الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب التفسير
قد بَدَأْنا في هذا الكتاب بنزول القرآن، وما رُوِيَ في المسند من القراءات، وذِكْر الصحابة الذين جَمَعَوا القرآن وحَفِظُوه، هذا قبلَ تفسير السُّوَر.
2908 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار الزاهد، حدثنا أحمد بن مَهْدِي بن رُسْتُم الأصبهاني، حدثنا أبو عامر العَقَدي، حدثنا قُرَّة بن خالد، عن أبي رجاء العُطَارِدي، عن أبي موسى الأشعَري؛ قال
(1)
: تعلَّمنا القرآنَ في هذا المسجد - يعني مسجدَ البصرة - وكنا نجلسُ حَلَقًا حَلَقًا، وكأنما أنظرُ إليه بين ثوبين أبيضين، وعنه أخذتُ هذه السورةَ:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ، قال: وكانت أولَ سورة أُنزِلَت على محمدٍ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
وله شاهد بإسناد صحيح علي شرط مسلم:
2909 -
أخبرناه أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أخبرنا بِشْر بن موسى، حدثنا
(1)
القائل هو أبو رجاء العطاردي، وهو الآخذُ عن أبي موسى.
(2)
إسناده صحيح. أبو عامر العقدي: هو عبد الملك بن عمرو، وأبو رجاء العطاردي: هو عمران بن مِلحان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 542 و 14/ 88، وابن الضُّريس في "فضائل القرآن"(24)، والطبري في "تفسيره" 30/ 252، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 256 من طرق عن قرة بن خالد، بهذا الإسناد.
قوله: "وكانت أول سورة أنزلت" ليس المراد منه أنها نزلت كاملة، وإنما نزل من أولها أولًا خمس آيات، ثم نزل باقيها بعد ذلك، فإنَّ قوله:{كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى} نزلت في أبي جهل عندما رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يصلي كما جاء في حديث أبي هريرة عند مسلم (2797). وانظر "فتح الباري" 15/ 16.
الحُمَيدي، حدثنا سفيان، عن محمد بن إسحاق، عن الزُّهْري، عن عُرْوة، عن عائشة قالت: أولُ سورةٍ نزلت {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
(1)
.
2910 -
حدثنا علي بن عيسى، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن الزُّهْري، عن عُرْوة، عن عائشة - قال سفيان: حَفِظَه لنا ابنُ إسحاق -: أنَّ أول شيءٍ نَزَلَ من القرآن {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
(2)
.
2911 -
حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحُسَين بن الفضل، حدثنا هَوْذة بن خَليفة، حدثنا عَوف بن أبي جَميلة، حدثنا يزيدُ الفارسي قال: قال لنا ابن عبَّاس: قلت لعثمانَ بن عفَّان: ما حَمَلَكم على أن عَمَدتُم إلى الأنفال وهي من المَثَاني، وإلى براءةَ، وهي من المِئِين، فقَرَنتُم بينهما ولم تكتبوا بينهما سَطْرَ: بسم الله الرحمن الرحيم، ووَضَعتُموها في السَّبْع الطُّوَل، ما حَمَلَكم على ذلك؟ فقال عثمان: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي عليه الزمانُ تَنزِلُ عليه السُّوَرُ ذواتُ عددٍ، فكان إذا نَزَل عليه الشيءُ يدعو بعضَ مَن كان يكتبُه فيقول:"ضَعُوا هذه في السورة التي يُذكَرُ فيها كذا وكذا"، وتَنزِلُ عليه الآيةُ فيقول: "ضَعُوا هذه في السورة التي يُذكَر
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد ذكر سفيان - وهو ابن عُيينة - في الرواية التالية أنَّ ابن إسحاق حفظه لهم، فهذا تثبيت له في روايته.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 252، والبيهقي في "السنن" 9/ 6، وفي "دلائل النبوة" 2/ 155 من طريق عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، والفاكهي في "أخبار مكة"(2301) عن محمد بن منصور، كلاهما عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وصحَّح البيهقي في "الدلائل" إسناده.
وانظر ما بعده و (3997) و (3998)، وسيأتي معناه ضمن حديث بدء الوحي الطويل برقم (4903) من حديث الزهري عن عروة عن عائشة.
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات إلّا أنَّ سفيان بن عيينة لم يسمعه من الزهري كما قال المصنف فيما سيأتي برقم (3997)، فقد كان سفيان يُدخِل بينهما فيه ابنَ إسحاق.
وأخرجه الطبري 30/ 252، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(614) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
فيها كذا وكذا"، فكانت الأنفال من أوائل ما أُنزِلَ بالمدينة، وبراءةُ من آخر القرآن، فكانت قِصَّتُها شبيهةً بقصَّتِها، فقُبِضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ولم يُبيِّن لنا أنها منها، فظَنَنَّا أنها منها، فمن ثمَّ قَرَنتُ بينهما ولم أكتب بينهما سَطْرَ: بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
2912 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ببغداد وأبو منصور محمد بن أحمد الفارسي، قالا: حدثنا أبو بكر محمد بن شاذانَ الجَوهَري، حدثنا مُعلَّى بن منصور، حدثنا هُشَيم حدثنا داود بن أبي هند، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومَ بَدْر: "مَن قَتَلَ قتيلًا، فله كذا وكذا"، أما المَشْيخةُ فثَبَتُوا
(1)
إسناده حسن من أجل يزيد الفارسي، فقد روى عنه غير واحد، وكان يكتب المصاحف كما وقع في خبر عند أحمد (3410)، وقال أبو حاتم الرازي كما في "الجرح والتعديل" 9/ 294: لا بأس به. وحسّن الترمذي حديثه هذا، وصححه ابن حبان.
ويزيد الفارسي هذا فالراجح أنه غير يزيد بن هرمز الثقة المعروف، قال البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 367 وفي "الضعفاء" ص 122: قال لي علي - يعني ابن المديني -: قال عبد الرحمن - يعني ابن مهدي -: يزيد الفارسي هو ابن هرمز، قال: فذكرته ليحيى - يعني ابن سعيد القطان - فلم يعرفه، قال: وكان يكون مع الأمراء.
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 293: اختلفوا في يزيد بن هرمز أنه يزيد الفارسي أم لا؟ فقال عبد الرحمن بن مهدي وأحمد: يزيد الفارسي هو يزيد بن هرمز، وأنكر يحيى بن سعيد القطان أن يكونا واحدًا، وسمعت أبي يقول: يزيد بن هرمز هذا ليس بيزيد الفارسي، هو سواه، فأما يزيد بن هرمز، فهو والد عبد الله بن يزيد بن هرمز، وكان ابن هرمز من أبناء الفرس الذين كانوا بالمدينة وجالسوا أبا هريرة، وليس هو بيزيد الفارسي البصري الذي يروي عن ابن عباس.
وقال المزي في "تهذيب الكمال": الصحيح أنَّ يزيد الفارسي غير يزيد بن هرمز.
وأخرجه أحمد 1/ (399) و (499)، وأبو داود (786) و (787)، والترمذي (3086)، والنسائي (7953)، وابن حبان (43) من طرق عن عوف بن أبي جميلة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن لا نعرفه إلَّا من حديث عوف عن يزيد الفارسي عن ابن عباس، ويزيد الفارسي قد روى عن ابن عباس غيرَ حديث، ويقال: هو يزيد بن هرمز.
وسيأتي برقم (3311) من طريق روح بن عبادة عن عوف.
تحت الرايات، وأما الشُّبّانُ فتسارَعوا إلى القتل والغنائم، فقالت المَشْيخةُ للشُّبّان: أَشْرِكُونا معكم، فإنَّا كنا رِدْأً لكم، ولو كان فيكم شيءٌ لَجَأتُم إلينا، فأَبَوْا، فاختصَموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فنزلت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} ، فقُسِمَت الغنائمُ بينهم بالسَّوِيَّة
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2913 -
حدثنا علي بن عيسى، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا محمد بن المثنَّى، حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، حدثنا داود بن أبي هند، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: أَنزل اللهُ القرآنَ إلى السماء الدنيا في ليلة القَدْر، وكان الله إذا أراد أن يُوحَى منه شيءٌ، أَوحاه، أو يَحدُثَ منه في الأرض شيءٌ، أحدَثَه
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2914 -
حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا موسى بن إسحاق القاضي، حدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شَيْبة، حدثنا جَرِير، عن منصور، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس في قوله:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} ، قال: أُنزِلَ القرآنُ جُمْلةً واحدةً في ليلة القَدْر إلى سماءِ الدنيا، وكان بمَوقِع النجوم، وكان الله يُنزِل على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضَه في إثْرِ بعضٍ، قال: وقالوا: {لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} [الفرقان: 32]
(3)
.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه أبو داود (2738) عن زياد بن أيوب، عن هشيم، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (2627)، وسيأتي برقم (3299).
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه النسائي (7936) من طريق يزيد بن زريع، عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد.
وانظر ما سيأتي برقم (2912) و (2915) و (2917) و (3430) و (3823) و (4002) و (4003) و (4262).
(3)
إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر. =
صحيح على شرطهما، ولم يُخرجاه.
2915 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا داود بن أبي هِنْد، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: أَنزل اللهُ القرآنَ جملةً واحدةً إلى السماءِ
(1)
الدنيا ليلةَ القَدْر، ثم أُنزِلَ بعدَ ذلك بعشرين سنة:{وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 33]؛ {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسراء: 106]
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2916 -
أخبرنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف العَدْل، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا زيد بن الحُبَاب، حدثني سليمان بن المغيرة البَكْري، عن ثابت البُنَاني، عن عبد الله بن رَبَاح الأنصاري، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أُوحِيَ إليه لم يَستطِعْ أحدٌ منا يَرفَعُ طَرْفَه إليه حتى ينقضيَ الوحيُ
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه!
= وأخرجه النسائي (11625) عن محمد بن قُدامة، عن جرير، بهذا الإسناد. وانظر ما سيأتي برقم (2917) و (3823) و (4002) و (4003).
(1)
في النسخ الخطية: من السماء، والمثبت من "تلخيص المستدرك" للذهبي ومن "دلائل النبوة" للبيهقي 7/ 131 حيث أخرجه عن المصنف بإسناده ومتنه، وهو الصواب.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه النسائي (11308) عن أحمد بن سليمان، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(3)
إسناده صحيح.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 7/ 54 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وهذا الحديث قطعة من الحديث الطويل في فتح مكة الذي أخرجه أحمد 16/ (10948)، ومسلم (1780)، والنسائي (11234)، وابن حبان (4760) من طرق - وهو عند النسائي من طريق زيد بن الحباب - عن سليمان بن المغيرة، به. فاستدراك الحاكم له ذهول منه رحمه الله.
2917 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا أبو طاهر الزُّبيري
(1)
محمد بن عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسين بن حفص، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن حسَّان بن حُريث، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس قال: فُصِلَ القرآنُ من الذِّكْر فوُضِعَ في بيت العِزَّة في السماء الدنيا، فجعل جبريل عليه السلام يُنزِّله على النبي صلى الله عليه وسلم يُرتِّلُه ترتيلًا
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2918 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، حدثنا مسدَّد، حدثنا المعتمِر بن سليمان، عن محمد بن عمرو بن
(1)
زاد بعده في (ب): حدثنا، فصار من رواية أبي طاهر الزبيري عن محمد بن عبد الله الأصبهاني، وهو خطأ، فإنَّ أبا طاهر الزبيري هذا هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأصبهاني كما وقع على الصواب أيضًا عند البيهقي في "الأسماء والصفات"(496) حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه.
(2)
خبر موقوف وهو صحيح، وأبو طاهر الزبيري لم نقف على ترجمته حتى تتبيَّن حاله، لكنه لم ينفرد به، فقد روي هذا عن سفيان - وهو الثوري - من غير وجه، منها رواية أبي حذيفة النهدي عنه وذلك فيما سيأتي عند المصنف برقم (4262)، وكذا روي من غير وجه عن الأعمش.
وقوله في هذا الإسناد: "حسان بن حريث" كذا وقع هنا، ولعلَّه وهمٌ من بعض رواته ممَّن دون سفيان، فقد جاء في سائر المصادر: حسان بن أبي الأشرس، وهو الذي جزم به الحافظ المزي في ترجمته من "التهذيب" وفي "تحفة الأشراف"(5492). ومهما يكن من أمرٍ، فالحسّانان كلاهما ثقة.
وأخرجه النسائي (7937)، والطبراني في "الكبير"(12381) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، بهذا الإسناد عند النسائي: حسان غير منسوب، وعند الطبراني: حسان بن أبي الأشرس.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 533، والطبري في "تفسيره" 2/ 144، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 8/ 2690، والطبراني (12382) من طرق عن الأعمش، به. وانظر ما سلف برقم (2913) و (2914) ومكرراتهما.
عَلقَمة، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مِراءٌ في القرآنِ كفرٌ"
(1)
.
تابَعَه عمرُ بن أَبي سَلَمة عن أبيه:
2919 -
حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه، حدثنا عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي، حدثنا أبو عاصم، عن سعيد، عن سعد بن إبراهيم، عن عمر بن أبي سَلَمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الجِدالُ في القرآن كفرٌ"
(2)
.
حديث المعتمِر عن محمد بن عمرو صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه، فأمَّا عمر بن أبي سلمة فإنهما لم يَحتجَّا به.
2920 -
أخبرنا عبد الرحمن بن حَمْدان الجَلَّاب وعبد الصمد بن علي بن مُكرَم، قالا: حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطَّيَالسي، حدثنا عَفَّان بن مُسلِم، حدثنا حمَّاد بن
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة، وقد توبع.
وأخرجه أحمد 13/ (7848) و 15/ (9479) و 16/ (10143) و (10539) و (10834)، وأبو داود (4603)، وابن حبان (1464) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 13/ (7989)، والنسائي (8039)، وابن حبان (74) من طريق أبي حازم - وهو سلمة بن دينار - عن أبي سلمة، به. وهذا إسناد صحيح.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمر بن أبي سلمة. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وكُتب فوقه في نسخة (ص): ظ شعبة، يعني: الظاهر أنه شعبة لا سعيد، ومهما يكن من أمرٍ فكلاهما ثقة حُجّة.
وأخرجه أحمد 16/ (10202) من طريق سفيان الثوري، و (10414) من طريق منصور بن المعتمر، كلاهما عن سعد بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد أيضًا 12/ (7508) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، به. ولم يذكر فيه عمر بن أبي سلمة، وهو ابن عمِّ سعد بن إبراهيم، وسعد قد روى عنه وعن أبيه أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (وهو عمُّ سعد)، فذكرُ عمر فيه من المَزيد في متصل الأسانيد.
سَلَمة، حدثنا قَتَادة، عن الحسن، عن سَمُرةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أُنزِلَ القرآنُ على ثلاثة أحرُفٍ"
(1)
.
قد احتجَّ البخاريُّ برواية الحسنِ عن سَمُرة، واحتجَّ مسلم بأحاديث حمَّاد بن سلمة، وهذا الحديث صحيح وليس له عِلَّة!
2921 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي بمَرْو، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن عاصم، عن زِرٍّ، عن عبد الله قال: أقرأَني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورةَ (حم)، ورُحْتُ إلى المسجد عَشِيَّةً، فجلس إليَّ رَهْطٍ، فقلت لرجل من الرَّهْط: اقرأْ عليَّ، فإذا هو يقرأُ حروفًا لا أقرؤُها، فقلت له: مَن أقرأَكَها؟ قال: أقرأَنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطَلَقْنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا عنده رجل، فقلت: اختَلَفْنا في قراءتنا، وإذا وجهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تغيَّر ووَجَدَ في نفسه حين ذكرتُ له الاختلاف، فقال:"إنما أهلَكَ من كان قبلَكم الاختلافُ"، ثم أسرَّ إلى عليٍّ، فقال عليٌّ: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرُكم أن يقرأَ كلُّ رجل منكم كما عُلِّم، فانطَلَقْنا وكلُّ رجل منا يقرأُ حروفًا لا يقرؤُها صاحبُه
(2)
.
(1)
صحيح لغيره لكن بلفظ "سبعة أحرف"، فقد اختُلف على حماد بن سلمة في لفظه، فرواه بَهْز بن أسد عن حماد عند أحمد 33/ (20179) بلفظ:"سبعة أحرف"، وبهز أثبت الناس في حماد، وبلفظ حديثه جاءت الشواهد كما هو مذكور عند حديث أبي هريرة من "مسند أحمد" 13/ (7989).
وأما حديث عفان فقد أخرجه أحمد 33/ (20262) وغيره.
وقد تابع عفانَ على لفظه حجاج بن منهال عند الطبراني (6853)، وعبيد الله العيشي عند ابن عدي في "الكامل" 2/ 262، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. فلعلَّ حمادًا كان يضطرب فيه، والله تعالى أعلم.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناده حسن من أجل عاصم: هو ابن أبي النَّجود. زر: هو ابن حُبيش، وعبد الله: هو ابن مسعود. =
2922 -
حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق، أخبرنا علي بن محمد بن أبي الشَّوَارب، حدثنا أبو الوليد الطَّيَالِسي، حدثنا أبو عَوَانة، عن عاصم، فذكر الحديث بإسناده نحوَه، قال فيه: فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا عنده رجلٌ؛ قال زِرٌّ: إنهم يَلعَنُونه
(1)
! يعني عليًّا
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة.
2923 -
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن صفوان الجُمَحي بمكة، حدثنا علي بن عبد العزيز بن يحيى، حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدثنا عبد الرحمن
(3)
= وأخرجه ابن حبان (747) من طريق عامر بن مُدرِك، عن عاصم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 7/ (3981) و (3992) و (3993) و (4322)، وابن حبان (746) من طرق عن عاصم، به.
وأخرجه بنحوه مختصرًا أحمد 6/ (3803) من طريق همام، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود.
وأخرجه أحمد 6/ (3724) و 7/ (3907) و (3908) و (4364)، والبخاري (2410) و (3476) و (5062)، والنسائي (8040) من طريق النَّزّال بن سَبْرة، عن عبد الله بن مسعود ولم يذكر فيه عليًّا.
(1)
تحرَّف في المطبوع إلى: يعينونه. والمراد بقولهم: "إنهم يلعنونه" بنو أُمية وشيعتهم، كانوا يلعنون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه على المنابر، حتى أزاح عنهم هذه السَّوءةَ أمير المؤمنين عمرُ بن عبد العزيز رحمه الله حين استُخلف وجعل مكان ذلك في الخطبة:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} الآية [النحل: 90] فلم يزل مستعملًا إلى عصرنا هذا، ونِعمَ السُّنةُ سنَّ رحمه الله. انظر "تاريخ الإسلام" للذهبي 3/ 144 - 145، و"السلوك في طبقات العلماء والملوك" لبهاء الدين الجندي اليمني 1/ 112، و"مورد اللطافة فيمن ولي السلطنة والخلافة" لابن تغري بردي 1/ 91.
(2)
إسناده حسن كسابقه. أبو الوليد الطيالسي: هو هشام بن عبد الملك، وأبو عوانة: هو وضّاح بن عبد الله اليَشكُري.
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: عبد الله، والتصويب من "شعب الإيمان" للبيهقي (2425) حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه، وعبد الرحمن بن أبي الزناد معروف برواية سليمان بن داود الهاشمي عنه، وأبو الزناد: اسمه عبد الله بن ذكوان، وليس له ولد اسمه عبد الله.
ابن أبي الزِّناد، عن أبيه، عن خارِجةَ بن زيد، عن أبيه زيد بن ثابت قال: القراءةُ سُنَّة؛ قال سليمان: يعني: أن لا تخالفَ الناسَ برأيك في الاتِّباع
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2924 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو البَختَري عبد الله بن محمد بن شاكر، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله قال: قرأْنا المفصَّلَ بمكة حِجَجًا ليس فيه: يا أيُّها الذين آمَنوا
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
2925 -
أخبرني عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الأسَدي، حدثنا إبراهيم بن
(1)
إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2425) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(67)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(4855)، والبيهقي في "السنن" 2/ 385، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي والسامع"(1596) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، به. وقرن الطبراني بسعيدِ بن منصور سعيدَ بنَ أبي مريم وعيسى بنَ ميناء.
قال البيهقي في "السنن": أراد - والله أعلم - أنَّ اتباع مَن قبلنا في الحروف وفي القراءات سُنَّة مُتَّبعة لا يجوز مخالفة المصحف الذي هو إمام، ولا مخالفة القراءات التي هي مشهورة، وإن كان غيرُ ذلك سائغًا في اللغة أو أظهرَ منها، وبالله التوفيق.
وقال البغوي في "شرح السنة" 4/ 512: أجمعت الصحابة والتابعون فمَن بعدهم على هذا: أنَّ القراءة سُنَّة، فليس لأحدٍ أن يقرأ حرفًا إلّا بأثرٍ صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم موافقٍ لخطِّ المصحف أخَذَه لفظًا وتلقينًا.
(2)
إسناده صحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النَّخَعي.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/ 423 من طريق خلف - وتحرَّف في المطبوع إلى: خالد - بن سالم، عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق وكيع عن إسرائيل عند المصنف برقم (4342). وانظر (4341).
الحسين بن دِيزِيل، حدثنا آدم بن أبي إيَاس، حدثنا شُعْبة، عن عاصم، عن زِرِّ، عن أُبيِّ بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله أمَرني أن أقرأَ عليك القرآنَ"، فقرأ:{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ} [البينة: 1]، ومِن نَعتِها:"لو أنَّ ابنَ آدمَ سأَل واديًا من مالٍ فأُعطِيَه سأل ثانيًا، وإن سأَل ثانيًا فأُعطِيَه سأل ثالثًا، ولا يَملأُ جوفَ ابنِ آدمَ إِلَّا الترابُ، ويتوبُ الله على من تاب، وإن ذاتَ الدِّينِ عند الله الحَنِيفيَّةُ غيرُ اليهوديةِ ولا النصرانيةِ، ومن يَعمَلْ خيرًا فلن يُكفَرَه"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2926 -
حدثنا علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا عفَّان بن مسلم وأبو الوليد الطَّيَالسي قالا: حدثنا أبو عَوَانة، عن الأسود بن قيس، عن نُبَيح العَنَزي، عن ابن عبَّاس قال: بينما أنا أقرأُ آيةً من كتاب الله عز وجل، وأنا أمشي في طريقٍ من طرق المدينة، فإذا أنا برجل يناديني من بعدي: أتبِعِ ابنَ عبَّاس، فإذا هو أميرُ المؤمنين عمر، فقلت: أُتبِعُك على أُبيِّ بن كعب، فقال: أهو أقرأَكَها كما سمعتُك تقرأُ؟ قلت: نعم، قال: فأرسَلَ معي رسولًا، قال: اذهَبْ معه إلى أُبيِّ بن كعب فانظُرْ أيَقرأُ أُبيٌّ كذلك، قال: فانطلقتُ أنا ورسولُه إلى أُبي بن كعب، فقلت: يا أُبيُّ، قرأتُ آيةً من كتاب الله فناداني مِن بعدي عمرُ بن الخطَّاب: أتبِعِ ابنَ عبَّاس، فقلت: أُتبِعُك
(1)
إسناده حسن من أجل عاصم: وهو ابن أبي النَّجود، وعبد الرحمن بن الحسن الأسدي القاضي - وإن كان فيه مقال - لم ينفرد به.
وأخرجه أحمد 35/ (21202)، وابنه عبد الله في زياداته (21203) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر تمام تخريجه فيه.
وروى البخاري بإثر حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم (6439) قال: "لو أنَّ لابن آدم واديًا من ذهب
…
" إلخ، حديثَ أنس عن أُبي بن كعب (6440) قال: كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}. وانظر شرح الحافظ ابن حجر عليه في "فتح الباري" 20/ 61 - 62.
وسيأتي الحديث مختصرًا برقم (4006) من طريق أبي داود الطيالسي عن شعبة، وانظر (3048).
على أُبيِّ بن كعب، فأرسَلَ معي رسولَه، أفأنت أقرأْتَنِيها كما قرأتُ؟ قال أُبيّ: نعم، قال: فرَجَعَ الرسولُ إليه، فانطلقتُ أنا إلى حاجَتي، قال: فراح عمرُ إلى أُبيّ فوَجَدَه قد فَرَغَ من غَسْل رأسه ووَلِيدتُه تَدَّرِي لحيتَه بمِدْراها، فقال أُبي: مرحبًا يا أمير المؤمنين، أزائرٌ جئتَ أم طالبُ حاجةٍ؟ فقال عمر: بل طالبُ حاجة، قال: فجلس ومعه مَولَيَانِ له، حتى فرغ من لحيته وادَّرَتْ جانبَه الأيمنَ من لِمَّتِه، ثم ولَّاها جانبَه الأيسرَ، حتى إذا فرغ أقبلَ إلى عمر بوجهه، فقال: ما حاجةُ أمير المؤمنين، قال عمر: يا أُبيُّ، عَلَامَ تُقنِّطُ الناسَ؟ قال أُبي: يا أمير المؤمنين، إني تلقَّيتُ القرآنَ ممَّن تلقَّاه
(1)
[من] جبريلَ وهو رَطْبٌ، فقال عمر: تَاللهِ ما أنت بمُنتَهٍ وما أنا بصابرٍ؛ ثلاثَ مرات، ثم قام فانطَلَق
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2927 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا العبَّاس بن الوليد
(3)
بن مَزيَد، حدثنا محمد بن شعيب بن شابُور، حدثنا عبد الله بن العلاء بن زَبْر، عن بُسْر
(1)
قوله: "ممَّن تلقاه" تحرَّف في (ب) إلى: من تلقاء. ولفظ "من" الذي بين معقوفين زيادة يقتضيها النص ولم يرد في النسخ الخطية.
(2)
إسناده صحيح. أبو عوانة: هو وضّاح اليَشكُري.
وأخرجه مختصرًا جدًّا أحمد 35/ (21112) عن عفان وهشام بن عبد الملك - وهو أبو الوليد الطيالسي - بهذا الإسناد. واقتصر فيه على قول أُبي لعمر: إني تلقيت القرآن ممَّن تلقَّاه من جبريل وهو رطب.
قوله: "أَتبِع ابنَ عبَّاس" أي: أَتبِع يا ابن عبَّاس، أي: أَسنِدْ قراءتك ممَّن أخذتها، وأَحِلْ على من سمعتها منه. قاله ابن الأثير في "النهاية".
وقوله: "تدَّرِي لحيته بمِدراها" أي: تمشطه وتسرّحه، والمِدرَى: كالمُشْط لكنه أطول أسنانًا منه. وقوله: "تدَّري" أصله: تَدْتَري، تَفتعِل، فأُدغِمت التاء في الدال. قاله ابن الأثير.
واللِّمَّة: الشَّعر الذي يجاوز شحمة الأذن، فإذا بلغ المنكبين فهو جُمَّة.
(3)
قوله: "بن الوليد" لم يرد في (ز) و (ص)، وأثبتناه من (ع) و (ب).
ابن عُبيد الله، عن أبي إدريس، عن أُبيِّ بن كعب: أنه كان يقرأُ: (إذْ جَعَلَ الذين كفروا في قلوبِهمُ الحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الجاهليةِ، ولو حَمِيتُم كما حَمَوْا لَفَسَدَ المسجدُ الحرامُ، فأنزَلَ اللهُ سَكِينتَه على رسولِه)
(1)
، فبَلَغَ ذلك عمرَ فاشتَدَّ عليه، فبَعَثَ إليه وهو يَهنَأُ ناقةً له، فدخل عليه، فدَعَا ناسًا من أصحابه فيهم زيدُ بن ثابت، فقال: مَن يَقرَأُ منكم سورةَ الفتح؟ فقرأَ زيدٌ على قراءتنا اليومَ، فغَلَّظَ لهُ
(2)
عمرُ، فقال له أُبي: أأتكلَّمُ؟ فقال: تكلَّمْ، فقال: لقد عَلِمتَ أني كنتُ أَدخُلُ على النبي صلى الله عليه وسلم ويُقرِئُني وأنتم بالباب، فإن أحببتَ أن أُقرِئَ الناسَ على ما أقرأَني، أقرأتُ، وإلَّا لم أُقرِئْ حرفًا ما حَيِيتُ، قال: بل أقرِئِ الناس
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
2928 -
أخبرني إبراهيم بن عِصْمة بن إبراهيم العَدْل، حدثنا السَّرِي بن خُزَيمة، حدثنا محمد بن عبد الله الرَّقَاشي، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا أبو عِمران الجَوْني،
(1)
انظر الآية (26) من سورة الفتح.
(2)
أي: فغلَّظ لأُبي بن كعب في القول.
(3)
رجاله لا بأس بهم على خلاف في إسناده، وأبو إدريس - وهو عائذ الله بن عبد الله الخولاني - قيل: إنَّ روايته عن أبي بن كعب مرسلة.
وأخرجه النسائي (11441) من طريق شبابة بن سوّار، عن عبد الله بن العلاء بن زَبْر، بهذا الإسناد مختصرًا. وشبابة ومن فوقه ثقات.
وأخرجه عمر بن شبّة في "تاريخ المدينة" 2/ 709 - 710، وابن أبي داود في "المصاحف"(516)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ 337 - 338 من طريق الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء بن زبر، عن عطية بن قيس، عن أبي إدريس الخولاني: أنَّ أبا الدرداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل دمشق - وذكر القصة. ورجاله ثقات، ولا يضر هذا الخلاف على ابن زبر في شيخه، فعطية بن قيس وبُسْر بن عبيد الله كلاهما ثقة، وأبو إدريس من أثبات أصحاب أبي الدرداء وكان عالمَ الشام بعده، فإن لم يكن حضر هذه القصة فلا بدَّ أنه سمع خبرها من أبي الدرداء، والله تعالى أعلم.
قوله: "يَهنَأ ناقة له" أي: يطليها بالقَطِران علاجًا لها من الجرب وغيره.
عن جُندُب قال: أتيتُ المدينة لأتعلَّمَ العلمَ، فلما دخلتُ مسجدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا الناسُ فيه حَلَقٌ يتحدَّثون، قال: فجعلتُ أَمضي حتى انتهيتُ إلى حَلْقَةٍ فيها رجل شاحبٌ عليه ثوبانِ كأنما قَدِمَ من سفر، فسمعتُه يقول: هَلَكَ أصحابُ العَقْدِ وربِّ الكعبة، ولا آسَى عليهم - يقولها ثلاثًا - هَلَكَ أصحابُ العَقْد وربِّ الكعبة، هَلَكَ أصحابُ العَقْد وربِّ الكعبة
(1)
، قال: فجلستُ إليه فتحدَّث ما قُضِيَ له، ثم قام، فسألتُ عنه، فقالوا: هذا سيِّدُ الناس أُبيُّ بن كعب.
قال: فتبعتُه إلى منزله، فإذا هو رَثُّ المنزل، رَثُّ الكِسْوة، رثُّ الهيئة، يُشبِهُ أمرُه بعضُه بعضًا، فسلَّمتُ عليه، فردَّ عليَّ السلامَ، قال: ثم سألني: ممَّن أنت؟ قال: قلت: من أهل العراق قال: أكثرُ شيءٍ سؤالًا، وغَضِبَ، قال: فاستقبلتُ القِبلةَ، ثم جَثَوتُ على ركبتيَّ ورفعتُ يديَّ هكذا - ومدَّ ذراعيه - فقلت: اللهمَّ إنا نَشكُوهم إليك، إنا نُنفِقُ نَفَقاتِنا ونُنصِبُ أبدانَنا، ونَرحَلُ مَطَايانا ابتغاءَ العلم، فإذا لَقِيناهم تَجهَّموا لنا، وقالوا لنا، قال: فبَكَى أُبيٌّ وجعل يترضَّاني، ويقول: وَيحَك، إني لم أَذهب هناك، ثم قال أُبيّ: أعاهدُك لَئِن أَبقَيتَني إلى يوم الجمعة لأتكلَّمَنَّ بما سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أخافُ فيه لومةَ لائم، قال: ثم انصرفتُ عنه وجعلت أنتظرُ يومَ الجمعة، فلما كان يومُ الخميس خرجتُ لبعض حاجتي، فإذا الطريقُ مملوءةٌ من الناس لا آخُذُ فِي سِكَّة إلّا استقبَلَني الناسُ، قال: فقلت: ما شأنُ الناس؟ قالوا: إنا نَحسَبُك غريبًا، قال: قلت: أجل، قالوا: مات سيدُ الناس أبيُّ بن كعب، قال: فلَقِيتُ أبا موسى بالعراق فحدَّثتُه، فقال: هلَّا كان يبقى حتى تَبلُغَنا مَقَالتُه
(2)
.
(1)
يريد بأصحاب العقد: الأُمراء، وذلك لأنَّ الناس يعقدون لهم البيعةَ بالإمارة والولاية.
(2)
إسناده جيد. أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب.
وسيأتي الحديث مختصرًا برقم (5411) من طريق أبي قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي عن أبيه.
وأخرجه بطوله ابن سعد في "الطبقات" 3/ 465، وعبد الله بن أحمد في زياداته على "الزهد" =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
2929 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عَلقَمة قال: جاء رجلٌ إلى عمر وهو بعَرَفةَ، فقال: يا أمير المؤمنين، جئتُ من الكوفة وتركتُ بها مَن يُمْلي المصاحفَ عن ظَهْر قلبه، قال: فغضب عمرُ وانتفَخَ حتى كاد يملأُ ما بين شُعبَتَي الرَّحْل، ثم قال: وَيحَك، من هو؟ قال: عبدُ الله بن مسعود، فما زال يُطفأُ ويُسرَّى الغضبُ، حتى عاد إلى حالِه التي كان عليها، ثم قال: وَيحَك، والله ما أَعلمُه بقيَ أحد من المسلمين هو أحقُّ بذلك منه، سأحدِّثُك عن ذلك:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزالُ يَسمُرُ في الأمر من أمر المسلمين عند أبي بكر، وإنه سَمَرَ عنده ذاتَ ليلةٍ وأنا معه، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجنا نمشي معه، فإذا رجلٌ قائمٌ يصلِّي في المسجد، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمعُ قراءتَه، فلمَّا أعْيانا أن نعرفَ مَن الرجل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَن سَرَّه أن يقرأَ القرآن غضًّا كما أُنزِلَ، فليَقرَأْه على قراءَةِ ابنِ أمِّ عَبْدٍ"، ثم جلس الرجلُ يدعو، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له:"سَلْ تُعطَهْ". قال: فقال عمر: فقلت: والله لأَغدُوَنَّ إليه فَلأُبشِّرَنَّه، قال: فغَدَوتُ إليه لأبشِّرَه،
= لأبيه (1162)، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "المطالب العالية"(3080)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ 341 و 342 من طرق عن جعفر بن سليمان الضُّبَعي، به.
وأخرج هذه القصة باختصارٍ ابنُ سعد 3/ 464، ومن طريقه ابن عساكر 7/ 340 عن روح بن عبادة وهُوذة بن خليفة، عن عوف بن أبي جميلة، عن الحسن البصري قال: أخبرنا عُتَيُّ بن ضَمْرة قال: قلت لأُبي بن كعب: ما لكم أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم نأتيكم من البُعْد
…
فذكر نحوها. فجعل القصة لعُتي بن ضمرة مع أُبي، وعُتيٌّ تابعي كبير، والسند إليه صحيح، أما جعفر بن سليمان فجعل القصة لجندب مع أُبي، وجندب الذي يروي عنه أبو عمران الجوني: هو جندب بن عبد الله البجلي، وهو من صغار الصحابة، والقلب إلى حديث الحسن البصري أميَل، فلعلَّ جعفرًا وهم في تسمية صاحب القصة مع أُبي، أو أن يكون كلاهما كان حاضرًا، والله تعالى أعلم.
وانظر ما سلف برقم (873).
فوجدتُ أبا بكر قد سَبَقَني فبَشَّره، والله ما سابقتُه إلى خيرٍ قطُّ إلَّا سَبَقَني إليه
(1)
.
2930 -
أخبَرَناه أبو بكر بن أبي دارمٍ الحافظ بالكوفة، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا القاسم بن بِشْر بن معروف، حدثنا مُصعَب بن المِقْدام الخَثعَمي، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عَلقَمة، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أحبَّ أن يَقرأَ القرآنَ غَضًّا كما أُنزِلَ، فليَقرَأْ على قراءة ابن أمِّ عبدٍ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات عن آخرهم غير أحمد بن عبد الجبار العُطاردي فإنه يَقصُر عن رتبة الثقة وهو حسن الحديث. وهذا الحديث لم يسمعه علقمة - وهو ابن قيس النخعي - من عمر، إنما رواه عن القَرثَع الضبِّي عن قيس بن مروان الجعفي - وهو قيس بن أبي قيس - عن عمر، كما قال البيهقي في "السنن الكبرى" 1/ 453، والقريع وقيس ثقتان لا بأس بهما، وقيس هو الرجل الذي جاء إلى عمر، كما وقع مبيَّنًا في رواية البيهقي.
ورواية علقمة عن القرثع هذه أخرجها أحمد 1/ (265) عن عفان، عن عبد الواحد بن زياد، عن الحسن بن عبيد الله النخعي، عن إبراهيم - وهو ابن يزيد النخعي - عن علقمة، به. والإسناد إليه صحيح.
وأما حديث أبي معاوية فقد أخرجه أحمد (175) عنه بمثل إسناد المصنف ولفظه. ثم قال: قال أبو معاوية: وحدثنا الأعمش، عن خيثمة - وهو ابن عبد الرحمن الجُعْفي - عن قيس بن مروان: أنه أتى عمر
…
وأخرج منه قصة السَّمر عند أبي بكر مختصرًا أحمد (178) و (228)، والترمذي (169) من طريق أبي معاوية، به. وقال الترمذي: حديث حسن.
وأخرج منه قوله: "من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا
…
" أحمد (36)، والنسائي (8199) من طرق عن الأعمش، به. وهو عند النسائي من طريق أبي معاوية عنه، ومن طريق سفيان الثوري عنه، ومن طريق سفيان سيأتي في الحديث التالي عند المصنف.
وأخرجه أيضًا النسائي (8198) من طريق محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن خيثمة، عن قيس بن مروان، عن عمر.
وللحديث طريق آخر عن عمر سيأتي تخريجه عند حديث علي الآتي عند المصنف برقم (5471).
(2)
حديث صحيح، ابن أبي دارم - وإن كان متكلَّمًا فيه - قد توبع، فسيأتي من غير طريقه عن =
حديث عَلقَمة عن عمر صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه، وأتوهَّمُهما لم يَصِحَّ عندهما سماعُ علقمة بن قيس من عمر
(1)
، والله أعلم.
وله شاهد مفسَّر من حديث عمَّار بن ياسر:
2931 -
أخبَرَناه أبو محمد عبد الله بن جعفر الفارسي، حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأُوَيْسي، حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كَثير، عن إسماعيل بن صَخْر الأَيْلي، عن أبي عُبيدة بن محمد بن عمَّار بن ياسر، عن أبيه، عن عمَّار بن ياسر: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ بعبد الله بن مسعود وهو يقرأُ حرفًا حرفًا، فقال:"مَن سَرَّه أن يقرأَ القرآنَ كما أُنزِلَ، فليَقرَأْه على قراءة ابنِ مسعود"
(2)
.
2932 -
حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، حدثنا الحسن بن المثنَّى بن معاذ بن معاذ، حدثنا أَبي، حدثنا أَبي
(3)
، حدثنا عبد الله بن عَوْن، حدثني عمر بن قيس، عن أبي مَيْسَرة عَمرو بن شُرَحْبيل قال: أَتى عليَّ رجل وأنا أصلِّي فقال: ثَكِلَتْك أمُّك،
= مصعب بن المقدام عند المصنف برقم (5476)، وهو قطعة من الحديث السابق، وانظر تخريجه فيه.
(1)
قد ثبت - كما تقدم - أنَّ علقمة بن قيس النخعي لم يسمع هذا الحديث من عمر، وقد نقل العلائي في "جامع التحصيل": أنَّ أحمد بن حنبل سُئل: هل سمع علقمة من عمر؟ فقال: ينكرون ذلك، قيل: من ينكره؟ قال: الكوفيون أصحابه.
(2)
صحيح بما قبله، وهذا إسناد حسن، وحسَّنه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير"(652).
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 360 عن عبد العزيز الأويسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير"(652)، والبزار (1404)، والطبراني في "الأوسط"(3326)، وأبو طاهر المخلِّص في "المخلصيات"(1486)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 33/ 102 - 103 و 103 من طرق عن عبد العزيز الأُويسي، به.
(3)
قوله: "حدثنا أبي" في المرة الثانية سقط من (ص) و (ع) و (ب)، والمراد به معاذ بن معاذ العنبري فهو الذي يروي عن عبد الله بن عون، وقد تحرَّف "عون" في (ب) إلى عوف. وعبد الله بن عون: هو ابن أَرطَبان المزني.
ألا أَراكَ تصلِّي وقد أُمِرَ بكتاب الله أن يُمزَّقَ كلَّ مُمَزَّق، قال: فتجوَّزتُ في صلاتي، وكنت [لا] أُحبَسُ
(1)
، فدخلتُ الدارَ ولم أُحبَسْ، ورَقِيتُ ولم أُحبَسْ، فإذا أنا بالأشعريِّ، وحذيفةُ وابنُ مسعود يَتقاوَلانِ، وحذيفةُ يقول لابن مسعود: ادفَعْ إليهم هذا المصحفَ، قال: واللهِ لا أدفَعُه، أقرأَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِضعًا وسبعين سورةً، ثم أَدفَعُه إليهم، والله لا أدفَعُه إليهم
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2933 -
أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا قَبِيصة بن عُقْبة، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن خُمَير
(3)
بن مالك، قال: قال عبد الله بن مسعود: لقد قرأتُ مِن فِي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورةً، وزيدُ بن ثابتٍ ذو ذُؤابتَينِ يلعبُ مع الصِّبيان
(4)
.
(1)
تحرَّف لفظ "أحسن" في المواضع الثلاثة في المطبوع إلى: أجلس. ولفظ "لا" في هذا الموضع سقط من النسخ الخطية، واستدركناه من مصادر التخريج. ومعنى "وكنت لا أُحبَس" أي: عن الدخول إلى دار الإمارة التي في الكوفة.
(2)
إسناده صحيح. عمر بن قيس: هو الماصر أبو الصبّاح الكوفي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8438) عن المثنى بن معاذ بن معاذ، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" ص 285 عن معاذ بن معاذ العنبري، به.
وأخرجه الشاشي في "مسنده"(777) من طريق الأنصاري - وهو محمد بن عبد الله بن المثنى - عن عبد الله بن عون، به.
(3)
تحرَّف في (ز) إلى: حفص، وفي (ص) و (ع) إلى: حمزة، وكذلك هو في "إتحاف المهرة" للحافظ ابن حجر (12526)، وكل هذا تحريف، والصواب أنه خُمير بن مالك، كما في (ب)، وقيل: خَمْر، وهو مترجم في "التاريخ الكبير" للبخاري 3/ 227، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 3/ 391، و"المؤتلف والمختلف" للدارقطني 2/ 671 - 672، و"المتفق والمفترق" للخطيب البغدادي 2/ 862 وغيرها، وبعضهم ذكر له هذا الحديث عن ابن مسعود.
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل خمير بن مالك فهو تابعي كبير وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع. سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبِيعي. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
ولهذه الزيادة شاهدٌ عن عبد الله:
2934 -
أخبَرَناه أبو الحسين محمد بن أحمد الحَنظَلي ببغداد، حدثنا أبو قِلَابة، حدثنا يحيى بن حمَّاد، حدثنا أبو عَوَانة، حدثني إسماعيل بن سالم، عن أبي سَعْد
(1)
الأَسْدي قال: سمعت عبدَ الله بنَ مسعود يقول: أقرأَني رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورةً أحكَمْتُها قبل أن يُسلِمَ زيدُ بن ثابت
(2)
.
= وأخرجه أحمد 6/ (3697) و (3846) و (4218) عن وكيع، عن سفيان، بهذا الإسناد. وفيه: وزيد له ذؤابة في الكُتّاب.
وأخرجه أحمد 7/ (3929) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به - إلّا أنه لم يذكر زيدًا.
وأخرجه بنحو رواية المصنف النسائيُّ (9278)، وابن حبان (7064) من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، عن هُبيرة بن يَرِيم، عن ابن مسعود.
وللأعمش فيه إسناد آخر، فقد أخرجه أحمد 7/ (3906)، والبخاري (5000)، ومسلم (2462)، والنسائي (7943) و (9279) من طريقه عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود. ولم يذكر فيه البخاري ومسلم والنسائي في الموضع الأول زيدًا.
وأخرجه أحمد 6/ (3599) و 7/ (4330) من طريق زر بن حبيش، و 6/ (3845) من طريق رجل من هَمْدان من أصحاب ابن مسعود، كلاهما عن ابن مسعود ولم يذكرا فيه زيدًا. وانظر ما بعده.
(1)
في (ص) و (ع) و (ب): سعيد، بياء، وهو صحيح أيضًا، فقد قيل فيه كما في "تهذيب الكمال" للحافظ المِزِّي: أبو سعد وأبو سعيد، وهو الأزْدي، من أزد شَنُوءة، وتقال الزاي بالسين الساكنة أيضًا.
(2)
صحيح بما قبله، وهذا إسناد حسن من أجل أبي سعد الأزدي، فقد روى عنه غير واحد وذكره ابن حبان في "الثقات". أبو قلابة: هو عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي، وأبو عوانة: هو وضّاح اليشكُري.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 33/ 137 من طريق البيهقي، عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8439) - وعنه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 125 - وابن أبي داود في =
2935 -
حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السَّمّاك إملاءً في مسجده ببغداد، حدثنا إبراهيم بن هيثم البَلَدي، حدثنا محمد بن كَثير الصَّنعاني، حدثنا الأوزاعي.
وحدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن مَهْران، حدثنا هشام بن عمَّار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سَلَمة، حدثني عبد الله بن سَلَام قال: قَعَدْنا نَفَرٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقلنا: لو نَعلَمُ أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله، عَمِلْنا، فأنزل الله تبارك وتعالى:{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} إلى آخر السورة، وقرأَها علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
زاد محمد بن كثير في حديثه: وقال لنا الأوزاعيُّ: قرأَها علينا يحيى بن أبي كثير هكذا، قال محمد بن كثير: وقرأَها علينا الأوزاعيُّ إلى آخر السورة هكذا، قال إبراهيم: وقرأها علينا محمد بن كثير إلى آخر السورة هكذا، قال لنا أبو عمرو بن السَّمّاك: وقرأها علينا إبراهيم بن الهيثم إلى آخر السورة هكذا.
قال الحاكم: وقرأَ علينا أبو عمرو بن السَّمّاك من أول السورة إلى آخرها هكذا، وقرأَها علينا الحاكم من أول السورة إلى آخرها هكذا.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
2936 -
حدثنا أبو النَّضْر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، حدثنا عثمان بن سعيد الدارِمي وِبْشر بن موسى الأَسَدي والحارث بن أبي أُسامة التميمي قالوا: حدثنا يحيى بن إسحاق السّالَحِيني، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثني يزيد بن أبي حَبِيب،
= "المصاحف"(61) - ومن طريقه ابن عساكر 33/ 137 - من طريقين عن يحيى بن حماد، به.
(1)
حديث صحيح، والإسناد الأول له حسن في المتابعات من أجل محمد بن كثير الصنعاني، والثاني جيد من أجل هشام بن عمار، وقد سلفا عند المصنف برقم (2415) و (2416).
أنَّ عبد الرحمن بن شُمَاسَة حدَّثه عن زيد بن ثابت قال: كنَّا حولَ رسول الله صلى الله عليه وسلم نُؤلِّفُ القرآنَ، إذ قال:"طُوبَى للشَّام"، فقيل له: ولِمَ؟ قال: "إنَّ ملائكةَ الرحمنِ باسطةٌ أجنِحتَها عليهم"
(1)
.
رواه جرير بن حازم عن يحيى بن أيوب:
2937 -
حدَّثَناه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله السَّعْدي، حدثنا وهب بن جَرير، حدثنا أَبي، سمعتُ يحيى بن أيوب يحدِّث عن يزيد بن أبي حَبيب، عن عبد الرحمن بن شُمَاسةَ، عن زيد بن ثابت قال: كنَّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نُؤلِّفُ القرآن من الرِّقَاع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"طُوبَى للشَّام"، فقلنا: لأيِّ شيءٍ ذاك؟ فقال: "لأنَّ ملائكةَ الرحمن باسطةٌ أجنِحتَها عليهم"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يحيى بن أيوب - وهو الغافقي المصري - وقد توبع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أحمد 35/ (21607) عن يحيى بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد أيضًا (21606) من طريق عبد الله بن لَهِيعة، وابن حبان (7304) من طريق عمرو بن الحارث وآخر معه - وهو ابن لهيعة - كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، به. ولم يذكرا فيه تأليف القرآن. وانظر ما بعده.
قوله: "نؤلِّف القرآن" أي: من الرِّقاع، كما في روايات أخرى، ومعنى "نؤلِّف": نَجمَع، والمراد: تأليف ما نزل من الآيات المتفرِّقة في سُوَرها وجمعها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كانت مثبتةً في الصدور، مكتوبة في الرِّقاع واللِّخاف والعُسُب، فجمعها (أي: زيدٌ) منها في صُحُف بإشارة أبي بكر وعمر، ثم نَسَخَ ما جمعه في الصُّحف في مصاحف بإشارة عثمان بن عفان على ما رَسَمَ المصطفى صلى الله عليه وسلم. قاله البيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 146 - 147.
(2)
حديث صحيح كسابقه.
وأخرجه الترمذي (3954)، وابن حبان (114) من طريقين عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث حسن. ولم يذكر ابن حبان فيه فضل الشام.
وسيأتي دون ذكر فضل الشام برقم (4263) من طريق إبراهيم بن أبي طالب عن وهب بن جرير.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
وفيه البيانُ الواضحُ: أنَّ جَمْعَ القرآن لم يكن مرةً واحدةً، فقد جُمِعَ بعضُه بحَضْرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جُمِعَ بحَضْرة أبي بكر الصِّدّيق، والجمعُ الثالث - وهو ترتيب السُّوَر - كان في خلافة أمير المؤمنين عثمان، رضي الله عنهم أجمعين.
2938 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي، حدثنا يحيى بن أيوب العَلَّاف، حدثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر بن أبي كَثير، حدثنا شَرِيك بن عبد الله بن أبي نَمِرٍ، عن عطاء بن يَسَار، عن أبي ذرٍّ أنه قال: دخلتُ المسجدَ يومَ الجُمُعة، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يَخطُب، فجلستُ قريبًا من أُبيِّ بن كعب، فقرأَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم سورةَ براءةَ، فقلت لأُبي: متى نَزَلَت هذه السورةُ؟ قال: فتجهَّمَني ولم يُكلِّمْني؛ قال: وذكر الحديث
(1)
.
هكذا وجدتُه في كتابي، وطلبتُه في المسانيد فلم أجده بطوله، والحديث بإسنادٍ صحيح.
2939 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مُهاجِر، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس قال: أيَّ القراءتين تَرَونَ كان آخرَ القراءة؟ قالوا: قراءةُ زيد، قال: لا، إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَعرِضُ القرآنَ كلَّ سَنةٍ على جبريل عليه السلام، فلما كانت السنةُ التي قُبِضَ فيها عَرَضَه عليه عَرْضَتين، فكانت قراءةُ ابنِ مسعود آخرَهنَّ
(2)
.
(1)
حديث صحيح. وقد سلف عند المصنف برقم (1072)، وذكرنا في تخريجه هناك تتمة الحديث.
(2)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل إبراهيم بن مهاجر، وقد توبع.
وأخرجه أحمد 4/ (2494) عن محمد بن سابق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه بهذه السِّيَاقة، وفائدة الحديث ذِكرُ عبد الله بن مسعود.
2940 -
أخبرنا جعفر بن محمد بن نُصَير الخُلْدي، حدثنا علي بن عبد العزيز البَغَوي بمكة، حدثنا حَجَّاج بن المِنهال، قال: حدثنا حمَّاد بن سَلَمة، عن قَتَادة، عن الحسن، عن سَمُرة قال: عُرِضَ القرآنُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم عَرَضاتٍ.
فيقولون: إنَّ قراءتنا هذه هي العَرْضةُ الأخيرة
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري بعضُه، وبعضُه على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
من كتاب قراءات النبي صلى الله عليه وسلم ممّا لم يُخرجاه وقد صَحَّ سندُه
2941 -
سمعت أبا العبَّاس محمد بن يعقوب يقول: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم بن أعَيَنَ المِصْري، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن قُسطَنطِينَ، قال: قرأتُ على شِبْلٍ، وأخبَرَ شِبلٌ أنه
= وأخرجه أحمد أيضًا 5/ (3422)، والنسائي (7940) و (8201) من طريق الأعمش، عن أبي ظَبْيان، عن ابن عبَّاس. وهذا إسناد صحيح.
وقصة عرض القرآن على جبريل دون ذكر زيد أو ابن مسعود أخرجها أحمد 3/ (2042) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عبَّاس. وانظر تتمة تخريجها فيه.
ويشهد لها حديث أبي هريرة عند البخاري (4998).
(1)
إسناده صحيح، وقد سلف الكلام على سماع الحسن - وهو البصري - من سمرة عند الحديث (150)، وحسَّن إسناده الحافظ ابن حجر في "مختصر زوائد البزار" (1552) و"فتح الباري" 15/ 91. والقائل: "فيقولون: إنَّ قراءتنا
…
إلخ" هو حماد بن سلمة كما وقع مصرَّحًا به في رواية عبيد الله بن الحجاج بن المنهال عن أبيه عند الروياني في "مسنده" (826).
وأخرجه البزار (4564)، والروياني (817) و (826) من طرق عن الحجاج بن منهال، بهذا الإسناد. وقالوا فيه: ثلاث عرضات.
قرأ على عبد الله بن كَثِير، وأخبَرَ عبدُ الله أنه قرأ على مجاهد، وأخبَرَ مجاهدٌ أنه قرأ على ابن عبَّاس، وأخبَرَ ابن عبَّاس، أنه قرأ على أُبيِّ بن كعب، وقال ابن عبَّاس: قرأ أُبيٌّ على النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الشافعي: وقرأتُ على إسماعيل بن قُسطَنطِين، وكان يقول: القُرَانُ اسمٌ وليس بمهموزٍ، ولم يُؤخَذْ من "قَرَأْت"، ولو أُخِذَ من "قَرَأْت" كان كلُّ ما قُرِئَ قُرآنًا، ولكنه اسمٌ للقُرَان مثلُ التوراة والإنجيل، يُهمَز قَرَأْت، ولا يُهمَزُ القُرَان
(1)
.
2942 -
حدثني أبو بكر أحمد بن العبَّاس ابنُ الإمام المقرئُ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي، حدثنا خَلَف بن هشام المقرئ، وحدثني علي بن حمزة الكِسَائي، حدثني حسين بن علي الجُعْفي، عن حُمْران بن أَعيَنَ، عن أبي الأسود الدِّيلِي، عن أبي ذرٍّ قال: جاء أعرابيٌّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نَبِيءَ الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لستُ نَبيءَ الله، ولكنِّي نبيُّ الله"
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده صحيح. شبل: هو ابن عباد المكي القارئ.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "آداب الشافعي ومناقبه" ص 106 - 107، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 400 - 401، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(598)، وفي "المعرفة"(20817) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، بهذا الإسناد. وانظر ما سيأتي برقم (5409).
(2)
إسناده ضعيف لضعف حمران بن أعين، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه" وتعقَّب تصحيح المصنف للحديث بقوله: بل منكر لم يصحَّ.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 436 - 437 من طريق حمزة الزيات، عن حمران بن أعين قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
…
فذكره مرسلًا.
وروي مثله من حديث ابن عبَّاس، أخرجه العقيلي في "الضعفاء"(1021)، وابن جُميع الصيداوي في "معجم الشيوخ" ص 226 من طريق عبد الرحيم بن حماد الثقفي، عن الأعمش، عن الشعبي، عن ابن عبَّاس. وعبد الرحيم هذا يروي عن الأعمش مناكير وما لا أصل له من حديث الأعمش، ووهَّاه الذهبي في "ميزان الاعتدال".
وله شاهدٌ مفسَّر بإسناد ليس من شرط هذا الكتاب:
2943 -
حدثني أبو الحسين محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ المقرئ، حدثنا أبو القاسم العبَّاس بن الفضل بن شاذانَ المقرئ، حدثنا إبراهيم بن مِهرانَ الأَيْلي، حدثنا مِهرانُ بن داود بن مِهران المقرئ، حدثنا عبد الله بن أُذَينة الطائي، عن موسى بن عُبيدة، عن نافع، عن ابن عمر قال: ما هَمَزَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمرُ، ولا الخلفاءُ، وإنما الهمزُ بِدْعةٌ ابتَدَعوها مَن بَعدَهم
(1)
.
2943 م - سمعتُ أبا عبد الله محمد بن يعقوب الشَّيباني الحافظ، يقول: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد بن يحيى يقول: سمعت أحمد بن حَنبَل يقول: لا أكتبُ حديثَ موسى بن عُبيدة الرَّبذِي ولا حديثَ عبد الرحمن بن زياد الأَفريقي.
2944 -
حدثنا أبو علي الحُسين بن علي الحافظ، أخبرنا محمد بن الحسين بن مُكرَم، حدثنا نصر بن علي الجَهضَمي، أخبرنا بكَّار بن عبد الله، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عَوف، حدثني أبو الزِّناد، عن خارجةَ بن زيد، عن زيد بن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أُنزِلَ القرآنُ بالتَّفخيم"؛ كهَيئةِ: عُذُر أو نُذُر والصُّدُفَين، و {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، وأشباهِ هذا في القرآن
(2)
.
(1)
إسناده واهٍ، عبد الله بن أذينة - وهو عبد الله بن عطارد بن أذينة - قال ابن عدي: منكر الحديث، وقال الدارقطني: متروك الحديث، واتهمه الحاكم والنقاش - كما في "لسان الميزان" - بأنه روى أحاديث موضوعة، وموسى بن عبيدة الرَّبَذي متفق على ضعفه ووهّاه الذهبي في "تلخيص المستدرك"، وإبراهيم بن مهران ومهران بن داود لم نقف على ترجمتهما.
(2)
إسناده ضعيف جدًّا، قال الذهبي في "تلخيصه": العوفي (وهو محمد بن عبد العزيز) مجمع على ضعفه، وبكار ليس بعُمدة، والحديث واهٍ منكر. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2092) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرًا أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 350 عن يوسف بن الغَرِق، عن محمد بن عبد العزيز، به - واقتصر على أوله. وأسقط من إسناده أبا الزناد، ويوسف بن الغرق منكر الحديث، واتهمه أبو الفتح الأزدي - كما في "ميزان الاعتدال" - بالكذب. =
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2945 -
أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب ومحمد بن الحسن قالا: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو عُبيد القاسم بن سَلَّام، حدثني يحيى بن سعيد الأُمَوي، حدثنا عبد الملك بن جُرَيج، عن عبد الله بن أبي مُلَيكة، عن أم سَلَمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقطِّعُ قراءتَه: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
(1)
.
2946 -
حدَّثَناه أبو الوليد الفقيه وأبو بكر بن قريش وأبو عمرو بن عَبْدوس
= وسيأتي الحديث برقم (2990) من طريق عبد الملك الرقاشي عن بكار.
وذكر جلال الدين السيوطي في "الإتقان في علوم القرآن" في خاتمة النوع الثلاثين خمسة أوجه لأهل العلم في معنى التفخيم، خامسها: أن المراد بالتفخيم تحريك أوساط الكَلِم بالضم، والكسر في المواضع المختلَف فيها دون إسكانها، لأنه أشبعُ لها وأفخم.
ثم قال: قال الداني: وكذا جاء مفسرًا عن ابن عباس، ثم قال: حدثنا ابن خاقان حدثنا أحمد بن محمد حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا القاسم سمعتُ الكِسائيَّ يخبر عن سلمان عن الزهري قال: قال ابن عباس: نزل القرآنُ بالتثقيل والتفخيم نحو قوله: الجُمُعة، وأشباه ذلك من التثقيل، ثم أورد حديث الحاكم عن زيد بن ثابت مرفوعا:"نزل القرآن بالتفخيم".
وقال محمد بن مقاتل أحد رواته (وهو المروزي الكسائي المذكور): سمعت عمارًا (يعني: ابن عبد الملك) يقول: {عُذُرًا أو نُذُرًا} و {الصُّدُفَينِ} يعني بتحريك الأوسط في ذلك. قال: ويؤيّده قولُ أبي عُبيدة: أهل الحجاز يفخِّمون الكلام كله إلَّا حرفًا واحدًا: عَشْرة، فإنهم يَجزِمونه، وأهل نجدٍ يتركون التفخيم في الكلام إلَّا هذا الحرف، فإنهم يقولون: عَشِرة، بالكسر. قال الداني: فهذا الوجه أَولى في تفسير الخبر. وهذا ملخَّص من كتاب "جمال القراء" لعَلَم الدين السخاوي ص 607 - 608.
وقيل: معنى التفخيم - فيما قاله الحَليمي - أن يُقرأ القرآن على قراءة الرجال ولا يُخضَع الصوت به فيكون مثل كلام النساء، والله أعلم، نقله عنه البيهقي.
(1)
رجاله ثقات، وقد سلف الكلام عليه برقم (765).
وأخرجه أحمد 44/ (26583)، وأبو داود (4001)، والترمذي (2927) من طريق يحيى بن سعيد الأُموي القرشي، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.
المقرئ، قالوا: حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا علي بن حُجْر بن إياس السَّعْدي، حدثنا يحيى بن سعيد القُرَشي، عن ابن جُرَيج، عن ابن أبي مُلَيكة، عن أم سلمة: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يُقطِّعُ قراءَته آيةً آيةً: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ثم يقف، {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ثم يقف. قال ابن أبي مُلَيكة: وكانت أم سلمة تقرؤها (مَلِكِ يومِ الدِّينِ)
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
وله شاهدٌ بإسناد صحيح على شرطهما عن أبي هريرة:
2947 -
أخبرَناه أبو بكر بن إسحاق وعلي بن حَمْشَاذَ العَدْل؛ قال أبو بكر: أخبرنا، وقال علي: حدثنا محمد بن غالب، حدثنا يحيى بن إسماعيل الواسطي، حدثنا محمد بن فُضَيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ (مَلِكِ يومِ الدِّين)
(2)
.
(1)
رجاله ثقات كسابقه.
وقد قرأ "مَلِكِ يوم الدِّين" بغير ألف: حمزة ونافع وأبو عمرو وابن كثير وابن عامر من السبعة، وقرأ عاصم والكسائي "مالِكِ يوم الدِّين". وانظر "السبعة في القراءات" لابن مجاهد ص 104.
(2)
إسناده حسن من أجل يحيى بن إسماعيل الواسطي على خلاف وقع في الرواية عن الأعمش عن أبي صالح - وهو ذكوان السَّمّان - في قراءة هذا الحرف وفي رفعه ووقفه.
فقد أخرجه ابن أبي داود في "المصاحف"(281)، وابن الأعرابي في "معجمه"(325) عن محمد بن غالب، بهذا الإسناد. إلّا أنَّ ابن أبي داود قال فيه: قرأ (مَلِك) أو (مالِك)، على الشك، وابن الأعرابي قال فيه:(مالِك) من غير شك.
لكن أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(5418) عن محمد بن علي بن داود البغدادي، عن يحيى بن إسماعيل، به. كرواية المصنف.
وخالف يحيى بنَ إسماعيل الواسطيَّ فيه محمدُ بن إسماعيل الأحمسي - وهو ثقة - فرواه عند ابن أبي داود (282) عن محمد بن فضيل، فوقفه على أبي هريرة وقال: كان يقرأ (مالِك).
كما خالف محمّد بنَ فضيل فيه سفيانُ الثوري عند ابن أبي داود (277 - 280) والطحاوي في "المشكل" 14/ 19، وأبو عوانة عند الطحاوي أيضًا، فروياه عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، =
2948 -
أخبرنا بكر بن محمد بن حَمْدان الصَّيرَفي بمَرْو، حدثنا عبد الصمد بن الفضل البَلْخي، حدثنا إبراهيم بن سليمان الكاتب، حدثنا إبراهيم بن طَهْمان، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأَ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} بالصادِ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2949 -
أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه وأبو عبد الله الصَّفّار الزاهد وعلي بن حَمْشاذَ العَدْل، قالوا: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا سليمان بن حَرْب وأبو الوليد قالا: حدثنا شعبة، عن سَلَمة بن كُهَيل قال: سمعتُ حُجْرًا أبا العَنبَس يحدِّث عن عَلقَمة بن وائل، عن أبيه: أنه صَلَّى مع النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قال: "آمين" يَخفِضُ بها صوتَه
(2)
.
= عن أبي هريرة موقوفًا عليه: أنه كان يقرؤها (مالِكِ يوم الدِّين).
قال الطحاوي: فقوي في القلوب ما رُوِيَ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بما رُوِيَ عنه: أنه قرأه بعده: (مالِكِ) لا (مَلِكِ).
(1)
إسناده حسن من أجل إبراهيم بن سليمان الكاتب؛ كذا وصفه هنا بالكاتب، وهو الزَّيّات البَلْخي، وقال الذهبي في "تلخيصه" فيما تعقّبه على المصنف: لم يصحَّ، وإبراهيم بن سليمان متكلَّم فيه. قلنا: هو مختلف فيه، والراجح فيه أنه صدوق حسن الحديث إلّا إذا أتى بما ينكَر، وانظر ترجمته في "لسان الميزان" 1/ 292 وغيره.
قوله: "بالصاد" يعني لفظ (الصِّراط)، وهي قراءة السبعة إلّا ابن كثير المكي فقد روى عنه بعض أصحابه أنه قرأها بالسين:(السِّراط)، وروى عنه بعضهم أنه قرأها بالصاد كالباقين، ونقل ابن مجاهد في كتابه "السبعة" ص 107 عن الكسائي أنه قال: السين في (الصِّراط) أسيرَ في كلام العرب، ولكني أقرأ بالصاد أتّبع الكتاب، الكتاب بالصاد.
(2)
شاذٌّ بهذا اللفظ، فقد خولف شعبةُ في قوله:"يخفض بها صوته"، وإنما هو: ورفع بها صوته، كما رواه سفيان الثوري وغيره، وهو الذي رجَّحه وجزم به النُّقاد كما ذكر الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 1/ 237.
وأخرج حديث شعبة أحمدُ 31/ (18854) عن محمد بن جعفر، عنه، بهذا الإسناد. وانظر =
قال القاضي: {غَيْرِ} بخَفْض الراء، فإنَّ في قراءة أهل مكة:(غيرَ المغضوبِ عليهم).
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
2950 -
أخبرني أبو بكر إسماعيل بن محمد الفقيه بالرَّيّ، حدثنا محمد بن الفَرَج الأزرق، حدثنا حجَّاج بن محمد، أخبرني ابن جُرَيج، عن إسماعيل بن كَثير، عن عاصم بن لَقِيط بن صَبِرة، عن أبيه لَقِيط بن صَبِرة وافد بني المُنتفِق، قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنا وصاحبٌ لي فلم نَجِدْه، فأطعَمَتْنا عائشةُ تمرًا وعَصِيدةً، وقال: فلم نَلبَثْ أن جاء النبي صلى الله عليه وسلم يَتقلَّعُ يتكفَّأُ، قال:"أطَعِمتُما شيئًا؟ " قلنا: نعم، قال: فبينما نحن كذلك إذ جاء الراعي وعلى يدِه سَخْلةٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَوَلَّدْتَ
(1)
؟ " قال: نعم، قال: "ماذا؟ " قال بَهْمةً، قال: "اذبَحْ مكانَها شاةً"، ثم أَقبَلَ عليَّ فقال: "لا تَحسِبَنَّ أنَّا إنما ذَبَحْناها من أجلِك، لنا غنمٌ مئةٌ
(2)
لا نحبُّ أن تزيدَ، فإذا حَمَلَ الراعي بَهْمةً ذَبحْنا مكانَها شاةً"
(3)
.
= تتمة الكلام عليه هناك.
وأما حديث سفيان الثوري فقد أخرجه أحمد (18842)، وأبو داود (932)، والترمذي (248)، وحديث العلاء بن صالح أخرجه أبو داود (933)، والترمذي (249)، كلاهما عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن العنبس، عن وائل بن حُجْر، وفيه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم جهر بآمين ورفع بها صوته. وإسناده صحيح.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: أوالدك، والتصويب من مصادر التخريج.
(2)
لفظ "مئة" لم يرد في (ز) و (ص) و (ع) وأثبتناه من (ب)، وهو الموافق لسائر المصادر التي خرّجته.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن الفرج الأزرق، وابن جريج قد صرَّح بالتحديث فيما سلف عند المصنف برقم (530) لكن دون قصة السخلة.
وسيأتي مطوَّلًا برقم (7271) من طريق يحيى بن سُليم عن إسماعيل بن كثير.
وقول ابن جُرَيج في آخره: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَحسِبَنَّ" ولم يقل: لا تَحسَبَنَّ. قال العظيم آبادي في "عون المعبود شرح سنن أبي داود": قال النَّووي في شرحه: مراد الراوي أنه صلى الله عليه وسلم نطق =
قال ابن جُرَيج: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَحسِبَنَّ"، ولم يقل: لا تَحسَبَنَّ.
رواه سفيان الثَّوْري عن أبي هاشم عن عاصم بن لَقيط بهذه الرواية:
2951 -
أخبرَناه أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا محمد بن المثنَّى، حدثنا أبو أحمد، حدثنا سفيان، عن أبي هاشم، عن عاصم بن لَقِيط، عن أبيه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تَحسِبَنَّ"، ولم يقل: لا تَحْسَبَنَّ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2952 -
حدثنا بُكَير بن محمد بن سهل الصُّوفي بمكة، حدثنا الحسن بن علي بن شَبِيب المَعمَرِي، حدثنا أحمد بن القاسم بن أبي بَزَّة، حدثنا داود بن شِبْل بن عبَّاد المكي، عن أبيه، عن عبد الله بن كَثِير القارئ، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس قال: قرأتُ على أُبيِّ بن كعب: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} بالتاء {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} [البقرة: 48]، قال أُبيٌّ: أقرأَني رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} بالتاء (ولا تُقبَلُ منها شفاعةٌ) بالتاء، {وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} بالياء
(2)
.
= بها ها هنا مكسورةَ السين ولم ينطق بها بفتحها، فلا يظن ظانٌّ أنّي رويتها بالمعنى على اللغة الأخرى، أو شككت فيها أو غلطت أو نحو ذلك، بل أنا متيقِّن بنطقه صلى الله عليه وسلم بالكسر وعدم نطقه بالفتح، ومع هذا فلا يلزم أن لا يكون النبي صلى الله عليه وسلم نطق بالمفتوحة في وقت آخر، بل قد نطق بذلك، فقد قُرئ بوجهين.
(1)
إسناده صحيح. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري، وأبو هاشم: هو إسماعيل بن كثير.
وأخرجه أحمد 26/ (16382) عن وكيع، عن سفيان، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(2)
إسناده حسن إن شاء الله. بكير شيخ المصنف: اسمه أحمد بن محمد، وبُكَير لقبه، ترجمه الخطيب البغدادي في "تاريخه" 6/ 12 ووثقه، وأحمد بن القاسم بن أبي بَزَّة: اسمه أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزَّة، له ترجمة في "سير أعلام النبلاء" للذهبي 12/ 50، وقال في "ميزان الاعتدال": إمام في القراءة ثبت فيها، لكن تُكلِّم فيه في رواية الحديث، وداود بن شبل =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2953 -
حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، حدثنا هشام بن علي السِّيرافي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا الحَكَم بن عبد الملك، عن قَتَادة، عن الحسن، عن عِمْران بن حُصَين: أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأ (وتَرَى الناسَ سَكْرَى)[الحج: 2]. هكذا كَتَبناه
(1)
.
= مستور الحال معروف بالقراءة.
وقرأ (ولا تُقبَل) بالتاء كما قرأ عبد الله بن كثير القارئ المكي: أبو عمرو بن العلاء، وكلاهما من السَّبعة، وقرأ الباقون (ولا يُقبَل) بالياء. انظر كتاب "السبعة" لابن مجاهد ص 155.
(1)
إسناده ضعيف لضعف الحكم بن عبد الملك.
وأخرجه أبو عمر الدُّوري في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم"(83)، والبزار (3550) من طريق إسحاق بن منصور، عن الحكم بن عبد الملك، بهذا الإسناد. قال البزار: وهذا الكلام لا نعلمه يُروى إلّا عن عمران بن حصين، لا نعلمه رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم غيره، ولا نعلم له طريقًا عنه غير هذا الطريق، اختصره الحكم بن عبد الملك، وذكر القراءة فيه فصار حديثًا برأسه، والحَكَم ليس بالقوي إلّا أنه قد حدَّث عنه غير واحد.
وقد أخطأ محقق كتاب "قراءات النبي" فأثبت في المتن (سكارى) بضم السين وبألف، وأشار إلى أنه وقع في أصله:(سَكرى) بلا ألف! قلنا: وهو الصواب، فقد نصَّ ابن أبي حاتم في "العلل"(2828) على أنَّ رواية إسحاق بن منصور السَّلولي (سَكْرى)، بنصب السين بغير ألف.
وسيأتي حديث الحكم بن عبد الملك عند المصنف برقم (3004) و (3492) من رواية الحسن بن بشر عنه، وفيه:(وترى الناس سُكَارى) برفع السين وبألف كما نصَّ عليه ابن أبي حاتم أيضًا، ثم نقل عن أبي زرعة الرازي أنه قال وقد سئل عن هذين الحرفين: ليس ذا ولا ذاك، قد روى الثقات فلم يذكروا فيه الحروف، لم يذكروا قراءةً.
وحديث الحكم هذا قطعة من حديث طويل، رواه غيره عن قتادة عن الحسن عن عمران كما في الحديث التالي وكما سلف برقم (78)، وفيه:(وترى الناس سُكَارى)، وهي قراءة ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر وأبي عمرو من السبعة، وقرأ حمزة والكسائي:(سَكْرَى) في الموضعين بغير ألف فيهما والسين مفتوحة، كما في كتاب "السبعة" لابن مجاهد ص 434.
وقد جاء هذا الحرف في حديث أبي سعيد الخدري - الذي بنحو حديث عمران الطويل - عند =
2954 -
أخبرَناه أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا محمد بن المثنَّى، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أَبي، عن قَتَادة، عن الحسن، عن عِمران بن حُصَين قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي مَسِيرٍ وقد تَفاوَتَ بين أصحابه في السَّير، فرَفَع بهاتين الآيتين صوتَه:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 1 - 2]، فلما سمع ذلك أصحابُه حَثُّوا المَطِيَّ، وعرفوا أنه عند قولٍ يقولُه، فقال:"أتدرونَ أيُّ يومٍ ذاكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلمُ، قال:"يومَ ينادي آدمَ رَبُّه فيقول: يا آدمُ، ابعَثْ بَعْثَ النار، قال: يا رب، وما بعثُ النار؟ قال: من كلِّ ألفٍ تسعُ مئةٍ وتسعةٌ وتسعون في النار، وواحدٌ في الجنة"، فأُبلِسَ أصحابُه فما أَوضَحُوا بضاحكةٍ، فلما رأَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الذي بأصحابه قال:"اعمَلوا وأَبشِرُوا، فوالَّذِي نفسُ محمدٍ بيده، إنكم لمعَ خَلِيقتَينِ ما كانتا مع شيءٍ قطُّ إِلَّا كَثَرَتاهُ، يأجوجَ ومأجوجَ، ومَن هَلَكَ من بني آدمَ وبني إبليسَ"، فسُرِّيَ على القوم بعضُ الذي يَجِدُون، ثم قال:"اعمَلوا وأبشِرُوا، فوالذي نفسُ محمدٍ بيده ما أنتم في الناس إلّا كالشَّامَةِ في جَنْب البعير، أو كالرَّقْمةِ في ذراع الدابَّة"
(1)
.
= البخاري (4741)، ووقع فيه خلاف بين الرواة، فمنهم من ذكره بالألف ومنهم من ذكره بلا ألف.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات، وقد سلف برقم (78) من طريق شيبان النحوي عن قتادة، فانظر الكلام عليه هناك.
وسيأتي برقم (8909) من طريق مسدد ومحمد بن المنهال عن معاذ بن هشام.
وأخرجه الطبري في مسند ابن عبَّاس من "تهذيب الآثار" 1/ 402 عن محمد بن بشار، عن معاذ بن هشام الدَّستُوائي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 33/ (19901)، والترمذي (3169)، والنسائي (11277) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن هشام الدَّستُوائي، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. =
حديث هشام الدَّستُوائي حديث صحيح، فإن أكثر أئمَّتِنا من المتقدِّمين على أنَّ الحسن قد سمع من عِمران بن حُصين
(1)
، فأما إذا اختلف هشامٌ والحكمُ بن عبد الملك، فالقولُ قولُ هشام.
2955 -
حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حدثنا إبراهيم بن يوسف الهِسِنْجاني، حدثنا هشام بن خالد الأزرق، حدثنا إسماعيل بن قيس، عن نافع بن أبي نُعَيم القارئ، حدثني إسماعيل بن أبي حَكِيم، حدثنا خارجةُ بن زيد بن ثابت، عن أبيه زيد بن ثابت: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأَ: {كَيْفَ نُنْشِزُهَا} [البقرة: 259] بالزَّاي
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه، فإنهما لم يَحتجَّا بإسماعيل بن قيس بن ثابت.
2956 -
أخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن مِهْران، أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود قال: أقرأَني رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنِّي أنا الرَّزّاقُ ذُو القوَّةِ المَتِينُ)
(3)
.
= وسيأتي برقم (8907) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، وبرقم (8910) من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن هشام.
(1)
كذا قال المصنف، ولعله أراد بالأئمة هنا مشايخه كما صرَّح فيما سيأتي عند الحديث رقم (7588)، وإلّا فالذي عليه جمهور المتقدمين من أئمّة الحديث - كيحيى القطان وابن المَديني وأحمد بن حنبل وابن مَعِين - أنه لم يثبت عندهم من وجه صحيح سماعُ الحسن البصري من عمران.
(2)
إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن قيس، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه".
لكن ثبت هذا عن زيد بن ثابت موقوفًا عليه، هكذا رواه ابن وهب في فضائل القرآن (المطبوع مع تفسيره باسم علوم القرآن) من "جامعه" 3/ (125) عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد قال: كان زيد بن ثابت يقرأ
…
فذكره. وإسناده حسن.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 106 من طريق محمد بن سيرين، ومسدَّد بن مسرهد كما في "المطالب العالية"(3531) من طريق أبي العالية، كلاهما عن زيد بن ثابت.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن مهران. وهذه القراءة مع صحة إسنادها شاذَّة، لمخالفتها القراءة المتواترة الثابتة في رسم المصحف:{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} . =
2957 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن مِهْران
(1)
، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن سِمَاك، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: مَرَّ رجلٌ من بني سُلَيم على نفرٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومعه غنمٌ له، فسَلَّمَ عليهم، فقالوا: ما سَلَّمَ عليكم إلّا ليتعوَّذَ منكم، فعَمَدُوا إليه فقتلوه وأَخذوا غنمَه، فأَتَوْا بها النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تبارك وتعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} إلى قوله: {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا} [النساء: 94]
(2)
.
= وأخرجه الترمذي (2940)، والنسائي (7660) من طريقين عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه أحمد 6/ (3741) و (3771) و (3970)، وأبو داود (3993)، والنسائي (7660) و (11463) من طرق عن إسرائيل، به.
وأخرجه ابن حبان (6329) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود - وهو ابن يزيد النخعي - عن عبد الله بن مسعود.
وسيأتي برقم (3020).
(1)
في النسخ الخطية: أحمد بن محمد بن مهران، بزيادة محمد في اسمه، وهي زيادة مقحمة هنا، وجاء على الصواب في "السنن الكبرى" للبيهقي 9/ 115 حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه، وكذلك جاء على الصواب في "إتحاف المهرة" للحافظ ابن حجر (8578)، وقد تكررت الرواية لهذا الشيخ عند الحاكم في عشرات الأحاديث بإسقاط محمد من اسمه. وهو أحمد بن مهران بن خالد أبو جعفر الأصبهاني، ذكره أبو نعيم الأصبهاني في كتاب "أخبار أصبهان" 1/ 95، وابن حبان في "الثقات" 8/ 48 و 52.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل ما قيل من أنَّ رواية سماك - وهو ابن حرب - عن عكرمة فيها اضطراب، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه كما سيأتي.
وأخرجه أحمد 3/ (2023) و 4/ (2462) و 5/ (2986)، والترمذي (3030)، وابن حبان (4752) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.
وقد روي أصل هذا الحديث بنحوه من طريق عمرو بن دينار، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبَّاس.
أخرجه البخاري (4591)، ومسلم (3025)، والنسائي (8536) و (11051).
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2958 -
أخبرني محمد بن مُؤمَّل بن الحسن بن عيسى، حدثنا الفضل بن محمد بن المسيَّب، حدثنا عيسى بن مِيناءَ قالُونُ، حدثني أبو غَزِيَّة محمد بن موسى القاضي، حدثنا إبراهيم بن إسماعيل الأشهَلي، عن داود بن الحُصَين، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأَ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} [آل عمران: 161] بفتح الياء
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2959 -
حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، حدثنا إبراهيم بن يوسف الهِسِنْجاني، حدثنا هشام بن خالد، حدثنا إسماعيل بن قيس، عن نافع بن أبي نُعَيم:(فرُهُنٌ مَقْبُوضةٌ)[البقرة: 283]. ثم قال نافع: أقرأَني خارجةُ بن زيد بن ثابت، وقال: أقرأَني زيدُ بن ثابت، وقال: أقرأَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (فرُهُنٌ مَقبُوضةٌ) بغير ألفٍ
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2960 -
أخبرني محمد بن يزيد العَدْل، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا محمد بن يحيى القُطَعي
(3)
، حدثنا يحيى بن راشد، حدثنا خالد الحذَّاء، عن عبد الله بن عُبَيد
(1)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل أبي غزية وشيخه الأشهلي، ووهّاه الذهبي في "تلخيصه". وانظر "شرح مشكل الآثار"(5601) وما بعده والتعليق عليه.
وقرأ (يَغُلّ) بفتح الياء وضم الغين ابنُ كثير وأبو عمرو وعاصم، وقرأ بقية السبعة (يُغَلّ) بضم الياء وفتح الغين. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 218.
(2)
إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن قيس: وهو ابن سعد بن زيد بن ثابت، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه".
وقرأ (فرُهُنٌ) بغير ألفٍ ابنُ كثير وأبو عمرو، وقرأ بقية السبعة (فرِهانٌ) بكسر الراء وإدخال ألف بعد الهاء. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 194.
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: القطيعي، وقد جاء على الصواب في "إتحاف المهرة"(21952).
ابن عُمَير، عن أبيه قال: قلت لعائشة: يا أمَّ المؤمنين، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأُ هذا الحرفَ:{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا} [المؤمنون: 60]؟ قالت: أيُّهما أحبُّ إليك؟ قلت: أحدُهما أحبُّ إليَّ من حُمْر النَّعَم، قالت: أيُّهما؟ قلت: (الذينَ يَأْتُونَ ما أَتَوْا)، قالت: هكذا سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤُها
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2961 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، حدثنا أبو النُّعمان محمد بن الفضل، حدثنا هارون بن موسى النَّحْوي، حدثنا بُدَيْل بن مَيسَرة العُقَيلي، عن عبد الله بن شَقِيق، عن عائشة: أنها سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأ: (فرُوحٌ ورَيْحانٌ)[الواقعة: 89]
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
2962 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الخُزَاعي بمكة، حدثنا أبو يحيى بن أبي مَسَرَّة، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا حَرمَلة بن عِمران،
(1)
إسناده ضعيف لضعف يحيي بن راشد - وهو المازني البرّاء - وبه ضعَّفه الذهبي في "تلخيصه". وسيأتي مكررًا برقم (3006).
وأخرجه أحمد 41/ (24641) و 42/ (25115) و (25116) من طريق إسماعيل المكي، عن أبي خلف الجمحي: أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة فسألها عن هذا الحرف. وإسناده ضعيف أيضًا.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد 40/ (24352) و 42/ (25785)، وأبو داود (3991)، والترمذي (2938)، والنسائي (11502) من طرق عن هارون بن موسى، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن. وفي رواية أحمد في الموضع الأول التصريح برفع الراء من (فرُوحٌ).
وسيأتي الحديث برقم (3026) من طريق حماد بن زيد عن بديل.
وقراءة "فرُوحٌ" قراءة شاذَّة، ذكرها ابن جِنّي في "المحتسب" 2/ 310، وقراءة الجمهور:(فرَوْح) بفتح الراء.
حدثني أبو يونس، سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
2963 -
حدثنا محمد بن صالح وإبراهيم بن عِصْمةَ قالا: حدثنا أبو الفضل بن محمد الشَّعْراني، حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح، حدثني موسى بن عُلَيّ بن رَبَاح، عن أبيه، عن عمرو بن العاص قال: بَعَثَ إليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أنْ خُذْ عليك ثيابَك وسلاحَك ثم ائْتني"، فأخذتُ عليَّ ثيابي وسلاحي ثم أتيتُه، فوجدتُه قاعدًا يتوضَّأ، فصَعَّد فيَّ النظَرَ ثم طأطأَ، ثم قال: "يا عمرُو، إنِّي أريدُ أن أبعثَك على جيشٍ يُغنِمُك اللهُ ويُسلِّمُك، وأَزعَبُ لك من المال زَعْبةً
(2)
صالحةً" فقلت: يا رسول الله، لم أُسلِمْ للمال، إنما أسلمتُ رغبةً في الإسلام، وأن أكونَ معك، قال: "يا عمرُو نَعِمَّا بالمالِ الصالح للرجلِ الصالح"؛ يعني بفتح النون وكسر العين
(3)
.
حديث صحيح على شرط مسلم لرواية موسى بن عُليّ بن رَبَاح، وعلى شرط البخاري لأبي صالح.
2964 -
حدثنا علي بن حَمْشاذَ، حدثنا الحسن بن عبد الصمد، حدثنا عَبْدان بن عثمان، حدثنا عبد الله بن المبارَك، عن يونس بن يزيد، أخبرني أبو علي بن يزيد،
(1)
إسناده صحيح. وانظر ما سلف برقم (63).
(2)
تصحف في النسخ الخطية إلى: أرغب
…
رغبة بالراء المهملة والغين المعجمة، وقد سلف بيانه عند الحديث رقم (2159).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن صالح كاتب الليث، وقد توبع فيما سلف برقم (2159).
وتابعه على فتح النون وكسر العين من "نعمَّا" وكيعٌ عند أحمد 29/ (17802)، وانظر التعليق عليه هناك.
عن ابن شِهاب، عن أنس: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} بالنَّصب (والعَينُ بالعَين)[المائدة: 45] بالرفع
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
رواه محمد بن معاوية النَّيسابوري عن عبد الله بن المبارَك بزيادات ألفاظ:
2965 -
حدَّثَناه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد، حدثنا أبو علي محمد بن معاوية النَّيسابوري بمكة، حدثنا ابن المبارَك، عن يونس بن يزيد، عن أبي علي بن يزيد أخي يونس بن يزيد، عن الزُّهْري، عن أنس: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأَ: (أنَّ النفسَ بالنفسِ والعينُ بالعينِ والأَنفُ بالأنفِ والأُذُنُ بالأُذنِ والسِّنُّ بالسِّنِّ والجُروحُ قِصَاصٌ).
محمد بن معاوية ليس من شرط هذا الكتاب
(2)
.
2966 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ببغداد، حدثنا محمد بن مَسلَمة الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا أَصبَغُ بن زيد الجُهَني الورَّاق، حدثني القاسم بن أبي أيوب، حدثني سعيد بن جُبير قال: سألتُ عبدَ الله بنَ عبَّاس عن قول الله: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40]؛ في حديث يَبلُغُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم: (قال رَجُلانِ من الَّذِينَ يُخَافُونَ)[المائدة: 23]، برفع الياء
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة أبي علي بن يزيد.
وأخرجه أحمد 20/ (13249)، وأبو داود (3976) و (3977)، والترمذي (2929) من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وانظر ما بعده.
وأما قراءة الرفع في "العين" وما بعدها فهي للكسائي من القراء السبعة، وانظر توجيهها في "الدر المصون" للسمين الحلبي 4/ 273 - 277.
(2)
وهو متروك، وأطلق عليه يحيى بن مَعِين الكذب.
(3)
ضعيف منكر من أجل محمد بن مسلمة الواسطي، فقد ضعَّفه غير واحد كما في ترجمته من "تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي 4/ 494 و"ميزان الاعتدال" للذهبي، وقال الخطيب: في حديثه مناكير بأسانيد واضحة، إلّا أنَّ الحاكم أبا عبد الله بن البيِّع ذكر أنه سمع الدارقطنيَّ =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2967 -
حدثني علي بن عيسى الحِيرِي، حدثنا أبو بكر محمد بن النَّضْر الجارُودي، حدثنا عبد الأعلى بن حمَّاد النَّرْسي ونَصْر بن علي الجَهضَمي، قالا: حدثنا المعتمِر بن سليمان، عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: لما نزلت {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلُّها في صُحُف إبراهيم وموسى"، فلما نزلت:{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} فبلغ {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} ثَقَّله وقال: "وَفَّى"، {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} إلى قوله:{هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى} [النجم: 37 - 56]
(1)
.
= يقول: محمد بن مسلمة الواسطي لا بأس به. قلنا: ولذلك صحَّح الحاكم حديثه في غير موضع من "مستدركه"، ومحمد بن مسلمة قد تفرد برفع هذه القراءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وخالفه من هو أوثق منه فجعلها ضمن سياق موقوف عن ابن عبَّاس أو سعيد بن جبير كما وقع في حديث الفتون الطويل عند النسائي وغيره.
فقد أخرج حديث الفتون هذا مطوّلًا النسائي (11263)، وأبو يعلى (2618)، والطبري في "تفسيره" 16/ 164 - 167، والطحاوي في "مشكل الآثار"(66)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 61/ 81 - 92 من طرق عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وهو عند الطبري والطحاوي مختصر، وليس في هذا الحديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم إلّا قليل منه كما قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 3/ 153، وباقيه موقوف من كلام ابن عبَّاس.
وأما قراءة "يُخافُون" برفع الياء، فالمحفوظ أنَّ الذي كان يقرؤها كذلك هو سعيد بن جبير كما جاء مصرَّحًا به عند الطبري في "تفسيره" 6/ 177 من طريق هشيم، عن القاسم بن أبي أيوب - ولم يسمع منه - عن سعيد بن جبير أنه كان يقرؤها بضمِّ الياء. وهو بهذا يذهب إلى أنَّ هذين الرجلين من رهط الجبابرة وليسا من بني إسرائيل. وقراءته هذه قراءة شاذَّة، وأجمع القراء على قراءتها "يَخافون" بفتح الياء كما ذكر الطبري وغيره.
(1)
إسناده صحيح، عطاء بن السائب وإن كان قد اختلط في آخر عمره، فإنَّ سليمان التيمي كان أكبر منه، فروايته عنه محمولة على أنها كانت قبل اختلاطه.
وأخرجه النسائي (11604) عن زكريا بن يحيى، عن نصر بن علي، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (3633) و (3796).
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2968 -
أخبرنا عبد الرحمن بن حَمْدان الجَلّاب بهَمَذان، حدثنا إسحاق بن أحمد بن مِهرانَ الخرَّاز، حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، حدثنا أبو جعفر عيسى بن ماهانَ، عن الرَّبيع بن أنس، عن أبي العاليَةِ، عن أم سَلَمة قالت: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: (بَلَى قَدْ جاءَتْكِ آياتي فكذَّبتِ بها واستَكبَرتِ وكنتِ من الكافرينَ)[الزمر: 59]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2969 -
حدثني أبو أحمد بكر بن محمد بن حَمْدان الصَّيرَفي بمَرْو، حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السُّلَمي، حدثنا إسحاق بن محمد الفَرْوي، حدثنا سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عُبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأَ: {مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ} [المائدة: 107]
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف لانفراد أبي جعفر عيسى بن ماهان الرازي به، فهو - وإن كان صدوقًا - في حفظه سوء وله مناكير إذا انفرد وبخاصةٍ في روايته عن الربيع بن أنس. وسيأتي مكررًا برقم (3035).
وأخرجه أبو داود (3990) عن محمد بن رافع النيسابوري، عن إسحاق بن سليمان الرازي، به - إلّا أنه لم يذكر فيه أبا العالية، وهو رُفيع بن مِهران، وقال بإثره: هذا مرسل، الربيع لم يدرك أم سلمة.
والقراءة هنا بكسر الكاف والتاء على الخطاب للنفس كما جاء مصرَّحًا به في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم" لأبي عمر الدُّوري (99)، وقد قرأ بها جماعة كما في "الدر المصون" للسمين الحلبي 9/ 437، قال الطبري في "تفسيره" 11/ 20: والقراءة التي لا أستجيز خلافها ما جاءت به قراءُ الأمصار مجمعة عليه نقلًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الفتحُ في جميع ذلك. يعني فتح هذه الضمائر على وجه المخاطبة للذكور.
(2)
إسناده ضعيف لسوء حفظ إسحاق بن محمد الفروي. وقد روي بإسناد أحسن من هذا عن كريب بن أبي كريب عن علي موقوفًا عليه، أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(1289). =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
2970 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ ومحمد بن القاسم العَتَكي قالا: حدثنا أبو سهل بِشْر بن سهل اللَّبّاد، حدثنا عبد الله بن صالح المِصري، حدثنا حمّاد بن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، عن أبيه، عن سعيد بن جُبير - قال حماد: وقد سمعتُه من سعيد بن جُبير - عن ابن عبَّاس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ: {فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} [الكهف: 86]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2971 -
أخبرنا أحمد بن جعفر القَطِيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أَبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعْبة، عن عمرو بن أبي حَكِيم، عن عبد الله بن بُرَيدة قال: كان عند ابن زيادٍ أبو الأسود الدِّيلِي وجُبَير بن حيَّة الثَّقفي، قال: فذَكَرُوا هذا الحرف {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} [الأنعام: 94] حتى وَضَعَوا الأخطارَ، فقال أسلمُ بن زُرْعة: سمعت أبا موسى يقرأ: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} ، فقال أحدهما: بيني وبينك أولُ من يَدخُل علينا، فدخل علينا يحيى بن يَعمَر فسألوه، فقال يحيى:(لقد تَقطَّعَ بَيْنُكم) رفعًا، فقال يحيى: إنَّ أبا موسى ليس من أهل الغور
(2)
ولا أتَّهِمُه
(3)
.
= وهذه القراءة (استَحقَّ) بفتح التاء على البناء للفاعل هي قراءة حفص عن عاصم من السبعة، قال الطبري 7/ 118: ورويت عن علي وأُبي بن كعب والحسن البصري، وقرأ قَرَأَهُ الحجاز والعراق والشام (استُحِقَّ) بضم التاء. ثم رجَّح هذه القراءة التي هي بضم التاء على فتحها.
(1)
حديث قوي، بشر بن سهل وعبد الله بن صالح توبعا فيما سيأتي برقم (2997)، وحماد ابن عبد الله بن عثمان بن خثيم لم نقف له على ترجمة، وقد تابعه حماد بن سلمة فيما سيأتي، وبيَّنّا هناك أنَّ المحفوظ فيه وقفه على ابن عبَّاس.
(2)
في المطبوع: الغرر، براءين. والمثبت من النسخ الخطية، ولعله أراد أنه ليس من أهل التعمُّق في معرفة القراءات ومعانيها، والله تعالى أعلم.
(3)
إسناده قوي. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2972 -
أخبرني الإمام أبو الوليد الفقيه وإبراهيم بن إسماعيل القارئ قالا: حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا سُوَيد بن سعيد، حدثنا الوليد بن جُندُب، حدثنا بكر بن حُنَيس، عن محمد بن سعيد، عن عُبَادة بن نُسَيّ، عن عبد الرحمن بن غَنْم الأشعري قال: سألتُ معاذَ بن جبَل عن قول الحَوَاريِّين: {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ} [المائدة: 112]، أو (هل تستطيعُ ربَّك)، فقال: أقرأَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (هل تستطيعُ)؛ يعني بالتاء
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2973 -
حدثنا علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا إسماعيل بن أبي أُوَيس، حدثني أخي أبو بكر، عن ابن أبي ذِئْب، عن سعيد
= والأخطار: جمع الخَطَر، وهو السَّبق يتراهن عليه.
وقرأ (بينُكم) رفعًا على أنه فاعلٌ ابنُ كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة وعاصم في رواية أبي بكر عنه، وقرأها (بينَكم) نصبًا على أنه ظرفٌ نافعٌ والكسائي وحفص عن عاصم. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 263.
(1)
إسناده تالف، محمد بن سعيد - وهو الشامي المصلوب - هالك متَّهم بالكذب، وبكر بن خنيس ضعيف.
وأخرجه أبو عمر الدُّوري في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم"(42) عن الكِسائي قال: حدثني غير واحد عن محمد بن سعيد، فذكره بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2930)، والطبراني في "الكبير" 20/ (128) و"مسند الشاميين"(2244) من طريق رِشْدِين بن سعد، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، عن عتبة بن حميد، عن عبادة، ابن نُسي، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من حديث رشدين، وليس إسناده بالقوي، ورشدين بن سعد والإفريقي يضعَّفان في الحديث. قلنا: وعتبة كذلك فيه ضعفٌ.
وقرأ الكسائيُّ وحده من بين السبعة: (هل تستطيع ربَّك)، أي: هل تقدر يا عيسى أن تسأل ربَّك؟ أو: هل تستطيع سؤالَ ربك؟ فحذف السؤال وألقى إعرابه على ما بعده فنصبه، كما قال:{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: 82] أي: أهل القرية. انظر "حجة القراءات" لابن زنجلة ص 241.
المَقْبُري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يَلقَى إبراهيمُ أباه آزَرَ يومَ القيامة، وعلى وجه آزرَ قَتَرةٌ وغَبَرةٌ، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تَعصِني؟ فيقول أبوه: فاليومَ لا أَعصِيكَ، فيقول إبراهيم: يا ربِّ، إنك وعدتَني أن لا تُخزِيَني يومَ يُبعَثون، فأيُّ خِزْيٍ أَخزى من أَبي الأبعدِ، فيقول الله: إنِّي حرَّمتُ الجنةَ على الكافرين، ثم يقال: يا إبراهيمُ، ما تحتَ رِجلَيكَ؟ فيَنظُرُ فإذا هو بذِيخٍ مُتلطِّخٍ، فيُؤخَذُ بقوائمِه فيُلقَى في النار"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه!
2974 -
أخبرني أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد المقرئ، حدثنا أحمد بن زيد بن هارون القَزّاز بمكة، حدثنا أحمد بن القاسم بن أبي بَزَّة، أخبرنا وهب بن زَمْعة، عن أبيه، عن حُميد بن قيس الأعرج، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس، عن أُبيِّ بن كعب قال: أَقرأَني النبيُّ صلى الله عليه وسلم: {وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ} [الأنعام: 105]؛ يعني بجَزْم السِّين ونَصْب التاء
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل إسماعيل بن أبي أُويس، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه البخاري (3350) و (4769) عن إسماعيل بن أبي أُويس، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرجه بنحوه النسائي (11311) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن محمد بن عبد الرحمن - وهو ابن أبي ذئب - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه أبي سعيد، عن أبي هريرة. وعلَّقه البخاري من طريق إبراهيم بن طهمان برقم (4768). وذكرُ أبي سعيد المقبري فيه من المَزِيد في متصل الأسانيد.
والذِّيخ: ذَكَرُ الضِّباع، وقيل: لا يقال له: ذيخ، إلّا إذا كان كثير الشَّعر.
(2)
إسناده ضعيف لضعف زمعة بن صالح والد وهب، إلّا أنه وبقية رجال هذا الإسناد معروفون بالقراءة.
وأخرجه ابن مردويه في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير" 3/ 307 - من طريق أبي سلمة، عن أحمد بن أبي بزّة، بهذا الإسناد.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2975 -
حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السَّرِي بن خُزَيمة، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن عاصم، عن زِرٍّ، عن عبد الله قال: خَطَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خَطًّا، وخطَّ عن يمينِ ذلك الخطِّ وعن شمالِه خطًّا، ثم قال:"هذا صِراطُ الله مستقيمًا، وهذه السُّبُلُ على كلِّ سبيلٍ منها شيطانٌ يَدعُو إليه" ثم قرأ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2976 -
أخبرني الحسين بن علي التَّميمي، حدثنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد السِّجْزي، حدثنا هارون بن حاتم المقرئ، حدثنا أبو معاوية ومحمد بن فُضَيل وعبد الله بن نُمير، عن الأعمش، عن المِنهال بن عمرو، عن زاذانَ، عن البَرَاء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: (لا تُفتَحُ لهم أبوابُ السماءِ)[الأعراف: 40]؛ مخفَّفٌ
(2)
.
(1)
إسناده حسن من أجل عاصم: وهو ابن أبي النَّجود. زر: هو ابن حُبَيش.
وأخرجه النسائي (11110) عن الفضل بن العبَّاس بن إبراهيم، عن أحمد بن يونس، بهذا الإسناد.
ولعاصم فيه شيخ آخر، وهو أبو وائل شقيق بن سلمة، سيأتي عند المصنف برقم (3280).
(2)
إسناده ضعيف جدًّا، أحمد بن محمد السجزي وهّاه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 14/ 296، وترجمه أيضًا في "ميزان الاعتدال"، وهارون بن حاتم قال في "التلخيص": تركه أبو زُرْعة.
وهذا الخبر قطعة من حديث البراء الطويل في قصة موعظة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عند القبر، وهو عند أحمد في "مسنده" 30/ (18534) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد، وهو سند صحيح، إلّا أنه ليس في التنصيص على التخفيف في هذا الحرف.
وقد سلف بطوله عند المصنف برقم (107) من طريق عبد الله بن نمير وأبي معاوية، لكن دون هذا الحرف.
وقرأ (تُفتَح) بالتاء خفيفة ساكنة الفاء أبو عمرو من السبعة، وقرأ حمزة والكسائي (يُفتَح) بالياء خفيفة، وقرأ الباقون (تُفتَّح) بتاءين الثانية مشدَّدة. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 280.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2977 -
أخبرنا أحمد عثمان بن بن يحيى المقرئ ببغداد، حدثنا سعيد بن عثمان الأهوازي، حدثنا رَوْح بن عبد المؤمن، حدثني عُبيد بن عَقِيل، حدثني حمّاد بن سَلَمة، عن ثابت، عن أنس: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {دَكًّا} [الأعراف: 143]، منوَّنة، ولم يمدَّه
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
2978 -
أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرّازي، حدثنا سلَّام بن سليمان المَدائني، حدثنا أبو عمرو بن العلاء، عن نافع، عن ابن عمر: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: (الآن خَفَّفَ اللهُ عنكم وعَلِمَ أَنَّ فيكم ضُعْفًا)[الأنفال: 66]؛ رفع
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2979 -
حدثنا علي بن حَمْشاذ العَدْل، حدثنا أحمد بن بِشْر المَرثَدي، حدثنا عمرو بن علي، حدثني محبوب بن الحسن، عن خالد الحذَّاء، عن محمد بن سِيرِين،
(1)
إسناده حسن.
وهذا الخبر قطعة من حديث سيأتي عند المصنف برقم (3288) و (4147 - 4149) من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس، إلّا أنه ليس فيه الإشارة إلى القراءة.
وقرأ (دَكَّاءَ) ممدودة - غير منوَّنة حمزةُ والكسائي من السبعة، وقرأ الباقون (دَكًّا) مقصورة منوَّنة. انظر "السبعة" ص 293.
(2)
إسناده فيه لِين من أجل سلام بن سليمان - وهو ابن سوَّار أبو العبَّاس - المدائني، ووهّاه الذهبي في "تلخيصه".
وأخرجه الطبراني في "الصغير"(1128)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 311، وتمّام في "فوائده"(509) من طريقين عن سلام بن سليمان، بهذا الإسناد.
وقرأ (ضُعفًا) برفع الضاد نافع وأبو عمرو وابن كثير وابن عامر والكسائي، وقرأ عاصم وحمزة (ضَعفًا) بفتح الضاد. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 308 - 309.
عن أنس: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى} [الأنفال: 67]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2980 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم المِصري، أخبرنا أبي وشعيبُ بن الليث قالا: أخبرنا الليث بن سعد، أخبرنا خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي عبد الله نُعَيم بن عبد الله المُجمِر قال: أخبرني صهيب، أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخُدْري يقولان: خَطَبَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو على المِنبر، فقال:"والَّذي نفسي بيده"، ثلاثَ مرات، ثم سكت، فأكَبَّ كلُّ رجل منا يبكي حزينًا ليمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال:"ما من عبدٍ يأتي بالصلواتِ الخمس، ويصومُ رمضانَ، ويجتنبُ الكبائرَ السَّبْع، إلّا فُتِحَت له أبوابُ الجنة يومَ القيامة، حتى إنها لَتَصطَفِقُ" ثم تَلَا: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النساء: 31]
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخُرجاه.
2981 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا أبو سعد
(3)
يحيى بن منصور الهَرَوي، حدثنا محمد بن أَبان، حدثنا محمد بن يزيد، عن سفيان بن حسين، عن
(1)
إسناده فيه لين من أجل محبوب بن الحسن: واسمه محمد بن الحسن بن هلال، ومحبوب لقبُه، وهو به أشهَر.
ولم يرد في هذا الحديث ضبط القراءة في هذا الحرف، وجمهور القَرأة على قراءة (يكون) بالياء في أوله، وقرأ أبو عمرو وحده من السبعة (تكون) بالتاء المثناة من فوق. انظر "السبعة" ص 309.
(2)
إسناده محتمل للتحسين، وقد سلف برقم (723).
وأخرجه النسائي (2230) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب بن الليث وحده، بهذا الإسناد.
(3)
في النسخ الخطية: أبو سعيد، والمثبت من المطبوع وهو الموافق لما في مصادر ترجمته كـ "تاريخ بغداد" 16/ 331 و"سير أعلام النبلاء" 13/ 570 وغيرهما.
الزُّهري، عن علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يتوارثُ أهلُ مِلَّتينِ، ولا يَرِثُ مسلمٌ كافرًا، ولا كافرٌ مسلمًا" ثم قرأ: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: 73]؛ بالباء
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه هكذا.
2982 -
أخبرني أبو الحسين بن يعقوب الحافظ، حدثنا العبَّاس بن الفضل المقرئ، حدثنا إبراهيم بن مِهْران الأَيْلي، حدثنا علي بن الحسن
(2)
بن عبد الرحمن الدمشقي، حدثنا مُسلم بن خالد الزَّنْجي، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عبَّاس يرفعُه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: (لقد جاءَكم رسولٌ مِن أَنفَسِكُمْ)[التوبة: 128]؛
(1)
حديث صحيح بطرقه وشواهده، سفيان بن حسين ثقة إلّا أنه ضعِّف في الزهري خاصة، وهو هنا قد انفرد بذكر قراءة الآية في آخره، وتابعه هشيم على باقيه عند الطحاوي في "معاني الآثار" 3/ 266 والطبراني في "الكبير"(391)، إلّا أنَّ هشيمًا قد تُكلّم في روايته عن الزهري أيضًا، لكنهما متابعان فيه على قوله:"لا يرث مسلم كافرًا ولا كافرٌ مسلمًا"، فقد أخرج هذا الحرف منه: أحمد 36/ (21747) و (21752) و (21766) و (21808) و (21813) و (21820)، والبخاري (4283) و (6764)، ومسلم (1614)، وأبو داود (2909)، وابن ماجه (2729)، والترمذي (2107) والنسائي (6343 - 6347)، وابن حبان (6033) من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.
وأما حديث سفيان بن حسين فقد أخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"(47) عن إسماعيل بن الفضل البلخي، عن محمد بن أبان الواسطي، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوعه محمد بن يزيد بين محمد بن أبان وسفيان بن حسين.
ويشهد لقوله: "لا يتوارث أهل ملتين" حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد 11/ (6664)، وأبي داود (2911)، وابن ماجه (2731)، والنسائي (6350) و (6351)، وسنده حسن.
وآخر عن جابر عند الترمذي (2108)، وفي سنده لين.
وثالث عن ابن عمر عند ابن حبان (5996)، وسنده حسن.
(2)
هكذا في (ز) و (ص) و (ع)، وفي (ب) و "إتحاف المهرة" (7845): علي بن الحسين ولم نقف على ترجمته.
يعني: من أعظمِكم قدْرًا
(1)
.
2983 -
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا موسى بن هارون بن عبد الله، حدثنا نَصْر بن علي الجَهضمي، حدثنا عبد الله بن المبارَك، عن الأجلَح، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبْزَى، عن أبيه، قال: سمعت أُبيَّ بن كعب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبَرَحمَتِهِ فبِذلكَ فَلْتَفرَحُوا هو خَيرٌ ممَّا تَجمَعُونَ)[يونس:58]
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2984 -
أخبرني أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة، حدثنا محمد بن عثمان ابن أبي شَيْبة، حدثنا إبراهيم بن الزِّبرِقان التَّيْمي، حدثنا أبو رَوْق، عن محمد بن جُحَادة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: (إنه عَمِلَ غيرَ صالحٍ)[هود: 46]
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف، إبراهيم بن مهران وشيخه لم نقف لهما على ترجمه، ومسلم بن خالد الزنجي هو إلى الضعف أقرب.
وقراءة (من أنفَسِكم) بفتح الفاء شاذَّة، ذكرها ابن جِنِّي وابن خالويه في القراءات الشاذَّة، وقراءة الجماعة (من أنفُسِكم) بضم الفاء.
(2)
إسناده حسن من أجل الأجلح - وهو ابن عبد الله الكندي - وقد توبع، ومن أجل عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى. لكن المحفوظ أنَّ الذي قرأ الآية هو أُبي بن كعب لا النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي.
وأخرجه أبو داود (3981) من طريق المغيرة بن سلمة، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وخالف ابنَ المبارك عبدُ الله بنُ نمير عند ابن أبي شيبة 10/ 564 و 12/ 114، ويحيى بن سعيد القطان عند أبي عبيد في "فضائل القرآن" ص 358، وأحمد 35/ (21136)، وهشيم عند الطبري في "تفسيره" 11/ 126، فرووه عن الأجلح وجعلوا قارئ الآية هو أُبي بن كعب.
ووافقهم على هذا أسلمُ المِنقري - وهو ثقة - فيما سيأتي عند المصنف برقم (5408)، فرواه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى كما رواه هؤلاء الثلاثة عن الأجلح في كون الذي تلا الآيةَ هو أُبي ابن كعب، وهو المحفوظ. وانظر التعليق على القراءة في "مسند أحمد".
(3)
حسن لغيره، وقال الذهبي في هذا الإسناد في "تلخيصه": مظلم؛ فلعله قال ذلك لما في ابن =
2985 -
أخبرني أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حمّاد بن سَلَمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ {فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف: 50]، قال:"لو بُعِثَ إلىَّ لأسرعتُ الإجابةَ وما ابتَغيتُ العُذْرَ"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
2986 -
أخبرني الحسين بن علي التَّميمي، حدثنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد،
= أبي دارم ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة من الكلام القادح، إلّا أنهما توبعا ولم ينفردا به، وجحادة تفرَّد بالرواية عنه ابنه محمد. أبو رَوْق: هو عطية بن الحارث الهمداني الكوفي.
وأخرجه الفرّاء في "معاني القرآن" 2/ 17 - 18، ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 104، و"موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 384، عن أبي إسحاق الشيباني - وهو إبراهيم بن الزبرقان. بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 286 - 287، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في "مسائله عن شيوخه"(20)، والمحاملي في "أماليه - رواية ابن الصلت"(37)، والخطيب في "الموضح" 1/ 385 من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي، عن إبراهيم بن الزبرقان، به.
وأخرجه أبو عمر الدُّوري في "قراءات النبي"(62) من طريق يونس بن بكير، عن أبي إسحاق أو ابن إسحاق، عن محمد بن جحادة به.
ويشهد له حديث أم سلمة أسماء بنت يزيد الأنصارية عند أحمد 44/ (26518) و 45 / (27569)، وأبي داود (3982) و (3983)، والترمذي (2931) و (2932)، والراوي عنها هو شهر بن حوشب مولاها، وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد.
وقد قرأ بهذه القراءة الكِسائي ويعقوب من العشرة كما في "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري 2/ 289، وقرأ جمهور القَرَأَة:(إنه عَمَلٌ غيرُ صالحٍ).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة الليثي.
وأخرجه أحمد 14/ (8554) و 15/ (9060) عن عفان، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وروى البخاري (3372) و (4694) ومسلم (151) وغيرهما من حديث الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رفعه:"ولو لبثتُ في السجن ما لبثَ يوسف لأجبتُ الداعي"، وسيأتي عند المصنف برقم (3365) من طريق يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مثل ما عندهما، وزاد فيه الآية المذكورة في الحديث هنا.
حدثنا هارون بن حاتم، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حمّاد، حدثني إسحاق بن يوسف، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل، عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعليٍّ: "يا عليُّ، الناسُ من شجرٍ شَتَّى، وأنا وأنت من شجرةٍ واحدةٍ"، ثم قرأ رسول الله: صلى الله عليه وسلم {وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ
(1)
وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ} [الرعد: 4]
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يًخرجاه.
2987 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد، حدثنا هلال بن العلاء الرِّقِّي، حدثنا أَبي، حدثنا عُبيد الله بن عمرو الرِّقِّي، عن زيد بن أبي أُنيسة، عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:{وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ} [الرعد: 4]؛ بالنون
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
2988 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني، حدثنا محمد بن إسماعيل
(1)
في (ز) و (ص): "وزروع" وصحح عليها في (ز)! والتلاوة بإجماع: (وزَرْع) بلفظ المفرد، كما في (ع) و (ب).
(2)
إسناده ضعيف جدًا، أبو العبَّاس أحمد بن محمد - وهو السِّجزي كما سلف تقييده عند المصنف برقم (2976) - وهَّاه الذهبي في "السير" 14/ 296، وهارون بن حاتم قال الذهبي في "تلخيصه" هنا: هالك.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4150) من طريق عمرو بن عبد الغفار، عن محمد بن علي السلمي، عن عبد الله بن محمد بن عَقيل، به - دون ذكر الآية. وعمرو بن عبد الغفار هذا متروك واتُّهم بوضع الحديث.
(3)
إسناده ضعيف لضعف العلاء بن هلال الرقي والد هلال. أبو صالح: هو ذكوان السَّمّان.
وأخرجه الترمذي (3118) من طريق سيف بن محمد الثوري، عن الأعمش، بهذا الإسناد - وزاد فيه مرفوعًا قال:"الدَّقَل والفارسيّ والحُلْو والحامض". وحسَّنه الترمذي مع أنَّ فيه سيفًا الثوري وهو متَّهم بالكذب!
السُّلَمي، حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح، حدثنا الليث بن سعد، عن زِيادةَ بن محمد، عن محمد بن كعب الأنصاري، عن فَضَالة بن عُبيد الأنصاري، عن أبي الدرداء: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} [الرعد: 39]؛ مخفّفة
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
2989 -
أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه بالرَّيِّ، حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، قال: سمعتُه
(2)
يقول: سمعت القاسمَ بن رَبِيعة يقول: سمعتُ سعدًا يقرأ: (ما نَنسَخ من آيةٍ أو تَنسَها
(3)
([البقرة: 106]، قال: فقلت: إنَّ سعيدًا يقرؤُها: {أَوْ نُنْسِهَا} ، قال:
(1)
إسناده ضعيف بمرَّةٍ، زيادة بن محمد قال البخاري والنسائي: منكر الحديث، وهذا الخبر قطعة من حديث في نزول الله تعالى في آخر ثلاث ساعات من الليل، وفيه ألفاظ منكرة لم يأت بها غير زيادة هذا كما قال الحافظ الذهبي في "الميزان"، وقال العقيلي في "الضعفاء": زيادة هذا جاء في حديثه بألفاظ لم يأت بها الناس، ولا يتابعه عليها منهم أحد.
وأخرجه مطولًا العقيلي (527)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 324 - 325، والطبراني في "الأوسط"(8635)، و "الدعاء"(135)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(8)، وأبو طاهر المخلِّص في "المخلصيات"(2738)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(756)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(21) من طرق عن أبي صالح عبد الله بن صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(128)، والبزار (4079)، والطبري في "تفسيره" 10/ 180 و 13/ 170، وابن خزيمة 1/ 322 - 324، والدارقطني في "النزول"(73)، وابن بطة في "الإبانة" 7/ 215 - 217 من طرق عن الليث به.
(2)
القائل شعبة، يريد: سمعت يعلى بن عطاء يقول.
(3)
وقع هنا في النسخ الخطية: "تَنسَاها" بالألف، وسيأتي برقم (3968) من طريق هشيم عن يعلى ابن عطاء وفيه هناك في أصوله الخطية:"تَنسَها" بلا ألف، وهو الراجح، فقد وقع هكذا منسوبًا إلى سعد عند أبي الفتح بن جِنّي في "المحتسب" 1/ 103، وأبي زرعة بن زنجلة في "حجة القراءات" ص 110، والطبري في "تفسيره" 1/ 476، وابن عطية في "المحرر الوجيز" 1/ 192 ونسب ضبط هذه القراءة إلى أبي الفتح بن جنّي وأبي عمرو الداني. وأما قراءة سعيد بن المسيب فبضم النون الأولى وكسر السين، كذلك ضبطها ابن عطية والسمين الحلبي في "الدر المصون" 2/ 58.
فقال: إنَّ القرآنَ لم يُنزَّلُ على المسيّب ولا على ابنه؛ قال: وحِفْظي أنه قرأ: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى} [الأعلى: 6]، {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} [الكهف: 24]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
2990 -
أخبرني أبو أحمد بكر بن محمد الصَّيرَفي بمَرْو، حدثنا عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي، حدثنا بكَّار بن محمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن عبد العزيز، حدثنا أبو الزِّناد، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن زيد بن ثابت، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أُنزِلَ القرآنُ بالتفخيم" كهيئةِ: (عُذْرًا أَوْ نُذُرًا)[المرسلات: 6]، و (الصُّدُفَينِ) [الكهف: 96]، {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْر} [الأعراف: 54] وأشباهِها
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، لم يُخرجاه.
2991 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أخبرنا علي بن الحسين ابن الجُنَيد، حدثنا أبو الشَّعثاء، حدثنا خالد بن نافع الأشعَري، عن سعيد ابن أبي بُرْدة، عن أبيه، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا اجتَمعَ أهلُ النار في النار ومعهم من أهل القِبْلة مَن شاء الله، قالوا: ما أَغنَى عنكم إسلامُكم، وقد صِرتُم معنا في النار! قالوا: كانت لنا ذنوبٌ فأُخِذنا بها، فسمع الله ما قالوا، قال: فأَمَرَ بمن كان في النار من أهل القِبْلة فأُخرِجوا، قال: فقال: الكفار يا ليتَنا كنا مسلمين فنُخرَجَ كما أُخرجوا"، قال: وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 1 - 2]؛ مثقلة
(3)
.
(1)
إسناده حسن إن شاء الله، القاسم بن ربيعة - وهو القاسم بن عبد الله بن ربيعة الثقفي - تابعي روى عنه ثقةٌ ولم يرو عنه غيره، وذكره ابن حبان في "الثقات، ومن دونه ثقات عن آخرهم.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/ 476 عن المثنى بن إبراهيم، عن آدم بن أبي إياس العسقلاتي، بهذا الإسناد.
وأخرجه النَّسَائِي (10929) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، به.
(2)
إسناده ضعيف جدًا. وقد سلف برقم (2944).
(3)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف خالد بن نافع الأشعري. أبو الشعثاء: هو علي =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2992 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدثنا سعيد بن مسعود،
حدثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن السُّدِّي، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:{يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71] قال: "يُدعَى أحدُهم فيُعطَى كتابَه بيمينه، ويُمَدُّ له في جسمه ستون ذراعًا، قال: ويُبيَّضُ وجهُه، ويُجعَلُ على رأسه تاجٌ من لؤلؤ يَتلَالأُ، قال: فيَنطلِقُ إلى أصحابه، فيَرَونَه من بعيد، فيقولون: اللهمَّ ائتِنا به وبارِكْ لنا في هذا، حتى يأتيَهم فيقول: أَبشِروا، إِنَّ لكلِّ رجلٍ منكم مثلَ هذا، وأمَّا الكافرُ فيُسوَّدُ وجهُه ويُمَدُّ له في جسمه ستون ذراعًا؛ على صورة آدم، فيراه أصحابُه فيقولون: نعوذُ بالله من شرِّ هذا، اللهمَّ لا تأتِنا به، قال: فيأتيهم فيقولون: اللهمَّ أخِّرُه، قال: فيقول: أَبعَدَكم اللهُ، فإنَّ لكلِّ رجلٍ منكم مثلَ هذا"
(1)
.
= ابن الحسين بن سليمان الحضرمي.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(79) عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(843) عن أبي الشعثاء، به.
وأخرجه الواحدي في "الوسيط" 3/ 38 - 39 من طريق محمود بن محمد الواسطي، عن أبي الشعثاء، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 45 ونسبه إلى الطبراني وأعلَّه بخالد بن نافع.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 14/ 2 عن علي بن سعيد بن مسروق الكندي، عن خالد بن نافع، به ـ إلّا أنه قال فيه عن أبي موسى: بلغنا أنه إذا كان يوم القيامة واجتمع أهل النار
…
إلخ.
ويشهد له حديث جابر بن عبد الله عند النَّسَائِي (11207).
وحديث أبي سعيد الخدري عند ابن حبان (7432)، وانظر تتمة شواهده فيه.
وقرأ (رُبَّما) مشدَّدة ابنُ كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي، وقرأ عاصم ونافع:(رُبَما) خفيفة، وروي عن أبي عمرو أنه كان يقرؤه على الوجهين، خفيفًا وثقيلًا. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 366.
(1)
إسناده محتمل للتحسين السُّدي - وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة - صدوق حسن الحديث وقد تفرد بالرواية عن أبيه، وأبوه تابعي، ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يؤثر جرحه عن أحد. =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
2993 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا أبو بكر محمد بن النَّضْر الجارودي، حدثنا إسماعيل بن زكريا الأصبهاني بالرَّيِّ، حدثنا مِهران بن أبي عُمَر، حدثنا سفيان، عن قابوس بن أبي ظَبْيان عن أبيه، عن ابن عبَّاس قال: مَكَثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بمكة عشرَ سنين
(1)
نبيًّا، فنزلت عليه:(أَدخِلْنِي مَدخَلَ صِدقٍ وأَخْرِجْنِي مَخرَجَ صَدقٍ)[الإسراء: 80]- بفتح الميم - فهاجَرَ
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2994 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دُحَيم الشَّيباني بالكوفة، حدثنا أحمد ابن حازم بن أبي غَرَزَة، حدثنا علي بن حَكِيم الأوْدي، حدثنا إسحاق بن يوسف، عن حمزة بن حَبيب، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس، عن أُبيٍّ: أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا} [الكهف: 76]؛ مهموزتَينِ
(3)
.
= وأخرجه الترمذي (3136) عن عبد الله بن عبد الرحمن - وهو الدارمي - عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد. وحسَّنه.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه"(7349) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل، به.
(1)
هكذا في (ز) و (ص) و (ع): عشر سنين، وفي (ب) عشرين سنة، وفي المطبوع: ثلاث عشرة سنين، وهو خطأ، وقد وقع كما وقع في (ز) و (ص) و (ع) عند الطبراني في "الكبير" (12618) والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 516 - 517 من حديث الأشجعي - وهو عبيد الله بن عبد الرحمن - عن سفيان الثوري. وفي رواية عند البيهقي:"يُنبَّأ" بدل: نبيًّا، كما ضبطه البيهقي.
(2)
إسناده فيه لينٌ من أجل قابوس بن أبي ظبيان.
وسيأتي برقم (4305) بنحوه من طريق جرير بن عبد الحميد عن قابوس.
والقراءة بفتح الميم من (مدخل) و (مخرج) قراءة شاذَّة، وجمهور القرَأَة على ضمها فيهما كما سيأتي التنبيه عليه في رواية جرير. وانظر "السبعة" لابن مجاهد ص 232، و"إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر" للدمياطي البنّاء ص 189.
(3)
إسناده صحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.=
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
إنما اتَّفقا
(1)
على حديث عمرو بن دينار، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس، عن أُبيٍّ قصةَ موسى والخَضِر بطوله، وليس فيه ذِكرُ الهمزتين.
2995 -
حدثنا جعفر بن محمد بن نُصَير الخوَّاص، حدثنا أبو عِمران موسى بن هارون، حدثني عمرو بن محمد الناقد، حدثنا سفيان بن عُيَينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس، عن أُبيِّ بن كعب: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: (لو شئتَ لَتَخِذْتَ عليه أَجْرًا)[الكهف: 77]؛ مخفَّفة
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه
(3)
، إنما في الحديث الطويل.
2996 -
حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص الخَثعَمي بالكوفة، حدثنا هارون بن حاتم، حدثنا سُلَيم بن عيسى، عن حمزة الزَّيَّات، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ: (وكان أمامهم مَلِكٌ يأخذُ كلَّ سفينةٍ صالحةٍ غَصْبًا)[الكهف: 79]
(4)
.
= وأخرجه أحمد 5/ (21123)، وابن حبان (6326) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن حمزة بن حبيب بهذا الإسناد. ولم يذكر أحمد فيه التنصيص على الهمز.
(1)
البخاري برقم (3401)، ومسلم برقم (2380)(170).
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (2380)(173)، وعبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند" 35/ (21115)، وابن حبان (6325) من طريق عمرو الناقد، بهذا الإسناد. ومسلم لم ينصَّ في روايته على القراءة.
وهذه القراءة بالتخفيف وكسر الخاء قرأ بها من السبعة ابنُ كثير وأبو عمرو، وزاد أبو عمرو إدغام الذال في التاء، وقرأ الباقون:(لَتَّخَذْتَ) بتشديد التاء والإدغام إلّا ما روى حفص عن عاصم فإنه لم يدغم. انظر "السبعة" ص 396.
(3)
هذا الخبر قد ذكره الشيخان في حديث عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير كما في كلام المصنف على الحديث السابق لكن ليس فيه ذكرُ التخفيف.
(4)
إسناده ضعيف من أجل هارون بن حاتم ووهّاه الذهبي في "تلخيصه"، ورفع هذا الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم منكر، والصواب أنه موقوف على ابن عبَّاس، فهو الذي كان يقرؤها كذلك كما رواه =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2997 -
حدثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا عُبيد بن شَرِيك البزَّار، حدثنا أبو صالح عبد الغفار بن داود الحرَّاني، حدثنا حماد سَلَمة، بن عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ: {فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} [الكهف: 86]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
2998 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا محمد بن مَسلَمة الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان بن حسين، عن الحَكَم بن عُتَيبة، عن إبراهيم التَّيمي، عن أبيه، عن أبي ذر قال: كنت رِدْفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حمار، فرأى الشمس حين غَرَبَت فقال:"يا أبا ذرٍّ، أين تَغرُبُ هذه؟ " قلت: الله ورسوله أعلمُ، قال:"فإنها تَغرُبُ في عينٍ حاميةٍ"؛ غيرَ مهموزة
(2)
.
= عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير فيما أخرجه البخاري (3401) و (4725) ومسلم (2380)(170) والترمذي (3149) وابن حبان (6220). وهي قراءة شاذّة، وهي محمولة على التفسير.
(1)
إسناده قوي إلّا أنَّ المحفوظ فيه وقفه على ابن عبَّاس كما سيأتي.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(282)، والطبراني في "الكبير"(12480)، و "الصغير"(1115) من طريقين عن عبد الغفار بن داود، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (2970).
قال الطحاوي: وكأنَّ هذا الحديث ممّا لم يرفعه أحد من حديث حماد بن سلمة غير عبد الغفار ابن داود، وهو مما يخطِّئه فيه أهل الحديث، ويقولون: إنه موقوف على ابن عبَّاس، وقد خالفه فيه أصحاب حماد فلم يرفعوه، فممَّن خالفه فيه منهم خالدُ بن عبد الرحمن الخراساني وحجاج ابن منهال الأنماطي.
ثم أخرجه من طريقيهما بإسناده إليهما موقوفًا على ابن عبَّاس، والأول منهما صدوق والثاني ثقة، وروي من وجوه أخرى تؤيد وقفَه كما هو مبيَّن في التعليق على الحديث (3986) من "سنن أبي داود"(طبعة الرسالة العالمية).
(2)
حديث صحيح، محمد بن مسلمة فيه مقال كما سلف بيانه عند الحديث (2966)، لكنه متابع، ومن فوقه ثقات. والد إبراهيم التيمي: هو يزيد بن شريك. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
2999 -
أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشَّعْراني، حدثنا جدِّي، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي، عن حُصَين، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: لا أدري كيف قرأَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (عُتِيًّا)[مريم: 8، 69] أو (جُثِيًّا)[مريم: 68، 72]، فإنهما جميعًا بالضمِّ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
3000 -
أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا الحسن بن علي بن زياد، حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسى بن يونس، عن عُبيد الله بن عبد الرحمن بن مَوهَب، عن مالك بن أبي الرِّجَال: أنَّ عائشةَ كانت تُرسِلُ بالشيء صدقةً لأهل الصُّفَّة وتقول: لا تُعطُوا منهم بَربَريًّا ولا بَربَريَّةً، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هم الخَلْفُ الذين قال الله عز وجل: (فَخَلَفَ مِن بَعدِهم خَلْفٌ أضاعوا الصَّلَوَاتِ
(2)
([مريم: 59]
(3)
.
= وأخرجه أحمد 35/ (21459) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد - بأطول مما هنا.
وأخرجه أبو داود (4002) عن عثمان بن أبي شيبة وعبيد الله بن عمر القواريري، عن يزيد، به.
وأصل الحديث عند البخاري (3199) ومسلم (159) من طريق إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر. وليس فيه عندهما "أنها تغرب في عين حامية".
و (حامية) بألفٍ غير مهموزة هي قراءة ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر عنه، وقرأ بقية السبعة (حَمِئة) مهموزة بغير ألف. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 398.
(1)
إسناده صحيح.
وقرأهما بالضم من السبعة ابنُ كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر عنه، وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص عنه بكسر أولهما. انظر "السبعة" ص 407.
(2)
هكذا في (ز) و (ص) و (ع): (الصلوات)، وهي قراءة شاذَّة. انظر "مختصر في شواذِّ القرآن" لابن خالويه ص 88، وقراءة الجمهور:(الصلاة) على الإفراد، كما في (ب).
(3)
إسناده ضعيف لإعضاله، مالك بن أبي الرجال - وهو مالك بن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري - إنما يروي عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن - وهي أم أبي الرجال - عن عائشة، فيكون قد سقط من هذا الإسناد بين مالك وعائشة اثنان، وعبيدُ الله بن عبد الرحمن بن موهب=
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3001 -
حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا أبو عبد الله محمد ابن إبراهيم العَبْدي، حدثنا عبد الله بن محمد النُّفَيلي، حدثنا محمد بن سَلَمة الحرَّاني، حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحرَّاني، عن مكحول، عن أبي أُمامة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: (تَكادُ السماواتُ يَنفَطِرْنَ منه) بالياء والنون {وَتَخِرُّ الْجِبَالُ} بالتاء {أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا} [مريم: 90 - 92] مفتوحة (أن)
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3002 -
أخبرني أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة، حدثنا عُبيد بن غَنَّام بن حفص بن غِيَاث، حدثنا عُبيد بن يَعِيش، حدثنا محمد بن فُضيل، عن عاصم، عن زِرٍّ قال: قرأَ رجلٌ على عبد الله (طه) مفتوحةً، فأخذها عليه عبد الله (طِهِ) مكسورةً، فقال له الرجل: إنما يعني: ضَعْ رِجلَك، مفتوحةً، فقال عبد الله: هكذا قرأَها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا أنزلها جبريلُ عليه السلام
(2)
.
= - وهو عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب - ليس بذاك القوي.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير" 5/ 239 - عن أبيه، عن إبراهيم ابن موسى - وهو الفرّاء الرازي - بهذا الإسناد. قال ابن كثير: هذا حديث غريب.
(1)
إسناده ضعيف عبد الرحمن الحراني لم نقف له على ترجمة، ومكحول لم يسمع أبا أمامة. وقرأ (ينفطرن) بالياء والنون عاصم في رواية أبي بكر عنه وأبو عمرو من السبعة. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 412.
(2)
حديث حسن إن شاء الله، أبو بكر بن أبي دارم شيخ المصنف متكلمٌ فيه إلّا أنه لم ينفرد به. عاصم هو ابن أبي النجود، وزر: هو ابن حبيش.
وأخرجه تمّام الرازي في "فوائده"(1692) من طريق قيس بن الربيع، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ (طِهِ) بكسر الطاء والهاء. وقيس بن الربيع - وإن كان فيه ضعف - يُعتبَر به في المتابعات والشواهد.
وهذه القراءة المرويَّة عن ابن مسعود قرأ بها من السبعة حمزة والكسائي وعاصم في رواية =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
ورواه محمد بن عبيد الله بن عاصم بإسناده، وقال فيه: فقال عبد الله: والله لَهكذا علَّمَنِيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
3003 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بُكَير، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قَتَادة، عن محمود بن لَبِيد، عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تُفتَح يأجوجُ ومأجوجُ كما قال الله عز وجل: {مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96)]
(2)
.
قال ابن إسحاق: وفي قراءة عبد الله: (من كلِّ جَدَثٍ يَنسِلُون) بالجيم والثاء، مثل قوله:(مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ)[يس: 51] وهي القُبور.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3004 -
أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا الحسن بن بِشْر البَجَلي، حدثنا الحَكَم بن عبد الملك، عن قَتَادة، عن الحسن، عن عِمران بن حُصَين: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} [الحج: 2]
(3)
.
= أبي بكر عنه كما في كتاب "السبعة" لابن مجاهد ص 416، بالإمالة فيهما.
(1)
محمد بن عبيد الله هذا: هو العَرْزَمي فيما يغلب على ظننا، واسمه محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان الكوفي، وهو متروك. وأخرج الحديث من طريقه أبو علي الصواف في "فوائده"(22).
(2)
إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث فيما سيأتي برقم (8714) مطوَّلًا لكن دون ذكر القراءة. وانظر تخريجه هناك.
والقراءة التي أشار إليها ابن إسحاق من القراءات الشاذَّة، وذكرها ابن جِنِّي في "المحتسب" 2/ 66.
(3)
إسناده ضعيف لضعف الحكم بن عبد الملك. وانظر (2953).
وأخرجه الترمذي (2941)، والطبراني في "الكبير"(18/ (298)، وتمام في "فوائده"(515) من طرق عن الحسن بن بشر، بهذا الإسناد. إلّا أنه لم يُذكَر الحسن البصري في حديث الترمذي بين قتادة وعمران، ونبّه هو على ذلك.
قد أخرج البخاري
(1)
هذا الحديث عن عمر بن حفص بن غِيَاث، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد:"يقول الله: يا آدمُ، أَخْرِجْ بَعْثَ النار"، والحديث بطوله، وفي آخره {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} وأصحُّ الحديثين الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري.
3005 -
أخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن محمد بن بن عيسى القاضي، حدثنا أبو حُذَيفة، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البَطِين، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: لما أُخرِجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من مكة، قال أبو بكر: أخرَجوا نبيَّهم، إنا لله وإنا إليه راجعون، لَيَهلِكُنَّ، فأنزل الله:(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتِلُونَ بأَنَّهُم ظُلِمُوا وإِنَّ اللهَ على نَصْرِهِم لَقَدِيرُ)[الحج: 39]، قال: وهي أول آيةٍ نَزَلَت في القتال
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد حدَّث به غيرُ أَبي حُذَيفة، ولم يُخرجاه.
3006 -
أخبرني محمد بن يزيد العَدْل، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا محمد بن يحيى القُطَعي، حدثنا يحيى بن راشد عن خالد الحذَّاء، عن عبد الله ابن عُبيد بن عُمير اللَّيثي، عن أبيه قال: قلت لعائشة: يا أمَّ المؤمنين، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذا الحرف:(والذين يَأْتُون ما أَتَوْا)[المؤمنون: 60]؟ قالت: أشهدُ لسمعت رسول الله يقرؤُها: (يَأْتُون)
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3007 -
أخبرني محمد بن علي بن دُحَيم الشَّيباني بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم
(1)
في "صحيحه" برقم (4741). وقد سلف أوله عند المصنف برقم (80) من طريق وكيع عن الأعمش.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي حذيفة: وهو موسى بن مسعود النهدي. وقد سلف برقم (2407).
(3)
إسناده ضعيف لضعف يحيى بن راشد. وهو مكرر (2960).
ابن أبي غَرَزَة، حدَّثنا أبو غسَّان، حدثنا يحيى بن سَلَمة بن كُهَيل، عن أبيه، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ: (مُستكبِرِينَ به سامِرًا تُهجِّرونَ)[المؤمنون: 67]، قال: كان المشركون يَتهجَّرون برسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3008 -
أخبرني أبو بكر محمد بن المؤمَّل بن الحسن بن عيسى، حدثنا الفضل ابن محمد الشَّعْراني، حدثنا نُعيم بن حمّاد وأحمد بن جَميل المروَزي وعَبْدة بن سليمان الطَّرَسوسي قالوا: حدثنا عبد الله بن المبارَك، أخبرنا سعيد بن يزيد أبو شُجَاع، عن أبي السَّمْح درَّاج بن سِمْعان، عن أبي الهيثم سليمان بن عمرو بن عبد العُتْواري، عن أبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:{وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104] قال: "تَشْوِيهِ النارُ فتَقلِصُ شَفَتُه العُليا حتى تَبْلُغَ وَسَطَ رأسِه، وتَسترخي شفتُه السُّفلى حتى تَبلُغَ سُرَّتَه"
(2)
.
هذا حديث صحيح من إسناد المِصريين، ولم يُخرجاه.
3008 م - سمعت أبا العبَاس محمد بن يعقوب يقول: سمعت العبَّاس بن محمد
الدُّورِي يقول: سألتُ يحيى بن مَعِين عن أحاديث درَّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقال: هذا إسناد صحيح
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف جدًا، يحيى بن سلمة بن كهيل متروك. أبو غسان: هو مالك بن إسماعيل النَّهدي.
وقراءة (تهجِّرون) قراءة شاذَّة، ذكرها ابن جني في "المحتسب" 2/ 96 - 97 ونسبها إلى ابن مسعود وابن عباس وعكرمة.
(2)
إسناده ضعيف لضعف رواية أبي السمح عن أبي الهيثم.
وأخرجه أحمد 18/ (11836)، والترمذي (2587) و (3176) من طريقين عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وحسَّنه الترمذي. وسيأتي برقم (3532).
(3)
كان يحيى بن معين رحمه الله حسن الرأي في درَّاج، وخالفه أحمد وأبو داود فضعَّفا هذه السلسلة.
3009 -
حدثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد، حدثنا علي بن الحسين ابن الجُنَيد المالكي بالرَّي، حدثنا سُوَيد بن سعيد الأنباري، حدثنا الوليد بن جُندُب، حدثنا بكر بن خُنَيس، عن محمد بن سعيد، عن عُبَادة بن نُسَيٍّ، عن عبد الرحمن بن غَنْم قال: سألتُ معاذًا عن قول الله: {مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ} أو (نُتَّخَذَ)؟ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ: {أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ} [الفرقان: 18]؛ بنَصْب النون
(1)
.
3010 -
وحدثنا أبو بكر بن داود
(2)
، حدثنا علي بن الحسين بن جُنَيد، حدثنا سُوَيد بن سعيد، حدثنا الوليد بن جُندُب، حدثنا بكر بن خُنَيس، عن محمد بن سعيد، عن عُبَادة بن نُسَي، عن عبد الرحمن بن غَنْم قال: سألتُ معاذَ بن جبل عن قول الله عز وجل: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ} أو (غَلَبَت)؟ فقال: أقرأَني رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ}
(3)
.
لم نكتب الحديثين إلّا بهذا الإسناد، إلَّا أنَّ محمد بن سعيد الشامي ليس من شرط الكتاب.
3011 -
حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا محمد بن غالب، حدثنا أبو حُذَيفة، حدثنا سفيان، عن فُضَيل بن مرزوق، عن عطيّة العَوْفي قال: قرأتُ على ابن عمر: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً} [الروم: 54]، فقال ابن عمر: (اللهُ الذي خَلَقَكم من ضُعْفٍ ثم جَعَلَ
(1)
إسناده تالف، محمد بن سعيد - وهو الشامي المصلوب - هالك متَّهم بالكذب، وبكر بن خنيس ضعيف.
وقرأ (نُتَّخذَ) بضم النون وفتح الخاء أبو جعفر يزيد بن القعقاع من العشرة، انظر "النشر في القراءات العشر" لا ابن الجزري 2/ 333.
(2)
في (ز) و (ص) و (ع): أبو بكر بن أبي داود، بزيادة لفظ "أبي"، وهو خطأ، والمثبت من (ب).
(3)
إسناده تالف كسابقه.
والجمهور على قراءة (غُلِبَت) مبنيًا للمفعول، وقراءة (غَلَبَت) للفاعل شاذَّة.
من بعدِ ضُعْفٍ قوةً ثم جَعَلَ من بعدِ قوةٍ ضُعْفًا وشَيْبةً)، ثم قال ابن عمر قرأتُ على رسول الله كما قرأتَ علىَّ، فأخَذَ علىَّ كما أخذتُ عليك
(1)
.
تفرَّد به عطيّةُ العَوْفي ولم يَحتجَّا به، وقد احتَجَّ مسلم بالفُضَيل بن مرزوق.
3012 -
أخبرني الحسين بن علي التَّميمي، حدثنا علي بن سعيد بن عبد الله العَسكَري، حدثنا الحسن بن عَرَفة العَبْدي، حدثنا عمَّار بن محمد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: (فلا تَعلَمُ نفسٌ ما أُخفِيَ لهم من قُرَّاتِ
(2)
أَعيُنٍ) [السجدة: 17]
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عطية بن سعد العَوْفي. أبو حذيفة: هو موسى بن مسعود النهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه أحمد 9/ (5227)، وأبو داود (3978)، والترمذي (2936) من طرق عن فضيل بن مرزوق، بهذا الإسناد. وحسَّنه الترمذي.
وقراءة (ضُعْف) بضم الضاد في المواضع الثلاثة في قراءة السبعة غير عاصم وحمزة فقرآ: (ضَعْف) بفتحها فيهنَّ. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 508.
(2)
تحرَّف هذا الحرف في (ع) و (ب) إلى: "قُرَّة" بالإفراد، والمثبت من (ز) و (ص)، وهو الصواب في حديث أبي هريرة هذا، فقد نصَّ أبو معاوية في روايته عن الأعمش عن أبي صالح: أنَّ أبا هريرة كان يقرؤها: (قرَّات أعيُن)، أخرجها ابن ماجه (4328) وعلَّقها البخاري بإثر (4780). هكذا نسب هذه القراءة إلى أبي هريرة ولم يرفعها، وهي قراءة شاذَّة، وذكرها ابن جِنِّي في "المحتسب" 2/ 174، وقراءة الجمهور:(قُرَّة) بالإفراد.
(3)
إسناده قوي. أبو صالح: هو ذكوان السَّمّان.
وهذا الخبر قطعة من حديث أخرجه أحمد 16/ (10423)، والبخاري (4780)، ومسلم (2824)، وابن ماجه (4328) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 15/ (9649)، والترمذي (3292)، والنسائي (11019) من طريق أبي سلمة، والبخاري (3244) و (4779)، ومسلم (2824)، والترمذي (3197)، وابن حبان (369) من طريق الأعرج، كلاهما عن أبي هريرة. وبيَّن الأعرج في روايته عند البخاري أنَّ الذي قرأ الآية بإثر الحديث هو أبو هريرة وليس النبي صلى الله عليه وسلم.
3013 -
حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكِّي، حدثنا أبو بكر محمد ابن إسماعيل، حدثنا محمد بن مصفَّى الحمصي، حدثنا بقيَّةُ، حدثني عبَّاد بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن واقد، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قرأ: {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ} [لقمان: 27]؛ رفعٌ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3014 -
أخبرنا أبو الحسين عبيد الله بن محمد القِطِيعي ببغداد من أصل كتابه، حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأَوَيسي، حدثنا سليمان بن بلال، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فَرْوة، عن قَطَن بن وهب، عن عُبيد بن عُمير، عن أبي هريرة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من أُحدٍ مرَّ على مُصعَب بن عُمير وهو مقتول على طريقه، فوَقَفَ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودَعَا له، ثم قرأ هذه الآية:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23]، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَشْهَدُ أَنَّ هؤلاءِ شهداءُ عند الله يومَ القيامة، فأتُوهم وزُوروهم، والذي نفسي بيده لا يُسلِّم عليهم أحدُ إلى يوم القيامة إلّا رَدُّوا عليه"
(2)
.
(1)
إسناده محتمل للتحسين إن شاء الله. بقية هو ابن الوليد، وعباد بن إسحاق: اسمه عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله المدني، ولقبه عبّاد.
(2)
رجاله في الجملة لا بأس بهم غير أبي الحسين القطيعي شيخ المصنف فلم نقف له على ترجمة، وقد أعلَّ هذا الحديث بالاضطراب الحافظُ ابن رجب الحنبلي في كتابه "أهوال القبور" ص 86 لما وقع في إسناده من الاختلاف.
فقد أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 284 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 2/ (850) و "الأوسط"(3700)، وعنه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 108 عن عمرو بن حفص السدوسي، عن أبي بلال الأشعري، عن يحيى بن العلاء الرازي، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، عن قطن بن وهب؛ عند الطبراني في "الكبير": عن عبد الله بن عمير، وفي "الأوسط": عن عبد الله بن عمر، وكلاهما خطأ والصواب ما في "الحلية":=
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه
(1)
.
3015 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن سِنَان القَزَّاز، حدثنا أبو عبد الله محمد
(2)
بن الحارث مولى بني هاشم، حدثنا محمد بن عبد الرحمن ابن البَيلَماني، عن أبيه، عن ابن عمر: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرآ: (لقد كانَ لسَبَإٍ فِي مَساكِنهم)[سبأ: 15]
(3)
.
= عن عبيد بن عمير، قال: مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على مصعب
…
فذكره مرسلًا - إلا أنه لم يذكر فيه قراءته للآية وأبو بلال الأشعري ضعيف، ويحيى بن العلاء متروك.
وأخرجه بتمامه عبد الله بن المبارك في "الجهاد"(95) عن وهب بن قطن (كذا قلب اسمه) عن عبيد بن عمير مرسلًا، لم يذكر فيه أبا هريرة.
وسيأتي عند المصنف برقم (4366) من طريق العطاف بن خالد، عن عبد الأعلى بن عبد الله ابن أبي فروة، عن أبيه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم زار قبور الشهداء بأحد
…
فذكره دون قصة مصعب بن عمير. والعطاف بن خالد صدوق، وعبد الأعلى ثقة أما أبوه فلم نقف على حاله، وروايته عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة.
وسيأتي عنده أيضًا برقم (4966) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي، عن حاتم بن إسماعيل، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، عن قطن بن وهب، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر بقصة مرور النبي صلى الله عليه وسلم على مصعب بن عمير وقراءته الآية فقط دون باقيه. وهو أحسنها حالًا.
وخالف عبد الوهاب الحجبيَّ قتيبةُ بن سعيد عند أبي نعيم 1/ 107 - 108 فرواه عن حاتم بن إسماعيل بهذا الإسناد عن عبيد بن عمير مرسلًا لم يذكر فيه أبا ذر.
ويشهد لآخره دون قصة مصعب بن عمير حديثُ سهل بن سعد عند أبي القاسم البغوي في "الجعديات"(2945). وإسناده حسن.
(1)
قال الذهبي في "تلخيصه": كذا قال وأنا أحسبه موضوعًا، وقطن لم يرو له البخاري، و عبد الأعلى لم يخرجا له. قلنا: وصفُه بالوضع غير مسلَّم للذهبي رحمه الله.
(2)
هكذا في (ز) على الصواب، وفي بقية النسخ: حدثنا عبد الله بن محمد، وهو خطأ.
(3)
إسناده ضعيف جدًا، محمد بن سنان القزاز ومن فوقه من الرواة ضعفاء، وأشدُّهم ضعفًا محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، وضعَّف الحديثَ الذهبي في "تلخيصه". =
هذه نسخةٌ لم نكتبها عاليةً إلّا عن أبي العبَّاس، والشيخان لم يحتجَّا بابن البَيلَماني.
3016 -
حدثني علي بن حَمْشاذ العَدْل، حدثنا بِشْر بن موسى الأَسدي، حدثنا الحُمَيدي، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو، عن عِكْرمة، عن أبي هريرة: أنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم قرأ: {فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ} [سبا: 23]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
3017 -
حدثنا أبو نَصْر أحمد بن سهل الفقيه ببُخارى، حدثنا صالح بن محمد ابن حَبيب الحافظ، حدثنا أحمد بن داود بن المسيَّب الضَّبِّي، حدثنا أبو عاصم، حدثنا إسماعيل بن رافع، عن محمد بن زياد، عن محمد بن كعب القُرَظي، عن أبي هريرة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: (ولقد أَضَلَّ منكم جُبُلًا)[يس: 62]؛ مخفَّفة
(2)
.
= وأخرجه أبو عمر الدُّوري في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم "(94) من طريق بندار البصري ـ وهو محمد ابن بشار - عن محمد بن الحارث، بهذا الإسناد.
وهكذا قرأ (مساكنهم) بألف من السبعة ابنُ كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر عنه، وقرأ الباقون (مسكنهم) بلا ألف. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 528.
(1)
إسناده صحيح. الحميدي: هو عبد الله بن الزبير المكي، وسفيان هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار.
وهذا الخبر قطعة من حديث أخرجه البخاري (4800) عن الحميدي، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرجه البخاري أيضًا (4701) و (7481)، وأبو داود (3989)، وابن ماجه (194)، والترمذي (3223)، وابن حبان (36) من طرق عن سفيان بن عيينة، به. وانظر الخلاف في قراءة (فُزِّع) في رواية البخاري رقم (7481) وشرح الحافظ ابن حجر عليها في "الفتح" 14/ 188 و 24/ 435.
(2)
إسناده ضعيف من أجل إسماعيل بن رافع قاصِّ أهل المدينة، فالجمهور على تضعيفه، وقد اضطرب في إسناده، فتارة يرويه هكذا، وتارة يدخل بين محمد بن أبي زياد ومحمد بن كعب رجلًا مبهمًا من الأنصار، وتارة يدخل أيضًا بين محمد بن كعب وأبي هريرة رجلًا مبهمًا من الأنصار. ومحمد بن زياد هكذا وقع عند المصنف والطبراني، والصواب كما عند غيرهما:=
رواته كلهم ثِقات غير إسماعيل بن رافع، فإنهما لم يَحتجَّا به.
3018 -
حدثنا أبو محمد أحمد بن إبراهيم بن هاشم الحافظ إملاءً، حدثنا تَمِيم ابن محمد بن طُمْغاج، حدثنا عثمان بن أبي شَيْبة، حدثنا سفيان بن عُيَينة وأبو أسامة، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطِبٍ، عن عبد الله بن الزُّبير قال: قال الزُّبير: لما نزلت: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر: 30 - 31]- قال الزُّبير: يا رسول الله، أيُكرَّرُ علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خَوَاصِّ الذنوب؟ فقال:"نعم، يُكرَّرُ عليهم ذلك حتى يُؤدُّوا إلى كلِّ ذي حقٍّ حقَّه"، فقال الزبير: والله إنَّ الأمر لشديدٌ
(1)
.
= محمد بن يزيد بن أبي زياد، وهو مجهول الحال، وقد أشار إلى هذا الخبر البخاري في ترجمته من "التاريخ الكبير" 1/ 260 فقال: روى عنه إسماعيل بن رافع حديث الصور مرسل ولم يصح.
وهذا الخبر قطعة من حديث الصُّور الطويل الذي أخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" - كما في "البداية والنهاية" لابن كثير 19/ 310 - عن عمرو بن الضحاك بن مخلد، والطبراني في "الأحاديث الطوال"(36) عن أحمد بن الحسن النحوي، كلاهما عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، بهذا الإسناد. زاد عمرو بن الضحاك فيه رجلًا من الأنصار بين محمد بن كعب وأبي هريرة.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(10)، وابن أبي الدنيا في "الأهوال"(55)، والطبري في "تفسيره" 2/ 330 و 23/ 22، والبيهقي في "البعث والنشور"(609) من طرق عن إسماعيل ابن رافع، به.
قلنا وكل من خرَّج هذا الحديث لم يذكر فيه القراءة بالتخفيف كما فعل المصنف، وانظر تفصيل بيان قراءة التخفيف هذه في "معجم القراءات" للدكتور عبد اللطيف الخطيب 7/ 509 - 510، وقرأ (جُبُلًا) بضمتين مخفَّفًا ابنُ كثير وحمزة والكسائي من السبعة، وقرأ أبو عمرو وابن عامر (جُبْلًا) بتسكين الباء، وقرأ نافع وعاصم (جِبِلًّا) بكسرتين وتثقيل اللام. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 542.
(1)
إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة اللَّيثي. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه أحمد 3/ (1405)، والترمذي (3236) من طريق سفيان بن عيينة بهذا الإسناد. ورواية أحمد مختصرة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3019 -
أخبرني عبد الله بن الحسين القاضي بمَرْو، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حمَّاد بن سَلَمة، عن ثابت عن شَهْر، عن أسماء بنت يزيد قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} بالنصب
(1)
{إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر: 53] ولا يُبالي
(2)
.
هذا حديث غريبٌ عالٍ، ولم أَذكر في كتابي هذا عن شهرٍ غيرَ هذا الحديث الواحد
(3)
.
3020 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنِّي أنا الرَّزاقُ ذُو القوَّةِ المَتِينُ)
(4)
.
= وأخرجه أحمد (1434) عن عبد الله بن نمير، عن محمد بن عمرو، به.
وسيأتي برقم (3668) و (3669) و (8923).
(1)
لفظ "بالنصب" سقط من (ب)، ولا ندري ما المراد بالنصب هنا، هل هو الياء من قوله:(عبادي)، أو النون من قوله:(تقنطوا)، فقد جاء فيهما قراءات، انظر "معجم القراءات" للخطيب 8/ 172 و 173.
(2)
إسناده ضعيف لتفرُّد شهر - وهو ابن حوشب - به، فإن شهرًا يُعتبَر بحديثه في المتابعات والشواهد فإذا تفرّد ضُعِّف لاضطرابه وروايته مناكير.
وأخرجه أحمد 45/ (27569) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (27596) و (27606) و (27613)، والترمذي (3237) من طرق عن حماد ابن سلمة به. وحسَّنه الترمذي.
وقوله في آخره: "ولا يبالي" قال أبو جعفر النحاس في "إعراب القرآن" 4/ 13: هذه القراءة على التفسير. يعني أنها ليست من الآية، وإنما قالها تفسيرًا وبيانًا.
(3)
هذا ذهول من المصنف رحمه الله، فسيأتي له عنده عدة أحاديث كـ (3051) و (4113) وغيرهما.
(4)
إسناده صحيح. وقد سلف برقم (2956).
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3021 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد، حدثنا عثمان بن أبي شَيْبة، حدثنا محمد بن فُضَيل بن غَزْوان، عن أبيه، عن زاذانَ، عن علي: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الطور: 21]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3022 -
أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيه، حدثنا محمد بن شاذان الجَوهَري، حدثنا زكريا بن عَدِيٍّ، حدثنا وَكيع، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله قال: قرأتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فَهَلْ مِن مُذَّكِرٍ) بالذَّال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:{فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 15] بالدَّال
(2)
.
(1)
ضعيف، وسَوقه هنا من رواية محمد بن فضيل بن غزوان عن أبيه وهمٌ من يحيى بن محمد أو ممَّن دونه، فقد خالف عبدُ الله بن أحمد في زياداته على "مسند" أبيه 2/ (1131)، وأبو بكر بن أبي عاصم في "السنة"(213 م)، فروياه ضمن حديثٍ عن عثمان بن أبي شيبة، عن محمد بن فضيل، عن محمد بن عثمان - وعند ابن أبي عاصم: عن محمد مهملًا - عن زاذان، به. ومحمد بن عثمان هذا مجهول.
(2)
إسناده صحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، وعبد الله صحابي الحديث: هو ابن مسعود.
وأخرجه أحمد 7/ (4105)، والبخاري (4874) من طريق وكيع، بهذا الإسناد كرواية المصنف.
وأخرجه أحمد أيضًا 6/ (3755) عن حجاج بن محمد الأعور، والبخاري (3345) عن خالد ابن يزيد، كلاهما عن إسرائيل، به مختصرًاً.
وأخرجه كذلك أحمد 6/ (3853) و 7 / (3918) و (4163) و (4401)، والبخاري (3341) و (3376) و (4869 - 4873)، ومسلم (823)، وأبو داود (3994)، والترمذي (2937)، والنسائي (11491)، وابن حبان (6327) و (6328) من طرق عن أبي إسحاق، به.
هذا حديث صحيح قد اتَّفقا على إخراجه من حديث شُعْبة عن أبي إسحاق مختصرًا
(1)
.
3023 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا حسين بن محمد المَرُّوذي، حدثنا أبو عبد الرحمن الأَرْطَباني
(2)
ابنُ عمِّ عبد الله بن عَوْن، عن عاصم الجَحدَري، عن أبي بَكْرة: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: (متَّكِئِينَ على رَفارِفَ خُضْرٍ وعَبَاقِرِيَّ
(3)
حِسَانٍ) [الرحمن: 76]
(4)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3024 -
حدثنا أبو النَّضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا سلَّام بن سليمان المَدائني، حدثنا أبو عمرو بن العلاء، عن نافع، عن ابن عمر: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: (فشاربونَ شَرْبَ الهِيمِ)[الواقعة: 55]
(5)
.
(1)
قد فاته رحمه الله أنه عند البخاري - كما سبق - من طريق إسرائيل بمثل روايته.
(2)
كذا كناه الحاكم في روايته، وكل من ترجم له إنما كناه أبا حفص، واسمه عبد الله بن حفص الأرطباني، انظر "التاريخ الكبير" للبخاري 5/ 76، و "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 5/ 36، و "الثقات" لابن حبان 7/ 30، وغيرهم، وله ترجمة في "تهذيب الكمال" للمزي، وهو لا بأس به فيما قاله الإمام أحمد.
(3)
في (ب) والمطبوع: {عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ} ، على قراءة الجمهور، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه من بقية النسخ، فهكذا هي قراءة عاصم الجحدري، وهي قراءة شاذَّة، انظر "المحتسب" لابن جِنِّي 2/ 305.
(4)
إسناده ضعيف، قال الذهبي في "تلخيصه": منقطع وعاصم لم يدرك أبا بكرة. وذكر هذه الرواية أبو جعفر النحاس في "إعراب القرآن" 4/ 213 وقال: إسنادها ليس بالصحيح.
وأخرجه أبو عمر الدُّوري في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم "(114)، والبزار (3673) من طريق الحسين بن محمد، بهذا الإسناد. وتحرّف "الحُسَين" في المطبوع من البزار إلى: الحسن.
(5)
إسناده فيه لِين من أجل سلام بن سليمان المدائني، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(9371)، و "الصغير"(1129)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 310، وتمّام في "فوائده"(511)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 64/ 229 - 230 من طرق =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3025 -
حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا هشام بن علي السِّيرافي، حدثنا عبد الله بن رَجَاء، حدثنا سعيد بن سَلَمة، حدثني صالح بن كَيْسان، عن عيسى بن مسعود بن الحَكَم الزُّرَقي، عن جَدَّته حَبِيبة بنت شَرِيق: أنها كانت مع أُمَّها ابنةِ العَجماء في أيام الحج بمِنًى، قال: فجاءهم بُدَيلُ بن وَرْقاء على راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم برَحْلِه فنادى: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن كان صائمًا فليفطِرْ، فإنهنَّ أيامُ أكلٍ وشُرْب"
(1)
.
هذا الحديث ليس من جُملة هذا الكتاب.
3026 -
أخبرنا عمر بن محمد بن صفوان الجُمَحي بمكة، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو عُبيدٍ، حدثنا مروان بن معاوية عن حماد، عن
(2)
بُدَيل بن مَيسَرة، عن عبد الله بن شَقِيق، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: (فرُوحُ ورَيْحانٌ)[الواقعة: 89]
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3027 -
أخبرني أبو أحمد بكر بن محمد الصَّيرَفي، حدثنا أبو بكر محمد بن الفَرَج
= عن سلام بن سليمان، بهذا الإسناد، وعند بعضهم التنصيص على فتح الشين من "شرب".
وهذه قراءة أبي عمرو بن العلاء وابن كثير وابن عامر والكسائي من السبعة، وقرأ نافع وعاصم وحمزة (شُرْبَ الهِيم) بضم الشين. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 623.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن عبد الله بن رجاء: هو الغُدَاني.
وأخرجه أحمد 39/ (24009/ 15) عن أبي سعيد مولى بني هشام، عن سعيد بن سلمة، بهذا الإسناد - إلّا أنه قال فيه عن حبيبة بنت شريق: أنها كانت مع أبيها. وانظر تمام تخريجه والكلام عليه هناك. وانظر ما سلف برقم (1604).
(2)
لفظ "عن" تحرَّف في النسخ الخطية إلى: بن. وحماد هذا: هو ابن زيد.
(3)
إسناده صحيح. أبو عبيد: هو القاسم بن سلام.
وقد سلف برقم (2961) من طريق هارون بن موسى عن بديل بن ميسرة.
الأزرق، حدثنا حجَّاج بن محمد قال: قال ابن جُرَيج: عن أبي الزُّبير، عن ابن عمر: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: (فطَلِّقُوهُنَّ في قُبُل عِدَّتِهِنَّ)[الطلاق: 1]
(1)
.
قد أخرج مسلم هذا الحديث بطوله عن ابن جُريج عن أبي الزُّبير: أنه سمع عبدَ الرحمن بن أَيمن يسأل عبدَ الله بن عمر في رجل طلَّق امرأته وهي حائض، وأظنُّه ذكر هذا اللفظ.
3028 -
حدثني أحمد بن منصور الحافظ بالطابَرَانِ، حدثنا الحسن بن علي بن نَصْر، حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي الحَوَاجب الكوفي قال: كنتُ آخِذًا بيد الأعمشِ ويوسفُ السَّمْتي على الجانب الآخر، فسأله عن قوله عز وجل:{وَالرُّجْزَ} [المدثر: 5]، فقال: أخذتَ في ذا؟ ثم قال: قرأتُ القرآن على يحيى بن وَثَّاب ثلاثين مرة، وقرأ يحيى على عَلقَمة، وقرأ علقمةُ على عبد الله، وقرأ عبدُ الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم:(والرِّجْزَ فاهجُرْ)، بكسر الراء
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن الفرج الأزرق، وقد توبع، وابن جريج وأبو الزُّبير قد صرَّحا بسماعهما عند غير المصنف.
وأخرجه أحمد 10/ (6246)، ومسلم (1471)(14)، والنسائي (5555) و (11537) من طرق عن حجاج بن محمد بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 9/ (5269) و (5524) و 10/ (6246)، ومسلم (1471)(14)، وأبو داود (2185) من طرق عن ابن جريج، به.
وقوله: (في قُبل عِدَّتهن) هي قراءة شاذَّة لخلافها سواد المصحف الذي أجمع عليه المسلمون شرقًا وغربًا، وهي على سبيل التفسير لا على أنه قرآن كما قال أبو حيان الأندلسي في "البحر المحيط" 8/ 281. والآية هي:{فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} .
(2)
إسناده ضعيف لضعف يحيى بن زكريا بن أبي الحواجب.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1224)، و "الصغير"(87)، وابن شاهين في الخامس من "أفراده"(49) من طريقين عن أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني، بهذا الإسناد ـ وليس فيه عند الطبراني ذكر القراءة، ووقع عند ابن شاهين:(الرُّجز) بالضم. وهو وهمٌ، فقد اشتهر عن الأعمش أنه قرأها بالكسر، كما ذكر الفراء في "معاني القرآن" 3/ 200، وهي قراءة جمهور =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3029 -
أخبرَناه مُكرَم بن أحمد القاضي، حدثنا أبو الأحوَص محمد بن الهيثم، حدثنا محمد بن كَثير المِصِّيصي، حدثنا مَعمَر، عن الزُّهْري، عن أبي سَلَمة ابن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} ؛ برفع الراء، وقال:"هي الأوثانُ"
(1)
.
3030 -
حدثنا أبو بكر محمد بن داود الزاهد وأبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي قالا: حدثنا علي بن الحسين بن الجُنَيد، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، أخبرني الزُّهْري، عن أبي سَلَمة، عن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدِّث عن فَتْرة الوحي، قال: "فقلت: زَمِّلوني، فدَثَّروني، فأنزل الله تعالى:{يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} ، قال: هي الأوثان
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه بهذه اللفظة
(3)
.
= القَرَأة، وقرأ حفص عن عاصم من بين السبعة بضم الراء. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 659.
(1)
إسناده ليِّن لضعف في محمد بن كثير المصيصي، وظاهر روايته هذه أنَّ تفسير "الرُّجز" بالأوثان مرفوع من قول النبي صلى الله عليه وسلم، وليس كذلك، فالقائل:"هي الأوثان" هو أبو سلمة كما سيأتي التنبيه عليه في الرواية التالية.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه بأطول مما هنا أحمد 23/ (15035)، والبخاري (4925) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 22/ (14483)، والبخاري (3238) و (4926)، ومسلم (161)(256) من طريق عُقيل بن خالد، ومسلم (161)(255) من طريق يونس بن يزيد، والنسائي (11567) من طريق الليث بن سعد، ثلاثتهم عن ابن شهاب الزهري، به وصرَّح عقيل في روايته أنَّ الذي فسَّر الرّجز بالاوثان هو أبو سلمة، وكذا الليث إلّا أنَّ الغالب في رواية الليث هذه عند النَّسَائِي أنها عن عُقيل نفسه كما عند غيره.
(3)
بل أخرجاه بها لكن من حديث عقيل عن الزهري كما سبق، فاستدراكه عليهما ذهول من المصنف.
3031 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسين بن الفضل البَجَلي، حدثنا عفَان بن مُسلم الصَّفّار، حدثنا سفيان بن عُيينة الهِلالي، عن عاصم بن أبي النَّجُود، عن زِرِّ بن حُبيش، عن عبد الله بن مسعود قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غارٍ فنزلت: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} ، فأخذتُها من فيهِ وإِنَّ فاهُ لرَطْبٌ بها، فلا أدري بأيِّها خَتَمَ:{فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [المرسلات: 50] أو {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ} [المرسلات: 48]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه
(2)
.
3032 -
أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد العَنَزي، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا ثابت بن يزيد، أبو زيد، حدثنا هلال بن خبَّاب، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تُحشَرون عُراةً حُفاةً غُرْلًا" فقالت زوجته: أينظُرُ بعضُنا إلى عَوْرة بعض؟ فقال: "يا فلانةُ {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس:37]
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن أبي النجود.
وأخرجه أحمد 6/ (3574)، وابن حبان (707) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد أيضًا 7/ (4335) من طريق حماد سلمة، عن عاصم به - دون قوله: "فلا أدري بأيها ختم
…
".
وأخرجه بنحو رواية سفيان عن عاصم: أحمد 7/ (4404) من طريق الأعمش، عن أبي رزين مسعود بن مالك، عن ابن مسعود. وإسناده صحيح.
وأصل الحديث دون قوله: "فلا أدري بأيها ختم
…
" رواه بأطول ممّا هنا إبراهيم النخعي عن خالَيه علقمة بن قيس والأسود بن يزيد النخعيين عن ابن مسعود به أخرجه عنهما مفرقًا أحمد 7/ (4004) و (4005) و (4063) و (4069) و (4357)، والبخاري (1830) و (3317) و (4930) و (4931) و (4934)، ومسلم (2234)، والنسائي (3852) و (11578)، وابن حبان (708).
(2)
يعني بهذه السياقة، وإلّا فأصل الحديث عندهما كما سبق.
(3)
إسناده صحيح.=
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3033 -
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا أحمد بن علي الخزَّاز، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا المُعافَى بن عِمران، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فَرُوة، عن يحيى بن عُرْوة بن الزُّبير، عن عُروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يقرأ: (وما هو على الغَيبِ بظَنِينٍ)[التكوير: 24]، بالظاء
(1)
.
= وأخرجه الترمذي (3332) عن عبد بن حميد، والنسائي (11583) عن أبي داود الحرّاني، كلاهما عن عارم محمد بن الفضل، عن ثابت بن يزيد، به - إلّا أنَّ عبد بن حميد جعله من حديث هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عبَّاس، وعكرمة غير محفوظ فيه من هذا الوجه، فقد رواه عن ثابت بن يزيد أيضًا عبدُ الله بنُ معاوية الجمحي عند الطبراني في "الكبير" (12439) فقال فيه: هلال بن خباب عن سعيد بن جبير، وكذلك رواه عباد بن العوّام عن هلال عند الطبري في "تفسيره" 17/ 102، وهو المحفوظ.
والزوجة المذكورة هي عائشة كما سيأتي في حديثها عند المصنف برقم (8898) و (8903).
وحديث ابن عبَّاس أخرجه أيضًا، لكن دون قول الزوجة في العورات: أحمد 3/ (1913)، والبخاري (6524) و (6525)، ومسلم (2860)(57)، والنسائي (2219)، وابن حبان (7318) و (7321) و (7322) من طريق عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، به.
وأخرجه كذلك أحمد 4/ (2096) و (2281)، والبخاري (3349)، ومسلم (2860)(58)، والترمذي (2423) و (3167)، والنسائي (2225) و (11095) و (11274)، وابن حبان (7347) من طريق المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير، به - مجموعًا إليه الحديث الآتي عند المصنف برقم (3714).
(1)
إسناده ضعيف جدًا من أجل إسحاق بن أبي فروة، فإنه متروك كما قال الذهبي في "تلخيصه".
وأخرجه أبو عمر الدُّوري في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم "(122) عن عثامة بن أوس الأزدي، عن المعافى ابن عمران عن مروان - وهو ابن جناح - عن إسحاق بن أبي فروة، بهذا الإسناد. فزاد فيه مروان.
وأخرجه الدوري (123)، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 11/ 107 من طريق إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي، عن إسحاق بن أبي فروة، به. وإبراهيم متروك أيضًا.
وأخرجه الخطيب 5/ 577 من طريق إبراهيم بن محمد المدني، عن عبد الله بن أبي بكر، عن يحيى بن عروة، به. وإبراهيم بن محمد هذا: هو ابن أبي يحيى الأسلمي نفسه. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3034 -
أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله الجَرَّاحي بمَرْو، حدثنا يحيى بن ساسَوَيهِ الذُّهْلي، حدثنا سُوَيد بن نَصْر، حدثنا حاتم بن إسماعيل وخارجة بن مُصعَب، عن عبد الرحمن بن حَرمَلة، عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: فَسَوَّاكَ فَعَدَّلَكَ) (الانفطار: 7)، مُثَقَّل
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
حدثنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إملاءً في شهر ربيع سنة تسع وتسعين وثلاث مئة:
3035 -
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حَمْدان الجَلَّاب بهَمَذان، حدثنا إسحاق ابن أحمد بن مِهران حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الرَّبيع بن أنس، عن أبي العاليَةِ، عن أم سَلَمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: (بَلَى قد جاءَتْكِ آياتي فكذَّبتِ بها واستَكبَرتِ وكنتِ من الكافرينَ)[الزمر:59]
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3036 -
أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى العَدْل، حدثنا محمد بن أيوب، أخبرنا يحيى بن المغيرة السَّعْدي، حدثنا هارون بن المغيرة، حدثنا عَنبَسة، عن حَبيب بن أبي عَمْرة، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس أنه قال: هل تدرون ما سَعَةُ جهنَّم؟ قال: قلت: لا أدري، قال: أجل والله ما تدري إنَّ بين سَعَةِ شَحْمةِ أُذُنهم وعاتِقِه مَسِيرةَ سبعين
= وقرأ (بظَنين) بالظاء ابنُ كثير وأبو عمرو والكسائي، وقرأ بقية السبعة بالضاد. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 673.
(1)
إسناده حسن من جهة حاتم بن إسماعيل، وأما خارجة بن مصعب فمتَّفق على ضعفه.
وقرأ (فعَدَّلَك) بتشديد الدال من السبعة ابنُ كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي (فعَدَلَك) بتخفيفها. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 674.
(2)
إسناده ضعيف. وهو مكرر (2968).
خَريفًا، تجري فيها أوديةُ القَيْح والدم، فقلت: أنهارًا؟ قال: لا، بل أوديةً.
ثم قال ابن عبَّاس: حدَّثتني عائشةُ أم المؤمنين: أنها سألت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67]، قال:"يقول: أنا الجبَّارُ، أنا أنا، ومَجَّدَ الربُّ نفسَه"، قال: فرَجَفَ برسول الله صلى الله عليه وسلم مِنبرُه حتى قلنا: لَيَخِرَّنَ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3037 -
حدثنا علي بن عيسى بن إبراهيم، حدثنا الحسين بن محمد القَبَّاني، حدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شَيْبة، قالا حدثنا أبو أسامة، عن عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه سأل جبريلَ عليه السلام عن هذه الآية: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر:68]: "مَن الذين لم يَشَأِ اللهُ أن يَصعَقَهم؟ قال: هم شهداءُ الله عز وجل"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. عنبسة: هو ابن سعيد الأسدي.
وسيأتي الحديث برقم (3672) من طريق ابن المبارك عن عنبسة إلَّا أنه ذكر في قصة عائشة سؤالًا وجوابًا آخر.
ويشهد لشطره الثاني هنا حديث ابن عمر عند مسلم (2788)(25)، وأبي طاهر المخلِّص في "المخلصيات"(126).
(2)
إسناده صحيح أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعمر بن محمد: هو ابن زيد بن عبد الله ابن عمر العُمري، كما قيَّده الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة"(17869).
وأخرجه أبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" كما في "الغرائب الملتقطة" لابن حجر (1763) من طريق بقية بن الوليد، وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(248)، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" - كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (5806) وابن بطة في "الإبانة الكبرى" 7/ 97 من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما عن عمر بن محمد، بهذا الإسناد - وعند ابن عياش زيادة على ما في حديث أبي أسامة، وأبو أسامة أحفظ وأوثق، وفي رواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين تخليط، وعمر بن محمد مدنيّ.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3038 -
حدثنا أبو بكر محمد بن داود الزاهد، حدثنا علي بن الحسين بن الجُنَيد، حدثنا زيد بن أخزَمَ الطائي، حدثنا عامر بن مُدرِك الحارثي، حدثنا عُتْبة بن يَقْظان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شِهاب، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما أحسَنَ محسنٌ من مسلم ولا كافرٍ إلّا أثابَه الله" قال: فقلنا: يا رسول الله، ما إثابةُ الله الكافرِ؟ قال:"إن كان قد وَصَلَ رَحِمًا، أو تصدَّق بصدقة، أو عَمِلَ حسنةً، أثابهُ اللهُ المالَ والولدَ والصِّحَّة وأشباهَ ذلك" قال: فقلنا: وما إثابتُه في الآخرة؟ فقال: "عذابًا دونَ العذاب" قال: وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46]؛ هكذا قرأَه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقطوعةَ الألف
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3039 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو البَخْتري عبد الله بن محمد ابن شاكر، حدثنا جعفر بن عَوْن، حدثنا الأجلَح بن عبد الله، عن الذَّيَّال بن حَرمَلة، عن جابر بن عبد الله قال: اجتمعت قريشٌ يومًا، فأتاه عتبةُ بن رَبيعة بن عبد شمس فقال: يا محمد، أنت خيرٌ أم عبدُ الله؟ فَسَكَتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَفَرَغْتَ؟ " قال: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
حم (1) تَنْزِيلٌ} حتى بلغ {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 1 - 13]، فقال له
(1)
إسناده ضعيف جدًا، عامر بن مدرك ليّن الحديث، وعتبة بن يقظان وهّاه الذهبي في "تلخيصه"، واستنكر خبره هذا في "ميزان الاعتدال".
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(15) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه في "تفسيره" - كما في ترجمة عتبة من "الميزان" للذهبي - والبزار (1454)، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال"(529)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(277) من طريق زيد بن أخزم به. ولم ينصَّ أحد منهم على القراءة.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(120) عن عمر بن شبة، عن عامر بن مدرك، به.
عُتْبة: حَسْبُكَ حَسْبُك، ما عندَك غيرُ هذا؟ قال:"لا" فرجع عتبةُ إلى قريش فقالوا: ما وراءَك؟ فقال: ما تركتُ شيئًا أرى أنكم تكلِّمونه إلّا كلَّمتُه، قالوا: فهل أجابَك؟ قال: نعم، لا والذي نَصَبَها بَنِيَّةً ما فهمتُ شيئًا مما قال، غيرَ أنه قال: أنذرتُكم صاعقةً مثلَ صاعقة عاد وثمود، قالوا: ويلَك، يكلِّمُك رجلٌ بالعربية، ولا تدري ما قال! قال: لا والله ما فهمتُ شيئًا ممّا قال غيرَ ذِكْر الصاعقة
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3040 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا العبَّاس بن الوليد بن مَزْيَد، حدثنا محمد بن شعيب، أخبرنا شَيْبان بن عبد الرحمن، عن عاصم، عن أبي رزين، عن أبي يحيى، عن ابن عبَّاس، عن النبي صلى الله عليه وسلم:(وإنَّه لَعَلَمٌ لِلسَّاعةِ)[الزخرف: 61] قال: "خروجُ عيسى قبل يوم القيامة"
(2)
.
(1)
في إسناده لِين، الأجلح بن عبد الله يعتبر به في المتابعات والشواهد، وقد تفرد به من هذا الوجه، والذيّال بن حرملة روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 14/ 295 - 296، وعبد بن حميد (1123)، وأبو يعلى (1818)، وأبو نعيم في "الدلائل"(182) من طريق علي بن مسهر، وأبو جعفر النحاس في "إعراب القرآن" 4/ 37 - 38، والبيهقي في "الدلائل" 20/ 202 - 203، والبغوي في "تفسيره" 7/ 167 - 168، وقوام السنة الأصبهاني في "الدلائل"(307)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 38/ 242 - 243 من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن الأجلح، بهذا الإسناد. وسياق حديث علي بن مسهر أقربهما إلى سياق حديث جعفر بن عون.
قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 7/ 151: وقد أورد هذه القصة الإمام محمد بن إسحاق بن يسار في كتاب "السيرة" على خلاف هذا النمط، فقال: حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القُرظي قال: حُدِّثت أنَّ عتبة بن ربيعة
…
وساقه بطوله، ثم قال: وهذا السياق أشبه من الذي قبله (يعني حديث الأجلح) والله أعلم. قلنا: انظر سياقه في "سيرة ابن هشام" 1/ 293 - 294.
(2)
إسناده حسن، إلّا أنَّ المحفوظ فيه عن ابن عبَّاس من قوله موقوفًا لا مرفوعًا ما هو مبيَّن في تعليقنا على "مسند أحمد" 5/ (2918) حيث أخرجه ضمن حديث عن هاشم بن القاسم عن شيبان موقوفًا، وهو الصحيح. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3041 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن مِهْران حدثنا عُبيد الله بن موسى، حدثنا حمّاد بن سَلَمة، عن أبي الزُّبير، عن علي بن عبد الله البارِقي، عن ابن عمر: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافَرَ فرَكِبَ راحلتَه، كبَّر ثلاثًا ثم قال:{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 13]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!
3042 -
حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، حدثنا الحسن بن علي المَعمَري، حدثنا أبو مصعب الزُّهْري وهشام بن عمار السُّلَمي، قالا: حدثنا حاتم ابن إسماعيل، حدثنا معاوية بن أبي مُزرِّد مولى بني هاشم، حدثني عمِّي أبو الحُباب سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ الله خَلَقَ الخلقَ، حتى إذا فَرَغَ منهم قامت الرَّحِمُ فقالت: هذا مَقامُ العائذِ بك من القَطِيعة، قال: نعم، أما تَرضَيْن أن أَصِلَ من وَصَلَكِ، وأقطَعَ من قَطَعَكِ؟ قالت: بلى، قال: فذاكِ لكِ" قال: ثم قال
= وأخرجه كرواية المصنف هنا ابنُ حبان (6817) من طريق الوليد بن مسلم عن شيبان، به. وسيأتي برقم (3716) من حديث عكرمة عن ابن عبَّاس موقوفًا.
وقراءة ابن عبَّاس (لَعَلَمٌ) بفتح العين واللام، وانظر الكلام على هذه القراءة في تعليقنا على "المسند".
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن مهران. أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدُرس المكي.
وأخرجه أحمد 10/ (6311)، والترمذي (3447)، وابن حبان (2695) من طرق عن حماد ابن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (6374)، ومسلم (1342)، وأبو داود (2599)، والنسائي (10306) و (11402)، وابن حبان (2696) من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، به. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا إن شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} إلى قوله: {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 22 - 24] "
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!
3043 -
حدثني أبو عمرو بن أبي جعفر الحِيرِي، حدثنا حامد بن محمد بن شعيب، حدثنا حفص بن عمر الدُّورِي، حدثنا حمزة بن القاسم، عن أبي الهيثم سعيد بن الحَكَم، عن نُفَيع أبي داود، عن عبد الله بن مُغفَّل قال: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} (محمد: 22)
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.
وأخرجه البخاري (4831)، ومسلم (2554) من طرق عن حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له عليهما ذهولٌ منه رحمه الله.
وأخرجه البخاري (4830) و (7502) من طريق سليمان بن بلال، والبخاري أيضًا (4832) و (5987)، والنسائي (11433)، وابن حبان (441) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن معاوية بن أبي مزرِّد، به - إلا أنَّ سليمان بن بلال جعل القائل: "اقرؤوا إن شئتم
…
" هو أبا هريرة.
وسيأتي برقم (7473) من طريق أبي بكر الحنفي عن معاوية كرواية حاتم بن إسماعيل.
وأخرجه بنحوه دون قوله: "اقرؤوا إن شئتم
…
إلخ" البخاري (5988) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة.
وسيأتي كذلك عند المصنف برقم (7452) من طريق أبي سلمة، وبرقم (7474) من طريق محمد بن كعب القرظي، كلاهما عن أبي هريرة.
(2)
إسناده ضعيف جدًا، نفيع أبو داود وهو ابن الحارث الأعمى - متروك، وسعيد بن الحكم لم نقف له على ترجمة.
وهذا الحديث في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم" لأبي عمر حفص بن عمر الدُّوري (105)، لكن وقع في المطبوع منه: عن أبي الهيثم عن سعيد بن الحكم!
وأخرجه الثعلبي في تفسيره المسمى "الكشف والبيان" 9/ 35 من طريق القاسم بن يونس الهلالي، عن سعيد بن الحكم، بهذا الإسناد - وزاد في آخره مرفوعًا:"هم هذا الحيُّ من قريش، أَخذ الله عليهم إن وَلُّوا الناسَ أن لا يفسدوا في الأرض ولا يقطّعوا أرحامهم". وبنحو هذا اللفظ عزاه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 14/ 272 إلى الطبري في "تهذيبه" من حديث عبد الله بن مغفَّل، ولم يسق إسناده.
3044 -
أخبرني أبو بكر محمد بن داود الزاهد، حدثنا أبو القاسم العبَّاس بن الفضل بن شاذانَ المقرئ، حدثنا أَبي، حدثنا محمد بن عيسى المقرئ، حدثنا أبو نُعيم وقَبيصة، قالا: حدثنا سفيان، عن أبي الزُّبير عن جابر بن عبد الله قال: قرأَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} بالصاد {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ} [الغاشية: 21 - 23]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3045 -
حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المُزَني، حدثنا يوسف بن موسى المَروَرُّوذي، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا أبو مُطرِّف، عن سفيان بن حسين، عن الزُّهْري، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، عن أبيه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ: (كلَّا بل لا يُكرمُون اليتيم.
ولا يَحُضُّونَ على طَعامِ المِسْكينِ) [الفجر:17 - 18]؛ (ويأكلون
…
ويُحِبُّون)؛ كلها بالياء
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، وهو قطعة من الحديث الآتي برقم (3970)، وقد صرّح أبو الزبير بسماعه من جابر في حديث ابن جريج عنه عند أحمد 22/ (14141). أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وقبيصة: هو ابن عُقبة، وسفيان: هو الثوري، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم ابن تَدرُس المكي.
وأخرجه النَّسَائِي (11606) عن عمرو بن منصور، عن أبي نعيم، بهذا الإسناد - بمثل الرواية الآتية برقم (3970)، وانظر تمام تخريجه هناك، إلّا أنَّ أحدًا لم يذكر فيه التنصيص على القراءة كما في رواية المصنف هنا.
(2)
إسناده ضعيف جدًا، أبو مطرِّف ـ وهو مغيرة بن مطرف الواسطي - وهَّاه الذهبي في "المقتنى في سرد الكنى"(5813)، وسفيان بن حسين في الزهري ضعيف.
وأخرجه أبو عمر الدُّوري في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم "(125) عن محمد بن سعدان، عن أبي المطرف، بهذا الإسناد.
وذكره الدارقطني في "العلل" 4/ 275 (559) من طريق محمد بن سعدان ثم قال: خالفه عبد الله بن محمد - وكان رجلًا صالحًا كان ضعيفًا - فقال: عن الزهري عن سالم عن أبيه، وكلاهما غير محفوظ. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3046 -
أخبرنا القاسم بن القاسم السَّيّاري بمَرْو، حدثنا عبد الله بن علي القزَّاز
(1)
، حدثنا علي بن الحسن بن شَقِيق، حدثنا عبد الله بن المبارَك، خالد الحذَّاء، عن أبي قِلَابة، عمَّن أقرأَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم:(فيَومَئِذٍ لا يُعذِّبُ عذابَهُ أَحدٌ. ولا يُوثَقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ)[الفجر: 25 - 26]
(2)
.
هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، والصحابي الذي لم يُسمِّه في إسناده قد سمَّاه غيرُه مالكَ بن الحُوَيرث ....
(3)
.
3047 -
حدثنا أبو العبَّاس أحمد بن هارون الفقيه، حدثنا عبد الله بن محمود، حدثنا محمود بن غَيْلان، حدثنا حُميد بن حماد أبو الجَهْم، حدثنا عائذ بن شُرَيح، سمعت أنس بن مالك يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحِيالِه جُحْر فقال: "لو جاء العُسْرُ
= قلنا: إلّا أنَّ القراءة بالياء في هذه الأحرف هي قراءة أبي عمرو من السبعة، وقرأها البقية بالتاء، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي:(تَحاضُّون) بالألف، وابن كثير ونافع وابن عامر بغير ألف. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 685.
(1)
هكذا في (ز) و (ص) وفي (ب) والمطبوع: الغزّال، وهو صحيح أيضًا، وانظر التعليق على نسبة هذا الراوي عند الحديث السالف برقم (971).
(2)
عبد الله بن علي القزّاز لم نقف على ترجمته، وباقي رجاله ثقات.
وقد اختلف في إسناده، فرواه كرواية ابن المبارك هنا شعبةُ عن خالد الحذاء عند أحمد 34/ (20691) وأبي داود (3996)، ورواه حماد بن زيد عند أبي داود (3997) عنه عن أبي قلابة عمَّن أقرأه النبي أو من أقرأه من أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم، هكذا على الشكّ، وروي من وجهين ضعيفين عن خالد الحذاء عند أبي نعيم في "معرفة الصحابة"(2147) و (2148) عن أبي قلابة عن مالكَ ابن الحويرث، فسمى الصحابي مالكَ بن الحويرث، وسيأتي من أحد هذين الوجهين عند المصنف برقم (6780) عن عاصم الجحدري عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث.
وهذه القراءة على البناء للمفعول في كلمتي (يعذَّب) و (يوثَق) كما جاء مبيَّنًا عند غير المصنف، قرأ بها الكسائي من السبعة، وانظر كتاب "السبعة" لابن مجاهد ص 685.
(3)
هنا بياض في الأصول.
فدخل هذا الجُحرَ، لجاء اليُسْرُ فدخل عليه فأخرَجَه، قال: فأنزل الله: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)}
(1)
.
هذا حديث عجيب غير أنَّ الشيخين لم يحتجَّا بعائذ بن شُرَيح.
3048 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن أبي الوَزير التاجر، حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرَّازي، حدثنا محمد بن يزيد بن سِنان الرُّهَاوي، أخبرنا مَعقِل بن عبيد الله، عن عِكْرمة بن خالد، عن سعيد بن جُبْير، عن ابن عبَّاس، عن أُبيِّ ابن كعب: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأُبي: "إني أُقرِئُك سورةً" فقال له أُبيّ: أُمِرتَ بذلك؟ قال: "نعم"، فقرأ:{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً}
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف، قال الذهبي في "تلخيصه": تفرَّد به حميد بن حماد عن عائذ، وحميد منكر الحديث كعائذ. عبد الله بن محمود: هو أبو عبد الرحمن السعدي المروَزي الحافظ.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(9540) عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 107 من طريق أحمد بن إبراهيم بن يعيش، عن محمود بن غيلان به.
وأخرجه البزار (7530)، والطبراني في "الأوسط"(1525)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 278 من طريق محمد بن معمر، عن حميد بن حماد، به.
وفي الباب عن ابن مسعود مرفوعًا عند عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 380 - 381، والطبراني في "الكبير"(9977)، وسنده ضعيف جدًا.
وروي عنه موقوفًا من قوله عند الطبري في "تفسيره" 30/ 236، وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة"(130)، والبيهقي في "الشعب"(9539)، وسنده ضعيف لجهالة راويه عن ابن مسعود.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، محمد بن يزيد بن سنان ليس بذاك القوي وحسَّن الرأي فيه الحاكم فوثَّقه مطلقًا كما في "سؤالات" مسعود السجزي له (270)، ومعقل بن عبيد الله صدوق حسن الحديث.
وانظر ما سلف برقم (2925).
ويشهد له حديث أنس بن مالك عند البخاري (3809) ومسلم (799).
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3049 -
أخبرني الحسن بن حَلِيم المروَزي، أخبرنا أبو الموجِّه، أخبرنا عَبْدانُ، أخبرنا عبد الله، أخبرنا سعيد بن أبي أيوب، حدثنا يحيى بن أبي سليمان، عن سعيد المَقبُري، عن أبي هريرة قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: 4] قال: "أتدرون ما أخبارُها؟ " قالوا: الله ورسوله أعلمُ، قال:"فإنَّ أخبارَها أن تَشْهَدَ على كل عبدٍ وأَمَةٍ بما عُمِلَ على ظَهرِها، أن تقول: عَمِلَ عَمَلَ كذا يومَ كذا، فهذه أخبارُها"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3050 -
حدثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا عُبيد بن حاتم العِجْلُ
(2)
وإبراهيم ابن أبي طالب قالا: حدثنا نُوح بن حَبِيب، حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الذَّمَاري، حدثنا سفيان الثَّوْري، عن محمد بن المنكدِر، عن جابر بن عبد الله: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: (يَحسِبُ أنَّ مالَه أخلَدَه)[الهمزة: 3]؛ بكسر السين
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف يحيى بن أبي سليمان. أبو الموجه: هو محمد بن عمرو الفزاري، وعبدان: هو عبد الله بن عثمان المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه أحمد 14/ (8867)، والترمذي (2429) و (3353)، والنسائي (11629)، وابن حبان (7360) من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وقال الترمذي حديث حسن صحيح! وسيأتي برقم (4009).
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: العجلي، بزيادة ياء النسبة، والصواب أنه العِجل بلا ياء، وعُبَيدٌ العِجل لقبٌ له، واسمه الحسين بن محمد بن حاتم الحافظ، انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 14/ 90.
(3)
إسناده حسن من أجل عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري.
وأخرجه النَّسَائِي (11634)، وابن حبان (6332) من طريق نوح بن حبيب بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3995) عن أحمد بن صالح، عن عبد الملك الذماري، به. وهذه القراءة بكسر السين قرأ بها أبو عمرو ونافع وابن كثير والكسائي من السبعة، وقرأ الباقون بفتح السين. انظر "النشر" لابن الجزري 2/ 236.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3051 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا العبَّاس بن محمد الدَّوري، حدثنا أبو علي الحَنَفي، حدثنا عبد الحميد بن بَهْرام، عن شَهْر بن حَوشَب، عن أسماء بنت يزيد قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ: (لإيلَافِ قريشٍ، إلْفِهِم
(1)
. رِحْلةَ الشتاءِ والصَّيفِ)
(2)
.
هذا حديث غريبٌ عالٍ في هذا الباب، والشيخان لا يَحتجَّان بشَهْر بن حَوشَب.
3052 -
حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ، أخبرنا أبو يعلى المَوصِلي، حدثنا أزهرُ بن مروان، حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن عمرو، عن الحسن، عن أمِّه، عن أم سَلَمة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأها: (إِنَّا أَنْطَيناكَ
(3)
الكوثرَ)
(4)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
في (ب): "إيلافهم"، والمثبت من (ز) و (ص)، وهو الصواب، وقد نصَّ عليه الطبري في "تفسيره" 30/ 305، ورويت هذه القراءة عن ابن فليح عن ابن كثير المكي أحد القراء السبعة كما في "حجة القراءات" لابن زنجلة ص 774، ونسبها ابن الجزري في "النشر في القراءات العشر" 28/ 404 إلى رواية العمري عن أبي جعفر المدني أحد القراء العشرة، وقال: قد خالفه الناس أجمعون.
(2)
إسناده ضعيف لتفرُّد شهر بن حوشب به. أبو علي الحنفي: هو عبيد الله بن عبد المجيد.
وأخرجه أحمد 45 / (27607) من طريق عبيد الله بن أبي زياد القدّاح، عن شهر بن حوشب، به - ووقع فيه:"إيلافهم" كالقراءة المشهورة.
(3)
في المطبوع: (أعطيناك) بالعين، وهي القراءة المشهورة التي قرأ بها الجمهور، إلّا أنَّ الصواب في هذه الرواية بالنون كما في النسخ الخطية، وهي قراءة شاذَّة، وذكرها ابن خالويه في "مختصر في شواذّ القرآن" ص 181.
(4)
إسناده ضعيف من أجل عمرو: وهو ابن عبيد البصري، ووهّاه الذهبي في "تلخيصه". الحسن: هو ابن أبي الحسن البصري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (862)، و "الأوسط"(8458) من طريق عمرو بن مخرّم أبي قتادة البصري، عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد.
