رضي الله عنه. قال الذهبي: وكأنه مرسل. قلت ـــــ العلائي ـــــ له رؤية عن علي رضي الله عنه ولم يسمع منه، قال الذهبي: رَوَى عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ مُرْسَلا، وقال ابن حجر: وأما قول المصنف أدرك علياً وروى عن أبي الدرداء فعجيب لأن أبا الدرداء مات قبل علي فلا معنى لقوله حينئذ أدرك علياً لأنه إن صح سماعه من أبي الدرداء وما أخاله صحيحاً لكان مدركاً لعثمان فضلاً عن علي. وحاصله أنه "ثقة يرسل".
(1)
6) سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْن عَمْرِو: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (219).
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 2/ 334، "الجرح والتعديل" 9/ 72، "المراسيل" 1/ 229، "الثقات" 5/ 503، "تهذيب الكمال" 30/ 353، "الكاشف" 2/ 343، "جامع التحصيل" 1/ 295، "الإكمال" 12/ 181، "التهذيب" 11/ 86، "التقريب" صـ 507.
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد الثوري في تفسيره
".
1) مَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ، أَبُو عَتَّابٍ السُّلَمِيُّ الكُوْفِيُّ:"ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (44).
2) هِلَالُ بْنُ يساف: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ظَالِم التميمي المازني: قال ابن حجر: صدوق لينه البخاري.
(1)
4) سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْن عَمْرِو: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (219).
ثالثاً: دراسة إسناد الوجه الثالث: "إسناد ابن أبي عاصم في السنة
".
1) يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الصَّفَار: قال ابن حجر: ثقة.
(2)
2) عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الأموي: قال ابن حجر: ثقة.
(3)
3) سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: "ثقة حافظ أمير المؤمنين في الحديث" سبقت ترجمته في حديث رقم (14).
4) مَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِر: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (44).
5) هِلَالُ بْنُ يساف: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في إسناد الوجه الأول.
6) فُلَانِ بْنِ حَيَّانَ الْقُرَشِي: قال ابن حجر: لا يعرف ولم يسم، ويقال اسمه حيان بن غالب.
(4)
7) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ظَالِم التميمي المازني: قال ابن حجر: صدوق لينه البخاري.
8) سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْن عَمْرِو: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (219).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي هِلَالِ بْنِ يَسَاف، واختلف عنه من أوجه:
الوجه الأول: هِلَالُ بْنُ يسَافٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ.
ورواه عَن هِلَال بْن يسَاف بهذا الوجه: طَلْحَة بْن مُصَرِّف، ومَنْصُور بن المعتمر، والْعَوَّام بْن حَوْشَب. قال الذهبي: رَوَى هِلَال بْن يسَاف عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْد مُرْسَلاً.
الوجه الثاني: هِلَالُ بْنُ يَسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ.
ورواه عَن هِلَال بْن يسَاف بهذا الوجه: مَنْصُور بن المعتمر، وحُصَيْن بْن عَبْدِ الرَّحْمَن. قال النسائي: هِلَالُ بْنُ يَسَافٍ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ظَالِم.
(5)
الوجه الثالث: هِلَالُ بْن يَسَافٍ، عَنْ حَيَّان بْنِ غَالِبٍ أو فُلَان بْن حَيَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ. ورواه عَن هِلَال بْن يسَاف بهذا الوجه: مَنْصُور بن المعتمر.
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 251.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 542.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 317.
(4)
يُنظر "التقريب " صـ 609.
(5)
يُنظر "السنن الكبري" للنسائي 7/ 327.
قلت: وقد ذهب الدارقطني إلي ترجيح الوجه الثالث فقال: الذي عندنا أن الصواب قول من رواه، عن الثوري، عن منصور، عن هلال، عن فلان بن حيان، أو حيان بن فلان، عن عبد الله بن ظالم، لأن منصور أحد الإثبات، وقد بين في روايته عن هلال أنه لم يسمعه من ابن ظالم، وأن بينهما رجلاً، وقول طلحة بن مصرف، والعوام بن حوشب، ومن تابعهما عن هلال مرسل.
(1)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ـــ الوجه الأول المرجوح ـــ إسناده ضعيف لإرساله فهِلَال بْن يسَاف لم يسمع منْ سَعِيدِ بْنِ زَيْد.
وأما الحديث بالوجه الثاني ــــ المرجوح ــــ فضعيف أيضاً فهِلَال بْن يَسَافٍ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ ابْنِ ظَالِم.
وأما الحديث بالوجه الثالث ــــ الراجح ــــ فإسناده ضعيف فيه: فلان بن حيان، أو حيان بن فلان: مجهول.
قلت: وللحديث متابعة عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ حَدَّثَهُ فِي نَفَرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: عَشْرَةٌ فِي الْجَنَّةِ: أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي: ابْنَ الْجَرَّاحِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ "، فَعَدَّ هَؤُلَاءِ التِّسْعَةَ، فَقَالَ الْقَوْمُ: نَنْشُدُكَ بِاللَّهِ يَا أَبَا الْأَعْوَرِ، أَنْتَ الْعَاشِرُ؟ قَالَ: إِذْ نَاشَدْتُمُونِي بِاللَّهِ: أَبُو الْأَعْوَرِ فِي الْجَنَّةِ.
(2)
قال الترمذي: أَصَحُّ مِنَ الحَدِيثِ الأَوَّلِ. وقال أيضاً: سَمِعْتُ مُحَمَّداً يَقُولُ: هُوَ أَصَحُّ مِنَ الحَدِيثِ الأَوَّلِ. قلت: أي حديث الدراوردي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد العزيز الدَّراوَرْدي، عن عبد الرحمن بن حُمَيد بن عبد الرحمن بْنِ عَوْف، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جدِّه عبد الرحمن بن عَوْف، عن النبيِّ قَالَ: عَشَرَةٌ فِي الجَنَّةِ. وَرَوَاهُ مُوسَى بْن يعقوب الزَّمْعي، عَنِ عمر بن سعيد بن شُرَيح، عن عبد الرحمن ابن حُمَيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بن زيد، عن النبيِّ رضي الله عنه قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ؟ قَالَ: حديثُ مُوسَى أشبهُ؛ لأنَّ الحديثَ يُروى عَنْ سَعِيدٍ مِنْ طُرُقٍ شَتَّى، ولا يُعرَف عن عبد الرحمن بن عَوْف، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، في هذا شيء.
(3)
ويشهد له أيضاً حديث عَبْدِ الرَّحْمَن بْن عَوْفٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ،
(1)
يُنظر "العلل" للدارقطني 4/ 409.
(2)
أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 114 رقم 85)، والترمذي في "سننه" ك/ المناقب ب/ مَنَاقِبِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ الزُّهْرِيّ رضي الله عنه (5/ 648 رقم 3748)، وابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 620)، والنسائي في "السنن الكبري" ك/ المناقب ب/ أبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ رضي الله عنه (7/ 328 رقم 8139)، والآجري في "الشريعة" ب/ ذِكْرِ فَضَائِلِ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ وَسَعِيدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاح رضي الله عنهم (5/ 2287 رقم 1769)، والحاكم في "المستدرك" ك/ معرفة الصحابة ب/ ذكر مناقب سعيد بن زيد عاشر العشرة رضي الله عنه (3/ 498 رقم 5858)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1/ 21 رقم 55)، (1/ 141 رقم 526).
(3)
يُنظر "العلل" لابن أبي حاتم 6/ 394.
وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ.
(1)
قلت: إسناده صحيح.
وعلي هذا فيرتقي الحديث من وجهه الراجح من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ طَلْحَةَ إِلَّا ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَلَمْ يَذْكُرْ طَلْحَةُ فِي الْإِسْنَادِ بَيْنَ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ وَبَيْنَ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ظَالِمٍ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال رضي الله عنه. قال أبو نعيم: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ طَلْحَةَ، تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ.
(2)
سادساً: التعليق علي الحديث:
يُنظر مشكوراً التعليق علي حديث رقم (219/ 869).
(1)
أخرجه أحمد في "مسنده"(3/ 209 رقم 1675)، والترمذي في "سننه" ك/ المناقب ب/ مَنَاقِبِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ رضي الله عنه (5/ 647 رقم 3747)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني (1/ 182 رقم 232)، والنسائي في "الكبري" ك/ المناقب ب/ أبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ رضي الله عنه (7/ 328 رقم 8138)، وابن حبان في "صحيحه" (الإحسان ك/ إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ. ب/ ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْجَنَّةِ لِأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ (15/ 463 رقم 7002)، وأبو يعلي في "مسنده" (2/ 147 رقم 835).
(2)
يُنظر "الحلية" لأبو نعيم 5/ 25.
[241/ 891]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:«مَا رُفِعَتْ مَائِدَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْنِ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهَا [فَضْلَةٌ مِنْ طَعَامٍ قَطُّ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ إِلَّا مُحَمَّدٌ]
(1)
.
أولاً: تخريج الحديث:
قلت: لم أقف عليه بهذا اللفظ في حدود بحثي إلا عند المُصَنِف في "الأوسط" ـــــ رواية الباب ـــــ.
وأخرجه أحمد في "مسنده"(42/ 127 رقم 25224)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(4/ 145 رقم 833)، والطبراني في "الأوسط"(8/ 358 رقم 8867)، من طُرقٍ عَن مُحَمَّد بْن طَلْحَةَ، عَنْ مَيْمُون أَبِي حَمْزَة، عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَة، أَنَّهَا قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثًا مِنْ خُبْزِ بُرٍّ حَتَّى قُبِضَ، وَمَا فَضَلَ مِنْ مَائِدَتِهِ كِسْرَةٌ فَضْلًا حَتَّى قُبِضَ صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّف: "صدوق له أوهام". سبقت ترجمته في حديث رقم (219).
4) مَيْمُونُ أَبُو حَمْزَة الْقَصَّاب
(2)
الأعور الكُوفِيُّ.
روي عَنْ: إبراهيم النخعي، وسعيد بن المُسَيِّب، وعامر الشعبي، وغيرهم.
روي عَنْه: مُحَمَّد بن طَلْحَة، وزهير بْن معاوية، ومنصور بْن المعتمر، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال أَحْمَد، والدارقطني، وابن حجر: ضعيف الحديث.
وَقَال البخاري: ليس بالقوي عندهم. وَقَال أَبُو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه. وَقَال التِّرْمِذِيّ: قد تكلم فِيهِ من قبل حفظه. وَقَال النَّسَائي: ليس بثقة. وَقَال أَبُو أَحْمَد الحاكم: حديثه ليس بالقائم. وَقَال الْخَطِيب: لا تقوم به حجة. وقال الْعُقَيْلِي: لا يُتَابَع عَلَى كَثِير مِنْ حَدِيثِه. وقال ابن عدي: أحاديثه الَّتِي يرويها خاصة عن إِبْرَاهِيم مما لَا يُتَابَعُ عَليها. وقال ابن حبان: كان فاحش الخطأ كثير الوهم يروي عن الثقات مالا يشبه حديث الأثبات. وقال أبو موسى مُحَمَّد بْن المثنى: ما سمعت يَحْيَى بْن سَعِيد ولا ابْن مهدي يحدثان عَنْ سُفْيَانَ، عَن أَبِي حمزة الأَعور شيئاً قط.
وَقَال ابْن مَعِين: ليس بشيءٍ، لا يكتب حديثه. وقَال البُخارِيُّ مرة، والساجي: ليس بذاك. وَقَال البخاري مرة: ضعيف ذاهب الحديث. وَقَال أحمد مرة، وابن طاهر: متروك الحديث. وقال يعقوب بن سفيان: ليس
(1)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل والتصويب من "مجمع البحرين"(8/ 290 رقم 5127).
(2)
القَصَّاب: بفتح القاف وتشديد الصاد المهملة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى بيع اللحم وإلى الّذي يذبح الشياه ويبيع لحمها، والمشهور بهذه النسبة: أبو حمزة ميمون القصاب الأعور، من أهل الكوفة. "الأنساب" 10/ 160.
بمتروك الحديث ولا هو حجة. وحاصله أنه "ضعيف الحديث".
(1)
5) إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيد النَّخَعِيُّ: "ثقة وُصف بالتدليس والإرسال لكن قبل الأئمة منه ذلك" سبقت ترجمته في حديث رقم (44).
6) الأَسْوَدُ بنُ يَزِيْد بن قَيْس النَّخَعِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (176).
7) عَائِشَة بنت أبي بكر الصديق: "زوج النبي صلى الله عليه وسلم " سبقت ترجمتها في حديث رقم (15).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: مَيْمُون الأعور أَبُو حَمْزَة الْقَصَّاب: ضعيف الحديث.
قلت: وللحديث متابعة أخرجها الطبراني عَن أَحْمَد بن محمد بن حميد، عَن أَبي بِلَال الْأَشْعَرِي، عَن بِشْر بْن عُمَارَة، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا كَانَ يَبْقَى عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ.
(2)
قلت: فيها مِرْدَاسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِ أَبو بِلَال الْأَشْعَرِيُّ: قال الدارقطني: ضعيف.
(3)
وبِشْر بْنُ عُمَارَة الخثعمي: قال ابن حجر: ضعيف.
(4)
والْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ العنسي: قال ابن حجر: ضعيف الحفظ.
(5)
قلت: وقد ثبت بإسناد صحيح من حديث أَبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ رضي الله عنه قال: مَا كَانَ يَفْضُلُ عَنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خُبْزُ الشَّعِيرِ.
(6)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ إِلَّا مُحَمَّدٌ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
يُنظر "تاريخ ابن معين" رواية ابن محرز 1/ 53، "العلل" لأحمد 3/ 124، "التاريخ الكبير" للبخاري 7/ 343، "الغلل الكبير" 1/ 183، "الضعفاء" للعقيلي 4/ 187، "الجرح والتعديل" 8/ 235، "المجروحين" 3/ 5، "الكامل" 8/ 157، "ذخيرة الحفاظ" للقيسراني 5/ 2635، "تهذيب الكمال" 29/ 237، "التقريب" صـ 488.
(2)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2/ 157 رقم 1567).
(3)
يُنظر "ميزان الاعتدال" 4/ 507.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 62.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 36.
(6)
أخرجه أحمد في "مسنده"(36/ 633 رقم 22296)، والترمذي في "سننه" ك/ الزهد ب/ مَا جَاءَ فِي مَعِيشَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلِهِ (4/ 580 رقم 2359)، والطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 191 رقم 7680)، والبغوي في "شرح السنة" ك/ الرقاق ب/ كَيْفَ كَانَ عَيْشُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَيْشُ أَصْحَابِهِ رضي الله عنهم (14/ 273 رقم 4075).
[242/ 892]ــــ[حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا]
(1)
سَعِيدٌ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ:«حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكُنَّا نُلَبِّي عَنِ الصِّبْيَانِ، وَنَرْمِي عَنْهُمْ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَنْصُورٍ إِلَّا سَعِيدٌ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه البيهقي في "السنن الكبري" ك/ الحج ب/ حَجِّ الصَّبِي (5/ 255 رقم 9715)، عَنْ سَعِيد بْن سُلَيْمَان الضَّبِّي، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَد به بنحوه.
وابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الحج ب/ فِي الصَّبِيِّ يَجْتَنِبُ مَا يَجْتَنِبُ الْكَبِيرُ (5/ 521 رقم 15098)، عَن حَفْص بن غياث. والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ الحج ب/ حَجِّ الصَّبِي (5/ 255 رقم 9713)، عَن عَبَّاد بْن الْعَوَّام. كلاهما: عَنْ أَشْعَث به بلفظ: وَلَبَّيْنَا عَنِ الْوِلْدَان. وفي رواية: وأهللنا عَنِ الْوِلْدَان.
ورواه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، واختلف علي ابْن نُمَيْرٍ في متنه:
فأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ك/ الحج ب/ في الصبي يرمي عنه (5/ 328 رقم 14011)، ومن طريقه ــــــ ابن ماجة في "سننه" ك/ المناسك ب/ الرَّمْيِ عَنْ الصِّبْيَانِ (4/ 233 رقم 3038) ــــــ. وأحمد في "مسنده"(22/ 269 رقم 14370). والطوسي في "مختصر الأحكام" ك/ الحج ب/ بَابُ مَا جَاءَ فِي حَجِّ الصَّبِيِّ (4/ 186 رقم 847)، عَن عَبْد اللَّهِ بْنُ هَاشِم، وَطُلَيْق بْن مُحَمَّدٍ الْبَزَّاز الْوَاسِطِي.
أربعتهم: ابن أبي شيبة، وأحمد، وعَبْد اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، وَطُلَيْق بْن مُحَمَّد الْبَزَّاز الْوَاسِطِي، عَن عَبْد اللَّهِ بْن نُمَيْر، عَنْ أَشْعَث بْنِ سَوَّارٍ به بنحو رواية الباب.
وأخرجه الترمذي في "سننه" ك/ الحج (3/ 257 رقم 927)، عَن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الوَاسِطِي، عَن عَبْد اللَّهِ بْنُ نُمَيْر، عَنْ أَشْعَث بْنِ سَوَّارٍ به بلفظ: كُنَّا إِذَا حَجَجْنَا مَع النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكُنَّا نُلَبِّي عَنِ النِّسَاءِ، وَنَرْمِي عَنِ الصِّبْيَانِ. قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ. وَقَدْ أَجْمَعَ أَهْلُ العِلْمِ عَلَى: أَنَّ المَرْأَةَ لَا يُلَبِّي عَنْهَا غَيْرُهَا، بَلْ هِيَ تُلَبِّي عَنْ نَفْسِهَا، وَيُكْرَهُ لَهَا رَفْعُ الصَّوْتِ بِالتَّلْبِيَةِ. وقال الذهبي: غريب جداً.
(2)
وقَالَ ابْن الْقطَّان: وَلَفْظُ ابْنِ أبي شيبة أولَى بِالصَّوَابِ وأشبه بِهِ؛ فَإِن الْمَرْأَة لَا يُلَبِّي عَنْهَا غَيرهَا، أجمع أهل الْعلم عَلَى ذَلِك.
(3)
وقال الذهبي في ترجمة مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الوَاسِطِيُّ: كان ضريراً وما به بأس لكنه غلط غلطة ضخمة. ثم ساق الاختلاف علي ابن نمير في هذا ثم رجح بقوله: والصواب رواية ابن أبي شيبة.
(4)
وأخرجه أبو القاسم الميانجي في "جزئه"(صـ 1 رقم 3)، وابن باكويه الشيرازي في "جزئه" (1/ 11 رقم
(1)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل وما قبله وما بعده من الأسانيد يدل علي صحة ما أثبتناه والله اعلم.
(2)
يُنظر "تنقيح التحقيق" للذهبي 2/ 9.
(3)
يُنظر "بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام" لابن القطان الفاسي 3/ 469.
(4)
يُنظر "ميزان الاعتدال" 3/ 481.
30)، والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ الحج ب/ حَجِّ الصَّبِي (5/ 255 رقم 9714)، وأبو طاهر السِّلِّفي في "الطيوريات"(3/ 938 رقم 867)، عَن عَبْد اللَّهِ بْن نُمَيْر. وابن عدي في "الكامل"(2/ 146)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" ك/ المناسك ب/ مَا وَرَدَ فِي حَجِّ الصَّبِي وَالْمَمْلُوك (7/ 340 رقم 10261)، عَن ابْن عُيَيْنَةَ. كلاهما: عَنْ أَيْمَن بن نابل، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ الليثي الْكُوفِيُّ: "صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (133).
4) أَشْعَثُ بْنُ سَوَّار: "ضعيف يُعتبر به" سبقت ترجمته في حديث رقم (172).
5) أَبُو الزُّبَيْرِ المَكِيُّ: "ثقة يدلس فحديثه مردود إلا إذا صرح فيه بالسماع" تقدم حديث رقم (29).
6) جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (21).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: أَشْعَث بْن سَوَّار: ضعيف الحديث. وأَبُو الزُّبَيْرِ المكي يدلس، فحديثه مردود إلا إذا صرح فيه بالسماع ولم يصرح بالسماع في هذا الحديث.
قلت: أما أَشْعَث بْن سَوَّار فتابعه: أيمن بن نابل الحبشي كما سبق بيان ذلك في التخريج. وأيمن بن نابل قال فيه ابن حجر: صدوق يهم.
(1)
قلت: لكن تبقي عنعنة أبو الزبير عن جابر فلم يصرح بالسماع.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَنْصُورٍ إِلَّا سَعِيدٌ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال الترمذي رحمه الله: أَجْمَعَ أَهْلُ العِلْمِ عَلَى أَنَّ المَرْأَةَ لَا يُلَبِّي عَنْهَا غَيْرُهَا، بَلْ هِيَ تُلَبِّي عَنْ نَفْسِهَا، وَيُكْرَهُ لَهَا رَفْعُ الصَّوْتِ بِالتَّلْبِيَةِ.
(2)
وقال ابن قدامة رحمه الله: كل ما أمكن الصبي في الحج فعله بنفسه، لزمه فعله، ولا ينوب غيره عنه فيه، كالوقوف والمبيت بمزدلفة، ونحوهما، وما عجز عنه عمله الولي عنه. قال جابر: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجاجاً، ومعنا النساء والصبيان، فأحرمنا عن الصبيان. وفي رواية: فلبينا عن الصبيان، ورمينا عنهم. ورواه الترمذي قال: فكنا نلبي عن النساء، ونرمي عن الصبيان. قال ابن المنذر: كل من حفظت عنه من أهل العلم يرى الرمي عن الصبي الذي لا يقدر على الرمي، كان ابن عمر يفعل ذلك. قال أحمد: يرمي عن الصبي أبواه أو وليه.
(3)
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 56.
(2)
يُنظر "سنن الترمذي" 3/ 257.
(3)
يُنظر "المغني" لابن قدامة 5/ 52.
[243/ 893]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدٌ قَالَ: نا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ كَثِيرٍ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«صَاحِبُ الدِّينِ مَأْسُورٌ بِدِينِهِ، يَشْكُو إِلَى اللَّهِ الْوَحْدَةَ» .
*لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الْبَرَاءِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: مُبَارَكٌ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه الروياني في "مسنده"(1/ 287 رقم 429)، والدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(2/ 81 رقم 213)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"(19/ 14)، والبغوي في "شرح السنة" ك/ البيوع ب/ التَّشْدِيدِ فِي الدَّيْنِ (8/ 203 رقم 2148)، وأبو القاسم الأصبهاني الملقب بقوام السنة في "الترغيب والترهيب" ب/ الترهيب من الغفلة عن الدَّين والاستعاذة من غلبته (2/ 151 رقم 1332)، وعبد الخالق بن أسد الحنفي في "معجمه"(1/ 289 رقم 265)، والضياء المقدسي في "المنتقي من مسموعات مرو"(1/ 396 رقم 862)، وعزاه السيوطي لأبو الحسن نعيم بن عبد الملك الإستراباذى فى "أماليه" كما في "جامع الأحاديث"(13/ 460)، من طُرق عِنْ سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَن مُبَارَك بْن فَضَالَة به بنحوه. وعند بعضهم بلفظ: صاحب الدين مأسور في قبره، وفي رواية أخري بلفظ: صاحب الدين مأسور يوم القيامة.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، أَبُو فَضَالَةَ الْقُرَشِيُّ، الْعَدَوِيُّ الْبَصْرِيُّ
روي عَنْ: كَثِير أَبِي مُحَمَّد، ومحمد بْن المنكدر، وهشام بْن عروة، وغيرهم.
روي عَنْه: سَعِيد بْن سُلَيْمان، وعَبْد اللَّهِ بْن المبارك، وعفان بْن مسلم الصفار، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قَال ابْن مَعِين، وعفان بن مسلم، وهشيم، والحاكم: ثقة. وذكره ابنُ حِبَّان فِي الثقات، وقال: كان يخطئ. وقال في المشاهير: كان ردئ الحفظ. وقال الفلاس: سمعت يحيى القطان يحسن الثناء على مبارك.
وقال الساجي: كان صدوقاً ولم يكن بالحافظ فيه ضعف. وقال ابن حجر: صدوق يدلس ويسوي. وقال الذهبي: حَسَن الحَدِيْث.
وَقَال العجلي، وابْن مَعِين مرة: ليس بِهِ بأس. وَقَال ابن معين مرة، وابن المديني: صالح، وزاد ابْن المديني: وسط. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مستقيمة. وقال العجلي مرة: يكتب حديثه جائز الحديث.
وقَال ابْن سعد: فيه ضعف. وَقَال ابن مَعِين مرة، والنسائي: ضعيف الحديث. وقال الدارقطني: لين كثير الخطأ يعتبر به. وقال أحمد: ليْسَ بِذَاكَ وَقد كنت لَا أخرج عَن مبارك شَيْئا ثمَّ بعد. وقال الحاكم مرة: لم يخرجاه في الصحيحين لسوء حفظه. وَقَال الفلاس: كان يحيى القطان، وابن مهدي لا يحدثان عَنه. وذكره العقيلي، وابن الجارود، والبلخي، وأبو العرب، والبرقي في الضعفاء. وَقَال ابْن أَبي حاتم: اختلفت الرواية عن
ابن مَعِين في مبارك، وأولاهما أن يكون مقبولاً محفوظاً عَنْ يحيى ما وافق أَحْمَد وسائر نظرائه.
وقد وصف بالإرسال: في روايته عَنْ أنس، وغيره.
ووصف بالتدليس أيضاً: قَال يحيى بْن سَعِيد: لم أقبل منه شيئاً إلا شيئاً يقول فيه حَدَّثَنَا. وَقَال ابْن مهدي: لم نكتب للمبارك شيئاً إلا شيئاً يقول فيه سمعت الْحَسَن. وَقَال أَحْمَد: كان مبارك يرفع حديثاً كثيراً، ويقول في غير حديث عَنِ الْحَسَن، قال حَدَّثَنَا عِمْران، قال حَدَّثَنَا ابن مغفل، وأصحاب الْحَسَن لا يقولون ذلك. قال ابن حجر: يعني أنه يصرح بسماع الحسن من هؤلاء وأصحاب الحسن يذكرونه عندهم بالعنعنة. وذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة من مراتب الموصوفين بالتدليس. وحاصله أنه "صدوق يُحَسَّنُ حديثه لكنه يرسل ويدلس فلا يُقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع".
(1)
4) كَثِير أَبُو مُحَمَّد، البصري.
روي عَنْ: الْبَرَاء بْن عَازِب، وعبد اللَّه بْن عباس، وأبي الطفيل عامر بْن واثلة، وغيرهم.
روي عَنْه: مُبَارَك بْنُ فَضَالَة، وحماد بْن سلمة.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن حِبَّان فِي الثقات. وقال ابن حجر: مقبول. وذكره البخاري، وابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وحاصله أنه "مجهول الحال".
(2)
5) البَرَاءُ بنُ عَازِبِ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (89).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: مُبَارَك بْن فَضَالَة: صدوق يُحَسَّنُ حديثه لكنه يرسل ويدلس فلا يُقبل شيئاً من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع. وهو لم يصرح بالسماع في هذا الحديث.
وفيه أيضاً: كَثِيرُ أَبُو مُحَمَّد، البصري: مجهول الحال.
قلت: وللحديث شاهد من حديث أَبي سُفْيَانَ السَّعْدِي، عَن أَبِي نَضْرَةَ، عَن أَبِي سَعِيد الْخُدْرِي، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَاحِبُ الدَّيْنِ مَغْلُولٌ فِي قَبْرِهِ حتى يقضي عنه دينه.
(3)
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، لضعف أبي سفيان طَريف بن شهاب السَّعْدي.
وقال ابن عدي: ولأبي سفيان هذا غير ما أمليت وقد روى عنه الثقات، وإِنَّما أنكر عليه في متون الأحاديث أشياء لم يأت بها غيره وأما أسانيده فهي مستقيمة. وقال ابن حجر: ضعيف.
(4)
قلت: وللحديث شاهد بإسناد صحيح من حديث عَبْد الرَّزَّاق، عَن مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ
(1)
يُنظر "العلل" لأحمد رواية المروزي 1/ 55، "الثقات" للعجلي 2/ 263، "سؤالات الآجري أبا داود السجستاني" 1/ 281، "الضعفاء والمتروكون" للنسائي 1/ 239، "الجرح والتعديل" 8/ 338، "الثقات" 7/ 501، "المشاهير" 1/ 189، "تهذيب الكمال" 27/ 180، "السير" 7/ 281، "جامع التحصيل" 3/ 271، "الإكمال" 11/ 58، "طبقات المدلسين" 1/ 43، "التقريب" صـ 452.
(2)
"التاريخ الكبير" 7/ 208، "الجرح والتعديل" 7/ 159، "الثقات" 5/ 332، "تهذيب الكمال" 24/ 166، "التقريب" صـ 396.
(3)
أخرجه أبو يعلي كما في "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري" (3/ 375 رقم 2926)، وابن عدي في "الكامل" (5/ 187)
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 224.
أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ ما كان عليه دين.
(1)
وعلي هذا فيرتقي الحديث بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره والله أعلم.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنَف:
قال الطبراني رحمه الله: لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الْبَرَاءِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: مُبَارَكٌ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال الشوكاني رحمه الله: في الحديث الحث للورثة على قضاء دين الميت، والإخبار لهم بأن نفسه معلقة بدينه حتى يقضى عنه، وهذا مقيد بمن له مال يقضى منه دينه وأما من لا مال له ومات عازماً على القضاء فقد ورد في الأحاديث ما يدل على أن الله تعالى يقضي عنه، بل ثبت أن مجرد محبة المديون عند موته للقضاء موجبة لتولي الله سبحانه لقضاء دينه وإن كان له مال ولم يقض منه الورثة.
(2)
(1)
أخرجه ابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ الجنائز ب/ الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَازَةِ: ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا كَانَ لَا يُصَلِّي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَنْ عَلَيْهِ دَيْنٌ إِذَا مَاتَ (7/ 331 رقم 3061).
(2)
يُنظر "نيل الأوطار" للشوكاني 5/ 25.
[244/ 894]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: نا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ جَيْشاً «غَنِمُوا فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا وَعَسَلًا، فَلَمْ يُؤْخَذْ مِنْهُمُ الْخُمُسُ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَّا أَنَسٌ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، عَنْ نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
أخرجه أبو داود في "سننه" ك/ الجهاد ب/ في إباحة الطعام في أرض العدو (3/ 337 رقم 2701)، والطبراني في "الأوسط"(5/ 275 رقم 5301)، وفي "المعجم الكبير"(12/ 369 رقم 13372)، والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ السير ب/ السَّرِيَّةِ تَأْخُذُ الْعَلَفَ وَالطَّعَام (9/ 102 رقم 17995)، عَن إِبْرَاهِيم بْن حَمْزَة الزُّبَيْرِي. وأبو طاهر المُخَلِّص في "المخلصيات"(3/ 401 رقم 2794)، عَن علي بن محمدِ بنِ معاويةَ النيسابوري. كلاهما: عَن أَنَس بْن عِيَاض.
وابن حبان في "صحيحه"(الإحسان ك/ السير ب/ الْغَنَائِمِ وَقِسْمَتِهَا: ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَا غَنِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ أَمْوَالِ أَهْلِ الْحَرْبِ يُخَمَّسُ خَلَا مَا يُؤْكَلُ مِنْهَا لِقُوتِهِمْ (11/ 156 رقم 4825)، عَن شُعَيْب بْن إِسْحَاق، عَن عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَرَ، عَنْ نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَّهَ جَيْشًا فَغَنِمُوا طَعَامًا وَعَسَلًا، فَلَمْ يُخَمِّسْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. كلاهما: أَنَس بْن عِيَاضٍ، وشُعَيْب بْن إِسْحَاقَ، عَن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَر.
قلت: ولهذا الوجه متابعة أخرجها البخاري في "صحيحه" ك/ فَرْض الخُمُس ب/ مَا يُصِيب مِن الطَّعَامِ فِي أَرْضِ الحَرْبِ (4/ 59 رقم 3154)، عَن مُسَدَّد، عَن حَمَّاد بْن زَيْد، عَنْ أَيُّوب، عَنْ نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: كُنَّا نُصِيبُ فِي مَغَازِينَا العَسَلَ وَالعِنَبَ، فَنَأْكُلُهُ وَلَا نَرْفَعُهُ. وعند البيهقي في "الكبري" ك/ السير ب/ السَّرِيَّةِ تَأْخُذُ الْعَلَفَ وَالطَّعَام (9/ 101 رقم 17994)، عَن ابْن الْمُبَارَك، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوب، عَنْ نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ بلفظ: كُنَّا نَأْتِي الْمَغَازِيَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنُصِيبُ الْعَسَلَ وَالسَّمْنَ فَنَأْكُلُهُ.
الوجه الثاني: عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ مُرسلاً.
أخرجه البيهقي في "السنن الكبري" ك/ السير ب/ السَّرِيَّة تَأْخُذُ الْعَلَفَ وَالطَّعَام (9/ 102 رقم 17996)، عَن عُثْمَان بْن الْحَكَمِ الْجُذَامِي، عَنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَر به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني" ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ: "صدوق" سبقت ترجمته في حديث رقم (161).
3) أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (161).
4) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ العَدَوِيُّ: "ثقة ثبت" لكنه يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (50).
5) نافع مولى عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
6) عَبدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر بن الخطاب: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد البيهقي في السنن الكبري
".
1) الحَاكِمُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوَيْه أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ البَيِّع: قال الذهبي: الحافظ، الناقد، العلامة، شيخ المحدثين صنف وخرج، وجرح وعدل، وصحح وعلل، وكان من بحور العلم.
(1)
2) الأَصَمُّ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بن يُوْسُفَ النَّيْسَابُوْرِيُّ أَبُو العَبَّاسِ الأُمَوِيُّ: قال ابْنَ أَبِي حَاتِم: بَلَغَنَا أَنَّهُ ثِقَة صَدُوْق، وقال الذهبي: المُحَدِّث مُسْنِدُ العَصْرِ، رِحلَة الوَقْتِ وَجمِيع مَا حَدَّثَ بِهِ إِنَّمَا رَوَاهُ مِنْ لَفْظه.
(2)
3) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَم بن أعين المصري: قال ابن حجر: ثقة.
(3)
4) عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبِ المِصْرِيُّ: "ثقة ثبت" سبقت ترجمته في حديث رقم (39).
5) عُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْجُذَامِيُّ المِصْرِيُّ: قال ابن حجر: صدوق له أوهام.
(4)
6) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ العَدَوِيُّ: "ثقة ثبت" لكنه يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (50).
7) نافع مولى عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (23).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
ورواه عَن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر بهذا الوجه: أَنَس بْن عِيَاضٍ وهو ثقة. وشُعَيْب بْن إِسْحَاق قال فيه ابن حجر: ثقة وسماعه من ابن أبي عروبة بأخرة.
(5)
قلت: ولهذا الوجه متابعة أخرجها البخاري في "صحيحه" عَن حَمَّاد بْن زَيْد، عَنْ أَيُّوب، عَنْ نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَر.
الوجه الثاني: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ مُرسلاً.
ورواه عَن عُبَيْدِ اللَّه بهذا الوجه: عُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْجُذَامِيُّ وهو صدوق له أوهام كما قال ابن حجر.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أنَّ الوجه الأول هو الوجه الراجح وذلك لما يلي:
1) رواية الأكثر عدداً: فرواه بالوجه الأول اثنان من الرواة وهذا بخلاف الوجه الثاني.
2) رواية الأحفظ: فَرَاوِيَا الوجه الأول أوثق من راوية الوجه الثاني.
3) المتابعات: فللوجه الأول متابعة أخرجه البخاري في صحيحه كما سبق بيان ذلك في التخريج.
(1)
يُنظر "السير" 17/ 162.
(2)
يُنظر "السير" 15/ 452.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 423.
(4)
يُنظر "التقريب" صـ 323.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 208.
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول الراجح ــــ "إسناده حسن" فيه: إِبْرَاهِيم بْن حَمْزَةَ الزُّبَيْرِي: صدوق حسن الحديث. قلت: والحديث له متابعة أخرجها البخاري في صحيحه كما سبق بيان ذلك في التخريج.
وعلي هذا فيرتقي الحديث بمتابعاته من الحسن إلي الصحيح لغيره.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَّا أَنَسٌ.
قلت: وليس الأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان فلم يتفرد به أَنَس بْن عِيَاضٍ بل تابعه: شُعَيْب بْن إِسْحَاق القرشي كما سبق بيان ذلك في التخريج.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال الخطابي رحمه الله: لا أعلم خلافاً بين الفقهاء في أن الطعام لا يخمس في جملة ما يخمس من الغنيمة وإن لواجده أكله ما دام الطعام في حد القلة وعلى قدر الحاجة وما دام صاحبه مقيماً في دار الحرب وهو مخصوص من عموم الآية ببيان النبي صلى الله عليه وسلم كما خص منها السلب وسهم النبي صلى الله عليه وسلم والصفي ورخص أكثر العلماء في علف الدواب ورأوه في معنى الطعام للحاجة إليه. وقال الشافعي: فإن أكل فوق الحاجة أدى ثمنه في المغنم، وكذلك إن شرب شيئاً من الأشربة والأدوية التي لا تجرى مجرى الأقوات أو أطعم صقوره لحماً منه أدى قيمته في المغنم، وإنما يحل له قدر الحاجة حسب وليست يده على الطعام في دار الحرب يد ملك حقيقة وإنما له يد الارتفاق والانتفاع به قدر الحاجة وهذا على أحد قولي الشافعي.
(1)
وقال أبو الحسن الماوردي رحمه الله: إذا خرج المسلمون من دار الحرب ومعهم من بقايا ما أخذوه من طعامهم ففي وجوب رده إلى المغنم قولان: أحدهما: أن عليهم رده إلى المغنم لارتفاع الحاجة، فإن استهلكوه كان محسوباً عليه من سهامهم. والقول الثاني: لا يلزمهم رده، لأنه موضوع على الإباحة، وبه قال الأوزاعي وقد روى نافع عن ابن عمر أن جيشاً غنموا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً وعسلاً فلم يؤخذ منهم الخمس. وقال أبو حنيفة وأبو يوسف: ما بقي معهم من الطعام قبل قسم الغنيمة رده في الغنائم، وما بقي بعد قسمتها باعوه وتصدقوا بثمنه، وعلى مذهب الشافعي: إن لم يجب رده على أحد قوليه كانوا أحق به قبل الغنم ويجوز لهم بيعه بعد خروجهم من دار الحرب، ولا يجوز لهم بيعه قبل خروجهم منها، وتكون أيديهم عليه في دار الحرب يد استباحة، وفي دار الإسلام يد ملك، وإن وجب رده على القول الثاني ردوه إلى المغنم قبل القسم، وعلى الإمام بعد القسم، وليس لهم بيعه ولا التصدق بثمنه، لأنه حق للغانمين وتكون أيديهم عليه في دار الحرب يد استباحة، وفي دار الإسلام يد حظر فيجوز أن يأكلوه في دار الحرب ولا يأكلوه في دار الإسلام، ولا يجوز لهم بيعه في دار الحرب ولا في دار الإسلام والله أعلم.
(2)
(1)
يُنظر "معالم السنن" للخطابي 2/ 295.
(2)
يُنظر "الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي وهو شرح مختصر المزني" للماوردي 14/ 169.
[245/ 895]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: نا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِكْرِمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«الْتَمِسُوا الرِّزْقَ فِي خَبَايَا الْأَرْضِ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ إِلَّا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه مصعب الزبيري في "حديثه"(1/ 29 رقم 1)، وعبد الله بن أحمد في زوائده علي "فضائل الصحابة" ب/ خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا (1/ 313 رقم 431)، وأبو يعلي في "مسنده"(7/ 347 رقم 4384)، وأبو بكر بن صدقة الضبي الملقب بوكيع في "أخبار القضاة"(1/ 242)، والطبراني في "الأوسط"(8/ 101 رقم 8097)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 404 رقم 695، 694)، والبيهقي في "الآداب" ب/ الرَّغْبَةِ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ وَالِاسْتِغْنَاءِ بِهِ عَنِ النَّاسِ (1/ 317 رقم 958)، وفي "الشعب" ب/ التَّوَكُّلِ بِاللهِ عز وجل وَالتَّسْلِيمِ لَأَمْرِهِ تَعَالَى فِي كُلِّ شَيْء (2/ 87 رقم 1235، 1234، 1233)، وبيبي في "جزئها"(1/ 29 رقم 1)، وقاضي المارستان في "مشيخته"(2/ 535 رقم 88)، وابن عساكر في "معجمه"(2/ 811 رقم 1017)، وابن هامل في "أحاديث عوال من مسموعاته"(1/ 48 رقم 17)، وابن رشيد السبتي في "ملء العيبة بما جُمع بطول الغَيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطَيبة"(1/ 301)، والذهبي في "تاريخ الإسلام"(4/ 1226)، وابن الرَّسَّام في "الأربعين من الأحاديث النبوية"(1/ 28 رقم 21)، وأبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان"(2/ 313)، عَن هِشَام بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِكْرِمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ به بمثله وعند بعضهم بلفظ: اطلبوا الرزق.
وأبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان"(2/ 243)، عَن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ ثَابِتِ الزُّبَيْريُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (185).
3) هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ
روي عَنْ: هشام بْن عروة، ومالك بن أنس، وصَالِح بْن مُحَمَّد بْن زَائِدَة، وغيرهم.
