الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكرُ مناقب أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه
-
6040 -
أخبرني أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي بنيسابور، حَدَّثَنَا أبو عُلَاثة
(1)
، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا ابن لَهِيعة، حَدَّثَنَا أبو الأسود، عن عُرْوة، في
(2)
تسميةِ أصحابِ العَقَبة الذين بايَعوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم من بني غَنْم بن مالك بن النّجَّار: أبو أيوب، وهو خالد بن زيد بن كُليب، وفي تسمية من شهد بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني النّجَّار بن مالك بن الخَزرج، ثم من بني غَنْم بن مالك، ثم من بني ثَعْلبة بن عوف بن غَنْم: أبو أيوب، واسمه خالد بن زيد بن كُليب بن ثعلبة
(3)
.
6041 -
أخبرني أبو سهل بن زياد القطّان ببغداد، حدثني علي بن الحسن الأزرق، حَدَّثَنَا أحمد بن الوليد، حَدَّثَنَا الوليد بن مسلم، حَدَّثَنَا عبد الله بن لَهِيعة والليث بن سعد قالا: حَدَّثَنَا يزيد بن أبي حَبِيب، عن أبي عِمران التُّجِيبي قال: غَزَونا القُسْطَنطينيّة ومَعَنا أبو أيوب الأنصاري، فصَفَفْنا صفَّين، ما رأيت صفَّين قطُّ أطولَ منهما، ومات أبو أيوب الأنصاري في هذه الغَزَاةِ، وكان أَوصَى أن يُدفَن في أصل سُور القُسْطَنطينيّة، وأن نقضيَ دَينًا عليه، ففُعِل
(4)
.
(1)
تحرَّف في (ص) و (م) إلى قلابة. وأبو علاثة بضم العين المهملة وفتح المثلثة الخفيفة، اسمه: محمد بن خالد الحرّاني ثم المصري.
(2)
تحرّف في النسخ إلى: أن.
(3)
رجاله لا بأس بهم غير ابن لَهِيعة - واسمه عبد الله - ففيه مقال من جهة حفظه، وكان عنده المغازي عن عروة بن الزبير من رواية أبي الأسود - وهو محمد بن عبد الرحمن المعروف بيتيم عروة - عنه، فالظاهر أنها كانت صحيفةً عنده ضبطها عن أبي الأسود، وقد خرَّج منها المصنّف عشرات الأخبار في معرفة الصحابة ومناقبهم.
(4)
إسناده ضعيف لجهالة علي بن الحسن الأزرق وأحمد بن الوليد، فلم نتبينهما. أبو سهل بن زياد: هو أحمد بن محمد بن زياد النحوي، والوليد بن مسلم: هو القرشي، وأبو عمران التجيبي: اسمه أسلم. =
6042 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن رُسْتَهْ، حَدَّثَنَا سليمان بن داود، حَدَّثَنَا محمد بن عمر، قال آخَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين أَبي أيوب وبين مُصعب بن عُمير، وشهد أبو أيوب بدرًا وأُحدًا والخندقَ والمشاهدَ كلَّها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتُوفي عام غزا يزيدُ بنُ معاوية القُسْطَنطينيّةَ في خلافة أبيه معاويةَ سنة اثنتين وخمسين، وقبرُه بأصل حِصْنِ القُسْطَنطِينيّة بأرض الروم - فيما ذُكر - يتعاهدون قبره يَرُمُّونه
(1)
ويَستسقُون به إذا قُحِطُوا
(2)
.
6043 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حَدَّثَنَا مُسدَّد، حَدَّثَنَا ابن عُلَيّة، حَدَّثَنَا أيوب، عن محمد بن سِيرِين قال: شهد أبو أيوب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرًا، ثم لم يَتخلَّف عن غَزَاةٍ للمسلمين إِلَّا هو فيها، إلَّا عامًا واحدًا؛ فإنه استُعمِلَ على الجيش رجلٌ شابٌّ، فقَعَدَ ذلك العامَ، فجعل بعد ذلك يتلهَّف ويقول: ما عليَّ من استُعمِل عليَّ، وما عليَّ من استُعمِل عليَّ، فمرضَ، وعلى الجيش يزيدُ بنُ معاوية، فدخل عليه يعودُه فقال: ما حاجتُك؟ فقال: حاجتي إذا أنا مُتُّ فاركَبْ، ثم اسْعَ في أرضِ العدو ما وجدتَ مَسَاغًا، فإذا لم تَجِدْ مَسَاغًا فادفنِّي ثم ارجِعْ. قال: وكان أبو أيوب يقول: قال الله عز وجل: {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41] فلا أَجدُني إلَّا خفيفًا أو ثقيلًا
(3)
.
= وانظر ما سلف برقم (2465) من طريق حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي
(1)
في (ز): ويرمُّونه، بواو العطف. ومعنى يرمُّونه: يُصلحونه.
(2)
ورواه عن محمد بن عمر الواقديِّ ابن سعد في "الطبقات" 3/ 450.
(3)
خبر صحيح، رجاله ثقات. مسدد: هو ابن مسرهد، وابن علية: هو إسماعيل بن إبراهيم، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ"(369)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 449، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 317، والطبري في "التفسير" 10/ 139، والجصاص في "أحكام القرآن" 4/ 310، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2417)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ 59 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. =
6044 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن المؤمَّل بن الحسن بن عيسى، حَدَّثَنَا الفضل بن محمد الشَّعراني، حَدَّثَنَا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا أبو داود، حَدَّثَنَا شُعبة قال: قلت للحَكَم: ما شَهِدَ أبو أيوب من حرب عليّ بن أبي طالب؟ قال: شَهِدَ معه حَرُوراءَ
(1)
.
6045 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا إبراهيم بن بكر المؤذِّن ببيت المَقدِس، حَدَّثَنَا عبد العزيز بن موسى اللَّاحُوني، حَدَّثَنَا يوسف بن محمد، حَدَّثَنَا إبراهيم بن مسلم، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبّاس، قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نازلًا على أبي أيوب الأنصاري في غرفة، وكان طعامُه في سلَّةٍ في المِخْدَع، فكانت تجيء من الكَوَّةُ كهيئة السِّنَّور حتَّى تأخذ الطعام في السَّلة، فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تلك الغُولُ، فإذا جاءت فقل: عَزَمَ عليكِ رسولُ الله أن لا تَبْرَحي". قال: فجاءت، فقال لها أبو أيوب: عَزَمَ عليكِ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تَبْرحي، فقالت: يا أبا أيوب، دَعْني هذه المرةَ، فوالله لا أعودُ، فتركها، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأخبَره، قالت ذلك مرتين، قالت: هل لك أن أُعلِّمَكَ كلماتٍ إِذا قُلتَهنَّ لا يَقرَبُ
= وأخرج أحمد (23560) و (23594) من طريق الأعمش عن أبي ظبيان قال: غزا أبو أيوب الروم، فمرض فلما حُضِر قال: إذا أنا متُّ فاحملوني، فإذا صاففتم العدو فادفنوني تحت أقدامكم، وسأحدثكم حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولولا حالي هذا ما حدثكتموه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة".
وبنحوه أخرجه أحمد (23523) من طريق همام، عن عاصم، عن رجل من أهل مكة.
وأخرج ابن أبي شيبة 5/ 305 عن ابن فضيل عن أبيه عن موسى بن أبي عثمان عن أبي العوام عن أبي أيوب: أنه أقام عن الجهاد عامًا واحدًا، فقرأ هذه الآية:{انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} فغزا من عامه، وقال: ما رأيت في هذه الآية من رخصة.
(1)
أبو داود: هو الطيالسي، والحكم: هو ابن عتيبة الكندي.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 210 عن أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 449 قال: أُخبرت عن شعبة
…
فذكره.
بيتَك شيطانٌ تلك الليلةَ وذلك اليومَ ومن غدٍ؟ قال: نعم، قالت: اقرأْ آيةَ الكرسي: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]، قال: فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، قال: فقال: "صَدَقَت وهي كَذُوبٌ"
(1)
.
6046 -
وحدَّثَناه أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا الربيع بن سليمان، حَدَّثَنَا عبد الله بن وهب، أخبرنا ابن لَهِيعة، عن عُمارةَ بن غَزِيّة، عن عبد الرحمن بن أبي عَمْرةً، عن أبيه: أنَّ أبا أيوب الأنصاري كان له مِربَدٌ للتمر في حديقة في بيته، فذكر الحديث بنحوٍ منه
(2)
.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يوسف بن محمد وإبراهيم بن مسلم لم نتبينهما، وإبراهيم بن بكر المؤذن يغلب على الظن أنه أبو إسحاق المروزي، ذكره الخطيب في "المتفق والمفترق" وقال: روى عنه العبّاس بن الأصم وأبو حامد الحسنويي النيسابوريان.
ولقصة أبي أيوب هذه شاهد من حديث أبي عمرة الأنصاري بإسناد حسن، وسيأتي بعد هذا.
ومن حديث أبي أيوب نفسه بإسناد ضعيف، وهو الآتي بعد حديث أبي عمرة.
وصحَّ نحوها من حديث أبي هريرة، وصاحبها هو أبو هريرة، علَّقها البخاري في "صحيحه" بصيغة الجزم (2311) و (3275) و (5010)، ووصلها النسائي (7963) و (10728) و (10729).
وقد رويت قصص مشابهة عن غير واحد من الصحابة أيضًا، كل واحد منهم هو صاحب القصة، لكن لا يخلو إسناد كل منها من ضعف، منها:
عن أُبي بن كعب، وتقدَّمت عند المصنّف برقم (2088).
وعن معاذ بن جبل، وتقدَّمت أيضًا برقم (2093).
وعن أبي أُسيد الساعدي عند الطبراني في "الكبير" 19/ (585).
وعن زيد بن ثابت عند ابن أبي الدنيا في "الهواتف"(164)، وفي "مكايد الشيطان"(15).
وقد حمل الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 7/ 204 هذه الأحاديث على تعدد الحادثة، وعليه فالصحيح منها حديث أبي هريرة، ودونه حديث أبي أيوب، والباقي ضعيف، وإذا حملناه على أنه قصة واحدة، فبمجموع هذه الطرق والشواهد يصح الحديث، وصاحب القصة يكون أبا هريرة أو أبا أيوب، والله تعالى أعلم.
(2)
إسناده حسن، ابن لَهِيعة - واسمه عبد الله - وإن كان سيئ الحفظ، إلّا أنَّ رواية عبد الله بن =
6047 -
وحدَّثَناه أبو علي الحسين بن علي الحافظ، أخبرنا عَبْدان الأهوازي، حَدَّثَنَا عثمان بن أبي شَيْبة، حَدَّثَنَا أبو أحمد الزُّبيري، حَدَّثَنَا سفيان، عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب: أنه كانت له سَهُوةٌ، فكانت الغُولُ تجيءُ فتأخذُ منه، فذكر الحديث بنحوٍ منه
(1)
.
هذه الأسانيد إذا جُمِع بينها صار حديثًا مشهورًا، والله أعلم.
بقيّة مناقبه
6048 -
أخبرني أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب، حَدَّثَنَا أبو حاتم الرازي، حَدَّثَنَا إبراهيم بن موسى، حَدَّثَنَا محمد بن أنس، حَدَّثَنَا الأعمش، عن الحَكَم، عن مِقْسَم: أنَّ أبا أيوب أتى معاويةَ، فذكر له حاجةً، قال: ألستَ صاحبَ عثمان؟ قال: أما إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خبَّرَنا أنه سَيُصيبُنا بعدَه أَثَرةٌ، قال: وما أَمَرَكُم؟ قال: أمَرَنا أن نَصبِرَ حتَّى نَرِدَ عليه الحوض، قال: فاصبِروا، قال: فغضب أبو أيوب وحَلَفَ أن لا يُكلِّمَه أبدًا.
ثم إنَّ أبا أيوب أتى عبدَ الله بنَ عبّاس فَذَكَرَ له، فخَرَجَ له عن بيتِه كما خَرَجَ أبو أيوب الرسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيته، قال: أَيشٍ تريد؟ قال: أربعةَ غِلْمةٍ يكونون في مَحلِّي،
= وهب عنه مستقيمة. وصحابي الحديث: هو أبو عمرة الأنصاري النَّجّاري، قيل: اسمه رشيد، وقيل: أسامة.
وانظر ما قبله وما بعده.
(1)
حسن بما قبله، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن أبي ليلى - واسمه محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى - لكن قال الذهبي في "التلخيص": هذا أجود طرق الحديث.
أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه أحمد 38/ (23592)، وأخرجه الترمذي (2880) عن محمد بن بشار، كلاهما (أحمد وابن بشار) عن أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (23593) من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي، به.
قال: لك عندي عشرون غلامًا
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6049 -
وقد حدَّثَناه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشَّيباني، حَدَّثَنَا حامد بن أبي حامد المقرئ، حَدَّثَنَا إسحاق بن سليمان، عن ابن سِنان، عن حَبِيب بن أبي ثابت: أنَّ أبا أيوب الأنصاري قَدِمَ على ابن عبّاس البصرة، ففَرَغَ له بيتَه، وقال: لأصنَعَنَّ بك ما صنعتَ برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: كم عليكَ من الدَّين؟ قال: عشرون ألفًا، قال: فأعطاه أربعين ألفًا وعشرين مملوكًا، وقال: لك ما في البيت
(2)
.
6050 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أنا أحمد بن إبراهيم بن مِلْحان، حَدَّثَنَا ابن بُكَير، حدثني عبد الله بن لَهِيعة، عن حُيَيّ، عن أبي عبد الرحمن، عن
(1)
رجاله لا بأس بهم إلّا أنَّ مقسمًا - وهو ابن بُجرة ويقال له: مولى ابن عباس للزومه إياه - لم يسمع أبا أيوب ولا معاوية، فروايته للقصة مرسلة. وسيأتي الحديث من وجه آخر عن ابن عبّاس برقم (6054).
أبو حاتم الرازي: هو محمد بن إدريس الحافظ، وإبراهيم بن موسى: هو ابن يزيد الرازي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، والحكم هو ابن عتيبة.
وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (6063).
وفي باب قوله: إنه سيصيبنا بعده أثرة، وأمرنا أن نصبر حتَّى نرد عليه الحوض، عن أنس بن مالك عند أحمد 19/ (12085)، والبخاري (2376)، ومسلم (1059)، مرفوعًا بلفظ:"سترون بعدي أَثرة، فاصبروا حتَّى تلقَوني"؛ يعني الأنصار.
وعن أُسيد بن حضير عند أحمد 31/ (19092)، والبخاري (3792)، ومسلم (1845).
وعن عبد الله بن زيد المازني عند أحمد 26 / (16470)، والبخاري (4330)، ومسلم (1061).
وعن البراء بن عازب عند أحمد 30/ (18582).
(2)
رجاله لا بأس بهم، إلّا أنه معضل بين حبيب بن أبي ثابت وأبي أيوب، لكن ذُكرت الواسطة بينهما، فيما سيأتي برقم (6054) بسند ضعيف. ابن سنان: هو سعيد بن سنان البُرجمي.
وأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(1881)، وابن عساكر 16/ 54 و 54 - 55 من طريق إسحاق بن سليمان، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
عبد الله بن عمرو: أنَّ أبا أيوب كان في مجلسٍ وهو يقول: ألا يستطيع أحدُكم أن يقرأَ ثُلُثَ القرآن كلَّ ليلة؟ قالوا: ما نستطيع ذلك، قال: فإِنَّ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلث القرآن، قال: فجاء إليهم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فسمع أبا أيوب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صَدَقَ أبو أيوب"
(1)
.
6051 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا عبّاس بن محمد الدُّوري، حَدَّثَنَا أبو داود، حَدَّثَنَا شُعبة وحماد بنُ سَلَمة، عن سِمَاك بن حرب، قال: سمعتُ جابر بنَ سَمُرة يقول: نزل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على أبي أيوب، وكان إذا أكل طعامًا بعث إليه بفَضْله، فينظرُ إلى موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم [فيضَعُ يدَه فيه، فبعث إليه يومًا بطعامٍ فلم يَرَ فيه أثَرَ أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم]
(2)
، فأتى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، لم أرَ أثر أصابعك، فقال:"إنه كان فيه ثُومٌ".
قال شُعبة في حديثه: أحرامٌ هو؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا"، وقال حماد في حديثه: يا رسولَ الله، بعثتَ إليَّ بما لم تأكل، فقال:"إنَّك لستَ مِثْلي، إنه يأتيني المَلَكُ"
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن لَهِيعة وحيي: وهو ابن عبد الله المعافري. ابن بكير: هو يحيى بن عبد الله بن بكير، وأبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد الحبلي المعافري.
وأخرجه أحمد 11/ (6613) عن الحسن بن موسى الأشيب، عن ابن لَهِيعة، بهذا الإسناد.
وقد روي هذا من قول النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ابتداءً من حديث أبي أيوب نفسه، وليس تصديقًا لأبي أيوب، انظر "مسند أحمد" 38/ (23554). وهذا هو الصحيح.
ويشهد له حديث عبد الله بن عبّاس المتقدَّم برقم (2103)، وإسناده ضعيف.
وحديثا أبي سعيد الخدري، وقتادة بن النعمان، عند البخاري، وهما على التوالي (5013) و (5014).
وحديثا أبي الدرداء وأبي هريرة عند مسلم، وهما على التوالي (811) و (812).
وانظر تتمة شواهده عند حديث عبد الله بن عمرو بن عمرو هذا في "مسند أحمد".
(2)
ما بين معقوفين سقط من نسخنا الخطية، ولا يستقيم المعنى إلّا به، لذا أثبتناه من "مسند الطيالسي"(590)، وسائر مصادر التخريج.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب، وقد توبع، فقد رواه غير واحد =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
6052 -
حَدَّثَنَا أبو الوليد الإمام رحمه الله، حَدَّثَنَا محمد بن نُعيم، حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، حَدَّثَنَا وهب بن جَرير، حدثني أبي، قال: سمعتُ محمد بن إسحاق يقول: حدثني يزيد بن أبي حَبِيب، عن مَرْثَد بن عبد الله اليَزَني، عن أبي أُمامة الباهلي، عن أبي أيوبَ قال: لما نزل عَلَيَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قلت: بأبي أنتَ وأُمي، إنِّي أكره أن أكون فوقَكَ وتكون أسفَلَ منِّي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنِّي أَرفَقُ أن أكون في السُّفْلِ لِمَا يَعْشَانا من الناس"، قال: فلقد رأيتُ جرَّةً لنا انكسرت، فأُهريق ماؤها، فقمتُ أنا وأمُّ أيوب بقَطِيفةٍ لنا ما لنا لِحافٌ غيرُها نُنشِّفُ بها الماءَ فَرَقًا أن يَصِلَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيءٌ يؤذيه
(1)
.
= عن أبي أيوب الأنصاري، وجابر بن سمرة إنما سمعه من أبي أيوب كما سيأتي في التخريج.
أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي.
وأخرجه الترمذي (1807) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة وحده، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند" لأبيه 34 / (20897)، وابن حبان (5110) من طريقين عن شعبة وحده، به.
وأخرجه أحمد (20990) و (21023)، وابنه عبد الله (20898)، وابن حبان (5110) من طرق عن حماد بن سلمة وحده، به.
وأخرجه أحمد 38/ (23525)، ومسلم (2053)(170) من طريق محمد بن جعفر، وأحمد (23537)، ومسلم بإثر (2053)(170) من طريق يحيى بن سعيد القطان، والنسائي (6596) من طريق خالد بن الحارث، ثلاثتهم عن شعبة وحده، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، عن أبي أيوب الأنصاري.
وأخرج نحوه أحمد (23054) و (23507) و (23526) و (23570) و (23517)، ومسلم (2053)(171)، وابن حبان (2092) من طرق عن أبي أيوب الأنصاري.
وفي الباب عن أم أيوب عند أحمد 45/ (27442)، وابن ماجه (3364)، والترمذي (1810)، وابن حبان (2093). وإسناده حسن.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد اضطرب فيه محمد بن إسحاق، فقد رواه مرةً - كما هنا - عن =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
6053 -
حَدَّثَنَا محمد بن صالح بن هانئ، حَدَّثَنَا الفضل بن محمد الشَّعراني، حَدَّثَنَا سعيد بن أبي مريم قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عُبيد الله بن زَحْر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن
(1)
أبي أُمامة، عن أبي أيوبَ الأنصاريِّ قال: نَزَلَ عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا، فنَقَّبتُ في عملِهِ كلِّه، فرأيتُه إذا زالت - أو زاغتِ الشمس، أو كما قال - إن كان في يدِهِ عَمَلُ الدنيا رَفَضَه، وإن كان نائمًا فكأنما يُوقَظُ له، فيقومُ فيغتسلُ أو يتوضأ، ثم يَركَع أربعَ رَكَعَاتٍ يُتِمُّهِنَّ ويُحَسِّنُهُنَّ ويتمكَّنُ فيهِنَّ، فلمّا أراد أن ينطلَق قلت: يا رسولَ الله، مَكَثتَ عندي شهرًا، ووَدِدْتُ أنكَ مكثتَ أكثرَ، من ذلك، فنقَّبتُ في عملك كلِّه، فرأيتُك إذا زالت الشمسُ - أو زاغت - فإن كان في يدكَ عملُ الدنيا رفضتَه وأخذتَ في الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ أبوابَ السماء يُفتَّحُنَ في تلك الساعة، فلا يُرتَجْنَ أبوابُ السماء وأبوابُ الجنة حتَّى تُصَلَّى هذه الصلاةُ، فأحببتُ أن يَصعَد لي إلى ربي في تلك الساعات خيرٌ، وأن يُرفَعَ عملي في أولِ عملِ العابدين"
(2)
.
= يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد، عن أبي أمامة الباهلي، عن أبي أيوب، ورواه مرةً عن يزيد، عن أبي الخير، عن أبي رُهم السماعي، عن أبي أيوب، فذكر أبا رهم مكان أبي أمامة، وهو المحفوظ، فقد قال أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(57) بعد أن أخرج الحديث من طريق ابن إسحاق بذكر أبي أمامة، قال: وهو عندي وهمٌ، ثم قال: وحديث أبي رهم هو الصواب.
أبو الوليد: هو حسان بن محمد الفقيه، وجرير: هو ابن حازم.
وأخرجه أحمد 38 / (23570) من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله، عن أبي رُهم السماعي عن أبي أيوب. فذكره مطولًا بنحوه، لكن فيه: أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم انتقل إلى الأعلى، والله تعالى أعلم.
(1)
تحرَّفت في (ز) و (ب) إلى: بن.
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف جدًّا، من أجل علي بن يزيد - وهو الأَلهاني - فهو متفق =
6054 -
حَدَّثَنَا أبو محمد أحمد بن عبد الله المُزَني، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي، حَدَّثَنَا أبو كُريب، حَدَّثَنَا فِرْدوس الأشعري، حَدَّثَنَا مسعود بن سليمان
(1)
، عن حَبِيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عبّاس، عن أبيه، عن ابن عبّاس: أنَّ أبا أيوب خالد بن زيد الذي كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة نزل في داره
(2)
غزا أرضَ الرُّوم، فمرَّ على معاوية فجَفَاه معاويةُ، ثم رجع من غزوته فجَفَاه ولم يَرفَعْ به رأسًا، قال أبو أيوب: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنبأني أنَّا سنرى بعده أَثَرةً، قال معاوية: فيمَ أمرَكُم؟ قال: أمرَنا أن نصبر، قال: فاصبِروا إذًا، فأتى عبدَ الله بنَ عبّاس بالبصرة، وقد أمَّره عليٌّ عليها، فقال: يا أبا أيوب، إنِّي أريدُ أن أَخرُجَ لك من مَسكَني كما خرجتَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأَمَرَ أهله فخرجوا، وأعطاه كلَّ شيءٍ كان
= على ضعفه، وعبيد الله بن زحر فيه ضعف وبخاصة في عليٍّ هذا يحيى بن أيوب: هو الغافقي، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3854) عن يحيى بن أيوب العلاف، عن سعيد بن أبي مريم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "المسند"(70)، وفي "الزهد"(1297) عن يحيى بن أيوب الغافقي المصري، به.
وأخرج نحوه مختصرًا بأسانيد أصلح من هذا أحمد 38/ (23532)، وأبو داود (1270)، وابن ماجه (1157) من طريق قرثع الضبي، وأحمد (23551) من طريق علي بن الصلت، و (23565) من طريق رجل مبهم، ثلاثتهم عن أبي أيوب الأنصاري، وأسانيدها فيها ضعفٌ واضطراب بيناه في تعليقنا على "المسند".
وفي الباب عن عبد الله بن السائب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قبل الظهر بعد الزوال أربعًا ويقول: "إنَّ أبواب السماء تُفتَح، فأُحب أن أقدِّم فيها عملًا صالحًا". أخرجه أحمد 24/ (15396)، والترمذي (478)، والنسائي (329)، وسنده صحيح.
(1)
في النسخ الخطية: سليم، والتصويب من مصادر ترجمته ومصادر التخريج.
(2)
قوله: "نزل في داره سقط من (ز)، وبُيِّض مكانها في (ص) و (م)، وكتب بمحاذاتها في هامش (ز): "لعله: نزل في داره"، وأثبتناه من (ب)، لكن سقط منها قوله: "حين هاجر إلى المدينة".
في الدار، فلما كان وقتُ انطلاقه قال: حاجتُكَ؟ قال: حاجتي عطائي وثمانيةُ أَعبُدٍ يعملون في أرضي، وكان عطاؤه أربعةَ آلاف، فأضعَفَها له خمسَ مِرارٍ، وأعطاه عشرين ألفًا وأربعين عبدًا
(1)
.
قد تقدَّم هذا الحديث بإسنادٍ متّصل صحيح، وأعدتُه للزيادات فيه بهذا الإسناد.
6055 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب حَدَّثَنَا محمد بن سِنَان القَزّاز، حَدَّثَنَا محمد بن الصَّلْت، حَدَّثَنَا عمر بن مِسْكين عن نافع، عن ابن عمر، عن أبي أيوب الأنصاريِّ قال: ما صلَّيتُ وراءَ نبيِّكم إلَّا سمعتُه حين ينصرفُ من صلاته يقول: "اللهمَّ اغفِرْ لي خطاياي وذُنوبي كلَّها، أنعِشْني وأحْيِني وارزُقْني واهْدِني لصالح الأعمال والأخلاق، إنه لا يَهدِي لصالحِها ولا يَصْرِفُ سَيِّئَهَا إِلَّا أنت"
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة مسعود بن سليمان، وكذا الراوي عنه - وهو فردوس - مجهول الحال. أبو كريب: هو محمد بن العلاء.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3876) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ 55 - عن محمد بن عبد الله الحضرمي، بهذا الإسناد. لكن جاء في إسناده: محمد بن علي بن عبد الله بن عبّاس عن ابن عبّاس، لم يذكر فيه: عن أبيه.
وانظر ما تقدَّم برقم (6048) و (6049).
(2)
إسناده ضعيف من أجل عمر بن مسكين فقد قال البخاري: لا يتابع عليه. ومحمد بن سنان القزاز فيه كلام لكنه متابع. نافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه الدينوري في "المجالسة"(1447)، وقاضي المارستان في "مشيخته"(630)، وابن البختري في "مجموع مصنفاته"(174)، والطبراني في "الصغير"(610)، و "الأوسط"(4442)، و "الكبير"(3875)، وأبو طاهر الذهبي في "المخلصيات"(1868) من طرق عن محمد بن الصلت، بهذا الإسناد. قال الطبراني: لا يروى عن أبي أيوب إلّا بهذا الإسناد، تفرَّد به محمد بن الصلت.
وله شاهد من حديث أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير"(7811) و (7893)، وابن السني في "اليوم والليلة"(116)، والشجري في "أماليه" 1/ 254، وفيه علي بن يزيد الألهاني متفق على ضعفه. =
6056 -
أخبرني أحمد بن محمد بن سَلَمة العَنَزي، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد الدارمي، حَدَّثَنَا مسلم بن إبراهيم، حَدَّثَنَا يحيى بن العلاء، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي أيوب: أنه أَخذ عن لِحية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا، فقال:"لا يكُنْ بك السُّوءُ يا أبا أيوب"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6057 -
حَدَّثَنَا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الإمام، أخبرنا العبّاس بن الفضل الأسفاطي، حَدَّثَنَا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن أسامة بن زيد، عن ابن شِهاب، عن إبراهيم بن عبد الله بن حُنين: أَنَّ عبدَ الله بن عبّاس والمِسْوَر بن مَخْرَمة اختلفا في المُحرِم يَغسِلُ رأسَه بالماءِ من غير جَنَابةٍ، فأرسَلاني إلى أبي أيوب الأنصاريِّ وهو في بعض مياه مكةَ أسألُه عن
= قوله: "أنعِشْني"؛ أي: ارفعني وقوِّ جأشي. انظر "فيض القدير" 2/ 145.
(1)
إسناده تالف، يحيى بن العلاء متهم، قال أحمد بن حنبل: كذاب يضع الحديث، وقال ابن عدي: أحاديثه موضوعة، وسئل الدارقطني عن هذا الحديث كما في "علله" (1015) فقال: غير ثابت مسلم بن إبراهيم: هو الأزدي الفراهيدي مولاهم، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3890)، وفي "الدعاء"(1933)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6034)، وابن عساكر 16/ 27 من طرق عن مسلم بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإشراف إلى منازل الأشراف"(6)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 199، وابن عساكر 16/ 47 و 47 - 48 وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1212) من طريق حرمي بن عمارة، عن يحيى بن العلاء به.
قلنا: ويحيى بن العلاء هذا قد توبع، لكنها متابعات لا يفرح بها، فقد أخرجه ابن عساكر 16/ 48 من طريق المعلى - وهو ابن عبد الرحمن الواسطي - عن يحيى بن سعيد، به. ومعلَّى متَّهم بالوضع، وكذَّبه الدارقطني.
وأخرجه كذلك ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(282) من طريق قتادة بن دعامة، وابن عساكر 16/ 48 من طريق إسماعيل بن محمد السهمي، كلاهما عن سعيد بن المسيب، به. ولا يخلو إسناد كل منهما من ضعيف أو مجهول أو من لا يُعرف.
ذلك، فذَكَرَ الحديثَ بطوله
(1)
.
هذه فضيلةٌ لأبي أيوب، أنَّ ابنَ عبّاس والمِسْوَرَ يَرجِعان إليه في السؤال، وأظنُّ أنَّ الشيخين رضي الله عنهما قد خرَّجاه أو أحدُهما في كتاب الطهارة.
ذكرُ مناقب عبد الله بن الطُّفيل بن سَخْبَرة رضي الله عنه
-
6058 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد، حَدَّثَنَا هلال بن العلاء الرَّقِّي، حَدَّثَنَا علي بن سعيد
(2)
، حَدَّثَنَا عُبيد الله بن عَمْرو، عن عبد الملك بن عُمير، عن رِبْعيِّ بن حِرَاشٍ، قال: قال عبد الله بن الطُّفيل ابن أخي عائشةَ لأُمها: إنه رأى في المنام أنه لقيَ رَهْطًا من النصارى، فقال: إنَّكم القومُ لولا أنكم تَزْعُمُونَ أَنَّ المسيحَ ابن الله، فقال: وأنتم القومُ لولا أنّكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، قال: ثم لقيَ ناسًا من اليهود، فقال: إنكم القومُ لولا أنكم تَزعُمون أنَّ العُزيرَ ابن الله، فقال: وأنتم
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد فيه، وهم، فالمحفوظ فيه أنه من رواية إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه، كما في رواية مالك عن زيد بن أسلم عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، في "الصحيحين" وغيرهما، ويغلب على الظن أنَّ منشأ الوهم هو أسامة بن زيد الليثي أو إسماعيل بن أبي أُويس، فكل منهما عنده أوهام وعليه كلام أوهام وعليه كلام من جهة حفظه، أما العبّاس بن الفضل الأسفاطي، وإن كان فيه كلام فقد توبع. أخو إسماعيل بن أبي أويس: هو عبد الحميد، وابن شِهاب: هو محمد بن مسلم الزهري.
وأخرجه الطبراني (3978) عن العبّاس بن الفضل الأسفاطي، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه عن أبيه، بل قال في آخره: قال إبراهيم: فرجعت إليهم فأخبرتهم.
ومثله أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 215 عن إسماعيل بن أبي أُويس، به.
ورواه زيد بن أسلم عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه، فجعل عبد الله بن حنين هو صاحب القصة، فقد أخرجه مطولًا ومختصرًا من هذا الطريق أحمد 38/ (23529) و (23548) و (23578)، والبخاري (1840)، ومسلم (1205)، وأبو داود (1840)، وابن ماجه (2934)، والنسائي (3631)، وابن حبان (3948).
(2)
كذا وقع مسمًّى في نسخنا الخطية: علي بن سعيد، ويغلب على ظننا أن سعيد محرّف عن معبد، فإن علي بن معبد مشهور بالرواية عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بينما لم يقع لنا في الرواة عنه من اسمه علي بن سعيد، إلا أننا لم نقف على رواية لهلال بن العلاء عن علي بن معبد.
القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وما شاء محمد
(1)
، فأَتى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فحدَّثه، فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"حدَّثتَ بهذا الحديث أحدًا؟ " فقال: نعم. فَحَمِدَ الله وأثنَى عليه، ثم قال:"إنَّ أخاكم قد رأى ما بَلَغَكم، فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمدٌ، ولكن قولوا: ما شاءَ اللهُ وحدَه لا شريكَ له"
(2)
.
خالَفَه حمادُ بن سَلَمة عن عبد الملك بن عُمير:
6059 -
حَدَّثَنَا علي بن حَمْشاذ العدل، حَدَّثَنَا علي بن عبد العزيز وأبو مُسلِم، قالا: حَدَّثَنَا حجَاج بن مِنْهال، حَدَّثَنَا حمَّاد بن سَلَمة، عن عبد الملك بن عُمَير، عن رِبْعِيِّ بن حِرَاش، عن الطفيل بن سَخْبرةَ أخي عائشةَ لأُمِّها، فقال: رأيتُ فيما يرى النائم، فذكر الحديث بمثلِه سواءً
(3)
.
هذا أَولى بالمحفوظ من الأول.
(1)
وقع خرمٌ في نسخة (ز) من هنا إلى آخر الحديث رقم (6064) بمقدار ورقة واحدة.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على عبيد الله بن عمرو - وهو الرقِّي - فرواه عنه علي بن معبد - كما سبق بيانه - هنا عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن عبد الله بن الطفيل ابن أخي عائشة لأمها، وخالفه زكريا بن عدي وجندل بن والق، فروياه عنه عن عبد الملك ابن عمير عن ربعي بن حراش عن الطفيل بن عبد الله أخي عائشة، لأمها، ووافقا بذلك روايةَ حماد بن سلمة الآتية بعد هذا، حيث رواه عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن الطفيل أخي عائشة لأمها، وهذا هو المحفوظ كما قال المصنّف بإثره، فلا ندري هل منشأ الوهم من علي بن معبد أو ممّن دونه، أو أنه من عبيد الله بن عمرو نفسه، فهو على ثقته قال فيه ابن سعد: ربما أخطأ، فلعله حفظه مرةً ووهم فيه أخرى، والله تعالى أعلم.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(1368) من طريق زكريا بن عدي، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(292) من طريق جندل بن والق، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو، بهذا الإسناد. إلّا أنَّ جندلًا قال فيه: عن الطفيل بن عبد الله وكان أخا عائشة لأمها، ولم يسمِّه زكريا بن عدي، بل قال: قال أخو عائشة لأمها.
(3)
إسناده صحيح. علي بن عبد العزيز: هو البغوي، وأبو مسلم: هو الكجِّي الحافظ.
وأخرجه أحمد 34/ (20694) عن بهز بن أسد العمي وعفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
ذكر مناقب نُبَيشةَ الخيرِ رضي الله عنه
-
6060 -
أخبرنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المُزَني ببخارى، حَدَّثَنَا أبو خَليفة، حَدَّثَنَا محمد بن سلَّام الجُمَحي، عن أبي عُبيدةَ مَعْمَر بن المُثَنَّى قال: نُبَيشةُ بن عبد الله بن شَيْبان بن عتَّاب بن الحارث بن حُصَين بن الحارث بن عبد العُزَّى، وهو نُبيشةُ الخير، يُكْنَى أبا طَرِيف، نزل البصرة
(1)
.
6061 -
أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى العدل، حَدَّثَنَا محمد بن أيوب، حَدَّثَنَا عيسى بن إبراهيم البِرَكي، حَدَّثَنَا المُعلّى بن راشد النَّبّال أبو اليَمَان، حدثتني أمُّ عاصم - وكانت أمَّ ولد سِنان بن سَلَمة بن المُحبَّق الهُذَلي - قالت: دَخَلَ علينا نُبيشةُ، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سمّاه نُبيشةَ الخَيرِ؛ دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندَه أُسارى، فقال: يا رسولَ الله، إما أن تَمُنَّ عليهم، وإما أن تُفادِيَهم؛ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أَمرتَ بخيرٍ، أنت نُبَيشةُ الخَيرِ"
(2)
.
ذكرُ مناقب أبي أيوب الأزديِّ، صحابيٍّ من الزُّهاد
(3)
6062 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: وأبو أيوب خالد بن زيد بن كُلَيب
(1)
وكذا ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 506 وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 5/ 2702، وسماه خليفة في "طبقاته" ص 36 و 176: نبيشة بن عمرو. قلنا: والوجهان قيلا في اسمه، كما في "أسد الغابة" 4/ 534 و "الإصابة" 6/ 421.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة حال أم، عاصم، وهي جدة المعلى بن راشد النبال.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 21/ (219 - ملحق) عن محمد بن الربيع بن شاهين البصري، عن عيسى بن إبراهيم البركي بهذا الإسناد. وحسَّن إسناده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 391.
(3)
هو نفسه أبو أيوب الأنصاري، فقد ينسب أزديًا، فإنَّ نسبه يصل إلى الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، كما في تاريخ بغداد 1/ 493، ومن هنا فإنَّ البعض ربما نسبه أزديًّا كما قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 7/ 33، والله تعالى أعلم.
وقد تقدَّم ذكر مناقبه في الأحاديث (6040 - 6057).
ابن ثعلبة بن عبد عوف، من بني تَميم بن مالك بن النجار، شهد العقبةَ وبدرًا، والمشاهدَ كلَّها، وفتوحَ العراق، وشهد مع علي رضي الله عنه صِفِّينَ، ثم صار إلى الشام فدخل أرضَ الرُّوم غازيًا، ونزل القُسْطَنطينيّة.
6063 -
حَدَّثَنَا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن النَّضْر الأزْدي، حَدَّثَنَا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفَزَاري، عن إبراهيم بن كَثير، قال: سمعت عُمارَةَ بن غَزِيَّةَ يقول: دخل أبو أيوب الأزديُّ على معاوية، فذكرَ الحديثَ الذي تقدَّم لأبي أيوب الأنصاري بطوله
(1)
.
هذا حديث مرسل، فإنَّ بين عمارة بن غَزِيَّةَ وبين أبي أيوب ومعاوية مَفَازةٌ، وحديث أبي أيوب الأنصاري متّصلٌ مسنَد.
ذكرُ مناقب جَرير بن عبد الله البَجَلي رضي الله عنه
-
6064 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مُصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: وجَرِير بن عبد الله بن مالك بن نَصْر بن ثَعلبَة بن جُشَم بن عُوَيف بن شَلِيل بن حَزِيمة بن سَكَن
(2)
بن علي بن مالك بن زيد بن قيس
(3)
بن عَبْقَر
(4)
بن أَنْمار. كان قد أقام في الفتنة بقَرْقِيسِياء، ثم انتقل
(1)
إسناده ضعيف لإعضاله بين عمارة وبين أبي أيوب ومعاوية كما سيشير المصنّف.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(1025 - بغية الباحث) عن معاوية بن عمرو الفزاري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ 56 من طريق المسيب بن واضح، عن أبي إسحاق الفزاري، به.
وانظر ما تقدَّم برقم (6048).
(2)
كذا في النسخ الخطية، والذي في جميع مصادر ترجمته: حرب.
(3)
في بعض المصادر: نذير بن قسر، وفي بعضها كما هنا، فلا يبعد أن يكون لعبقر ولدان: قيس وقسر، وحينئذ يكون نذير بن قسر، وزيد بن قيس، والله تعالى أعلم.
(4)
في (ص) و (م): عسر، والمثبت من (ب)، وهو الصواب الموافق لمصادر ترجمته.
منها إلى الكوفة، وبها توفي رضي الله عنه سنة إحدى وخمسين.
ذكرُ مناقب أبي موسى عبد الله بن قَيْس الأشعَري رضي الله عنه
-
6065 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الجبار، حَدَّثَنَا يونس بن بُكَير، عن ابن إسحاق قال: أبو موسى الأشعريُّ عبد الله بن قيس، حليف آل عُتبة بن ربيعة بن عبد شمس
(1)
.
6066 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن أحمد الأصبهاني، حَدَّثَنَا الحسن بن الجَهْم، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عمر قال: أبو موسى الأشعري اسمه عبد الله بن قيس بن سُليم بن حَضَّار بن حَرْب
(2)
بن عامر بن بَكْر بن عامر بن عَذَر بن وائل بن ناجية بن الجُماهِر بن الأشعَر، وهو نَبْت بن أُدَد بن يَشْجُب بن يَعْرُب بن قَحْطان. وأم أبي موسى ظَبْيةُ بنت وَهْب بن عَتِيك، وقد كانت أسلمت، وماتت بالمدينة.
وكان أبو موسى قَدِمَ مكة فحالف أبا أُحَيْحة سعيدَ بن العاص، وأسلم بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم قَدِمَ مع أهل السَّفينتين
(3)
ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخَيبر
(4)
.
(1)
وانظر "سيرة ابن هشام" 1/ 324.
(2)
تحرَّف في (ز) إلى: حريب، وهي مرسومة كذلك في (ص) و (م) لكنها بدون نقط، وصوَّبناه من مصادر ترجمته.
(3)
تحرَّف في (ز) و (ب) إلى التسعين، وفي (ص) و (م) إلى السبعين، وصوَّبناه من مصادر التخريج ومصادر الترجمة.
(4)
هذا الخبر أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 98، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 32/ 25 عن محمد بن عمر، وهو الواقدي. لكن قوله: وكان أبو موسى قدم مكة، إلى آخره مخالف لما رواه ابن سعد نفسه 4/ 99 عن الواقدي عن خالد بن إلياس عن أبي بكر بن عبد الله ابن أبي الجهم - وكان علّامة نسّابة - قال: ليس أبو موسى من مهاجرة الحبشة، وليس له حلف في قريش، وقد كان أسلم بمكة قديمًا، ثم رجع إلى بلاد قومه، فلم يزل بها حتَّى قدم هو وناسٌ من الأشعريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوافق قدومهم قدوم أهل السفينتين جعفرٍ وأصحابه من أرض =
6067 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الجبار، حَدَّثَنَا يونس بن بُكَير، عن ابن إسحاق قال: كان أبو موسى الأشعريُّ ممَّن هاجر إلى أرض الحبشة، وأقام بها حتَّى بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى النجاشيِّ عمرو بن أُميةَ الضَّمْري، فحملهم في سفينتين، فقدم بهم عليه بخَيبرَ بعد الحُديبية
(1)
.
6068 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا محمد بن يونس، حَدَّثَنَا رَوْح بن عُبادةَ، حَدَّثَنَا حسين المعلِّم، عن عبد الله بن بُريدة، أنه وصف الأشعريَّ أبا موسى، فقال: رجلٌ خفيفُ الجسم، قصيرٌ أَثَطُّ
(2)
(3)
.
= الحبشة، ووافقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فقالوا: قدم أبو موسى مع أهل السفينتين، وكان الأمر على ما ذكرنا أنه وافق قدومُه قدومهم.
قلنا: والصحيح في قصة قدوم أبي موسى ما أخرجه البخاري (3136) و (3876) و (4230)، ومسلم (2502)، وأبو داود (2725) من طريق أبي بردة عن أبيه أبي موسى الأشعري قال: بَلَغنا مخرجُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخَوان لي، أنا أصغرهم، أحدهما أبو بردة، والآخر أبو رُهم، إما قال: في بضع، وإما قال في ثلاث وخمسين أو اثنين وخمسين رجلًا من قومي، فركبنا سفينةً، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، ووافقنا جعفرَ بنَ أبي طالب وأصحابه عنده، فقال جعفر: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بَعَثَنا هاهنا وأمرنا بالإقامة، فأقيموا معنا، فأقمنا معه حتَّى قدمنا جميعًا، فوافقْنا النَّبِيَّ حين افتتح خيبر، فأسهم لنا - أو قال: فأعطانا منها - وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئًا إلا لمن شهد معه إلّا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه، قسم لهم معهم. لفظ البخاري.
(1)
وانظر "سيرة ابن هشام" 1/ 324. وانظر تعليق ابن عبد البر عليه في "الاستيعاب" ص 851.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: أقط. والأثطّ: خفيف اللحية، وقال ابن دريد كما في "لسان العرب": لا يقال في الخفيف شعر اللحية: أثطّ، وإن كانت العامة قد أُولعت به، إنما يقال: ثَطٌّ.
(3)
محمد بن يونس - وهو الكديمي القرشي - متروك، لكن رواه غير واحد من كبار الثقات عن روح بن عبادة، فصحَّ الإسناد من غير طريقه.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 108 - ومن طريقه ابن عساكر 32/ 25 - وإسحاق بن راهويه كما في "المطالب العالية"(2985)، والحارث بن أبي أسامة كما في "بغية الباحث"(466) عن روح بن عبادة، بهذا الإسناد. روايتا إسحاق والحارث مطولتان، ضمن قصة. =
6069 -
أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا إسماعيل بن قُتَيبة، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نُمَيرٍ قال: مات أبو موسى الأشعريُّ سنةَ اثنتين وخمسين، وهو ابن ثلاثٍ وستين سنة
(1)
.
6070 -
وسمعتُ أبا العبّاس محمد بن يعقوب يقول: سمعتُ العبّاس يقول: سمعتُ يحيى بن مَعِين يقول: اسمُ أبي موسى الأشعري عبدُ الله بنُ قيس.
6071 -
حدثني أبو زُرْعة الرازي، حَدَّثَنَا محمد بن عُمير، حَدَّثَنَا ابن البَرْقي، حَدَّثَنَا عَمرو بن أبي سَلَمة، عن سعيد بن عبد العزيز التَّنُوخي قال: قَدِمَ أبو موسى
= وأخرجه ابن عساكر 32/ 25 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن حسين المعلم به.
(1)
اختلف فيه على محمد بن عبد الله بن نمير، فقد رواه عنه إسماعيل بن قُتيبة عنه عند المصنّف هنا فقال في وفاة أبي موسى الأشعري: سنة اثنتين وخمسين، وخالفه محمد بن عبدوس بن كامل عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 58 فقال عن محمد بن عبد الله بن نمير: أبو موسى عبد الله بن قيس مات سنة أربع وأربعين.
وروى الواقدي عن خالد بن إلياس عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال: مات أبو موسى سنة اثنتين وخمسين. أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 109 عن الواقدي، وقال ابن سعد بإثره: وسمعت بعض أهل العلم يقول: إنه مات قبل هذا الوقت بعشر سنين، سنة ثنتين وأربعين.
وأخرج ابن سعد 4/ 109، وكذلك أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 57 - 58 من طريق إبراهيم بن سعد الجوهري، كلاهما (ابن سعد وإبراهيم) عن الواقدي أيضًا، عن قيس بن الربيع، عن أبي بردة بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى قال: مات أبو موسى سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
وقال خليفة بن خياط في "طبقاته" ص 68: مات أبو موسى سنة خمسين، ويقال: سنة إحدى وخمسين بالكوفة. وأخرجه كذلك بإسناده إلى خليفة أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4427)، وابن عساكر 32/ 17 - 18.
وقال خليفة مرةً: توفي سنة أربع وأربعين، وقيل: اثنتين وأربعين، وقيل: اثنتين وخمسين.
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 57 - ومن طريقه ابن عساكر 32/ 17 - عن محمد بن علي، عن عمر بن أحمد بن إسحاق، عنه - يعني: خليفة بن خياط.
الأشعري على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فدعا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأكبر أهلِ السفينة وأصغرهم، قال أبو عامر الأشعري: أنا أكبرُ أهل السفينة، وابني أصغرُهم، قال سعيد: وكان فيهم أبو عامر وأبو مالك وأبو موسى وكعب بن عاصم، أظنُّهم خرجوا بالأَبْواء
(1)
.
6072 -
أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد الأحْمَسي، أخبرنا الحسين بن حُميد
(2)
، أخبرنا أبو غسّان، حَدَّثَنَا عبّاد عن الشَّيباني، سمعتُ الشَّعبيَّ يقول: كان القضاءُ في ستَّةِ نَفَرٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثلاثةٌ بالمدينة وثلاثةٌ بالكوفة، فبالمدينة: عمرُ وأبيٌّ وزيدُ بن ثابت، وبالكوفة: عليٌّ وعبدُ الله وأبو موسى. قال الشَّيباني: فقلت للشَّعبي: أبو موسى يُضاف إليهم؟ قال: كان أحدَ الفقهاء
(3)
.
6073 -
فحدَّثَنيهِ أبو عبد الله محمد بن العبّاس بن أحمد بن محمد بن عُصْم الشهيد رضي الله عنه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن علي بن رَزِين، حَدَّثَنَا محمد بن عَمْرَوَيهِ الهَرَوي، حَدَّثَنَا الهيثم بن عَدِيّ، حَدَّثَنَا مُجالِد بن سعيد، عن الشَّعْبي، عن مَسْروقٍ قال: انتهى عِلمُ أصحاب النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى هؤلاء النَّفَر: عمرَ بن الخطاب، وعليِّ بن أبي طالب، وعبدِ الله بن مسعود، وأُبيِّ بن كعب، ومعاذِ بن جبل، وزيدِ بن ثابت،
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه بين سعيد بن عبد العزيز التنوخي وبين أبي موسى الأشعري. أبو زرعة: هو أحمد بن الحسين بن علي الحافظ، وابن البرقي: هو أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 25/ 433 من طريق سليمان بن أحمد الطبراني، عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن يوسف، عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي قال: قدم أبو موسى
…
فذكره.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 358 وقال: رواه الطبراني منقطع الإسناد، وإسناده حسن.
(2)
في (ص) و (م): عبيد، وهو تحريف صوابه ما أثبتنا، فالحسين بن حميد بن الربيع اللخمي معروف بالرواية عنه أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي، وليس في شيوخ الأحمسي هذا من يقال له: الحسين بن عبيد. ووقع في (ز) و (ب): الحسين بن عبيد الله، وهو خطأ أيضًا.
(3)
أثر الشعبي - وهو عامر بن شراحيل - سلف بنحوه برقم (5897). أبو غسان: هو مالك بن إسماعيل النهدي، وعبّاد: هو ابن العوام، والشيباني هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.
وأَبي الدَّرداء، وأبي موسى الأشعري
(1)
.
قال مسروق: القُضاةُ أربعةٌ: عمرُ، وعليٌّ، وزيدُ بن ثابت، وأبو موسى الأشعريُّ، رضي الله عنهم.
6074 -
حَدَّثَنَا عليُّ بن عيسى، حَدَّثَنَا أحمد بن نَجْدة، حَدَّثَنَا يحيى بن عبد الحميد، حَدَّثَنَا قيس بن الرَّبيع، عن عاصم، عن شَقيق بن سَلَمة قال: خَطَبَنا أبو موسى الأشعريُّ فقال: والله لَئِنْ أطعتُم الله باديًا، وعبدَ الله بنَ قيسٍ ثانيًا، لأَحمِلنَّكم على الطريقة
(2)
.
6075 -
أخبرني محمد بن المؤمَّل بن الحسن، حَدَّثَنَا الفضل بن محمد الشَّعراني، حَدَّثَنَا أحمد بن حنبل رضي الله عنه، حَدَّثَنَا أبو داود، أخبرنا شُعبة، عن أبي التَّيَّاح قال: سمعتُ الحسنَ يقول: ما قَدِمَ البصرةَ راكبٌ خيرٌ لأهلها من أَبي موسى الأشعري
(3)
.
6076 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن عفّان العامِريّ، حَدَّثَنَا حسن
(4)
بن عطية، حَدَّثَنَا يحيى بن سَلَمة بن كُهَيل، عن أبيه، عن
(1)
أثر صحيح، وهذا إسناد ضعيف جدًّا من أجل الهيثم بن عدي، إلا أنه متابع، ومجالد فيه ضعف، وهو متابع أيضًا كما سلف بيانه برقم (5399) محمد بن عمرويه: هو محمد بن عمرو بن الحكم، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 58/ 424 من طريق أحمد بن بشير، عن مجالد. لم يذكر فيه أبا الدرداء وأبا موسى.
(2)
إسناده ضعيف، تفرَّد به يحيى بن عبد الحميد - وهو الحماني - عن قيس بن الربيع، وفيهما ضعفٌ. عاصم: هو ابن سليمان الأحول.
وهذا الأثر لم أجد من خرَّجه غير المصنِّف، والله تعالى أعلم.
(3)
إسناده صحيح. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي. وهو في "فضائل الصحابة" لأحمد بن حنبل (1685).
(4)
تحرّف في (ز) و (م) و (ب) إلى: حسين، وضبب عليه في (ز)، والمثبت من (ص) على =
محمد بن علي، عن ابن عبّاس قال: قال أبو موسى الأشعري: إنَّ عليًا أولُ من أسلَمَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
والغَرَضُ في إخراجه براءةُ ساحةِ أبي موسى من نَقْصٍ عليٍّ، ثم روايةُ ابن عبّاس عنه.
6077 -
فحدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا بَكّار بن قُتَيبة القاضي، حَدَّثَنَا أبو داود، حَدَّثَنَا شُعبة، عن أبي التَّيَّاح قال: سمعتُ رجلًا أسودَ كان مع ابن عبّاس بالبصرةِ حدَّث بأحاديثَ عن أبي موسى الأشعري عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فكَتَبَ إليه ابن عبّاس يسأله عنها، فكتب إليه الأشعريُّ: إنك رجلٌ من أهل زمانك، وإنِّي لم أُحدَّثْ عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم منها بشيءٍ، إلَّا أَنِّي كنتُ مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأرادَ أن يَبُول، فقام إلى دَمِثِ
(2)
حائطٍ هناك، وقال:"إنَّ بني إسرائيل كان إذا أصابَ أحدَهم البولُ قَرَضَه بالمِقْراض، فإذا أرادَ أحدُكم أن يبولَ فلَيْرتَدْ لِبَولِه"
(3)
.
= الصواب، وهو الحسن بن عطية بن نجيح القرشي.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا، يحيى بن سلمة بن كهيل متروك. محمد بن علي: هو ابن عبد الله بن عبّاس.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: رمث، بالراء. والدَّمث، قال السندي في حاشيته على "مسند أحمد": بفتحتين، أو كسر الميم وهو الأشهر الأرض السهلة الرخوة. وزاد في "النهاية": والرمل الذي ليس بمتلبد، ثم قال: وإنما فعل ذلك لئلا يرتدَّ عليه رَشاش البول.
(3)
صحيح لغيره دون قوله: "فإذا أراد أحدكم أن يبول فليرتَدْ لبوله"، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الأسود الذي روى عنه أبو التياح.
أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي.
وأخرجه أحمد 32/ (19537) و (19568) و (19714) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3) مختصرًا بقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله" من طريق حماد بن سلمة، عن أبي التياح، به.
ويشهد لقوله: "إنَّ بني إسرائيل كان إذا أصاب أحدَهم البول قرضه بالمقراض" حديث =
هذا حديثٌ صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6078 -
أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، حَدَّثَنَا أبو يحيى بن أبي مَسَرَّة، حَدَّثَنَا بَدَلُ بن المحبَّر، حَدَّثَنَا شُعبة، عن عمرو بن مُرَّة، سمع أبا وائل يقول: شهدتُ أبا موسى الأشعريَّ وعمّارَ بن ياسر وأبا مسعودٍ البَدْريَّ، فسمعتُ أبا موسى وأبا مسعودٍ يقولان لعمّار: ما رأينا منك في الإسلام أمرًا أكرَهَ إلينا من تَسارُعِك في هذا الأمر، قال عمار: وأنا ما رأيتُ منكما منذ أسلمتما ما هو
(1)
أكرَهُ إليَّ من إبطائكما عنه. ثم خرجوا إلى المسجد جميعًا
(2)
.
6079 -
حَدَّثَنَا أبو النَّضْر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد الدارمي، حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بن هشام الكوفي، حَدَّثَنَا خالد بن نافع الأشعري، عن سعيد بن أبي بُرْدة، عن أبي بُرْدة، عن أبي موسى قال: مرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بأبي موسى ذاتَ ليلةٍ ومعه عائشةُ، وأبو موسى يقرأ، فقاما فاستمعا لقراءتِه، ثم مَضَيا، فلما أصبَحَ أبو موسى وأتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَرَرتُ بكَ يا أبا موسى البارحةَ وأنت تقرأُ، فاستَمَعْنا لِقراءتِكَ"، فقال أبو موسى: يا نبيَّ الله، لو علمتُ بمكانِكَ لحَبَّرتُ لك تحبيرًا
(3)
.
= عبد الرحمن بن حَسَنة، سلف برقم (670) و (671)، وإسناده صحيح.
قوله: "قرضه" أي: قطعه، أي: محلّ البول.
وقوله: "فليرتد لبوله" قال في "النهاية": أي: يطلب مكانًا لينًا لئلا يرجع عليه رشاش بوله.
(1)
كذا في (ص)، ولم ترد لفظة "ما" في (ز) و (م) و (ب)، ووقع في مصادر التخريج:"أمرًا" بدل عبارة "ما هو".
(2)
إسناده صحيح. أبو يحيى بن أبي مسرَّة: هو عبد الله بن أحمد بن زكريا بن أبي مسرة، وأبو وائل: هو شقيق. بن سلمة.
وانظر ما سلف برقم (4653).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف خالد بن نافع الأشعري، وقد توبع. أبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6080 -
أخبرنا أبو العبّاس محمد بن أحمد المحبوبي بمَرْوٍ، حَدَّثَنَا الفضل بن عبد الجبار، حَدَّثَنَا النَّضر بن شُمَيل، أخبرنا عوف بن أبي جَمِيلة، عن معاوية بن قُرَّة، عن أبي بُرْدةَ قال: قال لي ابن عمر: أَتدري ما قال أبي لأبيك؟ قلتُ: لا، قال: قال أبي لأبيك: هل يَسرُّك أنَّ إسلامنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجرَتَنا معه وجهادَنا معه وعَمَلَنا معه بَرَدَ
(1)
لنا، وإنَّ كلَّ عملٍ عَمِلناه بعدَه نجونا منه كَفافًا رأسًا برأس؟ قال أبوك لأبي: لا والله، لقد جاهَدْنا بعدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلَّينا وصُمنا وعَمِلْنا خيرًا كثيرًا، وإنا لنَرجو ذلك، قال: فقال أبي لأبيك: والذي نفسي بيدِه، لَوَدِدْتُ أَنه بَرَدَ لي، وإِنَّ كلَّ شيءٍ بعدَ ذلك نجونا منه رأسًا برأس، قال: قلتُ: إنَّ أباك خيرٌ من أبي
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6081 -
أخبرني أحمد بن محمد بن سَلَمة العَنَزي، حَدَّثَنَا معاذ بن نَجْدة القُرَشي، حَدَّثَنَا حمّاد بن يحيى، حَدَّثَنَا عبد الله بن المؤمَّل، عن عطاء، عن ابن عبّاس: أنَّ
= وأخرجه مسلم (793)(236)، وابن حبان (7197) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري قال: استمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءتي من الليل، فلما أصبحتُ قال:"يا أبو موسى، استمعتُ قراءتك الليلة، لقد أُوتيتَ مِزمارًا من مزامير آل داود" قلتُ: يا رسول الله، لو علمتُ مكانك لحبّرتُ لك تحبيرًا. هذا لفظ ابن حبان، ورواية مسلم مختصرة بقول النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لأبي موسى:"لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أُوتيت مزمارًا من مزامير آل داود".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود" أخرجه هكذا مختصرًا البخاري (5048)، والترمذي (3855) من طريق بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري مرفوعًا. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(1)
برد، بفتح الباء الموحدة والراء، أي: ثبت وخلص لنا، يقال: بَرَدَ لي على الغريم حق، أي: ثبت. وفي رواية: خلص بدلٌ "برد". انظر "فتح الباري" 11/ 485.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (3915) من طريق روح بن عبادة، عن عوف، بهذا الإسناد.
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم استَعمَلَ أبا موسى على سَرِيَّةِ البحر، فبينا هي تجري بهم في الليل، إذ ناداهم منادٍ من فوقهم: ألا أُخبِرُكم بقضاءٍ قضاه الله على نفسه، إِنَّه مَن يَعطَشْ لله في يومٍ صائفٍ، فإنَّ حقًّا على الله أن يَسْقيه يومَ العَطَش
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
ذكرُ مناقب عُقْبة بن عامر الجُهَني رضي الله عنه
-
6082 -
أخبرني محمد بن أحمد بن تَمِيم الحَنظلي ببغداد، حَدَّثَنَا محمد بن العبّاس الكابُلِي
(2)
، حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شَيْبة حدثني زيد بن الحُبَاب، عن عبد الله ابن لَهِيعة قال: حدثني أبو الأسْوَد، عن عُرْوة: أنَّ معاوية استَعمل على مصر بعد وفاة أخيه عَنبَسة بن أبي سفيان عُقبةَ بنَ عامرٍ الجُهَني، وذلك سنة أربع وأربعين، فأقام الحجَّ فيها معاويةُ.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن المؤمل، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيص المستدرك".
ومع ذلك حسَّن إسناده المنذري في "الترغيب والترهيب".
وأخرجه البزار (4974)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 28، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" من طريق موسى بن داود، عن عبد الله بن المؤمل، بهذا الإسناد.
وقد روي هذا عن أبي موسى الأشعري من قوله:
فقد أخرجه ابن أبي الدنيا في "الهواتف"(13)، والروياني في "مسنده"(571)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 1/ 260، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3636)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 32/ 86 و 87 و 88، والضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعات مرو "بإثر (769) من طريق واصل مولى أبي عيينة، عن لقيط - ويكنى أبا المغيرة - عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري قوله. وهذا إسناد ضعيف أيضًا لجهالة لقيط أبي المغيرة، فقد تفرَّد بالرواية عنه واصل مولى أبي عيينة، ولم يؤثر توثيقه عن أحد.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(3637) من طريق واصل مولى أبي عيينة، يحدِّث عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري. وهذا إسناد منقطع، الواسطة بينهما لقيط كما تقدَم.
(2)
تحرَّفت في (ص) و (م) و (ب) إلى: الكاملي، بالميم، والصواب كما في (ز) بالباء، وكما في مصادر ترجمته.
قال أبو بكر
(1)
: فحدَّثني أبو بكر بنُ عيّاش، حَدَّثَنَا معروف بن يزيد
(2)
المكي، قال: بَيْنا عبدُ الله بن عبّاس جالسٌ في المسجد الحرام ونحن بين يديه، إذ أقبل معاويةُ فجلس إليه، فأعرَضَ عنه ابن عبّاس، فقال له معاوية: ما لي أراك مُعرِضًا؟ ألستَ تعلمُ أنِّي أحقُّ بهذا الأمر من ابن عمِّك؟ قال: لِمَ؟ قال: لأنَّهُ كان مسلمًا، وكنتَ كافرًا؟ قال: لا، ولكنِّي ابن عمِّ عثمان، قال: فابنُ عمِّه خيرٌ من ابن عمِّك، قال: إنَّ عثمان قُتِل مظلومًا، قال: وعندهما ابن عمر، فقال ابن عَبَّاس: فإنَّ هذا واللهِ أحقُّ بالأمر منك، فقال معاوية: إنَّ عمر قَتَله كافرٌ وعثمانَ قَتَلَه مسلمٌ، فقال ابن عَبَّاس: ذاك واللهِ أَدْحَضُ لحُجَّتِك
(3)
.
6083 -
أخبرني محمد بن يعقوب الحافظ، أخبرنا محمد بن إسحاق الثَّقَفي، أخبرني أبو يونس، حَدَّثَنَا إبراهيم بن المنذر الحِزَامي قال: عُقبة بن عامر الجُهَني يُكْنَى أبا عمرو، توفي سنة اثنتين وخمسين
(4)
.
6084 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا يزيد بن عبد الصَّمد الدَّمشقي، حَدَّثَنَا أبو النَّضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد القُرَشي، حَدَّثَنَا خالد بن يزيد، حدثني
(1)
يعني: ابن أبي شيبة.
(2)
في النسخ الخطية: معروف بن يزيد وليس في الرواة من اسمه كذلك، وشيخ أبي بكر بن عياش إنما هو معروف بن خرَّبوذ.
(3)
إسناده حسن من أجل أبي بكر بن عياش وشيخه معروف إن كان معروفٌ سمعه من ابن عباس، فإنَّ في إدراكه له وقفة.
(4)
خالف إبراهيمَ بنَ المنذر في ذلك خليفةُ بن خياط في "طبقاته" ص 121، وابن يونس المصري في "تاريخه" 1/ 347، وابن حبان في "مشاهير علماء الأمصار"(378)، حيث أرَّخوا وفاته سنة ثمان وخمسين، وهم موافقون في ذلك للواقدي الذي ذكر أنه توفي في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان، ذكر ذلك عنه ابن سعد في "الطبقات" 9/ 503، وقد استمرت خلافة معاوية إلى سنة ستين.
أبو يونس: هو محمد بن أحمد بن يزيد بن عبد الله المديني، مفتي أهل المدينة.
هشام بن الغازِ
(1)
، حدثني عُبادة بن نُسَي - وكان عاملًا لعبد الملك بن مروان على الأردنْ - قال: مررتُ بناسٍ قد اجتمعوا على شيخٍ وهو يُحدِّث، ففَرَجوا عني، فإذا شيخ يحدِّث يقول: أيها الناس، إنَّ ثلاثًا عندكم أمانةٌ، من حافَظَ عليهنَّ فهو مؤمن، ومن لم يحافظ عليهنَّ فليس بمؤمن: إن قال: صلَّيتُ ولم يُصَلِّ، وصُمتُ ولم يَصُم، وأغتَسِلُ من الجَنَابة ولم يَعْتَسِل، قال: فقال مَن يَلِيني: مَن هذا؟ قال: عقبةُ بنُ عامر الجُهَني صاحبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
ذكرُ مناقب حُجْر بن عَدِيٍّ رضي الله عنه وهو راهب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وذكرُ مَقتلِه
6085 -
حَدَّثَنَا علي بن حَمْشاذ العدل، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حَدَّثَنَا عارمٌ أبو النُّعمان محمد بن الفَضْل
(3)
، حَدَّثَنَا حماد بن زيد، عن محمد بن الزُّبير الحَنْظلي، حدثني فِيلٌ
(4)
مولى زياد قال: أرسَلَني زيادٌ إلى حُجْر بن عَدِيّ - ويقال ابن الأَدْبَر - فأبى أن يأتيَه، ثم أعادني الثانية، فأبى أن يأتيَه، قال: فأرسَلَ إليه: إنِّي أُحذِّرُك أن تَركَبَ أعجازَ أُمورٍ هَلَكَ مَن رَكِبَ صُدورها
(5)
.
6086 -
حَدَّثَنَا أبو علي الحسين بن عليٍّ الحافظ، حَدَّثَنَا الهيثم بن خَلَف الدُّوري،
(1)
تحرّف في النسخ الخطية إلى: العابد، ووقع في (ز) و (ب): هشام العابد، بحذف "بن"، والصواب ما أثبتنا، كما في مصادر ترجمته فهشام بن الغاز هو الذي يروي عن عبادة بن نسي ويروي عنه خالد بن يزيد المري.
(2)
إسناده صحيح. خالد بن يزيد: هو ابن صالح بن صبيح المري.
(3)
تحرَّف في (ز) و (ص) و (ب) إلى: المفضل، وجاء على الصواب في (م).
(4)
تصحف في (ز) و (ب) أوله إلى القاف، وأُهمل نقطه في (ص) و (م)، والصواب ما أثبتناه؛ بكسر الفاء وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها، تليها لام، كذا ضبطه ابن ماكولا في "الإكمال" 7/ 61، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 7/ 142. وانظر "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 7/ 90، و "المؤتلف والمختلف" للدارقطني 4/ 1851.
(5)
إسناده ضعيف جدًّا، محمد بن الزبير الحنظلي متروك.
حَدَّثَنَا أبو كُرَيب، حَدَّثَنَا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عيّاش، عن الأعمش، عن زياد بن عِلاقَة قال: رأيتُ حُجْر بن الأدْبَر حين أَخرَجَ به زيادٌ إلى معاوية، ورِجلاه من جانبٍ وهو على بعير
(1)
.
6087 -
حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم الحَرْبي، حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله الزُّبَيريُّ، قال: حُجْر بن عَدِيٍّ الكِنْديُّ يُكْنَى أبا عبد الرحمن، كان قد وَفَدَ إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وشهد القادسية، وشهد الجَمَل وصِفِّين مع عليٍّ رضي الله عنه، قتله معاوية بن أبي سفيان بمَرْج عَذْراء، وكان له ابنان: عبد الله وعبد الرحمن، قَتَلهما مصعب بن الزُّبير صبرًا، وقُتِل حُجْرٌ سنةَ ثلاثٍ وخمسين
(2)
.
6088 -
حَدَّثَنَا علي بن حَمْشاذَ العدل، حَدَّثَنَا معاذ بن المُثنّى بن معاذ بن معاذ العَنْبري، حدثني أبي، حَدَّثَنَا أبي، عن ابن عَوْن، عن نافعٍ قال: لما كان ليالي بَعْثِ حُجرٍ إلى معاوية، جعل الناس يتحيَّرون ويقولون ما فعل حُجْرٌ؟! فأتى خبرُه ابنَ عمر وهو مُحْتَبي في السُّوق، فأطلق حَبْوَتَه ووَثَبَ وانطَلَقَ، فجعلتُ أَسْمَعُ نَحِيبَه وهو مُوَلٍّ
(3)
.
6089 -
حَدَّثَنَا أبو علي الحافظ، حَدَّثَنَا الهيثم بن خلف، حَدَّثَنَا أبو كُرَيب، حَدَّثَنَا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن أبي إسحاق قال: رأيتُ حُجْرَ بن عديٍّ وهو يقول:
(1)
إسناده حسن من أجل أبي بكر بن عياش. أبو كريب: هو محمد بن العلاء، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ 221 وابن العديم في "تاريخ حلب" 5/ 2128 من طريقين عن أبي كريب بهذا الإسناد.
(2)
وذكر مثله محمد بن السائب الكلبي في "نسب معد واليمن الكبير" 1/ 142 - 143، وابن سعد في "الطبقات" 8/ 337، وابن قُتَيبة الدينوري في "المعارف" ص 334، والطبري في "ذيل المذيَّل" كما في "منتخبه" لعُريب بن سعد القرطبي، وهو مطبوع بذيل "تاريخ الطبري" 11/ 665، وابن دريد في "الاشتقاق" ص 364.
(3)
إسناده صحيح. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان.
ألا إِنِّي على بَيْعتي، لا أُقِيلُها ولا أَستَقِيلُها، سَمَاعَ
(1)
اللهِ والناسِ
(2)
.
6090 -
حَدَّثَنَا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الثَّقفي، حَدَّثَنَا المفضّل بن غسّان الغَلَّابي
(3)
، حَدَّثَنَا يحيى بن مَعِين وهشام
(4)
، حَدَّثَنَا داود بن عمرو، عن بُسْر بن عُبيد الله الحضرمي
(5)
، قال: لما بَعَثَ زيادٌ بحُجْر بن عَدي إلى معاوية أمَرَ معاويةُ بحَبْسهم بمكانٍ يقال له: مَرْج عَذْراء، قال: ثم استشار الناسَ فيهم، قال: فجعلوا يقولون: القتلَ القتلَ، قال: فقام عبدُ الله بن يزيد بن أسَدَ البَجَليُّ فقال: يا أمير المؤمنين، أنت راعِينا ونحن رعيَّتك، وأنت رُكْتُنا ونحن عِمادُك، إن عاقبتَ قلنا: أصبتَ، وإِن عَفَوتَ قلنا: أحسنتَ، والعفوُ أقربُ للتقوى، وكلُّ راعٍ مسؤولٌ عن رعيَّته. قال: فتفرّق الناسُ عن قوله
(6)
.
(1)
سقطت من (ص) و (م)، وضبب عليها في (ز)، وهي ثابتة في (ب) وسائر مصادر التخريج.
(2)
إسناده حسن من أجل معاوية بن هشام. أبو علي الحافظ: هو الحسين بن علي النيسابوري، وأبو كريب: هو محمد بن العلاء، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ 221 من طريق محمد بن هارون، عن أبي كريب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 123، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3569) من طريق عبد الله بن الحكم القطواني، كلاهما (ابن أبي شيبة والقطواني) عن معاوية بن هشام، به.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تاريخه" 5/ 265، وابن عساكر 12/ 221، وابن العديم في "تاريخ حلب" 8/ 3673 من طرق عن أبي إسحاق، به.
(3)
بفتح الغين المعجمة وتشديد اللَّام ألف وفي آخرها الباء الموحدة، نسبةً إلى غلّاب، جدَّةٍ له. كذا ضبطها السمعاني في "الأنساب".
(4)
كذا وقع مهملًا هنا، ولم نجزم بتعيينه، فيحتمل أن يكون هشام بن إسماعيل العطار أو هشام بن عمار، فكلاهما دمشقيان وهما من طبقة من يروي عن داود بن عمرو الشامي الدمشقي، وقد روى عنهما المفضل بن غسان الغلابي كما ذكر ابن عساكر في ترجمته في "تاريخ دمشق" 60/ 88.
(5)
تحرَّف في النسخ إلى: عبد الحضرمي، والتصويب من مصادر ترجمته.
(6)
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ 223 و 33/ 374 من طريق محمد بن أبي غالب، =
6091 -
أخبرني أحمد بن عثمان بن يحيى المُقرئ ببغداد، حَدَّثَنَا عُبيد الله بن محمد اليَزيدي، حَدَّثَنَا سليمان بن أبي شَيخ، حَدَّثَنَا محمد بن الحسن الشَّيباني، حَدَّثَنَا أبو مِخْنَف: أنَّ هُدْبة بن فيّاض الأعور أُمِرَ بقتل حُجْر بن عَدي، فمشى إليه بالسيف فأُرعِدَت فَرائصُه، فقال: يا حُجْرُ، أليس زعمتَ أنك لا تَجزَعُ من الموت؟ فإنا نَدَعُك
(1)
، فقال: ما لي لا أَجزَعُ، وأنا أَرى قبرًا محفورًا، وكَفَنًا منشورًا، وسيفًا مشهورًا، إنَّني والله لن أقولَ ما يُسخِطُ الرَّب. قال: فقتله، وذلك في شعبان سنة إحدى وخمسين
(2)
(3)
.
6092 -
حَدَّثَنَا بكر بن محمد الصَّيرفي بمَرْوٍ، حَدَّثَنَا أحمد بن عُبيد الله النَّرْسي، حَدَّثَنَا موسى بن داود الضَّبِّي، حَدَّثَنَا قيس بن لربيع، عن أشعث، عن محمد بن سِيرِين: قال حُجْر بن عَدِي: لا تَغْسِلوا عني دمًا، ولا تُطلِقوا عنِّي قيدًا، وادفنوني في ثيابي، فإنّا نلتقي غدًا بالجادَّة
(4)
.
= عن هشيم، عن داود بن عمرو، به. ولا بأس برجاله.
(1)
يُفسِّر هذه العبارة ما جاء صريحًا في تاريخي الطبري وابن عساكر: فأنا أدعك فابرأ من صاحبك.
(2)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: إحدى وستين، والتصويب من النسخة المحمودية كما في طبعة دار الميمان و"تلخيص" الذهبي، وقد جاء في مصادر ترجمته كما في "الاستيعاب" لابن عبد البر، و "أسد الغابة" لابن الأثير، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي: أنه قتل سنة إحدى وخمسين، وفي "الثقات" و"مشاهير علماء الأمصار" لابن حبان: أنه سنة ثلاث وخمسين، وزاد في "الثقات": وقيل: سنة إحدى وخمسين في زمن عائشة، وكذا قال البخاري في "التاريخ الكبير": قتل في عهد عائشة. وعائشة إنما توفيت سنة سبع وخمسين.
(3)
أبو مخنف - واسمه لوط بن يحيى - قال الذهبي في "الميزان": أخباري تالف لا يوثق به.
وذكر مثل هذا الخبر الطبري في "تاريخه" 5/ 76، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ 26، وابن الأثير الجزري في "الكامل" 3/ 80، وابن كثير في "البداية والنهاية" 11/ 235.
(4)
صحيح عن ابن سيرين، وهذا إسناد فيه ضعف من أجل قيس بن الربيع، لكن روي من غير هذا الوجه عن ابن سيرين. =
6093 -
حَدَّثَنَا أبو علي مَخْلَد بن جعفر، حَدَّثَنَا أبو الحسن محمد بن محمد الكارِزِيّ، حَدَّثَنَا علي بن عبد العزيز، حَدَّثَنَا أبو نُعيم، حَدَّثَنَا حَرْمَلة بن قيس النَّخَعي، حدثني أبو زُرْعة بن عمرو بن جَرِير، قال: ما وَفَدَ جَرِيرٌ قطُّ إِلَّا وفدتُ معه، وما دَخَلَ على معاوية إلَّا دخلت معه، وما دخلنا معه عليه إِلَّا ذَكَرَ قتلَ حُجْر بن عَديّ
(1)
.
6094 -
حدثني علي بن عيسى الحِيريّ، حَدَّثَنَا الحسين بن محمد القَبَّاني، حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم البَغَوي، حَدَّثَنَا إسماعيل ابن عُليَّة، عن هشام بن حسّان، عن ابن سِيرِين: أنَّ زيادًا أطال الْخِطبة، فقال حُجْر بن عَدِيّ: الصلاةَ، فمضى في خطبته، فقال له: الصلاةَ، وضَرَبَ بيده إلى الحصى، وضَرَبَ الناسُ بأيديهم إلى الحصى، فنزل فصلَّى، ثم كَتَبَ فيه إلى معاوية، فكَتَبَ معاويةُ: أن سَرِّحْ به إليَّ، فسُرَّح إليه، فلمّا قدم عليه قال: السلامُ عليكَ يا أمير المؤمنين، قال: وأَميرُ المؤمنين أنا؟! إنِّي لا أُقيلُك ولا أستقيلُك، فأَمَرَ بقتله، فلما انطلقوا به طلب إلى الذين انطلقوا به أن يَأْذَنوا له فيصليَ ركعتين، فأذَنِوا له فصلَّى ركعتين، ثم قال: لا تُطلِقُوا عنِّي حديدًا، ولا تغسلوا لي دمًا، وادْفِنوني في ثيابي، فإني مُخاصِم. قال: فقُتِل
(2)
.
قال هشام: كان محمد بن سِيرِين إذا سُئل عن الشهيد، ذَكَرَ حديثَ حُجْر.
= فقد أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 252 و 1/ 287 وأحمد في "الزهد" كما في "الإصابة" لابن حجر 2/ 38، وابن عبد البر في "الاستيعاب" ص 174، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ 225 - 228، وابن العديم في "تاريخ حلب" 5/ 2113 من طرق عن هشام بن حسان، عن ابن سِيرِين.
بقصة مطولة، وستأتي برقم (6094).
(1)
إسناده صحيح. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين.
وأخرجه ابن عساكر 66/ 240 من طريق أبي عبيدة السري بن يحيى، عن أبي نعيم، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده إلى محمد بن سيرين صحيح. وقد سلف مختصرًا برقم (6092).
6095 -
حَدَّثَنَا أبو علي الحافظ، أخبرنا محمد بن الحسن بن قُتَيبة العَسْقلاني، حَدَّثَنَا محمد بن مِسْكِين اليَمَامي، حَدَّثَنَا عُبادة
(1)
بن عمر، حَدَّثَنَا عِكْرِمة بن عمّار، حَدَّثَنَا مَخْشِيُّ بن حُجْر بن عَدِيٍّ
(2)
، عن أبيه: أنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم خَطَبَهم فقال: "أيُّ يومٍ هذا؟ " قالوا: يومٌ حرام، قال:"فأيُّ بلدٍ هذا؟ " قالوا: بلدٌ حرام، قال:"فأيُّ شهرٍ؟ " قالوا: شهر حرام، قال:"فإنَّ دماءَكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومِكم هذا، كحُرمةِ شهرِكم هذا، كحُرمةِ بَلَدِكم هذا، لِيُبلِّغ الشاهدُ الغائبَ، لا تَرجِعُوا بعدي كفّارًا يضربُ بعضُكم رِقابَ بعض"
(3)
.
(1)
تحرَّف في الأصول الخطية إلى: عباد، والتصويب من مصادر ترجمته، ومصادر التخريج، وهو عُبادة بن عمر بن أبي ثابت السلولي.
(2)
كذا وقع مسمًّى عند المصنِّف هنا، وهو وهمٌ، فمخشي ليس ابن حجر بن عدي، وإنما هو ابن حجير، بالتصغير، ويقال: حجر، بغير تصغير كما في "الإصابة" لابن حجر 2/ 41، وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" ص 176: حجير الهلالي، ويقال: إنه حنفي، وقد قيل: إنه من ربيعة بن نزار، وهو أبو مخشي بن حجير. قلنا: أما حُجْر بن عَديّ فله صحبة ووِفادة إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لكن ما روى عنه شيئًا، قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" 2/ 483.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد فيه لينٌ لجهالة مخشي بن حجير، فلا يُعرَف إلّا بهذا الحديث، ولم نقف له على ترجمة، وعبادة بن عمر مجهول الحال لكنه متابع. أبو علي: هو الحسين بن علي النيسابوري الحافظ.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1682) عن محمد بن مسكين، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث"(386) - ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2307) - عن عبد الله بن الرومي، عن عبادة بن عمر، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3572)، وابن منده في "معرفة الصحابة" 1/ 435 من طريق النضر بن محمد الجرشي، عن عكرمة بن عمار، به.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر عند البخاري (4403)، ومسلم (66)، وسلف عند المصنّف برقم (3315).
وعن ابن عبّاس عند البخاري (1739)، وسلف برقم (1760 م).
وعن جرير بن عبد الله البجلي عند البخاري (121)، ومسلم (65). =
6096 -
سمعت أبا عليٍّ الحافظ يقول: سمعت ابن قُتَيبة يقول: سمعت إبراهيم بن يعقوب يقول: قد أدرَكَ حُجْرُ بن عَدِيٍّ الجاهليةَ، وأكَلَ الدَّمَ فيها، ثم صَحِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع منه، وشَهِدَ مع عليّ بن أبي طالب له الجَمَل وصِفِّينَ، وقُتِل في مُوالاةِ عليّ
(1)
.
6097 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتَّاب العَبْدي ببغداد، حَدَّثَنَا أحمد بن عُبيد الله النَّرْسي. حَدَّثَنَا عمرو بن عاصمٍ الكِلَابيُّ، حَدَّثَنَا حمّاد بن سَلَمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن مروان بن الحَكَم قال: دخلتُ مع معاوية على أُم المؤمنين عائشة، فقالت: يا معاوية، قتلتَ حُجْرًا وأصحابَه، وفعلتَ الذي فعلتَ! وذَكَرَ الحكايةَ بطولها
(2)
.
= وعن أبي بكرة عند البخاري (4406)، ومسلم (1679).
(1)
ابن قُتَيبة: هو محمد بن الحسن بن قُتَيبة اللخمي العسقلاني، وإبراهيم بن يعقوب: هو الجُوزجاني.
وهذا الخبر لم نقع على أحد أخرجه غير المصنّف، ويغلب على ظننا أنه وقع فيه وهمٌ وخلط، فليس في ترجمة حجر بن عدي من وصفه أنه أكل الدم في الجاهلية، وإنما الموصوف بذلك هو حُجْر بن عنبس، وهو مخضرم أدرك الجاهلية غير أنه لم يلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكر ذلك الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 196، وخبره أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 20، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(501)، والعقيلي في "الضعفاء"(1683)، والطبراني في "الكبير"(3571)، وابن منده في "معرفة الصحابة" 1/ 442، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة"(2311) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن موسى بن قيس الحضرمي قال: سمعت حُجر بن عنبس - وكان أكلَ الدم في الجاهلية، وشهد مع علي الجمل وصفين - قال
…
فذكر له حديثًا.
فيكون قد وقع في خبر المصنّف هنا خلط بين ترجمة حجر بن عدي وترجمة حجر بن عنبس، ومنشأ الوهم إما أن يكون من المصنِّف نفسِه، أو ممّن فوقه، والله تعالى أعلم.
(2)
إسناده حسن في الشواهد من أجل علي بن زيد - وهو ابن جدعان - وقصة قتل معاوية لحجر بن عدي مشهورة قد رويت من غير وجه. =
ذكرُ مناقب عِمْران بن الحُصَين الخُزاعي رضي الله عنه
-
6098 -
حَدَّثَنَا علي بن حَمْشاذ العدل، حَدَّثَنَا محمد بن عيسى بن السَّكَن الواسطي، حَدَّثَنَا عمرو بن عَوْن الواسطي، حَدَّثَنَا هُشَيم، حَدَّثَنَا أبو بِشْر، عن معاوية بن قُرَّة قال: قال زيادٌ لعِمْرانَ بن حُصَين: يا أبا نُجَيد.
6099 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بُطَّة الأصبهاني، حَدَّثَنَا الحسن بن الجَهْم، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عمر قال: وعِمْران بن حُصَين بن عُبيد بن خَلَف بن عبد نُهْم بن جُرَيبة
(1)
بن جَهْمة بن غاضِرة، ويُكْنَى أبا نُجَيد. أسلَمَ قديمًا هو وأبوه
(2)
وأختُه، وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غَزَواتٍ، ولم يَزَل في بلاد قومه، ثم تحوّل إلى البصرة فنزل بها إلى أن مات بها، وولدُه بها، وتوفي عِمرانُ بن حُصَين بالبصرة قبل زيادٍ بسنة، وتوفي زيادٌ سنة خمسٍ وخمسين
(3)
.
= وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 321، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 457، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ 229 وابن العديم في "تاريخ حلب" 5/ 2129 عن عمرو بن عاصم الكلابي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 28/ (16832) عن. عفان، والطبراني في (الكبير) 19/ (723) من طريق عفان وسعيد بن سليمان النشيطي، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 189) من طريق عمار بن هارون، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، به. وعفان لم يذكر في روايته عند أحمد مروان بن الحكم.
وسيتكرر بذكر المرفوع فيه برقم (8236)، وهو حسن لغيره.
(1)
جُرَيبة، بضم الجيم وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف، والنسبة له: الجُرَيبي، وهم بطن من سلول من خزاعة. كذا ضبطه السمعاني في "الأنساب"، وانظر كذلك ابن الأثير في "اللباب" 1/ 275 و 2/ 372، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 3/ 416، وكذا وقعت في بعض نسخ "الطبقات" لابن سعد كما أشار محققها. وقد اضطربت المصادر في رسمها، فجاء في بعضها: حذيفة، وفي بعضها: خريبة، وحريبة، وحربية، وخزيمة. أما في أصولنا الخطية فقد رُسِمت:"حرمة" وهو تحريف من بعض النساخ، والله تعالى أعلم.
(2)
في (ص) و (م) وابنه، بدل "وأبوه"، والمثبت من (ز) و (ب) ومصادر التخريج.
(3)
محمد بن عمر: هو الواقدي. =
6100 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله الزُّبَيريُّ قال: مات أبو نُجَيد عِمرانُ بن الحُصَين بن خلف بن عبد نُهْم الخُزاعي بالبصرة سنة ثنتين وخمسين.
6101 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الوهاب، حَدَّثَنَا يعلى بن عُبيد، حَدَّثَنَا الأعمش، عن هلال بن يِسَاف قال: انطلقتُ إلى البصرة فدخلتُ المسجد، فإذا شيخٌ مستنِدٌ إلى أُسطُوانةٍ يحدِّثُ يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "خيرُ الناس قَرْني، ثم الذين يَلُونَهم، ثم الذين يَلُونَهم، ثم يأتي أقوامٌ يُعطُون الشَّهادةَ قبل أن يُسأَلوها" فقلت: مَن هذا الشيخ؟ قالوا: عِمرانُ بن حُصين
(1)
.
= وترجمة عمران بن حصين هذه ذكرها ابن سعد في "الطبقات" 9/ 9، وذكرها أيضًا الطبراني في "الكبير" 18/ (185) من طريق ابن سعد عن الواقدي. وذكرها أبو نعيم في "معرفة الصحابة" 4/ 2108، وابن عبد البر في "الاستيعاب" ص 521، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 778 ولم يسندوه. ولم يذكروا أنه مات قبل زياد بسنة، بل جاء عند بعضهم: أنه سنة اثنتين وخمسين أو ثلاث وخمسين كما سيأتي في الأثر التالي.
وقوله: توفي قبل زياد بسنة
…
إلى آخره، ذكره الكلاباذي في "الهداية والإرشاد"(902)، وأبو الوليد الباجي في "التعديل والتجريح"(1159).
(1)
إسناده صحيح. وأخرجه أحمد 33/ (19820)، والترمذي بإثر الحديثين (2221) و (2302)، وابن حبان (7229) من طريق وكيع بن الجراح، عن سليمان بن مهران الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2221) و (2302) من طريق محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن علي بن مدرك، عن هلال بن يساف، به فزاد في الإسناد علي بن مدرك بين الأعمش وهلال بن يساف، قال الترمذي بإثره: هذا حديث غريب من حديث الأعمش عن علي بن مدرك، وأصحاب الأعمش إنما رووا عن الأعمش عن هلال بن يساف عن عمران بن حصين. ثم ساق الترمذي بإثرهما حديث وكيع عن الأعمش السالف ذكره قبل قليل، وقال بإثره: وهذا أصح عندي من حديث محمد بن فضيل. قلنا: وقد صوَّب أبو حاتم كما في "العلل" لابنه (2603)، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 299 روايةَ من زاد في الإسناد علي بن مدرك، والأصح قول الترمذي بأنَّ حديث الأعمش ليس فيه ابن مدرك، كما وضّحنا ذلك في تعليقنا على "المسند". =
هذا حديثٌ عالٍ صحيحٌ على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه!
6102 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، حَدَّثَنَا الفضل بن إسحاق الدُّوري، حَدَّثَنَا أبو قُتَيبة، عن إبراهيم بن عن أبيه: أنَّ زيادًا - أو ابنَ زياد - بَعَثَ عِمرانَ بن حُصَين ساعيًا، فجاء ولم يَرجِعْ معه درهم، فقال له: أين المال؟ قال: ولِلمالِ أرسلتَني؟ أخذناها كما كنَّا نأخذها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووَضَعناها في الموضع الذي كنَّا نضعُها على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6103 -
حدثني علي بن حَمْشاذ العدل، حَدَّثَنَا محمد بن أيوب، أخبرنا علي بن الحسن، حَدَّثَنَا هُشَيم، أخبرنا أبو بِشْر، عن معاوية بن قُرَّة قال: كان عِمرانُ بن الحُصَين من أشدِّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتهادًا في العبادة
(2)
.
= وأخرجه النسائي (5986) من طريق شعبة، عن علي بن مدرك، عن هلال بن يساف، عن رجل من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وروي الحديث من وجهين آخرين عن عمران بن حصين، فقد أخرجه أحمد 33/ (19823) و (19953)، ومسلم (2535)(215)، وأبو داود (4657)، والترمذي (2222)، وابن حبان (6729) من طريق زرارة بن أوفى، وأحمد (19835) و (19836) و (19906)، والبخاري (2651) و (3650) و (6428)، ومسلم (2535)(214)، والنسائي (4732) من طريق زهدم بن مضرب، كلاهما عن عمران بن حصين، رفعه.
وانظر حديث جعدة بن هبيرة السالف برقم (4932).
(1)
إسناده حسن من أجل إبراهيم بن عطاء: وهو ابن أبي ميمونة. أبو قُتَيبة: هو سلم بن قُتيبة الشَّعيري.
وأخرجه أبو داود (1625) من طريق علي بن نصر بن علي الجهضمي، وابن ماجه (1811) من طريق أبي عتاب سهل بن حمّاد، كلاهما عن إبراهيم بن عطاء، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده صحيح إن شاء الله. محمد بن أيوب: هو ابن الضُّريس، وهشيم: هو ابن بشير، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية، أما علي بن الحسن، فيحتمل أنه الهِسِنْجاني، فقد روى عنه =
6104 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفَّار، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حَدَّثَنَا عارمُ بن الفضل، حَدَّثَنَا حمّاد بن زيد، حَدَّثَنَا هشام بن حسّان، عن محمد بن المُنكَدِر، قال: ما قَدِمَ البصرة أحدٌ من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَفضُلُ على عِمرانَ بن حُصين
(1)
.
6105 -
حَدَّثَنَا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَريُّ، حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم العَبْديُّ، حَدَّثَنَا مُسدَّد، حَدَّثَنَا ابن عُليَّة، عن سعيد، عن قَتَادة، عن مُطَرِّفٍ قال: خرجنا مع عِمرانَ بن الحُصين من البصرة إلى الكوفة، فما أتَى عليه يومٌ إلَّا يُناشِدُ فيه الشِّعر
(2)
.
6106 -
أخبرني أبو العبّاس المحبوبي بمَرْوٍ، حَدَّثَنَا سعيد بن مسعود، حَدَّثَنَا
= محمد بن أيوب فيما مضى برقم (2178)، ويحتمل غيره، ففي طبقته غير واحد يقال له: علي بن الحسن، والله تعالى أعلم.
(1)
كذا وقع عند المصنّف هنا بهذا الإسناد عن محمد بن المنكدر قوله، ولم نجد أحدًا وافق المصنّف على ذلك، وإنما هو بهذا الإسناد نفسه عن محمد بن سِيرِين وليس محمد بن المنكدر، فقد أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 191 - ومن طريقه ابن الجوزي في "المنتظم" 5/ 253 - وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (190) عن علي بن عبد العزيز، كلاهما (ابن سعد وعلي بن عبد العزيز) عن عارم بن الفضل أبي النعمان، عن حماد بن زيد، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سِيرِين قال: ما قدم البصرة
…
إلى آخره. وإسناده صحيح.
(2)
إسناده صحيح. ابن علية: هو إسماعيل بن إبراهيم، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشِّخير.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(4458) من طريق روح بن عبادة، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(857)، والبيهقي في "الشعب"(4458) من طريق شعبة، عن قتادة، به.
وأخرجه معمر بن راشد في "جامعه"(19740)، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" 10/ 240 عن مطر الوراق، عن مطرف بن عبد الله.
يزيد بن هارون، أخبرنا إبراهيم بن عطاء بن أبي ميمونة، عن أبيه: أنَّ ناقةً لنُجَيد بن عمران بن حُصَين رَيَّمَتْ وعمرانُ مريضٌ، فتأذَّى بها، فَلَعَنَها عمرانُ، فخرج نُجيدٌ وهو يَستَرجِعُ، وكانت ناقةً تُعجبُه، فقيل له: ما لَكَ؟ فقال لَعَنَ أبو نُجيدٍ ناقتي، فما لَبِثَ إِلَّا قليلًا حتَّى اندقَّ عُنْقُها
(1)
.
6107 -
أخبرني أبو الفضل محمد بن إبراهيم بن الفضل، حَدَّثَنَا الحسين بن القبَّاني، حَدَّثَنَا الوليد بن شُجاع السَّكُوني، حَدَّثَنَا رَوح بن أَسلَمَ، حَدَّثَنَا حمّاد، عن أبي التّيّاح، عن مُطرِّف بن عبد الله، عن عِمران بن حُصَيْنٍ أنه قال: اعْلَمْ يا مُطَرِّفُ أنه كانت تُسلِّمُ الملائكةُ عليَّ عند رأسي، وعند البيت، وعند باب الحِجْر، فلمّا اكتويتُ ذَهَبَ ذاك. فلما بَرَأَ كَلْمُه قال: اعلَمْ يا مطرِّفُ أنه عاد إليَّ الذي كنتُ، اكتُمْ عَلَيَّ يا مطرِّفُ حتَّى أموت
(2)
.
(1)
إسناده حسن من أجل إبراهيم بن عطاء بن أبي ميمونة. سعيد بن مسعود: هو ابن عبد الرحمن المروزي.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5299) من طريق أبي همام الوليد بن شجاع السكوني، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
ريَّمت: من الرَّيْم، وهو البَرَاح، يعني: زالت وتحركت من مكانها وأكثرت الجَوَلان. ووقع عند أبي نعيم في "المعرفة": رَغَت، من الرُّغاء، صوت الإبل.
(2)
خبر صحيح دون قوله: عند رأسي وعند البيت وعند باب الحجر، فقد تفرَّد بها روح بن أسلم وهو ضعيف، ثم إنَّ فيها نكارة، فعمران لم يسكن مكة، وإنما كان يسكن في بلاد قومه كما سلف برقم (6099)، وذلك قبل أن يقدم إلى البصرة ويستقر بها ويموت فيها.
الحسين بن القباني: هو الحسين بن محمد بن زياد القباني وحماد: هو ابن سلمة، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضُّبَعي.
وأخرجه مختصرًا ومطولًا لكن دون العبارة المشار إليها: أحمد 33/ (19833)، ومسلم (1226)(167)، وابن حبان (3938) من طريق حميد بن هلال العدوي، وأحمد (19841) و (19842)، ومسلم (1226)(168) من طريق قتادة بن دعامة، كلاهما عن مطرف، بهذا الإسناد.
قال النووي في "شرح مسلم": كانت بعمران بواسير، فكان يصبر على ألمها، وكانت الملائكة =
6108 -
أخبرني أبو الحسن محمد بن علي بن بَكْر
(1)
العدل، حَدَّثَنَا الحسين بن الفضل البَجَلي، حَدَّثَنَا عفّان بن مسلم، حَدَّثَنَا حاجب بن عمر، عن الحَكَم بن الأعرج، عن عمران بن حُصينٍ قال: ما مَسِسْتُ فَرْجي بيَمِيني منذُ بايعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
6109 -
حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم بن الفَضْل
(3)
، حَدَّثَنَا الحسين بن محمد القبّاني، حَدَّثَنَا سَوّار بن عبد الله العَنبَري، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد، حدثني حُميد، حَدَّثَنَا واقع بن سَحْبان: أنَّ رجلًا أتى عِمرانَ بن حُصين وهو في المسجد فقال: رجلٌ طلَّق امرأتَه وهو في مجلسٍ ثلاثًا؟ فقال: إثْمٌ لَزِمَه وحَرُمَتْ عليه امرأتُه. فانطَلَقَ فذَكَر ذلك لأبي موسى - يريد عَيْبَه - فقال أبو موسى أكثَرَ اللهُ فينا مثلَ أبي نُجَيد
(4)
.
ذكرُ مناقب فَضَالة بن عُبَيد الأنصاري وأخيه زياد بن عُبيد رضي الله عنهما، وله أيضًا صحبة
6110 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا إسماعيل بن قُتَيبة، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نُمَيرٍ قال: أبو محمد فَضَالةُ بن عُبيد بن الناقد بن صُهيب
= تسلم عليه، فاكتوي، فانقطع سلامهم عليه، ثم ترك الكي، فعاد سلامهم عليه.
(1)
تحرَّف في النسخ إلى: بكير.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد 33/ (19943) عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن حاجب بن عمر، بهذا الإسناد.
قوله: "ما مسست
…
" إلى آخره، قال السندي في حاشيته على "المسند": أي: تعظيمًا للبيعة، واحترامًا ليده صلى الله عليه وسلم، لأنَّ تعظيم ما مسّته يد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في الحقيقة تعظيم ليده صلى الله عليه وسلم.
(3)
تحرَّف في (ز) و (ب) إلى: المفضل، وضبب عليه في (ز).
(4)
إسناده حسن، واقع بن سحبان تابعيّ روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات". يحيى بن سعيد: هو القطان، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 10، والدولابي في "الكنى والأسماء"(340) و (489) والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 332 من طرق عن حميد الطويل، به.
ابن جَحْجَبَى ابن كُلْفةَ
(1)
بن عوف الأنصاري، وأمُّه ابنة محمد بن عُقبة بن أُحَيحَة بن الجُلَاح، مات بدمشق سنة ثلاثٍ وخمسين، وفيها مات أخوه زياد بن عُبيد، ويقال: بعدَه بسنة
(2)
.
6111 -
فحدَّثني أبو الحسين محمد بن يعقوب الحافظ، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله البَيْروتي، حَدَّثَنَا إبراهيم بن يعقوب الجُوزجاني، قال: مات زياد بن عُبيد أخو فَضالةَ بن عبيدُ بالكوفة، ودُفن بالثَّوِيّ، وكان يُكْنَى أبا المغيرة، فرَثَاه حارثةُ بن بَدْر
(3)
فقال:
صلَّى الإلهُ على قبرٍ وطَهَّرهُ
…
عند الثَّوِيَّةِ يَسفِي فوقَه المُورُ
زَفَّت إليه قريشٌ نَعشَ سيِّدِها
…
فالجُودُ والحزمُ فيه اليومَ مقبورُ
أبا المُغيرةِ والدنيا مُفجَّعَةٌ
…
وإِنَّ مَن غرَّه الدُّنيا لَمغرورُ
قد كان عندَكَ للمعروفِ معروفٌ
…
وكان عندكَ للنَّكراءِ تَنكيرُ
وكنتَ تُغشَى وتُعطي المالَ من سَعَةٍ
…
إن كان بابُكَ أَضحَى وَهُوَ محجورُ
والناسُ بعدَكَ قد خَفَّتْ حُلُومُهُمُ
…
كأَنَّها نَسَجَتْ فيها العصافيرُ
(4)
(1)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: علقمة، والتصويب من مصادر ترجمته وكتب الأنساب.
(2)
لم يذكر أحدٌ ممن ترجم لفضالة بن عبيد نسب أمه، وكذلك لم يذكروا أنَّ له أخًا اسمه زياد، لذلك تعقبه الذهبي في "تلخيصه" بقوله: لا أعرف زيادًا، إلا أن يكون ابن ابنه، وأحسب ابن نمير وهم في جعله أخًا له.
(3)
في (ص) و (م): زيد، وكذلك هي في (ز) لكن ضبب عليها، وكتب في هامشها: بدر، وأشير عليه بعلامة صح، والمثبت من (ب)، وهو الصواب، فهو حارثة بن بدر الغُدَاني، فقد كان حارثة بن بدر هذا صديقًا لزياد بن معاوية كما ذكر البلاذري في "أنساب الأشراف"، وهو الذي رثاه بهذه الأبيات كما سيأتي توضيحه.
(4)
وهم إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني في قوله: زياد بن عبيد أخو فضالة بن عبيد، فزياد بن عبيد هذا هو الذي كان يسمى زياد بن معاوية، وزياد بن أبيه، وهو الذي توفي سنة ثلاث وخمسين في الثوية قرب الكوفة، وقد خالفه - يعني الجوزجانيَّ - محمدُ بنُ عبيد الله العُتبي فيما =
ذكرُ مناقب عبد الرحمن بن أبي بكر الصَّدِّيق رضي الله عنهما
6112 -
حَدَّثَنَا أبو محمد أحمد بن عبد الله المُزَني، حَدَّثَنَا أبو خَليفة، حَدَّثَنَا محمد بن سلَّام الجُمَحي، حَدَّثَنَا أبو عُبيدة مَعْمَر بن المُثنّى قال: كان اسمُ عبد الرحمن بن
(1)
أبي بكر في الجاهلية عبدَ العُزّى، فسمّاه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عبدَ الرحمن
(2)
.
6113 -
حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثني مُصعب بن عبد الله الزُّبيريُّ قال: كان عبد الرحمن بن أبي بكر يُكْنَى أبا عبد الله، وقيل: أبو محمد، وأُمُّه وأُمُّ عائشة: أمُّ رُومان بنت عامر بن عُوَيمر بن عبد شمس بن عبد مَنَاف، أسلَمَتْ أُمُّ رُومان وحَسُنَ إسلامها، وقال فيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"مَن أحبَّ أن يَنظُرَ إلى امرأةٍ من الحُورِ العِين، فلينظُر إلى أُمُّ رُومان"
(3)
.
= رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 19/ 208 من طريق أبي عبيد محمد بن عمران بن موسى، عن أحمد بن محمد المكي، عن أبي العيناء محمد بن القاسم بن خلاد، عنه قال: لما مات زياد بن أبيه قال حارثة بن بدر الغداني يرثيه
…
فذكر الأبيات. وهو الصواب، فإنَّ حارثة بن بدر كان صديقًا لزياد بن معاوية وفيه قال هذه الأبيات.
وقد ذكر هذه القصة وهذه الأبيات البلاذري في "أنساب الأشراف" 5/ 281، والمبرد في "الكامل" 1/ 251، وفي "التعازي والمراثي" ص 111، وابن عبد ربه الأندلسي في "العقد الفريد" 3/ 198، وأبو إسحاق القيرواني في "زهر الآداب وثمر الألباب" 4/ 985، وياقوت الحموي في "معجم البلدان" 1/ 87 وعلي بن أبي الفرج البصري في "الحماسة البصرية" 1/ 258.
(1)
من هنا إلى قوله: "موسى بن زكريا" من الحديث رقم (6119) سقط من (ز) بمقدار لوحة.
(2)
ذكره البيهقي في "السنن الكبرى" 6/ 204 بدون إسناد، قال: زعم أبو عبيدة .. فذكره.
وذكره أيضًا بدون إسناد ودون نسبته لأبي عبيدة أبو نعيم في "معرفة الصحابة" 4/ 1815 قبل الحديث (4584)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 363.
وذكر مثله الزبير بن بكار عند أبي القاسم البغوي في "معجم الصحابة" 4/ 414، والزهري عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 35/ 26 - 27.
(3)
ضعيف، فإسناده هذا معضل، وقد روي هذا المرفوع متصلًا ومرسلًا، وهو ضعيف كما سيأتي. ثم إنَّ أُمّ رومان مختلف في وفاتها هل هي قبل موت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أو بعده، والراجح أنها توفيت =
وتُوفِّيت أم رُومان في ذي الحِجَّة سنة ستٍّ من الهجرة.
6114 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، أخبرنا
(1)
المَعْمَريُّ، قال: سمعتُ أبا بكر بن أبي شَيْبة يقول: كان اسم عبد الرحمن بن أبي بكر عبد العُزَّى، فسمّاه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عبدَ الرحمن، ويُكْنَى أبا محمد، وكان شَهِدَ فتحَ دمشق، فنفَّلَه عمرُ
(2)
ليلى بنتَ الجُودِيِّ مَلِكِ دمشق، وكان لها عاشقًا
(3)
.
= بعد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كما فصلنا ذلك في تعليقنا على "صحيح ابن حبان"(7103).
وذكره عن مصعب بن عبد الله الزبيري دون المرفوع منه البيهقي 6/ 204، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 27/ 35.
وأسنده دون المرفوع أيضًا ابن عساكر 35/ 28 إلى خليفة بن خياط.
أما المرفوع منه فقد أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 262 عن يزيد بن هارون وعفان بن مسلم، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7928) من طريق أبي سلمة التبوذكي، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن القاسم بن محمد مرسلًا. وهذا مع إرساله تفرَّد به عليُّ بن زيد، وهو ضعيف لا يُقبَل ما تفرَّد به.
وخالفهم ابن أبي عدي فيما رواه أبو الفضل الزهري في "حديثه"(262) من طريق سفيان بن وكيع، عنه، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن القاسم، عن عائشة مرفوعًا. هكذا وصله، وسفيان بن وكيع ضعيف أيضًا.
وانظر "زاد المعاد" لابن القيم 3/ 266 - 267، و "الإصابة" لابن حجر 8/ 207 - 208.
(1)
لفظة "أخبرنا" سقطت من (ص) و (م)، وهي ثابتة في (ب). والمعمري: هو الحسن بن علي بن شبيب.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: فنفلته عمته، والتصويب من مصادر التخريج.
(3)
قصة عبد الرحمن بن أبي بكر أخرجها مطولة ومختصرة سعيد بن منصور في "السنن"(2707)، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 3/ 849، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 70/ 57 - 58 من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
وأخرجها ابن عساكر 35/ 33 - 34، وابن الجوزي في "ذم الهوى" ص 655 من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد أيضًا، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن عمر بن الخطاب
…
فذكرها. ولم يذكر عائشة.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" 4/ 414 - 415 عن زهير بن محمد المروزي. =
6115 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن إسحاق الإمام وعليُّ بن حَمْشاذ العدل، قالا: حَدَّثَنَا بِشْر بن موسى، حَدَّثَنَا الحُميدي، حَدَّثَنَا سفيان، حدثني يحيى
(1)
بن يحيى الغَسّاني، قال: سمعتُ عُرْوة بن الزُّبير يقول: أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكر الصدِّيق: أنهم خرجوا إلى الشام في رَكَبَةٍ من أهل مكة يَمْتارُون
(2)
، فأَتَوا امرأةً يقال لها: ليلى، فرأَوا من هيئتها وجمالها، فرجع عبد الرحمن بن أبي بكر وهو يتشبَّب بها:
تذكَّرتُ ليلى والسَّماوَةُ دونَها
(3)
…
فما لابنةِ الجُودِيِّ ليلى وما لِيَا
وأَنَّى تَعاطَى
(4)
قَلْبُهُ
(5)
حارِثِيَّةً
…
تَحُلُّ بِبُصْرَى أو تَحُلُّ المَآتِيَا
فلمّا كان زمنُ خالد بن الوليد وافتَتَحَ الشام، أصابوها فيما أصابوا من السَّبْي، فكلَّم عبدُ الرحمن بن أبي بكر فيها خالدًا، فكتب في ذلك إلى أبي بكرٍ، فكتب أبو بكرٍ أن يُعطُوها إياه
(6)
.
= عن مصعب بن عبد الله الزبيري: أنَّ عبد الرحمن بن أبي بكر
…
إلى آخره.
وستأتي قصته مطولة في الأثر الذي بعد هذا من طريق يحيى بن يحيى الغساني، عن عروة بن الزبير، أنَّ عبد الرحمن بن أبي بكر
…
فذكره، لكن فيها أنَّ الذي نفّلها إياه هو أبو بكر وليس عمر.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: عمير، والتصويب من مصادر الترجمة، ومصادر التخريج.
(2)
في (ص) و (م): يتمارون، والمثبت من (ب) وهو الصواب، ومعنى يمتارون: يجلبون الطعام، من المِيرة بكسر الميم وهي جَلَبُ الطعام، انظر:"القاموس المحيط" مادة (مير).
(3)
في (ص) و (م): دوننا، والمثبت من (ب) وغالب مصادر التخريج والأدب، ووقع في بعض المصادر: بيننا.
(4)
في النسخ الخطية: أعاطي، والمثبت من مصادر التخريج وكتب الأدب.
(5)
في (ب): قبلة، وتُقرأ في (ص) و (م): مقله، أو نحو ذلك، ولا معنى لها، والمثبت من سائر المصادر.
(6)
رجاله ثقات. الحميدي: هو عبد الله بن الزبير، وسفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" 4/ 415، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 35/ 33 عن أبي معمر الهذلي، عن سفيان بن عيينة، عن يحيى بن يحيى الغساني، عن عروة بن الزبير: أنَّ عبد الرحمن بن أبي بكر
…
فذكره. =
6116 -
أخبرنا الحسن بن محمد الأزهري، حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن البراء، أخبرنا علي بن عبد الله المَدِيني، حَدَّثَنَا سفيان بن عُيينة، عن علي بن زيد بن جُدْعان: أنَّ عبد الرحمن بن أبي بكر في فِتيةٍ من قريشٍ هاجروا إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قبلَ الفَتح
(1)
.
6117 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا الحسن بن الجَهْم، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عمر قال: وعبدُ الرحمن بن أبي بكر الصدِّيق لم يَزَلْ على دين قومه في الشِّرك حتَّى شَهِدَ بدرًا مع المشركين، ودعا إلى البِرَازِ، فقام إليه أبوه أبو بكر ليبارزَه، فذَكَر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر:"متِّعنا بنَفْسِكَ". ثم إِنَّ عبد الرحمن أسلَمَ في هُدْنة الحُديبيَة، وكان يُكنَى أبا عبد الله، ومات سنة ثلاثٍ
= وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(927) من طريق إبراهيم بن هاشم بن يحيى بن يحيى، عن أبيه، عن جده، عن عروة، عن عبد الرحمن بن أبي بكر.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(813)، وابن زنجويه في "الأموال"(1188)، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 3/ 850، وابن عساكر 35/ 32 - 33 و 70/ 56 من طريق عبد الله بن عون، عن يحيى بن يحيى الغساني: أنَّ عبد الرحمن بن أبي بكر
…
فذكره، ولم يذكر عروةَ بن الزبير.
وقصة عبد الرحمن بن أبي بكر هذه وقع فيها اختلاف بين الروايات، ففي رواية هشام بن عروة عن أبيه المخرجة في الموضع السابق أنَّ الذي نفلَّه إياها هو عمر بن الخطاب، وفي رواية يحيى بن يحيى الغساني عن عروة كما هنا أنَّ الذي أمر بإعطائه إياها هو أبو بكر، واختلف أيضًا في رواية يحيى نفسها، ففي بعضها أنَّ الذي كان على الجيش وكتب إلى أبي بكر هو خالد بن الوليد، وفي بعضها: يعلى بن منية.
قال أبو عبيد في "الأموال"(814) بعد أن أخرج حديث يحيى بن يحيى الغساني، وأنَّ الذي أمر بإعطائه إياها أبو بكر، قال: فحدثت بهذا الحديث أبا مسهر الغساني، فعرف الحديث، وقال: إنما نفَّلها عمر إياه بالشام.
(1)
وعلّقه ابن عبد البر في "الاستيعاب" ص 446 عن الزبير بن بكار، عن سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان.
وخمسين في إمارة معاوية بن أبي سفيان، وكان لعبدِ الرحمن من الولد: أبو عَتِيق، ويقال لولده: بنو أبي عَتِيق
(1)
.
6118 -
أخبرنا أبو العبّاس القاسم بن القاسم السَّيَّاري بمَرْوٍ، حَدَّثَنَا عبد الله بن علي الغزّال، حَدَّثَنَا علي بن الحسن بن شَقِيق، حَدَّثَنَا عبد الله بن المبارَك، عن مَعمَر، عن أيوب قال: قال عبدُ الرحمن بن أبي بكر لأبي بكر: قد رأيتُك يومَ أحد فصِفتُ عنك، فقال أبو بكر: لكنِّي لو رأيتُك لم أَصِفُ عنك
(2)
.
6119 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَقَفي، حَدَّثَنَا موسى بن زكريا التُّستَري، حَدَّثَنَا خليفة بن خيّاط قال: مات عبد الرحمن بن أبي بكر فُجاءةً، وكنيتُه أبو عبد الله، مات سنة ثلاثٍ وخمسين
(3)
.
(1)
محمد بن عمر: هو الواقدي، وهو في "مغازيه" 1/ 257.
وذكره ابن سعد في "الطبقات" 5/ 21 بدون إسناد، وكذا ابن عبد البر في "الاستيعاب".
وأخرجه البيهقي 8/ 186 عن أبي عبد الله الحاكم، عن أبي عبد الله الأصبهاني، عن الحسن بن الجهم، عن الحسين بن الفرج، عن الواقدي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، فذكره إلى قوله: أسلم في هدنة الحديبية.