3053 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا الحسن بن علي بن زياد، حدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا أبو أنس محمد بن أنس، حدثنا الأعمش، عن طلحة وزُبَيد، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أَبْزَى، عن أبيه، عن أُبيِّ بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوتِر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، وقل للذَّين كَفَروا، واللهُ الواحد الصَّمدُ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3054 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا أبو داود، حدثنا شُعْبة، أخبرني عمرو بن مُرَّة، سمعت أبا البَختَريِّ، يحدِّث عن أبي سعيد الخُدْري قال: لما نَزَلت هذه السورة: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} ، قرأَها
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل الحسن بن علي بن زياد ومحمد بن أنس، وقد توبعا. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وطلحة: هو ابن مصرِّف الياميّ، وزُبيد: هو ابن الحارث بن عبد الكريم.
وأخرجه أبو داود (1423) عن إبراهيم بن موسى بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 35/ (21141)، وأبو داود (1423)، وابن ماجه (1171)، وابن حبان (2436) من طريق أبي حفص الآبّار، وأحمد (21142)، والنسائي (1433)، وابن حبان (2450) من طريق أبي عبيدة المسعودي، كلاهما عن الأعمش، به - إلّا أنهما أدخلا فيه ذرَّ بنَ عبد الله المُرهِبي - وهو ثقة - بين طلحة وزبيد وبين سعيد بن عبد الرحمن، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد.
وأخرجه أحمد 24/ (15354) و 35/ (21143)، والنسائي (446) و (1434 - 1439) من وجوه عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، به ـ وفي بعض هذه الوجوه لم يُذكَر أُبي بن كعب، فيكون حينئذ مرسلَ صحابي؛ لأنَّ عبد الرحمن بن أبزى له صحبة، ومرسل الصحابي حُجّة.
قوله: "وقل للذين كفروا" أي: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وقوله: "الله الواحد الصمد" أي: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} .
ومعنى حديث أُبيٍّ هذا: أنه صلى الله عليه وسلم أوتر بثلاثٍ، ويشهد له حديث عائشة السالف برقم (1153).
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خَتَمَها، ثم قال:"أنا وأصحابي حَيِّزٌ، والناسُ حَيِّزٌ، لا هِجرةَ بعد الفتح"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
آخر كتاب القراءات
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو البَختري - واسمه سعيد بن فيروز الطائي - لم يسمع من أبي سعيد الخدري كما قال أبو داود السِّجستاني وأبو حاتم الرازي. أبو داود: هو الطيالسي سليمان ابن داود.
وأخرجه أحمد 17/ (11167) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقوله: "لا هجرة بعد الفتح" صحيح، له شواهد، صحيحة، انظرها عند حديث عبد الله بن عمرو في "مسند أحمد"(11)(7012).
قوله: "حيِّز" أي: ناحية، والمراد في الفضل كما ذكر السندي في حاشيته على "مسند أحمد".
1 - الفاتحة
بعد أخبار الوجوب في قراءتها في كلِّ ركعة والجهرِ ببسم الله الرَّحمن الرَّحيم، فإني قدَّمتُ هذه الرواياتِ في كتاب الصلاة
(1)
.
3055 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار العُطارِدي، حدثنا حفص بن غِيَاث عن ابن جُرَيج، عن أبيه، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس:{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} [الحجر: 87] قال: فاتحةَ الكتاب، ثم قال:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} : فقلت لأَبي: لقد أخبرك سعيدٌ أنَّ ابن عبَّاس قال: بسم الله الرَّحمن الرَّحيم آية؟ قال: نعم
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه، وتمامُ هذا الباب في كتاب الصلاة.
3056 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفَّان العامِري، حدثنا أبو أسامة، حدثني عبد الحميد بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أُبيِّ بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أعلِّمُك سورةً ما أُنزِلَت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزَّبُور ولا في الفُرقانِ مِثلُها" فقلت: بلي، قال:"إني لأرجُو أن لا تَخرُجَ من ذلك الباب حتى تَعلَّمَها" فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمتُ معه، فجعل يحدِّثني ويدي في يده، فجعلتُ أتباطأُ كراهيةَ أن يخرج قبل أن يُخبِرَني بها، فلما دَنَوتُ من الباب قلت: يا رسول الله، السورةَ التي وَعَدْتني، قال:"كيف تقرأُ إذا قمتَ إلى الصلاة" فقرأتُ فاتحةَ الكتاب، فقال:"هيَ هيَ، وهي السَّبْعُ المَثَاني، والقرآنُ العظيم الذي أُعطِيتُ"
(3)
.
(1)
انظر ما سلف برقم (765) وما بعده من الأحاديث.
(2)
إسناده ضعيف لضعف والد ابن جريج: وهو عبد العزيز بن جريج، واسم ابنه عبد الملك.
وهذا الخبر مكرر ما سلف برقم (2047).
(3)
إسناده صحيح. وهو مكرر (2071).
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
وقد رواه مالك بن أنس عن العلاء بن عبد الرحمن بإسناد آخر:
3057 -
حدَّثَناه أبو بكر بن أبي نصر، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، حدثنا عبد الله بن مَسلَمة فيما قَرأَ على مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد مولى عامر بن كُرَيز، عن أُبي بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحوَه
(1)
.
3058 -
. . . . . . . .
(2)
حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال: العالَمِين: الجنُّ والإنسُ
(3)
.
قال الحاكم: ليَعلَمْ طالبُ هذا العلم أنَّ تفسير الصحابي الذي شَهِدَ الوحيَ والتنزيلَ عند الشيخين حديثٌ مُسنَد
(4)
.
3059 -
أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الصَّفّار العَدْل، حدثنا أحمد بن نَصْر، حدثنا عمرو بن طلحة القَنَّاد، حدثنا أسباط بن نَصْر، عن إسماعيل ابن عبد الرحمن السُّدِّي، عن مُرَّة الهَمْداني، عن عبد الله بن مسعود وعن
(5)
ناسٍ من
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات على وهمٍ فيه سلف التنبيه عليه برقم (2072) حيث رواه المصنف هناك من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي عن عبد الله بن مسلمة القعنبي.
(2)
هنا بياض في أصول "المستدرك" بما في ذلك الأصل الذي اعتمده الحافظ ابن حجر في كتابه "إتحاف المهرة"(7634). ولم نقف على رواية سفيان هذه عند غير المصنف.
(3)
رجاله ثقات، وسفيان يغلب على ظننا أنه الثوري.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/ 63، وابن أبي حاتم في "تفسيره" أيضًا 1/ 28 من طريق قيس ابن الربيع، عن عطاء بن السائب به.
(4)
انظر الكلام على هذه المسألة فيما سلف عند الحديث رقم (73).
(5)
هكذا في (ب)، وفي (ز) و (ص) و (ع): عن بإسقاط الواو، وهو خطأ وما في (ب) هو الصواب، وهذه نسخة معروفة في التفسير.
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال: هو يومُ الحِساب
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3060 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفَّان العامِري، حدثنا عمر بن سعد أبو داود، حدثنا سفيان، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، في قوله عز وجل:{الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} قال: هو كتابُ الله
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3061 -
أخبرني علي بن محمد بن عُقْبة الشَّيباني بالكوفة، حدثنا الهيثم بن خالد، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل، عن جابر بن عبد الله قال: الصِّراطُ المستقيمُ هو الإسلام، وهو أوسعُ ما بين السماءِ والأرض
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3062 -
حدثني علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا
(1)
إسناده حسن.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/ 68 عن موسى بن هارون الهمداني، عن عمرو القنّاد بهذا الإسناد.
(2)
إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البيهقي "شعب الإيمان"(1790) من طريق علي بن حرب، عن أبي داود الحفري - وهو عمر بن سعد - بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/ 74 من طريقين عن سفيان، به.
وأخرجه المروزي في "السنة"(24) من طريق مسعر، عن منصور، به وسيأتي برقم (3710).
(3)
إسناده محتمل للتحسين من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين.
وأخرجه المروزي في "السنة"(25) من طريق وكيع، والطبري في "تفسيره" 1/ 74 من طريق حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، كلاهما عن الحسن بن صالح، بهذا الإسناد - وقرن حميدٌ بالحسن أخاه عليًّا، ورواية وكيع مختصرة. وسيأتي برقم (3709).
أبو النَّضْر، حدثنا حمزة بن المغيرة، عن عاصم، عن أبي العاليَةِ، عن ابن عبَّاس في قوله تعالى:{الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} قال: هو رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه. قال: فذكَرنا ذلك للحسن، فقال: صَدَقَ والله ونَصَحَ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
2 - من سورة البقرة
3063 -
حدثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا بِشْر بن موسى، حدثنا الحُميدي، حدثنا سفيان، حدثني حَكيم بن جُبير الأسَدي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سورة البقرة فيها آيةٌ سيِّدُ
(2)
آيِ القرآن، لا تُقرأُ في بيتٍ وفيه شيطانٌ، إلَّا خَرَجَ منه: آيةُ الكُرْسي"
(3)
.
3064 -
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا محمد بن أحمد بن النَّضْر، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، عن حَكيم بن جُبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لكل شيءٍ سَنامًا، وإِنَّ سَنامَ القرآن سورةُ البقرة"
(4)
.
(1)
إسناده قوي. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وعاصم هو ابن سليمان الأحول، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرِّياحي.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/ 75 عن عبد الله بن كثير أبي صديف، وابن أبي حاتم في "تفسيره" أيضًا 1/ 30 عن سعدان بن نصر، كلاهما عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد - إلّا أنهما لم يذكرا فيه ابنَ عبَّاس وجعلاه من قول أبي العالية. وابن كثير لم نقف على حاله، وسعدان بن نصر ثقة.
(2)
كذا في النسخ الخطية، وفي المطبوع: سيدة. وكلاهما صحيح.
(3)
حسن لغيره. وقد سلف برقم (2082).
(4)
حسن لغيره. وهو مكرر (2081).
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3065 -
أخبرنا بكر بن محمد الصَّيرَفي بمَرُو، حدثنا عبد الصمد بن الفضل حدثنا مكِّيُّ بن إبراهيم، حدثنا عبيد الله بن أبي حُميد، عن أبي المَلِيح، عن مَعقِل ابن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُعطِيتُ سورةَ البقرةِ من الذِّكر الأوَّل"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3066 -
حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهَمَذان، حدثنا إبراهيم ابن الحسين، حدثنا الفضل بن دُكَين، حدثنا آدم بن أبي إياس، أخبرنا شُعبة، عن سَلَمة بن كُهيل، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: اقرؤوا سورة البقرة في بيوتِكم، فإنَّ الشيطان لا يَدخُلُ بيتًا تُقرأُ فيه سورةُ البقرة
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3067 -
حدثنا أبو بكر بن بالَوَيه، حدثنا محمد بن أحمد بن النَّضْر، حدثنا معاوية ابن عمرو، حدثنا زائدة، عن حَكِيم بن جُبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيِّدُ آي القرآن آيةُ الكُرْسي"
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3068 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسين بن الفضل، حدثنا عفَّان، حدثنا حماد بن سَلَمة، أخبرنا الأشعث بن عبد الرحمن، عن أبي قِلَابة، عن
(1)
إسناده ضعيف جدًا من أجل عبيد الله بن أبي حميد، قال الذهبي في "تلخيصه": تركوا حديثه. وهو مكرر (2085).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد فيه ضعف من أجل عبد الرحمن بن الحسن القاضي، وهو متابع، ومن فوقه ثقات. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك الجُشَمي.
وقد سلف برقم (2086) من طريق الفضل بن دكين عن شعبة، فروايته هنا عن آدم بن أبي إياس عن شعبة من المَزِيد في متصل الأسانيد. وانظر تمام تخريجه هناك.
(3)
حسن لغيره، وقد سلف برقم (2082) و (3063)
أبي الأشعث، عن النعمان بن بَشِير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ الله كتب كتابًا قبل أن يَخلُقَ السماواتِ والأرضَ بألفَيْ عام، وأَنزَلَ منه آيتينِ خَتَمَ بهما سورةَ البقرة، لا تُقرَآنَ في دارٍ فيَقرَبَها شيطانٌ ثلاثَ ليالٍ"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3069 -
أخبرني أبو أحمد محمد بن إسحاق الصَّفّار، حدثنا أحمد بن نَصْر، حدثنا عمرو بن طلحة القَنَّاد، حدثنا أسباط بن نصر، عن إسماعيل بن عبد الرحمن، عن مُرَّة الهَمْداني، عن ابن مسعود:{الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ} قال: الم: حرفٌ اسمُ الله، والكِتابُ: القرآن {لَا رَيْبَ فِيهِ} : لا شكَّ فيه
(2)
.
صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3070 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عُمَارة بن عُمير، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: ذَكَروا عند عبد الله أصحابَ محمد صلى الله عليه وسلم وإيمانَهم، فقال عبد الله: إِنَّ أَمْرَ محمدٍ كان بيِّنًا لمن رآه، والذي لا إلهَ غيرُه، ما آمَنَ مؤمنٌ أفضلَ من إيمانٍ بغيبٍ، ثم قرأ:{الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} إلى قوله: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}
(3)
.
(1)
إسناده قوي من أجل الأشعث بن عبد الرحمن. وقد سلف برقم (2090).
(2)
إسناده حسن.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/ 97 عن موسى بن هارون الهمداني، عن عمرو القنّاد، بهذا الإسناد - واقتصر فيه على تفسير (لا ريب فيه).
وأخرج أوله الطبري أيضًا 1/ 87 من طريق شعبة، عن إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدي، به.
(3)
إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(180)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 36.
من طريق أبي معاوية بهذا الإسناد.
وأخرجه الواحدي في "الوسيط" 1/ 80 - 81 من طريق عبيدة بن حميد، عن الأعمش، به. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3071 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفَّان، حدثنا محمد بن عُبيد، حدثنا مِسعَر، عن عبد الملك بن مَيسَرة، عن عبد الرحمن ابن سابِط، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود قال: إنَّ الحجارة التي سمَّى اللهُ في القرآن {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [البقرة: 24]، حجارةٌ من كَبْريت خَلَقها الله عنده كيف شاءَ؛ أو كما شاءَ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3072 -
أخبرني عبد الله بن موسى الصَّيدَلاني، حدثنا إسماعيل بن قُتيبة، حدثنا أبو بكر بن أبي شَيْبة، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن بُكَير بن الأخنَس، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس قال: لقد أخرج الله آدمَ من الجنة قبل أن يَدخُلَها أحد، قال الله:{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة:30]، وقد كان فيها قبل أن يُخلَقَ بألفَي عام الجنُّ بنو الجانِّ، فأفسدوا في الأرض وسَفَكُوا الدماءَ، فلما قال الله:{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} يعنُون: الجنَّ بنى الجانّ، فلما أَفسدوا في الأرض، بَعَثَ عليهم جنودًا من الملائكة، فضربوهم حتى أَلحَقُوهم بجزائرِ البحور، قال: فقالت الملائكة: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} كما فعل أولئك الجنُّ بنو الجانّ،
= وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(209) من طريقين عن إسحاق بن راهويه، عن جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(503) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد - رواية نعيم بن حماد"(307)، وعبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 40، وهناد في "الزهد"(263)، وابن أبي الدنيا في "صفة النار"(232)، والطبري في "تفسيره" 1/ 169، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 64، والطبراني في "الكبير"(9026) من طرق عن مسعر، به، وسيأتي برقم (3869).
قال: فقال الله: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3073 -
أخبرني أبو بكر محمد بن المؤمَّل بن الحسن بن عيسى، حدثنا الفضل ابن محمد الشَّعْراني، حدثنا النُّفْيلي، حدثنا محمد بن سَلَمة، عن خُصَيف بن عبد الرحمن، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: لمَّا فَرَغَ الله من خلق آدمَ وَجَرَى فيه الرُّوحُ، عَطَسَ فقال: الحمد الله، فقال له ربُّه: يَرحَمُك ربُّك
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه، وقد أسنده عَتَّاب عن خُصَيف
(3)
، وليس من شَرْط هذا الكتاب.
3074 -
أخبرنا محمد بن محمد بن علي الصَّنعاني، بمكة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، أخبرني عوف العَبْدي، عن قَسَامة بن زهير، عن أبي موسى الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خلق اللهُ آدمَ من أَدِيم الأرض كلِّها، فخرجت ذُرِّيتُه على حَسَبِ ذلك، منهم الأبيضُ والأسودُ، والأسمرُ والأحمرُ، ومنهم بينَ ذلك، ومنهم السهلُ، والخبيثُ والطيِّب"
(4)
.
(1)
رجاله ثقات. أبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 77 من طريق علي بن محمد الطنافسي، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل خصيف بن عبد الرحمن، النفيلي: هو عبد الله بن محمد بن علي النفيلي.
وأخرجه الفريابي في "القدر"(6) عن إسماعيل بن أبي كريمة، عن محمد بن سلمة الحرّاني، بهذا الإسناد.
ويشهد له حديث أبي هريرة مرفوعًا فيما سلف برقم (215)، ورجاله لا بأس بهم.
(3)
عَتَّاب هذا هو ابن بشير، وأحاديثه عن خصيف فيها مناكير. ولم نقف على روايته المسنَدة التي أشار إليها المصنف.
(4)
إسناده صحيح. عوف العبدي: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3075 -
أخبرنا الحسن بن يعقوب العَدْل، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا عبد الوهّاب بن عطاء، أخبرنا سعيد بن أبي عَرُوبة عن قَتَادة، عن الحسن، عن عُتَيّ بن ضَمْرة، عن أُبيِّ بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّ آدمَ كان رجلًا طُوَالًا كأنه نخلةٌ سَحُوقٌ، كثيرُ شعر الرأس، فلما رَكِبَ الخطيئةَ بَدَتْ له عورتُه، وكان لا يراها قبلَ ذلك، فانطلق هاربًا في الجنة، فتعلَّقَت به شجرهٌ، فقال لها: أرسِليني، قالت لستُ بمُرسِلَتِك، قال وناداه ربُّه: يا آدمُ، أمِنِّي تَفِرُّ؟ قال: يا ربِّ، إني استَحْيِيكَ"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
=وأخرجه أحمد 32/ (19582) و (19583)، وأبو داود (4693)، والترمذي (2955)، وابن حبان (6160) و (6181) من طرق عن عوف، بهذا الإسناد.
(1)
رجاله لا بأس بهم، وقد اختُلف في رفعه ووقفه، وأشار إلى ذلك البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 79. الحسن: هو البصري.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(175) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 15 عن عبد الوهاب بن عطاء به.
وأخرجه ابن سعد 1/ 15 من طريق عباد بن العوام، والطبري في "تفسيره" 8/ 143 من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة به موقوفًا. ويزيد أسقط من إسناده عُتيًّا، والحسن لم يدرك أُبيًّا. ورواية عباد بن العوام ستأتي مختصرة عند المصنف برقم (4042).
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 7 من طريق علي بن عاصم، عن سعيد بن أبي عروبة، به مرفوعًا بإسقاط عُتيٍّ من إسناده، وعلي بن عاصم فيه ضعف.
وأخرجه أحمد في "الزهد"(265) من طريق شيبان النحوي، والطبراني في "مسند الشاميين"(2668) من طريق سعيد بن بشير، كلاهما عن قتادة به - مرفوعًا - وأسقطا منه عتيًّا. وسعيد ابن بشير ضعيف.
وسلف أوله برقم (1292) من طريق ابن الهاد عن الحسن عن أُبي.
3076 -
حدثني إبراهيم بن إسماعيل القارئ، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا أبو تَوْبة الرَّبيع بن نافع الحلبي، حدثنا معاوية بن سلَّام، حدثني زيد بن سلَّام، أنه سمع أبا سَلَّام يقول: حدثني أبو أُمامة: أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله، أنبيٌّ كان آدمُ؟ قال:"نعم، مُعلَّمٌ مُكلَّم" قال: كم بينه وبين نوح؟ قال: "عَشَرَةُ قُرونٍ" قال: كم كان بين نوح وإبراهيم؟ قال: عشرة قرون قالوا: يا رسول الله، كم كانت الرُّسُلُ؟ قال:"ثلاثُ مئةٍ وخمسَ عشرةَ، جَمًّا غَفيرًا"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3077 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو حُذَيفة، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن المِنْهال بن عمرو، عن سعيد ابن جُبَير، عن ابن عبَّاس:{ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} [البقرة: 58] قال: بابًا ضيِّقًا، قال: رُكَّعًا {وَقُولُوا حِطَّةٌ} قال: مغفرةٌ، فقالوا: حِنطةٌ، ودخلوا على أسْتاهِهم، فذلك قوله تعالى:{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ}
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3078 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن الزُّهْري، عن عُبيد الله بن
(1)
إسناده صحيح. أبو سلام هو ممطور الحبشي جدُّ زيد.
وأخرجه ابن حبان (6190) من طريق محمد بن عبد الملك بن زنجويه، عن أبي توبة بهذا الإسناد. مختصرًا.
وروي نحوه من وجه آخر ضعيف عن أبي أمامة عند أحمد 36/ (22288).
وانظر ما سيأتي برقم (3695).
(2)
إسناده صحيح. إسحاق بن الحسن: هو ابن ميمون أبو يعقوب الحَرْبي، وأبو حذيفة: هو موسى بن مسعود النَّهْدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" مقطَّعًا 1/ 117 و 118 و 119 من طريقين عن سفيان، بهذا الإسناد.
عبد الله، عن ابن عبَّاس قال: كيف تَسألون عن شيء وعندكم كتابُ الله! أحدثُ الأخبار بالله، وقد أخبَرَكم
(1)
أنهم كَتَبوا كتابًا بأيديهم وبدَّلوا وحرَّفوا وقالوا: هذا من عند الله، واشتَرَوْا به ثمنًا قليلًا، فعندكم كتابُ الله مَحْضٌ لم يُشَبْ، فوالله لا يَسألُكم أحدٌ منهم عن الذي أُنزِلَ عليكم
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3079 -
أخبرني الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا محمد بن أيوب، حدثنا يوسف ابن موسى، حدثنا عبد الملك بن هارون بن عَنتَرة، عن أبيه، عن جدِّه، عن سعيد ابن جُبَير، عن ابن عبَّاس قال: كانت يهودُ خيبرَ تقاتل غَطَفَانَ، فكلَّما التَقَوْا هُزِمَت يهودُ خيبر، فعادتِ اليهودُ بهذا الدعاء فقالت: اللهمَّ إنا نسألك بحق محمدٍ النبيَّ الأُمّيِّ الذي وعدتَنا أن تخرجَه لنا في آخر الزمان إلَّا نصرتَنا عليهم، قال: فكانوا إذا التقَوْا دَعَوْا بهذا الدعاء، فهَزَموا غطفانَ، فلما بُعِثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم كَفَروا به، فأنزل الله وقد كانوا يَستفتِحُون بك يا محمدُ على الكافرينَ
(3)
.
(1)
في (ز) و (ص) و (ع): أخبرهم، والمثبت من (ب).
(2)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهويه.
وأخرجه البخاري "2685) و (7363) و (7523) من طرق عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. فاستدراك المصنف له ذهولٌ منه.
وأخرجه مختصرًا البخاري أيضًا (7522) من طريق أيوب، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس.
قوله: "مَحْضٌ لم يُشَب" أي: خالص لم يُخلَط بشيء من كلام البشر وتحريفاتهم.
(3)
كذا وقع في أصولنا من "المستدرك"، وقد أخرج هذا الخبر البيهقيُّ في "دلائل النبوة" 2/ 76 - 77 عن المصنف بإسناده ومتنه، وفيه فأنزل الله:{وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ} يعني: بك يا محمد {عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} إلى قوله: {فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [البقرة: 89].
وإسناد الخبر تالف، فيه عبد الملك بن هارون بن عنترة، وهو متروك هالك كما قال الذهبي في "تلخيصه".
وأخرجه الآجري في "الشريعة"(978) عن إبراهيم بن موسى الجوزي، عن يوسف بن موسى، بهذا الإسناد. وأسقط منه سعيد بن جبير.
(1)
أدَّت الضَّرورةُ إلى إخراجه في التفسير، وهو غريبٌ من حديثه.
3080 -
أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن دُحَيم الشَّيباني بالكوفة، حدثنا أحمد ابن حازم بن أبي غَرَزَة الغِفاري، حدثنا قَبِيصة بن عُقْبة، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن مُسلِم البَطِين، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس:{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} قال: اليهود {وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا} [البقرة: 96] قال: الأعاجم
(2)
.
قد اتفق الشيخان على سَنَد تفسير الصحابي
(3)
، وهذا إسناد صحيح على شرطهما، ولم يُخرجاه.
3081 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن سعيد ابن جُبَير، عن ابن عباس:{يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} [البقرة: 96] قال: هو قول الأعاجم إذا عَطَسَ أَحدُهم: زِهِ هَزارْ سالْ
(4)
.
رواه قيس بن الرّبيع، عن الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس، بزيادة ألفاظٍ:
(1)
هنا بياض في الأصول.
(2)
إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 178 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، بهذا الإسناد.
(3)
انظر التعليق على هذه المسألة عند الحديث السالف برقم (73).
(4)
إسناده صحيح أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/ 430 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 473، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 179 من طريق عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، به. وذكر مسلم فيه من المَزيد في متصل الأسانيد.
ومعنى "زه هزار سال" عِشْ ألف سنة، كما قال الفراء في "معاني القرآن" 1/ 63.
3082 -
أخبرَناه أبو زكريا العَنبَري، حدثنا إبراهيم بن إسحاق، حدثنا محمد ابن سهل بن عَسكَر، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا قيس بن الرَّبيع، عن الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله:{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} قال: هم هؤلاء أهلُ الكتاب {وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ} (البقرة: 96] قال: هو قولُ أحدهم لصاحبه هَزارْ سالْ نَيرُوز مِهرجان بخور
(1)
.
3083 -
حدثنا أحمد بن كامل بن خلف القاضي، حدثنا عبد الله بن رَوْح المدائني، حدثنا شَبَابة بن سَوَّار، حدثنا أبو عُتْبة الحمصي، عن عطاء بن عَجْلان، عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَزِيرايَ من السماء: جبريلُ وميكائيلُ، ومن أهل الأرض: أبو بكرٍ وعمرهُ"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
وإنما يُعرَف هذا الحديث من حديث سوَّار بن مُصعَب عن عَطِيَّة العَوْفي عن أبي سعيد، وليس من شرط هذا الكتاب:
3084 -
حدَّثَناه أحمد بن كامل القاضي، حدثنا محمد بن سعد العَوْفي، حدثنا
(1)
إسناده حسن بما قبله، قيس بن الربيع يعتبر به في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه بنحوه الطبري في "تفسيره" 1/ 429 من طريق الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس. وفيه نوروز مهرجان.
وبخور: كذا جاء في نسخنا الخطية، ويغلب على ظننا أنَّ الصواب: بَختْوَر، ومعناه كما في "المعجم الذهبي" ص 102: السعيد المحظوظ.
(2)
إسناده واهٍ، عطاء بن عجلان متروك واتهمه بعضهم بالكذب. أبو عتبة الحمصي: هو إسماعيل ابن عياش وأبو نضرة هو المنذر بن مالك بن قِطعة.
وأخرجه الآجري في "الشريعة"(1327) من طريق عبد الرحمن بن مالك، عن عطاء بن عجلان به، وعبد الرحمن بن مالك متروك أيضًا. وانظر ما بعده.
أبي، حدثنا سوَّار بن مصعب، عن عطيَّة العَوْفي، عن أبي سعيد الخُدْري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لي وزيرَينِ من أهل السماء ووزيرَينِ من أهل الأرض، فأما وزيرايَ من أهل السماء فجبريلُ وميكائيلُ، وأما وزيرايَ من أهل الأرض فأبو بكرٍ وعمرُ"
(1)
.
ورواه أبو عُبيد القاسم بن سلَّام، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عطيَّة بلفظ آخر:
3085 -
أخبرَناه الحسين بن الحسن بن أيوب، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو عُبيد، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش
(2)
، عن عطيَّة، عن أبي سعيد الخُدْري قال: ذَكَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صاحبَ الصُّور، فقال:"جَبرَئيلُ عن يمينِه وميكائيلُ عن يسارِه"
(3)
.
قال أبو عبيد: هما مهموزتانِ في الحديث.
3086 -
حدَّثَناه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله السَّعْدي، حدثنا مُحاضِر بن المورِّع، حدثنا الأعمش، عن سعدٍ الطائي، عن عطيَّة ابن سعد، عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جَبرئيلُ عن يمينِه
(1)
إسناده ضعيف بمَرّة، مسلسل بالضعفاء.
وأخرجه الترمذي (3680) من طريق تَليد بن سليمان، عن أبي الجحّاف - وهو داود بن أبي عوف ي عن عطية العوفي، به. وتليد بن سليمان ليس بشيء واتهمه بعضهم بالكذب.
(2)
زاد هذا في المطبوع: عن سعد الطائي. وهي زيادة مقحمة هنا من الحديث التالي، على أن كل من روى هذا الحديث عن أبي معاوية غير أبي عبيد ذكره فيه، والأعمش قد سمع من سعد الطائي ومن عطية العوفي، وسعد والأعمش أقران.
(3)
إسناده ضعيف لضعف عطية العوفي.
وأخرجه أحمد 17/ (11069)، وأبو داود (3999) من طريق أبي معاوية بهذا الإسناد.
وذكرا فيه سعدًا الطائي بين الأعمش وعطية.
وأخرجه كذلك أبو داود (3998) من طريق أبو عبيدة عبد الملك بن معن، عن الأعمش، به.
وميكائيلُ عن يسارِه، وهو صاحبُ الصُّور"
(1)
.
3087 -
حدثنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا جَرِير، عن حُصَين بن عبد الرحمن، عن عِمران بن الحارث قال: بَيْنا نحن عند ابن عبَّاس إذ جاءه رجل فقال: من أين جئتَ؟ قال: من العراق، قال: من أيِّهم؟ قال: من الكُوفة، قال: فما الخبرُ؟ قال: تركتُهم وهم يتحدُّثون أنَّ عليًّا خارجٌ عليهم
(2)
، فقال: ما تقولُ لا أبا لك؟! لو شَعَرْنا ذلك ما أَنكَحْنا نساءَه، ولا قَسَّمْنا ميراثَه.
ثم قال: أنا سأحدِّثُك عن ذلك، إنَّ الشياطين كانوا يَستَرِقُون السمعَ، وكان أحدُهم يجيءُ بكلمةِ حقٍّ قد سمعها الناسُ، فيكذبُ معها سبعين كَذبةً، فتُشرَبُها قلوبَ الناس، فأَطلَعَ اللهُ على ذلك سليمانَ بن داود، فأخذها فدَفَنها تحت الكرسي، فلما مات سليمانُ قام شيطانٌ بالطريق فقال: ألا أدلُّكم على كَنْز
(3)
سليمان الذي لا كنزَ لأحدٍ مثلُه، كَنزِه المُمَنَّعِ؟ قالوا: نعم، فأخرجوه فإذا هو سحرٌ، فتناسَخَتْها الأُمم، فبقاياها ممّا تَحدَّثُ بها أهلُ العراق، فأنزل الله عُذْرَ سليمان فقال:{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} الآيةَ [البقرة: 102]
(4)
.
(1)
إسناده ضعيف كسابقه.
(2)
أي: بعد أن مات.
(3)
في (ز) و (ص) و (ع): كتب، وفي (ب) كتاب، والمثبت من "تلخيص الذهبي".
(4)
إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد.
وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(44) من طريق أبي يزيد الخالدي، عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/ 449 - 450، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 22/ 255 من طريقين عن جرير، به.
وأخرجه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(207)، وحرب بن إسماعيل في "مسائله" =
هذا حديث .......
(1)
.
3088 -
[أخبرنا أبو الحسن علي بن] محمد بن عُقبة الشَّيباني بالكوفة، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزُّهري، حدثنا يعلى بن عُبيد، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عُمير بن سعيد النَّخَعي قال: سمعت عليًّا يُخبِر القومَ: أَنَّ هذه الزُّهَرةَ تسمِّيها العربُ الزُّهَرةَ، وتسمِّيها العجمُ أناهيد، فكان المَلَكانِ يَحكُمان بين الناس، فأتتهما [امرأة]
(2)
فأرادها كلُّ واحد منهما عن غير علم صاحبه، فقال أحدهما لصاحبه: يا أخي، إنَّ في نفسي بعضَ الأمر أريد أن أذكُرَه لك، قال: اذكُرْه يا أخي، لعلَّ الذي في نفسي مثلُ الذي في نفسك، فاتَّفَقا على أمرٍ في ذلك، فقالت لهما المرأة: ألا تُخبِراني بما تَصعَدانِ السماءَ، وبما تَهبِطان إلى الأرض؟ فقالا: باسم الله الأعظم، به نَهبِطُ وبه نَصعد، فقالت: ما أنا بمُواتِيكما الذي تريدان حتى تُعلِّمانِيهِ، فقال أحدهما لصاحبه علِّمها إياه، فقال: كيف لنا بشدَّة عذاب الله؟ قال الآخر: إنَّا نرجو سَعَةَ رحمةِ الله، فعلَّمَها إياه، فتكلَّمت به، فطارت إلى السماء، ففَزِعَ مَلَكٌ في السماء لصعودها فطأطأَ رأسَه، فلم يَجلِس بعدُ، ومَسَخَها الله فكانت كوكبًا
(3)
.
= 3/ 1181، وابن عساكر 22/ 255 و 42/ 587 و 589 من طرق عن حصين بن عبد الرحمن، به. وسمَّى سفيان بن عيينة شيخ حصين عند ابن عساكر محمدَ بنَ الحارث، وهو وهمٌ.
.
وسيأتي أوله بنحوه عن الحسن بن علي بن أبي طالب برقم (4751).
(1)
هنا بياض في الأصول ذهب منه أيضًا أول إسناد المصنف في الحديث التالي.
(2)
لفظ "امرأة" من المطبوع وليس في نسخنا الخطية.
(3)
رجاله ثقات، وهو من الإسرائيليات.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(698) من طريق عبد الله بن عمران، عن يعلى بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "المطالب العالية"(3522) - وابن أبي الدنيا في "العقوبات"(223) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأخرجه مختصرًا الطبري في "تفسيره" 1/ 456 من طريق خالد الحذّاء، عن عمير بن سعيد، =
3089 -
فحدَّثَنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله التميمي، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا سليمان التَّيمي، عن أبي عثمان، عن ابن عبَّاس قال: كانت الزُّهَرَةُ امرأةً في قومها يقال لها: بيدخت
(1)
.
قال الحاكم: الإسنادان صحيحان على شرط الشيخين، والغرضُ في إخراج الحديثين ذكرُ هاروتَ وماروتَ وما سَبَقَ من قضاء الله فيهما وللزُّهَرة
(2)
.
3090 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب حدثنا أبو البَختَري عبد الله بن محمد بن شاكر، حدثنا أبو أسامة، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عمر قال: أُنزلت حيثُما {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115]: أن تُصلِّيَ حيثُما توجَّهَت بك راحلتُك في التطوُّع
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه!
3091 -
أخبرني محمد بن إسحاق العَدْل، حدثنا أحمد بن نَصْر، حدثنا عمرو ابن طلحة القنَّاد، حدثنا أسباط بن نَصْر، عن السُّدِّي، عن أبي مالك، عن ابن عبَّاس في قول الله:{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} [البقرة: 121] قال: يُحِلُّون حلالَه،
= به وسمَّى الملكين هاروت وماروت.
(1)
رجاله ثقات. سليمان بن التيمي: هو ابن طَرْخان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملٍّ النَّهدي.
وأخرجه ابن السُّني في "اليوم والليلة"(655) من طريق عيسى بن يونس، عن سليمان التيمي، به.
(2)
قيل: إنَّ هذه الأخبار من أخبار بني إسرائيل، وهو من خُرافاتهم التي لا يُعوَّل عليها، ولم يثبت فيها شيءٌ مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم. وانظر التعليق على حديث ابن عمر في "مسند أحمد" 10/ (6178)، وانظر في قصة هاروت وماروت أيضًا ما سيأتي برقم (3696) و (9011).
(3)
إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه بنحوه أحمد 8/ (4714) و 9/ (5001)، ومسلم (700)(33) و (34)، والترمذي (2958)، والنسائي (10930) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
ويُحرِّمون حرامَه، ولا يُحرِّفونه عن مواضعِه
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3092 -
[حدَّثَنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعمَر، عن عبد الله]
(2)
بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ} [البقرة: 124] قال: ابتلاه بالطَّهارة: خمسٌ في الرأس، وخمسٌ في الجسد؛ في الرأس: قصُّ الشارب، والمضمضةُ والاستنشاقُ، والسِّواكُ، وفَرْقُ الرأس، وفي الجسد: تقليمُ الأظفار، وحَلْقُ العانةِ، والخِتانُ، ونَتْفُ الإبْط، وغسلُ مكانِ الغائط والبول بالماء
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3093 -
حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السَّمّاك ببغداد، حدثنا الحسن ابن مُكرَم البزَّاز، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد ابن جُبير، عن ابن عبّاس قال: قال الله لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: {طَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ
(4)
(1)
إسناده حسن. السُّدِّي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن، وأبو مالك: هو الغفاري واسمه غزوان.
وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(386)، والطبري في "تفسيره" 1/ 519، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 218 من طريق عمرو بن محمد العنقزي، عن أسباط ابن نصر، بهذا الإسناد.
(2)
مكان ما بين المعقوفين بياض في النسخ الخطية، واستدركناه من "السنن الكبرى" للبيهقي 1/ 149، حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه.
(3)
إسناده صحيح.
وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/ 57، ومن طريقه أخرجه الطبري في "تفسيره" 1/ 524، وكذا ابن أبي حاتم 1/ 219.
وروي عن ابن عبَّاس في تفسير هذه الآية أقوال أخرى كما سيأتي عند المصنف برقم (3795) و (4071) و (4094).
(4)
في (ب): (والعاكفين)، وستأتي كذلك في الرواية التالية، وهذه الآية التي فيها (والعاكفين) في سورة البقرة رقم (125).
وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [الحج: 26] فالطوافُ قبل الصلاة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الطَّوافُ بمنزلةِ الصلاة، إلَّا أنَّ الله قدَ أحَلَّ فيه المَنطِقَ، فمن نَطَقَ فَلا يَنطِقْ إِلَّا بخيرٍ"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
وإنما يُعرَف هذا الحديث من حديث عطاء بن السائب عن سعيد بن جُبير:
3094 -
حدَّثَناه أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا الحسن بن موسى الأشْيَب، حدثنا حماد بن سَلَمة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: قال الله تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: "طهِّرْ بيتيَ للطائفِين والعاكفِين والرُّكَّعِ السُّجود"، فالطوافُ قبلَ الصلاة
(2)
.
هذا متابِعٌ لنصف المتن، والنصفُ الثاني من حديث القاسم بن أبي أيوب:
3095 -
أخبرَناه الحسين بن الحسن بن أيوب، حدثنا عبد الله بن أحمد بن أَبي مَسَرَّة، حدثنا عبد الله بن الزُّبير الحُميدي، حدثنا فُضَيل بن عِيَاض، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الطوافُ بالبيت صلاةٌ إلَّا أَنَّ الله أحَلَّ فيه المَنطِقَ، فمن نَطَقَ فيه فلا يَنطِقْ فيه إلّا بخير"
(3)
.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(9903) عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.
(2)
إسناده صحيح.
وسيأتي ضمن حديث برقم (3108) من طريق محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، به. وانظر ما قبله.
(3)
حديث صحيح، لكن المحفوظ فيه أنَّه من رواية عطاء بن السائب، عن طاووس عن ابن عبَّاس، وهكذا رواه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(9901) عن المصنف عن الحسين بن الحسن ابن أيوب بهذا الإسناد، فلعلَّ ما وقع هنا في الأصول الحاضرة بين أيدينا من "المستدرك" خطأ قديم من النساخ، ومما يغلِّب هذا أنه قد رواه عن الحميدي بذكر طاووس فيه لا سعيد بن جبير:=
3096 -
أخبرنا حمزة بن العبَّاس العَقَبي، حدثنا العبَّاس بن محمد الدُّوري، حدثنا أبو عامر العَقَدي، حدثنا زكريا بن إسحاق، عن بِشْر بن عاصم، عن سعيد بن المسيّب قال: حدثنا علي بن أبي طالب قال: أقبَلَ إبراهيمُ خليل الرحمن من إرمِينيَة مع السَّكِينة دليل له على موضع البيت كما تتبوَّأُ العنكبوتُ بيتَها، ثم حَفَرَ إبراهيمُ من تحت السَّكينةِ فأَبدَى عن قواعدَ ما يُحرِّك القاعدةَ منها دون ثلاثين رجلًا، قال: فقال
…
(1)
.
3097 -
[أخبرني أبو بكر إسماعيل بن محمد الفقيه بالرّيِّ، حدثنا محمد بن الفَرَج الأزرق، حدثنا حجّاج بن محمد]
(2)
عن ابن جُرَيج، عن عطاء، عن ابن عبَّاس قال: أول ما نُسِخَ من القرآن فيما ذُكِرَ لنا - واللهُ أعلم - شأنُ القِبْلة، قال الله:{وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] فاستَقبَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فصَلَّى نحوَ بيت المقدس وترك البيتَ العتيق، فقال:{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} [البقرة: 142] يَعنُون بيتَ المقدس، فَنَسَخَها وصَرَفَه الله
= الدارميُّ في "مسنده"(1889)، وبشرُ بن موسى وإسماعيل بن عبد الله عند أبي نعيم في "الحلية" 8/ 128. ورواه كذلك سعيدُ بن منصور عند ابن الجارود في "المنتقى" (461) والطحاوي في "مشكل الآثار" (5574)، وأسدُ بن موسى عند الطحاوي أيضًا، وابنُ أبي السري عند ابن حبان (3836)، ثلاثتهم عن فضيل بن عياض.
وقد سلف برقم (1704) من رواية سفيان الثوري عن عطاء بن السائب عن طاووس.
(1)
هنا بياض في الأصول.
والخبر، موقوف، وإسناده صحيح. أبو عامر العقدي: هو عبد الملك بن عمرو.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(9098)، والطبري في "تفسيره" 1/ 548 - 549، وكذا ابن أبي حاتم 1/ 232 من طريق سفيان بن عيينة، عن بشر بن عاصم به. وفي آخره: قال (يعني بشر بن عاصم): قلت: يا أبا محمد (وهو سعيد بن المسيب)، فإنَّ الله يقول:{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ} [البقرة: 127] قال: كان ذلك بعدُ.
(2)
مكان ما بين المعقوفين بياض في الأصول، واستدركناه من "السنن الكبرى" 2/ 12 و"معرفة السنن والآثار"(2874) كلاهما للبيهقي، حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه.
إلى البيت العتيق، فقال:{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 150]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة.
3098 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا محمد بن غالب، حدثنا عيسى بن إبراهيم البِرَكي، حدثنا المُعافَى بن عِمران المَوصِلي، حدثنا مصعب بن ثابت، عن محمد بن كعب القُرَظي، عن جابر بن عبد الله قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فينا في بني سَلِمة وأنا أمشي إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجل: نِعمَ المَرءُ ما عَلِمْنا، إن كان لَعفيفًا مسلمًا، إن كان
…
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت الذي تقولُ؟! " قال: يا رسول الله، ذاك بَدَا لنا واللهُ أعلمُ بالسَّرائر، فقال
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن الفرج الأزرق، وقد توبع. عطاء: هو ابن أبي مسلم الخراساني.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 12، و"المعرفة"(2874)، والحازمي في "الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار" ص 63 من طريق أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "الناسخ والمنسوخ"(21)، وعنه ابن أبي خيثمة في السفر الثالث من "تاريخه"(1421) عن حجاج بن محمد، به. وقرن بابن جريج عثمانَ بن عطاءٍ الخراساني، وهو ضعيف.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 212 عن الحسن بن محمد بن الصباح، وابن الجوزي في "نواسخ القرآن" 11/ 202 - 203 من طريق أحمد بن حنبل، كلاهما عن حجاج بن محمد، به - وقرن الحسن بن الصباح بابن جريج عثمانَ بنَ عطاء.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2412)، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه"(245) من طريق يونس بن راشد عن عطاء الخراساني، عن عكرمة، عن ابن عباس. ويونس لا بأس به، فإن كان ما رواه محفوظًا فهو من المَزيد في متصل الأسانيد.
وأخرجه بنحوه الضياء المقدسي في "المختارة" 12/ (344) من طريق يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس.
وأخرجه بنحوه أيضًا الطبري في "تفسيره" 1/ 502، وابن أبي خيثمة في السفر الثالث من "تاريخه"(1422)، والبيهقي 2/ 12 من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عبَّاس.
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَجَبَت".
قال: وكنّا معه في جنازة رجل من بني حارثة - أو من بني عبد الأَشهَل، فقال رجل: بئسَ المرءُ ما عَلِمْنا، إن كان لَفظًّا غليظًا، إن كان
…
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت الذي تقولُ؟! " قال: يا رسول الله، اللهُ أعلمُ بالسَّرائر، فأمَّا الذي بَدَا لنا منه فذاكَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وَجَبَت"، ثم تَلَا رسول الله صلى الله عليه وسلم:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه، إنما اتَّفقا على "وَجَبَت" فقط.
3099 -
حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه قال: قُرئ على يحيى بن جعفر وأنا أسمعُ: حدثنا حماد بن مَسعَدة، عن سفيان الثَّوري، عن الأعمش، عن ذَكْوان، عن أبي سعيد:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} قال: عَدْلًا
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3100 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدثنا سعيد بن مسعود،
(1)
إسناده ضعيف من أجل مصعب بن ثابت، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه".
وأورده الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 1/ 276 ونسبه إلى الحاكم وابن مَرْدويه، وبيَّن أنَّ في حديث ابن مردويه أنَّ الذي تلا الآية هو محمد بن كعب القرظي تصديقًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويشهد لأصل هذا الحديث في إيجاب شهادة المسلمين على الجنازة حديثُ أنس بن مالك عند البخاري (1367) ومسلم (949)، وسلف نحوه عند المصنف برقم (1413).
وآخر من حديث عمر بن الخطاب عند البخاري (1368).
وثالث من حديث أبي هريرة عند أحمد 12/ (7552) وغيره.
(2)
خبر صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل يحيى بن جعفر: وهو ابن الزِّبرقان، وهو يحيى ابن أبي طالب.
وقد رواه جماعةٌ غير الثوري عن الأعمش وظاهره عندهم مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه أحمد 17/ (11068) و (11271)، والبخاري (3339) و (4487) و (7349)، والترمذي (2961)، والنسائي (10939)، وابن حبان "6477) و (7216) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، حدثنا سِمَاك بن حَرْب، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: لمَّا وُجِّه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة قالوا: يا رسول الله، فكيف بالذين ماتوا وهم يُصلُّون إلى بيت المَقدِس؟ فأنزل الله:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} إلى آخر الآية [البقرة: 143]
(1)
.
قال عبيد الله بن موسى: هذا الحديث يُخبِرك أنَّ الصلاة من الإيمان.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3101 -
أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا أبو المثنَّى، حدثنا محمد بن كَثير، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عَمِيرة بن زياد
(2)
الكِنْدي، عن علي:{فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] قال: شَطْرَه: قِبَلَه
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب.
وأخرجه أحمد 4/ (2775) و 5/ (2964) و (3249)، والترمذي (2964)، وابن حبان (1717) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه أبو داود (4680) من طريق سفيان الثوري، عن سماك، به.
ويشهد له حديث البراء بن عازب عند البخاري (40).
(2)
الذي في نسخ "المستدرك": عُمير بن زياد، والمثبت من "سنن البيهقي" حيث رواه عن المصنف، وهو كذلك في كتب التراجم: عَميرة بزيادة التاء المربوطة في آخره، ويقال: اسمه عميرة بن كوهان كما في "التاريخ الكبير" للبخاري 7/ 96، وعميرة هذا روى عن علي وابن مسعود، وروى عنه أبو إسحاق السبيعي وطلحة بن مصرِّف كما في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 7/ 24، ووثقه العجلي وابن حبان.
(3)
إسناده حسن إن شاء الله من أجل عميرة بن زياد الكندي. أبو المثنى: هو معاذ بن المثنى العنبري، وسفيان هو الثوري، وأبو إسحاق هو عمرو بن عبيد السَّبيعي.
وأخرجه البيهقي 2/ 3 عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 2/ 22، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 254، والدينوري في "المجالسة"(1461) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به.
3102 -
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا شُعْبة، عن يعلى بن عطاء، عن يحيى بن قمطة، قال: رأيتُ عبدَ الله بن عمرو جالسًا في المسجد الحرام، بإزاءِ المِيزابِ، فتَلا هذه الآية:{فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144] قال: نحوَ مِيزابِ الكعبة
(1)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3103 -
حدَّثَنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزُّهْري، عن حُميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أمِّه أم كُلثوم بنت عُقْبة - وكانت من المهاجرات الأُوَل - في قوله عز وجل:{اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 153] قالت: غُشِيَ على عبد الرحمن بن عوف غَشْيةً، فظنُّوا أنه فاضَ، حتى إنه أفاض نفسَه فيها، فخرجت امرأتُه أمُّ كُلثوم إلى المسجد تستعين بما أُمِرَت به من الصبر والصلاة فلما أفاق قال: أغُشِيَ عليَّ آنفًا؟ قالوا: نعم، قال: صَدَقتُم، إنه جاءني مَلَكانِ فقالا: انطلِقْ نُحاكِمُك إلى العزيز الأمين، فقال ملكٌ آخر: ارجِعاه، فإنَّ هذا ممّن كَتَبتم له السعادةَ وهم في بطون أمَّهاتهم، ويستمتعُ به بَنُوه ما شاء الله؛ فعاش بعد ذلك شهرًا ثم مات
(2)
(1)
إسناده حسن يحيى بن قمطة - وإن لم يرو عنه غير يعلى بن عطاء - وثقه العجلي وابن حبان، وقال ابن حبان في "مشاهير علماء الأمصار" (633): من متقني أهل مكة على قلة روايته، مات بها وكان متيقظًا.
وأخرجه ابن أبي خيثمة في السفر الثالث من "تاريخه"(1419) عن مسلم بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 496، والفاكهي في "أخبار مكة"(289)، والطبري في "تفسيره" 2/ 22 من طريقين عن شعبة، به.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 62، وسعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(226)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 253، وابن أبي خيثمة (1424) من طريق هشيم، عن يعلي بن عطاء، به.
(2)
إسناده صحيح إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3104 -
أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد، حدثنا جدِّي، حدثنا عمرو بن عَوْن الواسطي، حدثنا هُشَيم، أخبرنا خالد بن صفوان، عن زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن ابن عبَّاس قال: جاءه نَعْيُ بعضِ أهله، وهو في سفرٍ، فصلَّى ركعتين ثم قال: فَعَلْنا ما أَمر اللهُ: {اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ}
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3105 -
حدثني علي بن عيسى الحِيرِي، حدثنا مسدَّد بن قَطَن، حدثنا عثمان ابن أبي شَيْبة، حدثنا جَرير، عن منصور، عن مجاهد، عن سعيد بن المسيّب، عن عمر قال: نِعمَ العِدْلانِ، ونعمَ العِلاوةُ:{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} نعمَ العِدْلانِ {وَأُولَئِكَ هُمُ
= وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(9235) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وهو عند عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 62 - 63، و "جامع معمر"(20065)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن بطة في "الإبانة الكبرى" 4/ 143.
وأخرجه أبو بكر الدينوري في "المجالسة"(378) من طريق عبد الله بن معاذ الصنعاني، عن معمر، به.
وسيأتي بنحوه برقم (5424) من وجه آخر عن الزهري عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد فيه لِين من أجل خالد بن صفوان، فإنه لا يُعرف أنه روى عنه غير هُشيم بن بشير، وذكره البخاري في "تاريخه" 3/ 156، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 336، فلم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(9232) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(189) و (232)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(201) من طريق هشيم، به وأسقط منه سعيد والدَ زيد بن علي.
وأخرجه سعيد أيضًا (231)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(398)، والطبراني في "تفسيره" 1/ 260، والبيهقي في "الشعب"(9233) من طريق عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن عبَّاس. وإسناده صحيح.
الْمُهْتَدُونَ} نعمَ العِلاوةُ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
ولا أعلمُ خِلافًا بين أئمَّتنا أنَّ سعيد بن المسيّب أَدرك أيامَ عمر رضي الله عنه، وإنما اختلفوا في سماعِه منه.
3106 -
حدثنا علي بن حَمْشَاذَ، حدثنا بِشْر بن موسى، حدثنا محمد بن سعيد ابن الأصبهاني، حدثنا علي بن مَسهِر، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عائشة قالت: إنما نزلت هذه الآيةُ في الأنصار، كانوا في الجاهلية إذا أَحرموا لا يَحِلُّ لهم أن يَطَّوَّفوا بين الصَّفَا والمَرْوة، فلما قَدِمْنا ذَكَروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} إلى آخر الآية [البقرة: 158]
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، ورواية سعيد بن المسيب عن عمر - وإن كان فيها إرسال - حُجّة عند الجهابذة من المحدّثين وعدُّوه كالموصول. وصحَّح هذا الإسناد الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 470. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 4/ 65، و"شعب الإيمان"(1484) وأبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الواحدي في "التفسير الوسيط" 1/ 241 من طريق قتيبة بن سعيد، عن جرير، به.
وأخرجه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(233)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(9239) عن سفيان بن عيينة، عن منصور، عن مجاهد، عن عمر - بإسقاط سعيد بن المسيب، وهو منقطع، والمحفوظ ذِكُر سعيد فيه.
وقد ذكر هذا الأثرَ البخاريُّ في "صحيحه" معلقًا بين يدي الحديث (1302) بلا إسناد.
والعِدْلان، بكسر العين: المِثلان، والمراد بهما الحِمْلان على جانبَي البعير.
والعِلاوة: ما يعلَّق على البعير بعد تمام الحِمل.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه بنحوه بأطول ممّا هنا البخاري (1790) و (4495)، ومسلم (1277)، وأبو داود (1901)، وابن ماجه (2986)، والنسائي (10942)، وابن حبان (3839) من طرق عن هشام ابن عروة، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهول منه. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
3107 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أَسِيد بن عاصم الأصبهاني، حدثنا الحسين بن حفص، عن سفيان، عن عاصم قال: سألتُ أنس بن مالك عن الصَّفا والمَرْوة، قال: كانتا من مَشاعِر الجاهلية، فلما كان الإسلامُ أمسَكْنا عنهما، فأنزل الله:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا} الآيةَ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3108 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي الشَّيباني بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم الغِفاري، حدثنا أبو بكر بن أبي شَيْبة، حدثنا محمد بن فُضَيل، حدثنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: أتاه رجلٌ فقال: أَبدأُ بالصَّفا قبلَ المَرْوة، أو بالمروةِ قبل الصفا؟ وأُصلِّي قبل أن أطوفَ، أو أطوفُ قبل أن أُصلِّي؟ وأَحلِقُ قبل أن أذبحَ، أو أذبحُ قبل أن أحلقَ؟ فقال ابن عبَّاس: خُذْ ذاك من كتاب الله، فإنه أجدَرُ أن يُحفَظَ، قال الله تبارك وتعالى:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} ، فالصَّفا قبل المَرْوة، وقال:{لَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [البقرة: 196] الذبحُ قبل الحَلْق، وقال:{طَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}
= وأخرجه كذلك أحمد 42/ (25112)، والبخاري (1643) و (4861)، ومسلم (1277)(261)، والترمذي (2965)، والنسائي (3946) و (3947)، وابن حبان (3840) من طريق ابن شهاب الزهري، عن عروة، به.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد جيد من أجل الحسين بن حفص. سفيان: هو الثوري، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول.
وأخرجه البخاري (4496)، والترمذي (2966) من طريقين عن سفيان، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
وأخرجه بنحوه البخاري أيضًا (1648)، ومسلم (1278)، والنسائي (3945) من طرق عن عاصم الأحول، به.
[الحج: 26]، الطوافُ قبل الصلاة
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3109 -
أخبرنا الحسن بن يعقوب العَدْل، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، حدثنا جعفر بن عَوْن، حدثنا سفيان بن سعيد، عن عاصم بن كُلَيب، عن أبيه، عن ابن عبَّاس: أنه كان رآهم يطوفون بين الصَّفا والمَرْوة، قال: هذا ممّا أَورَثَتكم أمُّ إسماعيل
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3110 -
أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد الصَّفّار العَدْل، حدثنا أحمد بن محمد بن نَصْر، حدثنا عمرو بن طلحة القَنَّاد، حدثنا أسباط بن نَصْر، عن السُّدِّي، عن أبي مالك، عن ابن عبَّاس في قوله:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} ، قال: كانت الشياطين في الجاهلية تَعزِفُ الليلَ أجمَعَ بين الصفا والمروة، وكانت فيهما آلهةٌ لهم أصنامٌ، فلما جاء الإسلام قال المسلمون: يا رسول الله، لا نطوفُ بين الصفا والمروة، فإنه شيء كنا نصنعُه في الجاهلية؛ فأنزل الله: {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ
(1)
هذا إسناد لا بأس به مع ما ذُكر من أنَّ سماع محمد بن فضيل من عطاء بن السائب كان قبل اختلاط عطاء، لكن توبع ابن فضيل عن عطاء ببعضه - وهو قصة الطواف قبل الصلاة - كما سلف برقم (3093) و (3094)، ثم إنه ثبت من وجهين عند الطحاوي في "مشكل الآثار" 15/ 288 عن ابن عبَّاس أنه قال: من قدَّم شيئًا من حجِّه وأخَّر فليُهرِق دمًا، فهذا يدلُّ على أنَّ ابن عبَّاس كان يرى الترتيب في أفعال الحج كلها، ومنها الذبح والحلق.
وحديث ابن فضيل هذا أخرجه البيهقي 1/ 85 عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرًا بقصة الذبح قبل الحلق: ابنُ أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 337 عن أبي سعيد الأشج، عن محمد بن فضيل، به.
(2)
إسناده قوي.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1374) عن عبَّاس العنبري، عن جعفر بن عون، بهذا الإسناد. وسقط من المطبوع آخره وهو قوله: هذا مما
…
إلخ. وسقط منه سند وأول الحديث التالي له عنده.
فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158]، يقول: ليس عليه إثمٌ ولكن له أَجْر
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3111 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفّان العامري، حدثنا أبو أسامة، حدثنا طلحة بن عمرو، أخبرني عطاء بن أبي رَبَاح، عن أبي هريرة أنه قال: لولا آيةٌ من كتاب الله ما أخبرتُ أحدًا شيئًا، قيل: وما هي يا أبا هريرة؟ قال: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا} [البقرة: 159 - 160]
(2)
.
(1)
إسناده حسن. السدي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن، وأبو مالك: اسمه غزوان الغفاري.
وأخرجه بنحوه الطبري في "تفسيره" 2/ 46 - 47 عن موسى بن هارون الهمداني، عن عمرو بن طلحة القنّاد بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف"(318) من طريق عامر بن الفرات، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 267 من طريق عمرو بن محمد العنقزي، كلاهما عن أسباط بن نصر، به.
قوله: "تعزف" قال ابن الأثير في "النهاية": عزيف الجن: جَرْس، أصواتها، وقيل: هو صوت يُسمَع كالطبل بالليل، وقيل: إنه صوت الرياح في الجو فتتوهمه أهل البادية صوتُ الجن، وعزيف الرياح: ما يُسمع من دويِّها.
(2)
إسناده ضعيف جدًا من أجل طلحة بن عمرو الحضرمي فإنه متروك، إلّا أنه لم ينفرد به، فقد صحَّ المتن من غير طريقه.
فقد أخرجه زهير بن حرب أبو خيثمة في كتاب "العلم"(107)، وابنه في السفر الثالث من "تاريخه"(592)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(586) من طريق ابن جريج، عن عطاء ابن أبي رباح، به.
وأخرجه أيضًا أحمد 13/ (7705)، والبخاري (118)، وابن ماجه (262)، والنسائي (5836) من طريق الأعرج، ومسلم (2493)، وابن حبان (7153) من طريق سعيد بن المسيب، كلاهما عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (371).
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه
(1)
.
3112 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرير، عن الأعمش، عن حَبيب بن أبي ثابت، عن ذرٍّ، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أَبزَى، أظنُّه عن أبيه، عن أُبيِّ بن كعب قال: لا تسبُّوا الرِّيحَ، فإنها من نَفَس الرَّحمن - قوله:{وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 164]- ولكن قولوا: اللهمَّ إنا نسألُك من خير هذه الرِّيح، وخير ما أُرسِلَت به، ونعوذُ بك من شرِّها وشرِّ ما أُرسِلَت به
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه، وقد أُسنِدَ من حديث حبيب بن أبي ثابت من غير هذه الرواية.
(1)
قد أخرجاه لكن من غير طريق عطاء كما سبق.
(2)
إسناده صحيح، وقد روي مرفوعًا كما سيأتي، وهو المحفوظ. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه وجرير: هو ابن عبد الحميد.
وأخرجه بنحوه النَّسَائِي (10706) عن إسحاق بن إبراهيم بهذا الإسناد.
وتابع جريرًا على وقفه أبو عوانة عن الأعمش عند النَّسَائِي أيضًا (10705).
وخالفهما إسباط بن محمد عند عبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند" 35/ (21138)، والنسائي (10703)، ومحمد بن فضيل عند أحمد أيضًا (21139)، وعند الترمذي (2252)، والنسائي (10704)، فروياه عن الأعمش مرفوعًا. وفي رواية محمد بن فضيل عن عبد الله بن أحمد:"فإنها من رَوح الله" وهو بمعنى "من نَفَس الرحمن"، أي: من رحمته وتنفيسه وتفريجه على عبادة.
ورواه شعبة عن حبيب بن أبي ثابت، واختُلف عليه أيضًا في رفعه ووقفه، فرواه عنه سهل بن حماد عند النَّسَائِي (10707) فرفعه، ووقفه عنه محمدُ بن أبي عدي (10708) والنضر بن شميل (10709).
ويشهد له مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم حديث أبي هريرة فيما سيأتي برقم (7962)، وإسناده صحيح.
وانظر حديث جابر الآتي برقم (3782).
3113 -
أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد القَنطَري ببغداد، حدثنا أبو قِلَابة الرَّقَاشي، حدثنا أبو عاصم، حدثنا عيسى بن أبي عيسى، عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن ابن عبَّاس:{وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: 166]، قال: المودَّةُ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3114 -
أخبرني الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق من أصل كتابه ....
(2)
حدثنا موسى بن أَعيَن، حدثنا عبد الكريم بن مالك، عن مجاهد، عن أبي ذرٍّ: أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، فتَلَا هذه الآية:{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [البقرة: 177]، حتى فَرَغَ من الآية، قال: ثم سأله أيضًا فتلَاها، ثم سأله أيضًا فتلاها، ثم سأله فقال:"فإذا عملتَ حسنةً أحبَّها قلبُك، وإذا عملتَ سيئةً أبغَضَها قلبُك"
(3)
.
(1)
إسناده قوي من أجل أبي قلابة الرقاشي - واسمه عبد الملك بن محمد - مع وهمه فيه هنا على أبي عاصم في اسم شيخه، فالصواب أنه عيسى بن ميمون ولم يسمه أحد بعيسى بن أبي عيسى، وعيسى بن ميمون - وهو المكي - ثقة، وهو معروف بابن داية، له تفسير رواه عنه أبو عاصم الضحاك بن مخلد. عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 2/ 71، وكذا ابن أبي حاتم 1/ 278 من طريقين عن أبي عاصم بهذا الإسناد.
(2)
هنا بياض في النسخ الخطية، ويجب أن يكون مكانه طبقتان بين الرواة، كما وقع في مواضع أخرى عند المصنف انظر (7200) و (8262) و (8263) و (8495).
(3)
إسناده ضعيف لانقطاعه، فإنَّ مجاهدًا لم يسمع من أبي ذر، وأعلَّه بالانقطاع أيضًا الذهبي في "تلخيصه".
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 287 من طريق عامر بن شفي، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرًا دون مقول النبي صلى الله عليه وسلم في آخره: معمر في "جامعه"(20110) عن عبد الكريم الجزري، به. ومن طريقه أخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(409)، والخلّال في "السنة"(1197)، والآجري في "الشريعة"(251)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" 2/ 772 و 798. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3115 -
حدثنا إسماعيل بن محمد الفقيه بالرَّيّ، حدثنا محمد بن الفَرَج الأزرق، حدثنا أبو النَّضْر، حدثنا شُعبة، عن منصور.
وأخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ببغداد، حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو حُذيفة، حدثنا سفيان، عن منصور، عن زُبَيد عن مُرَّة بن شَراحِيل، عن عبد الله بن مسعود في قول الله عز وجل:{وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى} [البقرة: 177]، قال: يعطي الرجلَ وهو صحيحٌ شَحِيح، يَأمُل العيشَ ويخاف الفقرَ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3116 -
أخبرني محمد بن إسحاق الصَّفّار العَدْل، حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن نصر، حدثنا عمرو بن طلحة القنَّاد، حدثنا أسباط بن نصر، عن السُّدِّي، عن مُرَّة، عن عبد الله بن مسعود في قول الله تبارك وتعالى:{وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ} [البقرة: 177]، قال عبد الله: البأساءُ: الفقر، والضرَّاءُ: السُّقْم، وحينَ البأسِ قال: حين القتل
(2)
.
= وأخرجه بنحو الرواية المطوَّلة ابن بطة 2/ 772 - 773 من طريق القاسم بن عبد الرحمن المسعودي، عن أبي ذر. وهو منقطع أيضًا بين القاسم وأبي ذر.
(1)
إسناده صحيح. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو حذيفة: هو موسى بن مسعود النهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وزبيد: هو ابن الحارث الياميّ.
وأخرجه النَّسَائِي (11847) من طريق عبد الله بن المبارك، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(16324) و "تفسيره" 1/ 66 عن سفيان الثوري، به.
ويشهد له دون ذكر الآية حديث أبي هريرة مرفوعًا عند البخاري (1419) ومسلم (1032).
صحيح، أي: ليس فيه مرض أو علّة تقطع أمله في الحياة.
وشحيح، أي حريص على ماله، جامع له.
(2)
إسناده حسن.
وأخرجه مقطَّعًا الطبري في "تفسيره" 2/ 18 و 99 و 101، وابن أبي حاتم كذلك 1/ 291 و 292 من طريق السُّدي، به.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3117 -
أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نُصَير الخُلْدي، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا حجَّاج بن مِنهال، حدثنا حمَّاد بن سَلَمة، حدثنا عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، عن ابن عبَّاس:{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} [البقرة: 178]، قال: هو: العَمْد يَرضَى أهلُه
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يُخرجاه.
3118 -
حدثنا علي بن عيسى، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس:{وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 178]، قال: يؤدِّي المطلوبَ بإحسان
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3119 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيَّان الجَعفَري، أخبرنا حُميد الطويل، عن أنس بن مالك: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَضَى بالقِصَاص ........
(3)
.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 2/ 107 عن المثنى بن إبراهيم، عن حجاج بن المنهال، بهذا الإسناد - وفيه: يرضى أهله بالدية.
وكذلك أخرجه البيهقي 8/ 52 من طريق أبي عامر العقدي، عن حماد بن سلمة، به.
وبنحوه أخرجه البخاري (4498) و (6881)، والنسائي (6957) و (10947)، وابن حبان (6010) من طريق مجاهد، عن ابن عبَّاس.
(2)
إسناده صحيح. ابن أبي عمر: هو محمد بن يحيى بن أبي عمر، وسفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه البخاري (4498) و (6881)، والنسائي (6957) و (10947) من طرق عن سفيان ابن عيينة بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
وأخرجه بنحوه ابن حبان (6010) من طريق محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، به.
(3)
هنا بياض في النسخ الخطية، وهو بتمامه عند النَّسَائِي (6928) عن إسحاق بن إبراهيم - وهو ابن راهويه - بلفظ: قضى بالقصاص في السِّن، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كتابُ الله القصاصُ". =
على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3120 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا يحيى بن محمد ابن يحيى، حدثنا مسدَّد، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس بن عُبيد، عن محمد محمد بن سِيرِين، عن ابن عبَّاس: أنه قام فخَطَبَ الناسَ هاهنا -يعني بالبصرة- فقرأ عليهم سورةَ البقرة يُبيِّن ما فيها، فأَتى على هذه الآية:{إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ} [البقرة: 180]، قال: نُسِخَت هذه؛ ثم ذكر ما بعدَه
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3121 -
أخبرنا أبو زكريا العَنَبري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا أبو خالد الأحمر، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه: أنَّ عليًّا دخل على رجل من بني هاشم وهو مريض يعودُه، فأراد أن يُوصيَ، فنهاه وقال: إنَّ الله يقول: {إِنْ
= والحديث صحيح، وإسناده قوي من أجل أبي خالد الأحمر.
وهو مختصر من قصة الرُّبَيِّع ابنة النضر، وقد أخرجها أحمد 19/ (12302) و 20/ (12704)، والبخاري (2703) و (4500) و (4611)، وأبو داود (4595)، وابن ماجه (2645)، والنسائي (6932) و (6933) من طرق عن حُميد، عن أنس.
وأخرجها أيضًا أحمد 21 / (14028)، ومسلم (1675)، وابن حبان (6491) من طريق ثابت، عن أنس.
(1)
خبر صحيح، رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع، محمد بن سِيرِين لم يسمع من ابن عبَّاس وفي الغالب بينهما عكرمة. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُليَّة.
وأخرجه البيهقي 6/ 265 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (3147) من وجه آخر على ابن عُليَّة.
وأخرجه أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ"(421)، وسعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(252)، وابن المنذر في "الأوسط"(7009) من طريق هشيم، عن يونس بن عبيد، به.
وأخرجه ابن الجوزي في "نواسخ القرآن" 1/ 224 من طريق ابن عون، عن ابن سيرين، به.
وأخرجه بنحوه أبو داود (2869) من طريق يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس. وبيَّن فيه أنَّ الناسخ هو آية المواريث؛ وهي الآية (11) من سورة النساء.
تَرَكَ خَيْرًا}: مالًا، فدَعْ مالك لوَرَثَتِك
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3122 -
أخبرني عبد الله بن الحسين القاضي بمَرْو، حدثنا الحارث بن أبي أُسامة، حدثنا أبو النَّضْر هاشم بن القاسم، حدثنا المسعودي، حدثني عمرو بن مُرَّة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل قال: أما أحوالُ الصيام، فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَدِمَ المدينةَ، فجعل يصوم من كل شهر ثلاثةَ أيام وصيامَ يوم عاشُوراءَ، ثم إِنَّ الله فَرَضَ عليه الصيام فأنزل الله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} إلى هذه الآية: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 183 - 184]، فكان مَن شاءَ صامَ ومَن شاءَ أطعَمَ مسكينًا فأجزأَ ذلك عنه، ثم إنَّ الله أَنزَلَ الآيةَ الأخرى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} إلى قوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185]، فَأَثْبَتَ اللهُ صيامَه على المُقيمِ الصحيحِ، ورخَّص فيه للمريض وللمسافر، وثَبَتَ الإطعامُ للكبير الذي لا يستطيع الصيامَ، فهذان حَوْلانِ.
وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساءَ ما لم يناموا، فإذا ناموا امتنعوا، ثم إِنَّ رجلًا من الأنصار يقال له: صِرْمةُ، كان يعمل صائمًا حتى أمسى، فجاء إلى أهله فصلَّى العشاءَ ثم نام، فلم يأكل ولم يشرب حتى أصبَحَ، فأصبَحَ صائمًا [قال: فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جُهِدَ جَهْدًا شديدًا، قال:"ما لي أَراكَ قد جُهدتَ جَهْدًا شديدًا؟ "
(1)
رجاله ثقات، وورواية عروة بن الزبير عن علي، مرسلة، فإنه أدركه وهو صغير ولم يسمع منه، وأعلَّه الذهبي في "تلخيصه" بالانقطاع. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان.
وأخرجه البيهقي 6/ 270 عن ابن عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 208 عن أبي خالد الأحمر، به.
وأخرجه عبد الرزاق (16352)، والدارمي (3232)، وسعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(251)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 298، والبيهقي 6/ 270 من طرق عن هشام به.
قال: يا رسول الله، إني عملتُ أَمسِ فجئتُ حين جئتُ]
(1)
فأَلقيتُ نفسي فنمتُ، وأصبحتُ صائمًا. وكان عمر قد أصاب من النساءِ من جاريةٍ أو حُرَّةٍ بعدما نام، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فأنزل الله:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} إِلَى قوله: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187]
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3123 -
أخبرنا أبو العبَّاس القاسم بن القاسم السَّيَّاري وأبو أحمد بكر بن محمد الصَّيرَ في المروَزِيَّان قالا: حدثنا إبراهيم بن هلال، حدثنا علي بن الحسن بن شَقِيق، حدثنا الحسين بن واقد، عن الأعمش، عن ذرٍّ أبي عمر
(3)
، عن جَرِير بن عبد الله البَجَلي في قوله تعالى:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، قال: اعبدوني أستجِبْ لكم
(4)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3124 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو حُذَيفة، حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن مَيسَرة، عن طاووس، عن ابن عبَّاس:{هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187]، قال: هنَّ سَكَنٌ لكم وأنتم
(1)
ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ الخطية، وما أثبتناه فمن "مسند أحمد" 36/ (22124) حيث رواه عن أبي النضر هاشم بن القاسم بطوله.
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات عن آخرهم، إلّا أنَّ المسعودي -وهو عبد الرحمن بن بن عتبة- رُمي بالاختلاط، وأبو النضر ممَّن سمع منه بعد الاختلاط، وقد رواه غير واحد عن المسعودي كما في "مسند أحمد"، إلَّا أنهم جميعًا ممّن سمع منه بعد الاختلاط، لكن تابعه شعبة كما في رواية أبي داود (506)، ثم إنَّ رواية ابن أبي ليلى عن معاذ فيها انقطاع، فإنه لم يسمع منه، لكن وقع في رواية شعبة أنَّ عبد الرحمن بن أبي ليلى -وهو تابعي كبير- قال فيه: حدثنا أصحابنا؛ يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فكأنه سمعه من غير واحد من الصحابة فجمعه في حديث واحد، والله تعالى أعلم. وانظر تتمة تخريجه عند أحمد وأبي داود.
(3)
في (ب): عن ذر أبي عن عمر، وهو تحريف.
(4)
إسناده ضعيف لانقطاعه بين ذر وجرير البجلي، وقد تفرَّد به المصنف.
سَكنٌ لهنَّ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
3125 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ حدثنا محمد بن أحمد بن أنس القرشي، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، أخبرنا حَيْوة بن شُريح، أخبرنا يزيد بن أبي حَبيب، أخبرني أسلمُ أبو عمران مولى بني تُجِيبَ، قال: كنا بالقُسطنطينيَّة وعلى أهل مِصر عُقْبة بن عامر الجُهَني، وعلى أهل الشام فَضَالة بن عُبيد الأنصاري، فخرج صفٌّ عظيم من الرُّوم فصَفَفْنا لهم [صفًّا] عظيمًا من المسلمين [فحَمَلَ رجل من المسلمين]
(2)
على صفّ الروم حتى دخل فيهم، ثم خرج إلينا مُقبِلًا فصاح في الناس، فقالوا: أَلقى بيده إلى التَّهلُكَةِ، فقال أبو أيوب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس، إنكم تتأوّلونَ هذه الآيةَ على هذا التأويل وإنما أُنزِلَت فينا معشرَ الأنصارِ، إنَّا لما أعزَّ الله دينَه وكثَّر ناصِرِيه، قال بعضنا لبعض سرًّا من رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أموالنا قد ضاعت، فلو أقمنا فيها [فأصلَحْنا منها]
(3)
فردَّ اللهُ علينا ما هَمَمْنا به، قال: فأنزل الله عز وجل: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، فكانت التَّهلُكةُ
(1)
من قوله: "قال هنَّ" إلى هنا سقط من (ز) و (ص) و (ع)، واستدركناه من (ب) و "التلخيص"، ولا يستقيم إيراد المصنف للحديث إلَّا به، وهو ثابت أيضًا عند من خرَّجه من طريق سفيان.
والخبر إسناده حسن من أجل أبي حذيفة: وهو موسى بن مسعود النهدي. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 316 من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 2/ 163 من طريق يزيد -وهو ابن إبراهيم التستري- عن عمرو ابن دينار، عن ابن عبَّاس. وإسناده صحيح.
(2)
ما بين المعقوفين سقط من نسخنا الخطية، واستدركناه، واستدركناه من "تلخيص الذهبي" و "معرفة السنن والآثار" للبيهقي (17699) حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه.
(3)
ما بين المعقوفين هنا مكانه بياض في النسخ واستدركناه من "المعرفة".
في الإقامة على أموالنا التي أرَدْنا، فأُمِرْنا بالغزو. فما زال أبو أيوب غازيًا في سبيل الله حتى قَبَضَه الله عز وجل
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3126 -
أخبرنا أبو الحُسين
(2)
علي بن عبد الرحمن السَّبِيعي، حدثنا أحمد بن حازم الغِفاري، حدثنا عُبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البَرَاء؛ قال له رجل: يا أبا عُمارةَ {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، أهو الرجلُ يَلقَى العدوَّ فيقاتلَ حتى يُقتَل؟ قال: لا، ولكن هو الرجل يُذنِبُ الذنبَ، فيقول: لا يَغْفِرُه الله لي
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3127 -
أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شُعْبة، عن عَمرو بن مُرَّة، عن عبد الله بن سَلِمة: سُئِلَ [عليٌّ]
(4)
عن قول الله عز وجل: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196)، قال: تُحرِمُ من دُوَيرَةِ أهلِك
(5)
.
(1)
إسناده صحيح. وقد سلف برقم (2465).
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: الحسن، وانظر التعليق عليه فيما سلف عند المصنف برقم (1007).
(3)
إسناده صحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، جدُّ إسرائيل.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6691) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وانظر تتمة تخريجه في "مسند أحمد" 30/ (18477).
(4)
ما بين المعقوفين سقط من النسخ الخطية، وأثبتناه من "التلخيص"، وهو الصواب.
(5)
خبر موقوف حسنٌ إن شاء الله إذ مداره على عبد الله بن سلمة، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن الحسن شيخ المصنف، لكنه مرويٌّ من غير هذا الوجه.
فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(12834 - عوامة)، وأبو الشيخ في "الأقران"(266)، والبيهقي 4/ 341 و 5/ 30، والضياء في "المختارة" 2/ (604) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3128 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا محمد بن عبد الوهاب بن حبيب العَبْدي، حدثنا جعفر بن عَوْن، أخبرنا أبو جعفر الرازي، عن الرَّبيع بن أنس، عن أبي العاليَة، عن أُبي بن كعب أنه كان يقرؤها:(فَمَن لم يَجِدْ فصيام ثلاثة أيامٍ متتابعاتٍ)[المائدة: 89]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3129 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفَّان العامري، حدثنا عبد الله بن نُمير، عن عُبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر:{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [البقرة: 197]، قال: شوَّالٌ وذو القَعْدة وعشرٌ من ذي الحِجَّة
(2)
.
= إلى علي بن أبي طالب.
وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعًا عند ابن عدي في "الكامل" 2/ 120، والبيهقي 5/ 31، وسنده ضعيف جدًا.
(1)
إسناده حسن إن شاء الله من أجل أبي جعفر الرازي: وهو عيسى بن أبي عيسى ماهان، وجوَّد إسناده الحافظ ابن حجر في "الدراية" 2/ 91. أبو العالية: هو رفيع بن مهران.
وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(8987) عن محمد بن عبد الوهاب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 7/ 30، والبيهقي 10/ 60 من طريق عبيد الله بن موسى، والطبري أيضًا 7/ 30 من طريق وكيع، وابن أبي داود في "المصاحف"(163) من طريق عبد الله بن أبي جعفر الرازي، ثلاثتهم عن أبي جعفر الرازي، به -إلّا أنَّ وكيعًا وعبد الله بن أبي جعفر لم يذكرا فيه أبا العالية.
وروى نحوه مالك في "الموطأ" 1/ 305 - ومن طريقه البيهقي 60/ 10 - عن حميد بن قيس المكي، عن مجاهد قال: إنها في قراءة أُبي بن كعب (ثلاثة أيام متتابعات).
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه البيهقي 4/ 342 عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(331)، وابن أبي شيبة (13805 - عوامة)، والطبري في تفسيره 2/ 258، وكذا ابن أبي حاتم 1/ 345 من طرق عن نافع به.=
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3130 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرِير عن الأعمش، عن زياد بن حُصَين، عن أبي العاليَة قال: كنت أَمشي مع ابن عبَّاس وهو مُحرِمٌ، وهو يَرتجِزُ بالإبل وهو يقول:
وهنَّ يَمشِينَ بنا هَمِيسا
…
.....................
قال: فقلت: أترفُتُ وأنت محرمٌ؟! قال: إنما الرَّفَثُ ما رُوجِعَ به النساءُ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3131 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني،
= وأخرجه كذلك سعيد بن منصور (329)، وابن أبي شيبة (13804)، والطبري 2/ 258 و 259، والدارقطني في "سننه"(2455) و (2456) من طرق عن ابن عمر. وعلَّقه البخاري بين يدي الحديث (1560) بلا سند.
(1)
إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، وأبو العالية: هو رفيع بن مِهران.
وأخرجه البيهقي 5/ 67 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "تفسيره" 2/ 263 - 264 عن محمد بن حميد الرازي، عن جرير به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (14707 - عوامة)، والطبري 2/ 265 من طريقين عن الأعمش، به.
وتابع الأعمشَ عليه فِطرُ بن خليفة عند ابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 54 فرواه عن زياد بن حصين، عن أبي العالية، عن ابن عبَّاس.
وخالفهما عوف الأعرابي فرواه عن زياد بن حصين، عن أبيه، عن ابن عبَّاس. أخرجه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(345)، ورواية الأعمش وفطر أصحُّ، على أنه لا يُمنَع أن يكون لزياد بن حصين فيه شيخان، والله تعالى أعلم.
قوله: "ما روجع به النساء" قال ابن الأثير في "النهاية"(رفت): كأنَّ ابن عبَّاس يرى الرفث الذي نهى الله عنه ما خوطبت به المرأة، فأما ما يقوله ولم تسمعه امرأة فغير داخل فيه. قلنا: والجمهور على أنَّ الرفث هو الجِماع ومقدِّماته.
والهَميس: ضربٌ من السَّير لا يُسمع له وقعٌ. قاله السَّرَقُسطي في "غريبه" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي 1/ 116.
حدثنا يَعلَى بن عُبيد، حدثنا محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر قال: الرَّفَث: الجِماع، والفُسوق: ما أُصِيبَ من معاصي الله من صيدٍ وغيره، والجِدَال: السِّباب والمنازَعة
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3132 -
أخبرنا أحمد بن سلمان الفقيه قال: قُرئ على يحيى بن جعفر وأنا أسمع: حدثنا حماد بن مَسعَدة، حدثنا ابن أبي ذِئْب، عن عطاء، عن عُبيد بن عُمير، عن ابن عبَّاس: كانوا في أول الحج يبتاعون بمِنًى بسوق المَجَاز ومواسم الحج، فلما أُنزل القرآن خافوا البيعَ، فأنزل الله عز وجل:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 198] في مواسم الحجِّ
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3133 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمَر، عن الزُّهْري، عن سالم، عن ابن عمر قال: المَشعَر الحرام: المُزدلِفةُ كلُّها
(3)
.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق الراوي عن نافع: وهو ابن يسار صاحب السيرة.
وأخرجه البيهقي 5/ 67 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 2/ 266 و 269 من طريق ابن المبارك، عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(344) من طريق موسى بن عقبة، والطبري 2/ 263 و 269، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 11/ 346 - 348 من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن نافع، به.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه أبو داود (1734) عن محمد بن بشار، عن حماد بن مسعدة، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (1666).
(3)
إسناده صحيح. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3134 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك العَيْشي، حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن ابن جُرَيج، عن محمد بن قيس بن مَخرَمة عن المِسوَر بن مَخرَمة قال: خَطَبَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعَرَفة، فحَمِدَ الله وأَثنى عليه، ثم قال:"أمَّا بعدُ، فإن أهل الشِّرك والأوثانِ كانوا يَدفَعون من هاهنا عند غُروب الشمس، حين تكون الشمسُ على رؤوس الجبال مثلَ عمائم الرجال على رؤوسها، فهَدْينا مخالفٌ لهَدْيِهم، وكانوا يَدفَعون من المَشعَرِ الحرام عند طلوع الشمس على رؤوس الجبال مثلَ عمائم الرجال على رؤوسها، فهَديُنا مخالفٌ لهَدْيِهم"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين! ولم يُخرجاه.
3135 -
حدثنا محمد بن يعقوب الشَّيباني، حدثنا علي بن الحسن الهلالي، حدثنا عبد الله بن الوليد العَدَني، حدثنا سفيان، عن ابن جُرَيج، حدثني يحيى بن عُبيدٍ، عن أبيه، عن عبد الله بن السائب، عن أبيه السائب قال: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول ما بين
= وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2699)، والطبري في "تفسيره" 2/ 288، وكذا ابن حاتم 2/ 353 من طرق عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه وإرساله على خلاف ما يقتضيه ظاهر الإسناد هنا من الاتصال والصحة لثقة رجاله، فقد رواه يحيى بن أبي زائدة -وهو ثقة متقن- عن ابن جريج قال: أُخبرت عن محمد بن قيس بن مخرمة: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خطب بعرفة
…
إلخ، أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 4/ 7، فهذا الطريق يبيِّن الانقطاع بين ابن جريج ومحمد بن قيس، وإرسال محمد بن قيس له، وتابع ابنَ أبي زائدة على إرساله: عبدُ الله بن إدريس عند أبي داود في "المراسيل"(151)، ومسلم بن خالد الزَّنجي عند البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(10120)، وابن إدريس ثقة، ومسلم بن خالد -وإن كان فيه ضعف- يصلح للاعتبار.
وأما حديث عبد الوارث بن سعيد، فقد أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 125 عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (6358).
الرُّكْن اليَمَاني والحَجَر: "ربَّنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنَا عذابَ النار"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3136 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا جَرير عن الأعمش، عن مُسلِم البَطِين، عن سعيد بن جُبير قال: جاء رجل إلى ابن عبَّاس قال: إني أَجَرتُ نفسي من قومٍ على أن يَحمِلوني، ووضعتُ لهم من أُجْرتي على أن يَدَعوني أحجُّ معهم، أفيُجزى ذلك؟ قال: أنت من الذين قال الله عز وجل: {أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [البقرة: 202]
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3137 -
أخبرنا الحسن بن يعقوب العَدْل، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شُعبة، عن بُكَير بن عطاء، عن عبد الرحمن بن يَعمَر الدِّيلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحجُّ عَرَفةُ -أو عَرَفات- فمَن أدرَكَ عرفةَ قبلَ طلوع الفجر، فقد أدركَ الحجَّ، أيامُ مِنى ثلاثٌ؛ فمن تَعجَّلَ في يومين فلا إثمَ عليه، ومن تأخَّرَ فلا إثمَ عليه"
(3)
.
(1)
إسناده محتمل للتحسين، والصحيح أنَّ هذا الحديث من رواية عبد الله بن السائب عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد خالف سفيان -وهو الثوري- جمعٌ فرووه عن ابن جريج من حديث عبد الله ابن السائب كما سلف برقم (1691)، لا من حديث أبيه السائب بن أبي السائب، وكلاهما له صحبة.
(2)
إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه وجرير هو ابن عبد الحميد، ومسلم البطين: هو ابن عمران.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(15372 - عوامة)، وابن المنذر في "الأوسط"(8477)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 2/ 359، وابن المقرئ في "معجمه"(1000)، والبيهقي 4/ 333 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (1790).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل يحيى بن أبي طالب، وقد توبع. =
هذا حديث صحيح، ولم يُخرجاه.
3138 -
[أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا] أحمد بن مِهْران [ابن خالد]
(1)
حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي مَيسَرة، عن عمر؛ قال: لما نزل تحريمُ الخمر، قال عمر: اللهمَّ بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا، فنزلت:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} [البقرة: 219] التي في سورة البقرة، فدُعِيَ عمرُ فقُرئَت عليه، فقال: اللهمَّ بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا، فنزلت التي في المائدة، فدُعِيَ عمرُ فقُرئَت عليه، فلما بلغ:{فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91]، قال عمر: قد انتَهَينا
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه.
3139 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الخَضِر بن أبَان الهاشمي، حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا سعيد بن إياس الجُرَيري، عن ثُمَامة بن حَزْن القَشَيري، عن أبي هريرة قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أهلَ المدينةِ، إنَّ اللهُ يُعرِّضُ عليَّ في الخمر تعريضًا، لا أدري لعله يُنزِّل عليَّ فيه أمرًا" ثم قام فقال: "يا
= وأخرجه أحمد 31 / (18773) و (18775)، والنسائي (4166) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (1721).
(1)
ما بين المعقوفين في الموضعين مكانه بياض في الأصول، واستدركناه من "السنن الكبرى" 8/ 285 و "معرفة السنن والآثار"(18288) كلاهما للبيهقي، حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن مهران. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، وأبو ميسرة: هو عمرو بن شُرَحبيل.
وأخرجه النسائي (5031) عن أبي داود سليمان بن سيف، عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1 / (378)، وأبو داود (3670)، والترمذي (3049) من طرق عن إسرائيل، به.
وانظر ما سيأتي برقم (7409) و (7410).
قوله: "لمَّا نزل تحريم الخمرة" أي: لمَّا أراد الله تعالى إنزال تحريم الخمر.
أهلَ المدينةِ، إنَّ الله قد أَنزل تحريمَ الخمر، فمن أدرَكَتْه هذه الآيةُ وعنده منها شيءٌ، فلا يَشرَبها ولا يَبِعُها"، قال: فَسَكَبُوها في طُرُق المدينة
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3140 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب حدثنا الحسن بن علي بن عفَّان، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام:152]، عَزَلوا أموالَهم عن أموال اليتامى، فجعل الطعامُ يَفسُد واللحمُ يَنتُن، فشَكَوْا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَأَنزَلَ الله عز وجل:{قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} [البقرة: 220]، قال: فخالَطُوهم
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3141 -
أخبرنا عبد الرحمن بن حَمْدان الجَلَّاب، حدثنا هلال بن العلاء الرَّقِّي، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا عُبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أُنيسة، عن أبي إسحاق، عن زائدة بن عُمير قال: سألت ابنَ عبَّاس عن العَزْل، فقال: إنكم قد أكثرتُم، فإن كان قال فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئًا، فهو كما قال، وإن لم يكن قال فيه شيئًا، فأنا أقول:{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة:223]، فإن شئتم فاعزِلُوا، وإن شئتم فلا تَفعَلوا
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف الخضر بن أبان، لكنه توبع، وبقيت علَّة الحديث في سعيد بن إياس الجريري، وهو ثقة إلَّا أنه اختلط في آخر عمره وسمع منه إسحاق الأزرق بعد الاختلاط. وأخرجه البيهقي (5180) من طريق محمد بن عبيد الله بن يزيد -وهو ابن المنادي- عن إسحاق الأزرق، بهذا الإسناد.
(2)
حديث حسن، وقد سلف الكلام عليه برقم (2530).
وأخرجه أحمد 5 / (3000) عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
(3)
إسناده قوي.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1171) عن أحمد بن عبد الرحمن بن عِقال، عن عبد الله بن =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3142 -
حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد المحارِبي، عن محمد بن إسحاق سَمِعَ أبانَ بن صالح يحدِّث عن مجاهد قال: عَرَضتُ القرآن على ابن عبَّاس ثلاثَ عَرَضات، أُوقِفُه على كل آية أسألُه فيما أُنزلت وكيف كانت، فأَتيتُ على قوله:{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} الآية، قال: كان هذا الحيُّ من المهاجرين يَشرَحُون النساءَ شَرْحًا مُنكَرًا حيثما لَقُوهُنَّ مُقبلاتٍ ومدبراتٍ، فلما قَدِموا المدينةَ تزوَّجوا النساءَ من الأنصار، فأرادوهنَّ على ما كانوا يفعلون بالمهاجرات، فأنكرنَ ذلك فشَكَيْنَ ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل:{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} ، يقول: مُقبِلاتٍ ومُدبِراتٍ من دُبُرِها بعد أن يكون للفَرْج، قال ابن عبَّاس: وإنما كان من قِبَل دُبُرها في قُبُلها
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يُخرجاه.
3143 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن الحسين بن الجُنَيد، حدثنا يعقوب بن حُميد بن كاسِب، حدثنا يعلى بن شَبِيب المكي، حدثنا هشام بن عُرُوة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان الرجل يُطلِّق امرأته ما شاء أن يطلِّقَها وإن طلَّقها مئةً أو أكثر، إذا ارتَجَعَها قبل أن تنقضي عِدَّتُها، حتى قال الرجل لامرأته: والله لا أطلِّقُكِ فتبيني مني، ولا آوِيكِ إليَّ، قالت: وكيف ذاك؟ قال: أطلِّقك وكلَّما هَمَّت
= جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 4/ 217 و 229، والطحاوي في "معاني الآثار" 41/ 3 من طريقين عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 2/ 395، والطبراني في "الكبير"(12663)، والضياء المقدسي في "المختارة" 10 / (30) و (32) و (33) من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن زائدة بن عمير، به.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وقد سلف برقم (2827).
عِدَّتُك أن تنقضيَ ارتجعتُك، ثم أطلِّقُك، وأفعل هكذا، فشكت المرأة ذلك إلى عائشة، فذَكَرَت ذلك عائشةُ للنبي صلى الله عليه وسلم، فَسَكَتَ فلم يقل شيئًا حتى نزل القرآن:{الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة:229]، [فاستأنَفَ الناسُ الطلاقَ، مَن شاءَ طلَّق ومَن شاءَ لم يطلِّقْ]
(1)
.
[هذا حديث]
(2)
صحيح الإسناد، ولم يتكلَّم أحدٌ في يعقوب بن حميد بحُجَّة، وناظَرَني شيخُنا أبو أحمد الحافظ وذكر أنَّ البخاري روى عنه في "الصحيح"، فقلت: هذا يعقوبُ بن محمد الزُّهْري، وثَبَتَ هو على ما قال
(3)
.
(1)
ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ الخطية، واستدركناه من "السنن الكبرى" للبيهقي 7/ 333 حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه.
وأما الخبر فالصحيح أنه مُرسَل، فقد خولف يعلى بن شبيب -وقد انفرد ابن حبان بتوثيقه- في وصله بذِكْر عائشة كما سيأتي، ويعقوب بن حميد قال الذهبي في "تلخيصه": قد ضعَّفه غير واحدٍ قلنا: لكنه متابَع في روايته هذه عن يعلى.
فقد أخرجه الترمذي (1192) عن قتيبة بن سعيد، عن يعلى بن شبيب بهذا الإسناد.
ثم أخرجه عن أبي كريب، عن عبد الله بن إدريس، عن هشام بن عروة، عن أبيه بنحوه، ولم يذكر فيه عائشةَ، وقال: وهذا أصحُّ من حديث يعلى بن شبيب.
وتابع عبدَ الله بنَ إدريس على إرساله مالك في "الموطأ" 2/ 588، وعنه الشافعي في "الأم" 6/ 616 - 617، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/ 333، ثم قال البيهقي: هذا مرسل، وهو الصحيح، قاله البخاري وغيره.
(2)
ما بين المعقوفين من المطبوع.
(3)
وأعاد المصنف الكلام في ذلك بإثر الحديث (4950)، وذلك أنَّ البخاري روى في موضعين من "صحيحه"(2697) و (3988) عن يعقوب (هكذا غير مقيَّد في روايات البخاري) عن إبراهيم بن سعد.
فقُيِّد يعقوبُ في الموضعين في رواية ابن السَّكَن لصحيح البخاري بابن محمد، يعني يعقوب بن محمد الزهري، لكنه قُيِّد في رواية الأصيلي وأبي ذر الهروي بابن إبراهيم، يعني يعقوب بن إبراهيم الدَّورَقي، كما وقع في رواية أبي ذر في الموضع الثاني، حيث قال: يعقوب بن إبراهيم، أي: الدورقي.
وجوَّز أبو مسعود الدمشقي فيما نقله عنه أبو علي الجيّاني في "تقييد المهمل" 3/ 1064، وابن =
3144 -
أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، أخبرنا وَكِيع، حدثنا الفضل بن دَلْهَم عن الحسن، عن مَعقِل بن يَسَار: أنَّ أخته طلَّقها زوُجها، فأراد أن يراجعَها فمَنَعَها معقلٌ، فأنزل الله في ذلك:{وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 232]
(1)
.
= حجر في "هُدى الساري" 2/ 44، وفي فتح الباري" 8/ 395 أن يكون يعقوب بن إبراهيم في رواية الأصيلي وأبي ذرٍّ هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد، وخطّأ ذلك المزي في "تهذيب الكمال" 32/ 321، والذهبي في "تاريخ الإسلام" 5/ 1290، وفي "سير أعلام النبلاء" 11/ 161، والحافظ ابن حجر في "هُدى الساري" 2/ 478 وفي "فتح الباري" 8/ 395، وغيرهم، وذلك لكون البخاري لم يلقَ يعقوبَ بن إبراهيم بن سعد.
وجزم أبو علي الصَّدَفي فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" بأنه الدورقي، يعني كما قال أبو ذر الهروي في الموضع الثاني، واحتمله الذهبيُّ في "السير" 11/ 161، ورجَّحه ابن حجر في "هدي الساري" 2/ 479 وفي "الفتح" 8/ 395.
وجزم بخلاف ذلك كله أبو نصر الكَلَاباذي في "رجال البخاري" ترجمة (1392)، وأبو الوليد الباجي في "التعديل والتجريح" الترجمة (1533)، حيث جزما بأنه يعقوب بن حميد بن كاسب، وجزم به كذلك أبو أحمد الحاكم كما نقله عنه المصنف، وجزم به أيضًا الذهبي في "الكاشف"(6387) وفي "تذكرة الحفاظ" 2/ 466، ورجَّحه في "سير أعلام النبلاء" 11/ 160 - 161، واحتمله المزي في "تهذيب الكمال". ونقل الحافظ في "هدى الساري" 2/ 44 و 478 وفي "فتح الباري" 8/ 95 و 12/ 65 أنه أيضًا قول أبي عبد الله بن منده وأبي إسحاق الحبّال. وقال الحافظ بعد ذلك 8/ 395: ردَّ ذلك البرقاني بأنَّ يعقوب بن حميد ليس من شرط البخاري، وأيد في "الفتح" 12/ 65 قول البرقاني هذا فقال بعد أن نقل قول أبي أحمد الحاكم وابن منده والحبّال: هو متعقَّبٌ بما في رواية الأصيلي وأبي ذرٍّ.
وأما أبو علي الجياني فكأنه مال في "تقييد المهمل" إلى القول بأنه يعقوب بن محمد الزهري، يعني كما قُيِّد في رواية ابن السكن، وكما جزم به أبو عبد الله الحاكم، إذ ختم الجياني الخلاف في ذلك بقوله: وقال البخاري في "تاريخه": يعقوب بن محمد بن عيسي بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أبو يوسف الزهري، سمع إبراهيم بن سعد والمَخْرَمي.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد الفضل بن دلهم ليس بذاك =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه
(1)
!
3145 -
حدثني علي بن عيسى الحِيري، حدثنا الحسين بن محمد بن زياد وإبراهيم بن أبي طالب، قالا: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأُمَوي، حدثنا حفص ابن غِيَاث، عن داود بن أبي هند، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: إذا حَمَلَته تسعةَ أشهر، أرضَعَته واحدًا وعشرين، وإذا حَمَلَته ستةَ أشهر، أرضَعَته أربعًا وعشرين، ثم قرأ:{وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15]
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3146 -
أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا وَرْقاءُ، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: نَسَخَت هذه الآيةُ عِدَّتَها في أهلها، فتعتدُّ حيث شاءت، لقول الله:{غَيْرَ إِخْرَاجٍ} [البقرة: 240].
قال عطاء: إن شاءت اعتدَّت في أهلها، وإن شاءت خَرَجَت، لقول الله عز وجل:{فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ} [البقرة: 240]
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه
(4)
!
= القوي، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه"، لكنه يعتبر به، وقد توبع فيما سلف برقم (2753).
(1)
بل أخرجه البخاري بنحوه لكن من غير هذا الوجه عن الحسن البصري.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" 7/ 292 من طريق نعيم بن حماد، عن حفص بن غياث، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطبري في تفسيره 2/ 491، والطحاوي 7/ 291، والبيهقي 7/ 442 و 462 - 463، والضياء المقدسي في "المختارة" 11/ (397) من طرق عن داود بن أبي هند به.
(3)
خبر صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن الحسن شيخ المصنف، وقد روي من غير هذا الوجه، فانظر ما سلف برقم (2875). ورقاء: هو ابن عمر اليَشكُري.
(4)
بل أخرجه البخاري.
3147 -
أخبرني محمد بن يزيد العدل، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدَّورَقي، حدثنا إسماعيل -وهو ابن عُليَّة- عن يونس، عن ابن سِيرِين، عن ابن عبَّاس: أنه قام فخَطَبَ الناسَ هاهنا، فقرأ عليهم سورةَ البقرة ويبيِّن لهم منها، فأتى على هذه الآية:{إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [البقرة: 180] فقال: نُسِخَت هذه؛ ثم قرأ حتى أتى على هذه الآية: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} إلى قوله: {غَيْرَ إِخْرَاجٍ} [البقرة: 234 - 240] فقال: وهذه
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3148 -
حدثني علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا بِشْر بن موسى حدثنا عبد الله بن الزُّبير الحُميدي، حدثنا سفيان بن عُيينة، عن ابن جُرَيج، عن عطاء، عن ابن عبَّاس:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} لم يقل: يَعتَدِدنَ في بيوتهنَّ، المتوفَّى عنها زوجُها تعتدُّ حيث شاءت
(2)
.
3149 -
أخبرني مُكرَم بن أحمد القاضي، حدثنا يحيى بن جعفر بن الزِّبرِقان،
(1)
خبر صحيح، رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع كما سلف بيانه برقم (3120).
وأخرجه البيهقي 7/ 427 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 2/ 118 و 581 عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، به.
وانظر ما سلف برقم (2875).
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه ابن حزم في "المحلَّى" 10/ 284 من طريق علي بن المديني، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (12051)، وابن أبي شيبة 5/ 189، والطبري 2/ 514 من طرق عن ابن جريج، به.
وانظر ما سلف برقم (2875).
تنبيه: وقع بعد الحديث في نسخنا الخطية بياض قدر بضع كلمات ومكانه في النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان: هذا الإسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه.
حدثنا أبو [أحمد بن الزُّبيري]
(1)
حدثنا فُضَيل بن مرزوق، حدثني شَقِيق بن عُقْبة العَبْدي، حدثني البَرَاء بن عازب قال: نزلت (حافِظُوا على الصَّلَواتِ وصلاة العصرِ) فقرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء أن نقرأها، ثم إنَّ الله نَسَخَها فأنزل:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة:238]، فقال له رجل: أهي صلاةُ العصر؟ فقال: قد خبَّرتُك كيف نَزَلَت وكيف نَسَخَها الله، والله أعلم
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه!
3150 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا وكيع، حدثنا سفيان عن مَيسَرة النَّهْدي، عن المِنهال ابن عمرو، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ} [البقرة:243] قال: كانوا أربعة آلاف، خرجوا فرارًا من الطاعون وقالوا: نأتي أرضًا ليس بها موتٌ، فقال لهم الله: مُوتُوا، فماتوا، فمَرَّ بهم نبيٌّ، فسأل الله أن يُحيِيَهم فأحياهم، فهم الذين قال الله عز وجل:{وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ}
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
(1)
ما بين المعقوفين مكانه بياض في الأصول، واستدركناه من "السنن الكبرى" للبيهقي 1/ 459 حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه. ووقع مكانه في "إتحاف المهرة" لابن حجر (2067): حدثنا أبو نعيم، وهو ذهول منه أو سبق قلم.
(2)
إسناده جيد من أجل فضيل بن مرزوق، فهو صدوق لا بأس به.
وأخرجه أحمد 30 / (18673)، ومسلم (630) من طريق يحيى بن آدم، عن فضيل بن مرزوق، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
(3)
إسناده قوي. سفيان هو الثوري.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 2/ 586، والضياء المقدسي في "المختارة" 10/ (405) من طريقين عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري أيضًا 2/ 586 من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، به.
3151 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا معاذ بن هشام، صاحب الدَّستُوائي، حدثنا أَبي، عن قَتَادة، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: ما تَعجَبُون أن تكون الخُلَّةُ لإبراهيمَ، والكلامُ لموسى، والرؤيةُ لمحمدٍ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
3152 -
أخبرني علي بن عبد الرحمن السَّبِيعي، حدثنا أحمد بن حازم الغِفاري، حدثنا يعلى بن عُبيد، حدثنا المسعودي، عن أبي عمرو الشَّيباني
(2)
، عن عُبيد بن الحَسحَاسِ، عن أبي ذرٍّ قال: انتهيتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فجلستُ إليه، فذَكَرَ فضلَ الصلاة والصيام والصَّدقة، قال: قلت: يا رسول الله، فأيُّما آيةٍ أَنزل الله عليك أعظمُ؟ قال:{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]؛ وذكر الآية حتى خَتَمَها
(3)
.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه النسائي (11475) عن إسحاق بن إبراهيم -وهو ابن راهويه- بهذا الإسناد.
وسيأتي مكررًا برقم (3789)، وسلف برقم (217).
(2)
هكذا وقع في النسخ الخطية: الشيباني، وكذلك هو في "إتحاف المهرة"(17574)، ويغلب على ظننا أنه تحريف عن الشامي، فإنَّ عبيد بن الحسحاس -ويقال: الخشخاش- لا يعرف له راوٍ غير أبي عمرو -ويقال: أبو عمر- الدمشقي الشامي، ولم ينسب إلّا شاميًّا.
(3)
إسناده ضعيف جدًا لضعف أبي عمرو الدمشقي وعبيد بن الحسحاس، ونقل البرقاني عن الدارقطني أنه قال في المسعودي عن أبي عمرو الدمشقي: متروك، وكذا قال في أبي عمرو عن عبيد بن الحسحاس المسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود.
وأخرجه ضمن حديثٍ أحمد في "المسند"(35/ 21546) و (21552) من طريقين عن المسعودي، بهذا الإسناد.
وفي الباب ما يغني عنه، وهو حديث أُبي بن كعب عند مسلم (810)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ " قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3153 -
حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، حدثنا محمد بن معاذ، حدثنا أبو عاصم، حدثنا سفيان، عن عمَّار الدُّهْني، عن مسلم البَطِين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس قال: الكرسيُّ موضعُ قَدَميه، والعرشُ لا يُقدَرُ قَدْرُه
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3154 -
[أخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا]
(2)
أحمد بن مهران، حدثنا عبيد الله ابن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق عن ناجيةَ بن كعب، عن عليٍّ قال: خرج عُزيرٌ نبيُّ الله من مدينتِه وهو رجل شابٌّ، فمرَّ على قرية وهي خاويةٌ على
= "يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ " قال: قلت: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ، قال: فضرب في صدري وقال: "ليَهنِكَ العلمُ أبا المنذر".
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن معاذ -وهو ابن يوسف السلمي- وقد توبع. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد، وسفيان هو الثوري، وعمار الدُّهني: هو ابن معاوية، ومسلم البطين: هو ابن عمران.
وأخرجه أبو جعفر بن أبي شيبة في "العرش"(61)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 248، والطبراني في "الكبير"(12404)، والدارقطني في "الصفات"(36)، والهروي في "الأربعون في دلائل التوحيد"(14) من طرق عن أبي عاصم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 251، والدارمي في "النقض على المريسي" 1/ 399 - 400، وعبد الله بن أحمد في "السنة"(586) و (1020)، وابن خزيمة 1/ 249، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 2/ 491، والدارقطني (37)، والهروي (14)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 348 من طرق عن سفيان الثوري به.
وخالف الجمهورَ شجاعُ بن مخلد، فرواه عن أبي عاصم مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الخطيب في "تاريخه" 10/ 348، وأبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" كما في "الغرائب الملتقطة" لابن حجر (2820)، وهو وهمٌ من شجاع.
(2)
ما بين المعقوفين مكانه في النسخ الخطية بياض، واستدركناه من "إتحاف المهرة" لابن حجر (14772). والمصنف لا يروي في كتابه هذا عن أحمد بن مهران إلَّا بواسطة أبي عبد الله الصفار.
عُروشِها، قال: أنَّى يُحْيي هذه اللهُ بعد موتها، فأماته الله مئةَ عام ثم بَعَثَه، فأولُ ما خلق عيناه
(1)
، فجعل يَنظُر إلى عظامه، يُنظَمُ بعضها إلى بعض، ثم كُسِيَت لحمًا، ونُفِخَ فيه الرُّوحُ، فقيل له: كم لَبِثْتَ؟ قال: يومًا أو بعضَ يوم، قال: بل لبثتَ مئةَ عام، فأتى المدينة وقد تَرَكَ جارًا له إسكافًا شابًا، فجاء وهو شيخٌ كبير
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3155 -
حدثنا عبد الباقي بن قانع الحافظ، حدثنا عُبيد بن محمد بن حاتم العِجْلُ
(3)
، حدثني أبو بكر بن أبي النَّضْر، حدثنا أَبي، حدثنا زياد بن عبد الله بن عُلَاثة، حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم التَّيمي، عن أبيه، عن أنس بن مالك: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سأَل البراءَ بن عازِبٍ فقال: "يا براءُ، كيف نَفَقتك على أهلِك؟ " -قال: وكان موسِّعًا على أهله- فقال: يا رسول الله، ما أحسُبُها، قال:"فإنَّ نفقتَك على أهلِك وولدِك وخادمِك صدقةٌ، فلا تُتبِعْ ذلك مَنًّا ولا أذًى"
(4)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3156 -
حدثنا الحسن بن يعقوب، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا عبد الوهاب ابن عطاء، أخبرنا هارون بن موسى، عن خالد الحذَّاء، عن عبد الله الله بن الحارث، عن عبد الله بن عبَّاس: أنه كان يقرؤها: (برِبْوَةٍ)[البقرة: 265] بكسر الراء، قال: والرِّبوة: النَّشْرُ من الأرض
(5)
.
(1)
في النسخ الخطية: عينيه، منصوبًا، والمثبت من المطبوع مرفوعًا على الخبرية، وهو أوجه.
(2)
إسناده محتمل للتحسين من أجل ناجية بن كعب.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 2/ 502 من طريق آدم بن إياس، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
(3)
في النسخ الخطية العجلي، وهو خطأ، فإنَّ عبيدًا كان يلقب العجل، وليس هو نسبة له.
(4)
إسناده ضعيف لضعف موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه".
ولم نقف عليه عند غير المصنف.
(5)
إسناده قوي. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3157 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا حجَّاج بن محمد، عن ابن جُرَيج، سمعت ابنَ أبي مُلَيكة يُخبر عن عُبيد بن عُمير أنه سمعه يقول: سأل عمرُ أصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: فيمَ ترونَ أُنزلت: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ} [البقرة: 266]؟ فقالوا: الله أعلمُ، فغَضِبَ فقال: قولوا: نعلمُ أو لا نعلمُ، فقال ابن عبَّاس: في نفسي منها شيءٌ يا أمير المؤمنين، فقال عمر: قل يا ابنَ أخي ولا تَحقِرْ نفسَك، قال ابن عبَّاس: ضُرِبَت مثلًا لعَملٍ، فقال عمر: أيُّ عملٍ؟ فقال: لعملٍ، فقال عمر: رجلٌ غنيٌّ يعمل الحسناتِ، ثم بَعَثَ الله له الشياطين فعَمِلَ بالمعاصي، حتى أَغرَقَ أعمالَه كلَّها
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه!
3158 -
حدثنا بكر بن محمد حَمْدان الصَّيرَفي بمَرْو، حدثنا عبد الصمد بن الفضل البَلْخي، حدثنا قَبِيصة بن عُقْبة، حدثنا سفيان، عن هارون بن عَنتَرة، عن أبيه، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ} [البقرة: 266] قال: ريحٌ فيها سَمُومٌ شديدٌ
(2)
.
= وقرأها من السبعة بكسر الراء نافع وأبو عمرو وابن كثير وحمزة والكسائي، وقرأ عاصم وابن عامر:(برَبْوَةٍ) بفتح الراء. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 190.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن أبي مليكة: وهو أبو بكر بن أبي مليكة أخو عبد الله، كما جاء مبيَّنًا عند البخاري في "صحيحه".
فقد أخرجه البخاري برقم (4538) من طريق هشام -وهو ابن يوسف الصنعاني- عن ابن جريج قال: سمعت عبد الله بن أبي مليكة يحدَّث عن ابن عبَّاس. قال -أي: أبي جريج-: وسمعت أخاه أبا بكر بن أبي مليكة يحدِّث عن عبيد بن عمير قال: قال عمر
…
إلخ. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
وسيأتي برقم (6440) من طريق أيوب عن ابن أبي مليكة: أنَّ عمر
…
(2)
إسناده قوي. سفيان هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 2/ 524 عن أبيه، عن قبيصة بن عقبة، بهذا الإسناد.=
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3159 -
حدثنا أحمد بن سهل بن حَمدَوَيهِ الفقيه ببُخارَي، حدثنا قيس بن أُنَيف، حدثنا قُتيبة بن سعيد، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر قال: أَمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بزكاة الفِطْر بصاعٍ من تمر، فجاء رجل بتمرٍ رديءٍ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رَوَاحة:"لا تَخرُصُ هذا التمر"، فنزل القرآن:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: 267]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3160 -
حدثني أبو عبد الرحمن محمد بن محمود الحافظ، حدثنا حماد بن أحمد القاضي،، حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أَبي يقول: أخبرنا أبو حمزة، عن إبراهيم الصائغ، عن حماد، عن إبراهيم، عن الأَسود، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أولادَكم هِبةُ الله لكم {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} [الشورى: 49]، فهم وأموالُهم لكم إذا احتَجتُم إليها"
(2)
.
= وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد والبرق"(162) من طريق الفريابي، سفيان، به.
وأخرجه أبو داود في "الزهد"(357) من طريق عبيد الله الأشجعي، عن هارون بن عنترة به.
(1)
إسناده ليِّن، حاتم بن إسماعيل -وإن كان ثقة في الجملة- تكلَّم ابن المديني في أحاديثه عن جعفر بن محمد -وهو ابن علي بن الحسين الملقَّب بالصادق- فقال: روى عن جعفر عن أبيه أحاديث مراسيل أسندَها، وقال أحمد: زعموا أن حاتمًا كان فيه غفلة. وأما قيس بن أُنيف فقد روى عنه جماعة ولم يؤثر فيه جرح أو تعديل، وقد توبع في جملة ما رواه من الأحاديث، فهو صالح حسن الحديث إن شاء الله.
وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(172) من طريق محمد بن عبد الله بن نُعيم -وهو الحاكم- بهذا الإسناد.
(2)
ضعيف بهذا اللفظ، انفرد به حماد -وهو ابن أبي سليمان- عن إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي- وحماد على ثقته تقع له أوهام في الآثار، وهذا منها، وقد عدَّ قولَه فيه:"إذا احتجتم إليها" من =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه هكذا، إنما اتَّفقا على حديث عائشة:"أطيبُ ما أَكل الرجلُ من كَسْبه، وولدُه من كَسْبه"
(1)
.
3161 -
حدثنا الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أخبرنا محمد بن غالب الضَّبِّي ومحمد بن سِنَان قالا: حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي، حدثنا عبَّاد -وهو ابن العوام- عن سفيان بن حسين، عن الزُّهْري، عن أبي أُمامة بن سهل بن حُنَيف، عن أبيه قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بصدقةٍ، فجاء رجلٌ من هذا السُّحَّل -قال سفيان: يعني الشِّيصَ- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن جاءَ بهذا؟ " وكان لا يجيءُ أحدٌ بشيء إِلَّا نُسِبَ إلى الذي جاء به، ونَزَلت:{وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} [البقرة: 267]، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لونَينِ من التمر أن يُؤخَذا في الصدقة: الجُعْرورِ ولونِ الحُبَيق. قال الزُّهْري: واللَّونانِ
(2)
من تمر المدينة
(3)
.
= أوهامه سفيانُ كما في "سنن البيهقي" 7/ 480، وعدَّها أبو داود السجستاني في "سننه" بإثر الحديث (3529) من منكراته.
وأخرجه بهذا اللفظ البيهقي 7/ 480 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك الثعلبي في "تفسيره" 8/ 325 من طرق عن علي بن الحسن بن شقيق، به.
وخالف في لفظه حمادُ بن سلمة فيما أخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 288، ومن طريقه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" 3/ 888 بإسناد صحيح إليه، فرواه عن حماد بن أبي سليمان بهذا الإسناد إلى عائشة مرفوعًا بلفظ:"إنَّ أولادكم من أطيب كَسبكم، فكلوا من كسبَ أولادكم"، وهذا هو المحفوظ في حديث عائشة، وقد تابع حمادَ بنَ أبي سليمان عليه بهذا اللفظ الأعمشُ عن إبراهيم النخعي كما سبق تخريجه عند الحديث (2325).
وقد غَفَلَ الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة"(2564) عن العلل الواردة في حديث حماد بن أبي سليمان باللفظ الوارد عند الحاكم فصححه.
(1)
قد وهم الحاكم رحمه الله في قوله هنا: اتفقا على حديث عائشة، بينما استدركه على الشيخين فيما سلف عنده برقم (2325)، وهو ليس عندهما.
(2)
في نسخنا الخطية: واللونين، والجادّة ما أثبتنا كما في النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان.
(3)
حديث صحيح، سفيان بن حسين -وإن كان في روايته عن الزهري كلام- قد توبع. وقد =
تابعه سليمان بن كثير عن الزُّهري:
3162 -
حدَّثَناه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، بن يعقوب الحافظ، حدثنا يحيى بن محمد ابن يحيى الشهيد والسَّرِيّ بن خُزيمة قالا: حدثنا أبو الوليد الطَّيَالسي، حدثنا سليمان ابن كثير، حدثنا الزُّهْري، عن أبي أُمامة بن سهل بن حُنَيف، عن أبيه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عن لونَينِ من التمر: الجُعْرورِ ولونِ الحُبَيق، قال: وكان ناس يتيمَّمُون شرَّ ثِمارِهم فيُخرجونها في الصدقة، فنُهُوا عن لونَينِ من التمر، ونزلت:{وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ}
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3163 -
[حدَّثَنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا إبراهيم بن عبد الله السَّعْدي ومحمد بن بن أنس القرشي قالا]
(2)
: حدثنا أبو عاصم النَّبيل، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، حدثني صالح بن أبي عَرِيب، عن كَثير بن مُرَّة، عن عَوْف بن مالك قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عصًا، فإذا أقْناءٌ معلَّقة، قِنوٌ منها حَشَفٌ، فَطَعَنَ في ذلك القِنْو وقال:"ما يَضُرُّ صاحبَ هذه لو تَصدَّق بأطيبَ من هذه؟ إنَّ صاحب هذه لَيَأكلُ الحَشَفَ يومَ القيامة" ثم قال: "واللهِ لَتَدَعُنَّها مُذلَّلةً أربعين عامًا للعَوَافي" ثم قال: "أتدرونَ ما العَوَافِي؟ " قالوا: الله ورسوله أعلمُ، قال:"الطيرُ والسِّباعُ"
(3)
.
= سلف الحديث عند المصنف برقم (1478) من طريق علي بن عبد العزيز عن سعيد بن سليمان.
(1)
حديث صحيح، سليمان بن كثير -وإن ضُعِّف في حديثه عن الزهري- قد توبع كما سلف بيانه برقم (1477).
وأخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(8167 - 8168) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
(2)
ما بين المعقوفين سقط من المطبوع، ومكانه في (ز) و (ص) بياض، واستدركناه من "السنن الكبرى" للبيهقي 4/ 136 حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه.
(3)
إسناده حسن من أجل صالح بن أبي عَريب، وصحَّحه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/ 228.
أبو عاصم النبيل: هو الضحاك بن مخلد. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3164 -
أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الصَّفّار العَدْل، حدثنا أحمد بن محمد بن نصر، حدثنا عمرو بن طلحة القَنّاد، حدثنا أسباط بن نصر، عن السُّدّي، عن عَدِيّ بن ثابت عن البَرَاء بن عازب في قول الله عز وجل:{وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} قال: نَزَلَت في الأنصار، كانت الأنصارُ تُخرِجُ إذا كان جِدَادُ النخل من حِيطانها أقناءَ البُسْر، فيُعلِّقونه على حدِّ رأس أُسطوانتين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأكل منه فقراءُ المهاجرين، فيَعمِدُ أحدُهم فيُدخِلُ قِنوَ الحَشَفِ يُظنُّ أنه جائزٌ في كثرة ما يُوضَعُ من الأقناء، فنَزَل فيمن فعل ذلك:{وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} يقول: لا تَعمِدوا إلى الحَشَف منه تُنفِقون {وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} يقول: لو أُهدِيَ لكم لم تَقبَلوه إلَّا على استحياءٍ من صاحبه غَيْظًا أنه بعث إليكم بما لم يكن له فيه حاجةٌ، {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ} عن صَدَقاتِكم {حَمِيدٌ}
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
= وأخرجه ابن حبان (6774) من طريق عمرو بن أبي عاصم النبيل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 39/ (23976) و (23998)، وأبو داود (1608)، وابن ماجه (1821)، والنسائي (2284) من طريقين عن عبد الحميد بن جعفر، به.
وسيأتي برقم (8515) من طريق أبي قلابة عن أبي عاصم. وقد غَلِط الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة"(16052) فجعل الموضعين عند الحاكم بهذا الإسناد الواحد، والصواب أنهما بإسنادين، وفي ألفاظهما بعض التغاير.
(1)
إسناده حسن. السدي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن.
وأخرجه ابن ماجه (1822) من طريق عمرو بن محمد العنقزي عن أسباط بن نصر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2987) من طريق إسرائيل، عن السُّدي، عن أبي مالك الغفاري، عن البراء. وقال: حديث حسن غريب صحيح.
البُسْر: التمر قبل أن يُرطِب، والحَشَف: أردأ التمر.
3165 -
أخبرني أبو بكر الشافعي، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا أبو حُذَيفة، حدثنا سفيان، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: كانوا يكرهون أن يَرضَخُوا لأنسِبائِهم
(1)
وهم مشركون، فنزلت:{لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} حتى بلغ {وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 272]، قال: فرُخِّصَ لهم
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3166 -
..... [عبد الله بن رجاء المكي، عن عبد الله بن عثمان]
(3)
بن خُثَيم، عن أبي الزُّبير، عن جابر قال: لما نَزَلَت {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن لم يَذَرِ المُخابَرَةَ، فليُؤذَنْ بحرب من الله ورسوله"
(4)
.
(1)
في (ع) و (ب): لأنسابهم، وهو خطأ. والأنسباء: الأقرباء، جمع نَسِيب.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي حذيفة -وهو موسى بن مسعود النهدي- وقد توبع. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي (10986) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (7451) من طريق أبي أحمد الزبيري عن سفيان.
والرَّضْخ: العطيّة القليلة.
(3)
ما بين المعقوفين أثبتناه من "تلخيص المستدرك" للذهبي، ومكانه إلى شيخ المصنف بياض في النسخ الخطية.
(4)
رجاله ثقات. أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدرُس المكي.
وأخرجه أبو داود (3406) عن يحيى بن معين، عن عبد الله بن رجاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (5200) من طريق يحيى بن سليم، عن ابن خثيم به.
وقد أخرج أحمد 23/ (14876)، ومسلم (1536)(85)، وأبو داود (3404)، والترمذي (1313)، والنسائي (4592) من وجوه عن أبي الزبير وغيره عن جابر: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المخابرة
…
وذكر أشياء أخرى معها. =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3167 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا أبو مسلم، حدثنا إبراهيم بن بشَّار، حدثنا سفيان، عن أيوب، عن قَتَادة، عن أبي حسَّان قال: قال ابن عبَّاس: أشهَدُ أَنَّ السَّلَفَ المضمونَ إلى أجل مُسمًّى قد أحلَّه الله في الكتاب وأَذِنَ فيه، قال الله عز وجل:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} الآية [البقرة: 282]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3168 -
أخبرني محمد بن علي الصَّنعاني بمكة، حدثنا علي بن المبارك الصَّنعاني، حدثنا زيد بن المبارَك الصنعاني، حدثنا محمد بن ثَوْر، عن ابن جُرَيج، عن عبد الله ابن أبي مُلَيكة قال: أرسلتُ إلى ابن عبَّاس أسألُه عن شهادة الصِّبيان، فقال: قال الله عز وجل: {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} [البقرة: 282] وليسوا ممّن نَرضَى، قال: فأرسلتُ إلى ابن الزُّبير أسألُه، فقال: بالحَرِيِّ إن سُئِلوا أن يَصدُقوا، قال: فما رأيتُ
= وأخرجه كذلك البخاري (2381) وغيره من طريق عطاء بن أبي رباح، عن جابر.
والمخابرة: إجارة الأرض البيضاء لزراعتها على شيء مما تخرجه كالثلث أو الربع أو نحو ذلك، والبذر من العامل لا المالك.
(1)
إسناده صحيح. أبو مسلم: هو إبراهيم بن عبد الله الكشِّي، وسفيان: هو ابن عينية، وأبو حسان: هو الأعرج، مشهور بكنيته واسمه مسلم بن عبد الله.
وأخرجه الشافعي في "الأم" 4/ 182 - 183، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 6/ 19 و "المعرفة"(11568) عن سفيان بن عيينة بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (14064)، وابن أبي شيبة 7/ 56، والطبري في "تفسيره" 3/ 116 - 117، وكذا ابن أبي حاتم 2/ 554، والطبراني في "المعجم الكبير"(12903)، والبيهقي 6/ 18 من طرق عن قتادة به.
وخالف عبد الله بن صالح المصري عند ابن المنذر في "تفسيره"(67) فرواه عن عبد العزيز ابن أبي سلمة، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس. ويغلب على ظننا أنه وهمٌ من عبد الله بن صالح، فقد رُمي بسوء الحفظ.
القضاءَ إلَّا على ما قال ابنُ الزُّبير
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3169 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا وَكيع، حدثنا سفيان، عن آدم بن سليمان قال: سمعت سعيد بن جُبير يحدِّث عن ابن عبَّاس قال: لما نَزَلَت هذه الآية: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة: 284] فلما نزلت شَقَّ ذلك عليهم ما لم يَشُقَّ عليهم شيءٌ مثلُ ذلك، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قولوا: سَمِعْنا وأَطَعْنا" فألقى الله الإيمانَ في قلوبهم فقالوا: سَمِعْنا وأَطَعْنا، فأنزل الله عز وجل:{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} إلى قوله: {أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286] قال: "قد فعلتُ"؛ إلى آخر البقرة
(2)
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3170 -
حدثنا أحمد بن كامل القاضي ببغداد، حدثنا عبد الله بن رَوْح المدائني،
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن.
وأخرجه البيهقي 10/ 162 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 280، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 2/ 561 من طريق وكيع، عن ابن جريج، به.
واخرجه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(455) من طريق عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، به -دون ذكر ابن الزبير.
وسيأتي برقم (7227) من طريق عبيد الله بن موسى عن ابن جريج.
(2)
إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه مسلم (126) عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه رحمه الله.
وأخرجه أحمد 3 / (2070)، ومسلم (126)، والترمذي (2992)، والنسائي (10993)، وابن حبان (5069) من طرق عن وكيع به.
وأخرجه بنحوه أحمد 5 / (3070) من طريق حميد الأعرج، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس.
حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان بن حسين، عن الزُّهْري، عن سالم: أنَّ أباه قرأَ {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} ، فَدَمَعَت عيناه، فبَلَغَ صنيعُه ابنَ عبَّاس فقال: يرحمُ الله أبا عبد الرحمن، لقد صَنَعَ [كما صَنَعَ] أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت فنَسَختها الآيةُ التي بعدها {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3171 -
حدثنا أبو النَّضْر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، حدثنا معاذ بن نَجْدة القرشي، حدثنا خلَّاد بن يحيى، حدثنا أبو عَقِيل، عن يحيى بن أبي كثير، أنس قال: لما نَزَلَت هذه الآيةُ على النبي صلى الله عليه وسلم {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} [البقرة:285]، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"وحُقَّ له أن يُؤْمِنَ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، سفيان بن حسين في روايته عن الزهري مقال، لكن روي نحو حديث هذا من غير هذا الوجه كما سيأتي، فصحَّ حديثه، وصحَّح هذا الإسناد البوصيري في "إتحاف الخيرة"(5642)، وصحَّحه أيضًا ابن كثير في "تفسيره". سالم: هو ابن عبد الله بن عمر، وكنية ابن عمر هي أبو عبد الرحمن.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(5642)، وابن أبي شيبة 14/ 7، والطبري في "تفسيره" 3/ 145، والمحاملي في "أماليه -رواية ابن مهدي الفارسي"(374)، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص 275 - 276، وابن الجوزي في "نواسخ القرآن" 2/ 312 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ"(507) عن عباد بن العوام، عن سفيان بن حسين، به.
وهو بنحوه عند أحمد 5 / (3070) من طريق حميد الأعرج، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس. وإسناده صحيح.
(2)
إسناده ضعيف لضعف أبي عقيل -وهو يحيى بن المتوكل- ثم إنه منقطع، يحيى بن أبي كثير رأى أنسًا إلّا أنه لم يسمع منه، وبالانقطاع أعلَّه الذهبي في "تلخيصه".
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2187) عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد.=
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3 - ومن سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم
3172 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السَّرِيُّ بن خُزَيمة، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا أبانُ العطَّار، حدثنا يحيى بن أبي كَثير، عن زيد بن سلّام، عن أبي سلّام عن أبي أُمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا الزَّهراوَينِ: البقرةَ وآل عِمرانَ"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3173 -
أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو عُبيد، حدثنا حَجَّاج، عن هارون بن موسى، حدثني محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، عن عمر بن الخطَّاب: أنه صَلَّى بهم فقرأَ {الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران: 1 - 2]
(2)
.
= ويشهد له ما رواه الطبري في "تفسيره" 3/ 151 بإسناد جيد عن قتادة قال: ذُكر لنا أنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية قال: "ويحقُّ له أن يؤمن"، وهو مرسل.
(1)
إسناده صحيح، وسماع يحيى بن أبي كثير من زيد بن سلّام ثابتٌ صحيح، وكذا سماع أبي سلّام -وهو ممطور الحبشي- من أبي أمامة.
وأخرجه أحمد 36/ (22147) و (22193) عن عفان، عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد- مطوَّلًا بنحو الرواية السالفة برقم (2096).
وأخرجه أيضًا (22146) و (22213) من طريق هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلّام، به- بإسقاط زيد بن سلّام.
(2)
خبر صحيح عن عمر، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة، وقد توبع.
وهو في "فضائل القرآن" لأبي عبيد القاسم بن سلّام ص 296.
وأخرجه ابن المنذر في "تفسيره"(203) عن علي بن عبد العزيز، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(486)، وابن أبي داود في "المصاحف"(150 - 153) من طرق عن محمد بن عمرو، به -وقرن به عبدُ الله بن إدريس عند ابن أبي داود (153) محمدَ بن إسحاق.=
قال أبو عبيد: أما القرَّاء بعدُ من أهل الحَرمَين مكة والمدينة، وأهل المِصرَين الكوفة والبصرة، وأهل الشام ومصر وغيرهم من القرَّاء فقرؤوها:(القَيُّوم) لا اختلافَ بينهم فيه أعلمُه، وكذلك القراءةُ عندنا، لموافقة الكِتاب ولمَا عليه الأُمة، وإن كان لذَينِكَ الوجهين في العربية مَخرَج.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3174 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا يحيى بن العلاء، عن عمِّه شعيب بن خالد، حدثنا سِماكُ بن حَرْب، وقرأ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ} فقال: حدثني عبد الله بن عَمِيرة، عن العبَّاس بن عبد المطلب قال: كنا جلوسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبَطْحاء، فمرَّت سحابة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أتدرونَ ما هذا؟ " فقلنا: الله ورسوله أعلمُ، فقال:"السَّحابُ" فقلنا: السحاب، فقال:"والمُزْنُ" فقلنا: والمُزْن، فقال:"والعَنَانُ" فقلنا: والعَنَان، ثم سَكَتَ، ثم قال:"أتدرونَ كم بين السماءِ والأرض؟ " فقلنا: الله ورسوله أعلمُ، قال:"بينهما مَسِيرةُ خمسِ مئة سنة، ومن كلِّ سماءٍ إلى السماء التي تليها مسيرةُ خمسِ مئة، وكِثَفُ كلِّ سماء مسيرةُ خمسِ مئة سنة، وفوقَ السماء السابعة بحرٌ بين أعلاهُ وأسفِله كما بين السماء والأرض، ثم فوقَ ذلك ثمانيةُ أَوْ عالٍ بين رُكَبِهم وأظلافِهم كما بين السماء والأرض، ثم فوقَ ذلك العرشُ بين أسفلِه وأعلاهُ كما بين السماء والأرض، واللهُ تعالى فوقَ ذلك ليس يَخفَى عليه من أعمال بني آدم شيءٌ"
(1)
.
= وأخرجه أبو عمر الدوري في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم "(27)، والبيهقي في "الشعب"(1951) من طريق ابن إسحاق، عن يحيى بن عبد الرحمن به.
وروي نحوه من أوجه أخرى عن عمر بن الخطاب عند ابن أبي داود في "المصاحف". وهي من القراءات الشاذّة.
(1)
إسناده ضعيف جدًا، يحيى بن العلاء متروك ووهّاه الذهبي في "تلخيصه"، إلَّا أنه قد توبع =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
حدثنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إملاءً في شعبان سنة تسع وتسعين وثلاث مئة:
3175 -
أخبرنا علي بن محمد بن عُقبة الشَّيباني، حدثنا الهيثم بن خالد أبو سعيد، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا علي بن صالح، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عبَّاس:{مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} [آل عمران: 7] هي التي في سورة الأنعام: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} إلى آخر الثلاث آيات [الأنعام: 151 - 153]
(1)
.
= عليه، وسماك بن حرب صدوق لكنه ليس بذاك الحُجَّة، وقد تفرَّد بالرواية عن عبد الله عميرة، وهذا لا يُعرَف، والإسناد بينه وبين العبَّاس معضل أو منقطع.
وسيأتي مكررًا برقم (3469) و (3589) و (3891).
وأخرجه أحمد 3 / (1770) عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أبو داود (4723 - 4725)، وابن ماجه (193)، والترمذي (3320) من طرق عن سماك بن حرب، به - بزيادة الأحنف بن قيس في إسناده بين عبد الله بن عميرة والعبَّاس.
وسيأتي مختصرًا بقصة الأوعال برقم (3470) و (3890) من طريق شريك عن سماك موقوفًا على العبَّاس، وزاد في الموضع الثاني الأحنفَ.
والبطحاء: هي المحصَّب، وهو موضع معروف بمكة.
والأوعال: جمع وَعِلٍ، وهو تيس الجبل، قال ابن الأثير في "النهاية": أي: ملائكة على صورة الأوعال!!
(1)
إسناده فيه لِينٌ من أجل الراوي عن ابن عبَّاس، وقد اختُلف فيه على أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي -هل هو عبد الله بن قيس كما وقع في رواية علي بن صالح وغيره عنه، أم عبد الله ابن خليفة كما وقع في رواية إسرائيل عنه فيما سيأتي عند المصنف برقم (3277)، وسواء كان هذا أو ذاك فإن عبد الله هذا لا يكاد يُعرَف، ولم يتابع على روايته هذه، وقد أورد احتمالًا ابن حبان في "ثقاته" 5/ 42 أن يكون هو عبد الله بن قيس النخعي الذي روى عن الحارث ابن أقيش وروى عنه داود بن أبي هند. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3176 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا الحسن بن موسى الأشْيَب، حدثنا عمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كَثير، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ ممَّا أَتَخَوَّفُ على أُمتي، أن يَكثُرَ فيهم المالُ حتى يتنافسوا فيه، فيَقتَتِلوا عليه، وإنَّ مما أتخوَّفُ على أُمتي، أن يُفتَحَ لهم القرآنُ حتى يقرأَه المؤمنُ والكافرُ والمنافقُ، فيُحِلُّ حلالَه المؤمنُ {ابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} إلى آخر الآية [آل عمران: 7]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3177 -
أخبرنا علي بن عيسى الحِيرِي، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا محمد ابن سَهْل بن عَسكَر، حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان الثَّوْري، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أن يقول: "يا مُقلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلوبنا على دينِك" فقلنا: يا رسول الله، تخافُ علينا
= وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 5/ 1414، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(201) من طريق وكيع، عن علي بن صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(493) عن حديج بن معاوية، وابن أبي حاتم 2/ 592 من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن أبي إسحاق، به -إلّا أنَّ قيسًا قال فيه: عن عبد الله بن فلان، ولم ينسبه، وقيس فيه ضعف.
وأخرجه الطبري 3/ 172، وابن أبي حاتم 2/ 592 من طريق هُشيم، عن العوام بن حوشب، عمن حدثه عن ابن عبَّاس؛ فذكره وزاد في آخره: والتي في بني إسرائيل {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
…
} إلى ثلاث آيات بعدها [الإسراء: 23 - 25].
(1)
إسناده ضعيف جدًا، عمر بن راشد متفق على ضعفه، وحدَّث عن يحيى بن أبي كثير بأحاديث مناكير كما قال أحمد وغيره.
وأخرجه المستغفري في "فضائل القرآنط (259) من طريق أحمد بن منصور -وهو الرمادي- عن الحسن الأشيب، بهذا الإسناد.
وقد آمنَّا بك؟ فقال: "إنَّ قلوب بني آدم بين إصبَعَينِ من أصابع الرَّحمن كقلبٍ واحدٍ يقولُ بها هكذا"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه هكذا، إنما تفرَّد مسلمٌ بإخراج حديث عبد الله بن عمرو:"قلوب بني آدم" فقط
(2)
.
3178 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا العبَّاس بن الوليد البَيرُوتي، حدثنا محمد بن شعيب بن شابُور، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن بُسْر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخَوْلاني، عن النَّوّاس بن سِمْعان الكِلَابي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الميزانُ بيد الرحمن، يرفعُ أقوامًا ويضعُ آخَرِين، وقلبُ ابنِ آدمَ بين إصبَعَينِ من أصابع الرحمن، إذا شاء أقامَه، وإذا شاء أزاغَه"، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
إسناده قوي من أجل أبي سفيان -وهو طلحة بن نافع- والمحفوظ في حديثه هذا رواية الأعمش عنه عن أنس بن مالك، هكذا رواه جمهور أصحاب الأعمش عنه مخالفين لسفيان الثوري كما هو مفصَّل في تعليقنا على حديث أنس من "مسند أحمد" 19 / (12107)، وقال الترمذي: حديث أبي سفيان عن أنس أصح؛ يعني من حديثه عن جابر. وقد سلف بعضُ حديث أنس عند المصنف برقم (1948).
أما حديث جابر، فقد أخرجه الخرائطي في "اعتلال القلوب"(12)، وابن منده في "التوحيد"(514)، البيهقي في "شعب الإيمان"(741)، و "الدعوات"(209)، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير"(38) من طريقين عن محمد بن يوسف -وهو الفريابي- بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 3/ 188، وأبو يعلى (2318)، والدارقطني في "الصفات"(41)، وابن منده في "التوحيد"(514)، وفي "الرد على الجهمية"(25)، وأبو يعلى بن الفرّاء في "إبطال التأويلات"(303) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وقد رجّح ابن منده هذه الرواية على رواية أبي سفيان عن أنس، وكذا فعل أبو موسى المديني في "اللطائف من دقائق المعارف"(317)، فخالفا بذلك الترمذي الذي رجَّح الرواية بذكر أنس ابن مالك.
(2)
أخرجه مسلم برقم (2654)، وانظر تمام تخريجه في "مسند أحمد" 11/ (6569).
يقول: "يا مُقلِّبَ القلوبَ ثَبِّتْ قلبي على دينِك"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3179 -
حدثنا عبد الصمد بن علي بن مُكرَم ابنُ أخي الحسن بن مُكرَم البزَّاز ببغداد، حدثنا محمد بن إسماعيل السُّلَمي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية ابن صالح، عن عبد الرحمن بن جُبير بن نُفَير، عن أبيه، عن المِقْداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لَقَلبُ ابنِ آدم أشدُّ انقلابًا من القِدْر إذا اجتَمَعَ غَلْبًا"
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده صحيح. وقد سلف برقم (1947).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث.
وأخرجه البيهقي في "القضاء والقدر"(385) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (2112)، والخرائطي في "اعتلال القلوب"(373)، والطبراني في "الكبير" 20 / (598)، و "مسند الشاميين"(2021)، وابن بَطّة في "الإبانة الكبرى" 2/ 586 - 587، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 175 من طرق عن عبد الله بن صالح، به. وحسَّن البزار إسناده.
وأخرجه ابن بطة 2/ 586 بسند صحيح عن الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن المقداد الأسود. هكذا سقط من الإسناد جبير والد عبد الرحمن، ويغلب على ظننا أنَّ السقط حصل من النسّاخ لا من الرواية، والله تعالى أعلم.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(226)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1332) من طريق أبي سلمة سليمان بن سليم، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، به. وفي السند إليه بقية ابن الوليد، وفيه مقال لكنه متابع فيما سبق.
ورواه بقية أيضًا عن الفرج بن فضالة، عن سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر، عن المقداد ابن الأسود. أخرجه المحاملي في "أماليه - رواية ابن مهدي الفارسي"(322)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 216.
وخالفه هاشم بن القاسم عند أحمد 39/ (23816) فرواه عن الفرج بن فضالة بإسقاط يحيى ابن جابر من إسناده، فهو منقطع أو معضل، والفرج ضعيف.
3180 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسين بن الفضل البَجَلي، حدثنا زهير بن حَرْب، حدثنا سفيان بن عُيَينة، عن مَعمَر، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه قال: سمعت ابنَ عبَّاس يقرأ: (وما يَعلَمُ تأويله إلَّا الله ويقول الراسخونَ في العِلْمِ آمَنَّا به)[آل عمران: 7]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3181 -
حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، حدثنا الحسن بن أحمد بن الليث الرَّازي، حدثنا أبو همَّام بن أبي بَدْر، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني حَيْوَةُ ابن شُريح، عن عُقَيل بن خالد، عن سَلَمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عَوْف، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كان الكتابُ الأَوَّلَ نَزَل من بابٍ واحد على حرفٍ واحد، ونزل القرآنُ من سبعةِ أبواب على سبعة أحرف: زاجرٍ وآمرٍ، وحلالٍ وحرامٍ ومُحكَمٍ ومتشابِهٍ، وأمثالٍ، فأحِلُّوا حلالَه، وحرِّموا حرامَه، وافعلوا ما أُمِرتُم به، وانتَهُوا عمّا نُهِيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعمَلوا بمُحكَمِه، وآمنوا بمُتشابهه، وقولوا:{آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 7]
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3182 -
أخبرني الحسن بن حليم المروزي، أخبرنا أبو الموجِّه، أخبرنا عَبْدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا حُميد الطويل، عن أنس قال: قرأ عمرُ بن الخطَّاب {وَفَاكِهَةٍ
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 116، ومن طريق الطبري في "تفسيره" 3/ 182، وابن أبي داود في "المصاحف"(205) عن معمر، بهذا الإسناد.
وهذه القراءة من القراءات الشاذَّة وتُحمَل قراءته لها كذلك على وجه التفسير لا على وجه التلاوة، والله تعالى أعلم. والتلاوة المتواترة المشهورة:{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} .
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه كما سبق بيانه فيما سلف برقم (2054).
وَأَبًّا} [عبس: 31]، فقال بعضهم هكذا، وقال بعضهم هكذا، فقال عمر: دَعُونا من هذا، {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3183 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن المِنهال بن عمرو، عن سعيد ابن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ} [آل عمران: 21]، قال: بَعَثَ عيسى ابنُ مريم يحيى بنَ زكريّا
(2)
في اثني عشر رجلًا من الحَوَاريِّين يعلِّمون الناس، فكان ينهاهم عن نِكاح ابنة الأخ، وكان ملكٌ له ابنةُ أخٍ تعجبُه، فأرادها، وجعل يَقْضي لها كلَّ يوم حاجةً، فقالت لها أمُّها: إذا سألكِ عن حاجَتِك فقولي: حاجَتي أن تقتلَ يحيى بنَ زكريا، فقال لها الملك: ما حاجتُك؟ فقالت: حاجَتي أن تقتلَ يحيى بنَ زكريا، فقال: سَلِي غيرَ هذا، فقالت: لا أسألُ غيرَ هذا، فلما أَتَى أَمَرَ به فذُبِحَ فِي طَسْتٍ فنَدَرَت قَطْرةٌ من دمه، فلم تَزَلْ تَغْلي حتى بَعَثَ اللهُ بُخْتَنصَّر، فدلَّت عجوزٌ عليه، فأُلقيَ في نفسه أن لا يزالَ القتلُ حتى يَسكُنَ هذا الدمُ، فقتل في يومٍ واحد من ضربٍ واحدٍ وسِنٍّ واحدٍ سبعين ألفًا
(3)
.
(1)
إسناده صحيح. أبو الموجّه: هو محمد بن عمرو الفَزَاري، وعبدان: هو عبد الله بن عثمان المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك.
وانظر ما سيأتي برقم (3941) من حديث يزيد بن هارون عن حميد.
(2)
قوله: "يحيى بن زكريا" سقط من (ز) و (ع) و (ب)، وأثبتناه من هامش (ص) مصحَّحًا عليه ومن مصادر التخريج ومما سيأتي برقم (4196).
(3)
رجاله لا بأس بهم، ومتنه منكر، فقد قال الطبري في "تاريخه" 1/ 589: وهذا القول الذي رُويَ عمن ذكرتُ في هذه الأخبار التي رويت وعمن لم يذكر في هذا الكتاب، من أن بختنصَّر هو الذي غزا بني إسرائيل عند قتلهم يحيى بنَ زكريا، عند أهل السير والأخبار والعلم بأمور الماضين في الجاهلية وعند غيرهم من أهل المِلَل غلطٌ، وذلك أنهم بأجمعهم مجمعون على أنَّ =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
وله شاهد غريب الإسناد والمتن:
3184 -
حدَّثَناه أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عمرو البزَّاز ببغداد، حدثنا أبو يعلى محمد بن شدَّادِ المِسمَعي، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا عبد الله بن حَبيب ابن أبي ثابت، عن أبيه، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: أَوحى الله إلى نبيِّكم صلى الله عليه وسلم: إني قتلتُ بيحيى بن زكريا سبعين ألفًا، وإني قاتلٌ بابن ابنتِك سبعين ألفًا وسبعين ألفًا
(1)
.
= بختنصر إنما غزا بني إسرائيل عند قتلهم نبيَّهم شعيا في عهد إرميا بن حلقيا، وبين عهد إرميا وتخريب بختنصر بيت المقدس إلى مولد يحيى بن زكريا أربع مئة سنة وإحدى وستون سنة في قول اليهود والنصارى، ويذكرون أن ذلك عندهم في كتبهم وأسفارهم مبيَّن.
وقال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" 2/ 373: تقدَّم من كلام الحافظ ابن عساكر ما يدلّ على أن هذا دم يحيى بن زكريا، وهذا لا يصح، لأن يحيى بن زكريا بعد بختنصّر بمدة، والظاهر أنَّ هذا دم نبي متقدم، أو دم لبعض الصالحين، أو لمن شاء الله ممن اللهُ أعلم به.
قلنا: وأخرج حديث أبي معاوية عن الأعمش: ابنُ المنذر في "تفسيره"(318) عن زكريا بن داود، عن إسحاق -وهو ابن إبراهيم ابن راهويه- بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "من عاش بعد الموت"(44)، والطبري في "تفسيره" 5/ 43 و "تاريخه" 1/ 586، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 64/ 207 من طريقين عن أبي معاوية، به.
وسيأتي برقم (4196) من طريق سلم بن جنادة عن أبي معاوية.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 15/ 31 - 32 و تاريخه 1/ 586 - 588 من طريق السدي، عن أبي مالك الغفاري وأبي صالح باذام، عن ابن عبَّاس.
وروي مختصرًا عن سعيد بن المسيب عند أبي عبيد في "الخطب والمواعظ"(99)، والطبري في "التفسير" 15/ 30، وابن عساكر 64/ 216، وصحح إسناده إلى سعيد الحافظُ ابنُ كثير في "البداية"، قال: قدم بختنصر دمشق فإذا هو بدم يحيى بن زكريا يغلي فسأل عنه فأخبروه، فقتل على دمه سبعين ألفًا، فسكن الدم.
(1)
إسناده ضعيف لضعف محمد بن شداد المسمعي ومتنه منكر، وهو وإن كان قد رُوِيَ من عدة وجوه عن أبي نعيم -وهو الفضل بن دكين- فيما سيأتي عند المصنف برقم (4882)، إلَّا أنَّ =
قال الحاكم: قد كنت أحسبُ دهرًا أنَّ المِسمَعي ينفرد بهذا الحديث عن أبي نُعيم حتى:
3185 -
حدَّثَناه أبو محمد السَّبِيعي الحافظ، حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجيَةَ، حدثنا حُمَيد بن الرَّبيع، حدثنا أبو نُعيم، فذكره بإسناده نحوَه
(1)
.
3186 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدثنا سعيد بن مسعود،
= هذه المتابعات لا يخلو واحد منها من مقال، ثم إن سَلِم إسنادٌ منها إلى أبي نعيم فإنَّ حبيب بن أبي ثابت وُصِفَ بكثرة الإرسال والتدليس، ولم يجئ في وجه من هذه الوجوه تصريحه بالسماع من سعيد بن جبير، فهذه علَّة أخرى لهذا الخبر خاصّةً أنَّ حبيبًا قد تفرَّد به، وقال الذهبي في "تلخيصه": المتن منكر جدًا، وقال في "السير" 4/ 343: نظيف الإسناد منكر اللفظ.
واستغربه الخطيب البغدادي في "المهروانيات"(59)، وابن كثير في "البداية والنهاية" 11/ 575.
والحديث عند أبي بكر الشافعي -وهو شيخ المصنف هنا- في "الغيلانيات"(387)، ومن طريقه أخرجه أيضًا الخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 472، والشجري في "أماليه" 1/ 160، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 14/ 225 و 64/ 215 - 216، وابن الجوزي في "الموضوعات" (761) وقال: هذا حديث لا يصح.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 2/ 215 من طريق القاسم بن إبراهيم الهاشمي، عن أبي نعيم به. ثم قال: هذا لا أصل له، وقال عن القاسم: منكر الحديث.
والحديث سيأتي أيضًا عن أبي بكر الشافعي برقم (4197) و (4882). وقد أورده غير واحدٍ ممَّن صنّف في الموضوعات فيها.
وروي الشطر الأول عن عبد الله بن سلَام من قوله: ما قُتل نبيٌّ قط إلَّا قتل به سبعون ألفًا. أخرجه عنه معمر بن راشد في "جامعه"(20963)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" لابن حجر (7374) و (7375)، والآجري في "الشريعة"(1443).
وفي رواية أخرى عنه أنه قال: في كتاب الله المنزل: إنه ليس من قوم يقتلون نبيهم إلا قتل الله به
سبعين ألفًا. أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 4/ 1177. وقوله: "في كتاب الله المنزل" يعني به التوراة.
(1)
سيأتي هذا الطريق من ضمن الطرق التي في الحديث رقم (4882).
حدثنا عُبيد الله بن موسى، حدثنا عبد الأعلى بن أَعْيَن، عن يحيى بن أبي كَثير، عن عُرْوة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشِّركُ أخفى من دَبِيب الذَّرِّ على الصَّفَا في الليلة الظَّلماء، وأدناه أن تُحِبَّ على شيءٍ من الجَوْر، وتُبغِضَ على شيءٍ من العَدْل، وهلِ الدِّينُ إلَّا الحبُّ والبُغْضُ، قال الله عز وجل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] "
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3187 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشَّيباني، حدثني أبي، حدثنا أبو همَّام، حدثنا محمد بن بِشْر العَبْدي قال: سمعت سفيانَ بن سعيد يَذكُر عن ابن جُرَيج، حدثني عطاء، عن ابن عبَّاس:{إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} [آل عمران: 28] قال: فالتُّقَاة: التكلُّمُ باللسان والقلبُ مطمئنٌّ بالإيمان، ولا يَبسُطُ يدَه فيَقتُلَ، ولا إلى إثمٍ، فإنه لا عُذْرَ له
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده ضعيف بمرَّة، عبد الأعلى بن أعين ضعيف منكر الحديث، وأعلَّه الذهبي به في "تلخيصه".
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء"(997)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 2/ 632، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 368 و 9/ 253، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1378) من طرق عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد. قال العقيلي: لا يتابع عبد الأعلى عليه، ولا يُعرف إلَّا به، وهو يروي عن يحيى بن أبي كثير غير حديثٍ منكر لا أصل له. وقال ابن أبي حاتم: قال أبو زرعة -يعني الرازي-: هذا حديث منكر وعبد الأعلى منكر الحديث ضعيف.
(2)
إسناده صحيح. سفيان بن سعيد: هو الثوري، وأبو همَّام: هو الوليد بن شجاع السَّكوني، من الثِّقات.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 8/ 209 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المنذر في "تفسيره"(352) من طريق زيد بن المبارك، عن محمد بن ثور، عن ابن جريج قال: قال ابن عبَّاس. وهذا منقطع، ورواية محمد بن بشر عن سفيان أصح.
3188 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرِير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} تلا إلى قوله: {وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} [آل عمران: 35 - 37] قال: كَفَلَها زكريا، فدخل عليها المِحرابَ، فوجد عندها عِنَبًا في مكتَل في غير حينه، قال زكريا:{أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} قال: إِنَّ الذي يَرزْقُكِ العنبَ في غير حينِه، لَقادرٌ أن يَرزُقَني من العاقر الكبير العقيم ولدًا، هنالك دعا زكريَّا ربَّه، فلما بُشِّر بيحيى قال:{رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} [مريم:10]، قال: يُعتَقَلُ لسانُك من غير مرض وأنت سَوِيٌّ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3189 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفَّان العامري، حدثنا محمد بن عُبيد الطَّنافِسي، حدثنا سفيان بن سعيد، عن أبيه، عن أبي الضُّحَى، عن مسروق، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لكل نبيٍّ وُلاةً من النبيِّين، وإنَّ وليِّي منهم أَبي وخَلِيلي إبراهيمُ" ثم قرأ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ
(1)
إسناده صحيح إن شاء الله، عطاء بن السائب -وإن رُمي بالاختلاط- قد توبع. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد.
وأخرجه مختصرًا ابن المنذر في "تفسيره"(398) عن زكريا بن عدي عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك الطبري 3/ 244، وابن أبي حاتم 2/ 640 من طريق شريك النخعي، عن عطاء، به.
وأخرجه الطبري أيضًا 3/ 246 من طريق ابن جريج عن يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير، به.
وأخرجه بتمامه آدم بن أبي إياس في "تفسيره" 1/ 126 عن ورقاء، عن عطاء بن السائب، عن سعيد ابن جبير من قوله، لم يذكر ابن عبَّاس.
لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 68]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3190 -
حدثنا الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق، أخبرنا أبو المثنَّى، حدثنا مسدَّد، حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن حَبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس: أنَّ إسرائيل أخَذَه عِرقُ النَّسَا، فكان يُبيتُ وله زُقَاءُ
(2)
، قال: فجَعَلَ إِن شَفَاه اللهُ أن لا يأكلَ لحمًا فيه عُروق، قال: فحرَّمَته اليهودُ، فنزلت:{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: 93]، إنَّ هذا كان قبلَ التَّوراة
(3)
.
(1)
إسناده صحيح إن شاء الله، فقد اختلف فيه على سفيان بن سعيد -وهو الثوري- في ذكر مسروق بن الأجدع، فقد رواه عنه جماعة منهم يحيى القطان وابن مهدي ووكيع منقطعًا لم يذكروا فيه مسروقًا، وتابع محمدَ بنَ عبيد على وصله أبو أحمد الزبيري وأبو نعيم في رواية أحمد بن محمد القاضي عنه كما سيأتي عند المصنف برقم (4074) وروحُ بن عبادة فيما ذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(1677) وغيرهم، ومما يرجِّح رواية من وصله بذكر مسروق فيه أنَّ أبا الأحوص سلّام بن سُليم -وهو ثقة متقن- قد رواه عن سعيد بن مسروق والد سفيان الثوري موصولًا أيضًا فيما أخرجه عنه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(501).
وذهب الترمذي وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان إلى ترجيح رواية من رواه عن سفيان منقطعًا، وعليه فقد حُكم على إسناده في "مسند أحمد" 6 / (3800) بالضعف والله تعالى أعلم.
وأخرجه أحمد 6 / (3800)، والترمذي (2995 م) من طريق وكيع، وأحمد 7/ (4088) عن يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي، والترمذي (2995) من طريق أبي أحمد الزبيري، أربعتهم عن سفيان الثوري بهذا الإسناد. الزبيري وحده ذكر مسروقًا فيه.
(2)
تحرَّف قوله: "وله زقاء" في النسخ الخطية إلى: واررقا. والزُّقاء: الصِّياح.
(3)
إسناده صحيح. أبو المثنى: هو معاذ بن المثنى العَنبَري، ويحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي 10/ 8 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3191 -
أخبرني عبد الله بن الحسين القاضي بمَرْو، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا رَوْح بن عُبادة، حدثنا هشام بن حسَّان، عن أنس بن سِيرِين، عن أنس ابن مالك: أنَّ رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في عرق النَّسَا: "يأخذُ أَلْيَةَ كَبْشٍ عربيٍّ ليست بأعظمِها ولا أصغرِها، فيُقطِّعُها صِغارًا، ثم يُذِيبُها فيُجِيدُ إذابتَها، ويجعلُها ثلاثةَ أجزاءٍ، فيشربُ كلَّ يوم جزءًا على رِيق النَّفْس".
قال أنس بن سِيرِين: فلقد أمرتُ بذلك ناسًا -ذكر عددًا كثيرًا- كلُّهم يَبرَأُ بإذن الله
(1)
.
= وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 126، ومن طريقه الطبري 4/ 5، والبيهقي 10/ 8 عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم 3/ 705 عن ابن نمير، عن الأعمش وسفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، به.
وأخرجه الطبري 4/ 5 من طريق منصور، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عبَّاس. بإسقاط سعيد بن جبير، وحبيب لم يدرك ابنَ عبَّاس.
عِرق النَّسا: هو العَصَب الوركيّ، وهو عصب يمتدّ من الوَرِك إلى الكعب.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه بنحوه أحمد 21/ (13295) عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد.
ورواه عن هشام بن حسان أيضًا الوليدُ بن مسلم وسيأتي برقم (7647)، ومعتمر بن سليمان وسيأتي برقم (7648)، وحماد بن زيد وسيأتي برقم (8451)، وتابع هشامًا عليه حبيبُ بن الشهيد وسيأتي برقم (7649)، وأبو قَبيصة سُكين بن يزيد فيما ذكره الدارقطني في "العلل" 12 / (2340) ولم نقف عليه من طريقه.
وخالفهم خالدٌ الحذّاء كما ذكر الدارقطني فرواه مرسلًا عن أنس بن سيرين عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمِّه. ولم نقف على هذا الطريق.
وخالف أيضًا حمادُ بن سلمة فرواه عن أنس بن سِيرِين عن أخيه مَعبَد عن رجل من الأنصار عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه أحمد 34/ (20742)، وهذا الإسناد ضعيف لإبهام الرجل =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3192 -
حدثنا بكر بن محمد الصَّيْرفي بمَرْو، حدثنا أحمد حيَّان بن مُلاعِب، حدثنا عبيد الله بن موسى ومحمد بن سابق قالا حدثنا إسرائيل، حدثنا سِماك
(1)
بن حَرْب، عن خالد بن عَرعَرة قال: سأل رجلٌ عليًّا عن: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا} [آل عمران: 96] أهو أول بيت بُنِيَ في الأرض؟ قال: لا، ولكنه أولُ بيت وُضِعَ فيه البركةُ والهدى، ومَقامُ إبراهيم، ومن دخله كان آمنًا، وإن شئتَ أنبأتُك كيف بَناه
(2)
: إنَّ الله عز وجل أَوحَى إلى إبراهيم: أنِ ابنِ لي بيتًا في الأرض، فضاق به ذَرْعًا، فأرسل الله إليه السَّكينةَ، وهي ريحٌ خَجُوجٌ، لها رأس، فأتبَعَ أحدُهما صاحبَه حتى انتهت ثم تطوَّقَت إلى موضع البيت تطوُّقَ الحيَّة، فبنى إبراهيمُ، فكان يبني هو سافًا كلَّ يوم، حتى إذا بلغ مكانَ الحَجَر قال لابنه: ابغِني حَجَرًا، فالتَمَسَ ثَمَّ حجرًا حتى أتاه به، فوجد الحجرَ الأسودَ قد رُكّبَ، فقال له ابنه: من أين لك هذا؟ قال: جاء به مَن لم يَتَّكِل على بنائِك، جاء به جبريلُ
=الأنصاري، وصوَّبه من هذا الوجه أبو حاتم وأبو زُرعة الرازّيان كما في "العلل" لابن أبي حاتم (2264) و (2536)، وكذا الدارقطنيُّ في "علله"، وخالفهم المصنف فيما سيأتي بإثر الحديث (7649) فرجَّح رواية المعتمر والوليد بن مسلم، والقول ما قاله، والله تعالى أعلم.
وفي الباب عن ابن عبَّاس بإسناد لا بأس برجاله عند الطبراني في "الكبير"(12481): أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نعت لعرق النَّسا أليةَ الكبش.
(1)
تحرَّف "سماك" في النسخ الخطية إلى خالد، وصوَّبناه من "دلائل النبوة" للبيهقي 2/ 55، حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه، وليس في هذه الطبقة من الرواة من يسمَّى خالد ابن حرب، وقد روي الحديث من غير وجه عن سماك بن حرب، منهم إسرائيل نفسه عند ابن أبي حاتم في "التفسير" 3/ 710.
وقد اغتَرَّ بهذا التحريف الحافظُ ابن حجر فذكر في "لسان الميزان" خالد بن حرب وقال: شيخ لإسرائيل لا يدرى من هو أتى بخبر منكر! بينما ذكره على الصواب في كتابه "إتحاف المهرة"(14218).
(2)
في (ص) و "دلائل النبوة": بناؤه.
عليه السلام من السماءِ
(1)
فأتمَّه
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3193 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسين بن الفضل البَجَلي، حدثنا عفّان بن مُسلِم، حدثنا سليمان بن كثير قال: سمعت ابنَ شِهاب يحدِّث عن أبي سِنَان، عن ابن عبَّاس قال: خَطَبَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أيها الناس، إنَّ الله كَتَبَ عليكم الحجَّ" فقام الأقرعُ بن حابس فقال: أفي كلِّ عام يا رسول الله؟ قال: "لو قلتها لوَجَبَت، ولو وَجَبَت لم تَعمَلوا بها -أو لم تستطيعوا أن تعملوا بها- الحجُّ مرَّةً، فمن زادَ فتطوُّعٌ"
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
وهكذا رواه سفيان بن حسين الواسطي عن الزُّهري:
3194 -
حدَّثَناه أبو حامد أحمد بن محمد بن شعيب الفقيه الزاهد، حدثنا سهل ابن عمَّار العَتَكي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان بن حسين، عن الزُّهري، عن أبي سِنان، عن ابن عبَّاس قال: سأل الأقرعُ بنُ حابسٍ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: الحجُّ في كلِّ عام مرَّةً؟ قال: "لا، بل مرَّةً واحدةً، فمن زادَ فتَطوُّع"
(4)
.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب بالشَّرح والبيان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
هذا هو الصواب الموافق لما في "الدلائل" وغيره، وتحرَّف في (ز) و (ص) و (ع) إلى: من المسجد، وفي (ب): من السماء المسجد.
(2)
إسناده حسن. وقد سلف الحديث بأطول ممّا هنا برقم (1702) من طريق حماد بن سلمة عن سماك، فانظر تمام تخريجه هناك.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سليمان بن كثير، وهو -وإن تُكلِّم في روايته عن ابن شهاب الزهري- قد توبع. أبو سنان: هو يزيد بن أُمية الدؤلي.
وأخرجه أحمد 4 / (2304) عن عفان بن مسلم بهذا الإسناد. وانظر ما بعده وما سلف برقم (1626).
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، سهل بن عمار -وإن كان متَّهمًا- قد تابعه سعيد بن مسعود المروزي فيما سلف عند المصنف برقم (1626). وسفيان بن حسين أيضًا متكلَّم في روايته عن الزهري، إلَّا أنه متابع عنه.
3195 -
حدَّثَناه أبو بكر بن أبي دارِمٍ الحافظ، حدثنا أحمد بن موسى بن إسحاق التَّميمي، حدثنا مُخوَّل بن إبراهيم النَّهْدي، حدثنا منصور بن وَرْدَان، حدثنا علي ابن عبد الأعلى، عن أبيه، عن أبي البَخْتَرِي، عن علي قال: لما نزلت هذه الآيةُ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] قالوا: يا رسول الله، أفي كلِّ عام؟ فَسَكَتَ، ثم قالوا: أفي كلِّ عام؟ فسَكت، ثم قالوا: أفي كلِّ عام؟ قال: "لا، ولو قلتُ: نَعَم، لوَجَبَت"، فأنزل الله عز وجل:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 1]
(1)
.
قال الحاكم: كان من حُكْم هذه الأحاديث الثلاثة أن تكون مخرَّجةً في أول كتاب المَناسِك، فلم يُقدَّرْ ذلك لي، فخرَّجتُها في تفسير الآية.
3196 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا أبو داود ووَهْب بن جَرير قالا: حدثنا شُعبة.
وأخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهَمَذان، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شُعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، قال:"والذي نفسي بيده لو أنَّ قَطْرةً من الزَّقُّوم قُطِرَت في بحار الأرض، لفَسَدَت".
وفي حديث وهب بن جَرير: "لأمَرَّتْ على أهل الدنيا مَعايشَهم، فكيف بمن تكونُ طعامَه؟! "
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى بن عامر الثعلبي والد علي، وأبو البختري -واسمه سعيد بن فيروز- لم يسمع من عليٍّ، وأعلَّه الذهبي في "تلخيصه" بعبد الأعلى.
وأخرجه أحمد 2/ (905)، وابن ماجه (2884)، والترمذي (814) و (3055) من طرق عن منصور بن وَرْدان، بهذا الإسناد.
(2)
لا يصحُّ مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع ثقة رواته في الجملة غير عبد الرحمن بن الحسن في =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3197 -
حدثني علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا محمد بن سليمان بن الحارث، حدثنا عبيد الله بن موسى وأبو نُعيم قالا: حدثنا مِسعَر، عن زُبَيد، عن مُرَّة بن شَرَاحيل، عن عبد الله في قول الله عز وجل:{اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102]، قال: أن يُطاعَ فلا يُعصَى، ويُذكَرَ فلا يُنسَى
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3198 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، حدثنا أحمد ابن مِهْران الأصبهاني، حدثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن سِمَاك بن حَرْب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
= الإسناد الثاني وهو متابع، وقد خولف شعبةُ في وصله كما سيأتي. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي.
وأخرجه الترمذي (2585) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة، بهذا الإسناد. بنحو حديث وهب بن جرير، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه بنحوه أحمد 4/ (2735) و 5 / (3136)، وابن ماجه (4325)، والنسائي (11004)، وابن حبان (7470) من طرق عن شعبة به.
وسيتكرر عند المصنف برقم (3727) من رواية أبي العبَّاس محمد بن يعقوب.
وخالف شعبةَ فيه فُضَيلُ بن عياض -وهو ثقة إمام- فيما أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "المسند" 5/ (3137)، ويحيى بن عيسى الرملي -وفيه ضعفٌ- عند ابن أبي شيبة 13/ 161، والبيهقي في "البعث والنشور"(544)، فروياه عن الأعمش، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس قال: لو أنَّ قطرة
…
إلخ، ولم يذكرا فيه التلاوة، ووقفاه وأدخلا فيه بين الأعمش ومجاهد أبا يحيى: وهو القَتَّات، وأبو يحيى هذا فيه ضعفٌ، والأعمش -وإن كان سمع من مجاهد أحاديث- معروف بالتدليس.
(1)
إسناده صحيح. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وزبيد: هو ابن الحارث الياميّ، وعبد الله: هو ابن مسعود.
وأخرجه النسائي (11847) من طريق شعبة، عن زبيد اليامي، بهذا الإسناد.
لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110]، قال: هم الذين هاجَرُوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكَّة إلى المدينة
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3199 -
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا أبو مُسلِم إبراهيم ابن عبد الله، حدثنا حجَّاج بن نُصَير، حدثنا أبو أُميَّة بن يعلى الثَّقَفي قال: سمعتُ موسى بنَ عُقْبة، وتلا قولَ الله عز وجل:{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [آل عمران: 133]، قال: حدثني إسحاق بن يحيى بن طَلْحة القرشي، عن عُبادةَ بن الصامت، عن أُبيِّ بن كعب، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَن سَرَّه أَن يُشْرَفَ له البُنيانُ، وتُرفَعَ له الدرجات، فليَعفُ عمَّن ظَلَمَه، ويُعطِ من حَرَمَه، ويَصِلْ من قَطَعَه"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3200 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام،
(1)
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب. وسيتكرر برقم (7140).
وأخرجه أحمد 4 / (2463) و (2926) و (2987) و (3321)، والنسائي (11006) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده ضعيف جدًا، حجاج بن نصير ضعيف، وأبو أمية بن يعلى -واسمه إسماعيل- متروك الحديث، وأما إسحاق بن يحيى؛ فإن كان ابن طلحة القرشي كما وقع للمصنف هنا، فإن هذا متروك الحديث، وإن كان الأنصاري -كما وقع في رواية الطبراني- فإنه إسحاق بن يحيى بن الوليد ابن عبادة، وهذا هو المعروف برواية موسى بن عقبة عنه، وهو مجهول الحال، ولم يدرك جد أبيه عبادة، وعلى كل حال ففي الطريق إليه أبو أمية، وهو متروك كما سبق.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(534)، و "الأوسط"(2579)، و "مكارم الأخلاق"(57) عن أبي مسلم الكشِّي -وهو إبراهيم بن عبد الله- بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن الأعرابي في "معجمه"(1477)، وأبي محمد بن أبي شريح في "الأحاديث المئة الشريحية"(14)، وإسناده ضعيف جدًا.
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزُّهْري قال: أخبرني أبو سَلَمة بن عبد الرحمن قال: كان ابن عبَّاس يحدِّث: أنَّ أبا بكر الصِّدِّيق دخل المسجدَ وعمرُ بنُ الخطَّاب يحدِّث الناس، فأَتى البيتَ الذي تُوفِّي فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فكَشَفَ عن وجهه بُرْدَ حِبَرةٍ وكان مُسجًّى به، فنظر إليه فأكَبَّ عليه ليقبِّلَ وجهَه، وقال: والله لا يَجمَعُ اللهُ عليك مَوتَتينِ بعد موتتِك التي لا تموتُ بعدَها.
ثم خرج إلى المسجد وعمرُ يُكلِّم الناسَ، فقال أبو بكر: اجلِسْ يا عمر، فأَبى، فكلَّمه مرَّتين أو ثلاثًا، فأَبى، فقام فتَشهَّد، فلما قَضَى تشهُّدَه قال: أَمَّا بعدُ، فمن كان يَعبُدُ محمدًا، فإنَّ محمدًا قد مات، ومَن كان يَعبُد اللهَ، فإنَّ الله حيٌّ لا يموت، ثم تلا {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ} [الأنبياء: 34]، {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} تلا إلى {الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]، فما هو إِلَّا أَنْ تَلَاها فأيقَنَ الناسُ بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قال قائل: لم يَعلَمِ الناسُ أنَّ هذه الآيةَ أُنزِلت حتى تَلَاها أبو بكر.
قال الزُّهْري: فأخبرني سعيد بن المسيّب: أنَّ عمر بن الخطَّاب قال: لمّا تلاها أبو بكر: عَقِرتُ حتى خَرَرتُ إلى الأرض، وأيقَنتُ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة.
(1)
إسناده صحيح. هو بطوله في "مصنف عبد الرزاق"(9755).
وأخرج القطعة الأولى منه أحمد 5/ (3090) عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرج القطعتين الثانية والثالثة منه البخاري (1242) وابن حبان (6620) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به. وقرن بمعمر يونسَ بنَ يزيد، واقتصر البخاري على القطعة الثانية منه.
وأخرجهما أيضًا البخاري (4454) من طريق عقيل بن خالد، عن ابن شهاب الزهري، به.
والبُرْد الحِبَرَة: ثوب يمانٍ من قطن أو كتّان مخطَّط ملوَّن.
ومسجًّى به، أي: مغطَّى به.
وقول عمر: "عَقِرتُ" أي: خارت قواي فلم تحملني قدماي من شدَّة الصَّدمة.
3201 -
أخبرني أبو النَّضْر الفقيه، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا سليمان بن داود بن علي بن عبد الله بن عبَّاس بن عبد المطَّلب، حدثنا عبد الرحمن ابن أبي الزِّناد، عن أبيه، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتْبة، عن ابن عبَّاس أنه قال: ما نُصِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في موطنٍ كما نُصِر في أُحد، قال: فأنكَرْنا ذلك، فقال ابن عبَّاس: بيني وبين مَن أنكَرَ ذلك كتابُ الله عز وجل، إنَّ الله عز وجل يقول في يوم أُحد:{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} ، يقول ابن عبَّاس: والحَسُّ: القتل {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (آل عمران: 152]، وإنما عَنَى بهذا الرُّماةَ، وذلك أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أقامهم في موضع ثم قال:"احمُوا ظهورَنا، فإن رأيتُمونا نُقتَلُ فلا تَنصُرونا، وإن رأيتُمونا قد غَنِمْنا فلا تَشرَكُونا"، فلما غَنِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأباحوا عسكرَ المشركين، انكَفَتَ الرُّماةُ جميعًا فدخلوا في العسكر يَنتهِبون، وقد التَقَتْ صفوفُ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهُمْ هكذا -وشبَّك أصابع يديه- والْتَبسوا، فلما أخَلَّ الرماة تلك الخَلَّةَ التي كانوا فيها، دخل الخيلُ من ذلك الموضع على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فضَرَبَ بعضُهم بعضًا والْتَبَسوا، وقُتِل من المسلمين ناس كثير، وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابِه أولُ النهار حتى قُتل من أصحاب لواء المشركين سبعةٌ أو تسعةٌ.
وجالَ المسلمون جولةً نحو الجبل، ولم يَبلغُوا -حيث يقول الناسُ- الغابَ، إنما كان تحت المِهْراس
(1)
، وصاح الشيطان: قُتِلَ محمد، فلم نشكَّ فيه أنه حقٌّ، فما زلنا كذلك ما نشكُّ أنه قد قُتِلَ حتى طَلَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين السَّعدَين
(2)
نعرفُه
(1)
هو ماءٌ بأُحد.
(2)
هما سعد بن عبادة وسعد بن معاذ كما في "مغازي الواقدي" 1/ 294.
بتكفُّئِه إذا مشى، قال: ففَرِحْنا حتى كأنه لم يُصِبْنا ما أصابنا، قال: فرَقِيَ نحونا وهو يقول: "اشتَدَّ غضب الله على قوم دَمَّوا وجهَ رسول الله"، قال: ويقول مرةً أخرى: "اللهمَّ إنه ليس لهم أن يَعلُونا"، حتى انتهى إلينا.
قال: فمَكَثَ ساعةً، فإذا أبو سفيان يصيحُ في أسفل الجبل: اعلُ هُبَلُ، اعلُ هُبَلُ - يعني: آلهته - أين ابن أبي كَبْشةَ؟ أين ابنُ أبي قُحَافة؟ أين ابنُ الخطَّاب؟ فقال عمر: يا رسول الله، ألا أجيبهُ؟ قال:"بلى" فلما قال: اعلُ هبلُ، قال عمر: اللهُ أعلى وأجلُّ، فقال أبو سفيان: يا ابن الخطَّاب، إنه يوم الصَّمْت، فعاد فقال: أين ابنُ أبي كَبْشة؟ أين ابنُ أبي قُحَافة؟ أين ابنُ الخطَّاب؟ فقال عمر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا أبو بكر، وها أنا ذا عمر، فقال أبو سفيان: يومٌ بيوم بَدْر، الأيام دُوَلٌ، والحربُ سِجَالٌ، فقال عمر: لا سواءَ، قَتْلانا في الجنة وقَتلاكم في النار، قال: إنكم لتَزعُمون ذلك، لقد خِبْنا إذًا وخَسِرُنا، ثم قال أبو سفيان: أمَا إنكم سوف تَجِدُون في قتلاكم مُثْلةً، ولم يكن ذلك عن رأي سَرَاتِنا، ثم أدركته حِميَّةُ الجاهلية فقال: أمَا إنه إذا كان ذاك لم نَكرَهْه
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3202 -
حدثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي وعلي بن عبد العزيز: قالا: حدثنا حجَّاج بن مِنْهال، حدثنا حمَّاد بن سَلَمة، عن ثابت، عن أنس، عن أبي طَلْحة الأنصاري قال: رفعتُ رأسي يومَ أُحد، فجعلتُ أنظر وما منهم أحد إلَّا وهو يَمِيدُ تحت حَجَفَتِه من النُّعاس، فذلك قوله عز وجل:{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ} الآية [آل عمران: 154]
(2)
.
(1)
إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد.
وأخرجه أحمد 4/ (2609) عن سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد.
وأخرج منه قوله: "اشتدَّ غضب الله على قوم دَمَّوا وجه رسول الله" فقط، البخاري (4074) و (4076) من طريق عمرو بن دينار، عن عكرمة عن ابن عبَّاس موقوفًا عليه.
(2)
إسناده صحيح. =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3203 -
حدثني علي بن عيسى، حدثنا مُسدَّد بن قَطَن، حدثنا عثمان بن أبي شَيْبة، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أُمية، عن أبي الزُّبير، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لمَّا أُصيبَ إخوانُكم بأُحدٍ، جعل الله أرواحَهم في جوفِ طيرٍ تَرِدُ أنهارَ الجنة وتأكل من ثمارِها، وتأوي إلى قناديلَ من ذهب معلَّقة في ظِلِّ العَرْش، فلما وَجَدُوا طِيبَ مَأكَلِهم ومَشرَبهم ومَقِيلهم قالوا: من يبلَّغ إخوانَنا عنا أنَّا أحياءٌ في الجنة نُرزَقُ، لئلَّا يَزهَدُوا في الجهاد، ولا يَنكُلوا في الحرب؟ فقال الله عز وجل: أنا أبلِّغُهم عنكم، فأنزل الله تعالى:{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الآية [آل عمران: 169]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه
3204 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا العبَّاس بن محمد الدُّوري، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا أبو سعيد المؤدِّب، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عائشة: أنها قالت لعبد الله بن الزُّبير: يا ابن أُختي، أمَا والله إنَّ أباك وجدَّك -يعني أبا بكر والزُّبير- لَمِن الذين قال الله عز وجل {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} [آل عمران: 172]
(2)
.
= وأخرجه الترمذي (3007)، والنسائي (11134) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. والنسائي ليس في حديثه ذكر الآية. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرج معناه أحمد (26)(16357)، والبخاري (4068) و (4562)، والترمذي (3008)، وابن حبان (7180) من طريق قتادة، والنسائي (11014) و (11135) من طريق حُميد الطويل، كلاهما عن أنس به.
(1)
إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق. وهو مكرر (2475).
(2)
إسناده صحيح. أبو سعيد المؤدب: هو محمد بن مسلم بن أبي الوضَّاح. وسيأتي مكررًا برقم (4367).
وأخرجه بنحوه البخاري (4077)، ومسلم (2418)(51)، وابن ماجه (124) من طرق عن =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه!
3205 -
أخبرنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة، حدثنا أحمد بن إسحاق التَّميمي، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن أبي حَصِين، عن أبي الضُّحَى، عن ابن عبَّاس قال: آخر كلام إبراهيم حين أُلقِيَ في النار: حَسْبيَ الله ونِعمَ الوكيلُ، وقال نبيُّكم صلى الله عليه وسلم مثلَها:{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3206 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا جَرِير، عن الأعمش، عن خَيْثمة، عن عبد الله قال: والذي لا إله غيرُه، ما على الأرض نفسٌ إلَّا الموتُ خيرٌ لها، إن كان مؤمنًا فإنَّ الله يقول:{لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [آل عمران: 198]، وإن كان فاجرًا فإنَّ الله يقول:{إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا} [آل عمران:178]
(2)
.
= هشام بن عروة، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه رحمه الله.
وسيأتي بنحوه برقم (5660).
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن أبي دارم شيخ المصنف، وهو لم ينفرد به، فقد توبع.
فقد أخرجه البخاري في "صحيحه"(4563) عن أحمد بن يونس بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
وأخرجه النسائي أيضًا (10364) و (11015) من طريق يحيى بن أبي بكير، عن أبي بكر بن عياش، به.
وتابع أبا بكر بن عياش -وهو صدوق حسن الحديث- إسرائيلُ عن أبي حَصين -وهو عثمان بن عاصم- عند البخاري (4564)، واقتصر فيه على قصة قول إبراهيم.
(2)
رجاله ثقات إلّا أنه منقطع، خيثمة -وهو ابن عبد الرحمن الجُعفي- لم يسمع من عبد الله: وهو ابن مسعود. إسحاق: هو ابن إبراهيم المعروف بابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد.
وأخرجه رجه البيهقي في "القضاء والقدر"(325) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3207 -
أخبرني يحيى بن منصور القاضي، حدثنا أبو عمرو المُستَملي، حدثنا أبو هشام الرِّفاعي، حدثنا أبو بكر بن عيَّاش، حدثنا أبو إسحاق، حدثنا أبو وائل قال: قال عبد الله: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران:180] قال: ثُعبانٌ له زَبيبتان يَنهَشُه في قبره، يقول: أنا مالُك الذي بَخِلتَ به
(1)
.
سمعت يحيى بن منصور يقول: سمعت أبا عمرو المُستَملي يقول: سمعت أبا هشام الرِّفاعي يقول: سمعت أبا بكر بن عيَّاش يقول: والله ما كَذَبَتُ على أبي إسحاق، ولا أرى أبا إسحاق كَذَبَ على أبي وائل، ولا أرى أبا وائل كَذَبَ على عبد الله.
رواه الثَّوْريُّ عن أبي إسحاق:
3208 -
أخبرَناه أبو بكر الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن الحَرْبي، حدثنا أبو حذيفة، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي وائل، عن عبد الله في قوله:{سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} قال: قال عبد الله: يجيئُه ثعبانٌ فيَنقُر رأسَه ثم يَتطوَّق في عُنقِه، ثم يقول: أنا مالُكَ الذي بَخِلتَ به
(2)
.
(1)
منكر بهذا السياق، علَّته أبو هشام الرفاعي -واسمه محمد بن يزيد بن محمد- وهو ليس بالقوي، وقد تفرّد بذِكْر القبر فيه، خالفه أبو بكر بن أبي شيبة في "مصنفه" 3/ 213 فرواه عن أبي بكر بن عياش دون ذكر القبر، كما في رواية سفيان الثوري عن أبي إسحاق التالية عند المصنف، وصريح الآية يشير إلى يوم القيامة.
وأما حديث أبي هشام الرفاعي فقد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 37/ 329 من طريق جعفر بن محمد الجروي، عن أبي هشام الرفاعي، به.
(2)
خبر موقوف صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي حذيفة -وهو موسى بن مسعود النهدي- وقد توبع. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وعبد الله: هو ابن مسعود.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(558) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.=
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3209 -
حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدَّقاق ببغداد، حدثنا أحمد بن عبيد الله النَّرْسي، حدثنا أبو بدر شُجاع بن الوليد، حدثنا محمد بن عمرو ابن عَلْقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ موضعَ سَوْطٍ في الجنة لخيرٌ من الدنيا وما فيها" اقرؤوا إن شئتم: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 141، ومن طريقه الطبري 4/ 192 عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 3/ 827، والطبراني (9124)، والبيهقي (558) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(1357)، وابن أبي حاتم 3/ 827، والطبراني (9122) و (9123) من طرق عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(549)، وابن أبي حاتم 3/ 827، والطبراني (9125) من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، به.
وأصل هذا الخبر مرفوع بإسناد صحيح من رواية عبد الملك بن أَعين وجامع بن أبي راشد عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أحدٍ لا يؤدي زكاة ماله إلّا مُثِّل له يوم. القيامة شجاعًا أقرع حتى يطوِّق عنقَه" قال ابن مسعود: ثم قرأ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مصداقَه من كتاب الله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} الآية. أخرجه أحمد 6/ (3577)، وابن ماجه (1784)، والترمذي (3012)، والنسائي (2233). والشجاع الأقرع: الحية الذَّكر، وقيل: الحية مطلقًا.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.
وأخرجه أحمد 15 / (9651)، والترمذي (3013) و (3292)، والنسائي (11019)، وابن حبان (7417) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه بمعناه أحمد 13/ (8167) و 16 / (10260) و (10270)، والبخاري (2793) و (3253)، وابن حبان (6158) و (7418) من طرق عن أبي هريرة.
3210 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا رَوْح بن عُبادة، حدثنا محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيج، عن أبيه قال: أخبرني ابن أبي مُلَيْكة، أنَّ حُميدَ ابن عبد الرحمن أخبره: أنَّ مروان بَعَثَ إلى ابن عبَّاس: والله لَئِنْ كان كلُّ امرئٍ منّا إن فَرِحَ بما أُوتي وحُمِدَ بما لم يفعل عُذِّبَ، لنُعذَّبنَّ جميعًا! فقال ابن عبَّاس: إنما نزلت هذه الآيةُ في أهل الكتاب، أتاه اليهود فسألهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن شيءٍ فَكَتَمُوه، ثم أتَوْه، فسألهم فأخبروه بغير ذلك، فخرجوا ورأَوْا أن قد أخبروه بما سألهم عنه، واستَحمَدوا بذلك وفَرِحوا بما أَتَوْا من كتمانهم إياه ممّا سألهم عنه
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!
3211 -
حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم السَّكَني مِرْس
(2)
البخاريُّ بنَيْسابور، حدثنا أبو علي صالح بن محمد بن حبيب الحافظ، حدثنا محمد بن عمر بن الوليد
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل محمد بن عبد الملك فإنه مجهول لم يرو عنه غير روح بن عبادة، وقد توبع على حديثه هذا.
وأخرجه أحمد 4/ (2712)، والبخاري (4568 م)، ومسلم (2778)، والترمذي (3014)، والنسائي (11020) من طريق حجاج بن محمد، عن عبد الملك بن جريج، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
وخالف عبدُ الرزاق في "تفسيره" 1/ 141 - 142، وهشام بن يوسف الصنعاني عند البخاري (4568)، فروياه عن عبد الملك بن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن علقمة بن وقّاص: أنَّ مروان
…
إلخ. وهذا الخلاف لا يضر، فإنَّ حميدًا وعلقمة كلاهما ثقة تابعي كبير، وقد ذهب الحافظ ابن حجر في "الفتح" 13/ 156 إلى احتمال كونهما كانا حاضرين عند ابن عبَّاس لما أجاب، وأنَّ ابن أبي مليكة حمله عنهما جميعًا، وحدَّث به ابن جريج عن كلٍّ منهما، فحدَّث به ابنُ جريج تارة عن هذا وتارة عن هذا، والله تعالى أعلم.
(2)
مرس لقب لعمرو بن إسحاق كما في ترجمته من "تاريخ بغداد" للخطيب 14/ 141، ومعناه بالفارسية: الطبيب أو الكحّال. وقد سقط هذا اللفظ من (ص) و (ع).
الفَحَّام، حدثنا يحيى بن آدم، عن ابن المبارَك قال: سمعت إبراهيم بن طَهْمان وتلا قولَ الله عز وجل: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 191] فقال: حدثني حُسين المُكْتِب، عن عبد الله بن بُرَيدة، عن عمران بن حُصَين: أنه كان به البَواسيرُ، فأمره النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يصلّيَ على جَنْب
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه!
3212 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشَّيباني، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن الجرَّاح القُهُسْتاني، حدثنا الحارث بن مسلم، عن بَحْر السَّقَاء، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله؛ قال
(2)
: قلتُ له: أخبرني عن قول الله عز وجل: {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا} [المائدة: 37] قال: أخبَرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم الكفّار. قال: قلتُ لجابر: فقوله: {إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} [آل عمران: 192]، قال: اللهُ قد أَخزاه حين أحرَقَه بالنار، أوَدُونَ ذلك الخِزيُ؟!
(3)
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل محمد بن عمر بن الوليد، ويغلب على ظننا أنَّ ذكر الفحّام في اسمه وهمٌ، فإنه لا يُعرف بهذه النسبة في كتب التراجم، والفحّام آخر في طبقته تقريبًا واسمه: محمد بن الوليد بن أبي الوليد، وهو لا بأس به أيضًا، وكلاهما قد روى عن يحيى ابن آدم.
وأخرجه البخاري (1117) عن عبدان المروزي، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
وانظر ما سلف برقم (1200).
(2)
القائل هو عمرو بن دينار.
(3)
إسناده ضعيف جدًا من أجل بحر السَّقّاء: وهو بحر بن كُنيز، وقال الذهبي في "تلخيصه": بحر هالك.
وأخرج الشطر الثاني منه الطبري في "تفسيره" 4/ 211 من طريق إسحاق -وهو ابن الحجاج الطاحوني- عن الحارث بن مسلم، بهذا الإسناد.
3213 -
أخبرنا أبو عَوْن محمد بن أحمد بن ماهانَ على الصَّفَا، حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن زيد المكِّي، حدثنا يعقوب بن حُميد، حدثنا سفيان بن عُيَينة، عن عمرو بن دينار، عن سَلَمة بن أبي سَلَمة -رجل من وَلَد أم سلمة- عن أم سَلَمة أنها قالت: يا رسول الله، لا أَسْمَعُ اللهَ ذَكَرَ النساء في الهجرة بشيء! فأنزل الله عز وجل:{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران: 195]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
3213 م - سمعت أبا أحمد الحافظ، وذاكَرَني بحديثين في كتاب البخاري: يعقوب عن سفيان، ويعقوب عن الدَّرَاوَرْدي، فقال أبو أحمد هو يعقوب بن حُمَيد، فالله أعلم
(2)
.
3214 -
أخبرنا أبو العبَّاس قاسم بن القاسم السَّيَّاري بمَرْو، حدثنا عبد الله بن علي الغَزَّال، حدثنا علي بن الحسن بن شَقِيق، حدثنا عبد الله بن المبارَك، أخبرنا مصعب بن ثابت، عن عامر بن عبد الله بن الزُّبير، عن أبيه قال: نَزَلَ بالنَّجَاشي عدوٌّ
(1)
إسناده حسن إن شاء الله يعقوب بن حميد يُعتبَر به، وقد توبع، وسلمة بن أبي سلمة، هكذا نسب إلى جدِّ أبيه: وهو سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه الترمذي (3023) عن ابن أبي عمر العَدَني، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر ما سيأتي برقم (3602).
(2)
كذا نقل هنا أبو عبد الله الحاكم عن شيخه أبي أحمد الحاكم أنَّ البخاري قد وقع في "صحيحه" حديثان من رواية يعقوب عن سفيان وعن الدراوردي، وهو ذهول منه رحمه الله، فإنه لم يقع فيه ليعقوب غير منسوب واختُلف فيه هل هو يعقوب بن حميد أو غيره إلَّا حديثان من روايته عن إبراهيم بن سعد، وهما عنده -كما قال الكلاباذي في "رجال صحيح البخاري"(1392) - في الصلح برقم (2697) وفي المغازي برقم (3988)، وانظر كلام الحافظ ابن حجر في "الفتح" عليهما.
من أرضهم، فجاءه المهاجرون فقالوا: إنا نحبُّ أن نخرجَ إليهم حتى نقاتلَ معك وترى جُرْأَتَنا، ونَجزِيَك بما صنعتَ بنا. فقال: لَأدْواءٌ بنُصْرة الله، خيرٌ من دَوَاءٍ بنُصْرة الناس. قال: وفيه نزلت: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ} [آل عمران: 199]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3215 -
أخبرنا أبو العبَّاس السَّيّاري، حدثنا عبد الله بن علي، أخبرنا علي بن الحسن، حدثنا عبد الله بن المبارَك، أخبرنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلَمَ، عن أبيه، عن عمر بن الخطَّاب: أنه بَلَغَه أنَّ أبا عُبيدة حُصِرَ بالشام، وقد تألَّبَ عليه القومُ، فكتب إليه عمر: سلامٌ عليك، أما بعدُ، فإنه ما يَنزِلُ بعبد مؤمن من مُنزَلَةِ شدِّةٍ إلَّا يجعل الله له بعدها فَرَجًا، ولن يغلِبَ عُسْرٌ يُسرَينٍ، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]. قال: فكتب إليه أبو عبيدة: سلامٌ عليك، أما بعدُ، فإنَّ الله يقول في كتابه:{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} إلى آخرها [الحديد: 20]. قال: فخرج عمرُ بكتابه فقَعَدَ على المنبر فقرأ على أهل المدينة، ثم قال: يا أهلَ المدينة، إنما يُعرِّضُ بكم أبو عُبيدة أنِ ارغَبُوا في الجهاد
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف، عبد الله بن علي الغزَّال مجهول، ومصعب بن ثابت -وهو ابن عبد الله بن الزبير- ضعيف ليس بالقوي. وقد انفرد المصنف بإخراج هذا الحديث.
قوله: "لأدواء" جمع داءٍ.
(2)
خبر حسن، عبد الله بن علي الغزّال متابع، وهشام بن سعد ليس بذاك القوي إلّا أنَّ أبا داود السجستاني كان يحسّن القول في روايته عن زيد بن أسلم، وهو متابع على بعض خبره هذا.
وهو في "الجهاد" لابن المبارك برقم (217)، ومن طريق ابن المبارك أخرجه أبو داود في "الزهد"(80) عن أبي توبة العنبري عنه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 335 و 130/ 37 - 38 عن وكيع، عن هشام بن سعد، به.