روي عَنْه: مُصْعَب الزُّبَيْري، ويَعْقُوب بْن مُحَمَّد الزُّهْرِي، وعَمْرُو بْن مَالِك الرَّاسِبِي، وغيرهم.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد: كان لزوماً لهشام بن عروة، وكان من خاصته وسمع منه سماعاً كثيراً إلا أنه لم يحدث، وكان رجلاً جليلاً يحتسب ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. وقال مطرف بن عبد الله: قاضي المدينة، ومن صالح قضاتها.
وذكره ابن حبان في المجروحين، وقال: يروي عن هشام بن عروة مالا أصل له من حديثه كأنه هشام آخر لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد وهو الذي روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي
-صلى الله عليه وسلم قال اطلبوا الرزق في خبايا الأرض. وقال الذهبي: غمزه ابن حبان لأجل هذا الحديث. وقال البوصيري: ضعيف. وحاصله أنه "ضعيف"
(1)
4) هشام بْن عروة بْن الزبير بْن العوام: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
5) عروة بن الزبير بن العوام: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
6) عائشة بنت أبي بكر الصديق: "زوج النبي صلى الله عليه وسلم " سبقت ترجمتها في حديث رقم (15).
…
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: هِشَام بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِكْرِمَة: قال ابن حبان: يروي عن هشام بن عروة مالا أصل له من حديثه كأنه هشام آخر لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد. قلت لكن قال ابن سعد: كان لزوماً لهشام بن عروة، وكان من خاصته، وسمع منه سماعاً كثيراً إلا أنه لم يحدث.
قلت: وقد حكم العلماء علي هذا الحديث بالضعف والنكارة:
قال ابن الجوزي: قال النسائي وهو حديث منكر وقد رُوِيَ من قول عروة.
(2)
وقال ابن طاهر: لا أصل له من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ولا من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، ولا من حديث عروة عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو شيء من كلام عروة.
(3)
قلت: وعلي ما قيل في هِشَام بْن عَبْدِ اللَّه إلا أنه قد تُوبع في روايته هذه عن هِشَام بْن عُرْوَة فتابعه: أَبُو أُسَامَةَ حَمَّاد بن أُسَامَة بن زَيْد كما عند أبو نعيم في أخبار أصبهان كما سبق بيان ذلك في التخريج. وحَمَّاد بن أُسَامَة هذا قال فيه ابن حجر: ثقة ثبت ربما دلس وكان بأخرة يحدث من كتب غيره. وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً كثير الحديث، يدلس ويبين تدليسه، وقال أحمد: ثقة، وما كان أرَوَاهُ عن هشام بن عروة، وَقَال مرة: كان ثبتاً، ما كان أثبته لا يكاد يخطئ.
(4)
قلت: والإسناد إلي حَمَّاد بن أُسَامَة رجاله ثقات عدا أبو بكر محمد بن جعفر بن يوسف شيخ أبو نعيم.
قال فيه أبو نعيم: كثير الحديث، كان يسمع إلى أن توفي رحمه الله. قلت: ومثله يعتبر به والله أعلم.
(5)
وعلي هذا فالحديث في أقل أحواله يرتقي بهذه المتابعة من الضعيف إلي الحسن لغيره. قال ابن عساكر: هذا حديث حسن غريب.
(6)
قلت: أما قولهم أنَّ هذا الحديث قد رُوِيَ من قول عروة: فقد رُوِيَ عنه من طريق عَبْد اللَّه بْن لَهِيعَةَ، عَنِ
(1)
يُنظر "الطبقات" لابن سعد 7/ 600، "المجروحين" 3/ 91، "الرواة عن مالك" للرشيد العطار 1/ 185، "تاريخ الإسلام" للذهبي 4/ 1226، "إتحاف الخيرة" للبوصيري 3/ 269.
(2)
يُنظر "العلل المتناهية" 2/ 113.
(3)
يُنظر "تذكرة الحفاظ" 1/ 60.
(4)
يُنظر "تهذيب الكمال" 7/ 217، "التقريب" صـ 117.
(5)
يُنظر "تاريخ أصبهان" لأبو نعيم 2/ 292.
(6)
يُنظر "معجم ابن عساكر" 2/ 811.
الزُّهْرِي قَالَ: قال عُرْوَة: عَلَيْكَ بِالزِّرَاعَةِ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يُتَمَثَّلُ فِيهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: تَتَبَّعْ خَبَايَا الْأَرْضِ وَادْعُ مَلِيكَهَا
…
لَعَلَّكَ يَوْمًا أَنْ تُجَابَ وَتُرْزَقَا.
(1)
قلت: إسناده ضعيف فيه عَبْد اللَّه بْن لَهِيعَة: ضعيف الحديث.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ إِلَّا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
قلت: وليس الأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان فلم يتفرد به هِشَام بْن عَبْد اللَّهِ بْن عِكْرِمَة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ بل تابعه: أَبُو أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة بن زَيْد.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال المناوي في قوله صلى الله عليه وسلم اطلبوا الرزق في خبايا الأرض: خبايا جمع خبيئة كخطيئة وخطايا أي التمسوه في الحرث لنحو زرع وغرس فإن الأرض تخرج ما فيها من النبات الذي به قوام الحيوان، وقيل أراد استخراج الجواهر والمعادن من الأرض وإنما أرشد لطلب الرزق منها لأنه أقرب الأشياء إلى التوكل وأبعدها من الحول والقوة فإن الزارع إذا كرب الأرض ونقاها وقام عليها ودفن فيها الحب تبرأ من حوله وقوته ونفدت حيلته فلا يرى لنفسه حيلة في إنباته وخروجه بل ينظر إلى القضاء والقدر ويرجو ربه دون غيره في إرسال السماء ودفع الآفة مما لا حيلة لمخلوق فيه ولا يقدر عليه إلا الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض. ومن شعر ابن شهاب الزهري قوله في المعنى: تتبع خبايا الأرض وادع مليكها
…
لعلك يوماً أن تجاب وترزقا.
(2)
(1)
أخرجه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(1/ 93 رقم 307).
(2)
يُنظر "فيض القدير" 1/ 541.
[246/ 896]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «ثَلَاثَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لَمْ يَكُنْ فِي النَّاسِ أَحَدٌ [يُعِدُّ]
(1)
عَلَيْهِمْ فَضْلًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ».
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ يَحْيَى إِلَّا مُحَمَّدٌ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه أبو يعلي الموصلي في "مسنده"(7/ 351 رقم 4389)، ومن طريقه ــــــ ابن عساكر في "تاريخه"(9/ 89) ـــــــ عَن مُصْعَب بْن عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِي.
والبخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 47) معلقاً قال: قَالَ لِي عَبد الْعَزِيزِ بْنُ عَبد اللَّهِ: عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سَعْد. ومن طريقه ـــــــ ابن عبد البر في "الاستيعاب"(2/ 802)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 80) ـــــــ.
كلاهما: مُصْعَب بْن عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِي، وعَبد الْعَزِيز بْن عَبد اللَّه، عَن إِبْرَاهِيم بْن سَعْد به بنحوه.
والحاكم في "المستدرك" ك/ معرفة الصحابة ب/ ذِكْرُ مَنَاقِبِ عَبَّادِ بْنِ بِشْرِ رضي الله عنه (3/ 254 رقم 5016)، عَن يُونُس بْن بُكَيْر.
وذكره ابن حجر في "الإصابة"(1/ 172) من طريق محمد بن إسحاق قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنِ عَبَّاد، عن أبيه، عن عائشة به.
كلاهما: إِبْرَاهِيم بْن سَعْد، ويُونُس بْن بُكَيْر، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ به وعند بعضهم بلفظ ثلاثة من الأنصار لم يجاوزهم في الفضل أحد، وفي رواية: لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل، وفي رواية: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْهُمْ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ ثَابِتِ الزُّبَيْريُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (185).
3) إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، أَبُو إِسْحَاقَ الْقُرَشِيُّ الْمَدَنِيُّ.
روي عَنْ: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، وشعبة بْن الحجاج، وابْن شهاب الزُّهْرِي، وآخرين.
روي عَنْه: مُصْعَب بْن عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِي، وأحمد بْن حنبل، وأبو داود الطيالسي، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، وأحمد، وأبو حاتم، وابن معين، والعجلي، والنسائي، وابن عدي، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن سعد: ربما أخطأ في الحديث، وزاد ابْن مَعِين: حجة، وزاد ابن عدي: له أحاديث صالحة مستقيمة عنِ الزُّهْريّ وعن غيره، ولم يتخلف أحد عن الكتابة عنه بالكوفة والبصرة وبغداد،
(1)
ما بين المعقوفتين هكذا في الأصل، وفي "مجمع البحرين" 6/ 419 رقم 3919. بلفظ "يَعْتَدُّ". وكذلك عند البخاري، وأبو يعلي، وابن عبد البر، وابن عساكر بلفظ يَعْتَدُّ.
وقول من تكلم فيه تحامل، وزاد الذهبي: صَدُوق، صَاحِبَ حَدِيْث، وزاد ابن حجر: حجة تُكلم فيه بلا قادح. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال في المشاهير: من متقني أهل المدينة وساداتهم. روى له الجماعة.
وَقَال ابْن خراش: صدوق. وقال ابن معين مرة: ليس به بأس. وَقَال أحمد مرة: أحاديثه مستقيمة.
وَقَال أحمد مرة: كان وكيع كف عَن حديث إِبْرَاهِيم بْن سعد، ثم حدث عنه بعد. قلت: لم؟ قال: لا أدري، إِبْرَاهِيم ثقة. وقَالَ أَحْمَد أيضاً: ذُكِرَ عِنْدَ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ عُقَيْل، وَإِبْرَاهِيْم بن سَعْد، فَجَعَلَ كَأَنَّه يُضَعِّفَهُمَا، فقال أحمد: أَيش يَنْفَعُ هَذَا، هَؤُلَاءِ ثِقَاتٌ لَمْ يَخْبُرْهُمَا يَحْيَى. وَقَال صالح بْن مُحَمَّد الحافظ: سماعه من الزُّهْرِي ليس بذاك، لأنه كان صغيراً حين سمع من الزُّهْرِي. وحاصله أنه "ثقة حجة".
(1)
4) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاق صاحب المغازي: "ثقة يدلس فلا يقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع" سبقت ترجمته في حديث رقم (24).
5) يَحْيَى بْنُ عَبَّاد بْن عَبد اللَّهِ بْن الزبير بْن العوام الْقُرَشِي الأسدي المَدَنِيُّ.
روي عَنْ: أبيه عباد بْن عَبد الله، وعمه حمزة بْن عَبد الله، وجده عَبد اللَّه، وآخرين.
روي عَنْه: مُحَمَّد بن إِسْحَاق، وهِشَام بْن عروة بْن الزبير، وموسى بْن عقبة، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، وابْن مَعِين، والنَّسَائي، والدارقطني، والذهبي، وابن حجر: ثقة.
وذكره ابن حِبَّان فِي الثقات. وَقَال الزُّبَيْر بْن بكار: كَانَ ابْن إِسْحَاق يكثر الحديث عنه. وحاصله أنه "ثقة".
(2)
6) عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بن العوام الْقُرَشِي الأسدي المدني، والد يَحْيَى بْن عباد.
(3)
روي عَنْ: عَائِشَة أم المؤمنين، وأبيه عَبد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر، وزيد بْن ثابت، وآخرين.
روي عَنْه: ابنه يَحْيَى بْن عباد، وعَبْد اللَّهِ بْن أَبي مليكة، وهِشَام بْن عروة، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، والعجلي، والنَّسَائي، وابن حجر: ثقة. وذكره ابنُ حِبَّان، وابن خلفون
(1)
يُنظر "الثقات" للعجلي 1/ 201، "الجرح والتعديل" 2/ 101، "الثقات" لابن حبان 6/ 7، "المشاهير" 1/ 170، "الكامل" 1/ 399، "تهذيب الكمال" 2/ 88، "تاريخ الإسلام" 4/ 796، "السير" 8/ 304، "الإكمال" 1/ 206، "التقريب" صـ 29.
(2)
يُنظر "الثقات" 5/ 519، "تهذيب الكمال" 31/ 393، "الكاشف" 2/ 368، "الإكمال" 12/ 331، "التقريب" صـ 522.
(3)
قال ابن حجر: عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن الزبير بن الْعَوام الْقرشِي روى عَن عَائِشَة رضى الله عَنْهَا وروى عَنهُ ابن أَخِيه عبد الْوَاحِد بن حَمْزَة بن عبد الله بن الزبير قَالَ الْحُسَيْنِي لَا يكَاد يعرف قلت بل هُوَ مَعْرُوف وَإِنَّمَا وَقع اخْتِلَاف فِي بعض الروَاة فِي اسْمه وَالْمَعْرُوف عباد لَا عبد الرَّحْمَن كَمَا سأوضحه وَكَأن الْحُسَيْنِي جوز أَن يكون عبد الرَّحْمَن أَخا لعباد وَلَكِن الزبير بن بكار أعلم النَّاس بأنساب قُرَيْش خُصُوصاً آل الزبير لم يذكر فِي ولد عبد الله بن الزبير أحداً اسْمه عبد الرَّحْمَن وَوَقع فِي الْمسند من طَرِيق ابن جريج، عَن مُوسَى بن عقبَة، عَن عبد الْوَاحِد، عَن عبد الرَّحْمَن، عَن عَائِشَة. وَمن طَرِيق وهيب بن خَالِد وَعبد الله بن الْمُبَارك كِلَاهُمَا عَن مُوسَى بن عقبَة، عَن عبد الْوَاحِد، عَن عباد بن عبد الله بن الزبير وَكَذَا هُوَ فِي صَحِيح مُسلم وَفِي تَارِيخ البُخَارِيّ وطبقات بن سعد كلهم من طَرِيق وهيب وَعند أَصْحَاب السّنَن غير أبي دَاوُد من طَرِيق عبد الله بن الْمُبَارك وَيحْتَمل على بعد أَن يكون عباد كَانَ اسْمه أَولاً عبد الرَّحْمَن وَكَانَ يلقب عباداً فاشتهر بهَا حَتَّى نسي عبد الرَّحْمَن. يُنظر "تعجيل المنفعة" 1/ 802.
في الثقات. وصحح الدارقطني له حديثا في كتاب الأفراد.
وَقَال الزُّبَيْر بْن بكار: كان عظيم القدر عِنْدَ عَبد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر، وكَانَ عَلَى قضائه بمكة، وكَانَ النَّاس يظنون إِن حدث بعَبد اللَّه بْن الزُّبَيْر حدث أَنَّهُ يعهد إِلَيْهِ بالإمرة، وكَانَ يستخلفه إِذَا خرج إِلَى الحج، وكَانَ أصدق النَّاس لهجة. وقيل لابن معين: عباد بن عبد الله بن الزبير سمع من عائشة قال نعم هكذا زعموا. قلت: سماعه منها ثابت في الصحيحين وغيرهما. وقال الدارقطني: سماعه من معاوية لا يصح إلا أنه أدركه. وقال ابن حجر: روايته عن عمر مرسلة بلا تردد. رَوَى لَهُ الْجَمَاعَة. وحاصله أنه "ثقة" لم يسمع من عمر، ومعاوية.
(1)
7) عائشة أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ بنت أبي بكر الصديق: "زوج النبي صلى الله عليه وسلم " سبقت ترجمتها في حديث رقم (15).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده صحيح" فيه: مُحَمَّد بن إِسْحَاق: "ثقة يدلس" لكنه صرح بالتحديث كما ذكره ابن حجر في الإصابة وقد سبق بيان ذلك في التخريج.
قال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، ووافقه الذهبي.
(2)
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ يَحْيَى إِلَّا مُحَمَّدٌ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
(1)
يُنظر "تاريخ ابن معين" رواية ابن محرز 1/ 129، "الثقات" للعجلي 2/ 17، "الثقات" 5/ 140، "سؤالات البرقاني للدارقطني" رواية الكرجي عنه 1/ 70، "تهذيب الكمال" 14/ 136، "الإكمال" 7/ 176، "التهذيب" 5/ 98، "التقريب" صـ 233.
(2)
يُنظر "المستدرك" للحاكم 3/ 254.
[247/ 897]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا مُصْعَبٌ قَالَ: نا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ اللَّهَ عز وجل يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامٍ إِلَّا مُصْعَبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: بِشْرٌ.
(1)
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي مُصْعَب بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن ثَابِتِ الزُّبَيْري، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: مُصْعَب الزُّبَيْري، عَن بِشْر بْن السَّرِي، عَنْ مُصْعَب بْن ثَابِت، عَنْ هِشَام بْن عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَة.
أ - تخريج الوجه الأول: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــــ رواية الباب ـــــ عَن أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي. وأبو يعلي في "مسنده"(7/ 349 رقم 4386). وابن عدي في "الكامل"(8/ 84)، عَن بُهْلُوْل بن إِسْحَاق بنِ بُهْلُوْل بن حَسَّان التَّنُوخِي. والبيهقي في "شعب الإيمان" ب/ فِي الْأَمَانَاتِ وَمَا يَجِبُ مِنْ أَدَائِهَا إِلَى أَهْلِهَا (4/ 335 رقم 5314)، عَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ الصَّغَانِي، وإِدْرِيس بْن عَبْدِ الْكَرِيم.
خمستهم: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، وأبو يعلي، وبُهْلُوْل بن إِسْحَاق، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ الصَّغَانِي، وإِدْرِيس بْن عَبْدِ الْكَرِيم، عَن مُصْعَب بْن عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْري، عَن بِشْر بْن السَّرِي به بنحوه.
ب - متابعات للوجه الأول:
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" ب/ فِي الْأَمَانَاتِ وَمَا يَجِبُ مِنْ أَدَائِهَا إِلَى أَهْلِهَا (4/ 334 رقم 5312)، عَن مَحْمُود بْن غَيْلَان، عَن بِشْر بْن السَّرِي، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِت به بنحوه.
وابن أبي داود في "المصاحف" ب/ الرخصة في تحلية المصاحف (1/ 548 رقم 489)، وأبو طاهر السِلِّفي في "المشيخة البغدادية"(42/ 6 رقم 27)، عَن الْفَضْل بْن مُوسَى السِّيْنَانِي، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِت به وعند ابن أبي داود بلفظ: يُحْكِمَهُ.
الوجه الثاني: مُصْعَب الزُّبَيْري، عَن مَالِك، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَة.
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" ب/ فِي الْأَمَانَاتِ وَمَا يَجِبُ مِنْ أَدَائِهَا إِلَى أَهْلِهَا (4/ 334 رقم 5313)، والضياء المقدسي في "المنتقي من مسموعات مرو"(1/ 392 رقم 852)، عَن أَبي الْحُسَيْن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْتَلِمِ، عَن مُصْعَب بْن عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْري، عَن مَالِك بْن أَنَس به بنحوه.
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: ــــ رواية الباب ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ ثَابِتِ الزُّبَيْريُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (185).
(1)
(ق/ 52/ أ).
3) بِشْرُ بنُ السَّرِيُّ البَصْرِيُّ، أَبُو عَمْرٍو الأَفْوَهُ.
(1)
روي عَنْ: مُصْعَب بْن ثَابِت، وسفيان الثوري، وعبد اللَّه بْن المبارك، وآخرين.
روي عَنْه: مُصْعَب الزُّبَيْري، وأَحْمَد، وزهير بْن حرب، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قال ابن سعد، والعجلي، وابن معين، والفلاس، والدارقطني، والذهبي، وابن حجر: ثقة، وزاد ابن حجر: متقن. وذكره ابن حبان، وابن خلفون، وابن شاهين في الثقات. وقال أحمد: مَا كَانَ أتقنه للْحَدِيث متقن عَجَب. وَقَال أَبُو حاتم: ثبت صالح. روى له الجماعة.
وقال البخاري: كان صاحب خير صدوق. وقال العُقَيْليّ: مستقيم الحديث. وقال ابن عدي: له غرائب من الحديث عن الثوري ومسعر وغيرهما وهو حسن الحديث ممن يكتب حديثه ويقع في أحاديثه من النكرة لأنه يروي عن شيخ يحتمل وأما هو في نفسه فلا بأس به.
وقال الفلاس: سألت ابْن مهدي عَنْ حديث إبراهيم بْن طهمان، فقَالَ: ممن سمعته؟ فقلت: حَدَّثَنَا بشر بْن السري، فقَالَ: سمعته من بشر وتسألني عنه؟ لا أحدثك بِهِ أبداً.
وقال الْحميدِي: كَانَ جهمياً لَا يحل أَن يكْتب عَنهُ. قال الذهبي: بل حديثه حجة وصح أنه رجع عن التجهم. وقال الدارقطني: وجدوا عليه في أمر المذهب فحلف واعتذر إلى الحميدي في ذلك وهو في الحديث صدوق. وقال ابن معين: رأيته يستقبل البيت ويدعو على قوم يرمونه برأي جهم، ويقول: معاذ الله أن أكون جهمياً. وقال ابن حجر: طُعن فيه برأي جهم ثم اعتذر وتاب. وحاصله أنه "ثقة
(2)
4) مُصْعَبُ بنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ: "ضعيف الحديث" يُرسل عَن جده. تقدم حديث رقم (186).
5) هشام بْن عروة بْن الزبير بْن العوام: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
6) عروة بن الزبير بن العوام: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
7) عائشة بنت أبي بكر الصديق: "زوج النبي صلى الله عليه وسلم " سبقت ترجمتها في حديث رقم (15).
دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد البيهقي".
1) الحَاكِمُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوَيْه أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ البَيِّع: قال الذهبي: الحافظ، الناقد، العلامة، شيخ المحدثين صنف وخرج، وجرح وعدل، وصحح وعلل، وكان من بحور العلم.
(3)
2) أحمد بن محمد بن السري بن يحيى، أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ: قال الحاكم: رافضي غير ثقة. وقال الذهبي: رافضي كذاب، وتبعه علي ذلك ابن حجر. وقال الذهبي مرة: رافضي لا يوثق به.
(4)
(1)
قَال البُخارِيُّ: كان صاحب مواعظ، فتكلم، فسمي الأَفْوَهُ.
(2)
يُنظر "تاريخ ابن معين" رواية الدارمي 1/ 80، "العلل" لأحمد 3/ 305، "الثقات" للعجلي 1/ 246، "الجرح والتعديل" 2/ 358، "الثقات" لابن حبان 8/ 139، "الكامل" 2/ 174، " سؤالات البرقاني للدارقطني" 1/ 70، "تهذيب الكمال" 4/ 122، "الكاشف" 1/ 268، "المغني" 1/ 162، "الإكمال" 2/ 399، "التقريب" صـ 62.
(3)
يُنظر "السير" 17/ 162.
(4)
يُنظر "ميزان الاعتدال" 1/ 151، 139، "لسان الميزان" 1/ 609.
3) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْتَلِمِ: ذكره الخطيب في تاريخه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً وقال روي عَن: محرز بْن عون، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الموصلي، وأبو موسى الهروي. روى عنه: ابن جنية الحربي، وَالْقَاضِي أَبُو الطاهر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ الذهلي. وحاصله أنه "مجهول الحال".
(1)
4)
…
مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ ثَابِتِ الزُّبَيْريُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (185).
5) مَالِكُ بنُ أَنَسِ: "رأس المُتْقِنِينَ، وكَبِيرُ المُتَثَبِتِيْن" سبقت ترجمته في حديث رقم (113).
6) هشام بْن عروة بْن الزبير بْن العوام: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
7) عروة بن الزبير بن العوام: "ثقة يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (15).
8) عائشة بنت أبي بكر الصديق: "زوج النبي صلى الله عليه وسلم " سبقت ترجمتها في حديث رقم (15).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي مُصْعَب الزُّبَيْري، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: مُصْعَب الزُّبَيْري، عَن بِشْر بْن السَّرِي، عَنْ مُصْعَب بْن ثَابِت، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَة.
ورواه عَن مُصْعَب الزُّبَيْريُّ بهذا الوجه: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي: ثقة، وأبو يعلي الموصلي صاحب المسند. وبهلول بن إسحاق: قال فيه الخطيب ثقة ضابط.
(2)
ومُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ الصَّغَانِي: قال ابن حجر: ثقة ثبت.
(3)
وإِدْرِيس بْن عَبْدِ الْكَرِيم: قال الدارقطني: ثقةٌ، وفوقَ الثقةِ بدرجةٍ.
(4)
وتابع مُصْعَب بْن عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْريُّ علي هذا الوجه: مَحْمُود بْن غَيْلَان، عَن بِشْر بْن السَّرِي به. وابْن غَيْلَان هذا قال فيه ابن حجر: ثقة.
(5)
قلت: وزاد البيهقي فقال: وَرَوَاهُ أَيْضاً أَبُو الْأَزْهَر، عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ.
(6)
وتابع بِشْر بْن السَّرِي علي هذا الوجه: الْفَضْل بْن مُوسَى السِّيْنَانِيُّ، عَنْ مُصْعَب بْن ثَابِت به. والْفَضْل بْن مُوسَى هذا قال فيه ابن حجر: ثقة ثبت ربما أغرب.
(7)
الوجه الثاني: مُصْعَب الزُّبَيْري، عَن مَالِك بْن أَنَس، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَة.
ورواه عَن مُصْعَب الزُّبَيْري بهذا الوجه: أَبو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْتَلِم وهو: مجهول الحال.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أنَّ الوجه الأول هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الأتية:
1) رواية الأكثر عدداً: فقد رواه بالوجه الأول جماعة من الرواة وهذا بخلاف الوجه الثاني.
(1)
يُنظر "تاريخ بغداد" 6/ 278.
(2)
يُنظر "تاريخ بغداد" 7/ 605.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 403.
(4)
يُنظر "سؤالات السلمي للدارقطني" 1/ 100.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 455.
(6)
يُنظر "شعب الإيمان" 4/ 335.
(7)
يُنظر "التقريب" صـ 383.
2) رواية الأحفظ: فرواه بالوجه الأول جماعة من الثقات وهذا بخلاف الوجه الثاني فرَاوِيهِ مجهول الحال.
3) المتابعات: فالحديث بالوجه الأول له متابعات كما سبق بيان ذلك.
4) ترجيح الأئمة:
- قال البيهقي: هَذَا أَصَحُّ ــــــ يعني الحديث بالوجه الأول ــــــ وَلَيْسَ لِمَالِكٍ فِيهِ أَصْلٌ.
(1)
- وقال البيهقي أيضاً عن الوجه الثاني: أَظُنُّهُ غَلَطاً.
(2)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول الراجح ــــ "إسناده ضعيف" فيه: مُصْعَب بن ثَابِت بْن عَبْد الله الزُّبَيْرِيُّ: ضعيف الحديث. قال البوصيري: إسناده ضعيف، لضعف مُصْعَب بن ثَابِت.
(3)
والحديث بالوجه الثاني ــــ المرجوح ـــــ إسناده منكر.
قلت: والحديث من وجهه الراجح له شواهد:
فعن عَبْد الرَّزَّاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرٍ يُحْفَرُ فَقَالَ: اصْنَعُوا كَذَلِكَ ثُمَّ قَالَ: مَا بِي أَنْ يَكُونَ يُغْنِي عَنْهُ شَيْئًا، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عُمِلَ الْعَمَلُ أَنْ يَحْكُمَ. قَالَ مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي فِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَمْ يُغْنِ عَنْهُ شَيْئًا، وَلَكِنَّهُ أَطْيَبُ إِلَى نَفْسِ أَهْلِه.
(4)
وعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: لَمَّا دُفِنَ إِبْرَاهِيمُ، رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْقَبْرِ جُحْرًا فَقَالَ: سُدُّوا الْجُحْرَ؛ فَإِنَّهُ أَطْيَبُ لِلنَّفْسِ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ الْعَبْدُ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَه.
(5)
وعَنْ قُطْبَة بْن الْعَلَاءِ الْغَنَوِي، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنُ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ الْجَرْمِيُّ، عَنْ أبِيهِ، أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ أَبِيهِ إِلَى جَنَازَةٍ شَهِدَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا غُلَامٌ أَعْقِلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يُحِبُّ اللهُ لِلْعَامِلِ إِذَا عَمِلَ أَنْ يُحْسِن.
(6)
قلت: قال المناوي: قطبة ابن العلاء أورده الذهبي في الضعفاء وقال ضعفه النسائي وقال أبو حاتم لا يحتج به. قال الذهبي والده العلاء لا يعرف. وعاصم بن كليب قال ابن المديني: لا يحتج بما انفرد به. وكليب ذكره ابن عبد البر في الصحابة وقال له ولأبيه شهاب صحبة لكن قال في التقريب: وهم من ذكره في الصحابة بل هو من الثالثة وعليه فالحديث مرسل.
وعلي هذا فالحديث في أقل أحواله يرتقي بمجموع طرقه من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
(1)
يُنظر "شعب الإيمان" 4/ 335.
(2)
يُنظر "شعب الإيمان" 4/ 334.
(3)
يُنظر "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري 3/ 382.
(4)
أخرجه عَبْد الرَّزَّاقِ في "مصنفه" ك/ الجنائز ب/ حُسْنِ عَمَلِ الْقَبْرِ (3/ 507 رقم 6498).
(5)
أخرجه "ابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 98.
(6)
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(19/ 199 رقم 448)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ب/ فِي الْأَمَانَاتِ وَمَا يَجِبُ مِنْ أَدَائِهَا إِلَى أَهْلِهَا (4/ 336 رقم 5315).
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامٍ إِلَّا مُصْعَبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: بِشْرٌ.
قلت: أما قوله لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامٍ إِلَّا مُصْعَب: فليس كما قال رحمه الله فقد رواه عَنْ هِشَام أيضاً مالك بن أنس وإن كان وجهاً مرجوحاً ضعيفاً.
وأما قوله تَفَرَّدَ بِهِ: بِشْر: فإن كان رحمه الله يقصد أن بِشْراً تفرد به بلفظه فالأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان، وإلا فلم يتفرد به بشر بل تابعه عليه الْفَضْل بْن مُوسَى السِّيْنَانِي، عَنْ مُصْعَب بْن ثَابِت به.
سادساً: التعليق علي الحديث:
قال المناوي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب من العامل: أي من كل عامل. إذا عمل عملاً: في طاعة. أن يحسن: عمله بأن لا يبقى فيه مقالاً لقائل ولا مفرجاً لغائب. قال الراغب: العاقل من تحرى الصدق في صناعته وأقبل على عمله وطلب مرضاة ربه بقدر وسعه وأدى الأمانة بقدر جهده ولم يشتغل عن عبادة ربه كما قال تعالى: لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله. تنبيه قال النووي: المحبة: الميل ويستحيل أن يميل الله تعالى أو يمال إليه وليس بذي جنس ولا طبع فيوصف بالشوق الذي تقتضيه الطبيعة البشرية فمحبته للعبد إرادته تنعيمه أو هي إنعامه فعلى الأول صفة وعلى الثاني صفة فعل وأما محبة العبد لله تعالى فإرادته أن يحسن إليه.
(1)
(1)
يُنظر "فيض القدير" للمناوي 2/ 287.
[248/ 898]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا مُصْعَبٌ قَالَ: نا [عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ]
(1)
، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا، كَانَ يَؤُمُّ قَوْمًا، وَكَانَ يَقْرَأُ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَسُورَةً أُخْرَى فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: إِنَّكَ تَقْرَأُ هَذِهِ السُّورَةَ، يَعْنُونَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، ثُمَّ لَا تُرَاهَا تُجْزِئُكَ، وَتَقْرَأُ مَعَهَا سُورَةً أُخْرَى؟ فَإِمَّا اقْتَصَرْتَ عَلَيْهَا، وَإِمَّا قَرَأْتَ السُّورَةَ الْأُخْرَى وَتَرَكْتَهَا. فَقَالَ: لَسْتُ أَفْعَلُ، فَإِنْ رَضِيتُمْ، وَإِلَّا فَشَأْنُكُمْ بأَمْرِكُمْ. وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِهِمْ، وَكَرِهُوا أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:«مَا يَمْنَعُكَ مِمَّا يَأْمُرُكَ بِهِ قَوْمُكَ، وَمَا يُلْزِمُكَ هَذِهِ السُّورَةَ؟» فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّهَا. فَقَالَ: «حُبُّهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ» . *لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَّا عَبْدُ الْعَزِيزِ.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث مداره علي مُصْعَب بْن عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْري، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: مُصْعَب الزُّبَيْري، عَن عَبْد الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك.
أ - تخريج الوجه الأول: رواه عَن مُصْعَب بهذا الوجه: أبو يعلي، وابن منيع، وأبو القاسم البغوي.
أما طريق أبو يعلي: أخرجه أبو يعلي في "مسنده"(6/ 83 رقم 3335)، ومن طريقه ــــــ ابن حبان في "صحيحه" ك/ الرقائق ب/ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ: ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ حُبَّ الْمَرْءِ سُورَةَ الْإِخْلَاصِ بِالْمُدَاوَمَةِ عَلَى قِرَاءَتِهَا يُدْخِلُهُ الْجَنَّة. (3/ 73 رقم 794)، والضياء المقدسي في "فضائل القرآن"(1/ 100 رقم 53)، وفي "المختارة"(5/ 127 رقم 1749) ـــــــ.
وأما طريق ابن منيع: أخرجه المستغفري في "فضائل القرآن" ب/ ما جاء في فضل سورة قل هو الله أحد (2/ 707 رقم 1048).
وأما طريق أبو القاسم البَغَوي: أخرجه أبو القاسم البَغَويّ في "حديث مصعب الزبيري"(1/ 93 رقم 123)، ومن طريقه ــــــ الخطيب في "تاريخ بغداد"(3/ 168)، وبيبي في "جزئها"(1/ 65 رقم 83)، وأبو الفرج الثقفي في "فوائده"(1/ 71 رقم 70)، وابن الفاخر في "موجبات الجنة" ب/ في ذكر دخول الجنة بحب قل هو الله أحدٌ (1/ 134 رقم 182)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(52/ 428)، وأبو طاهر السِّلَفِّي في "المشيخة البغدادية"(11/ 9 رقم 43)، وابن حجر في "تغليق التعليق"(2/ 316) ــــــ.
ب - متابعات للوجه الأول: فقد تابع مُصْعَب الزُّبَيْري علي هذا الوجه: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس، وإِبْرَاهِيم بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِي، ومُحْرِز بْن سَلَمَة، ويعقوب بن حميد.
(1)
في الأصل "عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ بنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ" وهذا وقع سهواً من الناسخ والصواب ما أثبته وتعقيب الطبراني في نهاية الحديث في قضية التفرد يدل علي أنَّ الصواب ما أثبته فقال: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَّا عَبْدُ الْعَزِيزِ. وهو علي الصواب أيضاً في مصادر تخريج الحديث.
أما متابعة إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس: قلت: فقد أخرج البخاري في "صحيحه" معلقاً بصيغة الجزم ك/ الأذان ب/ الجَمْعِ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ فِي الرَّكْعَةِ (1/ 155). قال البخاري: وَقَالَ عُبَيْد اللَّهِ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَؤُمُّهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ
…
قلت: هكذا أخرجه البخاري معلقاً عَن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. قلت: ووصله الترمذي في "سننه" ك/ فضائل القرآن ب/ مَا جَاءَ فِي سُورَةِ الإِخْلَاصِ (5/ 169 رقم 2901)، ومن طريق الترمذي أخرجه ابن حجر في "تغليق التعليق"(2/ 314)، عَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِي، عَن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس، عَن الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّه به. وقال ابن حجر: وَالَّذِي اتّفق فِي حَدِيث عبيد الله بن عمر من تخريجنا لَهُ من طَرِيق البُخَارِيّ الْمُعَلق لَهُ حسن جداً.
(1)
وأما متابعة إِبْرَاهِيم بْن حَمْزَة الزُّبَيْرِي: أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" ك/ الصلاة ب/ إِبَاحَةِ تَرْدَادِ الْمُصَلِّي قِرَاءَةَ السُّورَةِ الْوَاحِدَةِ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ (1/ 269 رقم 537)، وأبو عوانة في "مستخرجه" ك/ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ ب/ بَيَانِ فَضِيلَةِ سُورَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَثَوَابِ مَنْ يَقْرَؤُهَا، وَأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ تَعَالَى (2/ 490 رقم 3952)، والحاكم في "المستدرك" ك/ الصلاة (1/ 367 رقم 878)، والبيهقي في "الكبري" ك/ الصلاة ب/ إِعَادَةِ سُورَةٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ (2/ 89 رقم 2466)، وفي "شعب الإيمان" ب/ فِي تَعْظِيمِ الْقُرْآنِ. فَصْلٌ فِي فَضَائِلِ السُّوَرِ وَالْآيَاتِ: تَخْصِيصُ سُورَةِ الْإِخْلَاصِ بِالذِّكْرِ (4/ 505 رقم 2540)، والضياء في "المختارة"(5/ 128 رقم 1750).
وأما متابعة مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ: أخرجها ابن منده في "التوحيد" ب/ ذِكْرُ مَا وَصَفَ اللَّهُ عز وجل بِهِ نَفْسَهُ وَدَلَّ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ عز وجل، وَأَنَّهُ أَحَدٌ صَمَدٌ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (1/ 68 رقم 6)، والبيهقي في "السنن الكبري" ك/ الصلاة ب/ إِعَادَةِ سُورَةٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ (2/ 88 رقم 2465).
وأما متابعة يعقوب بن حميد: أخرجها ابن الفاخر في "موجبات الجنة" ب/ في ذكر دخول الجنة بحب قل هو الله أحدٌ (1/ 134 رقم 184).
قلت: وللدَّرَاوَرْدِيُّ متابعات علي هذا الوجه فقد تابعه: سُلَيْمَان بْن بِلَال، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
أخرجه أبو عوانة في "مستخرجه" ك/ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ ب/ بَيَانِ فَضِيلَةِ سُورَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَثَوَابِ مَنْ يَقْرَؤُهَا، وَأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ تَعَالَى (2/ 490 رقم 3951)، وابن منده في "التوحيد" ب/ ذِكْرُ مَا وَصَفَ اللَّهُ عز وجل بِهِ نَفْسَهُ وَدَلَّ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ عز وجل وَأَنَّهُ أَحَدٌ صَمَدٌ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (1/ 67 رقم 5)، والمستغفري في "فضائل القرآن" ب/ ما جاء في فضل سورة قل هو الله أحد (2/ 708 رقم 1049)، والبيهقي في "السنن الصغير " ك/ فضائل القرآن ب/ تَخْصِيصِ سُورَةِ الْإِخْلَاصِ بِالذِّكْرِ (1/ 345 رقم 972)، وفي "شعب الإيمان" ب/ فِي تَعْظِيمِ الْقُرْآنِ. فَصْلٌ فِي فَضَائِلِ السُّوَرِ وَالْآيَاتِ: تَخْصِيصُ سُورَةِ الْإِخْلَاصِ بِالذِّكْرِ (4/ 506 رقم 2541)، والضياء في "المختارة"(5/ 129 رقم 1751).
قلت: ولعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ متابعات علي هذا الوجه أيضاً فقد تابعه: مُبَارَك بْن فَضَالَة، وشريك بن عبد الله كلاهما عَن ثَابِت، عَنْ أَنَس به
(1)
يُنظر "تغليق التعليق" لابن حجر 2/ 316.
أما متابعة مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَة: أخرجها أحمد في "مسنده"(19/ 422، 421 رقم 12433، 12432)، (19/ 493 رقم 12512)، وعبد بن حُميد في "المنتخب من مسنده"(1/ 309 رقم 1306)، (1/ 405 رقم 1374)، والدارمي في "سننه"(4/ 2162 رقم 3478)، والترمذي في "سننه" ك/ فضائل القرآن ب/ مَا جَاءَ فِي سُورَةِ الإِخْلَاصِ (5/ 170)، ومحمد بن نصر المروزي في "مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر" ب/ مَا يَكْفِي مِنَ الْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ (1/ 162)، وأبو يعلي في "مسنده"(6/ 83 رقم 3336)، وابن الأعرابي في "معجمه"(3/ 1008 رقم 2153)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" ب/ فِي فَضْلِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1/ 120، 119 رقم 280، 278)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(1/ 793 رقم 692)، وابن حبان في "صحيحه" (الإحسان ك/ الرقائق ب/ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ: ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ حُبَّ الْمَرْءِ سُورَةَ الْإِخْلَاصِ بِالْمُدَاوَمَةِ عَلَى قِرَاءَتِهَا يُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ (3/ 72 رقم 792)، والمستغفري في "فضائل القرآن" ب/ ما جاء في فضل سورة قل هو الله أحد (2/ 707، 706 رقم 1047، 1046)، وابن الفاخر في "موجبات الجنة" ب/ في ذكر دخول الجنة بحب قل هو الله أحدٌ (1/ 134 رقم 183)، وأبو طاهر السِّلَفِّي في "المشيخة البغدادية"(11/ 9 رقم 45، 44).
وأما متابعة شريك بن عبد الله: أخرجها ابن الأعرابي في "معجمه"(2/ 581 رقم 1143).
الوجه الثاني: مُصْعَب الزُّبَيْري، عَن عَبْد الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ يُونُس بْن عُبَيْد، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك.
ورواه عَن مُصْعَب بهذا الوجه: أَبو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَان الْبَغْدَادِيُّ.
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"(3/ 168)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(52/ 428، 427).
ثانياً: دراسة الإسناد:
أولاً: دراسة إسناد الوجه الأول: "إسناد الطبراني ــــ رواية الباب
ــــ.
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ ثَابِتِ الزُّبَيْريُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (185).
3) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ: "صدوق حسن الحديث". قَال أحمد: كان معروفاً بالطلب وإذا حدث من كتابه فهو صحيح، وإذا حدث من كتب الناس وهم، وكان يقرأ من كتبهم فيخطئ، وَما حدث عن عُبَيد الله بن عُمَر فهو عن عَبد الله بْن عُمَر، وَقَال النَّسَائي مرة: ليس بالقوي، وحديثه عن عُبَيد الله بن عُمَر منكر. سبقت ترجمته في حديث رقم (186).
4) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ العَدَوِيُّ: "ثقة ثبت" لكنه يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (50).
5) ثابت بْنُ أسلم البْناني: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (25).
6) أنس بن مالك رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (3).
ثانياً: دراسة إسناد الوجه الثاني: "إسناد الخطيب في تاريخه
".
1) مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ ابْنُ بِشْرَانَ أَبُو بَكْرٍ الأُمَوِيُّ: قال الذهبي: ثقة. وقال الخطيب: صدوق.
(1)
2) عَلِيُّ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَافِظُ: قال الخطيب: فريد عصره انتهى إليه علم الأثر، والمعرفة بعلل الحديث، وأسماء الرجال، وأحوال الرواة، مع الصدق والأمانة، والثقة والعدالة.
(2)
3) مُحَمَّدُ بْن إِسْمَاعِيل بن إسحاق بن بحر، أبو عَبْدِ اللَّهِ الْفَارِسِي: قال الخطيب: ثقة ثبت فاضل.
(3)
4) أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَغْدَادِيُّ: قال الخطيب، وابن عساكر: حدث بدمشق عن: مصعب بن عبد الله الزبيري، روى عنه: محمد بن إسماعيل الفارسي. وحاصله أنه "مجهول".
(4)
5) مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ ثَابِتِ الزُّبَيْريُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (185).
6) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ: "صدوق حسن الحديث". قَال أحمد: كان معروفاً بالطلب وإذا حدث من كتابه فهو صحيح، وإذا حدث من كتب الناس وهم، وكان يقرأ من كتبهم فيخطئ، وَما حدث عن عُبَيد الله بن عُمَر فهو عن عَبد الله بْن عُمَر، وَقَال النَّسَائي مرة: ليس بالقوي، وحديثه عن عُبَيد الله بن عُمَر منكر. سبقت ترجمته في حديث رقم (186).
7) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ العَدَوِيُّ: "ثقة ثبت" لكنه يرسل" سبقت ترجمته في حديث رقم (50).
8) يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ بن دينار: قال ابن حجر: ثقة ثبت فاضل.
(5)
9) ثابت بن أسلم البْناني: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (25).
10) أنس بن مالك رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (3).
ثالثاً: النظر في الخلاف والترجيح:
يتبين لنا مما سبق أنَّ هذا الحديث مداره علي مُصْعَب الزُّبَيْري، واختلف عنه من وجهين:
الوجه الأول: مُصْعَب الزُّبَيْري، عَن عَبْد الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك.
ورواه عَن مُصْعَب بْن عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْريُّ بهذا الوجه: أبو يعلي، وابن منيع، وأبو القاسم البغوي.
قلت: وقد تابع مُصْعَب بْن عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْريُّ علي هذا الوجه: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس: قال فيه ابن حجر: صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه.
(6)
وإِبْرَاهِيم بْن حَمْزَةَ الزُّبَيْرِي: قال ابن حجر: صدوق.
(7)
ومُحْرِزُ بْنُ
(1)
يُنظر "تاريخ بغداد" 3/ 605، "السير" 18/ 60.
(2)
يُنظر "تاريخ بغداد" 13/ 487، "السير" 16/ 449.
(3)
يُنظر "تاريخ بغداد" 2/ 382.
(4)
يُنظر "تاريخ دمشق" 52/ 427، "تاريخ بغداد" 3/ 167.
(5)
يُنظر "التقريب" صـ 542.
(6)
يُنظر "التقريب" صـ 47.
(7)
يُنظر "التقريب" صـ 29.
سَلَمَة: قال ابن حجر: صدوق.
(1)
ويعقوب بن حميد: قال ابن حجر: صدوق ربما وهم.
(2)
قلت: وقد تابع عَبْد الْعَزِيز الدَّرَاوَرْدِيُّ علي هذا الوجه أيضاً: سُلَيْمَان بْن بِلَال، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. وسُلَيْمَان بْن بِلَال قال فيه ابن حجر في التقريب: ثقة. وقال في هدي الساري: أحد الثقات المشاهير وتليينه غير مقبول فقد اعتمده الجماعة.
(3)
وقد تابع عُبَيْد اللَّه بْن عُمَرَ علي هذا الوجه أيضاً: مُبَارَك بْن فَضَالَة: وهو: صدوق يُحَسَّنُ حديثه لكنه يرسل ويدلس فلا يُقبل شيئاً من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع" قلت: وقد صرح بالسماع في أكثر من موضع. وتابع عُبَيْد اللَّه بْن عُمَرَ أيضاً: شريك لكنه ضعيف.
الوجه الثاني: مُصْعَب الزُّبَيْريُّ، عَن عَبْد الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ يُونُس بْن عُبَيْد، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك.
ورواه عَن مُصْعَب بهذا الوجه: أَبو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن دَاوُدَ بْن سُلَيْمَان الْبَغْدَادِي: وهو: مجهول الحال.
وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أنَّ الوجه الأول هو الوجه الراجح وذلك للقرائن الآتية:
1) رواية الأكثر عدداً: فقد رواه بالوجه الأول جماعة من الرواة وهذا بخلاف الوجه الثاني.
2) رواية الأحفظ: فقد رواه بهذا الوجه جماعة من الثقات الحفاظ أمثال أبو يعلي، والبغوي.
3) المتابعات: فالحديث بالوجه الأول له متابعات كثيرة كما سبق بيان ذلك في التخرج.
4) ترجيح الأئمة:
- قال الخطيب، وابن عساكر: هكذا روي عن عبيد الله بن عمر، عن يونس بن عبيد، عن ثابت، ورواه أبو القاسم البغوي، عن مصعب لم يذكر فيه يونس وذاك الصواب.
(4)
قلت: وللحديث مدار آخر ذكره الدارقطني في "العلل" لكني لم أقف علي أحدِ وجهيه:
قال الدارقطني: يرويه عبيد الله بن عمر، ومبارك بن فضالة، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وخالفهما حماد بن سلمة، فرواه عن ثابت، عن حبيب بن سبيعة، عن الحارث مرسلاً. وحماد بن سلمة أشبه بالصواب.
(5)
قال ابن حجر: ذكر الدارقطني في العلل أن حماد بن سلمة خالف عبيد الله في إسناده فرواه عن ثابت عن حبيب بن سبيعة مرسلاً قال وهو أشبه بالصواب. وإنما رجحه لأن حماد بن سلمة مقدم في حديث ثابت لكن عبيد الله بن عمر حافظ حجة وقد وافقه مبارك في إسناده فيحتمل أن يكون لثابت فيه شيخان.
(6)
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:
(1)
يُنظر "التقريب" صـ 454.
(2)
يُنظر "التقريب" صـ 537.
(3)
يُنظر "التقريب" صـ 190، "هدي الساري" صـ 407.
(4)
يُنظر "تاريخ بغداد" 3/ 168، "تاريخ دمشق" 52/ 428.
(5)
يُنظر "العلل" للدارقطني 12/ 37.
(6)
يُنظر "فتح الباري" 2/ 257.
الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول الراجح ــــ "إسناده ضعيف" فيه: عَبْد الْعَزِيز الدَّرَاوَرْدِي: صدوق حسن الحديث لكن حديثه عن عُبَيد الله بن عُمَر فيه ضعف. قَال أحمد: ما حدث عن عُبَيد الله بن عُمَر فهو عن عَبد الله بْن عُمَر، وَقَال النَّسَائي: حديثه عن عُبَيد الله بن عُمَر منكر.
قلت: لكن حسَّن ابن حجر إسناده من هذا الطريق فقال: وَالَّذِي اتّفق فِي حَدِيث عبيد الله بن عمر من تخريجنا لَهُ من طَرِيق البُخَارِيّ الْمُعَلق لَهُ حسن جداً.
(1)
قلت: وسواء هذا أو ذاك فقد تابع عَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد الدَّرَاوَرْدِيُّ، عن عُبَيد الله بن عُمَر: سُلَيْمَان بْن بِلَال، وسُلَيْمَان هذا قال فيه ابن حجر: أحد الثقات المشاهير وتليينه غير مقبول فقد اعتمده الجماعة.
وقد تابع عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر أيضاً: مُبَارَك بْن فَضَالَة: وهو: صدوق يُحَسَّنُ حديثه لكنه يرسل ويدلس فلا يُقبل شيئاً من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع. قلت: وقد صرح بالسماع في أكثر من موضع.
قلت: وللحديث شاهد في الصحيحين من حديث عَائِشَة رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟، فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ.
(2)
وعلي هذا فالحديث يرتقي بمتابعاته وشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
خامساً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَّا عَبْدُ الْعَزِيزِ.
قلت: وليس الأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان فلم يتفرد به عَبْدُ الْعَزِيز بْن مُحَمَّد الدَّرَاوَرْدِي. لكن تابعه سُلَيْمَان بْن بِلَال، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر. كما سبق بيان ذلك.
قال ابن حجر: وَرُوِيَ عَن سُلَيْمَان بن بِلَال، عَن عبيد الله بن عمر مُخْتَصراً أَيْضا فَإِن كَانَ مَحْفُوظاً فَهُوَ يرد على الطَّبَرَانِيّ فِي دَعْوَاهُ تفرد الدَّرَاورْدِي بِهِ.
(3)
سادساً: التعليق علي الحديث:
قلت: ورد في بعض الروايات أنَّ الرجل الذي كان يقرأ سورة الإخلاص في صلاته كان رجلاً من الأنصار وكان يَؤُمُ الناس في مسجد قباء:
فقال ابن حجر: هو كلثوم بن الهِدْم رواه ابن منده في كتاب التوحيد من طريق أبي صالح عن ابن عباس كذا أورده بعضهم والهِدْم بكسر الهاء وسكون الدال وهو من بني عمرو بن عوف سكان قباء وعليه نزل النبي
(1)
يُنظر "تغليق التعليق" لابن حجر 2/ 316.
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ التوحيد ب/ مَا جَاءَ فِي دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ إِلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ تبارك وتعالى (9/ 115 رقم 7375)، ومسلم في "صحيحه" ك/ صلاة المسافرين وقصرها ب/ فَضْلِ قِرَاءَةِ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1/ 557 رقم 813).
(3)
يُنظر "تغليق التعليق" لابن حجر 2/ 317.
-صلى الله عليه وسلم حين قدم في الهجرة إلى قباء قيل وفي تعيين المبهم به هنا نظر لأن في حديث عائشة ــــــ قلت: الباحث: حديث عائشة الذي ذكرته شاهداً لحديث الباب ــــــ في هذه القصة أنه كان أمير سرية وكلثوم بن الهِدْم مات في أوائل ما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فيما ذكره الطبري وغيره من أصحاب المغازي وذلك قبل أن يبعث السرايا، وعلى هذا فالذي كان يؤم في مسجد قباء غير أمير السرية ويدل على تغايرهما أن في رواية الباب أنه كان يبدأ بقل هو الله أحد وأمير السرية كان يختم بها، وفي هذا أنه كان يصنع ذلك في كل ركعة ولم يصرح بذلك في قصة الآخر، وفي هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله وأمير السرية أمر أصحابه أن يسألوه، وفي هذا أنه قال إنه يحبها فبشره بالجنة وأمير السرية قال إنها صفة الرحمن فبشره بأن الله يحبه. والجمع بين هذا التغاير كله ممكن لولا ما تقدم من كون كلثوم بن الهِدْم مات قبل البعوث والسرايا وأما من فسره بأنه قتادة بن النعمان فأبعد جداً فإن في قصة قتادة أنه كان يقرؤها في الليل يرددها ليس فيه أنه أم بها لا في سفر ولا في حضر ولا أنه سئل عن ذلك ولا بشر. قوله: افتتح بقل هو الله أحد: تمسك به من قال لا يشترط قراءة الفاتحة وأجيب بأن الراوي لم يذكر الفاتحة اعتناء بالعلم لأنه لا بد منها فيكون معناه افتتح بسورة بعد الفاتحة أو كان ذلك قبل ورود الدليل الدال على اشتراط الفاتحة قوله فكلمه أصحابه يظهر منه أن صنيعه ذلك خلاف ما ألفوه من النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: وكرهوا أن يؤمهم غيره إما لكونه من أفضلهم كما ذكر في الحديث وإما لكون النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي قرره. قوله: ما يأمرك به أصحابك أي يقولون لك ولم يرد الأمر بالصيغة المعروفة لكنه لازم من التخيير الذي ذكروه كأنهم قالوا له افعل كذا وكذا. قوله: ما يمنعك وما يحملك سأله عن أمرين فأجابه بقوله إني أحبها وهو جواب عن الثاني مستلزم للأول بانضمام شيء آخر وهو إقامة السنة المعهودة في الصلاة فالمانع مركب من المحبة والأمر المعهود والحامل على الفعل المحبة وحدها ودل تبشيره له بالجنة على الرضا بفعله وعبر بالفعل الماضي في قوله أدخلك وإن كان دخول الجنة مستقبلاً تحقيقاً لوقوع ذلك. قال ناصر الدين بن المنير في هذا الحديث أن المقاصد تغير أحكام الفعل لأن الرجل لو قال إن الحامل له على إعادتها أنه لا يحفظ غيرها لأمكن أن يأمره بحفظ غيرها لكنه اعتل بحبها فظهرت صحة قصده فصوبه قال وفيه دليل على جواز تخصيص بعض القرآن بميل النفس إليه والاستكثار منه ولا يعد ذلك هجراناً لغيره وفيه ما يشعر بأن سورة الإخلاص مكية.
(1)
(1)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 2/ 257.
[249/ 899]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ حَفْصِ ابْنِ أَخِي أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعيً
(1)
وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ».
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حَفْصٍ إِلَّا خَلَفٌ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــــ رواية الباب ــــــ، ومن طريقه ــــــ الضياء في "المختارة"(5/ 267 رقم 1897) ــــــ، عَن أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان به بنحوه.
والحربي في "إكرام الضيف"(1/ 40 رقم 72)، ومن طريقه ــــــ الضياء في "المختارة (5/ 267 رقم 1898) ـــــ عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، عَن خَلَف بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: ظَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا صَائِمًا، فَلَمَّا أَمْسَى قَالَ: يَا أَنَسُ أَدْنِ مِنِّي الْعَنْزَ، فَأَدْنَاهَا مِنْهُ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَحَلَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ، فَشَرِبَهُ، ثُمَّ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْغَدِ صَائِمًا، فَلَمَّا أَمْسَى قَالَ: يَا أَنَسُ أَدْنِ مِنِّي الْعَنْزَ فَجَاءَ الْأَعْرَابِيُّ، فَجَلَسَ، فَقُلْتُ: وَيْحَكَ ظَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمْسِ صَائِمًا، فَآثَرَكَ بِاللَّبَنِ، لَوْ تَأَخَّرْتَ عَنْهُ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ، فَحَلَبَ الشَّاةَ، فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ، فَشَرِبَهُ، وَأَصْبَحَ يَوْمَ الثَّالِثِ صَائِمًا، فَلَمَّا أَمْسَى قَالَ: جِئْنِي بِالْعَنْز، فَجِئْتُ بِهَا وَجَاءَ الْأَعْرَابِيُّ، فَلَمَّا جَاءَ بِهَا أَمْسَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْإِنَاءَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: قُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَشَرِبَ الْأَعْرَابِيُّ حَتَّى رَوِيَ، وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِضْعَ بُرْمَةٍ، فَأَتَيْتُ بِهَا، فَشَرِبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: إِنَّهُ إِلَى الْيَوْمِ يَشْرَبُ فِي مِعَى كَافِرٍ، فَلَمْ يَكُنْ يَرْوَى، وَإِنَّهُ الْيَوْمَ يَشْرَبُ فِي مِعَى مُؤْمِنٍ، فَرَوِي.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَبُو أَحْمَدَ الأَشْجَعِيُّ الْكُوفِيُّ:"صدوق اختلط بآخرة" فمن روى عنه قبل التغير فروايته صحيحة. سبقت ترجمته في حديث رقم (158).
4) حَفْصُ بْنُ عُمَر بْن عبد الله بْن أَبي طلحة ابْنِ أَخِي أَنَس بن مالك لأمه.
(2)
(1)
قال ابن الأثير: المعيُ: واحُد الأَمْعاء، وَهِيَ المَصارِين. يُنظر "النهاية" 4/ 344.
(2)
قلت: قد اختلف في اسمه: فقال المزي: قيل: إنه حفص بن عَبد اللَّهِ بن أَبي طلحة، وقيل: حفص بن عُبَيد اللَّهِ بن أَبي طلحة، وقيل: حفص بن عُمَر بن عُبَيد اللَّهِ بن أَبي طلحة، وقيل: حفص بن مُحَمَّد بن عَبد اللَّهِ بن أَبي طلحة. قال البخاري، وابن حبان: هو حَفْص بْن عَبْد الله بْن أَبِي طَلْحَة الْأنْصَارِيّ ابن أخي أنس بْن مَالك. وقال ابن أبي حاتم، ومسلم بن الحجاج والدارقطني: هو حَفْصِ بن عُمَر بن عبد الله بن أَبي طلحة، وقال ابن عساكر: والصواب: حفص بن عمر، وقال ابن حجر: روى له أحمد في مسنده عدة أحاديث من رواية خلف بن خليفة عنه عن أنس قال في بعضها عن حفص بن عمر وفي بعضها عن حفص بن أنس فيترجح أن اسم أبيه عمر. قلت: وقال عِكرمة بْن عمار، وهلال بن جهم وهما من الرواة عنه: حفص بن عمر. وعلي هذا فالذي يظهر مما سبق أن اسمه حفص بن عمر وذلك علي الراجح من أقوال أهل العلم، والله أعلم. يُنظر "التاريخ الكبير" 2/ 360، "العلل" للدارقطني 12/ 118، "تاريخ دمشق" 14/ 425، "التهذيب" 2/ 421.
روي عَنْ: عمه أنس بْن مالك.
روي عَنْه: خلف بن خليفة، وعامر بن يَسَاف، وعكرمة بن عمار، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: قَال الدَّارَقُطنِي، والذهبي: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق. وقال أَبُو حَاتِم: صَالِح الحديث. وحاصله أنه "صدوق".
(1)
5) أَنَسُ بْنُ مَالِك بْن النَّضر: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (3).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: خَلَف بْن خَلِيفَةَ: "صدوق اختلط بآخرة. والراوي عنه لم تتميز روايته عنه هل روي عنه قبل الاختلاط أو بعده ومن كان هذا شأنه فيرد حديثه والله أعلم. والراوي عنه هو: سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ مات بعد خَلَف بْن خَلِيفَةَ هذا بما يقرب من خمسة وأربعين عاماً وعلي هذا يحتمل أنه سمع منه بعد اختلاطه، والله أعلم.
قلت: لكن للحديث شواهد في الصحيحين من حديث نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ، لَا يَأْكُلُ حَتَّى يُؤْتَى بِمِسْكِينٍ يَأْكُلُ مَعَهُ، فَأَدْخَلْتُ رَجُلًا يَأْكُلُ مَعَهُ فَأَكَلَ كَثِيرًا، فَقَالَ: يَا نَافِعُ، لَا تُدْخِلْ هَذَا عَلَيَّ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «المُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعيٍ وَاحِدٍ، وَالكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ.
(2)
ومن حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا كَثِيرًا، فَأَسْلَمَ، فَكَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا قَلِيلًا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنَّ المُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعيٍ وَاحِدٍ، وَالكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ.
(3)
وهذا لفظ البخاري.
وعلي هذا فيرتقي الحديث بشواهده من الضعيف إلي الحسن لغيره، والله أعلم.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حَفْصٍ إِلَّا خَلَفٌ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال النووي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معيٍ واحد، وفي الرواية الأخرى أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام بعد أن ضاف كافراً فشرب حلاب
(1)
يُنظر "الجرح والتعديل" 3/ 177، "الثقات" 4/ 151، "تهذيب الكمال" 7/ 80، "الكاشف" 1/ 343، "التقريب" صـ 113.
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الأطعمة ب/ المُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعيٍ وَاحِدٍ فِيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (7/ 71 رقم 5393)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الأشربة ب/ الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعيٍ وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ (3/ 1631 رقم 2060).
(3)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الأطعمة ب/ المُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعيٍ وَاحِدٍ فِيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (7/ 72 رقم 5397)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الأشربة ب/ الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعيٍ وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ (3/ 1632 رقم 2062).
سبع شياه ثم أسلم من الغد فشرب حلاب شاة ولم يستتم حلاب الثانية. قال القاضي قيل إن هذا في رجل بعينه فقيل له على جهة التمثيل، وقيل إن المراد أن المؤمن يقتصد في أكله، وقيل المراد المؤمن يسمي الله تعالى عند طعامه فلا يشركه فيه الشيطان والكافر لا يسمى فيشاركه الشيطان فيه. قال أهل الطب: لكل إنسان سبعة أمعاء المعدة ثم ثلاثة متصلة بها رقاق ثم ثلاثة غلاظ فالكافر لشرهه وعدم تسميته لا يكفيه إلا ملؤها والمؤمن لإقصاده وتسميته يشبعه ملء أحدها، ويحتمل أن يكون هذا في بعض المؤمنين وبعض الكفار، وقيل المراد بالسبعة سبع صفات الحرص والشره وطول الأمل والطمع وسوء الطبع والحسد والسمن، وقيل المراد بالمؤمن هنا تام الإيمان المعرض عن الشهوات المقتصر على سد خلته. والمختار أن معناه: بعض المؤمنين يأكل في معيٍ واحد وأن أكثر الكفار يأكلون فى سبعة أمعاء ولا يلزم أن كل واحد من السبعة مثل معيٍ المؤمن والله أعلم. قال العلماء: ومقصود الحديث التقليل من الدنيا والحث على الزهد فيها والقناعة مع أن قلة الأكل من محاسن أخلاق الرجل وكثرة الأكل بضده وأما قول ابن عمر في المسكين الذي أكل عنده كثيراً لا يدخلن هذا علي فإنما قال هذا لأنه أشبه الكفار ومن أشبه الكفار كرهت مخالطته لغير حاجة أو ضرورة ولأن القدر الذي يأكله هذا يمكن أن يسد به خلة جماعة، والله أعلم.
(1)
(1)
يُنظر "شرح صحيح مسلم" للنووي 14/ 23.
[250/ 900]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ الْهُنَائِيُّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ الْفَرَزْدَقِ فِي السِّجْنِ، فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: لَا أَنْجَاهُ اللَّهُ مِنْ يَدَيْ مَالِكِ ابْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَارُودِ، إِنْ لَمْ أَكُنِ انْطَلَقْتُ أَمْشِي بِمَكَّةَ، فَلَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَأَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، فَسَأَلْتُهُمَا، فَقُلْتُ: إِنِّي مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ، وَإِنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ عَلَيْنَا، فَيَقْتُلُونَ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيَأْمَنُ مَنْ سِوَاهُمْ، فَقَالَا لِي، وَإِلَّا فَلَا نَجَّانِي اللَّهُ مِنْ مَالِكِ بْنِ الْمُنْذِرِ: سَمِعْنَا خَلِيلَنَا صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ قَتْلَهُمْ فَلَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ أَوْ شَهِيدَيْنِ، وَمَنْ قَتَلُوهُ فَلَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ» .
*لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْفَرَزْدَقِ الشَّاعِرِ إِلَّا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ، تَفَرَّدَ بِهِ: خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ.
أولاً: تخريج الحديث:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" ــــــ رواية الباب ـــــــ، ومن طريقه ــــــ أبو نعيم في "منتخب من كتاب الشعراء"(1/ 32)، عَن أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي.
وابن أبي عاصم في "السنة" ب/ الْمَارِقَةِ، وَالْحَرُورِيَّةِ، وَالْخَوَارِجِ، السَّابِقِ لَهَا خِذْلَانُ خَالِقِهَا (2/ 451 رقم 926)، وأبو نعيم في "منتخب من كتاب الشعراء"(1/ 32)، عَن مُحَمَّد بْن عَبْدِ الرَّحِيمِ المعروف بصاعقة،
كلاهما: أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحُلْوَانِي، ومُحَمَّد بْن عَبْدِ الرَّحِيم، عَن سَعِيد بْن سُلَيْمَان.
والبخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 309) معلقاً بصيغة الجزم، عَن إِبْرَاهِيم بْن أَبي الْعَبَّاسِ، أَبو إِسحاق.
كلاهما: سَعِيد بْن سُلَيْمَان، وإِبْرَاهِيم بْن أَبي الْعَبَّاس، عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَة، عَن يَحْيَى بْن يَزِيد الْهُنَائِي به، وعند بعضهم بلفظ: مَن قَتَلَهُم فَلَهُ أَجرُ شَهِيدٍ، ومَن قَتَلُوهُ فَلَهُ أَجرُ شَهِيدَينِ.
ثانياً: دراسة الإسناد:
1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (116).
2) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ: "ثقة" سبقت ترجمته في حديث رقم (126).
3) خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَبُو أَحْمَدَ الأَشْجَعِيُّ الْكُوفِيُّ:"صدوق اختلط بآخرة" فمن روى عنه قبل التغير فروايته صحيحة. سبقت ترجمته في حديث رقم (158).
4) يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ الْهُنَائِيُّ،
(1)
أَبُو نصر، ويُقال: أَبُو يزيد البَصْرِيُّ.
روي عَنْ: الفرزدق الشاعر واسمه همام بْن غالب، وأَنَس بْن مالك.
روي عَنْه: خَلَف بْن خَلِيفَة، وإسماعيل بن علية، وشعبة بْن الحجاج، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابنُ حِبَّان في الثقات. وقال أَبُو حاتم: شيخ. وقال ابن معين: صويلح. وقال
(1)
الهُنَائي: بضم الهاء وفتح النون، هذه النسبة إلى هناءة بن مالك بن فهم، والمشهور بالانتساب إليها أبو يزيد يحيى بن يزيد بن مرة الهُنَائي، من التابعين، يروى عن أنس بن مالك، روى عنه شعبة. قال ابن حبان: هو من هناة، ومن قال: يزيد بن يحيى أو يزيد بن أبى يحيى فقد وهم. يُنظر الأنساب" 13/ 429، "الثقات" لابن حبان 5/ 530.
الذهبي: صالح. وقال الذهبي مرة: صاحب أنس ما به بأس. وقال ابن حجر: مقبول. وأخرج له مسلم وغيره. وحاصله أنه "صدوق يُحَسَّن حديثه".
(1)
5) الْفَرَزْدَقُ
(2)
أَبُو فِرَاس هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ عِقَالٍ الْمُجَاشِعِي
(3)
الشَاعر.
(4)
روي عَنْ: أبي هريرة، وأبي سعيد، وابن عمر، وقيل عَن علي مرسل، وآخرين.
روي عَنْه: يَحْيَى بْن يَزِيدَ الْهُنَائِي، وخالد الحذاء، وأشعث بن عبد الملك، وآخرون.
أقوال أهل العلم فيه: ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وقال ابن حبان: روى أحاديث يسيرة وكان الفرزدق ظاهر الفسق هتاكاً للحرم قذافاً للمحصنات ومن كان فيه خصلة من هذه الخصال استحق مجانبة روايته على الأحوال.
وقال الذهبي: له رواية عن الصحابة، ضعفه ابن حبان، فقال: كان قذافاً للمحصنات فيجب مجانبة روايته. قلت ـــــ أي الذهبي ـــــ: قل ما روى. وتبعه علي ذلك ابن حجر في اللسان. وحاصله أنه "ضعيف الحديث".
(5)
6) أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (8).
7) أَبو سَعِيدٍ الْخُدْرِي رضي الله عنه: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (69).
ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:
الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف" فيه: خَلَف بْن خَلِيفَة: صدوق اختلط بآخرة. والراوي عنه لم تتميز روايته عنه هل روي عنه قبل الاختلاط أو بعده ومن كان هذا شأنه فيرد حديثه والله أعلم. وفيه أيضاً: الْفَرَزْدَق هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ الشَاعر: ضعيف الحديث.
قال ابن طاهر: غَرِيب من حَدِيث الفرزدق الشَّاعِر عَنْهُمَا، تفرد بِهِ يحيى بن سعيد الْهنائِي عَنهُ.
(6)
(1)
يُنظر "الضعفاء" للعقيلي 4/ 436، "الجرح والتعديل" 9/ 198، "الثقات" لابن حبان 5/ 530، "تهذيب الكمال" 32/ 43، "الكاشف" 2/ 378، "ميزان الاعتدال" 4/ 415، "التقريب" صـ 528.
(2)
قال ابن دريد الأزدي: الفرزدق بن غالب، واسمه همام، وإنَّما سمِّي الفرزدقَ لجَهَامة وجهِه وغِلظَه، والفَرزدق: الخُبْزة الغليظة تَتَّخِذ منها النِّساء الفَتُوت. يُنظر "الاشتقاق" لابن دريد 1/ 239.
(3)
الْمُجَاشِعِي: بِضَم الْمِيم وَفتح الْجِيم وَسُكُون الْألف وَكسر الشين الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة هَذِه النِّسْبَة إِلَى مجاشع بن دارم بن مَالك بن حَنْظَلَة بن مَالك ابْن زيد مَنَاة من تَمِيم وهم خلق كثير مِنْهُم الفرزدق الشَّاعِر واسْمه همام ابْن غَالب بن صعصعة بن نَاجِية بن عقال بن مُحَمَّد بن سُفْيَان بن مجاشع. يُنظر "اللباب" 3/ 164.
(4)
الشَّاعِر: بِفَتْح الشين وَكسر الْعين الْمُهْملَة وَفِي آخرهَا رَاء هَذَا الِاسْم اشْتهر بِهِ جمَاعَة من الْعلمَاء قَالُوا الشّعْر وَجَمَاعَة من الشُّعَرَاء سمعُوا الحَدِيث مِنْهُم: أَبُو فراس همام بن غَالب الفرزدق الشَّاعِر التَّمِيمِي. يُنظر "الباب" 2/ 175.
(5)
يُنظر "الجرح والتعديل" 7/ 93، "المجروحين" 2/ 204، "تاريخ الإسلام" للذهبي 3/ 134، "ميزان الاعتدال"3/ 345، "لسان الميزان" 6/ 327، و 8/ 342.
(6)
يُنظر "أطراف الغرائب والأفراد للدارقطني" لابن القيسراني 5/ 90.
قلت: لكن قال ابن حجر: أخرجه الطبراني في الأوسط بسند جيد.
(1)
قلت: وفي الصحيحين من حديث سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا، فَوَاللَّهِ لَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، فَإِنَّ الحَرْبَ خِدْعَةٌ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ.
(2)
وفي رواية عند مسلم قال علي: لَوْلَا أَنْ تَبْطَرُوا لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ، عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، قَالَ قُلْتُ ــــ أي عَبِيدَةَ السلْماني ـــــ: آنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: إِي، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.
رابعاً: النظر في كلام المُصَنِف:
قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْفَرَزْدَقِ الشَّاعِرِ إِلَّا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ، تَفَرَّدَ بِهِ: خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ.
قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.
خامساً: التعليق علي الحديث:
قال ابن حجر رحمه الله: قال الطبري: لا يجوز قتال الخوارج وقتلهم إلا بعد إقامة الحجة عليهم بدعائهم إلى الرجوع إلى الحق والإعذار إليهم وإلى ذلك أشار البخاري واستدل به لمن قال بتكفير الخوارج وبذلك صرح القاضي أبو بكر بن العربي في شرح الترمذي فقال الصحيح أنهم كفار لقوله صلى الله عليه وسلم يمرقون من الإسلام ولقوله لأ قتلنهم قتل عاد وكل منهما إنما هلك بالكفر. وبقوله هم شر الخلق، ولا يوصف بذلك إلا الكفار. ولقوله إنهم أبغض الخلق إلى الله تعالى، ولحكمهم على كل من خالف معتقدهم بالكفر والتخليد في النار فكانوا هم أحق بالاسم منهم وممن جنح إلى ذلك من أئمة المتأخرين الشيخ تقي الدين السبكي فقال في فتاويه احتج من كفر الخوارج وغلاة الروافض بتكفيرهم أعلام الصحابة لتضمنه تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم في شهادته لهم بالجنة قال وهو عندي احتجاج صحيح. قال واحتج من لم يكفرهم بأن الحكم بتكفيرهم يستدعي تقدم علمهم بالشهادة المذكورة علماً قطعياً وفيه نظر لأنا نعلم تزكية من كفروه علماً قطعياً إلى حين موته وذلك كاف في اعتقادنا تكفير من كفرهم ويؤيده حديث من قال لأخيه كافر فقد باء به أحدهما. قال وهؤلاء قد تحقق منهم أنهم يرمون جماعة بالكفر ممن حصل عندنا القطع بإيمانهم فيجب أن يحكم بكفرهم بمقتضى خبر الشارع. وذهب أكثر أهل الأصول من أهل السنة إلى أن الخوارج فساق وأن حكم الإسلام يجري عليهم لتلفظهم
(1)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 12/ 302.
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ اسْتِتَابَةِ المُرْتَدِّينَ وَالمُعَانِدِينَ وَقِتَالِهِمْ ب/ قَتْلِ الخَوَارِجِ وَالمُلْحِدِينَ بَعْدَ إِقَامَةِ الحُجَّةِ عَلَيْهِمْ (9/ 16 رقم 6930)، ومسلم في "صحيحه" ك/ الزكاة ب/ التَّحْرِيضِ عَلَى قَتْلِ الْخَوَارِجِ (2/ 746 رقم 1066).
بالشهادتين ومواظبتهم على أركان الإسلام وإنما فسقوا بتكفيرهم المسلمين مستندين إلى تأويل فاسد وجرهم ذلك إلى استباحة دماء مخالفيهم وأموالهم والشهادة عليهم بالكفر والشرك. وقال الخطابي: أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج مع ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين وأجازوا مناكحتهم وأكل ذبائحهم وأنهم لا يكفرون ما داموا متمسكين بأصل الإسلام. ومما احتج به من لم يكفرهم قوله في ثالث أحاديث الباب بعد وصفهم بالمروق من الدين كمروق السهم فينظر الرامي إلى سهمه إلى أن قال فيتمارى في الفوقة هل علق بها شيء. قال ابن بطال ذهب جمهور العلماء إلى أن الخوارج غير خارجين عن جملة المسلمين لقوله: يتمارى في الفوق لأن التماري من الشك وإذ وقع الشك في ذلك لم يقطع عليهم بالخروج من الإسلام لأن من ثبت له عقد الإسلام بيقين لم يخرج منه إلا بيقين. قال القرطبي في المفهم والقول بتكفيرهم أظهر في الحديث قال فعلى القول بتكفيرهم يقاتلون ويقتلون وتسبى أموالهم وهو قول طائفة من أهل الحديث في أموال الخوارج وعلى القول بعدم تكفيرهم يسلك بهم مسلك أهل البغي إذا شقوا العصا ونصبوا الحرب فأما من استسر منهم ببدعة فإذا ظهر عليه هل يقتل بعد الاستتابة أو لا يقتل بل يجتهد في رد بدعته اختلف فيه بحسب الاختلاف في تكفيرهم قال وباب التكفير باب خطر ولا نعدل بالسلامة شيئاً.
(1)
(1)
يُنظر "فتح الباري" لابن حجر 12/ 299.
خاتمة البحث
وتشتمل علي أهم النتائج والتوصيات التي توصلت إليها:
أولاً: ذكر أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال عملي ومعايشتي لهذا البحث:
1) تقدم الحافظ الطبراني وإمامته فى هذا الفن، وسعة حفظه واطلاعه، فهو بحق أحد أركان هذا العلم العظيم.
2) دقة هذا العلم - أعنى علم الأفراد - فإنَّه يُعتبر بحقٍ مِنْ أدق أنواع علم الحديث، ولولا
…
أن الله عز وجل يسر لهذا العلم رجالًا كبارًا أمثال: الإمام الطبراني لما تمكن أمثالي من خوض غمار هذا العلم الشريف.
3) يُعدُّ الإمام الطبراني أحد أئمة النقد والعلل الذين يتسمون بمنهج الاعتدال فى النقد، فهو يسير وفق قواعد المحدثين فى الإعلال بالقرائن.
4) يُعتبر كتاب "المعجم الأوسط" للإمام الطبراني مصدرًا رئيسًا فى ذكر أفراد وغرائب الرواة فى الإسناد والمتن، وإعلال الأحاديث بالتفرد ورواية الجماعة، وغيرها من أنواع العلل.
5) يمتاز الكتاب بإخراجه جملة من الأحاديث، التي تَفَرَّد بها الإمام الطبراني ولم أقف - على حد بحثي - على شئ من هذه الأحاديث إلا عند المُصَنِف في "الأوسط"، مِمَّا يدل على علو كعب هذا الإمام في علم الحديث. وهذه الأحاديث مِنْها ما هو "حسن" كما في حديث رقم (212)، ومنها ما هو "ضَعيفٌ" كما في حديث رقم (226) ومِنْها ما هو "ضعيفٌ جداً"، كما في حديث رقم (225)، ومنه ما هو "موضوع" كما في حديث رقم (45).
6) علق الإمام الطبراني على معظم الأحاديث بالحكم عليها بالتفرد، وغالب ذلك من نوع التفرد النسبي، وهناك أحاديث من نوع التفرد المطلق وذلك كحديث رقم (125، 111، 95، 24، 9، 7، 1).
7) بلغ عدد الأحاديث التي حكم عليها بالتَّفرُّد (229) حديث، تُقَدَّر بنسبة (91. 6 %) مِنْ مجموع ما درسته.
8) هذه الأحاديث التي حكم عليها الإمام بالتَّفرد: منها ما سَلَّمتُ للإمام في الحكم عليها بالتَّفرد، ولم أقف فيها - على حد بحثي - على ما يدفع التَّفرد، وبلغ عدد هذه الأحاديث (176) حديث، تُقدر بنسبة (70. 4%) مِنْ مجموع ما حكم عليه الإمام بالتَّفرد.
9) هناك جملة مِنْ الأحاديث وقفت فيها بفضل الله تعالى على ما يدفع الحكم عليها بالتَّفرد، وبلغ عدد هذه الأحاديث (53) حديث، بنسبة (21. 2%) مِنْ مجموع ما حكم الإمام عليه بالتَّفرد، ودفعتُ بعض هذه الأحاديث بمتابعات صحيحة، وبعضها بمتابعات حسنة، وبعضها بمتابعات ضعيفة، وبعضها بمتابعات شديدة الضعف، وهذا يدل علي أن الإمام الطبراني يعتبر بالرواية الضعيفة فى دفع التفرد.
10) بلغ عدد الأحاديث التي لم يحكم عليها الإمام بالتَّفرد (21) حديثًا، تُقَدَّر بنسبة (8. 4%) مِنْ مجموع ما درسته.
11) جاءت هذه الأحاديث التي قمتُ على خدمتها بالتحقيق والدراسة، والتي بلغ عددها (250) حديثًا على قسمين:
القسم الأول: أحاديث لم يقع فيها خلاف على أحد رواتها، وبلغ عدد أحاديث هذا القسم (116) حديثًا، بنسبة (46. 4%) مِنْ مجموع ما درسته، وهذا القسم على أنواع:
- منها ما هو "صحيحٌ لذاته"، وعددها (19) حديثًا بنسبة (7. 6%) مِنْ مجموع ما درسته.
- ومنها ما هو "حسنٌ لذاته"، وعددها (9) أحاديث، بنسبة (3. 6%) مِنْ مجموع ما درسته. ارتقى منها إلى "الصحيح لغيره"(7) أحاديث بنسبة (2. 8%).
- ومنها ما هو "ضَعيفٌ"، وعددها (63) حديثًا، بنسبة (25. 2%) مِنْ مجموع ما درسته. وارتقى منها إلى "الحسن لغيره"(47) أحاديث، بنسبة (18. 8%) مِنْ مجموع ما درسته.
- وبلغ عدد الأحاديث الضعيفة التي لم أقف على ما يرقيها (16) حديثًا، بنسبة (6. 4%) مِنْ مجموع ما درسته.
- ومنها ما هو "ضَعيفٌ جدًا" لكن صح من طُرقٍ أخري، وعددها (8) حديثًا، بنسبة (3. 2%) مِنْ مجموع ما درسته.
- ومنها ما هو "ضَعيفٌ جدًا" ولم يصح من طُرقٍ أخري، وعددها (11) حديثًا، بنسبة (4. 4%) مِنْ مجموع ما درسته.
- ومنها ما هو "موضوعٌ"، وعددها (6) أحاديث، بنسبة (2. 4%) مِنْ مجموع ما درسته.
وأمَّا القسم الثاني: وهي الأحاديث التي وقع فيها خلافٌ على أحد رواتها، وبلغ عدد أحاديث هذا القسم (134) حديثًا، بنسبة (53. 6%) مِنْ مجموع ما درسته، وهذا القسم على نوعين:
- النوع الأول: ما كان محفوظًا بوجه الطبرانيّ، أو محفوظًا بالوجهين، وعددها (47) حديث، بنسبة (18. 8%).
وهذا النوع مِنْه ما هو "صحيحٌ لذاته"، وعددها (14) أحاديث، بنسبة (5. 6%).