وأخرج ابن عساكر في "تاريخه" 28/ 35 من طريق أبي بكر بن أبي الدنيا، عن محمد بن سعد قال: عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، ويكنى أبا عبد الله، أسلم في هدنة الحديبية، ومات سنة ثلاث وخمسين.
(2)
رجاله ثقات مع إرساله. معمر: هو ابن راشد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 408 عن أبي أسامة، عن حماد بن زيد، عن أيوب.
صِفتُ: أي: عَدَلتُ بوجهي عنك. انظر "النهاية" لابن الأثير (صيف).
(3)
الخبر في "طبقات خليفة بن خياط" ص 48، لكن لم يذكر فيه أنه مات فجأة، وذكر أنَّ كنيته أبو محمد.
ويقال في كنيته أيضًا: أبو محمد وأبو عبد الله وأبو عثمان، كما في "تهذيب الكمال" للمزي 16/ 556.
أما أنه مات فجأة فقد أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 23، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ =
6120 -
أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن النَّضر، حَدَّثَنَا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفَزَاري، عن منصور بن عبد الرحمن، عن أُمه صفيةَ بنت شَيْبة قالت: قَدِمَتْ عائشةُ فأتيتُها أُعزِّيها بأخيها عبد الرحمن، فقالت: رَحِمَ الله أخي، إنَّ أكثرَ ما أجدُ في نفسي منها أنه لم يُدفَن حيثُ مات. قالت: وكان أخوها قد توفي بالحُبْشيِّ، فخرَجَت إليه قريشٌ فَحَمَلوه إلى أعلى مكة
(1)
.
6121 -
أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، حَدَّثَنَا محمد بن سليمان بن فارس، حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن شَيْبة، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصِّديق، عن موسى بن عُقبةَ قال: ما نَعلمُ في الإسلام أربعةً أَدرَكوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم الآباءَ مع الأبناءِ إِلَّا
= دمشق" 35/ 38، وابن الجوزي في "الثبات عند الممات" ص 59 عن عبد الملك بن عمرو العقدي، عن نافع بن عمر الجمحي من قوله.
وأخرجه كذلك إسحاق بن راهويه (1197) عن جرير عن ليث بن أبي سلم، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد من قوله.
وأخرجه ابن عساكر 35/ 38 من طريق ابن سعد، عن وكيع بن الجراح، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد من قوله.
وسيتكرر برقم (6122).
(1)
إسناده صحيح. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وأبو إسحاق الفزاري: هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث.
وأخرجه عبد الرزاق (6536) - ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط"(3198) - عن ابن جريج، وابن أبي شيبة 3/ 396 عن وكيع عن سفيان، كلاهما (ابن جريج والثوري) عن منصور بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. لكن لم يذكر فيه قولها: وكان أخوها قد توفي بالحبشي
…
إلى آخره.
وانظر ما سيأتي برقم (6126).
والحُبشي: موضع قريب من مكة، بينه وبين مكة اثنا عشر ميلًا.
أبو قُحافةَ، وأبو بكر، وعبدُ الرحمن بن أبي بكر، وأبو عَتِيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر
(1)
.
6122 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حَدَّثَنَا موسى بن زكريا التُّسْتَري، حَدَّثَنَا خَليفة بن خيّاطٍ قال: ماتَ عبد الرحمن بن أبي بكر الصِّدِّيق فُجاءةً
(2)
.
6123 -
أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشَّعراني، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا نُعَيم بن حمّاد، حَدَّثَنَا محمد بن ثَوْر، عن مَعمَر، عن الزُهْري، عن سعيد بن المسيّب قال: ما تُعُلِّقَ على عبد الرحمن بن أبي بكر بكِذْبةٍ في الإسلام
(3)
.
6124 -
حَدَّثَنَا أبو جعفر أحمد بن عُبيد بن إبراهيم الأَسَدي الحافظ بهَمَذان، حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحسين، حَدَّثَنَا إسماعيل بن أبي أُوَيس، حدثني سُليمان بن بلال، عن علقمة بن أبي علقمة عن أُمِّه: أنَّ امرأةً دخلت بيتَ عائشة، فصَلَّت عند بيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وهي صحيحةٌ، فَسَجَدَت، فلم تَرفَعْ رأسَها حتَّى ماتت، فقالت عائشة:
(1)
محمد بن إسماعيل: هو البخاري الإمام، وعبد الرحمن بن شيبة: هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة، نُسب إلى جده، ويقال له: أبو بكر بن شيبة.
وهو في "التاريخ الكبير" للبخاري 1/ 131، ومن طريق البخاري أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(22) و (667)، والدينوري في "المجالسة"(2302)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(70) و (642).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبي بكر بن شيبة، بهذا الإسناد.
وسيتكرر برقم (6137).
(2)
سلف مكررًا برقم (6119).
(3)
خبر صحيح. معمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شِهاب.
وأخرجه عبد الرزاق (9775)، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(99)، وابن حزم في "المحلى" 11/ 357، وابن عساكر 35/ 34 - 35 و 38/ 62 عن معمر، بهذا الإسناد، ضمن حكاية مطولة في أبي لؤلؤة قاتل عمر بن الخطاب.
وسيأتي من وجه آخر عن معمر برقم (6127).
الحمدُ لله الذي يحيي ويميت، إنَّ في هذه لَعِبرةً لي في عبد الرحمن بن أبي بكر، رَقَدَ في مَقِيل له قالَهُ، فذهبوا يُوقِظونَه فَوَجَدوه قد مات؛ فدخل نفسَ عائشةَ تُهمةُ أن يكون صُنِعَ به شرٌّ، أو عُجِل عليه فدُفِن وهو حيٌّ، فرأت أنه عِبرةٌ بها، وذَهَب ما كان في نفسِها من ذلك
(1)
.
6125 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حَدَّثَنَا موسى بن زكريا التُّستَري، حَدَّثَنَا خليفة بن خيّاط: قال: ماتَ عبد الرحمن بن أبي بكرٍ سنةَ ثلاثٍ وخمسين، وشَهِدَ الجَمَل مع أخته عائشة، وقَدِمَ على ابن عامرٍ البصرةَ
(2)
.
6126 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي بنَيسابور، حَدَّثَنَا أبو عُلاثة، حَدَّثَنَا أَبي، حَدَّثَنَا عيسى بن يونس، عن ابن جُرَيج، عن ابن أبي مُلَيكةَ قال: تُوفِّي عبد الرحمن بن أبي بكر بالحُبْشي من مكة على بَرِيدٍ، فلما حَجَّت عائشةُ رضي الله عنها أَتتْ قبرَه فبَكَتْ وقالت:
وكُنّا كنَدْمانَي جَذِيمةَ حِقْبةً
…
من الدَّهرِ حتَّى قِيلَ: لن يَتَصدَّعا
فلمَّا تفرَّقْنا كأنِّي ومالكًا
…
لِطُولِ اجتماعٍ لم نَبِتْ ليلةً معا
ثم رَدَّتْ
(3)
إلى مكة، وقالت: أَمَ واللهِ لو شَهِدتُك، لدفنتُك حيثُ مُتَّ
(4)
.
(1)
إسناده محتمل للتحسين، أم علقمة - واسمها مرجانه - روى عنها اثنان، ولم يؤثر توثيقها عن غير العجلي وابن حبان. وإسماعيل بن أبي أويس حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وقد توبع. إبراهيم بن الحسين: هو ابن ديزيل، وعلقمة بن أبي علقمة: هو علقمة بن بلال مولى عائشة أم المؤمنين.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 23 - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 35/ 38 - عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي أويس أخي إسماعيل، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9742) من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد.
(2)
انظر ما سلف برقم (6119).
(3)
في (ز) و (ب): ردَّته، وهو خطأ. ومعنى ردَّت: رَجَعَت.
(4)
لا بأس برجاله. أبو علاثة: هو محمد بن عمرو بن خالد الحَرّاني ثم المصري، وابن جريج: =
6127 -
أخبرنا أبو العبّاس القاسم بن القاسم السَّيَّاري بمَرْو، حَدَّثَنَا عبد الله بن علي الغَزّال، حَدَّثَنَا علي بن الحسن بن شَقِيق، أخبرنا عبد الله بن المبارَك، عن مَعمَر، عن الزُّهْري، عن سعيد بن المسيّب قال: ما تُعُلِّقَ على عبد الرحمن بن أبي بكر بكِذْبةٍ في الإسلام
(1)
.
6128 -
حَدَّثَنَا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنْبري، حَدَّثَنَا محمد بن النَّضْر بن سَلَمة الجارودي، حَدَّثَنَا الزُّبير بن بَكَّار، حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عَوف، عن أبيه، عن جَدِّه، قال: بَعَثَ معاويةُ إلى عبد الرحمن بن أبي بكر الصِّدِّيق بمئة ألف درهم بعد أن أبَى البيعةَ ليزيد بن معاوية، فردَّها عبدُ الرحمن وأبَى أن يأخذَها، وقال: أَبيعُ دِيني بدُنياي؟! وخرج إلى مكة حتَّى مات بها
(2)
.
6129 -
أخبرني أحمد بن عبد الله المُزَني بنَيسابور ومحمد بن يزيد العدلُ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن شَرِيك الأَسَدي بالكوفة، حَدَّثَنَا أحمد بن يونس، حَدَّثَنَا أبو شِهاب، عن عمرو بن قيس، عن ابن أبي مُلَيكة، عن عبد الرحمن بن أبي بكرٍ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ائتِني بدَوَاةٍ وكَتِفٍ أَكتبْ لكم كتابًا لا تَضِلُّوا بعدَه أبدًا" ثم ولَّانا قَفَاهُ، ثم أقبلَ علينا فقال:"يأبَى الله والمؤمنونَ إلَّا أبا بكر"
(3)
.
= هو عبد الملك بن عبد العزيز، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.
وأخرجه الترمذي (1055) عن الحسين بن حُريث، عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد.
(1)
سلف برقم (6123).
(2)
إسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 35/ 36 من طريق أحمد بن سليمان الطوسي، عن الزبير بن بكار، بهذا الإسناد.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلّا أنه معلول، كما قال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 10/ 596 (13476)، فقد رواه غير واحد عن ابن أبي مليكة - واسمه عبد الله بن عبيد الله - عن عائشة، فهذا هو المحفوظ. أبو شِهاب: هو عبد ربه بن نافع، وعمرو بن قيس: هو المُلائي. =
6130 -
أخبرني عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الخُزَاعي بمكة، حَدَّثَنَا أبو يحيى بن أبي مَسَرَّة، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن الوليد الأزْرَقي، حَدَّثَنَا داود بن عبد الرحمن العطّار، حدثني عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، عن يوسف بن ماهَك، عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أبيها: أنَّ النَّبِيّ الله قال لعبد الرحمن بن أبي بكر: "أَرْدِفْ أُختَك عائشةَ فَأَعمِرُها من التنعيم، فإذا هَبَطَتَ الأَكَمَةَ فَمُرْها فلتُحرِمْ، فإنها عُمرةٌ مُتَقَبَّلة"
(1)
.
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" كما في "جامع المسانيد" لابن كثير 5/ 480 (6887) عن إبراهيم بن شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 40 / (24199)، وابن ماجه (1627) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة. وعبد الرحمن بن أبي بكر هذا: هو ابن أخي عبد الله بن أبي مليكة، وهو ضعيف.
وأخرجه أحمد 41 / (24751) من طريق نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة.
وقد اختلف في وصله وإرساله، كما بيّنا ذلك في "المسند".
وقد صحَّ الحديث عن عائشة من غير طريق ابن أبي مليكة، فقد أخرجه بنحوه أحمد 42/ (25113)، ومسلم (2387)، والنسائي (7044)، وابن حبان (6598) من طريق عروة بن الزبير، عن عائشة.
وأخرج معناه البخاري (5666) و (7217) من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد الله بن عثمان بن خثيم.
وأخرجه أحمد 3/ (1710)، وأبو داود (1995) من طريقين عن داود بن عبد الرحمن العطار، بهذا الإسناد.
وأخرج أحمد (1705)، والبخاري (1784) و (2985)، ومسلم (1212)، وابن ماجه (2999)، والترمذي (934)، والنسائي (4216) من طريق عمرو بن أوس الثقفي، عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أُردف عائشة، وأُعمرَها من التنعيم.
وأخرج أحمد (1709) من طريق أبي نجيح، عمن سمع عبد الرحمن بن أبي بكر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَرحِلْ هذه الناقة ثم أَردِف أختك، فإذا هبطتُما من أَكَمة التنعيم فأهلَّا وأقبِلا" وذلك ليلة الصَّدَر. وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن عبد الرحمن.
ذكرُ مناقب عبد الله بن أبي بكر الصِّديق رضي الله عنهما
6131 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حَدَّثَنَا أبو عُلَاثة، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا ابن لَهِيعة، حَدَّثَنَا أبو الأسود، عن عُرْوة قال: وقُتِل يوم الطائف من المسلمين من بني تَيْم بن مُرَّة عبدُ الله بن أبي بكر، رُمِيَ بسهم، فمات بعد ذلك بخمسين يومًا.
6132 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن عفّان العامِري، حَدَّثَنَا أبو أسامة، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه قال: كان الذي يختلفُ بالطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكرٍ في الغار عبدُ الله بنُ أبي بكر
(1)
.
6133 -
أخبرني محمد بن الحسين الشَّيباني، حَدَّثَنَا أحمد بن حماد بن زُغْبة، حَدَّثَنَا سعيد بن عُفَير، قال: مات عبدُ الله بن أبي بكر في السنة التي ماتت فيها فاطمةُ رضي الله عنها، بعد وفاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
6134 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن العبّاس الشهيد رحمه الله، حَدَّثَنَا أبو العبّاس الدَّغُولي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الكريم، حَدَّثَنَا الهيثم بن عَدي، حَدَّثَنَا أسامة بن زيد، عن القاسم بن محمدٍ قال: رُمي عبدُ الله بن أبي بكر بسَهمٍ يومَ الطائف، فانتَقضَتْ به بعدَ وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين ليلةً فمات، فدخل أبو بكر على عائشة فقال: أيْ بُنيّةُ، واللهِ لكأنما أُخذَ بأُذُن شاةٍ فأُخرِجتْ من دارنا، فقالت: الحمد لله الذي رَبَط على قلبك، وعَزَمَ لك على رُشْدِك. فخرج ثم دخل فقال: أي بُنيَّة، أتخافون أن تكونوا دَفنتُم عبدَ الله وهو حيّ؟ فقالت: إنا الله وإنا إليه راجعون يا أَبَهْ،
= وفي الباب عن جابر بن عبد الله، تقدَّم برقم (1786).
(1)
رجاله ثقات. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 159، وابن أبي شيبة 14/ 333 عن أبي أسامة، بهذا الإسناد.
(2)
مات عبد الله في شوال سنة إحدى عشرة، كما في "تاريخ الإسلام" للذهبي 2/ 34، وماتت فاطمة في رمضان سنة إحدى عشرة، قاله سعيد بن عفير كما في "سير أعلام النبلاء" 2/ 128.
فقال: أَستعيذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم؛ أيْ بُنيَّة إنه ليس أحدٌ إِلَّا وله لَمَّتانِ: لَمَّة من الملَك، ولَمَّة من الشيطان، قال: فقَدِمَ عليه وفدُ ثقيف، ولم يَزَلْ ذلك السهمُ عنده، فأُخرِجَ إليهم فقال: هل يعرفُ هذا السَّهمَ منكم أحد؟ فقال سعيد بن عبيد أخو بني العَجْلان: هذا سهمٌ أنا بَرَيتُه ورِشْتُه وعَقَبْتُه، وأنا رميتُ به
(1)
، فقال أبو بكر: فإنَّ هذا السهمَ الذي قَتَلَ عبدَ الله بن أبي بكر، فالحمد لله الذي أكرمَه بيدِك ولم يُهِنْكَ بيده، فإنه واسعُ الحِمَى
(2)
.
6135 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الجبار، حَدَّثَنَا أبو معاوية، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عائشةَ قالت: كُفِّن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بُرْدَينِ حِبَرةٍ كانا لعبد الله بن أبي بكر، ولُفّ فيهما ثم نُزِعا عنه، فكان عبد الله بن أبي بكر قد أمسَك تلك الحُلَّة لنفسِه حتَّى يُكفَّنَ فيها إذا مات، ثم قال بعد أن أمسَكَها: ما كنتُ لأُمسِكَ لنفسي شيئًا مَنَعَ اللهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم أن يُكفَّنَ فيه، فتصدَّق بها عبد الله
(3)
.
(1)
وقع اضطراب في النسخ هنا في هذه العبارة، والمثبت من "السنن الكبرى" للبيهقي، حيث رواه عن المصنّف.
وقوله: بريتُه، بمعنى: نحتُّه، ومنه: بريتُ العود، وبريتُ القلم.
ورِشْتُه، بوزن بِعْتُه من راشَ السهم، أي: ألزَقَ عليه الريش.
وعَقَبْتُه: أي: شددتُه بالعَقَب، والعَقَب: العَصَب الذي تُعمل منه الأوتار.
(2)
إسناده تالف، الهيثم بن عدي ساقط متهم بالكذب.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/ 98 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن عبد الجبار: وهو العطاردي.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 247 - 248 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(648) من طريق مسلمة بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(19) من طريق أنس بن عياض، كلاهما عن هشام بن عروة، به. ووقع في رواية ابن أبي عاصم: حلة حبرة.
وأخرج مسلم (941)(45) من طرق عن أبي معاوية، به إلى عائشة قالت: كُفِّن رسول الله صلى الله عليه وسلم =
6136 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن إسحاق الخُراسانيُّ العدلُ ببغداد، حَدَّثَنَا جعفر بن محمد بن شاكر، حَدَّثَنَا عثمان بن الهيثم حَدَّثَنَا الهيثم بن الأشعث، عن محمد بن عُمارة الأنصاري، عن جَهْم بن عثمان السُّلَمي، عن محمد بن عبد الله بن
(1)
عمرو بن عثمان، عن عبد الله بن أبي بكر الصدِّيق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا بَلَغَ المرءُ المسلمُ أربعين سنةً، صَرَفَ اللهُ عنه ثلاثةَ أنواع من البلاء: الجُنونَ، والجُذامَ، والبَرَصَ، وإذا بلغَ خمسينَ سنةً، غَفَرَ له ذنبَه ما تقدَّم منه وما تأخر، وكان أسيرَ الله في الأرض، والشفيعَ في أهل بيته يومَ القيامة"
(2)
.
= في ثلاثة أثواب بيض سحولية من كُرسف، ليس فيها قميص ولا عمامة، أما الحلة فإنما شبه على الناس فيها أنها اشتريت له ليكفن فيها، فتُركت الحلة، وكفن في ثلاث أثواب بيض سحولية، فأخذها عبد الله بن أبي بكر، فقال: لأحبسنها حتَّى أكفن فيها نفسي، ثم قال: لو رضيها الله عز وجل لنبيه لكفنه فيها، فباعها وتصدق بثمنها.
وبمعناه أخرجه مسلم (941)(46)، وابن ماجه (1469)، والترمذي (996)، وابن حبان (6629) من طريقين عن هشام بن عروة، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرج أبو داود (3149)، وابن حبان (6626) من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: أُدرج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في ثوب حبرة، ثم أُخر عنه.
قوله: حَبِرة، هو بكسر الحاء وفتح الباء: بُرْد مخطَّط.
(1)
تحرَّف في (ز) و (ب) إلى: عن، والتصويب من (ص) و (م).
(2)
إسناده ضعيف جدًّا، الهيثم بن الأشعث وشيخ شيخه مجاهيل لا يُعرف حالهم، ثم إنه منقطع؛ محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان لم يسمع من عبد الله بن أبي بكر. وكذا ضعّف إسناده البزار وأبو القاسم البغوي وغيرهما كما سيأتي.
وأخرجه البزار في "مسنده"(3589 - كشف الأستار)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(1557)، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(799)، والعقيلي في "الضعفاء"(1903)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 99 - 100، والطبراني في "الكبير"(14910)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4026)، وابن بشران في "أماليه"(675) من طرق عن عثمان بن الهيثم، عن أبيه الهيثم بن الأشعث، عن الهيثم أبي محمد الأسلمي، عن محمد بن عمارة، بهذا الإسناد. فزادوا في الإسناد: الهيثم أبا محمد الأسلمي، ولا يُعرَف مَن ذا، كما وقع اضطراب في المصادر =
ذكرُ مناقب أبي عَتِيق محمد
(1)
بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصِّدّيق رضي الله عنهم
6137 -
حَدَّثَنَا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، حَدَّثَنَا محمد بن سليمان بن فارس، حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل البُخاري، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن شَيْبة، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر، عن موسى بن عُقْبة قال: ما نَعلمُ في الإسلام أربعًة أدركوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم الآباءَ مع الأبناءِ إلَّا أبو قُحافةَ وأبو بكرٍ وعبدُ الرحمن بن أبي بكر وأبو عَتِيق محمدُ بن عبد الرحمن بن أبي بكر
(2)
.
ذكرُ مناقب المُهاجِر بن قُنفُذ رضي الله عنه
-
6138 -
حدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله، قال: المُهاجر بن قُنفُذ بن عُمير بن جُدْعان بن كعب بن سعد بن تَيْم بن مُرَّة، وكان قُنفُذ بن عُمير من أشراف قريش، وكان يقال له: شاربُ الذهب،
= في تسمية عمارة والد محمد، فبعضهم سمّاه هكذا وبعضهم سماه عمار.
ولفظ الحديث في أكثر هذه المصادر: "إذا بلغ المرء المسلم أربعين سنة صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء: الجنون والجذام والبرص، وإذا بلغ خمسين سنة خفف الله عنه ذنوبه، فإذا بلغ سنة رزقه الله تعالى الإنابة إليه، فإذا بلغ سبعين سنة أحبه أهل السماء، فإذا بلغ ثمانين سنة أُثبتِت حسناته ومحيت سيئاته، فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ذنبه ما تقدَّم منه وما تأخر، وكان أسير الله في الأرض، وشفيعًا لأهل بيته يوم القيامة"، فالظاهر أنَّ في رواية الحاكم هنا سقطًا.
وهذا الحديث قال فيه البزار: لا نعلم روى عبد الله بن أبي بكر عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلّا هذا الحديث، في إسناده مجاهيل. وقال البغوي: في إسناده ضعف وإرسال. وقال العقيلي في الهيثم بن الأشعث: يخالَف في حديثه ولا يصح إسناده.
(1)
لفظ "محمد" ليس في (ز) و (ب).
(2)
سلف مكررًا برقم (6121).
أُمُّه هندُ بنت الحارث من بني غَنْم بن مالك بن عبد مَنَاةَ بن علي بن كِنانة، أتى المهاجرُ البصرةَ فمات بها.
6139 -
حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانِع الحافظ، حَدَّثَنَا محمد بن يحيى القَزَّاز، حَدَّثَنَا العبّاس بن طالب، حَدَّثَنَا يزيد بن زُرَيع، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قَتَادة، عن الحسن، عن حُضَين بن المنذِر، عن المُهاجر بن قُنفُذٍ: قال: مررتُ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ، فسلَّمتُ عليه، فلم يَرُدَّ عليَّ، فلما فَرَغَ ردَّه عليَّ واعتَذَر إليَّ وقال:"إنه لم يَمنَعْني أن أردَّ عليك إلَّا أَنِّي كرهتُ أن أَذكرَ الله عز وجل وأنا على غيرِ طهارةٍ"
(1)
.
ذكرُ مناقب كعب بن عُجْرة الأنصاري رضي الله عنه
-
6140 -
أخبرنا أبو نعيم محمد بن عبد الرحمن الغِفَارِي بمَرْوٍ، حَدَّثَنَا عَبْدان بن محمد بن عيسى الحافظ، قال: سمعتُ أحمد بن زُهير يقول: كعبُ بن عُجْرة بن عَدِيّ بن عُبيدِ
(2)
الحارث بن عمرو بن عَوف بن غَنْم بن سُوَادٍ
(3)
، ويقال لآبائه: القَواقِل، وكان أحرَمَ من الشام حين خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى الحُديبيَة؛ يريد العُمرةَ، فوافق
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد فيه لِينٌ من أجل العبّاس بن طالب - وهو البصري - فقد قال فيه أبو زرعة: ليس بذاك، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع، ومن فوقه ثقات. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، والحسن: هو البصري.
وأخرجه أحمد 31/ (19034) و 34/ (20760)، وأبو داود (17)، وابن ماجه (350)، والنسائي (34)، وابن حبان (803) و (806) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وتقدَّم من طريق شعبة عن قتادة عند المصنّف برقم (601).
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: عبد مكبرًا، والتصويب من كتب الأنساب والتراجم.
(3)
في نسخنا الخطية: سوادة، بالتاء، وهو خطأ، والصواب: سُواد، بضم السين المهملة وتخفيف الواو، بدون تاء، وهو سُواد بن مري، وإليه يُنسب السُّوَادي، كذا ضبطه الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 3/ 1234 وابن ماكولا في "الإكمال" 4/ 391 والسمعاني في "الأنساب" 7/ 284، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 5/ 202.
قُدومُه خروجَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فخَرَجَ معه. وكعبُ بن عُجْرة حَلِيفُ بني عَوف بن الحارث بن الخَزرَج
(1)
.
6141 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، حَدَّثَنَا أنس بن عِيَاض، حدثني سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجْرة، عن أبي سعيد المَقبُري، عن أبي ثُمامةَ
(2)
قال: لَقِيتُ كعبَ بن عُجْرة فقلتُ: يا أبا محمد، ما الذي أمرَك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الحُديبيةِ في إحرامِك؟ فقال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "احلِقْ، احلِقْ"
(3)
.
6142 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن رُسْتَهْ، حَدَّثَنَا سليمان بن داود، حَدَّثَنَا محمد بن عمر، قال مات كعبُ بن عُجرةَ بالمدينة سنةَ اثنتين وخمسين وهو يومئذٍ ابن خمسِ وسبعين سنة.
6143 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حَدَّثَنَا علي بن الحسن الهِلالي، حَدَّثَنَا مُعلَّى بن أَسَد، حَدَّثَنَا وُهيب، عن عبد الله عثمان بن خُثَيم، عن عبد الرحمن بن سابِط، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لكعب بن عُجْرةَ:
(1)
انظر لمعرفة الصحابة لأبي نعيم 5/ 2370، و "تاريخ دمشق" لابن عساكر 50/ 144، و "أسد الغابة" لابن الأثير 4/ 181.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: أُمامة، والصواب ما أثبتنا، وهو أبو ثمامة الحناط.
(3)
أصل الحديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال أبي ثمامة الحناط، فلم يرو عنه سوى سعد بن إسحاق وسعيد المقبري - وقيل: أبو سعيد المقبري - ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال الدارقطني: لا يعرف، يُترَك.
قلنا: لكن روي خبر كعب بن عجرة وقصة إحرامه وأمر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم له بالحَلْق بأسانيد صحيحة من غير وجه عن كعب، أخرجه أحمد 30 / (18107) و (18109) و (18116)، والبخاري (1814) و (1816) و (4190)، ومسلم (1201)، وأبو داود (1856) و (1858)، والترمذي (953) و (2974)، وابن ماجه (3080)، والنسائي (4095) و (4098) و (10963)، وابن حبان (3980) و (3985) و (3987).
"يا كعب بن عُجْرة، إني أُعيذُك بالله من إمارة السُّفهاء" قال: يا رسولَ الله، وما إمارةُ السُّفهاء؟ قال:"أُمراءُ يكونونَ من بَعدي، من دَخَل عليهم فصدَّقهم بكذِبِهم، وأعانَهم على ظُلمِهم، فليس منِّي ولستُ منه، ولن يَرِدَ عليَّ الحوضَ"
(1)
.
ذكرُ مناقب أبي قَتَادة الأنصاري رضي الله عنه
-
6144 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن أحمد الأصبهاني، حَدَّثَنَا الحسن بن الجَهْم، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عمر قال: أبو قتادة بنُ رِبْعِيّ بن بَلْدَمة بن خُنَاس بن سِنَان بن عُبيد بن عَدِيّ بن غَنْم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أَسَد بن سَارِدة بن تَزِيدَ بن جُشَم بن الخَرْرَج.
واختُلف في اسمه، فكان محمد بن إسحاق يقول: اسمه الحارث بن رِبعي. قال عبد الله بن محمد بن عُمارة: اسمه النعمان بن رِبعي. وقال بعضهم: عمرو بن رِبْعي.
شهد أحدًا والخندقَ وما بعدَ ذلك من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
6145 -
حَدَّثَنَا
(2)
يحيى بن عبد الله بن أبي قَتَادة عن أبيه، عن أبي قَتَادة، قال: أدرَكَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومَ ذي قَرَدٍ، فنظر إليَّ فقال:"اللهمَّ بارِكْ له في شَعَرِه وبَشَرِه" وقال: "أفلَحَ وجهُك"، قلتُ: ووجهُك يا رسول الله، قال:"قتلتَ مَسْعَدةَ؟ " قلت: نعم، قال:"فما هذا الذي بوَجهِك؟ " قلتُ: سهمٌ رُمِيتُ به يا رسول الله، قال:"فادْنُ"، فدَنَوتُ منه، فبَصَقَ عليه، فما ضَرَبَ عَلَيَّ قطُّ ولا قاحَ.
قال ابن عمر: وحدثني يحيى بن عبد الله بن أبي قَتَادة قال: تُوفي أبو قَتَادة بالمدينة
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل عبد الله بن عثمان بن خثيم. وهيب: هو ابن خالد.
وأخرجه أحمد 23/ (15284) عن عفان بن مسلم، عن وهيب، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (266).
(2)
القائل هو محمد بن عمر الواقدي.
سنةَ أربعٍ وخمسين وهو ابن سبعين
(1)
.
قال ابن عمر: ولم أرَ بين ولد أبي قَتَادة وأهل البلد عندنا اختلافًا أنَّ أبا قَتَادة تُوفي بالمدينة، وقد روى أهلُ الكوفة أنَّ أبا قَتَادة مات بالكوفة
(2)
.
6146 -
أخبرني محمد بن يعقوب الحافظ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الثَّقفي، أخبرني أبو يونس، أخبرنا إبراهيم بن المنذر، قال: أبو قَتَادة بن رِبْعيٍّ أحدُ بني سَلِمة، توفي بالمدينة سنة أربعٍ وخمسين وهو ابن سبعين
(3)
.
ذكرُ مناقب ثَوْبان مولي رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه
6147 -
سمعت أبا العبّاس محمد بن يعقوب يقول: سمعتُ العبّاس بن محمدٍ الدُّورِي، سمعت يحيى بن مَعِين يقول: ثَوْبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو أبو عبد الله.
(1)
وهو في "مغازي الواقدي" 2/ 545، وعنه أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 378 و 381. والواقدي متكلَّم فيه.
وأخرج الطبراني في "الصغير"(1195) من طريق مصعب بن ثابت بن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه ثابت، عن أبيه عبد الله بن أبي قتادة، عن أبي قتادة قال: أغار المشركون على لِقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فركبتُ فأدركتُهم وقتلتُ مَسعَدة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآني:"أفلح الوجه، اللهم اغفر له" ثلاثًا، ونفَّلني سَلَبَ مسعدة. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 319: وفيه من لم أعرفهم. يعني أنهم مجاهيل.
(2)
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 381 و 8/ 138 عن الواقدي.
وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 505 من طريق محمد بن سعد، عن الواقدي، عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة قال: توفي أبو قتادة بالمدينة سنة أربع وخمسين، وهو ابن سبعين سنة.
قال الخطيب بإثره: قال ابن سعد: وأخبرنا الهيثم بن عدي، قال: توفي أبو قتادة بالكوفة وعليٌّ بها، وهو صلَّى عليه.
وأخرج الخطيب أيضًا 1/ 502 من طريق عفان بن أحمد، عن حنبل بن إسحاق قال: وبلغني أنه توفي أبو قتادة الحارث بن ربعي سنة ثمان وثلاثين في خلافة علي، وصلَّى عليه عليٌّ بالكوفة.
(3)
أبو يونس: هو محمد بن أحمد بن يزيد، مفتي أهل المدينة.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1992) عن أبي حامد بن جبلة، عن محمد بن إسحاق الثقفي، بهذا الإسناد.
6148 -
أخبرنا أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حَدَّثَنَا موسى بن زكريا، حَدَّثَنَا خليفة بن خيَّاطٍ قال: ثَوبانُ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أصلُه من اليمن، أصابه سَبْيٌ، فمَنَّ عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، يُكْنى أبا عبد الله، مات بمِصر سنة أربع وخمسين
(1)
.
6149 -
حَدَّثَنَا محمد بن المُظفَّر الحافظ، حَدَّثَنَا بكر بن أحمد بن حفص الوَصَّابي بحِمْص، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى صاحبُ "التاريخ"
(2)
، قال: وممّا انتهى إلينا من خبر حِمْص ومَن نزلها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومِن مَوالي قريش: ثَوْبانُ بن جَحْدَر
(3)
، يكنى أبا عبد الله، رجلٌ من الألْهانِ أصابه السَّبيُ، فأعتقه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال له: "يا ثوبانُ، إن شئتَ أن تَلحَقَ مَن
(4)
أنت منه فعلتَ، فأنت منهم، وإن شئتَ أن تَثبُتَ، وأنت منّا
(5)
أهلَ البيت على ولاءِ رسولِ الله" قال: بل أثبتُ على ولاءِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. فمات بحِمصَ في إمارةِ عبد الله بن قُرْطٍ عليها سنةَ أربعٍ وخمسين
(6)
.
6150 -
فحدَّثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا الحسن بن الجَهْم، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عمر قال: وثَوبانُ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو فيما قيل:
(1)
وهو في "الطبقات" لخليفة بن خياط ص 7 و 191، وقد تفرَّد خليفة بذكر أن وفاته بمصر، فقد قال الآخرون: إنه مات بحمص، كما في "طبقات ابن سعد" 5/ 98 و 9/ 404. وانظر "تاريخ دمشق" لابن عساكر 11/ 169 وما بعدها.
(2)
يعني "تاريخ الحمصيين" كما في "تاريخ دمشق" لابن عساكر 5/ 433.
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: جحدب، بالباء، والمثبت من مصادر ترجمته، فهو ثوبان بن جَحْدَر - كجَعْفَر - ويقال: يُجْدُد. أما لغةً: فجَحدر وجُحدب هما بمعنًى، وهو الرجل القصير.
(4)
في (ص): بمن.
(5)
في (ص): معنا.
(6)
أخرجه ابن عساكر 11/ 170 و 172 من طريق محمد بن المظفر، بهذا الإسناد. وابن عيسى صاحب "التاريخ" ذكره عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا بلا إسناد ولا يصح.
من أهل السَّرَاة، وقيل: إنه من حِمْيَر، أصابه السَّبيُ، فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه، فلم يَزَلْ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتَّى قُبِضَ، فتحوّل إلى الشام ونزل حِمْص، وله بها دارُ صدقةٍ، ومات بها سنة أربعٍ وخمسين.
6151 -
أخبرني الشيخ أبو بكر بن إسحاق رحمه الله، أخبرنا علي بن عبد العزيز، أخبرنا إسحاق بن إسماعيل الطّالْقاني، حَدَّثَنَا مَسْعَدةُ بن اليَسَع، عن الخَصِيب بن جَحْدَر، عن النَّضْر بن شُفَيّ، عن أبي أسماءَ، عن ثوبانَ قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا حلفتَ على معصيةٍ فدَعْها، واقذِفْ ضَغائنَ الجاهلية تحت قَدَمِك، وإياكَ وشُربَ الخمر، فإنَّ الله تبارك وتعالى لم يُقدِّسْ شارِبَها"
(1)
.
6152 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حَدَّثَنَا عِمران بن عبد الرحيم، حَدَّثَنَا علي بن قَرِين الباهلي، حَدَّثَنَا سعيد بن راشد عن الخليل بن مُرَّة، عن حُميد الأعرج، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، عن ثَوْبان، أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ الدُّعاءَ يَرُدُّ القضاءَ، وإنَّ البرَّ يزيدُ في الرِّزق، وإنَّ العبدَ ليُحرَمُ الرزقَ بالذَّنْب يُصيبُه"
(2)
.
6153 -
أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، حَدَّثَنَا أبو حاتم الرازي.
وحدثنا مُكرَمُ بن أحمد القاضي، حَدَّثَنَا أبو إسماعيل السُّلَمي؛ قالا: حَدَّثَنَا أبو تَوْبةَ
(1)
موضوع، النضر بن شفي مجهول جدًّا؛ كما قال ابن القطان، والخصيب بن جحدر أحد الكذابين، ومسعدة بن اليسع أحد المتروكين، انظر "لسان الميزان" لابن حجر 8/ 276، أبو أسماء: هو الرَّحَبي.
وأخرجه المستغفري في "فضائل القرآن"(155) بأطول مما هنا من طريق الحسن بن دينار، عن خصيب بن جحدر، بهذا الإسناد.
(2)
موضوع، قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": ابن قرين كذاب، وسعيد واهٍ، وشيخه ضعّفه ابن معين.
قلنا: ويغني عنه ما سلف برقم (1835) بإسناد أرجى من هذا من حديث عبد الله بن أبي الجعد عن ثوبان، وقد حسَّنّاه هناك بشواهده دون قوله:"وإنَّ الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه".
الرَّبيعُ بن نافع الحَلَبي، حَدَّثَنَا معاوية بن سَلَّام، عن زيد بن سَلَّام أخبره، أنه سمع أبا سَلَّام، حدثني أبو أسماءَ الرَّحَبي، أَنَّ ثَوْبَانَ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدَّثه قال: كنتُ واقفًا بين يَدَيْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فجاءه حَبْرٌ من أحبار اليهود، فقال: السلامُ عليك يا محمد، فدَفَعتُه دَفعةً كاد يُصرَعُ منها، فقال: لِمَ تَدفعُني؟ فقلت: ألا تقولُ: يا رسول الله، فقال اليهودي: أمَا إِنَّا ندعوهُ باسمِه الذي سمَّاه به أهلُه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ اسمي الذي سمَّاني به أهلي: محمَّدٌ"، قال اليهودي: جئتُ أسألُكَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أينفعُك إن حدَّثتُك؟ " قال: أَسمَعُ بأُذُني، فنَكَتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعُودٍ، معه فقال:"سَلْ"، فقال اليهودي: أين يكونُ الناس يومَ تُبدَّلُ الأَرضُ غيرَ الأرض والسماواتُ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في الظُّلمة دونَ الجِسْر"، قال: فمَن أولُ الناس إجازةً؟ قال: "فقراءُ المهاجرين"، قال: فما تُحفَتُهم حين يدخلون الجنة؟ قال: "زيادةُ كَبِدِ النُّون"، قال: فما غداؤُهم في إِثْرِهِ؟ قال: "يُنحَر لَهم ثورُ الجنة الذي كان يَأكُل من أطرافِها"، قال: وشرابُهم عليه؟ قال: "نهرٌ فيها
(1)
يُسمَّى سلسبيلًا"، قال: صدقتَ.
وجئتُ أسألُك عن شيءٍ لا يعلُمه أحدٌ من أهل الأرض إلَّا نبيٌّ أو رجلٌ أو رجلان، قال:"يَنفَعُكَ إِن حدَّثتُك؟ " قال: أَسمَعُ بأُذُني، قال: جئتُ أسألُك عن الولد، قال: "ماءُ الرجل أبيَضُ، وماءُ المرأة أصفَرُ، فإذا اجتمعا فعَلَا مَنِيُّ الرجل مَنِيَّ المرأةِ أَذْكَرَ بإذن الله، وإذا عَلَا مَنِيُّ المرأة مَنِيَّ الرجل آنثَا
(2)
بإذن الله"، قال اليهودي: صدقتَ، وإنك لنبيٌّ، ثم انصرف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد سأَلَني هذا عن الذي سألني عنه، ولا
(1)
لفظة "فيها" من (ص) و (م)، ولم ترد في (ز) و (ب)، وهي ثابتة في رواية مسلم.
(2)
كذا في (ز)، وفي (ص) و (م) و (ب): أنثى بالألف المقصورة، أما "أذكَرَ" فوقعت كذا بالإفراد في جميع النسخ الخطية التي بين أيدينا، لكن في مصادر التخريج جاءت الكلمتان متناسقتين، فوقع في بعضها:"أذكر" و "آنث" بالإفراد، وفي بعضها "أذكرا" و "آنثا" بالتثنية، والله تعالى أعلم.
عِلْمَ لي بشيءٍ منه حتَّى أتانيَ اللهُ به"
(1)
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
ذكرُ مناقب حَكِيم بن حِزَام القرشي رضي الله عنه
-
6154 -
حدثني علي بن حَمْشاذَ العدلُ، حَدَّثَنَا الفضل بن محمد بن المسيَّب، قال: سمعت إبراهيم بن المنذر الحِزَاميَّ يقول: حَكِيمُ بن حِزَام بن خُوَيلد بن أَسَد بن عبد العُزَّى بن قُصَيّ، يُكْنَى أبا خالد، مات سنة أربع وخمسين وهو ابن مئةٍ وعشرين سنة، وُلد قبل الفيل بثلاثَ عشرةَ سنة، ومات بالمدينة.
6155 -
سمعت أبا الفضل الحسن بن يعقوب يقول: سمعت أبا أحمد محمد بن عبد الوهّاب يقول: سمعت عليَّ بن عَثَّام
(2)
العامريَّ يقول: وُلدَ حَكيمُ بن حِزَام في جَوْف الكعبة، دخلتْ أمُّه الكعبةَ فمَخِضَتْ فيه، فوَلَدَت في البيت
(3)
.
(1)
إسناده صحيح. أبو سلام: هو ممطور الأسود الحبشي، وهو والد معاوية وزيد ابني سلام المذكورين في السند، وأبو أسماء الرحبي: هو عمرو بن مرثد.
وأخرجه مسلم (315)(34) عن الحسن بن علي الحلواني، عن أبي توبة الربيع بن نافع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (315)، والنسائي (9025)، وابن حبان (7422) من طرق عن معاوية بن سلام، به.
قوله: "فنكتَ" أي: خط بالعود في الأرض، وأثر به فيها، وهذا يفعله المفكِّر.
وقوله: إجازة، بمعنى الجواز والعبور
والتحفة، بإسكان الحاء وفتحها: ما يهدى إلى الرجل ويخص به ويلاطف.
والنون: الحوت.
(2)
تصحفت في (ز) و (ص) إلى: غنام.
(3)
أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1881) من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن عبد الوهاب، عن علي بن عثام.
وقال الإمام مسلم في "صحيحه" بإثر الحديث (1532): ولد حكيم بن حزام في جوف الكعبة، وعاش مئة وعشرين سنة. وبنحوه قال ابن حبان في "الثقات" 3/ 71. =
6156 -
أخبرنا الحسين بن علي التَّميمي، حَدَّثَنَا محمد بن سليمان بن فارس، حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل، حدثني إبراهيم بن المنذر قال: مات أبو خالد حَكيمُ بن حِزَام سنة ستين وهو ابن عشرين ومئة سنة
(1)
.
6157 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن رُسْتَهْ، حَدَّثَنَا سليمان بن داود حَدَّثَنَا محمد بن عمر، حدثني المنذر بن عبد الله، عن موسى بن عُقبة، عن أبي حَبيبة مولى الزُّبير قال: سمعتُ حَكيم بنَ حِزَام يقول: ولِدتُ قبل قُدوم أصحاب الفيل بثلاثَ عشرةَ سنةً، وأنا أَعقِلُ حين أراد عبد المطلب أن يَذبَحَ ابنهَ عبدَ الله، وذلك قبلَ مولد النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بخَمسِ سنين.
قال ابن عمر
(2)
: وشهد حَكِيمُ بن حِزَام مع أبيه الفِجَارَ، وقُتل أبوه حزام بن خويلد في الفِجَار الأخير، وكان حكيمٌ يُكْنَى أبا خالد، وكان له من الولد عبدُ الله، وخالد، ويحيى، وهشام وأمهم زينب بنت العوّام بن خُوَيلِد بن عبد العُزَّى بن قُصَي، ويقال: بل أمُّ هشام بن حكيمٍ مُلَيكةُ بنت مالك بن سعد من بني الحارث بن فِهْر، وقد أدرك ولدُ حكيم بن حِزَام كلُّهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وأسلموا يوم الفتح، وصَحِبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان حكيمُ بن حِزَام، فيما ذُكِر قد بلغ عشرين ومئةَ سنة، ومرَّ به معاويةُ عامَ حَجَّ، فأرسل إليه بلَقُوح يشربُ من لبنها، وذلك بعد أن سأله: أيَّ الطعام تأكل؟ فقال: أمَا مَضْغٌ، فلا مَضْغَ فيَّ، فأرسل إليه باللَّقُوح، وأرسل إليه بصِلَةٍ، فأَبى أن يقبلَها، وقال: لم آخذ من أحدٍ بعد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم شيئًا، ودعاني أبو بكرٍ وعمر إلى حقِّي فأبَيتُ عليهما أن آخذَه
(3)
.
= ومعنى "مَخِضَت" في خبر علي بن عثام؛ أي: ضربها الطَّلْق.
(1)
وانظر ما تقدَّم برقم (6154).
(2)
أي: بالإسناد السابق. وهو الواقدي.
(3)
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 50 و 56، ومن طريقه أخرجه مختصرًا الطبري في "ذيل =
6158 -
قال ابن عمر: وحدثنا ابن أبي الزِّناد، عن أبيه، قال: قيل لحَكِيم بن حِزَام: ما المالُ يا أبا خالد؟ فقال: قِلَّةُ العيال
(1)
.
قال
(2)
: وقَدِمَ حَكيمُ بن حِزَام المدينةَ، فنزلها، وبنَى بها دارًا، ومات بالمدينة سنة أربعٍ وخمسين وهو ابن مئة وعشرين سنة.
6159 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله؛ فذكر نَسَبَ حَكيم بن حِزام وزاد فيه: وأُمُّه فاخِتةُ بنت زهير بن أسد بن عبد العُزّى، وكانت ولدت حكيمًا في الكعبة، وهي حاملٌ فضربها المَخَاضُ وهي في جوف الكعبة، فولدته فيها، فحُمِلَت في نِطْعٍ
(3)
، وغُسِلَ ما كان تحتَها من الثياب عند حوض زمزم، ولم يُولَد قبلَه ولا بعدَه في الكعبة أحد
(4)
.
= المذيَّل" كما في "منتخبه" لعُريب بن سعد القرطبي 11/ 555، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 15/ 100 عن الواقدي، بهذا الإسناد.
(1)
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 56 عن الواقدي، بهذا الإسناد.
(2)
القائل هو محمد بن عمر الواقدي.
(3)
تحرَّفت في النسخ الخطية إلى: نقع، أو كلمة نحوها، والمثبت من مصادر التخريج، والنِّطْع: هو بساط من جِلْد.
(4)
مصعب بن عبد الله: هو ابن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، الزبيري.
وأخرج نحو هذا الأثر الأزرقيُّ في "أخبار مكة" 1/ 174 - ومن طريقه الخطابي في غريب الحديث 2/ 557 - من طريق عبد العزيز بن عمران، عن عبد الله بن أبي سليمان، عن أبيه: أن فاختة
…
فذكره. وعبد العزيز متروك، وشيخه مجهول.
وأخرجه أيضًا بنحوه الزبير بن بكار في "جمهرة نسب قريش" ص 353، ومن طريقه الفاكهي في "أخبار مكة"(2036)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 15/ 99 - 100، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 2/ 762، وابن الجوزي في "المنتظم" 5/ 268 عن مصعب بن عثمان قوله.
قلنا: ومصعب بن عثمان هذا: هو ابن مصعب بن عروة بن الزبير، كان عالمًا بأخبار قريش، وولي السعاية لأبي بكر بن عبد الله، ذكر ذلك الزبير بن بكار ص 298.
وَهِمَ مصعبٌ في الحرف الأخير، فقد تواترت الأخبارُ أنَّ فاطمةَ بنتَ أَسَد وَلَدَتْ أميرَ المؤمنين عليَّ بن أبي طالب كرَّم الله وجهه في جَوف الكعبة
(1)
.
6160 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الإمام رحمه الله، أخبرنا إسماعيل بن قُتَيبة، حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شَيْبة، حَدَّثَنَا علي بن مُسْهِر، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه: أنَّ حكيم بن حزام لم يَقبَل من أبي بكر حتَّى قُبض، ولا من عمر حتَّى قُبض، ولا من عثمان، ولا من معاوية، حتَّى مات حكيم.
6161 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن عفّان، حَدَّثَنَا أبو أسامة، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن حَكيم بن حِزامٍ قال: أَعتقتُ أربعينَ محرَّرًا في الجاهلية، فسألتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: هل لي فيهنّ من أجرٍ؟ فقال: "أسلمتَ على ما سَبَقَ لك"
(2)
.
صحيح على شرط الشيخين.
6162 -
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عُبيد الأَسَدي الحافظ بهَمَذان، حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحسين، حَدَّثَنَا مِنْجاب بن الحارث، حَدَّثَنَا علي بن مُسْهِرٍ، عن هشام بن عُرْوة،
(1)
قال ابن الجوزي في "مثير العزم الساكن" 2/ 9 (261): وقد روى أبو حمزة اليماني عن علي بن الحسين: أنَّ فاطمة بنت أسد ضربها الطَّلْق وهي تطوف بالبيت الحرام أيام الحج، ففتحت لها الكعبة، فولدت علي بن أبي طالب رضي الله عنه. إلا أنَّ إسناد هذا الحديث لا يثبت. وقال النووي في ترجمة حكيم من "تهذيب الأسماء واللغات": أما ما روي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولد فيها، فضعيف عند العلماء.
(2)
إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعروة: هو ابن الزبير.
وأخرجه البخاري (2538) عن عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 24 / (15575)، ومسلم (123)(195) و (196) من طرق عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه أحمد (15318) و (15319)، والبخاري (1436) و (2220) و (5992)، ومسلم (123)(194) و (195)، وابن حبان (329) من طريق محمد بن مسلم الزهري، عن عروة، عن حكيم بن حزام، به.
عن أبيه قال: كان حكيم بن حِزَام أعتَقَ مئةَ رَقَبة، وحَمَلَ على مئة بعيرٍ في الجاهلية، فلمّا أسلَم أَعتَقَ مئة رقبة، وحَمَلَ على مئة بعير، فقال لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم: أرأيتَ شيئًا كنتُ أصنعه في الجاهلية أتحنَّتُ، به هل لي فيه من أجرٍ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَسلمتَ على ما سَلَفَ لك من أجرٍ"
(1)
.
6163 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب حَدَّثَنَا بَحْرُ بن نَصْر، حَدَّثَنَا عبد الله بن وَهْب، قال: أخبرني ابن أبي ذِئب، عن مُسلِم بن جُندُب، عن حَكِيم بن حِزَام، قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاني، فألحَفْتُ عليه، فقال:"ما أنكَرَ مسألتَكَ يا حكيم، إنما هذا المالُ خَضِرةٌ حُلوة، وإنما هو [مع] ذلك أوساخُ أيدي الناس، وإنَّ يدَ الله فوق [يد] المُعطي، ويدَ المُعطي فوق يد السائل، ويدَ المُعطَى أسفلُ الأيدي"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
(1)
إسناده صحيح. وانظر ما قبله.
قوله: "أتحنَّث به": أي: أتقرّب به إلى الله، يقال: فلان يتحنّث: أي: يفعل فعلًا يخرج به من الإثم والحرج. قاله ابن الأثير في "النهاية"(حنث).
(2)
إسناده صحيح. مسلم بن جندب روايته عن حكيم بن حزام محمولة على الاتصال كما رجَّح ابن خزيمة، حيث قال في "التوحيد" 1/ 156: مسلم بن جندب قد سمع من ابن عمر غير شيء، وقال: أمرني ابن عمر أن أشتري له بدنة، فلست أنكر أن يكون قد سمع من حكيم بن حزام.
ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب.
وأخرجه أحمد 24/ (15321) عن يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (2161).
قوله: فألحفتُ؛ أي: بالغت في المسألة.
"ما أنكر مسألتك" أي ما أقبحها، حيث جاوزت حدها.
"خضرة حلوة"؛ أي: مرغوب فيها من كل وجه، من جهة الذوق واللون.
"أوساخ أيدي الناس" أي: يخرج من الأيدي حالة الصرف، كما تخرج الأوساخ. ويحتمل أنه قاله لأنَّهُ كان مال الصدقة. شرحه السندي في حاشيته على "مسند أحمد".
6164 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا الحسن بن الجَهْم، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عُمر، حدثني عائذ بن يحيى
(1)
، عن أبي الحُوَيرث، عن عُمارةَ بن أُكَيمةَ اللَّيثي، عن حَكِيم بن حِزام قال: لقد رأيتُني يومَ بدرٍ وقد وَقَعَ بالوادي بِجَادٌ
(2)
من السماء قد سَدَّ الأُفق، فإذا الوادي يسيل نملًا
(3)
، فوقع في نفسي أنَّ هذا شيءٌ من السماء أُيِّد به محمدٌ صلى الله عليه وسلم، فما كانت إلَّا الهزيمةُ، وكانت الملائكةُ
(4)
.
6165 -
أخبرنا أبو النَّضر محمد بن محمد الفقيه، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد الدارمي، حَدَّثَنَا أبو صالح، حدثني الليث، حدثني عُبيد الله بن المغيرة، عن عِرَاك بن مالك، أنَّ حَكِيم بن حِزَام قال: كان محمدٌ النبيُّ أحبَّ الناس إليَّ في الجاهلية، فلما تنبَّأَ وخرج إلى المدينة فشَهِدَ حكيمُ بن حِزام الموسمَ، فوجد حُلَّةً لِذِي يَزَن
(1)
تحرّف في النسخ الخطية إلى: بحير، والصواب ما أثبتنا، فعائذ بن يحيى قد أكثر عنه الواقدي في "مغازيه".
(2)
تحرّف في النسخ الخطية إلى: بخار، والتصويب من مغازي الواقدي، ومصادر التخريج.
والبِجَاد: الكساء المخطط.
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: ماءً، والتصويب من مصادر التخريج.
(4)
إسناده ضعيف، تفرَّد به محمد بن عمر - وهو الواقدي - ولا يعتد بما يتفرَّد به، وشيخه عائذ بن يحيى مجهول لا يُعرف رغم أنَّ الواقدي أكثَرَ عنه، وأبو الحُويرث - واسمه عبد الرحمن بن معاوية الزُّرقي - مختلف فيه.
وهو في "مغازي الواقدي" 1/ 80.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 61 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وقد روي نحوه عن جبير بن مطعم عند البيهقي في "الدلائل" أيضًا 3/ 61 من طريق إسحاق بن راهويه، عن وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه قال: سمعت محمد بن إسحاق يقول: حدثني أبي، عن جبير بن مطعم قال: رأيت قبل هزيمة القوم والناسُ يقتتلون مثلَ البِجَاد الأسود أقبل من السماء مثل النمل السود، فلم أشك أنها الملائكة، فلم يكن إلّا هزيمة القوم. وهذا إسناد حسن.
تُباع بخمسين درهمًا، فاشتراها ليُهدِيَها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقَدِمَ بها عليه، وأَرادَه على قبضِها، فأَبَى عليه؛ قال عُبيدُ الله: حَسِبتُ أنه قال: "إِنَّا لا نَقبلُ من المشركين شيئًا، ولكن إن شئتَ أخذناها بالثَّمن"، فأعطيتُها إياه حتَّى أتَى المدينة
(1)
، فلَبِسها، فرأيتُها عليه على المنبر، فلم أَرَ شيئًا قطُّ أحسنَ منه فيها يومئذٍ، ثم أعطاها أسامةَ بنَ زيد فرآها حكيمٌ على أسامة فقال: يا أسامةُ، أنتَ تَلْبَسُ حُلَّةَ ذِي يَزَن؟! قال: نعم، لأنا خيرٌ من ذي يَزَن، ولأَبي خيرٌ من أبيه، ولأُمِّي خيرٌ من أُمِّه. قال حكيم: فانطلقتُ إلى مكة أُعجِّبُهم بقول أسامة
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6166 -
أخبرنا أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه ببغداد، حَدَّثَنَا جعفر بن أبي عثمان الطَّيالسي، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إبراهيم، قال: سمعتُ أَبي يحدِّث عن سُوَيد أبي حاتم
(3)
صاحبِ الطعام، حَدَّثَنَا مَطَر الورَّاق، عن حسّان بن بلال، عن حكيم بن حِزَام: أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لمَّا بعثه واليًا إلى اليمن فقال: "لا تَمَسَّ القرآنَ إِلَّا وأنتَ طاهر"
(4)
.
(1)
كذا وقعت هذه العبارة في أصولنا الخطية: "حتَّى أتى المدينة" وهو تحريف، والصواب ما في مصادر التخريج:"حين أبي عليَّ الهديّةَ"، وهذا هو الأنسب في المعنى.
(2)
حديث صحيح، دون قوله: "فرأيتها عليه على المنبر
…
" إلى آخره، وهذا إسناد ضعيف من أجل أبي صالح، وهو عبد الله بن صالح، كاتب الليث بن سعد، وقد تفرَّد بالقول المشار إليه.
وأخرجه بطوله في "الكبير"(3125)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 15/ 101 عن مطلب بن شعيب الأزدي، عن عبد الله بن صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه بدون هذه الزيادة أحمد في "المسند" 24/ (15323) عن عتاب بن زياد، عن عبد الله بن المبارك، عن الليث بن سعد، به. وهذا إسناد صحيح.
(3)
في النسخ الخطية: "سويد بن أبي حاتم"، وهو خطأ، صوابه ما أثبتنا، فهو سويد بن إبراهيم الجحدري أبو حاتم، كما في مصادر ترجمته.
(4)
إسناده ضعيف لضعف سويد أبي حاتم، وهو صاحب أوهام وأغلاط، وكذا شيخه مطر بن طهمان الوراق، وقد غلط في هذا الحديث، فالذي أرسله النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلى اليمن هو عمرو بن حَزْم =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
ذكرُ مناقب خالد بن حِزَام
6167 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا الحسن بن الجَهْم، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عمر، حدثني محمد بن صالح، عن عاصم بن عمر بن قَتَادة.
قال محمد بن عمر: وحدثني محمد بن عبد الله ابن أخي الزُّهْري، عن الزُّهْري
(1)
.
وحدثني موسى بن محمد بن إبراهيم التَّيمي، عن أبيه. وحدثني ابن أبي حَبيبةَ، عن داود بن الحُصَين، فيمن هاجر إلى أرض الحبشة المرةَ الأُولى
(2)
، وأميرُهم
= الأنصاري، وبعث معه بكتاب فيه أشياء منها هذا الحرف، وقد سلف حديث عمرو بن حَزْم هذا عند المصنّف برقم (1463).
وأخرجه البيهقي في "الخلافيات"(302) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني في "السنن"(440)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(574) من طريق محمد بن مخلد، عن جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3135)، وفي "الأوسط"(3301) عن بكر بن أحمد بن مقبل البصري، عن إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي، به. قال الطبراني لم يَروِ هذا الحديث عن مطر الوراق إلّا سويد أبو حاتم، ولا يُروى عن حكيم بن حزام إلّا بهذا الإسناد.
قلنا: ولهذا الحرف شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب عند الدارقطني (437)، والطبراني في "الكبير"(13217)، و "الصغي"(1162)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 1/ 88.
قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 1/ 131: إسناده لا بأس به، ذكر الأثرم أنَّ أحمد احتجَّ به.
وحديث عثمان بن أبي العاص عند الطبراني في "الكبير"(8336)، وابن أبي داود في "المصاحف" (738). قال الحافظ ابن حجر: وفي إسناده انقطاع.
(1)
تحرَّف في (ز) و (ب) إلى الزبير، والتصويب من (ص) و (م).
(2)
كذا في نسخ "المستدرك"، والمحفوظ في سائر روايات السيرة أنَّ ذلك كان في الهجرة الثانية.
جعفر بن أبي طالب: ومن بني أسَد
(1)
بن عبد العُزَّى: خالدُ
(2)
بن حِزَام أخو حَكيم، هَلَكَ في الطريق قبل أن دَخَلَ أَرضَ الحَبَشة.
قال محمد بن عمر: فحدثني المغيرة بن عبد الرحمن الأسَدي، أخبرني أبي، قال: فيه نزلت {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [النساء: 100]
(3)
.
(1)
تحرّف في النسخ الخطية إلى: بني أمية، وهو خطأ، فهو من بني أسد وليس من بني أمية، كما في مصادر ترجمته.
(2)
في النسخ الخطية: بن خالد بزيادة لفظة "بن" وهو خطأ. وتحرَّف عبد العزى في (ز) إلى: عبد العزيز.
(3)
إسناده ضعيف، والمشهور أنَّ الذي نزلت فيه هذه الآية هو جندب بن ضمرة وليس خالد بن حزام، كما قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 2/ 229. وكذا أنكر هذا الأثر البلاذري في "أنساب الأشراف".
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 4/ 112، والزبير بن بكار في "جمهرة نسب قريش" ص 393 عن محمد بن عمر الواقدي، عن المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبيه قال: خرج خالد بن حزام مهاجرًا إلى أرض الحبشة في المرة الثانية، فنُهش بالطريق فمات قبل أن يدخل أرض الحبشة، فنزلت:{وَمَن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا .... } الآية.
قال البلاذري في "أنساب الأشراف" 1/ 202: مات قبل أن يصل إلى الحبشة في المرة الثانية، نهشته أفعى فقتلته، وليس يُجتَمع على هجرته، ولم يذكره محمد بن إسحاق، وقال الواقدي في بعض رواياته: إنَّ هذه الآية نزلت فيه، وليس ذلك بثبت.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" 3/ 1050، وابن منده في "معرفة الصحابة" 1/ 476 - 477، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2465) من طريق عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن المنذر بن عبد الله، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنَّ الزبير بن العوام قال: هاجر خالد بن حزام إلى أرض الحبشة، فنهشته حية في الطريق فمات، فنزلت فيه: {وَمَن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا
…
} الآية، قال الزبير: وكنت أتوقعه وأنتظر قدومه وأنا بأرض الحبشة، فما أحزنني شيء حزني على وفاته حين بلغني، لأنَّهُ قلَّ أحدٌ ممّن هاجر من قريش إلّا معه بعض أهله أو ذوي رحمه، ولم يكن معي أحد من بني أسد بن عبد العزى، ولا أرجو غيره. =
ذكرُ مناقب هشام بن حَكيم بن حِزام رضي الله عنه
-
قد اتَّفق الشيخان رضي الله عنهما على إخراج حديث الزُّهْري عن عُرْوة [عن المِسوَر بن مَخرَمة]
(1)
وعبد الرحمن بن عبدٍ القارِيّ، أنهما سمعا عمرَ بن الخطّاب يقول: مررتُ بهشام بن حَكيم بن حِزام وهو يقرأ سورةَ البقرة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحديثَ بطوله.
قال: ومِن رَسْم ترتيب هذا الكتاب أن يكون ذكرُ خالد بن حِزام قبلَ حَكيم، وأن يكون ذكر هشام بن حَكيم بعدهما، لكنّي جمعتُ بينهم في هذا الموضع عند ذكر حَكيمٍ ليكون أقربَ إلى فَهْم المستفيد.
ذكرُ مناقب حسّان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه
-
النائبِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجماعةِ المسلمين في هجاءِ الشِّرك والمشركين.
6168 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مُصعَب بن عبد الله الزُّبيري قال: عاش حسّان بن ثابت في الجاهلية ستين سنةً، وكُنْيته أبو الوليد، وفي الإسلام ستين سنةً، وهو حسَّانُ بن ثابت بن المنذِر بن حَرَام بن عمرو بن زيدِ مَنَاةَ بن عَدِيٍّ بن عمرو بن مالك بن النَّجّار، شاعرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمُّ حسانَ الفُرَيعةُ بنت خالد بن خُنَيس بن لَوْذان
(2)
بن عبد وَدٍّ.
= قال ابن كثير في "التفسير" 2/ 346 بعد أن أورد هذا الأثر: وهذا الأثر غريب جدًّا، فإنَّ هذه القصة مكية، ونزول هذه الآية مدنية، فلعله أراد أنها تعم حكمه مع غيره، وإن لم يكن ذلك سبب النزول، والله أعلم.
(1)
سقط من النسخ الخطية، واستدركناه من "الصحيحين"، ولا بد من وجوده، إذ إنَّ عروة - وهو ابن الزبير - لم يدرك حياة عمر.
وهو عند البخاري برقم (2419) و (4992) و (5041) و (6936) و (7550)، ومسلم برقم (818).
(2)
تحرَّف في (ز) و (ب) إلى: أود، وفي (ص) و (م) إلى: أد. والتصويب من كتب التراجم ككتاب "الطبقات" لابن سعد 10/ 348 وغيره.
قيل: إنه تُوفِّي قبل الأربعين، وقيل: توفي سنة خمس وخمسين.
6169 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا إسماعيل بن قُتَيبة، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نُمَير، قال: مات حسّانُ بن ثابت الأنصاري في إمارة معاويةَ سنة خمسٍ وخمسين.
6170 -
أخبرني محمد بن يعقوب الحافظ، أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، حَدَّثَنَا عُبيد الله
(1)
بن سعد الزُّهْري، حَدَّثَنَا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حَدَّثَنَا أَبي، عن ابن إسحاق، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن حَرمَلة راويةِ حسَّان بن ثابت قال: أتيتُ حسّانَ فقلت: يا أبا الحُسَام
(2)
.
6171 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الجبار، حَدَّثَنَا يونس بن بُكَير، حدثني محمد بن إسحاق، حدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عَوْف، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زُرَارة، حدثني الثَّبَتُ
(3)
من رجال قومي، عن حسان بن ثابت قال: والله إني لغلامٌ يَفَعَةٌ ابن سبعِ أو ثمانِ سنين أَعقِلُ ما سمعتُ، إذ سمعتُ يهوديًّا وهو على أُطُمِه بيثربَ
(4)
يَصرُخ: يا معشرَ اليهود،
(1)
في النسخ الخطية: عبد الملك، ثم صحح في (ز) إلى: عبيد الله، وهو الصواب. وعبيد الله بن سعد هذا: هو عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد الزهري، ويعقوب عمُّه.
(2)
حرملة لم نقف له على ترجمة، ووقع عند غير المصنّف وصفه براوية عبد الرحمن بن حسان، وسعيد بن عبد الرحمن الراوي عنه: هو ابن حسان بن ثابت، ذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 349.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2216)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/ 382 من طريق عبيد الله بن سعد الزهري، بهذا الإسناد.
(3)
هكذا في نسخنا الخطية، وفي "السيرة" برواية يونس بن بكير (63) وغيرها: حدثني من شئت من رجال قومي.
(4)
تحرّف في النسخ إلى: بسرف، والتصحيح من مصادر التخريج. والأُطُم: مفرد جمعه آطام وأُطُوم، وهو القصر أو الحصن.
فلما اجتمعوا قالوا: وَيلَكَ، ما لك؟ فقال: قد طَلَعَ نجمُ الذي يُبعَث الليلةَ
(1)
.
6172 -
حَدَّثَنَا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى إملاءً، حَدَّثَنَا أبو العبّاس السَّرّاج، حدثني أبو بكر محمد بن خلف الحَدّادي، حدثني إسحاق بن إبراهيم الرازي خَتَنُ سَلَمة، حَدَّثَنَا سَلَمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، حدثني سعيد بن عبد الرحمن بن حسَّان بن ثابت قال: عاش جدُّنا حَرَامٌ أبو المنذر عشرين ومئة سنة، وعاش المنذرُ بن حرام عشرين ومئة سنة، وعاش ابنه ثابت بن المنذر عشرين ومئة سنة، وعاش ابنُه حسَّان بن ثابت عشرين ومئة سنة، ولما احتُضِرَ حسان أجَّجَ نارًا، وجمع عشيرتَه، ثم أنشأَ يقول:
وإنَّ امرَأً أمسى وأصبحَ سالمًا
…
من الناس إلّا ما جَنَى لَسَعيدُ
قال: ثم عاش بعده عبدُ الرحمن بن حسَّان بن ثابت نيِّفًا وثمانين سنة، فلما حَضَرَته الوفاةُ أجَّجَ نارًا، وجمع عشيرتَه، ثم أنشأَ يقول:
وإِنَّ امْرَأً نالَ الغِنى ثم لم يَنَلْ
…
صديقًا له من فضلِه لَكَفُورُ
ثم عاش بعده سعيدُ بن عبد الرحمن بن حسَّان بن ثابت نيِّفًا وثمانين سنة، فلما حَضَرته الوفاةُ قال:
وإِنَّ امرَأً دُنْياهُ أكبرُ همِّهِ
…
لمستمسكٌ منها بحَبلِ غَرُورِ
(2)
(1)
إسناده ضعيف لجهالة الواسطة بين يحيى وحسان بن ثابت.
وهو في "سيرة ابن إسحاق" برواية أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير برقم (63).
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 1/ 109 - 110 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(4205)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(35)، والبيهقي 1/ 109 - 110 من طرق عن محمد بن إسحاق، به.
(2)
إسناده محتمل للتحسين. أبو العبّاس السرّاج: هو محمد بن إسحاق الثقفي.
وروى نحوه البيهقي في "شعب الإيمان"(8127)، ومن طريقه ابن عساكر 21/ 180 - 181 من طريق موسى بن عُلي بن رباح، عن جارٍ له بأفريقية من أهل المدينة، عن حسان بن ثابت. إلّا =
6173 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا بَحْر بن نَصْر، حَدَّثَنَا عبد الله بن وهب، أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن أبيه، عن عُرْوة، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضعُ لحسَّان مِنبرًا في المسجد يقومُ عليه قائمًا يفاخرُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ الله يؤيِّدُ حسَّانَ برُوحِ القُدُس ما نافَحَ - أو فاخَرَ - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"
(1)
.
6174 -
وحدثنا أبو العبّاس، حَدَّثَنَا بَحر بن نَصر، حَدَّثَنَا عبد الله بن وهب، أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عائشة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نحوَه
(2)
.
= أنه أنشد لعبد الرحمن بن حسان:
وإنّ امرأً نال الغنى ثم لم ينل
…
صديقًا ولا ذا حاجة لزهيدُ
وأنشد لسعيد بن عبد الرحمن:
وإنّ امرأً لاحَى الرجالَ على الغنى
…
ولم يسأل الله الغِني لحسودُ
(1)
حديث صحيح دون ذكر وضع المنبر في المسجد لحسان، فهو شاذٌّ تفرد به عبد الرحمن بن أبي الزناد، وهو حسن الحديث ليس بذاك القوي، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، وعروة: هو ابن الزبير.
وأخرجه أحمد (40/ 24437)، وأبو داود (5015)، والترمذي (2846 م) من طرق عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وقُرن بأبي الزناد عند أبي داود هشامُ بن عروة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.
وأخرجه دون ذكر المنبر: مسلم (2490) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، وابن حبان (7147) من طريق شداد بن أوس الأنصاري، كلاهما عن عائشة.
ويشهد له - دون ذكر المنبر - حديث البراء بن عازب، وسيأتي لاحقًا عند المصنّف برقم (6177).
وهو في "الصحيحين".
وحديث حسّان نفسه - واستشهد أبا هريرة عليه - عند البخاري (453) و (6152) ومسلم (2485) بلفظ: "يا حسان، أجب عن رسول الله، اللهم أيِّده بروح القدس".
وروح القدس: هو جبريل عليه السلام.
(2)
إسناده حسن كسابقه. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6175 -
حَدَّثَنَا الحسين بن الحسن بن أيوب، حَدَّثَنَا أبو يحيى بن أبي مَسَرَّة
(1)
، حَدَّثَنَا عبد العزيز بن عبد الله الأُوَيسي، حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كَيْسان، عن ابن شِهاب، عن عُرْوة قال: كانت عائشةُ تكره أن يُسَبَّ حسانُ بن ثابتٍ عندها، وتقول: أليسَ الذي قال:
فإنَّ أَبي ووالده وعِرْضي
…
لعِرْضِ محمدٍ منكم وقَاءُ
(2)
6176 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق، أخبرنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حَدَّثَنَا سليمان بن حَرْب، حَدَّثَنَا حمَّاد بن زيد، عن يزيد بن حازم
(3)
، عن سليمان بن يَسَار قال: رأيت حسانَ بن ثابتٍ وله ناصيةٌ قد سَدَلَها بين عينيه
(4)
.
= وأخرجه الترمذي (2846) من طريقين عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
(1)
تحرَّف في (ز) و (ب) إلى: أبي سبرة.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه ضمن حديث طويلٍ البخاري (4141) عن عبد العزيز بن عبد الله الأُويسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (42/ 25624)، ومسلم (2770)(57)، والنسائي (8882) من طريقين عن إبراهيم بن سعد الزهري، به.
(3)
في نسخنا الخطية: يزيد بن أبي حازم، وهو خطأ، والصواب ما أثبتنا من مصادر التخريج وكتب التراجم. وهو أخو جرير بن حازم.
(4)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 42، و "التاريخ الأوسط" 1/ 587 عن سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه حسن بن موسى الأشيب في "جزئه"(49)، وابن سعد في "الطبقات" 4/ 327، وهلال الحفار في "جزئه"(41)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ 433 و 65/ 145 من طرق عن حماد بن زيد، به.
سَدَلَها: أي: أرسلها وأرخاها.
6177 -
أخبرنا علي بن محمد بن عُقْبة الشَّيباني بالكوفة، حَدَّثَنَا الهيثم بن خالد، حَدَّثَنَا أبو نُعيم، حَدَّثَنَا عيسى بن عبد الرحمن، حدثني عَدِيُّ بن ثابت، عن البَرَاء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسّان بن ثابت: "إِنَّ رُوحَ القُدُسِ معك ما هَاجَيتَهم"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!
6178 -
أخبرني محمد بن إبراهيم بن الفضل المزكِّي، حَدَّثَنَا أحمد بن سَلَمة، حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عَبْدة بن سليمان، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عائشة قالت: استأذَنَ حسانُ بن ثابتٍ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في هِجاء المشركين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فكيف بنَسَبي فيهم؟ " فقال حسان: لأَسُلَّنَّك منهم كما تُسَلُّ الشَّعرةُ من العَجين.
قال هشام: قال أَبي: وذهبتُ أسبُّ حسانَ عند عائشة، فقالت: لا تسبَّ حسانَ، فإنه كان ينافحُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وعيسى بن عبد الرحمن: هو البجلي الكوفي.
وأخرجه ابن حبان (7146) من طريق محمد بن عبد الرحيم أبي يحيى، عن أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أحمد (30/ 18526)، والبخاري (4124)، والنسائي (8236) من طريق أبي إسحاق سليمان الشيباني، وأحمد (18650)، والبخاري (3213) و (4123) و (6153)، ومسلم (2486)، والنسائي (5980) من طريق شعبة، كلاهما عن عدي بن ثابت به. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرجه أحمد (18642)، والنسائي (8237) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن البراء بن عازب.
(2)
إسناده صحيح. أحمد بن سلمة: هو النيسابوري الحافظ، وشيخه إسحاق: هو ابن راهويه.
وأخرجه ابن حبان (7145) عن محمد بن عبد الله الأزدي، عن إسحاق بن راهويه، بهذا الإسناد - دون قول عروة في آخره. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه هكذا! إنما أخرجه مسلم
(1)
بطوله من حديث الليث عن خالد بن يزيد، وذكر فيه القصيدةَ بطولها:
هَجَوتَ محمدًا وأجبتُ عنهُ
…
وعندَ اللهِ في ذاكَ الجزاءُ
6179 -
حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن عفّان، حَدَّثَنَا أبو أسامة، عن الوليد بن كَثير، عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيط، عن أبي الحسن مولى بني نَوفَل: أنَّ عبد الله بن رَوَاحة وحسّانَ بن ثابت أتَيا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت {طسم} الشعراء يبكيان، وهو يقرأُ عليهم:{وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} حتَّى بلغ {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} قال: "أنتم"{وَذَكَرُوا الله كَثِيرًا} قال: "أنتم"{وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} قال: "أنتم"
(2)
.
6180 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن أنس، حَدَّثَنَا
= وأخرجه البخاري (3531) و (4145) و (6150)، ومسلم (2489)، وابن حبان (5787) من طرق عن عبدة بن سليمان، به. وذكر البخاري فيه قول عروة في آخره. واستدراك الحاكم له على الشيخين ذهولٌ منه.
وأخرجه مسلم أيضًا من طريق يحيى بن زكريا، عن هشام بن عروة، به.
وقول عروة في آخره في نهي عائشة له عن سبِّ حسان أخرجه مسلم (2487) عن عثمان بن أبي شيبة، عن عبدة بن سليمان، به. ومن طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن هشام بن عروة، به.
(1)
هو عنده برقم (2490) من حديث الليث عن خالد بن يزيد عن سعد بن أبي هلال عن عمارة بن غزيّة عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة.
(2)
رجاله ثقات وهو مرسل أبو الحسن مولى بني نوفل تابعيّ صغير، ولم يبين ممن سمعه.
أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وأبو الحسن مولى بني نوفل لا يعرف اسمه.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 9/ 2834 عن أبي سعيد الأشج، عن أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 8/ 518 - 519، والطبري في "تفسيره" 19/ 128 - 129، وابن أبي حاتم 9/ 2834 من طريق محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي الحسن البراد قال: لما نزلت
…
إلخ. وعند الطبري: عن أبي الحسن سالم البراد مولي تميم!
عبد الله بن بكر السَّهْمي، حَدَّثَنَا حاتم بن أبي صَغيرة أبو يونس القُشَيري، عن سِماك بن حَرْب، رَفَعَ الحديثَ.
وعن حاتم
(1)
، عن السُّدِي، عن البَراء بن عازبٍ: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتيَ فقيل: يا رسول الله، إنَّ أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطَّلب يَهجُوك، فقام ابن رَوَاحة فقال: يا رسول الله، ائذَنْ لي فيه، فقال: "أنت الذي تقول: يُثبِّتُ اللهُ؟ قال: نعم، قلت يا رسول الله:
يُثبِّتُ اللهُ ما أعطاك من حَسَنٍ
…
تثبيتَ موسى ونَصرًا مثل ما نُصِرا
قال: "وأنت يفعلُ اللهُ بك خيرًا مثل ذلك".
قال: ثم وَثَبَ كعبٌ، فقال: يا رسول الله، ائذَنْ لي فيه، قال:"أنت الذي تقول: هَمَّتْ؟ " قال: نعم يا رسول الله:
هَمَّتْ سَخِينةُ أن تُغالبَ ربَّها
…
فَلَيُغلَبنَّ مُغالِبُ الغُلَّابِ
قال: "أمَا إِنَّ الله لم يَنسَ ذلك لك"
(2)
.
قال: ثم قام حسّانُ فقال: يا رسول الله، ائذَنْ لي فيه، وأخرج لسانًا له أسودَ، فقال: يا رسول الله، ائذَنْ لي إن شئتُ أفرَيتُ به المَزادَ، فقال:"اذهبْ إلى أبي بكرٍ ليحدِّثَك حديثَ القوم وأيامَهم وأحسابَهم، واهجُهُمْ وجِبريلُ معك"
(3)
.
(1)
تحرّف في النسخ الخطية إلى: جابر، والصواب أنه حاتم، وهو ابن أبي صغيرة المذكور، ويؤيده ما في "طبقات ابن سعد".
(2)
قوله: "قال: أما إنَّ الله لم ينس ذلك لك" ليس في (ص) و (م)، وهو ثابت في (ز) و (ب) إلَّا أنه كتب فوقه في (ز): لا
…
إلى، وذلك إشارة إلى حذفه وأثبتناه موافقة لنسخة (ب) ولأنه في رواية ابن سعد في "الطبقات".
(3)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أما من جهة سماك بن حرب فلإرساله، وأما من جهة السدي - وهو إسماعيل بن عبد الرحمن - فلانقطاعه، فأغلب الظن أنه لم يسمع من البراء، والله تعالى أعلم. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة. إنما أخرجه مسلم بطوله من حديث الليث بن سعد عن خالد بن يزيد.
ذكرُ مناقب مَخرَمة بن نَوفَل القُرشي رضي الله عنه
-
6181 -
حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مُصعَب بن عبد الله الزُّبيري قال: مَخرَمة بن نوفل بن أُهَيب بن عبد مَنَاف بن زُهْرة بن كِلاب، وأمُّه رُقَيقة بنت [أبي] صَيفيّ بن هاشم بن عبد مَناف، وأمها [هالةُ بنت] كَلَدةً بن عبد مناف
(1)
، وكان من المؤلَّفة قلوبُهم.
6182 -
فحدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا الحسن بن الجَهْم، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عمر قال: أسلمَ مَخرمةُ بن نوفل عند فتح مكّة، وكان عالمًا بنَسَب قريش وأحاديثِها، وكانت له معرفةٌ بأنصاب الحَرَم
(2)
، فوَلَدَ مخرمةُ صفوانَ،
= وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 325، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ 504 عن عبد الله بن بكر السهمي، بالإسنادين.
وقوله الحسان: "اهجهم وجبريل معك" صحيح، قد ثبت عن البراء من غير هذا الوجه، انظر ما سبق برقم (6133).
وفي الباب ما يشهد لطوله بمعناه عند مسلم (2490) من حديث الليث عن خالد بن يزيد بإسناده إلى عائشة، وليس هو من حديث البراء بن عازب كما يُفهم من كلام المصنّف بإثر الحديث.
(1)
من قوله: "بن زهرة" إلى هنا سقط من (ب). وتحرَّف: بن عبد مناف، فيها إلى: بنت عبد مناف، وما بين المعقوفين سقط من (ز) و (ص) و (م) واستدركنا ذلك كله من "نسب قريش" لمصعب الزبيري ص 90.
وعبد مناف جدُّ رقيقة: هو ابن قصي بن كلاب، وأما عبد مناف جدُّ هالة بنت كلدة: فهو ابن عبد الدار بن قصي بن كلاب.
وذكر ابن سعد في "الطبقات" 10/ 211 أنه اختلف في اسم أم رقيقة، فقيل: هالة، وقيل: تُماضر.
(2)
قال الأستاذ عاتق البلادي الحربي رحمه الله في "معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية" ص 33: هي أنصاب مبنية من الحجارة المجصّصة على جوانب الطرق الخارجة من مكة، فما =
وبه كان يُكنَى، وهو الأكبر من ولده.
6183 -
فسمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العَنبَري يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن إبراهيم العَبْدي يقول: سمعت يحيى بن عبد الله بن بُكَير يقول: مَخرَمةُ بن نوفل يُكنَى أبا المِسوَر.
6184 -
حَدَّثَنَا أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد، حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل التِّرمِذي، حَدَّثَنَا مَخلَد بن مالك، حَدَّثَنَا الليث بن سعد وعَطَّاف بن خالد، عن ابن أبي مُلَيكة قال: أخبرني المِسوَر بن مَخرَمة قال: قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لأبي
(1)
: "يا أبا صفوان"
(2)
.
= وراءَها حِلٌّ وما دونها حرام، وهي حدود موروثة من عهد قريش، ثم أقرّها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحافظ عليها المسلمون على مرِّ السنين.
(1)
في النسخ الخطية: "لا يا أبا صفوان"، والمثبت من "الأنساب والكنى" لأبي أحمد الحاكم و"الاستيعاب" لابن عبد البر.
(2)
إسناده قوي من أجل مخلد بن مالك: وهو ابن شيبان الحراني، وأما شيخه عطاف بن خالد فإنه صدوق حسن الحديث ليس بذاك المتين، لكنه متابع. قلنا: ويغلب على ظننا أنَّ اللفظ المساق هنا بذكر تكنية مخرمة بأبي صفوان هو لعطاف بن خالد، فقد روى القصة غير واحد عن الليث بن سعد ليس فيه الكنية إنما باسمه مجرّدًا من كنيته، انظر: أحمد (31/ 18927)، والبخاري (2599)، ومسلمًا (1058)(129)، وأبا داود (4028)، والترمذي (2818)، والنسائي (9584)، وابن حبان (4817) و (4818). ورواه حماد بن زيد عن أيوب السختياني عن ابن أبي مليكة عند البخاري (3127) فقال فيه:"يا أبا المِسوَر". إذًا فعطاف بن خالد واهمٌ في ذكر الكنية بأبي صفوان، والله أعلم.
وأخرجه كرواية المصنّف أبو أحمد الحاكم فيمن كنيته أبو صفوان من "الأسامي والكنى" ورقة 237 عن أبي العبّاس الثقفي، عن محمد بن إسماعيل الترمذي، بهذا الإسناد.
وذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" ص 677 معلقًا من رواية الليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، به.
وقد روى هذا الحديث ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 57/ 156 - 157 - ضمن خبر في قَسْم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبية بين أصحابه - من طريق إسحاق بن سيار النصيبي، عن مخلد بن مالك، به.
6185 -
وحدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن رُستَهْ، حَدَّثَنَا سليمان بن داود، حَدَّثَنَا محمد بن عمر قال: شهد مَخرمةُ بنُ نوفل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومَ حُنين، فأعطاه من غنائم حُنين خمسين بعيرًا. ومات مخرمةُ بالمدينة سنة أربع وخمسين، وكان يومَ مات ابنَ مئةٍ وخمسَ عشرةَ سنة
(1)
.
6186 -
فحدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد، حَدَّثَنَا أحمد بن مِهرانَ بن خالد قال: سمعتُ سعيدَ بن عُفَير، يقول: تُوفِّي مَخرمةُ بن نوفل القُرشي وهو ابن خمسَ عشرةَ ومئةٍ، وكان أسلمَ يومَ الفتح، وهو من المؤلَّفة قلوبُهم
(2)
.
6187 -
حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم بن الفضل المزكِّي، حَدَّثَنَا الحسين بن محمد بن زياد، حَدَّثَنَا الزُّبير بن بكّار، حدثني عبد الرحمن بن عبد الله الزُّهْري قال: قال معاويةُ بن أبي سفيان وعنده عبد الرحمن بن أزهرَ: من لي بمخرمةَ بن نوفل؟ [ما]
(3)
يَضعُني من لسانه تنقُّصًا، فقال له عبد الرحمن بن أزهر: أنا أكفِيكَه، فبلغ ذلك مخرمةَ، فقال: جعلني عبدُ الرحمن يتيمًا في حَجْره، يَزْعُم لمعاوية
(4)
أنه يَكفيهِ إِيَّاي! فقال له ابن البَرْصاء اللَّيثي: إنه عبد الرحمن بن أزهر، فرفع عصًا في يده وضربه فشجَّه وقال: أعدوُّنا
(5)
في الجاهلية وتَحسُدُنا
(1)
وذكره عن محمد بن عمر الواقدي أيضًا تلميذه محمد بن سعد في "الطبقات" 6/ 70، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 57/ 156، وزاد فيه عن الواقدي قال: ورأيت عبدَ الله بن جعفر - يعني ابن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة العلّامة المحدِّث - ينكر أن يكون مخرمةُ أخذ من ذلك شيئًا وقال: ما سمعت أحدًا من أهلي يذكر ذلك.
(2)
إسناده حسن، وكان سعيد بن عفير - وهو سعيد بن كثير بن عفير - عالمًا بالأنساب والتواريخ.
(3)
زيادة لا بدَّ منها من "تاريخ دمشق" 57/ 161 و "الإصابة" لابن حجر في ترجمة مخرمة، حيث ذكراه عن الزبير بن بكار.
(4)
لفظ "لمعاوية" تحرّف في نسخنا الخطية إلى: بقوته. وجاء على الصواب في النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان.
(5)
هكذا في (ص) والنسخة المحمودية، وفي (ز) و (ب): أعدوانًا.
في الإسلام وتدخلُ بيني وبين ابن الأزهر؟!
(1)
6188 -
حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم بن الفضل، حَدَّثَنَا الحسين بن محمد بن زياد، حَدَّثَنَا الزُّبير بن بكّار قال: لما حَضَرَت مخرمةَ بن نوفل الوفاةُ بَكَتْه ابنتُه، فقالت: وا أَبَتاه، كان هيِّنًا ليِّنًا فأفاق فقال: مَن النادبةُ؟ فقالوا: ابنتُك، فقال: تعالَيْ، فجاءت، فقال: ليس هكذا يُندَبُ مِثلي، قولي: وا أَبتاه، كان شَهمًا شَيظَميًّا، كان أبًا حَصينًا
(2)
.
6189 -
حَدَّثَنَا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، حَدَّثَنَا علي بن عبد العزيز، حَدَّثَنَا مُسلِم بن إبراهيم، حَدَّثَنَا حاتم بن وَرْدان، حَدَّثَنَا أيوب، عن ابن أبي مُلَيكة، عن المِسَور بن مَخرَمة قال: قَدِمَت على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَقبيَةٌ فقَسَمَها بين أصحابه، فقال لي أَبي: انطلِقْ بنا إليه، فإنه أتته أقبيَةٌ، فتكلَّم أَبي على الباب، فعرف النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صوتَه، فخرج ومعه قَباءٌ، فجعل يقول:"خَبَأتُ لك هذا، خَبَأتُ لك هذا"
(3)
.
(1)
إسناده معضل، فإنَّ عبد الرحمن بن عبد الله الزهري هذا لم يدرك زمن معاوية، وهو شيخ للزبير مجهول الحال، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 7/ 83.
(2)
هكذا في نسخنا الخطية، وتُقرأ في بعضها أبا حِصنًا. وفي النسخة المحمودية: أبًا عصيًّا، وهو الموافق لما في "تاريخ دمشق" 57/ 161 حيث رواه من طريق أحمد بن سليمان الطوسي عن الزبير بن بكار قال: وأخبرني مصعب بن عثمان قال: لما حضرت
…
إلخ. وهذا إسناد معضل، فإنَّ مصعب بن عثمان - وهو زبيريٌّ - لم يدرك زمن مخرمة.
والشَّيظمي: الطويل الجسيم الفتيّ.
(3)
إسناده صحيح. مسلم بن إبراهيم: هو الأزدي الفراهيدي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة.
وأخرجه البخاري (2657)، ومسلم (1058)(130) عن زياد بن يحيى الحسّاني، عن حاتم بن وردان، بهذا الإسناد.
ورواه إسماعيل ابن عليّة عن أيوب عند البخاري برقم (6132) فأرسله، لم يذكر فيه المسور بن مخرمة.
وأخرجه أحمد (31/ 18927)، والبخاري (2599) و (5800)، ومسلم (1058)(129)، =
6190 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن دَرَستَوَيهِ الفارسي، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان الفارسي، حَدَّثَنَا سعيد بن عُفَير وسعيد بن أبي مريم وعبد الله بن صالح ويحيى بن بُكَير المِصريُّون بمِصر، حَدَّثَنَا ابن لَهِيعة، عن أبي الأسود، عن عُرْوة بن الزُّبير، عن المِسوَر بن مَخرَمة الزُّهْري، عن أبيه قال: لما أَظهَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الإسلامَ أسلم أهلُ مكة كلُّهم، وذلك قبل أن تُفرَضَ الصلاة، حتَّى إذا كان يقرأُ السجدةَ ما يستطيع أحدُهم أن يسجد، حتَّى قَدِمَ رؤساءُ قريشٍ الوليدُ بن المغيرة وأبو جَهْل بن هشام وغيرُهما، وكانوا بالطائف في أرَضِيهم، فقالوا: تَدَعُون دينَ آبائكم؟! فكَفَروا
(1)
.
قال يعقوب بن سفيان: ولا نعلمُ لمخرمةَ بن نوفلٍ حديثًا مسنَدًا غيرَ هذا.
ذكرُ مناقب سعيد بن يَربُوعٍ المخزومي رضي الله عنه
-
6191 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا الحسن بن الجَهْم، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عمر قال: سعيد بن يَربُوع بن عَنكَثة بن عامر بن مَخزُوم، ويُكنى أبا هُودٍ، أسلم يوم فتح مكة، وشَهِدَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حُنينًا، وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حُنينٍ خمسين بعيرًا.
6192 -
قال محمد بن عمر: سمعتُ عبدَ الله بن جعفر يقول: جاء عمرُ بن الخطّاب
= وأبو داود (4028)، والترمذي، (2818)، والنسائي (9584)، وابن حبان (4817) و (4818) من طريق الليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، به.
وسيأتي مكررًا عند المصنّف برقم (6357).
(1)
إسناده ضعيف لتفرد عبد الله بن لَهِيعة به وسوء حفظه. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن الأسدي يتيم عروة.
وأخرجه يحيى بن معين في "تاريخه" برواية الدوري (212)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(617)، والطحاوي في "معاني الآثار" 3/ 331 - 33 والطبراني في "الكبير"(20/ 2)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(18268 - 18269)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 57/ 154 و 155 من هذه الطرق التي عند المصنّف عن ابن لَهِيعة، بهذا الإسناد.
إلى منزل سعيد بن يَربُوع، فعزّاه بذهاب بصرِه وقال: لا تَدَعِ الجمعةَ ولا الصلاةَ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس لي قائدٌ، قال: نحن نَبعثُ إِليك بقائدٍ، قال: فبَعَثَ إليه بغلامٍ من السَّبْي
(1)
.
قال
(2)
: وتُوفِّي سعيدُ بن يَربُوع بالمدينة سنة أربع وخمسين، وكان يومَ توفِّي ابنَ مئةٍ وعشرين سنة.
6193 -
حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مُصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: مات سعيدُ بن يربوع بن عَنكَثة بن عامر المخزومي سنة خمس وخمسين وهو ابن مئةٍ وثمانَ عشرةَ سنة، قال مصعب: وكان اسمُه صُرْمًا
(3)
في الجاهلية، فسمَّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم سعيدًا، واسم أُمِّه هِند.
ذكرُ مناقب أبي اليَسَر كعب بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه
-
6194 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي، حَدَّثَنَا أبو عُلَاثة، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا ابن لَهِيعة، حَدَّثَنَا أبو الأسود، عن عُرْوة: فيمن بايعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بالعَقَبة من بني عمرو بن سَوَاد
(4)
: أبو اليَسَر كعب بن عَمرو بن عبَّاد بن عمرو بن تَمِيم بن سَوَاد بن غَنْم بن كعب بن سَلِمة، من أهل بدرٍ، شَهِدَ العَقَبَةَ، وهو الذي أَسَرَ العبّاسَ بن عبد المطَّلب
(5)
.
(1)
إسناده معضل، فعبد الله بن جعفر - وهو ابن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة - لم يدرك زمن عمر لعلّه ولد قريبًا من سنة مئة للهجرة.
ورواه عن محمد بن عمر - وهو الواقدي - ابن سعد في "الطبقات" 6/ 98، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 21/ 327.
(2)
يعني محمد بن عمر الواقدي.
(3)
الصُّرم: اسم للقطيعة بين الرجلين.
(4)
في النسخ الخطية في الموضعين: سوادة، بزيادة تاء مربوطة في آخره، وهو خطأ، والتصويب من كتب التراجم والأنساب.
(5)
أخرجه الطبراني في "الكبير" 19 / (366) عن أبي علاثة - وهو محمد بن عمرو بن خالد =
6195 -
سمعتُ أبا العبّاس محمد بن يعقوب يقول: سمعتُ العبّاس بن محمد الدُّورِي يقول: سمعتُ يحيى بن مَعِين يقول: أبو اليَسَر كعبُ بن عمرو تُوفِّي سنة خمس وخمسين بالمدينة، وهو آخرُ أهل بدرٍ وفاةً.
6196 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا إسماعيل بن قُتَيبة، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نُمَير قال: مات أبو اليَسَر كعبُ بن عمرو بن عبَّاد بن عمرو بن سَوَاد بن غَنْم بن كعب بن سَلِمة بن سعد بن غَنْم بن أَسد بن جُشَم بن الخَزرَج سنة خمس وخمسين بالمدينة.
6197 -
حدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مُصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: أبو اليَسَر كعب بن عمرو بن عبَّاد بن عمرو بن سَوَاد بن غَنْم بن كعب بن سَلِمة بن غَنْم بن أَسد بن جُشَم بن الخَزرَج.
ذكرُ مناقب عبد الله بن حَوَالة الأَزْدي رضي الله عنه
-
6198 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا الحسن بن الجَهْم، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عمر، قال: مات أبو محمد عبد الله بن حَوَالة الأَزْدي صاحبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من بني المَعِيص
(1)
بن عامر بن لُؤَي في سنة ثمان وخمسين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة
(2)
.
= الحراني، بهذا الإسناد - دون قصة أسر العبّاس.
وقصة أسره للعبّاس رُويت عن عبد الله بن عبّاس من غير وجه، انظر "مسند أحمد" 5/ (3310).
(1)
رسم هذا اللفظ في نسخنا الخطية: النقص، وهو تحريف والصواب ما أثبتناه. قال ابن دريد في "الاشتقاق" ص 111: واشتقاق معيص من المَعْص، والمعص: وجع يصيب الرجل في عَصَبه من كثرة المشي.
(2)
كذا وقع عند المصنّف بزيادة نسبته إلى الأزد في قول محمد بن عمر الواقدي، والصواب إسقاطها فإنه نسبه إلى بطنٍ من قريش، وأما الذي نسبه إلى الأزد فهو الهيثم بن عدي كما في "الطبقات" لابن سعد 9/ 417 و "الاستيعاب" لابن عبد البر ص 394، قال ابن عبد البر: وهو الأشهر في ابن حوالة أنه أزدي، ويشبه أن يكون حليفًا لبني عامر بن لؤي.
ذكرُ مناقب حُوَيطِب بن عبد العُزَّى العامري رضي الله عنه
-
6199 -
حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله الزُّبَيري قال: حُوَيطِب بن عبد العزَّى بن أبي قيس بن عبدِ وَدَّ بن نصر بن مالك بن حِسْل، من مُسلِمة الفتح، مات في آخر إمارة معاوية وهو ابن عشرين ومئة سنة، أمُّه وأمُّ أخيه رُهْم بن عبد العزَّى: زينبُ بنت علقمة بن غَزْوان بن يَربُوع بن مُنقِذ بن عمرو بن مَعِيص
(1)
، وكان حُويطِبٌ باع من معاوية دارًا بالمدينة بأربعين ألفَ دينار، فاستَشرَف الناسُ لذلك، فقال: وما أربعون ألفَ دينارٍ لرجل له أربعةٌ من العِيال؟
(2)
6200 -
حَدَّثَنَا الشيخ الإمام أبو بكر بن إسحاق، حَدَّثَنَا أحمد بن علي الخَزَّاز، حَدَّثَنَا داود بن مِهران الدَّبّاغ، حَدَّثَنَا مُسلم بن خالد الزَّنْجي، عن ابن أبي نَجِيح، عن أبيه، عن حُوَيطب بن عبد العزّى قال: كنا قعودًا يومًا بفِناء الكعبة في الجاهلية، إذ جاءت امرأةٌ تَعُوذُ بالكعبة من زوجها، فجاء زوجها فمدَّ يدَه إليها، فيَبِسَت يدُه، فلقد رأيته في الإسلام وإنه لأَشلُّ
(3)
.
(1)
تحرّف في النسخ الخطية إلى: محيص. ومعيص هذا: هو ابن عامر بن لؤي.
(2)
هو في "نسب قريش" لمصعب الزبيري ص 42 وزاد فيه بين يربوع ومنقذٍ الحارثَ.
وقصة بيعه دارًا من معاوية ستأتي عند المصنّف قريبًا برقم (6203) من رواية ابن أبي الزناد عن أبيه، وذكر أنها بمكة لا بالمدينة.
(3)
خبر مضطرب، وهذا إسناد ليِّن من أجل مسلم بن خالد الزَّنجي، ففيه ضعف، وباقي رجاله ثقات إلّا أنَّ أبا نجيح المكي لم يصرح بسماعه له من حويطب. ابن أبي نجيح: هو عبد الله بن يسار المكي.
وأخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" 2/ 25، وابن أبي الدنيا في "العقوبات"(306)، والبغوي في "معجم الصحابة"(551) من طرق عن مسلم بن خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك الطبراني في "الكبير"(3068) - ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1875) - من طريق يعقوب بن أبي عباد المكي، عن داود بن عبد الرحمن العطار ومسلم بن خالد =
6201 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا الحسن بن الجَهْم، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عمر قال: حدثني إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن مَسلَمة الأَشهَلي، عن أبيه قال: كان حُوَيطبُ بن عبد العزَّى قد عاش عشرين ومئة سنة، ستِّين في الجاهلية وستِّين في الإسلام، فلما وَلِيَ مروانُ بن الحَكَم المدينةَ في عمله الأول دخل عليه حويطبٌ مع مَشيَحَةٍ جِلَّةٍ: حَكيمِ بن حِزام ومَخرَمةَ بن نوفل، فتحدّثوا عنده وتفرَّقوا، فدخل عليه حويطبٌ يومًا بعد ذلك فتحدَّث عنده، فقال له مروان: ما سنُك؟ فأخبره، فقال له مروان: تأخَّر إسلامُك أيها الشيخُ حتَّى سَبَقَك الأحداثُ، فقال حويطبٌ: والله لقد هَمَمتُ بالإسلام غيرَ مرّةٍ، كلَّ ذلك يَعُوقُني أبوك عنه وينهاني ويقول: تَضَعُ شَرَفَك ودينَ آبائك لدينٍ
= الزنجي، عن ابن أبي نجيح، به. فقرن بمسلم الزنجي داودَ العطار وحمل روايته على روايته، وهو خطأ، ولعله من يعقوب بن أبي عباد - وهو يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد - وهو صدوق لا بأس به، إلّا أنه خولف في رواية داود بن عبد الرحمن.
فقد رواه ثلاثة غيره لا بأس بهم عن داود العطار، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن ابن أبي نجيح، عن حويطب بن عبد العزى قال: كان في الجاهلية في الكعبة حَلَقٌ أمثال لُجُم البُهْم، يُدخل الخائف فيها يده فلا يريبه أحد، فلما كان ذات يوم ذهب خائف ليُدخل يده فيها فاجتبذه رجل فشَلَّتَ يده، فأدركه الإسلام وإنه لأشلُّ. أخرجه الأزرقي 1/ 167 و 2/ 24، وابن أبي الدنيا (311)، وابن المنذر في "تفسيره"(733). فهذا داود العطار قد رواه عن ابن أبي جريج بواسطة ابن خثيم، وجاء به بلفظ يخالف لفظ مسلم الزنجي.
وخالف معمرٌ في لفظه فرواه عنه عبد الرزاق في "مصنفه"(8866) عن ابن خثيم، قال: أخبرني أبو نجيح عن حويطب بن عبد العزى أنَّ أَمَة في الجاهلية عاذت بالبيت، فجاءت سيدتها فجبذتها، فشَلَّت يدها، قال: ولقد جاء الإسلام وإن يدها لشلّاء.
وقد روى عبد الرزاق في "مصنفه"(8865) عن معمرٍ، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه قال: كان أهل الجاهلية لا يصيبون في الحرم شيئًا إلّا عُجّل لهم.
ونقل ابن حجر في "الفتح" 11/ 297 عن كتاب "مجابي الدعوة" لابن أبي الدنيا في قصة طويلة في معني سرعة الإجابة بالحرم للمظلوم فيمن ظلمه، قال: فقال عمر: كان يُفعَل بهم ذلك في الجاهلية ليتناهَوْا عن الظلم، لأنهم كانوا لا يعرفون البعث، فلما جاء الإسلام أُخِّر القصاص إلى يوم القيامة.
مُحدَثٍ وتصيرُ تابعًا؟! قال: فأَسكَتَ مروانُ، ونَدِمَ على ما كان قال له، ثم قال حُوَيطِب: أما كان أخبرك عثمانُ ما لَقِيَ من أبيك حين أسلمَ؟ فازداد مروانُ غمًّا.
ثم قال حُويطب: ما كان في قريشٍ أحدٌ من كُبَرائها الذين بَقُوا على دينِ قومهم إلى أن فُتِحت مكةُ أكرهَ لِمَا فُتِحَت عليه مني، ولكن المقاديرُ، ولقد شهدتُ بدرًا مع المشركين فرأيتُ عِبَرًا، الملائكةَ تقتل وتَأسِرُ بين السماء والأرض، فقلت: هذا رجلٌ ممنوع، ولم أذكُرْ ما رأيتُ، فانهزَمْنا راجعين إلى مكة، فأقَمْنا بمكة وقريشٌ تُسلِمُ رجلًا رجلًا، فلما كان يومُ الحُدَيبيَةِ حَضَرتُ وشَهِدتُ الصُّلحَ ومشيتُ فيه حتَّى تمَّ، وكلَّ ذلك أُريد الإسلامَ ويَأْبى الله عز وجل إلَّا ما يريد، فلما كتبنا صلحَ الحديبية كنت أَحدَ
(1)
شهودِه، وقلت: لا ترى قريشٌ من محمدٍ إلَّا ما يَسُوؤُها، قد رَضِيَت أن دافعَتْه بالرَّاح، ولما قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لعُمْرة القضيَّة وخرجت قريشٌ عن مكة، كنتُ فيمن تَخلَّف بمكة أنا وسُهَيلُ بن عمرو، لأن نُخرِجَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إذا مضى الوقتُ، فلما انقضَتِ الثلاثُ أقبلتُ أنا وسهيلُ بن عمرو فقلنا: قد مضى شَرْطُك، فاخرُجْ من بلدِنا، فصاحَ:"يا بلالُ، لا تَغِبِ الشمسُ وأَحدٌ من المسلمين بمكّةَ ممَّن قَدِمَ معنا"
(2)
.
6202 -
قال ابن عمر: وأخبرني إبراهيم بن جعفر بن محمود، عن أبيه. وحدَّثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرة، عن موسى بن عُقْبة، عن المنذِر بن جَهْم قال: قال حُوَيطبُ بن عبد العزّى: لما دَخَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عامَ الفَتْح خفتُ خوفًا شديدًا، فخرجتُ من بيتي، وفرَّقتُ عِيالى في مواضعَ يأمَنون فيها، ثم انتهيتُ إلى حائط عَوْف، فكنتُ فيه، فإذا أنا بأبي ذرٍّ الغِفَاري وكانت بيني وبينه خُلَّةٌ، والخُلَّةُ أبدًا نافعةٌ، فلما
(1)
في (ز) و (ب): آخر، والمثبت من (م) و (ص) ومصادر التخريج، وهو الصواب.
(2)
إسناده ضعيف تفرَّد به محمد بن عمر الواقدي، وإبراهيم بن جعفر وأبوه صالحان، وأغلب الظن أنه منقطع بين جعفر بن محمود وحويطب.
ورواه عن محمد بن عمر الواقدي بن سعد في "الطبقات" 6/ 127 - 12 ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 15/ 361، وابن الجوزي في "المنتظم" 5/ 273 - 274.
رأيته هربتُ منه، فقال: أبا محمدٍ! فقلت: لبَّيْكَ، قال: ما لك؟ قلت: الخوفُ، قال: لا خوفَ عليك، تعالَ
(1)
أنت آمنٌ بأمان الله عز وجل، فرجعتُ إليه، فسلَّمتُ عليه، فقال: اذهَبْ إلى منزلك، قلت: هل لي سبيلٌ إلى منزلي، والله ما أُراني أَصِلُ إلى بيتي حيًّا حتَّى أُلفَى فأُقتَل، أو يُدخَلَ عليَّ منزلي فأُقتل، وإنَّ عِيالي لفي مواضِعَ شتَّى، قال: فاجمَعْ عيالَك في موضع، وأنا أبلُغُ معك إلى منزلك، فبَلَغَ معي، وجعل يُنادي: إِنَّ حُويطبًا آمنٌ فلا يُهَجْ، ثم انصرف أبو ذرٍّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال:"أوليسَ قد آمَنَ الناسُ كلُّهم إلَّا من أَمرتُ بقتلِهم؟ ".
قال: فاطمأننتُ ورَدَدتُ عِيالي إلى منازلهم، وعاد إليَّ أبو ذر، فقال لي: يا أبا محمد، حتَّى متى
(2)
وإلى متى؟! قد سُبقتَ في المواطن كلها، وفاتَكَ خيرٌ كثيرٌ وبقي خيرٌ كثير، فأتِ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأسلِمْ تَسلَمْ، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم أبرُّ الناسِ وأوصلُ الناس وأحلمُ الناس، شَرَفُه شرفُك، وعِزُّه عزُّك، قال: قلت: فأنا أخرجُ معك فآتِيهِ، فخرجتُ معه حتَّى أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاءِ وعنده أبو بكر وعمر، فوقفتُ على رأسه وسألتُ أبا ذرٍّ: كيف يقال إذا سُلِّمَ عليه؟ قال: قل: السلام عليك أيُّها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاتُه، فقلتُها، فقال:"وعليكَ السلام حُويطِبُ". فقلت: أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، وأنك رسولُ الله، فقال رسول الله:"الحمدُ لله الذي هَدَاك"، قال: وسُرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بإسلامي، واستقرَضَني مالًا فأقرضتُه أربعينَ ألفَ درهمٍ، وشَهِدتُ معه حُنينًا والطائفَ، وأعطاني من غنائم حُنينٍ مئةَ بعير
(3)
.
(1)
تحرَّف في نسخنا الخطية: إلى فقال، والتصويب من مصادر التخريج.
(2)
في (ز) و (ب): حتَّى ومتى، وقوله:"ومتى" سقط من (م) و (ص)، والمثبت من المصادر.
(3)
إسناده ضعيف تفرَّد به الواقدي، وله فيه إسنادان:
الأول: إبراهيم بن جعفر عن أبيه، وهما صالحان إلّا أنَّ فيه مظنة الانقطاع كسابقه، والثاني: ابن أبي سبرة عن موسى بن عقبة عن المنذر بن جهم، وهذا إسناد تالف، عدا أن فيه الواقدي، فابن أبي سبرة متروك واتهمه أحمد بالكذب، والمنذر بن جهم مجهول. =
6203 -
قال ابن عمر: وحدثني عبدُ الرحمن بن أبي الزِّناد، عن أبيه قال: باع حويطبُ بن عبد العزَّى دارَه بمكة من معاويةَ بأربعين ألفَ دينار، فقيل له: يا أبا محمد، أربعين ألف دينار! قال: وما أربعون ألفَ دينار لرجل عنده خمسةٌ من العِيال؟! قال عبد الرحمن بن أبي الزِّناد: وهو يومئذٍ يُوفِّر عليه القُوتَ كلَّ شهر
(1)
. قال
(2)
: ثم قَدِمَ حويطبٌ بعد ذلك المدينةَ فنزلها، وله بها دارٌ بالبَلَاط عند أصحاب المصاحف، قال: ومات حويطبُ بن عبد العزّى بالمدينة سنة أربع وخمسين، وكان له يومَ ماتَ مئةٌ وعشرون سنةً.
ذكرُ مناقب يزيد بن شَجَرَة الرُّهَاوي
(3)
رضي الله عنه
-
6204 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق
= ورواه عن محمد بن عمر الواقدي ابنُ سعد 6/ 128 - 129، ومن طريق ابن عساكر 15/ 358.
(1)
رواه عن محمد بن عمر الواقدي ابنُ سعد في "الطبقات" 6/ 129، ومن طريقه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(427) و "النفقة على العيال"(101)، وابن عساكر 15/ 363. وانظر قول مصعب الزبيري الذي سبق في أول الترجمة.
(2)
القائل هو ابن عمر الواقدي.
(3)
بضم الراء، نسبة إلى رُهاء بطن من مذحج باليمن، وانفرد عبد الغني بن سعيد فضبطه بفتح الراء - وتبعه على ذلك الفيروزآبادي في "القاموس" - وخالفه جمهور أهل اللغة والنسب فضموها. وانظر "تاج العروس" للزبيدي 38/ 402 (رهو) وتعليق عبد الرحمن المعلّمي اليماني على "الأنساب" 6/ 193 - 194 (الرهاوي).
ويزيد بن شجرة هذا مختلف في صحبته، فعدَّه ابن سعد وخليفة بن خياط من الطبقة الأُولى من التابعين، وكذا أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان إذ نفيا عنه الصُّحبة، وخطَّأ أبو زرعة من أثبتها له، ومن ادَّعى له الصحبة يحيى بن معين ومصعب الزبيري والبخاري، وتوقف ابن حبان فقال: يقال: له صحبة. قلنا: والراجح أنه لا صحبة له، والله تعالى أعلم. انظر "طبقات ابن سعد" 9/ 449، و "تاريخ ابن معين" برواية الدوري 3/ 5، و "طبقات خليفة" ص 250، و "التاريخ الكبير" للبخاري 8/ 316، و "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 9/ 270 - 271، وكذا "المراسيل" ص 235 - 236، و "الإصابة" لابن حجر 6/ 662 - 663.
الحَرْبي، حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: مات أبو شَجَرة يزيد بن شَجَرة الرُّهاوي صاحبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرُّوم في سنة ثمان وخمسين.
6205 -
حَدَّثَنَا أبو الصَّقْر أحمد بن الفضل الكاتب، حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحسين، حَدَّثَنَا أبو اليَمَان، حَدَّثَنَا إسماعيل بن عيّاش، عن عبد العزيز بن حمزة قال: سمعت يزيدَ بن شجرةَ بأرض الرُّوم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "السُّيوفُ مفاتيحُ الجنة"
(1)
.
6206 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن أبي طالب، حَدَّثَنَا
(1)
صحيح موقوفًا، وهذا إسناد ضعيف بمرّة من أجل عبد العزيز بن حمزة، وأغلب الظن أنه عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب الحمصي، نُسب هنا إلى جدِّه، وهو متفق على ضعفه، ولم يرو عنه غير إسماعيل بن عيّاش، وقد أخطأ أحدهما بذكر سماع يزيد بن شجرة من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فإنَّ الراجح كما سبق أنه تابعيّ لا صحابي.
وقد رواه عن يزيد بن شجرة مجاهدٌ - وكان معه في غزوته إلى الروم - واختُلف عليه فيه: فرواه عنه الأعمش، واختُلف عليه أيضًا، فرواه عنه شعبة عند أبي بكر الشافعي في "الغيلانيات"(637) - ومن طريقه ابن الفاخر في "موجبات الجنة"(11)، وأبو طاهر السِّلفي في السابع عشر من "المشيخة البغدادية"(53) - مرفوعًا إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. لكن شيخ أبي بكر الشافعي فيه هو محمد بن يونس الكُديمي، وهو متروك متهم بالكذب.
ورواه عن الأعمش موقوفًا من قول يزيد بن شجرة: وكيع بن الجراح عند ابن أبي شيبة 5/ 301، وأبو معاوية الضرير عند سعيد بن منصور في "سننه"(2567)، وهناد في "الزهد"(161)، وأبي نعيم في "صفة اللجنة"(192). وهذا أصح الوجوه فيه.
ورواه عن مجاهد أيضًا منصور بن المعتمر، واختُلف عليه فيه، فرواه عنه سفيان الثوري عند عبد الرزاق (9538)، وهناد، (162)، والطبراني في "الكبير" 22/ (641)، وقال فيه عن يزيد بن شجرة: أُنبئتُ أن السيوف
…
إلخ.
وخالفه جرير بن عبد الحميد عند سعيد بن منصور (2520)، فرواه عن منصور عن مجاهد قال: كان يقال: السيوف
…
إلخ. فأسقط منه يزيد بن شجرة، ورواية الثوري أصح.
ويشهد له حديثًا أبي موسى الأشعري وعبد الله بن أبي أوفى مرفوعين بلفظ: "الجنة تحت ظِلال السيوف". وقد سلفا عند المصنّف برقم (2419) و (2445)، وهما في "الصحيح".
