المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

المِئَوِيَّة فِي إِعْرَابِ القُرْآنِ الكَرِيم (إِعْرَابُ المئَةِ الأُولَى مِنْ آيَاتِ القُرْآنِ الكَرِيمِ) الكِتَابُ مَبْنِيٌّ - المئوية في إعراب القرآن الكريم

[حازم خنفر]

فهرس الكتاب

المِئَوِيَّة

فِي

إِعْرَابِ القُرْآنِ الكَرِيم

(إِعْرَابُ المئَةِ الأُولَى مِنْ آيَاتِ القُرْآنِ الكَرِيمِ)

الكِتَابُ مَبْنِيٌّ عَلَى مَنْهَجيَّةٍ في الإعْرَابِ التَّطْبِيقِيِّ لِغَيْرِ المُتَخَصِّصِ

تَرْتَكِزُ عَلَى اللَّفْظِ الظَّاهِرِ مَعَ تَصَوُّرِ المَعْنَى

حَازِم خَنْفَر

ص: 1

‌تَوْطِئَة

الحَمْدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.

فَهَذَا كِتَابٌ فِي إِعْرَابِ المِئَةِ الأُولَى مِنْ آيَاتِ القُرْآنِ الكَرِيمِ لِغَيْرِ المُتَخَصِّصِينَ، وَهُو بَاكُورَةُ عَمَلٍ لِي كَبِيرٍ، وَقِطْعَةٌ مِنْهُ، كُنْتُ قَدْ سَمَّيْتُهُ:«المَنْشُودَ فِي إِعْرَابِ القُرْآنِ الكَرِيمِ» ، وَلَمْ تَتَهْيَأْ سُبُلُ التَّفَرُّغِ لَهُ - بَعْدُ -.

وَكَانَ مَسْلَكِي فِيهِ قَائِمًا عَلَى ثَلَاثَةِ أَرْكَانٍ لِتَحْقِيقِ الهَدَفِ المَنْشُودِ مِنْهُ؛ ألَا وَهُوَ تَقْوِيمُ لِسَانِ النَّاطِقِ بِالعَرَبِيَّةِ بِأَقَلِّ المَعَارِفِ النَّظَرِيَّةِ وَأَقْرَبِ الوَسَائِلِ الذِّهْنِيَّةِ.

وَأَمَّا الأَرْكَانُ فَهِيَ: تَصَوُّرُ المَعْنَى المُتَعَلِّقِ بِالإِعْرَابِ، وَالسَّلِيقَةُ اللُّغَوِيَّةُ، وَقَوَاعِدُ النَّحْوِ، فَأَفَدْتُ مِنَ الأَوَّلِ وَالثَّانِي مَا أَمْكَنَ، وَذَلِكَ لِلتَّقْلِيلِ مِنَ الثَّالِثِ مَا أَمْكَنَ.

فَكَانَ مَنْهَجِي فِي الكِتَابِ:

1 -

أَنِّي اقْتَصَرْتُ عَلَى أَقْرَبِ قَرِينَةٍ تُوصِلُ القَارِئَ إِلَى إِعْرَابِ الكَلِمَةِ وَضَبْطِهَا عَلَى الوَجْهِ الصَّحِيحِ، فَمَا تَحَقَّقَ مِنْ ذَلِكَ بِقَرِينَةٍ لَفْظِيَّةٍ اكْتَفَيْتُ بِهَا، وَمَا لَمْ يَتَحَقَّقْ إِلَّا بِقَرِينَةٍ مَعْنَوِيَّةٍ فَصَّلْتُ فِي تَصَوُّرِ مَعْنَاهُ الإِعْرَابِيِّ.

أَمَّا الكَلِمَاتُ الَّتِي لَا يَحْتَاجُ النَّاطِقُ بِالعَرَبِيَّةِ إِلَى قَرِينَةٍ لِنُطْقِهَا عَلَى الصَّوَابِ

ـ كَالحُرُوفِ وَالضَّمَائِرِ وَأَسْمَاءِ الإِشَارَةِ وَنَحْوِهَا - فَاكْتَفَيْتُ بِتَصْنِيفِهَا فَقَطْ، وَجَعَلْتُ مَا أُلْحِقَ بِالضَّمَائِرِ وَأَسْمَاءِ الإِشَارَةِ جُزْءًا مِنْهَا - اخْتِصَارًا وَإِيجَازًا -.

وَذَلِكَ كُلُّهُ مَبْنِيٌّ عَلَى تَحْقِيقِ سَلَامَةِ النُّطْقِ لِأَوَاخِرِ الكَلِمَاتِ فِي الجُمَلِ دُونَ تَكَلُّفٍ أَوْ حَشْوٍ لَا أَثَرَ لَهُ في ضَبْطِ الكَلِمَةِ الظَّاهِرَةِ أَوْ فِي إِدْرَاكِ مَعْنًى مُتَعَلِّقٍ بِضَبْطِهَا أَوْ بِضَبْطِ أُخْرَى شَارَكَتْهَا فِي الجُمْلَةِ نَفْسِهَا، فَمَا دَامَ ضَبْطُ الكَلِمَةِ الظَّاهِرَةِ مَعَ تَصَوُّرِ المَعْنَى العَامِّ لِلتَّرْكِيبِ مُتَحَقِّقًا - أَيْ بِمَجْمُوعِهِمَا - فَإِنَّ ذَلِكَ جَدِيرٌ بِأَنْ يُقْبَلَ بِهِ - كَحَدٍّ أَدْنَى - فِي الإِعْرَابِ التَّطْبِيقِيِّ لِغَيْرِ المُتَخَصِّصِ وَإِنْ كَانَ هَذَا خِلَافَ مَا صَرَّحَ بِهِ بَعْضُ النُّحَاةِ بِوَجْهٍ عَامٍّ.

ص: 3

وَلِهَذَا لَمْ أَتَقَيَّدْ فِي هَذَا الكِتَابِ بِبَعْضِ الإِلْزَامَاتِ إِلَّا عِنْدَ الحَاجَةِ؛ فَإِنَّ قِسْمًا مِنْهَا يُدْرَكُ بِالسَّلِيقَةِ، وَأَمَّا القِسْمُ الآخَرُ فَيُفِيدُ فِي المَعْنَى المُفَصَّلِ لِلتَّرْكِيبِ، وَلَا عَلَاقَةَ لَهُ بِضَبْطِ أَوَاخِرِ الكَلِمَاتِ؛ فَلَيْسَ كُلُّ مَعْنًى فِي الجُمْلَةِ يَحْتَاجُهُ الإِعْرَابُ - إِنْ كَانَ المُبْتَغَى ضَبْطَ أَوَاخِرِ الكَلِمِ فِي التَّرَاكِيبِ -.

فَمِنَ ذَلِكَ: أَنِّي لَمْ أُشِرْ إِلَى الفَاعِلِ إِذَا كَانَ مُضْمَرًا أَوْ مُسْتَتِرًا إِلَّا إِذَا تَطَلَّبَ مَفْعُولًا بِهِ، وَمِنْ ذَلِكَ: أَنَّي أَعْرَضْتُ عَنْ ذِكْرِ تَعَلُّقِ شِبْهِ الجُمْلَةِ وَالإِعْرَابِ المَحَلِّي وَإِعْرَابِ الجُمَلِ - وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأُمُورِ الَّتِي يَحْتَاجُهَا المُتَخَصِّصُونَ -.

وَأَمَّا مَا ذَكَرْتُ مِنْهَا لِقَرِينَةٍ تَطَلَّبَتْهُ فَقَدْ أَشَرْتُ إِلَيْهِ دُونَ اسْتِعْمَالِ المُصْطَلَحَاتِ النَّحْوِيَّةِ، وَذَلِكَ لِتَقْرِيبِ المَعْنَى المُرَادِ.

ثُمَّ إِنِّي جَعَلْتُ لِلْمَعَانِي المُتَصَوَّرَةِ المُتَعَلِّقَةِ بِالإِعْرَابِ ضَوَابِطَ وَتَعَابِيرَ:

فَأَمَّا المُبْتَدَأُ وَالخَبَرُ فَقَيَّدْتُهُمَا بِالإِخْبَارِ - وَإِنْ كَانَ يَصْلُحُ فِي غَيْرِهِمَا عَلَى الصِّنَاعَةِ النَّحْوِيَّةِ -، وَهَذَا يَشْمَلُ الإِخْبَارَ الصَّادِقَ وَالكَاذِبَ - كَالَّذِي جَاءَ عَلَى لِسَانِ المُنَافِقِينَ وَنَحْوِهِمْ -، فَإِنْ دَخَلَ عَلَى الإِخْبَارِ نَاسِخٌ أَشَرْتُ إِلَى ذَلِكَ وَصَيَّرْتُ المُبْتَدَأَ لِمَا صَارَ إِلَيْهِ بَعْدَ دُخُولِ النَّاسِخِ.

وَأَمَّا الفَاعِلُ فَقَيَّدْتُهُ بِوُجُودِ الفِعْلِ، وَهَذَا يَشْمَلُ: فَاعِلَ الفِعْلِ، وَالمُمْتَنِعَ عَنْهُ، وَالمُتَّصِفَ بِهِ، وَالمَأْمُورَ بِهِ، وَالمَنْهِيَّ عَنْهُ، وَالمَنْفِيَّ عَنْهُ الفِعْلُ، وَالنَّافِيَ عَنْ نَفْسِهِ الفِعْلَ.

وَهَذَا التَّقْيِيدُ مَحْصُورٌ بِمَا إِذَا سَبَقَ الفِعْلُ فَاعِلَهُ، فَإِنْ سَبَقَ الفَاعِلُ فِعْلَهُ صَيَّرْتُهُ مُبْتَدَءًا وَقَيَّدْتُهُ عَلَى الإِخْبَارِ، وَذَلِكَ جَرْيًا عَلَى قَانُونِ الإِعْرَابِ.

وَأَمَّا مَا جَاءَ إِسْنَادًا مَجَازِيًّا - مِنْ فَاعِلٍ وَغَيْرِهِ - فَأَظْهَرْتُهُ إِنْ بَعُدَ مَعْنَاهُ النَّحْوِيُّ وَخَفِيَ بَيَانُهُ الإِعْرَابِيُّ، وَإِلَّا فَأَبْقَيْتُهُ عَلَى صُورتِهِ المَجَازِيَّةِ.

وَأَمَّا الفَضَلَاتُ فَمَيَّزْتُهَا - تَصَوُّرًا وَمَعْنًى -، كُلٌّ فِي مَوْضِعِهِ وَبِمَا يُنَاسِبُ التَّعْبِيرَ عَنْهَا.

وَاعْلَمْ أَنَّ لِتَصَوُّرِ المَعَانِي فِي الجُمَلِ وُجُوهًا عَدِيدَةً، وَلَيْسَ بِالإِمْكَانِ أَنْ يَنْحَصِرَ

ص: 4

فِي قَوَاعِدَ عَامَّةٍ كُلِّيَّةٍ تَجْرِي عَلَى الإِعْرَابِ لِإِظْهَارِ المَعْنَى الإِعْرَابِيِّ فِيهَا، وَذَلِكَ لِاخْتِلَافِ الأَسَالِيبِ فِي اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ وَإِنْ كَانَ المَعْنَى مُدْرَكًا، وَلِهَذَا فَإِنَّ مِنَ الكَلِمَاتِ فِي التَّرَاكِيبِ وَالجُمَلِ مَا لَا يَصْلُحُ أَنْ تَجْرِيَ عَلَيْهَا هَذِهِ القَوَاعِدُ إِلَّا بِتَكَلُّفٍ، وَمِثْلُ هَذِهِ المَوَاضِعِ لَا يُدْرَكُ إِعْرَابُهَا إِلَّا بَعْدَ تَحْصِيلِ المَلَكَةِ.

وَاللهُ المُوَفِّقُ وَالمُعِينُ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.

حَازِم خَنْفَر

12/ 12/2021 م

8/ 5/1443 هـ

ص: 5

‌سُورَةُ الفَاتِحَةِ

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)}

(بِسْمِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «بِسْمِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(اللَّهِ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(الرَّحْمَنِ): نَعْتٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «الرَّحْمَنِ» : صِفَةٌ لِلَّهِ - تَعَالَى -؛ أَيْ: «بِسْمِ اللهِ المَوْصُوفِ بالرَّحْمَةِ» .

(الرَّحِيمِ): نَعْتٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «الرَّحِيمِ» : صِفَةٌ لِلَّهِ - تَعَالَى -؛ أَيْ: «بِسْمِ اللهِ المَوْصُوفِ بِالرَّحْمَةِ» .

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}

(الحَمْدُ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ الحَمْدِ بِأَنَّهُ مُسْتَحَقٌّ لِلَّهِ؛ فَالحَمْدُ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَالاسْتِحْقَاقُ: هُوَ الأَمْرُ المخْبَرُ بِهِ عَنِ اللهِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «الحَمْدُ مُسْتَحَقٌّ للهِ» ، أَوْ كَائِنٌ أَوْ ثَابِتٌ - أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ -، فَالجُمْلَةُ: مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ.

(للهِ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَلَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(رَبِّ): نَعْتٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «رَبِّ» : صِفَةٌ لِلَّهِ - تَعَالَى -؛ أَيِ «الحَمْدُ لِلَّهِ المَوْصُوفِ بِرَبِّ العَالَمِينَ» .

(العَالَمِينَ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ؛ لِأَنَّهُ مُلْحَقٌ بِجَمْعِ المُذَكَّرِ السَّالِمِ.

{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)}

(الرَّحْمَنِ): نَعْتٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «الرَّحْمَنِ» : صِفَةٌ لِلَّهِ - تَعَالَى -؛ أَيِ: «الحَمْدُ لِلَّهِ المَوْصُوفِ بالرَّحْمَةِ» .

(الرَّحِيمِ): نَعْتٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

ص: 7

فَـ «الرَّحِيمِ» : صِفَةٌ لِلَّهِ - تَعَالَى -؛ أَيِ: «الحَمْدُ لِلَّهِ المَوْصُوفِ بِالرَّحْمَةِ» .

{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)}

(مَالِكِ): نَعْتٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «مَالِكِ» : صِفَةٌ لِلَّهِ - تَعَالَى -؛ أَيِ: «الحَمْدُ لِلَّهِ المَوْصُوفِ بِالمُلْكِ» .

(يَوْمِ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بالكَسْرَةِ الظَّاهرَةِ.

(الدِّينِ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)}

(إِيَّاكَ): ضَمِيرٌ.

(نَعْبُدُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(وَإِيَّاكَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «إِيَّاكَ»: ضَمِيرٌ.

(نَسْتَعِينُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)}

(اهْدِنَا): «اهْدِ» : فِعْلُ أَمْرٍ لِلدُّعَاءِ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ حَرْفِ العِلَّةِ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(الصِّرَاطَ): مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالصِّرَاطُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ لِأَنَّهُ المَهْدِيُّ إِلَى الدَّاعِي - لَوْ تَحَقَّقَ الطَّلَبُ -، وَأَمَّا المَفْعُولُ بِهِ الأَوَّلُ فَهُوَ الدَّاعِي لأَنَّهُ المَهْدِيُّ الأَوَّلُ - لَوْ تَحَقَّقَ الطَّلَبُ -، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «نَا» عَنْ ذِكْرِهِ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُوَ اللهُ عز وجل لِأَنَّهُ الهَادِي، وَقَد نَابَ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ؛ أَيْ:«هَدَى اللهُ الدَّاعِيَ الصَّرَاطَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ وَمَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ.

(المُسْتَقِيمَ): نَعْتٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «المُسْتَقِيمَ» : صِفَةٌ لِلصِّرَاطِ؛ أَيِ: «اهْدِنَا الصِّرَاطَ المَوْصُوفَ بِالاسْتِقَامَةِ» .

ص: 8

{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}

(صِرَاطَ): بَدَلٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «صِرَاطَ» : بَدَلٌ مِنَ «الصِّرَاطَ» الَّتِي قَبْلَهَا؛ أَيِ: «اهْدِنَا صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ» .

(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(أَنْعَمْتَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِالتَّاءِ المَفْتُوحَةِ، وَالتَّاءُ: ضَمِيرٌ.

(عَلَيْهِمْ): «عَلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(غَيْرِ): نَعْتٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «غَيْرِ» : صِفَةٌ لِـ «اللَّذِينَ» ، وَهُمُ المُنْعَمُ عَلَيْهِمْ؛ أَيِ:«اهْدِنَا صِرَاطَ المُنْعَمِ عَلَيْهِمْ، غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ» .

(المَغضُوبِ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(عَلَيْهِمْ): «عَلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَلَا): الوَاوُ: حَرْفُ عَطْفٍ، وَ «لَا»: بِمَعْنَى «غَيْرِ» ؛ أَيْ: «وَغَيْرِ الضَّالِّينَ» .

(الضَّالِّينَ): اسْمٌ مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَـ «الضَّالِّينَ» : مَعْطُوفَةٌ عَلَى «المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ» ؛ أَيِ: «اهْدِنَا صِرَاطَ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ، وَاهْدِنَا صِرَاطَ غَيْرِ الضَّالِّينَ» .

ص: 9

‌سُورَةُ البَقَرَةِ

{الم (1)}

(الم): لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.

{ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)}

(ذَلِكَ): اسْمُ إِشَارَةٍ يُشِيرُ إِلَى الكِتَابِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ الكِتَابِ بِأَنَّهُ لَا رَيْبَ فِيهِ، فَالكِتَابُ: مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهِ اسْمُ الإِشَارَةِ «ذَلِكَ» ، فَـ «ذَلِكَ»: اسْمُ إِشَارَةٍ فِي مَحَلِّ رَفْعِ مُبْتَدَإٍ.

وَأَمَّا الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ الكِتَابِ فَهُوَ نَفْيُ الرَّيْبِ عَنْهُ؛ فَالجُمْلَةُ: فِي مَحَلِّ خَبَرٍ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ للْجُمْلَةِ: «الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ» ؛ مُبْتَدَأٌ نَابَ عَنْ ذِكِرِهِ اسْمُ الإِشَارِةِ الَّذِي قَبْلَهُ، وَالخَبَرُ: الجُمْلَةُ الَّتِي بَعْدَهُ.

(الْكِتَابُ): بَدَلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «الكِتَابُ» - هُنَا -: بَدَلٌ مِنِ اسْمِ الإِشَارَةِ «ذَلِكَ» الَّذِي قَبْلَهُ - وَإِنْ كَانَ الكِتَابُ هُوَ المُخْبَرَ عَنْهُ -؛ لِأَنَّ اسْمَ الإِشارَةِ أَشَارَ إِلَيْهِ قَبْلَ ذِكْرِهِ، فَـ «الكِتَابُ» مَرْفُوعَةٌ تَبَعًا لِلْمُبْتَدَإِ الَّذِي نَابَ عَنْ ذِكْرِهِ اسْمُ الإِشَارَةِ، وَهُوَ الكِتَابُ نَفْسُهُ.

(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ لِلْجِنْسِ، يَعْمَلُ عَمَلَ «إِنَّ» .

(رَيْبَ): اسْمُ «لَا» مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ.

(فِيهِ): «فِي» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(هُدًى): خَبْرٌ ثَانٍ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ ثَانٍ عَنِ الكِتَابِ بِأَنَّهُ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ.

فَالكِتَابُ: مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهِ اسْمُ الإِشَارَةِ «ذَلِكَ» ، فَـ «ذَلِكَ»: اسْمُ إِشَارَةٍ فِي مَحَلِّ مُبْتَدَإٍ.

وَأَمَّا الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ الكِتَابِ فَهُوَ الهِدَايَةُ، فَـ «هُدًى»: خَبَرٌ؛ لِأَنَّهُ الأَمْرُ

ص: 11

المُخْبَرُ بِهِ عَنِ الكِتَابِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «الكِتَابُ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ» ؛ مُبْتَدَأٌ نَابَ عَنْ ذِكِرِهِ اسْمُ الإِشَارِةِ الَّذِي قَبْلَهُ، وَخَبَرٌ، وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ.

(لِلْمُتَّقِينَ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «المُتَّقِينَ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)}

(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(يُؤْمِنُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(بِالْغَيْبِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «الغَيْبِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَيُقِيمُونَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «يُقِيمُونَ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(الصَّلَاةَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالصَّلَاَةُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المُقَامَةُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمُ المُتَّقُونَ لِأَنَّهُمُ المُقِيمُونَ لِلصَّلَاةِ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «يُقِيمُ المُتَّقُونَ الصَّلَاةَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(وَمِمَّا): أَيْ: «وَمِنْ مَا» ، الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «مِنْ»: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(رَزَقْنَاهُمْ): «رَزَقْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»:

ضَمِيرٌ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(يُنْفِقُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

ص: 12

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)}

(وَالَّذِينَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «الَّذِينَ»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(يُؤْمِنُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(بِمَا): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(أُنْزِلَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، بِصِيغَةِ المَبْنِيِّ لِلْمَجْهُولِ.

(إِلَيْكَ): «إِلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالكَافُ: ضَمِيرٌ.

(وَمَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(أُنْزِلَ): فِعْلٌ مَاضٍ بِصِيغَةِ المَبْنِيِّ لِلْمَجْهُولِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(قَبْلِكَ): «قَبْلِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالكَافُ: ضَمِيرٌ.

(وَبِالآخِرَةِ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَالبَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «الآخِرَةِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(هُمْ): ضَمِيرٌ.

(يُوقِنُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)}

(أُوْلَئِكَ): اسْمُ إِشَارَةٍ.

(عَلَى): حَرْفُ جَرٍّ.

ص: 13

(هُدًى): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ المُقَدَّرَةِ لِلتَّعَذُّرِ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(رَبِّهِمْ): «رَبِّ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَأُولَئِكَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «أُولَئِكَ»: اسْمُ إِشَارَةٍ.

(هُمُ): ضَمِيرُ فَصْلٍ.

(المُفْلِحُونَ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالوَاوِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المُتَّقِينَ بِأَنَّهُمُ المُفْلِحُونَ، فَالإِفْلَاحُ: خَبَرٌ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ المُتَّقِينَ، وَأَمَّا المُبْتَدَأُ فَهُوَ «المُتَّقُونَ» لِأَنَّهُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَقَدْ نَابَ اسْمُ الإِشَارَةِ «أُولَئِكَ» عَنْ ذِكْرِهِمْ؛ أَيْ:«وَالمُتَّقُونَ هُمُ المُفْلِحُونَ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَضَمِيرُ فَصْلٍ وَخَبَرٌ.

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6)}

(إِنَّ): حَرْفُ نَصْبٍ.

(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(كَفَرُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(سَوَاءٌ): خَبَرٌ مُقَدَّمٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارَانِ:

الأَوَّلُ: إِخْبَارٌ عَنِ الكُفَّارِ بِأَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «إِنَّ»؛ فَالكُفَّارُ: اسْمُ «إِنَّ» لِأَنَّهُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَقَدْ نَابَ الاسْمُ المَوْصُولُ عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَأَمَّا خَبَرُهَا فَهُوَ نَفْيُ الإِيمَانِ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنَّ الكُفَّارَ لَا يُؤْمِنُونَ» ؛ «إِنَّ» وَاسْمُهَا، وَأَمَّا خَبَرُهَا فَهُوَ:«لَا يُؤْمِنُونَ» .

وَأَمَّا الثَّانِي: فَهُوَ إِخْبَارٌ اعْتِرَاضِيٌّ فَرْعِيٌّ لِلأَوَّلِ، وَهُوَ الإِخْبَارُ عَنْ إِنْذَارِ الكُفَّارِ وَعَدَمِهِ بِأَنَّهُ سَوَاءٌ فِي عَدَمِ إِيمَانِهِمْ، فَالإِنْذَارُ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَالسَّوَاءُ: خَبَرٌ

ص: 14

لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ الإِنْذَارِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنْذَارُ الكُفَّارِ وَعَدَمُ إِنْذَارِهِمْ سَوَاءٌ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَوَاوُ عَطْفٍ وَمَعْطُوفٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَضَمِيرٌ وَخَبَرٌ.

(عَلَيْهِمْ): «عَلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(أَأَنذَرْتَهُمْ): الهَمْزَةُ لِلتَّسْوِيَةِ، وَ «أَنْذَرْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِالتَّاءِ المَفْتُوحَةِ، وَالتَّاءُ: ضَمِيرٌ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(أَمْ): حَرْفُ عَطْفٍ.

(لَمْ): حَرْفُ جَزْمٍ.

(تُنذِرْهُمْ): «تُنْذِرْ» : فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِالسُّكُونِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ.

(يُؤْمِنُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)}

(خَتَمَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ علَى الفَتْحِ.

(اللهُ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَاللهُ - تَعَالَى - هُوَ الخَاتِمُ عَلَى قُلُوبِ الكَافِرِينَ.

(عَلَى): حَرْفُ جَرٍّ.

(قُلُوبِهِمْ): «قُلُوبِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَعَلَى): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «عَلَى»: حَرْفُ جَرٍّ.

(سَمْعِهِمْ): «سَمْعِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَعَلَى): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «عَلَى»: حَرْفُ جَرٍّ.

ص: 15

(أَبْصَارِهِمْ): «أَبْصَارِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(غِشَاوَةٌ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالغِشَاوَةُ هِيَ الَّتِي دَلَّتْ عَلَى أَنَّ الوَاوَ الأَخِيرَةَ اسْتِئْنَافِيَّةٌ؛ إِذْ لَوْ كَانَتْ عَطْفًا لَكَانَ المَعْنَى: «خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَخَتَمَ اللهُ عَلَى سَمْعِهِمْ، وَخَتَمَ اللهُ عَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ» ، فَلَا يَصِحُّ المَعْنَى فِي الشَّطْرِ الأَخِيرِ.

وَلِهَذَا كَانَ الصَّحِيحُ: «خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَخَتَمَ اللهُ عَلَى سَمْعِهِمْ، وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ» ؛ فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ الغِشَاوَةِ بِأَنَّهَا عَلَى أَبْصَارِ الكَافِرِينَ؛ أَيْ:

وَاقِعَةٌ - أَوْ نَحْوُهَا -؛ فَالغِشَاوَةُ مُخْبَرٌ عَنْهَا بِأَمْرٍ، وَلِهَذَا فَهِيَ مُبْتَدَأٌ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ وُقُوعُهَا لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهَا.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «الغِشَاوَةُ وَاقِعَةٌ عَلَى أَبْصَارِ الكُفَّارِ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ.

(وَلَهُمْ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَاللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(عَذَابٌ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ العَذَابِ بِأَنَّهُ كَائِنٌ لِلْكَافِرِينَ، فَالعَذَابُ: مُبْتَدأٌ لِأَنَّهُ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ كَيْنُونَتُهُ لَهُمْ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ العَذَابِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «العَذَابُ كَائِنٌ لَهُمْ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ وَجَارٌّ وَضَمِيرٌ.

(عَظِيمٌ): نَعْتٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «عَظِيمٌ» صِفَةٌ لِلْعَذَابِ؛ أَيْ: «وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مَوْصُوفٌ بِالعَظَمَةِ» .

{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8)}

(وَمِنَ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «مِنْ»: حَرْفُ جَرٍّ.

(النَّاسِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مَنْ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

ص: 16

(يَقُولُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(آمَنَّا): «آمَنْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(بِاللَّهِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «اللهِ»: لَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَبِالْيَوْمِ): الوَاوُ عَطْفٌ، وَالبَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «اليَوْمِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(الآخِرِ): نَعْتٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «الآخِرِ» : صِفَةٌ لِلْيَوْمِ؛ أَيْ: «آمَنَّا بِاليَوْمِ المَوْصُوفِ بِالآخِرِ» .

(وَمَا): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ؛ أَيْ: «وَحَالُهُمْ أَنَّهُمْ غَيْرُ مُؤْمِنِينَ» ، وَ «مَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(هُمْ): ضَمِيرٌ.

(بِمُؤْمِنِينَ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مُؤْمِنِينَ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

{يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)}

(يُخَادِعُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(اللهَ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَلَفْظُ الجَلَالَةِ: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّ اللهَ هُوَ المُخَادَعُ - ظَنًّا مِنْهُمْ -، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمُ المُنَافِقُونَ لِأَنَّهُمُ المُخَادِعُونَ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «يُخَادِعُ المُنَافِقُونَ اللهَ، وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(وَالَّذِينَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «الَّذِينَ»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

ص: 17

(آمَنُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(وَمَا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «مَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(يَخْدَعُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(إِلَّا): حَرْفُ حَصْرٍ وَاسْتِثْنَاءٍ.

(أَنفُسَهُمْ): «أَنْفُسَ» : مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالأَنْفُسُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لأَنَّهَا المَخْدُوعَةُ؛ وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمُ المُنَافِقُونَ لِأَنَّهُمُ الخَادِعُونَ لِأَنْفُسِهِمْ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «يَخْدَعُ المُنَافِقُونَ أَنْفُسَهُمْ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(وَمَا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «مَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(يَشْعُرُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)}

(فِي): حَرْفُ جَرٍّ.

(قُلُوبِهِمْ): «قُلُوبِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(مَرَضٌ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المَرَضِ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ فِي قُلُوبِ الكَافِرِينَ، أَوْ مُسْتَقِرٌّ

أَوْ كَائِنٌ - أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ -، فَالمَرْضُ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ وُجُودُ المَرْضِ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «المَرَضُ مَوْجُودٌ فِي قُلُوبِ الكَافِرِينِ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ

ص: 18

مَحْذُوفٌ وجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ.

(فَزَادَهُمُ): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «زَادَ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(اللَّهُ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَاللهُ - تَعَالَى - فَاعِلُ الزِّيَادَةِ.

(مَرَضًا): مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالمَرَضُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ لِأَنَّهُ المَزِيدُ الثَّانِي، أَمَّا المَفْعُولُ بِهِ الأَوَّلُ فَهُمُ المُنَافِقُونَ لِأَنَّهُمُ المَزِيدُونَ أَيْضًا.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: ««زَادَ اللهُ المُنَافِقِينَ مَرَضًا» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ وَمَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ.

(وَلَهُمْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَاللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(عَذَابٌ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ العَذَابِ بِأَنَّهُ كَائِنٌ لِلْمُنَافِقِينَ، فَالعَذَابُ: مُبْتَدأٌ لِأَنَّهُ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ كَيْنُونَتُهُ لَهُمْ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ العَذَابِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «العَذَابُ كَائِنٌ لَهُمْ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ وَجَارٌّ وَضَمِيرٌ.

(أَلِيمٌ): نَعْتٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «أَلِيمٌ» : صِفَةٌ لِلْعَذَابِ؛ أَيْ: «وَلَهُمْ عَذَابٌ مَوْصُوفٌ بِأَنَّهُ مُؤْلِمٌ» .

(بِمَا): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(كَانُوا): فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالواوُ:

ضَمِيرٌ.

(يَكْذِبُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

ص: 19

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)}

(وَإِذَا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذَا»: اسْمُ شَرْطٍ، غَيْرُ جَازِمٍ.

(قِيلَ): فِعْلٌ مَاضٍ بِصِيغَةِ المَبْنِيِّ لِلْمَجْهُولِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(لَهُمْ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(لَا): حَرْفُ نَهْيٍ، جَازِمٌ.

(تُفْسِدُوا): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِحَذْفِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(فِي): حَرْفُ جَرٍّ.

(الأَرْضِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(إِنَّمَا): «إِنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَ «مَا»: حَرْفٌ كَافٌّ، يَكُفُّ «إِنَّ» عَنِ العَمَلِ.

(نَحْنُ): ضَمِيرٌ.

(مُصْلِحُونَ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالوَاوِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ كَاذِبٌ عَلَى لِسَانِ المُنَافِقِينَ، وَهُوَ الإِخْبَارُ عَنْ أَنْفُسِهِمْ بِأَنَّهُمْ مُصْلِحُونَ، فَالمُنَافِقُونَ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ فِي السِّيَاقِ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «نَحْنُ» عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ الإِصْلَاحُ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ - وَذَلِكَ عَلَى لِسَانِهِمْ -.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْإِخْبَارِ الكَاذِبِ: «المُنَافِقُونَ مُصْلِحُونَ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ.

{أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}

(أَلَا): حَرْفُ تَنْبِيهٍ وَاسْتِفْتَاحٍ.

(إِنَّهُمْ): «إِنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(هُمُ): ضَمِيرُ فَصْلٍ.