ومنه ما هو "حسنٌ لذاته"، وعددها (9) أحاديث بنسبة (3. 6%)، ارتقى منها إلى "الصحيح لغيره"(6) أحاديث بنسبة (2. 4%)
ومنه ما هو "ضَعيفٌ"، وارتقي إلي "الحسن لغيره" وعددها (26)، بنسبة (10. 4%) مِنْ مجموع ما درسته.
ومنها ما هو "ضَعيفٌ جدًا"، وهو حديثٌ واحدٌ فقط.
- النوع الثاني: ما كان مرجوحًا بوجه الطبرانيّ، أو غير محفوظٍ بالوجهين، وعددها (87) حديثًا، بنسبة (34. 8%) مِنْ مجموع ما درسته -.
وهذا النوع منه ما هو "ضعيف" وارتقي إلي "الحسن لغيره" وهو حديث واحد فقط.
ومِنْه ما هو "شاذٌّ" لمخالفة راويها الثِّقة لما رواه مَنْ هو أوثق مِنْه أو أكثر عددًا، وعددها (30) حديثًا، بنسبة (12%) مِنْ مجموع ما درسته.
ومِنْه ما هو "مُنْكرٌ" لمخالفة الضَعيف لما رواه الثقات، وعددها (54) حديثًا، بنسبة
(21. 6%) مِنْ مجموع ما درسته -.
وإذا كان إسناد الطبراني مرجوحاً فما حكم الوجه الراجح المقابل له من حيث القبول أو الرد؟ لقد جاء الحديث مِنْ وجهه الراجح المقابل لوجه الطبراني المرجوح على أنواع:
فمِنْه ما هو "صحيح لذاته"، وعددها (60) حديثًا، بنسبة (24%) مِنْ مجموع ما درسته.
ومِنْها ما هو "حسن لذاته"، وعددها (3) أحاديث، بنسبة (1. 2%) ارتقى منها إلى "الصحيح لغيره" حديثٌ واحدٌ فقط.
ومِنْها ما هو "ضَعيفٌ" وارتقي إلي "الحسن لغيره" وعددها (16) حديثً بنسبة (6. 4%)
ومنه ما هو "ضعيفٌ" ولم يرتقي وهو حديث واحد فقط.
وبعد هذه الدراسة تبين لنا أن قول الحافظ الذهبي رضي الله عنه عن هذا الكتاب: "فيه كل نفيس وعزيز ومنكر"، محمولٌ على طرق أحاديثه بأسانيد الطبراني وحده، والله أعلم.
فعلى الباحثين فى هذا الميدان ألا يعتمدوا على أسانيد الطبراني وحده فى هذا الكتاب دون النظر فى الطرق الأخرى للحديث عند غيره؛ لأن ذلك قد يجرهم إلى تقوية الأحاديث بالأوجه المنكرة والشاذة، وهذا معيب عند علماء هذا الفن، والله أعلم.
ثانياً: ذكر أهم التوصيات لمن يعملون في ميدان هذا العلم الشريف:
1) أوصي إخواني الباحثين أثناء عملهم في تحقيق الأحاديث أن يُخرِّجوا الحديث علي المدار ويذكروا أوجه الخلاف فيه ثم يقوموا بتحرير هذه الأوجه وبيان الراجح منها من المرجوح وألا يعتمدوا علي دراسة إسناد الحديث فقط فقد يكون هذا الإسناد شاذاَ أو منكراَ، والله أعلم.
2) ضرورة الاهتمام بسبر الروايات فهي الوسيلة الوحيدة لمعرفة ضبط الراوي وخطئه، ولو أفردت رسائل علمية فى الرواة الذين عليهم مدار المرويات أمثال: الأعمش وأبى إسحاق السبيعي، والزهري وغيرهم لتمكن الباحثون من معرفة درجات مدارات الروايات، ومعرفة أحوال أصحابهم، ولحصل بهذا ثراء للبحث العلمي الخاص بنقد المرويات.
3) ضرورة الاهتمام بمسألة التَّفرد، وبيان موقف الأئمة تجاه غرائب وأفراد الرواة، وإظهار ذلك عند كل إمامٍ على حده مِنْ الجانب التطبيقي العملي، ومقارنة مناهج الأئمة مع بعضها البعض، وعرض ذلك على الجانب النظري.
4) ضرورة العناية بإبراز منهج الإمام الطبراني فى هذا الكتاب مع مقارنة ذلك بمناهج الأئمة السابقين عليه كالبزار، واللاحقين له كأبي نعيم تلميذه والدارقطني وابن شاهين.
5) إزالة الغبار عن أهم الرسائل العلمية التي ملأت مكتبات هذه الجامعة، والعمل على طبعها ليستفيد منها الباحثون فى الداخل والخارج.
6) عدم أخذ أقوال العلماء كمسلمات، فكم ترك الأول للأخر وكلٍ يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس معني هذا أن تُطرح أقوال العلماء ولا يؤخذ بها بل ينبغي وضعها فى الاعتبار، ومقارنتها بأقوال غيرهم، ثم تحكيم قوانين الرواية للخروج إلى نتيجة مرضية بإذن الله تعالى.
والحمد لله أولًا وأخيرًا
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
سيبقى الخط بعدي في الكتاب
…
وتبلى اليد مني في التراب
فيا ليت الذي يقرأ كتابي
…
دعا لي بالخلاص من الحساب.
(1)
(1)
يُنظر "سير أعلام النبلاء" للذهبي 2/ 633.
فهرس الرواة الواردين في أسانيد الإمام الطبراني
مرتبين علي حروف المعجم
فهرس أسماء الرجال
م
…
فهرس أسماء الرواة
…
خلاصة حال الراوي
…
رقم الحديث
1
…
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَيَّةَ الْيَسَعِ بْنِ أَسْعَد
…
"متروك الحديث"
…
146
2
…
إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي عَبْلَةَ، أَبُو إِسْحَاقَ المَقْدِسِيُّ
…
"ثقة"
…
27
3
…
إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي حَبِيبَة الأَنْصَارِي
…
"ضعيف"
…
117
4
…
إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ
…
"ضعيف الحديث"
…
184
5
…
إِبْرَاهِيْم بن المُنْذِر بن عَبْدِ اللهِ بْن المُنْذِرِ
…
"ثقة"
…
117
6
…
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ الْمَدَنِيُّ.
…
"ضعيف يُعتبر به"
…
124
7
…
إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ، أَبُو إِسْحَاقَ
…
"صدوق حسن الحديث"
…
48
8
…
إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَرِيرٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ الكوفي
…
"صدوق"
…
162
9
…
إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ بن مُحَمَّد بن مصعب
…
"صدوق"
…
161
10
…
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، أَبُو إِسْحَاقَ الْقُرَشِيُّ الْمَدَنِيُّ
…
"ثقة حجة"
…
246
11
…
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَبُو إِسْحَاق
…
"ثقة حافظ"
…
131
12
…
إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ بن شعبة الخُرَاسَانِيُّ
…
"ثقة"
…
38
13
…
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَان بْنِ خُوَاسْتِيِّ الْعَبْسِيُّ.
…
"متروك الحديث"
…
148
14
…
إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُدَامَةُ بْنُ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ الْجُمَحِيُّ
…
"مجهول الحال"
…
192
15
…
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ القرشي الجمحي
…
"صدوق"
…
218
16
…
إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَرْعَرَةَ، أَبُو إِسْحَاق.
…
"ثقة حافظ"
…
122
17
…
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ بْن جَابِر، أَبُو إِسْحَاقَ
…
"ضعيف يعتبر به"
…
208
18
…
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ الصَّائِغُ أَبُو إِسْحَاق.
…
"صدوق"
…
103
19
…
إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ، أبو إسحاق الغساني
…
"متروك"
…
9
20
…
إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ بن عَمْرو بْن ربيعة
…
"ثقة "
…
44
21
…
أَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُجَيَّةَ الْكِنْدِيُّ، أَبُو حُجَيَّةَ
…
"صدوق"
…
112
22
…
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ
…
"ثِقَة"
…
95
23
…
أَحْمَدُ بْنُ بَشِيْرٍ، أَبُو أَيُّوبَ الطَّيَالِسِيُّ
…
"فيه لين"
…
96
24
…
أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ بن عَبد اللَّهِ بن راشد السُّلَمِيُّ.
…
"ثقة"
…
89
25
…
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْن عَلِيّ بْن عِيسَى بْن الحكم بْن رافع بْن سنان أبو أيّوب الْأَنْصَارِيُّ
…
"صدوق"
…
165
26
…
أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُسَ اليَرْبُوْعِيُّ
…
"ثقة متقن"
…
160
27
…
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بن مُسْلِم الأَبَّار
…
"ثقه حافظ"
…
1
28
…
أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بن زيد اللّخميُّ الخشّاب
…
"متهم بالوضع"
…
85
29
…
أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ القَاسِمِ بنِ أَبِي بَزَّةَ أَبُو الحَسَنِ البَزِّي مؤذن المسجد الحرام
…
"ضعيف الحديث"
…
41
30
…
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نِيزَكٍ بن حبيب الْبَغْدَادِيُّ
…
صدوق في حفظه شيء
…
33
31
…
أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْن إِسْحَاق أَبُو جَعْفَر الْحُلْوَانِيُّ
…
"ثقة"
…
116
32
…
أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، أَبُو زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ المدنيُّ.
…
"صدوق يحسن حديثه"
…
174
33
…
أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ صَاحِبُ السُّدِّيّ.
…
صدوق كثير الخطأ يغرب
…
142
34
…
إِسْحَاقُ بْنُ الْمُنْذِرِ أبو يعقوب
…
"صدوق"
…
170
35
…
إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ الجزري، أبو سُلَيْمان
…
"ثقة إلا في روايته عن الزهري فليس بذاك"
…
16
36
…
إسْحَاقُ بْنُ سَعِيد بْن أَرْكُونَ الْجُمَحِيُّ
…
"ضعيف الحديث"
…
5
37
…
إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَان الرازي، أبو يحيى العبدي
…
"ثقة"
…
229
38
…
إِسْحَاقُ بْنُ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ الْخُزَاعِيُّ الْكَعْبِيُّ
…
"صدوق يرسل"
…
180
39
…
إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى بْن عَبد الله الأَنْصارِيُّ
…
"ثقة"
…
42
40
…
إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ بْن زياد الْعَلَّافُ، أبو يعقوب
…
"صدوق"
…
86
41
…
إِسْحَاق بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ. أَبُو مُحَمَّد الْمَدَنِيُّ
…
"ضعيف الحديث جداً وأحاديثه عن عبادة مرسلة"
…
145
42
…
إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ.
…
"ثقة ثبت"
…
104
43
…
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إبْرَاهِيْم الأَحِوَل، أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ
…
"ضعيف يعتبر به"
…
34
44
…
إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِد، أَبُو عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ
…
"ثقة ثبت"
…
156
45
…
إسماعيل بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ
…
"ثقة ثبت"
…
61
46
…
إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ مُرَّةَ الْخُلْقَانِيُّ.
…
"صدوق يخطئ قليلاً"
…
152
47
…
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، السُّدِّيُّ الكبير
…
"صدوق حسن الحديث"
…
142
48
…
إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنُ أَبِي المُهَاجِرِ
…
"ثقة يرسل"
…
5
49
…
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش بنِ سُلَيْمٍ العَنْسِيُّ.
…
"صدوق في روايته عن أهل بلده مُخَلِّط في غيرهم"
…
21
50
…
إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْس بْن سعد بْن زيد بْن ثابت، أَبو مُصعب، المَدَنِيٌّ، الأَنصاريّ
…
"ضعيف الحديث"
…
165
51
…
إِسْمَاعِيل بن يعلى أَبُو أُميَّة الثَّقَفِيّ الطَّائِفِي
…
"متروك الحديث"
…
134
52
…
الأَسْوَدُ بنُ يَزِيْد بن قَيْس النَّخَعِيُّ، أَبُو عَمْرٍو
…
"ثقة"
…
176
53
…
أَشْعَثُ بْنُ سَعِيد البَصْرِيُّ، أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ.
…
"متروك الحديث"
…
22
54
…
أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ التَّوَابِيتِيُّ
…
"ضعيف يُعتبر به"
…
172
55
…
أُم سَعْدٍ، امْرَأَةِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ
…
"صحابية"
…
232
56
…
أُمُّ سَلَمَة أُمُّ المُؤْمِنِيْن هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ
…
"صحابية"
…
183
57
…
أُمُّ عَاصِم جدة المعلى بن راشد
…
"ضعيفة"
…
62
58
…
أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ نَسِيْبَةُ بِنْتُ الحَارِثِ
…
"صحابية"
…
20
59
…
أُمِّ فَرْوَةَ الأنصارية
…
"صحابية"
…
210
60
…
أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ بنِ المُنْتَشِرِ، أَبُو بَكْرٍ العَيْشِيُّ.
…
"ثقة"
…
50
61
…
أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ بن ضَمْرَةَ، أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ
…
"ثقة"
…
161
62
…
أَنَسُ بنُ مَالِكِ بنِ النَّضْرِ الأَنْصَارِيُّ
…
"صحابي"
…
3
63
…
إِيَاسُ بْنُ خَلِيفَة البَكْرِيُّ
…
"مجهول"
…
67
64
…
إِيَاسُ بنُ سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ الأَسْلَمِيُّ، أَبُو سلمة
…
"ثقة"
…
214
65
…
أَيُّوْبُ بنُ أَبِي تَمِيْمَةَ، كَيْسَانَ السِّخْتِيَانِيُّ
…
"ثقة ثبت حجة"
…
20
66
…
أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ الرَمْلِيُّ، أَبُو مسعود الحِمْيَريُّ.
…
"ضعيف يعتبر به"
…
30
67
…
أَيُّوْبُ بنُ عُتْبَةَ اليَمَامِيُّ، أَبُو يَحْيَى
…
"ضعيف"
…
214
68
…
البَرَاءُ بنُ عَازِبِ، أَبُو عُمَارَةَ الأَنْصَارِيُّ.
…
"صحابي"
…
89
69
…
بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ الشامي، أَبُو الْعَلاءِ الدِّمَشْقِيُّ.
…
"صدوق"
…
69
70
…
بُرَيْدَةُ بنُ الحُصَيْبِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أَبُو عَبْدِ الله.
…
"صحابي"
…
97
71
…
بِشْرُ بنُ الحَارِثِ المَشْهُوْرُ بِالحَافِي
…
"ثقة"
…
6
72
…
بِشْرُ بنُ السَّرِيُّ البَصْرِيُّ، أَبُو عَمْرٍو الأَفْوَهُ
…
"ثقة
…
247
73
…
بِشْرُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ خَالِدٍ، أَبُو الوَلِيْدِ الكِنْدِيّ.
…
"صدوق"
…
69
74
…
بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ بن صائد بن كعب بن حريز الكَلاعي الحِمْيَريّ، أبو يُحْمِد الحِمْصيُّ
…
"ثقة يرسل ويدلس تدليس التسوية "
…
47
75
…
بَكْرُ بْنُ وَائِل، أَبو عَطِيَّةَ الْبَكْرِيُّ
…
"صحابي"
…
111
76
…
ثَابِتُ بنُ أَسْلَمَ البُنَانِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ البَصْرِيُّ
…
ثقة يُرسل عَن أبي هريرة
…
25
77
…
ثَابِتُ بْنُ عِيَاض الأَحْنَفُ، وهو الأَعْرَجُ،
…
"ثقة"
…
145
78
…
ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ الدِّيلِيُّ الْمَدِينِيُّ مولى بني الديل
…
"ثقة لكنه يُرسل"
…
104
79
…
جَابِرُ بنُ سَمُرَةَ بنِ جُنَادَةَ بنِ جُنْدُبٍ بْن حجير
…
"صحابي"
…
70
80
…
جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو الأَنْصَارِيُّ
…
"صحابي"
…
21
81
…
جَابِرُ بْنُ يَزِيد بْنِ رِفَاعَةَ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ.
…
"صدوق"
…
177
82
…
جَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ الْكَاهِلِيُّ الصَّيْرَفِيُّ الْكُوفِيّ.
…
"ثقة"
…
160
83
…
جَبَلَةُ بْنُ حَارِثَةَ بن شراحيل أَخُو زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ
…
"صحابي"
…
238
84
…
جُبَيْرُ بنُ مُطْعِمِ بنِ عَدِيِّ بنِ نَوْفَلٍ
…
"صحابي"
…
231
85
…
الْجَرَّاحُ بْنُ مِنْهَال، أَبُو الْعَطُوفِ الْجَزَرِيُّ
…
"متروك الحديث"
…
216
86
…
جَرِيْرُ بنُ حَازِمِ بنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَزْدِيُّ.
…
"ثقة يرسل"
…
96
87
…
جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الضَّبِّيُّ.
…
"ثقة"
…
120
88
…
جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَابِرِ بنِ مَالِكٍ البَجَلِيُّ
…
"صحابي"
…
95
89
…
جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ الكِلابي، أبو عَبد اللَّهِ الجزري.
…
"ثقة في روايته عن غير الزُّهْرِي"
…
36
90
…
جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ القرشي، أَبُو مُحَمَّد الكوفي
…
"ثقة"
…
29
91
…
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّد بْن علي بن الحُسَيْن بنِ عَلِيِّ
…
"ثقة"
…
51
92
…
جُنْدُبُ بنُ جُنَادَةَ بنِ سُفْيَان، أَبُو ذَر الْغِفَارِيُّ
…
"صحابي"
…
197
93
…
الحَارِثُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَعْوَرُ الهَمْدَانِيُّ الخارَفي
…
"ضعيف يُعتبر به"
…
71
94
…
الْحَارِثِ بْنِ مُسْلِمٍ التميمي.
…
"مجهول"
…
137
95
…
حَبِيبُ بن أبي عمرة القصاب، أَبُو عَبد اللَّهِ
…
"ثقة"
…
120
96
…
حَبِيْبُ بنُ الشَّهِيْدِ الأَزْدِيُّ.
…
"ثقة ثبت"
…
20
97
…
حَبِيبُ بْنُ نَجِيح
…
"مجهول"
…
216
98
…
حَبِيبُ بْنُ يَسَار الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ
…
"ثِقَة"
…
110
99
…
حَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ بنِ ثَوْرِ بنِ هُبَيْرَةَ النَّخَعِيُّ
…
صدوقٌ كثير التدليس والإرسال
…
139
100
…
حَجَّاجٌ بْن مُحَمَّد المصِّيصِي، أَبُو مُحَمَّد
…
"ثقة ثبت
…
98
101
…
حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْن زهير بن خَيْثَمَة الجُعْفِيُّ
…
"ضعيف يُعتبر به"
…
29
102
…
حُذَيْفَةُ بنُ اليَمَانِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ
…
"صحابي"
…
46
103
…
الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ
…
"ثقة يرسل"
…
219
104
…
حَرَميُّ بْنُ عُمَارَةَ بْن أَبِي حفصة، أبو رَوْح
…
"صدوق"
…
178
105
…
الْحَرِيشُ بْنُ الْخِرِّيتِ البَصْرِيّ
…
"ضعيف الحديث"
…
178
106
…
حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عَبد اللَّه الْكِرْمَانِيُّ
…
"صدوق"
…
144
107
…
حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو
…
"صحابي"
…
18
108
…
الحَسَنُ البَصْرِيُّ وهو: الحَسَنُ بنُ أَبِي الحَسَن
…
ثقة كثير التدليس والإرسال
…
84
109
…
الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ، أَبُو عَلِيّ.
…
"ثقة حافظ"
…
169
110
…
الحَسَنُ بنُ عُمَرَ بن يحيى الفزاري أَبُو المَلِيْحِ
…
"ثقة"
…
115
111
…
الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الفُقَيميُّ التَّمِيمِيُّ أخو الفضيل
…
"ثقة ثبت"
…
160
112
…
الْحُسَيْن بْن إِدْرِيسَ بن المبارك بن الهيثم
…
"ثقة"
…
171
113
…
الحُسَيْنُ بنُ عَلِي بنِ الوَلِيْدِ الجُعْفِيُّ.
…
"ثقة"
…
68
114
…
الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ
…
"ضعيف الحديث"
…
142
115
…
حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَبُو الهُذَيْل
…
"ثقة ثبت"
…
179
116
…
حَفْصُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ رَاشِدٍ السُّلَمِيُّ، أَبُو عَمْرٍو
…
"صدوق"
…
89
117
…
حَفْصُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِك
…
"صدوق"
…
211
118
…
حَفْصِ بن عُمَر بن عبد الله بن أَبي طلحة
…
"صدوق"
…
249
119
…
حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ بنِ طَلْقِ بنِ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيُّ.
…
"ثقة تغير حفظه قليلاً
…
63
120
…
الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ، أَبُو مُحَمَّدٍ الكِنْدِيُّ الفقيه.
…
"ثقة ثبت لكنه يُرسل"
…
89
121
…
حَمَّادُ بنُ زَيْدِ بنِ دِرْهَمٍ الأَزْدِيُّ الجهضمي
…
"ثقة ثبت"
…
118
122
…
حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ بنِ دِيْنَارٍ، أَبُو سَلَمَةَ البَصْرِيُّ.
…
ثقة عابد أثبت الناس في ثابت وتغير حفظه بأخرة
…
8
123
…
حَمْزَةُ بْنُ يُوسُف بن عَبد اللَّهِ بن سلام
…
"مجهول"
…
236
124
…
حُمَيْدُ بنُ أَبِي حُمَيْدٍ الطَّوِيْلُ أَبُو عُبَيْدَةَ
…
"ثقة
…
3
125
…
حُمَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ حُمَيْدِ الزُّهْرِيّ
…
"مجهول الحال"
…
224
126
…
حُمَيْدُ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْفٍ، أَبُو إبراهيم،
…
"ثقة يرسل"
…
224
127
…
حُمَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ
…
"مجهول الحال"
…
62
128
…
حُمَيدُ بْنُ قَيْسٍ، أَبُو صَفْوَانَ الْمَكِّيُّ الأَعْرَجُ
…
"ثقة"
…
197
129
…
حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ بنِ سُوَيْدِ بنِ هُبَيْرَةَ الْعَدَوِيّ.
…
"ثقة يُرسل"
…
164
130
…
حُمَيْلُ بْنُ بْصَرَةَ، أَبو بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ.
…
"صحابي"
…
203
131
…
حَيَّانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَبُو زُهَيْرٍ البصري.
…
"صدوق"
…
97
132
…
خَازِمُ بْنُ جَبَلَةَ بْنِ أَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيُّ
…
"ضعيف الحديث"
…
182
133
…
خَالِدِ بْنِ زِيْد، أَبُو عبد الرحمن الشامي.
…
"لابأس به"
…
204
134
…
خالد بْن يزيد بن أَبي يزيد بن سَمَّاك بن رستم،
…
"ثقة"
…
37
135
…
خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ صَالِحِ بنِ صُبَيْحٍ، أَبُو هَاشِمٍ
…
"ثقة"
…
217
136
…
الْخَصِيب بْن جَحْدَر البصري.
…
"كذاب"
…
151
137
…
خَطَّابُ بْنُ الْقَاسِمِ الحَرَانِيّ
…
"ثقة"
…
11
138
…
خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ صَاعِدٍ بن برام، أَبُو أَحْمَد
…
"صدوق اختلط بآخرة"
…
158
139
…
خَلَفُ بن هِشَامِ بنِ ثَعْلَب، البَزَّار أَبُو مُحَمَّد
…
"ثقة"
…
121
140
…
خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ أَبُو عَمْرٍو السَّدُوسِيُّ الْبَصْرِيّ.
…
"ضعيف"
…
93
141
…
خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطِ العُصْفُرِيُّ. صَاحِبُ الطَّبَقَات.
…
"صدوق"
…
105
142
…
خويلد بْن عَمْرو بْن صخر
…
"صحابي"
…
239
143
…
دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْف، أَبُو الْجَحَّافِ الْكُوفِيُّ.
…
"صدوق ربما أخطأ"
…
122
144
…
دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَبُو سُلَيْمَان الْكُوفِيُّ
…
"ضعيف الحديث"
…
162
145
…
دَاوُدُ بنُ عَمْرِو بنِ زُهَيْرِ، أَبُو سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ،
…
"ثِقَة"
…
112
146
…
دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ الدَّبَّاغُ، أَبو سُلَيْمَان
…
"ثقة"
…
229
147
…
دَاوُدُ بْنُ مَنْصُور النَّسَائي الْقَاضِي، أَبُو سُلَيْمان
…
"صدوق"
…
131
148
…
دَرَّاجُ بْنُ سَمْعَانَ أَبُو السَّمْحِ الْمِصْرِيُّ
…
"صدوق وفي حديثه عن أبي الهيثم ضعف"
…
39
149
…
دِينَارُ بْنُ المُغِيْرَة العِجْليُّ الْبَصْرِيُّ
…
"مجهول"
…
105
150
…
ذَكْوَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَبُو صَالِحٍ السَمَّانُ المدَنِيُّ
…
"ثقة ثبت"
…
8
151
…
رَاشِدُ بنُ سَعْدٍ المَقْرَئِيُّ الْحِمْصِيُّ
…
"ثقة يُرسل"
…
94
152
…
رَافِعُ بنُ خَدِيْجِ بنِ رَافِعِ بنِ زِيْد الأَنْصَارِيُّ
…
"صحابي"
…
67
153
…
الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ الْبَكْرِيُّ الْبَصْرِيُّ الخُرَاسَانِيُّ
…
"صدوق"
…
230
154
…
رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ مِهْرَانُ، أَبُو الْمِقْدَامِ
…
"ثقة"
…
180
155
…
رِشْدِينُ بْنُ سَعْدِ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمِصْرِيُّ.
…
"ضعيف الحديث"
…
1
156
…
رُفَيْعُ بنُ مِهْرَانَ أَبُو العَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ البَصْرِيُّ.
…
"ثقة يرسل"
…
230
157
…
رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَبُو غِيَاثٍ التَّمِيمِيُّ الْعَنْبَرِيُّ.
…
"ثقة حافظ"
…
50
158
…
زَاذَانُ أبو عبد الله ويقال أَبُو عُمَرَ الكِنْدِيُّ
…
"ثقة"
…
35
159
…
زَائِدَةُ بنُ قُدَامَةَ الثَّقَفِيُّ، أَبُو الصَّلْتِ الكُوْفِيُّ
…
"ثقة ثبت"
…
68
160
…
زُبَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ الْيَامِيُّ.
…
"ثقة ثبت"
…
32
161
…
الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ أبو عبد اللَّه القُرَشِيُّ، الأَسَدِيُّ
…
"صحابي"
…
189
162
…
زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ بْنِ حُبَاشَةَ، أَبُو مَرْيَمَ الأَسَدِيُّ.
…
"ثقة"
…
91
163
…
زَكَرِيَّا بْنُ حَكِيمٍ الْحَبَطِيُّ الْبُدِّي الْبَصْرِيُّ
…
"ضعيف الحديث"
…
131
164
…
زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُور بْن ثعلبة بْن أَبي مالك.
…
"ضعيف الحديث"
…
155
165
…
زِيَادُ بْنُ أَبِي زياد الْجَصَّاصِ، أَبُو مُحَمَّد
…
"مَتْرُوكٌ"
…
86
166
…
زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ، أَبُو الْجَارُودِ الثَّقَفِيُّ الأعمى
…
"مَتْرُوكٌ الحديث"
…
110
167
…
زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ الجعفي الْكُوفِيُّ
…
"ثقة"
…
70
168
…
زِيَادُ بنُ عِلَاقَةَ بنِ مَالِكٍ الثَّعْلَبِيُّ، أَبُو مَالِكٍ
…
"ثقة"
…
163
169
…
زَيْدُ بنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، أَبُو مُحَمَّدٍ المَوْصِلِيُّ
…
"ثقة"
…
6
170
…
زَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، أَبُو أُسَامَةَ الجَزَرِيُّ
…
"ثقة"
…
10
171
…
زَيْدُ بنُ أَرْقَمَ بنِ زَيْدِ بنِ قَيْسٍ الأَنْصَارِيُّ
…
"صحابي"
…
218
172
…
زَيْدُ بْنُ أَسْلَم القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ، أبو أُسَامَة
…
"ثقة يُرسل"
…
64
173
…
زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ بنِ الرَّيَّانِ التَّمِيمِيّ، أَبُو الحُسَيْن
…
"ثقة يُخطئ عن الثوري"
…
169
174
…
زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ بنِ نُفَيْلِ بنِ رِيَاحٍ، أَخُو عُمَر
…
"صحابي"
…
36
175
…
سَالِمٌ أَبُو الْغَيْثِ الْمَدَنِيُّ
…
"ثقة"
…
104
176
…
سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْن الخَطَاب القُرَشِيُّ
…
"ثقة ثبت"
…
36
177
…
سَعِيْدُ بنُ أَبِي أَيُّوْبَ مِقْلَاصٍ الخُزَاعِيُّ.
…
"ثقة ثبت"
…
235
178
…
سَعِيد بْن أَبِي سَعِيد الْمَقْبُرِيُّ، أبو سَعْد الْمَدَنِي
…
"ثقة يُرسل"
…
134
179
…
سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ مِهْرَانُ، أَبُو النَّضْرِ
…
ثقة يرسل واختلط بآخره
…
154
180
…
سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ بنِ حَزْنٍ المَخْزُوْمِيُّ
…
ثقة ثبت يُرسل واتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل
…
2
181
…
سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرِ بنِ هِشَامٍ الأَسَدِيُّ الوَالِبِيُّ.
…
"ثقة ثبت لكنه يرسل"
…
101
182
…
سَعِيدُ بْنُ حَفْصٍ بن عُمَر النُّفَيْلِيُّ، أَبُو عَمْرو
…
"ثقة"
…
40
183
…
سَعِيْدُ بنُ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ، أَبُو الأَعْوَرِ
…
"صحابي"
…
219
184
…
سَعِيْدُ بنُ سَالِم القَدَّاحُ، أَبُو عُثْمَانَ المَكِّيُّ
…
"صدوق"
…
160
185
…
سَعِيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ، أَبُو عُثْمَان الواسطي
…
"ثقة حافظ"
…
126
186
…
سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ البُرْجُمِيُّ، أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ
…
"صدوق حسن الحديث"
…
237
187
…
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى الْخُزَاعِيُّ
…
"ثقة يرسل"
…
32
188
…
سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ التَّنُوْخِيُّ
…
"ثقة إلا في روايته عن الزهري فليس بذاك"
…
5
189
…
سَعِيدُ بْن فَيْرُوزَ، أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ
…
"ثقة كثير الإرسال"
…
237
190
…
سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الصَّلْت
…
"مجهول الحال"
…
81
191
…
سَعِيد بن يسار، أَبُو الحباب المدني
…
"ثقة"
…
165
192
…
سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، أَبُو مُحَمَّد الوَاسِطِيُّ، مولى عَبد اللَّهِ بْن خازم السلمي.
…
"ثقة إلا في حديثه عن الزهري ففيه ضعف"
…
129
193
…
سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ بن آدم الْعُقَيْلِيُّ، أَبُو سَعِيد.
…
"صدوق"
…
81
194
…
سُفْيَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ الثَّوْرِيُّ.
…
ثقة حافظ أمير المؤمنين
…
14
195
…
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، أَبُو مُحَمَّد الكُوْفِيُّ المَكِّيُّ
…
"ثقة ثبت حجة
…
48
196
…
سَلْمُ بْنُ قَادِمٍ أَبو اللَّيْثِ البغدادي
…
"ثقة"
…
137
197
…
سَلْمَانُ أَبُو حَازِمٍ الأَشْجَعِيُّ الكُوْفِيُّ.
…
"ثقة"
…
122
198
…
سَلْمَانُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الفَارِسِيُّ
…
"صحابي"
…
171
199
…
سَلْمَانُ الأَغَرُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ
…
"ثقة"
…
192
200
…
سَلَمَةُ بْنُ أَبِي الطُّفَيْلِ عامر بن واثلة
…
"مجهول الحال"
…
24
201
…
سَلَمَةُ بنُ دِيْنَارٍ، أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَج.
…
"ثقة"
…
10
202
…
سَلَمَةُ بنُ عَمْرِو بنِ الأَكْوَعِ
…
"صحابي"
…
7
203
…
سَلَمَةُ بنُ كُهَيْل بن حُصَيْنٍ الحَضْرَمِيُّ،
…
"ثِقَة ثبت"
…
95
204
…
سُلَيْكٍ بن عمرو أو ابن هدبة، الْغَطَفَانِيِّ
…
"صحابي"
…
131
205
…
سُلَيْمان بن أَبي سُلَيْمَانَ، أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ
…
"ثقة حجة"
…
152
206
…
سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي هَوْذَةَ الرازي
…
"صدوق"
…
171
207
…
سُلَيْمَانُ بْنُ النُّعْمَانِ الشَّيْبَانِيُّ، أَبُو أَيُّوب
…
"صدوق"
…
92
208
…
سُلَيْمَانُ بنُ أَيُّوْبَ، أَبُو أَيُّوْبَ صَاحِبُ البَصْرِيِّ
…
"ثقة"
…
105
209
…
سُلَيْمَانُ بنُ حَيَّانَ الأَزْدِيُّ أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَر.
…
"ثقة مكثر يهم كغيره"
…
127
210
…
سُلَيْمَانُ بْنُ طَرْخَانَ التَّيْمِيُّ
…
"ثقة يرسل"
211
…
سُلَيْمانُ بْنُ عَمْرو بن عَبْد، ويُقال: ابن عُبَيد، العُتْوَاريُّ، أَبُو الهيثم المِصْرِي
…
"ثقة"
…
39
212
…
سُلَيْمَانُ بْنُ مَنْصُورٍ الْبَلْخِيُّ، أَبُو الحسن.
…
"صدوق"
…
61
213
…
سُلَيْمَانُ بنُ مِهْرَانَ الأَسَدِيُّ الكَاهِلِيُّ الأعْمَشُ
…
"ثقة ثبت "
…
37
214
…
سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ الْكَعْبِيُّ الْخُزَاعِيُّ أَبُو الْمُثَنَّى
…
"ضعيف"
…
42
215
…
سِمَاكُ بنُ حَرْبِ بنِ أَوْسٍ، أَبُو المُغِيْرَةِ الذُّهْلِيُّ
…
"ثقة تغير بأخرةِ فساء حفظه، وأما حديثه عن عكرمة فيه اضطراب"
…
70
216
…
سَمُرَةُ بنُ جُنْدُبِ بنِ هِلَالٍ الفَزَارِيُّ.
…
"صحابي"
…
119
217
…
سَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ أَبُو سَعِيد الْبَصْرِيُّ
…
"صدوق"
…
149
218
…
سَهْلُ بنُ سَعْدِ بنِ مَالِكٍ، الأَنْصَارِيُّ، السَّاعِدِيُّ.
…
"صحابي"
…
185
219
…
سَهْلُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ
…
"لابأس به"
…
86
220
…
سُهَيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ، وَاسْمُ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَان.
…
"ثقة
…
54
221
…
شُجَاعُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ قَيْسٍ السَّكُوْنِيُّ، أَبُو بَدْر.
…
"ثقة"
…
70
222
…
شَرِيْكُ بنُ عَبْدِ اللهِ النَّخَعِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الكوفي
…
"ضعيف يعتبر به"
…
3
223
…
شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنُ الْوَرْدِ الْعَتَكِيُّ الأَزْدِيُّ
…
"ثقة ثبت حجة
…
157
224
…
شُعَيْبُ بن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن العاص بن وائل، أبو عمرو الْقُرَشِيُّ السَّهْمِيُّ
…
"صدوق ثبت سماعه من جده عبد الله بن عمرو"
…
174
225
…
شَقِيْقُ بنُ سَلَمَةَ أَبُو وَائِلٍ الأَسَدِيُّ الكُوْفِيُّ.
…
"ثِقَةُ يُرْسِل"
…
116
226
…
شَقِيْقُ بنُ سَلَمَةَ، أَبُو وَائِلٍ الأَسَدِيُّ، الكُوْفِيُّ
…
"ثقة يُرسل"
…
95
227
…
شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ الحَبَطِيُّ
…
"صدوق"
…
114
228
…
صالِحٌ بنُ رُسْتُمَ المُزَنِيُّ، أَبُو عَامِر الْخَزَّاز.
…
"صدوق"
…
84
229
…
صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، أَبُو عُمَرَ الْوَاسِطِيُّ
…
"ثقة"
…
126
230
…
صَفْوَانُ بنُ سُلَيْمٍ المَدَنِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ.
…
"ثقة لكنه يرسل"
…
124
231
…
صُهَيْبُ بنُ سِنَانِ بنِ مَالِكِ، أَبُو يَحْيَى الرُّوْمِيُّ.
…
"صحابي"
…
106
232
…
ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ الْكُوفِيُّ
…
"ثقة ثبت"
…
182
233
…
طَاوُوْسُ بنُ كَيْسَانَ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ اليَمَانِيُّ
…
"ثقة"
…
14
234
…
طَلْحَةُ بنُ مُصَرِّفِ بنِ عَمْرٍو، أَبُو مُحَمَّدٍ اليَامِيُّ
…
"ثقة"
…
89
235
…
عَابِسُ الْغِفَارِيُّ، ويقال عبس الغفاري.
…
"صحابي"
…
35
236
…
عَاصِمُ بن بَهْدَلَة، ابنُ أَبِي النَّجُوْدِ الأَسَدِيُّ
…
"صدوق يهم"
…
8
237
…
عَاصِمٌ بْنُ سُلَيْمان الْأَحْوَل، أبو عبد الرحمن.
…
"ثقة"
…
48
238
…
عَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ السَّلُولِيُّ الْكُوفِيُّ
…
"صدوق"
…
71
239
…
عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ بن الجدّ بن العجلان
…
"صحابي"
…
205
240
…
عَامِرُ بْنُ سَيَّارٍ النِّحْلينيّ الشَّاميُّ
…
"مَجْهُول الحال"
…
71
241
…
عَامِرُ بن شراحيل الشَّعْبِيُّ، أَبُو عَمْرٍو الكوفي
…
"ثقة يرسل"
…
152
242
…
عَبَّاد بْن الْعَوَّامِ، أَبُو سَهْل الوَاسِطِي.
…
ثقة إلا في روايته عن سَعِيد بْن أَبي عَرُوبَة ففيها ضعف"
…
129
243
…
عَبَّاد بْن عَبْد اللَّه بْنِ الزُّبَيْرِ بن العوام الْقُرَشِي
…
"ثقة"
…
246
244
…
عَبَّادُ بْنُ مُوسَى الْخُتُلِّيُّ
…
"ثقة"
…
32
245
…
عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ أبُو الوَلِيْدِ الأَنْصَارِيُّ
…
"صحابي"
…
217
246
…
عُبَادة بْن نُسَيّ الْكِنْدِيُّ، أَبُو عُمَر الأَزْدِيّ
…
"ثقة يرسل"
…
180
247
…
عَبْثَرُ بنُ القَاسِمِ الزُّبَيْدِيُّ أَبُو زُبَيْدٍ الكُوْفِيّ
…
"ثقة"
…
121
248
…
عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ الزُّهْرِيّ، الْجَرَّارُ
…
"متروك الحديث"
…
163
249
…
عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ الخراساني أَبُو طَالِب
…
"ثقة"
…
115
250
…
عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ الخُزَاعِيُّ، أَبُو عُمَر
…
"ضعيف الحديث"
…
183
251
…
عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ وَاصِلٍ، أَبِو الْوَاصِلِ البَاهِلِيُّ
…
"يُحسن حديثه"
…
11
252
…
عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ أَبْزَى الْخُزَاعِيُّ
…
"صحابي"
…
32
253
…
عبد الرحمن بْنُ أَبِي الرِّجَالِ الأنصاريّ
…
"صدوق"
…
145
254
…
عَبْد الرَّحْمَنُ بنُ أَبِي عَمِيْرَةَ المُزَنِيُّ
…
"صحابي"
…
6
255
…
عَبْدُ الرَّحْمَنُ بنُ أَبِي لَيْلَى، أَبُو عِيْسَى الكُوْفِيُّ
…
"ثقة يُرسل"
…
106
256
…
عَبْدِ الرَّحْمَنُ بْنُ الْأَخْنَس
…
"مجهول الحال"
…
219
257
…
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن الْحَارِثِ بن سعد بْنِ أَبِي ذُبَاب
…
"يُحسن حديثه"
…
196
258
…
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ بن عَبد اللَّه الْعَيْشِيُّ
…
"ثقة"
…
43
259
…
عَبْد الرَّحْمَنِ بن بجيد بن وهب بن قيظي بن قيس بن ثعلبة بن حارثة الأَنْصارِيّ، الحارثي، المدني
…
مختلف في صحبته إلا أن له رؤية كما قال ابن حجر وهو ثقة فقد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين"
…
66
260
…
عَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ العَنْسِيُّ.
…
صدوق يرسل عَنْ مكحول
…
47
261
…
عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ حُجَيْرَة الخولاني الأكبر
…
"ثقة"
…
39
262
…
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ رَزِينٍ الغافقي
…
"مجهول الحال"
…
7
263
…
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَمُرَةَ بنِ حَبِيْب، أَبُو سَعِيْدٍ
…
"صحابي"
264
…
عَبْدُ الرَّحْمَن بْن صَالِح الْأَزْدِيُّ العَتَكيّ.
…
"ثقة"
…
125
265
…
عَبْد الرَّحْمَن بن عَبد اللَّه بن عُبَيد البَصْرِيّ، أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ولقبه جردقة.
…
"ثقة"
…
157
266
…
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْن حَفْص بْن عاصم بْن عُمَر بْن الخطاب، العُمَري.