محمد بن المثنَّى، حَدَّثَنَا محمد بن جعفر، حَدَّثَنَا شُعبة، عن منصور، سمع مجاهدًا يحدِّث عن يزيد بن شَجَرة الرُّهاوي، وكان من أمراءِ الشام، وكان معاويةُ يستعملُه على الجيوش، فخَطَبَنا ذات يوم، فقال: أيها الناسُ، اذكُروا نِعمةَ الله عليكم، لو تَرُونَ ما أَرى من أسودَ وأحمرَ وأخضَرَ وأبيضَ، وفي الرِّحال ما فيها، إنها إذا أُقيمت الصلاةُ فُتِحَت أبوابُ السماء وأبوابُ الجنة وأبوابُ النار، وزُيِّنَ الحُورُ ويَطَّلِعنَ، فإذا أقبل أحدُهم بوجهه إلى القتال قلنَ: اللهمَّ ثبِّتْه، اللهمَّ انصُرْه، وإذا وَلَّى احتجَبْن منه، وقلنَ: اللهمَّ اغْفِرْ له، اللهمَّ ارحَمْه، فانهَكُوا وجوهَ القوم
(1)
فِداكم أبي وأمي، فإن أحدكم إذا أقبل كانت أولُ نفحةٍ من دمه تَحُطُّ عنه خطاياه كما يُحَطُّ ورقُ الشجر، وتَنزِلُ إليه ثنتان من الحُور العِينِ فتمسحانِ الغبارَ عن وجهه، فيقول لهما: أَنَى
(2)
لكما؟ وتقولان: لا، بل أَنَى لك، ويُكسَى مئةَ حُلَّة، لو جُعلَت بين إصبعيَّ هاتين - يعني السَّبابة والوسطى - لوَسِعَتاه، ليس من نَسْج بني آدم، ولكنْ من ثياب الجنة.
إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم وسِيماكم وحُلَاكم ونَجْواكم ومجالسِكم، فإذا كان يومُ القيامة قيل: يا فلانُ هذا نورُك، ويا فلانُ لا نورَ لك، وإنَّ لجهنَّم ساحلًا كساحل البحر، فيه هَوَامُّ وحيّاتٌ كالنَّخل وعقاربُ كالبغال، فإذا استغاث أهلُ جهنّم أن يُخفَّف عنهم قيل: اخرجوا إلى الساحل، فيخرجون فتأخذ الهوامُّ بشِفاهِهم ووجوهِهم، وما شاء الله فيَكشِفُهم فيَستغيثون فِرارًا منها إلى النار، ويُسلَّطُ عليهم الجَرَبُ، فيَحُكُّ أَحدُهم جلدَه حتَّى يَبدُوَ العظمُ، فيقول أحدهم: يا فلان، هل يؤذيكَ هذا؟ فيقول: نعم، فيقول: ذلك بما كنتَ تُؤْذي المؤمنين
(3)
.
(1)
أي: ابلغوا جهدكم في قتالهم. قاله ابن الأثير في "النهاية"(نهك).
(2)
كتبت في نسخنا الخطية في الموضعين: انا، بالألف الممدودة، فأوهم أن المراد بها ضمير المتكلم، والصواب أنها بألف مقصورة، بمعنى: حانَ، أي: حان الوقت لقدومكما عليّ، فتقولان: بل حان لك أن تقدم علينا، والله تعالى أعلم.
(3)
إسناده صحيح إلى يزيد بن شجرة، وهو من قوله. منصور: هو ابن المعتمر. =
ذكرُ مناقب مَسلَمة بن مُخلَّد الأنصاري رضي الله عنه
-
6207 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: ومَسلمةُ بن مُخلَّد بن الصامت بن نِيَار
(1)
بن لَوْذان بن خَزرَج، يكنى أبا مَعْن، قيل: مات بمصر، وقيل: بالمدينة سنةَ ستِّين، شَهِدَ أُحدًا والمشاهدَ كلَّها، وفيه يقول حسَّان بن ثابت:
ها إنَّ ذا خالي أُباهِي بهِ
…
فلْيُرِني كلُّ امرِئٍ خالَهُ
6208 -
حَدَّثَنَا علي بن حَمْشاذَ، حَدَّثَنَا بِشر بن موسى، حَدَّثَنَا الحُمَيدي، حَدَّثَنَا
= وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(562) من طريق سعيد بن عامر، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(133) و "الجهاد"(22) عن زائدة بن قدامة، وعبد الرزاق (9538)، وهناد في "الزهد"(162)، والطبراني في "الكبير"(22/ 641) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن منصور، به - واقتصروا فيه على الشطر الأول غير عبد الرزاق فرواه بشطريه مع شيء من الاختصار.
وأخرج الشطر الأول سعيد بن منصور (2567)، وابن أبي شيبة في "المصنّف" 5/ 301، وهناد (161) من طريق الأعمش، وأخرج الشطر الثاني حسين المروزي في زياداته على "زهد ابن المبارك"(1321) من طريق ليث بن أبي سليم، كلاهما عن مجاهد، به.
وخالف يزيد بن أبي زياد، فرواه عن مجاهد برفع قصة الإقبال على القتال والحوريتين إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، أخرجه سعيد بن منصور (2564)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 5/ 292 و "مسنده"(527)، وهناد (158)، وعبد بن حميد (441)، والبزار (1712) و (1713 - كشف الأستار)، والطبراني (22/ 642)، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال"(441) من طريق عن يزيد، به. ويزيد: هذا هو القرشي الهاشمي مولاهم، ضعيف رديء الحفظ.
ورواه بنحوه مرفوعًا أيضًا العبّاس بن الفضل الأنصاري، عن القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري، عن الزهري، عن يزيد بن شجرة، عن جدار رجل من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. أخرجه الطبراني في "الكبير"(2203)، وهذا إسناد ضعيف جدًّا، العبّاس بن الفضل وشيخه ضعيفان منكرا الحديث.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: السيار، والتصويب من كتب الأنساب والرجال.
سفيان، حَدَّثَنَا إبراهيم بن مَيسَرة قال: سمعت مجاهدًا يقول: صلَّيتُ خلفَ مَسلَمة بن مُخلَّد بمصر، فقرأ البقرةَ، فما أَسقطَ منها واوًا ولا ألِفًا
(1)
.
6209 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حَدَّثَنَا موسى بن زكريا، حَدَّثَنَا خَليفة بن خيّاط قال: وفيها مات - يعني سنة اثنتين وستين - أبو سعيد مَسلَمة بن مُخلَّد الأنصاري بمصر، وكان أميرَها، هو أولُ من جُمِعَت له مصرُ والمغربُ من الأمراء، وله روايةٌ، ذكر أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قُبِضَ وله عشر
(2)
سنين
(3)
.
ذكرُ مناقب أبي إسحاق سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه
-
6210 -
حَدَّثَنَا أحمد بن سليمان المَوصِلي، حَدَّثَنَا علي بن حَرْب المَوصِلي، حَدَّثَنَا سفيان بن عُيَينة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وَقَّاص:
(1)
إسناده صحيح. الحميدي: هو عبد الله بن الزبير بن عيسى المكي، وسفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(61) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "العلل" برواية ابنه عبد الله (2725) من طريق أيوب السختياني، عن إبراهيم بن ميسرة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 519 عن حسين بن علي، عن سفيان بن عيينة، عن داود بن شابور، عن مجاهد.
(2)
تحرَّف في (ب) إلى: أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ولد وهو ابن عشر.
(3)
وهكذا روى وكيع عن موسى بن عُليّ بن رباح عن أبيه عن مسلمة قال: ولدتُ حين قدم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم المدينة، وقُبض وانا ابن عشر. رواه عن وكيعٍ ابنُ أبي شيبة في "مصنفه" 13/ 45 و 14/ 334، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2865)، والطبراني في "الكبير" 19/ (1060)، والخطيب البغدادي في "الكفاية" ص 57، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 58/ 60.
وخالفه عبدُ الرحمن بن مهدي ومعنُ بن عيسى عند البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 387، وابن أبي عاصم (2866)، والخطيب ص 57 - 58، والطبراني 19 / (1061)، وابن عساكر 58/ 61، فرويا عن موسى بن عُلي عن أبيه عن مسلمة: أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وهو ابن أربع سنين، وتوفي وهو ابن أربع عشرة. قال أحمد بن حنبل بإثره - فيما نقله ابن عساكر -: إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن فعبد الرحمن أثبت، وقال الطبراني: وحديث عبد الرحمن بن مهدي عندي الصواب، والله أعلم.
أنه جاء إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أنا؟ فقال:"أنت سعدُ بنُ مالكِ بن أُهَيْب بن عبدِ مَنافِ بن زُهْرةَ، فمن قال غيرَ ذلك فعليه لعنةُ الله"
(1)
.
6211 -
حدثني أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حَدَّثَنَا موسى بن زكريا، حَدَّثَنَا خَليفة بن خيّاط قال: سعدُ بن أبي وقَّاص ولَّاه عمرُ وعثمانُ الكوفةَ، أمُّه حَمْنةُ بنت أبي سفيان بن أُمَّية بن عبدِ شمس بن عبدِ مَنَاف
(2)
.
6212 -
حدثني محمد بن المؤمَّل، حَدَّثَنَا الفضل بن محمد، حَدَّثَنَا أحمد بن حَنْبَل، حَدَّثَنَا هُشَيم، عن عبد الملك بن عُمَير، عن جابر بن سَمُرة، قال: قال عمرُ لسعدٍ: يا أبا إسحاق
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 128، والدورقي في "مسند سعد"(103)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(210)، والبزار (1073)، والدولابي في "الكنى والأسماء"(78)، والطبراني في "الكبير"(289)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(502)، والبيهقي في "السنن" 6/ 368، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 169، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 477، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 20/ 285 و 286 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وخالف إبراهيم بن عون بن راشد جمهورَ أصحاب ابن عيينة فرواه عنه عند أبي الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(242) عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن سعد. بذكر الزهري مكان علي بن زيد، وهذه رواية شاذَّة.
وأخرجه الطبراني (291) من طريق معمر بن بكار، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن الزهري قال: قال سعد بن أبي وقاص
…
فذكره. وعثمان بن عبد الرحمن هذا - وهو الزهري السعدي - متروك، واتهمه ابن معين بالكذب.
(2)
قوله: "بن عبد مناف" ليس في (م) و (ص)، وهو في (ز) إلّا أنه أشير عليه بعلامة الحذف، وأثبتناه من (ب)، وهو الموافق لما في "طبقات خليفة" ص 15.
(3)
إسناده صحيح. الفضل بن محمد: هو البيهقي الشعراني.
وأخرجه مسلم (453)(158) عن يحيى بن يحيى النيسابوري، عن هشيم بهذا الإسناد - ضمن قصة شكوى أهل الكوفة سعدًا إلى عمر، وفيها قال له عمر: ذلك الظن بك يا أبا إسحاق.
وأخرجه كذلك أحمد (3/ 1518) و (1548) و (1557)، والبخاري (755)، ومسلم (453) =
6213 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا محمد بن بِشْر، حَدَّثَنَا مَطَر، حَدَّثَنَا إسحاق بن أبي كامل، حَدَّثَنَا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: سمعت
…
(1)
يقول: سعدُ بن أبي وَقَّاص وعُميرٌ وعامرٌ وعتبة
(2)
إخوة، وأبو وقّاص: مالكُ بن أُهَيْب بن عبد مَنَاف بن الحارث بن زُهْرة
(3)
.
6214 -
أخبرنا أبو بكر بن المؤمَّل، حَدَّثَنَا الفضل بن محمد، حَدَّثَنَا أحمد بن حَنبَل، حَدَّثَنَا نُوح بن يزيد، حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعد قال: تُوفِّي سعدُ بن أبي وقّاص في زمن معاوية بعد حَجَّتِه الأُولى، وهو ابن ثلاثٍ وثمانين
(4)
.
= (158)، وابن حبان (1859) من طرق عن عبد الملك بن عمير، به.
(1)
بياض في النسخ الخطية، ولفظ "يقول" سقط من (ب).
(2)
تحرَّف في (ب) إلى عقبة. وعتبة هذا مات كافرًا قبل فتح مكة، وأسلم ولداه نافع وهاشم. وأما عمير بن أبي وقاص، فقد مضى ذكره عند المصنّف برقم (4925)، واستشهد يوم بدر، وأما أخوه عامر فمن مهاجرة الحبشة، واستشهد يوم اليرموك على الصحيح كما قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" 2/ 89.
(3)
كذا وقع هنا بزيادة الحارث بين عبد مناف وزهرة، وهو خطأ، فعبد مناف والحارث أخوان، وهما ابنا زهرة: انظر "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم ص 128 - 129.
(4)
رجاله ثقات. وسيأتي مرة أخرى برقم (6223) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه.
وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 1/ 479 - ومن طريقه ابن عساكر 20/ 367 - من طريق حنبل بن إسحاق، عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل، به.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" 3/ 7 - ومن طريقه ابن عساكر - عن علي بن مسلم، عن نوح بن يزيد به.
وخالف عبيدُ الله بن سعد الزهري عند أبي نعيم في "معرفة الصحابة"(514)، وابن عساكر 20/ 367، فرواه عن نوح بن يزيد عن إبراهيم بن سعد قال: وهو ابن ثنتين وثمانين. وزاد راويه عن عبيد الله بن سعد عند ابن عساكر عن عبيد الله قال: قرأت بخط عمّي قال: مات سعد بن أبي وقاص وهو ابن ثنتين وثمانين سنة. وعمّه: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، جدّهم الأعلى عبد الرحمن بن عوف.
6215 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا إسماعيل بن قُتَيبة، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نُمَير قال: مات أبو إسحاق سعد بن أبي وقّاص وهو ابن خمسٍ وسبعين سنةً بالمدينة، وصلَّى عليه مروانُ بن الحَكَم وهو والِيها.
6216 -
أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حَدَّثَنَا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل، حَدَّثَنَا أيوب بن سليمان بن بلال، حدثني أبو بكر، عن سليمان قال: قال يحيى بن سعيد الأنصاري: أخبرني ابن شِهاب، عن عامر بن سعد قال: كان أَبي آخرَ المهاجرين وفاةً
(1)
.
6217 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن رُسْتَهْ، حَدَّثَنَا سليمان بن داود، حَدَّثَنَا محمد بن عمر، حَدَّثَنَا بُكَير بن مِسمَار، عن عائشة بنت سعد قالت: كان أَبي رجلًا قصيرًا دَحْداحًا غليظًا ذا هامَةٍ، شَثْنَ الأصابعِ، وكان يُكنَى أبا إسحاق، مات في قَصْره بالعَقِيق على عشرة أميالٍ، فحُمِلَ إلى المدينة على رِقاب الرجال
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. أبو بكر: هو عبد الحميد بن أبي أويس، وشيخه سليمان: هو ابن بلال.
وسيأتي برقم (6221) عن أبي عبد الله الصفار عن أبي إسماعيل.
(2)
سليمان بن داود - وهو أبو أيوب المنقري الشاذكوني - متروك، لكنه لم ينفرد به عن محمد بن عمر الواقدي.
فقد رواه عن الواقدي أيضًا ابن سعد في "الطبقات" 3/ 133 و 137، وزاد فيه أنه كان أشعر، وكان يخضب بالسواد، وجمع في الموضع الثاني بين خبر بكير بن مسمار هذا وخبر عُبيدة بنت نابل التالي، إلّا أنه لم يذكر التكنية بأبي إسحاق. ومن طريقه ابن سعد أخرجه ابن عساكر 20/ 295.
ورواه عن الواقدي أيضًا إبراهيم بن المنذر الحزامي عند الطبراني (294)، إلى قوله:"شثن الأصابع"، وزاد: وقد شهد بدرًا.
وأما حديث ابن رسته، فقد أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (518) عن عبد الله بن محمد بن جعفر - وهو أبو الشيخ الأصبهاني - عنه؛ دون قوله: مات في قصره
…
إلخ.
الدَّحداح: القصير السّمين. =
6218 -
قال ابن عمر: وحدثتنا عُبَيدةُ بنت نابِلٍ، عن عائشة بنت سعد قالت: مات أَبي سنة خمس وخمسين، وصلَّى عليه مروانُ بن الحَكَم وهو والي المدينة.
6219 -
أخبرني محمد بن المؤمَّل، حَدَّثَنَا الفضل بن محمد الشَّعْراني، حَدَّثَنَا نُعيم بن حمّاد، حَدَّثَنَا رِشْدِين، عن يونس، عن ابن شِهاب، عن سعيد بن المسيّب: أنَّ سعد بن أبي وقّاص كان يَخضِبُ بالسَّواد
(1)
.
6220 -
أخبرني أحمد بن محمد بن سَلَمة العَنَزي
(2)
، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد الدارمي، حَدَّثَنَا أبو صالح عبد الله بن صالح، حَدَّثَنَا الليث، حدثني عُقَيل، عن ابن شِهاب الزُّهْري: أنَّ سعد بن أبي وقّاص لما حَضَره الموتُ دعا بخَلَقِ جُبَّةِ صوفٍ، فقال: كفِّنوني فيها، فإني لَقِيتُ المشركين فيها يومَ بدرٍ، وإنما كنت أَخبَؤُها لهذا اليوم
(3)
.
= والهامة: الرأس. وأرادت أنه ضخم الرأس.
وشثن الأصابع: غليظها.
(1)
إسناده ضعيف لضعف رشدين - وهو ابن سعد - ووهّاه به الذهبي في "تلخيصه" لكن ما قبله يشهد له وإن كان فيه الواقدي. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.
ورواه الطبري (295) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(520) - عن أحمد بن رشدين المصري، عن نعيم بن حماد بهذا الإسناد.
ورواه أبو نعيم أيضًا (520) من طريق قُتَيبة بن سعيد، عن رشدين بن سعد، به.
ورواه أيضًا (522) من طريق إبراهيم بن سعد الزهري، عن عبد العزيز بن المطلب، عن يونس، عن الزهري، ولم يذكر فيه ابن المسيب وإسناده إلى الزهري حسن.
ورواه الطبراني (296) - وعنه أبو نعيم (521) - من طريق عبد الله بن عمر بن أبان مشكدانة، عن سليم بن مسلم، عن معمر، عن الزهري، عن عامر بن سعد: أنَّ سعدًا كان يخضب بالسواد.
قال الهيثمي في "المجمع" 5/ 162: وفيه سليم بن مسلم، ولم أعرفه.
وسيأتي برقم (6224) عن مصعب الزبيري: أنَّ سعدًا كان يخضب بالسواد.
(2)
تحرَّف في (ز) و (ب) إلى: العنبري.
(3)
رجاله ثقات غير عبد الله بن صالح كاتب الليث، فهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد، =
6221 -
أخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حَدَّثَنَا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل، حَدَّثَنَا أيوب بن سليمان بن بلال، حدثني أبو بكر بن أبي أُوَيس، عن سليمان بن بلال قال: قال يحيى بن سعيد الأنصاريُّ: وأخبرني ابن شِهاب، عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص قال: كان سعدُ بن أبي وقّاص آخرَ المهاجرين وفاةً
(1)
.
6222 -
حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن حَنبَل، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا نوح بن يزيد، حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعد قال: كان سعد بن أبي وقّاص آخرَ المهاجرين وفاة
(2)
.
6223 -
حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن حَنبَل، حَدَّثَنَا أَبي، حَدَّثَنَا نوح بن يزيد، حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعد قال: تُوفِّي سعدُ بن أبي وقّاص في زمن معاوية بعد حَجّتِه الأُولى، وهو ابن ثلاثٍ وثمانين سنة
(3)
. قال أبو عبد الله: وأسلمَ سعدٌ وهو ابن تسعَ عشرةَ سنة.
6224 -
حدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا
= وقد توبع، إلا أن ابن شِهاب الزهري لم يدرك سعدًا، فهو منقطع. الليث: هو ابن سعد، وعقيل: هو ابن خالد الأيلي.
وأخرجه الطبراني (316)، وابن عساكر 20/ 364 - 365 من طريقين عن عبد الله بن صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "الزهد"(1033) عن حجاج بن محمد المصيصي، وابن عساكر 20/ 364 من طريق قُتَيبة بن سعيد، كلاهما عن الليث بن سعد، به.
والخَلَق: الشيء البالي.
(1)
إسناده صحيح. وقد سلف برقم (6216).
(2)
رجاله ثقات. إبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. ويشهد له ما قبله.
(3)
رجاله ثقات كسابقه. وقد سلف برقم (6214).
وأبو عبد الله القائل: "وأسلم سعد
…
" من المحتمل أن يكون المصنّف، أو أن يكون أحمد بن حنبل، والله أعلم.
مُصعَب بن عبد الله الزُّبيري قال: أمُّ سعدٍ وأمُّ أخويه عُميرٍ وعامرٍ: حَمْنةُ بنت سفيان
(1)
ابن أُميَّة بن عبد شمس، واستُشهِدَ عُمير ببدر، وكان عامرٌ من مهاجري الحَبَشة، وكان يَخضِبُ بالسَّواد؛ يعني سعدًا
(2)
.
6225 -
وحدثنا أبو بكر بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن حَنبَل، حدثني أبي، حَدَّثَنَا وهب بن جَرِير، عن أبيه قال: سمعت النُّعمانَ بن راشد يحدِّث عن الزُّهْري قال: كان سعدٌ آخرَ المهاجرين وفاةً
(3)
.
قال أَبي: وتُوفِّي سعد على عشرة أميالٍ من المدينة، فحُمِلَ على رِقاب الرجال إلى المدينة، وكان مروانُ يومئذٍ الواليَ عليها.
6226 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مُصعَب بن عبد الله الزُّبيري قال: ولدُ سعدِ بن أبي وقّاص: عمرُ بن سعدٍ، قتله المختارُ بن أبي عُبيد، ومحمدُ بن سعد، قتله الحجَّاجُ بن يوسف، وكان ممَّن أُسِرَ من أصحاب عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، وأمُّهما مارَيةُ بنت قيس بن مَعدِي كَرِبَ من كِنْدة،
(1)
في النسخ الخطية: بنت أبي سفيان، بزيادة لفظ "أبي" وهو خطأ، والتصويب من "نسب قريش" لمصعب الزبيري، وانظر كذلك "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم ص 78 - 79.
(2)
انظر "نسب قريش" لمصعب ص 263. وليس فيه قصة خضاب سعد بالسواد، وقد سلفت من غير هذا الوجه برقم (6219).
(3)
رجاله ثقات غير النعمان بن راشد ففيه ضعف. والإسناد وقع هنا عن الزهري مرسلًا، ووقع عن غير المصنّف موصولًا بروايته عن الزهري عن عامر بن سعد، هكذا أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(509) عن أبي بكر بن مالك القطيعي، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وكذلك أخرجه ابن أبي خيثمة في السفر الثالث من "تاريخه"(3592)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(916) - ومن طريقه ابن عساكر 20/ 367 - 368 - من طريقين عن وهب بن جرير، به.
وهذا الخبر صحيح عن عامر بن سعد، فقد سلف عند المصنّف برقم (6216) من وجه آخر صحيح عن الزهري عنه.
وعامرُ بن سعد، وأمُّه [من] بَهْراء
(1)
، وصالحُ بن سعد، وكان نزل بالحِيرة لشيءٍ وقع بينه وبين أخيه عمر بن سعد، ونَزَلَها ولدُه، وقَتَلَه غِلمانٌ له، فتحوَّل [ولدُه] إلى رأس العَيْن، ومصعبُ بن سعد
(2)
، وأمُّه خولةُ بنت عُمير
(3)
بن تَغلِب بن وائل، وإبراهيمُ بن سعد، وإسحاقُ بن سعد، ويحيى بنُ سعد وعائشةُ بنت سعدٍ.
6227 -
حدثني إسماعيل بن محمد الفقيه بالرَّيّ، حَدَّثَنَا أبو حاتم قال: حدثني إبراهيم بن المنذر، حدثني محمد بن طَلْحة التَّيْمي، حدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمِّه موسى بن طلحة قال: كان عليٌّ وطلحةُ والزُّبيرُ وسعدُ بن أبي وقّاص كان يُقال: لِدَاتُ عامٍ واحد، قال إبراهيم: وُلِدوا في عامٍ واحد
(4)
.
6228 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، أخبرنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أنَّ بُكَير بن عبد الله بن الأشجِّ حدَّثَه عن بُسْر بن سعيد، أنه قال: كنا نجالسُ سعدَ بنَ أبي وقّاص، وكنا نتحدَّث حديثَ الناس والجهاد، وكان يتساقطُ في ذلك الحديثَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(5)
.
(1)
بهراء قبيلة من قُضاعة. وتحرَّفت في (ص) و (م) إلى: مهراء، بالميم وزيادة "من" من "نسب قريش" لمصعب الزبيري.
(2)
من قوله: "ونزلها ولده" إلى هنا سقط من (ب)، وما بين المعقوفين سقط من النسخ الخطية واستدركناه من "نسب قريش" ص 264 - 265، وتصحف لفظ "وقتله" في (ز) إلى: وقبله، وأُهمل نقطُه في (م) و (ص).
والحيرة: مدينة تاريخيه في وسط العراق، تقع أنقاضها في الجنوب الشرقي لمدينتي الكوفة والنجف.
ورأس العين: مدينة في الشمال الشرقي لسورية الآن، تقع على نهر الخابور.
(3)
كذا وقع في نسخنا الخطية، والذي في "نسب قريش" و "طبقات ابن سعد" 3/ 129 و 7/ 168: خولة بنت عمرو، وهي من تغلب بن وائل، إلّا أنَّ في "نسب قريش" أنها أمُّ إسماعيل بن محمد بن سعد!
(4)
إسناده ضعيف. وهو مكرر (5680).
(5)
إسناده صحيح. =
6229 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن العبّاس الشَّهيد، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن علي بن رَزِين، حَدَّثَنَا علي بن خَشرَم، حَدَّثَنَا عبد الله بن إدريس، حَدَّثَنَا شُعبة، عن سعد بن إبراهيم، حدثني أَبي - أو إحدى خالتيَّ -: أنَّ سعدًا سُئِلَ عن شيء أو حديثٍ فاستعَجَم، ثم قال: إني لأَكرهُ أن أحدِّثَكم حديثًا تزيدون فيه مئةً
(1)
.
6230 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، أخبرنا ابن وهب، أخبرني الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن السائب بن يزيد قال: صَحِبتُ سعدَ بنَ أبي وقّاص كذا وكذا سنةً، غير أنه قد أَكثر، فلم أسمعه يحدِّثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثًا واحدًا
(2)
.
6231 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا الحسن بن الجهم، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عمر، حدثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد،
= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 124 وابن أبي خيثمة في السفر الثالث من "تاريخه"(2263)، وابن عساكر 20/ 362 من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
قوله: "يتساقط في ذلك الحديث" كذا وقع في نسخنا الخطية وعند ابن أبي خيثمة، وعند البخاري وابن عساكر: يُساقط، والمعنى كما في "النهاية" لابن الأثير 2/ 379: أي: يرويه عنه في خلال كلامه، كأن يَمزُج حديثه بالحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو من: أسقطَ الشيءَ: إذا ألقاه.
(1)
إسناده صحيح. سعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه أبو صالح كاتب الليث في "نسخة إبراهيم بن سعد"(9)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 759، وابن أبي خيثمة في السفر الثالث من "التاريخ"(3591)، وابن عساكر 20/ 362 من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه سعد بن إبراهيم، عن خالته ابنة سعد بن أبي وقاص؛ وسماها عند ابن عساكر عائشة، وقال يعقوب في روايته: عن خالته عن بعض بنات سعد، كذا وقع في مطبوعه، ولعلَّ الصواب: من بعض بنات سعد.
(2)
إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وأخرجه ابن ماجه (29) من طريق حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، به. لكن بلفظ: فما سمعته يحدِّث عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بحديث واحد.
حدَّثه عن المهاجِر بن مِسْمار، عن سعد قال: أسلمتُ يومَ أسلمتُ وما فَرَضَ اللهُ الصلواتِ
(1)
.
6231 م - قال ابن عمر: وشَهِدَ معه بدرًا وأُحدًا، وثَبَتَ يوم أُحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولَّى الناسُ، وشَهِدَ الخندقَ والحُديبيةَ وخيبرَ وفتحَ مكة، وكانت معه يومئذٍ إحدى راياتِ المهاجرين الثلاث، وشَهِدَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهدَ كلُّها، وكان من الرُّماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
6232 -
فحدثني محمدُ بن نِجَاد
(3)
، عن عائشةَ بنت سعد، عن أبيها سعد بن أبي وقّاص أنه قال:
ألَا أَنبِئْ رسولَ الله أنِّي
…
حَميتُ صَحابتي بصُدورِ نَبْلي
أذُودُ بها عدوَّهُمُ ذِيادًا
…
بكلِّ حَزُونةٍ وبكلِّ سَهْلِ
فما يَعتدُّ رامٍ من مَعَدٍّ
…
بسَهْمٍ معْ رسولِ الله قَبْلي
(4)
6233 -
حَدَّثَنَا أبو علي الحسين بن علي الحافظ، أخبرنا عبدُ الله بن محمد بن
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه بين مهاجر بن مسمار وسعد، وأبو بكر بن إسماعيل مجهول لا يعرف روى عنه غير محمد بن عمر الواقدي، والواقدي متكلَّم فيه.
ورواه عن الواقدي ابن سعد في "الطبقات" 3/ 129، ومن طريقه ابن عساكر 20/ 299.
وانظر ما سيأتي برقم (6236).
(2)
وذكره ابن سعد 3/ 132.
(3)
هكذا أُعجم في (ز) وحدها بالنون، وأُهمل في بقية النسخ، وذكره الذهبي في "مشتبه النسبة" ومن تبعه بالباء في أوله مكسورة، وذكر الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 6/ 621 و 13/ 146 عن أبي طالب عمر بن إبراهيم الزهري - من أحفاد محمد هذا - أنه قال: أهل المعرفة بالنسب يقولون في نسبي: نجاد بن موسى بالنون، وأصحاب الحديث يقولون: بجاد، بالباء.
(4)
إسناده ضعيف لجهالة حال محمد بن نجاد، وأما محمد بن عمر الواقدي فقد تابعه معن ابن عيسى فيما سلف عند المصنّف برقم (2504).
ناجيَة، حَدَّثَنَا علي بن سعيد الكِنْدي، حَدَّثَنَا أبو أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشَّعْبي، عن جابر قال: كنا جلوسًا عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فأقبَلَ سعدُ بن أبي وقّاص، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"هذا خالي، فلْيُرِ امرُوٌ خالَه"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
6234 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد
(2)
الحَكَم، أخبرنا ابن وهب، أخبرني حفص بن مَيسَرة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب: أنَّ سعد بن أبي وقّاص أوّلُ من أَهراقَ دمًا في سبيل الله
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6235 -
حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ العَفْصي، حَدَّثَنَا محمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، حَدَّثَنَا محمد بن أبي عُبيدةَ بن مَعْن، حَدَّثَنَا أَبي، عن الأعمش، عن أبي خالد الوالِبي، عن جابر بن سَمُرةَ قال: أولُ مَن رَمَى بسهمٍ في سبيل الله سعدُ بن أبي وقّاص
(4)
.
(1)
إسناده ضعيف لشذوذه، فقد انفرد علي بن سعيد الكندي - وهو صدوق حسن الحديث - فجعله من رواية أبي أسامة حماد بن أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد الثقة عن الشعبي عامر بن شراحيل، وخالفه جمهور أصحاب أبي أسامة - وهم أوثق وأكثر عددًا - فجعلوه من روايته عن مجالد بن سعيد عن الشعبي، ومجالد ضعيف ليِّن الحديث.
وهكذا أخرجه الترمذي (3752) عن أبي كريب وأبي سعيد الأشج، عن أبي أسامة، عن مجالد، به. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من حديث مجالد.
ورواه عن مجالد أيضًا يحيى بن سعيد القطان عند أحمد في "فضائل الصحابة"(1312)، وعلي بن مسهر عند أبي يعلى في "مسنده"(2049).
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1018) من طريق ماعز التميمي، عن جابر بن عبد الله. وفي الإسناد إليه عبد الوهاب بن الضحاك، وهو متروك متهم.
(2)
لفظ "عبد" سقط من (ز) و (ب).
(3)
خبر صحيح، ورجاله ثقات.
وذكر مثله الزبير بن بكار فيما أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 20/ 286. وانظر ما بعده.
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي خالد الوالبي، ومحمد بن عثمان بن أبي =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6236 -
أخبرنا بكر بن محمد الصَّيرَفي بمَرْوٍ، حَدَّثَنَا عبد الصمد بن الفضل، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بن إبراهيم، أخبرني هاشم، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: لقد رأيتُني وأنا لثُلثُ الإسلام
(1)
.
6236 م - قال: وحدثنا هاشم بن هاشم، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقّاص قال: ما أسلمَ أحدٌ في اليوم الذي أسلمتُ فيه، ولقد مَكَثتُ سبعَ ليالٍ ثُلثَ الإسلام
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!
6237 -
أخبرنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب، حَدَّثَنَا الرَّبيع بن سليمان، حَدَّثَنَا الخَصِيب بن ناصح، حدثتنا عُبيدة بنت
(3)
نابلٍ، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها: أنَّ
= شيبة - وإن كان فيه مقال - قد توبع.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل"(43)، والبزار (4287)، والطبراني في "الكبير"(1855)، و "الأوائل" له (25) من طرق عن محمد بن أبي عبيدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "المصنّف" 5/ 317 و 14/ 98، وأحمد في "فضائل الصحابة"(1317)، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(182) من طريقين عن الأعمش، به.
ويشهد له حديث سعد بن أبي وقاص من قوله عن نفسه فيما رواه قيس بن أبي حازم عنه، أخرجه البخاري (3728) ومسلم (2966).
(1)
إسناده صحيح. هاشم: هو ابن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري.
وأخرجه البخاري (3726) عن مكي بن إبراهيم بهذا الإسناد.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (3727)، وابن ماجه (132) من طريق يحيى بن أبي زائدة، والبخاري أيضًا (3858) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، كلاهما عن هاشم، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
(3)
في نسخنا الخطية: "ثنا عبدة بن"، وهو خطأ، والصواب ما أثبتنا، ولعبيدة هذه ترجمة في "التهذيب" وفروعه.
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم جلس في المسجد ثلاثَ ليالٍ يقول: "اللهمَّ أدخِلْ من هذا الباب عبدًا يحبُّك وتحبُّه"؛ فدخل منه سعدٌ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6238 -
أخبرنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب العَدْل، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الوهاب العَبْدي، حَدَّثَنَا جعفر بن عَوْن، حَدَّثَنَا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: سمعتُ سعدًا يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ استَجِبْ له إذا دعاكَ"
(2)
.
(1)
إسناده حسن من أجل عبيدة بنت نابل، فقد روى عنها جمع وذكرها ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه ابن عساكر 20/ 327 من طريق سليمان بن شعيب الكيساني، عن الخصيب بن ناصح، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1210) من طريق معن بن عيسى، عن عبيدة بنت نابل به. إلّا أنه ذكر في حديثه أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان بين يديه طعام فقال، وذكر نحوه، ولم يذكر الثلاث ليال، وهذا أصحُّ، ومعن أحفظ من الخصيب.
وقد روى نحو هذه القصة عاصم بن بهدلة عن مصعب بن سعد عن أبيه، إلّا أنه قال فيه:"يجيء رجل من هذا الفج من أهل الجنة فيأكل هذه"، فجاء عبد الله بن سلام. وقد سلف عند المصنّف برقم (5868)، وعاصم صدوق حسن الحديث.
ويشهد لمعنى رواية عاصم هذه رواية أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عامر بن سعد عن أبيه قال: ما سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول لأحدٍ يمشي على الأرض: إنه من أهل الجنة، إلّا لعبد الله بن سلام. أخرجه البخاري (3812) ومسلم (2483).
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعًا عند أحمد 11/ (7069) قال: "أول من يدخل من هذا الباب رجل من أهل الجنة"؛ فدخل سعد بن أبي وقاص، وإسناده ضعيف.
(2)
رجاله في الجملة ثقات إلّا أنه اختلف في وصله وإرساله.
فوصله جعفر بن عون كما في روايته عند المصنّف هنا وعند الترمذي (3751)، وابن حبان (6990).
وتابعه موسى بن عقبة عن إسماعيل بن أبي خالد كما سيأتي عند المصنّف برقم (6242)، لكن في الطريق إليه ضعفٌ. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6239 -
أخبرنا الحسين بن علي التَّميمي، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الإمامُ، أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب أخبرني بكر بن مُضَر، عن سعيد بن عبد الرحمن
(1)
قال: قال ابنٌ لسعد بن أبي وقَّاص:
أنا ابن مستجابِ الدُّعا والسّادِّ
…
للثُّلْمةِ للمصطفى من العَرَبِ
يَكلؤُها للنبيِّ محتسِبًا
…
خُصَّ بها دونَ كلِّ محتسِبِ
واختلَفَ الناسُ بينَهْم فأَبى
…
قتالَ أهلِ التوحيدِ والكُتُبِ
سلَّمَه الله لم يُصِبْ أَحدًا
…
منهمْ بسهمٍ إذًا ولم يُصَبِ
6240 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا إبراهيم بن مَرزُوق، حَدَّثَنَا سعيد بن عامر، حَدَّثَنَا شُعبة، عن أبي بَلْج، عن مصعب بن سعد، عن سعد: أنَّ رجلًا نالَ من عليّ، فدعا عليه سعدُ بنُ مالك، فجاءتْه ناقةٌ أو جملٌ فقتله، فأَعتَقَ سعدٌ نَسَمةً وحَلَفَ أن لا يدعوَ على أَحد
(2)
.
= وخالفهما يزيد بن هارون عند ابن سعد في "الطبقات" 3/ 132، ويحيى القطان عند أحمد في "فضائل الصحابة"(1308)، فروياه عن إسماعيل عن قيس قال: أُخبرت أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسعد
…
وهذا مرسل، إلّا أنَّ قيسًا لا يكاد يروي إلّا عن صحابي، فإنه تابعيّ كبير مخضرم.
وأخرج الطبراني (318) من طريق مجالد بن سعيد، عن عامر بن سعد، عن أبيه: أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال له يوم بدر: "اللهم استجب لسعد" وإسناده ضعيف لضعف مجالد.
وقد سلف برقم (4360) ضمن حديث من طريق عائشة بنت سعد عن أبيها دعاء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم له بإجابة الدعوة، وإسناده هناك ضعيف جدًّا.
وذكر الدارقطني في "العلل"(640) عدة رواة رووه عن إسماعيل عن قيس مرسلًا، قال: وهو المحفوظ.
(1)
أغلب الظن أنَّ سعيدًا هذا هو أبو صالح الغفاري المصري، فإنَّ بكر بن مضر مصريٌّ، وعليه فإنَّ إمكانية الانقطاع بينهما محتملة جدًّا، والله تعالى أعلم.
(2)
إسناده حسن. أبو بلج: مشهور بكنيته، واسمه يحيى بن سليم أو ابن أبي سليم الكوفي. =
6241 -
فحدَّثنا بشَرْح هذا الحديث الشيخُ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا الحسن بن علي بن زياد السُّرّي، حَدَّثَنَا حامد بن يحيى - هو البَلْخي - بمكة، حَدَّثَنَا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: كنتُ بالمدينة، فبَيْنا أنا أطوفُ في السوق إذ بَلَغَتُ أحجارَ الزيت، فرأيتُ قومًا مجتمعين على فارسٍ قد رَكِبَ دابّةً وهو يَشتِمُ عليَّ بن أبي طالب والناسُ وقوفٌ حوالَيه، إذْ أقبَلَ سعدُ بن أبي وقّاص فوَقَفَ عليهم، فقال: ما هذا؟ فقالوا: رجل يَشتِمُ عليَّ بن أبي طالب، فتقدَّم سعدٌ فأَفرَجوا له حتَّى وقفَ عليه، فقال: يا هذا، علَامَ علي بن أبي طالب؟ ألم يكنَ أولَ من أسلمَ؟ ألم يكن أولَ من صلَّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألم يكن أزهدَ الناس؟ ألم يكن أعلمَ الناس؟ وذكر حتَّى قال: ألم يكن خَتَنَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على ابنتِه؟ ألم يكن صاحبَ رايةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في غَزَواته؟ ثم استقبَلَ القِبلةَ ورفع يديه، وقال: اللهمَ إنَّ هذا يَشتِمُ وليًّا من أوليائك، فلا تُفرِّقُ هذا الجمعَ حتَّى تُرِيَهم قُدرتَك. قال قيس: فوالله ما تفرَّقْنا حتَّى ساخَتْ به دابَّتُه فرَمَتْه على هامَتِه في تلك الأحجار، فانفلَقَ دماغُه ومات
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
6242 -
وحدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، حَدَّثَنَا العبّاس بن الفضل الأَسْفاطي، حَدَّثَنَا إبراهيم بن يحيى الشَّجَري [حدثني أبي]
(2)
حدثني موسى بن عُقْبة، حدثني
= ولم نقف عليه عند غير المصنّف.
(1)
إسناده فيه لِين من جهة الحسن بن علي بن زياد، فهو - وإن روى عنه غير واحد - لم يؤثر فيه جرح أو تعديل، فهو مستور الحال وتُقبَل روايته في المتابعات والشواهد، لكنّ خبره هذا الذي ساقه المصنّف لم يتابعه عليه أحد بهذا السياق، ولم نقف عليه عند غير المصنّف، وباقي رجال الإسناد ثقات. سفيان: هو ابن عيينة.
(2)
سقط من نسخنا الخطية، واستدركناه من مصادر التخريج ومن إشارة المصنّف إليه بإثر الحديث.
إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن سعد بن أبي وقّاص قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ سدِّدْ رميتَه، وأجِبْ دعوتَه"
(1)
.
هذا حديثٌ تفرَّدَ به يحيى بنُ هانيء
(2)
الشَّجَري، وهو شيخٌ ثقةٌ من أهل المدينة.
6243 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا بكَّار بن قُتَيبة القاضي، حَدَّثَنَا صفوان بن عيسى، حَدَّثَنَا هاشم بن هاشم الزُّهْري، عن سعيد بن المسيّب قال: كنت جالسًا مع سعدٍ، فجاء رجل يقال له: الحارثُ ابن بَرْصاءَ، وهو في السُّوق، فقال له: يا أبا إسحاق، إن كنت آنِفًا عند مروانَ فسمعتُه وهو يقول: إنَّ هذا المالَ مالُنا، نُعطيهِ من نشاءُ
(3)
، قال فرفع سعدٌ يده وقال: أفَأَدْعُو؟! فَوَثَبَ مروانُ وهو على سريره فاعتنقَه، قال: أَنشُدُكَ يا أبا إسحاق أن تدعوَ، فإنما هو مالُ الله
(4)
.
6244 -
حدثناه أبو أحمد بكر بن محمد الصَّيرَفي بمَرْوٍ، حَدَّثَنَا عبد الصمد بن
(1)
إسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن يحيى وأبيه.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(528) عن سليمان بن أحمد الطبراني، عن العبّاس بن الفضل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم أيضًا في "حلية الأولياء" 1/ 92 - 93، و"دلائل النبوة"(512)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3922) من طريقين آخرين عن إبراهيم بن يحيى، به.
وسلف بلفظه ضمن حديث مطوَّل برقم (4360) من طريق عائشة بنت سعد عن أبيها سعد.
وإسناده ضعيف جدًّا.
وانظر ما تقدَّم برقم (6238).
(2)
زاد في (ب): بن خالد، وهو خطأ، فليس في نسب هذا الرجل خالد، فهو يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ، نُسِبَ هنا إلى جدِّه الأعلى. وتوثيق المصنّف له مطلقًا، ومن قبله ذكرُ ابن حبان له في "الثقات" 9/ 255، تساهلٌ منهما معروف، فقد قال العقيلي في "الضعفاء" 4/ 276: في حديثه مناكير وأغاليط وكان ضريرًا - فيما بلغني - يلقَّن، وقال أبو حاتم الرازي - كما في "الجرح والتعديل" 9/ 185 - : ضعيف الحديث.
(3)
في (ز) و (ب): من شئنا، والمثبت من (م) و (ص).
(4)
إسناده قوي.
الفضل البَلْخي، حَدَّثَنَا مكِّيّ بن إبراهيم، حَدَّثَنَا هاشم بن هاشم، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد؛ قال: جاء الحارثُ بن البَرْصاء وهو في السُّوق، فقال له: يا أبا إسحاق، إني سمعت مروانَ يزعُمُ أنَّ مالَ الله مالُه، مَن شاء أعطاه ومَن شَاء مَنَعَه، فقال له: أنت سمعتَه يقول ذلك؟ قال: نعم، قال سعيد: فأَخذَ بيدي سعدٌ وبيدِ الحارث حتَّى دخل على مروان، فقال: يا مروانُ، أنت تَزعُمُ أَنَّ مالَ الله مالُك، من شئتَ أعطَيتَه، ومن شئتَ منعتَه؟ قال: نعم
(1)
، قال: فادْعُ، ورفع سعدٌ يديه، فوَثَبَ إليه مروانُ وقال: أَنشُدُك الله أن تدعوَ، هو مالُ الله مَن شاء أعطاه، ومَن شاء مَنَعَه
(2)
.
6245 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الله السَّعْدي، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن عامر، عن عائشة قالت: أَرِقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلة، فقال:"ليتَ رجلًا يَحرُسُني من أصحابي الليلةَ"، قالت: وسمعنا صوتَ السِّلاح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَن هذا؟ " فقال سعدُ بن أبي وقاص: أنا يا رسولَ الله، جئتُ أحرُسُك، قالت عائشة: فنامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتَّى سمعتُ غَطِيطَه
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!
6246 -
حدثني علي بن عيسى، حَدَّثَنَا الحسين بن محمد القَبّاني وإبراهيم بن أبي طالب قالا: حَدَّثَنَا عِمرانُ بن موسى القزَّاز، حَدَّثَنَا عبد الوارث بن سعيد، حَدَّثَنَا محمد بن جُحَادة، عن نُعيم بن أبي هند، عن أبي حازم، عن حُسين بن خارجةَ قال: لما
(1)
زاد هنا في (ص) وحدها: قال سعيد: فأخذ بيدي.
(2)
إسناده صحيح.
(3)
إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وأخرجه أحمد 42 / (25093)، وابن حبان (6986) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2885) و (7231)، ومسلم (2410)، والترمذي (3756)، والنسائي (8160) و (8816) من طرق عن يحيى بن سعيد، به. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
والغطيط: صوت النائم المرتفع.
جاءت الفتنةُ الأُولى أَشكلَتْ عليَّ، فقلت: اللهمَّ أرِني من الحق أمرًا أتمسَّكُ به، فأُرِيتُ فيما يَرى النائمُ الدنيا والآخرة، وكان بينهما حائطٌ غيرُ طويل، وإذا أنا تحتَه، فقلت: لو تسلَّقتُ هذا الحائط حتَّى أنظرَ إلى قتلى أشجَعَ فيُخبِروني، قال: فانهبَطتُ بأرضٍ ذاتِ شجر، فإذا بنفرٍ جلوسٍ، فقلت: أنتم الشهداءُ؟ قالوا: نحن الملائكة، قلت: فأين الشهداءُ؟ قالوا: تقدَّم إلى الدَّرَجات، فارتفعتُ درجةً، الله أعلمُ بها من الحُسْن والسَّعَة، فإذا أنا بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، وإذا إبراهيمُ شيخٌ، وإذا هو يقول لإبراهيم: استغفِرْ لأمَّتي، وإبراهيم يقول: إنك لا تدري ما أحدَثُوا بعدك، أَهراقوا دماءَهم، وقتلوا إمَامَهم، فهَلَّا فعلوا كما فعل سعدٌ خليلي! فقلت: والله لقد رأيتُ رُؤْيا لعلَّ الله ينفعُني بها، أذهبُ فأَنظرُ مكانَ سعدٍ فأكونُ معه. فأتيتُ سعدًا فقَصَصتُ عليه القصة، قال: فما أكثرَ بها فَرَحًا، وقال: لقد خابَ من لم يكن إبراهيمُ خليلَه، قلت: مع أيِّ الطائفتينِ أنت؟ قال: ما أنا مع واحدةٍ منهما، قال: قلت: فما تأمرُني؟ قال: ألك غنمٌ؟ قلت: لا، قال: فاشتَرِ شاءً
(1)
فكن فيها حتَّى تَنجَليَ
(2)
.
(1)
في نسخنا الخطية: شيا، والجادة ما أثبتناه، وهو جمع: شاةٍ.
(2)
إسناده محتمل للتحسين من أجل حسين بن خارجة، فقد تفرَّد بالرواية عنه أبو حازم سلمان الأشجعي، وهو تابعيّ كبير ذكره الحافظ ابن حجر في القسم الثالث من "الإصابة" 2/ 172، وهم الذين لهم إدراك للنبي صلى الله عليه وسلم ولو لم يروه، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 155، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه ابن عساكر 20/ 372 من طريق أبي معمر عبد الله بن عمرو المقعَد، عن عبد الوارث بن سعيد بهذا الإسناد.
وسيأتي عند المصنّف برقم (8600) من طريق سعيد بن هبيرة عن عبد الوارث.
وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 4/ 1252، وابن أبي الدنيا في "المنامات"(172)، وابن عبد الباقي في "التمهيد" 19/ 222 من طريقين عن محمد بن جحادة، به.
وأخرجه ابن شبة 4/ 1251، وابن عساكر 20/ 372 - 373 من طريق فايد بن ناجية، عن نعيم بن أبي هند، به.
تنبيهٌ: وقع في حاشية (ز) هنا ما يفيد أنَّ هذا الخبر آخر ما أملاه الحاكم من كتابه هذا على أصحابه =
أخبرنا الشيخ أبو بكر محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن شاذانَ الجَوهَري رحمه الله بقِراءتي عليه سنةَ تسعٍ وأربعين وأربع مئة، قال: أنبأَني الحاكمُ الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حَمدَوَيهِ الحافظُ رضي الله عنه، قال:
ذكرُ الأَرقَم بن أبي الأَرقَم المخزومي رضي الله عنه
-
6247 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي، حَدَّثَنَا أبو عُلَاثة محمد بن عمرو بن خالد، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا ابن لَهِيعة، حَدَّثَنَا أبو الأسود، عن عُرْوة بن الزُّبير، في تسمية من شَهِدَ بدرًا من قُريش ثم من بني مَخزُوم: الأرقمُ بنُ أبي الأرقمُ، واسم أبي الأرقم عبدُ مَناف بنُ عبد الله بن عمر بن مخزوم، وكان الأرقم يُكْنى أبا خِندِف
(1)
.
6248 -
حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحربي، حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله الزُبَيري قال: الأرقمُ بن أبي الأرقم، واسم أبي الأرقم عبدُ منَاف بن أَسَد بن عبد الله بن عُمر بن مخزوم، وهو من أهل بَدْر، أسلَمَ هو وأبو عُبيدة بن الجرَّاح وعثمانُ بن مَظعُون في وقت واحد، وكان الأرقمُ من آخر أهل بدر وفاةً.
= إملاءً، ونص الحاشية: حكاية ما على الأصل: إلى هنا انتهى الإملاء ولم يقع السماع لما بعده إلى تمام الكتاب
…
ثم توفي الحاكم رضي الله عنه بعد
…
سنة خمس وأربع مئة، آخر الجزء السابع والعشرين.
(1)
في (م): جندب.
ورواه عن محمد بن عمرو بن خالد أيضًا الطبراني في "الكبير"(905)، وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1017)، وفي روايته واسم أبي الأرقم عبد مناف ويكنى أبا خندف، فجعل الكنية لأبي الأرقم وليس للأرقم كما وقع للمصنف.
وجعل محمد بن سعد في "طبقاته" 3/ 223 هذه الكنية لجده أسد بن عبد الله، إلّا أنه وقع عنده: أبو جندب، وكنى الأرقم أبا عبد الله، وتبعه على ذلك كل من ترجم للأرقم كأبي نعيم وغيره، وهو المشهور عندهم.
6249 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حَدَّثَنَا موسى بن زكريا، حَدَّثَنَا خَليفة بن خيَّاط قال: وقال المخزوميُّون: أمُّ الأرقم بن أبي الأرقم تُمَاضِرُ بنت حِذْيَمٍ من بني سَهْم بن عمرو بن هُصَيْص
(1)
.
6250 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا الحسن بن الجَهْم، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عمر، حدثني عثمان بن هِنْد بن عبد الله بن عثمان بن الأرقَم بن أبي الأرقَم المخزومي قال: أخبرني أَبي، عن يحيى بن عثمان بن الأرقَم، حدثني جدِّي عثمان بن الأرقَم أنه كان يقول: أنا ابن سُبعِ الإسلام؛ أسلمَ أبي سابعَ سبعةٍ، وكانت دارُه على الصَّفَا، وهي الدار التي كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يكون فيها في الإسلام، وفيها دَعَا الناسَ إلى الإسلام، فأسلَمَ فيها قومٌ كثير، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ الاثنين فيها:"اللهم أعِزَّ الإسلام بأحبِّ الرجلين إليك: عمرَ بن الخطَّاب، أو عَمْرِو بن هشام"، فجاء عمرُ بن الخطَّاب من الغدِ بُكْرةً، فأسلَمَ في دار الأرقم، وخرجوا منها وكبَّروا، وطافُوا بالبيت ظاهرين.
ودُعِيَت دارُ الأرقم دارَ الإسلام، وتَصدَّق بها الأرقمُ على ولدِه، فقرأتُ نسخةَ صدقةِ الأرقم بداره: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما قَضَى الأرقمُ في رَبْعِه ما حازَ الصَّفَا، أنها صدقةٌ بمكانها من الحَرَم لا تُباعُ ولا تُورَثُ؛ شَهِدَ هشامُ بن العاص وفلانٌ مولى هشام بن العاص، قال: فلم تَزَلْ هذه الدارُ صدقةً قائمةٌ، فيها ولدُه يَسكُنون ويُؤاجِرون ويأخذون غَلَّتَها حتَّى كان زمنُ أبي جعفر
(2)
.
(1)
كذا وقع هنا، والذي في "طبقات خليفة" ص 21 أنَّ هذا القول في أمه لخليفة نفسه، ثم قال: وقال المخزوميون: أمه ابنة عبد بن الحارث بن حنأة بن ملكان.
وفي "طبقات ابن سعد" 3/ 223: أمه أميمة بنت الحارث بن حبالة بن عمير بن عُبشان من خزاعة.
(2)
تحرّف في النسخ الخطية إلى: أبي حفص، وقد ضرب على كلمة "حفص" في النسخة المحمودية - كما في طبعة الميمان - وكتب فوقها جعفر، وهو الصواب الذي تدل عليه القصة =
6251 -
قال محمد بن عمر: فأخبَرني أَبي، عن يحيى بن عِمران بن عثمان بن الأرقَم قال: إني لأعلمُ اليومَ الذي وَقَعَ في نفس أبي جعفرٍ
(1)
؛ إنه يَسعَى بين الصَّفا والمَرْوة في حَجَّةٍ حجَّها، ونحن على ظَهْر الدار، فيمرُّ تحتَنا لو أَشَاءُ أن آخذَ قَلَنسُوَتَه لأخذتها، وإنه لينظُرُ إلينا من حِين يَهبِطُ الوادي حتَّى يصعدَ إلى الصَّفا، فلما خرج محمدُ بنُ عبد الله بن حَسَن بالمدينة كان عبدُ الله بن عثمان بن الأرقَم ممَّن بايَعَه ولم يَخرُجْ معه، فتعلَّقَ عليه أبو جعفر بذلك، فكتب إلى عاملِه بالمدينة أن يَحبِسَه ويَطرَحَه في الحديد، ثم بعث رجلًا من أهل الكوفة يقال له: شِهاب بن عبد ربٍّ، وكتب معه إلى عامله بالمدينة أن يفعلَ ما يَأمرُه، فدخل شِهاب على عبد الله بن عثمان الحبسَ
= التالية، وأبو جعفر هذا: وهو الخليفة المنصور العبّاسي.
وإسناده هذا الخبر ضعيف، فالواقدي فيه كلام معروف، ومن فوقه مجاهيل، عثمان بن هند وأبوه لم نقف لهما على ترجمة، وأما يحيى بن عثمان بن الأرقم: فهو يحيى بن عمران بن عثمان، روى عنه اثنان آخران غير هند بن عبد الله المذكور هنا كما في "التاريخ الكبير" للبخاري 8/ 297، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 9/ 177 - 178 وذكر عن أبيه أنه قال فيه: شيخ مدني مجهول، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 9/ 253. وأما جدُّه عثمان فروى عنه غير واحد وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 157.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 224، ومن طريقه ابن الجوزي في "المنتظم" 5/ 279 - 280 عن محمد بن عمران بن هند بن عبد الله بن عثمان، عن أبيه، عن يحيى بن عمران، به.
ثم قال ابن سعد: قال محمد بن عمران: فأخبرني أبي عن يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم قال: إني لأعلم اليوم
…
وذكر الخبر التالي عند المصنّف. ومحمد بن عمران هذا وأبوه لم نقف على ترجمتهما أيضًا.
وذكر أوله إلى قوله "فأسلم قوم كثير" الطبري في كتاب "ذيل المذيَّل" كما في "منتخبه" 11/ 519 عن ابن عمر - يعني الواقدي -: أنَّ محمد بن عمران بن هند حدثه قال: أخبرني أبي عن يحيى بن عمران بن عثمان
…
فذكره.
وفي قوله مرفوعًا: "اللهم أعزّ الإسلام بأحب الرجلين إليك .... " انظر ما سلف برقم (4534)، وهو حديث حسن.
(1)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: حفص، وفي النسخة المحمودية: جعفر، وهو الصواب.
وهو شيخٌ كبيرٌ ابن بِضْعٍ وثمانين سنة، وقد ضَجِرَ في الحديد والحبس، فقال: هل لك أن أخلِّصَك ممَّا أنت فيه وتبيعَني دارَ الأرقم؟ فإنَّ أمير المؤمنين يريدها، وعسى إن بِعتَه إياها أن أكلِّمَه فيك فيَعفُوَ عنك، قال: إنها صدقةٌ، ولكنْ حقِّي منها له، ومعي فيها شركاءُ إخْوتي وغيرُهم، فقال: إنما عليك نفسَك، أَعطِنا حقَّكَ وبَرِئتَ، فَأَشْهَدَ له وكَتَب عليه كتابَ شِرًى على سبعةَ عشرَ ألفَ دينار، ثم تتبَّع إخوتَه ففَتَنَهم كثرةُ المال فباعوه، فصارت لأبي جعفر ولمن أقطَعَها، ثم صيَّرها المهديُّ للخَيزُران أمَّ موسى وهارون، فبَنَتْها وعُرِفَت بها، ثم صارت لجعفر بن موسى الهادي، ثم سكنها أصحابُ الشَّطَوي والعَدَني، ثم اشترى عامَّتَها أو أكثرها غسّانُ بن عبّاد من ولد جعفر بن موسى، وأما دارُ الأرقم بالمدينة في بني زُرَيقٍ فَقَطِيعةٌ من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
6252 -
قال ابن عمر: وحدثني محمد بن عمران بن هِنْد، عن أبيه قال: حَضَرَت الأرقمَ بنَ أبي الأرقم الوفاةُ، فأوصى أن يصلِّيَ عليه سعد، فقال مروان: أيُحبَسُ صاحبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجلٍ غائب؟! وأراد الصلاةَ عليه، فأَبى عبدُ الله بن الأرقم ذلك على مروان، وقامت معه بنو مَخزُوم، ووقع بينهم كلام، ثم جاء سعدٌ فصلَّى عليه. وذلك سنة خمس وخمسين بالمدينة، وهَلَكَ الأرقمُ وهو ابن بِضعٍ وثمانين سنة
(1)
.
6253 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا الربيع بن سليمان، حَدَّثَنَا أَسد بن موسى، حَدَّثَنَا العَطَّاف بن خالد المخزومي، عن عثمان بن عبد الله بن الأرقَم، عن جدِّه الأرقم؛ وكان بدريًّا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أَوى في داره عند الصَّفا حتَّى تَكامَلوا
(1)
محمد بن عمران وأبوه لم نقف على ترجمتهما كما سبق.
وهذا الخبر ذكره عن محمد بن عمر الواقدي بهذا الإسناد الطبريُّ في "ذيل المذيَّل" كما في "منتخبه" 11/ 519.
ورواه ابن سعد 3/ 225، ومن طريقه ابن عساكر 37/ 404 عن الواقدي، عن عمران بن هند، عن أبيه قال: حضرت
…
إلخ.
أربعين رجلًا مسلمين، وكان آخرَهم إسلامًا عمرُ بن الخطّاب رضي الله عنهم، فلما كانوا أربعين خرجوا إلى المشركين.
قال الأرقمُ: فجئتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأودِّعَه، وأردتُ الخروجَ إلى بيت المقدِس، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين تريدُ؟ " قلت: بيتَ المقدِس، قال: "وما يُخرِجُك إليه، أفي تجارةٍ؟ " قلت: لا، ولكنْ أُصلَّي فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صلاةٌ هاهنا خيرٌ من ألفِ صلاةٍ ثَمَّ"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6254 -
حَدَّثَنَا علي بن عيسى الحِيرِي، حَدَّثَنَا علي بن إبراهيم النَّسَوي، حَدَّثَنَا أبو مُصعَب، حَدَّثَنَا يحيى بن عِمران بن عثمان، عن جدِّه عثمان بن الأرقَم بن أبي الأرقَم، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومَ بدرٍ: "ضَعُوا ما كان معكم من الأنفال
(2)
"، فرَفَعَ أبو أُسيد الساعدي سيفَ ابن عائذٍ المَرزُبانَ، فعرفه الأرقمُ بن أبي الأرقم فقال: هَبْهُ لي يا رسول الله، فأعطاه إيَّاه
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف لاضطراب العطاف بن خالد فيه وجهالة شيخه عثمان كما هو مبين في تعليقنا على "مسند أحمد" 39/ (24009/ 1) حيث رواه عصام بن خالد، عن العطاف. وانظر تمام الكلام عليه هناك.
وانظر حديث أبي ذر الآتي عند المصنّف برقم (8764).
(2)
هكذا في (ص)، والأنفال: هي الغنائم، وأُعجمت في (ز) و (ب): الأثقال.
(3)
إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل يحيى بن عمران وجدّه عثمان، وقد تقدمت ترجمتهما عند الحديث (6250)، وأما علي بن إبراهيم النسوي فقد روى عنه جمع من الحفّاظ وغيرهم، وذكره الحاكم في كتابه "تاريخ نيسابور" كما في "منتخبه" للخليفة النيسابوري ص 50، وسمّاه عليَّ بن إبراهيم بن أحمد أبا الحسن، وقال: أقام بنيسابور، وترجمه كذلك السمعاني في "الأنساب" 12/ 78 و 82 وذكر أنه مات بنسا سنة سبع وثمانين ومئتين، وأنه حدَّث بالكثير من الكتب منها "موطأ مالك" عن أبي مصعب، وأبو مصعب هذا هو الإمام الثقة أحمد بن أبي بكر الزهري المدني صاحب مالك.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 9/ 174، والطبراني في "الكبير"(909) و "الأوسط"(6036)، =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6255 -
حَدَّثَنَا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حَنبَل، حَدَّثَنَا محمد بن بَكَّار، حَدَّثَنَا عبَّاد بن عبَّاد المُهلَّبي، عن هشام بن زياد، عن عمَّار بن سعد، عن عثمان بن الأرقَم بن أبي الأرقَم المخزومي، عن أبيه الأرقم، وكان من أصحاب النَّبِيّ، صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الذي يتخطّى رقابَ الناس يومَ الجُمُعة، ويُفرِّقُ بينهم، كالجارِّ قُصْبَه في النار"
(1)
.
كعب بن عمرو أبو اليَسَر الأنصاري رضي الله عنه
-
6256 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حَدَّثَنَا أحمد بن سَلَمة بن عبد الله قال: سمعت إسحاقَ بن إبراهيم الحَنظَليَّ يقول: أبو اليَسَر الأنصاري اسمه
= وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1024)، والضياء المقدسي في "المختارة" 4/ (1304) من طرق عن أبي مصعب الزهري، بهذا الإسناد. ووقع في رواية الطبري أن يحيى بن عمران روى هذا الحديث عن جده عثمان وعن عمه (وهو عبد الله بن عثمان) عن جده عثمان.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 46 عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن يحيى بن عمران، عن أبيه، عن جده عثمان بن الأرقم.
ويشهد له حديث أبي أُسيد نفسه عند أحمد 25/ (16056) من رواية محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن أبي أسيد، ومرة قال: عن عبد الله بن أبي بكر: حدثني بعض بني ساعدة عن أبي أسيد. وعبد الله بن أبي بكر هذا هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، ثقة إمام، وهو لم يدرك أبا أسيد، والواسطة بينهما هنا مبهمة، إلَّا أنَّ هذا الإسناد يصلح للاعتبار في المتابعات والشواهد، وابن إسحاق قد صرَّح بسماعه من عبد الله بن أبي بكر.
والمَرزُبان: اسم السيف.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل هشام بن زياد، فهو متفق على ضعفه، ووهّاه الذهبي في "تلخيص المستدرك".
وأخرجه أحمد في "مسنده" 24/ (15447) عن عباد بن عباد المهلبي، بهذا الإسناد - إلّا أنه لم يذكر فيه عمار بن سعد القَرَظ، وزاد في لفظه:"بعد خروج الإمام".
والقُصْب: المِعَى، وجمعه: أقصاب.
كعبُ بن عمرو بن عَبَّاد بن عَمرو بن تَميم بن سَوَاد بن غَنْم بن كعب بن سَلِمة
(1)
، من أهل بدرٍ، وشَهِدَ العَقبة، وهو الذي أَسَرَ العبَّاس بن عبد المطَّلب.
6257 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حَدَّثَنَا أبو عُلَاثة، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا ابن لَهِيعة، حَدَّثَنَا أبو الأسود، عن عُرْوة، في تسمية مَن شَهِدَ بدرًا من الأنصار: أبو اليَسَر كعبُ بن عمرو.
6258 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مُصعَب بن عبد الله الزُّبيري قال: أبو اليَسَر اسمه كعب بن عَمرو، أخو بني سَلِمة، مات سنة خمس وخمسين بالمدينة، وكان رجلًا قصيرًا دَحْداحًا
(2)
ذا بطنٍ.
6259 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله رُسْتَهْ، حَدَّثَنَا سليمان بن داود، حَدَّثَنَا محمد بن عمر قال: أبو اليَسَر اسمه كعبُ بن عَمرو بن عبّاد بن عَمرو بن سَوَاد
(3)
.
وشَهِدَ أبو اليَسَر العَقَبةَ في جميع الروايات، وشهد بدرًا وهو ابن عشرين سنة، وشهد أُحدًا والخندقَ والمشاهدَ كلَّها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رجلًا قصيرًا دَحْداحًا ذا بطنٍ، وتُوفِّي بالمدينة سنة خمس وخمسين.
6260 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الجبّار، حَدَّثَنَا يونس بن بُكَير، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق، حدثني بُرَيدة بن سفيان الأسلمي، عن أبيه، عن أبي اليَسَر كعب بن عمرو قال: أَتيتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وهو يبايعُ الناسَ، فقلت: يا
(1)
في نسخنا الخطية: تميم بن شداد بن عثمن بن كعب بن سليم، وهذا تحريف، فشداد تحرَّف عن سواد، وعثمن عن غنم، وسليم عن سلمة، وقد تقدَّم ذكر أبي اليسر ونسبه على الصواب عند المصنّف برقم (6194 - 6197).
(2)
الدحداح: القصير السمين.
(3)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: سوار، بالراء، والتصويب من "مغازي الواقدي" 1/ 170.
رسول الله، ابسُطْ يدَك حتَّى أبايعَك، واشتَرِطْ عليَّ، فأنت أعلمُ بالشَّرط، قال:"أُبايعُك على أن تَعبُدَ الله، وتقيمَ الصلاة، وتُؤتيَ الزكاة، وتناصحَ المسلمَ، وتُفارِقَ المشرِك"
(1)
.
ذكرُ معتِّب بن الحمراء المخزومي رضي الله عنه
-
6261 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حَدَّثَنَا أبو عُلَاثة، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا ابن لَهِيعة، حَدَّثَنَا أبو الأسود، عن عُرْوة، في تسمية من شهد بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ومُعتِّب بن عَوْف.
6262 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا الحسن بن الجهم، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عمر قال: معتِّب بن عوف بن عامر بن الفضل بن عَفِيف، وهو الذي يقال له: معتِّب بن الحَمْراء، ويُكنَى أبا عوف، حليفٌ لبني مخزوم، وكان من مُهاجِرة الحبشةِ الهجرةَ الثانية، وقالوا: آخَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين معتِّب ابن الحمراء وثعلبةَ بن حاطِب، وشهد معتِّب بدرًا وأُحدًا والخندقَ والمشاهدَ كلَّها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات سنة سبع وخمسين وهو يومئذٍ ابن ثمانٍ وسبعين سنة.
ذكرُ شدَّاد بن أوس الأنصاري رضي الله عنه
-
6263 -
أخبرني أحمد بن سهل الفقيه ببُخَارَى، حَدَّثَنَا صالح بن محمد بن حَبيب الحافظ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن المنذر الحِزَامي قال: مات شدَّادُ بن أَوْس بن ثابت بن المنذِر
(1)
حديث صحيح لكن من حديث جرير بن عبد الله البجلي، وهذا إسناد ضعيف لضعف بريدة بن سفيان، وأغلب الظن أنه هو الذي أخطأ فيه فجعله من حديث أبي اليسر، وهذا الطريق انفرد به المصنّف ولم نقف عليه عند غيره.
وقد أخرج هذا الحديث بلفظه النسائي (7752)، والبيهقي 9/ 13، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 349 - 350 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن أبي نخيلة البجلي، عن جرير بن عبد الله. وهذا إسناد صحيح، إلّا أنه قد اختُلف في ذكر أبي نخيلة في الإسناد على ما هو مبيَّن في "مسند أحمد"(31/ 19153).
وقد روي نحوه من غير وجه عن جرير بن عبد الله، وأصله في البخاري (57) و (58) ومسلم (56).
ابن حَرَام، يُكنى أبا يعلى، وكان نَزَل بفِلَسطينَ، ومات سنة ثمان وخمسين وهو ابن خمسٍ وسبعين.
6264 -
حَدَّثَنَا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا العبّاس بن محمد الدُّورِي، حَدَّثَنَا يحيى بن مَعِين، حَدَّثَنَا حجَّاج بن محمد الأعوَر قال: قال أبو مَعشَر: وهَلَكَ أبو هريرة وشدَّادُ بن أوس سنةَ ثمانٍ وخمسين.
ذكرُ أبي هريرة الدَّوْسي رضي الله عنه
-
وقد كَثُر الخلافُ في اسمه واسم أبيه:
6265 -
فحدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الجبار، حَدَّثَنَا يونس بن بُكَير، عن ابن إسحاق قال: حدثني بعضُ أصحابي، عن أبي هريرة قال: كان اسمي في الجاهلية عبدَ شمسِ بنَ صَخْر، فسُمِّيتُ في الإسلام عبدَ الرحمن، وإنما كَنَّوني بأبي هريرة لأني كنت أَرعى غنمًا لأهلي، فوجدتُ أولادَ هِرٍّ وحشيّةٍ فجعلتُها في كُمِّي، فلما رُحْتُ عنهم وسُمِعَت أصواتُ الهرِّ من حِجْري، فقالوا: ما هذا يا عبدَ شمس؟ فقلت: أولادُ هرٍّ وجدتُها، قالوا: فأنت أبو هُريرة، فلَزِمَتني بعدُ
(1)
.
قال ابن إسحاق: وكان أبو هريرة وَسيطًا في دَوْسٍ حيث يحبُّ أن يكونَ منهم.
6266 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حَدَّثَنَا الفضل بن محمد، حَدَّثَنَا إبراهيم بن المنذر الحِزَامي، حَدَّثَنَا سفيان بن حمزة الأسلَميّ، عن كَثير بن زيد، عن الوليد
(1)
إسناده ضعيف لإبهام راويه عن أبي هريرة.
وهو في "سيرة ابن إسحاق" برواية يونس برقم (445)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 67/ 298.
وأخرج الترمذي (3840) من طريق عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة قال: كنت أرعى غنم أهلي، فكانت لي هريرة صغيرة فكنت أضعها بالليل في شجرة، فإذا كان النهار ذهبتُ بها معي ولعبت بها، فكنوني أبا هريرة. وحسَّنه الترمذي، وهو كما قال.
ابن رَبَاح، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَدعُوني أبا هرٍّ، ويَدعُوني الناسُ أبا هُريرة
(1)
.
6267 -
حدثني أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العَدْل، حَدَّثَنَا عمر بن حفص السَّدُوسي، حَدَّثَنَا عاصم بن علي، حَدَّثَنَا أبو مَعشَر، عن سعيد المَقبُري، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَدعُوني أبا هرٍّ، ويَدعُوني الناسُ أبا هُريرة
(2)
.
6268 -
حدثني أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العَدْل، حَدَّثَنَا عمر بن حفص السَّدُوسي، حَدَّثَنَا عاصم بن علي، حَدَّثَنَا أبو مَعشَر، عن سعيد المَقبُري، عن أبي هريرة قال: لأَنْ تُكنُّوني بالذَّكَر أحبُّ إليَّ من أن تكنُّوني بالأنثى
(3)
.
6269 -
حَدَّثَنَا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حَدَّثَنَا محمد بن مَندَهْ الأصبهاني، حَدَّثَنَا بكر بن بكَّار، حَدَّثَنَا عمر بن علي بن مُقدَّم، حَدَّثَنَا سفيان بن حسين عن الزُّهْري، عن المُحرَّر بن أبي هريرة قال: كان اسمُ أبي عبدَ عمرِو بنَ عبدِ غَنْم
(4)
.
(1)
إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل كثير بن زيد الأسلمي. الفضل بن محمد: هو ابن المسيب الشعراني.
وأخرجه ابن عساكر 67/ 313 من طريقين عن سفيان بن حمزة، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده.
وقد ثبت عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث أنه ناداه بأبي هرٍّ، انظر "صحيح البخاري"(285) و (5375) و (6246).
(2)
حسن بما قبله، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر: وهو نَجيح بن عبد الرحمن السِّندي.
(3)
إسناده ضعيف لضعف أبي معشر.
وأخرج نحوه ابن أبي خيثمة في السفر الثاني من "تاريخه"(1561)، ومن طريقه ابن عساكر 67/ 313 عن محمد بن بكار الرصافي، عن أبي معشر، عن محمد بن قيس قال: كان أبو هريرة
…
فذكره. ومحمد بن قيس لا يعرف روى عنه غير أبي معشر.
(4)
إسناده ضعيف لضعف رواية سفيان بن حسين عن الزهري. ومحمد بن منده الأصبهاني ضعيف، لكن تابعه محمد بن يحيى بن بكر بن بكار عند النسائي (319)، وكذا تابعه غيره عند =
6270 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الجبار، حَدَّثَنَا يونس بن بُكَير، عن ابن إسحاق، حدثني بعضُ أصحابي، عن أبي هريرة قال: كان اسمي في الجاهلية عبدَ شمسِ بن صَخْر، فسمَّاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن
(1)
.
6271 -
وحدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا أحمد بن عيسى التَّنِّيسي، حَدَّثَنَا عمرو بن أبي سَلَمة، عن سعيد بن عبد العزيز قال: كان اسم أبي هريرة عبدَ غَنْم
(2)
.
6272 -
سمعتُ أبا علي الحافظ يقول: سمعت أبا بكر محمدَ بن إسحاق يقول: سمعت محمدَ بن يحيى يقول: سمعت أبا مُسهِر يقول: أبو هريرة اسمه عليُّ بن عبدِ شمس.
قال محمد بن يحيى: وسمعت أحمدَ بن حَنبَل يقول: حَدَّثَنَا أبو عُبيدة الحدَّاد قال: اسم أبي هريرة عبدُ الله
(3)
.
= ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2424) وأبي نعيم في "معرفة الصحابة"(4741)، وبكر بن بكار ليس بذاك القوي، لكن تابعه محمد بن أبي بكر المقدمي عند ابن أبي الدنيا في "الإشراف في منازل الأشراف"(168).
(1)
إسناده ضعيف لإبهام الواسطة بين ابن إسحاق وأبي هريرة. وهو بعض الخبر السابق عند المصنّف برقم (6265).
وروى البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 132، والدولابي في "الكنى"(354) و (1062) من طريق الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عبد شمس من الأزد من دوس
…
وهذا إسناد حسن. وهو أحسن شيء في تسمية أبي هريرة، والله تعالى أعلم.
(2)
تحرَّف في (ب) إلى: غانم.
وأحمد بن عيسى التنيسي ضعيف صاحب مناكير.
(3)
محمد بن يحيى: هو الذُّهلي، وأبو مسهر: هو عبد الأعلى بن مسهر، وأبو عبيدة الحداد: هو عبد الواحد بن واصل.
6273 -
أخبرني الحسين بن الحسن بن أيوب، حَدَّثَنَا أبو حاتم الرازي، حَدَّثَنَا عبد العزيز بن عبد الله الأُوَيْسي، حَدَّثَنَا ابن لَهِيعة، عن يزيد بن أبي حبيب قال: اسم أبي هريرة عبدُ نُهْم بن عامر.
6274 -
أخبرني عبد الله بن غانم الصَّيدَلاني، حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم العَبْدي، حَدَّثَنَا يحيى بن بُكَير قال: مات أبو هريرة بالعَقِيق، واسمه عبد الله بن عمرو، ومن الناس من يقول: ابن عبد العُزَّى.
6275 -
أخبرني محمد بن المؤمَّل، حَدَّثَنَا الفضل بن محمد، حَدَّثَنَا أحمد بن حَنبَل قال: وأبو هريرة يقال: عبدُ شمس، ويقال: عبدُ نُهْم، ويقال: عبدُ غَنْم، ويقال: سُكَين
(1)
.
6276 -
فأخبرني محمد بن يعقوب الحافظ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الثَّقَفي، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الملك بن زَنجوَيَهِ، حَدَّثَنَا ابن عائشةَ
(2)
قال: اسم أبي هريرة سُكَين.
فقد استقرَّ هذا الخلافُ في اسم أبي هريرة على تسعة أوجُه أصحُّها عندي في الجاهلية عبدُ شمس، وفي الإسلام عبدُ الرحمن، وكذلك سِنُّه مختلف فيه:
6277 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا العبّاس بن محمد الدُّورِي، حَدَّثَنَا يحيى بن مَعِين، حَدَّثَنَا حَجَّاج الأعور، حَدَّثَنَا أبو مَعشَر
(3)
قال: هَلَكَ أبو هريرة
(1)
وروى هذا عن أحمد بن حنبل أيضًا ابن أبي خيثمة في السفر الثاني من "تاريخه"(1555).
(2)
هو عبيد الله بن محمد بن حفص القرشي التيمي، ويعرف أيضًا بالعَيْشي وبالعائشي، لأنَّهُ من ولد عائشة بنت طلحة بن عبيد الله، وهو إمام عالم أخباري ثقة. انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 10/ 564.
(3)
حجاج الأعور: هو حجاج بن محمد المصِّيصي، وأبو معشر: هو نجيح بن عبد الرحمن السِّندي.
في إمارةِ معاوية سنةَ ثمانٍ وخمسين، ومات في تلك السنة سعيدُ بن العاص وعائشةُ وسعدُ بن مالك.
6278 -
أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، حَدَّثَنَا محمد بن سليمان بن فارس، حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل
(1)
، حَدَّثَنَا الحسن بن واقعٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرة بن رَبِيعة قال: مات أبو هريرة سنة ثمانٍ وخمسين، ويقال: مات سنةَ تسعٍ وخمسين وهو ابن ثمانٍ وسبعين سنة.
6279 -
أخبرني قاضي القُضاة أبو الحسن محمد بن صالح، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد المُستَعِيني
(2)
، حَدَّثَنَا عبد الله بن عليٍّ بن المَدِيني، حَدَّثَنَا أَبي، حَدَّثَنَا سفيان بن عُيَينة، عن هشام بن عُرْوة قال: مات أبو هريرة سنةَ سبعٍ وخمسين.
6280 -
حدثني محمد بن العبّاس الشَّهيد، حَدَّثَنَا حاتم بن مَحبُوب السَّامِيّ، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن العلاء، حَدَّثَنَا سفيان، عن هشام بن عُرْوة قال: مات أبو هريرة سنةَ خمسٍ وسبعين
(3)
.
(1)
هو البخاري، وهذا في كتابيه "التاريخ الكبير" 6/ 132 و "التاريخ الأوسط" 1/ 652 دون قوله: ويقال: مات سنة تسع وخمسين
…
إلخ، ونقل في "الكبير" عن ابن إسحاق قال: مات سنة تسع وخمسين.
(2)
كذا وقع مسمًّى هنا، وهو مقلوب، صوابه: محمد بن عبد الله المستعيني، ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 467 ووثَّقه.
ونقل قول هشام بن عروة هذا أيضًا البخاري في "تاريخه الكبير" 6/ 132 عن أحمد بن أبي الطيِّب عن سفيان بن عيينة.
(3)
في المطبوعة الهندية وما اعتمد عليها من الطبعات: سنة خمس وخمسين، وهو خطأ، والتصويب من (ز) و (م) و (ب) إلَّا أنه أضاف في (م) بخط مغاير واوًا إلى "سنه"، وفي (ص): وسنه خمس وسبعون، على إرادة تقدير عمره، والصواب ما في (ز) و (ب).
فقد أخرجها ابن عساكر في "تاريخه" 67/ 388 من طريق يحيى بن صاعد، عن عبد الجبار بن العلاء، بهذا الإسناد. ونصَّ على أنَّ التاريخ انقلب فيها، ثم قال: ولا شكَّ أنه أراد أن يقول: سبع وخمسين، فقال: خمس وسبعين.
6281 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا الحسن بن الجَهْم، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عمر قال: تُوفِّيَ أبو هريرة سنةَ تسع وخمسين في آخر إمارة معاوية، وكان له يومَ تُوفِّيَ ثمانٍ وسبعون سنةً، وصلى عليه الوليد بن عُتْبة وهو أميرُ المدينة، ومروانُ يومئذٍ معزولٌ عن عمل المدينة، فحدَّثَني ثابتُ بن قيس عن ثابت بن مِشحَل قال: كتب الوليدُ إلى معاوية يخبرُه بموت أبي هريرة، فكتب إليه: انظُرْ مَن تَرَكَ فادفَعْ إلى وَرَثَتِه عشرةَ آلافِ درهم، وأَحسِنْ جِوارَهم، وافعَلْ إليهم معروفًا، فإنه كان ممَّن نَصَرَ عثمانَ، وكان معه في الدَّار، رحمه الله
(1)
.
6282 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا الحسين بن حفص، حَدَّثَنَا حمّاد بن شعيب، عن إسماعيل بن أُمية، أنَّ محمد بن قيس بن مَخرَمة حدَّثه: أنَّ رجلًا جاء زيدَ بنَ ثابت فسأله عن شيء، فقال له زيد: عليكَ بأبي هريرة، فإنه بَيْنا أنا وأبو هريرة وفلانٌ في المسجد ذاتَ يومٍ ندعو الله تعالى ونَذكُر رَبَّنَا، خَرَجَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتَّى جَلَسَ إلينا، قال: فجلس وسكَتْنا
(2)
، فقال:"عُودُوا للذي كنتُم فيه"، قال زيد: فدعوتُ أنا وصاحبِي قبلَ أبي هريرة، وجعل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُؤمِّن على دعائنا، قال: ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهمَّ إني أسألُك مثلَ الذي سأَلك صاحبايَ هذان، وأسألُك عِلمًا لا يُنسَى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"آمين"، فقلنا: يا رسول الله، ونحن نسألُ الله عِلمًا لا يُنسَى، فقال:"سَبَقَكما بها الدَّوْسِيُّ"
(3)
.
(1)
ثابت بن قيس شيخ محمد بن عمر الواقدي فيه: هو الغفاري مولاهم أبو الغُصن المدني، ليس به بأس، وثابت بن مِشحل: هو مولى أبي هريرة، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات".
ورواه عن الواقدي ابن سعد في "الطبقات" 5/ 257، ومن طريقه ابن عساكر 67/ 391.
(2)
في نسخنا الخطية: وسكت، والصواب ما أثبتنا كما وقع عند النسائي والطبراني.
(3)
إسناده ضعيف لضعف حماد بن شعيب، وبه أعلَّه الذهبي في "التلخيص"، وقد أخطأ فيه فجعله من رواية محمد بن قيس بن مخرمة، والصواب أنه من رواية محمد بن قيس المدني القاص - وهو قاصُّ عمر بن عبد العزيز - عن أبيه قيس المدني: أنَّ رجلًا جاء زيد بن ثابت
…
هكذا رواه الفضل بن العلاء عن إسماعيل بن أمية فيما أخرجه النسائي (5839) والطبراني في =
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6283 -
حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا العبّاس بن محمد الدُّورِي، حَدَّثَنَا أبو النَّضْر، حَدَّثَنَا أبو الأَحوَص، عن زيد العَمِّي، عن أبي الصِّدّيق الناجِيّ، عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبو هريرةَ وِعاءُ العِلْم"
(1)
.
6284 -
حَدَّثَنَا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن شَبِيب المَعمَري، حَدَّثَنَا عبد الرحمن
(2)
بن صالح الأَزْدي، حَدَّثَنَا خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن عائشة: أنها دَعَتْ أبا هريرة فقالت له: يا أبا هريرةَ، ما هذه الأحاديثُ التي تَبلُغُنا أنك تحدِّث بها عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ هل سمعتَ إِلَّا ما سَمِعْنا، وهل رأيتَ إلَّا ما رأَيْنا؟ قال: يا أُمَّاه، إنه كان يَشغلُكِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم المِرآةُ والمُكحُلَةُ والتصنُّعُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإني واللهِ ما كان يَشغَلُني عنه شيء
(3)
.
= "الأوسط"(1228). والفضل هذا صدوق حسن الحديث، وإسماعيل بن أمية ومحمد بن قيس القاص ثقتان، وأما قيس فمجهول لم يرو عنه غير ابنه محمد، ولم يؤثر فيه جرح أو تعديل.
(1)
إسناده واعٍ، وقوله في الإسناد: أبو الأحوص، وهمٌ وتخليط، ولعلَّه من المصنّف نفسه، فإنَّ هذا الحديث لا يعرف إلّا من رواية سلّام عن زيد العمِّي، فكأنه لما رأى سلّامًا في الإسناد ظنه أبا الأحوص الحنفي الكوفي الثقة، وليس كذلك، فإنَّ سلامًا هذا هو ابن سليم أو ابن سلم أو ابن سليمان التميمي أبو سليمان، ويقال: أبو أيوب المدائني، المعروف بسلّام الطويل، وهو المعروف بالرواية عن زيد العمي وعنه أبو النضر هاشم بن القاسم، وهو متروك الحديث، واتهمه الحاكم في كتابه "المدخل إلى الصحيح" في ذكر المجروحين (73) بأنه يروي أحاديث موضوعة، وشيخه زيد العمي - وهو ابن الحَوَاري - ضعيف.
وأخرجه العقيلي في ترجمة سلام بن سلم المدائني من "الضعفاء"(616)، وابن الأعرابي في "المعجم"(2192)، والآجري في "الشريعة"(1165) و (1166)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 21/ 413 و 413 - 414 من طرق عن سلام الطويل المدائني، عن زيد العمي، به - ضمن حديث أطول ممّا هنا.
(2)
تحرَّف في (ب) إلى: عبد الله.
(3)
إسناده حسن من أجل عبد الرحمن الأزدي وشيخه خالد بن سعيد. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6285 -
حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا معاذ بن المثنَّى العَنبَري، حَدَّثَنَا يحيى بن مَعِين، حَدَّثَنَا وَكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح قال: كان أبو هريرة من أحفظِ أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
6286 -
أخبرني بكر بن محمد الصَّيرَفي بمَرْوٍ، حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد الجَمّال، حَدَّثَنَا أبو رَبِيعة فَهْد بن عَوف، حَدَّثَنَا عبد العزيز بن المختار، عن عبد الله الداناجِ قال: أنبأني أبو رافع قال: سمعت أبا هريرة يقول: حَفِظتُ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديثَ ما حدَّثتُكم بها، ولو حدَّثتُكم بحديثٍ منها لرَجمتُموني بالحجارة
(2)
.
= وأخرجه بنحوه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 314 و 5/ 239 - ومن طريقه ابن عساكر 67/ 353 - من طريقين عن عمرو بن يحيى بن سعيد الأُموي، عن جدِّه سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، وعمرو ثقة.
وأخرجه كذلك ابن عساكر 67/ 353 من طريق إسحاق بن سعيد بن عمرو، عن أبيه.
(1)
إسناده صحيح. الأعمش: هو سليمان بن مهران وأبو صالح هو ذكوان السَّمّان، وهو من المكثرين في الرواية عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد في "العلل"(4088)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 133، وابن عساكر 67/ 339 من طريق وكيع به.
(2)
خبر صحيح، وهذا إسناد ضعيف جدًّا من أجل فهد بن عوف، فهو متروك، لكن لخبر أبي هريرة هذا طرق أخرى يتقوَّى بها.
فقد أخرج نحوه أحمد في "مسنده" 16/ (10959) من طريق جعفر بن بُرقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة قال: لو حدثتكم بكل ما سمعت من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لرميتموني بالقِشَع ولما ناظرتموني. وإسناده قوي. والقِشَع: جمع قَشْع أو قَشْعة، وهي ما يُقشَع (أي: يُقلَع) عن وجه الأرض من المدر والحجر.
ومعناه عند ابن سعد 2/ 314 و 5/ 236 من طريق محمد بن هلال، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وإسناده حسن في المتابعات والشواهد.
وعند ابن سعد أيضًا، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 486 من طريق سليمان بن حرب، عن أبي هلال الراسبي، عن الحسن البصري، عن أبي هريرة. وإسناده حسن لولا أنه منقطع =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6287 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حَدَّثَنَا الحسين بن الفضل البَجَلي، حَدَّثَنَا هَوْذة بن خَليفة، حَدَّثَنَا عَوف، عن سعيد بن أبي الحسن قال: لم يكن أَحدٌ من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أكثرَ حديثًا عنه من أبي هريرة، وإنَّ مروانَ بَعَثَه على المدينة وأراد حديثَه، فقال: ارْوِ كما رَوَينا، فلما أَبى عليه تَغفَّلَه فأَقعَدَ له كاتبًا، فجعل أبو هريرة يحدِّث ويكتب الكاتبُ حتَّى استَفرَغَ حديثَه أجمعَ، فقال مروان: تَعلمُ أنَّا قد كتبنا حديثَك أجمعَ؟ قال: أوَقَد فعلتُم، وإنْ تُطِيعُني
(1)
تَمحُهُ؟ قال: فمَحَاه
(2)
.
6288 -
حدَّثَناه أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا إبراهيم بن سليمان البُرُلُّسي
(3)
، حَدَّثَنَا سليمان بن حَرْب، حَدَّثَنَا حمّاد بن زيد، حَدَّثَنَا عمرو بن عُبيد، حَدَّثَنَا أبو الزُّعَيزِعة كاتبُ مروان بن الحَكَم: أنَّ مروانَ دعا أبا هريرة، فأقعَدَني خلفَ السَّرير، وجعل يسألُه وجعلتُ أكتب، حتَّى إذا كان عندَ رأس الحَوْل دعا به فأقعَدَه وراءَ الحِجَاب، فجعل يسألُه عن ذلك، فما زادَ ولا نقصَ، ولا قدَّمَ ولا أخَّر
(4)
.
= بين الحسن وأبي هريرة، فإنه لم يسمع منه.
وانظر "صحيح البخاري"(120).
(1)
حقُّ "إنْ" هنا أن تجزم الفعل بعدها، لكنها قد تُحمَل على "لو" فترفع الفعل بعدها، انظر "شواهد التوضيح" لابن مالك ص 19.
(2)
إسناده قوي. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وسعيد بن أبي الحسن: هو أخو الحسن البصري.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تقييد العلم" ص 41 من طريق أحمد بن الخليل البُرجلاني، عن هوذة بن خليفة بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضًا من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن عوف، به.
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: النرسي. والبُرُلُّسي: نسبة إلى البرلّس بليدة من سواحل مصر، واختُلف في ضبط الباء والراء، فضمّهما السمعاني في "الأنساب"، وفتحهما ياقوت الحموي في "معجم البلدان". وانظر ترجمة إبراهيم هذا في "سير أعلام النبلاء" 2/ 612.
(4)
إسناده ضعيف لجهالة عمرو بن عبيد: وهو الأنصاري كما جاء مقيدًا عند غير المصنّف، =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6289 -
أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى، حَدَّثَنَا محمد بن أيوب، أخبرنا يحيى بن المغيرة السَّعْدي، حَدَّثَنَا جَرِير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حُذَيفة قال: قال رجل لابن عمر: إنَّ أبا هريرة يُكثِرُ الحديثَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ابن عمر: أُعِيذُك بالله أن تكونَ في شكٍّ مما يجيءُ به، ولكنه اجتَرأَ وجَبُنَّا
(1)
.
6290 -
أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى، حَدَّثَنَا محمد بن أيوب، أخبرنا إبراهيم بن سعيد الجَوهَري، حَدَّثَنَا معاذ بن محمد بن معاذ بن أُبيِّ بن كعب، عن أبيه، عن جدِّه، عن أُبيِّ بن كَعْب قال: كان أبو هريرة جريئًا على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، يسألُه عن أشياءَ لا نسألُه عنها
(2)
.
= وعمرو هذا لم يرو عنه غير حماد بن زيد، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وشيخه أبو الزعيزعة - ويقال: أبو الزعزعة - جهّله أبو حاتم الرازي كما في "الجرح والتعديل" 9/ 375.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "المتفق والمفترق"(1164)، وابن عساكر 20/ 89 و 67/ 340 من طريق أبي العبّاس محمد بن يعقوب الأصم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في الكنى من "التاريخ الكبير" 9/ 33 عن سليمان بن حرب، به.
(1)
رجاله ثقات. محمد بن أيوب هو ابن الضُّريس، وجرير: هو ابن عبد الحميد، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وحذيفة: هو ابن اليمان، ويغلب على الظن أن يكون ذكرُ حذيفة فيه مزيدًا على سبيل الوهم - كما قال المعلمي اليماني في "الأنوار الكاشفة" ص 165 - ولأبي وائل رواية وسماع عن عبد الله بن عمر، والله أعلم.
وهذا الخبر تفرَّد به بهذا الإسناد المصنّف، وقد رواه عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن أبي صالح في حديث رواه عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر، فبلغ ذلك ابنَ عمر فقال: أكثرَ أبو هريرة على نفسه، قال: فقيل لابن عمر: هل تنكر شيئًا ممّا يقول؟ قال: لا، ولكنه اجترأ وجَبُنّا. أخرجه أبو داود (1261) وابن حبان (2468). ورجاله ثقات.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة محمد بن معاذ وأبيه.
وأخرجه ابن حبان (7155) عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، عن إبراهيم بن سعيد =
6291 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا محمد بن عيسى بن السَّكَن، حَدَّثَنَا عمرو بن عَوْن، حَدَّثَنَا هُشَيم، عن يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن الجُرَشي، عن ابن عمر: أنه مرَّ بأبي هريرة وهو يُحدَّث عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "مَن تَبِعَ جِنازةً فله قِيراطٌ، فإن شَهِدَ دفنَها فله قيراطانِ، القيراطُ أعظمُ من أُحدٍ".
فقال ابن عمر: يا أبا هِرٍّ، انظرْ ما تحدِّثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام إليه أبو هريرة حتَّى انطَلَقَ إلى عائشة، فقال لها: يا أمَّ المؤمنين، أَنشُدُكِ الله، أسمعتِ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"مَن تَبِعَ جنازةً فصلَّى عليها فله قيراطٌ، وإن شهدَ دفنَها فله قيراطانِ"؟ فقالت: اللهمَّ نعم، فقال أبو هريرة: إنه لم يكن يَشغَلُنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غَرْسٌ، ولا صَفْقٌ بالأسواق، إنما كنت أطلُبُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمةً يُعلِّمُنِيها أو أُكْلةً يُطعِمُنِيها، فقال ابن عمر: يا أبا هريرة، كنتَ أَلزمَنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمَنا بحديثِه
(1)
.
= الجوهري، عن محمد بن عيسى بن الطباع، عن عن معاذ بن بن محمد بن معاذ، عن أبيه، عن جده، عن أبي بن كعب. وجدُّه هو محمد بن أبي بن كعب، فمعاذ اسمه معاذ بن محمد بن معاذ بن محمد بن أبي بن كعب، وزاد ابن حبان بين إبراهيم الجوهري ومعاذٍ محمدَ بنَ عيسى بن الطباع.
وأخرجه في أول حديث مطوَّل عبدُ الله بن أحمد في زياداته على "المسند" 35/ (21261) من طريق يونس بن محمد المؤدب، عن معاذ بن محمد بن معاذ، به.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات إلّا أنَّ رواية الوليد بن عبد الرحمن الجرشي له عن ابن عمر وأبي هريرة على وجه الإرسال، فإنه لا يصح له عن أحد من الصحابة سماع كما قال ابن حبان في "مشاهير علماء الأنصار"(1462).
وأخرجه أحمد 8/ (4453) عن هشيم بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أحمد أيضًا 14 / (9016) من طريق حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، به.
وأخرجه مختصرًا البخاري (1323 - 132)، ومسلم (945)(55) من طريق جرير بن حازم، عن نافع قال: قيل لابن عمر: إنَّ أبا هريرة يقول
…
فذكر نحوه مختصرًا.
وأخرجه كذلك مسلم (945)(56)، وأبو داود (3169)، وابن حبان (3079) من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن ابن عمر وأبي هريرة بنحو هذه القصة. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6292 -
حدثني أبو زُرْعةَ الرازي، حَدَّثَنَا بكر بن أحمد بن حَفْص، حَدَّثَنَا محمد بن العبّاس الصَّيدَلاني، حَدَّثَنَا أبو مروان عبدُ الملك بن صالح القُرَشي، حَدَّثَنَا صالح بن قُدَامة، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: المِدادُ في ثوب طالبِ العِلْم مثلُ الخَلُوق في صدر الجارية البِكْر
(1)
.
6293 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، أخبرنا ابن وهب، أخبرني ابن لَهِيعة، عن عُبيد الله بن أبي جعفر، عن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أُمَيَّة الضَّمْري، عن أبيه قال: حدَّثتُ عن أبي هريرة بحديث فأنكَرَه، فقلت: إني قد سمعتُه منك، قال: إن كنتَ سمعتَه مني فإنه مكتوبٌ عندي، فأَخذ بيدي إلى بيته، فأَراني كتبًا من كُتبِه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَ
= وكذلك أخرجه أحمد (16/ 10468)، والترمذي (1040) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة وابن عمر.
وأخرج القطعة الأخيرة منه الترمذي (3836) عن أحمد بن منيع، عن هشيم، به. وفيه تصريح هشيم بسماعه من يعلى بن عطاء. وقال الترمذي: حديث حسن.
وحديث أبي هريرة وحده دون القصة أخرجه أحمد 12 / (7188) و (7353) و 13/ (7690) و 14 / (8265) و 15/ 9208) و (9551) و 16 / (9904) و (10142) و (10758) و (10875)، والبخاري (47) و (1325)، ومسلم (945)(52 - 54)، وأبو داود (3168)، وابن ماجه (1539)، وابن حبان (3078) و (3080) من طرق عن أبي هريرة.
وفي الباب من الشواهد عن غير واحد من الصحابة مذكورة في عملنا على "المسند" 8/ (4453).
القيراط: مقدار معلوم من الأجر عند الله عز وجل.
والأُكْلة، بالضم: اللُّقمة الواحدة، وبالفتح: المرة الواحدة من الأكل حتَّى تُشبع.
(1)
إسناده واهٍ كما قال الذهبي في "تلخيصه"، محمد بن العبّاس الصيدلاني: هو أبو بكر العطار كما في "تاريخ دمشق" لابن عساكر 53/ 313 قال: حدّث بغرائب، وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 590: روى أخبارًا زائفة وغير ذلك من الطامات، ليس بثقة ولا بمعتمد. وأما عبد الملك بن صالح فلم نقف له على ترجمة. أبو زرعة: هو أحمد بن الحسين بن علي الرازي الصغير.
ذلك الحديث، فقال: قد أخبرتُك إني إن كنت حدَّثتُك به فهو مكتوبٌ عندي
(1)
.
6294 -
أخبرني أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مِهْران، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا عمرو بن عثمان، حَدَّثَنَا بقيَّة، عن سليمان الأنصاري، عن محمد بن سِيرِين، عن أبي هريرة قال: إذا سمعتَ في الحديث: كان يقول
(2)
، فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم
(3)
.
6295 -
حَدَّثَنَا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حَدَّثَنَا إسماعيل بن أبي أُوَيس، حدثني ابن أبي الزِّناد، عن أبيه، عن محمد بن عُمارة بن عمرو بن حَزْم: أنه قَعَدَ في مجلسٍ فيه أبو هريرة، وفيه مَشْيَخة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعةَ عشرَ رجلًا، فجعل أبو هريرة يحدِّثُهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يُنكِره بعضُهم ويَعرِفه البعضُ، حتَّى فعل ذلك مِرارًا، فعرفتُ يومئذٍ أن أبا هريرة أحفظُ الناسِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(4)
.
(1)
خبر منكر وإسناده ضعيف لجهالة الحسن بن عمرو بن أمية، فلم نقف له على ترجمة، وابنه الفضل لم يؤثر توثيقه عن أحد غير العجلي وابن حبان، وابن لَهِيعة - وهو عبد الله - سيئ الحفظ، وقال الذهبي في "تلخيصه": هذا منكر لم يصح.
وهو في "مسند ابن وهب"(137) من رواية أبي العبّاس محمد بن يعقوب الأصم، عن ابن عبد الحكم.
وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"(422) من طريق سحنون، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
والصحيح عن أبي هريرة أنه لم يكن يكتب، فقد أخرج أحمد 12 / (7389) والبخاري (113) وغيرهما عنه أنه قال: ما من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثًا عنه مني، إلّا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب.
(2)
في (م) و (ص): كان يقال، والمثبت من (ز) و (ب).
(3)
إسناده ضعيف جدًّا، بقية - وهو ابن الوليد - ليس بالقوي، وشيخه سليمان الأنصاري: هو سليمان بن أرقم مولى الأنصار، وهو متروك.
(4)
إسناده حسن من أجل إسماعيل بن أبي أويس وشيخه ابن أبي الزناد: وهو عبد الرحمن بن أبي الزناد. =
6296 -
حدثني محمد بن عُبيدٍ الفقيه أخبرنا أبو حامد الشَّرْقي ومَكّي بن عَبْدَان قالا: حَدَّثَنَا أبو الأزهَر، حَدَّثَنَا وهب بن جَرِير، حَدَّثَنَا أبي قال: سمعتُ محمد بن إسحاق يحدِّث عن محمد بن إبراهيم التَّيْمي، عن أبي أَنس مالك بن أبي عامر قال: كنت عند طلحةَ بن عبيد الله، فدخل عليه رجلٌ فقال: يا أبا محمد واللهِ ما ندري هذا اليَمانِي أعلمُ برسول الله صلى الله عليه وسلم أم أنتم؟ يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل - يعني أبا هريرة -! فقال طلحة: والله ما نَشُكُّ أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع، وعَلِمَ ما لم نعلم إنَّا كنَّا قومًا أغنياءَ لنا بيوتٌ وأهْلُونَ، كنّا نأتي نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم طَرَفَي النهار ثم نَرجِع، وكان أبو هريرة مِسكينًا لا مالَ له ولا أهلَ ولا ولدَ، إنما كانت يدُه مع يدِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وكان يَدُور معه حيثُ ما دار، ولا نشكُّ أنه قد عَلِم ما لم نعلم، وسَمِع ما لم نسمع، ولم يتَّهِمْه أحدٌ منا أن يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
6297 -
حَدَّثَنَا أحمد بن كامل بن خَلَف القاضي، حَدَّثَنَا عبد الله بن رَوْح المدائني، حَدَّثَنَا شَبَابةُ بن سَوّار، حَدَّثَنَا عاصم بن محمد، عن أبيه قال: رأيتُ أبا هريرة يَخرُج يومَ الجمعة فيَقبِضُ على رُمَّانتَي المِنبَر قائمًا، ويقول: حَدَّثَنَا أبو القاسم رسولُ الله الصادقُ المصدوقُ صلى الله عليه وسلم، فلا يزالُ يحدِّث حتَّى إذا سَمِعَ فَتْحَ بابِ المقصورة لخروج الإمام للصلاة جَلَسَ
(2)
.
= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 186 - 187، وابن عساكر 67/ 339 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، بهذا الإسناد.
(1)
إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق. أبو الأزهر: هو أحمد بن الأزهر النيسابوري.
وأخرجه الترمذي (3837) من طريق محمد بن سلمة الحراني عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب.
(2)
إسناده صحيح. وقد سلف برقم (372) من طريق أحمد بن يونس عن عاصم بن محمد بن زيد.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
قد تحرَّيتُ الابتداءَ من فضائل أبي هريرة لحفظِه لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وشهادةِ الصحابة والتابعين له بذلك، فإنَّ كلَّ مَن طَلَبَ حفظَ الحديث من أول الإسلام وإلى عصرِنا هذا فإنَّهم من أتباعِه وشِيعتِه، إذْ هو أوّلُهم وأحقُّهم باسم الحِفْظ.
6298 -
وقد أخبرني عبد الله بن محمد بن زياد العَدْل قال: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق الإمامَ يقول؛ وذَكَرَ أبا هريرة فقال: كان من أكثر أصحابِه عنه روايةً فيما انتَشَرَ من روايتِه وروايةِ غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مَخارِجَ صِحاحٍ.
قال أبو بكر: وقد روى عنه أبو أيّوب الأنصاريُّ مع جلالةِ قَدْرِه ونزول رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده.
6299 -
حدَّثَناه
(1)
إبراهيم بن بِسْطامَ الزَّعفَراني، حَدَّثَنَا سعيد بن سفيان الجَحْدَري، حَدَّثَنَا شُعبة، عن أشعثَ بن أبي الشَّعثاء قال: سمعت أَبي يحدِّث قال: قَدِمتُ المدينةَ فإذا أبو أيوب يحدِّث عن أبي هريرة، فقلت: تحدِّثُ عن أبي هريرة وأنت صاحبُ مَنزِلةِ
(2)
رسول الله؟! فقال: لأَنْ أحدِّثَ عن أبي هريرة أحبُّ إليَّ من أن أحدِّثَ عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
(1)
القائل: حدثناه، هو أبو بكر بن خزيمة، فإنَّ إبراهيم بن بسطام من شيوخه، وقد روى عنه في "صحيحه"، وإبراهيم هذا ذكره ابن حبان في "ثقاته" 8/ 85.
(2)
المَنزِلة: موضع النزول يريد أنه صاحب موضع نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت الهجرة إلى المدينة.
(3)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل إبراهيم بن بسطام وشيخه سعيد الجحدري.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 136 - 137 من طريق علي بن إسماعيل بن حماد البزاز، عن إبراهيم بن بسطام، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخ دمشق" 1/ 545، وابن عساكر 67/ 358 من طرق عن شعبة، به.
قال الإمام أبو بكر: فمِن حِرْصِ أبي هريرة على العِلم روايتُه عمَّن كان أقلَّ روايةً عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم منه، حرصًا على العلم، فقد روى عن سهل بن سعدٍ الساعديّ:
6300 -
حدَّثَناه
(1)
إبراهيم بن المستمِرِّ البصري، حَدَّثَنَا عُبَيس
(2)
بن مرحوم العَطّار، حَدَّثَنَا حاتم بن إسماعيل، عن أبي بكر بن يحيى، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يُشهِرنَّ أحدكم على أخيه السيفَ، لعلَّ الشيطانَ يَنزِعُ في يده فيقعُ في حُفْرةٍ من حُفَر النار".
قال أبو هريرة: سمعتُه من سهل بن سعدٍ الساعديِّ سَمِعَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم
(3)
.
قال أبو بكر: فحِرصُه على العلم يَبْعَثُه على سماع خَبَرٍ لم يَسمعْه من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ممَّن هو أقلُّ روايةً عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
(4)
منه، وإنما يَتكلَّم في أبي هريرة لدَفْعِ أخباره مَن قد أَعمى اللهُ قلوبَهم فلا يَفهَمون معانيَ الأخبار:
إما معطِّلٌ جَهْميٌّ يسمع أخبارَه التي يرويها خلافَ مذهبِهم الذي هو كفرٌ، فيَشتِمون أبا هريرة ويَرمُونه بما اللهُ تعالى قد نزَّهَه عنه، تمويهًا على الرَّعَاعِ والسُّفَّل أنَّ أخباره لا تَثبُت بها الحُجَّةُ.
وإما خارجيٌّ يرى السيفَ على أمَّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ولا يرى طاعةَ خليفةٍ ولا إمام،
(1)
القائل: حدثناه، هو أبو بكر بن خزيمة أيضًا.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: عيسى. وانظر ترجمته في "الثقات" ممّن لم يقع في الكتب الستة" لقاسم بن قطلوبغا 7/ 63.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد فيه لِين من أجل أبي بكر بن يحيى بن النضر، فهو مجهول الحال.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5658) من طريق إسحاق بن إبراهيم الصواف، عن إبراهيم بن المستمر، عن يعقوب بن محمد الزهري، عن حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد. فجعل مكان عبيسٍ يعقوبَ بنَ محمد!
وأخرجه أحمد 13 / (8212)، والبخاري، (7072)، ومسلم (2617)، وابن حبان (5948) من طريق معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة. ولم يذكر فيه سهل بن سعد.
(4)
قوله: "ممَّن هو أقل رواية عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم " سقط من (ز) و (ب).
إذا سمع أخبَار أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خلافَ مذهبهم الذي هو ضلالٌ، لم يَجِدْ حِيلةً في دَفْع أخبارِه بحُجَّةٍ وبُرهانٍ، كان مَفزَعُه الوَقيعةَ في أبي هريرة.
أو قَدَريٌّ اعتَزلَ الإسلامَ وأهلَه، وكفَّر أهلَ الإسلام الذين يُثبِتون الأقدارَ الماضية التي قدَّرها الله تعالى وقَضَاها قبل كَسْب العبادِ لها، إذا نَظَرَ إلى أخبار أبي هريرة التي قد رواها عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في إثبات القَدَر، لم يَجِدْ حُجَّةً تؤيِّد
(1)
صحَّةَ مَقالتِه التي هي كفرٌ وشِركٌ، كانت حُجّتُه عند نفسه أنَّ أخبارَ أبي هريرة لا يجوز الاحتجاجُ بها.
أو جاهلٌ يتعاطى الفقهَ ويَطلُبه من غير مَظانِّه، إذا سمع أخبارَ أبي هريرة فيما يخالفُ مذهبَ من قد اجتَبى مذهبَه وأخباره تقليدًا بلا حُجّة ولا بُرهان، تكلَّم في أبي هريرة ودَفَعَ أخباره التي تخالف مذهبَه، ويحتجُّ بأخباره على مُخالفِيه إذا كانت أخبارُه موافقةً لمذهبه.
وقد أَنكَر بعضُ هذه الفِرَق على أبي هريرة أخبارًا لم يَفهَموا معناها أنا ذاكرٌ بعضَها بمشيئة الله عز وجل.
ذَكَرَ الإمامُ أبو بكر رحمه الله في هذا الموضع حديثَ عائشة الذي تقدَّم ذِكْري له
(2)
، وحديثَ أبي هريرة:"عُذِّبَت امرأةٌ في هرَّة"
(3)
، و"مَن كان مصلِّيًا بعد الجُمعة"
(4)
، وما يعارضُه من حديث ابن عُمر، والأمرَ بالوضوء ممَّا مَسَّت النارُ
(5)
، وذِكرُها والكلامُ عليها يَطُول.
(1)
في نسخنا الخطية: يريد، وما أثبتناه أوجهُ، ولعلَّ ما في نسخنا تحريف.
(2)
هو الحديث المتقدم برقم (6284).
(3)
أخرجه أحمد 13 / (7847) ومسلم (2243) وغيرهما.
(4)
أخرجه أحمد 12/ (7400) ومسلم (881) وغيرهما. وحديث ابن عمر عند أحمد 8/ (4591) ومسلم (882) وغيرهما.
(5)
أخرجه أحمد 13/ (7605) ومسلم (352) وغيرهما.
قال الحاكم رحمه الله: وأنا ذاكرٌ بمشيئةِ الله عز وجل في هذا روايةَ أكابر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين عن أبي هريرة، فقد روى عنه زيدُ بن ثابت، وأبو أيوب الأنصاريُّ، وعبد الله بن عبّاس، وعبد الله بن عُمر، وعبد الله بن الزُّبير، وأُبيُّ بن كعب، وجابر بن عبد الله، وعائشةُ، والمِسوَرُ بن مَخرَمة، وعُقْبة بن الحارث، وأبو موسى الأشعريُّ، وأنسُ بن مالك، والسائبُ بن يزيد، وأبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو أُمامةَ بن سهل، وأبو الطُّفيل، وأبو نَضْرة الغِفاري، وأبو رُهْم الغِفاري، وشدّاد بن الهادِ، وأبو حَدرَدٍ عبد الله بن حَدرَد الأسلمي، وأبو رَزِينٍ العُقَيلي، وواثلةُ بن الأسقَع، وقَبِيصة بن ذُؤيب، وعمرو بن الحَمِق، والحجّاج الأسلمي، وعبد الله بن عُكَيم، والأغرُّ الجُهَني، والشَّريد بن سُوَيد، رضي الله عنهم أجمعين، فقد بلغ عددُ من روى عن أبي هريرة من الصحابة ثمانيةً وعشرين رجلًا.
فأما التابعون فليس فيهم أجَلُّ ولا أشهرُ وأشرفُ وأعلمُ من أصحاب أبي هريرة، وذِكرُهم في هذا الموضع يَطُول لكَثْرتهم، واللهُ يَعصِمُنا من مخالفة رسولِ ربِّ العالمين، والصحابةِ المُنتجَبِين، وأئمَّةِ الدِّين من التابعين ومَن بعدهم من أئمة المسلمين رضي الله عنهم أجمعين، في أمرِ الحافظِ علينا شرائعَ الدين، أبو هريرة رضي الله عنه.
6301 -
حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن حَنْبَل، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا هُشَيم، عن سَيَّار، عن جَبْر بن عبيدة، عن أبي هريرة قال: وَعَدَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم غزوةَ الهند، فإن استُشهِدتُ كنتُ من خير الشهداء، وإن رجعتُ فأنا أبو هريرة المحرَّرُ
(1)
.
(1)
إسناده محتمل للتحسين بطرقه وشاهده، وهذا إسناد فيه لِينٌ، جبر بن عبيدة تفرَّد بالرواية عنه سيّار أبو الحكم، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان كعادته في توثيق المجاهيل، وذكره الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 388 وأشار إلى حديثه هذا وقال: خبر منكر، لا يُعرف من ذا. =
ذكر أبي مَحذُورة الجُمَحي
وهو أحد مؤذِّني رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
واختُلِف في اسمه:
6302 -
فحدّثَني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: أبو مَحذُورةَ أَوْس بن مِعْيَر بن وهب بن دُعموُص بن سَعْد
(1)
بن جُمَحَ، وأمُّه خُزَاعيّة.