(الْمُفْسِدُونَ): خَبَرُ «إِنَّ» مَرْفُوعٌ بِالوَاوِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

ص: 20

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّهُمُ المُفْسِدُونَ، فَالإِفْسَادُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ

بِهِ، وَالمُنَافِقُونَ هُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الخَبَرُ بِـ «إِنَّ» ، وَنَابَ الضَّمِيرُ المُتَّصِلُ بِـ «إِنَّ» عَنِ ذِكْرِ المُنَافِقِينَ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «أَلَا إِنَّ المُنَافِقِينَ هُمُ المُفْسِدُونَ» ؛ «أَلَا» وَ «إِنَّ» وَاسْمُهَا وَضَمِيرُ فَصْلٍ وَخَبَرُهَا.

(وَلَكِنْ): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ؛ أَيْ: «وَحَالُهُمْ أَنَّهُمْ لَا يَشْعُرُونَ» ، وَ «لَكِنْ»: حَرْفُ اسْتِدْرَاكٍ.

(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ.

(يَشْعُرُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُونِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِن لَّا يَعْلَمُونَ (13)}

(وَإِذَا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذَا»: اسْمُ شَرْطٍ، غَيْرُ جَازِمٍ.

(قِيلَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، بِصِيغَةِ المَبْنِيِّ لِلْمَجْهُولِ.

(لَهُمْ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(آمِنُوا): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(كَمَا): الكَافُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: حَرْفٌ مَصْدَرِيٌّ؛ أَيْ: «كَإِيمَانِ النَّاسِ» .

(آمَنَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(النَّاسُ): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «النَّاسُ» : فَاعِلٌ لِأَنَّهُمُ المُؤْمِنُونَ.

(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(أَنُؤْمِنُ): الهَمْزَةُ: حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ، وَ «نُؤْمِنُ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ

ص: 21

الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(كَمَا): الكَافُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: حَرْفٌ مَصْدَرِيٌّ؛ أَيْ: «كَإِيمَانِ السُّفَهَاءِ» .

(آمَنَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(السُّفَهَاءُ): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «السُّفَهَاءُ» : فَاعِلٌ لِأَنَّهُمُ المُؤْمِنُونَ، وَهَذَا التَّرْكِيبُ قَدْ جَاءَ عَلَى لِسَانِ المُنَافِقِينَ الَّذِينَ وَصَفُوا الصَّحَابَةَ رضي الله عنهم بِالسَّفَهِ؛ فَأُجْرِيَ الكَلَامُ مَجْرَى الإِعْرَابِ.

(أَلَا): حَرْفُ تَنْبِيهٍ وَاسْتِفْتَاحٍ.

(إِنَّهُمْ): «إِنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(هُمُ): ضَمِيرُ فَصْلٍ.

(السُّفَهَاءُ): خَبَرُ «إِنَّ» مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّهُمْ سُفَهَاءُ، فَالسَّفَهُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ، وَالمُنَافِقُونَ هُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الخَبَرُ بِـ «إِنَّ» ، وَنَابَ الضَّمِيرُ المُتَّصِلُ بِـ «إِنَّ» عَنْ ذِكْرِ المُنَافِقِينَ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «أَلَا إِنَّ المُنَافِقِينَ هُمُ السُّفَهَاءُ» ؛ «أَلَا» وَ «إِنَّ» وَاسْمُهَا وَضَمِيرُ فَصْلٍ وَخَبَرُهَا.

(وَلَكِنْ): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ؛ أَيْ: «وَحَالُهُمْ أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ» ، وَ «لَكِنْ»: حَرْفُ اسْتِدْرَاكٍ.

(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ.

(يَعْلَمُونَ): فعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُونِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

ص: 22

{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ (14)}

(وَإِذَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «إِذَا»: اسْمُ شَرْطٍ، غَيْرُ جَازِمٍ.

(لَقُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(آمَنُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(آمَنَّا): «آمَنْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(وَإِذَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «إِذَا»: اسْمُ شَرْطٍ، غَيْرُ جَازِمٍ.

(خَلَوْا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ المُقَدَّرِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المَاضِي مَفْتُوحُ اللَّامِ لِأَنَّ أَصْلَهُ - بِدُونِ وَاوِ الجَمَاعَةِ -: «خَلَى» ؛ مَفْتُوحُ اللَّامِ، وَبِأَلِفٍ مَقْصُورَةٍ فِي آخِرِهِ.

(إِلَى): حَرْفُ جَرٍّ.

(شَيَاطِينِهِمْ): «شَيَاطِينِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(إِنَّا): «إِنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(مَعَكُمْ): «مَعَ» : ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَـ «مَعَ» - هُنَا -: كَلِمَةٌ دَلَّتْ بِالقَصْدِ عَلَى مَكَانِ المُصَاحَبَةِ.

(إِنَّمَا): «إِنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَ «مَا»: حَرفٌ كَافٌّ، يَكُفُّ «إِنَّ» عَنِ العَمَلِ.

(نَحْنُ): ضَمِيرٌ.

(مُسْتَهْزِءُونَ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالوَاوِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَلَى لِسَانِ المُنَافِقِينَ، وَهُوَ الإِخْبَارُ عَنْ أَنْفُسِهِمْ بِأَنَّهُمْ مُسْتَهْزِءُونَ، فَالاسْتِهْزَاءُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ المُنَافِقِينَ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «نَحْنُ»

ص: 23

عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْإِخْبَارِ: «المُنَافِقُونَ مُسْتَهْزِءُونَ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ.

{اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)}

(اللَّهُ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ اللهِ - تَعَالَى - بِأَنَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِالمُنَافِقِينَ؛ فَاللهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ فِي الآيَةِ، فَلَفْظُ الجَلَالَةِ: مُبْتَدَأٌ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ الاسْتِهْزَاءُ بِالكَافِرِينَ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُ - سُبْحَانَهُ -؛ أَيِ:«اللهُ مُسْتَهْزِئٌ بِالكَافِرِينَ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ.

(يَسْتَهْزِئُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(بِهِمْ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَيَمُدُّهُمْ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «يَمُدُّ»: فِعْلٌ مَضارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(فِي): حَرْفُ جَرٍّ.

(طُغْيَانِهِمْ): «طُغْيَانِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(يَعْمَهُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)}

(أُولَئِكَ): اسْمُ إِشَارَةٍ.

(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(اشْتَرَوُا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ المُقَدَّرِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ:

ص: 24

ضَمِيرٌ.

وَالفِعْلُ المَاضِي مَفْتُوحُ الرَّاءِ لِأَنَّ أَصْلَهُ - بِدُونِ وَاوِ الجَمَاعَةِ -: «اشْتَرَى» ؛ مَفْتُوحُ الرَّاءِ، وَبِأَلِفٍ مَقْصُورَةٍ فِي آخِرِهِ.

وَأَمَّا حَرَكَةُ الضَّمَّةِ عَلَى الوَاوِ فَهِيَ حَرَكَةٌ عَارِضَةُ وَلَيْسَتْ أَصْلِيَّةً، وَذَلِكَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.

(الضَّلَالَةَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالضَّلَالَةُ مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المُشْتَرَاةُ، وَأَمَا الفَاعِلُ فَهُمُ المُنَافِقُونَ لِأَنَّهُمُ المُشْتَرُونَ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عِنْ ذِكْرِهِم.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «اشْتَرَى المُنَافِقُونَ الضَّلَالَةَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(بِالْهُدَى): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «الهُدَى»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ المُقَدَّرَةِ لِلتَّعَذُّرِ.

(فَمَا): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «مَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(رَبِحَتْ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَالتَّاءُ: تَاءُ التَّأْنِيثِ.

(تِجَارَتُهُمْ): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالتِّجَارَةُ: فَاعِلٌ لِأَنَّهَا سَبَبُ الرِّبْحِ، وَأَمَّا الفَاعِلُ الحَقِيقِيُّ فَهُوَ صَاحِبُ التِّجَارَةِ لِأَنَّهُ الرَّابِحُ لَوْ لَمْ يُنْفَ عَنْهُ ذَلِكَ، وَهَذَا مَجَازٌ عَقْلِيٌّ أُسْنِدَ فِيهِ الفِعْلُ إِلَى سَبَبِهِ.

(وَمَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «مَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(كَانُوا): فِعْلٌ نَاقِصٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(مُهْتَدِينَ): خَبَرُ «كَانَ» مَنْصُوبٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّهُمْ غَيْرُ مُهْتَدِينَ، وَهُوَ إِخْبَارٌ اتَّصَلَ بِـ «كَانَ» ، فَالمُنَافِقُونَ هُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَأَمَّا الخَبَرُ فهُوَ عَدَمُ الاهْتِدَاءِ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «وَمَا كَانَ المُنَافِقُونَ مُهْتَدِينَ» ؛ «كَانَ» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا.

ص: 25

{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ (17)}

(مَثَلُهُمْ): «مَثَلُ» : مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنْ مَثَلِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّهُ كَمَثَلِ المُسْتَوْقِدِ لِلنَّارِ؛ فَالمَثَلُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، فَهُوَ مُبْتَدَأٌ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ التَّشْبِيهُ، وَقَدْ عُبِّرَ عَنْهُ بِالكَافِ.

(كَمَثَلِ): الكَافُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَثَلِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(الَّذِي): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(اسْتَوْقَدَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(نَارًا): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالنَّارُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المُسْتَوْقَدَةُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُوَ المُسْتَوْقِدُ، وَقَدْ نَابَ عَنْهُ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ؛ أَيِ:«اسْتَوْقَدَ المُسْتَوْقِدُ نَارًا» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(فَلَمَّا): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «لَمَّا»: اسْمُ شَرْطٍ، غَيْرُ جَازِمٍ.

(أَضَاءَتْ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَالتَّاءُ: تَاءُ التَّأْنِيثِ.

(مَا): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(حَوْلَهُ): «حَوْلَ» : ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

فَـ «حَوْلَ» : اسْمٌ دَلَّ بِالقَصْدِ عَلَى مَكَانِ الإِضَاءَةِ.

(ذَهَبَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(اللَّهُ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَاللهُ - تَعَالَى - هُوَ الذَّاهِبُ بِنُورِ المُنَافِقِينَ.

(بِنُورِهِمْ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «نُورِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَتَرَكَهُمْ): «الوَاوُ» : عَطْفٌ، وَ «تَرَكَ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَ «هُمْ»:

ضَمِيرٌ.

ص: 26

(فِي): حَرْفُ جَرٍّ.

(ظُلُمَاتٍ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ.

(يُبْصِرُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}

(صُمٌّ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّهُمْ صُمٌّ؛ فَالمُنَافِقُونَ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ الصَّمَمُ لأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ؛ أَيِ:«المُنَافِقُونَ صُمٌّ» ؛ مُبْتَدَأٌ مَحْذُوفٌ وَخَبَرٌ.

(بُكْمٌ): خَبَرٌ ثَانٍ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّهُمْ بُكْمٌ؛ فَالمُنَافِقُونَ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ البَكَمُ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ؛ أَيِ:«المُنَافِقُونَ بُكْمٌ» ؛ مُبْتَدَأٌ مَحْذُوفٌ وَخَبَرٌ.

(عُمْيٌ): خَبَرٌ ثَالِثٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّهُمْ عُمْيٌ؛ فَالمُنَافِقُونَ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ العَمَى لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ؛ أَيِ:«المُنَافِقُونَ عُمْيٌ» ؛ مُبْتَدَأٌ مَحْذُوفٌ وَخَبَرٌ.

(فَهُمْ): الفَاءُ: عَطْفٌ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ.

(يَرْجِعُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

ص: 27

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)}

(أَوْ): حَرْفُ عَطْفٍ.

(كَصَيِّبٍ): الكَافُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «صَيِّبٍ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مِنَ): حَرْفُ جَرٍّ.

(السَّمَاءِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(فِيهِ): «فِي» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(ظُلُمَاتٌ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنْ ظُلُمَاتٍ فِي المَطَرِ، وَقَدْ عُبِّرَ عَنْهُ فِي الآيَةِ بِالصَّيِّبِ، أَيْ: ظُلُمَاتٌ مُصَاحِبَةٌ لِزَمَنِ نُزُولِهِ، مُتَّصِلَةٌ بِهِ، وَقِيلَ: إِخْبَارٌ عَنْ ظُلُمَاتٍ فِي السَّحَابِ، وَقَدْ عُبِّرَ عَنْهُ فِي الآيَةِ بِالسَّمَاءِ؛ فَالظُّلُمَاتُ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهَا المُخْبَرُ عَنْهَا، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ اسْمٌ مَحْذُوفٌ مُتَعَلِّقٌ بِالمَعْنَى؛ أَيِ:«الظُّلُمَاتُ مُصَاحِبَةٌ لِلْمَطَرِ» ، أَوِ «الظُّلُمَاتُ مَوْجُودَةٌ فِي السَّحَابِ» ، أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ.

(وَرَعْدٌ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «رَعْدٌ»: مَعْطُوفٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «رَعْدٌ» : مَعْطُوفٌ عَلَى «ظُلُمَاتٌ» ؛ أَيْ: «فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَفِيهِ رَعْدٌ» .

(وَبَرْقٌ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «بَرْقٌ»: مَعْطُوفٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «بَرْقٌ» : مَعْطُوفٌ عَلَى «ظُلُمَاتٌ» ؛ أَيْ: «فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَفِيهِ بَرْقٌ» .

(يَجْعَلُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(أَصَابِعَهُمْ): «أَصَابِعَ» : مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالأَصَابِعُ هِيَ المَجْعُولَةُ فِي آذَانِهِمْ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمُ المُنَافِقُونَ لِأَنَّهُمُ الجَاعِلُونَ

ص: 28

ـ عَلَى سَبيلِ التَّمْثِيلِ وَالتَّشْبِيهِ -، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «يَجْعَلُ المُنَافِقُونَ أَصَابِعَهُمْ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَضَمِيرٌ.

(فِي): حَرْفُ جَرٍّ.

(آذَانِهِمْ): «آذَانِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(مِنَ): حَرْفُ جَرٍّ.

(الصَّوَاعِقِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(حَذَرَ): مَفْعُولٌ لِأَجْلِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

أَيْ: «يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ لِأَجْلِ حَذَرِ المَوْتِ» ؛ أَيِ: الخَوْفُ مِنْ أَنْ يَمُوتُوا بِسَبَبِهَا.

(المَوْتِ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَاللَّهُ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «اللهُ»: لَفْظُ الجَلَالَةِ: مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ اللهِ - تَعَالَى - بِأَنَّهُ مُحِيطٌ بِالكَافِرِينَ، فَاللهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، فَلَفْظُ الجَلَالَةِ: مُبْتَدَأٌ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ الإِحَاطَةُ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ اللهِ عز وجل، فَـ «مُحِيطٌ»: خَبَرٌ.

(مُحِيطٌ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَكَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ: فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ اللهِ - تَعَالَى - بِأَنَّهُ مُحِيطٌ بِالكَافِرِينَ، فَاللهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، فَلَفْظُ الجَلَالَةِ: مُبْتَدَأٌ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ الإِحَاطَةُ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ اللهِ عز وجل، فَـ «مُحِيطٌ»: خَبَرٌ.

(بِالْكافِرِينَ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍ، وَ «الكَافِرِينَ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

{يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ

ص: 29

قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}

(يَكَادُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ نَاقِصٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

(البَرْقُ): اسْمُ «كَادَ» مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ البَرْقِ بِأَنَّهُ يَكَادُ يَخْطَفُ الأَبْصَارَ؛ فَالبَرْقُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَهُوَ إِخْبَارٌ اتَّصَلَ بِـ «كَادَ» ، فَـ «البَرْقُ»: اسْمُهَا، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ الخَطْفُ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ البَرْقِ.

(يَخْطَفُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(أَبْصَارَهُمْ): «أَبْصَارَ» : مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالأَبْصَارُ هِيَ المَخْطُوفَةُ؛ فَهِيَ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالفَاعِلُ هُوَ البَرْقُ لِأَنَّهُ الخَاطِفُ لِأَبْصَارِهِمْ، وَقَدْ نَابَ عَنْهُ - فِي الجُمْلَةِ الفِعْلِيَّةِ - الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «يَخْطَفُ البَرْقُ أَبْصَارَهُمْ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَضَمِيرٌ.

(كُلَّمَا): «كُلَّ» : ظَرْفُ زَمَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «مَا» ، وَ «مَا»: مَصْدَرِيَّةٌ ظَرْفِيَّةٌ.

فَـ «كُلَّ» بِاتِّصَالِهَا بِـ «مَا» فِي الجُمْلَةِ: دَلَّتْ بِالقَصْدِ عَلَى زَمَنِ الإِضَاءَةِ وَتَكْرَارِهِ.

(أَضَاءَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(لَهُمْ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(مَشَوْا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ المُقَدَّرِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

وَالفِعْلُ المَاضِي مَفْتُوحُ الشِّينِ لِأَنَّ أَصْلَهُ - بِدُونِ وَاوِ الجَمَاعَةِ -: «مَشَى» ؛ مَفْتُوحُ الشِّينِ، وَبِأَلِفٍ مَقْصُورَةٍ فِي آخِرِهِ.

(فِيهِ): «فِي» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(وَإِذَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «إِذَا»: اسْمُ شَرْطٍ، غَيْرُ جَازِمٍ.

ص: 30

(أَظْلَمَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(عَلَيْهِمْ): «عَلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(قَامُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(وَلَوْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «لَوْ»: حَرْفُ شَرْطٍ، غَيْرُ جَازِمٍ.

(شَاءَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(اللَّهُ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَاللهُ عز وجل هُوَ الشَّائِي.

(لَذَهَبَ): اللَّامُ: لَامُ «لَوْ» ، وَ «ذَهَبَ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(بِسَمْعِهِمْ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «سَمْعِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَأَبْصَارِهِمْ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «أَبْصَارِ»: مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالأَبْصَارُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى السَّمْعِ؛ أَيْ: «لَوْ شَاءُ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ، وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِأَبْصَارِهِمْ» .

(إِنَّ): حَرْفُ نَصْبٍ.

(اللَّهَ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمُ «إِنَّ» مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ اللهِ - تَعَالَى - بِأَنَّهُ قَدِيرٌ، فَاللهُ - تَعَالَى - مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «إِنَّ» ، فَلَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمُهَا لِأَنَّهُ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَأَمَّا خَبَرُهَا فَهُوَ القُدْرَةُ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ اللهِ عز وجل.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنَّ اللهَ قَدِيرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ» ؛ «إِنَّ» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ.

(عَلَى): حَرْفُ جَرٍّ.

(كُلِّ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(شَيْءٍ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

ص: 31

(قَدِيرٌ): خَبْرُ «إِنَّ» : مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَكَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ: فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ اللهِ - تَعَالَى - بِأَنَّهُ قَدِيرٌ، فَاللهُ - تَعَالَى - مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «إِنَّ» ، فَلَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمُهَا لِأَنَّهُ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَأَمَّا خَبَرُهَا فَهُوَ القُدْرَةُ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ اللهِ عز وجل.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنَّ اللهَ قَدِيرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ» ؛ «إِنَّ» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ.

{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)}

(يَا): حَرْفُ نِدَاءٍ.

(أَيُّهَا): «أَيُّ» : مُنَادًى مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ، وَالهَاءُ: هَاءُ التَّنْبِيهِ.

(النَّاسُ): بَدَلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالنَّاسُ بَدَلٌ مِنْ «أَيُّ» ؛ أَيْ: «يَا نَاسُ» .

(اعْبُدُوا): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(رَبَّكُمْ): «رَبَّ» : مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالرَّبُّ هُوَ المَعْبُودُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمُ النَّاسُ لِأَنَّهُمُ المُأْمُورُونَ بِالعِبَادَةِ؛ أَيْ هُمُ العَابِدُونَ - لَوْ تَحَقَّقَتِ العُبُودِيَّةُ -، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ - لَوْ تَحَقَّقَ الأَمْرُ -: «عَبَدَ النَّاسُ رَبَّهُمْ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَضَمِيرٌ.

(الَّذِي): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(خَلَقَكُمْ): «خَلَقَ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَالَّذِينَ): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَخَلَقَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ» ، وَ «الَّذِينَ»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

ص: 32

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(قَبْلِكُمْ): «قَبْلِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(لَعَلَّكُمْ): «لَعَلَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(تَتَّقُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (22)}

(الَّذِي): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(جَعَلَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(لَكُمْ): اللَّامُ: حَرفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(الأَرْضَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالأَرْضُ هِيَ المَجْعُولَةُ فِرَاشًا، وَاللهُ عز وجل هُوَ الجَاعِلُ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجمْلَةِ: «جَعَلَ اللهُ الأَرْضَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(فِرَاشًا): مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِرَاشُ مَجْعُولٌ أَيْضًا بَعْدَ المَجْعُولِ الأَوَّلِ وَهُوَ الأَرْضُ؛ أَيْ: «جَعَلَ اللهُ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ وَمَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ.

(وَالسَّمَاءَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «السَّمَاءَ»: اسْمٌ مَعْطُوفٌ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالسَّمَاءُ - هُنا - مَعْطُوفَةٌ عَلَى الأَرْضِ؛ أَيْ: «جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا، وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمَاءَ بِنَاءً» ، فَالـ «السَّمَاءَ» مَنْصُوبَةٌ تَبَعًا لِـ «الأَرْضَ»؛ فَهِيَ مِثْلُ الأَرْضِ: مَفْعُولٌ بِهِ، لِأَنَّهَا مَجْعُولَةٌ؛ أَيْ:«جَعَلَ اللهُ السَّمَاءَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

ص: 33

(بِنَاءً): اسْمٌ مَعْطُوفٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالبِنَاءُ - هُنَا - مَعْطُوفٌ عَلَى الفِرَاشِ؛ فَهُوَ مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ؛ لِأَنَّهُ مَجْعُولٌ أَيْضًا؛ أَيْ: «جَعَلَ اللهُ السَّمَاءَ بِنَاءً» .

(وَأَنْزَلَ): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَالَّذِي» ، وَ «أَنْزَلَ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(مِنَ): حَرْفُ جَرٍّ.

(السَّمَاءِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مَاءً): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالمَاءُ هُوَ المُنْزَلُ، وَاللهُ - تَعَالَى - هُوَ المُنْزِلُ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ؛ أَيْ:«أَنْزَلَ اللهُ مَاءً» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(فَأَخْرَجَ): الفَاءُ: عَطْفٌ، وَ «أَخْرَجَ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(بِهِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(مِنَ): حَرْفُ جَرٍّ.

(الثَّمَرَاتِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(رِزْقًا): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، أَوْ مَفْعُولٌ لِأَجْلِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالرِّزْقُ هُوَ المُخْرَجُ، وَالفَاعِلُ هُوَ اللهُ - تَعَالَى - لِأَنَّهُ المُخْرِجُ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ؛ أَيْ:«أَخْرَجَ اللهُ رِزْقًا» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

وَيَصِحُّ أَنْ تَكُونَ «رِزْقًا» - هُنَا - مَفْعُولًا لِأَجْلِهِ؛ أَيْ: «فأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ لِأَجْلِ رِزْقِكُمْ» أَوْ «لِيَرْزُقَكُمْ» .

(لَكُمْ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(فَلَا): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَهْيٍ وَجَزْمٍ.

(تَجْعَلُوا): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِحَذْفِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(لِلَّهِ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَلَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

ص: 34

(أَندَادًا): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالأَنْدَادُ هُمُ المَجْعُولُونَ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمُ النَّاسُ لِأَنَّهُمُ الجَاعِلُونَ - لَوْ لَمْ يُنْهَوْا عَنْ ذَلِكَ -، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

(وَأَنتُمْ): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ؛ أَيْ: وَ «حَالُكُمْ أَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ» ، وَ «أَنْتُمْ»: ضَمِيرٌ.

(تَعْلَمُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (23)}

(وَإِنْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِنْ»: حَرْفُ شَرْطٍ، جَازِمٌ.

(كُنْتُمْ): «كُنْ» : فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِالتَّاءِ المُتَحَرِّكَةِ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(فِي): حَرْفُ جَرٍّ.

(رَيْبٍ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مِمَّا): أَيْ: «مِنْ مَا» ؛ فَـ «مِنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيْ: «مِنَ الَّذِي نَزَّلْنَا» .

(نَزَّلْنَا): «نَزَّلْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(عَلَى): حَرْفُ جَرٍّ.

(عَبْدِنَا): «عَبْدِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(فَأْتُوا): الفَاءُ: فَاءُ جَوَابِ الشَّرْطِ، وَ «أْتُوا»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(بِسُورَةٍ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «سُورَةٍ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مِنْ): «مِنْ» : حَرْفُ جَرٍّ.

ص: 35

(مِثْلِهِ): «مِثْلِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(وَادْعُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «ادْعُوا»:: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(شُهَدَاءَكُمْ): «شُهَدَاءَ» : مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالشُّهَدَاءُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُمُ المَدْعُوُّونَ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمُ النَّاسُ لِأَنَّهُمُ الدَّاعُونَ لَوْ تَحَقَّقَتِ الدَّعْوَةُ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ؛ أَيْ:«دَعَا النَّاسُ شُهَدَاءَهُمْ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَضَمِيرٌ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(دُونِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(اللَّهِ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(إِنْ): حَرْفُ شَرْطٍ، جَازِمٌ.

(كُنْتُمْ): «كُنْ» : فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(صَادِقِينَ): خَبَرُ «كَانَ» مَنْصُوبٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ مَقْرُونٌ بِالشَّرْطِ عَنِ النَّاسِ بِأَنَّهُمْ صَادِقُونَ أَمْ لَا، فَالنَّاسُ مُخْبَرٌ عَنْهُمْ، وَالصِّدْقُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ - تَعْلِيقًا -، وَهُوَ إِخْبَارٌ اتَّصَلَ بِـ «كَانَ»؛ فَالنَّاسُ: اسْمُ «كَانَ» ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «تُمْ» عَنْهُمْ، وَ «صَادِقِينَ»: خَبَرُهَا.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنْ كَانَ النَّاسُ صَادِقِينَ» ؛ حَرْفُ شَرْطٍ وَ «كَانَ» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا.

{فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)}

(فَإِنْ): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِنْ»: حَرْفُ شَرْطٍ، جَازِمٌ.

ص: 36

(لَمْ): حَرْفُ نَفْيٍ، وَجَزْمٍ.

(تَفْعَلُوا): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِحَذْفِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(وَلَنْ): الوَاوُ: اعْتِرَاضِيَّةٌ، وَ «لَنْ»: حَرْفُ نَفْيٍ وَنَصْبٍ.

(تَفْعَلُوا): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِحَذْفِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(فَاتَّقُوا): الفَاءُ: فَاءُ جَوَابِ الشَّرْطِ، وَ «اتَّقُوا»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(النَّارَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالنَّارُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المُتَّقَاةُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمُ النَّاسُ لِأَنَّهُمُ المَأْمُورُون بِالتَّقْوَى؛ أَيِ المُتَّقُونَ - لَوْ تَحَقَّقَتِ التَّقْوَى -، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ؛ أَيِ:«اتَّقَى النَّاسُ النَّارَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(الَّتِي): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(وَقُودُهَا): «وَقُودُ» : مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنْ وَقُودِ النَّارِ بِأَنَّهُ النَّاسُ؛ فَالوَقُودُ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُمُ النَّاسُ لِأَنَّهُمُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ الوَقُودِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «وَقُودُ النَّارِ هُمُ النَّاسُ» ؛ مُبْتدَأٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَضَمِيرُ فَصْلٍ وَخَبَرٌ.

(النَّاسُ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

كَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ: فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنْ وَقُودِ النَّارِ بِأَنَّهُ النَّاسُ؛ فَالوَقُودُ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ النَّاسُ لِأَنَّهُمُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ الوَقُودِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «وَقُودُ النَّارِ هُوَ النَّاسُ» ؛ مُبْتدَأٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَضَمِيرُ فَصْلٍ وَخَبَرٌ.

(وَالْحِجَارَةُ): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَوَقُودُهَا الحِجَارَةُ» ، وَ «الحِجَارَةُ»: مَعْطُوفٌ

ص: 37

مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالحِجَارَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى النَّاسِ؛ أَيْ: «وَقُودُ النَّارِ النَّاسُ، وَوَقُودُ النَّارِ الحِجَارَةُ» .

(أُعِدَّتْ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، بِصِيغَةِ المَبْنِيِّ لِلْمَجْهُولِ، وَالتَّاءُ: تَاءُ التَّأْنِيثِ.

(لِلْكَافِرِينَ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «الكَافِرِينَ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

‌{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ

كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)}

(وَبَشِّرِ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «بَشِّرْ»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

وَكَسْرُ الرَّاءِ هُوَ كَسْرٌ عَارِضٌ، وَذَلِكَ لِالْتِقَاءِ سَاكِنَيْنِ.

(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(آمَنُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(وَعَمِلُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَبَشِّرِ الَّذِينَ عَمِلُوا» ، وَ «عَمِلُوا»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(الصَّالِحَاتِ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالكَسْرَةِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ.

فَالصَّالِحَاتُ - هُنَا - مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المَعْمُولَةُ، وَالمُرَادُ: صَالِحَاتُ الأَعْمَالِ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ: عَامِلُوهَا، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «عَمِلَ العَامِلُونَ الصَّالِحَاتِ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(أَنَّ): حَرْفُ نَصْبٍ.

(لَهُمْ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(جَنَّاتٍ): اسْمُ «إِنَّ» مَنْصُوبٌ بِالكَسْرَةِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ.

ص: 38

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ الجَنَّاتِ بِأَنَّهَا مُسْتَحَقَّةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَعَامِلِي الصَّالِحَاتِ، فَالجَنَّاتُ مُخْبَرٌ عَنْهَا بِأَمْرٍ، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «أَنَّ» .

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلةِ: «أَنَّ الجَنَّاتِ مُسْتَحَقَّةٌ لَهُمْ» «أَنَّ» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا المَحْذُوفُ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ.

(تَجْرِي): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلثِّقَلِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(تَحْتِهَا): «تَحْتِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

(الأَنْهَارُ): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالأَنْهَارُ: فَاعِلٌ؛ لِأَنَّهَا الجَارِيَةُ، وَالمُرَادُ: المَاءُ الَّذِي فِيهَا؛ فَأُسْنِدَ الجَرْيُ إِلَى الأَنْهَارِ مَجَازًا.

(كُلَّمَا): «كُلَّ» : ظَرْفُ زَمَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «مَا» ، وَ «مَا»: مَصْدَرِيَّةٌ ظَرْفِيَّةٌ.

فَـ «كُلَّ» بِاتِّصَالِهَا بِـ «مَا» فِي الجُمْلَةِ: دَلَّتْ بِالقَصْدِ عَلَى زَمَنِ الرِّزْقِ وَتَكْرَارِهِ.

(رُزِقُوا): فِعْلٌ مَاضٍ بِصِيغَةِ المَبْنِيِّ لِلمَجْهُولِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(مِنْهَا): «مِنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(ثَمَرَةٍ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(رِزْقًا): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ جَاءَ بِصِيغَةِ المَبْنِيِّ لِلْمَجْهُولِ، وَنَائِبُ الفَاعِلِ: هُمُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ؛ أَيْ:«كُلَّمَا رُزِقَ المؤْمِنُونَ» ، وَأَمَّا الرَّازِقُ فَهُوَ اللهُ - تَعَالَى -، وَأَمَّا الرِّزْقُ فَهُوَ: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَرْزُوقُ لَهُمْ.

فَالتَرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «كُلَّمَا رَزَقَ اللهُ المُؤْمِنِينَ رِزْقًا» ؛ ظَرْفٌ وَفِعْلٌ

ص: 39

وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ وَمَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ.

(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(هَذَا): اسْمُ إِشَارَةٍ.

(الَّذِي): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(رُزِقْنَا): فِعْلٌ مَاضٍ بِصِيغَةِ المَبْنِيِّ المَجْهُولِ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(قَبْلُ): ظَرْفُ زَمَانٍ، مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِأَنَّهُ مَقْطُوعٌ عَنِ الإِضَافَةِ.

فَـ «قَبْلُ» : دَلَّتْ بِالقَصْدِ عَلى زَمَنِ الرِّزْقِ المُشَارِ إِلَيْهِ بِحُدُوثِهِ فِي المَاضِي.

(وَأُتُوا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «أُتُوا»: فِعْلٌ مَاضٍ بِصِيغَةِ المَبْنِيِّ لِلمَجْهُولِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(بِهِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(مُتَشَابِهًا): حَالٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالتَّشَابُهُ هُوَ حَالُ الثَّمَرِ عِنْدَ الإِتْيَانِ بِهِ.

(وَلَهُمْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَاللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(فِيهَا): «فِي» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

(أَزْوَاجٌ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

ففِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنْ أَزْوَاجٍ فِي الجَنَّةِ بِأَنَّهَا مُسْتَحَقَّةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَعَامِلِي الصَّالِحَاتِ، فَالأَزْوَاجُ مُخْبَرٌ عَنْهَا بِأَمْرٍ؛ فَهِيَ مُبْتَدَأٌ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ الاسْتِحْقَاقُ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «الأَزْوَاجُ مُسْتَحَقَّةٌ فِي الجَنَّةِ لِلْمُؤْمِنِينَ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ.

(مُطَهَّرَةٌ): نَعْتٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «مُطَهَّرَةٌ» : صِفَةٌ لِـ «أَزْوَاجٌ» ؛ أَيْ: «وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مَوْصُوفَةٌ بِالطَّهَارَةِ» .

(وَهُمْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

ص: 40

(فِيهَا): «فِي» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

(خَالِدُونَ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالوَاوِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مَذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المُؤْمِنِينَ بِأَنَّهُمْ خَالِدُونَ فِي الجَنَّةِ، فَالمُؤْمِنُونَ مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «هُمْ» عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَأَمَّا الخُلُودُ فَهُوَ الخَبَرُ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ المُؤْمِنِينَ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «المُؤْمِنُونَ خَالِدُونَ فِي الجَنَّةِ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ.

‌{إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِ أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا

فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)}

(إِنَّ): حَرْفُ نَصْبٍ.

(اللَّهَ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمُ «إِنَّ» ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ اللَّهِ عز وجل بِأَنَّهُ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا، فَاللهُ - تَعَالَى - مُخْبَرٌ عَنْهُ بِأَمْرٍ، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «إِنَّ» ، فَلَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمُ «إِنَّ» ، وَأَمَّا خَبَرُهَا فَهُوَ عَدَمُ الاسْتِحْيَاءِ مِنْ ضَرْبِ المَثَلِ، وَقَدْ جَاءَ بِصِيغَةِ الجُمْلَةِ الفِعْلِيَّةِ.

(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ.

(يَسْتَحْيِي): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلثِّقَلِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(أَنْ): حَرْفُ نَصْبٍ.

(يَضْرِبَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مَثَلًا): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالمَثَلُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَضْرُوبُ، وَالفَاعِلُ هُوَ اللهُ - تَعَالَى - لِأَنَّهُ

ص: 41

ضَارِبُ المَثَلِ، وَقَدْ نَابَ عَنْ لَفْظِ الجَلَالَةِ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(مَا): لِلإِبْهَامِ.

(بَعُوضَةً): بَدَلٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالبَعُوضَةُ بَدَلٌ مِنَ المَثَلِ؛ لِأَنَّهَا المَثَلُ المُرَادُ ضَرْبُهُ.

(فَمَا): الفَاءُ: عَطْفٌ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيْ: «فَيَضْرِبُ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَالَّذِي فَوْقَهَا» .

(فَوْقَهَا): «فَوْقَ» : ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

فَـ «فَوْقَ» : دَلَّتْ بِالقَصْدِ عَلَى العُلُوِّ وَالَّذِي بِدَوْرِهِ يَدُلُّ عَلَى المَكَانِ، وَالمُرَادُ: عُلُوُّ الكِبَرِ؛ أَيِ: البَعُوضَةُ وَمَا هُوَ أَعْلَى مِنْهَا كِبَرًا، وَقِيلَ: عُلُوُّ الصِّغَرِ، وَمَحَلُّهُ التَّفَاسِيرُ.

(فَأَمَّا): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «أَمَّا»: حَرْفُ تَفْصِيلٍ.

(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(آمَنُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(فَيَعْلَمُونَ): الفَاءُ: فَاءُ «أَمَّا» ، وَ «يَعْلَمُونَ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(أَنَّهُ): «أَنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(الْحَقُّ): خَبَرُ «أَنَّ» مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المَثَلِ بِأَنَّهُ حَقٌّ مِنَ اللهِ - تَعَالَى -، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «أَنَّ» ؛ فَالمَثَلُ هُوَ المُخْبَرُ عَنْهُ؛ فَهُوَ اسْمُ «أَنَّ» ، وَقَدْ نَابَتِ الهَاءُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَأَمَّا الحَقُّ فَهُوَ الأَمْرُ الُمخْبَرُ بِهِ عَنِ المَثَلِ؛ فَالحَقُّ: خَبَرُ «إِنَّ» .

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «أَنَّ المَثَلَ حَقٌّ» ؛ «أَنَّ» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(رَبِّهِمْ): «رَبِّ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

ص: 42

(وَأَمَّا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «أَمَّا»: حَرْفُ تَفْصِيلٍ.

(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(كَفَرُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاو الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(فَيَقُولُونَ): الفَاءُ: فَاءُ «أَمَّا» ، وَ «يَقُولُونَ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(مَاذَا): «مَاذَا» : اسْمُ اسْتِفْهَامٍ؛ أَيْ: «أَيَّ شَيْءٍ أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلًا» ، أَوْ «مَا»: اسْمُ اسْتِفْهَامٍ، وَ «ذَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ بِمَعْنَى: «مَا الَّذِي أَرَادَهُ اللهُ بِهَذَا مَثَلًا» .

(أَرَادَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(اللَّهُ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَاللَّهُ فَاعِلُ الإِرَادَةِ - اسْتِفْهَامًا وَجَوَابًا -.

(بِهَذَا): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هَذَا»: اسْمُ إِشَارَةٍ.

(مَثَلًا): تَمْيِيزٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالمَثَلُ - هُنَا -: تَمْيِيزٌ؛ لِأَنَّهُ لَفْظٌ مُمَيِّزٌ لِمَاهِيَّةِ الشَّيْءِ المُرَادِ، لَا المُرَادِ نَفْسِهِ.

(يُضِلُّ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(بِهِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(كَثِيرًا): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

أَيْ: يُضِلُّ بِهِ الكَثِيرَ مِنَ الكَافِرِينَ، فَـ «كَثِيرًا»: مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّهُمُ المُضَلُّونَ الَذِينَ وَقَعَ عَلَيْهِمُ الإِضْلَالُ، وَأَمَّا المُضِلُّ فَهُوَ اللهُ عز وجل، وَقَدْ نَابَ عَنْ لَفْظِ الجَلَالَةِ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «يُضِلُّ اللهُ بِالمَثَلِ الكَثِيرَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(وَيَهْدِي): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلثِّقَلِ.

ص: 43

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(بِهِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(كَثِيرًا): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

أَيْ: يَهْدِي بِهِ الكَثِيرَ مِنَ المُؤْمِنِينَ، فَـ «كَثِيرًا»: مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّهُمُ المَهْدِيُّونَ الَذِينَ وَقَعَ عَلَيْهِمُ الهُدَى، وَأَمَا الهَادِي فَهُوَ اللهُ - تَعَالَى -، وَقَدْ نَابَ عَنْ لَفْظِ الجَلَالَةِ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «يَهْدِي اللهُ بِالمَثَلِ الكَثِيرَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(وَمَا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «مَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(يُضِلُّ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(بِهِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(إِلَّا): حَرْفُ حَصْرٍ وَاسْتِثْنَاءٍ.

(الْفَاسِقِينَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَـ «الفَاسِقِينَ» : مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّهُمُ المُضَلُّونَ الَذِينَ وَقَعَ عَلَيْهِمُ الإِضْلَالُ، وَأَمَّا المُضِلُّ فَهُوَ اللهُ - تَعَالَى -، وَقَدْ نَابَ عَنْ لَفْظِ الجَلَالَةِ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «يُضِلُّ اللهُ بِالمَثَلِ الفَاسِقِينَ» فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

{الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)}

(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(يَنْقُضُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

ص: 44

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(عَهْدَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالعَهْدُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ؛ لأَنَّهُ المَنْقُوضُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمُ الفَاسِقُونَ لِأَنَّهُمُ النَّاقِضُونَ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَرْكِيبُ الأَصْلِيُّ: «يَنْقُضُ الفَاسِقُونَ العَهْدَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(اللَّهِ): لَفْظُ الجَلَالَةِ، مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(بَعْدِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مِيثَاقِهِ): «مِيثَاقِ» : مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(وَيَقْطَعُونَ): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَالَّذِينَ» ، وَ «يَقْطَعُونَ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(مَا): اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيْ: «وَيَقْطَعُونَ الَّذِي» .

(أَمَرَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(اللَّهُ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَاللهُ عز وجل هُوَ الآمِرُ.

(بِهِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(أَنْ): حَرْفُ نَصْبٍ.

(يُوصَلَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ، بِصِيغَةِ المَبْنِيِّ لِلْمَجْهُولِ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَيُفْسِدُونَ): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَالَّذِينَ» ، وَ «يُفْسِدُونَ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(فِي): حَرْفُ جَرٍّ.

(الأَرْضِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

ص: 45

(أُولَئِكَ): اسْمُ إِشَارَةٍ.

(هُمُ): ضَمِيرٌ.

(الْخَاسِرُونَ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالوَاوِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ الفَاسِقِينَ بِأَنَّهُمُ الخَاسِرُونَ؛ فَالفَاسِقُونَ هُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَالخُسْرَانُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِ المُنَافِقِينَ اسْمُ الإِشَارَةِ «أُولَئِكَ»؛ فَـ «أُولَئِكَ»: اسْمُ إِشَارَةٍ فِي مَحَلِّ مُبْتَدَإٍ، وَ «الخَاسِرُونَ»: خَبَرٌ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «المُنَافِقُونَ هُمُ الخَاسِرُونَ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَضَمِيرُ فَصْلٍ وَخَبَرٌ.

{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)}

(كَيْفَ): اسْمُ اسْتِفْهَامٍ.

(تَكْفُرُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(بِاللَّهِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «اللهِ»: لَفْظُ الجَلَالَةِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَكُنْتُمْ): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ؛ أَيْ: «وَحَالُكُمْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ» ، وَ «كُنْتُمْ»: فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِالتَّاءِ المُتَحَرِّكَةِ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(أَمْوَاتًا): خَبَرُ «كَانَ» ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ الكَافِرِينَ بِأَنَّهُمْ أَمْوَاتٌ فِيمَا مَضَى، فَالكَافِرُونَ هُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهِمْ الضَّمِيرُ «تُمْ» ، وَالمَوْتُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الخَبَرُ بِـ «كَانَ» .

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «كَانَ الكَافِرُونَ أَمْوَاتًا» ؛ «كَانَ» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا.

(فَأَحْيَاكُمْ): الفَاءُ: عَطْفٌ، وَ «أَحْيَا»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ المُقَدَّرِ؛

ص: 46

لِلتَّعَذُّرِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(ثُمَّ): حَرْفُ عَطْفٍ.

(يُمِيتُكُمْ): «يُمِيتُ» : فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(ثُمَّ): حَرْفُ عَطْفٍ.

(يُحْيِيكُمْ): «يُحْيِي» : فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلثِّقَلِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(ثُمَّ): حَرْفُ عَطْفٍ.

(إِلَيْهِ): «إِلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(تُرْجَعُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ، بِصِيغَةِ المَبْنِيِّ لِلْمَجْهُولِ، مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)}

(هُوَ): ضَمِيرٌ.

(الَّذِي): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(خَلَقَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(لَكُمْ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(مَا): اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيْ: «خَلَقَ لَكُمُ الَّذِي فِي الأَرْضِ» .

(فِي): حَرْفُ جَرٍّ.

(الأَرْضِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(جَمِيعًا): حَالٌ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

ص: 47

فَـ «جَمِيعًا» : حَالٌ مُؤَكِّدَةٌ، وَهِيَ الَّتِي لَا تُضِيفُ مَعْنًى زَائِدًا فِي الجُمْلَةِ؛ إِنَّمَا هِيَ تَوْكِيدٌ لِمَا قَبْلَهَا، وَهُنَا جَاءَتْ تَوْكِيدًا لِتَسْخِيرِ المَخْلُوقَاتِ جَمِيعِهَا لِلإِنْسَانِ.

وَمِنْهُمْ مَنْ عَدَّهَا مِنْ أَلْفَاظِ التَّوْكِيدِ؛ لَكِنِ اعْتَرَضَ غَيْرُهُمْ بِأَنَّ «جَمِيعًا» مُجَرَّدَةٌ مِنَ الضَّمِيرِ، وَلَوْ كَانَتْ تَوْكِيدًا لَقِيلَ:«خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعَهُ» .

(ثُمَّ): حَرْفُ عَطْفٍ.

(اسْتَوَى): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنيٌّ عَلَى الفَتْحِ المُقَدَّرِ لِلتَّعَذُّرِ.

(إِلَى): حَرْفُ جَرٍّ.

(السَّمَاءِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(فَسَوَّاهُنَّ): الفَاءُ: عَطْفٌ، وَ «سَوَّى»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنيٌّ عَلَى الفَتْحِ المُقَدَّرِ لِلتَّعَذُّرِ، وَ «هُنَّ»: ضَمِيرٌ.

(سَبْعَ): مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالسَّمَوَاتُ هُنَّ المُسَوَّيَاتُ؛ فَهِيَ المَفْعُولُ بِهِ الأَوَّلُ، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهَا الضَّمِيرُ «هُنَّ» ، وَ «سَبْعَ»: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ لِأَنَّهُنَّ المُسَوَّيَاتُ بِهَذَا العَدَدِ، وَالفَاعِلُ: هُوَ اللهُ عز وجل لِأَنَّهُ المُسَوِّي، وَقَدْ نَابَ عَنْ لَفْظِ الجَلَالَةِ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «سَوَّى اللهُ السَّمَوَاتِ سَبْعًا» .

(سَمَاوَاتٍ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَهُوَ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «هُوَ»: ضَمِيرٌ.

(بِكُلِّ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُلِّ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(شَيْءٍ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(عَلِيمٌ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ اللهِ عز وجل بِأَنَّهُ عَلِيمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ، فَاللهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ؛ فَلَفْظُ الجَلَالَةِ مُبْتَدَأٌ، وَقَدْ نَابَ عَنْهُ الضَّمِيرُ «هُوَ» ، وَالعِلْمُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ اللهِ - تَعَالَى -؛ فَـ «عَلِيمٌ»: خَبَرٌ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «اللهُ عَلِيمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ

ص: 48

وَمُضَافٌ إِلَيْهِ.

{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)}

(وَإِذْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذْ»: ظَرْفُ زَمَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

فَـ «إِذْ» : دَلَّتْ هُنَا بِالقَصْدِ عَلَى حُدُوثِ الحَادِثَةِ المَذْكُورَةِ فِي الزَّمَنِ المَاضِي.

(قَالَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(رَبُّكَ): «رَبُّ» : فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَالكَافُ: ضَمِيرٌ.

فَالرَّبُّ هُوَ القَائِلُ.

(لِلْمَلَائِكَةِ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «المَلَائَكَةِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(إِنِّي): «إِنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَاليَاءُ: ضَمِيرٌ.

(جَاعِلٌ): خَبَرُ «إِنَّ» مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ اللهِ عز وجل بِأَنَّهُ جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً، فَاللهُ

ـ تَعَالَى - مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَقَدْ نَابَتِ اليَاءُ عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ، وَالجَعْلُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ اللهِ عز وجل، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الخَبَرُ بِـ «إِنَّ» .

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنَّ اللهَ جَاعِلٌ» ؛ «إِنَّ» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا.

(فِي): حَرْفُ جَرٍّ.

(الأَرْضِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(خَلِيفَةً): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «خَلِيفَةً» : مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَجْعُولُ، وَهُوَ مَفْعُولٌ بِهِ لِـ «جَاعِلٌ» ، فَـ «جَاعِلٌ»: اسْمُ فَاعِلٍ عَمِلَ عَمَلَ فِعْلِهِ؛ أَيْ: «جَعَلَ اللهُ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ.

(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

ص: 49

(أَتَجْعَلُ): الهَمْزَةُ: حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ، وَ «تَجْعَلُ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(فِيهَا): «فِي» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(مَنْ): اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيْ: «أَتَجْعَلُ فِيهَا الَّذِي يُفْسِدُ فِيهَا» .

(يُفْسِدُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(فِيهَا): «فِي» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(وَيَسْفِكُ): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يَسْفِكُ الدِّمَاءَ» ، وَ «يَسْفِكُ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(الدِّمَاءَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «الدِّمَاءَ» : مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المَسْفُوكَةُ، وَالمُسْتَخْلَفُ: هُوَ الفَاعِلُ لِأَنَّهُ السَّافِكُ لِلدِّمَاءِ، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهِ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «يَسْفِكُ المُسْتَخْلَفُ فِي الأَرْضِ الدِّمَاءَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(وَنَحْنُ): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ؛ أَيْ: «وَحَالُنَا نَحْنُ أَنَّنَا نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ» ، وَ «نَحْنُ»: ضَمِيرٌ.

(نُسَبِّحُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(بِحَمْدِكَ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «حَمْدِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالكَافُ: ضَمِيرٌ.

(وَنُقَدِّسُ): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَنَحْنُ نُقَدِّسُ» ، وَ «نُقَدِّسُ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

ص: 50

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(لَكَ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَالكَافُ: ضَمِيرٌ.

(قَالَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(إِنِّي): «إِنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَاليَاءُ: ضَمِيرٌ.

(أَعْلَمُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(مَا): اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيْ: «إِنِّي أَعلَمُ الَّذِي لَا تَعْلَمُونَ» .

(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ.

(تَعْلَمُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)}

(وَعَلَّمَ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «عَلَّمَ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(آدَمَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ دُونَ تَنْوِينٍ؛ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ، وَمُنِعَ مِنَ الصَّرْفِ لِأَنَّهُ عَلَمٌ أَعْجَمِيٌّ.

فَـ «آدَمَ» : مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المُعَلَّمُ، وَالفَاعِلُ: هُوَ اللهُ - تَعَالَى - لِأَنَّهُ مُعَلِّمُ آدَمَ، وَقَدْ نَابَ عَنْ لَفْظِ الجَلَالَةِ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ.

فَالتَّرْكيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «وَعَلَّمَ اللهُ آدَمَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(الأَسْمَاءَ): مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالأَسْمَاءُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ لِأَنَّهَا المُعَلَّمَةُ لِآدَمَ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «وَعَلَّمَ اللهُ آدَمَ الأَسْمَاءَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ وَمَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ.

ص: 51

(كُلَّهَا): «كُلَّ» : تَوْكِيدٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

فَـ «كُلَّ» - هُنَا -: تَوْكِيدٌ لِـ «الأَسْمَاءَ» ، وَالمُرَادُ: الإحَاطَةُ وَالشُّمُولُ؛ أَيْ: لَمْ يَنْقُصْ مِنَ الأَسْمَاءِ المُعَلَّمَةِ شَيْءٌ.

(ثُمَّ): حَرْفُ عَطْفٍ.

(عَرَضَهُمْ): «عَرَضَ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(عَلَى): حَرْفُ جَرٍّ.

(الْمَلَائِكَةِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(فَقَالَ): الفَاءُ: عَطْفٌ، وَ «قَالَ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(أَنْبِئُونِي): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ؛ لِاتِّصَالهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ، وَالنُّونُ: نُونُ الوِقَايَةِ، وَاليَاءُ: ضَمِيرٌ.

(بِأَسْمَاءِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «أَسْمَاءِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(هَؤُلَاءِ): اسْمُ إِشَارَةٍ.

(إِنْ): حَرْفُ شَرْطٍ، جَازِمٌ.

(كُنْتُمْ): «كُنْ» : فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِالتَّاءِ المُتَحَرِّكَةِ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(صَادِقِينَ): خَبَرُ «كَانَ» مَنْصُوبٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ مَقْرُونٌ بِالشَّرْطِ عَنِ المَلَائِكَةِ بِأَنَّهُمْ صَادِقُونَ، فَالمَلَائِكَةُ مُخْبَرٌ عَنْهُمْ، وَالصِّدْقُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ، وَهُوَ إِخْبَارٌ اتَّصَلَ بِـ «كَانَ»؛ فَالمَلَائِكَةُ: اسْمُ «كَانَ» ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «تُمْ» عَنْهُمْ، وَ «صَادِقِينَ»: خَبَرُهَا.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنْ كَانَتِ المَلَائِكَةُ صَادِقِينَ» ؛ حَرْفُ شَرْطٍ وَ «كَانَ» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا.

{قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)}

(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

ص: 52

(سُبْحَانَكَ): «سُبْحَانَ» : نَائِبُ مَفْعُولٍ مُطْلَقٍ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالكَافُ: ضَمِيرٌ.

فَـ «سُبْحَانَ» : نَائِبُ مَفَعُولٍ مُطْلَقٍ، فَالمَصْدَرُ الأَصْلِيُّ هُوَ:«التَّسْبِيحُ» ؛ أَيْ: «نُسَبِّحُكَ تَسْبِيحًا» .

(لَا): النَّافِيَةُ لِلْجِنْسِ، تَعْمَلُ عَمَلُ «إِنَّ» .

(عِلْمَ): اسْمُ «لَا» ، مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ العِلْمِ بِأَنَّهُ مَنْفِيٌّ وُجُودُهُ عِنْدَ المَلَائِكَةِ؛ إِلَّا مَا عَلَّمَهُمُ اللهُ عز وجل إِيَّاهُ؛ أَيْ: «لَا عِلْمَ مَوْجُودٌ أَوْ كَائِنٌ لَهُمْ إِلَّا مَا عَلَّمَهُمُ اللهُ إِيَّاهُ» ، فَالعِلْمُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَعَدَمُ وُجُودِهِ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ العِلْمِ، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «لَا» النَّافِيَةِ لِلجِنْسِ الَّتِي تَعْمَلُ عَمَلَ «إِنَّ»؛ فَـ «عِلْمَ»: اسْمُ «لَا» ، وَخَبَرُهَا: مَحْذُوفٌ مُقَدَّرٌ.

(لَنَا): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(إِلَّا): حَرْفُ حَصْرٍ وَاسْتِثْنَاءٍ.

(مَا): اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيْ: «إلَّا الَّذِي عَلَّمْتَنَا» .

(عَلَّمْتَنَا): «عَلَّمْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِالتَّاءِ المُتَحَرِّكَةِ، وَالتَّاءُ: ضَمِيرٌ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(إِنَّكَ): «إِنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَالكَافُ: ضَمِيرٌ.

(أَنْتَ): ضَمِيرُ فَصْلٍ.

(العَلِيمُ): خَبَرُ «إِنَّ» مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ اللهِ عز وجل بِأَنَّهُ عَلِيمٌ؛ فاللهُ - تَعَالَى - مُخْبَرٌ عَنْهُ، فَنَابَتِ الكَافُ عَنْ لَفْظِ الجَلَالَةِ، وَالعِلْمُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُ - سُبْحَانَهُ -، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «إِنَّ» .

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنَّ اللهَ هُوَ العَلِيمُ» ؛ «إِنَّ» وَاسْمُهَا وَضَمِيرُ فَصْلٍ وَخَبَرٌ.

(الحَكِيمُ): خَبَرُ «إِنَّ» ثَانٍ، مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

ص: 53

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ ثَانٍ عَنِ اللهِ عز وجل بِأَنَّهُ حَكِيمٌ؛ فاللهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَنَابَتِ الكَافُ عَنْ لَفْظِ الجَلَالَةِ، وَالحِكْمَةُ هِيَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُ - سُبْحَانَهُ -، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «إِنَّ» .

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنَّ اللهَ هُوَ الحَكِيمُ» ؛ «إِنَّ» وَاسْمُهَا وَضَمِيرُ فَصْلٍ وَخَبَرٌ.

{قَالَ يَاآدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33)}

(قَالَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(يَا): حَرْفُ نِدَاءٍ.

(آدَمُ): مُنَادًى مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ.

(أَنْبِئْهُمْ): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(بِأَسْمَائِهِمْ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «أَسْمَاءِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(فَلَمَّا): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «لَمَّا»: اسْمُ شَرْطٍ، غَيْرُ جَازِمٍ.

(أَنْبَأَهُمْ): «أَنْبَأَ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(بِأَسْمَائِهِمْ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «أَسْمَاءِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(قَالَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(أَلَمْ): الهَمْزَةُ: حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ، وَ «لَمْ»: حَرْفُ جَزْمٍ.

(أَقُلْ): فِعْلٌ مَضارِعٌ مَجْزُومٌ بِالسُّكُونِ.

(لَكُمْ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(إِنِّي): «إِنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَاليَاءُ: ضَمِيرٌ.

(أَعْلَمُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

ص: 54

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(غَيْبَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «غَيْبَ» : مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّ الغَيْبَ هُوَ المَعْلُومُ، وَالفَاعِلُ هُوَ اللهُ - تَعَالَى - لِأَنَّهُ عَالِمُ الغَيْبِ، وَقَدْ نَابَ عَنْ لَفْظِ الجَلَالَةِ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «يَعْلَمُ اللَّهُ الغَيْبَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(السَّمَاوَاتِ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَالأَرْضِ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «الأَرْضِ»: اسْمٌ مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «الأَرْضِ» : اسْمٌ مَعْطُوفٌ عَلَى «السَّمَاوَاتِ» ، مَجْرُورٌ بِالإِضَافَةِ؛ أَيْ:«إِنَّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ، وَإِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ الأَرْضِ» .

(وَأَعْلَمُ): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَإِنِّي» ، وَ «أَعْلَمُ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(مَا): اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيْ: «وَأَعْلَمُ الَّذِي تُبْدُونَ» .

(تُبْدُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(وَمَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيْ: «وَأَعْلَمُ الَّذِي تَكْتُمُونَ» .

(كُنْتُمْ): «كُنْ» : فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِالتَّاءِ المُتَحَرِّكَةِ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(تَكْتُمُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِأدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ

ص: 55

الْكَافِرِينَ (34)}

(وَإِذْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذْ»: ظَرْفُ زَمَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

فَـ «إِذْ» : دَلَّتْ هُنَا بِالقَصْدِ عَلَى حُدُوثِ الحَادِثَةِ المَذْكُورَةِ فِي الزَّمَنِ المَاضِي.

(قُلْنَا): «قُلْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(لِلْمَلَائِكَةِ): اللَّامُ حَرْفُ جَرٍّ، وَ «المَلَائِكَةِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(اسْجُدُوا): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(لِآدَمَ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «آدَمَ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالفَتْحَةِ لَا الكَسْرَةِ؛ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ، وَمُنِعَ مِنَ الصَّرْفِ لِأَنَّهُ عَلَمٌ أَعْجَمِيٌّ.

(فَسَجَدُوا): الفَاءُ: عَطْفٌ، وَ «سَجَدُوا»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(إِلاَّ): حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ.

(إِبْلِيسَ): مُسْتَثْنًى مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ.

فَـ «إِبْلِيسَ» لَمْ يُنَوَّنْ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ، وَمُنِعَ مِنَ الصَّرْفِ لِأَنَّهُ عَلَمٌ أَعْجَمِيٌّ.

(أَبَى): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ المُقَدَّرِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

(وَاسْتَكْبَرَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «اسْتَكْبَرَ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(وَكَانَ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «كَانَ»: فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(مِنَ): حَرْفُ جَرٍّ.

(الْكَافِرِينَ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

{وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)}

(وَقُلْنَا): الوَاوُ: عَاطِفَةٌ؛ أَيْ: «وَإِذْ قُلْنَا» ، «قُلْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ

ص: 56

لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(يَا): حَرْفُ نِدَاءٍ.

(آدَمُ): مُنَادًى مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ.

(اسْكُنْ): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

(أَنتَ): ضَمِيرٌ، جَاءَ هُنَا للِتَّوْكِيدِ.

(وَزَوْجُكَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «زَوْجُ»: مَعْطُوفٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَالكَافُ: ضَمِيرٌ.

فَـ «زَوْجُ» : مَعْطُوفٌ عَلَى الفَاعِلِ، وَهُوَ آدَمُ؛ لِأَنَّهُ السَّاكِنُ، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهِ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ، فَيَكُونُ المَعْنَى:«يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ، وَلْتَسْكُنْ زَوْجُكَ» ؛ فَهِيَ سَاكِنَةٌ أَيْضًا، وَلِهَذَا قِيلَ أَيْضًا فِي إِعْرَابِهَا: فَاعِلٌ لِفِعْلِ مُقَدَّرٍ.

(الْجَنَّةَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «الجَنَّةَ» : مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّهَا المَسْكُونَةُ.

(وَكُلَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «كُلَا»: فِعْلٌ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِأَلِفِ الاثْنَيْنِ، وَالأَلِفُ: ضَمِيرٌ.

(مِنْهَا): «مِنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(رَغَدًا): حَالٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

أَيْ: «وَكُلَا مِنْهَا وَأَنْتُمْ فِي رَغَدٍ» ، أَوْ «وَأَنْتُمْ فِي حَالَةِ رَغَدٍ» ، أَوْ «وَأَنْتُمْ رَاغِدُونَ» .

(حَيْثُ): ظَرْفُ مَكَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ.

(شِئْتُمَا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِالتَّاءِ المُتَحَرِّكَةِ، وَ «تُمَا»: ضَمِيرٌ.

(وَلَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَهْيٍ، جَازِمٌ لِلْفِعْلِ المُضَارِعِ.

(تَقْرَبَا): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِحَذْفِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالأَلِفُ: ضَمِيرٌ.

(هَذِهِ): اسْمُ إِشَارَةٍ.

ص: 57

(الشَّجَرَةَ): بَدَلٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالشَّجَرَةُ فِي السِّيَاقُ: هِيَ المَقْرُوبَةُ لَوْ لَمْ يُنْهَ عَنْ ذَلِكَ، فَهِيَ: مَفْعُولٌ بِهِ، لَكِنْ سَبَقَهَا بِالإِشَارَةِ إِلَيْهَا اسْمُ الإِشَارَةِ «هَذِهِ» وَنَابَ عَنْ ذِكْرِهَا، فَاسْمُ الإِشَارَةِ: ضَمِيرٌ فِي مَحَلِّ مَفْعُولٍ بِهِ، وَ «الشَّجَرَةَ» بَعْدَ اسْمِ الإِشَارَةِ: بَدَلٌ مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ يَقُومُ مَقَامَهُ.

(فَتَكُونَا): الفَاءُ: سَبَبِيَّةٌ، نَاصِبَةٌ لِلْفِعْلِ المُضَارِعِ، وَ «تَكُونَا»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ نَاقِصٌ مَنْصُوبٌ بِحَذْفِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالأَلِفُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ «تَكُونَا» نُصِبَ بِالفَاءِ السَّبَبِيَّةِ، وَالفَاءُ سَبَبِيَّةٌ - هُنَا - لِأَنَّهَا سُبِقَتْ بِنَفْيٍ، وَقَدْ تَوَسَّطَتْ أَمْرَيْنِ، فَكَانَ مَا قَبْلَهَا - إِنْ وَقَعَ - سَبَبًا لِوقُوعِ مَا بَعْدَهَا؛ أَيْ:«إِنْ قَرِبْتُمَا الشَّجَرَةَ كُنْتُمَا مِنَ الظَّالِمِينَ» .

(مِنَ): حَرْفُ جَرٍّ.

(الظَّالِمِينَ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ؛ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)}

(فَأَزَلَّهُمَا): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «أَزَلَّ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَ «هُمَا»: ضَمِيرٌ.

(الشَّيْطَانُ): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالشَّيْطَانُ: فَاعِلٌ؛ لِأَنَّهُ المُزِلُّ.

(عَنْهَا): «عَنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

(فَأَخْرَجَهُمَا): الفَاءُ: عَطْفٌ، وَ «أَخْرَجَ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَ «هُمَا»: ضَمِيرٌ.

(مِمَّا): أَيْ: «مِنْ مَا» ؛ فَـ «مِنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيْ: «مِنَ الَّذِي» .

(كَانَا): فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَالأَلِفُ: ضَمِيرٌ.

ص: 58

(فِيهِ): «فِي» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(وَقُلْنَا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «قُلْنَا»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(اهْبِطُوا): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(بَعْضُكُمْ): «بَعْضُ» : مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنْ بَعْضِ الذُّرِّيَّةِ بِأَنَّهُمْ عَدُوٌّ لِلْبَعْضِ الآخَرِ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ، وَمَحَلُّهُ التَّفَاسِيرُ، فَالبَعْضُ هُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ بِالعَدَاوَةِ مَعَ البَعْضِ الآخَرِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْليُّ لِلْجُمْلَةِ: «البَعْضُ عَدُوٌّ لِبَعْضٍ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ.