…
"متروك الحديث"
…
150
267
…
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ بن عسال الصُّنَابِحِيُّ
…
"تابعي ثقة "
…
217
268
…
عَبْدُ الرَّحْمَن بْن عَوْسَجَةَ الْهَمْدَانِيُّ النَّهْمِيُّ.
…
"ثقة"
…
89
269
…
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ
…
"صحابي"
…
224
270
…
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ الشَّاميُّ
…
"تابعي ثقة"
…
28
271
…
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ القرشي الجمحي
…
"تابعي صدوق"
…
218
272
…
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنٍ القرشي السهمي
…
صدوق حسن الحديث
…
195
273
…
عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ نَافِعٍ، أبو زِيَادٍ الْمُخَرِّمِيُّ.
…
"صدوق"
…
82
274
…
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ هُرْمُزَ الأَعْرَجُ
…
"ثقة ثبت"
…
26
275
…
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ بن هاشم، أَبُو مُسْلِمٍ
…
"صدوق"
…
146
276
…
عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامِ بْن نَافِعٍ الحِمْيَرِيُّ
…
"ثقة ثبت تغير"
…
100
277
…
عَبْدِ الصَّمَد بْن سُلَيْمَان الأزرق
…
"ضعيف الحديث"
…
151
278
…
عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي رَوَّاد
…
"ثقة"
…
144
279
…
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ التَّرْجُمَان
…
"ضعيف الحديث"
…
72
280
…
عَبْد العزيز بْن عِمران بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَر
…
"متروك الحديث"
…
117
281
…
عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْد الدَّرَاوَرْدِيُّ
…
"صدوق حسن الحديث"
…
186
282
…
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى بن يُوسُفَ البكائي
…
"صدوق حسن الحديث"
…
49
283
…
عَبْدُ الكَبِيْرِ بنُ عَبْدِ المَجِيْدِ أَبُو بَكْرٍ الحَنَفِيُّ
…
"ثقة"
…
168
284
…
عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البجلي الْخَرَّازُ
…
"ضعيف"
…
71
285
…
عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مَالِكٍ الْجَزَرِيُّ، أَبُو سَعِيدٍ
…
"ثقة ثبت متقن"
…
184
286
…
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، واسمه سَعِيدُ بْنُ يُحْمَدَ، ويُقال: ابْن أَحْمَدَ، الْهَمْدَانِيُّ الثَّوْرِيُّ الْكُوفِيُّ
…
"ثقة"
…
157
287
…
عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الهُذَيْلِ العَنَزِيُّ، أَبُو المُغِيْرَة.
…
"ثقة"
…
123
288
…
عَبدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيح يسار الثَّقَفِيّ، أَبُو يسار
…
"ثقة يرسل عن مجاهد"
…
67
289
…
عَبْدُ اللهِ بن إِدْرِيْس بنِ يَزِيْد، أَبُو مُحَمَّدٍ الأَوْدِيُّ
…
"ثقة ثبت"
…
172
290
…
عَبْدُ اللهِ بنُ الأَرْقَمِ بنِ عَبْدِ يَغُوْثَ بْنِ وَهْبِ
…
"صحابي"
…
216
291
…
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْن الأَزْدِيُّ، أَبُو حَرِيزٍ.
…
"ضعيف يُعتبر به"
…
101
292
…
عَبْدُ اللهِ بنُ السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ صَيْفِيِّ بنِ عَابِدِ بنِ عُمَرَ أَبُو السَّائِبِ المَخْزُوْمِيُّ
…
"صحابي"
…
221
293
…
عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَنْظَلِيُّ
…
"إمام ثقة ثبت حجة"
…
235
294
…
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بن وهب الله القرشي
…
"ضعيف الحديث"
…
195
295
…
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسِ التُّجِيبِيُّ.
…
"ضعيف"
…
1
296
…
عَبْدُ اللهِ بنُ بُرَيْدَةَ بنِ الحُصَيْبِ الأَسْلَمِيُّ.
…
"ثقة يُرسل"
…
97
297
…
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ.
…
"ثقة"
…
140
298
…
عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ نَجِيْحِ، وَالِدُ ابْنِ الْمَدِينِيِّ
…
"ضعيف"
…
104
299
…
عَبْد اللَّه بْنِ جُنَادَةَ المَعَافري
…
"مجهول الحال"
…
235
300
…
عَبْدُ اللهِ بنُ حَبِيْبٍ بنِ رُبَيِّعَة، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن.
…
"ثقة يرسل "
…
175
301
…
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ الْقُرَشِي العدوي.
…
"ثقة"
…
215
302
…
عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدِ بن عَمْرو، أَبُو قِلَابَةَ الجَرْمِيُّ
…
"ثقة كثير الإرسال"
…
139
303
…
عَبْدُ اللهِ بنُ سَلَامِ بنِ الحَارِث
…
"صحابي"
…
236
304
…
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمٍ الجزري، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
…
"يحسن حديثه"
…
173
305
…
عَبْدُ اللهِ بنُ طَاوُوْسٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ اليَمَانِيُّ
…
"ثقة"
…
14
306
…
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، ابن عم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
…
"صحابي"
…
64
307
…
عَبْدُ اللَّهِ بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْن عَبد الله بْن عامر بن أسيد بن حراز اللَّيْثِيُّ، أَبُوعَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَدَنِيُّ
…
"ضعيف الحديث"
…
161
308
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيُّ
…
"ثقة"
…
186
309
…
عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ زُهَيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جُدْعَانَ أَبُو بَكْرٍ القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ.
…
"ثقة يرسل عن عمر وعثمان"
…
178
310
…
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ القاري
…
"صدوق"
…
83
311
…
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ الطَّائِفِيُّ الْمَكِّيِّ أَبُو عطاء
…
" صدوق"
…
125
312
…
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ الجهني، أَبُو معبد الكوفي
…
ثقة أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
…
172
313
…
عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَبَانِ مُشْكُدَانَةُ.
…
"ثقة"
…
34
314
…
عَبدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر بن الخطاب العَدَوِيُّ، المَدَنِيُّ
…
"صحابي"
…
23
315
…
عبد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بن عُمَر بن الخطاب، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُمَرِيُّ
…
"ضعيف يعتبر به"
…
150
316
…
عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ السَّهْمِيُّ.
…
"صحابي"
…
96
317
…
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فيروز الدَّيْلَمِيُّ، أبُو بِشْر
…
"ثقة"
…
28
318
…
عَبْدُ اللَّهِ بْنِ كُرْزٍ بْنِ جَابِرٍ أَبُو كُرْز الْقُرَشِي
…
"متروك الحديث"
…
141
319
…
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصارِيّ السلمي
…
"ثقة"
…
19
320
…
عَبْدُ اللهِ بنُ لَهِيْعَةَ بنِ عُقْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَضْرَمِيُّ الأُعْدُوْلِيُّ المِصْرِيُّ
…
ضعيف يعتبر به إلا إذا كان الراوي عنه ابن المبارك وابن وهب فحديثه صحيح فإنهما ينتقيان من أصوله.
…
26
321
…
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلُ بْنِ أَبِي طَالِبِ
…
"يحسن حديثه"
…
115
322
…
عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْد، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهُذَلِيُّ
…
"صحابي"
…
33
323
…
عَبْدُ اللهِ بنُ مُصْعَبِ بنِ ثَابِتٍ بْن عَبد اللهِ بْن الزُّبَير بْن العَوّام، أَبُو بَكْرٍ الأَسَدِيُّ، الزُّبَيْرِيُّ
…
"ضعيف"
…
185
324
…
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ بن عبد غنم المُزَنِيُّ.
…
"صحابي"
…
84
325
…
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بن إِبْرَاهِيمَ بن طلحة بن عُبَيد اللَّه، القرشي، التَّيْمِيُّ، أَبُو مُحَمَّد الحجازي
…
"ضعيف يعتبر به"
…
174
326
…
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِع القرشي، العدوي، المدني
…
"ضعيف"
…
168
327
…
عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبِ بنِ مُسْلِمٍ، أَبُو مُحَمَّد المِصْرِيُّ
…
"ثقة ثبت"
…
39
328
…
عَبدُ اللَّه بن يَزِيد الْمَعَافِرِيّ، أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
…
"ثقة"
…
235
329
…
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَشِيرٍ الْبَصْرِيُّ
…
"ثقة"
…
239
330
…
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي مَحْذُورَةَ القرشي الْجُمَحِي
…
"صدوق"
…
107
331
…
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو هشام الذِّمَارِيُّ
…
"صدوق يخطئ"
…
122
332
…
عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ
…
"ثقة"
…
7
333
…
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ، القرشي
…
"ثقة يرسل ويُدلس فلا يُقبل ما راوه بالعنعنة إلا إذا صرح فيه بالسماع
…
45
334
…
عَبْدُ الْمَلِك بْنُ عُمَيْر بْنِ سُوَيْدِ، أَبُو عَمْرٍو الكُوْفِيُّ، وَيُعْرَفُ بِالقِبْطِيِّ
…
"ثقة يُرسل ويُدلس فلا يقبل شئ من حديث إلا إذا صرح فيه بالسماع
…
49
335
…
عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ السدوسي، أَبُو عُبَيْدَةَ
…
"ثقة"
…
108
336
…
عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ بن ذكوان الْعَنْبَرِيُّ.
…
"ثقة ثبت"
…
43
337
…
عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَبْدِ المَجِيْدِ بنِ الصَّلْت الثَّقَفِيُّ
…
"ثقة"
…
116
338
…
عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ الأَنْصَارِيُّ
…
"ثِقَة"
…
95
339
…
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
…
"ثقة"
…
85
340
…
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، القُرَشِيُّ، الأَسَدِيُّ. أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْذِر
…
"مجهول"
…
189
341
…
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّادٍ: وهو: عُبَيد اللَّه بن الْقبْطِيَّة
…
"ثقة"
…
209
342
…
عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُوْد.
…
"ثقة ثبت لكنه يُرسل"
…
102
343
…
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَبُو عُثْمَانَ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ.
…
"ثقة ثبت"
…
150
344
…
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بنِ حَفْصِ بنِ عَاصِمٍ بْنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّاب
…
"ثقة ثبت"
…
50
345
…
عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ مَيْسَرَةَ القَوَارِيْرِيّ.
…
"ثقة ثبت"
…
128
346
…
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو وهب الرَّقِّيّ الأسدي
…
"ثقة"
…
10
347
…
عُبَيْدُ اللهِ بْن مُحَمَّدِ بنِ حَفْصِ، أبُو عَبْد الرَحْمَن
…
"ثقة"
…
22
348
…
عُبَيْدُ بْنُ جَنَادٍ الْحَلَبِيُّ مولى بنى جَعْفَر
…
"صدوق"
…
109
349
…
عَتَّابُ بْنُ بَشِيْرٍ أَبُو الْحَسَنِ الحراني
…
"صدوق يُحسن حديثه إلا في روايته عن خُصيف"
…
11
350
…
عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ الخُرَاسَانِيُّ، أَبُو عَمْرو.
…
"ثقة"
…
103
351
…
عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ صُدَيْقِ الزُّبَيْرِيُّ
…
"ثقة"
…
150
352
…
عُثْمَان بن عَاصِم، أَبُو حُصَيْنٍ الأَسَدِيُّ
…
"ثقة ثبت"
…
160
353
…
عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مُسْلِم الطَّرَائِفِيُّ
…
"صدوق حسن الحديث"
…
38
354
…
عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الأَخْنَسِ الثَّقَفِيُّ
…
"صدوق"
…
140
355
…
عَجْلَانُ مَوْلَى فَاطِمَةَ، والد مُحَمَّد بْن عجلان
…
"صدوق"
…
188
356
…
عَدِيُّ بْنُ عَدِيّ بْن عَمِيرة أَبُو فَرْوَةَ الْكِنْدِيُّ
…
"ثقة" لم يسمع من أبيه
…
9
357
…
الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ، أَبُو نَجِيحٍ السُّلَمِيُّ
…
"صحابي"
…
204
358
…
عَرْفَجَة بن شُرَيْح، الأشجعي الكندي
…
"صحابي"
…
163
359
…
عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ الأَسَدِيُّ، المَدَنِيُّ
…
"ثقة يُرسل"
…
15
360
…
عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ أَسْلَمَ القُرَشِيُّ الفهري.
…
"ثقة يرسل"
…
67
361
…
عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ مَالِكٍ الثَّقَفِيُّ، أَبُو زَيْد.
…
"ثقة لكنه اختلط بآخرة"
…
175
362
…
عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ الْجُنْدَعِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ
…
"ثقة"
…
75
363
…
عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ الهلالي أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ
…
"ثقة يرسل"
…
64
364
…
عطافُ بنُ خالد بْن عَبْد الله المَخْزُومِيُّ
…
"صدوق يهم "
…
7
365
…
عُقْبَةُ بْنُ عَامِر الجُهَنِيُّ المِصْرِيُّ
…
"صحابي"
…
5
366
…
عُقْبَةُ بْنُ عَلِيٍّ بْنِ عُقْبَة
…
"ضعيف الحديث"
…
226
367
…
عُقَيْلُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عُقَيْلٍ الأَيْلِيُّ، أَبُو خَالِد.
…
"ثقة ثبت"
…
173
368
…
عِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَزْدِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللَّه.
…
"ضعيف الحديث"
…
91
369
…
عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبُنَانِيُّ
…
"مجهول"
…
116
370
…
عِكْرِمَةُ مولى عَبْد الله بْن عباس، أَبُو عَبْدِ اللهِ
…
"ثقة ثبت لكنه يُرسل"
…
167
371
…
الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ الأَسَدِي الكاهلي.
…
"ثقة"
…
132
372
…
الْعَلَاءُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَطِيَّةَ، أَبُو الْجَهْمِ الْبَاهِلِيُّ
…
"ثقة"
…
90
373
…
عَلْقَمَةُ بْنُ سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ
…
"تابعي مجهول الحال"
…
184
374
…
عَلْقَمَةُ بنُ قَيْسِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَالِكِ، أَبُو شِبْلٍ
…
"ثقة ثبت"
…
44
375
…
عليُّ بْنُ أَبِي طَالِب ابْن عم رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم
…
"صحابي"
…
24
376
…
عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ بنِ عُبَيْد الجَوْهَرِيُّ، أَبُو الحَسَن
…
"ثقة ثبت"
…
91
377
…
عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَريُّ، أبو أحمد.
…
"ثقة"
…
82
378
…
عَلِيُّ بنُ حُجْرِ بنِ إِيَاسِ السَّعْدِيُّ، أَبُو الحَسَنِ
…
"ثقة حافظ متقن"
…
31
379
…
عَلِيُّ بنُ حَكِيْمٍ الأَوْدِيُّ، أَبُو الحَسَن الكُوْفِيُّ
…
"ثقة"
…
3
380
…
عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ بن عبد الرحمن المروزي،
…
"ثقة"
…
35
381
…
عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيُّ.
…
"ضعيف الحديث"
…
2
382
…
عَلِيُّ بنُ عُثْمَان بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ اللاَّحِقِيُّ.
…
"ثقة"
…
2
383
…
عَلِيُّ بْن مُحَمَّد بْنِ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ
…
"مجهول"
…
167
384
…
عَمَّارُ بنُ يَاسِرِ بنِ عَامِرِ بنِ مَالِكٍ العَنْسِيُّ
…
"صحابي"
…
182
385
…
عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ، أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ
…
"متروك"
…
69
386
…
عُمَارَةُ بْنُ رَاشِد بْن مُسْلِم الليْثِيُّ الدِمَشْقِيُّ.
…
"صدوق يُحَسَّن حديثه"
…
2
387
…
عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ الصَّيْدَلانِيُّ، أبو سلمة.
…
"ضعيف يعتبر به"
…
25
388
…
عمر بْنِ الْخَطَّابِ أمير المؤمنين
…
"صحابي"
…
216
389
…
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي خَثْعَمٍ اليمامي
…
"ضعيف الحديث"
…
169
390
…
عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ
…
"ثقة"
…
215
391
…
عِمْرَانُ بنُ حُصَيْنِ بنِ عُبَيْدِ، أَبُو نُجَيْدٍ الخُزَاعِيُّ
…
"صحابي"
…
118
392
…
عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيسِيُّ أَبُو حَفْص.
…
"صدوق له أوهام"
…
85
393
…
عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ الرَّازِيُّ الْكُوفِيُّ الأَزْرَقُ
…
"صدوق له أوهام"
…
171
394
…
عَمْرِو بْنُ الْحَارِث بن يعقوب بن عَبد اللَّه الأَنْصارِيّ، أَبُو أمية المِصْرِي.
…
"ثقة ثبت"
…
40
395
…
عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ بْنِ الْكَاهِنِ الْخُزَاعِيُّ.
…
"صحابي"
…
1
396
…
عَمْرُو بنُ خَالِدِ بنِ فَرُّوْخٍ، أَبُو الحَسَنِ الجَزَرِيُّ.
…
"ثِقَة ثبت"
…
95
397
…
عَمْرُو بنُ دِيْنارٍ المَكِّيُّ أَبُو مُحَمَّد الجُمَحِيُّ
…
"ثقة ثبت
…
128
398
…
عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ المَكِّيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الأَثْرَمُ
…
"ثقة ثبت لكنه يرسل"
…
80
399
…
عَمْرُو بنُ شُعَيْبِ بنِ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ أَبُو إِبْرَاهِيْمَ القُرَشِيُّ السَّهْمِيُّ
…
ثقة وأما نسخته عن أبيه عن جده فهي متصلة حسنة الإسناد
…
174
400
…
عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مرداس الْجُنْدَعِيِّ
…
"مجهول العين"
…
161
401
…
عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيُّ.
…
"ثقة"
…
32
402
…
عَمْرِو بْنِ مُحَمَّد الْعَنْقَزِيُّ القرشي، أَبُو سَعِيد
…
"ثقة"
…
142
403
…
عَمْرُو بنُ مُحَمَّدِ بنِ بُكَيْرِ بنِ سَابُوْرَ النَّاقِد.
…
"ثقة"
…
127
404
…
عَمْرُو بنُ مُرَّةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَارِقٍ بنِ الحَارِثِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ المُرَادِيُّ، الجَمَلِيُّ الكُوْفِيُّ
…
ثقة لم يسمع من أحد من الصحابة إلا من ابن أبي أوفى
…
237
405
…
عَمْرو بن معاذ بن سعد بن معاذ بن النعمان بْن امرئ القيس الأشْهَلِي الْأنْصَارِيّ، أَبُو مُحَمَّد
…
"مجهول الحال"
…
65
406
…
عَمْرُو بنُ مَيْمُوْنٍ الأَوْدِيُّ المَذْحِجِيُّ الكُوْفِيُّ
…
"ثقة"
…
112
407
…
عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ الكوفي
…
"لين الحديث"
…
125
408
…
عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ الجَزَرِيُ، أَبُو أُمَيَّةَ الْحَرَّانِيُّ.
…
"ثقة"
…
38
409
…
عَمْرو ذو مُر الهَمَدّانِيُّ الكُوْفِيُّ.
…
"مجهول الحال"
…
126
410
…
عَنْبَسَة بْنُ أَبِي رَائِطَة الْغَنَوِيُّ الْأَعْوَرِ
…
"ضعيف"
…
119
411
…
عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ الأُمَوِيُّ
…
"متروك متهم بالوضع"
…
232
412
…
الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ بْنُ يَزِيدَ بن الحارث الشَّيْبَانِيُّ
…
"ثقة ثبت"
…
206
413
…
عَوْفُ بنُ أَبِي جَمِيْلَةَ، أَبُو سَهْلٍ الأَعْرَابِيُّ
…
"ثقة"
…
13
414
…
عَوْف بن مَالك بن نَضْلَة الْجُشَمِيُّ أَبُو الْأَحْوَص
…
"ثقة"
…
33
415
…
عِيْسَى بنُ مَاهَانَ، أَبو جَعْفَرٍ الرَّازِيّ.
…
صدوق في نفسه لكنه سيء الحفظ
…
230
416
…
عيسى بْنُ مُحَمَّد بن إسحاق، أَبُو عُمَيْرِ بْنُ النَحَّاس الرَمْلِيُّ
…
"ثقة"
…
30
417
…
عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ المدني المعروف بالواسطي.
…
"متروك الحديث"
…
136
418
…
عِيسَى بْنُ يُونُسَ بن أَبي إسحاق السبيعي
…
"ثقة مأمون"
…
13
419
…
غَزْوَانُ أَبُو مَالِكٍ الْغِفَارِيُّ الكوفي
…
"ثقة"
…
142
420
…
فُرَاتُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَزَّازُ، أَبُو مُحَمَّد
…
"ثقة"
…
209
421
…
فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، أَبُو سُلَيْمَانَ الْجَزَرِيُّ
…
"متروك الحديث"
…
170
422
…
الْفَرَزْدَقُ أَبُو فِرَاس هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ الشَاعر
…
"ضعيف الحديث"
…
250
423
…
فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَل الْأَشْجَعِيُّ الكوفي
…
"تابعي ثقة ليست له صحبة"
…
238
424
…
الْفَضْلُ بْنُ حَبِيبٍ المَدَائِنِيُّ السِّرَاجُ
…
لابأس به"
…
97
425
…
الْفُضَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ الأَزْدِيُّ، الْعُقَيْلِيُّ.
…
"صدوق"
…
101
426
…
فَيَّاضُ بْنُ مُحَمَّدٍ بن سِنَان، أَبُو مُحَمَّد الرَّقِّيُّ
…
"صدوق حسن الحديث"
…
36
427
…
الْفَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ بْنِ يُوسُفَ الثَّقَفِيُّ
…
"ضعيف يعتبر به"
…
116
428
…
القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ بن معدان، أَبُو المُغِيْرَة.
…
"ثقة"
…
92
429
…
الْقَاسِمِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف
…
"مجهول العين"
…
224
430
…
الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ الأَنْصارِيّ البياضي المدني
…
"ضعيف"
…
210
431
…
القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ القُرَشِيُّ
…
"ثقة لكنه يُرسل"
…
138
432
…
قَتَادةُ بْن دِعَامة بْن عزيز بن عَمْرو بن ربيعة بن الحارث، أَبُو الْخَطَّاب السَّدُوْسِيُّ البَصْرِيُّ
…
ثقة ثبت لكنه يرسل ويدلس فلا يُقبل شيء من حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع
…
92
433
…
قُدَامَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ
…
مقبول إذا توبع وإلا فلين
…
185
434
…
قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ الأسدي.
…
"ثقة"
…
32
435
…
قَرْثَعٍ الضَّبِّيِّ الكوفي
…
"صدوق"
…
171
436
…
قَزَعَةُ بنُ سُوَيْدِ بنِ حُجَيْرٍ بْن بَيَان البَاهِلِيُّ
…
"ضعيف الحديث"
…
128
437
…
قَسَامَةُ بْنُ زُهَيْرٍ الْمَازِنِيُّ الْبَصْرِيُّ
…
"تابعي ثقة"
…
92
438
…
قُطْبَةَ بنِ مَالِكٍ الثَّعْلَبِيُّ. عم زِيَاد بن عِلَاقَةَ
…
"صحابي"
…
163
439
…
قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ
…
"ثقة يُرسل اختلط بآخرة"
…
156
440
…
قَيْسُ بْنُ سَعْد المكي، أَبُو عَبْد اللَّهِ الحبشي.
…
"ثقة"
…
197
441
…
كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ الْجَحْدَرِيُّ، أبو يحيى البَصْرِيُّ
…
"صدوق حسن الحديث"
…
20
442
…
كَثِير أَبُو مُحَمَّد، البصري
…
"مجهول الحال"
…
243
443
…
كثير بن عُبَيْدٍ الْحَذَّاءُ بن نمير المَذْحِجِيُّ.
…
"ثقة"
…
15
444
…
كَثِيرُ بْنُ يَحْيَى بن كَثِير، أَبُو مَالك الْحَنَفِي
…
"صدوق"
…
84
445
…
كُرَيْبُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ أَبُو رِشْدِيْنَ القرشي.
…
"ثقة"
…
117
446
…
كَعْبُ بنُ عُجْرَةَ بن أمية الأَنْصَارِيُّ السَّالِمِيُّ
…
"صحابي"
…
114
447
…
كَعْبُ بنُ مَاتِعٍ الحِمْيَرِيُّ اليَمَانِيُّ الحَبْرُ
…
"ثقة يرسل عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم "
…
180
448
…
كَعْبُ بنُ مَالِكِ بنِ أَبِي كَعْبٍ عَمْرٍو بنِ غَنْمِ
…
"صحابي".
…
19
449
…
لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ بن زنيم القرشي اللَّيْثِيُّ
…
"ضعيف الحديث"
…
43
450
…
اللَّيْثُ بنُ سَعْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الفَهْمِيّ.
…
"ثقة ثبت"
…
90
451
…
مَالِكُ بنُ أَنَسِ إِمَامُ دَارِ الهِجْرَةِ
…
رأس المُتْقِنِين
…
113
452
…
مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، أَبُو فَضَالَةَ الْقُرَشِيُّ، الْعَدَوِيُّ الْبَصْرِيُّ
…
صدوق يُحَسَّنُ حديثه لكنه يرسل ويدلس فلا يُقبل حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع
…
243
453
…
الْمُثَنَّى بن حبيب الْعَطَّارِ
…
"صدوق يحسن حديثه"
…
108
454
…
الْمُثَنَّى بْنُ زُرْعَةَ أبو راشد صاحب المغازي
…
"مجهول"
…
112
455
…
مُجَاهِدُ بنُ جَبْرٍ أَبُو الحَجَّاجِ المَكِّيُّ.
…
"ثقة يرسل"
…
34
456
…
مُحْرِزُ بْنُ عَوْن بن أَبي عون الهلالي،
…
"ثقة"
…
144
457
…
مُحَمَّدُ بنُ أَبَانِ بنِ عِمْرَانَ أبو عِمْران الوَاسِطِيُّ
…
"صدوق"
…
23
458
…
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث بن خَالِد بن صخر بن عامر بْن تيم القُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ
…
"ثقة"
…
24
459
…
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَة عبد الملك بْن مَعْن بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ المسعودي.
…
"ثقة"
…
179
460
…
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى، ويُقال: ابْن أَبي عَيّاش
…
"مجهول الحال"
…
183
461
…
مُحَمَّدُ بْنُ إسحاق بن عُكَّاشَة بْن مِحْصَنٍ
…
"كذاب"
…
26
462
…
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بنِ يَسَارِ، صاحب المغازي
…
ثقة يدلس، فلا يقبل حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع
…
24
463
…
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بن البَخْتَرِيّ الْحَسَّانِيُّ.
…
"ثقة"
…
85
464
…
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ سُفْيَانَ بن عبد الأسد
…
"صدوق"
…
98
465
…
مُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الدُّوْلَابِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ البَغْدَادِيُّ
…
"ثقة حافظ"
…
152
466
…
مُحَمد بْن المُنذِر بْن الزُّبَير بْن العَوّام، أَبُو زيد
…
"صدوق يُحَسن حديثه"
…
189
467
…
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ
…
"ثقة يُرسل"
…
21
468
…
مُحَمَّدُ بنُ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ بن عدي بن نوفل
…
"ثقة"
…
231
469
…
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ بن أَبي هاشم الْوَرَكَانِيُّ.
…
"ثقة"
…
113
470
…
مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ بن عَبد الله بْن سلام
…
"صدوق"
…
236
471
…
مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ بْن أُنَيْسٍ القُضَاعِيُّ
…
"صدوق"
…
15
472
…
مُحَمَّدُ بْن زَاذَان المدني
…
"متروك الحديث"
…
232
473
…
مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ بْن المهاجر بن جدعان القرشي
…
"ثقة"
…
23
474
…
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ بن عَبد اللَّه البَاهِلِيُّ
…
"ثقة"
…
11
475
…
مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ الْبَصْرِيُّ
…
صدوق لكنه لا يحتج به عند المخالفة"
…
114
476
…
مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ، أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ
…
"ثقة حافظ" لكنه يرسل
…
13
477
…
مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ الْمَرُّوذِيُّ، أَبُو عبد اللَّه
…
"ثقة"
…
108
478
…
مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ اليَامِيُّ الكُوْفِيُّ
…
"صدوق له أوهام"
…
219
479
…
محمدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَاب.
…
"شيخ لمجاهد مجهول"
480
…
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ المُجَبَّرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ.
…
"ضعيف يكتب حديثه"
…
202
481
…
مُحَمَّدُ بنُ عَجْلَانَ القُرَشِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ المَدَنِيُّ
…
ثقة إلا أنه اختلطت عليه أحاديث سعيد المقبري عَن أبي هريرة
…
188
482
…
مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ بْن هَرِم السَّدُوسِيُّ البَصْريُّ
…
"ضعيف الحديث"
…
110
483
…
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، القرشي الْهَاشِمِيُّ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ، أَخُو الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ.
…
"ثقة"
…
160
484
…
مُحَمَّدُ بْنُ علي بْن الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ الْقُرَشِي الهاشمي، أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ
…
"ثقة يرسل"
…
51
485
…
مُحَمَّد بْنِ قَيْسٍ الْأَسَدِيِّ الوالبي، أَبُو نصر
…
"ثقة"
…
160
486
…
مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْكُوفِيُّ
…
"ضعيف الحديث"
…
33
487
…
مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، أَبُو حَمْزَةَ
…
"ثقة لكنه يُرسل"
…
200
488
…
مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ تَدْرُسَ القُرَشِيُّ، الأَسَدِيُّ، أَبُو الزُّبَيْرِ المَكِّيُّ، مَوْلَى حَكِيْمِ بنِ حِزَامٍ
…
ثقة يدلس، فلا يقبل ما رواه بالعنعنة إلا إذا صرح فيه بالسماع، أو كان من رواية الليث بن سعد عنه"
…
29
489
…
مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ عُبَيْدِ الله بنِ شِهَابِ الزُّهْرِيُّ.
…
"ثقة حافظ اشتهر بالتدليس والإرسال لكن قبل الأئمة قوله عن"
…
16
490
…
مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بن أعين أبُو علي النَّيْسَابُورِيُّ
…
"متروك الحديث"
…
140
491
…
مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْن مسكين، أَبُو غَزِيَّةَ المَدَنِيُّ.
…
"ضعيف"
…
42
492
…
مُحَمَّدُ بنُ مَيْمُوْن المَرْوَزِيُّ، أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ
…
"ثقة"
…
103
493
…
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْن الصبَّاح الْغَضِيْضِيُّ
…
"ثقة"
…
94
494
…
مَخْلَدُ بْنُ مَالِك بن شيبان القُرَشِيُّ، أَبُو مُحَمَّد
…
"صدوق حسن الحديث"
…
37
495
…
مَرْثَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو الخَيْرِ اليَزَنِيُّ المِصْرِيُّ
…
"ثقة"
…
73
496
…
مَرْزُوقَ أَبو عَبْدِ اللَّه الشَّامِي الحمصي
…
"صدوق حسن الحديث"
…
130
497
…
الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ شَدَّادٍ بن عمرو بن حسل بن حبيب بن سفيان بن محارب بن فهر الْقُرَشِيُّ
…
صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ لَهُ صُحبة ورواية، ولأبيه أيضًا صُحبة
…
47
498
…
مِسْكِينُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو فَاطِمَةَ الْحَرَّانِيُّ
…
"صدوق يحسن حديثه"
…
111
499
…
مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ بن قرقرة، المعروف بالزَّنْجِيُّ.
…
"ضعيف يُعتبر به"
…
61
500
…
المُسَيَّبُ بنُ رَافِعٍ الأَسَدِيُّ الكَاهِلِيُّ أَبُو العَلَاء
…
"ثقة يُرسل"
…
132
501
…
مُصْعَبُ بنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، المَدَنِيُّ
…
"ضعيف الحديث" يُرسل عَن جده
…
186
502
…
مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن مُصْعَب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أبو عبد الله الزُّبَيْريُّ الْقُرَشِيّ
…
"ثقة"
…
185
503
…
مُصْعَبِ بْنِ مَاهَانَ المَرْوَزِيّ ثمّ العسْقلانيّ
…
"صدوق"
…
85
504
…
مُطَرِّفُ بنُ طَرِيْفٍ، أَبُو بَكْر الحَارِثِيُّ
…
"ثقة يرسل"
…
126
505
…
مُعَاذُ بنُ جَبَلِ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ.
…
"صحابي"
…
28
506
…
مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحِ بنِ سَعِيْدٍ بنِ فِهْرٍ الحَضْرَمِيُّ.
…
"ثقة"
…
94
507
…
مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ، أَبُو رَوح الشَّامِيُّ
…
ضعيف الحديث خاصة فيما كان من رواية إسحاق بْن سُلَيْمان الرازي عنه، وأما ما كان من رواية الهقل بْن زياد عنه فهي أحاديث صحيحة
…
231
508
…
مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ طَرْخَانَ التَّيْمِيُّ.
…
"ثقة"
…
101
509
…
مُعَلَّلُ بْنُ نُفَيْلٍ الحراني أَبُو أَحْمد النَّهْدِيّ
…
"ثقة"
…
10
510
…
مَعْمَرُ بنُ رَاشِدٍ الأَزْدِيُّ الحداني، أَبُو عُرْوَةَ
…
ثقة ثبت لكنه يُرسل" وَحَدِيْثُه عَنْ ثَابِتٍ، والأَعْمَشِ، وَعَاصِمٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ مُضْطَرِبٌ، كَثِيْرُ الأَوهَام
…
100
511
…
مَعْنُ بنُ عِيْسَى القَزَّاز بنِ يَحْيَى بنِ دِيْنَارٍ
…
ثقة ثبت أثبت أصحاب مالك
…
153
512
…
الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عون بن حبيب بن الريان الأسدي، أَبُو أَحْمَد الْحَرَّانِيُّ
…
"ثقة"
…
36
513
…
المُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ الضَّبِّيِّ أَبُو هِشَامٍ الكُوْفِيُّ.
…
"ثقة"
…
123
514
…
مِقْسَمٍ بن بُجْرة، أَبُو القاسم،
…
"صدوق يرسل"
…
121
515
…
مَكْحُوْلُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ الشَامِيُّ
…
ثقة يرسل ويدلس فلا يُقبل حديثه إلا إذا صرح فيه بالسماع
…
47
516
…
الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو يَحْيَى الطَّائِيُّ الْبَصْرِيُّ.
…
متروك الحديث متهم بالكذب
…
156
517
…
الْمُنْذِرِ بن يَعْلَى الثَّوْرِيِّ، أَبُو يَعْلَى الكوفي
…
"ثقة"
…
160
518
…
مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ الليثي الْكُوفِيُّ.
…
"صدوق"
…
133
519
…
مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ بشير التركي.
…
"ثقة"
…
21
520
…
مَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ، أَبُو عَتَّابٍ السُّلَمِيُّ الكُوْفِيُّ
…
"ثقة ثبت"
…
44
521
…
مَنْصُورُ بْنُ دِينَارٍ الضَّبِّيُّ التَّمِيمِيُّ
…
"ليس به بأس"
…
160
522
…
مِهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ العطار، أَبُو عبد الله
…
ثقة يخطئ في حديث الثوري
…
176
523
…
مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ الجزري، أَبُو سَعِيد الحَرَانِيُّ.
…
"ثقة"
…
14
524
…
مُوسَى بْنُ عَبدُ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ، أَبُو سلمة الكُوفَيُّ
…
"ثقة"
…
34
525
…
مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ بنِ أَبِي عَيَّاشٍ القُرَشِيُّ
…
"ثقة"
…
117
526
…
مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ.
…
"ضعيف يعتبر به"
…
25
527
…
مَيْمُون أَبُو حَمْزَة الْقَصَّاب الأعور الكوفي
…
"ضعيف الحديث"
…
241
528
…
مَيْمُونُ بْنُ زَيْد، أَبُو إِبْرَاهِيم السَّقَّاء البَصْريُّ
…
"ضعيف يُعتبر به"
…
84
529
…
مَيْمُونُ بْنُ سِنْبَاذَ العقيليّ، الأسلع أَبُو الْمُغيرَة
…
"صحابي"
…
105
530
…
مَيْمُوْنُ بنُ مِهْرَانَ الجَزَرِيُّ، أَبُو أَيُّوْبَ الرَّقِّيُّ
…
"ثقة لكنه يُرسل"
…
170
531
…
مَيْمُوْنَةُ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ بِنْتُ الحَارِث الهِلَالِيَّةُ
…
"صحابية"
…
179
532
…
نافعُ مولى عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب
…
"ثقة"
…
23
533
…
نَائِلَةُ الْكُوفِيَّةُ مَوْلاةُ أَبِي الْعَيْزَارِ
…
"مجهولة الحال"
…
62
534
…
نَصْرُ بْنُ مَنْصُورٍ أبو الفتح المَرْوَزِيُّ
…
"مجهول الحال"
…
6
535
…
النُّعْمَانِ بْنِ بُزُرْجَ اليمانيّ
…
"تابعي ثقة"
…
181
536
…
نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ الأَشْجَعِيُّ الْكُوفِيّ.
…
"ثقة"
…
177
537
…
نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ الْقُومَسِيُّ، أَبُو محمد البَذَشيُّ
…
"ثقة"
…
25
538
…
هَارُونُ بْنُ دِينَارٍ بن أَبي المُغِيْرَة العِجْليُّ.
…
"ضعيف يُعتبر به"
…
105
539
…
هَاشِمُ بْنُ عِيسَى بن بشير الْيَزَنِيُّ أَبُو مُعَاوِيَةَ
…
"مجهول"
…
137
540
…
هُدْبَةُ بنُ خَالِدِ بنِ الأسْوَدَ بنِ هُدْبَةَ القَيْسِيُّ
…
"ثقة"
…
106
541
…
الْهُذَيْلُ بْنُ بِلَالٍ الْفَزَارِيُّ، أَبُو الْبُهْلُولِ الْمَدَائِنِيُّ
…
"صدوق حسن الحديث"
…
107
542
…
هِشَامُ بْنِ حَسَّانَ القُرْدُوْسِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَزْدِيُّ
…
"ثقة"
…
20
543
…
هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ بْن زَيْد بْن مَرَوَان الْأَزْرَقُ.
…
"ثقة"
…
87
544
…
هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ
…
"ضعيف"
…
245
545
…
هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ
…
"ثقة"
…
15
546
…
هُشَيْمُ بنُ بَشِيْرِ بن القَاسِمُ بن دِيْنَارٍ
…
ثقة ثبت كثير الإرسال والتدليس
…
206
547
…
هِلَالُ بْن خَبَّاب العبدي، أَبُو الْعَلاءِ الْبَصْرِيُّ
…
"ثقة تغير قبل موته"
…
233
548
…
هِلالُ بْنُ يَسَافَ، أَبُو الْحَسَنِ الأَشْجَعِيُّ
…
"ثقة يرسل"
…
240
549
…
هَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ أَبُو خَالِدٍ التَّمِيمِيُّ الْحَنْظَلِيُّ
…
"ضعيف يعتبر به"
…
232
550
…
الهَيْثَمُ بنُ خَارِجَةَ، أَبُو أَحْمَد المَرُّوْذِيّ.
…
"ثقة"
…
1
551
…
الْوَازِعِ بْنِ نَافِعٍ الْعُقَيْلِيّ الجَزْرِيُّ
…
"متروك الحديث"
…
82
552
…
وَاصِل بْنِ حَيَّانَ الأحدب الأسديُّ الكوفيُّ
…
"ثقة ثبت"
…
123
553
…
والد أَبُو مُوسَى الْهِلَالِيُّ
…
مجهول
…
114
554
…
وَبَرُ بْنُ يُحَنِّسَ الْخُزَاعِيُّ
…
"صحابي"
…
181
555
…
وَقَّاصُ بْنُ رَبِيعَةَ العَنْسِيُّ الشَامِيُّ، أبو رشدين
…
"مقبول"
…
47
556
…
الوَلِيْدُ بنُ أَبِي بَدْرٍ شُجَاعِ بنِ الوَلِيْدِ بنِ قَيْسٍ السَّكُوْنِيُّ، أَبُو هَمَّامٍ الْكِنْدِيّ، الكُوْفِيُّ
…
ثقة يُتجنب من روايته ما أُنكر عليه، وما خالف فيه الثقات"
…
68
557
…
الوَلِيْدُ بنُ قَيْس السَّكُوْنِيُّ، أَبُو هَمَّامٍ الكُوْفِيُّ
…
"ثقة"
…
219
558
…
الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ القُرَشِيُّ، أَبُو العَبَّاسِ الدِّمَشْقِيُّ
…
"ثقة لكنه يدلس تدليس التسوية فلا يُقبل شئ من حديثه إلا إذا صرح بالسماع في جميع طبقات الإسناد"
…
6
559
…
وَهْبُ بنُ جَرِيْر بن حَازِم بنِ زَيْدٍ بْنِ عَبْدِ الله.
…
"ثِقَة"
…
96
560
…
يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ الطَّائِيُّ أَبُو نَصْرٍ اليَمَامِيُّ.
…
"ثقة ثبت لكنه يُرسل"
…
72
561
…
يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، أَبُو عَقِيلٍ الْمَدَنِيُّ الضَّرِيرُ
…
"ضعيف الحديث"
…
215
562
…
يَحْيَى بنُ سَعِيْدِ بنِ قَيْسِ الأَنْصَارِيُّ النَجَّارِيُّ.