قال إبراهيم الحَرْبي: هكذا قال مصعب الزُّبيري، وقد قيل: اسمه سَمُرة بن مِعَير
(2)
.
6303 -
فحدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حَدَّثَنَا موسى بن زكريا التُّستَري، حَدَّثَنَا خَليفة بن خيَّاط: قال أبو محذورة أَوْس بن مِعيَرٍ بن لَوْذان بن رَبيعة، قال شَبَابٌ
(3)
: وقال أبو اليَقْظان: أَوْس بن مِعيَر قُتل يومَ بدر كافرًا، واسم
= والخبر في "مسند أحمد" 12/ (7128).
وأخرجه النسائي (4367) و (4368) من طريقين عن هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضًا (4367) من طريق زكريا بن عدي، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن سيار، به.
وأخرجه أحمد 14 / (8823) من طريق البراء بن عبد الله الغنوي عن الحسن البصري، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لضعف البراء وانقطاعه بين الحسن وأبي هريرة، فإنه لم يسمع منه.
وله طريق ثالث عند ابن أبي عاصم في "الجهاد"(291)، وهو ضعيف.
ويشهد له حديث ثوبان عند أحمد 37/ (22396) والنسائي (4369) مرفوعًا بلفظ: "عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار: عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم". وهو محتمل للتحسين.
(1)
في نسخنا الخطية سعيد، وهو خطأ، والتصويب من "نسب قريش" لمصعب ص 399.
(2)
قال ابن حزم في "جمهرة أنساب العرب" ص 163: يظن أهل الحديث أنَّ اسم أبي محذورة سَمُرة، وليس كذلك، وإنما سمرة أخٌ لأبي محذورة.
(3)
هو لقب خليفة بن خياط. وكلامه هذا في "طبقاته" ص 24 و 278. =
أبي محذورة سَلْمان بن سَمُرة، قال شباب: ويقال: اسمه سَمُرة بن مِعيَر.
6304 -
وحدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا الحسن بن الجَهْم، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عمر قال: أبو محذورة اسمه أَوْس بن مِعيَر بن لَوْذان بن رَبيعة بن عُرَيج
(1)
بن سعد بن جُمَحَ، وكان له أخ من أبيه وأمه يقال له: أُنيس، قُتل يومَ بدر كافرًا، وتُوفي أبو محذورة بمكة - حرسها الله تعالى سنة تسع وخمسين، ولم يهاجِرْ ولم يزلْ مقيمًا بمكة
(2)
.
6305 -
أخبرني محمد بن يعقوب الحافظ، أخبرنا محمد بن إسحاق الثَّقفي، حَدَّثَنَا محمد بن رافع القُشَيري قال: سألت أبا سعيد بن أبي مَحذُورة المؤذِّنَ في المسجد الحرام عن اسم جدِّه فقال: مِعيَر بن مُحَيرِيز.
6306 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حَدَّثَنَا أبو حُذَيفة، حَدَّثَنَا أيوب بن ثابت، عن صَفيَّة بنت تَجْراةَ: أنَّ أبا محذورة كانت له قُصَّةٌ في مُقدَّم رأسه، إذا قَعَدَ أرسلَها فبَلَغ الأرض، فقالوا له: ألا تَحلِقُها؟ فقال: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَسَحَ عليها بيده، فلم أكن لأَحلِقَها حتَّى أموت. فلم يَحلِقْها حتَّى مات
(3)
.
= وأبو اليقظان: هو سحيم بن حفص أبو اليقظان الراوية الأخباري النسابة، له ترجمة في "معجم الأدباء" لياقوت الحموي 3/ 1342.
(1)
في (ز) و (ب): عويج بالواو، والمثبت من (م) و (ص)، وهو الصواب، هكذا ضبطه ابن ماكولا في "الإكمال" 6/ 181 بالراء بفتحها وضم العين.
(2)
وذكره ابن سعد في "الطبقات" 8/ 11 عن محمد بن عمر الواقدي.
(3)
إسناده ليّن من أجل أيوب بن ثابت، فقد قال فيه أبو حاتم الرازي: لا يُحمد حديثه، وليَّنه ابن حجر في "التقريب"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصفية لم يرو عنها غير أيوب هذا، وذكرها ابن حبان في "الثقات" 4/ 386 وسماها صفية بنت بَحْرة، وانظر التعليق القيّم للدكتور بشار عواد في تحقيقه لكتاب "تهذيب الكمال" 34/ 257 في ضبط هذا الاسم.
علي بن عبد العزيز: هو أبو الحسن البغوي، وأبو حذيفة هو موسى بن مسعود النهدي. =
6307 -
أخبرني جعفر بن محمد بن نُصير الخُلْدي، حَدَّثَنَا محمد بن علي بن زيد المكِّي، حَدَّثَنَا محمد بن معاوية، حَدَّثَنَا الهُذَيل بن بلال قال: سمعت ابنَ أبي مَحذُورة يحدِّث عن أبيه قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني عبد المطَّلِب السِّقايةَ، ولبني عبد الدَّار الحِجابةَ، وجعل الأذانَ لنا ولمَوالِينا
(1)
.
6308 -
حَدَّثَنَا أبو أحمد بكر بن محمد بن حَمْدان الصَّيرَفي بمَرْوٍ، حَدَّثَنَا عبد الصمد بن الفضل البَلْخي، حَدَّثَنَا خالد بن عبد الرحمن، حَدَّثَنَا كامل بن العلاء، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: أَمَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا محذورةَ أن يَشفَعَ الأذانَ ويُوتِرَ الإقامةَ
(2)
.
= وأخرجه الطبراني (6746) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 34/ 257 - 258 - عن علي بن عبد العزيز، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 177 - 178 - عن موسى بن مسعود أبي حذيفة، به.
وأخرج أحمد 24 / (15376)، وأبو داود (501) من طريق ابن جريج قال: أخبرني عثمان بن السائب، عن أبيه السائب مولى أبي محذورة، عن أم عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبي محذورة في قصة تعليم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم له الأذانَ، وفي آخره قال: وكان أبو محذورة لا يجزُّ ناصيته ولا يفرقها لأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح عليها. وعثمان بن السائب مجهول تفرَّد بالرواية عنه ابن جريج، وهو قد تفرَّد بدوره بالرواية عن أبيه وأم عبد الملك، فالإسناد ضعيف، لكنه يصلح للاعتبار.
(1)
إسناد تالف من أجل محمد بن معاوية - وهو ابن أَعين أبو علي النيسابوري - فإنه متروك الحديث واتهمه أحمد وابن معين بالكذب، لكنه متابع، وشيخه الهذيل بن بلال فأكثر أهل الحديث على تضعيفه، وانظر ترجمته في "تعجيل المنفعة"(1129)، وقد انفرد بهذا الحديث واختُلف عليه في إسناده.
وأخرجه أحمد 45/ (27253) عن خلف بن الوليد، عن هذيل بن بلال، بهذا الإسناد. وانظر تمام تخريجه والكلام على الخلاف في إسناده هناك.
(2)
منكر، وهذا إسناد ضعيف جدًّا من أجل خالد بن عبد الرحمن: وهو ابن خالد بن سلمة المخزومي كما جاء مسمًّى عند الدارقطني، وخالد هذا مجمع على ضعفه متروك الحديث. أبو صالح: هو ميناء مولى ضُباعة. =
6309 -
أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد بن تَميم الحَنظَلي، حَدَّثَنَا أبو قِلابةَ، حَدَّثَنَا أبو عاصم، أخبرنا ابن جُرَيج، أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي مَحذُورة: أنَّ عبد الله بن مُحيرِيزٍ أخبره، وكان يتيمًا في حِجْر أبي محذورةَ بن مِعيَر حتَّى جهَّزه إلى الشام
(1)
.
6310 -
أخبرني محمد بن إسماعيل المقرئ، حَدَّثَنَا أبو العبَّاس الثَّقفي، حَدَّثَنَا محمد بن رافع، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جُرَيج قال: سمعتُ أصحابَنا يقولون عن ابن أبي مُلَيكةَ قال: أذَّنَ مؤذِّنُ معاويةَ، فاحتمَلَه أبو محذورةَ فألقاه في زَمزَمَ
(2)
.
= وأخرجه الدارقطني في "سننه"(918) - ومن طريقه ابن حجر في "موافقة الخُبَر الخَبَر" 1/ 265 - عن علي بن الفضل بن طاهر، عن عبد الصمد بن الفضل البلخي، بهذا الإسناد. قال ابن حجر: هذا حديث غريب تفرَّد به خالد عن كامل، وهما ضعيفان.
وقد روي إفراد الإقامة في أذان أبي محذورة من حديثه كما أشار إليه ابن حجر، وفصلنا في طرقه في التعليق على "جامع الترمذي" طبعة الرسالة العالمية، ولا يصح منها شيء.
والمحفوظ في أذان أبي محذورة وإقامته الشفع فيهما، إلّا أنَّ في أذانه زيادة الترجيع في النداء بالشهادتين، فيما رواه عبد الله بن محيريز عنه عند أحمد 24/ (15381)، وأبي داود (502)، والترمذي (192)، وابن ماجه (709)، والنسائي (1606)، وأصله عند مسلم (379) دون ذكر الإقامة.
وأما شفع الأذان دون ترجيع، وإفراد الإقامة، فقد ثبت في أذان بلال بن رباح، وهو مشهور متواتر.
(1)
إسناده حسن من أجل عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة، فقد روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات"، وشيخ المصنّف صدوق فيه لينٌ، لكنه متابع. أبو قلابة: هو عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي، وأبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل.
وأخرجه ابن ماجه (708) عن محمد بن بشار ومحمد بن يحيى، عن أبي عاصم، بهذا الإسناد.
وهو قطعة من حديث تأذين أبي محذورة.
وأخرجه كذلك أحمد 24/ (15380)، والنسائي (1608)، وابن حبان (1680) من طرق عن عبد الملك بن جريج، به.
(2)
رجاله ثقات غير أصحاب ابن جريج فمبهمون. ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن =
ذكرُ أبي أُسَيد الساعدي رضي الله عنه
-
6311 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حَدَّثَنَا أبو عُلَاثة، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا ابن لَهِيعة، حَدَّثَنَا أبو الأسوَد، عن عُرْوة قال: اسم أبي أُسَيْد الساعدي مالكُ بن رَبِيعة.
6312 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الجبار، حَدَّثَنَا يونس بن بُكَير
(1)
، عن ابن إسحاق قال: أبو أَسَيد مالك بن رَبيعة [بن] اليَدِيّ
(2)
بن عامر بن عمرو بن عوف بن حارثةَ بن عمرو بن الخَزرَج بن ساعدةَ.
6313 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا الحسين بن علي بن يزيد الصُّدَائي، حَدَّثَنَا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حَدَّثَنَا أبي، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن بعض بني ساعدةَ، عن أبي أُسَيد مالك بن رَبيعة، وكان قد شَهِدَ بدرًا، ثم ذهب بصرُه بَعدُ
(3)
.
= أبي مليكة. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(1783).
(1)
تحرّف في (ز) و (ب) إلى: يونس بن الحسين، لكن ضُبِّب عليه في (ز) وكتب في حاشيتها: بكير، والتصويب من (م) و (ص). ويونس بن بكير أحد رواة المغازي عن ابن إسحاق.
(2)
هكذا رسمت في نسخنا الخطية، لكن بإهمال التنقيط وقد رواه الدارقطني في كتابه "المؤتلف والمختلف" 1/ 183 عن محمد بن أبي رؤبة عن أحمد بن عبد الجبار، فقال فيه: مالك بن ربيعة بن البدن، بالباء والنون والدال مفتوحة، ورواه كذلك من طريق إبراهيم بن سعد الزهري عن محمد بن إسحاق، والذي قال فيه عن ابن إسحاق: اليدي - بياءَين كما ضبطه الجيّاني - هو زياد البكاء وعنه ابن هشام في "السيرة" 1/ 696، وذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري واختُلف عليه، فقيل: البدن، وقيل: اليدي، وفي بعض المصادر: البدي، بالباء الموحدة في أوله، واعتبره ابن عبد البر في "الاستيعاب" ص 657 تصحيفًا، وصحَّح عن ابن إسحاق أنه البَدَن. وانظر "المؤتلف والمختلف" لعبد الغني الأزدي 1/ 132، و "الإكمال" لابن ماكولا 1/ 217، و"تقييد المهمل" للجياني 1/ 121.
(3)
خبر قوي، وهذا إسناد ضعيف لإبهام شيخ عبد الله بن أبي بكر بن حزم، وقد توبع، وباقي رجاله لا بأس بهم.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5986) من طريق أحمد بن محمد أبي جعفر الوراق، =
6314 -
حدثنا علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا عارِمٌ أبو النُّعمان، حدثنا حماد بن زيد، عن يزيد بن حازم، عن سليمان بن يَسَار: أنَّ أبا أُسَيد الساعدي أُصيبَ ببصره قبل قتلِ عثمان، فقال: الحمدُ لله الذي متَّعَني ببَصَري
(1)
في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فلمّا أراد اللهُ الفتنةَ في عباده كَفَّ بصري عنها
(2)
.
6315 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن بالَوَيِه، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مُصعَب بن عبد الله قال: وفي السَّنةِ الجماعةِ سنةِ أربعين
(3)
مات أبو أُسَيد مالكُ بن رَبيعة بن عامر بن عَوْف بن الخَزَرج بن ساعدةَ، وهو آخر من مات من أهل
= عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد - وتتمة الخبر فيه: لو كنت معكم اليوم ببدر ومعي بصري، لأريتكم الشِّعب الذي خرجت منه الملائكة، لا أشكّ ولا أتمارى.
وأخرجه كذلك بذكر قصة الملائكة ابنُ هشام في "السيرة" 1/ 633، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(4245)، والطبري في "تفسيره" 4/ 77، والدولابي في "الكنى والأسماء"(103)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 52 - 53 و 81 من طرق عن محمد ابن إسحاق، به.
وأخرجه أيضًا الطبراني في "الكبير" 19 / (578)، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 53 من طريق محمد بن عزيز الأيلي، عن سلامة بن روح، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب الزهري، عن أبي حازم الأشجعي، عن سهل بن سعد الساعدي، عن أبي أسيد الساعدي. وهذا إسناد حسن. وأخرجه الطبري 4/ 82 من طريق مختار بن غسان عن عبد الرحمن بن الغسيل، عن الزبير ابن المنذر بن أبي أسيد، عن جده أبي أسيد ومختار مجهول الحال، ويصلح للاعتبار.
(1)
في (ص): بسمعي وبصري.
(2)
رجاله ثقات. عارم: لقبٌ، واسمه محمد بن الفضل السَّدوسي.
وأخرجه الطبراني 19 / (576) عن علي بن عبد العزيز البغوي، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 442، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 65/ 144 من طريقين عن حماد بن زيد به.
(3)
هكذا في (ز) و (ب)، وهذه العبارة "وفي السنة الجماعة سنة أربعين" مكانها بياض في (م) و (ص).
بدرٍ، وكان ممَّن أبصَرَ الملائكة يوم بدر، فكُفَّ بصره، فكان أمينَ رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسائه
(1)
.
6316 -
أخبرني عبد الله بن غانم الصَّيدَلاني، حدثنا محمد بن إبراهيم العَبْدي، حدثنا يحيى بن بُكَير قال: تُوفِّي أبو أُسيد الساعدي سنةَ ستين، وهو ابنُ اثنتين وتسعين سنةً.
6317 -
حدثنا أبو عبد الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين بن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر، حدثني أُبيٌّ، عن العبّاس بن سهل بن سعد الساعديّ قال: رأيتُ أبا أُسَيد الساعدي بعد أن ذهب بصُره قصيرًا دخداحًا، أبيضَ الرأس واللحيةِ، ورأيت رأسَه كثيرَ الشَّعر، ومات أبو أُسيد بالمدينة سنة ستين، وهو ابن ثمان وتسعين سنة، وهو آخر من مات من أهل بدر
(2)
.
6318 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم أخبرنا ابن وهب، أخبرني ابن أبي ذِئْب، وأنس بن عِيَاض، عن جعفر ابن محمد، عن أبيه: أنَّ أبا أُسَيد الأنصاريَّ قَدِمَ بسَبْي من البحرَين، فصُفُوا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فَنَظَر إليهم، فإذا امرأةٌ تبكي، فقال:"ما يُبكيك؟ " فقالت: بِيعَ ابني في بني عَبْس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي أُسَيد:"لتَركَبَنَّ فَلَتجِيئنَّ به"، فرَكِبَ أبو أُسيد فجاءَ به
(3)
.
(1)
قال الذهبي في "تلخيصه": هذا خطأ. قلنا: لعله أراد تخطئة كونه آخر البدريين وفاةً، فقد توفي بعده منهم سعد بن أبي وقاص سنة خمس وخمسين، أما سنة وفاة أبي أسيد فقد صحَّح الذهبي نفسه في كتابيه "سير النبلاء" 2/ 538 و "تاريخ الإسلام" 2/ 375 أنها في سنة أربعين.
(2)
محمد بن عمر: هو الواقدي، وفيه كلام معروف، وشيخه أُبي: هو ابن العبّاس بن سهل الساعدي، وفيه ضعف. وقد رواه عن الواقدي ابنُ سعد في "الطبقات" 3/ 517.
والدحداح: القصير السمين.
(3)
رجاله ثقات إلّا أنه مرسل محمد والد جعفر: هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، تابعي صغير ولم يدرك أبا أُسيد، وقد بيَّن البيهقي في روايته في "السنن" أنَّ ابن أبي =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6319 -
حدثنا يحيى بن منصور القاضي إملاءً، حدثنا أبو عبد الله البُوشّنجي، حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا ابن لَهِيعة، عن عُمارة بن غَزِيَّة، عن أبيه أنه حدَّث: أنَّ فِتيةً سألوا أبا أُسيد الساعديَّ عن تخيير رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه الأنصارَ، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خيرُ قبائل الأنصار دُورُ بني النَّجّار، ثم بني عبدِ الأَشهَل، ثم بني الحارثِ بن الخَزرَج، ثم بني ساعدةَ، وفي كلِّ دُورِ الأنصار خيرٌ". قال أبو أُسَيد: لو كنتُ قائلًا غير الحقِّ لبدأتُ بفَخِذي؛ بنو
(1)
ساعدةَ
(2)
.
= ذئب قال في حديثه: عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده، وجدُّه -وهو علي بن الحسين زين العابدين- لم يدرك زمن وقوع هذه القصة، فهو على كل حال مرسل، وقال البيهقي: هذا وإن كان فيه إرسال، فهو مرسل حسن.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 126، و"معرفة السنن والآثار" (18318) عن أبي عبد الله الحاكم - زاد في "السنن": وأبي بكر أحمد بن الحسن القاضي - عن أبي العبّاس بهذا الإسناد.
وهو في "مسند ابن وهب"(29) بزيادة "عن جده" في الإسناد.
وأخرجه كذلك ابن المنذر في "الأوسط"(6248) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم به. ولم يذكر فيه أنس بن عياض.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2654) عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن جعفر بن محمد، به -ولم يذكر جدَّه.
وفي باب النهي عن التفريق بين الوالدة وولدها ونحوه في السَّبي انظر ما سلف عند المصنف بالأرقام (2362 - 2366).
(1)
في (ص): بني.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ عبد الله بن لَهِيعة، وقد انفرد به من هذا الطريق. أبو عبد الله البُوشّنجي: هو محمد بن إبراهيم العبدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (588) من طريقين عن يحيى بن عبد الله بن بكير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الروياني في "مسنده"(1089) من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن لَهِيعة، به. ورواية ابن وهب عن ابن لهيعة صالحةٌ. =
ذكرُ بلال بن الحارث المُزَنِي رضي الله عنه
-
6320 -
أخبرنا أبو محمد المُزَني، حدثنا أبو خَليفة القاضي، حدثنا محمد بن سلَّام الجُمَحي، حدثنا أبو عُبَيدة مَعمَر بن المثنَّى قال: قال بلال بن الحارث المُزَني صاحبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم. هو بلالُ بن الحارثِ بنِ مازن بن صُبْح بن خَلَاوَةَ بن ثَعْلبة ابن ثَوْر بن هُذْمه بن لاطِم بن عَمْرو بن مُزَيَّنة.
6321 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الأَنماطي قال: سمعتُ هارونَ بن عبد الله يقول: بلالُ بن الحارث المُزَنِي يُكْنى أبا عبد الرحمن.
6322 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر، حدثنا إسماعيل بن قُتَيبة، حدثنا محمد بن عبد الله ابن نُمير: قال مات بلال بن الحارث المُزَني سنةَ ستين.
6323 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين ابن الفَرَج، حدثنا محمد بن عُمر قال: كان بلال بن الحارث المُزَنِي أحدَ من يَحمِلُ لواءً من ألوية مُزَينة الثلاثة التي عَقَدَها لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومَ فَتح مكة، وكان بلال يُكنى أبا عبد الرحمن، وكان يَسكُن جَبَلَي مُزَينة الأشعرَ والأجردَ، ويأتي المدينة كثيرًا، وتُوفِّي سنة ستين، وهو يومَئذٍ ابنُ ثمانين سنة.
6324 -
أخبرنا عبد الله بن جعفر بن دَرَسَتويهِ الفارسي، حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأُوَيْسي، حدثنا حُمَيد بن صالح، عن الحارث وبلالٍ ابني يحيى بنِ بلال بن الحارث، عن أبيهما، عن جدِّهما بلال بن الحارث المُزَني:
= وأخرجه أحمد 25/ (16049)، والبخاري (3789) و (3807)، ومسلم (2511)(177)، والترمذي (3911)، والنسائي (8281) من طريق أنس بن مالك، وأحمد (16050)، والبخاري (3790)، ومسلم (2511)(179)، والنسائي (8282 - 8284) من طريق أبي سلمة، ومسلم (2011)(178) من طريق إبراهيم بن محمد بن طلحة، ثلاثتهم عن أبي أسيد الساعدي.
وفي الباب عن أبي هريرة وأنس بن مالك وأبي حميد الساعدي انظرها في "مسند أحمد" عند حديث أبي هريرة 13/ (7628).
أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطَعَه القطيعة وكتب له: "هذا ما أعطى محمدٌ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بلالَ
ابنَ الحارث، أعطاه مَعادِنَ القَبَليّةِ؛ غَوْريَّها وجَلْسِيَّها، والغَشِيّةَ
(1)
، وذات النُّصْب، وحيث صَلَحَ الزَّرعُ من قُدْسٍ، إن كان ضاربًا"؛ وكَتَبَ معاويةُ
(2)
6325 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا القَعنَبي، حدثنا عبد العزيز بن محمد [عن محمد]
(3)
بن عمرو، عن أبيه، عن جدِّه، عن بلال بن الحارث، عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: "المسلمُ من سَلِمَ المسلمون من لسانِه ويدِه"
(4)
.
(1)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: الجشيمة، وجاء عند الطبراني: وغشيّة، على الصواب. قال ياقوت الحموي في "معجم البلدان" 4/ 205: بالفتح ثم الكسر والياء مشددة: موضع من ناحية معدن القبلية، روي عسيّة بمهملتين.
(2)
إسناده مظلم، حميد بن صالح والحارث وبلال وأبوهما لم نقف لهم على ذكر في كتب الرجال.
وأخرجه الطبراني (1141) من طريق محمد بن الحسن، عن حميد بن صالح، بهذا الإسناد. إلَّا أنه قال: عمارة وبلال ابني يحيى بن بلال. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 8: وفيه محمد بن الحسن بن زَبَالة، وهو متروك.
لكن روي إقطاع النبي صلى الله عليه وسلم بلالَ بن الحارث المزني معادن القبلية من غير هذا الوجه، وهو ثابت مشهور، انظر "سنن أبي داود"(3061 - 3063) والتعليق عليه في طبعتنا في دار الرسالة العالمية.
(3)
سقط من النسخ الخطية، واستدركناه من "إتحاف المهرة"(2421). ومحمد بن عمرو هذا هو ابن علقمة بن وقاص الليثي.
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عمرو بن علقمة والد محمد، فإنه لا يعرف روى عنه غير ولده محمد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومحمد صدوق حسن الحديث. علي بن عبد العزيز: هو أبو الحسن البغوي، والقعنبي: هو عبد الله مسلمة، وعبد العزيز بن محمد: هو الدَّراوردي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1137)، و "الأوسط"(3745) ـ وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1146) - عن علي بن عبد العزيز البغوي، بهذا الإسناد. =
6326 -
أخبرني إسماعيل بن علي الخُطَبي ببغداد، حدثنا محمد بن العبّاس المؤدِّب، حدثنا سُرَيج بن النُّعمان الجَوهَري، أخبرنا عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي، حدثني رَبيعة بن أبي عبد الرحمن، عن الحارث بن بلال بن الحارث المُزَني، عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، فَسْخُ الحجِّ لنا خاصّةً أم للناس عامّةً؟ قال:"بل لنا خاصَّةً"
(1)
.
6327 -
وبإسناده عن بلال بن الحارث المُزَنِي: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى باليمين مع الشاهد
(2)
.
= وله شواهد عن جماعة من الصحابة، كحديث أبي هريرة السالف عند المصنف برقم (22)، وحديث جابر بن عبد الله السالف برقم (23)، وحديث فضالة بن عبيد السالف برقم (24) وحديث أنس بن مالك السالف برقم (25).
وحديثي عبد الله بن عمرو وأبي موسى الأشعري عند البخاري (10) و (11)، ومسلم (40) و (42).
(1)
إسناده ضعيف لجهالة حال الحارث بن بلال.
وأخرجه أحمد 25/ (15853) عن سريج بن النُّعمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد أيضًا (15854)، وأبو داود (1808)، وابن ماجه (2984)، والنسائي (3776) من طرق عن عبد العزيز الدراوردي، به.
وقال أبو داود في "مسائله لأحمد" ص 302: قلت لأحمد: حديث بلال بن الحارث في فسخ الحج! قال: ومَن بلال بن الحارث أو الحارث بن بلال، ومن روى عنه؟ ليس يصحُّ حديثٌ في أن الفسخ كان لهم خاصة، وهذا أبو موسى يُفتي به في خلافة أبي بكر، وصدر من خلافة عمر. وانظر "زاد المعاد 2/ 191 - 193.
(2)
حديث صحيح لكن من حديث أبي هريرة، وهذا الإسناد وهمَ فيه الدراوردي فجعله من حديث ربيعة عن الحارث بن بلال عن أبيه كما وقع في رواية سريج بن النعمان عنه هنا، ورواية إبراهيم بن أبي الوزير عنه عند الطبراني (1139).
ورواه عن الدراوردي على الصواب أبو مصعب الزهري ويعقوب بن إبراهيم الدورقي عند أبي داود (3610)، وابن ماجه (2368)، والترمذي (1343)، فجعلاه من حديثه عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم باليمين =
ذكر صفوان بن المعطَّل السُّلَمي رضي الله عنه
-
6328 -
أخبرني أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثَّقفي الزاهد، حدثنا موسى بن زكريا التُّستَري، حدثنا خَليفة بن خيَّاط قال: صفوان بن المُعطَّل بن رَحضة
(1)
ابن خُزَاعيّ بن مُحارِب بن مُرَّة بن هلال بن فالج بن ذَكْوان بن ثَعلبة بن بُهثة بن سُلَيم، وله دار بالبصرة في سِكَّة المِربَد
(2)
، توفي بالجزيرة بناحية شِمشاط
(3)
، وقبرُه هناك.
6329 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجهم، حدثنا الحسين ابن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: وكان صفوانُ بن المعطَّل يُكنى أبا عَمْرو، أسلم قبل غزوة المُرَيسِيع، وشَهِدَها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها الخندقَ والمشاهدَ كلَّها
(4)
، وكان مع كُرْز بن جابر الفِهْري في طلب العُرَنيِّين الذين أَغاروا على لِقاحِ رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الجَدْر
(5)
، ومات صفوان بن المعطَّل بشِمشاط سنة ستين.
= مع الشاهد. وهو المحفوظ.
فقد رواه هكذا عبد الله بن وهب، عن سليمان بن بلال التيمي عن ربيعة، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة. أخرجه ابن حبان (5073).
وأخرجه النسائي (5969) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وهذا إسناد حسن.
وفي الباب عن ابن عبّاس عند أحمد 4 / (2224) وغيره. وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
في "طبقات خليفة" ص 51: رحيضة. وفيها أيضًا: خزاعي بن محاربيّ.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: البريد، والتصويب من "الطبقات". وسكة المربد هي التي في البصرة كما في رسم قصر زربي من "معجم البلدان" الياقوت 4/ 357، وأما سكة البريد فهي في الكوفة كما في "البلدان" لابن الفقيه ص 218، و"معجم البلدان" في رسم بيعة خالد 1/ 532.
(3)
هي مدينة في أرمينية، وهي على الفرات.
(4)
لفظ "كلها" ليس في (ز) و (ب)، وهو في (ص)، وكان في (م) ثم رُمِّج.
(5)
موضع قريب من جبل عَيْر، على ستة أميال من المدينة.
6330 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدثنا محمد بن أبي بكر المُقدَّمي، حدثنا حميد بن الأسود، حدثنا الضحّاك بن عثمان، عن سعيد المَقبُري، عن صفوان بن المعطَّل السُّلَمي، أنه سأَل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبيَّ الله، إني سائلُكَ عن أمرٍ أنت به عالمٌ وأنا به جاهل، قال:"ما هوَ؟ " قال: هل من ساعاتِ الليل والنهار من ساعةٍ تُكرَه فيها الصلاة؟ قال: "إذا صلَّيتَ الصبحَ فَدَعِ الصلاةَ حتى تَطلُعَ الشمسُ، فإنها تَطلُع لقَرْنَي شيطانٍ، ثم صلِّ، فالصلاةُ متقبَّلةٌ، حتى تستويَ الشمس على رأسك كالرُّمْح، فإذا كانت على رأسِك كالرُّمح فدَعِ الصلاةَ، فإنها الساعةُ التي تُسجَرُ فيها جهنَّمُ، وتُفتَحُ فيها أبوابُها حتى تَزِيعَ
(1)
الشمس، فإذا زاغت فالصلاةُ محضورةٌ متقبَّلةٌ حتى تصلِّيَ العصر، ثم دَعِ الصلاةَ حتى تَعْرُبَ الشمس"
(2)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6331 -
حدثنا عمرو بن محمد بن منصور العَدْل، حدثنا عمر بن حفص السَّدُوسي،
(1)
هكذا في (ب)، وهو الصواب، وفي (ز) و (م) و (ص) ترتفع، لكن كتب في حاشية (ز): صوابه تزيغ. وزاغت: أي: مالت.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد لا بأس برجاله إلّا أنه منقطع، سعيد بن أبي سعيد المقبري لم يدرك صفوان بن المعطّل، بينهما فيه أبو هريرة كما سيأتي.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند" 37/ (22661) عن محمد بن أبي بكر المقدمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1252)، وابن حبان (1542) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك، عن الضحاك بن عثمان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: سأل صفوان بن المعطل رسولَ الله
…
وذكره. وإسناده قوي.
وأخرجه ابن حبان (1550) من طريق عياض بن عبد الله القرشي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة: أنَّ رجلًا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره ولم يسم السائل. وعياض فيه لِين.
وله شاهد من حديث عمرو بن عَبَسة السلمي عند مسلم (832). وقد سلف عند المصنف برقم (593).
حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي، حدثنا إسماعيل بن عيّاش، حدثنا أبو وَهْب، عن مَكحُول، عن صفوان بن المعطَّل، قال: بَعَثَني رسول الله صلى الله عليه وسلم أُنادي أن: "لا تَنتبِذوا في الجَرَّة"
(1)
.
6332 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا إسماعيل بن أبي أُوَيس، حدثني أبي، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عائشة قالت: وقَعَدَ صفوانُ بن المعطَّل لحسّانَ بن ثابت فضربه، وقال صفوانُ حين ضربه:
تلقَّ ذُباب السيفِ منّي فإِنَّني
…
غلامٌ إذا هُو جِيتُ لستُ بشاعرِ
ولكنَّني أَحْمي حِمايَ وأَشتَفي
(2)
…
من الباهتِ الرامي البِراءِ الطَّواهرِ
قالت عائشة: وفرَّ صفوانُ وجاء حسّانُ يَستَعدي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، مكحول الشامي لم يدرك صفوان بن المعطل.
أبو وهب: هو عبيد الله بن عبيد الكلاعي الدمشقي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7346)، و "مسند الشاميين"(1368) و (3472) من طريقين عن سعيد بن سليمان الواسطي، بهذا الإسناد.
ويشهد للنهي عن الانتباذ في الجرَّ حديث عبد الله بن عمر عند أحمد 8/ (4837)، ومسلم (1997).
وحديث ابن عبّاس عند أحمد 3 / (2020)، والبخاري (53)، ومسلم (17).
وهذا النهي منسوخ بحديث بريدة الأسلمي عند أحمد 38 / (23017)، ومسلم (977)، ففيه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ونهيتكم عن الأشربة في الأوعية، فاشربوا في أي وعاء شئتم ولا تشربوا مسكرًا".
(2)
هكذا في (ب)، وهو كذلك في "أسد الغابة" لابن الأثير 3/ 30، ومعنى "أشتفي": أنتقم، وجاءت بهذا اللفظ "أنتقم" في "المعجم الكبير" للطبراني 23/ (151)، و "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (3815)، وغيرهما، وفي (ز) و (م) و (ص): أتقي، وهي كذلك في "تاريخ دمشق" لابن عساكر 4/ 308، والغالب أنه تحريف، والصحيح: أشتفي، أو أنتقم.
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يَهَبَ منه ضربةَ صفوانَ، إياه، فوَهَبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فعوَّضَه رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطًا من نخلٍ عظيم وجاريةً روميّةً تُدعَى سِيرِين، فباع حسانُ الحائطَ من معاوية بن أبي سفيان في ولايته بمالٍ عظيم
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
6333 -
حدثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا محمد بن بِشْر بن مَطَر، حدثنا أبو هريرة محمد بن فراس الصَّيرَفي، حدثنا سَلّم بن قُتَيبة، حدثنا عمر بن نَبهان
(2)
، حدثني سَلّام أبو عيسى، حدثنا صفوان بن المعطَّل السُّلَمي قال: خرجنا حُجّاجًا، فلما كنا بالعَرْج إذا نحن بحيّةٍ تضطرب فلم تَلبَثْ أن ماتت، فأخرج له رجلٌ منا خِرقةً من عَيْبة له فلفَّها فيها وغيَّبها في الأرض فدَفَنها، ثم قَدِمْنا مكة، فإنّا لَبالمسجدِ الحرامِ إذ وَقَفَ علينا شخصٌ فقال: أيُّكم صاحبُ عمرو بن جابر؟ فقلنا: ما نعرف عمرَو ابنَ جابر، قال: أيُّكم صاحبُ الجانِّ؟ قالوا: هذا، قال: أمَا إنه كان آخرَ التسعة موتًا، الذين أتَوْا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يستمعون القرآن
(3)
.
(1)
إسناده محتمل للتحسين إن شاء الله من أجل إسماعيل بن أبي أويس وأبيه - وهو عبد الله ابن عبد الله بن أويس - ففيهما لين.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 8/ 56 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. إلَّا أنه لم يذكر فيه بيتي الشعر.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3815) عن أبي بكر بن خلاد، عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، به.
وأخرجه ضمن قصة الإفك الطويلة الطبراني في "الكبير" 23/ (151)، والثعلبي في "تفسيره" 7/ 76، وأبو القاسم الحنائي في "فوائده"(231)، وابن عساكر 4/ 308، وعبد الغني المقدسي في "حديث الإفك"(5) من طرق عن إسماعيل بن أبي أويس، به.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: سنان.
(3)
إسناده واهٍ، عمر بن نبهان متفق على ضعفه، وسلّام أبو عيسى لا يُعرف.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند" 37/ (22662) عن أبي حفص عمرو بن علي السقاء، عن أبي قُتَيبة سلم بن قُتيبة، بهذا الإسناد. =
ذكرُ حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه
-
6334 -
أخبرني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الفضل بن محمد الشَّعْراني، حدثنا إبراهيم بن حمزة الزُّبيري، حدثنا سفيان بن حمزة الأسلَمي، عن كَثير بن زيد، عن محمد بن حمزة بن عمرو الأسلَمي، عن أبيه حمزة بن عمرو قال: كان يَدُور
(1)
طعامُ أصحاب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على يَدَيْ أصحابه هذه الليلةَ، قال: فدارَ عليَّ، فصنعتُ طعامَ أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهبتُ به إليه
(2)
.
قال سفيان بن حمزة: وكان حمزةُ بن عمرو الأسلمي يُكنى أبا محمد، مات سنةَ إحدى وستين، وهو ابن إحدى وسبعين سنةً.
6335 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا محمد بن عبد الله بن رُسْتَه، حدثنا سليمان بن داود حدثنا محمد بن عمر، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن حمزة الأسلمي: أنَّ حمزة كان يُكْنى أبا محمد، ومات سنةَ إحدى وستين.
ذكرُ عبد الله بن زيد بن عاصم المازنِي الأنصاري رضي الله عنه
-
6336 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني الزاهدُ، حدثنا محمد ابن إسماعيل السُّلَمي، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأُويْسي، حدثنا عبد العزيز ابن محمد الدَّراوَرْدي، عن عمرو بن يحيى، عن عبَّاد بن تَميم: أنَّ عبد الله بن
= العَيْبة: وعاء توضع فيه الثياب.
(1)
في نسخنا الخطية: بدو، والمثبت من النسخة المحمودية -كما في طبعة الميمان- ومصادر التخريج، وهو الصواب.
(2)
إسناده محتمل للتحسين إن شاء الله من أجل كثير بن زيد الأسلمي وشيخه محمد بن حمزة.
وأخرجه ابن أبي خيثمة في السفر الثاني من "تاريخه"(612)، والطبراني (2991) من طريق إبراهيم ابن حمزة الزبيري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (2991)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 112 من طريقين عن سفيان بن حمزة، به - بأطول ممّا هنا.
زيد بن عاصم قُتِلَ يومَ الحَرَّة.
6337 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين ابن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: عبدُ الله بن زيد بن عاصم بن عمرو بن عَوْف ابن مَبذُول بن عمرو بن غَنْم بن مازن بن النَّجّار، وأمُّه أمُّ عُمَارة، واسمها نَسِيبة بنت كعب بن عمرو بن عَوف بن مَبذُول، شهد أُحدًا والخندقَ والمشاهدَ كلَّها مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم وهو عمُّ عبَّاد بن تَميم، وكان عبد الله بن زيد فيمن قَتَل مُسيلِمةَ الكذَّاب يوم اليَمامةِ، وقُتِلَ عبد الله بن زيد يومَ الحَرَّة، وكان آخرَ ذي الحِجَّة من سنة ثلاث وستين في إمارة يزيد بن معاوية.
6338 -
حدثني أبو بكر محمد أحمد بن بالَوَيَه، حدثنا محمد بن شاذانَ الجَوهَري، حدثنا مُعلَّى بن منصور، حدثنا أبو أُويس، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبّاد ابن تَميم، عن عمِّه عبد الله بن زيد، وكان شَهِدَ بدرًا
(1)
.
6339 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا أحمد بن سَلَمة، حدثني إسحاق ابن إبراهيم الحَنظلَي قال: عبدُ الله بن زيد بن عاصم هو خَزْرجيٌّ من بني مازن بن النَّجّار، وهو قاتلُ مُسيلِمة.
6340 -
أخبرني محمد بن يوسف المؤذِّن، حدثنا محمد، حدثنا محمد بن عمران، حدثنا أحمد ابن زهير بن حَرْب قال: سمعت أَبي يقول: عبد الله بن زيد يُكْنى أبا محمد.
6341 -
حدثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا أحمد بن
(1)
إسناده ليِّن من أجل أبي أويس: وهو عبد الله بن عبد الله المدني، وله أوهام، ومن أوهامه أنه ذكر أنَّ عبد الله بن زيد شهد بدرًا، وقال الذهبي في "تلخيصه": هذا خطأ.
وأخرجه النسائي (7200) عن أحمد بن الأزهر، عن معلى بن منصور، بهذا الإسناد - وذكر حديث:"إذا زنت الأَمة فاجلدوها .... " إلى آخره.
وممّن ذكر أنه شهد بدرًا ابن منده وأبو نعيم الأصبهاني كلاهما في "معرفة الصحابة"، ونفاها أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" 4/ 64، وابن عبد البر في "الاستيعاب" ص 405.
إسحاق الحَضْرمي، حدثنا وُهَيب، حدثنا عمرو بن يحيى، عن عبَّاد بن تَميم قال: لما كان زمنُ الحَرَّةِ جاء رجلٌ إلى عبد الله بن زيد فقال: هذا ابنُ حَنظلةَ يبايعُ الناسَ على الموت، فقال: لا أبايعُ على هذا أحدًا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه!
ذكرُ رَبِيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه
-
6342 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين ابن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: رَبيعةُ بن كعب الأسلمي، أسلَمَ وصحبَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قديمًا، وكان من أهل الصُّفّة، وكان يَخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يَزَلْ ربيعةُ ابن كعب يَلزَمُ النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ويغزو معه حتى قُبِضَ، فخرج ربيعةُ من المدينة فنزل بَيْنَ
(2)
، وهي بلاد أسلَمَ، وهي على بَريدٍ من المدينة، وبقي ربيعةُ إلى أيام الحرَّة فهَلَكَ فيها، وكانت الحرّةُ في ذي الحِجَّة سنة ثلاثٍ وستين.
6343 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني،
(1)
إسناده صحيح. محمد بن غالب: هو بن غالب هو الحافظ تمتام، ووهيب هو ابن خالد بن عجلان وعمرو بن يحيى: هو ابن عمارة الأنصاري.
وأخرجه أحمد 26 / (16471)، والبخاري (2959)، ومسلم (1861) من طرق عن وهيب ابن خالد، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له على الشيخين ذهولٌ منه.
وخالف مؤمَّل بن إسماعيل عند أحمد (16463) فرواه عن وهيب، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه يحيى بن عمارة، عن عبد الله بن زيد ومؤمَّل سيئ الحفظ.
وأخرجه البخاري (4167) من طريق سليمان بن بلال، عن عمرو بن يحيى، عن عبَّاد بن تميم، به.
وابن حنظلة: هو عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الأنصاري، وأبوه هو المعروف بحنظلة غسيل الملائكة الذي استُشهد يوم أُحد فغسّلته الملائكة لأنه قتل وهو جُنُب. وقُتل عبد الله بن حنظلة هذا يوم الحرة سنة ثلاث وستين وكانت الأنصار بايعته يومئذٍ.
(2)
في (م) و (ص): بين، بموحدة ثم مثناة، والصواب كما في (ز) بياءين مثناتين، وهو موضع على مسافة 45 كم جنوب المدينة، على طريق مكة من موضع بدرٍ.
حدثنا عفّان، حدثنا المبارَكُ بن فَضَالة قال: حدثني أبو عِمران الجَوْني، حدثني ربيعةُ بن كعب الأسلَمي قال: كنت أخدُمُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي:"يا ربيعةُ، ألَا تَزوَّجُ؟ " فقلت: لا والله، ما أريد أن أتزوَّجَ
(1)
.
ذكرُ معاذ بن الحارث القارئ رضي الله عنه
-
6344 -
أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشَّعْراني، حدثنا جدّي، حدثنا إبراهيم بن المنذِر الحِزَامي قال: معاذُ بن الحارث القارئ من بني النَّجّار، يُكْنى أبا الحارث، قُتِلَ يوم الحَرَّة.
6345 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين ابن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: معاذُ بن الحارث بن الحُباب بن الأَرقَم بن عَوْف بن مالك بن النَّجّار، وهو معاذٌ القارئ يُكنى أبا الحارث، قُتِل يومَ الحَرَّة في ذي الحِجَّة سنة ثلاثٍ وستين رضي الله عنه.
ذكرُ مَعقِل بن سِنان الأشجع رضي الله عنه
-
6346 -
سمعتُ أبا العبّاس محمد بن يعقوب يقول: سمعتُ العبّاس بن محمد الدُّورِيَّ يقول: سمعت يحيى بنَ مَعِين يقول: مَعقِلُ بن سِنان الأشجعيُّ أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو يزيد
(2)
.
6347 -
أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل، حدثنا جدّي، حدثنا إبراهيم ابن المنذر الحِزَامي قال: مَعقِلُ بن سِنان الأشجعي شَهِدَ الفتحَ مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقُتِلَ يومَ الحَرَّة سنة ثلاثٍ وستين.
6348 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين ابن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: كان مَعقِل بن سِنان بن مُظهِر
(3)
بن عَرَكيِّ بن
(1)
إسناده حسن من أجل مبارك بن فضالة. وقد سلف الحديث مطولًا برقم (2752).
(2)
في (ز): أبو زيد، والمثبت من (م) و (ص)، وهو الموافق لما في مصادر ترجمته.
(3)
هكذا ضبطه عبد الغني بن سعيد في "المؤتلف" 2/ 660، والحافظ ابن حجر في "تبصير: =
فتيان بن سُبَيع بن بكر بن أشجَعَ، شهد الفتح مع رسول الله.
6349 -
فحدَّثَني
(1)
عبد الرحمن بن عثمان بن زياد الأشجعي، عن أبيه قال: كان معقلُ بنُ سِنان الأشجعي قد صَحِبَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وحمل لواءَ قومِه يوم الفتح، وكان شابًا طريًّا، وبقي بعدَ ذلك حتى بَعثَه الوليدُ بن عُتْبة بن أبي سفيان، وكان على المدينة
(2)
، فاجتمع معقلُ بن سنانٍ ومسلمُ بن عُقْبة الذي يُعرَف بمُسرِفٍ، فقال معقلٌ لمسرفٍ، وقد كان آنَسَه وحادَثَه إلى أن ذَكَر معقلٌ يزيدَ بن معاوية، فقال معقل: إني خرجتُ كَرْهًا لبيعةِ هذا الرجل، وقد كان من القضاءِ والقَدَر خروجي إليه، رجلٌ يشرب الخمرَ ويزني بالحُرَم، ثم نال منه وذكر خِصالًا كانت فيه، ثم قال لمسرفٍ: أحببتُ أن أضَعَ ذلك عندك، فقال مسرفٌ: أما أن أذكُرَ ذلك لأمير المؤمنين يومي هذا، فلا والله لا أفعَلُ، ولكنْ اللهِ عليَّ عهدٌ وميثاقٌ لا تُمكِنُني يدايَ منك ولي عليك مَقدِرةٌ، إلَّا ضربتُ الذي فيه عيناك.
فلما قَدِمَ مسرفٌ المدينةَ وأَوقَعَ بهم أيامَ الحَرَّةِ، وكان معقلُ بن سِنان يومئذٍ صاحبَ المهاجرين، فأُتِيَ به مسرفٌ مأسورًا، فقال له: يا معقلَ بنَ سنان، أعَطِشتَ؟ قال: نعم، أصلَحَ اللهُ الأمير، قال: خوضوا له شربةً بلَوْز، قال: فخاضُوها له، فقال: أشرِبتَ ورَوِيتَ؟ قال: نعم، قال: أمَا والله لا تَستهنِئُ بها، يا مُفرجُ
(3)
، يا نوفلَ بنَ مُساحِقٍ قمْ فاضرِبْ عنقَه، فقام إليه فقتله صَبْرًا، وكانت الحرَّةُ في ذي الحِجَّة سنةَ ثلاث وستين.
= المنتبه 4/ 1296، وضبطه ابن ماكولا في "الإكمال" 7/ 261 بفتح الظاء وكسر الهاء مشدّدة.
(1)
القائل: فحدثني، هو محمد بن عمر الواقدي.
(2)
زاد ابن سعد في "الطبقات" 5/ 171 من طريق محمد بن عمر الواقدي هذه: ببيعة يزيد بن معاوية فقدم الشامَ في وفد من أهل المدينة.
(3)
في "طبقات ابن سعد" يا مفرج قم فاضرب عنقه، ثم قال: اجلس، ثم قال لنوفل بن مساحق: قم فاضرب عنقه.
فقال شاعر الأنصار:
ألَا تِلكُمُ الأنصارُ تَنعَى سَرَاتَها
…
وأشجَعُ تَنعَى معقلَ بنَ سِنانِ
(1)
ذكرُ الأشعث بن قيس الكِنْدي رضي الله عنه
-
6350 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر، أخبرنا إسماعيل بن قُتَيبة، حدثنا أبو بكر بن أبي شَيْبة ومحمد بن عبد الله بن نُمَير: قالا: مات أبو محمد الأشعثُ بن قيس الكِنْديُّ من بني الحارث بن معاويةَ بالكوفة والحسنُ بنُ علي بها بعد صُلْح معاويةَ إياه، فصلَّى عليه الحسنُ بن عليٍّ رضي الله عنهما.
6351 -
حدثنا علي بن عيسى، حدثنا الحسين بن محمد بن زياد، حدثنا محمود ابن خِدَاش، حدثنا عَبيدةُ
(2)
بن حُمَيد، حدثني إسماعيل بن أبي خالد، عن حفص ابن جابر
(3)
قال: لما مات الأشعثُ بنُ قيس قال الحسنُ بن علي: إذا غسَّلتُموه فلا تَهِيجُوه حتى تأتوني به، قال: به قال فأُتِيَ به، فدعا بحَنُوطٍ فوضَّأ به يدَيهِ ووجهه ورجلَيهِ، ثم قال: أَدرِجُوا
(4)
.
(1)
إسناده مظلم -عدا أنَّ فيه محمد بن عمر الواقدي، وفيه كلام كثير وجمهور المحدثين على تركه - فإنَّ عبد الرحمن بن عثمان وأباه لا يعرفان ولم نقف لهما على ذكر في كتب الرجال.
والخبر رواه عن الواقدي أيضًا ابنُ سعد في "الطبقات" 5/ 171 - 172، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 59/ 363 - 364.
(2)
في النسخ الخطية: عبدة، وهو خطأ، والتصويب من "إتحاف المهرة"(4298).
(3)
هكذا وقع في النسخ الخطية و "إتحاف المهرة"، وهو خطأ، والصواب: حكيم بن جابر، كما في مصادر التخريج.
(4)
إسناده صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق (6149)، وابن أبي شيبة 3/ 243 و 255، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2404)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(938)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 9/ 143 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر.
أدرِجوا أي: أدخلوه في كفنه.
ذكرُ المِسوَر بن مَخرَمة الزُّهْري رضي الله عنه
-
6352 -
حدثنا أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حدثنا موسى بن زكريا التُّستَري، حدثنا خَلِيفة بن خيَّاط قال: المِسوَر بن مخرمة بن نَوفَل بن أُهَيْب بن عبدِ مَناف بن زُهْرة، أمُّه عاتكةُ بنت عَوْف أختُ عبد الرحمن بن عوف.
6353 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا العبّاس بن محمد الدُّوري، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أَبي، عن الوليد بن كثير، حدثني محمد ابن عَمْرو بن حَلحَلَة الدِّيلِي، أنَّ ابن شهاب حدَّثه، أنَّ عليَّ بن الحسين حدَّثه: أنهم حين قَدِموا المدينةَ من عند يزيد بن معاوية بعد مَقتَل الحُسين بن علي رضوان الله وسلامه عليهما، لقيه المِسورُ بن مَخرَمة فقال: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَخطُب على مِنبَرِه وأنا يومئذٍ محتلِمٌ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه!
6354 -
حدثنا أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خَليفة ابن خياط قال: مات المِسوَر بن مَخرمَة بمكَّة سنة أربع وستِّين، ويقال: إنه مات بالحَجُون؛ أصابه حجر المنجنيق، وهو في الحِجْر بمكة، فمَكَثَ خمسًا ثم مات، وصلَّى عليه عبد الله بن الزُّبير وهو ابن ثمانٍ وستين سنة.
6355 -
أخبرني مَخلَد بن جعفر، حدثنا محمد بن جَرِيرٍ
(2)
قال: وُلِدَ المِسوَر
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد 31/ (18913)، والبخاري (3110)، ومسلم (2449)، وأبو داود (2069)، والنسائي (8314) و (8469)، وابن حبان (6956) من طرق عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وذكروا فيه قصة خطبة علي بن أبي طالب لابنة أبي جهل على فاطمة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ فاطمة مني
…
" إلى آخره. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
(2)
هو محمد بن جرير الطبري، وهذا الكلام في كتابه "ذيل المذيّل" كما في "منتخبه" المطبوع في آخر "تاريخه" 11/ 522.
ابن مَخرَمة بمكة بعد الهجرة بسنتين، وتُوفِّيَ لهلال شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين، وكان يحيى بن مَعِين فيما حُدِّثتُ عنه يقول: مات المسور بن مَخرَمة سنة ثلاث وسبعين، وهذا غلطٌ من القول.
6356 -
حدثنا أبو الحسين
(1)
محمد بن عبد الله بن زكريا الفقيه، حدثنا زكريا ابن يحيى الساجِيّ، حدثنا عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن زَبَالةَ المخزومي، حدثني أبو بكر بن عبد الله بن جعفر المَحْرَمي، حدثني أخي المَسوَر بن عبد الله، عن أبيه قال: حدثتني أمُّ بكر بنت المِسوَر بن مخرمة، عن أبيها قال: أطعَمَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تمرًا في طبقٍ ليس من بَزْنيِّكم هذا، وتُوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنُ إحدى عشرةَ سنة
(2)
.
6357 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا حاتم بن وَرْدانَ، حدثنا أيوب، عن ابن أبي مُلَيكةَ، عن المِسوَر ابن مَخرَمة قال: قَدِمَت على النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَقبيَةٌ فَقَسَمَها بين أصحابه، فقال لي أَبي: انطلِقْ بنا إليه، فإنه أتَتْه أقبيَةٌ، فتكلَّم أَبي على الباب فعَرَفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صوتُه، فخرج ومعه قَبَاءٌ، فجعل يقول:"خَبَأْتُ هذا لك، خَبَأْتُ هذا لك"
(3)
.
هذا الحديث، مخرَّجٌ في كتاب مسلم
(4)
، وإنما أعدتُه ليُعلَمَ أنه كان يأتي مع أبيه
(1)
كذا في النسخ الخطية، وفي "سير أعلام النبلاء" 16/ 160، و "تاريخ الإسلام" 8/ 260 وغيرهما: أبو الحَسَن.
(2)
إسناده تالف، عبد العزيز بن محمد بن زبالة ذكره ابن حبان في "المجروحين" 2/ 138 ورماه بالوضع، وشيخه أبو بكر وأخوه المسور لم نقف لهما على ذكر في كتب التراجم، فهما غير معروفين، وأما أبوهما فهو عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، فثقة من رجال مسلم، وأم بكر عمة أبيه.
(3)
إسناده صحيح. وهو مكرر (6189).
(4)
في "صحيحه" برقم (1058)(130)، وكذا في "صحيح البخاري" برقم (2657)، كلاهما عن زياد بن يحيى الحسّاني عن حاتم بن وردان.
النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وكان يَبَرُّه ويُطْعِمُه النبيُّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
وقد حَفِظَ المسورُ خُطَبَ النبي صلى الله عليه وسلم:
6358 -
كما حدَّثَناه علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا العبّاس بن الفضل الأَسْفاطي، حدثنا عبد الرحمن بن [المبارك العَيْشي]
(2)
حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن ابن جُرَيج عن محمد بن قيس، عن المِسوَر بن مَحْرَمة قال: خَطَبَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعَرَفاتٍ فَحَمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال:"أمّا بعد فإنَّ أهلَ الشِّرك والأوثانِ كانوا يَدفَعون من هذا الموضع إذا كانت الشمسُ على رؤُوس الجبال كأنها عمائمُ الرِّجال في وُجوهها، وإنَّا نَدفَعُ بعد أن تَغِيبَ، وكانوا يَدفَعون من المَشعَر الحرامِ إذا كانت الشمسُ مُنبسِطةً"
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
قد صحَّ وثَبَتَ بما ذكرتُه سماعُ المِسوَر بن مَخرمَة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا كما يتوهَّمُه رَعَاعُ أصحابِنا أنه ممَّن له رؤية
(4)
بلا سماع.
ذكرُ الضحّاك بن قيس الأكبر رضي الله عنه
-
6359 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مُصعبَ بن عبد الله الزُّبيري قال: الضَّحّاك بن قيس بن خالد بن وَهْب بن ثَعلَبة بن وائلةَ بن عمرو بن شَيْبان
(5)
بن مُحارِب بن فِهْر، وأمُّه أُمَيمة بنت رَبيعة من
(1)
قوله: "وكان يبره ويطعمه النبي صلى الله عليه وسلم" سقط من (ز) و (ب)، وأثبتناه من (م) و (ص).
(2)
ما بين المعقوفين مكانه بياض في نسخنا الخطية.
(3)
إسناده ضعيف كما سلف بيانه برقم (3134).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (28) عن العبّاس بن الفضل الأسفاطي، بهذا الإسناد.
(4)
تحرَّف في (ب) إلى: رواية.
(5)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: سنان، والتصويب من كتب الأنساب والتراجم. وانظر "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم ص 178.
كِنانةَ، وهي أيضًا أمُّ أخته فاطمة بنت قيس أختِ الضحاك بن قيس، هما لأبٍ وأمٍّ.
6360 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا موسى بن زكريا التُّستَري، حدثنا شَبَاب العُصفُري، حدثنا الوليد بن هشام القَحذَمي، عن أبيه، عن جدِّه، وأبو اليَقْظان
(1)
وغيرهما، قالوا: قَدِمَ ابن زيادٍ الشام وقد بايعَ أهلُ الشام عبدَ الله بن الزُّبير ما خلا أهلّ الجابيَةِ، فبايع ابنُ زياد ومَن كان هناك من بني أُميَّة ومَوالِيهم مروانَ بنَ الحَكَم ومِن بعده لخالد بن يزيد بن معاوية، وذلك للنصف من ذي القَعْدة سنة أربع وستين، ثم سار إلى الضحاك بن قيس فالتقَوْا بِمَرْج راهِطٍ فاقتتلوا عشرين يومًا، ثم كانت الهزيمةُ على الضحاك بن قيس وأصحابه، وذلك في ذي الحِجَّة من سنة أربع وستين، فقُتِل الضحاكُ بن قيس وناسٌ كثير من قيس.
6361 -
فحدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين ابن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: كان الضحاك بن قيس الأكبرُ يُكنى أبا أُنَيس، قبِضَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم والضحاكُ غلامٌ لم يَبلُغ.
6362 -
فأخبرني مَخلَدُ بن جعفر، حدثنا محمد بن جَرِيرٍ قال: زَعَمَ الواقديُّ أنَّ الضحاك بن قيس لم يَسمَعْ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وزَعَم غيرُه أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم
(2)
(1)
في نسخنا الخطية: وأبي اليقظان، عطفًا على جدّ الوليد، وهذا خطأ، فإنَّ أبا اليقظان هذا هو شيخ خليفة بن خياط الملقَّب بشَبَاب، فيكون أبو اليقظان معطوفًا في الإسناد على الوليد بن هشام، وقد روى خليفة في "تاريخه" بهذا الإسناد عدة أخبار. ونحو هذا الخبر في "تاريخ خليفة" ص 259 لكن بلا إسناد.
لكن رواه من طريقه بهذا الإسناد ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 57/ 256 من طريق أحمد بن عمران، عن موسى بن زكريا عنه.
وقد سلف بيان حال الوليد بن هشام وأبيه وجده فيما تقدَّم عند المصنف برقم (5162)، وأبو اليقظان: اسمه عامر بن حفص التميمي النسّابة الأخباري ويلقَّب بسحيم كما في "نزهة الألباب في الألقاب" لابن حجر (1471).
(2)
قوله: "وزعم غيره أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم" سقط من (ب).
فنقولُ وبالله التوفيق: إِنَّ الصواب قولُ أبي جعفر محمد بن جَرِير رحمه الله، فقد صحَّتْ له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواياتٌ ذُكِرَ فيها سماعُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنها:
6363 -
ما حدَّثَناه أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ من أصلِ كتابه، حدثنا أبو محمد الفضل بن محمد البَيَهقي، حدثنا سُنَيد بن داود المصيصي، حدثنا حَجّاج ابن محمد، عن ابن جُرَيج، حدثني محمد بن طَلْحة، عن معاوية بن أبي سفيان، حدثني الضحّاكُ بن قيس، وهو عَدْلٌ مَرْضيٌّ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يزالُ والٍ من قرُيشٍ"
(1)
.
ومنها:
6364 -
ما حدَّثَناه الشيخ أبو محمد المُزَني إملاءً، حدثنا أبو خَليفة القاضي، حدثنا أحمد بن يحيى بن حُميدٍ الطويل، حدثنا حمّاد بن سَلَمة، عن علي بن زيد، عن الحسن: أنَّ الضَّحّاك بن قيس كَتَبَ إلى قيس بن الهيثم حيثُ مات يزيدُ بن معاوية: سلامٌ عليك، أما بعدُ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ بين يَدَي الساعةِ فِتنًا كقِطَع الدُّخَان، يموتُ منها قلبُ الرجل كما يموت بَدَنُه، يُصبحُ الرجلُ فيها مؤمنًا
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، محمد بن طلحة -وهو ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر التيمي- لم يدرك معاوية بن أبي سفيان.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(858)، والطبراني (8134) -ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (3896) - من طريقين عن سنيد بن داود، بهذا الإسناد. وتحرّف ابن جريج في المطبوع من أبي نعيم إلى: ابن جبر.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 24/ 281 من طريق يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي الحافظ، عن حجاج بن محمد، به.
وقد صحَّ المرفوع عن معاوية نفسه أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وذلك فيما أخرجه أحمد 28 / (16852)، والبخاري (3500) و (7139) من طريق الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن معاوية أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ هذا الأمر في قريش
…
".
وله شاهد أيضًا من حديث عبد الله بن عمر عند أحمد 8 / (4832) وغيره، وهو في "الصحيحين".
ويُمسي كافرًا، ويُمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيعُ فيها أقوامٌ دينَهم بعَرَضٍ من الدنيا"، وإنَّ يزيد قد مات، وأنتم إخوانُنا وأشقّاؤُنا
(1)
.
ومنها:
6365 -
ما أخبرَنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا العباس بن الفضل الأَسْفاطي، حدثنا أبو الوليد الطَّيالسي، حدثنا حماد بن سَلَمة، أخبرنا سعيد بن إياس الجُرَيري، عن أبي العلاء بن عبد الله بن الشِّخَير قال: سمعت أبا سعيدٍ الضَّحّاك
(2)
ابن قيس الفِهْريِّ يَقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا أَتى الرجلُ القومَ فقالوا: مَرحبًا، فمَرحبًا به يومَ يَلقَى ربَّه، وإذا أتى الرجلُ القومَ فقالوا له: قَحْطًا، فقَحطًا له يومَ القيامة"
(3)
.
(1)
المرفوع منه صحيح لغيره دون قوله: "يموت منها قلب الرجل كما يموت بدنه"، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان. أبو محمد المزني شيخ المصنف: هو أحمد بن عبد الله بن محمد المغفَّلي الهروي، وأبو خليفة القاضي: هو الفضل بن الحباب الجُمَحي، والحسن: هو البصري.
وأخرجه الطبراني (8135) عن أبي خليفة بهذا الإسناد - وزاد في آخره: فلا تسبقونا بشيء حتى نختار لأنفسنا.
وأخرجه أحمد 25 / (15753 و 39 / (24009/ 72) من طريقين عن حماد بن سلمة به. وقد روى نحوه يونس بن عبيد عن الحسن البصري: أنَّ النُّعمان بن بشير كتب إلى قيس بن الهيثم
…
وذكره. أخرجه أحمد 30/ (18439). وهذا أصح. وسيأتي المرفوع من حديث الحسن عن النعمان برقم (6393)، وسنذكر شواهده هناك.
وانظر تمام الكلام عليه في الموضع الأول من "المسند".
(2)
في النسخ الخطية: أبا سعيد بن الضحاك، وهو خطأ، فإنَّ كنية أبي سعيد أحد أوجه الخلاف في تكنية الضحاك كما في "معرفة الصحابة" لأبي نعيم 3/ 1537، و "سير أعلام النبلاء" 3/ 241.
(3)
الصحيح أنه من قول أبي العلاء بن الشخير، وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم، إلّا أنَّ حماد ابن سلمة قد خولف فيه كما سيأتي. =
ومنها:
6366 -
ما حدَّثَناه أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد، حدثنا هلال بن العلاء الرَّقّي، حدثنا أَبي، حدثنا عُبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أُنيسة، عن عبد الملك بن عُمَير، عن الضَّحّاك بن قيس قال: كانت بالمدينة امرأةٌ تَخفِضُ النساء يقال لها: أم عطيَّة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اخفِضِي ولا تَنهَكي، فإنه أنضَرُ للوجه، وأحْظَى عند الزَّوج"
(1)
.
= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8136)، و "الأوسط"(2514) من طريق أبي عمر الضرير، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "الزهد" لأبيه (1375) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا أبو الأشهب -وهو جعفر بن حيان العطاردي- قال: سمعت أبا العلاء يقول: إذا أتى الرجل .. القوم فذكره. وهذا إسناد صحيح حجّة، وهذا هو الصواب إن شاء الله، ولعلَّ حمادًا أو سعيدًا وهم فيه فرفعه.
(1)
إسناده ضعيف، العلاء الرقي والد هلال ضعيف منكر الحديث، وقد أخطأ في إسناده فذكر زيد بن أبي أنيسة واسطة بين عبيد الله بن عمرو الرقي وعبد الملك بن عمير، وقد خالف ثقتان هما علي بن معبد الرقي عند الطبراني (8137) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3898) -، وعبدُ الله بن جعفر الرقي عند البيهقي في "السنن الكبرى" 8/ 324 و "معرفة السنن والآثار"(17480) والخطيب في "المتفق والمفترق"(767)، فروياه عن عبيد الله بن عمرو الرقي، عن رجل من أهل الكوفة، عن عبد الملك بن عمير، عن الضَّحّاك بن قيس. فأبهما الواسطة، وأما الضحاك بن قيس هذا فنقل البيهقي عن يحيى بن معين أنه قال: هذا ليس بالفهري. ولذا قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 3/ 504: هذا تابعي أرسل هذا الحديث.
قلنا: وعلى مقتضى كلام ابن معين، فإنَّ ذكر هذا الحديث في ترجمة الضحاك بن قيس الفِهري ذهولٌ من الحاكم رحمه الله.
ورواه مروان بن معاوية الفزاري عند أبي داود (5271) عن محمد بن حسان الكوفي، عن عبد الملك بن عمير، عن أم عطية الأنصارية: أنَّ امرأة كانت تختن بالمدينة
…
وذكره. قال أبو داود: ومحمد بن حسان مجهول، وهذا الحديث ضعيف.
قلنا: وله شواهد لا تصح، وليس لأيٍّ منها إسناد قائم، انظر "التلخيص الحبير" لابن حجر 4/ 83. الخفض: هو للنساء كالخِتان للرجال. =
ذكرُ عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السَّهْمي رضي الله عنه
-
6367 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين ابن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: عبدُ الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم ابن سُعَيد
(1)
بن سَهم بن عمرو بن هُصَيص بن كعب، أسلمَ عبدُ الله بن عمرو قبلَ أبيه، وكان ممَّا ذُكِرَ رجلًا طُوَالًا، أحمرَ، عظيمَ الساقَين، أبيضَ الرأس واللحية، وكان قد عَمِيَ في آخر عمره، تُوفِّي عبد الله بن عمرو بالشام سنة خمس وستين، وهو يومئذٍ ابنُ اثنتين وسبعين سنة، وكان يُكنَى أبا محمد.
6368 -
فحدَّثَني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خَليِفة ابن خَيّاط قال: وكانت وفاةُ أَبي محمدٍ عبد الله بن عمرو بن العاص -وأمُّه رائطةُ
(2)
بنت مُنبِّه بن الحَجّاج بن عامر بن حَذيَم
(3)
بن سعد بن سَهم- سنةَ خمس وستين، وكان يَخضِبُ بالسواد، وكان عمرو بن العاص أكبرَ من ابنه بثنتَيْ عشرةَ سنة.
6369 -
حدثني أبو علي الحافظ، حدثنا الهيثم بن خلف الدُّورِي، حدثنا داود ابن رُشَيد، حدثنا إسماعيل بن عيّاش، حدثني سالم بن عبد الله الكَلَاعي
(4)
، عن أبي عبد الله القُرشي قال: دخل عبدُ الله بن عُمر على عبد الله بن عمرو وقد سَوَّدَ لحيتَه،
= لا تنهكي: أي: لا تبالغي بالقطع.
(1)
انظر ضبطه فيما تقدَّم عند الحديث (5127).
(2)
هكذا في نسخنا الخطية، وفي "طبقات خليفة" ص 26 و 299: رَيْطة، لكن لما ذكرها في النساء ص 335 سماها: رائطة، وقد اختلفت مصادر ترجمته، ففي بعضها: ريطة، وفي الآخر: رائطة.
(3)
هكذا في نسخنا الخطية، ويغلب على ظننا أنه تحريف والذي في "الطبقات" لخليفة: حُذافة، وكذا نقله عنه ابن عساكر 31/ 242، ويقال: حذيفة بن سعد بن سهم هكذا في "طبقات ابن سعد" 5/ 47 و 82 و 10/ 255، و"جمهرة أنساب العرب" لابن حزم ص 165.
(4)
هكذا في نسخنا الخطية، وكذا في بعض مصادر ترجمته، وقد اعتبره الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" 4/ 9 سالم بن عبد الله أبا المهاجر مولى بني كلاب، فهو كلابي بالباء وليس كَلاعيًا بالعين، وله ترجمة في "تهذيب الكمال" 10/ 158.
فقال عبد الله بن عمر: السلام عليك أيها الشُّوَيْب، فقال له ابن عمرو: أَما تعرفُني يا أبا عبد الرحمن؟ قال: بلى، أعرفُك شيخًا، فأنت اليومَ شابٌّ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"الصُّفْرةُ خِضاب المؤمن، والحُمْرةُ خِضاب المسلم، والسَّوَادُ خِضابُ الكافر"
(1)
.
6370 -
حدثنا أبو علي الحافظ، أخبرنا إسماعيل بن الحسن العَلّاف بمِصْر، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، أخبرني حُمَيد بن هانئ أبو هانئ، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحُبُليَّ يقول: جاء ثلاثةُ نَفَرٍ إلى عبد الله بن عمرو فقالوا: يا أبا محمد
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف منكر، علّته أبو عبد الله القرشي، قال ابن أبي حاتم الرازي في ترجمة سالم من "الجرح والتعديل" 4/ 185 وقد ساق له هذا الحديث: هو حديث منكر شبه الموضوع، وأحسبه من أبي عبد الله القرشي الذي لم يسمَّ. وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": حديث منكر، والقرشي نكرةٌ.
وأخرجه الحكيم الترمذي في "المنهيات" ص 198، والطبراني في "الكبير"(14119) من طرق عن إسماعيل بن عيّاش، بهذا الإسناد.
وانظر في كراهة الخضاب بالسواد ما تقدَّم عند حديث جابر السالف برقم (5146).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين إن شاء الله من أجل إسماعيل بن الحسن، فهو وإن لم نقف له على ترجمة فيما بين أيدينا من المصادر، قد روى عنه حافظان كبيران هما أبو علي النيسابوري شيخ المصنف هنا، والطبراني في كتبه، وقد أكثر عنه جدًّا، وقد توبع على حديثه هذا.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(14152) عن إسماعيل بن الحسن الخفاف -هكذا لقَّبه في المواضع التي روى فيها عنه- بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2979) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن أبي السرح، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وساق الحديث عن أبي عبد الرحمن الحبلي - وهو عبد الله بن يزيد المعافري- قال: جاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو بن العاص وأنا عنده فقالوا يا أبا محمد، إنّا والله ما نَقدِر على شيء، لا نفقة ولا دابة ولا متاع، فقال لهم: ما شئتم، إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسَّر الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم =
6371 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مُصعبَ بن عبد الله الزُّبيري
(1)
قال: عبد الله بن عمرو بن العاص أمُّه رَيْطةُ بنت مُنبِّه بن الحجّاج بن عامر بن حُذَيفة بن سَعْد بن سَهْم بن عَمرو بن هُصَيص بن كعب بن لُؤي.
6372 -
حدثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا بِشْر بن موسى، حدثنا الحُميدي، حدثنا سفيان، عن داود بن شابور، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خذوا القرآنَ من أربعةٍ - رجلَين من المهاجرين، ورجلَينِ من الأنصار -: من عبدِ الله بن مسعودٍ وسالمٍ مولى أبي حُذَيفة، وأُبيِّ بن كعب ومعاذِ بن جَبَل"، قال: وخَصَّ عبدَ الله بن مسعود بكلمة
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
= يقول: "إنَّ فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خَريفًا"، قالوا: فإنا نصبر، لا نسأل شيئًا.
وانظر تمام تخريجه في "مسند أحمد" 11/ (6578).
(1)
انظر نسب قريش له ص 403 و 405 و 411.
(2)
إسناده صحيح. الحميدي: اسمه عبد الله بن الزبير الأسدي المكي، وسفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(5584)، والطبراني في "الكبير"(14282) و "الأوسط"(2404) من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي، عن سفيان بهذا الإسناد. وبيَّن الكلمة التي خصَّ بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بنَ مسعود، وهي: من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أُنزل، فليقرأه كما يقرؤه ابن أمِّ عبدٍ".
وادّعى الطبراني في "الأوسط" أنَّ الرمادي تفرَّد بهذا الحديث عن سفيان بن عيينة وليس كذلك، فقد رواه عنه أيضًا الحميدي عند الحاكم كما ترى.
وأصل الحديث قد رواه عن عبد الله بن عمرو أيضًا مسروقٌ عند أحمد 11/ (6523) و (6767)، والبخاري (3760) و (3806) و (3808) و (4999)، ومسلم (2464)، والترمذي (3810)، والنسائي (7942)، وابن حبان (736) و (7122).
6373 -
أخبرني عبد الله بن الحسين القاضي بمَرْوٍ، حدثنا الحارث بن أبي أُسامة، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا عبد الملك بن قُدَامة الجُمَحي، حدثني عُمر ابن شُعيب - أخو
(1)
عَمْرو بن شعيب - بالشام، عن أبيه، عن جدِّه قال: كانت أمُّ عبد الله بن عمرو بنت نُبَيه بن الحجَّاج
(2)
تَلَطَّفُ برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاها ذاتَ يوم فقال:"كيف أنتِ يا أمَّ عبد الله؟ " قالت: بخير، فكيف أنتَ بأبي وأمي يا رسول الله؟ قال:"وكيف عبد الله؟ " قالت: بخير.
وعبدُ الله رجلٌ قد تَرَكَ الدنيا، قال له أبوه يوم صَفِّين: اخرجْ فقاتِلْ [فقال: يا أَبتي، كيف تأمرُني أن أقاتل]
(3)
وكان من عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد سمعت؟! قال: أَنشدُكَ بالله، أتعلمُ أنَّ ما كان من عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك أنه أَخذَ بيدك فوَضَعَها في يدي فقال:"أطِعْ أباك عمرَو بن العاص؟ " قال: نعم، قال: فإني آمرُكَ أن تقاتلَ، قال: فخرج يقاتل، فلما وَضَعَت الحربُ قال عبد الله:
ولو
(4)
شَهِدَ جُمْلٌ مَقامي ومَشهَدي
…
بصِفِّينَ يومًا شاب منها الذَّوائبُ
عَشيّةَ جا أهلُ العراق كأنَّهمْ
…
سَحاب ربيعٍ رَبَعَته الجنائبُ
(1)
قوله: "عمر بن شعيب أخو" سقط من (ب). وعمر بن شعيب هذا ذكره ابن سعد في "الطبقات" 7/ 413، وأبو عبد الرحمن السلمي في "سؤالاته للدارقطني" (243) وذكر عنه أنه قال فيه: يهمُ، وذكره الخطيب البغدادي في" تالي تلخيص المتشابه" 1/ 158 وقال: لا نعلمه أسند غير حديثٍ واحد؛ ثم ساق له هذا الحديث.
(2)
في نسخنا الخطية: كانت أم عبد الله بن عمرو نبيه بنت الحجاج، وهو خطأ، والتصويب من "بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث" وبعض مصادر التخريج وفي بعضها: بنت منبه بن الحجاج، وهو الذي تقدَّم ذكره عن خليفة قريبًا.
(3)
ما بين المعقوفين سقط من نسخنا الخطية واستدركناه من بغية الباحث وغيره من المصادر.
(4)
في نسخنا الخطية: لو، والمثبت من النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان، وبه يستقيم الوزن.
إذا قلت قد وَلَّوْا سِراعًا ثَبَتَ لنا
…
كتائبُ منهمْ وارْجَحنَّتْ كتائبُ
فقالوا لنا إنّا نَرى أن تُبايِعوا
…
عليًّا فقلنا بل نَرى أن تُضارِبُ
(1)
6374 -
حدثني الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن مِلْحان، حدثنا يحيى بن بُكَير، حدثني الليث، عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال، عن عليِّ بن يحيى، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمرو قال: كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غَزْوة له ففَزِعَ الناسُ، فخرجتُ وعليَّ سلاحي، فنظرتُ إلى سالم مولى أبي حُذَيفة عليه سلاحُه يمشي وعليه السَّكينةُ، فقلت: لأَقتديَنَّ بهذا الرجل الصالح، حتى أَتى فجَلَسَ عند بابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجلستُ معه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مُغضَبًا فقال:"يا أيها الناس، ما هذه الخِفَّةُ؟ ما هذا النَّزَقُ؟ أعجَرْتُم أَن تَصنَعوا كما صَنَعَ هذانِ الرجلانِ المؤمنانِ؟ "
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عبد الملك بن قدامة الجمحي، وعمر بن شعيب يهمُ كما قال الدارقطني.
والخبر في "مسند الحارث - بغية الباحث"(756)، ومن طريق الحارث أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7977)، والخطيب في "تالي تخليص المتشابه" 1/ 158 - 159، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" 3/ 248 - 249.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 413، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(805)، وإسماعيل بن محمد الأصبهاني في "سير السلف الصالحين" ص 503 - 504، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 31/ 276 من طرق عن يزيد بن هارون، به بعضهم يختصره.
قوله: "ربعته الجنائب" أي: أكلته في الربيع، والجنائب: الإبل.
وارجحنّت الكتائب: أي: مالت وانهزمت.
(2)
إسناده ليّن، علي بن يحيى ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 300، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 208، ولم ينسباه ولم يذكرا عنه راويًا سوى سعيد بن أبي هلال، فهو على هذا مجهول.
وذكره البخاري في "تاريخه" 6/ 300 - 301 معلقًا عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6375 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو عُتْبة الحمصي، حدثنا محمد بن حِمْيَر، أخبرني عمرو بن قيس السَّكُوني قال: كنت مع والدي بحُوّارينَ إِذْ أقبل رجلٌ، فلما رآه الناسُ ابْتَدَرُوه، قال: وكنت فيمن ابتدَرَ مجلسَه، فقلت: مَن هذا الرجل؟ قالوا: هذا عبدُ الله بنُ عمرو بن العاص
(1)
.
6376 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا محمد بن مسَلَمة، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه قال: قلت: يا رسول الله، أتأذنُ لي فأكتُبَ ما أسمعُ منك؟ قال:"نعم" قلت: في الرِّضا والغضب؟ قال:" نَعَم، فإنه لا يَنبَغي أن أقولَ عند الرِّضا والغضبِ إِلَّا حقًّا"
(2)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6377 -
أخبرنا عبد الله بن محمد الصَّيدلاني، حدثنا إسماعيل بن قُتَيبة، حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا جَرير، عن عُمَارة، عن الأخنس بن خَليفة الضَّبّي قال: رأى
(1)
إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي عتبة الحمصي: وهو أحمد بن الفرج ابن سليمان الكندي، وقد توبع.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني (807) عن محمد بن مصفَّى، عن محمد بن حمير، بهذا الإسناد.
وسيأتي بأطول ممّا هنا برقم (8873) من طريق يحيى بن حمزة عن عمرو بن قيس، وانظر تمام تخريجه هناك.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل محمد بن مسلمة. وهو أبو جعفر الواسطي. لكنه متابع.
فقد رواه أحمد في "مسنده" 11/ (1930) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقرن به محمدَ بنَ يزيد الكلاعي.
ومحمد بن إسحاق - وإن كان مدلسًا وقد عنعن - توبع أيضًا فيما سلف عند المصنف برقم (363).
كعبُ الأحبارِ عبدَ الله بن عمرو يُفتي الناسَ، فقال: من هذا؟ قالوا: هذا عبدُ الله بن عمرو بن العاص، فأرسَلَ إليه رجلًا من أصحابه، قال: قل له: يا عبدَ الله بنَ عمرو، لا تَفْترِ على الله كذِبًا فيُسحِتك بعذابٍ، وقد خابَ من افتَرى، قال: فأتاه الرجلُ فقال له ذلك، قال ابنُ عَمرو: صَدَقَ كعبٌ، قد خاب من افتّرى، ولم يَعْضَبْ، قال: فأعادَ عليه كعبٌ الرجلَ فقال: سَلْهُ عن الحَشْر ما هو؟ وعن أرواح المسلمينَ أين تجتمعُ؟ وأرواحِ أهل الشِّرك أين تجتمعُ؟ فأتاه فسأله، فقال: أما أرواح المسلمين فتجتمعُ بأَرِيحا، وأما أرواحُ أهل الشِّرك فتجتمعُ بصَنعاءَ، وأمّا أولُ الحَشْر فإنها نارٌ تَسُوق الناسَ يرونها ليلًا، ولا يَرَونها نهارًا، فرجع رسولُ كعبٍ إليه فأخبره بالذي قالَ، فقال: صَدَقَ، هذا عالمٌ فَسَلُوه
(1)
.
ذكرُ أسماء بن حارثة الأنصاري رضي الله عنه
-
6378 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين ابن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: أسماءُ بن حارثةَ بن سَعيد بن عبد الله بن غِيَاث
(1)
إسناده ضعيف لجهالة الأخنس بن خليفة الضبي، فإنه لا يُعرَف. يحيى بن يحيى: هو النيسابوري، وجرير: هو ابن عبد الحميد الضبّي، وعمارة: هو ابن القعقاع بن شُبرمة الضبي.
وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": الأخنس تابعي كبير أودعه البخاري في "الضعفاء" وقوَّاه أبو حاتم وغيره. قلنا: قد جعل الذهبي الأخنس هذا والذي روى عن ابن مسعود وروى عنه ابنه بكيرٌ واحدًا، فذاك - أي: الذي روى عنه ابنه - هو الذي أودعه البخاري في "الضعفاء" وقواه أبو حاتم، وذكره ابن حجر في "تهذيب التهذيب" على الشك فقال: لعله هو. وعلى كلا الأمرين فهو مجهول الحال.
وهذا الخبر أشار المزي في ترجمة الأخنس من "تهذيب الكمال" 2/ 296 إلى أنَّ ابن ماجه خرَّجه في "تفسيره".
وأما نار الحشر، فسيأتي عند المصنف برقم (8620) من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو: أنهم إذا قالوا قالت وإذا باتوا باتت. وسنذكر هناك شواهده من المرفوع. وظاهرها أنهم يرونها ليلًا ونهارًا.
ابن سَعْد بن عمرو بن عامر بن ثَعلَبة بن [مالك بن] أَفْصَى، وإلى بني حارثةَ
…
(1)
.
6379 -
حدثني
(2)
سعيد بن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن جدِّه، عن أسماء ابن حارثة الأسلمي قال: دخلتُ على النبي صلى الله عليه وسلم يومَ عاشوراءَ فقال: "أصُمتَ اليومَ يا أسماءُ؟ " قلت: لا، قال:"فصُمْ" قلت: قد تغدَّيتُ يا رسول الله، قال:"صُمْ ما بقيَ ومُرْ قومك بصومِه" قال أسماءُ: فأخذتُ نعليَّ بيدي فأدخلتُ رِجليَّ
(3)
حتى وَرَدتُ على قومي، فقلت: إنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تصوموا، فقالوا: قد تَغدَّينا، فقلت: إنَّه قد أمركم أن تصوموا بقيَّةَ يومِكم
(4)
.
(1)
قال ابن سعد في "الطبقات" 5/ 226 بعد أن ساق نسب أسماء هذا: وإلى بني حارثة البيتُ من بني مالك بن أفصى. يريد أنهم ذوو عَددٍ وكثرة وشرف.
(2)
القائل: حدثني، هو محمد بن عمر الواقدي في الإسناد السابق.
(3)
هكذا في نسخنا الخطية، إلّا أنَّ الجيم من "رجلي" أهمل نقطها في (م) و (ص)، وفي نسخة مكتبة أحمد الثالث من "طبقات ابن سعد" - وهي نسخة مكتوبة في القرن السابع ومقروءة أو معارضة على شرف الدين الدمياطي كما ذكر محققها في مقدمته -: فأخذت نعلي بيدي فما دخلتُ رَخلي. وهذه العبارة أوجهُ.
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل الحسين بن الفرج وشيخه محمد بن عمر الواقدي، وسعيد بن عطاء بن أبي مروان تفرَّد بالرواية عنه الواقدي ولم نقف له على ترجمة، فهو مجهول، وأبوه عطاء ثقة معروف، وأبو مروان مختلف في اسمه.
وأخرجه ابن سعد 5/ 226 عن محمد بن عمر الواقدي، بهذا الإسناد - وسقط من الإسناد عطاء والد سعيد.
وأخرجه أحمد 25/ (15963) عن عفان بن مسلم، عن وهيب بن خالد، عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، عن يحيى بن هند بن حارثة، عن عمه أسماء بن حارثة.
وتابع عفانَ على إسناده هذا عن وهيب راويان آخران ثقتان عند الطبراني في "الكبير"(869) و "الأوسط"(2567).
ورواه كذلك عبد العزيز بن محمد الدراوردي عند البزار (1048 - كشف الأستار) عن عبد الرحمن ابن حرملة به.
وخالف أبو هشام المخزومي فيما سيأتي عند المصنف برقم (6384) فرواه عن وهيب عن =
6380 -
أخبرني محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن إسحاق، أخبرني أبو يونس، حدثني إبراهيم بن المنذِرِ الحِزَامي قال: تُوفِّيَ أسماءُ بن حارثة سنة ستٍّ وستين وهو ابن ثمانينَ سنة.
6381 -
أخبرني الزُّبير بن عبد الواحد الحافظ بأَسَداباذ
(1)
، حدثنا عَبْدانُ الأَهْوازي، حدثنا زيد بن الحَرِيش، حدثنا أبو همَّام محمد بن الزِّبرِقان، حدثنا يزيد ابن إبراهيم، عن محمد بن سِيريِن، عن أبي هريرة قال: ما كنتُ أَرى أسماءَ وهندَ ابنَي حارثةَ إِلَّا خادمَينِ لرسول الله صلى الله عليه وسلم من طولِ لزومِهما بابه وخدمتِهما إيَّاه، وكانا محتاجَينِ
(2)
.
= ابن حرملة عن يحيى بن هند عن أبيه هند بن حارثة: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بعثه يوم عاشوراء
…
وذكره فجعله من مسند هند لا أخيه أسماء. وأبو هشام - وهو المغيرة بن سلمة - ثقة، إلّا أنَّ روايته هذه شاذَّة.
وأخرجه ابن حبان (3618) من طريق سهل بن بكار عن، وهيب عن ابن حرملة، عن سعيد ابن المسيب، عن أسماء بن حارثة. فذكر فيه ابن المسيب مكان يحيى بن هند، وهو غير محفوظ.
وعبد الرحمن بن حرملة صدوق حسن الحديث، وشيخه يحيى بن هند مجهول الحال، وقد عدَّه ابن حبان في "الثقات" 3/ 447 من أصحاب الحديبية، ولا يصح، والذي من أصحاب الحديبية هو أبوه وعمّه أسماء كما وقع في رواية أحمد في "مسنده"(15963)، وانظر تعليق الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني على "التاريخ الكبيرط للبخاري 8/ 239.
ويشهد للحديث حديث سلمة بن الأكوع الآتي برقم (6383)، وهو في "الصحيحين".
(1)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: أستراباذ، وهذا الشيخ من أَسَداباذ وليس من أستراباذ، وبينهما مئات الأميال، وكلاهما في إيران الآن، أستراباذ في الغرب عند جرجان، وأسداباذ في الشرق عند همذان. وقد وقع للحاكم عن الزبير هذا عدة روايات في كتبه الأخرى وفي مصنفات البيهقي عنه، وفيها: بأسداباذ، على الصواب. وانظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 15/ 570.
(2)
إسناده حسن من أجل زيد بن الحريش، فقد روى عنه غير واحد كما في "تاريخ الإسلام" 5/ 1143، وذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 251، وقال: ربما أخطأ، ومحمد بن الزبرقان صدوق جيد الحديث، وباقي رجاله ثقات. عبدان الأهوازي: لقبٌ واسمه عبد الله بن أحمد بن موسى =
ذكرُ هند بن حارثة الأسلمي رضي الله عنه
-
6382 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين ابن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: هِندُ بن حارثة الأسلميُّ، شَهِدَ الحُدَيبِيَة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات هِندُ بن حارثة بالمدينة في خلافة أمير المؤمنين عليٍّ رضي الله عنه.
وقيل: إنهم ثمانيةُ إخوةٍ كلُّهم صَحِبوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم وشَهِدوا بيعة الرِّضْوان، وهم: أسماءُ، وهندُ، وخِداشٌ، وذُؤَيبٌ، وحُمْرانُ، وفَضَاله، وسَلَمةُ، ومالكٌ، بنو حارثةَ ابن سعيد بن عبد الله بن غِياث
(1)
.
6383 -
أخبرني أبو الحسين محمد بن بن الأَصَمِّ بقَنطَرة بَرَدانَ، حدثنا أحمد أبو قِلابةَ، حدثنا أبو عاصم، حدثنا يزيد بن أبي عُبيدٍ، حدثنا سَلَمةُ بن الأكوَع: أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رجلًا من أسلم يوم عاشوراءَ، فقال:"من أكل وشَرِبَ فليُتِمَّ صومَه، ومن لم يكن أكلَ فليَصُمْ بقيّة يومِه"
(2)
.
قد تقدَّمَت الرواية بأن أسماءَ هو الرسوُل بذلك، ورُوِي أنه هند:
6384 -
أخبرناه بكر بن محمد الصَّيرَفي بمَرْيِ، حدثنا أبو الأحوَص محمد بن الهيثم أخبرنا أبو هشام المخزومي، حدثنا، وُهَيب، عن عبد الرحمن بن حَرمَلة
= القاضي، ويزيد بن إبراهيم: هو التُّستري نزيل البصرة.
ولم نقف عليه مسندًا عند غير المصنف، لكن ذكره ابن سعد في "الطبقات" 5/ 227 عن محمد بن عمر الواقدي عن أبي هريرة، معضلًا بلا إسناد.
(1)
انظر "طبقات ابن سعد" 5/ 227.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل أبي قلابة وهو عبد الملك بن محمد الرقاشي، وقد توبع.
فقد رواه عن أبي عاصم - وهو الضحاك بن مخلد - البخاريُّ في"صحيحه"(1924)، ويعقوبُ ابن إبراهيم الدورقي عند ابن حبان (3619).
وأخرجه أحمد 27/ (16507) و (16512) و (16526)، والبخاري (2007) و (7265)، ومسلم (1135)، والنسائي (2642) من طرق عن يزيد بن أبي عبيد، به.
الأسلَمي، عن يحيى بن هند بن حارثةَ، عن أبيه هندِ بن حارثة: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بَعَثَه يومَ عاشوراءَ، قال:"مُرْ قومك فليَصُوموا هذا اليومَ"، قال: أرأيتَ يا رسول الله إن وجدتُهم قد طَعِمُوا؟ قال: "فليُتِمُّوا آخرَ يومهم"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
ذكرُ سليمان بن صُرَد بن الجَوْن الخُزاعي رضي الله عنه
-
6385 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم ابن مَصقَلة، حدثنا الحسين بن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: سليمان بن صُرَد ابن الجَوْن بن أبي الجَوْن، وهو عبد العُزَّى بن مُنقذ بن ربيعة، ويُكنَى أبا مُطرِّفٍ، أسلمَ وصحب النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وكان اسمه يسارًا، فلما أسلم سماه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، سليمانَ، وكانت له سنٌّ عالية وشرفٌ في قومه، ونزل الكوفةَ حين نزلها المسلمون، وشَهِدَ مع أمير المؤمنين علي رضي الله عنه صِفِّينَ، ثم إنه خرج يَطلُب دم الحسين بن علي رضي الله عنهما وتحت رايتِه أربعةُ آلاف، رجل، فقُتل سليمانُ بن صُرَدٍ في تلك الوَقْعة وحُمِل رأسُه إلى مروان بن الحَكَم، وكان سليمان يومَ قُتل ابنَ ثلاثٍ وتسعين سنة.
6386 -
سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى يقول: سمعت أبا العبّاس محمد بن إسحاق يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البُخاريَّ يقول: قَتَل المختارُ بن أبي عُبيدٍ سليمانَ بن صُرَد هذا بعد أن قَتَل سليمانُ بنُ صُرد عُبيدَ الله ابنَ زياد.
6387 -
حدَّثَناه يحيى بن منصور القاضي، حدثنا محمد بن رَجاءٍ، حدثنا علي ابن عبد الله المَدِيني قال: قتل سليمانُ بنُ صرد عبيدَ الله بن زياد.
(1)
حديث صحيح لكن من حديث أسماء بن حارثة لا أخيه هند كما تقدَّم بيانه في الرواية السابقة برقم (6379).
ذكرُ أبي شُريح الخُزاعي رضي الله عنه
-
6388 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا إسماعيل بن قُتَيبة، حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمَير: أنَّ أبا شُريح كعبَ بن عمرو الخُزَاعي مات سنة ثمانٍ وستين، واسمه مُختلَف فيه، فقد قيل: خُوَيلد بن عَمرو.
ذكرُ النعمان بن بَشير بن سعد الأنصاري رضي الله عنه
-
6389 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ الجَلّاب رحمه الله، حدثنا إمامُ عصره بالعراق إبراهيمُ بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزُّبَيري قال: النُّعمانُ بن بَشِير بن سعد بن ثَعلبة بن خَلَّاس بن زيد
(1)
بن مالكٍ الأغرِّ بن ثَعلَبة بن كعب بن الخَزرج بن الحارث بن الخَزرج وأمه عَمْرةُ بنت رَوَاحة أختُ عبد الله بن رَوَاحة، فوَلَدَ لنعمانُ عبد الله وبه كان يُكنَى [و] محمدًا
(2)
.
6390 -
حدثنا
(3)
عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حَزْم قال: جلسنا عندَه، فذُكِرَ أولُ مولود من الأنصار بعد قُدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فقال: النُّعمان بن بَشير وُلِدَ بعد أن قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينة لسنةٍ وأيامٍ
(4)
أو أقلَّ من سنة، قال: فذكروا عبد الله بن أبي طَلْحة، فقال: لقد
(5)
كانت أمُّ
(1)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: رىىىـ، مهمَلًا، والتصويب من مصادر ترجمته.
(2)
في نسخنا الخطية: محمدًا، بإسقاط الواو، ولا يستقيم ولا بد من إثباتها، ومحمد ابنه راوٍ معروف عن أبيه، وللنعمان أولاد آخرون غيرهما. انظر "طبقات ابن سعد" 5/ 363. و "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم ص 364.
(3)
يحتمل أن يكون الراوي عن عبد الرحمن بن عبد العزيز هذا الخبر هو مصعبًا الزبيري، وقد رواه عن عبد الرحمن أيضًا محمد بن عمر الواقدي كما في "طبقات ابن سعد" 5/ 364.
وعبد الرحمن بن عبد العزيز هذا هو ابن عبد الله بن عثمان بن حُنيف الأنصاري.
(4)
في (ز) و (ب) لسنة أو أقام، وفي (م) و (ص): لسنة أو أيام، والكل خطأ، وما أثبتنا هو الصواب.
(5)
تحرَّف في نسخنا إلى: لو، والتصويب من "الطبقات"، وكذا استدركنا منه ما بين المعقوفين.
سُلَيم به حاملًا [يوم حُنَين]، فوَلَدَت بعد أن قَدِمَت المدينة.
6391 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا سليمان بن أحمد قال: سمعتُ أبا مُسهرٍ يقول: قُتِل النعمان بن بَشِير فيما بين سَلَميةَ وحِمصَ؛ قُتِل غيلةً.
6392 -
فأخبرني قاضي القضاة محمد بن صالح الهاشمي [حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجَرِيري، حدثنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الخرّاز]
(1)
حدثنا علي بن محمد المَدائني، حدثنا يعقوب بن داود الثقفي ومَسلَمة بن مُحارِب وغيرهما قالوا: لما قُتِل الضحاكُ بن قيس بمَرْج راهطٍ، وكان للنِّصف من ذي الحِجّة سنة أربع وستين في خلافة مروان بن الحَكم، فأراد النعمانُ بن بَشير أن يَهرُب من حِمصَ وكان عاملًا عليها، فخالَفَ ودعا لابن الزُّبير، فطلبه أهلُ حمص فقتلوه واحتزُّوا رأسه.
وقد صحَّت الروايات في الصحيحين بسماع النعمان بن بَشير من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
6393 -
حدثنا عمرو بن محمد بن منصور العَدْل، حدثنا عمر بن حفص، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا المبارك بن فَضَالة، عن الحسن، عن النُّعمان بن بَشير قال: صَحِبْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول: "إنَّ بين يَدَي الساعةِ فِتَنًا كقِطَع الليل المُظلِم، يصبحُ الرجلُ فيها مؤمنًا ويُمسي كافرًا، ويُمسي مؤمنًا ويصبحُ كافرًا، يبيعُ أقوامٌ خَلَاقَهم فيها بعَرَضٍ من الدنيا يسيرٍ"
(2)
.
(1)
ما بين المعقوفين سقط هنا من نسخنا الخطية، واستدركناه من الروايتين الآتيتين برقم (6454) و (6500)، فهذا الإسناد سلسلة معروفة، وقد ذكر الخطيب البغدادي في ترجمة محمد بن أحمد الجريري من "تاريخ بغداد" 2/ 252 أنَّ الجريري هذا حدث عن أحمد بن الحارث الخرّاز بكتب أبي الحسن علي بن محمد المدائني.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإنَّ الحسن - وهو ابن أبي الحسن البصري. لم يسمع من النعمان بن بشير. =
قال الحسن: والله لقد رأيناهم صُوَرًا بلا عُقول، أجسامًا بلا أحلام، فَرَاشَ نارٍ وذِبّانَ طَمَعٍ، يَعْدُون بدرهمينِ ويَرُوحون بدِرهمَينِ، يبيع أحدُهم دينَهُ بِثَمَن العَنْز.
ذكرُ أبي واقد الليثي رضي الله عنه
-
6394 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثقفي، حدثنا موسى بن زكريا التُّستَري، حدثنا خليفة بن خَيَّاط قال: أبو واقدٍ اللَّيثي اسمه الحارثُ بن عوف بن أَسِيد بن جابر بن عبدِ مَنَاة بن شِجْع بن عامر بن لَيْث.
6395 -
فحدَّثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين ابن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: أبو واقدٍ الحارثُ بن مالك.
6396 -
وأخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل، حدثنا جدِّي قال: سمعت سعيدَ ابن كَثير بن عُفَير يقول: أبو واقدٍ اللَّيثي الحارث بن عوف بن الحارث بن أَسِيد بن جابر بن عَوِيرة بن عبد مَنَاة بن شِجْع بن عامر، وكان قديمَ الإسلام، وكان معه لواءُ بني لَيْثٍ وضَمْرةً وسعدٍ بني بكر يومَ الفَتْح، وبقي أبو واقد بعدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم زمانًا ثم خرج إلى مكة فجاوَرَ بها سنةً ومات بها.
6397 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين ابن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر، حدثنا ابن جُرَيج، عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، عن نافع بن سَرْجِسَ قال: عُدْنا أبا واقدٍ الليثيَّ في مرضِه الذي مات فيه، ومات فدفَنّاه بمكة في مَقبرة المهاجرين بفَخٍّ.
= وأخرجه أحمد (30 (18404) عن أبي النضر هاشم بن القاسم عن المبارك بن فضالة، بهذا الإسناد.
وأخرج المرفوع منه أيضًا (18439) من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن البصري، به.
ويشهد له حديث أبي هريرة عند أحمد 13 / (8030) ومسلم (118) وغيرهما.
وحديث ابن عمر الآتي عند المصنف برقم (8558)، وحديث أنس الآتي برقم (8559)، وحديث أبي موسى الآتي برقم (8564).
وانظر ما سلف برقم (6364).
وإنما سُمِّيت مقبرةَ المهاجرين، لأنه دُفِنَ فيها مَن مات ممَّن كان هاجَرَ إلى المدينة ثم حجَّ وجاوَرَ فمات بمكة، فكان يُدفَن في هذه المقبرة، منهم أبو واقدٍ اللَّيثي وعبد الله ابن عمر وغيرُهما، ومات أبو واقدٍ الليثي سنةَ ثماني وستين وهو ابن خمس وثمانين سنةً
(1)
.
6398 -
حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مِهْران، حدثني أبي، حدثنا هشام بن عمّار، حدثنا عبد الله بن يزيد البَكْري، حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة، حدثني عمِّي موسى بن طلحة، حدثني أبو واقدٍ اللَّيثي قال: كنت جالسًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تَمسُّ رُكْبتي ركبته، فأتاه آتٍ فالتقَمَ أُذُنَه، فتغيَّر وجهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وثارَ الدمُ إلى أساريرِه صلى الله عليه وسلم، ثم قال:"هذا رسولُ عامرِ بن الطُّفَيل يَتهدَّدُني ويتهدَّدُ من يَأْوي إليَّ، وقد كَفَانيهِ اللهُ عز وجل بولدِ إسماعيلَ بابنَيْ قَيْلة"؛ يعني الأنصارَ
(2)
.
6399 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفَّان
(1)
ورواه عن محمد بن عمر الواقديِّ ابنُ سعد في "الطبقات" 5/ 121، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 67/ 279. وبيَّن فيه أنَّ قوله: وإنما سميت مقبرة المهاجرين
…
" إلى آخره، هو من كلام الواقدي.
وأخرج أوله أحمد 36 / (21899) و (21908) من طرق عن ابن جريج، عن ابن خثيم، عن نافع بن سرجس قال: عدنا أبا واقد في وجعه الذي مات فيه، فسمعه يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم أخف الناس صلاة على الناس، وأطول الناس صلاة لنفسه. وإسناده حسن من أجل نافع بن سرجس، وقد صرح ابن جريج بسماعه من ابن خثيم.
(2)
إسناده ضعيف جدًّا، عبد الله بن يزيد البكري ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 201 ونقل عن أبيه أنه قال فيه: ضعيف الحديث ذاهب الحديث. وشيخه إسحاق بن يحيى ابن طلحة متروك الحديث.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1731)، والطبراني في "الكبير"(3299)، و "الأوسط"(6758) من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد.
وانظر حديث سلمة بن الأكوع الآتي برقم (7159).
العامري، حدثنا أبو يحيى الحِمّاني، حدثنا عبد الرحمن بن آمِينَ، عن سعيد بن المسيّب، أنه سمع أبا واقدٍ الليثيَّ يقول: قال رسول الله: "إنَّ قوائمَ مِنبَري رواتبُ في الجنة"
(1)
.
ذكرُ زيد بن الأرقم الأنصاري رضي الله عنه
-
6400 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: زيد بن أَرقَمَ بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن الأغرِّ بن ثَعلَبة بن كعب بن الخَزرَج، وكان يُكنى أبا عَمْرو، وتُوفِّي بالكوفة زمنَ المختار بن أبي عُبيد سنة ثمانٍ وستين.
6401 -
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا وَهْب بن جَرير، حدثنا شُعبة، عن أبي إسحاق قال: قلتُ لزيد بن أرقَم: يا أبا عمرو.
6402 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الرحمن بن آمين - ويقال: يامين - فقد ضعَّفه غير واحدٍ كما في ترجمته من "لسان الميزان" 5/ 145.
أبو يحيى الحماني: هو عبد الحميد بن عبد الرحمن.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 172، والطبراني (3296)، وأبو بكر القطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" لأحمد (500)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2028) من طرق عن أبي يحيى الحماني، بهذا الإسناد.
وله شاهد بلفظه من حديث أم سلمة عند أحمد 44 / (26476) و (26705)، والنسائي (777) و (4273)، وابن حبان (3749). وإسناده صحيح.
قوله: "رواتب في الجنة" قال السندي في حاشيته على "سنن النسائي": جمع راتبة، من رَتَبَ: إذا انتصب قائمًا، أي: أنَّ الأرض التي هو فيها من الجنة، فصارت القوائم مقرُّها الجنة.
قلنا: وهذا المعنى يشير إليه قوله صلى الله عليه وسلم: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة"، وهو مخرَّج في "الصحيحين" وغيرهما. انظر حديث أبي هريرة في "مسند أحمد" 12/ (7223) والتعليق عليه.
مُسلِم بن إبراهيم، حدثنا شُعبة، عن أبي إسحاق، قال: خرج الناسُ يَستَسقُون وفيهم زيدُ بن أرقمَ، ما بيني وبينَه إلَّا رجلٌ، فقلت له: يا أبا عَمرو، كم غَزَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: تسعَ عشرةَ، قلت: فأنت كم غزوتَ معه؟ قال: سبعَ عشرةَ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
6403 -
أخبرني محمد بن علي الشَّيباني بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم الغِفَاري، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا كامل أبو العلاء قال: سمعت حبيب بن أبي ثابت يُخبِر عن يحيى بن جَعْدة، عن زيد بن أرقم قال: خرجْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتَهيْنا إلى غَديرِ خُمٍّ، فأَمَرَ بدَوْحٍ، فكُسِحَ في يومٍ ما أَتى علينا يوم كان أشدَّ حرًّا منه، فحَمِدَ اللهَ وأثنى عليه، وقال:"يا أيها الناسُ، إنه لم يُبعَثْ نبيٌّ قطُّ إِلَّا عاشَ نصفَ ما عاشَ الذي كان قبلَه، وإني أُوشِكُ أن أُدْعَى فأُجيبَ، وإني تاركٌ فيكم ما لن تَضِلُّوا بعدَه: كتابَ الله عز وجل"، ثم قام فأَخذ بيد عليٍّ فقال:"يا أيها الناسُ، مَن أَولى بكم من أنفسِكم؟ " قالوا: الله ورسولُه أعلم، قال:"مَن كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
وأخرجه أحمد 32/ (19335)، والبخاري (3949)، ومسلم (1812)(143)، والترمذي (1676)، وابن حبان (6283) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أحمد (19282) و (19298)، والبخاري (4471)، ومسلم (1254) من طرق عن أبي إسحاق، به.
(2)
حديث صحيح دون قصة عيش كل نبي نصف ما عاش الذي كان قبله، فقد تفرَّد بها في هذا الحديث كامل بن العلاء أبو العلاء، وهو ليس بذاك القوي، وله ما ينكر في بعض رواياته كما قال ابن عدي في "الكامل". أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين.
وأخرجه الطبراني (4986) عن علي بن عبد العزيز البغوي، عن أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وقد سلف حديث زيد بن أرقم هذا بنحوه -دون قصة عيش النبي صلى الله عليه وسلم عند المصنف برقم (4627) من طريق سليمان الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد. فانظر تمام تخريجه هناك.
ويشهد لحديث كامل أبي العلاء جميعه حديث حذيفة بن أُسيد عند الطبراني (3052)، لكن في =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
ذكرُ عبد الله بن عبّاس بن عبد المطَّلب رضي الله عنهما
6404 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ وأبو جعفر محمد بن صالح ابن هانئ قالا: حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى الشَّهيد، حدثنا عُبيد الله بن مُعاذ العَنبَري، حدثنا أَبي، حدثنا شُعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبّاس قال: تُوفِّي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابنُ خمسَ عشرةَ
(1)
.
وهكذا رواه إبراهيم بن طَهْمان وأبو داود الطَّيالسي والوليد بن خالد عن شُعبة.
أما حديثُ أبي داود:
6405 -
فحدَّثَناه أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا إبراهيم بن مَرزُوق، حدثنا أبو داود، حدثنا شُعبة
(2)
.
وأما حديثُ إبراهيم بن طَهْمان:
6406 -
فأخبرَناه محمد بن عبد الله الشَّعِيري، حدثنا مَحمِشُ بن عِصام، حدثنا حفص بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن طَهْمان، عن شُعبة
(3)
.
= إسناده زيد بن الحسن الأنماطي قال فيه أبو حاتم الرازي: منكر الحديث، وضعفه الحافظ ابن حجر في "التقريب".
(1)
إسناده صحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(372) عن عبيد الله بن معاذ العنبري، بهذا الإسناد. وزاد في آخره: وقد خُتِنتُ.
وأخرجه كذلك الطبراني (10578) من طريق المثنى بن معاذ أخي عبيد الله، عن أبيه معاذ بن معاذ العنبري، به.
(2)
إسناده صحيح. أبو داود الطيالسي: هو سليمان بن داود بن الجارود. وهو في "مسنده"(2762).
ومن طريق الطيالسي أخرجه أحمد د / (3543)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(1315).
(3)
إسناده حسن لأجل الشعيري وشيخه محمش، وقد توبعا. =
وأما حديث الوليد بن خالد:
6407 -
فحدَّثَناه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن إسحاق الثَّقَفي، حدثنا عبَّاد بن الوليد الغُبَري، حدثنا الوليد بن خالد بن الأَعْرابي، حدثنا شُعبة، أخبرني أبو إسحاق قال: سمعت سعيدَ بن جُبَير يُحدِّث عن ابن عبّاس قال: تُوفِّي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابنُ خمسَ عشرة
(1)
.
وهكذا رواه سعيدُ بن أبي عَرُوبة وإدريسُ بن يزيد الأَوْديّ عن أبي إسحاق.
أما حديثُ سعيد:
6408 -
فأخبرَناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا محمد بن أبي بَكْر، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا سعيد، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبّاس قال: تُوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن خمسَ عشرةَ وقد خُتِنتُ
(2)
.
= فهو في "مشيخة إبراهيم بن طهمان "(97) برواية ابن عبدوس النيسابوري عن أحمد بن حفص بن عبد الله السلمي عن أبيه عن ابن طهمان.
(1)
إسناده حسن، عبَّاد بن الوليد الغبري صدوق حسن الحديث له ترجمة عند المزي في "التهذيب"، وشيخه الوليد بن خالد روى عنه غير واحدٍ منهم علي بن المديني كما في "الجرح والتعديل" 10/ 129 و 3/ 402، وقال أبو حاتم الرازي كما في"الجرح والتعديل" 9/ 4: شيخ، وذكره ابن حبان في "ثقاته 9/ 224.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(373) عن محمد بن أبي بكر المقدَّمي، بهذا الإسناد.
لكن وقع في مطبوعه: شعبة، مكان سعيد!
تنبيه: قد ذَهَل المصنف رحمه الله عن إخراج رواية إدريس بن يزيد التي أشار إليها سابقًا، وهي مخرَّجة عند البخاري برقم (6300) تعليقًا عن عبد الله بن إدريس، عن أبيه إدريس الأودي، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قُبض النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ختين. وقد وصله ابن أبي عاصم (374) والطبراني (10579) من طريقين عن عبد الله بن إدريس.
وقد بيَّن إسرائيل في روايته عن جدِّه أبي إسحاق السبيعي عند البخاري (6299) أنهم كانوا لا =
قال القاضي رحمه الله: اختَلَف أبو إسحاق وأبو [بِشْر]
(1)
على سعيد بن جُبير في سنِّ ابن عبّاس، وروايةُ أبي إسحاق أقربُ إلى الصواب.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه، وهو أَوْلى من سائر الاختلاف في سنِّه.
6409 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مُصعَب بن عبد الله قال: مات أبو العبّاس عبد الله بن عبّاس وهو ابن إحدى وسبعين سنة، ووُلِد في الشُّعب قبل الهجرة بثلاثِ سنين
(2)
.
6410 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدثنا ابن أبي الزِّناد، عن القاسم بن محمد: أنَّ عبد الله ابن عبّاس كان يُكنَى أبا العبّاس.
6411 -
قال علي: وحدثنا حَجّاج، حدثنا شُعبة، عن أبي نَوفَل قال: قلت لابن عبّاس: يا أبا العبّاس.
= يختنون الرجل حتى يُدرِك. أي: حتى يبلغ الحُلُم.
(1)
سقط لفظ "بشر" من نسخنا الخطية، ولا بدَّ منه.
وأبو بشر هذا: هو جعفر بن أبي وحشية، وروايته عن سعيد بن جبير عند أحمد 4/ (2283) و 4 / (2601) و 5 / (3357)، والبخاري (5035)، وفيها أنَّ ابن عبّاس قال: وأنا ابن عشر سنين.
ورواية أبي بشر هذه تكلَّم فيها غير واحدٍ من أهل العلم وردُّوها كما هو مبيَّن في تعليقنا على "مسند أحمد"(2283).
(2)
ذكره مصعب بن عبد الله الزبيري في "نسب قريش" ص 26، وظاهره أنه كان ابن ثلاث عشرة سنة، لكن أسند البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (1309) من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: سمعت مصعب بن عبد الله الزبيري يقول: كان لعبد الله بن عبّاس أربع عشرة سنة يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبه جزم الشافعي.
ثم نقل البيهقي عن الواقدي أنه قال: ثلاث عشرة سنة، وعن أبي العالية عن ابن عبّاس: اثنتي عشرة سنة. وانظر الكلام على هذه الأقوال في "فتح الباري" 15/ 168.
6412 -
أخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا مُسدَّد ابن مُسرهَد، حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبي يونس - وهو حاتم بن أبي صَغيرة - عن عمرو بن دينار، عن كُرَيب، عن ابن عبّاس قال: أَتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يصلِّي من آخر الليل، فقمتُ وراءَه، فأَخذني فأقامني حِذاءَه، فلما أَقبَل على صلاته انخَنَستُ، فلما انصرف قال:"ما لك؟ أَجعَلُك حِذائي فتَخنُسَ؟ " قلت: ما ينبغي لأحد أن يصلِّيَ حِذاءَك وأنت رسولُ الله، فأَعجَبه، فدعا الله أن يزيدَني فَهْمًا وعلمًا
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة
(2)
.
6413 -
حدثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا هشام بن علي السَّدُوسي، حدثنا سليمان بن حَرْب وأبو سَلَمة قالا: حدثنا حماد بن سَلَمة، عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبّاس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونةَ فوَضَعتُ له وَضُوءًا، فقالت له ميمونة: وَضَعَ لك عبدُ الله بن العبّاس، فقال:"اللهمَّ فقِّهْه في الدين وعلِّمْه التأويل"
(3)
.
(1)
إسناده صحيح. كريب: هو مولى ابن عبّاس.
وأخرجه أحمد 5/ (3060) عن عبد الله بن بكر السهمي عن حاتم بن أبي صغيرة، بهذا الإسناد.
انخنستُ: تأخرت عنه.
(2)
أصل القصة عندهما بغير هذه السياقة كما قال الحاكم: البخاري (138) و (859) ومسلم (763)(186) من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري (726) من طريق داود العطار، كلاهما عن عمرو بن دينار.