وأخرج أوله -وهو كتاب عمر إلى أبي عبيدة- ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة"(31)، ومن =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3216 -
حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المُزَني، حدثنا أحمد بن نَجْدة القُرشي، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا ابن المبارك، أخبرنا مصعب بن ثابت، حدثني داود ابن صالح قال: قال لي أبو سَلَمة بن عبد الرحمن يا ابنَ أخي، هل تدري في أيِّ شيء نزلت هذه الآية:{اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} [آل عمران: 200]؟ قال: قلت: لا، قال: يا ابنَ أخي، إني سمعت أبا هريرة يقول: لم يكن في زمان النبيِّ صلى الله عليه وسلم غزوٌ يُرابَطُ فيه، ولكن انتظارُ الصلاةِ بعدَ الصلاة
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
4 - تفسير سورة النِّساء
بسم الله الرحمن الرحيم
3217 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السِّرِيّ بن خُزيمة وأحمد بن نصر قالا: حدثنا أبو نعيم، حدثنا ابن عُيَينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن أبي
= طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(9538) من طريق عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أسلم. وعبد الله بن زيد فيه لين، وقد حسّن هذا الإسنادَ الحافظُ ابن حجر في "تغليق التعليق" 4/ 372.
وأخرج أوله أيضًا مالك في "الموطأ" 2/ 446، ومن طريقه الطبري في ""تفسيره"" 4/ 221 عن زيد بن أسلم مرسلًا قال: كتب أبو عبيدة بن الجرّاح إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعًا من الروم وما يتخوّف منهم، فكتب إليه عمر
…
فذكره.
(1)
إسناده ضعيف من أجل مصعب بن ثابت.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2638) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وهو في "الزهد" لابن المبارك (408)، ومن طرق عن ابن المبارك أخرجه الطبري في "تفسيره" 4/ 222، وابن المنذر في "تفسيره"(1296)، والواحدي في "أسباب النزول"(290).
وأخرجه البيهقي أيضًا (2637) من طريق أبي عمران موسى بن إسماعيل، عن ابن المبارك، عن داود بن صالح، به. بإسقاط مصعب بن ثابت، وهذه رواية شاذّة.
مُلَيكة قال: سمعت ابن عبَّاس يقول: سَلُوني عن سورة النِّساء، فإني قرأتُ القرآنَ وأنا صغير
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3218 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصَّنعاني بمكة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبَّاد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن عبد الله ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عبَّاس:{وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء: 1] قال: إِنَّ الرَّحِمَ لَتُقْطَعُ، وإنَّ النِّعمة لَتُكفَرُ، وإنَّ الله إذا قارَبَ بين القلوب لم يُزحزِحْها شيءٌ أبدًا، ثم قرأ {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} [الأنفال: 63].
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرَّحِمُ شُعْبة
(2)
من الرحمن، وإنها تجيءُ يوم القيامة تَكلَّمُ بلسانٍ طَليقٍ ذَلِيق، فمن أشارت إليه بوَصْلٍ وَصَلَه الله، ومن أشارت إليه بقَطْعٍ قَطَعَه الله"
(3)
.
(1)
إسناده صحيح. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 331 عن أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد- وفيه: سلوني عن سورة البقرة وعن سورة النساء.
ورواه أبو بكر الحميدي عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 494، وعبد الجبار ابن العلاء عند أبي عروبة الحراني في "طبقاته" ص 66، والحسن بن الصبّاح عند أبي موسى المديني في "اللطائف من دقائق المعارف"(32)، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، به- إلَّا أنه وقع عندهم: سلوني عن سورة البقرة وسورة يوسف، وذكروا في أوله ما سيأتي عند المصنف برقم (8625) من طريق ابن جريج عن ابن أبي مليكة.
(2)
في المطبوع و "تلخيص الذهبي": شجنة والشِّجنة -بكسر الشين وضمها- في الأصل: عُروق الشجر المشتبكة، ومنه قولهم: الحديث ذو شجون أي: يدخل بعضه في بعض، والمعنى هنا: أنها أثر من آثار الرحمة مشتبكة بها، فالقاطع لها منقطع من رحمة الله.
(3)
صنيع الحاكم هنا يُوهم أنَّ الشطر الثاني موصول لعطفه على الشطر الأول، والصواب أنه مرسل من رواية طاووس عن النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة.
3219 -
حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد النَّحْوي ببغداد، حدثنا يحيى ابن جعفر، حدثنا علي بن عاصم، حدثنا حُميد الطَّويل، عن أنس بن مالك قال: كان بين أبي طلحة وبين أمِّ سُلَيم كلامٌ، فأراد أبو طلحة أن يُطلِّق أمَّ سُليم، فبَلَغَ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"إِنَّ طلاق أمّ سُلَيم لَحُوبٌ"
(1)
.
= وأما الشطر الأول فسيعيد المصنف إخراجه برقم (3307) من طريق آخر عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد- وإسناده صحيح.
وهو في "جامع معمر" برقم (20233)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 5/ 1727، والبيهقي في "القضاء والقدر"(148).
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(362) عن معمر، به.
وأخرجه بنحوه البخاري في "الأدب المفرد"(262)، وابن المقرئ في "معجمه"(237)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8616) و (8617) من طريق إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس، به.
وأما الشطر الثاني المرفوع، فالصواب أنه من حديث طاووس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، هكذا وقع في "جامع معمر"(20239)، ومما يؤيد ذلك أنَّ البيهقي في "شعب الإيمان"(7563) رواه عن ابن عبد الله الحاكم بإسناده هنا مرسلًا.
وهو حديث صحيح، يشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (5988).
وآخر من حديث عائشة عند البخاري (5989) ومسلم (2555).
واللسان الذَّليق: الحادُّ البليغ.
(1)
إسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم، ووهّاه الذهبي في "تلخيصه".
وأخرجه البزار (6620)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 193 من طريق محمد بن حرب الواسطي، عن علي بن عاصم، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن عبَّاس عند الطبراني (12876): أنَّ أبا أيوب طلَّق امرأته، فقال النبي: إنَّ طلاق أم أيوب كان حُوبًا". وإسناده ضعيف. وقد روي هذا مرسلًا عند أبي داود في "المراسيل" (233) من حديث أنس بن سِيرِين قال: بلغني أنَّ أبا أيوب أراد طلاق أم أيوب
…
فذكره، ورجاله ثقات. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3220 -
حدثني علي بن حَمْشاذ العدل، حدثنا أبو المثنَّى معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ العَنبَري، حدثنا أَبي، حدثنا أَبي، حدثنا شعبة، عن فراس، عن الشَّعْبي، عن أبي بُرْدة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثةٌ يَدعُون الله فلا يُستجابُ لهم: رجلٌ كانت تحته امرأةٌ سيئةُ الخُلُق فلم يُطلِّقها، ورجلٌ كان له على رجل مالٌ فلم يُشهِدْ عليه، ورجلٌ آتى سَفيهًا ماله وقد قال الله عز وجل:{وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} [النساء: 5]
(1)
"
(2)
.
= والحُوب: الوَحْشة أو الإثم كما قال ابن الأثير في "النهاية"، قال: وإنما أنَّمه بطلاقها، لأنها كانت مصلحةً له في دينه.
(1)
من قوله: "وقد قال الله" إلى هنا مكانه في النسخ الخطية بياض، وأُلحق في (ص) بخط مغاير، فأثبتناه منه ومن "تلخيص الذهبي"، وهو موافق لرواية البيهقي في "السنن" 10/ 146 عن المصنف.
(2)
صحيح موقوفًا على أبي موسى، فقد اختلُف فيه على شعبة، وأصحابه عَمَدُ الرواية رَوَوْه عنه موقوفًا ومنهم معاذ بن معاذ العَنبَري، فقد رواه عنه ابنه عبيد الله عند ابن المنذر في "الأوسط"(8380) فوقفه مخالفًا أخاه المثنى في رفعه، وعبيدُ الله أحفظ وأتقن من أخيه.
ورواه عن شعبة موقوفًا أيضًا يحيى بن سعيد القطان عند ابن أبي شيبة 6/ 97، ومحمد بن جعفر غندر عند الطبري في "تفسيره" 4/ 246، وعمرو بن مرزوق عند الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(6)، وعثمان بن عمر عند أبي نعيم في "مسانيد أبي يحيى فراس"(29) وذكر بإثره أنَّ رَوْحًا أيضًا -وهو روح بن عبادة- رواه عن شعبة موقوفًا.
وأما المرفوع فقد أخرجه ابن شاذان في "المشيخة الصغرى"(41)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7681) من طريق أبي بكر محمد بن علي بن الهيثم، عن معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري، به.
ورواه عن شعبة كذلك عمرو بن حكّام عند الطحاوي في "مشكل الآثار"(2530) وأبي نعيم في "مسانيد أبي يحيى فراس"(29)، وداود بن إبراهيم الواسطي عند أبي نعيم أيضًا (29). وداود ثقة، أما عمرو بن حكّام فضعيف بمَرَّة.
وأخرجه مرفوعًا أيضًا ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 24/ 190 من طريق إسحاق بن وهب البخاري، عن الصلت بن بَهرام، عن الشعبي به وإسحاق ليس بذاك، قال الخليلي في "الإرشاد" 3/ 954: تَعرِف وتُنكِر.
هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه لتوقيف أصحاب شُعْبة هذا الحديثَ على أبي موسى، وإنما أَجمعوا على سَنَدِ حديث شعبة بهذا الإسناد:"ثلاثةٌ يُؤتَونَ أَجرَهم مرَّتين"، وقد اتفقا جميعًا على إخراجه
(1)
.
3221 -
أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ببغداد، حدثنا إسحاق بن الحسن الحَرْبي، حدثنا أبو حُذَيفة، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن الحَكَم، عن مقسَم، عن ابن عبَّاس:{وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ} فلا يحتاجُ إلى مالِ اليتيم {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 6] يأكلُ من ماله مثل أن يَقُوتَ حتى لا يحتاجَ إلى مال اليتيم
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3222 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا حامد بن محمود، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الدَّشتَكي، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن أبي إسحاق الشَّيباني، عن عِكْرمة عن ابن عبّاس في قوله:{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [النساء: 8]، قال: يُرضَخُ لهم، فإن كان في المال تقصيرٌ اعتُذِرَ إليهم
(3)
.
(1)
عند البخاري برقم (97) و (3011)، ومسلم برقم (154). ولفظه بتمامه:"ثلاثةٌ يُؤتَون أجرَهم مرّتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيِّه، وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتَّبعه وصدَّقه، فله أَجران، وعبد مملوك أدَّى حقَّ الله تعالى وحقَّ سيّده، فله أَجران، ورجل كانت له أَمَةٍ فغَذَاها فأحسنَ غِذاءَها، ثم أدَّبها فأحسنَ أدبَها، ثم أعتقَها وتزوَّجها، فله أجران".
(2)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي حذيفة: وهو موسى بن مسعود النَّهدي، وقد توبع. سفيان: هو الثوري، والحكم هو ابن عتيبة، ومقسم: هو ابن بُجْرة مولى ابن عبَّاس.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 3/ 869، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ"، ص 299 - 300 من طريقين عن سفيان، بهذا الإسناد.
(3)
إسناده حسن من أجل عمرو بن أبي قيس. أبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان الكوفي. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3223 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا جَرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس قال: لما أنزل الله: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام: 152]، و {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10]، قال: انطَلَق من كان عنده يتيمٌ فعَزَلَ طعامَه من طعامه وشرابَه من شرابه، فجعل يَفضُلُ الشيءُ من طعامه وشرابه فيُحبَس حتى يأكلَه أو يَفْسُدَ، فاشتدَّ ذلك عليهم، فذكروا ذلك للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} [البقرة:220]، فخَلَطوا طعامَهم بطعامِهم، وشرابَهم بشرابِهم
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3224 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا حامد بن محمود ابن حَرْب المقرئ، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَعودُني وأنا مريض في بني سَلِمة، فقلت: يا رسول الله، كيف أَقسِمُ مالي بين ولدي؟ فلم يردَّ عليَّ شيئًا، فنزلت {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} [النساء: 11]
(2)
.
= وأخرجه أبو داود في الناسخ والمنسوخ كما في "تهذيب الكمال" 15/ 209 عن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطبري في "تفسيره" 4/ 268 من طريق عنبسة بن سعيد، عن سليمان الشيباني، به.
(1)
خبر حسن، وقد سلف الكلام عليه برقم (2530)، وسيأتي مكررًا برقم (3278).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمرو بن أبي قيس، وقد توبع.
وأخرجه الترمذي (2096) عن عبد بن حميد، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح.=
قد اتفق الشيخان على إخراج حديث شُعبة عن محمد بن المنكَدِر في هذا الباب بألفاظٍ غيرِ هذه، وهذا إسناد صحيح، ولم يُخرجاه.
3225 -
هكذا أخبرنا علي بن محمد بن عُقْبة الشَّيباني بالكوفة، حدثنا الهيثم ابن خالد، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا ابن عُيينة، عن عمرو بن دينار قال: سمعت محمدَ ابن طلحة بن يزيد بن رُكَانة يحدِّث عن عمر بن الخطاب قال: لَأن أكونَ سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثلاث، أحبُّ إلي من حُمْر النَّعَم: مَن الخليفةُ بعده؟ وعن قومٍ قالوا: نُقِرُّ بالزكاة في أموالنا ولا نؤدِّيها إليك، أيَحِلُّ قتالُهم؟ وعن الكَلَالة
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3226 -
وأخبرنا علي بن محمد بن عُقْبة حدثنا الهيثم بن خالد، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا ابن عُيينة قال: سمعت سليمان الأحوَل يُحدِّث عن طاووس قال: سمعتُ ابن عبَّاس قال: كنت آخر الناس عهداً بعمر، فسمعته يقول: القولُ ما قلتُ، قلت: وما قلتَ؟ قال: قلتُ: الكَلَالةُ مَن لا ولدَ له
(2)
.
= وأخرجه بنحوه البخاري (4577)، ومسلم (1616)(6)، والنسائي (6289) و (11025) من طريق ابن جريج، عن محمد بن المنكدر، به فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
أما رواية شعبة عن محمد بن المنكدر التي أشار إليها المصنف، فهي عند البخاري برقم (194) و (5676) و (6743)، ومسلم برقم (1616)(8). وهو عند أحمد في "مسنده" 22/ (14186)، وانظر تتمة تخريجه فيه.
(1)
رجاله ثقات إلّا أنه منقطع، محمد بن طلحة لم يدرك عمرَ بنَ الخطاب، وبهذا أعلَّه الذهبي في "تلخيصه". أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(19185)، وسعيد بن منصور في "سننه"(2932) عن سفيان بن عيينة بهذا الإسناد. وقرن عبد الرزاق بسفيان ابنَ جُريج.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(589)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 11/ 415، وسعدان بن نصر في "جزئه"(23) -ومن طريقه البيهقي 6/ 225 - ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. كرواية المصنف. =
هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3227 -
وأخبرنا علي بن محمد بن عُقْبة، حدثنا الهيثم بن خالد، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا سفيان، عن عمرو بن مُرَّة، عن مُرَّة، عن عمر قال: ثلاثٌ لأن يكونَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بينَّهم لنا، أحبُّ إليَّ من الدنيا وما فيها: الخِلافةُ، والكَلالةُ، والرِّبا
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3228 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي بمَرْو، حدثنا أحمد بن سيَّار، حدثنا محمد بن كَثير، حدثنا سفيان عن الأعمش، عن إسماعيل بن رَجَاء،
= وأخرجه كذلك الطبري في "تفسيره" 4/ 286 عن سفيان بن وكيع، وابن المنذر في "تفسيره"(1442) من طريق محمد بن الصباح، والطحاوي في "مشكل الآثار" 13/ 227 عن عيسى بن إبراهيم الغافقي، عن سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (19188) عن ابن عيينة، به -وزاد في آخره: حسبت أنه قال: ولا والد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 3/ 887 عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن ابن عيينة، به -وزاد: ولا والد؛ ولم يشك.
وهاتان الروايتان شاذّتان، والمحفوظ عن سفيان بدون قوله: ولا والد، وتابعه عليه هكذا ابنَ جريج عن ابن طاووس عن أبيه فيما سيأتي برقم (8046).
وأما ما رواه الشَّعبي عند عبد الرزاق (19191)، والدارمي (3015)، والطحاوي 13/ 230، وسميط بن عمير عند البيهقي 6/ 224، كلاهما عن عمر: أنَّ الكلالة مَن لا ولد له ولا والد. فإنه منقطع، فكلاهما لم يدرك عمر.
ثم إنَّ الإجماع قد انعقد عند أئمة الدِّين على أن الكلالة هو من لا ولد له ولا والد.
(1)
رجاله ثقات، إلّا أنه منقطع، مرَّة -وهو ابن شراحيل- روايته عن عمر مرسلة. سفيان هنا: هو الثوري.
وأخرجه ابن ماجه (2727) من طريق وكيع عن سفيان -وهو الثوري- بهذا الإسناد.
وتابع سفيانَ عليه شعبةُ عند أبي داود الطيالسي (60)، والطحاوي في "مشكل الآثار" 13/ 224.
وأخرجه بنحوه البخاري (5588)، ومسلم (3032)، وأبو دارد (3669) من طريق الشعبي، عن ابن عمر، عن أبيه عمر - وذكر فيه الجَدَّ بدل الخلافة.
عن عُمَير، عن ابن عبَّاس قال: حَرُمَ من النَّسب سبعٌ ومن الصِّهر سبعٌ، ثم قرأ هذه الآية:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ} هذا من النَّسَب، {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} [النساء: 23]، {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: 22]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
وله شاهد صحيح من رواية عكرمة:
3229 -
أخبرنيه أبو الحسن علي بن محمد بن عُقْبة، حدثنا الحسن بن علي بن عفَّان العامري، حدثنا الحسن بن عَطيَّة
(2)
، حدثنا علي بن صالح، عن سِمَاك، عن عِكْرمة عن ابن عبَّاس قال: حَرُمَ سبعٌ من النَّسب، وسبعٌ من الصِّهْر
(3)
.
(1)
إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وعمير: هو مولى ابن عبَّاس.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(10808)، والطبري في "تفسيره" 4/ 320، والطحاوي في "مشكل الآثار" 12/ 200، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 3/ 911 و 914، والطبراني في "الكبير"(12222) من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5105) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان -وهو الثوري- عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس. فكان الأَولى بالحاكم عدم استدراكه.
(2)
زاد هنا في نسخنا الخطية حدثنا علي بن عطية، وهي زيادة مقحمة.
(3)
خبر صحيح وهذا إسناد حسن، سماك -وهو ابن حرب- وإن كان في روايته عن عكرمة اضطراب، قد توبع.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 4/ 320، والجصاص في "أحكام القرآن" 3/ 64، والطبراني في "الكبير"(11772) من طريقين عن علي بن صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (11956) من طريق نعيم بن حماد، عن عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذّاء، عن عكرمة به وانظر ما قبله.
3230 -
أخبرنا الحسن بن يعقوب بن يوسف العَدْل، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدثنا شُعبة، عن أبي حَصِين، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس: أنه قال في هذه الآية {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 24]، قال: كلُّ ذاتِ زوج إتيانُها زناً إِلَّا ما سُبِيَت
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3231 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا النَّضْر بن شُميل، أخبرنا شعبة، حدثنا أبو مَسلَمة، قال: سمعت أبا نَضْرة يقول: قرأتُ على ابن عبَّاس {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} [النساء: 24]، قال ابنُ عبَّاس:(فما استَمتَعْتُم به مِنهُنَّ إلى أَجَلٍ مُسمًّى)، قال أبو نَضْرة: فقلت: ما نقرؤُها كذلك، قال ابن عبَّاس: واللهِ لَأَنزَلَها اللهُ كذلك
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3232 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدثنا الفضل بن عبد الجبار، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، حدثنا نافع بن عمر، قال: سمعت، عبد الله
(1)
إسناده قوي. أبو حَصين: هو عثمان بن عاصم الأسدي.
وأخرجه البيهقي 7/ 167 عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 5/ 1 من طريق إسرائيل، عن أبي حصين، به.
(2)
إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وأبو مسلمة: هو سعيد بن يزيد بن مسلمة الأزدي، وأبو نضرة: هو منذر بن مالك بن قِطعة العبدي.
وأخرجه الطبري في "تفسير" 5/ 12 - 13، وابن أبي داود في "المصاحف"(218) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري أيضًا 5/ 12 من طريق داود بن أبي هند، عن أبي نضرة به.
ثم قال الطبري تعليقًا على هذه القراءة: هي بخلاف ما جاءت به مصاحفُ المسلمين، وغيرُ جائز لأحد أن يُلحق في كتاب الله تعالى شيئًا لم يأت به الخبرُ القاطعُ العُذرَ عمَّن لا يجوز خلافُه.
ابن أبي مَلَيكة يقول: سُئِلت عائشةُ عن مُتْعة النساء، فقالت: بيني وبينكم كتابُ الله، قال: وقرأَتْ هذه الآية: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: 5 - 6]، فمَنِ ابْتَغَى وراءَ ما زَوَّجه الله أو مَلَّكَه فقد عَدَا
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3233 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو البَخْتَري عبد الله بن محمد بن شاكر، حدثنا أبو عبد الله محمد بن بِشْر العَبْدي، حدثنا مِسعَر بن كِدام، عن مَعْن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال: إنَّ في سورة النساء لخمسَ آيات ما يَسُرُّني أنَّ لي بها الدنيا وما فيها: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40]، و {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء: 31]، و {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:48]، و {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: 64]
(2)
، قال عبد الله: ما يَسُرُّني أَنَّ لي بها
(1)
إسناده صحيح. وسيأتي مكررًا برقم (3526).
وأخرجه البيهقي 7/ 206 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(479 - بغية الباحث)، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 10/ 116 عن بشر بن عمر عن نافع بن عمر الجمحي، به.
وأخرج معناه أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ"(131) من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة.
(2)
زاد بعد هذا في المطبوع: و {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء:110]، وهذا ثابت في غير رواية الحاكم، أما روايته فالصواب -كما في نسخنا الخطية- أنه لم ترد فيها هذه الآية الخامسة، والدليل على ذلك أنَّ البيهقي في "شعب الإيمان"(2202) روى هذا الخبر عن شيخه أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد دون ذكرها، ثم قال في آخر =
الدنيا وما فيها
(1)
.
هذا إسناد صحيح إن كان عبدُ الرحمن سمع من أبيه، فقد اختُلِفَ في ذلك.
3234 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، أخبرنا قَبِيصة، حدثنا سفيان، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن أم سَلَمة، أنها قالت: يا رسول الله، أيغزُو الرجالُ ولا نَعْزُو ولا نقاتلُ فتُستشهَدَ، وإنما لنا نصفُ الميراثِ؟ فأنزل الله {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 32]
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين إن كان سمع مجاهدٌ من أم سلمة
(3)
.
3235 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الحميد الحارثي، حدثنا أبو أسامة، حدثني إدريس بن يزيد، حدثنا طلحة بن مُصرِّف،
= الخبر: وأظن الخامسة {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا
…
}.
(1)
إسناده صحيح، والراجح في عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود أنه سمع من أبيه قليلًا.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2202) عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 277، وسعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(659)، وابن المنذر في "تفسيره"(1673) و (1956)، والطبراني في "الكبير"(9069)، والبيهقي (2203) من طريق سفيان بن عيينة به.
(2)
رجاله ثقات إلّا أنَّ المحفوظ فيه عن مجاهد: أنَّ أم سلمة قالت؛ هكذا على وجه الإرسال.
قبيصة: هو ابن عقبة، وسفيان هو الثوري وابن أبي نجيح: هو عبد الله.
وأخرجه أحمد 44 / (26736)، والترمذي (3022) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، به. وقال الترمذي: هذا حديث مرسل، ورواه بعضهم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرسلًا: أنَّ أم سلمة قالت كذا وكذا.
وانظر ما سيأتي برقم (3602).
(3)
لم يصرِّح أحدٌ من أهل العلم بنفي سماعه منها، ولقاؤه لها وسماعه منها محتمل جدًا، إلَّا أنه لم يَرِد في شيء من الأسانيد تصريحُه بالسماع، وانظر كلام الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في هذه المسألة في تعليقه على "تفسير الطبري" برقم (9241).
عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ
(1)
أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} [النساء: 33]، قال: كان المهاجرون حين قَدِمُوا المدينةَ تُورَّثُ الأنصارَ دون ذوي القُربَى، رحمةً للأخوَّة التي آخى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بينهم، فلما نزلت:{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} [النساء: 33]، قال: فنَسَخَتها (وَالَّذِينَ عاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) من النَّصر والنَّصيحة
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين .....
(3)
.
3236 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا أبو خالد الأحمر، حدثنا سعد بن طارق أبو مالك الأشجَعي، حدثنا رِبْعيُّ بن حِرَاش، عن حُذيفة قال:"أُتِيَ الله بعبد من عبادِه آتاه الله مالًا، فقال له: ماذا عملتَ في الدنيا؟ - قال: {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: 42]- فقال: ما عملتُ من شيء يا ربِّ إلَّا أنك آتيتني مالًا فكنتُ أبايع الناسَ، وكان من خُلُقي أن أيسِّرَ على المُوسِر وأُنظِرَ المُعسِرَ، قال الله: أنا أحقُّ بذلك منك، تَجاوَرُوا عن عبدي". فقال عُقْبة بن عامر الجُهَني وأبو مسعود الأنصاري: هكذا سمعنا من فِي رسول الله صلى الله عليه وسلم
(4)
.
(1)
هكذا في نسخ "المستدرك" الحاضرة بين أيدينا، وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر من السبعة، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي "عَقَدَتْ" بغير ألف. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 233.
(2)
إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه البخاري (458) و (6747)، وأبو داود (2922)، والنسائي (6384) و (11037) من طرق عن أبي أسامة بهذا الإسناد. واستدراك الحاكم له ذهولٌ منه رحمه الله.
(3)
هنا بياض في النسخ الخطية، ومكانه في المطبوع: ولم يخرجاه.
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل أبي خالد الأحمر -وهو سليمان بن حيان- وقد توبع. وأخرجه مسلم (1560)(29) عن أبي سعيد الأشج، عن أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهول منه. =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه!
3237 -
أخبرني أبو بكر بن أبي نصر المروَزي، حدثنا عبد العزيز بن حاتم، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن مُطرِّف، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس: أنَّ رجلًا سأله عن هذه الآية: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23]، وقال في آية أخرى:{وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: 42]، فقال ابن عبَّاس: أما قوله: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} فإنهم لما رأَوْا يومَ القيامة أنه لا يدخل الجنةَ إِلَّا أَهل الإسلام، قالوا: تعالَوا فلنَجحَدْ، فَخَتَمَ الله على أفواهِهم، فتكلَّمت أيديهم وأرجلُهم، فلا يَكتُمون اللهَ حديثًا
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3238 -
أخبرنا محمد بن علي بن دُحَيم الشَّيباني، حدثنا أحمد بن حازم الغِفاري، حدثنا أبو نُعيم وقَبِيصة قالا: حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، عن عليٍّ قال: دعانا رجلٌ من الأنصار قبل تحريم الخمر، فحَضَرَت صلاةُ المغرب، فتقدَّم رجلٌ فقرأ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فالتبس عليه، فنزلت:{لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} الآية [النساء:43]
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
وفي هذا الحديث فائدة كبيرة، وهي أنَّ الخوارج تَنُسب هذا السُّكرَ وهذه القراءةَ
= وأخرجه أحمد 28/ (18064) عن يزيد بن هارون، عن أبي مالك الأشجعي، به.
وأخرجه بنحوه أحمد 38/ (23353) و (23384) و (23463)، والبخاري (2077) و (2391) و (3451)، ومسلم (1560)، وابن ماجه (2420) من طرق عن ربعي بن حراش، به.
(1)
إسناده حسن من أجل عبد العزيز بن حاتم وعمرو بن أبي قيس. مطرف: هو ابن طريف.
وأخرجه الطبراني في "تفسيره" 5/ 94، وكذا ابن أبي حاتم 4/ 1274 و 8/ 2558 من طريقين عن عمرو بن أبي قيس، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده صحيح، ورواية سفيان -وهو الثوري- عن عطاء قبل الاختلاط، لكن اختُلف عليه فيمن أمهم في هذه الصلاة كما سيأتي بيانه عند الروايات (7406 - 7408).
إلى أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب دون غيره، وقد برَّأَه الله منها، فإنه راوي هذا الحديث!
3239 -
حدثنا أبو العبَّاس قاسم بن القاسم السَّيَّاري، حدثنا إبراهيم بن هلال، حدثنا علي بن الحسن بن شَقِيق، أخبرنا الحسين بن واقد، عن عمرو بن دينار، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس: أنَّ عبد الرحمن بن عَوْف وأصحابًا له أتَوُا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بمكة فقالوا: يا نبيَّ الله، كنا في عزٍّ ونحن مشركون، فلمَّا آمَنَّا صِرْنا أَذلَّةً! قال:"إني أُمِرْتُ بالعفو فلا تُقاتِلوا، فكُفُّوا"، فأنزل الله:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ} [النساء: 77]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
3240 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا أبو الجوَّاب، حدثنا عمّار بن رُزَيق، حدثنا عطاء بن السائب، عن أبي يحيى، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} قال: كان الرجل يأتي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فيُسلِمُ، ثم يَرِجعُ إلى قومه فيكون فيهم [وهم] مشركون، فيصيبه المسلمون خطأً في سَرِيَّة أو غَزَاة، فيُعتِق الرجلُ رَقَبةً، {وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} [النساء: 92] قال: يكون الرجلُ معاهدًا وقومه أهلُ عهدٍ فيُسلَّمُ إليهم دِيَتُه، ويُعتق الذي أصابه رقبةً
(2)
.
(1)
حديث قوي، وهذا إسناد حسن من أجل إبراهيم بن هلال وقد سلفت ترجمته برقم (420)، وهذا الحديث سلف برقم (2408).
(2)
إسناده قوي. أبو الجوَّاب: هو الأحوص بن جوّاب، وأبو يحيى: هو زياد المكي الأعرج.
وأخرجه البيهقي 8/ 131 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 3/ 1033 عن أحمد بن منصور الرمادي، عن أبي الجوّاب، به. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3241 -
أخبرني إسماعيل بن محمد الفقيه بالرَّيّ، حدثنا محمد بن الفَرَج، حدثنا حَجَّاج بن محمد قال: قال ابن جُرَيج: أخبرني يَعلَى بن مُسلِم، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس:{إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى} [النساء: 102]، قال: نزلت في عبد الرحمن بن عَوْف كان جريحًا
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه!
3242 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني الزاهد، حدثنا إسماعيل ابن إسحاق، حدثنا سليمان بن حَرْب، حدثنا حمَّاد بن زيد
(2)
، عن الحَجّاج الصَّوّاف، عن أَيوب، عن أبي قِلَابة، عن أبي المُهلَّب قال: رحلتُ إلى عائشة في هذه الآية: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]، قالت: هو ما يُصيبُكم في الدنيا
(3)
.
3243 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا أبو الجوَّاب، حدثنا عمّار بن رُزَيق، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن
= وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 444، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الديات" ص 88، والطبراني في "الأوسط"(8174) عن معاوية بن هشام، عن عمار بن رزيق، به.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن الفرج -وهو أبو بكر الأزرق- وقد توبع. وأخرجه البخاري (4599)، والنسائي (11056) من طرق عن حجاج بن محمد، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
(2)
تحرَّف "زيد" في (ز) و (ص) و (ب) إلى: أيوب، ومكانه في (ع) بياض، والتصويب من "إتحاف المهرة" للحافظ ابن حجر (22997)، وهو كذلك على الصواب عند إسحاق بن راهويه في "مسنده".
(3)
إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو المهلَّب: هو الجرمي، مشهور بكنيته واختُلف في اسمه.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3565) عن سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
ابن عبَّاس في قوله عز وجل: {وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ} [النساء: 127]، في أول هذه السورة من المَواريث، كانوا لا يُورِّثون صبيًّا حتى يَحتلِمَ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3244 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر عن الزُّهري، عن سعيد بن المسيّب وسليمان بن يَسار، عن رافع بن خَدِيج: أنه كانت تحته امرأةٌ قد خَلَا من سِنِّها، فتزوَّج عليها شابةً، فآثر البِكَر عليها، فأبَتِ امرأتُه الأولى أن تَقِرَّ على ذلك، فطلَّقها تطليقةً حتى إذا بقي من أجَلِها يسيرٌ قال: إن شئتِ راجعتُكِ وصبرتِ على الأَثَرة، وإن شئتِ تركتُكِ حتى يَخلُوَ أجَلُكِ، قالت: بل راجِعْني أَصبِرْ على الأَثَرة، فراجعها، ثم آثَرَ عليها، فلم تَصبِرْ على الأَثَرة فطلَّقها الأخرى، وآثَرَ عليها الشابةَ. قال: فذلك الصلحُ الذي بَلَغَنا أنَّ الله أنزل فيه: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا} [النساء: 128]
(2)
.
(1)
إسناده قوي أبو الجوّاب: هو الأحوص بن جوّاب.
وأخرجه البيهقي 6/ 263 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده صحيح.
وهو في تفسير "تفسير عبد الرزاق" 1/ 175، وفي "مصنفه"(10653)، وهو في "المصنف" على صورة الإرسال: عن سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار أنَّ رافع بن خديج كان تحته امرأة
…
لكن سعيد وسليمان معروفان بالرواية عن رافع وقد سمعا منه، ومهما يكن من أمر فإنَّ مراسيل سعيد بن المسيب من أصحِّ المراسيل والجمهور على الاحتجاج بها. ومن طريق عبد الرزاق كرواية "المصنَّف" أخرجه الطبري في "تفسيره" 5/ 309.
وأخرجه بنحوه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 4/ 1081 من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن سعيد وسليمان: أنَّ رافع بن خديج
…
إلخ.
وأخرجه بنحوه أيضًا الشافعي في "الأم" 6/ 481، وسعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(701)، وابن أبي شيبة 4/ 202، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 75 و 296، و"معرفة السنن والآثار"(14501)، والواحدي في "أسباب النزول"(370)، و"التفسير الوسيط" 2/ 124 من =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3245 -
أخبرني أبو بكر الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو حُذيفة، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن ذرٍّ، عن يُسَيع
(1)
الكِنْدي قال: كنت عند علي بن أبي طالب فقال رجل: يا أمير المؤمنين، أرأيتَ قول الله تعالى:{فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النساء: 141]، وهم يقاتلونهم فيَظهَرون ويَقتُلون، فقال علي: ادنُهْ، ادنُهْ، ثم قال:{فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ} يومَ القيامة
(2)
{لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا}
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
= طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وحده: أنَّ ابنة محمد ابن مَسلمة كانت عند رافع بن خديج
…
فذكر نحوه.
وأخرجه كذلك مالك في "الموطأ" 2/ 548 - 549 عن ابن شهاب الزهري، عن رافع بن خديج: أنه تزوج بنت محمد بن مسلمة الأنصاري
…
إلخ. لكن لم يذكر فيه نزول الآية.
قوله: "قد خلا من سِنِّها" أي: مضى من عمرها سنين، يريد أنها كبرت.
(1)
في (ص) و (ع): أسيع، وكلاهما صواب قد قيل في اسمه.
(2)
هذا القول تفسير من علي رضي الله عنه أوضح فيه للسائل أنَّ هذا النفي إنما هو حاصل في يوم القيامة وليس في الدنيا.
(3)
إسناده حسن أبو حذيفة هو موسى بن مسعود النهدي، وهذا الخبر في "تفسير سفيان الثوري" بروايته برقم (228). ذر: هو ابن عبد الله الهمداني.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(81) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" 2/ (793) من طريق إسحاق بن الحسن، عن أبي حذيفة، به.
وأخرجه من طريق سفيان الثوري أيضًا عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 175، وكذا الطبري 5/ 333.
وأخرجه بنحوه الطبري في "تفسيره" 5/ 333، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 4/ 1095، والواحدي في "الوسيط" 2/ 130 - 131 من طرق عن الأعمش، به. ولم يسمِّ الطبري في أحد طرقه يسيعًا بل أبهمه.
3246 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى، حدثنا عبد الله بن الوليد، حدثنا سفيان، عن أبي حَصِين، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس:{وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} [النساء:159]، قال: خروجُ عيسى ابنِ مريمَ صلوات الله عليه
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3247 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، حدثنا أحمد ابن مِهران بن خالد الأصبهاني، حدثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بُرْدة، عن أبي موسى قال: أمَرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننطلقَ إلى أرض النَّجَاشي، فبلغ ذلك قريشًا، فبَعَثوا إلى عمرو بن العاص وعُمارة بن الوليد وجمعوا للنَّجاشي هدايا، فقَدِمْنا، وقَدِما على النَّجاشي، فأَتَوه بهديَّته فقَبِلَها وسجدوا له، ثم قال له عمرو بن العاص: إنَّ قومًا منا رَغِبُوا عن ديننا وهم في أرضك، فقال لهم النجاشي: في أرضي؟! قالا: نعم، قال: فبعث إلينا، فقال لنا جعفر: لا يتكلَّم منكم أحد، أنا خطيبُكم اليومَ.
فانتهينا إلى النجاشي وهو جالسٌ في مَجلسِه، وعمرُو بن العاص عن يمينه نه وعمارةُ عن يساره والقِسِّيسون من الرُّهبان جلوسٌ سِماطَين، فقال له عمرو وعمارة: إنهم لا يَسجُدون لك، فلما انتهَينا إليه زَبَرَنا من عندَه من القِسِّيسين والرُّهبان: اسجُدوا للملك، فقال جعفر: لا نسجدُ إلَّا لله، فقال له النجاشي: وما ذاك؟ قال: إنَّ الله بَعَثَ فينا رسولَه،
(1)
إسناده قوي. سفيان: هو الثوري، وأبو حصين: هو عثمان بن عاصم الأسدي.
وهو عند أبي حذيفة النهدي في "تفسير سفيان الثوري" عنه (229).
وقال فيه مكان قوله: "خروج عيسى": قبل موت عيسى، ومن طريق أبي حذيفة أخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" 10/ (250).
وأخرجه كذلك الطبري في "تفسيره" 6/ 18، وكذا ابن أبي حاتم 4/ 1114 من طريق عبد الرحمن ابن مهدي ووكيع، عن سفيان، به.
وهو الرسول الذي بَشَّرَ به عيسي {بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} ، فأمَرَنا أن نَعْبُدَ الله ولا نُشرِكَ به شيئًا، ونُقِيمَ الصلاة ونُؤتيَ الزكاة، وأمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكَر، قال: فأَعجَبَ الناسَ قولُه، فلما رأى ذلك عمرٌو، قال له: أصلَحَ اللهُ الملكَ، إنهم يخالفونك في عيسى ابن مريم، فقال النجاشي لجعفر: ما يقول صاحبُك في ابن مريم؟ قال: يقول فيه قولَ الله: هو رُوحُ الله، وكلمتُه، أخرجه من البَتُول العذراء لم يَقرَبْها بشرٌ، قال: فتناول النجاشيُّ عودًا من الأرض فرفعه فقال: يا معشرَ القِسِّيسينَ والرُّهبان، ما يزيدُ هؤلاء على ما تقولون في ابن مريم ما يَزِنُ هذه، مرحبًا بكم، وبمن جئتم من عندِه، فأنا أشهدُ أنه رسول الله، وأنه الذي بَشَّر به عيسى ابنُ مريم، ولولا ما أنا فيه من المُلْك لأتيتُه حتى أَحمِلَ نَعلَيهِ، امكُثوا في أرضى ما شئتم، وأَمر لهم بطعام وكِسْوة، وقال: رُدُّوا على هذَينِ هديَّتَهم
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه، وإنما أخرجته في هذا الموضع اقتداءً بشيخنا أبي يحيى الخفَّاف
(2)
، فإنه خرَّجه في قوله عز وجل: {لَنْ
(1)
خبر صحيح على وهمٍ في أوله، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن مهران الأصبهاني، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات، وظاهر هذا الخبر يدلُّ على أنَّ أبا موسى كان بمكة وأنه خرج مع جعفر إلى أرض الحبشة، قال البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 299: والصحيح عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسى (وهو مخرَّج عند البخاري: 3136، ومسلم: 2502): أنه بلغهم مَخرَجُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم باليمن فخرجوا مهاجرين في بضع وخمسين رجلًا في سفينة فألقتهم سفينتهم إلى النجاشي بالحبشة، فوافقوا جعفرَ بنَ أبي طالب وأصحابَه عنده، فأمرهم جعفر بالإقامة، فأقاموا حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن خيبر؛ فأبو موسى شهد ما جرى بين جعفر وبين النجاشي فأخبر عنه، ولعلَّ الراوي وَهِمَ في قوله: أمَرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننطلق، والله أعلم.
وأخرجه أبو داود (3205) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. واختصره ولم يسق لفظه بتمامه.
(2)
هو زكريا بن داود بن بكر النيسابوري أبو يحيى الخفاف، صاحب "التفسير الكبير"، توفي سنة 287 هـ. انظر "تاريخ الإسلام" للذهبي 6/ 751.
يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ} [النساء: 172].
3248 -
أخبرني الشيخ الفقيه أبو الوليد، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا إسحاق بن إبراهيم وفيَّاض بن زهير قالا: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن الزُّهري، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن قال: جاء ابنَ عبَّاس رجلٌ فقال: رجل تُوفِّي وترك ابنتَه وأختَه لأبيه وأمه، فقال: للابنة النصفُ وليس للأخت شيءٌ، ما بقي فهو لعَصَبَته، فقال له رجل: فإنَّ عمر بن الخطَّاب قد قَضَى بغير ذلك: جعل للابنة النصفَ وللأخت النصفَ، فقال ابن عبَّاس: أنتم أعلمُ أم الله؟
قال مَعمَر: فلم أدْرِ ما وجهُ ذلك حتى لَقِيتُ ابنَ طاووس، فذكرتُ له حديث الزهري، فقال: أخبرني أَبي: أنه سمع ابنَ عبَّاس يقول: قال الله: {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ} [النساء: 176]، قال ابن عبَّاس: فقلتم أنتم: لها النصفُ وإن كان له ولدٌ!
(1)
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
5 - سورة المائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
3249 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا بَحْر بن نصر الخَوْلاني، قال: قُرئَ على عبد الله بن وهب: أخبرك معاويةُ بن صالح، عن أبي الزاهريَّة، عن جُبير بن نُفير قال: حَجَجتُ فدخلتُ على عائشة، فقالت لي: يا جبيرُ، تقرأُ المائدة؟ فقلت: نعم، فقالت: أمَا إنها آخرُ سورة نزلت، فما وجدتُم فيها من حلالٍ، فاستَحِلُّوه،
(1)
إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه.
وأخرجه البيهقي 6/ 233 عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وقال البيهقي: والمراد بالولد هاهنا الابن.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19023)، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط"(6849).
وسيأتي برقم (8178) من طريق محمد بن نصر عن إسحاق بن إبراهيم.
وما وجدتُم فيها من حرامٍ، فحرِّموه
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه.
3250 -
حدثنا أبو العبَّاس، حدثنا بَحْر بن نصر قال: قُرئَ على ابن وهب: أخبرك حُيَيُّ بن عبد الله المَعافِري قال: سمعت أبا عبد الرحمن الحُبُلي يحدِّث عن عبد الله بن عَمْرو: أنَّ آخر سورةٍ نزلت سورةُ المائدة
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3251 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا محمد بن شاذانَ الجَوهَري، حدثنا مُعلَّى بن منصور، حدثنا ابن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن القعقاع بن حَكيم، عن سَلْمى أخت أبي رافع
(3)
، عن أبي رافع قال: أمَرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب، فقال الناس: يا رسول الله، ما أُحِلَّ لنا من
(1)
إسناده صحيح. أبو الزاهرية: هو حُدَير بن كُريب.
وأخرجه أحمد 42/ (25547)، والنسائي (11073) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.
(2)
صحيح بما قبله، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل حيي بن عبد الله. أبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وأخرجه الترمذي (3063) عن قتيبة بن سعيد، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد -وزاد فيه سورة الفتح. وقال: حديث حسن غريب.
(3)
تحرَّف في (ز) و (ب) لفظ "أخت" إلى: أخي، ومكانه في (ص) و (ع) بياض، ووقع في "السنن" للبيهقي 9/ 235 - وقد رواه عن المصنف-: أم أبي رافع، وهو خطأ، وفي أكثر المصادر التي خرَّجت الحديث: أم رافع، وقد جمع بينهما الحافظ ابن حجر في أثناء تخريجه للحديث في "إتحاف المهرة" (17710) فقال: عن سلمى أم رافع وهي أخت أبي رافع؛ وكأنه بهذا ذهب إلى أنَّ سلمى هذه غير سلمى زوج أبي رافع التي ترجم لها في "الإصابة في تمييز الصحابة" 7/ 709، وقد وقع في حديث رواه عبد الرحمن بن أبي رافع في "السنن" و"مسند أحمد" 39/ (23862) قال: عن عمَّته سلمى عن أبي رافع، وذكر حديثًا آخر. وعلى كلا الأمرين فإنَّ سلمى هذه لها صحبة، والله تعالى أعلم.
هذه الأُمَّة التي أمرتَ بقتلها؟ فأنزل الله: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ} [المائدة: 4]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3252 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفَّان العامري، حدثنا يحيى بن فَصِيل
(2)
، حدثنا الحسن بن صالح، عن سِمَاك بن حَرْب، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: إنما أُحِلَّت ذبائحُ اليهود والنصارى من أجل أنهم آمنوا بالتَّوراة والإنجيل
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3253 -
حدثنا أبو الحسن علي بن محمد القُرشي بالكوفة، حدثنا الحسن بن علي بن عفَّان العامري، حدثنا مُصعَب بن المقدام، حدثنا سفيان بن سعيد، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ} قال:
(1)
إسناده حسن، ومحمد بن إسحاق قد توبع.
وأخرجه البيهقي 9/ 235 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الروياني في "مسنده"(690) و (698)، والطبري في "تفسيره" 6/ 88 - 89، والطحاوي في "معاني الآثار" 4/ 57، والطبراني في "الكبير"(971) و (972)، والواحدي في "أسباب النزول"(383) من طرق عن موسى بن عبيدة الربذي، عن أبان بن صالح، به. وموسى بن عبيدة -وإن كان ضعيفًا- يُعتبر به.
وأصل هذا الحديث في قتل الكلاب قد روي من غير وجه عن أبي رافع كما هو مبيَّن في "مسند أحمد" 39/ (23865) و 45/ (27188).
(2)
تصحف في النسخ الخطية إلى: فضيل، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث (347).
(3)
إسناده حسن إن شاء الله.
وأخرجه البيهقي 9/ 282 عن أبي عبد الله الحاكم وآخر معه، بهذا الإسناد.
وأخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(13) عن سماك بن حرب، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11779) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن سماك، به.
وإسماعيل فيه ضعف لكنه متابع.
جعل منكم
(1)
أنبياء {وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} قال: المرأةُ والخادمُ {وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} [المائدة: 20] قال: الذين هم بين ظَهرانَيهِم يومئذٍ
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3254 -
حدثنا علي بن محمد القرشي، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا مُصعَب ابن المِقدام، حدثنا سفيان، عن سَلَمة بن كُهيل، عن مالك بن حُصَين، عن أبيه، عن عليٍّ في قوله تعالى:{رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا} [فصلت:29]، قال: إبليسُ، وابنُ آدمَ الذي قَتَل أخاه
(3)
.
(1)
هكذا في المطبوع، وهو الوجه، وفي "تلخيص الذهبي": جعل ومنكم! وفي النسخ الخطية: جعلكم ومنكم!
(2)
إسناده قوي. سفيان بن سعيد: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(4298) من طريق عبد الله بن محمد بن شاكر، عن مصعب ابن المقدام، بهذا الإسناد.
وأخرج آخره الطبري في "تفسيره" 6/ 170 من طريق عبد العزيز بن أبان، عن سفيان، به.
ويعني بقوله: "المرأة والخادم -وزاد في بعض الروايات: البيت-" أنه مَن مَلَك هذه الأشياء عُدَّ ملكًا.
(3)
خبر حسنٌ إن شاء الله بمجموع طرقه، وهذا إسناد ليِّن، فمالك بن حصين -وهو ابن عقبة الفَزَاري- تفرَّد بالرواية عنه سلمة بن كهيل، فهو في عداد المجاهيل.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 186، وابن أبي شيبة 9/ 364، والطبري في "تفسيره" 24/ 113 وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 49/ 47 من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
ولسفيان الثوري فيه إسنادٌ ثانٍ، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 9/ 363، والطبري 24/ 113 من طريق سفيان، عن أبي المقدام ثابت الحدّاد، عن حَبّة بن جُوين العُرَني، عن علي. وهذا إسناد فيه ضعف من جهة حبّة.
وله فيه إسناد ثالث، فقد أخرجه أبو حذيفة النهدي في "تفسير سفيان"(858) عنه، عن أبي إسحاق السَّبيعي، عن حَبّة العربي، عن علي.
وأخرجه الطبري 24/ 113 - 114 من طريق شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن أبي مالك أو ابن مالك، عن أبيه، عن علي. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3255 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشَّيباني، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، حدثنا مُحاضِر بن المورِّع، حدثنا الأعمش، عن أبي وائل، عن حُذَيفة: أنه سمع قارئًا يقرأ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: 35]، قال: القُرْبةَ، ثم قال: لقد عَلِمَ المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنَّ ابنَ أمِّ عبدٍ من أقربِهم إلى الله وسيلةً
(1)
.
3256 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السَّرِيّ بن خُزيمة، حدثنا سعيد ابن سليمان الواسطي، حدثنا عبَّاد بن العوَّام، حدثنا سفيان بن حسين، عن الحَكَم، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس قال: آيتانِ منسوختانِ من سورة المائدة: {فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ} [المائدة:42]، فأنزل الله عز وجل:{وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} [المائدة: 49]
…
(2)
.
= وسيأتي برقم (3688) من طريق محمد بن كثير عن سفيان.
(1)
إسناده حسن من أجل محاضر بن المورِّع أبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وسيأتي برقم (5461) من طريق أبي معاوية عن الأعمش دون ذكر الآية، وزاد في أوله: أشبه الناس هديًا وسمتًا ودلًّا بمحمد صلى الله عليه وسلم عبدُ الله بن مسعود
…
وانظر تخريجه هناك.
وابن أمِّ عبدٍ: هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(2)
هنا بياض في النسخ الخطية قدر نصف سطر، وقد جاء في هذا الحديث عند غير المصنف: أنَّ الآية الثانية المنسوخة من سورة المائدة هي آية القلائد.
والخبر إسناده صحيح. الحكم: هو ابن عُتيبة.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 4/ 1135، وأبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص 397، والطبراني في "الأوسط"(8482)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/ 248 - 249، و"معرفة السنن والآثار"(16983) و (18762)، والضياء المقدسي في "المختارة" 13 / (128) من طرق عن سعيد بن سليمان الواسطي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 6/ 246 عن محمد بن عمار، عن سعيد بن سليمان، به -إلّا أنه لم يذكر فيه ابن عبَّاس، ووقفه على مجاهد. وهذا طريق شاذّ في رواية سعيد بن سليمان الواسطي. =
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3257 -
حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همَّام قال: كنا عند حُذَيفة فذكروا {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، فقال رجل من القوم: إنَّ هذا في بني إسرائيل، فقال حذيفة: نِعمَ الإخوةُ بنو إسرائيل أن كان لكم الحُلوُ ولهم المُرُّ، كلَّا والذي نفسي بيده حتى تَحذُوا السُّنةَ بالسُّنةِ حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّة
(1)
.
= وأخرجه النسائي (6336) و (7181)، والضياء (129) من طريقين آخرين عن عباد بن العوام، بذكر ابن عبَّاس فيه.
وأخرجه أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ"(247)، والطبري في "تفسيره" 6/ 245 من طريق يزيد بن هارون، عن سفيان بن حسين، لم يذكر فيه ابنَ عبَّاس وجعله من قول مجاهد.
وكذلك رواه منصور بن زاذان عن الحكم عند أبي عبيد (244) والطبري 6/ 245 والنحاس ص 398، من قول مجاهد.
وأخرجه أبو عبيد (243) من طريق عطاء بن أبي مسلم الخراساني، وأبو داود (3590) من طريق يزيد النحوي عن عكرمة، كلاهما عن ابن عبَّاس. ورواه السُّدي عند عبد الرزاق في "مصنفه"(10010) وأبي عبيد (245) والطبري 6/ 245 والبيهقي 8/ 249 عن عكرمة من قوله.
وانظر التعليق على مسألة النسخ هذه في "سنن أبي داود"(طبعة دار الرسالة).
(1)
إسناده صحيح إسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وهمام: هو ابن الحارث النخعي.
وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "السنة"(65) عن إسحاق بن راهويه بهذا الإسناد.
وأخرجه محمد بن خلف وكيع في "أخبار القضاة" 1/ 39 - 40 من طريق عثمان بن محمد بن أبي شيبة، عن جرير، به.
وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 4/ 179 من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 191، وكذا الطبري 6/ 253، وابن أبي حاتم 4/ 1143، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" 2/ 737 من طريق سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي البختري، عن حذيفة. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3258 -
أخبرنا أحمد بن سليمان المَوصِلي، حدثنا علي بن حَرْب، حدثنا سفيان ابن عُيينة، عن هشام بن حُجَير، عن طاووس قال: قال ابن عبَّاس: إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفرًا يَنقُل عن المِلَّة؛ {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]؛ كفرٌ دونَ كفرٍ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
= وروي عن سفيان فيه إسناد آخر، فهو عند أبي حذيفة النهدي في "تفسير سفيان"(244)، ومن طريقه وكيع في "أخبار القضاة" 1/ 40 عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبو الطفيل، عن حذيفة. وأبو حذيفة النهدي وقع له في روايته عن سفيان أخطاء، ويغلب على ظننا أنَّ هذا منها.
والقُذَّة: واحدة القُذَذ، وهي ريش السَّهم، ومعنى "حذوَ القذة بالقذة" أي: كما تقدَّر كل واحدة منهما على قدر صاحبتها وتُقطَع، يُضرَب مثلًا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان. قاله ابن الأثير في "النهاية".
(1)
إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل هشام بن حُجير.
وأخرجه البيهقي 8/ 20 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(749)، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(569)، وأبو بكر الخلال في "السنة"(1419)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 4/ 1143، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" 2/ 736 من طرق عن سفيان بن عيينة، به -دون قوله:"إنه ليس كفرًا ينقل عن المِلّة، كفر دون كفر"، وجعل الإمام أحمد في روايته عن سفيان عند الخلال وابن بطة هذا القول دون قوله:"كفر دون كفر" من كلام سفيان نفسه.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 6/ 256، والمروزي (571) و (572)، وابن بطة 2/ 734 من طريق سفيان الثوري، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عبَّاس قال: هو به كفر، وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله. وإسناده صحيح.
ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 191 - ومن طريقه الطبري 6/ 256، والمروزي (570)، وابن أبي حاتم 4/ 1143، وابن بطة 2/ 736 - عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: سئل ابن عبَّاس عن هذه الآية، قال: هي كفر. قال ابن طاووس: وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله.
3259 -
أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السَّمّاك ببغداد، حدثنا عبد الملك ابن محمد الرَّقَاشي، حدثنا وَهْب بن جَرير وسعيد بن عامر قالا: حدثنا شعبة، عن سِماك بن حَرْب، قال: سمعت عِيَاضً
(1)
الأشعريَّ يقول: لمَّا نزلت {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هم قَومُك يا أبا موسى"، وأومأَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى أبي موسى الأشعريِّ
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3260 -
حدثنا عبد الصمد بن علي البزَّاز ببغداد، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا الحارث بن عُبيد، حدثنا سعيد الجُرَيري، عن
(1)
هكذا جاء في أصولنا الخطية بغير ألف مع أنه منصوب، على لغة من يكتب المنصوب بلا ألف، وانظر التعليق عند الحديث (1429).
(2)
إسناده إلى عياض حسن، وعياض قد اختُلف في صحبته، فإن لم يكن صحابيًا فهو تابعي مخضرم، وحديثه هذا مرسل، وقد رواه بعضهم عن سماك فجعله من رواية عياض الأشعري عن أبي موسى.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 32/ 33 من طريق الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 100، وابن أبي شيبة في "مسنده"(664)، و"مصنفه" 12/ 123، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2515)، والطبري في "تفسيره" 6/ 284، والطبراني في "الكبير" 17/ (1016)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5438)، و"أخبار أصبهان" 1/ 59، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 363، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 32/ 33 - 34 و 47/ 252 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الطبري 6/ 284، وابن أبي حاتم 4/ 1160، وابن عساكر 32/ 34 و 47/ 253 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث وأبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، عن سماك، عن عياض، عن أبي موسى الأشعري. فوصله بذكر أبي موسى.
وكذلك أخرجه موصولًا تمام الرازي في "فوائده"(1108)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 351، وابن عساكر 32/ 34 من طريق عبد الله بن إدريس الأودي، عن أبيه، عن سماك به.
ويشهد له حديث جابر مرفوعًا عند ابن أبي حاتم 4/ 160، والطبراني في "الأوسط"(1392)، وإسناده حسن.
عبد الله بن شَقيق، عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحرَسُ حتى نزلت هذه الآية: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67]، فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم رأسَه من القُبَّة، فقال لهم:"أيها الناسُ، انصَرِفوا، فقد عَصَمَني اللهُ"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3261 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفَّان، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن سِمَاك بن حَرْب، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة: 83]، قال: مع أُمَّة محمد صلى الله عليه وسلم وأُمَّتُه شَهِدُوا له بالبلاغ، وشَهِدوا اللرُّسل أنهم قد بَلَّغوا
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3262 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرير، عن منصور، عن أبي الضُّحى، عن مسروق قال: أُتِيَ عبدُ الله
(1)
رجاله ثقات غير الحارث بن عبيد الإيادي فإنه ضعيف يُعتبر به، وقد خالفه إسماعيل ابن عُليَّة عند الطبري 6/ 307 - 308، ووُهيب بن خالد عند ابن مردويه -كما في "تفسير ابن كثير"- فروياه عن سعيد بن إياس الجريري عن عبد الله بن شقيق مرسلًا لم يذكر فيه عائشة، وهو الصواب، فإنَّ ابن عُليَّة ووهيب ثقتان ثبتان.
وأخرجه الترمذي (3046) من طريقين عن مسلم بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وقال: حديث غريب، ثم أشار إلى الرواية المرسلة. وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/ 156: إسناده حسن، واختُلف في وصله وإرساله.
(2)
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب.
وأخرجه ابن المنذر في "تفسيره"(521) من طريق إسحاق بن راهويه، عن المؤمَّل ويحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 7/ 6، وكذا ابن أبي حاتم 2/ 660 و 4/ 1185، والطبراني في "الكبير"(11732)، والضياء المقدسي في "المختارة" 12/ (106) و (107) من طرق عن إسرائيل، به.
وأخرجه الطبري أيضًا 7/ 6 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عبَّاس.
بضَرْع، فقال للقوم: ادنُوا، فأخذوا يَطعَمُونه، وكان رجل منهم في ناحيةٍ، فقال عبد الله: ادنُ، فقال: إني لا أريده، فقال: لِمَ؟ قال: لأني حرَّمتُ الضَّرعَ، فقال عبد الله: هذا من خُطُوات الشيطان، فقال عبد الله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [المائدة: 87]، ادنُ فكُلْ وكفِّرْ عن يمينِك؛ فإنَّ هذا من خُطُوات الشيطان
(1)
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3263 -
حدثنا عبد الله بن جعفر بن دَرَسْتَوَيهِ النَّسَوَي من أصل كتابه لفظًا، حدثنا يعقوب بن سفيان الفَسَوي، حدثنا يحيى بن يعلى بن الحارث، حدثنا أَبي يعلى بنُ الحارث، عن غَيْلان بن جامع المُحارِبي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشَّعْبي، عن أبي موسى الأشعري: أنه شَهِدَ عنده رجلان نصرانيَّان على وصيَّةِ رجل مسلم مات عندهم، قال: فارتاب أهلُ الوصيَّة، فأَتَوْا بهما أبا موسى الأشعريَّ، فاستحلَفَهما بعد صلاة العصر بالله ما اشتَرَيا به ثمنًا ولا كَتَما شهادةَ الله إنا إذًا لمن الآثمِين.
قال عامر: ثم قال أبو موسى: والله إنَّ هذه لَقِصَّةٌ ..........
(2)
.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه البيهقي 7/ 354 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(772)، ومن طريقه الطبراني (8908) عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 198 - 199، و"مصنفه"(16042)، والطبراني (8907) من طريق سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(12443 - عوامة) من طريق الأعمش، عن أبي الضحى مسلم بن صُبيح، به -ولم يذكر فيه الآية، وبيَّن في روايته أنَّ الضَّرع ضرع ناقة.
(2)
هنا بياض في النسخ الخطية، ونقدِّر أن يكون مكانه من الكلام: لم تكن بعد الذي كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في رواية أبي داود، والله تعالى أعلم.
والخبر إسناده صحيح إن شاء الله. =
صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3264 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا هارون بن سليمان الأصبهاني، حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدي، حدثنا سفيان، عن سَلَمة بن كُهيل، عن عِمران بن الحكم، عن ابن عبَّاس قال: قالت قريشٌ للنبي صلى الله عليه وسلم: ادعُ اللهَ ربَّك أن يجعلَ لنا الصَّفا ذهبًا، ونُؤمِنَ بك، قال:"أوَتفعلون؟ " قالوا: نعم، قال: فدَعَا الله، فأتاه جبريل فقال:"إنَّ ربك يَقرأُ عليك السلامَ ويقول: إن شئتَ أصبح لهم الصفا ذهبًا، فمن كَفَرَ منهم عذَّبتُه عذابًا لا أعذِّبُه أحدًا من العالمين، وإن شئت فتحتُ لهم أبوابَ التوبة والرحمة" قال: "يا ربِّ، بابُ التوبةِ والرَّحمة"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
6 - تفسير سورة الأنعام
بسم الله الرحمن الرحيم
3265 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ وأبو الفضل الحسن بن يعقوب العَدْل قالا: حدثنا محمد بن عبد الوهاب العَبْدي، أخبرنا جعفر بن عَوْن، أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، حدثنا محمد بن المنكِدر، عن جابر قال: لما نزلت سورةُ الأنعام، سَبَّحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: "لقد شَيَّعَ هذه السورةَ من الملائكة ما سَدُّوا
(2)
الأُفُقَ"
(3)
.
= وأخرجه أبو داود (3605) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي: أنَّ رجلًا من المسلمين حضرته الوفاة
…
وذكر القصة.
وهذا القضاء من أبي موسى الأشعري على مقتضى الآية السادسة بعد المئة من سورة المائدة.
(1)
إسناده صحيح. وهو مكرر (175).
(2)
هكذا في النسخ الخطية -وكذا في أصول "شعب الإيمان" للبيهقي (2208) حيث رواه عن المصنف- على إثبات الواو التي هي علامة الفاعل المذكَّر المجموع، وهي لغة لبعض العرب وهم القائلون: أكلوني البراغيث. والجادَّة: سدَّ.
(3)
ضعيف بمرَّة، إسماعيل بن عبد الرحمن هذا ذهب المصنف إلى أنه السُّدِّي، فتعقّبه =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فإنَّ إسماعيل هذا: هو السُّدِّي، ولم يخرِّجه البخاري.
3266 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا
= الذهبي في "تلخيصه" بقوله: لا والله لم يدرك جعفرٌ السديَّ وأظن هذا موضوعًا، وعقَّب ابن حجر في "نتائج الأفكار" 3/ 230 على كلام الذهبي هذا فقال: لعله يريد إدراك السماع منه لا إدراك زمانه، فإنه وُلد سنة تسع ومئة، ويقال: سنة تسع عشرة، ومات السدي سنة تسع وعشرين ومئة، فعلى التقديرين كان يمكنه السماعُ منه، ولا سيما وهما في بلدة واحدة (يعني البصرة) لكن إنما طلب جعفرٌ العلمَ بعد الأربعين ومئة، والذي ظهر لي أنَّ اسم إسماعيل انقلب على بعض رواته، فقد أخرج الحديثَ المذكور عبدُ بن حميد في "تفسيره" -وهو أحد الحفاظ المتقنين- عن جعفر بن عون المذكور فقال: عن موسى بن عبيدة عن محمد بن المنكدر، فذكره مرسلًا ليس فيه جابر، وهذا أَولى.
قلنا: وهذا الطريق المرسل رواه أيضًا البيهقي في "شعب الإيمان"(2209) من طريق أبي عثمان البصري -وهو الإمام القدوة عمرو بن عبد الله بن درهم- عن محمد بن عبد الوهاب، عن جعفر بن عون، عن موسى بن عُبيدة، به. فرجع الحديث في رواية محمد بن عبد الوهاب إلى موسى بن عبيدة أيضًا، وموسى هذا: هو الرَّبَذي، والجمهور على تضعيفه.
وله شاهد من حديث أنس بن مالك موقوفًا عند الطبراني في "الأوسط"(6447)، والبيهقي في "الشعب"(2210). وفي إسناده أبو بكر أحمد بن محمد السالمي ولا يُعرف حالُه، وعمر بن طلحة الليثي وهو ليس بذاك القوي.
وآخر من حديث أسماء بنت يزيد موقوفًا، أخرجه الخِلَعي في "فوائده" ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" 3/ 228 - 229، وهو من رواية ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب عن أسماء، وليث وشهر ضعيفان، وهو عند إسحاق بن راهويه في "مسنده"(2298)، لكن جعله من رواية الليث عن شهر مرسلًا، فهذه علَّة أخرى للحديث.
وثالث عن ابن عبَّاس موقوفًا أيضًا عند ابن الضريس في "فضائل القرآن"(196) و (201) بإسنادين ضعيفين، الثاني منهما فيه شهر بن حوشب، وهو صاحب مناكير.
قلنا: ومع كل ذلك فقد ذهب الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" إلى تحسين هذه الأخبار ببعضها، ونظن ذلك تساهلًا منه رحمه الله، والله تعالى أعلم.
أبو بكر بن عيَّاش، عن أبي حَصِين، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس:{ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ} [الأنعام:2]، قال: هما أَجَلان: أجلٌ في الدنيا، وأجلٌ في الآخرة مسمًّى عنده لا يعلمُه إلَّا الله، وقوله:{وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ} [الأنعام: 7]، قال: مسُّوه ونَظَروا إليه ولم يؤمنوا به
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3267 -
حدثنا علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا محمد بن مَندَهُ الأصبهاني، حدثنا بكر ابن بكَّار، حدثنا حمزة بن حَبيب، عن حَبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قول الله عز وجل:{وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} [الأنعام: 26]، قال: نزلت في أبي طالب، كان يَنْهى المشركين أن يُؤْذُوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، ويتباعدُ عمَّا جاءَ به
(2)
.
3268 -
أخبرَناه أبو العبَّاس المحبُوبي، حدثنا أحمد بن سيَّار، حدثنا محمد بن كَثير، حدثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عمَّن سمع ابنَ عبَّاس يقول في قول الله عز وجل:{وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} ، قال: نزلت في أبي طالب، كان ينهى المشركين أن يُؤْذُوه ويَنْأَى عنه
(3)
.
(1)
إسناده حسن. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم الأسدي. وهذا الخبر انفرد به الحاكم.
(2)
إسناده ضعيف لضعف محمد بن منده الأصبهاني، وبكر بن بكار ليس بذاك القوي.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 2/ 340 - 341، والواحدي في "أسباب النزول"(426)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 66/ 323 من طريق أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.
(3)
إسناده ضعيف لإبهام الواسطة بين حبيب وابن عبَّاس. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 2/ 340 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
ومن طريق سفيان أخرجه أيضًا أبو حذيفة النهدي في "تفسير سفيان"(264)، وعبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 206، والطبري في "تفسيره" 7/ 173، وكذا ابن أبي حاتم 4/ 1276 - 1277.
وتابع سفيانَ على هذه الرواية بإبهام الواسطة: قيسُ بن الربيع عند الطبري 7/ 173، وابن عساكر 66/ 323، وذُكر قيس عند الطبري بكنيته وهي أبو محمد الأسدي. ووقعت روايته عند الطبراني في "الكبير"(12682) بإسقاط الواسطة المبهمة. وقيس بن الربيع فيه ضعف.=
حديث حمزة عن حبيب صحيحٌ على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3269 -
حدثني أبو بكر محمد بن عبد الله الحَفِيدُ، حدثنا الحسين بن الفضل، حدثنا محمد بن سابق، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن ناجيَةَ بن كعب الأَسَدي، عن علي قال: قال أبو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم: قد نعلمُ يا محمدُ أنك تَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصدُقُ الحديثَ، ولا نُكَذِّبُك ولكن نكذِّبُ بالذي جئتَ به، فأنزل الله عز وجل:{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام: 33]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3270 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبَّاد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن جعفر الجَزَري، عن يزيد ابن الأَصمِّ، عن أبي هريرة في قوله عز وجل:{أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} [الأنعام: 38]، قال: يُحشَر الخلقُ كلُّهم يومَ القيامة: البهائمُ والدوابُّ والطيرُ وكلُّ شيء، فيَبلُغُ من عَدْل الله أن يأخذَ للجَمَّاءِ من القَرْناء، ثم يقول: كُوني ترابًا، لذلك يقول الكافر:{يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} [النبأ: 40]
(2)
.
= وتابعهما حماد بن شعيب عند سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(874). وحماد هذا ضعيف.
(1)
ضعيف، فقد روي موصولًا ومرسلًا، والمرسل أصح كما قال الترمذي في "جامعه" والبخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير"(656) والدارقطني في "العلل" 4/ (474)، وناجية بن كعب فيه بعض جهالة. أبو إسحاق: هو السَّبيعي عمرو بن عبد الله.
وأخرجه الترمذي في "جامعه"(3064) من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، به موصولًا. ومعاوية صدوق له أوهام.
وخالفه عبد الرحمن بن مهدي عند الترمذي أيضًا (3064)، ويحيى بن آدم عند الطبري في "تفسيره" 7/ 182، وهما ثقتان حافظان، فروياه عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن ناجية ابن كعب: أنَّ أبا جهل
…
فذكره مرسلًا، وهو المحفوظ.
(2)
إسناده صحيح. =
جعفر الجَزَري هذا: هو ابن بُرْقان، قد احتَجَّ به، مسلم، وهو صحيح على شرطه، ولم يُخرجاه.
3271 -
أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو حذيفة، حدثنا سفيان، عن زياد بن عِلَاقة، عن زياد بن حَرمَلة قال: سمعت عليَّ بن أبي طالب يقرأ هذه الآية: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَ} [الأنعام: 82]، قال: هذه في إبراهيمَ وأصحابه ليس في هذه الأُمة
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
إنما اتَّفقا
(2)
على حديث الأعمش عن إبراهيم عن عَلقَمة عن عبد الله
(3)
: أنهم قالوا: يا رسول الله، وأيُّنا لم يَظلِمْ نفسَه، الحديثَ بطوله بغير هذا التأويل.
3272 -
أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشَّعْراني، حدثنا جدِّي، حدثنا عمرو بن عَوْن، حدثنا هُشيم، أخبرنا أبو بِشْر، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس
= وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/ 206، ومن طريقه أخرجه الطبري في "تفسيره" 7/ 188 - 189.
وأخرجه الطبري أيضًا من طريق محمد بن ثور، عن معمر، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 4/ 1286 من طريق كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، به.
وقصة الأخذ للشاة الجمّاء (وهي التي بلا قرون) من القَرْناء، قد رويت مرفوعة من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، وهو مخرَّج عند أحمد 12/ (7204)، ومسلم (2582)، وغيرهما.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو موقوفًا، سيأتي عند المصنف برقم (8931).
(1)
إسناده ضعيف لجهالة زياد بن حرملة فلم نقف له على ذكرٍ في شيء من كتب التراجم. أبو حذيفة: هو موسى بن مسعود النهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الطبري 7/ 259، وابن أبي حاتم 4/ 1333 من طريق قيس بن الربيع، عن زياد بن علاقة، بهذا الإسناد.
(2)
البخاري برقم (6937)، ومسلم برقم (124).
(3)
قوله: "عن عبد الله" سقط من (ز) و (ص) و (ع)، هو ثابت في (ب).
في قوله عز وجل: {وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} [هود: 6]، قال: المستقَرُّ: ما كان في الرَّحِم، مما هو حيٌّ ومما قد مات، والمستَودَع: ما في الصُّلْب
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3273 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا إبراهيم بن الحَكَم بن أبَان، حدثني أبي، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس أنه سُئِلَ: هل رأى محمدٌ ربَّه؟ قال: نعم، رأى كأنَّ قَدَميهِ على خَضِرةٍ دونَه سِترٌ من لؤلؤ، فقلت: يا أبا عبَّاس، أليس يقول الله:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103]؟ قال: يا لا أمَّ لك، ذاك نُورُه، وهو نورُه، إذا تجلَّى بنُورِه لا يُدرِكُه شيءٌ
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3274 -
أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن، أبو حُذيفة، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوَص، عن ابن مسعود:{وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا} [الأنعام:142]، قال: الحَمُولة: ما حَمَل من الإبل، والفَرْش: الصِّغار
(3)
.
(1)
إسناده صحيح. أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشيَّة.
وأخرجه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(892) عن هشيم، بهذا الإسناد.
وسيأتي نحوه في آخر الحديث رقم (3920) من طريق تميم الضبّي عن سعيد بن جبير.
(2)
إسناده ضعيف جدًا، إبراهيم بن الحكم متَّفق على ضعفه، وقال الذهبي في "تلخيصه": متروك.
وأخرجه بنحوه الترمذي (3279) من طريق سلم بن جعفر، عن الحكم بن أبان، بهذا الإسناد. دون ذكر القدمين والستر. وهذا الإسناد حسن.
وأخرج النسائي (11473) من طريق يزيد بن أبي حكيم، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس قال: إنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربَّه عز وجل. وسلف هذا من طريق آخر عن عكرمة برقم (218)، وانظر الكلام على مسألة الرؤية في التعليق على الحديث رقم (217).
(3)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي حذيفة -وهو موسى بن مسعود النهدي- وقد =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3275 -
حدثنا علي بن حَمْشاذ العَدْل، حدثنا بِشْر بن موسى، حدثنا عبد الله بن الزُّبير الحُمَيدي، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو بن دينار قال: قلت لجابر بن زيد
(1)
: إنهم يَزعُمون أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لحوم الحُمُر الأهلية زمنَ خيبر، قال: قد كان يقول ذلك الحَكَمُ بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن أَبَي ذلك البحرُ -يعني ابنَ عبَّاس- وقرأ {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} الآيةَ [الأنعام: 145].
وقد كان أهلُ الجاهلية يتركون أشياءَ تقذُّرًا، فأنزل الله عز وجل في كتابه وبيَّن حلالَه وحرامَه، فما أَحلَّ فهو حلال، وما حرَّم فهو حرام، وما سَكَتَ عنه فهو عَفْوٌ؛ ثم تلا هذه الآية:{قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ}
(2)
.
= توبع. سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك الأشجعي.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 62 و 63، وأبو عبيد في "الأموال"(969)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 5/ 1400 من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري أيضًا 8/ 63، وابن زنجويه في "الأموال"(1429) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، به. لكن بيَّن شعبة في رواية محمد بن جعفر عنه عند الطبري أنه إنما سمعه من سفيان الثوري عن أبي إسحاق.
(1)
في النسخ الخطية: لجابر بن عبد الله، وهو تحريف، وجاء على الصواب كما أثبتناه في "السنن الكبرى" للبيهقي 9/ 330 حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه، وهو كذلك في "مسند الحميدي"(859)، وكذا عند البخاري (5529) من روايته عن علي بن المديني عن سفيان: وهو ابن عيينة، وجابر بن زيد: هذا هو أبو الشعثاء البصري، أحد كبار تلامذة ابن عباس.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرج الشطر الأول منه أحمد 29/ (17861)، والبخاري (5529) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك أبو داود (3808) من طريق ابن جريج، عن عمرو بن دينار، به. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه بهذه السياقة.
3276 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عبَّاس: أنه سمع رجلًا يقول: الشرُّ ليس بقَدَر، فقال ابن عبَّاس: بينَنا وبينَ أهل القَدَر: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا} حتى بلغ {فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأنعام: 148 - 149]، قال ابن عبَّاس: والعَجْرُ والكَيْسُ من القَدَر
(1)
.
= وسيأتي عند المصنف برقم (6415) من طريق حماد بن زيد عن عمرو بن دينار.
والشطر الثاني منه -وهو قوله: قد كان أهل الجاهلية
…
إلخ- سيأتي عند المصنف برقم (7291) من طريق محمد بن شريك عن عمرو بن دينار، وفيه بيانُ أنه من قول ابن عباس رواه عنه أبو الشعثاء.
قلنا: الذي كان يأباه ابنُ عبَّاس رضي الله عنهما فيما يُروى من النهي عن لحوم الحمر الأهلية هو أنها محرَّمة لذاتها، فقد كان يتردَّد في سبب النهي كما روى البخاري في "صحيحه" (4227) من طريق الشعبي عنه قال: لا أدري أَنَهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم -أي: عن لحم الحُمر الأهليَّة يوم خيبر- من أجل أنه كان حَمُولةَ الناس فكره أن تذهب حمولتُهم، أو حرَّمه؟! وإلّا فالنهي عن لحومها قد جاء مرويًا عن عشرة من الصحابة غير الحكم أو أكثر، وكلها أحاديث صحيحة أخرجها الشيخان وغيرهما، وقد أزال هذا التردُّدَ الذي وقع لابن عبَّاس حديثُ أنس بن مالك عند البخاري (4198) و (5528) حيث جاء فيه مرفوعًا:"فإنها رِجْس"، وكذا الأمر بغسل الإناء من أثرها في حديث سلمة بن الأكوع عند البخاري أيضًا (4196)، وهذا حكم المتنجِّس، فيستفاد من هذين الحديثين تحريم أكلها، وهما دالَّان على تحريمها لعينها لا لمعنًى آخر، كما قال غير واحد من أهل العلم فيما نقله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 17/ 116، وانظر بقية كلامه هناك في الردِّ على الاستدلال بآية الأنعام.
(1)
إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(380) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه اللالكائي في "أصول الاعتقاد"(970) من طريق ابن شيرويه، عن إسحاق بن راهويه، =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3277 -
حدثنا بكر بن محمد الصَّيرَفي بمَرْو، حدثنا عبد الصمد بن الفضل، حدثنا مالك بن إسماعيل النَّهْدي، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خَليفة قال: سمعت ابن عبَّاس يقول: إِنَّ في الأنعام آياتٍ مُحكَماتٍ هُنَّ أُمُّ الكتاب، ثم قرأ:{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} إلى آخر الآية [الأنعام: 151]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3278 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا جَرِير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: لما أَنزل الله: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام:152]، و {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10]، انطَلَقَ من كان عنده يتيمٌ فعَزَلَ طعامَه من طعامِه، وشرابَه من شرابِه، فجعل يَفضُلُ الشيءُ من طعامه فيُحبَسُ له حتى يأكلَه أو يَفسُدَ، فاشتَدَّ ذلك عليهم، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ
= وهو في "جامع معمر" مقطَّعًا برقم (20073) و (20080).
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 5/ 1412، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" 3/ 278 و 4/ 166. ولم يذكر ابن أبي حاتم فيه قول ابن عبَّاس: العجز والكيس من القدر.
وأخرجه كذلك دون قول ابن عبَّاس في آخره: الفريابي في "القدر"(336) من طريق ابن المبارك، عن معمر، به. وأخرج قولَ ابن عبَّاس هذا برقم (305) من طريق ابن جريج عن عبد الله ابن طاووس.
وقوله: "العجز والكيس من القدر" روي مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر عند مسلم (2655) وغيره بلفظ: "كل شيء بقدر حتى العجز والكيس".
والكَيْس: ضد العَجْز، وهو النشاط والحِذْق بالأمور.
(1)
إسناده فيه لِين، كما سبق بيانه عند المصنف برقم (3175).
إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} [البقرة: 220]، فخَلَطُوا طعامَهم بطعامِهم، وشرابَهم بشرابِهم
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3279 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا محمد مَسلَمة الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان بن حسين، عن الزُّهْري، عن أبي إدريس، عن عُبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن يُبايعُني على هؤلاءِ الآياتِ"، ثم قرأ:{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 151] حتى خَتَمَ الآياتِ الثلاثَ "فمَن وَفَّى فأَجرُه على الله، ومَن انتَقَصَ شيئًا أدرَكَه اللهُ بها في الدنيا، كانت عقوبتَه، ومن أُخِّرَ إلى الآخرة، كان أمرُه إلى الله، إن شاء عذَّبه وإن شاء غَفَرَ له"
(2)
.
(1)
حديث حسن. وهو مكرر (3223).
(2)
حديث صحيح لكن بذكر آية بيعة النساء التي في الممتحنة برقم (12)، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن مسلمة فيه مقال لكنه متابع، وسفيان بن حسين -مع ثقته- في روايته عن الزهري ضعف باتفاق الكبار من أهل الحديث، وقد تفرَّد بذكر آية الأنعام في حديث الزهري، وهذا من أوهامه، فقد خالفه حفاظ أصحاب الزهري كسفيان بن عيينة عند أحمد (22678) والبخاري (4894)، ومعمر عند مسلم (1709)(42)، فنصَّا فيه على آية النساء التي في الممتحنة.
وأخرجه الشاشي في "مسنده"(1229) عن عيسى بن أحمد العسقلاني، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 5/ 1417 عن أحمد بن سنان الواسطي، كلاهما عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وعيسى وأحمد كلاهما ثقة.
وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(660) من طريق سعيد بن يحيى الواسطي، عن سفيان بن حسين، به. وأخرجه بنحوه أحمد 37/ (22678) و (22733)، والبخاري (18) و (3892) و (4864) و (6784) و (6801) و (7213)، ومسلم (1709)، والترمذي (1439)، والنسائي (7252) و (7736) و (11524) من طرق عن الزهري، به -وفي أوله عندهم:"بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا .... " وذكر ما في آية الممتحنة، ثم قال: "فمن وفَّى منكم
…
" وذكره، ومنهم من لم يشر =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه، إنما اتَّفقا جميعًا على حديث الزُّهري عن أبي إدريس عن عُبادة:"بايِعُوني على أن لا تُشرِكوا بالله شيئًا".
وقد روى سفيانُ بن حسين الواسطي كِلا الحديثين عن الزُّهري
(1)
، فلا ينبغي أن يُنسَبَ إلى الوهم في أحد الحديثين إذا جُمِعَ بينهما، والله أعلم.
3280 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا أبو بكر بن عيَّاش، حدثنا عاصم بن أبي النَّجُود.
وأخبرني الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حمَّاد بن زيد، حدثنا عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: خَطَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خَطًّا، ثم خَطَّ عن يمينِه وعن شمالِه خُطوطًا، ثم قال:"هذا سبيلُ الله، وهذه السُّبُلُ على كلِّ سبيل منها شيطان يَدعُو إليه" ثمَّ تلا: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]
(2)
.
= إلى الآية، ومنهم من قال: وقرأ آية النساء، ومنهم من قال: وقرأ الآية.
وأخرجه بنحوه أحمد (22670)، ومسلم (1709)(43)، وابن ماجه (2603)، وابن حبان (4405) من طريق أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن عبادة قال: أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أَخذ على النساء
…
وذكره.
وشكَّ خالد الحذّاء في روايته عن أبي قلابة عند أحمد (22668) فجعله من حديثه عن أبي أسماء الرحبي عن عبادة. والمحفوظ: أبو قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني.
وانظر حديث علي بن أبي طالب السالف برقم (13).
(1)
إنما هما حديث واحد كما هو ظاهر من سياقه، وهمَ سفيان بن حسين في ذكر آية الأنعام فيه كما سبق، والله تعالى أعلم.
(2)
إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وعبد الله: هو ابن مسعود رضي الله عنه.
وقد خالف الحاكمَ في الإسناد الأول لهذا الحديث الإمامُ المحدِّث المفسِّر أبو القاسم الحسن ابن محمد بن الحسن عند أبي إسحاق الثعلبي في "تفسيره" 1/ 121، فرواه عن أبي العبَّاس =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه، وشاهده لفظًا واحدًا حديثُ الشَّعْبي عن جابر من وجهٍ غير مُعتمَد
(1)
.
7 - سورة الأعراف
بسم الله الرحمن الرحيم
3281 -
حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السَّرِيُّ بن خُزيمة، حدثنا أبو نُعَيم، حدثنا سفيان عن الأعمش، عن المِنهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس:{وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ} [الأعراف:11]، قال: خُلِقوا في أصلاب الرجال، وصُوِّروا في أَرْحام النساء
(2)
.
= محمد بن يعقوب، فجعله من رواية زر بن حُبيش عن أبي وائل عن ابن مسعود، وكذلك وقع في رواية محمد بن إسحاق الصغاني عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عند ابن بطة في "الإبانة الكبرى" 1/ 293، وسلف عند المصنف برقم (2975) من رواية أحمد بن عبد الله بن يونس عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن ابن مسعود. ومهما يكن من أمر فإنَّ زرًّا وأبا وائل ثقتان جليلان من أصحاب ابن مسعود، فالخلاف عليهما لا يضر، ولعلَّ هذا الحديث -كما قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره"- عند عاصم عن زر وعن أبي وائل كلاهما عن ابن مسعود به، والله أعلم.
وأخرجه أحمد (7/ 4437) عن أسود بن عامر، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود.
وأما بالإسناد الثاني، فقد أخرجه أحمد (4142)، والنسائي (11109)، وابن حبان (6) و (7) من طرق عن حماد بن زيد به.
(1)
وذلك لأنَّ راويه عن الشعبي هو مجالد بن سعيد، وهو ضعيف عند جمهور المحدِّثين. وأخرجه من حديثه أحمد 23/ (15277) وابن ماجه (11).
(2)
إسناده صحيح. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(106) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وهو عند أبي حذيفة النهدي في "تفسير سفيان الثوري"(279).
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 5/ 1442 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3282 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرِير، عن الأعمش، عن حَبيب بن أبي ثابت، عطاء بن أبي رَبَاح، عن عبد الله بن عُمر
(1)
، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تُقبِّحوا الوجوهَ"، وذكر باقيَ الحديث
(2)
.
(1)
تحرّف في (ز) و (ص) و (ع) إلى: عمرو، والمثبت من (ب) و"تلخيص الذهبي"، وهو الصواب.
(2)
رجاله ثقات عن آخرهم إلّا أنَّ الإمام ابن خزيمة في كتاب "التوحيد" 1/ 87 قد أعلَّ حديث ابن عمر هذا -والذي تتمته: "فإنَّ آدم خُلق على صورة الرحمن"- بثلاث علل: إحداها: مخالفة سفيان الثوريِّ للأعمش في إسناده فأرسله ولم يقل: عن ابن عمر، وهو مخرَّج عنده - وصوَّب الإرسال أيضًا الدارقطني في "العلل" 13/ 188 - والثانية والثالثة بعنعنة كلٍّ من الأعمش وحبيب بن أبي ثابت، فلم يذكر الأعمش أنه سمعه من حبيب، ولا حبيب عُلم أنه سمعه من عطاء. وانظر تمام كلامه فيه على معناه، فإنه نفيس.
وأخرجه الآجري في "الشريعة"(725)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 14/ 101 من طريقين عن إسحاق بن إبراهيم -وهو ابن راهويه- بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(517) و (518)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(872 - بغية الباحث)، وعبد الله بن أحمد في "السنة"(498)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 85، والطبراني (13580)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" 7/ 244 و 260، والدارقطني في "الصفات"(45) و (48)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(716)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(640) من طرق عن جرير بن عبد الحميد، به. إلّا أنه وقع في روايتين من هذه الطرق عن جرير عند ابن أبي عاصم والدارقطني:"على صورته" بالإضافة إلى ضمير الغائب.
وقد روي من عدة وجوه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قاتل أحدكم أخاه، فليجتنب الوجه، فإنَّ الله خلق آدم على صورته" بالإضافة إلى ضمير الغائب، أخرجه أحمد 12/ (7323) ومسلم (2612) وغيرهما، انظر طرقه في تخريج "مسند أحمد"
وقد اختلف في الضمير في صورته على من يعود، انظر "فتح الباري" 8/ 167 - 168 ح (2559) و 10/ 13 ح (3326).
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3283 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا محمد بن رِبْح السَّمّاك، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان بن سعيد عن عُبيدٍ المُكْتِب، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: خَلَقَ الله أربعةَ أشياءَ بيده: العرشَ، وجنّاتِ عَدْنٍ، وآدمَ، والقلمَ، واحتَجَبَ من الخلق بأربعة: بنارٍ وظُلْمة، ونورٍ وظُلْمة
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3284 -
أخبرني عبد الصمد بن علي البزَّاز ببغداد، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الحميد الجُعْفي، حدثنا عبد العزيز بن أَبان، حدثنا سفيان الثَّوْري، عن عمرو ابن قيس المُلَائي، عن المِنهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: كان لباسُ آدمَ وحوَّاءَ مثل الظُّفر، فلما ذاقا الشجرةَ جعلا يَخصِفانِ عليهما من وَرَق الجنة، قال: ورقُ التِّين
(2)
.
(1)
إسناده صحيح وهو موقوف. عبيد المكتب: هو ابن مهران.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(693) عن محمد بن عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية"(118)، وفي "النقض على بشر المريسي" 2/ 761 - 762، والآجري في "الشريعة"(756)، وأبو الشيخ في "العظمة"(213) و (268)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" 7/ 300، واللالكلائي في "أصول الاعتقاد"(729) من طرق عن سفيان بن سعيد الثوري، به. وهو عند الأخيرين بتمامه، وعند الباقين مقطَّعًا.
وأخرج الشطر الأول منه الدارمي في "النقض على المريسي" 1/ 261 و 472 من طريق عبد الواحد ابن زياد، وأبو الشيخ (1018) من طريق شعبة، كلاهما عن عبيد المكتب، به.
(2)
إسناده ضعيف جدًا من أجل عبد العزيز بن أبان فإنه متروك، واتهمه بعضهم بالكذب، لكن لم ينفرد به عن سفيان، فقد تابعه عليه معاوية بن هشام -وهو صدوق- عند البيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 244 فرواه عن سفيان الثوري إلّا أنه قال فيه: أظنه عن عمرو بن قيس الملائي، وساق إسناده إلى ابن عبَّاس. فذكره على الشك.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 5/ 1459، وأبو الشيخ في "العظمة"(1047) من طريق أبي يحيى الحِمّاني، عن النضر، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس. وهذا إسناد ضعيف جدًا، النضر =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3285 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا أبو داود الطَّيالسي، حدثنا شُعْبة، عن سَلَمة بن كُهَيل قال: سمعت مُسلِمًا البَطِين يحدِّث عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: كانت المرأة تطوف بالبيت في الجاهلية وهي عُرْيانة وعلى فَرْجِها خِرقةٌ، وهي تقول:
اليومَ يَبدُو بعضُه أو كلُّهُ
…
وما بَدَا منه فلا أُحِلُّهُ
فنزلت هذه الآية: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ} [الأعراف: 32]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
3286 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عُقْبة الشَّيباني، حدثنا الهيثم بن خالد، حدثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا يونس بن أبي إسحاق، عن الشَّعْبي، عن صِلَة بن زُفَرَ، عن حُذَيفة قال: أصحابُ الأعراف قومٌ تجاوَزَت بهم حسناتُهم النارَ، وقَصَّرَت [بهم] سيئاتُهم عن الجنة، فإذا {صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأعراف: 47]، فبينما هم كذلك إذِ اطَّلَعَ عليهم ربُّك، فيقال لهم: قوموا ادخُلوا الجنةَ، فإني قد غَفَرتُ لكم
(2)
.
= -وهو ابن عبد الرحمن الخزّاز- متروك.
(1)
إسناده صحيح. أبو داود الطيالسي: اسمه سليمان بن داود، ومسلم البطين: هو ابن عمران أو ابن أبي عمران.
وأخرجه مسلم (3028)، والنسائي (3933) و (1118) من طريق محمد بن جعفر غُندَر، عن شعبة، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق. الهيثم بن خالد: هو ابن يزيد الكوفي ورّاق أبي نعيم والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(101) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 190 من طريق يحيى بن واضح ووكيع، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 5/ 1484 من طريق شيبان النحوي، ثلاثتهم عن يونس بن أبي إسحاق، به - ولم =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3287 -
أخبرني محمد بن علي الصنعاني بمكة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبَّاد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، عن أبي الزُّبير، عن جابر بن عبد الله قال: لما مَرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالحِجْر قال: "لا تَسأَلوا الآياتِ، فقد سألها قومُ صالح، فكانت
(1)
تَرِدُ من هذا الفجِّ وتَصدُرُ من هذا الفجِّ، فعَتَوْا عن أمرِ ربِّهم فعَقَروها، فأخذتهم الصَّيحةُ، فأَهمَدَ اللهُ مَن تحتَ السماءِ منهم إلَّا رجلًا واحدًا كان في حَرَمِ الله" قيل: مَن هو؟ قال: "أبو رِغَالٍ، فلمَّا خرج من الحَرَم أَصابَه ما أصاب قومَه"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3288 -
حدثنا علي بن حَمْشاذ العَدْل، حدثنا محمد بن غالب وهشام بن علي قالا: حدثنا عفَّان بن مسلم، حدثنا حمَّاد بن سَلَمة.
وأخبرني محمد بن علي بن بَكْر العَدْل -واللفظ له- حدثنا الحُسين بن الفضل، حدثنا سليمان بن حَرْب، حدثنا حمَّاد بن سَلَمة، أخبرنا ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم
= يذكروا فيه صلة بن زفر، ورواية وكيع مختصرة.
وأخرجه كذلك مختصرًا سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(955) و (956)، وهناد في "الزهد"(201)، والطبري 8/ 192 من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن عامر الشعبي، عن حذيفة.
(1)
يعني الناقة.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل ابن خثيم، وتابعه ابن جريج فيما سيأتي عند المصنف برقم (4114)، وأبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدرُس- صرَّح بسماعه من جابر هناك.
وأخرجه أحمد 22 / (14160) عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (3343) و (4114).
الحِجْر: ديار ثمود قوم صالح، وهي في وادي القُرى شمال المدينة المنوَّرة، تبعد عنها 350 كيلومترًا تقريبًا.
في قوله عز وجل: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: 143]، قال حمادٌ: هكذا؛ فوضع الإبهامَ على مفصل الخِنصِر، الأيمن، قال: فقال حُمَيدٌ لثابت: تُحدِّث بمثل هذا؟! قال: فضَرَبَ ثابتٌ صدرَ حُميد ضربةً بيده وقال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يحدِّثُ به، وأنا لا أحدِّثُ به؟!
(1)
هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
3289 -
أخبرني علي بن عبد الله الحَكِيمي ببغداد، حدثنا العبَّاس بن محمد الدُّوري، حدثنا سُرَيج بن النعمان، حدثنا هُشَيم، عن أبي بِشْر، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الخَبرُ كالمُعايَنةِ، إنَّ الله خَبَّر موسى بما صَنَعَ قومُه في العِجُل، فلم يُلقِ الألواحَ، فلما عايَنَ ما صَنَعوا أَلقى الألواح"
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3290 -
حدثني عُمر
(3)
بن محمد بن صفوان الجُمَحي بمكة في دار أبي بكر
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه الترمذي (3074) عن عبد الله بن عبد الرحمن -وهو الدارمي- عن سليمان بن حرب، بهذا الإسناد. وسلف برقم (66).
(2)
حديث صحيح ـ رجاله عن آخرهم ثقات إلّا أنَّ هشيمًا مع شهرة روايته عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية وسماعه منه، قد قال ابن عدي في حديثه هذا: يقال: إنه لم يسمعه من أبي بشر إنما سمعه من أبي عوانة عن أبي بشر فدلَّسه قلنا: وأبو عوانة -وهو وضّاح اليشكري- ثقة ثبت، وروايته عند المصنف برقم (3476) وغيره من غير طريق هشيم عنه، وهذه علّة غير قادحة.
وأخرجه أحمد 4/ (2447) عن سريج بن النعمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (6213) من طريق سريج بن يونس، عن هشيم، به.
وأخرج أوله أحمد 3 / (1842) عن هشيم، به.
(3)
في النسخ الخطية: عمرو، وهو خطأ، وقد تكرر عند المصنف في عدة مواضع على الصواب.
الصِّدّيق رضي الله عنه، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا حجَّاج بن مِنهال، حدثنا حمّاد بن سَلَمة، أخبرنا سِمَاك بن حَرْب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: أَتى هارونُ على السامِرِيِّ وهو يَصنَعُ العجلَ، فقال له: ما تصنعُ؟ قال: ما لا
(1)
يَنفَعُ ولا يضرُّ، فقال: اللهمَّ أَعطِه ما سألك [على ما]
(2)
في نفسِه، فلما ذهب قال: اللهمَّ إني أسألك أن يَخُورَ، فخار، فكان إذا سجد خارَ، وإذا رفع رأسَه خارَ، وذلك بدعوةِ هارون
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3291 -
أخبرنا أبو أحمد محمد بن إسحاق العَدْل، حدثنا أحمد بن نَصْر، حدثنا عمرو بن طلحة، حدثنا أسباط بن نَصْر الهَمْداني، عن إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّي، عن مُرَّة الهَمْداني، عن عبد الله بن مسعود أنه قال: إنَّ أصحاب العِجل قالوا: هطا سمقا ثا أزيه مزبا، وهي بالعربية: حِنطة حمراء قوية فيها شَعرة سوداء، فذلك قوله عز وجل:{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} [الأعراف: 162]، فلما أَبَوْا أن يَسجُدوا أمَرَ الله الجبل أن يَقَعَ عليهم، فنظروا إليه قد غَشِيَهم، فسَقَطَوا سُجَّدًا على شِقٍّ، ونظروا بالشِّق الآخر، فرَحِمَهم الله فكَشَفَه عنهم، فقالوا: ما سجدةٌ أحبَّ إلى الله من سجدةٍ كَشَفَ بها العذابَ عنكم، فهم يسجدون لذلك على
(1)
مكان قوله: "ما لا" في (ز) و (ص) و (ع) بياض، والمثبت من (ب).
(2)
ما بين المعقوفين ليس في أصولنا، وهو في مصادر التخريج كلها.
(3)
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب، والخبر، موقوف، ولعلَّه ممّا أخذه ابن عباس عن أهل الكتاب.
وأخرجه يحيى بن سلام في "تفسيره" 1/ 275، وآدم بن أبي إياس في "تفسير مجاهد" 1/ 400 - 401 كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد - وفيه عندهما: أَصنع ما يضر ولا ينفع.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" -كما في تفسير ابن كثير 5/ 303 - من طريق يزيد بن هارون، وأبو الحسن الخلعي في "الخلعيات"(427) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد ابن سلمة به. وفي رواية يزيد: أصنع ما يضر ولا ينفع.
شِقٍّ، وذلك قوله عز وجل:{وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ} [الأعراف: 171]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3292 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا جَرِير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا} [الأعراف: 155]، قال: دعا موسى فبَعَثَ الله سبعين، فجعل دعاءَه حين دعاه لمن آمن بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم واتَّبَعه قولَه:{فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ .. فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [الأعراف: 155 - 156]، والذين يتَّبعون محمدًا صلى الله عليه وسلم
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
حدثنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إملاءً في ذي الحِجّة سنة تسع وتسعين وثلاث مئة:
3293 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا الرَّبيع بن سليمان، أخبرنا الشافعي، أخبرني يحيى بن سُلَيم، حدثنا ابن جُرَيج، عن عِكْرمة قال: دخلتُ على ابن عبَّاس وهو يقرأ في المُصحَف قبل أن يذهب بصرُه وهو يبكي، فقلت: ما يبكيكَ يا أبا عبَّاس جعلني اللهُ فداكَ؟ قال: فقال: هل تعرفُ أَيْلةَ؟ قلت: وما أَيلةُ؟ قال: قريةٌ كان بها ناس من اليهود فحَرَّم الله عليهم الحيتان يوم السبت، فكانت حِيتانُهم
(1)
إسناده حسن، أسباط بن نصر والسُّدِّي صدوقان.
وأخرجه مختصرًا الطبري في "تفسيره" 1/ 303، وكذا ابن أبي حاتم 1/ 119 و 5/ 1596 من طريقين عن عمرو بن طلحة، بهذا الإسناد.
(2)
رجاله عن آخرهم ثقات، إلّا أنَّ عطاء بن السائب كان قد اختلط وسماع جرير منه -وهو ابن عبد الحميد- بعد الاختلاط، لكن تابعه عن عطاء على بعض هذا الخبر -وهو آخره- عمران ابن عيينة وحماد بن سلمة عند الطبري في "تفسيره" 9/ 82، وحماد ممّن سمع من عطاء قبل الاختلاط.
تأتيهم يومَ سَبتِهم، شُرَّعًا بِيضًا سِمانًا كأمثال المَخَاض بأفنِياتِهم وأبنِياتِهم
(1)
، فإذا كان في غير يوم السبت لم يَجِدُوها، ولم يُدرِكوها إلَّا في مَشَقَّة ومُؤْنة شديدة، فقال بعضهم لبعض، أو من قال ذلك منهم: لعلَّنا لو أخذناها يومَ السبت وأكلناها في غير يوم السبت، ففعل ذلك أهلُ بيتٍ منهم فأَخذوا فشَوَوْا فوَجَدَ جيرانُهم ريحَ الشِّواء، فقالوا: واللهِ -ما نُرَى أصاب
(2)
بني فلان شيءٌ، فأخذها آخرون، حتى فَشَا ذلك فيهم وكَثُر، فافترقوا فِرَقًا ثلاثًا: فِرقةً أكَلَت، وفرقةً نَهَتْ، وفرقةً قالت:{لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} [الأعراف: 164] فقالت الفرقة التي نهت: إنّا نُحذِّركم غضبَ الله وعقابه، أن يصيبكم بخَسْفٍ أو قَذفٍ أو ببعضِ ما عندَه من العذاب، والله لا نُبايِتُكم في مكان وأنتم فيه، وخرجوا من السُّور.
فغَدَوْا عليه من الغد، فضربوا بابَ السُّور فلم يُجِبْهم أحد، فأتَوْا بسَبَبٍ
(3)
فأَسنَدوه إلى السور، ثم رَقِيَ منهم راقٍ على السور، فقال: يا عبادَ الله، قِرَدةٌ واللهِ لها أذنابٌ تَعَاوَى، ثلاث مرات، ثم نزل من السور ففَتَح السور، فدخل الناس عليهم، فَعَرَفَت القردةُ أنسابها من الإنس ولم تعرف الإنسُ أنسابَها من القردة، قال: فيأتي القردُ إلى نَسيبِه وقريبِه من الإنس فيَحتَكُّ به ويَلصَقُ، ويقول الإنسان: أنتَ فلان؟ فيشير برأسه؛ أي: نَعَم، ويبكي، وتأتي القردةُ إلى نسيبها وقريبها من الإنس فيقول لها: أنتِ فلانة؟ فتشير برأسها؛ أي: نَعَم، وتبكي، فيقول لهم الإنس: أمَا إنَّا حذَّرناكم غضبَ الله
(1)
تصحف في المطبوع إلى: بأفنائهم وأبنيائهم. وأفنيات وأبنيات هما جمع الجمع لفناء وبناء، وجمعهما: أفنية وأبنية، قال الشيخ عبد الغني عبد الخالق رحمه الله في تعليقه على "أحكام القرآن" للبيهقي 2/ 174: أما "أفناء" فهو محرَّف قطعًا، لأنه اسم جمع يطلق على الخليط من الناس أو القبائل، وأما "أفنياء وأبنياء" فالظاهر أنهما محرَّفان، إلّا إن ثبت أنهما جمعا تكسير.
قلنا: والمَخاض: الحوامل من النُّوق، شبهها بها لعِظَمها.
(2)
في النسخ الخطية: ما نرى أصحاب، وهو تحريف، والمثبت من رواية البيهقي.
(3)
أي: بسُلَّم، كما وقع للبيهقي.
وعقابَه أن يصيبَكم بخَسْف أو مَسْخ أو ببعضِ ما عندَه من العذاب، قال ابن عبَّاس: فاسمَع الله يقول: {أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأعراف: 165]، فلا أدري ما فَعَلَت الفِرقةُ الثالثةُ.
قال ابن عبَّاس: فكم قد رأَينا من مُنكَرٍ، فلم نَنْه عنه! قال عكرمةُ: فقلت: ما ترى -جعلني اللهُ فداكَ- أنهم قد أَنكروا وكَرِهوا حين قالوا: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} ؟ فأَعجبه قولي ذلك، وأَمَرَ لي ببُردينِ غليظين فكَسانِيهِما
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3294 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي الشَّيباني بالكوفة، حدثنا أحمد
(2)
بن حازم الغِفَاري، حدثنا عُبيد الله بن موسى، حدثنا أبو جعفر عيسى بن عبد الله بن ماهانَ، عن الرَّبيع بن أنس، عن أبي العاليَةِ، عن أُبيِّ بن كعب في قوله عز وجل: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
(3)
وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} إِلى قوله: {أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه، ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- لم يسمع عكرمةَ مولى ابن عبَّاس فيما قاله ابن المديني.
وأخرجه البيهقي في "السن الكبرى" 10/ 92 - 93، و"معرفة السنن والآثار"(20819)، و"أحكام القرآن" 2/ 173 - 177 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات"(226) عن إسحاق بن إسماعيل، عن يحيى بن سليم الطائفي، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 240 - 242، ومن طريقه الطبري 9/ 94 - 95 عن ابن جريج قال: حدثني رجل عن عكرمة، به.
وروي قطعًا منه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 5/ 1598 و 1600 و 1601 من طريق عبد الله بن المبارك، أنه سمع أبا بكر الهُذَلي وابن جريج يحدثان عن عكرمة عن ابن عبَّاس. وأبو بكر الهذلي هذا أخباري متروك.
(2)
في (ز) و (ص) و (ع): حدثنا علي، وهو تحريف، والتصويب من (ب).
(3)
هذه قراءة نافع وأبي عمرو وابن عامر من السبعة، وقرأ الباقون:(ذريَّتَهم) بالإفراد. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 298.
فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [الأعراف: 172 - 173]، قال: جَمَعَهم له يومئذٍ جميعًا ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة فجعلهم أرواحًا، ثم صوَّرهم واستَنطَقَهم فتكلَّموا، وأَخذ عليهم العهدَ والميثاقَ {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} ، قال: فإني أُشهِدُ عليكم السماواتِ السَّبعَ والأَرَضينَ السَّبعَ، وأُشهِدُ عليكم أباكم آدمَ، أن تقولوا يومَ القيامة: لم نَعلَمْ، أو تقولوا: إنَّا كنا عن هذا غافلين، فلا تُشرِكوا بي شيئًا، فإني أُرسل إليكم رُسُلي يُذكِّرونكم عَهْدي ومِيثاقي، وأُنزل عليكم كُتُبي، فقالوا: نَشهَدُ أنك ربُّنا وإلَهُنا، لا ربَّ لنا غيرُك، ولا إلهَ لنا غيرُك
(1)
.
ورُفِعَ لهم أبوهم آدمُ، فنَظَرَ إليهم فرأى فيهم الغنيَّ والفقيرَ وحَسَنَ الصورةِ وغيرَ ذلك، فقال: ربِّ لو سوَّيتَ بين عبادك، فقال: إني أحبُّ أن أُشكَرَ، ورأى فيهم الأنبياءَ مثلَ السُّرُج، وخُصُّوا بميثاقٍ آخرَ بالرِّسالة والنُّبوة، فذلك قوله عز وجل:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} الآية [الأحزاب: 7]، وهو قولُه:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم:30]، وذلك قولُه:{هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى} [النجم: 56]، وقولُه:{وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} [الأعراف: 102]، وهو قولُه:{ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ} [يونس: 74]، كان في علمه يومَ أقرُّوا بما أَقرُّوا به مَن يُكذِّبُ به ومن يُصدِّقُ به.
فكان رُوحُ عيسى من تلك الأرواح التي أُخذ عليها الميثاقُ في زمن آدم، فأُرسِلَ ذلك الرُّوحُ إلى مريم حين {انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ
(1)
قوله: "ولا إله لنا غيرك" سقط من (ز) و (ص) و (ع)، وهو ثابت في (ب) وفي "القضاء والقدر" للبيهقي (66) حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه.
حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} إلى قوله: {مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ} [مريم: 16 - 21]، قال: حَمَلَت الذي خاطَبَها وهو روحُ عيسى عليه السلام.
قال أبو جعفر: فحدَّثني الربيعُ بن أنس، عن أبي العاليَة، عن أُبيِّ بن كعب قال: دَخَلَ مِن فيها
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3295 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشَّيباني، حدثنا حامد بن أبي حامد المقرئ، حدثنا إسحاق بن سليمان قال: سمعت مالكَ بن أنس يَذكُر.
وأخبرني أبو بكر بن أبي نَصْر، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، حدثنا عبد الله ابن مَسلَمة فيما قَرأ على مالك، عن زيد بن أبي أُنيسة، أنَّ عبد الحميد بن عبد الرحمن ابن زيد بن الخطَّاب أخبره عن مسلم بن يَسَار الجُهَني: أنَّ عمر بن الخطَّاب سُئِلَ عن هذه الآية: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
(2)
وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}، فقال عمر بن الخطَّاب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسُئِلَ عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَلَقَ اللهُ آدمَ، ثم مَسَحَ ظهرَه بيمينه فاستَخرَجَ منه ذُرِّيّةً، فقال: خلقتُ هؤلاءِ للجنَّة، وبعمل
(1)
إسناده حسن من أجل أبي جعفر -وهو الرازي- وقد توبع، تابعه عليه بطوله سليمان التيمي عن الربيع بن أنس عند الفريابي في "القدر"(53)، وإسناده قوي، فإنَّ الربيع صدوق لا بأس به.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "مسند أبيه" 35/ (21232) عن محمد بن يعقوب الربالي، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، به. والربالي مستور كما قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 25، لكن تابعه يحيى بن حبيب بن عربي عند الفريابي في "القدر" وهو ثقة. وتضعيف هذا الأثر عن أبي بن كعب في "المسند" بتحقيقنا لا يستقيم مع المتابعة المذكورة.
وآخر الخبر سيأتي مكررًا عند المصنف بإسناده هنا برقم (3452).
(2)
انظر التعليق على هذه القراءة في الحديث السابق.
أهلِ الجنة يَعمَلون، ثم مَسَحَ على ظهرِه فاستَخرَجَ منه ذُريةً، فقال: خلقتُ هؤلاءِ للنار وبعمل أهل النار يَعمَلون"، فقال رجل: يا رسول الله، ففِيمَ العملُ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله إذا خَلَقَ الرجلَ للجنَّة، استَعمَلَه بعمل أهل الجنة .. " الحديث
(1)
.
صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3296 -
حدثنا علي بن حَمْشاذ العَدْل، حدثنا بِشْر بن موسى الأَسَدي وعلي بن عبد العزيز قالا: حدثنا أبو نُعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلَمَ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لمَّا خَلَقَ اللهُ آدمَ مَسَحَ ظهرَه، فسَقَط من ظهره كلُّ نَسَمةٍ هو خالقُها إلى يوم القيامة أمثالَ الذَّرِّ، ثم جعل بين عينَيْ كلِّ إنسانٍ منهم وَبِيصًا من نور، ثم عَرَضَهم على آدم، فقال آدم: مَن هؤلاء يا رب؟ قال: هؤلاء ذُرِّيتُك، فرأى آدمُ رجلًا منهم أعجبَه وَبِيصُ ما بينَ عينيه، فقال: يا ربِّ، من هذا؟ قال: هذا ابنُك داود يكون في آخر الأُمم، قال آدم: كم جعلتَ له من العُمر؟ قال: ستين سنة، قال: يا ربِّ زِدْه من عُمري أربعين سنةً حتى يكون عمرُه مئة سنة، فقال الله عز وجل: إذًا يُكتَبَ ويُختَمَ فلا يُبدَّلُ، فلما انقضى عمرُ آدم جاءه مَلَكُ الموت لقَبْض روحه، قال: آدم: أوَلَم يَبْقَ من عمري أربعون سنة؟ قال له ملكُ الموت: أوَلَم تَجعَلْها لابنِك داود؟ قال: فجَحَدَ فجَحَدَت ذُرِّيتُه، ونَسِيَ فنَسِيَت ذريتُه، وخَطِئَ فخَطِئَت ذريتُه"
(2)
.
(1)
حسن لغيره، وإسناده ضعيف لانقطاعه كما سلف بيانه برقم (74).
(2)
إسناده فيه لين من أجل هشام بن سعد، وقد اختُلف عليه فيه:
فرواه عنه أبو نعيم -وهو الفضل بن دُكين- كما عند المصنف هنا، والترمذي في "جامعه"(3076)، وجعفر الفريابي في "القدر"(19)، فجعله من رواية زيد بن أسلم، عن أبي صالح ذكوان السمان، عن أبي هريرة.
وتابع أبا نعيم القاسمُ بنُ الحكم العُرَني عند أبي يعلى (6654)، وخلّادُ بنُ يحيى عند أبي محمد =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3297 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصَّنعاني بمكة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبَّاد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا الثَّوْري، عن الأعمشِ ومنصورٍ، عن أبي الضُّحَى، عن مسروق، عن عبد الله في قوله عز وجل:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} [الأعراف: 175]، قال: هو بَلعَم بن أبر
(1)
.
8 - سورة الأنفال
بسم الله الرحمن الرحيم
3298 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا العبَّاس بن محمد الدُّورِي، حدثنا وهب بن جَرير بن حازم، حدثني أبي قال: سمعت محمدَ بن إسحاق يقول:
= الفاكهي في "فوائده"(134).
ورواه عنه عبد الله بن وهب في كتابه "القدر"(8)، ومن طريقه الفريابي (20)، وأبو يعلى (6377)، فجعله من رواية هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وسئل أبو زُرعة عنه كما في "علل ابن أبي حاتم" (1757) فقال: حديث أبي نعيم أصح، وهمَ ابنُ وهب في حديثه.
قلنا: لم ينفرد به ابن وهب فقد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ 395 من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. إلَّا أنَّ عبد الرحمن ضعيف.
وسيأتي برقم (4177) من طريق أحمد بن مهران عن أبي نعيم، وانظر ما سلف برقم (215) و (216).
(1)
هكذا في نسخنا الخطية، وفي النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان: بلعم بن باعورا، وهو تحريف هنا، فقد أخرج الطبري هذا الخبر في"تفسيره" 9/ 191 و 120 من عدة وجوه عن منصور وقال فيه: بلعم بن أبر، على أنه قد وقع في بعض الآثار من سمّاه بلعم بن باعورا.
والخبر إسناده صحيح. منصور: هو ابن المعتمر، وأبو الضحى: هو مسلم بن صُبيح، وعبد الله: هو ابن مسعود. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/ 243.
وأخرجه النسائي (11129) من طريق شعبة، عن منصور وحده، بهذا الإسناد.
حدثني الحارث بن عبد الرحمن
(1)
، عن مكحول، عن أبي أُمامة، عن عُبادة بن الصامت قال: سألتُه عن الأنفال قال: فينا يومَ بدرٍ، نزلت، كان الناس على ثلاث منازلَ: ثُلُث يقاتل العدوَّ، وثلثٌ يَجمَع المَتاعَ ويأخذ الأُسارَى، وثلثٌ عند الخيمة يحرُسُون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فلما جُمِعَ المتاعُ اختَلفوا فيه، فقال الذين جمعوه وأَخذوه: قد نَفَّلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كلَّ امرِئٍ منّا ما أصاب، فهو لنا دونَكم، وقال الذين يقاتلون العدوَّ ويَطلُبونه: واللهِ لولا نحنُ ما أَصبتُموه، فنحن شَغَلْنا القومَ عنكم، وقال الحَرَس: واللهِ ما أنتم بأحقِّ به منا، لقد رأيتُنا إنْ نقاتل العدوَّ حين مَنَحَنا اللهُ أكتافَهم أن نأخذَ المتاعَ حين لم يكن أحد يَمنَع دونَه، ولكنّا خِفْنا غِرَّةَ العدوِّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمنا، دونَه، قال: فانتَزَعَها اللهُ من أيدينا فجعله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقَسَمَه على السَّوَاء لم يكن فيه يومئذٍ خُمُس، كان فيه تَقْوى الله وطاعتُه وطاعةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاحُ ذاتِ البَيْن
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3299 -
حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق، حدثنا أبو المثنَّى، حدثنا مسدَّد، حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت داود بن أبي هند يحدِّث عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من فعل كذا وكذا، أو أَتى مكانَ كذا وكذا، فله كذا
(1)
كذا وقع في نسخنا الخطية: الحارث بن عبد الرحمن، وهو وهمٌ في الرواية، أو خطأ من النسّاخ، فإنه مقلوب، والصواب: عبد الرحمن بن الحارث، كما سمَّاه كلُّ من خرَّج حديثه، وهو عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي.
(2)
إسناده حسن في المتابعات والشواهد إلّا أنَّ جرير بن حازم قصَّر في إسناده كما قال البيهقي في "سننه" 6/ 292، فإنَّ فيه بين عبد الرحمن بن الحارث ومكحول سليمان بن موسى الأشدق، وبين مكحول وأبي أمامة -وهو صُدَيّ بن عجلان- أبا سلّام ممطورًا الحبشي، كما سلف برقم (2640) من طريق إسماعيل بن جعفر عن عبد الرحمن بن الحارث وبرقم (2641) من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق، إلّا أنَّ ابن إسحاق لم يكن يذكر فيه أبا سلّام، وهو لا يتَّصل إلّا به. وانظر أيضًا الكلام على الإسناد عند الرواية رقم (2435).
وكذا"، فسَارَعَ الشُّبّانُ إلى ذلك وثَبَتَ الشيوخُ تحت الرايات، فلما فَتَحَ الله عليهم جاؤوا
(1)
الشُّبّانُ يطلبون ما جُعِل لهم، وقالت الشيوخ: إنا كنَّا رِدْءًا لكم وكنَّا تحتَ الرايات، فأنزل الله عز وجل:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3300 -
حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه، حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا إسرائيل، عن سِمَاك، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: لما فَرَغَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من القتلى قيل له: عليك العِيرَ، ليس دونَها شيءٌ، فناداه العبَّاسُ وهو في وَثَاقه: إنه لا يَصلُحُ لك، قال:"لِمَ؟ " قال: لأنَّ الله وَعَدَك إحدى الطائفتين، وقد أَنجَزَ لك ما وَعَدَك
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3301 -
أخبرنا محمد بن علي بن مَخلَد القاضي ببغداد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدَّورَقي، حدثنا يعقوب بن يوسف
(4)
السَّدُوسي، حدثنا شُعْبة، عن داود بن أبي هند، عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد الخُدْري في هذه الآية: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ
(1)
كذا في النسخ الخطية، وهي على لغة من يقول من العرب: أكلوني البراغيث.
(2)
إسناده صحيح. أبو المثنى: هو معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري.
وأخرجه النسائي (11133)، وابن حبان (5093) من طريقين عن المعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (2627) و (2912).
(3)
إسناده ضعيف، فقد انفرد به سِماك بن حرب عن عكرمة، وفي روايته عنه اضطراب، ومع ذلك فقد حسَّن الحديث الترمذي وجوَّد إسناده الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 3/ 556. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين.
وأخرجه أحمد 3/ (2022) و 5/ (2873) و (3001)، والترمذي (3080) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
(4)
هكذا وقع في النسخ الخطية، وهو مقلوب، والصواب: يوسف بن يعقوب.
يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ} [الأنفال: 16] قال: نَزَلَت فينا يومَ بدر
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3302 -
أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشَّعْراني، حدثنا جدِّي، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحِزَامي، حدثنا محمد بن فُلَيح، عن موسى بن عُقْبة، عن ابن شِهاب، عن سعيد بن المسيّب، عن أبيه قال: أقبَلَ أُبَيُّ بن خَلَف يومَ أُحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريده، فاعتَرَض له رجال من المؤمنين، فأَمَرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فخَلَّوا سبيلَه، فاستَقبَله مصعبُ بن عُمير أخو بني عبد الدَّار ورأَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تَرقُوَةَ أُبيٍّ من فُرْجةٍ بين سابغةِ الدَّرْع والبَيْضة، فطَعَنه بحَرْبته، فسقط أُبيٌّ عن فرسه ولم يَخرُجُ من طَعْنته دم، فكَسَرَ ضِلَعًا من أضلاعه، فأتاه أصحابه وهو يَخُور خُوَارَ الثَّور، فقالوا له: ما أَعجَزَك! إنما هو خَدْشٌ، فَذَكَرَ لهم قولَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بل أنا أَقتُلُ أُبيًّا"، ثم قال: والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأَهل ذي المَجَازِ لماتوا أجمعين؛ فمات أُبيٌّ إلى النار -فسُحقًا لأصحاب السَّعير- قبل أن يَقدَمَ مكةَ، فأنزل الله:{وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} الآية [الأنفال: 17]
(2)
.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل شيخ المصنف. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قِطعة.
وأخرجه النسائي (8600) و (11139) من طريق أبي زيد الهروي، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2648)، والنسائي (11140) من طريق بشر بن المفضَّل، عن داود بن أبي هند، به.
(2)
إسناده قوي.
وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(471) من طريق الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي أيضًا في "الدلائل" 3/ 211 - 212 عن أبي عبد الله الحاكم بإسناده هذا إلّا أنه لم يذكر فيه والد سعيد بن المسيب.
التَّرقوة: هي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق. =
صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3303 -
أخبرنا عبد الله بن الحسين القاضي، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن الزُّهْري.
وأخبرنا أحمد بن جعفر القَطِيعي -واللفظ له- حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أَبي، حدثني يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثني أَبي، حدثني صالح، عن ابن شهاب، حدثني عبد الله بن ثَعْلبة بن أبي صُعَير العُذْري قال: كان المستفتِحَ أبو جهل، فإنه قال حين الْتَقى القومُ: اللهمَّ أيُّنا كان أقطع للرَّحِم، وآتانا بما لا نَعرِف، فأَحِنْه الغَداةَ، فكان ذلك استفتاحَه، فأنزل الله:{إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} إلى قوله: {وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 19]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3304 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا جَرِير، عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24]، قال: يَحُول بين الكافر وبين الإيمان، ويَحُول بين المؤمن وبين المعاصي
(2)
.
= والبيضة: الخُوذة تُلبَس على الرأس.
(1)
إسناده صحيح، وعبد الله بن ثعلبة قيل: له صحبة، وقيل: بل رؤية. صالح: هو ابن كيسان.
وأخرجه أحمد 39/ (23661) عن يزيد بن هارون، بإسناده. وصرَّح ابن إسحاق عنده بالتحديث.
وأخرجه النسائي (11137) عن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم، عن عمه -وهو يعقوب بن إبراهيم- بإسناده.
(2)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد، وعبد الله بن عبد الله: هو الرازي مولى بني هاشم.
وأخرجه ابن بطة في "الإبانة" 4/ 159 من طريقين عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 5/ 1680، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(964 - 965)، والبيهقي في "القضاء والقدر"(326) من طريقين عن الأعمش، به.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3305 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن ابن ميمون، حدثنا أبو حُذَيفة، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، عن إسماعيل بن عُبيد بن رِفاعة، عن أبيه، عن جدِّه قال: جَمَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قُريشًا فقال: "هل فيكم من غيرِكم؟ قالوا: فينا ابنُ أختِنا وفينا حَليفُنا وفينا مَوْلانا، فقال: "حَليفُنا منَّا، وابنُ أختِنا منَّا، ومَوْلانا منَّا، إنَّ أوليائي منكم المتَّقون"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3306 -
حدثني أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السَّريُّ بن خُزيمة، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني يزيد بن أبي حَبيب، عن أبي الخير، عن عُقْبة بن عامر الجُهَني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] ألَا إنَّ القوةَ الرَّمْيُ"
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة إسماعيل بن عبيد بن رفاعة. أبو حذيفة: هو موسى بن مسعود النَّهدي، وسفيان: هو الثَّوري.
وأخرجه أحمد 31/ (18993) عن وكيع عن سفيان، بهذا الإسناد.
وسيأتي عند المصنف برقم (7128) بأطول ممّا هنا.
وقوله: "ابن أختنا منا، ومولانا منا" قد صحَّ من حديث أنس بن مالك بلفظ: "ابن أخت القوم من أنفسهم" و"مولى القوم من أنفسهم"، أخرجهما البخاري (6761) و (6762).
(2)
إسناده صحيح، إلّا أنَّ السَّريَّ بن خزيمة -وهو حافظ حُجّة- خولف في رفعه.
فقد رواه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي في "سننه"(2448)، وأبو الأزهر أحمد بن الأزهر عند البيهقي في "شعب الإيمان"(3989)، عن عبد الله بن يزيد المقرئ بهذا الإسناد. فوقفاه على عقبة بن عامر. والمحفوظ المرفوع.
فقد أخرجه أحمد 28/ (17432)، ومسلم (1917)، وأبو داود (2514)، وابن ماجه (2813)، وابن حبان (4709) من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي علي ثمامة بن شُفَي، عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه مرفوعًا أيضًا الترمذي (3083) من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن صالح بن كيسان، =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجه البخاري لأنَّ صالح بن كَيْسان أَوقَفَه
(1)
.
3307 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عبَّاس قال: إنَّ الرَّحِمَ لتُقطَعُ، وإنَّ النِّعمةَ لتُكفَرُ، وإن الله إذا قارَبَ بين القلوب، لم يُزحزِحْها شيءٌ؛ ثم قرأ:{لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} [الأنفال: 63]
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3308 -
حدثنا أبو بكر إسماعيل بن محمد الفقيه بالرَّيِّ، حدثنا أبو حاتم محمد ابن إدريس، حدثنا مالك بن إسماعيل النَّهْدي، حدثني محمد بن فُضَيل بن غَزْوان، عن أبيه.
وأخبرني أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، حدثنا يعلى بن عُبيد، حدثني فُضَيل بن غَزْوان قال: لَقِيتُ أبا إسحاق بعدما ذَهَبَ بصرُه، فقلت له: أتعرِفُني؟ فقال: إنِّي لَأعرِفُك
(3)
وأحبُّك، ثم قال: حدثني أبو الأَحوَص، عن عبد الله أنه قال: نزلت هذه الآيةُ في المتحابِّين في الله: {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} الآية
(4)
.
= عن رجل لم يسمِّه، عن عقبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(1)
كذا قال المصنف، ولم نقف على رواية صالح بن كيسان عند الترمذي وغيره إلّا مرفوعة.
(2)
إسناده صحيح. ابن طاووس: هو عبد الله. وقد سلف برقم (3218).
(3)
في (ز) و (ص): لا أعرفك، بالنفي، وهو. خطأ، والتصويب من (ع) و (ب)، وهو الموافق لما في المصادر التي خرَّجته كـ"الجعديات" للبغوي (401) و"الإخوان" لابن أبي الدنيا (14) و"تفسير ابن أبي حاتم" 5/ 1727.
(4)
إسناده صحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك الأشجعي. =
هذا لفظ حديث أبي حاتم.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3309 -
أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجِر، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: استشارَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الأُسارَى أبا بكر، فقال: قومُك وعشيرتُك، فخلِّ سبيلَهم، فاستشار عمرَ فقال: اقتُلهم قال: ففاداهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل:{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} إِلى قوله: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} [الأنفال: 67 - 69]، قال: فلَقيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عمرَ فقال: "كادَ أن يُصيبَنا في خِلافِك بَلاءٌ"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3310 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا محمد بن شاذان الجَوهَري، حدثنا زكريا بن عَدِيٍّ، حدثنا عبيد الله بن عمرو الرَّقِّي، عن زيد بن أبي أُنيسة، عن عمرو بن مُرَّة، عن خَيْثمة قال: كان سعد بن أبي وقَّاص في نفرٍ فذَكَروا عليًّا فشَتَمُوه، فقال سعد: مهلًا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنَّا أصَبْنا ذنبًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل:{لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال:68]، فأرجو أن تكون رحمةٌ من عند الله سَبَقَت لنا، فقال بعضهم: فوالله إنه كان يُبغِضُك ويُسمِّيك الأخنسَ، فضَحِكَ سعدٌ حتى استَعْلاه الضحكُ، ثم قال: أليس
= وأخرجه بنحوه النسائي (11146) من طريق حفص بن غياث، عن فضيل بن غزوان، به.
(1)
صحيح لغيره دون قوله: فلقي النبي صلى الله عليه وسلم عمر
…
إلخ، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل إبراهيم بن مهاجر -وهو البَجَلي- ففيه لين وقد انفرد بالحرف المشار إليه، وأصل الحديث قد صحَّ من رواية عمر نفسه عند مسلم في "صحيحه"(1763) من حديث ابن عبَّاس عنه.
وأما حديث إبراهيم بن مهاجر، فقد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 43 من طريق أحمد بن أبي سريج الرازي، عن عبيد الله بن موسى بهذا الإسناد.
قد يَجِدُ [المَرْءُ]
(1)
على أخيه في الأمر يكون بينَه وبينَه ثم لا يَبلُغُ ذلك أمانتَه، وذكر كلمةً أخرى
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
9 - سورة براءة
3311 -
حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، حدثنا محمد بن سعد العَوْفي، حدثنا رَوْح بن عُبادة، حدثنا عَوْف بن أبي جَميلة، عن يزيد الفارسي قال: حدثنا ابن عبَّاس قال: قلتُ لعثمان بن عفَّان: ما حَمَلَكم على أن عَمَدتُم إلى الأنفال وهي من المَثاني وإلى براءةَ وهي من المِئين، فقَرَنتُم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطرَ: بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، ووَضَعتُموها في السَّبع الطِّوَال، فما حَمَلَكم على ذلك؟ فقال عثمان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ممَّا يأتي عليه الزمانُ وهو يَنزِل عليه من السُّوَر ذواتِ العَدَد، قال: وكان إذا نَزَلَ عليه الشيءُ دعا بعضَ من يكتب له، فيقول:"ضَعُوا هؤلاء الآياتِ في السُّورة التي يُذكَرُ فيها كذا وكذا" فإذا نَزَلَت عليه الآية فيقول
(3)
: "ضَعُوا هذه في السورة التي يُذكَرُ فيها كذا وكذا"، وكانت الأنفالُ من أوائل ما نَزَلَت بالمدينة، وكانت براءةُ من آخر القرآن، وكانت قِصَّتُها شبيهةً بقصتِها، فظننتُ أنها منها، فقُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يُبيِّن لنا أنها منها، فلم أكتبْ بينهما سطرَ:
(1)
زيادة من "تلخيص الذهبي" لم ترد في نسخنا الخطية.
(2)
إسناده صحيح. خيثمة: هو ابن عبد الرحمن بن أبي سَبْرة.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في المطالب العالية للحافظ ابن حجر (4172) عن زكريا بن عدي، بهذا الإسناد. وصحَّحه الحافظ.
وأخرجه بنحوه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 5/ 1734 من طريق عبد الله بن جعفر الرقي، عن عبيد الله بن عمرو، به.
(3)
من قوله: "ضعوا هؤلاء" إلى هنا من (ز) وحدها، وقد جاء على حاشيتها مصححًا عليه.
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، فوضعتُها في السَّبْع الطُّوَل
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3312 -
فحدَّثَناه أبو بكر محمد بن عبد الله الحَفيد، حدثنا محمد بن زكريا بن دينار، حدثنا يعقوب بن جعفر بن سليمان الهاشمي، حدثني أَبي، عن أبيه، عن علي بن عبد الله بن عبَّاس قال: سمعت أَبي يقول: سألتُ عليَّ بن أبي طالب: لِمَ لَمْ يُكتَبْ في براءةَ: بسم الله الرَّحمن الرَّحيم؟ قال: لأنَّ "بسم الله الرَّحمن الرَّحيم" أمانٌ، وبراءةُ أُنزِلَت بالسَّيف ليس فيها أمانٌ
(2)
.
3313 -
حدثنا علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا محمد بن المغيرة السُّكَّري
(3)
، حدثنا القاسم بن الحَكَم العُرَني، حدثنا سفيان بن سعيد، عن الأعمش، عن عبد الله ابن مُرَّة
(4)
، عن عبد الله بن سَلِمة، عن حذيفة قال: ما تقرؤون رُبعَها -يعني: براءة- وإنكم تُسمُّونها سورةَ التوبة وهي سورةُ العذاب
(5)
.
(1)
قوله في آخره: "فوضعتها في السبع الطول" من (ز) وحدها من حاشيتها.
والخبر إسناده حسن، وقد سلف عند المصنف برقم (2911) من طريق هوذة بن خليفة عن عوف.
(2)
إسناده واهٍ، آفته محمد بن زكريا بن دينار، واتَّهمه الدارقطني بالوضع، وقال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (14530): إسناده ضعيف جدًا، ومحمد بن زكريا: هو الغَلّابي، وهو متروك.
وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(567) عن محمد بن زكريا، بهذا الإسناد.
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: اليشكري. والتصويب من "سير أعلام النبلاء" 13/ 383 وغيره من مصادر ترجمته، وهو صدوق لا بأس به.
(4)
كذا وقع في أصولنا من "المستدرك"، والمعروف بالرواية عن عبد الله بن سلمة هو عمرو ابن مرة لا عبد الله بن مرة، إلّا أنَّ الأعمش له رواية عنهما جميعًا، وكلاهما ثقة، ولعلَّ ما وقع عند المصنف هنا إما وهمٌ في الرواية أو خطأ من النُّسَّاخ، والله تعالى أعلم.
(5)
إسناده ضعيف، تفرَّد به عبد الله بن سلمة المرادي، وقد وقع له في أفراده مناكير، وانظر ترجمته فيما سلف عند الحديث (20). =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3314 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدثنا الفضل بن عبد الجبار، حدثنا النَّضْر بن شُميل، أخبرنا شُعبة، عن سليمان الشَّيباني، عن الشَّعْبي، عن المحرَّر بن أبي هريرة، عن أبيه قال: كنت في البَعْث الذين بَعَثَهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عليٍّ ببراءةَ إلى مكة، فقال له ابنه أو رجل آخر: فبِمَ كنتم تُنادُون؟ قال: كنا نقول: لا يَدخُلُ الجنةَ إلَّا مؤمنٌ، ولا يَحُجُّ بعد العام مشركٌ، ولا يطوفُ بالبيت عُرْيانٌ، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، عهدٌ، فإنَّ أَجَلَه أربعةُ أشهر، فناديتُ حتى صَحِلَ صوتي
(1)
.
= وأخرج أوله ابن أبي شيبة 10/ 509 عن عبد الله بن مهدي، عن سفيان بن سعيد ـ وهو الثوري -عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، به- دون قوله: وإنكم تسمُّونها
…
إلخ.
وأخرجه بتمامه الطبراني في "الأوسط"(1330) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن عمر بن سعيد -وهو الثوري أخو سفيان- عن الأعمش، عن عمرو بن مرة.
وأخرج الشطر الثاني منه في تسميتها: أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 241، وابن أبي شيبة 10/ 554 من طريق عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن حذيفة. وإسناده حسن.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل المحرَّر بن أبي هريرة، إلّا أنه وقع في روايته هنا نكارة من جهة قوله في الحديث:"ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فإنَّ أجله أربعة أشهر"، والصحيح أن أجله إلى أمَده بالغًا ما بلغ ولو زاد على أربعة أشهر، وذلك لقوله تعالى في سورة براءة:{فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ} ، وأما من لم يكن له عهد من المشركين، أو كان له عهد لكن ظَاهَر على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو نَقَض عهدَه قبل انقضاء مدته، فذلك أمدُه إلى أربعة أشهر، انظر "تفسير الطبري" 10/ 62 - 63، و"تفسير ابن كثير" 4/ 45.
ثم إنَّ النضر بن شميل -وهو ثقة- قد تفرّد بروايته عن شعبة عن سليمان الشيباني عن الشعبي، وخالفه جماعة فرووه عن شعبة عن المغيرة بن مقسم الضبِّي عن الشعبي كما سيأتي.
وأخرجه ابن راهويه في "مسنده"(517)، وابن زنجويه في "الأموال"(673) عن النضر بن شميل، بهذا الإسناد.
وسيأتي عند المصنف برقم (7542) من طريق وهب بن جرير وسعيد بن عامر، عن شعبة، عن مغيرة بن مقسم الضَّبِّي، عن الشعبي، به. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3315 -
حدثني أبو النضر محمد بن محمد الفقيه بالطابَرانِ، حدثنا عثمان بن سعيد الدارِمي، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، حدثنا الوليد بن مُسلِم، حدثنا هشام بن الغازِ، أخبرني نافع، عن ابن عمر: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وَقَفَ يومَ النَّحْر بين الجَمَرات في الحَجَّة التي حجَّ، فقال للناس:"أيُّ يومٍ هذا؟ " قالوا: هذا يومُ النَّحر، قال:"فأيُّ بلدٍ هذا؟ " قالوا: هذا البلدُ الحرام، قال:"فأيُّ شهرٍ هذا؟ " قالوا: الشهرُ الحرام، قال:"هذا يومُ الحجِّ الأكبَرِ، فدماؤُكم وأموالُكم وأعراضُكم عليكم حرامٌ، كحُرْمة هذا البلدِ في هذا اليوم" ثم قال: "هل بَلَّغتُ؟ " قالوا: نعم، فطَفِقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"اللهمَّ اشْهَدْ"، ثم وَدَّعَ الناسَ، فقالوا: هذه حجَّةُ الوداع
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة، وأكثرُ هذا المتن مخرَّج في
= وأخرجه كذلك أحمد 13/ (7977)، والنسائي (3935) من طريق محمد بن جعفر وعثمان ابن عمر، عن شعبة، عن مغيرة، عن الشعبي، به.
وأخرجه النسائي (3936)، وابن حبان (3820) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن الشعبي، به.
وأخرج بعضه -وهو: لا يحج .. ولا يطوف
…
- البخاري (369)، ومسلم (1347)، وأبو داود (1946)، والنسائي (3934) من طريق حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
ويشهد له بتمامه على الصواب حديثُ عليٍّ فيما سيأتي عند المصنف برقم (4437)، وإسناده حسن إن شاء الله.
قوله: "صحل صوتي" أي: بُحَّ.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه مختصرًا جدًا أبو داود (1945) عن مؤمل بن الفضل، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بطوله ابن ماجه (3058) من طريق صدقة بن خالد، عن هشام بن الغاز، به.
وعلَّقه مختصرًا البخاري بإثر (1742) من طريق هشام بن الغاز.
"الصحيحين"
(1)
إِلَّا قولَه: "إنَّ يومَ الحجِّ الأكبر يومُ النحر" مسنَدًا
(2)
، فإنَّ الأقاويل فيه عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم على خلافٍ بينهم فيه، فمنهم من قال: يومُ عَرَفة، ومنهم من قال: يومُ النَّحر
(3)
.
3316 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد، حدثنا أحمد بن مِهران، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا أبو جعفر الرازي.
وأخبرني عبد الرحمن بن حمدان الجَلّاب بهَمَذان، حدثنا إسحاق بن أحمد الخرَّاز، حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الرَّبيع بن أنس، عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم -قال:"مَن فارقَ الدنيا على الإخلاصِ لله وحدَه لا شريك له، وإقامِ الصلاة، وإيتاءِ الزكاة، فارَقَها واللهُ عنه راضٍ".
وهو دِينُ الله الذي جاءت به الرسلُ، وبَلَّغوه عن ربهم قبل هَرْجِ الأحاديث، واختلافِ الأهواء، وتصديقُ ذلك في كتاب الله:{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة: 5]، وقولُه عز وجل:{فَإِنْ تَابُوا} يقول: خَلَعوا الأوثانَ وعِبادتَها {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} ، وقال عز وجل في آية أخرى:{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة:11]
(4)
.
(1)
هو عند البخاري وحده برقم (1742) و (6043) من طريق عاصم بن محمد بن زيد العمري، عن أبيه، عن ابن عمر.
وفي الباب عن ابن عبَّاس عند أحمد 3/ (2036)، والبخاري (1739).
وعن أبي بكرة عند أحمد 34/ (20386)، والبخاري (4406)، ومسلم (1679).
(2)
يريد بقوله: "مسندًا" أي: مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
(3)
قال العلامة ابن القيِّم في "تهذيب سنن أبي داود" 2/ 406: والقرآن قد صرَّح بأنَّ الأذان يومَ الحج الأكبر، ولا خلاف أنَّ النداء بذلك إنما وقع يوم النحر بمِني، فهذا دليل قاطع على أنَّ يوم الحج الأكبر يومُ النحر.
(4)
إسناده حسن إن شاء الله من أجل أبي جعفر الرازي: وهو عيسى بن عبد الله بن ماهان. وحسَّنه الحافظ الذهبي في "معجم شيوخه" 2/ 36. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3317 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا محمد بن شاذان الجَوهَري، حدثنا محمد بن سابق، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن صِلَة بن زُفَر، عن حُذيفة:{فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ} [التوبة:12]، قال: لا عهدَ لهم، قال حذيفة: ما قُوتِلوا بعدُ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3318 -
وحدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حدثنا محمد بن شاذانَ، حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا أبو داود، حدثنا شُعبة، عن أبي بِشْر، عن مجاهد، عن ابن عمر:{فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} [التوبة: 12]، قال: أبو جهل بن هشام وأُمَيَّة بن خلف وعُتْبة بن رَبيعة وأبو سفيان بن حَرْب وسُهيل بن عمرو، وهم الذين نَكَثُوا عهدَ الله وهَمُّوا بإخراج الرسول من مكة
(2)
.
= وأخرجه أبو الحسن القطان في زياداته على "سنن ابن ماجه" بإثر الحديث (70) عن أبي حاتم الرازي، عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (70) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن أبي جعفر الرازي، به. وبيَّن في روايته أنَّ قوله فيه: "وهو دين الله
…
إلخ" من كلام أنس بن مالك وليس مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
(1)
إسناده قوي من أجل محمد بن سابق. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 22 و 108، والطبري في "تفسيره" 10/ 88، وكذا ابن أبي حاتم 6/ 1761 من طريقين عن زيد بن وهب، عن حذيفة -دون قوله:"لا عهد لهم"، وأخرج هذا الأخير الطبري 10/ 89 عن سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن سفيان وإسرائيل، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر موقوفًا عليه من تفسيره، وابن وكيع فيه ضعف.
(2)
إسناده صحيح. علي بن عبد الله: هو ابن المديني، وأبو داود: هو سليمان بن داود الجارود الطيالسي، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشيّة.
وأخرجه مختصرًا بذكر أبي سفيان فقط: ابن أبي حاتم في "تفسيره" 6/ 1761 عن يونس بن حبيب، عن أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد. وذكر فيه تصريح أبي بشر بسماعه له من مجاهد.
ورواه محمد بن جعفر عن شعبة عند الطبري في "تفسيره" 10/ 88 ولم يجاوز فيه مجاهدًا.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3319 -
حدثنا دَعلَج بن أحمد السِّجْزي، حدثنا أحمد بن بشر بن سعد المَرثَدي، حدثنا خالد بن خِدَاش، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن دَرَّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الرجلَ يَلزَمُ المسجدَ، فلا تَحرَّجُوا أن تَشهَدوا أنه مؤمنٌ، فإنَّ الله يقول: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} [التوبة: 18] "
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3320 -
أخبرنا علي بن محمد بن عُقْبة الشَّيباني، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزُّهْري، حدثنا يحيى بن يعلى بن الحارث المُحارِبي، حدثنا أَبي، حدثنا غَيْلان بن جامع، عن عثمان أبي اليَقْظان الخُزاعي
(2)
، عن جعفر بن إياس، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس قال: لما نزلت: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: 34]، كَبُرَ ذلك على المسلمين وقالوا: ما يستطيع أحدُنا أن يتركَ مالًا لولده يبقى بعدَه، فقال عمر: أنا أُفرِّجُ عنكم، قال: فانطَلَقوا وانطلقَ عمرُ واتَّبعه ثوبانُ، فأَتَوْا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: يا نبيَّ الله، قد كَبُرَ على أصحابك هذه الآيةُ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ الله لم يَفرِضِ الزكاةَ إلَّا ليُطيِّبَ بها ما بقيَ من أموالكم، وإنما فَرَضَ المواريثَ في أموالٍ تبقى بعدَكم"، قال: فكَبَّر عمرُ، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبِرُك بخير ما يَكنِزُه المَرْءُ؟ المرأةُ الصالحة: إذا نَظَرَ إليها سَرَّتْه، وإذا أمرَها
(1)
إسناده ضعيف، وقد سلف عند المصنف برقم (864).
(2)
في أصول "المستدرك": عثمان بن القطان الخزاعي، وهو تحريف، ولذا التبس أمره على الذهبي فقال في "تلخيصه": لا أعرفه والخبر عجيب. قلنا: والصواب في اسمه هو: عثمان أبو اليقظان البجلي، ولعلَّ ما وقع في الأصول خطأ من النساخ، فإنَّ البيهقي قد روى هذا الحديث في "شعب الإيمان"(3035) و"السنن" 4/ 83 عن أبي عبد الله الحاكم فسمّاه كما أثبتنا، إلّا أنَّ الخزاعي في اسمه وهمٌ فيما يغلب على ظننا، فإنَّ كل من ترجم له لم ينسبه إلّا بجليًّا.
أطاعَتْه، وإذا غاب عنها حَفِظَتْه"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3321 -
أخبرني الحسن بن حَلِيم المروَزي، حدثنا أبو الموجِّه، أخبرنا عَبْدانُ، أخبرنا عبد الله، أخبرنا صفوان بن عمرو، أخبرني عبد الرحمن بن جُبير بن نُفير، عن أبيه قال: جَلَسْنا إلى المِقْداد بن الأسود بدمشقَ وهو على تابوتٍ ما به عنه فَضْلٌ، فقال له رجل: لو قعدتَ العامَ عن الغزو قال: أَبَتْ علينا البَحُوثُ -يعني: سورةَ التوبة- قال الله عز وجل: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41]، ولا أَجِدُني إلَّا خفيفًا
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3322 -
أخبرنا أحمد بن جعفر القَطِيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعمَر، عن أيوب، عن القاسم بن محمد، عن أبي
(1)
إسناده ضعيف بمرَّة، عثمان أبو اليقظان -وهو عثمان بن عمير- متفق على ضعفه.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(3035)، و"السنن" 4/ 83 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (2499)، وابن أبي حاتم 6/ 1788، وابن الأعرابي في "معجمه"(1855)، والبيهقي 4/ 83، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 168 من طرق عن يحيى بن يعلى المحاربي، به.
وقد سلف برقم (1503) من طريق ابن المديني عن يحيى بن يعلي، بإسقاط عثمان أبي اليقظان من إسناده، وهو خطأ في الرواية.
وقوله مرفوعًا في آخره في المرأة الصالحة حسنٌ لغيره، سلف التنبيه عليه في الموضع المشار إليه.
(2)
إسناده صحيح. أبو الموجه: هو محمد بن عمرو الفَزَاري، وعبدان: هو عبد الله بن عثمان المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/ 21 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وسلف عند المصنف برقم (2583) من طريق أبي راشد الحُبْراني عن المقداد بن الأسود.
هريرة في قوله عز وجل: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 104]، قال: إنَّ الله يَقبَلُ الصَّدقةَ إذا كانت من طيِّب، فيأخذُها بيمينه، وإنَّ الرجل لَيَتصدَّقُ بمثل اللُّقْمة، فيُربِّيها اللهُ له كما يُربِّي أحدُكم فَصِيلَه أو مُهْرَه، فَتَرْبُو في كفِّ الله -أو قال: في يد الله- حتى تكونَ مثلَ أُحدٍ
(1)
.
قد اتفق الشيخانِ
(2)
على إخراج حديث أبي الحُباب سعيد بن يَسَار عن أبي هريرة بغير هذا اللفظ.
هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3323 -
حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ وأبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن دينار قالا: حدثنا أحمد بن محمد بن نَصْر، حدثنا أبو نُعيم الفضل بن دُكَين،
(1)
إسناده صحيح وساقه هنا موقوفًا، وهو في الأصل مرفوع، هكذا وقع مرفوعًا في "مسند أحمد" 13/ (7634) بهذا الإسناد، إلّا أنه لم يذكر فيه الآية، وهو كذلك في "جامع معمر" برواية عبد الرزاق برقم (20050). وانظر تتمة تخريجه في "مسند أحمد".
وأخرجه أحمد 16/ (10088)، والترمذي (662) من طريق وكيع، عن عباد بن منصور، عن القاسم بن محمد، به. وقال: حديث حسن صحيح. قلنا: وعبّاد فيه ضعف لكنه متابع.
وأخرجه بنحوه أحمد 14/ (8381) و (8961) و 16/ (10979)، والبخاري (1410)، ومسلم (1014)، وابن ماجه (1842)، والترمذي (661)، والنسائي (2316)، وابن حبان (270) و (3318) من طرق عن أبي هريرة.
والفَصيل: ولد الناقة، والمُهر: ولد الفرس.
قال الترمذي بإثر الحديث: قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يُشبِه هذا من الروايات من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى كلَّ ليلة إلى السماء الدنيا، قالوا: قد ثَبَتَت الرواياتُ في هذا ويُؤمَن بها ولا يُتوهَّم ولا يقال: كيف؟ هكذا رُوِيَ عن مالك وسفيان بن عُيينة، وعبد الله بن المبارك، أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمِرُّوها بلا كيفٍ، وهكذا قولُ أهل العلم من أهل السُّنة والجماعة، وأما الجَهْمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيةٌ.
(2)
حديث سعيد بن يسار أخرجه موصولًا مسلم (1014)(63) دون البخاري، وإنما أخرجه البخاري بإثر (1410) و (7430) معلَّقًا.
حدثنا عبد الله
(1)
بن عامر الأسلَمي، عن عِمْران بن أبي أنس، عن سَهْل بن سعد الساعدي، عن أُبيِّ بن كعب قال: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن المسجد الذي أُسِّسَ على التَّقوى، قال:"هو مَسجِدي هذا"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه
وشاهده حديث أبي سعيد الخُدْري أصحُّ منه:
3324 -
حدَّثَناه أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا موسى بن إسحاق الأنصاري، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وَكيع، حدثنا أسامة بن زيد، عن عبد الرحمن ابن أبي سعيد الخُدْري، عن أبيه قال: المسجد الذي أُسِّسَ على التقوى مسجدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
(3)
.
(1)
في النسخ الخطية: أبو عبد الله، وهو خطأ.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عامر الأسلمي، لكنه لم ينفرد به فقد توبع عليه لكن من حديث سهل بن سعد بإسقاط أُبي بن كعب.
وأخرجه أحمد 35/ (21107) عن أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضًا (21106) عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن عامر الأسلمي، به.
وأخرجه من حديث سهل بن سعد دون ذكر أُبي بن كعب فيه: أحمد 37/ (22805)، وابن حبان (1604) و (1605) من طريق ربيعة بن عثمان التيمي، عن عمران بن أبي أنس، به. وإسناده جيد من أجل ربيعة.
وأخرجه كذلك أحمد (22806) من طريق ابن إسحاق، عن أبي حازم الأفزر -وهو سلمة بن دينار- عن سهل بن سعد. وإسناده حسن.
(3)
إسناده حسن من أجل أسامة بن زيد -وهو الليثي- وأصل الخبر مرفوع كما سيأتي.
وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 372.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 264 عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري 11/ 27 عن سفيان بن وكيع، عن أبيه وكيع، به.
وأخرجه مرفوعًا بنحو اللفظ التالي عند المصنف: أحمد 17/ (11187)، ومسلم (1398)، والترمذي (3099) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه. =
3325 -
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عُبيد بن إبراهيم الحافظ بهَمَذان، حدثنا عُمير بن مِرْداس، حدثنا مطرِّف بن عبد الله، حدثنا سَحبَل عبدُ الله بن محمد بن أبي يحيى، عن أبيه، عن جدِّه، عن أبي سعيد الخُدْري قال: تَلاحَى رجلان في المسجد الذي أُسِّسَ على التقوى، فقال أحدهما: هو مسجدُ رسول الله، وقال الآخر: هو مسجدُ قُباءٍ، فتَساوَقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأَلاه عن ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسجدُ الذي أُسِّسَ على التقوى هو مَسجِدي هذا"
(1)
.
3326 -
أخبرني أحمد بن محمد بن سَلَمة العَنَزي
(2)
، حدثنا عثمان بن سعيد الدارِمي، حدثنا هشام بن عمّار السُّلَمي، حدثنا صَدَقة بن خالد، عن عُتْبة بن أبي حَكيم، حدثني طلحة بن نافع، حدثني أبو أيوب الأنصاري وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك:
= وأخرجه كذلك أحمد (11046)، والنسائي (778) و (11164)، وابن حبان (606) من طريق عمران بن أبي أنس، عن ابن أبي سعيد الخدري، ولم يسمِّه، وسماه عمران في رواية عند أحمد 18/ (11846) سعيد بن أبي سعيد، وسماه في روايته عند الترمذي (3099) عبدَ الرحمن.
وسلف كذلك مرفوعًا عند المصنف برقم (1811) من طريق أُنيس بن أبي يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد جيد كما قال الذهبي في "تلخيصه"، إلّا أنَّ مطرِّف بن عبد الله -وهو ابن مطرف بن سليمان بن يسار- قد خولف فيه على عبد الله بن محمد بن أبي يحيى الملَّقب بسحبل، فقد رواه عبد الله بن وهب عند الطبري في "تفسيره" 11/ 28 والطحاوي في "مشكل الآثار"(4734)، وأبو عامر العَقَدي عند الطحاوي أيضًا، وقتيبة بن سعيد عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 46، ثلاثتهم عن سحبل، عن عمِّه أُنيس بن أبي يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، وهو المحفوظ إلّا أنَّ العَقَدي وقتيبة وقفاه. ولعلَّ الوهم في رواية مطرِّف إنما هو من عمير بن مرداس، فقد ذكر ابن حبان في "ثقاته" 8/ 509 أنه كان يُغرِب.
وقد سلف عند المصنف برقم (1811) من حديث عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن أُنيس ابن أبي يحيى عن أبيه. وانظر الحديث السابق.
فتساوَقا: أي: ساق كل واحدٍ منهما الآخر.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: العنبري.
أنَّ هذه الآيةَ لما نزلت: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: 108]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا معشرَ الأنصار، إنَّ الله قد أثنى عليكم في الطُّهور خيرًا، فما طُهورُكم هذا؟ " قالوا: نتوضَّأُ للصلاة، ونغتسلُ من الجَنَابة، ونستنجي بالماء، قال:"هو ذاكَ فعَليكُم به"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3327 -
حدثنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن موسى المذكِّر، حدثنا جُنَيد بن حَكيم الدَّقّاق، حدثنا حامد بن يحيى البَلْخي، حدثنا سفيان بن عُيينة، عن عمرو ابن دينار، عن عُبيد بن عُمير، عن أبي هريرة قال: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن السائِحِين، فقال:"هم الصائمونَ"
(2)
.
(1)
إسناده حسن إن شاء الله.
وأخرجه ابن ماجه (355) عن هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (561).
(2)
إسناده مرفوعًا موصولًا ضعيف، أبو جعفر المذكِّر شيخ المصنف قال فيه المصنف نفسه فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان": يحدِّث بعجائب، وشيخه جنيد بن حكيم الدقاق قال الدارقطني: ليس بالقوي. قلنا: والمحفوظ عن سفيان بن عيينة عن عمرو عن عبيد ابن عمير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، هكذا رواه جمهور أصحاب سفيان عنه كالشافعي وعلي بن المديني ويحيى بن معين وغيرهم، أخرجه من هذه الطرق يحيى بن معين في "حديثه" رواية المروزي (187)، ومسدَّد في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3621)، والطبري في "تفسيره" 11/ 37، والبيهقي في "السنن" 4/ 305، و"معرفة السنن والآثار"(9056)، وأبو الحسن الخِلعي في "الخلعيات" (877). وقال الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية": هذا مرسل صحيح الإسناد. وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 4/ 157: مرسل جيّد.
ورواه مرسلًا أيضًا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير، أخرجه من طريقه الطبري 11/ 37. لم يذكر هؤلاء كلهم فيه أبا هريرة.
أما أبو هريرة فالصواب أنه روي عنه موقوفًا من غير هذا الوجه، فقد أخرجه الطبري 11/ 37 من طريق إسرائيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: السائحون الصائمون. وإسناده صحيح. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه، على أنه ممّا أَرسلَه أكثرُ أصحاب ابن عُيينة ولم يذكروا أبا هريرة في إسناده.
3328 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الصَّفّار، حدثنا أحمد بن محمد البِرْتي، حدثنا أبو نُعيم وأبو حُذيفة قالا: حدثنا سفيان.
وأخبرني علي بن عيسى بن إبراهيم، حدثنا الحسين بن محمد بن زياد، حدثنا عثمان بن أبي شَيْبة، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الخَليل، عن عليٍّ قال: سمعتُ رجلًا يستغفرُ لأبويه وهما مُشرِكان، فقلت: لا تَستغفِرْ لأبويك وهما مشركان، فقال: أليس قد استَغفَر إبراهيمُ لأبيه وهو مشركٌ؟ فذَكَرتُه للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة: 113 - 114]
(1)
.
= وخالف إسرائيل حكيمُ بن خِذام عند العقيلي في "الضعفاء"(397)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 220، وأبو عوانة عند ابن المقرئ في "معجمه"(599)، والدارقطني في "العلل" 8/ 206، فروياه عن الأعمش بهذا الإسناد مرفوعًا، ولا يصح، حكيم بن خذام متروك، وراويه عن أبي عوانة -وهو أبو ربيعة زيد بن عوف- متروك كذلك. قال الدارقطني: والصحيح عن الأعمش موقوف عن أبي هريرة.
وحديث الباب عند المصنف أخرجه من طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(3303).
(1)
إسناده حسن من أجل أبي الخليل: واسمه عبد الله بن أبي الخليل، وقيل: ابن الخليل. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو حذيفة: هو موسى بن مسعود النهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
وأخرجه أحمد 2/ (1085)، والترمذي (3101) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه أحمد 2/ (771) و (1085)، والنسائي (2174) من طريقين عن سفيان، به. وسيأتي برقم (4072).
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3329 -
أخبرني أبو علي الحسين بن علي الحافظ، أخبرنا المفضَّل
(1)
بن محمد الجَنَدي بمكة، حدثنا أبو حُمَةَ، حدثنا سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر قال: لما مات أبو طالبٍ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَك اللهُ وغَفَرَ لك يا عمّ، ولا أزالُ أستغفرُ لك حتى ينهانيَ اللهُ عز وجل"، فأخذ المسلمون يستغفرون لموتاهم وهم مشركون، فأنزل الله:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
وقال لنا أبو علي على إثره: لا أعلمُ أحدًا وَصَلَ هذا الحديث عن سفيان غير أبي حُمَة اليَمَاني، وهو ثقة، وقد أرسَلَه أصحابُ ابن عُيينة عنه
(3)
.
3330 -
حدثنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب العَدْل، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان بن حسين، عن الزُّهْري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: لما حَضَرَت أبا طالب الوفاةُ أتاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وعنده عبد الله بن أبي
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: الفضل. وانظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 14/ 257 - 258.
(2)
إسناده جيد إن كان أبو حمة -واسمه محمد بن يوسف الزَّبيدي اليماني- حفظه عن سفيان موصولًا، فإنَّ أبا حمة هذا لما ذكره ابن حبان في "ثقاته" 9/ 104 قال: ربما أخطأ وأغرب. قلنا: وقد خالفه محمدُ بن عمر الواقدي عند ابن سعد في "الطبقات" 1/ 102، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 66/ 336، وعبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي عند ابن عساكر أيضًا 66/ 337، فروياه عن سفيان عن عمرو بن دينار مرسلًا لم يذكرا فيه جابرًا، لكن الواقدي متروك عند جمهور أهل الحديث، وعبد الوهاب الأشجعي لم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
ويشهد له حديث سعيد بن المسيب عن أبيه المسيب بن حَزْن عند أحمد 39/ (23674) والبخاري (3884) ومسلم (24) وغيرهم. وانظر الحديث التالي.
(3)
لم نقف إلّا على رواية اثنين عن سفيان مرسلًا كما تقدَّم، والطريقان ليسا بذاك.
أُمية وأبو جهل بن هشام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أيْ عمِّ، إنك أعظمُهم عليَّ حقًّا، وأحسنُهم عندي يدًا، ولَأنت أعظمُ عليَّ حقًّا من والدي، فقُلْ كلمةً تَجِبُ لك عليَّ بها الشفاعةُ يومَ القيامة، قل: لا إله إلَّا الله"، فقالا له: أترغَبُ عن مِلَّةِ عبد المطَّلِب؟ فسَكَتَ، فأعادَها عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أنا على مِلَّةِ عبد المطَّلِب، فمات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لَأستغفِرَنَّ لك ما لم أُنهَ عنك"، فأنزل الله عز وجل:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} الآية، {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ} إلى آخر الآية [التوبة: 114]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه، فإنَّ يونسَ وعُقيلًا أَرسلاه عن الزُّهري عن سعيد
(2)
.
3331 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا بَحْر بن نَصْر، حدثنا عبد الله
(1)
حديث صحيح لكن من حديث سعيد بن المسيب عن أبيه المسيب بن حزن رضي الله عنه، هكذا رواه ثقات أصحاب الزهري عنه، وخالفهم سفيان بن حسين وهو ثقة إلّا في الزهري فضعيف، ولم نقف على روايته هذه عند غير المصنف.
وأما حديث سعيد بن المسيب عن أبيه، فأخرجه أحمد 39/ (23674)، والبخاري (1360) و (3884) و (4772)، ومسلم (24)، والنسائي (2173)، وابن حبان (982) من طرق عن الزهري، عن سعيد، عن أبيه المسيب بن حزن.
وأما حديث أبي هريرة في قصة وفاة أبي طالب، فهو ما رواه عنه أبو حازم الأشجعي: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمِّه عند الموت: "قل: لا إله إلّا الله، أشهد لك بها يوم القيامة"، قال: لولا أن تعيِّرني قريش يقولون: إنما حمله على ذلك الجَزَعُ، لأقررتُ بها عينك، فأنزل الله:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: 56]، أخرجه أحمد 15/ (9610)، ومسلم (25) وغيرهما.
(2)
كذا قال المصنف رحمه الله! فأما يونس -وهو ابن يزيد- فإنَّ روايته عن الزهري لم تقع لنا إلّا مسندة من حديث سعيد بن المسيب عن أبيه، وهي عند مسلم (24)(39)، وابن حبان (982)، وأما رواية عَقيل -وهو ابن خالد- فلم نقف عليها فيما بين أيدينا من المصادر لا مسندة ولا مرسلة.
ابن وهب، أخبرنا ابن جُرَيج، عن أيوب بن هانئ، عن مسروق بن الأجدَع، عن عبد الله بن مسعود قال: خَرَجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَنظُر في المقابر، وخرجنا معه، فأمَرَنا فجَلَسْنا، ثم تَخطَّى القبورَ حتى انتهى إلى قبرٍ منها، فناجاهُ طويلًا، ثم ارتَفَع نَحيبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم باكيًا، فبَكينا لبكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إلينا فتلقَّاه عمرُ بن الخطاب، فقال: يا رسول الله، ما الذي أبكاكَ؟ فقد أبكانا وأفزَعَنا، فجاء فجلس إلينا فقال:"أفزَعَكُم بُكائي؟ " فقلنا: نعم يا رسول الله، فقال: "إنَّ القبر الذي رأيتموني أُناجي فيه قبرُ أُمي آمنةَ بنتِ وَهْب، وإني استأذنتُ ربِّي في زيارتها فأَذِنَ لي فيه، واستأذنتُه في الاستغفار لها فلم يَأذَنْ لي فيه، ونزل عليَّ:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} -حتى ختم الآية- {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} ، فَأَخَذَني ما يأخُذُ الولدَ للوالدة من الرِّقَّة
(1)
، فذلك الذي أبكاني"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه هكذا بهذه السِّياقة، إنما أخرج مسلم حديث يزيد بن كَيْسان عن أبي حازم عن أبي هريرة فيه مختصرًا
(3)
.
3332 -
أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو حُذَيفة، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن المِنهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس: أنه سُئِلَ عن قوله عز وجل: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}
(1)
في النسخ الخطية: من الرق، والمثبت من "تلخيص الذهبي".
(2)
إسناده ضعيف، ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- مدلِّس وقد عنعن، وأيوب بن هانئ فيه لين وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه".
وأخرجه ابن حبان (981) من طريق أحمد بن عيسى المصري، عن ابن وهب، بهذا الإسناد - وزاد في آخره الحديث السالف عند المصنف برقم (1403).
(3)
أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم زار قبر أمه فبكى وأبكى مَن حوله، فقال:"استأذنت ربي في أن أستغفر لها، فلم يُؤذَن لي، واستأذنتُه في أن أزور قبرها، فأذن، لي فزوروا القبور فإنها تذكِّر الموت"، وهو عند مسلم برقم (976) من طريقين عن يزيد بن كيسان.
[هود: 7]، على أيِّ شيء كان الماءُ؟ قال: على مَثْن الرِّيح
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3333 -
حدثني الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرايِيني، حدثنا عُمَير بن مِرداس، حدثنا محمد بن بُكَير الحضرمي، حدثنا عبد الله بن بُكَير الغَنَوي، حدثنا حَكيم بن جُبير
(2)
، عن الحسن بن سعد مولى عليٍّ، عن علي: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يغزوَ غَزاةً له، قال: فدعا جعفرًا فأمَره أن يَتخلَّفَ على المدينة، فقال: لا أتخلَّفُ بعدَك يا رسول الله أبدًا. قال: فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعَزَمَ عليَّ لَمَا تَخلَّفْتُ قبل أن أتكلَّمَ، قال: فبكيتُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما يُبكيكَ يا عليُّ؟ " قلت: يا رسول الله، يُبكِيني خِصالٌ غيرُ واحدة: تقول قريشٌ غدًا: ما أسرَعَ ما تخلَّفَ عن ابن عمِّه وخَذَلَه، ويُبكيني خَصْلةٌ أخرى كنت أريد أن أتعرَّضَ للجهاد في سبيل الله، لأنَّ الله يقول:{وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا} إلى آخر الآية [التوبة:120]، فكنت أريد أن أتعرَّضَ لفَضْل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمّا قولُك:
(1)
إسناده قوي أبو حذيفة -وهو موسى بن مسعود النهدي- وإن كان في روايته عن سفيان الثوري مقال قد تابعه عليه غير واحد من ثقات أصحاب سفيان، وهذا الخبر موقوف والغالب أنه مما تلَّقاه ابن عبَّاس عن أهل الكتاب فإنه لم يرد في شيء من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يشير إلى هذا المعنى، والله تعالى أعلم. وسيأتي مكررًا برقم (3345)، وموضعه هناك أنسب.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(802) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في "النقض على بشر المريسي" 1/ 466 - 467، وابن أبي عاصم في "السنة"(584)، وأبو جعفر بن أبي شيبة في "العرش"(2)، والطبري في "تفسيره" 12/ 5، وأبو الشيخ في "العظمة"(210) و (227)، والضياء المقدسي في "المختارة" 10/ (408) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(9089)، و"تفسيره" 1/ 302، والطبري 12/ 5 من طريق معمر، عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبري أيضًا من طريق ابن جريج، عن سعيد بن جبير، به.
(2)
تحرَّف "جبير" في النسخ الخطية إلى: حسن. واستظهر على حاشية (ص) أنه جبير.
تقول قريشٌ: ما أسرَعَ ما تخلَّفَ عن ابن عمِّه وخَذَلَه، فإنَّ لك بي أُسوةً، قد قالوا: ساحر وكاهن وكذّاب، أمَا تَرضَى أن تكون منى بمنزلةِ هارونَ من موسى؟ إلَّا أنه لا نبيَّ بعدي، وأما قولُك: أتعرَّضُ لفَضْل الله، فهذه أبْهارٌ من فُلفُل جاءنا من اليمن، فبِعْه واستمتِعْ به أنت وفاطمةُ حتى يأتيَكم الله من فَضْله، فإنَّ المدينة لا تَصلُحُ إلَّا بي أو بك"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد
(2)
، ولم يُخرجاه.
3334 -
أخبرني الحسين بن حَلِيم
(3)
المروزي، أخبرنا أبو الموجِّه، أخبرنا عَبْدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا أبو خَلْدة، عن أبي العاليَةِ، قال: كنت أطوفُ مع ابن عبَّاس بالبيت، فكان يأخذُ بيدي، فيعلِّمُني لَحْنَ الكلام، فقال: يا أبا العاليَة، لا تقل: انصَرَفتُم من الصلاة، ولكن قل: قَضَيتُم الصلاة، فإنَّ الله يقول: {انْصَرَفُوا
(1)
إسناده ضعيف جدًا، عبد الله بن بكير الغنوي منكر الحديث كما قال الذهبي في "تلخيصه"، وشيخه حكيم بن جبير متَّفق على ضعفه.
وأخرجه البزار (817) عن إبراهيم بن سعيد، عن محمد بن بكير، بهذا الإسناد. وضعَّفه بحكيم بن جبير.
وأخرجه مختصرًا ابن أبي حاتم في "تفسيره" 6/ 1908 من طريق الربيع بن نافع، عن عبد الله ابن بكير، به.
وقوله فيه: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي" في قصة خروجه صلى الله عليه وسلم إلى تبوك واستخلافه عليًّا على المدينة، صحَّ من حديث سعد بن أبي وقاص فيما أخرجه البخاري (4416) ومسلم (2404).
والأبهار هنا: جمع البُهَار، وهو شيء يوزن به، وهو ثلاث مئة رِطْل، وقيل: هو عِدْلٌ يُحمَل على البعير. انظر "تاج العروس" للزبيدي (بهر).
(2)
قال الذهبي في "تلخيصه": أنَّى له الصحةُ والوضع لائح عليه وفي إسناده عبد الله بن بكير الغنوي منكر الحديث عن حكيم بن جبير، وهو ضعيف يترفَّض.
(3)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: حكيم، وقد تكرر في العديد من المواضع في هذا الكتاب على الصواب.
صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [التوبة: 127]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3335 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا بكَّار بن قُتيبة القاضي، حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي، حدثنا شُعْبة، عن يونس بن عُبيد وعلي بن زيد، عن يوسف بن مِهران، عن ابن عبَّاس، عن أبي بن كعب قال: آخرُ ما نَزَلَ من القرآن: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. أبو الموجِّه: هو محمد بن عمرو الفَزَاري، وعبدان: هو عبد الله عثمان المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك، وأبو خلدة: هو خالد بن دينار التميمي، وأبو العالية: هو رفيع بن مِهران.
وأخرج نحوه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(1052)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 2/ 382، والطبري في "تفسيره" 11/ 75، وكذا ابن أبي حاتم 6/ 1917 من طرق عن ابن عبَّاس.
(2)
خبر حسن، ويوسف بن مهران ذكر أحمد بن حنبل وأبو داود وأبو حاتم الرازي أنه لا يُعلَم روى عنه غير علي بن زيد بن جُدْعان، ولذلك قال أحمد: لا يُعرف، إلّا أنَّ ابن سعد وأبا زرعة الرازي وثَّقاه، لكن علي بن زيد ضعيف، وأما ما وقع من رواية يونس بن عبيد مقرونًا به عن يوسف بن مهران فقد تفرد بها بكار بن قتيبة عن أبي عامر العَقَدي، وخالفه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" لابن حجر (3617) فرواه عن أبي عامر عن شعبة عن علي بن زيد وحده عن يوسف بن مهران، وكذلك رواه غير واحد من أصحاب شعبة عنه، وحسَّن إسناده الحافظ ابن حجر في "المطالب".
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "مسند" أبيه 35/ (21113) من طريق بشر بن عمر، عن شعبة، عن علي بن زيد وحده، به. وانظر تتمة تخريجه فيه.
وأخرجه أيضًا فيه ضمن حديث برقم (21226) من طريق أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبي بن كعب.
وروي أيضًا من طريق الحسن البصري عند أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (7702)، وقتادة عند الطبري في "تفسيره" 11/ 78، كلاهما عن أُبي بن كعب. والحسن وقتادة لم يسمعا أبيًّا، لكن هذان الطريقان مع ما قبلهما يقوِّيان هذا الأثر عن أُبي. =
حديث شعبة عن يونس بن عبيد صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
10 - سورة يونس
بسم الله الرحمن الرحيم
3336 -
أخبرني أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببُخارَى، حدثنا أبو عِصْمة سهل بن المتوكِّل، حدثنا عمرو بن مرزوق، حدثنا شُعبة، عن قَتادة، عن أنس، عن أُبي بن كعب:{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [يونس:2]، قال: سَلَفَ صِدْقٍ عند ربِّهم
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3337 -
أخبرني أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا النَّضْر بن شُميل، حدثنا عُيينة بن عبد الرحمن الغَطَفاني، قال: سمعت أَبي يحدِّث عن أبي بَكْرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَبْغِ ولا تكن باغيًا، فإنَّ الله يقول: {إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [يونس: 23] "
(2)
.
= قلنا: وقد جاء في آخر ما أُنزل آثار عن الصحابة مختلفة، فانظر "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي 1/ 77 - 81، و"فتح الباري" لابن حجر عند شرح الحديثين (4544) و (4654). قال البيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 139: هذا الاختلاف يرجع -والله أعلم- إلى أنَّ كل واحد منهم أَخبر بما عنده من العلم، أو أراد أنَّ ما ذكر من أواخر الآيات التي نزلت.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 11/ 82 عن بشر بن معاذ العقدي، عن يزيد بن زريع، عن سعيد ابن أبي عروبة، عن قتادة من قوله. وبشر بن معاذ صدوق، ومَن في سند المصنف أوثق منه.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6244) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(725)، ومن طريقه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 6/ 1940 عن يونس بن يزيد، عن الزهري قال: بلغنا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
…
فذكره، وقال فيه:"لا تبغِ ولا تُعِن باغيًا" من الإعانة، وهو الصواب.
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه
3338 -
حدثني أبو الطيِّب طاهر بن يحيى البَيهَقي بها من أصل كتاب خالِه، حدثنا خالي الفضل بن محمد البَيهقي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال قال: سمعت أبا جعفر محمدَ بنَ علي بن الحسين وتَلَا هذه الآية: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يونس:25]، فقال: حدثني جابر بن عبد الله قال: خَرَجَ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فقال: "إني رأيتُ في المنام كأنَّ جبريلَ عند رأسي وميكائيلَ عند رِجليَّ، يقول أحدُهما لصاحبه: اضرِبْ له مَثَلًا، فقال له: اسمَعْ سَمِعَتْ أُذنُك، واعقِلْ عَقَلَ قلبُك، إنما مَثَلُك ومثلُ أُمَّتِك كمَثلِ مَلِكٍ اتَّخذَ دارًا ثم بَنَى فيها بيتًا، ثم جعل فيها مَأدُبةً، ثم بَعَث رسولًا يدعو الناسَ إلى طعامهم، فمنهم مَن أجاب الرسولَ، ومنهم مَن تَرَك، فاللهُ: هو الملِك، والدارُ: الإسلام، والبيتُ: الجنَّة، وأنت يا محمدُ الرسولُ، من أجابك دَخَلَ الإسلام، ومن دخل الإسلامَ دخل الجنَّة، ومن دخل الجنَّةَ أَكلَ منها"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3339 -
حدثنا علي بن عيسى، حدثنا محمد بن عمرو الحَرَشي، حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا المعتمِر بن سليمان التَّيمي، حدثنا أَبي، حدثنا أبو نَضْرة، عن أبي سعيد
(1)
حديث صحيح إن شاء الله، وقد اختُلف في إسناده، فرواه أبو الطيب البيهقي كما هو هنا عن خاله الفضل بن محمد البيهقي الشعراني فذكر الواسطة بين سعيد بن أبي هلال وجابرٍ محمدَ ابنَ علي بن الحسين، ورواه عن الفضل فيما سيأتي برقم (8388) ابنُ ابنه إسماعيل بن محمد فجعل الواسطةَ بينهما عطاءً. وعبد الله بن صالح في حفظه شيء.
وخالفه فيه قتيبةُ بنُ سعيد عند الترمذي (2860) فرواه عن الليث بن سعد بإسقاط الواسطة بين سعيد وجابر منقطعًا، فإنَّ سعيد بن أبي هلال لم يدرك جابرًا كما قال الترمذي.
وأخرجه بنحوه البخاري (7281) من طريق سَليم بن حيان، عن سعيد بن ميناء، عن جابر بن عبد الله. ثم أشار إلى رواية قتيبة عن الليث.
وفي الباب عن ابن مسعود عند الترمذي (2861)، وحسَّنه.
مولى أبي أُسيد الأنصاري قال: سمع عثمانُ بن عفَّان أنَّ وفدَ أهل مصر قد أَقبلوا، فاستَقبَلَهم، فلما سمعوا به أَقبلوا نحوَه، قال: وكَرِهَ أَن يَقدَمُوا عليه المدينةَ، قال: فأَتَوْه فقالوا له: ادعُ بالمُصحف، وافتَتِح السابعةَ -وكانوا يسمُّون سورةَ يونس السابعةَ- فقرأَها حتى أَتى على هذه الآية:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} [يونس: 59]، قالوا له: قِفْ، أرأيتَ ما حَمَيتَ من الحِمَى، الله أَذِنَ لك أم على الله تَفتَري؟ قال: فقال: امضِهْ، نَزَلَت في كذا وكذا، فأمَّا الحِمَى فإنَّ عمر حَمَى الحِمَى قَبْلي لإبل الصدقة، فلما وَلِيتُ وزادت إبلُ الصدقة، فزِدتُ في الحِمَى لِما زادَ في الصدقة
(1)
.
صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3340 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا أبو النعمان، حدثنا إسماعيل ابن عُلَيَّة، حدثنا أيوب، عن نافع قال: أطال الحَجَّاجُ الخُطْبَةَ، فوَضَعَ ابنُ عمر رأسَه في حِجْري، فقال الحجَّاج: إنَّ ابن الزُّبير بدَّل كتابَ الله، فقَعَدَ ابنُ عمر فقال: لا يستطيعُ ذاك أنت ولا ابنُ الزبير، {لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} [يونس: 64]، فقال الحجَّاج: لقد أُوتِيتَ عِلمًا إنْ نَفَعَك
(2)
.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو الحرشي، وهو متابع. يحيى بن يحيى: هو النيسابوري.
وأخرجه ابن حبان (6919) من طريق يعقوب بن إبراهيم الدروقي وأحمد بن المقدام، عن المعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد -ضمن خبر طويل في قصة مقتل عثمان رضي الله عنه.
(2)
إسناده صحيح. إسماعيل بن إسحاق: هو القاضي شيخ المالكية في العراق، وأبو النعمان: هو محمد بن الفضل عارم، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه على بن حُجْر السعدي في "أحاديث إسماعيل بن جعفر"(100) عن إسماعيل بن إبراهيم -وهو ابن علية- بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 11/ 138 عن يعقوب بن إبراهيم -وهو الدورقي- عن ابن علية، به.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3341 -
أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدثنا أبو قِلَابة، حدثنا أبو عاصم، حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كَثير، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، عن عُبَادة بن الصامت قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64]، قال:"هي الرُّؤْيا الصالحةُ يَراها الرجلُ أو تُرَى له"
(1)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد لا بأس برجاله إلّا أنه منقطع، أبو سلمة لم يسمع من عبادة ابن الصامت كما قال ابن خراش والمزِّي في كتابيه "تهذيب الكمال" و"تحفة الأشراف". أبو قلابة: هو عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي، وأبو عاصم: هو الضحاك بن مَخلَد النبيل.
وأخرجه أحمد 37/ (22687)، وابن ماجه (3898) من طريق وكيع، عن علي بن المبارك، بهذا الإسناد.
ورواه محمد بن المثنى أبو موسى الزَّمِن وعثمان بن عمر عن علي بن المبارك عند الطبري في "تفسيره" 11/ 134 فقالا فيه: عن أبي سلمة قال: نُبِّئت عن عبادة بن الصامت
…
وذكره، وهذا ظاهر في الانقطاع.
وأخرجه أحمد (22688) من طريق أبان بن يزيد، و (22740) من طريق حرب بن شداد، والترمذي (2275) من طريق حرب بن شداد وعمران القطان، ثلاثتهم عن يحيى بن أبي كثير، به -وفي رواية حرب وعمران القطان عند الترمذي: عن أبي سلمة قال: نُبِّئت عن عبادة بن الصامت، كرواية محمد بن المثنى وعثمان بن عمر، وستأتي رواية حرب هكذا عند المصنف برقم (7378).
وأما ما وقع عند ابن منده في كتاب "الروح" -كما في "النكت الظراف" لابن حجر 4/ 263 - في طريق العبَّاس بن الوليد بن مزيد عن أبيه عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال: حدثني عبادة، فوهمٌ من بعض رواته، وهي رواية شاذَّة.
وأخرجه أحمد (22767) من طريق صفوان بن عمرو، عن حميد بن عبد الرحمن اليَزَني: أنَّ رجلًا سأل عبادة بن الصامت عن قول الله: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
…
فذكره. وهذا إسناد جيد إن كان حميدٌ سمعه من عبادة.
ويشهد له حديث أبي الدرداء فيما سيأتي عند المصنف برقم (8260). =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3342 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا النَّضْر بن شُمَيل، أخبرنا شُعْبة، عن عَديِّ بن ثابت قال: سمعت سعيد بن جُبير يحدِّث عن ابن عبَّاس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"جَعَلَ جبريلُ يَدُسُّ الطينَ في فِي فِرعونَ، مَخافةَ أن يقولَ: لا إله إلَّا الله"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه، لأنَّ أكثر أصحاب شعبة أَوقفوه على ابن عبَّاس.
11 - سورة هود
بسم الله الرحمن الرحيم
3343 -
أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، حدثنا عبد الله بن أحمد بن زكريا المكِّي، حدثنا أحمد بن محمد بن الوليد الأَزرَقي، حدثنا مُسلِم بن خالد، عن ابن خُثَيم، عن أبي الزُّبير، عن جابر بن عبد الله: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا نَزَلَ الحِجرَ في غزوة تَبُوك قام فخَطَبَ الناسَ، فقال:"يا أيها الناسُ، لا تَسأَلوا نبيَّكم عن الآيات، فهؤلاءِ قومُ صالحٍ سألوا نبيَّهم أن يَبعَثَ لهم آيةً، فبَعَثَ الله لهم الناقةَ، فكانت تَرِدُ من هذا الفَجِّ فتشربُ ماءَهم يومَ وِرْدها، ويشربون من لبنِها مثلَ ما كانوا يَتروَّوْن من مائهم، فعَتَوْا عن أمر ربِّهم فعَقَرُوها، فوَعَدَهم الله ثلاثةَ أيام، وكان موعودًا من الله غيرَ مكذوب، ثم جاءتهم الصَّيحةُ فأَهلَكَ اللهُ مَن كان تحت مَشارِق السماوات ومَغارِبِها منهم إلَّا رجلًا كان في حَرَم الله، فمَنَعَه حَرَمُ الله من عذابِ الله" قالوا: يا رسول الله، من هو؟ قال:"أبو رِغَالٍ"
(2)
.
= وآخر عن عبد الله بن عمرو عند أحمد 11/ (7044).
(1)
صحيح موقوفًا على ابن عبَّاس كما سلف بيانه عند الحديث رقم (189).
(2)
حديث صحيح مسلم بن خالد -وهو الزَّنجي- ضعيف يُعتبَر به في المتابعات والشواهد، وقد توبع فيما سلف برقم (3287). =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3344 -
أخبرنا الحسن بن يعقوب العَدْل، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، أخبرنا جعفر بن عَوْن، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله في قول الله عز وجل:{وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} [هود: 6]، قال: مُستقرُّها في الأرحام، ومُستودَعُها حيثُ تموت
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3345 -
أخبرني أبو بكر الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو حُذَيفة، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن المِنهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس: أنه سُئِلَ عن قوله عز وجل: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7]، على أيِّ شيء كان الماءُ؟ قال: على مَتْن الرِّيح
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
= وأخرجه ابن حبان (6197) من طريق عبد الله بن وهب، عن مسلم بن خالد، بهذا الإسناد. وضُعِّف فيه، فيُستدرك من هنا.
(1)
إسناده صحيح محمد بن عبد الوهاب: هو الفرَّاء النيسابوري، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، والأسود: هو خاله الأسود بن يزيد النخعي.
وتابع جعفر بن عون عليه أبو معاوية وهشيمٌ عند الطبري في "تفسيره" 7/ 287 إلّا أنهما أسقطا منه الأسود.
ورواه سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد بإسقاط الأسود أيضًا، وقال في لفظه: مستقرُّها في الدنيا ومستودعها في الآخرة. أخرجه عنه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 215، ومن طريقه ابن أبي حاتم 6/ 2002 و 2003.
وخالف عبدَ الرزاق في لفظه سعيدُ بن منصور فرواه في التفسير من "سننه"(895) عن سفيان ابن عيينة بلفظ: مستودعُها في الدنيا ومستقرُّها في الرحم.
والمحفوظ رواية جعفر بن عون ومن تابعه، وهكذا رواه إسرائيل عن السُّدي عن مرَّة بن شراحيل عن عبد الله بن مسعود عند الطبري، وإسناده حسن.
(2)
إسناده قوي. وهو مكرر (3332).
3346 -
أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدَّقّاق ببغداد، حدثنا محمد بن عُبيد الله ابن أبي داود المُنادِي، حدثنا رَوْح بن عُبادة، حدثنا المسعودي، عن أبي صَخْرة جامع بن شدَّاد، عن صفوان بن مُحرِز، عن بُرَيدة الأسلمي قال: دخل قومٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلوا يسألونه يقولون: أعطنا، حتى ساءَه ذلك، ودخل عليه آخرون فقالوا: جِئْنا نسلِّمُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونَتفقَّه في الدِّين، ونسأله عن بَدْءِ هذا الأمر، فقال:"كان اللهُ ولا شيء غيرُه"، وكان العرشُ على الماء، وكَتَبَ في الذِّكْر كلَّ شيء، ثم خَلَقَ سبعَ سماواتٍ". قال: ثم أتاه آتٍ فقال: إنَّ ناقتَكَ قد ذهبت، قال: فوَدِدتُ أني كنت تركتُها
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3347 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا هارون بن سليمان، حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدي، حدثنا سفيان، عن عاصم، عن أبي رَزِين، عن ابن عبَّاس:{وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ} [هود: 7]، قال: إلى أجلٍ مَعدُود
(2)
.
(1)
حديث صحيح لكن من حديث عمران بن حُصين، فقد اختُلف فيه على المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- حيث رواه عنه روح بن عبادة هنا عند المصنف وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 884، وأبو داود الطيالسي وعثمان بن عمر بن فارس عند الطحاوي في "مشكل الآثار"(5631) و (5632)، والنضر بن شميل عند الطبري في "تفسيره" 4/ 12، ويزيد بن هارون عند أبي الشيخ في "العظمة"(208)، فجعلوه من حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي، وخالفهم خالد بن الحارث عند النسائي (11176) فجعله من حديث صفوان بن محرز عن ابن حُصين، وهو عمران بن الحصين، وهو المحفوظ.
والمسعودي كان قد اختلط، وقد خالفه سفيان الثوري عند أحمد 33/ (19822)، والبخاري (3190)، والترمذي (3915)، وابن حبان (7292)، والأعمش عند أحمد (19876)، والبخاري (3191)، وابن حبان (6140)، فروياه عن جامع بن شداد، عن صفوان بن محرز، عن عمران بن حصين - وهو عند بعضهم مختصر.
(2)
إسناده حسن من أجل عاصم: وهو ابن بهدلة. هارون بن سليمان: هو ابن داود أبو الحسن الأصبهاني الخزاز، وسفيان: هو الثوري، وأبو رزين: هو مسعود بن مالك الأسدي. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3348 -
أخبرني محمد بن علي الصَّنعاني بمكة، حدثنا علي بن المبارَك الصنعاني، حدثنا زيد بن المبارَك الصنعاني، عن عبد الرزاق عن مَعمَر، عن أيوب، عن سعيد ابن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أحدٍ يَسمَعُ بي من هذه الأُمَّةِ ولا يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ فلا يؤمنُ بي، إلَّا دَخَلَ النار".
فجعلتُ أقول: أين تصديقُها في كتاب الله؟ وقلَّما سمعت حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلّا وجدتُ تصريفَه في القرآن، حتى وجدتُ هذه الآية:{وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} [هود: 17]، قال: الأحزابُ: المِلَلُ كلُّها
(1)
.
= وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 302، وكذا الطبري 12/ 6، وابن أبي حاتم 6/ 2007 من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
(1)
حديث صحيح، علي بن المبارك وخاله زيد بن المبارك حسنا الحديث لكن ليسا فيه بذاك القوة، وقد خولف زيد في وصله عن عبد الرزاق، فقد جاء في "تفسير عبد الرزاق" 1/ 303 برواية الحسن بن يحيى الجُرجاني عنه من حديث سعيد بن جبير مرسلًا ليس فيه ابن عبَّاس، وهو المحفوظ في حديث أيوب.
فقد أخرجه الطبري في "تفسيره" 12/ 19 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عن أيوب، عن سعيد، به مرسلًا.
وتابعه على إرساله إسماعيل ابن عُليّة عنده أيضًا، وعبد الوهاب الثقفي عنده وعند ابن أبي حاتم 6/ 2015، فرواه كلاهما عن أيوب عن سعيد مرسلًا. وقد بيَّنا أنَّ قائل: "فجعلت أقول
…
إلخ" هو سعيد بن جبير.
وسعيد بن جبير إنما حمل هذا الحديث -أي: المرفوع- من حديث أبي موسى الأشعري، هكذا رواه أبو بشر جعفر بن أبي وحشية عنه، أخرجه أحمد 32/ (19536)، والنسائي (11177)، وابن حبان (4880) وغيرهم من طريقين عن أبي بشر، به. وإسناد رجاله ثقات إلّا أنه منقطع، سعيد ابن جبير لم يلق أبا موسى الأشعري. وقد وقع لفظه عند ابن حبان مختصرًا اختصارًا أخلَّ به نبَّهنا عليه في التعليق على "مسند أحمد".
وللمرفوع منه شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 13/ (8203) و 14/ (8609)، ومسلم (153).
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3349 -
أخبرنا أبو النَّضْر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، حدثنا عثمان بن سعيد الدارِمي، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا موسى بن يعقوب الزَّمْعي، حدثني فائدٌ مولى عُبيد الله بن علي بن أبي رافع، أنَّ إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي رَبيعة أخبره، أنَّ عائشة زوجَ النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لو رَحِمَ اللهُ أحدًا من قوم نوحٍ، لرَحِمَ أمَّ الصَّبي"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان نوحٌ مَكَثَ في قومه ألفَ سنة إلَّا خمسين عامًا يَدعُوهم، حتى كان آخرَ زمانه غَرَسَ شجرةً، فعَظُمَت وذهبت كلَّ مَذهَبٍ ثم قَطَعَها، ثم جعل يعملُها سفينةً ويَمرُّون فيسألونه، فيقول: أعمَلُها سفينةً، فيَسخَرون منه، ويقولون: تعملُ سفينةً في البَرِّ؟! وكيف تجري؟ قال: سوف تعلمون، فلما فَرَغَ منها فارَ التَّنُّورُ وكَثُرَ الماءُ في السِّكَك، خَشِيَت أمُّ الصبي عليه وكانت تحبُّه حبًا شديدًا، فخرجت إلى الجبل حتى بَلَغَت ثُلثَه
(1)
، فلما بَلَغَها الماءُ خرجت به حتى استَوَت على الجبل، فلما بلغ الماءُ رَقَبتَها
(2)
، رفعته بيدها حتى ذهب بهما الماءُ، فلو رَحِمَ الله منهم أحدًا لرَحِمَ أمَّ الصَّبي"
(3)
.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: ثلمة، والتصحيح ممّا سيأتي عند المصنف برقم (4054) ومن مصادر التخريج.
(2)
في النسخ: رقبته.
(3)
إسناده ضعيف لتفرُّد موسى بن يعقوب الزمعي به، وله ما يُنكَر، وهذا منها، وهو إنما يعتبر به في المتابعات والشواهد، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه" فقال معقِّبًا على تصحيح الحاكم له: إسناده مظلم وموسى ليس بذاك. وقال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" 1/ 266: هذا حديث غريب، وقد روي عن كعب الأحبار ومجاهد وغير واحد شبيهٌ لهذه القصة، وأحرى بهذا الحديث أن يكون موقوفًا متلقًّى عن مثل كعب الأحبار.
وأخرجه كرواية المصنف الطبري في "تفسيره" 12/ 35، وفي تاريخه 1/ 180، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 6/ 2027، والطبراني في "الأوسط"كما في "مجمع البحرين"(3591)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 62/ 654 من طرق عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم، بهذا الإسناد.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3350 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفّان العامري، حدثنا أبو يحيى الحِمّاني، حدثنا النَّضر أبو عمر الخزَّاز، عن عِكرمة، عن ابن عبَّاس قال: كان بين نوح وهلاك قومه ثلاث مئة سنة، وكان فارَ التَّنُّورُ بالهند، وطافت سفينةُ نوح بالكعبة أُسبوعًا
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3351 -
أخبرنا ميمون بن إسحاق الهاشمي، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بُكَير، حدثنا المفضَّل بن صالح، عن أبي إسحاق، عن حَنَش الكِناني قال: سمعت أبا ذرٍّ يقول وهو آخذٌ بباب الكعبة: أيها الناس، من عَرَفني فأنا من عرفتُم، ومن أنكَرَني فأنا أبو ذرٍّ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"مَثَلُ أهلِ بيتي مثلُ سفينةِ نوحٍ، مَن رَكِبَها نَجَا، ومن تَخلَّف عنها غَرِقَ"
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا، النضر أبو عمر الخزاز متروك، وبه أعلَّه الحافظان الذهبي في "تلخيصه" وابن حجر في "إتحاف المهرة"(8478). وسيأتي مكررًا برقم (3806).
وأخرجه مختصرًا الطبري في "تفسيره" 12/ 40، وكذا ابن أبي حاتم 6/ 2029 من طريقين عن أبي يحيى الحماني بهذا الإسناد عن ابن عبَّاس في قوله:{وَفَارَ التَّنُّورُ} قال: بالهند.
(2)
إسناده واهٍ، المفضَّل بن صالح منكر الحديث، وقال فيه الذهبي هنا في "تلخيصه": ضعَّفوه، وقال في الموضع الآتي: مفضل واهٍ، واستنكر له هذا الحديث في ترجمته من "ميزان الاعتدال"، وأبو إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي - لم يسمع هذا الحديث من حنش، إنما رواه عن رجل حدَّثه عنه، هكذا رواه عنه حفيده إسرائيل بن يونس عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 538، وهو الذي رجَّحه الدارقطني في "العلل" 6/ 236، وهذه الواسطة مبهمة لا تُعرف، وأما حنش بن المعتمر فليس بذاك القوي.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "المطالب العالية"(3973)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 411 من طريق سويد بن سعيد، عن المفضَّل بن صالح، بهذا الإسناد.
وسيأتي عند المصنف برقم (4771) من طريق محمد بن إسماعيل الأحمسي عن المفضل. وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5390) من طريق الحسن بن عمرو الفقيمي، والآجري في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "الشريعة"(1701) من طريق عمرو بن ثابت - وهو ابن أبي المقدام - كلاهما عن أبي إسحاق، به. والفقيمي وابن أبي المقدام كلاهما متروك الحديث وقد اتُّهما بالوضع.