…
"ثقة ثبت"
…
21
563
…
يَحْيَى بنُ سُلَيْمٍ القُرَشِيُّ، الطَّائِفِيُّ، أَبُو زَكَرِيَّا
…
"صدوق حسن الحديث لكن في روايته عن عبيد الله بن عمر خطأ ووهم"
…
83
564
…
يَحْيَى بْنِ عَبَّاد بْن عَبد اللَّهِ بْن الزبير بْن العوام
…
"ثقة"
…
246
565
…
يَحْيَى بْنُ عَتِيقٍ الطُّفَاويُّ البَصْرِيُّ
…
"ثقة"
…
118
566
…
يَحْيَى بْنُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ، القُرَشِيُّ.
…
"ثقة"
…
16
567
…
يَحْيَى بنُ مَعِيْن بنِ عَوْنِ بنِ زِيَادِ بنِ بِسْطَامَ بن عَبْد الرَّحْمَنِ، أَبُو زَكَرِيَّا البَغْدَادِيُّ الغَطَفَانِيُّ.
…
"ثقة حافظ إمام أهل الجرح والتعديل"
…
96
568
…
يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ الْهُنَائِيُّ، أَبُو نصر البَصْرِيُّ.
…
"صدوق يُحَسَّن حديثه"
…
250
569
…
يَزِيدُ بْنُ أَبَانٍ الرَّقَاشِيُّ، أَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ.
…
"ضعيف الحديث"
…
124
570
…
يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ سُوَيْدٌ الأَزْدِيُّ، أَبُو رَجَاء.
…
"ثقة يُرسل"
…
73
571
…
يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ القرشي الهَاشِمِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ
…
"ضعيف تغير وصار يتلقن"
…
159
572
…
يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ الأَزْدِيُّ أَبُو روع
…
"صدوق"
…
149
573
…
يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، أَبُو مُعَاوِيَةَ العَيْشِيُّ البَصْرِيُّ
…
"ثقة ثبت"
…
50
574
…
يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلَامِ بنِ الحَارِثِ
…
"صحابي صغير"
…
236
575
…
يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ بن باب الصَّفَارُ الأَنْصارِيّ.
…
"متروك الحديث"
…
130
576
…
يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ القُرَشِيُّ التَّيْمِيّ
…
"ضعيف الحديث"
…
109
577
…
يُونُسُ بْنُ أَرْقَمَ، أَبُو أَرقم الْكِنْدِيّ الْبَصْرِيُّ
…
"صدوق يحسن حديثه"
…
110
578
…
يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرِ بنِ وَاصِلٍ الشَّيْبانيُّ، أبو بَكْر
…
"صدوق"
…
184
579
…
يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أَبُو مُوْسَى المِصْرِيُّ
…
"ثقة"
…
39
580
…
يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدِ بنِ دِيْنَارٍ العَبْدِيُّ، أَبُو عَبْدِ الله.
…
"ثقة يرسل"
…
20
581
…
يُوْنُسُ بنُ مَيْسَرَةَ بنِ حَلْبَسٍ
…
"ثقة"
…
6
582
…
يُوْنُسُ بنُ يَزِيْدَ بنِ أَبِي النِّجَادِ مُشْكَانَ الأَيْلِيُّ.
…
"ثِقَةٌ خاصة في الزُّهْرِيِّ"
…
102
م
…
فهرس الكني من الرجال
…
خلاصة حال الراوي
…
رقم الحديث
583
…
ابْن أُمُّ مَكْتُوْمٍ عَمْرُو بنُ قَيْسِ بنِ زَائِدَةَ
…
"صحابي"
…
237
584
…
ابْنُ رُمَّانَةَ. قلت: لعله: مُحَمد بْن سَعِيد
…
"مجهول"
…
181
585
…
أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ الهَمْدَانِيُّ، الكُوْفِيُّ
…
ثقة يدلس اختلط بأخرة
…
31
586
…
أَبُو الدَّرْدَاء عُوَيْمِرُ بنُ زَيْد الأَنْصَارِيُّ
…
"صحابي"
…
9
587
…
أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بنُ وَاثِلَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ اللَّيْثِيُّ.
…
"صحابي"
…
125
588
…
أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بنُ سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ الأَنْصَارِيُّ
…
"تابعي ثقة"
…
10
589
…
أَبو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ صُدَيُّ بْنُ عَجْلانَ بْنِ وَهْب.
…
"صحابي"
…
94
590
…
أَبُو بُرْدَةَ بنُ أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ
…
"ثقة"
…
31
591
…
أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ عبد الله بنِ أَبِي قُحَافَةَ
…
"صحابي"
…
156
592
…
أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشِ بنِ سَالِمٍ الأَسَدِيُّ الكُوْفِيُّ
…
صدوق حسن الحديث
…
213
593
…
أَبُو جَعْفَرٍ ميسرَة الْأَشْجَعِيُّ.
…
مجهول الحال
…
206
594
…
أَبُو حَصِينٍ بن يَحْيَى بن سُلَيْمان الرَّازِيُّ
…
"ثقة"
…
83
595
…
أَبُو رَافِعٍ القبطي مَوْلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
…
"صحابي"
…
79
596
…
أَبو سَعِيد الْخُدْرِي سَعْدُ بنُ مَالِكِ بنِ سِنَانِ
…
"صحابي"
…
69
597
…
أَبُو سُفْيَانَ طَلْحَةُ بنُ نَافِعٍ القرشي الوَاسِطِيُّ
…
"صدوق يرسل ويدلس"
…
213
598
…
أَبُو سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنَ عوف القرشي.
…
"ثقة"
…
17
599
…
أَبُو عُبَيد الْمذْحِجِي حاجب سُلَيْمان بْن عَبد المَلِك
…
"ثقة"
…
75
600
…
أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ المكي
…
"ثقة"
…
157
601
…
أبو عُبَيدة عبد الملك بْن مَعْن بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ
…
"ثقة"
…
179
602
…
أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُلٍّ
…
"ثقة يرسل
…
48
603
…
أَبُو عَلْقَمَةَ المِصْرِي، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ
…
"ثقة"
…
98
604
…
أَبُو مَحْذُوْرَةَ القرشيُّ الْجُمَحِيُّ الْمَكَّيّ
…
"صحابي"
…
107
605
…
أَبو مَنْصُوْر مَوْلَى الأَنْصَارِ
…
"مجهول"
…
1
606
…
أَبو مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ
…
"صحابي"
…
31
607
…
أَبُو مُوسَى الْهِلَالِيُّ
…
مجهول الحال
…
114
608
…
أَبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ صَخْرٍ
…
"صحابي"
…
8
فهرس أسماء النساء
م
…
فهرس أسماء النساء
…
خلاصة حال الراوي
…
رقم الحديث
609
…
حَوَّاءُ بِنْتُ يَزِيد بْن السْكَن الأنْصَارِيَة
…
"صحابية"
…
65
610
…
خولة بنت حكيم الأنصارية
…
"صحابية"
…
2
611
…
السوداء بنت عاصم بن خالد العدوية
…
"صحابية"
…
62
612
…
عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ
…
زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
…
15
613
…
فَاخِتَةُ بِنْت أَبِي طَالِبٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ أُمَّ هَانِئٍ
…
"صحابية"
…
77
614
…
مَيْمُوْنَةُ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ بِنْتُ الحَارِث الهِلَالِيَّةُ
…
"صحابية"
…
179
615
…
نَائِلَةُ الْكُوفِيَّةُ مَوْلاةُ أَبِي الْعَيْزَارِ
…
"مجهولة الحال"
…
62
فهرس الكني من النساء
م
…
فهرس الكني من النساء
…
خلاصة حال الراوي
…
رقم الحديث
616
…
أُم سَعْدٍ، امْرَأَةِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ
…
"صحابية"
…
232
617
…
أُمُّ سَلَمَة أُمُّ المُؤْمِنِيْن هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ
…
"صحابية"
…
183
618
…
أُمُّ عَاصِم جدة المعلى بن راشد
…
"ضعيفة"
…
62
619
…
أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ نَسِيْبَةُ بِنْتُ الحَارِثِ
…
"صحابية"
…
20
620
…
أُمِّ فَرْوَةَ الأنصارية
…
"صحابية"
…
210
فهرس المصادر والمراجع
فهرس المصادر والمراجع
1
…
القرآن الكريم.
حرف الألف
2
…
"الآثار" لمحمد بن الحسن الشيباني (ت: 189 هـ) تحقيق: خالد العواد، دار النوادر، الطبعة الأولى 1429 هـ
3
…
"الآثار" لأبى يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، تحقيق: أبو الوفاء الأفغاني، لجنة إحياء المعارف العثمانية - حيدر آباد، 1355 هـ.
4
…
"إثارة الفوائد المجموعة في الإشارة إلى الفرائد المسموعة" لصلاح الدين خليل العلائي (ت: 761 هـ)، المحقق: مَرْزُوق بن هيَاس، الناشر: مكتبة العلوم والحكم، ط: الأولى، 1425 هـ.
5
…
"الآحاد والمثاني" لابن أبى عاصم، أحمد بن عمرو أبى بكر الشيباني (ت 287 هـ)، تحقيق: د/ باسم فيصل أحمد الجوابرة، الطبعة: الأولى، 1411 هـ، دار الراية - الرياض.
6
…
"الآداب" لأبي بكر أحمد بن الحسين بن على البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق/ محمد عبد القادر أحمد عطا، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
7
…
"الآداب الشرعية" لأبي عبد الله محمد بن مفلح المقدسي (ت: 763 هـ)، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، وعمر القيام، الطبعة الثانية 1417 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
8
…
"الأباطيل والمناكير، والصحاح والمشاهير" للحسين بن إبراهيم الجوزقاني (ت 543 هـ)، تحقيق وتعليق الدكتور عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي، الطبعة الثالثة 1415 هـ، دار الصميعي - الرياض.
9
…
"الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة" لأبي عبدالله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت 387 هـ)، تحقيق د/ عثمان عبدالله آدم الأثيوبي، ورضا بن نعسان، ود/ يوسف الوابل، الطبعة الثانية، 1418 هـ، دار الراية للنشر والتوزيع- الرياض
10
…
"إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة" لأحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت 840 هـ)، تحقيق/ دار المشكاة للبحث العلمي، بإشراف أبى تميم ياسر بن إبراهيم، الطبعة الأولى 1420 هـ، دار الوطن للنشر - الرياض.
11
…
"إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة" لأبى الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852 هـ)، تحقيق: مركز خدمة السنة والسيرة، بإشراف د/ زهير بن ناصر الناصر وآخرين، الطبعة الأولى، 1415 هـ - 1994 م، الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف (بالمدينة).
12
…
"إثبات عذاب القبر" لأحمد بن الحسين أبى بكر البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق: د/ شرف محمود القضاة، الطبعة الثانية، 1405 هـ، دار الفرقان - عمان الأردن.
13
…
"الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف" لأبى بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري (ت 318 هـ)، حققه د/ أبو حماد صغير أحمد بن محمد حنيف، الطبعة الثانية 1424 هـ، دار عالم الكتب.
14
…
"الأحاديث التي خولف فيها مالك بن أنس رضي الله عنه " لأبى الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود الدارقطني (ت 385 هـ) تحقيق: أبي عبد الباري رضا بن خالد الجزائري، الطبعة الأولى، 1997 م، الناشر: شركة الرياض للنشر والتوزيع - الرياض.
15
…
"أحاديث الشيوخ الثقات" الشهير بالمشيخة الكبرى؛ رواية القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري المعروف بقاضي المارستان (ت 535 هـ)، دراسة وتحقيق: الشريف حاتم بن عارف العوني، الطبعة الأولى 1422 هـ، دار عالم الفوائد - مكة المكرمة.
16
…
"الأحاديث الطوال" لأبى القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت: 360 هـ)، المحقق: حمدي بن عبدالمجيد السلفي، الناشر: مكتبة الزهراء - الموصل، الطبعة: الثانية، 1404 هـ - 1983 م.
17
…
"أحاديث عَفَّان بن مسلم الباهلي"، أبو عثمان الصفار البصرى (ت: بعد 219 هـ)، تحقيق: حمزة أحمد الزين، الناشر: دار الحديث - القاهرة.
18
…
"الأحاديث المختارة" للضياء المقدسي أبى عبد الله ضياء محمد بن عبد الواحد المقدسي (ت 643 هـ)، تحقيق الدكتور/ عبد الملك بن عبد الله بن دهيش. الطبعة الأولى 1410 هـ، مكتبة النهضة الحديثة.
19
…
"أحاديث يزيد بن أبي حبيب المصري"(ت: 128 هـ)، تحقيق: حمزة أحمد الزين، دار الحديث - القاهرة.
20
…
"الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان" ترتيب الأمير علاء الدين على بن بلبان الفارسي (ت/ 739 هـ)، حققه وخرج أحاديثه: شعيب الأرنؤوط، الطبعة الثانية، 1414، الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت.
21
…
"إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام" لأبى الفتح محمد بن علي القشيري، المعروف بابن دقيق العيد (ت: 702 هـ)، تحقيق: مصطفى شيخ مصطفى ومدثر سندس، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1426 هـ.
22
…
"أحكام العيدين" لجعفر بن محمد الفِرْيابِي (ت: 301 هـ)، المحقق: مساعد سليمان راشد، الناشر: مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة.
23
…
"أحكام القرآن" لأحمد بن علي الرازي الجصاص أبى بكر (ت: 370 هـ)، تحقيق: محمد الصادق قمحاوي، الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، 1405 هـ.
24
…
"أحكام القرآن الكريم" لأبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الحجري المصري المعروف بالطحاوي (المتوفى: 321 هـ)، تحقيق: الدكتور سعد الدين أونال، الطبعة الأولى المجلد 1: 1416 هـ - 1995 م، والمجلد 2: 1418 هـ - 1998 م، مركز البحوث الإسلامية التابع لوقف الديانة التركي - استانبول.
25
…
"أخبار الصلاة" لعبد الغني بن عبد الواحد المقدسي (المتوفى: 600 هـ)، تحقيق: محمد عبد الرحمن النابلسي، الناشر: دار السنابل - دمشق، الطبعة: الأولى، 1416 هـ.
26
…
"أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه" لأبى عبد الله محمد بن إسحاق الفاكهي (ت 272 هـ) حققه: د. عبد الملك دهيش، الطبعة الثانية، 1414 هـ، الناشر: دار خضر- بيروت.
27
…
"أخبار مكة وما جاء فيها من الأثار" لأبى الوليد محمد بن عبد الله المكي المعروف بالأزرقي (ت: 250 هـ)، المحقق: رشدي الصالح، الناشر: دار الأندلس للنشر - بيروت.
28
…
"أخبار المكيين لابن أبي خيثمة" أحمد بن زهير بن حرب (ت 279 هـ)، تحقيق: إسماعيل حسن حسين، الناشر: دار الوطن، سنة النشر: 1997 م.
29
…
"اختصار علوم الحديث" للإمام الحافظ أبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي (ت: 774 هـ)، وبهامشه "الباعث الحثيث" للشيخ أحمد شاكر، دار التراث - القاهرة، الطبعة الثالثة 1399 هـ.
30
…
"اختلاط الرواة الثقات دراسة تطبيقية على رواة الكتب الستة" للدكتور عبد الجبار سعيد، مكتبة الرشد، الطبعة الأولى 1426 هـ.
31
…
"اختلاف الحديث" لأبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي (ت/ 204 هـ)، تحقيق: عامر أحمد حيدر، الطبعة الأولى، 1405 هـ، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت.
32
…
"الإخوان" لعبد الله بن محمد المعروف بابن أبي الدنيا (ت: 281 هـ)، المحقق: مصطفى عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت.
33
…
"أخلاق العلماء" لأبى بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ البغدادي (ت: 360 هـ)، قام بمراجعة أصوله وتصحيحه والتعليق عليه: فضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري، الناشر: رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد - السعودية.
34
…
"أخلاق النبي وآدابه" لأبي الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني (ت 369 هـ) حققه/ د/ صالح بن محمد الونيان، دار المسلم للنشر.
35
…
"الأدب" لابن أبي شيبة (ت: 235 هـ)، المحقق: د/ محمد رضا القهوجي، الناشر: دار البشائر الإسلامية - لبنان، الطبعة: الأولى، 1420 هـ.
36
…
"أدب النساء" الموسوم بكتاب "العناية والنهاية"؛ لعبد الملك بن حَبِيب القرطبي (ت: 238 هـ)، المحقق: عبد المجيد تركي، الناشر: دار الغرب الإسلامي.
37
…
"الأدب المفرد" لمحمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ)، تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي، الناشر: دار البشائر الإسلامية - بيروت، الطبعة الثالثة 1409 هـ - 1989 م.
38
…
"الأذكار" لأبى زكريا محيي الدين النووي (ت: 676 هـ)، تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط رحمه الله، الناشر: دار الفكر، بيروت - لبنان، طبعة جديدة منقحة، 1414 هـ.
39
…
"الأربعون" للإمام محمد بن أسلم الطوسي، حققها وعلق عليه: مشعل بن باني الجبرين، الناشر: دار ابن حزم، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى 1421 هـ.
40
…
"الأربعون الأبدال العوالي المسموعة بالجامع الأموي بدمشق" لأبي القاسم ابن عساكر (ت: 571 هـ)، المحقق: محمد بن ناصر العجمي، الناشر: دار البشائر الإسلامية، الطبعة: الأولى، 1425 هـ - 2004 م.
41
…
"الأربعون البلدانية"، المؤلف: مسافر بن محمد الدمشقي (المتوفى: 420 هـ) الشاملة.
42
…
"الْأَرْبَعُوْنَ الصُّغْرَى" لأَبي بَكْر أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْنِ عَلِيٍّ الْبَيْهَقِيّ، بتحقيق شيخنا/ أَبى إِسْحَاق الْحُوَيْنِيّ الْأَثَرِيّ، الطَّبْعَةُ الْأُوْلَى: 1408 هـ، الناشر: دَارُ الْكِتَاب الْعَرَبِيِّ بَيْرُوْت.
43
…
"الأربعون من عوالي المجيزين" لأبى بكر بن الحسين المراغي (ت: 816 هـ)، تخريج: الحافظ ابن حجر، تحقيق: محمد مطيع الحافظ، الناشر: مكتبة التوبة - الرياض، عام النشر: 1420 هـ.
44
…
"الأربعين البلدانية" للحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السِّلفي (ت/ 576 هـ)، بتحقيق عبد الله رابح، الطبعة الأولى 1992 م، دار البيروتي، دمشق.
45
…
"الإرشاد في معرفة علماء الحديث" لأبى يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي القزويني، تحقيق: د/ محمد سعيد عمر إدريس، الطبعة الأولى، 1409 هـ، مكتبة الرشد - الرياض.
46
…
"الاستذكار" لأبى عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري، تحقيق: سالم محمد عطا، محمد علي معوض، الطبعة الأولى 1421 هـ - 2000 م، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت
47
…
"الاستيعاب في معرفة الأصحاب" لأبى عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر (ت 463 هـ) حققه د/ طه محمد الزيني، الطبعة الأولى 1414 هـ، مكتبة ابن تيمية _ القاهرة.
48
…
"أسد الغابة فى معرفة الصحابة" لأبى الحسن على بن محمد بن الأثير الجزري (ت/ 603 هـ) تحقيق/ محمد البنا وآخرين، طبعة 1970 م، دار الشعب _ القاهرة.
49
…
"الأسماء المبهمة فى الأنباء المحكمة" لأبي بكر أحمد الخطيب البغدادي (ت/ 436 هـ)، بتحقيق د/ عز الدين على السيد، الطبعة الثالثة 1417 هـ، مكتبة الخانجي _ القاهرة.
50
…
"الأسماء والصفات" لأَبي بَكْر أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْنِ عَلِيٍّ الْبَيْهَقِيُّ (ت/ 458 هـ)، حققه/ عبد الله بن محمد الحاشدي، الطبعة: الأولى، الناشر: مكتبة السوادي - جدة.
51
…
"الأسماء والصفات" لأبى الحسن على بن عمر الدارقطني (ت/ 385 هـ)، تحقيق عبد الله الحاشدي.
52
…
"الإصابة في تمييز الصحابة" لأبى الفضل أحمد ابن حجر العسقلاني (ت/ 852 هـ)، تحقيق: علي محمد البجاوي، الطبعة الأولى، 1412، الناشر: دار الجيل - بيروت.
53
…
"اصطناع المعروف" لعبد الله بن محمد المعروف بابن أبي الدنيا (ت: 281 هـ)، المحقق: محمد خير رمضان يوسف، الناشر: دار ابن حزم.
54
…
"أطراف الغرائب والأفراد" لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، نسخه وصححه: جابر بن عبد الله السريع، الناشر: دار التدمرية، وابن حزم.
55
…
"إطراف المُسْنِد المعتَلِي بأطراف المسنَد الحنبلي" لابن حجر، حققه وعلق عليه: زهير بن ناصر الناصري. الطبعة الأولى 1414 هـ، دار ابن كثير، والكلم الطيب- دمشق - بيروت.
56
…
"الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار" لأبى بكر محمد الحازمي (ت: 584 هـ)، الناشر: دائرة المعارف العثمانية-حيدر آباد، الطبعة: الثانية، 1359 هـ.
57
…
"الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث" لأبى بكر البيهقي، تحقيق: أحمد أبو العينين، دار الفضيلة، الطبعة الأولى، 1420 هـ.
58
…
"اعتلال القلوب" لأبى بكر محمد بن جعفر الخرائطي (ت: 327 هـ)، تحقيق: حمدي الدمرداش، مكتبة نزار مصطفى الباز، 1420 هـ.
59
…
"إعلام العالم بعد رسوخه بناسخ الحديث ومنسوخه" لجمال الدين أبي الفرج الجوزي (ت: 597 هـ)، تحقيق: أحمد بن عبد الله الغماري، الناشر: ابن حزم، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، 1423 هـ - 2002 م.
60
…
"إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان" لمحمد ابن قيم الجوزية (ت: 751 هـ)، المحقق: محمد حامد الفقي، الناشر: مكتبة المعارف، الرياض، المملكة العربية السعودية.
61
…
"الإقناع" لمحمد بن المنذر النيسابوري (ت: 319 هـ)، تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الجبرين، الطبعة: الأولى، 1408 هـ.
62
…
"إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال" لمغلطاي بن قليج المصري (ت: 762 هـ)، تحقيق: عادل بن محمد - أسامة بن إبراهيم، الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر.
63
…
"إكمال الإكمال"(تكملة لكتاب ابن ماكولا)؛ لمحمد ابن نقطة البغدادي (ت: 629 هـ)، المحقق: د/ عبد القيوم عبد رب النبي، الناشر: جامعة أم القرى - مكة المكرمة.
64
…
"الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب" الأمير الحافظ ابن ماكولا، تحقيق: دار الكتاب الاسلامي الفارق الحديثة.
65
…
"الإلزامات والتَّتَبع" للإمام أبي الحسن على بن عمر الدارقطني (ت: 385 هـ)، تحقيق: مقبل بن هادي الوادعي، الطبعة الثالثة 1430 هـ، دار الآثار للنشر.
66
…
"الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع" للقاضي عياض بن موسى اليحصبي، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار التراث/ المكتبة العتيقة- القاهرة/ تونس، ط/ 1379 هـ.
67
…
"الأم" لأبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي (ت: 204 هـ) تحقيق د/ رفعت فوزى، طبعته دار الرسالة.
68
…
"الأمالي" لعبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران (ت: 430 هـ)، عادل بن يوسف العزازي، الطبعة الأولى 1418 هـ، دار الوطن للنشر _ الرياض.
69
…
"أمالي ابن سمعون" للإمام محمد بن أحمد ابن عنبس البغدادي (ت: 387 هـ)، دارسة وتحقيق الدكتور عامر حسن صبري، دار البشائر الإسلامية 1423 هـ.
70
…
"الأمالي الشجرية" ليحيى بن الحسين الشجري (ت: 499 هـ)، طُبع سنة 1403 هـ، عالم الكتب _ بيروت.
71
…
"أمالي المحاملي" لأبى عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي (ت: 330)، رواية ابن البيع، تحقيق د/ إبراهيم القيسي، الناشر: المكتبة الإسلامية، دار ابن القيم، عمان.
72
…
"أمثال الحديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم " لأبى الحسن الرامهرمزي، تحقيق: أحمد عبد الفتاح تمام، الطبعة الأولى 1409 هـ، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت.
73
…
"الأمثال فى الحديث النبوي" لعبد الله بن محمد بن حبان أبى الشيخ الأصبهاني (ت/ 369 هـ)، تحقيق الدكتور: عبد العلى عبد الحميد، 1408 هـ، الدار السلفية.
74
…
"الأموال" لحميد بن مخلد المعروف بابن زنجويه (المتوفى: 251 هـ)، تحقيق د: شاكر ذيب فياض، الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث، السعودية، الطبعة: الأولى، 1406 هـ.
75
…
"الأموال" لأبى عُبيد القاسم بن سلاّم البغدادي (المتوفى: 224 هـ)، المحقق: خليل محمد هراس، الناشر: دار الفكر - بيروت.
76
…
"الأنساب" لأبي سعد عبد الكريم التميمي السمعاني (ت: 562 هـ)، تقديم: عبد الله عمر البارودي، مركز الخدمات والابحاث الثقافية، دار الجنان.
77
…
"أنساب الأشراف" لأحمد بن يحيى البَلَاذُري (ت: 279 هـ)، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، الناشر: دار الفكر - بيروت، الطبعة: الأولى، 1417 هـ.
78
…
"الأهوال" لعبد الله بن محمد المعروف بابن أبي الدنيا (ت: 281 هـ)، المحقق: مجدي فتحي السيد، دار النشر: مكتبة آل ياسر - مصر.
79
…
"الأوائل" لابن أبي عاصم الشيباني (ت: 287 هـ)، المحقق: محمد بن ناصر العجمي الناشر: دار الخلفاء للكتاب الإسلامي - الكويت.
80
…
"الأوائل" لأبى عروبة الحسين بن محمد الحرَّاني (ت: 318 هـ)، المحقق: مشعل بن باني الجبرين، الناشر: دار ابن حزم - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولى، 1424 هـ - 2003 م.
81
…
"الأوائل" لأبي القاسم الطبراني (ت: 360 هـ)، المحقق: محمد شكور بن محمود الحاجي، الناشر: مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة: الأولى، 1403 هـ.
82
…
"الأولياء" لعبد الله بن محمد المعروف بابن أبي الدنيا (ت: 281 هـ)، المحقق: محمد السعيد بن بسيوني زغلول، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت.
83
…
"الإيمان" لمحمد بن إسحاق بن يحيى بن مندة (ت: 395 هـ)، تحقيق: د/ علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الثانية، 1406.
84
…
"الإيمان" لمحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني (ت: 243 هـ) تحقيق: حمد بن حمدي الجابري الحربي، الطبعة الأولى 1407 هـ، الدار السلفية - الكويت.
85
…
"الإيمان" لأبى عُبيد القاسم بن سلاّم البغدادي (ت: 224 هـ)، المحقق: محمد ناصر الدين الألباني، الناشر: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الطبعة: الأولى، 1421 هـ.
حرف الباء
86
…
"البحر الزخار المعروف بمسند البزار" لأبي بكر أحمد بن عمرو البزار (ت/ 292 هـ)(من مجلد 1 إلى 9)، تحقيق الدكتور محفوظ الرحمن السلفي، الطبعة الأولى 1409 هـ، مؤسسة علوم القرآن - بيروت.
87
…
"البحر الزخار المعروف بمسند البزار" للبزار (ت/ 292 هـ)(من مجلد 10 إلى 12)، تحقيق: عادل بن سعد، مراجعة وتقديم: بدر بن عبد الله البدر، وأبى عبيدة مشهور بن حسن، الطبعة الأولى 1424 هـ، مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة.
88
…
"البداية والنهاية " للإمام الحافظ أبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي (ت 774 هـ)، حققه/ علي شيري، دار إحياء التراث، الطبعة الأولى 1408 هـ.
89
…
"البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير" لأبي حفص عمر بن علي المعروف بابن الملقن (ت: 804 هـ)، تحقيق/ مصطفى أبو الغيط وعبدالله بن سليمان وياسر بن كمال، الناشر: دار الهجرة للنشر- الرياض- السعودية، 1425 هـ.
90
…
"البدع والنهي عنها" لمحمد بن وضاح القرطبي (ت: 286 هـ)، تحقيق ودراسة: عمرو عبد المنعم سليم، الناشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة - الطبعة الأولى، 1416 هـ.
91
…
"البر والصلة"(عن ابن المبارك وغيره)؛ للحسين بن الحسن المروزي (ت: 246 هـ)، المحقق: د/ محمد سعيد بخاري، الناشر: دار الوطن - الرياض، الطبعة: الأولى، 1419 هـ.
92
…
"البر والصلة" لابن الجوزي؛ لأبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي (ت: 597 هـ)، تحقيق: عادل
…
عبد الموجود، وعلي معوض، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، 1413 هـ - 1993 م.
93
…
"البعث والنشور" لأبي بكر أحمد بن الحسين بن على البيهقي (ت/ 458 هـ)، تحقيق: محمد السعيد زغلول، الطبعة الأولى 1408 هـ، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت.
94
…
"البعث" لأبي بكر بن أبي داود (ت: 316 هـ)، تحقيق: أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، 1407 هـ.
95
…
"بدائع الفوائد" لابن قيم الجوزية (ت: 751 هـ)، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان.
96
…
"بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث بن أبي أسامة"(ت: 282 هـ)؛ للحافظ نور الدين الهيثمي (ت: 807)، تحقيق: د/ حسين الباكري، مركز خدمة السنة - المدينة المنورة، 1413 هـ.
97
…
"بلوغ المرام من أدلة الأحكام" لأحمد ابن حجر العسقلاني (ت: 852 هـ)، تحقيق: سمير بن أمين الزهري، الناشر: دار الفلق - الرياض، الطبعة: السابعة، 1424 هـ.
98
…
"بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام" للحافظ ابن القطان أبى الحسن علي بن محمد بن عبد الملك (ت: 628 هـ)، تحقيق د. الحسين آيت سعيد، الطبعة الأولى 1418 هـ، الناشر: دار طيبة _ الرياض.
حرف التاء
99
…
"التاريخ الأوسط" لأبى عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (ت/ 256 هـ)، تحقيق/ محمد بن إبراهيم اللحيدان، الطبعة الأولى 1418 هـ، دار الصميعي _ الرياض.
100
…
"التاريخ الكبير" لأبي بكر أحمد بن أبي خيثمة (ت: 279 هـ)، المحقق: صلاح بن فتحي هلال، الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر - القاهرة، الطبعة: الأولى، 1427 هـ.
101
…
"التاريخ الكبير" للإمام محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ)، تحقيق/ الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، مصورة دار الكتب العلمية - بيروت.
102
…
"التحقيق في أحاديث الخلاف" للإمام جمال الدين أبى الفرج عبد الرحمن الجوزي (ت: 597 هـ)، حققه: مسعد عبد الحميد محمد السعدني، الطبعة: الأولى، 1415 هـ، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت.
103
…
"التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار" لابن رجب البغدادي (ت: 795 هـ)، المحقق: بشير محمد عيون، دار النشر: مكتبة المؤيد - دمشق.
104
…
"التدوين في أخبار قزوين" لعبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني (ت: 623 هـ)، تحقيق عزيز الله العطاري، 1987 م، دار الكتب العلمية، بيروت.
105
…
"التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة" لمحمد بن أحمد القرطبي (ت: 671 هـ)، تحقيق: الدكتور: الصادق ابن محمد، الناشر: دار المنهاج للنشر، الرياض، الطبعة الأولى، 1425 هـ.
106
…
"الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك" لعمر بن أحمد المعروف بابن شاهين (ت: 385 هـ) تحقيق: صالح أحمد مصلح، الطبعة الأولى 1415 هـ، دار ابن الجوزي - الدمام.
107
…
"الترغيب والترهيب من الحديث الشريف" لعبد العظيم المنذري (ت: 656 هـ)، تحقيق: إبراهيم شمس الدين، ط، 1417، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت.
108
…
"الترغيب والترهيب" لإسماعيل بن محمد، الملقب بقوام السنة (ت: 535 هـ)، المحقق: أيمن بن صالح، الناشر: دار الحديث - القاهرة، الطبعة: الأولى 1414 هـ.
109
…
"التفرد فى رواية الحديث ومنهج المحدثين فى قبوله أو رده دراسة تأصيلية تطبيقية" لعبد الجواد حمام، ط: دار النوادر - دمشق.
110
…
"التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير" لابن حجر العسقلاني (ت: 852 هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1419 هـ.
111
…
"التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد" لأبى عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (ت: 463 هـ)، تحقيق/ مصطفى بن أحمد العلوى و محمد عبد الكبير البكري.
112
…
"التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل" لعبد الرحمن المعلمي (ت: 1386 هـ)، الناشر: المكتب الإسلامي، الطبعة: الثانية، 1406 هـ.
113
…
"التواضع والخمول" لابن أبي الدنيا (ت: 281 هـ)، المحقق: محمد عبد القادر أحمد عطا، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت.
114
…
"التوبيخ والتنبيه" لعبد الله بن محمد أبِي الشيخ الأصبهاني (ت: 369 هـ)، المحقق: مجدي السيد إبراهيم، الناشر: مكتبة الفرقان - القاهرة.
115
…
"التوحيد ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته على الاتفاق والتفرد" لأبى عبد الله ابن مندة (ت: 395 هـ)، تحقيق د: على بن محمد الفقيهي، الطبعة الأولى 1423 هـ، مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة.
116
…
"التيسير بشرح الجامع الصغير" للإمام الحافظ زين الدين عبد الرؤوف المناوي، دار النشر/ مكتبة الإمام الشافعي - الرياض - 1408 هـ - 1988 م، الطبعة: الثالثة.
117
…
"تاريخ ابن معين" برواية أحمد بن محرز؛ لابن معين (ت: 233 هـ)، المحقق: محمد كامل القصار، الناشر: مجمع اللغة العربية - دمشق، الطبعة: الأولى، 1405 هـ.
118
…
"تاريخ ابن معين" برواية الدوري؛ للإمام ابن معين، تحقيق: د/ أحمد محمد نور سيف، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي - مكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1399 هـ.
119
…
"تاريخ ابن معين" برواية عثمان الدارمي؛ لأبى زكريا يحيى بن معين، تحقيق: د/ أحمد محمد نور سيف، الناشر: دار المأمون للتراث- دمشق، 1400 هـ.
120
…
"تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام" للذهبي، تحقيق: د/ بَشَّار عَوَّاد معروف. دار الغرب الإسلامي.
121
…
"تاريخ الرقة ومن نزلها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين والفقهاء والمحدثين" لمحمد بن سعيد القشيري (المتوفى: 334 هـ)، المحقق: إبراهيم صالح، الناشر: دار البشائر، الطبعة: الأولى 1419 هـ.
122
…
"تاريخ المدينة المنورة" لابن شبة عمر بن شبه البصري (ت 262 هـ) حققه: فهيم محمد شلتوت، الطبعة الأولى 1410 هـ، دار الفكر - قم - إيران.
123
…
"تاريخ جرجان" لأبي القاسم حمزة بن يوسف الجرجاني (ت: 427 هـ)، تحقيق: د/ محمد عبد المعيد خان، الطبعة الثالثة، 1401 هـ، الناشر: عالم الكتب - بيروت.
124
…
"تاريخ حلب" المسمى "بغية الطلب فى تاريخ حلب" لابن العديم عمر بن أحمد بن أبى جرادة، تحقيق سهيل بن زكار، دار الفكر.
125
…
"تاريخ علماء الأندلس" لعبد الله بن محمد، المعروف بابن الفرضي (ت: 403 هـ)، عنى بنشره؛ وصححه: السيد عزت العطار الحسيني، الناشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة: الثانية، 1408 هـ - 1988 م.
126
…
"تاريخ مدينة السلام" لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 463 هـ) بتحقيق الدكتور/ بشار عواد معروف، الناشر: دار الغرب الإسلامى، الطبعة الأولى 1422 هـ.
127
…
"تاريخ مدينة دمشق" لأبي القاسم على بن الحسن ابن عساكر (ت 571 هـ)، تحقيق/ عمر بن غرامة الغمرواي، طبعة 1995 م، دار الفكر - بيروت.
128
…
"تاريخ واسط" لأسلم بن سهل الرزاز الواسطي، المعروف بـ"بحشل"(ت 292 هـ)، حققه/ كوركيس عواد، الطبعة: الأولى 1406 هـ، الناشر: عالم الكتب.
129
…
"تالي تلخيص المتشابه" لأبى بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت/ 463 هـ)، حققه/ مشهور بن حسن آل سلمان، الطبعة الأولى 1417 هـ، دار الصميعي للنشر - الرياض.
130
…
"تأويل مختلف الحديث" لعبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت: 276 هـ)، الناشر: المكتب الاسلامي ومؤسسة الإشراق، الطبعة الثانية - مزيده ومنقحة 1419 هـ.
131
…
"تبصير المنتبه بتحرير المشتبه" لابن حجر العسقلاني (ت: 852 هـ)، تحقيق: محمد النجار، مراجعة: علي البجاوي، الناشر: المكتبة العلمية، بيروت.
132
…
"تحرير تقريب التهذيب" د: بشار عواد، وشعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، 1417 هـ.
133
…
"تحريم النرد والشطرنج" للإمام أبي بكر محمد بن الحسن الآجري (ت: 360 هـ)، دراسة وتحقيق: محمد سعيد عمر، الطبعة الأولى 1402 هـ.
134
…
"تحريم نكاح المتعة" لنصر بن إبراهيم النابلسي المقدسي (ت: 490 هـ)، حقق نصوصها: حماد بن محمد الأنصاري، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع.
135
…
"تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي" محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري (ت 1353 هـ)، تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان، الناشر: دار الفكر.
136
…
"تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" للإمام أبى الحجاج المزي (ت: 742 هـ)، تحقيق: عبد الصمد
…
شرف الدين، طبعة: المكتب الإسلامي، والدار القيّمة.
137
…
"تحفة المودود بأحكام المولود" لمحمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751 هـ)، المحقق:
…
عبد القادر الأرناؤوط، الناشر: مكتبة دار البيان - دمشق، الطبعة: الأولى، 1391 هـ.
138
…
"تخريج أحاديث إحياء علوم الدين" المؤلفون: العِراقي (ت/ 806 هـ)، ابن السبكي (ت/ 771 هـ)، والزبيدي (ت/ 1205 هـ) استِخرَاج: مَحمُود بِن مُحَمّد الحَدّاد (ت/ 1374 هـ)، الناشر: دار العاصمة للنشر الرياض، الطبعة: الأولى، 1408 هـ.
139
…
"تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي" لجلال السيوطي (ت: 911 هـ)
140
…
"تذكرة الحفاظ" للإمام محمد بن أحمد الذهبي (ت: 748 هـ)، تحقيق/ عبد الرحمن بن يحيى المعلميّ اليماني، الطبعة الأولى 1419 هـ، الناشر: دار الكتب العلمية بيروت.
141
…
"تَذْكِرَةُ السَّامِعِ والمُتَكَلِّم في أَدَب العَالِم والمُتَعَلِّم" لمحمد بن إبراهيم ابن جماعة، المتوفى سنة 733 هـ.
142
…
"تذكرة الموضوعات" لمحمد طاهر بن علي الصديقي الهندي الفَتَّنِي (ت: 986 هـ)، إدارة الطباعة المنيرية، الطبعة: الأولى، 1343 هـ.
143
…
"تسمية ما انتهى إلينا من الرواة" لأبي نعيم الأصبهاني (ت: 430 هـ)، تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع، الناشر: مطابع الرشيد، المدينة المنورة.
144
…
"تصحيفات المحدثين" لأبى أحمد الحسن بن عبد الله العسكري (ت: 382 هـ)، المحقق: محمود أحمد ميرة، الناشر: المطبعة العربية الحديثة - القاهرة.
145
…
"تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة" لابن حجر العسقلاني (ت/ 852 هـ)، حققه: د/ إكرام الله إمداد الحق، الطبعة: الأولى ـ 1996 م، الناشر: دار البشائر ـ بيروت.
146
…
"تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس" لابن حجر العسقلاني، حققه: د/ عاصم بن عبد الله القريوني، الطبعة: الأولى، الناشر: مكتبة المنار- الأردن.
147
…
"تعظيم قدر الصلاة" لمحمد بن نصر المروزي، تحقيق: د/ عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي، الطبعة الأولى، 1406، الناشر: مكتبة الدار - المدينة المنورة.
148
…
"تعليقات الدارقطني على المجروحين لابن حبان" للدارقطني (ت: 385 هـ)، تحقيق: خليل العربي، الناشر: الفاروق الحديثة - القاهرة، الطبعة: الأولى، 1414 هـ.
149
…
"تغليق التعليق على صحيح البخاري" لابن حجر العسقلاني (ت: 852 هـ)، حققه: سعيد القزقي، الطبعة الأولى، 1405، الناشر: المكتب الإسلامي، دار عمار- بيروت.
150
…
"تفسير ابن أبى حاتم" للإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، تحقيق: أسعد محمد الطيب، الناشر: المكتبة العصرية، الطبعة الأولى - سنة 1417 هـ 1997 م.
151
…
"تفسير القرآن العظيم" لابن كثير القرشي الدمشقي، تحقيق/ سامي بن محمد سلامة، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة: الثانية 1420 هـ.