(لِبَعْضٍ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «بَعْضٍ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(عَدُوٌّ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنْ بَعْضِ الذُّرِّيَّةِ بِأَنَّهُمْ عَدُوٌّ لِلْبَعْضِ الآخَرِ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ، وَمَحَلُّهُ التَّفَاسِيرُ، فَالعَدَاوَةُ هِيَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ البَعْضِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْليُّ لِلْجُمْلَةِ: «البَعْضُ عَدُوٌّ لِبَعْضٍ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ.

(وَلَكُمْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَاللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(فِي): حَرْفُ جَرٍّ.

(الأَرْضِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مُسْتَقَرٌّ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنْ مُسْتَقَرٍّ بِأَنَّهُ مُسْتَحَقٌّ لِلْهَابِطِينَ؛ فَالمُسْتَقَرُّ - وَهُوَ مَوْضِعُ الإِقَامَةِ - هُوَ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَاسْتِحْقَاقُهُ لِلْهَابِطِينَ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «المُسْتَقَرُّ فِي الأَرْضِ مَسُتْحَقٌّ لِلْهَابِطِينَ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ.

(وَمَتَاعٌ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «مَتَاعٌ»: مَعْطُوفٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «مَتَاعٌ» : مَعْطُوفٌ عَلَى «مُسْتَقَرٌّ» ؛ أَيْ: «وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ، وَلَكُمْ فِي

ص: 59

الأَرْضِ مَتَاعٌ».

(إِلَى): حَرْفُ جَرٍّ.

(حِينٍ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)}

(فَتَلَقَّى): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «تَلَقَّى»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ المُقَدَّرِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

(آدَمُ): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ دُونَ تَنْوِينٍ؛ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ، وَمُنِعَ مِنَ الصَّرْفِ لِأَنَّهُ عَلَمٌ أَعْجَمِيٌّ.

وَ «آدَمُ» : فَاعِلٌ لِأَنَّهُ المُتَلَقِّي.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(رَبِّهِ): «رَبِّ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(كَلِمَاتٍ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالكَسْرَةِ لَا الفَتْحَةِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ.

فَالكَلِمَاتُ: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَهَا المُتَلَقَّاةُ.

(فَتَابَ): الفَاءُ: عَطْفٌ، وَ «تَابَ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(عَلَيْهِ): «عَلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(إِنَّهُ): «إِنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(هُوَ): ضَمِيرُ فَصْلٍ.

(التَّوَّابُ): خَبَرُ «إِنَّ» مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ اللهِ عز وجل بِأَنَّهُ التَّوَّابُ؛ فَاللهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَقَدْ نَابَتِ الهَاءُ عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ، وَقَبُولُ التَّوْبَةِ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُ - سُبْحَانَهُ -، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «إِنَّ» .

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ» ؛ «إِنَّ» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا.

(الرَّحِيمُ): خَبَرُ «إِنَّ» ثَانٍ، مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

ص: 60

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ ثَانٍ عَنِ اللهِ عز وجل بِأَنَّهُ رَحِيمٌ؛ فَاللهُ - تَعَالَى - مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَقَدْ نَابَتِ الهَاءُ عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ، وَالرَّحْمَةُ هِيَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُ - سُبْحَانَهُ -، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «إِنَّ» .

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنَّ اللهَ رَحِيمٌ» ؛ «إِنَّ» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا.

{قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)}

(قُلْنَا): «قُلْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(اهْبِطُوا): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(مِنْهَا): «مِنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(جَمِيعًا): حَالٌ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «جَمِيعًا» : حَالٌ مُؤَكِّدَةٌ، وَهِيَ الَّتِي لَا تُضِيفُ مَعْنًى زَائِدًا فِي الجُمْلَةِ؛ إِنَّمَا هِيَ تَوْكِيدٌ لِمَا قَبْلَهَا، وَهُنَا جَاءَتْ تَوْكِيدًا لِوُقُوعِ الهُبُوطِ مِنَ الجَمِيعِ.

وَمِنْهُمْ مَنْ عَدَّ «جَمِيعًا» مِنْ ألْفَاظِ التَّوْكِيدِ؛ لَكِنِ اعْتَرَضَ غَيْرُهُمْ بِأَنَّ «جَمِيعًا» مُجَرَّدَةٌ مِنَ الضَّمِيرِ، وَلَوْ كَانَتْ تَوْكِيدًا لَقِيلَ:«اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعُكُمْ» .

(فَإِمَّا): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِمَّا»: أَيْ: «إِنْ مَا» ؛ وَ «إِنْ» : حَرْفُ شَرْطٍ، جَازِمٌ، وَ «مَا»: لِلتَّوْكِيدِ.

(يَأْتِيَنَّكُمْ): «يَأْتِيَنَّ» : فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِنُونِ التَّوْكِيدِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(مِنِّي): «مِنْ» : حَرفُ جَرٍّ، وَاليَاءُ: ضَمِيرٌ.

(هُدًى): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

فَـ «هُدًى» : فَاعِلٌ؛ لِأَنَّهُ الآتِي.

(فَمَنْ): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، أَوْ فَاءُ الجَوَابِ، وَ «مَنْ»: اسْمُ شَرْطٍ، جَازِمٌ.

ص: 61

(تَبِعَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(هُدَايَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ؛ وَاليَاءُ: ضَمِيرٌ.

فَـ «هُدَى» : مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّ الهُدَى هُوَ المَتْبُوعُ؛ وَالفَاعِلُ هُوَ التَّابِعُ، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهِ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «تَبِعُ فُلَانٌ الهُدَى» أَوْ «تَبِعَ التَّابِعُ الهُدَى» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(فَلَا): الفَاءُ: فَاءُ جَوَابِ الشَّرْطِ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(خَوْفٌ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ الخَوْفِ بِأَنَّهُ غَيْرُ وَاقِعٍ عَلَيْهِمْ؛ أَيْ: عَلَى التَّابِعِينَ لِلْهُدَى؛ فَالخَوْفُ مُخْبَرٌ عَنْهُ بِأَمْرٍ؛ فَهُوَ مُبْتَدَأٌ، وَنَفْيُ وُقُوعِهِ عَلَيْهِمْ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ؛ أَيْ:«لَا خَوْفٌ وَاقِعٌ عَلَيْهِمْ» ؛ «لَا» وَمُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ وَجَارٌّ وَضَمِيرٌ.

(عَلَيْهِمْ): «عَلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَلَا): الوَاوُ: عَاطِفَةٌ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَفيٍ.

(هُمْ): ضَمِيرٌ.

(يَحْزَنُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)}

(وَالَّذِينَ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «الَّذِينَ»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(كَفَرُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(وَكَذَّبُوا): الوَاوُ: عَاطِفَةٌ؛ أَيْ: «وَالَّذِينَ» ، وَ «كَذَّبُوا»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(بِآيَاتِنَا): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «آيَاتِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «نَا»:

ص: 62

ضَمِيرٌ.

(أُولَئِكَ): اسْمُ إِشَارَةٍ.

(أَصْحَابُ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنْ الكَافِرِينَ بِآيَاتِ اللهِ وَالمُكَذِّبِينَ بِهَا بِأَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ، فَالمَذْكُورُونَ هُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، فَهُمْ مُبْتَدَأُ الكَلَامِ، وَقَدْ نَابَ عَنِ ذِكْرِهِمْ اسْمُ الإِشَارَةِ:«أُولَئِكَ» ، وَصُحْبَةُ النَّارِ هِيَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «الكَافِرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَالمُكَذِّبُونَ بِهَا هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ» ، وَبِتَرْكِيبٍ مُخْتَصَرٍ:«المَذْكُورُونَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَضَمِيرُ فَصْلٍ وَخَبَرٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ.

(النَّارِ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(هُمْ): ضَمِيرٌ.

(فِيهَا): «فِي» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(خَالِدُونَ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ الكَافِرِينَ بِآيَاتِ اللهِ وَعَنِ المُكَذِّبِينَ بِهَا بِأَنَّهُمْ خَالِدُونَ فِي النَّارِ، فَالمَذْكُورُونَ هُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، فَهُمْ مُبْتَدَأُ الكَلَامِ، وَقَدْ نَابَ عَنِ ذِكْرِهِمْ الضَّمِيرُ:«هُمْ» ، وَالخُلُودُ فِي النَّارِ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ: «الكَافِرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَالمُكَذِّبُونَ بِهَا خَالِدُونَ فِي النَّارِ» ، وَبِتَرْكِيبٍ مُخْتَصَرٍ:«المَذْكُورُونَ خَالِدُونَ فِي النَّارِ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ وَجَارٌّ وَمَجرُورٌ.

{يَابَنِي إِسْرَاءِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)}

(يَا): حَرْفُ نِدَاءٍ.

(بَنِي): مُنَادًى مَنْصُوبٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ مُلْحَقٌ بِجَمْعِ المُذَكَّرِ السَّالِمِ، وَحُذِفَتِ النُّونُ لِلْإِضَافَةِ.

ص: 63

(إِسْرَائِيلَ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالفَتْحَةِ لَا الكَسْرَةِ؛ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ.

فَـ «إِسْرَائِيلَ» : مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ لِأَنَّهُ عَلَمٌ أَعْجَمِيٌّ.

(اذْكُرُوا): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(نِعْمَتِيَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ المُقَدَّرَةِ لِاتِّصَالِهِ بِيَاءِ المُتَكَلِّمِ، وَاليَاءُ: ضَمِيرٌ.

وَحَرَكَةُ الفَتْحِ عَلَى اليَاءِ: هِيَ حَرَكَةٌ عَارِضَةٌ، وَذَلِكَ لِالْتِقَاءِ سَاكِنَيْنِ.

(الَّتِي): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(أَنْعَمْتُ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهَا بِالتَّاءِ المُتَحَرِّكَةِ، وَالتَّاءُ: ضَمِيرٌ.

(عَلَيْكُمْ): «عَلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَأَوْفُوا): الوَاوُ: عَاطِفَةٌ؛ أَيْ: «وَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ أَوْفُوا» ، وَ «أَوْفُوا»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(بِعَهْدِي): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «عَهْدِي»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ،

وَاليَاءُ: ضَمِيرٌ.

(أُوفِ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِحَذْفِ حَرْفِ العِلَّةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ «أُوفِ» : مَجْزُومٌ لِأَنَّهُ جَوَابُ الطَّلَبِ؛ أَيِ: «أَوْفُوا بِعَهْدِي لِأُوفِيَ بِعَهْدِكِمُ» .

(بِعَهْدِكُمْ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «عَهْدِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَإِيَّايَ): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ» ، وَ «إِيَّايَ»: ضَمِيرٌ.

(فَارْهَبُونِ): الفَاءُ: لِلتَّوْكِيدِ، وَ «ارْهَبُونِ»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ، وَالنُّونُ: نُونُ الوِقَايَةِ.

وَأَصْلُ «ارْهَبُونِ» : «ارْهَبُونِي» ، وَاليَاءُ المَحْذُوفَةُ: ضَمِيرٌ.

ص: 64

{وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)}

(وَآمِنُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ» ، وَ «آمِنُوا»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(بِمَا): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيْ: «وَآمِنُوا بِالَّذِي» .

(أَنزَلْتُ): «أَنْزَلْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِالتَّاءِ المُتَحَرِّكَةِ، وَالتَّاءُ: ضَمِيرٌ.

(مُصَدِّقًا): حَالٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «مُصَدِّقًا» : حَالٌ مُؤَكِّدَةٌ، وَهِيَ الَّتِي لَا تُضِيفُ مَعْنًى زَائِدًا فِي الجُمْلَةِ؛ وَهُنَا جَاءَتْ لِتَوْكِيدِ حَالٍ لَازِمَةٍ لِلْقرْآنِ، وَهِيَ التَّصْدِيقُ لِمَا فِي التَّوْرَاةِ.

(لِمَا): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(مَعَكُمْ): «مَعَ» : ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَـ «مَعَ» : دَلَّتْ بِالقَصْدِ عَلَى مَكَانِ التَّصْدِيقِ وَالمُوَافَقَةِ؛ أَيْ: «لِمَا عِنْدَكُمْ» ، وَالمُرَادُ: التَّوْرَاةُ.

(وَلَا): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ» ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَهْيٍ، جَازِمٌ.

(تَكُونُوا): فِعْلٌ مُضَارِعٌ نَاقِصٌ، مَجْزُومٌ بِحَذْفِ النُّونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(أَوَّلَ): خَبَرُ «كَانَ» مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ مَقْرُونٌ بِنَهْيٍ، وَلَوْ جُرِّدَ النَّهْيُ لَكَانَ إِخْبَارًا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِأَنَّهُمْ أَوَّلُ كَافِرٍ بِالقُرْآنِ؛ فَبَنُو إِسْرَائِيلٍ مُخْبَرٌ عَنْهُمْ، وَالأَوَّلِيَّةُ هِيَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الخَبَرُ بِـ «كَانَ» ، فَبَنُو إِسْرَائِيلَ: اسْمُ «كَانَ» ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَ «أَوَّلَ»: خَبَرُ «كَانَ» مَنْصُوبٌ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ عِنْدَ التَّجَرُّدِ مِنَ النَّهْيِ: «كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ» ؛

ص: 65

«كَانَ» وَاسْمُهَا وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَخَبَرُهَا وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَجَارٌّ وَضَمِيرٌ.

(كَافِرٍ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(بِهِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(وَلَا): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ» ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَهْيٍ، جَازِمٌ.

(تَشْتَرُوا): فِعْلٌ مُضَارِعٌ، مَجْزُومٌ بِحَذْفِ النُّونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(بِآيَاتِي): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «آيَاتِي»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ، وَاليَاءُ: ضَمِيرٌ.

(ثَمَنًا): مَفْعُولٌ بِه مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالمُرَادُ - هُنَا - بِالاشْتِرَاءِ: الاسْتِبْدَالُ؛ فَالثَّمَنُ - هُنَا - هُوَ المُسْتَبْدَلُ، وَلِهَذَا فَـ «ثَمَنًا»: مَفْعُولٌ بِهِ؛ وَبَنُو اسْرَائِيلِ: فَاعِلٌ؛ لِأَنَّهُمُ المُسْتَبْدِلُونَ؛ وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ؛ أَيِ: «اسْتَبَدَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِآيَاتِ اللهِ ثَمَنًا قَلِيلًا» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَ مُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَنَعْتٌ.

(قَلِيلًا): نَعْتٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالقَلِيلُ صِفَةٌ لِلثَّمَنِ؛ أَيْ: «ثَمَنًا مَوْصُوفًا بِالقِلَّةِ» .

(وَإِيَّايَ): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ» ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(فَاتَّقُونِ): الفَاءُ: لِلتَّوْكِيدِ، وَ «اتَّقُونِ»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ، وَالنُّونُ: نُونُ الوِقَايَةِ.

وَأَصْلُ «اتَّقُونِ» : «اتَّقُونِي» ، وَاليَاءُ المَحْذُوفَةُ: ضَمِيرٌ.

{وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (42)}

(وَلَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَهْيٍ، جَازِمٌ.

(تَلْبِسُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ» ، وَ «تَلْبِسُوا»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِحَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(الْحَقَّ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

ص: 66

فَـ «الحَقَّ» : مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَلْبُوسُ، وَالفَاعِلُ: بَنُو إسْرَائِيلَ؛ لِأَنَّهُمُ اللَّابِسُونَ؛ أَيِ: الخَالِطُونَ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «لَبَسَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الحَقَّ بِالبَاطِلِ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ.

(بِالْبَاطِلِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «البَاطِلِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَتَكْتُمُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَلَا» ، وَ «تَكْتُمُوا»: مَعْطُوفٌ عَلَى «تَلْبِسُوا» ؛ أَيْ: «وَلَا تَكْتُمُوا» ؛ فَهُوَ فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِحَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(الْحَقَّ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «الحَقَّ» : مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَكْتُومُ، وَالفَاعِلُ: بَنُو إسْرَائِيلَ؛ لِأَنَّهُمُ الكَاتِمُونَ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «كَتَمَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الحَقَّ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(وَأَنتُمْ): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ؛ أَيْ: «وَحَالُكُمْ أَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ» ، وَ «أَنْتُمْ»: ضَمِيرٌ.

(تَعْلَمُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعُ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)}

(وَأَقِيمُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ» ، وَ «أَقِيمُوا»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(الصَّلَاةَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «الصَّلَاةَ» : مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المُقَامَةُ لَوْ تَحَقَّقَ الطَّلَبُ، وَالفَاعِلُ: بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ المَأَمُورُونَ بِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ؛ أَيِ القَائِمُونَ لِلصَّلَاةِ لَوْ فَعَلُوا، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ

ص: 67

ذِكْرِهِمْ.

(وَآتُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ» ، وَ «آتُوا»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(الزَّكَاةَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «الزَّكَاةَ» : مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المُؤْتَاةُ لَوْ تَحَقَّقَ الطَّلَبُ، وَالفَاعِلُ: بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ المَأَمُورُونَ بِإِيتَاءِ الزَّكَاةِ؛ أَيِ المُؤْتُونَ لِلزَّكَاةِ لَوْ فَعَلُوا، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

(وَارْكَعُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ» ، وَ «ارْكَعُوا»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(مَعَ): ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «مَعَ» : كَلِمَةٌ دَلَّتْ بِالقَصْدِ عَلَى الاجْتِمَاعِ وَالمُصَاحَبَةِ؛ وَيُرَادُ مَكَانَ الرُّكُوعِ.

(الرَّاكِعِينَ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

‌{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا

تَعْقِلُونَ (44)}

(أَتَأْمُرُونَ): الهَمْزَةُ: اسْتِفْهَامٌ، وَ «تَأْمُرُونَ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(النَّاسَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «النَّاسَ» : مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّهُمُ المَأْمُورُونَ، وَالفَاعِلُ: بَنُو إِسْرَائِيلِ لِأَنَّهُمُ الآمِرُونَ، وَقَدْ نَابِتَ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ؛ أَيْ:«يَأْمُرُ بَنُو إِسرَائِيلَ النَّاسَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(بِالْبِرِّ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «البِرِّ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَتَنسَوْنَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «تَنْسَوْنَ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ

ص: 68

مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(أَنْفُسَكُمْ): «أَنْفُسَ» : مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَـ «أَنْفُسَ» : مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المَنْسِيَّةُ، وَالفَاعِلُ: بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ النَّاسُونَ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ؛ أَيْ:«يَنْسَى بَنُو إِسرَائِيلَ أَنْفُسَهُمْ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَضَمِيرٌ.

(وَأَنتُمْ): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ؛ أَيْ: «وَحَالُكُمْ أَنَّكُمْ تَتْلُونَ» ، وَ «أَنْتُمْ»: ضَمِيرٌ.

(تَتْلُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(الْكِتَابَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «الكِتَابَ» : مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَتْلُوُّ، وَالفَاعِلُ: بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ التَّالُونَ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ؛ أَيْ:«يَتْلُو بَنُو إِسرَائِيلَ الكِتَابَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(أَفَلَا): الهَمْزَةُ: اسْتِفْهَامٌ لِلْإِنْكَارِ وَالتَّوْبِيخِ، وَالفَاءُ: عَطْفٌ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(تَعْقِلُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)}

(وَاسْتَعِينُوا): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(بِالصَّبْرِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «الصَّبْرِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

ص: 69

(وَالصَّلَاةِ): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّلَاةِ» ، وَ «الصَّلَاةِ»: مَعْطُوفٌ عَلَى «الصَّبْرِ» ، مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَإِنَّهَا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِنَّ»: حَرْفُ نَصْبٍ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(لَكَبِيرَةٌ): اللَّامُ: لَامُ الابْتِدَاءِ، وَ «كَبِيرَةٌ»: خَبَرُ «إِنَّ» مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ الصَّلَاةِ بِأَنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الخَاشِعِينَ - وَقِيلَ: المُرَادُ الصَّبْرُ وَالصَّلَاةُ، وَمَحَلُّهُ التَّفَاسِيرُ -، فَالصَّلَاةُ مُخْبَرٌ عَنْهَا بِأَمْرٍ، وَالكِبَرُ - أَيِ الثِّقَلُ - هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهَا، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «إِنَّ»؛ فَالصَّلَاةُ: اسْمُ «إِنَّ» ، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهَا الهَاءُ، وَ «كَبِيرَةٌ»: خَبَرُهَا.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيٌّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنَّ الصَّلَاةَ لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الخَاشِعِينَ» ؛ «إِنَّ» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا.

(إِلَّا): حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ.

(عَلَى): حَرْفُ جَرٍّ.

(الخَاشِعِينَ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

{الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)}

(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(يَظُنُّونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الإَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(أَنَّهُمْ): «أَنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(مُلَاقُو): خَبَرُ «أَنَّ» مَرْفُوعٌ بِالوَاوِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، وَحُذِفَتِ النُّونِ لِلإِضَافَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ الخَاشِعِينَ بِأَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ، فَالخَاشِعُونَ مُخْبَرٌ عَنْهُمْ

بِأَمْرٍ، وَالمُلَاقَاةُ هِيَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهَا، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «أَنَّ» ؛ فَالخَاشِعُونَ

ص: 70

اسْمُ «إِنَّ» ، وَقَدْ نَابَتْ «هُمْ» عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَ «مُلَاقُو»: خَبَرُهَا.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «أَنَّ الخَاشِعِينَ مُلَاقُو رَبِّهِم» ؛ «أَنَّ» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَضَمِيرٌ.

(رَبِّهِمْ): «رَبِّ» : مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَأَنَّهُمْ): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَالَّذِينَ يَظُنُّونَ» ، وَ «أَنَّ»: حَرْفُ نَصْبٍ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(إِلَيْهِ): «إِلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(رَاجِعُونَ): خَبَرُ «أَنَّ» مَرْفُوعٌ بِالوَاوِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ الخَاشِعِينَ بِأَنَّهُمْ رَاجِعُونَ إِلَى رَبِّهِمْ، فَالخَاشِعُونَ مُخْبَرٌ عَنْهُمْ بِأَمْرٍ، وَالرُّجُوعُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «أَنَّ» ؛ فَالخَاشِعُونَ اسْمُ «إِنَّ» ، وَقَدْ نَابَتْ «هُمْ» عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَ «رَاجِعُونَ»: خَبَرُهَا.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «أَنَّ الخَاشِعِينَ رَاجِعُونَ إِلَى رَبِّهِمْ» ؛ «أَنَّ» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَضَمِيرٌ.

{يَابَنِي إِسْرَاءِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)}

(يَا): حَرْفُ نِدَاءٍ.

(بَنِي): مُنَادًى مَنْصُوبٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ مُلْحَقٌ بِجَمْعِ المُذَكَّرِ السَّالِمِ، وَحُذِفَتِ النُّونُ لِلْإِضَافَةِ.

(إِسْرَائِيلَ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالفَتْحَةِ لَا الكَسْرَةِ؛ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ.

فَـ «إِسْرَائِيلَ» : مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ لِأَنَّهُ عَلَمٌ أَعْجَمِيٌّ.

(اذْكُرُوا): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(نِعْمَتِيَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ المُقَدَّرَةِ لِاتِّصَالِهِ بِيَاءِ المُتَكَلِّمِ، وَاليَاءُ:

ص: 71

ضَمِيرٌ.

وَحَرَكَةُ الفَتْحِ عَلَى اليَاءِ: هِيَ حَرَكَةٌ عَارِضَةٌ، وَذَلِكَ لِالْتِقَاءِ سَاكِنَيْنِ.

(الَّتِي): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(أَنْعَمْتُ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهَا بِالتَّاءِ المُتَحَرِّكَةِ، وَالتَّاءُ: ضَمِيرٌ.

(عَلَيْكُمْ): «عَلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَأَنِّي): الوَاوُ: عَاطِفَةٌ؛ أَيْ: «وَاذْكُرُوا» ، وَ «أَنِّي»:«أَنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَاليَاءُ: ضَمِيرٌ.

(فَضَّلْتُكُمْ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِالتَّاءِ المُتَحَرِّكَةِ، وَالتَّاءُ: ضَمِيرٌ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(عَلَى): حَرْفُ جَرٍّ.

(العَالَمِينَ): اسْمٌ مَجرُورٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ مُلْحَقٌ بِجَمْعِ المُذَكَّرِ السَّالِمِ.

{وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (48)}

(وَاتَّقُوا): الوَاوُ: عَاطِفَةٌ؛ أَيْ: «وَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ» ، وَ «اتَّقُوا»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(يَوْمًا): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «يَوْمًا» : مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّ اليَوْمَ هُوَ المُتَّقَى، وَيُرَادُ بِهِ - هُنَا -: العِقَابُ الحَاصِلُ فِيهِ، وَالفَاعِلُ: بَنُو إِسْرَائِيلَ؛ لِأَنَّهُمُ المَأْمُورُونَ بِالتَّقْوَى؛ فَهُمُ المُتَّقُونَ لَوْ فَعَلُوا، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ.

(تَجْزِي): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلثِّقَلِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

ص: 72

(نَفْسٌ): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «نَفْسٌ» : فَاعِلٌ؛ لِأَنَّهَا الجَازِيَةُ لَوْ لَمْ يُنْفَ عَنْهَا ذَلِكَ.

(عَنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(نَفْسٍ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(شَيْئًا): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

الشَّيْءُ: اسْمٌ لِأَيِّ مَوْجُودٍ حِسِّيٍّ أَوْ مَعْنَوِيٍّ؛ فَـ «شَيْئًا» - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّهُ نِيَابَةٌ عَنْ أَيِّ مَجْزِيٍّ - لَوْ تَحَقَّقَ الجَزَاءُ -.

(وَلَا): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَاتَّقُوا يَوْمًا» ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(يُقْبَلُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ بِصِيغَةِ المَبْنِيِّ لِلْمَجْهُولِ، مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(مِنْهَا): «مِنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(شَفَاعَةٌ): نَائِبُ فَاعِلٍ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالشَّفَاعَةُ هِيَ المَقْبُولَةُ - لَوْ تَحَقَّقَ القَبُولُ -، وَالفِعْلُ مَبْنِيٌّ لِلْمَجْهُولِ، وَلِهَذَا فَهِيَ نَائِبُ فَاعِلٍ.

(وَلَا): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَاتَّقُوا يَوْمًا» ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(يُؤْخَذُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ بِصِيغَةِ المَبْنِيِّ لِلْمَجْهُولِ، مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(مِنْهَا): «مِنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(عَدْلٌ): نَائِبُ فَاعِلٍ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالعَدْلُ هُوَ الفِدْيَةُ، وَهُوَ المَأْخُوذُ - لَوْ تَحَقَّقَ الأَخْذُ -، وَالفِعْلُ مَبْنِيٌّ لِلْمَجْهُولِ، وَلِهَذَا فَهِيَ نَائِبُ فَاعِلٍ.

(وَلَا): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تُنْصَرُونَ فِيهِ» ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(هُمْ): ضَمِيرٌ.

(يُنْصَرُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ بِصِيغَةِ المَبْنِيِّ لِلْمَجْهُولِ، مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ

ص: 73

مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)}

(وَإِذْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذْ»: ظَرْفُ زَمَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

فَـ «إِذْ» : دَلَّتْ هُنَا بِالقَصْدِ عَلَى حُدُوثِ الحَادِثَةِ المَذْكُورَةِ فِي الزَّمَنِ المَاضِي.

(نَجَّيْنَاكُم): «نَجَّيْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(آلِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

(فِرْعَوْنَ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالفَتْحَةِ لَا الكَسْرَةِ، غَيْرُ مُنَوَّنٍ؛ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ.

فَفِرْعَوْنُ: اسْمٌ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ لِأَنَّهُ عَلَمٌ أَعْجَمِيٌّ.

(يَسُومُونَكُمْ): «يَسُومُونَ» : فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(سُوءَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «يَسُومُونَ» : فِعْلٌ، وَفَاعِلُ السَّوْمِ هُمْ آلُ فِرْعِوْنِ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَالمَسُومُونَ هُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ، وَقَدْ نَابَتْ «كُمْ» عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَ «سُوءَ»: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ لِأَنَّهُ المَسُومُ الثَّانِي؛ أَيِ المَسُومُ الوَاقِعُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «سَامَ آلُ فِرْعَوْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ سُوءَ العَذَابِ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ.

(العَذَابِ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(يُذَبِّحُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

ص: 74

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(أَبْنَاءَكُمْ): «أَبْنَاءَ» : مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَـ «أَبْنَاءَ» : مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّ أَبَنَاءَ بَنِي إِسْرَائِيلَ هُمُ المُذَبَّحُونَ، وَالفَاعِلُ: آلُ فِرْعَوْنَ لِأَنَّهُمُ المُذَبِّحُونَ؛ وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «يُذَبِّحُ آلُ فِرْعَوْنَ أَبْنَاءَ بَنِي إِسْرَائِيلَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَمُضَافَانِ إِلَيْهِمَا.

(وَيَسْتَحْيُونَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «يَسْتَحْيُونَ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(نِسَاءَكُمْ): «نِسَاءَ» : مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَـ «اسْتَحْيَاهُ» ؛ أَيِ: اسْتَبْقَاهُ حَيًّا؛ فَـ «نِسَاءَ» : مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُنَّ المُسْتَبْقَيَاتُ، وَفَاعِلُ الاسْتِحْيَاءِ هُمْ آلُ فِرْعَوْنَ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «اسْتَحْيَا آلُ فِرْعَوْنَ نِسَاءَ بَنِي إِسْرَائِيلَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَمُضَافَانِ إِلَيْهِمَا.

(وَفِي): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «فِي»: حَرْفُ جَرٍّ.

(ذَلِكُمْ): اسْمُ إِشَارَةٍ.

(بَلَاءٌ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ البَلَاءِ بِأَنَّهُ كَائِنٌ فِي ذَلِكَ الَّذِي أُشِيرَ إِلَيْهِ، وَقِيلَ عنِ البَلَاءِ هُنَا بِأَنَّهُ الإِنْعَامُ، وَمَحَلُّهُ التَّفَاسِيرُ؛ فَالبَلاءُ: مُخْبَرٌ عَنْهُ بِأَمْرٍ؛ فهُوَ مُبْتَدَأٌ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «البَلَاءُ كَائِنٌ فِي ذَلِكَ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ وَجَارٌّ وَاسْمُ إِشَارَةٍ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(رَبِّكُمْ): «رَبِّ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(عَظِيمٌ): نَعْتٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

ص: 75

فَالعَظَمَةُ صِفَةٌ لِلْبَلَاءِ؛ أَيْ: «وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مَوْصُوفٌ بِالعَظَمَةِ» .

{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (50)}

(وَإِذْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذْ»: ظَرْفُ زَمَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

فَـ «إِذْ» : دَلَّتْ هُنَا بِالقَصْدِ عَلَى حُدُوثِ الحَادِثَةِ المَذْكُورَةِ فِي الزَّمَنِ المَاضِي.

(فَرَقْنَا): «فَرَقْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(بِكُمُ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(الْبَحْرَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «البَحْرَ» : مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّهُ المَفْرُوقُ؛ أَيِ: المَفْلُوقُ وَالمَقْسُومُ، وَالفَاعِلُ: هُوَ اللهُ - تَعَالى - لِأَنَّهُ الفَارِقُ، وَقَدْ نَابَتْ «نَا» عَنْ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «فَرَقَ اللهُ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ البَحْرَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(فَأَنجَيْنَاكُمْ): الفَاءُ: عَطْفٌ، وَ «أَنْجَيْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَأَغْرَقْنَا): الوَاوُ: عَطْفٌ؛ أَيْ: «وَإِذْ أَغْرَقْنَا» ، وَ «أَغْرَقْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(آلَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «آلَ» : مَفْعُولٌ بِهِ؛؛ لِأَنَّ آلَ فِرْعَوْنَ هُمُ المُغْرَقُونَ، وَالفَاعِلُ هُوَ اللهُ - تَعَالَى - لِأَنَّهُ المُغْرِقُ، وَقَدْ نَابَتْ «نَا» عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «أَغْرَقَ اللهُ آلَ فِرْعَوْنَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ.

(فِرْعَوْنَ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالفَتْحَةِ لَا الكَسْرَةِ، غَيْرُ مُنَوَّنٍ؛ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ.

فَفِرْعَوْنُ: اسْمٌ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ لِأَنَّهُ عَلَمٌ أَعْجَمِيٌّ.

ص: 76

(وَأَنتُمْ): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ؛ أَيْ: «وَحَالُكُمُ أَنَّكُمْ تَنْظُرُونَ» ، وَ «أَنْتُمْ»: ضَمِيرٌ.

(تَنْظُرُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

‌{وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ

ظَالِمُونَ (51)}

(وَإِذْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذْ»: ظَرْفُ زَمَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

فَـ «إِذْ» : دَلَّتْ هُنَا بِالقَصْدِ عَلَى حُدُوثِ الحَادِثَةِ المَذْكُورَةِ فِي الزَّمَنِ المَاضِي.

(وَاعَدْنَا): «وَاعَدْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(مُوسَى): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ المُقَدَّرَةِ عَلَى الأَلِفِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

فَـ «مُوسَى» : مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المُوَاعَدُ، وَالفَاعِلُ هُوَ اللهُ - تَعَالَى - لِأَنَّهُ المُوَاعِدُ، وَقَدْ نَابَتْ «نَا» عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «وَاعَدَ اللهُ مُوسَى» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(أَرْبَعِينَ): مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ بِاليَاءِ؛ لأَنَّهُ مُلْحَقٌ بِجَمْعِ المُذَكَّرِ السَّالِمِ.

فَـ «أَرْبَعِينَ» : مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ؛ أَيِ المُوَاعَدُ الثَّانِي؛ لِأَنَّ تَمَامَ الأَرْبَعِينَ لَيْلَةً هُوَ الوَقْتُ المُوَاعَدُ فِيهِ مُوسَى لِإِعْطَائِهِ التَّوْرَاةَ؛ أَيْ: «وَاعَدَ اللهُ مُوسَى انْقِضَاءَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» .

قَالُوا: وَلَا يَصِحُّ إِعْرَابُ «أَرْبَعِينَ» هُنَا ظَرْفَ زَمَانٍ؛ فَكَأَنَّكَ تَقُولُ: «وَاعَدَ اللهُ مُوسَى فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» ؛ فَلَا يَسْتَقِيمُ المَعْنَى.

(لَيْلَةً): تَمْييزٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «لَيْلَةً» : تَمْيِيزٌ لِنَوْعِ الأَرْبَعِينَ.

(ثُمَّ): حَرْفُ عَطْفٌ.

(اتَّخَذْتُمُ): «اتَّخَذْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِـ «تُمْ» ، وَ «تُمْ

ص: 77

ضَمِيرٌ.

(العِجْلَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالعِجْلُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّهُ المُتَّخَذُ إِلَهًا، وَالفَاعِلُ هُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ المُتَّخِذُونَ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «تُمْ» عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «اتَّخَذَ بَنُو إِسْرَائِيلَ العِجْلَ» ؛ أَيْ: إِلَهًا؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(بَعْدِهِ): «بَعْدِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(وَأَنتُمْ): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ؛ أَيْ: «وَحَالُكُمُ أَنَّكُمْ ظَالِمُونَ» ، وَ «أَنْتُمْ»: ضَمِيرٌ.

(ظَالِمُونَ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالوَاوِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِأَنَّهُمْ ظَالِمُونَ، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهِمْ الضَّمِيرُ «أَنْتُمْ» .

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «بَنُو إِسْرَائِيلَ ظَالِمُونَ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَخَبَرٌ.

{ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)}

(ثُمَّ): حَرْفُ عَطْفٍ.

(عَفَوْنَا): «عَفَوْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(عَنْكُمْ): «عَنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(بَعْدِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(ذَلِكَ): اسْمُ إِشَارَةٍ.

(لَعَلَّكُمْ): «لَعَلَّ» : حَرْفٌ نَاسِخٍ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(تَشْكُرُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

ص: 78

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)}

(وَإِذْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذْ»: ظَرْفُ زَمَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

فَـ «إِذْ» : دَلَّتْ هُنَا بِالقَصْدِ عَلَى حُدُوثِ الحَادِثَةِ المَذْكُورَةِ فِي الزَّمَنِ المَاضِي.

(آتَيْنَا): «آتَيْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(مُوسَى): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

فَـ «مُوسَى» مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المُؤْتَى، وَالفَاعِلُ هُوَ اللهُ عز وجل لِأَنَّهُ المُؤْتِي، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «نَا» عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلسِّيَاقِ: «آتَى اللهُ مُوسَى» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(الكِتَابَ): مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالكِتَابُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ لِأَنَّهُ المُؤْتَى لِمُوسَى.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «آتَى اللهُ مُوسَى الكِتَابَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ وَمَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ.

(وَالفُرْقَانَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «الفُرْقَانَ»: اسْمٌ مَعْطُوفٌ عَلَى «الكِتَابَ» ؛ أَيْ: «وَآتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ، وَآتَيْنَا مُوسَى الفُرْقَانَ» .

قِيلَ فِي العَطْفِ هُنَا: هُوَ عَطْفُ تَفْسِيرٍ، أَيْ إِنَّ الكِتَابَ هُوَ الفُرْقَانُ، وَقِيلَ: المُرَادُ بِالفُرْقَانِ: النَّصْرُ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ، وَمَحَلُّهُ التَّفَاسِيرُ.

(لَعَلَّكُمْ): «لَعَلَّ» : حَرْفٌ نَاسِخٌ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(تَهْتَدُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

‌{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ

فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ

ص: 79

إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)}

(وَإِذْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذْ»: ظَرْفُ زَمَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

فَـ «إِذْ» : دَلَّتْ هُنَا بِالقَصْدِ عَلَى حُدُوثِ الحَادِثَةِ المَذْكُورَةِ فِي الزَّمَنِ المَاضِي.

(قَالَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(مُوسَى): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

(لِقَوْمِهِ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «قَوْمِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(يَا): حَرْفُ نِدَاءٍ.

(قَوْمِ): مُنَادًى مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ المُقَدَّرَةِ عَلَى مَا قَبْلَ يَاءِ المُتَكَلِّمِ المَحْذُوفَةِ، وَيَاءُ المُتَكَلِّمِ المَحْذُوفَةُ: ضَمِيرٌ.

(إِنَّكُمْ): «إِنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَالكَافُ: ضَمِيرٌ.

(ظَلَمْتُمْ): «ظَلَمْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِالضَّمِيرِ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(أَنْفُسَكُمْ): «أَنْفُسَ» : مَفْعُولٌ بِهِ منْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالأَنْفُسُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المَظْلُومَةُ، وَالفَاعِلُ: هُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ الظَّالِمُونَ لِأَنْفُسِهِمْ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «تُمْ» عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «ظَلَمَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنْفُسَهُمْ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَضَمِيرٌ.

(بِاتِّخَاذِكُمُ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «اتِّخَاذِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(العِجْلَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالعِجْلُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المُتَّخَذُ إِلَهًا؛ وَالضَّمِيرُ «كُمْ» : فِي مَحَلِّ مُضَافٍ إِلَيْهِ وَلَيْسَ فِي مَحَلِّ فَاعِلٍ؛ لِأَنَّ المَفْعُولِيَّةَ - هُنَا - لِلْمَصْدَرِ الَّذِي هُوَ الاتِّخَاذُ، فَقَامَ مَقَامَ

ص: 80

الفِعْلِ وَعَمِلَ عَمَلَهُ؛ أَيْ: «ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِأَنِ اتَّخَذَتُمُ العِجْلَ إِلَهًا» .

(فَتُوبُوا): الفَاءُ: عَطْفٌ أَوْ سَبَبِيَّةٌ، وَ «تُوبُوا»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ؛ وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(إِلَى): حَرْفُ جَرٍّ.

(بَارِئِكُمْ): «بَارِئِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(فَاقْتُلُوا): الفَاءُ: عَطْفٌ، وَ «اقْتُلُوا»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ؛ وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(أَنْفُسَكُمْ): «أَنْفُسَ» : مَفْعُولٌ بِهِ منْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالأَنْفُسُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المَقْتُولَةُ، وَالفَاعِلُ: هُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ المَأْمُورُونَ بِالقَتْلِ؛ أَيِ: القَاتِلُونَ لَوْ تَحَقَّقَ القَتْلُ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «قَتَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنْفُسَهُمْ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَضَمِيرٌ.

(ذَلِكُمْ): اسْمُ إشَارَةٍ.

(خَيْرٌ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ القَتْلِ بِأَنَّهُ خَيْرٌ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ - وَالمُرَادُ: التَّوْبَةُ -؛ فَالقَتْلُ مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهِ اسْمُ الإِشَارَةِ «ذَلِكَ» ، وَالخَيْرِيَّةُ هِيَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ القَتْلِ؛ فَـ «خَيْرٌ»: خَبَرٌ.

فَالتَّرْكِيبُ الَاصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «القَتْلُ خَيْرٌ لَكُمْ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ وَجَارٌّ وَضَمِيرٌ.

(لَكُمْ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(عِنْدَ): ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

(بَارِئِكُمْ): «بَارِئِ» : مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(فَتَابَ): الفَاءُ: عَطْفٌ، وَ «تَابَ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(عَلَيْكُمْ): «عَلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(إِنَّهُ): «إِنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

ص: 81

(هُوَ): ضَمِيرٌ.

(التَّوَّابُ): خَبَرُ «إِنَّ» مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ اللهِ - تَعَالَى - بِأَنَّهُ التَّوَّابُ، فَاللهُ هُوَ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَالتَّوْبَةُ هِيَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ اللهِ عز وجل، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «إِنَّ» ، وَنَابَتِ الهَاءُ عَنْ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ» ؛ «إِنَّ» وَاسْمُهَا وَضَمِيرُ فَصْلٍ وَخَبَرُهَا.

(الرَّحِيمُ): خَبَرُ «إِنَّ» ثَانٍ، مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ اللهِ - تَعَالَى - بِأَنَّهُ الرَّحِيمُ، فَاللهُ هُوَ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَالرَّحْمَةُ هِيَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ اللهِ عز وجل، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «إِنَّ» ، وَنَابَتِ الهَاءُ عَنْ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّحِيمُ» ؛ «إِنَّ» وَاسْمُهَا وَضَمِيرُ فَصْلٍ وَخَبَرُهَا.

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (55)}

(وَإِذْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذْ»: ظَرْفُ زَمَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

فَـ «إِذْ» : دَلَّتْ هُنَا بِالقَصْدِ عَلَى حُدُوثِ الحَادِثَةِ المَذْكُورَةِ فِي الزَّمَنِ المَاضِي.

(قُلْتُمْ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِالضَّمِيرِ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(يَا): حَرْفُ نِدَاءٍ.

(مُوسَى): مُنَادًى مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ المُقَدَّرِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

(لَنْ): حَرْفُ نَصْبٍ.

(نُؤْمِنَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

(لَكَ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَالكَافُ: ضَمِيرٌ.

ص: 82

(حَتَّى): حَرْفٌ نَاصِبٌ لِلْفِعْلِ المُضَارِعِ بِـ «أَنْ» مُضْمَرَةٍ.

(نَرَى): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

(اللَّهَ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَلَفْظُ الجَلَالَةِ: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّ اللهَ عز وجل هُوَ المَرْئِيُّ لَوْ تَحَقَّقَ ذَلِكَ، وَالفَاعِلُ: بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ الرَّاءُونَ لَوْ تَحَقَّقَ ذَلِكَ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ عَنْ ذِكْرِهِمْ؛ أَيْ:«حَتَّى يَرَى بَنُو إِسْرَائِيلَ اللهَ» ؛ «حَتَّى» وَفِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(جَهْرَةً): حَالٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «جَهْرَةً» : حَالٌ؛ أَي: «حَتَّى نَرَى اللهَ فِي حَالَةِ جَهْرٍ» ؛ أَيْ: بِلَا حِجَابٍ، وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِهَا غَيْرُ ذَلِكَ، وَمَحَلُّهُ التَّفَاسِيرُ.

(فَأَخَذَتْكُمُ): الفَاءُ: عَطْفٌ، وَ «أَخَذَتْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَالتَّاءُ: تَاءُ التَّأْنِيثِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(الصَّاعِقَةُ): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالصَّاعِقَةُ - هُنَا -: فَاعِلٌ لِأَنَّهَا الآخِذَةُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، فَبَنُو إِسْرائِيلَ هُمُ المَأْخُوذُونَ، وَقَدْ نَابَتِ الكَافُ عَنْ ذِكْرِهِمْ؛ أَيْ:«أَخَذَتِ الصَّاعِقَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ.

(وَأَنتُمْ): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ؛ أَيْ: «وَحَالُكُمْ أَنَّكُمْ تَنْظُرُونَ» ، وَ «أَنْتُمْ»: ضَمِيرٌ.

(تَنظُرُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)}

(ثُمَّ): حَرْفُ عَطْفٍ.

(بَعَثْنَاكُمْ): «بَعَثْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»:

ص: 83

ضَمِيرٌ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(بَعْدِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مَوْتِكُمْ): «مَوْتِ» : مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(لَعَلَّكُمْ): «لَعَلَّ» : حَرْفٌ نَاسِخٌ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(تَشْكُرُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)}

(وَظَلَّلْنَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «ظَلَّلْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(عَلَيْكُمُ): «عَلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(الغَمَامَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالغَمَامُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المُظَلَّلُ، وَالفَاعِلُ هُوَ اللهُ عز وجل لِأَنَّهُ المُظَلِّلُ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «نَا» عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «ظَلَّلَ اللهُ الغَمَامَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ.

(وَأَنزَلْنَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «أَنْزَلْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(عَلَيْكُمُ): «عَلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(المَنَّ): مَفْعُولٌ بِهِ منْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالمَنُّ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المُنْزَلُ، وَالفَاعِلُ هُوَ اللهُ - تَعَالَى لِأَنَّهُ المُنْزِلُ،

ص: 84

وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «نَا» عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «أَنْزَلَ اللهُ المَنَّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ.

(وَالسَّلْوَى): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «السَّلْوَى»: اسْمٌ مَعْطُوفٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

فَالسَّلْوَى مَعْطُوفٌ عَلَى المَنِّ؛ أَيْ: «وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ المَنَّ، وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ السَّلْوَى» .

(كُلُوا): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، والوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(طَيِّبَاتِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مَا): اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيْ: «مِنَ الطَّيِّبَاتِ الَّتِي رَزَقْنَاكُمْ إِيَّاهَا» .

(رَزَقْنَاكُمْ): «رَزَقْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَمَا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «مَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(ظَلَمُونَا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(وَلَكِنْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «لَكِنْ»: حَرْفُ اسْتِدْرَاكٍ، لَا عَمَلَ لَهُ.

(كَانُوا): فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(أَنْفُسَهُمْ): «أَنْفُسَ» : مَفْعُولٌ بِهِ مُقَدَّمٌ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالأَنْفُسُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المَظْلُومَةُ، وَقَدْ تَقَدَّمَتْ عَلَى الفِعْلِ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ الظَّالِمُونَ، وَقَدْ نَابَتْ وَاوُ «يَظْلِمُونَ» عَنْ ذِكْرِهِمْ؛ أَيْ:«يَظْلِمُ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنْفُسَهُمْ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(يَظْلِمُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

ص: 85

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)}

(وَإِذْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذْ»: ظَرْفُ زَمَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

فَـ «إِذْ» : دَلَّتْ هُنَا بِالقَصْدِ عَلَى حُدُوثِ الحَادِثَةِ المَذْكُورَةِ فِي الزَّمَنِ المَاضِي.

(قُلْنَا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(ادْخُلُوا): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(هَذِهِ): اسْمُ إِشَارَةٍ يُشِيرُ إِلَى القَرْيَةِ، أَيِ:«ادْخُلُوا القَرْيَةَ» ؛ فَالقَرْيَةُ مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المَدْخُولَةُ، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهَا اسْمُ الإِشَارَةِ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ المَأْمُورُونَ بِالدُّخُولِ - أَيِ الدَّاخِلُونَ -، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

(القَرْيَةَ): بَدَلٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالأَصْلُ فِي القَرْيَةِ - هُنَا - أَنْ يَكُونَ إِعْرَابُهَا مَفْعُولًا بِهِ لِأَنَّهَا المَدْخُولَةُ، لَكِنْ لَمَّا أَشَارَ إِلَيْهَا اسْمُ الإِشَارَةِ قَبْلَهَا أَصْبَحَتِ «القَرْيَةَ» بَدَلًا تَابِعًا لِلْمَفْعُولِ بِهِ فِي حَرَكَتِهِ.

(فَكُلُوا): الفَاءُ: عَاطِفَةٌ، وَ «كُلُوا»: فِعْلُ أَمرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(مِنْهَا): «مِنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(حَيْثُ): ظَرْفُ مَكَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ.

(شِئْتُمْ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيُّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(رَغَدًا): حَالٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

أَيْ: «وَكُلَا مِنْهَا وَأَنْتُمْ فِي رَغَدٍ» ، أَوْ «وَأَنْتُمْ فِي حَالَةِ رَغَدٍ» ، أَوْ «وَأَنْتُمْ رَاغِدُونَ» .

(وَادْخُلُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «ادْخُلُوا»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ

ص: 86

بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(البَابَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالبَابُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَدْخُولُ، وَالفَاعِلُ: هُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ؛ لِأَنَّهُمُ الدَّاخِلُونَ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ عِنْدَ تَحْقِيقِ الأَمْرِ: «دَخَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ البَابَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(سُجَّدًا): حَالٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

أَيْ: «وَادْخُلُوا البَابَ وَأَنْتُمُ سَاجِدُونَ» ، وَفِي مَعْنَى السُّجُودِ - هُنَا - أَقْوَالٌ، مَحَلُّهَا التَّفَاسِيرُ.

(وَقُولُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «قُولُوا»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(حِطَّةٌ): خَبَرٌ لِمُبْتَدَإٍ مَحْذُوفٍ، مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

أَيْ: «وَقُولُوا: دُخُولُنَا حِطَّةٌ لِذُنُوبِنَا» ؛ أَيْ: مَغْفِرَةٌ؛ فَالدُّخُولُ: مُبْتَدَأٌ مَحْذُوفٌ لِأَنَّهُ المُخْبَرُ عَنْهُ بِالحَطِّ، وَحِطَّةٌ: خَبَرٌ؛ لِأَنَّ الحَطَّ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ الدُّخُولِ.

وَقِيلَ فِي تَقْدِيرِ المُبْتَدَإِ غَيْرُ ذَلِكَ، وَمَحَلُّهُ التَّفَاسِيرُ.

(نَغْفِرْ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِالسُّكُونِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ «نَغْفِرْ» : مَجْزُومٌ لِأَنَّهُ جَوَابُ الطَّلَبِ؛ أَيِ: «قُولُوا حِطَّةٌ لِنَغْفِرَ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ» .

(لَكُمْ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(خَطَايَاكُمْ): «خَطَايَا» : مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ المُقَدَّرَةِ عَلَى الأَلِفِ؛ لِلتَّعَذُّرِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالخَطَايَا - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المَغْفُورَةُ إِذَا تحَقَّقَتِ المَغْفِرَةُ، وَالفَاعِلُ هُوَ اللهُ عز وجل لِأَنَّهُ الغَافِرُ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ عَنْ لَفْظِ الجَلَالَةِ؛ أَيْ:«يَغْفِرُ اللهُ الخَطَايَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا قَالُوا حِطَّةٌ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

ص: 87

(وَسَنَزِيدُ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَالسِّينُ: حَرْفُ تَسْوِيفٍ، وَ «نَزِيدُ» فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(المُحْسِنِينَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَالمُحْسِنُونَ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُمُ المَزِيدُونَ، وَالفَاعِلُ: هُوَ اللهُ - تَعَالَى - لِأَنَّهُ فَاعِلُ الزِّيَادَةِ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «زَادَ اللهُ المُحْسِنِينَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}

(فَبَدَّلَ): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «بَدَّلَ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(ظَلَمُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(قَوْلًا): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالقَوْلُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المُبَدَّلُ، وَالفَاعِلُ: هُمُ الظَّالِمُونَ لِأَنَّهُمُ المُبَدِّلُونَ، وَقَدْ نَابَ الاسْمُ المَوْصُولُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «فَبَدَّلَ الظَّالِمُونَ قَوْلًا» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(غَيْرَ): بَدَلٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «غَيْرَ» : بَدَلٌ تَابِعٌ لِـ «قَوْلًا» ؛ أَيْ: «فَبَدَّلَ الظَّالِمُونَ غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ» .

(الَّذِي): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(قِيلَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ؛ بِصِيغَةِ المَجْهُولِ.

(لَهُمْ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(فَأَنزَلْنَا): الفَاءُ: عَطْفٌ، وَ «أَنْزَلْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

ص: 88

(عَلَى): حَرْفُ جَرٍّ.

(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(ظَلَمُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(رِجْزًا): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالرِّجْزُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المُنْزَلُ، وَالفَاعِلُ هُوَ اللهُ لِأَنَّهُ المُنْزِلُ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «أَنْزَلَ اللهُ رِجْزًا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَجَارٌّ وَاسْمٌ مَوْصُولٌ وَفِعْلٌ وَضَمِيرٌ.

(مِنَ): حَرْفُ جَرٍّ.

(السَّمَاءِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

(بِمَا): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ موْصُولٌ؛ أَيْ: «بِالَّذِي» .

(كَانُوا): فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(يَفْسُقُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)}

(وَإِذِ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذْ»: ظَرْفُ زَمَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

فَـ «إِذْ» : دَلَّتْ هُنَا بِالقَصْدِ عَلَى حُدُوثِ الحَادِثَةِ المَذْكُورَةِ فِي الزَّمَنِ المَاضِي.

وَحَرَكَةُ الكَسْرِ فِي الذَّالِ هِيَ حَرْكَةٌ عَارِضَةٌ، وَذَلِكَ بِسَبَبِ الْتِقَاءِ سَاكِنَيْنِ.

(اسْتَسْقَى): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ المُقَدَّرِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

(مُوسَى): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

ص: 89

فَـ «مُوسَى» - هُنَا -: فَاعِلٌ لِأَنَّهُ المُسْتَسْقِي.

(لِقَوْمِهِ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «قَوْمٍ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(فَقُلْنَا): الفَاءُ: عَطْفٌ، وَ «قُلْنَا»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(اضْرِبْ): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

(بِعَصَاكَ): البَاءُ: حَرفُ جَرٍّ، وَ «عَصَاكَ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ، وَالكَافُ: ضَمِيرٌ.

(الحَجَرَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالحَجَرُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَضْرُوبُ، وَالفَاعِلُ: هُوَ مُوسَى لِأَنَّهُ الضَّارِبُ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ عَنْ ذِكْرِهِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «ضَرَبَ مُوَسَى الحَجَرَ بِعَصَاهُ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَضَمِيرٌ.

(فَانفَجَرَتْ): الفاءُ: عَاطِفَةٌ عَلَى مَحْذُوفٍ؛ أَيْ: «فَضَرَبَ، فَانفَجَرَتْ» ، وَ «انْفَجَرَتْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، والتَّاءُ: تَاءُ التَّأْنِيثِ.

(مِنْهُ): «مِنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(اثْنَتَا): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالأَلِفِ لِأَنَّهُ مُلْحَقٌ بِالمُثَنَّى.

فَـ «اثْنَتَا» : فَاعِلٌ؛ لِأَنَّهَا العُيُونُ المُنْفَجِرَةُ.

(عَشْرَةَ): الجُزْءُ الثَّانِي لِلْعَدَدِ المُرَكَّبِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(عَيْنًا): تَمْيِيزٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالعَيْنُ - هُنَا -: تَمْيِيزٌ لِأَنَّهَا جَاءَتْ مُمَيِّزَةً لِنَوْعِ الأَشْيَاءِ المُنْفَجِرَةِ.

(قَدْ): حَرْفُ تَحْقِيقٍ.

(عَلِمَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(كُلُّ): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

ص: 90

فَـ «كُلُّ» : فاعِلٌ لِأَنَّهُمُ العَالِمُونَ؛ أَيْ: أَفْرَادُ كُلِّ مَشْرَبٍ.

(أُنَاسٍ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مَشْرَبَهُمْ): «مَشْرَبَ» : مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالمَشْرَبُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَعْلُومُ.

(كُلُوا): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(وَاشْرَبُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «اشْرَبُوا»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(رِزْقِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(اللَّهِ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَلَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَهْيٍ، جَازِمٌ.

(تَعْثَوا): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِحَذْفِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

وَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَفْتُوحُ الثَّاءِ لِأَنَّ أَصْلَهُ - بِدُونِ وَاوِ الجَمَاعَةِ -: «يَعْثَى» ؛ مَفْتُوحُ الثَّاءِ، وَبِأَلِفٍ مَقْصُورَةٍ فِي آخِرِهِ.

(فِي): حَرْفُ جَرٍّ.

(الأَرْضِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مُفْسِدِينَ): حَالٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «مُفْسِدِينَ» : حَالٌ مُؤَكِّدَةٌ، وَهِيَ الَّتِي لَا تُضِيفُ مَعْنًى زَائِدًا فِي الجُمْلَةِ؛ وَهُنَا جَاءَتْ لِتَوْكِيدِ العَثَيَانِ؛ لِأَنَّهُ الإِفْسَادُ نَفْسُهُ؛ فَمَعْنَى العَثَيَانِ: الإِفْسَادُ.

‌{وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ

مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ

ص: 91

وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)}

(وَإِذْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذْ»: ظَرْفُ زَمَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

فَـ «إِذْ» : دَلَّتْ هُنَا بِالقَصْدِ عَلَى حُدُوثِ الحَادِثَةِ المَذْكُورَةِ فِي الزَّمَنِ المَاضِي.

(قُلْتُمْ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(يَا): حَرْفُ نِدَاءٍ.

(مُوسَى): مُنَادًى مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ المُقَدَّرِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

(لَنْ): حَرْفُ نَصْبٍ.

(نَصْبِرَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

(عَلَى): حَرْفُ جَرٍّ.

(طَعَامٍ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَاحِدٍ): نَعْتٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالطَّعَامُ هُوَ المَوْصُوفُ بِالوَاحِدِ، وَلِهَذَا فَـ «وَاحِدٍ» مَجْرُورَةٌ تَبَعًا لِـ «طَعَامٍ» .

(فَادْعُ): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «ادْعُ»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ حَرْفِ العِلَّةِ.

(لَنَا): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(رَبَّكَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالكَافُ: ضَمِيرٌ.

فَالرَّبُّ: هُوَ المَدْعُوُّ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُوَ: مُوسَى لِأَنَّهُ المَطْلُوبُ مِنْهُ الدُّعَاءُ؛ فَهُوَ الدَّاعِي عِنْدَ تَحْقِيقِ الطَّلَبِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ: «دَعَا مُوسَى رَبَّهُ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَضَمِيرٌ.

(يُخْرِجْ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِالسُّكُونِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ «يُخْرِجْ» : مَجْزُومٌ لِأَنَّهُ جَوَابُ الطَّلَبِ؛ أَيِ: «ادْعُ لَنَا رَبَّكَ لِيُخْرِجَ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضَ» .

(لَنَا): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

ص: 92

(مِمَّا): أَيْ: «مِنْ مَا» ، «مِنْ»: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيْ: «مِنَ الَّذِي تُنْبِتُ الأَرْضَ» .

(تُنْبِتُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفَوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(الأَرْضُ): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالأَرْضُ: فَاعِلٌ لِأَنَّهَا المُنْبِتَةُ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(بَقْلِهَا): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(وَقِثَّآئِهَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «قِثَّائِهَا»: اسْمٌ مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

فَالقِثَّاءُ مَعْطُوفٌ عَلَى البَقْلِ، وَلِهَذَا فَـ «قِثَّائِهَا» مَجْرُورَةٌ تَبَعًا لِـ «بَقْلِهَا»؛ أَيْ:«تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا، وَتُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ قِثَّائِهَا» .

(وَفُومِهَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «فُومِهَا»: اسْمٌ مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

فَالفُومُ مَعْطُوفٌ عَلَى البَقْلِ، وَلِهَذَا فَـ «فُومِهَا» مَجْرُورَةٌ تَبَعًا لِـ «بَقْلِهَا»؛ أَيْ:«تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا، وَتُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ فُومِهَا» .

(وَعَدَسِهَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «عَدَسِهَا»: اسْمٌ مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ

الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

فَالعَدَسُ مَعْطُوفٌ عَلَى البَقْلِ، وَلِهَذَا فَـ «عَدَسِهَا» مَجْرُورَةٌ تَبَعًا لِـ «بَقْلِهَا»؛ أَيْ:«تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا، وَتُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ عَدَسِهَا» .

(وَبَصَلِهَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «بَصَلِهَا»: اسْمٌ مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

فَالبَصَلُ مَعْطُوفٌ عَلَى البَقْلِ، وَلِهَذَا فَـ «بَصَلِهَا» مَجْرُورَةٌ تَبَعًا لِـ «بَقْلِهَا»؛ أَيْ:«تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا، وَتُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَصَلِهَا» .

ص: 93

(قَالَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(أَتَسْتَبْدِلُونَ): الهَمْزَةُ: لِلاسْتِفْهَامِ الإِنْكَارِيِّ وَالتَّعَجُّبِ، وَ «تَسْتَبْدِلُونَ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفَوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(الَّذِي): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(هُوَ): ضَمِيرٌ.

(أَدْنَى): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

فَفِي السِّيَاقِ: «هُوَ أَدْنَى» : إِخْبَارٌ عَنِ الطَّعَامِ الَّذِي طَلَبَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ بِقْلٍ وَقِثَّاءٍ وَفُومٍ وَعَدَسٍ وَبَصَلٍ بأَنَّهُ الأَدْنَى؛ أَيْ: أَدَنَى مِنَ الَّذِي أُنْزَلِ عَلَيْهِمْ - مِنَ المَنِّ وَالسَّلْوَى -، فَالطَّعَامُ المَطْلُوبُ هُوَ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «هُوَ» عَنْ ذِكْرِهِ، فَالضَّمِيرُ «هُوَ»: فِي مَحَلِّ مُبْتَدَإٍ، وَ «أَدْنَى»: خَبَرٌ؛ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْ هَذَا الطَّعَامِ، أَيِ:«الطَّعَامُ المَطْلُوبُ أَدْنَى مِنَ المَنِّ وَالسَّلْوَى» ؛ مُبْتَدَأٌ وَنَعْتٌ وَخَبَرٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَحَرْفُ عَطْفٍ وَمَعْطُوفٌ.

(بِالَّذِي): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «الَّذِي»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(هُوَ): ضَمِيرٌ.

(خَيْرٌ): خَبَرٌ مَرفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي السِّيَاقِ: «هُوَ خَيْرٌ» : إِخْبَارٌ عَنِ الطَّعَامِ المُنْزَلِ - وَهُوَ المَنُّ وَالسَّلْوَى - بِأَنَّهُ خَيْرٌ مِنَ الطَّعَامِ الَّذِي طَلَبَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ بِقْلٍ وَقِثَّاءٍ وَفُومٍ وَعَدَسٍ وَبَصَلٍ، فَالطَعَامُ المُنْزَلُ هُوَ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «هُوَ» عَنْ ذِكْرِهِ، فَالضَّمِيرُ «هُوَ»: فِي مَحَلِّ مُبْتَدَإٍ، وَ «خَيْرٌ»: خَبَرٌ؛ لِأَنَّ الخَيْرِيَّةَ هِيَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهَا عَنْ هَذَا الطَّعَامِ؛ أَيِ: «الطَّعَامُ المُنْزَلُ خَيْرٌ مِنَ الطَّعَامِ المَطْلُوبِ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَنَعْتٌ وَخَبَرٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَنَعْتٌ.

(اهْبِطُوا): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(مِصْرًا): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

ص: 94

فَـ «مِصْرًا» - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَهْبُوطُ؛ أَيِ المَنْزُولُ بِهِ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ الهَابِطُونُ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ: «هَبَطَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِصْرًا» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(فَإِنَّ): الفَاءُ: تَعْلِيلِيَّةٌ، وَ «إِنَّ»: حَرْفُ نَصْبٍ.

(لَكُمْ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(مَا): اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي سَأَلْتُمْ» .

(سَأَلْتُمْ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَضُرِبَتْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «ضُرِبَتْ»: فِعْلٌ مَاضٍ بِصِيغَةِ المَجْهُولِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَالتَّاءُ: تَاءُ التَّأْنِيثِ.

(عَلَيْهِمُ): «عَلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(الذِّلَّةُ): نَائِبُ فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالذِّلَّةُ هِيَ المَضْرُوبَةُ عَلَيْهِمْ، وَالفِعْلُ مَبْنِيٌّ لِلْمَجْهُولِ، وَلِهَذَا فَهِيَ نَائِبُ فَاعِلٍ.