وسيأتي عند المصنف برقم (4773) من طريق الأعمش عن أبي إسحاق، وفي السند إليه متروك وضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5536) من طريق عمرو بن ثابت، عن سماك بن حرب، عن حنش، به. وعمرو بن ثابت متروك كما سبق.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 538، والبزار (3900)، والطبراني في "الكبير"(2636)، وابن عدي 2/ 306، والخطيب في "المتفق والمفترق"(392)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1343) و (1345) من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن أبي ذر. والحسن متروك الحديث، وعلي بن زيد ضعيف.
وأخرجه أبو يعلى كما في "المطالب العالية"(3973)، وعنه أبو الشيخ الأصبهاني في "أمثال الحديث"(333) من طريق عبد الكريم بن هلال، عن أسلم المكي، عن أبي الطفيل - وهو عامر بن واثلة - عن أبي ذر وعبد الكريم وأسلم مجهولان لا يُعرفان.
وأخرجه الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 2/ 1045 - 1046 من طريق الحسن بن الحسين العرني، عن علي بن الحسن العبدي، عن محمد بن رستم أبو الصلت، عن زاذان أبي عمر، عن أبي ذر. والحسن العرني ضعيف ومحمد بن رستم مجهول لا يعرف.
وأخرجه الآجري في "الشريعة"(1700) من طريق أبي هارون العبدي، عن شيخ، عن أبي ذر.
وأبو هارون العبدي متروك متهم بالكذب.
وفي الباب عن ابن عبَّاس عند البزار (5142)، والطبراني في "الكبير"(2638)، وأبي نعيم في "الحلية" 4/ 306، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1342). وفي إسناده الحسن بن أبي جعفر وهو متروك الحديث كما سبق.
وعن عبد الله بن الزبير عند البزار (2613 - كشف الأستار)، وفي إسناده عبد الله بن لهيعة، هو سيئ الحفظ، وقد تفرَّد بروايته عن أبي الأسود عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه.
وعن أبي سعيد الخدري عند الطبراني في "الكبير"(825) و"الأوسط"(5870)، وفي إسناده عبد العزيز بن محمد بن ربيعة وأبو سلمة الصائغ - وهو راشد بن سعد - وهما مجهولان، وعطية العوفي راويه عن أبي سعيد ضعيف.
وعن أنس بن مالك عند الخطيب في "تاريخ بغداد" 13/ 569، وفي إسناده أبان بن أبي عياش، وهو متروك الحديث.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3352 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا بِشْر بن موسى، حدثنا الحسن بن موسى الأشيَب، حدثنا حمَّاد بن سَلَمة، عن داود بن أبي هند، عن أبي العاليَة، عن عبد الله بن عبَّاس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أَتى على وادي الأزرق، فقال:"ما هذا؟ " قالوا: وادي الأزرق، فقال:"كأني أنظرُ إلى موسى بن عِمرانَ مُنهبِطًا له جُؤَارٌ إلى الله بالتَّكبير"، ثم أتى على ثَنِيَّةٍ فقال:"ما هذه الثَّنيَّة؟ "، قالوا: ثنيَّةُ كذا وكذا، فقال:"كأني أنظرُ إلى يونُسَ بنِ مَتَّى على ناقةٍ حمراءَ جَعْدَةٍ خِطامُها لِيفٌ وهو يُلبِّي وعليه جُبَّةُ صوفٍ"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه!
3353 -
حدثني أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مَطَر، وأنا سألتُه، قال: حدثني أبو محمد جعفر بن أحمد بن نَصْر الحافظ، حدثنا أبو كُرَيب، حدثنا معاوية بن هشام، عن شَيْبان عن أبي إسحاق، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: قال أبو بكر الصِّدِّيق: [يا رسولَ الله]
(2)
أَراكَ قد شِبتَ، قال: شَيَّبَتني هودٌ والواقعةُ وعمَّ يتساءَلون وإذا الشمسُ كُوِّرَت"
(3)
.
(1)
إسناده صحيح. أبو العالية: هو رُفيع بن مِهران.
وأخرجه أحمد 3/ (1854)، ومسلم (166)(268) و (269)، وابن ماجه (2891)، وابن حبان (3801) من طرق عن داود بن أبي هند بهذا الإسناد. واستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وانظر ما سيأتي برقم (4168).
وادي الأزرق: وادٍ في الحجاز قريب من مكة.
والجُؤَار: رفع الصوت والاستغاثة.
(2)
ما بين المعقوفين زيادة من هامش النسخة المحمودية، ولا بد منها.
(3)
حسن لغيره، رجاله في الجملة ثقات إلّا أنه قد اختُلف فيه على أبي إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السَّبيعي - اختلافًا كثيرًا في وصله وإرساله وفي الواسطة بينه وبين أبي بكر، وقد أطال الدارقطني في "العلل"(17) في الكشف عن أوجه الخلاف ولم يقض فيه بشيء، وذكر بعضًا منها =
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
3354 -
حدثني أبو الحسن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشَّعْراني، حدثنا جدِّي، حدثنا أبو ثابت محمد بن عُبيد الله المدني، حدثني إبراهيم بن سعد، عن سفيان الثَّوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُلهِمَ إبراهيمُ الخليلُ عليه السلام هذا اللسانَ العربيَّ إلهامًا"
(1)
.
= الترمذي في "العلل الكبير"(664 - 665) وذكر أنه سأل البخاريَّ عنها فقال: دعني أنظر فيه؛ ولم يقض فيه بشيء.
أبو كريب: هو محمد بن العلاء، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه الترمذي في "جامعه"(3297) عن أبي كريب بهذا الإسناد. وزاد فيه المرسلات، وحسَّنه. وسيأتي برقم (3819) من طريق أبي الأحوص عن أبي إسحاق.
ويشهد له حديث عقبة بن عامر عند الطبراني في "الكبير" 17/ (790) بلفظ: "شيبتني هود وأخواتها"، وإسناده حسن.
وفي الباب أيضًا عن غير واحد من الصحابة كما ذكر السخاوي في "المقاصد الحسنة"(606) لكن أسانيدها ضعيفة.
وقوله: "شيبتني هود
…
" قال أهل العلم: لما فيها من أهوال القيامة والحوادث النازلة بالأمم الماضية.
(1)
ضعيف، وقد خالف الفضلَ بن محمد الشعراني من هو أوثق منه فرواه مرسلًا عن محمد بن علي والد جعفر كما أشار المصنف عقبَه وتشكّك في حفظ الفضل له متصلًا.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(1504) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد - ثم روى عنه الرواية المرسلة وقال: وهو المحفوظ.
وسيأتي موصولًا مرة أخرى من وجه آخر لا يصحُّ عن إبراهيم بن سعد برقم (3682)، وفيه هناك:"أُلهم إسماعيل".
وقد أشار البيهقي بإثر هذا الحديث إلى ما يخالفه، وهو حديث سعيد بن جبير عن ابن عبَّاس عند البخاري (3364) في قصة إسماعيل وزمزم ونزول قوم جُرهُم في أسفل مكة، قال ابن عبَّاس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فألفى ذلك أمَّ إسماعيل، وهي تحب الأُنس" فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم حتى إذا كان بها أهلُ أبيات منهم وشبَّ الغلامُ وتعلَّم العربيةَ منهم.
هذا حديث غريب صحيح على شرط الشيخين إن كان الفضلُ بن محمد حَفِظَه متَّصلًا عن أبي ثابت:
3355 -
فقد حدَّثَناه أبو علي الحافظ، أخبرنا أبو عبد الرحمن النَّسَائي، حدثنا عُبيد الله بن سعد الزُّهْري، حدثنا عمِّي، عن أبيه، عن سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلًا نحوَه
(1)
.
3356 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشَّيْباني الحافظ إملاءً، حدثنا حامد بن محمود المقرئ، حدثنا عيسى بن جعفر الرازي، حدثنا سفيان بن سعيد، عن عُمر
(2)
بن سعيد، عن عطاءٍ في قول الله عز وجل:{رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} [هود: 73]، قال: كنت عند عبد الله بن عبَّاس إذ جاءَه رجل فسَلَّم عليه، فقلت: وعليكم السلامُ ورحمةُ الله وبركاتُه ومغفرتُه، فقال ابن عبَّاس: انتَهِ إلى ما انتَهَت إليه الملائكةُ
(3)
.
هذا حديث غريب صحيح للثَّوري لا أعلمُ أنّا كتبناه إلَّا بهذا الإسناد، ولم يُخرجاه.
3357 -
أخبرني إبراهيم بن عِصْمة بن إبراهيم العَدْل، حدثنا السَّرِيُّ بن خُزيمة، حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي، حدثنا خالد بن عبد الله، عن حُصَين، عن سعيد بن جُبير قال: قال ابن عبَّاس: لما جاءت رسلُ الله لوطًا ظنَّ أنهم ضِيفانٌ لَقُوه، فأدناهم حتى أقعَدَهم قريبًا، وجاء ببناتِه وهنَّ ثلاثٌ فأقعدَهنَّ بين ضِيفانه وبين قومه، فجاء قومُه يُهرَعُونَ إليه، فلما رآهم قال: {هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي
(1)
ضعيف لإرساله، ورجاله أوثق من سابقه، وعمُّ عبيد الله بن سعد: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: عَمرو، والتصويب من "إتحاف المهرة" للحافظ ابن حجر (8174)، وعمر بن سعيد هذا: هو ابن حسين القرشي المكي.
(3)
إسناده صحيح.
وأخرجه بنحوه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 6/ 2057، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8487) من طريق ابن وهب، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح.
ضَيْفِي} قالوا: {مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} ، فالْتفَتَ إليه جبريل عليه السلام، فقال:{إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ} قال: فطَمَسَ أعينَهم، فرجعوا وراءَهم يرَكَب بعضُهم بعضًا حتى خرجوا إلى الذين بالباب، فقالوا: جئناكم من عند أسحرِ الناس، قد طَمَسَ أبصارَنا، فانطلقوا يَركَبُ بعضُهم بعضًا، حتى دخلوا القريةَ، فرُفِعَت في بعض الليل حتى كانت بين السماءِ والأرض، حتى إنهم لَيَسمعون أصواتَ الطير في جوِّ السماء، ثم قُلِبَت، فخَرَّت الأَفْكةُ
(1)
عليهم، فمن أدركته الأَفكةُ قتلته، ومن خرج أتبَعَته حيث كان حَجَرًا فقتلته، قال: فارتَحلَ ببناته وهنَّ ثلاث حتى إذا بلغ مكان كذا وكذا من الشام، ماتت ابنتُه الكبرى، فخرجت عندها عَينٌ يقال لها: الورية، ثم انطلق حيث شاء الله أن يَبلُغَ فماتت الصغرى، فخرجت عندها عينٌ يقال لها: الذُّغَريّة
(2)
، فما بقي منهن إلَّا الوسطى
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه،
ولعلَّ متوهِّمًا يتوهَّم أنَّ هذا وأمثاله في الموقوفات، وليس كذلك، فإنَّ الصحابي إذا فسَّر التلاوةَ فهو مُسنِدٌ عند الشيخين
(4)
.
(1)
تحرَّف لفظ "الأفكة" في النسخ الخطية في الموضعين إلى: الأفكهة، لكن ضبَّب عليها في (ز) إشارة إلى استشكالها، وجاء في "تلخيص الذهبي" على الصواب.
والأَفكة، قال ابن الأثير في "النهاية": يريد العذاب الذي أرسله الله عليهم فقلب بها ديارهم، يقال: ائتفكت البلدة بأهلها، أي انقلبت، فهي مؤتفِكة.
(2)
في (ع) و (ب): الرعونة.
(3)
إسناده صحيح، وهو موقوف، والغالب أنه مما تُلقِّف في أهل الكتاب. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 5/ 1518 - 1519 و 6/ 1837 - 1838 من طريق محمد بن كثير العبدي، عن أخيه سليمان بن كثير، عن حصين بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وهذا إسناد حسن من أجل سليمان.
(4)
هذا لا يُسلَّم للحاكم، وقد سلف الكلام على هذه المسألة عند الحديث رقم (73).
3358 -
أخبرنا محمد بن علي بن دُحَيم الشَّيباني بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غَرَزة، حدثنا الفضل بن دُكَين، حدثنا محمد بن مسلم الطائفي، حدثنا عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال: رأى ناسٌ نارًا في المقبرة فأتَوْها، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر، وإذا هو يقول:"ناوِلُوني صاحبَكم"، وإذا هو الرجلُ الأوَّاه الذي يَرفَعُ صوتَه بالذِّكْر
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
12 - سورة يوسف
بسم الله الرحمن الرحيم
3359 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحَنظَلي، أخبرنا عمرو بن محمد القُرشي، حدثنا خلَّاد بن مُسلِم الصَّفّار، عن عمرو بن قيس المُلَائي، عن عمرو بن مُرَّة، عن مصعب بن سعد، عن سعد في قول الله عز وجل:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} الآية [يوسف: 3]، قال: نزل القرآنُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتَلَا عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول الله، لو قَصَصتَ علينا، فأنزل الله عز وجل:{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} تلا إلى قوله: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} الآية [يوسف: 1 - 3]، فتَلَا عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسولَ الله، لو حدَّثتَنا، فأنزل الله عز وجل:{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} الآيةَ [الزمر: 23]، كل ذلك يُؤمَر بالقرآن
(2)
.
(1)
إسناده حسن من أجل محمد بن مسلم الطائفي.
وأخرجه أبو داود (3164) عن محمد بن حاتم بن بَزِيع، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (1377) و (1378).
(2)
إسناده قوي من أجل خلاد بن مسلم الصفّار، ويقال: خلاد بن عيسى، وكنيته أبو مسلم. عمرو بن محمد القرشي: هو العنقزي، والقرشي ولاءً.
وأخرجه ابن حبان (6209) عن عبد الله بن محمد الأزدي، عن إسحاق بن إبراهيم - وهو الحنظلي =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3360 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ حدثنا الحسين بن الفضل، حدثنا زهير بن حَرْب، حدثنا وَكيع، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: أفرَسُ الناسِ ثلاثةٌ: العَزيزُ حين قال لامرأته: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} [يوسف: 21]، والتي قالت:{يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]، وأبو بكرٍ حين تَفرَّسَ في عمر، رضي الله عنهما
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3361 -
أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدثنا إبراهيم بن الحسين،
= ابن راهويه - بهذا الإسناد.
(1)
إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك الأشجعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 574، والطبري في "تفسيره" 12/ 175 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8829)، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 359 من طريق محمد بن كثير، عن سفيان، به.
وخالف عبدُ الرحمن بن مهدي عند ابن أبي حاتم في "تفسيره" 7/ 2118 و 9/ 2966 فرواه عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود. وأبو عُبيدة: هو ابن عبد الله بن مسعود.
وسيأتي عند المصنف برقم (4559) من طريق زهير - وهو ابن معاوية الجعفي - عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود.
وقال الدارقطني في "العلل"(912) بعد أن ذكر الوجهين: ويشبه أن يكونا صحيحين. يعني أنهما محفوظان ولا يُعَلُّ أحدُهما بالآخر.
وأخرجه ابن أبي حاتمٍ أيضًا 7/ 2159 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود. وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن إسحاق - وهو أبو شيبة الواسطي - ضعيف، والقاسم بن عبد الرحمن - وهو ابن عبد الله بن مسعود - روايته عن جدِّه مرسلة.
حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شُعبة، عن سليمان قال: سمعت أبا وائل يقول: سمعت عبدَ الله يقرأ: {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23]، فقيل له، فقال: هكذا عُلِّمْنا
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه!
3362 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفَّان العامري، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن أبي حَصِين، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله تعالى:{لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24]، قال: مُثِّل له يعقوبُ، فضرب صدرَه فخرجت شهوتُه من أناملِه
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3363 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن مِهْران الأصبهاني، حدثنا عُبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن خُصَيف، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: عَثَرَ يوسفُ ثلاثَ عَثَراتٍ: حين هَمَّ بها، فسُجِن، وقوله للرجل: اذْكُرْني عند ربك، فلَبِثَ في السجن بِضعَ سنين فأنساه الشيطانُ ذِكرَ ربِّه، وقوله لهم: إنكم لَسارقون
(3)
.
(1)
خبر صحيح، وعبد الرحمن بن الحسن شيخ المصنف ضعيف، لكنه متابع سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البخاري (4692) من طريق بشر بن عمر، عن شعبة، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
وأخرجه أبو داود (4004) و (4005) من طريقين عن الأعمش، به - وفيه: أنَّ ناسًا كانوا يقرؤون هذه الآية: (وقالت هِئتُ لكَ).
(2)
إسناده صحيح وهو موقوف. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم الأسدي.
وأخرجه البيهقي في "الزهد"(364) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/ 187، وكذا ابن أبي حاتم 7/ 2123 من طريقين عن إسرائيل، به.
(3)
إسناده ضعيف، خصيف - وهو ابن عبد الرحمن الجزري - سيئ الحفظ، وقد تفرَّد به، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه" وقال: هو خبر منكر. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3364 -
أخبرني الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أخبرنا محمد بن غالب، حدثنا موسى بن مسعود، حدثنا سفيان، عن عُمَارة بن القَعقاع الضَّبِّي، عن إبراهيم، عن الأسوَد، عن عبد الله:{قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} [يوسف: 41]، قال: لمَّا حَكَيا ما رأياه وعَبَرَ يوسفُ عليه السلام، قال أحدهما: ما رأَيْنا شيئًا، فقال: قُضِيَ الأمرُ الذي فيه تَستَفْتِيان
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3365 -
حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد، حدثنا الحسن بن مُكرَم، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الكريمَ ابنَ الكريمِ ابنِ الكريمِ ابن الكريم، يوسفُ بن يعقوبَ ابن إسحاقَ بنِ إبراهيمَ خليلِ الرَّحمن.
= وأخرجه البيهقي في "الزهد"(362) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(716 - زوائده)، ومن طريقه البيهقي في "الزهد"(361) عن يحيى بن أبي بكير، والطبري في "تفسيره" 12/ 213 من طريق يحيى بن أبي زائدة، كلاهما عن إسرائيل، به.
وأخرجه بنحوه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 7/ 2140 و 2150 و 2177 من طريق أبي سعيد بن أبي الوضاح، عن خصيف، به.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل موسى بن مسعود: وهو أبو حذيفة النهدي. سفيان: هو الثوري، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي خال إبراهيم.
وهو عند أبي حذيفة النهدي في "تفسير سفيان"(405)، لكن بإسقاط الواسطة بين إبراهيم وابن مسعود، وهكذا رواه عن سفيان عبدُ الرحمن بن مهدي ووكيع عند الطبري 12/ 221.
وسيأتي برقم (8395) من طريق محمد بن فضيل عن عمارة عن إبراهيم، فسمى الواسطة بينه وبين ابن مسعودٍ علقمةَ: وهو ابن قيس النخعي من أخوال إبراهيم. والإسناد صحيح.
وأخرجه ابن أبي حاتم 7/ 2148 من طريق عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبيه عبد الله بن مسعود.
ولو لَبِثْتُ ما لَبِثَ يوسفُ ثم جاءني الداعي لأجبتُ، إذ جاءه الرسولُ فقال:{ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ} [يوسف: 50] "
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة، إنما اتَّفقا على حديث الزُّهْري عن سعيد وأبي عُبيد عن أبي هريرة:"لو لبثتُ في السجن ما لَبِثَ يوسف" فقط
(2)
.
3366 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن سِنَان القزَّاز، حدثنا أبو عامر العَقَدي، حدثنا موسى بن عُليِّ بن رَبَاح، عن أبيه قال: استَأذنَ رجلٌ على عمر فقال: استأذِنوا لابن الأخيار، فقال عمر: ائذَنوا لابن الأخيار، فلما دخل قال له عمر: من أنت؟ قال: أنا فلانُ بنُ فلان بنِ فلان، قال: فجعل يَعُدُّ رجالًا من أشراف الجاهلية، فقال له عمر: أنت يوسفُ بنُ يعقوبَ بن إسحاقَ بنِ إبراهيم؟ قال: لا، قال: ذاك ابنُ الأخيارِ، وأنت ابنُ الأشرار، إنما تعدُّ عليَّ رجالَ أهل النار
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وهذ إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي.
وأخرجه أحمد 14/ (8391) و (8392) و 15/ (9380)، والترمذي (3116)، والنسائي (11190)، وابن حبان (5776) و (6207) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد - واقتصر بعضهم على الشطر الأول منه وبعضهم على الشطر الثاني.
وانظر ما سلف برقم (2985) وما سيأتي برقم (4127).
وأخرج أحمد 15/ (9568)، والبخاري (3353) و (3490)، ومسلم (2378) وغيرهم من حديث سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكرمُ الناس؟ قال: "أتقاهم" قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال:"فيوسف نبيُّ الله ابنُ نبي الله ابنِ نبي الله ابن خليل الله".
وأخرج أحمد أيضًا 14/ (8328)، والبخاري (3372) و (4694)، ومسلم (151) وغيرهم من حديث الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رفعه:"ولو لبثتُ في السجن ما لبثَ يوسف لأجبتُ الداعي".
(2)
هو من هذا الطريق عند البخاري برقم (3387) و (6992)، ومسلم برقم (151).
(3)
إسناده ضعيف، محمد بن سنان القزاز مختلف فيه وقد تفرَّد به، وعُلي بن رباح لم يدرك =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه، وعُليُّ بن رباح تابعيٌّ كبير.
3367 -
أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد المزكِّي بمَرْو، حدثنا عبد الله بن رَوْح المَدائِني، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام بن حسان، عن محمد بن سِيرين، عن أبي هريرة قال: قال لي عمر: يا عدوَّ الله وعدوَّ الإسلام، خُنْتَ مالَ الله، قال: قلت: لستُ عدوَّ الله، ولا عدوَّ الإسلام، ولكني عدوُّ من عاداهما، ولم أَخُنْ مالَ الله، ولكنها أثمانُ إبلي وسهامٌ اجتمَعَت، قال: فأعادها عليَّ وأعدتُ عليه هذا الكلام، قال: فغرَّمني اثني عشر ألفًا، قال: فقمتُ في صلاة الغَدَاة فقلت: اللهمَّ اغفِرْ لأمير المؤمنين.
فلما كان بعدَ ذلك أرادني على العمل، فأَبيتُ عليه، فقال: لِمَ وقد سأل يوسفُ العملَ وكان خيرًا منك؟ فقلت: إنَّ يوسف نبيٌّ ابنُ نبيٍّ ابنِ نبيٍّ ابنِ نبيّ، وأنا ابن أُمَيْمةٍ، وأنا أخاف ثلاثًا واثنتين، قال: أوَلا
(1)
تقول: خمسًا؟ قلت: لا، قال: فآتِهنَّ، قلت: أخاف أن أقولَ بغير علم، وأن أُفتيَ بغير علم، وأن يُضَرَبَ ظَهْري، ويُشتَمَ عِرْضي، وأن يُؤخَذَ مالي بالضرب
(2)
.
= السماع من عمر بن الخطاب وُلد بالمغرب في آخر خلافة عمر أو صدر خلافة عثمان. أبو عامر العقدي: هو عبد الملك بن عمرو.
(1)
في النسخ: ولا، بإسقاط الهمزة من أوله، والمثبت من المطبوع وهو أوجه، وفي "التلخيص": ألا.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 67/ 371 من طريق حفص بن غياث، عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد.
وأخرجه معمر في "جامعه"(20659) عن أيوب، وأبو عبيد في "الأموال"(668) من طريق يزيد بن إبراهيم التُّستَري، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 261 - 262 من طريق سليمان بن أبي سليمان، ثلاثتهم عن محمد بن سيرين، به - وفي رواية أيوب عن ابن سيرين: أنَّ عمر
…
مرسلًا.
وأخرج الشطر الأول منه أبو عبيد (667)، وابن سعد في "الطبقات" 5/ 252 من طريق عبد الله بن عون، عن ابن سيرين، به. إلَّا أنه عند أبي عبيد عن ابن سيرين مرسلًا.
هذا حديث بإسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3368 -
حدثنا الشيخ أبو الوليد الفقيه، حدثنا خُشْنام
(1)
بن بِشْر، حدثنا أبو بكر بن أبي شَيْبة، حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غَنِيَّة، عن حفص بن عمر بن الزُّبير، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان ليعقوبَ النبيِّ عليه السلام أخٌ مُؤاخِيًا في الله، فقال ذاتَ يوم: يا يعقوبُ، ما الذي أذهَبَ بصرَك؟ وما الذي قوَّسَ ظَهرَك؟ قال: فقال: أمَّا الذي أذهَبَ بصري فالبكاءُ على يوسف، وأما الذي قوَّسَ ظَهري فالحزنُ على ابني يامين، قال: فأتاه جبريلُ عليه السلام فقال: يا يعقوبُ، إِنَّ الله يُقرِئك السلامَ ويقول: أما تستحيي تَشكُوني إلى غيري، قال: فقال يعقوب: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} [يوسف: 86] فقال جبريل: أعلم ما تَشكُو يا يعقوب، قال: ثم قال يعقوب: أيْ ربِّ، أما تَرحمُ الشيخَ الكبير، أذهبتَ بصري وقوَّستَ ظهري، فاردُدْ عليَّ رَيْحانتي أشَمَّه شمًّا قبل الموت، ثم اصنَعْ بي ما أردتَ، قال: فأتاه جبريل فقال: إِنَّ الله يُقرِئُك السلامَ ويقول لك: أبشِرْ وليَفرَحْ قلبُك، فوَعِزَّتي لو كانا ميتين لنَشَرتُهما، فاصنَعْ طعامًا للمساكين، فإنَّ أحبَّ عبادي إليَّ الأنبياءُ والمساكينُ، وتدري لِمَ أذهبتُ بصرَك، وقوَّستُ ظهرَك وصَنَعَ إخوةُ يوسفَ به ما صنعوا؟ إنكم ذبحتُم شاةً فأتاكم مسكينٌ يتيمٌ وهو صائم، فلم تُطعِموه منه شيئًا، قال: فكان يعقوب بعدُ إذا أراد الغَداءَ أَمر مناديًا فنادى: ألَا من أراد الغداءَ من المساكين فليتَغدَّ مع يعقوب، وإذا كان صائمًا أَمر مناديًا فنادى: ألا من كان صائمًا من المساكين فليُفطِرْ مع يعقوب
(2)
.
(1)
تحرَّف في (ب) إلى: هشام، وفي (ع) إلى: حسام. وخشنام هذا ترجمه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ 379 - 381، والذهبي في "تاريخ الإسلام" 6/ 942، ونقل ابن عساكر عن الحاكم أنه سأل عنه شيخه أحمد ابن الخضر الشافعي الحافظ فوثَّقه.
(2)
إسناده ضعيف ومتنه منكر، كما قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 4/ 330، حفص بن عمر بن الزبير كذا وقع مسمًّى عند المصنف، ولا يُعرَف مَن ذا، لكن وقع عند بعضهم مسمًّى: =
قال الحاكم: هكذا في سماعي بخطِّ يدي: حفص بن عمر بن الزُّبير، وأظنُّ الزبيرَ وهمًا من الراوي، فإنه حفصُ بن عمر بن عبد الله بن أبي طَلْحة الأنصاري ابنُ أخي أنس بن مالك، فإن كان كذلك فالحديثُ صحيح!
وقد أخرج الإمام أبو يعقوب إسحاقُ بن إبراهيم الحَنظَلي هذا الحديثَ في التفسير مرسَلًا:
3369 -
أخبرَناه أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا عمرو بن محمد، حدثنا زافرُ بن سليمان، عن يحيى بن عبد الملك، عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"كان ليعقوبَ أخٌ مُؤاخِيًا" فذكر الحديث بنحوه
(1)
.
= حفص بن عمر بن أبي الزبير وهذا ذكره ابن حبان في "ثقاته" 4/ 153 وأنه روى عن أنس وروى عنه يحيى بن أبي غنية، وذكره ابن الجوزي في "الضعفاء والمتروكون" (943) ونقل عن الأزدي قوله فيه: منكر الحديث ضعيف مجهول. وليس صحيحًا ما ذهب إليه المصنف لاحقًا من أنَّ الراوي وهمَ فيه وأنه حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة الثقة، فقد رواه غير واحد عن يحيى بن أبي غنية ولم يسمِّه هكذا.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(3131) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 7/ 2188، والبيهقي (3131)، والشجري في "الأمالي" 2/ 183 من طرق عن يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6105)، و"الصغير"(857) من طريق وهب بن بقية، عن يحيى بن عبد الملك، عن حصين بن عمر الأحمسي، عن أبي الزبير، عن أنس. هكذا وقع عنده، وحصين هذا متروك إلّا أنَّ الراوي عن وهب وهو شيخ الطبراني: هو محمد بن أحمد الباهلي ضعيف جدًّا كما قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 40.
وأخرجه ابن أبي عمر العدني في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3453) عن مروان بن معاوية الفزاري، عن يحيى بن حميد، عن أبان بن أبي عياش عن أنس. وأبان متروك، ويحيى بن حميد إن لم يكن هو يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية نفسه فلا يُعرَف من ذا.
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه وعبَّر عنه المصنِّف سابقًا بالإرسال، فإنَّ يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية لم يدرك أنسًا بينهما رجل كما سبق، وزافر بن سليمان ليس بذاك القوي وله أوهام. =
3370 -
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا الحسن بن علي المَعمَري، حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن واقد الحرَّاني حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثني صالح بن كَيْسان، عن ابن شِهاب، عن [عروة بن الزُّبير]
(1)
عن عائشة؛ قال: قلتُ لها: قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} [يوسف: 110]، قلت: لقد استيأَسوا أنهم كُذِبوا خفيفةً، قالت: مَعاذَ اللهِ أن تكون الرُّسلُ تظنُّ ذلك بربِّها، إنما هم أتباعُ الرسل، لما استأخَرَ عنهم النصرُ واشتدَّ عليهم البلاءُ، ظنَّت الرسلُ أن أتباعهم قد كَذَّبوا!
(2)
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه!
13 - سورة الرعد
بسم الله الرحمن الرحيم
3371 -
حدثني علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي وهشام بن علي السَّدُوسي، قالا: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا صَدَقة بن موسى،
= وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات"(154)، وفي "الفرج بعد الشدة"(43) من طريقين عن عمرو بن محمد - وهو العنقَزي القرشي مولاهم - عن زافر بن سليمان، عن يحيى بن عبد الملك، عن رجل، عن أنس. فذكرا الواسطة وأبهماها.
(1)
ما بين المعقوفين من المطبوع وسقط من نسخنا الخطية، ولا بدَّ منه.
(2)
خبر صحيح عن عائشة، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الرحمن بن واقد، إلَّا أنه متابع.
فقد أخرجه بأطول ممّا هنا البخاري في "صحيحه"(4695) عن عبد العزيز بن عبد الله الأُويسي، عن إبراهيم بن سعد - وهو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف - بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرجه البخاري أيضًا (3389) من طريق عقيل بن خالد، و (4696) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، به.
وأخرجه كذلك برقم (4525) من طريق ابن أبي مليكة، عن عروة بن الزبير، به.
وبالتثقيل (كُذِّبوا) كما كانت تقرأ عائشة رضي الله عنها قرأها من السبعة ابنُ كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر، وقرأها الكوفيون (كُذِبوا) بالتخفيف. وانظر "فتح الباري" 13/ 429.
عن محمد بن واسع، عن سُمَير، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّ ربَّكم تعالى يقول: لو أنَّ عبادي أَطاعوني لَأسقيتُهم المطرَ بالليل وأَطلعتُ عليهم الشمسَ بالنهار، ولم أُسمِعْهم صوتَ الرَّعْد"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3372 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا رَوْح بن عُبادة، حدثنا حماد بن سَلَمة، عن سليمان التَّيْمي، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس في قول الله عز وجل:{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [الرعد: 39]: من أحد الكتابَينِ، هما كتابان يَمحُو اللهُ ما يشاء من أحدِهما ويُثبِت، {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} أي: جُمْلةُ الكتاب
(2)
.
قد احتجَّ مسلمٌ بحمَّاد واحتجَّ البخاري بعِكْرمة، وهو غريب صحيح من حديث سليمان التيمي، ولم يُخرجاه.
3373 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا حامد بن محمود،
(1)
إسناده ضعيف لضعف صدقة بن موسى، ووهّاه الذهبي في "تلخيصه". سمير: هو ابن نهار، ويقال في اسمه: شُتير، وقد تفرَّد بالرواية عنه محمد بن واسع.
وسيأتي عند المصنف برقم (7849) من طريق أبي داود الطيالسي عن صدقة بن موسى، وهو من هذا الوجه عند أحمد 14/ (8708).
وتابع موسى بنَ إسماعيل وأبا داود الطيالسي عمرُو بن مرزوق عند ابن الأعرابي في "معجمه"(1139)، ثلاثتهم عن صدقة بن موسى بهذا الإسناد.
وخالفهم جعفر بن محمد الرازي فرواه عن عبد المؤمن بن علي، عن عبد السلام بن حرب، عن محمد بن واسع، عن سمير بن نهار، عن أبي سعيد الخدري، أخرجه البيهقي في "الزهد"(718)، وهي رواية شاذّة، والمحفوظ حديث صدقة، ونقل ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1321) عن الدارقطني أنه قال في هذه الرواية: الحديث غير ثابت.
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، سليمان التيمي - وهو ابن طرخان - لم يسمع من عكرمة شيئًا. وأخرجه البيهقي في "القضاء والقدر"(255) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 13/ 167 من طريقين عن حماد بن سلمة، به.
حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، حدثنا حنظلة، عن طاووس، عن ابن عبَّاس قال: لا يَنفعُ الحذرُ من القَدَر، ولكنَّ الله يَمحُو بالدعاءِ ما يشاء من القَدَر
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3374 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا الثَّوري، عن طلحة، عن عطاء، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد: 41]، قال: موتُ علمائِها وفقهائِها
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
14 - سورة إبراهيم عليه السلام
-
بسم الله الرحمن الرحيم
3375 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا يزيد بن أبي حَكيم، حدثنا الحَكَم بن أَبان قال: سمعت عِكرمةَ يقول: قال ابن عبَّاس: إنَّ الله فَضَّلَ محمدًا صلى الله عليه وسلم على أهل السماء وفَضَّله على أهل الأرض، قالوا: يا أبا عبَّاس، بما فضَّله الله على أهل السماء؟ قال: قال الله عز وجل: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 29]، وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ
(1)
إسناده صحيح. حامد بن محمود: هو ابن حرب النيسابوري المقرئ، وحنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي.
وأخرجه البيهقي في "القضاء والقدر"(254) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده ضعيف جدًّا، طلحة - وهو ابن عمرو بن عثمان الحضرمي - قال أحمد وغيره: متروك، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه". إسحاق: هو ابن راهويه.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه"(155) من طريق محمد بن حماد الطِّهراني، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري 13/ 174، والخطيب (154) من طريقين عن طلحة بن عمرو، به.
وَمَا تَأَخَّرَ} الآية، قالوا: فبما فضَّله الله على أهل الأرض؟ قال: إِنَّ الله عز وجل قال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} الآية [إبراهيم: 4]، وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28]، فأرسله إلى الجنِّ والإنس
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، فإنَّ الحكم بن أبان قد احتَجَّ به جماعةٌ من أئمة الإسلام، ولم يُخرِّجه الشيخان.
3376 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهدُ الأصبهاني، أخبرنا أحمد بن مِهْران الأصبهاني، حدثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوَص، عن عبد الله: أنه قال في قول الله عز وجل: {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} [إبراهيم: 9]، قال: عَضُّوا عليها
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3377 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق
(1)
إسناده جيد. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه.
وأخرجه الدارمي (47) عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (11610) من طريق منجاب بن الحارث، عن يزيد بن أبي حكيم، به.
وأخرجه أبو يعلى (2705) مختصرًا من طريق إبراهيم بن يحيى - وهو العَدَني - والبيهقي في "شعب الإيمان"(149)، و"دلائل النبوة" 5/ 486 من طريق حفص بن عمر العدني، كلاهما عن الحكم بن أبان العدني، به. وإبراهيم وحفص كلاهما ضعيف، وحفص أشدّهما ضعفًا.
(2)
إسناده صحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الأشجعي.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 13/ 188 من طريق عبد الله بن رجاء البصري، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضًا من طريق شريك النخعي، عن أبي إسحاق، به.
وانظر ما بعده.
ابن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا الثَّوْري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوَص، عن عبد الله، في قوله عز وجل:{فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} قال عبد الله: كذا؛ ورَدَّ يدَه في فيهِ وعَضَّ يدَه، وقال: عَضُّوا على أصابعِهم غَيظًا
(1)
.
هذا حديث صحيح بالزِّيادة على شرطهما.
3378 -
أخبرني الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا محمد بن شاذان الجَوْهَري، حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي، حدثنا محمد بن يزيد بن خُنَيس، عن عبد العزيز بن أبي روَّاد، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: لما أَنزل الله عز وجل على نبيِّه صلى الله عليه وسلم {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6]، تَلَاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذاتَ ليلة - أو قال يوم - فخَرَّ فتًى مَغشِيًّا عليه، فَوَضَعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدَه على فؤادِه فإذا هو يَتحرَّك، فقال:"يا فتى، قل: لا إلهَ إلَّا الله" فقالها، فبشَّرَه بالجنة، فقال أصحابه: يا رسولَ الله، أَمِنْ بينِنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم:"أمَا سمعتُم قول الله عز وجل: {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} [إبراهيم: 14] "
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده صحيح.
وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/ 341، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أيضًا الطبري 13/ 188.
وأخرجه الطبري 13/ 188، والطبراني في "المعجم الكبير"(9118) و (9119) من طرق عن سفيان الثوري، به. وانظر ما قبله.
(2)
ضعيف، وهذا إسناد لا بأس برجاله إلّا أنه قد اختُلف فيه على محمد بن يزيد بن خنيس، فروي عنه موصولًا كما وقع عند المصنف هنا ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(3338).
ورواه عنه - أي: عن محمد بن خنيس - قتيبةُ بن سعيد الثقة الثبت فجعله من حديث عبد العزيز بن أبي رواد مرسلًا، لم يذكر فيه عكرمة ولا ابن عبَّاس. هكذا أخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(195) عن قتيبة بن سعيد.
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "التخويف من النار" ص 30: لعلَّ المرسل أشبه.
3379 -
أخبرني الحسن بن حَلِيم المروَزي، أخبرنا أبو الموجِّه، أخبرنا عَبْدانُ، أخبرنا عبد الله، أخبرنا صفوان بن عمرو، عن عبد الله بن بُسْر، عن أبي أُمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل:{وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ} [إبراهيم: 16، 17]، قال:"يُقرَّبُ إليه فيتَكرَّهُه، فإذا أدنيَ منه شَوَى وجهَه ووَقَعَ فروةُ رأسِه، فإذا شَرِبَ قَطَّعَ أمعاءَه حتى يخرجَ من دُبُرِه" يقول الله: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15]، ويقول الله عز وجل:{وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ} [الكهف: 29]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3380 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا محمد بن أحمد بن أَنس القُرشي، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا عبد الله بن واقد حدثني محمد بن مالك، عن البَرَاء بن عازِبٍ:{تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} [الأحزاب: 44]، قال: يومَ يَلقَونَ مَلَكَ الموت، ليس من مؤمنٍ يَقبِضُ رُوحَه إلَّا سَلَّم عليه
(2)
.
(1)
رجاله ثقات معروفون غير عبد الله بن بُسر، فقد اختُلف في اسمه على عبد الله بن المبارك هل هو عبد الله مكبَّرًا أم عبيد الله مصغَّرًا، واختُلف في مَن هو، وكل ذلك مبيَّن في تعليقنا على "مسند أحمد".
أبو الموجِّه: هو محمد بن عمرو الفَزَاري، وعبدان: هو عبد الله بن عثمان المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك، وأبو أمامة: هو صُدَي بن عجلان الباهلي.
وأخرجه أحمد 36/ (22285)، والترمذي (2583)، والنسائي (11199) من طريقين عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3433) و (3746).
(2)
إسناده ضعيف لِلين محمد بن مالك مولى البراء، وقد انفرد به، وأعلَّه الذهبي في "تلخيصه" به ونقل عن ابن حبان أنه قال فيه: لا يُحتجُّ به، وأعلَّه أيضًا بعبد الله بن واقد ونقل عن ابن عدي أنه قال فيه: مظلم الحديث. قلنا: كذا قال ابن عدي في "الكامل" 4/ 255 وزاد: ولم أرَ للمتقدمين فيه كلامًا فأذكره. كذا قال، مع أنَّ أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما قد وثَّقه، والعلّة ليست فيه إنما في محمد بن مالك، فقد وصفه ابن حبان بكثرة الخطأ.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "المطالب العالية"(3684) عن أحمد الدورقي، =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3381 -
أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، حدثنا أبو يحيى بن أبي مَسَرَّة، حدثنا العلاء بن عبد الجبار العطَّار، حدثنا حمّاد بن سَلَمة، عن شعيب بن الحَبْحاب، عن أنس بن مالك قال: أُتيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقِنَاع من بُسْر، فقرأ: مَثَلُ كلمةٍ طيبةٍ كشجرةٍ طيبةٍ
(1)
، فقال:"هي النخلةُ"
(2)
.
= عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
وعزاه له أيضًا البوصيري في "إتحاف الخيرة"(1973) ثم قال: ومدار إسناد الحديث على محمد بن مالك وهو ضعيف.
تنبيه: حق هذا الخبر أن يأتي في تفسير سورة الأحزاب، فالآية المذكورة منها، أما آية سورة إبراهيم رقم (23) فهي:{وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ} .
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 367، والدينوري في "المجالسة"(367)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 255، والثعلبي في "تفسيره" 8/ 52 من طرق عن أبي رجاء عبد الله بن واقد، به - وهو عند ابن عدي من حديث البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعًا، وهو من أوهام بعض رواته.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(399) من طريق مهرجان العابد، عن ابن المتروك، عن محمد بن مالك، به. ومهرجان هذا لم نقف له على ترجمة.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 14/ 101 من طريق الأشيب أبي علي (وهو الحسن بن موسى) عن أبي رجاء عبد الله بن واقد، به - إلّا أنه ذكر مكان آية الأحزاب قوله تعالى:{سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} وهي الآية 58 من سورة يس.
(1)
الآية (24) من السورة {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} .
(2)
صحيح موقوفًا على أنس بن ملك، ورجال إسناده ثقات إلّا أنه قد تفرَّد برفعه حماد بن سلمة وخالفه غيره فوقفوه كما سيأتي.
وأما حديث حماد فقد أخرجه الترمذي (3119)، والنسائي (11198)، وابن حبان (475) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وقد خالف جمهورَ أصحاب حماد في رفعه حجاجُ بن منهال، فقد رواه عن حماد بن سلمة عند الطبراني في "تفسيره" 13/ 205 فوقفه. =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3382 -
أخبرني أبو جعفر محمد بن علي الشَّيباني بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم الغِفاري، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا بسَّام الصَّيرَفي، حدثنا أبو الطُّفيل عامر بن واثلةَ قال: سمعتُ عليًّا قام فقال: سَلُوا قبل أن لا تَسأَلوا، ولن تَسأَلوا بعدي مِثْلي، فقام ابنُ الكَوَّاءِ فقال: مَن {الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم: 28]؟ قال: قال: منافِقُو قُريشٍ، قال: فمَن {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 104]؟ قال: منهم أهلُ حَرُوراء
(1)
.
هذا حديث صحيحٌ عالٍ، وبسَّام بن عبد الرحمن الصَّيرَفي من ثِقات الكوفيين
= ورواه موقوفًا أيضًا أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب عند الترمذي (3119/ 1)، وحماد بن زيد عنده أيضًا (3119/ 2)، وإسماعيل ابن عُليّة عند الطبري 13/ 204 - 205، ومهدي بن ميمون عنده 13/ 205، أربعتهم عن شعيب بن الحبحاب. قال الترمذي: وهذا أصحُّ من حديث حماد بن سلمة، وروى غير واحد مثل هذا موقوفًا، ولا نعلم أحدًا رفعه غير حماد بن سلمة، ورواه معمر وحماد بن زيد وغير واحد ولم يرفعوه.
قلنا: ورواه موقوفًا كذلك شعبة عن معاوية بن قرة عن أنس. أخرجه البزار (7346) و (7347)، والطبري 13/ 204، والبغوي في "الجعديات" (1107). ووقع في الموضع الأول للبزار: عن أنس أحسبه رفعه. والمحفوظ في رواية جمهور أصحاب شعبة عنه الوقفُ.
القِناع: الطَّبَق الذي يؤكل عليه.
والبُسْر: ثمر النخل قبل أن يُرطِب.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل بسام الصَّيرفي، وبعضهم سمَّى أباه عبدَ الله. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين.
وأخرجه النسائي (11203) من طريق القاسم بن أبي بزّة، عن أبي الطفيل. واقتصر على السؤال الأول.
وسيأتي بأطول مما هنا برقم (3778) من طريق محمد بن عبيد عن بسام.
وقد روي هذا من غير وجه عن أبي الطفيل عن علي، انظر "تفسير عبد الرزاق" 1/ 342 و 413 و 2/ 241 - 242، و"تفسير الطبري" 13/ 220 و 221 و 16/ 34.
وانظر ما بعده.
ممَّن يُجمَع حديثُهم، ولم يُخرجاه.
3383 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن علي بن ميمون الرَّقِّي، حدثنا محمد بن يوسف الفِرْيابي، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عَمرٍو ذي مُرٍّ، عن علي في قوله عز وجل:{وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم: 28]، قال: هما الأفجرانِ من قُريش: بنو أُميَّة وبنو المُغيرةِ، فأما بنو المغيرة فقد قَطَعَ اللهُ دابِرَهم يومَ بدر، وأما بنو أُميَّة فمُتِّعوا إلى حِينٍ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3384 -
حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا عُقْبة بن مُكْرَم الضَّبِّي، حدثنا محبوبُ بن الحسن، حدثنا داود بن أبي هند، عن الشَّعْبي، عن مسروق، عن عائشة قالت: قرأَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم: 48]، قلت: أين الناسُ يومئذٍ؟ قال: "على الصِّراطِ"
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف لتفرُّد عمرو ذو مُرٍّ به، فإنه في عِداد المجاهيل، لم يرو عنه غير أبي إسحاق السَّبيعي، وقال البخاري وابن عدي: لا يُعرَف، وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 67: في حديثه مناكير كثيرة، وانفرد العجلي فوثّقه.
وأخرجه الطبري 13/ 220 من طريقين عن سفيان - وهو الثوري - بهذا الإسناد. وقرن أحدهما بسفيان شَريكًا النخعي.
وأخرجه أيضًا 13/ 220 من طريق شعبة، والطبراني في "الأوسط"(776) من طريق مطرِّف بن طريف، كلاهما عن أبي إسحاق، به - إلّا أنَّ في حديث شعبة: الأفجران من بني أسد وبني مخزوم.
وانظر ما قبله.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل محبوب بن الحسن، ومحبوب لقب واسمه محمد بن الحسن بن هلال، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أحمد 40/ (24069)، ومسلم (2791)، وابن ماجه (4279)، والترمذي (3121) و (3242)، وابن حبان (331) و (7380) من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. واستدراك المصنف له ذهول منه رحمه الله. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!
15 - سورة الحِجْر
بسم الله الرحمن الرحيم
3385 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا جَرِير، عن عطاء بن السائب، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس قال: ما يزالُ اللهُ يُشفِّعُ ويُدخِلُ الجنةَ، ويَرحَمُ ويُشفِّعُ حتى يقول: مَن كان مِن المسلمين فليَدخُلِ الجنةَ، فذاك حين يقول:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3386 -
حدثني علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا أبو عمر حفص بن عمر، حدثنا نُوح بن قيس، حدثنا عمرو بن مالك، عن أبي الجَوْزاء، عن ابن عبَّاس قال: كانت تُصلِّي خلفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأةٌ حَسْناءُ من أحسنِ الناس، وكان بعضُ القوم يَستقدِمُ في الصفِّ الأول لئلَّا يراها، ويستأخرُ بعضُهم حتى يكونَ في الصفِّ المؤخَّر، فإذا رَكَع قال هكذا، ونظر من تحت إبْطِه وجافَى يدَه، فأنزل الله عز وجل في شأنها:{وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} [الحجر: 24]
(2)
.
= وسيأتي بنحوه عند المصنف برقم (3672) من طريق ابن عبَّاس عن عائشة.
(1)
رجاله ثقات. إسحاق: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(75) عن الحاكم محمد بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 14/ 3 و 5 عن محمد بن حميد، عن جرير، به.
وأخرجه هنّاد في "الزهد"(190)، والطبري 14/ 3، والآجري في "الشريعة"(776) من طرق عن عطاء بن السائب، به.
(2)
إسناده ضعيف لاضطرابه والخلاف فيه على عمرو بن مالك، وهو النُّكْري - وعمرو هذا قد نقل ابن الجنيد في "سؤالاته" لابن معين (754) أنه وثّقه، وذكره ابن حبان في "ثقاته". قلنا: =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه، وقال عمرو بن علي: لم يَتكلَّم أحدٌ في نوح بن قيس الطاحِيُّ بحُجَّة.
وله أصلٌ من حديث سفيان الثَّوْري:
3387 -
أخبرَناه أبو بكر الشافعيُّ، حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو حُذَيفة، حدثنا سفيان، عن رجلٍ، عن أبي الجَوْزاء، عن ابن عبَّاس قال: المستقدِمِين: الصفوفُ المقدَّمة، والمستأخِرِين: الصفوفُ المؤخَّرة
(1)
.
= وقد انفرد بذكر هذه القصة في سبب نزول الآية، وسياق الآيات قبلها وبعدها يأبى أن تكون سببًا لنزولها، وقال ابن كثير في "تفسيره" 4/ 450: حديث غريب جدًّا وفيه نكارة شديدة؛ ثم رجَّح أن يكون من كلام أبي الجوزاء: وهو أوس بن عبد الله الرَّبَعي.
وأخرجه أحمد 5/ (2783)، وابن ماجه (1046)، والترمذي (3122)، والنسائي (945) و (11209)، وابن حبان (401) من طرق عن نوح بن قيس، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: وروى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء نحوه، ولم يذكر فيه "عن ابن عبَّاس" وهذا أشبه أن يكون أصحَّ من حديث نوح.
قلنا: ورواية جعفر بن سليمان التي أشار إليها الترمذي رواها عنه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 348، ومن طريقه أخرجه الطبري في "التفسير" 14/ 26، لكن رواية جعفر هذه مختصرة بلفظ: قال: المستقدمين منكم في الصفوف في الصلاة والمستأخرين، وجعفر صدوق جيد الحديث، وهو أحسن حالًا من نوح بن قيس، ويشهد لروايته هذه دون ذكر القصة فيه روايةُ سفيان التالية.
قال شيخ المفسرين ابن جَرير الطبري بعد أن ذكر في الآية عدة أقوال: وأَولى الأقوال عندي في ذلك بالصحة قول من قال: معنى ذلك: ولقد علمنا الأموات منكم يا بني آدم فتقدَّم، موته، ولقد علمنا المستأخرين الذين استأخر موتهم ممن هو حيٌّ، ومَن هو حادث منكم ممَّن لم يحدث بعدُ، لدلالة ما قبله من الكلام، وهو قوله:{وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ} ، وما بعده وهو قوله: {وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ
…
}.
(1)
إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي الجوزاء، ويغلب على الظن أنه عمرو بن مالك النُّكري الذي في الحديث السابق. وهذه الرواية تشهد لرواية جعفر بن سليمان المذكورة في التعليق السابق. =
3388 -
حدثنا أبو العبَّاس أحمد بن هارون الفقيه إملاءً، حدثنا أحمد بن محمد بن نَصْر، حدثنا أبو نُعَيم، حدثنا أبان بن عبد الله البَجَلي، حدثني نُعيم بن أبي هند، حدثني رِبْعيُّ بن حِرَاش قال: إني لعندَ عليٍّ جالسٌ، إذ جَاءَه ابنُ طَلْحةَ فَسَلَّمَ على عليٍّ، فرَحَّبَ به، فقال: تُرحِّبُ بي يا أمير المؤمنين وقد قتلتَ والدي وأخذتَ مالي؟! قال: أمّا مالُك، فهو ذا معزولٌ في بيت المال، فاغْدُ إلى مالك فخُذْه، وأمّا قولُك: قتلتَ أَبي، فإني أرجو أن أكونَ أنا وأبوك من الذين قال الله عز وجل:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47]، فقال رجل من هَمْدانَ: اللهُ أعدلُ من ذلك، فصاحَ عليه عليٌّ صيحةً تَداعَى لها
(1)
القَصرُ، قال: فمَن إذًا إن لم نكن نحنُ أولئك؟!
(2)
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3389 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا معاذ بن هشام صاحب الدَّستُوائي، حدثني أَبي، عن
= أبو حذيفة: هو موسى بن مسعود النَّهدي، وسفيان: هو الثوري.
(1)
في النسخ الخطية: له، والمثبت من المطبوع و"الطبقات"، وهو أوجهُ.
(2)
إسناده جيد من أجل أبان البجلي، فهو صدوق، وباقي رجاله ثقات. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 205، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 25/ 118 عن الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه مختصرًا الطبري في "تفسيره" 14/ 37، وابن عساكر 25/ 118 من طريق وكيع، عن أبان البجلي، به.
وخالف جابرُ بن يزيد بن رفاعة فرواه بنحوه مختصرًا عند الطبراني في "الأوسط"(827) عن نعيم بن أبي هند عن الحارث الأعور الهمْداني قال: كنت عند عليّ
…
فذكر الحارثَ مكان ربعيّ، وأبان البجلي أشهر روايةً من جابر.
وسيأتي بنحوه عند المصنف برقم (5713) من طريق أبي حبيبة مولى طلحة قال: دخلت على عليٍّ مع عمر بن طلحة.
قَتَادة، عن أبي المتوكِّل، عن أبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا خَلَصَ المؤمنون من النار حُبِسوا بقَنطَرةٍ بين الجنة والنار، يَتَقاصُّون مظالمَ كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا نُقُّوا وهُذِّبوا أُذِنَ لهم يَدخُلون الجنةَ، والذي نفسُ محمدٍ بيده لَأحدُهم أَهدى بمَسكَنِه في الجنة من أحدِكم بمنزلِه في الدنيا"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه! لأنَّ مَعمَر بن راشدٍ رواه عن قتادة عن رجل عن أبي سعيد
(2)
، وليس هذا بعِلَّة، فإنَّ هشامًا الدَّستُوائيَّ أعلمُ بحديث قتادة من غيرِه.
3390 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السَّرِيُّ بن خُزَيمة، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا سفيان، حدثنا سِمَاك بن حَرْب، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً} الحجر: 77]، قال: أمَا تَرَى الرجلَ يُرسِل بخاتَمِه إلى أهله فيقول: هاتُوا كذا وكذا، فإذا رأَوه عَرَفُوا أنه حقٌّ
(3)
.
(1)
إسناده صحيح أبو المتوكل: هو علي بن داود - ويقال: دُؤاد - الناجيُّ.
وأخرجه البخاري (2440)، وابن حبان (7434) من طريق إسحاق بن إبراهيم - وهو ابن راهويه - بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرجه مختصرًا أحمد 18/ (11548) من طريق معمر، عن قتادة، عن أبي المتوكل، به. وسيأتي عند المصنف برقم (8921) من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة.
قوله: "إذا خَلَصَ المؤمنون" أي: نَجَوْا من السقوط في النار بعدما جازوا على الصراط.
والقنطرة: الجِسر.
(2)
رواية معمر هذه التي أشار إليها المصنف لم نقف عليها، لكن رواه عنه عبدُ الرزاق في "تفسيره" 2/ 221 - 222 ومحمدُ بن ثور عند الطبري 26/ 44 بإسقاط الرجل المبهم، إلَّا أن ابن ثور وقفه على أبي سعيد.
تنبيه: وقع في طبعة الرشد من "تفسير عبد الرزاق" مكان قتادة: الكلبي، وهو خطأ ناتج عن انتقال نظر من سند الخبر قبله، وجاء على الصواب في طبعة دار الكتب العلمية.
(3)
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري. =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3391 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارِثي بالكوفة، حدثنا أبو أسامة، حدثنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرَقَة، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أُبيِّ بن كَعْب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"السَّبْعُ المَثَاني فاتحةُ الكِتاب"
(1)
هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يُخرجاه، وقد أَمليتُ طرقَ هذا الحديث في كتاب فضائل القرآن.
3392 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرَنا جَرِير عن الأعمش، عن مُسلِم البَطِين عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس، قال: أُوتِيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سبعًا من المَثَاني والطُّوَل
(2)
، وأُوتِيَ موسى ستًّا
(3)
.
= وأخرجه الطبري في "تفسيره" 14/ 47، وكذا ابن أبي حاتم 8/ 2751 من طريق أبي أسامة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد - وزاد فيه قبل قوله "أما ترى الرجل": علامة؛ يعني في تفسير قوله: "لآيةً".
(1)
إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وقد سلف الحديث في فضائل القرآن من روايته بأطول ممَّا هنا برقم (2071).
(2)
كذا وقع في رواية المصنف وعنه البيهقي في "شعب الإيمان"(2193): "والطُّوَل" بواو، والأصل في الواو العطف مع مغايرة ما بعدها لما قبلها، وفي هذا الخبر جاء لفظ "الطول" وصفًا للمثاني، وقد جاء عند غير المصنف بإسقاط الواو على الجادّة.
(3)
إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد.
وأخرجه أبو داود (1459) عن عثمان بن أبي شيبة، والنسائي (989) عن محمد بن قدامة، كلاهما عن جرير، بهذا الإسناد. ولم يذكر محمد بن قدامة فيه موسى عليه السلام.
وأخرجه دون ذكر موسى عليه السلام أيضًا: النسائي (990) و (11212) من طريق شريك النخعي، عن أبي إسحاق السَّبيعي، عن سعيد بن جبير، به. وانظر الخبر التالي.
وروى مجاهد عن ابن عبَّاس أنه قال في السبع المثاني: هي السبع الطُّوَل، أخرجه الطبري في =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3393 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفَّار، حدثنا أحمد بن مِهْران، حدثنا عُبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مُسلِم البَطِين، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر: 87]، قال: البقرةُ وآلُ عِمْران، والنِّساءُ، والمائدةُ، والأنعامُ، والأعرافُ، وسورةُ الكَهْف
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3394 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرِير، عن الأعمش، عن أبي ظَبْيانَ، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:
= "تفسيره" 14/ 52، والطحاوي في "مشكل الآثار" 3/ 246، والطبراني في "الكبير"(11038)، وإسناده صحيح.
وأما ما روي عنه - أي: عن ابن عباس - من أنَّ السبع المثاني هي الفاتحة فضعيف، وقد سلف التعليق عليه عند المصنف برقم (2043) وما بعده.
والمثاني: جمع مَثْنى، من التَّثنية بمعنى التكرير، لأنه يتكرر فيها ذكر الفرائض والأحكام والمواعظ.
(1)
إسناده حسن من أجل خالد بن مهران، وقد انفرد بذكر سورة الكهف في تعداد السبع الطُّوَل.
وقد رواه يحيى بن آدم عن إسرائيل عند الطبري 14/ 52 فلم يذكر فيه الكهف، وذكر عن إسرائيل أنه قال: نسيت السابعة.
ورواه أبو بشر جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير عنده وعند أبي عبيد في "فضائل القرآن" ص 227 وكذا ابن الضريس (181)، وذكر السابعةَ سورة يونس، إلَّا أنه من قول سعيد لم يذكر فيه ابن عبَّاس.
وأما حديث عبيد الله بن موسى فقد أخرجه النسائي (11212) عن أحمد بن سليمان الرّهاوي عنه بإسقاط مسلم البطين منه - ولم يذكر فيه سورة الكهف، واقتصر على الستة الأُوَل. وانظر ما قبله.
{كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} ، قال: المقتسِمونَ: اليهودُ والنصارى، وقوله:{جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} ، قال: آمَنوا ببعضٍ وكَفَروا ببعضٍ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه!
16 - سورة النحل
بسم الله الرحمن الرحيم
3395 -
أخبرني أبو النَّضْر الفقيه، حدثنا معاذ بن نَجْدة القُرشي، حدثنا قَبِيصة بن عُقبة، حدثنا سفيان، عن الأسود بن قيس، عن عَمْرو بن سفيان
(2)
، عن ابن عبَّاس: أنه سُئِلَ عن هذه الآية {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} [النحل: 67]، قال: السَّكَرُ ما حَرُمَ من ثَمرِها، والرِّزق الحَسَن: ما حَلَّ من ثَمرِها
(3)
.
(1)
إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، وأبو ظبيان: هو حُصين بن جندب الجَنَبي.
وأخرجه البخاري (4706) عن عُبيد الله بن موسى، عن الأعمش، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
وأخرجه أيضًا بنحوه برقم (3945) و (4705) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس.
(2)
وقع في النسخ الخطية: عمرو بن سليم، وهو خطأ من النُّساخ، وقد خرَّجه البيهقي في "السنن" 8/ 297 عن المصنف بإسناده ومتنه فقال فيه: عمرو بن سفيان، وأشار في "معرفة السنن والآثار" (17375) إلى أنه قد رواه غير واحد عن الأسود بن قيس وقال فيه: عمرو بن سفيان، وهو الصواب، وانظر ترجمته في "التهذيب". وقال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 7/ 658: عمرو بن سليم وقيل: ابن سفيان. كذا قال، ولا يُحفظ في هذا الخبر إلّا عمرو بن سفيان.
(3)
خبر صحيح عن ابن عبَّاس روي عنه من غير وجه، وهذا إسناد محتمل للتحسين، عمرو بن سفيان - وهو الثقفي - روى عنه اثنان ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ومعاذ بن نجدة صالح الحال كما قال الذهبي في "الميزان"، وقد توبعا.
ورواه عن سفيان - وهو الثوري - عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 357، وعبد الرحمن بن مهدي عند أبي عبيد في "الناسخ والمنسوخ"(462)، وأبو نعيم الفضل بن دُكين عند الطبري في "تفسيره" 14/ 134. وصحَّحه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 13/ 474. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3396 -
حدثنا أبو بكر بن أبي دارِمٍ، الحافظ، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، حدثني أَبي، حدثنا أبو معاوية، عن أَبانَ بن تَغلِبَ، عن المِنْهال بن عَمرو، عن زِرِّ بن حُبَيش، عن عبد الله في قوله عز وجل:{بَنِينَ وَحَفَدَةً} [النحل: 72]، قال: الحَفَدَةُ: الأَختانُ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3397 -
حدثني علي بن عيسى، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا ابن أبي عُمر، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن مُرَّة، عن مسروق قال: قال عبد الله في قول الله عز وجل: {زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ} [النحل: 88]، قال: عقاربُ أنيابُها كالنَّخل الطِّوَال
(2)
.
= وأخرجه بنحوه الطبري 14/ 134، والمزي في ترجمة عمرو بن سفيان من "التهذيب" 22/ 44 من طرق عن الأسود بن قيس، به.
وروي بمعناه من عدة أوجه عن ابن عبَّاس خرجها الطبري 14/ 135.
وعلَّقه البخاري في التفسير من "صحيحه" في سورة النحل.
(1)
خبر صحيح عن عبد الله - وهو ابن مسعود - رجاله ثقات غير ابن أبي دارم ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ففيهما مقال، إلَّا أنهما قد توبعا.
فقد رواه أبو كريب وسفيان بن وكيع عند الطبري 14/ 143، ويحيى الحمّاني عند الطبراني في "المعجم الكبير"(9088)، ثلاثتهم عن أبي معاوية - وهو محمد بن خازم - بهذا الإسناد. وسفيان والحمّاني فيهما ضعف إلّا أنَّ أبا كريب - وهو محمد بن العلاء - ثقة.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" 12/ 188 و 189 من طريقين عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش به. وإسناده حسن من أجل عاصم، وانظر تتمة تخريجه فيه.
والأختان: جمع الخَتَن، وهو الصِّهر زوج البنت.
(2)
إسناده صحيح. ابن أبي عمر: هو محمد بن يحيى بن أبي عمر العَدَني، وسفيان: هو ابن عُيينة.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 14/ 160، والطبراني في "الكبير"(9105) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3398 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا المُعتمِر بن سليمان قال: سمعت منصورَ بن المعتمِر يُحدِّث عن عامرٍ قال: جَلَسَ شُتَيرُ بن شَكَل ومسروقُ بن الأجدَع، فقال أحدهما لصاحبه: حَدِّثْ بما سمعتَ من عبد الله وأُصدِّقُك أو أحدِّثُك وتصدِّقني، قال: سمعتُ عبدَ الله يقول: إنَّ أَجمَعَ آيةٍ في القرآن للخير والشرِّ في سورة النحل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90]، قال: صدقتَ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3399 -
أخبرنا الحسن بن حَلِيم المروَزي، أخبرنا أبو الموجِّه، أخبرنا عَبْدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا عُيَيْنة بن عبد الرحمن الغَطَفَاني، عن أبيه، عن أبي بَكْرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من ذَنبٍ أجدَرُ أن تُعجَّلَ لصاحبِه العقوبةُ في الدنيا، مع
= وأخرجه أسد بن موسى في "الزهد"(26)، وهناد فيه أيضًا (260)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 13/ 158 - 159، وابن أبي الدنيا في "صفة النار"(93)، والطبري 14/ 160، وأبو يعلى (2659)، والطبراني (9103) و (9104)، والبيهقي في "البعث والنشور"(560) من طرق عن سليمان الأعمش، به. وسيأتي برقم (8970).
(1)
إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وعامر: هو ابن شَراحيل الشعبي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2216) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري 14/ 163، والطبراني (8658) من طريق حجاج بن المنهال، عن معتمر بن سليمان، به.
وأخرجه الطبري 14/ 163 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور به.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(6002)، والطبراني (8659) و (8660) من طرق عن عامر الشعبي، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(489)، والطبراني (8661) من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي الضحى قال: اجتمع مسروق وشتير
…
ما يُدَّخَرُ له في الآخرة، من البَغْي وقَطِيعةِ الرَّحِم"
(1)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3400 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا يعقوب بن يوسف القَزْويني، حدثنا محمد بن سعيد بن سابق، حدثنا عَمرو بن أبي قيس، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس:{فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97]، قال: القُنُوع، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَدعُو يقول: "اللهمَّ قَنِّعْني بما رَزَقْتني، وبارِكْ لي فيه، واخلُفْ عليَّ كلَّ غائبة
(2)
لي بخيرٍ"
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد.
3401 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا علي بن الحسين بن واقدٍ، حدثني أَبي، عن يزيد النَّحْوي، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ} الآية [البقرة: 106]، وقال في سورة النحل:{وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ} [النحل: 101]، وقال في قوله عز وجل:{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا} الآية [النحل: 110]، قال: هو عبد الله بن سَعْد - أو غيرُه - الذي كان واليًا بمصرَ يَكتُبُ
(1)
إسناده صحيح. أبو الموجِّه: هو محمد بن عمرو الفَزَاري، وعبدان: هو عبد الله بن عثمان المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك.
وهو في "الزهد" لابن المبارك برقم (724)، وقرن الحسين بن الحسن المروزي راوي الكتاب بابن المبارك إسماعيلَ ابنَ عُلَيَّة، وكذلك رواه عنه ابن ماجه في "سننه"(4211). وحديث ابن علية سيأتي عند المصنف برقم (7476).
وانظر حديث مولى أبي بكرة عن أبي بكرة عند أحمد 34/ (20380).
(2)
في (ز): غائب.
(3)
إسناده ضعيف كما سبق بيانه برقم (1692) و (1899).
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(9864)، وفي "الآداب"(943) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فزَلَّ فلَحِقَ بالكفَّار، فأَمَرَ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يُقتَلَ يومَ الفتح، فاستجار [له] عثمانُ بنُ عفَّان رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأجاره رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3402 -
أخبرنا عبد الرحمن بن حَمْدان، الجَلّاب، بهَمَذان، حدثنا هلال بن العلاء الرَّقِّي، حدثنا أَبي، حدثنا عُبيد الله بن عَمرو الرَّقِّي، عن عبد الكريم، عن أبي عُبَيدة بن محمد بن عمَّار بن ياسر، عن أَبيه قال: أَخَذَ المشركون عمَّارَ بنَ ياسرٍ فلم يَتركُوه حتى سَبَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وذَكَر آلهتَهم بخير ثم تركوه، فلما أَتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما وراءَكَ؟ " قال: شرٌّ يا رسولَ الله، ما تُرِكتُ حتى نِلتُ منك وذكرتُ آلهتَهم بخير، قال:"كيف تَجِدُ قلبَك؟ " قال: مطمئِنٌّ بالإيمان، قال:"إنْ عادُوا فعُدْ"
(2)
.
(1)
حديث قوي، وهذا إسناد حسن من أجل علي بن الحسين بن واقد، وقد تابعه إبراهيم بن هلال فيما سيأتي برقم (4409)، والحسين بن واقد قوي الحديث.
وأخرجه النسائي (3518) عن زكريا بن يحيى، عن إسحاق بن إبراهيم - وهو ابن راهويه - بهذا الإسناد.
وأخرجه دون ذكر الآيات أبو داود (4358) عن أحمد بن محمد المروزي، عن علي بن الحسين بن واقد، به.
وعبد الله بن سعد هذا: هو ابن أبي سَرْح القرشي العامري، من عامر بن لؤي بن غالب، وهو أخو عثمان بن عفان من الرَّضاعة. انظر "سير أعلام النبلاء" 3/ 33.
(2)
حسن إن شاء الله، وهذا إسناد فيه لِين من أجل العلاء بن هلال والد هلال، وهو متابع، وهذا الخبر وإن كان مرسلًا فإنه من رواية الراوي عن أهل بيته، ومحمد بن عمار بن ياسر معروف بالصدق، وابنه أبو عبيدة صدوق حسن الحديث إن شاء الله، وقد صحَّح الحافظ ابن حجر في "الدراية" 2/ 197 إسناده إن كان محمد بن عمار سمعه من أبيه. عبد الكريم: هو ابن مالك الجَزَري.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/ 208، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 43/ 373 عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 230 عن عبد الله بن جعفر الرقي، وأبو نعيم في "الحلية" =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3403 -
أخبرني عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الأَسَدي بهَمَذان، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا آدم بن أبي إيَاس، حدثنا وَرْقاءُ، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهدٍ، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103]، قالوا: إنما يُعلَّمُ محمدًا عبدُ ابنِ الحَضرَميِّ، وهو صاحب الكُتُب، فقال الله:{لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103]، {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} [النحل: 105]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
وقد رُوِّينا عن سفيان بن عُيَينة تلاوتَه هذه الآيةَ واستشهادَه بها في الكذَّابِين:
3404 -
حدَّثَناه أبو محمد عبد الله بن جعفر بن دَرَستَوَيهِ الفارسي - وأنا سألتُه - قال: حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي، حدثني عبد الله بن الزُّبير الحُمَيدي قال: كنَّا
= 1/ 140 من طريق حكيم بن سيف، وابن عساكر 43/ 373 من طريق يحيى بن يوسف، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمرو الرقي، به. إلّا أنَّ عبد الله بن جعفر وحكيم بن سيف جعلاه من رواية أبي عبيدة بن محمد مرسلًا بإسقاط أبيه.
وأخرجه كذلك من رواية أبي عبيدة: عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 360، والطبري كذلك 14/ 182، وابن عساكر 43/ 374 من طريق معمر، عن عبد الكريم، به.
(1)
هو صحيح من قول مجاهد، وذِكر ابن عبَّاس فيه هنا وهمٌ الغالب أنه من الحاكم نفسه، فقد روى البيهقي في "شعب الإيمان"(135) عن الحاكم في كتابه "التفسير" فجعله من قول مجاهد ولم يذكر فيه ابن عبَّاس، وهو كذلك في "تفسير آدم" المطبوع 1/ 103، وقد نبَّه البيهقي بإثر الخبر إلى رواية "المستدرك" بزيادة ابن عبَّاس.
وعبد الرحمن بن الحسن شيخ المصنف فيه مقال، لكنه لم ينفرد به، فقد رواه الحسن بن موسى الأشيب وعبد الله بن أبي جعفر الرازي عند الطبري في "تفسيره" 14/ 179 كلاهما عن ورقاء به - دون ذكر ابن عبَّاس.
وكذلك رواه عنده عيسى بن ميمون وشِبْل بن عبّاد عن ابن أبي نجيح.
قُعودًا مع سفيان بن عُيينة في مسجد الخَيْف بمِنًى إذ قام رجلٌ قاصٌّ، فقال: حدثنا سفيان بن عُيينة، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عبَّاس؛ ثم أَخَذَ في قَصَصٍ طويل، فقام ابنُ عُيَينة فاتَّكأَ على عصاه، فقال:{إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} [النحل: 105]، ما حدَّثتُ بهذا قطُّ ولا أعرفُه
(1)
.
3405 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا محمد بن أحمد بن النَّضْر الأَزدي، حدثنا معاوية بن عَمرو، حدثنا أبو إسحاق الفَزَاري، عن سفيان، عن سَلَمة بن كُهَيل، عن أبي صادق، قال: قال عليٌّ: إنكم ستُعرَضون على سبِّي فسُبُّوني، فإن عُرِضَت عليكم البراءةُ مني، فلا تَبرَؤوا مني، فإنِّي على الإسلام، فليَمدُدْ أحدُكم عنقَه ثَكِلَتْه أمُّه، فإنه لا دنيا له ولا آخرةَ بعد الإسلام. ثم تلا عليٌّ:{إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106]
(2)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3406 -
حدثنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حَمْدان الصَّيْرَفي بمَرْوٍ من أصل كتابه، حدثنا أبو محمد عُبيد بن قُنفُذ البزَّار، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، حدثنا سفيان بن عُيَينة، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه قال: كان حُجْرُ بن قيس المَدَريُّ من المختصِّين بخِدْمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فقال له عليٌّ يومًا: يا حُجْر، إنك تُقامُ بعدي فتُؤمرُ بلَعْني فالعَنِّي، ولا تَتبرَّأْ مني. قال طاووس: فرأيتُ حُجْرًا المَدَريَّ وقد أقامه أحمدُ بن إبراهيم خليفةُ بني أُميَّة في الجامع ووُكِّلَ به ليَلعَنَ عليًّا أو يُقتَل، فقال حُجْر: أَمَا إنَّ الأميرَ أحمد بن إبراهيم أَمَرني أن ألعَنَ عليًّا
(1)
إسناده صحيح.
(2)
رجاله في الجملة ثقات إلّا أنه منقطع، أبو صادق - وهو الأزدي الكوفي - لم يسمع من علي فيما قاله أبو حاتم الرازي.
وأخرجه بنحوه دون ذكر الآية: ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ 466 من طريق عبد الملك بن عمير، عن همدان مولى علي، عن علي. وصحَّح إسناده الذهبي في "تاريخ الإسلام" 2/ 924.
فالعَنُوه، لَعَنَه الله، فقال طاووس: فلقد أعمى الله قلوبَهم حتى لم يَقِفْ أحدٌ منهم على ما قال
(1)
.
3407 -
أخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن مِهْران، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا سفيان.
وأخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا الثَّوْري، عن فِراس، عن الشَّعْبي، عن مسروق قال: قرأتُ عند عبد الله بن مسعود: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا} [النحل: 120]، قال: فقال ابنُ مسعود: إنَّ معاذًا كان أُمةً قانتًا، قال: فأعادُوا عليه فأعادَ، ثم قال: أتدرُونَ مَا الأُمَّة؟ الأُمَّةُ الذي يُعلِّم الناسَ الخيرَ، والقانتُ الذي يُطِيع اللهَ ورسولَه
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف، قال الحافظ الذهبي في "تلخيصه": يحيى ضعيف سمعه منه عبيد بن قنفذ البزار ولا أدري من هو. وقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" 5/ 358: عبيد بن قنفذ البزار مجهول روى عنه يحيى الحمّاني خبرًا باطلًا، والحمّاني مع ضعفه لا يحتمل ذلك؛ ثم ساق له هذا الخبر.
وقد روي نحو هذه القصة عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 56/ 310 بإسنادين آخرين فيهما ضعف، والأمير فيهما هو محمد بن يوسف الثقفي أخو الحجّاج وكان أميرًا على اليمن.
(2)
إسناده صحيح. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وإسحاق: هو ابن راهويه، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني.
وأخرجه من طريق سفيان الثوري: عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 360 - 361، وابن سعد في "الطبقات" 2/ 301، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/ 648، والطبري في "تفسيره" 14/ 191، والطبراني (9943)، وأبو نعيم الأصبهاني في "مسانيد فراس"(20).
وسيأتي عند المصنف برقم (5270) من طريق شعبة عن فراس. وانظر (5269).
وأخرجه ابن سعد 2/ 301، والطبراني 14/ 191، والطبراني (9948) و (9950) و 20/ (47)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 230، والدينوري في "المجالسة"(1676)، والبيهقي في "المدخل إلى السنن"(389)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 58/ 418 و 419 من طرق عن ابن مسعود؛ منها طريق للشعبي عنه منقطعًا.
وانظر (3415).
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3408 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا الفضل بن موسى، حدثنا عيسى بن عُبيد، عن الرَّبيع بن أنس، عن أبي العاليَةِ قال: حدثني أُبيُّ بن كَعْب قال: لما كان يومُ أُحدٍ أُصيبَ من الأنصار أربعةٌ وستُّون رجلًا ومنهم ستةٌ، فمَثَّلوا بهم، وفيهم حمزةُ، فقالت الأنصار: لَئِن أَصَبْناهم يومًا مثلَ هذا لنُربِيَنَّ عليهم، فلما كان يومُ فتح مكةَ أَنزَلَ الله عز وجل {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126]، فقال رجل: لا قريشَ بعدَ اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كفُّوا عن القومِ غيرَ أربعةٍ"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
حدثنا الحاكم الفاضل أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إملاءً في شهر ربيع الأول سنة أربع مئة قال:
17 - ومن تفسير سورة بني إسرائيل
بسم الله الرحمن الرحيم
3409 -
أخبرنا جعفر بن محمد بن نُصَير الخوَّاص، حدثنا علي بن عبد العزيز البَغَوي، حدثنا عمرو بن عَوْن، حدثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن عاصم بن أبي النَّجُود، عن زِرِّ بن حُبَيش قال: كنت في مَجلس فيه حُذَيفةُ بن اليَمَان، فقلتُ: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
إسناده حسن من أجل عيسى بن عبيد: وهو ابن مالك الكندي. إسحاق: هو ابن راهويه، وأبو العالية: هو رُفيع الرِّياحي. وسيأتي مكررًا برقم (3708).
وأخرجه ابن حبان (487) عن عبد الله بن محمد الأزدي، عن إسحاق بن إبراهيم - وهو ابن راهويه - بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه عبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند" 35/ (21229)، والترمذي (3129)، والنسائي (11215) من طريقين عن الفضل بن موسى، به.
وأخرجه عبد الله بن أحمد (21230) من طريق أبي تُميلة يحيى بن واضح، عن عيسى بن عبيد، به.
حيث أُسرِيَ به دَخَلَ المسجدَ الأقصى، قال: فقال حُذَيفة: وكيف عَلِمتَ ذلك يا أَصلَعُ؟ فإني أعرفُ وجهَك ولا أدري ما اسمُك، فما اسمُك؟ فقلت له: أنا زِرُّ بن حُبَيش الأَسَديّ، قال: ثم قال: كيف عَلِمتَ أنه دَخَلَ المسجدَ؟ قال: فقلت: بالقرآن، فقال حذيفةُ: فمَن أَخَذَ بالقرآن فَلَحَ، قال: فقرأتُ: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء: 1]، فقال حذيفةُ: هل تُرَاه أنه دَخَلَه؟ فقلت: أَجل، فقال: والله ما دَخَلَه، ولو دَخَلَه لكُتِبَ عليكم الصلاةُ فيه، قال: ثم قال: ولا يُفارِقُ ظَهْرَ البُراقِ حتى رأى الجنةَ والنارَ، ووَعْدَ الآخرةِ أَجمَعَ، قال: قلت: يا أبا عبد الله، فما البراقُ؟ قال: دابَّةٌ فوقَ الحمارِ ودونَ البَغْلةِ، خَطْوتُه مدَّ بَصَرِه
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وكذا أبي بكر بن عياش وهو متابع.
وأخرجه أحمد 38/ (23285) و (23320) و (2332) و (23343)، والترمذي (3147)، والنسائي (11216)، وابن حبان (45) من طرق عن عاصم بن أبي النجود، به - وبعضهم اختصره.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قلنا: وقد روى أنس بن مالك عند مسلم (162)(259): أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاءَ بيتَ المقدس ربط الدابة بالحَلْقة التي يَربِطُ فيها الأنبياءُ، ثم صلَّى فيه ركعتين.
وروى أبو هريرة عند مسلم أيضًا (172): أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى بالأنبياء.
قال الإمام الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 12/ 544: وكان ما رويناه عن ابن مسعود (وهو مرويٌّ عنده بإسناد ضعيف) وأنس وأبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من إثباتِ صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم هل هناك أَولى من نفي حذيفة أن يكون صلَّى هناك، لأنَّ إثبات الأشياء أَولى من نفيها، ولأنَّ الذي قاله حذيفة: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان صلَّى هناك، لوجَبَ على أمَّته أن يأتوا ذلك المكان ويُصلُّوا فيه كما فعل صلى الله عليه وسلم، فإنَّ ذلك ممّا لا حُجَّةَ لحذيفة فيه، إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان يأتي مواضعَ ويصلِّي فيها، لم يُكتَب علينا إتيانها، ولا الصلواتُ فيها.
وبنحوه قال الإمام البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 365.
3410 -
حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الجرَّاحي بمَرْو، حدثنا محمد بن علي بن حمزة الحافظ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدَّوْرَقي، حدثنا أبو تُمَيلةَ، عن الزُّبير بن جُنَادة، عن ابن بُرَيدة، عن أبيه
(1)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لمَّا انتَهَينا إلى بيت المَقدِس قال جِبريلُ بإصبَعِهِ فَخَرَقَ بها الحَجَرَ، وشَدَّ به البُراقَ"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه، وأبو تُميلة والزُّبير مَروَزيَّان ثِقَتان.
3411 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهدُ، حدثنا أحمد بن مِهْرانَ، حدثنا أبو نُعَيم، حدثنا سفيان، عن سليمان التَّيْمي، عن أبي عثمان النَّهْدي، عن سَلْمان قال: كان نوحٌ إذا طَعِمَ طعامًا أو لَبِسَ ثوبًا حَمِدَ اللهَ، فسُمِّيَ عبدًا شَكُورًا
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
(1)
قوله: "عن أبيه" سقط من (ز) و (ص) و (ع)، وهو ثابت في (ب) و"التلخيص" وكذا في "إتحاف المهرة"(2327)، وكذلك هو ثابت عند كل من خرَّجه. وابن بريدة - وهو عبد الله تابعي لم يدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
(2)
إسناده جيد. أبو تُميلة: هو يحيى بن واضح، وقول الحافظ ابن حجر في الزبير بن جنادة في "التقريب": مقبول، غير مقبول، فهذا الرجل صدوق لا بأس به، قد وثَّقه يحيى بن معين في رواية ابن الجنيد عنه والحاكم هنا وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وقال أبو حاتم الرازي: شيخ ليس بالمشهور.
وأخرجه الترمذي (3132) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث غريب.
وأخرجه ابن حبان (47) من طريق عبد الرحمن بن المتوكل، عن يحيى بن واضح أبي تميلة، به.
(3)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن مهران، وقد توبع. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملٍّ.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(4156) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 15/ 19، والمحاملي في "أماليه - رواية ابن يحيى البيِّع"(68)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 62/ 273 من طرق عن سفيان الثوري، به.
3412 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفَّان العامِرِي، حدثنا أبو أُسامة، حدثنا الأعمش، عن عبد الملك بن مَيسَرة، عن طاووس قال: كنتُ عند ابن عبَّاس ومعنا رجلٌ من القَدَريَّة، فقلت: إنَّ أُناسًا يقولون: لا قَدَرَ، قال: أوَفي القوم أحدٌ منهم؟ قال: قلت: لو كان، ما كنتَ تَصنَعُ؟ قال: لو كان فيهم أحدٌ منهم لأخذتُ برأسِه، ثم قرأتُ عليه آيةَ كذا وكذا:{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} [الإسراء: 4]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3413 -
أخبرني أحمد بن بالَوَيه العَفْصي، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شَيْبة العَبْسي، حدثنا أبي، حدثنا وَكيع، حدثنا الأعمش، عن أبي وائل قال: كان عبد الله كثيرًا ما يتلو هذه الآية: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 9] خَفِيف، قال عثمان: وهذه قراءةُ حمزةَ
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3414 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى الشَّهيد، حدثنا أبو الوليد الطَّيَالسي، حدثنا ليث بن سَعْد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أنس بن مالك: أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله،
(1)
إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه البيهقي في "القضاء والقدر"(328) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(922)، والفريابي في "القدر"(265)، والآجري في "الشريعة"(453)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" 4/ 162 - 163 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به - وقرن به ابن بطة طريق أسباط بن محمد عن الأعمش.
(2)
إسناده صحيح. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وقراءة (يَبشُر) مخفَّفة قرأ بها أيضًا من السبعة غير حمزةَ الكسائيُّ. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 205 - 206.
إني ذو مالٍ كثيرٍ، وذو أهْلٍ ووَلَد، فكيف يَجِبُ لي أن أَصنعَ أو أُنفِقَ؟ قال:"أدِّ الزكاةَ المفروضةَ طُهْرةً تُطَهِّرُك، وآتِ صِلَةَ الرَّحِم واعرِفْ حقَّ السائلِ والجارِ والمسكين"، قال: يا رسولَ الله، أَقلِلْ لي؟ قال:"فآتِ ذَا القُربَى حقَّه والمسكينَ وابنَ السَّبيل ولا تُبذِّرْ تبذيرًا"، قال: يا رسول الله، إذا أدَّيتُ الزكاةَ إلى رسول
(1)
رسولِ الله، فقد أدَّيتُها إلى الله وإلى رسوله؟ قال: "نعم، إذا أدَّيتَها إلى رسوله
(2)
، فقد أدَّيتَها ولك أجرُها، وعلى مَن بَدَّلَها إثمُها"
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3415 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا جَرِير، عن الأعمش، عن الحَكَم، عن يحيى بن الجزَّار قال: جاء أبو العُبَيدَينِ إلى عبد الله، وكان رجلًا ضريرَ البصر، فكان عبدُ الله يَعرِفُ له، فقال: يا أبا عبد الرحمن، مَن نسألُ إذا لم نَسألْكَ؟ قال: فما حاجتُك؟ قال: ما الأَوَّاهُ؟ قال: الرَّحيم، قال: فما الماعُونُ؟ قال: ما يَتعاوَنُ الناسُ بينهم، قال: فما التبذيرُ؟ قال: إنفاقُ المال في غير حقِّه، قال: فما الأُمَّة؟ قال: الذي يُعلِّم الناسَ الخيرَ
(4)
.
(1)
لفظ "رسول" من (ع) وحدها، وأُثبت على حاشية (ص) استظهارًا، وسقط من (ز) و (ب)، وإثباته هو الصواب، وتدلُّ عليه رواية أبي النضر هاشم بن القاسم عن الليث عند أحمد وغيره إذ فيها: إذا أديتُ الزكاة إلى رسولك
…
(2)
في (ز): رسول الله، وهو خطأ.
(3)
إسناده ضعيف لانقطاعه، سعيد بن أبي هلال لا يُعرف له سماع من أنس، وقد بيَّن ابن وهب في "جامعه" (200) - ومن طريقه البيهقي 4/ 97 - أنَّ بينهما في هذا الحديث واسطة مُبهَمة. أبو الوليد الطيالسي: هو هشام بن عبد الملك.
وأخرجه أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ"(46)، وأحمد (19/ 12394)، والحارث بن أبي أسامة (288 - بغية الباحث) عن أبي النضر هاشم بن القاسم، والطبراني في "الأوسط"(8802) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
(4)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد، والحكم: هو ابن عتيبة، وأبو العُبيدين: هو معاوية بن سَبْرة العامري. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3416 -
أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا بِشْر بن موسى، حدثنا الحُمَيدي، حدثنا سفيان، حدثنا الوليد بن كَثير، عن ابن تَدرُسَ، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لمّا نَزَلَت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} ، أَقبَلَت العَوراءُ أمُّ جَميل بنت حَرْب ولها وَلْوَلةٌ وفي يدها فِهْرٌ، وهي تقول:
مُذمَّمًا أَبَيْنا
ودِينَهُ قَلَيْنا
وأمرَه عَصَيْنا
والنبيُّ صلى الله عليه وسلم جالسٌ في المسجد ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله، قد أقبَلَت وأنا أخافُ أن تراكَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّها لن تَرَاني" وقرأ قرآنًا فاعتَصَمَ به كما قال، وقرأَ:{وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} [الإسراء: 45]، فوَقَفَت على أبي بكر ولم تَرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا أبا بكر، إني أُخبِرتُ أنَّ صاحبَك هَجَاني، فقال: لا وربِّ هذا البيتِ ما هَجَاكِ، قال: فوَلَّت وهي تقول: قد عَلِمَت قريشٌ أنِّي بنتُ سيِّدِها
(1)
.
= وأخرجه الطبراني (9007) من طريق علي بن مسهر، عن الأعمش، بهذا الإسناد - إلّا أنَّه ليس في إسناده يحيى بن الجزار، فلعله سقط من المطبوع.
وتابع الأعمشَ فيه عن الحكم شعبةُ عند الطبراني أيضًا (9006).
وروي مختصرًا من وجوه عن أبي العُبيدين عند الطبري في "تفسيره" 15/ 73، والبيهقي في "السنن" 6/ 63 و"الشعب"(6126).
وانظر الخبر السالف برقم (3407).
(1)
رجاله ثقات معروفون غير ابن تدرس، وهو فيما يغلب على ظننا أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي، فإن كان هو فالإسناد صحيح، والله تعالى أعلم. الحميدي: هو أبو بكر عبد الله بن الزبير، وسفيان: هو ابن عيينة، والوليد بن كثير: هو المخزومي أبو محمد المدني ثم الكوفي.
والخبر في "مسند الحميدي" برقم (323)، ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "دلائل =
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3417 -
أخبرنا الحسن بن يعقوب العَدْل، أخبرنا محمد بن عبد الوهاب، حدثنا يَعلَى بن عُبيد، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس؛ قال
(1)
: سأَلْناه عن قول الله عز وجل: {أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ} [الإسراء: 51] ما الَّذي أراد به؟ قال: الموتُ
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3418 -
أخبرنا محمد بن علي بن دُحَيم الشَّيباني بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غَرَزَة، حدثنا قَبِيصة بن عُقْبة، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي مَعْمَر، عن عبد الله قال: كان نَفَرٌ من الإنس يَعبُدون نفرًا من الجنِّ، فأسلَمَ النفرُ من الجنِّ وتَمسَّك الإنسِيُّون بعبادتِهم، فأَنزل الله عز وجل:{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (56) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57)} [الإسراء: 56، 57] كلاهما بالياءِ
(3)
.
= النبوة" 2/ 195.
وأخرجه ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 1/ 191 من طريق أبي علي الصوّاف، عن بشر بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" 1/ 53، وأبو يعلى في "مسنده"(53)، وأبو طاهر في "المخلِّصيات"(1447)، والواحدي في "الوسيط" 3/ 110 من طرق عن سفيان بن عيينة، به.
وله شاهد بنحوه من حديث ابن عبَّاس عند ابن حبان (6511).
وانظر حديث زيد بن أرقم الآتي عند المصنف برقم (3989).
(1)
القائل هو مجاهد.
(2)
إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق. والخبر في "سيرة ابن هشام" 1/ 317.
(3)
هكذا في "تلخيص الذهبي" بالمثناة من تحت، وفي (ب): بالباء، وهو خطأ، وفي (ز) و (ص) و (ع): بالتاء، بالمثنّاة من فوق، وقد نُقل عن ابن مسعود القراءة في قوله:(تدعون) بتاء الخطاب كما في "البحر المحيط" لأبي حيان 6/ 51. =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يُخرجاه!
3419 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرِير عن الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس قال: سَألَ أهل مكة رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن يجعلَ لهم الصَّفَا ذهبًا، وأن تُنحَّى عنهم الجبالُ فيَزرَعُوا فيها، فقال الله عز وجل: إن شئتَ آتيناهم ما سَأَلوا، فإن كَفَروا أُهلِكوا كما أَهلكتُ مَن قَبلَهم، وإن شئتَ أن أستَأْنيَ بهم لعلَّنا نَستَحْيي منهم، فأنزل الله هذه:{وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 59]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3420 -
أخبرنا محمد بن علي بن عبد الحميد الصَّنعاني بمكة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبَّاد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن عُيَينة، عن عَمْرو بن دِينار، عن عِكْرمة عن ابن عبَّاس في قوله:{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ}
= والخبر فإسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، وأبو معمر: هو عبد الله بن سَخْبرة، وعبد الله: هو ابن مسعود رضي الله عنه.
وأخرجه - دون النص على القراءة - البخاري (4714)، ومسلم (3030)(29)، والنسائي (11223) و (11225) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
وأخرجه البخاري أيضًا (4715)، ومسلم (3030)، والنسائي (11224) من طريقين عن الأعمش، به.
وأخرجه مسلم (3030)(30) من طريق عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعود بنحوه.
(1)
إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد.
وأخرجه النسائي (11226) عن زكريا بن يحيى، عن إسحاق بن راهويه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/ (2333) عن عثمان بن محمد بن أبي شيبة، عن جرير، به.
وانظر ما سلف برقم (175).
قوله: "أن أستأني" أي: أن أنتظر وأُمهِل.
"نستحيي منهم" أي: نُبقي منهم أحياءً.
[الإسراء: 60]، قال: هي رُؤْيا عينٍ رَأى ليلةَ أُسرِيَ به
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه!
3421 -
وأخبرنا محمد بن علي، حدثنا إسحاق، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن عُيَينة، عن عَمرو بن دِينار، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس:{وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} [الإسراء: 60]، قال: هي الزَّقُوم
(2)
.
3422 -
وأخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا جَرِير، عن الأعمش، عن إبراهيم وعُمَارة، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كان عبد الله يُصلِّي المغربَ ونحن نُرَى أنَّ الشمسَ طالعةٌ، قال: فنَظَرْنا يومًا إلى ذلك، فقال: ما تَنظُرون؟ قالوا: إلى الشمس، قال عبد الله: هذا والذي لا إلهَ غيرُه مِيقاتُ هذه الصلاة، ثم قال:{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} [الإسراء: 78]، فهذا دُلُوكُ الشمس
(3)
.
(1)
إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم بن عباد: هو الدَّبَري.
وأخرجه أحمد 3/ (1916)، والبخاري (3888) و (4716) و (6613)، والترمذي (3134)، والنسائي (11228)، وابن حبان (56) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
وأخرجه بنحوه أحمد 5/ (3500) من طريق زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، به.
(2)
إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه البخاري (3888) و (4716) و (6613)، والترمذي (3134)، والنسائي (11228) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد - مجموعًا مع الحديث السابق.
(3)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن إبراهيم الحنظلي ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعمارة: هو ابن عُمير الكوفي، وعبد الله: هو ابن مسعود.
وأخرجه البيهقي 1/ 370 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(2161) عن يحيى بن العلاء، والطحاوي في "معاني الآثار" 4/ 154 من طريق حفص بن غياث، والطبراني (9131) من طريق زائدة بن قدامة، ثلاثتهم عن الأعمش، به - إلّا أنَّ يحيى وزائدة لم يذكرا في سنده عُمارة وزادا في آخره: وهذا غسق الليل. وأما =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه بهذه السِّيَاقة.
3423 -
أخبرني أحمد بن محمد بن سَلَمة العَنَزي، حدثنا عثمان بن سعيد الدَّارِمي، حدثنا يزيد بن عبد ربِّه الجُرْجُسِي وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قالا: حدثنا محمد بن حَرْب، عن الزُّبَيدي، عن الزُّهْري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كَعْب بن مالك، عن كَعْب بن مالك، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يُبعَثُ الناسُ يومَ القيامة، فأكونُ أنا وأُمَّتي على تَلٍّ، ويَكسُوني ربِّي حُلَّةً خضراءَ، ثم يُؤذَنُ لي فأقولُ ما شاءَ اللهُ أن أقول، فذلك المَقامُ المحمودُ"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3424 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المَحبُوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، حدثنا أبو إسحاق، عن صِلَةَ بن زُفَرَ، عن حُذَيفة بن اليَمَان؛ سمعتُه يقول في قوله عز وجل:{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]، قال: يُجمَعُ الناسُ في صعيدٍ واحدٍ، يُسمِعُهم الدَّاعي ويُنفِذُهم البَصرُ، حُفاةً عُرَاةً كما خُلِقوا، سُكوتًا لا تتكلَّمُ نفسٌ إِلَّا بإذنِه، قال: فيُنادَى محمدٌ، فيقول: "لبَّيكَ وسَعدَيك، والخيرُ في يديك، والشرُّ ليس إليك، المَهْدِيُّ مَن هَدَيتَ،
= حفص بن غياث فقد قلبه فذكر فيه أنَّ الدلوك مطلع الشمس وغسق الليل مغربها، وروايته شاذّة.
ورواه سلمة بن كهيل عند الطحاوي 1/ 155 عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود، وقال فيه: دلوكها حين تغيب، وغسق الليل حين يُظلِم، فالصلاة بينهما.
وتفسير ابن مسعود دلوكَ الشمس بمعنى غروبها، هو المشهور عنه من غير وجه، انظر "تفسير الطبري" 15/ 134 - 135، والجمهور على أنَّ الدلوك هو زوال الشمس وقت الظهيرة، انظر "تفسير الطبري" 15/ 136 و"تفسير البغوي" 5/ 114 وغيرهما.
(1)
إسناده صحيح. الزبيدي: هو محمد بن الوليد.
وأخرجه أحمد (25/ 15783) عن يزيد بن عبد ربه، وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (6479) من طريق كثير بن عبيد، عن محمد بن حرب، به.
وعَبدُك بين يديك، ولك وإليك، لا مَلْجأَ ولا مَنْجى إلَّا إليك، تباركتَ وتعالَيتَ، سبحانَ ربِّ البيت"؛ فذلك المَقامُ المحمودُ الذي قال اللهُ:{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة، إنما أَخرج مسلمٌ حديث أبي مالك الأشجَعيِّ عن رِبْعِي بن حِرَاش عن حُذَيفة:"ليَخرُجنَّ من النار" فقط
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 484 و 13/ 378، والحارث بن أبي أسامة (1129 - بغية الباحث) من طريقين عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 387، وابن أبي عاصم في "السنة"(789)، وابن أبي الدنيا في "الأهوال"(151)، والنسائي (11230)، والطبري في "تفسيره" 15/ 144 و 145، والآجري في "الشريعة"(1092) و (1093)، وابن منده في "الإيمان"(930)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(2094) و (2095) من طرق عن أبي إسحاق، به.
وفي إحدى هذه الطرق جاء الحديث مرفوعًا من أوله، وهي من رواية عبد الله بن المختار عن أبي إسحاق عند ابن أبي عاصم واللالكائي، وعبد الله هذا لا بأس به إلَّا أنه تفرَّد برفعه عن أبي إسحاق من بين ثقات أصحابه، قال أبو حاتم الرازي كما في "العلل" لابنه 5/ 504: لا يرفع هذا الحديث إلَّا عبد الله بن المختار، وموقوفًا أصحُّ. كذا قال، وفاته رحمه الله روايةُ ليث بن أبي سليم، فقد رواه عن أبي إسحاق مرفوعًا أيضًا كما سيأتي عند المصنف برقم (8927)، إلَّا أنَّ ليثًا هذا ضعيف سيّئ الحفظ، لكن مثل هذا الخبر لا يقال من قِبَل الرأي، فلا بدَّ أن يكون مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم.
وانظر حديث أبي هريرة الطويل في الشفاعة عند البخاري (3340) و (4712) ومسلم (194).
قوله: "يُنفِذهم البصر" بضمِّ أوله من الرُّباعي، أي: يحيط بهم، وضُبط أيضًا بفتح أوله وضم الفاء من الثلاثي، أي: يَخرِقهم. انظر "فتح الباري" 13/ 495.
(2)
كذا عزاه إلى مسلم بهذا الإسناد وبهذا اللفظ، وهو وهمٌ منه، وقد أخرجه أحمد في "مسنده" 38/ (23323) من طريق حماد بن أبي سليمان عن ربعي بن حراش عن حذيفة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يخرج قوم من النار بعدما مَحَشَتهم النارُ، يقال لهم: الجهنّميُّون". =
3425 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشَّيْباني، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، حدثنا عبد الرحمن بن المبارَك العَيْشي، حدثنا الصَّعْق بن حَزْن، عن علي بن الحَكَم، عن عثمان بن عُمَير، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: جاء ابنا مُلَيكةَ، وهما من الأنصار، فقالا: يا رسول الله، إنَّ أمَّنا تَحفَظُ على البَعْل، وتُكرِم الضيفَ، وقد وَأَدَت في الجاهلية، فأين أمُّنا؟ قال:"أُمُّكما في النّار"، فقاما قد شَقَّ ذلك عليهما، فدَعَاهما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَرَجَعا، فقال:"إِنَّ أَمِّي مع أمِّكما"، فقال منافقٌ من الناس لي: ما يُغْني هذا عن أمِّه إلا ما يُغْني ابنا مُلَيكة عن أمِّهما ونحن نَطَأُ عَقِبَيه، فقال رجل شابٌّ من الأنصار لم أرَ رجلًا كان أكثرَ سؤالًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منه: يا رسول الله، إنَّ
(1)
أبواكَ في النار؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما سألتهما ربِّي فيُطِيعَني فيهما، وإني لقائمٌ يومَئذٍ المَقامَ المحمودَ".
قال: فقال المنافقُ للشابِّ الأنصاري: سَلْهُ: وما المقامُ المحمود؟ قال: يا رسول الله، وما المقامُ المحمودُ؟ قال: "يومَ يَنزِلُ اللهُ عز وجل فيه على كرسيِّه يَئِطُّ به كما يَئِطُّ
(2)
الرَّحْلُ من تَضايُقِه، كسَعَةِ ما بينَ السماءِ والأرض، ويُجاءُ بكم عُراةً حُفاةً غُرْلًا، فيكونُ أولَ مَن يُكسَى إبراهيمُ، يقول الله عز وجل: اكْسُوا خَليلي رَيْطَتَينِ بيضاوَين من رِيَاطِ الجنة، ثم أُكسَى على أَثَرِه، فأقومُ عن يمين الله عز وجل مَقامًا يَغبِطُني فيه الأولون والآخِرون، ويُشَقُّ لي نهرٌ من الكَوثَر إِلى حَوْضي".
= وأما الذي عند مسلم برقم (195) من طريق أبي مالك الأشجعي هذا، فهو في الشفاعة أيضًا، إلَّا أنه ليس فيه هذا الحرف.
(1)
هكذا في نسخنا الخطية، وزاد في حاشية (ز) مصحَّحًا عليه: أبي، ولا نرى لهذه الزيادة وجهًا. وأما ارتفاع لفظ "أبواك" فعلى أنه خبر "إنَّ" ويكون اسمها ضمير شأن محذوفًا، كقوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم (2109) وغيره -:"إنَّ من أشد أهل النار يوم القيامة عذابًا المصوِّرون" فالأصل: إنَّه، أي: الشأن. قاله ابن هشام الأنصاري في "مغني اللبيب" 1/ 37.
(2)
في (ز) و (ص): ينط به، ولا وجاهة هنا لزيادة "به".
قال: يقول المنافقُ: لم أسمَعْ كاليوم قَطُّ، لَقَلَّ ما جَرَى نهرٌ قطُّ إلَّا كان في فَخَّارة أو رَضْراضٍ، فَسَلْه: فيما يجري النهرُ؟ قال: "في حالَةٍ من المِسْك ورَضْراضٍ"، قال: يقول المنافق: لم أسمَعْ كاليوم قطُّ، لَقَلَّ ما جَرَى نهرٌ قطُّ إلَّا كان له نبات، قال:"نعم"، قال: ما هو؟ قال: "قُضْبانُ الذَّهب"، قال: يقول المنافق: لم أسمَعْ كاليوم قطُّ، والله ما نَبَتَ قضيبٌ قطُّ إِلَّا كان له ثمرٌ، فسَلْه: هل لتلك القُضبانِ ثِمارٌ؟ قال: "نعم، اللؤلؤُ والجَوهَرُ"، قال: فقال المنافق: لم أسمَعْ كاليوم قطُّ، سَلْه عن شراب الحوض، فقال الأنصاري: يا رسول الله، ما شرابُ الحوض؟ قال:"أشدُّ بياضًا من اللَّبَن، وأَحلى من العَسَل، مَن سقَاه الله منه شَرْبةً لم يَظْمَأْ بعدَها، ومَن حَرَمَه لم يَرْوَ بعدَها"
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عثمان بن عمير، وبه أعلّه الذهبي في "تلخيصه"، وقد انفرد به بهذا الطول.
وأخرجه الآجري في "الشريعة"(1096)، وأبو الشيخ في "العظمة"(225)، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"(655) من طريقين عن عبد الرحمن بن المبارك، بهذا الإسناد - وهو عندهم مختصر.
وأخرجه الدارمي (2842)، والطبراني في "الكبير"(10018) و"الأوسط"(2559)، وعنه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 239 من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل عارم، عن الصعق بن حزن، به - وهو عند الدارمي والطبراني في "الأوسط" مختصر.
وقد رواه عارم مرةً أخرى عند أحمد في "المسند" 6/ (3787) وغيره، فجعله من حديث سعيد بن زيد بن درهم، عن علي بن الحكم، عن عثمان بن عمير، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود وعلقمة، عن ابن مسعود. فهذا الاضطراب في الإسناد أغلب الظن أنه من عثمان بن عمير نفسه.
وخالف محمدُ بن كثير - وهو العبدي - فروى قصة ابني مُليكة بنحوها عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة، قال: جاء ابنا مليكة
…
هكذا رواه مرسلًا، أخرجه من هذا الطريق ابن بطة في "الإبانة الكبرى" 4/ 80 - 81.
غُرلًا: جمع الأَغرَل، وهو الذي لم تُقطع غُرْلته، وهي الجلدة التي تُقطع في الختان.
الرَّيْطة: ثوب رقيق ليِّن. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه، وعثمان بن عُمَير هو أبو اليَقْظان.
3426 -
أخبرني الحسن بن حَلِيم المروَزي، حدثنا أبو الموجِّه، أخبرنا عَبْدانُ، أخبرنا عبد الله، أخبرنا جعفر بن سليمان [عن الجُرَيري]
(1)
عن أبي نَضْرة العَبْدي، عن أُسَير بن جابر، قال: قال لي صاحبٌ لي وأنا بالكوفة: هل لك في رجلٍ تَنظُر إليه؟ قلت: نعم، قال: هذه مَدرَجَتُه - وأُريدَ أُوَيسٌ القَرَني - قال: وأظنه سيَمرُّ الآن، قال: فجلسنا له، فمَرَّ، فإذا رجلٌ عليه سَمَلُ
(2)
قَطِيفةٍ، قال: والناس يَطَؤُونَ عَقِبَه، قال: وهو يُقبِلُ فيُغلِظُ لهم ويكلِّمُهم في ذلك فلا يَنتهُون عنه، قال: فمَضَينا مع الناس حتى دخل مسجدَ الكوفة ودخلنا معه، فتنحَّى إلى سارية فصلَّى ركعتين، ثم أَقبلَ إلينا بوجهه، ثم قال: يا أيُّها الناس، ما لي ولكم تطؤون عَقِبي في كل سِكَّة، وأنا إنسان ضعيف تكون لي الحاجةُ فلا أَقدِرُ عليها معكم، لا تفعلوا رَحِمَكم اللهُ، مَن كانت له إليَّ حاجةٌ فليلْقني ها هنا.
قال: وكان عمر بن الخطَّاب سأل وَفْدًا قَدِمُوا عليه: هل سَقَطَ إليكم رجلٌ من قَرَنٍ من أمرِه كَيْتَ وكَيْتَ؟ فقال الرجل لأُوَيسٍ: ذَكَرَك أمير المؤمنين، ولم يَذكُر ذلك لنا، فقال
(3)
: ما كان ذلك من ذِكْره ما أتبلَّغُ إليكم به، قال: وكان أُويسٌ أَخَذَ على الرجل عهدًا ومِيثاقًا أن لا يُحدِّثَ به غيرَه.
= الفخّارة: يريد الطِّين.
الرَّضْراض: ما دَقَّ من الحصى.
الحالة: الطّين.
(1)
سقط هذا من النسخ الخطية، واستدركناه من المطبوع و"التلخيص"، وهو ثابت أيضًا في كتاب "الجهاد"(160) لعبد الله بن المبارك.
(2)
في (ص) و (ع): شمل، وفي (ز): شملة، والمثبت من (ب) و"التلخيص" وهو الجادّة. والسَّمَل: الثوب الخَلَق البالي.
(3)
في النسخ بدل قوله: "لنا فقال": لما يقال، ولا يتوجَّه، والمثبت من "تاريخ دمشق" لابن عساكر 9/ 443 حيث ساقه مختصرًا، وهو الصواب إن شاء الله.
قال: ثم قال أُويس: إنَّ هذا المجلس يَغشاهُ ثلاثةُ نَفرٍ: مؤمنٌ فقيه، ومؤمنٌ لم يَفقَهْ، ومنافقٌ، وذلك في الدنيا مِثلُ الغيثِ يَنزِلُ من السماءِ إلى الأرضِ فيصيبُ الشجرةَ المُورِقةَ المُونِعةَ
(1)
المثمِرةَ، فيزيد ورقَها حُسْنًا ويزيدُها إيناعًا، وكذلك يزيد ثمرتَها طِيبًا، ويصيبُ الشجرةَ المُورِقةَ المُونِعةَ التي ليس لها ثمرةٌ فيزيدها إيناعًا ويزيدها وَرَقًا وحُسنًا، ويكون لها ثمرةٌ فتَلحَقُ بأُختها، ويصيب الهَشِيمَ من الشجر فيَحطِمُه فيذهب به، قال: ثم قرأ الآية: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82]، لم يُجالِسْ هذا القرآنَ أحدٌ إِلَّا قام عنه بزيادةٍ أو نُقْصان، فقضاءُ الله الذي قَضَى شِفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين، ولا يزيدُ الظالمين إلَّا خَسَارًا، اللهمَّ ارزُقْني شهادةً تسبق كِشْرتُها
(2)
أَذاها وأمْنُها فَزَعَها، تُوجِب الحياةَ والرِّزق، ثم سكت.
قال أُسير: فقال لي صاحبي: كيف رأيتَ الرجل؟ قلت: ما ازددتُ فيه إِلَّا رَغْبةً، وما أنا بالذي أفارقُه. فَلَزِمْناه، فلم نَلبَثْ إِلَّا يسيرًا حتى ضُرِبَ على الناس بَعْثُ أميرِ المؤمنين عليٍّ، فخرج صاحبُ القَطِيفة أُويسٌ فيه وخرجنا معه فيه، وكنّا نسيرُ معه ونَنزِل معه حتى نَزَلْنا بحَضْرة العدوِّ.
قال ابن المبارك: فأخبرني حمَّادُ بن سَلَمة، عن الجُريري، عن أبي نَضْرة، عن أُسير بن جابر قال: فنادى منادي علي: يا خيلَ الله اركَبي وأَبشِري، قال: فصَفَّ الثُّلثين لهم، فانتَضَى صاحبُ القَطيفة أُويسٌ سيفَه
(3)
حتى كَسَرَ جَفْنَه فألقاه، ثم جعل يقول:
(1)
في الموضعين في (ز) و (ص) و (ع) بدل "المونعة": المونقة، والمثبت من (ب) و "التلخيص" و"إتحاف المهرة"(2039)، وهو الموافق لقوله بعدُ: إيناعًا، وهو كذلك في كتاب "الجهاد" لابن المبارك. والإيناع: إدراك الثمرة ونضجها، وأما الإيناق: فهو الإعجاب من الناظر.
(2)
في (ز) و (ب) بالسين مهملة، وفي (ص): ىشرىها، وفي "الجهاد": بشراها، ولعلَّ المثبت أوجه، والكِشْرة: الضحك والسرور.
(3)
في النسخ: بسيفه ومعنى "انتضى سيفه": أخرجه من غمده.
يا أيها الناس، تِمُّوا تِمُّوا لتَتِمَّنَّ وجوهٌ ثم لا تَنصرِفُ حتى تَرَى الجنة، يا أيها الناس، تِمُّوا تِمُّوا، جعل يقول ذلك ويمشي وهو يقول ذلك ويمشي، إذ جاءته رَمْيةٌ فأصابت فؤادَه، فبَرَدَ مكانَه كأنما مات منذُ دَهْرٍ.
قال حماد في حديثه: فوارَيْناه في التُّراب
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة، وأُسير بن جابر من المُخضرَمِين، وُلِدَ في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من كِبَار أصحاب عمر رضي الله عنه.
3427 -
حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خَلَف بن شَجَرة القاضي إملاءً، حدثنا عبد الله بن رَوْح المَدائني، حدثنا شَبَابةُ بن سَوّار، حدثنا نُعَيم بن حَكيم، حدثنا أبو مريم، عن علي بن أبي طالب قال: انطلَقَ بي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى أَتى بي الكعبةَ، فقال لي:"اجلسْ" فجلستُ إلى جَنْب الكعبة، فصَعِدَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بمَنكِبيّ، ثم قال لي:"انهَضْ" فنهضتُ، فلمّا رأى ضَعْفي تحتَه قال لي:"اجلِسْ" فنزلتُ وجلستُ، ثم قال لي:"يا عليُّ، اصعَدْ على مَنكِبيَّ"، فصَعِدتُ على مَنكِبَيه، ثم نَهَضَ بي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فلما نَهَضَ بي خُيِّلَ إليَّ لو شئتُ نِلتُ أفُقَ السماء، فصَعِدتُ فوقَ الكعبة، وتنحَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي:"أَلْقِ صنمَهم الأكبرَ، صنمَ قُريش"، وكان من نحاسٍ مُوتَدًا بأوتادٍ من حديد إلى الأرض، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عالِجْه"، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لي:"إيهِ إيهِ {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81] "، فلم أزَلْ أعالجُه حتى استمكنتُ منه، فقال:"اقذِفْه"، فقَذَفته، فتكسَّر ونَزَوتُ من فوقِ الكعبة، فانطلقتُ أنا والنبيُّ صلى الله عليه وسلم نَسعَى، وخَشِينا أن يرانا أحدٌ من قريش أو غيرهم، قال علي: فما صُعِدَ به حتى الساعةِ
(2)
.
(1)
إسناده حسن الجريري: هو سعيد بن إياس، وأبو نضرة العبدي: هو المنذر بن مالك بن قِطْعة. وهو في كتاب "الجهاد" لابن المبارك (160 - 161).
(2)
إسناده فيه لين من جهة تفرُّد نعيم بن حكيم به، ونعيم مختلف فيه، وأما أبو مريم: وهو المدائني واسمه قيس، وقيل: هو الثقفي، وقيل: الحنفي، فقد وثَّقه النسائي وذكره ابن حبان في =
3428 -
أخبرَناه أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحَنظَلي، أخبرنا شَبَابةُ بن سَوَّار، فذكره بمثله.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3429 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الوليد بن عبد الله بن جُمَيع، عن أبي الطُّفَيل عامر بن واثلةَ، عن حُذَيفة بن أَسِيد أبي سَرِيحة الغِفاري قال: سمعتُ أبا ذرٍّ الغِفَاريَّ وتَلا هذه الآية: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا} [الإسراء: 97]، فقال أبو ذر: وحدَّثني الصادقُ المصدوقُ صلى الله عليه وسلم: "أنَّ الناس يُحشَرون يومَ القيامة على ثلاثةِ أفواجٍ: طاعِمِينَ كاسِينَ راكِبينَ، وفوجٍ يَمشُون ويَسعَوْن، وفوجٍ تَسحَبُهم الملائكةُ على وجوهِهم"، قلنا: قد عَرَفْنا هذَينِ، فما تلك الذين يَمْشُون ويَسعَوْن؟ قال:"يُلقِي اللهُ الآفةَ على الظَّهْر حتى لا تبقى ذاتُ ظهرٍ، حتى إنَّ الرجلَ ليُعطِي الحديقةَ المُعجِبةَ بالشَّاردةِ ذاتِ القَتَبِ"
(1)
.
= "الثقات" وتابعهما على توثيقه الذهبي في "الكاشف"، وجهَّله الدارقطني وتابعه ابن حجر في "التقريب". ومع ذلك فقد صحَّح الطبريُّ إسناد هذا الحديث في كتابه "تهذيب الآثار" في مسند علي ص 237، وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": إسناده نظيف والمتن منكر.
وأخرجه أحمد (2/ 644) عن أسباط بن محمد، عن نعيم بن حكيم، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده وما سيأتي برقم (4311).
(1)
حديث حسن إن شاء الله، وهذا إسناد قوي لو كان محفوظًا، فإنَّ الوليد بن عبد الله بن جُميع قد خولف فيه، فقد رواه سفيان بن عيينة - فيما أخرجه ابن أبي حاتم في "علل الحديث" 5/ 502 و 529 - عن العلاء بن أبي العبَّاس الشاعر، عن أبي الطفيل، عن حلّام بن جزل، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم ببعض هذه القصة، فذكر مكان حذيفة بن أَسيد - وهو صحابي - حَلّامَ بن جزل، وحلّام هذا قد روى عنه أيضًا غير أبي الطفيل أبو وائل شقيق بن سلمة، وذكر أبو بكر البرديجي في كتابه "الأسماء المفردة" ص 55 أنه ابن أخي أبي ذر، وذكر ذلك أيضًا ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 308 من غير جزمٍ، ولم يؤثر توثيقه عن أحدٍ، إلّا أنَّ حديث مثله يحتمل التحسين، وأما العلاء بن أبي العبَّاس فهو أوثق من الوليد بن جميع، وقد ذهب أبو حاتم الرازي =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3430 -
أخبرنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف العَدْل، أخبرنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا داود بن أبي هند، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: نَزَلَ القرآنُ جُمْلةً إلى السماءِ الدنيا، ثم نَزَلَ بعدَ ذلك في عشرينَ سنةً، وقال عز وجل:{وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 33]، قال:{وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسراء: 106]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
18 - ومن تفسير سورة الكهف
بسم الله الرحمن الرحيم
3431 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد، حدثنا الحسن بن مُكرَم، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هَمَّام بن يحيى، عن قَتَادة، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن
= إلى تصحيح روايته وترجيحها على رواية الوليد، وذكر في الموضع الثاني من "العلل": أنَّ سعد بن الصلت تابع ابنَ عيينة فرواه عن معروف - وهو ابن خرّبوذ - عن أبي الطفيل عن حلّام، ولم نقف على هذه المتابعة مسندةً، ورجَّح أبو حاتم حديث حلام هذا عن أبي ذر. وقد استنكر الذهبي في "تلخيصه" هذا الحديث وجعل علَّته الوليد بن جميع، وهو لم ينفرد به كما سبق.
وأما حديث الوليد بن جميع، فقد أخرجه أحمد (35/ 21456) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (2224) من طريق يحيى القطّان، عن الوليد بن جميع، به.
وسيأتي عند المصنف برقم (8899) من طريق زيد بن الحباب عن الوليد.
ويشهد له حديث أبي هريرة عند أحمد (14/ 8647)، والترمذي (3142) وحسّنه، وفي إسناده ضعف.
وحديث معاوية بن حيدة الآتي عند المصنف برقم (3687) و (8900).
وفي معناه حديث أبي هريرة عند البخاري (6522)، ومسلم (2861).
الظَّهْر: الدوابُّ الحَمُولة التي تحمل الناس والمتاع.
وقوله: "بالشاردة" وقع عند غير المصنف: بالشارف، وهي الناقة العظيمة، والقَتَب: الرَّحْل.
(1)
إسناده قوي. وقد سلف برقم (2915) من طريق يزيد بن هارون عن داود بن أبي هند.
مَعْدانَ بن أبي طَلْحة، عن أبي الدَّرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَن حَفِظَ عشرَ آياتٍ من أوَّلِ سورةِ الكهف، عُصِمَ من الدَّجّال"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!
3432 -
حدثنا أبو بكر محمد بن المؤمَّل، حدثنا الفضل بن محمد الشَّعْراني، حدثنا نُعَيم بن حمَّاد، حدثنا هُشَيم، أخبرنا أبو هاشم، عن أبي مِجلَزٍ، عن قيس بن عُبَادٍ، عن أبي سعيد الخُدْري، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَن قرأَ سورةَ الكهف في يوم الجُمُعِة، أضاءَ له من النُّور ما بينَ الجُمُعتَينِ"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد (36/ 21712) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (45/ 27542)، ومسلم (809)، وأبو داود (4323)، والنسائي (10721) من طرق عن همام بن يحيى، به. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
وأخرجه بنحوه أحمد (45/ 27516) و (27540) و (27541)، ومسلم (809)، والترمذي (2886)، والنسائي (7971) و (10719) و (10720)، وابن حبان (785) و (786) من طرق عن قتادة به. وإحدى هذه الطرق عن قتادة من رواية شعبة عنه، وقد اختُلف عليه في لفظه، فروي عنه بلفظ:"من أواخر سورة الكهف"، وروي عنه بلفظ:"من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف"، فهذا يدلُّ على أنَّ شعبة لم يضبط لفظ حديث أبي الدرداء، وأنَّ روايته شاذَّة.
وانظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (2097) و (2098).
(2)
صحيح، لكن بلفظ: أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق، وقد تابع نعيمَ بن حماد على رفعه يزيدُ بن خالد بن يزيد الرَّملي، وخالفهما سائر أصحاب هُشيم، فوقفوه، قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 5/ 39: الذين وقفوه عن هشيم أكثر وأحفظ، لكن له مع ذلك حكم المرفوع، إذ لا مجال للرأي فيه. قلنا: ويزيد بن خالد وإن وافق نعيمًا على رفعه، قد خالفه في لفظه فرواه كسائر أصحاب هشيم بلفظ:"أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق".
أبو هاشم: هو الرُّمّاني الواسطي، قيل: اسمه يحيى بن دينار، وقيل غير ذلك، وأبو مجلز: هو لاحق بن حميد السَّدُوسي.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 249، وفي "السنن الصغرى"(606)، وفي "الدعوات"(526) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه
(1)
.
3433 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، أخبرنا السَّرِيّ بن خُزيمة، حدثنا سعيد بن هُبَيرة، حدثنا عبد الله بن المبارَك، أخبرنا صفوان بن عمرو، عن عبد الله
(2)
بن بُسْر، عن أبي أُمامةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل:{وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ} [إبراهيم: 16، 17]، قال:"يُقرَّب إليه فيَتكرَّهُه، فإذا أُدنِيَ منه شَوَى وجهَه ووَقَعَ فَرْوةُ رأسه، فإذا شربه قَطَّعَ أمعاءَه حتى يَخرُجَ من دُبُرِه" يقول الله عز وجل: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15]، ويقول الله عز وجل:{وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ} [الكهف: 29]
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
= وأخرجه أيضًا في "شعب الإيمان" بإثر (2220) و (2777) من طريق يزيد بن خالد بن يزيد، عن هشيم، به.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 244، وسعيد بن منصور كما في "تفسير ابن كثير" 5/ 131، وأخرجه الدارمي (3407) عن أبي النعمان محمد بن الفضل، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(211) عن أحمد خلف البغدادي، أربعتهم (أبو عبيد وسعيد بن منصور وأبو النعمان أحمد بن خلف) عن هشيم، به موقوفًا، بلفظ: أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق.
وقد تقدَّم من طريق شعبة، عن أبي هاشم مرفوعًا برقم (2097)، ومن طريق سفيان الثوري عن أبي هاشم موقوفًا برقم (2102). وانظر تمام تخريجه عند (2097).
(1)
قال الحافظ الذهبي في "تلخيصه": نعيم ذو مناكير. قلنا: وهو لم ينفرد به كما سبق إلَّا أنه خولف في رفعه، ونعيم حسن الحديث في الجملة إلَّا إذا خالف أو أتى بما ينكر.
(2)
في (ز): عبيد الله، مصغرًا، لكن ضُبِّب عليها، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (3379).
(3)
سعيد بن هبيرة ليس بالقوي كما قال أبو حاتم الرازي في "الجرح والتعديل" 4/ 71، ورماه ابن حبان في "المجروحين" 1/ 327 بالوضع، وهو لم ينفرد به فقد تابعه فيه عن ابن المبارك غيرُ واحد، ورجال الإسناد غيرُه ثقات، وقد سلف برقم (3379) من طريق عبدان المروزي عن ابن المبارك.
3434 -
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ حدثنا أبو عِمران موسى بن هارون بن عبد الله الحافظ، حدثني أَبي، حدثنا أبو داود الطَّيالسي، حدثنا ابن عُيَينة، عن عَمْرو بن دينار، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس قال: حدثني أُبيٌّ، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لمَّا لَقِيَ موسى الخَضِرَ عليه السلام جاء طيرٌ فأَلقى مِنقارَه في الماء، فقال الخضرُ لموسى: تَدبَّرْ ما يقولُ هذا الطائرُ، قال: وما يقول؟ قال: يقول: ما عِلمُكَ وعِلمُ موسى في عِلْم الله إلّا كما أَخَذَ مِنقارِي من الماء"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه!
3435 -
حدثني علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا بِشْر بن موسى، حدثنا الحُميدي، حدثنا سفيان عن مِسعَر، عن عبد الملك بن مَيسَرة، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس:{وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} [الكهف: 82]، قال: حُفِظا بصلاحِ أبيهما، وما ذَكَرَ عنهما صلاحًا
(2)
.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (3401) و (4725) و (4727)، ومسلم (2380)(170)، والترمذي (3149)، وعبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند"(35/ 21114)، والنسائي (11245)، وابن حبان (6220) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد - ضمن حديث طويل. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
وأخرجه عبد الله بن أحمد (21119)، والبخاري (4726) من طريق ابن جريج، عن يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار، به.
وأخرجه النسائي (11243) من طريق عبد الله بن عبيد الأنصاري، عن سعيد بن جبير، به - ولم يذكر فيه أُبيَّ بن كعب، وجعله من حديث ابن عبَّاس.
(2)
إسناده صحيح. وهو في "مسند الحميدي" برقم (372).
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 16/ 7، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" 2/ 158، والضياء في "المختارة"(10/ 243) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(332)، ومن طريقه النسائي في المواعظ من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(5553) عن مسعر، به. =
صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3436 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن مِهْران، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا علي بن صالح، عن مَيسَرة بن حَبيب النَّهْدي، عن المِنهال بن عَمرو، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس:{وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا} [الكهف: 82]، قال: ما كان ذَهَبًا ولا فِضّةً، كان صُحُفًا عِلمًا
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
وقد صحَّت الروايةُ بضِدِّه عن أبي الدرداء:
3437 -
حدثنا الأستاذ الإمام أبو الوليد رضي الله عنه إملاءً، حدثنا خُشْنام بن بِشْر والحسن بن سفيان بن عامر الشَّيْباني قالا: حدثنا صفوان بن صالح الدِّمشقي، حدثنا الوليد بن مُسلِم حدثنا يزيد بن يوسف، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن أم الدَّرداء، عن أبي الدَّرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل:{وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا} ، قال:"ذهبٌ وفِضَّة"
(2)
.
= وأخرجه أبو داود في "الزهد"(346)، وابن أبي الدنيا في "العيال"(360)، والطبري 16/ 7 من طرق عن مسعر، به.
(1)
خبر صحيح، موقوف، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن مهران، وقد توبع. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تقييد العلم" ص 117 من طريق إسحاق بن راهويه، عن وكيع، عن علي بن صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أيضًا ص 117 - 118 من طريق الحسن بن صالح، عن ميسرة بن حبيب، به.
(2)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل يزيد بن يوسف - وهو الصنعاني - وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه" فقال: يزيد بن يوسف متروك وإن كان حديثه أشبه بمسمَّى الكنز.
وأخرجه الترمذي (3152) وبإثره من طرق عن صفوان بن صالح، بهذا الإسناد - ورواة بعض هذه الطرق أسقط من إسناده يزيدَ بنَ يزيد بن جابر. وقال الترمذي: حديث غريب.
3438 -
حدثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا أبو الوليد، حدثنا نافع بن عمر الجُمَحيّ، عن ابن أبي مُلَيكة قال: سُئِلَ ابنُ عبّاس عن الوِلْدان: في الجنَّةِ هم؟ قال: حَسْبُك ما اختَصَمَ فيه موسى والخَضِرُ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3439 -
أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، حدثنا أبو حاتم الرَّازي، حدثنا عبد الله بن صالح بن مُسلِم العِجْلي، حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، عن عطاء بن قُرَّة، عن عبد الله بن ضَمْرة، عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّ ذَرَارِيَّ المؤمنين في الجنة يَكفُلُهم إبراهيمُ"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
وقد اتَّفَقَ الشيخانِ على إخراج حديث سعيد بن جُبير عن ابن عبَّاس: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن أطفال المشركين، فقال:"الله أعلمُ بما كانوا عامِلِينَ"
(3)
.
(1)
إسناده صحيح. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عُبيد الله بن أبي مليكة.
وأخرجه البيهقي في "القضاء والقدر"(643) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده حسن. أبو حاتم الرازي: اسمه محمد بن إدريس.
وأخرجه أحمد (14/ 8324)، وابن حبان (7446) من طريقين عن عبد الرحمن بن ثابت، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (1434).
(3)
هو عند البخاري برقم (1383) و (6597)، ومسلم برقم (2660).
وقد اتفقا أيضًا على إخراجه من حديث أبي هريرة من غير وجهٍ عنه، البخاري برقم (1384) و (6600)، ومسلم (2658) و (2659).
وانظر الكلام على مسألة أطفال المشركين في تعليقنا على حديث ابن عبَّاس في "مسند أحمد"(3/ 1845).
3440 -
حدثنا يحيى بن منصور القاضي، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا سفيان، عن منصور.
وأخبرنا أبو زكريا العَنبَري - واللفظُ له - حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، حدثنا جَرِير، عن منصور، عن مُصعَب بن سعد بن أبي وَقَّاص قال: قلت لأَبي: {هَلْ نُنَبِّئُكُمْ
(1)
بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103، 104] الحَرُوريَّةُ هم؟ قال: لا، ولكنهم أصحابُ الصَّوَامع، والحَرُوريَّة قومٌ زاغوا فأزاغ اللهُ قلوبَهم
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3441 -
أخبرني محمد بن إسحاق الصَّفّار العَدْل، حدثنا أحمد بن نَصْر، حدثنا عمرو بن طلحة القَنَّاد، حدثنا خلَّاد بن مُسلِم الصَّفّار، حدثنا عمرو بن قيس المُلَائي، عن عمرو بن مُرَّة، عن مُصعَب بن سعد قال: كنت أقرأُ على أَبي حتى إذا بلغتُ هذه الآية: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} الآية، قلت: يا أبَتاهُ، أهم الخوارجُ؟ قال: لا يا بنيَّ، اقرأ الآيةَ التي بعدها:{أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} ، قال: هم المجتهدون من النَّصارى، كان كفرُهم بآيات ربهم كفروا بمحمَّدٍ
(1)
وقع في النسخ الخطية: "أنبئكم" على الإفراد، وهو خلاف التلاوة وليس في شيء من القراءات.
(2)
إسناده صحيح. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، سفيان: هو الثوري، وإسحاق: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 16/ 33 عن محمد بن حميد، عن جرير بهذا الإسناد.
ورواه مختصرًا عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 413، وعبد الرحمن بن مهدي عند الطبري 16/ 32 - 33، كلاهما عن سفيان الثوري بإدخال هلال بن يِساف بين منصور ومصعب. ومنصور بن المعتمر لا يُعرف بتدليس، فلعله سمعه من هلال عن مصعب ثم سمعه من مصعب فرواه على الوجهين، والله تعالى أعلم، وهلال بن يساف ثقة.
وانظر ما بعده.
ولقائِه، وقالوا: ليس في الجنة طعام ولا شراب، ولكن الخوارج هم الفاسقون {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 27]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!
3442 -
أخبرني أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الصَّفّار، حدثنا أحمد بن نَصْر، حدثنا عمرو بن طَلْحة، قولَ الله عز وجل: {كَانَتْ
(2)
لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا} [الكهف: 107]، قال عمرو: أخبرنا إسرائيل بن يونس، عن جعفر بن الزُّبير، عن القاسم، عن أبي أُمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَلُوا اللهَ الفِردَوسَ، فإنها سُرَّةُ الجنَّة"
(3)
.
(1)
إسناده قوي.
وأخرجه بنحوه البخاري (4728)، والنسائي (11251) من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، بهذا الإسناد - وذكر مع النصارى اليهودَ. واستدراك الحاكم له ذهول منه.
(2)
في النسخ الخطية مكان قوله: "كانت" أولئك، وهو مخالف لرسم المصحف وللتلاوة.
(3)
إسناده تالف، جعفر بن الزبير هالك كما قال الذهبي في "تلخيصه". القاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي، وأبو أمامة: هو صدي بن عجلان الباهلي.
وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش"(12)، والروياني في "مسنده"(1278)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" 7/ 175 - 176 من طريقين عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (7966)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(497)، وأبو نعيم الأصبهاني في "صفة الجنة"(438) من طرق عن جعفر بن الزبير، به.
وقد روي عن أبي أمامة موقوفًا عليه من طريق أبي فضالة الفرج بن فضالة، لقمان بن عامر، عنه قال: الفردوس سُرَّة الجنة. أخرجه آدم بن أبي إياس في "تفسيره" 1/ 451، وأبو بكر بن أبي شيبة في "مصنفه" 13/ 148، وهناد في "الزهد"(49)، والطبري في "تفسيره" 16/ 36. وهذا إسناد فيه ضعف من قِبَل فرج بن فضالة إلّا أنه أحسن حالًا بكثير من المرفوع.
وسُرَّة الجنة: أكرمها وأطيبها. انظر "تاج العروس"(سرر).
ويغني عن هذا الخبر حديث أبي هريرة عند البخاري (2790) مرفوعًا: "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة"، وقد سلف عند المصنف برقم (270). وأوسط الجنة: أعدلها وأفضلها.
هذا حديث لم نَكتُبه إلَّا بهذا الإسناد، ولم نَجِدْ بُدًّا من إخراجه!
3443 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا النَّضْر بن شُمَيل، حدثني أبو قُرَّة الأَسَدي قال: سمعت سعيدَ بن المسيّب يحدِّث عن عمر بن الخطَّاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّه قد أُوحِيَ إليَّ أنه
(1)
{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] كان له نُورًا من أَبيَنَ إلى مكة حَشْوُهُ
(2)
الملائكةُ"
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3444 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المَحبُوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، أخبرنا يزيد بن هارون، وتلا {فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} ، فقال: أخبرنا ابن أبي ذِئْب، عن بُكَير بن عبد الله بن الأَشجِّ، عن الوليد بن سَرْح
(4)
، عن أبي هريرة: أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله، الرجلُ يجاهدُ في سبيل الله وهو يَبتَغي مِن عَرَضِ الدنيا! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا أَجْرَ له"، فأعظَمَ الناسُ ذلك، فعاد الرجلُ، فقال:"لا أَجْرَ له"
(5)
.
(1)
في "مسند إسحاق" كما في "المطالب العالية"(3654): "أنه من قال"، وفي "مسند البزار" (297):"من قرأ في ليلة".
(2)
في (ز) و (ع) و (ب) حشته، والمثبت من (ص) وهو الموافق لما في "مسند إسحاق" وغيره من مصادر التخريج.
(3)
إسناده ضعيف لجهالة أبي قرة الأسدي، وجهَّله الذهبي في "تلخيصه".
إسحاق: هو ابن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهويه، وهو في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3654)، ومن طريق إسحاق أخرجه المستغفري في "فضائل القرآن"(826).
وأخرجه البزار (297)، وأبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" كما في "الغرائب الملتقطة" لابن حجر (1012) من طريقين عن النضر بن شميل، بهذا الإسناد.
وأورده الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 5/ 204 عن البزار، ثم قال: غريب جدًّا.
(4)
تحرَّف في (ب) إلى: الوليد بن مسلم. والوليد بن سرح هذا لم نقف له على ترجمة.
(5)
حديث حسن، وقد سلف عند المصنف برقم (2467) من طريق ابن المبارك عن أبي ذئب عن بُكير عن أيوب بن مكرز عن أبي هريرة، وهو المحفوظ. وانظر تمام الكلام عليه هناك. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
19 - ومن تفسير سورة مريم
بسم الله الرحمن الرحيم
3445 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا يعقوب بن يوسف القَزْويني، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الدَّشتَكي، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس، قولَه عز وجل:{كهيعص} ، قال: كاف من كَرِيم، وها من هادٍ، ويا من حَكِيم، وعَيْن من عَلِيم، وصاد من صادق
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3446 -
أخبرني محمد بن إسحاق الصَّفّار، حدثنا أحمد بن نَصْر، حدثنا عمرو بن طلحة القَنَّاد، أخبرنا شَرِيك، عن سالمٍ الأفطس، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس، قولَه عز وجل:{كهيعص} ، قال: كافٍ هادٍ أمينٌ عزيزٌ صادقٌ
(2)
.
= وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6422) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
(1)
إسناده حسن من أجل عمرو بن أبي قيس الرازي، وقد توبع.
وأخرجه آدم بن أبي إياس في "تفسيره" 1/ 383، والدارمي في "النقض على المريسي" 1/ 173، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(164)، والواحدي في "الوسيط" 3/ 175 من طرق عن عطاء بن السائب، به. وإحدى هذه الطرق من رواية زهير بن معاوية عن عطاء، وزهير ممّن سمع من عطاء قبل اختلاطه.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 3 عن سفيان بن عيينة، عن عطاء بن السائب، به - إلّا أنه قال فيه: كاف من كافي. وسفيان ممَّن سمع من عطاء قبل اختلاطه.
(2)
إسناده محتمل للتحسين إن شاء الله، وما قبله أصحُّ، شريك - وهو ابن عبد الله النخعي - صدوق إلّا أن في حفظه لِينًا.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(166) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أبو حذيفة النهدي في "تفسير سفيان الثوري"(551)، والبيهقي (165) من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن راشد عن سعيد بن جبير، به. وقد ذكره الطبري في أول سورة مريم من "تفسيره" مفرقًا.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3447 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن مِهْران، حدثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن سِمَاك بن حَرْب، عن عِكْرمة، عن ابن عبّاس في قوله عز وجل:{لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} [مريم: 7]، قال: لم يُسَمَّ يحيى قبلَه
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3448 -
حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن حمزة المَرْوَزي، حدثنا أبو صالح هَدِيَّة بن عبد الوهاب، أخبرنا محمد بن شُجَاع، عن محمد بن زياد اليَشكُري عن ميمون بن مِهْران: أنَّ نافع بن الأزرق سأَل ابنُ عبَّاس فقال: أخبِرْني عن قول الله عز وجل: {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} [مريم: 8]، ما العِتيُّ؟ قال: البُؤْس من الكِبَر، قال الشاعر:
إنما يُعذَرُ الوليدُ ولا يُعْـ
…
ــذَرُ مَن كان في الزَّمان عِتِيًّا
(2)
3449 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا جَرِير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس في قوله:{فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم: 11]: كان يأمرُهم بالصلاة بُكْرةً وعَشِيًّا
(3)
.
(1)
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 560، وأبو عروبة الحراني في "الأوائل"(38) من طريقين عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وسيأتي عند المصنف ضمن حديث برقم (4191) بإسناد آخر حسن عن ابن عبَّاس.
(2)
إسناده هالك، محمد بن زياد اليشكري كذَّبوه، ومحمد بن شجاع - وهو النبهاني المروزي - ضعيف، وأشار إلى ذلك الذهبي في "تلخيصه".
وأخرجه ضمن خبر طويل جدًّا ابنُ الأنباري في "الوقف والابتداء" 1/ 90 (116) من طريق محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، عن أبي صالح هدية، بهذا الإسناد.
(3)
رجاله ثقات إلّا أنَّ رواية جرير - وهو ابن عبد الحميد - عن عطاء بن السائب كانت بعد =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3450 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن الحَرْبي، حدثنا أبو حُذَيفة، حدثنا سفيان، عن أبيه، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس، قولَه عز وجل:{وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} [مريم: 13]، قال: التعطُّفُ بالرَّحمة
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3451 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار العُطَارِدي، حدثنا يونس بن بُكَير، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، حدثني عمرو بن العاص، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"كُلُّ بني آدمَ يأتي يومَ القيامة وله ذَنْبٌ إلَّا ما كان من يحيى بنِ زكريَّا" قال: ثم دَلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدَه إلى الأرض فأَخذ عُودًا صغيرًا، ثم قال:"وذلك أنَّه لم يَكُن له ما للرِّجالِ إِلَّا مِثلَ هذا العُودِ، ولذلك سَمَّاه اللهُ {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران: 39] "
(2)
.
= اختلاط الأخير. إسحاق: هو ابن راهويه.
(1)
إسناده حسن من أجل أبي حذيفة: وهو موسى بن مسعود النَّهدي، سفيان: هو ابن سعيد بن مسروق الثوري.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(141) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
والخبر في "تفسير سفيان الثوري" لأبي حذيفة برقم (556) بلفظ: ما أدري ما هو إلَّا أن يكون تعطُّف الله على عبده بالرحمة.
وروى الطبري في "تفسيره" 16/ 56 من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع عكرمة عن ابن عبَّاس قال: لا والله ما أدري ما حنانًا. كذا اختصره ولم يتمَّه!
(2)
خبر مضطرب الإسناد، وإن كان ظاهر إسناده هنا أنه حسن من جهة محمد بن إسحاق صاحب "السيرة"، إلَّا أنه قد اختُلف على يحيى بن سعيد - وهو الأنصاري - ثم على سعيد بن المسيب في رفعه ووقفه ووصله وإرساله كما سيأتي، وذكر تصريح سعيد بالتحديث من عمرو بن العاص فيه نظرٌ، فإنَّ أبا زرعة العراقي قد نقل في كتابه "تحفة التحصيل" ص 128 عن ابن المديني أنه لم يسمع منه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الواحدي في "الوسيط" 3/ 177، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 64/ 174 عن أبي القاسم بن أبي نصر الجذامي، عن محمد بن عبد الله بن حمدويه - وهو أبو عبد الله الحاكم - بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 3/ 255 و 16/ 58 من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، به - وسيأتي من هذا الطريق عند المصنف برقم (7810).
وأخرج الشطر الثاني منه بنحوه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 2/ 643 من طريق عباد بن العوام، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب عن ابن العاص - لا يدري عبد الله أو عمرو - عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورجاله ثقات والشك في اسم صحابيه هل هو عمرو بن العاص أو ابنه عبد الله لا يضرُّ، فكلاهما صحابي جليل عدلٌ مرضيٌّ.
وأخرجه الشطر الأول بمعناه البزار (2351) من طريق سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا بلفظ:"لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يحيى بن زكريا، ما همَّ بخطيئة - أحسبه قال: ولا عملها".
وخالف يحيى بنُ سعيد القطان وشعبةُ فروياه عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن ابن العاص - إما عبد الله أو أبوه - الشطر الأول موقوفًا عليه من قوله، والشطر الثاني موقوفًا على ابن المسيب من قوله. أخرجه من طريق يحيى القطان أحمد في "الزهد"(463) وابن أبي حاتم 2/ 643، ومن طريق شعبة أخرجه الطبري في "تفسيره" 3/ 255 - 256.
وخالف أنسُ بن عياض - وهو ثقة أيضًا - فرواه بشطريه بنحوه عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب من قوله، لم يجاوز به سعيدًا. أخرجه الطبري 3/ 255.
وخالف قتادةُ فروى الشطر الأول منه فقط عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 6 عن معمر عنه، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبري أيضًا 16/ 58.
فهذا خبر في إسناده اضطراب مع ثقة رواة هذه الطرق في الجملة، وقد ذكر ابن أبي حاتم في "علل الحديث" (1913) أنه سأل أباه عن هذا الحديث الذي رواه محمد بن إسحاق عن يحيى بن سعيد الأنصاري فقال: لا يرفعون هذا الحديث.
وساقه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 2/ 30 من طريق ابن أبي حاتم من روايتي عباد بن العوام ثم يحيى القطان، ثم عقَّب فقال: فهذا موقوف وهو أقوى إسنادًا من المرفوع، بل وفي صحة المرفوع نظر، والله سبحانه وتعالى أعلم.
قلنا: لكن للشطر الأول منه شاهد من حديث ابن عبَّاس مرفوعًا، سيأتي عند المصنف برقم (4194) إلَّا أنَّ إسناده ضعيف. =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3452 -
أخبرنا محمد بن علي الشَّيْباني بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم الغِفَاري، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا أبو جعفر الرازي، عن الرَّبيع بن أنس، عن أبي العاليَةِ، عن أُبيِّ بن كعب قال: كان رُوحُ عيسى ابنِ مريمَ من تلك الأرواح التي أُخِذَ عليها المِيثاقُ في زمن آدمَ، فأرسَلَه الله إلى مريمَ في صورة بشرٍ {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} [مريم: 17]، {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} [مريم: 20]، فحَمَلَت
(1)
الذي يخاطبُها فَدَخَلَ من فيها
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3453 -
أخبرنا أبو العبَّاس المحبُوبي، حدثنا أحمد بن سيّار، حدثنا محمد بن كَثير، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن البَرَاء بن عازبٍ في قوله عز وجل:{قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} [مريم: 24]، قال: هو الجدوَلُ، النهرُ الصَّغير
(3)
.
= ورواه المصنف في هذا الوضع أيضًا عن الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، ورجاله ثقات.
ويشهد لشطريه مرفوعًا حديث أبي هريرة عند ابن أبي حاتم 2/ 644، وابن عدي في "الكامل" 2/ 234، والطبراني في "الأوسط"(6556)، وابن عساكر 64/ 194، وفي إسناده ضعف من جهة حجاج بن سليمان الرُّعيني، ففي أحاديثه مناكير وبخاصة عن الليث بن سعد، وهو هنا من روايته عنه، وقد قال أبو حاتم الرازي فيما نقله ابنه عنه: لم يكن هذا الحديث عند أحد غير الحجاج ولم يكن في كتاب الليث، وحجاج شيخ معروف.
وفي الباب عن يحيى بن جعدة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا قال: "لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يحيى بن زكريا، ما همَّ بخطيئة، ولا حاكت في صدره امرأة". أخرجه ابن عساكر 64/ 191، ورجال هذا المرسل ثقات.
(1)
في النسخ الخطية: فحمل، والتصويب من "الأسماء والصفات" ومما سلف برقم (3294).
(2)
إسناده حسن. وقد سلف بهذا الإسناد مطولًا برقم (3294).
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(785) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد مختصرًا.
(3)
إسناده صحيح. محمد بن كثير: هو العبدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3454 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد الحَفِيد، حدثنا أحمد بن نَصْر اللَّبّاد، أخبرنا أبو نُعيم، حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم: 52]، قال: سَمِعَ صَرِيفَ القلم حين كَتَبَ في اللَّوْح
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3455 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا عمرو بن محمد، حدثنا إسرائيل، عن سِمَاك بن حَرْب، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قوله عز وجل:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا} [مريم: 41]، قال: كان الأنبياءُ من بني إسرائيل إلَّا عشرةً: نوحٌ وصالحٌ وهُودٌ ولُوطٌ وشعيبٌ وإبراهيمُ وإسماعيلُ وإسحاقُ ويعقوبُ ومحمدٌ، ولم يكن من الأنبياءِ مَن له اسمانِ
= وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 6 - 7، وكذا الطبري 16/ 69 من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري 16/ 69، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2115) و (2507) من طرق عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الصغير"(685) من طريق أبي سنان سعيد بن سنان، عن أبي إسحاق، عن البراء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فرفعه، وأبو سنان هذا له أوهام، وقد خالف من هو أوثق منه فرفعه وهم وقفوه، فروايته شاذّة.
(1)
إسناده صحيح. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري، وسماعه من عطاء بن السائب قديم قبل اختلاطه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 533، وهناد في "الزهد"(149)، وعبد الله بن أحمد في "السنة"(1231)، والطبري في "تفسيره" 16/ 94 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
ومثل هذا لا يقال بالرأي، فهو مرفوع حكمًا، وقد جاء في المرفوع من حديث أبي ذر الطويل في قصة المعراج عند البخاري (349) ومسلم (163) قول النبي صلى الله عليه وسلم:"ثم عرج بي حتى ظهرتُ لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام".
إلَّا إسرائيلَ وعيسى، فإسرائيلُ يعقوبُ، وعيسى المسيحُ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3456 -
أخبرني أبو محمد عبد الله بن إسحاق الخُزَاعي بمكة، حدثنا عبد الله بن أحمد بن زكريا بن أبي مَسَرَّة، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا حَيْوةُ، أخبرني بَشِير بن أبي عمرو الخَوْلاني، أنَّ الوليد بن قيس التُّجِيبي حدَّثه، أنه سمع أبا سعيد الخُدْري يقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وتَلَا هذه الآية: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} [مريم: 59]، فقال صلى الله عليه وسلم:"يكون خَلْفٌ من بعدِ ستينَ سنةً أضاعوا الصلاةَ واتَّبَعوا الشَّهَواتِ، فسوف يَلقَونَ غَيًّا، ثم يكون خَلْفٌ يقرؤُون القرآن لا يَعْدُو تَرَاقِيَهم، ويقرأُ القرآنَ ثلاثةٌ: مؤمنٌ ومنافقٌ وفاجرٌ".
قال بَشِير: فقلت للوليد: ما هؤلاءِ الثلاثةُ؟ فقال: المنافقُ كافر، والفاجرُ يتأكَّلُ به والمؤمنُ يؤمنُ به
(2)
.
هذا حديث صحيح، رواتُه حجازيُّون وشاميُّون أثباتٌ، ولم يُخرجاه.
3457 -
أخبرني أبو بكر إسماعيل بن محمد الفقيه بالرَّيّ، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثني أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدِّمشقي، حدثني عبد الله بن وهب، حدثنا مالك بن خَيْر الزَّبَادي، عن أبي قَبِيل، عن عُقْبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيَهْلِكُ من أمَّتي أهلُ الكِتابِ وأهلُ اللَّبَن" قال عقبةُ: ما أهلُ الكتابِ يا
(1)
إسناده فيه لِين، فإنَّ في بعض روايات سماك عن عكرمة اضطرابًا، وهذا الخبر قد انفرد به سماك ولم يتابعه عليه أحد.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(132) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (11723)، ومن طريقه الضياء المقدسي في "المختارة"(12/ 103 - 104) من طريقين عن إسرائيل، به.
(2)
إسناده حسن من أجل الوليد بن قيس التجيبي. حيوة: هو ابن شريح المصري.
وأخرجه أحمد (17/ 11340)، وابن حبان (755) من طريق عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن المقرئ بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (8857).
رسول الله؟ قال: "قومٌ يتعلَّمون كتابَ الله يُجادِلون به الذين آمَنوا" قال: فقلت: ما أهلُ اللَّبَن يا رسول الله؟ قال: "قومٌ يَتَّبِعون الشَّهَواتِ ويُضيِّعون الصَّلوات"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3458 -
أخبرني عبد الرحمن بن حسن القاضي بهَمَذان، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عُبيدة، عن عبد الله في قوله عز وجل:{فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]، قال: نهرٌ في جهنَّم، بعيدُ القَعْر خبيثُ الطَّعم
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3459 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي الشَّيباني، حدثنا أحمد بن حازم الغِفَاري، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا عاصم بن رجاء بن حَيْوةَ، عن أبيه، عن أبي الدَّرداء رَفَعَ الحديثَ، قال: "ما أَحلَّ الله في كتابه فهو حلالٌ، وما حرَّم فهو حرامٌ، وما سَكَتَ عنه فهو عافيةٌ،
(1)
إسناده حسن من أجل مالك بن خير الزبادي. أبو قَبيل: هو حُيي بن هانئ المَعافري.
وأخرجه بنحوه أحمد (28/ 17318) و (17415) من طريق عبد الله بن لَهِيعة، و (17421) من طريق أبي السَّمح درّاج، كلاهما عن أبي قبيل، به. وابن لهيعة وأبو السمح كلاهما فيهما مقال، لكن رواه عن ابن لهيعة عند أحمدَ أبو عبد الرحمن المقرئ وروايته عنه صالحة.
ولابن لهيعة فيه إسناد آخر عند أحمد (17415) يرويه عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير - وهو مَرثَد بن عبد الله اليَزَني - عن عقبة بن عامر.
(2)
رجاله لا بأس بهم غير عبد الرحمن بن حسن القاضي فإنه ضعيف، إلَّا أنه متابع، وأبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يصحَّ له سماع من أبيه، فهو منقطع.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(470) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(35)، والطبراني في "الكبير"(9111)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 206، والواحدي في "الوسيط" 3/ 188 من طرق عن شعبة به.
وقد روي من غير وجه عن أبي إسحاق السَّبيعي عن أبي عبيدة عن أبيه: أنه نهرٌ أو وادٍ في جهنم، أخرجه الطبراني (9106 - 9110). وكذلك رواه عنده برقم (9112) العلاء بن المسيب عن أبي عبيدة.
فاقبَلُوا من الله عافيتَه، فإنَّ الله لم يكن نَسِيًّا"، ثم تلا هذه الآية:{وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3460 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا وَكِيع ويحيى بن آدم قالا: حدثنا إسرائيل، عن سِمَاك بن حَرْب، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65]،
(1)
حديث محتمل للتحسين بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، عاصم بن رجاء ليس بذاك القوي صُويلح، وأبوه رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء مرسلٌ. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين.
وأخرجه البيهقي 10/ 12 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني في "سننه"(2066) من طريق عبَّاس بن محمد، عن أبي نعيم، به.
وأخرجه البزار (4087)، والطبراني في "مسند الشاميين"(2102) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عاصم بن رجاء، به.
وأخرجه بنحوه دون ذكر الآية في آخره: الطبراني في "الأوسط"(7461) و"الصغير"(1111)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 404 من طريق طاووس عن أبي الدرداء مرفوعًا بلفظ:"إنَّ الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدَّ حدودًا فلا تعتدوها، وسكت عن كثير عن غير نسيان فلا تكلَّفُوها، رحمةً من الله فاقبلوها". وإسناده إلى طاووس فيه أصرم بن حوشب، وهو هالك، وله طريق آخر لا يُفرَح به عن طاووس عند الطبراني في "الأوسط"(8938) والدارقطني (4814)، فيه نهشل بن سعيد، وهو متهم بالكذب.
وفي الباب عن ابن عمر عند ابن عدي في "الكامل" 7/ 15، وإسناده ضعيف جدًّا، فيه نعيم بن المورع، قال ابن عدي: ضعيف يسرق الحديث.
وعن أبي ثعلبة الخشني سيأتي عند المصنف برقم (7292)، وإسناده ضعيف لانقطاعه، وقد اختلف في رفعه ووقفه. وحسَّنه النووي في "الأذكار" و"الأربعين" و"رياض الصالحين".
وعن سلمان الفارسي سيأتي برقم (7293)، وله أسانيد بعضها ضعيف، وقد اختلف أيضًا في رفعه ووقفه واتصاله وإرساله.
وأصح شيء في الباب حديث ابن عبَّاس موقوفًا عليه من قوله، سلف برقم (3275) وسيأتي برقم (7291).
قال: لم يُسَمَّ أحدٌ الرحمنَ غيرُه
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3461 -
...............
(2)
.
3462 -
أخبرني أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن السُّدِّي قال: سألتُ مُرَّةَ الهَمْداني عن قول الله عز وجل: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} [مريم: 71]، فحدَّثني أنَّ عبد الله بن مسعود حدَّثَهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يَرِدُ الناسُ النارَ ثم يَصدُرونَ بأعمالِهم، فأوَّلهُم كلَمْعِ البَرْق، ثم كمَرِّ الرِّيح، ثم كحُضْرِ الفَرَس، ثم كالرَّاكبِ، ثم كشَدِّ الرِّجال ثم كمَشْيِهم
(3)
"
(4)
.
(1)
إسناده حسن، رجاله ثقات عن آخرهم غير سماك بن حرب فهو صدوق حسن الحديث، وفي بعض رواياته عن عكرمة خاصة اضطراب. وسيأتي مكررًا برقم (3809).
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(86) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 8/ 2715 من طريق يحيى بن أبي زائدة، والبيهقي في "شعب الإيمان"(122) من طريق خالد بن يزيد، كلاهما عن إسرائيل، به.
(2)
تكرر هنا في (ز) وحدها الخبر السابق إلّا أنه بإسناد الحديث اللاحق له إلى إسرائيل، وذكره كذلك الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة"(8495)، وهو إنما يعتمد في تخريجه من "مستدرك الحاكم" على النسخة المرموز لها عندنا بـ (ز)، التي هي من محفوظات رواق المغاربة في الجامع الأزهر، فالغالب أنه انتقال نظر من الناسخ، وليس لتكريره هنا سبب وجيه.
(3)
في النسخ الخطية: "كأشدّ الرجال ثم كمشيه"، والمثبت - وهو أوجَهُ - من المطبوع، وهو الموافق لما في "الاعتقاد" للبيهقي ص 203 - 204 حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه.
(4)
إسناده حسن من أجل السُّدي: وهو إسماعيل بن عبد الرحمن. وسيأتي مكررًا برقم (8956).
وأخرجه الواحدي في "الوسيط" 3/ 191 عن أبي القاسم بن حمدان، عن محمد بن عبد الله بن نعيم الحافظ - وهو الحاكم نفسه - بهذا الإسناد. وفيه عنده:"كشدِّ الرجل ثم كمشيه". =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3463 -
أخبرنا أحمد بن جعفر القَطِيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حَنبَل، حدثني أَبي، حدثنا محمد بن فُضَيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق القُرَشي، عن النُّعمان بن سَعْد، عن المغيرة بن شُعْبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شِعارُ المسلمين على الصِّراط يومَ القيامة: اللهمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3464 -
أخبرني محمد بن إسحاق الصَّفّار، حدثنا أحمد بن نَصْر، حدثنا عمرو
= وأخرجه كذلك الترمذي (3159) عن عبد بن حميد، عن عبيد الله بن موسى، به. وقال: حديث حسن، رواه شعبة عن السُّدي ولم يرفعه. ثم ساق أوله (3160) من طريق يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي عن شعبة، قال عبد الرحمن: قلت لشعبة: إنَّ إسرائيل حدثني عن السدي عن مرة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال شعبة: وقد سمعته من السدي مرفوعًا، ولكني أدعه عمدًا! وسيأتي من طريق شعبة هكذا عند المصنف برقم (8957)(8958).
وأخرجه أحمد (7/ 4141) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل، به مرفوعًا.
وسيأتي نحوه عن ابن مسعود موقوفًا عليه برقم (3464) وضمن حديث طويل برقم (3465) و (8729) من وجوه أخرى غير مرَّة الهمداني عنه. وهذا - وإن كان موقوفًا - لا يقال من قِبَل الرأي.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري سيأتي في حديث طويل برقم (8951).
يصدرون: ينصرفون وينجون منها.
وحُضْر الفرس: عَدْوه السريع.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق، وليس هو بالقرشي كما توهَّمه بعضُ رواة الإسناد بل هو أبو شيبة الواسطي، هو ابن أخت النعمان بن سعد وقد تفرَّد بالرواية عنه.
وأخرجه الترمذي (2432) من طريق علي بن مُسهِر، عن عبد الرحمن بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وقال: حديث غريب.
وقد ورد في الباب من حديث أبي سعيد الخدري عند أحمد (11201) وابن حبان (7379) في ذِكْر الصراط مرفوعًا قال: "بجنَبتَيه ملائكة يقولون: اللهم سلِّم سلِّم". وإسناده صحيح، ونحوه ما في الحديث التالي عن ابن مسعود موقوفًا.
ابن طلحة القَنَّاد، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحَوص، عن عبد الله:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] قال: الصِّراطُ على جهنَّم مثلُ حدِّ السيف، فتمرُّ الطائفةُ الأولى كالبَرْق، والثانيةُ كالرِّيح، والثالثةُ كأَجوَدِ الخيل، والرابعةُ كأَجوَدِ الإبل والبهائم، ثم يَمرُّون والملائكةُ تقول: ربِّ سَلِّمْ سَلِّمْ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3465 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ والحسن بن يعقوب وإبراهيم بن عِصْمة قالوا: حدثنا السَّرِيُّ بن خُزيمة، حدثنا أبو غسّان مالك بن إسماعيل النَّهْدي، حدثنا عبد السلام بن حَرْب، أخبرنا يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدَّالَاني، حدثنا المِنهال بن عمرو، عن أبي عُبيدة، عن مسروق، عن عبد الله قال: يَجمَعُ اللهُ الناسَ يومَ القيامة، قال: فينادي منادٍ: يا أيها الناس، ألم تَرضَوْا من ربِّكم الذي خَلَقَكم ورَزَقَكم وصوَّرَكم، أن يُولِّيَ كلَّ إنسان منكم إلى من كان يتولَّى في الدنيا؟ قال: ويُمثَّلُ لمن كان يَعبُد عُزَيرًا شيطانُ عُزيرٍ، حتى يُمثَّلَ - أو تُمثَّل - لهم الشجرةُ والعُودُ والحَجَرُ، ويبقى أهلُ الإسلام جُثومًا، فيقال لهم: ما لكم لم تنطلقوا كما ينطلقُ الناسُ؟ فيقولون: إنَّ لنا ربًّا ما رأَيناه بعدُ، قال: فيقال: فبِمَ تعرفون ربَّكم إنْ رأيتموه؟ قالوا: بينَنا وبينَه علامةٌ، إنْ رأَيناه عَرَفْناه، قيل: وما هي؟ قالوا: يُكشَف عن ساقٍ، قال: فيُكشَفُ عند ذلك عن ساقٍ، قال: فيَخِرُّ من كان لظَهرِه طَبَقٌ
(2)
ساجدًا، ويبقى قومٌ ظهورُهم
(1)
إسناده قوي من أجل عمرو بن حماد بن طلحة القنّاد، وهو متابع، فالخبر صحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك الأشجعي.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 16/ 110، والثعلبي في تفسيره المسمَّى "الكشف والبيان" 6/ 226 من طريقين عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه يحيى بن سلام في "تفسيره" 1/ 237، ومن طريقه ابن أبي زَمَنين في "أصول السنة"(96) عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، به. وانظر الحديثين السابقين.
(2)
في النسخ الخطية: طبقًا، بالنصب، والجادَّة ما أثبتناه من مصادر التخريج بالرفع. والطبق: فَقَار الظَّهر.
كصَيَاصِي البَقَر
(1)
يريدون السجودَ فلا يستطيعون.
ثم يُؤمَرون فيَرفَعون رؤوسَهم فيُعطَونَ نورَهم على قَدْر أعمالهم، قال: فمنهم من يُعطَى نورَه مثلَ الجبل بين يديه، ومنهم من يُعطَى نورَه فوق ذلك، ومنهم من يُعطَى نورَه مثلَ النَّخْلة بيمينه، ومنهم من يُعطَى دون ذلك بيمينه، حتى يكونَ آخرُ ذلك من يُعطَى نورَه على إبهام قَدَمه، يُضيءُ مرةً ويَطفَأُ مرةً، فإذا أضاء قدَّمَه
(2)
، وإذا طَفِئَ قام، قال: فيَمرُّ، ويمرُّون على الصِّراط، والصراطُ كحَدِّ السيف، دَحْضٌ مَزَلَّةٌ
(3)
، فيقال لهم: انجُوا على قَدْرِ نُوركم، فمنهم من يمرُّ كانقِضاض الكوكب، ومنهم من يمرُّ كالطَّرْف، ومنهم من يمرُّ كالرِّيح، ومنهم من يمرُّ كشَدِّ الرَّجُل ويَرمُل رَمَلًا، فيمرُّون على قَدْر أعمالهم، حتى يمرَّ الذي نورُه على إبهام قدمِه، قال: تَخِرُّ يدٌ وتَعلَقُ يدٌ، وَتَخِرُّ رِجلٌ وتَعلَقُ، رجلٌ، وتصيبُ بجوانبه النارُ، قال: فيَخلُصون، فإذا خَلَصُوا قالوا: الحمد لله الذي نجَّانا منكِ بعد الذي أراناكِ، لقد أعطانا الله ما لم يُعطِ أحدًا.
قال مسروق: قَلَّما بَلَغَ عبدُ الله هذا المكانَ من هذا الحديث إلَّا ضَحِكَ، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، لقد حدَّثتَ هذا الحديث مِرارًا، كلَّما بلغتَ هذا المكانَ من هذا الحديث ضحكتَ! فقال عبد الله: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدِّثُه مِرارًا، قَلَّما بَلَغَ هذا المكانَ من هذا الحديث إلَّا ضَحِكَ حتى تَبدُوَ لَهَواتُه ويَبدُوَ آخرُ ضِرسٍ من أضراسه، لقول الإنسان: أَتهزَأُ بي وأنت ربُّ العالمين؟! فيقول: لا، ولكنِّي على ذلك قادرٌ، فسَلُوني
(4)
.
(1)
أي: كقرون البقر، قاسية يابسة.
(2)
أي: إذا أضاء إبهام قَدَمه قدَّمه إلى الأمام، ووقع في (ص): فإذا أضاء مَشَى.
(3)
الدَّحض المزلَّة. الموضع الذي تزلّ وتَزلَق فيه الأقدام ولا تستقرّ.
(4)
إسناده حسن من أجل أبي خالد الدالاني، والمنهال بن عمرو وثقه ابن معين وغيره، وقال الدارقطني: صدوق. والحديث وإن كانت صورته الوقف هنا، فإنَّ في آخر الحديث ما يُنبئ بالرَّفع. أبو عبيدة: هو ابن عبد الله بن مسعود. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه بهذا اللفظ.
3466 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبّار، حدثنا أبو معاوية.
وحدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، حدثنا يَعلَى بن عُبيد؛ قالا: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق القُرشي، عن النُّعمان بن سعد، عن عليٍّ في هذه الآية:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} [مريم: 85]، قال علي: أمَا واللهِ ما يُحشَرُ الوفدُ على أرجلهم، ولا يُساقُون سَوقًا، ولكنهم يُؤتَونَ بنُوقٍ
(1)
لم تَرَ
= وسيأتي بنحوه بأطول ممّا هنا برقم (8966) من طريق أحمد بن أبي غَرَزة عن مالك بن إسماعيل النهدي، مرفوعًا من أوله.
وأخرجه بنحوه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(278)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 583 - 584، والطبراني في "الكبير"(9763)، والدارقطني في "الرؤية"(162) من طرق عن أبي غسان مالك بن إسماعيل، بهذا الإسناد. وهو عند بعضهم مطوَّل كالرواية الآتية.
وأخرجه كذلك ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(31)، وعبد الله بن أحمد في "السنة"(1203)، والمروزي (280)، والشاشي في "مسنده"(410)، والطبراني (9763)، والدارقطني (163)، وابن منده في "الإيمان"(844)، والبيهقي في "البعث والنشور"(434) من طريق زيد بن أبي أُنيسة، عن المنهال بن عمرو به ولم يسق ابن منده لفظه وصحَّح إسناده ثم زعم أنَّ النسائي أخرجه، وهذا وهمٌ منه، وذكر الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف"(9631) أنه لم يقف عليه عند النسائي، ولم يذكره المزي في "تحفته".
ورواه الأعمش عند المروزي (279) و (281)، والدارقطني (164) عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة وقيس بن السَّكن، عن ابن مسعود، ولم يرفعه، ولم يذكر مسروقًا. وهو من جهة أبي عبيدة منقطع إذ لم يسمع من أبيه، ومتصل من جهة قيس بن السكن، وستأتي قطعة منه من طريق قيس عند المصنف برقم (3827) فيمن يؤتى نوره على قدر عمله.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي برقم (8951).
(1)
لفظ "بنوق" سقط من نسخنا الخطية واستدركناه من "تلخيص الذهبي" ومن "شعب الإيمان" للبيهقي (352) حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه من جهة شيخه أبي عبد الله محمد بن يعقوب.
الخلائقُ مثلَها، عليها رَحْلُ الذهب، وأزِمَّتُها الزَّبَرجَد، فيركبون عليها حتى يَضرِبوا أبوابَ الجنة
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3467 -
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حاتم المزكِّي بمَرْو، حدثنا عبد العزيز بن حاتم، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد، حدثنا المسعوديُّ، عن عَوْن، عن الأسوَد بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ {إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} [مريم: 87]، قال: اتَّخِذُوا عند الرحمن عهدًا، فإنَّ الله يقول يومَ القيامة: من كان له عندي عهدٌ فليَقُمْ. قال: فقلنا: فعَلِّمْنا يا أبا عبد الرحمن، قال: قولوا: اللهمَّ فاطرَ السماوات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، إني أَعهدُ إليك في هذه الحياة الدنيا
(2)
، إنك إنْ تَكِلْني إلى عملٍ
(3)
تُقرِّبْني من الشرِّ، وتُباعِدْني من الخير، وإني لا أثِقُ إلَّا برحمتِك، فاجعله لي عندَك عهدًا تؤدِّيهِ إليَّ يومَ القيامة، إنك لا تُخلِفُ الميعادَ
(4)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق، وليس هو بالقرشي كما توهَّمه بعض رواة الإسناد، بل هو أبو شيبة الواسطي، وهو ابن أخت النُّعمان بن سعد وقد تفرَّد بالرواية عنه، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه".
وسيأتي عند المصنف برقم (8902) من طريق علي بن مسهر عن عبد الرحمن بن إسحاق.
(2)
زاد هنا في المطبوع: بأني أشهد أن لا إله إلَّا أنت وحدك لا شريك لك، وأنَّ محمدًا عبدك ورسولك. ووقعت هذه الزيادة أيضًا في "مسند أحمد" وحده من بين مصادر التخريج.
(3)
في المطبوع وكذا في مصادر التخريج: إلى نفسي.
(4)
خبر صحيح موقوف، وهذا إسناد منقطع بين عون - وهو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود - وبين الأسود بن يزيد بينهما فيه أبو فاختة سعيد بن علاقة، وهو ثقة.
فقد أخرجه ابن أبي شيبة 10/ 329 عن وكيع، والطبراني (8919) وعنه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 271 من طريق عبد الله بن رجاء وعاصم بن علي، ثلاثتهم عن المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - عن عون بن عبد الله، عن أبي فاختة، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود. والمسعودي - وإن كان قد اختلط - رواية وكيع وعبد الله بن رجاء عنه قبل الاختلاط. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
20 - ومن تفسير سورة طه
بسم الله الرحمن الرحيم
3468 -
أخبرني محمد بن إسحاق الصَّفّار، حدثنا أحمد بن نَصْر، حدثنا عمرو بن طلحة، أخبرنا عمر بن أبي زائدة قال: سمعت عِكرمةَ يَذكُر عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل: {طه} قال: هو كقولك: يا محمدُ، بلسانِ الحَبَش
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3469 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا يحيى بن العلاء، عن عمِّه شعيب بن خالد قال: حدثني سِمَاك بن حَرْب، عن عبد الله بن عَمِيرة، عن العبَّاس بن عبد المطَّلِب قال: كنا جلوسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاءِ فمرَّتْ سحابةٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أتدرونَ ما هذا؟ " فقلنا: اللهُ ورسولُه أعلمُ، فقال:"السَّحَابُ" فقلنا: السَّحابُ، فقال:"والمُزْنُ" فقلنا: والمُزْن، فقال:"والعَنَانُ" ثم سَكَتَ، ثم قال:"تدرونَ كم بين السماءِ والأرض؟ " فقلنا: الله ورسوله أعلمُ، فقال: "بينهما مَسِيرةُ خمسِ مئةِ سنة، وبين كلِّ سماءٍ إلى السماء التي تَلِيها مسيرةُ خمسِ مِئة سنة، وكِثَفُ كلِّ سماء مسيرةُ خمسِ
= وأخرجه أحمد (7/ 3916) من طريق حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح وعبد الله بن عثمان بن خيثم، عن عون بن عبد الله، عن ابن مسعود مرفوعًا. وهذا إسناد معضل، ورفعُه شاذٌّ والمحفوظ أنه موقوف.
وقد أخرجه موقوفًا أيضًا محمد بن فضيل الضبِّي في "الدعاء"(51) من طريق القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن جده عبد الله بن مسعود والقاسم ثقة إلّا أنَّ روايته عن جده مرسلة.
(1)
إسناده قوي. وقد انفرد به الحاكم.
وخالف وكيعٌ عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 10/ 470 فرواه عن عمر بن أبي زائدة، عن عكرمة قال:(طه) بالحبشية: يا رجل. ووكيع أوثق من عمرو بن طلحة القنّاد.
مئة سنة، وفوقَ السماءِ السابعة بحرٌ بين أعلاهُ وأسفلِه كما بين السماء والأرض، ثم فوقَ ذلك ثمانيةُ أوْعالٍ بين رُكَبِهم وأظلافِهم كما بين السماء والأرض، واللهُ فوقَ ذلك ليس يَخفَى عليه من أعمالِ بني آدمَ شيءٌ"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3470 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار الزاهد، حدثنا أبو نَصْر أحمد بن محمد بن نَصْر، حدثنا أبو غسّان مالك بن إسماعيل، حدثنا شَرِيك، عن سِمَاك بن حَرْب، عن عبد الله بن عَمِيرة، عن العبَّاس بن عبد المطَّلب في قول الله عز وجل:{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17]، قال: ثمانيةُ أملاكٍ على صورة الأَوعال، بين أظلافِهم ورُكَبِهم مسيرةُ ثلاثٍ وستين سنةً أو خمسٍ وستين سنةً
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3471 -
حدثنا محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا حامد بن أبي حامد المقرئ، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الدَّشْتَكي، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس في قوله:{يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه: 7]، قال: السِّرُّ: ما عَلِمتَه أنت، وأَخفى: ما قَذَفَ اللهُ في قلبك ممّا لم تَعلَمْه
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا. وهو مكرَّر (3174).
(2)
إسناده ضعيف، وهو هنا موقوف، شريك - وهو ابن عبد الله النَّخعي - في حفظه شيء لكنه متابع، وأما سماك - فهو وإن كان صدوقًا - ليس بذاك الحُجة، وقد انفرد بالرواية عن عبد الله بن عميرة، وهذا لا يُعرَف، وبينه وبين العبَّاس انقطاع، وسيأتي برقم (3890) من طريق الحسين بن الفضل عن أبي غسان بزيادة الأحنف بن قيس بينهما.
وأخرجه أيضًا بذكر الأحنف فيه الدارميُّ في "النقض على المريسي" 1/ 479 - 480، وأبو جعفر بن أبي شيبة في "العرش"(28)، وأبو يعلى في "مسنده"(6712)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 251 من طرق عن شريك، به.
(3)
إسناده حسن. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3472 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق، أخبرنا محمد بن غالب، حدثنا عمر بن حفص بن غِيَاث، حدثنا أَبي وخَلَف بن خليفة، عن حُميد بن قيس، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يومَ كلَّمَ اللهُ موسى كانت عليه جُبَّةُ صوفٍ وكِساءُ صوفٍ وسَراويلُ صوفٍ وكُمَّةُ صوفٍ، ونَعلانِ من جلدِ حمارٍ غيرِ ذكيٍّ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
3473 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسين بن الفضل البَجَلي، حدثنا عفَّان بن مُسلِم، حدثنا أبو هلال، حدثنا قَتَادة، عن أبي حسّان، عن عِمران بن حُصَين قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدِّثنا عامَّةَ ليلِه عن بني إسرائيل، لا يقومُ إِلَّا لعُظْمِ صلاة
(2)
.
= وأخرجه الطبري في "تفسيره" 16/ 139 من طريق حكّام بن سلم، عن عمرو بن أبي قيس، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(170)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(238) من طريق فضيل بن عياض، عن عطاء، به - بلفظ: يعلم ما تسر في نفسك، ويعلم ما تعمل غدًا.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا، حميد بن قيس هذا قد وَهِمَ أحدُ الرواة فسمّاه هكذا، والصواب أنه حميد بن علي أو ابن عمار، وهو أحد المتروكين كما قال الذهبي في "تلخيصه"، وقد سبق للمصنف أن نبَّه على ذلك حيث خرَّجه فيما سلف برقم (76)، وذَهَلَ عنه هنا.
(2)
حديث صحيح لكن من حديث عبد الله بن عمرو لا من حديث عمران بن حصين، فإنَّ أبا هلال - وهو محمد بن سليم الراسبي - في روايته عن قتادة بخاصّة مقال، وقد خالفه من هو أوثق منه بمفاوز فجعله عن عبد الله بن عمرو بن العاص كما سيأتي، وباقي رجاله ثقات.
أبو حسان: هو مسلم بن عبد الله الأعرج.
أما حديث أبي هلال فقد أخرجه أحمد 33/ (19990) عن عفان - وقرن به حسنَ بن موسى - بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضًا (19921) عن بهز بن أسد، عن أبي هلال، به. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3474 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح السَّهْمي، حدثني أَبي، حدثنا يحيى بن أيوب، عن عُبيد الله بن زَحْر، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أُمامةَ قال: لما وُضِعَت أمُّ كُلْثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه: 55]، باسم الله وفي سبيلِ الله وعلى مِلَّة رسول الله"، فلما بُنِيَ عليها لَحْدُها طَفِقَ يَطرَحُ إليهم الجَبُوبَ ويقول: "سُدُّوا خِلالَ اللَّبِنِ" ثم قال: "أمَا إِنَّ هذا ليس بشيءٍ، ولكنَّه يُطيِّبُ بنَفْس الحيِّ"
(1)
.
3475 -
حدثني علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا محمد بن سليمان بن الحارث، حدثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، حدثنا أبو إسحاق، عن عُمَارة بن عمرو السَّلُولي وأبي عبد الرحمن السُّلَمي، عن عليّ قال: لما تَعجَّل موسى إلى ربِّه عَمَدَ السامِرِيُّ فَجَمَعَ ما قَدَرَ عليه من الحُلِيِّ، حُليِّ بني إسرائيل، فضربه عِجلًا ثم أَلقى القَبْضةَ في جوفِه، فإذا هو عجلٌ له خُوَار، فقال لهم السامِريُّ: هذا إلهُكم وإلهُ موسى، فقال لهم هارون: يا قوم، ألم يَعِدْكم ربُّكم وعدًا حَسَنًا، فلما أن رَجَعَ موسى إلى بني إسرائيل وقد أضلَّهم السامريُّ أَخَذَ برأس أخيه، فقال له هارونُ ما قال، فقال
= وخالف أبا هلالٍ هشامٌ الدَّستُوائيُّ عند أحمد (19922) وأبي داود (3663)، وسعيدُ بن أبي هلال عند ابن حبان (6255)، فروياه عن قتادة عن أبي حسان، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. وهو المحفوظ.
قوله: "لعُظْم صلاة" المراد: لفريضة، فإنَّ عُظْم الشيء: أكبره.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل علي بن يزيد - وهو الألْهاني - ووهَّى الذهبي الخبر في "تلخيصه" وقال: لأنَّ علي بن يزيد متروك. قلنا: وعبيد الله بن زَحْر فيه ضعف وبخاصة في علي بن يزيد.
وأخرجه أحمد 36/ (22187) من طريق عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (1369) و (1371).
موسى للسامريِّ: ما خطبُك؟ فقال السامِرِيُّ: قَبَضتُ قَبْضةً من أَثر الرسول فنَبَذتُها، وكذلك سَوَّلَت لي نفسي، قال: فعَمَدَ موسى إلى العجل فوضع عليه المباردَ فبَرَدُوه بها وهو على شَفَى
(1)
نهر، فما شرب أحدٌ من ذلك الماء ممَّن كان يَعبُد ذلك العجلَ إلَّا اصفرَّ وجهُه مثلَ الذهب، فقالوا لموسى: ما توبتُنا؟ قال: يقتلُ بعضُكم بعضًا، فأخذوا السكاكينَ، فجعل الرجلُ يَقتُل أباه وأخاه ولا يُبالي مَن قَتَلَ، حتى قُتِلَ منهم سبعون ألفًا، فأوحى الله إلى موسى: مُرهم فليَرفَعوا أيديَهم، فقد غَفَرتُ لمن قُتِلَ، وتُبْتُ على مَن بقيَ
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3476 -
أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد بن تَميم الحَنظَلي، حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر، حدثنا عفَّان، حدثنا أبو عَوَانة.
وأخبرنا أبو الحسين، حدثنا جعفر، حدثنا سعد بن عبد الحميد، حدثنا هُشَيم
(3)
، جميعًا عن أبي بِشْر، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
في النسخ الخطية: شف، بلا ألف، وهو خطأ والجادَّة بألفٍ، وشَفَى كلِّ شيء: حرفُه وطرفه.
(2)
خبر موقوف إسناده قوي من أجل محمد بن سليمان بن الحارث - وهو الباغَنْدي - وباقي رجاله ثقات غير عمارة بن عمرو السلولي فقد انفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السَّبيعي، ولم يسمّ أباه عمرًا غير المصنف، وسمَّاه غيره عَبْدًا، هكذا وقع عند ابن سعد في "الطبقات" 8/ 347، والعجلي في "ثقاته"(1327) وكذا ابن حبان 5/ 244، وعمارة هذا وإن كان في عِداد المجاهيل تابعه هنا أبو عبد الرحمن السلمي - واسمه عبد الله بن حبيب - وهو أحد الثقات الأثبات.
وأخرجه مختصرًا ابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 176 عن أبيه، عن عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(787) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرحمن السلمي وحده، به.
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: هشام. والصواب أنه هشيم، وقد سلف من طريقه عند المصنف برقم (3289).
"يَرحَمُ اللهُ موسى، ليس المعايِنُ كالمُخبَر، أخبره ربُّه أنَّ قومَه فُتِنوا بعده فلم يُلْقِ الألواحَ، فلما رآهم وعايَنَهم ألقى الألواح".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَ اللهُ، موسى لو لم يَعجَلْ لقُصَّ من حديثه غيرُ الذي قُصَّ"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3477 -
أخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن مِهْران، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا إبراهيم بن نافع قال: سمعت الحسنَ بن مُسلِم، يقول: سمعت سعيد بن جُبير يحدِّث عن ابن عبَّاس قال: خَلَقَ اللهُ آدمَ من أَدِيمِ الأرض كلِّها فسُمِّيَ آدمَ.
قال إبراهيم بن نافع: فسمعت سعيدَ بن جُبير يقول: سألتُ ابن عبَّاس فقال: خَلَقَ اللهُ آدَمَ فنَسِيَ فسُمِّيَ الإنسانَ، فقال الله عز وجل:{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه: 115]
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، وسعد بن عبد الحميد - وإن كان في الرتبة دون الثقة - متابع. أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية.
وقد سلف الشطر الأول منه برقم (3289) من طريق سريج بن النعمان عن هشيم.
وأخرجه ابن حبان (6214) من طريق أبي داود - وهو سليمان بن داود الطيالسي - عن أبي عوانة وضاح اليشكري، بهذا الإسناد.
وأما الشطر الثاني فقد أخرجه بنحوه عبد الله بن أحمد في زياداته على "مسند أبيه"(35/ 21114)، والبخاري (122) و (3401)، ومسلم (2380)(170)، والترمذي (3149)، والنسائي (11245)، وابن حبان (6220) من طريق عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس، عن أُبي بن كعب في آخر الخبر الطويل في قصة موسى والخضر.
وسيأتي هذا الشطر بنحوه عند المصنف برقم (4139) من طريق أبي إسحاق عن سعيد بن جبير.
(2)
إسناده حسن من أجل أحمد بن مهران: وهو ابن خالد الأصبهاني. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(816) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3478 -
أخبرني أبو جعفر محمد بن سليمان
(1)
المُذكِّر، حدثنا أبو بكر بن أبي الدُّنيا، حدثني عمرو بن محمد الناقد، حدثنا عبَّاد بن العوَّام، عن سفيان بن حُسين، عن يَعلَى بن مُسلِم، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: لما أَكَلَ آدمُ من الشجرة التي نُهِيَ عنها، قال الله عز وجل: ما حَمَلَكَ على أَنْ عَصَيْتَني؟ قال: ربِّ زيَّنَتْه لي حوّاء، قال: فإني أعقَبتُها أن لا تَحْمِلَ إِلَّا كُرها ولا تَضَعَ إِلَّا كُرهًا، ودَمَّيْتُها في الشهر مرَّتين، فلما سَمِعَت حوَّاءُ ذلك رَنَّت، فقال لها: عليكِ الرَّنّةُ وعلى بناتِك
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
= وأخرجه بنحوه ابن منده في "التوحيد"(73) و (76) من طريق أبي حاتم الرازي، عن أبي نعيم، به.
وأخرجه مقطَّعًا عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 19، والطبري في "تفسيره" 1/ 214 و 15/ 161 و 16/ 221، وكذا ابن أبي حاتم 5/ 1443، والطبراني في "الصغير"(925)، وابن منده (74) و (77) من طرق عن سعيد بن جبير به.
(1)
في النسخ الخطية: محمد بن محمد بن سليمان، بتكرير محمد في أول اسمه، وهو خطأ، وله ترجمة في "الأنساب"(الأبزازي) 1/ 119 و"تاريخ الإسلام" 7/ 869، و"لسان الميزان" 7/ 175.
(2)
رجاله عن آخرهم ثقات غير شيخ المصنف أبي جعفر المذكِّر، فقد ذكر الحاكم فيما نقل عنه الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان": أنه يحدِّث بعجائب، لكن هذا الخبر قد خرَّجه ابن أبي الدنيا في مصنفاته مثل "الرقة والبكاء"(307) و"العقوبات"(118)، فخرج من عُهدته والإسناد إلى ابن عبَّاس صحيح، والظاهر أنَّ هذا منقول عن أهل الكتاب.
وأخرجه أيضًا الطبري في "تفسيره" 8/ 144، والخرائطي في "اعتلال القلوب"(216)، وأبو الشيخ في "العظمة"(1048)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5407)، والواحدي في "الوسيط" 1/ 123 من طرق عن عباد بن العوام، بهذا الإسناد.
والرَّنّة: صوت وصيحة في فرح أو حزن.
3479 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا محمد بن فُضَيل بن غَزْوان، حدثنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: من قرأَ القرآنَ واتَّبَعَ ما فيه، هَدَاه الله من الضلالة، ووَقَاهُ يومَ القيامة سوءَ الحساب، وذلك بأنَّ الله قال:{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [طه: 123]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3480 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا النَّضْر بن شُمَيل، حدثنا حمّاد بن سَلَمة، عن أبي حازم المدني، عن النُّعمان بن أبي عيّاش، عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه: 124]، قال:"عذابُ القبر"
(2)
.
(1)
إسناده حسن من أجل أحمد بن عبد الجبار العُطاردي، ومحمد بن فضيل وإن سمع من عطاء بن السائب قبل اختلاطه فقد توبع.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(1871) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 467، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(193) من طريق محمد بن فضيل، به - وجعله ابن أبي شيبة من رواية عطاء بن السائب عن أبيه عن سعيد بن جبير، بزيادة والد عطاء، وهي زيادة شاذّة، والمحفوظ أنه من رواية عطاء عن سعيد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(6033) و"تفسيره" 2/ 20 - 21 عن سفيان بن عيينة، والطبري في "تفسيره" 16/ 225 من طريق أبي سلمة المغيرة بن مسلم، كلاهما عن عطاء، به. إلّا أنَّ سفيان بن عُيينة جعله من رواية عطاء عن ابن عبَّاس بإسقاط سعيد بن جبير، وسفيان ممّن سمع من عطاء بن السائب قبل اختلاطه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(12437)، و"الأوسط"(5466) من طريق عمران بن أبي عمران - وهو عمران بن عيينة بن أبي عمران أخو سفيان - عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس. وعمران صدوق.
وأخرجه الطبري 6/ 225 من طريق عمرو بن قيس الملائي، عن عكرمة أو عن رجل، عن ابن عبَّاس.
(2)
إسناده صحيح إلّا أنه قد اختلف في رفعه ووقفه على أبي سعيد، والصحيح أنه موقوف. =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3481 -
أخبرنا الحسن بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، أخبرنا جعفر بن عَوْن، أخبرنا مِسعَر، حدثني عَلْقمة بن مَرثَد، عن المغيرة اليَشكُري، عن المَعرُور بن سُوَيد، عن عبد الله بن مسعود قال: قالت أمُّ حَبيبة بنت أبي سفيان: اللهمَّ أَمتِعْني بزوجي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وبأَبي أبي سفيان وبأَخي معاويةَ، قال: فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكِ دَعَوتِ الله لآجالٍ معلومةٍ، وأرزاقٍ مقسومةٍ، وآثارٍ مَبلُوغةٍ، لا يُعجَّلُ شيءٌ منها قبلَ حِلِّه، ولا يُؤخَّر شيءٌ منها بعد حِلِّه، فلو دعوتِ الله أن يعافيَكِ، أو سألتِ الله أن يُعيذَكِ أو يعافيَكِ من عذابٍ في النار أو عذابٍ في القبرِ لكان خَيرًا" أو "لكان أفضلَ"
(1)
.
= إسحاق: هو ابن راهويه، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(59) عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد. ثم قال: وكذلك رواه حفص بن عبد الرحمن عن حماد مرفوعًا.
وخالفهما - أي: النضر بن شميل وحفص بن عبد الرحمن - يحيى بنُ سلام في "تفسيره" 1/ 286، والحسنُ بن موسى الأشيب عند البيهقي (60)، وأبو عمر الضرير - وهو حفص بن عمر - عند الواحدي في "الوسيط" 3/ 226، فرواه ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد موقوفًا على أبي سعيد الخدري. وهو المحفوظ.
فقد تابع حمادًا في هذه الرواية على وقفه سفيانُ بن عيينة عند عبد الرزاق في "مصنفه"(6741)، والطبري في "تفسيره" 16/ 227، والبيهقي (60)، وعبدُ الرحمن بن إسحاق المدني عند ابن أبي شيبة 13/ 392، والطبري 16/ 227، ومحمدُ بن جعفر بن أبي كثير وعبدُ العزيز بن أبي حازم عند الطبري 16/ 228، وسعيدُ بن أبي هلال عنده أيضًا 16/ 227، خمستهم عن أبي حازم، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد موقوفًا. إلَّا أنَّ سفيان بن عيينة ذكر النعمان بكنيته: وهي أبو سلمة.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه ابن حبان (2969) من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب، عن جعفر بن عون، بهذا الإسناد. =
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!
3482 -
أخبرني أبو بكر أحمد بن إسحاق، أخبرنا الحسن بن علي بن زياد، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأُوَيْسي، حدثنا محمد بن عبد الله بن عُبيد بن عُمير، عن ابن أبي مُلَيكة، عن عائشة أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فِتنةُ القبر فيَّ، فإذا سُئِلتُم عنِّي فلا تَشكُّوا"
(1)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
21 - ومن تفسير سورة الأنبياء
بسم الله الرحمن الرحيم
3483 -
حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد بن موسى المزكِّي، حدثنا محمد بن إبراهيم العَبْدي، حدثنا يعقوب بن كعب الحَلَبي، حدثنا الوليد بن مسلم، عن زُهَير بن محمد العَنبَري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تَلَا قولَ الله عز وجل: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ شفاعتي لأهلِ الكبائر من أمَّتي"
(2)
.
= وأخرجه أحمد (6/ 3700) و (7/ 4254)، ومسلم (2663)(32) من طرق عن مسعر، به. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرجه أحمد (7/ 3925)، ومسلم (2663)(33) من طريق سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، به.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا، محمد بن عبد الله بن عبيد متفق على ضعفه، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه".
وأخرجه ابن المقرئ في "معجمه"(1089) من طريق أبي زرعة الرازي، عن عبد العزيز بن عبد الله العامري الأويسي، بهذا الإسناد.
(2)
صحيح لغيره، رجاله ثقات إلّا أنَّ رواية الشاميين عن زهير بن محمد فيها مناكير، والوليد بن مسلم دمشقي، وقد تابعه عمرو بن أبي سلمة فيما سلف عند المصنف برقم (232)، وعمرو شامي أيضًا. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3484 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا بِشْر بن موسى، حدثنا خلَّاد بن يحيى، حدثنا سفيان، عن طلحة، عطاء، عن ابن عبَّاس في قوله:{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: 30]، قال:"فُتِقَت السماءُ بالغَيثِ، وفُتِقَت الأرضُ بالنَّبات"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3485 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب إملاءً وقراءةً، حدثنا محمد بن علي بن ميمون الرَّقِّي، حدثنا محمد بن يوسف الفِرْيابي، حدثني يونس بن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن محمد بن سعد، عن محمد بن سعد، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دُعاءُ ذِي النُّونِ إِذْ دعا به وهو في بَطْن الحوت: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87]، أنه لم يَدْع بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إِلَّا استُجيبَ له"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3486 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن
= وأخرجه ابن ماجه (4310) عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل طلحة: وهو ابن عمرو الحضرمي، وقال الذهبي في "تلخيصه": واهٍ. سفيان: هو الثوري، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(39) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ابن أبي حاتم - كما في "تفسير ابن كثير" 5/ 332 - وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 320 من طريق حمزة بن أبي محمد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عبَّاس. وحمزة بن أبي محمد ضعيف، وقال أبو حاتم الرازي: منكر الحديث.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن إسحاق. وهو مكرر (1883).
عبد الله بن مسعود في قوله: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ} قال: ظُلْمة الليل، وظلمةُ بَطْن الحوت، وظُلْمة البحر
(1)
.
صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3487 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا أحمد بن نَصْر، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عبَّاس في قول الله عز وجل:{وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} [الأنبياء: 90] قال: كان في لسانِ امرأة زكريّا طولٌ، فأصلَحَه الله
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3488 -
أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، حدثنا موسى بن إسحاق القاضي، أخبرنا الله بن أبي شَيْبة، حدثنا محمد بن فُضَيل، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الله بن عُبيد القُرَشي، عن عبد الله بن عُكَيم، قال: خَطَبَنا أبو بكر الصِّدِّيق، فحَمِدَ اللهَ وأَثنى عليه بما هو له أهلٌ، قال: أُوصيكم بتقوى الله وأن تُثْنُوا عليه بما هو له أَهلٌ، وأن تَخلِطُوا الرَّغبةَ بالرَّهبة، فإنَّ الله أَثنى على زكريا وأهلِ بيتِه فقال:{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90].
(1)
إسناده صحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 541 - 542، وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة"(37)، و "العقوبات"(171) من طريق عُبيد الله بن موسى بهذا الإسناد - وهو عندهما ضمن حديث طويل في قصة يونس.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 6/ 1988 من طريق عبد الله بن رجاء الغُداني، عن إسرائيل، به.