(3)
إسناده قوي من أجل عبد الله بن عثمان بن خثيم أبو سلمة هو موسى بن إسماعيل التَّبوذكي.
وأخرجه ابن حبان (7055) من طريق أبي بكر بن أبي شَيْبة، عن سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/ (3032) و (3102) من طريقين آخرين عن حماد بن سلمة به.
وأخرجه أحمد 4/ (2397) من طريق زهير أبي خيثمة، عن ابن خثيم به. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6414 -
حدثنا عبد الرحمن بن حَمْدان الجَلّاب بهَمَذان، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا محمد بن يزيد بن سنان الرُّهاوي، حدثنا الكَوثَر بن حكيم أبو محمد
(1)
الحَلَبي، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَ أرأفَ أمتي بها أبو بكر، وإنَّ أصلبَها في أمرِ الله عمرُ، وإنَّ أشدَّها حياءً عثمانُ، وإنَّ أقرأَها أُبيُّ بن كعب، وإِنَّ أَفَرَضَها زيدُ ابن ثابت، وإنَّ أقضاها عليُّ بن أبي طالب، وإنَّ أعلمَها بالحلال والحرام معاذُ بن جَبَل، وإِنَّ أصدَقَها لَهجةً أبو ذرٍّ، وإنَّ أمينَ هذه الأمة أبو عُبيدة بن الجرّاح، وإِنَّ حَبْرَ هذه الأمة لَعبدُ الله بن عبّاس"
(2)
.
= وأخرج نحوه أحمد (3022)، والبخاري (143)، ومسلم (2477)، والنسائي (8121)، وابن حبان (7053) من طريق عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عبّاس: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "اللهم فقِّهه، زاد البخاري: "في الدين".
وروى عكرمة عن ابن عبّاس قال: ضمني إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:"اللَّهم علِّمه الكتاب"، أخرجه أحمد 5/ (3379)، والبخاري (75). وفي رواية أخرى لعكرمة عنه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دعا له بالحكمة، انظر مسند أحمد 3/ (1840) والبخاري (3756) وغيرهما. وفي رواية ثالثة لعكرمة ستأتي عند المصنف برقم (6421):"اللهم علِّمه تأويل القرآن".
والتأويل: تأويل القرآن، أي: تفسيره وبيانه.
(1)
كذا في نسخنا الخطية، وكناه ابن عدي في "الكامل" 6/ 76 وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 50/ 264 أبا مخلد.
(2)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل كوثر بن حكيم، فإنه متروك الحديث، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه" وقال: ساقط. والراوي عنه محمد بن يزيد الرهاوي ليس بالقوي.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 77، والدارقطني في الخامس من "الفوائد المنتقاة" لابن معروف (4)، والمستغفري في "فضائل القرآن"(374) من طريق أبي فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان، عن أبيه، بهذا الإسناد - وجعله من حديث ابن عمر عن أبيه عمر.
وأخرجه مختصرًا الآجري في "الشريعة"(1479)، وابن شاذان في "المشيخة الصغري"(49)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 65، وابن عساكر 7/ 328 و 39/ 96 من طريق هشيم عن كوثر ابن، حكيم به - من حديث ابن عمر. =
6415 -
أخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا سليمان ابن حَرْب وعارِمُ بن الفضل قالا: حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار، قال: ذُكِرَ عند جابر لحومُ الحُمُر الأهلية، فقال: أبَى ذاكَ البحرُ - يعني ابنَ عبّاس - وتلا: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} [الأنعام: 145]
(1)
.
6416 -
وأخبرنا أبو عبد الله، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا ابن نُمَير، حدثنا أبو أسامة، حدثنا الأعمَش، عن مجاهد قال: كان ابن عبّاس يُسمَّى البحرَ لكَثرْة علمه
(2)
.
6417 -
وحدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن إسحاق الثَّقفي، حدثنا عمر بن محمد بن الحسن، حدثنا أبَي، حدثنا شَرِيك، عن مُنذِر الثَّوري، عن محمد ابن الحَنفيَّة قال: كان ابن عبّاس حَبْرَ هذه الأُمَّة
(3)
.
= وأخرجه أبو يعلى (5763) من طريق محمد بن عبد الرحمن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عمر. ولم يذكر فيه أبا ذر ولا ابن عبّاس، وإسناده ضعيف بمرّة من أجل ابن البيلماني.
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة لكن لم يُذكر في شئ منها ابنُ عبّاس، ولا يصح منها سوى حديث أنس بن مالك عند أحمد 20/ (12904) و 21/ (13990) وغيره، وقد سلف حديثه عند المصنف برقم (5894).
(1)
إسناده صحيح. عارم: لقبٌ، وهو محمد بن الفضل، وجابر: هو ابن زيد أبو الشعثاء البصري.
وقد سلف عند المصنف برقم (3275) من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار.
(2)
إسناده صحيح. ابن نمير: هو محمد بن عبد الله بن نمير وأبو أسامة هو حماد بن أسامة.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة"(1920) و (1927)، والطبري في مسند ابن عبّاس في "تهذيب الآثار" 1/ 176، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 316، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه"(214) من طرق عن أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وسيأتي قريبًا برقم (6418).
(3)
إسناده حسن إن شاء الله. شريك: هو ابن عبد الله النخعي. =
6417/ 1 - قال
(1)
: وحدثنا محمد بن الصباح، حدثنا سفيان، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد قال: ما رأيتُ مثل ابن عبّاس قطُّ، ولقد مات يومَ مات وهو حبرُ هذه الأمة
(2)
.
6417/ 2 - وقال محمد بن عليٍّ يومَ مات ابنُ عبّاس: اليوم مات ربّانيُّ هذه الأمّة
(3)
.
6418 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفّان، حدثنا أبو أسامة، حدثنا الأعمش، عن مجاهد قال: كان ابن عبّاس يُسمَّى البحرَ من كَثْرة علمه
(4)
.
6419 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نُعيم الفضل بن دُكَين، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، حدثني المِنهال بن عمرو قال: حدثني علي بن عبد الله بن عبّاس، عن أبيه قال: أمَرَنِي العباس قال: بِتْ بَالِ
= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 316 عن أبي حامد بن جبلة، عن أبي العبّاس السراج - وهو محمد بن إسحاق الثقفي، بهذا الإسناد - إلَّا أنه أدخل بين شريك ومنذر الثوري سعيدَ بن مسروق الثوري والد سفيان.
(1)
القائل هو محمد بن إسحاق الثقفي.
(2)
إسناده قوي من أجل محمد بن الصباح. سفيان هو ابن عيينة، وابن أبي نجيح: هو عبد الله بن يسار.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة"(1898)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 540 - 541، والطبراني في "تهذيب الآثار" 1/ 179 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
(3)
محمد بن علي: هو ابن أبي طالب، المعروف بابن الحنفية.
وهذا الأثر أخرجه عبد الله بن أحمد في "الفضائل"(1897)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 525 من طريقين عن سفيان بن عيينة، عن سالم بن أبي حفصة، عن منذر الثوري، عن محمد ابن الحنفية.
وسيأتي مسندًا برقم (6443) من طريق أشعث عن ابن الحنفية.
(4)
إسناده صحيح، وقد تقدَّم قريبًا.
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً، فانطلقتُ إلى المسجد فصلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاءَ الآخرةَ حتى لم يَبْقَ في المسجد أحدٌ غيرُه، قال: ثم مرَّ بي فقال: "مَن هذا؟ " فقلت: عبدُ الله، قال:"فمَه؟ " قلت: أمَرَني أبي أن أبيِتَ بكم الليلةَ، قال:"فالْحَقْ"، فلما دخل قال:"افرُشُوا لعبد الله" قال: فأُتِيتُ بوِسادةٍ من مُسُوح، قال: وتقدَّم إليَّ العبّاس أن لا تنامنَّ حتى تَحفَظَ صلاتَه، قال: فقَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فنام حتى سمعتُ غَطِيطَه، قال: ثم استوى على فراشه فرفع رأسَه إلى السماء فقال: "سبحانَ الملِكِ القُدُّوس" ثلاثَ مرات، ثم تلا هذه الآيةَ من آخر سورة آل عمران حتى ختمها {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 190]، ثم قام فبال، ثم استَنَّ بسِواكه ثم توضَّأ، ثم دخل مُصلَّاهُ فصلَّى ركعتين ليستا بقصيرتين ولا طويلتين، قال: فصلَّى ثم أوتَرَ، فلما قَضَى صلاتَه سمعتُه يقول:"اللهمَّ اجعَلْ في بصري نورًا، واجعل في سمعي نورًا، واجعلْ في لساني نورًا، واجعل في قلبي نورًا، واجعل عن يميني نورًا، واجعلْ عن شِمالي نورًا، واجعلْ أَمامي نورًا، واجعلْ من خلفي نورًا، واجعلْ من فوقي نورًا، واجعلْ من أسفلَ مني نورًا، واجعلْ لي يوم أَلْقاكَ نورًا، وأَعظِمْ لي نورًا"
(1)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق، وقد توبع.
وأخرجه الطبراني (10648) عن علي بن عبد العزيز البغوي، بهذا الإسناد. وقد جاء الطبراني بالرواية مفسَّرة، فذكر نوم النبي صلى الله عليه وسلم وقيامه للصلاة ثلاث مرات، في كل مرة يتوضأ ويصلي ركعتين، ثم أوتر. فتمت له ست ركعات غير الوتر، ولم يذكر بكم أوتر.
ورواه شبابة بن سوّار عن يونس بن أبي إسحاق عند أبي يعلى (2545) والطحاوي في "معاني الآثار" 1/ 286 - 287، فذكر صلاته ست ركعات وإيتاره بثلاث فتمَّت له تسع ركعات.
وأخرجه كذلك أحمد 5 / (3541)، ومسلم (763)(191)، وأبو داود (58) و (1353) و (1354)، والنسائي (402) من طريق محمد بن علي بن عبد الله بن عبّاس، عن أبيه، عن جده. وقد روي حديث ابن عبّاس هذا في مبيته عند النبي صلى الله عليه وسلم وصلاته معه بالليل من غير وجه، ووقع في عدد صلاته اختلاف، فمنهم من قال: ثلاث عشرة ركعة، ومنهم من قال: إحدى عشرة ركعة، وانظر تحرير ذلك للحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 4/ 91 - 93، وانتهى إلى أنَّ المحقَّق من =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة.
6420 -
أخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا عاصم بن علي، حدثتنا زينبُ بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عبّاس، حدثني أَبي قال: سمعت أَبي يقول؛ قال: بَعَثَ العبّاس ابنه عبد الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنام وراءَه، وعند النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فالْتَفَت النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:"متى جئتَ يا حبيبي؟ " قال: مُذْ ساعةٍ، قال:"هل رأيتَ عندي أَحدًا؟ " قال: نعم، رأيتُ رجلًا، قال:"ذاك جبريلُ عليه السلام، ولم يَرَه خَلْقٌ إِلَّا عَمِيَ إلَّا أن يكون نبيًّا، ولكنْ أن يُجعَلَ ذلك في آخر عُمرِك"، ثم قال:"اللهمَّ علِّمه التأويلَ، وفقِّهْه في الدِّين، واجعَلْه من أهلِ الإيمان"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6421 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشَّيباني، حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا أبو عاصم، حدثنا شَبِيب بن بِشْر، حدثنا عِكْرمة، عن ابن عبّاس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المَخرَجَ ثم خرج، فإذا تَوْرٌ مغطًّى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَن صَنَعَ هذا؟ " قلت: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهمَّ علِّمْه تأويلَ القرآن"
(2)
.
= عدد صلاته في تلك الليلة إحدى عشرة ركعة.
(1)
منكر وإسناده ضعيف، زينب بنت سليمان العبّاسية لم يؤثر فيها جرح أو تعديل، وقد ذكر لها الخطيب البغدادي وابن عساكر في "تاريخيهما" أحاديث منكرة، ومنها هذا الحديث، وتعقَّب الذهبيُّ الحاكمَ في تصحيح إسناده فقال: بل منكر. وعاصم بن علي مختلف فيه، وهو وسطٌ، وقد ضعفه ابن معين والنسائي.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 16/ 621 - 622، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 69/ 170 - 171 من طريق أحمد بن الخليل بن مالك، عن زينب بنت سليمان، بهذا الإسناد. وأحمد بن الخليل ضعفه الدارقطني، وقال كما في "تاريخ بغداد" 5/ 218: لا يحتج به.
وانظر ما سلف برقم (6413).
(2)
إسناده حسن إن شاء الله من أجل شبيب بن بشر، وليّنه الذهبي في "التلخيص". إبراهيم =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6422 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبّار، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن مسلم بن صُبَيح، عن مسروق قال: قال عبد الله: لو أنَّ ابن عبّاس أَدرَك أسنانَنا، ما عَشَرَه منا أَحدٌ
(1)
.
= ابن عبد الله: هو ابن يزيد السعدي الحافظ، وأبو عاصم هو الضحاك بن مخلد النبيل.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(382)، والبزار (2674 - كشف الأستار)، والطبراني (12022)، والضياء في "المختارة" 12 / (117) من طرق عن أبي عاصم، بهذا الإسناد.
وروى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عبّاس خالدٌ الحذاء عن عكرمة واختلف عليه في لفظه، فمنهم من قال فيه:"اللهم علِّمه الكتاب" كما عند أحمد 5 / (3379)، والبخاري (75) و (7270)، ومنهم من قال فيه:"اللهم علِّمه الحكمة كما عند أحمد 3/ (1840)، والبخاري (3756)، وابن ماجه (166)، والترمذي (3824)، والنسائي (8123)، وابن حبان (7054)، زاد ابن ماجه في روايته "وتأويل الكتاب".
وروي حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عبّاس - وفيه ضعفٌ - عن عِكْرمة عن ابن عبّاس، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"اللهم أعط ابن عبّاس الحكمة، وعلِّمه التأويل". أخرجه أحمد 4/ (2422).
وانظر ما سلف عند المصنف برقم (6413).
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن عبد الجبار. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعبد الله: هو ابن مسعود.
وأخرجه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى"(125) عن أبي سعيد بن أبي عمرو وأبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 315 عن أبي معاوية، به.
وأخرجه الطبري في مسند ابن عبّاس من "تهذيب الآثار" 1/ 173 عن أبي السائب سلم بن جنادة، عن أبي معاوية، به.
وأخرجه ابن سعد 2/ 315، وأبو خيثمة في "العلم"(48)، وابن أبي شَيْبة 12/ 110، وأحمد في "فضائل الصحابة"(1559) و (1562) و (1861) و (1863)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 495 و 496، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 1/ 152، و والطبري 1/ 172 و 173، والبيهقي في "المدخل"(126) و "دلائل النبوة" 6/ 193، والخطيب في "تاريخ =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
6423 -
أخبرني محمد بن يعقوب بن إسماعيل، حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الله بن عمر، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن شَقِيق قال: خَطَبَ ابنُ عبّاس وهو على المَوسِم، فافتتح سورة النُّور، فجعل يقرأُ ويفسِّر، فجعلتُ أقول: ما رأيتُ ولا سمعتُ كلامَ رجلٍ مثلَه، لو سمعَه فارسُ والرُّومُ لأَسلمَت
(1)
.
6424 -
أخبرني أبو العبّاس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدثنا أحمد بن سَيّار، حدثنا محمد بن كَثير، عن سفيان، عن سليمان، عن مُسلِم أبي الضُّحى، عن مسروق، عن عبد الله قال: نِعمَ تَرجُمانُ القرآنِ ابنُ عبّاس
(2)
.
= بغداد" 1/ 524 - 525 من طرق عن سليمان بن مهران الأعمش به - وبعضهم يزيد فيه وكان يقول: نِعمَ تَرجُمان القرآن ابن عبّاس. وهذه الزيادة ستأتي مفردةً عند المصنف لاحقًا برقم (6424).
قوله: "ما عَشَره " وفي بعض المصادر: ما عاشَرَه، وهما بمعنًى أي: لو كان في السنِّ مثلَنا ما بلغ أحدٌ منا عُشْره في العلم. قاله إبراهيم الحربي.
(1)
إسناده صحيح. عبد الله بن عمر: هو ابن محمد بن أبان الكوفي الملقِّب بمُشكُدانة، وشقيق: هو ابن وائل أبو سلمة.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 324 عن أبي حامد بن جبلة، عن محمد بن إسحاق -وهو ابن إبراهيم الثقفي السراج- بهذا الإسناد. إلَّا أنه ذكر سورة البقرة مكان سورة النور.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/ 36 عن أبي السائب سلم بن جنادة، عن أبي معاوية، به - وذكر فيه سورة النور، وقال: لو سمعها الترك والروم.
أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(1934) و (1948)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 495، والطبري، 1/ 36، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"(731) من طرق عن الأعمش، به. وأكثرهم ذكر سورة النور، وذكر الترك مكان فارس والروم.
وانظر ما سيأتي برقم (6425).
(2)
إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وسليمان: هو الأعمش. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
6425 -
أخبرني أبو بكر بن أبي دارِمٍ الحافظ بالكوفة، حدثنا الحسين بن جعفر القُرَشي،، حدثنا علي بن حَكِيم، حدثنا مالك بن سُعَير بن الخِمْس، حدثنا الأعمش، عن أبي وائل قال: حَجَجْتُ أنا وصاحبٌ لي وابنُ عبّاس على الحجِّ، فجعل يقرأُ سورة النُّور ويفسِّرها، فقال صاحبي: يا سبحانَ الله، ماذا يخرجُ من رأس هذا الرجل؟! لو سَمِعَت هذا التُّركُ لأسلَمَت
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6426 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بُكَير، حدثنا أبو حمزة الثُّمالي، عن أبي صالح قال: لقد رأيتُ من ابن عبّاس مجلسًا لو أنَّ جميع قريش فَخَرَت به لكان لها فخرًا؛ لقد رأيتُ الناسَ اجتمعوا حتى ضاقَ بهم الطريقُ، فما كان أحدٌ يَقدِرُ على أن يجيءَ ولا يذهبَ، قال: فدخلتُ عليه فأخبرتُه بأنهم على بابه فقال لي: ضَعْ لي وَضُوءًا، قال: فتوضَّأَ وجلس، وقال لي: اخرُجْ وقل لهم: من كان يريد أن يَسألَ عن القرآن وحروفِه وما أَراد منه، أن يَدخُل قال: فخرجتُ فآذَنتُهم، فدخلوا حتى مَلؤُوا البيتَ والحُجْرة، قال: فما سأَلوه عن شيءٍ إلَّا أخبرَهم عنه وزادَهم مثلَ ما سأَلوا عنه أو أكثرَ، ثم قال: إخوانُكم، قال: فخرجوا.
ثم قال: اخرُجْ فقل: من أراد أن يسألَ عن تفسيرِ القرآن أو تأويلِه فليدخُلْ، قال: فخرجتُ فآذنتُهم، قال: فدخلوا حتى مَلؤُوا البيتَ والحُجْرة، فما سألوه عن شيء إلَّا
= وقد سلف تخريجه قريبًا عند الرواية رقم (6422).
(1)
خبر صحيح، رجاله لا بأس بهم غير شيخ المصنف ابن أبي دارم، فضعيف الحسين بن جعفر: هو ابن حبيب القرشي القتات، قال الدارقطني في "سؤالات الحاكم" (86): صدوق. وذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام" 6/ 938. وعلي بن حكيم: هو الأودي.
وانظر ما سلف قريبًا برقم (6423).
أخبرهم به وزادَهم مثلَ ما سأَلوا عنه أو أكثرَ، ثم قال: إخوانُكم، قال: فخرجوا.
ثم قال: اخرُجْ فقل: من أراد أن يَسألَ عن الحلالِ والحرامِ والفقهِ فليدخُلْ، فخرجتُ فقلتُ لهم، قال: فدخلوا حتى مَلؤُوا البيت، فما سأَلوه عن شيء إلَّا أخبرهم به وزادَهم مثلَه، ثم قال: إخوانُكم، قال: فخرجوا.
ثم قال لي: اخرُجْ فقل: من أراد أن يسألَ عن الفرائض وما أشبَهَها فليَدخُلْ، قال: فخرجتُ فآذنتُهم، فدخلوا حتى مَلؤُوا البيت والحُجْرة، فما سأَلوه عن شيءٍ إلَّا أخبرهم به وزادَهم مثلَه، ثم قال: إخوانُكم، قال: فخرجوا.
ثم قال لي: اخرُجْ فقل: من أراد أن يسألَ عن العربية والشِّعر والغَريب من الكلام فليدخُلْ، قال: فدخلوا حتى مَلؤُوا البيت والحُجْرة، فما سأَلوه عن شيءٍ إِلَّا أخبرهم به وزادَهم مثلَه.
قال أبو صالح: فلو أنَّ قريشًا كلَّها فَخَرَت بذلك، لكان فخرًا، قال: فما رأيتُ مثل هذا لأحدٍ من الناس
(1)
.
6427 -
أخبرنا أبو العبّاس محمد بن أحمد المحبُوبي بمَرْوٍ، حدثنا سعيد بن مسعود حدثنا يزيد بن هارون، أخبرني جَرِير بن حازم، عن يعلى بن حَكيم، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبّاس قال: لما مات رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجلٍ من الأنصار: هَلُمَّ يا فلانُ فلنطلُبْ، فإنَّ أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحياءٌ، قال: عجبًا لك يا ابنَ عبّاس، تَرَى الناسَ يحتاجون إليك وفي الناسِ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مَن فيهم؟! قال: فتركتُ ذاكَ وأقبلتُ أطلُبُ، إن كان الحديثُ لَيبلُغُني عن الرجل من أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد سَمِعَه من رسول الله، فآتِيهِ فأجلسُ ببابه فتَسفِقُ الريحُ على وجهي فيخرج إليَّ فيقول: يا ابنَ عمِّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ما جاءَ بك؟ ما حاجَتُك؟ فأقولُ:
(1)
إسناده ضعيف لضعف أبي حمزة الثمالي: وهو ثابت بن أبي صفية الكوفي.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 320 - 321 من طريق عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي، عن يونس بن بكير، بهذا الإسناد.
حديثٌ بَلَغَني عنك تَرويهِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول: ألَا أرسلت إليَّ؟ فأقولُ: أنا أحقُّ أن آتيَكَ.
قال: فبقيَ ذلك الرجلُ حتى إنَّ الناسَ اجتَمَعوا عليَّ فقال: هذا الفتى كان أعقلَ منِّي
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه.
6428 -
أخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا إبراهيم بن الحَجّاج، حدثنا عبد الوارث بن سعيد، حدثنا أيوب السَّخْتِياني، عن عِكْرمة: أنَّ ناسًا ارتدُّوا على عهد عليٍّ فأحرَقَهم بالنار، فبلغ ذلك ابن عبّاس، فقال: لو كنتُ أنا كنتُ قاتِلَهم، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من بدَّلَ دينَه فاقتُلوه"، ولم أكن أُحرِّقُهم، لأني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا تُعذِّبوا بعذابِ الله". فبلغ ذلك عليًّا فقال: وَيْحَ ابنِ عبّاس
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه!
6429 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا وَهْب بن جَرير وأبو داود قالا: حدثنا شُعبة، عن أبي بِشْر، عن سعيد بن جُبير، عن
(1)
إسناده صحيح، إلَّا أنَّ ذكر سعيد بن جبير فيه وهمٌ، والمحفوظ أنه من رواية يعلى بن حكيم عن عكرمة، هكذا قال كلُّ من رواه عن يزيد بن هارون، وقد سلف من طريقه على الصواب برقم (368).
قوله: فتسفق، أي: تضرب وتلطم، وسلف بلفظ: تَسفي الريح، أي: تذرّ وتنثر.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد 3/ (1871) و 4 / (2551) و (2552)، والبخاري (3017) و (6922)، وأبو داود (4351)، والترمذي، (1458)، والنسائي (3509)، وابن حبان (5606) من طرق عن أيوب السختياني، عن عِكْرمة به. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرج أحمد 5/ (2966)، والنسائي (3514) من طريق قتادة، عن أنس بن مالك: أنَّ عليًا أتي بأناس
…
فذكر نحوه مختصرًا.
ابن عبّاس قال: كان عمرُ يسألُني مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له عبدُ الرحمن بن عَوْف: أتسألُه ولنا بَنُونَ مثله؟! قال: فقال عمر: إنَّه من حيثُ تَعلَمُ، قال: فسألهم عن {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} ، قال: فقلت: هو أَجَلُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ وقرأَ السورةَ إلى آخرها {إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} ، قال: فقال عمر: والله ما أعلمُ منها إلَّا ما تَعلَمُ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه!
6430 -
أخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا يوسف ابن كامل، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عاصم بن كُلَيب، عن أبيه، عن ابن عبّاس قال: كان عمرُ بن الخطّاب إذا دَعَا الأشياحَ من أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم دعاني، معهم، فدعانا ذاتَ يومٍ - أو ذاتَ ليلة - فقال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القَدْر ما قد عَلِمتُم: "فالتَمِسُوها في العَشْر الأواخر"، ففي أيِّ الوِتْر تَرَونَها؟ فقال بعضهم: تاسِعُه، وقال بعضهم: سابعُه خامسُه ثالثُه، فقال: ما لك يا ابنَ عبّاس لا تَكلَّم؟ قلت: إن شئتَ تكلَّمتُ قال: ما دعوتُك إلَّا لتَكلَّمَ، فقال: أقولُ برأيٍ؟ فقال: عن رأيك أسألُك، فقلت: إني سمعتُ الله تبارك وتعالى أكثرَ ذِكرَ السَّبْعِ فقال: السماواتُ سَبْع، والأَرْضُون سَبْع، وقال: {ثُمَّ
(2)
شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28)
(1)
إسناده صحيح. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية. وأخرجه الترمذي (3362) عن عبد بن حميد، عن أبي داود سليمان بن داود وحده، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (3627) و (4430)، والترمذي (3362 م) من طريقين عن شعبة، به. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرجه أحمد 5/ (3127)، والبخاري (4294) و (4970) من طريقين عن أبي بشر، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (4969)، والنسائي (7040) و (11647) من طريقين عن سعيد بن جبير، به.
(2)
في النسخ الخطية: إنّا، وأثبتنا ما في التلاوة.
وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس: 26 - 31]، فالحدائقُ: كلُّ مُلتفٍّ، وكل ملتفٍّ حديقةٌ، والأبُّ: ما أنبتَت الأرضُ مما لا يأكلُ الناسُ، فقال عمر: أعَجَزتُم أن تقولوا مثلَ ما قال هذا الغلامُ الذي لم تَستَوِ شُؤونُ رأسِه، ثم قال: إني كنتُ نهيتُك أن تكلَّمَ، فإذا دعوتُك معهم فتكلَّمْ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6431 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي الصَّنعاني بمكة حَرَسها الله تعالى، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزُّهْري قال: قال المهاجرون لعمر بن الخطّاب: ادْعُ أبناءَنا كما تدعو ابنَ عبّاس، قال: ذاكُم فتى الكهول، إنَّ له لسانًا سئوولًا، وقلبًا عَقُولًا
(2)
.
6432 -
أخبرني محمد بن أحمد القَنطَري ببغدادَ، حدثنا أبو قِلابةَ، حدثنا أبو عاصم، عن عُمر بن سعيد بن أبي حُسين، حدثني إبراهيم بن عِكْرمة بن حُيَي
(3)
،
(1)
خبر قوي، وهذا إسناد حسن إن شاء الله من أجل يوسف بن كامل، فقد روى عنه غير واحد، وذكره ابن حبان في "الثقات" 9/ 280، وهو متابع.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 519 - 520، ومن طريقه الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(972) عن يوسف بن كامل، بهذا الإسناد.
وأخرج أوله أحمد 1 / (85) عن عفان بن مسلم، وآخره ابن منده في "التوحيد"(69) من طريق إبراهيم بن مرزوق، كلاهما عن عبد الواحد بن زياد، به.
وسلف بتمامه برقم (1614) من طريق عبد الله بن إدريس عن عاصم بن كليب.
وشؤون الرأس: أصول الشَّعر.
(2)
رجاله ثقات وهو منقطع، فالزهري لم يدرك عمر.
وهو في "جامع معمر" برواية عبد الرزاق برقم (20428)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(1555)، والبيهي في "المدخل إلى السنن"(426).
والكهل من الرجال: مَن سنُّه في حدود الثلاثين أو جاوزها.
(3)
هكذا في النسخ الخطية و"تلخيص الذهبي"، وهو وهمٌ من أحد الرواة أو خطأ من الناسخ، فليس في الرواة من اسمه هكذا، إنما هو إبراهيم بن عكرمة بن يعلى.
قال: كنت أنا وحُيَىُّ بن يَعلَى وسعيدُ بن جُبَير، نأتي ابنَ عبّاس، فكنت أسأله عن النَّسَب، ويسأله حُيَي عن أيام العَرَب، ويسأله سعيدُ بن جبير عن الفُتْيا، فكأنما نَعْرِفُ من بحر
(1)
.
6433 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا محمد أحمد بن النَّضْر، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدةُ، حدثنا عبد الرحمن بن الأصبهاني، حدثنا عبد الله بن شدّاد قال: قال عبد الله بن عبّاس: يا ابن شدّادٍ، أَلَا تَعجب، جاءني الغلامُ وقد أخذتُ مَضجَعي للقَيلُولة، فقال: هذا رجلٌ بالباب يستأذنُ، قال: فقلت: ما جاءَ به هذه الساعةَ إلَّا حاجةٌ، ائذن له، قال: فدخل فقال: ألا تخبرُني عن ذاك الرجل؟ قلت: أيُّ رجل؟ قال: عليُّ بن أبي طالب، قلت: عن أيِّ شأنِه؟ قال: متى يُبعَث؟ قلت: سبحانَ الله! يُبْعَثُ إذا بُعِثَ مَن في القبور، قال: فقال: ألا أَراكَ [تقول] كما يقولون هؤلاء الحمقى، فقلت: أَخرجوا عني هذا، فلا يَدخُلَنَّ عليَّ هذا، أو لأضربنَّه
(2)
.
هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
6434 -
أخبرني أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا ابن نُمَير، حدثنا ابن أبي عُبَيدة، حدثني أبي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس قال: كنت قاعدًا عند عمر بن الخطَّاب إذْ جاءَه كتابٌ: أنَّ أهل الكوفة قد قرأَ منهم القرآنَ كذا وكذا، فكَبَّر رحمه الله، فقلت: اختَلَفوا؟ فقال: أُفٍّ، وما يُدريك؟ قال:
(1)
إسناده حسن. أبو قلابة: هو عبد الملك بن محمد الرقاشي، وأبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل.
وأخرجه الطبري في مسند ابن عبّاس من "تهذيب الآثار" 1/ 177 عن محمد بن سنان القزاز، عن أبي عاصم، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده صحيح. زائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 90 عن حسين بن علي، عن زائدة، بهذا الإسناد.
فغَضِبتُ، فأَتيتُ المنزل، قال: فأَرسل إليَّ بعد ذلك فاعتَلَلْتُ له، فقال: عَزَمتُ عليك إلّا جئتَ، فأتيتُه، فقال: كنتَ قلتَ شيئًا، قلت: أستغفرُ الله، لا أعودُ إلى شيء بعدها، فقال: عَزَمتُ عليكَ إِلّا أعدتَ عليَّ الذي قلت، [قلتُ]: قلت: كُتِبَ إليَّ أنه قد قرأَ القرآنَ كذا وكذا، فقلتُ: اختَلَفوا، قال: ومن قِبَل أي شيءٍ عرفتَ؟ قلتُ: قرأتُ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ} حتى انتهيتُ إلى {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة: 204 - 205]، فإذا فعلوا ذلك لم يَصبِرْ صاحبُ القرآن، ثم قرأتُ:{وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة: 206 - 207]، قال: صدقت والذي نفسي بيده
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
6435 -
وأخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا إبراهيم ابن الحَجّاج السَّامي، حدثنا عبد الوارث بن سعيد حدثنا أبو قَبِيصة سُكَين بن عبد العزيز
(2)
المُجاشعي، حدثني عبد الله بن عُبَيد بن عُمير قال: بينما ابنُ عبّاس مع عمر وهو آخذٌ بيده، فقال عمر: أَرى القرآنَ قد ظَهَرَ في الناس، فقلت: ما أُحِبُّ ذاكَ يا أمير المؤمنين، قال: فاجتَذَبَ يدَه من يدي وقال: لِمَ؟ قلتُ: لأنهم متى يَقرؤوا
(1)
إسناده صحيح. ابن نمير: هو محمد بن عبد الله بن نمير، وابن أبي عبيدة: هو محمد بن أبي عبيدة عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وأبو صالح: هو ذكوان السمّان. ورواه بنحوه معمر في "جامعه"(20368)، ومن طريق معمر أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 516 - 517 عن علي بن بَذيمة، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عبّاس. وإسناده صحيح. وانظر ما بعده.
(2)
كذا وقع عنده: سكين بن عبد العزيز، وهو خطأ، فسكين هذا الذي يروي عن عبد الله بن عبيد وعنه عبد الوارث هو سكين بن يزيد، وهو الذي يكنى أبا قبيصة. انظر "التاريخ الكبير" للبخاري 4/ 199، و"الكنى والأسماء" لمسلم (2813)، وللدولابي 3/ 923، و "الثقات" لابن حبان 6/ 432.
يَنفِروا، ومتى ما يَنفِروا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يضربْ بعضُهم رِقابَ بعض، فقال: فحُبِسَ عني وتَرَكني، فظَلِلتُ بيومٍ لا يعلمُه إلَّا الله، ثم أَتاني رسولُه عند الظُّهر فقال: أَجِبْ أميرَ المؤمنين، قال: فأتيتُه، فقال لي: كيف قلتَ؟ قلتُ: ما أحبُّ ذاك يا أمير المؤمنين، إنهم متى ما يقرؤُوا يَنفروا، ومتى ما يَنفِرُوا اختلفوا، ومتى ما يَختلِفوا يضربْ بعضُهم رقابَ بعض، فقال عمر: إن كنتُ لأكاتمُها الناسَ
(1)
.
6436 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب عَوْدًا على بَدْءٍ، حِفظًا ومن الكِتاب، حدثنا أحمد بن شَيْبان الرَّملي، حدثنا عبد الله بن ميمون القَدَّاح، عن شِهاب بن خِرَاش، عن عبد الملك بن عُمير، عن ابن عبّاس قال: أُهدِيَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم بغلةٌ، أهداها له كِسْرى فرَكِبَها بحَبْلٍ من شَعر، ثم أردَفَني خلفَه، ثم سار بي مَلِيًّا ثم التَفَت فقال:"يا غلامُ" قلت: لبَّيْكَ يا رسولَ الله، قال:"احفَظ الله يَحفَظْك، احفَظِ الله تَجِده أمامَك، تَعرَّف إلى الله في الرَّخاءِ يَعرِفْك في الشِّدّة، وإذا سألتَ فاسألِ الله، وإذا استعنتَ فاستَعِنْ بالله، قد مضى القلمُ بما هو كائنٌ، فلو جَهَدَ الناسُ أن يَنفَعوك بما لم يَقضِهِ اللهُ لك، لم يَقدِروا عليه، ولو جَهَدَ الناسُ أن يَضرُّوك بما لم يَكتبْه اللهُ عليك، لم يَقدِروا عليه، فإن استطعت أن تعملَ بالصَّبر مع اليقين فافعَلْ، فإن لم تستطعْ فاصبِرْ، فإنَّ في الصبر على ما تَكرهُه خيرًا كثيرًا، واعلمْ أنَّ مع الصبر النَّصْرَ، واعلمْ أنَّ مع الكَرْب الفَرَجَ، واعلم أنَّ مع العُسر اليُسر"
(2)
.
(1)
أصل الخبر صحيح كما في سابقه، وهذا إسناد منقطع، فإِنَّ عبد الله بن عبيد لم يدرك عمر، ولعله حمله عن ابن عبّاس، فقد أدركه وروى عنه. وسكين ليس بذاك المعروف.
(2)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل عبد الله بن ميمون القداح، فإنه متروك ذاهب الحديث، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه" ثم قال: وعبد الملك لم يسمع من ابن عبّاس فيما أرى.
وأخرجه الواحدي في "الوسيط" 2/ 257 - 258، والبغوي في "تفسيره" 3/ 132 - 133 من طريق أبي العبّاس محمد بن يعقوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن شاهين في "الأفراد"(85)، وأبو الحسن الخِلعي في "الخلعيات"(221)، وابن منده =
هذا حديثٌ كبيرٌ عالٍ من حديث عبد الملك بن عُمير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما، إلَّا أنَّ الشيخين لم يُخرجا شِهابَ بنَ خِرَاش ولا القَدّاحَ في "الصحيحين"، وقد رُوِيَ الحديثُ بأسانيد عن ابن عبّاس غيرِ هذا
(1)
.
6437 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا مُعلَّى
(2)
بن مَهديّ، حدثنا أبو شِهاب أخبرنا عيسى بن محمد القُرشي، عن ابن أبي مُلَيكة، عن ابن عبّاس قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احفظِ اللهَ يَحفَظْك، احفظِ الله تَجِدْه أمامك، تعرَّفْ إلى الله في الرَّخاء يَعرِفْك في الشِّدة، واعلم أنَّ ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأَكَ لم يكن ليُصيبَك، واعلم أنَّ الخلائقَ لو اجتمعوا أن يُعطوك شيئًا لم يُرِدِ الله أن يُعطيَك، لم يَقدِروا عليه، ولو اجتمعوا أن يَصرِفوا عنك شيئًا أراد اللهُ أن يُصيبَك به، لم يَقدِروا على ذلك، فإذا سألتَ فاسألِ الله، وإذا استعنتَ فاستَعِنْ بالله، واعلم أنَّ النصرَ مع الصَّبْر، وأنَّ الفَرَجَ مع الكَرْب، وأنَّ مع العُسرِ يُسرًا، واعلم أن القلم قد جَرَى بما هو كائن"
(3)
.
= في "أسامي أرداف النبي صلى الله عليه وسلم" ص 24، والشجري في "أماليه" 2/ 189 من طريقين عن أحمد ابن شيبان الرملي، به.
قال الحافظ ابن حجر في "موافقة الخبر الخُبر" 1/ 329 بعدما خرَّجه من طريق الخلعي: هذا حديث غريب من هذه الطريق، أخرجه الدارقطني في "الأفراد" من هذا الوجه وقال: تفرَّد به شِهاب بن خراش عن عبد الملك بن عمير، ولم يروه عنه إلّا عبد الله بن ميمون.
قلنا: والحديث قوي بمجموع طرقه، فقد روي عن ابن عبّاس من وجوه منها: ما أخرجه أحمد 5/ (2803)، والترمذي (2516) من طريق قيس بن الحجاج، عن حنش الصنعاني، عن ابن عبّاس. وعند أحمد في آخره -وليس عند الترمذي-:"واعلم أنَّ في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا، وأنَّ النصر مع الصبر، وأنَّ الفرج مع الكرب، وأنَّ مع العسر يسرًا". وإسناده حسن من أجل قيس بن الحجاج، وهو أصح شيء في طرق هذا الحديث.
(1)
انظر تخريجها مفصّلًا في كتاب "أنيس الساري" للشيخ نبيل البصارة 1/ 361 - 366.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: يعلى.
(3)
حديث قوي بمجموع طرقه كما ذكرنا في الحديث السابق، وهذا إسناد ضعيف، عيسى بن =
6438 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا زهير بن معاوية حدثنا عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، حدثني أبو الطُّفيل: أنه رأى معاويةَ يطوفُ بالكعبة وعن يساره عبدُ الله بن عبّاس وأنا أَتلُوهما في ظُهورهما أسمعُ كلامَهما، فطَفِقَ معاويةُ يستلمُ رُكنَي الحِجْر، فيقول له ابن عبّاس: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يستلمُ هذين الرُّكنَين، فيقول معاوية: يا ابنَ عبّاس، فإنه ليس شيءٌ منها مهجورًا، فطَفِقَ ابنُ عبّاس لا يَذَرُه كلَّما وَضَعَ يده على شيء من الرُّكنين إلَّا قال له ذلك ابنُ عبّاس
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6439 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا جعفر بن محمد بن سَوّار، حدثنا
= محمد القرشي قال أبو حاتم الرازي كما في "الجرح والتعديل" 6/ 286: ليس بقوي، وقال العقيلي في "الضعفاء": مجهول بالنقل لا يعرف إلَّا به؛ يعني هذا الحديث، وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": عيسى ليس بمعتمد.
أبو شِهاب: هو عبد ربه بن نافع الحناط، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11243)، وفي "الدعاء"(41)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(454) من طريق علي بن عبد العزيز البغوي، بهذا الإسناد.
وأخرجه جعفر الفريابي في "القدر"(154)، والعقيلي في "الضعفاء"(1387)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4284)، والبيهقي في "الآداب"(933)، والشجري في "أماليه" 2/ 194 - 195 من طريقين عن أبي شهاب الحناط، به.
(1)
إسناده قوي من أجل ابن خثيم. أبو الطفيل: هو عامر بن واثلة، صحابي صغير.
وأخرجه أحمد 4 / (2210) عن حسن بن موسى، عن أبي خيثمة زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/ 3074، والترمذي (858) من طريق سفيان الثوري ومعمر، عن ابن خثيم، به.
وأخرجه أحمد 5/ (3532)، ومسلم (1269) من طريق قتادة، عن أبي الطفيل. ورواية مسلم مختصرة.
قُتَيبة بن سعيد، أخبرنا جرير، عن سالم بن أبي حَفْصة، عن عبد الله بن مُلَيْل العِجْلي قال: سمعتُ ابن عبّاس قبل موته بثلاثٍ يقول: اللهمَّ إني أتوبُ إليك ممّا كنت أُفتي الناسَ في الصَّرْف
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، وهو من أجلِّ مناقبِ عبد الله بن عبّاس: أنه رَجَعَ عن فتوى لم يُنقَمْ عليه في شيءٍ غيرِها.
6440 -
أخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا سليمان ابن حَرْب، حدثنا حمّاد بن زيد، حدثنا أيوب، عن ابن أبي مُلَيكة: أنَّ عمر بن الخطّاب تلا هذه الآية: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} إلى هاهنا {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ} [البقرة: 266]، فسأل عنها القومَ وقال: فيمَ تَرونَ أُنزِلَت {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ} فقالوا: الله ورسوله أعلم، فغَضِبَ عمر وقال: قولوا: نعلمُ أو لا نعلمُ فقال ابن عبّاس: في نفسي شيءٌ منها يا أميرَ المؤمنين، قال: يا ابنَ أخي، قُلْ ولا تَحقِرْ نفسَك، قال ابن عبّاس: ضُرِبَت مَثلًا لعمل، فقال عمر: رجلٌ غنيٌّ يعمل
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سالم بن أبي حفصة وشيخه ابن مُليل جرير: هو ابن عبد الحميد.
وروى نحوه عن ابن عبّاس أبو الشعثاء جابر بن زيد عند الطبراني (456) و (457) بإسناد جيد. ورواه مفصَّلًا عن ابن عبّاس أبو الجوزاء الربعي عند أحمد 18/ (11479) - وهو عند ابن ماجه مختصرًا (2258) - قال: سألتُ ابن عباس عن الصرف، يدًا بيد، فقال: لا بأس بذلك اثنين بواحدٍ، أكثر من ذلك وأقل، قال أبو الجوزاء: ثم حججتُ مرة أخرى والشيخُ حي - يعني ابن عبّاس - فأتيته فسألته عن الصرف، فقال: وزنًا بوزنٍ فقلت: إنك قد أفتيتني اثنين بواحد، فلم أزل أُفتي به منذ أفتيتني، فقال: إنَّ ذلك كان عن رأيي، وهذا أبو سعيد الخدري يحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتركتُ رأيي إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وانظر رواية أبي مجلز المطوّلة في قصة ابن عبّاس وأبي سعيد السالفة عند المصنف برقم (2313).
الحسناتِ، ثم بَعَثَ الله له الشياطينَ يعملُ بالمعاصي حتى أَعْرَقَ أعمالَه كلَّها، وكانت له جَنّةٌ فاحتَرَقَت عند أحوَجِ ما كان إليها حين كَثُرَ الولدُ وبَلَغَ هو الكِبَرَ، قال: أيحبُّ
(1)
أحدكم أن يُوافيَ يومَ القيامة عند أفقرِ ما كان إلى عمله فلا يُوافىَ له شيءٌ
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
6441 -
حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن بكر المعدَّلُ حَفَدَةُ إبراهيم بن هانئ، حدثنا الحُسين
(3)
بن الفضل البَجَلي، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حمّاد ابن زيد، عن عطاء بن السائب قال: قال لي مُحارِب بن دِثَار: هل سمعتَ سعيدَ بن جُبير يَذكُر عن ابن عبّاس في الكَوثَر شيئًا؟ قلت: نعم، قال: هو الخيرُ الكثير، قال: سبحان الله، قلَّ ما يَسقُطُ لابن عبّاس، يقول: سمعتُ ابنَ عمر
(4)
يقول: لما نزلت {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هو نهرٌ في الجنة، حافَتَاه من ذهبٍ يَجْري على الدُّرِّ والياقُوت، شرابه أشدُّ بياضًا من اللَّبَن، وأَحلى من العَسَل"، فقال: صَدَقَ واللهِ ابنُ عبّاس، هذا والله الخيرُ الكثير
(5)
.
(1)
مكان هذه الكلمة في (ز) و (ب) كلمة غير مفهومة، ومكانها في (م) بياض، وسقطت من (ص) وألحقت إلحاقًا في حاشيتها، ومنها أثبتناها، وهي أوفق شيء لسياق الكلام هنا.
(2)
خبر صحيح، رجاله ثقات وصورته الإرسال، فإنَّ ابن أبي مليكة - وهو عبد الله بن عبيد الله - لم يدرك عمر، لكن سمعه من ابن عبّاس نفسه كما بيَّن ابن جريج في روايته عنه عند البخاري (4538)، ورواه ابن جريج أيضًا عن أبي بكر بن أبي مليكة - أخي عبد الله - عن عبيد بن عمر كما سلف عند المصنف برقم (3157).
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: الحَسن، وقد جاء على الصواب في عشرات المواضع من هذا الكتاب.
(4)
هكذا في نسخنا الخطية: "يقول" بياء في أوله والعبارة في "مسند أحمد": ما أقل ما يسقط لابن عبّاس قولٌ، سمعت ابن عمر. وهي أوجهُ.
(5)
إسناده صحيح. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
ذكرُ وفاة عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما
6442 -
أخبرني علي بن عبد الرحمن السَّبيعي بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم الغِفَاري قال: سمعت أبا نُعَيم يقول: مات عبد الله بن عبّاس سنةَ ثمانٍ وستين.
6443 -
أخبرني محمد بن يعقوب الحافظ، أخبرنا محمد بن إسحاق الثَّقفي، حدثنا عمر بن محمد بن الحسن الأَسَدي، حدثنا أبي، حدثنا أشعثُ، عن محمد ابن الحنفيَّةِ: أنه كبَّر على ابن عبّاس أربعًا، وقال: هَلَكَ رَبَّاني هذه الأُمة
(1)
.
6444 -
حدثنا إسماعيل بن محمد بن الفضل، حدثنا جدِّي، حدثنا سُنَيد بن داود، حدثنا محمد بن فُضَيل، حدثني أَجلحُ بن عبد الله، عن أبي الزُّبير قال: شَهِدتُ جَنازَة عبد الله بن عبّاس بالطائف، فرأيت طيرًا أبيضَ جاء حتى دخل تحتَ الثوب، فلم يُرَ خَرَجَ بعدُ
(2)
.
= وأخرجه أحمد 10/ (5913) عن مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن زيد بهذا الإسناد.
وسلفت رواية سعيد بن جبير عن ابن عبّاس مختصرة برقم (4023).
(1)
إسناده حسن. وانظر ما سلف برقم (2/ 6417).
(2)
إسناده حسن، وهذه القضية متواترة كما قال الذهبي في "السير" 3/ 358.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة"(1908)، والآجري في "الشريعة"(1759) من طريق أبي هشام الرفاعي، عن محمد بن فضيل به.
وروى خبر الطائر الأبيض هذا أيضًا سعيدُ بن جبير، وهو الخبر التالي عند المصنف.
وعبد الله بن يامين عن أبيه عند البخاري في "تاريخه" 5/ 234، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" 1/ 539، وعبد الله بن أحمد (1907)، والطبراني (10582).
وعبيد بن جبير عند البخاري في "تاريخه" 5/ 445.
ومجاهد عند الزبير بن بكار كما في "الإصابة" لابن حجر 4/ 151.
وشعيب بن يَسَار مولى ابن عبّاس عند ابن أبي شَيْبة 12/ 110، وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(385).
وذكر بعض رواة هذا الخبر: أنهم كانوا يرون أنه عِلمُه.
6445 -
وأخبرني محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا الفضل ابن إسحاق الدُّورِي، حدثنا مروان بن شُجَاع، عن سالم بن عَجْلان، عن سعيد بن جُبير قال: مات ابنُ عبّاس بالطائف، فشهدتُ جنازتَه، فجاء طيرٌ لم يُرَ على خِلقَتِه ودخل في نَعشِه، فنَظَرْنا وتأمَّلناه هل يخرج فلم يُرَ أنه خرج من نَعشِه، فلما دُفِنَ تُلِيَت هذه الآيةُ على شَفيرِ القبر ولا يُدرَى من تلاها:{يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27 - 30]
(1)
.
قال: وذكر إسماعيلُ بنُ علي وعيسى بنُ علي أنه طيرٌ أبيضُ.
6446 -
أخبرني أبو يحيى محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ الإمام بمكة حرسها الله تعالى، حدثنا محمد بن علي بن زيد الصائغ، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا هُشَيم، حدثنا أبو حمزة عمران بن [أبي]
(2)
عطاء قال: شهدتُ وفاة ابن عبّاس بالطائف، فَوَلِيه محمدُ ابنُ الحنفيّة وكبَّر عليه أربعًا، وأدخله القبرَ من قِبَل رِجلَيه، وضَرَبَ عليه البناءَ ثلاثًا، والذي حَفِظْنا عنه نحوٌ من أربع مئة حديثٍ
(3)
.
(1)
إسناده حسن من أجل مروان بن شجاع.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4269) عن أحمد بن محمد بن الفضل، عن أبي العبّاس السراج محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(1879)، والآجري في "الشريعة"(1757 - 1758)، والطبراني (10581) من طريق مروان بن شجاع به.
(2)
لفظ "أبي" استدركناه من مصادر ترجمته.
(3)
إسناده حسن من أجل عمران بن أبي عطاء.
وأخرجه الطبراني (10574) عن محمد بن علي الصائغ، بهذا الإسناد. دون قوله: والذي حفظنا
…
إلخ.
وأخرجه مختصرًا ابن أبي شيبة 3/ 301 و 328 عن هشيم، به.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (6206)، ومن طريقه الطبراني (10573) عن سفيان الثوري، عن عمران بن أبي عطاء.
6447 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الفضل بن محمد، حدثنا إبراهيم ابن المنذر الحِزَامي قال: قال ابنُ واقدٍ: حدثنا عمرُ بن عُقْبة، قال: سمعت شُعبة مولى ابن عبّاس يقول: مات ابنُ عبّاس سنةَ ثمان وستين بالطائف وهو ابنُ خمسٍ وسبعينَ، وكان يصفِّرُ لحيته
(1)
.
6448 -
قال إبراهيم بن المنذر: قال ابن واقد وحدثنا خالد بن القاسم
(2)
، قال: سمعت شُعبة مولى ابن عبّاس يقول: سمعت ابن عبّاس يقول: وُلِدتُ قبلَ الهجرة ونحن في الشِّعْب، فتُوفَّى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابنُ ثلاثَ عشرةَ.
(1)
إسناده ضعيف، ابن واقد: هو محمد بن عمر الواقدي، وفيه كلام معروف عند أهل الحديث، وشيخه عمر بن عقبة لا يعرف لم نقف له على ترجمة.
وأخرجه عن الواقدي أيضًا كاتبه محمد بن سعد في الطبقة الخامسة من "الطبقات"(بتحقيق محمد بن صامل السلمي) 1/ 202 و 204، وقرن بعمر بن عقبة في الموضع الثاني محمد بن رفاعة بن ثَعلَبة القرظي، وهذا مجهول الحال.
وقد روى ابن سعد أيضًا 1/ 204 عن الواقدي، عن خالد بن القاسم البياضي، عن شعبة: أنَّ ابن عبّاس توفي سنة ثمان وستين وهو ابن إحدى وسبعين سنة. وهذا قوي.
قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 4/ 151: اتفقوا على أنه مات بالطائف سنة ثمان وستين واختلفوا في سنه، فقيل: ابن إحدى وسبعين، وقيل: ابن اثنتين، وقيل: ابن أربع، والأول هو الأقوى.
وأما التصفير، فقد صحَّ عن ابن عبّاس أنه يصفِّر، أخرجه ابن سعد 1/ 201 من طريق ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح.
والتصفير: هو تغيير الشيب بصبغه بالوَرْس والزعفران.
(2)
تحرَّف في (ب) إلى: خالد بن الهيثم، وخالد بن الهيثم هذا ذكره ابن سعد في "الطبقات" 8/ 117 وقال: روى عنه محمد بن عمر - يعني الواقدي - أحاديث كثيرة.
قلنا: لكن ابن سعد أخرج هذا الخبر في "طبقاته"(بتحقيق السلمي) 1/ 204 ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 523 من رواية الواقدي عن خالد بن القاسم البياضي عن شعبة.
وانظر الأخبار في سنِّ ابن عبّاس عندما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما سلف في أول ترجمته بالأرقام (6404 - 6409).
قال: وتُوفِّي ابن عبّاس سنةَ ثمانٍ وسبعين وهو ابنُ إحدى وثمانين سنةً.
6449 -
أخبرني
(1)
محمد بن إبراهيم الهاشمي، حدثنا الحسين بن محمد بن زياد، حدثنا عبَّاد بن بشير، حدثنا علي بن بَذِيمةَ، عن مجاهد قال: قال يزيد بن عُتْبة بن أبي لَهَب يَذكُر السَّحابَ التي سَقَت قبرَ ابن عبّاس:
صبَّت ثلاثًا سماءُ الله رحمتَها
…
بالماءِ مرَّت على قبرِ ابنِ عبّاس
قد كان يخبرُنا هذا ونَعلَمُهُ
…
علمَ اليقينِ فمِن واعٍ ومِن ناسِي
أنَّ السماءَ يُروِّي القبرَ رحمتَهُ
…
هذا لَعَمْري أمرٌ في يدِ الناسِ
لو كان للقوم رأيٌ يُعصَمون بهِ
…
عند الخُطوبِ رَمَوكُم بابنِ عبّاسِ
للهِ درُّ أبيهِ أيُّما رجلٍ
…
هل مِثلُه عند فَصْلِ الخَطْبِ في الناسِ
لكنْ رَمَوكُم بشيخٍ من ذَوِي يَمَنٍ
…
لم يَدْرِ ما ضربُ أخماسٍ لأسداسِ
(2)
6450 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا أبو بكر محمد بن بِشْر بن مَطَر، حدثنا داود بن عمرو الضِّبِّي، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن أبيه وعبد الله بن الفضل بن عيّاش بن أبي ربَيعة بن الحارث: أنَّ حسَّان بن ثابت قال: إنا مَعاشرَ الأنصارِ طَلَبْنا إلى عمر - أو إلى عثمان؛ شكَّ ابنُ أَبي الزِّناد - فمَشَينا بعبد الله بن عبّاس وبنفرٍ معه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتكلَّم ابن عبّاس وتكلَّموا، وذكروا الأنصارَ ومناقبَهم، فاعتلَّ الوالي. قال حسان: وكان أمرًا شديدًا طَلَبْناه، قال: فما زال يراجعُهم حتى قاموا وعَذَرُوه إِلَّا عبدَ الله بنَ عبّاس، فإنه قال: لا والله ما للأنصارِ من مَترَكٍ، لقد نَصَروا وآوَوْا، وذَكَر من فضلِهم، وقال: إِنَّ هذا لشاعرُ
(1)
يبتدئ من هنا خرمٌ في نسخة (ز) بعشرات الصفحات، وينتهي إلى الخبر رقم (6850).
(2)
عباد بن بشير ويزيد بن عتبة لا يعرفان.
وذكر نحوه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4278) من طريق محمد بن إسحاق الثقفي السراج؛ ذكره بلا إسناد إلى يزيد بن عتبة.
رسول الله صلى الله عليه وسلم والمنافحُ عنه، فلم يَزَلْ يراجعُه عبدُ الله بكلامٍ جامعٍ يَسُدُّ عليه كلَّ حُجَّته، فلم يَجِدْ بُدًّا من أن قَضَى حاجَتنا.
قال: فخرجنا وقد قَضَى الله عز وجل حاجتنا بكلامه، فأنا آخذٌ بيد عبد الله أُثْني عليه وأدعو له، فمررتُ في المسجد بالنَّفَر الذين كانوا معه، فلم يَبلُغوا ما بَلَغ، فقلت حيث يَسمَعون: إنه كان أَوْلاكم بنا، قالوا: أجل، فقلت لعبد الله: إنها والله صُبَابَةُ النبوَّة، ووِراثةُ أحمدَ صلى الله عليه وسلم، وإنَّه كان أحقَّكم بها، قال حسان: وأنا أشيرُ إلى عبد الله:
إذا قال لم يَترُك مقالًا لقائلٍ
…
بمُلتَقَطَاتٍ لا تَرَى بينَها فَصْلا
كَفَى وشَفَى ما في الصدورِ فلم يَدَعْ
…
لذي إرْبةٍ في القول جِدًّا ولا هَزْلا
سَمَوتَ إلى العَلْيا بغيرِ مَشَقَّةٍ
…
فيِلتَ ذُرَاهَا لا دَنيًا ولا وغْلا
(1)
6451 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بُطَّة بن إسحاق الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم الأصبهاني، حدثنا الحسين بن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: وحدثني عبد الله بن جعفر، حدثني عبد الحكيم بن عبد الله، عن عِكْرمة قال: رأيتُ ابن عبّاس يَلبَسُ المِطْرَفَ من الخَزِّ المنصوب الحراني بمزالف
(2)
ويأخذُه بألفٍ
(3)
.
(1)
حسن إن شاء الله من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3593)، وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2214) من طريق إسحاق بن محمد المسيَّبي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن عبد الرحمن بن حسان، عن أبيه حسان بن ثابت.
الوَغْل: الرجل الضعيف الساقط.
(2)
هذا أقرب رسم لها في نسخنا الخطية المنصوب الحراني بمزالف، ولم نتبين ما معناه! ويغلب على ظننا أنَّ هذه العبارة مكررة من قوله: المطرف من الخز ويأخذه بألف، لكن مع تحريف فيها، ولذلك لم يذكرها الذهبي في "تلخيصه".
(3)
من فوق محمد بن عمر الواقدي لا بأس بهم. الواقدي لا بأس بهم عبد الله بن جعفر: هو ابن عبد الرحمن بن المسور الزهري.
6452 -
قال ابن عمر: وحدثني عبد الله بن جعفر، حدثتني أمُّ بكرٍ بنت المِسوَر ابن مَحْرَمة: أنَّ المِسوَرَ بن مَخرَمة اعتَلَّ، فجاءه ابنُ عبّاس نصفَ النهار يعودُه، فقال له المسور: يا أبا عبّاس، هلَّا ساعةً غيرَ هذه؟ قال: فقال ابن عبّاس: إِنَّ أَحبَّ الساعاتِ إلي أن أؤدِّيَ فيها الحقِّ إليك، أشَقُها عليَّ
(1)
.
6453 -
قال ابن عمر: وحدثني إسحاق بن يحيى، حدثنا أبو سَلَمة الحضرمي قال: رأيتُ قبرَ ابن عبّاس وابنُ الحنفيّة قائمٌ عليه، فأَمَرَ به أن يُسطَّحَ
(2)
.
6454 -
أخبرني قاضي قضاة المسلمين أبو الحَسَن
(3)
محمد بن صالح بن علي، حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجَرِيري، حدثنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الخرَّاز، حدثنا علي بن محمد المَدائني، حدثنا سُحَيم بن حفص قال: قال أبو بَكْرة: قَدِمَ علينا عبدُ الله بن عبّاس البصرةَ وما في العرب مثلُه حشمًا وعلمًا وبيانًا وجمالًا وكمالًا.
قال علي بن محمد: ووَلَدَ عبدُ الله بن عبّاس عَليًّا، وهو سيد ولدِه، وُلِدَ سنة أربعين، ويقال: وُلد عامَ الجَمَل سنة ست وثلاثين، وكان أجملَ قرشيٍّ على الأرض
= وقد روى البيهقي في "شعب الإيمان"(5804) من طريق مالك بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عبّاس: أنه كان يلبس الخزَّ، وقال: إنما يُكره المُصمَت حريرًا. يعني الثوب المنسوج كله من الحرير.
والمَطرَف، بكسر الميم وضمها: الرداء المنسوج من الخز وله أعلام على أطرافه، والخزُّ: نسيج من صوف وحرير.
(1)
من فوق الواقدي لا بأس بهم. وأم بكر بنت المسور عمّة أبي عبد الله بن جعفر.
ورواه عن الواقدي ابنُ سعد في "الطبقات" 7/ 581، ومن طريقه ابن عساكر 27/ 306.
(2)
إسحاق بن يحيى: هو ابن طلحة بن عبيد الله التيمي، وهو متفق على ضعفه.
ورواه من طريق الواقدي الطبريُّ في "ذيل المذيَّل" كما في منتخبه المطبوع في آخر "تاريخه" 11/ 525.
وتسطيح القبر: تسويته وعدم تسنيمه.
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: الحسين. وانظر ترجمته في "السير" 16/ 226.
وأوسمَه، وأكثرَه صلاةً، وكان يُدعَى السَّجّاد، وفي عَقِبِه الخِلافةُ، وعبّاسًا، وهو أكبرُ ولدِه وبه كان يُكنّى، ومحمدًا وعُبيدَ الله والفضلَ ولُبابةَ، أمُّهم زُرْعةُ بنت مِسرَح بن مَعدِي كَرِبَ بن وَلِيعة، ومِسرحٌ أحد الملوك الأربعة، ولا بقيَّة للعبّاس وعبيد الله والفضلِ ومحمد بني عبد الله بن عبّاس، وأما لُبابةُ بنتُ عبد الله فإنها كانت تحت عليِّ بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فوَلَدَت له، ولولدِها أعقابٌ، وأسماءُ بنتُ عبد الله كانت عند عَبد الله بن عُبيد الله بن العبّاس، فوَلَدَت له حَسنًا وحُسينًا، وأمها أم ولد.
6455 -
حدثنا أبو علي الحافظ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن ناجيَةَ، حدثنا إسحاق بن وهب الواسطي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمشُ، عن المسيَّب بن رافع قال: لما كُفَّ بصرُ ابنِ عبّاس أتاه رجل فقال له: إنك إنْ صَبَرتَ لي سبعًا لم تُصلِّ إلَّا مستلقيًا تُومِيُّ إيماءً، داويتُك فبَرَأتَ إن شاء الله، فأرسَلَ إلى عائشةَ وأبي هريرة وغيرهما من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم [كلٌّ] يقول: أرأيتَ إن مُتَّ في هذا السَّبْع، كيف تَصنعُ بالصلاة؟ قال: فتركَ عينَه ولم يُداوِها
(1)
.
ذكرُ مناقب عَوْف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه
-
6456 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خَليفة بن خيَّاط قال: عوفُ بن مالك يُكْنى أبا عبد الرحمن، ويقال: أبا عَمْرو، من ساكِني الشام.
6457 -
فحدَّثَني محمد بن مُظفَّر الحافظ، حدثنا إبراهيم بن خُزَيم، حدثنا أبو زُرْعة قال: عوفُ بن مالك الأشجعي يُكْنى أبا محمد، وكان منزلُه بحِمْص.
(1)
رجاله لا بأس بهم. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 236، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط"(2311) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ابن المنذر (2312) من طريق أبي عوانة عن الأعمش، به.
6458 -
حدثنا عبد الباقي بن قانع الحافظ، حدثنا عبيد الله بن محمد اليَزِيدي، حدثنا أبو حسان الزِّيادي، حدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال: عوف بن مالك الأشجعيُّ، وَجَّهَ إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين نَزَلت عليه الصدقةُ أبا بكر الصِّدّيق، قال أبو بكر لعوفٍ: إنَّ الله تعالى قد أَنزلَ الصدقةَ، قال: وما الصدقةُ؟ قال: من كلِّ أربعين ناقةً ناقةٌ، قال: فاعتَرِضُها فخُذْ ناقةً، فاعترَضَها أبو بكر فأخذ ناقةً لرَحْلِه، فقال عوفٌ: إنها لرَحْلي، فقال له أبو بكر: إنها لَأعظمُ لأَجْرِك، قال: فسُقْ حِقَّها معها، فساقها أبو بكر وحِقَّها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره بصنيع عوف وقوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ارجِعْ إليه فأخبِرْه أنَّ الله قد بَنَي له بيتًا في الجنة"
(1)
.
6459 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين ابن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: عوفُ بن مالكٍ الأشجعيُّ، وشهد عوفٌ خيبرَ مع المسلمين، وكانت معه رايةُ أشجَعَ يومَ فَتْح مكة، ثم تحوَّل عوفٌ إلى الشام في خلافة أبي بكر فنزل حمصَ، وبقيَ إلى أول خلافة عبد الملك بن مروان، ثم مات سنة ثلاث وسبعين، وكان يُكْنى أبا عَمْرو.
6460 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه ببغداد، حدثنا هلال ابن العلاء الرَّقّي، حدثنا أبي، حدثنا عُبيد الله بن عمرو، حدثني إسحاق بن راشد، عن الزُّهْري، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطَّاب، عن عوف بن مالك الأشجعيّ قال: دخلتُ على رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تَبُوك في آخر السَّحَر وهو في فُسْطاطِه، فسلَّمتُ عليه وقلت: أَدخُلُ يا رسول الله؟ فقال: "ادخُلْ"، فقلت: كُلِّي؟ فقال: "كُلُّك"، ثم قال صلى الله عليه وسلم:"ستٌّ قبل الساعة: أَوَّلَهُنَّ موتُ نبيِّكم، قل: إحْدَى قلت: إحدى "والثانيةُ فتحُ بيتِ المقدِس، قل اثنَينْ" قلت: اثنين، ثم قال:"والثالثة مُوتَانٌ يأخذكم كقُعَاصِ الغَنَم، قل: ثلاثًا" قلت: ثلاثًا، قال: "والرابعةُ يَفِيضُ فيكم
(1)
إسناده معضلٌ واهٍ، هشام بن محمد الكلبي متروك. ولم نقف عليه عند غير المصنف.
المالُ حتى إنَّ الرجلَ لَيُعطَى مئةَ دينار فيَظَلُّ يَتَسَخَّطُها، قل: أربعًا" قلت: أربعًا، "والخامسةُ فتنةٌ تكون فيكم، قَلَّما يبقى فيكم بيتُ وَبَرٍ ولا مَدَرٍ إِلَّا دَخلَتْه، قل: خمسًا" قلت: خمسًا، "والسادسة هُدْنةٌ تكون بينكم وبين بني الأصفرِ، فيَجتمِعون لكم حَمْلَ امرأةٍ، ثم يَغدِرون بكم فيُقبِلون في ثمانين رايةً، كلَّ رايةٍ اثنا عشرَ ألفاً"
(1)
.
6461 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي بنَيسابور، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح السَّهْمي، حدثنا نُعيم بن حمَّاد، حدثنا عيسى بن يونس، عن حَرِيز ابن عثمان، عن عبد الرحمن بن جُبَير بن نُفَير، عن أبيه، عن عوف بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تفترِقُ أمَّتي على بِضْعٍ وسبعين فِرقةً، أعظمُها فتنةً على أمَّتي قومٌ يَقِيسون الأمورَ برأيهم، فيُحِلُّون الحرامَ، ويُحرِّمون الحلالَ"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد فيه لين من أجل العلاء بن هلال والد هلال، وقد توبع.
فقد أخرج أوله أحمد 39 / (23979) عن زكريا بن عدي، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد إلَّا أنه لم يذكر فيه الزهري. وانظر تمام تخريجه هناك.
وأخرجه بطوله أحمد أيضًا (23971) من طريق هشام بن يوسف، و (23985) من طريق جبير ابن نفير، و (23996) من طريق محمد بن أبي محمد، ثلاثتهم عن عوف بن مالك.
وسيأتي عند المصنف برقم (8500) من طريق أبي إدريس الخولاني، و (8508) من طريق الشعبي، كلاهما عن عوف بن مالك. وانظر ما سيأتي أيضًا برقم (8868) بسياقة أخرى من طريق إسحاق بن عبد الله عن عوف.
(2)
حديث منكر، نعيم بن حماد صاحب مناكير، وقد عُدَّ هذا الحديث من منكراته، فقد ذكر أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" ص 622 أنه سأل دحيمًا عبد الرحمن بن إبراهيم محدِّث الشام عن حديث نعيم هذا فردَّه، وقال: هذا حديث صفوان بن عمرو حديث معاوية (أي: أنَّ حديث عوف هذا رواه صفوان بن عمرو كحديث معاوية في افتراق الأمة) وسيأتي التنبيه عليه لاحقًا، ثم ذكر أبو زرعة أنه سأل يحيى بن معين عن صحته فأنكره، فسأله: من أين يُؤتى؟ فقال: شُبِّه له. وقال ابن معين مرة أخرى كما في "تاريخ بغداد" 15/ 421: لا أصل له. وممن أنكره أيضًا ابن عدي وعبد الغني بن سعيد الحافظ والبيهقي وابن عبد البر، واعتبروا كلَّ من رواه عن عيسى بن يونس =
ذكرُ عبد الله بن الزُّبير بن العوَّام رضي الله عنهما
6462 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثني مُصعَب بن عبد الله الزُّبيري قال: أول مولود وُلِدَ بعد الهجرة عبدُ الله ابن الزُّبير بن العوَّام بن خُوَيلد بن أَسد بن عبد العُزَّى، وأمُّه أسماُء بنت أبي بكر
= غير نعيم، فإنما أخذه من نعيم، وأنه هو الذي تفرَّد به، والله تعالى أعلم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (90)، وفي "مسند الشاميين"(1072)، ومن طريقه الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(473)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 62/ 151 عن يحيى بن عثمان بن صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (2755)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 17، وابن بطة في "الإبانة" 1/ 374 و 2/ 621 - 622، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضلة"(1673) و (1996) و (1997)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 15/ 421 - 422، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى"(207)، والمصنف فيما سيأتي برقم (8530) من طرق عن نعيم بن حماد به. وانفرد ابن عبد البر فزاد في روايته في الموضعين الأخيرين بين نعيم وعيسى عبدَ الله بنَ المبارك! وقال البزار: هذا الحديث لا نعلم أحدًا حدَّث به إلَّا نعيم بن حماد، ولم يتابع عليه.
قلنا: وقد روي من غير وجه عن عيسى بن يونس من طرق لا يخلو واحد منها من مقال واعتبر غير واحد من أهل العلم منهم البيهقي أنَّ مردَّ هذه الطرق إلى نعيم، وأنهم إنما حملوه عنه. وأخرج هذه الطرق عن عيسى بن يونس الخطيبُ البغداديُّ في "تاريخه" 15/ 422 - 424.
وقد ذهب محدِّث الشام عبد الرحمن بن إبراهيم دُحيم - كما في "تاريخ أبي زرعة الدمشقي" 1/ 622 - أنَّ المحفوظ في حديث عوف بن مالك ما رواه صفوان بن عمرو السكسكي مثل حديث معاوية، وكأنه يشير إلى ما رواه صفوان عن راشد بن سعد عن عوف بن مالك عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، وسبعون في النار" إلى أن قال: "والذي نفسي بيده، لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار" قيل: يا رسول الله، من هم؟ قال:"الجماعة"، أخرجه ابن ماجه (3992). وقد روي نحوه عن معاوية بن أبي سفيان عند أحمد 28/ (16937) وأبي داود (4597).
قال ابن عبد البر: أما ما روي عن السلف في ذم القياس، فهو عندنا قياس على غير أصل، أو قياسُ يُرَدُّ به أصل.
الصدّيق، وأمُّها قَتْلة بنت عبد العزَّى بن عبدِ أسد بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر ابن لؤيّ، وعبد الله يُكنى أبا بكر.
6463 -
حدثنا أحمد بن إسحاق الصَّيدلاني، حدثنا السَّرِي بن خُزَيمة، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عبَّاد بن العوَّام، عن عُمر بن عامر، عن أم كُلُثوم، عن عائشة: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سمَّى عبد الله بن الزُّبير عبد الله
(1)
.
6464 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي بنَيسابُور، حدثنا يحيى ابن أيوب العلَّاف بمِضْر، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا يعقوب بن أبي عبَّاد المكي، حدثنا محمد بن مُسلِم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن ابن عبّاس قال: كان التاريخُ في السنة التي قدِمَ فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينة، وفيها وُلِدَ عبدُ الله بن الزُّبير
(2)
.
6465 -
أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن السَّبِيعي بالكوفة، حدثنا الحسين بن الحَكَم الحِبَري، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا محمد بن شَريك، حدثني ابن أبي مُلَيكة، عن عبد الله بن الزُّبير قال: سُمِّيتُ باسم جدي أبي بكر، وكُنِّيتُ بكُنيته
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمر بن عامر وهو السلمي أبو حفص البصري.
وأخرجه بنحوه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 475 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن عمر بن عامر، عن صاحب له، عن أم كلثوم، به.
وقد روى هذا عن عائشة أيضًا: عروة بن الزُّبير عند ابن حبان (7117)، وابن أبي مليكة عند الترمذي (3826)، وعباد بن حمزة بن عبد الله بن الزُّبير عند أحمد 41 / (24619).
ورواه عروة بن الزُّبير وفاطمة بنت المنذر بن الزُّبير عن أسماء بنت أبي بكر أم عبد الله عند مسلم (2146)(25). وانظر الحديث الآتي قريبًا برقم (6466).
(2)
إسناده حسن. وقد سلف برقم (4332).
(3)
إسناده قوي. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكَين، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله. =
وكان لعبد الله كُنْيتان: أبو بكر وأبو خُبَيب.
6466 -
أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشَّعْراني، حدثنا جدي، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحِزَامي، حدثني عبد الله بن محمد بن يحيى بن عُروة بن الزُّبير، حدثني هشام بن عُرْوة، عن أبيه قال: خَرَجَت أسماء بنت أبي بكر حين هاجَرَت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حاملٌ بعبد الله بن الزُّبير، فنُفِسَتْه، فأَتَتْ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليُحنِّكَه، فأخذه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَه في حَجْرِه، وأُتِي بتمرة فمَصَّها ثم مَضَعَها، ثم وَضَعَها في فيهِ فحنَّكَه بها، فكان أوَّلَ شيءٍ دخل بطنَه رِيقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ثم مَسَحَه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمَّاه عبدَ الله، ثم جاء بعدُ وهو ابنُ سبع سنين أو ابنُ ثمان سنين ليبايعَ النبي صلى الله عليه وسلم، وأَمَره الزُّبير بذلك، فتبسَّم النبيُّ صلى الله عليه وسلم حين رآه مُقبلًا وبايعَهَ.
وكان أولَ من وُلِدَ في الإسلام بالمدينة مَقدَمَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وكانت اليهود تقول: قد أخَّذْناهم
(1)
، لا يُولَدُ لهم بالمدينة ولدٌ ذكرٌ، فكبَّر أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم حسين وُلِدَ عبد الله. وقال عبدُ الله بن عمر بن الخطَّاب حين سمع تكبيرَ أهل الشام وقد قَتَلوا عبدَ الله بنَ الزُّبير: الذين كبَّروا على مولدِه، خيرٌ من الذين كبَّروا على قتلِه
(2)
.
= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 1، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3) و (571)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 28/ 145 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
(1)
بالتشديد، التأخيذ: وهو فعل السواحر الأُخْذةَ، وهي نوع من الرُّقية يستخدمها السحرةُ لمنع الرجال عن الجماع.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف بمرَّة من أجل عبد الله بن محمد بن يحيى، فهو ضعيف جدًّا صاحب مناكير، وتركه أبو حاتم الرازي كما قال الذهبي في تلخيصه"، لكنه لم ينفرد بهذا الخبر، وباقي رجال الإسناد لا بأس بهم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(14804) -وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4132) - وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 28/ 154 - 155 من طريقين عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، بهذا الإسناد. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
6467 -
حدثني علي بن عيسى، حدثنا الحسين بن محمد بن زياد، حدثنا محمد ابن ميمون المكِّي ومحمد بن الصَّبّاح قالا: حدثنا سفيان، عن ابن جُرَيج، عن ابن أبي مُلَيكة قال: ذُكِرَ ابن الزُّبيرَ عند ابن عبّاس فقال: كان عفيفًا في الإسلام، قارئًا للقرآن
(1)
، كان أبوه الزُّبيرَ، وأمُّه أسماءُ، وجدُّه أبو بكر، وعمَّتُه خديجة، وجدَّته صفيَّة، وخالتُه عائشة، واللهِ لأحاسبنَّ له نَفْسي محاسبةً لم أحاسِبْها لأبي بكر ولا لعمر، ولكنه عَمَدَ فآثر عليَّ الحُمَيداتِ والأُساماتِ والتُّويتات
(2)
.
قال أبو علي القبَّاني
(3)
: يريد بالحُمَيدات: حُمَيدَ بن زُهير بن الحارث بن أسد ابن عبد العُزَّى، وتُوَيتٌ ابنُ حَبيب بن أَسد بن العزَّى، وكان الزُّبيرُ ابنَ العوَّام بن خُوَيلد بن أسد بن عبد العزَّى.
= وأخرجه ابن عساكر 28/ 154 من طريق عتيق بن يعقوب، عن عبد الله بن محمد به.
وأخرجه بنحوه أحمد 44/ (26938)، والبخاري (3909) و (5469)، ومسلم (2146)(24) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، ومسلم أيضًا (2145)(25) من طريق شعيب بن إسحاق وعلي بن مسهر، ثلاثتهم عن هشام بن عروة، به. لكن لم يذكر أحدٌ منهم قصة التكبير في آخره وقول ابن عمر عند مقتل ابن الزبير.
وانظر ما سيأتي برقم (6552).
(1)
في (ص) و (م) و (ب): قارئًا الله، وبين هاتين الكلمتين في (ص) و (م) بياض، وفي "تلخيص المستدرك" للذهبي: قانتًا لله. وأثبتنا لفظ "للقرآن" من مصادر التخريج.
(2)
إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 1/ 334 - 335، و"معرفة الصحابة"(4137) من طريق محمد ابن إسحاق أبي العبّاس السراج، عن محمد بن الصباح ومحمد بن ميمون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرًا البخاريّ (4664) عن عبد الله بن محمد، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولًا البخاري أيضًا (4665) من طريق حجاج بن محمد الأعور، عن ابن جريج، به. وأخرجه بنحوه (4666) من طريق عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة.
(3)
هو الحسين بن محمد بن زياد نفسه المذكور في الإسناد.
6468 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر، أخبرنا إسماعيل بن قُتَيبة، حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمَير، حدثني أبي، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه قال: مَحا ابنُ الزُّبير نفسَه من الِّديوان حين قُتِلَ عثمانُ
(1)
.
6469 -
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ حدثنا موسى بن هارون، حدثني سعيد بن يحيى بن سعيد الأَمَوي، حدثني أبي، عن الأعمش، عن شِمْر بن عطيَّة، عن هلال بن يَسَاف: حدثني البَرِيدُ الذي أَتى ابنَ الزُّبير برأس المختار، فلما رآه قال ابنُ الزُّبير: ما حدَّثني كعبٌ بحديث إلَّا وجدتُ مِصداقه، إلَّا أنه حدَّثني: أنَّ رجلًا من ثَقيفٍ سيَقتلُني. قال الأعمش وما يَدرِي أنَّ أبا محمدٍ - خَذَلَه الله - خُبِئَ له
(2)
.
6470 -
أخبرني أبو الحسين بن يعقوب الحافظ، أخبرنا محمد بن إسحاق، حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدثنا رَوْح بن عُبادة، حدثنا حَبيب بن الشَّهيد، عن ابن أبي مُلَيكة قال: كان ابن الزُّبير يواصلُ سبعة أيام، فيُصبِحُ يومَ الثالث وهو أَليَثُنا. يعني به كأنه لَيثٌ
(3)
.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه معمر في "جامعه"(20043) عن هشام بن عروة به.
(2)
رجاله ثقات غير البريد الذي حدَّث به، فإنه مجهول لم نتبينه. وكعب المذكور: هو كعب الأحبار.
وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(336)، وابن سعد في "الطبقات" 6/ 485، وابن أبي شيبة 11/ 136 و 15/ 83، والطحاوي في "مشكل الآثار" 7/ 406 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن الأعمش، بهذا الإسناد. ولم يذكر قول الأعمش في آخره سوى الطحاوي.
وأخرج نحوه معمر في "جامعه"(20755)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(14812) عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين قال: قال ابنُ الزُّبير
…
وذكره، ثم قال ابن سِيرِين: ولا يشعر أنَّ أبا محمد قد خبئ له؛ يعني الحجاجَ.
(3)
إسناده صحيح. =
6471 -
وأخبرني أبو الحسين، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي، حدثنا أبو عاصم، عن عمر بن قيس قال: كان لابن الزُّبير مئةُ غلام، يتكلَّمُ كلُّ غلام منهم بلُغةٍ أخرى، فكان ابن الزُّبير يُكلِّم كلَّ واحد منهم بلُغَته، وكنتُ إذا نَظَرتُ إليه في أمر دُنْياه قلت: هذا رجل لم يُردِ الله طَرْفةَ عينٍ، وإذا نظرتُ إليه في أمر آخرتِه، قلت: هذا رجل لم يُرِدِ الدنيا طَرْفةَ عينٍ (1).
6472 -
أخبرني أبو العبّاس السَّيّاري، حدثنا محمد بن موسى بن حاتم، حدثنا علي بن الحسن بن شَقِيق، حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مُلَيكة قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: إنَّ في قلبك من ابن الزُّبير، قال: قلت: ما رأيتُ مُناجيًا مثلَه، ولا مصلِّيًا مثله، ولا أخشنَ
(2)
في ذاتِ الله مثله، ولا أسخى نفسًا منه
(3)
.
6473 -
حدثنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا الحسن بن علي بن بحر البَرِّي، حدثني أبي، حدثنا شعيب بن أبي إسحاق السَّبيعي
(4)
، حدثنا هشام بن عُرْوة، عن أبيه: أنَّ
= وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 484، والفاكهي في "أخبار مكة"(1665)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 355، وفي "معرفة الصحابة"(4140)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3613)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 28/ 177 و 177 - 178 من طرق عن روح بن عبادة بهذا الإسناد. (1) إسناده واهٍ، عمر بن قيس: هو المكي الملقب بسندل، مولى آل الزبير، وهو متروك واهٍ.
أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4143)، ومن طريقه ابن عساكر 28/ 215 عن أبي حامد بن جبلة، عن محمد بن إسحاق أبي العبّاس السراج، بهذا الإسناد.
(2)
كذا في (ص) و (ب)، وفي (م) و "تلخيص الذهبي": أخشى.
(3)
إسناده صحيح.
وأخرجه مختصرًا أبو نعيم في "الحلية" 1/ 335، و"معرفة الصحابة"(4139)، ومن طريقه ابن عساكر 28/ 171 من طريق أحمد بن سعيد الدارمي، عن علي بن الحسن بن شقيق، بهذا الإسناد.
(4)
في النسخ الخطية: سعيد بن أبي إسحاق السبيعي، تحرَّف شعيب إلى: سعيد، وفي بقية اسمه وهمٌ أو خطأ من النساخ، فالصواب في اسمه: شعيب بن إسحاق، وليس هو سبيعي، إنما =
يزيد بن معاوية كتب إلى عبد الله بن الزُّبير: إني قد بعثتُ إليك بسلسلةٍ من فضَّة، وقيدٍ من ذهب، وجامعةٍ من فضة، وحَلَفْتُ لَتأتيَنِّي في ذلك، قال: فأَلقى الكتابَ وقال:
ولا أَلِينُ لغيرِ الحقِّ أَنمَلةً
…
حتى يَلينَ لضِرسِ الماضغِ الحَجَرُ
(1)
6474 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصَّنعاني بمكة حرسها الله تعالى، حدثنا علي بن المبارَك الصَّنعاني [حدثنا زيد بن المبارك]
(2)
حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الذِّمَاري، حدثنا القاسم بن مَعْن، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه قال: لما مات معاويةُ تَثاقَلَ عبد الله بن الزُّبير عن طاعةِ يزيد بن معاوية، وأَظهَرَ شَتْمَه، فبلغ ذلك يزيد، فأقسَمَ لا يُؤتى به إلَّا مغلولًا، ولا أُرسِلُ إليه، فقيل لا بن الزُّبير: ألا نَصنعُ لك أغلالًا من فضة تَلْبَسُ عليها الثوب وتَبَرُّ قَسَمَه؟ فالصلحُ، أجملُ، فقال: لا أَبَرَّ الله قسمَه، ثم قال:
ولا أَلِينُ لغير الحقِّ أَنمَلةً
…
حتى يَلينَ لضِرسِ الماضعِ الحَجَرُ
ثم قال: والله لَضربةٌ بسيفٍ في عزٍّ، أحبُّ إليَّ من ضربةٍ بسوطٍ في ذُلّ.
ثم دعا إلى نفسه وأظهَرَ الخلافَ ليزيد بن معاوية، فوجَّه إليه يزيدُ بن معاوية مسلمَ بن عُقْبة المُرِّي
(3)
في جيش أهل الشام، وأمَرَه بقتال أهل المدينة، فإذا فَرَغَ من ذلك سارَ إلى مكة. قال: فدخل مسلم بن عُقْبة المدينةَ، وهرب منه يومئذٍ بقايا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعَبَثَ فيها وأسرَفَ في القتل، ثم خرج منها، فلما كان في
= هو مولّى لقريش، بصري نزل دمشق، وهو ثقة من أصحاب هشام بن عروة.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(585) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 331 - وابن عساكر 28/ 209 من طرق عن شعيب بن إسحاق بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.
(2)
سقط من نسخنا الخطية واستدركناه من مصادر التخريج.
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: المزني، وإنما هو المرِّي، فإنه من بني مُرَّة بن عوف بن سعد ابن ذبيان انظر "تاريخ دمشق" 58/ 102.
بعض الطريق إلى مكة مات، واستَخلَفَ حُصَين بن نُمير الكِنْدي وقال له: يا بَرذَعَةَ الحمارِ، احذَرْ خدائعَ قُريش، ولا تُعامِلْهم إلَّا بالنِّقَاف
(1)
، ثم القِطَاف، فمضى حُصينٌ حتى وَرَدَ مكة، فقاتل بها ابنَ الزُّبير أيامًا
(2)
.
6475 -
فحدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين ابن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر، حدثني مَسلَمةُ بن عبد الله بن عُرْوة بن الزُّبير قال: سمعتُ أَبي يقول: أَرسلَ ابنُ الزُّبير إلى الحُصَين بن نُمير يدعوه إلى البراز، فقال الحُصين: لا يَمنعُني من لقائك جُبْنٌ، ولستُ أدري لمن يكون الظَّفَرُ، فإن كان لك كنتُ قد ضيَّعتَ مَن ورائي، وإن كان لي كنتُ قد أخطأتُ التدبير، وإن ظَفِرتُ
(3)
.
6474 م - رَجَعْنا إلى باقي الحديث
(4)
: وضَرَبَ ابنُ الزُّبير فسطاطًا في المسجد، فكان فيه نساءٌ يَسقِينَ الجرحى ويُداوينَهم ويُطعِمنَ الجائع، ويَكمُنُ إليهنَّ المجروحُ، فقال حُصَين: ما يزالُ يخرج علينا من ذلك الفُسطاطِ أسدٌ كأنما يخرج من عَرينِه،
(1)
النِّقاف: الضرب بالسيوف على الرؤوس.
(2)
إسناده محتمل للتحسين من أجل عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري ومن دونه من الصنعايين، لكن في بعض ألفاظه نكارة كحزِّ رأس ابن الزبير في آخره.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(14813)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 331 - 332، و"معرفة الصحابة"(4144)، وابن عساكر 28/ 229 عن علي بن المبارك الصنعاني، عن زيد ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1652) وما بعده من طريق مهدي بن أبي مهدي، عن عبد الملك الذماري، به.
وستأتي تتمة الخبر بعد الذي يليه.
(3)
في نسخنا الخطية: وإن طفت. وهي غير مفهومة، وكتب فوقها في النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان: ظفرت، وهو أوجه، فأثبتناها.
ومحمد بن عمر: هو الواقدي، وشيخه مسلمة ذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 489، ولا يعرف حاله، وأبوه ثقة معروف.
(4)
يعني حديث القاسم بن معن السابق، عن هشام بن عروة عن أبيه.
فمن يَكِفنيهِ؟ فقال رجل من أهل الشام: أنا، فلما جَنَّ عليه الليلُ وَضَعَ شمعةً في طرف رمحه ثم ضرب فرسَه، ثم طَعَنَ الفسطاطَ فالتهَبَ نارًا، والكعبةُ يومئذٍ مُؤَزَّرة في الطَّنافس، وعلى أعلاها الحِبَرَةُ، فطارت الريحُ باللَّهَب على الكعبة حتى احترقت، واحترق فيها يومئذٍ قَرْنا الكبش الذي فُدِيَ به إسحاق.
قال: فبلَغَ حُصينَ بن نُمير موتُ يزيد بن معاوية، فهرب حصينُ بنُ نُمير، فلما مات يزيدُ بن معاوية دعا مروانُ بن الحَكَم إلى نفسه، فأجابه أهلُ حِمْص وأهلُ الأردنِّ وفلسطينَ، فوَجَّه إليه ابنُ الزُّبير الضحاكَ بنَ قيس الفِهْريَّ في مئة ألف، فالتقَوْا بمَرْجِ راهطٍ، ومروانُ يومئذٍ في خمسة آلاف من بني أُميَّة ومَواليهِم وأتباعهم من أهل الشام، فقال مروانُ لمولًى له [يقال له]
(1)
: كره: احمِلْ على أيِّ الطَّرفين شئتَ، فقال: كيف نَحملُ على هؤلاء؟! لكَثرتِهم، فقال: هم بين مُكرهٍ ومُستأجَر، احمِلْ عليهم لا أمَّ لك، فيكفيك الطِّعانُ الناجعُ الجيِّد، وهم يَكفُونك بأنفسهم، إنما هؤلاء عَبيدُ الدينار والدِّرهم، فحَمَلَ عليهم فهَزَمَهم، وقُتِل الضحاكُ بن قيس وانصَدَعَ الجيشُ، ففي ذلك يقول زُفَرُ بنُ الحارث:
لَعَمْري لقد أبقَتْ وَقِيعةُ راهطٍ
…
لمروانَ صَرْعى واقعاتٍ وسابَيَا
أَمضي سلاحي لا أبالكِ إنني
…
لدى الحربِ لا يزداد إلَّا تمادِيَا
فقد يَنبُت المَرْعى على دِمَنِ الثَّرى
…
وتبقى حُزازاتُ النفوسِ كما
وفيه يقول أيضًا:
أفي الحقِّ أمَّا بَحدلٌ وابنُ بَحدلٍ
…
فيَحْيا وأمَّا ابنُ الزُّبير فيُقتَلُ
كَذَبتم وبيتِ الله لا تَقتلونَهُ
…
ولمَّا يَكُنْ يومٌ أَغَرُّ مُحجَّلُ
ولمَّا يكنْ للمَشْرَفِيَّةِ فيكمُ
…
شُعاعٌ كنُورِ الشمسِ حين تَرجَّلُ
(1)
زيادة من مصادر التخريج.
قال: ثم مات مروانُ، فدعا عبدُ الملك إلى نفسه وقام، فأجابه أهلُ الشام، فخَطَبَ على المنبر وقال: مَن لابن الزُّبير؟ فقال الحجَّاج: أنا يا أميرَ المؤمنين، فأسكَتَه، ثم عاد فأسكَتَه، ثم عاد فقال: أنا له يا أميرَ المؤمنين، فإني رأيتُ في المنام كأني انتزعتُ جُبَّتَه فلَبِستُها. فعَقَدَ له ووَجَّهه في الجيش إلى مكة - حَرسها الله تعالى- حتى وَرَدَها على ابن الزُّبير فقاتله بها، فقال ابنُ الزبير لأهل مكة: احفَظُوا هذين الجبلين، فإنكم لن تَزالوا بخير أعزَّةً ما لم يَظهَروا عليهما، قال: فلم يَلبَثُوا أَن ظَهَرَ الحَجَّاجُ ومَن معه على أبي قُبيس، ونَصَبَ عليه المَنجَنيقَ، فكان يرمي به ابنَ الزبير ومن معه في المسجد، فلما كان الغَدَاةُ التي قُتِلَ فيها ابنُ الزُّبير، دَخَلَ ابنُ الزُّبير على أمِّه أسماءَ بنت أبي بكر، وهي يومئذٍ بنتُ مئة سنةٍ لم يَسقُطْ لها سنٌّ، ولم يَفسُدْ لها بصرٌ ولا سمعٌ، فقالت لابنها: يا عبد الله، ما فعلتَ في حربِك؟ قال: بَلَغُوا مكانَ كذا وكذا، قال: وضَحِكَ ابنُ الزبير وقال: إنَّ في الموت لراحةً، فقالت: يا بنيَّ، لعلَّك تتمنَّاه لي؟! ما أُحِبُّ أن أموتَ حتى آتيَ على أحدِ طَرَفَيك، إمَّا أن تَملِكَ
(1)
فتَقَرَّ بذلك عيني، وإمَّا أن تُقتَل فأَحتسِبَك، قال: ثم ودَّعها، فقالت له: يا بنيَّ، إياك أن تُعطِيَ خَصْلةً من دِينِك مخافةَ القتل. وخَرَج عنها فدَخَل المسجد، وقد جعل مِصراعَينِ على الحجر الأسود يتَّقي أن يصيبَه المَنجنيقُ.
وأتى ابن الزُّبير آتٍ وهو جالسٌ عند زمزمَ فقال له: ألا نفتحُ لك الكعبةَ فتصعدَ فيها، فنظر إليه عبدُ الله ثم قال له: من كل شيءٍ تَحفَظُ أخاك إِلَّا من نفسه. يعني من أجَلِه- وهل للكعبة حُرْمةٌ ليست لهذا المكان؟! والله لو وَجَدُوكم مُعلَّقِين بأستار الكعبةِ لقَتَلوُكم، فقيل له: ألا تكلِّمُهم في الصُّلح؟ فقال: أوَحِينُ صُلحٍ هذا؟! والله لو وَجَدُوكم في جوفها لذَبَحُوكم جميعًا، ثم أنشأَ يقول:
ولستُ بمبتاعِ الحياةِ لسُبَّةٍ
…
ولا مُرتَقٍ من خَشْية الموتِ سُلَّما
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: تهلك.
أُنافسُ [سَهمًا] إِنَّه غيرُ نازحٍ
…
مُلَاقِي المَنَايَا أَيَّ صَرْفٍ تَيمَّما
ثم أقبل على آل الزبير يَعِظُهم: ليَكُنَّ أحدكم سيفه كما يَكُنُّ وجهَه، لا يُنكِّسْ سيفَه فيدفعَ عن نفسه بيده كأنه امرأةٌ، والله ما لَقِيتُ زَحْفًا قطُّ إلَّا في الرَّعيل الأول، ولا أَلمِتُ جُرحًا قطُّ إلَّا أن آلَمَ الدواء.
قال: فبينما هم كذلك إذ دخل عليهم نفرٌ من [باب] بني جُمَحَ فيهم أسوَدُ، فقال: مَن هؤلاءِ؟ قيل: أهلُ حِمص، فحَمَل عليهم ومعه سبعون، فأولُ من لقيَه الأسودُ، فضربه بسيفه حتى أطَنَّ رِجلَه، فقال له الأسود: آهٍ يا ابنَ الزانية، فقال له ابنُ الزُّبير: اخسأْ يا ابن حامٍ، لَأسماءُ زانيةٌ؟! ثم أخرَجَهم من المسجد، فانصرف، فإذا بقومٍ قد دَخَلوا من باب بني سَهْم، فقال: من هؤلاء؟ فقيل: أهلُ الأُردنِّ، فحَمَلَ عليهم وهو يقول:
لا عهدَ لي بغَارةٍ مثلِ السَّيلْ
…
لا يَنجِلي غُبارُها حتَّى اللَّيلْ
قال: فأخرجهم من المسجد، ثم رجع، فإذا بقوم قد دَخَلوا من باب بني مخزوم، فحَمَل عليهم وهو يقول:
لو كان قِرْني واحدًا لكَفَيتُهُ
قال: وعلى ظَهْر المسجد من أعوانِه مَن يرمي عدوَّه بالآجُرِّ وغيره، فحَمَلَ عليهم، فأصابته آجُرَّةٌ في مَفرِقِه حتى فَلَقَت رأسَه، فوقف قائمًا وهو يقول:
ولسنا على الأعقابِ تَدْمي كُلُومُنا
…
ولكِنْ على أقدامِنا تَقطُرُ الدِّمَا
قال: ثم وقع فأكَبَّ عليه مَولَيانِ له وهما يقولان:
العبدُ يَحْمي ربَّهُ ويَحتمي
قال: ثم سِيرَ إليه فحُزَّ رأسُه، رضي الله عنه.
6476 -
أخبرنا الحسن بن يعقوب العَدْل، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدثنا زيادٌ الجَصَّاص، عن علي بن زيد، عن مجاهد قال:
قال لي عبد الله بن عمر: انظُرْ إلى المكان الذي به ابنُ الزُّبير، فلا تمرَّ بي عليه، قال: فسَهَا الغلامُ، قال: فإذا ابنُ عمر يَنظُر إلى ابن الزُّبير مصلوبًا، فقال: يغفرُ الله لك ثلاثًا، أَمَا والله ما عَلِمتُك إلَّا كنتَ صوَّامًا قوَّامًا، وَصُولًا للرَّحِم، أما والله إني لَأرجو مع مَساوئ ما أصبتَ ألَّا يُعذِّبَك اللهُ بعدها أبدًا، ثم الْتَفتَ إليَّ فقال: سمعت أبا بكر الصِّدّيق يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ به في الدنيا"
(1)
.
6477 -
حدثنا علي بن حَمْشاذَ، حدثنا هشام بن علي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا صاعد بن مُسلم اليَشكُري، قال: سمعت الشَّعْبي يقول: بَعَثَ عبدُ الملك بن مروان برأس عبد الله بن الزُّبير إلى ابن خازمٍ بخُراسانَ، فكفَّنه وصلَّى عليه. قال: فقال الشعبيُّ: أخطأَ، لا يُصلِّى على الرأس
(2)
.
6478 -
قال: وحدثنا هشام، حدثنا موسي، حدثنا ابن عُليَّة، عن ابن أبي نَجِيح:
(1)
إسناده ضعيف لضعف زياد الجصاص - وهو ابن أبي زياد - وعلي بن زيد بن جُدعان.
وأخرجه المروزي في "مسند أبي بكر"(22)، والعقيلي في "الضعفاء"(506)، وأبو يعلى في "مسنده"(18)، وابن الأعرابي في "معجمه"(1339)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 334 من طرق عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، بهذا الإسناد.
وأخرج المرفوع منه فقط أحمد في "المسند" 1 / (23)، والبزار (21)، والطبري في "التفسير" 5/ 294 من طريق عبد الوهاب، به.
وأصل الحديث المرفوع عن أبي بكر الصديق: أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} ، فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ جزاءه كلُّ ما يصيبه من مرض وحَزَن ونَصَب، هكذا رواه مولى ابن سباع عن ابن عمر عن أبي بكر كما عند الترمذي (3039). وله طرق أخرى عن أبي بكر يصح بها إن شاء الله كما سلف بيانه عند المصنف برقم (4499).
(2)
إسناده ضعيف بمرّة من أجل صاعد بن مسلم، ووهّاه الذهبي في "تلخيصه" وفي "تاريخ الإسلام" 3/ 893، وانظر ترجمته في"الجرح والتعديل" 4/ 453.
وابن خازم المذكور: هو عبد الله بن خازم بن أسماء السُّلمي أمير خراسان، وكان مواليًا لابن الزبير، وانظر ترجمته في "تاريخ الإسلام" 2/ 829.
أنَّ ابن الزُّبير لما قُتِل نُقِلَت خزائنُه إلى عبد الملك بن مروان ثلاثَ سنين
(1)
.
6479 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا الأسوَد بن شَيْبان، أخبرنا أبو نَوفَل بن أبي عَقرَب العُرَيجي قال: صَلَبَ الحجّاجُ بنُ يوسف عبدَ الله بنَ الزُّبير على عَقَبة المدينة ليُري
(2)
ذلك قريشًا، فلما أنْ نَفَروا جعلوا
(3)
يمرُّون ولا يَقِفون عليه، حتى مرَّ عبدُ الله بن عمر ابن الخطّاب فوقف عليه، فقال: السلامُ عليك أبا حُبَيب - قالها ثلاثَ مرات - لقد نهيتُك عن ذا- قالها ثلاث مرات - لقد كنتَ صوّامًا قوامًا، تَصِلُ الرَّحِمَ. قال: فبَلَغَ الحجَّاجَ موقفُ عبد الله بن عمر، فاستَنزَلَه فرَمَى به في قبور اليهود، وبَعَثَ إلى أسماءَ بنت أبي بكر أن تأتيَه، وقد ذهبَ بصرها، فأبَتْ، فأرسل إليها: لَتَجيئِنَّ أو لأ بعثنَّ إليكِ من يَسحبُكِ بقُرونِك، قالت: واللهِ لا آتيكَ حتى تبعثَ إِليَّ من يَسحَبُني بقُروني، فأتى رسولُه فأخبره، فقال: يا غلامُ، ناوِلْني سِبْتِيَّتيَّ، فناوَله نَعلَيه، فقام وهو يَتوقَّد حتى أتاها، فقال لها: كيف رأيتِ الله صَنَعَ بعدوِّ الله؟ قالت: رأيتُكَ أَفَسَدْتَ عليه دُنْياه، وأفسَدَ عليك آخِرَتك، وأمَّا ما كنتَ تُعيِّرُه بذات النِّطاقَينِ، أَجَلْ لقد كان لي نِطاقانِ: نطاقٌ أُغطِّي به طعامَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم من النَّمل، ونِطاقي الآخر لا بُدَّ للنساء منه، وقد سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إِنَّ فِي ثَقيفٍ كذابًا ومُبِيرًا"، فأما الكذابُ فقد رأَيناه
(4)
،
(1)
معضل لا يصح، فإنَّ ابن أبي نجيح -وهو عبد الله- لم يدرك زمن عبد الله ابن الزبير. هشام: هو ابن علي السِّيرافي، وموسى: هو ابن إسماعيل التبوذكي، وابن علية: هو إسماعيل بن إبراهيم.
وأخرجه الفاكهي في"أخبار مكة"(1680) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن ابن علية، عن ابن أبي نجيح.
(2)
كذا في النسخ الخطية و"معجم الطبراني" الكبير، وفي "مشيخة ابن شاذان": ليؤذي، وهو أوجه.
(3)
في نسخنا الخطية: فاما ان ىفروا فجعلوا، والمثبت من "المعجم" و "المشيخة".
(4)
تريد المختار بن أبي عبيد الثقفي، وقد كان يدَّعي أنَّ الوحي يأتيه. انظر "تاريخ الإسلام" للذهبي 2/ 706.
وأما المُبِيرُ فأنت ذاكَ، قال: فخرج
(1)
.
وقد صحَّت الرواياتُ بسماع عبد الله بن الزُّبير من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخولِه عليه وخروجِه من عنده وهو ابنُ ثمانِ سنين، وأنا ذاكرٌ بمشيئة الله تعالى في هذا الموضع أخباره التي تدلُّ على ذلك، فإنَّ المخرَّجَ في مُسندِه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نيِّفٌ وسبعون حديثًا.
6480 -
أخبرني إبراهيم بن عِصْمَة بن إبراهيم العَدْل، حدثنا السَّرِي بن خُزيمة، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا الهُنَيد بن القاسم بن عبد الرحمن بن ماعِزٍ قال: سمعتُ عامرَ بنَ عبد الله بن الزُّبير يحدِّث، أنَّ أباه حدَّثه: أنه أَتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يَحتجِمُ، فلما فَرَغَ من حَجامتِه
(2)
قال: "يا عبدَ الله، اذهَبْ بهذا الدم فأَهرِقْه حيثُ لا يراكَ أحدٌ"، فلما بَرَرْتُ عن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عَمَدت إلى الدم فحَسَوتُه، فلما رجعتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما صنعتَ يا عبد الله؟ " قال: جعلتُه في مكانٍ ظَنَنتُ أنه خافٍ على الناس، قال:"فلعلَّك شَرِبتَه؟ " قلت: نعم، قال:"ومَن أمَرَك أن تشربَ الدمَ؟ وَيلٌ لك من الناس، ووَيلٌ للناسِ منك"
(3)
.
(1)
إسناده صحيح علي بن عبد العزيز: هو أبو الحسن البغوي، ومسلم بن إبراهيم: هو الفراهيدي البصري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(14814)، وابن شاذان في "مشيخته الصغرى"(30) من طريق علي بن عبد العزيز، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه مسلم (2545) من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن الأسود بن شيبان، به.
وأخرجه مختصرًا أحمد 44 / (26974) من طريق هارون بن عنترة، عن أبيه قال: لما قتل الحجاجُ ابنَ الزبير، فذكره.
وسيأتي عند المصنف برقم (8815) من حديث أبي الصديق الناجي بالقصة.
(2)
قوله: "من حجامته" من (ص) وحدها.
(3)
إسناده ضعيف لجهالة هنيد بن القاسم، فإنه لا يعرف روى عنه غير موسى بن إسماعيل =
6481 -
حدثنا الشيخ أبو محمد المُزَني، حدثنا جعفر بن محمد الفِرْيابي، حدثنا محمد بن بحر الهُجَيمي، حدثنا سعيد بن سالم القَدَّاح، عن ابن جُرَيج، عن ابن أبي مُلَيكة، عن عبد الله بن الزُّبير قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "من قرأَ القرآنَ ظاهرًا أو نَظَرًا، أعطي شجرةً في الجنة لو أنَّ غُرابًا فرَّخَ تحت ورقةٍ منها، ثم طار ذلك الفرخُ، أدركه الهَرَمُ قبل أن يَقطَعَ تلك الورقة"
(1)
.
= التبوذكي، وذكره ابن حبان في "ثقاته" على عادته في ذكر المجهولين في هذا الكتاب واضطرب الهيثمي فيه فقال في موضع من "مجمع الزوائد" 1/ 28: مجهول، وفي موضع آخر 8/ 270: ثقة، وتساهل ابن حجر فقال في "التلخيص الحبير" 1/ 30: لا بأس به. والحق أنَّ هذا الرجل مجهول.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(578)، والبزار (2210)، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(198)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 329، وفي "معرفة الصحابة"(4151)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 28/ 163 و 164، والضياء في "المختارة" 9/ (267) من طرق عن موسى بن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وروي معناه في شربه الدم عند أبي القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(1503)، والدارقطني في "السنن"(882) من طريق محمد بن حميد الرازي عن علي بن مجاهد، عن رباح النُّوبي مولى آل الزبير، عن أسماء بنت أبي بكر. وهذا إسناد تالف، محمد بن حميد ضعيف، وعلي بن مجاهد متروك، ورباح النوبي مجهول.
وآخر عند ابن الغطريف في "جزئه"(65) - ومن طريقه ابن عساكر 20/ 233 و 28/ 162 - من طريق سعد بن زياد أبي عاصم مولى سليمان بن علي، عن كيسان مولى عبد الله بن الزبير، عن سلمان الفارسي. وهذا إسناد ضعيف، سعد أبو عاصم هذا قال أبو حاتم الرازي فيه كما في "الجرح والتعديل" ليس بالمتين. وذكره ابن حبان في "ثقاته". وكيسان مولى ابن الزبير لا يعرف.
(1)
إسناده ضعيف بمرّة من أجل محمد بن بحر الهجيمي، فقد قال العقيلي في "الضعفاء": منكر الحديث كثير الوهم، وقال ابن حبان في "المجروحين": سقط الاحتجاج به، وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": منكر الحديث.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(14857)، و "الأوسط"(3351) عن جعفر بن محمد الفريابي، بهذا الإسناد.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء"(1522)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 398 - ومن طريقه البيهقي =
6482 -
أخبرني أبو بكر محمد بن المؤمَّل، حدثنا الفضل بن محمد الشَّعْراني، حدثنا إبراهيم بن حمزة الزُّبيري، حدثني عبد الله بن نافع الزُّبيري، عن أخيه، عن أبيه، عن عبد الله بن الزُّبير قال: بايعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في يوم مرَّتين
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد
(2)
، ولم يُخرجاه، وقد ذكرتُ في أول الترجمة بيعتَه وهو ابن ثمانِ سنين، وضَحِكَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وتعجُّبَه منه
(3)
.
6483 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين ابن الفَرَج [حدثنا محمد بن عمر الواقدي] حدثني عثمان بن محمد العُمَري
(4)
، عن
= في "شعب الإيمان"(1849) من طريقين عن محمد بن بحر، به.
وأخرج أوله دون قوله: "لو أنَّ غرابًا
…
إلخ": البزار (2191) من طريق نافع بن عمر الجمحي، وابن عدي 6/ 221، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 47 من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد ابن عمير، كلاهما عن عبد الله بن أبي مليكة، به. والطريقان جميعًا ضعيفان لا يصحان، وأشدّهما وهاءً طريق البزار.
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه، فإنَّ الراوي عن عبد الله بن الزُّبير هنا، هو حفيده نافع بن ثابت ابن عبد الله بن الزُّبير، وهو لم يدرك زمن جده وُلد بعده بسنين، وانظر ترجمته في "الجرح والتعديل" 8/ 457، و"تاريخ الإسلام" 4/ 239، وهو صالح الحديث. وابناه اسمهما كلاهما: عبد الله بن نافع، ويقال لأحدهما: الأصغر، وللآخر: الأكبر، والأصغر قد روى عن أخيه الأكبر كما في "الفيصل في مشتبه النسبة" للحازمي 1/ 173.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(14832)، وأبو موسى المديني في "اللطائف من دقائق المعارف"(798)، والضياء في "المختارة" 9/ (307) من طريقي علي بن عبد العزيز البغوي وبهلول بن إسحاق، كلاهما عن إبراهيم بن حمزة بهذا الإسناد.
وأخرجه الضياء أيضًا (308) من طريق علي بن الصقر السكري، عن إبراهيم بن حمزة، عن عبد الله بن نافع بن ثابت، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن الزبير. وعلي بن الصقر قال الدارقطني في سؤالات الحاكم له: ليس بالقوي.
(2)
قال الذهبي في "تلخيصه": بل منكر، وأخو الزبيري مجهول.
(3)
انظر رقم (6466).
(4)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: بن عمر العمري، وسقط اسم محمد بن عمر الواقدي منها، =
عمر بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر أنه قيل له: أيُّ ابنَي الزُّبيرِ كان أشجعَ؟ قال: ما منهما إِلَّا شجاعٌ، كلاهما مَشَى إلى الموت وهو يراه
(1)
.
6484 -
قال ابن عمر: وحدثني أبو القاسم بن علي القُرشي قال: سُئِلَ المهلَّبُ عن الشُّجَعَاءِ فقال: ابنُ الكَلْبية - يعني مصعبَ بن الزُّبير - وأَحَدُ بني تَميم - يعني عمرَ بن عُبيد الله بن مَعمَر - وعبَّادُ بن حُصَين الحَبَطي، فقيل له: فأين أنت عن عبد الله بن الزُّبير وعبد الله بن خازمٍ؟ فقال: إنما كنَّا في ذكر الإنس، ولم نكن في ذِكْر الجنّ
(2)
.
6484 م - قال ابن عمر: وقُتِل عبد الله بن الزُّبير رضي الله عنه يومَ الثلاثاء لِتسعَ عشرةَ مضت من جُمادَى الأولى سنة ثلاث وسبعين، حَمَلَ على أهل الشام فرُميَ بآجُرَّةٍ فأصابته في وجهه، فأُرعِشَ ودَمِي، فَسَقَطَ، فأُخبر الحجّاجُ فسجد، ثم جاء حتى وَقَفَ عليه هو وطارقُ بن عمرو، فقال طارق: ما وَلَدَت النساءُ أذكرَ من هذا.
6485 -
حدثني علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا سليمان بن حَرْب، حدثنا حمّاد بن زيد، حدثنا هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزُّبير قال: كنت أنا وعمرُ بن أبي سَلَمة يوم الخندق على أُطُم، فكان يُطأطئ لي فأنظُرُ إلى القتال، وأُطأطئُ له فينظرُ إلى القتال، فرأيتُ أَبي يَجُولُ في السَّبَخةِ يَكُرُّ على هؤلاء مرةً ويَكُرُّ على هؤلاء مرةً، فلمّا رجع قلت له: يا أبَهْ، قد رأيتُك قال أبي: أيْ بنيَّ، وقد رأيتَني؟ قلت: نعم، قال: قد جَمَعَ
= والتصويب من "طبقات ابن سعد". وعثمان بن محمد: هذا هو عثمان بن محمد بن عبيد الله ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب، روى عنه ثلاثة كما في "الجرح والتعديل" 6/ 165، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 198.
(1)
من فوق الواقدي لا بأس بهم، وقد سبق الكلام على سلسلة الإسناد هذه إلى الواقدي برقم (4060).
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 499 عن محمد بن عمر الواقدي، بهذا الإسناد.
(2)
ذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 45/ 292 من وجه آخر عن المهلب بن أبي صُقرة.
لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم اليومَ أبَويهِ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
6486 -
أخبرني محمد بن المؤمَّل، حدثنا الفضل بن محمد، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا يحيى بن أيوب، عن عُمارة بن غَزِيَّة، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه: أنه قال حين قُتِلَ عبدُ الله بن الزُّبير: سمعت عبد الله بن الزُّبير يقول: مَن أَنكَرَ البلاءَ فَإِنِّي لا، أُنكِرُه، لقد ذُكِرَ لى أنَّما قُتِل يحيى بنُ زكريا في زانيةٍ كانت جارية
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وقد رواه بعض المِصريين عن يحيى ابن أيوب مسنَدًا.
6487 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مَزيَد، حدثنا أبي، حدثنا إسماعيل بن عيّاش، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، قال: قال عبد الله بن الزُّبير لعبد الله بن جعفر: أتذكُرُ يومَ استقبَلْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت، فحَمَلني وترككَ؟
(3)
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه النسائي (9958) عن محمد بن عبد الله المخرّمي، عن سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أحمد 3 / (1409) و (1423)، والبخاري (3720)، ومسلم (2416)، والترمذي (3743)، والنسائي (8156) من طرق عن هشام بن عُرْوة، به. وهو عند الترمذي مختصر. وانظر تمام تخريجه في "مسند أحمد".
(2)
إسناده محتمل للتحسين من أجل يحيى بن أيوب: وهو الغافقي المصري. ابن أبي مريم: هو سعيد بن الحكم.
وأخرجه دون قصة يحيى بن زكريا: أبو العرب التميمي في كتابه "المحن" ص 213 من طريق ابن لَهِيعة، عن عمارة بن غزية، به.