(وَالْمَسْكَنَةُ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «المَسْكَنَةُ»: اسْمٌ مَعْطُوفٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالمَسْكَنَةُ - هُنَا - مَعْطُوفَةٌ عَلَى الذِّلَّةِ، وَلِهَذَا فَـ «المَسْكَنَةُ» مَرْفُوعَةٌ تَبَعًا لِـ «الذِّلَّةُ»؛ أَيْ:«ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ، وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ المَسْكَنَةُ» .

(وَبَآؤُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «بَاءُوا»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(بِغَضَبٍ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «غَضَبٍ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مِنَ): حَرْفُ جَرٍّ.

(اللَّهِ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمُ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(ذَلِكَ): اسْمُ إِشَارَةٍ.

(بِأَنَّهُمْ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «أَنَّ»: حَرْفُ نَصْبٍ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

ص: 95

(كَانُوا): فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(يَكْفُرُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(بِآيَاتِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «آيَاتِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(اللَّهِ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَيَقْتُلُونَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «يَقْتُلُونَ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، والوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(النَّبِيِّينَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِاليَاءِ؛ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَالنَّبِيُّونُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُمُ المَقْتُولُونَ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ القَاتِلُونَ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «قَتَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ النَّبِيِّينَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(بِغَيْرِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «غَيْرِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(الحَقِّ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(ذَلِكَ): اسْمُ إِشَارَةٍ.

(بِمَا): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: المَصْدَرِيَّةُ؛ أَيْ: «بِعِصْيَانِهِمْ» .

(عَصَوْا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ المُقَدَّرِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

وَالفِعْلُ المَاضِي مَفْتُوحُ الصَّادِ؛ لِأَنَّ أَصْلَهُ - بِدُونِ وَاوِ الجَمَاعَةِ -: «عَصَى» ؛ مَفْتُوحُ الصَّادِ، وَبِأَلِفٍ مَقْصُورَةٍ فِي آخِرِهِ.

(وَكَانُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «كَانُوا»: فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(يَعْتَدُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

ص: 96

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}

(إِنَّ): حَرْفُ نَصْبٍ.

(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(آمَنُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَمِّ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(وَالَّذِينَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «الَّذِينَ»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(هَادُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَمِّ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(وَالنَّصَارَى): الوَاوُ: عَطْفُ، وَ «النَّصَارَى»: اسْمٌ مَعْطُوفٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

فَالنَّصَارَى - هُنَا -: عَطْفٌ عَلَى المُؤْمِنِينَ؛ أَيْ: «إِنَّ المُؤْمِنِينَ وَالنَّصَارَى» - «إِنَّ» وَاسْمُهَا وَوَاوُ عَطْفٍ وَمَعْطُوفٌ -، وَلِهَذَا فَـ «النَّصَارَى» مَنْصُوبَةٌ تَبَعًا لِـ «المُؤْمِنِينَ» المُقَدَّرَةِ، وَقَدْ نَابَ الاسْمُ المَوْصُولُ «الَّذِينَ» عَنْ ذِكْرِ المُؤْمِنِينَ، أَمَّا أَصْلُ السِّيَاقِ فَهُوَ:«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا، وَإِنَّ النَّصَارَى» .

(وَالصَّابِئِينَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «الصَّابِئِينَ»: اسْمٌ مَنْصُوبٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَالصَّابِئُونَ - هُنَا -: عَطْفٌ عَلَى المُؤْمِنِينَ؛ أَيْ: «إِنَّ المُؤْمِنِينَ وَالصَّابِئِينَ» - «إِنَّ» وَاسْمُهَا وَوَاوُ عَطْفٍ وَمَعْطُوفٌ -، وَلِهَذَا فَـ «الصَّابِئِينَ» مَنْصُوبَةٌ تَبَعًا لِـ «المُؤْمِنِينَ» المُقَدَّرَةِ، وَقَدْ نَابَ الاسْمُ المَوْصُولُ «الَّذِينَ» عَنْ ذِكْرِ المُؤْمِنِينَ، أَمَّا أَصْلُ السِّيَاقِ فَهُوَ:«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا، وَإِنَّ الصَّابِئِينَ» .

(مَنْ): اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» .

(آمَنَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

ص: 97

(بِاللَّهِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «اللهِ»: لَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَالْيَوْمِ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَاليَوْمِ: اسْمٌ مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «اليَوْمِ» : مَعْطُوفَةٌ عَلَى لَفْظِ الجَلَالَةِ، وَلِهَذَا فَـ «اليَوْمِ» مَجْرُورَةٌ تَبَعًا لِلَفْظِ الجَلَالَةِ؛ أَيْ:«مَنْ آمَنَ بِاللهِ، وَمَنْ آمَنَ بِاليَوْمِ الآخِرِ» .

(الآخِرِ): نَعْتٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَاليَوْمُ هُوَ المَوْصُوفُ بِالآخِرِ، وَلِهَذَا فَـ «الآخِرِ» مَجْرُورَةٌ تَبَعًا لِـ «اليَوْمِ» .

(وَعَمِلَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «عَمِلَ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(صَالِحًا): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «صَالِحًا» : مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَعْمُولُ؛ أَيْ: «صَالِحَ العَمَلِ» ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُوَ العَامِلُ، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهِ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «عَمِلَ العَامِلُ صَالِحَ العَمَلِ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ.

(فَلَهُمْ): الفَاءُ: فَاءُ جَوَابِ الشَّرْطِ، وَاللاَّمُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(أَجْرُهُمْ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ الأَجْرِ بِأَنَّهُ مُسْتَحَقٌّ لَهُمْ؛ فَالأَجْرُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَالاسْتِحْقَاقُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «الأَجْرُ مُسْتَحَقٌّ لَهُمْ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ وَجَارٌّ وَضَمِيرٌ.

(عِنْدَ): ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَاهِرَةِ.

(رَبِّهِمْ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجرُورٌ بِالكَسْرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَلَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(خَوْفٌ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ الخَوْفِ بِأَنَّهُ مَنْفِيٌّ عَنْهُمْ؛ فَالخَوْفُ مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ،

ص: 98

وَنَفْيُ وُقُوعِهِ هُوَ الأَمْرُ المُخبَرُ بِهِ عَنِ الخَوْفِ؛ أَيِ «لَا خَوْفٌ وَاقِعٌ عَلَيْهِمْ» ؛ «لَا» وَمُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ وَجَارٌّ وَضَمِيرٌ.

(عَلَيْهِمْ): «عَلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَلَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(هُمْ): ضَمِيرٌ.

(يَحْزَنُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)}

(وَإِذْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذْ»: ظَرْفُ زَمَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

فَـ «إِذْ» : دَلَّتْ هُنَا بِالقَصْدِ عَلَى حُدُوثِ الحَادِثَةِ المَذْكُورَةِ فِي الزَّمَنِ المَاضِي.

(أَخَذْنَا): «أَخَذْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(مِيثَاقَكُمْ): «مِيثَاقَ» : مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالمِيثَاقُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَأْخُوذُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُوَ اللهُ عز وجل لِأَنَّهُ الآخِذُ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «نَا» عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَمُضَافَانِ إِلَيْهِمَا.

(وَرَفَعْنَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «رَفَعْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(فَوْقَكُمُ): «فَوْقَ» : ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَـ «فَوْقَ» : دَلَّتْ بِالقَصْدِ عَلَى مَكَانِ الطُّورِ بَعْدَ الرَّفْعِ.

(الطُّورَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

ص: 99

فَالطُّورُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَرْفُوعُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُوَ اللهُ - تَعَالَى - لِأَنَّهُ الرَّافِعُ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «نَا» عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «رَفَعَ اللهُ الطُّورَ فَوْقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَظَرْفُ مَكَانٍ وَمُضَافَانِ إِلَيْهِمَا.

(خُذُوا): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(مَا): اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» .

(آتَيْنَاكُمْ): «آتَيْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(بِقُوَّةٍ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «قُوَّةٍ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَاذْكُرُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «اذْكُرُوا»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(مَا): اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» .

(فِيهِ): «فِي» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(لَعَلَّكُمْ): «لَعَلَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(تَتَّقُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ (64)}

(ثُمَّ): حَرْفُ عَطْفٍ.

(تَوَلَّيْتُمْ): «تَوَلَّيْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِـ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

ص: 100

(بَعْدِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(ذَلِكَ): اسْمُ إِشَارَةٍ.

(فَلَوْلَا): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «لَوْلَا»: حَرْفُ شَرْطٍ، غَيْرُ جَازِمٍ.

(فَضْلُ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ مُتَّصِلٌ بِـ «لَوْلَا» ، وَهُوَ الإِخْبَارُ عَنْ فَضْلِ اللهِ بِأَنَّهُ وَاقِعٌ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ فَالفَضْلُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَوُقُوعُهُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ الفَضْلِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «لَوْلَا فَضْلُ اللهِ وَاقِعٌ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ» ؛ «لَوْلَا» وَمُبْتَدَأٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ.

(اللَّهِ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(عَلَيْكُمْ): «عَلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: مُضَافٌ إِلَيْهِ.

(وَرَحْمَتُهُ): الوَاَوُ: عَطْفٌ، وَ «رَحْمَتُهُ»: اسْمٌ مَعْطُوفٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

فَالرَّحْمَةُ - هُنَا - مَعْطُوفَةٌ عَلَى الفَضْلِ، وَلِهَذَا فَهِيَ مَرْفُوعَةٌ تَبَعًا لِلْفَضْلِ؛ أَيْ:«لَوْلَا فَضْلُ اللهِ، وَلَوْلَا رَحْمَةُ اللهِ» .

(لَكُنْتُمْ): اللَّامُ: لَامُ جَوَابِ «لَوْلَا» ، وَ «كُنْتُمْ»: فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(مِنَ): حَرْفُ جَرٍّ.

(الخَاسِرِينَ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ؛ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

‌{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً

خَاسِئِينَ (65)}

(وَلَقَدْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَاللَّامُ: لَامُ الابْتِدَاءِ، وَ «قَدْ»: حَرْفُ تَحْقِيقٍ.

(عَلِمْتُمُ): «عَلِمْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِـ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»:

ص: 101

ضَمِيرٌ.

(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(اعْتَدَوْا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ المُقَدَّرِ؛ لِلتَّعَذُّرِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

وَالفِعْلُ المَاضِي مَفْتُوحُ الدَّالِ؛ لِأَنَّ أَصْلَهُ - بِدُونِ وَاوِ الجَمَاعَةِ -: «اعْتَدَى» ؛ مَفْتُوحُ الدَّالِ، وَبِأَلِفٍ مَقْصُورَةٍ فِي آخِرِهِ.

(مِنْكُمْ): «مِنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(فِي): حَرْفُ جَرٍّ.

(السَّبْتِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(فَقُلْنَا): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «قُلْنَا»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(لَهُمْ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(كُونُوا): فِعْلُ أَمْرٍ نَاقِصٌ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(قِرَدَةً): خَبَرُ «كَانَ» مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المُعْتَدِينَ فِي يَوْمِ السَّبْتِ بِأَنَّهُمْ صُيِّرُوا قِرَدَةً؛ فَالمُعْتَدُونَ مُخْبَرٌ عَنْهُمْ، وَصَيْرُورَتُهُمْ قِرَدَةً هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الخَبَرُ بِـ «كَانَ»؛ فَالمُعْتَدُونَ: اسْمُ «كَانَ» ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَ «قِرَدَةً»: خَبَرُ «كَانَ» .

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ بَعْدَ تَحْقِيقِ أَمْرِ اللهِ - تَعَالَى -: «كَانَ المُعْتَدُونَ قِرَدَةً» ؛ أَيْ: صُيِّرُوا كَذَلِكَ.

(خَاسِئِينَ): نَعْتٌ مَنْصُوبٌ بِاليَاءِ؛ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَالقِرَدَةُ - هُنَا - مَوْصُوفُونَ بِالخَاسِئِينَ، وَلِهَذَا فَـ «خَاسِئِينَ» مَنْصُوبَةٌ تَبَعًا لِـ «قِرَدَةً» .

{فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (66)}

ص: 102

(فَجَعَلْنَاهَا): الفَاءُ عَاطِفَةٌ، وَ «جَعَلْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

(نَكَالًا): مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالنَّكَالُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَجْعُولُ الثَّانِي، وَأَمَّا المَجْعُولُ الأَوَّلُ فَهُوَ العُقُوبَةُ - وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ وَمَحَلُّهُ التَّفَاسِيرُ -، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «هَا» عَنْ ذِكْرِهَا، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُوَ اللهُ عز وجل، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «نَا» عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «جَعَلَ اللهُ العُقُوبَةَ نَكَالًا» ؛ فِعلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ وَمَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ.

(لِمَا): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(بَيْنَ): ظَرْفُ مَكَانٍ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

(يَدَيْهَا): «يَدَيْ» : مُضَافٌ إِلَيْهِ مُجْرُورٌ بِاليَاءِ؛ لِأَنَّهُ مُثَنًّى، وَحُذِفَتِ النُّونُ لِلإِضَافَةِ، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

(وَمَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(خَلْفَهَا): «خَلْفَ» : ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

(وَمَوْعِظَةً): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «مَوْعِظَةً»: اسْمٌ مَعْطُوفٌ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالمَوْعِظَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى النَّكَالِ، وَلِهَذَا فَـ «مَوْعَظَةً» مَنْصُوبَةٌ تَبَعًا لِـ «نَكَالًا» ؛ أَيْ «فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا، وَجَعَلْنَاهَا مَوْعِظَةً» .

(لِلْمُتَّقِينَ): اللاَّمُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «المُتَّقِينَ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ؛ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)}

(وَإِذْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذْ»: ظَرْفُ زَمَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

ص: 103

فَـ «إِذْ» : دَلَّتْ هُنَا بِالقَصْدِ عَلَى حُدُوثِ الحَادِثَةِ المَذْكُورَةِ فِي الزَّمَنِ المَاضِي.

(قَالَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(مُوسَى): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

فَمُوسَى: فَاعِلٌ لِأَنَّهُ القَائِلُ.

(لِقَوْمِهِ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «قَوْمِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(إِنَّ): حَرْفُ نَصْبٍ.

(اللهَ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمُ «إِنَّ» مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ اللهِ عز وجل بِأَنَّهُ يَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِذَبْحِ البَقْرَةِ، فَاللهُ - تَعَالَى - مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَأَمَّا المُخْبَرُ بِهِ عَنِ اللهِ - تَعَالَى فَهُوَ أَمْرُهُ بِذَبْحِ البَقَرَةِ، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «إِنَّ»؛ فَلِهَذَا لَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمُ «إِنَّ» ، وَالأَمْرُ بِالذَّبْحِ هُوَ خَبَرُهَا.

(يَأْمُرُكُمْ): «يَأْمُرُ» : فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَو جَازِمٍ.

(أَنْ): حَرْفُ نَصْبٍ.

(تَذْبَحُوا): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِحَذْفِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(بَقَرَةً): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالبَقَرَةُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المَذْبُوحَةُ؛ أَيِ المَطْلُوبُ ذَبْحُهَا، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ الذَّابِحُونَ، أَيِ المَأْمُورُونَ بِذَبْحِهَا، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ عِنْدَ تَحْقِيقِ الطَّلَبِ: «ذَبَحَ بَنُو إِسْرَائِيلَ البَقَرَةَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(أَتَتَّخِذُنَا): الهَمْزَةُ: اسْتِفْهَامِيَّةٌ، وَ «تَتَّخِذُ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

ص: 104

فَالفِعْلُ المُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(هُزُوًا): مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «هُزُوًا» - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المُتَّخَذُ الثَّانِي، وَأَمَّا المُتَّخَذُ الأَوَّلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «نَا» عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُوَ مُوسَى عليه السلام، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ عَنْ ذِكْرِهِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «أَيَتَّخِذُ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ هُزُوًا؟» ؛ فِعلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ.

(قَالَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(أَعُوذُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(بِاللهِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «اللهِ»: لَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(أَنْ): حَرفُ نَصْبٍ.

(أَكُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ نَاقِصٌ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مِنَ): حَرْفُ جَرٍّ.

(الجَاهِلِينَ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ؛ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68)}

(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(ادْعُ): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ حَرْفِ العِلَّةِ.

(لَنَا): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(رَبَّكَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالكَافُ: ضَمِيرٌ.

ص: 105

فَالرَّبُّ - هُنَا - هُوَ المَدْعُوُّ، وَالفَاعِلُ: هُوَ مُوسَى عليه السلام لِأَنَّهُ الدَّاعِي، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهِ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ عِنْدَ تَحْقِيقِ الطَّلَبِ: «دَعَا مُوسَى رَبَّهُ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَضَمِيرٌ.

(يُبَيِّنْ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِالسُّكُونِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ «يُبَيِّنْ» : مَجْزُومٌ لِأَنَّهُ جَوَابُ الطَّلَبِ؛ أَيِ: «ادْعُ لَنَا رَبَّكَ لِيُبَيِّنَ لَنَا مَا هِيَ» .

(لَنَا): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(مَا): اسْمُ اسْتِفْهَامٍ.

(هِيَ): ضَمِيرٌ.

(قَالَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(إِنَّهُ): «إِنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(يَقُولُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(إِنَّهَا): «إِنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ»، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

(بَقَرَةٌ): خَبَرُ «إِنَّ» مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ البَقَرَةِ بِأَنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ، فَأُعِيدَ تَكْرَارُ المُخْبَرِ عَنْهُ مَعَ زِيَادَةِ فَائِدَةٍ، فَأَصْبَحَ المُخْبَرُ عَنْهُ وَالمُخْبَرُ بِهِ وَاحِدًا، فَالبَقَرَةُ الأُولَى: اسْمُ «إِنَّ» ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «هَا» عَنْ ذِكْرِهَا، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَهِيَ خَبَرُ «إِنَّ» .

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنَّ البَقَرَةَ بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ» ؛ «إِنَّ» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا وَحَرْفُ نَفْيٍ وَنَعْتٌ وَحَرْفُ نَفْيٍ وَمَعْطُوفٌ.

(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ.

(فَارِضٌ): نَعْتٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالبَقَرَةُ - هُنَا - مَوْصُوفَةٌ بِأَنَّهَا غَيْرُ فَارِضٍ، وَلِهَذَا فَـ «فَارِضٌ» مَرْفُوعَةٌ تَبَعًا

ص: 106

لِـ «بَقَرَةٌ» .

(وَلَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَفيٍ.

(بِكْرٌ): اسْمٌ مَعْطُوفٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «بِكْرٌ» مَعْطُوفَةٌ عَلَى «فارِضٌ» ، وَلِهَذَا «بِكْرٌ» مَرْفُوعَةٌ تَبَعًا لِـ «فَارِضٌ»؛ أَيْ:«بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ، وَبَقَرَةٌ لَا بِكْرٌ» .

(عَوَانٌ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، أَوْ نَعْتٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ البَقَرَةِ بِأَنَّهَا عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ؛ أَيْ: «إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ، هِيَ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ» ؛ أَيِ البَقَرَةُ، فَالمُخْبَرُ عَنْهُ - هُنَا - غَيْرُ مَذْكُورٍ، وَقُدِّرَ تَقْدِيرًا بِحَسَبِ المَعْنَى المُرَادِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «البَقَرَةُ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ» ؛ مُبْتَدَأٌ مُقَدَّرٌ وَخَبَرٌ وَظَرْفٌ وَاسْمُ إِشَارَةِ.

وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ نَعْتًا لِلْبَقَرَةِ؛ أَيْ: «إِنَّهَا بَقَرَةٌ عَوَانٌ» .

فَالبَقَرَةُ مَوْصُوفَةٌ - هُنَا - بِأَنَّهَا عَوَانٌ، وَلِهَذَا «عَوَانٌ» مَرْفُوعَةٌ تَبَعًا لِـ «بَقَرَةٌ» .

(بَيْنَ): ظَرْفُ مَكَانٍ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

(ذَلِكَ): اسْمُ إِشَارَةٍ.

(فَافْعَلُوا): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «افْعَلُوا»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(مَا): اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيِ «الَّذِي» .

(تُؤْمَرُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ بِصِيغَةِ المَجْهُولِ، مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69)}

ص: 107

(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(ادْعُ): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ حَرْفِ العِلَّةِ.

(لَنَا): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(رَبَّكَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالكَافُ: ضَمِيرٌ.

فَالرَّبُّ - هُنَا - هُوَ المَدْعُوُّ، وَالفَاعِلُ: هُوَ مُوسَى عليه السلام لِأَنَّهُ الدَّاعِي، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهِ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ عِنْدَ تَحْقِيقِ الطَّلَبِ: «دَعَا مُوسَى رَبَّهُ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَضَمِيرٌ.

(يُبَيِّنْ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِالسُّكُونِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ «يُبَيِّنْ» : مَجْزُومٌ لِأَنَّهُ جَوَابُ الطَّلَبِ؛ أَيِ: «ادْعُ لَنَا رَبَّكَ لِيُبَيِّنَ لَنَا مَا لَوْنُهَا» .

(لَنَا): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(مَا): اسْمُ اسْتِفْهَامٍ.

(لَوْنُهَا): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

فَفِي الآيَةِ اسْتِخْبَارٌ عَنْ لَوْنِ البَقَرَةِ، وَالمُسْتَخْبَرُ عَنْهُ عِنْدَ السُّؤَالِ هُوَ المُخْبَرُ عَنْهُ عِنْدَ الإِجَابَةِ، وَلِهَذَا فَـ «لَوْنُ»: مُبْتَدَأٌ؛ لِأَنَّهُ المُخْبَرُ عَنْهُ عِنْدَ الإِجَابَةِ؛ أَيْ: «لَوْنُهَا صَفْرَاءُ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ، أَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ «مَا»؛ أَيْ: فِي مَحَلِّ خَبَرٍ؛ لِأَنَّهَا قَامَتْ مَقَامَ المُخْبَرِ بِهِ عَنِ اللَّوْنِ عِنْدَ السُّؤَالِ.

(قَالَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(إِنَّهُ): «إِنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(يَقُولُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(إِنَّهَا): «إِنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ»، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

(بَقَرَةٌ): خَبَرُ «إِنَّ» مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

ص: 108

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ البَقَرَةِ بِأَنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ، فَأُعِيدَ تَكْرَارُ المُخْبَرِ عَنْهُ مَعَ زِيَادَةِ فَائِدَةٍ، فَأَصْبَحَ المُخْبَرُ عَنْهُ وَالمُخْبَرُ بِهِ وَاحِدًا، فَالبَقَرَةُ الأُولَى: اسْمُ «إِنَّ» ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «هَا» عَنْ ذِكْرِهَا، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَهِيَ خَبَرُ «إِنَّ» .

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنَّ البَقَرَةَ بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ» ؛ «إِنَّ» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا وَنَعْتٌ.

(صَفْرَاءُ): نَعْتٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ دُونَ تَنْوِينٍ؛ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ.

فَالبَقَرَةُ مَوْصُوفَةٌ بِأَنَّهَا صَفْرَاءُ، وَلِهَذَا فَـ «صَفْرَاءُ» مَرْفُوعَةٌ تَبَعًا لِـ «بَقَرَةٌ» .

وَ «صَفْرَاءُ» : مَمْنُوعَةٌ مِنَ الصَّرْفِ؛ لِأَنَّهَا كَلِمَةٌ مَخْتُومَةٌ بِأَلِفِ تَأْنِيثٍ زَائِدَةٍ.

(فَاقِعٌ): خَبَرٌ مُقَدَّمٌ، مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ لَوْنِ البَقَرَةِ بِأَنَّهُ فَاقِعٌ، فَاللَّوْنُ: مُبْتَدَأٌ؛ لِأَنَّهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَالفَقْعُ هُوَ الخَبَرُ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ اللَّوْنِ؛ فَـ «فَاقِعٌ»: خَبَرٌ، وَقَدْ سَبَقَ الخَبَرُ - هُنَا - المُبْتَدَأَ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ: «لَوْنُ البَقَرَةِ فَاقِعٌ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَخَبَرٌ.

(لَوْنُهَا): مُبْتَدَأٌ، مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

فَكَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ؛ فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ لَوْنِ البَقَرَةِ بِأَنَّهُ فَاقِعٌ، فَاللَّوْنُ مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَالفَقْعُ هُوَ الخَبَرُ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ اللَّوْنِ؛ فَـ «فَاقِعٌ»: خَبَرٌ، وَقَدْ سَبَقَ الخَبَرُ - هُنَا - المُبْتَدَأَ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ: «لَوْنُ البَقَرَةِ فَاقِعٌ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَخَبَرٌ.

(تَسُرُّ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(النَّاظِرِينَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِاليَاءِ؛ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَالنَّاظِرُونَ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّهُمُ المَسْرُورُونَ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهِيَ البَقَرَةُ لِأَنَّهَا السَّارَّةُ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ عَنْ ذِكْرِهَا.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «سَرَّتِ البَقَرَةُ النَّاظِرِينَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

ص: 109

{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70)}

(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(ادْعُ): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ حَرْفِ العِلَّةِ.

(لَنَا): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(رَبَّكَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالكَافُ: ضَمِيرٌ.

فَالرَّبُّ - هُنَا - هُوَ المَدْعُوُّ، وَالفَاعِلُ: هُوَ مُوسَى عليه السلام لِأَنَّهُ الدَّاعِي، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهِ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ عِنْدَ تَحْقِيقِ الطَّلَبِ: «دَعَا مُوسَى رَبَّهُ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَضَمِيرٌ.

(يُبَيِّنْ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِالسُّكُونِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ «يُبَيِّنْ» : مَجْزُومٌ لِأَنَّهُ جَوَابُ الطَّلَبِ؛ أَيِ: «ادْعُ لَنَا رَبَّكَ لِيُبَيِّنَ لَنَا مَا هِيَ» .

(لَنَا): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(مَا): اسْمُ اسْتِفْهَامٍ.

(هِيَ): ضَمِيرٌ.

(إِنَّ): حَرْفُ نَصْبٍ.

(البَقَرَ): اسْمُ «إِنَّ» مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَلَى لِسَانِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَهُوَ الإِخْبَارُ عَنِ البَقَرِ بِأَنَّهُ تَشَابَهَ عَلَيْهِمْ، فَالبَقَرُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَالتَّشَابُهُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ البَقَرِ، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الخَبَرُ بِـ «إِنَّ» ، فَـ «البَقَرَ»: اسْمُ «إِنَّ» ، وَجُمْلَةُ التَّشَابُهِ هِيَ الخَبَرُ.

(تَشَابَهَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(عَلَيْنَا): «عَلى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

ص: 110

(وَإِنَّا): أَيْ: «وَإِنَّنَا» : الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِنَّ»: حَرْفُ نَصْبٍ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(إِنْ): حَرْفُ شَرْطٍ.

(شَاءَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(اللَّهُ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَاللهُ عز وجل هُوَ الفَاعِلُ؛ لِأَنَّهُ الشَّائِيُّ.

(لَمُهْتَدُونَ): اللَّامُ: هِيَ اللَّامُ المُزَحْلَقَةُ، وَ «مُهْتَدُونَ»: خَبَرُ «إِنَّ» مَرْفُوعٌ بِالوَاوِ؛ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَلَى لِسَانِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَهُوَ الإِخْبَارُ عَنْ أَنْفُسِهِمْ بِأَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ إِلَى البَقَرَةِ - إِنْ شَاءَ اللهُ -، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «إِنَّ» ، فَبَنُو إِسْرَائِيلَ: اسْمُ «إِنَّ» لِأَنَّهُمُ المُخْبِرُونَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «نَا» عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَ «لَمُهْتَدُونَ»: هُوَ خَبَرُهَا؛ لِأَنَّهُ الاهْتِدَاءَ هُوَ الأَمْرُ الَّذِي أَخْبَرُوا بِهِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ - بِنَاءً عَلَى قَوْلِهِمْ -: «إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمُهْتَدُونَ إِلَى البَقَرَةِ» ؛ «إِنَّ» وَاسْمُهَا وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَخَبَرُهَا وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ.

{قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)}

(قَالَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(إِنَّهُ): «إِنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(يَقُولُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(إِنَّهَا): «إِنَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ»، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

(بَقَرَةٌ): خَبَرُ «إِنَّ» مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ البَقَرَةِ بِأَنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الحَرْثَ، فَأُعِيدَ تَكْرَارُ المُخْبَرِ عَنْهُ مَعَ زِيَادَةِ فَائِدَةٍ، فَأَصْبَحَ المُخْبَرُ عَنْهُ وَالمُخْبَرُ بِهِ وَاحِدًا،

ص: 111

فَالبَقَرَةُ الأُولَى: اسْمُ «إِنَّ» ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «هَا» عَنْ ذِكْرِهَا، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَهِيَ خَبَرُ «إِنَّ» .

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنَّ البَقَرَةَ بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ

»؛ «إِنَّ» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا وَحَرْفُ نَفْيٍ وَنَعْتٌ.

(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ.

(ذَلُولٌ): نَعْتٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالبَقَرَةُ مَوْصُوفَةٌ بِأَنَّهَا غَيْرُ ذَلُولٍ، وَلِهَذَا فَـ «ذَلُولٌ» مَرْفُوعَةٌ تَبَعًا لِـ «بَقَرَةٌ» .

(تُثِيرُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفَوعٌ لِأَنَّهُ خَالٍ مِنَ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(الأَرْضَ): مَفْعُولٌ بِهِ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالأَرْضُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّهَا المُثَارَةُ - لَوْ تَحَقَّقَ ذَلِكَ -، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهِيَ البَقَرَةُ لِأَنَّهَا المُثِيرَةُ - لَوْ لَمْ يُنْفَ عَنْهَا ذَلِكَ -، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ عَنْ ذِكْرِهَا.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «لَا تُثِيرُ البَقَرَةُ الأَرْضَ» ؛ حَرْفُ نَفْيٍ وَفِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(وَلَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(تَسْقِي): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلثِّقَلِ.

فَالفِعلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(الحَرْثَ): مَفْعُولٌ بِهِ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالحَرْثُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّهُ المَسْقِيُّ - لَوْ تَحَقَّقَ ذَلِكَ -، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهِيَ البَقَرَةُ لِأَنَّهَا السَّاقِيَةُ - لَوْ لَمْ يُنْفَ عَنْهَا ذَلِكَ -، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ عَنْ ذِكْرِهَا.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «لَا تَسْقِي البَقَرَةُ الحَرْثَ» ؛ حَرْفُ نَفْيٍ وَفِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(مُسَلَّمَةٌ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، أَوْ نَعْتٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ البَقَرَةِ بِأَنَّهَا مُسَلَّمَةُ؛ أَيْ: «إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ،

ص: 112

وَلَا تَسْقِي الحَرْثَ، هِيَ مُسَلَّمَةُ»؛ أَيِ البَقَرَةُ، فَالمُخْبَرُ عَنْهُ - هُنَا - غَيْرُ مَذْكُورٍ، وَقُدِّرَ تَقْدِيرًا بِحَسَبِ المَعْنَى المُرَادِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «البَقَرَةُ مُسَلَّمَةٌ» ؛ مُبْتَدَأٌ مُقَدَّرٌ وَخَبَرٌ.

وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ نَعْتًا لِلْبَقَرَةِ؛ أَيْ: «إِنَّهَا بَقَرَةٌ مُسَلَّمَةٌ» .

فَالبَقَرَةُ مَوْصُوفَةٌ - هُنَا - بِأَنَّهَا مُسَلَّمَةٌ، وَلِهَذَا «مُسَلَّمَةٌ» مَرْفُوعَةٌ تَبَعًا لِـ «بَقَرَةٌ» .

(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ لِلْجِنْسِ، يَعْمَلُ عَمَلَ «إِنَّ» .

(شِيَةَ): اسْمُ «لَا» النَّافِيَةِ لِلْجِنْسِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ الشِّيَةِ بِأَنَّهَا مَنْفِيَّةٌ عَنِ البَقَرَةِ، وَالشِّيَةُ: كُلُّ لَوْنٍ يُخَالِفُ اللَّوْنَ العَامَّ لِلشَّيْءِ، فَالشِّيَةُ مُخْبَرٌ عَنْهَا، وَنَفْيُ كَيْنُونَتِهَا هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهَا، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «لَا» النَّافِيَةِ لِلجِنْسِ الَّتِي تَعْمَلُ عَمَلَ «إِنَّ»؛ فَـ «شِيَةَ»: اسْمُ «لَا» ، وَخَبَرُهَا مَحْذُوفٌ؛ أَيْ:«لَا شِيَةَ كَائِنَةٌ فِيهَا» ؛ «لَا» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا المَحْذُوفُ وَجَارٌّ وَضَمِيرٌ.