وخالف حجاج - وهو ابن محمد الأعور - عند الطبري في "تفسيره" 17/ 80 فرواه عن إسرائيل، عن جده أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون من قوله.
(2)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل طلحة بن عمرو الحضرمي، ووهّاه الذهبي في "تلخيصه". أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه بنحوه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(54)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 19/ 53 من طريق أبي داود الطيالسي، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء من قوله.
ثمَّ اعلَموا عبادَ الله أن الله قد ارتَهَنَ بحقِّه أنفسَكم، وأَخَذَ على ذلك مواثيقَكم، واشترى منكم القليلَ الفانيَ بالكثير الباقي، وهذا كتابُ الله فيكم لا يَطفَأُ نورُه ولا تنقضي عجائبُه، فاستَضيؤوا بنُورِه، وانتصِحُوا كتابَه، واستَضيؤوا منه ليوم الظُّلمة، فإنه إنما خَلَقكم لعبادته، ووَكَّلَ بكم كِرامًا كاتبينَ يعلمون ما تفعلون.
ثم اعلَموا عبادَ الله أنكم تَغدُون وتَرُوحون في أجَلٍ قد غُيِّب عنكم عِلمُه، فإن استطعتم أن تنقضيَ الآجالُ وأنتم في عمل الله فافعلوا، ولن تستطيعوا ذلك إلَّا بالله، فسابِقُوا في مَهَلٍ آجالَكم قبل أن تنقضيَ آجالُكم فيَردَّكم إلى سُوءِ أعمالِكم، فإنَّ قومًا جعلوا آجالَهم لغيرهم ونَسُوا أنفسَهم، فأنهاكم أن تكونوا أمثالَهم، فالوَحَا الوَحَا، ثم النَّجَا النَّجَا، فإنَّ وراءَكم طالب حَثيث
(1)
، مَرُّه سريع
(2)
.
(1)
كذا في النسخ الخطية بلا ألف، والجادّة: طالبًا حثيثًا، بالنصب كما وقع في "شعب الإيمان" للبيهقي (1011) من طريق المصنف، وانظر التعليق على هذه الصورة عند الحديث السالف برقم (1429)، وإذا كانا مرفوعين فقد يوجَّه على أنه خبر "إن"، ويكون اسمها حينئذٍ ضمير شأن محذوفًا.
(2)
إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق - وهو أبو شيبة الواسطي - وجهالة عبد الله بن عبيد القرشي، وأعله الذهبي في "تلخيصه" بتضعيف عبد الرحمن بن إسحاق.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(10110)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 30/ 330 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 13/ 258، ومن طريقه أخرجه أيضًا أبو نُعيم في "الحلية" 1/ 35.
وأخرجه هناد في "الزهد"(495) عن محمد بن فضيل، به.
وأخرجه البيهقي (10109) من طريق ابن أبي الدنيا، عن أحمد بن عمران، عن محمد بن فضيل، به.
وأخرجه أبو عُبيد القاسم بن سلام في "الخطب والمواعظ"(121) من طريق أبي الهذيل عن عمرو بن دينار قال: خطب أبو بكر الصديق
…
فذكره وزاد فيه. وهذا منقطع، عمرو لم يدرك أبا بكر.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3489 -
حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد، حدثنا الحسن بن مُكرَم، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوَّام بن حَوشَب، عن جَبَلة بن سُحَيم، عن مُؤْثِر بن عَفَازَة، عن عبد الله بن مسعود قال: لما أُسرِيَ ليلةَ أُسرِيَ بالنبي صلى الله عليه وسلم، لقيَ إبراهيمَ وموسى وعيسى، فتذاكروا الساعةَ، فبدؤوا بإبراهيمَ فسألوه عنها، فلم يكن عنده منها عِلمٌ، ثم موسى، فلم يكن عنده منها عِلمٌ، فتراجَعُوا الحديثَ إلى عيسى، فقال عيسى: عَهِدَ اللهُ إليَّ فيما دون وَجْبتِها فلا نعلَمُها - قال: فذَكَرَ من خروج الدَّجال - فأَهبِطُ فاقتلُه، ويَرجِعُ الناسُ إلى بلادهم فيَستقبِلُهم يأجوجُ ومأجوجُ وهم من كلِّ حَدَبٍ يَنسِلُون، فلا يَمرُّون بماءٍ إِلَّا شربوه ولا يَمرُّون بشيءٍ إِلَّا أَفسدُوه، فيَجأَرُون إلى الله فيَدعُون اللهَ فيُميتُهم، فتَجأَرُ الأرضُ إلى الله من رِيحهم، ويَجأَرُون إليَّ، فأَدعُو، فيُرسِل السماءَ بالماء، فيحمل أجسامَهم فيَقذِفُها في البحر، ثم تُنسَفُ الجبالُ وتُمدُّ الأرضُ مدَّ الأَدِيم، فعَهِدَ اللهُ إليَّ إذا كان ذلك، فإنَّ الساعة من الناس كالحامل المُتِمِّ، لا يدري أهلُها متى تَفجَؤُهم بولادتِها ليلًا أو نهارًا.
قال عبد الله: فوجدتُ تصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} الآية [الأنبياء: 96، 97]، قال: وجميعُ الناس من كل مكانٍ جاؤوا منه يومَ القيامة فهو حَدَبٌ
(1)
.
(1)
إسناده فيه ضعفٌ من جهة تفرُّد مؤثر بن عفازة بهذا السياق، فقد تفرَّد بذكر اجتماع الأنبياء الثلاثة بنبيّنا صلى الله عليه وسلم وتذاكرهم الساعة في ليلة الإسراء، ثم إنَّ نسف الجبال ومدّ الأرض إنما يكون مع قيام الساعة لا قبلها، أما إهلاك يأجوج ومأجوج بعد مقتل الدجال فيشهد له حديث النواس بن سمعان الطويل في ذكر أشراط الساعة عند مسلم (2937)، لكن يخالفه في أنَّ الله يرسل على يأجوج ومأجوج طيرًا لا ماءً، فتحملهم الطير فتطرحهم حيث شاء الله.
وأما حديث مؤثر هذا فقد أخرجه ابن ماجه (4081) عن محمد بن بشار، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/ (3556) عن هشيم، عن العوام بن حوشب، به. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه، فأمّا مُؤْثِر فليس بمجهولٍ، قد روى عن عبد الله بن مسعود والبراء بن عازب، وروى عنه جماعةٌ من التابعين
(1)
.
3490 -
حدثنا أبو العبَّاس قاسم بن القاسم السَّيّاري، حدثنا محمد بن موسى بن حاتم، حدثنا علي بن الحسن بن شَقِيق، حدثنا الحسين بن واقد، عن يزيد النَّحْوي، عن عِكْرمة عن ابن عبَّاس قال: لما نزلت {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} [الأنبياء: 98]، فقال المشركون: الملائكةُ وعيسى وعُزَيرٌ يُعبَدون من دون الله، فقال:{لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ} الذين يُعبَدون {آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا} [الأنبياء: 99]، قال: فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [الأنبياء: 101] عيسى وعُزَيرٌ والملائكةُ
(2)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
22 - ومن تفسير سورة الحج
بسم الله الرحمن الرحيم
3491 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا الحسن بن موسى الأَشيَب، حدثنا شَيْبان بن عبد الرحمن، عن قَتَادة.
قال الصَّغَاني: وحدثنا رَوْح بن عُبَادة، حدثنا سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قَتادة، عن
= وسيأتي عند المصنف برقم (8712) و (8852) من طريقين عن يزيد بن هارون.
(1)
لم نقف فيما بين أيدينا من مصادر على راو عنه غير جبلة بن سحيم، ولم يؤثر توثيقه عن غير العجلي وابن حبان والله تعالى أعلم.
(2)
إسناده حسن من أجل محمد بن موسى بن حاتم. يزيد النحوي: هو يزيد بن أبي سعيد.
وأخرجه بنحوه الطحاوي في "مشكل الآثار"(988)، وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 5/ 374 - 375 من طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس.
وأخرجه كذلك الطبري في "تفسيره" 17/ 97، والطحاوي (985) و (986)، وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 5/ 375، والطبراني في "الكبير"(12739)، والواحدي في "أسباب النزول"(616) من أوجه أخرى عن ابن عبَّاس.
الحسن، عن عِمران بن حُصَين: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو في بعض أسفاره، قد فاوَتَ بين أصحابه السَّيرُ، فرَفَعَ بهاتَين الآيتين صوتَه {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} ، فلما سمع ذلك أصحابُه حَثُّوا المَطِيَّ وعرفوا أنه عندَ قولٍ يقولُه، فلما تأشَّبُوا حولَه قال:"هل تدرونَ أيُّ يومٍ ذاكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلمُ، قال:"ذاك يومَ يُنادَى آدمُ فيناديهِ ربُّه فيقول: يا آدمُ، ابعَثْ بَعْثَ النارِ، فيقول: يا ربِّ، وما بعثُ النار؟ فيقول: من كلِّ ألفٍ تسعُ مئةٍ وتسعة وتسعون في النار وواحدٌ في الجنة"، قالوا: فأُبلِسُوا حتى ما أَوضَحُوا بضاحكةٍ، فلما رأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال:"اعْمَلُوا وأَبشِروا، والذي نفسُ محمدٍ بيده إنكم لمعَ خَلِيقَتينِ ما كانتا مع شيءٍ إلَّا كَثَّرتاه: يأجوجَ ومأجوجَ، ومَن هَلَكَ من بني آدمَ وبني إبليسَ"، قال: فسَرَّى ذلك عن القوم، فقال:"اعمَلوا وأَبشِروا، فوالذي نفسُ محمدٍ بيده، ما أنتم في الناس إلَّا كالرَّقْمةِ في ذراع الدابَّة، أو كالشَّامةِ في جَنْب البعير"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه، وأكثرُ أئمَّة البصرة على أنَّ الحسن قد سمع من عِمران، غير أنَّ الشيخين لم يُخرجاه.
3492 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق، أخبرنا محمد بن غالب، حدثنا الحسن بن بِشْر، حدثنا الحَكَم بن عبد الملك، عن قَتَادة، عن الحسن، عن عِمران بن حُصَين قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2]
(2)
.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات، وقد سلف عند المصنف برقم (78) من طريقين عن الحسن الأشيب، وانظر تمام تخريجه والكلام عليه هناك.
وسيأتي برقم (8910) من طريق إبراهيم بن عبد الله السعدي عن روح بن عبادة، وقرن بسعيد بن أبي عروبة هناك هشامًا الدستوائي
(2)
إسناده ضعيف لضعف الحكم بن عبد الملك، وقد سلف برقم (2953).
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3493 -
حدثنا أبو بكر إسماعيل بن محمد الفقيه بالرَّيِّ، حدثنا سعيد بن يزيد التَّيْمي، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الدَّشتَكي، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن سِمَاك، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال:{مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} [الحج: 5]، قال: المخلَّقة: ما كان حيًّا، وغيرُ مخلَّقةٍ: ما كان من سِقْطٍ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3494 -
أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو حذيفة، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن التَّميمي
(2)
، عن ابن عبَّاس في قوله:{مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ} [الحج: 15] قال: مَن كان يظنُّ أن لن ينصرَ اللهُ محمدًا صلى الله عليه وسلم
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3495 -
حدثنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الرحمن أحمد
(4)
بن شعيب
(1)
إسناده ضعيف، سعيد بن يزيد التيمي مجهول، لم يرو عنه غير إسماعيل بن محمد الرازي، وذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام" 6/ 92 ولم يأثر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وسماك - وهو ابن حرب - في بعض رواياته عن عكرمة اضطراب.
ولم نقف عليه مسندًا عند غير المصنف، لكن ذكر السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 10 أنَّ ابن أبي حاتم أخرجه عن ابن عبَّاس وصحَّحه.
(2)
في النسخ الخطية: التيمي، وهو تحريف، والصواب: التميمي، كما عند الطبري، وهو أربِدَة.
(3)
إسناده محتمل للتحسين من أجل أربدة التميمي، وقد سلف بيان حاله عند الحديث (925). أبو حذيفة: هو موسى بن مسعود النهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 17/ 126 - 127 من طريق إسرائيل، عن جدِّه أبي إسحاق، بهذا الإسناد.
(4)
في (ز): أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد، وهو خطأ. وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب هذا: هو النسائي الإمام صاحب "السنن"، وأبو عبد الله الحافظ الراوي عنه: هو محمد بن يعقوب الأخرم.
الفقيه بمصر، حدثنا سعيد بن يحيى الأُمَوي، حدثني أَبي، حدثني سفيان بن سعيد الثَّوْري، عن أبي هاشم الواسطي، أظنُّه عن أبي مِجلَز، عن قيس بن عُبَاد، عن علي بن أبي طالب أنه قال:{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: 19]، قال: نَزَلَت فينا وفي الذين بارَزُوا يومَ بدرٍ، عُتْبةَ وشَيْبةَ والوليدِ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد عن علي، وقد اتَّفق الشيخانِ على إخراجه من حديث الثَّوري:
3496 -
كما حدَّثَناه أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا وَكيع، حدثنا سفيان، عن أبي هاشم الرُّمّاني يحيى بن دينار الواسطي، عن أبي مِجلَز لاحق بن حُمَيد السَّدُوسي، عن قيس بن عُبَاد قال: سمعتُ أبا ذرٍّ يُقسِم لنَزَلَت هذه الآية في هؤلاء الرَّهْط الستة يومَ بدر: عليٌّ وحمزةُ وعُبيدة، وشَيْبةُ وعُتْبةُ ابنا رَبِيعة والوليدُ بن عُتْبة؛ {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} إلى قوله:{نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 19 - 25]
(2)
.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات، لكن الصواب أنَّ الذي ذكر سبب نزول هذه الآية في النفر الستة كما في الحديث التالي هو أبو ذر لا علي، هكذا رواه قبيصة ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عند البخاري (3966) و (3968) ومسلم (3033)، وأما يحيى بن سعيد الأموي فقد شكَّ في روايته عن سفيان، والمحفوظ رواية غيره.
وتابع سفيان على ذكر أبي ذر فيه: هشيمٌ عند البخاري (3969) و (4743)، ومسلم (3033)، والنسائي (8595)، وشعبةُ عند النسائي (8594)، كلاهما عن أبي هاشم.
وأما قيس بن عُباد عن علي، فقد روي عنه من حديث معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه سليمان عن أبي مجلز عن علي أنه قال: أنا أول من يَجثُو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة. أخرجه البخاري (3965) و (4744)، ثم قال قيس فيه: وفيهم أُنزلت {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} ، قال: هم الذين بارزوا يوم بدر
…
وذكرهم. ولم يأثر ذلك عن علي أو أبي ذر، وسبق أنه إنما أخذ ذلك عن أبي ذر، وقد تابع معمرًا على روايته هكذا يزيدُ بن هارون وحماد بن مسعدة عند عبد بن حميد كما ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 13/ 602، وانظر "علل الدارقطني"(4/ 452) و (6/ 1118).
(2)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهويه. وانظر تخريجه فيما سبق.
وقد تابع سليمانُ التَّيْمِيُّ أبا هاشم على روايته عن أبي مِجلَز عن قيسٍ عن علي مثلَ الأول:
3497 -
أخبرَناه أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا حامد بن أبي حامد المقرئ، حدثنا إسحاق بن سليمان، حدثنا أبو جعفر الرَّازي، عن سليمان التَّيمي، عن لاحق بن حُمَيد، عن قيس بن عُباد، عن علي قال: نزلت {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} في الذين بارَزُوا يومَ بدر: حمزةَ بن عبد المطَّلِب وعليٍّ وعُبَيدةَ بن الحارث، وعُتْبةَ بن رَبيعة وشَيْبةَ بن ربيعة والوليدِ بن عُتْبة.
قال علي: وأنا أوَّلُ من يَجثُو بالخُصومةِ على رُكْبتَيهِ بين يَدَي الله يومَ القيامة
(1)
.
فقد صحَّ الحديثُ بهذه الروايات عن عليٍّ كما صحَّ عن أبي ذر الغِفَاري، وإن لم يُخرجاه
(2)
.
3498 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا محمد بن أحمد بن النَّضْر الأَزْدي، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق الفَزَاري، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: نزلت هذه الآيةُ في حمزةَ وأصحابه: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ
(1)
خبر صحيح، لكن الصواب أنَّ الذي ذكر سبب نزول الآية في رواية سليمان التيمي هو قيس بن عُباد مفصولًا عن قول علي في آخره، هكذا رواه معتمر بن سليمان التيمي ويزيد بن هارون وحماد بن مسعدة عن سليمان التيمي كما سبق عند الحديث (3495)، وهؤلاء الثلاثة ثقات مشهورون.
وأما أبو جعفر الرازي فهو صدوق في حفظه سوء، وقد تابعه يوسف بن يعقوب السدوسي عند البخاري (3967) والنسائي (8596) و (11279)، فروى الشطر الأول منه في سبب نزول الآية عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد عن علي. ويوسف بن يعقوب هذا وثقه أحمد، وقال أبو حاتم الرازي: صدوق صالح الحديث.
(2)
يقصد: لم يخرجا حديث علي. كذا قال، مع أنَّ البخاري قد أخرج حديث علي برقم (3965) و (3967).
عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3499 -
أخبرنا الحسن بن حَلِيم المروَزي، أخبرنا أبو الموجِّه، أخبرنا عَبْدانُ، أخبرنا ابن المبارَك، أخبرنا سعيد بن يزيد، عن أبي السَّمْح، عن ابن حُجَيرة، عن أبي هريرة، وتلا قولَ الله عز وجل:{فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} [الحج: 19]، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الحميمَ ليُصَبُّ على رؤوسهم فيَنفُذُ الجُمجُمةَ حتى يَخلُصَ إلى جوفِه، فيَسلُتُ ما في جوفِه حتى يُمرِّقَ قَدَميه، وهو الصَّهْر، ثم يُعادُ كما كان"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3500 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا جَرِير، عن الأعمش، عن أبي ظَبْيان، عن سلمان قال: النارُ سوداءُ لا يُضيءُ لَهَبُها
(1)
إسناده صحيح. أبو إسحاق الفزاري: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث، وسفيان: هو الثوري.
وقد سلف معناه في خبر أطول ممّا هنا برقم (2475) من رواية أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عبَّاس مرفوعًا.
(2)
إسناده فيه ضعفٌ، أبو السَّمح - وهو درَّاج بن سِمعان - خُلاصة القول فيه أنه يعتبر به في المتابعات والشواهد فإذا انفرد ضُعِّف، وهذا ممّا انفرد به. أبو الموجِّه: هو محمد بن عمرو الفزاري، وعبدان: هو عبد الله بن عثمان المروزي، وابن حجيرة: هو عبد الرحمن.
وأخرجه أحمد (14/ 8864)، والترمذي (2582) من طريقين عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وفيه عندهما: "حتى يمرق من قدميه".
الحميم: الماء الحارُّ.
فيسلُت: يقطع ويستأصل.
وقوله: "يمرّق قدميه" أي: يقطّعها وينثرها من شدة حرّه، من: تمرَّق الشَّعر وغيره: إذا انتثر وتساقط.
ولا جَمْرُها، ثم قرأ هذه الآية:{كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا} [الحج: 22]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد
(2)
، ولم يُخرجاه.
3501 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أَسِيد بن عاصم الأصبهاني، حدثنا الحسين بن حفص، حدثنا سفيان، عن زُبَيد، عن مُرَّة، عن عبد الله بن مسعود في قوله:{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25]، قال: لو أنَّ رجلًا هَمَّ بخطيئةٍ - يعني ما لم يَعمَلْها - لم تُكتَبْ عليه، ولو أنَّ رجلًا هَمَّ بقتلِ رجلٍ عند البيت وهو بعَدَنِ أَبْيَنَ، أذاقه اللهُ عذابًا أليمًا
(3)
.
وقد رَفَعَه شعبةُ عن إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّي عن مرَّة:
3502 -
حدَّثَناه أبو الحسن محمد بن موسى بن عِمران الفقيه من أصل كتابه، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، أخبرنا يزيد بن هارون،
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو ظبيان - وهو حصين بن جندب - لم يسمع سلمان الفارسيَّ. إسحاق: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" برواية نعيم بن حماد (310)، وابن أبي شيبة 13/ 152، وهناد في "الزهد"(248)، وابن أبي الدنيا في "صفة النار"(19)، والبيهقي في "البعث والنشور"(575) من طرق عن سليمان الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي أيضًا (576) من طريق أحمد بن عبد الجبار، عن أبي معاوية، عن الأعمش، به - إلَّا أنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأحمد بن عبد الجبار ليس بذاك القوي، وقد انفرد برفع الخبر، قال البيهقي: كذا وجدته مرفوعًا ورفعه ضعيف.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 17/ 135 من طريق جعفر بن عون، عن الأعمش، عن أبي ظبيان من قوله.
(2)
هكذا في (ز)، وفي بقية النسخ: صحيح على شرط الشيخين.
(3)
إسناده جيد من أجل الحسين بن حفص. سفيان: هو الثوري، وزبيد: هو ابن الحارث الياميّ، ومُرَّة: هو ابن شَراحيل الهمداني. وانظر ما بعده.
والإلحاد هنا: المَيْل عن الحق إلى الظلم.
أخبرنا شُعْبة، عن السُّدِّي، عن مُرَّة، عن عبد الله بن مسعود رَفَعَه، في قول الله عز وجل:{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} ، قال:"لو أنَّ رجلًا هَمَّ فيه بإلحادٍ وهو بعدَنِ أَبْيَنَ، لَأذاقه اللهُ عذابًا أليمًا"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3503 -
حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن بكر المعدَّل ابنُ ابنةِ إبراهيم
(2)
بن هانئ، حدثنا الحسين بن الفضل البَجَلي، حدثنا محمد بن كُنَاسة، حدثنا إسحاق بن عيسى بن عاصم، عن أبيه، قال: أتَى عبدُ الله بنُ عمر عبدَ الله بن الزُّبَير، فقال: يا ابنَ الزُّبير، إياك والإلحادَ
(3)
في حَرَم الله، فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إنه سيُلحِدُ فيه رجلٌ من قريش، لو أنَّ ذنوبَه تُوزَنُ بذنوب الثَّقَلَينِ لرَجَحَت"
(4)
.
(1)
إسناده حسن من أجل السَّدِّي، إلَّا أنه كان يخطئ فيه فيرفعه أحيانًا كما في رواية شعبة، والصواب وقفه كما في رواية غير شعبة عنه.
وأخرجه أحمد (7/ 4071) وغيره عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال يزيد: قال لي شعبة: ورفعه - يعني السدي - ولا أرفعه لك.
ورواه سفيانُ الثوري عند ابن أبي شيبة 8/ 376، والطبري في "تفسيره" 17/ 141 - 142، ويحيى بن أبي أنيسة عند الأزرقي في "أخبار مكة" 2/ 136، كلاهما عن السُّدِّي، به موقوفًا، وهو المحفوظ.
(2)
في المطبوع مكان قوله: "ابن ابنة إبراهيم": أنبأ إبراهيم. وهو تحريف قبيح، وأبو الحسن هذا سِبْط إبراهيم بن هانئ. انظر ترجمته في "تاريخ الإسلام" 7/ 772، لكن وقع اسم أبيه فيه الحُسين.
(3)
في (ز) و (ص) و (ع): وإلحاد، والمثبت من (ب)، هو الجادّة.
(4)
حديث صحيح إن شاء الله، وإسناد المصنف هنا قد انفرد به، ووقع فيه وهمٌ ممن دون محمد بن كُناسة، فجعله من روايته عن إسحاق بن عيسى بن عاصم عن أبيه، وإسحاق هذا لا يُعرَف في الرواة ولم نقف له على ترجمة، وأما أبوه عيسى بن عاصم فهو الأسدي الكوفي، وروايته عن ابن عمر مرسلة لم يدركه.
وقد رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 11/ 139 و 15/ 84، وأحمد في "مسنده"(10/ 6200) عن محمد بن كُناسة، فجعله من روايته عن إسحاق بن سعيد عن أبيه قال: أتى عبدُ الله بن عمر، =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3504 -
حدثنا أبو العبَّاس قاسم بن القاسم السَّيّاري، حدثنا عبد الله بن علي الغزّال، حدثنا علي بن الحسن بن شَقِيق، أخبرنا عبد الله بن المبارَك، أخبرنا عُمر بن سعيد بن أبي حُسين، أخبرني ابن أبي مُلَيكة، عن عُبَيد بن عُمير، عن ابن عبَّاس قال: أقبلَ تُبَّعٌ يريد الكعبةَ، حتى إذا كان بكُرَاع الغَمِيم بَعَثَ الله عليه ريحًا لا يكادُ القائمُ يقوم إلَّا بمَشَقَّة، ويذهبُ القائم يقعدُ فيُصرَع، وقامت عليه، ولَقُوا منها عَناءً، قال: ودعا تبَّعٌ حَبْرَيهِ، فسألهما: ما هذا الذي بُعِثَ عليَّ؟ قالا: أَوَتؤَمِّنّا؟ قال: أنتم آمنون، قالا: فإنك تريد بيتًا يمنعُه اللهُ ممَّن أراده قال: فما يُذهِبُ هذا عني؟ قالا: تجرَّدْ في ثوبين، ثم تقول: لبَّيكَ لبَّيكَ، ثم تدخل فتطوفُ بذلك البيت، ولا تُهيِّجْ أحدًا من أهله، قال: فإن أجمعتُ على هذا ذَهَبَتْ هذه الريحُ عني، قالا: نعم، فتجرَّدَ ثم لبَّى، قال ابن عبَّاس: فأدبَرَت الريح كقِطَعِ الليل المظلم
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3505 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا جَرِير، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عبَّاس قال: لما فَرَغَ إبراهيمُ من بناء البيت قال: ربِّ قد فَرَغتُ، فقال: أذِّن في الناس بالحجِّ، قال: ربِّ وما يَبْلُغُ صوتي؟! قال: أذِّنْ وعليَّ البلاغُ، قال: ربِّ كيف أقولُ؟ قال: يا أيها الناس، كُتِبَ عليكم الحجُّ،
= فذكره، ورواه مرة أخرى بنحوه في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص (11/ 6847) و (7043) عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن إسحاق بن سعيد، عن أبيه سعيد بن عمرو قال: أتى عبد الله بن عمرو؛ فجعل الآتي إلى ابن الزبير هو عبد الله بن عمرو بن العاص لا عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبو النضر أوثق وأحفظ من محمد بن كُناسة، وإسحاق بن سعيد هذا: هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص، وهو وأبوه ثقتان.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن علي الغزال.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(3720) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
حجُّ البيتِ العَتيق. فسمعه مَن بين السماءِ والأرضِ، ألا ترونَ أنهم يجيئون من أقصى الأرضِ يُلبُّون
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3506 -
أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشَّعْراني، حدثنا جدِّي، حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا الليث بن سعد، عن عبد الرحمن بن خالد بن مُسافِر، عن الزُّهْري، عن محمد بن عُروة بن الزُّبير، عن عمِّه عبد الله بن الزُّبير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما سمَّى اللهُ البيتَ العتيقَ، لأنه أعتَقَه من الجبابرة، فلم يَظهَرْ عليه جبَّارٌ قطُّ"
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده فيه لِين من أجل قابوس: وهو ابن أبي ظَبْيان. إسحاق: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد.
وأخرجه البيهقي في "سننه" 5/ 176، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 6/ 205 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي "شيبة" 11/ 518، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(1127) - ومن طريقه الضياء في "المختارة"(10/ 11) - والطبري في "تفسيره" 17/ 144، و"تاريخه" 1/ 260 من طريق جرير، به.
(2)
إسناده ضعيف، عبد الله بن صالح - وهو كاتب الليث - يعتبر به في المتابعات والشواهد، وهو هنا قد خولف في وصله ورفعه.
وقد أخرجه الترمذي (3170) من طرق عن عبد الله بن صالح، بهذا الإسناد كالذي عند المصنف. وحسّنه.
ثم رواه عن قتيبة بن سعيد - وهو ثقة ثبت - عن الليث بن سعد، عن عُقيل بن خالد، عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
ورواه كذلك مرسلًا ابن جريج عن الزهري عند الطبري في "تفسيره" 17/ 151.
وخالف معمرٌ عند عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 37، والطبري 17/ 151، فرواه عن الزهري: أنَّ ابن الزبير قال
…
فذكره موقوفًا من قول الزبير. قال أبو حاتم الرازي كما في "العلل" لابنه (810): حديث معمر عندي أشبه، لأنه لا يحتمل أن يكون عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعًا.
3507 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا جَرير، عن الأعمش، ومنصور، عن أبي ظَبْيان، عن ابن عبَّاس قال: قلت له: قولُه عز وجل: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ} [الحج: 36]، قال: إذا
(1)
أردتَ أن تَنحَرَ البَدَنَةَ فأَقِمْها ثم قل: الله أكبر، الله أكبر، منكَ ولك، ثم سَمِّ، ثم انحَرْها، قال: قلت: وأقول ذلك في الأُضْحيَّة؟ قال: والأُضحيَّةُ
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3508 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله البزَّاز ببغداد، حدثنا محمد بن مَسلَمة الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سلَّام بن مِسْكين، عن عائذ الله بن عبد الله المُجاشِعي، عن أبي داود السَّبيعي، عن زيد بن أرقَمَ قال: قلنا: يا رسول الله، ما هذه الأضاحيُّ؟ قال:"سُنَّةُ أبيكم إبراهيمَ"، قال: قلنا: فما لنا منها؟ قال: "بكلِّ شَعرةٍ حَسَنةٌ"، قال: قلنا: يا رسول الله، فالصُّوفُ؟ قال:"بكلِّ شَعرةٍ من الصُّوف حَسَنةٌ"
(3)
.
(1)
في النسخ الخطية: فإذا، وبإسقاط "قال"، والمثبت من المطبوع ومن "السنن الكبرى" للبيهقي 9/ 287 حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه.
(2)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهويه وجرير: هو ابن عبد الحميد، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو ظبيان: هو حُصين بن جندب.
وأخرجه البيهقي 9/ 287 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه وكيع كما في "نسخته عن الأعمش"(3)، ومن طريقه البيهقي 5/ 237، وكذا أخرجه الطبري في "تفسيره" 17/ 163 - 164 من طريق جابر بن نوح، كلاهما (وكيع وجابر) عن الأعمش، به.
وسيأتي عند المصنف برقم (7762) من طريق شعبة عن الأعمش.
وأخرجه الطبري 17/ 164، والطبراني في "الدعاء"(951) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، به بلفظ: "الله أكبر لا إله إلَّا الله
…
"، فلم يذكر التسمية وزاد التهليل، وهي زيادة شاذَّة.
(3)
إسناده ضعيف جدًّا، أبو داود السَّبيعي - وهو نُفيع بن الحارث الأعور - متروك الحديث، والراوي عنه - وهو عائذ الله - ضعيف، وكذا محمد بن مسلمة فيه ضعف لكنه متابع. وقد أعلَّه =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3509 -
أخبرنا الحسن بن يعقوب بن يوسف العَدْل، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا زيد
(1)
بن الحُبَاب، عن عبد الله بن عيّاش المِصْري، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن وَجَدَ سَعَةً لأن يُضحِّيَ فلم يُضَحِّ، فلا يَحضُرْ مُصلَّانا"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3510 -
حدثنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم العَدْل ببغداد، حدثنا يحيى بن جعفر بن الزِّبرِقان، حدثنا زيد بن الحُبَاب، حدثنا عبد الله بن عيَّاش بن عبَّاس، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن باع جلدَ أُضحيَّتِه، فلا أُضحيَّةَ له"
(3)
.
= الذهبي في "التلخيص" بعائذ الله وأهمل إعلالَه بأبي داود السبيعي الأعور وهو آفته.
وأخرجه أحمد (32/ 19283) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3127) من طريق آدم بن أبي إياس، عن سلام بن مسكين، به.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: يزيد.
(2)
صحيح موقوفًا، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن عياش المصري - وهو القِتباني - ليس بذاك القوي وإنما يعتبر به في المتابعات والشواهد، وقد اضطرب في رفعه ووقفه، والموقوف هو الصحيح، فقد رواه عُبيد الله بن أبي جعفر - وهو ثقة - عند ابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 191 بإسناد صحيح عنه عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة من قوله، ورجّحه هو والبيهقي في "السنن الصغير"(1809) وغيرهما.
وأما حديث عبد الله بن عياش، فقد أخرجه ابن ماجه (3123) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (7756) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، و (7757) من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن عبد الله بن عياش، إلَّا أنَّ ابن وهب وَقَفه عنه.
(3)
إسناده ضعيف كسابقه، ونبَّه الذهبي في "التلخيص" هنا إلى ضعف ابن عياش. يحيى بن جعفر بن الزبرقان: هو يحيى بن أبي طالب نفسه الذي في الإسناد السابق. =
هذا حديث صحيح مثلُ الأوّل، ولم يُخرجاه.
3511 -
أخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن مِهْران، حدثنا أبو نُعَيم، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن مُسلِم البَطِين، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس: أنه كان يقرؤها: (أَذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتِلُونَ بأنَّهم ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ على نَصْرِهِم لَقَدِيرٌ)[الحج: 39]، قال: هي أولُ آيَةٍ نَزَلَت في القتال
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3512 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم أخبرنا ابن وهب، أخبرني ابن لَهِيعة.
وأخبرني عبد الله بن الحسين القاضي، حدثنا الحارث بن أبي أُسامة، حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثني مِشرَح بن هاعانَ، قال: سمعت عُقْبةَ بن عامر يقول: قلت: يا رسول الله أفُضِّلَت سورةُ الحج بسجدتين؟ قال: "نعم، فمَن لم يَسجُدْهما فلا يَقرأْهما"
(2)
.
هذا حديث لم نكتبه مُسنَدًا إلَّا من هذا الوجه، وعبد الله بن لَهِيعة بن عُقْبة الحَضرَمي أحد الأئمة، إنما نُقِمَ عليه اختلاطُه في آخر عمره، وقد صحَّت الروايةُ فيه من
= وأخرجه البيهقي 9/ 294 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب عند أحمد (2/ 593) ومسلم (1317) وغيرهما، قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بُدْنه وأن أتصدق بلحمها وجلودها وأجلّتها وأن لا أعطيَ الجزار منها، قال:"نحن نعطيه من عندنا".
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن مهران: وهو ابن خالد الأصبهاني. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 579 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (2407) من طريق إسحاق الأزرق عن سفيان الثوري، وانظر هناك التعليق على القراءة.
(2)
حسن بطرقه وشواهده دون قوله: "من لم يسجدهما فلا يقرأهما". وقد سلف برقم (900).
قول عمر بن الخطَّاب وعبد الله بن عبَّاس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود وأبي موسى وأبي الدَّرداء وعمَّار.
أما حديث عمر بن الخطَّاب:
3513 -
فحدَّثَناه أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا يزيد بن هارون وسعيد بن عامر قالا: حدثنا شُعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الله بن ثَعْلبةَ: أنه صلَّى مع عمر الصبحَ، فَسَجَدَ في الحج سجدتين
(1)
.
وأما حديث ابن عبَّاس:
3514 -
فحدَّثَناه محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السَّرِيّ بن خُزَيمة، حدثنا عمر بن حفص بن غِيَاث، حدثنا أَبي، عن عاصم الأحوَل، عن أبي العاليَةِ، عن ابن عبَّاس قال: في سورة الحجِّ سجدتان
(2)
.
وأما حديث ابن عمر:
3515 -
فحدَّثَناه أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، أخبرنا ابن وهب، أخبرني مَخرَمة بن بُكَير، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر:
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 317 عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد.
وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(430)، وابن أبي شيبة 2/ 11، والطحاوي في "معاني الآثار" 1/ 362، والدارقطني في "سننه"(1522) من طرق عن شعبة، به.
(2)
إسناده صحيح. أبو العالية: هو رُفيع بن مهران.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 318، وفي "معرفة السنن والآثار"(4431) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 11 عن حفص بن غياث، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(5894) عن سفيان الثوري، والبيهقي 2/ 318 من طريق حجاج - وهو ابن أرطاة - كلاهما عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، عن ابن عبَّاس بلفظ: فُضِّلت سورة الحج بسجدتين.
أنه سَجَدَ في الحجِّ سجدتين
(1)
.
وأما حديث عبد الله بن مسعود وعمَّار:
3516 -
فحدَّثَناه أبو النَّضْر الفقيه، حدثنا معاذ بن نَجْدة القرشي، حدثنا قَبِيصة بن عُقْبة، حدثنا سفيان، عن عاصم، عن زِرٍّ، عن عبد الله بن مسعود وعمَّار بن ياسر: أنهما كانا يَسجدانِ في الحجِّ سجدتين
(2)
.
وأما حديث أبي موسى:
3517 -
فأخبرَناه محمد بن يزيد العَدْل، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا محمد بن المثنَّى، حدثنا إسماعيل ابن عُلَيَّة، حدثنا يونس بن عُبيد، عن بكر بن عبد الله المُزَني، عن صفوان بن مُحرِز: أنَّ أبا موسى سجد في سورة الحجِّ سجدتين، وأنه قرأ السجدةَ التي في آخر سورة الحج فَسَجَدَ وسَجَدْنا معه
(3)
.
وأما حديث أبي الدرداء:
(1)
إسناده قوي من أجل مخرمة بن بكير، وروايته عن أبيه وِجادةٌ من كتبه، وقد احتجَّ بهذه الوجادة جمهور من أهل العلم منهم مسلم في "صحيحه".
وأخرجه البيهقي 2/ 317 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "المعرفة"(4427) من طريق الشافعي، عن مالك، عن نافع عن ابن عمر.
وأخرجه مالك في "موطئه" 1/ 206، وعنه عبد الرزاق (5891) عن عبد الله بن دينار، قال: رأيت ابن عمر يسجد في الحج سجدتين.
(2)
إسناده حسن من أجل معاذ بن نجدة وعاصم: وهو ابن بهدلة. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي 2/ 317 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
(3)
إسناده صحيح.
وأخرجه البيهقي 2/ 318 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرج الشطر الثاني منه ابن أبي شيبة 2/ 18، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط"(1805) عن هشيم، عن يونس بن عبيد، به. وذكر أنَّ ذلك كان في خطبة الجمعة.
وأخرج الشطر الأول الطحاوي في "معاني الآثار" 1/ 362 من طريق حماد، عن علي بن زيد، عن صفوان بن محرز، به.
3518 -
فحدَّثَناه عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شُعْبة، عن يزيد بن خُمَير، عن عبد الرحمن بن جُبير، قال: رأيتُ أبا الدَّرداءِ سَجَدَ في الحجِّ سجدتين
(1)
.
3519 -
حدثنا عبد الله بن سعد الحافظ، حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد العَبْدي وخُشْنام بن بِشْر بن العَنبَر قالا: حدثنا الحَكَم بن موسى القَنطَري، حدثنا يحيى بن حمزة، حدثنا الحَكَم بن عبد الله، أنه سمع القاسمَ بن محمد يُحدِّث عن عائشة: أنها سأَلت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]، قال:"الضِّيقُ"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3520 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن يونس الضَّبِّي، حدثنا أبو عامر العَقَدي، حدثنا زهير بن محمد العَنبَري، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل بن أبي طالب، عن علي بن الحسين:{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ} [الحج: 67]، قال: ذِبْحٌ هم ذابِحُوه.
حدَّثَني أبو رافع: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ضحَّى اشترى كبشَينِ سمينَينِ أملَحَينِ
(1)
خبر صحيح لكن من رواية عبد الرحمن بن جبير - وهو ابن نُفير - عن أبيه جبير بن نفير أنه رأى أبا الدرداء، وشيخ المصنف فيه ضعف، ومَن فوقه ثقات.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 11، وابن المنذر في "الأوسط"(2845)، والطحاوي 1/ 362، والبيهقي 2/ 318 من طرق عن شعبة، عن يزيد بن خمير، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه: أنَّ أبا الدرداء
…
(2)
إسناده تالف، الحكم بن عبد الله - وهو ابن سعد الأيلي - متروك الحديث واتهمه بعضهم بالكذب والوضع، وبه أعلَّ الذهبي الإسناد في "تلخيصه"، وللحكم هذا ترجمة في "ميزان الاعتدال" و"لسانه".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 203، والنقّاش في "فوائد العراقيين"(56) من طريقين عن الحكم بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 17/ 206 من طريق يحيى بن صالح، عن يحيى بن حمزة، به.
أقرَنَين، فإذا خَطَبَ وصلَّى ذبح أحدَ الكبشين بنفسه بالمُدْية ثم يقول:"اللهمَّ هذا عن أمَّتي جميعًا، مَن شَهِدَ لك بالتوحيد، وشَهِدَ لي بالبَلَاغ"، ثم أتى بالآخر فذَبَحَه وقال:"اللهمَّ هذا عن محمدٍ وآل محمدٍ"، ثم يُطعِمُهما المساكينَ ويأكلُ هو وأهلُه منهما، فمَكَثْنا سنينَ قد كَفَانَا اللهُ الغُرْمَ والمَؤونَة، ليس أحدٌ من بني هاشم يضحِّي
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
23 - ومن سورة المؤمنين
3521 -
أخبرنا أحمد بن جعفر القَطِيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أَبي.
(1)
إسناده ضعيف، عبد الله بن محمد بن عقيل إنما يُعتبَر به في المتابعات والشواهد، وقد انفرد به بهذا السياق، كما أنه قد اختُلف عليه فيه ألوانًا في سنده ومتنه كما هو موضَّح في التعليق على حديث عائشة في "مسند أحمد"(41/ 25046).
ثم إنَّ هذا الإسناد منقطع بين علي بن الحسين - وهو ابن علي بن أبي طالب - وبين أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وما وقع من التصريح بسماعه من هنا من أوهام ابن عقيل، فإنَّ علي بن الحسين لم يدرك أبا رافع ولعله وُلد بعدما تُوفِّي.
وقد أعلَّه الذهبي في "تلخيصه" بزهير فقال: ذو مناكير، وبابن عقيل، فقال: ليس بقوي. قلنا: آفته ابن عقيل، وأما زهير فثقة وهو متابع.
وأخرجه أحمد (45/ 27190) عن أبي عامر العقدي - وهو عبد الملك بن عمرو - بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضًا بنحوه (39/ 23860) من طريق شريك النخعي، و (45/ 27191) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به.
وسيأتي عند المصنف برقم (7738) من طريق ابن عقيل عن أبي سلمة عن عائشة أو أبي هريرة. كما سيأتي من طريق ابن عقيل عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله ضمن تخريج الحديث (7744).
وسيأتي برقم (7745) من طريق ابن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، قال: ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم أضحيّته ثم قال: "اللهم هذا عني وعن أمتي". وانظر تمام تخريجه والكلام عليه هناك.
وأخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق؛ قالا: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا يونس بن سُلَيم، قال: أَملَى عليَّ يونسُ بن يزيد الأَيْلي صاحبُ الزُّهْري، عن ابن شِهاب، عن عُروة بن الزُّبير، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القارِيِّ قال: سمعت عمرَ بن الخطَّاب يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نَزَلَ عليه الوحيُ سُمِع عنده دَوِيٌّ كدَوِيِّ النَّحل، فمَكَثْنا ساعةً، فاستقبل القِبلَة ورفع يديه فقال:"اللهمَّ زِدْنا ولا تَنْقُصْنا، وأكرِمْنا ولا تُهِنَّا، وأعطِنا ولا تَحرِمْنا، وآثِرْنا ولا تُؤثِرْ علينا، وارضَ عنّا وأَرْضِنا"، ثم قال:"لقد أُنزِلَ عليَّ عشرُ آيات مَن أقامهنَّ دَخَلَ الجنة"، ثم قرأ:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} الآيات
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3522 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا العبَّاس بن محمد الدُّورِي، حدثنا علي بن عاصم، أخبرنا حُمَيد الطَّويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَلَقَ الله جنَّة عَدْنٍ وغَرَسَ أشجارَها بيده، فقال لها: تكلَّمي، فقالت: قد أفلَحَ المؤمنونَ"
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة يونس بن سُليم. إسحاق: هو ابن راهويه. وقد سلف برقم (1982) من طريق أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم الدَّبري عن عبد الرزاق.
وأخرجه النسائي (1443) عن إسحاق بن إبراهيم - وهو ابن راهويه - بهذا الإسناد.
(2)
إسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم وكثرة غلطه، وضعَّف الذهبي في "التلخيص" هذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(691) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 193، وابن بطة في "الإبانة" 7/ 302، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 335 من طريقين عن علي بن عاصم، به.
وأخرجه بنحوه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(20)، وأبو نعيم في "صفة الجنة" أيضًا (17) من طريق محمد بن زياد الكلبي، عن بشر بن الحسين، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس مرفوعًا بلفظ: "خلق الله جنة عدن بيده، لبنةً من درّة بيضاء
…
" وساق من أوصافها "ثم قال لها: =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3523 -
أخبرنا أحمد بن سهل الفقيه ببُخارَى، حدثنا قيس بن أُنَيف، حدثنا قُتيبة بن سعيد، حدثنا جعفر بن سليمان، عن أبي عِمْران، عن يزيد بن بابَنُوسَ قال: قلنا لعائشة: يا أمَّ المؤمنين، كيف كان خُلُقُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان خُلُقُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم القرآنَ، ثم قالت تقرأُ سورةَ المؤمنين؟ اقرأْ {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} ، حتى بَلَغَ العَشْرَ، فقالت: هكذا كان خلقُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
= انطقي، قالت: قد أفلح المؤمنون
…
" وذكر بعده كلامًا. وهذا إسناد واهٍ، محمد بن زياد ليس بذاك، وشيخه بشر بن الحسين - وهو الأصبهاني الهلالي - متروك الحديث متهم بالوضع.
وفي الباب عن ابن عبَّاس عند الطبراني في "الأوسط"(5518) من طريق أبي صالح باذان، وعنده في "الكبير"(11439) و"الأوسط"(738) - ومن طريقه الضياء في "المختارة"(221) - وتمّام في "فوائده"(258) و (259) من طريق عطاء، كلاهما عنه مرفوعًا بلفظين مختلفين إلّا أنه فيهما:"خلق الله جنة عدن بيده" ولم يذكر عطاء في حديثه لفظ "بيده"، وفيهما أيضًا: "قال لها: تكلمي
…
إلخ"، وفي الإسنادين ضعفٌ وأشدُّهما ضعفًا طريق أبي صالح باذام.
وعن أبي سعيد الخدري عند الطبراني في "الأوسط"(3701)، وإسناده ضعيف جدًّا.
وقد أخرج ابن أبي شيبة في "مصنفه" 13/ 141 بإسناد رجاله ثقات عن عبد الله بن الحارث - وهو الزبيدي الكوفي أحد التابعين - قال: لما خلق الله جنة عدن قال لها: تكلمي، فقالت: قد أفلح المؤمنون. وهذا موقوف من قوله لم يُسنِده.
(1)
إسناده حسن من أجل يزيد بن بابنوس، فهو وإن لم يرو عنه غير أبي عمران الجَوْني فإنه معروف بالرواية عن عائشة، وقال الدارقطني: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وجهّله أبو حاتم، وهو قد توبع على حديثه هذا غير ذكر سورة المؤمنين فلم يتابعه عليه أحد، وجعفر بن سليمان جيد الحديث، وأما قيس بن أُنيف فهو صالح حسن الحديث كما سلف تقريره عند الحديث رقم (3159)، وهو متابع.
فقد أخرجه النسائي (11287) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
ورواه عن عائشة سعدُ بن هشام الأنصاري عند أحمد (40/ 24269)، ومسلم (746)، وأبي داود (1342)، والنسائي (424)، وابن حبان (2551)، وعبدُ الله بن أبي قيس عند أحمد (42/ 25546)، وجبيرُ بن نفير عند النسائي (11073)، ثلاثتهم يذكر: أنه سألها عن خُلُق =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3524 -
أخبرني الحسن بن حَلِيم المروَزي، أخبرنا أبو الموجِّه، أخبرنا عَبْدانُ، أخبرنا عبد الله، أخبرنا عبد الرحمن المسعودي، أخبرني أبو سِنَان، عن عُبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب: أنه سُئِلَ عن قوله عز وجل: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} ، قال: الخشوعُ في القلب، وأن تُلِينَ كتفَك للمَرْءِ المسلم، وأن لا تلتفتَ في صلاتِك
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3525 -
حدثني أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا أبو شعيب الحرَّاني، حدثني أَبي، حدثنا إسماعيل ابن عُلَيَّة، عن أيوب، عن محمد بن سِيرِين، عن أبي
= رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتقول: القرآن. ولم يذكر أحدٌ سورة المؤمنين.
(1)
ضعيف، فإنَّ المحفوظ عن أبي سنان - وهو الشيباني ضرار بن مرّة - إبهام الواسطة بينه وبين علي كما سيأتي، والمسعودي - وإن كان قد اختلط - فقد حدَّث عنه بهذا الخبر من سمع منه قبل اختلاطه، ثم إنه قد توبع، فتتفرد العلّة بإبهام الراوي عن علي، وعبيد الله بن أبي رافع - وهو كاتب علي - غير محفوظ فيه.
أبو الموجه: هو محمد بن عمرو الفزاري، وعبدان: هو عبد الله بن عثمان المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه البيهقي 2/ 279 عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد.
ورواه حسين المروزي عن ابن المبارك في "الزهد"(1148) عن المسعودي، عن أبي سفيان الشيباني، عن رجل عن علي. فأبهم الراوي عن علي.
وتابعه على هذا وكيع في "الزهد"(328)، وخالد بن عبد الله الطحان عند الطبري في "تفسيره" 18/ 2، كلاهما عن المسعودي، به. قال خالد في روايته: عن رجل من قومه.
وتابع المسعوديَّ سفيانُ الثوري عند عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 43 فرواه عن أبي سنان، عن رجل، عن علي - لكن دون قوله: الخشوع في القلب.
وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(139) من طريق عمرو بن أبي قيس، عن عطاء بن السائب، عن رجل قد سمّاه عن علي - دون إلانة الكتف. وعمرو صدوق له أوهام.
هريرة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلَّى رَفَعَ بصرَه إلى السماء، فنزلت:{الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} ، فطَأْطَأَ رأسَه
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين لولا خلافٌ فيه على محمدٍ، فقد قيل عنه مُرسَلًا، ولم يُخرجاه.
3526 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدثنا الفضل بن عبد الجبار، حدثنا علي بن الحسن بن شَقِيق، حدثنا نافع بن عمر الجُمَحي قال: سمعت عبد الله بن عبيد الله بن أبي مُلَيكة يقول: سُئِلَت عائشةُ عن مُتْعة النساء، فقالت: بيني وبينَكم كتابُ الله، قال: وقرأَتْ هذه الآية: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: 5، 6] فمَن ابتغى
(1)
ضعيف، فإنَّ المحفوظ فيه أنه من رواية ابن سيرين عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، وهو الذي صحَّحه الذهبي في "تلخيصه"، فقد تفرَّد بوصله والد أبي شعيب الحراني - وهو أبو مسلم الحسن بن أحمد بن أبي شعيب - وهو وابنه ثقتان لكن وصله للحديث شاذٌّ.
فقد خالفه يعقوب بن إبراهيم الدورقي - أحد الحفّاظ - عند الطبري في "تفسيره" 18/ 2، وسعيد بن منصور عند البيهقي 2/ 283، فروياه عن إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، قال: نُبِّئتُ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
مرسلًا. قال البيهقي: هذا هو المحفوظ مرسل.
وأخرج البيهقي 2/ 283 الحديث عن المصنف أبي عبد الله الحاكم، بإسناده، ثم قال: ورواه حماد بن زيد عن أيوب مرسلًا، وهذا هو المحفوظ. قلنا: ولم نقف على طريق حماد هذه.
وأخرجه مرسلًا أيضًا ابن أبي شيبة 2/ 240، وأبو داود في "المراسيل"(45)، والطبري 18/ 2، والبيهقي 2/ 283، والحازمي في "الاعتبار" ص 65 من طرق ثلاثة عن عبد الله بن عون، عن ابن سيرين قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
وخالفهم أبو زيد سعيد بن أوس عند البيهقي أيضًا فرواه عن عبد الله بن عون موصولًا بذكر أبي هريرة، لكن الراوي له عن سعيد هو محمد بن يونس الكُديمي، وهو ضعيف جدًّا.
ورواه مرسلًا أيضًا خالد الحذّاء عن محمد بن سيرين عند الطبري 18/ 2.
وأخرج الطبري 18/ 2 عن محمد بن حميد، عن هارون بن المغيرة، عن أبي جعفر، عن الحجاج الصواف، عن ابن سيرين قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أبصارهم
…
إلخ. ومحمد بن حميد وأبو جعفر الرازيّان فيهما مقال، فالإسناد ليس بالقوي.
وراءَ ما زوَّجه اللهُ أو ملَّكَه، فقد عَدَا
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3527 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة في قوله:{أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} [المؤمنون: 10]، قال: يَرِثُون مساكنَهم ومساكنَ إخوانهم الذين أُعدَّت لهم إذا أطاعوا الله
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3528 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهدُ الأصبهاني، حدثنا أحمد بن مِهرانَ الأصبهاني، حدثنا محمد بن سابقٍ، حدثنا مالك بن مِغوَل، عن عبد الرحمن بن سعيد بن وَهْب، عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، قولُ الله عز وجل:{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60]، أهو الرجلُ يَزْني ويَسرِق ويشربُ الخمر وهو مع ذلك يخافُ اللهَ عز وجل؟ قال: "لا، ولكنه الرجلُ يصومُ ويُصلِّي ويتصدَّقُ وهو مع
(1)
إسناده صحيح. وهو مكرر (3232).
(2)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهويه، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمّان.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(242) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وهو عند عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 44، ومن طريقه أخرجه الطبري في "تفسيره" 18/ 6 عن الحسن بن يحيى، عنه، به.
وأخرجه الطبري أيضًا 18/ 6 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عن الأعمش، عن أبي هريرة. فأسقط منه أبا صالح.
وأصل هذا الخبر مرفوع من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه ابن ماجه (4341) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما منكم من أحد إلَّا له منزلان منزل في الجنة، ومنزل في النار، فإذا مات فدخل النار، وَرِثَ أهلُ الجنة منزلَه" فذلك قوله عز وجل: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} . وإسناده صحيح.
ذلك يخافُ اللهَ عز وجل"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3529 -
أخبرني محمد بن إسحاق الصَّفّار، حدثنا أحمد بن نَصْر، حدثنا عمرو بن طلحة، أخبرنا إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس قال: إنَّما كُرِهَ السَّمَرُ حين نَزَلَت هذه الآية: {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ} [المؤمنون: 67]، قال: مُستكبِرِينَ بالبيت يقولون: نحن أهلُه، {تَهْجُرُونَ} قال: كانوا يَهجُرونَه ولا يَعمُرونَه
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3530 -
أخبرني أبو العبَّاس السَّيّاري، حدثنا محمد بن موسى بن حاتم
(3)
، حدثنا علي بن الحسن بن شَقِيق، أخبرنا الحسين بن واقد، حدثني يزيد النَّحْوي، أنَّ عِكرمةَ حدَّثه عن ابن عبَّاس قال: جاء أبو سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمدُ، أَنشُدُك اللهَ والرَّحِمَ، قد أَكَلْنا العِلْهِزَ - يعني الوَبَرَ والدمَ
(4)
- فأنزل الله عز وجل: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون: 76]
(5)
.
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه بين عبد الرحمن بن سعيد وعائشة، فإنه لم يسمع منها كما قال أبو حاتم الرازي.
وأخرجه أحمد (42/ 25263) و (25705)، وابن ماجه (4198)، والترمذي (3175) من طرق عن مالك بن مغول، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى: وهو ابن عامر الثعلبي.
وأخرجه النسائي (11288) من طريق عُبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
(3)
تحرَّف "حاتم" في النسخ الخطية إلى: حكيم، وقد جاء على الصواب في بضعة عشر موضعًا من هذا الكتاب.
(4)
لفظ "والدم" سقط من (ز) و (ص) و (ع)، وأثبتناه من (ب) و"التلخيص" ومن "دلائل النبوة" للبيهقي 2/ 329 حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه.
(5)
حديث قوي، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن موسى بن حاتم، وقد توبع، والحسين =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3531 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا حَكَّام بن سَلْم الرازي، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن مُطرِّف، عن المِنهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: جاءه رجلٌ فقال له: يا أبا عبَّاس، إنَّ في نفسي من القرآنِ شيءٌ، قال: وما هو؟ فقال: شكٌّ، فقال: ويحكَ، هل سألتَ أحدًا غيري؟ فقال: لا، قال: هاتِ، قال: أَسْمَعُ اللهَ يقول: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} [الأحزاب: 27]، كان هذا أَمرٌ قد كان؟ وقال:{فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101]، وقال في آية أخرى:{وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: 27]، ثم ذَكَرَ أشياء. فقال ابن عبَّاس: أما قوله: {اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} ، فإنه لم يَزَلْ ولا يزالُ، هو الأولُ والآخرُ والظاهرُ والباطنُ، وأما قولُه تعالى:{فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} ، فهذا في النَّفَخة الأُولى حين لا يَبقى على الأرض شيءٌ، فلا أنسابَ بينهم يومئذٍ ولا يَتساءَلون، وأما قولُه:{فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: 50]، فإنهم لمّا دَخَلوا الجنة أقبلَ بعضُهم على بعض يتساءَلون
(1)
.
= ابن واقد صدوق لا بأس به.
وأخرجه النسائي (11289)، وابن حبان (967) من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمرو بن أبي قيس. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، ومطرِّف: هو ابن طريف.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 18/ 54 عن محمد بن حميد، عن حكام بن سلم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن منده في "التوحيد"(20) من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، عن عمرو بن أبي قيس، به.
وأخرجه بنحوه ضمن خبر طويل: يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 527 - 528، وابن المنذر في "تفسيره"(1791)، والطبراني (10594)، وابن منده (19)، والخطيب في "الفقيه =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3532 -
أخبرني الحسن بن حَليم المروَزي، أخبرنا أبو الموجِّه، أخبرنا عَبْدانُ، أخبرنا عبد الله، أخبرنا سعيد بن يزيد أبو شُجَاع، عن أبي السَّمْح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخُدْري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:{تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104] قال: "تَشْويهِ النارُ فَتَقلِصُ شَفَتُه العُليا حتى تَبْلُغَ وَسَطَ رأسه، وتَستَرخي شَفَتُه السُّفلى حتى تضربَ سُرَّتَه"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3533 -
أخبرني محمد بن إسحاق الصَّفّار، حدثنا أحمد بن نصر، حدثنا عَمْرو بن طلحة، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوَص، عن عبد الله بن مسعود في قول الله عز وجل:{وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104]، قال: ككُلوحِ الرأس النَّضِيج
(2)
.
= والمتفقه" (208)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (809) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال بن عمرو، به.
وعلَّقه مطوَّلًا البخاري في تفسير سورة (حم) السجدة من "صحيحه" عن المنهال بن عمرو.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 160 - 162 عن معمر، عن رجل، عن المنهال، به.
(1)
إسناده ضعيف لضعف أبي السمح في روايته عن أبي الهيثم. وقد سلف برقم (3008).
(2)
إسناده قوي من أجل عمرو بن طلحة: وهو عمرو بن حماد بن طلحة القنّاد. أبو إسحاق: هو عمرو ابن عبد الله السبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الأشجعي.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(508) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه هناد في "الزهد"(303)، وابن أبي الدنيا في "صفة النار"(113)، والبيهقي (508) من طريقين آخرين عن إسرائيل، به.
وأخرجه بنحوه ابن المبارك في "الزهد" برواية نعيم بن حماد (291)، وعبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 48 - 49، وهناد (304)، وابن أبي الدنيا (114) من طريق سفيان الثوري، والطبراني (9121) من طريق شعبة، كلاهما عن أبي إسحاق، به - بلفظ: الرأس المشيَّط، قد بَدَت أسنانهم وتقلَّصت شفاههم.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3534 -
حدثنا الحسن بن يعقوب العَدْل، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قَتَادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: إنَّ أهل النار يَدْعُون مالكًا فلا يجيبُهم أربعين يومًا، ثم يردُّ عليهم:{إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77]، قال: هانت دعوتُهم واللهِ على مالكٍ وربِّ مالك، قالوا:{رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ} [المؤمنون: 106]، قال:{اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون: 108]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
24 - ومن تفسير سورة النور
3535 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح السَّهْمي، حدثني أبي، حدثنا ابن وَهْب، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شِهاب، حدثني حُمَيد بن عبد الرحمن بن عَوْف، عن المِسوَر بن مَخرَمة، أنه سمع عمر بن الخطّاب يقول: تَعلَّموا سورةَ البقرة وسورةَ النساء وسورةَ المائدة وسورة الحج وسورةَ النُّور، فإنَّ فيهنَّ الفرائضَ
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده قوي. أبو أيوب: هو المَرَاغي، واسمه يحيى، ويقال: حبيب بن مالك.
وسيتكرر الحديث برقم (8984) بإسناده ومتنه لكن بأوضح ممّا هنا، وفيه هناك: لا يجيبهم أربعين عامًا، وهو الصواب.
وانظر خبر ابن عباس الآتي برقم (3718)، ففيه: ألف عام.
(2)
إسناده حسن من أجل يحيى بن عثمان وأبيه.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2226) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الواحدي في "الوسيط" 2/ 3 من طريق محمد بن يحيى الذهلي، عن عثمان بن صالح، به.
3536 -
حدثنا أبو علي الحافظ، أخبرنا محمد بن محمد بن سليمان، حدثنا عبد الوهاب بن الضَّحّاك، حدثنا شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُنزِلُوهنَّ الغُرَفَ، ولا تُعلِّموهنَّ الكِتابةَ - يعني النساءَ - وعلِّموهنَّ المِغزَلَ وسورةَ النُّور"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3537 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن المؤمَّل بن الحسن بن عيسى، حدثنا الفضل بن محمد الشَّعْراني، حدثنا عَمرو بن عَوْن الواسطي، حدثنا هُشَيم، عن سليمان التَّيْمي، عن القاسم بن محمد، عن عبد الله بن عمرو بن العاص في قوله:{الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً} [النور: 3]، قال: كنَّ نساءٌ موارد بالمدينة، فكان الرجل المسلمُ يَزَّوَّجُ المرأةَ منهن لتُنفِقَ عليه، قال: فنُهُوا عن ذلك
(2)
.
(1)
إسناده تالف، وقال الذهبي في "تلخيصه" متعقبًا الحاكم في تصحيحه: بل موضوع، وآفته عبد الوهاب قال أبو حاتم: كذاب.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2227) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
ثم أخرجه هو، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 302، والطبراني في "الأوسط"(5713)، والثعلبي في "تفسيره" 7/ 62، والخطيب في "تاريخ بغداد" 16/ 336، والواحدي في "الوسيط" 3/ 302، والبغوي في "تفسيره" 6/ 68، وابن الجوزي في "الموضوعات"(1275) من طريق محمد بن إبراهيم الشامي، عن شعيب بن إسحاق، به. وإسناده تالف أيضًا، محمد بن إبراهيم كعبد الوهاب كذّاب وضّاع.
وروي نحو حديث عائشة هذا عن ابن عبَّاس لكن ليس فيه سورة النور، أخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 152، ومن طريقه ابن الجوزي (1274). وإسناده تالف أيضًا فيه متَّهم بالوضع. وروي عن مجاهد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا قال:"علِّموا رجالكم سورة المائدة، وعلِّموا نساءكم سورة النور". أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2205)، وهو ضعيف لإرساله ثم إنَّ الإسناد إلى مجاهد فيه لِين.
(2)
خبر حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات إلّا أنه منقطع بين القاسم وعبد الله، بينهما فيه الحضرميُّ وليس بابن لاحق كما سلف بيانه برقم (2821) في طريق المعتمر بن سليمان التيمي عن أبيه، =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3538 -
حدثنا أبو علي الحافظ، أخبرنا عَبْدانُ الأهوازيّ، حدثنا عمرو بن محمدٍ الناقدُ، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن شُعْبة، عن جعفر بن إياس، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس في قوله:{لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} [النور: 27]، قال: أخطأَ الكاتبُ (حتى تَستأذِنُوا)
(1)
.
= وهو حسن الحديث إن شاء الله
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(5769/ 2)، والطبري 18/ 71 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. ولفظه عند الطبري: كن نساء معلومات.
والمراد بالموارد أنهن يَرِدُ الرجال إليهن ويحضرون عندهن، وهو كناية عن الزواني.
(1)
رجاله ثقات، وهو مع ذلك غريب جدًّا كما قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 6/ 38، وهذا خبر آحاد يخالف ما أجمعت عليه الأُمة من صحة وثقة الكتابة العثمانية للمصاحف وكان إذ ذاك كبار الصحابة متوافرون مقرُّون بصحة ما أُثبت في هذه المصاحف، وقد حَمَلَ غيرُ واحد من أساطين التفسير كالنحاس في "الناسخ والمنسوخ" 1/ 587، وابن عطية في "المحرر الوجيز" 4/ 175 - 176، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" 12/ 214، والفخر الرازي في "مفاتيح الغيب" 23/ 196، وأبي حيان الأندلسي في "البحر المحيط" 8/ 30، وغيرهم، حملوا على خبر ابن عبَّاس هذا وردُّوه.
وهذا الخبر أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(8423) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" 4/ 249 عن سعيد بن أبي مريم، عن محمد بن يوسف الفريابي، به.
وأخرجه البيهقي (8423) من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الطحاوي أيضًا 4/ 250، والبيهقي (8421) من طريق أبي عوانة، و (8422) من طريق هشيم، عن أبي بشر جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس.
وأخرجه البيهقي (8424) من طريق أبي عمر الحوضي، عن شعبة، عن أيوب السختياني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس.
قال البيهقي: وهذا الذي رواه شعبة واختُلف عليه في إسناده، ورواه أبو بشر واختُلف عليه في إسناده من أخبار الآحاد. والقراءة العامّة ثبت نقلُها بالتواتر فهي أَولى، ويُحتمل أن يكون تلك =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3539 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا رَوْح بن عُبَادة، حدثنا ثابت بن عُمَارة قال: سمعت غُنَيم بن قيس يقول: سمعت أبا موسى الأشعَريَّ يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَيُّما امرأةٍ استَعطَرَت فَمَرَّتْ على قوم لِيَجِدُوا رِيحَها، فهي زانيةٌ"
(1)
.
هذا حديث أخرجه الصَّغَاني في التفسير عند قوله {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [النور: 30].
وهو صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3540 -
حدثنا أبو سَهْل أحمد بن محمد النَّحْوي ببغداد، حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر، حدثنا قَبِيصة بن عُقْبة، حدثنا سفيان، عن يونس بن عُبيد، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زُرْعة بن عمرو بن جَرِير، عن جده قال: سألت النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن نَظْرة الفُجَاءةِ، فأمَرَني أن أصرِفَ بصري
(2)
.
= القراءةَ الأُولى ثم صارت القراءة إلى ما عليه العامَّة، ونحن لا نَزعُم أَنَّ شيئًا مما وقع عليه الإجماعُ أو نُقِلَ متواترًا أنه خطأٌ، وكيف يجوز أن يقال ذلك وله وجهٌ يصحُّ وإليه ذهبت العامة؟!
(1)
إسناده قوي من أجل ثابت بن عمارة.
وأخرجه أحمد 32/ (19747) عن روح بن عبادة - وقرن به عبد الواحد الحدّاد - بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (19578) و (19711)، وأبو داود (4173)، والترمذي (2786)، والنسائي (9361)، وابن حبان (4424) من طرق عن ثابت بن عمارة، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(2)
إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه مسلم (2159)، وأبو داود (2148)، وابن حبان (5571) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (31/ 19160) و (19197)، ومسلم (2159)، والترمذي (2776)، والنسائي (9189) من طرق عن يونس بن عبيد، به.
هذا حديث صحيح الإسناد، وقد خرَّجه مسلم.
3541 -
أخبرني عبد الله بن محمد الصَّيدلاني، حدثنا إسماعيل بن قُتيبة، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شَرِيك، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوصَ، عن عبد الله:{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} ، قال: لا خَلْخالَ ولا شَنْفَ ولا قُرْطَ ولا قِلادةَ {إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31] قال: الثِّيابُ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3542 -
أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الزاهد ببغداد، حدثنا يحيى بن جعفر بن الزِّبْرِقان، حدثنا زيد بن الحُبَاب، حدثنا إبراهيم بن نافع قال: سمعت الحسن بن مُسلِم، يحدِّث عن صَفِيَّة بنت شَيْبة قالت: عائشةُ أمُّ المؤمنين قالت: لما نَزَلَت هذه الآية: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31] أَخَذَ نساءُ الأنصار أُزُرَهنَّ، فشَقَقْنَه من نحو الحواشي فاختَمَرنَ به
(2)
.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل شريك - وهو ابن عبد الله النخعي - وقد توبع. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك الأشجعي، وعبد الله: هو ابن مسعود.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 283، والطبري 18/ 117، والطحاوي في "معاني الآثار" 4/ 332، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 8/ 2573، والطبراني (9116) و (9117)، وأبو طاهر المخلِّص في "المخلصيات"(1734) من طرق عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد.
الخلخال: سوار يوضع في القدم.
والشَّنف: من حُليّ الأذن كالقُرط يعلَّق في أعلاها.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه النسائي (11299) من طريق عبد الله بن المبارك، عن إبراهيم بن نافع بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (7604) من طريق أبي نعيم عن إبراهيم بن نافع. وهو من هذا الطريق عند البخاري برقم (4759). فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرجه بنحوه أحمد (42/ 25551)، وأبو داود (4100) من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن صفية بنت شيبة، به. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3543 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جُرَيج، حدثني عطاء بن السائب، أنَّ عبد الله بن حبيب أخبره عن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:{وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} [النور: 33]، قال:"يُترَكُ للمُكاتَبِ الرُّبعُ"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
وعبد الله بن حبيب: هو أبو عبد الرحمن السُّلَمي، وقد أوقَفَه أبو عبد الرحمن
= وأخرجه كذلك البخاري (4758)، وأبو داود (4102) من طريق ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة - إلّا أنَّه ذكر فيه نساء المهاجرات بدل الأنصار.
والحواشي: الأطراف.
(1)
صحيح موقوفًا على علي بن أبي طالب، عطاء بن السائب كان قد اختلط ورواية ابن جريج عنه بعد الاختلاط، ولذلك رفعه له فيما أخبر ابن جريج كما سيأتي.
وأخرجه النسائي (5017) عن إسحاق بن إبراهيم - وهو ابن راهويه - بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضًا (5018) من طريق حجاج المصيصي الأعور، عن ابن جريج، به. قال ابن جريج: وأخبرني غير واحد عن عطاء أنه كان يحدِّث بهذا الحديث لا يذكر النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
قلنا: وممّن رواه عن عطاء موقوفًا معمر عند عبد الرزاق في "المصنف"(15590)، وجرير بن عبد الحميد عند النسائي (5019)، وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي عند البيهقي في "السنن" 10/ 329. وهشام ممّن نصُّوا أنه سمع من عطاء بن السائب قبل اختلاطه.
قال البيهقي: هذا هو الصحيح موقوف، وكذلك رواه ورقاء بن عمر وخالد بن عبد الله وأسباط بن محمد عن عطاء بن السائب موقوفًا، وكذلك رواه غير عطاء عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي عن علي رضي الله عنه موقوفًا. ثم ساقه من طرق عن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي عبد الرحمن السلمي.
وهو من طريق عبد الأعلى كذلك عند عبد الرزاق (15591)، وابن أبي شيبة 6/ 369، والطحاوي في "مشكل الآثار" 11/ 165، وعبد الأعلى وهو ابن عامر الثعلبي - ليس بالقوي.
وذكر الدارقطني في كتابه "العلل"(488) آخرين رووه عن عطاء موقوفًا ثم قال: وهو الصواب. ومعنى قوله: "يترك له الربع" أي: من قيمة المكاتَبة التي كاتبه عليه.
عن عليٍّ في روايةٍ أخرى.
3544 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا حجَّاج بن محمد، عن ابن جُرَيج، أخبرني أبو الزُّبَير، أنه جابرًا يقول: كانت مُسَيكةُ لبعض الأنصار، فقالت: إنَّ سيِّدي يُكرِهُني على البِغاءِ، فنزلت:{وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} [النور: 33]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3545 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا حامد بن أبي حامد المقرئ، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الدَّشتَكي، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن عطاء، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قول الله عز وجل:{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ} [النور: 35] يقول: مثلُ نورِ مَن آمَنَ بالله {كَمِشْكَاةٍ} قال: وهي القُتْرة؛ يعني الكَوَّة
(2)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3546 -
أخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن مِهران، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عطاء، عن أبي أَسِيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"كُلُوا الزيت وادَّهِنوا به، فإنه من شجرةٍ مباركةٍ"
(3)
.
(1)
إسناده صحيح. وقد سلف برقم (2876).
(2)
إسناده حسن من أجل عمرو بن أبي قيس لولا أنه خولف فيه، فقد رواه سفيان الثوري عند الطبري في "تفسيره" 18/ 136 عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير من قوله، وسفيان ثقة حجّة وقد سمع من عطاء قبل اختلاطه.
وأما حديث عمرو بن أبي قيس فقد أخرجه أيضًا ابن أبي حاتم 8/ 2594 عن محمد بن عمار بن الحارث، عن عبد الرحمن الدشتكي، به.
وقد روي مثله في تأويل (نوره) عن ابن عبَّاس بإسناد آخر رجاله لا بأس بهم عن عطاء بن أبي رباح عنه، أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2594.
(3)
حسن لغيره، وهذا إسناد فيه لِين، عطاء: هو الشامي، لا يُعرف، وتفرَّد بالرواية عنه =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
وله شاهدٌ آخرُ بإسناد صحيح:
3547 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا بكَّار بن قُتيبة القاضي بمصر، حدثنا صفوان بن عيسى القاضي، عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المَقبُري قال: سمعت جدِّي يُحدِّث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلُوا الزيتَ وادَّهِنوا به، فإنه طيِّبٌ مبارَكٌ"
(1)
.
3548 -
حدثنا أبو العبَّاس أحمد بن زياد الفقيه بالأَهْواز، حدثنا محمد بن أيوب، أخبرنا محمد بن سعيد بن سابق، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن سِمَاك بن حَرْب، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس:{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [النور: 36، 37] قال: ضَرَبَ اللهُ هذا المثلَ، قولَه:{مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ} [النور: 35] لأولئك القوم الذين لا تُلهِيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذِكْر الله، وكانوا أتجرَ الناس وأبيَعَه، ولكن لم تكن تُلهِيهم تجارتُهم
(2)
= عبد الله بن عيسى. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه أحمد (25/ 16054) و (16055)، والترمذي (1852)، والنسائي (6669) من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث غريب من هذا الوجه.
وأخرجه النسائي (6668) من طريق حسن بن صالح بن حي، عن عبد الله بن عيسى، عن عطاء، عن رجل من الأنصار - ولم يسمِّه - عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ويشهد له حديث عمر الآتي عند المصنف برقم (7319) على أنه قد اختُلف في وصله وإرساله مع ثقة رجاله.
وانظر حديث أبي هريرة التالي.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا، عبد الله بن سعيد المقبري متروك، ووهّاه الذهبي في "التلخيص"، وما قبله يغني عنه.
وأخرجه ابن ماجه (3320) عن عقبة بن مكرم، عن صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد.
(2)
في (ز): تجاراتهم.
ولا بيعُهم عن ذِكْر الله
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3549 -
أخبرنا أحمد بن سلمان الفقيه، حدثنا الحسن بن مُكرَم البزَّاز، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا أبو غسّان محمد بن مُطِّرف اللَّيثي، حدثنا أبو حازم، عن سعيد بن المسيّب، عن عبد الله بن سَلَام قال: إنَّ للمساجد أَوتادًا هم أَوتادُها، لهم جلساءُ من الملائكة، فإن غابوا سأَلوا عنهم، وإن كانوا مَرضَى عادُوهم، وإن كانوا في حاجَةٍ أعانُوهم
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين موقوف، ولم يُخرجاه.
3550 -
حدثني علي بن عيسى الحِيرِي، حدثنا مُسدَّد بن قَطَن، حدثنا عثمان
(1)
إسناده ضعيف، أحمد بن زياد شيخ المصنف لم نقف له على ترجمة، إلَّا أنه لم ينفرد به، وعمرو بن أبي قيس كان يهمُ في الحديث قليلًا، وفي بعض روايات سماك عن عكرمة اضطراب وقد انفرد عنه بهذا الخبر.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2662) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 8/ 2607 عن محمد بن عمار بن الحارث، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد، عن عمرو بن أبي قيس، به.
وانظر ما روي عن ابن عبَّاس فيما سلف برقم (3545) في تفسير (مثل نوره).
(2)
إسناده صحيح، لكن المحفوظ من رواية سعيد بن المسيب عن أبيه المسيّب عن عبد الله بن سلام كما سيأتي، وإن كان سعيد قد أدرك ما يقرب من ثلاثين سنة من حياة عبد الله بن سلام وهو بلديُّه. أبو حازم: هو سلمة بن دينار الأعرج.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(26920) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
رواه سفيان ابن عيينة عند المبارك في "الزهد" برواية نعيم بن حماد (8)، ومبشِّر بن مكسّر عند البيهقي (2693)، كلاهما عن أبي حازم، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه: أنَّ عبد الله بن سلام قال له: يا مسيب
…
وذكره.
وخالف أيوبُ بن موسى الأموي المكي فرواه عن أبي حازم عن سعيد بن المسيب من قوله، أخرجه من هذا الطريق ابن أبي شيبة 13/ 317، ومكرم البزاز في "فوائده"(94)، والبيهقي (2691). ورواية أيوب هذه - على ثقته - شاذَّة، والمحفوظ رواية من رواه عن عبد الله بن سلام قوله.
ابن أبي شَيْبة، حدثنا أبو الأَحوَص
(1)
، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عطاء، عن عُقْبة بن عامر الجُهَني قال: كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فكنَّا نَتَناوَبُ الرِّعْيةَ، فلما كانت نَوبَتي سرَّحتُ إبلي ثم رحتُ فجئتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يَخطُب الناسَ، فسمعته يقول:"ما من مسلمٍ يَتوضَّأُ فيُسبِغُ الوضوءَ، ثم يقومُ في صلاته، فيَعلَمُ ما يقولُ، إلَّا انفَتَل وهو كيومَ وَلَدَتهُ أمُّه من الخطايا ليس عليه ذنبٌ". قال: فما مَلَكتُ نفسي عند ذلك أنْ قلتُ: بَخٍ بَخٍ! فقال عمر: وكنتُ إلى جنبه: أتعجَبُ من هذا؟! قد قال قبلَ أن تجيءَ ما هو أجودُ منه، فقلت: ما هو فداكَ أبي وأمي، قال: قال: "ما من رجل يتوضَّأُ فيُسبِغُ الوضوءَ، ثم يقولُ عند فَراغِه من وضوئه: أشهدُ أن لا إله إلَّا الله وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، إلَّا فُتِحَت له ثمانيةُ أبوابِ الجنةِ يَدخُلُ من أيِّها شاءَ".
ثم قال: "يُجمَعُ الناسُ في صعيدٍ واحدٍ يُنفِذُهم البصرُ ويُسمِعُهم الداعي، فينادي منادٍ: سيعلمُ أهلُ الجَمْع لمن الكَرَمُ اليومَ، ثلاثَ مرات، ثم يقول: أين الذين كانت تَتجافَى جنوبُهم عن المَضاجِع؟ ثم يقول: أين الذين كانوا {لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} إلى آخر الآية؟ ثم ينادي منادٍ: سيَعلمُ أهلُ الجَمْع لمن الكَرَمُ اليومَ، ثم يقول: أين الحمَّادون الذين كانوا يَحمَدُون ربَّهم؟ "
(2)
.
(1)
زاد بعده في النسخ الخطية: عن أبي الأحوص، وصحَّح عليها في (ص)، وهي زيادة مقحمة غير صحيحة هنا، وأبو الأحوص الذي يروي عنه عثمان بن أبي شيبة: هو سلّام بن سليم، معروف بالرواية عن أبي إسحاق السَّبيعي بلا واسطة.
(2)
إسناده من هذا الوجه بهذا السياق ضعيف لإعضاله بين عبد الله بن عطاء وعقبة، فإنه لم يدركه، وقد رواه شعبة - فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 2/ 114 - ففحص عن إسناده وبيَّن علته وذكر أنه سمعه من أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر، وأنه لقي عبدَ الله بنَ عطاء فسأله عنه فأخبره أنه سمعه من سعد بن إبراهيم، وأنه لقي سعدَ بنَ إبراهيم فسأله فأخبره أنه سمعه من زياد بن مِخراق، وأنه لقي زيادَ بنَ مخراق فأخبره أنه سمعه من شهر بن حوشب، وأنَّ الحديث فَسَدَ عند شعبة بذكر ابن حوشب فيه. قلنا: وقد ذكر هذه القصة عن =
هذا حديث صحيح وله طرقٌ عن أبي إسحاق، ولم يُخرجاه.
وكان من حقِّنا أن نُخرجَه في كتاب الوضوء فلم نَقدِرْ، فلما وجدتُ الإمام إسحاق الحَنظَلي خرَّج طرقه عند قوله:{رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [النور: 37]، اتَّبعتُه.
3551 -
أخبرني محمد بن موسى بن عِمْران الفقيه، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثني محمد بن سهل بن عَسكَر، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا الثَّوْري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عَلْقَمة، عن عبد الله: أنه دَعَا بشراب، فأُتيَ به، فقال: ناوِل القومَ، فقالوا: نحن صِيامٌ، فقال: لكن أنا لستُ بصائمٍ، ثم أَمَره فشربَه، ثم قال:{يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور: 37]
(1)
.
= شعبة غير واحد كما في كتب الرجال وبعض مصادر الحديث.
لكن القسم الأول منه قد صحَّ عنه عقبة من غير وجه، وقد سلف تخريجه عند الحديث رقم (458)، فانظره هناك.
وأخرج الحديث بطوله البيهقي في "شعب الإيمان"(2976) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك الخُلْدي في "فوائده"(112)، وابن المقرئ في "معجمه"(615) و (616)، وقوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(1597) من طرق عن أبي إسحاق، به.
وأما القسم الأول فأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(142)، والروياني في "مسنده"(251)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 36، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 148 - 149، والخطيب في "الرحلة"(59)، و"الكفاية" ص 400، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 48، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام"(443) من طرق عن أبي إسحاق، به.
وأخرج منه قصة الذكر بعد الوضوء ابنُ ماجه (470) من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، به.
وأخرج القسم الثاني منه أسد بن موسى في "الزهد"(77) عن فضيل بن مرزوق، عن أبي إسحاق، به.
(1)
إسناده صحيح. إبراهيم: هو ابن يزيد النَّخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، وعبد الله: هو ابن مسعود. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3552 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد، حدثنا أحمد بن مِهْران، أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا أبو جعفر الرَّازي، عن الرَّبيع بن أنس، عن أبي العاليَةِ، عن أُبيِّ بن كعب في قول الله عز وجل:{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35]، فقرأ الآيةَ ثم قال:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [النور: 39]، قال: وكذلك الكافرُ يجيءُ يومَ القيامة وهو يَحسَبُ أنَّ له عند الله خيرًا، فلا يَجِدُه ويُدخِلُه الله النارَ، قال: وضَرَبَ مثلًا آخر للكافر فقال: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: 40]، قال: فهو يَنقُله في خمسٍ من الظُّلَم: فكلامُه ظُلْمة، وعملُه ظُلْمة، ومَدخَلُه ظُلْمة، ومَخرَجُه ظُلْمة، ومصيرُه إلى الظُّلُمات إلى النار يومَ القيامة
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3553 -
أخبرني الحسن بن حَلِيم المروَزي، أخبرنا أبو الموجِّه، أخبرنا عَبْدانُ، أخبرنا عبد الله، أخبرنا صفوان بن عمرو، حدَّثني سُلَيم بن عامر قال: خَرَجْنا على جنازةٍ في باب دمشق معنا أبو أُمامة الباهلي، فلما صلَّى على الجنازة وأَخذوا في دفنها قال
= وأخرجه النسائي (6816) من طريق زائدة بن قدامة، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
(1)
إسناده حسن إن شاء الله من أجل أبي جعفر الرازي: وهو عيسى بن أبي عيسى.
وأخرجه الطبري، 18/ 149 و 151، وابن أبي حاتم 8/ 2610 و 2614 من طريقين عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري أيضًا 18/ 149 و 151 من طريق حجاج بن محمد المصيصي، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 255 من طريق محمد بن سعيد بن سابق، كلاهما عن أبي جعفر الرازي، به. واقتصر أبو نعيم على الشطر الثاني منه.
أبو أُمامة: يا أيها الناس، إنكم قد أصبحتُم وأمسيتُم في منزلٍ تقتسمون فيه الحسناتِ والسيِّئاتِ، وتُوشِكُون أن تَطعنَوا منه إلى المنزلِ الآخَر، وهو هذا - يشير إلى القَبْر - بيتُ الوَحْدة وبيتُ الظُّلْمة، وبيتُ الدُّود وبيت الضِّيق إلَّا ما وَسَّعَ الله، ثم تنتقلون منه إلى مواطنِ يوم القيامة، فإنكم لَفِي بعضِ تلك المواطنِ حتى يَغشَى الناسَ أمرٌ من أمرِ الله، فتَبيَضُّ وجوهٌ وتسوَدُّ وجوهٌ، ثم تنتقلون منه إلى منزلٍ آخرَ فيغشى الناسَ ظلمةٌ شديدة، ثم يُقسَمُ النُّورُ، فيُعطَى المؤمنُ نورًا ويُترك الكافرُ والمنافقُ فلا يُعطَيانِ شيئًا، وهو المَثَلُ الذي ضرب اللهُ في كتابه:{أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} ، ولا يستضيءُ الكافرُ والمنافقُ بنور المؤمن كما لا يستضيءُ الأعمى ببَصَرِ البصير، يقول المنافق للذين آمنوا:{انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا} [الحديد: 13]، وهي خَدْعة [الله]
(1)
التي خَدَع بها المنافقَ، قال الله عز وجل:{يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء: 142]، فيَرجِعون إلى المكان الذي قُسِمَ فيه النورُ فلا يَجِدُون شيئًا، فينصَرِفون إليهم وقد ضُرِبَ بينهم {بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} نصلِّي بصلاتِكم ونَغزُو بمَغازِيكم {قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} تلا إلى قوله:{وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الحديد: 13 - 15]
(2)
.
(1)
زيادة من "الأسماء والصفات" للبيهقي حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه، وهي كذلك في "زهد ابن المبارك".
(2)
إسناده صحيح. أبو الموجِّه: هو محمد بن عمرو الفزاري، وعبدان: هو عبد الله بن عثمان المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(1015)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 72/ 262 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3554 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا أبو سعيد محمد بن شاذان، حدثني أحمد بن سعيد الدارِمي، حدثنا علي بن الحسين بن واقدٍ، حدثني أَبي، عن الرَّبيع بن أنس، عن أبي العاليَةِ، عن أُبيِّ بن كعب قال: لما قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه المدينةَ وآوَتْهم الأنصارُ، رَمَتْهم العربُ عن قوسٍ واحدة، كانوا لا يَبِيتون إلَّا بالسلاح ولا يُصبِحون إلَّا فيه، فقالوا: تُرَونَ أنّا نعيشُ حتى نبيتَ آمنين مطمئنِّين لا نخافُ إِلَّا الله؟! فنزلت: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا} إلى {وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ} يعني بالنِّعمة {فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3555 -
حدثنا أبو بكر بن أبي دارِمٍ الحافظ، حدثنا أحمد بن موسى التميمي
(2)
، حدثنا مِنجابُ بن الحارث، حدثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن أبي حَصِين، عن أبي
= وهو في "الزهد" لابن المبارك (368 - برواية نعيم)، ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(99) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 8/ 42 من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن ابن المبارك.
(1)
إسناده حسن. أبو العالية: هو رفيع بن مِهران.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 6، و"الاعتقاد" ص 265 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الضياء في "المختارة"(3/ 1145) من طريق عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي، عن أحمد بن سعيد الدارمي، به.
وأخرجه الضياء أيضًا (1146) من طريق محمد بن عبدة المروزي، عن علي بن الحسين بن واقد، به.
(2)
تحرَّف في (ز) إلى: التيمي.
عبد الرحمن السُّلَمي، عن علي في قوله:{لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النور: 58]، قال: النساءُ، فإنَّ الرجال يَستأذِنون
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3556 -
أخبرني أبو العبَّاس السَّيّاري، أخبرنا أبو الموجِّه، أخبرنا عَبْدانُ، أخبرنا عبد الله، أخبرنا مَعمَر قال: سمعتُ عمرَو بن دِينار يحدِّث عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النور: 61]، قال: هو المسجدُ إذا دخلتَه فقل: السلامُ علينا وعلى عبادِ الله الصالحين
(2)
.
صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3557 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي، حدثنا يحيى بن أيوب العلَّاف بمِصر، حدثنا محمد بن الحسن بن أبي الحسن المخزومي بالمدينة، حدثني عبد الله بن الحارث بن الفُضَيل الخَطْمي، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(1)
إسناده عن عليٍّ ضعيف علّته ابن أبي دارم شيخ المصنف فهو متكلَّم فيه، والصحيح عن أبي عبد الرحمن السلمي - وهو عبد الله بن حبيب - من قوله.
فقد أخرجه أبو عُبيد في "الناسخ والمنسوخ"(402)، وابن أبي شيبة 4/ 400، وابن أبي حاتم 8/ 2633، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص 592 من طرق عن سفيان الثوري، عن أبي حَصين - وهو عثمان بن عاصم - عن أبي عبد الرحمن السلمي من قوله، لم يذكر عليًّا. وهذا إسناد صحيح.
ورواه محمد بن بشار عند الطبراني 18/ 161 عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن أبي حصين، عن أبي عبد الرحمن قال: هي في الرجال والنساء. وهذه رواية شاذَّة، فقد خالف محمد بنَ بشار عن عبد الرحمن بن مهدي في لفظه أبو عبيد وأحمدُ بن سنان عند ابن أبي حاتم فقالا: هي في النساء خاصة، الرجال يستأذنون على كل حال بالليل والنهار.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(8450) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري 8/ 174 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد الله بن المبارك، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 66، ومن طريقه ابن أبي حاتم 8/ 2650 عن معمر، به.
"إذا دخلتُم بيوتَكم فسَلِّموا على أهلها، وإذا طَعِمْتُم فاذكُروا اسمَ الله، وإذا سَلَّم أحدُكم حين يدخلُ بيتَه وذَكَرَ اسمَ الله على طعامه يقول الشيطانُ لأصحابه: لا مَبِيتَ لكم ولا عَشاءَ، وإذا لم يُسلِّمْ أحدُكم ولم يَذكُرِ اسمَ الله على طعامه يقول الشيطانُ لأصحابه: أدركتُم المبيتَ والعَشاءَ"
(1)
.
هذا حديث غريب الإسناد والمتن في هذا الباب، ومحمد بن الحسن المخزومي أَخشى أنه ابن زَبَالةَ، ولم يُخرجاه.
حدثنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إملاءً في رجبٍ سنة أربع مئة:
25 - ومن تفسير سورة الفرقان
بسم الله الرحمن الرحيم
3558 -
أخبرنا عبد الرحمن بن حَمْدان الجلَّاب بهَمَذان، حدثنا أبو حاتم الرّازي، حدثنا قَبِيصة بن عُقْبة، حدثنا سفيان، عن مَيسَرة بن حَبيب، عن المِنهال ابن عمرو، عن أبي عُبيدة، عن ابن مسعود قال: لا يَنتصِفُ النهارُ من يوم القيامة حتى يَقِيلَ هؤلاءِ وهؤلاءِ، ثم قرأ: (إِنَّ مَقِيلَهُم
(2)
لَإِلَى الجَحيمِ) [الصافات 68]
(3)
.
(1)
إسناده تالف، محمد بن الحسن المخزومي هذا: هو ابن زَبَالة، وهو متروك الحديث متَّهم بالكذب، ثم إنَّ الحارث بن فضيل لم يدرك جابرًا. وقد انفرد المصنف بهذا الحديث سندًا وسياقًا.
وقد صحَّ من حديث أبي الزبير عن جابر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا دخل الرجل بيته فذَكَر اللهَ عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يَذكُر اللهَ عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يَذكُر اللهَ عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء". أخرجه أحمد (23/ 15108)، ومسلم (2018)، وأبو داود (3765)، وابن ماجه (3887)، والنسائي (6724)، وابن حبان (819).
(2)
في المطبوع: (إنَّ مَرجِعهم) كالتلاوة، وما أثبتناه من أصولنا الخطية، وهي قراءة ابن مسعود، وكذلك نسبها له ابنُ جريج فيما رواه الطبري في "تفسيره" 19/ 5. وروى الطبري أيضًا 23/ 25 عن السُّدي: أنَّ في قراءة عبد الله بن مسعود: (إنَّ مُنقَلَبهم لإلى الجحيم)، وما نقله عنه ابنه أبو عبيدة وابن جريج أرجح، على أنَّ كلا القراءتين من القراءات الشاذَّة.
(3)
رجاله ثقات وفيه انقطاع، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه. أبو حاتم الرازي: هو محمد بن إدريس، وسفيان: هو الثوري.
ورواه عن سفيان الثوري أبو حذيفة النهدي في "التفسير"(733)، ومؤمَّلُ بن إسماعيل كما في زيادات حسين المروزي على "زهد ابن المبارك"(1313)، والحسينُ بن حفص عند ابن أبي حاتم في "التفسير" 8/ 2680. وثلاثتهم ذكر فيه الآية (24) من سورة الفرقان، وهي قوله تعالى: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا}.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3559 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي داود السَّبيعي، عن أنس بن مالك قال: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: كيف يُحشَرُ أهلُ النار على وجوههم؟ قال: "إنَّ الذي أَمشاهم على أَقدامِهم قادرٌ أن يُمشِيَهم على وجوهِهم"
(2)
.
3560 -
وأخبرنا أبو العبَّاس المحبُوبي، حدثنا أحمد بن سيَّار، حدثنا محمد بن كَثير، حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد قال: أخبرني مَن سَمِعَ أنسَ بن مالك
(2)
الحديث عن أنس صحيح، وهذا إسناد ضعيف جدًّا، آفته أبو داود السبيعي: وهو نفيع بن الحارث الأعمى، وبه أعلَّه الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (1886) فقال متعقبًا تصحيح الحاكم له: لا والله بل أبو داود ضعيف جدًّا.
وأخرجه الطبري 19/ 12، وأبو يعلى (4278) و (4279) من طرق عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (20/ 12708) عن عبد الله بن نمير، عن إسماعيل بن عمر، عن نفيع - وهو أبو داود السبيعي - عن أنس وليس في طبقة من يروي عن نفيع من اسمه إسماعيل بن عمر، إلَّا أن يكون إسماعيل هذا هو ابن أبي خالد، وقد اختُلف في اسم أبيه لكن لم يذكر أحد أنه يسمَّى عمر.
وانظر الحديث التالي.
وقد صحَّ هذا الحديث من رواية قتادة عن أنس، أخرجه أحمد (21/ 13392)، والبخاري (4760) و (6523)، ومسلم (2806)، والنسائي (11303)، وابن حبان (7323).
قال: قال رجل: يا رسول الله، {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ} [الفرقان: 34]
(1)
؟! قال: "إنَّ الذي أَمشاهم على أَرجُلِهم قادرٌ أن يَحشُرَهم على وجوهِهم"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد إذا جُمع بين الإسنادين، ولم يُخرجاه.
3561 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا العبَّاس بن محمد الدُّورِي، حدثنا خالد بن مَخلَد القَطَواني، حدثنا موسى بن يعقوب الزَّمْعي، عن عمِّه الحارث بن عبد الرحمن، عن أم سَلَمة قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَعَدُّ بنُ عدنانَ بنِ أُدَدِ بنِ زَنْد بن البَرَا
(3)
بن أعراقِ الثَّرى" قالت: ثم قرأَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَهلَكَ عادًا وثَمُودَ وأصحابَ الرَّسِّ وقُرونًا بينَ ذلكَ كثيرًا
(4)
لا يَعلَمُهم إلَّا اللهُ). قالت أمُّ سلمة: وأعراقُ الثَّرى إسماعيلُ بن إبراهيم، وزَنْدٌ هَمَيسَعُ، وبَرَا نَبْتٌ
(5)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
زاد في المطبوع: كيف يحشرون؟
(2)
إسناده كسابقه، والراوي المبهم عن أنس هو أبو داود السَّبيعي الذي في إسناد سابقه. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه الطبري 19/ 12 من طريق خلاد بن يحيى الكوفي، عن سفيان، بهذا الإسناد.
(3)
هكذا في الأصول الخطية في الموضعين هنا، بموحَّدة، وفي نسخة (ز) في الحديث الآتي عند المصنف برقم (3771): ثرا، بمثلَّثة، والثرا والبرا من أسماء التراب، وله وجه مع اسم أبيه أعراق الثري، وفي بعض المصادر: يرى، بياء مثنّاة في أوله، وهو الذي ذكره الذهبي في "المشتبه"، وضبطه ابن ناصر الدين الدمشقي في "توضيح المشتبه" 9/ 209 بفتح أوله والراء مقصورًا.
(4)
كذا وقع في الرواية، وهو ذهول، جمع فيه بين آيتين: الأولى في سورة النجم آية 50: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى} ، والثانية في سورة الفرقان آية 38:{وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ} إلى آخر الآية.
(5)
إسناده ضعيف، تفرد به موسى بن يعقوب الزمعي، وفي حفظه لِين وقد اضطرب في إسناده، فروي عنه هنا عن عمِّه الحارث بن عبد الرحمن عن أم سلمة، والحارث هذا لم نقف له على ترجمة، ولا ندري أسمع من أم سلمة أم لا، وقد سمَّاه فيما سيأتي عند المصنف برقم (3771): الحارث بن عبد الله بن زمعة، وجعله من روايته عن أبيه عن أم سلمة، وكناه في رواية عند البيهقي في "الدلائل" 1/ 177 أبا الحويرث.
3562 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا إبراهيم، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا سليمان التَّيمي، عن الحسن بن مسلم، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: ما من عامٍ أمطرَ من عامٍ، ولكنَّ الله يُصرِّفُه حيث يشاءُ، ثم قرأ:{وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ} الآيةَ [الفرقان: 50]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3563 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرِير عن منصور، حدثني سعيد بن جُبَير قال: أمَرَني عبد الرحمن بن أبْزَى أن أسألَ ابنَ عبَّاس عن هاتين الآيتين ما أمُرهما: التي في سورة الفرقان: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الفرقان: 68]، والتي في سورة النِّساء:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} الآية [النساء: 93]، قال: فسألتُ ابنَ عبّاس عن ذلك، قال: لما أُنزِلَ التي في سورة الفرقان قال مُشرِكو أهلِ مكة: فقد قتلنا النفسَ التي حَرَّم اللهُ بغير الحق، ودَعَوْنا مع الله إلهًا آخرَ وأَتَينا الفواحشَ، قال: فنزلت: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا} الآية [الفرقان: 70]، قال: فهؤلاءِ لأولئك، قال: وأمَّا التي في سورة النساء: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} الآية [النساء: 93]، فهو الرجلُ الذي قد عَرَفَ الإسلامَ وعَمِلَ عملَ الإسلام ثم قَتَلَ مؤمنًا متعمِّدًا، فجزاؤُه جهنَّمُ لا توبةَ له. قال: فذكرتُ ذلك لمجاهدٍ، فقال: إلَّا مَن نَدِم
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. إبراهيم: هو ابن عبد الله بن يزيد السعدي.
وأخرجه البيهقي 3/ 363 من طريق محمد بن عبد الملك، عن يزيد بن هارون بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد"(24) و (75)، والطبري في "تفسيره" 19/ 22، وكذا ابن أبي حاتم 8/ 2706 من طرق عن سليمان التيمي، به.
(2)
إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه وجرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر. =
صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه
(1)
!
= وأخرجه البخاري (3855) عن عثمان بن أبي شيبة، وأبو داود (4273) عن يوسف بن موسى، كلاهما عن جرير بهذا الإسناد - وفيه عندهما عن جرير أنَّ منصورًا قال: حدثني سعيد بن جبير، أو قال: حدثني الحكم عن سعيد.
وأخرجه بنحوه مختصرًا البخاري (4764) و (4766)، ومسلم (3023)(18)، والنسائي (3451) و (11049) و (11307) من طريق شعبة، والبخاري (4765)، ومسلم (3023)(19) من طريق شيبان النحوي، كلاهما عن منصور، به - إلَّا أنَّ شيبان لم يذكر آخره فيمن يقتل مؤمنًا متعمدًا.
وأخرجه بنحوه البخاري (4590) و (4762) و (4763)، ومسلم (3023)(16 - 17) و (20)، وأبو داود (4275)، والنسائي (3449) و (3450) و (3452) و (11050) و (11306) من طرق عن سعيد بن جبير، به - بعضهم يذكر أوله وبعضهم آخره.
وأخرج معناه فيمن قتل مؤمنًا متعمدًا: أحمد (3/ 1941)، وابن ماجه (2621)، والنسائي (3448) من طريق سالم بن أبي الجعد، والترمذي (3029)، والنسائي (3454) من طريق عمرو بن دينار، كلاهما عن ابن عبَّاس.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 14/ 12 - 13: وقول ابن عبَّاس بأنَّ المؤمن إذا قتل مؤمنًا متعمدًا لا توبة له، مشهور عنه
…
وجاء على وَفْق ما ذهب إليه ابن عبَّاس في ذلك أحاديثُ كثيرة، منها ما أخرجه أحمد (6907) والنسائي (3984) من طريق أبي إدريس الخولاني عن معاوية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كلُّ ذنبٍ عسى الله أن يغفره إلَّا الرجلَ يموت كافرًا، والرجلَ يقتل مؤمنًا متعمدًا". وقد حَمَلَ جمهور السلف وجميع أهل السنة ما ورد من ذلك على التغليظ، وصحَّحوا توبةَ القاتل كغيره، وقالوا: معنى قوله {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} أي: إن شاء الله أن يجازيَه، تمسكًا بقوله تعالى في سورة النساء أيضًا:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48].
ومن الحجَّة في ذلك حديثُ الإسرائيلي الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا، ثم أتى تمام المئة فقال له: لا توبةَ لك، فقتله فأكملَ به مئةً، ثم جاء آخرَ فقال: ومن يَحُول بينك وبين التوبة، الحديث، وهو مشهور
…
وإذا ثبت ذلك لمن قَبْلَ هذه الأمّة، فمثلُه لهم أولى لما خفَّفَ الله عنهم من الأثقال التي كانت على من قبلهم.
(1)
قد ذهل الحاكم باستدراكه هذا الحديث على الشيخين، فإنه عندهما كما سبق.
3564 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن أبي زائدة، عن ابن جُرَيج، عن يَعلَى بن مُسلِم، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: قال رجل من أهل الشِّرك: يا رسولَ الله - وقد قَتَلوا فأَكَثروا، وزَنَوْا فأَكثَروا - ما أحسنَ ما تَدعُونا إليه لو أخبرتَنا أنَّ لِما عَمِلْنا كفَّارةً. فأنزل الله عز وجل:{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} الآية [الفرقان: 68]، ونزلت:{قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} إلى آخر الآية [الزمر: 53]
(1)
.
صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه!
بسم الله الرحمن الرحيم
26 - ومن تفسير سورة الشعراء
3565 -
حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عُقْبة الشَّيْباني بالكوفة، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزُّهْري، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا يونس بن أبي إسحاق: أنه تَلَا قولَ الله عز وجل: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ} الآياتِ [الشعراء: 52]، فقال: حدثنا أبو بُرْدة بن أبي موسى الأشعَري، عن أبيه قال: نَزَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بأعرابيٍّ فأكرَمَه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تَعهَّدْنا، ائْتِنا"، فأتاه الأعرابيُّ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حاجتُك؟ " فقال: ناقةٌ برَحْلِها وعَنزٌ يجرُّ
(2)
لبنَها أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عَجَزَ هذا أن يكونَ كعجوزِ بني إسرائيل" فقال له أصحابه: ما عجوزُ بني إسرائيل يا رسولَ الله؟
(1)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهوية، وابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
وأخرجه البخاري (4810)، ومسلم (122)، وأبو داود - مختصرًا - (4274)، والنسائي (3453) و (11385) من طريقين عن ابن جريج، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه رحمه الله.
(2)
هكذا تُقرأ في (ز) و (ب)، ومكان "يجر" في (ص) و (ع) بياض، وفي المطبوع: وبحر لبنها، سقط لفظ "عنز"، وكذلك سقط من "التلخيص".
فقال: "إنَّ موسى حين أراد أن يسيرَ ببني إسرائيلَ ضَلَّ عنه الطريقُ، فقال لبني إسرائيل: ما هذا؟ قال: فقال له علماءُ بني إسرائيل: إنَّ يوسفَ حين حَضَرَه الموتُ أَخَذَ علينا مَوثِقًا من الله أن لا نَخْرُجَ من مصرَ حتى ننقُلَ عظامَه معنا، فقال لهم موسى: أيُّكم يدري أين قبرُ يوسف؟ فقال علماءُ بني إسرائيل: ما يَعلَمُ أحدٌ مكانَ قبرِه إلَّا عجوزٌ لبني إسرائيل، فأرسل إليها موسى فقال: دُلِّينا على قبرِ يوسف، فقالت: لا والله حتى تُعطِيَني حُكْمي، فقال لها: وما حُكمُك؟ قالت: حُكْمي أن أكون معك في الجنَّة، فكأنه كَرِهَ ذلك، قال: فقيل له: أعطِها حُكْمَها، فأعطاها حكمَها، فانطلقَت بهم إلى بُحَيرةٍ مُستنقِعةٍ ماءً، فقالت لهم: نَضِّبُوا هذا الماءَ، فلما نَضَّبُوا قالت لهم: احفروا، فحَفَروا فاستَخرَجوا عظامَ يوسف، فلما أن أَقَلُّوه من الأرض إذا الطريقُ مثلُ ضَوْءِ النهار"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
ولعلَّ واهمًا يَتوهَّم أن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي لم يسمع من أبي بُرْدة، وليس كذلك، فقد حَكَمَ أحمدُ بن حنبل ويحيى بن مَعِين أنَّ يونس بن أبي إسحاق سمع من أبي بُرْدة حديث:"لا نكاح إلَّا بوليٍّ"
(2)
كما سمعه أبوه.
3566 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السَّرِيّ بن خُزَيمة، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وُهَيب بن خالد، حدثنا أبو واقد، عن أبي سَلَمة، عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله، إنَّ عبدَ الله بن جُدْعانَ كان يَقْرِي الضَّيفَ، ويَصِلُ الرَّحِمَ،
(1)
إسناده حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق، فهو صدوق حسن الحديث إلَّا أنه كان فيه غفلة كما قال يحيى القطان، وكان أحمد يتكلَّم في حديثه عن أبيه ويقدِّم ابنَه إسرائيل عليه، وهذا الحديث قد ذكره الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 6/ 152 فقال: هذا حديث غريب جدًّا والأقرب أنه موقوف والله أعلم.
وسيأتي بأخصر ممّا هنا برقم (4132) من طريق محمد بن فضيل عن يونس بن أبي إسحاق.
(2)
سلف عند المصنف برقم (2744 - 2750).
ويفعلُ ويفعلُ، أينفعُه ذلك؟ قال:"لا، إنه لم يقل يومًا قطُّ: ربِّ اغفِرْ لي خَطِيئتي يومَ الدِّين"
(1)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!
بسم الله الرحمن الرحيم
27 - ومن تفسير سورة النمل
3567 -
حدثني علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا سليمان بن حَرْب، حدثنا حمّاد بن زيد، عن الزُّبير بن الخِرِّيت، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: كان الهُدهُدُ يدلُّ سليمانَ على الماء، فقلت: وكيف ذاكَ والهُدهُدُ يُنصَبُ له الفخُّ يُلقَى عليه الترابُ؟ فقال: أعضَّكَ اللهُ بهَنِ أبيك
(2)
- ولم يَكْنِ - إذا جاء القضاءُ ذهب البصرُ
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي واقد - وهو صالح بن محمد بن زائدة - فالجمهور على تضعيفه وقد حسَّن الرأي فيه أحمد بن حنبل، وقد توبع على حديثه ولم ينفرد به. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 91، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" 1/ 206 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن صالح بن محمد بن زائدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (41/ 24621)، ومسلم (214)، وابن حبان (331) من طريق مسروق، وأحمد (24892)، وابن حبان (330) من طريق عبيد بن عمير، كلاهما عن عائشة. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
(2)
في النسخ الخطية: "أهتك الله بعض أبيك"، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه من "التلخيص" ومن "القضاء والقدر" للبيهقي (494) حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه، وكذا هو في "تاريخ دمشق" لابن عساكر حيث رواه من طريق البيهقي.
والهَنُ: الذَّكر، وقوله:"ولم يَكْن" أي: ذكره باسمه المعروف به ولم يسمِّه بغيره.
(3)
إسناده صحيح.
وأخرجه البيهقي في "القضاء والقدر"(494)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 22/ 267 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. =
3568 -
أخبرَناه أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن المِنْهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله:{لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا} [النمل: 21]، قال: نَتْفُ رِيشِه، قال ابن عبَّاس: كان سليمانُ بن داودَ يُوضَعُ له ستُّ مئة ألف كرسيٍّ ثم يجيءُ أشرافُ الإنس حتى يجلسوا مما يَليهِ، ثم يجيءُ أشرافُ الجنِّ حتى يجلسوا ممّا يَلِي الإنسَ، ثم يدعو الطيرَ فتُظِلُّهم، ثم يدعو الريحَ فتَحمِلُهم، فيسيرُ في الغَدَاةِ الواحدةِ مسيرةَ شهر، فبينما هو يسير في فَلَاةٍ إذ احتاجَ إلى الماء، فجاء الهُدهُدُ فجعل يَنقُرُ الأرضَ فأصاب موضعَ الماء، فجاءت الشياطينُ فسَلَخَت ذلك الموضعَ كما يُسلَخ الإهابُ، فأصابوا الماءَ.
فقال نافع بن الأزرق: يا وقَّافُ أرأيتَ الهدهدَ: كيف يجيءُ فينقُرُ الأرضَ فيصيبُ موضعَ الماء، وهو يجيءُ إلى الفخِّ وهو يُبصِرُه حتى يقعَ في عنقه؟! فقال ابن عبَّاس: إنَّ القَدَر إذا جاء حالَ دون البَصَر
(1)
.
= وأخرجه اللالكائي في "أصول الاعتقاد" 4/ 743 من طريق إسحاق بن راهويه، عن سليمان بن حرب، به.
وأخرجه بنحوه عبد الله بن أحمد في "السنة"(900) و (931)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 9/ 2859 من طريق أسامة بن زيد، عن عكرمة، به. وانظر ما بعده.
(1)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهويه، وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(247) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 536 عن أبي معاوية، والضياء في "المختارة"(10/ 409)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 22/ 266 - 267 من طريق أحمد بن عمر الوكيعي، عن أبي معاوية، به.
وسيأتي عند المصنف برقم (4187) من طريق سلم بن جنادة عن أبي معاوية.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 19/ 145 من طريق الحمّاني - وهو جابر بن نوح - عن الأعمش، به مختصرًا جدًّا، اقتصر فيه على أوله في قوله: نتف ريشه. والحماني ضعيف، لكنه متابع عند المصنف وغيره. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3569 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الرَّبيع بن سليمان، حدثنا الشافعيُّ وأَسَد بن موسى، قالا: حدثنا سفيان بن عُيَينة، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عائشة قالت: إنَّما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّهم لَيَعلمونَ الآن أنَّ الذي كنتُ أقولُ لهم في الدنيا حقٌّ"، وقد قال الله لنبيِّه صلى الله عليه وسلم:{إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} [النمل: 80]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3570 -
أخبرنا ميمون بن إسحاق الهاشمي ببغداد، حدثنا أحمد بن عبد الجبار،
= وأخرجه مختصرًا بقصة جلوس سليمان: ابن أبي شيبة 11/ 535، وابن عساكر 22/ 266 من طريق سفيان الثوري، عن أبي شيبان ضرار بن مرة، عن سعيد بن جبير من قوله. ووقع عند ابن عساكر: ثلاث مئة ألف كرسي.
وأخرجه بنحو رواية سعيد بن جبير عن ابن عبَّاس: ابن أبي حاتم في "تفسيره" 9/ 2861 من طريق أسباط بن نصر، عن السدي، عن ابن عبَّاس.
وأخرج نحو الشطر الثاني منه - وهو مراجعة نافع بن الأزرق لابن عبَّاس - ابن أبي حاتم 9/ 2859، والبيهقي في "القضاء والقدر"(268) من طريق يوسف بن ماهك، وابن أبي حاتم أيضًا من طريق مجاهد، كلاهما عن ابن عبَّاس - وفيه مراجعة نافع بن الأزرق له بشأن الهدهد.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (1371) عن عبد الله بن محمد - وهو أبو بكر بن أبي شيبة - عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرجه أحمد (9/ 4958)، والبخاري (3979) و (3981)، ومسلم (932)(26)، والنسائي (2214) من طريقين عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه أحمد (8/ 4864) من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة.
وانظر ما سيأتي عند المصنف برقم (5065).
وقول عائشة في هذا الحديث: إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، تردُّ به على ابن عمر عندما ذُكِرَ لها أنه كان يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في أصحاب القَليب من قتلى بدرٍ من المشركين:"إنهم ليسمعون ما أقول"، وانظر التعليق على هذه المسألة عند الحديث (4864) من "مسند أحمد".
حدثنا حفص بن غِيَاث، عن الأعمش والحسن بن عُبيد الله، عن الأسود بن هلال، عن عبد الله:{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ} [النمل: 89]، قال: من جاء بلا إله إلَّا الله، {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ} [النمل: 90]، قال: بالشِّرك
(1)
.
صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
28 - ومن سورة القصص
3571 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حَنبَل، حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن حسّان، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس، قولَه:{وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا} قال: فارغًا من كل شيءٍ غيرَ ذِكْر موسى، {إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي} [القصص: 10] قال: أن تقول: يا بُنَيَّاه، {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} [القصص: 11]: ابتغِي أَثَرَه، {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ} [القصص: 12]، قال: لا يُؤتَى بمُرضِعٍ فيَقبَلُها
(2)
.
(1)
خبر صحيح، وهذا الإسناد منقطع، سقط منه جامع بن شداد بين الأعمش والحسن بن عبيد الله وبين الأسود بن هلال، والذي وهمَ فيه هو أحمد بن عبد الجبار العُطاردي، وهو ليس بذاك الضابط، وباقي رجاله ثقات.
وقد رواه سفيان بن وكيع ويعقوب بن إبراهيم الدورقي عند الطبري في "تفسيره" 8/ 108، وابن أبي شيبة عند الطبراني في "الدعاء"(1502)، ثلاثتهم عن حفص بن غياث بهذا الإسناد، ووصلوه بذكر جامع بن شداد، وجامع ثقة.
وأخرجه الطبري 8/ 108، وابن أبي حاتم 5/ 1431 و 9/ 2934، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 43، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(203) من طرق عن الحسن بن عبيد الله النخعي وحده، به. واقتصروا على الشطر الأول منه.
(2)
إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وحسان: هو ابن أبي الأشرس أبو الأشرس، وليس ابن أبي عباد كما ذهب إليه المصنف.
وأخرج أوله الطبري في "تفسيره" 20/ 35، وكذا ابن أبي حاتم 9/ 2946 من طريقين عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه. وحسان: هو ابن أبي عبّاد، قد احتَجّا جميعًا به
(1)
.
3572 -
حدثنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن مِهْران الأصبهاني، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عمر:{فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} [القصص: 25]، قال: كانت تجيءُ وهي خَرَّاجةٌ ولَّاجةٌ واضعةً يدَها على وجهها، فقام معها موسى وقال لها: امشي خَلْفي وانعَتي ليَ الطريقَ، وأنا أَمشي أمامَك، فإنَّا لا نَنظُر في أدبارِ النساء، ثم قالت:{يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} ، لِمَا رأَت من قوَّته ولقوله لها ما قال، فزادَه ذلك فيه رَغْبةً فقال:{إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} ، أي: في حُسْنِ الصُّحبة والوفاءِ بما قلتُ، قال موسى:{ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ} قال: نعم، قال:{وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} ، فزوَّجَه وأقام معه يَكْفيهِ ويعملُ له في رِعايةِ غنمِه وما يحتاجُ إليه منه، وزوَّجَه صفورة أو أختَها شرقا، وهما اللَّتانِ كانتا تَذُودانِ
(2)
.
= وأخرجه كذلك الطبري 20/ 35 من طريق جابر بن نوح، عن الأعمش، عن مجاهد وحسان أبي الأشرس، به.
(1)
تعقَّبه الذهبي في "تلخيصه" فقال: كذا قال، وحسان بن أبي عباد لا يُدرَى من هو، وإنما يروي الأعمش عن حسان بن أبي الأشرس عن ابن جبير، ثقة، خرَّج له النسائي فقط. وقال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (7563): حسان هذا: هو ابن أبي الأشرس، لم يخرجا له، وأما حسان بن أبي عباد فمتأخر الطبقة عن هذا.
(2)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن مهران، وقد توبع.
وأخرجه البيهقي 6/ 117، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 61/ 37 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. ولم يسق لفظه بتمامه.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 11/ 530 - 531 عن عبيد الله بن موسى، به. =
صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه.
3573 -
حدثني بكر بن محمد بن حَمْدان الصَّيرَفي بمَرْو، حدثنا عبد الصمد بن الفضل البَلْخي، حدثنا حفص بن عمر العَدَني، حدثنا الحَكَم بن أبَان، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أيَّ الأَجَلَينِ قَضَى موسى؟ قال: "أبعَدَهما وأطيَبَهما"
(1)
.
3574 -
حدَّثَناه محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا أبو عمرو أحمد بن المبارَك المُستَمْلي، حدثنا محمد بن الوليد الفحَّام، حدثنا سفيان بن عُيَينة، حدثني إبراهيم بن يحيى، رجلٌ من أهل عَدَن، حدثنا الحَكَم بن أبان، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سأل جبريلَ: "أيَّ الأجلَينِ قَضَى موسى؟ قال: أَتمَّهُما"
(2)
.
= وأخرج أوله الطبري 20/ 60، وابن أبي حاتم 9/ 2965 من طرق عن إسرائيل، به.
(1)
حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف حفص بن عمر العدني ووهّاه الذهبي في "تلخيصه"، وهو لم ينفرد به، فقد تابعه إبراهيم بن يحيى العدني كما في الحديث التالي عند المصنف، كما أنَّ له شواهد سيأتي تخريجها عنده.
وأخرجه البيهقي 6/ 117 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
(2)
حديث صحيح كسابقه، وهذا إسناد فيه لين إبراهيم بن يحيى العدني - وهو ابن أبي يعقوب - روى عنه اثنان سفيان وإبراهيم بن الحَكَم بن أبان وإبراهيم بن الحكم هذا فيه ضعف، وأما إبراهيم بن يحيى فلم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الأزدي: لا يتابع على حديثه، وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": لا يُعرَف، وقال في "ميزانه": الرجل نكرة، وذكر له هذا الحديث.
وأخرجه الحميدي (535)، والبزار (2245 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (2408)، والطبري في "تفسيره" 20/ 68، وكذا ابن أبي حاتم 9/ 2970، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 317، والبيهقي 6/ 117 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ووقع عند البزار مكان "إبراهيم بن يحيى": إبراهيم بن أعيَن، وهو وهمٌ يقينًا ممن دون سفيان بن عيينة، وابن أعين هذا ضعيف.
وأخرج نحوه لكن موقوفًا على ابن عبَّاس: البخاري (2684) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3575 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن مِهْران، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا مِسعَر، عن سعيد بن أبي بُرْدة، عن أبيه، قال: صلَّيتُ إلى جَنْب ابن عمرَ العصرَ فسمعتُه يقول في ركوعه: {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ} [القصص: 17]، فلما انصرف قال: ما صلَّيتُ صلاةً إِلَّا وأنا أرجو أن تكون كَفَّارةً للَّتي أمامَها
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
= وكذلك أخرجه الطبري 20/ 68 من طريق قتادة، عن ابن عبَّاس. وهو منقطع بينهما.
وله شاهد من حديث جابر عند الطبراني في "الأوسط"(8372)، وإسناده حسن.
وآخر من حديث عتبة بن النُّذَر عند البزار في "مسنده"(2246)، وثالث من حديث أبي ذر عنده كما في "زوائده"(2246)، وفي إسناديهما ضعفٌ وأشدّهما ضعفًا حديث أبي ذر.
وآخران من حديث أبي هريرة وأبي سعيد عند ابن مردويه في "التفسير" كما قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 8/ 375، والأحاديث الخمسة مرفوعة.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن مهران. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2876) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نُعيم في "الحلية" 7/ 239 من طريق عبد الله بن محمد بن النعمان، عن أبي نعيم، به - إلَّا أنه لم يذكر دعاءه في ركوعه.
وأخرجه عبد الرزاق (2893)، وأبو نعيم 1/ 304 و 7/ 240 من طريق سفيان بن عيينة، وابن أبي شيبة 10/ 334 عن وكيع، كلاهما عن مسعر، به - وزاد فيه أبو نعيم قصةً، وسنده لا يصحُّ.
وأخرجه ابن أبي شيبة كذلك في موضع آخر 2/ 389 عن وكيع، عن مسعر وشعبة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما صليتُ صلاةً إلَّا
…
" وذكره، فجعله مرفوعًا، وهذه رواية - إن صحَّت في أصول كتاب ابن أبي شيبة - أخطأ فيها ابنُ أبي شيبة في هذا الموضع، فقد جاءت رواية وكيع عنده على الصواب موقوفة على ابن عمر في الموضع الآخر، ثم إنَّ أبا بردة والد سعيد ليس بصحابيٍّ ولم يدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
3576 -
حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ببغداد، حدثنا محمد بن سعد العَوْفي، حدثنا رَوْح بن عُبادة، حدثنا عوف، عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد الخُدْري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما أهلَكَ اللهُ قومًا ولا قَرْنًا ولا أُمّةً ولا أهلَ قريةٍ، منذُ أنزل اللهُ التوراةَ على وجه الأرض، بعذابٍ من السماء غيرَ القرية التي مُسِخَت قِرَدةً، ألم ترَ إلى قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [القصص: 43] "
(1)
.
صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3577 -
حدثنا أبو الوليد الفقيه، حدثنا الحسن بن سفيان الشَّيباني، حدثنا عُقْبة بن مُكرَم الضَّبِّي، حدثنا أبو قَطَن عَمْرو بن الهيثم بن قَطَن بن كعب، حدثنا حمزة الزَّيّات، عن سليمان الأعمش، عن علي بن مُدرِك، عن أبي زُرْعة، عن أبي هريرة، {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا} القصص: 46]، قال: نُودُوا: يا أُمَّةَ محمدٍ، استجبتُ لكم قبلَ أن تَدْعُوني، وأعطيتُكم قبلَ أن تَسألُوني
(2)
.
(1)
صحيح موقوفًا، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن سعد العوفي، وقد توبع على رفعه عن روح.
فقد تابعه أحمد بن الأزهر عند الثعلبي في "تفسيره" 7/ 251، ومحمد بن مرزوق عند الواحدي في "الوسيط" 3/ 400، كلاهما عن روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وتابع روحًا على رفعه أيضًا عبدُ الأعلى بن عبد الأعلى عند البزار (2248 - كشف الأستار). وعبد الأعلى وروح كلاهما ثقة.
لكن خالفهما جمع من الثقات: وهم يحيى بن سعيد القطان عند البزار (2247)، ومحمد بن جعفر غُندَر وعبدُ الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عند الطبري في "تفسيره" 20/ 80، وهَوْذة بن خليفة عند ابن أبي حاتم 9/ 2981، فرواه أربعتهم عن عوف بن أبي جميلة، عن أبي نضرة المنذر بن مالك، عن أبي سعيد موقوفًا عليه من قوله. وهو الراجح.
(2)
إسناده قوي من أجل عقبة بن مكرم الضبي وحمزة الزيات. أبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير البجلي.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 381 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3578 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا [أبو]
(1)
معاوية، حدثنا الأعمش، عن المِنهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبير، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عبَّاس قال: لما أَتى موسى قومَه أَمَرَهم بالزَّكاة، فجَمَعَهم قارونُ فقال لهم: جاءكم بالصلاة وجاءكم بأشياءَ فاحتملتُموها، فتَحتمِلوا أن تُعطُوه أموالَكم؟ فقالوا: لا نحتملُ أن نُعطِيَه أموالَنا، فما تَرى؟ فقال لهم: أَرى أن أُرسلَ إلى بَغِيِّ بني إسرائيل فنُرسِلَها إليه فتَرمِيَه بأنه أرادَها على نفسها. فدعا اللهَ موسى عليهم، فأَمر اللهُ الأرضَ أن تطيعَه، فقال موسى للأرض: خُذِيهم، فأخَذَتهم إلى أعقابهم، فجعلوا يقولون: يا موسى يا موسى، ثم قال للأرض: خُذِيهم، فأخَذَتهم إلى رُكَبِهم، فجعلوا يقولون: يا موسى يا موسى، فقال للأرض: خذيهم فأخذتهم إلى أعناقهم، فجعلوا يقولون: يا موسى يا موسى، فقال للأرض: خُذيهم، فأخَذَتهم فغيَّبَتهم، فأَوحى الله إلى موسى: يا موسى، سألكَ عبادي
= وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 9/ 2983 عن جعفر بن النضر، عن أبي قطن، به.
وأخرجه النسائي (11318) عن علي بن حُجْر، عن عيسى بن يونس، عن حمزة الزيات، به - موقوفًا كما في رواية أبي قطن.
وخالف النسائيَّ أحمدُ بن علي الأبّار عند حمزة السَّهمي في "تاريخ جرجان" ص 277، وعبدُ الله بن جعفر بن خاقان عند الرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" 2/ 353، فروياه عن علي بن حجر بهذا الإسناد مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والمحفوظ رواية الوقف كما وقع للنسائي.
فقد رواه عن الأعمش موقوفًا أيضًا سفيانُ الثوري وآخرُ عند الطبري في "تفسيره" 20/ 81.
ورواه عنده كذلك موقوفًا على أبي هريرة حجاجُ بن محمد المصّيصي عن حمزة الزيّات.
وأخرجه الطبري أيضًا 20/ 81 من طريق حرملة بن قيس النخعي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة.
وخالفهم يحيى بنُ عيسى الرملي عن الأعمش عند الطبري أيضًا فجعله من قول أبي زرعة لم يجاوز به. وهو الذي صحَّحه الدارقطني في "العلل"(1578).
(1)
لفظ "أبو" سقط من النسخ الخطية.
وتَضرَّعوا إليك فلم تُجِبْهم، وعِزَّتي لو أنهم دَعَوْني لأجبتُهم. قال ابن عبَّاس: وذلك قولُ الله عز وجل: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} [القصص: 81]، خسفَ به إلى الأرض السُّفلَى
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
29 - ومن تفسير سورة العنكبوت
بسم الله الرحمن الرحيم
3579 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، حدثنا موسى بن إسحاق الخَطْمي، حدثنا عبد الله بن أبي شَيْبة، حدثنا أبو أسامة، عن أبي يونس حاتم بن أبي صَغِيرة، عن سِمَاك بن حَرْب، عن أبي صالح، عن أم هانئ قالت: سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن قوله عز وجل: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} [العنكبوت: 29]، قال: "كانوا يَخذِفُون
(1)
ضعيف لاضطرابه. إسحاق: هو ابن راهويه، وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعبد الله بن الحارث هو ابن نوفل الهاشمي.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 61/ 97 - 98 من طريق أحمد بن عبد الجبار العُطاردي، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير وعبد الله بن الحارث، عن ابن عبَّاس. هكذا جمع بين سعيد وعبد الله بن الحارث.
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 1/ 447 - 448 من طريق جابر بن نوح، و 1/ 448 من طريق يحيى بن عيسى الرملي، و 1/ 448 - 449 من طريق علي بن هاشم بن البريد، ثلاثتهم عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو؛ ثم اختلفوا فجعله جابرُ بن نوح من رواية المنهال عن عبد الله بن الحارث عن ابن عبَّاس بإسقاط سعيد بن جبير منه، وجعله يحيى الرمليُّ من روايته عن رجل عن ابن عبَّاس بإبهام الواسطة بينهما، وجعله ابنُ البريد من روايته عن سعيد بن جبير عن ابن عبَّاس بإسقاط عبد الله بن الحارث، فهذا الاضطراب لعله من المنهال، والله تعالى أعلم.
وأخرجه بنحوه الطبري في "تفسيره" 20/ 118 - 119، و"تاريخه" 1/ 449، وابن أبي حاتم 9/ 3019، وابن عساكر 61/ 96 - 97 من طريق جعفر بن سليمان الضُّبعي، عن علي بن زيد بن جُدْعان، عن عبد الله بن الحارث من قوله، لم يذكر فيه ابنَ عبَّاس. وعلي بن زيد فيه ضعف.
أهلَ الطريقِ ويَسخَرون منهم، فهو المُنكَرُ الذي كانوا يَأتُونَ"
(1)
.
صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3580 -
حدثني علي بن حَمْشاذَ العَدْل، أخبرني يزيد بن الهيثم، حدثنا إبراهيم بن أبي الليث، حدثنا الأشجعيُّ، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن رُبَيِّعة قال: سألَني ابنُ عبَّاس عن قول الله عز وجل: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: 45]، فقلت: ذِكرُ الله بالتسبيح والتهليل والتكبير، فقال: لا، ذِكرُ الله أكبَرُ من ذِكْرِكم إيَّاه
(2)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده ضعيف لضعف أبي صالح: وهو مولى أم هانئ واسمه باذام، ويقال: باذان. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه أحمد (44/ 26891) و (45/ 27383) عن أبي أسامة - وقرن به في الموضع الأول رَوحَ بنَ عبادة - بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3190) عن محمود بن غيلان، عن أبي أسامة وعبد الله بن بكر السهمي، به. وحسَّنه.
وسيأتي عند المصنف برقم (7954).
والخَذْف: هو رمي الحصى الصِّغار بأطراف الأصابع.
(2)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل إبراهيم بن أبي الليث، وقد توبع. ورواية سفيان - وهو الثوري - عن عطاء بن السائب قبل اختلاط الأخير، فهي صحيحة. الأشجعي: هو عبيد الله بن عبد الرحمن الكوفي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(664) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 98 عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 20/ 156 من طريق وكيع وأبي أحمد الزبيري، كلاهما عن سفيان، به.
وأخرجه آدم بن أبي إياس في "تفسيره" 2/ 495، والطبري 20/ 156، وابن أبي حاتم 9/ 3067، والواحدي في "الوسيط" 3/ 422 من طرق عن عطاء بن السائب، به.
وأخرجه الطبري وابن أبي حاتم والضبي في "الدعاء"(98) من طرق أخرى عن ابن عبَّاس.
30 - ومن تفسير سورة الرُّوم
بسم الله الرحمن الرحيم
3581 -
أخبرني محمد بن الخليل الأصبهاني أبو عبد الله، حدثنا موسى بن إسحاق القاضي، حدثني أَبي، حدثنا مَعْن بن عيسى، حدثنا معاوية بن أبي صالح، عن مَرثَد بن سُمَيٍّ الخَوْلاني قال: سمعت أبا الدرداءِ يقول: سيجيءُ قومٌ يقرؤون: (الم غَلَبَتِ الرُّومُ)، وإنما هي {غُلِبَتِ}
(1)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3582 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسين بن الفضل البَجَلي، حدثنا معاوية بن عمرو بن المهلَّب الأَزْدي، حدثنا أبو إسحاق الفَزَاري، عن سفيان الثَّوْري، عن حبيب بن أبي عَمْرة، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: كان المسلمون يحبُّون أن تَظهَرَ الرومُ على فارسَ لأنهم أهلُ الكِتاب، وكان المشركون يحبُّون أن تظهرَ فارسُ على الرُّوم لأنهم أهلُ أوثان، فذَكَرَ ذلك المسلمون لأبي بكر الصِّدِّيق، فذَكَرَ ذلك أبو بكر للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"أمَا إنهم سيُهزَمُون"، فَذَكَرَ أبو بكر لهم ذلك فقالوا: اجعلْ بيننا وبينك أجَلًا، فإن ظَهَرُوا كان لك كذا وكذا، وإن ظَهَرْنا كان لنا كذا وكذا. فجَعَلَ بينهم أجَلَ خمسِ سنين، فلم يَظهَروا، فَذَكَرَ ذلك
(1)
إسناده محتمل للتحسين، مرثد بن سمي روى عنه اثنان وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومحمد بن الخليل شيخ المصنف لم نقف له ترجمة وهو لم ينفرد به.
فقد أخرجه ابن وهب في فضائل القرآن (المطبوع مع تفسيره باسم علوم القرآن) من "جامعه"(3/ 106) قال: أخبرني معاوية بن صالح، فذكره بهذا الإسناد.
ورواه أيضًا عن معاوية بن صالح: أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث عند البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 417 وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 57/ 202، وحماد بن خالد الخياط عند الثعلبي في "تفسيره" 7/ 294.
والقراءة بفتح الغين واللام قراءة شاذَّة قرأ بها بعضُهم، وجمهور القَرَأة على ضمِّ الغين وكسر اللام.
أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أَلَا جَعَلتَه - أُراه قال - دُونَ العَشَرة"، قال: فظَهَرَت الرومُ بعد ذلك، فذلك قولُه:{الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} قال: فغُلِبَت الرومُ ثم غَلَبَت بعدُ، {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ}. قال سفيان: وسمعتُ أنهم ظَهَروا يومَ بَدْر
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3583 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حَنبَل، حدثني أَبي، حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدي، حدثنا سفيان، عن عاصم، عن أبي رَزِين قال: جاء نافعُ بن الأزرق إلى ابن عبَّاس فقال: الصلواتُ الخمسُ في القرآن؟ فقال: نعم، فقرأ:{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} ، قال: صلاةُ المغرب {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} صلاةُ الصبح، {وَعَشِيًّا} صلاةُ العصر، {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} [الروم: 17 - 18] صلاةُ الظهر؛ وقرأ: {وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ} [النور: 58]
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. أبو إسحاق الفزاري: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث.
وأخرجه أحمد (4/ 2495) و (2769)، والترمذي (3193)، والنسائي (11325) من طريق معاوية بن عمرو الأزدي، بهذا الإسناد. وحسَّنه الترمذي.
وأخرج بعضه بنحوه الترمذي (3191) من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عبَّاس. وحسَّنه.
(2)
إسناده حسن من أجل عاصم: وهو ابن أبي النجود. سفيان: هو الثوري، وأبو رزين: هو مسعود بن مالك الأسدي.
وأخرجه البيهقي 1/ 359 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 21/ 29، والثعلبي في "تفسيره" 7/ 297 - 298 من طريقين عن عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(1772) و"تفسيره" 2/ 103، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط"(926) عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الطبري 21/ 29، والطبراني (10596) من طريقين آخرين عن سفيان، به. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
31 - ومن سورة لقمان
3584 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا بكَّار بن قُتيبة القاضي، حدثنا صفوان بن عيسى القاضي، حدثنا حُميد الخرَّاط، عن عمّار الدُّهْني، عن سعيد بن جُبير، عن أبي الصَّهباء، عن ابن مسعود قال:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [لقمان: 6]، قال: هو واللهِ الغِناءُ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3585 -
حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ، حدثنا يحيى بن محمد الحَلَبي، حدثنا الحارث بن سليمان، حدثنا عُقْبة بن عَلقَمة عن الأوزاعي، عن موسى بن سليمان قال: سمعتُ القاسم بن مُخيمِرةَ يحدِّث عن أبي موسى الأشعَري، قال
= وأخرجه بنحوه الطبري 21/ 29، وابن المنذر (927)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" 2/ 294، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 80 من طريق ليث عن الحكم، عن أبي عياض، عن ابن عبَّاس. وليث هذا: هو ابن أبي سليم، فيه ضعف.
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه، فإنَّ عمارًا الدهني لم يسمع من سعيد بن جبير شيئًا، وضعّفه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 19/ 194، وحميد الخراط - وهو ابن زياد أبو صخر - ليس بذاك الثقة. أبو الصهباء: هو صهيب البكري مولى ابن عبَّاس.
وأخرجه البيهقي 10/ 223 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(26) - ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(4743) - والطبري في "تفسيره" 21/ 61 من طريقين عن صفوان بن عيسى، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 309، والطبري 21/ 61 من طريقين عن أبي صخر حميد بن زياد الخراط، به.
وروي عن ابن عبَّاس أنه قال: هو الغناء ونحوه. وهو صحيح عنه، أخرجه ابن أبي شيبة 6/ 310، والبخاري في "الأدب المفرد"(786) و (1265)، وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(27)، والطبري 21/ 61 و 62.
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال لُقْمانُ لابنه وهو يَعِظُه: يا بُنيَّ، إياكَ والتقنُّعَ، فإنها مَخوَفةٌ بالليل، مَذَلَّةٌ بالنهار"
(1)
.
هذا متنٌ شاهدٌ وإسنادٌ صحيح، والله أعلم.
3586 -
حدثني علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا يزيد بن الهيثم، حدثنا إبراهيم بن أبي الليث، حدثنا الأشجعيُّ، عن سفيان، عن الأسوَد بن قيس، عن نُبَيح العَنَزي، عن جابر بن عبد الله، وتَلَا قولَ لُقْمان لابنه:{وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} [لقمان: 19]، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرجَ مَشَوْا بين يديه وخَلَّوْا ظهرَه للملائكة
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف، يحيى بن محمد الحلبي مجهول الحال، وموسى بن سليمان - وهو ابن موسى القرشي الأُموي الدمشقي - شيخ فيه جهالة، ثم إنه قد اضطُرِبَ في إسناده.
فقد رواه أبو سعيد الأشجّ عند ابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير" 6/ 343 و"البداية والنهاية" له 3/ 15 - عن عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن موسى بن سليمان، عن القاسم بن مخيمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسله.
وخالفه ابنُ أبي شيبة في "مصنفه" 8/ 751 فرواه عن عيسى بن يونس بهذا الإسناد عن القاسم بن مخيمرة، موقوفًا عليه، لم يذكر فيه أبا موسى ولا النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
وتابع عيسى بنَ يونس على هذه الرواية أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني والوليد بن مسلم كلاهما عن الأوزاعي عند أبي نعيم في "الحلية" 6/ 82، فهذا هو المحفوظ أنه موقوف على القاسم بن مخيمرة.
(2)
حديث صحيح دون أوله في ذكر لقمان وقوله لابنه، فقد انفرد به إبراهيم بن أبي الليث، وهو ليس بذاك القوي. الأشجعي: هو عبيد الله بن عبيد الرحمن، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي في "الزهد"(301) عن أبي عبد الله الحافظ، بهذا الإسناد.
وأخرجه دون أوله: أحمد (22/ 14236) و (14556)، وابن ماجه (246)، وابن حبان (6312)، والمصنف فيما سيأتي برقم (7945) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وقصة مشيهم بين يديه صلى الله عليه وسلم وتخلية ظهره للملائكة رواها أبو عوانة أيضًا عن الأسود بن قيس ضمن حديث طويل عند أحمد (23/ 15281). وستأتي هذه الرواية عند المصنف برقم (7273) لكن لم يسق لفظها بتمامه. =
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
32 - ومن تفسير سورة السجدة
3587 -
حدثنا جعفر بن محمد بن نُصَير الخوَّاص، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا أبو النَّضْر هاشم بن القاسم، حدثنا أبو خَيْثمة زهير بن معاوية قال: قلت لأبي الزُّبير: أسمعتَ جابرًا يَذكُر: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينامُ حتَّى يقرأَ {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدةَ، و {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}؟ فقال أبو الزُّبير: حدَّثَنيهِ صفوانُ، أو أبو صفوانَ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه، لأنَّ مَدَارَه على حديث
= وخالف خالد بن الحارث عن شعبة عن الأسود فيما سيأتي برقم (7946) فذكره مرفوعًا بلفظ: "لا تمشوا بين يديَّ ولا خلفي
…
"، فذكر النهيَ عن المشي بين يديه صلى الله عليه وسلم، وهي رواية شاذّة.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سيأتي عند المصنف برقم (7937). وإسناده حسن.
(1)
إسناده صحيح إن كان الذي رواه لأبي الزبير هو صفوان بن عبد الله الجُمَحي المكي كما ذهب إليه الحافظ ابن حجر في "الإصابة"(4096) فقال: الأقرب أن يكون هو صفوان بن عبد الله الراوي عن أم الدرداء وهو تابعي، ثم عاد وتشكَّك في تعيينه فقال في "نتائج الأفكار" 3/ 267: الذي يظهر لي أنَّ راوي هذا الحديث غير صفوان بن عبد الله لتردُّد أبي الزبير، وقال في "إتحاف المهرة" (2724): هو غير معروف. قلنا: والذي تردَّد وشكَّ فيه هو أبو خيثمة زهير بن معاوية كما وقع تصريحًا في رواية الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(990)، وأبو الزبير له رواية معروفة عن صفوان بن عبد الله الجمحي، وهذا ثقة.
وأخرجه النسائي (10477) من طريق الحسن بن أعيَن، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (23/ 14659)، والترمذي (2892) و (3404)، والنسائي (10475) من طرق عن ليث بن أبي سليم، والنسائي (10474) من طريق المغيرة بن مسلم الخراساني، كلاهما عن أبي الزبير، عن جابر. بإسقاط الواسطة بين أبي الزبير وجابر، قال الدارقطني في "العلل" (13/ 3219): وقول زهير أشبه بالصواب من قول ليث ومن تابعه.
ليث بن أبي سُلَيم عن أبي الزُّبير!
3588 -
أخبرني أبو جعفر محمد بن علي الشَّيباني بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم الغِفَاري، حدثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، حدثنا سِمَاك بن حَرْب، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [السجدة: 5]، قال: من الأيام السِّتة التي خَلَقَ اللهُ فيها السماواتِ والأرضَ ثم يَعرُجُ إليه
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3589 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام بن بشّار، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، حدثنا يحيى بن العلاء، عن عمِّه شعيب بن خالد، حدثني سِماك بن حَرْب، عن عبد الله بن عَمِيرة عن العبَّاس بن عبد المطلب قال: كنا جلوسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبَطْحاء فمرَّت سحابةٌ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
زاد في النسخ الخطية بعد هذا: "في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون، قال: من الأيام الستة"، وهو تكرار لا فائدة منه، ولم يرد في "تلخيص المستدرك".
وهذا الخبر ضعيف لاضطرابه، اضطرب فيه سماك بن حرب، فقد رواه عن إسرائيل عنه هكذا عبيد الله بن موسى عند المصنف هنا، ووكيع عند الطبري 21/ 91، والحسين بن حفص عند ابن مردويه في "تفسيره" ومن طريقه الضياء في "الأحاديث المختارة"(12/ 114)، وخالفهما عبد الرحمن بن مهدي عن إسرائيل عند ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 5/ 437 فذكر فيه الآية 47 من سورة الحج مكان آية سورة السجدة.
ورواه عن سماك كما رواه إسرائيل عنبسةُ بنُ سعيد عند الطبري 21/ 91.
وقد روى سفيانُ الثوري وشعبةُ عن سماك عن عكرمة في قوله تعالى: {أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} قال عكرمة: من أيام الدنيا. أخرجه الطبري 21/ 91. فهذا خلاف آخر.
وخالف سماكًا - عند الطبري أيضًا - في معناه أبو الأحوص عن أبي الحارث، فروى عن عكرمة عن ابن عبَّاس أنه قال في قوله تعالى:{ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ} من أيامكم هذه. فجعل العروج في أيام الدنيا وليس في أيام الخلق السنة كما هي رواية سماك.
وبنحو رواية أبي الحارث هذه رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عبَّاس عند الطبري.
"أتدرونَ ما هذا؟ " فقلنا: اللهُ ورسولُه أعلمُ، فقال:"السَّحَاب" فقلنا: السَّحَابُ، فقال:"والمُزْنُ" فقلنا: والمزنُ، فقال:"والعَنَانُ"، فَسَكَت ثم قال:"أتدرون كم بينَ السماءِ والأرض؟ " فقلنا: اللهُ ورسولُه أعلُم، فقال:"بينهما مَسِيرةُ خمسِ مئة سنةٍ، ومن كلِّ سماءٍ إلى السماء التي تليها مَسِيرةُ خمسِ مئة سنة، وكِثَفُ كلِّ سماءٍ خمسُ مئة سنة، وفوقَ السماء السابعة بحرٌ بين أعلاهُ وأسفلِه كما بين السماء والأرض، ثم فوقَ ذلك ثمانيةُ أَوْعالٍ كما بين السماءِ والأرض، واللهُ فوقَ ذلك، وليس يَخفَى عليه من أعمال بني آدمَ شيءٌ"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3590 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا محمد بن أحمد بن النَّضْر الأَزْدي، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق الفَزَاري، عن الأعمش.
وأخبرنا أبو زكريا العَنبَري - واللفظُ له - حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا جَرِير، عن الأعمش، عن حَبيب بن أبي ثابت والحَكَم بن عُتَيبة، عن ميمون بن أبي شَبِيب، عن معاذ بن جَبَل قال: بينما نحنُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تَبُوكَ وقد أصابنا الحرُّ، فتفرَّقَ القومُ حتى نَظَرتُ فإذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أقربُهم مني، قال: فدَنَوتُ منه فقلت: يا رسول الله، أنبِئْني بعمل يُدخِلُني الجنةَ ويباعدُني من النار، قال:"لقد سألتَ عن عظيمٍ، وإنه لَيسيرٌ على مَن يَسَّره اللهُ عليه: تعبدُ اللهَ لا تُشرِكُ به شيئًا، وتقيمُ الصلاةَ المكتوبة، وتؤتي الزكاةَ المفروضة، وتصومُ رمضانَ" قال: "وإن شئتَ أنبأتُك بأبواب الجنَّة" قلت: أجل يا رسول الله، قال:"الصومُ جُنَّةٌ، والصدقةُ تكفِّرُ الخطيئةَ، وقيامُ الرجل في جَوْف الليل يبتغي وجهَ الله" قال: ثم قرأ هذه الآية: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [السجدة: 16]، قال: "وإن شئتَ أنبأتُكَ برأسِ الأمر وعمودِه وذِرْوةِ
(1)
إسناده ضعيف جدًّا. وهو مكرر (3174).
سَنَامِه" قال: قلت: أجل يا رسول الله، قال: "أمَّا رأسُ الأمر فالإسلامُ، وأما عمودُه فالصلاةُ، وأما ذِروةُ سنامِه فالجهادُ في سبيل الله، وإن شئتَ أنبأتُك بأَمْلكِ ذلك كلِّه" قال: فسَكَت، فإذا راكبان يُوضِعانِ قِبَلَنا، فخَشِيتُ أن يَشغَلاه عن حاجتي، قال: فقلت: ما هو يا رسول الله؟ قال: فأهوَى بإصبعه إلى فِيهِ، قال: فقلت: يا رسول الله، وإنا لنُؤَاخَذُ بما نقول بألسنتِنا، قال:"ثَكِلَتكَ أمُّك ابنَ جبلٍ، هل يَكُبَّ الناسَ على مَناخِرِهم في جهنَّمَ إلَّا حصائدُ ألسنتِهم"
(1)
.
هذا لفظ حديث جَرِير، ولم يذكر أبو إسحاق الفَزَاري في حديثه الحكمَ بن عُتيبة.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3591 -
حدثنا عبد الصمد بن علي البزَّاز ببغداد، حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا عبد الله بن سُوَيد بن حيَّان، حدثني أبو صَخْر، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: بَيْنا نحن عندَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يَصِفُ الجنةَ حتى انتهى، ثم قال:"فيها ما لا عينٌ رأَتْ، ولا أُذنٌ سَمِعَت، ولا خَطَرَ على قلبِ بَشَر"، ثم قرأ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} إلى آخر الآية [السجدة: 16].
قال أبو صخر: فذكرتُه
(2)
للقُرَظي فقال: إنهم أَخفَوْا لله عملًا وأخفى لهم ثوابًا، فقَدِمُوا على الله فقَرَّت تلك الأعينُ
(3)
.
(1)
حديث صحيح. وقد سلفت قطعة منه برقم (2439)، وانظر تمام تخريجه هناك.
وأخرج منه قوله: "الصوم جُنَّة" النسائي في "المجتبى"(2225) من طريق أبي عوانة، عن سليمان الأعمش، به.
ويشهد له حديث عبادة بن الصامت الآتي عند المصنف برقم (7967)، وإسناده صحيح.
(2)
في (ز): فذكرت.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن سويد بن حيان وأبي صخر - وهو =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3592 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا إسماعيل بن قُتيبة، حدثنا أبو بكر بن أبي شَيْبة، حدثنا أبو الأحوَص، عن أبي إسحاق، عن أبي عُبيدة قال: قال عبد الله: إنه مكتوبٌ في التَّوراة: لقد أعدَّ الله للَّذين تتجافَى جنوبُهم عن المضاجع ما لم تَرَ عينٌ، ولم تَسمَعْ أُذنٌ، ولم يَخطُرْ على قلب بشرٍ، ولا يعلمُه مَلَكٌ مقرَّبٌ ولا نبيٌّ مُرسَلٌ. قال: ونحن نقرؤُها: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِى لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3593 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدثنا أحمد بن سَيَّار،
= حميد بن زياد - وقد توبعا. أبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وأخرجه أحمد (37/ 22826)، ومسلم (2825) من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي صخر، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
(1)
رجاله ثقات إلّا أنَّ أبا عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه. أبو الأحوص: هو سلّام بن سليم، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
والخبر في "مصنف ابن أبي شيبة" 13/ 112 و 302.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 21/ 103 عن محمد بن عبيد المحاربي، عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد.
وتابع أبا الأحوص سفيانُ الثوري وشعبةُ عند الطبري أيضًا 21/ 104، وخالفهما إسرائيل وقيس بن الربيع عنده كذلك، فروياه عن أبي إسحاق عن عُبيدة بن ربيعة عن عبد الله بن مسعود. فإن كان ما روياه محفوظًا أيضًا عن أبي إسحاق - وكان قد شاخ وصار ينسى - فهو إسناد متصل حسنٌ من أجل عبيدة بن ربيعة، وقد صرَّح بسماعه من ابن مسعود عند ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 8/ 318 حيث رواه عن الفضل بن دكين عن إسرائيل.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9039) عن عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، عن الفريابي، عن قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود. وعبد الله بن أبي مريم شيخ الطبراني صاحب مناكير وبخاصة فيما يرويه عن الفريابي.
حدثنا محمد بن كَثير، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضُّحى، عن مسروق، عن عبد الله، {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} [السجدة: 21]، قال: يومُ بدرٍ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3594 -
حدثنا عبد الرحمن بن حَمْدان الجلَّاب بهَمَذان، حدثنا إسحاق بن أحمد بن مِهْران الخرَّاز، حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي
(2)
قال: سمعتُ مالكَ بن أنس، وتلا قولَ الله عز وجل:{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا} [السجدة: 24]، فقال: حدثني الزُّهْري، أنَّ عطاء بن يزيد حدَّثه عن أبي هريرة، أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:"ما رُزِقَ عبدٌ خيرًا له ولا أوسَعَ من الصَّبر"
(3)
.
(1)
إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 328 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وخالف عبدُ الرحمن بن مهدي فرواه عن سفيان الثوري عن السدي عن أبي الضحى به، أخرجه الطبري 21/ 109 وابن المقرئ في "معجمه"(742)، فجعله من رواية السدي مكان الأعمش، وهو حسن الحديث.
وتابعه الفريابي عن سفيان عند الطبراني في "الكبير"(9038)، لكن شيخ الطبراني فيه - وهو عبد الله بن محمد بن أبي مريم - تكثر في روايته عن الفريابي المناكير.
(2)
وقع في (ز): أبو إسحاق سليمان الرازي، وهو خطأ.
(3)
إسناده صحيح لكن من حديث عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري، وهمَ إسحاق بن أحمد بن مهران فجعله من حديث أبي هريرة، وقد خالفه الإمام أحمد فرواه في "مسنده"(18/ 11891) عن إسحاق بن سليمان الرازي فجعله من حديث عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد على الجادّة، وظاهر كلام الحاكم بإثر الحديث يُفهَم منه أنَّ الحديث عنده عن أبي سعيد وليس عن أبي هريرة، فإن كان كذلك في أصل كتابه فما وقع في نسخنا خطأٌ من بعض النسَّاخ ثم تناقلوه، والله تعالى أعلم.
وأخرجه دون ذكر تلاوة مالك للآية: البخاري (1469)، ومسلم (1053)، وأبو داود (1644)، =
قد اتَّفق الشيخان على إخراج هذه اللفظة لمالك في آخر حديثه بهذا الإسناد: أنَّ ناسًا من الأنصار سأَلوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، الحديثَ بطوله. وفي آخره هذه اللفظة، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة التي عند إسحاق بن سليمان.
3595 -
أخبرني محمد بن إسحاق الصَّفّار، حدثنا أحمد بن نَصْر، حدثنا عمرو بن طلحة، حدثنا أسباط بن نَصْر، عن السُّدّي، عن عِكْرمة، عن ابن عبّاس في قول الله عز وجل:{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ} [السجدة: 28، 29]، قال: يومَ بدرٍ فُتِحَ للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يَنفَعِ الذين كفروا إيمانُهم بعد الموت
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
33 - ومن تفسير سورة الأحزاب
3596 -
أخبرنا أبو العبَّاس أحمد بن هارون الفقيه، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا حَجَّاج بن مِنهال، حدثنا حمّاد بن سَلَمة، عن عاصم، عن زِرٍّ، عن أُبيِّ بن كعب قال: كانت سورةُ الأحزاب تُوازِي سورةَ البقرة، وكان فيها: (الشيخُ والشيخةُ
= والترمذي (2024)، والنسائي (2380) و (11819) و (11820)، وابن حبان (3400) من طرق عن مالك، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري: أنَّ ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم
…
إلخ.
وأخرجه كذلك أحمد (18/ 1890) من طريق معمر، والبخاري (6470) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه بنحوه أحمد (17/ 11091) و (18/ 11435) من طريق عطاء بن يسار، وابن حبان (3399) من طريق سعيد المقبري، كلاهما عن أبي سعيد الخدري.
(1)
إسناده حسن. أحمد بن نصر: هو أحمد بن محمد بن نصر اللبّاد، والسدي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 328 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
[إذا زَنَيا]
(1)
فارجُمُوهُما البَتَّةَ)
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3597 -
حدثنا أبو سعيد
(3)
أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا أبو شعيب الحرَّاني، حدثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد، حدثنا زهير، حدثنا قابوس بن أبي ظَبْيان، أنَّ أباه حدَّثه قال: قلتُ لابن عبَّاس: قولُ الله عز وجل: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4]، ما عَنَى بذلك؟ قال: قامَ نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم فَخَطَرَ خَطْرةً، فقال المنافقون الذين يُصلُّون معه: ألا تَرَونَ، له قَلبانِ: قلبٌ معهم وقلب معكم. فأَنزل الله عز وجل: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}
(4)
.
(1)
ما بين المعقوفين ليس في النسخ الخطية، وأثبتناه من "التلخيص"، وكذا هو عند ابن حبان.
(2)
إسناده حسن على نكارة في أوله لتفرّد عاصم - وهو ابن بهدلة - به، فإن في حفظه شيئًا ويقع له في حديثه بعض الأوهام، لكن لشطره الثاني ما يقويه كما سيأتي.
وسيأتي الحديث أيضًا برقم (8267) من طريق شعبة وحماد بن زيد عن عاصم.
وأخرجه ابن حبان (4428) من طريق النضر بن شميل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (7112)، وابن حبان (4429) من طريق منصور بن المعتمر، وعبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند"(35/ 21207) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن عاصم، به. زاد مبارك بن فضالة في روايته عن عاصم عند أبي داود الطيالسي (542): فرُفِعَ فيما رُفِعَ.
وأخرجه عبد الله بن أحمد أيضًا (21206) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن زر بن حبيش، به. ويزيد بن أبي زياد - وهو الكوفي - الجمهور على تضعيفه وكان يتلقّن، فمتابعته ليست بالمعتبَرة.
وستأتي قصة آية الرجم من حديث خالة أبي أمامة برقم (8269)، ومن حديث زيد بن ثابت برقمي (8270) و (8271)، وبهما يتقوّى هذا الشطر.
(3)
تحرَّف في (ز) إلى: أبو العبَّاس. وانظر "تاريخ الإسلام" للذهبي 7/ 735.
(4)
إسناده فيه لِينٌ من أجل قابوس بن أبي ظبيان، وضعَّفه الذهبي في "تلخيصه".
وأخرجه أحمد (4/ 2410)، والترمذي (3199) من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.
قوله: "فخطر خطرة" قال السندي في حاشيته على "المسند": قيل: يريد الوسوسة التي تحصل للإنسان في صلاته، ولعلّه ظهر لهم ذلك من جهته فقالوا ذلك، والله تعالى أعلم.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3598 -
أخبرنا محمد بن عمرو البزَّار
(1)
ببغداد، حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو حُذَيفة، حدثنا سفيان، عن طلحة، عن عطاء، عن ابن عبَّاس: أنه كان يقرأُ هذه الآية: (النبيُّ أَوْلَى بالمُؤْمنينَ من أنفُسِهم وهو أَبٌ لهم وأزواجُه أُمَّهاتُهم)
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3599 -
أخبرني أبو الحسن محمد بن علي بن بَكْر العَدْل، حدثنا الحسين بن الفَضْل البَجَلي، حدثنا شَبَابةُ بن سوَّار، حدثني إسحاق بن يحيى بن طَلْحة، عن عمِّه موسى بن طَلْحة قال: بَيْنا عائشةُ بنتُ طلحة تقول لأمِّها أمِّ كُلثُوم بنت أبي بكر: أَبي خيرٌ من أبيكِ، فقالت عائشة أمُّ المؤمنين: ألا أَقضي بينكما، إنَّ أبا بكر دَخَلَ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"يا أبا بكرٍ، أنت عَتيقُ اللهِ من النار"، قالت: فمن يومِئذٍ سُمِّي عَتيقًا، ودَخَلَ طلحةُ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"أنت يا طلحةُ ممَّن قَضَى نَحْبَه"
(3)
.
(1)
في (ز): البزاز، بإعجامهما، وأُهملتا في (ص) و (ع)، والمثبت من (ب)، وهو الوجه إن شاء الله، فإنَّ محمد بن عمرو هذا - وهو أبو جعفر بن البَختَري البغدادي - قد اشتهر بالرَّزّاز كما في ترجمته من "سير أعلام النبلاء" للذهبي 15/ 385 وغيره، وقد جاء منسوبًا هكذا عند المصنف أيضًا فيما يأتي برقم (7575) وهي نسبة إلى بيع الرُّز، فلا يبعد أن يكون بزّارًا، وهي نسبة إلى من يخرج الدُّهن من البزور أو يبيعها.
(2)
إسناده ضعيف جدًا، طلحة: هو ابن عمرو بن عثمان المكي، وهو متروك، وبه أعلّه الذهبي في "تلخيصه" فقال: طلحة ساقط.
أبو حذيفة: موسى بن مسعود النهدي، وسفيان: هو الثوري، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه البيهقي 7/ 69 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. ووقع فيه مكان "سفيان": يونس، وهو تحريف.
(3)
إسناده بهذا السِّياق ضعيف جدًّا من أجل إسحاق بن يحيى بن طلحة فإنه متروك الحديث، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه".
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3870) عن شبابة بن سوّار، بهذا الإسناد. =
صحيح الإسناد ولم يُخرجاه.
3600 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا العبَّاس بن محمد الدُّوري، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، حدثنا شَرِيك بن أبي نَمِرٍ، عن عطاء بن يَسَار، عن أم سَلَمة أنها قالت: في بيتي نَزَلَت هذه الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} [الأحزاب: 33]، قالت: فأَرسَل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال:"اللهمَّ هؤلاءِ أهلُ بيتي" قالت أم سلمة: يا رسول الله، ما أنا من أهلِ البيت؟ قال:"إنَّكِ إلى خيرٍ، وهؤلاءِ أهلُ بيتي"
(1)
.
= وسيأتي عند المصنف برقم (5711) من طريق ابن وهب عن إسحاق بن يحيى عن عمه عيسى بن طلحة بن عبيد الله
…
فذكر القصة.
وسيأتي مختصرًا بقصة تسمية أبي بكر بعتيق برقم (4452) من وجه آخر، وفيه صالح بن موسى الطلحي وهو متروك أيضًا.
وأخرجه كذلك مختصرًا الترمذي (3679) من طريق معن بن عيسى، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمه إسحاق بن طلحة، عن عائشة أم المؤمنين. وقال: حديث غريب.
وقد روى إسحاق بن يحيى أيضًا عن عمِّه موسى بن طلحة، عن معاوية بن أبي سفيان رفعه قال:"طلحة ممن قضى نحبه". أخرجه ابن ماجه (126) و (127)، والترمذي (3202).
وهذا الحرف قد روي بإسناد حسن عند الترمذي برقم (3203) من طريق طلحة بن يحيى، عن عمَّيه موسى وعيسى ابني طلحة بن عبيد الله، عن أبيهما طلحة رضي الله عنه. وحسَّنه الترمذي.
وأما الحرف الذي فيه ذكر تسمية أبي بكر بعتيق، فقد روي بإسناد قوي عند ابن حبان (6864) من حديث عبد الله بن الزبير.
قوله: "ممَّن قضى نحبه" يشير إلى قوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} [الأحزاب: 23]، والنَّحْب: العهد.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم، لكن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار فيه لين، وقد خالفه من هو أوثق منه فأرسل الحديث، فهو المحفوظ، غير أنَّ هذا الحديث مرويّ من وجوه عن أم سلمة بعضُها صحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 627) عن إدريس بن جعفر العطار، وأبو نُعيم في "تاريخ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أصبهان" 2/ 253 من طريق محمد بن هارون الرازي، كلاهما عن عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه علي بن حُجر السَّعْدي في "أحاديث إسماعيل بن جعفر"(403) عن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، وابن المغازلي في "مناقب عليّ"(351) من طريق أنس بن عياض الليثي، كلاهما عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار: أنَّ هذه الآية نزلت في بيت أم سلمة {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}
…
ثم ذكرا نحو القصة. وعطاء بن يسار قد صحَّ سماعه من أم سلمة لكن روايته هنا ظاهرة في إرساله الحديثَ، وأنه لم يسمعه من أم سلمة.
وأخرجه أحمد (44/ 26508) من طريق أبي ليلى الكندي، عن أم سلمة. وإسناده صحيح إن شاء الله.
وأخرجه أحمد (44/ 26508) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء بن أبي رباح، عمَّن سمع أم سلمة. ورجاله ثقات، وهذا المبهم هو - فيما يغلب على ظننا - ابنها عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد أخرجه الترمذي (3205) و (3787) من طريق يحيى بن عبيد المكي - كما جاء منسوبًا عند الطبري 22/ 8 والطبراني (8295) والطحاوي في "المشكل"(771) - عن عطاء بن أبي رباح، عن عمر بن أبي سلمة، قال: نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة
…
فذكر القصة. فأرسله عمر بن أبي سلمة، وهو صحابي صغير ومرسله حجة، والغالب أنه سمعه من أمه. وهذا إسناد جيد إن شاء الله.
وأخرجه أحمد (44/ 26508) و (26550) و (26597)، والترمذي (3871) من طرق عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. قلنا: وشهرٌ حسن الحديث في المتابعات والشواهد.
وسيأتي برقم (4756) من طريق الحسن بن مُكرم عن عثمان بن عمر.
وانظر شواهده عند حديث ابن عبَّاس الآتي عند المصنف برقم (4702).
قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" 14/ 184: هذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم لهم بعد نزول الآية أحب أن يدخلهم في الآية التي خوطب بها الأزواج.
قال البيهقي في "الاعتقاد" ص 327 بعد أن ذكر حديث أم سلمة: هذا يؤكد ما ذكرنا من دخول آله وأزواجه في أهل بيته وعلينا محبة جميعهم وموالاتهم في الدين.
وممّن جعل الآية شاملة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعليٍّ وفاطمة والحَسن والحُسين: أبو إسحاق الزجاج =
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
3601 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا العبَّاس بن الوليد بن مَزيَد، أخبرني أبي، قال: سمعتُ الأوزاعيَّ يقول: حدثني أبو عمَّار، قال: حدثني واثلةُ بن الأسقَعِ قال: جئتُ أريد عليًّا فلم أجِدْه، فقالت فاطمةُ: انطلَقَ إلى رسول الله يَدعُوه، فاجلِسْ، فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل ودخلتُ معهما، قال: فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حسنًا وحسينًا فأجلسَ كلَّ واحد منهما على فَخذِه، وأدنى فاطمةَ من حِجْره وزوجَها، ثم لفَّ عليهم ثوبَه وأنا شاهدٌ، فقال:" {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، اللهمَّ هؤلاءِ أهلُ بيتي، اللهمَّ أهلي أحقُّ"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3602 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهدُ الأصبهاني، حدثنا أَسِيدُ بن عاصم، حدثنا الحسين بن حفص، حدثنا سفيان بن سعيد، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن أم سَلَمة قالت: قلت: يا رسول الله، يُذكَرُ الرجالُ ولا يُذكَرُ النساءُ! فأنزل
= في "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 226، ووافقه الواحدي في "تفسيره البسيط" 18/ 241، وكذلك قال أبو المظفر السمعاني في "تفسيره" 4/ 281، وأبو حيان في "البحر المحيط" 8/ 479، وابن تيمية في "منهاج السنة" 4/ 23 و 7/ 74، وابن كثير في "تفسيره" 6/ 411، وغيرهم.
وقوله: "إنك إلى خير" قال السندي في حاشيته على "المسند": ظاهره عدم دخولها فيهم، وظاهر القرآن الدخول، فيحتمل أنَّ المراد بكونها إلى خيرٍ أنها داخلةٌ البتّة كما هو ظاهر سَوْق القرآن.
(1)
إسناده صحيح. أبو عمار: هو شدّاد بن عبد الله مولى معاوية بن أبي سفيان.
وأخرجه أحمد (28/ 16988)، وابن حبان (6976) من طرق عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وقع في بعض الروايات في آخره - كما عند ابن حبان وغيره -: قال واثلة: فقلت من ناحية البيت: وأنا يا رسول الله من أهلِك؟ قال: "وأنت من أهلي"، قال واثلة: إنها لَمِن أرجى ما أَرتجي.
وسيأتي الحديث عند المصنف برقم (4757).
قال السندي في حاشيته على "المسند": قوله: "وأهل بيتي أحق" أي: بهذه الكرامة، وهي إذهاب الرجس والتطهير.
الله عز وجل: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الأحزاب: 35]، وأنزل:{أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} [آل عمران: 195]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه
3603 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا سفيان، عن علي بن الأقمَر، عن الأغرِّ، عن أبي سعيدٍ أنه قال.
وحدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا حامد بن أبي حامد المقرئ، حدثنا عيسى بن جعفر الرازي، حدثنا سفيان بن سعيد، عن علي بن الأقمَر، عن الأغرِّ، عن أبي سعيدٍ وأبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أيقَظَ الرجلُ امرأتَه من الليل فصَلَّيا ركعتين، كُتِبا من الذاكرينَ الله كثيرًا والذاكراتِ"
(2)
.
لم يُسنِدْه أبو نُعيم ولم يَذكُر النبيَّ صلى الله عليه وسلم في الإسناد، وأسنَدَه عيسى بنُ جعفر وهو ثقةٌ.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد لا بأس برجاله، وقد سلف الكلام على سماع مجاهد من أم سلمة عند الحديث رقم (3234).
وأخرجه أحمد (44/ 26575) و (26603)، والنسائي (11341) من طريق عبد الرحمن بن شيبة، عن أم سلمة - دون ذكر آية آل عمران. وإسناده صحيح.
وأخرجه كذلك النسائي (11340) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة. وإسناده حسن إن شاء الله.
وانظر ما سلف برقم (3213) و (3234).
(2)
إسناده صحيح، وعيسى بن جعفر الرازي - وإن كان من جملة الثقات - قد وهمَ في الجمع بين حديثي أبي سعيد وأبي هريرة، فالصواب أنَّ حديث أبي سعيد في رواية سفيان الثوري موقوف، هكذا رواه عنه أبو نعيم الفضل بن دكين عند المصنف هنا، وعبدُ الرزاق في "مصنفه"(4738)، ومحمدُ بن كثير العبدي عند أبي داود في "سننه"(1309).
وقد رواه عن علي بن الأقمر غيرُ سفيان فرفع الحديث عن أبي سعيد وأبي هريرة كليهما، كالأعمش فيما سلف عند المصنف برقم (1204).
3604 -
حدثنا علي بن حَمْشاذ العدل، حدثنا هشام بن علي السَّدُوسي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عَوَانة، أخبرني عمر بن أبي سَلَمة، عن أبيه قال: حدثني أسامة بن زيد قال: كنتُ في المسجد فأتاني العبَّاسُ وعليٌّ فقالا لي: يا أسامةُ، استأذِنْ لنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلتُ على النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنتُه فقلت له: إنَّ العبَّاس وعليًّا يستأذِنانِ، قال:"هل تدري ما حاجَتُهما؟ " قلت: لا والله ما أَدري، قال:"لكنِّي أَدْري، ائذَنْ لهما" فدخلا عليه، فقالا: يا رسول الله، جئناك نسألُك: أيُّ أهلِك أحبُّ إليك؟ قال: "أَحبُّ أهلي إليَّ فاطمةُ بنتُ محمدٍ" فقالا: يا رسول الله، ليس نسألُك عن فاطمةَ، قال:"فأسامةُ بنُ زيدٍ الذي أَنْعَمَ اللهُ عليه وأَنعمتُ عليه"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3605 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار العَدْل، حدثنا الحسين بن الفَضْل البَجَلي، حدثنا عفَّان بن مُسلِم، حدثنا حمّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال: جاء زيدُ بن حارثةَ يَشكُو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جَحْش، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أَمسِكْ عليك أَهلَك"، فنزلت:{وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} [الأحزاب: 37]
(2)
.
3606 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن أبي عثمان، عن أنس بن مالك قال:
(1)
إسناده ضعيف لتفرُّد عمر بن أبي سلمة به ففيه ضعيف، والراجح فيه أنه يقتل من حديثه ما توبع عليه، وقد ضعَّف الذهبي في "تلخيصه".
وأخرجه الترمذي (3819) عن أحمد بن الحسن، عن موسى بن إسماعيل، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن، وكان شعبة يضعِّف عمر بن أبي سلمة.
وسيأتي مختصرًا بآخره برقم (6674).
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه ابن حبان (7045) من طريق محمد بن عبد الرحيم، عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أحمد (19/ 12511)، والبخاري (4787)، والترمذي (3212)، والنسائي (11343) من طرق عن حماد بن زيد، به.
لما تَزوَّج النبيُّ صلى الله عليه وسلم زينبَ بَعَثَت أمُّ سُلَيم حَيْسًا في تَوْرٍ من حجارة، قال أنس: فقال ليَ النبي صلى الله عليه وسلم: "اذهَبْ فَادْعُ مَن لَقِيتَ من المسلمين"، فذهبتُ فما رأيت أحدًا إلَّا دعوتُه، قال: ووَضَعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدَه في الطعام ودعا فيه وقال ما شاءَ الله، قال: فجعلوا يأكلون ويَخرُجون، وبَقِيَت طائفةٌ في البيت، فجعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَستَحْيي منهم، وأطالوا الحديثَ؛ فخَرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وتَرَكَهم في البيت، فأنزل الله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} يعني: غير مُتحيِّنِينَ، حتَّى بلغ {ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3607 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عوف الطائي، حدثنا عبد القُدُّوس بن الحجَّاج، حدثني صفوان بن عمرو، حدثني سُلَيم بن عامر قال: جاء
(1)
رجاله ثقات، إلَّا أنَّ أبا عثمان - وهو الجعد بن دينار اليشكري - قد تفرَّد بذكر بعث أمِّ سليم حيسًا في وليمة زينب، وكل من رواه عن أنس ذكر أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أطعمهم فيها خبزًا ولحمًا، وقد أشار إلى هذا الإشكال القاضي عياض في "إكمال المعلم" 4/ 602، وانظر "فتح الباري" لابن حجر 15/ 448 - 449.
وأخرجه أحمد (20/ 12669)، ومسلم (1428)(95) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
وأخرجه النسائي (11352) من طريق محمد بن ثور، عن معمر، به.
وأخرجه مسلم (1428)(94)، والترمذي (3218)، والنسائي (6584) من طريق جعفر بن سليمان، وعلَّقه البخاري (5163) عن إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن أبي عثمان، به.
وأخرجه بنحوه أو بمعناه: أحمد (19/ 12023) و (20/ 12716) و (13025) و (21/ 13361) و (13538)، والبخاري (5166) و (5466) و (6238) و (6239) و (6271) و (7421)، ومسلم (1427)(87) و (1428)، والترمذي (3217) و (3219)، والنسائي (5379) و (6581) و (8869) و (11348) و (11352) و (11353) و (11356) و (11357)، وابن حبان (5145) و (5578) و (5579) من طرق عن أنس.
الحيس: طعام من أقِط وسمن وتمر.
رجل إلى أبي أُمامة فقال: يا أبا أُمامة، إني رأيتُ في منامي أنَّ الملائكة تصلِّي عليك كلَّما دخلتَ وكلَّما خرجتَ، وكلَّما قمتَ وكلَّما جلستَ، قال أبو أُمامة: اللهمَّ غَفْرًا، دَعُونا عنكم، وأنتم لو شئتُم صلَّت عليكم الملائكةُ، ثم قرأ:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 41 - 43]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3608 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا أبو سهل بِشْر بن سهل اللَّبّاد، حدثنا عبد الله بن صالح المِصْري، حدثني معاوية بن صالح، عن سعيد بن سُوَيد، عن عبد الأعلى بن هلال، عن عِرْباض بن ساريَةَ صاحبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنِّي عبدُ الله وخاتَمُ النبيِّين وأَبي مُنجَدِلٌ في طِينتِه، وسأخبِرُكم عن ذلك: دعوةُ أَبي إبراهيمَ، وبِشارةُ عيسى، ورُؤْيا أمِّي التي رأَتْ، وكذلك أُمَّهاتُ النبيِّين يَرَيْن" وإنَّ أمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأتْ حين وَضَعَته نُورًا أضاءت له قصورُ الشام، ثم تلا:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: 45، 46]
(2)
.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 25 - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 24/ 66 - عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
(2)
صحيح لغيره دون التلاوة، وهذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى كما قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" 1/ 494، إلّا أنَّ ذكر التلاوة في آخر الحديث انفرد به بشر بن سهل اللباد عن عبد الله بن صالح، وبشر هذا قد روى عنه جمع على ما وقع في الأسانيد، ولم يؤثر فيه جرح ولا تعديل، فهو مجهول الحال لكن يعتبر به في المتابعات والشواهد، إلّا أنه في هذا الحديث انفرد بذكر الآية، فقد رواه يعقوب بن سفيان وأبو إسماعيل الترمذي عند البيهقي في "الشعب"(1322) و"الدلائل" 1/ 80، وبكر بن سهل عند الطبراني في "الكبير"(18/ 629)، ثلاثتهم عن عبد الله بن صالح، فلم يذكروا التلاوة في آخره. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3609 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا حامد بن أبي حامد المقرئ، حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي قال: سمعتُ فِطْر بن خَليفة يحدِّث عن الحسن بن مسلم بن يَنَّاق، عن طاووس، عن ابن عبَّاس: أنه تلا قولَ الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ} [الأحزاب: 49]، قال: فلا يكون طلاقٌ حتى يكونَ نكاحٌ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
قال الحاكم: أنا متعجِّبٌ من الشيخين الإمامين كيف أهمَلا هذا الحديثَ ولم يُخرجاه في "الصحيحين"، فقد صحَّ على شرطهما حديثُ ابن عمر وعائشة وعبد الله بن عبَّاس ومعاذ بن جَبَل وجابر بن عبد الله
(2)
.
فأمَّا حديثُ عبد الله بن عمر:
3610 -
فحدَّثنا أبو علي وأبو الحسين بن المظفَّر الحافظان وأبو حامد بن شارَكَ
(3)
= وكذلك أخرجه أحمد (28/ 17150) عن عبد الرحمن بن مهدي، وابن حبان (6404) من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد. وأخطأ عبد الرحمن بن مهدي فسمى عبدَ الأعلى بن هلال: عبدَ الله بن هلال، ونبَّه على ذلك عبد الله بن أحمد بإثر الرواية التي عند والده في "المسند".
وسيأتي من وجه ضعيف عن سعيد بن سويد برقم (4220). وانظر شواهده هناك وفيما هو مفصَّل في التعليق على "مسند أحمد".
قوله: "وأبي منجدل في طينته" يريد آدم كما وقع صريحًا في روايات الحديث. ومنجدل: أي: ملقًى على الجَدَالة، وهي الأرض، وذلك قبل نفخ الرُّوح فيه.
(1)
إسناده صحيح. وانظر ما سلف برقم (2857).
(2)
بل هي أحاديث معلَّة كما سيأتي بيانه، فلا تعجُّب إذًا من فعل الشيخين.
(3)
في (ص) و (ب): شريك، وهو تحريف، وفي (ز): شرك، والمثبت من مصادر ترجمته كـ "سير أعلام النبلاء" 16/ 273، وهو أبو حامد أحمد بن محمد الهروي الحافظ مفتي هَراة وشيخها. وقد يكون ما في (ز) صحيحًا على تحريك الشين والراء بقَصْر الألف، والله أعلم.
الفقيه وأبو أحمد الشُّعَيبي وأبو إسحاق البُزَاري
(1)
في آخرين، قالوا: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا محمد بن يحيى القُطَعي، حدثنا عاصم بن هلال، حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا طلاق إلَّا بعدَ نِكاحٍ"
(2)
.
(1)
البُزَاري: نسبة إلى قرية بنيسابور يقال لها: أبزار وبُزَار كما في "الأنساب" للسمعاني. وانظر ترجمته في "سير النبلاء" 16/ 152.
(2)
حديث معلول، لا أصل له من حديث ابن عمر بهذا الإسناد كما سيأتي بيانه.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 232، وأبو طاهر المخلِّص في "المخلصيات"(2918) عن يحيى بن محمد بن صاعد، بهذا الإسناد والمتن.
وأخرجه ابن عدي أيضًا 4/ 73، والطبراني في "الأوسط"(3676) و"الصغير"(501) عن صالح بن أحمد بن أبي مقاتل، عن محمد بن يحيى القطعي، به. وصالح بن أبي مقاتل متروك واتهمه الدارقطني بالكذب، وقال ابن عدي: لا يعرف إلّا بابن صاعد، سرقه صالح من ابن صاعد حتى لا يفوته الحديث.
قلنا: وهذا الحديث بهذا الإسناد قد وهمَ فيه ابن صاعد، فقد ذكر ابن عدي في "الكامل" 5/ 232 أنه ذكره من رواية ابن صاعد لأبي عروبة الحرّاني، فأخرج إليه أبو عروبة "فوائد القُطعي" فإذا فيها حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - وقد رواه ابن صاعد عن القطعي عن محمد بن راشد عن حسين المعلم عن عمرو - أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا طلاق إلّا بعد نكاح"، وبعقبه: حدثنا عاصم بن هلال عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6]
…
إلخ" (وهو في "أحاديث أبي عروبة" برواية أبي أحمد الكرابيسي الحاكم برقم 27)، قال ابن عدي: فعلى ما تبيَّن لنا في كتاب أبي عروبة أنه دخل لابن صاعد حديث في حديث، و {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} مشهور عن أيوب، على أنَّ عاصم بن هلال يحتمل ما هو أنكر من هذا. انتهى، يعني أنَّ حفظه ليس بذاك المتين.
وذكر أبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" 1/ 459 عن المصنف أبي عبد الله الحاكم أنه سمع الحافظ أبا أحمد الكرابيسي يقول: قال لي أبو عروبة: يا أبا أحمد، لو كان هذا الحديث عند أيوب عن نافع، لا يحتجُّ به الناس منذ مئتي سنة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. ونحوه في "تاريخ دمشق" لابن عساكر 64/ 362. وحديث عمرو بن شعيب سلف عند المصنف برقم (2856).
أما الدارقطني فقد نسب الوهمَ فيه إلى القُطعي نفسه كما في "سؤالات حمزة السهمي"(107)، =
وأما حديث عائشة:
3611 -
فحدَّثَنَاه أبو عمران موسى بن سعيد الحنظلي الحافظ بهَمَذان، حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله، حدثنا حجَّاج بن مِنهال، حدثنا هشام الدَّستُوائي، عن هشام بن عُرْوة، عن عُرْوة، عن عائشة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا طلاقَ إلَّا بعد نكاحٍ، ولا عِتقَ إلَّا بعد مِلْكٍ"
(1)
.
= فقال: ثم رجع عنه القطعي.
(1)
حديث مضطرب، رجاله ثقات إلّا أنه قد تفرَّد به هكذا مسندًا من حديث عائشة مرفوعًا. حجاجُ بن المنهال عن هشام الدستوائي.
وقد خالفه ابنُ جريج ومعمر عند عبد الرزاق في "مصنفه"(11464) فروياه عن هشام بن عروة، عن أبيه من قوله.
وتابعهما حمادُ بن زيد عند سعيد بن منصور في "سننه"(1054)، والليث بن سعد عند ابن أبي داود فيما أخرجه من طريقه الحافظ ابن حجر في "التغليق" 4/ 442.
ورواه هشام بن سعد - وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد - واختُلف عليه فيه: فرواه حماد بن خالد الخياط عند ابن أبي شيبة 5/ 16 و 14/ 224، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/ 135، والبيهقي في "سننه" 7/ 321 عن هشام بن سعد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة موقوفًا من قولها.
وخالفه علي بن الحسين بن واقد عند ابن ماجه (2048)، والطبراني في "الأوسط"(7028)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 109، فرواه عن هشام بن سعد، عن الزهري، عن عروة، عن المِسوَر بن مَخرَمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأدخل ابن عدي بين علي بن الحسين بن واقد وهشامٍ الحسينَ بن واقد والد علي، وعلي هذا ليس بذاك القوي، إلّا أنه تابعه على روايته للحديث عن المسور بشرُ بن السَّري كما ذكر الدارقطني في "العلل"(3816) وذكر أنَّ بشرًا رواه أيضًا عن هشام بن سعد عن الزهري وجعله من حديث عائشة مرفوعًا، ثم قال الدارقطني: والصحيح عن هشام بن سعد ما قاله حماد بن خالد (يعني موقوفًا من قولها)، والله أعلم.
وأخرجه الدارقطني أيضًا في "سننه"(3936) من طريق معمر بن بكار السعدي، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة مرفوعًا. ومعمر هذا ليس بالحافظ كما قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 16/ 87، وهو صاحب أوهام. =
وأما حديث ابن عبَّاس:
3612 -
فأخبرَناه أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، حدثنا يحيى بن أيوب العلَّاف بمصر، حدثنا عمرو بن خالد الحرَّاني، حدثنا أيوب بن سليمان الجَزَري، عن رَبيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عطاء بن أبي رَبَاح، عن ابن عبَّاس، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا طلاقَ لمن لا يَملِكُ"
(1)
.
وأما حديث معاذ بن جَبَل:
3613 -
فحدَّثَناه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا أبو إسماعيل محمد
= وأحسن شيء في هذا الباب مرفوعًا حديثُ عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وقد سلف عند المصنف برقم (2856).
(1)
صحيح موقوفًا على ابن عبَّاس، وهذا إسناد ليِّن من أجل أيوب بن سليمان الجزري فإنه لا يعرف ولم يؤثر فيه جرح ولا تعديل، وقد أخطأ في رفعه والمحفوظ عن عطاء وقفه على ابن عبَّاس، كما أنَّ يحيى بن أيوب العلاف قد وهمَ فأدخل بين أيوب وعطاءٍ ربيعةَ بنَ أبي عبد الرحمن.
فقد خالف يحيى محمدُ بنُ عمرو بن خالد عند الخطيب البغدادي في "المتفق والمفترق"(232) فرواه عن أبيه عن أيوب بن سليمان قال: دخلتُ على عطاءٍ
…
وذكر قصة في سؤاله عن الطلاق، وذكر فيها هذا الخبر.
وأخرجه كذلك الدولابي في "الكنى والأسماء"(619) من طريق الحسن بن محمد بن أعيَن، ومحمد بن سعيد الحراني في "تاريخ الرقة"(301)، والطبراني في "الكبير"(11467) من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني، كلاهما عن أيوب بن سليمان أنه دخل على عطاء وسأله
…
ورواه ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عبَّاس موقوفًا عليه من قوله، أخرجه أبو قرة موسى بن طارق كما في "تغليق التعليق" للحافظ ابن حجر 4/ 449، وعبد الرزاق (11448)، وابن أبي شيبة 5/ 16، وأحمد بن حنبل في "مسائل ابنه له"(1320)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 320، و"معرفة السنن والآثار" (14611). وقال الحافظ ابن حجر: هذا الإسناد أصح ما ورد فيه.
وانظر ما سلف برقم (2857).
ابن إسماعيل، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز، حدثنا ابن جُرَيج، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن معاذ بن جَبَل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا طلاقَ إلَّا بعد نكاحٍ، ولا عِتقَ إلَّا بعد مِلْكٍ"
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف، ابن جريج مدلّس وقد عنعن في روايته هنا عن عمرو، وعمرو هذا قد وهمَ في تسميته أحدُ الرواة ممن دون ابن جريج، والصواب أنه عمرو بن شعيب، هكذا سمّاه عليُّ بن شعيب السِّمسار - وهو ثقة - عن عبد المجيد بن عبد العزيز عند المحاملي في "أماليه" رواية ابن مهدي الفارسي (158)، والدارقطني في "سننه"(3930).
وكذلك سمّاه عن ابن جريج عبدُ الرزاق في "مصنفه"(11455) وعند الطبراني في "الكبير"(20/ 349)، وتابع ابنَ جريج على ذلك عبدُ الرحمن بن الحارث بن عياش عن عمرو بن شعيب عند عبد بن حميد في "مسنده"(121)، وهو المحفوظ، وما وقع عند المصنف وعنه البيهقي في "السنن" 7/ 320 من الأوهام.
ثم إنَّ هذا الإسناد منقطع بين طاووس ومعاذ بن جبل، فإنه لم يسمع منه.
والمحفوظ في هذا الحديث عن عمرو بن شعيب ما رواه جماعة من الثقات عنه عن أبيه عن جدِّه عبد الله بن عمرو بن العاص، كما سلف عند المصنف برقم (2856).
وأما طاووس فقد اختُلف عليه فيه أيضًا، فقد أخرجه عبد الرزاق (11457)، وابن أبي شيبة 5/ 16 و 14/ 224 من طريق سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عمَّن سمع طاووسًا يحدِّث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره. وهذا على إرساله فيه راوٍ مبهم، فالإسناد ضعيف.
ورواه بنحوه إسماعيل بن مسلم المكي - وهو أحد الضعفاء - عند البيهقي 8/ 65 عن محمد بن المنكدر، عن طاووس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ووصله عن محمد بن المنكدر عبدُ الله بنُ لهيعة عند الطبراني في "الكبير"(11004)، وعبدُ الله بنُ زياد بن سمعان عند ابن عدي في "الكامل" 4/ 126 ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 123، فروياه عنه عن طاووس عن ابن عبَّاس مرفوعًا - زاد ابنُ سمعان فجعله من رواية ابن عباس عن علي مرفوعًا. وابن لهيعة سيئ الحفظ، وابن سمعان متهم بالكذب.
ورواه أيضًا عن طاووس عن ابن عبَّاس مرفوعًا: الحسن بن عمارة عن حميد الأعرج عنه عند ابن عدي 2/ 290، وسليمان بن أبي سليمان الزهري عن يحيى بن أبي كثير عنه عند الدارقطني (3938). والإسنادان ضعيفان، الأول فيه الحسن بن عمارة متروك الحديث عند جمهور المحدثين، والثاني فيه سليمان بن أبي سليمان الزهري وهو ضعيف الحديث في بعض ما يرويه مناكير. =
وأما حديث جابر:
3614 -
فحدَّثَناه يحيى بن منصور القاضي ويحيى بن محمد العَنبَري وأبو النَّضر الفقيه والحسن بن يعقوب العَدْل ومحمد بن جعفر المزكِّي قالوا: حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العَبْدي، حدثنا أبو بكر عبد الله بن يزيد الدمشقي، حدثنا صَدَقة بن عبد الله الدمشقي قال: جئتُ محمدَ بن المنكدِر وأنا مُغضَبٌ، فقلت: آللهِ أنت أحلَلتَ للوليد بن يزيد أمَّ سَلَمة؟ قال: أنا! ولكنْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، حدَّثَني جابرُ بن عبد الله الأنصاري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا طلاقَ لمن لا يَملِكُ، ولا عِتقَ لمن لا يَملِك"
(1)
.
3615 -
وحدَّثَناه أبو علي الحافظ، حدثنا عبد الله بن محمود، حدثنا أحمد بن عبد الله بن الحَكَم، حدثنا وَكيع، عن ابن أبي ذِئْب، عن عطاء ومحمد بن المنكدِر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا طلاقَ قبل نِكاحٍ"
(2)
.
= وأما المحفوظ عن طاووس فهو ما رواه عن ابن عبَّاس موقوفًا عليه من قوله، كما سلف عند المصنف برقم (3609)، والإسناد إليه صحيح.
(1)
إسناده ضعيف بمرَّة من أجل صدقة بن عبد الله، فإنه ضعيف في أحاديثه مناكير، وقد اتهمه ابن حبان في مروياته عن ابن المنكدر عن جابر.
وأخرجه البيهقي 7/ 319 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. ومن طريق يحيى بن منصور، عن محمد بن إبراهيم العبدي، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(459)، وابن المقرئ في "معجمه"(1086)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 56/ 39 من طريقين عن عبد الله بن يزيد الدمشقي، به.
وسأل ابن أبي حاتم الرازي في "علل الحديث"(1222) أباه عن حديث صدقة هذا فقال: هذا خطأ، والصحيح ما رواه الثوري عن محمد بن المنكدر قال: حدثني من سمع طاووسًا، فلو كان سمع من جابر، لم يحدِّث عن رجل عن طاووس مرسلًا. قلنا: وحديث الثوري سلف تخريجه عند الحديث السابق.
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه واضطرابه، وقد سلف بيان الانقطاع فيه بين عطاء بن أبي رباح وجابر برقم (2855)، وقد أشار البزار بإثر الحديث (1499 - كشف الأستار) إلى أنَّ بعض =
قال الحاكم: مدارُ سند هذا الحديث على إسنادَين واهيَين: جُوَيبر
(1)
عن الضحَّاك عن النَّزَّال بن سَبْرة عن علي، وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه، فلذلك لم يَقَعِ الاستقصاءُ من الشيخين في طلب هذه الأسانيد الصحيحة، والله أعلم.
3616 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي بمَرْو، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن السُّدِّي، عن أبي صالح، عن أم هانئ قالت: خَطَبَني النبيُّ صلى الله عليه وسلم فاعتذرتُ إليه فعَذَرَني، وأَنزل الله عز وجل:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ} إلى قوله: {اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ} [الأحزاب: 50]، قالت: فلم أكن أَحِلُّ له، لم أهاجِرْ معه، كنت من الطُّلَقاءِ
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3617 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسين بن الفَضْل البَجَلي، حدثنا عفَّان بن مُسلِم، حدثنا حماد بن سَلَمة، أخبرنا ثابت البُنَاني: أنه تَلَا قول الله
= الرواة رواه عن ابن أبي ذئب عمَّن حدَّثه عن محمد بن المنكدر وعطاء؛ فوقع فيه على هذا انقطاع أيضًا بين ابن المنكدر وجابر، على أنَّ حديث ابن المنكدر فيه اضطراب أيضًا كما سبق بيانه عند الحديثين السابقين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 16، ومن طريقه البيهقي 7/ 319، وأخرجه البزار (1499) عن يوسف بن موسى، كلاهما (ابن أبي شيبة ويوسف) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه حرب الكرماني في "مسائله" 1/ 387 عن إسحاق بن راهويه، عن وكيع، به - ولم يذكر فيه محمدَ بن المنكدر.
(1)
جويبر هذا: هو ابن سعيد الأزدي متروك الحديث، وحديثه هذا عند ابن ماجه برقم (2049)، وانظر تتمة تخريجه هناك، والراجح فيه أنه عن عليٍّ موقوف.
وأما حديث عمرو بن شعيب فقد سلف أن خرَّجه المصنف برقم (2856)، وهو حديث مشهور عن عمرو بن شعيب، وهو أحسن شيء مرفوع في الباب، والعجب من المصنف هنا كيف وهّاه وهو قد صحَّح لعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في غير موضع من كتابه هذا، فهذا يدلُّ على أنه قد اضطرب فيه.
(2)
إسناده ضعيف. وهو مكرر (2789).
عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]، فقال ثابت: قَدِمَ علينا سليمانُ مولى الحسن بن علي، فحدَّثَنا عن عبد الله بن أبي طَلْحة الأنصاري، عن أبيه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يومٍ والبِشْرُ يُرَى في وجهه، فقلنا: يا رسول الله، إنا لنَرى البِشرَ في وجهك، فقال:"إنَّه أتاني الملَكُ، فقال: يا محمدُ، إنَّ ربك يقول: أمَا تَرضَى ما أحدٌ من أمَّتِك صلَّى عليك إلَّا صلَّيتُ عليه عشرَ صَلَوَاتٍ، ولا سَلَّم عليك أحدٌ من أمَّتِك إلَّا رَدَدتُ عليه عشرَ مرَّاتٍ؟ فقال: بَلَى"
(1)
.
هذا حديث صحيح
(2)
، ولم يُخرجاه.
3618 -
أخبرنا أبو النَّضر الفقيه وأبو الحسن العَنَزي قالا: حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى، حدثنا أبو إسحاق الفَزَاري، عن الأعمش وسفيان، عن عبد الله بن السائب، عن زاذانَ، عن ابن مسعود، عن
(1)
إسناده محتمل للتحسين، رجاله ثقات مشهورون غير سليمان مولى الحسن بن علي فإنه لم يرو عنه غير ثابت البناني فيما قاله الذهبي، وقال النسائي: سليمان هذا ليس بالمشهور، وذكره البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 6 وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 152 فلم يوردا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 6/ 385 وذكر فيه 2/ 310 أنه ممّن قُتل يوم كربلاء مع الحسين بن علي رضي الله عنهما، وهذا الحديث متابع عليه.