(3)
إسناده ضعيف، قال الذهبي في "تلخيصه": إسماعيل واه في الحجازيين.
وأخرجه أحمد 26 / (16129) عن أبي اليمان، عن إسماعيل بن عيّاش، بهذا الإسناد.
وفي هذه الرواية قلبٌ، والصحيح أنَّ الذي حمله النبي صلى الله عليه وسلم هو عبد الله بن جعفر، والمتروك هو =
هذا حديث لهشام بن عُرْوة ولم يُخرجاه.
6488 -
أخبرني محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا أحمد بن بِشْر المَرثَدي، حدثنا إبراهيم بن حمزة، حدثني عبد الله بن محمد بن يحيى بن عُروة، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزُّبير قال: وَدِدتُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني النداءَ، قيل: ولِمَ ذاكَ؟ قال: إنهم أطوَلُ الناس أعناقًا يوم القيامة
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
قد ذكرتُ في مَقتل عبد الله بن الزُّبير من جُرأة الحجاّج بن يوسف على الله وعلى رسولِه، وتهاوُنِه بالحَرَمَين وأهلِ بيت الصِّدِّيق رضي الله عنهم، ما يكتفي به العاقلُ من معرفتِه، فاسمع الآنَ أقاويلَ الصحابة والتابعين فيه، وشهادتَهم على سُوء عقيدتِه بعدَ قتلِه عبدَ الله بن عمر بنِ الخطَّاب وعبدَ الله بنَ الزُّبير وسعيدَ بنَ جُبَير:
6489 -
حدثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا محمد بن يونس القُرشي، حدثنا المؤمَّل بن إسماعيل، حدثنا سفيان الثَّوْري، عن سَلَمة بن كُهيل قال: اختلفتُ أنا وذرٌّ المُرهِبي في الحجَّاج، فقال: مؤمنٌ، وقلت: كافرٌ
(2)
.
وبيانُ صحَّتِه ما أَطلق فيه مجاهدُ بن جَبْر رضي الله عنه:
= ابن الزبير، كما وقع في رواية ابن أبي مليكة عند البخاري (3082). وهو الذي صحَّحه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 9/ 346.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل عبد الله بن محمد بن يحيى، فإنه متروك الحديث كما قال أبو حاتم الرازي فيما نقله عنه ابنه في"الجرح والتعديل" 5/ 158.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6309) من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن عبد الله ابن محمد بن يحيي، به.
وقد صح من حديث معاوية بن أبي سفيان مرفوعًا: "المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة"، أخرجه أحمد 28 / (16861)، ومسلم (387).
(2)
محمد بن يونس القرشي: هو الكُديمي، وهو ضعيف جدًّا، واتُّهم بالكذب.
6490 -
فيما حدَّثَناه أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القَطّان ببغداد، حدثنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار، حدثنا أبو بكر بن عيّاش قال: سمعتُ الأعمشَ يقول: والله لقد سمعتُ الحجّاجَ بن يوسف يقول: يا عَجَبًا من عبدِ هُذيلِ، يَرْعُم أنه يقرأُ قرآنًا من عند الله، والله ما هو إلَّا رَجَزٌ من رَجَزِ الأعراب، والله لو أدركتُ عبدَ هُذيلٍ لضربتُ عنقَه
(1)
.
هذا بعد قتلِه عبدَ الله بنَ عمر وعبدَ الله بنَ الزُّبير، يتأسَّفُ على ما فاته من قتلِ عبدِ الله بن مسعود رضي الله عن العبادلة، ولَعَنَ من أبغضَهم وخَذَلَهم.
ذكرُ مناقب عبد الله بن عمر بن الخطّاب رضي الله عنهما
6491 -
حدثنا الحسن بن يعقوب بن يوسف العَدْل، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن زيد عن علي بن زيد، عن أنس وسعيد بن المسيّب قالا: شَهِدَ ابنُ عمر بدرًا
(2)
.
(1)
إسناده حسن من أجل أحمد بن عبد الجبار وأبي بكر بن عيّاش.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإشراف في منازل الأشراف"(63) عن واصل بن عبد الأعلى الأسدي، عن أبي بكر بن عيّاش، عن عاصم بن أبي النجود والأعمش، كلاهما سمع الحجاج يقول ذلك.
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" 2/ 1074 بعد أن أورد هذه الحكاية: قاتل الله الحجاج ما أجرأه على الله، كيف يقول هذا في العبد الصالح عبد الله بن مسعود!
وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" 12/ 533 - 534: هذا من جراءة الحجاج -قبَّحه الله- وإقدامه على الكلام السيئ والدماء الحرام، وإنما نقم على قراءة ابن مسعود رضي الله عنه لكونه خالف القراءةَ على المصحف الإمام الذي جمع الناسَ عليه عثمانُ، والظاهر أنَّ ابن مسعود رجع إلى قول عثمان وموافقته، والله أعلم.
(2)
إسناده ضعيف ومتنه منكر، تفرَّد به علي بن زيد -وهو ابن جدعان- وهو ضعيف.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 520، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 31/ 93 من طريق مالك بن يحيى، عن يزيد بن هارون بهذا الإسناد. ثم قال يزيد: ليس هكذا هو، قال الخطيب: والأمر على ما قال يزيد، كان ابن عمر يَصغُر عن شهود بدر. =
6492 -
أخبرني أبو الحسن بن علي بن محمد بن عُقْبة الشَّيباني بالكوفة، حدثنا أبو زيد أحمد بن محمد بن طَرِيف، حدثنا جعفر بن محمدٍ وهَديَّةُ بن عبد الوهاب قالا: حدثنا محمد بن عُبَيد، عن أبي سعدٍ البقّال، عن أبي حَصِين، عن أبي وائل، عن حُذَيفة قال: لقد تَرَكَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم تُوفِّي وما منّا أحدٌ إِلَّا وغيَّر عمَّا كان عليه إلَّا عمرَ وعبدَ الله بنَ عمر
(1)
.
6493 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: عبدُ الله بنُ عمر بنِ الخطّاب بنِ نُفيل العَدَوي، يُكنى أبا عبد الرحمن، وأمُّه زينب بنت مَطعُون بن حَبيب بن وهب ابن حُذافة بن جُمَحَ، وكان يَخضِبُ بالصُّفْرة، تُوفِّي بمكة ودُفِن بذي طُوَى، ويقال دُفن بفَخٍّ في مقبرة المهاجرين دُفن سنة أربع وسبعين، وهو يومَ ماتَ ابنُ أربعٍ وثمانين سنة.
6494 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نُعيم، حدثنا فُضَيل بن مرزوق، عن عطيَّة قال: قلت لمولًى لابن عمر: كيف كان موتُ ابنِ عمر؟ قال: إنه أَنكرَ على الحجَّاج بن يوسف أفاعيلَه في قتل ابن الزُّبير،
= وسيأتي عند المصنف برقم (6501) عن البراء بن عازب: أنه عُرض هو وابن عمر على النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فاستصغرهما، ثم شهدا أُحدًا. وهو صحيح.
وأخرج البخاري (2664) و (4097)، ومسلم (1868) من حديث نافع عن ابن عمر: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضه يوم أُحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يُجِزه، ثم عرضه يوم الخندق وهو اين خمس عشرة فأجازه.
(1)
إسناده ضعيف لضعف أبي سعد البقال: وهو سعيد بن المرزبان. أبو حَصين هو عثمان ابن عاصم، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه بنحوه عبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة"(48)، وعنه الطبراني في "الأوسط"(4339) عن هدية بن عبد الوهاب وحده، بهذا الإسناد. وتحرَّف محمد بن عبيد في مطبوع الطبراني إلى: عمر ابن عبيد.
وقام إليه فأسمَعَه، فقال الحجَّاجَ: اسكُتْ يا شيخُ، قد خَرِفتَ، فلما تفرَّقوا أمرَ الحجَّاجُ رجلًا من أهل الشام فضربه بحَرْبتِه في رِجْله، ثم دخل عليه الحجاجُ يَعُودُه فقال: لو أعلمُ الذي أصابك لضربتُ عنقَه، فقال: أنت الذي أصبْتَني، قال: كيف؟ قال: يومَ أدخلتَ حَرَمَ اللهِ السلاحَ
(1)
.
6495 -
حدَّثَناه الشيخ أبو محمد المُزَني، حدثنا القاضي أبو خَلِيفة، حدثنا إبراهيم ابن أبي سُوَيد الذارع، حدثنا عُمارة بن زاذانَ، حدثني مكحول قال: بَيْنا أنا مع ابن عمر إذ نَصَبَ الحجَّاجُ المَنجَنيقَ على الكعبة وقَتَلَ ابن الزُّبير، فأنكرَ عبدُ الله بنُ عمر ذلك وتكلَّم بما ساء الحجَّاجَ سماعُه، فأمر الحجاجُ بقتلِه، فضربه رجلٌ من أهل الشام ضربةً، فلما بَلَغَ الحجَّاجَ فَصَدَه عائدًا، فقال له ابنُ عمر: أنت قتلتَني والآن تَجِيئُني عائدًا؟! كَفَى بالله حَكَمًا بيني وبينَك
(2)
.
6496 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خَليفة ابن خيَّاط قال: قَدِمَ عبد الله بن عمر البصرةَ، وأتى فارسَ غازيًا، قَدِمَها، ومات بمكة سنةَ أربعٍ وسبعين.
6497 -
أخبرني محمد بن علي بن عبد الحميد الصَّنعاني بمكة، حدثنا إسحاق
(1)
إسناده ضعيف لضعف عطية - وهو ابن سعد العوفي - وإبهام مولى ابن عمر أبو نعيم: هو الفضل بن دُكَين.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(13039) عن علي بن عبد العزيز البغوي، بهذا الإسناد. وأخرجه كذلك ابن أبي شَيْبة في مصنفه" (14624) - عوامة) عن وكيع عن فضيل بن مرزوق به.
وأخرجه بنحوه - دون أمر الحجاج بقتل ابن عمر - البخاري (966) من طريق سعيد بن جبير، و (967) من طريق سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، كلاهما أخبر بنحو هذا الخبر.
وانظر ما بعده.
(2)
إسناده حسن إن شاء الله. مكحول: هو الأزدي البصري.
وأخرجه الطبراني (13040) عن أبي خليفة الفضل بن الحباب، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
ابن إبراهيم بن عبَّاد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر عن الزُّهْري، عن سالم قال: أَوْصاني أبي أن أدفِنَه خارجًا من الحَرَم، فلم نَقدِرُ، فدفنَّاه بالحَرَم بفخٍّ في مقبرة المهاجرين
(1)
.
6498 -
حدثني أبو بكر بن أبي دارِمٍ الحافظ بالكوفة، حدثنا أحمد بن موسى ابن إسحاق التَّميمي، حدثنا مالك بن إسماعيل النَّهْدي، حدثنا عبد الله بن جعفر المَحْرَمي، حدثني أبو المَلِيح، عن ميمون بن مهران قال: سمعت عبدَ الله بنَ عمر يقول: كَفَفْتُ يدي فلم أُقِدمْ، والمقاتلُ على الحق أفضلُ
(2)
.
قال الحاكم رحمه الله: شرحُ هذا الحديث وبيانُه:
6499 -
فيما حدَّثَناه أبو ..... قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: ما آسَى على شيءٍ .....
(3)
.
6500 -
أخبرني قاضي القُضَاة أبو الحسن محمد بن صالح بن علي، حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجَريري البَجَلي صاحبُ أبَوَيِ العبّاس أحمد بن يحيى ومحمد بن يزيد، حدثنا أبو جعفر أحمد
(4)
بن الحارث الخرّاز مولى أمير المؤمنين المنصورِ وصاحبُ أبي عبد الله محمد بن زياد
(5)
الأعرابي، حدثنا علي بن محمد
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 175 عن محمد بن عمر الواقدي، عن معمر، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده حسن.
(3)
في الموضعين بياض في النسخ الخطية.
وقد روي من وجوه عن ابن عمر أنه قال: ما آسى على شيء إلّا أني لم أقاتل مع علي الفئةَ الباغية. انظر "المعجم الكبير" للطبراني (13824) و (13825)، و "الاستيعاب لابن عبد البر ص 420 و 421 و 535.
(4)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: محمد. وانظر ترجمته في "تاريخ بغداد" 5/ 198، و"تاريخ الإسلام" 6/ 23 - 24.
(5)
تحرَّف في النسخ إلى: يزيد. وانظر ترجمته في "السير" 10/ 687.
المَدائني، حدثني غسّان بن عبد الحميد قال: ما كان الناسُ يَشُكُّون أَنَّ ابن عمر يُبايع عليًّا على أن لا يقاتل معه، ورضي عليٌّ منه بذلك
(1)
.
6500 م - قال أبو الحسن المَدَائني: وحدثني الأسود بن شَيْبان، عن خالد بن سُمَير، قال: سمعت موسى بن طلحة بن عبيد الله يقول: يَرحَمُ اللهُ أبا عبد الرحمن عبدَ الله ابنَ عمر، إني لأحسَبُه على العهد الذي عاهَدَه عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لم يتغيَّرُ، والله ما استفزّتْه قريشٌ في فتنتِها الأُولى. فقلت: هذا يُزْري على أبيه
(2)
.
6501 -
أخبرنا حمزة بن العبّاس العَقَبي ببغداد، حدثنا العبّاس بن محمد الدُّورِي، حدثنا أبو الجوَّاب الأحوَص بن جَوّاب، حدثنا عمَّار
(3)
بن رُزَيق، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن عَوسَجة، عن البراء قال: عُرِضتُ أنا وابنُ عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومَ بدرٍ فاستَصغَرَنا، وشَهِدْنا أُحدًا
(4)
.
(1)
غسان بن عبد الحميد جهَّله أبو حاتم الرازي فيما نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل" 7/ 51.
(2)
إسناده جيد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 136، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 31/ 112 عن روح بن عبادة، وابن عساكر أيضًا 60/ 431 من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن الأسود بن شيبان، به.
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: عمارة.
(4)
إسناده قوي من أجل أبي الأحوص وعمار بن رزيق. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1163) من طريق يحيى بن آدم، عن عمار بن رزيق، بهذا الإسناد.
وتابع عمارَ بنَ رزيق عليه مطرّفُ بن طريف عن أبي إسحاق عند ابن أبي شيبة في "مصنفه" 6/ 542 و 7/ 361.
ورواه شريك بن عبد الله النخعي عند أحمد 30 / (18633)، وشعبة عند البخاري (3955 - 3956)، وغيرهما عن أبي إسحاق، به -لم يذكروا فيه شهودهما أُحدًا، وهذا هو الصحيح، ويقوِّيه =
قال الحاكم رحمه الله: قد قدَّمتُ في أول الترجمة حديثَ يزيد بن هارون بإسناده عن أنس: أنَّ ابن عمر شَهِدَ بدرًا، وهذا الإسنادُ أقوى منه، وقد اتَّفق الشيخان على حديث عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أنه عُرِضَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابنُ أربع عشرة سنة، فلم يُجِزُه، وعُرِضَ عليه في الخندَق فأجازه، وهو أولُ مشهدٍ شَهِدَه، والله أعلم.
6502 -
حدثني أبو جعفر أحمد بن عُبيد بن إبراهيم الأَسَدي الحافظ بهَمَذان، حدثنا إبراهيم بن الحسين بن دِيزِيلَ، حدثني عَتِيقُ بن يعقوب قال: سمعت مالكَ ابنَ أنس رحمه الله يقول: قال ليَ ابنُ شِهاب: لا تَعدِلَنَّ عن رأي ابن عمر، فإنه أقام بعدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ستين سنةً فلم يَغبْي
(1)
عليه شيءٌ من أمرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من أمرِ أصحابه
(2)
.
6503 -
حدثنا علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا هشام بن علي، حدثنا حجاَّج بن نُصَير، حدثنا شُعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا سَلَمة بن عبد الرحمن يقول: كان ابنُ عمر في زمانِه أفضلَ من عمر في زمانِه
(3)
.
= حديث عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر -الذي سيشير إليه المصنف لاحقًا- عند البخاري (2664) و (4097) ومسلم (1868)، وحديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر عند البخاري (4107)، وفيهما: أنَّ أول مشهد شهده ابن عمر كان يوم الخندق والبراء وابن عمر وُلدا في سنة واحدة.
(1)
هكذا في نسخنا الخطية، من: غَبِيَ، بمعنى: خَفِي. وفي "تاريخ دمشق" 31/ 164 من طريق المصنف: فلم يخفَ.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه ابن عساكر 31/ 164 من طريق البيهقي، عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو محمد بن النحاس في المجلس التاسع من "أماليه"(24)، وابن عساكر 31/ 164 من طريق الحسن بن جرير الصوري، عن عتيق بن يعقوب، به.
(3)
إسناده ضعيف لضعف حجاج بن نصير.
6504 -
أخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا محمد بن مَسلَمة، حدثنا يزيد بن هارون وعبد الله بن مَسلَمة قالا: حدثنا عبد الله بن عمر، عن أبي النَّضْر، عن أبي سَلَمة، عن عائشة قالت: ما رأَينا ألزم للأمرِ الأَوَّل من عبد الله بن عمر
(1)
.
6505 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو عثمان سعيدٌ ابن الحَجْواني، حدثنا وكيع بن الجرَّاح، حدثني أبو هلال محمد بن سُلَيم، عن قَتَادةَ، عن سعيد بن المسيّب قال: لو شَهِدتُ على أحدٍ أنه من أهل الجنة، لشَهِدتُ على ابن عمر
(2)
.
6506 -
أخبرنا الحسن بن يعقوب بن يوسف العَدْل، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا عبد الله بن إسحاق بن الفضل، حدثني أبي، عن صالح بن خَوَّات، عن نافع، عن ابن عمر قال: لما فَرَضَ عمرُ لأسامةَ بن زيد ثلاثةَ آلاف وفَرَضَ لي ألفين وخمس مئة، فقلت له: يا أَبَهُ، لِمَ تَفرِضُ لأسامة بن زيد ثلاثةَ آلاف وتفرضُ لي ألفين وخمس
(1)
خبر حسن، محمد بن مَسلَمة - وهو الواسطي - ضعيف، لكنه متابع، وعبد الله بن عمر- وهو ابن حفص العمري - محتمل للتحسين. عبد الله بن مَسلَمة: هو القعنبي، وأبو النَّضر: هو سالم ابن أبي أمية.
وأخرجه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى"(119) من طريق أحمد بن محمد البرتي، عن عبد الله بن مَسلَمة القعنبي، بهذا الإسناد.
وأخرجه اللالكائي في "أصول الاعتقاد "(2547) من طريق سعيد بن الحكم بن أبي مريم، عن عبد الله بن عمر العمري، به.
(2)
خبر صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(1438) عن شيبان بن فروخ، عن أبي هلال بهذا الإسناد. وحسَّن إسناده الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 4/ 184.
وأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(1703) عن إسماعيل ابن علية، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة به. وهذا إسناد صحيح.
وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 363 من طريق حماد بن زيد عن واصل مولى أبي عيينة، عن حفص بن عامر، عن سعيد بن المسيب.
مئة؟! والله ما شَهِدَ أسامةُ مَشهدًا غبتُ عنه، ولا شَهِدَ أبوه مُشهدًا غاب عنه أَبي، قال: صَدَقتَ يا بنيَّ، ولكنْ أَشهدُ لَأبوه كان أحبَّ الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك، ولهو أحبُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك
(1)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
فإن توهَّم متوهِّمٌ أنَّ هذه الفضيلةَ لأسامة، فليَعلَمْ أني إنما أخرجتُ هذا الحديث لأمرين: أحدُهما شهادةُ عمرَ لابنه: أنه لم يَشهَدْ أسامةً مَشهَدًا إِلَّا شَهِدتَه، وهذا من أجَلِّ فضائل ابن عمر، والثاني: أنَّ الشيخين رضي الله عنهما قد خرَّجا أكثرَ ما رُوِيَ من فضائل ابن عمر على شَرْطِهما من المسانيد، فأنا أجتهِدُ في تحصيل خبرٍ مُسنَدٍ صحيحٍ لم يُخرجاه.
6507 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الزاهد الأصبهاني، حدثنا أحمد بن مِهْران بن خالد، حدثنا خالد بن مَخلَد القَطَواني، حدثنا عَبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: بايعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يومَ الحُديبِيَة على الموت مرتين، قال: رأى عمرُ الناسَ مجتمعين فقال: اذهب فانظُرْ ما شأنُهم، فإذا النبيُّ صلى الله عليه وسلم يبايعُ على الموت، فبايعتُه، ثم رجعتُ إلى عمر فأخبرتُه، فجاء فبايَعَه، ثم بايعتُ بعدما بايع
(2)
.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد فيه لين، عبد الله بن إسحاق بن الفضل وأبوه لا يعرف حالهما، وذكر العقيلي في "الضعفاء" 2/ 305 عبد الله وقال: له أحاديث لا يتابع منها على شيء. قلنا: لكن روي هذا الخبر من غير هذا الوجه.
فقد أخرجه ابن حبان (7043) من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع عن ابن عمر. وهذا إسناد قوي.
وأخرجه بنحوه الترمذي (3813) من طريق ابن جريج عن زيد بن أسلم، عن أبيه أسلم مولى عمر: أنَّ عمر فرض
…
وحسَّنه.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل خالد القطواني وعبد الله ابن عمر العمري، وقد توبعا عليه. =
وهذه من أجَلِّ فضائل ابن عمر، ولم يُخرجاه، وعبدُ الله بن عمر العُمَري رحمه الله لم يُذكَرُ إلَّا بسُوء الحِفْظ فقط.
6508 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا محمد بن عبد الله الحَضرَمي، حدثنا سعيد بن عمرو الأَشعَثي، حدثنا عَبثَر، حدثنا حُصَين، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن جابر بن عبد الله قال: ما منَّا أحدٌ أدرَكَ الدنيا إلَّا قد مالَتْ به ومالَ بها، إلَّا عبدَ الله بنَ عمر
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
6509 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب الحافظ، أخبرنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا قُتَيبة بن سعيد وأبو النَّضْر إسماعيل بن عبد الله العِجْلي قالا: حدثنا محمد بن يزيد بن حُنَيس، قال: قال عبد العزيز بن أبي رَوَّاد: حدثني نافع قال: دخل ابنُ عمر الكعبةَ، فسمعته يقول وهو ساجد: قد تَعلَمُ ما يَمنَعُني من مُزاحَمةِ قريشٍ على هذه الدنيا إلَّا خوفُك
(2)
.
= فقد روى معناه عن نافعٍ صخرُ بن جويرية وعمر بن محمد العمري عند البخاري (4186) و (4187).
وأخرجه بنحوه البخاري أيضًا (3916) من طريق عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن ابن عمر.
(1)
إسناده صحيح. عبثر: هو ابن القاسم، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 148، وأحمد في فضائل الصحابة (1699)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 490، وابن الأعرابي في "معجمه"(2440)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"(1074)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4285)، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى"(114) من طرق عن حصين، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده قوي.
وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 1/ 292، و"معرفة الصحابة"(4297) - ومن طريقه ابن عساكر 31/ 191 - من طريق أبي العبّاس السرّاج، عن قتيبة بن سعيد وحده، بهذا الإسناد.
6510 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالوَيهِ، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا عمر بن محمد الأَسَدي، حدثنا أبي، حدثنا شَريك، عن سعيد بن مسروق، عن مُنذِر الثَّوْري، عن محمد ابن الحنفيَّةِ قال: كان ابنُ عمر خيرَ هذه الأُمَّة
(1)
.
6511 -
قال أبو عِمران
(2)
: وحدثنا عمر بن محمد، حدثنا أبي، حدثنا محمد ابن أبانَ، عن السُّدِّي، عن سعيد بن جُبير قال: رأيتُ ابنَ عمر وأبا هريرة وأبا سعيد وغيرهم، كانوا يَرَونَ أنه ليس أحدٌ منهم على الحال التي فارَقَ عليها محمدًا صلى الله عليه وسلم غيرَ ابن عمر.
6512 -
حدثني أبو عبد الله محمد بن العبّاس الشَّهيد رضي الله عنه، أخبرنا حاتم
(3)
بن محبوب، حدثنا عبد الجبار بن العلاء، حدثنا سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: سمعت عليَّ بن الحسين يقول: ابنُ عمر أزهدُ القوم وأصوَبُ القوم رأيًا
(4)
.
6513 -
أخبرني عبد الله بن محمد الصَّيدَلاني، حدثنا محمد بن أيوب، أخبرنا موسى بن إسماعيل، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مِهْران قال: كنَّا مع جابر بن عبد الله، فقال جابر: إذا سَرَّكم أن تَنظُروا إلى أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم الذين لم يُغيروا ولم يُبدِّلوا، فانظُروا إلى عبد الله بن عُمر، ما منَّا أحدٌ إِلَّا غَيَّر
(5)
.
(1)
إسناده حسن إن شاء الله. موسى بن هارون: هو ابن الحمّال، وشريك: هو ابن عبد الله النخعي.
(2)
هو موسى بن هارون ابن الحمّال، انظر ترجمته في "السير" 12/ 116.
(3)
في نسخنا الخطية: أبو حاتم، وهو خطأ. وحاتم هذا كنيته أبو يزيد كما في ترجمته من "تاريخ الإسلام" 7/ 442.
(4)
إسناده قوي. سفيان: هو ابن عيينة، وجعفر بن محمد: هو ابن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب، وجده علي هو المعروف بزين العابدين.
(5)
إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جُدْعان- وقد تفرَّد بالرواية عن يوسف بن مهران. =
6514 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دِينار العَدْل، حدثنا أبو نَصْر أحمد بن محمد بن نَصْر، حدثنا أبو غسّان مالك بن إسماعيل، حدثنا زهير، عن محمد ابن سُوقَة، عن أبي جعفر قال: لم يكن أحدٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا سَمِعَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا، أحذر أن لا يزيدَ فيه ولا يَنقُصَ ولا ولا من ابن عمر
(1)
.
6515 -
أخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا محمد بن مَسلَمة، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن عَمرو
(2)
، عن أبي عَمرو بن حِمَاس، عن حمزة بن عبد الله بن عُمر، عن عبد الله بن عمر قال: تَلَوتُ هذه الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92]، فذَكَرتُ ما أعطاني الله، فما وجدتُ شيئًا أحبَّ إليَّ من جاريتي رضيَّة، فقلت: هي حُرَّةٌ لوجه الله عز وجل، فلولا أني لا أعودُ في شيءٍ جعلتُه لله عز وجل لنكَحتُها. فأنكَحَها نافعًا، فهي أمِّ ولدِه
(3)
.
= وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4305) من طريق محمد بن الحسن الأسدي، عن سليمان بن المغيرة بهذا الإسناد. وتحرَّف فيه علي بن زيد إلى: سلمة بن زيد.
(1)
إسناده صحيح. زهير: هو ابن معاوية، وأبو جعفر: هو محمد بن علي بن الحسين الملقَّب بالباقر.
وأخرجه بنحوه ابن ماجه (4)، وابن حبان (264) من طريق عبد الله بن المبارك، عن محمد ابن سوقة، به. بلفظ: كان ابن عمر إذا سمع شيئًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعده ولم يُقصِّر دونه. وفيه عند ابن حبان قصة.
(2)
تحرَّف في (م) و (ب) إلى: عمر، بإسقاط الواو، والتصويب من (ص). ومحمد بن عمرو هذا: هو ابن علقمة الليثي.
(3)
خبر صحيح، محمد بن مسلمة -وهو الواسطي- ضعيف، لكنه متابع، وأبو عمرو بن حماس محتمل للتحسين، وقد توبع على معنى هذا الخبر.
وأخرجه البزار (2194 - كشف الأستار) عن أبي الخطاب الحسّاني، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وذكر اسم جاريته مرجانة وأنها رومية.
وأخرجه أبو داود في "الزهد"(319) من طريق عبد الوهاب الخفاف، عن محمد بن عمرو، وذكر اسم جاريته رميثة. =
6516 -
حدثني علي بن حَمْشَادَ العَدْل، حدثنا بِشْر
(1)
بن موسى، حدثنا عبد الصمد ابن حسّان، حدثنا خارجةُ، عن موسى بن عُقْبة، عن نافع قال: لو رأيت ابن عمر يَتَتبَّع آثارَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لقلتَ: هذا مجنون
(2)
.
6517 -
أخبرني محمد بن الحسن القارِزِي
(3)
، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو عُبيدٍ، حدثنا ابن أبي مريم، حدثني عبد الجبار بن عمر، عن ابن شِهاب قال: أسلَمَ عبدُ الله بن عمر قبلَ أبيه
(4)
.
6518 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا أبو أُسامة، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن ابن عمر: أنَّ رجلًا سأله عن مسألةٍ، فقال: لا عِلمَ لي بها، فلما أدبَرَ الرجلُ قال ابن عمر: نِعمَ ما قال ابنُ عمر، سُئِلَ عَمَّا لا يعلمُ فقال: لا عِلمَ لي بها
(5)
.
= وأخرجه بنحوه أحمد في "الزهد"(1078)، وابن أبي حاتم في "التفسير" 3/ 704 من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد: أنَّ ابن عمر
…
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: أنس.
(2)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل خارجة -وهو ابن مصعب الخراساني- فإنه متروك.
ويغني عنه ما أخرجه ابن حبان (4074) من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، قال: كان ابن عمر يتتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلَّ منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل فيه.
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: محمد بن الحصين القاري، وليس في شيوخ المصنف من يسمى هكذا، والصواب ما أثبتنا، وانظر التعليق على ترجمة هذا الشيخ فيما سلف عند المصنف يسمى برقم (2436).
(4)
إسناده ضعيف جدًّا، عبد الجبار بن عمر ضعيف منكر الحديث، ووهّاه أبو زرعة الرازي، وقال الذهبي في "تلخيصه" بإثر الخبر: هذا باطل.
وقد أخرج البخاري في "صحيحه"(4186) من طريق صخر بن جويرية، عن نافع مولى ابن عمر قال: إنَّ الناس يتحدثون أنَّ ابن عمر أسلم قبل عمر، وليس كذلك، ولكن عمر يوم الحديبية
…
ثم ذكر قصة بيَّن فيها أنَّ ابن عمر إنما بايع في الحديبية قبل أبيه عمر، ثم قال نافع: فهي التي يتحدث الناس أنَّ ابن عمر أسلم قبل عمر.
(5)
إسناده صحيح. الحسن بن علي: هو ابن عفان العامري، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة. =
ذكرُ رافع بن خَدِيج رضي الله عنه
-
6519 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين ابن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: ورافعُ بن خَدِيج بن رافع بن عَدِيّ بن زيد بن جُشَمَ بن حارثةَ بن الحارث بن الخَزْرج بنِ عَمْرِو - وهو النَّبِيتُ- بن مالك بن أَوْس، شَهِدَ رافعٌ أُحدًا والخندقَ والمشاهدَ كلَّها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان رافعٌ أصابه يومَ أُحدٍ سَهمٌ في تَرقُوتِه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنْ شئتَ نَزَعتُ السَّهمَ، وتركتُ القُطْبةَ، وشَهِدتُ لك يومَ القيامة أنك شهيدٌ"، فتركها رافعٌ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان لا يُحِسُّ منه شيئًا دَهْرًا، وكان إذا ضَحِكَ فاسْتَغْرِبَ بَدَا، فلما كان في خلافة عثمان انتَقَضَ به ذلك الجُرْحُ فمات منه
(1)
.
6520 -
قال ابن عمر: فحدَّثَني عبيدُ الله بن الهُرَير - من ولد رافع بن خَدِيج - عن عمر بن عُبيد الله بن أبي رافع، عن بُشَير بن يَسَار
(2)
قال: مات رافعُ بن خَديجٍ في أول سنة أربع وسبعين وهو ابن ستٍّ وثمانين سنة، وحَضَرَ ابنُ عمر جنازتَه، وكان رافع يُكْنى أبا عبد الله، ومات بالمدينة.
6521 -
أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل، حدثنا جدِّي، حدثنا إبراهيم ابن المنذِر قال: تُوفِّي رافعُ بن خَدِيج الحارثي - يُكنى أبا عبد الله- بالمدينة سنةَ أربع وسبعين.
= وأخرجه الدارمي في "مسنده"(185) من طريق علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، به.
(1)
أخرج قصة إصابة رافع هذه أحمد 45/ (27128) من طريق يحيى بن عبد الحميد بن رافع، عن جدّته امرأة رافع بن خديج: أنَّ رافعًا رُمي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد
…
إلخ. وإسناده حسن.
والقُطبة: نصل السهم.
واستغرب: أي: بالغ فيه.
وبَدَا: أي: ظَهَرَ وبانَ.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: يساف. والتصويب من "تلخيص الذهبي" ومصادر ترجمته، وله رواية عن رافع بن خديج في "الصحيحين".
6522 -
أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شُعبة، عن أبي بِشْر، عن يوسف بن ماهَكَ قال: رأيتُ ابنَ عمر قائمًا بين قائمتَي سريرِ رافع بن خَديج.
6523 -
حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه، حدثنا عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي، حدثنا يعقوب بن [محمد]
(1)
حدثنا رِفاعةُ بن هُرَير، عن جدِّه رافع بن خَدِيجٍ: أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أجازه يومَ أُحدٍ وجعله في الرُّماة.
ذكرُ سَلَمة بن الأكوَع رضي الله عنه
-
6524 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم بن مَصقَلة، حدثنا الحسين بن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: سلمةُ بنُ الأكوَع، واسمُ الأكوَع سِنانُ بنُ عبد الله بن قُشَير
(2)
بن خُزيمة بن مالك بن سَلَامان بن أسلمَ بن أَفْصَى.
ذُكِرَ عنه أنه قال: غزوتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعَ غَزَواتٍ، ومع زيد بن حارثة تسعَ غَزَوات، يُؤمِّرُه رسول الله علينا
(3)
.
قال ابن عمر: وسمعتُ أنَّ سلمة كان يُكنى أبا إياس. قال: وحدثني عبد العزيز ابن عُقبة، عن إياس بن سَلَمة قال: تُوفِّي أبي سلمةُ بن الأكوَع بالمدينة سنة أربع وسبعين وهو ابنُ ثمانين سنة
(4)
.
(1)
مكانه بياض في النسخ الخطية، واستدركناه من "إتحاف المهرة"(4528). وهو يعقوب ابن محمد بن عيسى الزهري، وشيخه رفاعة: هو رفاعة بن الهرير بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج.
(2)
هكذا في (م)، وفي (ص) و (ب): بشير بالباء في أوله، وكلاهما قيل في اسمه كما في "تهذيب الكمال" 11/ 301.
(3)
أخرجه البخاري (4272)، وابن حبان (7174) من طريق يزيد بن أبي عبيد عن سلمة.
(4)
قال الذهبي في "تلخيصه": الظاهر أنه عاش أكثر من هذا، لأنه بايع تحت الشجرة سنة ستٍّ وهو رجل.
6525 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حدثنا موسى بن زكريا التُّسْتَري، حدثنا خَليفة بن خيَّاط قال: وسلمةُ بن الأكوع يُكنى أبا سِنَان، تُوفِّي بالمدينة سنة أربع وسبعين
(1)
.
ذكرُ مالك بن سِنان والد أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنهما
6526 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا موسى بن زكريا التُّستَري، حدثنا شَبَابُ بن خيَّاط قال: مالكُ بن سِنان بن ثَعلَبة بن عُبيد بن الأبجَر واسمه خُدْرةً بن عوف، وكان قتادةُ بن النعمان أخوه لأمِّه
(2)
، وهو أبو أبي سعيد الخُدْري سعدِ بنِ مالك.
6527 -
أخبرنا عبد الرحمن بن حَمْدان الجَلّاب بهَمَذان، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا محمد بن عيسى بن الطَّبّاع، حدثنا موسى بن محمد بن علي الحَجَبي، حدثتني أُمِّي - من ولد أبي سعيد الخُدْري - عن أم عبد الرحمن بنت أبي سعيد، عن أبيها أبي سعيد الخُدْري قال: شُجَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في وجهِه يومَ أُحد، فتلقَّاه أبي مالكُ بنُ سِنان فمَلَجَ
(3)
الدمَ عن وجهه بفمه ثم ازدَرَدَه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من سَرَّه أَن يَنظُرَ إلى من خالَطَ دمي دَمَه، فليَنظُرْ إلى مالك بن سِنَان"
(4)
.
(1)
خليفة في طبقاته" ص 111، وفيها أنه كان يكنى أبا مسلم.
(2)
قوله: "وكان قتادة بن النُّعمان أخوه لأمه" كذا وقع في نسخنا هنا في ترجمة مالك والد أبي سعيد، وهو إقحام يُلبِس على القارئ أنه أراد أنَّ قتادة أخو مالك، والصواب أنه أخو أبي سعيد الخدري لأمه كما سيأتي في ترجمته لاحقًا.
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: فىلح والمَلْج: المص، وقد ذكر ابن الأثير في هذا الحديث في "النهاية" 4/ 353 مادة (ملج)، ومعنى ازدَرَدَه: ابتلعه.
(4)
إسناده ضعيف لجهالة موسى بن محمد بن علي وأمه، وقد ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 161 موسى بن محمد وذكر عن أبيه أنه قال فيه: شيخ مديني. وقال الذهبي في "تلخيصه": إسناده مظلم. وسيأتي مرة أخرى برقم (6535).
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2017) -ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" =
ذكرُ أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه
-
6528 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزُّبَيري قال: وأبو سعيد الخُدْري سعدُ بن مالك بن سِنَان بن ثَعلَبة بن عُبيد بن الأَبجَر: واسمه خُدْرة بن عَوْف بن الخَزرج، وكان قَتَادة ابن النعمان أخوه لأمِّه، وتُوفِّي أبو سعيد الخُدْري سنة أربع وسبعين.
6529 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين ابن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر، حدثني الضَّحّاك بن عثمان، عن محمد ابن يحيى ابن حَبَّان، عن ابن مُحَيرِيز وأبي صرمة، عن أبي سعيد الخُدْري قال: خرجتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوة بَلمُصطَلِق
(1)
.
قال ابن عمر: وهو يومئذٍ ابن خمسَ عشرةَ سنةً، قال ابن عمر: وشَهِدَ أيضًا أبو سعيد الخُدْريُّ الخندقَ وما بعدَ ذلك من المشاهد.
6530 -
أخبرني أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا أبو عبد الله البُوشّنْجي، حدثنا يحيى بن بُكير، حدثنا سعيد بن زيد، عن رُبَيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخُدْري، عن أبيه، عن أبي سعيد الخُدْري قال: عُرِضتُ يومَ أُحدٍ على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، فجعل أَبي يأخذُ بيدي فيقول: يا رسول الله، إنه عَبْلُ العِظام وإن كان مُودَنًا، قال: وجعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَعِّد فيَّ البصر ويُصوِّبُه، ثم قال:"رُدَّه"، فرَدَّه
(2)
.
= (5994) - والطبراني في "الكبير"(5430) من طريق الصلت بن مسعود، عن موسى ابن محمد بن علي، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط"(9098) من طريق موسى بن يعقوب الزمعي، عن مصعب ابن الأسقع، عن ربُيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، عن جدِّه أبي سعيد. وهذا إسناد ضعيف بمرة، موسى بن يعقوب وربيح ليَّنان، ومصعب مجهول.
(1)
مَن فوق محمد بن عمر الواقدي: لا بأس بهم. ابن محيريز: هو عبد الله، وأبو صِرْمة: صحابي أنصاري.
(2)
إسناده ضعيف، ربيح بن عبد الرحمن ليِّن، وسعيد بن زيد لا يعرف، وهو شيخ للواقدي =
6531 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن مَصقَلة، حدثنا سليمان بن داود، حدثنا محمد بن عمر، حدثني عبد العزيز بن عُقْبة، عن إياس بن سَلَمة بن الأكوعَ قال: مات أبو سعيد الخُدْري سنة أربع وسبعين.
6532 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا محمد بن مَسلَمة، بن حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الجُرَيري، عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد: أنه كان يقول: تَحدَّثوا، فإنَّ الحديثَ يذكِّر الحديثَ
(1)
.
6533 -
أخبرني الأستاذ أبو الوليد، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا قُتَيبة بن سعيد، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرِّجَال، عن عُمَارة بن غَزِيَّة، عن عبد الرحمن ابن أبي سعيد الخُدْري قال: قال لي أَبي: إني كَبِرتُ وذهب أصحابي وحامَّتي فخُذْ بيدي، قال: فاتَّكأ عليَّ حتى جاء إلى أقصى البَقِيع مكانًا لا يُدفَنُ فيه، فقال: يا بنيَّ، إذا أنا مِتُّ فادِفنِّي هاهنا، ولا تَضرِبْ عليَّ فُسْطاطًا، ولا تمشِ معي بنارٍ، ولا تبكيَنَّ عليَّ نائحةٌ، ولا تُؤذِنْ بي أحدًا، واسلُكْ بي زُقاقَ عمقة، وليكن مشيُك خَبَبًا.
فهَلَكَ يومَ الجمعة، فكرهتُ أن أُؤذِنَ الناسَ لما كان يَنْهاني، فيأتوني فيقولون: متى
= أيضًا لكن سماه سعيد بن أبي زيد.
فقد أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 351، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 20/ 386 عن محمد بن عمر الواقدي، عن سعيد بن أبي زيد بهذا الإسناد.
عَبْل العِظام ضخمها.
والمودَن: القصير.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن مَسلَمة الواسطي. الجريري: هو سعيد ابن إياس، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة.
وأخرجه الدارمي (595) و (598)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي والسامع"(1820) من طريقين عن الجريري، به.
وسلف برقم (327) من طريق جعفر بن أبي وحشية عن أبي نضرة.
تُخرِجوه؟ فأقول: إذا فَرَعْتُ من جِهازِه أُخرِجُه، قال: فامتلأَ عليَّ البقيعُ من الناس
(1)
.
6534 -
أخبرني أبو جعفر محمد بن صالح، حدثنا محمد بن شاذانَ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا إسماعيل ابن عُلَيَّة، عن الجُرَيري، عن أبي نَضْرة قال: قلنا لأبي سعيد: إنك تحدِّثُنا بأحاديثَ مُعجِبةٍ، وإنا نخافُ أن نزيدّ أو نَنقُصَ، فلو كتبناها، قال: لن أُكتِبَكُموه
(2)
، ولن نجعلَه قرآنًا، ولكن احفَظُوا عنَّا كما حَفِظْنا. ثم قال مرة أخرى: خُذُوا عنّا كما أخَذْنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(3)
.
6535 -
حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ببغداد، حدثنا عبد الكريم ابن الهيثم الدَّيرَ عاقُوليُّ، حدثنا محمد بن عيسى بن الطَّبّاع، حدثنا موسى بن محمد ابن علي الحَجَبي، حدثتني أمِّي -وهي من ولدِ أبي سعيد الخُدْري- أنها سمعت أمَّ ابن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخُدْري تُحدِّث عن أبي سعيد الخُدْري قال: لما كان
(1)
إسناده حسن.
واخرجه ابن شبة في تاريخ "المدينة" 1/ 95 و 96 - 97 من طريقين عن عبد الرحمن بن أبي الرجال، بهذا الإسناد.
حامَّتي: الحامة: خاصَّة الرجل من أهله وأولاده.
الفسطاط: الخيمة أو أي شيء يوضع فوق القبر.
الخَبَب: سيرٌ سريع.
(2)
في (ب): لن أكسموه، وسقطت هذه اللفظ من (ص) و (م)، والصواب ما أثبتناه، وهو موافق لما في مصدر التخريج.
(3)
إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، والجريري: هو سعيد بن إياس، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك.
وأخرجه أبو خيثمة زهير بن حرب في "العلم"(95)، ومن طريقه الخطيب في "تقييد العلم" ص 38 عن إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (487)، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى"(726)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(340)، والخطيب في "التقييد" ص 38 من طرق عن الجريري، به.
يومُ أُحدٍ شُجَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في جَبْهِتِه، فأتاه مالكُ بن سِنَان -وهو والد أبي سعيد- فمَلَجَ الدمَ عن وجه النبي صلى الله عليه وسلم ثم ازدَرَدَه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"مَن سَرَّه أن يَنظُرَ إلى مَن خالَطَ دمي دمه، فلينظُرْ إلى مالكِ بنِ سِنَان"
(1)
.
6536 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الحميد الحارِثي، حدثنا أبو أُسامة، حدثني بُريد بن عبد الله. وقد خرَّجاه
(2)
.
ذكرُ جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
6537 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق رضي الله عنهما، حدثنا إسماعيل ابن قُتَيبة، حدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شَيْبة قالا: حدثنا عَبْدةُ بن سليمان، عن هشام بن عُرْوة، عن وهب بن كَيْسان قال: قيل لجابر بن عبد الله: يا أبا عبدِ الله
(3)
.
6538 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزُّبَيري قال: جابرُ بن عبد الله بن عمرو بن حَرَام بن ثَعلَبة بن حَرَام بن كعب بن غَنْم بن كعب بن سَلِمَة بن سعد بن عليّ بن أسد ابن سارِدَةَ بن تَزِيدَ بن جُشَمَ بن الخَزرَج، وكان يُكنّى أبا عبد الله.
6539 -
أخبرنا علي بن عبد الرحمن السَّبِيعي بالكوفة، حدثنا الحسين بن الحَكَم الحِيرِي قال: سمعت أبا نُعَيم يقول: مات جابرُ بن عبد الله سنةَ تِسْع وسبعين.
(1)
إسناده ضعيف، وقد سلف قريبًا برقم (6527).
(2)
كذا في نسخنا الخطية، ولا ندري أي حديث يريد.
(3)
إسناده صحيح، وهو قطعة من حديثه في قصة سرية كان فيها وعليهم أبو عبيدة بن الجراح، فنفذ زادهم فقذف إليهم البحر حوتًا أكلوا منه ثمانية عشر يومًا.
وأخرجه مع هذه القطعة البخاري (2983)، وابن ماجه (4159)، والترمذي (2475)، والنسائي (4844) من طرق عن عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 22/ (14286) من طريق مالك، عن وهب بن كيسان، به.
6540 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين ابن الفرج، حدثنا محمد بن عمر قال: شَهِدَ جابرُ بن عبد الله العَقَبَةَ في السَّبعين من الأنصار الذين بايعَوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عندها، وكان من أصغرهم يومَئذٍ، وأراد شهودَ بدرٍ فخَلَّفه أبوه على أخَوَاته وكنَّ تِسعًا، وخَلَّفه أيضًا حين خرج إلى أُحدٍ، وشَهِدَ ما بعدَ ذلك من المشاهد.
6541 -
فحدثنا أبو العبّاس، حدثنا العبّاس بن محمد الدُّوِري، حدثنا محمد بن عُبيدٍ، حدثنا الأعمش.
وحدثنا عليُّ بن عيسى، حدثنا مسدَّد بن قَطَن، حدثنا عثمان بن أبي شَيْبة، حدثنا عَبْدة بن سليمان، حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: كنت أَمِيحُ لأصحابي يومَ بدرٍ من القَلِيب
(1)
.
6542 -
فأخبرني مَخلَد بن جعفر، حدثنا محمد بن [جَرير، حدثنا]
(2)
الحارث، عن محمد بن سعد قال: قلت لمحمد بن عمر: إنَّ أهل الكوفة رَوَوْا عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أنه قال: كنت أَمِيحُ لأصحابي يوم بدر من القَلِيب! فقال
(1)
إسناده قوي من أجل أبي سفيان: وهو طلحة بن نافع.
وأخرجه أبو داود (2731) من طريق أبي معاوية الضرير عن الأعمش، بهذا الإسناد. وانظر تمام الكلام عليه هناك.
ويخالف ما وقع هنا من شهوده بدرًا ما صحَّ عن جابر عند أحمد 22/ (14523) ومسلم (1813) أنه قال: لم أشهد بدرًا ولا أحدًا، منعني أبي
…
وهذا أصحّ وأشهر.
والمايح: الذي ينزل إلى أسفل البئر فيملأ الدلو لأصحابه، ويرفعها إلى الماتح: وهو الذي ينزع الدلو.
(2)
ما بين المعقوفين سقط من نسخنا الخطية، وسلسلة الإسناد هذه معروفة، وقد سلفت عند المصنف برقم (4568). فإنَّ مخلد بن جعفر -وهو الباقَرْحي- معروف بالرواية عن محمد ابن جرير الطبري كما في ترجمته من "تاريخ بغداد" 15/ 230، وابن جرير لا يروي في "تاريخه" عن محمد بن سعد صاحب "الطبقات" إلَّا بواسطة الحارث بن محمد بن أبي أسامة.
محمد بن عمر: هذا غلطٌ من رواية أهل العراق في جابر وأبي مسعود د الأنصاري، يُصيَّرونهما فيمن شَهِدَ بدرًا، ولم يرو ذلك موسى بنُ عُقبة ولا محمدُ بنُ إسحاق ولا أبو مَعشَرٍ، ولا أحدٌ ممَّن روى السِّيرةَ.
6542 م- قال محمد بن عمر: وحدثني خارجةُ بن الحارث قال: مات جابرُ بن عبد الله سنة ثمانٍ وسبعين وهو ابنُ أربع وتسعين سنة، وكان قد ذهب بصرُه، ورأيتُ على سريره بُرْدًا، وصلَّى عليه أبانُ بن عثمان وهو والي المدينة
(1)
.
6543 -
أخبرنا محمد بن إبراهيم المزكِّي وعلي بن محمد القاضي قالا: حدثنا الحسين بن محمد بن زياد، حدثنا أبو كُرَيب، حدثنا وكيع، عن عبد الرحمن بن الغَسِيل، عن عاصم بن عمر بن قَتَادة قال: أتانا جابر بن عبد الله مُصفِّرَ رأسِه ولحيتِه
(2)
.
6544 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدي، عن سفيان، عن محمد بن المنكَدِر قال: سمعتُ جابرَ بن عبد الله يقول: دخلتُ على الحجَّاج فما سلَّمتُ عليه
(3)
.
(1)
هو بإسناد سابقه، ورجاله إلى محمد بن عمر الواقدي ثقات، وشيخه خارجة بن الحارث -وهو ابن رافع بن مُكيث الجهني- لا بأس به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1733) من طريق أحمد بن هشام بن بهرام، عن محمد بن عمر الواقدي، به.
(2)
إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل. أبو كريب: هو محمد بن العلاء.
وأخرجه ابن سعد 4/ 388، وابن أبي شيبة 8/ 444 عن الفضل بن دُكَين، عن عبد الرحمن ابن الغسيل، به.
(3)
إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن سعد 4/ 387، وابن أبي شيبة 11/ 100، والبخاري في "الأدب المفرد"(1025)، وأبو بكر المرُّوذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم"(67)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" =
6545 -
أخبرنا محمد بن إبراهيم الهاشمي وعلي بن محمد القاضي، قالا: حدثنا أبو كُرَيب، حدثنا أبو غسَّان عَبَاءَهُ
(1)
بن كُلَيب، عن حماد بن سَلَمة، عن أبي الزُّبير، عن جابر بن عبد الله قال: استَغفَرَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ العَقَبة خمسةً وعشرين مرةً
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6546 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا العبّاس بن محمد الدُّوري، حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا مِسكِين بن عبد الله - حرّانيٌّ ثقة - قال: سمعت حَجاجًا الصَّوَافَ يقول: حدثنا أبو الزُّبير المكّي، عن جابر بن عبد الله قال: غَزَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين غزوةً، وشَهِدتُ معه تسعة عشرَ غزوةً، وكان آخرَ غزوةٍ غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم تَبُوكُ
(3)
.
= 1/ 720، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخ دمشق" 1/ 527، وابن عدي في "الكامل" 1/ 362، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 11/ 234 من طرق عن سفيان الثوري، به.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: عباد، والتصويب من "تلخيص الذهبي" ومصادر ترجمته.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عباءة بن كليب، وقد وهم في ذكر ليلة العقبة، والصواب: ليلة البعير.
فقد أخرجه الترمذي (3852)، والنسائي (8191)، وابن حبان (7142) من طرق عن حماد ابن سلمة، بهذا الإسناد - وقالوا فيه: ليلة البعير. أي: في قصة شرائه صلى الله عليه وسلم البعيرَ من جابر، وهي قصة مشهورة خرَّجها مسلم في صحيحه (1599)(109 - 117) وغيره.
(3)
إسناده حسن.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 461، ومن طريقه ابن عساكر 11/ 222 عن أبي عبد الله الحاكم وآخرين معه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البغوي في "معجم الصحابة"(280) عن عبّاس بن محمد الدوري، به -دون قوله: وكان آخر غزوة
…
إلخ.
وأخرجه كذلك أحمد 22 / (14523)، ومسلم (1813)، وعبد بن حميد (1065)، وأبو يعلى (2239) من طريق زكريا بن إسحاق المكي، عن أبي الزبير، به. اقتصر أحمد ومسلم على قوله: =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
ذكرُ زيد بن خالد الجُهَني رضي الله عنه
-
6547 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا أبو حفص بن مَصقَلة، حدثنا سليمان بن داود، حدثنا محمد بن عمر قال: وزيدُ بن خالد الجُهَنيُّ اختُلِف في كُنيته، فكان أهلُ المدينة يَزعمون أنه أبو عبد الرحمن، وقال غيرهم: كان يُكنَى أبا طَلْحة.
6548 -
فحدَّثَنا
(1)
أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه ومحمد بن الحِجَازي الجُهَني قالا: مات زيد بن خالد الجُهَني بالمدينة سنة ثمان وسبعين وهو ابن خمس وثمانين سنة.
6549 -
أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل، حدثنا جدِّي، حدثنا إبراهيم ابن المنذِر الحِزامي قال: زيدُ بن خالد الجُهَني يُكنى أبا عبد الرحمن، مات بالمدينة سنة ثمان وسبعين وهو ابنُ خمس وثمانين.
ذكرُ عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الطَّيّار رضي الله عنه
-
6550 -
أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل، حدثنا جدِّي، حدثنا إبراهيم ابن المنذر الحِزَامي، حدثنا محمد بن فُلَيح، عن موسى بن عُقْبة، عن ابن شِهاب قال: وَلَدَت أسماءُ بنت عُمَيس عبدَ الله بنَ جعفر بن أبي طالب بأرض الحَبَشة، وتُوفِّي سنةَ ثمانين، وهو يومَ تُوفِّي ابنَ ثمانين سنة.
6551 -
أخبرني عبد الله بن محمد الدَّورَقي
(2)
، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا
= غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة، واقتصر الآخران على قوله: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين غزوة.
(1)
القائل هو محمد بن عمر الواقدي، ورواه عنه ابنُ سعد أيضًا في "الطبقات" 5/ 262.
(2)
في (ب): محمد بن عبد الله بن محمد الدورقي، بزيادة محمد في أوله، والمثبت من (ص) و (م). وانظر ترجمته في "تاريخ الإسلام" 8/ 256، والدورقي نسبة إلى جدِّه لأمه أحمد بن إبراهيم =
إسحاق بن إبراهيم الصَّوّاف، حدثنا يحيى بن راشد، حدثنا يحيى بن عبد الله بن أبي بُرْدة قال: حدثني أبي، عن أبي بُرْدة، عن أبي موسى، عن أسماءَ بنت عُمَيس قالت: قال ليّ النبي صلى الله عليه وسلم: "للناسِ هجرةٌ، ولكم هِجْرتان"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!
6552 -
أخبرني محمد بن المؤمل بن الحسن، حدثنا الفضل بن محمد الشَّعْراني، حدثنا أحمد بن حَنبل، حدثنا الحَكَم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عيّاش، عن هشام ابن عُرْوة، عن أبيه: أنَّ عبد الله بن الزُّبير وعبد الله بن جعفر بايَعَا النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهما ابنا سبعِ سنين، وأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رآهما تَبسَّم وبَسَطَ يدَه فبايَعَهما
(2)
.
6553 -
أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد بن تَميم القَنطَري، حدثنا أبو قِلابةَ،
= الدورقي. وشيخه محمد بن إسحاق: هو أبو بكر بن خزيمة، كما قُيد في مواضع أخرى عند المصنف.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، إسحاق الصواف ويحيى بن راشد. وهو المازني البصري - ويحيى بن عبد الله بن أبي بردة - وهو يحيى بن بريد بن عبد الله- ثلاثتهم ليِّنون، لكن روي الحديث من غير هذا الوجه.
فقد رواه عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة والد يحيى أبو أسامة حماد بن أسامة عند البخاري ومسلم، وقد سلف تخريجه برقم (5007) حيث رواه المصنف من طريق عدي بن ثابت عن أبي بردة.
(2)
إسناده حسن من أجل إسماعيل بن عيّاش.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(1478)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 27/ 257 عن محمد بن زنجويه، عن أبي اليمان الحكم بن نافع بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(14763)، و "الأوسط"(3402)، وابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 247 - 248 من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1448) - ومن طريقه ابن عساكر 28/ 16 - من طريق الحسن بن عرفة، كلاهما عن إسماعيل بن عيّاش، به. غير أنَّ الحسن بن عرفة ذكر جعفر بن الزبير مكان عبد الله بن جعفر، وروايته شاذَّة. وانظر ما سلف برقم (6466).
حدثنا أبو عاصم، أخبرنا ابن جُرَيج، عن جعفر بن خالد بن سارَةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر قال: لو رأيتَني وعُبيد الله وقُثَمَ ونحن نلعبُ، إذْ مرَّ بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"ارفَعُوا هذا إليَّ"، فحَمَلَني أمامَه، وقال لقُثَم:"ارفَعُوا هذا إليَّ"، فجعله وراءَه، وكان عبيدُ الله أحبَّ إلى عبّاس من قُثَم، ما استَحيَى من عمِّه، قال: قلت: ما فعل قثمُ؟ قال: استُشهِد، قال: قلت: اللهُ ورسولُه أعلمُ بالخِيَرةِ
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6554 -
حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشَّيباني، حدثنا مكَّيُّ بن عَبْدان قال: سمعت مسلمَ بن الحَجّاج يقول: أبو جعفر عبدُ الله بن جعفر بن أبي طالبٍ سَمِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ومات رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو ابنُ عشرِ سنين.
6555 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو زُرْعة عبد الرحمن بن عَمرو الدِّمشقي، حدثنا محمد بن أبي أُسامة الحَلَبي، حدثنا علي بن أبي حَمَلَة قال: وَفَدَ عبدُ الله بن جعفر على معاوية، فأمر له بألفَي ألفِ درهم.
6556 -
أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدثنا محمد بن زكريا الغَلَابي، حدثنا ابن عائشة قال: دخل زيادٌ الأعجمُ على عبد الله بن جعفر في خمس دِيَاتٍ، فأعطاه، فأنشأَ يقول:
سألْناه الجزيلَ فما تَلَكَّا
…
وأعطَى فوقَ مُنْيتِنا وزادا
وأحسَنَ ثمَّ أحسَنَ ثمَّ عُدْنا
…
فأحسَنَ ثمَّ عدتُ له فعَادا
مِرارًا ما أعودُ الدَّهْرَ إِلَّا
…
تَبَسَّمَ ضاحكًا وثَنَى الوِسَادا
قد اتَّفق البخاريُّ ومسلمٌ على سَمَاع عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابنُ عَشر سنين، وأنا ذاكرٌ بمشيئة الله عز وجل في هذا الموضع بيان ما اتَّفَقا عليه بأسانيدِها:
(1)
إسناده حسن من أجل خالد بن سارة. وهو مكرر (1394).
6557 -
أخبرني بكر بن محمد بن حَمْدانَ الصَّيرفي بمَرْوٍ، حدثنا أبو بكر بن أبي خَيْثمة، حدثنا مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن الزُّبير، حدثنا أبي، عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه قال: رأيتُ على النبي صلى الله عليه وسلم ثَوبَينِ مصبوغَينِ بزَعفرانٍ: رداءً
(1)
وعِمامةً
(2)
.
6558 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا معاذ بن هانئ، حدثنا يحيى بن العلاء، حدثنا الله عبد بن محمد بن عَقِيل، عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن ثَمَن الكلب وكَسْب الحَجَّام
(3)
.
(1)
في النسخ الخطية هنا: ورداء بزيادة واو، والصواب إسقاطها كما في مصادر التخريج، فإنَّ الرداء والعمامة بيان للثوبين.
(2)
إسناده حسن من أجل عبد الله بن مصعب. وقد سلف الكلام على عبد الله هذا عند الحديث رقم (4657) - وفي الباب ما يشهد له.
وأخرجه ابن سعد 1/ 389، والبزار (2253)، وأبو يعلى، (6789)، وأبو القاسم البغوي في "حديث مصعب"(92)، و"معجم الصحابة"(1494)، والطبراني في "الكبير"(14769)، وفي "الصغير"(652)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(283) و (284) و (482)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4045)، والضياء في "المختارة" 9/ (126) و (127)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 4/ 202 من طريق مصعب بن عبد الله، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (7582).
ويشهد له حديث ابن عمر عند البخاري (166) و (5851) ومسلم (1187)(25): أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بالصُّفرة. والمراد بها الزعفران. وانظر تمام البحث في هذه المسألة في "فتح الباري" 18/ 103 - 111.
(3)
إسناده واهٍ من أجل يحيى بن العلاء -وهو البجلي أبو سلمة الرازي- فإنه متروك الحديث واتهمه الإمام أحمد بالكذب.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/ 199 من طريق عبّاس بن محمد، عن معاذ بن هانئ، بهذا الإسناد.
ويغني عنه غير ما حديثٍ في هذا الباب، منها حديث أبي جحيفة عند أحمد 31/ (18756)، والبخاري (2086) وغيرهما. =
6559 -
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن سليمان ابن فارس، حدثنا محمد بن إسماعيل البُخَاري قال: قال العَنبَري: حدثني إسماعيل ابن عُبيد الله الثَّقَفي، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن مَوهَب، حدثني إبراهيم ابن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر، عن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، سمع عبدَ الله بنَ جعفر يقول: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَر رجلًا فقال: "سَلِ الله العفوَ والعافيةَ في الدُّنيا والآخرة"
(1)
.
6560 -
أخبرني أبو الوليد الإمام وأبو بكر بن قُرَيش قالا: أخبرنا الحسن بن سفيان.
وأخبرني محمد بن المؤمَّل، حدثنا الفضل بن محمد؛ قالا: حدثنا أحمد بن المِقْدام، حدثنا أَصرَمُ بن حَوشَب، حدثنا إسحاق بن واصل الضَّبِّي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: قلنا لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب: حدِّثنا ما سمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيتَ منه، ولا تحدِّثنا عن غيره وإن كان ثِقةً، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما بين السُّرّةِ إلى الرُّكْبة عَوْرةُ".
وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الصَّدقةُ في السِّر تُطفئُ غضبَ الربِّ".
= وحديث أبي هريرة عند أحمد 13/ (7976) وغيره، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ليِّن، العنبري: هو المثنى بن معاذ العنبري فيما يغلب على ظننا، وهو ثقة، وإسماعيل بن عبيد الله الثقفي لم نتبينه، وعبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب: هو عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب، وليس بالقوي، وإبراهيم بن محمد وأبوه معروفا النسب مجهولا الحال.
والحديث في "التاريخ الكبير" للبخاري 1/ 181 - 182.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(14775) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني، عن إسماعيل ابن عبيد الله، به. والشاذكوني ضعيف بمرّةٍ.
وقد صحَّ هذا الحديث من حديث ابن عبّاس كما سلف عند المصنف برقم (1960)، والرجل المبهم هنا هو العبّاس بن عبد المطلب كما بيّنه ابنه في حديثه.
وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "شِرارُ أمَّتي قومٌ وُلِدوا في النَّعيم وغُذُّوا به، يأكلون من الطعام ألوانًا، ويَلبَسُون من الثياب ألوانًا، ويَركَبون من الدوابِّ ألوانًا، يَتشدَّقُون في الكلام".
وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه ابنُ عبّاس فقال: إني انتهيتُ إلى قوم وهم يَتحدَّثون، فلما رأَوْنِي نَكَسُوا واستَثقَلوني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقد فَعلوها؟! والذي نفسي بيده لا يؤمنُ أحدُهم حتى يُحبَّكم لحُبِّي، أيَرجُونَ أن يَدخُلوا الجنةَ بشفاعتي ولا يَرجُوها بنو عبدِ المطَّلب"
(1)
.
6561 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسين بن الفضل البَجَلي، حدثنا محمد بن كُنَاسَة، حدثنا هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر قال:
(1)
إسناده تالف، قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": أظنه موضوعًا، فإسحاق متروك، وأصرم متهم بالكذب. وقال في ترجمة إسحاق من "ميزان الاعتدال": من الهَلكي، فمن بلاياه التي أوردها الأزدي مرفوعًا
…
وساق هذا الحديث، ثم قال: الجميع من رواية أصرم بن حوشب وليس بثقة عنه، وهو هالك.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7761) عن محمد بن يعقوب عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام، بهذا الإسناد.
وأخرج الفقرة الثانية منه في صدقة السِّر: الطبراني في "الصغير"(1033)، ومن طريقه القضاعي في "مسند الشِهاب"(99) عن محمد بن عون السيرافي، عن أحمد بن المقدام، به.
ويشهد لهذه القطعة عدة أحاديث مرفوعة تدور أسانيدها على المجاهيل والضعفاء والمتروكين، وقد تساهل الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله فصحَّح الحديث في "سلسلة الأحاديث الصحيحة"(1908) بمجموع هذه الطرق والشواهد، ولا يبلغ هذه الرتبة، ولعلَه يحتمل التحسين فقط، وقد حسَّن الترمذي منها حديث أنس بن مالك في "جامعه" برقم (664)، مع أنَّ في إسناده أحد الضعفاء، وحسَّن المنذري والهيثمي منها حديث أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير"(8014)، وفي إسناده أحد الضعفاء ومن لا يعرف.
وأما الفقرة الأخيرة من الحديث، فأصلها صحيح لكن بذكر العبّاس عمِّ النبي صلى الله عليه وسلم وليس ابنه، وقد سلفت عند المصنف برقم (5521)، فانظرها هناك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيرُ نسائِها مريمُ بنتُ عمران، وخيرُ نسائها خديجةُ"
(1)
.
رواه أكثرُ أصحاب هشام عنه، وهو مخرَّج في "الصحيحين" هكذا.
ذكرُ وائلةَ بن الأسقَع رضي الله عنه
-
6562 -
أخبرنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المُزَني، أخبرنا أبو خَليفة، حدثنا محمد ابن سَلّام الجُمَحي، عن أبي عُبَيدة قال: وائلةُ بن الأسقَع بن عبد العُزَّى بن عبدِ يالِيلَ ابن ناشِب بن غِيَرةَ بن سعد بن لَيْث.
قد اختلفوا في كُنْيته:
6563 -
فحدَّثَنا أبو إسحاق إبراهيم بن فِراس الفقيه بمكة حرسها الله تعالى، حدثنا بكر بن سهل الدِّمْياطي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مَكحُول قال: دخلتُ على وائلةَ بن الأسقَع فقلت: يا أبا الأَسقَع، حدِّثنا حديثًا سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس فيه وَهُمٌ ولا تَزيُّدٌ ولا نِسيانٌ، فقال: هل قرأ أحدٌ منكم الليلةَ من القرآن شيئًا؟ فقلنا: نعم، وما نحن له بالحافظِين، قال: فهذا القرآنُ مكتوبٌ بين أظُهرِكم لا تَأْلُونَ حِفظهَ، وأنتم تَزعُمون أنكم تَزِيدون وتَنقُصون، فكيف بأحاديثَ سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عسى أن لا نكونَ سمعناها إلَّا مرةً واحدةً؟ حَسْبُكم إذا جئناكم بالحديث على مَعْناه
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، إلَّا أنه من حديث عبد الله بن جعفر عن عمه علي بن أبي طالب عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم هكذا رواه الكبار من أصحاب هشام بن عروة عنه كما تقدَّم بيانه برقم (3879).
وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة"(349) عن أبي بكر بن خلاد، عن محمد بن الفرج والحارث بن أبي أسامة، عن محمد بن عبد الله بن كناسة، بهذا الإسناد. وذكر محمد بن الفرج في إسناد حديثه علي بن أبي طالب ولم يذكره الحارث.
(2)
خبر حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف بكر بن سهل، وقد توبع، وعبد الله بن صالح. وهو المصري كاتب الليث - حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وقد توبع على بعضه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22 / (128)، و"مسند الشاميين"(1983) عن بكر بن سهل، بهذا الإسناد. =
وقد قيل: كُنيته أبو قِرْصافة
(1)
:
6564 -
حدَّثَناه أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو الحسن محمد بن سِنَان القَزَّاز، حدثنا أبو داود الطَّيالسي، حدثنا شُعبة، عن أبي الفَيْض، قال: خَطَبَنَا مَسلَمةُ بنُ عبد الملك فقال: لا تصوموا رمضانَ في السَّفَر، فمن صامه فليَقْضِه. قال أبو الفَيْض: فلَقِيتُ أبا قِرصافةَ واثلةَ بنَ الأسقع فسألتُه، فقال: لو صمتُ ثم صمتُ ثم صمتُ ما قَضَيتُ
(2)
.
6565 -
وأخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا موسى بن زكريا التُّستَري، حدثنا خَليفة قال: وائلةُ بنُ الأسقع يُكْنى أبا قِرْصافة، له دارٌ بالبَصْرة.
وقد قيل: كُنْيته أبو شَدّاد:
6566 -
حدَّثَناه أبو عليٍّ الحسين بن علي الحافظ، حدثنا إبراهيم بن دُحَيم الدِّمشقي، حدثنا أَبي، حدثنا الوليد بن مُسلِم، حدثنا مروان بن جَنَاح، حدثنا يونس
= وأخرجه الطبراني أيضًا في "الكبير" 22 / (158)، وفي "الشاميين"(1510) و (3407)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(471)، والخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي والسامع"(1091) من طرق عن أبي صالح عبد الله بن صالح، به.
وأخرج آخره - وهو قوله: حسبكم إذا جئناكم بالحديث على معناه - أبو خيثمة في "العلم"(104)، والدارمي (324)، وابن المقرئ في "معجمه"(1227)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(685)، وابن عبد البر (458) من طرق عن معاوية بن صالح، به. وإسناده صحيح.
(1)
تحرَّف في (ص) و (م) إلى: قرفاصة.
(2)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل محمد بن سنان القزاز، وقد توبع. أبو الفيض: هو موسى بن أيوب الشامي الحمصي، وأبو داود الطيالسي: هو سليمان ابن داود.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22 / (121) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 60/ 396 - من طريق عبد الله بن عمران الأصبهاني، عن أبي داود الطيالسي بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 18، والطبراني في "التفسير" 2/ 153، وفي مسند ابن عبّاس من "تهذيب الآثار" 1/ 142، والبيهقي 4/ 244 من طرق عن شعبة به.
ابن مَيسَرة بن حَلبَس قال: لَقِيتُ واثلة بن الأسقع فقلت: كيف أنت يا أبا شدَّاد؟
(1)
6567 -
حدثنا علي بن حَمْشاذ العَدْل، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا إسماعيل بن عيّاش، حدثني سعيد بن خالد قال: تُوفِّي وائلةُ بن الأسقَع وهو ابنُ مئة سنة وخمس سنين، وذلك في سنة ثلاثٍ وثمانين.
6568 -
سمعت أبا العبّاس محمد بن يعقوب يقول: سمعت العبّاس بن محمد الدُّورِي، يقول: سمعت يحيى بنَ مَعِينٍ يقول: تُوفِّي واثلةُ بن الأسقع سنة ثلاث وثمانين وهو ابنُ مئةٍ وخمس سنين.
6569 -
أخبرنا أبو النَّضْر محمد بن يوسف الفقيه، حدثنا عثمان بن سعيد الدارِمي، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدِّمشقي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن المُقاتِلي
(2)
، حدثتني أسماء بنت واثلة بن الأسقَع قالت: كان أبي إذا صلَّى الصبحَ جلس مستقبلَ القِبْلة حتى تَطلُعَ الشمسُ، فربما كلَّمتُه في الحاجة فلا يكلِّمُني، فقلت: ما هذا؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن صلَّى الصبحَ، ثم قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مئةَ مرّةٍ قبل أن يتكلَّمَ، فكلَّما قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} غُفِرَ له ذَنْبُ سنةٍ"
(3)
.
6570 -
حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مِهْران حدثنا أبي، حدثنا سُلَيم بن منصور بن عمّار، حدثنا أَبي، عن معروفٍ أبي الخَطّاب، عن واثلةَ بن
(1)
إسناده قوي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (122) عن إبراهيم بن دحيم، بهذا الإسناد.
(2)
كذا وقع في نسخنا الخطية، ويغلب على ظننا أنَّ هذه النسبة محرَّفة عن: المقدسي، فإنَّ سليمان بن عبد الرحمن يروي عن محمد بن عبد الرحمن القشيري نزيل بيت المقدس.
(3)
إسناده تالف من أجل محمد بن عبد الرحمن، فقد اتهمهوه بالكذب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22 / (232)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(143)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 69/ 30 - 31 من طرق عن أبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، بهذا الإسناد.
الأسقَع قال: لما أسلَمتُ أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال لي:"اذهبْ فاغتسِلْ بماءٍ وسِدْر، وأَلْقِ عنك شَعرَ الكُفْر"، ومَسَحَ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي
(1)
.
ذكرُ عبد الله بن أبي أَوفى الأسلَمي رضي الله عنه
-
6571 -
سمعت أبا العبّاس محمد بن يعقوب يقول: سمعت العبّاس بن محمد الدُّورِيَّ يقول: سمعت يحيى بنَ مَعِين يقول: عبدُ الله بن أبي أَوفَى أبو معاوية.
6572 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين ابن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: عبد الله بن أبي أَوفَى، واسمُ أبي أَوفى علقمةُ ابن خالد بن الحارث بن أبي أُسَيد بن رِفَاعة بن ثَعلَبة بن هَوَازَنَ بن أسلمَ بن أَفْصَى،
(1)
إسناده ضعيف بمرّةٍ، منصور بن عمار ومعروف أبو الخطاب ليسا بالقويَّين منكرا الحديث.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (199)، و "الصغير"(880)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(469)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 329، و"أخبار أصبهان" 2/ 37 - 38، وابن عساكر 62/ 355 و 356 من طرق عن سليم بن منصور، بهذا الإسناد.
وروي مثله عن قتادة الرهاوي عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2618)، والطبراني في "الكبير" 19 / (20) من طريق قتادة بن الفُضيل - وقيل: الفضل بن عبد الله بن قتادة الرهاوي - عن أبيه الفضيل، عن عمِّ أبيه هشام بن قتادة، عن أبيه قتادة الرهاوي: أنه أسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "يا قتادة، اغتسل
…
" وذكر مثله. وهذا إسناد ضعيف لجهالة الفضيل وعم أبيه هشام بن قتادة، وقتادة بن الفضيل روى عنه غير واحد ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7/ 135 عن أبيه أنه قال فيه: شيخ. قلنا: فهو مجهول الحال.
وفي الباب عن قيس بن عاصم المنقري: أنه أسلم فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يغتسل بماء وسدر. أخرجه أحمد 34/ (20611) وأبو داود (355) وغيرهما، وإسناده صحيح.
وعن كليب الجهني: أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد أسلمتُ، فقال:"ألقِ عنك شعر الكفر" يقول: احلق. أخرجه أحمد 24/ (15432)، وأبو داود (356)، وإسناده غاية في الضعف كما قال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 5/ 43.
والسِّدْر: شجرة النَّبِق، يُخلَط ورقها بعد طحنه مع الماء ويُستعمَل في التنظيف.
ويُكنى عبدُ الله أبا معاوية، وأولُ مَشهَدٍ شَهِدَه عبد الله بن أبي أَوفى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا خَيبَرُ، وما بعد ذلك من المَشاهِد، ولم يَزَلْ عبدُ الله بن أبي أَوفى بالمدينة حتى قُبِضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فتَحوَّل إلى الكوفة، فنَزَلها حين نَزَلها المسلمون، وابتَنَى بها دارًا في أسلمَ، وكان قد ذهب بصرُه، وتُوفِّي بالكوفة سنة ستٍّ وثمانين.
6573 -
أخبرني أبو الحسين علي بن عبد الرحمن السَّبيعي، حدثنا الحسين بن الحَكَم الحِبَري، قال: سمعت أبا نُعَيم يقول: مات عبدُ الله بن أبي أَوفى سنة سبعٍ أو ثمان وثمانين.
6574 -
أخبرني مَخلَد بن جعفر، حدثنا محمد بن جَرِير قال: وقد قيل: إِنَّ آخرَ مَن مات بالكوفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدُ الله بن أبي أَوفى.
6575 -
أخبرني علي بن محمد بن عبد الله القاضي، حدثنا الحسين بن محمد القَبَّاني، حدثنا سعيد بن يحيى الأُمَوي، حدثنا أبي، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيتُ بيدِ ابن أبي أَوفى ضَرْبةٌ، قلت: متى أصابك هذا؟ قال: يومَ حُنَين، قلت: أدركتَ حُنينًا؟ قال: نعم، وقبلَ ذلك
(1)
.
6576 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا إبراهيم بن مَرزُوق، حدثنا وهب بن جَرِير، حدثنا شُعبة، عن عمرو بن مُرَّة، عن عبد الله بن أبي أَوفى، وكان من أصحاب الشَّجرة
(2)
.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد 31 / (19131)، والبخاري (4314) من طريق يزيد بن هارون، عن إسماعيل ابن أبي خالد، به.
(2)
إسناده صحيح إبراهيم بن مرزوق: هو ابن دينار الأُموي مولاهم.
وأخرجه ابن أبي شيبة في" مصنفه" 13/ 51 عن غندر محمد بن جعفر عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرج مسلم (1857)، وابن حبان (4803) من طرق عن شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت عبد الله بن أبي أَوفى يقول: كنا يوم الشجرة ألفًا وثلاث مئة، وكانت أسلم يؤمئذ ثُمنَ المهاجرين. وعلَّقه البخاري في "صحيحه" برقم (4155) من طرق عن شعبة.
6577 -
أخبرني الحسن بن حَلِيم
(1)
المروَزي، أخبرنا أبو الموجِّه، أخبرنا عَبْدانُ، أخبرنا عبد الله، أخبرنا حَشرَجُ بن نُبَاتةَ، أخبرنا سعيد بن جُمْهانَ قال: أَتيتُ عبدَ الله ابن أبي أَوفى صاحبّ النبي صلى الله عليه وسلم، فسلَّمتُ عليه وهو محجوبُ البصر، فقال لي: من أنت؟ قلت: أنا سعيدُ بن جُمْهان، قال: فما فَعَلَ والدك؟ قلت: قَتَلَته الأزارقةُ، قال: لَعَنَ اللهُ الأزارقةَ، حدَّثَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّهم كِلابُ النار
(2)
.
ذكرُ سَهْل بن سعد الساعدي رضي الله عنه
-
6578 -
أخبرني أحمد بن كامل القاضي، حدثنا محمد بن سعد العَوْفي، حدثنا يعقوب بن محمد الزُّهْري، حدثنا عبد المهيمِن بن العبّاس بن سَهْل بن سَعْد الساعِدِي، حدثنا أَبي، عن أبيه: أنه كان اسمُه حَزْنًا، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سَهلًا
(3)
.
6579 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثني مُصعَب بن عبد الله الزُّبَيري قال: سَهْلُ بن سعد بن مالك بن خالد ابن ثَعلَبة بن حارثة بن عمرو بن الخَزْرَج بن ساعِدة.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: حكيم.
(2)
إسناده حسن من أجل حشرج بن نباتة. أبو الموجِّه: هو محمد بن عمرو الفزاري، وعبدان: هو عبد الله بن عثمان المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه أحمد 32/ (19415) عن أبي النضر عن حشرج بن نباتة، به.
وانظر "مسند أحمد" 31 / (19130)، و "سنن ابن ماجه"(173).
والأزارقة: طائفة من الخوارج نُسبت إلى نافع بن الأزرق، خرجت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكفّروه من أجل قضية التحكيم بينه وبين معاوية رضي الله عنه.
(3)
إسناده ضعيف لضعف يعقوب بن محمد وعبد المهيمن بن العبّاس.
وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة"(3299) من طريق أحمد بن الوليد، عن يعقوب ابن محمد الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5705)، وعنه أبو نعيم (3323) من طريق علي بن بحر، عن عبد المهيمن بن عبّاس، به.
6580 -
أخبرني الشيخ أبو بكر بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن الصَّبّاح، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، حدثني أَبي قال: قلت لسَهْل ابن سعدٍ الساعِدِي: يا أبا العبّاس
(1)
.
6581 -
أخبرني علي بن عبد الرحمن السَّبِيعي، حدثنا الحسين بن الحَكَم، قال: سمعت أبا نُعَيم يقول: مات سهلُ بن سعد الساعديُّ سنةَ ثمان وثمانين.
6582 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شِهاب، عن سَهْل بن سعد الأنصاري، وكان قد أدرَكَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابنُ خمسَ عشرةَ سنة
(2)
.
6583 -
حدثني محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثني مُصعَب بن عبد الله الزُّبَيري، حدثني أبي، عن قُدَامة بن إبراهيم بن محمد ابن حاطِبٍ قال: رأيت الحجَّاجَ بن يوسف يَضرِبُ عبّاس بنَ سهل بن سعد في إمْرَة ابن الزُّبير، فاطَّلَعَ سهلٌ وهو في إزارٍ ورداءٍ له أصفرَ، فلما أقبل أشارَ الحجَاجُ بالكَفِّ عن ابنه
(3)
.
(1)
إسناده صحيح. محمد بن الصباح: هو الجرجرائي.
وأخرج أحمد 37/ (22841) من طريق محمد بن مطرِّف، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد في حديث:"منبري على تُرعة من ترع الجنة"، فقال له أبو حازم: ما التُّرعة يا أبا العبّاس؟ قال: الباب. وإسناده صحيح.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرج نحوه الطبراني في "الكبير"(5655) من طريق الليث بن سعد، عن يونس بن يزيد، به.
وروي من غير هذا الوجه عن ابن شهاب الزهري عند الطبراني (5653) و (5654)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (54): أنَّ سهل بن سعد كان ابن خمس عشرة سنة يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(3)
إسناده حسن من أجل عبد الله بن مصعب الزبيري وقدامة بن إبراهيم.
وأخرجه ابن حبان (7287) عن أحمد بن علي بن المثنى أبي يعلى، عن مصعب بن عبد الله بن =
6584 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهدُ، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا إبراهيم بن حمزة الزُّبَيري، حدثني عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سَهْل بن سعد قال: أحدِّثُهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يقولون هكذا وهكذا، ولو قدمُتُّ ما سَمِعوا أحدًا يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
6585 -
أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا الحسن بن علي بن زياد، حدثنا إسحاق بن محمد الفَرْوي، حدثنا أبو مَودُود قال: رأيتُ سهل بن سعد ابيَضَّ لحيتُه، وقد حَفَّ شاربَه
(2)
.
6586 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا علي بن إبراهيم النَّسَوي، حدثنا أبو مُصعَب، حدثنا عبد المهيمن بن عبّاس بن سهل بن سعد، عن أبيه، عن جدِّه: أنه حَضَرَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يومَ أُحد
(3)
.
6587 -
أخبرنا محمد بن المؤمل، حدثنا الفضل بن محمد الشَّعْراني، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحِزَامي قال: مات سهل بن سعد الساعديُّ - يُكْنى أبا العبّاس - بالمدينة سنةَ إحدى وتسعين، وهو آخرُ مَن مات من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وهو ابنُ مئةِ سنة.
= مصعب، بهذا الإسناد. وذكر الحديث بتمامه، وفيه ذكر سهل: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى أن يُحسَن إلى مُحسِن الأنصار، ويُعفَى عن مُسيئهم.
(1)
إسناده حسن من أجل إبراهيم بن حمزة الزبيري.
(2)
إسناده فيه لِين من أجل إسحاق بن محمد الفروي. أبو مودود: هو عبد العزيز بن أبي سليمان المدني.
(3)
إسناده ضعيف لضعف عبد المهيمن بن عبّاس، وحديثه هذا منكر، فقد ثبت عن سهل بن سعد - كما سبق - أنه كان ابن خمس عشرة سنة عندما توفي النبي صلى الله عليه وسلم، ومن كان في سنِّه لا يشهد أُحدًا. أبو مصعب: هو أحمد بن أبي بكر الزهري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5717) عن عبدان بن أحمد، عن أبي مصعب، بهذا الإسناد.
ذكرُ عبد الله بن أبي حَدرَدٍ الأسلمي رضي الله عنه
-
6588 -
حدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مُصعَب بن عبد الله قال: مات عبدُ الله بن أبي حَدرَدٍ الأسلميُّ - ويُكنْى أبا محمد- سنةَ إحدى وسبعين، وهو ابنُ إحدى وثمانين سنةً، واسمُ أبي حدردٍ سَلَامةُ، وهو من بني رِفَاعةَ، بَطْن من أسلمَ.
ذكرُ أنس بن مالك الأنصاري رضي الله عنه
-
6589 -
أخبرني أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن أبي الوَزِير، حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا أَبي، عن مولًى لأنس بن مالك قال: قلت لأنس بن مالك: شهدت بدرًا؟ قال: لا أمَّ لك، وأين غُيِّبت عن بدر؟!
(1)
قال الأنصاري: خرج أنسٌ مع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حين تَوجَّهَ إلى بدرٍ وهو غلامٌ يَخدُم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو حاتم: فسأَلْنا الأنصاريَّ: كم كان سنُّ أنس بن مالك يومَ مات؟ فقال: مئةُ سنةٍ وسبعُ سنينَ.
6590 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين
(1)
رجاله لا بأس بهم غير مولى أنس فإنه مبهم لم نتبينه. محمد بن عبد الله الأنصاري: هو محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك.
عبد الله الأنصاري: هو محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 327 - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 9/ 361 - عن محمد بن عبد الله الأنصاري، به.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(29) - ومن طريقه ابن عساكر أيضًا- عن عمر بن شبة، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أبيه، عن ثمامة بن أنس قال: قيل لأنس
…
وذكره. ورواية عمر بن شبة هذه شاذة، خالف ابنَ سعد وأبا حاتم الرازي في تسمية الراوي عن أنس.
وقد ذكر الذهبي في "السير" 3/ 397 وابن حجر في "الإصابة" أنَّ أصحاب المغازي لم يعدُّوا أنسًا في البدريين لكونه حضرها صبيًّا ما، قاتل، إِنما بقي في رِحال الجيش.
ابن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر، حدثني ابن أبي ذِئْب، عن إسحاق بن يزيد قال: رأيتُ أنسَ بنَ مالك مختومًا في عُنقه خَتَمَه الحَجّاج، أراد أن يُذِلَّه بذلك
(1)
.
6591 -
أخبرني علي بن عبد الرحمن السَّبيعي، حدثنا الحسين بن الحَكَم الحِبَري، حدثنا أبو نُعَيم قال: تُوفِّي أنسُ بن مالك سنةَ ثلاثٍ وتسعين.
6592 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثني مُصعَب بن عبد الله الزُّبَيري قال: أنسَ بنُ مالك بن النَّضْر بن ضَمْضَم ابن زيد بن حَرَام بن جُندُب بن عامر بن غَنْم بن عَدِيّ بن النَّجّار، وأمُّه أمُّ سُلَيم بنتُ مِلْحانَ.
6593 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان العبَّاداني، حدثنا علي بن حَرْب المَوصِلي، حدثنا سفيان، عن الزُّهْري، عن أنس بن مالك قال: قَدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ وأنا ابنُ عَشْر، ومات وأنا ابنُ عشرين
(2)
.
6594 -
أخبرني أحمد بن سهل الفقيه بُبخارى، حدثنا قيس بن أُنُيف، حدثنا قُتَيبة بن سعيد، حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صُهَيب قال: دخلتُ أنا وثابتٌ البناني على أنس بن مالك، فقال ثابت: يا أبا حمزةَ
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف، تفرَّد به محمد بن عمر الواقدي وفيه كلام معروف عند أهل الصنعة، وإسحاق ابن يزيد -وهو الهذلي المدني- مجهول تفرَّد بالرواية عنه ابن أبي ذئب.
ورواه عن محمد بن عمر الواقدي أيضًا ابن سعد 5/ 340، ومن طريقه ابن عساكر 12/ 170.
(2)
إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه أحمد 19/ (12077) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2029)(125) من طرق عن سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه أحمد 20/ (12716)، والبخاري (5166) من طريق عقيل بن خالد، والبخاري (6238)، وابن حبان (5145) من طريق يونس بن يزيد كلاهما عن ابنِ شهاب الزهري، به.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل قيس بن أُنيف، فإنه صالح حسن الحديث، وقد توبع. =
6595 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيَدٍ
(1)
البَيرُوتي، حدثنا محمد بن شعيب بن شابُورَ، حدثني عُتْبة بن أبي حكيم، عن مَعبَد ابن هلال قال: كنا إذا أكثَرْنا على أنس بن مالك أخرَجَ إلينا مَجَالًّا عنده فقال: هذه سمعتُها من النبي صلى الله عليه وسلم، فكتبتُها وعرضتُها عليه
(2)
.
= فقد أخرجه الترمذي (973)، والنسائي (10794) عن قُتَيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5742) عن مسدَّد، عن عبد الوارث بن سعيد، به.
وتتمة الخبر في الرُّقية بأذهب البأس رب الناس. وانظر تمام تخريجه في "مسند أحمد" 20/ (12532).
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: يزيد.
(2)
إسناده ضعيف، عتبة بن أبي حكيم وسطٌ ليس بذاك القوي، وقد انفرد به واضطرب في تسمية شيخه، وأعلّه الذهبي في "تلخيص المستدرك" بعتبة هذا وقال: الحديث منكر، وقال في ترجمته من "ميزان الاعتدال" بعد أن ساقه: هذا بعيد عن الصحة.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تقييد العلم" ص 95 من طريق أبي علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك، عن العبّاس بن الوليد، عن محمد بن شعيب بن شابور، عن عتبة، حدثني هبيرة بن عبد الرحمن، عن أنس بن مالك. فسمى شيخه هبيرة بن عبد الرحمن، وهبيرة هذا مجهول الحال، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 240، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 110، وابن حبان في "الثقات" 5/ 511.
وأخرجه كذلك بذكر هبيرةَ الخطيبُ أيضًا من طريقين آخرين عن محمد بن شعيب بن شابور.
وأخرجه كذلك الطبراني في "مسند الشاميين"(751)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 22، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى"(757)، والخطيب ص 95 من طريق صدقة بن خالد، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(325)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 357، والخطيب ص 95 من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن عتبة، عن هبيرة بن عبد الرحمن.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3038) عن محمد بن شعيب ابن شابور وصدقة بن خالد، عن عتبة، عن يزيد بن أبان الرَّقاشي قال: كنا إذا أكثرنا على أنس
…
فسمي شيخه يزيد الرَّقاشي، وهو ضعيف.
قوله: "مجالًّا" كذا وقع في النسخ الخطية، والجادَّة: مجالَّ، غير مصروف، فإنه من صيغ منتهى =
6596 -
حدثني علي بن عيسى، حدثنا الحسين بن محمد بن زياد، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا جَرِير، عن سماك بن موسى قال: لمَّا دَخَلَ أنسٌ على الحَجّاج أَمَر بوَجْئ عُنقِه، ثم قال: يا أهل الشام، أتعرِفون هذا؟ هذا خادمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: تدرون لِمَ وَجَأْتُ عنقَه؟ قالوا: الأميرُ أعلم، قال: إنه كان بيِّنَ البلاءِ في الفتنة الأولى، غاشَّ الصدر في الفتنة الآخرة
(1)
.
قال جرير: فحدَّثَني محمدُ بن المغيرة قال: كان الحجَّاجُ يَطُوفُ به في العساكر، فكَتَبَ أنسٌ إلى عبد الملك: أرأيتُم لو أتاكم خادمُ موسى، أكنتم تُؤذونَه؟ فكتب عبدُ الملك إلى الحجَّاج: أنْ دَعْهُ فليَسكُن حيث شاء من البلاد، ولا تَعرِضْ له، وكتب إلى أنس: إنه ليس لأحدٍ عليك سلطانٌ دُوني
(2)
.
6597 -
أخبرني محمد بن يعقوب الحافظ، أخبرنا محمد بن إسحاق، حدثنا زياد ابن أيوب وأبو كُريب قالا: حدثنا أبو بكر بن عيّاش، عن الأعمش قال: كَتَبَ أَنسُ ابنُ مالك إلى عبد الملك بن مَرْوان: يا أميرَ المؤمنين، إني قد خَدَمتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرَ سنين، وإنَّ الحجّاج يَعُدُّني من حَوَكِةِ البصرة، فقال عبد الملك: اكتَبْ إلى الحجَّاج يا غلامُ، فكتب إليه: وَيلَكَ، قد خَشِيتُ أن لا يَصلُحَ على يدك أحدٌ، فإذا جاءَك
= الجموع. والمجَالُّ، قال ابن الأثير في "النهاية" (جلل) وذكر خبر أنس هذا: هي جمع مَجَلَّة، يعني: صحفًا، قيل: إنها معرَّبة من العبرانية، وقيل: هي عربية.
(1)
إسناده جيد، سماك بن موسى قال أبو زرعة الرازي كما في "الجرح والتعديل" 4/ 321: لا بأس به. ومن دونه ثقات. إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، وجرير: هو ابن عبد الحميد.
وأراد الحجاج بالفتنة الأولى: ما جرى بين علي بن أبي طالب ومعاوية من الخلاف، وبالفتنة الثانية: فتنة ابن الأشعث، والله تعالى أعلم. وانظر "سير أعلام النبلاء" 3/ 402.
(2)
محمد بن المغيرة هذا يغلب على ظننا أنه أبو علي البصري مولى الأُمويِّين، فهو في هذه الطبقة، وهذا مجهول، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 7/ 434، وخبره هذا معضل، فهو لم يدرك زمن الحجّاج.
كتابي هذا فقُمْ حتى تَعتِذرَ إلى أنس بن مالك
(1)
.
6598 -
أخبرنا الحسن بن يعقوب بن يوسف العَدْل، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا زيد بن الحُبَاب، حدثني ميمونٌ أبو عبد الله، حدثنا ثابتٌ البُناني قال: قال أنس: يا أبا محمد، خُذْ عنّى، فإني أخذتُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخَذَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل، فلن تأخُذَ عن أحدٍ أوثقَ مني
(2)
.
6599 -
حدثني علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا سليمان بن حَرْب، حدثنا حمّاد بن زيد، عن ابن عَوْن قال: كان أنسٌ قليلَ الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إذا حَدَّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أو كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
(3)
.
(1)
إسناده إلى الأعمش حسن من أجل أبي بكر بن عيّاش والأعمش لم يثبت له سماع من أنس ابن مالك.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 9/ 373 من طريق أبي صاعد، عن زياد بن أيوب وحده، بهذا الإسناد.
والحوكة: جمع حائك، وهو الذي ينسج الثياب، والحَوَكة جمع على غير القياس، وجمع حائك: حاكَةٌ.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة ميمون أبي عبد الله: وهو ميمون بن أبان البصري، وذكره ابن حبان في "ثقاته".
وأخرجه الترمذي (3831) عن إبراهيم بن يعقوب، عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب.
ورواه سعيد بن يعقوب الطالقاني عند أبي نعيم في "الحلية" 2/ 331 عن زيد بن الحباب، عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن ثابت. وجعفر بن سليمان صدوق، لكن هذه الرواية شاذَّة، فقد رواه كرواية إبراهيم بن يعقوب أبو عاصم النبيل عن ميمون بن أبان عن ثابت عند الرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(639).
(3)
خبر صحيح، رجاله ثقات إلّا أنَّ ابن عون -وهو عبد الله بن عون بن أرطبان- لم يدرك أنسًا، فيه بينهما محمد بن سِيرِين. =
6600 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السَّرِيّ بن خُزَيمة، حدثنا موسى ابن إسماعيل، حدثنا إسحاق بن عثمان قال: قلت لموسى بن أنس: كم غَزَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: غَزَا ثلاثًا وعشرين غَزْوةً، ثمانِ غَزَواتٍ يقيم فيها الأشهر. قلت: كم غزا أنسٌ مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ثمانِ غَزَوات
(1)
.
6601 -
حدثنا محمد بن صالح، حدثنا السَّرِيّ بن خُزَيمة، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حجَّاج، أخبرنا حُمَيد: أنَّ أنس بن مالك حدَّثَ بحديثٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل: أنت سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فغَضِبَ غضبًا شديدًا وقال: واللهِ ما كلُّ ما نحدِّثكم به سَمِعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن كان يُحدِّثُ بعضُنا بعضًا، ولا يَتَّهِمُ بعضُنا بعضًا
(2)
.
= فقد أخرجه أحمد 20/ (13124)، وابن ماجه (24) عن معاذ بن معاذ العنبري، وأحمد 21 / (13465) عن أبي قطن عمرو بن الهيثم، كلاهما عن عبد الله بن عون، عن محمد بنِ سِيرِين قال: كان أنس
…
وذكره.
وأخرج نحوه أحمد 21 / (13614) من طريق بشر بن المفضل، عن حميد الطويل، عن أنس.
(1)
إسناده صحيح، إلّا أنَّ قوله هنا:"ثلاثًا وعشرين غزوة" وهمٌ ممّن دون موسى بن إسماعيل التبوذكي، فقد رواه الإمام البخاري عنه بهذا الإسناد في "التاريخ الكبير" 1/ 398 فقال فيه: سبعًا وعشرين غزوة. وهذا هو المحفوظ.
فقد أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 641 من طريق أحمد بن حنبل، عن أبي سعيد مولى بني هاشم - وهو عبد الرحمن بن عبد الله البصري - عن إسحاق بن عثمان الكلابي، عن موسى ابن أنس؛ فقال فيه أيضًا: سبعًا وعشرين غزوة.
وهو الذي اتفق عليه أصحاب المغازي موسى بن عقبة وابن إسحاق والواقدي وغيرهم.
(2)
إسناده صحيح. حجاج: هو ابن حسان القيسي البصري، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 331، وابن أبي عاصم في "السنة"(816) و (817)، والطحاوي في "أحكام القرآن"(426) و (427)، والطبراني في "الكبير"(699)، والخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي والسامع"(100) من طرق عن حميد الطويل، به. والحديث الذي حدَّث به أنس هو حديث الشفاعة.
ذكرُ معرفة جماعة من الصحابة
وما انتَهى إلينا من مَناقبِهم تأخَّر ذِكرُهم عن المذكورِين ومعرفةِ ولادتِهم وأَوقاتِ وفاتهم رضي الله عنهم
فمنهم:
حَمَل بن مالك بن النَّابغة الهُذَلي
6602 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا موسى بن زكريا التُّستَري، حدثنا خَليفة بن خيَّاط العُصفُري قال: حَمَلُ بن مالك بن النَّابغة بن جابر بن عُبَيد ابن رَبِيعة بن كعب بن الحارث بن كَبِير بن هند بن طابِخةَ بن لِحْيان بن هذيل الهُذَلي، له دارٌ بالبصرة.
6603 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصَّنعاني بمكة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، عن ابن عُيَينة، أخبرني عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عبّاس قال: قام عمرُ على المِنبَر فقال: أُذكِّرُ امْرَأً سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى في الجَنِينَ، فقام حَمَلُ بن مالك بن النابغة الهُذَلي فقال: يا أميرَ المؤمنين، كنت بين جارتَينِ
(1)
-يعني ضَرَّتَين- فجَرَحَت- أو ضربَت - إحداهما الأخرى بعمودِ ظُلَّتِها، فقتلَتْها وقتلتْ ما في بطنها، فقَضَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الجَنِين بغُرَّةٍ: عبدٍ أو أمةٍ، فقال عمر: الله أكبر، لو لم نَسمَعْ بهذا قَضَينا
(2)
بغيرِه
(3)
.
(1)
هكذا في (ص) و (م)، وفي (ب): جاريتين.
(2)
في (ب): ما قضينا. وهو خطأ.
(3)
إسناده صحيح. إسحاق بن إبراهيم: هو الدَّبَري.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(18343)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(3482)، والدارقطني في "السنن"(3209)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2303).
وأخرجه الشافعي في "الأم" 7/ 264، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/ 114، و "معرفة السنن والآثار"(16333)، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه"(351) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. =
ذكرُ عَقِيل بن أبي طالب رضي الله عنه
-
وكان من حقِّ شَرَفه ونَسَبِه أن يُقرَّبَ ذِكرُه من إخوته وعَشيرته، وإنما تأخَّر لقِلَّة روايتِه وذكره في مسانيد الأئمَّة رضي الله عنهم.
6604 -
حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا الحسن بن علي بن نصر، حدثنا الزُّبير بن بكَّار قال: وَلَدَ أبو طالب عَقيلًا وجعفرًا وعليًا، كل واحد منهم أسَنُّ من صاحبه بعَشْر سنين على الوِلَاءِ.
6605 -
أخبرنا أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا موسى بن زكريا التُّستَري، حدثنا شَبَابٌ العُصفُري قال: أتَى عَقيلُ بن أبي طالبٍ الكوفةَ والبصرةَ والشامَ، ومات في خلافة معاوية.
6606 -
أخبرنا أبو محمد الحسنُ بن محمد بن يحيى بن الحسن ابنُ أخي أبي طاهرٍ العَقِيقيّ، حدثني جدِّي يحيى بن الحسن، حدثني عَبْد الله بن عُبيد الله الطَّلْحي، حدثنا أَبي، حدثني يحيى بن محمد بن عبَّاد بن هانئ الشَّجَري، عن محمد بن إسحاق، حدثني ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد بن جَبر أبي الحجَّاج: كان من نِعَمِ الله على عليِّ ابن أبي طالب ما صَنَعَ الله له وأرادَه به من الخير؛ أنَّ قريشًا أصابتهم أزمةٌ شديدةٌ، وكان أبو طالب في عِيالٍ كثير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعِّمه العبّاس، وكان من أيسَرِ بني هاشم:"يا أبا الفَضْل، إنَّ أخاك أبا طالبٍ كثيرُ العِيَال، وقد أصاب الناسَ ما تَرَى من هذه الأَزْمة، فانطَلِقْ بنا إليه نُخفِّفْ عنه من عيالِه، أَخُذُ من بَنيه رجلًا وتأخذُ أنت رجلًا، فنكفُلُهما عنه" فقال العبّاس: نعم، فانطَلَقا حتى أتَيا أبا طالبٍ فقالا: إنا نريدُ أن نُخفِّفَ عنك من عِيالِك حتى يَنكشِفَ عن الناس ما هم فيه، فقال لهما أبو طالب: إذا تركتُما لي عَقيلًا فاصنَعَا ما شئتُما، فَأَخَذَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا فضَمَّه إليه، وأَخَذَ العبّاس جعفرًا فضَمَّه إليه، فلم يَزَلْ عليٌّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بَعَثَه الله نبيًّا فَاتَّبَعَه
= وأخرجه بنحوه أحمد 5/ (3439) و 27 / (16729)، وأبو داود (4572)، وابن ماجه (2641)، والنسائي (6915)، وابن حبان (6021) من طريق أبن جريج، عن عمرو بن دينار، به.
وصَدَّقه، وأخذ العبّاس جعفرًا، ولم يَزَلْ جعفرٌ مع العباس حتى أسلمَ واستَغْنى عنه
(1)
.
6607 -
فحَدَّثَنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نُعَيم، حدثنا عيسى بن عبد الرحمن السُّلَمي، عن أبي إسحاق: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعَقِيل بن أبي طالب: "يا أبا يزيدَ، إني أُحبُّك حُبَّين: حبًّا لقَرابَتِك منّي، وحبًا لما كنتُ أعلمُ من حبِّ عمِّي إِيَّاكَ"
(2)
.
6608 -
حدَّثَناه أبو بكر محمد بن عبد الله الجرَّاحي بمَرْوِ، حدثنا يحيى بن ساسَوَيهِ، حدثنا محمد بن علي، حدثنا إبراهيم بن رُستُم، حدثنا أبو حمزة، عن يزيد، عن عبد الرحمن بن سابِطٍ، عن حُذَيفة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعَقيلٍ: "إني لأحبُّكَ يا عَقيلُ حُبَّينِ: حبًّا لك، وحبًّا لحبِّ أبي طالب إيَاكَ"
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف يحيى بن محمد بن عباد الشجري ومَن دونه؛ إلَّا أنهم توبعوا عن محمد بن إسحاق صاحب السيرة، لكن تبقى علَّة الخبر إرساله، فإنَّ مجاهد بن جبر تابعي ولم يبيّن ممن سمع هذا الخبر.
فقد رواه كرواية المصنف الطبري في "تاريخه" 2/ 313 عن محمد بن حميد الرازي، عن سلمة ابن الفضل، عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 2/ 161 - 162 من طريق عمار بن الحسن، عن سلمة بن الفضل، به مختصرًا دون قصة جعفر وعقيل.
ورواه بتمامه أيضًا زياد البكّائي عن ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 1/ 246.
(2)
إسناده ضعيف لإرساله، فأبو إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- من الطبقة الوسطى من التابعين. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكَين، وعلي بن عبد العزيز: هو أبو الحسن البغوي.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(1864) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 41/ 18 - والطبراني في "الكبير" 17/ (510) عن علي بن عبد العزيز البغوي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 4/ 40 عن الفضل بن دُكَين أبي نعيم، به.
وانظر ما بعده.
(3)
إسناده ضعيف مضطرب، يزيد إن كان محفوظًا هنا هو ابن أبي زياد الهاشمي مولاهم، وهو =
بيانُ هذين الحديثين في الحديث الذي:
6609 -
حدَّثَناهُ أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد، حدثنا محمد بن عثمان ابن أبي شَيْبة، حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا يونس بن أرقَمَ، حدثنا هارون بن سعد، عن زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدِّه قال: أَشْرَفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيتٍ ومعه عمَّاهُ العبّاس وحمزةُ، وعليٌّ وجعفرٌ وعَقيلٌ هم في أرضٍ يعملون فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعمَّيهِ: "اختارا مِن هؤلاء"، فقال أحدهما: اخترتُ جعفرًا، وقال الآخر: اخترتُ عَقِيلًا
(1)
، فقال: "خيَّرتُكُما فاختَرتُما، فاختارَ الله لي عليًّا
(2)
.
6610 -
حدثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا أبو المثنَّى معاذ بن المثنَّى العَنبَري، حدثنا إبراهيم بن أبي سُوَيد، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا طَلْحة بن يحيى، عن موسى بن طَلحة، أخبرني عَقِيل بن أبي طالب قال: جاءت قريشٌ إلى أبي طالب فقالوا: إنَّ ابنَ أخيك يُؤذينا في نادِينا وفي مَجلِسِنا، فانهَهُ عن أَذانا، فقال لي: يا عَقيلُ،
= ضعيف رديء الحفظ، وقد رواه إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي عند ابن عساكر عن علي بن الحسن عن إبراهيم بن رستم عن أبي حمزة - وهو محمد بن ميمون السكري- عن جابر بن يزيد الجعفي عن عبد الرحمن بن سابط مرسلًا لم يذكر فيه حذيفة. وجابر الجعفي أشد ضعفًا من يزيد بن أبي زياد.
محمد بن علي في إسناد المصنف: هو محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، كذا وقع مسمًّى في روايةٍ له عن إبراهيم بن رستم عند ابن عساكر 32/ 425، وعليه فإنه يغلب على ظننا أنَّ علي بن الحسن المذكور في الإسناد في خبر عبد الرحمن بن سابط قد سقط منه "محمد بن"، والله أعلم.
(1)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: عليًا، والتصويب من النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان.
(2)
منكر وإسناده ضعيف، محمد بن عثمان بن أبي شيبة فيه مقال وبعضهم اتهمه بالكذب، ويونس بن أرقم قال فيه ابن خِراش: ليّن الحديث، وقال البزار في "مسنده" (507): كان صدوقًا فيه شيعية شديدة، وذكره في "ثقاته".
عبيد الله بن عمر: هو القواريري. ولم نقف على هذا الحديث عند غير المصنف.
ائتِ محمدًا، قال: فانطلقتُ إليه فأخرجتُه من حِفْش
(1)
- قال طلحة: بيتٌ صغيرٌ - فجاء في الظُّهر من شدّة الحرِّ، فجعل يطلب الفَيْءَ يمشي فيه من شدّة حرِّ الرَّمْضاء، فأتيناهم، فقال أبو طالب: إِنَّ بَنِي عمّك زعموا أنك تُؤْذيهم في نادِيهِم وفي مَجلسِهم، فانْتَهِ عن ذلك، فحَلَّقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ببصره إلى السماء، فقال:"ما تَرَونَ هذه الشمسَ؟ " قالوا: نعم، قال:"ما أنا بأقدَرَ على أنْ أدَعَ ذلك منكم على أنْ تُشعِلوا منها شُعْلةً"، فقال أبو طالب: ما كَذَبَنا ابن أخي قطُّ، فارجِعُوا
(2)
.
6611 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا أبو عُلَاثة، حدثنا أَبي، حدثنا زُهير، حدثنا الحسن بن دينار، عن الحسن قال: قَدِمَ علينا عَقِيلُ بن أبي طالب، فتزوج امرأةٌ من جُشَم
(3)
بن سعد، فَدَخَلَ بها ثم خَرَجَ، فقالوا له: بالرِّفَاءِ والبَنينَ، فقال: لا تقولوا هذا، فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نَهَى أن نقول: بالرِّفاءِ والبَنِينَ
(4)
[وأَمَرنا أن
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: حلس، ولا يتوافق وتفسير طلحة له، والصواب ما أثبتنا كما في "دلائل النبوة" للبيهقي. والحِفْش: البيت الصغير. وعند الطبراني من كِبْس، وهو البيت الصغير أيضًا.
(2)
إسناده حسن من أجل طلحة بن يحيى: وهو ابن طلحة بن عبيد الله ابنُ أخي موسى بن طلحة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17 / (511) عن معاذ بن المثنى، بهذا الإسناد.
وهو عنده أيضًا من طريق محمد بن عيسى الطباع، عن عبد الواحد بن زياد، به.
وأخرجه البزار (2170)، وأبو يعلى (6804)، والطبراني 17/ (511)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 186 - 187 من طريق يونس بن بكير، عن طلحة بن يحيى، به.
النادي: مكان اجتماع القوم.
(3)
في (ب): من بني جشم.
(4)
من قوله: "فقال: لا تقولوا" إلى هنا سقط من (ص) و (ب)، وأثبتناه من (م). وما بعده بين معقوفين سقط من النسخ، واستدركناه من "معجم الطبراني الكبير" 17 / (515) حيث رواه عن أبي علاثة - وهو محمد بن عمرو بن خالد الحراني - بإسناده ومتنه. وهو كذلك في رواية شيبان بن عبد الرحمن عن الحسن بن دينار عند ابن عساكر 41/ 5.
نقول]: "بارَكَ اللهُ لك، وبارَكَ عليك"
(1)
.
ذكر معقل بن يَسَار المُزني رضي الله عنه
-
6612 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خَليفة ابن خيَّاط
(2)
قال: مَعقِلُ بن يَسَار بن عبد الله بن حَرَاق بن لَأْي بن كعب بن هُذْمة بن لاطِم بن عثمان بن عَمرو بن أُدِّ بن طابِخَة، يُكنَى أبا عليٍّ، وله خِطَّة بالبَصْرة، مات مَعقِلُ بن يَسَار في إمْرةِ ابن زيادٍ سنة ثمان وخمسين.
6613 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ حدثنا أحمد بن سَلَمة والحسين ابن محمد بن زياد قالا: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحَنظَلي، أخبرنا حمزة بن عُمَير، حدثنا أيوب بن إبراهيم أبو يحيى المعلِّم، حدثنا إبراهيم بن ميمونٍ الصائغ، عن أبي خالد محمد بن خالد الضَّبِّي، عن أبي داود، عن مَعقِل بن يسار المُزَني قال: أمَرَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن أقضِيَ بين قَوْمي، فقلت: ما أُحسِنُ القضاءَ، قال:"افصِلْ بينَهم"، فقلت: ما أُحسِنُ الفَصْل، فقال: "اقضِ بينَهم، فإنَّ الله تبارك
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحسن بن دينار، لكنه متابع، والحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- لم يسمع من عقيل، لكنه متابع أيضًا.
فقد أخرجه أحمد (3 (1739) من طريق يونس بن عبيد وابن ماجه (1906)، والنسائي (10020) من طريق أشعث بن عبد الملك الحرّاني كلاهما عن الحسن البصري.
وأخرجه أحمد (1738) من طريق سالم بن عبد الله الجزري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: تزوج عقيل
…
وذكره. وعبد الله بن محمد بن عقيل يعتبر به في المتابعات والشواهد، إلَّا أنه لم يدرك جدَّه عقيلًا ولم يسمع منه.
وفي الباب عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفَّأَ إنسانًا قال: "بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما على خير"، أخرجه أحمد 14 / (8956)، وأبو داود (2130)، وابن ماجه (1905)، والترمذي (1091)، والنسائي (10017)، وغيرهم. وإسناده قوي.
والرِّفاء، بالكسر: الالتئام والاتفاق.
(2)
في "طبقاته" ص 37، وزاد فيها بين عبد الله وحراق: مُعبِّرًا، وبين كعب وهُذمة: عبدَ ابنَ ثور.
وتعالى مع القاضي ما لم يَحِفْ عَمْدًا"
(1)
.
6614 -
حدثنا أبو النَّضْر الفقيه، حدثنا عثمانُ بن سعيد الدارمي وعليُّ بن عبد العزيز، قالا: حدثنا عبد الله بن رَجَاءٍ، أخبرنا عمرانُ القَطَّان، عن عبيد الله بن مَعقِل بن يَسَار المُزَني، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعْمَلُوا بكتابِ الله ولا تُكذِّبوا بشيءٍ منه، فما اشتَبَهَ عليكم منه، فاسأَلوا عنه أهلَ العِلْم يُخبروكم، وآمِنوا بالتوراة والإنجيل، وآمنوا بالفُرْقان فإنَّ فيه البيانَ، وهو الشافعُ وهو المُشفَّعُ، والماحِلُ والمصدَّقُ"
(2)
.
6615 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الإمامُ وعلي بن حَمْشَاذَ العَدْل قالا: أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا حجَّاج بن مِنْهال، حدثنا حمّاد بن سَلَمة، حدثنا أبو عِمران الجَوْني، عن علقمة بن عبد الله المُزَنِي، عن معقل بن يسار: أَنَّ عمر بن الخطَّاب شاوَرَ الهُرمُزانَ في أصبهانَ وفارسَ وأَذرِبَيجانَ، فقال: يا أمير المؤمنين، أصبهانُ الرأسَ
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا، وأبو داود - وهو نفيع بن الحارث الأعمى - متروك الحديث، وكذّبه يحيى بن معين.
وأخرجه أحمد 33/ (20305) من طريق زيد بن أبي أُنيسة، عن أبي داود نفيع بن الحارث، به.
وفي الباب عن عبد الله بن أبي أَوفى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الله مع القاضي ما لم يَجُرْ، فإذا جار تبرَّأَ الله منه". وسيأتي عند المصنف برقم (7202)، وإسناده حسن.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة عبيد الله بن معقل بن يَسَار، فلم نقف له على ترجمة أو ذكرٍ في غير هذا الحديث، والراوي عنه عمران بن داور القطان ليس بذاك القوي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20 / (512) عن علي بن عبد العزيز وحده، بهذا الإسناد.