(فِيهَا): «فِي» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ.

(الآنَ): ظَرْفُ زَمَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(جِئْتَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِالتَّاءِ، وَالتَّاءُ: ضَمِيرٌ.

(بِالحَقِّ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «الحَقِّ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(فَذَبَحُوهَا): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَةٌ، وَ «ذَبَحُوهَا»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

(وَمَا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «مَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(كَادُوا): فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ، مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(يَفْعَلُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

ص: 113

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَائتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72)}

(وَإِذْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذْ»: ظَرْفُ زَمَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

فَـ «إِذْ» : دَلَّتْ هُنَا بِالقَصْدِ عَلَى حُدُوثِ الحَادِثَةِ المَذْكُورَةِ فِي الزَّمَنِ المَاضِي.

(قَتَلْتُمْ): «قَتَلْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(نَفْسًا): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالنَّفْسُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المَقْتُولَةُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ القَاتِلُونَ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «تُمْ» عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «قَتَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ نَفْسًا» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(فَادَّارَأْتُمْ): الفَاءُ: عَاطِفَةٌ، وَ «ادَّارَأْتُمْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(فِيهَا): «فِي» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

(وَاللهُ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَلَفْظُ الجَلَالَةِ: مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ اللهِ عز وجل بِأَنَّهُ مُخْرِجٌ مَا كَان بَنُو إِسْرَائِيلَ يَكْتُمُونَ؛ فَاللهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ فِي الآيَةِ، وَالإِخْرَاجُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ اللهِ عز وجل؛ فَلَفْظُ الجَلَالَةِ: مُبْتَدَأٌ، وَ «مُخْرِجٌ»: خَبَرٌ.

(مُخْرِجٌ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَكَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ: فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ اللهِ عز وجل بِأَنَّهُ مُخْرِجٌ مَا كَان بَنُو بَنُو إِسْرَائِيلَ يَكْتُمُونَ؛ فَاللهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ فِي الآيَةِ، وَالإِخْرَاجُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ اللهِ عز وجل؛ فَلَفْظُ الجَلَالَةِ: مُبْتَدَأٌ، وَ «مُخْرِجٌ»: خَبَرٌ.

(مَا): اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» .

(كُنْتُمْ): فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

ص: 114

(تَكْتُمُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)}

(فَقُلْنَا): الفَاءُ: عَاطِفَةٌ، وَ «قُلْنَا»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(اضْرِبُوهُ): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(بِبَعْضِهَا): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «بَعْضِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

(كَذَلِكَ): الكَافُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «ذَلِكَ»: اسْمُ إِشَارَةٍ.

(يُحْيِي): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلثِّقَلِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(اللهُ): لَفظُ الجَلَالَةِ: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَاللهُ عز وجل هُوَ المُحْيِي.

(المَوْتَى): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

فَالمَوْتَى - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّهُمُ المُحْيَوْنَ.

(وَيُرِيكُمْ): الوَاوُ: عَاطِفَةٌ، وَ «يُرِيكُمْ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ المُقَدَّرَةِ لِلثِّقلِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(آيَاتِهِ): مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ بِالكَسْرَةِ لَا الفَتْحَةِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

ص: 115

فَالآيَاتُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ؛ لِأَنَّهُنَّ المُرَيَاتُ، وَأَمَّا المَفْعُولُ بِهِ الأَوَّلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ المُرَوْنَ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «كُمْ» عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُوَ اللهُ عز وجل لِأَنَّهُ المُرِي، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «أَرَى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ آيَاتِهِ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ.

(لَعَلَّكُمْ): «لَعَلَّ» : حَرْفُ نَصْبٍ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(تَعْقِلُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

‌{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً

وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)}

(ثُمَّ): حَرْفُ عَطْفٍ.

(قَسَتْ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ المُقَدَّرِ؛ لِلتَّعَذُّرِ، وَالتَّاءُ: تَاءُ التَّأْنِيثِ.

(قُلُوبُكُمْ): «قُلُوبُ» : فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالقُلُوبُ - هُنَا -: فَاعِلٌ؛ لِأَنَّهَا القَاسِيَةُ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(بَعْدِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(ذَلِكَ): اسْمُ إِشَارَةٍ.

(فَهِيَ): الفَاءُ: عَاطِفَةٌ، وَ «هِيَ»: ضَمِيرٌ.

(كَالْحِجَارَةِ): الكَافُ: حَرفُ جَرٍّ، وَ «الحِجَارَةِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(أَوْ): حَرْفُ عَطْفٍ.

(أَشَدُّ): خَبَرٌ لِمُبْتَدَإٍ مَحْذٌوفٍ، مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

ص: 116

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ القُلُوبِ بِأَنَّهَا أَشَدُّ قَسْوَةً؛ أَيْ: «فَهِيَ كَالحِجَارَةِ، أَوْ هِيَ أَشَدُّ قَسْوَةً» ؛ أَيِ القُلُوبُ، فَالمُخْبَرُ عَنْهُ - هُنَا - غَيْرُ مَذْكُورٍ فِي الشَّطْرِ الثَّانِي فِي الآيَةِ، وَقُدِّرَ تَقْدِيرًا بِحَسَبِ المَعْنَى المُرَادِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «القُلُوبُ أَشَدُّ قَسْوَةً» ؛ مُبْتَدَأٌ مُقَدَّرٌ وَخَبَرٌ وَتَمْيِيزٌ.

وَكِلَمَةُ «أَشَدُّ» مَمْنُوعَةٌ مِنَ الصَّرْفِ - أَيْ دُونَ تَنْوِينٍ -؛ لِأَنَّهَا وَصْفٌ عَلَى وَزْنِ «أَفْعَلَ» .

(قَسْوَةً): تَمْيِيزٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالقَسْوَةُ - هُنَا -: تَمْيِيزٌ لِأَنَّهَا جَاءَتْ مُمَيِّزَةً لِنَوْعِ الشِّدَّةِ.

(وَإِنَّ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ.

(مِنَ): حَرْفُ جَرٍّ.

(الحِجَارَةِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(لَمَا): اللَّامُ: هِيَ اللَّامُ المُزَحْلَقَةُ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» .

(يَتَفَجَّرُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(مِنْهُ): «مِنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(الأَنْهَارُ): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

الأَصْلُ فِي المُتَفَجِّرِ أَنَّهُ المَاءُ، فَالمَاءُ: هُوَ الفَاعِلُ الحَقِيقِيُّ لِأَنَّهُ المُتَفَجِّرُ، لَكِنَّ الأَنْهَارَ - هُنَا - قَامَتْ مَقَامَ المَاءِ لِأَنَّهَا المَجْرَى المُتَكَوِّنُ مِنَ المَاءِ المُتَفَجِّرِ، فَأَخَذَتِ الأَنْهَارُ المَعْنَى الإِعْرَابِيَّ لِلمَاءِ، وَهَذَا عَلَى سَبِيلِ المَجَازِ.

(وَإِنَّ): الوَاوُ: عَاطِفَةٌ، وَ «إِنَّ»: حَرْفُ نَصْبٍ.

(مِنْهَا): «مِنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

(لَمَا): اللَّامُ: هِيَ اللَّامُ المُزَحْلَقَةُ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» .

(يَشَّقَّقُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

ص: 117

(فَيَخْرُجُ): الفَاءُ: عَاطِفَةٌ، وَ «يَخْرُجُ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(مِنْهُ): «مِنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(المَاءُ): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالمَاءُ - هُنَا -: فَاعِلٌ لِأَنَّهُ الخَارِجُ.

(وَإِنَّ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «إِنَّ»: حَرْفُ نَصْبٍ.

(مِنْهَا): «مِنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

(لَمَا): اللَّامُ: هِيَ اللَّامُ المُزَحْلَقَةُ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» .

(يَهْبِطُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(خَشْيَةِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(اللهِ): لَفْظُ الجَلَالَةِ، مُضَافٌ إِلَيْهِ، مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَمَا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «مَا»: نَافِيَةٌ، تَعْمَلُ عَمَلَ «لَيْسَ» .

(اللهُ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمُ «مَا» ، مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ اللهِ عز وجل بِأَنَّهُ غَيْرُ غَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ؛ فَاللهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَعَدَمُ الغَفْلَةِ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُ - سُبْحَانَهُ -، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «مَا» الحِجَازِيَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ عَمَلَ لَيْسَ، فَلَفْظُ الجَلَالَةِ هُوَ اسْمُ «مَا» ، وَعَدَمُ الغَفْلَةِ هُوَ خَبَرُهَا.

(بِغَافِلٍ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «غَافِلٍ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(عَمَّا): أَيْ: «عَنْ مَا» ، فَـ «عَنْ»: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(تَعْمَلُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُونِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

وَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

ص: 118

{أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}

(أَفَتَطْمَعُونَ): الهَمْزَةُ: حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ، وَالفَاءُ: عَاطِفَةٌ، وَ «تَطْمَعُونَ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُونِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

وَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(أَنْ): حَرْفُ نَصْبٍ.

(يُؤْمِنُوا): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِحَذْفِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(لَكُمْ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَقَدْ): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ؛ أَيْ: «وَحَالُهُمْ أَنَّهُمْ قَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ» ، وَ «قَدْ»: حَرْفُ تَحْقِيقٍ.

(كَانَ): فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ، مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(فَرِيقٌ): اسْمُ «كَانَ» مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنْ فَرِيقٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِأَنَّهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللهِ، فَالفَرِيقُ هُوَ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَالسَّمَاعُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ الفَرِيقِ، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «كَانَ» ؛ فَالفَرِيقُ هُوَ اسْمُ «كَانَ» لِأَنَّهُ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَالسَّمَاعُ هُوَ خَبَرُهَا لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ الفَرِيقِ.

(مِنْهُمْ): «مِنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(يَسْمَعُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(كَلَامَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالكَلَامُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَسْمُوعُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُوَ الفَرِيقُ لِأَنَّهُ

ص: 119

السَّامِعُ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «يَسْمَعُ الفَرِيقُ كَلَامَ اللهِ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ.

(اللهِ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ.

(ثُمَّ): حَرْفُ عَطْفٍ.

(يُحَرِّفُونَهُ): «يُحَرِّفُونَ» : فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(بَعْدِ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مَا): مَصْدَرِيَّةِ؛ أَيْ: «مِنْ بَعْدِ عَقْلِهِ» .

(عَقَلُوهُ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(وَهُمْ): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ؛ أَيْ: «وَحَالُهُمْ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ» ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(يَعْلَمُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76)}

(وَإِذَا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذَا»: اسْمُ شَرْطٍ، غَيْرُ جَازِمٍ.

(لَقُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(آمَنُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

ص: 120

(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(آمَنَّا): «آمَنْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(وَإِذَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «إِذَا»: اسْمُ شَرْطٍ، غَيْرُ جَازِمٍ.

(خَلَا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ المُقَدَّرِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

(بَعْضُهُمْ): «بَعْضُ» : فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالبَعْضُ - هُنَا -: فَاعِلٌ؛ لِأَنَّهُمُ الخَالُونَ.

(إِلَى): حَرْفُ جَرٍّ.

(بَعْضٍ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(أَتُحَدِّثُونَهُم): الهَمْزَةُ: حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ، وَ «تُحَدِّثُونَ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(بِمَا): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» ، أَوْ مَصْدَرِيَّةٌ.

(فَتَحَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(اللهُ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَلَفْظُ الجَلَالَةِ - هُنَا -: فَاعِلٌ؛ لِأَنَّ اللهَ - تَعَالَى هُوَ الفَاتِحُ.

(عَلَيْكُمْ): «عَلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(لِيُحَآجُّوكُمْ): اللَّامُ: لَامُ التَّعْلِيلِ، يُنْصَبُ الفِعْلُ المُضَارِعُ المُتَّصِلُ بِهَا، وَ «يُحَاجُّوكُمْ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِحَذْفِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(بِهِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(عِنْدَ): ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

(رَبِّكُمْ): «رَبِّ» : مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(أَفَلَا): الهَمْزَةُ: حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ، وَالفَاءُ: عَاطِفَةٌ، وَلَا: حَرْفُ نَفْيٍ.

ص: 121

(تَعْقِلُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{أَوَ لَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77)}

(أَوَلَا): الهَمْزَةُ: حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ، وَالوَاوُ: عَاطِفَةٌ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(يَعْلَمُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(أَنَّ): حَرْفُ نَصْبٍ.

(اللهَ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمُ «إِنَّ» مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ اللهِ عز وجل بِأَنَّهُ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ، فَاللهُ - تَعَالَى - هُوَ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَالعِلْمُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُ - سُبْحَانَهُ -، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «أَنَّ»؛ فَلَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمُ «إِنَّ» ، وَالعِلْمُ هُوَ خَبَرُهَا؛ أَيِ: الجُمْلَةُ.

(يَعْلَمُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(مَا): اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» .

(يُسِرُّونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(وَمَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» .

(يُعْلِنُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

ص: 122

{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78)}

(وَمِنْهُمْ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «مِنْ»: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(أُمِّيُّونَ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالوَاوِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنْ أُمِّيِينَ بِأَنَّهُمْ بَعْضٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ - وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ -؛ فَالأُمِيُّونٌ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَالتَّبْعِيضُ هُوَ الأَمرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ الأُمِيِّينِ.

(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ.

(يَعْلَمُونَ): فعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(الكِتَابَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالكِتَابُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَعْلُومُ - لَوْ عُلِمَ -، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ العَالِمُونَ - لَوْ لَمْ يُنْفَ عَنْهُمْ ذَلِكَ -، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «لَا يَعْلَمُ أَهْلُ الكِتَابِ الكِتَابَ» ؛ حَرْفُ نَفْيٍ وَفِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(إِلَّا): حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ.

(أَمَانِيَّ): مُسْتَثْنًى مُنْقَطِعٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ بِدُونِ تَنْوِينٍ؛ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ.

فَالمُسْتَثْنَى - هُنَا -: مُنْقَطِعٌ؛ لِأَنَّ «إِلَّا» جَاءَتْ بِمَعْنَى «لَكِنْ» أَوْ «بَلْ» ، فَالأَمَانِيُّ لَيْسَتْ مِنْ جِنْسِ الكِتَابِ؛ أَيْ:«لَا يَعْلَمُونَ الكِتَابَ، لِكَنْ يَعْلَمُونَ أَمَانِيَّ أَخَذُوهَا مِنْ كُبَرَائِهِمْ» ، أَوْ:«لَا يَعْلَمُونَ الكِتَابَ، بَلْ يَعْلَمُونَ أَمَانِيَّ أَخَذُوهَا مِنْ كُبَرَائِهِمْ» .

وَ «أَمَانِيَّ» : مَمْنُوعَةٌ مِنَ الصَّرْفِ؛ لِأَنَّهَا عَلَى وَزْنِ «أَفَاعِيلَ» .

(وَإِنْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِنْ»: حَرْفُ نَفْيٍ بِمَعْنَى «مَا» .

(هُمْ): ضَمِيرٌ.

ص: 123

(إِلَّا): حرْفُ اسْتِثْنَاءٍ.

(يَظُنُّونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79)}

(فَوَيْلٌ): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «وَيْلٌ»: مُبْتَدأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ مُتَضَمِّنٌ لِمَعْنَى الدُّعَاءِ، وَهُوَ الإِخْبَارُ عَنْ وَيْلٍ بِأَنَّهُ كَائِنٌ لِكَاتِبِي الكِتَابِ بِأَيْدِيهِمْ، فَـ «وَيْلٌ»: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَوُقُوعُهُ عَلَى كَاتِبي الكِتَابِ بِأَيْدِيهِمْ هُوَ الخَبَرُ؛ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ المُبْتَدَإِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «الوَيْلُ كَائِنٌ» مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ.

(لِلَّذِينَ): اللاَّمُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «الَّذِينَ»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(يَكْتُبُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(الكِتَابَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالكِتَابُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَكْتُوبُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمُ الكَاتِبُونَ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «يَكْتُبُ الكَاتِبُونَ الكِتَابَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(بِأَيْدِيهِمْ): الباءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «أَيْدِي»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلثِّقَلِ؛ وَ «هِمْ» : ضَمِيرٌ.

(ثُمَّ): حَرْفُ عَطْفٍ.

ص: 124

(يَقُولُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(هَذَا): اسْمُ إِشَارَةِ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(عِنْدِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(اللهِ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: مُضَافٌ إِلَيْهِ، مَجرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(لِيَشْتَرُوا): اللَّامُ: لَامُ التَّعْلِيلِ، يُنْصَبُ الفِعْلُ المُضَارِعُ المُتَّصِلُ بِهَا، وَ «يَشْتَرُوا»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِحَذْفِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(بِهِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(ثَمَنًا): مَفْعُولٌ بِه مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالمُرَادُ - هُنَا - بِالاشْتِرَاءِ: الاسْتِبْدَالُ؛ فَالثَّمَنُ - هُنَا - هُوَ المُسْتَبْدَلُ، وَلِهَذَا فَـ «ثَمَنًا»: مَفْعُولٌ بِهِ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمُ المُشْتَرُونَ أَيِ المُسْتَبْدِلُونَ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ، أَيِ:«اسْتَبَدَلَ المُسْتَبْدِلُ بِآيَاتِ اللهِ ثَمَنًا قَلِيلًا» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَلَفْظُ الجَلَالَةِ مُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَنَعْتٌ.

(قَلِيلًا): نَعْتٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالثَّمَنُ - هُنَا - مَوْصُوفٌ بِالقِلَّةِ، وَلِهَذَا «قَلِيلًا» مَنْصُوبَةٌ تَبَعًا لِـ «ثَمَنًا» .

(فَوَيْلٌ): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «وَيْلٌ»: مُبْتَدأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ مُتَضَمِّنٌ لِمَعْنَى الدُّعَاءِ، وَهُوَ الإِخْبَارُ عَنْ وَيْلٍ بِأَنَّهُ كَائِنٌ لِكَاتِبِي الكِتَابِ بِأَيْدِيهِمْ، فَـ «وَيْلٌ»: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَوُقُوعُهُ عَلَى كَاتِبي الكِتَابِ بِأَيْدِيهِمْ هُوَ الخَبَرُ؛ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ المُبْتَدَإِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «الوَيْلُ كَائِنٌ» مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ.

(لَهُمْ): اللاَّمُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

ص: 125

(مِمَّا): أَيْ: «مِنْ مَا» ، فَـ «مِنْ»: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» .

(كَتَبَتْ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَالتَّاءُ: تَاءُ التَّأْنِيثِ.

(أَيْدِيهِمْ): «أَيْدِي» : فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلثِّقَلِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالأَيْدِي - هُنَا -: فَاعِلٌ؛ لِأَنَّهَا الكَاتِبَةُ.

(وَوَيْلٌ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «وَيْلٌ»: مُبْتَدأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ مُتَضَمِّنٌ لِمَعْنَى الدُّعَاءِ، وَهُوَ الإِخْبَارُ عَنْ وَيْلٍ بِأَنَّهُ كَائِنٌ لِكَاتِبِي الكِتَابِ بِأَيْدِيهِمْ، فَـ «وَيْلٌ»: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَوُقُوعُهُ عَلَى كَاتِبي الكِتَابِ بِأَيْدِيهِمْ هُوَ الخَبَرُ؛ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ المُبْتَدَإِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «الوَيْلُ كَائِنٌ» مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ.

(لَهُمْ): اللاَّمُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(مِمَّا): أَيْ: «مِنْ مَا» ، فَـ «مِنْ»: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» .

(يَكْسِبُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80)}

(وَقَالُوا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «قَالُوا»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، والوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(لَنْ): حَرْفُ نَصْبٍ.

(تَمَسَّنَا): «تَمَسَّ» : فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(النَّارُ): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالنَّارُ - هُنَا -: فَاعِلٌ؛ لِأَنَّهَا المَاسَّةُ.

(إِلَّا): حَرفُ اسْتِثْنَاءٍ.

ص: 126

(أَيَّامًا): ظَرْفُ زَمَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالأَيَّامُ - هُنَا -: دَلَّتْ بِالقَصْدِ عَلَى زَمَنِ المَسِّ - المَزْعُومِ -.

(مَعْدُودَةً): نَعْتٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالأَيَّامُ - هُنَا -: مَوْصُوفَةٌ بِأَنَّهَا مَعْدُودَةٌ، وَلِهَذَا فَـ «مَعْدُودَةً» مَنْصُوبَةٌ تَبَعًا لِـ «أَيَّامًا» .

(قُلْ): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

(أَتَّخَذْتُمْ): الهَمْزَةُ: اسْتِفْهَامِيَّةٌ، وَ «اتَّخَذْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(عِنْدَ): ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

(اللهِ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(عَهْدًا): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالعَهْدُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المُتَّخَذُ، وأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ المُتَّخِذُونَ، وَقَدْ جَاءَ الكَلَامُ بِصِيغَةِ الاسْتِفْهَامِ الَّذِي يُفِيدُ الإِنْكَارَ، فَأُجْرِيَ الكَلَامُ مَجْرَى الإِعْرَابِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «أَتَّخَذَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَهْدًا عِنْدَ اللهِ؟» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَظَرْفٌ وَلَفْظُ الجَلَالَةِ مُضَافٌ إِلَيْهِ.

(فَلَنْ): الفَاءُ: عَاطِفَةٌ أَوِ اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «لَنْ»: حَرْفُ نَصْبٍ.

(يُخْلِفَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

(اللهُ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَاللهُ عز وجل: غَيْرُ مُخْلِفٍ لِلْعَهْدِ؛ فَلَفْظُ الجَلَالَةِ: فَاعِلٌ.

(عَهْدَهُ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

فَالعَهْدُ - هُنَا -: غَيْرُ مُخْلَفٍ؛ فَهُوَ مَفْعُولٌ بِهِ.

(أَمْ): حَرْفُ عَطْفٍ.

(تَقُولُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ:

ص: 127

ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(عَلَى): حَرْفُ جَرٍّ.

(اللهِ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مَا): اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» .

(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ.

(تَعْلَمُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)}

(بَلَى): حَرْفُ جَوَابٍ.

(مَنْ): اسْمُ شَرْطٍ، جَازِمٌ.

(كَسَبَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(سَيِّئَةً): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالسَّيِّئَةُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المَكْسُوبَةُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُوَ الكَاسِبُ، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهِ الضَمِيرُ المُسْتَتِرُ؛ أَيْ:«كَسَبَ الكَاسِبُ سَيِّئَةً» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ».

(وَأَحَاطَتْ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «أَحَاطَتْ»: فِعلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَالتَّاءُ: تَاءُ التَّأْنِيثِ.

(بِهِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(خَطِيئَتُهُ): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

فَالخَطِيئَةُ - هُنَا -: فَاعِلٌ؛ لِأَنَّهَا المُحِيطَةُ بِالمُخْطِئِ؛ أَيْ: «أَحَاطَتِ الخَطِيئَةُ

ص: 128

بِالمُخْطِئِ»؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ.

(فَأُولَئِكَ): الفَاءُ: فَاءُ جَوَابِ الشَّرْطِ، وَ «أُولَئِكَ»: اسْمُ إِشَارَةٍ.

(أَصْحَابُ): خَبَرُ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المَذْكُورِينَ - وَهُمْ كَاسِبُو السِّيِّئَاتِ وَالمُحِيطَةُ بِهِمْ خَطِيئَاتُهُمْ - بِأَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ، فَالمَذْكُورُونَ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَقَدْ نَابَ اسْمُ الإِشَارَةِ «أُولَئِكَ» عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَصُحْبَةُ النَّارِ هِيَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ؛ فَـ «أَصْحَابُ»: خَبَرٌ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «المَذْكُورُونَ أَصْحَابُ النَّارِ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ.

(النَّارِ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ.

(هُمْ): ضَمِيرٌ.

(فِيهَا): «فِي:» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(خَالِدُونَ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالوَاوِ؛ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

ففِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المَذْكُورِينَ - وَهُمْ كَاسِبُو السِّيِّئَاتِ وَالمُحِيطَةُ بِهِمْ خَطِيئَاتُهُمْ - بِأَنَّهُمْ خَالِدُونَ فِي النَّارِ، فَالمَذْكُورُونَ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «هُمْ» عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَالخُلُودُ فِي النَّارِ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ؛ فَـ «خَالِدُونَ»: خَبَرٌ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «المَذْكُورُونَ خَالِدُونَ فِي النَّارِ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ.

‌{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا

خَالِدُونَ (82)}

(وَالَّذِينَ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «الَّذِينَ»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(آمَنُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

ص: 129

(وَعَمِلُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «عَمِلُوا»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(الصَّالِحَاتِ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالكَسْرَةِ لَا الفَتْحَةِ؛ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ.

فَالصَّالِحَاتُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّهَا المَعْمُولَةُ؛ وَالمُرَادُ: صَالِحَاتُ الأَعْمَالِ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمُ العَامِلُونَ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «عَمَلِ العَامِلُونَ الصَّالِحَاتِ» .

(أُولَئِكَ): اسْمُ إِشَارَةٍ.

(أَصْحَابُ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المَذْكُورِينَ - وَهُمُ المُؤْمِنُونَ وَعَامِلُو الصَّالِحَاتِ - بِأَنَّهُمْ أَصْحَابُ الجَنَّةِ، فَالمَذْكُورُونَ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَقَدْ نَابَ اسْمُ الإِشَارَةِ «أُولَئِكَ» عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَصُحْبَةُ الجَنَّةِ هِيَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ؛ فَـ «أَصْحَابُ»: خَبَرٌ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «المَذْكُورُونَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ.

(الْجَنَّةِ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ.

(هُمْ): ضَمِيرٌ.

(فِيهَا): «فِي:» : حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(خَالِدُونَ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالوَاوِ؛ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

ففِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المَذْكُورِينَ - وَهُمْ كَاسِبُو السِّيِّئَاتِ وَالمُحِيطَةُ بِهِمْ خَطِيئَاتُهُمْ - بِأَنَّهُمْ خَالِدُونَ فِي الجَنَّةِ، فَالمَذْكُورُونَ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «هُمْ» عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَالخُلُودُ فِي الجَنَّةِ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ؛ فَـ «خَالِدُونَ»: خَبَرٌ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «المَذْكُورُونَ خَالِدُونَ فِي الجَنَّةِ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ.

ص: 130

‌{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَاءِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا

وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ (83)}

(وَإِذْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذْ»: ظَرْفُ زَمَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

فَـ «إِذْ» : دَلَّتْ هُنَا بِالقَصْدِ عَلَى حُدُوثِ الحَادِثَةِ المَذْكُورَةِ فِي الزَّمَنِ المَاضِي.

(أَخَذْنَا): «أَخَذْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(مِيثَاقَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالمِيثَاقُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَأْخُوذُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُوَ اللهُ عز وجل لِأَنَّهُ الآخِذُ، وَقَدْ نَابَتْ «نَا» عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «وَإِذْ أَخَذَ اللهُ المِيثَاقَ» ؛ وَاوٌ وَظَرْفٌ وَفِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(بَنِي): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ؛ لِأَنَّهُ مُلْحَقٌ بِجَمْعِ المُذَكَّرِ السَّالِمِ، وَحُذِفَتِ النُّونِ لِلإِضَافَةِ.

(إِسْرَائِيلَ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالفَتْحَةِ لَا الكَسْرَةِ، وَبِدُونِ تَنْوِينٍ؛ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ.

فَـ «إِسْرَائِيلَ» : مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ لِأَنَّهُ عَلَمٌ أَعْجَمِيٌّ.

(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ.

(تَعْبُدُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(إِلَّا): حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ.

(اللهَ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَاللهُ - هُنَا -: هُوَ المَعْبُودُ، فَلَفْظُ الجَلَالَةِ: مَفْعُولٌ بِهِ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو

ص: 131

إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ العَابِدُونَ - لَوْ فَعَلُوا -، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

(وَبِالْوَالِدَيْنِ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَالبَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «الوَالِدَيْنِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ مُثَنًّى.

(إِحْسَانًا): مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ؛ أَيْ: «وَتُحْسِنُونَ بِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» .

(وَذِي): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «ذِي» اسْمٌ مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَسْمَاءِ الخَمْسَةِ.

فَـ «ذِي» - هُنَا -: مَعْطُوفَةٌ عَلَى «الوَالِدَيْنِ» ؛ أَيْ: «وَتُحْسِنُونَ بِذِي القُرْبَى» ؛ فَـ «ذِي» مَجْرُورَةٌ تَبَعًا لِـ «الوَالِدَيْنِ» .

(القُرْبَى): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

(وَالْيَتَامَى): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «اليَتَامَى»: اسْمٌ مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

فَـ «اليَتَامَى» - هُنَا -: مَعْطُوفَةٌ عَلَى «الوَالِدَيْنِ» ؛ أَيْ: «وَتُحْسِنُونَ بِاليَتَامَى» ؛ فَـ «اليَتَامَى» مَجْرُورَةٌ تَبَعًا لِـ «الوَالِدَيْنِ» .

(وَالمَسَاكِينِ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «المَسَاكِينِ»: اسْمٌ مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «المَسَاكِينِ» - هُنَا -: مَعْطُوفَةٌ عَلَى «الوَالِدَيْنِ» ؛ أَيْ: «وَتُحْسِنُونَ بِالمَسَاكِينِ» ؛ فَـ «المَسَاكِينِ» مَجْرُورَةٌ تَبَعًا لِـ «الوَالِدَيْنِ» .

(وَقُولُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «قُولُوا»: فِعْلٌ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(لِلنَّاسِ): اللاَّمُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «النَّاسِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بالكَسرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(حُسْنًا): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالمُرَادُ بِالحُسْنِ - هُنَا -: القَوْلُ الحَسَنُ؛ أَيْ: «قُولُوا قَوْلًا حَسَنًا» ، فَـ «حُسْنًا» - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَقُولُ، وَأَمَّا الفَاعلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ؛ لِأَنَّهُمُ المَأْمُورُونَ

ص: 132

بِالقَوْلِ؛ أَيِ: القَائِلُونَ لَوْ فَعَلُوا، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

(وَأَقِيمُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «أَقِيمُوا»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(الصَّلَاةَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالصَّلَاةُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المُقَامَةُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ المَأْمُورُونَ بِإِقَامِتِهَا؛ أَيِ: المُقِيمُونَ لَهَا لَوْ فَعَلُوا، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

(وَآتُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «آتُوا»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(الزَّكَاةَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالزَّكَاةُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المُؤْتَاةُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ المَأْمُورُونَ بِإِيِتَائِهَا؛ أَيِ: المُؤْتُونَ لَهَا لَوْ فَعَلُوا، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

(ثُمَّ): حَرْفُ عَطْفٍ.

(تَوَلَّيْتُمْ): «تَوَلَّيْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِـ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(إِلَّا): حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ.

(قَلِيلًا): مُسْتَثْنًى مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مِنْكُمْ): «مِنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَأَنْتُمْ): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ؛ أَيْ: «وَحَالُكُمْ أَنَّكُمْ مُعْرِضُونَ» ، وَ «أَنْتُمْ»: ضَمِيرٌ.

(مُعْرِضُونَ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالوَاوِ؛ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِأَنَّهُمْ مُعْرِضُونَ، فَبَنُو إِسْرَائِيلَ: مُخْبَرٌ عَنْهُمْ، أَيْ: مُبْتَدَأٌ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «أَنْتُمْ» عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَالإِعْرَاضُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ، فَالإِعْرَاضُ هُوَ الخَبَرُ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «بَنُو إِسْرَائِيلَ مُعْرِضُونَ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَخَبَرٌ.

ص: 133

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (84)}

(وَإِذْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذْ»: ظَرْفُ زَمَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

فَـ «إِذْ» : دَلَّتْ هُنَا بِالقَصْدِ عَلَى حُدُوثِ الحَادِثَةِ المَذْكُورَةِ فِي الزَّمَنِ المَاضِي.

(أَخَذْنَا): «أَخَذْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(مِيثَاقَكُمْ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالمِيثَاقُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَأْخُوذُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُوَ اللهُ عز وجل لِأَنَّهُ الآخِذُ، وَقَدْ نَابَتْ «نَا» عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَكُمْ» ؛ وَاوٌ وَظَرْفٌ وَفِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَضَمِيرٌ.

(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ.

(تَسْفِكُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(دِمَاءَكُمْ): «دِمَاءَ» : مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

المُرَادُ: سَفْكُ بَعْضِكُمْ دِمَاءَ بَعْضٍ؛ فَالدِّمَاءُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المَسْفُوكَةُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ السَّافِكُونَ - لَوْ فَعَلُوا -؛ وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «لَا يَسْفِكُ بَنُو إِسْرَائِيلَ دِمَاءَهُمْ» ؛ حَرْفُ نَفْيٍ وَفِعلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَضَمِيرٌ.