وأخرجه أحمد (26/ 16361) عن عفان، والنسائي (1207) عن إسحاق بن منصور الكوسج، عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (16363)، والنسائي (1219) و (9805)، وابن حبان (915) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
والخبر في الصلاة من الله تعالى عشر مرات على من صلَّى على النبي صلى الله عليه وسلم واحدةً، صحيح رواه غير واحدٍ من الصحابة، منهم: أبو هريرة عند أحمد (14/ 8854) ومسلم (408) وغيرهما، وأنس عند أحمد (19/ 11998) وغيره، وعبد الله بن عمرو عند أحمد (11/ 6568) ومسلم (384) وغيرهما.
(2)
هكذا في (ز)، وفي بقية النسخ: صحيح الإسناد.
النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ لله ملائكة سيَّاحِينَ في الأرض يُبلِّغوني عن أمَّتي السلامَ"
(1)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
وقد عَلَوْنا في حديث الثَّوري، فإنه مشهور عنه، فأما حديث الأعمش عن عبد الله بن السائب، فإنا لم نَكتُبه إلَّا بهذا الإسناد.
3619 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا أحمد
(2)
بن علي الأبّار، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن بكَّار الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني أبو رافع، عن سعيد المَقبُري، عن أبي مسعود الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أكثروا الصلاةَ عليَّ في يوم الجُمُعة، فإنه ليس يُصلِّي عليَّ أحدٌ يومَ الجُمعة إلَّا عُرِضَت عليَّ صلاتُه"
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل محبوب بن موسى، وقد توبع. أبو إسحاق الفزاري: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث، وسفيان هو الثوري، وزاذان: هو أبو عمر الكندي مولاهم الكوفي.
وأخرجه أحمد (6/ 3666) و (7/ 4210) و (4320)، والنسائي (1206) و (9811)، وابن حبان (914) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأما رواية الأعمش سليمان بن مهران، فقد أخرجها الطبراني في "الكبير"(10528)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 205 من طريقين عن أبي صالح محبوب بن موسى، عن أبي إسحاق الفزاري، عن الأعمش وحده، به.
(2)
تحرَّف في (ز) و (ص) و (ع) إلى: محمد. والمثبت من (ب) و"إتحاف المهرة"(13936)، وهو الصواب. وانظر ترجمته في "سير النبلاء" 13/ 443.
(3)
إسناده ضعيف بمرَّة من أجل أبي رافع إسماعيل بن رافع، فإنَّ الجمهور على تضعيفه، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه".
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2769)، وفي "حياة الأنبياء في قبورهم" له (11) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
ويغني عن حديث أبي مسعود هذا حديثُ أوس بن أوس عند أحمد (26/ 16162) وأبي داود (1047) وابن ماجه (1085) وغيرهم، وفيه: "
…
فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإنَّ صلاتكم =
هذا حديث صحيح الإسناد، فإنَّ أبا رافع هذا هو إسماعيل بن رافع، ولم يُخرجاه.
3620 -
أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن عيسى السَّبِيعي بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غَرَزَة، حدثنا قَبِيصة بن عُقْبة، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل، عن الطُّفيل بن أُبيِّ بن كعب، عن أُبيِّ بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب رُبعُ الليل قام، فقال:"يا أيُّها الناس، اذكُروا الله، يا أيُّها الناس، اذكُروا الله، جاءت الراجفةُ تَتْبعُها الرادفةُ، جاء الموتُ بما فيه، جاء الموتُ بما فيه".
فقال أبيُّ بن كعب: يا رسول الله، إني أُكثِرُ الصلاةَ عليك، فكم أجعلُ لك منها؟ قال:"ما شئتَ" قال: الرُّبعَ؟ قال: "ما شئتَ، وإن زدتَ فهو خيرٌ" قال: النصفَ؟ قال: "ما شئتَ، وإن زدتَ فهو خيرٌ" قال: الثُّلثين؟ قال: "ما شئتَ، وإن زدتَ فهو خيرٌ" قال: يا رسول الله، أجعلُها كلَّها لك؟ قال:"إذًا تُكفَى ما هَمَّكَ، ويُغفَرَ لكَ ذَنْبُك"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
= معروضة عليَّ
…
"، وإسناده صحيح إن شاء الله.
(1)
إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، وقد جاء ما يشهد للشطر الثاني من حديثه. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه الترمذي (2457) عن هناد بن السري، عن قبيصة بن عقبة، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن.
وأخرجه مختصرًا أحمد (35/ 21241) و (21242) عن وكيع، عن سفيان الثوري، به.
وسيأتي برقم (3938) و (8049).
ويشهد لشطره الثاني مرسل يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي عن النبي صلى الله عليه وسلم عند عبد الرزاق في "مصنفه"(3114)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"(13). ورجاله ثقات.
وحديث حبان بن منقذ عند ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(60)، والطبراني في "الكبير"(3574). وإسناده ضعيف، وحسّنه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 160.
وحديث أبي هريرة عند ابن أبي عاصم أيضًا (59)، والبزار (8911). وإسناده ضعيف.
3621 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن المِنهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} الآية [الأحزاب: 69]، قال له قومُه: به أُدْرةٌ، فخرج ذاتَ يوم يغتسلُ، فوَضَعَ ثيابَه على صخرة، فخرجت الصخرةُ تشتدُّ بثيابه، فخرج موسى يَتبَعُها عُريانًا حتَّى انتهَتْ إلى مجالسِ بني إسرائيل، فرأَوْهُ وليس بآدَرَ، فذلك قولُه عز وجل:{فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} [الأحزاب: 69]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة.
3622 -
أخبرني محمد بن موسى الفقيه، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا محمد بن عمرو بن أبي مَذْعُور، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا شُعبة، عن أبي بِشْر، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال:{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا} [الأحزاب: 72]، قال: قيل لآدم: أتأخذُها بما فيها، فإن أطعتَ غَفَرتُ، وإن عصيتَ حذَّرتُك؟ قال: قَبِلتُ، قال: فما كان إلَّا كما بينَ صلاةِ العصر إلى أن غَرَبَت الشمسُ حتَّى أصابَ الذَّنْبَ
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه ابن أبي شيبة 19/ 190، والطبري في "تفسيره" 22/ 51 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد - وقرن أبو السائب سلم بن جنادة عن أبي معاوية عند الطبري بسعيد بن جبير عبدَ الله بنَ الحارث الأنصاري.
وأخرجه الطبري أيضًا 22/ 51 من طريق عطية العوفي، عن ابن عبَّاس.
وروي هذا الخبر مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة عند أحمد (10678)، والبخاري (278) و (3404) ومسلم (339)، وبعض رواة حديث أبي هريرة يذكر عيبًا بالجلد.
والأُدرة: نفخة في الخُصية.
(2)
إسناده صحيح. محمد بن عمرو بن أبي مذعور: هو محمد بن عمرو بن سليمان بن أبي =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3623 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا حفص بن غِيَاث، عن الأعمش، عن مسروق، عن أُبيِّ بن كعب، قوله عز وجل:{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ} [الأحزاب: 72]، قال: من الأمانةِ أنَّ المرأة ائتُمِنَت على فَرْجِها
(1)
.
بسم الله الرحمن الرحيم
34 - ومن تفسير سورة سبأ
3624 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون، حدثنا عفَّان، حدثنا حمّاد بن سَلَمة، أخبرنا ثابت، عن أنس، قولَه عز وجل:{وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} ، قال أنس: إنَّ لُقمانَ كان عند داود وهو يَسرُدُ الدِّرْعَ، فجعل يَفتِلُه هكذا بيده، فجعل لقمانُ يَتعجَّبُ ويريدُ أن يسألَه، ويَمنعُه
= مذعور، وثقه ابن حبان والدارقطني، وانظر ترجمته في "تاريخ بغداد" 4/ 219، وقد توبع، وخالد بن الحارث: هو الهجيمي أبو عثمان البصري، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية.
وأخرجه الطبري (22/ 54) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي آخره بنحوه برقم (4037) من طريق عمار البجلي عن سعيد بن جبير.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد منقطع بين الأعمش ومسروق، فإنَّ الأعمش لم يلقه فيما قاله علي بن المديني، والغالب أنَّ الذي أخطأ فيه هو أحمد بن عبد الجبار، فإنه ليس بذاك المتقن، وقد خالفه من هو أوثق منه بمفاوز فوصلوه بينهما بذكر أبي الضحى مسلم بن صُبيح، فصحَّ الإسناد.
فقد أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مصنفه" 5/ 282 عن حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن أُبي بن كعب.
وتابع أبا بكرٍ أبو سعيد بن الأشج عند ابن أبي حاتم في "تفسيره" 3/ 986 فرواه عن حفص بن غياث بذكر أبي الضحى فيه.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 125، وسعيد بن منصور في "سننه"(1312)، وابن أبي شيبة 5/ 282، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(513) و (514)، والطبري 22/ 55، والبيهقي 7/ 371 و 418 من طرق عن الأعمش، به.
حُكْمُه أن يسأله، فلما فَرَغَ منها صَبَّها على نفسه، وقال: نِعمَ دِرعُ الحربِ هذه، فقال لقمانُ: الصمتُ من الحُكْم وقليلٌ فاعلُه، كنت أردتُ أن أسألَك فسكتُّ حتى كَفَيْتَني
(1)
.
صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3625 -
حدثنا أبو محمد المُزَني، أخبرنا أحمد بن نَجْدةَ القرشي، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا عبد الرزاق، أخبرني عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} [سبأ: 11]، قال: لا تُدِقَّ المساميرَ وتُوسِّعْ فتَسلَسَ، ولا تُغلظِ المساميرَ وتُضيِّقِ الحَلَقَ فتَنفصِمَ، واجعله قَدْرًا
(2)
.
(1)
إسناده صحيح موقوف، والغالب أنه مما تُلقِّف من أهل الكتاب.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(4671) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(441) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، به. وسقط من مطبوعه حماد، وهو ثابت في طبعة الرشد ص 787.
وأخرجه مختصرًا بقول لقمان: "الصمت من الحكم وقليل فاعله": ابن حبان في "روضة العقلاء" ص 41 من طريق عبد الأعلى بن حماد، عن حماد بن سلمة، به.
وروي هذا القول - دون ذكر لقمان - مرفوعًا من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم عند القضاعي في "مسند الشهاب"(240) من طريق قتادة، وعند ابن عدي في "الكامل" 5/ 169 - ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(4672) - من طريق عثمان بن سعد الكاتب، كلاهما عن أنس. والإسنادان ضعيفان، وذكر الثاني منهما ابن القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام" 3/ 604 وضعَّفه بعثمان الكاتب، وقال البيهقي: غلط في هذا عثمان بن سعد هذا، والصحيح رواية ثابت. قلنا: وأما طريق قتادة فالإسناد إليه فيه لِين.
وروي مرفوعًا أيضًا من حديث ابن عمر، أخرجه أبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" كما في "الغرائب الملتقطة" للحافظ ابن حجر (2017)، وإسناده ضعيف، وضعَّفه الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" 3/ 108.
والحُكْم: الحِكمة.
(2)
إسناده ضعيف جدًا من أجل عبد الوهاب بن مجاهد، فإنه متَّفَق على ضعفه، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه"، وقد خالفه عبد الله بن أبي نجيح الثقة عند الطبري في "تفسيره" 22/ 68 =
هذا حرفٌ غريبٌ في التفسير، وعبد الوهاب ممَّن لم يُخرجاه.
3626 -
حدثني أبو عمرو إسماعيل بن نُجَيد السُّلَمي، حدثنا محمد بن أيوب، أخبرنا أبو غسّان محمد بن عَمْرو الطَّيَالِسي، حدثنا جَرِير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: مات سليمانُ بن داود عليه السلام وهو قائمٌ يصلِّي ولم تَعلَم الشياطينُ بذلك حتى أكَلَت الأَرَضةُ عصاه فخَرَّ، وكان إذا نَبَتَت شجرةٌ سألها: لأيِّ داءٍ أنتِ؟ قال: فتُخبره، كما أخبر الله عز وجل:{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} الآياتِ كلِّها [سبأ: 12]، فلما نَبَتَت الخُرنُوبُ سألها لأيِّ شيء نَبَتَت، فقالت: لخرابِ هذا المسجد، فقال: إنَّ خرابَ هذا المسجد لا يكون إلَّا عند موتي، فقام يُصلِّي
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3627 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أنس القرشي، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا عبد الله بن عيّاش، عن عبد الله بن هُبيرة السَّبَئي، عن عبد الرحمن بن وَعْلةَ قال: سمعت ابن عبّاس يقول: إنَّ رجلًا سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن سَبَإٍ ما هو: رجلٌ أو امرأةٌ أو أرضٌ؟ فقال: "هو رجلٌ وَلَدَ عشرةً من الولد، ستةً من ولده باليمن، وأربعةً بالشام، فأما اليمانيُّون: فمَذحِجٌ، وكِنْدةُ، والأزْدُ، والأشعريُّون، وأنْمارٌ، وحِميَرٌ خيرُها كلّها، وأما الشاميّةُ:
= فرواه عن مجاهد من قوله.
(1)
إسناده صحيح، جرير - وهو ابن عبد الحميد - روى عن عطاء بن السائب بعد اختلاطه، لكن تابعه من روى عنه قبل الاختلاط، وهو سفيان بن عيينة عند البزار في "مسنده"(5061) والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(207)، فصحَّ الإسناد إن شاء الله.
وتابع عطاءً عليه سلمةُ بنُ كهيل عن سعيد بن جبير فيما سيأتي عند المصنف برقم (7617).
وخالف إبراهيم بن طهمان عن عطاء بن السائب فيما سيأتي برقم (7616) و (8426) فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا وهمٌ من ابن طهمان، والصحيح أنه موقوف على ابن عبَّاس. وانظر تمام تخريجه عند (7616).
فلَخْمٌ، وجُذامٌ، وعاملةُ، وغسَّانُ"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
وشاهدُه حديث فَرْوة بن مُسَيْك:
3628 -
حدَّثَناه أبو بكر بن إسحاق وعلي بن حَمْشاذَ قالا: أخبرنا بِشْر بن موسى، حدثنا الحُميدي، حدثنا فَرَجُ بن سعيد بن عَلقَمة بن سعيد بن أبيَضَ بن حِمَالَ المَأْرِبيّ،
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد فيه لِينٌ، وقد أخطأ مَن دون عبد الله بن يزيد المقرئ في تسمية شيخه، فسمّاه عبد الله بن عياش وعبد الله هذا ليس بذاك القوي وإنما يعتبر به في المتابعات والشواهد، لكن المحفوظ أنه من رواية المقرئ عن عبد الله بن لهيعة ولا يُعرَف هذا الحديث إلّا به، وابن لهيعة وإن كان متكلَّمًا فيه من جهة سوء حفظه فإنَّ رواية عبد الله بن يزيد المقرئ عنه صالحة، وقد رواه عن المقرئ على الصواب أحمد في "مسنده" (5/ 2898) و"فضائل الصحابة" (1616) فقال: عن عبد الله بن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، به.
ثم إنَّ عبد الله بن يزيد المقرئ قد خولف في تسمية الراوي عن ابن عبَّاس، فقد رواه عبد الله بن وهب - وهو من أثبت الناس في ابن لهيعة - في "جامعه"(21) ومن طريقه ابنُ عدي في "الكامل" 4/ 152، وأبو عمرو عثمان بن سعيد بن كثير عند ابن أبي خيثمة في السفر الثاني من "تاريخه"(3164)، وأسدُ بن موسى عند الطحاوي في "مشكل الآثار"(3378)، وعمرو بنُ خالد الحرّاني عند الطبراني في "الكبير"(12992)، أربعتهم عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن علقمة بن وعلة السبئي، عن ابن عبَّاسِ. وعلقمة هذا لم نقف له على ترجمة ولم نتبيّن حاله، فلعلَّ ابن لهيعة قد أخطأ في تسميته، وأنَّ الصواب فيه عبد الرحمن بن وعلة كما في رواية عبد الله بن يزيد المقرئ، فإن عبد الرحمن هذا هو المعروف بالرواية عن ابن عبَّاس في الكتب الستة وغيرها، وهو من الثقات.
ويشهد له حديث فروة بن مُسيك التالي عند المصنف.
وآخر من حديث يزيد بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الطبراني في "الكبير"(22/ 639)، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة"(6633)، ولا يُعرف في الصحابة من اسمه يزيد بن حصين، فالظاهر أنه مرسل.
قوله: "وحِميرٌ خيرها كلها" هكذا وقع في أصولنا الخطية من "المستدرك"، وفي بعض نسخ "مسند أحمد" و"فضائل الصحابة": غير ما كلها، وفي نسخ أخرى من "المسند": عرباء كلها! ولم يرد هذا الحرف في الروايات الأخرى.
حدثني عمِّي ثابت بن سعيد بن أبيَض، عن أبيه، أنَّ فَرْوةَ بن مُسَيك المُرادي حدَّثه: أنه سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن سَبَأ، فقال: يا رسول الله، سبأٌ رجلٌ أم جبلٌ أم وادٍ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بل رجلٌ وَلَدَ عشرةً، فتشاءَمَ أربعةٌ، وتيامنَ ستةٌ، فتشاءمَ لَخْمٌ، وجُذَامٌ، وعاملةُ، وغسَّانُ، وتيامنَ حِميَرٌ، ومَذحِجٌ، والأزدُ، وكِندةُ، والأشعريُّون، والأنمارُ، التي منها بَجِيلةُ"
(1)
.
3629 -
حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خَلَف القاضي، حدثنا محمد بن جَرِير الفقيه، حدثنا أبو كُريب: سمعتُ أبا أسامة وسُئِلَ عن قول الله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28]، فقال: حدثنا الأعمش، عن مجاهد، عن عُبيد بن عُمَير، عن أبي ذرٍّ قال: طلبتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ليلةً فوجدتُه قائمًا يصلِّي، فأطال الصلاةَ، ثم قال: "أُوتِيتُ الليلةَ خمسًا لم يُؤتَها نبيٌّ قبلي: أُرسِلتُ إلى الأحمرِ والأسود - قال مجاهد: الإِنسِ والجنّ - ونُصِرتُ بالرُّعب، فيُرعَبُ العدوُّ وهو على مَسِيرة شهر، وجُعِلَت ليَ الأرضُ مسجدًا وطَهُورًا، وأُحِلَّت ليَ الغنائمُ، ولم تَحِلَّ لأحدٍ قبلي، وقيل لي: سَلْ تُعطَهْ، فاختبأتُها شفاعةً لأمَّتي، فهي
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة في ثابت بن سعيد وأبيه، وقد توبعا. الحميدي: هو عبد الله بن الزبير الأسدي المكي.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 7/ 126 معلَّقًا عن الحميدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1700) و (2469)، والطبراني في "الكبير"(18/ 838) من طريق محمد بن أبي عمر العدني، عن فرج بن سعيد، به.
وأخرجه أحمد 39/ (24009/ 87)، وأبو داود (3988)، والترمذي (3222) من طريق الحسن بن الحكم النخعي، عن أبي سبرة عبد الله بن عابس النخعي، عن فروة بن مسيك. وهذا إسناد حسن من أجل أبي سبرة وحسَّنه الترمذي، وجوَّد إسناده الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 6/ 492.
وأخرجه أحمد أيضًا (24009/ 88) من طريق أبي جناب الكلبي، عن يحيى بن هانئ، عن فروة. وأبو جناب ضعيف.
نائلةٌ من لم يُشرِكْ بالله شيئًا"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة، إنما أخرجا ألفاظًا من الحديث متفرِّقة
(2)
.
3630 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو حُذيفة، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن التميمي، عن ابن عبَّاس في قوله
(1)
إسناده صحيح إن شاء الله، فإنَّ الأعمش - وهو سليمان بن مهران - قد عُرف بالتدليس، وذكر غير واحد من أهل العلم أنَّ عامَّة ما يرويه عن مجاهد مدلَّس، على أنه قد ثبت سماعه منه في غير ما حديثٍ في "الصحيحين" وغيرهما، إلّا أنه قليل السماع منه كما قال أبو حاتم الرازي في "علل الحديث" لابنه (2119)، وقد ذكر الدارقطني في "علله"(1115) في هذا الحديث رواية لقُطْبة بن عبد العزيز عن الأعمش أدخل فيها بينه وبين مجاهدٍ إبراهيمَ بنَ مهاجر، وإبراهيم ليس بذاك القوي، إلّا أننا لم نقف على رواية قطبة هذه مسندةً فيما بين أيدينا من المصادر، ومهما يكن من أمرٍ فإنَّ الأعمش قد توبع كما سيأتي.
محمد بن جرير الفقيه: هو الطبري صاحب "التفسير"، وأبو كريب: هو محمد بن العلاء، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه أحمد (35/ 21299) و (21314)، وأبو داود (489)، وابن حبان (6462) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد - واقتصر أبو داود منه على قوله:"جعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا".
وتابع الأعمشَ عبدُ الكريم الجزري - وهو ثقة - عن مجاهد به بنحو رواية الأعمش. ذكره الدارقطني في "العلل"، ولم نقف على رواية عبد الكريم هذه مسندةً.
وتابعه أيضًا واصل بن حيان عن مجاهد عند أحمد (21435)، إلّا أنه جعله من رواية مجاهد عن أبي ذر بإسقاط عبيد بن عمير. قال الدارقطني: والمحفوظ قول من قال: عن مجاهد عن عبيد بن عمير عن أبي ذر.
ويشهد لحديث أبي ذر هذا غيرُ ما حديث، انظرها عند حديث عبد الله بن عمرو في "مسند أحمد"(11/ 7068).
(2)
أخرجاها من حديث جابر بن عبد الله عند البخاري برقم (335) و (438) ومسلم برقم (521) من حديث جابر بن عبد الله، وعند مسلم برقم (523) من حديث أبي هريرة.
عز وجل: {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} [سبأ: 52]، قال: يَسألون الردَّ، وليس بحينِ ردٍّ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
35 - ومن سورة الملائكة
3631 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا حامد بن أبي حامد المقرئ، حدثنا إسحاق بن سليمان، أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن عبد الله بن المُخارِق بن سُلَيم، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال: إذا حدَّثناكم بحديثٍ أَتيناكم بتصديق ذلك في كتاب الله، إنَّ العبد إذا قال: سبحانَ الله، والحمدُ لله، ولا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبر، وتباركَ الله، قَبَضَ عليهنَّ ملكٌ فضمَّهنَّ تحت جناحه وصَعَدَ بهنَّ، لا يمرُّ بهنَّ على جَمْع من الملائكة إِلَّا استَغفَروا لقائلهنَّ، حتى يُحيَّا
(2)
بهنَّ وجهُ الرَّحمن. ثم تلا عبدُ الله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]
(3)
.
(1)
إسناده محتمل للتحسين من أجل التميمي: واسمه أَربِدَة، وقد سلف بيان حاله عند الحديث (925). أبو حذيفة: هو موسى بن مسعود النهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وهو في "تفسير أبي حذيفة" برقم (785).
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأحوال"(111) من طريق وكيع، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه يحيى بن سلام في "تفسيره" 2/ 771، وابن أبي الدنيا (110) و (111)، وأبو حاتم الرازي في "الزهد"(36)، والطبري في "تفسيره" 22/ 110 من طرق عن أبي إسحاق، به.
(2)
في المطبوع: يجيء، والمثبت من أصولنا الخطية. وقال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" بعدما خرَّجه من الحاكم: كذا في نسختي: يحيّا، بالحاء المهملة وتشديد المثنّاة تحت، ورواه الطبراني فقال: حتَّى يجيء، بالجيم ولعلَّه الصواب.
(3)
إسناده محتمل للتحسين من أجل عبد الله بن المخارق وأبيه، وقد ذكرهما ابن حبان في =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3632 -
حدثنا علي بن حَمْشاذَ، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا أبو الوليد، حدثنا عبيد الله بن إياد بن لَقِيط، حدثني إياد بن لَقِيط، عن أبي رِمْثةَ قال: انطلقتُ مع أَبي نحوَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ عليه أَبي، وجلسنا ساعةً فتحدَّثنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأَبي:"ابنُكَ هذا؟ " قال: إي وربِّ الكعبة، قال:"حقًّا؟ " قال: أَشْهَدُ به، قال: فتبسَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ضاحكًا من ثَبَتِ شَبَهي بأبي ومن حَلِفِ أَبي على ذلك، قال: ثم قال: "أمَا إنَّ ابنَك هذا لا يَجْني عليك ولا تَجْني عليه"، قال: وقرأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: {وَلَا
(1)
تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} إلى قوله: {هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى}
(2)
.
= "ثقاته"، ومخارق مختلف في صحبته.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(616) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسدَّد في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3406) عن يحيى بن سعيد القطان، والطبري 22/ 120، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(667) من طريق جعفر بن عون، والطبراني (9144) من طريق أبي نعيم، ثلاثتهم عن المسعودي، به. ويحيى القطان ممّن سمع من المسعودي قبل اختلاطه.
وأخرجه بنحوه - لكن دون ذكر الآية - أبو نعيم الأصبهاني في "الحلية" 4/ 268 من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن ابن مسعود.
وسأل ابن أبي حاتم الرازي أباه عن حديث ابن عجلان هذا كما في "العلل"(2033)، وذكر أنه رواه أيضًا المسعودي عن عون عن الأسود بن يزيد عن ابن مسعود، فقال لأبيه أبي حاتم: أيهما أصح؟ فقال: المسعودي أفهم بحديث عون، وهو أشبه. قلنا: وهذه الطريق التي أشار إليها ابن أبي حاتم لم نقف عليها عند غيره.
(1)
هكذا في أصولنا الخطية، وهذه الآية في الأنعام والإسراء وفاطر والزمر، وهكذا هي في المصادر التي خرَّجت الحديث، وليس في شيء منها ذكر بقيّته وهي:"إلى قوله: {هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى} " فإنَّ هذه الآيات في سورة النجم (38 - 56)، والآية فيها بلفظ: {أَلَّا تَزِرُ
…
}، وهكذا رواه البيهقي في "السنن" 8/ 345 عن الحاكم.
(2)
إسناده صحيح. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطَّيالسي.
وأخرجه أحمد (11/ 7109) عن هشام بن عبد الملك الطيالسي، بهذا الإسناد - بأطول ممّا =
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3633 -
حدثنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خُزَيمة، حدثنا نَصْر بن علي، حدثنا المعتمِر بن سليمان، عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن عِكْرمة، عن ابن عبّاس قال: لما نَزَلَت {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، قال:"كلُّها في صُحُف إبراهيم" فلما نزلت: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} فَبلغ {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [النجم: 1 - 37]، قال:"وَفَّى"، {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} إلى قوله:{هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى} [النجم: 38 - 56]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3634 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرير، حدثني الأعمش، عن رجل قد سمَّاه، عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في قوله عز وجل: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ
= هنا. وقرن بهشامٍ عفانَ بنَ مسلم.
وأخرجه ابن حبان (5995) عن الفضل بن الحباب الجُمحي، عن أبي الوليد الطيالسي، به.
وأخرجه أبو داود (4495) عن أحمد بن يونس، عن عبيد الله بن إياد، به.
وأخرجه أحمد (7106) و (7107)، وأبو داود (4208)، والنسائي (7007) من طريقين عن إياد بن لقيط، به مختصرًا.
وأخرجه أحمد (7108) من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي رمثة. مختصرًا أيضًا.
وفي باب لا يجني أحدٌ على أحدٍ غيرُ ما حديثٍ، انظرها عند حديث عمرو بن الأحوص من "مسند أحمد"(25/ 16064).
قوله: "أَشهَدُ به" على صيغة المتكلِّم، أي: أقرُّ وأعترف بذلك، أو على صيغة الأمر: اشهَدْ به، أي: كن شاهدًا على اعترافي بأنه ابني.
وقوله: "لا يجني عليك ولا تجني عليه" أي: لا يُؤاخَذ بذنبك ولا تُؤاخَذ بذنبه، وكان من عادة الجاهلية ضمانُ الجنايات بينهما، فردَّه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله هذا. والجناية: الذَّنْب، أو ما يفعله الإنسان مما يوجب عليه العقابَ أو القِصاص.
(1)
إسناده صحيح. وقد سلف برقم (2967).
وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32]، قال:"السابقُ والمقتصدُ يَدخُلان الجنةَ بغير حساب، والظالمُ لنفسه يُحاسَب حسابًا يسيرًا ثم يَدخُلُ الجنةَ"
(1)
.
وقد اختَلَفت الرواياتُ عن الأعمش في إسناد هذا الحديث، فرُوِيَ عن الثَّوْري عن الأعمش قال: ذكر أبو ثابت عن أبي الدرداء، وقيل: عن الثَّوري عن الأعمش عن أبي ثابت عن أبي الدرداء، وقيل: عن شُعْبة عن الأعمش عن رجل من ثَقِيف عن أبي الدرداء، وإذا كَثُرَت الرواياتُ في الحديث ظَهَرَ أنَّ للحديث أصلًا
(2)
.
3635 -
فأخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق في "مسند مسدَّد بن مُسرهَد": أخبرنا أبو المثنَّى، حدثنا مسدَّد، حدثنا المعتمِر بن سليمان، حدثني أبو شعيب الصَّلْت بن عبد الرحمن، حدثني عُقْبة بن صُهْبان الحُدَّاني
(3)
قال: قلت لعائشة: يا أُمَّ المؤمنين، أرأيتِ قولَ الله عز وجل:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} [فاطر: 32]؟ فقالت عائشة: أما السابقُ: فمَن مَضَى في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فَشَهِدَ له بالحياة والرِّزق، وأما المقتصِدُ: فمن اتَّبع آثارَهم فعَمِلَ بأعمالهم حتى يَلحَقَ بهم، وأما الظالمُ لنفسه: فمِثْلي ومِثلُك ومَن اتَّبَعَنا، وكلٌّ في الجنة
(4)
.
(1)
إسناده ضعيف لإبهام شيخ الأعمش، وقد اضطُرب فيه كما سيشير المصنف وكما بينّاه في التعليق على الحديث في "مسند أحمد"، فقد أخرجه فيه (36/ 21697) و (45/ 27505) عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن ثابت أو عن أبي ثابت، عن أبي الدرداء. وثابت هذا أو أبو ثابت لم يُعرَف.
وأخرج أحمد أيضًا (36/ 21727) نحوه من وجه آخر ضعيف.
(2)
هذا إذا تعدّدت المخارج وكانت سويّة، أما حديثه هذا فالمخرج هنا واحد وهو الأعمش، وقد اختُلف عليه فيه، فهذا دليل اضطراب وضعف.
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: الحراني، بالراء، والتصويب من مصادر ترجمته.
(4)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل أبي شعيب، واسمه الصلت بن دينار وليس الصلت بن عبد الرحمن كما وقع عند المصنف. وقد أشار الذهبي في "تلخيصه" إلى ضعف أبي شعيب =
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3636 -
حدثني أبو علي الحسن بن علي بن داود المطرِّز المِصري بمكة، حدثنا العبَّاس بن محمد بن العبَّاس المِصري، حدثنا عمرو بن سَوّاد السَّرْحي، حدثنا عبد الله بن وَهْب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن أبي السَّمْح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخُدْري: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تَلَا قولَ الله عز وجل: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} [فاطر: 33] فقال: "إنَّ عليهم التِّيجانَ، إِنَّ أَدنى لؤلؤةٍ فيها لَتُضيءُ ما بين المشرقِ والمغربِ"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، كما حدَّثَناه أبو العبَّاس عن الدُّوري عن يحيى بن مَعِين أنه قال: أصحُّ إسناد المِصريّين عمرٌو عن درَّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد
(2)
.
3637 -
حدثني أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حدثنا الحسن بن المثنَّى
= هذا. أبو المثنى: هو معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6094) من طريق علي بن الحسين الدرهمي، عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده"(1592) عن الصلت بن دينار، به.
(1)
إسناده ضعيف لضعف رواية أبي السَّمح - وهو درَّاج - عن أبي الهيثم: وهو سليمان بن عمرو العُتْواري.
وأخرجه ابن حبان (7397) من طريق حرملة بن يحيى، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد - بأطول ممّا هنا ودون ذكر الآية.
وأخرجه الترمذي (2562/ 2) من طريق رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، به.
وأخرجه أحمد (18/ 11715) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن درّاج أبي السمح، به مطولًا.
وانظر ما سيأتي برقم (3816).
(2)
هذا من تساهل يحيى بن معين رحمه الله، بل أثبت أسانيد المصريين وأصحها: الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر، كما قال الحاكم نفسه في كتابه "معرفة علوم الحديث" ص 56، وعليه مشى جمهور من اعتنى وصنف في هذا الفن.
ابن معاذ بن معاذ العَنبَري، حدثني أَبي، حدثنا معاذ بن هشام، عن أبيه، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجَوْزاء، عن ابن عبَّاس:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر: 34]، قال: حَزَنُ النار
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3638 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن مِهْران، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} [فاطر: 37]، قال: ستّين سنةً
(2)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده حسن من أجل عمرو بن مالك: وهو النُّكْري. أبو الجوزاء: هو أوس بن عبد الله الرَّبَعي.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(245) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الهم والحزن"(25) عن المثنى بن معاذ العنبري، به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/ 138 عن قتادة بن سعيد بن قتادة، عن معاذ بن هشام، به.
(2)
إسناده حسن من أجل أحمد بن مهران - وهو ابن خالد الأصبهاني - وقد توبع، وعبد الله بن عثمان بن خثيم صدوق لا بأس به، وبقية رجاله ثقات. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 370 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 138 عن معمر وسفيان الثوري، به.
وأخرجه من طريق عبد الرزاق عن الثوري وحده ابنُ منده في "التوحيد"(102).
وأخرجه الطبري 22/ 141 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به.
وأخرجه الطبري أيضًا من طريق عبد الله بن إدريس، وابن منده (102) من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن ابن خثيم، به.
وخالف بشرُ بن المفضل عند الطبري فرواه عن ابن خثيم فقال فيه: أربعون سنة. وبشر ثقة لكن روايته هذه شاذَّة.
3639 -
أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد العَنَزي
(1)
، حدثنا عثمان بن سعيد الدارِمي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث بن سعد، عن سعيد المَقبُري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا بَلَغَ الرجلُ من أمَّتي ستين سنةً، فقد أعذَرَ اللهُ إليه في العُمرِ"
(2)
.
صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه
(3)
.
3640 -
حدثنا أبو الحسن علي بن الفضل السامَرِّيُّ ببغداد، حدثنا أبو علي الحَسَن بن عَرَفة العَبْدي، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المُحارِبي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعمارُ أمَّتي ما بين الستينَ
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: العنبري. وقد تكرر مجيئه عند المصنف في عدة مواضع على الصواب.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن صالح كاتب الليث.
وأخرجه أحمد (14/ 8262) من طريق محمد بن عجلان، و (15/ 9251) من طريق أبي معشر نجيح السندي، كلاهما عن سعيد المقبري، به.
وأخرجه أحمد (15/ 9394)، وابن حبان (2979) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، عن أبي حازم - وهو سلمة بن دينار - عن سعيد المقبري، به.
وأخرجه عن أبي حازم كذلك ابنُه عبد العزيز عند الرامهرمزي في "أمثال الحديث"(28)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(424)، والبيهقي في "السنن" 3/ 370.
ورواه حماد بن زيد عن أبي حازم كما سيأتي عند المصنف برقم (3643) فجعله من روايته عن سهل بن سعد الساعدي. قال الدارقطني في "العلل" 8/ 133 (1455): فوهمَ فيه، وكان قليل الوهم.
وانظر ما سيأتي برقم (3641) و (3642)
قوله: "أعذر اللهُ إليه" قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 20/ 25: الإعذار: إزالة العُذْر، والمعنى: أنه (أي: الإنسان) لم يبق له اعتذار، كأن يقول: لو مُدَّ لي في الأجل لفعلتُ ما أُمرت به، يقال: أعذَرَ إليه: إذا بلَّغه أقصى الغاية في العذر ومكَّنه منه.
(3)
بل أخرجه البخاري كما سيأتي عند الحديث (3642)، فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
إلى السبعين، وأقلُّهم مَن يَجُوزُ ذلك"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3641 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو بَكْرة بكَّار بن قُتيبة القاضي بمصر، حدثنا مُطرِّف بن مازن، حدثنا مَعمَر بن راشد، سمعتُ محمد بن عبد الرحمن الغِفَاري يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لقد أَعذَرَ اللهُ إلى عبدٍ عَمَّره ستينَ أو سبعينَ سنةً، لقد أَعذرَ اللهُ في عُمرِه إليه"
(2)
.
3642 -
أخبرَناه أبو عبد الله محمد بن علي
(3)
الصَّنعاني بمكة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن شيخ من غِفَار، عن سعيد المَقبُري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لقد أَعذَرَ اللهُ إلى عبدٍ أحْياهُ حتَّى بَلَغَ ستينَ أو سبعينَ سنةً، لقد أَعذَرَ اللهُ إليه"
(4)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. محمد بن عمرو: هو ابن علقمة الليثي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه ابن ماجه (4236)، والترمذي (3550)، وابن حبان (2980) من طريق الحسن بن عرفة، بهذا الإسناد. وحسّنه الترمذي والحافظ ابن حجر في "الفتح" 20/ 26.
وأخرجه الترمذي (2331) من طريق كامل أبي العلاء، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - ولم يقل فيه:"وأقلهم من يجوز ذلك"، وإسناده حسن، وحسّنه الترمذي.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مطرِّف بن مازن الصنعاني، وقد وهمَ فيه على معمر في موضعين: الأول: في تسمية شيخه، فلم نقف على ترجمة في هذه الطبقة بهذا الاسم، والصواب أنه معن بن محمد الغفاري كما وقع في رواية البخاري (6419) وغيره، الثاني: في إسقاط الواسطة بين الغفاري وأبو هريرة والتصريح بالسماع بينهما، فإنه لا يُحفظ من رواية الغفاري إلّا بواسطة سعيد المقبري بينه وبين أبي هريرة كما سيأتي في الرواية التالية.
وأخرجه الطبري 22/ 142، وأبو طاهر المخلِّص في "المخلصيات"(998) من طريق بقية بن الوليد، عن مطرف بن مازن، بهذا الإسناد.
(3)
تحرَّف في (ز) إلى: محمد بن عبد الله.
(4)
إسناده صحيح، والشيخ الغفاري الذي لم يُسمَّ هنا هو معن بن محمد الغفاري، كما جاء =
3643 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق من أصلِ كتابه، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا سليمان بن حَرْب، حدثنا حمَّاد بن زيد، عن أبي حازم، عن سَهْل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن عُمِّرَ من أمَّتي سبعين سنةً، فقد أَعذَرَ اللهُ إليه في العُمر"
(1)
.
صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3644 -
أخبرني محمد بن إسحاق الصَّفّار، حدثنا أحمد بن نَصْر، حدثنا عمرو بن طلحة، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوَص، قال: قرأَ ابنُ مسعود: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ
= مصرَّحًا به في رواية البخاري وغيره. إسحاق بن إبراهيم: هو الدَّبَري.
وأخرجه أحمد (13/ 7713) عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6419) من طريق عمر بن علي المقدَّمي، عن معن بن محمد الغفاري، عن سعيد المقبري، به.
(1)
حديث صحيح لكن من رواية أبي حازم عن سعيد بن المقبري عن أبي هريرة، كما سلف عند الحديث (3639)، وأما رواية حماد بن زيد هذه فقد وهمَ فيها كما نبَّه إلى ذلك الدارقطني في "العلل" 8/ 133 (1455)، وذكر خطأ حماد فيها أيضًا أبو خيثمة زهير بن حرب ويحيى بن معين فيما نقله مغلطاي في "إكمال تهذيب الكمال" 4/ 141 عن ابن أبي خيثمة في "تاريخه الكبير"، ومما يؤيد هذا أنَّ خلف بن هشام - وهو ثقة - قد روى هذا الخبر عن حماد بن زيد فقال فيه: عن سهل بن سعد أو غيره؛ هكذا على الشك، أخرجه من هذا الوجه الروياني في "مسنده"(1068) وأبو نعيم في الحلية 6/ 265، وهذا يدلُّ على أنَّ حمادًا لم يضبطه عن أبي حازم، وقد خالفه ثقتان عنه كما سلف.
وأما حديث سهل بن سعد، فقد أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3114)، والطبراني في "الكبير"(5933)، وابن منده في "التوحيد"(105)، وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي 3/ 155 من طرق عن سليمان بن حرب، بهذا الإسناد. وقالوا فيه:"ستين سنة" لا سبعين.
وأخرجه علي بن عبد العزيز البغوي في "مسنده" كما في "المطالب العالية"، وعنه الطبراني (5933) عن عارم - وهو محمد بن الفضل - عن حماد بن زيد، به. وقال فيه:"ستين سنة".
يُؤَخِّرُهُمْ} الآية [فاطر: 45]، قال: كادَ الجُعَلُ يُعذَّب في جُحْرِه بذَنْب ابنِ آدم
(1)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
36 - ومن سورة (يس)
قد ذكرتُ فضائلَ السُّوَر في كتاب فضائل القرآن، وأنا ذاكرٌ في هذا الموضع حكايةً يَنتفعُ بها مَن استعملها:
3645 -
حدثنا علي بن عبد الرحمن السَّبِيعي بالكوفة، حدثنا الحسين بن الحكم الحِبَري، حدثنا الحسن بن الحسين العُرَني، حدثنا عمرو بن ثابت بن أبي المِقدام، عن محمد بن مروان، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: مَن وَجَدَ في قلبِه قسوةً فليَكْتُبْ {يس (1) وَالْقُرْآنِ} في جامٍ بزعفرانٍ ثم يَشرَبْه
(2)
.
(1)
إسناده قوي من أجل عمرو بن طلحة: وهو عمرو بن حماد بن طلحة القنّاد.
أحمد بن نصر: هو أحمد بن محمد بن نصر اللبّاد، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي جدُّ إسرائيل، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك الأشجعي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(7074) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 301، والطبري في "تفسيره" 14/ 126، والطبراني في "معجمه الكبير"(9040) من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، به.
والجُعَل: دُوَيبة كالخنفساء تكثر في المواضع الرطبة تدحرج الرَّوث.
(2)
إسناده ضعيف جدًّا، الحسن بن الحسين العربي منكر الحديث لكنه متابعٌ، وشيخه عمرو بن أبي المقدام متروك، وشيخه محمد بن مروان لم نتبيَّنه.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2240) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(1350) عن عبد الأعلى بن واصل، عن محمد بن الصلت، عن عمرو بن ثابت، به. ومحمد بن الصلت ثقة، فتعصبت العلّة في رأس عمرو بن ثابت.
والجامُ: إناء من فضة.
3646 -
حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، حدثنا الحسن بن علي بن شَبِيب المَعمَري، حدثني جعفر بن محمدٍ ابنُ ابنةِ إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثني جدِّي، حدثنا سفيان بن سعيد، عن أبي سفيان طَريف بن شِهاب
(1)
، عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد الخُدْري قال: كان بنو سَلِمةَ في ناحيةٍ من المدينة، فأرادوا أن يَنتقلوا إلى قُرْب المسجد، فأنزل الله عز وجل:{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12]، فدعاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال:"إنه تُكتَبُ آثَارُكم"، ثم قرأَ عليهم الآيةَ فتَرَكوا
(2)
.
(1)
وقع في النسخ الخطية: سعد بن طريف، وهو خطأ محض، فإنَّ أبا سفيان هذا اختُلف في اسمه فقيل: طريف بن شهاب، وقيل: طريف بن سعد، وقيل: ابن سفيان، وأثبتنا هنا ما وقع في رواية الحاكم نفسه فيما خرَّجه عنه البيهقي في "شعب الإيمان"(2630) بهذا الإسناد والمتن.
(2)
إسناده ضعيف، جعفر بن محمد لم نقف له على ترجمة فنتبيّن حاله، إلا أنه قد توبع، وأبو سفيان طريفٌ الجمهورُ على تضعيفه، إلا أنه لم ينفرد به عن أبي نضرة - وهو المنذر بن مالك العبدي - فقد تابعه عليه سعيد بن إياس الجُريري، لكن هذا قد اختُلف عليه فيه والمحفوظ - كما سيأتي - عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله دون ذكر الآية فيه، وهو الصحيح، والله تعالى أعلم.
وأخرجه الترمذي (3226) عن محمد بن الوزير الواسطي، عن إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإسناد إلى أبي سعيد الخدري. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث الثوري.
ورواه كذلك عن سفيان الثوري عبد الرزاق في "مصنفه"(1982)، وابن المبارك عند الطبري في "تفسيره" 22/ 154، كلاهما عنه عن طريف، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد.
وتابع طريفًا عليه سعيدُ بنُ إياس الجُريري، فقد أخرج البزار - فيما ذكره ابن كثير في "تفسيره" 6/ 553 - من طريق عثمان بن عمر عن شعبة، ومن طريق محمد بن المثنى عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، كلاهما عن الجريري، به.
قال الحافظ ابن كثير: وفيه غرابة من حيث ذكر نزول هذه الآية، والسورة بكمالها مكية، فالله أعلم.
قلنا: والجريري - وإن كان قد اختلط - فإنَّ رواية شعبة وعبد الأعلى عنه قبل اختلاطه، إلّا أنَّ =
هذا حديث صحيح عجيبٌ من حديث الثَّوْري، وقد أخرج مسلمٌ بعضَ هذا المعنى من حديث حُمَيد عن أنس
(1)
.
3647 -
حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي، حدثنا أبو زُرْعة عبيد الله بن عبد الكريم، حدثنا أبو حفص عامر بن سعيد، حدثنا القاسم بن مالك المُزَني، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن سيَّارٍ أبي الحَكَم، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: لما قال صاحبُ ياسين: {يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} [يس: 20] قال: خَنَقُوه ليموتَ، فالْتفتَ إلى الأنبياء فقال:{إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ} [يس: 25] أي: فاشهَدُوا لي
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3648 -
أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشَّعْراني، حدثنا جدِّي، حدثنا عمرو بن عَوْن، حدثنا هُشيم، أخبرنا أبو بِشْر، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس
= عبد الأعلى ليس في الدرجة العليا من الثقة، وقد خالفه غيره كما سيأتي، وأما شعبة فالطريق إليه ليست بتلك القوّة، فيها شيخ البزار عباد بن زياد الساجي، وهو صدوق تكلَّم فيه بعضهم، وقد خولف في حديث شعبة هذا، فقد رواه عن شعبة جمعٌ من الثقات عند أحمد (23/ 14992) و (15194) وأبي يعلى (2157) وأبي عوانة (1148) فجعلوه من حديثه عن الجريري، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله رفعه، لكن لم يذكر فيه الآية. وهو المحفوظ، وهو صحيح.
وتابع شعبة عليه من حديث جابر: عبد الوارث بن سعيد عند أحمد (22/ 14566)، ومسلم (665)(280)، وابن المبارك عند ابن حبان (2042)، كلاهما رواه عن الجريري، عن أبي نضرة، عن جابر.
ورواه كذلك كهمس بن الحسن عند مسلم (665)(281) عن أبي نضرة، عن جابر.
ويشهد له رواية أبي الزبير عن جابر بنحوه عند أحمد (22/ 14611) ومسلم (664).
(1)
هذا ذهول من المصنف رحمه الله، فالذي رواه من هذا الوجه هو البخاري بالأرقام (655) و (656) و (1887)، ولم يخرج مسلم في هذا المعنى عن أنس شيئًا.
(2)
إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق - وهو أبو شيبة الواسطي - وبه أعلّه الذهبي في "تلخيصه". أبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وعبد الله: هو ابن مسعود.
قال: جاء العاصُ بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعَظْمٍ حائل ففَتَّه، فقال: يا محمدُ، أيَبعَثُ اللهُ هذا بعد ما أَرى؟ قال:"نعم، يَبعَثُ اللهُ هذا ثم يميتُك، ثم يُحييكَ، ثم يُدخِلُك نارَ جهنَّم"، قال: فنزلت الآيات: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} [يس: 77] إلى آخر السورة
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
37 - ومن سورة الصافات
3649 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي الشَّيباني بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم الغِفاري، حدثنا قَبِيصة بن عُقْبة، أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضُّحَى، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود في قوله عز وجل:{وَالصَّافَّاتِ صَفًّا} ، قال: الملائكة، {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا} ، قال: الملائكةُ، {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} ، قال: الملائكةُ
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3650 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرير، عن الأعمش، عن أبي وائل شَقِيق بن سَلَمة قال: قرأَها عبدُ الله:
(1)
إسناده صحيح. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشيّة.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(88)، والطبري في "تفسيره" 23/ 30 - 31، والإسماعيلي في "معجمه" 3/ 742، والضياء في "المختارة"(10/ 82) من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد.
والعَظْم الحائل: المتغيِّر بالبِلَى.
(2)
إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وأبو الضحى: هو مسلم بن صُبَيح.
وأخرجه الطبراني (9041) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 147، وكذا الطبري 23/ 33 من طريقين عن الأعمش، به.
(بل عَجِبتُ ويَسخَرونَ)[الصافات: 12] قال شُرَيح: إنَّ الله لا يَعجَبُ من شيءٍ، إنما يَعجَبُ من لا يَعلَم. قال الأعمش: فذكرتُ لإبراهيم، فقال: إِنَّ شُريحًا كان يُعجِبه رأيُه، إنَّ عبد الله كان أعلمَ من شُريح، وكان عبد الله يقرؤُها:(بل عَجِبتُ)
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3651 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن مِهْران، حدثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، حدثنا سِمَاك بن حَرْب، عن النُّعمان بن بَشِير، عن عمر بن الخطّاب في قوله:{احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات: 22]، قال: أمثالَهم الذين هم مِثْلُهم
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3652 -
حدثنا عمر بن جعفر البَصْري، حدثنا الحسن بن أحمد التُّستَري، حدثنا عبيد الله بن معاذ العَنبَري، حدثنا المعتمِر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس بن مالك قال:
(1)
إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، وشريح المذكور: هو شريح بن الحارث الكندي القاضي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخعي.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(991) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الواحدي في "التفسير الوسيط" 3/ 522 من طريق قتيبة بن سعيد، عن جرير، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 148، والفرّاء في "معاني القرآن" 2/ 384 - ومن طريقه البيهقي (992) - من طريقين عن الأعمش، به.
وقراءة ابن مسعود هذه قرأ بها من السبعة حمزةُ والكسائي، انظر "السبعة في القراءات" لابن مجاهد ص 547.
(2)
إسناده حسن من أجل أحمد بن مهران وسماك بن حرب.
وأخرجه بنحوه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3693)، والطبري في "تفسيره" 23/ 46 و 30/ 69، والثعلبي في "تفسيره" أيضًا 8/ 141 من طريق سفيان الثوري، وآدم بن أبي إياس في "تفسيره" 2/ 540 من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن سماك بن حرب، بهذا الإسناد.
وانظر ما سيأتي برقم (3946).
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من داعٍ دعا رجلًا إلى شيء، إلَّا كان معه موقوفًا معهم يومَ القيامة، لازمًا له يُقادُ معه"، ثم قرأ هذه الآية:{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [الصافات: 24]
(1)
.
هكذا حدَّث به الحسنُ بن أحمد التُّستَري، ولو جاز لنا قَبولُه منه لكنَّا نُصحِّحُه على شرط الشيخين، ولكنا نقول: إنَّ صوابه:
3653 -
ما أخبرَناه أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا المعتمِر بن سليمان قال: سمعتُ ليثَ بن أبي سُلَيم يحدِّث عن بِشْر، عن أنس بن مالك قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن دعا أخاه المسلمَ إلى شيءٍ، وإن دعا رجلٌ رجلًا كان موقوفًا معه يومَ القيامة، لازمًا له يُقادُ معه"، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم:{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}
(2)
.
قال الحاكم: فقد بانَ برواية إمام عصرِه أبي يعقوب الحَنظَلي أنَّ للحديث أصلًا بإسنادٍ ما.
3654 -
حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حدثنا الحسن بن المثنَّى العَنبَري، حدثنا أبو حُذَيفة، حدثنا شِبْل بن عبَّاد، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ} [الصافات: 83]، قال: مِن
(1)
إسناده تالف، الحسن بن أحمد التستري قال فيه الدارقطني في "غرائب مالك" كما في ترجمته من "لسان الميزان": ضعيف جدًّا كان يُتَّهم بوضع الحديث. وانظر ما بعده.
(2)
إسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم وجهالة شيخه بشر. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه أبو يعقوب الحنظلي.
وأخرجه الترمذي (3228) عن أحمد بن عبدة الضبي، عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث غريب.
وأخرجه - دون ذكر الآية - ابن ماجه (208) من طريق أبي معاوية الضرير، عن ليث بن أبي سليم، عن بشير بن نَهيك، عن أبي هريرة رفعه. فجعله ليث من رواية بشير بن نهيك عن أبي هريرة، وهذا من سوء حفظه واضطرابه.
شِيعَة نوحٍ إبراهيمُ على مِنهاجه وسُنَّته، {بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} [الصافات: 102]: شَبَّ حتى بلغ سَعيُه سعيَ إبراهيمَ في العمل، {فَلَمَّا أَسْلَمَا}: ما أُمِرا به، {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} [الصافات: 103]: وَضَعَ وجهَه إلى الأرض، فقال: لا تَذبَحْني وأنت تَنظُر، عسى أن تَرحمَني فلا تُجهِزَ عليَّ، اربِطْ يديَّ إلى رقبتي، ثم ضَعْ وجهي على الأرض، فلما أَدخل يدَه ليذبحَه، فلم تَحُكَّ المُدْيةُ حتَّى نُوديَ:{أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} فأمسَكَ يدَه ورَفَعَ، {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات: 107]: بكَبشٍ عظيمٍ مُتقبَّل. وزَعَمَ ابنُ عبَّاس أَنَّ الذَّبيحَ إسماعيلُ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3655 -
أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الزاهد الحِيرِيّ، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّنعاني - صنعاءُ اليمن - حدثنا محمد بن جُعشُم الصَّنعاني، حدثنا سفيان الثَّوْري، عن سِمَاك بن حَرْب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: رُؤْيا الأنبياءِ وحيٌ
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3656 -
فحدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا العبَّاس بن محمد الدُّوري،
(1)
إسناده حسن من أجل أبي حذيفة: وهو موسى بن مسعود النَّهدي.
وأخرج نحوه مقطَّعًا آدم بن أبي إياس في "تفسيره" 2/ 542 - 545 عن ورقاء اليشكري، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد من قوله لم يذكر فيه ابن عبَّاس. وكذلك هو عند الطبري في "تفسيره".
وآخره سيأتي برقم (4078) من طريق الشعبي عن ابن عبَّاس.
(2)
إسناده حسن. محمد بن إسحاق الصنعاني وشيخه سلف التعريف بهما عند الحديث رقم (651).
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(463)، والطبري في "تفسيره" 12/ 151، وكذا ابن أبي حاتم 7/ 2101، والطبراني (12302) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وسيأتي عند المصنف برقم (8397) من طريق قبيصة بن عقبة عن سفيان.
وروى مثله عن عبيد بن عمير - أحد التابعين - من قوله، أخرجه البخاري (138).
حدثنا يعقوب بن محمد الزُّهْري، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن شَرِيك بن عبد الله بن أبي نَمِر، عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم تنامُ عيناهُ ولا ينامُ قلبُه
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه!
بسم الله الرحمن الرحيم
38 - ومن سورة (ص)
3657 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب إملاءً، حدثنا بَحْر بن نَصْر الخَوْلاني، حدثنا عبد الله بن وَهْب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عِيَاض بن عبد الله بن سعد، عن أبي سعيد الخُدْري أنه قال: قرأَ رسول الله صلى الله عليه وسلم (ص) وهو على المِنبَر، فلما بَلَغَ السجدةَ، نَزَلَ فَسَجَدَ وسَجَدَ الناسُ معه، فلما كان يومٌ آخرُ قرأَها، فلما بلغ السجدةَ تهيَّأَ الناسُ للسجود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هي توبةُ نبيٍّ، ولكني رأيتُكم تهيَّأتُم للسجود"، فنزل وسجد وسجدوا
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، فيعقوب بن محمد الزهري في حديثه لين وبه أعلّه الذهبي في "تلخيصه"، لكنه يعتبر به في المتابعات والشواهد، وقد توبع.
فقد أخرجه البخاري (3570) و (7515) من طريقين عن سليمان بن بلال، عن شريك بن أبي نمر، عن أنس في قصة الإسراء والمعراج. وهو عند مسلم أيضًا (162)(262) من طريق سليمان بن بلال إلّا أنه لم يسق لفظه. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
ويشهد له حديث عائشة مرفوعًا عند البخاري (1147) ومسلم (738)، قالت عائشة: قلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟ فقال:"يا عائشة، إنَّ عينيّ تنامان ولا ينام قلبي".
وحديث أبي هريرة عند أحمد (12/ 7417) وابن حبان (6386). وإسناده قوي.
وفي الباب أيضًا حديث جابر عند البخاري (7281)
وانظر حديث ابن عبَّاس عند أحمد (3/ 1911) والبخاري (138) ومسلم (763).
(2)
إسناده صحيح. عمرو بن الحارث: هو أبو أمية المصري.
وأخرجه أبو داود (1410)، وابن حبان (2765) من طريقين عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (1064).
3658 -
فحدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن محمد، حدثنا أبو الوليد، حدثنا حماد بن سَلَمة، عن حُميد، عن بكر بن عبد الله المُزَني، أنَّ أبا سعيد الخُدْري قال: رأيتُ فيما يَرَى النائمُ كأني افتتحتُ سورة (ص) حتى انتهيتُ إلى السجدة، فسَجَدَت الدَّوَاةُ والقلمُ وما حولَه، فأخبرتُ بذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فسَجَدَ فيها
(1)
.
3659 -
أخبرنا أبو بكر بن أبي دارِم الحافظ، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، حدثنا أَبي، حدثنا محمد بن عبد الله الأَسَدي، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن يحيى بن عُمَارة، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: مَرِضَ أبو طالب، فجاءت
(1)
إسناده رجاله ثقات إلّا أنه ضعيف لانقطاعه، فإنَّ بكر بن عبد الله المزني لم يسمعه من أبي سعيد، بيَّن ذلك هُشيم في روايته عن حميد الطويل عند البيهقي في "سننه" 2/ 320 و"الدلائل" 7/ 20 حيث قال فيه بكر المزني: أخبرني مخبرٌ عن أبي سعيد، فذكر بينهما واسطة مجهولة.
وأخرجه أحمد (18/ 11741) من طريق يزيد بن زريع، عن حميد، عن بكر: أنه أخبر أنَّ أبا سعيد رأى
…
وساقه، وظاهره صورته الإرسال.
وأخرجه أيضًا (11799) عن محمد بن أبي عدي، عن حميد، عن بكر، قال: قال أبو سعيد الخدري ..
وأخرجه بلفظ آخر عبد الرزاق في "مصنفه"(5869) عن سفيان بن عيينة، عن عاصم بن سليمان الأحول، عن بكر بن عبد الله المزني: أنَّ رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، رأيت كأنَّ رجلًا يكتب القرآن وشجرة حِذاءَه، فلما مرَّ بموضع السجدة التي في (ص) سَجَدَت وقال: اللهم أحدِث لي بها شُكرًا، وأعظِم لي بها أجرًا، واحطط بها وِزرًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فنحن أحقُّ من الشجرة". وهذا مرسل رجاله ثقات.
وأخرجه بنحو هذا اللفظ أبو يعلى (1069)، والطبراني في "الأوسط"(4768) من طريق اليمان بن نصر، عن عبد الله بن سعد المزني، عن محمد بن المنكدر، عن محمد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي سعيد الخدري قال: رأيت
…
وهذا إسناد ليِّن، اليمان بن نصر روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات"، إلّا أنَّ أبا حاتم الرازي جهَّله كما في "الجرح والتعديل" 9/ 311، وشيخه عبد الله بن سعد لم نقف له على ترجمة.
وفي الباب عن ابن عبَّاس سلف عند المصنف برقم (894)، وإسناده ضعيف.
قريشٌ، فجاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم وعند رأسِ أبي طالب مجلسُ رجلٍ، فقام أبو جهل كي يَمنعَه ذاك، وشَكَوْه إلى أبي طالب، فقال: يا ابنَ أخي، ما تريدُ من قومك؟ قال:"يا عمِّ، إنما أريدُ منهم كلمةً تَذِلُّ لهم بها العربُ، وتؤدِّي إليهم بها الجزيةَ العَجَمُ"، قال: كلمةً واحدةً؟ قال: "كلمةً واحدةً"، قال: ما هي؟ قال: "لا إلهَ إِلَّا اللهُ"، قال: فقالوا: أجعَلَ الآلهة إلهًا واحدًا إنَّ هذا لشيءٌ عُجَاب؟ قال: ونزل فيهم: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} حتى بَلَغَ {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} [ص: 1 - 7]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3660 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا وهب بن جَرِير، حدثني أَبي قال: سمعتُ محمدَ بن إسحاق قال: حدثني العبَّاس بن عبد الله بن مَعبَد بن عبَّاس
(2)
، عن ابن عبَّاس قال: نَزَلَ {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} فيهم وفي مَجلسِهم؛ يعني مجلسَ أبي طالب وأبي جهل واجتماعَ قريشٍ
(1)
حديث محتمل للتحسين بما بعده، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي دارم ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة متكلَّم فيهما، لكنهما متابعان، ويحيى بن عمارة - وهو الكوفي - لم يرو عنه غير الأعمش وروى عنه عطاء بن السائب في إسناد مضطرب سلف عند المصنف برقم (1692)، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ففيه جهالة.
وأخرجه الترمذي (3232) عن محمود بن غيلان وعبد بن حميد، عن أبي أحمد - وهو محمد بن عبد الله الأسدي الزبيري، بهذا الإسناد - قال عبد بن حميد في حديثه: يحيى بن عباد، مكان: يحيى بن عمارة. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه أحمد (3/ 2008)، والترمذي بإثر (3232)، والنسائي (8716) و (11372)، وابن حبان (6686) من طرق عن سفيان الثوري به.
وأخرجه أحمد (5/ 3419)، والنسائي (11373) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن الأعمش، به - وسمى شيخ الأعمش: عباد بن جعفر، وهو أحد أوجه الخلاف في اسم يحيى بن عمارة.
(2)
زاد بعده في المطبوع: عن أبيه، ولم ترد في نسخنا الخطية ولا في "إتحاف المهرة" للحافظ ابن حجر (7913).
إليهم حين نازَعُوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3661 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار الزاهد، حدثنا الحسين بن الفَضْل، حدثنا محمد بن سابق، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن التَّمِيمي، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ} [ص: 3]، قال: ليس بحِينِ نَزْوٍ ولا فِرارٍ
(2)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3662 -
أخبرنا إسماعيل بن محمد الفقيه بالرَّيّ، حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس، أخبرنا سليمان بن داود الهاشمي، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن موسى بن عُقْبة، عن كُرَيب، عن ابن عبَّاس قال: ما أصاب داودَ ما أصابه بعدَ القَدَر إلَّا من عُجْبٍ عَجِبَ به من نفسِه، وذلك أنه قال: يا ربِّ ما من ساعةٍ من ليلٍ ولا نهارٍ إلَّا وعابدٌ من آلِ داود يعبدُك، يصلِّي لك، أو يسبِّحُ أو يكبِّر، وذكر أشياءَ، فكره اللهُ
(1)
محتمل للتحسين بما قبله، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين العبَّاس بن عبد الله بن معبد وعمِّ أبيه عبد الله بن عبَّاس، لكن رواه زياد البكّائي عن ابن إسحاق - وعن زياد رواه ابن هشام صاحب "السيرة" 1/ 417 - فقال فيه: حدثني العبَّاس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس؛ فذكر نحو خبر سعيد بن جبير السابق عند المصنف، وذكر ابن إسحاق فيه الواسطة بين العبَّاس بن عبد الله وعبد الله بن عبَّاس إلَّا أنها مبهمة غير معروفة.
(2)
إسناده محتمل للتحسين من أجل التميمي شيخ أبي إسحاق السبيعي: واسمه أَربِدَة، وقد سلف بيان حاله عند الحديث (925).
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 23/ 121 من طريق إسماعيل ابن عُليَّة، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 160، وأبو حاتم الرازي في "الزهد"(36)، والطبري 23/ 121 من طرق عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه الطبري أيضًا 23/ 121 بإسناد العوفيِّين إلى عطية بن سعد العوفي، عن ابن عبَّاس. وهو إسناد ضعيف.
ذلك فقال: يا داود، إنَّ ذلك لم يكن إلَّا بي، فلولا عَوْني ما قَوِيتَ عليه، وجَلَالي لأَكِلنَّكَ إلى نفسِك يومًا، قال: يا ربِّ، فأخبِرْني به، فأصابته الفتنةُ ذلك اليومَ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3663 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا محمد بن فُضَيل، حدثنا محمد بن سَعْدٍ
(2)
الأنصاري، عن عبد الله بن يزيد الدِّمشقي، حدثنا عائذُ الله أبو إدريس الخَوْلاني، عن أبي الدَّرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"قال داود عليه السلام: وأسألُكَ حبَّك وحبَّ من يُحبُّك، والعملَ الذي يُبلِّغُني حبَّك، ربِّ اجعلْ حبَّك أحبَّ إليَّ من نَفْسي وأهلي ومِن الماءِ البارد". وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذَكَرَ داودَ وحدَّث عنه قال: "كان أعبدَ البَشرِ"
(3)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3664 -
أخبرنا محمد بن إسحاق الصَّفّار، حدثنا أحمد بن نَصْر، حدثنا عمرو بن طَلْحة القنَّاد، أخبرنا شَرِيك، عن السُّدِّي، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال:
(1)
إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد. وظاهر هذا الخبر أنه من الإسرائيليات.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6866) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
(2)
في (ز) و (ص) و (ع): سعيد، والمثبت من (ب)، وهو الصواب الموافق لما في مصادر ترجمته.
(3)
إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن يزيد الدمشقي: وهو عبد الله بن يزيد بن ربيعة، هكذا جاء منسوبًا عند البخاري في "تاريخه الكبير" 5/ 229، ويقال: عبد الله بن ربيعة بن يزيد، وقد وهمَ الذهبي في "تلخيصه" فظنَّه عبد الله بن يزيد بن آدم الدمشقي فنقل فيه قول أحمد: أحاديثه موضوعة.
وأخرجه الترمذي (3490) عن أبي كريب محمد بن العلاء، عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وقال: هذا حديث حسن غريب.
وقوله في آخره في داود: "كان أعبد البشر" صحيح لغيره، يشهد له حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم (1159)(182)، ففيه مرفوعًا:"صم صوم داود نبي الله، فإنه كان أعبد الناس".
مات داودُ عليه السلام فجأةً يومَ السبت، وكان يُسبِتُ فتَعكُفُ عليه الطيرُ فتُظِلُّه
(1)
.
صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3665 -
حدثنا أبو الطيِّب محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، حدثنا قَبِيصة بن عُقبة، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن المِنهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا} [ص: 34]، قال: هو الشيطانُ الذي كان على كُرسيِّه يقضي بين الناس أربعين يومًا، وكانَ لسليمانَ جاريةٌ يقال لها: جَرَادةٌ، وكان بين بعضِ أهلها وبين قومِه خُصومةٌ، فقَضَى بينهم بالحق، إلَّا أنه وَدَّ أن الحقَّ لأهلها، فأوحى اللهُ إليه أنه سيصيبُك بَلاءٌ، وكان لا يدري يأتيهِ من السماءِ أو من الأرض
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3666 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا بَحْر بن نَصْر الخَوْلاني، حدثنا بِشْر بن بَكْر، عن الأوزاعي قال: حدثني رَبِيعة بن يزيد قال: حدثني عبد الله بن الدَّيلَمي
(1)
إسناده فيه لِين، فقد تفرَّد به شريك - وهو ابن عبد الله النخعي - وفي حفظه شيء. السدي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 559 عن عبيد الله - وهو ابن موسى - عن شريك، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده صحيح، وهذا الخبر من الإسرائيليات ممَّا تلقَّفه بعض الصحابة والتابعين عن أهل الكتاب. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه محمد بن خلف في "أخبار القضاة" 1/ 29 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه بأطول مما هنا - وفيه ألفاظ منكَرة - النسائي (10926) من طريق أبي معاوية الضرير، عن الأعمش، به.
وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" بعد أن ساقه من طريق أبي معاوية عن الأعمش مطولًا: إسناده إلى ابن عبَّاس قوي، ولكن الظاهر أنه إنما تلقَّاه ابن عبَّاس - إن صحَّ عنه - من أهل الكتاب، وفيهم طائفة لا يعتقدون نبوّة سليمان عليه الصلاة والسلام، فالظاهر أنهم يكذبون عليه، ولهذا كان في السِّياق منكرات من أشدِّها ذِكر النساء
…
إلخ.
قال: دخلتُ على عبد الله بن عمرو بن العاص في حائطٍ بالطائف يقال له: الوَهْط فسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ سليمان بن داود عليه السلام سألَ الله ثلاثًا فأعطاه اثنتينِ، وأنا أرجو أن يكونَ أعطاه الثالثةَ؛ سأله حُكْمًا يصادِفُ حُكمَه، فأعطاه إيَّاه، وسأله مُلكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعده، فأعطاه إيّاه، وسأله أيُّما رجلٍ خرج من بيته لا يريدُ إلَّا الصلاةَ في هذا المسجد - يعني بيتَ المَقدِس - يخرجُ من خطيئته مِثلَ يومِ وَلَدَته أمُّه" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ونحنُ نرجُو أن يكونَ الله قد أعطاهُ ذلك"
(1)
.
بسم الله الرحمن الرحيم
39 - ومن تفسير سورة الزُّمر
3667 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسين بن الفضل البَجَلي، حدثنا سليمان بن حَرْب، حدثنا حمّاد بن زيد، حدثني أبو لُبَابةَ قال: سمعت عائشة تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقولَ: ما يريد أن يُفطِرَ، ويفطرُ حتى نقولَ: ما يريدُ أن يصومَ، وكان يقرأُ في كلِّ ليلةٍ سورةَ بني إسرائيلَ والزُّمَر
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. وقد سلف برقم (83).
(2)
حديث صحيح دون قوله: وكان يقرأ في كل ليلة ببني إسرائيل والزمر، فقد تفرَّد به أبو لبابة - وهو مروان مولى عائشة رضي الله عنها، ويقال: مولى هند بنت المهلب بن أبي صفرة، ويقال: مولى عبد الرحمن بن زياد العقيلي - وهذا قد روى عنه واحد ووثقه ابن معين، والذهبي في "الكاشف"، وابن حجر في "التقريب"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسَّن الترمذي حديثه هذا، لكن نصَّ الذهبي في "الميزان" 4/ 565 على أنَّ خبره منكر، وتوقف فيه ابن خزيمة في "صحيحه" (1163) فقال: باب استحباب قراءة بني إسرائيل والزمر كل ليلة استنانًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، إن كان أبو لبابة هذا يجوز الاحتجاج بخبره، فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح.
وأخرجه أحمد (40/ 24388) و (41/ 24908) و (42/ 25556)، والترمذي (2920) و (3405)، والنسائي (2668) و (10480) و (11380) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد - واقتصر الترمذي على قصة القراءة، وقال: حديث حسن غريب.
وأخرج قصة الصوم والإفطار منه أحمد (40/ 24116)، والبخاري (1969)، ومسلم (1156)(175) و (176)، وأبو داود (2434)، وابن ماجه (1710)، والترمذي (768)، والنسائي =
3668 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، حدثنا أبو أسامة وعَبْدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو بن عَلقَمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد الله بن الزُّبَير، عن الزُّبَير بن العوَّام قال: لما نَزَلَت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر: 30، 31]، قلت: أيُكرَّرُ علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خَواصِّ الذُّنوب؟ قال: "نعم، ليُكرَّرَنَّ ذلك عليكم حتَّى يُؤدّى إلى كلِّ ذي حقٍّ حقُّه"، قال الزُّبير: فوالله إن الأمر لشديدٌ
(1)
.
3669 -
أخبرَناه أبو عبد الرحمن بن أبي الوَزِير، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني محمد بن عمرو اللَّيثي، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد الله بن الزُّبير قال: لما نَزَلَت هذه الآية؛ فذكر الحديث، ولم يذكر في إسناده الزُّبيرَ
(2)
.
صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3670 -
حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القارئ، حدثنا عثمان بن سعيد الدَّارِمي، حدثنا الحسن بن الرَّبيع، حدثنا عبد الله بن إدريس، حدثني محمد بن إسحاق قال: وأخبرني نافع، عن عبد الله بن عمر، قال: كنا نقول ما لمُفتَتِنٍ توبةٌ،
= (2498) و (2500)، وابن حبان (3637) و (3648) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأحمد (43/ 25907)، ومسلم (1156)(174)، والنسائي (2504) من طريق عبد الله بن شقيق العقيلي، كلاهما عن عائشة.
(1)
إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة. إسحاق: هو ابن راهويه، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وقد سلف برقم (3018).
(2)
إسناده حسن كسابقه. وسيأتي مكررًا برقم (8923) بإسناده ومتنه إلّا أنه هناك ذكر في إسناده الزبيرَ!
وأخرجه الشاشي في "مسنده"(32) عن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي، بهذا الإسناد - وهو فيه أيضًا من رواية عبد الله بن الزبير عن أبيه الزبير.
وما اللهُ بقابلٍ منه شيئًا، فلمّا قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ أُنزِلَ فيهم:{يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، والآياتُ التي بعدها. قال عمر: فكتبتُها، فجلستُ على بعيري ثم طُفْتُ المدينةَ
(1)
، ثم أقامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بمكة ينتظرُ أن يَأْذَنَ اللهُ له في الهجرة وأصحابِه من المهاجرين، وقد أقام أبو بكر ينتظرُ أن يُؤذَنَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيخرجَ معه
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3671 -
حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكِّي، حدثنا محمد بن عمرو الحَرَشي، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا أبو بكر بن عيّاش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلُّ أهل النار يَرى مَقعدَه من الجنة فيقول: لو أنَّ الله هَدَاني، فيكونُ عليه حَسْرةً، وكلُّ أهلِ الجنة يَرى مَقعدَه من النار فيقول: لولا أنَّ الله هَدَاني، فيكونُ له شُكرًا"، ثم تَلَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: {أَنْ تَقُولَ
(1)
كذا وقع عند المصنف، وهو خطأ والصواب كما في سائر الروايات عن ابن إسحاق: أنَّ عمر كتبها وبعث بها إلى هشام بن العاص وهو في مكة، وكان ممَّن تخلَّف عن الهجرة إلى المدينة، قال هشام: فلما قَدِمَت عليَّ خرجتُ بها إلى ذي طُوى فجعلتُ أصعِّد بها وأصوِّب لأفهمها، فقلت: اللهم فهِّمنيها، فعرفتُ إنما نزلت فينا كما كنَّا نقول في أنفسنا ويقال فينا، فرجعت فجلست على بعيري، فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2)
إسناده حسن من أجل ابن إسحاق.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6736) عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد - مختصرًا دون قول عمر: فكتبتها، وما بعده.
وأخرجه الضياء في "المختارة"(1/ 213) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن جبلة، عن الحسن بن الربيع، به. ولم يسق لفظه.
وأخرجه بنحوه البزار (155)، والطبري في "تفسيره" 24/ 15، وابن المنذر في "الأوسط"(9670)، والطبراني في "الكبير"(22/ 462)، والبيهقي في "السنن" 9/ 13، وفي "الدلائل" 2/ 461 - 462، والضياء (212) من طرق عن ابن إسحاق، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض.
نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [الزمر: 56]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3672 -
أخبرنا الحسن بن حَلِيم المروَزي، حدثنا أبو الموجِّه، أخبرنا عَبْدانُ، أخبرنا عبد الله، أخبرنا عَنبسةُ بن سعيد، عن حبيب بن أبي عَمْرة، عن مجاهد قال: قال لي عبد الله بن عبّاس: أتدري ما سَعَةُ جهنَّمَ؟ قلت: لا، قال: أجلْ والله ما تدري، إنَّ بين شَحْمةِ أُذنِ أحدِهم وبين عاتِقِه مَسِيرةَ سبعين خريفًا، أوديةَ القَيْح والدَّم، قلت له: أنهارٌ؟ قال: لا بل أوديةٌ.
ثم قال: أتدري ما سَعَةُ جهنَّمَ؟ قلت: لا، قال: أجلْ والله ما تدري، حدثتني عائشةُ: أنها سألَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله عز وجل: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67]، قلت: فأين الناسُ يومئذٍ يا رسولَ الله؟ قال: "على جِسْرِ جهنَّمَ"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو الحرشي وأبي بكر بن عياش.
وأخرجه أحمد (16/ 10652) عن أسود بن عامر، والنسائي (11390) من طريق عبد الحميد بن صالح، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد - ولم يذكرا فيه التلاوة.
وأخرجه بنحوه أحمد (10980)، والبخاري (6569)، وابن حبان (7451) من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. ولم يذكر فيه التلاوة أيضًا.
(2)
إسناده صحيح. أبو الموجِّه: هو محمد بن عمرو الفَزَاري، وعبدان: هو عبد الله بن عثمان المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه أحمد (41/ 24856)، والترمذي (3241)، والنسائي (11389) من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد - والنسائي لم يخرج الشطر الأول الموقوف منه.
وقد سلف الحديث عند المصنف برقم (3036) من طريق هارون بن المغيرة عن عنبسة إلّا أنَّه ذكر في قصة عائشة سؤالًا وجوابًا آخر.
وسلف نحو الشطر الثاني هنا برقم (3384) من طريق مسروق عن عائشة.
3673 -
أخبرنا أحمد بن جعفر القَطِيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حَنبَل، حدثني أَبي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن سليمان التَّيْمي، عن بِشْر بن الشَّغَاف التَّميمي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل:{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} [الزمر: 68]، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"هو قَرْنٌ يُنفَخُ فيه"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3674 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ إملاءً، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، حدثنا مُحاضِر بن المورِّع، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عائشة: أنها كانت تقول لنساءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ما تَستحْيي المرأةُ أن تَهَبَ نفسَها! فأنزل اللهُ هذه الآية في نساءِ النبي صلى الله عليه وسلم: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} [الأحزاب: 51]، فقالت عائشةُ للنبي صلى الله عليه وسلم: أَرى ربَّكَ يُسارِعُ لك في هَوَاك
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات إلّا أنه منقطع، سليمان التيمي لم يسمع بشرًا، بينهما فيه أسلم العِجْلي، وهو ثقة. ونسبة بشر بن شغاف هنا إلى تميم فيها وقفة، فلم تقع هذه النسبة في شيء من مصادر ترجمته، وإنما هو ضَبِّي. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 175 كما وقع عند المصنف هنا، ولم نقف عليه في "مسند أحمد" من روايته عن عبد الرزاق.
وأخرجه أحمد (11/ 6507) و (6805)، وأبو داود (4742)، والترمذي (2430) و (3244)، والنسائي (11250) و (11317) و (11392)، والمصنف فيما سيأتي برقم (3912) و (8894) من طرق عن سليمان التيمي، عن أسلم العجلي، عن بشر بن شغاف به - ولم يذكروا فيه الآية. وقال الترمذي: حديث حسن.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محاضر بن المورِّع، وقد توبع. محمد بن عبد الوهاب: هو الفرّاء النيسابوري.
وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(7276) عن محمد بن عبد الوهاب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (41/ 25026) و (42/ 25251) و (43/ 26251)، والبخاري (4788) و (5113)، ومسلم (1464)، وابن ماجه (2000)، والنسائي (5287) و (8878) و (11350)، وابن حبان (6367) من طرق عن هشام بن عروة، به. فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
تنبيه: حق هذا الحديث والذي بعده أن يكونا في تفسير سورة الأحزاب.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة.
3675 -
حدثني إبراهيم بن عِصْمة بن إبراهيم العَدْل، حدثنا السَّرِي بن خُزَيمة، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وُهَيب، حدثني ابن جُرَيج في قول الله عز وجل:{لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ} [الأحزاب: 52]، قال ابن جُرَيج: فحدثني عطاءٌ، عن عُبيد بن عُمير، عن عائشة قالت: ما تُوفِّي النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى أحلَّ الله له أن يَتزوَّج
(1)
.
(1)
خبر ضعيف - وإن كان رجاله ثقات - من أجل ما وقع فيه من اختلافات على عطاء بن أبي رباح في وصله وإرساله وتشكُّكه عمَّن رواه. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان.
وأخرجه أحمد (42/ 25467)، والنسائي (5295) و (11351) من طريقين عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (42/ 25652) عن عبد الرزاق، وابن حبان (6366) من طريق عبد الله بن رجاء المكي، كلاهما عن ابن جريج، به. لكن وقع في رواية عبد الرزاق تفصيل، فقد روى عن ابن جريج قال: وزعم عطاء أنَّ عائشة قالت
…
فذكره، قلت (أي: ابن جريج): عمَّن تأثُرُ هذا؟ قال: لا أدري، حسبتُ أني سمعت عبيد بن عمير يقول ذلك. زاد عبد الرزاق في "مصنفه" (14001) عن ابن جريج قال: وقال لي عمرو (يعني ابن دينار): سمعتُ عطاءً منذ حينٍ يقول: ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أُحلَّ له أن ينكح ما شاء. فأرسله.
وأخرجه أحمد (40/ 24137)، والترمذي (3216)، والنسائي (5294) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء قال: قالت عائشة
…
فذكره، فأسقط الواسطة بين عطاء وعائشة، وذكر ابن هانئ عن أحمد بن حنبل أنه قال: رواية عطاء عن عائشة لا يُحتجُّ بها إلّا أن يقول: سمعتُ. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وروى الحديث أبو عاصم النبيل عن ابن جريج عند الطبراني في "التفسير" 22/ 32، والطحاوي في "مشكل الآثار"(523)، فذكر عن ابن جريج قال: وقال أبو الزبير: سمعتُ رجلًا يخبر به عطاءً. فأبهمه ولم يسمِّه.
ورُوي على العموم كحديث عائشة عن أم سلمة أيضًا عند ابن سعد في "الطبقات" 10/ 185، وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 6/ 438، وعند الطحاوي في "المشكل"(524)، وفي إسناده عند ابن سعد شيخه محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك الحديث عند كثير =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
40 - ومن تفسير سورة (حم) المؤمن
3676 -
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا بِشْر بن موسى، حدثنا الحُمَيدي، حدثنا سفيان، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد قال: قال عبد الله بن مسعود: الحواميمُ دِيباجُ القرآن
(1)
.
3676 م - قال سفيان: وحدثني حبيب بن أبي ثابت، عن رجلٍ: أنه مرَّ على أبي الدَّرداء وهو يَبني مسجدًا، فقال: ما هذا؟ فقال: هذا لآلِ حاميمَ
(2)
.
3677 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد، حدثنا أحمد بن مِهران، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، أخبرنا أبو إسحاق، عن أبي الأحوَص، عن عبد الله بن مسعود في قوله عز وجل:{رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} [غافر: 11]، قال: هي مثلُ التي في البقرة {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: 28]
(3)
.
= من جمهور أهل الحديث، وفي إسناد ابن أبي حاتم والطحاوي عمر بن أبي بكر الموصلي، وهو متروك الحديث أيضًا.
(1)
رجاله ثقات إلّا أنه منقطع، مجاهد لم يدرك ابنَ مسعود وروايته عنه مرسلة. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه والذي يليه البيهقي في "شعب الإيمان"(2243) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرج هذا الشطر منه عبد الرزاق في "مصنفه"(6031)، وكذا ابن أبي شيبة 10/ 558 عن سفيان بن عيينة، به - إلّا أنَّ عبد الرزاق وقفه على مجاهد من قوله.
(2)
إسناده ضعيف لإبهام راويه عن أبي الدرداء. وهو مع ما قبله عند البيهقي في "الشعب".
(3)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن مهران - وهو ابن خالد الأصبهاني - وقد توبع. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك الأشجعي. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3678 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا جَرِير، عن سليمان التَّيمي، عن أبي نَضْرة، عن ابن عبَّاس قال: يُنادي منادٍ بين يديِ الساعة: يا أيُّها الناس، أتتكُم الساعةُ، فيَسمعُها الأحياءُ والأمواتُ، ويَنزِلُ اللهُ إلى السماء الدنيا فينادي:{لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر: 16]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3679 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا همّام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل، عن جابر بن عبد الله قال: بَلَغَني حديثٌ عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سَمِعَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القِصَاص لم أسمَعْه، فابتعتُ بعيرًا فشَدَدتُ عليه رَحْلي ثم سِرتُ إليه شهرًا حتَّى قَدِمتُ مصرَ، فأتيتُ عبدَ الله بنَ أُنيس فقلتُ للبوَّاب: قل له: جابرٌ على الباب، فقال: ابنُ عبد الله؟ فقلت: نعم، فأتاه فأخبره، فقام يَطَأُ ثوبَه حتَّى خرج إليَّ فاعتنقَني واعتنقتُه، فقلت له: حديثٌ بَلَغَني عنك سمعتَه
= وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(9044)، ومن طريقه الشجري في "أماليه الخميسية" 2/ 304 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. إلّا أنه وقع في المطبوع من "معجم الطبراني" مكان أبي الأحوص: أبو الضحى، ويغلب على ظننا أنه خطأ في المطبوع، فقد رواه الشجري عنه بذكر أبي الأحوص.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 73 من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، به.
(1)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد، وسليمان التيمي: هو ابن طَرْخان، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قِطْعة.
وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1769)، وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية"(140)، وعبد الله بن أحمد في "السنة"(220)، وابن أبي الدنيا في "الأهوال"(27)، وابن أبي داود في "البعث"(19)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(366)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 324 من طرق عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد.
من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أسمَعْه في القِصَاص، فخَشِيتُ أن أموتَ أو تموتَ قبل أن أسمعَه، فقال عبد الله: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يَحشُرُ الله العبادَ - أو قال: الناسَ - عُراةً غُرْلًا بُهْمًا" قال: قلنا: ما بُهْمًا؟ قال: "ليس معهم شيءٌ، ثم يُناديهم بصوتٍ يسمعُه مَن بَعُدَ كما يسمعُه مَن قَرُبَ: أنا المَلِك، أنا الدَّيّان، لا ينبغي لأحدٍ من أهل الجنة أن يَدخُلَ الجنةَ، ولا ينبغي لأحدٍ من أهل النار أن يَدخُلَ النارَ، وعنده مَظلِمةٌ حتى أُقِصَّه منه، حتَّى اللَّطْمةَ" قال: قلنا: كيف، وإنما نأتي اللهَ غُرْلًا بُهْمًا؟ قال:"بالحسَناتِ والسيِّئات". قال: وتَلَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ} [غافر: 17]
(1)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3680 -
حدثنا أبو العبَّاس السَّيّاري وأبو أحمد الصَّيرَفي بمَرُو، قالا: حدثنا إبراهيم بن هلال، حدثنا علي بن الحسن بن شَقيق، سمعت أَبي يقول: أخبرنا الحسين بن واقد، حدثنا الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس قال: مَن قال: لا إله إلَّا الله، فليقلْ على إثْرها: الحمدُ لله ربِّ العالمين؛ يريد قولَه: {فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [غافر: 65]
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل القاسم بن عبد الواحد وعبد الله بن محمد بن عقيل، وقد توبعا كما هو مبيَّن في تعليقنا على "مسند أحمد"(25/ 16042)، حيث رواه عن يزيد بن هارون بهذا الإسناد - إلَّا أنه لم يذكر فيه قصة تلاوة الآية في آخره.
وكذلك سيأتي عند المصنف برقم (8930) من طريق محمد بن مسلمة عن يزيد بن هارون.
غُرْلًا: جمع أَغرَلَ، وهو الأقلَف، وهو الذي لم يُختَن.
(2)
إسناده حسن من أجل إبراهيم بن هلال، وقد سلفت ترجمته برقم (420)، وقد توبع، والحسين بن واقد صدوق لا بأس به.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(194) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري 24/ 81 عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، عن أبيه، به.
3681 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السّرِي بن خُزيمة، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا سعيد بن يزيد عن أبي السَّمْح، عن عيسى بن هلال الصَّدَفي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أنَّ رصاصةً من هذه مِثلَ هذه - وأشار إلى مثل الجُمجُمة - أُرسِلَت من السماء إلى الأرض، وهي مَسيرةُ خمسِ مئة سنةٍ، لبَلَغَت الأرضَ قبلَ الليل"، وتلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:{إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ} الآيات [غافر: 71]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
41 - ومن تفسير (حم) السجدة
3682 -
حدثني أبو الحسن أحمد بن الخَضِر الشافعي، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الغَسِيلي، حدثنا عُبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزُّهْري، حدثنا عمِّي، حدثني أبي، عن سفيان الثَّوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا {قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [فصلت: 3]، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أُلهِمَ إسماعيلُ هذا اللسانَ إلهامًا"
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف لتفرُّد أبي السمح به - وهو درَّاج - فهو إنما يعتبر بحديثه في المتابعات والشواهد. سعيد بن يزيد: هو الحميري القَتْباني.
وأخرجه أحمد (11/ 6856) و (6857)، والترمذي (2588) من طريق عبد الله بن المبارك، عن سعيد بن يزيد بهذا الإسناد. ولم يذكر التلاوة، وحسَّنه الترمذي.
(2)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل إبراهيم بن إسحاق الغسيلي، وبه أعلّه الذهبي هنا في "تلخيصه"، فهو وإن كان حافظًا قال فيه ابن حبان في "المجروحين" 1/ 119: يقلب الأخبار ويسرق الحديث، وقال الخطيب البغدادي في "تاريخه" 6/ 538: كان غير ثقة. وعمُّ عبيد الله: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، وقد سلف الحديث برقم (3354) من رواية أبي ثابت محمد بن عبيد الله المدني عن إبراهيم بن سعد الزهري، وأُعلَّ هناك بالإرسال والمخالفة.
وقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(1505) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3683 -
أخبرني علي بن الحَسَن
(1)
القاضي ببُخارَى، حدثنا عبد الله بن محمود، حدثنا محمد بن علي بن شَقِيق، حدثنا أبو تُمَيلةَ، عن الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بُرَيدة، عن أبيه:{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 195]، قال: بلسانِ جُرهُمٍ
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3684 -
حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ، أخبرنا محمد بن الحسن العَسقَلاني، حدثنا أبو عُمير عيسى بن محمد، حدثنا ضَمْرة، عن سعد بن عبد الله بن سعد، عن أبيه، عن أبي الدَّرداء قال: سمع النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلًا قرأَ فَلَحَنَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَرشِدُوا أَخاكم"
(3)
.
(1)
تحرَّف في (ز) و (ب) إلى: الحُسين، والتصويب من (ص) و (ع). وهو علي بن الحسن بن عبد الرحمن القاضي أبو الحسن البخاري المعروف بالسَّرْدَري، توفي سنة 365 هـ، انظر ترجمته في "تاريخ الإسلام" 1/ 356، و"الجواهر المضيّة" 2/ 552.
(2)
إسناده قوي من أجل الحسين بن واقد. عبد الله بن محمود: هو أبو عبد الرحمن السعدي المروزي الحافظ، وأبو تُميلة: هو يحيى بن واضح.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(1506) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 9/ 2818 من طريق أحمد بن حميد، عن أبي تميلة، عن أبي المُنيب، عن الحسين بن واقد، عن ابن بريدة من قوله، لم يذكر أباه. وهذا أرجح، فإنَّ أحمد بن حميد - وهو أبو الحسن الطُّريثيثي - ثقة حافظ.
(3)
إسناده فيه لِين، رجاله إلى ضمرة - وهو ابن ربيعة الرَّمْلي - ثقات، وسعد بن عبد الله بن سعد - وهو الأيلي - قال أبو حاتم: لا بأس به، وذكر ابن حبان وابن خلفون، وابن شاهين في "الثقات"، وأما أبوه لم يترجم له سوى ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 29/ 44 - 45 وذكر أنه كان على شرطة عمر بن عبد العزيز، ولم يُشِر إلى أنَّ له رواية.
وأخرجه ابن وهب في فضائل القرآن (المطبوع مع تفسيره باسم علوم القرآن) من "جامعه"(3/ 78) من إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن عبد الله القرشي، عن أبي الزناد: أنَّ رجلًا قرأ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فذكره. هكذا وقع في مطبوع "الجامع": عن أبي الزناد، ويغلب على ظننا =
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3685 -
أخبرنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان الشَّيباني، حدثنا جدِّي، حدثنا أبو بكر بن أبي شَيْبة، حدثنا أبو معاوية، حدثني عبد الله بن سعيد المَقبُري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَعرِبوا القرآنَ والتمِسُوا غرائبَه"
(1)
.
= أنه تحريف عن أبي الدرداء، وأما سعيد بن عبد الله القرشي فقد يكون أخا سعد، فإنهم إخوة ثلاثة: سعد وسعيد والحكم أبناء عبد الله بن سعد الأيلي مولى الحارث بن الحكم بن أبي العاص الأُموي القرشي، وسعيد هذا ذكره ابن حبان في "ثقاته"، وقد يكون تحرَّف عن سَعْد، فيرجع الحديث إلى أخيه سعد بن عبد الله، وعلى كِلا الحالين فإنه منقطع بينهما وبين أبي الدرداء، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا، عبد الله بن سعيد المقبري متروك الحديث. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2094) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه"(181)، والبيهقي (2093) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، والبيهقي أيضًا (2095) من طريق معارك بن عباد، كلاهما عن عبد الله بن سعيد المقبري، به. وبرواية معارك فيها زيادة ألفاظ، ومعارك ضعيف جدًّا.
وأخرجه أبو طاهر السِّلفي في "معجم السفر"(819) من طريق محمد بن سعدان، عن أبي معاوية، عن عبد الله بن سعيد المقبري، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة. فزاد فيه جدَّ المقبري.
وكذلك رواه مندل بن علي - أحد الضعفاء - عن عبد الله بن سعيد المقبري عند الخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 632، فزاد فيه جدَّه.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 348 عن عباد بن العوام، عن عبد الله بن سعيد المقبري، عن أبيه أو جدِّه، عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 456، وعنه أبو يعلى (6560) عن عبد الله بن إدريس، عن المقبري - وهو عبد الله بن سعيد - عن جده، عن أبي هريرة.
وروي عن عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وابن مسعود كما في "مصنف ابن أبي شيبة" 10/ 456 و 457 أنهم قالوا: أعربوا القرآن.
والمراد بإعراب القرآن: بيان ألفاظه ومعانيه وإظهارها، فالإعراب: هو الإبانة والإفصاح، وليس المراد الإعراب المصطَلح عليه عند النحاة، فهذا مصطلحٌ حادثُ عندهم لم يكن عند المتقدمين.
هذا حديث صحيح الإسناد على مَذهَب جماعةٍ من أئمَّتنا
(1)
، ولم يُخرجاه.
3686 -
أخبرني أبو بكر محمد بن إبراهيم البزَّازُ ببغداد، حدثنا محمد بن مَسلَمة
(2)
، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سعيد بن إياس، عن حَكِيم بن معاوية بن حَيْدَة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يَجيئُون يومَ القيامةِ وعلى أفواهِهِم الفِدَامُ، وإنَّ أولَ ما يتكلَّمُ من الآدميِّ فَخِذُه وكفُّه"
(3)
.
هذا حديث مشهورٌ ببَهْز بن حَكِيم عن أبيه، وقد تابعه الجُرَيري، فرواه عن حَكِيم بن معاوية وصحَّ به الحديثُ، ولم يُخرجاه.
وقد رواه أبو قَزَعة الباهليُّ أيضًا عن حَكِيم بن معاوية:
3687 -
حدَّثَناه أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا بِشْر بن موسى، حدثنا الحسن بن موسى الأشيَب، حدثنا حمّاد بن سَلَمة، أخبرنا أبو قَزَعة الباهلي، عن حَكيم بن معاوية، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تُحشَرون ها هنا - وأَومأَ بيده إلى الشام - مُشاةً ورُكْبانًا وعلى وجوهِكم، وتُعرَضون على الله وعلى أفواهِكم الفِدَامُ، وإنَّ أولَ ما يُعرِبُ عن أحدكم فَخِذُه"، وتلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} [فصلت: 22]
(4)
.
(1)
تعقّبه الذهبي في "تلخيصه" بقوله: بل أُجمع على ضعفه. يريد أنَّ فيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو مُجمَع على ضعفه.
(2)
تحرَّف في (ز) و (ب) إلى: سلمة.
(3)
إسناده حسن من أجل حكيم بن معاوية، ومحمد بن مسلمة - وهو أبو جعفر الواسطي الطيالسي - وإن كان فيه مقال قد تابعه غير واحد فيحسن حديثه.
وأخرجه أحمد (33/ 20026) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده، وسيأتي برقم (8988) مطولًا من طريق بهز بن حكيم عن أبيه.
والفِدام - كما في "النهاية" لابن الأثير -: ما يُشَدُّ على فم الإبريق والكوز من خرقة لتصفية الشراب الذي فيه؛ أي: أنهم يُمنَعون الكلام بأفواههم حتى تتكلم جوارحهم، فشبّه ذلك بالفدام.
(4)
إسناده حسن كسابقه. أبو قزعة: هو سُوَيد بن حُجير. =
3688 -
حدثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا أبو المثنَّى ومحمد بن أيوب قالا: حدثنا محمد بن كَثير العَبْدي، حدثنا سفيان، عن سَلَمة بن كُهيل، عن مالك بن حُصَين بن عُقْبة الفَزَاري، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب؛ سُئِلَ عن قول الله عز وجل:{رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} [فصلت: 29]، قال: ابنُ آدمَ الذي قَتَل أخاه، وإبليسُ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3689 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا عبد الله بن إدريس، أخبرنا أبو إسحاق الشَّيباني، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن الأسود بن هلال، عن أبي بكر الصِّدِّيق قال: ما تقولون في قوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30]، وقوله:{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82]؟ فقالوا: {الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} فلم يَلتفِتوا، {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}: بخطيئةٍ، فقال أبو بكر: حَمَلتُموها على غير وجهِ المَحمَل
(2)
: {ثُمَّ اسْتَقَامُوا} ولم يَلتفِتوا إلى إلهٍ غيرِه {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} أي: بشِرْك
(3)
.
= وأخرجه بأطول ممّا هنا أحمد (33/ 20022) عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد - ولم يذكر فيه التلاوة.
وأخرجه كذلك أحمد أيضًا (20011)، والنسائي (11367) من طريق شِبل بن عبّاد، عن أبي قزعة، به.
وانظر ما قبله، وسيأتي أوله فقط في قصة الحشر برقم (8900) من طريق بهز بن حكيم عن أبيه.
(1)
خبر حسنٌ إن شاء الله، وقد سلف برقم (3254) من طريق مصعب بن المقدام عن سفيان الثوري. أبو المثنى: هو معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري.
(2)
في (ز): الحمل، وكلاهما صحيح.
(3)
خبر حسنٌ، أحمد بن عبد الجبار حسن الحديث، وقد توبع، ومن فوقه ثقات إلّا أنَّ هذا =
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه.
3690 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو البَخْتري عبد الله بن محمد بن شاكر، حدثنا أبو أسامة، حدثنا الأعمش، عن عَدِيِّ بن ثابت، عن سليمان بن صُرَدٍ قال: استَبَّ رجلان قُربَ النبي صلى الله عليه وسلم، فاشتدَّ غضبُ أحدهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إني لَأعلمُ كلمةً لو قالها لذهبَ عنه الغضبُ: أعوذُ بالله من الشيطان الرَّجيم" فقال الرجل: أمجنونٌ تَراني؟ فتلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (وإمَّا يَنزَغنَّكَ من الشيطانِ نَزْغٌ فَاستَعِذْ بالله من الشيطانِ الرَّجِيمِ
(1)
)
(2)
.
= الإسناد منقطع بين الأسود بن هلال وأبي بكر، فإنَّ الأسود وإن كان قد أدرك الجاهلية إلّا أنه لم يهاجر إلّا في زمان عمر فلم ير أبا بكر، وقد توبع في هذا الخبر عن أبي بكر.
أبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان، وأبو بكر بن أبي موسى: هو الأشعري، مشهور بكنيته.
وأخرجه أبو داود في "الزهد"(38)، والطبري في "تفسيره" 24/ 115، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(265)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 30 من طرق عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" لابن حجر (3597)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(1999)، وأبو نعيم 1/ 30 من طريقين عن أبي إسحاق الشيباني، به.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 187، وابن سعد في "الطبقات" 8/ 205، وأبو داود في "الزهد"(39)، والطبري 24/ 114 من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن عامر بن سعد البجلي، عن سعيد بن نِمران، عن أبي بكر الصديق. وهذا إسناد جيد.
(1)
كذا وقع في "المستدرك" وكذا نقله عنه البيهقي في "شعب الإيمان"(7931)، وهو ذهول، فالتلاوة كما في الآية 36 من سورة فصلت:{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} .
(2)
إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، والأعمش: هو سليمان بن مِهران.
وأخرجه مسلم (2610)(110) عن نصر بن علي الجهضمي، عن أبي أسامة، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه التلاوة. =
هذا حديث صحيح الإسناد.
3691 -
أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا موسى بن إسحاق الخَطْمي، حدثنا أبو بكر بن أبي شَيْبة، حدثنا ابن فُضيل، حدثنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس: أنه كان يَسجُد بآخرِ الآيتين من (حم) السجدة، وكان أبو عبد الرحمن - يعني: ابن مسعود - يَسجُد بالأُولى منهما
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3692 -
أخبرني محمد بن المؤمَّل بن الحسن بن عيسى، حدثنا الفضل بن محمد الشَّعْراني، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن العَلاء بن الحارث، عن زيد بن أَرْطاةَ، عن جُبير بن نُفير، عن عُقْبة بن عامر الجُهَنِي: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 41، 42]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّكم لن تَرجِعوا إلى الله بشيءٍ أحبَّ إليه من شيءٍ خَرَجَ منه"؛ يعني: القرآنَ
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3693 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرير، عن منصور، عن هلال بن يِسَاف، عن فَرْوة بن نَوفَل الأشجَعي، قال: كنت جارًا لخبَّاب بن الأرَتِّ، فخرجنا مرّةً من المسجد فأَخذ بيدي
= وأخرجه كذلك أحمد (45/ 27205)، والبخاري (3282) و (6048) و (6115)، ومسلم (2610)، وأبو داود (4781)، والنسائي (10152) و (10153)، وابن حبان (5692) من طرق عن الأعمش، به.
(1)
رجاله ثقات إلّا أنَّ عطاء بن السائب كان قد اختلط ورواية محمد بن فضيل عنه بعد اختلاطه.
وأخرجه البيهقي 2/ 326 عن الحاكم محمد بن عبد الله، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده ضعيف، عبد الله بن صالح - وهو كاتب الليث - في حفظه سوء وقد انفرد بوصله من حديث عقبة بن عامر، وخالفه ثقات عن معاوية بن صالح فأرسلوه كما سلف بيانه برقم (2062).
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(502) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
فقال: يا هَنَاهُ، تَقرَّبْ إلى الله بما استطعتَ، فإنك لن تَقرَّبَ إليه بشيءٍ أحبَّ إليه من كلامِه
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
42 - ومن تفسير سورة (حم عسق)
3694 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حَدَّثَنَا أحمد بن مِهران، حَدَّثَنَا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن خُصَيف، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس، قولَه عز وجل:{تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ} [الشورى: 5]، قال: مِن الثِّقَل
(2)
.
(1)
إسناده قوي. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وجرير هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(1863)، و "الاعتقاد" ص 103 - 104 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 77، وأحمد في "الزهد"(192)، وابنه عبد الله في "السنة"(111)، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(310)، والخلّال في "السنة"(1961)، والبغوي في "معجم الصحابة"(625)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" 5/ 247، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(513)، والسَّلفي في "المشيخة البغدادية"(18) من طرق عن جرير بن عبد الحميد، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 10/ 510، وعبد الله بن أحمد في "السنة"(112) و (113)، والبغوي في "الصحابة"(625)، والآجري في "الشريعة"(157)، وابن بطة 5/ 245 - 246، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(558)، وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن"(73)، والبيهقي في "الأسماء"(514) من طريقين عن منصور، به.
قوله: "يا هناه" أي: يا هذا، وللمؤنث: يا هَنتاه، بفتح النون وتسكينها، والهاء الأخيرة فيهما تُضم وتُكسر.
(2)
إسناده ضعيف من أجل خصيف - وهو ابن عبد الرحمن الجزري. ففي حفظه سوء وقد اختُلف عليه في إسناده ومتنه.
فقد أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(236) من طريق العبَّاس بن محمد الدُّوري، عن عبيد الله =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3695 -
أخبرنا أبو زكريا العنبري، حَدَّثَنَا محمد بن عبد السلام، حَدَّثَنَا إسحاق، أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حَدَّثَنَا همَّام، عن قتادة، حَدَّثَنَا عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: كان بين آدمَ ونوح عَشَرَةُ قُرون، كلُّهم على شريعة من الحقِّ، فلما اختَلَفوا بَعَثَ الله النبيِّين والمرسَلين وأَنزل كتابه، فكانوا أُمَّةً واحدةً
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3696 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حَدَّثَنَا محمد بن عبد السلام، أخبرنا إسحاق، أخبرنا حَكَّام بن سَلْم الرازي - وكان ثقةً - حَدَّثَنَا أبو جعفر الرازي، عن الرَّبيع بن أنس، عن قيس بن عُبَاد، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ} الآية [البقرة: 102]، قال: إِنَّ الناس بعد آدمَ وَقَعُوا فِي الشِّرك، اتَّخَذوا هذه الأصنام وعَبَدوا غيرَ الله، قال: فجعلتِ الملائكةُ يَدْعُون عليهم ويقولون: ربَّنا خلقتَ عبادَك فأحسنتَ خَلْقَهم، ورَزَقتهم فأحسنتَ رِزْقَهم، فَعَصَوْكَ وعَبَدوا غيرَك، اللهمَ اللهمَّ، يَدعُون عليهم، فقال لهم الربُّ عز وجل: إنهم في غَيبٍ، فجعلوا لا يَعذِرُونهم، فقال: اختاروا منكم اثنين أُهبِطُهما إلى الأرض فآمُرُهما وأنهاهُما، فاختاروا
= ابن موسى به. إلا أنه جعل الراوي عن ابن عباس مجاهدًا لا عكرمة.
وأخرجه أيضًا (235) من طريق شريك - وهو ابن عبد الله النخعي - عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس قال: ممَّن فوقهن يعني الربَّ تبارك وتعالى. وشريك في حفظه سوء أيضًا.
وأخرجه بنحو رواية شريك: الطبري في "تفسيره" 25/ 7 بإسناد العوفيّين إلى عطية بن سعد العوفي عن ابن عبَاس قال: يعني من ثِقَل الرحمن وعَظَمته تبارك وتعالى. وإسناده ضعيف.
ومعنى الآية كما قال ابن جرير الطبري: تكاد السماوات يتشقَّقن من فوق الأرَضين من عظمة الرحمن وجلاله.
(1)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهويه، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وسيأتي برقم (4053) من طريق أبي داود الطيالسي عن همام.
وسلف أوله مرفوعًا برقم (3076) من حديث أبي أمامة الباهلي. وإسناده صحيح.
هاروتَ وماروتَ، قال: وذكر الحديث بطوله فيهما، وقال فيه: فلما شَرِبا الخمرَ وانتَشَيا وَقَعا بالمرأة وقَتَلا النفسَ، فكثُرَ اللَّغَطُ فيما بينهما وبين الملائكة، فنَظَروا إليهما وما يعملان، ففي ذلك أَنزَل الله عز وجل بعد ذلك:{وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ} الآية [الشورى: 5]، قال: فجعل بعدَ ذلك الملائكةُ يَعذِرون أهلَ الأرض ويَدْعُون لهم
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3697 -
أخبرني أبو جعفر محمد بن علي الشَّيباني، حَدَّثَنَا أحمد بن حازم بن أبي غَرَزة، حَدَّثَنَا إسماعيل بن عمر أبو المنذِر، حَدَّثَنَا كَثير بن زيد، عن المطَّلِب بن عبد الله بن حَنطَب، عن عبد الله بن عمر: أنه كان واقفًا بعَرَفاتٍ، فنَظَرَ إلى الشمس حين تدلَّت مثلَ التُّرس للغروب، فبكى واشتدَّ بكاؤُه، وتلا قولَ الله عز وجل: {اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ
(1)
إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي جعفر الرازي - وهو عيسى بن أبي عيسى - وإن كان في حفظه سوء وله مناكير فإنّ هذه القصة قد رويت عن ابن عبَّاس من غير طريقه بأسانيد فيها ضعف، وهذه القصة قد ثبت أنَّ كعب الأحبار قد حدَّث بها بعضَ أصحاب النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقد روى عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 53 وابن أبي الدنيا في "العقوبات"(224) بإسناد صحيح إلى عبد الله بن عمر أنَّ كعبًا حدثه بذلك، فدار الحديث ورجع - كما قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 1/ 199 - إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل، والله أعلم.
وأما خبر ابن عبَّاس هذا، فقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6270) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 189 - 190 من طريق آدم بن أبي إياس، عن أبي جعفر الرازي، به.
وأخرجه بمعناه ابن أبي الدنيا في "العقوبات"(221)، وابن أبي حاتم 1/ 191 - 192 من وجهين فيهما لِينٌ عن ابن عبَّاس.
وانظر التعليق على حديث ابن عمر في "مسند أحمد" 10/ (6178)، وما سلف برقم (3088) و (3089).
الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ
(1)
} إلى {الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} [الشورى:17 - 19] فقال له عَبْدَةُ: يا أبا عبد الرحمن، قد وقفتُ معك مِرارًا لم تَصنَعْ هذا! فقال: ذكرتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو واقفٌ بمكاني هذا، فقال:"أيُّها الناسُ، لم يَبْقَ من دُنْياكم هذه فيما مَضَى، إلّا كما بقيَ من يومِكم هذا فيما مَضَى منه"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3698 -
حَدَّثَنَا أبو أحمد بكر بن محمد الصَّيرَفي، حَدَّثَنَا أحمد بن عبيد الله النَّرْسي، حَدَّثَنَا أبو أحمد الزُّبَيري، حَدَّثَنَا عمران بن زائدة بن نَشِيط، عن أبيه، عن أبي خالد الوالِبيّ، عن أبي هريرة قال: تلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} [الشورى: 20]، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يقول الله عز وجل: ابنَ آدمَ، تفرَّغْ لعبادتي أَملأْ صدرَك غِنًى، وأَسُدَّ فقرَك، وإلَّا تفعلْ ملأتُ صدرَك شُغلًا، ولم أَسدَّ فقرَك"
(3)
.
(1)
في النسخ الخطية: {لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} ، وهو هنا خطأ، فهذه الآية من سورة الأحزاب آية رقم 63، وليست من الشورى.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإنَّ المطلب بن عبد الله بن حنطب روايته - في الراجح - عن ابن عمر مرسلة، وقد أدخل بينه وبين ابن عمر في رواية ابن أبي فديك عن كثير ابن زيد عند ابن أبي عاصم في "الزهد"(188) وعنه أبو الشيخ في "أمثال الحديث"(282)، أدخل بينهما رجلًا لم يسمِّه.
وأخرجه أحمد 10/ (6173) عن إسماعيل بن عمر، بهذا الإسناد.
وقد روى معنى هذا الحديث المرفوع عن ابن عمر جمعٌ من أصحابه، فانظرها في "مسند أحمد" 8/ (4508) و 10 / (5902) و (5911) و (5966) و (6029) و (6066) و (6133)، وبعضها في "الصحيح".
(3)
إسناده محتمل للتحسين من أجل زائدة بن نشيط، والد عمران، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبو خالد الوالبي روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم الرازي: صالح الحديث. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي مولاهم. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3699 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا محمد بن غالب، حَدَّثَنَا سعيد بن سليمان الواسطي، حَدَّثَنَا أبو عَقِيل يحيى بن المتوكِّل، عن عمر بن محمد بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن جعل الهمَّ همًّا واحدًا، كَفَاه الله همَّ دُنياه، ومَن تَشعَّبَتْه
(1)
الهمومُ، لم يُبالِ اللهُ في أيِّ أوديةِ الدنيا هَلَكَ"
(2)
.
= وأخرجه أحمد 14 / (8696) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (4107)، والترمذي (2466)، وابن حبان (393) من طريقين عن عمران بن زائدة، به.
ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة - كما في "علل الدارقطني"(1596) - عن عمران بن زائدة موقوفًا على أبي هريرة.
وفي الباب عن معقل بن يسار، وسيأتي عند المصنّف برقم (8124)، وسنده ضعيف.
(1)
تحرَّف في (ز) إلى تشبعته، والصواب بتقديم العين على الباء كما في (ع)، وكذلك هو في رواية البيهقي عن المصنّف، وفي (ص): تشاعبت به، وفي (ب): شعبته.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي عقيل، لكنه لم ينفرد به فقد تابعه عاصم بن محمد أخو عمر كما سيأتي، وهو ثقة.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(9857)، و "الآداب"(981) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (8132) من طريق صالح بن محمد الحافظ عن سعيد بن سليمان.
وأخرجه البيهقي في "الزهد"(16)، والشجري في "الأمالي الخميسية" 2/ 188 من طريق محمد بن غالب - وهو تمتام - عن غسان بن الربيع، عن أبي عقيل يحيى بن المتوكل، به - وقرن بنافع عبدَ الله بنَ دينار.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(166) عن الحسن بن علي الحلواني، عن يزيد بن هارون، عن عاصم بن محمد بن زيد، عن أخيه عمر بن محمد، عن عبد الله بن دينار أو نافع - على الشك - عن ابن عمر، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. وهذا إسناد صحيح، وعبد الله بن دينار ونافع كلاهما ثقة، فلا يضرُّ إن شكَّ عمر بن محمد عن أيهما رواه.
وفي الباب عن ابن مسعود عند ابن ماجه (257)، وإسناده تالف. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3700 -
حدثني علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حَدَّثَنَا محمد بن شاذانَ الجَوهَري، حَدَّثَنَا الحسن بن موسى الأشيَب، حَدَّثَنَا قَزَعةُ بن سُوَيد الباهلي، حَدَّثَنَا ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا أسألُكم على ما أَتيتُكم من البيِّنات والهُدى أجرًا، إلَّا أن تُوادُّوا الله، وأن تَقرَّبوا إليه بطاعتِه"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
إنما اتَّفقا في تفسير هذه الآية على حديث عبد الملك بن مَيسَرة الزَّرّاد، عن طاووس، عن ابن عبَّاس: أنه في قُربَى آل محمدٍ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
3701 -
فحدَّثَناه أبو العبَّاس أحمد بن هارون الفقيه، حَدَّثَنَا علي بن عبد العزيز، حَدَّثَنَا عمرو بن عَوْن، حَدَّثَنَا هُشَيم، أخبرنا داود، عن الشَّعْبي، قال: أكثَرَ الناسُ علينا في هذه الآية: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]، فكَتبْنا إلى ابن عبَّاس نسألُه عن ذلك، فكتب ابن عبَّاس: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أوسطَ البيت
(3)
في قريش،
= وروي معناه في حديث زيد بن ثابت عند أحمد 35/ (21590)، وابن ماجه (4105). وإسناده صحيح.
(1)
إسناده ضعيف لضعف قزعة بن سويد. ابن أبي نجيح: هو عبد الله.
وأخرجه أحمد 4 / (2415) عن حسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد.
(2)
قد اختصر المصنّف رحمه الله خبر ابن عبَّاس اختصارًا مخلًّا بالمعنى، والخبر عند البخاري برقم (4818) من طريق شعبة عن عبد من طريق شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت طاووسًا عن ابن عبَّاس: أنه سُئل عن قوله: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]، فقال سعيد بن جبير: قُربي آل محمد صلى الله عليه وسلم، فقال ابن عَبَّاس: عَجِلتَ، إِنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلّا كان له فيهم قرابة، فقال: إلّا أن تَصِلوا ما بيني وبينكم من القرابة. ولم يخرِّجه مسلم كما زعم المصنّف، وانظر تمام تخريجه في "مسند أحمد" 3/ (2024).
وانظر الحديث التالي.
(3)
كذا في النسخ الخطية: البيت، ووقع عند البيهقي في "الدلائل" وأحمد بن منيع في "مسنده": النسب، وهو أوجه.
ليس بطنٌ من بطونهم إلَّا قد وَلَدَه، فقال الله عز وجل:{قُل لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا} ما أدعُوكم إليه إلَّا أن تَودُّوني بقَرَابتي منكم وتَحفَظوني بها
(1)
.
قال هُشَيم: وأخبرني حُصَين، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس بنحوٍ من ذلك
(2)
.
هذا حديث لم يُخرجاه بهذه الزِّيادة، وهو صحيحٌ على شرطهما، فإنَّ حديث عِكْرمة صحيح على شرط البخاري، وحديث داود بن أبي هند صحيح على شرط مسلم.
3702 -
حدثني علي بن عيسى الحِيرِي، حَدَّثَنَا مُسدَّد بن قَطَن، حَدَّثَنَا عثمان بن أبي شَيْبة، حَدَّثَنَا جرير وعبد الله بن إدريس، عن الأعمش، عن شَقِيق بن سَلَمة، عن سَلَمة بن سَبْرة قال: خَطَبَنا معاذُ بن جَبَل فقال: أنتم المؤمنون وأنتم أهلُ الجنة، والله إني لأطمعُ أن يكون عامَّةُ مَن تُصِيبون بفارسَ والرُّومِ في الجنة، فإنَّ أحدَهم يعمل الخيرَ فتقول: أحسنتَ بارك الله فيك، أحسنتَ رَحِمَك الله، واللهُ يقول:{وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مَّن فَضْلِهِ} [الشورى: 26]
(3)
.
(1)
إسناده صحيح. علي بن عبد العزيز: هو أبو الحسن البغوي، وداود: هو ابن أبي هند، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 185 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3707) عن هشيم، به.
(2)
إسناده صحيح أيضًا، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط"(2018)، و "الصغير"(205) من طريق أبي سعد البقَّال، وفي "الأوسط"(6904) من طريق عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، كلاهما عن عكرمة، به. وفي الإسنادين ضعف.
(3)
إسناده محتمل للتحسين من أجل سلمة بن سبرة، وهو - وإن تفرَّد بالرواية عنه أبو وائل شقيق بن سلمة - تابعيّ كبير، ووثقه العجلي وابن حبان. جرير: هو ابن الحميد.
وأخرجه مسدد بن مسرهد في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3706)، والطبري في "تفسيره" 25/ 29، وفي مسند ابن عبَّاس من "تهذيب الآثار" 2/ 666، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2693)، والثعلبي في "تفسيره" 8/ 317، والبيهقي في "شعب الإيمان"(72)، وابن عساكر =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
3703 -
أخبرنا أبو الحسين أحمد عثمان بن يحيى المقرئ ببغداد، حَدَّثَنَا أبو قلابة الرَّقَاشي، حَدَّثَنَا عبد الصمد بن عبد الوارث، حَدَّثَنَا هشام بن أبي عبد الله، حَدَّثَنَا قَتَادة، وتلا قول الله عز وجل:{وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرَّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزَّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ} [الشورى: 27]، فقال: حَدَّثَنَا خُلَيد بن عبد الله العَصَري، عن أبي الدَّرداء، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، قال:"ما طَلَعَت شمسٌ قطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنَبَتيها مَلَكان، إنهما ليُسمِعانِ أهلَ الأرض إلَّا الثَّقَلَين: يا أيها الناسُ، هَلُمُّوا إلى ربِّكم، فإنَّ ما قلَّ وكفى خيرٌ مما كَثُرَ وأَلهى، ولا غَرَبَت شمسٌ قطُّ إِلَّا وبجَنَبَتيها مَلَكانِ يناديان: اللهمَّ عجَّلْ لمُنفِقٍ خَلَفًا، وعَجَّلْ لمُمسِكَ تَلَفًا"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
= في "تاريخ دمشق" 22/ 74 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرج أوله - وهو قوله: أنتم المؤمنون، وأنتم أهل الجنة - ابن أبي شيبة 11/ 30 عن عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، به.
قوله: "تصيبون
…
" أي تصيبونهم في حروبكم وتأخذونهم سَبْيًا فيسلمون عندكم فيستجيب الله تعالى دعاءَكم لهم.
(1)
إسناده حسن من أجل خليد العصري، وأبو قلابة الرقاشي - وهو عبد الملك بن محمد البصري - لا بأس به قوي الحديث.
وأخرجه أحمد 36/ (21721)، وابن حبان (686) و (3329) من طرق عن قتادة بهذا الإسناد - ولم يذكروا فيه التلاوة، وهي مما انفرد به عبد الصمد عن هشام بن أبي عبد الله الدَّستوائي، فقد رواه عن هشام أبو داود الطيالسي في "مسنده"(1072)، وابنه معاذ الدستوائي عند الطبري في "تهذيب الآثار - مسند ابن عبّاس" 1/ 267 و 269 وابن السُّني في "القناعة"(32)، فلم يذكرا في حديثه التلاوة.
ويشهد لآخره في الدعاء للمنفق والممسك حديث أبي هريرة عند البخاري (1442) ومسلم (1010)، لكن بذكر الإصباح مكان الغروب.
الجَنَبَة: الجانب والناحية. والثَّقلان: الإنس والجن.
3704 -
حدثني عبد الله بن سعد الحافظ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن أبي طالب، حَدَّثَنَا أبو كُرَيب، حَدَّثَنَا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن سَخْبَرة، عن علي قال: ما أصبحَ بالكوفة أحدٌ إِلَّا ناعمٌ، إنَّ أدناهم منزلةً يشرب من ماء الفُرَات، ويجلس في الظِّل، ويأكل من البُرِّ، وإنما أُنزِلَت هذه الآية في أصحاب الصُّفَّة:{وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرَّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزَّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ} ، وذلك أنهم قالوا: لو أنَّ لنا؛ فتَمَنَّوُا الدنيا
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3705 -
حدثني أبو بكر إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه بالرَّيّ، حَدَّثَنَا محمد بن الفَرَج، حَدَّثَنَا حجَّاج بن محمد، حَدَّثَنَا يونس بن أبي إسحاق، حَدَّثَنَا أبو إسحاق، عن أبي جُحَيفة، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن أصاب ذنبًا، في الدنيا، فعُوقِبَ به، فالله أعدلُ من أن يُثنِّيَ عقوبتَه على عبدِه، ومَن أذنب ذنبًا، فَسَتَرَ اللهُ عليه وعَفَا عنه، فاللهُ أكرمُ من أن يعودَ في شيءٍ عَفَا عنه"
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
وإنما أخرجه إسحاقُ بن إبراهيم
(3)
عند قوله عز وجل: {وَمَا أَصَابَكُم مَّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: 30].
(1)
ضعيف، وإن كان ظاهر إسناده الصحة، فإنَّ أبا كريب - وهو محمد بن العلاء الهَمْداني - قد سَلَكَ فيه الجادّة فرواه عن أبي معاوية - وهو محمد بن خازم الضرير - عن الأعمش، وخالفه ثلاثة من الثقات الجِبال، وهم ابن أبي شيبة في "مصنفه" 13/ 285، وأحمد بن حنبل في "فضائل الصحابة"(883)، وهنّاد بن السَّري في "الزهد"(699)، فروَوه عن أبي معاوية عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن سخبرة عن علي، وليث سيئ الحفظ ضعيف في التفرد.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(9848) عن أبي عبد الله الحاكم، بإسناده ومتنه.
(2)
إسناده حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق ومحمد بن الفرج - وهو أبو بكر الأزرق - وهذا الأخير قد توبع فيما سلف عند المصنّف برقم (13). وسيأتي مكررًا برقم (7871) و (8364).
(3)
يعني في "تفسيره"، وإسحاق بن إبراهيم هذا: هو الإمام المعروف بابن راهويه.
3706 -
أخبرني أحمد بن سهل الفقيه ببُخارَى، حَدَّثَنَا صالح بن محمد بن حَبيب الحافظ، حَدَّثَنَا يعقوب بن إبراهيم وأحمد بن مَنِيع وزياد بن أيوب قالوا: حَدَّثَنَا هُشَيم، أخبرنا منصور بن زاذانَ، عن الحسن، عن عِمران بن حُصَين؛ قال
(1)
: دَخَلَ عليه بعضُ أصحابه وقد ابتُلِيَ في جسده، فقال له بعضهم: إنا لَنَبْتَئِسُ لك لِما نَرَى فيك، قال: فلا تَبتئِسْ لما تَرى، فإنَّ ما تَرى بذنبٍ، وما يَعفُو اللهُ عنه أكثرُ، قال: ثم تلا عِمرانُ هذه الآية: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} إلى آخر الآية
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3707 -
حَدَّثَنَا أبو زكريا العَنبَري، حَدَّثَنَا محمد بن عبد السلام، حَدَّثَنَا إسحاق، أخبرنا جَرِير، عن الأعمش، عن أبي ظَبْيان قال: كنا نَعْرِضُ المصاحفَ عند عَلْقمة، فقرأ هذه الآية:(إنَّ في ذلك لآياتٍ للمُوقِنينَ)
(3)
فقال: قال عبد الله: اليقينُ الإيمانُ كلُّه، وقرأ هذه الآية:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [الشورى: 33]، قال:
(1)
القائل هو الحسن: وهو ابن أبي الحسن البصري.
(2)
رجاله عن آخرهم ثقات، في سماع الحسن البصري من عمران خلاف والجمهور على أنه لم يسمع منه، أما المصنّف فقد جزم في غير موضع من كتابه بسماعه منه. يعقوب بن إبراهيم: هو الدَّورقي الحافظ.
وأخرجه بنحوه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(249)، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(9356) عن فضيل بن عبد الوهاب، عن هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا أيضًا في "الرضا عن الله بقضائه"(61) من طريق يونس بن عبيد، والبيهقي في "الشعب"(9500) من طريق المبارك بن فضالة، كلاهما عن الحسن، به - إلّا أنَّ المبارك قال في حديثه عن الحسن: دخلنا على عمران والمبارك ليس بذاك القوي وكان معروفًا بالتدليس، وقد ذكر الإمام أحمد أنه كان ينفرد من بين أصحاب الحسن فيذكر صيغ التحديث والإخبار بينه وبين عمران في بعض ما يرويه عنه.
(3)
ليست هذه في التلاوة، وقد جاء قوله:(إنَّ في ذلك لآيات) في عدة آيات ليس فيها (للموقنين)، أما قوله:(للموقنين) فهو في الآية (20) من سورة الذاريات: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} .
فقال عبد الله: الصبرُ نصفُ الإيمان
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3708 -
أخبرنا أبو زكريا العنبري، حَدَّثَنَا محمد بن عبد السلام، حَدَّثَنَا إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا الفضل بن موسى، حَدَّثَنَا عيسى بن عُبيد، عن الرَّبيع بن أنس، عن أبي العاليَةِ، قال: حدثني أُبيُّ بن كعب قال: لما كان يومُ أُحدٍ أُصيبَ من الأنصار أربعةٌ وستون، ومنهم ستةٌ فيهم حمزةُ، فمَثَّلوا بهم، فقالت الأنصار: لئِن أَصَبْنا منهم
(1)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد، وأبو ظبيان: هو حُصين بن جُندب الجَنْبي، وعلقمة: هو ابن قيس النَّخَعي، وعبد الله: هو ابن مسعود.
وأخرجه - دون ذكر التلاوة فيه - وكيع في "الزهد"(203)، وعبد الله بن أحمد في "السنة"(817)، والخلّال في "السنة"(1509)، والطبراني في "الكبير"(8544)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(47) و (9266) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد عن عبد الله بن مسعود قال: الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله. وعلَّق الشطر الثاني منه البخاري في "صحيحه" في أول كتاب الإيمان عن ابن مسعود بلا إسناد.
وروي هذا مرفوعًا ولا يصح، فقد أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(592)، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال"(270)، وتمام الرازي في "فوائده"(1083)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(1682)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 34، والقضاعي في "مسند الشهاب"(158)، والبيهقي في "الشعب"(9265)، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 15/ 302، وقوام السنة في "الترغيب والترهيب"(1609)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1364)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 22 - 23 من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، عن محمد بن خالد المخزومي، عن سفيان الثوري، عن زبيد الياميّ، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وهذا إسناد لا يثبت كما قال الحافظ ابن حجر، فقد تفرَّد به محمد بن خالد المخزومي، وهو مجهول انفرد بالرواية عنه يعقوب بن كاسب، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 9/ 59 وقال: ربما رفع وأسند، وقال ابن الجوزي: مجروح. ويعقوب بن حميد بن كاسب ضعيف عند التفرُّد، وقال الحافظ أبو علي النيسابوري - كما في "تغليق التعليق" -: هذا حديث منكر لا أصل له من حديث زبيد ولا من حديث الثوري.
يومًا مثل هذا لنُربِيَنَّ عليهم، فلما كان يومُ فتح مكةَ أَنزل الله:{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3709 -
حَدَّثَنَا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن عفَّان العامِري، حَدَّثَنَا يحيى بن فَصِيل، حَدَّثَنَا الحسن بن صالح بن حيٍّ، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل، عن جابر بن عبد الله:{وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52]، قال: الصراطُ المستقيم هو الإسلامُ، وهو أوسعُ ما بينَ السماءِ والأرضِ
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3710 -
أخبرنا أبو بكر الشافعي، حَدَّثَنَا إسحاق بن الحسن، حَدَّثَنَا أبو حُذيفة، حَدَّثَنَا سفيان، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله في قوله عز وجل:{وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ، قال: كتابُ الله عز وجل
(3)
.
43 - ومن تفسير سورة الزخرف
بسم الله الرحمن الرحيم
حَدَّثَنَا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إملاءً في شوّال سنة أربع مئة:
3711 -
أخبرنا أبو عَوْن محمد بن أحمد الجزّار بمكة، حَدَّثَنَا محمد بن علي بن زيد، حَدَّثَنَا سعيد بن منصور، حَدَّثَنَا أبو عَوَانة، عن أبي بِشْر، عن سعيد بن جُبير
(1)
إسناده حسن من أجل عيسى بن عبيد. وهو مكرر (3408). وذكر هذا الحديث هنا لا وجه له.
(2)
إسناده محتمل للتحسين من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل.
وقد سلف برقم (3061) من طريق أبي نعيم عن الحسن بن صالح.
(3)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي حذيفة - وهو موسى بن مسعود النهدي - وقد توبع فيما سلف برقم (3060).
قال: قلت لابن عباس: {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ} [الزخرف: 19] أو (عندَ الرَّحمنِ)؟ فقال: عِبادُ الرَّحمن، قلت: هو في مُصحَفي: (عندَ الرَّحمنِ)! قال: فامحُها واكتُبْ: عِبادُ الرَّحمن
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه
3712 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الوهاب، حَدَّثَنَا يعلى بن عُبيد، حَدَّثَنَا ابن إسحاق، عن الصَّبّاح بن محمد، عن مُرَّةَ، عن عبد الله:{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم} الآية [الزخرف: 32]، فقال عبد الله: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الله قَسَمَ بينكم أخلاقَكم كما قَسَمَ بينكم أرزاقَكم، وإِنَّ الله يُغطي الدنيا مَن أحبَّ ومن لا يُحِبُّ، ولا يُعطي الدِّينَ إِلَّا من يحبُّ، فمن أعطاه الدِّينَ فقد أحبَّه"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3713 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن زياد، حَدَّثَنَا محمد بن عبيد بن حِسَاب، حَدَّثَنَا محمد بن ثَوْر، عن مَعمَر، عن قَتَادة: أنه تلا هذه الآية: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ} [الزخرف: 41] فقال: قال أنس: ذَهَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وَبِقَيت النِّقمةُ، ولم يُرِ اللهُ نبيَّه صلى الله عليه وسلم في أمَّته شيئًا يكرهُه حتَّى مَضَى،
(1)
إسناده صحيح. أبو عوانة: هو وضاح اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية.
وقراءة (عند الرَّحمن) بالنون قرأ بها من السبعة ابن كثير ونافع وابن عامر. انظر "السبعة في القراءات" لابن مجاهد ص 585.
(2)
صحيح موقوفًا كما سلف بيانه برقم (94)، وهذا إسناد ضعيف لضعف الصباح بن محمد: وهو ابن أبي حازم البجلي. ابن إسحاق: هو أبان بن إسحاق الأسدي الهمداني، ومُرَّة: هو ابن شراحيل، وعبد الله: هو ابن مسعود.
وأخرجه أحمد 6/ (3672) عن محمد بن عبيد الطنافسي أخي يعلى، عن أبان بن إسحاق، بهذا الإسناد بأطول ممّا هنا.
وسيأتي برقم (7488) من طريق إبراهيم بن إسحاق الزهري عن يعلى ومحمد ابني عبيد.
ولم يكن نبيٌّ إلَّا قد رأى العقوبةَ في أمَّته إلَّا نبيَّكم صلى الله عليه وسلم
(1)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3714 -
حدثني علي بن عيسى الحِيرِي، حَدَّثَنَا مسدَّد بن قَطَن، حَدَّثَنَا عثمان بن أبي شَيْبة، حَدَّثَنَا معاوية بن هشام، حَدَّثَنَا سفيان، حَدَّثَنَا المُغيرة بن النُّعمان، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُؤْخَذُ بناسٍ من أصحابي ذاتَ الشِّمال فأقول: أصحابي أصحابي! فيقال: إنَّهم لم يزالوا مُرتدِّين على أعقابهم بعدَك، فأقولُ كما قال العبدُ الصالحُ عيسى ابن مريمَ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} [المائدة: 117] "
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه!
3715 -
أخبرنا الحسن بن يعقوب العَدْل، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الوهاب الفرَّاء، حَدَّثَنَا جعفر بن عَوْن، أخبرنا الحجَّاج بن دينار، عن أبي غالب، عن أبي أُمامة قال: قال
(1)
خبر صحيح لكن من قول قتادة، وذكرُ أنس فيه وهمٌ لعلّه من محمد بن عبيد بن حساب أو ممّن دونه، فقد رواه يونس بن عبد الأعلى عن محمد بن ثور عند الطبري في "تفسيره" 25/ 75 فلم يجاوز به قتادة، وكذلك رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 197 عن معمر عن قتادة لم يجاوزه.
وأما إسناد المصنّف فحسن إن شاء الله، رجاله ثقات غير الحسن بن علي بن زياد السُّرّي، فقد روى عنه جمع ولم يؤثر فيه جرح أو تعديل، وهو في الغالب متابع فيما يرويه.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل معاوية بن هشام، وقد توبع. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه البخاري (3349) و (3447) و (4626)، والترمذي (2423)، والنسائي (11095) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد - مجموعًا إليه الحديث السالف برقم (3032). وأخرجه كذلك أحمد 4 / (2096) و (2281)، والبخاري (4625) و (4740) و (6526)، ومسلم (2860)(58)، والترمذي (2423) و (3167)، والنسائي (2225) و (11274)، وابن حبان (7347) من طريق شعبة، عن المغيرة بن النعمان، به فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "ما ضَلَّ قومٌ بعد هدًى إلَّا أُوتُوا الجَدَل"، ثم قرأَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:{مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3716 -
حَدَّثَنَا محمد بن صالح بن هانئ، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَضْل، حَدَّثَنَا محمد بن سابق، حَدَّثَنَا إسرائيل، عن سِمَاك بن حَرْب، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{وإنَّه لَعَلَمٌ لِلسَّاعةِ} [الزخرف: 61]، قال: خروجُ عيسى ابن مريمَ
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه
(3)
.
3717 -
حَدَّثَنَا أبو القاسم الحسن بن محمد السَّكُوني بالكوفة، حَدَّثَنَا عُبيد بن كَثير العامري، حَدَّثَنَا يحيى بن محمد بن عبد الله الدارِمي، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، أخبرنا ابن عُيَينة [عن محمد بن سُوقَة]
(4)
عن محمد بن المُنكدِر، عن جابر قال: قال
(1)
إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي غالب - وهو البصري نزيل أصبهان - فإنه ليس بذاك القوي، وقد توبع، ومن دونه لا بأس بهم.
وأخرجه أحمد 36/ (22164) و (22204) و (22205)، وابن ماجه (48)، والترمذي (3253) من طرق عن حجاج بن دينار، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير" 7/ 222 - وابن بطة في "الإبانة الكبرى" 2/ 485 من طريق مؤمّل بن إسماعيل، عن حماد بن زيد، عن أبي مخزوم، عن القاسم بن عبد الرحمن الشامي، عن أبي أمامة، قال حماد: لا أدري رفعه أم لا. وهذا إسناد يصلح للاعتبار إن شاء الله على جهالة في أبي مخزوم - واسمه حماد كما قال ابن صاعد شيخ ابن بطة فيه - ومؤمّل بن إسماعيل في حفظه كلام.
(2)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب، وقد توبع.
فقد أخرجه بنحوه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 198 - 199، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن"(591) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة به. وانظر ما سلف برقم (3040).
(3)
رُمِّج هذا الحكم في (ز)، وهو ثابت في بقية النسخ الخطية.
(4)
ما بين المعقوفين سقط من نسخنا الخطية، واستدركناه من "التلخيص" و "إتحاف المهرة"(3739).
رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} ، فقال:"النجومُ أمانٌ لأهل السماء، فإذا ذهبتْ أتاها ما يُوعَدون، وأنا أمانٌ لأصحابي ما كنتُ، فإذا ذهبتُ أتاهم ما يُوعَدون، وأهلُ بيتي أمانٌ لأمَّتي، فإذا ذهب أهلُ بيتي أتاهم ما يُوعَدون"
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل عبيد بن كثير فإنه متروك الحديث، وبه أعلّه الذهبي في "تلخيصه" فقال: أظنه موضوعًا وعبيد متروك والآفة منه. قلنا: وشيخه يحيى بن محمد لم نقف له على ترجمة، ومن فوقه ثقات إلَّا أنه مضطرب فيه علة محمد بن سوقة.
فهذا الخبر في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 199 عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن سوقة وسهيل بن أبي صالح، عن محمد بن المنكدر، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا - إلّا أنه قال في آخره مكان "أهل بيتي":"أصحابي"، وهو المحفوظ.
ورواه عبد الله بن عمرو بن مرة عن محمد بن سوقة فيما سيأتي برقم (6039)، فجعله من رواية محمد بن المنكدر عن أبيه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وذكر فيه أهل البيت مكان الأصحاب. وفي هذا السند مقالٌ على ما يأتي.
ورواه الصبّاح بن محارب عند الطبراني في "الأوسط"(4074)، والقاسم بن غصن عنده أيضًا (6687)، كلاهما عن محمد بن سوقة، عن علي بن أبي طلحة عن ابن عبَّاس، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وذكرا فيه الأصحابَ مكان أهل البيت. والقاسم ضعيف والصباح صدوق.
وقد خالفهما عبد الله بن المبارك - وهو إمام حُجّة - فرواه في "الزهد"(569) عن محمد بن سوقة، عن علي بن أبي طلحة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا. وذكر فيه الأصحاب.
فهذا الخبر من طريق محمد بن سوقة مضطرب كما ترى.
وفي الباب عن سلمة بن الأكوع فيما أخرجه الروياني في "مسنده"(1152) و (1164) و (1165)، وابن الأعرابي في "معجمه"(2079)، والطبراني في "الكبير"(2260) وغيرهم من طريق موسى بن عبيدة الرَّبَذي، عن إياس بن سلمة، عن أبيه سلمة بن الأكوع مرفوعًا مختصرًا بلفظ:"النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض". وموسى بن عبيدة متفق على ضعفه منكر الحديث.
وبنحوه عن علي بن أبي طالب مرفوعًا فيما أخرجه عبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة"(1145) من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب. وعبد الملك بن هارون متهم بالكذب والوضع.
وكذلك أخرجه عبد الخالق بن أسد في "معجمه"(435) بإسناد مسلسل بالخلفاء العبَّاسيين =
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3718 -
أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن السَّبِيعي، حَدَّثَنَا الحسين بن الحَكَم الحِبَري، حَدَّثَنَا قَبِيصة بن عُقبة، حَدَّثَنَا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس؛ في قوله عز وجل:{وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} ، قال: مَكَثَ عنهم ألفَ سنة ثم قال: {إِنَّكُم ماكِثُونَ} [الزخرف: 77]
(1)
.
= إلى ابن عبَّاس عن علي بن أبي طالب مرفوعًا. وفيه الحسين بن عبيد الله الأبزاري، وهو متهم بالكذب أيضًا.
ويغني عن هذه الأحاديث حديثُ أبي موسى الأشعري: أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رفع رأسه إلى السماء، وكان كثيرًا ممّا يرفع رأسَه إلى السماء، فقال:"النجوم أمَنةٌ للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماءَ ما توعد، وأنا أمَنةٌ لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمَنةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون"، أخرجه أحمد 32/ (19566)، ومسلم (2531)، وابن حبان (7249) وغيرهم. وهو أصح حديث في الباب، وذكر فيه قصة انتظارهم صلاة العشاء بنحو ما سيأتي في رواية محمد بن المنكدر عن أبيه.
وأخرجه بنحو حديث أبي موسى: الطبراني في "الكبير"(11023)، وفي "مسند الشاميين"(1895) من طريق عيسى بن يزيد الشامي، عن طاووس، عن ابن عبَّاس مرفوعًا. وإسناده ضعيف، فيه ضعفاء ومجاهيل.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد وهمَ فيه قبيصة بن عقبة على سفيان الثوري فسمَّى الراوي عن ابن عبَّاس عكرمةَ، والمحفوظ أنه أبو الحسن هلال بن يِساف هكذا رواه جمهور أصحاب سفيان عنه، وقبيصة - على ثقته - له أغاليط في أحاديثه عن سفيان، ورواية سفيان الثوري عن عطاء بن السائب قبل اختلاطه، فهي صحيحة.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(588) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو حذيفة النهدي في "تفسير سفيان"(886)، وعبد الرزاق في "التفسير" 2/ 202، كلاهما عن سفيان الثوري، عن عطاء بن السائب، عن أبي الحسن - وهو هلال بن يساف - عن ابن عبَّاس.
وأخرجه كذلك أسد بن موسى في "الزهد"(4)، وابن أبي الدنيا في "صفة النار"(85)، والدولابي في "الكنى والأسماء"(822)، والطبري في "تفسيره" 25/ 99 من طرق أخرى عن سفيان الثوري، به - وذكر الدولابي عن شيخه أبي حفص عمرو بن علي الفلّاس أنَّ أبا الحسن هذا =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
44 - ومن تفسير سورة (حم) الدخان
بسم الله الرحمن الرحيم
3719 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حَدَّثَنَا الحسين بن محمد بن زياد القبَّاني، حدثني أبو عثمان سعيد بن يحيى بن سعيد الأُمَوي، حدثني أَبي، حَدَّثَنَا عثمان بن حَكيم، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: إنك لَتَرى الرجلَ يمشي في الأسواق وقد وقع اسمُه في الموتى؛ ثم قرأَ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 3 - 4]، يعني ليلةَ القَدْر قال: ففي تلك الليلة يُفرَقُ أمرُ الدنيا إلى مثلِها من قابلٍ
(1)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3720 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حَدَّثَنَا محمد بن عبد السلام، حَدَّثَنَا إسحاق، أخبرنا جَرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} [الدخان: 29]، قال: بفَقْدِ المؤمنِ أربعين صباحًا
(2)
.
= هو هلال بن يساف.
وانظر خبر عبد الله بن عمرو السالف برقم (3534).
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(3388)، و "فضائل الأوقات"(82) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(7926)، وعبد الله بن أحمد في "السنة"(887) من طريق هشيم، والطبري في "تفسيره" 25/ 109 من طريق عبد الواحد بن زياد، كلاهما عن عثمان بن حكيم، به - رواية هشيم مختصرة، ذكر أوله إلى قوله:"في الموتى" دون باقيه.
(2)
إسناده صحيح إن شاء الله، جرير - وهو ابن عبد الحميد - وإن كانت روايته عن عطاء بن السائب بعد اختلاطه، قد جاء هذا الخبر عن ابن عبَّاس من وجه آخر يقوّيه. =
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3721 -
أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، حَدَّثَنَا أبو حاتم محمد بن إدريس، حَدَّثَنَا محمد بن يزيد بن سِنان الرُّهَاوي، حدثني جدِّي سِنان بن يزيد قال: خرجْنا مع علي بن أبي طالب حين تَوجَّه إلى معاوية بن أبي سفيان، قال: وجَريرُ بن سَهْم التَّميمي أمامَه يقول:
يا فَرَسي سِيري وأُمِّي الشاما
…
وقَطِّعي الأحقافَ والأعلاما
وقاتلي مَن خالفَ الإماما
…
إني لأرجو إن لَقِينا العاما
جَمْعَ بني أُمَيَّةَ الطَّغَاما
…
أن نقتلَ العاصيَ
(1)
والهُمَاما
وأن نُزيلَ من رجالٍ وإما
فلما وصلنا المدائنَ قال جَريرٌ:
عَفَتِ الرياحُ على رُسوم ديارِهمْ
…
فكأنَّما كانوا على مِيعادِ
قال: فقال لي علي: كيف قلتَ يا أخا بني تَميمٍ؟ قال: فردَّ عليه البيتَ، فقال علي: ألا قلتَ: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ
(2)
وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ} [الدخان: 25 - 28]، أيْ أخي، هؤلاء كانوا
= فقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(3020) من طريق سفيان الثوري، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس - ولم يذكر فيه التلاوة. وهذا إسناد صحيح.
ولسفيان فيه شيخ آخر وهو أبو يحيى القتّات عن مجاهد أخرجه وكيع في "الزهد"(83)، وكذا ابن المبارك (338)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 13/ 373، والطبري في "تفسيره" 25/ 125. وهو في المواعظ من "السنن الكبرى" للنسائي كما في "تحفة الأشراف" (6433). وأبو يحيى القتات فيه لِينٌ.
ورواه سفيان أيضًا عند الطبري 25/ 125 عن منصور بن المعتمر عن مجاهد قال: كان يقال: تبكي الأرض
…
(1)
في (ز) و (ص) و (ب): القاصي والمثبت من (ع) وهامش (ص) ومصادر التخريج.
(2)
في النسخ الخطية: (وكنوز)، وهو خطأ.
وارِثينَ فأصبحوا موروثِين، إنَّ هؤلاء كفروا النِّعمَ فَحَلَّت بهم النِّقَم. ثم قال: إياكم وكُفَرَ النِّعم، فتَحِلَّ بكم النَّقَم.
قال أبو حاتم: قلت لمحمد بن يزيد بن سِنَان: جدُّك سنانٌ كان كبيرَ السِّن أدرَكَ عليًّا؟! قال: نعم، وشهد معه المَشاهد
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد.
3722 -
أخبرني يحيى بن منصور القاضي، حَدَّثَنَا أبو عمرو أحمد بن المبارَك، حدثني محمد بن رافع القُشَيري، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن الزُّهْري، عن عُروة، عن عائشة أنها قالت: كان تُبَّعٌ رجلًا صالحًا، ألا تَرى أَنَّ الله عز وجل ذَمَّ قومه ولم يَذُمَّه؟
(2)
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3723 -
حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهَمَذان، حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحسين، حَدَّثَنَا آدم بن أبي إياس، حَدَّثَنَا ابن أبي ذِئْب، عن المَقبُري، عن أبي هريرة
(1)
إسناده ضعيف لضعف محمد بن يزيد بن سنان، وبه أعلّه الذهبي في "تلخيصه"، وجدُّه سنان مجهول لم يرو عنه غير محمد هذا.
وأخرجه ابن ماكولا في "تهذيب مستمر الأوهام" ص 278 - 279 من طريق الحسين بن الحسن بن أيوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه" 10/ 294 - 295، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 12/ 158 من طريق محمد بن مخلد، عن أبي حاتم محمد بن إدريس، به.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 208، ومن طريقه ابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"(661) عن معمر، عن قتادة: أنَّ عائشة قالت: كان تبع رجلًا صالحًا. وقال كعب - يعني كعب الأحبار -: ذمَّ الله قومه ولم يذمَّه. وقتادة عن عائشة مرسل، وكذا عن كعب.
وأخرجه كذلك الطبري في "تفسيره" 25/ 129 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة.
وهو عنده أيضًا 25/ 128 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أدري أتبَّعٌ لَعينًا كان أم لا، وما أدري أذو القَرنَينِ كان نبيًّا أم لا، وما أدري الحدودُ كفَّارةٌ لأهلِها أم لا"
(1)
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3724 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن القاسم بن سليمان الذُّهْلي، حَدَّثَنَا الحسن بن إسماعيل بن صَبِيح اليَشكُري
(2)
، حدثني أَبي، حَدَّثَنَا ابن عُيَينة، عن أبي سَعْد
(3)
، عن عِكْرمة، عن ابن عبّاس في قول الله عز وجل:{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} [الدخان: 38]، قال ابن عَبَّاس: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في كم خُلِقَت السماوات والأرض؟ قال: "خَلَقَ الله أولَ الأيام يومَ الأحد، وخُلِقَت الأرض في يوم الأحد ويوم الاثنين، وخُلِقَت الجبال وشُقِّقَت الأنهار، وغُرِسَ في الأرض الثِّمار، وقُدِّر في كل أرض قُوتُها يومَ الثلاثاء ويومَ الأربعاء، {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} [فصلت: 11، 12] في يوم الخميس ويوم الجُمَعة، وكان آخرُ الخلق في آخرِ الساعات يومَ الجمعة، فلما كان يومُ السَّبت لم يكن فيه خلقٌ، فقالت اليهودُ فيه ما قالت، فأنزل الله عز وجل تكذيبَها:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)} [ق: 38]
(4)
.
(1)
حديث صحيح إن شاء الله تعالى، وهذا إسناد فيه ضعف من جهة عبد الرحمن بن الحسن القاضي شيخ المصنّف، لكنه لم ينفرد به، فقد سلف عند المصنّف برقم (104) من رواية عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي ذئب.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/ 329 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: السكري.
(3)
وقع في النسخ هنا وفي كلام المصنّف لاحقًا: سعيد، بياء مثناة بعد العين، وهو تحريف، والصواب أنه أبو سَعْد بحذف الياء كما في مصادر ترجمته.
(4)
إسناده ضعيف لضعف أبي سعد: وهو سعيد بن المرزُبان البقَّال، والحسن بن إسماعيل بن صبيح لم نقف له على ترجمة. =
هذا حديث قد أرسله عبدُ الرزاق عن ابن عُيينة عن أبي سَعْد، ولم يذكر فيه ابنَ عبّاس، وكتبناه متَّصلًا من هذه الرواية، والله أعلم.
3725 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشَّيباني، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الوهاب، حَدَّثَنَا يَعلَى بن عُبيد، حَدَّثَنَا الأعمش، عن إبراهيم، عن همَّام بن الحارث، عن أبي الدَّرداء قال: قرأ رجلٌ عنده: (إِنَّ شجرةَ الزَّقُوم طعامُ اليَتِيم)، فقال أبو الدرداء: قل: {طَعَامُ الْأَثِيمِ} [الدخان: 44]، فقال الرجل:(طعامُ اليَتِيمِ)، فقال أبو الدرداء: قل: (طعامُ الفاجر)
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3726 -
حَدَّثَنَا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا بكَّار بن قُتيبة القاضي، حَدَّثَنَا صفوان بن عيسى، حَدَّثَنَا ابن عَجْلان، عن سعيد المَقبُري، عن أبي هريرة
= وقد روى هذا الخبر عبدُ الرزاق في تفسيره 2/ 210 - كما أشار المصنّف - عن معمر عن سفيان بن عيينة فأرسله، ولم يذكر فيه ابن عبَّاس.
وسيأتي موصولًا برقم (4041) من طريق أبي بكر بن عياش عن أبي سعد. وانظر تمام تخريجه هناك.
(1)
إسناده صحيح. محمد بن عبد الوهاب: هو الفرّاء النيسابوري، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخعي.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(5986)، والطبري في "تفسيره" 25/ 130 - 131 من طريق سفيان الثوري، و 131 من طريق أبي معاوية الضرير، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد.
ورواه أبو حنيفة، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن ابن مسعود. أخرجه أبو يوسف في "الآثار"(223). وإبراهيم عن ابن مسعود مرسل.
ورواه عن ابن مسعود أيضًا عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عند ابن وهب في فضائل القرآن (المطبوع مع تفسيره باسم علوم القرآن) 3 / (117)، وأبي عبيد في "فضائل القرآن" ص 311 - 312. وعون عن عمِّ أبيه عبد الله بن مسعود مرسل أيضًا.
وذكره ابن وهب أيضًا 3/ (118) عن مالك قال: أقرأَ عبدُ الله بن مسعود رجلًا .. إلخ. وانظر "التمهيد" لابن عبد البر 8/ 292 - 294.
رَفَعَه قال: "إنَّ الله ثلاثةَ أثواب: اتَّزَرَ العزّةَ، وتَسَربَلَ الرَّحمةَ، وارتَدى الكبرياءَ، فمن تَعزَّزَ بغير ما أعزَّه الله، فذلك الذي يقال له: {ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان: 49]، ومن رَحِمَ الناسَ رحمه الله، فذلك الذي تَسَربَل بسِرْباله الذي يَنبَغي له، ومن نازَعَ الله رداءَه الذي يَنبَغي له فإنَّ الله يقول: لا يَنبَغِي لمن نازَعَني أَن أُدخِلَه الجنةَ"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3727 -
حَدَّثَنَا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا إبراهيم بن مرزوق، حَدَّثَنَا وَهْب بن جَرير وأبو داود قالا: حَدَّثَنَا شُعْبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأَ هذه الآية: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، "والذي نفسُ محمدٍ بيدِه، لو أنَّ قَطْرةً من الزَّقُوم قَطَرَت في الأرض، لأَفسَدَت على أهل الدنيا مَعايشَهم، فكيف بمن تكون طعامَه؟ "
(2)
.
هذا حديث أخرجه الإمام أبو يعقوب الحَنظَلي
(3)
في تفسير قوله: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ} [الدخان: 47 - 48].
وهو صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
(1)
خبر قوي، لكن من رواية أبي هريرة عن كعب الأحبار من قوله، وليس مرفوعًا إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
هكذا رواه محمد بن بشار بندار عن صفوان بن عيسى فيما أخرجه الطبري في "تفسيره" 25/ 134 - 135. ومحمد بن بشار أسندُ وأقعد في الحديث من بكار بن قتيبة.
لكن تابع بكّارًا على رفعه أحمد بن عبدة الضبي فيما أخرجه أبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" كما في "الغرائب الملتقطة" لابن حجر (810) من طريق بكر بن عبد الوهاب القزاز عنه.
وبكر هذا على ثقته ربما أخطأ في الحديث كما نقل السَّهمي عن الدارقطني في "سؤالاته"(210).
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(7810) عن أبي عبد الله الحاكم، بإسناده ومتنه.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (204).
(2)
لا يصحُّ مرفوعًا مع ثقة رجاله، وهو مكرر (3196).
(3)
يعني إسحاق بن راهويه.
بسم الله الرحمن الرحيم
45 - ومن تفسير (حم) الجاثية
وعند أهل الحرمين أنه (حم) الشَّريعة
(1)
3728 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حَدَّثَنَا محمد بن عبد السلام، حَدَّثَنَا إسحاق، أخبرنا عبد الرزاق، عن عمر بن حَبيب المكِّي، عن حُميد بن قيس الأعرج، عن طاووس، قال: جاء رجلٌ إلى عبد الله بن عمرو بن العاص يسألُه: ممَّ خُلِقَ الخلقُ؟ قال: من الماء والنُّور والظُّلمة والرِّيح والتُّراب، قال الرجل: فمِمَّ خُلِقَ هؤلاء؟ قال: لا أدري. قال: ثم أَتى الرجلُ عبدَ الله بنَ الزُّبير فسأله، فقال مثلَ قول عبد الله بن عمرو، قال: فأتى الرجلُ عبدَ الله بن عبّاس فسأله فقال: ممَّ خُلِقَ الخلق؟ قال: من الماء والنُّور والظُّلمة والرِّيح والتُّراب، قال الرجل: فمِمَّ خُلِقَ هؤلاء؟ فتلا عبدُ الله ابن عبَّاس: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} [الجاثية: 13]، فقال الرجل: ما كان لنا بهذا إلَّا رجلٌ من أهل بيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
(1)
لقوله تعالى في الآية (18) منها: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا} .
(2)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهويه. وأما قول الذهبي في "تلخيصه": عمر هذا (يعني ابن حبيب) فتَّشت عنه فلم أعرفه، والخبر منكر! كذا قال رحمه الله، وعمر هذا معروف من الثقات الحفَّاظ، انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" 21/ 288 - 289.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(829)، و "الاعتقاد" ص 92 - 93 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 213، لكن سقط طاووس من المطبوع فصار من حكاية حميد الأعرج!
وأخرج نحوه الدولابي في "الكنى والأسماء" بإثر (633) عن أبي نصر محمد بن خلف، عن محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن أبي أراك قال: سأل رجلٌ عبد الله بن عمرو
…
وذكره. ثم قال أبو نصر: قال لي يحيى بن معين: لم يرو الفريابي حديثًا أغرب منه، وقال: هذا أغرب ما رواه. قلنا: وأبو أراك هذا لم نتبينه. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3729 -
حَدَّثَنَا أبو حاتم محمد بن حِبَّان
(1)
القاضي إملاءً، حَدَّثَنَا أبو خَليفة القاضي، حَدَّثَنَا محمد بن سَلَّام الجُمَحي، قال: سمعت أبا عامر العَقَدي يقول: سمعت سفيانَ الثَّوري، وتلا قولَ الله عز وجل:{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: 21]، ثم قال: سمعت الأعمشَ يحدِّث عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يُبعَثُ كلُّ عبدٍ على ما ماتَ عليه"
(2)
.
3730 -
أخبرَناه أبو عبد الله الصفار، حَدَّثَنَا أحمد بن مِهران، حَدَّثَنَا أبو نُعيم، حَدَّثَنَا سفيان، عن الأعمش، فذكره
(3)
.
= قال البيهقي في تفسير استشهاد ابن عبّاس بالآية: أراد أنَّ مصدر الجميع منه؛ أي: من خلقه وإبداعه واختراعه، خلق الماء أولًا، أو الماء وما شاء من خلقه، لا عن أصل ولا على مثال سَبَق، ثم جعله أصلًا لما خلق بعده، فهو المبدع وهو البارئ، لا إله غيره ولا خالق سواه.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: حسان. وابن حبان: هذا هو الإمام المشهور صاحب "الصحيح".
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل أبي سفيان وهو طلحة بن نافع. أبو خليفة: هو الفضل بن الحُباب الجُمحي، وأبو عامر العقدي: هو عبد الملك بن عمرو.
وأخرجه أحمد 22/ (14543) عن أبي أحمد الزبيري، ومسلم (2878) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد - دون التلاوة.
ورواه كذلك عن سفيان أبو حذيفة النهدي في "تفسير سفيان"(285)، وزاد في آخره:"المؤمن على إيمانه، والكافر على كفره".
وسيأتي برقم (3855) من طريق محمد بن كُناسة عن سفيان، لكن ذكر فيه الآية الثانية من سورة التغابن.
وانظر ما بعده، وما سلف برقم (1274).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن مهران: وهو ابن خالد الأصبهاني.
أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان هو الثوري.
وأخرجه أحمد 23/ (14941) عن أبي نعيم، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3731 -
حَدَّثَنَا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا أحمد بن بِشْر المَرثَدي، حَدَّثَنَا أحمد بن مَنِيع، حَدَّثَنَا أبو يوسف القاضي يعقوب بن إبراهيم، حَدَّثَنَا مُطرِّف، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: كان الرجلُ من العرب يَعبُد الحجرَ، فإذا وَجَدَ أحسنَ منه أخَذَه وألقى الآخَر، فأنزل الله عز وجل:{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: 23]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3732 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حَدَّثَنَا محمد بن عبد السلام، حَدَّثَنَا إسحاق، أخبرنا ابن عُيينة، قال: كان أهلُ الجاهلية يقولون: إنَّ الدَّهر هو الذي يُهلِكُنا، هو الذي يُميتُنا ويُحيينا، فردَّ اللهُ عليهم قولَهم؛ قال الزُّهري عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله عز وجل: يُؤْذيني ابن آدمَ، يَسُبُّ
(2)
الدهرَ، وأنا الدهرُ، أُقلِّبُ ليلَه ونهارَه، فإذا شئتُ قبضتُهما". وتلا سفيانُ هذه الآية:{مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [الجاثية: 24]
(3)
.
(1)
إسناده صحيح على وهمٍ وقع هنا في نسبة جعفر، والصواب أنه جعفر بن أبي المغيرة لا جعفر بن إياس، فإنَّ مطرِّفًا - وهو ابن طريف الحارثي - لا يعرف إلّا بروايته عن جعفر بن أبي المغيرة، وجعفر هذا من الثقات، وكذا جعفر بن إياس - وهو ابن أبي وحشية - ثقة معروف بالرواية عن سعيد بن جبير كابن أبي المغيرة، بل هو أشهر.
وأخرجه النسائي (11421) من طريق موسى بن أعيَن، عن مطرِّف، عن جعفر - ولم ينسبه - عن سعيد بن جبير، به.
(2)
في (ز) و (ص) و (ع): ويسب، بزيادة الواو، وعدم إثباتها - كما في (ب) و "التلخيص" ومصادر التخريج - أوجه.
(3)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن إبراهيم المعروف بابن راهَويه.
وأخرجه ابن حبان (5715) عن عبد الله بن محمد الأزدي، عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد والمتن.
وأخرج المرفوع منه فقط أحمد 12 / (7245)، والبخاري (4826) و (7491)، ومسلم =
قد اتَّفق الشيخان على إخراج حديث الزُّهري هذا بغير هذه السِّياقة، وهو صحيحٌ على شرطهما.
3733 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حَدَّثَنَا سعيد بن مسعود، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل: استَقرضتُ من عبدي فأَبَى أن يُقرِضَني، وسَبَّني عبدي ولا يَدري، يقول: وادَهْراهْ، وادَهْراهْ، وأنا الدَّهرُ"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة.
3734 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصَّنعْاني بمكة، حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم بن عبَّاد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن الزُّهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"قال الله عز وجل: يُؤذيني ابن آدم، يقول: يا خَيْبةَ الدَّهر، فلا يقولنَّ أحدُكم: يا خيبةَ الدَّهر، فإنِّي أنا الدهرُ، أُقلِّبُ ليلَه ونهارَه، فإذا شئتُ قبضتُهما"
(2)
.
= (2246)(2)، وأبو داود (5274)، والنسائي (11423) من طرق - منها إسحاق بن راهويه عند مسلم - عن سفيان بن عيينة، به.
وسيأتي المرفوع منه برقم (3734) من طريق معمر عن الزهري، وسلف برقم (1540) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي عن أبي هريرة.
(1)
حديث صحيح، لكن المحفوظ أنه بهذا اللفظ من رواية يزيد بن هارون عن ابن إسحاق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة كما سلف برقم (1540) وكما سيأتي برقم (3858)، وقد انفرد سعيد بن مسعود المروزي - على ثقته - من بين أصحاب يزيد بن هارون برواية هذا اللفظ بهذا الإسناد.
وأما لفظ حديث أبي الزناد - وهو عبد الله بن ذكوان - عن الأعرج - وهو عبد الرحمن بن هرمز - عن أبي هريرة فهو: "لا يقولن أحدكم: يا خيبةَ الدهر، فإنَّ الله هو الدهر"، أخرجه أحمد 15/ (9116) من طريق سفيان الثوري، ومسلم (2246)(4) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، وابن حبان (5713) من طريق مالك، ثلاثتهم عن أبي الزناد، به.
(2)
إسناده صحيح. وهو في "جامع معمر" برقم (20938). =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه هكذا.
3735 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حَدَّثَنَا يحيى بن محمد بن يحيى، حَدَّثَنَا مُسدَّد، حَدَّثَنَا المعتمِر بن سليمان، عن عطاء بن السائب، عن مِقسَم، عن ابن عبَّاس قال: أولُ ما خَلَقَ اللهُ القلمُ، خَلَقَه من هِجاءٍ قبلَ الألف واللام، فتصوَّرَ قلمًا من نور، فقيل له: اجْرِ في اللوح المحفوظ، قال: يا ربِّ، بماذا؟ قال: بما يكون إلى يومِ القيامة، فلما خَلَقَ اللهُ الخلقَ وكَّلَ بالخلق حَفَظةً يَحفَظون عليهم أعمالَهم، فلما قامت القيامةُ عُرِضَت عليهم أعمالُهم، وقيل:{هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجانية: 29]، عُرِضَ بالكِتابَين فكانا سَواءً، قال ابن عَبَّاس: ألستم عَرَبًا؟ هل تكون النُّسخةُ إِلَّا من كِتاب؟
(1)
.
= وأخرجه أحمد 12/ (7683) عن عبد الرزاق، ومسلم (2246)(3) عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد والمتن. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرجه أحمد أيضًا 13/ (7518) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر، به. وانظر سابقيه.
(1)
ضعيف بهذه السياقة، وعلّة إسناده الانقطاع، فإنَّ المعتمر بن سليمان لم يسمعه من عطاء بن السائب، بينهما فيه عصمة أبو عاصم كما في حديث أحمد بن المقدام أبي الأشعث العجلي عن المعتمر بن سليمان عند الدولابي في "الكنى والأسماء" (1233) والآجري في "الشريعة" (348) وابن بطة في "الإبانة" 3/ 340 - 341. ولفظه عند الدولابي: خلقه من هجاء ق ل م، ولفظه أضبط من لفظ المصنّف. وعصمة هذا: هو عصمة بن عبد الله أبو عاصم قال فيه الحافظ أبو محمد الغساني في "تخريج الأحاديث الضعاف من سنن الدارقطني"(646): عصمة هذا ليس بالقوي.
وأما رواية المصنّف فقد أخرجها عنه البيهقي في "القضاء والقدر"(277). ومقسم: هو ابن بُجْرة أبو القاسم.
وسيأتي نحو أوله في أوّلية خلق القلم دون ذكر الهجاء برقم (3882) من طريق أبي ظبيان عن ابن عبَّاس.
وروي عن سعيد بن جبير عن ابن عبَّاس مرفوعًا: "إنَّ أول شيء خلقه الله القلم، وأمره فكتب كل شيء". أخرجه أبو يعلى (2329) وغيره، وإسناده صحيح.
ويشهد له حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا عند أحمد 37/ (22705)، وأبي داود (4700)، =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
46 - ومن تفسير سورة الأحقاف
بسم الله الرحمن الرحيم
3736 -
حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد، حَدَّثَنَا أبو داود سليمان بن الأشعث السِّجِستاني، حَدَّثَنَا محمد بن كَثير العَبْدي، حَدَّثَنَا سفيان، عن صفوان بن سُلَيم، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: 4]، قال: هو الخَطُّ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه، وقد أُسنِدَ عن الثوري من وجه غير مُعتمَد.
3737 -
حَدَّثَنَا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المُزكِّي حقًّا لا على العادة،
= والترمذي (2155) و (3319). وهو حديث حسن، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وانظر تتمة شواهده في "مسند أحمد".
وأما آخره فقد أخرج نحوه ابن بطة في "الإبانة" 3/ 339 من طريق الأعمش، عن عبد الملك بن ميسرة، عن مقسم، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} ، قال: ألستم قومًا عربًا؟ هل تكون نسخة إلّا من كتاب؟ وهذا إسناد قوي.
ورواه الأعمش عنده أيضًا عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس. ورجاله ثقات.
ومعنى كلام ابن عبّاس في هذه الآية - على ما ذكر ابن كثير في "تفسيره" 7/ 256 - : أنَّ الملائكة تكتب أعمال العباد، ثم تصعد بها إلى السماء، فيقابلون الملائكة الذين في ديوان الأعمال على ما بأيديهم مما قد أُبرز لهم من اللوح المحفوظ في كل ليلة قَدْرٍ، مما كتبه الله في القِدَم على العباد قبل أن يخلقهم، فلا يزيد حرفًا ولا ينقص حرفًا.
(1)
إسناده صحيح. سفيان هو الثوري.
وأخرجه أحمد 3 / (1992) عن يحيى القطان، عن سفيان، بهذا الإسناد - ونقل عن سفيان أنه تشكّك في وقفه فقال: لا أعلمه إلّا عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
والمراد بالخط: ما كانت بعض العرب تفعله من خطِّهم خطوطًا في الأرض يتكهَّنون بها.
حَدَّثَنَا أبو العبَّاس محمد بن إسحاق، حَدَّثَنَا أبو همام بن أبي بَدْر، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد العطّار
(1)
، حَدَّثَنَا أبو عثمان عمرو بن الأزهَر البَصْري، عن ابن عَوْن، عن الشَّعْبي، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} ، قال: جَوْدةُ خطٍّ
(2)
.
هذه زيادةٌ غريبةٌ في هذا الحديث.
3738 -
أخبرنا أبو بكر بن أبي نَصْر الدارَبردي وأبو محمد الحسن بن محمد الحَلِيمي بمَرْو قالا: حَدَّثَنَا أبو الموجَّه، أخبرنا عَبْدانُ، أخبرنا عبد الله، أخبرنا مَعمَر، عن الزُّهْري، عن خارجةَ بن زيد بن ثابت عن أم العلاء الأنصارية - وقد كانت بايَعَت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالت: طارَ لنا عثمانُ بن مَظْعون في السُّكَنَى حين أَقرَعَت الأنصارُ على سُكنَى المهاجرين، قالت فاشتَكي فمرَّضْناه حتَّى توفِّي، حتَّى جعلناه في أثوابه، قالت: فدخل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: رحمةُ الله عليك أبا السائب، فشهادَتي أنْ قد أكرَمَك الله، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"وما يُدريكِ؟ " قالت: لا أدري والله يا رسول الله، قال:"أمَّا هو فقد جاءَه اليقينُ، وإني لأرجُو له الخيرَ من الله"، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم:{قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} [الأحقاف: 9]، قالت أم العلاء: والله لا أُزكِّي أحدًا بعدَه أبدًا.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: القطان. والصواب أن يحيى بن سعيد هذا هو العطار أبو زكريا الأنصاري، فهو المعروف بالرواية عنه أبو همام الوليد بن شجاع.
(2)
إسناده تالف من أجل يحيى بن سعيد العطار وشيخه عمرو بن الأزهر، وعمرو أشدهما ضعفًا ورُمي بالكذب، ووقع مكنًى في بعض مصادر ترجمته بأبي سعيد وليس بأبي عثمان كما عند المصنّف. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان البصري، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(472)، ومن طريقه الخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي"(532) من طريق موسى بن أيوب النَّصيبي، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وقد صحَّ عن ابن عبَّاس بدون لفظ "جودة" كما في الخبر السابق، وقد أشار المصنّف إلى غرابتها في حديث ابن عبَّاس هذا.
قالت أم العلاء: ورأيتُ لعثمان في النوم عَينًا تجري، فجئتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فذكرتُ ذلك له، فقال:"ذاكِ عملُه يَجْري له"
(1)
.
هذا حديث قد اختَلَف الشيخانِ في إخراجه فرواه البخاري عن عَبْدان مختصرًا، ولم يُخرجه مسلم.
3739 -
حدثني علي بن حَمْشاذ العَدْل، حَدَّثَنَا بِشْر بن موسى، حَدَّثَنَا الحُميدي، حَدَّثَنَا سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، سمع صفوانَ بن عبد الله بن صفوان يقول: استَأْذَنَ سعدٌ على ابن عامر وتحته مَرافِقُ من حرير، فأَمَر بها فرُفِعَت، فَدَخَلَ وعليه مِطرَفُ خَزٍّ، فقال له: استأذنتَ عليَّ وتحتي مَرافقُ من حرير فأَمرتُ بها فرُفِعَت، فقال له: نِعمَ الرجلُ أنت يا ابنَ عامر إن لم تكن ممَّن قال الله عز وجل: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} [الأحقاف: 20]، والله لأَنْ أَصْطَجَعَ على جَمْرِ الغَضَى، أحبُّ إليَّ من أن أضطجعَ عليها
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. أبو الموجِّه: هو محمد بن عمرو الفَزَاري، وعبدان: هو عبد الله بن عثمان المروزَي، وعبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه البخاري (7018) عن عبدان، بهذا الإسناد بطوله، وليس كما ذكر المصنّف بأنه مختصر.
وأخرجه النسائي (7587) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، به.
وأخرجه أحمد 45/ (27458) عن عبد الرزاق، عن معمر، به. وانظر ما سلف برقم (1416).
(2)
إسناده صحيح. الحميدي: هو عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي المكي، وسفيان: هو ابن عيينة، وسعد هو ابن أبي وقاص.
وأخرجه البيهقي 3/ 267 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 344، والطحاوي في "معاني الآثار" 4/ 248 من طريق سفيان بن عيينة به.
وابن عامر: هو عبد الله بن عامر كما وقع في "الكنى" للدولابي (84)، وعبد الله بن عامر: هو ابن ربيعة العنزي أبو محمد المدني. وهو من رجال "التهذيب". =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
وشاهدُه حديثُ عمر بن الخطّاب من رواية القاسم بن عبد الله العُمَري:
3740 -
حدَّثَناه أبو علي الحسين بن علي الحافظ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن أبي طالب، حَدَّثَنَا عبد الله بن الجرَّاح، حَدَّثَنَا القاسم بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن دِينار، عن ابن عمر: أنَّ عمر رأَى في يدِ جابر بن عبد الله دِرهمًا، فقال: ما هذا الدِّرهمُ؟ فقال: أريد أن أشتريَ لأهلي بدرهم لحمًا قَرِمُوا إليه، فقال عمر: أكلَّما اشتهيتُم اشتريتموها، ما يريد أحدُكم أن يَطوِيَ بطنَه لابن عمِّه وجارِه، أين تذهبُ عنكم هذه الآية:{أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف: 20]
(1)
.
3741 -
حَدَّثَنَا أبو النَّضْر الفقيه، حَدَّثَنَا معاذ بن نَجْدة القُرشي، حَدَّثَنَا قَبِيصة بن عُقْبة، حَدَّثَنَا سفيان، عن الأعمش، عن المِنهال بن عمرو، عن سعيد
= والغضى: شجر، وخشبه من أصلب الخشب، ولذلك يكون في فحمه صلابة ويبقى جمره زمانًا طويلًا لا ينطفئ، واحده: غضاة.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد ضعيف جدًّا من أجل القاسم بن عبد الله، فإنه متروك ووهّاه الذهبي في "تلخيصه"، لكنه لم ينفرد به فالخبر مشهور قد روي من غير وجه عن عمر.
فقد أخرجه أبو داود في "الزهد"(64)، والطبري في "تهذيب الآثار - مسند عمر" ص 718 - 719 من طريق عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن عمر العمري، عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله قال: لقيني عمر بن الخطاب ومعي لحم
…
فذكره. ورجاله ثقات غير عبد الله العمري ففيه ضعف لكن يصلح حديثه في المتابعات والشواهد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 936، ومن طريق البيهقي في "شعب الإيمان" (5284) عن يحيى بن سعيد الأنصاري: أن عمر بن الخطاب أدرك جابر بن عبد الله ومعه حِمال لحم
…
إلخ. وهذا مرسل.
وأخرجه أيضًا بأسانيد فيها رواة مبهمون: عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 216، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 8/ 315، وأحمد في "الزهد"(653). والخبر بمجموع هذه الأسانيد يتقوَّى ويصحُّ إن شاء الله.
قوله: "قَرِموا إليه" أي اشتهَوه بشدّة، والقَرَم: شدة شهوة اللحم.
ابن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: ما أَرسَلَ اللهُ على عادٍ من الرِّيحِ إِلَّا قَدْرَ خاتَمي هذا
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
وقد تفرَّد مسلمٌ بإخراج حديث مسعود بن مالك عن سعيد بن جُبير عن ابن عبَّاس: "نُصِرتُ بالصَّبَا"
(2)
.
3742 -
حَدَّثَنَا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا بَحْر بن نَصْر، حَدَّثَنَا ابن وَهْب، أخبرني عمرو بن الحارث، أنَّ أبا النَّضر حدَّثه عن سليمان بن يَسَار، عن عائشةَ زوجِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنها قالت: ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قطُّ مُستجمِعًا ضاحكًا حتَّى أَرى منه لَهَواتِه، إنما كان يتبسَّم، قالت: وكان إذا رأى غيمًا أو ريحًا عُرِفَ في وجهه، فقلت: يا رسول الله، الناسُ إذا رأَوُا الغيمَ فَرِحُوا أن يكون فيه المطرُ، وأَراك إذا رأيتَه عُرِفَ في وجهك الكراهيَةُ! قال: "يا عائشةُ، وما يُؤْمِنُني أن يكون فيه عذابٌ، قد
(1)
إسناده حسن من أجل معاذ بن نجدة القرشي. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن منده في "التوحيد"(57) من طريقين عن قبيصة بن عقبة بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 26/ 27 من طريق زائدة بن قدامة، عن الأعمش، به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 131 من طريق محمود بن ميمون البنّا، عن سفيان، به - فرفعه إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. ومحمود بن ميمون هذا لا يعرف لم نقف على ترجمة له.
وأخرجه كذلك مرفوعًا الطبراني في "الكبير"(12416)، وأبو الشيخ في "العظمة"(807) من طريق أبي مالك عمرو بن هاشم الجنبي، عن مسلم بن كيسان المُلائي، عن مجاهد وسعيد بن جبير - وعند أبي الشيخ: مجاهد عن سعيد بن جبير - عن ابن عبَّاس رفعه. وهذا إسناد ضعيف جدًّا، مسلم الملائي متروك، وأبو مالك الجنبي ضعيف.
ورواه مسلم الملائي أيضًا عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعًا فيما أخرجه الطبراني (13553). ولا يصح.
(2)
هذا حديث مرفوع إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وهو من هذا الطريق عند مسلم برقم (900)، وزاد فيه:"وأُهلكت عادٌ بالدَّبُور". وأخرجه كذلك البخاري (1035) ومسلم (900)(17) من طريق الحكم بن عتيبة، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس.
عُذِّب قومٌ بالريح، وقد أَتى قومًا العذابُ" وتلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} الآية [الأحقاف: 24]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة.
3743 -
حَدَّثَنَا أبو علي الحافظ، أخبرنا عَبْدان الأهوازيُّ، حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شَيْبة، حَدَّثَنَا أبو أحمد الزُّبيري، حَدَّثَنَا سفيان، عن عاصم، عن زرٍّ، عن عبد الله قال: هَبَطوا على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآنَ ببَطْن نَخْلة، فلما سمعوه قالوا: أَنصِتوا، قالوا: صَهٍ، وكانوا تسعةً أحدُهم زَوْبعةُ، فأنزل الله عز وجل:{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا} الآية إلى {ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأحقاف: 29 - 32]
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. ابن وهب: هو عبد الله، وعمرو بن الحارث: هو أبو أمية المصري، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أمية.
وأخرجه أحمد 40/ (24369)، والبخاري (4828 - 4829) و (6092)، ومسلم (899)(16)، وأبو داود (5098) من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهول منه، وهو عندهما بهذه السياقة إلّا في آخره فلفظه:"وقد رأى قوم العذاب فقالوا: هذا عارض ممطرنا".
وأخرجه أحمد 42/ (25342)، والنسائي (1845) من طريق طاووس، وأحمد 43 / (26037)، والبخاري (3206)، ومسلم (899)(14) و (15)، وابن ماجه (3891)، والترمذي (3257)، والنسائي (1844) و (11428)، وابن حبان (658) من طريق عطاء بن أبي رباح، كلاهما عن عائشة.
(2)
إسناده حسن والمحفوظ أنه من قول زر بن حبيش لا عن عبد الله بن مسعود، فقد اختلف فيه على أبي أحمد الزبيري كما سيأتي. سفيان: هو الثوري، وعاصم: هو ابن أبي النجود، وهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 228 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. ووقع في مطبوعه: وكانوا سبعة!
وأخرجه البزار (1846) عن أحمد بن إسحاق الأهوازي، والدارقطني في "العلل" 5/ 55 (701) =
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3744 -
أخبرني أحمد بن محمد العَنَزَي، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد، حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح، حَدَّثَنَا معاوية بن صالح، عن أبي الزاهِريّة، عن جُبَير بن نُفير، عن أبي ثَعْلبة الخُشَني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الجنُّ ثلاثةُ أصناف: صنفٌ لهم أجنحةٌ يَطِيرون في الهواء، وصنفٌ حيَّاتٌ وكِلاب، وصنفٌ يَحُلُّون ويَظْعَنون"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
47 - ومن تفسير سورة محمد صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
3745 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، حَدَّثَنَا أحمد بن مِهْران، حَدَّثَنَا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 1]، قال: منهم أهل مكة، {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [محمد: 2]، قال:
= من طريق أحمد بن منيع، كلاهما عن أبي أحمد الزبيري، به. وفيهما أيضًا سبعة!
ورواه محمد بن بشار عند الطبري في "تفسيره" 26/ 31، وعمرو بن علي الفلّاس عند الدارقطني في "العلل" أيضًا 5/ 55، كلاهما عن أبي أحمد الزبيري، به - لم يذكرا فيه عبد الله بن مسعود، وهو المحفوظ.
فقد رواه عن زرٍ أيضًا من قوله يحيى القطانُ عند الطبري 26/ 31، ووكيع ويحيى بن يمان عند أبي نعيم في "دلائل النبوة"(253)، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عن عاصم، عن زر. وفيه عند هؤلاء جميعًا أنهم كانوا تسعة.
وانظر "فتح الباري" 111/ 323 - 324.
(1)
حديث قوي، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن صالح - وهو كاتب الليث - وقد توبع، وبقية رجاله ثقات. عثمان بن سعيد: هو الدارمي، وأبو الزاهرية: هو حُدير بن كُريب.
وأخرجه ابن حبان (6156) من طريق عبد الله بن وهب، عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد. قوله:"يَحُلُّون ويَظعَنون" أي: يقيمون ويرتحلون.
هم الأنصارُ، قال:{وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} ، قال: أمْرَهم
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3746 -
أخبرنا الحسن بن حَليم المروَزي، أخبرنا أبو الموجِّه، أخبرنا عَبْدانُ، أخبرنا عبد الله، أخبرنا صفوان بن عمرو، عن عبد الله بن بُسْر، عن أبي أُمامة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل:{وَيُسْقَى مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ} [إبراهيم: 16 - 17] قال: "يُقرَّبُ إليه فيتكرَّهُه، فإذا أُدنيَ منه شَوَى وجهَه ووَقَعَ فروةُ رأسه، فإذا شربه قَطَّعَ أمعاءَه حتَّى يَخرُجَ من دُبُرِه" يقول الله عز وجل: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15]، يقول الله عز وجل:{وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِى الوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ} [الكهف: 29]
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3747 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حَدَّثَنَا محمد بن عبد السلام، حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا يحيى بن آدم، حَدَّثَنَا شَرِيك، عن عثمان أبي اليَقْظان، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قول الله عز وجل:{حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا} [محمد: 16]، قال: كنتُ فيمن يُسأل
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده ضعيف، أبو يحيى - وهو القتّات - ليِّن الحديث.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 26/ 39 عن إسحاق بن وهب الواسطي، عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد.
(2)
رجاله ثقات غير عبد الله بن بسر فقد اختُلف في تعيينه كما هو مبيَّن في تعليقنا على "مسند أحمد". والحديث مكرر ما سلف برقم (3379).
(3)
إسناده ضعيف لضعف عثمان أبي اليقظان وشريك - وهو ابن عبد الله النخعي - وإن كان صدوقًا في حفظه سوء. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه.
وأخرجه الطبري 26/ 51 عن أبي كريب محمد بن العلاء، عن يحيى بن آدم، عن شريك، عن عثمان بن أبي اليقظان، عن يحيى بن الجزار أو سعيد بن جبير، به.
3748 -
حَدَّثَنَا أبو جعفر أحمد بن عُبيد بن إبراهيم الحافظ بهَمَذان، حَدَّثَنَا محمد بن المغيرة السُّكَّري، حَدَّثَنَا محمد بن القاسم الأَسَدي، حَدَّثَنَا سفيان الثَّوْري، عن أبي إسحاق، عن عُبيد بن المغيرة قال: سمعتُ حُذيفةَ، وتلا قولَ الله عز وجل:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد: 19]، قال: كنت رجلًا ذَرِبَ اللسانِ على أهلي، فقلت: يا رسول الله، إني لأخشى أن يُدخِلَني لساني النارَ. فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: فأينَ أنت من الاستغفارِ؟! إني لأستغفرُ الله في اليوم مئةَ مرةٍ"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه هكذا.
3749 -
حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن عفّان العامِري، حَدَّثَنَا أبو أسامة، حدثني حُسين بن ذَكْوان، عن عبد الله بن بُرَيدة، عن بُشَير بن كعب، عن شدَّاد بن أَوْس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيِّد الاستغفار أن يقول العبد: اللهمَّ أنت ربِّي لا إله إلَّا أنت، خلقتَني، وأنا عبدُك، وأنا على عهدِك ووعدِك ما استطعتُ، أعوذُ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبوءُ لك بذُنوبي، وأبُوءُ لك بنِعمتِك عليَّ، فاغفِرْ لي، إنه لا يَغفِرُ الذنوبَ إلَّا أنت"
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل محمد بن القاسم الأسدي، فإنه متروك، واتهمه أحمد بالكذب، وهو لم ينفرد بهذا الحديث، فقد سلف برقم (1902) من غير روايته عن سفيان الثوري، والإسناد هناك محتمل للتحسين من أجل عبيد بن المغيرة.
(2)
إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه ابن حبان (932) من طريق بن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 28/ (17111) و (17130)، والبخاري (6306) و (6323)، والنسائي (7908) و (9763) و (10225) و (10341)، وابن حبان (933) من طرق عن حسين بن ذكوان المعلِّم، به - وزادوا في آخره:"من قالها من النهار موقنًا بها، فمات من يومه قبل أن يُمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة". البخاري واستدراك الحاكم له ذهولٌ منه. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!
3750 -
أخبرنا عبد الله بن جعفر بن دَرَستَويهِ الفارسي، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان الفارسي، حَدَّثَنَا يحيى بن يعلى بن الحارث، حَدَّثَنَا أَبي، حَدَّثَنَا غَيْلانُ بن جامع، عن إبراهيم بن حَرْب، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه قال: كنت جالسًا عند عمر بن الخطَّاب إذ سمع صائحةً، فقال: يا يَرفَأُ، انظُرْ ما هذا الصوتُ، فانطلق فنَظَر، ثم جاء، فقال: جاريةٌ من قريش تُباعُ أمُها، قال: فقال عمر: ادعُ - أو قال: عليَّ بالمهاجرين والأنصار - قال: فلم يَمْكُثْ إِلَّا ساعةً حتَّى امتلأَت الدارُ والحُجْرة، قال: فحَمِدَ الله عمرُ وأثنى عليه، ثم قال: أما بعدُ، فهل تعلمونَه كان مما جاءَ به محمدٌ صلى الله عليه وسلم القطيعةُ؟ قالوا: لا، قال: فإنها قد أصبَحَت فيكم فاشيةً، ثم قرأ:{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطَّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22]، ثم قال: وأيُّ قطيعةٍ أقطعُ من أن تُباعَ أمُّ امرِئٍ فيكم، وقد أَوسَعَ اللهُ لكم؟! قالوا: فاصنَعْ ما بَدَا لك، قال: فكتب في الآفاق أن لا تُباعَ أمُّ حرٍّ، فإنها قطيعة، وإنه لا يَحِلُّ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3751 -
أخبرنا جعفر بن محمد الخُلْدي، حَدَّثَنَا محمد بن علي بن زيد الصائغُ، حَدَّثَنَا سعيد بن منصور، حَدَّثَنَا عبد العزيز بن محمَّد، حَدَّثَنَا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: لما نَزَلَت {وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ} [محمد: 38]،
= وأخرجه مع الزيادة: الترمذي (3393) من طريق كثير بن زيد الأسلمي، عن عثمان بن ربيعة، عن شداد بن أوس. وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد وقال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه.
(1)
إسناده حسن من أجل إبراهيم بن حرب - وهو أخو سماك بن حرب - فقد روى عنه ثلاثة وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه البيهقي 10/ 344 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
قالوا: يا رسول الله، مَن هؤلاء الذين إن تولَّينا استُبدِلوا بنا؟ وسلمانُ إلى جَنْبه، فقال:"هم الفُرْسُ، هذا وقومُه"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
48 - ومن تفسير سورة الفتح
3752 -
أخبرني أحمد بن جعفر القَطِيعي، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن حَنبَل، حدثني أَبي، حَدَّثَنَا محمد بن سَلَمة، عن محمد بن إسحاق، عن الزُّهْري، عن عُرْوة، عن المِسوَر بن مَخرَمة ومروان بن الحَكَم قالا: أُنزلت سورةُ الفَتْح بين مكةَ والمدينةِ في شأن الحُدَيبية، من أوّلها إلى آخرها
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3753 -
حَدَّثَنَا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا إسماعيل بن إسحاق القاضي والعبَّاس بن الفَضْل الأَسْفاطي قالا: حَدَّثَنَا إسماعيل بن أبي أُوَيس، حدثني مُجمِّع بن يعقوب، عن أبيه قال: سمعتُ مجمِّعَ بن جاريةَ يقول: أَقبَلْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
إسناده قوي من أجل عبد العزيز بن محمد الدَّراوردي وشيخه العلاء.
فقد أخرجه الترمذي (3260)، وابن حبان (7123)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(2136) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وقد روي عن أبي هريرة أيضًا في "الصحيحين" وغيرهما: أنه لما نزلت سورة الجمعة وقرأ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} سُئل: من هؤلاء يا رسول الله؟ وكان فيهم سلمان الفارسي، فوضع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يده عليه وقال:"لو كان الإيمان عند الثُّريَّا لناله رجال من هؤلاء". وما في الصحيح أصح. وانظر تخريج طرقه في "مسند أحمد" 15/ (9406).
(2)
إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرّح بالتحديث في رواية يونس بن بكير عنه عند البيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 223) و"معرفة السنن والآثار"(18662).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20 / (16) عن عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وانظر آخر حديث الحديبية الطويل عند البخاري (2731) من رواية معمر عن الزهري عن عروة عن المسور ومروان.
من الحُديبيَة حتَّى بَلَغَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كُرَاعَ الغَمِيم، فإذا الناسُ يَرسِمون نحوَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بعض الناس لبعض ما للناسِ؟ قالوا: أُوحِيَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحرَّكْنا حتَّى وَجَدْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عند كُراعِ الغَميم واقفًا، فلما اجتمع عليه الناسُ قرأ عليهم:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} ، فقال بعض الناس: أوَفَتحٌ هو؟ قال: "والذي نفسي بيدِه إنَّه لَفَتحٌ"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3754 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حَدَّثَنَا علي بن المَدِيني، حَدَّثَنَا حَرَمِيّ بن عُمارة بن أبي حَفْصة، حَدَّثَنَا شُعبة، عن قَتَادة عن أنس بن مالك في قوله عز وجل:{إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} ، قال: فتحُ خَيْبر {لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} ، قالوا: يا رسول الله، هَنيئًا لك، فأنزل الله عز وجل:{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحتِهَا الْأَنْهَارُ} [الفتح: 5]
(2)
.
(1)
إسناده فيه لينٌ من أجل يعقوب والد مجمِّع، وقد سلف برقم (2626).
لكن يشهد لكون سورة الفتح نزلت بعد الحديبية حديث المسور بن مخرمة السابق.
وحديث عبد الله بن مسعود عند أحمد 6 / (3710)، والنسائي (8802). وإسناده حسن.
يَرسِمون؛ أي: يذهبون إليه سِراعًا.
(2)
حديث صحيح بذكر الحديبية، وهذا إسناد قوي من أجل حرمي بن عمارة، إلّا أنه وهمَ فذكر فتح خيبر، وخالفه كل من روى هذا الحديث فذكر أنَّ هذا الخبر كان في الحديبية.
هكذا رواه جمع عن شعبة منهم: حجاج بن محمد عند أحمد 20/ (12779)، وعثمان بن عمر عند البخاري (4172)، ومحمد بن جعفر غندر عنده أيضًا (4834)، ويحيى بن سعيد القطان عند النسائي (11434)، وخالد بن الحارث عنده أيضًا (11438)، خمستهم عن شعبة، بهذا الإسناد - وذكروا فيه الحديبية مكان خيبر، وهو المحفوظ. وقد بيَّن حجاج وعثمان بن عمر في روايتيهما عن شعبة أنَّ أول الحديث في {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} من رواية قتادة عن أنس، وأما "هنيئًا لك"
…
إلخ فمن روايته عن عكرمة مرسلًا.
وأخرجه أيضًا أحمد 19 / (12226) و (12374) و 20/ (13035) و (13246) و 21/ (13639)، ومسلم (1786)، والترمذي (3263)، وابن حبان (370) و (6410) من طرق عن قتادة، عن =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة، إنما أَخرج مسلم عن أبي موسى عن محمد عن شُعبة بإسناده:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} ، قال: فتحُ خيبر
(1)
، هذا فقط.
وقد ساق الحَكَمُ بن عبد الملك هذا الحديثَ على وجهه بذِكْر حُنَين وخَيبر
(2)
جميعًا:
3755 -
حدَّثَناه علي بن حَمْشاذ العَدْل، حَدَّثَنَا محمد بن غالب وعلي بن عبد العزيز قالا: حَدَّثَنَا الحسن بن بِشْر بن سَلْم، حَدَّثَنَا الحكم بن عبد الملك، عن قَتَادة، عن أنس بن مالك قال: لما رَجَعْنا من الحُديبيَة وأصحابُ محمد صلى الله عليه وسلم قد خالَطُوا الحزنَ والكآبةَ حيث ذَبَحُوا هَدْيَهم في أمكنتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُنزِلَت عليَّ آيةٌ هي أحبُّ إليَّ من الدنيا جميعًا ثلاثًا، قلنا: ما هي يا رسول الله؟ فقرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} إلى آخر الآيتين، قلنا: هنيئًا لك يا رسول الله، فما لنا؟ فقرأ {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا} [الفتح: 5].
فلما أتينا خيبرَ فأَبصروا خَمِيسَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يعني: جيشَه - أَدبَروا هاربين إلى الحِصْن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَرِبَت خيبرُ، إنَّا إذا نزلنا بساحة قومٍ فساءَ
= أنس. وذكروا فيه الحديبية.
وأخرجه كذلك ابن حبان (371) من طريق الحسن البصري، عن أنس.
(1)
هذا ذهول من المصنّف رحمه الله، فإنه لم يقع مخرَّجًا من هذا الطريق عند مسلم ولا غيره فيما وقفنا عليه، ولم يذكر فيه خيبر سوى حرميِّ بن عمارة كما سبق. وأبو موسى المذكور هو محمد بن المثنَّى المعروف بالزَّمِن، وشيخه: محمد هو ابن جعفر المعروف بغُندَر.
(2)
كذا في النسخ التي بين أيدينا من "المستدرك"، ويغلب على ظنِّنا أنه سبق قلم من المصنّف أو من بعض النُّساخ، فإنَّ الذي ذكر في الخبر الحديبية وخيير.
صباحُ المنذَرِين"
(1)
.