وقد سلف نحوه ضمن حديث أبي المليح عن معقل بن يَسَار برقم (2114)، وإسناده ضعيف جدًّا.
(3)
إسناده صحيح. وقد سلف بأطول ممّا هنا برقم (5362) عن علي بن حمشاذ وحده.
ذكرُ عبد الله بن مُغَفَّل المُزَنِي رضي الله عنه
-
6616 -
أخبرني أبو محمد أحمد بن عبد الله بن بِشْر بن مُغفّل بن حسّان بن عبد الله بن مغفَّل المُزَني، أخبرنا أبو خَلِيفة، حدثنا محمد بن سلَّام الجُمَحي، حدثنا أبو عُبيدة مَعمَر بن المثنَّى قال: عبدُ الله بن مغفَّل بن عبدِ نُهم بن عَفِيف بن سُحَيم بن رَبيعة بن عَدِيّ بن ثَعلَبة بن ذُؤَيب بن سعد بن عثمان بن عمرو بن أُدِّ بن طابِخةَ.
6617 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خليفة ابن خيَّاط قال: وعبد الله بن مُغفَّل المُزَنِي، يُكنى أبا سعيد. وذَكَرَ هذا النسبَ وزاد فيه: وأمُّه العَبْلة بنت معاوية بن معاوية
(1)
من مُزينة، وله دارٌ بالبصرة بحَضْرة الجامع.
6618 -
أخبرني إبراهيم بن إسماعيل القاضي، حدثنا عثمان بن سعيد الدارِمي، حدثنا مُسلم بن إبراهيم، حدثنا صدقة بن موسى، حدثنا سعيد الجُرَيري، عن عبد الله ابن بُريدة، عن عبد الله بن مُغفَّل قال: إذا أنا مِتُّ فاجعَلُوا في آخر غُسْلي كافُورًا، وكَفِّنوني في بُردَينِ وقميصٍ، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم فَعِلَ به ذلك
(2)
.
ذكرُ كعب ويُجَير ابنَيْ زهير رضي الله عنهما
6619 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: وكعب بن زُهَير ويُجَير بن زُهير
(1)
في النسخ الخطية: معاوية بن قرة، والظاهر أنه سبق قلم، والمثبت من "طبقات خليفة" ص 37 و 176.
(2)
إسناده ضعيف لضعف صدقة بن موسى.
وأخرجه أبو سليمان الرَّبَعي في "وصايا العلماء عند حضور الموت" ص 78 عن أبي جعفر الوراق، عن مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي، بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 24 ونسبه إلى الطبراني في "الكبير"، وقال: فيه صدقة ابن موسى، وفيه كلام.
وهذا الحديث منكر لمخالفته حديث عائشة عند البخاري (1271) ومسلم (941) قالت: كُفِّن النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثوابٍ بيضٍ ليس فيها قميص ولا عِمامة.
ابنِ أبي سُلْمى - واسم أبي سُلْمى رَبِيعةُ - بن رِيَاح بن قُرْط بن الحارث بن مازِن
(1)
ابن خَلَاوة بن ثَعلَبة بن ثَوْر بن هُذْمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أُدِّ بن طابِخةَ، وَفَدا على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلَما وصَحِبَاه.
6620 -
أخبرني أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن محمَّد بن عُبيد بن عبد الملك الأَسَديُّ بهَمَذانَ، حدثنا إبراهيم بن الحُسين بن دِيزِيلَ، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحِزَامي، حدثني الحَجَّاج بن ذي الرُّقَيبة بن عبد الرحمن ابن كعب بن زُهَير بن أبي سُلْمى المُزَني، عن أبيه، عن جدِّه قال: خرج كعبٌ وبُجَيرٌ ابنا زهير حتى أتَيا أَبرَقَ العَزَّافِ، فقال بُجَير لكعب: اثبُتْ في عَجَل
(2)
هذا المكان حتى آتيَ هذا الرجلَ - يعني رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فَأَسْمَعَ ما يقول، فَثَبَتَ كعبٌ وخرج بُجَير فجاء رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلامَ، فأسلمَ، فبلغ ذلك كعبًا، فقال:
ألَا أبلِغا عني بُجيرًا رسالةً
…
على أيِّ شيءٍ وَيْبَ غَيرِك دَلَّكَا
على خُلُقٍ لم تُلفِ أمًّا ولا أبًا
…
عليهِ ولم تُدرِكُ عليه أخًا لَكَا
سَقَاكَ أبو بكرٍ بكأسٍ رَوِيَّةٍ
…
وأَنْهَلَكَ المأمونُ منها وعَلَّكَا
فلما بلغ الأبياتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أهدَرَ دمَه، فقال:"مَن لقيَ كعبًا فليَقتُلْه". فكتَبَ بذلك يُجَيرٌ إلى أخيه يَذكُر له أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهدَرَ دَمَه، ويقول له: النَّجَاءَ، وما
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى قتادة، والتصويب من مصادر ترجمتيهما من كتب الصحابة والمشتبِه.
(2)
كذا في رواية المصنف وعنه البيهقي في "الدلائل" 5/ 207، والعَجَل: الطّين والحَمْأة، ولعلها كانت صفة الأرض، فإنَّ أبرق العزّاف ماءٌ بين المدينة والرَّبَذة على عشرين ميلًا منها به آبار غليظة الماء كما في "وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى" للسمهودي 4/ 6، والأبرق في اللغة: الموضع المرتفع ذو الحجارة والرمل والطين.
وفي رواية ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2706): اثبت في غنمنا في هذا المكان.
أُراك تَنفلِتُ، ثم كتب إليه بعد ذلك: اعلَمْ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتيه أحدٌ يَشْهَدُ أن لا إله إلَّا الله، وأن محمدًا رسول الله، إلَّا قَبلَ ذلك وأسقَطَ ما كان قبلَ ذلك، فإذا جاءك كتابي هذا فأسلمْ وأَقبِلْ.
فأسلَمَ كعبٌ، وقال القصيدةَ التي يَمدَحُ فيها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، ثم أقَبَل حتى أناخ راحلتَه بباب مسجدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم دخل المسجدَ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه مكانَ المائدةِ من القوم، مُتحلِّقون معه حَلْقةً دونَ حَلْقَةٍ، يلتفتُ إلى هؤلاء مرةً فيحدِّثُهم، وإلى هؤلاء مرةً فيحدِّثُهم، قال كعب: فأنَحْتُ راحِلَتي بباب المسجد، فعَرَفتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بالصِّفَة، فتخطَّيتُ حتى جلستُ إليه فأسلمتُ، فقلت: أشهدُ أن لا إله إلَّا الله وأنك رسولُ الله، الأمانَ يا رسول الله، قال:"ومَن أنتَ؟ " قلت: أنا كعبُ بن زُهَير، قال:"الذي يقولُ"، ثم الْتفَتَ إلى أبي بكر فقال:"كيف قالَ يا أبا بكرٍ؟ " فأنشَدَه أبو بكر:
سَقَاكَ أبو بكرٍ بكأسٍ رَوِيَّةٍ
…
وأَنْهَلَكَ المأمونُ منها وعَلَّكَا
قال: يا رسول الله، ما قلتُ، هكذا، قال: و"كيف قلت؟ " قال: إنما قلتُ:
سَقَاَك أبو بكرٍ بكأسٍ رَوِيَّةٍ
…
وأَنْهَلَكَ المأمورُ منها وعَلَّكَا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مأمورٌ واللهِ". ثم أنشَدَه القصيدة كلَّها حتى أَتى على آخرِها.
وأمْلاها عليَّ الحجّاجُ بن ذي الرُّقَيبة حتى أتى على آخرها؛ وهي هذه القصيدةُ:
بانَتْ سُعادُ فقلبي اليومَ مَتْبولُ
…
متيَّمٌ عندَها لم يُفدَ مَغلولُ
وما سعادُ غَدَاةَ البَيْنِ إِذْ ظَعَنوا
…
إِلَّا أَغَنُّ غَضِيضُ الطَّرْفِ مكحولُ
تَجْلُو عَوارِضَ ذِي ظُلْمٍ إِذا ابْتَسمَتْ
…
كأَنها مُنهَلٌ بالكأسِ معلولُ
سَحَّ السُّقاةُ عليها ماءَ مَحنِيةٍ
…
من ماءِ أبطَحَ أَمْسَى وهُوَ مشمولُ
تَنفي الرياحُ القَذَى عنه وأفرَطَهُ
…
من صَوْبِ غادَيةٍ بِيضٌ يَعاليلُ
سَقْيًا لها خُلَّةً لو أنها صَدَقَت
…
مَوعودَها ولَوِ انَّ النُّصح مقبولُ
لكنَّها خُلّةٌ قد سِيطَ من دمِها
…
فَجْعٌ ووَلْعٌ وإخلافٌ وتبديلُ
فما تدومُ على حالٍ تكونُ بها
…
كما تلوَّنُ في أثوابها الغُولُ
فلا تَمسَّكُ بالوَصل الذي زَعَمَت
…
إلّا كما يُمِسكُ الماءَ الغَرابيلُ
كانت مَواعيدُ عُرقُوبٍ لها مَثَلًا
…
وما مواعيدُها إلَّا الأباطيلُ
فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّت وما وَعَدَت
…
إنَّ الأمانيَّ والأحلامَ تضليلُ
أمسَتْ سعادُ بأرضٍ ما يُبلِّغُها
…
إلّا العِتاقُ النَّجيباتُ المَراسيلُ
ولنْ يُبلِّغَها إلَّا عُذافِرةٌ
…
فيها على الأَيْنِ إرقالٌ وتَبْغيلُ
مِن كل نصَّاحَةِ الذِّفْرَى إِذا عَرِقَت
…
عُرضَتها طامسُ الأعلامِ مجهولُ
يَمشي القُرَادُ عليها ثمَّ يُزلِقُهُ
…
عنها اللَّبَانُ وأقرابٌ زَهاليلُ
عَيْرانةٌ قُذِفَت بِالنَّحْضِ عن عُرضٍ
…
ومِرفَقٌ عن ضُلوعِ الزَّوْرِ
(1)
مفتولُ
كأنما فاتَ عينَيها ومَذبَحَها
…
من خَطْمِها ومن اللَّحْيينِ بِرطِيلُ
تُمِرُّ مِثلَ عَسِيبِ النَّخل ذا خُصَلٍ
…
في غارِزٍ لم تَخَوَّنهُ الأَحاليلُ
قنْواءُ في حُرَّتَيها للبَصيرِ بها
…
عِتقٌ مُبِينٌ وفي الخدَّينِ تسهيلُ
تَخْذي على يَسَراتٍ وَهْيَ لاهِيَةٌ
…
ذَوابِلُ وَقْعُهُنَّ الأرضَ تحليلُ
حَرْفٌ أبُوها أخُوها من مُهجَّنةٍ
…
وعمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْليلُ
سُمْرُ العُجَايَاتِ يَترُكنَ الحَصَا زِيَمًا
…
ما إنْ يَقِيهِنَّ حَدَّ الأُكمِ تنعيلُ
يومًا تَظَلُّ حِدَابُ الأَرضِ يَرفَعُها
…
من اللوامِعِ تخليطٌ وتَزْيلُ
(1)
تحرَّف في (ص) و (م) إلى الدور، والمثبت من (ب)، وهو الصواب.
والزَّور: أعلى الصدر، وقيل: وسطه. انظر "شرح قصيدة بانت سعاد" لابن هشام النحوي ص 246 بتحقيق عبد الله الطويل.
كأَنَّ
(1)
أَوْبَ يَدَيها بعدما نَجِدَت
…
وقد تَلَفَّعَ بالقُورِ العَساقيلُ
أَوْبُ يَدَيْ ثاكِلٍ شَمْطَاءَ مُعْوِلةٍ
…
قامت تُجاوِبُها شُمْطٌ مَثَاكِيلُ
نوَّاحةٌ رِخْوةُ الصَّبْعَينِ ليس لها
…
لمَّا نَعَى بِكْرَها النَّاعُونَ معقولُ
تَسعَى الغُوَاةُ بِدَفَّيها وقِيلُهُمُ
…
بأنَّكَ ابنَ أبي سُلْمى لمقتولُ
خَلُّوا طَريقَ يَدَيها لا أبالكمُ
…
فكلُّ ما قَدَّرَ الرحمنُ مفعولُ
كلُّ ابنِ أُنثى وإن طالتْ سَلَامتُهُ
…
يومًا على آلةٍ حَدْباءَ محمولُ
أُنبِئتُ أنَّ رسولَ الله أوعَدَني
…
والعفوُ عند رسولِ الله مأمولُ
فقد أَتيتُ رسولَ الله معتذرًا
…
والعُذُر عند رسولِ الله مقبولُ
مَهلًا رسولَ الذي أعطاك نافلةَ الـ
…
ـقُرآنِ فيه مواعيظٌ وتفصيلُ
لا تأخُذَنِّي بأقوالِ الوُشَاةِ ولمْ
…
أُجرِم ولو كَثرَت عنّي الأقاويلُ
لقد أقومُ مَقامًا لو يقومُ لهُ
…
أَرى وأَسمعُ مالو يسمعُ الفِيلُ
لظَّلَّ يُرعِدُ إلّا أن يكونَ لهُ
…
عند الرسولِ بإذنِ الله تنويلُ
حتى وَضَعتُ يميني لا أُنزِعُهُ
…
في كفِّ ذي نَقِماتٍ قولُه القِيلُ
فكان أخوَفَ عندي إذْ أُكلِّمُهُ
…
إذقيلَ إنّك منسوبٌ ومسؤولُ
مِن خادِرٍ شَبِكِ الأنيابِ طاعَ لَهُ
…
ببَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غِيلُ
يَعْدُو فيَلحَمُ ضِرغامَينِ عندَهما
(2)
…
لحمٌ من القومِ منثورٌ خَرَاديلُ
منه تَظَلُّ حَميرُ الوَحْشِ ضامِرةً
(3)
…
ولا تُمشِّي بِوادِيهِ الأَراجيلُ
(1)
تحرَّف في (ص) و (م) إلى: كل، والمثبت من (ب)، وهو الصواب. وهو الموافق لما عند ابن هشام ص 259.
(2)
كذا في نسخنا الخطية: عندهما، وعند ابن هشام: عَيشُهما. أي: قُوتُهما. والخراديل: القِطَع.
(3)
وضع فوق الراء منها في (ص) علامة إهمال، يريد أنها راءٌ، والمعنى: أنها ضامرة البطون من الجوع. وعند ابن هشام: ضامزة، بالزاي، أي: ساكتة ساكنة. والأراجيل: جمع أَرجال، =
ولا يَزالُ بِواديهِ أخو ثِقَةٍ
…
مُطرَّحُ البَزِّ والدِّرْسانِ مأكولُ
إنَّ الرسولَ لنورٌ يُستضاءُ بهِ
…
وصارمٌ من سيوفِ الله مسلولُ
في فِتْيةٍ من قريشٍ قال قائلُهمْ
…
ببَطنِ مكةَ لمَّا أسلَموا زُولُوا
زالُوا فما زالَ أَنكاسٌ ولا كُشُفٌ
…
عند اللِّقاءِ ولا مِيلٌ مَعَازيلُ
شُمُّ العَرَانِينِ أبطالٌ لِباسهمُ
…
من نَسْجِ داودَ في الهَيْجا سَرابيلُ
بِيضٌ سَوابغُ قد شُكَّتْ لها حَلَقٌ
…
كأنها حَلَقُ القَفْعاء مجدولُ
يَمشُون مَشْيَ الجِمالِ البُزْلِ يَعصِمُهُمْ
…
ضَرْبٌ إِذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنابيلُ
لا يَفرَحُون إذا نالَت
(1)
رِماحُهمُ
…
قومًا وليسوا مَجازيعًا إذا نِيلُوا
ما يَقَعُ الطَّعَنُ إلَّا في نُحورِهُم
…
وما لهمْ عن حِيَاضِ الموتِ تَهليلُ
(2)
= وأرجال: جمع رَجْل، ورَجُل: اسم جَمْع راجِلٍ، وهو الذي يمشي على رجليه.
(1)
تحرَّف في النسخة الخطية إلى: زالت، والتصويب من "السيرة "لابن هشام 2/ 513، و"جمهرة أشعار العرب" لأبي زيد القرشي ص 641.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة الحجاج بن ذي الرقيبة وأبيه وجدّه، لكن شهرة هذه القصة والقصيدة عند أهل السير والمغازي تغني عن تطلُّب الإسناد لها، والله تعالى أعلم. وشيخ المصنف وإن كان فيه ضعف متابَعٌ.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 243 - 244، و "الدلائل" 5/ 207 - 209 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. مختصرًا ولم يسقه بتمامه.
والخبر بطوله في "جزء ابن ديزيل" برواية أبي الحسن أحمد بن نيخاب الطيبي عنه برقم (15). وأخرجه مختصرًا ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2706)، وابن منده في "معرفة الصحابة" ص 292، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1249) و (5833) من طرق عن إبراهيم بن المنذر الحِزَامي، به.
وذكر القصة بنحوها مع القصيدة محمد بن إسحاق كما سيأتي لاحقًا عند المصنف، وفيه ما يشعر أنه رواها عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري مرسلًا. وعاصم هذا ثقة عالم عارف بالمغازي، وكان ابن إسحاق يعتمد عليه كثيرًا في "مغازيه". =
6621 -
وحدَّثَنا القاضي، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا إبراهيم بن المنذِر، حدثني مَعْن بن عيسى، حدثني محمد بن عبد الرحمن الأوقَصُ، عن ابن جُدْعانَ قال: أنشَدَ كعبُ بن زهير بن أبي سُلْمى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في المسجد:
بانَتْ سعادُ فقَلْبي اليومَ متبولُ
…
مُتيَّمٌ عندَها لم يُفدِ مغلولُ
(1)
6622 -
وحدثنا القاضي، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا إبراهيم بن المنذِر، حدثني محمد بن فُلَيح، عن موسى بن عُقْبةً قال: أنشَدَ النبي صلى الله عليه وسلم كعبُ بنُ زهير بانَتْ سعادُ في مسجده بالمدينة، فلما بلغ قولَه:
إنَّ الرسول لَسيفٌ يُستضاءُ بهِ
…
وصارمٌ من سيوف الله مسلولُ
في فِتْيةٍ من قُريشٍ قال قائلُهمْ
…
ببَطْنِ مكَّةَ لمَّا أسلَموا زُولُوا
أشار رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بكُمِّه إلى الخَلْق ليَسمَعوا منه
(2)
.
قال: وقد كان بُجَير بن زهير كَتَبَ إلى أخيه كعبِ بن زهير بن أبي سُلْمَى يخوِّفُه ويدعوه إلى الإسلام، وقال فيها أبياتًا:
مَن مُبلغٌ كعبًا فهلْ لك في الَّتي
…
تَلُومُ عليها باطلًا وهْيَ أحزَمُ
إلى الله لا العُزَّى ولا اللَّاتِ وَحْدَهُ
…
فَتَنجُو إذا كان النَّجِاءُ وتَسلَمُ
= وكذا ذكرها موسى بن عقبة الإمام الثقة -كما سيأتي لاحقًا- وكان بصيرًا بالمغازي والسيرة النبوية، وهو أول من صنف في ذلك.
(1)
إسناده ضعيف لضعف ابن جُدعان: وهو علي بن زيد بن عبد الله بن جدعان، وروايته هذه مرسلة، ومحمد بن عبد الرحمن الأوقص فيه ضعف أيضًا، وكذا شيخ المصنف عبد الرحمن ابن الحسن القاضي إلَّا أنه قد توبع.
فقد أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(634) عن أحمد بن محمد القرشي، عن إبراهيم بن المنذر، بهذا الإسناد. وقال فيه: في المسجد الحرام!
(2)
من فوق شيخ المصنف لا بأس بهم.
وأخرجه إلى هنا عن أبي عبد الله الحاكم البيهقي في "السنن" 10/ 244، وفي "الدلائل" 5/ 211.
لَدَى يوم لا يَنجُو وليس بمُفلِتٍ
…
منَ النارِ إلَّا طاهرُ القلبِ مُسلِمُ
فدِينُ زُهيرٍ وهُوَ لا شيءَ باطلٌ
…
ودِينُ أبي سُلْمى عليَّ مَحرَّمُ
هذا حديثٌ له أسانيد قد جَمَعَها إبراهيم بن المنذر الحِزَامي.
فأمَّا حديثُ محمد بن فُلَيح عن موسى بن عُقْبة وحديثُ الحجَّاج بن ذي الرُّقَيبة، فإنهما صحيحان، وقد ذَكَره محمدُ بن إسحاق القُرَشي في "المغازي" مختصرًا:
6623 -
كما حدَّثَناه أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بُكَير، عن ابن إسحاق (ح)
وأخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الفقيهُ وعلي بن الفضل بن محمد بن عَقِيل الخُزَاعي
(1)
- واللفظُ لهما - قالا: أخبرنا أبو شعيب الحرَّاني، حدثنا أبو جعفر النُّفَيلي، حدثنا محمد بن سَلَمة، عن محمد بن إسحاق قال: لمّا قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ مُنصَرَفَه من الطائف، وكَتَبَ بُجَيرُ بن زهير بن أبي سُلْمى إلى أخيه كعب ابن زهير بن أبي سُلمى يخبرُه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَتَل رجلًا بمكة ممَّن كان يَهجُوه ويُؤذيه، وأنه بَقِيَ من شُعراء قريشٍ ابنُ الزِّبَعرَى وهُبَيرة بن أبي وهب قد هربوا في كل وجهٍ، فإن كانت لك في نفسِك حاجةٌ فطِرْ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يَقتُلُ أحدًا جاءَ تائبًا، وإن أنت لم تَفعْل فانْجُ بنفسِك إلى نَجَايتِك.
وقد كان كعبٌ قال أبياتًا نالَ فيها من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رُوِيَت عنه وعُرِفَت، وكان الذي قال:
ألَا إيلِغا عني بُجَيرًا رسالةً
…
وهلْ لك فيما قُلتَ وَيلك هلْ لَكَا
فخبَّرتَني إن كنتَ لستَ بفاعلٍ
…
على أي شيءٍ وَيْحَ غيرِكَ دلَّكَا
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: الجراحي. وانظر ترجمته في "تاريخ الإسلام "للذهبي 8/ 117، وكذا ترجمة ابنه محمد فيه 8/ 758.
على خُلُقٍ لم تُلف أمًّا ولا أبًا
…
عليه ولم تُلْفِ عليه أبًا لَكَا
فإنْ أنت لم تَفعلْ فلستُ بآسِفٍ
…
ولا قائلٍ لمَّا عَشَرتَ لَعالَكَا
سَقَاكَ بها المأمونُ كأسًا رَوِيَّةً
…
فَأَنْهَلَكَ المأمونُ منها وعَلَّكَا
قال: وإنما قال كعبٌ: المأمونُ، لقول قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت تقولُه، فلما بَلَغَ كعبًا ذلك ضاقَتْ به الأرضُ وأشفَقَ على نفسه، وأَرجَفَ به مَن كان في حاضرِه من عدوِّه، قال: هو مقتولٌ، فلما لم يَجِدْ من شيءٍ بُدًّا، قال قصيدتَه التي يَمدَحُ فيها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ وذَكَر خوفَه وإرجافَ الوُشَاةِ به من عندَه
(1)
، ثم خرج حتى قَدِمَ المدينة، فنَزَلَ على رجل كانت بينه وبينه معرفةٌ من جُهَينة - كما ذُكِرَ لي - فغَدًا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صَلَّى الصبح، فصلَّى مع الناس، ثم أشارَ له إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقُمْ إليه. فذُكِرَ لي: أنه قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وَضَعَ يَده في يدِه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرفُه، فقال: يا رسول الله، إنَّ كعب بن زهير جاء ليستأمِنَ منك تائبًا مسلمًا، هل قابلٌ منه إن أنا جئتُك به؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"نعم" فقال: يا رسول الله، أنا كعبُ بنُ زهير.
6623 م - قال ابن إسحاق: فحدَّثَني عاصمُ بن عمر بن قَتاَدة قال: وَثَبَ عليه رجلٌ من الأنصار وقال: يا رسول الله، دَعْني وعدوَّ الله أضرِبْ عنقَه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دَعُهُ عنكَ، فإنه قد جاء تائبًا نازعًا، فغَضِبَ كعبٌ على هذا الحيِّ من الأنصار لِمَا صَنَعَ به صاحبُهم، وذلك أنه لم يكن يتكلَّمُ رجلٌ من المهاجرين فيه إلَّا بخير. فقال قصيدتَه التي قال حين قَدِمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم: بانت سعادُ
…
فذكر القصيدة إلى آخرها، وزاد فيها:
تَرمِي الفِجاجَ بعَينَيْ مُفرَدٍ لَهِقٍ
…
إذا توقَّدَتِ الحِزّانُ فالمِيلُ
(1)
كذا في رواية محمد بن سلمة عن ابن إسحاق، وفي "سيرة ابن هشام" -وهي من رواية زياد البكائي عن ابن إسحاق- 2/ 503: من عدوّه، وهي أوجُه.
ضخمٌ مُقلَّدُها فَعْمٌ مقيَّدُها
…
في خَلْقِها عن بناتِ الفَحلِ تفضيلُ
تَهْوي على يَسَراتٍ وهْيَ لاهيةٌ
…
ذَوابلٍ وَقْعُهُنَّ الأرضَ تحليلُ
وقال للقوم حادِيهِمْ وقد جَعَلَت
…
وُرْقُ الجنادبِ يَركُضنَ الحَصى قِيلُوا
(1)
لمَّا رأيتُ حِدَابَ الأَرضِ يَرفعُها
…
مع اللَّوامعِ تخليطٌ وتَرجيلُ
(2)
وقال كلُّ صديق كنتُ آملُهُ
…
لا أُلفِيَنَّكَ إني عنك مشغولُ
إذا يُساوِرُ قِرْنًا يَحِلُّ لهُ
…
أن يَترُكَ القِرنَ إِلَّا وَهُوَ مغلولُ
قال عاصم بن عمر بن قَتَادة: فلما قال: إذا عرَّد السُّودُ التنابيلُ، وإنما يريد معاشرَ الأنصار، لِمَا كان صَنَعَ صاحبُهم، وخَصَّ المهاجرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريشٍ بمديحه، غَضِبَت عليه الأنصار، فقال بعد أن أسلمَ وهو يمدحُ الأنصار ويَذكُر بَلاءَهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضعهم من اليُمْن، فقال:
مَن سَرَّه كَرَمُ الحياة فلا يَزَلْ
…
في مِقْنَبٍ من صالحِ الأنصارِ
وَرِثُوا المكارمَ كابرًا عن كابرٍ
…
إنَّ الخِيارَ همْ بنو الأخيارِ
الباذلين نفوسَهم لنبيِّهمْ
…
عندَ الهِيَاجِ ووَقْعةِ الجبّارِ
والناظرينَ بأعيُنٍ مُحمَرَّةٍ
…
كالجَمْرِ غيرِ كَلِيلة الأبصارِ
المُكرِهِينَ السَّمْهريَّ بأذرُعٍ
…
كسَوَاقلِ الهِنديِّ غيرِ قِصَارِ
وهُمُ إذا خَبَتِ النجومُ وغوَّرَتْ
…
للطائفينَ الطارِقينَ مَقَارِي
الذائدِين الناسَ عن أديانِهمْ
…
بالمَشرَفيِّ وبالقَنَا الخَطَّارِ
(1)
في النسخ الخطية: قيل، والصواب ما أثبتنا. وهو أمر من القيلولة: وهي الاستراحة عند شدّة الحرِّ.
(2)
كذا وقع في النسخ، وفي الرواية التي سبقت عند المصنف، وكذا في "جمهرة أشعار العرب" لأبي زيد القرشي ص 637: تخليط وتزييل، وهو الذي شرح عليه ابن الأثير في "النهاية" مادة (زول) فقال: يريد أنَّ لوامع السراب تبدو دون حداب الأرض، فترفعها تارة وتخفضها أخرى.
حتي استقاموا والرِّماحُ تَكبُّهمْ
…
في كلِّ مَجهَلةٍ وكلِّ خَبَارِ
(1)
للحقِّ إِنَّ الله ناصرُ دينِهِ
…
ونبيِّهِ بالحقِّ والإنذارِ
والمُطعِمِينَ الضَّيف حين يُنُوبُهُمْ
…
من شَحْمِ كُومٍ كالهِضَابِ عِشَارِ
والمُقدِمِينَ إذا الكُمَاةُ تَواكَلَتْ
…
والضارِبينَ الناسَ في الأَعصارِ
يَسعَونَ للأَعْدا بكلِّ طِمِرَّةٍ
…
وأَقَبَّ مُعتدل التَّليلِ مُطَارِ
مُتقادِمٍ
(2)
تَلِعٍ أَجَشَّ صَهِيلُهُ
…
كالسيفِ يَهدِمُ حَلْقَه بسِوَارِ
دَرِبُوا كما دَرِبَت ببَطْنِ خَفِيّةٍ
…
غُلْبُ الرِّقابِ من الأُسودِ ضَوَارِي
وكُهولِ صِدْقٍ كالأُسودِ مَصَالِتٍ
…
وبكلِّ أغبَرَ مُدرَكِ الأوتارِ
وبمُترصَاتٍ كالثِّقَافِ نَواهِلٍ
…
يُشفَى الغليلُ بها من الفُجَّارِ
ضَربَوا علينا يوم بدرٍ ضربةً
…
دانَتْ لوَقعَتِها جُموعُ نِزَارِ
لا يَشتكُون الموتَ إن نَزَلَت بهمْ
…
حَرْباءُ ذاتُ مَغاوِرٍ وأُوارِ
يَتطهَّرون كأنَّه نُسُكٌ لهمْ
…
بدماءِ مَن عَلِقوا من الكُفَّارِ
وإذا أَتيتَهمُ لتَطلُبَ نصرَهمْ
…
أصبحتَ بين مَغَافِرٍ وعِفَارِ
يَحْمونَ دينَ اللهِ إنَّ لِدينِهِ
…
حقًّا بكلِّ مغَوِّرٍ مِغوارِ
لو تَعلمُ الأقوامُ عِلْمي كلَّهُ
…
فيهمْ لصدَّقَني الذين أُمَارِي
(3)
(1)
في (م) و (ب): خيار، بمثناة من تحت، وأُهملت في (ص). والخَبَار: الأرض الليِّنة الرخوة.
(2)
كذا في النسخ الخطية، والمتقادم: القديم. ولعلها محرفة عن: متقاذف، فإنَّ الفرس عند العرب يوصف بذلك، فيقولون: فرس متقاذف، أي: سريع العَدْو، وبذلك جاء وصفه في شعر جرير حيث قال:
متقاذفٍ تَلِعٍ كأَنَّ عَنانَهُ
…
عَلَقٌ بأجردَ من جذوع أوَالِ
والتَّلِع: طويل العُنق غليظٌ أصله.
(3)
إسناده إلى ابن إسحاق بطريقيه صحيح، وفي أثناء الخبر ما يفيد أنَّ ابن إسحاق أخذه عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، ورواية عاصم للخبر مرسلة، فهو تابعي روى عن بعض الصحابة =
ذكرُ قُرَّة بن إياس، أبو معاوية المُزَني رضي الله عنه
-
6624 -
أخبرني أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خَليفة بن خيَّاط قال: قُرَّةُ بن إياس بن هلال بن رِئَاب بن عبد بن دُرَيد بن أَوْس بن سُوَاءَة بن عمرو بن ساريَةَ بن ثَعلَبة بن ذُبيان بن سُلَيم
(1)
بن أَوْس بن عثمان بن عَمرو، وهو أبو معاوية بن قُرَّةَ، وله دارٌ بالبَصْرة حَضْرَةَ العَوَقَةِ، قتلته الأزارقةُ مع ابن عُبَيسٍ
(2)
سنة أربع وستين.
6625 -
حدثنا عليُّ بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا أحمد بن بِشْر المَرثَدي، حدثنا علي بن الجَعْد، حدثنا عَدِيٌّ بن الفضل، عن يونس بن عُبيد، عن معاوية بن قُرَّة، عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، إني لَآخُذُ الشاةَ لأذبحها فأرحَمُها، قال:"والشاةُ إن رَحِمتَها رَحِمَك اللهُ"
(3)
.
= وأبناء الصحابة، وهو ثقة عالم عارف بالمغازي والسير، وكان ابن إسحاق يعتمد عليه كثيرًا في "مغازيه".
والحديث في "سيرة ابن هشام" (2/ 501 - 514 برواية زياد البكائي عن ابن إسحاق.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (403)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1248) من طريق أبي شعيب الحراني -واسمه عبد الله بن الحسن بن أحمد- بإسناده. وأبو جعفر النفيلي: اسمه عبد الله بن محمد بن علي بن نُفيل.
(1)
المثبت في هذه الأسماء من "طبقات خليفة" ص 37 و 176 و 207 وكتب الرجال الأخرى، وقد وقع في نسخنا الخطية مكان "عبد بن دريد": عبد الله بن ذؤيب ومكان "سواءة بن عمرو": سوارة بن عمرو، ومكان "ذبيان بن سليم": دينار بن سليمان. وكل ذلك تحريف.
(2)
هو عبد الرحمن بن عبيس بن كُرَيز القرشي العبشمي كما في "التاريخ الأوسط" للبخاري 2/ 932 و "الإصابة" لابن حجر 5/ 433.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جدًا من أجل عدي بن الفضل فإنه متروك، وقال الذهبي في "تلخيصه": هالك. قلنا: لكنه لم ينفرد به، فقد روي من غير وجه صحيح عن معاوية بن قرة، وسيأتي عند المصنف برقم (7753) بإسناد صحيح.
وأما حديث عدي بن الفضل فقد أخرجه البزار (3322)، والطبراني في "الكبير" 19/ (47)، =
6626 -
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى البزَّاز ببغداد، حدثنا يحيى بن جعفر بن الزِّبْرِقان، حدثنا محمد بن عيسى بن الطَّبّاع، حدثنا أبو سفيان المَعمري، حدثنا شُعْبة، عن معاوية بن قُرَّة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فَضلُ عائشة على النساء كفَضْل الثَّرِيدِ على سائِر الطعام"
(1)
.
لم نَكتُبه إلَّا عنه.
6627 -
أخبرني أبو جعفر البغدادي بنَيسابُورَ، حدثنا أحمد بن داود المكّي، حدثنا إبراهيم بن زكريا العَبدَسي، حدثنا فُدَيك بن سليمان، حدثنا خَليفة بن حُميد، عن إياس بن معاوية بن قُرَّة، عن أبيه، عن جدِّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كبَّرَ تكبيرةً عند غُروبِ الشمس على ساحل البحر رافعًا صوتَه، أعطاه اللهُ من الأجرِ بعَدَدِ كلِّ قَطْرةٍ في البحر عَشْرَ حَسَنات، ومَحَا عنه عشرَ سيِّئات، ورَفَعَ له عشرَ دَرَجات، ما بين كلِّ درجتَينِ مسيرةَ مئة عام للفَرَس المُسرِع"
(2)
.
= وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5779)، وفي "حلية الأولياء" 2/ 302، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10556) من طريقين عن علي بن الجعد، بهذا الإسناد.
وانظر تمام تخريجه من غير هذا الطريق في "مسند أحمد" 24/ (15592).
(1)
إسناده صحيح. أبو سفيان المعمري: هو محمد بن حميد اليشكري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ (60) و 23 / (107)، وعنه أبو نعيم في "فضائل الخلفاء الراشدين"(155) عن طالب بن قرة الأذني، عن محمد بن عيسى بن الطباع، بهذا الإسناد.
ويشهد له حديث عائشة نفسها عند أحمد 42 / (25260) وغيره، وإسناده حسن.
وحديث أبي موسى الأشعري عند البخاري (3411) ومسلم (2431).
وحديث أنس بن مالك عند البخاري أيضًا (3770) ومسلم (2446).
(2)
خبر موضوع، آفته إبراهيم بن زكريا العبدسي، وهو معروف أيضًا بالواسطي، وعَبدسيّ ناحية من نواحي واسط كما في "معجم البلدان" 4/ 77 و 461، وإبراهيم هذا يروي البواطيل والموضوعات كما في "المجروحين" لابن حبان 1/ 115 - 116، و "الكامل في الضعفاء" لابن عدي 1/ 256، وانظر "لسان الميزان" لابن حجر 1/ 282 و 283. وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": هذا منكر جدًا، وخليفة لا يُدرى من هو، وفي إسناده إليه من يُتَّهم. وقال في ترجمة =
ذكرُ عائد بن عمرو المُزَنِي رضي الله عنه
-
6628 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خَليفة ابن خيَّاط قال: عائدُ بن عَمرو بن هلال بن عُبيد بن رَوَاحة بن زَبِينةَ
(1)
بن عَدِيّ بن عامر بن عبد الله بن ثَعلَبة بن هُذْمة بن لاطِم بن عثمان بن عَمْرو، يُكنَى أبا هُبَيرة، مات في إمْرة ابن زياد، وله بالبَصْرة دارٌ مشهورة.
6629 -
حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ، أخبرنا عَبْدان الأَهْوازي، حدثنا زيد بن الحَرِيش، حدثنا حَشرَجُ بن عبد الله بن حَشرَج، حدثني أَبي، عن أبيه، عن عائذ بن عَمرو المُزَني قال: أصابني رَمْيَةٌ وأنا أقاتلُ بين يَدَي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يومَ حُنَين في وجهي، فلمّا سالتِ الدماءُ على وجهي ولحيتي وصَدْري تَناوَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فسَلَتَ الدمَ عن وجهي وصدري إلى ثَندُوَتيَّ، ثم دعا لي.
قال حَشرجٌ: فكان يخبرنا بذلك عائدٌ في حياته، فلمَّا هَلَكَ وعَسَّلناه نَظَرْنا إلى ما كان يَصِفُ لنا من أثَر يدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مُنتَهى ما كان يقولُ لنا من صدرِه، وإذا غُرَّةٌ سائلةُ كغُرَّة الفَرَس
(2)
.
= خليفة من "الميزان": فيه جهالة وخبره ساقط.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء"(435)، والطبراني في "الكبير"(19/ (62) -وعنه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 125 - عن أحمد بن داود المكي، بهذا الإسناد.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: لبيبة، والتصويب من "معرفة الصحابة" لأبي نعيم و "أسد الغابة" لابن الأثير، و "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم ص 202، وزَبينة على وزن فَعيلة كما في "الاشتقاق" لابن دريد ص 204. وتصحف في "طبقات خليفة" ص 37 و 176 إلى: زينبة.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة حشرج بن عبد الله وأبيه وجدّه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 32)، ومن طريقه الضياء في "المختارة" 8/ (284) عن أحمد ابن زيد بن الحريش، عن أبيه زيد بن الحريش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الروياني في "مسنده"(774)، والطبراني (18 / (32)، ومن طريقه الضياء (283) و (285) من طرق عن حشرج بن عبد الله، به، وتحرَّف حشرج في "المختارة" (283) إلى: جعفر.
ذكر أَخيه رافع بن عمرو المُزَني رضي الله عنه
-
6630 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا يحيى بن محمد ابن يحيى، حدثنا مُسدَّد، حدثنا يحيى بن سعيد.
وأخبرنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي؛ قالا: حدثنا المُشمَعِلُّ
(1)
بن إيَاس قال: سمعت عمرَو بن سُلَيم المُزَني يقول: سمعت رافعَ بنَ عمرو المُزَني رحمه الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الصَّخرةُ والعَجْوةُ من الجنَّة"
(2)
.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: اسمعيل.
(2)
رجاله ثقات معروفون غير عمرو بن سليم المزني، فقد انفرد بالرواية عنه المشمعل بن إياس، ولم يؤثر توثيقه إلّا عن النسائي كما في "تهذيب الكمال"، وفي القلب من هذا النقل عن النسائي شيء، فإنه لم يرو له في كتبه شيئًا، ولا يعرف عمرو إلّا في هذا الحديث.
وأخرجه أحمد 33 / (15508) و (20341) عن يحيى بن سعيد -وهو القطان- و (20345)، وابن ماجه (3456) عن عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما بهذا الإسناد. قال يحيى:"العجوة والشجرة"، وقال ابن مهدي:"العجوة والصخرة".
وأخرجه أحمد (20344) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن المشمعل، به. فقال:"العجوة والصخرة" أو "العجوة والشجرة" شكَّ المشمعل.
وسيأتي عند المصنف بالأرقام (7311) و (7312) و (7637) و (8446).
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري أو غيره عند أحمد 18 / (11453) وغيره بلفظ: "العجوة من الجنة". وسنده ضعيف.
وآخر عن بريدة الأسلمي عند أحمد أيضًا 38 / (22938) و (22972) بلفظ: "العجوة من فاكهة الجنة". وسنده ضعيف أيضًا.
والعجوة: نوع تمر مخصوص من تمر المدينة، قال المناوي في "فيض القدير" 4/ 376: قال في "المطالع": يعني أنَّ هذه العجوة تشبه عجوة الجنة في الشكل والصورة والاسم، لا في اللَّذة والطعم، لأنَّ طعام الجنة لا يشبه طعام الدنيا فيها. وقال القاضي: يريد به المبالغة في الاختصاص بالمنفعة والبركة، فكأنها من طعامها.
والصخرة: نقل السندي في حاشيته عن السيوطي: أنها صخرة بيت المقدس، قلنا: ولعلَّ الصواب =
ذكرُ عبد الله بن عبد الله بن أُبيٍّ ابنِ سَلُولَ رضي الله عنه المؤمنُ ابنُ المنافقِ
6631 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا أبو عُلَاثة، حدثنا أبي، حدثنا ابن لَهيعة، حدثنا أبو الأسوَد
(1)
، عن عُرْوة، في تسميَةِ من شَهِدَ بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار من بني الخَزرَج: عبدُ الله بنُ عبدِ الله بن أُبيٍّ ابنِ سَلُولَ، قال عُرْوة: وهو عبد الله بن عبد الله بن أُبيِّ بن مالك بن سالم بن غَنْم
(2)
بن عَوْف بن الخَزْرَج.
6632 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مُصعَب بن عبد الله الزُّبَيري قال: استُشهِدَ عبدُ الله بن عبد الله بن أُبيٍّ ابنِ سَلُولَ يومَ اليمامةِ سنة اثنتي عشرة.
6633 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الرَّبيع بن سليمان، حدثنا أَسد بن موسى، حدثنا حمّاد بن سَلَمة، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عبد الله بن عبد الله بن أُبيٍّ ابنِ سَلُولَ قال: قلت: يا رسولَ الله، أَقتُلُ أَبي؟ قال:"لا تَقتُلْ أباكَ"
(3)
.
= أنها الحجر الأسود، فقد ثبت عن أنس موقوفًا: الحجر الأسود من الجنة. انظر "مسند أحمد" 21/ (13944).
وأما الشجرة، فقد قال السندي في حاشيته على "مسند أحمد": أي شجرة ذلك النوع من التمر، وهذا المعنى هو المتبادر من هذا اللفظ. وقال المناوي في "الفيض": الشجرة: الكَرْمة، أو شجرة بيعة الرّضوان!
(1)
لفظ "أبو" سقط من (ص) و (م). وأبو الأسود هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل القرشي الأسدي، المعروف بيتيم عروة.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: غانم، وليس في أنساب الأنصار غانم بألِف. وانظر "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم ص 354.
(3)
حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلّا أنه منقطع، فإنَّ عروة بن الزبير لم يدرك عبدَ الله ابن عبد الله. =
6634 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى الخازنُ، حدثنا إبراهيم ابن يوسف، حدثنا محمد بن أبي السَّريِّ، حدثنا عَبْدةُ بن سليمان، عن هشام بن عُزوة، عن أبيه، عن عبد الله بن عبد الله بن أُبيٍّ ابنِ سَلُولَ: أنه استأْذَنَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يقتل أباه، فنَهَاه عن ذلك
(1)
.
6635 -
أخبرني أبو عبد الله، حدثنا إبراهيم بن يوسف، حدثنا محمد بن أبي السَّرِي العَسقلاني، حدثنا عاصم بن سليمان الكُوزِيّ، حدثنا هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عبد الله بن عبد الله بن أُبيٍّ ابنِ سَلُولَ: أنه أُصِيبَ سِنّانِ
(2)
من أسنانه يومَ أُحدٍ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: فأمَرَني النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَن أَتَّخِذَ سنين من ذهبٍ
(3)
.
6636 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبَّار، حدثنا
= وأخرجه ابن شبّة في "تاريخ المدينة" 1/ 365، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1967)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4235) من طريق عارم -وتحرّف في مطبوع ابن شبّة إلى: حارثة- وهو محمد بن الفضل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده.
ويشهد له حديث أبي هريرة عند أبي نعيم (4236)، وزاد نسبته الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 13/ 358 إلى ابن منده، وحسَّن إسناده.
ويشهد له أيضًا مرسل عكرمة مولى ابن عبّاس عند عبد الرزاق في "مصنفه"(6627)، والطبري في "تفسيره" 28/ 113. وإسناده إلى عكرمة ضعيف.
(1)
حسن لغيره كسابقه، وإسناده رجاله ثقات غير محمد بن أبي السري -وهو محمد بن المتوكل العسقلاني- فصدوق إبراهيم بن يوسف: هو الهِسِنجاني.
(2)
في النسخ الخطية: سنين، والجادَّة ما أثبتنا.
(3)
خبر موضوع، عاصم بن سليمان الكوزي كذّاب وضّاع، وبه أعلّه الذهبي في "تلخيصه".
وأخرجه بنحوه البزار (3011 - كشف الأستار)، وابن عدي في "الكامل في الضعفاء" 5/ 237 من طريقين عن عاصم بن سليمان، بهذا الإسناد.
وغفل الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 150 فقال بعد أن نسبه إلى البزار: رجاله رجال الصحيح
…
فلعله ظن عاصم بن سليمان هو الأحول الثقة.
يونس بن بُكَير، عن ابن إسحاق، في ذِكْر عبد الله بن عبد الله بن أُبيٍّ ابنِ سَلُولَ، قال ابن إسحاق: وسَلَولُ امرأةٌ، وهي أمُّ أُبيٍّ، وهم بَنُو الحُبلَى
(1)
.
ذكرُ النعمان بن قَوقَل الأنصاري رضي الله عنه
-
6637 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبّار، حدثنا يونس بن بُكَير، عن ابن إسحاق قال: والنُّعمانُ بنُ قوقل- وقَوقَلٌ اسمه مالك- ابن ثَعلَبة بن دَعْد بن فِهْر
(2)
بن ثَعلَبة بن غَنْم بن سالم بن عَوْف بن عَمرو بن عَوْف ابن الخَزرج، والقَواقِلُ هم رَهْطُ عُبادةَ بن الصامت.
6638 -
أخبرني أبو جعفر البغدادي، حدثنا محمد بن عمرو بن خالد، حدثنا أبي، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا أبو الأَسوَد، عن عُرْوة، في تسميَةِ مَن شَهِدَ بدرًا من الأنصار: نعمانُ بن مالك بن ثَعلَبة بن أصرَمَ، وهو الذي يقال له: قَوقَلٌ.
وقد روى جابرُ بن عبد الله عن النُّعمان بن قَوقَل:
6639 -
أخبرَناه أبو الحسين بن تَميم الحَنظَلي، حدثنا أبو إسماعيل، حدثنا أبو الأسوَد النَّضْر بن عبد الجبّار، حدثنا ابن لَهِيعة، عن أبي الزُّبير، عن جابر، عن النعمان بن قَوقَل: أنه جاءَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ الله، أرأيت إذا صلَّيتُ المكتوبةَ، وصمتُ رمضانَ، وأَحللتُ الحلالَ، ولم أَزِدْ على ذلك، أَدخُلُ الجنةَ؟ قال:"نَعَم" قال: واللهِ لا أزيدُ على ذلك شيئًا
(3)
.
(1)
الحُبلَى: لقبٌ لجدِّهم سالم بن غنم، لُقِّب بذلك لعِظَم بطنه. "جمهرة ابن حزم" ص 354.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: فهم.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد فيه ضعف من أجل عبد الله بن لَهِيعة، ففي حفظه سُوء، لكنه متابع. أبو إسماعيل: هو محمد بن إسماعيل السُّلمي الترمذي الحافظ، وأبو الزبير: هو محمد ابن مسلم بن تَدُرس المكي.
وأخرجه أحمد 23/ (14747) عن موسى بن داود الضبي، عن ابن لَهِيعة، بهذا الإسناد عن جابر: أنَّ نعمان بن قوقل جاء رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. فالحديث حديث جابر يحكي قصة سؤال النعمان للنبي صلى الله عليه وسلم. =
ذكرُ عِتْبان بن مالك الأنصاري رضي الله عنه
-
6640 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا أبي، حدثنا ابن لَهِيعة، عن أبي الأسوَد، عن عُرْوة، في تسميَةِ مَن شَهِدَ بدرًا من الأنصار: عِتْبانُ بنُ مالك بن عمرو بن العَجْلان بن زيد بن غَنْم بن سالم بن عَمرو ابن عَوْف بن الخَرْرَج.
قد أخرج مسلمٌ رضي الله عنه
(1)
عن شَيْبان، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ قال: حدَّثني محمودُ بن الرَّبيع، عن عِتْبانَ بنِ مالك قال: أصابَني في بَصَري بعضُ الشيءِ، فبَعَثتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ الحديثَ.
6641 -
حدَّثَناه الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا عارِمٌ أبو النُّعمان، حدثنا حمَّاد بن زيد، حدثنا علي بن زيد قال: كنَّا عند أنس بن مالك، فقال لابنه
…
(2)
.
= وكذلك أخرجه مسلم (15)(18) من طريق معقل بن عبيد الله الجزري، عن أبي الزبير به.
وأخرجه أحمد 22 / (14394)، ومسلم (15)(16) و (17) من طريق الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم النعمانُ بن قوقل
…
وقرن مسلم في الموضع الثاني بأبي سفيان أبا صالح السمّان.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (1397)، ومسلم (14)، وهو في "مسند أحمد" 14 / (8515)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
في "صحيحه"(33)(54) عن شيبان بن فرُّوخ.
والحديث متفق عليه من رواية ابن شِهاب الزهري عن محمود بن الربيع عن عتبان. انظر "مسند أحمد" 27/ (16482) وتخريجه هناك.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان.
وأخرجه الطبراني 18 / (45) عن علي بن عبد العزيز البغوي، بهذا الإسناد عن علي بن زيد قال: كنا عند أنس بن مالك فقال لابنه أبي بكر: حدِّثهم حديثَ عِتبان بن مالك الأنصاري، فحدَّثنا أبو بكرٍ وأنسٌ شاهدٌ فقال: خرجت مع أبي إلى الشام، فلما أقبل من الشام مشى معنا محمود بن الربيع الأنصاري فشيَّعَنا، حتى إذا أراد أن يفارقنا قال: ألا أحدِّثكم بحديث عِتبان بن مالك؟ =
ذكرُ زياد بن لَبِيدٍ الأنصاري رضي الله عنه
-
6642 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا أبو عُلَاثة، حدثنا أبي، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا أبو الأسوَد، عن عُرْوة، قال في تسميَةِ مَن شَهِدَ بدرًا من الأنصار: زيادُ بن لَبِيد ابن ثَعلَبة بن سِنَان بن عامر بن عَدِيّ بن أُمَيَّة بن بَيَاضَة بن عامر بن زُرَيقٍ، أمُّه بنتُ عبدِ بن مضرب
(1)
بن الحارث بن زيد بن عُبَيد بن عَمرو بن عَوْف.
ومات في أول خِلَافة معاوية في سَمَاعي من "تاريخ شَبَاب".
6643 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا بشر بن موسى، حدثنا يحيى ابن إسحاق السَّيلَحِيني، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن زياد بن لَبِيد الأنصاري قال: أَتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يُحدِّث أصحابَه وهو يقول: "قد ذَهَبَ أَوَانُ العِلْم"، قلت: بأَبي وأُمِّي، وكيف يذهبُ أَوانُ العلم ونحن نقرأُ القرآنَ ونعلِّمُه أبناءَنا، ويعلِّمُه أبناؤُنا أبناءَهم إلى أن تقومَ الساعةُ؟! فقال:"ثَكِلَتكَ أَمُّك يا ابن لَبِيدٍ، إنْ كنتُ لأراك من أفقهِ أهلِ المدينة، أوَليسَ اليهودُ والنصارى يَقرؤُون التوراةَ والإنجيلَ ولا يَنتِفعون منهما بشيءٍ؟ "
(2)
.
= قلنا: بلى، قال: فإنه حدثني: أنه ذهب بصره
…
ثم ذكر الحديث بطوله.
وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1936) عن أبي الربيع سليمان بن داود، عن حماد بن زيد، به.
وكذلك أخرجه أحمد 27/ (16484) من طريق جرير بن حازم، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي بكر بن أنس.
(1)
كذا في النسخ الخطية: عبد بن مضرب، وفي "طبقات خليفة بن خياط" -وهو المعروف بشَبَاب العصفري- ص 100: عبيد بن مصروف، وسمَّى أُمَّه عَمْرة، وكذا عند ابن سعد في "طبقاته" 3/ 553، لكن عنده: مطروف، بالطاء بدل الصاد.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلّا أنه منقطع بين سالم وزياد بن لبيد.
وأخرجه أحمد 29/ (17473) و (17919)، وابن ماجه (4048) من طريق وكيع، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (6695/ 3).=
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
ذكرُ عُمَارة بن حَزْم الأنصاري رضي الله عنه
-
6644 -
حدثنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا أبو عُلَاثة، حدثنا أبي، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا أبو الأسوَد، عن عُرْوة، في تسميَةِ مَن شَهِدَ بدرًا والعقبة من الأنصار: عُمارة بن حَزْم بن زيد بن لَوْذانَ بن عَمرو بن عبد [بن] عَوْف بن غَنْم بن مالك بن النَّجار، واستُشهِدَ يومَ اليَمَامةِ من الأنصار ثم من بني مالك بن النَّجار عُمارة بن حَزْم.
6645 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الرَّبيع بن سليمان، حدثنا أَسَد بن موسى، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا بَكْر بن سَوَادة، عن زياد بن نُعَيم الحَضرَمي، عن عُمارة بن حَزْم قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا على قبرٍ، قال:"انزِلْ من القبرِ، لا تُؤذي صاحب القبر ولا يُؤذِيكَ"
(1)
.
ذكرُ يَزيد بن ثابت أخي زَيْد بن ثابت رضي الله عنهما
6646 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حدثنا موسى بن زكريا التُّستَري، حدثنا
= وسلف برقم (343) من طريق عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد.
(1)
حديث صحيح دون قوله: "ولا يؤذيك" فقد تفرَّد به عبد الله بن لَهِيعة، وهو سيئ الحفظ، ثم هو قد أخطأ في اسم صحابي الحديث، فالصحيح أنه من حديث عمرو بن حزم أخي عمارة، وزياد ابن نعيم أدرك عمرًا ولم يدرك عمارة.
وأخرجه أحمد 39 / (24009/ 38) عن حسن بن موسى الأشيب، و (24009/ 40) عن يحيى ابن إسحاق السيلحيني، كلاهما عن عبد الله بن لَهِيعة بهذا الإسناد. وفيه في الروايتين الشك باسم صحابيه، هل هو عمرو أم عمارة؟
وأخرجه أحمد أيضًا (24009/ 39) عن علي بن عبد الله المديني، عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم، عن عمرو بن حزم. ولم يقل فيه:"ولا يؤذيك". وهذا إسناد صحيح.
وفي باب النهي عن الجلوس على القبر غيرُ ما حديثٍ، انظر "مسند أحمد" 13/ (8108).
خَليفة بن خيَّاط
(1)
: قال: يَزيدُ بن ثابت بن الضَّحَّاك بن زيد بن لَوْذَانَ بن عمرو بن عَوف ابن غَنْم بن مالك بن النَّجّار، أمُّه وأمُّ أخيه زَيْد بن ثابتٍ النَّوّارُ بنت مالك بن عديّ ابن عامر بن عَدِيّ بن النَّجار، شَهِدَ بدرًا واستشهد يومَ اليَمامة.
6647 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري، حدثنا عبد الله بن نُمير، حدثنا عثمان بن حَكيم، عن خارجةَ بن زيد ابن ثابت، عن عمِّه يزيد بن ثابت: أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابِه فطَلَعَت جنازةٌ، فلما رآها ثارَ وثارَ أصحابُه، فلم يزالوا قيامًا حتى بَعُدَت، ولا أَحسَبُهُ إِلَّا يهوديًّا أو يهوديّةً
(2)
.
6648 -
حدَّثَناه أبو بكر إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه بالرَّيّ، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا عثمان بن حَكيم، أخبرني خارجةُ بن زيد بن ثابت عن عمِّه يزيد بن ثابت: أنهم خَرَجُوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ مع جنازةٍ حتى وَرَدُوا البَقيعَ، قال:"ما هذا؟ " قالوا: هذه فُلانةُ مولاةُ بني فُلانٍ، فعَرَفَها، فقال:"هلَّا آذنتُمُونِي بها" قالوا: دفنَّاها ظُهرًا وكنتَ قائلًا نائمًا، فلم نُحِبَّ أن نُؤذِنَك بها، فقام وصَفَّ الناس خلفَه وكبَّر عليها أربعًا، ثم قال:"لا يموتُ منكم ميِّتٌ إلَّا آذَنتُموني، فإنَّ صلاتي لهم رَحْمة"
(3)
.
(1)
"طبقات خليفة" ص 89.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلّا أنه منقطع، فإنَّ خارجة بن زيد -وهو أحد فقهاء المدينة السبعة- لم يدرك عمّه يزيد.
وأخرجه أحمد 32/ (19453) عن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرًا النسائي (2058) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، عن عثمان بن حكيم الأوسي، به.
وفي باب القيام للجنازة غيرُ ما حديثٍ، انظرها في "مسند أحمد".
ثارَ: أي: قامَ.
(3)
صحيح لغيره، عبد الله بن صالح وعبد الله بن لَهِيعة فيهما مقال من جهة حفظهما، لكنهما =
ذكرُ بُسْر بن أبي أَرْطاة رضي الله عنه
-
(1)
6649 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: بُسْرُ بن أبي أَرْطأةَ -واسم أبي أَرْطاةَ عُمَيرٌ- بن عَمرو
(2)
بن عُوَيمِر بن عِمْران بن الحُلَيس
(3)
بن سيَّار بن نِزَار بن مَعِيص بن عامر بن لُؤَيٍّ.
6650 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حدثنا موسى بن زكريا التُّستَري، حدثنا خَليفة بن خيّاط قال: مات بُسْر بن أبي أرْطاة في خلافة معاوية، وكان قد كَبِرَ سنُّه حتى خَرِفَ، وكان يُكنَى أبا عبد الرحمن، تُوفِّي بالمدينة، وله دارٌ بالبَصْرة
(4)
.
= متابعان، وباقي رجال الإسناد ثقات إلّا أنه منقطع بين خارجة وعمه يزيد كما سبق.
وأخرجه أحمد 32/ (19452)، وابن ماجه (1528)، وابن حبان (3087) و (3092) من طريق هشيم بن بشير، والنسائي (2160) من طريق عبد الله بن نمير، وابن حبان (3083) من طريق شريك النخعي، ثلاثتهم عن عثمان بن حكيم بن عباد الأوسي، به -ورواية شريك مختصرة.
ويشهد له غير ما حديثٍ انظر "مسند أحمد" 14 / (8634)، و "سنن البيهقي" 4/ 48. آذنتموني: أي: أعلمتموني.
وقائلًا: من القيلولة، وهي النوم منتصف النهار.
(1)
الراجح أنه أدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم صغيرًا ولم يسمع منه وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" 4/ 59، و "سير أعلام النبلاء" 3/ 409، و "الإصابة" 1/ 289.
(2)
كذا وقع عند المصنف بزيادة عمرو في نسبه، والذي في "نسب قريش" لمصعب ص 439: أنَّ عويمر بن عمران وَلَد أبا أرطاة عميرًا، وأخًا له آخر اسمه عويمر، ولم يذكر في النسب عمرًا.
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: الحابس.
(4)
كذا في "طبقات خليفة" ص 27، وفي (ص) و (م) وولد بالبصرة، وفي (ب): وولده بالبصرة.
وما وقع عند المصنف قبلُ من أنه مات في خلافة معاوية، فغلطٌ أيضًا، فإن خليفة ذكر في "طبقاته" ص 27 و "تاريخه" ص 292 أنه مات في ولاية عبد الملك بن مروان، وهو الصواب المتفَق عليه.
6651 -
حدثنا إبراهيم بن فِرَاسٍ الفقيه بمكة حَرَسَها الله تعالى، حدثنا بَكْر بن
سهل الدِّمْياطي، حدثنا محمد بن المبارَك الصُّورِي، حدثنا إبراهيم بن أبي شَيْبان،
حدثني يزيد بن عَبِيدة بن [أبي] المُهاجر، حدثني يزيد مولى بُسْر بن أبي أَرْطاة، عن
بُسْر بن أبي أَرطاة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يَدعُو:"اللهمَّ أحسِنْ عاقِبتَنَا في الأمورِ كلِّها، وأجرْنا من خِزْي الدنيا وعذابِ الآخرة"
(1)
.
ذكرُ المُستَورِد بن شدَّاد الفِهْري رضي الله عنه
-
6652 -
حدثني أبو بكر محمد أحمد بن بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مُصعَب بن عبد الله قال: المُستَورِدُ بن شدَّاد بن عَمرو بن حِسْل بن الأجَبِّ
(2)
بن حَبِيب بن عَمرو بن شَيْبان بن مُحارِب
(3)
بن فِهْر بن مالك، مات بمِصرَ في ولاية معاوية.
6653 -
أخبرني أحمد بن محمد بن سَلَمة العَنَزي، حدثنا عثمان بن سعيد
(4)
(1)
إسناده ضعيف لجهالة يزيد مولى بُسْر، وبكر بن سهل -وإن كان ضعيفًا- توبع.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(260)، والطبراني في "الكبير"(1198) من طريقين عن محمد بن المبارك الصُّوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 5، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1229) من طريق هشام بن عمار، عن إبراهيم بن أبي شيبان، به.
وأخرجه ابن عدي 2/ 5 - 6، والطبراني (1197) من طريق عثمان بن علاق، عن يزيد بن عبيدة، به.
وأخرجه أحمد 29 / (17628)، وابن حبان (949) من طريق محمد بن أيوب بن ميسرة، عن أبيه، عن بسر.
(2)
في نسخنا الخطية: الأحب، بحاء مهملة، وقد ضبطه ابن دريد في "الاشتقاق" في رجال بني فِهر ص 105 بالجيم من قولهم: بعيرٌ أجبُّ ومجبوب: إذا قُطع سنامُه. وكذا ضبطه ابن ناصر الدين الدمشقي في "توضيح المشتبه" 1/ 157، وابن حجر في "تبصير المنتبه" 1/ 7.
(3)
تحرَّف في النسخ الخطبة إلى: عازب، والصواب: محارب.
(4)
تحرَّف في (ص) و (م) إلى: سعد.
الدارِمي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني يحيى بن أيوب، عن عُبيد الله بن زَحْر، عن أبي إسحاق الهَمْداني عن المُستَورِد بن شدَّاد، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما قال:"ما مَثَلُ الدنيا في الآخرةِ إلَّا كما يُدخِلُ رجلٌ إصبَعَه البحرَ، فبِمَ تَرجِعُ؟ "
(1)
.
ذكرُ خُفَاف بن إيماءَ بن رَحَضَةَ رضي الله عنهما
6654 -
أخبرنا أبو محمد المُزَني، حدثنا أبو خَليفة، حدثنا محمد بن سلّام الجُمَحي، حدثنا مَعمَر بن المثنَّى، قال: خُفَافُ بن إيماءَ بن رَحَضَة بن خُرْبةَ بن خُفَاف ابن حارثة بن غِفَارٍ، من كُبرائِهم
(2)
، وقد أسلَمَ أبوه إيماءُ بن رَحَضَة وكان من ساداتِ قومه، وقد شَهِدَ خُفَاف بن إيماءَ الحُديبيَةَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
6655 -
أخبرنا إبراهيم بن عِصْمةُ العَدْلُ، حدثنا السَّريّ بن خُزيمة، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن حُمَيد بن هلال، عن عبد الله ابن الصامت قال: قال أبو ذرٍّ: أتينا قومنا غِفارًا، فأسلَمَ بعضُهم قبل أن يَقدَمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ، وكان يؤُمُّهم إيماءُ بن رَحَضَة، وكان سيّدَهم
(3)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن صالح وعبيد الله ابن زحر، وقد روي هذا الحديث من وجه صحيح عن المستورد، فانظر ما سيأتي عند المصنف برقم (8096) من طريق قيس بن أبي حازم عن المستورد.
يحيى بن أيوب: هو الغافقي المصري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (731) و "الأوسط"(8707) عن مطلّب بن شعيب الأزدي، عن عبد الله بن صالح، بهذا الإسناد.
(2)
في نسخنا الخطية: وكبرائهم، بالواو بدل "من"، والصواب ما أثبتنا من "إتحاف المهرة" 4/ 442.
(3)
إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد 35 / (21525)، ومسلم (2473)، وابن حبان (7133) من طرق عن سليمان ابن المغيرة، بهذا الإسناد -ضمن حديث إسلام أبي ذر الطويل. ووقع في رواية يزيد بن هارون عن سليمان عند أحمد: أنَّ الذي كان يؤمّ غفارًا هو خفاف لا أبوه، وهي رواية شاذَّة.
6656 -
حدثني علي بن محمد بن عُقْبة الشَّيباني بالكوفة، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني اللَّيث، حدثني عمران بن أبي أنس، عن حَنظَلة بن علي، عن خُفَاف بن إيماءَ الغِفاريِّ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَدعُو في صلاة الصُّبح: "اللهمَّ العَنْ بني لِحْيانَ ورِعْلًا وذكوانَ وعُصَيَّةَ، عَصَوا اللهَ ورسولَه، وغِفارٌ غَفَرَ الله لها، وأسلَمُ سَالَمَها الله"
(1)
.
ذكرُ أبي بَصْرة حُمَيل بن بَصْرة الغِفاري رضي الله عنه
-
6657 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حدثنا موسى بن زكريا التُّستَري، حدثنا شَبَاب قال: أبو بَصْرة حُمَيل بن بَصْرة
(2)
من بني حَرَام بن غِفَارِ، تُوفِّي في عهد عمر بن الخطَّابِ.
قد روى عن أبي بَصْرةَ جماعةٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
6658 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الرَّبيع بن سليمان، حدثنا
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد، وقد توبع. محمد بن إسماعيل: هو أبو إسماعيل السلمي الترمذي.
وأخرجه مسلم (679)(307) و (2517)(186) من طريق عبد الله بن وهب، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 27/ (16570) من طريق محمد بن إسحاق، عن عمران بن أبي أنس به.
وأخرجه مسلم (679)(308) من طريق عبد الرحمن بن حرملة، عن حنظلة بن علي به.
وأخرجه أحمد (16571)، ومسلم (679)(308)، وابن حبان (1984) من طريق الحارث ابن خفاف، عن أبيه خفاف بن إيماء.
وفي الباب عن أبي ذر الغفاري سلف برقم (5547) آخر حديث طويل في قصة إسلامه.
وعن أبي هريرة سيأتي برقم (7157).
وعن سلمة بن الأكوع سيأتي برقم (7158).
(2)
زاد في النسخ الخطية: بن حميل وهي زيادة مقحمة ليست في "طبقات خليفة" ص 32 و 291، ولا عند أحدٍ ممن ترجمه. وشبابٌ هو لقب خليفة بن خياط.
ومن قال في اسمه: جميل، بالجيم، فقد صحَّف. انظر "الإكمال" لابن ماكولا 2/ 126 - 127.
أَسدُ بن موسى، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا أبو هُبَيرة، أَنَّ أَبا تَمِيمٍ الجَيْشاني عبدَ الله ابنَ مالك أخبره، أنه سمع عمرَو بنَ العاص يقول: أخبرني رجلٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الله تبارك وتعالى قد زادكم صلاةً، فصلُّوها فيما بينَ صلاةِ العِشاء إلى صلاةِ الصُّبح، وهي الوِترُ". وإنَّه أبو بَصْرة الغِفاري.
قال أبو تَميمٍ: فكنت أنا وأبو ذرٍّ قاعدَينِ، فأخَذ بيدي أبو ذرٍّ فانطلقنا إلى أبي بَصْرة، فوجدناه عندَ الباب الذي عندَ دارِ عَمرو، فقال له أبو ذر يا أبا بَصْرة، أنت سمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إنَّ الله تبارك وتعالى زادكم صلاةً، فَصَلُّوها فيما بينَ صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الصُّبح؛ الوِترُ الوِترُ"؟ قال: نعم
(1)
.
ذكرُ ابنه بَصْرة بن أبي بَصْرة رضي الله عنه
-
6659 -
أخبرني الأستاذ أبو الوليد رضي الله عنه، أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمود بن غَيْلان، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جُرَيج، عن صفوان بن سُلَيم، عن سعيد بن المسيّب، عن بَصْرة بن أبي بَصْرة الغفاري، قال: تزوَّجتُ امرأةٌ بِكْرًا فوجدتُها حُبْلَى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أمَّا الولدُ، فعَبْدٌ لك، فإذا وُلِدَ فاجلِدُوها مئةَ جَلْدَةٍ، ولها المَهْرُ بما استَحلَّ من فَرْجِها"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن لَهِيعة، فإنه وإن كان سيئ الحفظ وكان قد اختلط، فقد رواه عنه غير واحد ممن سمع منه قبل احتراق كتبه واختلاطه، ثم إنه قد توبع.
أبو هبيرة: هو عبد الله بن هبيرة المصري.
وأخرجه أحمد 45 / (27229) عن يحيى بن إسحاق السيلحيني، عن ابن لَهِيعة، بهذا الإسناد.
ويحيى ممّن سمع من ابن لَهِيعة قبل احتراق كتبه، وكذا رواه عنه ممّن سمع منه قديمًا أبو عبد الرحمن المقرئ عند الطحاوي في "مشكل الآثار"(4491) و "معاني الآثار" 1/ 430 - 431.
وأخرجه أحمد 39 / (23851) من طريق عبد الله بن المبارك، عن سعيد بن يزيد القتباني، عن أبي هبيرة، به. وإسناده صحيح.
وفي الباب عن خارجة بن حذافة العدوي، وقد سلف عند المصنف برقم (1161).
(2)
إسناده ضعيف، وقد سلف بيانُ ضعفه والخلاف في اسم صحابيِّه برقم (2781).
ذكرُ أبي رُهْم الغِفاري رضي الله عنه
-
6660 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خليفة بن خيَّاط: قال أبو رُهْم اسمه كُلْثومُ بن حُصَين بن خالد بن مُعَيسِير
(1)
بن بَدْر بن أَحْمَسَ بن غِفار، ويقال: كُلْثوم بن حِصْن بن عُتْبة
(2)
بن خالد.
استَخلَفَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على المدينة لما خَرَجَ لفَتْح مكَّة
(3)
.
6661 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا أبو شُعيب الحرَّاني، حدثنا النُّفَيلي، حدثنا محمد بن سَلَمة، عن محمد بن إسحاق
(4)
، عن الزُّهْري، عن عُبيد الله ابن عبد الله بن عُتْبة بن مسعود، عن ابن عبّاس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خَرَج لفَتْح مكة استَخلَف أبا رُهْمٍ كُلثومَ بن حُصَين الغِفاريَّ على المدينة
(5)
.
6662 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي الصَّنعاني بمكة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن الزُّهْري، حدثني ابنُ أخي أبي رُهم، أنه سمع أبا رُهُم كُلثومَ بن حُصين -من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين بايعوا تحتَ الشَّجرة-
(1)
تحرَّف في (م) و (ب) إلى: معيس، وفي (ص) إلى: قيس. والمثبت من "طبقات خليفة" ص 32، وكذا هو في "تهذيب الكمال" 24/ 204، وفي "الاستيعاب" لابن عبد البر ص 805 و "الإصابة" لابن حجر 7/ 441: معيسر، بلا ياء ثانية.
(2)
في النسخ الخطية: حصين بن عبيد، والغالب على الظن أنه تحريف، والمثبت من "طبقات خليفة" وكذا هو في "تهذيب الكمال" للمزي.
(3)
واستخلفه أيضًا في عمرة القضاء وغزوة خيبر كما في تاريخ خليفة" ص 97.
(4)
من قوله: "أخبرنا أبو شعيب" إلى هنا سقط من (م) ورمجه في (ص)، وأثبتناه من (ب).
(5)
إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق. أبو شعيب الحراني: هو عبد الله بن الحسن، والنفيلي: هو أبو جعفر عبد الله بن محمد الحراني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (414)، ومن طريقه الضياء المقدسي في "المختارة" 11 / (144) عن أبي شعيب الحراني، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/ (2392) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، به. وصرح ابن إسحاق عنده بالسماع من ابن شِهاب الزهري.
قال: غزوتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوةَ تَبُوكَ، فسِرتُ ذاتَ ليلةٍ معه ونحن بقُرْبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأُلقِيَ عليه النُّعاسُ، وجعلتُ أَستيقِظُ وقد دَنَتْ راحِلَتي من راحلةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَطَفِقتُ أَجْرُرُ
(1)
راحلتي عنه حتى غَلَبَتْني عَيْني في بعض الطريق ونحنُ في بعض الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ أعَزَّ أهلي عليَّ أن يتخلَّفَ عنِّي المهاجرون من قُريشٍ والأنصارُ وأَسلَمُ وغِفارٌ"
(2)
.
ذكرُ حُذَيفة بن أَسِيد الغِفاري رضي الله عنه
-
6663 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مُصعَب بن عبد الله الزُّبَيري قال: حُذَيفةُ بن أَسِيد بن الأَعْوَص
(3)
ابن واقعةَ بن حَرَام بن غِفَار، وقيل: ابن أَسِيد بن خالد بن الأغوَص، يُكنَى أبا سَرِيحةَ، تحوَّل من المدينة إلى الكوفة وبها مات.
6664 -
أخبرني إسماعيل بن علي الخُطَبي، حدثنا محمد بن العبّاس المؤدِّب، حدثنا عُبيد بن إسحاق العطَّار، حدثنا محمد بن فُضيل، عن أَشعَث بن سَوَّار، عن عبد الملك بن مَيسَرة، عن أبي الطُّفَيل، عن حُذيفة بن أَسِيد الغِفاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَجيءُ الريحُ التي يقبضُ الله فيها نفسَ كلِّ مؤمن، ثم طلوعُ الشمس من مَغرِبِها، وهي الآيةُ التي ذَكَرَها الله عز وجل في كتابِه"
(4)
.
(1)
كذا في النسخ الخطية، وفي "تلخيص الذهبي": أزجر.
(2)
إسناده فيه ضعف لابهام ابن أخي أبي رهم وجهالته، فقد انفرد بالرواية عنه الزهري.
وأخرجه أحمد 31 / (19072)، وابن حبان (7257) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
(3)
هكذا في النسخ الخطية في الموضعين، والذي في مصادر ترجمته: الأَغوس، بالسين، ويقال أيضًا: الأَغوز، بالزاي.
(4)
إسناده ضعيف جدًا، عبيد بن إسحاق العطار ضعيف منكر الحديث، وأشعث بن سوار ضعيف أيضًا.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3037)، وفي "الدعاء"(2250) عن محمد بن العبّاس المؤدب، بهذا الإسناد. =
6665 -
أخبرني عَبْدانُ بن يزيد الدَّقِيقي بهَمَذان، حدثنا محمد بن المغيرة، حدثنا يحيى بن نَصْر بن حاجِبٍ، حدثنا عبد الله بن شُبرُمَة، عن الشَّعْبِي، عن حُذيفة ابن أَسِيد قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُقرِّب كَبشَينِ أملَحَين، فيذبَحُ أحدَهما فيقول:"اللهمَّ هذا عن محمّدٍ وآل محمّدٍ"، ويُقرِّبُ الآخرَ فيقول:"اللهم هذا عن أُمَّتِي، مَن شَهِدَ لك بالتوحيدِ ولي بالبَلَاغ"
(1)
.
ذكرُ عتَّاب بن أَسِيد الأُمَوي
(2)
رضي الله عنه
-
6666 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مُصعَب بن عبد الله الزُّبيري
(3)
قال: عتَّابُ بن أَسِيد بن أبي العِيصِ ابن أُميَّة بن عبد شَمْس بن عبد مَنَاف، وأمُّ عتّاب بن أَسِيد وخالد بن أَسِيدٍ زينبُ بنت أبي عَمرو بن أُميّة بن عبد شَمس، استَعمَل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عتّابًا
(4)
على مكة، ومات
= والصحيح في حديث حذيفة بن أَسِيد ما رواه الثقةُ فراتٌ القزّاز، عن أبي الطفيل، عن حذيفة ابن أَسِيد قال: اطَّلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال:"ما تَذاكَرون؟ " قالوا: نذكر الساعة، قال:"إنها لن تقوم حتى ترون قبلَها عشرَ آيات: الدخان، والدجال، والدابّة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نارٌ تخرج من اليمن تطرُد الناس إلى مَحشَرهم". أخرجه أحمد 26/ (16141)، ومسلم (2901)، وأبو داود (4311)، وابن ماجه (4055)، والترمذي (2183)، والنسائي (11316) و (11418)، وابن حبان (6791) و (6843).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل يحيى بن نصر بن حاجب. وأخرجه الطبراني (3059) من طريق محمد بن عاصم الرازي، عن يحيى بن نصر، بهذا الإسناد.
وجاء في الباب ما يشهد له عدة أحاديث، انظر حديث جابر السالف عند المصنف برقم (1734)، وبقية شواهده هناك.
(2)
وقع في النسخ الخطية مكان "الأموي": الغفاري، وهو خطأٌ يقينًا، والتصويب من "تلخيص الذهبي" ومن نسبه الآتي.
(3)
في "نسب قريش" ص 187.
(4)
في (ص): عتابًا عاملًا.
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعتّابٌ عامله على مكة.
وتُوفِّي عتّابُ بن أَسيدٍ بمكة في جُمادَى الآخرة سنةَ ثلاثَ عشرةَ.
6667 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا الحسن بن علي بن نَصْر، حدثنا الزُّبير بن بكّار القاضي، حدثنا حسين بن سعيد بن هاشم بن سعيد من بني قيس بن ثَعلَبة، حدثني يحيى بن سعيد بن سالم القَدَّاحُ، عن أبيه، عن ابن جُرَيج، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ قُرْبِه من مكة فِي غَزْوة الفَتْح: "إنَّ بمكة لأربعة نَفَرٍ من قريشٍ أَربَأُ بهم عن الشِّرك، وأَرغَبُ بهم في الإسلام" قيل: ومَن هم يا رسول الله؟ قال: "عتّابُ بن أَسِيدٍ وجُبَيرُ بن مُطْعِمٍ وحَكيمُ بن حِزامٍ وسُهَيل بن عَمْرو"
(1)
.
6668 -
أخبرني محمد بن الحسن الكارِزِيّ، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا حَرَميُّ بن حفص القَسْملي، حدثنا خالد بن أبي عثمان، عن أيوب بن عبد الله بن يَسَار، عن عمرو بن أبي عَقرَب قال: سمعتُ عتَّابَ بن أَسِيدٍ وهو مُسنِدٌ ظهرَه إلى بيتِ الله يقول: والله ما أَصبْتُ في عملي هذا الذي وَلَّاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلَّا ثوبَينِ مُعقَّدَينِ، فكَسَوتُهما كَيْسانَ مولايَ
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف، حسين بن سعيد بن هاشم مجهول لم نقف له على ترجمة ويحيى بن سعيد القداح ليس بالقوي كما قال الدارقطني كما في ترجمته من "لسان الميزان" 8/ 443، وقال الذهبي في "الميزان": له مناكير.
والخبر في "جمهرة نسب قريش" للزبير بن بكار ص 362 - 363، ومن طريقه أخرجه أيضًا ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 15/ 106. وفيه عن ابن جريج عن عطاء -وهو ابن أبي رباح- قال: لا أحسبه إلّا رفعه إلى ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
(2)
إسناده حسن من أجل أيوب بن عبد الله وشيخه عمرو بن أبي عقرب، وحسَّنه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 4/ 430.
وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(2138)، والطبراني في "الكبير" 17/ (423) عن علي بن عبد العزيز أبي الحسن البغوي، بهذا الإسناد.=
6669 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الحَكَم، حدثنا خالد بن نِزَار الأَيْلي، حدثنا محمد بن صالح التَّمَّار، عن ابن شِهاب، عن سعيد بن المسيّب، عن عتَّابُ بن أَسِيد: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ في زكاة الكُرُوم: "إنها تُخرَصُ كما يُخرَصُ النخلُ، ثم تُؤدَّى زكاتُه زَبيبًا كما تُؤدَّى زكاةُ النخلِ تمرًا"
(1)
.
ذكرُ شدّاد بن الهادِ رضي الله عنه
-
6670 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خَليفة ابن خيَّاط
(2)
قال: ومن حُلَفاءِ بني هاشمٍ من غير أهل بدرٍ: شَدَّادُ بن الهادِ - واسمُ الهادِ
= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 54، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 6/ 355 عن حرمي بن حفص، به.
وأخرجه الطيالسي (1453)، وأبو عبيد في "الأموال"(669)، وابن سعد في "الطبقات" 6/ 35، وابن زنجويه في "الأموال"(999)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(561)، وأبو نعيم في "الحالية" 9/ 21، و "معرفة الصحابة"(5534) و (5882) من طرق عن خالد بن أبي عثمان، به.
وذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 142 أنَّ شبابة -وهو ابن سوّار- رواه عن خالد بن أبي عثمان عن سَليط وأيوب ابني عبد الله بن يسار عن عمرو بن أبي عقرب قال: والله ما أصبتُ
…
فجعله من حديث عمرو، وبذلك أثبت له صحبةً، ثم نقل عن أبيه أنه قال: هذا وهمٌ خطأٌ، وهمَ شبابةُ في ذلك، إنما هو عمرو بن أبي عقرب عن عتّابُ بن أَسيد.
والمعقَّد: ضربٌ من بُرود هَجَر.
(1)
رجاله لا بأس بهم وهو منقطع بين سعيد بن المسيب وعتاب فإنه لم يسمع منه، لكن مراسيل سعيد بن المسيب من أقوى المراسيل كما هو مقرَّر عند أهل العلم. وصحَّحه ابن خزيمة برقم (2316).
وأخرجه أبو داود (1604)، والترمذي (644 م)، وابن حبان (3279) من طريق عبد الله بن نافع، عن محمد بن صالح التمار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1603)، والنسائي في "المجتبى"(1618) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن ابن شهاب الزهري، به.
(2)
في "طبقاته" ص 8. وما بين المعقوفين منه.
أسامةُ -بنِ عَمرو بن عبد الله بن جابر بن بشر بن عتوارة بن عامر بن مالك بن الليث ابن بَكْر بن عبدِ مَنَاةَ بن علي بن كنانة، وهو أبو [عبد الله بنِ] شدّاد بن الهاد، وشدّادٌ سِلْفُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت عنده سَلْمى بنت عُميس
(1)
، خَلَفَ عليها بعدَ حمزة ابن عبد المطلَّب.
6671 -
أخبرني محمد بن علي الصَّنعاني بمكة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، عن ابن جُرَيج قال: أخبرني عِكرمةُ بن خالد، عن [ابن]
(2)
أبي عمَّار، عن شدَّاد بن الهادِ: أَنَّ رجلًا من الأعراب آمَنَ برسول الله صلى الله عليه وسلم واتَّبَعَه، وقال: أُهاجرُ معك، فأَوصَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه به، فلما كانت غزوةُ خيبرَ -أو حُنينٍ- غَنِمَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئًا فقَسَمَ وقَسَمَ له، فأعطى أصحابَه ما قَسَمَ له، وكان يَرعَى ظَهْرَهم، فلما جاء دَفَعُوه إليه، قال: ما هذا؟ قالوا: قَسْمٌ قَسَمَه لك النبيُّ، فأَخَذَه فجاءَه، فقال: يا محمدُ، ما هذا؟ قال:"قَسْمٌ قَسَمتُه لك" فقال: ما على هذا اتَّبعتُك، ولكنِّي اتَّبعتُك على أن أُرمَى هاهنا -وأشار إلى حَلْقه- بسَهُم فأموتَ وأدخُلَ الجنةَ، فقال:"إِنْ تَصدُقِ اللهَ يَصدُقْكَ"، فَلَبِثُوا قليلًا ثم نَهَضُوا
(3)
في قتال العدوِّ، فأُتِيَ به يُحمَلُ وقد أصابه سهمٌ حيث أشارَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَهُوَ هُوَ؟ " قالوا نعم، قال:"صَدَقَ الله فصَدَقَه"، فكفَّنه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قدَّمَه فصَلَّى عليه، فكان ممّا ظَهَرَ من صلاته عليه:"اللهمَّ هذا عبدُك خرج مُهاجِرًا في سبيلك، فقُتِلَ شهيدًا، فأنا عليه شهيدٌ"
(4)
.
(1)
وهي أخت أسماء بنت عميس، وهما أُختا ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأمِّها.
(2)
لفظ "ابن" سقط من نسخنا الخطية، واستدركناه من "مصنف عبد الرزاق" و "إتحاف المهرة"(6325). وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار، الملقَّب بالقِسِّ لعبادته.
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: دحضوا.
(4)
إسناده صحيح.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(6651) و (9597)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(7108) عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عنه، والبيهقي في "السنن" 4/ 15، وفي "دلائل النبوة" 4/ 221 - 222 من طريق أحمد بن يوسف السلمي عنه. زاد السلمي في روايته عن عبد الرزاق: =
ذكرُ أسامة بن زيد بن حارثة حِبِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
6672 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا أبو عُلاثة، حدثنا أبي، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا أبو الأسود، عن عُرْوة، قال: أسامة بن زيد بن حارثة بن شَراحيل بن كعب بن عبد العُزَّى بن يزيد بن امرئ القيس الكَلْبي
(1)
، أنعمَ الله عليه ورسولُه.
6673 -
وأخبرني بهذا النَّسب أحمد بن يعقوب، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا شَبَاب، وزاد فيه وأمُّه أم أيمن مولاةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، مات بالمدينة في آخر خلافة معاوية وهو ابنُ ستين سنة، وكان يُكنَى أبا محمد.
6674 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا مُعلَّى بن مَهدي المَوصلي، حدثنا أبو عَوانة، عن عمر بن أبي سَلَمة، عن أبيه قال: حدثني أسامة بن زيد قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أحبُّ أهلي إليَّ مَن أنعمَ الله عليه وأنعمتُ عليه، أسامةُ"
(2)
.
6675 -
حدثني علي بن حَمْشاذ العَدْل، حدثنا محمد بن عيسى بن السَّكَن، حدثنا
= قال عطاء: وزعموا أنه لم يصلِّ على أهل، أُحد، فتعقبَّه البيهقي بقوله: يحتمل أن يكون هذا الرجل بقي حيًا حتى انقطعت الحرب ثم مات فصلَّى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذين لم يصلَّ عليهم بأُحدٍ ماتوا قبل انقضاء الحرب، والله أعلم.
وأخرج الحديث النسائي (2091)، والطحاوي في "معاني الآثار" 1/ 505 - 506 من طريق عبد الله ابن المبارك، عن ابن جريج، به. قال النسائي: ما نعلم أحدًا تابع ابنَ المبارك على هذا، والصواب: ابن أبي عمار عن ابن شداد بن الهاد، وابنُ المبارك أحد الأئمة، ولعلَّ الخطأ من غيره، والله أعلم.
قلنا: كذا قال النسائي، مع أنَّ ابن المبارك قد تابعه عبدُ الرزاق عن ابن جريج، فروايته صحيحة لا خطأَ فيها، وقد صرَّح ابن أبي عمار في رواية أحمد بن يوسف السلمي عن عبد الرزاق عند البيهقي بإخبار شداد بن الهاد له بهذا الحديث والإسناد إليه صحيح.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: العلمي.
(2)
إسناده ضعيف؛ عمر بن أبي سلمة ليّن الحديث، وقد تفرَّد به، وبه ضعَّفه الذهبي في "التلخيص". وسلف برقم (3604).
عفَّان وحجَّاج، قالا: حدثنا حماد بن سَلَمة، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسامة أحبُّ الناس إليَّ"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
6676 -
أخبرني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السَّرِي بن خُزيمة، حدثنا مسلم ابن إبراهيم، حدثنا قُرَّة بن خالد، حدثني محمد بن سِيرِين، قال: بَلَغَت النَّخلةُ على عهد عثمان بن عفّان ألفَ درهمٍ، فعَمَدَ أسامةُ بن زيد إلى نخلةٍ، فنَقَرها وأخرج جُمَّارها فأطعمها أمَّه، فقال له: ما حَمَلك على هذا وأنت ترى النَّخلةَ قد بلغت ألفًا؟! فقال: إِنَّ أمِّي سألَتْنِيه، ولا تسألُني شيئًا أقدِرُ عليه إلَّا أعطيتُها
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وحجاج: هو ابن المنهال.
وأخرجه أحمد 9/ (5707) عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وزاد فيه: ما حاشا فاطمة ولا غيرها.
وأخرجه ضمن قصة تأمير أسامة: أحمد 9/ (5630)، والنسائي (8130) من طريق زهير بن معاوية، وأحمد (5848) من طريق وهيب بن خالد، والبخاري (4468) من طريق الفضيل ابن سليمان، ثلاثتهم عن موسى بن عقبة، به. وزاد فيه أحمد في الرواية الثانية والنسائي: قال سالم: فما سمعت عبد الله بن عمر يحدث هذا الحديث قط إلَّا قال: ما حاشا فاطمة.
وأخرجه مسلم (2426)(64) من طريق عمر بن حمزة، عن سالم بن عبد الله، به.
وأخرجه النسائي (8129) من طريق محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن الزهري، عن سالم، به. فزاد فيه الزهريَّ بين موسى وسالم، ومحمد بن فليح له بعض الأوهام، فلا تقبل مخالفته.
وأخرجه ضمن قصة الإمارة أيضًا: أحمد 8/ (4701) و 10 / (5888)، والبخاري (3730) و (4250) و (4469) و (6627) و (7187)، ومسلم (2426)(63)، والترمذي (3816)، والنسائي (8125)، وابن حبان (7044) و (7059) من طرق عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر.
(2)
رجاله ثقات، لكن محمد بن سِيرِين روايته عن عثمان مرسلة كما قال الذهبي في "التلخيص".
وأعله الذهبي أيضًا بأنَّ أم أسامة -وهي بركة أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم ومولاته- ماتت زمن أبي بكر الصديق، وهذا خلاف الراجح، فالراجح أنها ماتت في خلافة عثمان، وهو ما اعتمده الذهبي =
6677 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا أبو جعفر الحَضْرمي، حدثنا سعيد بن عمرو الأشعَثي، حدثنا أبو بكر بن شعيب بن الحَبْحاب، قال: سمعتُ أشياخَنا يقولون: كان في نَقْشِ خاتم أسامةَ بن زيد: حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
6678 -
حدثنا يحيى بن منصور القاضي، حدثنا أحمد بن سَلَمة، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن الزُّهْري قال: كان أسامة بن زيد يُخاطَب بالأمير حتى مات، يقولون: بعثَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
6679 -
أخبرني عبد الله بن محمد الصَّيدلاني، حدثنا علي بن الحسين بن الجُنيد، حدثنا الحُسين بن يزيد الطَّحّان، حدثنا عائذ بن حَبيب، عن الحجَّاج بن أَرْطاة، عن الحَكَم، عن مِقسَم، عن ابن عبّاس، عن أسامة بن زيد قال: كنتُ رِدْفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بعرفةَ
(3)
.
6680 -
أخبرني أبو جعفر محمد بن عبد الله البغدادي، حدثنا محمد بن عمرو
= نفسُه في "السير" 2/ 227 وفي "الكاشف" نقلًا عن الواقدي ولم يذكر غيره. واعتمده ابن حبان في "ثقاته" 3/ 39. ويؤيده ما أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 342 من طرق عن سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شِهاب قال: قالت أم أيمن يومَ أصيب عمر: اليوم وَهَى الإسلامُ. ورجاله ثقات، فهذا يدل على تأخر وفاتها عن خلافة الصديق، والله تعالى أعلم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(370) عن أبي خليفة الفضل بن الحباب، عن مسلم بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(225) من طريق حجاج بن نصير، وابن الجوزي في "البر والصلة"(88) من طريق يحيى القطان كلاهما عن قرة بن خالد، به.
(1)
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(374) عن أبي جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي، بهذا الإسناد.
(2)
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(9777) مطولًا، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(371) مختصرًا.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ليِّن، حسين الطحان وحجاج بن أرطاة فيهما لِينٌ، لكن قد توبعا عند المصنف فيما سلف برقم (1727).
ابن خالد الحرَّاني، حدثني أبي، حدثنا ابن لَهِيعة، عن صالح بن أبي عَريب، عن خلَّاد بن السائب قال: دخلتُ على أسامةَ بن زيد فمَدَحني في وجهي، فقال: إنه حَمَلني أن أمدحَك في وجهك، أنِّي سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:"إذا مُدِحَ المُؤمِنُ في وجهِه، رَبَا الإيمانُ في قلبه"
(1)
.
ذكرُ أبي رافع مولى رسول الله رضي الله عنه
-
6681 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي
(2)
، قال: كان أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم للعبّاس بن عبد المُطَّلب، فلمّا أسلم العباس وَهَبَه للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكان اسمُه أسلمَ، ويقال: إبراهيم، وأسلمَ قبلَ بدر، ولكنَّه كان مقيمًا بمكةَ مع العبّاس، ومات بعدَ مَقتَل عثمان سنةَ خمسٍ وثلاثين.
6682 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الله المُزَني، حدثنا أحمد بن نَجْدة، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا قيس بن الرَّبيع، عن أبي خالد يزيدَ بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عبد الله مولى عليٍّ، عن أبي رافع قال: بَعَث النبيُّ صلى الله عليه وسلم عليًّا إلى، اليمن، فعَقَدَ له لِواءً، فلمّا مضى قال: "يا أبا رافع، الحَقْه ولا تَدْعُه مِن
(3)
خلفِه، وليَقِفْ ولا يَلتفتْ حتى أَجيئَه" فأتاه فأوصاه بأشياءَ، فقال: "يا عليُّ، لَأن يهديَ الله على يديك رجلًا، خيرٌ لك ممّا طَلَعَت عليه الشمسُ"
(4)
.
(1)
إسناده ضعيف؛ عبد الله بن لَهِيعة سيئ الحفظ، وشيخه صالح بن أبي عريب روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات"، فلا يقبل تفردهما بمثل هذا الحديث. وضعَّفه العراقي في "تخريج الإحياء".
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(424) عن محمد بن عمرو بن خالد الحراني، بهذا الإسناد.
(2)
كذا جاء هنا في النسخ الخطية، والجادة أنَّ إبراهيم الحربي يرويه عن مصعب بن عبد الله الزبيري، فقد تكرر ذكر هذه السلسلة عند المصنف كثيرًا.
(3)
في (ص): في، والمثبت من (م) و (ب).
(4)
إسناده ضعيف، يحيى بن عبد الحميد -وهو الحمّاني- ضعيف، وعبد الرحمن بن عبد الله =
6683 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، أخبرنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أنَّ بُكير بن عبد الله بن الأشجِّ حدثه، أنَّ الحسن بن علي بن أبي رافع حدثه، أنَّ أبا رافع أخبره: أنه أقبلَ بكتابٍ من قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فلما رأيتُ النبيَّ
(1)
أُلقي في قلبي الإسلامُ، فقلت: يا رسولَ الله، إني والله لا أَرجعُ إليهم أبدًا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"إني لا أَخِيسُ بالعهد، ولا أحبسُ البُرُدَ، ولكن ارجِعْ إليهم، فإن كانَ في قلبِكَ الذي في قلبِكَ الآن فارجِعْ"، قال: فرجعتُ إليهم، ثم أقبلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمتُ
(2)
.
= مولى علي ذكره المزي في الرواة عن أبي رافع، ولم نقف له على ترجمة، والظاهر أنه وهم من الحماني كما سيأتي، وشطره الثاني صحَّ من حديث سهل بن سعد، وفيه أنَّ ذلك كان يوم أرسل النبيُّ صلى الله عليه وسلم عليًا إلى خيبر.
وأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(601)، والطبراني في "الكبير"(994) من طرق عن يحيى الحماني، بهذا الإسناد.
وخالف الحمانيَّ أبو غسان مالكُ بن إسماعيل، فرواه عن عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد الدالاني، عن زيد بن أسلم عن يزيد بن زياد مولى عبد الله بن عيّاش، عن أبي رافع، عند الطبراني في "الكبير"(930)، ومن طريقه الخطيب في "المتفق والمفترق"(1781). ورجاله ثقات غير أبي خالد الدالاني، وهو حسن الحديث، لكن يزيد مولى ابن عيّاش إنما يروي عن التابعين، وروايته عن أبي رافع مرسلة، فأبو رافع قديم الوفاة، مات في حدود سنة 37 هـ.
ويشهد لشطره الثاني ما رواه البخاري (2942)، ومسلم (2406) من حديث سهل بن سعد مرفوعًا:"لأن يُهدى بك رجلٌ واحد خير لك من حمر النَّعم".
(1)
المثبت من مصادر التخريج، وفي النسخ الخطية: الكتاب، وهو سبق قلم.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد 39 / (23857)، وأبو داود (2758)، والنسائي (8621)، وابن حبان (4877) من طرق عن عبد الله بن وهب بهذا الإسناد. لكن زيد في رواية أحمد وحده بين الحسن وجده أبي رافع: علي والد الحسن، وهو لا تعرف له رواية في الكتب.
قوله: "لا أَخيس العهد" قال السندي في "حاشية المسند": أي لا أنقضه، يقال: خاس يخيس =
ذكرُ سلمان الفارسي رضي الله عنه
-
6684 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق، حدثنا مصعب بن عبد الله، قال: وسلمانُ الفارسي يُكنى أبا عبد الله، وكان ولاؤُه لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "سلمانُ مِنَّا أهل البيت"
(1)
.
6685 -
أخبرني أحمد بن يعقوب، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا شَبَاب قال: مات سلمانُ الفارسي سنةَ سبع وثلاثين.
6686 -
حدثنا علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحِزامي وإسماعيل بن أبي أُويس، قالا: حدثنا ابن أبي فُدَيك، عن كَثير بن عبد الله المُزَني، عن أبيه، عن جدِّه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خَطَّ الخندقَ عامَ حرب الأحزاب حتى بَلَغ المذاحج
(2)
، فقطع لكلِّ عشرةٍ أربعينَ ذراعًا، فاحتجَّ المهاجرون: سلمانُ مِنَّا، وقالت الأنصارُ: سلمانُ مِنَّا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سلمانُ مِنَّا أهل البيت"
(3)
.
= ويخوس: إذا غدر ونقض العهد. و "البرد"، بضمتين، جمع بريد، بمعنى الرسول، أي: لا أحبس الرسل الواردين عليّ.
(1)
سيأتي مسندًا لاحقًا.
(2)
هكذا وقع في النسخ الخطية، ويغلب على ظننا أنه محرَّف عن المذاد، فقد نقل ياقوت الحموي في "معجم البلدان" 5/ 88 عن ابن الأعرابي أنه قال: هو موضع بالمدينة حيث حفر الخندقَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، قال كعب بن مالك:
فليأتِ مأسدةً تسلُّ سيوفَها
…
بين المَزاد وبين جَزْع الخندقِ
وكذلك قال أبو عبيد البكري في "معجم ما استعجم" 4/ 1202.
(3)
إسناده ضعيف جدًا، كثير بن عبد الله -وهو ابن عمرو بن عوف بن زيد المزني- متروك متهم، وقال ابن حبان: روى عن أبيه عن جده نسخةً موضوعةً لا يحلُّ ذكرها في الكتب، ولا الرواية عنه إلَّا على جهة التعجب. وبه ضعَّفه الذهبي في "التلخيص". وأبوه عبد الله بن عمرو =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= لم يرو عنه سوى ولده كثير، وهو مجهول الحال. ابن أبي فديك: هو إسماعيل بن مسلم المدني. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(6040) عن مسعدة بن سعد العطار المكي، عن إبراهيم ابن المنذر الحزامي وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولًا ومختصرًا ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 4/ 76 و 9/ 320 - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 21/ 408 - وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3347)، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 54 - ومن طريقه ابن عساكر أيضًا -من طريق دحيم، كلاهما (ابن سعد ودحيم) عن إسماعيل بن أبي فديك به. وسقط دحيم من مطبوع "معرفة الصحابة".
وأخرجه مطولًا ومختصرًا أيضًا الطبري في "تفسيره" 21/ 133 - 134، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(6)، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 418 - 420 من طريق محمد بن خالد بن عثمة، عن كثير بن عبد الله، به.
وفي الباب عن أنس بن مالك والحسين بن علي وزيد بن أبي أوفى، وأسانيدها لا يفرح بها.
أما حديث أنس؛ فيرويه جعفر بن سليمان الضبعي عن النضر بن حميد الكندي، عن سعد
الإسكاف، عن محمد بن علي، عن أنس عند البزار في "مسنده"(6534)، والنضر بن حميد
وسعد الإسكاف متروكا الحديث.
وأما حديث الحسين؛ فيرويه أيضًا جعفر بن سليمان، عن النضر بن حميد الكندي، عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، الحسين عند أبي يعلى في "مسنده"(6772)، وعنه أبو الشيخ (5). وإسناده إسناد سابقه.
وأما حديث زيد بن أبي أوفى؛ فيرويه عبد المؤمن بن عباد العبدي، عن يزيد بن معن، عن عبد الله ابن شرحبيل، عن رجل من قريش، عنه، عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2707)، والطبراني في "الكبير"(5146)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 206 - 207، وأبو نعيم في "المعرفة" (3020). ولم يذكر ابن عدي في إسناده:"رجل من قريش". هكذا وقع الإسناد عندهم. ووقع إسناده عند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 386، وفي "الأوسط" 3/ 9: حدثنا حسان ابن حسان، حدثنا إبراهيم بن بشر أبو عمرو الأزدي، عن يحيى بن معن المدني، حدثني إبراهيم القرشي، عن سعد بن شرحبيل، عن زيد بن أبي أوفى. قال البخاري في "الأوسط": هذا إسناد مجهول لا يتابع عليه، ولا يعرف سماع بعضهم من بعض، ورواه بعضهم عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي أوفى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أصل له. وقال أبو حاتم كما في "العلل" (2598): حديث منكر، وفي إسناده مجهولين. وقال الذهبي في "السير": زيد لا يعرف إلَّا في هذا الحديث الموضوع. وقال ابن حجر في "للسان" في ترجمة إبراهيم بن بشر الأزدي: عن يحيى بن معن، =
6687 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا مُعَلَّى بن مهدي المَوْصلي، حدثنا عِمران بن خالد الخُزاعي، عن
(1)
البُناني، عن أنس ابن مالك قال: دخَلَ سلمانُ الفارسيُّ على عمر بن الخطاب وهو متكئٌ على وِسادة، فألقاها له، فقال سلمانُ: صَدَق الله ورسولُه، فقال عمر: حدِّثْنا يا أبا عبد الله.
قال: دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متكئٌ على وِسادةٍ فألقاها إليَّ، ثم قال لي:"يا سلمانُ، ما مِن مسلم يَدخُل على أخيه المسلم فيُلقي له وسادة إكرامًا له، إلَّا غَفَر الله له"
(2)
.
= وعنه حسان بن حسان، لا ندري من هو وكذلك شيخه، قال أبو حاتم: هما مجهولان، انتهى. وكذلك سعد بن شرحبيل، قال الذهبي في "الميزان" في ترجمة يحيى بن معن المدني: عن سعد ابن شراحيل، مجهول، وكذلك شيخه. وعدَّ الذهبيُّ في "السير" 1/ 141 هذا الحديث موضوعًا.
وقد روي هذا الخبر من كلام علي بن أبي طالب من وجوهٍ موقوفًا عليه، وإسناد كل واحد منها لا يخلو من مقال، وبمجموعها يمكن تحسينه؛ فأخرج ابن سعد 2/ 298 - 299، وابن أبي شيبة 12/ 148 من طريق أبي البختري، قال: قالوا لعلي: أخبرنا عن سلمان، قال: أدرك العلم الأول والعلم الآخر، بحر لا ينزح قعره، منا أهلَ البيت. ورجاله ثقات لكن أبا البختري -وهو سعيد ابن فيروز- لم يدرك عليًا كما قال علي بن المديني وأبو حاتم الرازي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6041) من طريق علي بن عابس، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة. وعن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قالا (عمرو بن مرة وقيس): سئل علي عن سلمان، فقال: أدرك العلم الأول والعلم الآخر، بحر لا ينزح، منا أهلَ البيت. وسنده ضعيف من أجل علي بن عابس، والطريق الأولى عمرو بن مرة روايته مرسلة عن علي.
وأخرجه الطبراني ضمن الحديث (6042) -وعنه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 187، وفي "المعرفة"(3349) - من طريق حبان بن علي العنزي، عن ابن جريج، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه.
وعن رجل، عن زاذان الكندي، كلاهما (أبو الأسود وزاذان) عن علي. وسنده ضعيف من أجل حبان ابن علي، وفي الطريق الثانية أيضًا رجل مبهم. وانظر له "علل الدارقطني"(366).
(1)
لفظة "عن" سقطت من نسخنا الخطية، وأثبتناها من النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان.
والبناني: هو ثابت بن أسلم.
(2)
إسناده واهٍ، عمران بن خالد الخزاعي قال أحمد: متروك الحديث، وقال الدارقطني في =
6688 -
حدثنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف العَدْل من أصل كتابه، حدثنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب ببغداد، حدثنا علي بن عاصم، حدثنا حاتم بن أبي صَغيرة، عن سِماك بن حَرْب، عن زيد بن صُوحَان: أنَّ رجلين من أهل الكوفة كانا صديقينِ لزيد بن صُوحان أتياه ليكلِّمَ لهما سلمانَ أن يُحدِّثَهما حديثَه كيف كان إسلامُه، فأقبلا معه حتى لَقُوا سلمانَ وهو بالمدائن أميرٌ عليها، وإذا هو على كرسيٍّ قاعد، وإذا خُوصٌ بين يديه وهو يَسُفُّه
(1)
، قالا: فسلَّمنا وقعدنا، فقال له زيدٌ:
= "تعليقه على المجروحين": منكر الحديث، وضعفه أبو حاتم الرازي، وبه أعله الذهبي في "الميزان"، فقال: خبر ساقط.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6068)، وفي "مكارم الأخلاق"(151) عن علي بن عبد العزيز، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6068)، وفي "الأوسط"(1576)، وفي "الصغير"(761)، وفي "مكارم الأخلاق"(151)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(781)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3350)، والخلعي في "الفوائد المنتقاة الحسان"(941) من طرق عن معلَّى بن مهدي، به. ووقع في "المعجم الصغير" وحده: أنَّ عمر دخل على سلمان، وهو خطأ. وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن سلمان إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به عمران بن خالد.
وأخرجه مؤمَّل بن إهاب في "جزئه"(3)، والدولابي في "الكنى"(429)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 124 - 125، وقوام السنة في "الترغيب والترهيب"(191) من طرق عن عمران ابن خالد، به.
وأخرج الطبراني في "الكبير"(6188) من طريق سويد بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله يزيد بن عَبْد الله بن أَبِي يزيد النجراني، عن القاسم أبي عبد الرحمن قال: قال سلمان الفارسي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا زار أحدكم أخاه فألقى له شيئًا يقيه من التراب، وقاه الله عذاب النار". وسويد ضعيف، والقاسم -وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي- لم يدرك سلمان فيما قاله أبو حاتم الرازي.
(1)
تحرَّف في (م) و (ص) إلى: يشقه، وفي (ب): يسعد، والمثبت من نسختي (ن) و (ل 2) كما في طبعة الميمان. وقوله: يسفّه، بالسين المهملة والفاء، من سَفَّ، قال في "لسان العرب": سَفَفْتُ الخوص أسُفُّه، أسفه، بالضم سفًّا، وأسففتُه إسفافًا، أي: نسجته بعضه في بعض، وكلُّ شيء يُنسج بالأصابع فهو الإسفاف.
يا أبا عبد الله، إنَّ هذينِ لي صديقان، ولهما إخاءٌ، وقد أحبَّا أن يَسمعا حديثَك كيف كان بَدْءُ
(1)
إسلامِك؟ قال: فقال سلمان: كنتُ يتيمًا من رامَهُرْمُزَ، وكان ابنُ
(2)
دهقان رامَهُرمُز يختلِفُ إلى مُعلِّم يعلِّمُه، فلزمتُه لأكونَ في كَنَفه، وكان لي أخٌ أكبرُ مني، وكان مستغنيًا بنفسه، وكنتُ غلامًا قصيرًا، وكان إذا قام من مجلسه تفرَّق من يُحفِّظُهم، فإذا تفرَّقوا خرج فتقنَّع بثوبه، ثم صَعِدَ الجبلَ، وكان يفعلُ ذلك غيرَ مرَّة مُتنكرًا، قال: فقلتُ له: إنك تفعلُ كذا وكذا، فَلِمَ لا تذهبُ بي معك؟ قال: أنت غلامٌ، وأخاف أن يظهرَ منك شيءٌ، قال: قلتُ: لا تَخَفْ، قال: فإنَّ في هذا الجبل قومًا في بِرْطِيلٍ
(3)
لهم عبادةٌ ولهم صلاحٌ، يذكرون الله ويذكرون الآخرةَ، ويزعمون أنَّا عَبَدةُ النيران، وعبدَةُ الأوثان، وأنَّا على غير دينهم، قال: قلتُ: فاذهَبْ بي معك إليهم، قال: لا أقدِرُ على ذلك حتى أستأمِرَهم، وأنا أخافُ أَن يَظْهَرَ منك شيءٌ فيَعلمَ أبي فيقتلَ القومَ فيكون هلاكُهم على يدي، قال: قلتُ: لن يظهرَ مني ذلك، فاستأمِرْهم، فأتاهم، فقال: غلامٌ عندي يتيمٌ فأُحبُّ أن يأتيكم ويسمعَ كلامَكم، قالوا: إن كنتَ تثقُ به، قال: أرجو ألّا يجيءَ منه إلَّا ما أُحبُّ، قالوا: فجِئْ به، فقال لي: لقد استأذنتُ القومَ، في أن تجيءَ معي، فإذا كانت الساعةُ التي رأيتَني أخرج فيها فأتِني، ولا يعلَمْ بك أحدٌ، فإنَّ أبي إن عَلِم بهم قتلَهم.
قال: فلمَّا كانت الساعةُ التي يخرُج، تبعتُه فصَعِدَ الجبل فانتهينا إليهم، فإذا هم في بِرْطِيلهم -قال علي: وأُراه قال: وهم ستةٌ أو سبعة- قال: وكأَن الروحَ قد خَرَج
(1)
في نسخنا الخطية: بدو، والمثبت من النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية الى أبي والمثبت من "تلخيص الذهبي"، وهو الموافق لما في "دلائل النبوة" للبيهقي. والدهقان، بكسر الدال وضمها: رئيس القرية ومُقدَّم الثُّنَّاء وأصحاب الزراعة، وهو معرَّب، ونونه أصلية، لقولهم: تدهقن الرجلُ، وله دهقنة بموضع كذا. وقيل: النون زائدة، وهو من الدهق: الامتلاء. قاله ابن الأثير في "النهاية". ورامهرمز: مقاطعة في غرب إيران، وتقع في محافظة خوزستان، قريبة من الأهواز.
(3)
البرطيل: كالصومعة، سَريانية معربة.
منهم من العبادة؛ يصومون النَّهار، ويقومون الليلَ، ويأكلون الشجَرَ ما وجدوا، فقعدنا إليهم، فأثنى [ابن]
(1)
الدهقان عليَّ خيرًا، فتكلَّموا، فحَمِدوا الله وأثنَوا عليه، وذكروا من مَضَى من الرُّسل والأنبياء حتى خَلَصُوا إلى ذكر عيسى ابن مريم عليه السلام، فقالوا: بعثَ الله عيسى عليه السلام رسولًا وسخَّر له ما كان يَفعلُ من إحياء الموتى، وخلق الطير، وإبراءِ الأكمهِ والأبرصِ والأعمى، فكَفَر به قومٌ وتَبِعُه قومٌ، وإنما كان عبدًا الله ورسولَه ابتَلَى به خلقَه.
قال: وقالوا قبلَ ذلك: يا غُلامُ، إنَّ لك لربًّا، وإنَّ لك معادًا، وإنَّ بين يديك جنةً ونارًا إليها تصيرُ، وإنَّ هؤلاء القومَ الذين يعبدون النِّيران أهلُ كفر وضلالة، لا يرضى الله ما يصنعون، وليسوا على دينٍ.
فلما حضرتِ الساعةُ التي ينصرفُ فيها الغلامُ انصرف وانصرفتُ معه، ثم غَدَونا إليهم، فقالوا مثلَ ذلك وأحسنَ، ولزمتُهم، فقالوا لي: يا سلمانُ، إنَّك غلامٌ وإنك لا تستطيعُ أن تصنعَ كما نصنعُ، فصلِّ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ.
قال: فاطَّلع الملكُ على صنيع ابنه، فرَكِبَ في الخيل حتى أتاهم في بِرْطِيلهم، فقال: يا هؤلاء، قد جاورتموني فأحسنتُ جِوارَكم، ولم تَرَوا مني سُوءًا، فَعَمَدتُم إلى ابني فأفسدتُموه عليَّ، قد أجلتُكم ثلاثًا، فإن قدرت عليكم بعدَ ثلاث، أحرقتُ عليكم بِرْطِيلكم هذا، فالْحقُوا ببلادكم، فإنِّي أكرهُ أن يكون مني إليكم سوءٌ، قالوا: نعم، ما تعمَّدْنا مساءَتك ولا أردنا إلَّا الخيرَ، فكفَّ ابنه عن إتيانِهم، فقلت له: اتقِ الله؛ فإنَّك تعرِفُ أنَّ هذا الدينَ دينُ الله، وأنَّ أباك ونحن على غيرِ دينٍ، إنما هم عبَدةُ النِّيران لا يعبدون الله، فلا تَبعْ آخرتَك بدنيا غيرِك، قال: يا سلمانُ، هو كما تقول، وإنما أتخلَّف عن القوم بَقيًا عليهم، إن تبعتُ القومَ طلبني أبي في الجبل، وقد خرج في إتياني
(2)
إياهم حتى طردَهم، وقد أعرفُ أنَّ الحقَّ في أيديهم.
(1)
من "الدلائل" للبيهقي.
(2)
في "دلائل النبوة" للبيهقي: وقد جزع من إتياني، وهو أليق.
فأتيتُهم في اليوم الذي أرادوا أن يرتحلوا فيه، فقالوا: يا سلمان، قد كنَّا نحذَرُ مكانَ ما رأيتَ، فاتقِ الله واعلَمْ أنَّ الدينَ ما أوصيناك به، وأنَّ هؤلاء عَبَدة النِّيران، لا يعرفون الله ولا يذكرونه، فلا يَخدعنَّك أحدٌ عن دينك، قلتُ: ما أنا بمفارقِكم، قالوا: أنتَ لا تقدر أن تكون معنا، نحن نصومُ النهارَ، ونقومُ الليلَ، ونأكلُ الشجَرَ وما أصَبْنا، وأنت لا تستطيعُ ذلك، قال: فقلتُ: لا أفارقُكم، قالوا: أنت أعلم، وقد أعلمناك حالَنا، فإذْ أَبَيتَ خُذْ مِقدارَ حِملٍ يكون معك شيءٌ تأكله، فإنَّك لا تستطيعُ ما نستطيعُ نحن، قال: ففعلتُ ولقيتُ أخي فعرضتُ عليه [فأَبى] ثم أتيتُهم، فأتيتُهم يمشون وأمشي معهم، فرزق الله السلامةَ حتى قَدِمنا المَوْصِلَ فأتينا بيعةً بالموصل، فلما دخلوا احتَفَوا بهم، وقالوا: أين كنتُم؟ قالوا: كُنَّا في بلادٍ لا يذكرون الله، بها عَبَدة النيران، فطردونا فقَدِمنا عليكم.