(وَلَا): الواوُ: عَطْفٌ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(تُخْرِجُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

ص: 134

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(أَنْفُسَكُمْ): مفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

المُرَادُ: إِخْرَاجُ بَعْضِكِمْ بَعْضًا؛ فَالأَنْفُسُ؛ أَيْ: بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنْفُسُهُمْ، فَالأَنْفُسُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المُخْرَجَةُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ؛ لِأَنَّهُمُ مُخْرِجُو أَنْفُسِهِمْ - لَوْ فَعَلُوا -، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «لَا يُخْرِجُ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنْفُسَهُمْ» ؛ حَرْفُ نَفْيٍ وَفِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَضَمِيرٌ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(دِيَارِكُمْ): «دِيَارِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(ثُمَّ): حَرْفُ عَطْفٍ.

(أَقْرَرْتُمْ): «أَقْرَرْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِـ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَأَنتُمْ): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ؛ أَيْ: «وَحَالُكُمُ أَنَّكُمْ تَشْهَدُونَ» .

(تَشْهَدُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

‌{ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ

تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)}

(ثُمَّ): حَرْفُ عَطْفٍ.

(أَنتُمْ): ضَمِيرٌ.

ص: 135

(هَؤُلَاءِ): اسْمُ إِشَارَةٍ.

(تَقْتُلُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(أَنفُسَكُمْ): مفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

المُرَادُ: قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا؛ فَالأَنْفُسُ؛ أَيْ: بَنُو إِسْرَائِيلُ أَنْفُسُهُمْ، فَالأَنْفُسُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المَقْتُولَةُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ؛ لِأَنَّهُمُ قَاتِلُو أَنْفُسِهِمْ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «يَقْتُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنْفُسَهُمْ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافُ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَضَمِيرٌ.

(وَتُخْرِجُونَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «تُخْرِجُونَ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(فَرِيقًا): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ.

فَالفَرِيقُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المُخْرَجُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ المُخْرِجُونَ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «يُخْرِجُ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَرِيقًا مِنْهُمْ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَحَرْفُ جَرٍّ وَضَمِيرٌ.

(مِنْكُمْ): «مِنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(دِيَارِهِمْ): «دِيَارِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(تَظَاهَرُونَ): أَيْ: «تَتَظَاهَرُونَ» : فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

ص: 136

(عَلَيْهِمْ): «عَلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(بِالإِثْمِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «الإِثْمِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَالعُدْوَانِ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «العُدْوَانِ»: اسْمٌ مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالعُدْوَانُ - هُنَا -: مَعْطُوفَةٌ عَلَى الإِثْمِ؛ أَيْ: «تَتَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ، وَتَتَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالعُدْوَانِ» ؛ فَـ «العُدْوَانِ» مَجْرُورَةٌ تَبَعًا لِـ «الإِثْمِ» .

(وَإِنْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِنْ»: حَرْفُ شَرْطٍ، جَازِمٌ.

(يَأتُوكُمْ): «يَأْتُوا» : فِعْلٌ مُضَارِعٌ - وَهُوَ فِعْلُ الشَّرْطِ -، مَجْزُومٌ بِحَذْفِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(أُسَارَى): حَالٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ المُقَدَّرَةِ لِلتَّعَذُّرِ، وَبِلَا تَنْوِينٍ؛ لِأَنَّهَا مَمْنُوعَةٌ مِنَ الصَّرْفِ؛ أَيْ:«وَإِنْ يَأْتُوكُمْ وَهُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ» ؛ أَيْ: فِي حَالَةِ أَسْرٍ.

وَ «أُسَارَى» : مَمْنُوعَةٌ مِنَ الصَّرْفِ؛ لِأَنَّهَا كَلِمَةٌ مُنْتَهِيةٌ بِأَلِفِ التَّأْنِيثِ المَقْصُورَةِ.

(تُفَادُوهُمْ): «تُفَادُوا» : فِعْلٌ مُضَارِعٌ - وَهُوَ جَوَابُ الشَّرْطِ -، مَجْزُومٌ بِحَذْفِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَهُوَ): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ، وَ «هُوَ»: ضَمِيرٌ.

(مُحَرَّمٌ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنْ إِخْرَاجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِفَرِيقٍ مِنْهُمْ بِأَنَّهُ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِمْ، فَالإِخْرَاجُ مُبْتَدأٌ لِأَنَّهُ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهِ الضَّمِيرُ «هُوَ» ، وَالتَّحْرِيمُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ عَنْهُ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِخْرَاجُ الفَرِيقِ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَخَبَرٌ وَجَارٌّ وَضَمِيرٌ.

(عَلَيْكُمْ): «عَلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(إِخْرَاجُهُمْ): «إِخْرَاجُ» : بَدَلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالإِخْرَاجُ - هُنَا - عُبِّرَ عَنْهُ بِضِمِيرٍ سَبَقَهُ؛ أَيِ الضَّمِيرُ «هُوَ» ، فَالإِخْرَاجُ بَدَلٌ مِنَ

ص: 137

الضَّمِيرِ، أَيْ مِنَ المُبْتَدَإِ، فَيَكُونُ التَّرْكِيبُ عِنْدَ الإِبْدَالِ كَمَا هُوَ فِي التَّرْكِيبِ السَّابِقِ؛ أَيْ:«إِخْرَاجُ الفَرِيقِ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَخَبَرٌ وَجَارٌّ وَضَمِيرٌ.

(أَفَتُؤْمِنُونَ): الهَمْزَةُ: حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ، وَالفَاءُ: عَاطِفَةٌ، وَ «تُؤْمِنُونَ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(بِبَعْضِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «بَعْضِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(الكِتَابِ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَتَكْفُرُونَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «تَكْفُرُونَ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(بِبَعْضٍ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «بَعْضِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(فَمَا): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «مَا»: حَرْفٌ نَفْيٍ.

(جَزَاءُ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنْ جَزَاءِ المُؤْمِنِ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَالكَافِرِ بِبَعْضٍ بِأَنَّهُ خِزْيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمِ القِيَامَةِ، فَالجَزَاءُ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ الخِزْيُ لِأَنَّهُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ الجَزَاءِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْمُبْتَدَإِ وَالخَبَرِ: «جَزَاءُ الفَاعِلِ الخِزْيُ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَخَبَرٌ».

(مَنْ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(يَفْعَلُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(ذَلِكَ): اسْمُ إِشَارَةِ.

(مِنْكُمْ): «مِنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(إِلَّا): حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ.

ص: 138

(خِزْيٌ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَكَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ: فَإِنَّ فِي الآيَةِ إِخْبَارًا عَنْ جَزَاءِ المُؤْمِنِ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَالكَافِرِ بِبَعْضٍ بِأَنَّهُ خِزْيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمِ القِيَامَةِ، فَالجَزَاءُ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ الخِزْيُ لِأَنَّهُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ الجَزَاءِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْمُبْتَدَإِ وَالخَبَرِ: «جَزَاءُ الفَاعِلِ الخِزْيُ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَخَبَرٌ».

(فِي): حَرْفُ جَرٍّ.

(الحَيَاةِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(الدُّنْيَا): نَعْتٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

فَالحَيَاةُ - هُنَا -: مَوْصُوفَةٌ بِالدُّنْيَا، فَـ «الدُّنْيَا»: صِفَةٌ، وَلِهَذَا «الدُّنْيَا» مَجْرُورَةٌ تَبَعًا لِـ «الحَيَاةِ» .

(وَيَوْمَ): ظَرْفُ زَمَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «يَوْمَ» - هُنَا -: كَلِمَةٌ دَلَّتْ بِالقَصْدِ عَلَى زَمَنِ الرَّدِّ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ؛ أَيْ: «يَوْمَ القِيَامَةِ» .

(القِيَامَةِ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(يُرَدُّونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ بِصِيغَةِ المَجْهُولِ، مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(إِلَى): حَرْفُ جَرٍّ.

(أَشَدِّ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(العَذَابِ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَمَا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «مَا»: نَافِيَةٌ، تَعْمَلُ عَمَلَ «لَيْسَ» .

(اللهُ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمُ «مَا» ، مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ اللهِ عز وجل بِأَنَّهُ غَيْرُ غَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ؛

ص: 139

فَاللهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَعَدَمُ الغَفْلَةِ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُ - سُبْحَانَهُ -، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «مَا» الحِجَازِيَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ عَمَلَ لَيْسَ، فَلَفْظُ الجَلَالَةِ هُوَ اسْمُ «مَا» ، وَعَدَمُ الغَفْلَةِ هُوَ خَبَرُهَا.

(بِغَافِلٍ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «غَافِلٍ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(عَمَّا): أَيْ: «عَنْ مَا» ، فَـ «عَنْ»: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(تَعْمَلُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُونِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

وَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (86)}

(أُولَئِكَ): اسْمُ إِشَارَةٍ.

(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(اشْتَرَوُا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ المُقَدَّرِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

وَالفِعْلُ المَاضِي مَفْتُوحُ الرَّاءِ لِأَنَّ أَصْلَهُ - بِدُونِ وَاوِ الجَمَاعَةِ -: «اشْتَرَى» ؛ مَفْتُوحُ الرَّاءِ، وَبِأَلِفٍ مَقْصُورَةٍ فِي آخِرِهِ.

وَأَمَّا حَرَكَةُ الضَّمَّةِ عَلَى الوَاوِ فَهِيَ حَرَكَةٌ عَارِضَةُ وَلَيْسَتْ أَصْلِيَّةً، وَذَلِكَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.

(الحَيَاةَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالحَيَاةُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المُشْتَرَاةُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ المُشْتَرُونَ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عِنْ ذِكْرِهِم.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «اشْتَرَى بَنُو إِسْرَائِيلَ الحَيَاةَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

ص: 140

(الدُّنْيَا): نَعْتٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

فَالحَيَاةُ - هُنَا -: مَوْصُوفَةٌ بِالدُّنْيَا، فَـ «الدُّنْيَا»: صِفَةٌ، وَلِهَذَا «الدُّنْيَا» مَنْصُوبَةٌ تَبَعًا لِـ «الحَيَاةِ» .

(بِالآخِرَةِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «الآخِرَةِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(فَلَا): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(يُخَفَّفُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ بِصِيغَةِ المَجْهُولِ، مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(عَنْهُمُ): «عَنْ» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(العَذَابُ): نَائِبُ فَاعِلٍ، مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

نَائِبُ فَاعِلٍ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالعَذَابُ هُوَ المُخَفَّفُ - لَوْ تَحَقَّقَ التَّخْفِيفُ -، وَالفِعْلُ مَبْنِيٌّ لِلْمَجْهُولِ، وَلِهَذَا فَـ «العَذَابُ»: نَائِبُ فَاعِلٍ.

(وَلَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «لَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.

(هُمْ): ضَمِيرٌ.

(يُنْصَرُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ بِصِيغَةِ المَجْهُولِ، مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

‌{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ

وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)}

(وَلَقَدْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَاللَّامُ: لَامُ الابْتِدَاءِ، وَ «قَدْ»: حَرْفُ تَحْقِيقٍ.

(آتَيْنَا): «آتَيْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(مُوسَى): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

ص: 141

فَـ «مُوسَى» مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المُؤْتَى، وَالفَاعِلُ: هُوَ اللهُ عز وجل لِأَنَّهُ المُؤْتِي، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «نَا» عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلسِّيَاقِ: «آتَى اللهُ مُوسَى» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(الْكِتَابَ): مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالكِتَابُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ لِأَنَّهُ المُؤْتَى لِمُوسَى.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «آتَى اللهُ مُوسَى الكِتَابَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ وَمَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ.

(وَقَفَّيْنَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «قَفَّيْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(بَعْدِهِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(بِالرُّسُلِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «الرُّسُلِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَآتَيْنَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «آتَيْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(عِيسَى): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

فَـ «عِيسَى» - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المُؤْتَى، وَالفَاعِلُ هُوَ اللهُ عز وجل لِأَنَّهُ المُؤْتِي، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «نَا» عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلسِّيَاقِ: «آتَى اللهُ عِيسَى» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(ابْنَ): بَدَلٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «ابْنَ» بَدَلٌ مِنْ «عِيسَى» ؛ لِأَنَّهَا تَصْلُحُ أَنْ تَقُومَ مَقَامَهُ؛ أَيْ: «وَآتَيْنَا ابْنَ

مَرْيَمَ»، وَلِهَذَا: فَـ «ابْنَ» مَنْصُوبَةٌ تَبَعًا لِـ «عِيسَى» .

(مَرْيَمَ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالفَتْحَةِ لَا الكَسْرَةِ - وَبِدُونِ تَنْوِينٍ؛ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ.

فَـ «مَرَيْمَ» : مَمْنُوعَةٌ مِنَ الَّصْرْفِ؛ لِأَنَّهَا عَلَمٌ مُؤَنَّثٌ أَعْجَمِيٌّ.

ص: 142

(البَيِّنَاتِ): مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ بِالكَسْرَةِ لَا الفَتْحَةِ؛ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ.

فَالبَيِّنَاتُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ لِأَنَّهَا المُؤْتَاةُ لِعِيسَى.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «آتَى اللهُ عِيسَى البَيِّنَاتِ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ وَمَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ.

(وَأَيَّدْنَاهُ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «أَيَّدْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(بِرُوحِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «رُوحِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(القُدُسِ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(أَفَكُلَّمَا): الهَمْزَةُ: حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ، وَالفَاءُ: عَاطِفَةٌ، وَ «كُلَّ»: ظَرْفُ زَمَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «مَا» ، وَ «مَا»: مَصْدَرِيَّةٌ ظَرْفِيَّةٌ.

فَـ «كُلَّ» بِاتِّصَالِهَا بِـ «مَا» فِي الجُمْلَةِ: دَلَّتْ بِالقَصْدِ عَلَى زَمَنِ مَجِيءِ رَسُولٍ، وَتَكْرَارِ الحَدَثِ.

(جَاءَكُمْ): «جَاءَ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(رَسُولٌ): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالرَّسُولُ - هُنَا -: فَاعِلٌ لِأَنَّهُ الجَائِي؛ أَيِ: الَّذِي جَاءَ.

(بِمَا): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» .

(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ.

(تَهْوَى): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

فَالفِعلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(أَنْفُسُكُمُ): «أَنْفُسُ» : فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالأَنْفُسُ - هُنَا -: فَاعِلٌ؛ لِأَنَّ النَّفْسَ هِيَ الَّتِي هَوِيَتْ.

(اسْتَكْبَرْتُمْ): «اسْتَكْبَرْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(فَفَرِيقًا): الفَاءُ: عَطْفٌ، وَ «فَرِيقًا»: مَفْعُولٌ بِهِ مُقَدَّمٌ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ

ص: 143

الظَّاهِرَةِ.

فَالفَرِيقُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّهُمُ المُكَذَّبُونَ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ المُكَذِّبُونَ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «تُمْ» فِي «كَذَّبْتُمْ» عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ: «كَذَّبَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَرِيقًا» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(كَذَّبْتُمْ): «كَذَّبْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(وَفَرِيقًا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «فَرِيقًا»: مَفْعُولٌ بِهِ مُقَدَّمٌ، مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفَرِيقُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّهُمُ المَقْتُولُونَ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ القَاتِلُونَ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ فِي «تَقْتُلُونِ» عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ: «قَتَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَرِيقًا» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(تَقْتُلُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ (88)}

(وَقَالُوا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «قَالُوا»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(قُلُوبُنَا): «قُلُوبُ» : مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ القُلُوبِ بِأَنَّهَا غُلْفٌ، فَالقُلُوبُ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهَا مُخْبَرٌ عَنْهَا، وَالغَلَفُ: هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ القُلُوبِ، فَـ «غُلْفٌ»: خَبَرٌ.

(غُلْفٌ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

ص: 144

فَكَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ: فَإِنَّ فِي الآيَةِ إِخْبَارًا عَنِ القُلُوبِ بِأَنَّهَا غُلْفٌ، فَالقُلُوبُ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهَا مُخْبَرٌ عَنْهَا، وَالغَلَفُ: هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ القُلُوبِ، فَـ «غُلْفٌ»: خَبَرٌ.

(بَلْ): حَرْفُ عَطْفٍ.

(لَعَنَهُمُ): «لَعَنَ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(اللهُ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَاللهُ عز وجل: هُوَ اللَّاعِنُ.

(بِكُفْرِهِمْ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُفْرِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(فَقَلِيلًا): الفَاءُ: عَطْفٌ، وَ «قَلِيلًا»: نَعْتٌ لِمَفْعُولٍ مُطْلَقٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ: «يُؤْمِنُونَ إِيمَانًا قَلِيلًا» .

فَالإِيمَانُ - هُنَا - مَوْصُوفٌ بِالقِلَّةِ، فَـ «قَلِيلًا»: صِفَةٌ لِـ «إِيمَانًا» ، وَلِهَذَا فَـ «قَلِيلًا» مَنْصُوبَةٌ تَبَعًا لِـ «إِيمَانًا» .

(مَا): لِلتَّوْكِيدِ.

(يُؤْمِنُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،

وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

وَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصبٍ أَوْ جَازِمٍ.

{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)}

(وَلَمَّا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «لَمَّا»: اسْمُ شَرْطٍ، غَيْرُ جَازِمٍ.

(جَاءَهُمْ): «جَاءَ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(كِتَابٌ): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالكِتَابُ - هُنَا -: فَاعِلٌ؛ لِأَنَّهُ الجَائِي - فِي سِيَاقِ الآيَةِ -.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

ص: 145

(عِنْدِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(اللهِ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مُصَدِّقٌ): نَعْتٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالكِتَابُ - هُنَا - مَوْصُوفٌ بِأَنَّهُ مُصَدِّقٌ؛ أَيْ: «وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ» ؛ فَـ «مُصَدِّقٌ» : صِفَةٌ لِـ «كِتَابٌ» ، وَلِهَذَا فَـ «مُصَدِّقٌ» مَرْفُوعَةٌ تَبَعًا لِـ «كِتَابٌ» .

(لِمَا): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» .

(مَعَهُمْ): «مَعَ» : ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَـ «مَعَ» : دَلَّتْ بِالقَصْدِ عَلَى مَكَانِ التَّصْدِيقِ وَالمُوَافَقَةِ؛ أَيْ: «لِمَا عِنْدَكُمْ» ، وَالمُرَادُ: التَّوْرَاةُ.

(وَكَانُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «كَانُوا»: فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ، مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(قَبْلُ): اسْمٌ مَجْرُورٌ - مَحَلًّا -، وَبُنِيَ عَلَى الضَّمِّ لِانْقِطَاعِهِ عَنِ الإِضَافَةِ.

فَأَصْلُ الكَلَامِ مِنْ غَيْرِ حَذْفٍ: «مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ» .

(يَسْتَفْتِحُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(عَلَى): حَرْفُ جَرٍّ.

(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(كَفَرُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(فَلَمَّا): الفَاءُ: عَاطِفَةٌ، وَ «لَمَّا»: اسْمُ شَرْطٍ، غَيْرُ جَازِمٍ.

(جَاءَهُمْ): «جَاءَ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(مَا): اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» .

(عَرَفُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

ص: 146

(كَفَرُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(بِهِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(فَلَعْنَةُ): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «لَعْنَةُ»: مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ لَعْنَةِ اللهِ بِأَنَّهَا وَاقِعَةٌ عَلَى الكَافِرِينَ، فَاللَّعْنَةُ: مُخْبَرٌ عَنْهَا، وَوُقُوعُهَا عَلَى الكَافِرِينَ: هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ عَنْهَا، فَاللَّعْنَةُ: مُبْتَدَأٌ، وَوُقُوعُهَا: الخَبَرُ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «لَعْنَةُ اللهِ وَاقِعَةٌ عَلَى الكَافِرِينَ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ.

(اللهِ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(عَلَى): حَرْفُ جَرٍّ.

(الكَافِرِينَ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ؛ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ.

‌{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُو بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ

مُّهِينٌ (90)}

(بِئْسَمَا): «بِئْسَ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» .

(اشْتَرَوْا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ المُقَدَّرِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

وَالفِعْلُ المَاضِي مَفْتُوحُ الرَّاءِ لِأَنَّ أَصْلَهُ - بِدُونِ وَاوِ الجَمَاعَةِ -: «اشْتَرَى» ؛ مَفْتُوحُ الرَّاءِ، وَبِأَلِفٍ مَقْصُورَةٍ فِي آخِرِهِ.

(بِهِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ.، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(أَنْفُسَهُمْ): «أَنْفُسَ» : مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالأَنْفُسُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المُشْتَرَاةُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمُ المُشْتَرُونَ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عِنْ ذِكْرِهِم.

ص: 147

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «اشْتَرَى بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنْفُسَهُمْ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَضَمِيرٌ.

(أَنْ): حَرْفُ نَصْبٍ.

(يَكْفُرُوا): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصوبٌ بِحَذْفِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(بِمَا): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» .

(أَنْزَلَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(اللهُ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَاللهُ عز وجل: هُوَ المُنْزِلُ.

(بَغْيًا): مفْعُولٌ لِأَجْلِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ؛ أَيْ: «أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللهُ بِسَبَبِ البَغْيِ» ، وَالبَغْيُ: هُوَ الحَسَدُ، وَقِيلَ فِي إِعْرَابِهَا وَمَعْنَاهَا غَيْرُ ذَلِكَ.

(أَنْ): حَرْفُ نَصْبٍ.

(يُنَزِّلَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

(اللهُ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَاللهُ - تَعَالَى: هُوَ المُنَزِّلُ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(فَضْلِهِ): «فَضْلِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(عَلَى): حَرْفُ جَرٍّ.

(مَنْ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(يَشَاءُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(عِبَادِهِ): «عِبَادِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(فَبَآؤُوا): الفَاءُ: عَاطِفَةٌ، وَ «بَاؤُوا»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ

ص: 148

الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(بِغَضَبٍ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «غَضَبٍ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(عَلَى): حَرفُ جَرٍّ.

(غَضَبٍ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَلِلْكَافِرِينَ): الوَاوُ اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَاللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «الكَافِرِينَ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ؛ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

(عَذَابٌ): مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ العَذَابِ بِأَنَّهُ كَائِنٌ لِلْكَافِرِينَ، فَالعَذَابُ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَحُصُولُ العَذَابِ لِلْكَافِرِينَ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ العَذَابِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «العَذَابُ كَائِنٌ لِلْكَافِرِينَ» أَوْ حَاصِلٌ أَوْ وَاقِعٌ أَوْ مَا فِي مَعْنَاهَا؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ.

(مُهِينٌ): نَعْتٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالعَذَابُ - هُنَا - مَوْصُوفٌ بِأَنَّهُ مُهِينٌ، فَـ «مُهِينٌ» صِفَةٌ لِـ «عَذَابٌ»؛ وَلِهَذَا فَـ «مُهِينٌ» مَرْفُوعَةٌ تَبَعًا لِـ «عَذَابٌ»؛ أَيْ:«العَذَابُ المُهِينُ وَاقِعٌ عَلَى الكَافِرِينَ» .

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (91)}

(وَإِذَا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذَا»: اسْمُ شَرْطٍ، غَيْرُ جَازِمٍ.

(قِيلَ): فِعْلٌ مَاضٍ بِصِيغةِ المَجْهُولِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(لَهُمْ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

(آمِنُوا): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(بِمَا): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(أَنْزَلَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

ص: 149

(اللهُ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَاللهُ عز وجل هُوَ المُنْزِلُ.

(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ.

(نُؤْمِنُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(بِمَا): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(أُنْزِلَ): فِعْلٌ مَاضٍ بِصِيغَةِ المَجْهُولِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

(عَلَيْنَا): «عَلَى» : حَرْفُ جَرٍّ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(وَيَكْفُرُونَ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «يَكْفُرُونَ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(بِمَا): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(وَرَاءَهُ): «وَرَاءَ» : ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(وَهُوَ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «هُوَ»: ضَمِيرٌ.

(الحَقُّ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنْ المُنْزَلِ مِنَ اللهِ - وَهُوَ القُرْآنُ - بِأَنَّهُ الحَقُّ، فَالقُرْآنُ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «هُوَ» عَنْ ذِكْرِهِ، وَأَمَّا الحَقُّ فَهُوَ الخَبَرُ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ القُرْآنِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «القُرْآنُ حَقٌّ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ.

(مُصَدِّقًا): حَالٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَـ «مُصَدِّقًا» : حَالٌ مُؤَكِّدَةٌ، وَهِيَ الَّتِي لَا تُضِيفُ مَعْنًى زَائِدًا فِي الجُمْلَةِ؛ وَهُنَا جَاءَتْ لِتَوْكِيدِ حَالٍ لَازِمَةٍ لِلْقرْآنِ، وَهِيَ التَّصْدِيقُ لِمَا فِي التَّوْرَاةِ.

(لِمَا): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(مَعَهُمْ): «مَعَ» : ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هُمْ»: ضَمِيرٌ.

ص: 150

فَـ «مَعَ» : دَلَّتْ بِالقَصْدِ عَلَى مَكَانِ التَّصْدِيقِ وَالمُوَافَقَةِ؛ أَيْ: «لِمَا عِنْدَكُمْ» ، وَالمُرَادُ: التَّوْرَاةُ.

(قُلْ): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

(فَلِمَ): الفَاءُ: هِيَ الفَصِيحَةُ، وَ «لِمَ»: اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «مَا»: اسْمُ اسْتِفْهَامٍ، حُذِفَتْ الأَلِفُ لِأَنَّ «مَا» اسْتِفْهَامِيَّةٌ.

(تَقْتُلُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(أَنْبِيَاءَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالأَنْبِيَاءُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُمُ المَقْتُولُونَ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «يَقْتُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ الأَنْبِيَاءَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(اللهِ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(قَبْلُ): اسْمٌ مَجْرُورٌ - مَحَلًّا -، وَبُنِيَ عَلَى الضَّمِّ لِانْقِطَاعِهِ عَنِ الإِضَافَةِ.

فَأَصْلُ الكَلَامِ مِنْ غَيْرِ حَذْفٍ: «مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ» .

(إِنْ): حَرْفُ شَرْطٍ، جَازِمٌ.

(كُنْتُمْ): فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(مُؤْمِنِينَ): خَبَرُ «كَانَ» مَنْصُوبٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ مَقْرُونٌ بِالشَّرْطِ؛ أَيْ: «إِنْ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُؤْمِنِينَ» ، فَبَنُو إِسْرَائِيلَ مُخْبَرٌ عَنْهُمْ، وَالإِيمَانُ: هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ - تَعْلِيقًا وَشَرْطًا -، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الخَبَرُ بِـ «كَانَ» ، فَبَنُو إِسْرَائِيلَ: اسْمُ «كَانَ» ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «تُمْ» عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَ «مُؤْمِنِينَ»: خَبَرُهَا.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنْ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُؤْمِنِينَ» ؛ حَرْفُ شَرْطٍ

ص: 151

وَ «كَانَ» وَاسْمُهَا وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَخَبَرُهَا.

{وَلَقَدْ جَاءَكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ (92)}

(وَلَقَدْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَاللَّامُ: لَامُ الابْتِدَاءِ، وَ «قَدْ»: حَرْفُ تَحْقِيقٍ.

(جَاءَكُمْ): «جَاءَ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(مُوسَى): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.

فَمُوسَى - هُنَا: فَاعِلٌ لِأَنَّهُ الجَائِي.

(بِالْبَيِّنَاتِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «البَيِّنَاتِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(ثُمَّ): حَرْفُ عَطْفٌ.

(اتَّخَذْتُمُ): «اتَّخَذْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِـ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(العِجْلَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالعِجْلُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّهُ المُتَّخَذُ إِلَهًا، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهُمْ المُتَّخِذُونَ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «تُمْ» عَنْ ذِكْرِهِمْ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «اتَّخَذَ بَنُو إِسْرَائِيلَ العِجْلَ» ؛ أَيْ: إِلَهًا؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(بَعْدِهِ): «بَعْدِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(وَأَنتُمْ): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ؛ أَيْ: «وَحَالُكُمُ أَنَّكُمْ ظَالِمُونَ» ، وَ «أَنْتُمْ»: ضَمِيرٌ.

(ظَالِمُونَ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالوَاوِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِأَنَّهُمْ ظَالِمُونَ، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهِمْ الضَّمِيرُ «أَنْتُمْ»؛ فَـ «أَنْتُمْ»: ضَمِيرٌ فِي مَحَلِّ مُبْتَدَإٍ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «بَنُو إِسْرَائِيلَ ظَالِمُونَ» ؛ مُبْتَدَأٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَخَبَرٌ.

ص: 152

‌{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا

قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (93)}

(وَإِذْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذْ»: ظَرْفُ زَمَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

فَـ «إِذْ» : دَلَّتْ هُنَا بِالقَصْدِ عَلَى حُدُوثِ الحَادِثَةِ المَذْكُورَةِ فِي الزَّمَنِ المَاضِي.

(أَخَذْنَا): «أَخَذْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(مِيثَاقَكُمْ): «مِيثَاقَ» : مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالمِيثَاقُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَأْخُوذُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُوَ اللهُ عز وجل لِأَنَّهُ الآخِذُ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «نَا» عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَمُضَافَانِ إِلَيْهِمَا.

(وَرَفَعْنَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «رَفَعْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(فَوْقَكُمُ): «فَوْقَ» : ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَـ «فَوْقَ» : دَلَّتْ بِالقَصْدِ عَلَى مَكَانِ الطُّورِ بَعْدَ الرَّفْعِ.

(الطُّورَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالطُّورُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المَرْفُوعُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُوَ اللهُ - تَعَالَى - لِأَنَّهُ الرَّافِعُ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «نَا» عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «رَفَعَ اللهُ الطُّورَ فَوْقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ» ؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ وَظَرْفُ مَكَانِ وَمُضَافَانِ إِلَيْهِمَا.

(خُذُوا): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(مَا): اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» .

(آتَيْنَاكُمْ): «آتَيْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»:

ص: 153

ضَمِيرٌ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(بِقُوَّةٍ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «قُوَّةٍ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.

(وَاسْمَعُوا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «اسْمَعُوا»: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاو الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(سَمِعْنَا): «سَمِعْ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(وَعَصَيْنَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «عَصَيْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا» ، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.

(وَأُشْرِبُوا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «أُشْرِبُوا»: فِعْلٌ مَاضٍ بِصِيغَةِ المَجْهُولِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(فِي): حَرْفُ جَرٍّ.

(قُلُوبِهِمُ): «قُلُوبِ» : اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

وَالضَّمَّةُ عَلَى المِيمِ: هِيَ حَرَكَةٌ عَارِضَةٌ، وَذَلِكَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.

(العِجْلَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالعِجْلُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المُشْرَبُ؛ أَيِ: المُحَبَّبُ إِلَيْهِمْ.

(بِكُفْرِهِمْ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ «كُفْرِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

(قُلْ): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.

(بِئْسَمَا):: «بِئْسَ» : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيِ: «الَّذِي» .

(يَأْمُرُكُمْ): «يَأْمُرُ» : فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

(بِهِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(إِيمَانُكُمْ): «إِيمَانُ» : فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.

فَالإِيمَانُ - هُنَا -: فَاعِلٌ؛ لِأَنَّهُ الآمِرُ - فِي ظَاهِرِ السِّيَاقِ -.

ص: 154

(إِنْ): حَرْفُ شَرْطٍ، جَازِمٌ.

(كُنْتُمْ): فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «تُمْ» ، وَ «تُمْ»: ضَمِيرٌ.

(مُؤْمِنِينَ): خَبَرُ «كَانَ» مَنْصُوبٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ مَقْرُونٌ بِالشَّرْطِ؛ أَيْ: «إِنْ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُؤْمِنِينَ» ، فَبَنُو إِسْرَائِيلَ مُخْبَرٌ عَنْهُمْ، وَالإِيمَانُ: هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ - تَعْلِيقًا وَشَرْطًا -، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الخَبَرُ بِـ «كَانَ» ، فَبَنُو إِسْرَائِيلَ: اسْمُ «كَانَ» ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «تُمْ» عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَ «مُؤْمِنِينَ»: خَبَرُهَا.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنْ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُؤْمِنِينَ» ؛ حَرْفُ شَرْطٍ وَ «كَانَ» وَاسْمُهَا وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَخَبَرُهَا.

ص: 155