3756 -
أخبرنا أبو بكر الشافعي، حَدَّثَنَا إسحاق بن الحسن، حَدَّثَنَا أبو حُذَيفة، حَدَّثَنَا سفيان، عن سَلَمة بن كُهَيل، عن أبي الأحوَص، عن علي:{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح: 4]، قال: السَّكينة لها وجهٌ كوجه الإنسان، ثم هي بعدُ ريحٌ هفَّافةٌ
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحكم بن عبد الملك وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه"، والحكم هذا قد انفرد وجمع في حديثه بين قصّتي الحديبية وخيبر في خبر واحد، وقد توبع عليهما مفرَّقتين.
أما قصة الحديبية في الشطر الأول، فقد تابعه عليها همّام العوذي وغيره عن قتادة. وانظر تخريجها في الحديث السابق.
وأما قصة خيبر في الشطر الثاني، فقد تابعه فيها معمر عن قتادة عند أحمد 20/ (12671)، وشعبة عن قتادة عند مسلم (1801)(122).
وروى قصة خيبر مطوّلةً عبد العزيز بن صهيب عن أنس عند أحمد 19/ (11992)، والبخاري (371)، ومسلم (1427)(84)، وغيرهم. وانظر تمام تخريجه في "مسند أحمد".
(2)
خبر صحيح عن علي، وهذا إسناد حسن من أجل أبي حذيفة - وهو موسى بن مسعود النهدي - وقد انفرد بذكر خبر علي هذا في تفسير السكينة التي في هذه الآية من سورة الفتح، وقد روى غيره الخبر دون ذكر الآية، وجعله غير واحد من المفسرين كعبد الرزاق والطبري وغيرهما في تفسير السكينة التي كانت في تابوت بني إسرائيل المذكور في الآية (248) من سورة البقرة.
سفيان: هو الثوري، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 167 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 100 - 101، ومن طريق الطبري 2/ 611 عن سفيان الثوري، به. وهو عند الطبري أيضًا من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان.
وأخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" 1/ 66، والطبري 2/ 611، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 2/ 468 من طرق عن سلمة بن كهيل، به.
والريح الهفّافة: سريعة المرور في هبوبها لخفّتها.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3757 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حَدَّثَنَا محمد بن عبد السلام، حَدَّثَنَا إسحاق، أخبرنا بقيَّة بن الوليد، حدثني مُبشِّر بن عُبيد، عن الحجَّاج بن أَرْطَاةَ، عن عِكْرمة قال: قلت لابن عبَّاس: ما قولُه: {وَتُعَزِّرُوهُ} [الفتح: 19]؟ قال: الضَّربُ بين يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالسَّيف
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3758 -
أخبرنا أبو العبَّاس السَّيَّاري وأبو أحمد الصَّيرَفي بمَرْو قالا: حَدَّثَنَا إبراهيم بن هلال، حَدَّثَنَا علي بن الحسن بن شَقِيق، أخبرنا الحسين بن واقد، حدثني ثابت البُنَاني، عن عبد الله بن مُغفَّل المُزَني قال: كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحُدَيبيَة في أصل الشجرة التي قال اللهُ في القرآن وكان غصنٌ من أغصان تلك الشجرة على ظَهْر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفعتُه عن ظهرِه، وعليُّ بن أبي طالب وسهيلُ بن عمرو جالسان بين يَدَيْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليٍّ:"اكتُبْ"، فذكر من الحديث أسطُرًا مخرَّجةً في الكتابَين من ذِكْر سُهَيل بن عمرو.
قال عبد الله بن مُغفَّل: فبَيْنا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابًّا عليهم السلاحُ فثارُوا في وجوهِنا، فدَعَا عليهم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فأَخَذَ اللهُ أبصارَهم، فقُمنا إليهم فأخذْناهم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هل جئتُم في عهدِ أَحدٍ؟ " أو "هل جَعَل لكم أَحدٌ أمانًا؟ " فقالوا: اللهمَّ لا، فخَلَّى سبيلَهم، وأنزل الله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ
(1)
إسناده تالف، مبشر بن عبيد متَّهم بالوضع، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه"، لكن الخبر محفوظ عن عكرمة من قوله.
فقد أخرجه الطبري في "تفسيره" 26/ 75، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 16/ 206 - 207 من طرق عن أبي مبشر جعفر بن أبي وحشية، عن عكرمة. لم يذكر فيه ابن عبَّاس.
وروي من طريق فيه من لا يُعرف عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس.
أخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" 10/ (88).
وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} [الفتح: 24]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، إذ لا يَبعُد سماعُ ثابتٍ من عبد الله بن مغفَّل، فقد اتَّفقا على إخراج حديثٍ لمعاوية بن قُرَّة عن عبد الله بن مغفَّل، وعلى حديث حُمَيد بن هلال عنه، وثابتٌ أَسندُ منهما جميعًا.
3759 -
أخبرنا علي بن محمد بن عُقْبة الشَّيباني بالكوفة، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق القاضي، حَدَّثَنَا يعلى بن عُبيد، حَدَّثَنَا سفيان الثَّوْري، عن سَلَمة بن كُهَيل، عن عَبَاية بن رِبْعي، عن علي في قوله عز وجل:{وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} [الفتح: 26]، قال: لا إله إلَّا الله والله أكبرُ
(2)
.
(1)
حديث صحيح لكن من حديث ثابت عن أنس، هكذا رواه حماد بن سلمة عن ثابت كما سيأتي، وحماد في ثابت أثبت الناس، وحسين بن واقد لا بأس به إلّا أنه كان له بعض الأوهام في الرواية، فلعلَّ هذا منها، على أنَّ عبد الله بن أحمد بن حنبل صوّب رواية حسين هذه على رواية حماد.
وأخرجه أحمد 27/ (16800) عن زيد بن الحباب، والنسائي (11447) من طريق علي بن الحسين بن واقد، كلاهما عن الحسين بن واقد، بهذا الإسناد.
ورواه حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك: أخرجه مقطَّعًا أحمد 19/ (12227) و 21 / (13827) و (14090)، ومسلم (1784) و (1808)، وأبو داود (2688)، والترمذي (3264)، والنسائي (11446)، وابن حبان (4870).
(2)
إسناده محتمل للتحسين من أجل عباية بن ربعي، فقد روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "ثقاته" 5/ 281، وقال أبو حاتم الرازي كما في "الجرح والتعديل" 7/ 29: شيخ. وقوله فيه: "والله أكبر" زيادة شاذَّة انفرد بها بعض الرواة عن سفيان الثوري دون بعض، وسفيان انفرد بها عن سلمة بن كهيل.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(197) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 26/ 104 و 105، والطبري في "الدعاء"(1607)، والثعلبي في "تفسيره" 9/ 63 من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه ابن وهب في التفسير من "جامعه" 1/ (344)، وعبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 229، والطبري 26/ 104 و 105، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(570)، والطبراني في "الدعاء"(1608) من طريق شعبة، والطبراني (1609) من طريق قيس بن الربيع، و (1610) من طريق =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3760 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حَدَّثَنَا محمد بن عبد السلام، حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرِير، عن الأعمش عن خَيثَمة، قال: قرأ رجلٌ على عبد الله سورة الفَتْح، فلما بلغ:{كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} [الفتح: 29]، قال: ليَغِيظَ اللهُ بالنبي صلى الله عليه وسلم وبأصحابِه الكفارَ، قال: ثم قال عبد الله: أنتم الزَّرعُ، وقد دَنَا حصادُه
(1)
.
حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه.
3761 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا موسى بن إسحاق القاضي، حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شَيْبة، حَدَّثَنَا أبو أسامة ووَكِيع، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عائشة:{لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} [الفتح: 29]، قالت: أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أُمِروا بالاستغفار لهم فسَبُّوهم
(2)
.
= يحيى بن سلمة بن كهيل، ثلاثتهم عن سلمة بن كهيل، به - دون قوله:"والله أكبر".
وقد روي هذا التفسير مرفوعًا إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من حديث أُبي بن كعب عنه فيما أخرجه عبد الله بن أحمد في "المسند" 35/ (21255) والترمذي (3265)، لكن إسناده ضعيف.
ومن حديث أبي هريرة - وأغلب الظن أنه موقوف عليه - عند ابن حبان (218) بإسناد صحيح.
(1)
رجاله ثقات وهو مُرسل، فإنَّ خيثمة - وهو ابن عبد الرحمن الجُعْفي - لم يسمع من عبد الله بن مسعود شيئًا. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد، والأعمش: هو سليمان بن مِهران.
وأخرجه البيهقي 9/ 5 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 153 عن أبي معاوية، والطبري في "تفسيره" 26/ 113 من طريق عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن المسعودي، كلاهما عن الأعمش، به - إلّا أنَّ أبا معاوية زاد بين الأعمش وخيثمة طلحةَ بن مصرِّف، وهو من المزيد في متّصل الأسانيد، وطلحة ثقة.
(2)
إسناده صحيح. أبو أسامة هو حماد بن أُسامة.
وأخرجه مسلم (3022) عن أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد - دون ذكر الآية.
وأخرجه مسلم كذلك من طريق أبي معاوية، عن هشام بن عروة، به.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
49 - ومن تفسير سورة الحُجرات
3762 -
حَدَّثَنَا علي بن عبد الله الحَكِيمي ببغداد، حَدَّثَنَا العبَّاس بن محمد بن حاتم الدُّورِي، حَدَّثَنَا سعيد بن عامر، عن محمد بن عَمرو، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة قال: لما نَزَلَت: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللهِ} [الحجرات: 3]، قال أبو بكر الصِّدِّيق: والذي أَنزَلَ عليك الكتابَ يا رسول الله، لا أُكلِّمُكَ إِلَّا كأَخِي السَّرَارِ حتَّى أَلقى الله عز وجل
(1)
.
(1)
ضعيف لاضطرابه، فإنَّ محمد بن عمرو - وهو ابن علقمة الليثي - وإن كان صدوقًا حسن
الحديث، قد اختُلف عليه في وصله وإرساله. سعيد بن عامر: هو الضُّبعي.
وأخرجه البيهقي في "المدخل إلى السنن"(653) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد موصولًا.
وخالف عبّادُ بن العوَّام - وهو ثقة - فرواه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلًا لم يذكر فيه أبا هريرة. أخرجه هكذا البيهقي في "شعب الإيمان"(1431)، وابن عبد البر في "بيان العلم وفضله"(2371)، من طريقين يشدُّ أحدهما الآخَر عن عبّاد.
وخالف سعيدًا وعبادًا يزيدُ بنُ هارون - وهو ثقة أيضًا - فرواه عند ابن أبي شيبة 13/ 261 عن محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم التيمي مرسلًا أيضًا.
وسيأتي من حديث أبي بكر نفسه برقم (4498)، لكن إسناده ضعيف جدًّا.
وأصحُّ من ذلك: أنَّ عمر بن الخطاب هو الذي كان يُحدِّث النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بعد نزول الآية المذكورة كأخ السِّرار، كما رواه عبد الله بن الزبير عنه فيما أخرجه أحمد 26/ (16133) والبخاري (7302)، بل جاء في رواية عبد الله بن الزبير عبارة: ولم يذكر ذلك عن أبيه، يعني أبا بكر.
وكأنها من ابن أبي مليكة الراوي عن ابن الزبير. وقد كان أبو بكر الصديق جدَّه لأُمِّه، فسماه أبًا، وهو سائغ عند العرب.
على أنه لا يمنع أن يكون كلٌّ من الصّدِّيق والفاروق كانا بعد ذلك يحدِّثان رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كأخي السِّرار مع ما كان فيهما كليهما من الأدب الجمِّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. والخُلُق الرفيع رضوان الله عليهما جميعًا.
قوله: "كأخي السِّرار" السِّرار: الكلام السِّر، والمعنى: كالمناجي سرًّا لا يكاد يُسمع صوته.
حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3763 -
أخبرني أبو النَّضْر الفقيه، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد الدارِمي، حَدَّثَنَا سليمان بن عبد الرحمن الدِّمشقي، حدثني سليمان بن عُتْبة، قال: سمعتُ يونس بن مَيسَرة بن حَلبَس يحدِّث عن أبي إدريس الخَوْلاني، عن أبي الدَّرداء، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سُئِلَ فقيل: يا رسول الله، أرأيتَ ما نعملُ، أشيءٌ قد فُرغَ منه أو شيءٌ نستأنفُه؟ قال:"كلُّ امرِئٍ مهيَّأٌ لما خُلِقَ له".
ثم أقبل يونسُ بن ميسرة على سعيد بن عبد العزيز، فقال له: إنَّ تصديق هذا الحديث في كتاب الله عز وجل، فقال له سعيد وأين يا ابنَ حَلبَس؟ قال: أمَا تسمعُ الله يقول في كتابه: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً} [الحجرات: 7 - 8]، أرأيتَ يا سعيدُ لو أنَّ هؤلاء أُهمِلوا كما يقول الأخابثُ، أين كانوا يذهبون: حيث حُبِّبَ إليهم وزُيَّنَ لهم، أو حيث كُرِّهَ لهم وبُغِّضَ إليهم؟
(1)
هذا حديث صحيح الإسناد
(2)
، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده حسن من أجل سليمان بن عتبة، وحسّنه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 21/ 39، والمرفوع منه صحيح بشواهده. أبو إدريس الخولاني: هو عائد الله بن عبد الله.
وأخرجه البيهقي في "القضاء والقدر"(39) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضًا بطوله الفريابي في "القدر"(38) عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، به.
وأخرج الشطر الأول منه المرفوع أحمد في "مسنده" 45 / (27487) عن هيثم بن خارجة، عن أبي الربيع سليمان بن عتبة، به.
ويشهد له حديث علي في "الصحيحين"، وهو عند أحمد 2/ (621).
وآخر عن عبد الله بن مسعود عند أحمد 6/ (3553). وانظر تتمة شواهده هناك.
(2)
تعقَّبه الذهبي بقوله: بل قال ابن معين في سليمان بن عتبة: لا شيء. كذا اقتصر على قول ابن معين فيه، مع أنَّ أهل الشام - وهي بلد سليمان بن عتبة - قد وثَّقوه منهم دُحيم عبد الرحمن =
3764 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا أحمد بن مَهْدي، حَدَّثَنَا بِشْر بن شعيب بن أبي حمزة، حدثني أَبي، عن الزُّهْري قال: أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر: أنه بَيْنا هو جالسٌ مع عبد الله بن عمر جاءَه رجل من أهل العراق فقال: يا أبا عبد الرحمن، إني والله لقد حَرَصتُ أن أتسمَّتَ بسَمْتِك، وأَقتديَ بك في أَمر فُرْقةِ الناس، وأعتزلَ الشرَّ ما استطعتُ، وإني أَقرأُ آيةً من كتاب الله مُحكَمةً قد أخَذَت بقلبي، فأخبِرني عنها: أرأيتَ قولَ الله عز وجل: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: 9]، أخبِرْني عن هذه الآية، فقال عبد الله بن عمر: وما لكَ ولذلكَ؟ انصرِفْ عنِّي، فقام الرجلُ فانطَلَق، حتَّى إذا توارى عنّا
(1)
سَوَادُه أَقبل إلينا عبدُ الله بن عمر، فقال: ما وجدتُ في نفسي في شيء من أمر هذه الآية، ما وجدتُ في نفسي أني لم أُقاتِلْ هذه الفِئةَ الباغيةَ كما أَمَرني الله
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3765 -
أخبرني الحسن بن حَليم المروَزي، أخبرنا أبو الموجِّه، أخبرنا عَبْدانُ، أخبرنا عبد الله، أخبرنا أبو مَودُود، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ} [الحجرات: 11]، قال: لا يَطعُنْ بعضُكم على بعضٍ
(3)
.
= ابن إبراهيم وأبو مُسهر وهشام بن عمار، وقال أبو حاتم الرازي: ليس به بأس وهو محمود عند الدمشقيين.
(1)
في نسخنا الخطية: إذا توارينا، والمثبت من نسخة المحمودية كما في طبعة الميمان ومن مكرره الآتي برقم (4648)، وهو الموافق لما في "سنن البيهقي" 8/ 172.
(2)
إسناده صحيح. وسيأتي مكررًا برقم (4648).
وأخرجه البيهقي 8/ 172 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي أيضًا، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 31/ 193 من طرق عن الزهري، به.
(3)
إسناده ضعيف لجهالة أبي مودود، وقد سقط في رواية المصنّف بينه وبين عكرمة زيد =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3766 -
حَدَّثَنَا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حَدَّثَنَا رَوْح بن عُبَادة، حَدَّثَنَا حمّاد بن سَلَمة، أخبرنا داود بن أبي هند، عن الشَّعْبي، عن أبي جَبِيرة بن الضَّحّاك في هذه الآية:{وَلَا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ} ، قال: كانت الألقابُ في الجاهلية، فدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رجالًا منهم بلَقَبه، فقيل له: يا رسول الله، إنه يَكرهُه، فأنزل الله عز وجل:{وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
= مولى قيس، وهو مجهول أيضًا.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6327) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(329) عن بشر بن محمد، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(184)، و"ذم الغيبة والنميمة"(47) عن أحمد بن جميل، وأبو الشيخ في "التَّوبيخ والتنبيه"(216) من طريق عبدة بن سليمان، ثلاثتهم عن عبد الله بن المبارك، عن أبي مودود، عن زيد مولى قيس الحذّاء، عن عكرمة، به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 26/ 132 بإسناده المسلسل بالعوفيّين إلى ابن عبَّاس. وهو ضعيف.
وقد ثبت هذا عند الطبري عن مجاهد وقتادة من قولهما.
(1)
إسناده صحيح إن صحَّت لأبي جبيرة بن الضحاك صحبة، فإنه قد اختُلف في صحبته.
الشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه ابن حبان (5709) من طريق هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد - إلّا أنه قلب اسم راويه فقال: الضحاك بن أبي جبيرة، وهو خطأ.
وأخرجه أبو داود (4962)، وابن ماجه (3741)، والترمذي (3268)، والنسائي (11452) من طرق عن داود بن أبي هند على الصواب.
وسيأتي برقم (7948) من طريق إسماعيل ابن عليَّة عن داود.
وأخرجه أحمد 27 / (16642) و 38/ (23227) عن حفص بن غياث، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن أبي جبيرة بن الضحاك، عن عمومة له. فزاد في إسناده عمومة أبي جبيرة، وهي زيادة شاذّة انفرد بها حفص بن غياث من بين أصحاب داود.
3767 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الوهاب الفَرَّاء، حَدَّثَنَا محمد بن الحسن المخزومي بالمدينة، حدثتني أمُّ سَلَمة بنت العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيها، عن جدِّها، عن أبي هريرة، أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ الله عز وجل يقول يومَ القيامة: أَمَرتُكم فضيَّعتُم ما عَهِدتُ إليكم فيه، ورفعتُ أنسابَكم، فاليومَ أرفعُ نَسَبي وأضَعُ أنسابَكم؛ أين المتَّقونَ؟ أين المتَّقونَ؟ إِنَّ أكرمَكُم عند الله أتقاكُم"
(1)
.
هذا حديثٌ عالٍ غريبُ الإسناد والمتن، ولم يُخرجاه.
وله شاهدٌ من حديث طَلْحة بن عمرو عن عطاء بن أبي رَبَاح عن أبي هريرة:
3768 -
حدَّثَناه أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد الحَفيد، حَدَّثَنَا أحمد بن نَصْر، حَدَّثَنَا أبو غسّان النَّهْدي، حَدَّثَنَا طلحة بن عمرو، عن عطاء بن أبي رَبَاح، عن أبي هريرة أنه تلا قولَ الله عز وجل:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} ، فقال: إِنَّ الله يقول يوم القيامة: يا أيها الناسُ، إني جعلتُ نَسَبًا وجعلتُم نَسَبًا، فجعلتُ أكرمَكُم أتقاكُم، وأَبَيْتُم إلَّا أن تقولوا: فلانُ بنُ فلان أكرمُ من فلانِ بن فلان، وإِنِّي اليومَ أَرفَعُ نَسَبي وأضَعُ أنْسابَكم، أين المتَّقونَ؟
قال طلحةُ: فقال لي عطاء: يا طلحةُ، ما أكثرَ الأسماءَ يومَ القيامةِ على اسمي واسمك، فإذا دُعِيَ فلا يقومُ إِلَّا من عُنِيَ
(2)
.
(1)
إسناده تالف، فيه محمد بن الحسن المخزومي - وهو ابن زَبَالة - متَّهم بالكذب، وقال الذهبي في "تلخيصه": ساقط. وأم سلمة بنت العلاء لم نقف لها على ترجمة.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(4775) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده ضعيف جدًّا، فيه طلحة بن عمرو المكي وهو متروك الحديث. أبو غسان النهدي: هو مالك بن إسماعيل.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(4776) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه المعافى بن عمران في "الزهد"(133)، وكذا أسد بن موسى (79)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده - بغية الباحث"(856)، والبيهقي في "الشعب"(4776) و (4777)، وفي =
50 - ومن تفسير سورة (ق)
بسم الله الرحمن الرحيم
3769 -
حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن عفَّان العامرِي، حَدَّثَنَا أبو أسامة، عن صالح بن حيَّان، عن عبد الله بن بُرَيدة في قول الله عز وجل:{ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} ، قال: جبلٌ من زُمرُّدِ محيطٌ بالدنيا، عليه كَنَفا السماء
(1)
.
3770 -
حدثني إبراهيم بن مُضارِب، حَدَّثَنَا الحسين بن الفضل، حَدَّثَنَا هاشم بن القاسم، حَدَّثَنَا المسعوديُّ، عن زياد بن عِلَاقة، عن عمِّه قُطْبة بن مالك قال: سمعتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الصُّبح (ق)، فلما أتى على هذه الآية:{وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} [ق: 10]، قال قُطْبة: فجعلتُ أقول: ما بُسُوقُها؟ فقال: "طُولُها"
(2)
.
= "الزهد"(765) من طرق عن طلحة بن عمرو، به. وبعضهم يرفعه كالحديث السابق.
(1)
إسناده تالف، صالح بن حيان متَّفق على ضعفه ووهّاه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 7/ 373. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(981) من طريق عبد الله بن عمر بن أبان، عن أبي أسامة، بهذا الإسناد.
كَنَفا السماء: جانباها.
(2)
حديث صحيح دون تفسير البُسوق فيه وجعله مرفوعًا، فهذا من أوهام المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - فإنه كان قد اختلط، وسماع هاشم بن القاسم منه بعد اختلاطه، وقد جعله البزار في "مسنده" بإثر الحديث (3705) من أوهام المسعودي.
وأخرجه البزار (3704) من طريق أبي المنذر - وهو إسماعيل بن عمر الواسطي - عن المسعودي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (1352) عن المسعودي، به - إلّا أنه قال في آخره: قلت في نفسي: ما بُسوقها؟ ولم يذكر تفسيره.
وأخرجه كذلك ابن أبي خيثمة في السفر الثاني من "تاريخه"(2096) وفي السفر الثالث منه =
قد أخرج مسلم هذا الحديثَ بغير هذه السِّياقة، ولم يَذكُر تفسيرَ البُسوقِ فيه، وهو صحيح على شرطه.
3771 -
حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتَّاب العَبْدي ببغداد، حَدَّثَنَا أحمد بن حيّان بن مُلاعِب، حَدَّثَنَا خالد بن مَخلَد القَطَواني، حَدَّثَنَا موسى بن يعقوب، عن عمِّه الحارث بن عبد الله بن زَمْعة، عن أبيه، عن أم سَلَمة قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَعَدُّ بن عدنان بن أُدَد بن زَنْد بن ثرا
(1)
بن أعراق الثّرى"، قالت: ثم قرأَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهلَكَ عادًا وثمودَ وأصحابَ الرَّسِّ وقرونًا بينَ ذلك كثيرًا لا يعلمهم إلَّا الله". قالت أم سلمة: وأعراق الثَّرى: إسماعيل بن إبراهيم، وزَنْدٌ: هَمَيسَع، وثرا
(1)
: نَبْتٌ
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3772 -
أخبرني أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله التاجرُ، حَدَّثَنَا أبو حاتم الرّازي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الأنصاري، حَدَّثَنَا هشام بن حسَّان، عن عِكْرمة، عن ابن عبَاس: أنه سُئِلَ عن هذه الآية: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]،
= (3685) عن أبي نعيم، عن المسعودي، به. وأبو نعيم - وهو الفضل بن دكين - سمع من المسعودي قبل اختلاطه.
وأخرج أوله دون ذكر الاستفهام عن البُسوق: أحمد 31/ (18903)، ومسلم (457)، وابن ماجه (836)، والترمذي (306)، والنسائي (1024) و (11457)، وابن حبان (1814) من طرق عن زياد بن علاقة به.
(1)
هكذا في (ز) في الموضعين بإعجام أوله بالمثلَّثة، وفي (ص) و (ع) بإهمالها، وفي (ب): برا. وقد سلف الكلام عليه عند الحديث المتقدم برقم (3561).
(2)
إسناده ضعيف كما سلف بيانه عند المصنّف برقم (3561)
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 178 - 179 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الصغير"(946) من طريق عبد العزيز بن عمران بن عمر، عن موسى بن يعقوب الزمعي، به. وعبد العزيز متروك الحديث.
قال: فقال ابن عَبَّاس: إنما يُكتَب الخيرُ والشرُّ، لا يُكتَب: يا غلام أَسرِجِ الفرس، ويا غلام اسقِني الماء، إنما يُكتب الخيرُ والشرُّ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
3773 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حَدَّثَنَا محمد بن نُعيم، حَدَّثَنَا قُتَيبة، حَدَّثَنَا الليث بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن الهادِ، عن موسى بن سَرجِسَ قال: سمعت ابنَ محمد يُحدِّث وتَلَا قولَ الله عز وجل: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19]، ثم قال: حدَّثتني أمُّ المؤمنين قالت: لقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو بالموت وعنده قَدحٌ فيه ماءٌ وهو يُدخِل يدَه في القَدَح، ثم يَمسَحُ وجهَه بالماء، ثم يقول:"اللهم أعِنِّي على سَكَراتِ الموت"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. أبو حاتم الرازي: هو محمد بن إدريس.
وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" 12/ (30) من طريق ابن مردويه، عن علي بن الحسن بن علي، عن أبي حاتم الرازي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرًا ابن أبي شيبة 13/ 575 عن يحيى بن سعيد القطان، عن هشام بن حسان، به.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة موسى بن سَرْجِس، وقد خالفه في لفظ الحديث عبد الرحمن بن القاسم بن محمد الثقة الفقيه كما سيأتي. محمد بن نعيم: هو ابن عبد الله أبو بكر النيسابوري كما في "تاريخ الإسلام" للذهبي 6/ 826، ولم يأثر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقتيبة: هو ابن سعيد، وابن محمد: هو القاسم بن محمد بن أبي بكر، وأم المؤمنين عمّته عائشة رضي الله عنها.
وأخرجه الترمذي (978) عن قتيبة، بهذا الإسناد - ولم يذكر فيه التلاوة، وقال: حديث غريب.
وأخرجه أحمد 40/ (24356) و (24416) و 41 / (24481) و 42 / (25176)، وابن ماجه (1623)، والنسائي (7064) و (10866) من طرق عن الليث بن سعد، به - ووهم ابن ماجه فجعل مكان يزيد بن الهاد: يزيد بن أبي حبيب.
وسيأتي برقم (4434) من طريق شعيب بن الليث وعبد الله بن عبد الحكم عن الليث. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3774 -
حَدَّثَنَا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل ومحمد بن أحمد الدارَبردي، قالا: حَدَّثَنَا الحارث بن أبي أسامة، حَدَّثَنَا سُرَيج بن النعمان الجَوهَري، حَدَّثَنَا عبد الله بن نافع، عن عاصم بن عمر، عن أبي بكر بن سالم، عن سالم، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أولُ من تَنشَقُّ الأرضُ عنه، ثم أبو بكرٍ، ثم عمرُ، ثم آتي أهلَ البَقِيع، فيُحشَرون معي، ثم أَنتظرُ أهلَ مكة". قال: وتلا عبدُ الله بن عمر: {يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ} [ق: 44]
(1)
.
= ورواه عبد الرحمن بن القاسم بن محمد عن أبيه عن عائشة بلفظ: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين حاقنتي وذاقتني، فلا أكره شدة الموت لأحدٍ أبدًا بعد الذي رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه أحمد 40 / (24354) و 41/ (24482)، والبخاري (4446)، والنسائي (1969) من طرق عن الليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن عبد الرحمن بن القاسم.
وقد صحَّ عن عائشة ذكرُ سكرات الموت من غير هذا الوجه فقد أخرجه البخاري (4449) من حديث ذكوان مولى عائشة عن عائشة، وفيه: وبين يديه رَكْوة فيها ماء، فجعل يُدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه يقول:"لا إله إلا الله، إنَّ للموت سكرات".
(1)
إسناده ضعيف لضعف عاصم بن عمر - وهو ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب - وقد اضطرب في إسناده هو أو الراوي عنه عبد الله بن نافع - وهو الصائغ المدني - فقد اختُلف فيه وفي حفظه لِين، وبه أعلُّه الذهبي في "تلخيصه"، وانظر بيان الاضطراب والخلاف في إسناده في تعليقنا على الحديث في "صحيح ابن حبان"(6899).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(13190)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(26)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1527) من طرق عن سريج بن النعمان، عن عبد الله بن نافع عن عاصم بن عمر، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن عمر وهذا أحد أوجه الخلاف فيه.
وأخرجه كذلك عبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة"(507)، وابن شاهين في "مذاهب أهل السنة"(153) من طريق هارون بن موسى الفَرْوي، عن عبد الله بن نافع، به - بذكر أبي بكر بن عمر.
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، وقال الذهبي في ترجمة عبد الله بن عمر العمري من "ميزان الاعتدال": حديث منكر جدًّا. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3775 -
حَدَّثَنَا أبو علي الحسين بن علي الحافظ، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الرحمن القرشي بهَراةَ، حَدَّثَنَا سعيد بن منصور المكِّي، حَدَّثَنَا عبَّاد بن العوَّام، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جَرير بن عبد الله قال: أُتيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم برجل تُرعَدُ فَرائصُه، قال: فقال له: "هوِّنْ عليك، فإنَّما أنا ابن امرأةٍ من قُريشٍ كانت تأكلُ القَدِيدَ في هذه البَطْحاءِ". قال: ثم تلا جريرُ بن عبد الله البَجَلي: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45]
(1)
.
= وسيأتي برقم (4478) من حديث عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر.
وأما أول الحديث، وهو قوله:"أنا أول من تنشق الأرض عنه" فقد صحَّ عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من حديث أبي بكر الصديق عند أحمد 1/ (15)، ومن حديث أبي هريرة عنده 16 / (10972) وعنه مسلم (2278)، ومن حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (2412).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات إلّا أنه اختُلف في وصله وإرساله، فوصله عبّاد بن العوّام كما في رواية المصنّف هنا، وعيسى بن يونس السَّبيعي عند الطبراني في "الأوسط"(1260)، وتابعهما على وصله جعفر بن عون كما سيأتي عند المصنّف برقم (4414) غير أنه خالفهما في تعيين الصحابي، فذكر أبا مسعود البدري بدلٌ جرير، ومثل هذا لا يضرُّ، لكن خالفهما جمهور أصحاب إسماعيل بن أبي خالد، وهم من الثقات الحفاظ، كيحيى القطان وابن عيينة وابن نمير وهشيم وزهير بن معاوية وأبي خالد الأحمر ويزيد بن هارون وغيرهم فرووه عنه عن قيس بن أبي خازم مرسلًا، فهو المحفوظ كما قال الدارقطني وغيره، ومع ذلك فقد صحَّح إسنادَه البوصيريُّ في "مصباح الزجاجة" 4/ 19، وجوَّد إسنادَه ابن مفلح في "الآداب الشرعية" 2/ 435. قلنا: على أنَّ قيس بن أبي حازم تابعيّ كبير مخضرم، والظَّنّ أنه إنما تلقّاه عن صحابيٍّ، والله أعلم.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 1/ 7 عن يزيد بن هارون وعبد الله بن نمير، وهنّاد بن السريّ في "الزهد"(802) عن أبي معاوية محمد بن خازم، والدارقطني في "العلل"(1063)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 264 من طريق يحيى بن سعيد القطان، والخطيب 7/ 264 من طريق هُشيم بن بشير، والخطيب 7/ 265 من طريق زهير بن معاوية، وعلي بن محمد الحميري في "جزء" له (44)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 4/ 85 من طريق أبي خالد الأحمر، كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم مرسلًا.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3776 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حَدَّثَنَا محمد بن عبد السلام، حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرير، عن مُسلِم الأعور، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَعُودُ المريض، ويَتْبعُ الجنازة، ويجيبُ دعوةَ المملوك، ويَركَبُ الحِمار، ولقد كان يومَ خَيبَرَ ويومَ قُرَيظةَ على حمارٍ خِطامُه حبلٌ من لِيف، وتحته إكَافٌ من لِيف
(1)
.
(1)
حسن لغيره، وهذ إسناد ضعيف لضعف مسلم الأعور: وهو مسلم بن كيسان المُلَائي.
جرير: هو ابن عبد الحميد.
وأخرجه ابن ماجه (2296) و (4178) عن عمرو بن رافع، عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه مختصرًا (2296) من طريق سفيان بن عيينة، والترمذي (1017) من طريق علي بن مسلم، كلاهما عن مسلم الأعور، به - واقتصر سفيان على قصة إجابته دعوة المملوك، وسيأتي من طريق سفيان برقم (7306) بأطول ممّا عند ابن ماجه.
وأخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" 5/ 22 من طريق محمد بن طلحة بن مصرِّف، عن أبيه، عن أنس قال: رأيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يوم حنين على حمار خطامه من ليف. وقال: غريب من حديث طلحة.
وأخرج البغوي في "شرح السنة"(3674) من طريق روّاد بن الجراح، عن الحسن بن عمارة، عن ثابت البناني، عن أنس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب الحمار العُرْي، ويجيب دعوة المملوك، وينام على الأرض ويجلس على الأرض، ويأكل على الأرض. وإسناده ضعيف لضعف الحسن بن عمارة.
ويشهد لكون النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يعود المرض ويتبع الجنائز: حديث عثمان بن عفان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا. أخرجه أحمد 1/ (504)، وإسناده حسن.
وحديث سهل بن حنيف التالي عند المصنّف.
ويشهد لإجابته دعوة المملوك: حديث ابن عبَّاس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير. أخرجه الطبراني (12494)، وإسناده ضعيف، وحسّنه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 20.
وحديث جابر بن عبد الله عند البزار (2463 - كشف الأستار)، وإسناده ضعيف، وحسّنه الهيثمي أيضًا. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3777 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حَدَّثَنَا سعيد بن مسعود، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان بن حُسين، عن الزُّهْري، عن أبي أُمامة بن سهل بن حُنَيف، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي ضعفاءَ المسلمين ويزورُهم، ويعودُ مَرْضاهم، ويَشْهَدُ جنائزَهم
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
51 - ومن سورة (والذاريات)
3778 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عُقْبة، حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن عفَّان، حَدَّثَنَا محمد بن عُبيد الطَّنافِسي، حَدَّثَنَا بسّام بن عبد الرحمن الصَّيرَفي، حَدَّثَنَا أبو الطُّفيل قال: رأيتُ أميرَ المؤمنين عليَّ بن أبي طالب قام على المِنبَر فقال: سَلُوني قبل أن لا تَسألوني، ولن تَسألوا بعدي مِثْلي، قال: فقام ابن الكَوَّاء فقال: يا أميرَ
= ويشهد لركوبه صلى الله عليه وسلم الحمار: حديث علي بن أبي طالب أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يركب حمارًا اسمه عُفير. أخرجه أحمد 2/ (886)، وفي إسناده ضعف.
وحديث معاذَ بنَ جبل قال: كنت رِدفَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عُفير فقال: "يا معاذ، هل تدري حقَّ الله على عباده ..... " أخرجه البخاري (2856)، ومسلم (30)(49).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات إلّا أنَّ سفيان بن حسين مع ثقته قد ضعِّف في الزهري، وقد خالفه الأوزاعي عند إسحاق بن راهويه كما في "المطالب العالية"(2525) فرواه عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل مرسلًا لم يذكر أباه، وأبو أُمامة مختلف في صحبته، والصحيح أنه ولد في حياة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وليست له صحبة.
وأما حديث سفيان بن حسين، فقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(8809)، و "الآداب"(341) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 3/ 276 و 361، والطبراني (5586) من طريق سعيد بن يحيى الحميري، عن سفيان بن حسين، به.
ويشهد له ما قبله.
المؤمنين، ما الذارياتُ ذَرْوًا، قال: الرِّياح، قال: فما الحاملاتُ وِقْرًا، قال: السَّحاب، قال: فما الجارياتُ يُسْرًا، قال: السُّفن، قال: فما المقسِّماتُ أَمرًا، قال: الملائكة، قال: فمَن {الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفَرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم: 28] قال: منافقُو
(1)
قريشٍ
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3779 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي الوَزِير، حَدَّثَنَا أبو حاتم الرَّازي، حَدَّثَنَا الأنصاري، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قَتَادة، عن أنس في هذه الآية:{كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذاريات: 17]، قال: كانوا يُصلُّون بين العشاءِ والمغرب
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3780 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفَّار، حَدَّثَنَا أحمد بن مِهْران، حَدَّثَنَا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن الحَكَم، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17)} ، قال: لا تمرُّ بهم ليلةٌ ينامون حتَّى يُصبِحوا يُصلُّون فيها
(4)
.
(1)
في النسخ الخطية: منافقي، والمثبت من المطبوع وهو الجادّة.
(2)
خبر صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل بسام بن عبد الرحمن.
وأخرجه بأطول ممّا هنا عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 241 - 242 عن معمر، عن وهب بن عبد الله - وهو ابن أبي دُبيّ الهُنائي - عن أبي الطفيل، به. وإسناده صحيح.
وسلف مختصرًا برقم (3382) من طريق أبي نعيم عن بسام الصيرفي.
(3)
إسناده صحيح. أبو حاتم الرازي: هو محمد بن إدريس، والأنصاري: هو محمد بن عبد الله بن المثنى.
وأخرجه أبو داود (1322) من طريق يحيى بن سعيد وابن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
(4)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن مهران. الحكم: هو ابن عتبة.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2841) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
وله شاهدٌ مُسنَد من وجهٍ آخر
(1)
.
3781 -
أخبرني أحمد بن محمد العَنَزي، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد الدارمي، حَدَّثَنَا إبراهيم بن أبي الليث، حَدَّثَنَا الأشجعيُّ، عن سفيان، عن خُصَيف، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} [الذاريات: 41]، قال: التي لا تُلقِحُ شيئًا
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3782 -
أخبرَناه عبد الله بن محمد بن إسحاق الخُزاعي بمكة، حَدَّثَنَا أبو يحيى بن أبي مَسَرَّة، حَدَّثَنَا يحيى بن محمد الجارِيّ، حدثني عبد الله بن الحارث بن فُضَيل الخطمي، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: كان من دعاء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذُ
= وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 239 عن وكيع، عن ابن أبي ليلى - وهو محمد بن عبد الرحمن - عن الحكم، به.
وأخرجه البيهقي أيضًا (2842) من طريق عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، به. وابن أبي ليلى في حفظه شيء.
(1)
لم نقف على هذا الشاهد المعنيّ، لكن علَّق الذهبي في "تلخيصه" على كلام المصنّف هذا بقوله: حديث واهٍ مرفوع!
(2)
إسناده حسن في المتابعات والشواهد، إبراهيم بن أبي الليث وخصيف - وهو ابن عبد الرحمن الجزري - مختلف فيهما، وهما متابعان. الأشجعي: هو عبيد الله بن عبيد الرحمن، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 27/ 4 من طريق مهران بن أبي عمر الرازي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد والبرق"(175) من طريق إسرائيل، عن خصيف، به.
وأخرجه الطبري 4/ 27 بإسناد العوفيّين عن ابن عبَّاس. وفيه ضعف.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(853) من طريق جويبر بن سعيد الأزدي، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عبَّاس. وجويبر ضعيف جدًّا.
بك من شرِّ الرِّيح ومن شرِّ ما تجيءُ به الريحُ، ومن ريح الشَّمالِ
(1)
، فإنها الريحُ العَقِيم"
(2)
.
بسم الله الرحمن الرحيم
52 - ومن سورة الطُّور
3783 -
حَدَّثَنَا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حَدَّثَنَا محمد بن أيوب، أخبرنا سَهْل بن بكَّار، حَدَّثَنَا عبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّي، حَدَّثَنَا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{وَالطُّورِ} ، قال: جَبلٌ
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3784 -
حَدَّثَنَا محمد بن صالح بن هانئ، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَضْل البَجَلي، حَدَّثَنَا عفّان وسليمان بن حَرْب، قالا: حَدَّثَنَا حماد بن سَلَمة، عن ثابت البُناني، عن أنس، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:"البيتُ المعمورُ في السماء السابعة، يَدخلُه كلَّ يومٍ سبعون ألفَ مَلَكٍ، لا يعودون إليه حتَّى تقومَ الساعةُ"
(4)
.
(1)
في (ز) ومن شر الشمال.
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، فإنَّ الحارث بن فضيل لم يدرك جابرًا، ويحيى بن محمد الجاريّ ضعيف في التفرّد.
ولم نقف عليه مخرَّجًا عند غير المصنّف.
وقد روي في باب الاستعاذة من شر الريح غير ما حديثٍ، انظر حديث أبي هريرة في "مسند أحمد" 12/ (7413)، وسيأتي عند المصنّف برقم (7850) ومنها حديث أُبيٍّ المتقدم برقم (3112).
(3)
رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 1/ 129 و 4/ 1105 من طريق إبراهيم بن مهدي المصيصي، عن أبي عبد الصمد عبد العزيز العمِّي، بهذا الإسناد.
(4)
إسناده صحيح. عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه النسائي (11466) عن إسحاق بن إبراهيم - وهو ابن راهويه - عن عفان وحده، بهذا الإسناد. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه!
3785 -
أخبرني أبو بكر بن أبي نَصْر المروَزي، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، حَدَّثَنَا أبو نُعيم وأبو حُذيفة قالا: حَدَّثَنَا سفيان، عن سِمَاك بن حَرْب، عن خالد بن عَرعَرة، عن علي بن أبي طالب في قوله:{وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} [الطور: 5]، قال: السَّماءُ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3786 -
أخبرنا محمد بن علي الصَّنعاني بمكة، حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم بن عبَّاد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا الثَّوْري، عن عمرو بن مُرَّة، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِم
(2)
وَمَا أَلَتْنَاهُم} [الطور: 21]، قال: إِنَّ الله يَرفعُ ذريةَ المؤمن معه في درجتِه في الجنة، وإن كانوا دونَه في العمل، ثم قرأ: {وَالَّذِينَ آمَنُوا
= وأخرجه أحمد 19/ (12505) و (12558) عن حسن بن موسى الأشيب، ومسلم (162)(259) عن شيبان بن فرُّوخ، كلاهما عن حماد بن سلمة، به - وهو عند مسلم والموضع الأول عند أحمد ضمن حديث المعراج الطويل. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرجه كذلك ضمن حديث المعراج: أحمد 29/ (17833) و (17836)، والبخاري معلَّقًا (3207)، ومسلم (164)(264)، والنسائي في "المجتبى"(448) من طريق قتادة، عن أنس، عن مالك بن صعصعة.
(1)
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب وخالد بن عرعرة. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وأبو حذيفة: هو موسى بن مسعود النهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 27/ 18، وأبو الشيخ في "العظمة"(548) من طريقين آخرين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3730)، والطبري 27/ 18، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3704) من طرق عن سماك، به.
(2)
قرأها بالجمع: (ذرياتهم) من السبعة نافع وابن عامر وأبو عمرو، وكذا قرأها ابن عامر وأبو عمرو قوله:(واتبعتهم ذرياتهم) على الجمع، لكن قرأ أبو عمرو وحده (وأتبعناهم) ونصب (ذرياتهم).
انظر "السبعة في القراءات" لابن مجاهد ص 612.
وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ}، يقول: وما نَقَصْناهم
(1)
.
بسم الله الرحمن الرحيم
53 - ومن سورة (والنَّجم)
3787 -
حَدَّثَنَا أبو محمد عبد الله بن إسحاق المقرئ العَدْل، حَدَّثَنَا عبد الملك بن محمد، حَدَّثَنَا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثني أَبي، حَدَّثَنَا أيوب، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس: أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ فيها - يعني: {وَالنَّجْمِ} . وسَجَدَ فيها المسلمون والمشركون والجنُّ والإنسُ
(2)
.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات وظاهره الاتصال، إلّا أنه قد روي عن سفيان من غير وجه فأدخل بينه وبين عمرو بن مرة راويًا اسمه سماعة، وسماعة هذا لم يرو عنه غير الثوري وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وقال أبو حاتم الرازي كما في "الجرح والتعديل" 4/ 324: أرى حديثه مستقيمًا. وسفيان الثوري معروف بالرواية عن عمرو بن مرة وبسماعه منه أيضًا، وعلى كل حال فإنَّ هذا الخبر قد رواه شعبةُ أيضًا عن عمرو بن مرة عند الطحاوي في "مشكل الآثار" 3/ 105، وانظر تمام تخريجه فيه.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 268 و "القضاء والقدر"(636) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 247.
وأخرجه الطبري 27/ 25، والطحاوي 3/ 106، والبيهقي في "القضاء والقدر"(637) من طريق محمد بن بشر، والطحاوي 3/ 107 من طريق الفريابي، كلاهما عن سفيان، به - وبعض الرواة عن محمد بن بشر رفعه إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، ولا يصحُّ رفعه.
وأخرجه البزار (2260 - كشف الأستار)، والطحاوي 3/ 107، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 302 من طريق قيس بن الربيع، عن عمرو بن مرة، به - وبعض الرواة عن قيس رفعه أيضًا، ولا يصح، وقيس بن الربيع فيه ضعفٌ.
وأخرج معناه الطبراني في "الصغير"(640)، و "الكبير"(12248) من طريق سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس، وشكَّ في رفعه. وإستادة تالف، فيه محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، وهو متَّهم بالوضع.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد الملك بن محمد: وهو أبو قِلابة الرَّقَاشي.
أيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني. =
صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه بهذه السياقة!
3788 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حَدَّثَنَا محمد بن عبد السلام، حَدَّثَنَا إسحاق، أخبرنا يحيى بن آدم، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله في قوله عز وجل:{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11]، قال: رأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جبريل في حُلَّةِ رَفْرفٍ قد مَلأَ ما بين السماءِ والأرض
(1)
.
صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3789 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حَدَّثَنَا محمد بن عبد السلام، حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا معاذ بن هشام، حَدَّثَنَا أَبي، عن قَتَادة، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: أَتعجَبون أن تكون الخُلَّةُ لإبراهيم، والكلامُ لموسى، والرُّؤيةُ لمحمدٍ؛ صلوات الله عليهم أجمعين
(2)
.
= وأخرجه الترمذي (575) عن هارون بن عبد الله البزاز عن عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (1071) و (4863)، وابن حبان (2763) من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، به. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
(1)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهويه، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعبد الله: هو ابن مسعود.
وأخرجه أحمد 6/ (3740) و 7 / (3971) عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3283)، والنسائي (11467)، وابن حبان (59) من طرق عن إسرائيل بن يونس، به - إلّا أنه وقع في رواية ابن حبان: حلة من ياقوت.
وأخرجه النسائي (11477) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، عن أبي إسحاق، به.
وأخرج أحمد 7/ (4289)، والبخاري (3233) و (4858) وغيرهما من حديث الأعمش في قوله تعالى:{لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الكُبْرَى} [النجم: 18] عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود قال: رأى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رفرفًا أخضر من الجنة قد سدَّ الأُفق.
والرفرف: ما كان من الثياب من الديباج وغيره رقيقًا حسن الصنعة.
(2)
إسناده صحيح. وهو مكرر (3151).
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
3790 -
حَدَّثَنَا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الجبار، حَدَّثَنَا يونس بن بُكَير، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عبّاد بن عبد الله بن الزُّبير، عن أبيه، عن جدَّته أسماء بنت أبي بكر قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يَصِفُ سِدْرةَ المُنتهى قال: "يسيرُ الراكبُ في الفَنَن منها مئةَ سنة، يَستظلُّ بالفَنَن مئةُ راكبٍ، فيها فَراشٌ من ذهب"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3791 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حَدَّثَنَا إسحاق بن الحسن، حَدَّثَنَا أبو حُذَيفة، حَدَّثَنَا سفيان عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس في قوله:{مَا زَاغَ الْبَصَرُ} قال: ما ذهب يمينًا ولا شمالًا {وَمَا طَغَى} [النجم: 17] قال: ما جاوَزَه
(2)
.
(1)
إسناده حسن إن شاء الله، ومحمد بن إسحاق - وإن كان عُرف بالتدليس - قد صرَّح بسماعه من يحيى بن عباد عند هناد في "الزهد"(115) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 51/ 187.
وأخرجه الترمذي (2541) عن أبي كريب محمد بن العلاء، عن يونس بن بكير، بهذا الإسناد - وبيَّن فيه أنَّ قوله:"يستظل بظلها مئة راكب" هو شكٌّ من راويه يحيى بن عباد، وزاد في آخره:"كأنَّ ثمرها القِلال". وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعًا: "إنَّ في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها".
أخرجه البخاري (4881)، ومسلم (2826).
وعن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة في حديث المعراج الطويل: "ورُفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نَبِقُها (أي: ثمرها) كأنه قِلال هجر". أخرجه البخاري (3207)، وهو عند مسلم (162) (259) من حديث أنس لم يذكر مالك بن صعصعة والقُلَّة: الجرَّة العظيمة.
وأخرج مسلم (173)(279) عن عبد الله بن مسعود أنه تلا قوله تعالى: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النجم: 16] فقال: فَراشٌ من ذهب.
(2)
إسناده حسن إن كان أبو حذيفة - وهو موسى بن مسعود النهدي - حفظه عن سفيان الثوري، فإنه قد وقع في روايته عنه أخطاء، وقد خالفه أبو أحمد الزبيري ومهران الرازي عند الطبري في "التفسير" 27/ 57 فروياه عن سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن مسلم =
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
3792 -
أخبرني عبد الله بن الحسين القاضي بمَرْو، حَدَّثَنَا الحارث بن أبي أسامة، حَدَّثَنَا رَوْح بن عُبادة، حَدَّثَنَا زكريا بن إسحاق المكِّي، عن عمرو بن دِينار، عن عطاءٍ
(1)
، عن ابن عبّاس في قوله عز وجل:{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} [النجم: 32]، يُلِمُّ بها ثم يتوبُ منها، قال ابن عَبَّاس: كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنْ تَغفِرِ اللهمَّ تَغفِرْ جَمّا
…
وأيُّ عبدٍ لكَ لا أَلمّا"
(2)
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه.
3793 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حَدَّثَنَا محمد بن عبد السلام، حَدَّثَنَا إسحاق، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن الأعمش، عن أبي الضُّحى، عن مسروق، أنَّ ابن مسعود قال في قوله عز وجل:{إِلَّا اللَّمَمَ} ، قال: زنى العين النَّظَرُ، وزنى الشَّفَتين التقبيلُ، وزنى اليدين البطشُ، وزنى الرِّجلين المشيُ، ويصدِّقُ ذلك أو يكذِّبُه الفَرْجُ، فإن تقدَّم بفَرْجِه كان زانيًا، وإلَّا فهو اللَّمَمُ
(3)
.
= البَطين، عن ابن عبَّاس. ومسلم البطين لم يدرك ابن عبَّاس.
(1)
زاد في المطبوع: بن يسار، والذي في نسخنا الخطية وكذا في "تلخيص الذهبي": عطاء، مهملًا، وسيأتي مكررًا بهذا الإسناد برقم (7812) مهملًا أيضًا، والظاهر أنه عطاء بن أبي رباح وليس عطاء بن يسار، وإن كان عمرو بن دينار المكي يروي عن كليهما، إلّا أنه في الإطلاق يروي عن ابن أبي رباح، وإذا روى عن عطاء بن يسار قيّده.
(2)
صحيح موقوفًا كما سلف بيانه برقم (181)، وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات. وسيأتي مكررًا برقم (7812).
(3)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهويه، وأبو الضُّحى: هو مسلم بن صُبَيح.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6659) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 255.
ورواه عن الأعمش أيضًا أبو بكر بن عياش كما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ (856). =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3794 -
حَدَّثَنَا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا عُبيد بن شَريك البزّار، حَدَّثَنَا يحيى بن عبد الله بن بُكَير، حَدَّثَنَا الليث بن سعد، عن ابن عَجْلان، عن القعقاع بن حَكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"على كلِّ نفس من ابن آدم كُتِبَ حظٌّ من الزنى أَدرَكَ ذلك لا مَحالةَ، فالعينُ زِناها النظرُ، والرِّجلُ زناها المشيُ، والأُذنُ زناها الاستماعُ، واليدُ زناها البطشُ واللِّسانُ زناه الكلامُ، والقلبُ أن يتمنَّى، ويصدِّق ذلك أو يكذِّبُه الفَرْجُ"
(1)
.
= ورواه عاصم بن بهدلة بنحوه عن أبي الضحى، واختلف عليه في رفعه ووقفه، والموقوف أصح كما قال الدارقطني في "العلل".
أخرجه من طريق عاصم بن بهدلة مرفوعًا أحمد في "مسنده" 7/ (3912) من طريق همام بن يحيى، عنه، عن أبي الضحى، به. وانظر تتمة تخريجه فيه.
ورواه موقوفًا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود. أخرجه الخرائطي في "اعتلال القلوب"(179)، و"مساوئ الأخلاق"(500). وإسناده صحيح.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبيد بن شريك - وهو عبيد بن عبد الواحد بن شريك - ومن أجل محمد بن عجلان. أبو صالح: هو ذكوان السَّمّان.
وأخرجه أحمد 14 / (8932)، وأبو داود (2154) عن قتيبة بن سعيد، وابن حبان (4423) من طريق عيسى بن حماد، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 14 / (8526) و 16 / (10920)، ومسلم (2657)(21)، وأبو داود (2153) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرجه بنحوه أحمد 13/ (7719)، والبخاري (6243) و (6612)، ومسلم (2657)(20)، وأبو داود (2152)، والنسائي (11480)، وابن حبان (4420) من طريق طاووس، عن ابن عبَّاس، عن أبي هريرة.
وأخرجه كذلك أحمد 13 / (8215)، وابن حبان (4421) من طريق همام بن منبّه، وأحمد 14/ (8356) من طريق الحسن البصري، و (8539) من طريق أبو رافع، و (8598) من طريق عبد الرحمن الأعرج - وهو عند ابن حبان أيضًا (4422) و (8843) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب - وهو عند ابن حبان أيضًا (4419) - و 15/ (9563) من طريق أبي سلمة، جميعهم عن =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه!
3795 -
أخبرنا محمد بن الحسن الكارِزِيّ
(1)
، حَدَّثَنَا علي بن عبد العزيز، حَدَّثَنَا معلَّى بن أَسَد، حَدَّثَنَا وُهَيب، عن داود، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: سِهامُ الإسلام ثلاثون سَهمًا، لم يُتمِّمْها أحدٌ قبل إبراهيم، قال الله عز وجل:{وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِى وَفَّى} [النجم: 37]
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3796 -
حدثني علي بن عيسى، حَدَّثَنَا محمد بن النَّضْر الجارُودي، حَدَّثَنَا نَصْر بن علي، حَدَّثَنَا المعتمِر بن سليمان، عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: لما نزلت {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، قال:"كلُّها في صُحُف إبراهيم"، فلما نزلت {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} ، فَبَلَغَ {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِى وَفَّى} قال:"وَفَّى"، {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} إلى قوله:{هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذْرِ الأُولَى} [النجم: 37 - 56]
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه.
3797 -
حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا محمد بن عُبيد الله بن أبي داود المُنادِي، حَدَّثَنَا عبد الملك بن عَمرو العَقَدي، حَدَّثَنَا زهير بن محمد، عن
= أبي هريرة - وبعضهم يزيد فيه على بعض.
(1)
هكذا في (ز) و (ب)، وهو الصواب، نسبة إلى كارِز قرية بنواحي نيسابور كما في "الأنساب" للسمعاني، وذكر في المشهورين بالانتساب إليها شيخ المصنّف هذا وسماه أبا الحسن محمد بن محمد بن الحسن بن الحارث. وفي (ص) و (ع): الكارزني، بزيادة نون، وهو خطأ هنا، والكارْزَني نسبة إلى قرية من قرى سمرقند كما في "الإنساب".
(2)
إسناده صحيح. وهيب: هو ابن خالد، وداود: هو ابن أبي هند.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/ 524 و 27/ 73، وكذا ابن أبي حاتم 1/ 220، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 40/ 134 من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (4071) من طريق عبد الوهاب بن عطاء عن داود بن أبي هند.
(3)
إسناده صحيح. وهو مكرر (2967).
أَسِيد بن أبي أَسِيد، عن موسى بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّ الميت لَيُعذَّبُ ببكاءِ الحيِّ، فإذا قالت: واعَضُداه، وامانعِاه، واناصِراه، واكاسِيَاه، جُبِذَ الميتُ فقيل: أناصرُها أنت؟ أكاسيها أنت؟ أعاضدُها أنت؟ ".
قال: فقلت: سبحان الله، قال الله عز وجل:{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]! فقال: وَيْحَكَ، أحدِّثُك عن أبي موسى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقول هذا؟ فأَيُّنا كَذَبَ؟! فوالله ما كَذَبتُ على أبي موسى، وما كَذَبَ أبو موسى على رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
54 - ومن تفسير سورة القمر
بسم الله الرحمن الرحيم
3798 -
أخبرنا أبو منصور محمد بن عُبيد الله الفارسي، حَدَّثَنَا محمد بن شاذانَ الجَوهَري، حَدَّثَنَا محمد بن سابق
(2)
، حَدَّثَنَا إسرائيل، حَدَّثَنَا سِمَاك بن حَرْب، عن إبراهيم النَّخَعي، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله، في قوله عز وجل:{وَانشَقَ الْقَمَرُ} ، قال: رأيت القمرَ وقد انشقَّ، فأَبصرتُ الجبل من بين فَرْجَيِ القمرِ
(3)
.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أَسيد بن أبي أَسيد.
وأخرجه أحمد 32/ (19716) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1594) من طريق عبد العزيز الدراوردي، والترمذي (1003) من طريق محمد بن عمار المؤذّن، كلاهما عن أسيد بن أبي أسيد، به ولم يذكر محمد بن عمار استعجاب أسيد في آخره، وحسَّنه الترمذي.
وانظر شواهده وتمام الكلام عليه في "مسند أحمد".
(2)
في المطبوع: محمد بن سعيد بن سابق. والمثبت من النسخ الخطية: وهو الصواب، فإنَّ المعروف بالرواية عن إسرائيل هو محمد بن سابق البزار الكوفي ثم البغدادي، وليس محمد بن سعيد بن سابق الرازي ثم القزويني، وإن كان كلاهما من الطبقة نفسها.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب. عبد الله: هو ابن مسعود. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه بهذا اللفظ.
3799 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حَدَّثَنَا محمد بن عبد السلام، حَدَّثَنَا إسحاق، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن عُيينة ومحمد بن مُسلِم، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن أبي مَعمَر، عن عبد الله بن مسعود قال: رأيت القمرَ منشقًا بشِقَّتين مرتين بمكة قبل مَخرَج النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، شِقّةٌ على أبي قُبَيس، وشِقّةٌ على السُّوَيداء، فقالوا: سَحَرَ القمر، فنزلت {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} ، يقول: كما رأيتم القمرَ مُنشقًّا، فإنَّ الذي أخبرتُكم عن اقتراب الساعة حقٌّ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة، إنما اتَّفقا
= وأخرجه أحمد 7/ (3924) عن مؤمَّل بن إسماعيل، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقال فيه: من بين فُرجتَي القمر.
وانظر ما بعده.
(1)
إسناده صحيح من جهة سفيان بن عيينة، وأما محمد بن مسلم - وهو الطائفي - فإنه ليس بذاك القوي وكان يخطئ ويَهِم، وقد أخطأ هنا بذكر المرتين في الانشقاق، فإنَّ الظاهر أنَّ هذا اللفظ له، بدليل أنَّ كلَّ من روى الحديث عن سفيان بن عيينة لم يذكره فيه وليس هو عنده بهذه السياقة كما سيأتي، وقد خطَّأ غير واحد من أهل العلم لفظ المرَّتين في حادثة انشقاق القمر، انظر "فتح الباري" 11/ 345 - 346.
إسحاق: هو ابن راهويه، وابن أبي نجيح: هو عبد الله، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة.
والحديث أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 265 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 257.
وأخرجه أحمد 6/ (3583) عن سفيان بن عيينة وحده، عن ابن أبي نجيح، به بلفظ: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شِقّتين حتَّى نظروا إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اشهدوا".
وأخرجه كذلك البخاري (3636) و (4865)، ومسلم (2800)(43)، والترمذي (3287)، والنسائي (11489) من طرق عن سفيان بن عيينة به.
وأخرجه بنحوه أحمد 7/ (4270) و (4360)، والبخاري (3869) و (3871) و (4864)، ومسلم (2800)(44) و (45)، والترمذي (3285)، والنسائي (11488)، وابن حبان (6495) من طريق إبراهيم بن يزيد النخعي، عن أبي معمر، به.
على حديث أبي مَعمَر عن عبد الله مختصرًا.
وهذا حديث لا نَستَغني فيه عن متابعة الصحابة بعضِهم لبعض لمُغايَظة أهل الإلحاد، فإنه أولُ آياتِ الشريعة، فنظرتُ فإذا في الباب مما لم يُخرجاه عن عبد الله بن عبّاس وعبد الله بن عَمرو وجُبَير بن مُطعِم ولم يُخرجا منها إلا حديثَ أنس
(1)
.
فأما حديث ابن عبَّاس:
3800 -
فحدَّثَناه أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا بكر بن مُضَر، حدثني جعفر بن رَبِيعة، عن عِرَاك بن مالك، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن ابن عبَّاس قال: انشقّ القمرُ على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
وأما حديث عبد الله بن عَمْرو:
3801 -
فحدَّثَناه أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا إبراهيم بن مرزوق البَصْري بمِصر، حَدَّثَنَا أبو داود الطَّيَالسي، حَدَّثَنَا شُعْبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن عَمرو في قوله عز وجل:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} قال: قد كان ذلك على عهد النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، انشقَّ فِلقَتَين، فِلقةً من دون الجبل، وفِلقةً خلفَ الجبل، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"اللهمَّ اشهَدْ"
(3)
.
(1)
بل أخرج كلاهما حديث ابن عبَّاس أيضًا كما سيأتي.
(2)
إسناده صحيح. عبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود.
وأخرجه البخاري (3638) و (3870) و (4866)، ومسلم (2803) من طرق عن بكر بن مضر، بهذا الإسناد.
(3)
إسناده صحيح لكن من حديث مجاهد عن عبد الله بن عُمر بن الخطاب، والذي وهمَ في تسمية صحابيه هو إبراهيم بن مرزوق، فإنه على ثقته كان يخطئ أحيانًا فيقال له فلا يرجع كما ذكر الدارقطني، وقد خالفه غير واحد عن أبي داود الطيالسي فرووه من حديث ابن عمر على الجادَّة، كيونس بن حبيب في "مسند الطيالسي"(2003)، وكذلك رواه غير الطيالسي عن شعبة فجعلوه من حديث ابن عُمر.=
وأما حديث جُبير:
3802 -
فحدَّثَناه أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حَدَّثَنَا أحمد بن يحيى الحُلْواني، حَدَّثَنَا سعيد بن سليمان الواسطي، حَدَّثَنَا هُشَيم، أخبرنا حُصَين، عن جُبير بن محمد بن جُبير بن مُطعِم، عن أبيه، عن جدِّه في قوله عز وجل:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} ، قال: انشق القمرُ ونحن بمكَّة على عهدِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
قال الحاكم: هذه الشواهدُ لحديث عبد الله بن مسعود كلُّها صحيحةٌ على شرط الشيخين.
3803 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر الزاهد ببغداد، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن حَنبَل، حدثني أبي، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن قَتَادة، عن أنس قال: سأل أهلُ مكةَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم آيةً، فانشَقَّ القمرُ بمكة مرَّتين، قال الله عز وجل:{اقتربت السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ}
(2)
.
= وأخرجه كذلك الترمذي (2182) و (3288) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2801)، وابن حبان (6496) من طرق عن شعبة، به.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد فيه لين لجهالة حال جبير بن محمد بن جبير، وقد اختُلف على حُصين - وهو ابن عبد الرحمن السلمي - في ذكر جبير هذا في الإسناد وإسقاطه، ورجَّح ذكره فيه الدارقطني في "العلل"(3315) والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 268.
وأخرجه أحمد 27/ (16750)، والترمذي (3289)، وابن حبان (6497) من طريقين عن حصين بن عبد الرحمن، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه.
(2)
إسناده صحيح. وهو في "مسند أحمد" 20/ (12668).
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2808)(46)، والترمذي (3286)، والنسائي (11490).
وأخرجه أحمد 20/ (13154) و 21/ (13303) و (13918) و (13919) و (13958)، والبخاري (3637) و (3868) و (4867) و (4868)، ومسلم (2802) من طرق عن قتادة، به - بعضهم يقول فيه عن قتادة: مرتين، وبعضهم لا يقولها، وبعضهم يقول: شِقَّتين أو فرقتين، =
قد اتَّفق الشيخان على حديث شُعبة عن قَتادة عن أنس: انشقَّ القمرُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يخرجاه بسِيَاقة حديث مَعمَر، وهو صحيح على شرطهما.
3804 -
حَدَّثَنَا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن عفّان العامِري، حَدَّثَنَا عبد الله بن نُمير، عن وائل بن داود، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس أنه كان يقرأ:(خاشِعًا أبصارهم)[القمر: 7] بالألف
(1)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3805 -
حدَّثَناه علي بن محمد بن شُقَير
(2)
المقرئ بالكوفة، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحَضْرمي، حَدَّثَنَا أبو هشام محمد بن يزيد، حَدَّثَنَا حسين بن علي الجُعْفي، سمعت أبانَ بن تَغلِبَ يقرأ:(خاشِعًا أبصارُهم)، مثلَ حمزة
(3)
.
3806 -
حَدَّثَنَا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا العبَّاس بن محمد الدُّوري، حَدَّثَنَا أبو يحيى الحِمَّاني، حَدَّثَنَا النَّضْر أبو عمر الخزَّاز، عن عِكْرمة، عن ابن عبّاس قال: كان بين دعوة نوحٍ وبين هلاكِ قوم نوحٍ ثلاثُ مئة سنة، وكان فارَ التَّنُّورُ بالهند،
= وهو الذي اختاره البخاري، وهو الصواب إن شاء الله، وقد غلَّط بعض أهل العلم المرّتين فيه كما في "فتح الباري" 11/ 346.
(1)
إسناده صحيح.
وقرأ بهذه القراءة من السبعة أبو عمرو وحمزة والكسائي، وقرأ عاصم وابن كثير ونافع وابن عامر:(خُشَّعًا)، بضمّ الخاء وتشديد الشين. انظر "السبعة" لابن مجاهد ص 617 - 618.
(2)
تحرَّف في (ب) إلى: سعيد، وفي (ع) إلى: سفيان، والمثبت من (ز) و (ص)، وهو الصواب، فإنَّ المعروف بالرواية عن محمد بن عبد الله الحضرمي - وهو الحافظ المشهور بمطيَّن - هو ابن شُقير، وابن شقير هذا اسمه: علي بن الحسين بن يعقوب الهمداني الكوفي كما في "تلخيص المتشابه في الرسم" 1/ 563، وقد روى عنه الحاكم بهذا الاسم في "المدخل" كما في "النكت" للزركشي 2/ 324 ووصفه هناك بالمقرئ، وعليه فيكون ما وقع عند المصنّف هنا من تسميته بعلي بن محمد خطأ منه أو من بعض النساخ بعده، أو أنه نسبه إلى أحد أجداده، والله تعالى أعلم.
(3)
إسناده ضعيف من أجل أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي المقرئ. وانظر ما قبله.
وطافت سفينةُ نوحٍ بالبيت أُسبوعًا
(1)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3807 -
حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن تَميم القَنطَري، حَدَّثَنَا أبو قِلابةَ، حَدَّثَنَا أبو عاصم، حَدَّثَنَا عَنبسَة، عن الزُّهْري: أنه تلا قولَ الله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ} الآية إلى {بِقَدَرٍ} [القمر: 47 - 49] فقال: حَدَّثَنَا سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:"أُخِّرَ الكلامُ في القَدَر لشِرار هذه الأُمَّة"
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل النضر. وهو مكرر (3350).
(2)
إسناده ضعيف بمرّة، عنبسة - وهو ابن مهران الحدّاد - ضعيف منكر الحديث، وقد اختُلف عليه في وقفه ورفعه. أبو قلابة: هو عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي، وأبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل.
وأخرجه البيهقي في "القضاء والقدر"(449) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(350)، والبزار في "مسنده"(7796)، والعقيلي في "الضعفاء"(1352)، وابن الأعرابي في "معجمه"(24) و (373)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 263، والطبراني في "الأوسط"(5909)، والبيهقي في "القضاء والقدر"(450)، وابن الطيوري في "الطيوريات"(1141) من طرق عن أبي عاصم، به - وبعضهم لا يذكر فيه تلاوة الزهري، وقد وقف هذا الخبر محمد بن يحيى القزاز عند العقيلي في "الضعفاء".
وأخرجه ابن أبي عاصم (351)، والعقيلي (1352)، والدولابي (1318)، وأبو القاسم بن بشران (421) من طرق عن عنبسة، به. وفي إحدى هذه الطرق عند العقيلي وقفه على أبي هريرة، وفي طريق آخر عند الدولابي وابن بشران قرن بسعيد بن المسيب أبا سلمة.
وأخرجه البزار (2179 - كشف الأستار)، والعقيلي (1109)، والطبراني في "الأوسط" (6233) من طريق عمر بن خليفة - ويقال: بن أبي خليفة - عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وعمر بن خليفة هذا قال العقيلي: منكر الحديث، ونقل عن موسى بن هارون أنه قال في حديثه هذا: منكر. وهو غير عمر بن أبي خليفة العبدي البصري كما قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" 6/ 94، ثم ذهل في "مختصر زوائد البزار" (1605) فحسَّن إسناده على اعتبار أنَّ عمر بن أبي خليفة هو العبدي البصري الذي قال فيه أبو حاتم الرازي: صالح الحديث، ووثقه عمرو بن علي الفلّاس. =
صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
55 - تفسير سورة الرحمن
بسم الله الرحمن الرحيم
3808 -
حَدَّثَنَا أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مِهْران، حَدَّثَنَا أَبي، حَدَّثَنَا هشام بن عمّار وأبو مسلم عبد الرحمن بن واقد الحرَّاني قالا: حَدَّثَنَا الوليد بن مسلم، حَدَّثَنَا زهير بن محمد، عن محمد بن محمد بن المنكَدِر، عن جابر بن عبد الله قال: لما قرأَ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورةَ الرحمن على أصحابه حتَّى فَرَغَ، قال:"ما لي أراكم سُكوتًا! لَلجِنُّ كانوا أحسن منكم ردًّا، ما قرأتُ عليهم من مرّةٍ: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 13]، إلَّا قالوا: ولا بشيءٍ من نِعَمِك ربَّنا نكذِّبُ، فلكَ الحمدُ"
(1)
.
صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
3809 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حَدَّثَنَا محمد بن عبد السلام، حَدَّثَنَا إسحاق، أخبرنا وكيع ويحيى بن آدم قالا: حَدَّثَنَا إسرائيل، عن سِماك بن حَرْب،
= وأخرجه العقيلي (1353)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(1117) من طريق الأغلب بن تميم، عن منيع أبي خالد، عن الزهري، عن رجل من الأنصار، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وهذا إسناد تالف، أغلب بن تميم متفق علي توهينه، انظر ترجمته في "لسان الميزان" 2/ 215، وشيخه منيع أبو خالد لا يُعرَف.
(1)
حسن لغيره إن شاء الله، وهذا إسناد لا بأس برجاله إلّا أنَّ الوليد بن مسلم دمشقي ورواية الشاميين عن زهير بن محمد التميمي فيها كلام، لكن لهذا الحديث شاهد يتحسن به إن شاء الله.
وأخرجه الترمذي (3291) عن عبد الرحمن بن واقد، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من حديث الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد. ونقل عن أحمد بن حنبل والبخاري أنَّ أهل الشام يروون عن زهير مناكير.
وله شاهد من حديث ابن عمر عند البزار في "مسنده"(5853)، والطبري في "تفسيره" 27/ 123 - 124، وإسناده محتمل للتحسين.
عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65]، قال: لا يُسمَّى أحدٌ الرحمنَ غيرُه
(1)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3810 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار العَدْل، حَدَّثَنَا الحسين بن الفضل، حَدَّثَنَا أبو نُعيم وأبو غسّان قالا: حَدَّثَنَا إسرائيل، عن سِماك بن حَرْب، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس:{الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} [الرحمن: 5] قال: بحِسابٍ ومَنازلَ
(2)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3811 -
أخبرنا أبو زكريا العنبري، حَدَّثَنَا محمد بن عبد السلام، حَدَّثَنَا إسحاق، أخبرنا يحيى بن اليَمَان، حَدَّثَنَا المِنهال بن خَليفة، عن حجَّاج، عن عطاء، عن ابن عبَّاس:{وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ} [الرحمن: 6]، قال: النَّجمُ: ما أَنجَمَت الأرضُ، والشجرُ: ما كان على ساقٍ
(3)
.
(1)
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب. إسحاق: هو ابن إبراهيم المعروف بابن راهويه. وهو مكرر (3460).
(2)
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو غسان: هو مالك بن إسماعيل النهدي.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 27/ 115 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" 1/ 427 من طريق خطّاب بن جعفر بن أبي المغيرة، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس. وإسناده حسن.
(3)
خبر حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف المنهال بن خليفة، وعنعنة حجاج - وهو ابن أرطاة - فإنه مدلِّس. إسحاق: هو ابن راهويه، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(1206) من طريق أبي هشام الرفاعي، عن يحيى بن يمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو الشيخ أيضًا في "طبقات المحدثين بأصبهان" 1/ 427 من طريق خطّاب بن جعفر، =
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3812 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن مِهران، حدثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، حدثنا أبو إسحاق، عن عمرو بن عبد الله، عن ابن مسعود قال: السَّمُوم التي خُلِقَ منها الجانُّ، جزءٌ من سبعين جزءًا من نارِ جهنَّم
(1)
.
صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3813 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحَفيد، حدثنا جدِّي، حدثنا أحمد بن حَرْب، حدثنا سفيان، عن أبي حمزة الثُّمَالي، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29]، قال: إنَّ مما خَلَقَ اللهُ لَلَوحًا محفوظًا من دُرَّةٍ بيضاءَ، دَفَّتاهُ من ياقوتةٍ حمراء، قلمُه بر
(2)
وكتابه نورٌ، يَنظُر
= عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس. وإسناده حسن.
وأخرجه الطبري 27/ 116 و 117 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عبَّاس. وعلي بن أبي طالب لم يسمع من ابن عبَّاس.
(1)
إسناده محتمل للتحسين من أجل عمرو بن عبد الله - وهو الأصم الوادعي الهمداني - فهو وإن لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي تابعي مخضرم، وقال ابن سعد في "الطبقات" 8/ 297: كان قليل الحديث، وذكره البخاري في "تاريخه الكبير" 6/ 346 وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 242 فلم يأثرا فيه جرحًا أو تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومتنه غريب تفرد به عمرو هذا.
وأخرجه معمر في "جامعه"(20357)، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(143) عن أبي إسحاق السبيعي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9057) عن عبد الله بن محمد بن أبي مريم، عن الفريابي، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود. وهذا إسناد لا يصح، فإنَّ ابن أبي مريم يروي عن شيخه الفريابي بواطيل ومناكير.
(2)
هكذا وقع هنا في نسخنا الخطية وكذلك فيما سيأتي برقم (3961)، ولا وجه له، ووقع في "الديباج" للخَتْلي (8) و "الإبانة" لابن بطة 7/ 122: قلمه، برق، وفي سائر مصادر التخريج: قلمه نور.
فيه كلَّ يوم ثلاثَ مئة وستين نظرةً - أو مرةً - ففى كلِّ نظرةٍ منها يَخلُق ويَرزُق، ويُحيي ويُميت، ويُعزُّ ويُذِلّ، ويفعلُ ما يشاء، فذلك قولُه:{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}
(1)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3814 -
أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى العَدْل، حدثنا إسماعيل بن قُتيبة، حدثنا أبو بكر بن أبي شَيْبة حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حماد بن حماد بن سَلَمة، عن أبي عِمران الجَوْني عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ
(1)
إسناده ضعيف جدًّا، أبو حمزة الثُّمالي - وهو ثابت بن أبي صفية - متفق على ضعفه، ووهّاه الذهبي في "تلخيصه". سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 263 - 264، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(828) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق سفيان أيضًا برقم (3961).
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 27/ 135، وأبو الشيخ في "العظمة"(158)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(1225)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(1004) من طرق عن أبي حمزة الثمالي، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10605)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 325، والضياء المقدسي في "المختارة" 10/ (62 - 63) من طريق عبد الله بن الوليد العجلي، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير به وبكير بن شهاب روى عنه اثنان وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وقال أبو حاتم: شيخ. قلنا: هو ليس بذاك المعروف، وقد روى عن سعيد بن جبير مناكير.
وأخرجه الطبراني أيضًا (12511)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 305 من طريق إبراهيم بن يوسف، عن زياد بن عبد الله، عن ليث، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عبَّاس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعًا. وهذا إسناد ليِّن، ليث - وهو ابن أبي سليم - في حفظه سوء، وزياد بن عبد الله وهو البكّائي - ليِّن في غير محمد بن إسحاق صاحب "السيرة"، ولم يُرو هذا الخبر مرفوعًا إلا في هذا الإسناد، فهو منكر.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 389 عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عبَّاس بنحوه. وابن جريج مدلِّس ولم يصرِّح بالسماع.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(241) من طريق عبد المنعم بن إدريس بن سنان، عن أبيه، عن وهب بن منبِّه، عن ابن عبَّاس. وهذا إسناد تالف، عبد المنعم متهم بالكذب وأبوه متروك.
جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46]، قال: جنَّتَانِ من ذهب للسابِقين، وجنَّتان من فضّةٍ للتابعِين
(1)
.
3815 -
أخبرنا أبو العبَّاس المحبُوبي، حدثنا أحمد بن سيّار، حدثنا محمد بن كَثير، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن هُبيرة بن يَرِيم
(2)
، عن عبد الله بن مسعود في قوله عز وجل:{بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} [الرحمن: 54] قال: أُخبِرتُم بالبطائن، فكيف بالظَّهائر
(3)
.
صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه.
3816 -
حدثني أبو علي الحسن
(4)
بن محمد المصري الحافظ بمكة، حدثنا علَّان بن أحمد بن سليمان، حدثنا عمرو بن سوَّاد السَّرْحي، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن أبي السَّمْح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخُدْري،
(1)
إسناده صحيح. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 13/ 383.
وقد سلف برقم (285)، وقرن هناك بأبي عمران الجوني ثابتًا البُناني.
(2)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى مريم، بميم في أوله.
(3)
إسناده حسن من أجل هبيرة بن يريم. سفيان: هو الثوري وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(309) عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(158)، والطبري في "تفسيره" 27/ 149 من طريق محمد ابن يوسف الفريابي، والطبري أيضًا من طريق يحيى بن اليمان، كلاهما عن سفيان الثوري، به - إلّا أنَّ ابن اليمان وقفه على هبيرة من قوله، والراوي عنه هذه الرواية عند الطبري أو هشام محمد بن يزيد الرفاعي، وفيه ضعف.
(4)
في (ز): الحسين، وهو خطأ. وأبو علي الحسن بن محمد المصري الحافظ هكذا وقع مسمًّى عند المصنف، ولم تقع لنا ترجمته بهذا الاسم، ويغلب على الظن أنه الحسن بن علي بن داود أبو علي المطرِّز المصري، فهذا هو الذي يروي عن علان بن أحمد، والمطرِّز هذا قد روى عنه المصنف في موضعين آخرين من كتابه أحدهما برقم (3636) وهو في معنى هذا الخبر بالإسناد نفسه إلّا أنَّ شيخ المطرز فيه هناك العبَّاس بن محمد بن العبَّاس. وانظر ترجمة المطرز في "تاريخ بغداد" 8/ 390، و"تاريخ الإسلام" 8/ 333 و 411.
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن: 58]، قال:"يَنظُرُ إلى وجهه في خدِّها أصفى من المِرآة، وإن أدنى لُؤلؤةٍ عليها لَتُضيءُ ما بين المشرق والمغربِ، وإنها يكون عليها سبعون ثوبًا يَنفُذُها بصرُه حتى يَرى مخَّ ساقِها من وراءِ ذلك"
(1)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3817 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ إملاءً، حدثنا حامد بن أبي حامدٍ المقرئ، حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، حدثنا عَنبَسة بن سعيد وعمرو بن أبي قيس، عن المِنهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قول الله عز وجل:{وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7]، قال: كان عرشُ الله على الماء ثم اتَّخذ لنفسه جنَّةً ثم اتَّخذ دونَها أخرى، ثم أطبقهما بلؤلؤةٍ واحدة، فقال عزَّ مِن قائل:{وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} [الرحمن: 62]، قال: وهي التي لا تَعلمُ الخلائقُ ما فيها، قال: وهي التي قال الله عز وجل: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا
(1)
إسناده ضعيف لضعف رواية أبي السَّمح درّاج عن أبي الهيثم سليمان بن عمرو العُتْواري، وبه أعلّه الذهبي في "تلخيصه" وقال: درّاج صاحب عجائب. علّان: لقب واسمه عليٌّ.
وأخرجه ابن حبان (7397) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. بأطول ممّا هنا وليس فيه التلاوة.
وأخرجه بنحوه أحمد 18 / (11715) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن دراج أبي السمح، به. وانظر ما سلف برقم (3636).
وآخر الحديث - وهو قوله: يكون عليها سبعون ثوبًا .... - أخرج نحوه أحمد 17/ (11126)، والترمذي (2522) و (2535) من طريقين عن عطية بن سعد العَوفي، عن أبي سعيد الخدري.
وعطية العوفي ضعيف، وقد حسَّن له الترمذي هذا الحديث.
ويشهد له حديث أبي هريرة عند أحمد 14/ (8542) بلفظ: "على كل واحدةٍ سبعون حلة يُرى مخُّ ساقها من وراء اللحم". ورجاله ثقات.
وفي حديث أبي هريرة عند البخاري (3245) و (3246) و (3254)، ومسلم (2834) من طرق عنه بلفظ:"لكل واحد منهما زوجتان يُرى مخُّ سوقهما من وراء اللحم من الحُسن" وليس فيه ذكر الحُلَل.
يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17] يأتيهم منها كلَّ يوم تُحفةُ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3818 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني الزاهد، حدثنا أَسِيد بن عاصم الأصبهاني، حدثنا الحسين بن حفص، حدثنا سفيان، عن حمَّاد، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس، قوله عز وجل {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68)} [الرحمن: 68]، قال: نخلُ الجنة جذوعُها من زُمُّردٍ أخضر، وكَرانيفُها ذهبٌ أحمر، وسَعَفُها كِسوةٌ لأهل الجنة، منها مُقطَّعاتهم وحُلَلهم، وثمرُها أمثالُ القِلَال أو الدِّلاء، أشدُّ بياضًا من اللَّبن وأَحلى من العسل، وأَلْيَن من الزُّبْد، وليس لها عَجَمٌ
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه بين عنبسة وعمرو وبين المنهال، وقد تبينّت الواسطة بينهم في رواية غير حامد المقرئ، والواسطة هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(221) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش"(6) عن عبد الله بن عمران الأصبهاني، عن إسحاق بن سليمان الرازي، بهذا الإسناد - لكن بذكر الواسطة وهو ابن أبي ليلى.
وأخرجه كذلك ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(207)، والطبري في "تفسيره" 12/ 4 و 21/ 105 و 27/ 154، وابن بطة في "الإبانة" 7/ 173 - 174، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 1/ 168 - 169 من طرق عن إسحاق الرازي، عن عمرو بن أبي قيس وحده، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال، به.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(226) من طريق سلمة بن شبيب، عن إسحاق الرازي، عن عنبسة بن سعيد وحده، عن ابن أبي ليلى، به.
وأخرجه أبو الشيخ أيضًا (212) من طريق الفريابي، عن قيس بن الربيع، عن ابن أبي ليلى، به.
(2)
إسناده قوي. سفيان: هو الثوري، وحماد: هو ابن أبي سليمان.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(283) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة"(354) من طريق عمران بن عبد الرحيم، عن الحسين بن حفص، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 268، وهناد في "الزهد"(99) و (107)، وابن أبي الدنيا في =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
56 - ومن تفسير سورة الواقعة
بسم الله الرحمن الرحيم
3819 -
أخبرني أبو بكر محمد بن جعفر المزكِّي، حدثنا محمد بن إبراهيم العَبْدي، حدثنا مسدَّد بن مُسرهَد، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق الهَمْداني، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: قال أبو بكر الصِّدِّيق: سألت النبيَّ صلى الله عليه وسلم: ما شيْبَك؟ قال: "سورة هودٍ والواقعةِ والمرسَلاتِ وعمَّ يتساءَلون وإذا الشمس كُوِّرت"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
3820 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الرَّبيع بن سليمان، حدثنا بِشْر بن بَكْر، حدثنا صفوان بن عمرو، عن سُلَيم بن عامر، عن أبي أُمامة قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: إنَّ الله ينفعُنا بالأعراب ومسائِلهم، أقبَلَ أعرابيٌّ يومًا فقال: يا رسول الله، ذَكَرَ اللهُ
(2)
في القرآن شجرةً مؤذيةً، وما كنت أُرى أنَّ في الجنة شجرةً تُؤْذي صاحبَها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وما هي؟ " قال: السِّدْر، فإنَّ لها شوكًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ} [الواقعة: 28]، يَخضِدُ اللهُ شوكَه، فيجعل مكانَ
= "صفة الجنة"(51) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه بنحوه أبو الشيخ في "العظمة"(574) من طريق مسعر بن كدام، عن حماد بن أبي سليمان، به.
وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة"(406) من طريق محمد بن جابر، عن حماد، به مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ومحمد بن جابر - وهو ابن سيار - سيئ الحفظ.
(1)
حسن لغيره، ورجاله ثقات، وقد سلف الكلام عليه برقم (3353). أبو الأحوص: هو سلّام بن سليم.
(2)
قوله: "ذكر اللهُ" ليس في (ز) و (ص) و (ع)، وأثبتناه من (ب) و "البعث والنشور" للبيهقي (276) حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه.
شوكِه ثمرةً، فإنها تُنبِتُ ثمرًا يُفتَق الثمرُ معها عن اثنين وسبعين لونًا [من] طعامٍ، ما منها لونٌ يُشبِه الآخر"
(1)
.
صحيح الإسناد ولم يُخرجاه.
3821 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو حُذَيفة، حدثنا سفيان، عن سليمان الشَّيباني، عن يزيد بن الأصمِّ، عن ابن عبَّاس:{وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} [الواقعة: 43]، قال: من دُخانٍ أسودَ
(2)
.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه معلٌّ بالإرسال، فقد رواه عبد الله بن المبارك - وهو إمام ثقة حجة - في كتابه "الزهد" برواية نعيم بن حماد (263) عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
…
وذكره بإسقاط أبي أمامة صُدي بن عجلان الباهلي.
وأما الطريق المتصل فقد أخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(276) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وكذلك أخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 351 من طريق محمد بن عمر الواقدي، عن محمد بن حرب، عن صفوان بن عمرو، به. والواقدي متروك الرواية عند المحدِّثين.
وللحديث شاهد عند ابن أبي داود في "البعث"(70)، والطبراني في "مسند الشاميين" (492) و "المعجم الكبير" 17 / (318) وعنه أبو نعيم في "الحلية" 6/ 103 بإسناد صحيح إلى عتبة بن عبد السُّلمي قال: كنت جالسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي
…
بنحوه، لكن ذكر الطَّلْح مكان السِّدر ولم يذكر الآية.
خَضَدَ شوكه: أي: قطعه.
(2)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي حذيفة - وهو موسى بن مسعود النَّهدي - وقد توبع - سفيان: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(532) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 27/ 192 من طريق عبد الرحمن بن مهدي ومهران الرازي، كلاهما عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الطبري أيضًا 27/ 192، والبيهقي (532) من طرق عن سليمان الشيباني، به.
ورواه عن ابن عبَّاس أيضًا عكرمة وعلي بن أبي طلحة عند الطبري 27/ 192.
هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
3822 -
حدثنا الأستاذ الإمام أبو الوليد رضي الله عنه، حدثنا أبو عبد الله البُوشَنْجي، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن بِشْر بن جابانَ
(1)
الصَّنعاني، عن حُجْر بن قيس المَدَري قال: بِتُّ. عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فسمعتُه وهو يصلِّي من الليل يقرأُ فمرَّ بهذه الآية:{أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59)} ، قال: بل أنت يا ربِّ، ثلاثًا، ثم قرأ:{أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64)} ، قال: بل أنت يا ربِّ، بل أنت يا ربِّ، ثم قرأ:{أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69)} قال: بل أنت يا ربِّ ثلاثًا، ثم قرأ:{أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72)} قال: بل أنت يا ربِّ، ثلاثًا
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3823 -
أخبرني أبو بكر محمد بن المؤمَّل، حدثنا الفضل بن محمد الشَّعْراني، حدثنا عمرو بن عَوْن الواسطي، حدثنا هُشَيم، أخبرنا حُصَين، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: أُنزِلَ القرآنُ في ليلة القَدْر من السماء العُلْيا إلى السماء
(1)
هكذا في (ص) و (ع) و (ب) و "السنن" و "الشعب" كلاهما للبيهقي، وفي (ز): خاقان، وهو تحريف، وفي المطبوع: شدّاد بن جابان، وهو الصواب، إذ لا يعرف في الرواة من اسمه بشر بن جابان، وأما شداد فقد ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 228 وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 331 وابن حبان في "الثقات" 6/ 441، وذكروا أنه يروي عن حجر المدري وعنه معمر بن راشد، ولم يذكروا عنه راويًا غيره، فهو مجهول.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة ابن جابان.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 440، و"شعب الإيمان"(236) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" - الذي هو برواية إسحاق الدَّبَري عنه - برقم (4053) من فعل حُجر المدري وقوله، لم يذكر فيه عليًّا.
الدُّنيا جُملةً واحدةً، ثم فُرِّق في السِّنين، قال: وتَلَا هذه الآية: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75)} [الواقعة: 75]، قال: نزل متفرِّقًا
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3824 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا جَرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كنا مع سلمان، فانطَلَق إلى حاجةٍ فتوارَى عنّا، ثم خرج إلينا وليس بيننا وبينه ماءٌ، قال: فقلنا له: يا أبا عبد الله، لو توضَّأتَ فسألناك عن أشياءَ من القرآن، قال: فقال: سَلُوا، فإني لستُ أَمَسُّه، إنما يَمسُّه المطهَّرون، ثم تلا:{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)} [الواقعة: 77 - 79]
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3825 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السَّرِي بن خُزيمة، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا موسى بن أيوب الغافِقي، حدثني إياس بن عامر الغافقي قال: سمعت عُقْبةَ بن عامر الجُهَني يقول: لما نزلت {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74)} [الواقعة: 74]، قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اجعَلوها في رُكوعِكم"، فلما نزلت {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} ، قال:"اجعَلوها في سجودِكم"
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده صحيح. حصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلمي.
وأخرجه النسائي (11501) من طريق أبي عوانة وضاح اليشكري، عن حصين، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (4003) من طريق محمد بن عيسى الواسطي عن عمرو بن عون. وانظر ما سلف برقم (2914) وما بعده.
(2)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي. وقد سلف برقم (664 م).
(3)
إسناده حسن من أجل إياس بن عامر. وقد سلف برقم (912) و (913).
57 - ومن تفسير سورة الحديد
بسم الله الرحمن الرحيم
3826 -
حدثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا إبراهيم بن الحسين بن دِيزِيل، حدثنا عبد الله بن صالح المِصْري، حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حَبيب، عن عبد الرحمن بن جُبير بن نُفير، أنه سمع أبا ذرٍّ وأبا الدرداء قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أولُ من يُؤذَنُ له في السجود يومَ القيامة، وأولُ من يُؤذَنُ له أن يَرفَعَ رأسَه، فأرفعُ رأسي فأنظرُ بين يَدَيَّ فأعرفُ أمَّتي من بين الأُمم، وأنظرُ عن يميني فأعرفُ أمَّتي من بين الأُمَم، وأنظرُ عن شِمالي فأعرفُ أمَّتي من بين الأُمَم" فقال رجل: يا رسول الله، وكيف تعرفُ أمَّتك من بين الأمم ما بينَ نوحٍ إلى أمَّتك؟ قال:"غُرٌّ محجَّلون من أثَرِ الوضوء، ولا يكونُ لأحدٍ من الأُمَم غيرِهم، وأعرفُهم أنهم يُؤتَون كُتبَهم بأَيمانهم، وأعرفُهم بسِيمَاهم في وجوهِهم من أثَرِ السجود، وأعرفُهم بنُورِهم الذي بينَ أيديهم وعن أيمانِهم وعن شمائلِهم"
(1)
.
(1)
حديث غريب بهذا السياق، وقال المنذري في "الترغيب والترهيب": هو حديث حسن في المتابعات. ويزيد بن أبي حبيب كان يدلِّس، وهذا لم يسمعه من عبد الرحمن بن جبير، بينهما فيه سعد بن مسعود التجيبي المصري كما سيأتي، وسعد بن مسعود هذا كان رجلًا صالحًا له فقه في الدِّين، إلّا أنه لا يعرف أنه أسند غير هذا الحديث، ولم يوثقه غير ابن حبان، ففي حاله جهالة في باب الرواية، وانظر ترجمته في "الثقات" لقاسم بن قطلوبغا 4/ 445 وغيره، وأما عبد الرحمن بن جبير فالصواب - فيما يغلب على ظننا - أنه المصري المؤذَّن مولى نافع بن عمرو القرشي العامري، وليس بعبد الرحمن بن جبير بن نفير، كما وقع مسمًّى هنا، فإنَّ هذا شاميٌّ ولا يقع حديثه إلّا عند الشاميين لم يرو عنه المصريون شيئًا، ثم إنه صغير لم يدرك أبا ذر ولا أبا الدرداء، ويروي عنهما بواسطة أبيه، أما عبد الرحمن بن جبير المصري فإنه أدركهما وشهد فتح مصر مع عمرو بن العاص، وهذا الذي يقع حديثه عند المصريين، وكلا الرجلين ثقة.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2490) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
ورواه عبد الله بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، واختُلف عليه فيه، فرواه عنه عبد الله بن المبارك في "مسنده"(103) و "زهده" برواية نعيم بن حماد (376) - ومن طريقه أحمد 36/ (21739)، =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3827 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا إسماعيل بن قُتيبة، حدثنا أبو بكر بن أبي شَيْبة، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه، عن المِنهال بن عَمرو، عن
= والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(261)، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 261 - وحسن بن موسى الأشيب عند أحمد (21737)، ويحيى بن إسحاق عند أحمد أيضًا (21738)، وقتيبة بن سعيد عنده (21740) وعند ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(177)، أربعتهم (ابن المبارك وحسن الأشيب ويحيى وقتيبة) عنه، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن جبير، أنه سمع أبا ذر وأبا الدرداء. لم يذكر فيه سعد بن مسعود، وأغلبهم لم يذكر نفيرًا في نسب عبد الرحمن بن جبير. وعبد الله بن لهيعة - وإن كان في حفظه سوء - فرواية ابن المبارك وقتيبة عنه من جيِّد حديثه.
ورواه عبد الله بن يوسف التنيسي عند الطبراني في "الأوسط"(3234) عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن مسعود، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن أبي الدرداء. وهذه رواية منكرة، فالراوي عن عبد الله بن يوسف هو بكر بن سهل الدمياطي وفيه ضعف.
ورواه أبو الأسود النضر بن عبد الجبار عند البزار في "مسنده"(4132) عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن مسعود، أنه سمع عبد الله بن جبير، أنه سمع أبا الدرداء يخبر .... وذكره بنحوه. قال: البزار وسعد بن مسعود هذا فليس بالمعروف، وعبد الله بن جبير فلا نعرفه بالنقل.
وتابع ابنَ لهيعة على ذكر سعد بن مسعود فيه عبدُ الله بنُ وهب عند ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 8/ 41، فرواه عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن مسعود، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبي الدرداء وأبي ذر.
ويشهد لسجوده صلى الله عليه وسلم يوم القيامة حديث أبي هريرة عند أحمد 15/ (9623)، وحديث أنس عنده أيضًا 19/ (12153)، وكلاهما في قصة الشفاعة، وهما في "الصحيحين".
ويشهد لقوله: "غرٌّ محجَّلون من أثر الوضوء ولا يكون لأحد من الأمم غيرهم" حديث أبي هريرة عند مسلم (246) وابن ماجه (4282) وغيرهما. وانظر حديث ابن مسعود عند أحمد 6/ (3820).
وأما بقية الحديث فمعانيه موجودة في عدة آيات من القرآن الكريم.
قيس بن السَّكَن، عن عبد الله في قوله عز وجل:{يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} [الحديد: 12]، قال: يُؤتَون نورَهم على قَدْر أعمالهم، منهم مَن نورُه مثلُ الجبل، وأدناهم نورًا من نورُه على إبهامِه، يَطفَأُ مرةً ويَقِدُ أُخرى
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3828 -
حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي، حدثنا أبو زُرْعة عبيد الله بن عبد الكريم، حدثنا أحمد بن هاشم الرَّمْلي، حدثنا ضَمْرة بن رَبيعة، عن محمد بن ميمون، عن بلال بن عبد الله مؤذِّن بيت المَقدِس قال: رأيتُ عُبادةَ بن الصامت في مسجد بيت المَقدِس مستقبلَ الشَّرقِ - أو السُّور، أنا أشكُّ - وهو يبكي، وهو يَتلُو هذه الآية:{فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ} [الحديد: 13]، ثم قال: هاهنا أَرانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جهنَّمَ
(2)
.
(1)
إسناده قوي. إدريس: هو ابن يزيد الأَوْدي، وعبد الله: هو ابن مسعود. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 13/ 299.
وأخرجه بنحوه الطبري في "تفسيره" 27/ 223، وكذا ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 1/ 84 من طريقين عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.
وهو قطعة من خبر طويل سلف عند المصنف برقم (3465) من طريق مسروق عن ابن مسعود، وليس فيه التلاوة.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة محمد بن ميمون وشيخه بلال، وقال الذهبي في "تلخيصه" متعقبًا المصنف في تصحيحه: بل منكر وآخره باطل، لأنه ما اجتمع عبادةُ برسول الله صلى الله عليه وسلم هناك، ثم من هو ابن ميمون وشيخه، وفي نسخة أبي مسهر عن سعيد عن زياد بن أبي سَوْدة قال: رُئيَ عبادةُ على سور بيت المقدس يبكي، قال: من هاهنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى جهنم؛ فهذا المرسَل أجودُ.
وهذا المرسل في "نسخة أبي مسهر" برقم (16)، ومن طريق أبي مسهر أخرجه الشاشي في "مسنده" (1312). وأبو مُسهِر: هو عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي.
وأخرجه أيضًا ابن حبان (7464)، والشاشي (1311) و (1313)، والطبراني في "مسند الشاميين"(343) من طريقين عن سعيد - وهو ابن عبد العزيز التنوخي - عن زياد بن أبي سودة. وسيأتي عند المصنف من طريق ثالثة عن سعيد برقم (9000). =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3829 -
حدثنا عبد الله بن محمد الصَّيدلاني، حدثنا عُبيد بن شَريك البزَّار، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا موسى بن يعقوب، عن أبي حازم، أنَّ عامر بن عبد الله بن الزُّبير أخبره عن أبيه، أنَّ عبد الله بن مسعود أخبره قال: لم يكن بين إسلامِهم وبين أن نَزَلت هذه الآيةُ فعاتَبَهم الله إلَّا أربعُ سنين: {وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ} إلى آخر الآية [الحديد: 16]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3830 -
أخبرنا الحسن بن يعقوب العَدْل، حدثنا يحيى بن أبي طالب، أخبرنا
= ورجاله ثقات إلّا أنَّ زياد بن أبي سودة قال أبو حاتم الرازي كما في "الجرح والتعديل" 3/ 534 و "المراسيل"(216): لا أُراه سمع من عبادة بن الصامت.
وأخرجه بنحوه ابن حبان أيضًا (7465) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: رُئيَ عبادةُ بن الصامت على سور بيت المقدس الشرقي يبكي، فقيل له، فقال: من هاهنا نبّأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى مالكًا يقلِّب جمرًا كالقِطْف.
ورجاله ثقات إلّا أنه مرسل أيضًا، فأبو سلمة لم يدرك عبادة.
وانظر ما سيأتي برقم (8990) من حديث سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس عن أبي العوام مؤذن بيت المقدس عن عبد الله بن عمرو.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل موسى بن يعقوب الزَّمْعي.
وأخرجه البزار (1443)، والطحاوي في "مشكل الآثار" 3/ 194 - 195، والطبراني (9773) من طرق عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (4192)، وابن المقرئ في "معجمه"(885)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(735) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، به - وهو في رواية ابن أبي فديك عند ابن ماجه من حديث عبد الله بن الزبير لم يذكر فيه ابن مسعود، والمحفوظ فيه ابن الزبير عن ابن مسعود.
وأخرجه مسلم (3027)، والنسائي (11504) من طريق عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبيه، عن عمه عبد الله بن مسعود.
عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا سعيد بن أبي عَرُوبة عن قَتَادة، عن أبي حسّان الأعرج، أنَّ عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كان أهلُ الجاهلية يقولون: إنَّما الطِّيَرةُ في المرأةِ والدَّابَةِ والدَّار"، ثم قرأَت {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)} [الحديد: 22]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3831 -
أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى الصَّيدلاني، حدثنا إسماعيل بن قُتيبة، حدثنا أبو بكر بن أبي شَيْبة حدثنا وَكيع عن سفيان، عن سِماك، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس:{لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد: 23]، قال: ليس أحدٌ إِلَّا هو يَحزَنُ ويفرح، ولكنْ مَن جعل المصيبةَ صبرًا، وجعل الفرحَ
(2)
شكرًا
(3)
.
صحيح الإسناد ولم يُخرجاه.
3832 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى الشَّهيد، حدثنا عبد الرحمن بن المبارَك، حدثنا الصَّعْق بن حَزْن، عن عَقِيل بن يحيى، عن
(1)
إسناده، قوي وسماع عبد الوهاب بن عطاء من سعيد بن أبي عروبة قبل اختلاطه.
وأخرجه أحمد 43/ (26088) عن روح بن عبادة، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أحمد أيضًا 42/ (25168) و 43/ (26034) من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، به.
(2)
في نسخنا الخطية: وجعل الحزن، والمثبت من هامش نسختي (ص) و (ع)، وهو الوجه.
(3)
إسناده حسن من أجل سماك: وهو ابن حرب سفيان: هو الثوري. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 13/ 373 - 374.
وأخرجه الطبري 27/ 235، والبيهقي في "شعب الإيمان"(234) و (9314) من طريقين عن سفيان، بهذا الإسناد.
وذكر البيهقي عن الحَليمي: أنَّ المراد بالحزن التسخُّط والتضجر، والمراد بالفرح فرح التبذُّخ والتكبر.
أبي إسحاق الهَمْداني، عن سُوَيد بن غَفَلة، عن ابن مسعود:{وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 27]، قال ابن مسعود قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا عبدَ الله بنَ مسعود" قلت: لبَّيكَ يا رسول الله - ثلاث مِرارٍ - قال: هل تدري أيُّ عُرَى الإيمانِ أوثقُ؟ " قلت: الله ورسوله أعلمُ، قال: "أوثقُ الإيمان الوَلَايةُ في الله بالحبِّ فيه والبُغْضِ فيه، يا عبدَ الله بنَ مسعود" قلت: لبَّيكَ يا رسول الله - ثلاث مِرارٍ - قال: "هل تدري أيُّ الناس أفضلُ؟ " قلت: الله ورسوله أعلمُ، قال:"فإنَّ أفضل الناس أفضلُهم عملًا إذا فَقُهوا في دِينهم، يا عبدَ الله بنَ مسعود قلت: لبَّيك وسَعدَيكَ - ثلاث مِرار - قال: "هل تدري أيُّ الناس أعلمُ؟ قلت: الله ورسوله أعلمُ، قال: "فإنَّ أعلمَ الناس أبصرُهم بالحقِّ إذا اختلف الناسُ، وإن كان مقصِّرًا في العمل، وإن كان يَزحَفُ على اسْتِه.
واختَلَفَ مَن كان قبلَنا على ثنتين وسبعين فِرقةً، نَجَا منها ثلاثٌ وهَلَكَ سائرُها: فرقةٌ آزَتِ الملوكَ وقاتلَتْهم على دين الله وعيسى ابن مريم حتى قُتِلوا، وفرقةٌ لم يكن لهم طاقةٌ بمُؤَازاةِ الملوك، فأقاموا بين ظَهْرانَيْ قومِهم فَدَعَوهُم إلى دين الله ودين عيسى ابن مريم، فقتَلَتْهم الملوكُ ونَشَرَتهم بالمناشير، وفرقةٌ لم يكن لهم طاقةٌ بمُؤَازاةِ الملوك ولا بالمُقام بين ظَهْرانَيْ قومِهم، فدَعَوهم إلى الله وإلى دين عيسى ابن مريم فساحُوا في الجبال وترهَّبوا فيها، فهُم الذين قال الله:{وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} إلى قوله: {فَاسِقُونَ} [الحديد: 27]، فالمؤمنون الذين آمنوا بي وصدَّقوني، والفاسقون الذين كَفَروا بي وجَحَدوا بي"
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل عقيل، وهو عقيل الجَعْدي، ولم يقع أبوه مسمًّى إلا في رواية المصنف، وعقيل هذا قال البخاري وغيره: منكر الحديث، وبه أعلّه الذهبي في "تلخيصه"، وقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "علل الحديث" (1977): الحديث منكر لا يشبه حديث أبي إسحاق ويشبه أن يكون عقيل هذا أعرابي، والصعق فلا بأس به. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
58 - ومن تفسير سورة المجادلة
3833 -
حدثنا الشيخ أبو محمد أحمد بن عبد الله المُزَني، حدثنا محمد بن عبد الله الحَضْرمي، حدثنا محمد بن أبي عُبيدة بن مَعْن المسعودي، حدثني أَبي، عن الأعمش،
= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10531)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 177، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9065)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"(1500) من طرق عن عبد الرحمن بن المبارك العائشي، بهذا الإسناد. ورواية ابن عبد البردون الشطر الثاني من الحديث.
وأخرجه تامًّا ومقطَّعًا: أبو داود الطيالسي (376)، وابن أبي شيبة في "مسنده"(321)، وفي "مصنفه" 11/ 48، وابن أبي عاصم في "السنة"(70)، والمروزي في "السنة"(54)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق"(823)، والشاشي في "مسنده"(772)، والعقيلي في "الضعفاء"(1397)، والطبراني في "الأوسط"(4479)، وفي "الصغير"(624)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 177، والثعلبي في "تفسيره" 9/ 248، وأبو ذر الهروي في "فوائده"(1) والبيهقي في "السنن" 10/ 233، وفي "المدخل إلى السنن"(840)، وفي "الشعب"(9064) و (9065)، وابن عبد البر في "بيان العلم وفضله"(1500) و (1502) و (1503)، وفي "التمهيد" 17/ 430، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه"(746) من طرق عن الصعق بن حزن، به.
وأخرجه كذلك تامًّا ومقطعًا: ابن أبي عاصم (71)، والطبراني في "الكبير"(10357)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 34، وأبو القاسم بن بشران في "أماليه"(775)، وابن عبد البر في "بيان العلم وفضله"(1501)، والخطيب البغدادي (747) من طريقين عن بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن جده. وبكير بن معروف فيه لِين وقد تفرَّد عن مقاتل بن حيان بهذا الإسناد والمحفوظ في هذا الحديث أنه من رواية عقيل الجعدي.
ولقوله: "أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله" انظر حديث البراء بن عازب عند أحمد 30/ (18524).
ولقوله: "أفضل الناس أفضلهم عملًا إذا فقهوا في دينهم" انظر حديث أبي هريرة عند أحمد أيضًا 12/ (7496).
وقوله: "آزت الملوك" أي قاومتهم، يقال: فلانٌ إِزَاءٌ لفلان: إذا كان مقاومًا له. قاله ابن الأثير في "النهاية".
عن تميم بن سَلَمة، عن عُرْوة قال: قالت عائشة: تَبارَكَ الذي وَسِعَ سمعُه كلَّ شيء، إني لأسمعُ كلامَ خولةَ بنت ثَعْلبة ويخفى عليَّ بعضُه وهي تشتكي زوجَها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي تقول: يا رسول الله، أَكَلَ شبابي، ونَثَرتُ له بطني، حتى إذا كَبِرَت سِنِّي وانقَطَع له ولدي، ظاهَرَ منِّي، اللهمَّ إني أشكُو إليك، قالت عائشة: فما بَرِحَت حتى نَزَلَ جبريل عليه السلام بهؤلاء الآيات: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة:1]. قال: وزوجُها أَوسُ بن الصامت
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
وقد رُوِيَ عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها مختصرًا:
3834 -
حدَّثَناه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا علي بن الحسن الهِلالي، حدثنا أبو النَّعمان محمد بن الفَضْل، حدثنا حمّاد بن سَلَمة، عن هشام بن عُروة، عن أبيه، عن عائشة: أنَّ جميلةَ كانت امرأةَ أَوْس بن الصامت، وكان أوسُ امرَأً به لَمَمٌ، فإذا اشتدَّ به لممُه ظاهَرَ من امرأته فأَنزل الله فيه كفَّارةَ الظِّهار
(2)
.
(1)
إسناده صحيح محمد بن عبد الله الحضرمي: هو الحافظ المعروف بمطيَّن.
وأخرجه ابن ماجه (2063) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن أبي عبيدة، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه أحمد 40 / (24195)، وابن ماجه (188)، والنسائي (5625) و (11506) من طريقين عن الأعمش، به.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 382 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2220) عن هارون بن عبد الله، عن محمد بن الفضل به.
وأخرجه أيضًا (2219) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة: أنَّ جميلة
…
مرسلًا لم يذكر فيه أباه ولا عائشة.
وقد تابع محمدَ بنَ الفضل على وصله أسدُ بن موسى عند الطبري في "تفسيره" 38/ 6، وعبدُ الأعلى بن حماد عند ابن المنذر في "الأوسط"، (7732)، وسليمانُ بن حرب عند البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(14968).
ورواه أبان العطار عند الطبري 28/ 6 عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة مرسلًا، لم يذكر فيه =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3835 -
حدثنا الحسن بن يعقوب وإبراهيم بن عِصْمة قالا: حدثنا السَّرِيّ بن خُزيمة، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا حَيْوة بن شُريح، أخبرني ابن أبي كَريمة قال: سمعت عِكرمةَ يقول: سمعت ابنَ عباس يقول: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، قال: يرفعُ الله الذين أُوتُوا العلمَ من المؤمنين على الذين لم يُؤتَوُا العلم درجاتٍ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3836 -
أخبرني عبد الله بن محمد الصَّيدلاني، حدثنا محمد بن أيوب، أخبرنا يحيى بن المغيرة السَّعْدي، حدثنا جَرِير عن منصور، عن مجاهد، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال: قال عليُّ بن أبي طالب: إنَّ في كتاب الله لَآيةً ما عَمِلَ بها أحدٌ ولا يعملُ بها أحدٌ بعدي آية النَّجْوى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} الآية [المجادلة: 12]، قال: كان عندي دينارٌ فبِعتُه بعشرة دراهمَ فناجيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فكنت كلَّما ناجيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قدَّمتُ بين يَدَيْ نَجْواي درهمًا، ثم نُسِخَت فلم يَعملْ بها أحدٌ، فنَزَلت:{أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} الآية [المجادلة: 13]
(2)
.
= عائشة. فالظاهر أنَّ هشامًا كان يصله مرة ويرسله أخرى.
(1)
إسناده حسن من أجل ابن أبي كريمة: واسمه السَّكن، من أهل مصر، روى عنه حيوة بن شريح وغير واحد، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه البيهقي في "المدخل إلى السنن"(341) عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (365) عن عبد الله بن يزيد المقرئ، به.
(2)
خبر حسن إن شاء الله رجال إسناده ثقات غير يحيى بن المغيرة السعدي فهو حسن الحديث، روى عنه جمع وقال أبو حاتم صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد خولف في وصل هذا الخبر خالفه الإمام إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (3747) فرواه عن جرير - وهو ابن عبد الحميد - عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال: قال علي
…
=
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه.
3837 -
حدثني أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا الحسن بن علي بن عفَّان، حدثنا عمرو بن محمد العَنقَزي، حدثنا إسرائيل، حدثنا سِماك بن حَرْب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلِّ حُجْرة وقد كاد الظلُّ أن يَتقلَّص، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنه سيأتيكم إنسانٌ فيَنظُرُ إليكم بعَيْن شيطانٍ، فإذا جاءَكم فلا تُكلِّموه"، فلم يَلبَثوا أنْ طَلَعَ عليهم رجلٌ أزرقُ أعورُ، فقال: حينَ رآه دَعَاه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"عَلَامَ تَشتِمُني أنت وأصحابُك؟ " فقال: ذَرْني آتِكَ بهم، فانطَلَق فدعاهم، فحَلَفوا ما قالوا وما فعلوا، حتى تَجوَّز
(1)
، فأنزل الله عز وجل:{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [المجادلة: 18]
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
= وذكره، فجعله من رواية ليث عن مجاهد، وليث سيئ الحفظ لكنه متابع، ومجاهد لم يسمع من علي، فهو مرسل.
وقد رواه عن ليث هكذا غيرُ واحد فيما أخرجه أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ"(473)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 12/ 81، والطبري في "تفسيره" 28/ 20، والواحدي في "التفسير الوسيط" 4/ 266، وابن المغازلي في "مناقب علي"(373)، وابن الجوزي في "نواسخ القرآن" 2/ 597.
وقد تابع ليثًا على إرساله أيوب السختياني كما في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 280، وابن أبي نجيح كما في "تفسير آدم بن أبي إياس" 2/ 660، و "تفسير الطبري" 28/ 19 - 20 و 20.
(1)
وقع في نسخنا الخطية بدل الزاي نون وهو خطأ من النساخ. وتجوَّز بمعنى: تجاوز، وهو الذي وقع في رواية الطبراني في "الكبير"(12307)، ففيه: حتى تجاوز عنهم.
(2)
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب.
وأخرجه أحمد 5/ (3277) عن أبي أحمد الزبيري ويحيى بن أبي بكير، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضًا 4 / (2147) و (2407) من طريقين عن سماك، به.
3838 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا محمد بن أحمد بن النَّضْر، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، أخبرنا السائب بن حُبَيش الكَلَاعي، عن مَعْدان بن أبي طلحة اليَعمَري، قال: قال لي أبو الدرداء: أين مسكنُك؟ فقلت: في قريةٍ دونَ حِمصَ، فقال أبو الدرداء: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بَدْوٍ لا تقامُ فيهم الصلاةُ، إلَّا قد استَحوَذَ عليهم الشيطانُ"، فعليكَ بالجماعة، فإنما يأكل الذئبُ القاصيةَ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه
حدثنا الحاكم الفاضل أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إملاءً في ذي الحِجَّة سنة أربع مئة:
59 - ومن تفسير سورة الحشر
بسم الله الرحمن الرحيم
3839 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي الصَّنعاني بمكة، حدثنا علي بن المبارَك الصَّنعاني، حدثنا زيد بن المبارَك الصَّنعاني، حدثنا محمد بن ثَوْر، عن مَعمَر، عن الزُّهْري، عن عُرْوة، عن عائشة قالت: كانت غزوةُ بني النَّضِير - وهم طائفةٌ من اليهود - على رأس ستة أشهرٍ من وَقْعة بَدْر، وكان منزلُهم ونخلُهم بناحية المدينة، فحاصَرَهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى نَزَلوا على الجَلَاء، وعلى أنَّ لهم ما أقلَّتِ الإبل من الأمتعة والأموال إلَّا الحَلْقةَ - يعني السلاح - فأنزل الله فيهم:{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} إِلى قوله: {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا} [الحشر: 1، 2]، فقاتلهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى صالحهم على الجَلَاء، فأَجْلاهم إلى الشام، وكانوا من سِبْطٍ لم يُصِبْهم جلاءٌ فيما خَلَا، وكان الله قد كَتَبَ عليهم ذلك، ولولا ذلك لَعذَّبهم في الدنيا بالقتل والسَّبْي، وأما قوله:{لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} ، فكان جلاؤُهم ذلك أولَ حشرٍ في الدنيا إلى الشام
(2)
.
(1)
إسناده حسن إن شاء الله من أجل السائب بن حبيش. وهو مكرر (859).
(2)
إسناده حسن من أجل زيد بن المبارك ومن دونه، إلّا أنَّ ذِكرَ عائشة فيه غير محفوظ كما =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3840 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا منصور بن حيَّان، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عمر وابن عبَّاس: أنهما شَهدًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نَهَى عن الدُّبَّاءِ والنَّقِير والحَنتَم والمزفَّت؛ ثم تلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]
(1)
.
= قال البيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 178 بعد أن أخرجه عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد. قلنا: وكذا عروة بن الزبير غير محفوظ فيه:
فقد أخرجه الطبري في "تفسيره" 28/ 28 عن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن معمر، عن الزهري من قوله.
وتابع محمدَ بنَ عبد الأعلى على إرساله عن الزهري: عبدُ الرزاق في "تفسيره" 2/ 282، ومحمد بن كثير الصنعاني عند أبي عبيد في "الأموال"(18)، وابن زنجويه في "الأموال" أيضًا (57)، فروياه عن معمر عن الزهري من قوله. وقع في المطبوع من "مصنف عبد الرزاق" (9732): عن معمر عن الزهري عن عروة!
وأخرجه أبو عبيد (19)، وابن زنجويه (58)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 8/ 85، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 176 - 177 - من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن عقيل بن خالد، عن الزهري من قوله. غير ابن أبي حاتم فذكر فيه عروة.
وأخرجه أبو عوانة في "صحيحه"(6964) من طريق الحجاج بن أبي منيع، عن جدِّه عبيد الله بن أبي زياد، عن الزهري من قوله.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد 5/ (3300) عن يزيد بن هارون، والنسائي (5133) و (11514) عن أحمد بن سليمان الرّهاوي، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1997)(46) من طريق مروان بن معاوية، وأبو داود (3690) من طريق عبد الواحد بن زياد، كلاهما عن منصور بن حيان، به - دون التلاوة التي أشار إليها المصنف بالزيادة.
وأخرجه أحمد 4 / (2499) و (2771)، ومسلم (17)(41)، والنسائي (5038) و (5039) =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه بهذه الزِّيادة.
3841 -
حدثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا محمد بن المغيرة السُّكَّري بهَمَذان، حدثنا القاسم بن الحَكَم العُرَني، حدثنا عبيد الله بن الوليد، عن مُحارِب بن دِثَار، عن ابن عمر قال: أُهديَ لرجلٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسُ شاةٍ فقال: إِنَّ أخي فلانًا وعيالَه أحوَجُ إلى هذا منّا، قال: فبَعَثَ إليه، فلم يَزَلْ يَبْعَثُ إليه واحدٌ إلى آخرَ حتى تداوَلَها سبعةُ أبياتٍ، حتى رَجَعَت إلى الأول، فنزلت:{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} إلى آخر الآية [الحشر: 9]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3842 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن يونس
= و (5049) من طريق حبيب بن أبي عمرة، وأحمد 4 / (2650) من طريق أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، ومسلم (17)(40)، والنسائي (5047) من طريق حبيب بن أبي ثابت، ثلاثتهم عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس وحده - دون التلاوة.
وأخرجه مختصرًا بالنهي عن الحنتم وحده (وهو الجرُّ الأخضر): أحمد 9/ (5090)، والنسائي (5109)، وابن حبان (5403) من طريق أيوب، وأحمد 10/ (5819) و (5916) و (6416)، ومسلم (1997)(47)، وأبو داود (3691) من طريق يعلى بن حكيم، وأحمد 10/ (5954) من طريق قتادة، ثلاثتهم عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس وابن عمر.
ولحديث النهي عن الدباء والنقير والحنتم والمزفَّت - دون التلاوة - طرق أخرى عن ابن عبَّاس وابن عمر مفرَّقين في "الصحيحين" وغيرهما.
والمراد بالنهي عن هذه الأشياء النهي عن الانتباذ فيها، وهذا الحكم منسوخ كما هو مبيَّن في تعليقنا على حديث أبي جمرة الضبعي عن ابن عبَّاس في "مسند أحمد" 3/ (2020).
(1)
إسناده ضعيف بمَرَّة من أجل عبيد الله بن الوليد الوصّافي، فإنه متفق على ضعفه خاصة في محارب بن دثار، وبه أعلّه الذهبي في "تلخيصه".
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(3204) عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الجود والسخاء"(80)، والواحدي في "أسباب النزول"(810)، وقِوام السنة في "الترغيب والترهيب"(1556) من طريقين عن القاسم بن الحكم، به.
الضَّبّي، حدثنا أبو بدر شُجاع بن الوليد، حدثنا عبد الله بن زُبَيد، عن طلحة بن مُصرِّف، عن مصعب بن سعد بن أبي وقَّاص قال
(1)
: الناسُ على ثلاثِ منازلَ، فمَضَت منهم اثنتان وبقيَت واحدةٌ، فأحسنُ ما أنتم كائنون عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيَت، ثم قرأ:{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ} الآية، ثم قال: هؤلاء المهاجرون، وهذه منزلةٌ قد مضت، ثم قرأ:{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} الآية، ثم قال: هؤلاء الأنصارُ، وهذه منزلةٌ وقد مضت، ثم قرأ:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} الآية [الحشر: 8 - 10]، قال: فقد مضت هاتانِ المنزلتانِ وبقيَت هذه المنزلةُ، فأحسنُ ما أنتم كائنون عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيَت
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3843 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا الثَّوْري، عن أبي إسحاق، عن حُميد بن عبد الله السَّلُولي، عن علي بن أبي طالب قال: كان راهبٌ يتعبَّد في صَومعةٍ، وإِنَّ امرأةً زيَّنَت له نفسَها، فَوقَعَ عليها فحَمَلَت، فجاءه الشيطان فقال: اقتُلْها، فإنهم إن ظَهَروا عليك افتُضِحتَ، فقتلها فدَفَنها، فجاؤوه فأخذوه فذَهَبوا به، فبينما هم يَمشُون إذ جاءه الشيطانُ فقال: أنا الذي زيَّنتُ لك، فاسجُدْ لي سجدةً أُنجِّيك، فَسَجَدَ له، فأنزل الله عز وجل: {كَمَثَلِ
(1)
هكذا هو في (ز) و (ص) و (ع) من قول مصعب بن سعد بن أبي وقاص، وفي (ب): عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال، فجعله من رواية مصعب بن سعد عن أبيه، وهو كذلك في "تلخيص الذهبي" و "إتحاف المهرة"(5057)، والصواب أنه من قول مصعب بن سعد، وهو كذلك عند اللالكائي في "أصول الاعتقاد" وعند الماوردي والقرطبي في "تفسيريهما".
(2)
إسناده محتمل للتحسين إن شاء الله من أجل عبد الله بن زبيد - وهو ابن الحارث الياميّ - فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: روى عنه أهل الكوفة.
وأخرجه اللالكائي في "أصول الاعتقاد"(2354) من طريق الحسن بن الحكم القُطرُبُلِّي، عن أبي بدر شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد.
الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ} الآية [الحشر: 16]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
60 - ومن تفسير سورة الامتحان
3844 -
أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهَمَذان، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا وَرْقاءُ، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} إلى قوله: {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3)} [الممتحنة:1 - 3]: في مكاتَبة حاطبِ
(1)
إسناده محتمل للتحسين من أجل الراوي عن علي بن أبي طالب، وتسميته في رواية إسحاق عن عبد الرزاق بحميد بن عبد الله وهمٌ فليس له بهذا الاسم ترجمة، والمحفوظ نَهيك بن عبد الله أو عبد الله بن نهيك، وانظر "طبقات ابن سعد" 8/ 362، و "تاريخ البخاري" 5/ 213 و"الجرح والتعديل" 5/ 183 و 8/ 497، ونَهيك هذا روى عنه أبو إسحاق وابنه يونس، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 47.
إسحاق: هو ابن راهويه، والخبر في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (5857) و "المطالب العالية" لابن حجر (3748).
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(5067) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وهو في "تفسير عبد الرزاق" برواية محمد بن حماد الطهراني عنه 2/ 285 عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي، عن نهيك بن عبد الله السلولي، عن علي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 213، والطبري في "تفسيره" 28/ 49 من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الله بن نهيك قال: سمعت عليًا
…
فذكره.
وروى نحو هذه القصة سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عروة بن عامر عن عُبيد بن رِفاعة يَبلُغ به النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه ابن أبي الدنيا في "مكايد الشيطان"(61)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5066)، ورجاله ثقات إلّا أنَّ عبيد بن رفاعة يقال: ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وليس له صحبة، فهو مرسل.
ابن أبي بَلْتعة ومن معه إلى كفّار قريش يُحذِّرونهم، وقوله تعالى:{إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ} [الممتحنة: 4]، نُهوا أن يتأسَّوْا باستغفار إبراهيم لأبيه فيستغفروا للمشركين، وقوله:{رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} [الممتحنة: 5]، لا تُعذِّبْنا بأيديهم ولا بعذابٍ من عندِك فيقولون: لو كان هؤلاءِ على الحقِّ ما أصابهم هذا
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3845 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا جَرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ
(2)
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الممتحنة: 6]، قال: في صُنْع إبراهيم كلِّه إِلَّا في الاستغفار لأبيه وهو مشركٌ
(3)
.
(1)
خبر صحيح عن مجاهد من قوله، وذكر ابن عبَّاس فيه وهمٌ كما قال الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 4/ 338 و "فتح الباري" 14/ 387، وشيخ المصنف في هذا الأثر عبد الرحمن بن الحسن القاضي فيه ضعف لكنه راوية لكتاب "تفسير آدم بن أبي إياس"، وقد وقع في "التفسير" 2/ 667 بروايته من قول مجاهد، وهو الصواب.
فقد أخرجه محمد بن يوسف الفريابي في "تفسيره" - كما ذكر ابن حجر - عن ورقاء بن عمر اليشكري، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد من قوله.
وكذلك رواه عن ورقاء: شبابةُ بن سوّار عند عبد بن حميد في "تفسيره" كما ذكر ابن حجر، والحسن بن موسى الأشيب عند الطبري في "تفسيره" 28/ 60 - 61 و 63 و 64.
وأخرجه الطبري أيضًا من طريق أبي عاصم النبيل، عن عيسى بن ميمون الجُرشي، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد قوله.
وانظر قصة حاطب بن أبي بلتعة في حديث علي بن أبي طالب عند البخاري برقم (3007).
(2)
في نسخنا الخطية: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} ، وهذه الآية من سورة الأحزاب آية رقم (21)، وأثبتنا الآية التي في سورة الممتحنة كما في المطبوع و "إتحاف المهرة"(7592)، وهو الصواب الموافق لسياق الخبر.
(3)
رجاله ثقات، إلّا أنَّ سماع جرير - وهو ابن عبد الحميد - من عطاء بن السائب بعد اختلاط عطاء. إسحاق: هو ابن راهويه. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3846 -
أخبرنا أبو العبَّاس السَّيّاري، حدثنا عبد الله بن علي الغزّال، حدثنا علي بن الحسن بن شَقيق، حدثنا عبد الله بن المبارَك، أخبرني مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزُّبير، عن أبيه، عن جدِّه قال: قَدِمَت قُتَيلة بنت العُزَّى بنت أسعد من بني مالك بن حِسْل على ابنتها أسماءَ بنت أبي بكر وكان أبو بكر طلقها في الجاهلية، فقَدِمَت على ابنتها بهدايا ضِبابًا وسَمْنًا وأَقِطًا، فأبَتْ أسماءُ أن تَقبَل منها أو تُدخلها منزلَها حتى أرسَلَت إلى عائشة: أنْ سَلِي عن هذا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرَتْه، فأمرها أن تَقبَلَ هداياها وتُدخِلَها منزلَها، فأنزل الله عز وجل:{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ} إلى آخر الآيتين [الممتحنة: 8، 9]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3847 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه ببغداد، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي.
وحدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا العبَّاس بن الفضل الأَسْفاطي؛ قالا: حدثنا إسماعيل بن أبي أُوَيْس، حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن ابن عَجْلان، عن أبيه، عن فاطمة بنت عُتْبة بن رَبيعة بن عبدِ شمس: أنَّ أبا حُذَيفة بن
= وأورده السيوطي في "الدر المنثور" وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن علي الغزّال وضعف مصعب بن ثابت.
وأخرجه أحمد 26/ (16111) عن عارم محمد بن الفضل، عن عبد الله بن المبارك، عن مصعب بن ثابت، عن عمِّه عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه.
وأصل القصة قد صحَّ من حديث أسماء نفسها قالت: أتتني أمِّي راغبةً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فسألتُ النبي صلى الله عليه وسلم: أصِلُها؟ قال: "نعم". أخرجه البخاري (5978) ومسلم (1003)، قال سفيان بن عيينة - كما في رواية البخاري -: فأنزل الله تعالى فيها {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ
…
} إلى آخر الآية.
عُتْبة أَتى بها ويهند بنت عُتبةَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم تبايعُه، فقالت: أَخَذَ علينا فشَرَطَ علينا، قالت: قلت له: يا ابنَ عمِّ، وهل عَلِمتَ في قومك من هذه العاهات أو الهَنَاتِ شيئًا؟ قال أبو حُذيفة: إيهًا، فبايعيهِ، فإنَّ بهذا يُبايع، وهكذا يَشترِط، فقالت هند: لا أبايعُك على السَّرِقة، إني أسرقُ من مال زوجي، فكَفَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدَه وكفَّت يدَها حتى أَرسَلَ إلى أبي سفيان فتحلَّلَ لها منه، فقال أبو سفيان: أما الرَّطْبُ فنعم، وأما اليابسُ فلا ولا نِعمةَ، قالت: فبايَعْناه، ثم قالت فاطمةُ: ما كانت فِئَةٌ
(1)
أبغضَ إِليَّ من فِئتِك ولا أحبَّ أن يُبيحَها اللهُ وما فيها، واللهِ ما من فِئةٍ أحبُّ إليَّ أن يُعمِّرَها اللهُ ويباركَ فيها من فِئتِك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وأيضًا واللهِ لا يؤمنُ أحدُكم حتى أكونَ أحب إليه من ولدِه ووالدِه"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
في (ب) في هذا الموضع وما يليه: قبّة، وهو متوجِّه على أنها تريد بالقبة الخِباء، فقد وقع في حديث عائشة عند البخاري (3825) و (7161) ومسلم (1714): أنَّ هند بنت عتبة قالت: يا رسول الله، ما كان على ظهر الأرض من أهل خباءٍ أحبُّ إليَّ أن يذلُّوا من أهل خبائك، ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إليَّ أن يعزُّوا من أهل خبائك. وهذا هو المحفوظ أنَّ هند بنت عتبة قالت ذلك لا أختها فاطمة كما وقع في حديث المصنف.
ويُحمَل معنى الفئة على أهل بيته صلى الله عليه وسلم.
(2)
إسناده حسن إن شاء الله من أجل إسماعيل بن أبي أويس، وقد توبع. أخو إسماعيل: هو أبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس، وابن عجلان: هو محمد، وأبوه عجلان المدني مولى فاطمة بنت عتبة.
وأخرجه مختصرًا الطبراني في "الكبير" 24/ (904) من طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن أبي بكر بن أبي أويس، بهذا الإسناد - بنحو رواية المصنف الآتية برقم (7107) من طريق إسماعيل بن أبي أويس أيضًا.
ويشهد لأصل الحديث بنحوه حديث عائشة عند الشيخين كما في التعليق السابق.
ويشهد له لآخره، وهو قوله: "لا يؤمن
…
" حديث أنس بن مالك عند البخاري (15) ومسلم (44).
بسم الله الرحمن الرحيم
61 - ومن تفسير سورة (سبَّح) الصَّف
3848 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا العبَّاس بن الوليد بن مَزْيَد، أخبرني أَبي، حدثنا الأوزاعي.
وحدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا محمد بن أحمد بن النَّضْر، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق الفَزَاري، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سَلَمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سَلَام قال: اجْتَمَعْنا فتذاكَرْنا فقلنا: أيُّكم يأتي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يسألُه: أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ ثم تفرَّقْنا وهِبْنا أن يأتيَه منا أحدٌ، فأرسَلَ إلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَجَمَعَنا، فجعل يُومِئُ بعضنا إلى بعض، فقرأ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)} إلى آخر السورة
(1)
.
قال أبو سَلَمة: فقرأَها علينا عبدُ الله بن سَلَام من أولها إلى آخرها، قال يحيى: فقرأَها علينا أبو سَلَمة من أولها إلى آخرها، قال الأوزاعي: فقرأَها علينا يحيى بن أبي كثير من أولها إلى آخرها، قال أبو إسحاق الفَزَاري: وقرأها علينا الأوزاعي من أولها إلى آخرها، قال معاوية بن عمرو: وقرأَها علينا أبو إسحاق الفَزَاري من أولها إلى آخرها، قال محمد بن أحمد الأزْدي: وقرأها علينا معاويةُ بن عمرو من أولها إلى آخرها، قال أبو بكر بن بالَوَيهِ: وقرأها علينا محمد بن أحمد بن النَّضْر من أولها إلى آخرها.
قال الحاكم: وأنا أقول: قرأها علينا أبو بكر بن بالَوَيهِ من أولها إلى آخرها. وقد قرأها علينا الحاكمُ أبو عبد الله من أولها إلى آخرها.
(1)
إسناده صحيح. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلّب الأزدي المعنيّ، وأبو إسحاق الفزاري: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وقد سلف برقم (2418) من طريق محبوب بن موسى عن الفزاري.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3849 -
أخبرني أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا جَرِير، عن الأعمش، عن المِنهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: واعَدَ عيسى عليه السلام أصحابَه اثنَيْ عشرَ رجلًا في بيتٍ، فخرج إليهم من عينٍ من جانب البيت يَنفُضُ رأسَه؛ وذكر حديثًا، وقال في آخره: فأَنزل الله عز وجل: {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} [الصف: 14]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
62 - ومن تفسير سورة الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم
3850 -
أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر المزكِّي بمَرْو، حدثنا عبد العزيز بن حاتم، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله المقرئ، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن عطاء بن السائب، عن مَيسَرة: أنَّ هذه الآية مكتوبةٌ في التوراة بسبع مئة آيةٍ: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} ؛ أولَ سورة الجُمُعة
(2)
.
3851 -
أخبرنا الحسن بن يعقوب العَدْل، حدثنا يحيى بن أبي طالب، أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا داود بن أبي هند.
وحدثني عليُّ بن عيسى - واللفظُ له - حدثنا الحسين بن محمد القَبّاني، حدثنا
(1)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد.
وأخرجه النسائي (11527) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده ليِّن، عطاء بن السائب كان قد اختلط ولم ينصّ أحدٌ على سماع عمرو بن أبي قيس منه هل كان قبل اختلاطه أو بعده.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2275) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الثعلبي في "تفسيره" 9/ 306 من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، عن عمرو بن أبي قيس، به.
أبو هشام الرِّفاعي، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المُحارِبي، عن داود بن أبي هند، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: مرَّ أبو جهل بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلِّي، فقال: ألم أنهَكَ عن أن تصلِّيَ يا محمد، لقد علمتَ ما بها أحدٌ أكثرَ ناديًا مني، فانتهَرَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال جبريل عليه السلام:{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)} [العلق: 17، 18]؛ والله لو دعا ناديَه لأَخذَتْه زَبَانيةُ العذاب
(1)
.
صحيح الإسناد.
3852 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، أخبرنا جعفر بن عَوْن، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن مسعود قال: أَطِيلوا هذه الصلاةَ، واقصُرُوا هذه الخُطْبة؛ يعني صلاةَ الجمعة
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وإسناد الحسن بن يعقوب قوي، وأما إسناد علي بن عيسى الحيري ففيه أبو هشام الرفاعي - وهو محمد بن يزيد العجلي - وليس بالقوي، وهو متابَع.
وأخرجه أحمد 4 / (2321) و 5 / (3044)، والترمذي (3349)، والنسائي (11620) من طريقين آخرين عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. والقائل: والله لو دعا ناديه - كما وقع عندهم - هو ابن عبَّاس.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرج نحوه أحمد 4/ (2225) و 5/ (3483)، والبخاري (4958)، والترمذي (3348)، والنسائي (10995) و (11621) من طريق عبد الكريم الجزري، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس قال: قال أبو جهل: لئن رأيت محمدًا يصلي عند الكعبة لأطأنَّ على عنقه، فبلغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال:"لو فعله لأخذته الملائكة". وانظر ما سيأتي برقم (5500).
قلنا: وحق هذا الحديث أن يخرجه المصنف في تفسير سورة العلق.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه البيهقي 3/ 208 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 114 عن وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأخرجه الطبراني (9493) و (9494)، والبيهقي في "السنن" 3/ 208، وفي "شعب الإيمان"(4634) من طريق أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله بن مسعود قال: إنَّ طول الصلاة: وقِصَر الخطبة مَئِنّةٌ من فقه الرجل. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3853 -
أخبرنا بكر بن محمد الصَّيرَفي بمَرُو، حدثنا عبد الصمد بن الفضل البَلْخي، حدثنا يعقوب بن محمد الزُّهْري، حدثنا عبد العزيز بن محمد
(1)
، عن أَسِيد بن أبي أَسيد، عن عبد الله بن أبي قَتَادة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن تَرَك الجمعةَ ثلاثَ مراتٍ من غير ضَرُورةٍ، طَبَعَ اللهُ على قلبِه"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
63 - ومن تفسير سورة المنافقين
بسم الله الرحمن الرحيم
3854 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي بمَرْو، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن السُّدِّي، عن أبي سعيد
= وقد جمع هذا اللفظ واللفظ الذي عند المصنف في حديث واحد قيسُ بن الربيع فرواه عن الأعمش، عن عمارة بن عمير ومالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، عن عبد الله بن مسعود رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه البزار في "مسنده"(1908) و (1909). وقيس بن الربيع فيه ضعف.
وقد صحَّ مرفوعًا باللفظين معًا من حديث أبي وائل عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه مسلم في "صحيحه" برقم (869)، وسيأتي عند المصنف برقم (5788).
(1)
زاد بعده في (ب) والمطبوع: عن أبيه، وهو خطأ، وليس لوالد عبد العزيز بن محمد - وهو الدَّراوَرْدي - رواية.
(2)
صحيح لغيره، يعقوب بن محمد الزهري ضعيف لكن يعتبر به في المتابعات والشواهد، ووهّاه الذهبي في "تلخيصه"، ويعقوب لم ينفرد به، فقد تابعه أبو سعيد مولى بني هاشم عند أحمد 37/ (22558)، ويحيى بن صالح الوحاظي عند الطحاوي في "مشكل الآثار"(3184)، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد بهذا الإسناد.
وعبد العزيز بن محمد وأَسيد لا بأس بهما، إلّا أنَّ عبد العزيز قد وهمَ على أَسيد فيه فجعله من حديثه عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه، وخالفه ثلاثة من الثقات فرووه عن أَسيد عن عبد الله بن أبي قتادة عن جابر بن عبد الله، وهو المحفوظ، وحديث جابر قد سلف عند المصنف برقم (1093)، وإسناده حسن من أجل أَسيد.
الأَزْدي، حدثنا زيد بن أرقَمَ قال: غَزَوْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان معنا ناسٌ من الأعراب، فكنا نَبتدِرُ الماءَ، وكان الأعرابُ يَسبِقونا، فيَسبِقُ الأعرابيُّ أصحابَه فيملأُ الحوضَ، ويجعل حولَه حجارةً ويجعل النِّطعَ عليه حتى يجيءَ أصحابُه، فأتى رجلٌ من الأنصار الأعرابيَّ فأَرخَى زِمامَ ناقته لتشربَ، فأَبى أن يَدَعَه، فانتَزَع حَجَرًا ففاضَ، فرفع الأعرابيٌّ خشبةً فضرب بها رأسَ الأنصاري فشَجَّه، فأتى عبدَ الله بنَ أُبيٍّ رأسَ المنافقين فأخبره، وكان من أصحابه، فغَضِبَ عبدُ الله بن أُبي، ثم قال: لا تُنفِقوا على مَن عندَ رسول الله حتى ينفضُّوا من حوله؛ يعني: الأعرابَ، وكانوا يُحدِّثون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عند الطعام، فقال عبد الله لأصحابه: إذا انفضُّوا من عندِ محمد، فأْتُوا محمدًا بالطعام
(1)
فليأكُلْ هو ومَن عندَه، ثم قال لأصحابه: إذا رجعتُم إلى المدينة، فليُخرِجِ
(2)
الأعزُّ منها الأذلَّ.
قال زيد: وأنا رِدْفُ عمِّي، فسمعتُ عبدَ الله وكنَّا أخوالَه
(3)
، فأخبرتُ عمِّي، فانطلق فأَخبر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فحَلَفَ وجَحَدَ، فَصَدَّقه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وكذَّبني، فجاء إليَّ عمِّى فقال: ما أردتَ أنْ مَقَتَك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وكذَّبَك
(4)
المسلمون، فوَقَعَ عليَّ من الغمِّ ما لم يَقَعْ على أحدٍ قطُّ.
فبَيْنا أنا أسِيرُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ وقد خَفَقَتْ برأسي من الهمِّ، فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فَعَرَكَ أُذُني وضحك في وجهي، فما كان يَسرُّني أَنَّ لي بها الخُلْدَ أو الدنيا، ثم إنَّ أبا بكر لَحِقَني، فقال: ما قال لك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: ما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا غيرَ أنْ عَرَكَ أُذني وضحك في وجهي، فقال: أَبشِرْ، ثم لَحِقَني عمر، فقلت له مثلَ قولي لأبي بكر.
(1)
في (ص) و (ع): للطعام.
(2)
في (ز): ليخرجن.
(3)
في (ص) و (ع): حوله، وهو تحريف.
(4)
تكررت هذه اللفظة في (ص) و (ع) و (ب).
فلمّا أصبَحْنا قرأَ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورةَ المنافقين: {قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} حتى بَلَغَ {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} حتى بَلَغَ {لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ}
(1)
.
قد اتَّفق الشيخان على إخراج أحرفٍ يسيرة من هذا الحديث من حديث أبي إسحاق السَّبِيعي عن زيد بن أرقمَ، وأخرج البخاري متابِعًا لأبي إسحاق من حديث شُعْبة عن الحَكَم عن محمد بن كعب القُرَظي عن زيد بن أرقمَ، ولم يُخرجاه بطوله، والإسناد صحيح.
64 - ومن تفسير سورة التغابن
بسم الله الرحمن الرحيم
3855 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسين بن الفضل البَجَلي قال: سمعت محمد بن كُنَاسة يقول: سمعت سفيانَ الثَّوري وسُئِلَ عن قول الله
(1)
غريب بهذا السياق، انفرد به السُّدي - وهو إسماعيل بن عبد الرحمن - عن أبي سعيد الأزدي، والسدي صدوق حسن الحديث، إلّا أنَّ له أوهامًا تقع في بعض حديثه، وأبو سعيد - ويقال: أبو سعد - الأزدي ليس بذاك المشهور، روى عنه غير واحد، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد خولف في لفظه.
وأخرجه الترمذي (3313) عن عبد بن حميد، عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرج أصل الحديث دون قصة الأعراب والأنصاري: أحمد 32/ (19285) و (19295)، والبخاري (4902)، والترمذي (3314)، والنسائي (11533) من طريق محمد بن كعب القرظي، وأحمد (19333) و (19334)، والبخاري (4900) و (4901) و (4903)، ومسلم (2772)، والترمذي (3312)، والنسائي (11534) من طريق أبي إسحاق السبيعي، والنسائي (11530) من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، ثلاثتهم عن زيد بن أرقم.
وقد أشار جابر في حديثه - كما عند أحمد 23/ (15223) والبخاري (4905) وغيرهما - إلى أنَّ الخلاف كان قد وقع بين المهاجرين والأنصار بسبب أنَّ رجلًا من المهاجرين كَسَعَ رجلًا من الأنصار - أي: ضربه على دُبُره - فقال عبد الله بن أُبيّ ما قال.
عز وجل: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} [التغابن: 2]، فقال: حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يُبعَثُ كلُّ عبدٍ على ما ماتَ عليه"
(1)
.
قد أخرج مسلمٌ
(2)
حديث الأعمش، ولم يخرجه بهذه السِّياقة.
3856 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق
(3)
بن إبراهيم، أخبرنا عمرو بن محمد، حدثنا إسرائيل، عن سِمَاك، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: نزلت هذه الآية: {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن: 14] في قومٍ من أهل مكَّة أسلموا، فأَبى أزواجُهم وأولادُهم أن يَدَعُوهم، فيَأْتُوا
(4)
المدينةَ، فلما قَدِمُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رَأَوْهم قد فَقِهوا، فهَمُّوا أن يُعاقِبوهم
(5)
، فأنزَلَ الله عز وجل:{وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا} [التغابن: 14]
(6)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3857 -
حدثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا أبو المثنَّى، حدثنا محمد بن كَثير،
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل أبي سفيان: وهو طلحة بن نافع.
وقد سلف برقم (3729) من طريق أبي عامر العقدي عن سفيان، وذكر فيه هناك الآية (21) من سورة الجاثية.
(2)
برقم (2878).
(3)
تحرَّف في (ز) إلى: يحيى.
(4)
في نسخنا الخطية: فأتوا، بلا ياء، والصواب إن شاء الله ما أثبتنا، وبه يستقيم الكلام.
(5)
أي: لمّا رأوا الناس الذين سبقوهم إلى المدينة قد فقهوا في الدين همُّوا أن يعاقبوا أزواجهم وأولادهم الذين منعوهم من الهجرة سابقًا.
(6)
إسناده حسن من أجل سماك: وهو ابن حرب. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وعمرو بن محمد: هو العَنقَزي.
وأخرجه الترمذي (3317) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح.
حدثنا سفيان، عن جامع بن شدَّاد، عن الأسود بن هلال قال: جاء رجلٌ إلى عبد الله بن مسعود فسأله عن هذه الآية: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن: 16]، وإني امْرُؤٌ ما قَدَرتُ، ولا يخرجُ من يدي شيءٌ، وقد خَشِيتُ أن يكون قد أصابتني هذه الآيةُ، فقال عبد الله: ذكرتَ البخلَ وبِئسَ الشيءُ البخلُ، وأمّا ما ذَكَرَ اللهُ في القرآن، فليس كما قلت، ذاك أن تَعمِدَ إلى مال غيرِك أو مالِ أخيك فتأكلَه
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3858 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد، حدثنا محمد بن مسلمة
(2)
، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقولُ الله عز وجل: استَقرَضتُ عبدي فَأَبَى أن يُقرِضَني، ولا يدري
(3)
يقولُ: وادَهراهْ، وادَهْراهْ، وأنا
(4)
الدَّهرُ". ثم تلا أبو هريرة
(1)
إسناده صحيح. أبو المثنى: هو معاذ بن المثنى العنبري، ومحمد بن كثير: هو العبدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(10347) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (9060) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، به.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 9/ 98، والطبري في "تفسيره" 28/ 43، وفي "تهذيب الآثار" له في مسند عمر 1/ 120 من طريق الأعمش، عن جامع بن شداد، به - ورواية ابن أبي شيبة مختصرة.
وأخرجه الطبري أيضًا في كتابيه من طريق المسعودي، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن ابن مسعود.
(2)
تحرَّف في (ز) وحدها إلى: سلمة. ومحمد بن مسلمة هذا: هو الواسطي.
(3)
في المطبوع: "وسبَّني عبدي ولا يدري"، وقوله: و"سبني عبدي"، ليس في شيء من نسخنا في هذا الموضع، وقد سلف الحديث برقم (1540) من طريق الحسن بن مكرم عن يزيد بن هارون، وفيه هذه الزيادة.
(4)
في (ز): وما. وهو تحريف.
قولَ الله عز وجل: {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ} [التغابن: 17]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه
65 - ومن تفسير سورة الطلاق
بسم الله الرحمن الرحيم
3859 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي
(2)
الصَّنعاني بمكَّة، حدثنا علي بن المبارك الصَّنعاني
(3)
، حدثنا زيد
(4)
بن المبارك، حدثنا محمد بن ثَوْر، عن ابن جُرَيج، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: طَلَّق عبدُ يزيدَ أبو رُكَانةَ أمَّ رُكانة ثم نَكَحَ امرأةً من مُزَينة، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسولَ الله، ما يُغني عني إلَّا ما تُغْني هذه الشَّعرة - لشعرةٍ أخَذَتْها من رأسها - فأخَذَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حَمِيَّةٌ عند ذلك، فدعا رُكانةَ وإخوتَه، ثم قال لجلسائه:"أتَرونَ كذا مِن كذا؟ " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبدِ يزيدَ: "طلِّقها" ففَعَلَ، فقال لأبي رُكانةَ:"ارتجِعْها" فقال: يا رسول الله، إني طلَّقتُها! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قد عَلِمتُ ذلك، فارتجِعْها"، فنزلت:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}
(5)
.
(1)
حديث صحيح، محمد بن مسلمة - وإن كان فيه مقال - قد توبع فيما سلف برقم (1540)، ومحمد بن إسحاق حسن الحديث وقد عنعن، لكنه متابع أيضًا كما سلف.
(2)
تحرَّف في (ز) إلى: محمد بن عبد الله، وسقط منها كنيته أبو عبد الله.
(3)
قوله: "حدثنا علي بن المبارك الصنعاني" سقط من النسخ الخطية غير (ب)، ومنها أثبتناه ومن "إتحاف المهرة"(8519)، وقد تكررت سلسلة الإسناد هذه في غير ما موضع عند المصنف على الصواب.
(4)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: يزيد.
(5)
إسناده ضعيف بمرَّة لضعف محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ونكارة حديثه، وقال الذهبي في "تلخيصه": محمد واهٍ والخبر خطأ، عبد يزيد لم يدرك الإسلام.
وأخرجه أبو داود (2196) من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: أخبرني بعض بني أبي =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3860 -
أخبرني الأستاذ أبو الوليد، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا كامل بن طَلْحة، حدثنا حمّاد بن سَلَمة، حدثنا موسى بن عُقْبة، عن نافع، عن ابن عمر:{إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [الطلاق: 1]، قال: خروجُها من بيتها فاحشةٌ مبيِّنة
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3861 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا النَّضْر بن شُمَيل، حدثنا كَهمَس بن الحسن القَيْسي، عن أبي السَّليل ضُرَيب بن نُقَير القَيْسي قال: قال أبو ذرٍّ: جَعَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَتلُو هذه الآية: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3]، قال: فجعل يردِّدُها حتى نَعَستُ، فقال:"يا أبا ذرٍّ، لو أنَّ الناس أَخَذوا بها لَكَفَتْهم"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3862 -
أخبرني أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسين بن عُقْبة بن خالد
= رافع - ولم يسمِّه - عن عكرمة، به.
وأخرجه بنحوه أحمد 4/ (2387) من طريق داود بن حصين، عن عكرمة، به. وانظر تمام الكلام عليه هناك.
(1)
إسناده قوي.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 431 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 256، وأبو القاسم البغوي في الجزء الثاني من "حديث حماد بن سلمة"(49)، والطحاوي في "معاني الآثار" 3/ 72 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو السَّليل لم يدرك أبا ذر. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه.
وأخرجه أحمد 35/ (21551)، وابن ماجه (4220)، والنسائي (11539) من طريقين عن كهمس بن الحسن، بهذا الإسناد.
السَّكُوني بالكوفة، حدثنا عُبيد
(1)
بن كثير العامري، حدثنا عبَّاد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، حدثنا عمَّار بن أبي معاوية، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن جابر بن عبد الله قال: نزلت هذه الآية {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} في رجلٍ من أشجَعَ كان فقيرًا خفيفَ ذاتِ اليد كثيرَ العيال، فأَتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فسأَله، فقال له:"اتَّقِ الله واصبِرْ" فرجع إلى أصحابه فقالوا: ما أعطاك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما أعطاني شيئًا، قال لي:"اتَّقِ الله واصبِرْ". فلم يَلبَثْ إِلَّا يسيرًا حتى جاء ابنٌ له بغَنَم له كان العدوُّ أصابوه، فأَتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فسأله عنها وأخبره خَبَرَها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كُلْها" فنزلت: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3863 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا جَرير، عن مطرِّف بن طَريف، عن عمرو بن سالم، عن أُبيِّ بن كعب قال: لما نَزَلَت الآيةُ التي في سورة البقرة في عِدَدٍ من عِدَد النساء قالوا: قد
(1)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: محمد. وجاء في "تلخيص الذهبي" على الصواب.
(2)
إسناده ضعيف جدًّا موصولًا من أجل عبيد بن كثير العامري، فإنه متروك الحديث، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه" واستنكره، والصحيح في هذا الخبر أنه مرسل ليس فيه جابر كما سيأتي. وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(828) عن عبد العزيز بن عبد الله، عن محمد بن عبد الله بن نعيم - وهو أبو عبد الله الحاكم - بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه بقيُّ بن مخلد في "تفسيره" - كما ذكر ابن بَشكُوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 2/ 707 - من طريق شريك النخعي، والطبري في "تفسيره" 28/ 138 - 139، وابن بشكوال 2/ 707 من طريق سفيان الثوري، والطبري أيضًا 28/ 139 من طريق عمرو بن أبي قيس، ثلاثتهم عن عمار بن أبي معاوية الدُّهني، عن سالم بن أبي الجعد مرسلًا لم يذكروا فيه جابرًا. وهو المحفوظ. وقد سقط سفيان من مطبوعة ابن بشكوال.
ويشهد له حديث عبد الله بن مسعود المتقدم عند المصنف برقم (2016).
بقيَ عِدَدٌ من عِدَد النساء لم يُذكَرْنَ الصِّغارُ، والكِبارُ اللَّائِي انقَطَع عنهن
(1)
الحَيضُ، وذواتُ الأحمال، فأنزل الله عز وجل الآيةَ التي في النساء:{وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4]
(2)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3864 -
أخبرنا أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا عبيد بن غنَّام النَّخَعي، أخبرنا علي بن حَكيم، حدثنا شَريك، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضُّحى، عن ابن عبَّاس أنه قال:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12]، قال: سبعَ أرَضِينَ، في كلِّ أرض نبيٌّ كنبيِّكم، وآدمُ كآدمَ، ونوحٌ كنوحٍ، وإبراهيمُ كإبراهيمَ، وعيسى كعيسى
(3)
.
(1)
في (ز) و (ب): والكبار ولا من انقطعت عنهن، وفي (ص) و (ع): والكبار واللاتي انقطعت عنهن. والمثبت - وهو الوجه - من "مسند إسحاق بن راهويه" كما في "المطالب العالية"(3758)، ومن "السنن الكبرى" 7/ 420 و "السنن الصغرى"(2785) كلاهما للبيهقي حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه.
(2)
رجاله ثقات عن آخرهم إلّا أنه منقطع، عمرو بن سالم - وهو أبو عثمان الأنصاري، وهو بكنيته أشهر - لم يدرك أبيَّ بن كعب فيما قاله أبو حاتم الرازي، وأعلَّه بالانقطاع الحافظ ابن حجر في "الإتحاف" (110). إسحاق: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 420، وفي "الصغرى"(2785) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 298، والطبري في "تفسيره" 28/ 141 من طريق عبد الله بن إدريس، عن مطرف بن طريف، به.
(3)
خبر صحيح عن ابن عبَّاس موقوفًا عليه، إلّا أنه شاذٌّ بمرَّة كما قال البيهقي في "الأسماء والصفات" (832) وقال: لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعًا، والله أعلم.
قلنا: أما إسناد المصنف هنا فرجاله ثقات غير شريك - وهو ابن عبد الله النخعي - فصدوق في حفظه سوء، وعطاء بن السائب كان قد اختلط، لكنهما توبعا عليه كما في الحديث التالي. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3865 -
حدثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شُعبة، عن عمرو بن مُرَّة، عن أبي الضُّحَى، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} ، قال: في كلِّ أرض نحوُ إبراهيم
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
66 - ومن تفسير سورة التحريم
بسم الله الرحمن الرحيم
3866 -
حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بُطّة الأصبهاني، حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا الأصبهاني، حدثنا محمد بن بُكَير الحَضْرمي، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا ثابت، عن أنس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له أَمَةٌ يَطؤُها، فلم تَزَلْ به حَفْصةُ
(2)
حتى جعلها على نفسه حرامًا، فأَنزل الله هذه الآية:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} إلى آخر الآية
(3)
.
= أبو الضحى: هو مسلم بن صُبيح.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(831) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
(1)
هو كسابقه، وعبد الرحمن بن الحسن شيخ المصنف فيه ضعف لكنه لم ينفرد به، ومن فوقه ثقات.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(832) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 28/ 153 عن عمرو بن علي الفلّاس ومحمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة به. بلفظ: في كل أرض مثلُ إبراهيم - وقال محمد بن المثنى في حديثه: في كل سماءٍ إبراهيم - ونحوُ ما على الأرض من الخلق.
(2)
في المطبوع: عائشة وحفصة. وهو خطأ، فإنَّ عائشة لم تُذكَر في رواية المصنف وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 353، وذُكرت في رواية حماد بن سلمة عن ثابت عند غير المصنف.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل محمد بن بكير الحضرمي. ثابت: هو ابن أسلم البُناني. =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3867 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن مِهْران، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا سفيان، عن سالم الأفطَس، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: جاءه رجل فقال: جَعلتُ امرأتي عليَّ حرامًا، فقال: كذبتَ ليست عليكَ بحَرامٍ؛ ثم تلا هذه الآية: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
3868 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا عبد الرزاق، عن الثَّوْري، عن منصور، عن رِبْعيٍّ، عن علي بن أبي طالب في قوله عز وجل:{قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6] قال: علِّموا [أنفسَكم و] أهلِيكم
(2)
الخيرَ
(3)
.
= وأخرجه النسائي (8857) و (11543) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، به - وذكر مع حفصة عائشة.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن مهران الأصبهاني. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي (5583) و (11545) من طريق مخلد بن يزيد الحراني، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد - وزاد في آخره: عليك أغلظ الكفارات: عتق رقبة. وإسناده جيد.
وتابع مخلدًا على هذا الزيادة عبد الله بن الوليد العدني عند ابن المنذر في "الأوسط"(7677)، وروحُ بن عبادة عند الدارقطني في "سننه"(4016)، كلاهما عن سفيان به. وتابع سفيانَ عليها مطيعٌ الغزّال عن سالم الأفطس عند الطبراني في "المعجم الكبير"(12246).
(2)
ما بين المعقوفين ليس في نسخنا الخطية، وأثبتناه من المطبوع وهو الموافق لما عند البيهقي في "شعب الإيمان"(8331) و "المدخل إلى السنن الكبرى"(372) حيث رواه فيهما عن المصنف بإسناده ومتنه.
(3)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهويه، والثوري: هو سفيان، ومنصور: هو ابن المعتمر، وربعي: هو ابن حِراش.
والخبر في "مصنف عبد الرزاق"(4741)، و "تفسيره" 2/ 303، إلّا أنه وقع فيهما: منصور =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3869 -
أخبرنا الحسن بن يعقوب العَدْل، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، أخبرنا جعفر بن عَوْن، أخبرنا مِسعَر، عن عبد الملك بن عُمير، عن عبد الرحمن بن سابِط، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود قال: إنَّ الحجارة التي سمَّى اللهُ في القرآن {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [البقرة: 24، التحريم: 6]، حجارةٌ من كِبْريتٍ، خَلَقَها الله عنده كيف شاءَ؛ أو كما شاء
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3870 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا أبو بكر بن أبي الدُّنيا، حدثني محمد بن إسحاق بن حمزة البُخَاري، حدثني أَبي، حدثنا عبد الله بن المبارَك، أخبرنا محمد بن مُطرِّف، عن أبي حازم، أظنُّه عن سَهْل بن سعد: أنَّ فتًى من الأنصار دَخَلَته خَشْيةٌ من النار، فكان يبكي عند ذِكْر النار حتى حَبَسَه ذلك في البيت، فذُكِرَ ذلك للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فجاءَه في البيت، فلما دخل عليه اعتَنَقَه الفتى وخَرَّ ميِّتًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"جَهِّزوا صاحبَكم، فإِنَّ الفَرَقَ فَلَذَ كَبِدَه"
(2)
.
= عن رجل عن علي، بإبهام راويه عن علي.
وهو كذلك بإبهام الراوي عن عليٍّ عند الطبري في "التفسير" 28/ 165 و 166، والآجري في "أدب النفوس"(12)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(171) من طرق عن سفيان، به.
(1)
إسناده صحيح. وقد سلف برقم (3071).
(2)
إسناده ضعيف لجهالة محمد بن إسحاق بن حمزة، وأما أبوه فمعروف، روى عنه جماعة وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه أبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" 3/ 966، ونقل فيه أيضًا 3/ 968 عن الإمام محمد بن إسماعيل البخاري أنه أثنى عليه، وليس كما قال الذهبي في "تلخيصه": هذا البخاري وأبوه لا يدرى من هما والخبر شبه موضوع.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(908) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وهو في كتاب "الخوف" لابن أبي الدنيا فيما قاله الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" 2/ 54. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3871 -
أخبرنا أبو عبد الله على أثرِه، حدثنا أبو بكر بن أبي الدُّنيا، حدثني محمد بن إسحاق الثَّقفي.
وحدَّثَناه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى إملاءً، حدثنا أبو العبَّاس محمد بن إسحاق الثقفي، حدثني أحمد بن منصور
(1)
الأنصاري، عن منصور بن عمَّار، قال: حَجَجَتُ حَجَّةً فنزلتُ سِكَّةً من سِكَك الكوفة، فخرجتُ في ليلةٍ مظلمةٍ فإذا بصارخ يَصرُخ في جوف الليل وهو يقول: إلهي، وعزَّتِك وجلالِك ما أردتُ بمعصيتي إياك مخالفتَك، ولقد عصيتُك إذ عصيتُك وما أنا بذلك
(2)
جاهلٌ، ولكنْ خطيئةٌ عَرَضَت أَعانني عليها شقائي، وغرَّني سِتْرُك المَرخيُّ عليَّ، وقد عصيتُك بجَهْلي، وخالفتُك
= والمحفوظ في هذا الخبر ما رواه نعيم بن حماد في "الزهد" لابن المبارك (320) عن ابن المبارك، عن محمد بن مطرف، عن الثقة: أنَّ فتًى من الأنصار
…
فذكره بإبهام راويه وإرساله.
وأخرجه كذلك أحمد في "الزهد"(2349) عن حسين بن محمد المرُّوذي، عن فضيل بن سليمان، عن محمد بن مطرف قال: حدثني الثقة: أن شابًا من الأنصار
…
فذكره.
فالخبر ضعيف فقط وليس بالموضوع أو شبه الموضوع كما قال الذهبي، والله تعالى أعلم.
(1)
كذا وقع للمصنف وعنه البيهقي في "شعب الإيمان"(909): أحمد بن منصور، وقد عدَّه الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 6/ 114 أحمد بن منصور الرمادي، وهذا من شيوخه، وهو ثقة، إلّا أنه وقع منسوبًا في النسخ الخطية للمستدرك انصاريًا، وأحمد بن منصور الرمادي ليس كذلك، ووقع في مصادر التخريج التي خرجته من طريق أبي العبَّاس الثقفي - وهو السَّرّاج -: أحمد بن موسى الأنصاري، ولم نقف في هذه الطبقة على من اسمه أحمد بن موسى الأنصاري، إلّا أن يكون أحمد بن موسى بن إسحاق أبا عبد الله الأنصاري، وهو ثقة وثقه الخطيب البغدادي في "تاريخه" 6/ 352، إلّا أنَّ هذا من أقران أبي العبَّاس السراج، فإن كان هو فالإسناد بينه وبين منصور بن عمار منقطع، والله تعالى أعلم.
(2)
في نسخنا الخطية: إذ عصيتك وأنا بذلك جاهل، على الإثبات، والمثبت من (ب) وهو كذلك في النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان، وهو الصواب الموافق لما في مصادر التخريج، ففيها وما أنا بنكالك جاهل.
بجهلي، فالآن مِن عذابك
(1)
مَن يستنقذُني، وبحبل مَن أتَّصِلُ إن أنت قطعتَ حبلَك عني، واشَبَاباهُ واشَبَاباهْ، فلما فَرَغَ من قوله تلوتُ آيةً من كتاب الله:{نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ} الآية [التحريم: 6]، فسمعُت حركةً شديدةً، ثم لم أسمع بعدها حِسًّا، فمضيتُ.
فلما كان من الغدِ، رجعتُ في مَدْرَجتي، فإذا أنا بجنازة قد وُضِعَت، وإذا عجوزٌ كبيرة، فسألتُها عن أمر الميِّت، ولم تكن عرفَتني، فقالت: مرَّ هاهنا رجلٌ لا جزاه الله إلَّا جزاءَه، مرَّ بابني البارحةَ وهو قائمٌ يصلي، فتلا آيةً من كتاب الله، فلما سمعها ابني تَفطَّرَت مَرارتُه فوقع مَيّتًا
(2)
.
3872 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو حُذَيفة، حدثنا سفيان، عن سِمَاك بن حَرْب، عن النُّعمان بن بَشِير، عن عمر بن الخطاب {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8]، قال: أن يُذنبَ العبدُ ثم يتوبَ فلا يعودَ فيه
(3)
.
(1)
هكذا في المطبوع، وهو الموافق لما في مصادر التخريج، وفي نسخنا الخطية: عدلك، والأول أوجه.
(2)
رجاله إلى منصور بن عمار ثقات، ومنصور بن عمار واعظ بليغ صالحٌ، وانظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 9/ 93، وقد نقل فيه الذهبي هذا الخبر عن أبي العبَّاس.
ومن طريق أبي العبَّاس أخرجه أيضًا أبو نعيم في "حلية الأولياء" 9/ 327 - 328 و 10/ 187، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 60/ 330 - 331، وابن قدامة المقدسي في كتاب "التوابين" ص 171.
وأخرجه أبو نعيم 9/ 328 - 329 من طريق أحمد بن محمد بن يوسف، عن أبيه، قال: أُخبرتُ عن منصور بن عمار
…
وأخرجه ابن الجوزي في "التبصرة" ص 36 من طريق علي بن الموفّق، عن منصور بن عمار.
(3)
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب وأبي حذيفة: وهو موسى بن مسعود النَّهدي. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو داود في "الزهد"(61)، والطبري في "تفسيره" 28/ 167، والبيهقي في "السنن" 10/ (154)، وفي "الشعب"(6634) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. =
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3873 -
حدثني علي بن عيسى الحِيرِي، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن عمر بن سعيد، عن أبيه، عن عَبَاية الأسَدي قال: قال عبد الله بن مسعود: التوبةُ النَّصُوحُ تكفِّر كل سيِّئة، وهو في القرآن؛ ثم قرأ:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} الآية
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3874 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا العبَّاس بن محمد بن محمد الدُّوري، حدثنا أبو يحيى الحِمَّاني، حدثنا عُتْبة بن يَقْظانَ، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس في قول
= وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 279، وعبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 303، وهناد في "الزهد"(901)، والطبري 28/ 167، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/ 99، و "معاني الآثار" 4/ 290، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(1947) و (1949) من طرق عن سماك بن حرب، به.
وروي نحوه في المرفوع من حديث أُبي بن كعب، أخرجه الحسن بن عرفة في "جزئه"(42)، ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" 4/ 181، والخطابي في "غريب الحديث" 1/ 472، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5074). وفي سنده عبد الله بن محمد العدوي، وهو متهم بوضع الحديث.
(1)
رجاله ثقات على وهمٍ في إسناده، وهمَ فيه على سفيان بن عيينة محمدُ بنُ أبي عمر العدني - أو مَن دونه - فجعله من حديث عباية الأسدي عن ابن مسعود، وخالفه عبد الله بن المبارك في "الزهد"(913)، وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني عند الدينوري في "المجالسة"(2863) و (3134)، وأبو غسان النهدي عند اللالكائي في "أصول الاعتقاد"(1951)، فرووه ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، عن عمر بن سعيد الثوري، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة من قوله، ولم يذكروا فيه الآية.
وعباية بن رِفاعة: هو ابن رافع بن خديج الأنصاري الزُّرقي، وليس الأسدي، وهو تابعي ثقة، أما عباية الأسدي: فهو ابن رِبْعي، روى عن علي وابن عبَّاس وغيرهما، وروى عنه جماعة من أهل الكوفة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم الرازي كما في "الجرح والتعديل" 7/ 29: كان من عُتق الشيعة، وهو شيخ.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6741) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
الله عز وجل: {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا} [التحريم: 8] قال: ليس أحدٌ من الموحِّدين إلَّا يُعطَى نورًا يومَ القيامة، فأما المنافق فيُطفَأ نورُه، والمؤمن مشفقٌ ممّا رأَى من إطفاءِ نور المنافق، فهو يقول: ربَّنا أَتمِمْ لنا نورَنا
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3875 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو حُذَيفة: سفيانُ، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان بن قَتَّة، عن ابن عبَّاس {فَخَانَتَاهُمَا} [التحريم: 10]، قال: ما زَنَتا، أما امرأةُ نوحٍ فكانت تقول للناس
(2)
: إنه مجنون، وأما امرأةُ لوطٍ فكانت تدلُّ على الضَّيف، فذلك خِيانتُهما
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عتبة بن يقظان، ووهّاه الذهبي في "تلخيصه". أبو يحيى الحماني: هو عبد الحميد بن عبد الرحمن.
وأخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 1/ 84 عن محمد بن إسماعيل الأحمسي، عن أبي يحيى الحماني، بهذا الإسناد.
وروي نحوه عن الحسن البصري من قوله عند الطبري في "تفسيره" 28/ 169. وإسناده إليه حسن.
(2)
لفظ "للناس" ليس في (ز).
(3)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي حذيفة - وهو موسى بن مسعود النهدي - وقد توبع، وبقية رجاله ثقات. إسحاق بن الحسن: هو الحَرْبي، وسفيان: هو الثوري، وسليمان بن قتة: قتهُ أمُّه، وله ترجمة في "تعجيل المنفعة"(424).
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 310، والطبري 28/ 169 - 170 و 170، وابن الأعرابي في "معجمه"(1385)، والآجري في "ذم اللواط"(11)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 50/ 318 و 319 و 62/ 251 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد - وبعضهم قرن بالثوري سفيانَ بنَ عيينة وقيس بنَ الربيع.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(269)، وفي "ذم الغيبة"(133)، وقِوام السنة في "الترغيب والترهيب"(2446) من طريق أبي عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، به. ووقع عند ابن أبي الدنيا: سليمان بن بريدة، عن ابن عبَّاس، وهو خطأ.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3876 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشَّيباني، حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سليمان التَّيْمي، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: كانت امرأةُ فِرْعون تُعذَّب بالشمس، فإذا انصرفوا عنها أظلَّتها الملائكةُ بأجنحتها، وكانت ترى بيتَها في الجنة
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3877 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسين بن الفَضْل البَجَلي، حدثنا عفَّان بن مُسلِم، حدثنا حمّاد بن سَلَمة، أخبرنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لمّا أُسرِيَ بي مرَّت بي رائحةٌ طيِّبةٌ، فقلت: ما هذه الرائحةُ؟ قالوا: هذه رائحةُ ماشطةِ ابنةِ فرعونَ وأولادِها، كانت تَمشُطُها فوقع المُشْطُ من يدها، فقالت: باسم الله، فقالت ابنته: أَبي؟ فقالت: لا، بل ربِّي وربُّكِ وربُّ أبيك، فقالت: أُخبِرُ بذلك أَبي، قالت: نعم، فأخبرته، فدَعَا بها وبولدِها، فقالت: لي إليكَ حاجةٌ، فقال: ما هي؟ قالت: تَجمَعُ عِظامي وعِظامَ ولدي فتَدفِنُه جميعًا، فقال: ذلكِ لكِ علينا من الحقِّ، فأَتى بأولادها، فأَلقى واحدًا واحدًا حتى إذا كان آخرُ ولدها وكان صبيًّا مُرضَعًا، فقال: اصبِري يا أَمَّاهُ، فَإِنَّكِ على الحق، ثم أُلقِيَت مع ولدِها"؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَكلَّم أربعةٌ وهم صِغَار: هذا، وشاهدُ
(1)
إسناده صحيح. إبراهيم بن عبد الله: هو ابن يزيد السعدي النيسابوري، وسليمان التيمي: هو ابن طَرْخان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملّ النهدي، وسلمان: هو الفارسي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(1520) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وهو عنده في هذا الموضع أيضًا من طريق محمد بن حماد الأبيوردي عن يزيد بن هارون.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 331 عن يزيد بن هارون، به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 28/ 171، والثعلبي في "تفسيره" أيضًا 9/ 352، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 1/ 205 - 206 من طرق عن سليمان التيمي، به.
وانظر حديث ابن مسعود موقوفًا فيما سيأتي برقم (3973).
يوسفَ، وصاحبُ جُرَيج، وعيسى ابن مريمَ عليه السلام"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3878 -
حدثنا أبو النَّضْر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، حدثنا عثمان بن سعيد الدارِمي.
وحدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، قالا: حدثنا أبو الوليد الطَّيالسي، حدثنا داود بن أبي الفُرَات، عن عِلْباءَ بن أحمر اليَشكُري، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: خَطَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أربعَ خطوط ثم قال: "أَتدرون ما هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلمُ، قال:"إنَّ أفضلَ نساءِ أهل الجنة خَديجةُ بنت خُويلِد، وفاطمةُ بنت محمد، ومريمُ بنت عِمرانَ، وَآسِيَةُ بنت مُزاحِمٍ امرأَةُ فِرعونَ مع ما قصَّ الله علينا من خبرها في القرآن: {قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم: 11] "
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه بهذا اللَّفظ، إنما اتَّفقا على الحديث الذي:
(1)
إسناده صحيح. والمحفوظ في آخره - وهو قوله: تكلم أربعة
…
- أنه موقوف من قول ابن عبَّاس، خولف عفانُ في رفعه. وعطاء بن السائب - وإن كان قد اختلط - فسماع حماد بن سلمة الراجح أنه قبل اختلاطه، وقيل: سمع منه قبل وبعد الاختلاط.
وأخرجه أحمد 5/ (2822) عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد أيضًا (2821) عن أبي عمر الضرير، و (2823) عن حسن بن موسى الأشيب، وهو (2824)، وابن حبان (2904) من طريق هدبة بن خالد، وابن حبان (2903) من طريق يزيد بن هارون، أربعتهم عن حماد بن سلمة، به - ووقف أبو عمر الضرير وهدبة بن خالد قولَه: تكلَّم أربعة .. إلخ، على ابن عبَّاس، ولم يذكره حسن الأشيب ويزيد بن هارون في حديثيهما.
(2)
إسناده صحيح. أبو الوليد الطيالسي: هو هشام بن عبد الملك.
وأخرجه أحمد 5/ (2901) و (2957)، والنسائي (8299) و (8306)، وابن حبان (7010) من طرق عن داود بن أبي الفرات، بهذا الإسناد - دون قوله في آخره: مع ما قص الله علينا
…
إلخ.
وسيأتي دونه أيضًا بالأرقام (4205) و (4809) و (4912).
3879 -
حدَّثَناه أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بُكَير، عن هشام بن عُرْوة.
وحدثنا أبو
(1)
العبَّاس السَّيّاري، حدثنا أبو الموجَّه، أخبرنا صَدَقةُ بن محمد، حدثنا عَبْدة بن سليمان، عن هشام بن عُرْوة.
وأخبرني محمد بن عبد الله بن قُريش، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شَيْبة، حدثنا ابن نُمير وأبو أسامة، عن هشام بن عُرْوة.
وأخبرنا أحمد بن جعفر القَطِيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبو خَيْثمة، حدثنا وكيع، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، عن عمِّه علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيرُ نسائِها مريمُ بنت عِمران، وخيرُ نسائِها خديجةُ"
(2)
.
(1)
لفظ "أبو "سقط من (ز) و (ص) و (ع)، وأثبتناه من (ب)، وهو الصواب.
(2)
إسناده صحيح. وقوله في أحد أسانيده هنا: صدقة بن محمد، وهمٌ من المصنف أو ممّن فوقه، فإنَّ صدقة هذا الذي يروي عن عبدة ويروي عنه أبو الموجَّه: هو صدقة بن الفضل أبو الفضل المروزي، وليس في طبقته من يسمى صدقة بن محمد، والله تعالى أعلم.
أبو العبَّاس السياري: هو القاسم بن القاسم، وأبو الموجِّه: هو محمد بن عمرو الفزاري، وابن نمير: هو عبد الله، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
والحديث في "مسند أحمد" 2/ (938) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3815) عن محمد بن سلام وعن صدقة - وهو ابن الفضل - كلاهما عن عبدة بن سليمان، به.
وأخرجه مسلم (2430) عن إسحاق بن إبراهيم - وهو ابن راهويه - والترمذي (3877) عن هارون بن إسحاق، كلاهما عن عبدة بن سليمان، به.
وأخرجه مسلم أيضًا (2430) عن أبي بكر بن أبي شيبة، به.
وأخرجه أحمد (640) و (938) و (1109) و (1212)، والبخاري (3432)، ومسلم (2430)، والنسائي (8296) من طرق - فيها ابن نمير وأبو أسامة - عن هشام بن عروة به.
وسيأتي برقم (4907) و (6561).
رواه البخاري في "الصحيح" عن صَدَقة بن محمد! ورواه مسلم عن أبي خَيْثمة
(1)
وأبي بكر بن أبي شيبة بهذه السِّياقة.
67 - تفسير سورة الملك
بسم الله الرحمن الرحيم
3880 -
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا بكَّار بن قُتيبة القاضي، حدثنا أبو داود الطَّيالسي، حدثنا عِمران القَطّان، عن قَتَادة، عن عبَّاس الجُشَمي، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ سورةً من كتابِ الله ما هي إلَّا ثلاثون آيةً، شَفَعَت لرجل، فأخرجَتْه من النار وأدخلَتْه الجنةَ"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه، وقد سَقَطَ لي في سماعي هذا حرفُ "وهي سورة المُلك".
3881 -
أخبرني الحسن بن حَليم المروَزي، أخبرنا أبو الموجِّه، أخبرنا عَبْدانُ، أخبرنا عبد الله، أخبرنا سفيان، عن عاصم، عن زِرٍّ، عن ابن مسعود قال: يُؤتَى الرجلُ في قبره، فتُؤتى رِجلاه، فتقول رجلاهُ: ليس لكم على ما قِبَلي سبيلٌ، كان يقرأُ بي سورةَ المُلْكَ، ثم يُؤتَى من قِبَل صدره - أو قال: بطنه - فيقول: ليس لكم على ما قِبَلي سبيلٌ، كان يقرأُ بي سورةَ المُلْك، ثم يُؤتَى رأسُه فيقول: ليس لكم على ما قِبَلي سبيلٌ، كان يقرأُ بي سورةَ المُلْك، قال: فهي المانعةُ، تَمنَعُ من عذاب القبر، وهي في التوراة: سورةُ المُلْكَ، مَن قرأها في ليلةٍ فقد أكثَرَ وأطيَبَ
(3)
.
(1)
لم نقف على رواية أبي خيثمة عند مسلم، فهذا ذهول من المصنف رحمه الله.
(2)
إسناده حسن إن شاء الله من أجل عمران القطان - وهو ابن داوَر - وعبَّاس الجشمي. أبو داود الطيالسي: هو سليمان بن داود.
وأخرجه عبد بن حميد (1445) عن أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد - وفي آخره:"وهي سورة تبارك".
وسلف برقم (2100) من طريق شعبة عن قتادة.
(3)
إسناده حسن من أجل عاصم: وهو ابن أبي النجود. أبو الموجه: هو محمد بن عمرو الفَزَاري، =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
68 - تفسير سورة القلم
3882 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرير، عن الأعمش، عن أبي ظَبْيان، عن ابن عبَّاس
= وعبدان: هو عبد الله بن عثمان المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2279) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عن سفيان الثوري عبدُ الرزاق في "مصنفه"(6025) - ومن طريقه المستغفري في "فضائل القرآن"(957) - ومحمد بن كثير العبدي عند ابن الضريس في "فضائل القرآن"(232).
ورواه بنحو رواية الثوري: حماد بن سلمة عند ابن الضريس (231)، وحماد بن زيد وعلي بن مسهر وزيد بن أبي أُنَيسة عند جعفر الفريابي في "فضائل القرآن"(29) و (31) و (32)، ومِسعَر بن كِدام عند أبي نعيم في "الحلية" 7/ 248، وأبو عوانة وضاح اليشكري عند أبي الفضل الرازي في "فضائل القرآن"(120)، وشعبة عند البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(149)، سبعتهم عن عاصم، به.
وأخرجه مختصرًا النسائي (10479) من طريق عرفجة بن عبد الواحد، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود قال: من قرأ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} كل ليلة، منعه الله بها من عذاب القبر، وكنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نسميها المانعة، وإنها في كتاب الله سورة من قرأ بها في كل ليلة فقد أكثر وأطاب. وهو من هذا الطريق بنحوه عند الطبراني في "الكبير"(10254) و "الأوسط"(6216)، وأبي طاهر المخلِّص في "المخلصيات"(1804). وعرفجة هذا فيه جهالة وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وهو متابع على معناه كما سبق.
وأخرج البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(147) من طريق عمرو بن مرة، عن مُرَّة الطيب، عن ابن مسعود قال: توفي رجل فأُتي من جوانب قبره، فجعلت سورة من القرآن تجادل عنه حتى منعته.
قال مُرة: فنظرت أنا ومسروق فإذا هي سورة الملك. وإسناده صحيح.
وأخرجه بعده (148) من طريق عمرو بن مرة، عن مسروق، عن ابن مسعود قال: جادَلَت سورة تبارك عن صاحبها حتى أدخلته الجنة. ورجاله ثقات.
ومثل هذا لا يقال بالرأي، ولا بدَّ أن يكون عن خبرٍ، فهو في حكم المرفوع، ويشهد له ما قبله.
قال: إِنَّ أول شيءٍ خَلَقَه اللهُ القلمُ، فقال له: اكتبْ، فقال: وما أكتبُ؟ فقال: القَدَرَ، فجَرَى من ذلك اليوم بما هو كائنٌ إلى أن تقومَ الساعةُ.
قال: وكان عرشُه على الماء، فارتفع بخارُ الماء ففُتِقَت منه السماواتُ، ثم خُلِقَ النُّونُ فبُسِطَت الأرض عليه، والأرضُ على ظهر النُّون، فاضطَرَبَ النُّونُ فمادَتِ الأرض، فأُثبِتَت بالجبال، فإن الجبال تَفخَرُ على الأرض
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3883 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد، حدثنا هلال بن العلاء الرَّقّي، حدثنا أَبي، حدثنا عبيد الله بن عمرو الرَّقّي، عن زيد بن أبي أُنيسة، عن الأعمش، عن أبي ظَبْيان عن ابن عبَّاس:{ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} قال: وما يَكتُبون
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3884 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصَّنعاني بمكة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن قَتادة، عن زُرَارة بن أَوفى، عن سعد بن هشام بن عامر في قول الله عز وجل:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، قال: سألتُ عائشةَ قلتُ: يا أمَّ المؤمنين، أَنبِئيني عن خُلُقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: أتقرأُ
(1)
إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو ظبيان: هو حصين بن جندب.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 307، وجعفر الفريابي في "القدر"(77)، والطبري في "تفسيره" 29/ 14، والخلّال في "السنة"(1890) و (1891) و (1894 - 1896)، والآجري في "الشريعة"(350) و (443)، وأبو الشيخ في "العظمة"(897)، وابن منده في "التوحيد"(14) و (15) و (62)، والبيهقي في "السنن" 9/ 3، و "الأسماء والصفات"(804)، و "القضاء والقدر"(9)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 81 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
ولشطره الأول انظر ما سلف برقم (3735).
(2)
إسناده فيه لين من أجل العلاء بن هلال والد هلال.
القرآن؟ فقلت: نعم، فقالت: إنَّ خُلُقَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كان القرآنَ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه!
3885 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن مِهران، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، حدثنا أبو إسحاق، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13)} [القلم: 13]، قال: يُعرف بالشرِّ كما تُعرَف الشاةُ بِزَنْمَتِها
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد 42/ (25302)، ومسلم (746) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. واستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرجه أحمد 43 / (26219)، وأبو داود (1342) من طريق همام بن يحيى، ومسلم (746) من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن قتادة، به. وهو عند مسلم وأبي داود ضمن حديث طويل.
وسيأتي برقم (4268) من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة.
وأخرجه أحمد 41/ (24601) من طريق الحسن البصري، عن سعد بن هشام، به.
وأخرجه أحمد أيضًا 41 / (24800) من طريق رجل من بني سواءة، والنسائي (11073) من طريق جبير بن نفير، كلاهما عن عائشة.
(2)
إسناده حسن من أجل أحمد بن مهران الرازي. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي جدُّ إسرائيل.
وأخرجه آدم بن أبي إياس في "تفسيره" 2/ 688 عن إسرائيل، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(229) من طريق عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 29/ 26 من طريق شريك النخعي، عن أبي إسحاق، به.
وروي عن ابن عبَّاس فيها تفسير آخر، فقد أخرج البخاري (4917)، والنسائي (11552) من طريق مجاهد، عنه قال في هذه الآية: رجل من قريش كانت له زَنَمة مثل زنمة الشاة.
والزَّنَمة: شيء يُقطَع من أُذن الشاة ويُترك معلَّقًا بها، وهي أيضًا هَنَةٌ مدلّاة في حلق الشاة كالملحقة بها. "النهاية" لابن الأثير (زنم).
3886 -
أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، حدثنا عبد الله بن أحمد بن أبي مَسَرَّة، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا موسى بن عُلَي بن رَبَاح، قال: سمعت أَبي يحدِّث عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أنه تلا هذه الآيةَ: {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13)} ، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أهلُ النار كلُّ جَعظَريٍّ جوَّاظٍ مُستكبرٍ جمَّاعٍ، وأهلُ الجنة الضعفاءُ المُغلَّبون"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة، قد أخرجاه
(2)
من حديث شُعبة والثَّوري عن مَعبَد بن خالد عن حارثةَ بن وهب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مختصرًا.
3887 -
حدثنا أبو زكريا العَنبَري، حدثنا الحسين بن محمد القَبّاني، حدثنا سعيد بن يحيى الأُمَوي، حدثنا عبد الله بن المبارَك، أخبرنا أسامة بن زيد، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس: أنه سُئِل عن قوله عز وجل: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: 42]، قال: إِذا خَفِيَ عليكم شيءٌ من القرآن فابْتَغُوه في الشِّعر، فإنه دِيوانُ العرب، أمَا سمعتم قولَ الشاعر:
اصبِرْ عَنَاقُ إنه شرٌّ باقْ
…
قد سنَّ [لي]
(3)
قومُك ضربَ الأعناقْ
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد 11/ (6580) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد - دون ذكر أهل الجنة، ولم يذكر التلاوة.
وأخرجه أحمد أيضًا (7010) من طريق عبد الله بن المبارك، عن موسى بن علي، به - ولم يذكر التلاوة أيضًا.
وانظر ما سلف برقم (203).
(2)
البخاري برقم (4918) و (6071) و (6657)، ومسلم برقم (2853)(46) و (47). وانظر تمام تخريجه في "مسند أحمد" 31/ (18728).
(3)
سقطت من رواية المصنف وعنه البيهقي في "الأسماء والصفات"(746)، واستدركناها من بعض كتب التفسير وعلوم القرآن، وبها يستقيم الوزن.
وقامتِ الحربُ بنا على ساقْ
قال ابن عبَّاس: هذا يومُ كَرْبٍ وشِدَّة
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، وهو أَولى من حديث رُوِيَ عن ابن مسعود بإسناد صحيح لم أستجِزْ روايتَه في هذا الموضع
(2)
.
69 - تفسير سورة الحاقَّة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال قتادة: {الْحَاقَّةُ} : حَقَّت لكلِّ عامل عملَه {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} : تعظيمًا ليوم القيامة.
(1)
إسناده حسن من أجل أسامة بن زيد: وهو اللَّيثي.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(746) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وهو في "الزهد" لابن المبارك برواية نعيم برقم (361) مختصرًا بذكر الآية وتفسيرها دون قصة الشعر، وهكذا أخرجه من طريقه الطبري في "تفسيره" 29/ 38 عن محمد بن عبيد المحاربي عنه.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 241، و "شعب الإيمان"(1560)، وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" ص 71 من طريق وكيع، والخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي"(1603) من طريق عبد الله بن فرُّوخ، كلاهما عن أسامة بن زيد، به مختصرًا بقول ابن عبَّاس: إذا قرأ أحدكم شيئًا من القرآن فلم يدر ما تفسيره فليلتمسه في الشعر، فإنه ديوان العرب.
وأخرجه مختصرًا ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(118) من طريق وكيع أيضًا عن أسامة بن زيد، بلفظ: عن شدّة، ألم تسمع قول الشاعر: وقامت الحرب بنا على ساق.
وقد روي عن ابن عبَّاس تفسير هذه الآية بنحو ما روى عنه عكرمة، من أَوجهٍ ذكرها الطبري يشدُّ بعضها بعضًا.
(2)
لعله يشير إلى ما رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 310 عن سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق الأزدي، عن ابن مسعود أنه قال في هذه الآية: يعني ساقه تبارك وتعالى. وأبو صادق هذا لا بأس به إلّا أنَّ روايته عن ابن مسعود منقطعة، وروي نحوه عن إبراهيم النخعي عن ابن مسعود كما في "إبطال التأويلات" لأبي يعلى الفراء (161)، وإبراهيم لم يدرك ابن مسعود.
3888 -
أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو حُذَيفة، حدثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي مَعمَر، عن عبد الله بن مسعود في قوله عز وجل:{سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} [الحاقة: 7]، قال: مُتتابِعاتٍ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3889 -
أخبرنا أبو العبَّاس القاسم بن القاسم السَّيّاري، حدثنا محمد بن موسى الباشاني، حدثنا علي بن الحسن بن شَقِيق، أخبرنا الحسين بن واقد، عن الرَّبيع بن أنس، عن أبي العاليَة، عن أُبي بن كعب في قوله عز وجل:{وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14)} [الحاقة: 14]، قال: يصيرانِ غَبَرةً على وجوه الكفّار لا على وجوه المؤمنين، وذلك قولُه عز وجل
(2)
: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41)} [عبس: 40، 41]
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
(1)
خبر صحيح، وهذ إسناد حسن من أجل أبي حذيفة - وهو موسى بن مسعود النَّهدي - وقد توبع. إسحاق بن الحسن: هو ابن ميمون أبو يعقوب الحَرْبي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن معتمر، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 29/ 51 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطبراني في "الكبير"(9061) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 312، والطبري 29/ 50 و 51 من طرق عن منصور، به.
(2)
من قوله: (وحُمِلت الأرض
…
) إلى هنا سقط من (ز) و (ص) و (ع)، واستدركناه من (ب) والنسخة المحمودية - كما في طبعة الميمان - وهو الموافق لما في رواية الفضل بن عبد الجبار عن علي بن الحسن بن شقيق الآتية عند المصنف برقم (3943).
(3)
إسناده حسن من أجل محمد بن موسى الباشاني - وهو محمد بن موسى بن حاتم - ويقال: الفاشاني بالفاء أيضًا، وقد توبع فيما سيأتي برقم (3943)، والحسين بن واقد والربيع بن أنس لا بأس بهما قويّان. أبو العالية: هو رُفيع بن مِهران.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 8/ 268 وزاد نسبته إلى البيهقي في "البعث والنشور".
3890 -
أخبرني أبو الحَسَن
(1)
محمد بن علي المَيْداني، حدثنا الحُسين بن الفضل، حدثنا أبو غسّان النَّهْدي، حدثنا شَريك، عن سِماك بن حَرْب، عن عبد الله بن عَمِيرة، عن الأحنف بن قيس، عن العبَّاس بن عبد المطَّلِب في قوله عز وجل:{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17)} [الحاقة: 40، 41] قال: ثمانيةُ أملاكٍ على صورة الأوْعال، بين أظلافِهم إلى رُكَبِهم مسيرةُ ثلاثٍ وستين سنةً
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
وقد أَسنَدَ هذا الحديثَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شعيبُ بن خالد الرازي والوليدُ بن أبي ثَوْر وعمرُو بن ثابتٍ بنُ أبي المِقدام عن سِماك بن حَرْب، ولم يحتجَّ الشيخانِ بواحد منهم، وقد ذكرتُ حديثَ شعيب بن خالد، إذ هو أقربُهم إلى الاحتجاج به
(3)
:
3891 -
أخبرَناه أبو زكريا العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا عبد الرزاق، حدثنا يحيى بن العلاء، عن عمِّه شعيب بن خالد قال: حدثني سِماكُ بن حَرْب، عن عبد الله بن عَمِيرة
(4)
، عن العبَّاس بن عبد المطلب قال: كنا جلوسًا
(1)
تحرَّف في (ب) إلى: الحسين. وأبو الحسن محمد بن علي الميداني هذا: هو محمد بن الحسن بن علي بن بكر أبو الحسن النيسابوري، والميداني: نسبة إلى ميدان زياد، وهي محلّة بنيسابور، وقد روى المصنف من طريقه عن الحسين بن الفضل البجلي عدة أحاديث في كتابه هذا.
(2)
إسناده ضعيف.
وقد سلف برقم (3470) من طريق أبي نصر أحمد بن محمد بن نصر عن أبي غسان، وانظر ما بعده.
(3)
كذا قال، مع أن في سند حديث شعيب بن خالدٍ ابنَ أخيه يحيى بن العلاء، قال الذهبي في "تلخيصه": ويحيى واهٍ، بل حديث الوليد أجود.
قلنا: وحديث الوليد بن أبي ثور عند أبي داود (4723)، وابن ماجه (193)، وعبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند" 3/ (1771). وحديث عمرو بن ثابت عند الروياني في "مسنده"(1330)، وأبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 2، وهو مختصر بقصة الأوعال. والوليد وعمرو ضعيفان.