152
…
"تفسير سفيان الثوري" لأبى عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى، 1403 هـ.
153
…
"تفسير عبد الرزاق" لعبد الرزاق بن همَّام الصنعاني (ت: 211 هـ) دراسة وتحقيق: د/ محمود عبده، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولى، سنة 1419 هـ.
154
…
"تفسير مجاهد" لمجاهد بن جبر المكي (ت: 104 هـ)، المحقق: د/ محمد عبد السلام، الناشر: دار الفكر الإسلامي، مصر، الطبعة: الأولى، 1410 هـ.
155
…
"تقريب التهذيب" لابن حجر العسقلاني (ت: 852)، تحقيق
156
…
"تقييد المهمل وتمييز المشكل"(شيوخ البخاري المهملون)؛ لأبى علي الحسين الجياني (ت: 498 هـ)، تحقيق/ محمد أبى الفضل، سنة الطبع/ 1418 هـ، الناشر: وزارة الأوقاف المغربية.
157
…
"تكملة الإكمال" لمحمد بن عبد الغني البغدادي، تحقيق: د/ عبد القيوم عبد رب النبي، دار النشر: جامعة أم القرى - مكة المكرمة - الطبعة: الأولى 1410 هـ.
158
…
"تلخيص المتشابه فى الرسم" لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 463 هـ)، تحقيق: سكينة الشهابي، الطبعة الأولى 1985 م، دار طلاس/ دمشق.
159
…
"تلخيص المستدرك" لشمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: 748 هـ) مطبوع بذيل المستدرك للحاكم، طبعة 1398 هـ، مصورة دار الفكر - بيروت.
160
…
"تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي" مؤلِّفه/ محمد بن أحمد الذهبي (ت: 748 هـ)، المحقق: ياسر بن إبراهيم، الناشر: مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة: الأولى، 1419 هـ.
161
…
"تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة" لابن عراق الكناني (ت: 963 هـ)، المحقق: عبد الوهاب عبد اللطيف، وعبد الله الغماري، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى، 1399 هـ.
162
…
"تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق" لمحمد ابن عبد الهادي الحنبلي (ت: 744 هـ)، تحقيق: سامي بن محمد، وعبد العزيز بن ناص، دار النشر: أضواء السلف - الرياض، الطبعة: الأولى، 1428 هـ.
163
…
"تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق" لمحمد بن أحمد الذهبي (ت: 748 هـ)، المحقق: مصطفى أبو الغيط، الناشر: دار الوطن - الرياض، الطبعة: الأولى، 1421 هـ.
164
…
"تهذيب الآثار" لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت: 310 هـ)، تحقيق: علي رضا بن عبد الله، الناشر: دار المأمون للتراث/ سوريا، 1416 هـ.
165
…
"تهذيب التهذيب" لابن حجر العسقلاني، الطبعة الأولى 1404 هـ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
166
…
"تهذيب الكمال" ليوسف بن الزكي عبدالرحمن أبى الحجاج المزي، تحقيق: د/ بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى 1400 هـ.
167
…
"توجيه النظر إلى أصول الأثر" للشيخ/ طاهر الجزائري الدمشقي، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، مكتبة المطبوعات الإسلامية - حلب الطبعة الأولى، 1416 هـ.
168
…
"توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار" لمحمد بن إسماعيل المعروف بالأمير الصنعاني (ت: 1182 هـ)، تحقيق: صلاح بن محمد بن عويضة، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى 1417 هـ.
169
…
"توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم"، المؤلف/ ابن ناصر الدين محمد بن عبد الله الدمشقي، تحقيق: محمد نعيم العرقسوسي، دار النشر/ مؤسسة الرسالة - بيروت - 1993 م.
حرف الثاء
170
…
"الثبات عند الممات" للإمام عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي أبى الفرج، تحقيق: عبد الله الليثي الأنصاري، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ.
171
…
"الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة" لقاسم بن قُطْلُوْبَغَا الحنفي (ت: 879 هـ)، دراسة وتحقيق: شادي بن محمد بن سالم آل نعمان.
172
…
"الثقات" لمحمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي، تحقيق: السيد شرف الدين أحمد، الناشر: دار الفكر، الطبعة الأولى 1395 هـ - 1975 م.
173
…
"ثواب قضاء حوائج الإخوان وما جاء في إغاثة اللهفان" لمحمد بن علي، أبو الغنائم الكوفي (ت: 510 هـ)، المحقق: د/ عامر حسن صبري، الناشر: دار البشائر الإسلامية - بيروت -، الطبعة: الأولى، 1414 هـ.
حرف الجيم
174
…
"الجامع الكبير" المعروف بسنن الترمذي؛ لمحمد بن عيسى الترمذي (ت: 279 هـ)، المحقق: بشار عواد معروف، الناشر: دار الغرب الإسلامي - بيروت، سنة النشر: 1998 م.
175
…
"الجامع فى الحديث" لعبد الله بن وهب بن مسلم المصري (ت: 197 هـ)، تحقيق د/ مصطفى حسن أبو الخير، الطبعة الأولى 1416 هـ، دار ابن الجوزي، الدمام.
176
…
"الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" للإمام أبى بكر أحمد بن على المعروف بالخطيب البغدادي (ت: 463 هـ)، تحقيق الدكتور/ محمد عجاج، مؤسسة الرسالة.
177
…
"الجرح والتعديل" للإمام عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازي (ت/ 327 هـ) اعتنى به: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، الطبعة الأولى بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية-بحيدر آباد الدكن - الهند سنة 1271 هـ.
178
…
"الجزء الأول من الفوائد الصحاح والغرائب والأفراد" لعبد الرحمن أبى القاسم الحُرْفي (ت: 423 هـ)، رواية: الشريف أبي الفضل محمد بن عبد السلام الأنصاري، تحقيق: حمزة الجزائري، الناشر: الدار الأثرية الطبعة: الأولى، 2007 م.
179
…
"الجزء الأول من فوائد ابن أخي ميمي" لأبي الحسين البغدادي (ت/ 390 هـ)، تحقيق/ نبيل سعد الدين جرار، الطبعة الأولى 2002 م، دار: أضواء السلف.
180
…
"الجزء الخامس من الأفراد" لعمر بن أحمد المعروف بابن شاهين (ت: 385 هـ)، تحقيق: بدر البدر، الناشر: دار ابن الأثير - الكويت، الطبعة: الأولى 1415 هـ.
181
…
"الجزء فيه الثاني من حديث الوزير أبي القاسم عيسى بن علي الجراح"(ت/ 391 هـ) المحقق:
…
أبو إسحاق الحويني، الناشر: دار التقوى، الطبعة: الأولى 1431 هـ - 2010 م.
182
…
"الجهاد" لأحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك أبى بكر، تحقيق: مساعد بن سليمان، الناشر: مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1409 هـ.
183
…
"الجهاد" لعبد الله بن المبارك (ت: 181 هـ) تحقيق: نزيه حماد، الناشر: التونسية - تونس، 1972 م.
184
…
"جامع البيان في تأويل القرآن" لمحمد بن جرير، أبى جعفر الطبري [ت/ 310 هـ]، تحقيق: أحمد محمد شاكر، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ.
185
…
"جامع التحصيل في أحكام المراسيل" لأبى سعيد بن خليل العلائي، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، الناشر: عالم الكتب - بيروت، الطبعة: الثانية 1407 هـ.
186
…
"جامع المسانيد والسُّنَن" لابن كثير الدمشقي (ت: 774 هـ)، المحقق: د عبد الملك الدهيش، الناشر: دار خضر للطباعة بيروت، الطبعة: الثانية، 1419 هـ.
187
…
"جامع بيان العلم وفضله" ليوسف بن عبد الله القرطبي (ت: 463 هـ)، دراسة وتحقيق: فواز أحمد زمرلي، الناشر: مؤسسة الريان - دار ابن حزم، الطبعة الأولى 1424 هـ.
188
…
"جزء ابن الغطريف" لمحمد بن أحمد بن الغطريف الجرجاني، تحقيق: د/ عامر حسن صبري، الناشر: دار البشائر الإسلامية - بيروت، الطبعة الأولى 1417 هـ.
189
…
"جزء ابن فيل" لأَبي طَاهِر الحَسَن ابن فِيْلٍ البَالِسِيّ (المتوفى: 311 هـ)، المحقق: موسى إسماعيل البسيط، الناشر: مطبعة مسودي - القدس، الطبعة: الأولى 1421 هـ.
190
…
"جزء أبى الجهم" العلاء بن موسى البغدادي (ت/ 228 هـ) تحقيق: د/ عبد الرحيم بن محمد القشقري، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى.
191
…
"جزء أبي عروبة" برواية الأنطاكي؛ لأبى عروبة الحسين بن محمد (ت: 318 هـ)، تحقيق: عبد الرحيم محمد أحمد القشقري، الناشر: مكتبة الرشد - الرياض.
192
…
"جزء الألف دينار" لأبى بكر أحمد بن جعفر البغدادي، تحقيق/ بدر بن عبدالله البدر، الناشر: دار النفائس- الكويت، الطبعة الأولى، 1993 م.
193
…
"جزء البطاقة" لحمزة بن محمد الكناني المصري (ت: 357 هـ)، المحقق: عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر، الناشر: مكتبة دار السلام - الرياض.
194
…
"جزء الحسن بن رشيق العسكري عن شيوخه من الأمالي"(ت: 370 هـ)، طُبع: ضمن مجموع فيه ثلاثة أجزاء الحديثية، المحقق: جاسم بن محمد بن حمود، الناشر: مكتبة أهل الأثر، الطبعة الثانية 2005 م.
195
…
"جزء المؤمل بن إيهاب" لمؤمل بن إيهاب بن عبد العزيز الرملي أبى عبد الرحمن، تحقيق: عماد بن فرة، الناشر: دار البخاري - بريدة، الطبعة الأولى، 1413 هـ.
196
…
"جزء فيه أحاديث أبي عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان أبي الشيخ الأصبهاني" المؤلف: أبو بكر أحمد بن مُوْسَى بن مَرْدَوَيْه الأصبَهَانِيّ (ت: 498 هـ)، المحقق: بدر بن عبد الله البدر، مكتبة الرشد - الرياض.
197
…
"جزء فيه حديث المصيصي لوين" لأبي جعفر محمد بن سليمان المصيصي (ت/ 246 هـ)، تحقيق: أبو عبد الرحمن مسعد بن عبد الحميد السعدني، الناشر: أضواء السلف - الرياض، سنة النشر 1418 هـ.
198
…
"جزء فيه حديث سفيان بن عيينة" لسفيان بن عيينة بن أبي عمران الكوفي، تحقيق: أحمد بن عبد الرحمن الصويان، الناشر: مكتبة المنار، الطبعة الأولى 1407.
199
…
"جزء فيه حديثٌ من حديث أهل حردان" لأبي القاسم علي بن الحسن المعروف بابن عساكر
…
(ت: 571 هـ)، المحقق: أبو عبد الله مشعل المطيري، الناشر: دار ابن حزم.
200
…
"جزء فيه ذكر ترجمة الطبراني" ليحيى بن عبد الوهاب ابن مندة (ت: 511 هـ)، رواية: أبى جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني، المحقق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، الناشر: مكتبة العلوم والحكم - الموصل، الطبعة: الثانية، 1404 هـ - 1983 م.
201
…
"جزء فيه قراءات النبي صلى الله عليه وسلم " لحفص بن عمر بن عبدالعزيز، تحقيق: د/ حكمت بشير ياسين، الناشر: مكتبة الدار - المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1988 م.
202
…
"جزء فيه ما انتقى أبو بكر ابن مردويه على أبي القاسم الطبراني من حديثه لأهل البصرة" المؤلف: أبو القاسم الطبراني (ت: 360 هـ)، المحقق: بدر البدر، الناشر: أضواء السلف، الطبعة: الأولى، 1420 هـ.
203
…
"جزء فيه من أحاديث الإمام أيوب السختياني" للقاضي إسماعيل بن إسحاق البصري (ت: 282 هـ)، المحقق: د/ سليمان بن عبد العزيز العريني، الناشر: مكتبة الرشد - السعودية.
204
…
"جزء فيه من عوالي هشام بن عروة وغيره" جمع: أبي الحجاج الدمشقي (ت: 648 هـ)، المحقق: حمزة الجزائري، الناشر: الدار الأثرية، الطبعة: الأولى 2009 م.
205
…
"جزء محمد بن عاصم الثقفي الأصبهاني"(ت: 262 هـ)، تحقيق وتخريج: مفيد خالد عيد، الناشر: دار العاصمة، الرياض - السعودية، الطبعة: الأولى، 1409 هـ.
206
…
"جزء من فوائد حديث: أبي ذر عبد بن أحمد الهروي"(ت/ 434 هـ)، المحقق: الحسن سمير بن حسين، الناشر: مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة: الأولى، 1418 هـ.
207
…
"جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام" لابن قيم الجوزية (ت: 751 هـ)، المحقق: شعيب الأرناؤوط - عبد القادر الأرناؤوط، الناشر: دار العروبة - الكويت، الطبعة: الثانية 1407 هـ - 1987 م.
208
…
"جمهرة الأمثال" لأبي هلال الحسن بن عبد الله العسكري، الناشر: دار الفكر - بيروت.
حرف الحاء
209
…
"الحافظ الطبراني وجهوده فى خدمة السنة النبوية" د/ محمد أحمد رضوان، دار الشريف - الرياض.
210
…
"الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة" لأبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الأصبهاني، الملقب بقوام السنة (ت: 535 هـ)، تحقيق: محمد بن ربيع بن هادي المدخلي، 1419 هـ، دار الراية_ السعودية/ الرياض.
211
…
"الحلم" لابن أبي الدنيا (ت: 281 هـ)، المحقق: محمد عبد القادر عطا، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، الطبعة: الأولى، 1413 هـ.
212
…
"الحوض والكوثر" لبقي بن مخلد الأندلسي (ت: 276 هـ)، المحقق: عبد القادر محمد عطا صوفي، الناشر: مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة، الطبعة: الأولى، 1413 هـ.
213
…
"حجة الوداع" لأبي محمد بن على بن أحمد ابن حزم الأندلسي القرطبي (ت 456 هـ)، تحقيق أبى صهيب الكرمي طبعة 1418 هـ، بيت الأفكار الدولية - الرياض.
214
…
"حديث أبى الفضل عبيد الله الزهري"(ت: 381 هـ)، دراسة: الدكتور حسن بن محمد، الناشر: أضواء السلف، الرياض، الطبعة: الأولى، 1418 هـ.
215
…
"حديث أبي الطاهر محمد بن أحمد الذهلي" لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني (ت: 385 هـ)، المحقق: حمدي عبد المجيد السلفي، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي - الكويت، الطبعة: الأولى، 1406 هـ.
216
…
"حديث خيثمة بن سليمان" لخيثمة بن سليمان الأطرابلسي، تحقيق: د/ عمر عبد السلام تدمري، الناشر: دار الكتاب العربي- بيروت، 1400 هـ.
217
…
"حديث سفيان بن سعيد الثوري"(ت: 161 هـ)، رواية: السريّ بن يحيى عن شيوخه عن الثوري، ورواية: محمد بن يوسف الفريابي عن الثوري، المحقق: عامر حسن صبري، الناشر: دار البشائر الإسلامية، الطبعة: الأولى، 2004 م.
218
…
"حديث سفيان بن عيينة"(ت: 198 هـ) برواية: أبى يحيى المروزي (ت 270 هــ)، تحقيق: مسعد بن عبد الحميد، الناشر: دار الصحابة للتراث بطنطا، الطبعة: الأولى 1412 هـ.
219
…
"حديث مصعب بن عبد الله الزبيري" لأبي القاسم البغوي (ت: 317 هـ)، المحقق: صالح عثمان اللحام، الناشر: الدار العثمانية - الأردن/ عمان.
220
…
"حسن الظن بالله" لابن أبي الدنيا (ت: 281 هـ)، المحقق: مخلص محمد، الناشر: دار طيبة - الرياض.
221
…
"حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" لأبي نُعيم الأصبهاني، الطبعة الرابعة، 1405 هـ، الناشر: دار الكتاب العربي - بيروت.
حرف الخاء
222
…
"الخراج ليحيى بن آدم" ليحيى بن آدم القرشي (ت: 203 هـ)، تحقيق: أحمد محمد شاكر، الطبعة الأولى 1974 م، المكتبة العلمية - لاهور.
223
…
"الخراج" لأبى يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري (ت: 182 هـ)، الناشر: المكتبة الأزهرية للتراث، تحقيق: طه عبد الرؤف سعد، سعد حسن محمد.
224
…
"الخلافيات" لأبي بكر أحمد بن الحسين بن على البيهقي (ت: 458 هـ)، تحقيق/ مشهور حسن سلمان، الطبعة الأولى 1414 هـ، دار الصميعي الرياض.
225
…
"خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال" للحافظ أحمد بن عبد الله الخزرجي، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، 1416 هـ، مكتب المطبوعات الإسلامية/ دار البشائر، حلب.
226
…
"خلق أفعال العباد" للإمام محمد إسماعيل البخاري الجعفي، تحقيق: د/ عبدالرحمن عميرة، الناشر: دار المعارف السعودية - الرياض، 1398 هـ- 1978 م.
حرف الدال
227
…
"الدر المنثور" لجلال الدين السيوطي (ت: 911 هـ)، الناشر: دار الفكر - بيروت.
228
…
"الدراية في تخريج أحاديث الهداية" لابن حجر العسقلاني (ت: 852 هـ)، تحقيق: السيد عبد الله هاشم اليماني المدني، الناشر: دار المعرفة - بيروت.
229
…
"الدرة الثمينة في أخبار المدينة" لمحمد بن محمود ابن النجار (ت: 643 هـ)، المحقق: حسين محمد، الناشر: شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم.
230
…
"الدعاء" لأبي القاسم الطبراني (ت: 360 هـ)، المحقق: مصطفى عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولى، 1413 هـ.
231
…
"الدعاء" لأبي عبد الرحمن محمد بن فضيل الضبي (ت: 195 هـ)، تحقيق: الدكتور عبد العزيز بن سليمان البعيمي، الطبعة الأولى 1419 هـ، مكتبة الرشد - الرياض.
232
…
"الدعاء" للقاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي (ت: 330 هـ)، تحقيق: الدكتور سعيد بن عبد الرحمن القزي، الطبعة الأولى 1992 م، دار الغرب - بيروت.
233
…
"الدعوات الكبير" لأحمد بن الحسين البيهقي (ت: 458 هـ)، تحقيق بدر بن عبد الله البدر، سنة النشر 1414 هـ -، منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق - الكويت.
234
…
"الدلائل في غريب الحديث" لقاسم بن ثابت السرقسطي (ت: 302 هـ) تحقيق: د/ محمد بن عبد الله القناص، الناشر: مكتبة العبيكان، الرياض، الطبعة: الأولى 1422 هـ.
235
…
"الديات" لأبي بكر بن أبي عاصم (ت: 287 هـ)، الناشر: إدارة القرآن والعلوم الإسلامية - كراتشي.
236
…
"دلائل النبوة" لأبي بكر البيهقي (ت: 458 هـ)، تحقيق الدكتور عبد المعطى قلعجي، الطبعة الأولى 1405 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
237
…
"دلائل النبوة" لأبي بكر جعفر بن محمد الفِرْيابِي (ت: 301 هـ)، المحقق: عامر حسن صبري، الناشر: دار حراء - مكة المكرمة، الطبعة: الأولى، 1406 هـ.
238
…
"دلائل النبوة" لأبي نُعيم الأصبهاني (ت: 430 هـ)، دار الوعي - حلب.
حرف الذال
239
…
"الذرية الطاهرة" لأبي بشر محمد بن أحمد الدولابي (ت: 310 هـ)، تحقيق: سعد المبارك الحسن، الطبعة الأولى 1416 هـ، دار السلف - الرياض.
240
…
"ذخيرة الحفاظ" لمحمد بن طاهر المقدسي (ت: 507 هـ)، تحقيق د/ عبد الرحمن الفريوائي، الناشر: دار السلف - الرياض، سنة النشر 1416 هـ.
241
…
"ذكر أخبار أصبهان" لأبي نُعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت: 430 هـ)، دار الكتاب الإسلامى، الفاروق الحديثة للطباعة.
242
…
"ذكر الأقران وروايتهم عن بعضهم بعضا" لأبي الشيخ الأصبهاني (ت: 369 هـ)، المحقق: مسعد السعدني، الناشر: دار الكتب العلمية، الطبعة: الأولى 1417 هـ.
243
…
"ذكر المصافحة" لضياء الدين المقدسي (ت: 643 هـ)، تحقيق: عمرو عبد المنعم سليم، الناشر: الصحابة - طنطا، الطبعة: الأولى، 1424 هـ-2003 م.
244
…
"ذكر النار" لعبد الغني بن عبد الواحد المقدسي (ت: 600 هـ)، المحقق: أديب محمد الغزاوي، الناشر: دار البشائر الإسلامية، الطبعة: الأولى، 1415 هـ.
245
…
"ذكر من تكلم فيه وهو مُوَثَّق" لمحمد بن أحمد الذهبي (ت: 748)، تحقيق محمد شكور أمرير، الناشر: مكتبة المنار، الزرقاء، سنة النشر 1406.
246
…
"ذم الغيبة والنميمة" لابن أبي الدنيا (ت: 281 هـ)، حققه وخرج أحاديثه: بشير محمد عيون، الناشر: مكتبة دار البيان، دمشق - سورية، مكتبة المؤيد، الرياض - السعودية، الطبعة: الأولى، 1413 هـ - 1992 م.
247
…
"ذم الكلام وأهله" لشيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري الهروي (ت: 481 هـ)، تحقيق عبد الرحمن الشبل، 1418 هـ، الناشر: مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة.
248
…
"ذيل تاريخ بغداد" للإمام محمد بن محمود المعروف بابن النجار البغدادي (ت: 643 هـ)، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية- لبنان، الطبعة الأولى.
249
…
"ذيل طبقات الحنابلة" للحافظ عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي (ت: 795 هـ)، تحقيق: د/ عبد الرحمن العثيمين، مكة، مكتبة العبيكان، الطبعة الأولى، 1425 هـ.
250
…
"ذيل ميزان الاعتدال" لأبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي (ت: 806 هـ)، المحقق: علي محمد معوض، وعادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولى، 1416 هـ - 1995 م.
حرف الراء
251
…
"الرحلة في طلب الحديث" للحافظ أحمد بن علي بن ثابت البغدادي (ت: 463 هـ)، تحقيق: نور الدين عتر، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى، 1395 هـ.
252
…
"الرد على الجهمية" لعثمان بن سعيد الدارمي السجستاني (المتوفى: 280 هـ)، المحقق: بدر بن عبد الله البدر، الناشر: دار ابن الأثير - الكويت، الطبعة: الثانية، 1416 هـ.
253
…
"الرسالة" للإمام محمد بن إدريس الشافعي، للشيخ/ أحمد محمد شاكر، الناشر: دار الكتب العلمية.
254
…
"رفع اليدين" للإمام البخاري (256 هـ)، اعتنى به: بديع الدين الراشدي، الطبعة الأولى 1416 هـ، دار ابن حزم - بيروت.
255
…
"الرفع والتكميل في الجرح والتعديل" لأبي الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية- حلب، الطبعة الثالثة، 1407 هـ.
256
…
"الروض البَسَّام بترتيب وتخريج فوائد تمام" لجاسم بن سليمان الفهيد الدَّوسري، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار البشائر الإسلامية - بيروت.
257
…
"الروض الداني - المعجم الصغير-" للحافظ سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق: محمد شكور محمود الحاج، الناشر: المكتب الإسلامي، الطبعة الأولى، 1405 هـ.
258
…
"روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" لمحمد بن حبَّان أبو حاتم البُستي (المتوفى: 354 هـ)، المحقق: محمد محي الدين عبد الحميد، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت.
259
…
"روضة المحبين ونزهة المشتاقين" لمحمد ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751 هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة: 1403 هـ/ 1983 م.
260
…
"رؤية الله عز وجل " لأبي الحسن الدارقطني (المتوفى: 385 هـ)، قدم له وحققه: إبراهيم محمد العلي، أحمد فخري، الناشر: مكتبة المنار، الزرقاء - الأردن، عام النشر: سنة 1411 هـ.
حرف الزاي
261
…
"الزهد الكبير" لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت: 458 هـ)، حققه وخرج أحاديثه/ الشيخ عامر أحمد حيدر، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار الجنان للنشر - بيروت.
262
…
"الزهد" لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني (275 هـ)، تحقيق: ضياء الحسن السلفي، الطبعة الأولى 1413 هـ، الدار السلفية.
263
…
"الزهد" لأحمد بن عمرو بن أبي عاصم الشيباني أبى بكر، تحقيق: عبد العلي عبد الحميد حامد، دار الريان للتراث - القاهرة، الطبعة الثانية، 1408 هـ.
264
…
"الزهد" لأحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (241 هـ)، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية.
265
…
"الزهد" لعبد الله بن المبارك بن واضح المروزي، ومعه الزهد لنعيم بن حماد، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت.
266
…
"الزهد" للمعافي بن عمران الموصلي (ت: 185 هـ)، الناشر: دار البشائر الإسلامية - بيروت، المحقق: الدكتور عامر حسن صبري.
267
…
"الزهد" لهناد بن السري الكوفي، تحقيق: عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي، الناشر: دار الخلفاء للكتاب الإسلامي - الكويت، الطبعة الأولى، 1406.
268
…
"الزهد" لوكيع بن الجَرَّاح بن مليح الرؤاسي (ت: 197 هـ)، حققه الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، الطبعة الثانية 1415 هـ، دار الصميعي للنشر - الرياض.
269
…
"زاد المعاد في هدي خير العباد" لمحمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (ت: 751 هـ)، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت - مكتبة المنار الإسلامية، الكويت، الطبعة: السابعة والعشرون، 1415 هـ.
حرف السين
270
…
"السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة راويين عن شيخ واحد" للخطيب البغدادي (ت: 463 هـ) بتحقيق: محمد بن مطر الزهراني، الناشر: دار الصميعي، الرياض، الطبعة: الثانية، 1421 هـ/ 2000 م.
271
…
"السنة لابن أبي عاصم" تخريج الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإسلامي بيروت، الطبعة: الثالثة 1413 هـ-1993 م.
272
…
"السنة" لأبى عبد الله محمد بن نصر بن الحجاج المروزيّ (ت: 294 هـ)، تحقيق: سالم أحمد السلفي، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، الطبعة الأولى، 1408 هـ.
273
…
"السنة" لأبي بكر أحمد الخلال (ت: 311 هـ)، المحقق: عطية بن عتيق الزهراني، دار الراية-الرياض.
274
…
"السنة" لأبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني، تحقيق: د/ محمد سعيد سالم القحطاني، الناشر: دار ابن القيم - الدَّمَّام، الطبعة الأولى، 1406 هـ.
275
…
"السنن الكبرى" لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت/ 303 هـ)، تحقيق: حسن عبد المنعم شلبي، إشراف: شعيب الأرناؤوط، الطبعة الأولى 1421 هـ، مؤسسة الرسالة.
276
…
"السنن الكبرى" لأحمد بن الحسين، أبى بكر البيهقي (ت: 458 هـ)، المحقق: محمد عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنات، الطبعة: الثالثة، 1424 هـ.
277
…
"السنن المأثورة" للإمام أبى عبد الله محمد بن إدريس الشافعي (ت/ 204 هـ)، تحقيق الدكتور عبد المعطى أمين قلعجي، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار المعرفة - بيروت.
278
…
"السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها" لعثمان بن سعيد أبى عمرو الداني، (ت: 444 هـ)، المحقق: د/ رضاء الله بن محمد المباركفوري، الناشر: دار العاصمة - الرياض، الطبعة: الأولى، 1416 هـ.
279
…
"السنن" لمحمد بن يزيد ابن ماجه القزويني (ت/ 275 هـ)، تحقيق/ شعيب الأرنؤوط، الطبعة الأولى 1430 هـ، مؤسسة الرسالة.
280
…
"السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار" لمحمد بن علي بن محمد الشوكاني (ت: 1250 هـ)، دار ابن حزم، الطبعة الأولى.
281
…
"سبعة مجالس من أمالي أبي طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص"(ت: 393 هـ)، تحقيق: محمد بن ناصر العجمي، الناشر: دار البشائر الإسلامية، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، 1425 هـ - 2004 م.
282
…
"سبل السلام" لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني (ت: 1182 هـ)، الناشر: مكتبة مصطفى البابي الحلبي، الطبعة: الرابعة 1379 هـ.
283
…
"سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة" للشيخ/ محمد ناصر الدين الألباني، الناشر: مكتبة المعارف - الرياض، الطبعة: الأولى، 1412 هـ/ 1992 م.
284
…
"سلسلة الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها" للشيخ/ محمد ناصر الدين الألباني، الناشر: مكتبة المعارف الرياض. الطبعة الأولى مِنْ سنة 1995 م-2002 م.
285
…
"سنن أبي داود" للإمام أبى داود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت/ 275 هـ)، حققه: شعيب الأرنؤوط وجماعة، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 2009 م.
286
…
"سنن الدارقطني" للإمام علي بن عمر أبى الحسن الدارقطني (ت/ 385 هـ)، حققه/ شعيب الأرنؤوط وجماعة، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1424 هـ.
287
…
"سنن سعيد بن منصور" لأبي عثمان سعيد بن منصور الخراساني المكي (ت/ 227 هـ)، تحقيق الشيخ الدكتور/ سعد آل حُمَيِّد، الطبعة الأولى 1414 هـ، دار الصميعي - الرياض.
288
…
"سؤالات ابن الجنيد لابن معين"، تحقيق د/ أحمد نور سيف، مكتبة الدار بالمدينة، الأولى 1408 هـ.
289
…
"سؤالات أبى عبد الرحمن السلمي للدارقطني" لأبي عبد الرحمن السلمي (ت: 412 هـ) تحقيق: فريق من الباحثين بإشراف وعناية د/ سعد بن عبد الله الحميد و د/ خالد بن عبد الرحمن الجريسي.
290
…
"سؤالات أبي داود للإمام أحمد بن حنبل في جرح الرواة وتعديلهم" تحقيق د/ زياد محمد منصور، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، 1414 هـ.
291
…
"سؤالات أبي عبيد الآجري لأبى داود السجستاني" لأبي داود سليمان بن الأشعث السِّجِسْتاني (ت: 275 هـ) بتحقيق: محمد علي قاسم العمري، الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، السعودية، الطبعة: الأولى، 1403 هـ/ 1983 م.
292
…
"سؤالات البرقاني للدارقطني" للدارقطني، تحقيق: د/ عبدالرحيم محمد أحمد القشقري، الناشر: كتب خانه جميلي - باكستان، الطبعة الأولى، 1404 هـ.
293
…
"سؤالات الحاكم النيسابوري للدارقطني" لأبي الحسن الدارقطني (ت: 385 هـ) بتحقيق: د/ موفق بن عبد الله بن عبد القادر، الناشر: مكتبة المعارف - الرياض، الطبعة: الأولى، 1404 هـ.
294
…
"سير أعلام النبلاء" للإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: 748 هـ)، أشرف على تحقيق الكتاب وخرج أحاديثه: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة التاسعة 1413 هـ.
حرف الشين
295
…
"الشمائل المحمدية" لمحمد بن عيسى الترمذي (ت: 279 هـ)، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
296
…
"شذرات الذهب في أخبار من ذهب" لعبد الحي بن أحمد الحنبلي (ت: 1089 هـ)، تحقيق عبد القادر الأرنؤوط، محمود الأرناؤوط، دار ابن كثير - دمشق، سنة النشر 1406 هـ.
297
…
"شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" لأبي القاسم هبة الله بن الحسن اللالكائي (ت: 418 هـ)، تحقيق: سيد عمران 1425 هـ، دار الحديث - القاهرة.
298
…
"شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك" لمحمد بن عبد الباقي الزرقاني، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد، الناشر: مكتبة الثقافة الدينية - القاهرة، الطبعة: الأولى، 1424 هـ.
299
…
"شرح السنة" للإمام الحسين بن مسعود البغوي (ت: 516 هـ)، تحقيق: شعيب الأرناؤوط - زهير الشاويش، المكتب الإسلامي - دمشق ـ بيروت ـ 1403 هـ، الطبعة الثانية.
300
…
"شرح سنن ابن ماجه" لمغلطاي بن قليج بن عبد الله المصري الحنفي، أبى عبد الله (ت: 762 هـ)، تحقيق: كامل عويضة، الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز - المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1419 هـ.
301
…
"شرح سنن أبي داود" لمحمود بن أحمد الحنفي بدر الدين العيني (ت: 855 هـ)، تحقيق: خالد بن إبراهيم المصري، مكتبة الرشد - الرياض الطبعة الأولى 1420 هـ.
302
…
"شرح صحيح البخاري" لأبي الحسن علي بن خلف ابن بطال القرطبي (ت: 449 هـ)، تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم، مكتبة الرشد - السعودية/ الرياض - الطبعة: الثانية، 1423 هـ.
303
…
"شرح علل الترمذي" لأبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي (ت: 795 هـ)، تحقيق د/ نور الدين عتر، الطبعة الأولى 1398 هـ، دار الملاح للطباعة.
304
…
"شرح مشكل الآثار" للإمام أبى جعفر أحمد بن محمد الطحاوي (ت: 321 هـ)، تحقيق/ شعيب الأرنؤوط، الناشر: مؤسسة الرسالة، لبنان/ بيروت، سنة النشر 1408 هـ.
305
…
"شرح معاني الآثار" لأبي جعفر الطحاوي (ت: 321 هـ) حققه: محمد زهري النَّجار، ومحمد سيد، وراجعه ورقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: د يوسف المرعشلي، عالم الكتب، الطبعة الأولى- 1414 هـ.
306
…
"شرف أصحاب الحديث" لأبي بكر الخطيب البغدادي (ت: 463 هـ)، بتحقيق: د/ محمد سعيد خطي، الناشر: دار إحياء السنة النبوية.
307
…
"شعب الإيمان" لأحمد بن الحسين البيهقي (ت: 458 هـ)، حققه: الدكتور عبد العلي عبد الحميد حامد، الناشر: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض، الطبعة: الأولى، 1423 هـ - 2003 م.
حرف الصاد
308
…
"الصلاة" لأبي نُعيم الفضل، المعروف بابن دُكَيْن (ت: 219 هـ)، المحقق: صلاح بن عايض، الناشر: مكتبة الغرباء الأثرية- المدينة/ السعودية، الطبعة: الأولى، 1417 هـ.
309
…
"الصمت وآداب اللسان" للحافظ عبد الله بن محمد بن أبى الدنيا (ت: 281 هـ)، بتحقيق: أبي إسحاق الحويني، دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ.
310
…
"الصيام" لأبى بكر جعفر بن محمد الفريابي (ت: 301 هـ)، تحقيق: عبدالوكيل الندوي، الطبعة الأولى سنة 1412 هـ، الدار السلفية.
311
…
"صحيح ابن خزيمة" لمحمد بن إسحاق بن خزيمة أبى بكر النيسابوري (ت: 311 هـ)، تحقيق: د/ محمد مصطفى الأعظمي، الناشر: المكتب الإسلامي- بيروت، 1390 هـ.
312
…
"صحيح البخاري" المسمى: "الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه"؛ للإمام محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري، أبى عبد الله (ت/ 256 هـ)، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة، الطبعة: الأولى 1422 هـ.
313
…
"صحيح مسلم" للإمام مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت.
314
…
"صحيفة همام بن منبه الصنعاني"(ت: 131 هـ)، المحقق: علي حسن علي عبد الحميد، الناشر: المكتب الإسلامي، دار عمار - بيروت، عمان، الطبعة: الأولى، 1407 هـ.
315
…
"صفة الجنة" لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت: 430 هـ)، المحقق: علي رضا عبد الله، الناشر: دار المأمون للتراث - دمشق/ سوريا.
316
…
"صفة الجنة" لعبد الله بن محمد المعروف بابن أبي الدنيا (ت: 281 هـ)، تحقيق ودراسة: عمرو عبد المنعم سليم، الناشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة- مصر، مكتبة العلم، جدة.
317
…
"صفة النار" لعبد الله بن محمد المعروف بابن أبي الدنيا (ت: 281 هـ)، المحقق: محمد خير رمضان يوسف، الناشر: دار ابن حزم - لبنان/ بيروت.
حرف الضاد
318
…
"الضعفاء الكبير" لأبي جعفر محمد بن عمرو العقيلي المكي (ت: 322 هـ)، حققه: الدكتور عبد المعطى أمين قلعجي، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان - الطبعة الثانية 1418 هـ.
319
…
"الضعفاء والمتروكون" لأبى الحسن الدارقطني (المتوفى: 385 هـ)، المحقق: د/ عبد الرحيم محمد القشقري، الناشر: مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة، الطبعة: 1403 هـ.
320
…
"الضعفاء والمتروكون" للإمام أحمد بن على بن شعيب النسائي (ت: 303 هـ)، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، دار المعرفة - بيروت، الطبعة الاولى 1406 هـ.
321
…
"الضعفاء" لأبي نُعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت: 430 هـ)، المحقق: فاروق حمادة، الناشر: دار الثقافة - الدار البيضاء، الطبعة: الأولى، 1405 هـ - 1984 م.
322
…
"الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت: 902 هـ)، الناشر: منشورات دار مكتبة الحياة - بيروت.
حرف الطاء
323
…
"الطب النبوي" لأبي نُعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت: 430 هـ)، المحقق: مصطفى خضر التركي، الناشر: دار ابن حزم، الطبعة: الأولى، 2006 م.
324
…
"الطبقات الكبرى" لمحمد بن سعد (ت: 230 هـ)، الناشر: دار صادر - بيروت.
325
…
"الطهور" لأبي عُبيد القاسم بن سلَّام الهروي (ت: 224 هـ)، حققه/ مشهور حسن آل سلمان، الطبعة الأولى 1414 هـ، مكتبة الصحابة - جدة.
326
…
"طبقات الحنابلة" لأبي الحسين ابن أبي يعلى، محمد بن محمد (ت: 526 هـ)، المحقق: محمد حامد الفقي، الناشر: دار المعرفة - بيروت.
327
…
"طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها" لأبي الشيخ عبد الله بن محمد الأصبهاني (ت: 369 هـ)، دراسة وتحقيق الدكتور: عبد الغفور البلوشي، الطبعة الثانية 1412 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
328
…
"طرح التثريب في شرح التقريب" لعبد الرحيم بن الحسين العراقي (ت: 806 هـ)، أكمله ابنه: أحمد أبو زرعة ابن العراقي (ت: 826 هـ)، الناشر: الطبعة المصرية القديمة.
حرف العين
329
…
"العبر في خبر من غبر" لشمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (ت: 748 هـ)، المحقق: محمد السعيد زغلول، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت.
330
…
"العزلة" لأبى سليمان الخطابي (ت: 388 هـ)، المطبعة السلفية - القاهرة.
331
…
"العظمة" لعبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني أبى الشيخ، تحقيق: رضاء الله بن محمد إدريس المباركفوري، الناشر: دار العاصمة - الرياض، الطبعة الأولى 1408 هـ.
332
…
"العلل الكبير" للإمام أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي (ت: 279 هـ) ترتيب: أبى طالب القاضي، تحقيق صبحي السامرائي، وآخرين، الناشر: عالم الكتب، بيروت، 1409 هـ.
333
…
"العلل المتناهية في الأحاديث الواهية" لعبد الرحمن بن علي بن الجوزي (ت: 597 هـ)، تحقيق: خليل الميس، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى، 1403 هـ.
334
…
"العلل الواردة في الأحاديث النبوية" لأبى الحسن علي بن عُمَر الدارقطني (ت: 385 هـ)، تحقيق: د/ محفوظ الرحمن زين الله، دار طيبة الرياض، الأولى 1405 هـ- 1985 م، وأتمه/ محمد صالح الدباسي.
335
…
"العلل ومعرفة الرجال" للإمام أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني (ت: 241 هـ)، برواية عبد الله ابنه، تحقيق: وصي الله بن محمد عباس، الناشر: المكتب الإسلامي، الرياض، الطبعة الأولى، 1408 هـ.
336
…
"العلم" لأبي خيثمة زهير بن حرب (ت: 234 هـ)، المحقق: محمد ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة: الثانية، 1403 هـ - 1983 م.
337
…
"العيال" لعبد الله بن محمد المعروف بابن أبي الدنيا (ت: 281 هـ)، المحقق: د/ نجم عبد الرحمن خلف، الناشر: دار ابن القيم - السعودية - الدَّمَّام.
338
…
"عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي" لمحمد بن عبد الله المعافري، أبى بكر ابن العربي
…
(ت: 543 هـ) الناشر: دار الكتب العلمية بيروت لبنان.
339
…
"علل أحاديث كتاب صحيح مسلم" لأبي الفضل محمد بن أبي الحسين ابن عمار الشهيد (ت: 317 هـ) تحقيق: أبو النضر خالد بن خليل، الطبعة الأولى 1430 هـ، دار الصميعي.
340
…
"علل الحديث ومعرفة الرجال والتاريخ" لعلي بن عبد الله السعدي المديني (ت: 234)، دار ابن الجوزي.
341
…
"علل الحديث" للحافظ أبي محمد عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازي (ت: 327 هـ)، تحقيق فريق من الباحثين بإشراف د/ سعد بن عبد الله آل حميد، الطبعة الأولى 1427 هـ.
342
…
"علوم الحديث" لابن الصلاح، ونكت العراقي وابن حجر، جمعها وحققها: أبو معاذ طارق بن عوض الله بن محمد، دار ابن القيم وابن عفان، الطبعة الأولى، 1429 هـ.
343
…
"عمدة القاري شرح صحيح البخاري" لبدر الدين محمود بن أحمد العيني الحنفي (ت: 855 هـ)، دار إحياء التراث - بيروت.
344
…
"عمل اليوم والليلة سلوك النبي مع ربه عز وجل ومعاشرته مع العباد" لأحمد بن محمد المعروف بـ «ابن السُّنِّي» (ت: 364 هـ)، المحقق: كوثر البرني، الناشر: دار القبلة/ بيروت.
345
…
"عمل اليوم والليلة" للإمام أحمد بن شعيب بن علي النسائي أبى عبد الرحمن (ت: 303 هـ)، تحقيق: د/ فاروق حمادة، الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الثانية، 1406 هـ.
346
…
"عوالي الحارث بن أبي أسامة"(ت: 282 هـ)، تحقيق: أبو عبد الله عبد العزيز بن عبد الله الهليل، الطبعة: الأولى، 1411 هـ.
347
…
"عوالي الليث بن سعد" لقاسم بن قطلوبغا (ت: 879 هـ)، رواية حسن بن الطولوني، دار الوفاء، جدة، الطبعة الأولى 1408 هـ.
348
…
"عون المعبود شرح سنن أبي داود" لمحمد شمس الحق العظيم آبادي أبى عبد الرحمن، الناشر: دار الحديث - القاهرة، 1422 هـ، خرج أحاديثه: عصام الضابطي.
حرف الغين
349
…
"غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب" لمحمد بن أحمد السفاريني (ت: 1188 هـ)، الناشر: مؤسسة قرطبة - مصر، الطبعة: الثانية، 1414 هـ/ 1993 م.
350
…
"غريب الحديث" لإبراهيم بن إسحاق الحربي أبى إسحاق، تحقيق: د/ سليمان إبراهيم محمد العايد، جامعة أم القرى - مكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1405 هـ.
351
…
"غريب الحديث" لحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي أبى سليمان (ت: 388 هـ) تحقيق: عبد الكريم إبراهيم العزباوي، الناشر: جامعة أم القرى-مكة المكرمة، 1402 هـ.
352
…
"غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأحاديث المسندة" لخلف بن عبد الملك بن بشكوال
…
(ت: 578)، تحقيق د/ عز الدين علي السيد، ومحمد كمال الدين، الناشر: عالم الكتب بيروت، 1407 هـ.
حرف الفاء
353
…
"الفتن" لنُعيم بن حمَّاد الخُزَاعيّ المروزي (ت: 228 هـ)، المحقق: سمير أمين الزهيري، الناشر: مكتبة التوحيد - القاهرة، الطبعة: الأولى، 1412 هـ.
354
…
"الفصل للوصل المدرج في النقل" لأحمد بن علي بن ثابت البغدادي (ت: 463 هـ)، تحقيق: محمد مطر الزهراني، الناشر دار الهجرة - الرياض، سنة النشر 1418 هـ.
355
…
"الفقيه والمتفقه" للخطيب البغدادي (ت: 463 هـ) تحقيق: عادل بن يوسف العزازي، الناشر: دار ابن الجوزي بالسعودية، سنة 1417 هـ.
356
…
"الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" لمحمد بن علي الشوكاني (ت: 1250 هـ) المحقق: عبد الرحمن بن يحي المعلمي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.
357
…
"الفوائد المعللة"(الجزء الأول والثاني من حديثه)؛ لعبدالرحمن بن عمرو النصري أبي زرعة الدمشقي (ت/ 281 هـ) تحقيق: رجب بن عبدالمقصود، توزيع مكتبة الإمام الذهبي الكويت.
358
…
"الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب"(المهروانيات) لأبي القاسم يوسف بن محمد المهرواني (ت: 468 هـ)، تخريج أبى بكر أحمد بن على الخطيب البغدادي (ت: 463 هـ)، تحقيق/ خليل بن محمد العربي، الطبعة الأولى 1419 هـ، دار الراية - الرياض.
359
…
"الفوائد المنتقاة الحسان العوالي" لعثمان بن محمد السمرقندي (ت: 345 هـ)، حققه وخرج أحاديثه: أبو إسحق الحويني، الناشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة، الطبعة: الأولى، 1418 هـ - 1997 م.
360
…
"الفوائد" الشهير بـ "الغيلانيات" لأبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي (ت: 354 هـ)، تحقيق حلمي كامل، الناشر دار ابن الجوزي - السعودية، 1417 هـ.
361
…
"الفوائد" لمحمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (ت: 751 هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الثانية، 1393 هـ - 1973 م.
362
…
"فتح الباري شرح صحيح البخاري" للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت: 852 هـ)، أشرف على مقابلة بعضه الشيخ عبد العزيز بن باز، ورقمه الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي، دار الريان.
363
…
"فتح الباري" لأبي الفرج عبد الرحمن ابن رجب الحنبلي (ت: 795 هـ)، تحقيق: أبو معاذ طارق بن عوض الله، دار ابن الجوزي-السعودية/ الدمام- الطبعة: الثانية، 1422 هـ.
364
…
"فتح المغيث شرح ألفية الحديث" لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت: 902 هـ)، تحقيق على حسين علي، الطبعة الأولى 1415 هـ، مكتبة السنة - القاهرة.
365
…
"فضائل الأوقات" لأحمد بن الحسين البيهقي أبى بكر (ت: 458 هـ)، تحقيق: عدنان عبد الرحمن مجيد القيسي، الناشر: مكتبة المنارة - مكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1410 هـ.
366
…
"فضائل الشام ودمشق" لعلي بن محمد الربعي، أبو الحسن (ت: 444 هـ)، المحقق: صلاح الدين المنجد، الناشر: مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق.
367
…
"فضائل الصحابة" لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت: 303 هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة: الأولى، 1405 هـ.
368
…
"فضائل الصحابة" للإمام أحمد بن حنبل أبى عبد الله الشيباني، تحقيق: د/ وصي الله محمد عبَّاس، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى، 1403 هـ.
369
…
"فضائل القرآن" لجعفر بن محمد الفِرْيابِي (ت: 301 هـ)، تحقيق وتخريج ودراسة: يوسف عثمان فضل الله جبريل، الناشر: مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة: الأولى، 1409 هـ.
370
…
"فضائل القرآن" لجَعْفَر بن مُحَمَّدِ المُسْتَغْفِرِيّ (ت: 432 هـ)، المحقق: أحمد بن فارس السلوم، الناشر: دار ابن حزم، الطبعة: الأولى، 2008 م.
371
…
"فضائل القرآن" لعمر بن محمد البجيري (ت/ 311 هـ)، المحقق: الدكتور محمد بن بكر إبراهيم عابد، الناشر: مكتبة العلوم والحكم - المدينة، دار العلوم والحكم - دمشق.
372
…
"فضائل القرآن" لمحمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي (ت: 294 هـ)، تحقيق: غزوة بدير، الناشر: دار الفكر، دمشق - سورية، الطبعة: الأولى، 1408 هـ.
373
…
"فضائل بيت المقدس" لأبي المعالي المشرف بن المرجى المقدسي (492 هـ)، المحقق: أيمن نصر الدين الأزهري، الناشر: دار الكتب العلمية، الطبعة: الأولى 1422 هـ.
374
…
"فضائل بيت المقدس" لضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي (ت: 643 هـ)، المحقق: محمد مطيع الحافظ، الناشر: دار الفكر - سورية.
375
…
"فضل الجهاد والمجاهدين" لأَحْمَد بن عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيّ، المُلَقَّب بِالبُخَارِيِّ (ت: 623 هـ)، المحقق: مبارك بن سيف الهاجري، الناشر: الدار السلفية.
376
…
"فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " لإسماعيل بن إسحاق القاضي (ت: 282 هـ)، الناشر: المكتب الإسلامي بيروت، الطبعة: الثالثة 1977 م، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني.
377
…
"فضيلة الشكر لله على نعمته" لمحمد بن جعفر الخرائطي (ت: 327 هـ)، المحقق: محمد مطيع، د/ عبد الكريم اليافي، الناشر: دار الفكر - دمشق، الطبعة: الأولى 1402 هـ.
378
…
"فوائد ابن أخي ميمي" للدقاق، تحقيق نبيل سعد الدين جرار، طبعة: أضواء السلف.
379
…
"فوائد أبى يعلى الخليلي" للخليل بن عبد الله الخليلي القزويني (ت: 446 هـ)، دراسة وتحقيق أبى مصعب طلعت الحلواني، دار ماجد عسيري، الطبعة الأولى 1422 هـ.
380
…
"فوائد أبي القاسم الحنائي" لأبي القَاسِمِ الحُسَيْن الدِّمَشْقِيّ (ت: 459 هـ) تخريج: النخشبي، المحقق: خالد رزق محمد، الناشر: أضواء السلف، الطبعة: الأولى، 1428 هـ.
381
…
"فوائد أبي علي محمد بن أحمد الصواف البغدادي"(ت: 359 هـ)، تحقيق: محمود بن محمد الحداد، الناشر: دار العاصمة - الرياض.
382
…
"فوائد أبي محمد الفاكهي" المسمى: "بحديث أبى محمد عبد الله بن محمد الفاكهي" عن أبى يحيى بن أبى مسرة عن شيوخه؛ له (ت: 353 هـ)، دراسة وتحقيق: محمد بن عبد الله بن عايض، الطبعة الأولى 1419 هـ، مكتبة الرشد - الرياض.
383
…
"فوائد حديث: أبي ذر عبد بن أحمد الهروي"(ت: 434 هـ)، المحقق: أبو الحسن سمير بن حسين الحسني، الناشر: مكتبة الرشد - الرياض.
384
…
"فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير" لمحمد عبد الرؤوف المناوي
…
(ت: 1031 هـ)، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان الطبعة الاولى 1415 هـ.
حرف القاف
385
…
"اقتضاء العلم العمل" لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت: 463 هـ)، المحقق: محمد ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإسلامي، الطبعة: الرابعة، 1397 هـ.
386
…
"القدر" لجعفر بن محمد الفريابي (ت/ 301 هـ)، حققه وخرج أحاديثه: عبد الله بن حمد المنصور، الطبعة الأولى 1418 هـ، أضواء السلف _ الرياض.
387
…
"القدر" لعبد الله بن وهب المصري القرشي (ت: 197 هـ)، حققه/ عمر بن سليمان الحفيان، الطبعة الأولى 1422 هـ، دار العطاء - الرياض.
388
…
"القراءة خلف الإمام" للبخاري (ت/ 256 هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى.
389
…
"قرائن الترجيح فى المحفوظ والشاذ وفى زيادة الثقة عند الحافظ ابن حجر فى فتح الباري" جمع ودراسة: نادر بن السنوسي العمراني، ط: مكتبة الرشد - الرياض.
حرف الكاف
390
…
"الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة" للإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد بن الذهبي (ت: 748 هـ)، بتحقيق: محمد عوامة وغيره، دار القبلة، جدة، الطبعة الأولى 1413 هـ.
391
…
"الكامل في ضعفاء الرجال" لعبدالله بن عدي الجرجاني (ت: 365 هـ)، تحقيق: يحيى مختار غزاوي، الناشر: دار الفكر - بيروت، سنة النشر 1409 هـ.
392
…
"الكرم والجود وسخاء النفوس" لمحمد بن الحسين البُرْجُلاني (ت: 238 هـ)، المحقق: د/ عامر حسن صبري، الناشر: دار ابن حزم - بيروت، الطبعة: الثانية، 1412 هـ.
393
…
"الكفاية في علم الرواية" للحافظ أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت: 463 هـ)، تحقيق وتعليق:
…
أبي إسحاق الدمياطي، مكتبة دار ابن عباس، سمنود - مصر.
394
…
"الكنى والأسماء" لأبي بشر محمد بن أحمد الدولابي (ت: 310 هـ)، تحقيق: نظر محمد الفاريابي، الناشر: دار ابن حزم، بيروت/ لبنان، سنة النشر 1421 هـ.
395
…
"الكنى والأسماء" لمسلم بن الحجاج (ت: 261 هـ)، المحقق: عبد الرحيم محمد القشقري، الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، الطبعة: الأولى، 1404 هـ/ 1984 م.
396
…
"الكواكب النيرات فى معرفة من اختلط من الرواة الثقات" لأبي البركات محمد بن أحمد المعروف بابن الكيال (ت: 939 هـ)، تحقيق: عبد القيوم عبد رب النبي، المكتبة الإمدادية، الطبعة الثانية 1420 هـ.
397
…
"كشف الأستار عن زوائد البزار على الكتب الستة" لنور الدين على بن سليمان الهيثمي (ت: 807 هـ)، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، الرسالة، بيروت 1409 هـ.
398
…
"كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس" لإسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي (ت: 1162 هـ)، الناشر: مكتبة القدسي - القاهرة، عام النشر: 1351 هـ.
حرف اللام
399
…
"اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (ت: 911 هـ)، تحقيق: أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولى، 1417 هـ - 1996 م.
400
…
"اللباب في تهذيب الأنساب" لأبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد الشيباني الجزري (ت: 630 هـ) الناشر دار صادر - بيروت، 1400 هـ.
401
…
"اللطائف مِنْ دقائق المعارف في علوم الحفاظ الأعارف" لأبي موسى المديني، (ت: 581 هـ)، بتحقيق: أبو عبد الله محمد علي سمك، الناشر: دار الكتب العلمية، الطبعة: الأولى 1420 هـ - 1999 م.
402
…
"لسان الميزان" للحافظ أحمد بن علي بن حجر أبى الفضل العسقلاني (ت/ 852 هـ)، شارك فى تحقيقه د/ عبد الفتاح أبو غُدَّة، دار البشائر الإسلامية.
حرف الميم
403
…
"المتفق والمفترق" لأبي بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب البغدادي (ت/ 463 هـ)، دراسة وتحقيق الدكتور محمد صادق الحامدي، دار القادري - دمشق، 1417 هـ.
404
…
"المجالسة وجواهر العلم" لأبي بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي (ت: 333 هـ) تحقيق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، جمعية التربية الإسلامية (البحرين) 1419 هـ.
405
…
"المجتبى من السنن" للإمام أحمد بن شعيب أبى عبد الرحمن النسائي (ت: 303 هـ)، ترقيم وفهرسة: تحقيق: عبدالفتاح أبو غدة، الناشر: مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب الطبعة الثانية، 1406.
406
…
"المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين" للحافظ محمد بن حبان أبى حاتم البستي
…
(ت: 354 هـ)، تحقيق: حمدي السلفي، دار الصميعي، الطبعة الأولى 1420 هـ.
407
…
"المجموع شرح المهذب" لأبي زكريا النووي (ت: 676 هـ) تكملة الشيخ محمد نجيب المطيعي، مكتبة الإرشاد - جدة.
408
…
"المحتضرين" لعبد الله بن محمد المعروف بابن أبي الدنيا (ت: 281 هـ)، المحقق: محمد خير رمضان يوسف، الناشر: دار ابن حزم - بيروت - لبنان.
409
…
"المحدث الفاصل بين الراوي والواعي" للقاضي الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي (ت: 360 هـ)، تحقيق الدكتور محمد عجاج الخطيب، الطبعة الثالثة 1404 هـ، دار الفكر - بيروت.
410
…
"المحلى" لأبي محمد علي بن أحمد ابن حزم الظاهري (ت: 456 هـ)، بتحقيق الشيخ أحمد شاكر، الناشر: مطبعة النهضة - القاهرة.
411
…
"المختلف فيهم" للحافظ عمر بن شاهين (ت: 385 هـ)، ترتيب وتحقيق ودراسة د/ عبد الرحيم بن محمد القشيري، مكتبة الرشد - الرياض.
412
…
"المخزون في علم الحديث" لأبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي (ت: 374 هـ)، المحقق: محمد إقبال السلفي، الناشر: الدار العلمية - الهند.
413
…
"المخلصيات وأجزاء أخرى" لأبي طاهر محمد بن عبد الرحمن البغدادي المخَلِّص (ت: 393 هـ)، المحقق: نبيل سعد الدين جرار، الناشر: وزارة الأوقاف لدولة قطر.
414
…
"المراسيل" لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت: 275 هـ)، تحقيق د/ عبد الله بن مساعد الزهراني، دار الصميعي، الطبعة الأولى 1422 هـ.
415
…
"المراسيل" لعبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي (ت: 327 هـ)، تحقيق/ شكر الله نعمة الله قوجاني، مؤسسة الرسالة - بيروت، سنة النشر 1397 هـ.
416
…
"المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس" للدكتور/ الشريف حاتم بن عارف العوني، الطبعة الأولى 1418 هـ، دار الهجرة للنشر والتوزيع - الرياض.
417
…
"المرض والكفارات" لعبد الله بن محمد ابن أبي الدنيا (ت: 281 هـ)، المحقق: عبد الوكيل الندوي، الناشر: الدار السلفية، الطبعة: الأولى 1411 هـ.
418
…
"المستدرك على الصحيحين" لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (ت: 405 هـ)، ومعه "تلخيص الذهبي"، تصوير دار الفكر - بيروت عن النسخة الهندية.
419
…
"المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم" لأبي نُعيم الأصبهاني (ت: 430 هـ)، تحقيق: محمد حسن الشافعي، دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان، 1417 هـ، الطبعة الأولى.
420
…
"المسند" لإسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه الحنظلي (ت: 238 هـ)، تحقيق: د/ عبد الغفور بن عبد الحق، الناشر: مكتبة الإيمان- المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1412 هـ.
421
…
"المسند" لعبد الله بن المبارك بن واضح (181 هـ)، تحقيق: صبحي البدري السامرائي، الناشر: مكتبة المعارف - الرياض، الطبعة الأولى، 1407 هـ.
422
…
"المسند" للإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت: 241 هـ)، المحقق: شعيب الأرنؤوط وآخرون، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الثانية 1420 هـ.
423
…
"المصاحف" لأبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني (ت: 316 هـ)، تحقيق: محمد عبدة.
424
…
"المُصنَّف ابن أبي شيبة" لأبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي (ت/ 235 هـ)، تحقيق: محمد عوامة، طبعة الدار السلفية الهندية القديمة.
425
…
"المُصَنَّف" لأبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت: 211 هـ)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، الناشر: المكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة الثانية، 1403.
426
…
"المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية" للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت: 852 هـ)، تحقيق: مجموعة من المحققين، مع تنسيق فضيلة الدكتور/ سعد بن ناصر الشثري، الطبعة الأولى 1419 هـ، دار العاصمة.
427
…
"المعجم الأوسط" لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت: 360 هـ)، تحقيق: طارق بن عوض الله ابن محمد، وعبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، الناشر: دار الحرمين - القاهرة، 1415 هـ.
428
…
"المعجم الكبير" لسليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني (360 هـ)، تحقيق: حمدي بن عبدالمجيد السلفي، الناشر: مكتبة العلوم والحكم - الموصل، الطبعة الثانية، 1404 هـ.
429
…
"المعجم" لابن الأعرابي، أبى سعيد أحمد بن محمد بن زياد (ت: 341 هـ)، تحقيق: عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، الطبعة الأولى 1418 هـ، دار ابن الجوزي - الدَّمَّام.
430
…
"المعجم" لابن المقرئ؛ لأبي بكر محمد بن إبراهيم الأصبهاني (ت: 381 هـ)، تحقيق: عادل بن سعد، الطبعة الأولى 1419 هـ، مكتبة الرشد - الرياض.
431
…
"المعجم" لأبي يعلى أحمد بن علي الموصلي (ت: 307 هـ)، المحقق: إرشاد الحق الأثري، الناشر: إدارة العلوم الأثرية - فيصل آباد، الطبعة: الأولى، 1407 هـ.
432
…
"المعرفة والتاريخ" لأبي يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي (ت: 347 هـ)، تحقيق: خليل المنصور، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت.
433
…
"المغني في الضعفاء" للإمام محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: 748 هـ)، تحقيق الدكتور نور الدين عتر، الطبعة الأولى 1391 هـ، دار المعارف _ دمشق.
434
…
"المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني" لعبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي (ت: 620 هـ)، تحقيق د/ عبد الله بن عبد المحسن التركي، وعبد الفتاح محمد الحلو، الأولى 1406 هـ، هجر للطباعة - الجيزة.
435
…
"المفاريد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " لأبي يعلى أحمد بن علي الموصلي (ت: 307 هـ)، المحقق: عبد الله بن يوسف الجديع، الناشر: مكتبة دار الأقصى - الكويت.
436
…
"المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة" لمحمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي (ت: 902 هـ)، المحقق: محمد عثمان الخشت، الناشر: دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة: الأولى، 1405 هـ - 1985 م.
437
…
"المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي" لنور الدين الهيثمي (ت: 807 هـ)، تحقيق: سيد كسروي حسن، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان.
438
…
"المقنع في علوم الحديث" لعمر بن علي بن أحمد الأنصاري (ت: 804 هـ)، تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع، الناشر: دار فواز للنشر - السعودية، الطبعة الأولى، 1413 هـ.
439
…
"المنار المنيف في الصحيح والضعيف" لابن قيم الجوزية (ت: 751 هـ)، المحقق: عبد الفتاح أبو غدة، الناشر: مكتبة المطبوعات الإسلامية، حلب، الطبعة: الأولى، 1390 هـ.
440
…
"المناسك" لابن أبي عروبة البصري (ت: 156 هـ)، دراسة: الدكتور عامر حسن صبري، الناشر: دار البشائر الإسلامية، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، 1421 هـ.
441
…
"المنتخب من العلل للخلال" للإمام موفّق الدين عبدالله بن أحمد الشهير بابن قدامة المقدسي (ت: 620 هـ) بتحقيق الشيخ طارق بن عوض الله، الطبعة الأولى 1419 هـ، دار الراية للنشر - الرياض.
442
…
"المنتخب من مسند عبد بن حميد" لأبي محمد عبد بن حميد الكشي (ت: 249)، تحقيق: صبحي البدري السامرائي، محمود محمد خليل الصعيدي، الناشر: مكتبة السنة - القاهرة، الطبعة الأولى 1408 هـ.
443
…
"المؤتلف والمختلف" للإمام أبى الحسن على بن عمر الدارقطني (385 هـ)، تحقيق ودراسة: الدكتور/ موفق بن عبد القادر، دار الغرب الإسلامى، 1406 هـ.
444
…
"الموضوعات" لعبد الرحمن بن علي الجوزي (ت: 597 هـ) تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان، المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، الطبعة: الأولى جـ 1، 2: 1386 هـ - 1966 م. جـ 3: 1388 هـ - 1968 م.
445
…
"الموطأ برواياته الثمانية (يحيى الليثي، والقعنبي، وأبى مصعب الزهري، والحدثاني، وابن بكير، وابن القاسم، وابن زياد، ومحمد بن الحسن) حققه وضبط نصوصه وخرج أحاديثه ووضع فهارسه الشيخ/ سليم الهلالي، مجموعة الفرقان التجارية، دبى 1424 هـ.
446
…
"الموطأ" للإمام مالك بن أنس أبى عبدالله الأصبحي (ت: 179 هـ)، رواية يحيى بن يحيى الليثي، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي - مصر.
447
…
"الموطأ" للإمام مالك بن أنس أبى عبدالله الأصبحي، رواية محمد بن الحسن، تحقيق: د/ تقي الدين الندوي، الناشر: دار القلم - دمشق، الطبعة: الأولى 1413 هـ.
448
…
"ما رواه أبو الزبير عن غير جابر" لأبي محمد عبد الله بن محمد المعروف بأبِي الشيخ الأصبهاني (ت: 369 هـ)، المحقق: بدر البدر، الناشر: مكتبة الرشيد - الرياض.
449
…
"مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن" لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي (ت: 597 هـ)، المحقق: مرزوق علي إبراهيم، الناشر: دار الراية، الطبعة: الأولى 1415 هـ - 1995 م.
450
…
"مجرد أسماء الرواة عن مالك" ليحيى بن علي بن عبد الله المصري، المعروف بالرشيد العطار (ت: 662 هـ)، المحقق: سالم بن أحمد بن عبد الهادي، الناشر: مكتبة الغرباء الأثرية، الطبعة: الأولى 1418 هـ.
451
…
"مجلس الرؤية" لأبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الدَّقَّاق؛ قدم له وقرأه وعلق عليه: الشريف حاتم بن عارف العوني، مكتبة الرشد، الرياض.
452
…
"مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" لنور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، تحقيق: عبد الله محمد الدرويش، دار الفكر، بيروت - 1412 هـ.
453
…
"مجموع الفتاوى" لأحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (ت: 728 هـ)، تحقيق: أنور الباز - وعامر الجزار، الناشر: دار الوفاء، الطبعة: الثالثة، 1426 هـ.
454
…
"مجموع فيه مصنفات أبي جعفر ابن البختري"(ت: 339 هـ)، تحقيق نبيل سعد الدين جرار، دار البشائر الاسلامية - بيروت، الطبعة الأولى 1422 هـ.
455
…
"مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم" لابن المُلَقِّن أبي حفص عمر بن علي الشافعي (ت: 804 هـ)، تحقيق: جـ 1، 2: عَبد الله بن حمد اللحَيدَان، جـ 3 - 7: سَعد بن عَبد الله بن عَبد العَزيز آل حميَّد، الناشر: دَارُ العَاصِمَة، الرياض -، الطبعة: الأولى، 1411 هـ.
456
…
"مداراة الناس" لعبد الله بن محمد المعروف بابن أبي الدنيا (ت: 281 هـ)، المحقق: محمد خير رمضان، الناشر: دار ابن حزم - بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، 1418 هـ.
457
…
"مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع" لعبد المؤمن بن عبد الحق، البغدادي، الحنبلي
…
(ت: 739 هـ)، الناشر: دار الجيل، بيروت، الطبعة: الأولى، 1412 هـ.
458
…
"مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" لأبي الحسن عبيد الله بن محمد المباركفوري (ت: 1414 هـ)، الناشر: إدارة البحوث العلمية والدعوة والإفتاء - بالهند، الطبعة: الثالثة - 1404 هـ، 1984 م.
459
…
"مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" علي بن سلطان القاري (ت: بعد 1014 هـ)، دار الكتب العلمية.
460
…
"مرويات أبى عبيدة عن أبيه جمعا ودراسة" لعبد الله بن عبد الرحيم البخاري، دار أضواء السلف المصرية.
461
…
"مساوئ الأخلاق" لأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي (ت: 327 هـ)، حققه وخرج نصوصه/ مصطفى بن أبى النضر الشلبي، الطبعة الأولى 1412 هـ، مكتبة السوادي - جدة.
462
…
"مسائل الإمام أحمد" برواية أبي داود السجستاني (ت: 275 هـ)، حققه: أبو معاذ طارق بن عوض الله بن محمد، الناشر: مكتبة ابن تيمية، مصر، الطبعة: الأولى، 1420 هـ.
463
…
"مسند ابن الجعد" لأبي الحسن علي بن الجعد، ويعرف بالجعديات (ت: 230 هـ)، تحقيق: عامر أحمد حيدر، الناشر: مؤسسة نادر-بيروت، الطبعة الأولى، 1410 هـ.
464
…
"مسند أبي بكر الصديق" لأحمد بن علي المروزي (ت: 292 هـ)، المحقق: شعيب الأرناؤوط، الناشر: المكتب الإسلامي - بيروت.
465
…
"مسند أبي يعلى" لأحمد بن علي بن المثنى الموصلي (ت: 307 هـ)، تحقيق: حسين سليم أسد، الناشر: دار المأمون للتراث - دمشق، الطبعة الأولى، 1404 هـ.
466
…
"مسند الحميدي" لأبي بكر عبدالله بن الزبير الحميدي (ت: 219 هـ)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، الناشر: دار الكتب العلمية، مكتبة المتنبي- بيروت، القاهرة.
467
…
"مسند الدارمي" لأبي محمد عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي (ت: 255 هـ)، تحقيق: فواز أحمد زمرلي، خالد السبع، الناشر: دار الكتاب العربي- بيروت، الطبعة الأولى، 1407.
468
…
"مسند الروياني" لأبي بكر محمد بن هارون الرُّوياني (ت: 307 هـ)، المحقق: أيمن علي أبو يماني، الناشر: مؤسسة قرطبة - القاهرة، الطبعة: الأولى 1416 هـ.
469
…
"مسند السراج" للإمام محمد بن إسحاق الثقفي (برواية زاهر بن طاهر الشحامي)، حققه: الأستاذ إرشاد الحق الأثري، الناشر إدارة العلوم الأثرية فيصل آباد - باكستان.
470
…
"مسند الشاشي" لأبي سعيد الهيثم بن كليب الشاشي (ت: 335 هـ)، تحقيق الدكتور/ محفوظ الرحمن زين الله، الطبعة الأولى 1410 هـ، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة.
471
…
"مسند الشاميين" لسليمان بن أحمد بن أيوب أبى القاسم الطبراني (ت: 360 هـ)، تحقيق: حمدي السلفي، الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى، 1405.
472
…
"مسند الشهاب" لمحمد بن سلامة بن جعفر أبى عبد الله القضاعي (ت/ 454 هـ)، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الثانية 1407 هـ.
473
…
"مسند الطيالسي" لأبي داود سليمان بن داود بن الجارود (ت: 204 هـ)، تحقيق: الدكتور محمد بن عبد المحسن التركي، الناشر: هجر للطباعة، الطبعة: الأولى، 1419 هـ.
474
…
"مسند الموطأ" لأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي الجوهري (ت: 449 هـ)، تحقيق: لطفي بن محمد الصغير وطه بن علي بو سريح، طبعة دار الغرب الإسلامي.
475
…
"مشارق الأنوار على صحاح الآثار" للقاضي أبى الفضل عياض بن موسى اليحصبي المالكي
…
(ت: 544 هـ)، دار النشر: المكتبة العتيقة - تونس، ودار التراث - القاهرة.
476
…
"مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار" لمحمد بن حبان بن أحمد بن حبان أبو حاتم البُستي (ت: 354 هـ)، حققه: مرزوق على إبراهيم، الناشر: دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، الأولى 1411 هـ.
477
…
"مشيخة إبراهيم بن طهمان"(ت: 163 هـ)، تحقيق الدكتور محمد طاهر مالك، طبعة مجمع اللغة العربية دمشق، لسنة 1403 هـ.
478
…
"مشيخة ابن البخاري" لأحمد بن محمد الحنفي مشيخة ابن البخاري (ت: 696 هـ)، تحقيق د/ عوض عتقي سعد الحازمي، دار عالم الفؤاد، السعودية، 1419 هـ.
479
…
"مشيخة ابن جماعة" لمحمد ابن جماعة الشافعي (ت: 733 هـ)، تحقيق: موفق بن عبد القادر، الناشر: دار العرب الإسلامي - بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، 1988 م.
480
…
"مشيخة ابن شاذان الصغرى" للحسن بن أحمد ابن شاذان (ت: 425 هـ)، المحقق: عصام موسى، الناشر: مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة - السعودية، الطبعة: الأولى، 1419 هـ.
481
…
"مشيخة أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم المقدسي البرزالي"(ت: 739 هـ)، المحقق: إبراهيم صالح، الناشر: دار البشائر - دمشق، الطبع الأولى، 1417 هـ.
482
…
"مشيخة الآبنوسي" لأَبي الحُسَيْنِ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ، ابن الآبَنُوْسِيِّ البَغْدَادِيّ (ت: 457 هـ)، تحقيق:
…
د/ خليل حسن حمادة، الناشر: جامعة الملك سعود - كلية التربية - قسم الدراسات الإسلامية، الطبعة: الأولى 1421 هـ.
483
…
"مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه" لأحمد بن أبي بكر البوصيري (ت: 840 هـ) تحقيق: محمد المنتقى الكشناوي، الناشر دار العربية - بيروت، سنة النشر 1403 هـ.
484
…
"معالم التنزيل في تفسير القرآن" لأبى محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت: 510 هـ) المحقق: حققه وخرج أحاديثه محمد عبد الله النمر، وعثمان جمعة ضميرية، وسليمان مسلم الحرش، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة: الرابعة، 1417 هـ - 1997 م.
485
…
"معالم السنن" لأبي سليمان حمد بن محمد المعروف بالخطابي (ت: 388 هـ)، الناشر: المطبعة العلمية - حلب، الطبعة: الأولى 1351 هـ - 1932 م.
486
…
"معجم أسامي شيوخ أبي بكر الإسماعيلي" لأبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي
…
(ت: 371 هـ)، تحقيق: د/ زياد محمد منصور، دار النشر: مكتبة العلوم والحكم، 1410 هـ، الطبعة: الأولى.
487
…
"معجم أصحاب القاضي أبي علي الصدفي" لابن الأبار، محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي
…
(ت: 658 هـ)، الناشر: مكتبة الثقافة الدينية - مصر، الطبعة: الأولى، 1420 هـ.
488
…
"معجم البلدان" لشهاب الدين أبى عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي (ت: 626 هـ)، الناشر: دار الفكر.
489
…
"معجم الشيوخ" لأبي الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي (ت: 402 هـ)، تحقيق: الدكتور عمر عبد السلام تدمري، الطبعة الثانية 1407 هـ، مؤسسة الرسالة.
490
…
"معجم الشيوخ" لأبي القاسم المعروف بابن عساكر (ت: 571 هـ)، المحقق: الدكتورة وفاء تقي الدين، الناشر: دار البشائر - دمشق، الطبعة: الأولى 1421 هـ - 2000 م.
491
…
"معجم الشيوخ" لأبي القاسم على بن الحسن ابن عساكر الشافعي (ت/ 571 هـ)، تحقيق الدكتورة/ وفاء تقي الدين، دار البشائر/ دمشق.
492
…
"معجم الصحابة" لعبد الباقي بن قانع أبى الحسين (ت: 351 هـ)، تحقيق صلاح بن سالم المصراتي، الناشر مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة، سنة النشر 1418 هـ.
493
…
"معجم الصحابة" لعبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي (ت: 317 هـ)، المحقق: محمد الأمين الجكني، الناشر: مكتبة دار البيان - الكويت، الطبعة: الأولى، 1421 هـ.
494
…
"معجم المؤلفين" تأليف: عمر رضا كحالة، الناشر: مكتبة المثنى - بيروت، دار إحياء التراث العربي بيروت، بدون تاريخ.
495
…
"معجم قبائل العرب القديمة والحديثة" لعمر بن رضا كحالة (ت: 1408 هـ)، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة: السابعة، 1414 هـ - 1994 م.
496
…
"معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع" لعبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي (ت: 487 هـ)، الناشر: عالم الكتب، بيروت، الطبعة: الثالثة، 1403 هـ.
497
…
"معرفة الثقات" لأحمد بن عبد الله بن صالح أبى الحسن العجلي الكوفي، تحقيق: عبد العليم عبد العظيم البستوي، الناشر: مكتبة الدار - المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1405 هـ.
498
…
"معرفة السنن والآثار" لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت: 458 هـ)، حققه الدكتور عبد المعطى أمين قلعجي، الطبعة الأولى 14111 هـ، دار الوفاء - القاهرة.
499
…
"معرفة الصحابة" لابن مندة؛ لمحمد بن إسحاق بن مَنْدَة (ت: 395 هـ)، حققه وعلق عليه: الدكتور/ عامر حسن صبري، الناشر: مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة، الطبعة: الأولى، 1426 هـ - 2005 م.
500
…
"معرفة الصحابة" لأبى نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، تحقيق عادل يوسف العزازي، الطبعة الأولى 1419 هـ، دار الوطن - الرياض.
501
…
"معرفة علوم الحديث" لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري (ت: 405 هـ)، تحقيق: السيد معظم حسين، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثانية، 1397 هـ.
502
…
"مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها" لأبي بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي (ت: 327 هـ)، تحقيق ودراسة الدكتور/ عبد الله بن بجاش بن ثابت الحميري، طبعة مكتبة الرشد سنة 2006 م.
503
…
"مكارم الأخلاق" لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت: 360 هـ)، تحقيق فاروق حمادة، الطبعة الأولى 1400 هـ، الرئاسة العامة لإدارة البحوث - الرياض.
504
…
"من اسمه شعبة" لأبي نُعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت: 430 هـ)، المحقق: طارق محمد العموي، الناشر: مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة - السعودية.
505
…
"من حديث عبد الله بن يزيد المقرئ" المؤلف: ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي (ت: 643 هـ)، تحقيق: عامر حسن صبري، الناشر: دار البشائر الإسلامية، بيروت، الطبعة: الأولى، 1418 هـ - 1998 م.
506
…
"مناقب الأسد الغالب مُمزق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه " لأبي الخير محمد بن محمد ابن الجزري (ت: 833 هـ)، المحقق: طارق الطنطاوي، الناشر: مكتبة القرآن، الطبعة: الأولى 1994 م.
507
…
"منهج النقد في علوم الحديث" لنور الدين محمد عتر الحلبي، الناشر: دار الفكر دمشق-سورية، الطبعة: الطبعة الثالثة 1418 هـ -1997 م.
508
…
"موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان" لنور الدين الهيثمي (ت: 807 هـ)، المحقق: حسين الدّاراني، الناشر: دار الثقافة العربية، دمشق، الطبعة الأولى، 1411 هـ.
509
…
"موافقة الخبر الخبر فى تخريج أحاديث المختصر" أحمد ابن حجر (ت: 852 هـ)، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، وصبحى السامرائي، الطبعة الثالثة 1419 هـ، مكتبة الرشد - الرياض.
510
…
"موجبات الجنة" لمعمر ابن الفاخر، الأصبهاني (المتوفى: 564 هـ)، المحقق: ناصر بن أحمد بن النجار الدمياطي، الناشر: مكتبة عباد الرحمن، الطبعة: الأولى، 1423 هـ.
511
…
"موضح أوهام الجمع والتفريق" لأبي بكر الخطيب البغدادي (ت: 463 هـ) تحقيق: د/ عبد المعطي أمين قلعجي، دار المعرفة - بيروت، سنة النشر: 1407 هـ.
512
…
"ميزان الاعتدال في نقد الرجال" لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: 748 هـ)، تحقيق على البجاوي، الطبعة الأولى 1382 هـ، دار المعرفة -بيروت.
حرف النون
513
…
"الناسخ والمنسوخ" لأبي جعفر النَّحَّاس أحمد بن محمد النحوي (ت: 338 هـ)، المحقق: د. محمد عبد السلام، الناشر: مكتبة الفلاح - الكويت، الطبعة: الأولى 1408 هـ.
514
…
"الناسخ والمنسوخ" للحافظ عمر بن أحمد أبى حفص ابن شاهين (ت: 385 هـ)، تحقيق: على بن معوض، وعادل عبد الموجود، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1412 هـ.
515
…
"النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" ليوسف بن تغري بردي الحنفي، أبو المحاسن، جمال الدين (ت: 874 هـ)، الناشر: وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دار الكتب، مصر.
516
…
"النفح الشذي فى شرح جامع الترمذي" لأبي الفتح محمد بن محمد ابن سيد الناس اليعمري، بتحقيق شيخنا الدكتور/ أحمد معبد عبد الكريم، الطبعة الأولى 1409 هـ، دار العاصمة، الرياض.
517
…
"النكت على مقدمة ابن الصلاح" لبدر الدين الزركشي (ت: 794 هـ)، بتحقيق: د/ زين العابدين بن محمد، الناشر: أضواء السلف - الرياض، الطبعة: الأولى، 1419 هـ.
518
…
"النهاية في غريب الحديث والأثر" لأبي السعادات المبارك الجزري (ت: 606 هـ)، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي- ومحمود الطناحي، الناشر: المكتبة العلمية- بيروت، 1399 هـ.
519
…
"نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار" لابن حجر العسقلاني (ت/ 852 هـ)، المحقق: حمدي
…
عبد المجيد السلفي، الناشر: دار ابن كثير، الطبعة: الثانية 1429 هـ.
520
…
"نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر" لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت: 852 هـ)، المحقق: عبد الله بن ضيف الله الرحيلي، مطبعة سفير بالرياض، الطبعة: الأولى، 1422 هـ.
521
…
"نصب الراية لأحاديث الهداية" للإمام جمال الدين عبد الله بن يوسف بن محمد الزيلعي (ت: 762 هـ)، تحقيق: محمد عوامة، مؤسسة الريان-بيروت، دار القبلة-جدة-الطبعة الأولى، 1418 هـ.
522
…
"نظم المتناثر من الحديث المتواتر" لأبي عبد الله محمد بن أبي الفيض الشهير بالكتاني (ت: 1345 هـ)، المحقق: شرف حجازي، الناشر: دار الكتب السلفية - مصر.
523
…
"نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد" المؤلف: أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي (ت: 280 هـ)، الناشر: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع.
524
…
"نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار" للإمام محمد بن علي بن محمد الشوكاني (ت: 1255 هـ)، الناشر: إدارة الطباعة المنيرية.
حرف الهاء
525
…
"هدي الساري مقدمة فتح الباري" لأبى الفضل ابن حجر العسقلاني (852 هـ)، دار الريان بمصر.
حرف الواو
526
…
"وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان" لأبي العبَّاس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان (ت: 681 هـ)، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر - بيروت.