(4)
زاد بعده في المطبوع: عن الأحنف بن قيس، وهي زيادة مقحمة ليست في حديث شعيب بن خالد.
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاءِ إذ مرَّت سحابةٌ فنظروا إليها، فقال لهم:"هل تدرونَ ما اسمُ هذه؟ " قالوا: نعم، هذه السَّحابُ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"والمُزْنُ" قالوا: والمُزْن، قال:"والعَنانةُ" ثم قال: "هل تدرونَ بُعدَ ما بينَ السماءِ والأرضِ؟ " قالوا: لا، قال: "فإنَّ بُعد ما بينَهما إما واحدًا وإما اثنين وإما ثلاثًا وسبعين سنةً، والسماءُ فوقَها كذلك، واللهُ فوقَ ذلك ليس يَخفَى عليه من أعمالِ بني آدمَ شيءٌ، وفي السماء السابعة ثمانيةُ أَو عالٍ، بين أظلافِهم ورُكَبِهم
(1)
مثلُ ما بينَ سماءٍ إلى سماء"
(2)
.
3892 -
أخبرنا عبد الله بن عمر الجَوهَري بمَرْو، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
(3)
، حدثنا هارون بن معروف، حدثنا عبد الله بن وَهْب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن أبي السَّمْح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخُدْري، عن النبي صلى الله عليه وسلم:(ماءٍ كالمُهْلِ)
(4)
قال: "كعَكَر الزَّيت، فإذا قُرِّبَ إليه سَقَطَت فَرْوةُ وجهِه، ولو أَنَّ دَلْوًا من غِسْلينٍ يُهراقُ في الدنيا، لأَنتَنَ بأهلِ الدنيا"
(5)
.
(1)
في (ص) و (ع) و (ب): أظلافهن وركبهن.
(2)
إسناده ضعيف جدًّا. وهو مكرر (3174).
(3)
زاد في المطبوع: حدثنا أبي، وهي زيادة مقحمة ليست في شيء من نسخنا الخطية، وليست في "إتحاف المهرة" أيضًا (5319)، كما أنَّ البيهقي أخرجه في "البعث والنشور"(550) عن المصنف بإسناده ومتنه ولم يذكرها، فزادها محققه في السند، لعله اغترارًا بما في الطبعة الهندية من "المستدرك".
(4)
يشير إلى الآية (29) من سورة الكهف {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} ، والغِسلين في الآية (36) من سورة الحاقة:{وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36)} .
(5)
إسناده ضعيف لضعف رواية أبي السَّمح - وهو درَّاج بن سِمعان - عن أبي الهيثم: وهو سليمان بن عمرو العُتْواري.
وأخرج الشطر الأول منه ابن حبان (7473) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2581) و (2584) و (3322) من طريق رِشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، به - والموضع الثاني خرّج فيه الشطرين. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3893 -
أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو حُذيفة، حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس:{ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46)} [الحاقة: 46] قال: نِيَاط القلب
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3894 -
أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا وَرْقاءُ، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس، قوله عز وجل:{ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46)} ، قال: حبلُ القلب الذي في الظَّهر
(2)
.
= وأخرجه مقطَّعًا أحمد 17/ (11230/ 2) و 18 / (11672) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن دراج أبي السمح، به.
وسيأتي الشطر الثاني منه برقم (8993) والأول برقم (9001) كلاهما من طريق بحر بن نصر الخولاني عن ابن وهب.
ولفظه عند المصنف فيما يأتي وعند أحمد والترمذي: "دلو من غسّاق".
(1)
خبر صحيح، وهذ إسناد حسن من أجل أبي حذيفة - وهو موسى بن مسعود النهدي - وقد توبع. إسحاق بن الحسن: هو الحربي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه وكيع في "الزهد"(61) عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 29/ 67 من طريق عبد الرحمن بن مهدي ومهران الرازي، عن سفيان، به.
وأخرجه ابن وهب في التفسير من "الجامع" 1/ (85)، والطبري 29/ 67، وأبو حاتم في "الزهد"(45) من طرق عن عطاء بن السائب، به.
والنِّياط في كلام ابن عباس، فالمراد به عِرق عُلِّق به القلب، وهو المسمَّى الأَبْهَر.
(2)
المحفوظ من هذا الوجه أنه من قول مجاهد، فعبد الرحمن بن الحسن شيخ المصنف ضعيف، وقد خولف.
فقد أخرجه الطبري 29/ 67 عن الحارث بن أبي أسامة، عن الحسن بن موسى الأشيب، عن ورقاء اليشكري، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد من قوله. وهذا إسناد صحيح.
ورواه كذلك عنده أبو عاصم النبيل، عن عيسى بن ميمون الجرشي، عن ابن أبي نجيح.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3895 -
أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، حدثنا علي بن عبد العزيز، أخبرنا أبو عُبيد، حدثنا ابن أبي عَدِيّ، عن حُسين المعلِّم، عن ابن بُرَيدة، عن أبي الأسود الدِّيلي ويحيى بن يَعمَر، عن ابن عبَّاس قال: ما الخاطُونَ؟! إنما هو الخاطئون، ما الصابُونَ؟! إنما هو الصابئون
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
70 - تفسير سورة (سأل سائل)
3896 -
أخبرنا محمد بن علي الشيباني بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم الغِفَاري، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان الثَّوْري، عن الأعمش، عن سعيد بن جُبير:{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)} قال: كائنٌ {لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)} : ذو الدَّرَجات، {سَأَلَ سَائِلٌ} قال: هو النَّضْر بن الحارث بن كَلَدَةَ؛ قال: اللهمَّ إن كان هذا هو الحقَّ من عندِك، فأمطِرْ علينا حجارةً من السماء
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. علي بن عبد العزيز: هو أبو الحسن البغوي، وأبو عبيد: هو القاسم بن سلّام، وابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وحسين المعلم: هو ابن ذكوان، وابن بريدة: هو عبد الله، وأبو الأسود الديلي مختلف في اسمه وهو مشهور بكنيته.
ومعنى الخبر: أن ابن عبَّاس كره ترك الهمز في هذين الحرفين في القرآن.
(2)
رجاله ثقات إلّا أنَّ عبيد الله بن موسى قد خولف عن سفيان، فقد رواه أبو أسامة حماد بن أسامة عنه عند النسائي (11556) فأدخل بين الأعمش وسعيد بن جبير المنهالَ بن عمرو، وجعله من رواية سعيد بن جبير عن ابن عبَّاس، ورواه مختصرًا، دون قوله: اللهم إن كان هذا
…
إلخ.
وأخرجه بنحو ما عند المصنف سعيد بن منصور في "تفسيره"(990)، وكذا الطبري 9/ 232 من طريق أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن سعيد بن جبير.
وقد روى الطبري عن غير واحد من التابعين أنها نزلت في النضر بن الحارث. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3897 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن الفضل الصائغ بعَسْقلانَ، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا حَريز بن عثمان، حدثنا عبد الرحمن بن مَيسَرة، عن جُبير بن نُفير، عن بُسْر بن جِحَاش القُرَشي قال: تلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39)} ثم بَزَقَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على كفِّه فقال: " [يقول الله]
(1)
: يا ابنَ آدم أنَّى تُعجِزُني وقد خلقتُك من مثلِ هذه، حتى إذا سوَّيتُك وعَدَلتُك، مشيتَ بين بُردَينِ وللأرض منك وَئِيدٌ - يعني شَكْوى - فَجَمَعتَ ومَنَعتَ
(2)
، حتى إذا بَلَغَت التَّراقيَ قلتَ
(3)
: أتصدَّقُ، وأَنَّى أَوَانُ الصَّدقةِ"
(4)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
71 - [تفسير سورة نوح]
3898 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسين بن الفضل، حدثنا عفَّان بن مسلم، حدثنا حمّاد بن سَلَمة، عن يونس، عن يوسف بن مِهْران، عن ابن عبَّاس:
= وخالفهم أنس بن مالك فذكر أنَّ القائل: اللهم إن كان هذا هو الحق
…
إلخ، هو أبو جهل. أخرج ذلك البخاري (4648) ومسلم (2796).
(1)
ما بين المعقوفين ليس في نسخنا الخطية، وأثبتناه من المطبوع و "شعب الإيمان" للبيهقي (3198) حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه.
(2)
في (ص) و (ع): فجمعت وسعيت.
(3)
في (ز) و (ص) و (ع): وقلت، بالواو، وإسقاطها أوجهُ.
(4)
إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن ميسرة: وهو الحضرمي الشامي.
وأخرجه أحمد 29/ (17842 - 17845)، وابن ماجه (2707) من طرق عن حريز بن عثمان، بهذا الإسناد. ولم يذكروا فيه تلاوة الآية.
وسيأتي برقم (8112).
{وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا} [نوح: 16] قال: وجهُه إلى العَرْش، وقَفَاهُ إلى الأرض
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
72 - تفسير سورة الجن
بسم الله الرحمن الرحيم
3899 -
أخبرنا مُكرَم بن أحمد القاضي ببغداد، حدثنا عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي، حدثنا يحيى بن حمّاد، حدثنا أبو عَوَانة، عن أبي بِشْر، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: ما قرأَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على الجنِّ ولا رآهم، ولكنه انطَلَق مع طائفة من أصحابه عامِدِين إلى سوق عُكَاظٍ، وقد حِيلَ بين الشياطينِ وبين خَبَرِ السماء، وأُرسِلَت عليهم الشُّهُب، فرجعوا إلى قومِهم فقالوا: ما هذا إلَّا شيءٌ قد حَدَثَ، فاضرِبوا مشارقَ الأرض ومغاربَها
(2)
فانظُروا هذا الذي قد حَدَثَ، فانطلَقوا يَضرِبون مشارقَ الأرض ومغاربَها يبتغون ما هذا الذي قد حالَ بينَهم وبينَ خَبَرِ السماء، فهناك حين رَجَعُوا إلى قومِهم فقالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ
(1)
إسناده ضعيف، فإنَّ فيه علّةً، وهي أنَّ هدبة بن خالد خالف عفانَ بن مسلم في إسناده، فقد رواه هدبة - كما في كتاب "العظمة" لأبي الشيخ (614) - عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعان عن يوسف بن مهران عن ابن عبَّاس، وهذه الرواية أرجح من رواية عفان عن حماد عن يونس - وهو ابن عبيد البصري - عن يوسف بن مهران، وهدبة وعفان وإن كانا ثقتين في حماد بن سلمة، فإنَّ هدبة يمتاز بأنه كان له نسختان من حديث حماد، واحدة مرتّبة على شيوخه، والأخرى مرتّبة على تصنيف الموضوعات، فهذا مما يقدّمه في حماد عند الخلاف، ومما يؤيد روايته أنَّ أحمد بن حنبل وأبا داود وأبا حاتم الرازي ذكروا أنه لا يُعلَم روى عن يوسف بن مهران غير علي بن زيد بن جدعان، وابن جدعان ضعيف.
وأخرج نحوه أبو الشيخ أيضًا (619) من طريق الحسين بن واقد، عن معمر، عن قتادة، عن ابن عبَّاس قال: وجهه يضيء السماوات، وظهره يضيء الأرض. وهذا إسناد منقطع، قتادة لم يسمع من ابن عبَّاس.
(2)
لفظ "ومغاربها" من المطبوع، واستظهره في حاشية (ع) وصحَّح عليه، وسقط من (ز) و (ص) و (ب).
بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} [الجن: 1 - 2]، فأنزل الله عز وجل:{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} [الجن: 1]، وإنما أُوحِيَ إليه قولُ الجنِّ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة!
إنما أخرج مسلمٌ وحدَه
(2)
حديثَ داود بن أبي هند عن الشَّعْبي عن عَلقَمة عن عبد الله بطوله بغير هذه الألفاظ.
وأخرج البخاريُّ
(3)
حديث شُعْبة عن الأعمش عن إبراهيم قال: سألتُ علقمةَ: هل كان عبدُ الله مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلةَ الجن؟ فذكر أحرفًا يسيرة.
وقد روي عن عبد الله بن مسعود حديثٌ تداوَلَه الأئمةُ الثِّقات عن رجل مجهول عن عبد الله بن مسعود: أنه شَهِدَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ الجن:
3900 -
حدَّثَناه أبو الحسين عبيد الله بن محمد البلخي من أصل كتابه، حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السُّلَمي، حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد، حدثني يونس بن يزيد، عن ابن شِهاب قال: أخبرني أبو عثمان بن سَنَّةَ الخُزاعي - وكان رجلًا من أهل الشام - أنه سمع عبدَ الله بن مسعود يقول:
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد الملك بن محمد أبي قِلابة الرقاشي.
وأخرجه أحمد 4 / (2271)، والبخاري (773) و (4921)، ومسلم (449)، والترمذي (3323)، والنسائي (11560) و (11561)، وابن حبان (6526) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
(2)
برقم (450)(150 - 151)، وفي أوله عن علقمة قال: سألت ابنَ مسعود فقلت: هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: لا. وانظر "مسند أحمد" 7/ (4149).
(3)
هذا ذهول من المصنف رحمه الله، فإنَّ البخاري لم يخرجه من هذا الطريق، وهو عند الشاشي في "مسنده" (332) وفيه: سألت علقمة: أكان عبد الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ فقال: وَدِدتُ أنَّ صاحبنا كان ذاك.
وهو عند مسلم برقم (450)(152) من طريق أبي معشر زياد بن كليب، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله قال: لم أكن ليلة الجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وددت أني كنت معه.
إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه وهو بمكَّة: "مَن أحبَّ منكم أن يَحضُرَ الليلةَ أمرَ الجنِّ فليَفعَل" فلم يَحضُرْ منهم أحدٌ غيري، فانطلَقْنا حتى إذا كنَّا بأعلى مكة خَطَّ لي برِجْله خطًّا، ثم أمرني أن أجلسَ فيه، ثم انطلَقَ حتى قام فافتَتَح القرآنَ، فَغَشِيَتْه أسوِدةٌ كثيرة حالت بيني وبينَه حتى ما أسمَعُ صوتَه، ثم انطلقوا وطَفَقُوا يتقطَّعون مثلَ قِطَعِ السَّحاب ذاهبين حتى بَقِيَت منهم رَهْطٌ، وفَرَغَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مع الفجر وانطلق فبَرَّزَ، ثم أتاني فقال:"ما فَعَلَ الرَّهْطُ؟ " فقلت: هم أولئك يا رسول الله، فأخذ عَظْمًا ورَوْثًا، فأعطاهم إياه زادًا، ثم نهى أن يستطيبَ أحدٌ بعَظْم أو برَوْث
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف، أبو عثمان بن سنّة لا يُعرَف روى عنه غير ابن شهاب الزهري، وأبو صالح عبد الله بن صالح - وإن كان في حفظه شيء - متابَع.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 230 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2316)، والنسائي (38)، والطبري في "تفسيره" 26/ 32، والطحاوي في "معاني الآثار" 1/ 123، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(6924)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 67/ 74 - 75، والمزي في "تهذيب الكمال" 34/ 67 - 68 من طريق عبد الله بن وهب، والطبري 26/ 32 من طريق أبي زرعة المصري، وأبو الشيخ في "العظمة"(1102)، وعنه أبو نعيم في "دلائل النبوة"(263) من طريق عقيل بن خالد، ثلاثتهم عن يونس بن يزيد، به - وهو عند النسائي والطحاوي مختصر بقصة النهي عن الاستطابة بعظم أو روث. وهذا الحرف صحيح، قد جاء في حديث علقمة عن ابن مسعود الذي سبقت الإشارة إليه.
وأخرج قصة ابن مسعود في ليلة الجن بذكر ألفاظ فيها مختلفة: أحمد 6/ (3788) من طريق سليمان التيمي، عن أبي تميمة، عن عمرو - وشكَّ الراوي كونه البِكالي - عن عبد الله بن مسعود. وفي إسناد مقال، وأورده الحافظ ابن كثير في سورة الأحقاف في "تفسيره" وقال: فيه غرابة شديدة.
وأخرجها الترمذي (2861) من طريق جعفر بن ميمون، عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي عثمان، عن ابن مسعود. وحسنه، وفيه جعفر بن ميمون وليس بالقوي في الحديث.
وأخرجها الطبراني في "مسند الشاميين"(2871) من طريق أبي سلام ممطور الحبشي قال: حدثني من حدثه عمرو بن غيلان الثقفي، عن ابن مسعود. وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن عمرو. =
3901 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسين بن الفضل، حدثنا محمد بن سابق، حدثنا إسرائيل، عن سِمَاك بن حَرْب، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس:{وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17)} [الجن: 17]، قال: جَبَلًا في جهنَّم
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3902 -
أخبرني أبو أحمد الحسين بن علي التَّميمي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثني جدِّي أحمد بن منيع، حدثنا هُشَيم، أخبرني مُغِيرة، عن أبي مَعشَر، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله:{كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19)} [الجن: 19]، قال: كانوا يَركَعون بركوعه، ويَسجُدون بسجوده؛ يعني: الجنَّ
(2)
.
= وأخرجها الطبراني في "الأوسط"(8995) عن المقدام بن داود، عن عبد الله بن صالح، عن موسى بن عُلي بن رباح، عن أبيه، عن ابن مسعود.
وإسناده ضعيف لضعف المقدام شيخ المصنف، وعبد الله بن صالح في حفظه شيء، ورواه عن موسى بن عُلي أيضًا روح بن صلاح المصري عند البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 231، وروح هذا ضعيف صاحب مناكير.
ورُوِيت مختصرة عند البيهقي في "دلائل النبوة" أيضًا 2/ 231 - 232 من طريق مستمر بن الريان، عن أبي الجوزاء، عن ابن مسعود. وأبو الجوزاء - وهو أوس بن عبد الله الرَّبَعي - روايته عن ابن مسعود مرسلة.
وهذه الأوجه كلها التي فيها أنَّ ابن مسعود حضر مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن فيها مقال، وهو يخالف ما رواه علقمة بن قيس النخعي صاحب ابن مسعود عنه من أنه نفى ذلك كما سبق، ونحوه ما رواه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 201 عن شعبة عن عمرو بن مرة قال: قلت لأبي عبيدة: أكان أبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: لا. وانظر "فتح الباري" 11/ 324 - 325.
(1)
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(490) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه هناد في "الزهد"(279) عن وكيع، عن إسرائيل، به.
(2)
إسناده صحيح على وهمٍ في لفظه، فالذين كادوا يكونون عليه لبدًا هم الجن، وأما الذين كانوا يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
هكذا رواه أبو عوانة اليشكري عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير عن ابن =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
73 - ومن تفسير سورة المزَّمِّل
بسم الله الرحمن الرحيم
3903 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا الحسن بن بِشْر الهَمْداني، حدثنا الحَكَم بن عبد الملك القُرشي، حدثنا قَتَادة، عن زُرارة بن أَوفى، عن سعد بن هشام قال: قلتُ لعائشة: أخبريني عن قراءةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: لما نَزَلَت عليه: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)} ، قاموا سَنَةً حتى وَرِمَت أقدامُهم، فأنزل الله عز وجل:{فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} [المزمل: 20]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!
= عبَّاس فيما أخرجه أحمد 4 / (2431)، والترمذي (3323 م)، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وبنحو رواية أبي عوانة هذه رواه الطبري في "تفسيره" 29/ 118 عن محمد بن حميد، عن جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن زياد، عن سعيد بن جبير - ولم يذكر فيه ابن عبَّاس، وابن حميد فيه ضعف.
مغيرة: هو ابن مِقسم الضبي، وأبو معشر: هو زياد بن كليب التميمي.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحكم بن عبد الملك القرشي، وبه أعلّه الذهبي إلّا أنه قد توبع.
فقد أخرجه بنحوه أحمد 40 / (24269)، ومسلم (746)، والنسائي (424) و (11563) من طريق سعيد بن أبي عروبة، ومسلم أيضًا من طريق هشام الدستوائي ومعمر، وابن حبان (2551) من طريق معمر، ثلاثتهم عن قتادة، بهذا الإسناد ضمن حديث طويل. ورواية معمر عند أحمد أيضًا 42/ (25347) إلّا أنه لم يسق لفظها بتمامه.
وانظر ما بعده.
ويشهد له حديث ابن عبَّاس الآتي برقم (3906).
قوله: "عن قراءة رسول الله" يعني: عن قراءته في قيامه في الليل.
3904 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أخبرنا ابن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، عن أبي الزاهريَّة، عن جُبَير بن نُفَير قال: حَجَجْتُ فدخلتُ على عائشةَ، فسألتُها عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، فقالت: ألستَ تقرأُ {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)} ؟ قلت: بَلَى، قالت: هو قيامُه
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3905 -
حدثنا الحسن بن يعقوب، وإبراهيم بن عِصْمة قالا: حدثنا السَّرِيّ بن خُزَيمة، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وُهَيب، عن داود بن أبي هند، عن عْكْرمة، عن ابن عبَّاس:{يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)} ، قال: زُمَّلت هذا الأمرَ فقُمْ به
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده صحيح. أبو الزاهرية: هو حدير بن كريب.
وأخرجه محمد بن نصر المروذي في "قيام الليل - مختصرة" ص 21 - 22 عن الوليد بن شجاع وبحر بن نصر، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1963) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن معاوية بن صالح، به.
(2)
إسناده صحيح، إلّا أنَّ وهيبًا - وهو ابن خالد - قد خولف في جعله من تفسير ابن عبَّاس، وكان وهيب قد تغيَّر قليلًا بأخرة.
فقد رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 14/ 295 - مجموعًا إليه الخبر الآتي برقم (3910) - عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة من تفسيره.
وتابعه أبو موسى الزَّمن محمد بن المثنى عن عبد الأعلى عند الطبري في "تفسيره" 29/ 124 في المزمل و 29/ 144 في المدثر. وهو عن عكرمة أصحُّ.
وقد ردَّ أبو بكر بن العربي في "أحكام القرآن" 4/ 323 هذا التفسير فقال: وإنما يسوغ هذا التفسير لو كانت الميم (يعني من المزَّمَّل) مفتوحة مشدَّدة بصيغة المفعول الذي لم يسمَّ فاعله، وأما بلفظ الفاعل فهو باطل.
وقد روى ابن المنذر في "تفسيره" كما في "الدر المنثور" للسيوطي 8/ 313 عن ابن عبَّاس في قوله: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)} قال: النبي صلى الله عليه وسلم يتدثر بالثياب. وهو الصواب في المعنى.
3906 -
أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، حدثنا عبد الله بن أحمد بن زكريا بمكَّة، حدثنا خلَّاد بن يحيى، حدثنا مِسعَر، عن سِمَاك الحنَفي، عن ابن عبَّاس قال: لما نَزَلَت أول المزَّمِّل كانوا يقومون نحوًا من قيامِهم في شهر رمضان حتى نَزَلَ آخرُها، قال: وكان بين أوَّلِها وآخرِها نحوٌ
(1)
من سنة
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3907 -
أخبرني محمد بن علي الصَّنعاني بمكة، حدثنا علي بن المبارَك الصَّنعاني، حدثنا زيد بن المبارَك، حدثنا محمد بن ثَوْر، عن مَعمَر، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عائشة: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أُوحيَ إليه وهو على ناقتِه، وَضَعَت جِرَانَها، فلم تستطع أن تتحرَّك؛ وتَلَت قول الله عز وجل:{إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)} [المزمل: 5]
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3908 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشَّيباني، حدثنا حامد بن أبي حامد المقرئ، حدثنا إسحاق بن سليمان الرَّازي، حدثنا أبو سِنان
(4)
، عن أبي إسحاق، عن
(1)
في نسخنا الخطية: نحوًا، منصوبًا، والمثبت من النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان، وهو الجادّة.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه أبو داود (1305) من طريق وكيع، عن مسعر، بهذا الإسناد.
ويشهد له حديث عائشة المتقدم برقم (3903).
(3)
إسناده حسن من أجل الصنعانيّين محمد بن علي وعلي بن المبارك وخاله زيد بن المبارك. وأخرجه أحمد 41/ (24868) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد - دون تلاوة الآية.
والجِران: باطن العنق، والبعير إذا استراح مدَّ عنقه على الأرض.
(4)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: غسان، وأبو سنان هذا الذي يروي عن أبي إسحاق السبيعي وعنه إسحاق بن سليمان الرازي: هو سعيد بن سنان البرجمي، ووقع على الصواب في "مصنف ابن أبي شيبة".
عَمرو بن شُرَحبيل، عن عبد الله:{إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} [المزمل: 6] قال: هي بالحبَشيّة قيامُ الليل
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3909 -
أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد الحنظَلي ببغداد، حدثنا أبو قِلابةَ، حدثنا أبو عاصم، عن شَبيب بن شَيْبة، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس:{وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ} [المزمل: 13]، قال: شوكٌ يأخذُ بالحَلْق لا يدخلُ ولا يخرجُ، وفي قوله:{كَثِيبًا مَهِيلًا (14)} [المزمل: 14]، قال: المَهِيل الذي إذا أخذتَ منه شيئًا تَبِعَك آخرُه، والكَثِيب من الرَّمْل
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
74 - تفسير سورة المدَّثِّر
بسم الله الرحمن الرحيم
3910 -
حدثنا الحسن بن يعقوب وإبراهيم بن عِصْمةَ قالا: حدثنا السَّرِيُّ بن خُزيمة، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وُهَيب، عن داود بن أبي هِند، عن عِكْرمة،
(1)
إسناده قوي من أجل أبي سنان. عبد الله: هو ابن مسعود.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 471 عن إسحاق بن سليمان الرازي، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده حسن إن شاء الله، وشبيب هكذا وقع منسوبًا في رواية المصنف وعنه البيهقي في "البعث والنشور"(551)، وهو وهمٌ لعلَّه من أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرَّقاشي، وكان حفظه تغيَّر قليلًا لما سكن بغداد، وقد خولف في تسميته عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، فقد رواه إسحاق بن وهب ومحمد بن سنان القزاز عن أبي عاصم عند الطبري في "تفسيره" 29/ 135 فسمَّيا شيخه شبيبَ بن بشر، وهو المعروف بالرواية عن عكرمة وعنه أبو عاصم. وشبيب بن بشر هذا وثقه ابن معين وليَّنه أبو حاتم وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو أحسن حالًا من شبيب بن شيبة الذي قال عنه الذهبي: ضعّفوه.
وأخرج الشطر الأول منه ابن أبي الدنيا في "صفة النار"(83) عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي عاصم، عن رجل، عن عكرمة، به.
عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} ، قال: دُثِّرتَ هذا الأمرَ فقُمْ به
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3911 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن محمد البِرْتيُّ، حدثنا أبو نُعَيم، حدثنا سفيان، عن ابن جُريج، عن عطاء، عن ابن عبَّاس:{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)} [المدثر: 4]، قال: من الإثْم.
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3912 -
حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدثنا العبَّاس بن محمد الدُّوري، حدثنا يزيد بن هارون والأنصاريُّ، عن سليمان التَّيْمي، عن أسلمَ العِجْلي، عن بِشْر بن شَغَاف، عن عبد الله بن عَمرو بن العاص قال: جاء أعرابيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما الصُّورُ؟ قال: "قَرْنُ يُنفَخ فيه"
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3913 -
أخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا أبو بكر بن أبي الدُّنيا، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عتّاب
(4)
بن المثنَّى، حدثني بَهْز بن حَكيم قال: أَمَّنا زُرَارَةُ بن أَوفى
(1)
إسناده صحيح، والمحفوظ فيه أنه من تفسير عكرمة لا ابن عبَّاس كما سلف بيانه برقم (3905).
(2)
إسناده صحيح. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه أبو داود في "الزهد"(359)، والطبري في "تفسيره" 29/ 146، وابن المنذر في "الأوسط"(681) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري 29/ 145 من طريق حجاج الأعور ويحيى بن سعيد القطان، عن ابن جريج، به.
(3)
إسناده صحيح. الأنصاري: هو محمد بن عبد الله بن المثنى من أولاد أنس بن مالك.
وقد سلف الحديث برقم (3673) من طريق معمر عن سليمان بن طرخان التيمي.
(4)
تصحف في نسخنا الخطية إلى: غياث.
في مسجد بني قُشير، فقرأ المدَّثِّر، فلما انتهى إلى هذه الآية:{فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [المدثر: 8]، خَرَّ ميّتًا، قال بَهْر: فكنتُ فيمن حَمَله
(1)
.
3914 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصَّنعاني بمكة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، عن مَعمَر، عن أيوب السَّخْتِياني، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس: أنَّ الوليد بن المُغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن، فكأنه رَقَّ له، فبَلَغَ ذلك أبا جهل، فأتاه فقال: يا عمِّ، إِنَّ قومَك يَرَونَ أَن يَجمَعوا لك مالًا، قال: لِمَ؟ قال: ليُعطوكَه، فإنك أتيتَ محمدًا لتَعرَّضَ لِمَا قِبَلَه، قال: قد عَلِمَت قريشٌ أني من أكثرها مالًا، قال: فقُلْ فيه قولًا يبَلُغ قومَك أنك منكِرٌ له، أو أنك كارهٌ له، قال: وماذا أقول؟ فواللهِ ما فيكم رجلٌ أعلمَ بالأشعار مني، ولا أعلمَ برَجَزِه ولا بقَصيدِه
(2)
مني، ولا بأشعار الجنِّ، واللهِ ما يُشبِهُ الذي يقول شيئًا من هذا، ووالله إنَّ لقولِه الذي يقول حلاوةً، وإنَّ عليه لطَلاوةً، وإنه لمثمِرٌ أعلاه، مُغدِقٌ أسفلُه
(3)
، وإنه لَيَعلُو وما يُعلَى، وإنه ليَحطِمُ ما تحتَه
(4)
، قال: لا يرضى عنك قومُك حتى تقولَ فيه، قال: فدَعْني حتى أفكِّر، فلما فَكَّرَ قال: هذا سِحْرٌ يُؤثَر، يَأْثُره عن غيره،
(1)
إسناده حسن إن شاء الله من أجل عتاب بن المثنى، وإسحاق بن إبراهيم الذي يروي عنه: هو إسحاق بن أبي إسرائيل.
وأخرجه الترمذي (445 م) عن عبَّاس بن عبد العظيم العنبري، عن عتاب بن المثنى، بهذا الإسناد.
(2)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: بقصيره. وفي "الشعب" و "الدلائل" كلاهما للبيهقي حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه: بعصيدته. والتصويب من "تلخيص الذهبي"، والقصيد من الشِّعر: ما تمَّ شطرا بِنْيته، سُمي بذلك لكماله وصحة وزنه.
(3)
في نسخنا الخطية: لمنير أعلاه يصدق أسفله. وهو خطأ. والمعنى كما في "شرح الزرقاني على المواهب اللدنية" 6/ 431: له ثمر طيب كثير، والمراد معانيه مفيدة مرشدة للسعادة، والغدق: كثرة الماء، وأراد بأسفله ما تضمَّنه من المعاني، شبَّهه لفصاحته وبلاغته بشجرة شربت عروقها ماءً غزيرًا، فأينعت ثمرتها وكَثُرت.
(4)
المثبت من (ص)، وفي غيرها من نسخنا الخطية: فاتحته، وهو تحريف.
فنزلت: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} [المدثر: 11]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
3915 -
حدثني أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مِهْران، حدثني جدِّي، حدثني أبو عبيد الله الوَهْبي، حدثني عمِّي، عن عمرو بن الحارث، عن أبي السَّمْح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخُدْري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الويلُ وادٍ في جهنَّم، يَهْوي فيه الكافرُ أربعين خريفًا قبل أن يَبلُغَ فَعْرَه، والصَّعُود
(2)
جبلٌ في النار يتصعَّدُ
(3)
فيه سبعين خريفًا، ثم يَهْوي وهو كذلك"
(4)
.
(1)
رجاله في الجملة ثقات، إلّا أنه قد اختُلف في وصله وإرساله عن عكرمة، والمرسَل أصح.
إسحاق بن إبراهيم: هو الدَّبَري.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(133)، و "دلائل النبوة 2/ 198 - 199، والواحدي في "أسباب النزول" (842) من طريق أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 328 - 329 عن معمر، عن رجل، عن عكرمة مرسلًا.
وكذلك رواه مرسلًا محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عند الطبري في "تفسيره" 29/ 156، إلّا أنه سمَّى الرجل المبهم عبّادَ بن منصور.
ورواه مرسلًا أيضًا فيما ذكر البيهقي في "الدلائل" سليمانُ بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة. وحماد بن زيد أثبت الناس في أيوب.
وأخرجه مختصرًا أبو نعيم في "دلائل النبوة"(186) من طريق سفيان، عن عمرو، عن عكرمة مرسلًا. وتحرَّف في المطبوع منه إلى: سفيان بن عمرو. وسفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار.
وأخرج الطبري 29/ 156 نحو الحديث المطوَّل بإسناد العوفيين عن ابن عبَّاس. وهو إسناد ضعيف.
(2)
في النسخ الخطية: والصعيد، والمثبت من "تلخيص الذهبي"، وهو الجادّة.
(3)
هكذا في (ص) و (ع)، وهو الموافق لمصادر التخريج، وفي (ز) و (ب): فيصعد.
(4)
إسناده ضعيف لضعف رواية أبي السَّمح عن أبي الهيثم. أبو عبيد الله الوهبي: هو أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري، وعمه: هو عبد الله بن وهب، وأبو السمح: هو درّاج بن سمعان، وأبو الهيثم: هو سليمان بن عمرو العُتْواري. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3916 -
أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السَّمّاك ببغداد، حدثنا عبد الله بن محمد الحارثي، حدثنا علي بن قادِم، حدثنا سفيان الثَّوري، عن الأعمش، عن عثمان أبي اليَقْظان
(1)
، عن زاذانَ، عن علي في قول الله عز وجل:{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39)} ، قال: أطفال المسلمين
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3917 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن موسى المزكِّي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العَبْدي، حدثنا محبوب بن موسى الأنطاكي، حدثنا ابن المبارَك،
= وأخرج الشطر الأول منه ابن حبان (7467) من طريق حرملة بن يحيى التُّجيبي، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه بشطريه أحمد 18/ (11712)، والترمذي (2576) و (3164) و (3326) من طريق عبد الله بن لَهيعة، عن دراج أبي السمح، به. وقال الترمذي: حديث غريب.
وسيأتي برقم (8979) من طريق بحر بن نصر عن ابن وهب كرواية أبي عبيد الله عن عمه، وسيأتي أوله برقم (4016) من طريق هارون بن سعيد الأيْلي عن ابن وهب موقوفًا.
(1)
في النسخ الخطية: عن عمران القطان، وهو تحريف، والتصويب من "القضاء والقدر" للبيهقي وبقية مصادر التخريج.
(2)
إسناده ضعيف جدًّا، عثمان أبو اليقظان متفق على تضعيفه منكر الحديث.
وأخرجه البيهقي في "القضاء والقدر"(635) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 270 و 330 عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 29/ 165، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 352 و 18/ 115 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه آدم بن أبي إياس في "تفسيره" 2/ 706، وابن أبي شيبة 13/ 285، والدولابي في "الكني والأسماء"(2109)، والطبري 29/ 165، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 75 - 76، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 95 وابن عدي في "الكامل" 5/ 167، والثعلبي في "تفسيره" 10/ 76، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 293، وابن عبد البر 18/ 115 من طرق عن الأعمش، به.
حدثنا سفيان بن سعيد، عن سَلَمة بن كُهَيل، عن أبي الزَّعْراء قال: ذُكِرَ الدَّجّالُ عند عبد الله بن مسعود، فقال: تفترقون أيها الناسُ بخروجه ثلاثَ فِرَق.
ثم قال ابن مسعود: يا أيها الكفار {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)} ، ثم قال ابن مسعود: ألا تَرَونَ في هؤلاء من خيرٍ ألَّا يُترَك فيها، فإذا أراد الله أن لا يَخرُجَ منها أحدٌ غيَّر وجوهَهم وألوانَهم، فيَخِرُّ الرجلُ من المؤمنين فيقول: يا ربِّ، فيقول: من عَرَفَ رجلًا فليُخرِجْه، فيَنظُر فلا يعرفُ أحدًا، فيناديه الرجلُ: يا فلانُ، أنا فلانٌ، فيقول: ما أعرفُ، فعندَ ذلك يقولون: و {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107)} فيقول عندَ ذلك: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)} [المؤمنون: 107 - 108]، فإذا قال ذلك، أطبَقَت عليهم جهَنَّمُ فلا يُخرِجُ بعد ذلك أحدًا
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3918 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، أخبرنا يَعلى بن عُبيد، حدثنا الأعمش، عن أبي ظَبْيان، عن أبي موسى في قوله عز وجل:{فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)} [المدثر: 51]، قال: القَسْورةُ: الرُّماة رجالُ القَنْص
(2)
.
(1)
إسناده ليِّن، أبو الزعراء - وهو عبد الله بن هانئ الكوفي - لم يرو عنه غير ابن أخته سلمة بن كهيل، وقد وثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان، لكن قال البخاري في "تاريخه" 5/ 221: لا يتابع في حديثه. يعني هذا الحديث.
وهذا الحديث قطعة من حديث مطوَّل سيأتي عند المصنف برقم (8729) و (8986)، وانظر تخريجه هناك.
(2)
إسناده صحيح. أبو ظبيان: هو حُصين بن جندب الكوفي.
وأخرجه الطبري 29/ 168 من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3919 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسين بن الفضل البَجَلي، حدثنا سُريج بن النُّعمان، حدثنا سُهيل بن أبي حَزْم، حدثنا ثابت البُناني، عن أنس بن مالك قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قرأَ: {وَمَا يَذْكُرُونَ
(1)
إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} [المدثر: 56]، قال:"يقول ربُّكم عز وجل: أنا أَهلٌ أن أُتَّقَى أن يُجعَلَ معي إلهٌ آخرُ، وأنا أهلٌ لمن اتَّقى أن يَجعَل معى إلهًا آخرَ أن أَغفِرَ له"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
75 - تفسير سورة القيامة
3920 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرِير، عن مُغِيرة، عن تَميم الضَّبِّي، عن سعيد بن جُبير قال: اختلفتُ إلى ابن عبَّاس سنةً لا أكلِّمُه ولا يَعرِفُني، فسمعتُ سعيدَ بن جُبير يقول: قال لي ابن عبَّاس: مَن الرجل؟ قلت من أهل العراق، قال: من أيِّهم؟ قلت: من بني أَسَد، قال: من حَرُوريَّتهم، أو ممَّن أَنْعَمَ اللهُ عليه؟ قلت: ممَّن أنعمَ الله عليه، قال: سَلْ، قلت:{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1)} ، قال: يُقِسم ربُّك بما شاء من خَلْقه، قلت: وَلَا {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)} ، قال: مِن النفس المَلُوم، قلت: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ
(1)
في النسخ الخطية: "وما تشاؤون" وهو مخالف للتلاوة المجمع عليها في هذه الآية، فما في النسخ وهمٌ من الناسخ، وجاء في مصادر التخريج على الصواب.
(2)
إسناده ضعيف لضعف سهيل بن أبي حزم.
وأخرجه أحمد 21 / (13549) عن سريج بن النعمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 19 / (12442)، وابن ماجه (4299)، والترمذي (3328)، والنسائي (11566) من طريقين عن سهيل بن أبي حزم، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب وسهيل ليس بالقوي في الحديث، وقد تفرَّد سهيل بهذا الحديث عن ثابت.
(3)
بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ}، قال: لو شاءَ لجعَلَه خُفًّا أو حافرًا، قلت:{فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} [الأنعام: 98]، قال: المستقَرُّ في الرَّحِم، والمستَودَع في الصُّلب
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3921 -
حدَّثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدَّثنا الحسين بن الفضل، حدَّثنا محمد بن سابِق، حدَّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس:{بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} يقول: سوف أتوبُ {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} [القيامة: 6]، فيَبينُ له إذا بَرقَ البصرُ
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3922 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبري، حدَّثنا محمد بن عبد السلام، حدَّثنا إسحاق، أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن أبي الضُّحى، عن مسروقٍ، عن عبد الله في قوله عز وجل:{يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} [الأنعام:158]، قال: طلوعُ الشمس من مَغرِبها، ثم قرأ هذه الآية: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ
(1)
رجاله ثقات إلّا أنَّ مغيرة - وهو ابن مقسم الضبي - يَقصُر عن أن يدرك تميمًا الضبي، وهو إنما تُعرَف روايته عن ابنه أبي الخير - ويقال: أبو جبر - عبد الرحمن بن تميم كما في كتب التراجم وكما وقع عند الطبري في "التفسير"، وعبد الرحمن بن تميم هذا ذكره ابن حبان في "ثقاته" 7/ 68 وقال: روى عنه المغيرة، وزاد أبو حاتم الرازي كما في "الجرح والتعديل" 5/ 281 في الرواة عنه أبا إسحاق الهمداني السبيعي.
إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد الضبي.
وأخرجه مقطَّعًا الطبري في "تفسيره" 29/ 173 و 174 و 175 عن محمد بن حميد الرازي، عن جرير، عن مغيرة، عن أبي الخير بن تميم الضبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس.
وقد سلف تفسير المستقر والمستودع عند المصنف برقم (3272) من طريق أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
(2)
إسناده قوي من أجل محمد بن سابق. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي جدُّ إسرائيل.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6840) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
أَيْنَ الْمَفَرُّ} [القيامة: 9 - 10]
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3923 -
حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار، حدَّثنا أبو معاوية، حدَّثنا عبد الملك بن أَبجَرَ، عن ثُوَير بن أبي فاختة، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أدنى أهل الجنة منزلةً، لَرجلٌ يَنظُر في مُلكِ الفَي سنةٍ، يَرى أقصاه كما يَرى أدناه، يَنظُر في أزواجِه وخَدَمِهِ وسُرُرِه، وإِنَّ أفضل أهل الجنة منزلةً، لمَن يَنظُر في وجه الله تعالى كلَّ يومٍ مرَّتين"
(2)
.
تابعه إسرائيلُ بن يونس عن ثُوَير:
3924 -
حدَّثَناه أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدَّثنا سعيدٌ بن مسعود،
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 101، وأبوالشيخ في "العظمة"(661) من طريقين عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. وليس فيه عند الطبري تلاوة الآية من سورة القيامة.
وأخرجه كذلك دون آية القيامة: نعيم بن حماد في "الفتن"(1841)، والطبري 8/ 101 من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبري 8/ 101، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 5/ 1427، والطبراني في "معجمه الكبير"(9019) من طريق منصور بن المعتمر، عن أبي الضحى مسلم بن صُبيح، به.
ورواه كذلك غير واحد عن عبد الله بن مسعود عند عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 221، وابن أبي شيبة 15/ 179، وسعيد بن منصور في "تفسيره"(939)، وأبي القاسم البغوي في "الجعديات"(951)، والطبري 8/ 101، والطبراني (9020)، وانظر ما سيأتي عند المصنف برقم (8851).
وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعًا عند البخاري (4635) ومسلم (157).
(2)
إسناده ضعيف لضعف ثوير بن أبي فاختة، ووهاه الذهبي في "تلخيصه".
وأخرجه أحمد 8/ (4623) عن أبي معاوية محمد بن خازم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2553 م) من طريق سفيان الثوري، عن ثوير، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر موقوفًا. وانظر ما بعده.
حدَّثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن ثُوَير، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أدنى أهل الجنة منزلةً لمَن ينظُر في مُلكِ ألفَي سنةٍ، وإنَّ أفضلهم منزلةً لمَن يَنظُر في وجه الله كلَّ يومٍ مرَّتين"، ثم تلا:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة: 22] قال: "بالبياض والصَّفاءِ"{إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23]، قال:"يَنظُر كلَّ يومٍ في وجه الله عز وجل"
(1)
.
هذا حديث مفسَّر في الردِّ على المبتدعة، وثُوَيرُ بن أبي فاختة وإن لم يُخرجاه، فلم يُنقَمْ عليه غيرُ التشيُّع
(2)
.
3925 -
حدثني علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدَّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدَّثنا أبو النُّعمان محمد بن الفضل عارمٌ، حدَّثنا أبو عَوَانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جُبير قال: قلت لابن عبَّاس: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} [القيامة:34]، أشيءٌ قاله رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، أو شيءٌ أَنزَلَه الله؟ قال: قاله رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثم أَنزَلَه الله
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3926 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدَّثنا سعيدٌ بن مسعود، حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا يزيد بن عِيَاض، عن إسماعيل بن أُمَيَّة، عن أبي اليَسَع، عن أبي هريرة: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة: 40]، قال:"بَلَى"، وإذا قرأ {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} [التين: 8]، قال:"بلى"
(4)
.
(1)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه بنحوه أحمد 9/ (5317)، والترمذي (2553) و (3330) من طريقين عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(2)
تعقبه الذهبي بقوله: بل هو واهي الحديث.
(3)
إسناده صحيح. أبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه النسائي (11574) عن إبراهيم بن يعقوب، عن أبي النعمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضًا من طريق محمد بن سليمان المعروف بلُوَين، عن أبي عوانة، به.
وقوله: "أولى لك" وعيدٌ وتهديد، والمعنى: دانيتَ الهلاكَ فاحذر. انظر "تفسير القرطبي".
(4)
إسناده ضعيف جدًّا، يزيد بن عياض أحد المتروكين، لكنه لم ينفرد به فقد توبع، وتبقى =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
76 - تفسير (هل أتى على الإنسان)
بسم الله الرحمن الرحيم
3927 -
أخبرنا محمد بن علي بن دُحَيم، أخبرنا أحمد بن حازم الغفاري، حدَّثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مُهاجِر، عن مجاهدٍ، عن مُورِّق العِجْلي، عن أبي ذرٍّ قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} حتى خَتمها، ثم قال: "إني أرَى ما لا تَرَونَ، وأسمعَ ما لا تسمعون، أَطَّتِ السماءُ وحُقَّ لها أن تَئِطَّ، ما فيها موضعُ قَدَمٍ
(1)
أربع أصابعَ إِلَّا مَلَكٌ واضعٌ جبهتَه ساجدًا لله.
والله لو تعلمون ما أعلمُ، لَضحكتُم قليلًا ولبكيتُم كثيرًا، وما تَلذَّذتُم بالنساء على الفُرُش، ولخرجتُم إلى الصُّعُداتِ تَجأَرون إلى الله تعالى"، والله لَودِدتُ أني شجرةٌ تُعضَدُ
(2)
.
= العلة في أبي اليسع وهو أعرابي لا يعرف ولم يسمه غير يزيد بن عياض.
فقد أخرجه أحمد 12/ (7391)، وأبو داود (887)، والترمذي (3347) من طريق سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أمية قال: سمعت رجلًا بدويًا أعرابيًّا يقول: سمعت أبا هريرة
…
وذكره.
وهذا إسناد فيه لين من أجل إبهام راويه عن أبي هريرة.
(1)
هكذا في نسخنا الخطية، وفي المطبوع و "السنن الكبرى" للبيهقي 7/ 52 وكذا في "شعب الإيمان" (764) حيث رواه عن المصنف: موضع قدر، بالراء.
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير إبراهيم بن مهاجر ففيه لين، وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد، والإسناد منقطع، فإنَّ مورِّقًا العجلي لم يسمع أبا ذر الغفاري.
وأخرجه ابن ماجه (4190) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد - دون التلاوة.
وأخرجه كذلك أحمد 35/ (21516) عن أسود بن عامر، والترمذي (2312) من طريق أبي أحمد الزبيري، كلاهما عن إسرائيل، به - وقد بيَّن أسود بن عامر أن قوله في آخره:"والله لوددت أني شجرة تعضد" من قول أبي ذر أُدرج في آخر الحديث، وأشار إلى هذا الترمذيُّ عقب روايته، =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3928 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا محمد بن سليمان بن الحارث، حدَّثنا أبو غسان، حدَّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البَراء بن عازبٍ في قوله عز وجل:{وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} [الإنسان: 14] قال: ذُلِّلَت لهم فيتناولون منها كيف شاؤوا
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3929 -
أخبرني بكر بن محمد الصَّيرفي بمَرُو، حدَّثنا عبد الصمد بن الفضل،
= وقال: هذا حديث حسن غريب.
وسيأتي برقم (8847) من طريق سعيد بن مسعود عن عبيد الله بن موسى.
والشطر الثاني منه سيأتي برقم (8939) من طريق يونس بن خباب عن مجاهدٍ عن أبي ذر موقوفًا.
وانظر تخريجه هناك.
ويشهد له مقطعًا حديث حكيم بن حزام عند الطحاوي في "مشكل الآثار"(1134)، والطبراني (3122)، وإسناده قوي.
وحديث أبي هريرة عند البخاري (6485)، وأحمد 12/ (7499)، وغيرهما.
وحديث أبي الدرداء الآتي عند المصنف برقم (8103).
أطَّت: من الأطيط، وهو صوت الرَّحْل ونحوه إذا كان فوقه ما يثقله.
والصُّعُدات: الطرقات.
وتجأرون: أي: تصرخون وتستغيثون.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد قوي، محمد بن سليمان بن الحارث - وهو أبو بكر الباغَنْدي - لا بأس به. أبو غسان: هو مالك بن إسماعيل النهدي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(28) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
ورواه بنحوه عن إسرائيل آدمُ بن أبي إياس في "تفسيره" 2/ 712، ووكيع عند هناد بن السري في "الزهد"(100).
وأخرجه كذلك ابن المبارك في "الزهد" برواية نعيم بن حماد (230)، وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(117)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(351)، والبيهقي (285) من طريق شريك النخعي، وابن أبي شيبة 13/ 140 من طريق زكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن أبي إسحاق، به.
حدَّثنا حفص بن عمر العَدَني، حدَّثنا الحَكَم بن أبَان، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس: أنه ذَكَرَ مراكبَ أهل الجنة، ثم تَلَا:{وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا} [الإنسان: 20]، ذَكَرَ مراكبَهم
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
77 - تفسير سورة المرسَلات
بسم الله الرحمن الرحيم
3930 -
أخبرنا أبو العبَّاس قاسم بن القاسم السَّيّاري، حدَّثنا محمد بن موسى الباشَاني، حدَّثنا علي بن الحسن بن شَقِيق، حدَّثنا الحسين بن واقد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة في قوله عز وجل:{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} قال: هي الملائكةُ أُرسِلَت بالعُروف
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3931 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدَّثنا أحمد بن مِهْران، حدَّثنا عُبيد الله بن موسى، حدَّثنا إسرائيل، حدَّثنا سِمَاك بن حَرْب، عن خالد بن عَرعَرة قال: قام رجل إلى علي فقال: ما العاصفاتُ عَصْفًا؟ قال: الرِّياح
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده ضعيف لضعف حفص بن عمر العدني، ووهَّاه الذهبي في "تلخيصه".
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(401) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" برواية نُعيم (232)، ومن طريقه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(205) عن رجل لم يسمِّه، عن الحكم بن أبان، به.
(2)
إسناده حسن من أجل محمد بن موس بن حاتم الباشاني. أبو صالح: هو ذكوان السمّان. والعُرْف: ضد النُّكْر.
(3)
إسناده حسن.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3773)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3704) من طريقين عن سماك بن حرب، به - ضمن خبر طويل.
3932 -
أخبرني أبو بكر الشافعي، حدَّثنا إسحاق بن الحسن، حدَّثنا أبو حُذَيفة، حدَّثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس: سمعتُ ابنَ عبَّاس وسُئِل عن هذه الآية: (تَرْمِي بِشَرَرٍ كالقَصَرِ
(1)
) [المرسلات: 32]، قال: كنا في الجاهلية نَقصُر
(2)
ذراعين أو ثلاثةً، فنَرفعُه في الشتاء ونسمِّيه القَصَرَ.
قال: وسمعتُ ابنَ عبَّاس وسُئِل عن {جِمَالَتٌ صُفْرٌ} [المرسلات: 33] قال: حِبالُ السُّفن يُجمَع بعضُها إلى بعض حتى تكون كأوساط الرِّجال
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!
78 - تفسير (عمَّ يتساءلون)
بسم الله الرحمن الرحيم
3933 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشَّيباني، حدَّثنا حامد بن أبي حامد المقرئ، حدَّثنا إسحاق بن سليمان، حدَّثنا طَلحة بن عَمرو، عن عطاء، عن ابن عبَّاس قال: لما أراد الله أن يَخْلقَ الخلقَ أرسلَ الرِّيحَ فتسحَّبَ الماءُ حتى أبدَتْ عن خَشَفةٍ، وهي التي تحت الكعبة، ثم مدَّ الأرضَ حتى بَلَغَت ما شاء الله من الطُّول والعَرْض، قال: وكانت هكذا تمتدُّ؛ وأَراني ابن عبَّاس بيدِه هكذا وهكذا، قال: فجعل الله الجبالَ رواسي أوتادًا، فكان أبو قُبَيس من أول جبلٍ وُضِع في الأرض
(4)
.
(1)
بفتح القاف والصاد، وهي قراءة ابن عبَّاس وذكرها ابن جنّي في "المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات" 2/ 346. والقَصَر: أصول الشجر، واحدها: قَصَرة.
(2)
في المطبوع: نقصر الخشب، بزيادة الخشب، وليست في شيء من نسخنا الخطية ولا في رواية البيهقي عن المصنف في "البعث والنشور"(521)، وهي ثابتة في رواية البخاري.
(3)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي حذيفة: وهو موسى بن مسعود النَّهدي، وقد توبع. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه البخاري (4932) عن محمد بن كثير العبدي، و (4933) من طريق يحيى بن سعيد القطان، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
(4)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل طلحة بن عمرو - وهو ابن عثمان الحضرمي - فإنه متروك، =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3934 -
حدَّثنا يحيى بن منصور القاضي، حدَّثنا أبو عبد الله البُوشَنْجي، حدَّثنا أحمد بن حَنبَل، حدَّثنا هُشيم، أخبرنا أبو بَلْج، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله في قوله عز وجل:{لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} [النبأ: 23]، قال: الحُقْب ثمانون سنةً
(1)
.
= وبه أعله الذهبي في "تلخيصه". عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه الواحدي في "التفسير الوسيط" 4/ 412 عن أبي بكر الواعظ، عن الحاكم محمد بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وأخرج ابن أبي حاتم في "تفسيره" 7/ 2218 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء قال: أول جبل وضع على الأرض أبو قبيس. وطلحة متروك كما سبق.
وأخرجه مختصرًا كذلك ابن أبي شيبة 14/ 91، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 469 من طريق أبي نعيم، عن الحارث بن زياد، عن عطاء من قوله. والحارث بن زياد جهله أبو حاتم الرازي كما في "الجرح والتعديل 3/ 75.
وأخرجه كذلك أبو عروبة الحراني في "الأوائل"(5) من طريق عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس. وابن هرمز ضعيف.
وأخرج العقيلي (907)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3698)، ومن طريقهما ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 35/ 133 و 134 من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن عبد الرحمن بن علي بن عجلان، عن ابن جريجٍ، عن عطاء، عن ابن عبَّاس مرفوعًا:"أول بقعة وضعت في الأرض موضع البيت، ثم مُدَّت منها الأرض، وإنَّ أول جبل وضعه الله عز وجل في الأرض أبو قبيس ثم مدَّت منه الجبال". وابن عجلان هذا وثقه الراوي عنه سليمان بن عبد الرحمن، لكن قال العقيلي في "الضعفاء": مجهول بنقل الحديث، حديثه غير محفوظ إلا عن عطاء من قوله، وجهله الذهبي في "ديوان الضعفاء".
والخَشَفة؛ واحدة الخَشَف: وهي حجارة تنبت في الأرض، وتروى أيضًا بالحاء المهملة.
(1)
إسناده حسن من أجل أبي بلج: واسمه يحيى بن سليم. أبو عبد الله البوشنجي: هو الحافظ محمد بن إبراهيم بن سعيد النيسابوري. وعبد الله الظاهرُ أنه ابن مسعود، وهكذا نسبه الذهبي في "تلخيص المستدرك"، وهكذا ذكره الحافظ ابن حجر في مسند ابن مسعود من "إتحاف المهرة"(13045)، وكذلك ذكره السيوطي في "الدر المنثور" 8/ 395 وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3935 -
حدَّثنا يحيى بن منصور، حدَّثنا أبو عبد الله البُوشَنجي، حدَّثنا أحمد بن حنبل، حدَّثنا هُشَيم، أخبرنا حُصين، عن عِكرمة، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{وَكَأْسًا دِهَاقًا} [النبا: 34]، قال: هي المتتابعة الممتلئة، قال: وربما سمعتُ العبَّاسَ يقول: اسقِنا وادهَقْ لنا
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3936 -
حدَّثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا محمد بن سليمان الواسطي، حدَّثنا محمد بن يزيد بن خُنَيس قال: كنا عند سفيان الثَّوْري نعودُه فدَخَل عليه سعيدُ بن حسَّان المخزومي، وكان قاصَّ جماعتِنا، وكان يقومُ بنا في شهر رمضان، فقال له سفيان: كيف الحديثُ الذي حدَّثْتَني عن أمِّ صالح؟ قال: حدثتني أمُّ صالح، عن صَفيَّة بنت شَيْبة، عن أم حَبيبة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلامُ ابن آدم عليه لا له، إلَّا أمرًا بمعروف، أو نهيًا
(2)
عن مُنكَر،
= وقد أخرجه الطبري في تفسير سورة الكهف 15/ 272 قال: حُدِّثتُ عن هشيم، حدَّثنا أبو بلج، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن عمرو - يعني ابن العاص - فذكره.
وروي مثل هذا الخبر عن أبي هريرة مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم عند البزار في "مسنده"(9049) من طريق عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة. وقد اختُلف على عاصم في رفعه ووقفه، والموقوف هو المحفوظ، هو كذلك عند هناد في "الزهد"(219) والطبري في "تفسيره" 30/ 11، وقال الدارقطني في "العلل" 8/ 209 (1591): رفعه لا يثبت.
(1)
إسناده صحيح. حصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلمي.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(323) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه المحاملي في "أماليه - رواية ابن يحيى البيِّع"(21) عن محمود بن خداش، عن هشيم، به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 20 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن حصين، به.
(2)
في نسخنا الخطية: إلّا أمر
…
أو نهي. بإسقاط الألف منهما، والجادَّة إثباتها للدلالة على النصب، وما في النسخ يوجِّه على أنه على لغة من يكتب المنصوب بإسقاط الألف.
أو ذِكرَ الله"
(1)
.
قال محمد بن يزيد: قلتُ: ما أَشدَّ هذا! فقال سفيان: وما شدَّةُ هذا الحديث، إنما جاءت به امرأةٌ عن امرأةٍ عن امرأةٍ، هذا في كتاب الله عز وجل الذي أُرسِلَ به نبيُّكم صلى الله عليه وسلم، فقال:{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ: 38]، وقال:{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} ، وقال:{لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} الآية [النساء: 114].
79 - تفسير سورة النازعات
بسم الله الرحمن الرحيم
3937 -
أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدَّثنا إبراهيم بن الحسين، حدَّثنا آدم بن أبي إياس، حدَّثنا وَرْقاءُ، عن ابن أبي نَجِيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبَّاس:{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} ، قال: الموتُ
(2)
.
صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3938 -
أخبرنا أبو النَّضْر الفقيه، حدَّثنا معاذ بن نَجْدة القرشي، أخبرنا قَبيصة بن عُقْبة، حدَّثنا سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل، عن الطُّفيل بن أبيِّ بن كعب،
(1)
إسناده ضعيف لجهالة أم صالح.
وأخرجه ابن ماجه (3974)، والترمذي (2412) عن محمد بن بشار، عن محمد بن يزيد بن خنيس، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن يزيد بن خنيس.
(2)
صحيح عن مجاهدٍ من قوله، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن الحسن القاضي شيخ المصنف ففيه ضعف. إبراهيم بن الحسين: هو ابن ديزيل، وورقاء: هو ابن عمر اليشكري، وابن أبي نجيح: هو عبد الله.
وأخرجه وكيع في "الزهد"(43)، والطبري في "تفسيره" 30/ 27، وأبوالشيخ في "العظمة"(462) من طريق سفيان الثوري، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهدٍ، لم يذكر فيه ابن عبَّاس. وإسناده صحيح.
عن أبيِّ بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربعُ الليل قال: "يا أيُّها الناسُ، اذكُروا الله، يا أيُّها الناسُ، اذكُروا الله، جاءت الرَّاجفةُ تَتْبعُها الرادفةُ، جاء الموتُ بما فيه، جاء الموتُ بما فيه".
فقال أبي بن كعب: يا رسول الله، إني أُكثِرُ الصلاةَ عليك، فكم أجعلُ [لك] من صلاتي؟ قال:"ما شئت"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3939 -
حدَّثنا علي بن حَمْشاذ العَدْل، حدَّثنا بِشْر بن موسى الأسَدي، حدَّثنا الحُميدي، حدَّثنا سفيان، عن الزُّهْري، عن عُرْوة، عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُسأَلُ عن الساعةِ حتى أُنزِلَ عليه: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا} [النازعات: 42 - 44]، قال: فانتَهى
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه، فإنَّ ابن عُيَينة كان يُرسِله بأَخَرةٍ.
80 - تفسير سورة (عبس وتولَّى)
بسم الله الرحمن الرحيم
3940 -
حدَّثنا علي بن عيسى الحِيرِي، حدَّثنا الحسين بن محمد بن زياد، حدَّثنا سعيدٌ بن يحيى بن سعيد الأمَوي، حدَّثنا أبي، عن هشام بن عُرْوة، عن عُرْوة، عن عائشة قالت: أُنزِلَت {عَبَسَ وَتَوَلَّى} في ابن أمِّ مكتُوم الأعمى، قالت: أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجَعَل يقول: أرشِدْني، قالت: وعندَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من عُظماء المشركين، قالت: فجَعَل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعرضُ عنه ويُقبلُ على الآخر ويقول: "أترى بما أقولُ بأسًا؟ "
(1)
إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل. سفيان: هو الثوري.
وقد سلف برقم (3620).
(2)
إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة. وقد سلف برقم (7).
قوله: فانتهى، لم يرد إلّا عند المصنف في هذا الموضع، والمراد: انتهى السائل عن سؤاله عن الساعة.
فيقول: لا، ففي هذا نَزَلَت {عَبَسَ وَتَوَلَّى}
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه، فقد أرسَلَه جماعةٌ عن هشام بن عُرْوة.
3941 -
حدَّثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدَّثنا إبراهيم بن عبد الله التميمي، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا حُميد، عن أنس.
وحدثنا أبو عبد الله، حدثني أبي، حدَّثنا إسحاق، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدَّثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب
(2)
، أنَّ أنس بن مالك أخبره: أنه سمعَ عمر بن الخطَّاب يقرأ: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} ، فكلُّ هذا قد عَرَفْنا، فما الأبُّ؟ ثم نفض عصًا كانت في يده فقال: هذا لَعَمْرُ اللهِ التكلُّفُ، اتَّبعوا ما تبيَّن لكم من هذا الكتاب
(3)
.
(1)
إسناده صحيح إلى عروة بن الزبير، وقد اختُلف على ابنه هشام في وصله وإرساله.
وأخرجه الترمذي (3331) عن سعيد بن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال: حديث غريب، وفي بعض النسخ: حديث حسن غريب. وأشار إلى الإرسال.
وأخرجه ابن حبان (535) من طريق عبد الرحيم بن سليمان الكناني، عن هشام بن عروة، به.
فهذا يحيى بن سعيد الأموي وعبد الرحيم بن سليمان قد وصلاه، وتابعهما على ذلك يزيد بن سنان الرُّهاوي - أحد الضعفاء - كما ذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 324؛ وأبو معاوية الضرير على خلاف عنه كما ذكر الدار قطني في "العلل" 14/ 174 (3516).
وخالفهم مالك في "الموطأ" 1/ 203 وابنُ جريج ووكيع كما ذكر ابن عبد البر، فرووه عن هشام بن عروة عن أبيه قال: أُنزلت {عَبَسَ وَتَوَلَّى}
…
فأرسلوه. وهو الذي صوّبه الدارقطني وابن عبد البر والذهبي في "التلخيص".
وانظر ما سيأتي برقم (6815) و (6816).
(2)
تحرَّف في (ز) إلى: ابن عبَّاس.
(3)
إسناداه صحيحان. إبراهيم بن عبد الله التميمي: هو السعدي النيسابوري الحافظ، وحميد: هو الطويل. وإسحاق في السند الثاني: هو ابن راهويه، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو الزهري.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2084) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3942 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سَلمان الفقيه ببغداد، حدَّثنا إسماعيل بن إسحاق، حدَّثنا إسماعيل بن أبي أُوَيس، حدثني أبي، عن محمد بن أبي عيّاش، عن عطاء بن يَسَار، عن سَوْدة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُبعَثُ الناسُ حُفاةً عُراةً غُرْلًا، يُلجِمُهم العَرقُ ويَبلُغ شحمةَ الآذانِ" قالت: قلت: يا رسول الله، واسَوْأَتَاهُ، يَنظُرُ بعضُنا إلى بعض؟! قال:"شُغِلَ الناسُ عن ذلك"، وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم:{يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}
(1)
.
= وأخرجه بنحوه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 375، وسعيد بن منصور في "تفسيره"(43)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 10/ 512 عن يزيد بن هارون، بالإسناد الأول.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 59 من طريق بشر بن المفضل وابن أبي عدي، كلاهما عن حميد، به.
وأخرج نحوه الطبري 30/ 59 من طريق موسى بن أنس ومعاوية بن قرة وقتادة، وابن سعد في "الطبقات" 3/ 304 من طريق ثابت، أربعتهم عن أنس بن مالك.
وانظر ما سلف برقم (3182).
(1)
إسناده ليِّن، إسماعيل بن أبي أويس صدوق إلّا أنه أخطأ في أحاديث من حفظه كما قال الحافظ ابن حجر في "التقريب"، ولعلَّ هذا الحديث منها، فإنَّ المحفوظ في هذه القصة حديث عائشة الذي خرَّجه الشيخان كما سيأتي التنبيه عليه عند المصنف. ومحمد بن أبي عياش: هو محمد بن أبي موسى، ويقال: ابن أبي عياش، كما في "التاريخ الكبير" للبخاري 7/ 426 و "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 8/ 84 و "الثقات" لابن حبان 7/ 426، وهو مجهول الحال.
وأخرجه الواحدي في "التفسير الوسيط" 4/ 425 عن الحسن بن علي الواعظ، عن الحاكم محمد بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3066)، والطبراني في "الكبير" 24/ (91)، والثعلبي في "تفسيره" 10/ 135 - ومن طريقه البغوي في "تفسيره" 8/ 340 - من طرق عن إسماعيل بن أبي أويس، به وجوَّد هذا الإسناد الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" 19/ 374!
وخالف عبد الحميد بن سليمان - وهو أحد الضعفاء - فرواه بنحوه عن محمد بن أبي موسى عن =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه بهذا اللفظ، إنما اتَّفقا على حديث حاتم بن أبي صَغِيرة عن ابن أبي مُلَيكة عن القاسم عن عائشة مختصرًا
(1)
.
3943 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدَّثنا الفضل بن عبد الجبار، حدَّثنا علي بن الحسن بن شَقيق، حدَّثنا الحسين بن واقد، عن الرَّبيع بن أنس، عن أبي العاليَة، عن أبي بن كعب في قوله عز وجل:{وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} [الحاقة: 14]، قال: يصيرانِ غَبَرَةً على وجوه الكفّار لا على وجوه المؤمنين، وذلك قولُه عز وجل:{وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} [عبس: 40 - 41]
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
81 - تفسير سورة (إذا الشمسُ كُوِّرت)
بسم الله الرحمن الرحيم
3944 -
حدَّثنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا الحَسَن بن علي بن زياد، حدَّثنا إبراهيم بن موسى الفَرّاء، حدَّثنا هشام بن يوسف الصَّنعاني، حدثني عبد الله بن بَحير، حدثني عبد الرحمن بن يزيد، أنه سمع عبدَ الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن أحبَّ أن يَنظُرَ إلى يوم القيامة، فليَقرأ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} "
(3)
.
= عطاء بن يسار عن أم سلمة لا سودة. أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 237، وابن أبي الدنيا في "الأهوال"(233)، وفي "القبور"(70)، والطبراني في "الأوسط"(833).
(1)
هو عند البخاري برقم (6527) ومسلم برقم (2859)(56)، وليس فيه التلاوة. وانظر "مسند أحمد" 40/ (24265).
وسيأتي عند المصنف برقم (8898) بنحوه بذكر الآية من حديث الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة.
(2)
إسناده قوي من أجل الحسين بن واقد والربيع بن أنس.
وقد سلف برقم (3889) من طريق محمد بن موسى الباشاني عن علي بن الحسن بن شقيق.
(3)
إسناده حسن من أجل الحسن بن علي بن زياد وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني. وجوّده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 14/ 526. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3945 -
أخبرنا محمد بن الخَليل الأصبهاني، حدَّثنا موسى بن إسحاق الخَطْمي، حدَّثنا أبي، حدَّثنا عبَّاد بن العوَّام، أخبرنا حُصَين، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس في قول الله عز وجل:{وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} [التكوير: 5]، قال: حَشْرُ البهائم: موتُها، وحشرُ كلِّ شيءٍ: الموتُ، غير الجنِّ والإنسِ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3946 -
أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدَّثنا إسحاق بن الحسن، حدَّثنا أبو حُذيفة، حدَّثنا سفيان، عن سِمَاك بن حَرْب، عن النُّعمان بن بشير، عن عمر بن الخطّاب في قوله عز وجل:{وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [التكوير: 7]، قال: هما الرجلان يعملان العمل يدخلان به الجنةَ والنار؛ الفاجرُ مع الفاجر، والصالحُ مع الصالح
(2)
.
= وأخرجه أحمد 9/ (4941) عن إبراهيم بن خالد الصنعاني، عن عبد الله بن بحير، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (8934) من طريق عبد الرزاق عن عبد الله بن بحير.
(1)
خبر صحيح، محمد بن الخليل الأصبهاني لم نقف على ترجمته، ومن فوقه ثقات. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 67 عن علي بن مسلم الطوسي، عن عباد بن العوام، بهذا الإسناد.
وهذا إسناد صحيح.
وأخرج نحوه أيضًا من طريق سفيان بن سعيد الثوري، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس.
وهو إسناد صحيح أيضًا.
(2)
إسناده حسن من أجل أبي حذيفة - وهو موسى بن مسعود النهدي - وسماك بن حرب.
إسحاق بن الحسن: هو الحَرْبي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 350، وأبو داود في "الزهد"(62)، والطبري في "التفسير" 30/ 69 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرج معناه أيضًا آدم بن أبي إياس في "تفسيره" 2/ 733، وأبو داود في "الزهد"(63)، والطبري 30/ 69 من طرق عن سماك بن حرب، به. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3947 -
أخبرنا عبد الله بن محمد بن إسحاق الخُزَاعي بمكة، حدَّثنا أبو يحيى بن أبي مَسَرَّةَ، حدَّثنا بَدَل بن المحبَّر، حدَّثنا زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن أبي مَيسَرة قال: سمعت عبدَ الله بن مسعود يقول في قوله عز وجل: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} ، قال: هي بقرُ الوحش
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3948 -
حدَّثنا محمد بن الحسن الكارِزِيّ، حدَّثنا علي بن عبد العزيز، حدَّثنا حجَّاج بن مِنهال، حدَّثنا حمّاد بن سَلَمة، عن سِماك بن حرب، عن خالد بن عَرعَرة، قال: لما قُتِلَ عثمانُ ذَعَرني ذلك ذُعْرًا شديدًا، فأتيتُ عليًّا، فبَينا أنا عنده إذ سأله رجلٌ: ما {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} قال: الكواكب
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
= وانظر ما سلف برقم (3651).
(1)
إسناده صحيح. أبو يحيى بن أبي مسرّة: هو عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وأبو ميسرة: هو عمرو بن شرحبيل الهمداني.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 75 من طريق هشيم بن بشير، عن زكريا بن أبي زائدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري أيضًا 30/ 75 و 76، والطبراني في "الكبير"(9063)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 142 من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، به.
(2)
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب وخالد بن عرعرة.
وهو قطعة من خبر طويل أخرجه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" 2/ (438) من طريق الهيثم بن كليب الشاشي، عن إسماعيل القاضي، عن الحجاج بن منهال، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (1702).
وأخرجه آدم بن إياس في "تفسيره" 2/ 734، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3776) من طريق حماد بن سلمة به.
وأخرجه الطبري 3/ 74، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3704) من طرق عن سماك، به.
3949 -
حدَّثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدَّثنا السّرِيّ بن خُزيمة، حدَّثنا أبو غسّان، حدَّثنا شَرِيك، عن أبي إسحاق، عن عبدِ خيرٍ؛ وعن أبي حَصِين
(1)
، عن أبي عبد الرحمن، كلاهما عن عليٍّ: أنه خرج حين طَلَعَ الفجرُ فقال: نِعمَ ساعةُ الوتر هذه؛ ثم تلا {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}
(2)
.
صحيح علي شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
82 - تفسير سورة (إذا السماء انفطرت)
بسم الله الرحمن الرحيم
3950 -
أخبرنا الحسن بن حَليم المروَزي، حدَّثنا أبو الموجِّه، أخبرنا عَبْدانُ، أخبرنا عبد الله، أخبرنا هشام بن حسّان، عن محمد بن سيرين، عن أبي عُبيدة بن حُذيفة، عن حُذيفة بن اليَمَان قال: قام سائلٌ على عهدِ النبي صلى الله عليه وسلم فسأَل، فسَكَت القومُ،
(1)
الراوي عن أبي حصين هو شريك.
(2)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن إن شاء الله من أجل شريك - وهو ابن عبد الله النخعي - وقد توبع. أبو غسان: مالك هو بن إسماعيل النهدي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، وأبو حَصين: هو عثمان بن عاصم، وأبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن حبيب السُّلمي.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(4631) عن الحسن بن عمارة، عن أبي إسحاق، بإسناده.
والحسن بن عمارة ليس بالقوي.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 78 من طريق مِسعَر بن كِدام، والطبراني في "الأوسط"(1451) من طريق محمد بن جحادة، كلاهما عن أبي حصين، بإسناده.
وأخرجه عبد الرزاق (4630)، وأحمد 2/ (987)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 1/ 333 - 334، والطبري 30/ 78، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(121)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 878، والدولابي في "الكنى والأسماء"(889)، وابن المنذر في "الأوسط"(2626)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 479، وفي "معرفة السنن والآثار"(5306) من طرق عن أبي عبد الرحمن السلمي، به وبعضهم لا يذكر فيه التلاوة.
وأخرجه الطيالسي (169)، وابن المنذر (2625)، والبيهقي 2/ 479 من طرق عن علي.
ثم إنَّ رجلًا أعطاه فأعطاه القومُ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"مَن استَنَّ خيرًا فاستُنَّ به، فله أجرُه ومثلُ أُجور من اتَّبعه غير مُنتقِصٍ من أجورهم، ومن استَنَّ شَرًا فاستُنَّ به، فعليه وزرُه ومثلُ أوزارِ مَن اتَّبعه غير مُنتقصٍ من أوزارهم شيئًا". قال: وتلا حذيفةُ بن اليَمَان: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} [الانفطار: 5]
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه بهذا اللفظ، إنما اتَّفقا
(2)
على حديث جرير بن عبد الله: "مَن سَنَّ في الإسلام" فقط.
83 - تفسير سورة المطفِّفين
بسم الله الرحمن الرحيم
3951 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشَّيباني، حدَّثنا حامد بن أبي حامد، حدَّثنا إسحاق بن سليمان قال: سمعت إبراهيم بن يزيد، عن عبد الرحمن الأعرج قال: رأيتُ ابن عمر يقرأُ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} وهو يَبْكي، قال: هو الرجلُ يستأجرُ الرجل أو الكيَّال وهو يعلم أنه يَحِيفُ في كَيلِه، فوِزرُه عليه
(3)
.
3952 -
حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدَّثنا بكَّار بن قُتيبة القاضي بمصر، حدَّثنا صفوان بن عيسى، أخبرنا محمد بن عَجْلان، عن القعقاع بن حَكِيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ المؤمنَ إذا أذنَبَ ذنبًا،
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي عبيدة بن حذيفة. أبو الموجِّه: هو محمد بن عمرو الفزاري، وعبدان: هو عبد الله بن عثمان المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه أحمد 38/ (23289) عن وهب بن جرير، عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد ولم يذكر فيه التلاوة.
ويشهد له حديثًا جرير بن عبد الله البجلي وأبي هريرة عند مسلم (2674)(15) و (16).
(2)
هذا ذهول من المصنف رحمه الله، فحديث جرير أخرجه مسلم دون البخاري.
(3)
إسناده ضعيف جدًّا، إبراهيم بن يزيد - وهو الخُوزي - متروك الحديث، ووهاه الذهبي في "تلخيصه". ولم نقف عليه عند غير المصنف.
كانت نُكْتةٌ سوداءُ في قلبه، فإن تاب ونَزَعَ واستَغفَر سُقِلَ منها قلبُه، وإن زاد زادَتْ حتى يُغلَقَ بها قلبُه، فذلك الرَّانُ الذي ذَكَرَ الله في كتابه:{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)} "
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
3953 -
أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدَّثنا إسحاق بن الحسن، حدَّثنا أبو حُذيفة، حدَّثنا سفيان، عن أشعثَ بن أبي الشَّعثاء، عن زيد بن معاوية، عن عَلقَمة بن قيس، عن عبد الله بن مسعود قال:{خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين: 26]، قال: خِلْطٌ، وليس بخاتمٍ يُختَم
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده جيد من أجل صفوان بن عيسى وشيخه محمد بن عجلان.
وأخرجه أحمد 13/ (7952) عن صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (6) من طريق أبي خالد الأحمر عن ابن عجلان.
وسُقل، بالسين وبالصاد أيضًا: جُلِيَ.
(2)
إسناده حسن إن شاء الله، زيد بن معاوية - وهو العبسي الكوفي - روى عنه ثلاثة، ذكره البخاري في "تاريخه" 3/ 406 وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 572 ولم يأثرا فيه جرحًا أو تعديلًا، ووثقه العجلي وابن حبان. أبو حذيفة: هو موسى بن مسعود النهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(324) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" برواية نعيم بن حماد (277)، وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(131)، والطبري في "تفسيره" 30/ 106، والطبراني (9062) من طرق عن سفيان الثوري به.
ورواه أيوب والجراح بن مليح عند الطبري عن أشعث بن أبي الشعثاء فجعلاه من تفسير علقمة بن قيس.
وروى معناه مسروق عن ابن مسعودٍ فيما أخرجه ابن المبارك في "الزهد" برواية المروزي (1494)، وابن أبي شيبة 13/ 142، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 558، والطبري 30/ 106، والإسناد إليه صحيح.
والخِلط: المخلوط بغيره الممزوج به.
بسم الله الرحمن الرحيم
84 - تفسير سورة (إذا السماء انشقَّت) والسجود فيها
أما حديثُ السجود فيها، فقد اتَّفق الشيخانِ على حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سَلَمة عن أبي هريرة، ومالكٍ عن عبد الله بن يزيد عن أبي سَلمة
(1)
.
3954 -
أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدَّثنا إبراهيم بن الحسين، حدَّثنا آدم بن أبي إياس، حدَّثنا وَرْقاءُ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عباس في قوله عز وجل:{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} قال: سَمِعَتْ، {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ} قال: يومَ القيامة {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} قال: أَخرجَت ما فيها من الموتى
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3955 -
حدَّثنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدَّثنا أحمد بن مِهْران، حدَّثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، عن عبد الله بن عمرو قال: كان البيتُ قبل الأرض بألفَيْ سنة، و {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ} قال: من تحتِه مَدًا
(3)
.
(1)
يشير إلى حديث أبي سلمة: أن أبا هريرة قرأ لهم {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فسجد فيها، فلما انصرف أخبرهم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد فيها. وهذا الحديث قد اتفقا على إخراجه من حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة، البخاري برقم (1074) ومسلم برقم (578)(107)، أما حديث مالك عن عبد الله بن يزيد عن أبي سلمة فقد انفرد مسلم بروايته دون البخاري.
(2)
رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن الحسن شيخ المصنف ففيه ضعف لكنه راوي "تفسير آدم بن أبي إياس"، وهو في المطبوع من "تفسير آدم" برواية ابن شاذان عن عبد الرحمن بن الحسن القاضي 2/ 741 منع تفسير مجاهد لم يذكر فيه ابن عبَّاس.
وكذلك أخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 113 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، عن ورقاء اليشكري.
وهو عنده أيضًا من طريق عيسى بن ميمون، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهدٍ.
وأخرج أيضًا في تفسير {وَأَذِنَتْ} بإسناد العوفيين عن ابن عبَّاس قال: سمعت لربِّها.
(3)
خبر صحيح عن عبد الله بن عمرو أو عن مجاهدٍ، وهذا إسناد فيه ضعف من أجل أبي يحيى - وهو القتات - وقد توبع فيه عن مجاهدٍ. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3956 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدَّثنا محمد بن شاذانَ الجَوهَري، حدَّثنا سعيدٌ بن سليمان، حدَّثنا سليمان بن داود اليَمَامي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث مَن كُنَّ فيه، حاسَبَه الله حسابًا يسيرًا، وأدخله الجنة برحمته" قالوا: لمن يا رسول الله، قال:"تُعطِي مَن حَرَمَك، وتَعفُو عمَّن ظَلَمَك، وتَصِلُ مَن قَطَعَك" قال: فإذا فعلتُ ذلك، فما لي يا رسول الله؟ قال:"أن تُحاسَبَ حسابًا يسيرًا، ويُدخِلَك الله الجنةَ برحمتِه"
(1)
.
= وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 44 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وساقه الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" 3/ 476 عن البيهقي بهذا الإسناد ثم قال: وهذا غريب جدًّا، وكأنه من الزاملتين اللتين أصابهما عبد الله بن عمرو يوم اليرموك، وكان فيهما إسرائيليات يحدِّث منهما، وفيهما منكرات وغرائب.
وأخرجه بنحوه الطبري في "تفسيره" 4/ 8 و 30/ 45، وفي "تاريخه" 1/ 49، وابن المنذر في "تفسيره"(712)، والطبراني في "المعجم الكبير"(14153) و (14155)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3697) من طرق عن مجاهدٍ، عن عبد الله بن عمرو.
ورواه جماعة عن مجاهدٍ من قوله لم يذكروا فيه عبد الله بن عمرو، أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(9097)، والأزرقي في "أخبار مكة" 1/ 31 - 32 و 32، والطبري في "التفسير" 4/ 8، والفاكهي في "أخبار مكة"(1503).
(1)
إسناده ضعيف جدًّا، سليمان بن داود اليمامي - وهو أبو الجمل - متروك الحديث، وبه أعله الذهبي في "تلخيصه".
وأخرجه البيهقي في "السنن 10/ 235 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(21)، والطبراني في "الأوسط"(909)، والبوشنجي في "المنظوم والمنثور"(14)، والواحدي في "الوسيط" 4/ 453، وابن الفاخر في "موجبات الجنة"(172) و (330) من طريق سعيد بن سليمان - وهو الواسطي - به.
وأخرج نحوه ابن الأعرابي في "المعجم"(1477)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 110، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 87 من طريق طلحة بن زيد، عن الخليل بن مرة، عن يحيى بن أبي كثير، به. بلفظ: "من أراد أن يُشرف الله له البنيان، وأن يرفع له الدرجات يوم القيامة، فليعف
…
". =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3957 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد القُرشي بالكوفة، حدَّثنا الحسن بن علي بن عفَّان العامري، حدَّثنا الحسن بن عطيَّة، عن حمزة بن حبيب، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عَلقَمة، عن عبد الله في قوله عز وجل: {لَتَرْكَبُنَّ
(1)
طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} [الانشقاق: 19]، قال: السماء
(2)
.
= وطلحة بن زيد متروك الحديث.
وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان"(7725) من طريق محمد بن يونس بن خبّاب، عن أبيه، عن الحسن البصري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال، قال:"ألا أدلكم على مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة؟ " قالوا: بلى يا رسول الله قال: "صِل من قطعك
…
". وهذا إسناد ضعيف، محمد بن يونس بن خباب لم نقف له على ترجمة، والحسن عن أبي هريرة منقطع، لم يسمع منه.
وفي الباب عن عقبة بن عامر عند أحمد 28/ (17452) قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: "يا عقبة بن عامر، صِلْ من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمَّن ظلمك". وإسناده حسن، وهو أصح شيء في هذا الباب، وسيأتي نحوه عند المصنف برقم (7472).
وفي الباب أيضًا عن معاذ بن أنس الجهني، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أفضل الفضائل أن تصل من قطعك، وتعطي من منعك، وتصفح عمَّن شتمك"، أخرجه أحمد 24/ (15618)، وإسناده ضعيف.
وعن أبي إسحاق السبيعي عن عبد الله بن أبي الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا قال: "ألا أدلكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟ من عفا عمَّن ظلمه، وأعطى من حرمه، ووصل من قطعه
…
". أخرجه معمر في "جامعه" (20237)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 14/ 43، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7947) وقال: هذا مرسل حسن.
وفي الباب آثار أخرى لكن بأسانيد منكرة.
(1)
بفتح التاء والباء، وهي قراءة ابن كثير وحمزة - وهو ابن حبيب الذي في الإسناد - والكسائي من السبعة، وكذلك قرأ عمر بن الخطاب وابن مسعود وأصحابه وابن عبَّاس وعامة قرأة مكة والكوفة كما قال ابن جرير الطبري في "تفسيره" 30/ 122، وأما بقية القراء السبعة فقرؤوها بفتح التاء وضم الباء.
(2)
إسناده جيد، الحسن بن عطية: هو ابن نجيح القرشي، وهو صدوق لا بأس به، وذهل =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3958 -
حدَّثنا علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدَّثنا محمد بن غالب، حدَّثنا عَمرٌو بن عَوْن، حدَّثنا هُشَيم، أخبرنا أبو بِشْر، عن مجاهدٍ، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} [الانشقاق: 19] قال: يعني نبيَّكم صلى الله عليه وسلم، يقول: حالًا بعد حالٍ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه!
85 - تفسير سورة البروج
بسم الله الرحمن الرحيم
3959 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حَنبَل، حدثني أبي، حدَّثنا محمد - وهو ابن جعفر - عن شُعْبة قال: سمعتُ عليَّ بن زيد ويونسَ بن عُبيد يحدِّثان عن عمّارٍ مولى بني هاشم، عن أبي هريرة - أما عليٌّ فرَفَعَه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأما يونسُ فلم يَعْدُ أبا هريرة - في هذه الآية {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3]،
= الذهبي في "تلخيصه" فذكر أنَّ فيه ضعفًا، ولعله ذهب وهمُه إلى الحسن بن عطية بن سعد العوفي. وحمزة بن حبيب: هو الزيات أحد القراء السبعة، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، وعبد الله: هو ابن مسعود.
ورواه غير واحد عن الأعمش عند إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 865، والطبري في "التفسير" 30/ 124 و 125، فرووه عنه عن إبراهيم عن ابن مسعودٍ بإسقاط علقمة منه، وزاد بعضهم في آخره: تَشقَّقُ ثم تَحمَرُّ ثم تنفطر.
وروي نحوه من طريق سفيان الثوري، عن أبي فروة عروة بن الحارث، عن مرة الهمداني، عن ابن مسعودٍ. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" برواية نعيم بن حماد (352)، وعبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 359، والطبراني في "الكبير"(9065)، والإسناد صحيح.
(1)
إسناده صحيح. محمد بن غالب: هو المعروف بتمتام، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية.
وأخرجه البخاري (4940) عن سعيد بن النضر، عن هشيم، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
قال: الشاهدُ يومُ عَرَفة ويومُ الجمعة، والمشهودُ هو الموعودُ يومَ القيامة
(1)
.
حديثُ شعبة عن يونس بن عُبيد صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3960 -
حدَّثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدَّثنا السَّرِي بن خُزيمة، حدَّثنا موسى بن إسماعيل، حدَّثنا حماد بن سَلَمة، عن عطاء، عن عَرفجة، عن عبد الله بن مسعود قال: قَسَمُ {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} : {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} إلى آخرها
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3961 -
حدثني علي بن عيسى الحِيرِي، حدَّثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدَّثنا ابن أبي عمر، حدَّثنا سفيان، عن أبي حمزة الثُّمَالي، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: إنَّ ممّا خَلَقَ اللهُ لَلَوحًا محفوظًا من دُرَةٍ بيضاءَ، دَفَّتاهُ من ياقوتةٍ حمراء، قلمُه بر، وكتابُه نورٌ، يَنظُر فيه كلَّ يوم ثلاثَ مئة وستين نظرةً - أو مرةً - ففى كلِّ نظرة منها يَخلُق ويَرزُق ويُحيي ويُميت، ويُعِزُّ ويُذِلُّ، ويفعلُ ما يشاء، فذلك قولُه:{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29]
(3)
.
(1)
إسناده من جهة يونس بن عبيد صحيح، وهو موقوف، وأما من جهة علي بن زيد - وهو ابن جُدعان - فضعيف لضعفه.
وهذا الحديث بهذا الإسناد في "مسند أحمد" 13/ (7972)، لكن بلفظ: الشاهد يوم عرفة، واليوم الموعود يوم القيامة. وهذا أصح مما في رواية أبي بكر بن إسحاق.
وأصحُّ منهما ما رواه أحمد (7973) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن يونس بن عبيد وحده، عن عمار مولى بني هاشم، عن أبي هريرة: أنه قال في هذه الآية: الشاهد يومُ الجمعة، والمشهود يومُ عرفة، والموعود يومُ القيامة. فبهذه الرواية مازَ أحمد لفظَ يونس بن عبيد عن لفظ علي بن زيد.
ومثله ما رواه موسى بن عبيدة الرَّبَذي عند الترمذي (3339) عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة مرفوعًا. ورفعه لا يصح لضعف موسى بن عبيدة، ولينٍ في أيوب بن خالد.
(2)
إسناده حسن من أجل عرفجة: وهو ابن عبد الله الثقفي. عطاء: هو ابن السائب.
(3)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل أبي حمزة الثمالي. وقد سلف برقم (3813).
هذا حديث صحيح الإسناد، فإنَّ أبا حمزة الثُّمالي لم يُنقَم عليه إلَّا الغلوُّ في مذهبه فقط!
86 - تفسير سورة الطارق
بسم الله الرحمن الرحيم
3962 -
حدثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ، أخبرنا عبد الله بن محمد البَغَوي، حدثني جدِّي أحمد بن مَنِيع، حدَّثنا أبو يوسف القاضي، حدَّثنا مُطرِّف بن طَريف، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} قال: الصُّلب: هو الصُّلب، والتَّرائب: أربعةُ أضلاعٍ من كل جانبٍ من أسفلِ الأضلاع
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3963 -
أخبرني إبراهيم بن محمد بن حاتم الزاهد، حدَّثنا محمد بن إسحاق الصَّنْعاني، أخبرنا محمد بن جُعشُم
(2)
، حدَّثنا سفيان، عن خُصَيف، عن عِكْرمة، عن ابن عباس:{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} قال: المطر {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} قال: ذات النَّبات
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده صحيح. أبو يوسف القاضي: هو يعقوب بن إبراهيم الأنصاري.
(2)
تحرَّف في (ب) إلى: جعثم. ومحمد بن جعشم هذا: هو محمد بن شرحبيل بن جعشم.
(3)
إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل خصيف - وهو ابن عبد الرحمن الجزري - وقد توبع. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 365، وكذا الطبري 30/ 148، وأبو الشيخ في "العظمة"(746)، والثعلبي في "تفسيره" 10/ 180 - 181 من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد - وسقط في مطبوع الثعلبي سفيان من الإسناد.
وأخرجه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" كما في "تغليق التعليق" 4/ 365، والضياء المقدسي في "المختارة" 12/ (115) من طريق إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، به.
87 - تفسير سورة (سبِّح اسم ربك الأعلى)
بسم الله الرحمن الرحيم
3964 -
حدثني أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي، حدَّثنا يحيى بن عثمان بن صالح السَّهْمي، حدَّثنا أبي وعمرُو بن الرَّبيع بن طارق وسعيدُ بن أبي مريم قالوا: حدَّثنا يحيى بن أيوب، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عَمْرة، عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم ما يقرأ في الوِتْر في الركعة الأولى {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، وفي الثانية {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وفي الثالثة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه هكذا، إنما أخرجه البخاريُّ وحده عن ابن أبي مريم
(2)
، وإنما تعرف هذه الزيادةُ من حديث يحيى بن أيوب فقط
(3)
.
وقد رُوي بإسناد آخرَ صحيح:
3965 -
أخبرناه أبو زكريا العَنْبَري، حدَّثنا محمد بن عبد السلام، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا محمد بن سلمة الجَزَري، حدَّثنا خُصَيف، عن عبد العزيز بن جُرَيج، قال: سألنا عائشة: بأيِّ شيء كان يقرأُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوِتْر؟ فقالت: كان يقرأُ في
(1)
إسناده حسن من أجل يحيى بن أيوب - وهو الغافقي - وكذا يحيى بن عثمان بن صالح فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع فيما سلف برقم (1146) و (1157). وانظر الحديثين التاليين.
(2)
هذا ذهول من الحاكم رحمه الله، فإنَّ البخاري لم يخرج هذا الحديث لا من طريق ابن أبي مريم ولا غيره.
(3)
بل ومن حديث غيره كما سيأتي عند المصنف لاحقًا من حديث خصيف عن عبد العزيز بن جريج عن عائشة، ومن حديث سليمان بن حسان عن حيوة بن شريح عن عياش القتباني عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة عند محمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" كما في "نتائج الأفكار" لابن حجر 1/ 514. وسليمان بن حسان قال أبو حاتم: صحيح الحديث، وقال العقيلي في ترجمته من "الضعفاء" وأخرج له هذا الحديث: لا يتابع على حديثه.
الركعة الأولى بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، وفي الثانية بـ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وفي الثالثة بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوِّذتَين
(1)
.
قد أتى [بها] إمامُ أهل مصر في الحديث والرواية سعيدُ بنُ كَثير بن عُفَير عن يحيى بن أيوب، طلبتُها وقتَ إملائي كتابَ الوتر فلم أجِدها، فوجدتُها بعدُ:
3966 -
حدَّثَناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، حدَّثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السُّلَمي، حدَّثنا سعيدٌ بن كثير بن عُفير المصري، حدَّثنا يحيى بن أيوب، أخبرنا يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عَمْرة، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين اللَّتين يُوتِرُ بعدَهما بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، ويقرأُ في الوِتْر بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}
(2)
.
3967 -
حدَّثنا أبو الوليد الفقيه، حدَّثنا الهيثم بن خَلَفَ، حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم وسُرَيج بن يونس، قالا: حدَّثنا هُشَيم، أخبرنا أبو بِشْر، عن سعيد بن جُبير، عن ابن
(1)
حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد العزيز بن جريج، وخصيف - وهو ابن عبد الرحمن الجزري - في حفظه سوء وقد أخطأ فروى عن عبد العزيز بن جريج ما يُوهم سماعه من عائشة، وهو لم يسمع منها. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، ومحمد بن سلمة الجزري: هو الحرّاني.
وأخرجه أحمد 43/ (25906)، وابن ماجه (1173)، والترمذي (463) من طريق محمد بن سلمة الحراني، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وكذا حسَّنه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 512.
وانظر الحديث والتعليق السابق عليه.
وله شاهد من حديث عبد الله بن سَرجس عند أبي نعيم في "حلية الأولياء" 7/ 182، ورجاله ثقات.
وآخر عن أبي هريرة، عند الطبراني في "الأوسط"(8839)، وإسناده ضعيف.
(2)
إسناده حسن من أجل يحيى بن أيوب: وهو الغافقي المصري.
وقد سلف برقم (1156) من طريق أبي حاتم الرازي عن سعيد بن عفير. وانظر ما قبله.
عمر: أنه كان إذا قرأ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، قال:(سبحان ربِّيَ الأعلى الذي خَلَقَ فسَوَّى) قال: وهو قراءةُ أُبيِّ بن كعب
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3968 -
وحدثنا أبو الوليد، حدَّثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدَّثنا هُشَيم، أخبرنا يعلى بن عطاء، عن القاسم بن ربيعة قال: كان سعدُ بن أبي وقَّاص إذا قرأ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قال: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى} [الأعلى: 6]، قال: يتذكر القرآن مخافةَ أن يَنسَى. قال وسمعتُ سعدًا يقرأُ: (ما نَنسَخ من آيةٍ أو تَنسَها)[البقرة: 106]، قلت: فإنَّ سعيد بن المسيب يقرأ: {أَوْ نُنْسِهَا
(2)
}، فقال سعد: إنَّ القرآن لم يُنزَّلُ على المسيّب ولا آل المسيب، قال الله عز وجل:{سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى} [الأعلى: 6]، وقال:{وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} [الكهف: 24]
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
88 - تفسير سورة الغاشية
بسم الله الرحمن الرحيم
3969 -
حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدَّثنا الخَضِر بن أبانَ الهاشمي، حدَّثنا سيَّار بن حاتم، حدَّثنا جعفر بن سليمان، قال: سمعت أبا عِمران الجَوْني يقول:
(1)
إسناده صحيح. الهيثم بن خلف: هو الدُّوري، ويعقوب بن إبراهيم: هو الدورقي، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 151 عن يعقوب بن إبراهيم وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الآجري في "الشريعة"(672) من طريق زياد بن أيوب، عن هشيم، به. ولم يذكر فيه (الذي خلق
…
) إلخ.
(2)
في النسخ الخطية بزيادة ألف بعد السين، ولا نُراه إلا خطأً، وقد سلف ضبط قراءة سعيد عند الرواية السالفة برقم (2989).
(3)
إسناده حسن إن شاء الله من أجل القاسم بن ربيعة. وقد سلف برقم (2989) من طريق شعبة عن يعلى بن عطاء.
مرَّ عمرُ بن الخطَّاب بدَيْر راهب، قال: فناداهُ: يا راهبُ، يا راهبُ، قال: فأَشْرَفَ عليه، فجعل عمرُ يَنظُر إليه ويبكي، قال: فقيل له: يا أمير المؤمنين، ما يُبكيك من هذا؟ قال: ذكرتُ قول الله في كتابه: {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} [الغاشية: 3 - 5]، فذلكَ الذي أبكاني
(1)
.
هذه حكايةٌ في وقتها! فإنَّ أبا عمران الجَوْنِي لم يُدرِكْ زمان عمر.
3970 -
حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدَّثنا الحسن بن علي بن عفَّان، حدَّثنا أبو داود عمر بن سعد الحَفَري، حدَّثنا سفيان، عن أبي الزُّبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُمِرتُ أن أقاتلَ الناسَ حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها، عَصَموا مني دماءَهم وأموالَهم إلَّا بحقِّها، وحِسابُهم على الله"، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ
(2)
(22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ} [الغاشية: 22 - 24]
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف الخضر بن أبان، وسيار بن حاتم فيه ضعف لكن يعتبر به، وهما متابعان، وأبو عمران الجوني - وهو عبد الملك بن حبيب - عن عمر منقطع لم يدركه.
وأخرجه الحافظ أبو بكر البرقاني كما في "تفسير ابن كثير" 8/ 406 - 407 من طريق هارون بن عبد الله الحمّال، عن سيار بن حاتم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 368 عن جعفر بن سليمان، به.
(2)
هكذا في النسخ الخطية بالسين، وهي كذلك في مصادر التخريج، وهذه قراءة هشام بن عمار وقنبل وابن ذكوان وحفص في أحد الوجهين عنه، وقراءة الجمهور:(بمصيطر) بالصاد، وقد سلف التنصيص عليها بالصاد في رواية أبي نعيم وقبيصة عن سفيان عند المصنف برقم (3044). وانظر "النشر في القراءات العشر" 2/ 378، و "الكشف عن وجوه القراءات السبع" 2/ 372.
(3)
إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري.
وأخرجه أحمد 22/ (14209)، ومسلم (21)(35)، والترمذي (3341)، والنسائي (11606) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرجه دون التلاوة أحمد 22/ (14141) من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول
…
وذكره. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه بهذه الزيادة!
89 - تفسير سورة الفجر
بسم الله الرحمن الرحيم
3971 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيه، حدَّثنا بشْر بن موسى، حدَّثنا خلاد بن يحيى، حدَّثنا سفيان، عن الأغرِّ بن خليفة، عن حُصَين بن عُقبة
(1)
، عن أبي نَصْر، عن ابن عبَّاس:{وَالْفَجْرِ} قال: فجرُ النهار {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} قال: عَشرُ الأضحى
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
وأبو نَصْر هذا: هو الأسوَد بن هلال
(3)
.
3972 -
حدَّثنا أحمد بن كامل القاضي، حدَّثنا أبو قِلابة، حدَّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدَّثنا همام، عن قَتادةَ، عن عِمْران بن عِصام، شيخٌ من أهل البصرة، عن عِمران بن حُصَين: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن الشَّفْعِ والوَتْر، فقال: "هي
= وأخرجه دون التلاوة كذلك أحمد (14560) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، ومسلم (21)(35)، وابن ماجه (3928)، والنسائي (3425) من طريق أبي سفيان، كلاهما عن جابر.
(1)
في النسخ الخطية: سفيان عن الأغر بن خليفة عن حصين بن عقبة، هكذا هي رواية الحاكم، بدليل أنَّ البيهقي قد رواه عنه في "شعب الإيمان"(3469) و "فضائل الأوقات"(168) على هذه الصورة، فهذا خطأ قديم، فليس في الرواة من اسمه الأغر بن خليفة يروي عن حصين بن عقبة، والصواب كما وقع في المطبوع: الأغر عن خليفة بن حصين بن قيس؛ والأغر: هو ابن الصباح المنقري.
(2)
إسناده لا بأس برجاله إلا أنَّ أبا نصر - وهو الأسدي - لم يُعرف بسماعه من ابن عبَّاس كما قال البخاري في النِّكاح من "صحيحه" بإثر الحديث (5105). سفيان: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد كما سبق.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 168 و 169 من طريق مهران الرازي، عن سفيان الثوري، به.
(3)
كذا قال المصنف، ولم يتابعه عليه أحد ممن ترجم لأبي نصر، فإنه لا يعرف إلا بكنيته، وأما الأسود بن هلال فآخرُ، كنيتُه أبو سلام، وهو من كبراء التابعين أدرك أيام الجاهلية، وقد خرَّج له الشيخان.
الصلاةُ، منها شَفعٌ، ومنها وتْرٌ"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3973 -
حدَّثنا أبو الحسن محمد بن علي بن بكر العَدْل، حدَّثنا الحسين بن الفضل، حدَّثنا سعيدٌ بن منصور المكِّي، حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن ثابت البُناني، عن أبي رافع، عن عبد الله بن مسعود في قول الله عز وجل:{ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ} [الفجر: 10 - 11]، قال: وَتَدَ فرعونُ لامرأته أربعة أوتاد، ثم جعل على ظهرها رَحَى عظيمًا
(2)
حتى ماتت
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف لإبهام راويه عن عمران بن حصين، وهو الشيخ من أهل البصرة، وليس هو عمران بن عصام كما وقع للمصنف هنا وكما وقع لابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 8/ 415 من حديث يزيد بن هارون عن همام.
فقد أخرجه أحمد 33/ (19919) عن أبي داود الطيالسي، و (19935) عن بهز بن أسد، و (19973) عن يزيد بن هارون وعفان بن مسلم وعبد الصمد بن عبد الوارث، والترمذي (3342) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وأبي داود الطيالسي، ستتهم عن همام بن يحيى العوذي، عن قَتادةَ، عن عمران بن عصام، عن شيخ من أهل البصرة، عن عمران بن حصين.
قال الحافظ ابن كثير: تفرد به عمران بن عصام الضبعي
…
وعندي أنَّ وقفه على عمران بن حصين أشبه، والله أعلم.
(2)
هكذا في (ص) و (ع)، وفي (ز) و (ب) عظيم، بإسقاط الألف، والصواب أن تكون: رحى عظيمة، فإنَّ الرحى لا تذكَّر.
(3)
رجاله ثقات إلا أنه قد اختُلف في إسناده.
فقد وقع في رواية إسحاق بن إبراهيم الدَّبري عن عبد الرزاق في "جامع معمر"(20445)، و "شعب الإيمان" للبيهقي (1521)، وكذا في رواية غيره عن عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 371 من حديث معمر، عن ثابت البُناني، عن أبي رافع من قوله؛ لم يذكر ابن مسعود. وأبو رافع: هو نُفيع الصائغ المدني، تابعي مخضرم.
ورواه كذلك محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عند الطبري في "تفسيره" 30/ 179.
ورواه حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة: أنَّ فرعون أوتد لامرأته أربعة أوتاد في يديها ورجليها، فكان إذا تفرقوا عنها ظلَّلتها الملائكة، فقالت: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3974 -
أخبرنا أبو العبَّاس القاسم بن القاسم السَّيّاري، حدَّثنا إبراهيم بن هلال، حدَّثنا علي بن الحسن بن شَقيق، حدَّثنا أبو حمزة، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن عبد الله:{وَالْفَجْرِ} قال: قَسَمٌ، {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: 14]: من وراء
(1)
الصِّراط ثلاثةُ جسورٍ: جسرٌ عليه الأمانةُ، وجسرٌ عليه الرَّحِم، وجسرٌ عليه الربُّ عز وجل
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
90 - تفسير سورة البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
3975 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدَّثنا محمد بن عبد السلام، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرِير، عن منصور، عن مجاهدٍ، عن ابن عبَّاس في
= فِي الْجَنَّةِ
…
}، فكشف لها عن بيتها في الجنة. أخرجه أبو يعلى (6431) والواحدي في "التفسير الوسيط" 4/ 482، فهذا خلاف ثالث، ولعلَّ هذا أصحُّها، فإنَّ حماد بن سلمة أثبت في ثابت من معمر فيه، بل قد تُكلِّم في رواية معمر عن ثابت.
وفي الباب عن سلمان الفارسي موقوفًا عليه، سلف برقم (3876).
(1)
قوله "من وراء" مكانه في النسخ الخطية: مرور، وهو تحريف، والتصويب من "الأسماء والصفات" للبيهقي (914) حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه.
(2)
إسناده إلى سالم بن أبي الجعد حسن من أجل إبراهيم بن هلال، وقد سلفت ترجمته عند الحديث رقم (420). أبو حمزة: هو محمد بن ميمون السكري.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(914) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. ثم قال: هذا موقوف على عبد الله، قيل: هو ابن مسعود رضي الله عنه، ومرسلٌ بينه وبين سالم بن أبي الجعد، ورواه أبو فزارة عن سالم بن أبي الجعد من قوله غير مرفوع إلى عبد الله.
قلنا: وهو كذلك عن سالم من قوله عند أبي أحمد العسال في كتاب "المعرفة" من طريق الأعمش عنه كما ذكر الذهبي في كتابيه "العرش"(127) و "العلو للعلي الغفار"(337)، وصحَّح إسناده.
قوله عز وجل: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} ، قال: أُحِلَّ له أن يَصنَعَ فيه ما شاءَ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3976 -
أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهَمَذان، حدَّثنا إبراهيم بن الحسين، حدَّثنا آدم بن أبي إياس، حدَّثنا وَرْقاءُ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} ، قال: يعني بالوالد: آدم، وما وَلَدَ: ولدَه
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3977 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدَّثنا إسحاق بن الحسن، حدَّثنا أبو حُذَيفة، حدَّثنا سفيان، عن ابن جُرَيج، عن عطاء، عن ابن عبَّاس: {لَقَدْ خَلَقْنَا
(1)
إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 194 عن محمد بن حميد الرازي، عن جرير، عن منصور، عن مجاهد. ولم يذكر فيه ابن عبَّاس، ومحمد بن حميد فيه مقال.
لكن هذا المعنى روي عن مجاهدٍ من قوله من غير وجه فيما أخرجه الطبري.
(2)
خبر صحيح لكن مجاهد دون ابن عبَّاس، فقد خالف المصنف بذكره أبو علي بنُ شاذان في روايته لـ "تفسير آدم بن أبي إياس" عن عبد الرحمن بن الحسن القاضي 2/ 758. وعبد الرحمن بن الحسن - وإن كان فيه ضعف - قد توبع.
فقد رواه عن ورقاء - وهو ابن عمر اليشكري - الحسنُ بن موسى الأشيب عند الطبري في "التفسير" 30/ 195، ومحمد بن يوسف الفريابي كما في "تغليق التعليق" 4/ 368، وكلاهما لم يذكر فيه ابن عبَّاس.
ورواه كذلك عيسى بن ميمون الجرشي عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عند الطبري 30/ 195.
وأما ابن عبَّاس فالمروي عنه كما عند الطبري: أنه قال: الوالد: الذي يلد، وما ولد: العاقر الذي لا يولد له.
قال ابن كثير في "تفسيره": وما ذهب إليه مجاهد وأصحابه حسن قوي
…
الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قال: في شِدَّة خَلْقٍ في ولادته، ونَبَتِ أسنانِه وسَرَره، ومعيشته وخِتَانِه
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3978 -
حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار العُطارِدي، حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش، حدَّثنا عاصم، عن زرٍّ، عن عبد الله:{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} قال: الخيرَ والشرَّ
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3979 -
حدَّثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدَّثنا حامد بن أبي حامد المقرئ، حدَّثنا إسحاق بن سليمان الرازي، قال: سمعت طلحة بن عمرو، وسُئِلَ عن قول الله:{أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} ، فقال: حدَّثنا محمد بن المنكَدِر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مُوجِباتِ المغفرة إطعامُ المسلم السَّغْبانِ"
(3)
.
(1)
خبر صحيح، وهذ إسناده حسن من أجل أبي حذيفة - وهو موسى بن مسعود النهدي - وقد توبع. سفيان: هو الثوري، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه بنحوه الطبري 30/ 197 من طريق مهران الرازي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" 11/ (253)، ومن طريقه ابن حجر في "تغليق التعليق" 4/ 3 من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، به.
والسَّرَر: هو الحبل السُّرِّي.
(2)
إسناده حسن. عاصم: هو ابن أبي النجود، وزر: هو ابن حبيش، وعبد الله: هو ابن مسعود.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 374، وكذا الطبري 30/ 199، والطبراني في "الكبير"(9097)، وابن المقرئ في "معجمه"(1148)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(956) من طرق عن عاصم، به.
وأخرجه الطبري 30/ 200، والدولابي في "الكنى والأسماء"(1619) من طريق شعبة، عن عاصم، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود. فلعلَّ لعاصم فيه شيخين.
(3)
إسناده ضعيف جدًّا، طلحة بن عمرو - وهو الحضرمي - متروك الحديث.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(3094) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3980 -
حدَّثنا علي بن حَمْشاذ العَدْل، حدَّثنا يزيد بن الهيثم، حدَّثنا إبراهيم بن أبي الليث، حدَّثنا الأشجعي، عن سفيان، عن حُصَين، عن مجاهدٍ، عن ابن عبَّاس {أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} ، قال: المطروحُ الذي ليس له بيتٌ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3981 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدَّثنا محمد بن عبد السلام، حدَّثنا إسحاق، أخبرنا ابن فُضَيل، حدَّثنا حُصَين، عن مجاهدٍ، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} ، قال: التَّرِبُ: الذي لا يَقيهِ من التراب شيءٌ
(2)
.
= وخالف حامدًا يوسفُ بنُ موسى القطان عند الطبراني في "مكارم الأخلاق"(157) فرواه عن إسحاق بن سليمان الرازي، عن فطر بن خليفة، عن محمد بن المنكدر، به. وحامد ويوسف كلاهما من الثقات، وكذا فطرٌ.
وخالفهما يحيى بن أبي طالب - وهو صدوق لا بأس به - فرواه عن عبد الوهاب بن عطاء، عن هشام بن حسان، عن محمد بن المنكدر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسله. أخرجه البيهقي (3093). فهذا يدلُّ على اضطراب الرواية المرفوعة.
وخالفهم جميعًا علي بن عبد الله - وهو ابن المديني - عند البيهقي أيضًا (3092)، والحسين بن الجنيد عند أبي نعيم في "حلية الأولياء" 3/ 149، فروياه عن سفيان بن عيينة قال: سمعت ابن المنكدر يقول؛ فذكره موقوفًا عليه. وهذا أصحُّها.
السَّغبان: الجائع.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل إبراهيم بن أبي الليث. الأشجعي: هو عبيد الله بن عبيد الرحمن، وسفيان: هو الثوري، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.
وأخرجه بنحوه الطبري 30/ 205 عن محمد بن حميد الرازي، عن مهران الرازي، عن سفيان الثوري، عن حصين، عن مجاهدٍ من قوله. وابن حميد فيه ضعف.
وأخرجه الطبري أيضًا 30/ 204 من طريق شعبة وعبثر، عن حصين، عن مجاهدٍ، عن ابن عبَّاس.
وهو عنده أيضًا من غير وجه عن مجاهدٍ.
(2)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهويه، وابن فضيل: هو محمد. وانظر ما قبله.
91 - تفسير سورة (والشمس وضحاها)
بسم الله الرحمن الرحيم
3982 -
أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدَّثنا إبراهيم بن الحسين، حدَّثنا آدم بن أبي إياس، حدَّثنا وَرْقاء، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} قال: ضَوْؤُها {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} تَبِعَها {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} قال: أضاءَها {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} قال: الله بَنَى السماء، وقوله:{وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا} قال: دَحَاها، {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}: قال عرَّفها شقاءَها وسعادتَها {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} ، قال: أَغْواها
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3983 -
حدَّثنا علي بن عيسى، حدَّثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدَّثنا ابن أبي عمر، حدَّثنا سفيان، عن حنظلة، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} قال: ألزَمَها فُجورَها وتَقواها
(2)
.
(1)
صحيح عن مجاهدٍ من تفسيره، وعبد الرحمن بن الحسن فيه ضعف لكنه متابع.
فقد رواه الحارث بن أبي أسامة عن الحسن بن موسى الأشيب عن ورقاء عند الطبري 30/ 208 وما بعدها مقطعًا، ولم يجاوزه مجاهدًا. وإسناده صحيح.
وهو كذلك عن مجاهدٍ من تفسيره في رواية أبي علي بن شاذان لـ "تفسير آدم بن أبي إياس" 2/ 762 - 764 عن عبد الرحمن بن حسن القاضي.
وأخرج آخره البيهقي في "القضاء والقدر"(353) عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد بذكر ابن عبَّاس. ثم قال (354): وأخبرنا به أبو عبد الله - يعني الحاكم - في تفسير مجاهد بهذا الإسناد فلم يجاوزه مجاهدًا
…
وقال في قوله: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} يعني: خاب من أغواه الله. قلنا: وهو بهذا اللفظ أيضًا في رواية ابن شاذان.
(2)
إسناده ضعيف، حنظلة - وهو ابن أبي حمزة - لم يرو عنه سوى سفيان - وهو ابن عيينة - وحماد بن سلمة، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وجهله الحافظ ابن حجر في "التقريب". ابن أبي عمر: هو محمد بن يحيى بن أبي عمر العَدَني.
وأخرجه البيهقي في "القضاء والقدر"(352) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
92 - تفسير سورة (والليل إذا يَغشى)
بسم الله الرحمن الرحيم
3984 -
حدَّثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن وَهْب الحافظ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف الفِرْيابي، حدثني أبي، حدَّثنا سفيان، عن عُبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مَوهَب، قال: سمعتُ عليَّ بن الحسين يحدِّث عن أبيه، عن جدِّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستةٌ لَعنتُهم، ولَعَنَهم الله وكلُّ نبيٍّ مُجابٍ: الزائدُ في كتاب الله، والمكذِّبُ بقَدَر الله، والمتسلِّطُ بالجَبَروتِ ليُذِلُّ من أعزَّ اللهُ ويُعِزَّ من أذلَّ الله، والتاركُ لسُنَّتي، والمستحِلُّ من عِتْرتي ما حرَّم الله، والمستحلُّ لحُرَم الله
(1)
.
قال سفيان: اقرؤوا سورة {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} : {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} .
هكذا حدَّثَناه أبو علي، وله إسنادٌ صحيح أخشى أني ذكرتُه فيما تقدَّم
(2)
:
3985 -
حدَّثَناه عبد الله بن جعفر بن دَرَستَوَيهِ الفارسي، حدَّثنا يعقوب بن سفيان،
(1)
إسناده ضعيف لضعف عبيد الله بن مَوهَب واضطرابه فيه كما سلف بيانه برقم (102)، وعبد الله بن محمد بن يوسف الفريابي لا تُعرَف حاله. سفيان: هو الثوري.
وقد أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(3462) عن عبد الملك بن مروان الرقي، عن محمد بن يوسف الفريابي، به عن علي بن الحسين، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
وكذلك رواه عن سفيان الثوري أبو أسامة حماد بن أسامة عند أبي القاسم بن بشران في "أماليه"(234)، وعبد الله بن الوليد العدني عند الفاكهي في "أخبار مكة"(1485).
ورواه مرسلًا أيضًا حفص بن غياث عن عبيد الله بن موهب فيما ذكر الترمذي بإثر الحديث (2154)، ورواه كذلك سفيان بن عيينة عن رجل - ولم يسمه - عن علي بن الحسين، عند الفاكهي (1486).
(2)
قد تقدَّم بهذا الإسناد برقم (102).
حدَّثنا إسحاق بن محمد الفَرْوي، حدَّثنا عبد الرحمن بن أبي المَوَال
(1)
، عن عبيد الله بن مَوهَب، عن عَمْرة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستةٌ لَعنتُهم، لَعَنَهم الله وكلُّ نبيٍّ مجاب: الزائدُ في كتاب الله، والمكذِّبُ بأقدار الله، والمتسلِّطُ بالجَبَروت ليُذِلُّ من أعزَّ الله ويُعزَّ من أذلَّ الله، والمستحِلُّ لحُرَمِ الله، والمستحِلُّ من عِتْرتي ما حرَّم الله، والتاركُ لسُنَّتي"
(2)
.
قد احتجَّ الإمامُ البخاري بإسحاق بن محمد الفَرْوي وعبد الرحمن بن أبي المَوَال في "الجامع الصحيح"، وهذا أولى بالصواب من الإسناد الأول.
3986 -
حدَّثنا أحمد بن سهل الفقيه ببُخارَى، حدَّثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ، حدَّثنا سعيدٌ بن يحيى الأُمَوي، حدثني عمِّي عبد الله بن سعيد، عن زياد بن عبد الله، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني محمد بن عبد الله بن أبي عَتِيق، عن عامر بن عبد الله بن الزُّبير، عن أبيه قال: قال أبو قُحَافة لأبي بكر: أَراك تُعتِقُ رِقابًا ضِعافًا، فلو أنك إذ فعلتَ ما فعلتَ، أعتقتَ رجالًا جُلْدًا يَمنعونَك ويقومون دُونَك، فقال أبو بكر: يا أبت، إني إنما أريدُ ما أريد، إنما نَزَلت هذه الآياتُ فيه:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} إلى قوله عز وجل: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى}
(3)
.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية في هذا الموضع والموضع التالي إلى: عبد الرحمن بن أبي الرجال، والتصويب من مكرره المتقدم برقم (102)، وابن أبي الموال هو الذي احتجَّ به البخاري في "الجامع الصحيح" لا ابن أبي الرجال.
(2)
إسناده ضعيف. وهو مكرر (102).
(3)
إسناده حسن، والمحفوظ فيه أنه من رواية عامر بن عبد الله بن الزبير عن بعض أهله - لم يسمه - قال: قال أبو قحافة
…
هكذا رواه ابن هشام في "السيرة" 1/ 319 عن زياد بن عبد الله البكائي، وكذا رواه أحمد بن حنبل وابنه في "فضائل الصحابة"(66) و (291) - ومن طريقه الواحدي في "أسباب النزول"(855) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 30/ 69 من طريق إبراهيم بن سعد الزهري، والطبري في "تفسيره" 30/ 221 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، كلاهما عن ابن إسحاق.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
93 - تفسير سورة (والضُّحى)
بسم الله الرحمن الرحيم
3987 -
حدثني أبو عمرو محمد بن أحمد
(1)
بن إسحاق العَدْل، حدَّثنا محمد بن الحسن العَسقَلاني، حدَّثنا عصام بن رَوَّاد بن الجرَّاح، حدثني أبي، حدَّثنا الأوزاعي، عن إسماعيل بن عُبيد الله، قال: حدثني علي بن عبد الله بن عبّاس، عن أبيه قال: أُرِيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما يُفتَح على أمَّتِه من بعده فسُرَّ بذلك، فأنزل الله عز وجل:{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} إلى قوله: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} ، قال: فأعطاه ألفَ قصرٍ في الجنة من لُؤلُؤٍ ترابُه المسكُ، في كل قصرٍ منها ما يَنبَغي له
(2)
.
(1)
قوله: "بن أحمد" لم يرد في (ب) جاء منسوبًا إلى جده، وثبت في (ز) و (ص) و (ع) إلا أنه جاء فيها مقلوبًا: أبو عمرو أحمد بن محمد، والصواب: أحمد بن محمد، وهكذا جاء في غير موضع عند المصنف من كتابه هذا. وانظر ترجمته في "تاريخ دمشق" 51/ 7، و "تاريخ الإسلام" 8/ 48.
(2)
إسناده حسن من أجل عصام بن روّاد وأبيه، وقد توبعا، وذَهَلَ الذهبي رحمه الله في "تلخيصه" فقال: تفرَّد به عصام بن رواد عن أبيه وقد ضُعِّف. إسماعيل بن عبيد الله: هو ابن أبي المهاجر المخزومي.
وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(861) عن أبي بكر بن أبي الحسن المسيبي، عن محمد بن عبد الله الضبي - وهو أبو عبد الله الحاكم - بهذا الإسناد.
ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 13/ 104، ومحمد بن خلف العسقلاني عند الطبري في "تفسيره" 30/ 232، كلاهما عن رواد بن الجراح، به عن علي بن عبد الله بن عبَّاس مختصرًا بقصة الألف القصر من قوله لم يذكر فيه أباه عبد الله بن عبَّاس.
وأخرجه كرواية المصنف: الطبري 30/ 232، والطبراني في "الكبير"(10650)، و "الأوسط"(3209)، والآجري في "الشريعة"(1109)، وتمام الرازي في "فوائده"(448)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 212 من طريق عمرو بن هاشم البيروتي، والآجري (1110)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 61 - 62 من طريق سفيان الثوري، والآجري (1108) من طريق عمر بن عبد الواحد، =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3988 -
حدَّثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكِّي إملاءً، حدَّثنا أحمد بن سَلَمة، حدَّثنا عبد الله بن الجرَّاح، حدَّثنا حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"سألت الله مسألةً وددتُ أني لم أكن سألتُه، ذَكَرتُ رسلَ ربي فقلت: سخَّرت لسليمانَ الريحَ، وكلَّمتَ موسى، فقال تبارك وتعالى: ألم أَجِدُك يتيمًا فآويتُك، وضالًا فهَدَيتُك، وعائلًا فأَغنيتُك؟ " قال: "فقلت: نَعَم، فَوَدِدتُ أن لم أسأَلْه"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
3989 -
أخبرنا إسحاق بن محمد الهاشمي بالكوفة، حدَّثنا محمد بن علي بن عفَّان العامرِي، حدَّثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أَرقمَ قال: لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} إلى {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)
= ثلاثتهم عن الأوزاعي، به. إلا أن سفيان جعل أوله في قصة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ما يفتح على أمته وسروره بذلك مرفوعًا من قوله صلى الله عليه وسلم. وقد نبَّه البيهقي إلى أنه روي من وجه آخر عن سفيان موقوفًا كرواية غيره عن الأوزاعي.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(572)، والضياء المقدسي في "المختارة" 12/ (380) من طريق معاوية بن أبي العبَّاس، عن إسماعيل بن عبيد الله المخزومي، به - ورفع أوله كإحدى روايتي سفيان. ومعاوية ليِّن.
(1)
إسناده حسن من أجل عبد الله بن الجراح، وقد توبع. ورواية حماد بن زيد عن عطاء قبل اختلاطه.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(3966) و (3967)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير" 8/ 452 - والطبراني في "الكبير"(12289)، و "الأوسط"(3651)، والثعلبي في "تفسيره" 10/ 225، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 62 - 63، والواحدي في "أسباب النزول"(862)، والبغوي في "تفسيره" 8/ 455 - 456 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد قال فيه بعضهم عن حماد بن زيد: أظنه عن سعيد بن جبير عن ابن عبَّاس. وزاد فيه بعضهم: "ألم أشرح لك صدرك؟ ألم أرفع لك ذكرَك؟ ".
فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} قال: فقيل لامرأة أبي لهبٍ: إنَّ محمدًا قد هَجَاكِ، فأتتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالسٌ في المَلأ، فقالت: يا محمدُ، عَلَامَ تَهجُوني؟ قال: فقال: "إني واللهِ ما هَجَوتُكِ، ما هجاكِ إِلَّا الله" قال: فقالت: هل رأيتَني أحمِلُ حطبًا، أو رأيتَ في جِيدِي حبلًا من مَسَد؟! ثم انطَلَقَت، فمَكَثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أيامًا لا يُنزَّلُ عليه، فأتته فقالت: يا محمدُ، ما أرى صاحبَك إلا قد وَدَّعك وقَلَاك، فأنزل الله عز وجل:{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}
(1)
.
هذا إسناد صحيح كما حدَّثَناه هذا الشيخُ، إلا أني وجدتُ له عِلَّةً:
3990 -
أخبرناه أبو عبد الله الصَّفّار، حدَّثنا أحمد بن مِهْران الأصبهاني، حدَّثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن يزيد بن زيد قال: لما نَزَلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} ، فذكر الحديث مثله حرفًا بحرف
(2)
.
قول الله عز وجل: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} لم أجِدْ فيه حرفًا مسندًا، ولا قولًا للصحابة، فذكرتُ فيه حرفَين للتابعين:
3991 -
أخبرنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدَّثنا الحسن بن أحمد بن اللَّيث، حدَّثنا علي بن هاشم الرازي، حدَّثنا حُميد بن عبد الرحمن الرُّؤَاسي، عن أبي الأحوَص قال: قال أبو إسحاق: يا معشر الشَّباب، اغتنموا، قلَّما تمرُّ بي ليلةٌ إِلَّا وأقرأ فيها ألفَ آية، وإني لأقرأُ البقرة في ركعة، وإني لأصُومُ أشهُرَ الحُرُم، وثلاثةَ
(1)
ضعيف وإن كان ظاهر إسناده لا بأس به، إلّا أنَّ له علةً كما قال المصنف، فأغلب الظن أنَّ شيخه قد أخطأ في جعله من حديث أبي إسحاق - وهو السَّبيعي - عن زيد بن أرقم، والصواب فيه ما سيأتي بإثره عند المصنف من حديث أبي إسحاق عن يزيد بن زيد، ويزيد هذا مجهول لا يُعرَف كما قال الذهبي في ترجمته من "ميزان الاعتدال".
وأصح منه ما سلف برقم (3416) من حديث أسماء بنت أبي بكر.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة يزيد بن زيد كما سبق، ولا يُعرف إلا بهذا الخبر.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 339 من طريق عيسى بن يزيد المروزي، عن أبي إسحاق، عن يزيد بن زيد - وكان ألزم شيء لمسروق - قال: لما نزلت
…
وذكره.
أيام من كلِّ شهر، والاثنين والخميسَ، ثم تلا {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}
(1)
.
3992 -
أخبرنا أبو سعيد، حدَّثنا الحسن بن أحمد بن الليث، حدَّثنا زياد بن أيوب، حدَّثنا هُشَيم، أخبرنا أبو بَلْج، عن عمرو بن ميمون؛ قال
(2)
: كان يَلقَى الرجل من إخوانه فيقول: لقد رَزَقَ اللهُ البارحة من الصلاة كذا، ورَزَقَ من الخير كذا
(3)
.
فرَحِمَ اللهُ عمرَو بنَ عبد الله السَّبِيعي، وعمرَو بنَ ميمون الأوْديَّ، فلقد نبَّها لما يُرغِّب الشبابَ في العبادة.
94 - تفسير سورة (ألم نَشرَح)
بسم الله الرحمن الرحيم
قد اتَّفق الشيخان على حديث قَتَادة عن أنس عن
(4)
مالك بن صَعصَعة في حديث المِعراج في شَقِّ بطنِ رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخراج ما أُخرِجَ منه.
وقد أتى به ثابتٌ البُناني عن أنسٍ دون ذِكْر مالك بن صَعصَعة خارجَ المِعراج بزيادات ألفاظٍ كما:
3993 -
حدَّثَناه علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدَّثنا أبو مُسلِم ومحمد بن يحيى القزَّاز
(1)
إسناده صحيح. أبو الأحوص: هو سلّام بن سُليم، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6613) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(404) من طريق زهير بن حرب، عن حميد بن عبد الرحمن، به. وانظر "الزهد" لأحمد (2136) و "حلية الأولياء" لأبي نعيم 4/ 339.
(2)
القائل هو أبو بَلْج، والذي كان يلقى إخوانه
…
هو عمرو بن ميمون، كما جاء في رواية ابن أبي شيبة في "مصنفه" 13/ 425 عن هشيم.
(3)
إسناده حسن. أبو بَلْج: هو يحيى بن سليم - أو ابن أبي سليم - الفزاري الكوفي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6614) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
(4)
لفظ "عن" تحرَّف في النسخ الخطية إلى: بن.
وحديث قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة عند البخاري برقم (3207) و (3887)، وعند مسلم برقم (164).
قالا: حدَّثنا حَجَّاج بن المِنهال، حدَّثنا حماد بن سَلَمة، أخبرنا ثابتٌ البُنَاني، عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريلُ وهو يلعبُ مع الصِّبيان، فأَخَذَه فصَرَعَه فشَقَّ عن قلبِه، فاستَخرَج منه عَلَقةً، فقال: هذا حظُّ الشيطان منك، قال: فغَسَلَه في طَسْتٍ من ذهب بماءِ زمزمَ ثم لأَمَه ثم أعاده في مكانه، قال: وجاء الغِلمانُ يَسعَونَ إلى أُمَّه - يعني ظِئْرَه - فقالوا: إنَّ محمدًا قد قُتِل
(1)
، فأقبَلَت ظئره تريده، فاستقبلها راجعًا وهو مُنتقِعُ اللون.
قال أنس: وقد كنَّا نَرى أثرَ المِخْيَطِ في صدرِه
(2)
.
صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه!
وقد صحَّت الروايةُ عن عمر بن الخطَّاب وعلي بن أبي طالب: لن يَغلِبَ عُسرٌ يُسرَينِ
(3)
.
(1)
وقع هنا في نسخنا الخطية ما جاء لاحقًا، وهو قوله:"وهو منتقع اللون"، وأثبتناه على وَفْق المطبوع، وهو أوجه، وهو الموافق لما في مصادر التخريج.
(2)
إسناده صحيح. أبو مسلم: هو الحافظ أبو مسلم الكجِّي إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري.
وأخرجه أحمد 19/ (12221) و (12506) و 21/ (14069)، ومسلم (162)(261)، وابن حبان (6334) و (6336) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
قال أبو حاتم بن حبان: شُقَّ صدرُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو صبي يلعب مع الصبيان وأخرج منه العلقةُ، ولما أراد الله جلَّ وعلا الإسراءَ به، أمر جبريل بشقِّ صدره ثانيًا، وأخرج قلبه فغسله ثم أعاده مكانه؛ مرتين في موضعين، وهما غير متضادَّين.
قوله: "ثم لأَمَه" أي: أصلحه وضمَّه.
والظُّئر: المرضعة، وهي حليمة السعدية.
ومنتقع اللون: أي: متغيِّره.
والمِخيَط: الإبرة.
(3)
خبر عمر أخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 446 - ومن طريقه الطبري في "تفسيره" 30/ 221 - عن زيد بن أسلم عن عمر. وهو منقطع، زيد لم يدرك عمر. وقد روي موصولًا عن زيد بن أسلم عن أبيه أسلم عن عمر، وسلف عند المصنف برقم (3215)، وهو خبر حسنٌ. =
وقد رُوِيَ بإسنادٍ مُرسَلٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم:
3994 -
أخبرَناه محمد بن علي الصَّنعاني، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم الصَّنعاني، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمَر، عن أيوب، عن الحسن في قول الله عز وجل:{إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} قال: خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم يومًا مسرورًا فَرِحًا وهو يضحكُ، وهو يقول:"لن يَغلِبَ عسرٌ يُسرَينِ {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} "
(1)
.
95 - تفسير سورة (والتِّين)
بسم الله الرحمن الرحيم
3995 -
أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدَّثنا إبراهيم بن الحسين، حدَّثنا آدم بن أبي إياس، حدَّثنا وَرْقاء، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} ، قال: الفاكهةُ التي يأكلُها الناسُ {وَطُورِ سِينِينَ} قال: الطُّور: الجبلُ، وسينين، قال: المبارَك
(2)
.
= وأما خبر علي بن أبي طالب، فلم نقف عليه.
وروي أيضًا عن ابن مسعودٍ موقوفًا عند عبد بن حميد بسند جيد كما قال الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 4/ 372.
(1)
إسناده ضعيف لإرساله ورجاله ثقات، الحسن - وهو البصري - لم يذكر فيه الواسطة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم. أيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(9541) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 380.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 236 من طريق محمد بن ثور الصنعاني، عن معمر، به.
ورواه عن الحسن عند الطبري أيضًا يونسُ بن عبيد وعوف بن أبي جميلة.
وأخرجه أيضًا 30/ 236 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قَتادةَ مرسلًا، قال: ذُكر لنا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بشَّر أصحابه بهذه الآية فقال: "لن يغلب عسرٌ يُسرين". ورجاله ثقات.
وفي الباب مرفوعًا عن عطية العوفي عن جابر بن عبد الله أخرجه ابن مردويه في "تفسيره"، وإسناده ضعيف كما قال الحافظ ابن حجر في "التغليق" 4/ 372.
(2)
صحيح لكن من تفسير مجاهد، ورجاله ثقات غير عبد الرحمن بن الحسن القاضي =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
3996 -
حدثني علي بن عيسى، حدَّثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدَّثنا ابن أبي عمر، حدَّثنا سفيان، عن عاصم الأحوّل، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: مَن قرأَ القرآنَ لم يُرَدَّ إلى أرذلِ العُمُر لكيلا يعلمَ بعد علمٍ شيئًا، وذلك قولُه عز وجل:{ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} قال: إلَّا الذين قرؤُوا القرآنَ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
96 - تفسير سورة (اقرأ باسم ربِّك الذي خلق)
بسم الله الرحمن الرحيم
3997 -
حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدَّثنا أحمد بن شَيْبان الرَّمْلي، حدَّثنا سفيان بن عُيَينة، عن الزُّهْري، عن عُرْوة، عن عائشة قالت: أولُ سورةٍ نزلت من القرآن {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
(2)
.
= ففيه ضعف، وقد توبع.
وهو في "تفسير آدم بن أبي إياس" برواية ابن شاذان عن عبد الرحمن بن الحسن 2/ 769 من تفسير مجاهد لم يجاوزه.
وكذلك رواه محمد بن يوسف الفريابي عن ورقاء كما في "تغليق التعليق" 4/ 373، والحسن ين موسى الأشيب عن ورقاء عند الطبراني 30/ 239 و 241.
ورواه أيضًا من تفسير مجاهد عند الطبري سفيانُ الثوري وعيسى بن ميمون عن عبد الله بن أبي نجيح.
(1)
إسناده صحيح. ابن أبي عمر: هو محمد بن يحيى بن أبي عمر العَدَني، وسفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2450) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 486، والطبري 30/ 246 من طريقين عن عاصم الأحول، عن عكرمة من قوله لم يذكر فيه ابن عبَّاس. وهو أصح.
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات غير أحمد بن شيبان فصدوق، وبين سفيان بن عيينة والزهري فيه ابن إسحاق، وقد بيَّن سفيان فيما سلف عند المصنف برقم (2910) من حديث ابن أبي عمر العدني عنه: أنَّ ابن إسحاق حفظه لهم عن الزهري. وانظر ما بعده.
فإذا ابن عُيينة لم يَسمعْه من الزهري:
3998 -
أخبرَناه أبو بكر بن إسحاق وعلي بن حَمْشاذَ، قالا: حدَّثنا بِشْر بن موسى، حدَّثنا الحُميدي، حدَّثنا سفيان، عن محمد بن إسحاق، عن الزُّهري، عن عُرْوة، عن عائشة قالت: أولُ سورةٍ نزلت من القرآن {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه
(2)
.
3999 -
حدَّثنا أبو علي الحافظ، أخبرنا علي بن سَلْم الحافظ، حدَّثنا محمد بن حماد، حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن عمرو بن دينار، عن جابر: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان بحِراءٍ إذ أتاه ملَكٌ بنَمَطٍ من دِيباجٍ فيه مكتوبٌ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} إلى {مَا لَمْ يَعْلَمْ}
(3)
.
4000 -
فسمعتُ أبا على الحافظ يقول: ذِكرُ جابر في إسناده وهمٌ، فقد أخبَرَناه محمد بن إسحاق الثَّقفي، أخبرنا محمد بن عبد الملك بن زَنجوَيهِ، حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، أخبرني عمرُو بن دينار: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان بحِراءٍ، فذكره
(4)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق. وهو مكرر ما سلف برقم (2909) عن أبي بكر بن إسحاق وحده.
(2)
بل أخرجا معناه ضمن حديث بَدْء الوحي من حديث غير واحد عن الزهري عن عروة عن عائشة كما سيأتي برقم (4903).
(3)
رجاله ثقات إلّا أنَّ المحفوظ فيه عن عمرو بن دينار الإرسال، وذكرُ جابر في إسناده وهمٌ كما نقل المصنف عن شيخه أبي علي الحافظ، خولف محمد بن حماد - وهو الطِّهراني - في وصله كما في الحديث التالي.
(4)
رجاله ثقات وهو مرسل.
وتابع ابن زنجويه على إرساله الحسنُ بن أبي الربيع في روايته لـ "تفسير عبد الرزاق" فهو فيه 2/ 384 عن معمر قال: أخبرني عمرو بن دينار والزهري: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان بحراء، فذكره.
وروي مثل هذا عن عبيد بن عمير الليثي مرسلًا إلّا أنه لم يذكر حراءً وقال فيه: "جاءني جبريل وأنا نائم
…
"، رواه ابن إسحاق عن وهب بن كيسان عنه، وهو في "السيرة" لابن هشام 1/ 236، و "تاريخ الطبري" 2/ 300 - 301. =
الحديث الأول المتصل رواتُه كلُّهم ثقات، وإنما بنيتُ هذا الكتاب على أنَّ الزيادةَ من الثِّقة مقبولة، فأما السجودُ في {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ، فقد أخرجه مسلمٌ عن أبي الطاهر عن ابن وَهْب عن عمرو بن الحارث عن عُبيد الله بن أبي جعفر عن الأعرج عن أبي هريرة
(1)
.
4001 -
وقد حدَّثَناه أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدَّثنا هارون بن سليمان، حدَّثنا عبد الرحمن بن مَهْدي، عن سفيان، عن عاصم، عن زِرٍّ، عن علي قال: عزائمُ السجود في القرآن: {الم تَنْزِيلٌ} [السجدة: 1 - 2]، و {حم تَنْزِيلٌ} السجدةُ [فصلت: 1 - 2]، والنَّجمُ، و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
(2)
.
وأنا أتعجَّبُ، مَن حدَّثني لا يسجدُ في المفصَّل.
97 - تفسير سورة (إنا أنزلناه)
بسم الله الرحمن الرحيم
4002 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدَّثنا محمد بن عبد السلام، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرِير، عن منصور، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} قال: أنزل القرآنُ في ليلة القَدْر جُمْلةً واحدةً
= والنَّمط: ضرب من البُسُط، والديباج: ما نُسج من أحسن الحرير.
(1)
هو في "صحيح مسلم" برقم (578)(109) لكن عن حرملة بن يحيى التجيبي عن عبد الله بن وهب، وليس عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن أبي السَّرْح.
(2)
إسناده حسن من أجل عاصم: وهو ابن بهدلة. سفيان: هو الثوري، وزر: هو ابن حُبيش.
وأخرجه البيهقي 2/ 315 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه من طريق سفيان الثوري أيضًا عبد الرزاق (5863)، والطحاوي في "مشكل الآثار" 7/ 233.
وأخرجه الشافعي في "الأم" 8/ 415، وابن المنذر في "الأوسط"(2805)، والطحاوي 7/ 233، والبيهقي 2/ 315 من طريق شعبة، وابن وهب في فضائل القرآن من "جامعه" المطبوع باسم علوم القرآن 3/ (197) عن حماد بن زيد، كلاهما عن عاصم، به.
وأخرجه عبد الرزاق (5863) عن معمر والثوري، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث الأعور، عن علي. والحارث ضعيف لكنه هنا متابَع بزرٍّ.
إلى سماءِ الدنيا وكان بمَوقِع النجوم، فكان الله ينزِّله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضَه في إثر بعض، قال
(1)
وقالوا: {لَوْلَا نُزِّلَ
(2)
عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} [الفرقان: 32]
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
4003 -
حدَّثنا علي بن حَمشاذَ العَدْل، حدَّثنا محمد بن عيسى الواسطي، حدَّثنا عَمْرو بن عَوْن، حدَّثنا هُشَيم، عن حُصَين، عن حَكِيم بن جُبير، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبّاس قال: نُزِّل القرآنُ في ليلة القَدْر من السماء العُلْيا إلى السماء الدنيا جُملةً واحدةً، ثم فُرِّق في السِّنين، قال: وتلا هذه الآية: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} [الفرقان: 75 - 76]
(4)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
4004 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبرَي، حدَّثنا محمد بن عبد السلام، حدَّثنا إسحاق، أخبرنا أبو عامر العَقَدي، حدَّثنا عِكْرمة بن عمار اليَمَامي، عن أبي زُمَيل سِمَاك الحنفي قال: حدثني مالك بن مَرثَد، عن أبيه قال: قلتُ لأبي ذرٍّ: هل سمعتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يذكرُ ليلةَ القَدْر؟ فقال: نعم، قلتُ: يا رسول الله، أخبِرْني عن ليلة القَدْر، أفي رمضان أم في غير رمضان؟ قال:"بل في رمضانَ" قلت: أخبرني يا رسول الله، أهي مع الأنبياء ما كانوا، فإذا قُبِضَ الأنبياءُ رُفِعَت، أم هي إلى يوم القيامة؟ قال:"لا، بل إلى يوم القيامة" قلت: يا رسول الله، أخبِرني في أيِّ رمضانَ هي؟ قال: "في العَشْر الأواخر، لا تَسأَلْني
(1)
أُقحم هنا عبارة في النسخ الخطية "عز وجل".
(2)
في نسخنا الخطية: (أُنزل)، والتلاوة بإجماع القَرأة:(نُزِّل).
(3)
إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه.
وقد سلف برقم (2914) من طريق أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة عن جرير.
(4)
إسناده صحيح.
وقد سلف برقم (3823) من طريق الفضل بن محمد الشعراني عن عمرو بن عون الواسطي.
وانظر ما قبله.
عن شيءٍ بعدَها" فقلت: أقسمتُ عليك بحقِّي عليك يا رسول الله في أيِّ عَشرٍ هي؟ قال: فغضبَ عليَّ غضبًا شديدًا ما غضبَ عليَّ قبلُ ولا بعدُ مثلَه، وقال: "لو شاء الله لأطلَعَكم عليها
(1)
، التمِسوها في السَّبع الأواخر، لا تَسألْني عن شيءٍ بعدَها"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
4005 -
حدَّثنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا إسماعيل بن قُتيبة، حدَّثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا ابن أبي زائدة، عن داود بن أبي هند، عن عِكْرمة، عن ابن عبَّاس قال: قالت قريشٌ لليهود: أعطُونا شيئًا نَسألَ عنه هذا الرجلَ، فقالوا: سَلُوه عن الرُّوح، فنزلت {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]، قالوا: نحن لم نُؤْتَ من العلم إلا قليلًا، وقد أُوتينا التوراةَ فيها حكمُ الله، ومن أُوتِيَ التوراةَ فقد أوتيَ خيرًا كثيرًا، قال: فنَزَلت: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف:109]
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
98 - تفسير سورة (لم يَكُن)
بسم الله الرحمن الرحيم
4006 -
حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدَّثنا إبراهيم بن مرزوق، حدَّثنا أبو داود، حدَّثنا شُعبة، عن عاصم، عن زرٍّ، عن أبيِّ بن كعب: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليه
(1)
في النسخ الخطية: عليه، والمثبت من المطبوع.
(2)
إسناده محتمل للتحسين من أجل مرثد والد مالك، وقد سلف الكلام عليه برقم (1613) حيث روى المصنف هذا الحديث من طريقين آخرين عن عكرمة بن عمار. إسحاق: هو ابن راهويه، وأبو عامر العقدي: هو عبد الملك بن عمرو القيسي.
(3)
إسناده صحيح. يحيى بن يحيى: هو النيسابوري، وابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
وأخرجه أحمد 4/ (2309)، والترمذي (3140)، والنسائي (11252)، وابن حبان (99) من طريقين عن ابن أبي زائدة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
{لَمْ يَكُنِ} ، وقرأَ فيها:(إِنَّ ذاتَ الدِّينِ عندَ الله الحَنِيفيّةُ لا اليهوديةُ ولا النصرانيةُ ولا المجوسيةُ، ومن يَعمَلْ خيرًا فلن يُكفَرَه)
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
4007 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبَري، حدَّثنا محمد بن عبد السلام، حدَّثنا إسحاق، أخبرنا جَرير، عن مُغيرة، قال: سمعتُ الفُضَيل بنَ عمرو يقول لأبي وائل شَقيق بن سَلَمة: أسمعتَ عبدَ الله بنَ مسعود: يقول: مَن قال: إني مؤمنٌ، فليقل: إني في الجنّة؟ فقال: نعم. فقال المغيرة: وقرأ أبو وائل شقيقُ بن سَلَمة: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} حتى بلغ {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} إلى قوله: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} ، قرأها وهو يُعرِّض بالمُرجِئة
(2)
.
(1)
إسناده حسن من أجل عاصم: وهو ابن أبي النجود. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي، وزر: هو ابن حُبيش.
وأخرجه الترمذي (3898) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود، بهذا الإسناد - وفيه زيادة، وقال: حديث حسن صحيح. وانظر ما سلف برقم (2925).
(2)
إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد، ومغيرة: هو ابن مقسم الضبي.
وأخرجه مقطَّعًا الطبري في مسند ابن عبَّاس من "تهذيب الآثار" 2/ 660 و 669 عن محمد بن حميد، عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه دون الشطر الثاني في تلاوة أبي وائل: ابن أبي شيبة 11/ 50، وعبد الله بن أحمد في "السنة"(668) و (711) و (721)، والطبري 2/ 669، والخلال في "السنة"(1028) و (1365)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(1779) من طرق عن مغيره، به.
وأخرجه كذلك معمر في "جامعه"(20106)، وأبو عبيد في "الإيمان"(10)، وعبد الله بن أحمد (656)، والطبري 2/ 669، وابن بطة في "الإبانة" 2/ 769، واللالكائي (1781) من طريق سليمان الأعمش، عن أبي وائل، به.
ورواه عن ابن مسعودٍ كذلك علقمةُ بن قيس عند أبي عبيد (11)، وابن أبي شيبة 11/ 28، وعبد الله بن أحمد (655)، والطبري 2/ 669، والخلال (1339)، واللالكائي (1780)، =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
99 - تفسير سورة (إذا زُلزلت)
بسم الله الرحمن الرحيم
4008 -
حدَّثنا محمد بن صالح بن هانئ والحسن بن يعقوب قالا: حدَّثنا السَّرِي بن خُزَيمة، حدَّثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدَّثنا سعيد بن أبي أيوب، حدَّثنا عيّاش بن عبَّاس القِتْباني، عن عيسى بن هلال الصَّدَفي، عن عبد الله بن عمرو قال: أتى رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرئني يا رسول الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اقرأ ثلاثًا من ذواتِ (الر) "، فقال الرجل كَبِرَت سنِّي، واشتدَّ قلبي، وغَلُظَ لساني، قال:"اقرأ ثلاثًا من ذواتِ (حم)، فقال مثلَ مَقالتِه الأولى، فقال: "اقرأ ثلاثًا من المسبِّحات"، فقال مثلَ مقالتِه، فقال الرجل: يا رسول الله، أقرئْني سورةً جامعةً، فأقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم {إِذَا زُلْزِلَتِ} حتى فَرَغَ منها، فقال الرجل: والَّذي بعثَك بالحقِّ لا أزيدُ عليها أبدًا. ثم أدبَرَ الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَفْلَحَ الرُّوَيجِلُ"، ثم ذَكَر ما يقيمه
(1)
(2)
.
= والبيهقي في "شعب الإيمان"(70).
(1)
هكذا في المطبوع، وهكذا يمكن أن تقرأ في (ز) و (ب): يقيمه، ومكانها في (ص) و (ع) بياض، وفي "شعب الإيمان" للبيهقي (2282) حيث رواه عن المصنف: ثم ذكر ما بعده.
ويغلب على ظننا أنَّ الوجه فيها: ثم ذكر باقيه، حصل فيه تحريف قديم، فللحديث بقية ذكرها أحمد وغيره ممّن خرَّج الحديث، وهي ما خرَّجه المصنف فيما سيأتي برقم (7719).
(2)
إسناده فيه لينٌ، عيسى بن هلال الصدفي تفرَّد به، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان ويعقوب الفسوي، وفي القلب من أحاديثه شيء.
وأخرجه أحمد 11/ (6575)، وأبو داود (1399)، والنسائي (7973) و (10484) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. وزاد أحمد في آخره ما سيأتي برقم (7719).
وأخرجه ابن حبان (773) من طريق عبد الله بن عياش بن عبَّاس وسعيد بن أبي هلال، عن عياش بن عبَّاس، به. وزاد في آخره زيادة أخرى، وهي: أخبرني بما عليَّ من العمل، أعمل =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
4009 -
حدَّثنا محمد بن صالح والحسن بن يعقوب، قالا: حدَّثنا السَّرِي بن خُزيمة، حدَّثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدَّثنا سعيدٌ بن أبي أيوب، حدثني يحيى بن أبي سليمان، عن سعيد المَقبُري، عن أبي هريرة قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} ، قال:"أتدرون ما أخبارُها؟ " قالوا: الله ورسوله أعلمُ، قال:"فإِنَّ أخبارَها أن تشهدَ على كلِّ عبدٍ وأَمَةٍ بما عَمِلَ على ظهرها أن تقول: عمل كذا في يوم كذا وكذا، فذلك أخبارُها"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
4010 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار وأبو بكر الشافعي، قالا: حدَّثنا محمد بن مَسلَمة الواسطي، حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان بن حُسين، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن أبي أسماء الرَّحَبي قال: بَيْنا أبو بكر الصِّديق يَتغدَّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذْ نَزَلت هذه الآية: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} ، فأمسك أبو بكر وقال: يا رسول الله، أكلُّ ما عَمِلنا من سوءٍ رأيناه؟ فقال:"ما تَرونَ مما تكرهون، فذلك ما تُجزَونَ، يُؤخَّرُ الخيرُ لأهله في الآخرة"
(2)
.
= ما أطقتُ العمل، قال:"الصلوات الخمس، وصيام رمضان، وحج البيت، وأدِّ زكاة مالك، ومُرْ بالمعروف وانهَ عن المنكر".
ذوات (الر) خمس سور: يونس وهود ويوسف وإبراهيم والحجر.
وذوات (حم) سبع سورة: غافر وفصِّلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف.
والمسبِّحات ست سور: الحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن والأعلى.
(1)
إسناده ضعيف لضعف يحيى بن أبي سليمان. وقد سلف برقم (3049).
(2)
إسناده ضعيف، محمد بن مسلمة الواسطي لين الحديث، إلا أنه متابع، فقد عزا السيوطي هذا الحديث في "الدر المنثور" 8/ 593 إلى إسحاق بن راهويه وعبد بن حميد، وهما من طبقة محمد بن مسلمة يرويان عن يزيد بن هارون، فالغالب أنهما روياه عن يزيد فبذلك تسقط العهدة =
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
100 - تفسير سورة العاديَات
بسم الله الرحمن الرحيم
4011 -
أخبرنا محمد بن أحمد المحبُوبي بمَرُو، حدَّثنا سعيدٌ بن مسعود، حدَّثنا عُبيد الله بن موسى، حدَّثنا إسرائيل، أخبرني عبد الكريم الجَزَري، عن مجاهدٍ، عن ابن عبَّاس في قوله:{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} قال: هي الخيلُ {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا} قال: الرجلُ إِذا أَوْرَى زَنْدَه {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا} قال: الخيلُ تصبِّحُ العدوَّ {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} قال: الترابُ {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} قال: العدوُّ {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} قال: الكَفُورُ
(1)
.
= عن محمد بن مسلمة، وتبقى العلة في إرساله، فإنَّ أبا أسماء الرحبي تابعي لم يدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم ولا أبا بكر.
ثم إنه قد اختُلف فيه على أيوب، فقد رواه الهيثم بن الربيع، عن سماك بن عطية، عن أيوب - وهو السختياني - عن أبي قلابة - وهو عبد الله بن زيد الجرمي - عن أنس. أخرجه من هذا الطريق الطبري في "تفسيره" 30/ 268، والعقيلي في "الضعفاء"(1905)، والطبراني في "الأوسط"(8407)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9351)، والضياء في "المختارة" 6/ (2243 - 2246).
والهيثم بن الربيع قال أبو حاتم: شيخ ليس بالمعروف، ووهمه العقيلي في حديثه هذا، وكذا غلَّطه فيه الطبريُّ.
والصواب - كما قال الطبري والعقيلي - ما رواه إسماعيل ابن عليّة وعبد الوهاب الثقفي عند الطبري 25/ 32 و 30/ 268 عن أيوب قال: قرأت في كتاب أبي قلابة عن أبي إدريس: أنَّ أبا بكر كان يأكل
…
فذكره. وأبو إدريس - وهو عائذ الله بن عبد الله الخولاني - من أئمة التابعين، إلّا أنه لم يدرك السماع من أبي بكر، فروايته مرسلة.
وأصل الحديث قد روي عن أبي بكر من غير هذا الوجه، انظر ما سيأتي عند المصنف برقم (4499).
(1)
إسناده صحيح.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 8/ 106 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد.
101 - تفسير سورة القارعة
بسم الله الرحمن الرحيم
4012 -
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهَمَذان، حدَّثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، حدَّثنا آدم بن أبي إياس، حدَّثنا المبارَك بن فَضَالة، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات العبدُ تَلقَّى روحَه أرواحُ المؤمنين فتقولُ له: ما فعل فلانٌ؟ فإذا قال: مات قالوا: ذُهِبَ به إلى أمِّه الهاوية، فبِئسَتِ الأمُّ، وبِئسَتِ المربِّيةُ"
(1)
.
هذا حديث مُرسَل صحيح الإسناد، فإني لم أجِدْ لهذه السورة تفسيرًا على شرط الكتاب، فأخرجتُه إذ لم أستجِزْ إخلاءَه من حديث
(2)
.
102 - تفسير سورة (ألهاكم)
بسم الله الرحمن الرحيم
4013 -
حدَّثنا أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن السَّمّاك ببغداد، حدَّثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، حدَّثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قَتَادةَ، عن مُطرِّف
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإرساله، وشيخ المصنف فيه ضعف لكنه لم ينفرد به، ومبارك بن فضالة صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. الحسن: هو البصري، من أئمة التابعين.
والخبر في "تفسير آدم بن أبي إياس" برواية ابن شاذان 2/ 778 عن عبد الرحمن بن الحسن القاضي، بهذا الإسناد.
وأخرجه اللالكائي في "أصول الاعتقاد"(2166) من طريق الحسين بن الحسن المروزي، عن مؤمَّل بن إسماعيل، عن مبارك بن فضالة، به. ومؤمل - وإن كان في حفظه سوء - يعتبر به في المتابعات والشواهد.
ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (1318 - 1320)، وإسناده صحيح.
(2)
ذهل المصنف رحمه الله عما أخرجه سابقًا في كتاب الجنائز من حديث أبي هريرة كما تقدم مسندًا قريبًا من لفظ هذا المرسل.
ابن عبد الله بن الشِّخير، أنَّ أباه حدَّثه قال: انتهيتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} ، وهو يقول:"يقول ابنُ آدمَ: مالي مالي، وهل لكَ من مالِك إلا ما أكلتَ فأفنَيتَ، أو لَبِستَ فأبلَيتَ، أو تصدَّقتَ فأمضَيتَ؟ "
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، وليس من شرط الشيخين، فليس لعبد الله بن الشِّخِّير راوٍ غيرُ ابنِه مطرِّف، نظرتُ فإذا مسلمٌ قد أخرجه من حديث شعبة عن قَتادةَ مختصرًا
(2)
!
4014 -
حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدَّثنا محمد بن سِنَان القزَّاز، حدَّثنا محمد بن بكر البُرْساني، حدَّثنا جعفر بن بُرْقان قال: سمعت يزيدَ بن الأصمِّ يحدِّث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أخشى عليكم الفقرَ،
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن محمد الحارثي، وقد توبع.
هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستُوائي.
وأخرجه مسلم (2958) عن محمد بن المثنى، عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له وكلامه بإثره ذهولٌ منه رحمه الله.
وأخرجه أحمد 26/ (16305)، وابن حبان (3327) من طريقين عن هشام الدستوائي، به.
وأخرجه أحمد 26/ (16306) و (16322) و (16324)، ومسلم (2958)، والترمذي (2342) و (3354)، والنسائي (6407) و (11632)، وابن حبان (701) من طرق عن قتادة، به.
وسيأتي عند المصنف برقم (8111) من طريق همام عن قَتادةَ.
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (2959)، لكن دون ذكر التلاوة.
وكذا عن قيس بن عاصم المنقري فيما سيأتي عند المصنف برقم (6711).
(2)
بل قد أخرجه مسلم من حديث شعبة وغيره عن قَتادةَ تامًّا كرواية المصنف.
وأما قوله: ليس لعبد الله بن الشخير راوٍ غير ابنه مطرف، فهو ذهول، فقد روى عنه أيضًا ابناه يزيد وهانيء، أما يزيد فروايته عنه عند مسلم والنسائي، وأما هانئ فروايته عند النسائي.
وأما دعواه أنه ليس من شرط الشيخين لأنَّ عبد الله بن الشخير ليس له إلّا راوٍ واحد، فقد سلف الكلام على هذه القضية عند الحديث رقم (97).
ولكنِّي أخشى عليكم التكاثُرَ، وما أخشى عليكم الخطأ، ولكنِّي أخشى عليكم التعمُّدَ"
(1)
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
103 - تفسير سورة (والعصر)
بسم الله الرحمن الرحيم
4015 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدَّثنا أحمد بن مِهْران، حدَّثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرٍو ذي مُرٍّ، عن علي: أنه قرأ (والعصر ونَوائبِ الدَّهرِ إِنَّ الإنسانَ لَفِي خُسْرٍ)
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل محمد بن سنان القزاز، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أحمد 13/ (8074) عن محمد بن بكر البرساني، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 16/ (10958) عن كثير بن هشام، وابن حبان (3222) من طريق خالد بن حيان، كلاهما عن جعفر بن برقان، به.
التكاثر، قال السندي في حاشيته على "المسند": أي: في الأموال والتفاخر بها.
(2)
إسناده ضعيف لتفرُّد عمرو ذي مرٍّ به، فإنه في عِداد المجاهيل، لم يروعنه غير أبي إسحاق السبيعي، وقال البخاري وابن عدي: لا يعرف، وقال ابن حبان في "المجروحين": في حديثه مناكير كثيرة، وانفرد العجلي فوثقه.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 318، والطبري 30/ 290 من طريقين عن إسرائيل، بهذا الإسناد - وزادا في آخره: وإنه فيه إلى آخر الدهر.
وأخرجه الطبري أيضًا 30/ 290، والدِّينوري في "المجالسة"(2546) من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، به.
قال نظام الدين القمّي النيسابوري في تفسيره "غرائب القرآن" 6/ 558: حمله العلماء - إن صحَّ - على التفسير لا على أنه من القرآن، لهذا لا يجوز قراءته في الصلاة. انتهى، ونحو هذا قاله قبله مكي بن أبي طالب في كتابه "الهداية إلى بلوغ النهاية" 12/ 8425.
104 - تفسير سورة (ويلٌ لكل هُمَزة)
بسم الله الرحمن الرحيم
4016 -
حدَّثنا أبو حفص أحمد بن أَحْيَد الفقيه ببُخارَى، حدَّثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ، حدَّثنا هارون بن سعيد الأيْلي، حدَّثنا عبد الله بن وَهْب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن درَّاج أبي السَّمْح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخُدْري:{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} ، قال: الويلُ: وادٍ في جهنَّم يَهْوي فيه الكافرُ أربعين خريفًا قبل أن يُفرَغ من حِساب الناس
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
4017 -
حدَّثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عُبيد القرشي بالكوفة، حدَّثنا الحسن بن علي بن عفّان العامري، حدَّثنا يحيى بن آدم، حدَّثنا حمزة الزَّيات، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضَمْرة، عن علي: أنه ذَكَرَ النار فعظَّم أمرَها، وذَكَر منها ما شاء الله أن يَذكُر، ثم قال: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ
(2)
مُمَدَّدَةٍ}
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده ضعيف لضعف رواية درّاج أبي السمح عن أبي الهيثم: وهو سليمان بن عمرو العُتْواري.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(464) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وقد سلف مرفوعًا برقم (3915).
(2)
بضم العين والميم، وهي قراءة حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر عنه، وقرأ بقية السبعة بفتح العين والميم. "السبعة" لابن مجاهد ص 697.
(3)
إسناده قوي، حمزة الزيات: هو ابن حبيب، أحد القراء السبعة، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
وأخرجه في أول حديث طويل إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(4601/ 4) عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك - لكن دون ذكر التلاوة من سورة الهُمزة - ابن راهويه كما في "المطالب العالية"(4601/ 1 - 3)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2569) - ومن طريقه البيهقي في "البعث والنشور"(246)، والضياء في "المختارة" 2/ (542) - من طرق عن أبي إسحاق، به.
105 - تفسير سورة الفيل
بسم الله الرحمن الرحيم
4018 -
أخبرنا أبو زكريا العَنبرَي، حدَّثنا محمد بن عبد السلام، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جَرِير، عن قابوس بن أبي ظَبْيان، عن أبيه، عن ابن عبَّاس قال: أقبلَ أصحابُ الفيل حتى إذا دَنَوْا من مكة استقبلَهم عبدُ المطَّلب، فقال لملكِهم: ما جاء بك إلينا، ما عنَّاكَ يا ربَّنا
(1)
، ألا بعثتَ فنأتيَكَ بكل شيءٍ أردتَ، فقال: أُخبِرتُ بهذا البيتِ الذي لا يَدخُلُه أحدٌ إِلَّا أَمِنَ، فجئتُ أُخِيفُ أهله، فقال: إِنَّا نأتيكَ بكل شيءٍ تريد فارجِعْ، فأبى إلا أن يَدخلَه، وانطلَقَ يسيرُ نحوه، وتَخلَّف عبدُ المطَّلب فقام على جبل، فقال: لا أَشهَدُ مَهلِكَ هذا البيتِ وأهلهِ، ثم قال:
اللهمَّ إن لكلِّ إلهٍ حِلالًا فامنَعْ حِلَالَكْ
لا يَغلِبَنَّ مِحالُهُم [أبدًا]
(2)
مِحالَك
اللهمَّ فإنْ فعلتَ فأمْرٌ ما بَدَا لَكْ
فأقبلَتْ مثلُ السَّحابة من نحو البحر حتى أظلَّتهم طيرٌ أبابيلُ، التي قال الله عز وجل:{تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} قال: فجعل الفيلُ يَعِجُّ عَجًّا {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ}
(3)
.
(1)
مكان قوله: "يا ربنا" بياض في (ص) و (ع)، والرب هنا بمعنى السيِّد.
وقوله: ما عنّاك، أي: ما دفعك إلى هذا التعب والنَّصب فتجيء إلينا.
(2)
هذه اللفظة من المطبوع، وهي في النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان.
(3)
إسناده فيه لين من أجل قابوس بن أبي ظبيان، لكن هذه الحادثة مشتهرة في كتب السيرة وغيرها، وشهرتها تغني عن إسنادها.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 121 - 122 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وانظر "سيرة ابن هشام" 1/ 49 - 50.
قال السُّهيلي في "الروض الأنف" 1/ 266: الحلال في هذا البيت: القوم الحُلول في المكان
…
=
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
106 - تفسير سورة (لإيلاف قريش)
بسم الله الرحمن الرحيم
4019 -
حدَّثنا بكر بن محمد بن حَمْدان الصَّيرَفي، حدَّثنا أحمد بن عبيد الله النَّرْسي، حدَّثنا يعقوب بن محمد الزُّهْري، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن ثابت بن شُرَحبيل، حدثني عثمان بن عبد الله بن أبي عَتيق، عن سعيد بن عمرو بن جَعْدة بن هُبيرة، عن أبيه، عن جدَّته أم هانئ بنت أبي طالب، أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"فَضَّل اللهُ قريشًا بسبع خِلالٍ: أنِّي فيهم، وأنَّ النبوَّةَ فيهم، والحِجابةَ فيهم، والسِّقاية فيهم، وأنَّ الله نَصَرَهم على الفِيل، وأنهم عَبَدوا الله عشرَ سنين لا يَعبدُه غيرُهم، وأنَّ الله أَنزَلَ فيهم سورةً من القرآن" ثم تَلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. لإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}
(1)
.
= والحِلال أيضًا: متاع البيت، وجائز أن يستعيره هاهنا. انتهى.
والمِحال: القوة والشِّدة.
وعجَّ الفيل: أي: صاح ورفع صوته.
(1)
إسناده ضعيف، يعقوب بن محمد الزهري فيه ضعف، لكنه متابع، وإبراهيم بن محمد بن ثابت ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 125 عن أبيه أنه قال فيه: صدوق، وقال ابن عدي في "الكامل" 1/ 262: روي عنه مناكير. وقد خولف كما سيأتي، وقد أعله الذهبي في "تلخيصه" بهما فقال: يعقوب ضعيف وإبراهيم صاحب مناكير هذا أنكرها. وعثمان بن عبد الله بن أبي عتيق روى عنه اثنان وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو مجهول الحال، وكذا عمرو بن جعدة والد سعيد فلم نقف له على ترجمة، وقال العراقي في "محجة القُرب إلى محبة العرب" (130): لم أجد فيه تعديلًا ولا جرحًا؛ ومع ذلك فقد حسَّنه وذكر حديث الزبير الآتي لاحقًا شاهدًا له.
وأخرجه البيهقي في "الخلافيات" - كما في "تفسير ابن كثير" 8/ 512 واستغربه - عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
107 - سورة (أرأيت)
بسم الله الرحمن الرحيم
4020 -
أخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدَّثنا أحمد بن مِهْران، حدَّثنا أبو نُعيم، حدَّثنا سفيان، عن حَبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال:
= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 321، والطبراني في "الكبير" 24/ (994)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 262، والآجري في "الشريعة"(1766)، والثعلبي في "تفسيره" 10/ 299، والبيهقي في "مناقب الشافعي" 1/ 34 - 35، والواحدي في "أسباب النزول"(870) من طريق أبي مصعب الزهري، عن إبراهيم بن محمد بن ثابت، به.
وسيأتي برقم (7051) من طريق أبي مصعب ومحمد بن عبد الله بن رداد.
وقال البخاري في "تاريخه" بعد أن أورد الحديث مختصرًا: وقال لي الأويسي (يعني عبد العزيز بن عبد الله): حدثني سليمان (يعني ابن بلال) عن عثمان بن عبد الله بن أبي عتيق، عن ابن جعدة المخزومي، عن ابن شهاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. ثم قال أبو عبد الله البخاري: هذا بإرساله أشبه.
قلنا: ومراسيل ابن شهاب الزهري ضعيفة عند الجمهور ليست بشيء.
ويشهد له حديث الزبير بن العوام إلا أنه ذكر فيه الخلافة مكان قوله: "أني فيهم"، أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9173)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(447)، والبيهقي في "مناقب الشافعي" 1/ 33 - 34 و 35، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 64/ 15 من طريق عبد الله بن مصعب بن ثابت الزبيري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير بن العوام رفعه. وفي إسناده عبد الله بن مصعب، وهو سيّد أمير، وقال فيه أبو حاتم الرازي: هو شيخٌ بابةَ عبد الرحمن بن أبي الزناد، وقد لينه ابن معين كما في "تاريخ بغداد" 11/ 419 فقال: كان ضعيف الحديث، لم يكن عنده كتاب، إنما كان يحفظ. قلنا: فلعله وهم في جعله من حديث آل الزبير.
وروي كذلك بذكر الخلافة مكان النبوة من حديث عُتيبة بنت عبد الملك بن يحيى، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه" 8/ 94 - 95، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(477)، وفي إسناده إلى عتيبة من لا يُعرف، وعتيبة قال الذهبي في "ميزان الاعتدال": امرأة لا تعرف روت عن الزهري خبرًا باطلًا. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الماعونُ: العارِيَّة
(1)
.
صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
4021 -
حدثني علي بن عيسى، حدَّثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدَّثنا ابن أبي عمر، حدَّثنا سفيان، عن ابن أبي نَجِيحٍ، عن مجاهدٍ، عن عليّ:{وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} قال: هي الزكاةُ المفروضةُ، يُراؤون بصلواتهم ويَمنعُون زكاتَهم
(2)
.
هذا إسناد صحيح مُرسَل، فإنَّ مجاهدًا لم يَسمَعْ من علي.
108 - سورة (إنا أعطيناك الكوثر)
بسم الله الرحمن الرحيم
4022 -
حدَّثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق وعلي بن حَمْشَاذَ العَدْل، وأحمد بن يعقوب الثَّقفي وعَمرو بن محمد بن منصور العَدْلُ الخَتَنُ
(3)
، قالوا: حدَّثنا عمر بن
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن مِهْران، وقد توبع. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الطبراني (12354) عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 318، والطحاوي في "مشكل الآثار" 14/ 91 من طريقين عن سفيان الثوري، به.
(2)
رجاله ثقات إلّا أنه منقطع، مجاهد لم يسمع من علي كما قال المصنف. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه البيهقي 4/ 184 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 202، والطحاوي في "مشكل الآثار" 14/ 87 من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه بنحوه الطبري 30/ 314 و 315 من طرق عن عبد الله بن أبي نجيح، به.
ورواه عن مجاهدٍ أيضًا الحكم بن عتيبة عند ابن أبي شيبة 3/ 203.
وأخرجه الطبري 30/ 314 من طريق السدي، عن أبي صالح، عن علي. وأبو صالح - وهو باذام - ضعيف.
(3)
تُقرأ في بعض النسخ الخطية: الحسن، وهو تحريف. وإنما قيل له: الختن، لأنه كان ختن =
حفص السَّدُوسي، حدَّثنا عاصم بن علي، حدَّثنا أبو أُوَيس، عن الزُّهْري، عن أخيه عبد الله بن مُسلم بن شِهاب، عن أنس بن مالك قال: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الكَوثَر، قال: "هو نهرٌ أعطانيه الله في الجنة: ترابُها
(1)
مِسكٌ أبيضُ من اللبَن، وأحلى من العَسَل، يَرِدُه طائرٌ
(1)
أعناقُها مثلُ أعناق الجُزُر" فقال أبو بكر: يا رسول الله، إنها لناعمةٌ، فقال: "آكِلُها أنعمُ منها"
(2)
.
قد أخرج مسلم هذا الحديث من حديث عبد الواحد بن زياد عن المختار بن فُلفُل عن أنس: لما نَزَلَت {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ}
(3)
، أتمَّ وأطولَ، لكني أخرجتُه في أفراد عاصم
= أبي بكر بن خزيمة، أي زوج ابنته، انظر ترجمته في "الأنساب" للسمعاني 3/ 314 في رسم (الجنجروذي)، و "تاريخ الإسلام" 7/ 792.
(1)
كذا هما في نسخنا الخطية: ترابها
…
طائر. والصواب كما في مصادر التخريج: ترابه، أي: النهر، وطَيْر: وهو جمع، وطائر مفرده.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي أُويس - وهو عبد الله بن عبد الله بن أُويس الأصبحي - وقد توبع، وعاصم بن علي صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. الزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب القرشي الزهري.
وأخرجه أحمد 21/ (13480) و (13484) من طريقين عن أبي أُويس، بهذا الإسناد. وذكر فيه عمر بدل أبي بكر في آخره.
وأخرجه أحمد (13475) و (13485) عن إبراهيم بن سعد الزهري، والترمذي (2542) من طريق عبد الله بن مسلمة، كلاهما عن محمد بن عبد الله بن مسلم، عن أبيه، به. وذكر عبد الله بن مسلمة فيه عمر بدل أبي بكر، وقال الترمذي: حديث حسن.
ورواه عبد الوهاب بن أبي بكر عند أحمد (13306)، والنسائي (11639) عن عبد الله بن مسلم، عن ابن شهاب الزهري، عن أنس. فقلبه، وذكر فيه عمر أيضًا.
والجُزُر: جمع جَزُور، وهو البعير.
(3)
كذا عزاه المصنف إلى مسلم من حديث عبد الواحد بن زياد عن المختار، فوهمَ، وإنما أخرجه مسلم في "صحيحه"(400) من حديث علي بن مسهر ومحمد بن فضيل عن مختار بن فلفل، وانظر تتمة تخريجه في "مسند أحمد" 19/ (11996). =
ابن علي فإنَّ أبا أُويسٍ ثقة! ولا نحفظ للزُّهريِّ عن أخيه حديثًا مسندًا غيرَ هذا، والمشهور هذا من حديث محمد بن عبد الله بن مُسلِم عن أبيه.
4023 -
أخبرني إبراهيم بن عِصْمةَ بن إبراهيم العَدْل، حدَّثنا أبي، حدَّثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا هُشَيم، أخبرنا أبو بِشْر، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس:{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} قال: الكوثرُ: الخيرُ الكثير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بِشْر: فقلتُ لسعيد: إنَّ ناسًا يَزعُمون أنه نهرٌ في الجنة، فقال: والنهرُ من الخير الكثير
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه!
فأما قولُه عز وجل: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} ، فقد اختلف الصحابةُ في تأويلها، وأحسنُها ما رُوي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في روايتين: الأولى منهما:
4024 -
ما حدَّثَناه علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدَّثنا هشام بن علي ومحمد بن أيوب قالا: حدَّثنا موسى بن إسماعيل، حدَّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم الجَحْدَري، عن عُقْبة بن صُهبان، عن علي:{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} ، قال: هو وَضْعُك يمينَك على شمالِك في الصلاة
(2)
.
= وأما حديث عبد الواحد بن زياد، فأخرجه أبو القاسم بن بشران في "أماليه"(221) من طريق إسحاق بن راهويه، عن المغيرة بن سلمة، عنه.
وانظر حديث قتادة عن أنس عند البخاري (6581) وأحمد 20/ (12675)، وحديث شريك بن عبد الله عن أنس عند البخاري (7517)، وحديث حميد عن أنس عند أحمد 19/ (12008)، وحديث ثابت عن أنس عنده 20/ (12542).
(1)
إسناده صحيح. يحيى بن يحيى: هو النيسابوري، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية.
وأخرجه البخاري (4966) و (6578)، والنسائي (11640) من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد.
فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وانظر ما سيأتي برقم (6387).
(2)
إسناده ضعيف، عقبة الراوي عن علي: هو ابن ظَبْيان، وليس ابن صهبان كما وقع في =
والرواية الثانية:
4025 -
حدَّثَناه أبو محمد عبد الرحمن بن حَمْدان الجَلّاب بهَمَذان، حدَّثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرّازي، حدَّثنا وهب
(1)
بن أبي مَرحُوم، حدَّثنا إسرائيل بن حاتم، عن مقاتل بن حيَّان، عن الأصبَغ بن نُبَاتة، عن علي بن أبي طالب قال: لما نَزَلَت هذه الآيةُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} ، قال النبي صلى الله عليه وسلم جبريل:"ما هذه النَّحِيرةُ التي أَمَرني بها ربِّي؟ قال: إنها ليست بنَحيرةٍ، ولكنه يأمرُك إذا تَحرَّمتَ للصلاة أن تَرفَعَ يديك إذا كبَّرت، وإذا ركعتَ وإذا رفعتَ رأسَك من الركوع، فإنها صلاتُنا وصلاةُ الملائكة الذين في السماوات السَّبْع"، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رفعُ الأيدي من الاستكانةِ التي قال الله عز وجل: {فَمَا اسْتَكَانُوا
= رواية المصنف وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 29، وهو مجهول لا يُعرَف، ولم يعرفه الإمام أحمد كما في "علل الرجال"(1644)، ومع ذلك ذكره ابن حبان في "ثقاته" 5/ 227.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 437، والطبري في "تفسيره" 30/ 325، وابن المنذر في "الأوسط"(1280)، والثعلبي في "تفسيره" 10/ 310، والبيهقي 2/ 30 من طرق عن حماد بن سلمة، به - بعضهم جعله من رواية حماد عن عاصم الجحدري عن أبيه عن عقبة عن علي، وبعضهم جعله من روايته عن عاصم عن عقبة عن أبيه عن علي. فهذه علة أخرى في الإسناد وهي الاضطراب، وزادوا في آخره: ثم وضعها على صدره.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 401، وابن أبي شيبة 1/ 390، والبخاري 6/ 437، والطبري 30/ 325، والدارقطني في "السنن"(1099)، والثعلبي 10/ 310 - 311، والضياء في "الأحاديث المختارة" 2/ (673) من طريق يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن عاصم الجحدري، عن عقبة بن ظهير - كذا سمّاه - عن علي.
(1)
تحرَّف في (ز) إلى: وهيب. ووهب هذا: هو ابن إبراهيم الفاميّ أبو علي الرازي، كان جليس أبي زرعة الرازي كما قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 29 وقال: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق ثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات" 9/ 229 إلّا أنه وقع في المطبوع منه: وهب بن إبراهيم بن أبي مرجوّ!
لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون: 76] "
(1)
.
109 - تفسير سورة (قل يا أيها الكافرون)
بسم الله الرحمن الرحيم
4026 -
حدَّثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المُزَني، حدَّثنا أبو جعفر الحَضْرمي، حدَّثنا أحمد بن يونُس، حدَّثنا زُهَير، عن أبي إسحاق، عن فَرْوة بن نوفل الأشجعي، عن أبيه، أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: مُرْني بشيءٍ أقولُه، فقال:"إذا أَوَيتَ إلى مَضجَعِك فاقرأ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} إلى خاتمتِها، فإنها بَراءةٌ من الشِّرْك"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
إسناده تالف، أصبغ بن نباتة متروك، وإسرائيل بن حاتم يروي عن مقاتل بن حيان الموضوعات كما قال ابن حبان في "المجروحين"، وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": إسرائيل صاحب عجائب لا يعتمد عليه، وأصبغ شيعي متروك عند النسائي، وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 1/ 273: إسناده ضعيف جدًّا.
وأخرجه البيهقي 2/ 75 - 76 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير" 8/ 524 وقال ابن كثير: حديث منكر جدًّا - وابن الأعرابي في "معجمه"(967)، وابن حبان في "المجروحين" 1/ 177 - 178، والواحدي في "الوسيط" 4/ 562 من طريق وهب بن إبراهيم الفامي - وهو ابن أبي مرحوم - بهذا الإسناد. وقرن ابن الأعرابي بوهبٍ محمدَ بنَ إبراهيم الوراق، وتحرَّف الفامي في مطبوع "المجروحين" إلى: القاضي.
وأما وضع اليمين على الشمال في الصلاة، فقد جاء في رواية عدّةٍ من الصحابة، ولم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه خلاف، وهو قول الجمهور من الصحابة والتابعين. انظر "فتح الباري" 3/ 305.
(2)
حديث حسن كما سلف برقم (2102). أبو جعفر الحضرمي: هو الحافظ محمد بن عبد الله بن سليمان المعروف بمطيَّن، وأحمد بن يونس: هو أحمد بن عبد الله بن يونس، نُسب إلى جدِّه، وزهير هو ابن معاوية الجُعْفيّ، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
وأخرجه أحمد 39/ (24009/ 49)، وأبو داود (5055)، والنسائي (10569) و (11645)، وابن حبان (790) من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
110 - تفسير سورة (إذا جاء نصرُ الله)
بسم الله الرحمن الرحيم
4027 -
أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدَّثنا الفَضْل بن عبد الجبار، حدَّثنا النَّضْر بن شُمَيل، حدَّثنا شُعبة، حدَّثنا أبو إسحاق: سمعتُ أبا عُبيدة يحدِّث عن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثِرُ أن يقول: "سُبحانَك ربَّنا وبحمدِك"، فلما نزلت:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} ، قال:"سبحانَك ربَّنا وبحمدِك، اللهمَّ اغْفِرْ لي إنَّك أنت التوابُ الرَّحيم"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
111 - تفسير سورة (تبَّت يدا أبي لَهَب)
بسم الله الرحمن الرحيم
4028 -
أخبرني أبو بكر بن أبي نصر المزكِّي بمَرْو، حدَّثنا الحارث بن أبي أسامة، حدَّثنا العبَّاس بن الفضل الأنصاري، حدَّثنا الأسوَد بن شَيْبان، عن أبي نَوفَل بن أبي عَقرَب، عن أبيه قال: كان لهبُ بن أبي لهبٍ يَسُبُّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهمَّ سلِّطْ عليه كَلْبَك"، فخرج في قافلةٍ يريد الشام، فنزلوا منزلًا، فقال: إِنِّي أخافُ دعوةَ محمدٍ، قالوا له: كلَّا، فحَطُّوا مَتاعَهم
(2)
حولَه وقعدوا يَحرُسونه، فجاء الأسدُ فانتزَعَه فذهبَ به
(3)
.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه منقطع، فأبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وقد سلف برقم (1870).
(2)
في نسخنا الخطية: متاعه، والمثبت من المطبوع، وهو أوجه.
(3)
حسن بشواهده إن شاء الله، وحسَّنه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 6/ 129، وهذا إسناد ضعيف جدًّا من أجل العبَّاس بن الفضل، وذكر الأنصاريِّ في نسبه وهمٌ لعله من المصنف أو من شيخه، فإنَّ هذا الخبر عند الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث"(511) وذكره فيه مهملًا لم ينسبه، ورواه عنه أبو بكر بن خلاد عند أبي نعيم في "معرفة الصحابة" =
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
= (6050) و (6926) فسماه عبَّاس بن الفضل الأزرق، وهو المحفوظ فيه، فقد رواه هكذا إبراهيم بن أبي الجحيم - وهو إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن أبي الجحيم - عند أبي القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(2141)، ومحمد بن غالب تمتام عند البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 338، كلاهما عن عبَّاس بن الفضل الأزرق، بهذا الإسناد. وابن أبي الجحيم لا بأس به، وكذا أبو بكر بن خلاد، وتمتام حافظ ثقة.
وأما ذكر لهب بن أبي لهب فيه، فقد قال البيهقي في "الدلائل": كذا قال عبَّاس بن الفضل وليس بالقوي: لهب بن أبي لهب، وأهل المغازي يقولون: عتبة بن أبي لهب، وقال بعضهم: عُتَيبة. قلنا: والأخير هو المشهور، فإنَّ عتبة قد ذكر غير واحد ممن ألف في الصحابة أنه أسلم عام الفتح وحَسُن إسلامه.
وله شاهد من حديث هبّار بن الأسود عند ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 207، وابن منده في "معرفة الصحابة" - كما في "الإصابة" لابن حجر 6/ 527 - وأبي نعيم في "دلائل النبوة"(380)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 38/ 301 - 302 من طريق هشام وعثمان ابني عروة بن الزبير، عن أبيهما، عن هبار. وهذا إسناد منقطع، عروة لم يدرك هبارًا. وبعضهم ذكر فيه عتبة بن أبي لهب، وبعضهم عتيبة.
وروي من وجه آخر ضعيف عن هشام بن عروة - عند الطبراني في "الكبير" 22/ (1060)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 339 - عن أبيه مرسلًا، لم يذكر فيه هبارًا.
وروي أيضًا من وجه آخر عن محمد بن كعب القرظي عن عثمان بن عروة - عند أبي نعيم في "الدلائل"(381) - عن رجال من أهل بيته قالوا
…
فذكروا القصة. وهو عند الدَّوْلابي في "الذرية الطاهرة"(77) من رواية محمد بن كعب القرظي وعثمان بن عروة مرسلًا.
وله شاهد آخر عن قَتادةَ مرسلًا، أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 250، وكذا الطبري 27/ 40 و 41، والدولابي (76)، والطبراني 22/ (1060)، والبيهقي 2/ 338 - 339، وقوام السنة الأصبهاني في "دلائل النبوة"(305).
وشاهد ثالث عن طاووس اليماني مرسلًا، أخرجه عبد الرزاق 2/ 250، والطبري 27/ 41، وأبو نعيم في "الدلائل"(383).
ورابع عن الواقدي عن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه مرسلًا عند أبي نعيم أيضًا (383).
ومحمد بن إبراهيم هذا أغلب الظن أنه التيمي.
4029 -
أخبرني محمد بن المؤمَّل بن الحسن، حدَّثنا الفضل بن محمد، حدَّثنا أحمد بن حَنبَل، قال: قُرِئَ على سفيان بن عُيينة وأنا شاهدٌ: الزُّهْرِيُّ، عن عُبيد الله، عن ابن عباس:{مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} ، قال: كَسْبُه: ولدُه
(1)
.
قال أحمدُ بن حَنبَل: لم يَذكُر ابن عُيينة سماعَه فيه، ثم بَلَغني أنه سمعه من عمر بن حَبِيب.
4030 -
وأخبرني محمد بن المؤمَّل، حدَّثنا الفضل، حدَّثنا أحمد بن حَنبَل، حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن ابن خُثَيم، عن أبي الطُّفَيل قال: كنت عند ابن عبَّاس يومًا، فجاءه بنو أبي لهبٍ يختصمون في شيءٍ لهم، فقام يُصلِحُ بينهم، فدَفَعه بعضُهم فوَقَع على الفِراش، فغَضِبَ ابن عبَّاس وقال: أخرِجوا عني الكَسْب الخبيثَ - يعني: ولدَه - {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}
(2)
.
بسم الله الرحمن الرحيم
112 - تفسير سورة الإخلاص
قد ذكرتُ فضائل هذه السُّورة
(3)
في كتاب فضائل القرآن.
(1)
خبر صحيح، رجاله ثقات إلّا أنَّ سفيان لم يذكر فيه سماعه من الزهري كما قال أحمد بن حنبل، فإن ثبت أنه سمعه من عمر بن حبيب فالإسناد متصل صحيح، فعمر بن حبيب هذاهو المكي القاضي سكن اليمن، وهو ثقة حافظ، وذهلَ الذهبي في "تلخيصه" فظنه العدوي البصري الضعيف فوهاه، ولكليهما ترجمة في "التهذيب". الفضل بن محمد: هو الشَّعراني، وعبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 406 عن معمر، عن قَتادةَ، عن ابن عبَّاس. وهو منقطع، قتادة لم يسمع من ابن عبَّاس.
(2)
إسناده قوي من أجل ابن خثيم: وهو عبد الله بن عثمان بن خثيم. أبو الطفيل: هو عامر بن واثلة.
وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 406، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 337 - 338، وكذا الثعلبي 10/ 325 - 326.
(3)
هكذا في النسخ الخطية غير (ز) ففيها: السُّور، على الجمع. وقد سلف ذكر فضائل سورة =
4031 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ وأبو جعفر محمد بن صالح
(1)
قالا: حدَّثنا الحسين بن الفضل، حدَّثنا محمد بن سابق، حدَّثنا أبو جعفر الرَّازي، عن الرَّبيع بن أنس، عن أبي العاليَة، عن أُبيِّ بن كعب: أنَّ المشركين قالوا: يا محمدُ، انسُبْ لنا ربَّك، فأنزل الله:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} ، لأنه ليس شيءٌ يُولَدُ إِلَّا سيموتُ، وليس شيءٌ يموت إلا سيُورَثُ، وإنَّ الله لا يموتُ ولا يُورَثُ، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}: لم يكن له شبيهٌ ولا عِدْلٌ، وليس كمثلِه شيءٌ
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
= الإخلاص في فضائل القرآن برقم (2103) و (2105) و (2109) والموضع الأخير فيه فضيلة المعوذتين أيضًا، وفضيلتهما أيضًا في الحديث رقم (2110).
(1)
في النسخ الخطية: محمد بن علي، وهو سبق قلمٍ من المصنف أو من بعض النساخ بعده، وقد خرَّج البيهقي هذا الحديث في "الشعب" (100) و "الأسماء والصفات" (50) عن المصنف فذكره على الصواب: أبو جعفر محمد بن صالح، زاد في "الأسماء والصفات": بن هانئ. واحد شيوخ المصنف هو أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني، إلا أنه لا تعرف له رواية عن الحسين بن الفضل البجلي، والمصنف قد روى عشرات الأحاديث في كتابه هذا عن الحسين من طريق أبي جعفر محمد بن صالح بن هانئ.
(2)
المحفوظ في هذا الخبر أنه من تفسير أبي العالية - وهو رفيع الرِّياحي - ليس فيه أبي بن كعب كما سيأتي، والإسناد إليه حسن إن شاء الله من أجل أبي جعفر الرازي: وهو عيسى بن أبي عيسى. الحسين بن الفضل: هو أبو علي البجلي الكوفي ثم النيسابوري، ومحمد بن سابق: هو محمد بن سعيد بن سابق.
وأخرجه أحمد 35/ (21219)، والترمذي (3364) من طريق أبي سعد محمد بن ميسر الصغاني، عن أبي جعفر الرازي، بهذا الإسناد. ومحمد بن ميسّر ضعيف، لكنه متابع.
ورواه عبيد الله بن موسى عند الترمذي (3365)، ومهران بن أبي عمر العطار عند الطبري في "تفسيره" 1/ 343، وهاشم بن القاسم عند العقيلي في "الضعفاء" بإثر (1654)، ثلاثتهم عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع، عن أبي العالية نحوه، ولم يذكر فيه أُبيَّ بن كعب. وصوَّبه الترمذي والعقيلي، فهولاء الثلاثة من الثقات، ومهران أدناهم درجة في الثقة.
بسم الله الرحمن الرحيم
113 - تفسير سورة الفلق
4032 -
حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حدَّثنا العبَّاس بن محمد الدُّوري، حدَّثنا وهب بن جَرير، حدَّثنا أبي، سمعتُ يحيى بن أيوب يحدِّث عن يزيد بن أبي حَبيب، عن أسلمَ أبي عِمْران التُّجِيبي، عن عُقْبة بن عامر قال: قلتُ: يا رسول الله، أقرأ من سورة يوسفَ وسورة هودٍ، قال:"يا عقبهُ، اقرأ بـ {أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، فإنك لن تقرأ بسورةٍ أحبَّ إلى الله، وأبلغَ عندَه منها، فإنِ استطعتَ أن لا تَفُوتَك فافعَلْ"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
4033 -
حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن عُبيد بن إبراهيم الحافظ بهَمَذان، حدَّثنا إبراهيم بن الحسين، حدَّثنا آدم بن أبي إياس، حدَّثنا ابن أبي ذِئْب، عن خاله الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي سَلَمة، عن عائشة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بيدِها فأشار بها إلى القمر، فقال:"استَعيذِي بالله من شرِّ هذا، فإنه الغاسقُ إِذا وَقَبَ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يحيى بن أيوب - وهو الغافقي المصري - وقد توبع. جرير: هو ابن حازم.
وأخرجه النسائي (7791) عن أحمد بن سعيد، عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أحمد 28/ (17341) و (17418) و (17455)، والنسائي (1027) و (7790)، وابن حبان (795) و (1842) من طرق عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وقد روي عن عقبة في فضل المعوذتين بغير هذا اللفظ، انظر ما سلف عند المصنف برقم (795) و (796). وانظر أيضًا "صحيح مسلم"(814).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد جيد من أجل الحارث بن عبد الرحمن، فهو صدوق لا بأس به، وقد توبع. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه أحمد 40/ (24323) و 42/ (25711) و 43/ (25802) و (26000)، والترمذي (3366)، والنسائي (10064) و (10065) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وقرن =
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
4034 -
حدَّثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدَّثنا محمد بن المغيرة السُّكَّري، حدَّثنا القاسم بن الحَكَم، حدَّثنا سفيان، عن عاصم، عن زياد بن ثُوَيب
(1)
، عن أبي هريرة قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم يَعودُني فقال: "ألا أرقيكَ برُقْيةٍ رَقَاني بها جبريلُ عليه السلام؟ " فقلت: بَلَى، بأبي وأمي، قال:"باسم الله أرقيك، والله يَشْفيك من كل داءٍ فيك، من شرِّ النَّفاثاتِ في العُقَد، ومن شرِّ حاسدٍ إذا حَسَد"، فرَقَى بها ثلاثَ مرات
(2)
.
بسم الله الرحمن الرحيم
114 - تفسير سورة الناس
4035 -
أخبرنا محمد بن علي الصَّنعاني بمكة، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبَّاد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان الثَّوري، عن حَكيم بن جُبير، عن سعيد
= بخاله في بعض الروايات عند أحمد والنسائي: المنذر بن أبي المنذر، وهو يصلح للاعتبار. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
الغاسق: المظلم.
وقوله: "إذا وقب" قال السندي في حاشيته على "المسند": أي: غابَ، وإنما سُمِّي غاسقًا لأنه إذا أخذ في الطلوع والغروب يُظلِم لونه لِما تَعرض دونه من الأبخرة المتصاعدة من الأرض عند الأفق، وهو إذا غاب انتشر الفَسَقة للسرقة وللفجور.
وانظر "شرح مشكل الآثار" للطحاوي 5/ 29 وما بعدها.
(1)
في النسخ الخطية: ثوب، والمثبت من المطبوع وهو الصواب الموافق لمصادر ترجمته.
(2)
المرفوع منه - دون قصة أبي هريرة - صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم - وهو ابن عبيد الله العُمري - وجهالة شيخه، إذ لم يرو عنه غيره. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه أحمد 15/ (9757)، وابن ماجه (3524)، والنسائي (10775) من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
ويشهد له حديث عائشة عند مسلم (2185)، وحديث أبي سعيد عنده أيضًا (2186).
وحديث عمار بن ياسر، وسيأتي عند المصنف برقم (5786).
ابن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: ما مولودٌ إِلَّا على قلبه الوَسْواسُ، فَإِنْ ذَكَرَ الله خَنَس، وإن غَفَلَ وَسوَس، وهو قوله عز وجل:{الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
آخر كتاب التفسير
والحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله على سيدنا محمد وآله
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف حكيم بن جبير، وقد توبع.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(666) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 410، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 355.
وأخرجه بنحوه آدم بن أبي إياس في "تفسيره" 2/ 797، ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" 10/ (172) من طريق الأعمش، وابن أبي شيبة 13/ 369، والطبري 30/ 355، والضياء 10/ (393) من طريق منصور بن المعتمر، كلاهما عن سعيد بن جبير، به.