فلما كان بعدُ قالوا: يا سلمانُ، إنَّ هاهنا قومًا في هذه الجبال هم أهلُ دينٍ، وإنَّا نريدُ لقاءَهم، فكن أنت هاهنا مع هؤلاء، فإنهم أهلُ دين، وسترى منهم ما تحبُّ. قلتُ: ما أنا بمفارِقكم. قال: وأَوصَوا بي أهل البِيعة، فقالوا: أَقِمْ معنا يا غلام، فإنه لا يُعجِزُك شيء. قلتُ لهم: ما أنا بمفارقِكم، قال: فخرجوا وأنا معهم، فأصبحوا بينَ جبالٍ، وإذا صخرةٌ وماء كثير في جِرار وخبزٌ كثير، فقعدنا عند الصخرة، فلما طلعت الشمس خرجوا من بين تلك الجبال، يخرج رجلٌ رجلٌ من مكانه، كأن الأرواح قد انتُزعت منهم، حتى كَثُروا فرحَّبوا بهم وحَفُّوا، وقالوا: أين كنتم؟ لم نَرَكُم، قالوا: كُنَّا في بلادٍ لا يذكرون الله فيها عَبَدة نِيران، وكُنَّا نعبدُ اللهَ فطردونا، فقالوا: ما هذا الغلام؟ فَطَفِقُوا يُثنون عليَّ، وقالوا: صَحِبَنا من تلك البلاد، فلم نَرَ منه إلَّا خيرًا.
قال سلمان: فوالله إنهم لكذلك إذ اطَّلع عليهم رجلٌ من كهف جبلٍ، قال: فجاء حتى سلَّم وجلس فحَفُّوا به وعظَّموه أصحابي الذين كنتُ معهم وأَحدَقوا به، فقال: أين كنتم؟ فأخبروه، فقال: ما هذا الغلامُ معكم؟ فأثْنَوا عليَّ خيرًا وأخبروه باتباعي
إياهم، ولم أرَ مثلَ إعظامهم إياه، فحَمِدَ الله وأثنى عليه، ثم ذَكَرَ من أرسلَ من رُسلِه وأنبيائه وما لَقُوا، وما صُنِعَ بهم، وذكر مولدَ عيسى ابن مريم عليه السلام، وأنَّه وُلِدَ بغير ذَكَرٍ فبعثه الله عز وجل رسولًا، وأَجْرى
(1)
على يديه إحياءَ الموتى، وأنه يَخلُقُ من الطِّين كهيئة الطير، فينفخُ فيه فيكون طيرًا بإذن الله، وأَنزلَ عليه الإنجيلَ وعلَّمه التوراةَ، وبعثه رسولًا إلى بنى إسرائيل، فكَفَرَ به قومٌ وآمَنَ به قومٌ، وذَكَر بعضَ ما لقي عيسى ابنُ مريم، وأنَّه كان عبدًا الله أنعمَ الله عليه فشكر ذلك له، ورضي الله عنه حتى قَبَضَه الله عز وجل، وهو يَعِظُهم ويقول: اتقوا الله والزَمُوا ما جاء به عيسى عليه السلام، ولا تُخالفوا فيُخالَفَ بكم.
ثم قال: من أراد أن يأخذَ من هذا شيئًا، فليأخُذْ، فجعَلَ الرجلُ يقوم فيأخذ الجَرَّة من الماء والطعامَ والشيءَ، فقام أصحابي الذين جئتُ معهم فسلَّموا عليه وعظَّموه، وقال لهم: الزَمُوا هذا الدِّينَ وإياكم أن تَفرَّقوا، واستَوصُوا بهذا الغلام خيرًا، وقال لي: يا غلام، هذا دِينُ الله الذي تسمعُني أقولُه، وما سواه الكفرُ، قال: قلتُ: ما أنا بمفارقِك، قال: إنَّك لا تستطيعُ أن تكون معي، إني لا أخرجُ من كهفي هذا إلَّا كلَّ يوم أَحد، ولا تَقدِرُ على الكَينُونة معي، قال: وأقبل عليَّ أصحابُه، فقالوا: يا غلام، إنَّك لا تستطيعُ أن تكون معه، قلتُ: ما أنا بمفارقِكَ، قال له أصحابُه: يا فلان، إِنَّ هذا غلامٌ ويُخاف عليه، قال: فقال لي: أنت أعلم، قلتُ: فإني لا أُفَارِقُك، فبكى أصحابي الأولون الذين كنتُ معهم عند فِراقِهم إياي، فقال: يا غلام، خُذْ من هذا الطعام ما تَرَى أنه يكفيك إلى الأحدِ الآخر، وخُذْ من الماء ما تكتفي به، ففعلتُ، فما رأيتُه نائمًا ولا طاعمًا، إلا راكعًا وساجدًا إلى الأحد الآخر، فلما أصبحنا، قال لي: خُذْ جَرَّتَك هذه وانطلِقْ، فخرجتُ معه أتبعُه حتى انتهينا إلى الصخرة، وإذا هم قد خرجوا من تلك الجبال ينتظرون خروجه، فقعدوا وعادَ في حديثه نحوَ المرَّةِ الأولى،
(1)
في النسخ الخطية: وأحيا، والتصويب من "الدلائل".
فقال: الزَمُوا هذا الدِّينَ ولا تَفرَّقوا، واتقوا الله
(1)
، واعلموا أنَّ عيسى ابنَ مريم عليه السلام كان عبدًا الله أنعمَ الله عليه، ثم ذَكَرني، فقالوا له: يا فلانُ، كيف وجدتَ هذا الغلامَ؟ فأثنى عليَّ وقال خيرًا، فحمِدُوا الله، وإذا خبزٌ كثير، وماءٌ كثير، فأخذُوا وجعَلَ الرجلُ يأخذ ما يكتفي به، وفعلتُ، فتفرَّقوا في تلك الجبال، ورَجَعَ إلى كهفِه ورجعتُ معه.
فَلبِثْنا ما شاء الله يخرجُ في كلِّ يوم أَحد، ويخرجون معه ويَحُفُّون به ويُوصيهم بما كان يُوصيهم به، فخرج في أَحدٍ، فلما اجتمعوا حَمِدَ الله ووَعَظَهم وقال مثل ما كان يقولُ لهم، ثم قال لهم آخرَ ذلك: يا هؤلاء، إنه قد كَبِرَ سِنِّي، ورَقَّ عظمي، واقتربَ أجلي، وإنه لا عهدَ لي بهذا البيت منذ كذا وكذا، ولا بدَّ من إتيانه، فاستوصُوا بهذا الغلام خيرًا، فإني رأيتُه لا بأسَ به، قال: فجَزعَ القومُ، فما رأيتُ مثل جَزَعِهم، وقالوا يا فلانُ، أنت كبيرٌ وأنت وحدك، ولا نأمنُ أن يُصيبَك الشيءُ، نساعدك أحوج
(2)
ما كنَّا إليك، قال: فلا تُراجعوني، لا بدَّ من إتيانِه، ولكن استوصُوا بهذا الغلام خيرًا، وافعُلوا وافعُلوا، قال: فقلتُ: ما أنا بمفارقِك، قال: يا سلمان، قد رأيتَ حالي وما كنتُ عليه، وليس هذا كذلك، أنا أمشي أصومُ النَّهارَ وأقومُ الليل، ولا أستطيعُ أن أحملَ معي زادًا ولا غيرَه، وأنت لا تقدرُ على هذا، قلتُ: ما أنا بمفارِقك، قال: أنت أعلم، قال: فقالوا: يا فلان، فإنَّا نخافُ على هذا الغلام، قال: فهو أعلم، قد أعلمتُه الحالَ، وقد رأى ما كان قبلَ هذا، قلتُ: لا أفارِقُك، قال: فبَكَوا وودَّعوه، وقال لهم: اتقوا الله وكونُوا على ما أوصيتُكم به، فإن أعِشْ فعليَّ أرجع إليكم، وإن متُّ فإنَّ الله حيٌّ لا يموتُ، فسلَّم عليهم وخرجَ وخرجتُ معه، وقال لي: احمِلْ معك من هذا الخبز شيئًا تأكلُه.
(1)
في النسخ الخطية ذكر الله، والمثبت من "الدلائل".
(2)
كذا في النسخ الخطية، وفي "السير" للذهبي 1/ 529: ولسنا عندك، ما أحوج ما كنا إليك.
فخرج وخرجتُ معه، يمشي وأتبعَهُ، يذكرُ الله ولا يلتفتُ ولا يقفُ على شيء، حتى إذا أمسينا قال: يا سلمان، صلِّ أنت ونَمْ، وكُلْ واشْرَبْ، ثم قام هو يُصلِّي حتى انتهينا إلى بيت المَقدس، وكان لا يرفع طَرْفَه إلى السماء، حتى إذا انتهينا إلى باب المسجد، وإذا على الباب مُقعَد، فقال: يا عبد الله، قد تَرَى حالي فتصدَّق عليَّ بشيء، فلم يَلتفِتْ إليه ودخلَ المسجد ودخلتُ معه، فجعل يتبعُ أمكنةً من المسجد يصلِّى فيها، قال: يا سلمان، إنِّي لم أنَمْ منذ كذا وكذا، ولم أجِدْ طعمَ النوم، فإن أنت جعلتَ أن تُوقِظَني إذا بلغ الظِّلُّ مكانَ كذا وكذا نمتُ، فإني أُحبُّ أن أنام في هذا المسجد، وإلَّا لم أنَمْ، قال: قلتُ: فإني أفعلُ، [قال]: فإذا بلغ الظلُّ مكانَ كذا وكذا، فأيقظني إذا غَلَبَتْني عيني، فنام فقلتُ في نفسي: هذا لم يَنَمْ مذ كذا وكذا، وقد رأيتُ بعضَ ذلك، لأدعنَّه ينام حتى يَشتفِيَ من النوم، قال: وكان فيما يمشي وأنا معه يُقبلُ عليَّ فيَعظُني ويُخبرني أنَّ لي ربًّا وأنَّ بين يدي جنةً ونارًا وحسابًا، ويُعلِّمني ويذكِّرني نحو ما يُذكّر القومَ يومَ الأحد، حتى قال فيما يقول: يا سلمان، إنَّ الله عز وجل سوف يبعث رسولًا اسمُه أحمدُ، يخرج بتِهَامةَ -وكان رجلًا عجميًا لا يُحسِنُ أن يقول: محمد -علامتُه أنه يأكل الهديَّةَ ولا يأكلُ الصدقةَ، بين كتفيه خاتمٌ، وهذا زمانُه الذي يخرج فيه قد تقارَبَ، فأما أنا فإني شيخٌ كبير، ولا أحسبُني أُدرِكُه، فإن أدركتَه أنت فصدَّقْه واتَّبِعْه، قال: قلتُ: وإن أمرني بترك دينك وما أنت عليه، قال: فاترُكْه، فإنَّ الحقّ فيما يأمرُ به، ورضا الرحمن فيما قال.
فلم يمضِ إِلَّا يسير حتى استيقظ فَزِعًا يذكرُ الله، فقال لي: يا سلمان، مَضَى الفَيءُ من هذا المكان ولم أذكِر الله، أين ما كنتَ جعلت على نفسك؟ قال: أخبرتَني أنَّك لم تنم منذ كذا وكذا، وقد رأيتُ بعض ذلك، فأحببت أن تشتفي من النوم، فَحَمِدَ الله وقام، فخرج وتبعتُه فمرَّ بالمُقعَد، فقال المُقعد: يا عبد الله، دخلتَ فسألتُك فلم تُعطني، وخرجتَ فسألتُك فلم تُعطني، فقام ينظرُ هل يرى أحدًا، فلم يَرَه، فدنا منه فقال له: ناولني يدك، فناوله، فقال:[قم] باسم الله، فقام كأنه أُنشِطَ من عِقالٍ صحيحًا
لا عيبَ فيه، فخلَّى عن يده، فانطلق ذاهبًا، فكان لا يلوي على أحدٍ ولا يقومُ عليه، فقال لي المقعدُ: يا غلام، احمِلْ عليَّ ثيابي حتى أنطلقَ فأُبَشِّرَ أهلي، فحملتُ عليه ثيابهَ وانطلق لا يَلوي عليَّ، فخرجتُ في إثره أطلبُه، فكلما سألتُ عنه قالوا: أمامَك، حتى لقينَي ركبٌ من كَلْب، فسألتُهم، فلما سمعوا لغتي
(1)
أناخَ رجلٌ منهم على بعيره، فحملني خلفه، حتى أتَوا بلادَهم فباعوني، فاشترتني امرأةٌ من الأنصار، فجعلتني في حائطٍ لها.
وقَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرتُ به، فأخذتُ شيئًا من تمر حائطي فجعلتُه على شيء، ثم أتيتُه فوجدتُ عنده ناسًا، وإذا أبو بكر أقربُ الناس إليه، فوضعتُه بين يديه، فقال:"ما هذا؟ " قلت
(2)
: صدقة، قال للقوم:"كُلُوا"، ولم يأكُلْ، ثم لبثتُ ما شاء الله، ثم أخذتُ مثلَ ذلك فجعلتُه على شيء، ثم أتيتُه فوجدتُ عنده ناسًا، وإذا أبو بكر أقربُ القوم منه، فوضعته بين يديه فقال لي:"ما هذا؟ " فقلت: هدية، قال:"باسم الله"، وأكل وأكل القومُ، قال: قلتُ في نفسي: هذه من آياته، كان صاحبي رجلًا أعجميًا لم يُحسِنْ أن يقول: تهامة، فقال: تهمة، وقال: أحمد، فدُرْتُ خلفَه ففَطِنَ بي، فأرخَى ثوبَه، فإذا الخاتَمُ في ناحية كَتِفِه الأيسر فتبيّنتُه، ثم دُرْتُ حتى جلستُ بينَ يديه، فقلتُ: أشهد أن لا إله إلَّا الله، وأنَّك رسولُ الله، قال:"مَن أنت؟ " قلتُ: مملوك. قال: فحدَّثتُه حديثي وحديثَ الرجل الذي كنتُ معه وما أمرني به، قال:"لمن أنت؟ " قلتُ: لامرأةٍ من الأنصار جعلتني في حائطٍ لها، قال:"يا أبا بكر" قال: لبَّيك، قال:"اشتَرِه"، فاشتراني أبو بكر فأعتقَني، فلَبِثْتُ ما شاءَ الله أن ألبَثَ [ثم أتيتُه] فسلَّمت عليه وقعدتُ بين يديه، فقلتُ: يا رسولَ الله، ما تقولُ في دين النصارى؟ قال:"لا خيرَ فيهم ولا في دينهم"، فدخلَني أمرٌ عظيم، فقلتُ في نفسي: هذا الذي كنتُ معه ورأيتُ ما رأيتُه، ثم
(1)
سقط هذا اللفظ من (م) و (ص)، وفي (ب): الفتى، والمثبت هو الوجه، وهو من نسخة خطية متأخرة كما في طبعة الميمان.
(2)
في النسخ الخطية: قالوا، والمثبت من "الدلائل".
رأيته أخذ بيد المُقعَد فأقامه الله على يديه لا خير في هؤلاء ولا في دينهم؟!
فانصرفتُ وفي نفسي ما شاء الله، فأنزل الله عز وجل على النبيِّ صلى الله عليه وسلم {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} إلى آخر الآية [المائدة: 82]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عليَّ بسلمان"، فأتى الرسول وأنا خائفٌ، فجئتُ حتى قعدتُ بين يديه، فقرأ:"بسم الله الرحمن الرحيم {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} -إلى آخر الآية- يا سلمانُ، إنَّ أولئك الذين كنتَ معهم وصاحِبَك لم يكونوا نصارى، إنما كانوا مُسلِمين" فقلتُ: يا رسول الله، والذي بَعَثَك بالحقِّ، لَهُوَ الذي أمرني باتّباعك، فقلت له: وإن أمَرني بترك دينِك وما أنت عليه؟ قال: فاترُكْه، فإنَّ الحقَّ وما يحبُّ [اللهُ] فيما يأمرُك به
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف، علي بن عاصم -وهو ابن صهيب الواسطي- ضعيف، وسماك بن حرب لم يدرك زيد بن صوحان وبذلك أعله الذهبي في "السيرة النبوية" 1/ 93، فقال: منقطع، فإنه لم يدرك زيد بن صوحان وعلي بن عاصم ضعيف كثير الوهم. وكذا أعلّه في "التلخيص"، بينما قال في "سير النبلاء" 1/ 532: حديث جيد الإسناد حكم الحاكم بصحته!
وقال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" 3/ 520: وفي هذا السياق غرابة كثيرة، وفيه بعضُ المخالفة لسياق محمد بن إسحاق، وطريقُ محمد بن إسحاق أقوى إسنادًا، وأحسن اقتصاصًا، وأقربُ إلى ما رواه البخاري في "صحيحه" (3946) من حديث معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي عن أبيه عن أبي عثمان النَّهدي عن سلمان الفارسي: أنه تداوله بضعةَ عشرَ من ربٍّ إلى ربٍّ. أي: من معلِّم إلى معلِّم، ومربٍّ إلى مثله، والله أعلم. قلنا: رواية ابن إسحاق التي ذكرها ابنُ كثير أخرجها أحمد في "المسند" 39 / (23737) وسلفت عند المصنف برقم (2214) لكن لم يسق كامل لفظها، ورواية البخاري مختصرة بذكر ما أورده ابن كثير. وانظر ما سلف عند المصنف برقم (2898).
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 10/ 322، وفي "دلائل النبوة" 2/ 82 - 92 - ومن طريقه ابن عساكر 21/ 395 - 402 - عن أبي عبد الله الحاكم، عن أبي العبّاس محمد بن يعقوب، عن يحيى بن أبي طالب، بهذا الإسناد. ورواية "السنن" مختصرة بذكر أمره صلى الله عليه وسلم لأبي بكر بشراء سلمان. وقال عقبه فيه عن قصة شراء أبي بكر لسلمان: هذا يخالف الروايات قبله. يعني يخالف =
قال الحاكم رحمه الله تعالى: هذا حديث صحيحٌ عالٍ في ذكر إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه، ولم يُخرجاه.
وقد رُوي عن أبي الطُّفيل عامر بن واثلة عن سلمان من وجه صحيح بغير هذه السياقة، فلم أجد من إخراجه بُدًّا لما في الروايتين من الخلاف في المتن والزيادة والنقصان:
6689 -
حدثنا علي بن حَمْشاذ العَدْل ومحمد بن أحمد بن بالوَيهِ الجَلَّاب، قالا: حدثنا أبو بكر محمد بن شاذان الجوهري، حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي، حدثنا عبد الله بن عبد القُدُّوس، عن عُبيدٍ المُكتِب، حدثني أبو الطُّفيل، حدثني سلمان
= سائر الروايات التي تفيد بأنه أعتق نفسه بزرع النخلات.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(6110)، وفي "الأحاديث الطوال"(8)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 276 - 280 مطولًا من طريق مسلمة بن علقمة المازني، عن داود بن أبي هند، عن سماك بن حرب، عن سلامة العجلي، عن سلمان. قال الذهبي في "السيرة النبوية" 1/ 91: هذا حديث منكر غريب، والذي قبله أصحّ (يعني حديث ابن إسحاق)، وقد تفرد مسلمة بهذا، وهو ممَّن احتج به، مسلم ووثقه ابن معين، وأما أحمد بن حنبل فضعفه. وقال في "سير النبلاء": 1/ 537 غريب جدًّا، وسلامة لا يعرف.
وأخرج نحوه ابن أبي شيبة 6/ 556 و 14/ 321 - 322، وأحمد 39 (23712)، وابن حبان (7124)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 98 - 100 وغيرهم من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن أبي قرة الكندي، عن سلمان. وسيأتي مختصرًا جدًا بقصة الهدية عند المصنف برقم (7263)، وإسناده حسن.
وأخرج بعضه الواحدي في "أسباب النزول" ص 25 - 26 من طريق أسباط بن نصر عن السدي عن أبي مالك، وعن أبي صالح عن ابن عبّاس، وعن مرة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وسلف مختصرًا من حديث بريدة برقم (2213)، ومقطعًا من حديث سلمان بالأرقام (2214) و (2898) و (7263).
وانظر ما بعده.
الفارسي قال: كنتُ رجلًا من أهل جَيٍّ، وكان أهل قريتي يعبدون الخيل البُلْقَ، فكنت أعرفُ أنهم ليسوا على شيء، فقيل لي: إنَّ الدِّين الذي تطلب إنما هو بالمغرب، فخرجت حتى أتيتُ المَوصل، فسألتُ عن أفضل من فيها، فدُلِلتُ على رجل في صومعةٍ، فأتيتُه، فقلت له: إني رجل من أهل جَيٍّ، وإني جئت أطلب العملَ، وأتعلَّم العلمَ، فضُمَّني إليك أخدُمْك وأصحَبْك وتُعلِّمُني شيئًا ممّا علَّمك الله، قال: نعم، فصحبتُه، فأجرَى عليَّ مثلَ ما كان يُجرَى عليه، وكان يُجرَى عليه الخَلُّ والزيتُ والحبوب، فلم أزل معه حتى نزل به الموتُ فجلستُ عند رأسِه أَبكيه، فقال: ما يُبكيك؟ فقلتُ: أبكي أني خرجتُ من بلادي أطلُبُ الخيرَ، فرزقني الله فصحبتُك، فعلَّمتني وأحسنتَ صُحبتي، فنزل بك الموتُ، فلا أدري أين أذهبُ، فقال: لي أخٌ بالجزيرة مكانَ كذا وكذا، وهو على الحق، فأتِه فأقرِتْه منِّي السلامَ، وأخبِرْه أني أوصيتُ إليه وأوصيتُك بصحبته.
فلما أن قُبِضَ الرجلُ، خرجتُ حتى أتيتُ الرجلَ الذي وَصَفَه لي فأخبرتُه الخبرَ، وأقرأتُه السلامَ من صاحبه، وأخبرتُه أنه هلك، وأمرني بصُحبته، فضمَّني إليه وأجرى عليَّ كما كان يُجرَى عليَّ مع الآخر، فصحبتُه ما شاء الله، ثم نزل به الموتُ، فلما نزل به الموتُ جلستُ عند رأسه أبكي، فقال لي: ما يُبكيك؟ قلتُ: خرجتُ من بلادي أطلُبُ الخير، فرزقني الله صُحبةَ فلان فأحسنَ صُحبتي وعلَّمني وأوصاني عند موتِه بك، وقد نزلَ بك الموتُ، فلا أدري أين أتوجَّهُ، فقال: تأتي أخًا لي على دَرْبِ الرُّوم فهو على الحقِّ، فأتِه وأقرئه مني السلام، واصحبه فإنه على الحقِّ.
فلما قُبِضَ الرجلُ، خرجتُ حتى أتيتُه فأخبرتُه بخبري وتوصية الآخر قبلَه، قال: فضمَّني إليه وأجرى عليَّ كما كان يُجرَى عليَّ، فلما نزل به الموتُ جلستُ أبكي عند رأسِه، فقال لي: ما يُبكيك؟ فقصصتُ قصتي، قلت له: إنَّ الله تعالى رزقَني صُحبتك فأحسنتَ صُحبتَي، وقد نزل بك الموتُ، ولا أدري أين أتوجَّه، فقال: لا أينَ، وما بقي أحدٌ أعلمه على دين عيسى ابن مريم عليه السلام في الأرض، ولكن هذا أوانُ
يخرجُ فيه نبيٌّ أو قد خرج بتِهامةَ، وأنت على الطريق لا يمرُّ بك أحدٌ إِلَّا سألتَه عنه، فإذا بلغك أنه خرج، فإنه النبيُّ الذي بشَّر به عيسى صلوات الله عليهما، وآيةُ ذلك أنَّ بين كتفيه خاتَمَ النبوة، وأنه يأكلُ الهديةَ ولا يأكلُ الصدقة.
قال: فكان لا يمرُّ بي أحدٌ
(1)
إلا سألتُه عنه، فمرَّ بي ناسٌ من أهل مكة، فسألتُهم، فقالوا: نعم، ظَهَر فينا رجلٌ يَزْعُمُ أنه نبيٌّ، فقلتُ لبعضهم: هل لكم أن أكونَ عبدًا لبعضكم على أن تحملوني عُقْبةً وتُطعموني من الكسر، فإذا بلغتُم بلادكم فإن شاء أن يبيعَ باع، وإن شاء أن يَستعبِدَ استعبَد، فقال رجلٌ منهم: أنا، فصرتُ عبدًا له حتى أَتى بي مكةَ، فجعلني في بستان له مع حُبْشانٍ كانوا فيه، فخرجتُ فسألتُ فلقيت امرأةً من أهل بلادي فسألتُها، فإذا أهلُ بيتها قد أسلموا، قالت لي: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَجلِسُ في الحِجر هو وأصحابُه إذا صاح عصفورٌ بمكة حتى إذا أضاء لهم الفجرُ تفرَّقوا، فانطلقتُ إلى البستان فكنتُ أختلِفُ، فقال لي الحُبْشان: ما لك، فقلتُ: أشتكي بَطْني، وإنما صنعتُ ذلك لئلا يَفقِدُوني إذا ذهبتُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلما كانت الساعةُ التي أخبرَتْني المرأةُ أنَّه
(2)
يَجلِسُ فيها هو وأصحابُه، خرجتُ أمشي حتى رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فإذا هو مُحتبي
(3)
، وإذا أصحابُه حولَه، فأتيتُه مِن ورائه فعَرَفَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الذي أريدُ، فأرسلَ حَبْوتَه، فنظرتُ إلى خاتَم النُّبوة بين كتفيه، فقلتُ: الله أكبر، هذه واحدةٌ، ثم انصرفتُ، فلما أن كانت الليلةُ المُقبلة لَقَطْتُ تمرًا جيدًا، ثم انطلقتُ حتى أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فوضعتُه بين يديه، فقال:"ما هذا؟ "
(4)
فقلتُ: هديةٌ،
(1)
في (ص): كان لا أرى أحدًا، والمثبت من (ك) و (م).
(2)
في (م) و (ب): التي.
(3)
المثبت من (م) بإثبات الياء، وفي (ص) و (ب): يحتبي.
(4)
زاد في المطبوع هنا: فقلت: صدقة، فقال للقوم:"كلوا" ولم يأكل، ثم لبثت ما شاء الله، ثم أخذت مثل ذلك ثم أتيته فوضعته بين يديه فقال:"ما هذا؟ ". وهذه الزيادة ليست في شيء من نسخنا الخطية، ولا هي في رواية الطبراني التي يرويها من طريق سعيد بن سليمان الواسطي.
فأكل، وقال للقوم:"كُلُوا"، قلتُ: أشهد أن لا إله إلَّا الله وأنَّك رسول الله، فسألني عن أمري فأخبرتُه، فقال:"اذْهَبْ فاشترِ نفسَك".
فانطلقتُ إلى صاحبي، فقلتُ: بِعْني نفسي، فقال: نعم، على أن تُنبِتَ لي مئةَ نخلةٍ، فإذا نَبَتْنَ جئتَني بوزن نَوَاةٍ من ذهبٍ، فأتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"اشتَرِ نفسَك بالذي سألك، وأتني بدلوٍ من ماء البئر الذي كنتَ تسقي منها ذلك النخل" فدعا لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فيها، ثم سقيتُها، فوالله لقد غَرَستُ مئةَ نخلة فما غادَرَت منها نخلةٌ إلَّا نبتَتْ، فأتيتُ رسولَ الله، فأخبرتُه أَنَّ النَّخل قد نَبَتْنَ، فأعطاني قطعةً من ذَهَبٍ، فانطلقتُ بها فوضعتها في كِفَّة الميزان، ووُضِعَ في الجانب الآخر نواةٌ، قال: فوالله ما استقلَّت القطعةُ الذهبُ من الأرض، قال: وجئتُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرتُه فأعتقَني
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف من أجل عبد الله بن عبد القدوس، وبه أعله الذهبي في "التلخيص"، فقال: ابن عبد القدوس ساقط، وقال في "سير أعلام النبلاء": هذا حديث منكر، غير صحيح، وعبد الله ابن عبد القدوس متروك، وقد تابعه في بعض الحديث الثوريُّ وشريكٌ، وأما هو فسمَّنَ الحديثَ فأفسده، وذكر مكة والحجر وأنَّ هناك بساتين، وخبط في مواضع.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(6073)، وفي "الأحاديث الطوال"(9) عن أحمد بن القاسم ابن مساور الجوهري، عن سعيد بن سليمان الواسطي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولًا ومختصرًا أبو الشيخ في "طبقات محدثي أصبهان"(12)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 50 من طريق محمد بن حميد الرازي، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 190 - 193 من طريق أحمد بن حاتم، كلاهما عن عبد الله بن عبد القدوس، به.
وأخرجه مختصرًا ومقطعًا أحمد 39 / (23704)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(929 - بغية الباحث)، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/ 8، والطبراني في "الكبير"(6071) و (6072)، وأبو الشيخ في "الطبقات"(11)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 98 من طريق شريك النخعي، وأخرجه أحمد في "العلل"(2667) و (5579)، والطبراني في "الكبير"(6074) - وعنه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 50 - من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن عبيد المكتب، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6076) -وعنه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 50، وفي "الحلية" =
هذا حديث صحيح الإسناد، والمعاني قريبة من الإسناد الأول.
6690 -
حدثنا أبو بكر بن إسحاق وعلي بن حَمْشاذ، قالا: حدثنا أبو المثنَّى العَنْبري، حدثنا علي بن المديني، حدثنا سعيد بن محمد الورَّاق، عن موسى الجُهَني، عن زيد بن وهب، عن سلمان قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"الدُّنيا سِجنُ المؤمن، وجَنَّةُ الكافر".
وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أطول الناس شبعًا في الدنيا، أكثرهم جُوعًا يومَ القيامة"
(1)
.
= 1/ 193 - 195 - من طريق ابن لَهِيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سلم بن الصلت العبدي، عن أبي الطفيل، به مطولًا. وإسناده ضعيف؛ ابن لَهِيعة في حفظه سوء، وسلم العبدي لم نقف له على ترجمة.
وخالفه ابن إسحاق عند أحمد (23738)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 98 - 99، فقال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن رجل من عبد القيس، عن سلمان، قال: لما قلت: وأين تقع هذه من الذي علي يا رسول الله؟ أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلبها على لسانه، ثم قال:"خذها فأوفهم منها" فأخذتها فأوفيتهم منها حقهم كله أربعين أوقية، مختصرًا. وإسناده أحسن من سابقه لكن فيه رجل مبهم.
وانظر ما قبله.
(1)
إسناده ضعيف جدًا من أجل سعيد بن محمد الوراق، وبه أعله الذهبي في "التلخيص"، فقال: الوراق تركه الدارقطني وغيره. قلنا وكان الوراق يرويه مرة عن زيد بن وهب عن سلمان، ومرة يرويه عن زيد عن عطية بن عامر عن سلمان، وعطية بن عامر هذا -وهو الجهني- مجهول.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6087) عن محمد بن هشام المستملي ومعاذ بن المثنى، كلاهما عن علي بن المديني، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(4)، وفي "الزهد"(4)، وفي "الجوع"(3) عن الحسن بن الصباح، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5257) من طريق محمد بن الصباح البزاز، و (5258) من طريق أبي موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي، ثلاثتهم عن سعيد الوراق، به. روايتا ابن أبي الدنيا الأولى والثانية بذكر شطره الأول فقط.
وأخرجه ابن ماجه (3351)، والطبري في مسند عمر من "تهذيب الآثار"(1034)، والعقيلي =
هذا حديث غريب صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6691 -
حدثنا عبد الباقي بن قانع الحافظ، حدثنا محمد بن العبّاس المُؤدِّب، حدثنا عُبيد بن إسحاق العطَّار، حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي هاشم الرُّمَّاني، عن زاذان عن سلمان قال: قلتُ: يا رسولَ الله، قرأتُ في التوراة: بَرَكةُ الطعام الوضوءُ قبلَه وبعدَه
(1)
.
= في "الضعفاء"(1345)، وأبو نعيم في الحلية" 1/ 198، والمزي في "تهذيب الكمال" 20/ 151 من طريق محمد بن الصباح، والبزار في "مسنده" (2498) من طريق محمد بن إسماعيل وإبراهيم بن سعيد، وأبو يعلى كما في "المطالب العالية" (3137) عن أبي موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي، والطبراني في "الكبير" (6183) من طريق سعيد بن عنبسة الرازي، خمستهم عن سعيد الوراق، عن موسى الجهني، عن زيد بن وهب، عن عطية بن عامر، عن سلمان. فزادوا عطية بن عامر بين زيد وسلمان، وتقدمت روايتا محمد بن الصباح وأبي موسى الهروي عند البيهقي ليس فيهما ذكر الواسطة! وجاء اسم عطية في رواية الطبراني مقلوبًا إلى: عامر بن عطية! ورواية أبي يعلى بذكر شطره الأول، ورواية ابن ماجه والطبري والعقيلي بذكر شطره الثاني، وباقي الروايات تامة. وقال العقيلي: في إسناده نظر.
ويغني عن شطره الأول حديثُ أبي هريرة بلفظه عند مسلم (2956) وغيره، وحديثُ عبد الله ابن عمرو الآتي عند المصنف برقم (8080)، وإسناده محتمل للتحسين.
وشطره الثاني سيأتي من حديث أبي جحيفة برقم (7317)، وإسناده تالف.
ومثله عن ابن عمر عند ابن ماجه (3350)، والترمذي (2478)، وسنده ضعيف جدًا. وانظر الكلام عليه وعلى شواهده في "سنن ابن ماجه".
(1)
إسناده ضعيف، عبيد بن إسحاق العطار ضعيف، وقد خالف الناس في روايته لهذا الحديث، فجعل الخبر كلَّه من التوراة، وستأتي الإشارة إلى ذلك، وقيس بن الربيع اختلفت أقوال النقاد فيه، وهو إلى الضعف أقرب، وكان قد ابتُلي بابنٍ يُدخل في كتبه ما ليس من حديثه.
وقد تفرد قيس بن الربيع به، فمثله لا يحتمل التفرد، لذلك قال الإمام أحمد عن هذا الحديث -فيما نقل ابن القيم في "تهذيب السنن" 5/ 297 - 298 - : هو منكر. وضعفه أيضًا أبو داود والترمذي والذهبي في "التلخيص".=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال أبو حاتم في "العلل"(1502): حديث منكر
…
يشبه هذا الحديث أحاديث أبي خالد الواسطي: عمرو بن خالد (وهو متروك متهم)، عنده من هذا النحو أحاديثُ موضوعة عن أبي هاشم. يقصد بذلك أنَّ قيس بن الربيع لم يسمعه من أبي هاشم الرماني بل هو ممّا رواه أبو خالد الواسطي عن أبي هاشم الرماني، فدُسَّ في كتب قيس وهو لا يعرف، فحدَّث به.
أبو هاشم الرماني: هو يحيى بن دينار، وقيل في اسم أبيه غير ذلك، وزاذان: هو أبو عبد الله الكندي مولاهم الكوفي الضرير.
وأخرجه أحمد 39/ (23732)، وأبو داود (3761)، والترمذي (1846) من طرق عن قيس ابن الربيع، بهذا الإسناد، بلفظ: قرأتُ في التوراة بركة الطعام الوضوء بعده، قال: فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرته بما قرأت في التوراة، فقال:"بركةُ الطعام الوضوءَ قبله والوضوء بعده". ووقع في رواية أبي داود في كلام سلمان عن التوراة: الوضوء قبله. وكذلك وقع عند المصنف فيما سيأتي برقم (7259) من طريق مالك بن إسماعيل عن قيس بن الربيع. وهذا من اضطراب قيس بن الربيع. وقال الترمذي: لا نعرف هذا الحديث إلَّا من حديث قيس بن الربيع، وقيس بن الربيع يضعَّف في الحديث.
قلنا: ولا نعلم حديثًا صحيحًا في الوضوء قبل الطعام ولا بعده، ونرى أن المقصود في هذا الخبر ما فهمه بعضُ العلماء وهو غسل اليدين، منهم أبو داود، فبوَّب عليه في "سننه": باب في غسل اليد قبل الطعام.
وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى 21/ 227: ولم يرد لفظ الوضوء بمعنى غسل اليد والفم إلَّا في لغة اليهود، فإنه قد روي: أن سلمان الفارسي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا نجد في التوراة أن من بركة الطعام الوضوء قبله، فقال:"من بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده".
وقال البيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 275 بعد أن أخرج حديث سلمان هذا وضعفه بقيس: لم يثبت في غسل اليد قبل الطعام حديث.
وروى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: رأيت أبا عبد الله (يعني الإمام أحمد) يغسل يديه قبل الطعام، وبعده، وإن كان على وضوء.
وقال: سألت يحيى بن معين؛ وذكرت له حديث قيس بن الربيع عن أبي هاشم عن زاذان عن سلمان، الحديث، فقال لي يحيى بن معين: ما أحسن الوضوء قبل الطعام وبعده. نقل ذلك ابن القيم في "تهذيب السنن" 5/ 298.
وأما فيما ورد في غسل اليدين بعد الطعام، فانظر حديث أبي هريرة الآتي برقم (7380).
ذكرُ إسلامِ زيد بن سَعْنة
(1)
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
6692 -
أخبرني دَعْلَج بن أحمد السِّجْزي ببغداد، حدثنا أحمد بن علي الأبَّار، حدثنا محمد بن أبي السَّرِي العسقلاني، حدثنا الوليد بن مُسلم، حدثنا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سَلَام، عن أبيه، عن جدِّه، عن عبد الله بن سَلَام قال: إِنَّ الله تبارك وتعالى لمَّا أراد هُدى زيد بن سَعْنة قال زيدُ بن سَعْنة: ما من علامات النُّبوة شيءٌ إلَّا وقد عرفتُها في وجهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم حينَ نظرتُ إليه إِلَّا شيئين لم أخبُرْهما منه: هل يَسبِقُ حِلمُه جهلَه، ولا يزيدُه شدَّة الجهل عليه إلَّا حلمًا؟ فكنتُ ألطُفُ له
(2)
لأن أخالطَه فأعرفَ حِلمَه من جهله.
قال زيدُ بن سَعْنة: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا من الحُجُرات ومعه عليُّ بن أبي طالب، فأتاه رجلٌ على راحلته كالبدويِّ، فقال يا رسولَ الله، إنَّ قريةَ بني فلان قد أسلموا ودخلوا في الإسلام، وكنتُ حدثتُهم إن أسلموا أَتاهم الرزقُ رَغَدًا، وقد أصابتهم سَنَةٌ وشِدَّة وقُحوطٌ من الغيث، فأنا أخشى يا رسولَ الله أن يخرجوا من الإسلام طَمَعًا كما دخلوا فيه طَمَعًا، فإن رأيتَ أن ترسل إليهم بشيء تعينهم به، فعلت، فنظر إلى رجلٍ إلى جانبه أُراه عليًّا
(3)
، فقال: يا رسولَ الله، ما بقي منه شيءٌ.
قال زيد بن سَعْنة، فدَنَوتُ إليه، فقلت: يا محمد، هل لك أن تبيعني تمرًا معلومًا من حائطِ بني فلانٍ إلى أجلِ كذا وكذا؟ فقال:"لا يا يهوديُّ، ولكن أبيعك تمرًا معلومًا إلى أجلِ كذا وكذا، ولا أسمِّي حائطَ فلان" فقلتُ: نعم، فبايَعَني، فأطلقتُ هِمْياني فأعطيتُه ثمانين مِثقالًا من ذهبٍ في تمر معلوم إلى أجلِ كذا وكذا، فأعطاها
(1)
اختُلف في سعنة، فقيل: بالنون، وقيل: بالتحتانية. قال ابن عبد البرّ في "الاستيعاب: النون أكثر.
(2)
المثبت من (م)، وفي (ص) و (ب): ألطف به وفي رواية ابن حبان: أتلطف له. وهي أحسن.
(3)
في رواية ابن حبان: أراه عمر.
الرجلَ، فقال: "اعجَلْ
(1)
عليهم وأعِنْهم بها".
قال زيد بن سَعْنة: فلما كان قبلَ مَحَلِّ الأجل بيومين أو ثلاثةٍ أتيتُه، فأخذتُ بمَجامعِ قميصِه وردائِه، ونظرتُ إليه بوجهٍ غليظ، فقلتُ له: ألا تقضِيني يا محمدُ حقِّي، فوالله ما عَلِمتُكم بني عبد المطلب بمُطْلٍ، ولقد كان لي بمُخالطتِكم علمٌ، ونظرتُ إلى عمر فإذا عيناه تدورانِ في وجهه كالفَلَك المُستدير، ثم رماني ببصرِه، فقال: يا عدوَّ الله، أتقولُ الرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمعُ، وتصنعُ به ما أرى؟! فوالذي بعثَه بالحقِّ لولا ما أُحاذِرُ فَوْتَه لضربتُ بسيفي رأسك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظرُ إلى عمر في سكون وتُوَّدَةٍ وتبسُّم، ثم قال:"يا عمرُ، أنا وهو كُنَّا أحوج إلى غير هذا؛ أن تأمرَني بحُسن الأداءِ، وتأمره بحُسن التِّباعة، اذهَبْ به يا عمرُ فأَعطِه حقَّه، وزِدْه عشرينَ صاعًا من تمر".
فقلتُ: ما هذه الزيادةُ يا عمر؟ قال: أمرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدَك مكانَ ما رُعْتُكَ، قلت: وتعرفُني يا عمرُ؟ قال: لا، من أنت؟ قلتُ: زيدُ بن سَعْنة، قال: الحَبْر، قلت: الحَبْرُ، قال: فما دعاك أن فعلتَ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم ما فعلتَ وقلتَ له ما قلتَ؟ قلتُ له: يا عمرُ، لم يكن من علاماتِ النبوة شيءٌ إِلَّا وقد عرفتُه في وجهِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حينِ نظرتُ إليه إلَّا اثنتين لم أخبُرْهما منه: هل يَسبِقُ حِلمُه جهله، ولا تزيدُه
(2)
شِدَّة الجهلِ عليه إلَّا حِلمًا فقد اختبرتُهما، فأُشهدك يا عمرُ أني قد رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا، وأُشهدك أن شَطْر مالي -فإنِّي أكثرُها
(3)
مالًا- صدقةٌ على أمة محمِّد صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: أو على بعضهم، فإنَّك لا تَسَعُهم، قلتُ: أو على بعضهم، فرجع زيدٌ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال زيدٌ: أشهد أن لا إله إلَّا الله، وأشهد أنَّ محمدًا عبده
(4)
ورسوله،
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: اعدل.
(2)
في النسخ الخطية: تزده!
(3)
في (م) و (ص): أكثر، وفي (ب) تحرف إلى: أكثرهما، والصواب ما أثبتناه كما في المصادر.
(4)
في (م): أنَّ محمدًا رسول الله عبده ورسوله.
وآمنَ به وصدَّقه وبايعه، وشَهِدَ معه مشاهدَ كثيرة، ثم تُوفِّي زيدٌ في غزوة تبوك مُقبلًا غيرَ مُدبِر، ورحم الله زيدًا
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه، وهو من غُرَرِ الحديث، ومحمد بن أبي السَّرِي العسقلاني ثقة.
ذكرُ سَفِينةَ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
6693 -
أخبرنا محمد بن علي الشيباني بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم الغِفاري (ح)
وحدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز؛ قالا: حدثنا أبو نُعيم، حدثنا حَشْرج بن نُباتة، قال:[حدثني سعيد بن جُمْهان، قال]
(2)
: سألتُ سَفينةَ عن اسمه، فقال: أمَا إني مُخبرُك باسمي، كان اسمي قيسًا فسمَّاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سفينةَ، قلت: لِمَ سمَّاك سفينةَ؟ قال: خرج ومعه أصحابُه فثَقُل عليهم متاعُهم، فقال:"ابسُط كساءَك" فبسطتُه، فجعلَ فيه متاعَهم، ثم حمله عليَّ، فقال:"احمِلْ، ما أنت إلَّا سَفينةٌ"، فقال: لو حملتُ يومَئذ وِقْرَ بعيرٍ أو بعيرينِ أو خمسةٍ أو ستةٍ ما ثَقُل عليَّ
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف من أجل حمزة بن يوسف -وقيل: حمزة بن محمد بن يوسف- فقد تفرَّد بالرواية عنه ابنه محمد، ولم يؤثر توثيقه عن معتبر، وذكره ابن حبان في "الثقات"، على عادته في ذكر المجاهيل، وقال الذهبي في "التلخيص": ما أنكره وأركَّه! لا سيما قوله: "مقبلًا غير مدبر"، فإنه لم يكن في غزوة تبوك قتال، وقال في "تاريخ الإسلام" 1/ 444: غريب، من الأفراد.
وأخرجه مطولًا ابن حبان (288) عن الحسن بن سفيان ومحمد بن الحسن بن قُتَيبة، كلاهما عن محمد بن المتوكل بن أبي السري بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرًا بقصة السَّلف ابن ماجه (2281) عن يعقوب بن حميد بن كاسب، عن الوليد بن مسلم، عن محمد بن حمزة، عن أبيه، عن جده عبد الله بن سلام. ليس فيه والد حمزة. وانظر (2268).
(2)
ما بين معقوفين سقط من النسخ الخطية، وأثبتناه من مصادر التخريج.
(3)
إسناده حسن، حشرج بن نباتة وسعيد بن جمهان، صدوقان. أبو نعيم هو الفضل بن دكين.=
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6694 -
وحدثنا بذكر كُنية سَفِينة أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد ابن عبد الله بن عبد الحَكَم، حدثنا إسماعيل بن مَسْلَمة بن قَعْنب، حدثنا حماد بن سَلَمة، عن أبي حفص سعيد بن جُمْهان، عن سفينةَ أبي عبد الرحمن، قال: أعتقَتْني أمُّ سلمة واشترطَت علي أن أخدُمَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ما عاش
(1)
.
6695 -
وحدثنا أبو العبَّاس، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، أخبرنا ابن
= وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 47 عن أبي منصور ظفر بن محمد العلوي، عن محمد ابن علي الشيباني، عن أحمد بن حازم وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6439) عن علي بن عبد العزيز وحده، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 100 عن أبي نعيم الفضل بن دكين به. وفي روايته ورواية الطبراني امتنع سفينةُ من إخباره باسمه.
وأخرجه كذلك أحمد 36 / (21928)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(1192)، والطبراني (6439)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 369، والبيهقي 6/ 47 من طرق عن حشرج بن نباتة، به. ورواية أحمد ذكر في أولها حديث:"الخلافة ثلاثون سنة".
وأخرجه مختصرًا أحمد 36 / (21921) من طريق حماد بن زيد، و (21925) و (21932) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن سعيد بن جمهان به.
وأخرج أحمد 36 / (21924) من طريق شريك النخعي، عن عمران النخلي، عن مولى لأم سلمة، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فانتهينا إلى واد قال: فجعلتُ أُعبر الناس أو أحملهم، قال: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما كنت اليوم إلَّا سفينة" أو "ما أنت إلَّا سفينة". وشريك سيئ الحفظ، وعمران النخلي -وهو ابن عبد الله بن كيسان- روى عنه ابنه حماد وشريك، وذكره ابن حبان في "الثقات". وسيأتي في الحديث التالي أنه كان مملوكًا لأم سلمة. والنَّخلي: نسبة إلى نخلة، قال السمعاني: وظنّي أنها القرية المعروفة على ستة فراسخ من مكة.
(1)
حديث قوي، وهذا إسناد حسن من أجل إسماعيل بن مسلمة بن قعنب.
وأخرجه أحمد 36/ (21927) و 44 / (26711)، وابن ماجه (2526)، والنسائي (4977) و (11746) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق عبد الوارث بن سعيد عن سعيد بن جمهان برقم (2885).
وهب، أخبرني أسامة بن زيد، أنَّ محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان حدَّثه، عن محمد بن المنكدِر، أنَّ سَفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ركبتُ البحرَ، فانكسرَت سفينتي التي كنتُ فيها، فركبتُ لوحًا من ألواحها، فطر حني اللوحُ
(1)
في أجَمَةٍ فيها الأسدُ، فأقبل إليَّ يُريدني، فقلتُ: يا أبا الحارث، أنا مولى رسول الله، فطأطأَ رأسَه وأقبل إليَّ فدفعني بمَنكِبِه حتى أخرجني من الأجَمَة ووَضَعَني على الطريق، وهمهَمَ، فظننتُ أنه يُودِّعني، فكان ذلك آخرَ عهدي به
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يُخرجاه.
ذكر زياد بن لَبِيد الأنصاري رضي الله عنه
-
(3)
6695/ 1 - أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا أبو عُلاثة، حدثنا أبي، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا أبو الأسود، عن عُزوة، في تسمية من شَهِد بدرًا من الأنصار، ثم من بني بَيَاضة بن عامر بن زُريق بن عبد حارثة: زياد بن لَبِيد بن ثعلبة بن سِنان بن عامر بن عَديّ بن أُمية بن بَيَاضة.
6695/ 2 - أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشَّعراني، حدثنا جدِّي، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحِزامي، حدثنا محمد بن فُليح، عن موسى بن عُقبة، عن ابن
(1)
في: (م) فطرحني الموج، وفي (ص): وطرح بي الموج. والمثبت من (ب).
(2)
صحيح إن صحَّ سماعُ محمد بن المنكدر له من سفينة، وهو الراجح، وهذا إسناد لا بأس برجاله. وسلف الكلام عليه مفصلًا برقم (4281).
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(6432) -وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3511) - من طريق أحمد بن صالح، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 45 من طريق يوسف بن عدي، كلاهما عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 45، وفي "الاعتقاد" ص 316 من طريق جعفر بن عون، عن أسامة بن زيد، به.
قوله: "أجَمة" هي: المكان الكثير الشّجر.
(3)
تقدَّم ذكرُ المصنف لزياد بن لبيد هذا بالأرقام (6642) و (6643).
شِهاب، في تسمية مَن شَهِدَ العَقبة من الأنصار، ثم من بني بَياضةَ: زياد بن لَبِيد، وقد شهد بدرًا.
6695/ 3 - حدثنا علي حَمْشاذ العَدْل، حدثنا بِشر بن موسى، يحيى بن إسحاق السَّيلَحيني (ح)
وحدثنا هشام بن علي السَّدُوسي، حدثنا عيسى بن إبراهيم البِرَكي؛ قالا: حدثنا عبد العزيز بن مُسلم، حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن زياد بن لَبيد الأنصاري، قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يحدِّث أصحابَه وهو يقول: "قد ذهب أوانُ العِلم"، قلتُ بأبي وأمِّي، كيف يذهبُ أوانُ العلم ونحن نقرأُ القرآنَ ونعلِّمه أبناءَنا، ويعلِّمُه أبناؤنا أبناءَهم إلى أن تقوم الساعة؟! قال:"ثَكِلَتك أمُّك يا ابن لَبيدٍ، إن كنتُ لَأراك أفقهَ أهل المدينة، أوَليس اليهودُ والنصارى يقرؤون التوراةَ والإنجيلَ ولا يَنتفِعون منهما بشيء؟! "
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
ذكرُ سعد بن الرَّبيع الأنصاري رضي الله عنه
-
6696 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا أبو عُلَاثة، حدثنا أبي، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا أبو الأسوَد، عن عُرْوة، في تسمية المسلمين الذين بايعوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بالعَقَبة من الأنصار من بني الحارث بن الخَزْرج: سعدُ بن الرَّبيع بن عمرو بن أبي زُهير بن مالك بن امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخَزرَج بن الحارث، وهو نقيبٌ، وقد شهد بدرًا.
6697 -
أخبرني إسماعيل بن محمد الشَّعراني، حدثنا جدِّي
(2)
، حدثنا إبراهيم ابن المنذر، حدثنا محمد بن فُليح، عن موسى بن عُقبة، عن ابن شِهاب، في تسمية
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن سالم بن أبي الجعد لم يسمع من زياد. وسلف برقمي (343) و (6643).
(2)
لفظة "جدي" سقطت من (م) و (ص)، وأثبتناها من (ب).
من استُشِهد يوم أحد من الأنصار من بني الحارث بن الخَزْرج: سعد بن الرَّبيع.
6698 -
أخبرنا موسى بن إسماعيل بن القاضي، حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن حمزة الزُّبيري، حدثنا إسماعيل بن قيس، عن أبيه، عن خارجةَ بن زيد بن ثابت، عن أمِّ سعد بنت سعد بن الربيع: أنها دخلت على أبي بكر الصِّدِّيق، فألقى لها ثوبَه حتى جلست عليه، فدخلَ عليه عمرُ بن الخطاب فقال: يا خليفةَ رسولِ الله، مَن هذه؟ قال: هذه بنتُ مَن هو خيرٌ منِّي ومنك، قال: ومَن هو خيرٌ منِّي ومنك إِلَّا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال أبو بكر: رجلٌ قُبِضَ على عهِد رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوَّأ مَقعدَه من الجنة، وبقيتُ أنا وأنت
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
ذكر سعد القَرَظِ المُوذِّن رضي الله عنه
-
6699 -
حدثنا أبو بكر بن إسحاق الإمام وعلي بن حَمْشَاذَ العَدْل، قالا: حدثنا بِشر بن موسى الأسدي، حدثنا عبد الله بن الزُّبير الحُمَيدي، حدثنا عبد الرحمن بن عمَّار بن سعدِ القَرَظِ مؤذِّنُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، حدثني أبي، عن جدِّي: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أمرَ بلالًا أن يُدخِلَ إصبَعَه في أُذنه، وقال:"إنه أرفعُ لصوتِك"، وأنَّ أذانَ بلال
(2)
كان مَثْنَى مَثْنى، وإقامتَه مفردةٌ، وقد قامت الصلاةُ مرةً مرةً واحدة.
وأنَّه كان يُؤذِّن يومَ الجمعة على رسول الله إذا كان الفيءُ مثلَ الشِّراك. وأنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرجَ إلى العيدين سَلَكَ على دار سعد بن أبي وقّاص، ثم على أصحاب الفَساطِيط، ثم بدأ بالصلاةِ قبلَ الخطبة، ثم كبَّر في الأولى سبعًا قبلَ القراءة،
(1)
إسناده واهٍ، إسماعيل بن قيس -وهو ابن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري- ضعيف منكر الحديث، وبه ضعفه الذهبي في "التلخيص". وأبوه قيس لم نقف له على ترجمة، فهو مجهول.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5401) -وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3134) - عن مصعب بن إبراهيم بن حمزة، عن أبيه، بهذا الإسناد.
(2)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: بلالًا.
وفي الآخرة خمسًا قبل القراءة، ثم خَطَب الناسَ، ثم انصرف من الطريق الآخر من طريق بني زريق، فذَبَح أُضحيَّتَه عند طرف الزُّقاق بيده بشَفْرةٍ، ثم خرج إلى دار عمار بن ياسر ودار أبي هريرة بالبَلاطَ، وكان يخرُجُ إلى العيدين ماشيًا، ويرجعُ ماشيًا، وكان يُكبِّر بين أضعاف الخُطبة، ويُكثِر التكبيرَ في الخطبة للعِيدين، وكان إذا خَطَب في الحرب خطب على قوس، وإذا خطب في الجمعة خطب على عَصًا.
وأنَّ بلالًا كان إذا كبَّر بالأذان استقبلَ القبلةَ، ثم يقول: الله أكبرُ الله أكبرُ، أشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا الله، مرَّتينِ، أشهدُ أنَّ محمدًا رسول الله، مرَّتين، ويستقبلُ القبلةَ ثم ينحرِفُ عن القبلة، فيقول: حيَّ على الصلاة مرَّتين، ثم ينحرف عن يسار القبلة، فيقول: حيَّ على الفلاح، مرَّتين، ثم يستقبلُ القبلةَ فيقول: الله أكبرُ الله أكبرُ، لا إله إلَّا اللهُ
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن -وهو ابن سعد بن عمار بن سعد القَرَظ- وما وقع هنا في تسميته ابنَ عمار؛ فإما أن الحميدي نسبه إلى جدِّه، أو وهمَ. وقد اضطرب عبد الرحمن بن سعد في إسناده؛ فمرة يرويه مرسلًا كما في رواية المصنف هنا، ومرة يرويه متصلًا كما سيأتي، وأبوه مجهول الحال.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5448) عن بشر بن موسى بهذا الإسناد، مختصرًا بذكر أمره صلى الله عليه وسلم بلالًا بإدخال إصبعيه في أذنيه.
وأخرجه مختصرًا الدارمي (1647)، والدارقطني (1727) من طريق أحمد بن الحجاج، عن عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد المؤذن، عن عبد الله بن محمد بن عمار، عن أبيه، عن جده قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكبر في العيدين في الأولى سبعًا، وفي الأخرى خمسًا، وكان يبدأ بالصلاة قبل الخطبة. فغاير في إسناده، وعبد الله بن محمد بن عمار هذا ضعيف.
وأخرجه مختصرًا ابنُ أبي خيثمة في السفر الثاني من "تاريخه"(2868)، والعقيلي في "الضعفاء"(1288) من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، عن عبد الرحمن بن سعد، عن عمر ابن حفص ابن عمار بن سعد، عن أبيه، عن جده: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى العيدين من طريق دار بني هاشم، ويرجع على طريق أبي هريرة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواه يعقوب بن حميد أيضًا عند الطبراني في "الكبير"(1072)، والبيهقي 1/ 396، عن عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد، عن عبد الله بن محمد وعمر وعمار ابني حفص، عن آبائهم، عن أجدادهم عن بلال، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أذّنت فاجعل إصبعيك في أذنيك، فإنه أرفع لصوتك"، فجعله من مسند بلال. ويعقوب بن حميد ضعيف.
ورواه تامًا ومقطعًا هشامُ بن سعد عن عبد الرحمن بن سعد، واختلف عليه:
فرواه إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان الأنماطي عند الطبراني في "الكبير"(5448) عنه، عن عبد الرحمن بن عمار بن سعد القرظ، حدثني أبي، عن جدي، مرسلًا.
ورواه ابن ماجه (710) و (731) و (1101) و (1107) و (1277) و (1287) و (1294) و (1298) و (3156)، ويحيى بن محمد بن أبي صغير الحلبي عند الطبراني في "الصغير"(1170 - 1174)، وعبدان عبد الله بن عثمان عند البيهقي 1/ 396، ثلاثتهم (ابن ماجه ويحيى وعبدان) عنه، عن عبد الرحمن بن سعد، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، موصولًا.
ورواه الحسن بن سفيان عند ابن عدي في "الكامل" 4/ 314، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة"(3184) و (5215)، عنه، عن عبد الرحمن بن سعد، حدثني أبي، عن جدي، وفي رواية أبي نعيم: أبي عن جدِّه.
ورواه محمد بن سعيد الخريمي الدمشقي عند ابن عدي 4/ 313 - ومن طريقه البيهقي 3/ 206 و 309 - عنه، عن عبد الرحمن بن سعد، قال: حدثني أبي، عن آبائه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر بعضه.
وأخرج ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2255)، والفريابي في "أحكام العيدين"(105)، والطبراني في "الكبير"(5449)، والبيهقي 3/ 287 من طريق الزهري، عن حفص بن عمر بن سعد القرظ، أن أباه وعمومته أخبروه، عن أبيه سعد: أنَّ السُّنة في الأضحى والفطر أن يكبر الإمام في الركعة الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة، ويكبر في الركعة الثانية خمس تكبيرات قبل القراءة.
وفي باب التفات المؤذن ذات اليمين وذات الشمال عن أبي جحيفة عند البخاري (634)، ومسلم (503).
وفي باب وضع إصبعي المؤذن في أذنيه عن أبي جحيفة أيضًا عند أحمد 31 / (18759)، والترمذي (197)، وسنده صحيح.
وفي باب شفع الأذان وإفراد الإقامة عن أنس عند البخاري (603)، ومسلم (378).
6700 -
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا الحسن بن علي بن شَبيب المَعْمَري، حدثنا محمد بن مُصفَّى، حدثنا بقيَّة، حدثنا الزُّبيدي، عن الزُّهْري، عن حفص بن عمر بن سعد
(1)
القَرَظ، أنَّ أباه وعمومته أخبروه: أنَّ سعد القَرَظ كان مؤذنًا لأهل قُباء، فانتقله عمرُ بن الخطاب فاتخذه مؤذنًا
(2)
.
ذكرُ جُنَادة بن أبي أُمية الأزدي رضي الله عنه
-
6701 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثقفي، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خليفة ابن خياط، قال: جُنادة بن أبي أُمية بن زَهْران
(3)
بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نَصْر الأزدي، تُوفِّي سنةَ ثمانين.
6702 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عَمرو الدِّمشقي، حدثنا أحمد
(4)
بن خالد الوَهْبي، حدثنا محمد بن إسحاق، عن
(1)
أقحم هنا لفظ "بن" في (م) و (ص)، وجاء على الصواب في (ب).
(2)
إسناده محتمل للتحسين من أجل بقية -وهو ابن الوليد- ومن أجل حفص بن عمر بن سعد، وهو قد روى عنه ولده عمر والزهري، وذكره ابن حبان في "الثقات". الزبيدي: هو محمد ابن الوليد بن عامر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5449) عن الحسن بن علي المعمري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2255)، وأبو بكر الفريابي في "أحكام العيدين"(105) عن محمد بن مصفي، به. وزادوا فيه: أنَّ السنة في صلاة الأضحى والفطر أن يكبر الإمام في الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة، ويكبر في الركعة الثانية خمس تكبيرات قبل القراءة.
ورواه الشافعي -كما في "معرفة السنن" البيهقي (2634) - عن الثقة، عن الزهري، عن حفص ابن عمر بن سعد القرظ: أنَّ جدَّه سعدًا، فذكره.
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: هرار، والمثبت من "طبقات خليفة" ص 305، وهو الموافق لما في "الاستيعاب" لابن عبد البر، وغيره.
(4)
في النسخ الخطية: محمد، والمثبت من "إتحاف المهرة" لابن حجر (3980)، ومثله في رواية الطبراني (2173) عن أحمد بن عبد الوهاب الحَوطي عن أحمد بن خالد. وكلٌّ من محمد وأحمد أخوانِ، لكن المعروف بالرواية عن ابن إسحاق وعنه أبو زرعة هو أحمد، كما في عدة =
يزيد بن أبي حبيب، عن مَرْثَد بن عبد الله اليَزَني، عن حُذافة الأزدي، عن جُنادة بن أبي أُميَّة، قال: دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نَفَرٍ من الأزد يومَ الجُمعة، فدعانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام بينَ يديه، فقلنا: إنا صِيامٌ، فقال:"صمتُم أمسِ؟ " قلنا: لا، قال:"أفتصومون غدًا؟ قلنا: لا، قال: "فأفطِروا"، ثم قال: "لا تصوموا يومَ الجُمعة مُفردًا"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
ذكرُ سَوَاد بن قارِب الأزدي رضي الله عنه
-
6703 -
حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه إملاءً، حدثنا هلال العلاء بن الرَّقِّي، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الوقَّاصي، عن محمد بن كعب القُرَظي، قال:
= مواضع من هذا الكتاب، وكلاهما لا بأس به.
(1)
النهي عن صوم الجمعة مفردًا صحيح لغيره، وحذافة كذا وقع عند المصنف، ومثله في رواية الطبراني المذكورة، والذي في مصادر التخريج ومصادر ترجمته: حذيفة، وهو الأزدي -ويقال: البارقي- وتفرَّد بالرواية عنه مرثد بن عبد الله اليزني، لذا قال الذهبي عنه في "الميزان": مجهول، روى في كراهية صوم الجمعة ومحمد بن إسحاق -وإن كان مدلسًا وقد عنعنه- قد توبع، وجنادة الأزدي مختلف في صحبته.
وأخرجه أحمد 39 / (24009/ 4) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. ووقع عنده حذيفة الأزدي.
وأخرجه النسائي (2787) من طريق محمد بن سلمة الحراني، عن ابن إسحاق، به. وليس فيه مرثد بن عبد الله وهو مخالف لما رواه أصحاب ابن إسحاق كما قال المزي في "تحفة الأشراف" 2/ 438.
وأخرجه النسائي (2786) من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد، عن حذيفة البارقي، عن جنادة.
وصحَّ النهي عن إفراد الجمعة بالصوم عن غير واحد من الصحابة، منهم جابر عند البخاري (1984)، ومسلم (1143)، وأبو هريرة عند البخاري (1985)، ومسلم (1144)، وجويرية بنت الحارث عند البخاري (1986).
بَيْنا عمرُ بن الخطاب قاعدٌ في المسجد إذ مرَّ رجلٌ في مُؤخَّر المسجد، فقال رجلٌ: يا أميرَ المؤمنين، أتعرِفُ هذا المارَّ؟ قال: لا، فمن هو؟ قال: سَواد بن قارِب، وهو رجلٌ من أهل اليمن من بيتٍ فيهم شَرَف وموضِعٌ، وهو الذي أتاه رَئيُّه بظهور النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال عمر: عليَّ به، فدُعِي به فقال: أنتَ سَوادُ بن قارب؟ قال: نعم، قال: فأنت الذي أتاك رئيُّك بظُهور رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قال: فأنت على ما كنتَ عليه من كِهانتِك
(1)
؟ فغضب غضبًا شديدًا، وقال: يا أمير المؤمنين، ما استقبلني بهذا أحدٌ منذ أسلمتُ، فقال عمر: يا سبحانَ الله! والله ما كنَّا عليه من الشِّرك أعظمُ ممّا كنتَ عليه من كهانتك، أخبرني بإتيانك رَئيُّك بظُهورِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: نعم يا أميرَ المؤمنين، بَينا أنا ذاتَ ليلة بين النائم واليقظان إذ أتاني رَئِيٌّ فضربني برجله، وقال قُمْ يا سَوادَ بنَ قاربٍ، فافهَمْ واعقِلْ إن كنتَ تعقِلُ، إنه قد بُعِث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من لُؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادتِه، ثم أنشأَ يقول:
عَجبتُ للجِنِّ وتَجْساسِها
…
وشَدِّها العِيسَ بأحلاسِها
تَهوِي إلى مكةَ تَبْغي الهُدَى
…
ما خَيِّرُ الجنِّ كأنجاسِها
فارحَلْ إلى الصَّفْوة من هاشمٍ
…
واسمُ بعَيَنيْكَ إلى راسِها
قال: فلم أرفَعْ بقوله رأسًا، وقلتُ: دعني أنَمْ، فإني أمسيتُ ناعسًا، فلما أن كانت الليلةُ الثانية أتاني فضربَني برجلِه، وقال: ألم أقُلْ لك يا سوادَ بنَ قارب: قُمْ فافهَمْ واعقِلْ إن كنتَ تعقلُ؟! قد بُعِثَ رسولٌ من لُؤَي بن غالب، يدعو إلى الله وإلى عبادتِه، ثم أنشأ الجنِّيُّ يقول:
عَجبتُ للجِنِّ وتَطْلابِها
(2)
…
وشَدِّها العِيسَ بأقْتابِها
(1)
المثبت من (ب)، وفي (م) عليه منه من كهانتك، وفي (ص): عليه من قبل كهانتك.
(2)
في (م) و (ص): وطلابها، والمثبت من (ب).
تَهوْي إلى مكةَ تَبْغي الهُدى
…
ما صادقُ
(1)
الجنِّ ككَذَّابِها
فارحَلْ إلى الصَّفوةِ من هاشمٍ
…
بينَ زَواياها وحُجَّابِها
قال: فلم أرفَعْ بقوله رأسًا، فلما أن كان الليلةُ الثالثة أتاني فضربَني برجلِه، وقال: ألم أقلُ لك يا سوادَ بنَ قارب: افهَمْ واعقِلْ إن كنتَ تَعقِل
(2)
؟! أنه قد بُعث رسولُ الله من لؤي بن غالب، يدعو إلى الله وإلى عبادتِه، ثم أنشأَ يقول:
عجبتُ للجِنِّ وأخبارِها
…
وشدِّها العِيسَ بأكْوارِها
تَهوِي إلى مكةَ تَبْغي الهُدَى
…
ما مُؤمنو الجنِّ ككفَّارِها
فارحَلْ إلى الصَّفوةِ من هاشمٍ
…
ليس قُدَامَاها كأدبارِها
قال: فوقع في نفسي حبُّ الإسلام ورغبتُ فيه، فلما أصبحتُ شَدَدتُ على راحلتي فانطلقت متوجهًا إلى مكة، فلما كنتُ في بعض الطريق أُخبرتُ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد هاجر إلى المدينة، فأتيتُ المدينة فسألتُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقيل لي: في المسجد، فانتهيتُ إلى المسجد، فعَقَلتُ ناقتي ودخلتُ، وإذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والناسُ حولَه، فقلتُ: اسمع مَقَالتي يا رسولَ الله، فقال أبو بكر: ادُنْه، فلم يَزَلْ حتى صِرتُ بين يديه، قال:"هاتِ، فأخبِرْني بإتيانِك رَئيُّك" فقلتُ:
أتاني نَجِيِّي
(3)
بعد هَدْءٍ ورَقْدةٍ
…
ولم يكُ فيما قد بَلَوتُ بكاذبِ
ثلاثَ ليالٍ قولُه كلَّ ليلةٍ
…
أتاك رسولٌ من لؤيِّ بن غالبِ
فشمَّرتُ من ذَيلي الإزارَ ووسَّطَتْ
…
بِيَ الذَّعَلِبُ الوَجْناءُ بينَ السَّباسبِ
فأشهدُ أنَّ الله لا ربَّ غيرُهُ
…
وأنَّك مأمونٌ على كلِّ غائبِ
وأنَّك أدنَى المُرسلينَ وَسيلةً
…
إلى الله يا ابنَ الأكرمينَ الأطايبِ
(1)
في نسخنا الخطية: صدق، والمثبت من مصادر التخريج.
(2)
المثبت من (م) و (ب)، وفي (ص): افهم إن كنت تفهم، واعقل إن كنت تعقل.
(3)
المثبت من (ب)، وفي (م) و (ص): بحق.
فمُرْنا بما يأتيك يا خيرَ مَن مَشَى
…
وإن كان فيما جاءَ شَيْبُ الذُّوائبِ
وكنْ لي شفيعًا يومَ لا ذو
(1)
شَفاعةٍ
…
سِواكَ بِمُعْن عن سَوَادِ بنِ قاربِ
ففَرِحَ رسولُ الله وأصحابُه بإسلامي فرحًا شديدًا حتى رُئِيَ في وجوههِم، قال: فوَثَبَ عمرُ فالتزمه، وقال: قد كنتُ أُحِبُّ أن أسمعَ هذا منك
(2)
.
(1)
سقط من (م) و (ص)، وفي (ب): ذي! والمثبت من المصادر.
(2)
إسناده ضعيف جدًا؛ عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي متروك الحديث. وأعلَّه الذهبي في "التلخيص" بالانقطاع، يعني أنَّ محمدًا القرظي روايته عن عمر مرسلة.
وأخرجه أبو يعلى في "معجمه"(329) - ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 2/ 252 - 253، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 327 - 326 - وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 296 - ومن طريقه المعافى بن زكريا في "الجليس الصالح" ص 224 - 226، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 4/ 132 - 134 - والطبراني في الكبير (6475)، وفي "الأحاديث الطوال"(31)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(62)، وفي "معرفة الصحابة"(3554)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 253 - 254 من طريق علي بن منصور الأبناوي، عن عثمان بن عبد الرحمن الوقّاصي، بهذا الإسناد. وتحرَّف في رواية أبي يعلى إلى محمد بن عثمان! وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" 1/ 594: عثمان بن عبد الرحمن متفق على تركه، وعلي بن منصور فيه جهالة، مع أنَّ الحديث منقطع.
وأخرجه بنحوه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 202، والبغوي في "معجم الصحابة"(1180)، والطبراني (6476)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 210 - 211، وابن منده في "معرفة الصحابة" 2/ 804، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3553)، والبيهقي 2/ 253، وابن عساكر 72/ 320 - 321 و 321 - 322 من طريق الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي، عن عباد بن عبد الصمد، قال: سمعت سعيد بن جبير قال: أخبرني سواد بن قارب الأزدي قال: كنت نائمًا، فذكره. وقال البخاري عقبه: ولا يصح الحكم بن يعلى. قلنا: إسناده ضعيف جدًا؛ الحكم المحاربي متروك الحديث، وعباد بن عبد الصمد واهي الحديث.
وأخرجه ابن أبي خيثمة في السفر الثاني من "تاريخه"(1050)، والخرائطي في "هواتف الجانِّ" ص 27، وابن منده في "المعرفة" 2/ 803، وأبو نعيم في "المعرفة"(3551)، والبيهقي 2/ 248 - 249، وابن عساكر 72/ 316 - 19 و 319 - 320 من طريق محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن سعيد بن عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن أبيه، عن أبي جعفر الباقر،=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال: دخل سواد بن قارب على عمر بن الخطاب، فذكر نحوه وسعيد بن عُبَيد الله وأبوه ضعيفان.
وأخرجه أبو نعيم في "المعرفة"(3552) من طريق الحسن بن عمارة، عن عبد الله بن عبد الرحمن، قال: دخل سواد بن قارب على عمر بن الخطاب، فذكر نحوه والحسن بن عمارة متروك.
وأخرجه البيهقي 2/ 248 - 249 من طريق أحمد بن موسى الحمار الكوفي، عن زياد بن ماروية القصري، عن محمد بن تراس الكوفي، عن أبي بكر بن عيّاش، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، فذكر نحوه. وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" 1/ 593: هذا حديث منكر بالمرة، ومحمد ابن تراس وزياد مجهولان لا تقبل روايتهما، وأخاف أن يكون موضوعًا على أبي بكر بن عيّاش، ولكن أصل الحديث مشهور قلنا: زياد القصري ترجمه الخطيب في "تاريخه" 9/ 506، ونقل عن الدار قطني قوله فيه: ما علمت إلَّا خيرًا. وأما ابن تراس فلم نتبينه.
وأخرجه ابن شاهين -كما في "الإصابة" لابن حجر 4/ 530 - من طريق الفضل بن عيسى، عن العلاء بن زيدل، عن أنس بن مالك قال: دخل رجلٌ من دوس يقال له: سواد بن قارب على النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر القصة. وإسناده تالف لا يفرح به، الفضل بن عيسى -وهو الرقاشي- والعلاء ابن زيدل ساقطا الحديث.
وقد صحَّ هذا الخبر مختصرًا، فقد روى البخاري في "صحيحه"(3866) من حديث عبد الله ابن عمر، قال: ما سمعتُ عمر لشيء قطُّ يقول: إني لأظنه كذا، إلَّا كان كما يظن؛ بينما عمر جالسٌ، إذ مرَّ به رجل جميل، فقال: لقد أخطأ ظني، أو إنَّ هذا على دينه في الجاهلية، أو لقد كان كاهنَهم، عليَّ الرجل، فدُعي له، فقال له ذلك، فقال: ما رأيتُ كاليوم استُقبل به رجل مسلم، قال: فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني، قال: كنتُ كاهنَهم في الجاهلية، قال: فما أعجبُ ما جاءتك به جنيَّتُك؟ قال: بينما أنا يومًا في السوق، جاءتني أعرفُ فيها الفزَع، فقالت: ألم ترَ الجنَّ وإبلاسها؟ ويأسَها من بعد إنكاسها ولحوقَها بالقِلاص وأحلاسها. قال عمر: صدق، بينما أنا نائم عند آلهتهم، إذ جاء رجلٌ يعجل فذبحه، فصرخَ به صارخ لم أسمع صارخًا قطُّ أشدَّ صوتًا منه يقول: يا جَليح، أمر نَجيح، رجلٌ فَصيح، يقول: لا إله إلا الله، فوثبَ القومُ، قلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، ثم نادى: يا جَليح، أمر نجيح، رجلٌ فصيح، يقول: لا إله إلَّا الله، فقمتُ، فما نشبنا أن قيل: هذا نبي.
قوله: "أتاه رئيُّه"، هو الجني يعرض للإنسان ويطلعه على ما يزعم من الغَيْب.
قوله: "وتجساسها" يروى بالجيم المعجمة وبالحاء المهملة قال ابنُ الأَعرابي: تَجَسَّستُ الخَبَرَ وتَحَسَّسته بمعنًى واحدٍ، وقال غيره: التحسُّسُ: شبهُ التَّسمُّعِ والتَّبصر، والتجسُّسُ، بالجيم =
ذكرُ سَلْمان بن عامر الضَّبيِّ رضي الله عنه
-
6704 -
أخبرني أحمد بن يعقوب، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خليفة بن خيَّاط، قال: سلمان بن عامر بن أوس بن حُجْر بن عمرو بن الحارث بن تَيْم بن ذُهْل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضَبَّة، نزل البصرة، وله دارٌ حضرةَ الجامع، وبها تُوفِّي في خلافة عثمان.
6705 -
حدثنا
(1)
أبو عاصم، حدثنا أبو نَعَامة العَدَوي عمرو بن عيسى، حدثنا عبد العزيز بن بُشير
(2)
، عن سلمان بن عامر الضبِّي، قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقلتُ: يا رسولَ الله، إنَّ أبي كان يَصِلُ الرَّحمَ، ويَقرِي الضَّيفَ، ويفي بالذِّمَّة، قال:"ولم يدركِ الإسلامَ؟ قلت: لا، قال: فلما ولَّيتُ قال: "عليَّ بالشيخ" فقال لي: "يكونَ ذلك في عَقِبَكَ، فلن يَذِلُّوا أبدًا، ولن يُخزَوا أبدًا، ولن يفتقروا أبدًا"
(3)
.
= البحثُ عن العَورة. انظر "لسان العرب" مادة (حسس).
"أحلاسها" جمع جلس ما ولي ظهر الدابَّة تحت الرحل والسرج.
العِيس بالكسر: الإبل البِيض يخالط بياضَها شيء من الشَّقرة، واحدها أعيَسُ، والأنثى: عَيْساءُ.
(1)
القائل: حدثنا، هو خليفة بن خياط في الإسناد السابق.
(2)
انقلب في النسخ الخطية إلى: بشير بن عبد العزيز، وكذلك انقلب في "المعجم الكبير". للطبراني، والمثبت من مصادر التخريج، وهو الموافق لما في كتب الرجال.
(3)
إسناده فيه لين من أجل عبد العزيز بن بُشير، وهو رجلٌ ضبِّيٌ كما وقع في روايتي أبي داود في "القدر" والطحاوي في "مشكل الآثار"، وهو مجهول؛ تفرد بالرواية عنه أبو نعامة عمرو ابن عيسى العدوي ووهم علي بن المديني في "العلل"(178) فجعله ابنَ بُشير بن كعب العدوي، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 378، وتبعهما المزي في "التهذيب" 18/ 116، ووهَّم الرواية التي فيها نسبته بالضبِّي، فقال: روى له أبو داود في كتاب "القدر" هذا الحديث الواحد، ووقع عنده: عبد العزيز بن بشير الضبيِّ، والصواب: العدوي!
قلنا: ولا يعرف البُشير بن كعب العدوي ولد يروي عنه، لذلك لم ينسبه البخاري في "التاريخ" ولا ابن حبان في "الثقات" عدويًّا، وكذلك لم ينسبه أحد ممّن أخرج الحديث إلى كعب =
ذكرُ صَعْصَعة بن ناجيَة المُجاشعي رضي الله عنه
-
6706 -
أخبرنا أبو محمد المُزَني، حدثنا أبو خَليفة القاضي، حدثنا محمد بن سلَّام الجُمَحي، حدثنا مَعمَر بن المثنَّى، قال: صعصعةُ بن ناجية بن عَقَّال بن محمد بن سفيان ابن مُجاشِع بن، دارِم جدُّ الفرزدقِ بنِ غالب، وَفَدَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
= ولا نسبوه عدويًا، بل ضبيًّا كما تقدم، والله أعلم. وقد تابع عبد العزيز هذا جمعٌ غير مسمَّين من رجال ونساء كما سيأتي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 136، ويعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/ 321 - ومن طريقه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 454 - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1135)، والطحاوي في "مشكل "الآثار" (4362)، والطبراني في "الكبير" (6213)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3360) من طرق عن أبي عاصم الضحاك مخلد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(1091) من طريق زهير بن هنيد، عن أبي نعامة، عن أشياخ من قومه ونسوة من خالاته عن سلمان بن عامر الضبي، وكان جدَّه لأمه: أن بني طهية استعدت عليه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يارسول الله، إن سلمان أغار علينا في الإسلام فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سلمان فأتاه فقال: يا سلمان، ما يقول هؤلاء؟ " قال: ما يقولون يا رسول الله؟ قال: "يقولون: إنك أغرت عليهم في الإسلام"، قال: لا يا رسول الله، أغرت عليهم في الجاهلية، وأسلمت على المال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"انظروا إلى المال فإن كان مخضرَمًا فهو لسلمان، وإن كان غير مخضرم فهو لبني طهية"، فنظروا فإذا هو مخضرم، فأحرزه سلمان. قال سلمان: فقلت: يا رسول الله، إنَّ أبي كان يقري الضيف، ويكرم الجار، ويفي بالذمة، ويعطي في النائبة، فما ينفعه ذاك؟ قال:"مات مشركًا؟ " قلت: نعم، قال:"لا ينفعه ذلك" فَوَجَمَ لها سلمانُ وولَّى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ردوا الشيخ" فرجع، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"أما إنها لا تنفعه، ولكنها تكون في عقبه؛ إنهم لن يخذوا أبدًا، ولن يذلوا أبدًا، ولن يفتقروا أبدًا". قال البغوي: هذا حديث غريب لم يرو إلَّا من هذا الوجه. ووقع فيه نسبة كل من زهير وأبي نعامة سعديًا! والمعروف أنهما عدويان.
ويشهد لكون الأعمال الصالحة لا تنفع صاحبها مع كفره حديث عائشة عند مسلم (214)، وسلف برقم (3566).
وحديث عدي بن حاتم عند أحمد 30/ (18262)، وابن حبان (332).
6707 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحَفيد، حدثنا محمد بن زكريا الغَلَابي، حدثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سَوِيَّة المِنْقَرِي، حدثنا عَبَّاد ابن كُسَيب
(1)
، حدثني الطُّفيل بن عمرو الرَّبَعي، عن صَعْصَعة بن ناجية المُجاشِعي -وهو جَدَّ الفرزدق بن غالب- قال: قَدِمتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَعَرَض عليَّ الإسلامِ، فأسلمتُ وعلَّمني آياتٍ من القرآنِ، فقلتُ: يا رسول الله، إني عَمِلتُ أعمالًا في الجاهلية، فهل لي فيها من أجرٍ؟ قال:"وما عَمِلتَ؟ " فقلتُ: إني ضَلَّت ناقتانِ لي عَشْراوان، فخرجتُ على جَمَل لي أتبَعُهما
(2)
، فرُفِعَ لي [بيتانِ]
(3)
في فَضَاءٍ من الأرض، فقصدتُ قصدَهما، فوجدتُ شيخًا كبيرًا، فقلتُ: أحَسَستُم بناقتينِ عَشراوَينِ؟ قال: ما ناراهما؟ قلت: مِيسَمُ
(4)
بنِ دارِم، قال: قد أصَبْنا ناقتَيْكَ وبِغْناهما، وقد نَعَشَ اللهُ بهما أهلَ بيتينِ من قومِك من العرب من مُضَرَ.
فبينما هو يخاطبني إذ نادتِ امرأةٌ من البيت الآخر: وَلَدَتْ وَلَدَتْ، قال: وما وَلَدَت؟ إن كان غلامًا فقد شَرِكَنا في قَومِنا
(5)
، وإن كانت جاريةً فادفِنَّها، فقالت: جاريةٌ، فقلتُ: وما هذه المولودة؟ قال: ابنةٌ لي، فقلت: إني أشتريها منك، فقال: يا أخا بني تَميم، أتبيعُ ابنتَك؟ وإني رجلٌ من العرب من مُضَرا فقلت: إني لا أشتري منك رقبتَها، بل إنما أشتري منك رُوحَها أن لا تقتُلَها، قال: بِمَ تشتريها؟ فقلت: بناقتيَّ هاتينِ وولدِهما، قال: وتَزيدُني بعيرَك هذا؟ قلت: نعم، على أن تُرسِلَ معي رسولًا، فإذا بلغتُ إلى أهلي رَدَدتُ لك البعير، ففَعَلَ، فلمَّا بلغتُ إلى أهلي رَدَدتُ إليه البعيرَ،
(1)
تحرَّف في (ص) و (م) إلى: عباءة بن كليب، وفي (ب) إلى عبادة بن كريب.
(2)
لفظ "أتبعهما" زيادة من (ب).
(3)
لم ترد في نسخنا الخطية، وأثبتناها من المطبوع، ومن رواية الطبراني.
(4)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: "فأناديهما، قلت: مقسم" والتصويب من مصادر التخريج.
ومعنى "ما ناراهما" أي ما علامتهما، لأنَّ العلامة عليها كانت تكوى بالنار.
(5)
في روايتي العقيلي وأبي نعيم: في قوتنا، وهو أوجه.
فلمَّا كان في بعض الليل فكَّرتُ في نفسي أنَّ هذه مَكرُمةٌ ما سَبَقَني إليها أحدٌ من العرب، وظَهَرَ الإسلامُ وقد أحييتُ ثلاثَ مئة وستينَ من المَوءودة، أَشتري كلَّ واحدة منهنُّ بناقتينِ عَشْراوَين وجملٍ، فهل لي في ذلك مِن أجر؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"تمَّ لك أجرُه إذ مَنَّ الله عليك بالإسلام"
(1)
.
قال عبَّادٌ: ومِصداقُ قولِ صَعْصَعةَ قولُ الفرزدق:
وجدِّي الذي مَنَعَ الوائِداتِ
…
فأحيا الوَئيدَ
(2)
فلم تُوءَدِ
6708 -
حدثنا علي بن حَمْشاذ العَدْل، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا عمرو بن مرزوق، حدثنا عبد الله بن حرب اللَّيثي، حدثني إبراهيم بن أسعد، حدثني عَقَّال بن شَبَّة بن عِقال بن صَعْصَعة بن ناجية المُجاشِعي، حدثني أبي، عن جدِّي، عن أبيه صَعْصَعة بن ناجية قال: دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلتُ: يا رسولَ الله، ربما فَضَلَتْ لي الفضلةُ خبَّأتُها للنَّائبة وابنِ السبيل، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أُمَّك وأباك، أختَك وأخاك، أَدْناك أدْناك"
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف بمرَّة، محمد بن زكريا الغلابي متهم، لكنه متابع، والعلاء بن الفضل ضعيف، وعباد بن كسيب مجهول، وقال البخاري في ترجمته من "التاريخ الكبير" 6/ 40: لا يصح.
وكذا الطفيل بن عمرو، قال العقيلي: لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلَّا به، وقال البخاري في ترجمته أيضًا 4/ 364: لم يصح حديثه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7412) عن محمد بن زكريا الغلابي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 319، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1199)، والبزار (72 - كشف الأستار)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(1302)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير"(710)، والطبراني (7412)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة" (3877 - 3879) من طرق عن العلاء بن الفضل به. وقال البخاري عقبه: فيه نظر.
(2)
في النسخ الخطية: الوليد، والمثبت من "تلخيص الذهبي"، وهو الموافق لما في المصادر.
(3)
إسناده ضعيف مسلسل بالمجاهيل؛ إبراهيم بن أسعد، كذا وقع عند المصنف وعند الطبراني، وزاد: يلقب بابن داحة، وجاء في بقية مصادر التخريج: إبراهيم بن إسحاق، وزاد بعضهم: ابن =
ذكرُ قيس بن عاصم المِنْقَري رضي الله عنه
-
6709 -
أخبرنا أبو محمد المُزَني، حدثنا أبو خليفة القاضي، حدثنا محمد بن سلَّام الجُمَحي، حدثنا أبو عُبيدة قال: قيسُ بن عاصم بن سِنان
(1)
بن خالد بن مِنْقَر ابن عُبيد بن مُقاعِس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مَنَاة بن تَميم، وقد ترأّسَ، وَفَدَ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"هذا سيِّدُ أهل الوَبَر"
(2)
.
= داحة، وإبراهيم هذا لم نقف له على ترجمة وإنما ذكر في كتب التراجم بأنه يروي عن عقّال كما في "ثقات" ابن حبان 8/ 526 - 527، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 40/ 480، وجعله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 385، وابن حبان 8/ 313 مرة أخرى فيمن يروي عن شبة ابن عقال!
وعقّال بن شبة بن عقال هو وأبوه وجده مجاهيل الحال. وقد اختلف على عبد الله بن حرب الليثي في إسناده؛ فمرة يرويه عن إبراهيم عن عقال بن شبة عن أبيه عن جده عن أبيه، ومرة يرويه عن عقال عن أبيه عن جده.
فأخرجه عمرُو بن مرزوق كما عند المصنف، ومحمدُ بن محمد بن مرزوق عند أبي يعلى كما في "المطالب العالية"(2546) - ومن طريقه ابن عساكر 73/ 115، والضياء في "المختارة"(4) - والطبراني (7413)، وعقبةُ بن مُكرم عند ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 10، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة"(3880)، وابن عساكر 73/ 116 و 117، ثلاثتهم عن عبد الله بن حرب الليثي بهذا الإسناد.
وخالفهم محمد بن صالح المعروف بكيلجة عند ابن الأعرابي في "معجمه"(227) - ومن طريقه ابن عساكر 73/ 116 - وأبو رفاعة عبد الله بن محمَّد بن عمر عند ابن الأعرابي (1999)، وهشام ابن علي السيرافي عند ابن عساكر 73/ 116، فرووه عن عبد الله بن حرب الليثي، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عقال، عن أبيه، عن جده صعصعة بن ناجية. ليس فيه جدُّ عقال.
ويغني عنه ما رواه النسائي (2323)، وابن حبان (3341) من حديث طارق المحاربي مرفوعًا:"يد المعطي العليا، وابدأ بمن تَعُول، أمَّك وأباك وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك". وإسناده صحيح، وقد سلف مطولًا عند المصنف برقم (4265).
وما رواه المصنف من حديث أبي رمثة الآتي برقم (7432).
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: سيار.
(2)
سيأتي قريبًا برقم (6711)، ويأتي هناك تخريجه.
6710 -
حدثنا أبو جعفر أحمد بن عُبيد بن إبراهيم الأسَدي الحافظ بهَمَذان، حدثنا محمد بن زكريا الغَلَابي، حدثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سَوِيَّة المِنْقري، حدثني أبي الفضلُ بن عبد الملك، عن أبيه عبد الملك بن أبي سويَّة المِنْقري، قال: شهدتُ قيسَ بن عاصم وهو يُوصِي، فجمع بنيه وهم اثنانِ وثلاثون ذكرًا، فقال: يا بنيَّ، إذا أنا مِتُّ فسوِّدوا أكبرَكم تَخلُفوا آباءَكم، ولا تُسوِّدوا أصغرَكم فيُزرِيَ بكم ذاك عند أكفائِكم، ولا تُقيموا عليَّ نائحةً، فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عن النِّياحة، وعليكم بإصلاحِ المال؛ فإنه مَنْبَهةٌ للكريم
(1)
، ويُستغنى به عن اللَّئيم، ولا تُعطوا رِقابَ الإبل في غير حقِّها، ولا تمنعوها من حقِّها، وإياكم وكلَّ عِرقِ سُوءٍ، فمهما يسرَّكم يومًا فما يسوءَكم أكثرُ، واحذروا أبناءَ أعدائِكم، فإنهم لكم أعداءٌ على منهاج آبائِهم، وإذا أنا مِتُّ فادفِنوني في موضع لا يَطَّلع عليَّ هذا الحيُّ من بكر بن وائل، فإنها كانت بيني وبينهم خُماشاتٌ في الجاهلية، فأخاف أن يَنبِشُوني من قبري، فتُفسِدوا عليهم دنياهم ويُفسِدوا عليكم آخرتَكم.
ثم دعا بكنِانتِه فأمر ابنَه الأكبرَ، وكان يُسمّى عليًّا، فقال: أخرِجْ سهمًا من كِنانتي، فأخرجه، فقال: اكسِرْه، فكسرَه، ثم قال: أخرِجْ سهمين، فأخرجهما، فقال: اكسِرْهما، فكسرهما، ثم قال: أخرِجْ ثلاثةَ أسهُمٍ، فأخرج ثلاثةَ أسهُمٍ، فقال: اكسِرْها، فكسرها، ثم قال: أخرِجْ ثلاثين سهمًا، فأخرجها، فقال: اعصِبْها بوَتَر، فعَصَبها، ثم قال: اكسِرْها، فلم يستطع كسرَها، فقال: يا بَنِيَّ، هكذا أنتم في الاجتماع، وكذاك أنتم في الفُرقة، ثم أنشأَ يقول:
إنما المجدُ ما بَنَى والد الصِّدْ
…
قِ وأحيا فِعالَهُ المولودُ
وكَفَى المجد والشَّجاعة والحِلْـ
…
ـمُ إذا زانَه عَفافٌ وجُودُ
(1)
في (ص): للكرم.
وثلاثونَ يا بَنِيَّ إذا ما
…
عَقَدَتْهُمْ
(1)
للنائباتِ
(2)
العُهودُ
كثلاثينَ مِن قِداحٍ إذا ما
…
شدَّها للزَّمانِ عَقدٌ شديدُ
لم تَبَدَّدْ وإن تَقطَّعَتِ الأَسـ
…
ـهُمُ أَودَى بجَمعِها التبديدُ
وذوو السِّنِّ والمُروءَةِ أَولى
…
إن يَكُنْ منكمُ لهمْ تسويدُ
وعليهمْ حِفظُ الأصاغرِ حتى
…
يَبْلُغَ الحِنْتَ الأصغرُ المجهودُ
(3)
(1)
المثبت من رواية الطبراني، وفي (م) و (ص): اعتقدتم، وفي (ب): اعقدتم.
(2)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى لنائبات والمثبت من رواية الطبراني وغيره.
(3)
خبر حسن، وهذا إسناد تالف؛ محمد بن زكريا الغلابي متهم، والعلاء بن الفضل ضعيف، وأبوه وجده لم نجد لهما ترجمة. وللحديث طريق آخر عند المصنف يأتي بعده.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 18/ (871)، وفي "المعجم الأوسط"(6127) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5682) - عن محمد بن زكريا الغلابي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مقطعًا الطيالسي (1181) و (1356)، وابن سعد في "الطبقات" 9/ 36، وأحمد 34/ (20612)، والبخاري في "الأدب المفرد"(361)، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(103)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1163 - 1165)، والبزار (1378 - كشف الأستار)، والنسائي (1990)، والطبري في مسند عمر من "تهذيب الآثار" 1/ 56، وأبو بكر الخلال في "الحث على التجارة"(49)، وابن حبان في "روضة العقلاء" ص 145 و 224، والطبراني في "الكبير"(18/ (869)، والبيهقي في "الشعب"(1165) و (10497)، والمزي في "تهذيب الكمال" 7/ 201 - 202 من طريق شعبة، عن قتادة، عن مُطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن حَكِيم بن قيس بن عاصم، عن أبيه. وإسناده حسن.
وقد سلفت قطعة النهي عن النوح فقط من هذا الطريق عند المصنف برقم (1425).
ووردت هذه الوصية أيضًا من ثلاثة طرق عن الحسن البصري عن قيس بن عاصم، ذكر المصنف في الحديث التالي أحدَها واقتصر على جزء من الحديث، ولم يسقه بتمامه، وهذا الحديث والذي يليه ذُكرا في سياق واحدٍ عند كثير ممّن أخرجه، وسيأتي هناك ذكر طرقه.
قوله: "خُماشات" واحدها خُماشة: أي جراحات وجنايات، وهي كلُّ ما كان دون القتل والدِّية من قطع، أو جدع، أو جرح، أو ضرب، أو نهب ونحو ذلك من أنواع الأذى. قاله ابن الأثير في "النهاية".
6711 -
حدثنا علي بن حمشاذ العَدْل، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا محمد بن يزيد الواسطي، حدثنا زياد الجصَّاص، عن الحسن، حدثني قيس بن عاصم المِنْقري، قال: قدمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآني سمعتُه يقول: "هذا سيِّد أهل الوَبَرِ"، فلما نزلتُ أتيتُه، فجعلت أحدِّثُه، فقلتُ: يا رسولَ الله، ما المالُ الذي لا يكون عليَّ فيه تَبِعةٌ من ضيفٍ ضافَني وعيالٍ كَثُروا؟ فقال: "نِعْمَ المالُ الأربعون، والأكثر ستونَ، وويلٌ لأصحابِ المِئين
(1)
إِلَّا من أعطى في رِسْلِها ونَجْدِتها، وأفقر ظَهْرَها، وأطعمَ القائعَ والمُعتَرَّ".
قلت: يا نبي الله ما أكرمَ هذه الأخلاقَ وأحسنَها! يا نبي الله، لا يُحَلُّ بالوادي الذي أنا فيه لكثرة
(2)
إبلي، قال:"فكيف تصنعُ؟ " قلتُ: تَغدُو الإبل ويغدو الناسُ، فمَن شَاءَ أخذَ برأسِ بعيرٍ فذهبَ به، فقال:"فما تصنعُ بإفقار ظَهرِها؟ " قلتُ: إني لا أُفقِرُ الصغيرَ، ولا النابَ المُديرة، قال:"فمالك أحبُّ إليك أم مال مواليك؟ " قلتُ: مالي أحبُّ إليَّ من مال موالِيَّ، قال:"فإنَّ لك من مالك ما أكلتَ فأفنَيتَ، أو لبستَ فأبليتَ، أو أعطيتَ فأمضيتَ، وإلَّا فلمواليك" فقلتُ: واللهِ لو بقيتُ لأفنينَّ عَدَدَها.
قال الحسنُ
(3)
: ففعَلَ واللهِ، فلمّا حَضَرَت قيسًا الوفاةُ أَوصَى بنيه، فقال: إياكم والمسألةَ؛ فإنها أَخِرُ كَسْبِ المرءِ، إنّ أحدًا لم يسأل إلَّا تَرَك كَسْبَه
(4)
.
(1)
في نسخنا الخطية: المئتين، وما أثبتناه هو الموافق لما في رواية "الأدب المفرد" وغيره.
(2)
في نسخنا الخطية بكثرة، والمثبت من نسخة المحمودية، وهو الموافق لمصادر التخريج.
(3)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: الحسين.
(4)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف زياد الجصاص -وهو ابن أبي زياد- وقد توبع، والحسن -وهو البصري- مع أنه صرَّح بسماعه من قيس، إلَّا أنَّ علي بن المديني قال: لم يسمع منه شيئًا، فيما رواه ابن أبي حاتم في "المراسيل"(143).
وأخرجه مطولًا مجموعًا إلى الحديث السابق الطبراني في "الكبير" 18/ (870) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولًا ومختصرًا: ابنُ شبة في "تاريخ المدينة" 2/ 530 - 532، وابنُ أبي الدنيا في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "إصلاح المال"(52)، وإبراهيم الحربي في غريب الحديث 1/ 206، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 348، والطبراني في "الكبير"(18/ 870)، وفي "الأحاديث الطوال"(19) من طريق علي بن الجعد، عن محمد بن يزيد الواسطي به.
وأخرجه مطولًا ومختصرًا أيضًا: ابن شبة 2/ 532 - 533، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 119، والبزار (3663 - كشف الأستار)، وأبو يعلى في "المفاريد"(108)، والطبري في مسند عمر من "تهذيب الآثار" 1/ 57، وفي مسند ابن عباس أيضًا 1/ 269، والبغوي في "معجم الصحابة"(1961)، وابن حبان في "الثقات" 6/ 320 - 322، وابن عدي في "الكامل" 3/ 187، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات"(1902) و (3015)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5684)، والمزي في ترجمة قيس بن عاصم من "التهذيب" 24/ 60 - 61 و 61 - 62 من طرق عن زياد بن أبي زياد الجصاص، به. وتحرَّف زياد في بعض المصادر إلى: يزيد!
وله طريق ثانٍ أخرجه مطولًا البخاري في "الأدب المفرد"(953)، والبزار (2744 - كشف الأستار)، وابن الأعرابي في "المعجم"(259)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3065) من طريق الصعق بن حزن، عن القاسم بن مطيب، عن يونس بن عبيد، عن الحسن البصري، به والقاسم ابن مطيب ذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه، ووثقه الدارقطني في "العلل" 5/ 143، وتعنَّت ابنُ حبان فقال: يخطئ عمَّن يروي على قلَّة روايته، فاستحقَّ التركَ لما كثر ذلك منه. قلنا: بل مثله يصلح في المتابعات والشواهد.
وله طريق ثالث، أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 213 من طريق عبد الملك بن قريب الأصمعي، عن المبارك بن فضالة، قال: سمعت الحسن به ولم يسق لفظه بتمامه. وفيه إلى الأصمعي من لم نتبينه. وبمجموع هذه الطرق يرتقي الحديث إلى الحسن، والله تعالى أعلم.
وأخرج الطبري في مسند عمر 1/ 57 من طريق عبيد -وهو ابن عبد الرحمن الصِّيد- عن الحسن، عن قيس بن عاصم المنقري: أنه قال لبنيه لما حضرته الوفاة: "يا بنيَّ، إياكم والمسألة، فإنها أَخِرُ كسب الرجل"، وراويه عن عبيد لم نتبينه.
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 6/ 162 من طريق سفيان الثوري، قال: حدثني أسلم المنقري، عن رجل: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: لقيس بن عاصم: "هذا سيد أهل الوبر". ورجاله ثقات سوى الرجل المبهم.
قوله: "المئين": جمع مَئة.
وقوله: "إلَّا من أعطى في نجدتها ورسلها" قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 223: المراد بالنَّجدة: الشدة والجَذب، وبالرِّسْل: الرخاء والخصب؛ لأن الرِّسل اللَّبَن، وإنما يكثر في حال الرخاء =
ذكرُ عَمرو بن الأهتَم المِنقَري رضي الله عنه
-
6712 -
حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنْبري، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الغَسِيلي، حدثنا محمد بن سلَّام الجُمَحي، عن أبي عُبيدة مَعمَر بن المثنَّى، قال: عمرُو بن الأهتَم بن سُمَي بن سِنان بن خالد بن مِنْقَر بن عُبيد بن مُقاعِس بن عمرو ابن كعب بن سعد بن زيد مَنَاة بن تَميم، واسم الأَهتَم سِنانٌ
(1)
، هُتِمَت ثَنِيَّتاه يومَ الكِلاب.
6713 -
حدثنا أبو زكريا العَنْبري، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عُبيدة الوَبَري (ح).
وحدثنا أبو إسحاق إبراهيمُ بن محمد بن يحيى المُزكِّي، حدثنا إبراهيم بن محمد ابن إدريس المَعْقِلي
(2)
؛ قالا: حدثنا علي بن حرب المَوْصلي، حدثنا أبو سعد
(3)
الهيثم بن محفوظ، عن أبي المقوِّم
(4)
الأنصاري يحيى بن أبي يزيد عن الحَكَم بن عُتيبة، عن مِقْسَم، عن ابن عبّاس، قال: جلسَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قيسُ بن عاصم
= والخصب، فيكون المعنى أنه يخرج حقَّ الله في حال الضيق والسعة، والجدب والخصب؛ لأنه إذا أخرج حقها في سنة الضيق والجدب كان ذلك شاقًا عليه، فإنه إجحاف به، وإذا أخرجها في حال الرخاء كان ذلك سهلًا عليه؛ ولذلك قيل في الحديث: يا رسول الله، وما نجدتها ورسلها؟ قال:"عسرها ويسرها"، فسمى النجدة عسرًا والرسل يسرًا؛ لأن الجدب عسر، والخصب يسر، فهذا الرجل يُعطي حقها في حال الجدب والضيق، وهو المراد بالنجدة، وفي حال الخصب والسعة، وهو المراد بالرسل. والله أعلم.
وقوله: "فإنها أَخِر كسب المرء"، قال ابن الأثير 1/ 29: أي أرذله وأدناه، ويُروى بالمدِّ، أي: إنَّ السؤال آخر ما يكتسب به المرءُ عند العجز عن الكسب.
(1)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: سيار.
(2)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: العقلي، وصوبناه من "الإكمال" لابن ماكولا 7/ 319، وضبطه بقوله: بفتح الميم وبالعين المهملة وبالقاف المكسورة.
(3)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: سعيد. وانظر "كنى الحاكم" 5/ 108.
(4)
بكسر الواو، انظر ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 8/ 251.
والزِّبْرِقانُ بن بدر وعمرو بن الأهتَم التميميون، ففَخَرَ الزِّبْرقانُ فقال: يا رسولَ الله، أنا سيِّدُ تميم، والمُطاعُ فيهم، والمُجاب فيهم، أمنعهم من الظُّلم فآخذُ لهم بحقوقهم، وهذا يعلمُ ذاك -يعني عمرو بن الأهتم- فقال: عمرُو بن الأهتم: والله يا رسول الله، إنه لشديدُ العارضة، مانعٌ لجانبِه، مُطاع في أدنَيهِ.
قال الزِّبرقان: والله يا رسولَ الله، لقد عَلِمَ منِّي غيرَ ما قال، وما منعه أن يتكلَّم به إلَّا الحسدُ. قال عمرٌو: أنا أحسدُك؟! فوالله إنك لَلَئيمُ الخال، حديثُ المال، أحمقُ الوالد، مُضيَّعٌ في العَشيرة، والله يا رسولَ الله، لقد صدقتُ فيما قلتُ أولًا، وما كذبتُ فيما قلتُ آخرًا، لكني رجلٌ رضيتُ فقلتُ أحسنَ ما علمتُ، وغضبتُ فقلتُ أقبحَ ما وجدتُ، ووالله لقد صدقتُ في الأمرين جميعًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنَّ من البيان لَسِحرًا، إنَّ من البيان لَسِحرًا"
(1)
.
(1)
إسناده واهٍ، إبراهيم بن محمد المعقلي مجهول الحال، روى عنه اثنان، ولم نجد من وثقه، وقد توبع، والهيثم بن محفوظ مجهول، قال الذهبي في "الميزان": لا يدرى من هو وأبو المقوِّم، قال ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 8/ 251: اختلف في اسمه؛ فقال عبّاس الدوري: سمعت يحيى يقول: يحيى بن ثعلبة أبو المقوّم. وقال الحاكم أبو أحمد أبو المقوّم بحير بن ثعلبة الأنصاري، عن أبي محمد الحكم بن عتيبة، روى عنه إسحاق بن محمد بن كثير وأبو سعد الهيثم بن محفوظ. وقال ابن منده: أبو المقوّم يحيى بن ثعلبة الكوفي، حدّث عن الحكم بن عتيبة. قلنا: نُرى أنه تحرَّف على أبي أحمد الحاكم، فقد انفرد من بين الثلاثة بتسميته بَحيرًا. ويحيى بن ثعلبة هذا، ضعفه ابنُ معين -كما في "تاريخ ابن طهمان" (283) - فقال: ليس بشيء، وأورده الدارقطني في كتابه "الضعفاء والمتروكون"(584)، وقال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" 7/ 243: إسناده غريب جدًا. وضعَّفه العراقي في "تخريج الإحياء".
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5122) عن إبراهيم بن محمد الدَّيْبُلي، عن إبراهيم ابن محمد بن إدريس، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" 5/ 108 عن جعفر بن أحمد بن كعب الكلابي، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 316 - 317 من طريق محمد بن عبد الله بن الحسين العلاف، كلاهما عن علي بن حرب الموصلي، به. =
وقد رُوي عن أبي بَكْرة الأنصاري
(1)
أنه حضر هذا المجلسَ:
6714 -
أخبرنا أبو منصور محمد بن علي الفارسي، حدثنا أبو بكر محمد بن شاذانَ الجَوْهري، حدثنا سعيد بن سليمان النَّشِيطي، حدثنا عُيينة بن عبد الرحمن ابن جَوْشَن، عن أبيه، عن أبي بَكْرة قال: كُنَّا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَدِمَ عليه وفدُ بني تميم، فيهم قيسُ بن عاصم وعمرو بن الأهتَم والزِّبْرقان بن بدر، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لعمرو بن الأهتم:"ما تقولُ في الزِّبْرقان بن بدر؟ " فقال: يا رسولَ الله، مُطاعٌ في أَدنَيهِ، شديدُ العارضة، مانعٌ لما وراء ظهره، فقال الزِّبْرقان: يا رسولَ الله، والله إنه ليعلمُ منِّي أكثرَ ممّا وصفَني به، ولكنه حَسَدني، فقال عمرو: والله يا رسولَ الله، إنه لَزَمِرُ
(2)
المُروءة، ضَيِّق العَطَن، لَئيمُ الخال أحمقُ الوالد، والله ما كذبت أولًا، ولقد
= وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 9/ 37، وأبو نعيم (3096) و (5121)، والبيهقي في 5/ 316 من طريق حماد بن زيد، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 2/ 524 - 526 من طريق عباد بن عباد المهلبي، كلاهما عن محمد بن الزبير الحنظلي قال: قدم عمر و بن الأهتم والزبرقان بن بدر وقيس ابن عاصم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه ومحمد الحنظلي واهٍ.
وأخرج أحمد 4 / (2761) و 5 / (2814) و (2859) و (3025) و (3068)، وأبو داود (5011)، وابن ماجه (3756)، وابن حبان (5780) من طرق عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس: أنَّ أعرابيًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فتكلم بكلام بيِّن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنَّ من البيان سحرًا، وإنَّ من الشعر حُكْمًا". وهذا صحيح لغيره، وإسناده حسن.
وروى الترمذي (2845) من طريق سماك هذا قوله: "إن من الشعر حكمًا"، فقط، وحسنه.
ويشهد له حديث ابن عمر عند البخاري (5767)، بلفظ: جاء رجلان من المشرق فخطبا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنَّ من البيان لسحرًا".
وانظر ما بعده.
(1)
كذا نسبه أنصاريًا، وهو غريب، فهو ثقفيٌّ من مواليهم.
(2)
تحرَّفت في (ص) و (م) إلى: إنه أدبر، وفي (ب): إنه إذا أمر، وفي "أوسط الطبراني" إلى: إنه لزمن وكله تحريف، والصواب ما أثبتنا، يُقال: رجل زَمِر المروءة، أي: قليلُها، من زَمِرَ الشيء زَمَرًا وزَمَارةً وزُمُورةً: قلَّ.
صدقتُ آخرًا، ولكني رضيتُ فقلتُ أحسن ما علمتُ، وغضبتُ فقلتُ أقبحَ ما علمتُ، فقال النبيُّ:"إنَّ من البيان لَسِحرًا، وإنَّ من الشِّعر لَحُكمًا"
(1)
.
ذكرُ صَعْصَعةَ بن مُعاوية عمِّ الأحنف بن قيس رضي الله عنهما
6715 -
أخبرنا أبو محمد المُزَني
(2)
، أخبرنا أبو خليفة، حدثنا محمد بن سلَّام الجُمَحي، حدثنا أبو عُبيدة مَعمَر بن المثنَّى، قال: صَعْصَعَةُ بن معاوية بن حُصين ابن عُمير بن عُبادة بن النَّزّال بن مُرَّة بن عُبيد بن مُقاعِس بن عمرو بن كعب بن سعد ابن زيد مَنَاة بن تَميم، عمُّ الأحنف بن قيس.
6716 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى الشَّهيد، حدثنا هُدْبة بن خالد، حدثنا جَرير بن حازم، عن الحسن، عن صَعْصَعة بن
(1)
قوله: "إنَّ من البيان لسحرًا، وإنَّ من الشعر لحكمًا" صحيح لغيره، كما بينّا في الذي قبله، وهذا إسناد ضعيف من أجل سعيد بن سليمان النشيطي، ومع ضعفه خولف في وصله، والمرسل أصحُّ.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7671) من طريق الحسن بن كثير اليمامي، عن سعيد بن سليمان، بهذا الإسناد.
وخالف سعيدَ بن سليمان مسلمةُ بن محارب الزيادي عند البلاذري في "أنساب الأشراف" 12/ 271، فرواه عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمرو بن الأهتم، فذكره مرسلًا. ومسلمةُ هذا ذكره البخاري في "الكبير" وابنُ أبي حاتم، وسكتا عليه، وقد روى عنه غير واحد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فحاله أحسن من النشيطي.
وأخرج الطبراني في "الأوسط"(8304) من طريق بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبيه، عن أبي بكرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ من الشعر حكمة". وقال: لم يروه عن بكار بن عبد العزيز إلَّا النضر بن طاهر. قلنا: والنضر بن طاهر متهم بسرقة الحديث، فالإسناد واهٍ.
قوله: "أدنَيهِ" الناس القريبون منه.
وقوله: "شديد العارضة" أي: شديد الناحية ذو جَلَد وصرامة.
(2)
أبو محمد المزني سقط من (م) و (ص)، وأثبتناه من (ب).
معاوية قال: قدمتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فسمعتُه يقول هذه الآية: {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} ، فقلت: لا أُبالي أن لا أسمعَ غيرَها، حَسْبي حَسْبي
(1)
.
ذكرُ الأحنف بن قيس رضي الله عنه
-
6717 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله قال: والأحنفُ بن قيس بن حُصين بن النزَّال بن عُبيد
(2)
، مُخضرَمٌ، أدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ووجَّه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُصَدِّقَه إلى قومِه، فأعانَ الأحنفُ مُصَدِّقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
(3)
.
قال: واسمُ الأحنف: الضحَّاك، ويقال صَخْرُ بن قيس بن معاوية بن حُصين، وُلِدَ وهو أحنفُ، فقالت أمُّه:
واللهِ لولا حَنَفٌ
(4)
في رِجلِهِ
…
ما كان في الحيِّ غلامُ مِثلِهِ
(1)
إسناده صحيح، وقد صرَّح الحسن -وهو البصري- بسماعه من صعصعة كما سيأتي. وأخرجه أحمد 34/ (20593) عن يزيد بن هارون، و 34/ (20594) عن الأسود بن عامر، والنسائي (11630) من طريق يونس بن محمد، ثلاثتهم عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. وصرَّح الحسن بسماعه من صعصعة في روايتي الأسود ويونس.
وأخرجه أحمد (20595) عن عفان بن مسلم، عن جرير بن حازم، قال: سمعت الحسن، قال: قدم صعصعةُ المدينةَ، فذكره كالمرسل.
(2)
أُقحم "بن" في النسخ الخطية بعد عبيد.
(3)
أخرج أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1121)، وفي "تاريخ أصبهان" 1/ 224 من طريق عمر بن مصعب بن الزبير، عن عمه عروة بن الزبير، قال: حدثني الأحنف بن قيس، أنه قدم على عمر بن الخطاب بفتح تستر، فقال: يا أمير المؤمنين، إنَّ الله قد فتح عليك تستر، وهي من أرض البصرة، فقال رجلٌ من المهاجرين: يا أميرَ المؤمنين، إن هذا -يعني الأحنف بن قيس- الذي كفَّ عنّا بني مرة بن عبيد حين بعثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في صدقاتهم، وقد كانوا همُّوا بنا. وإسناده ضعيف.
وانظر الحديث التالي.
(4)
الحَنَفُ، بالتحريك: الاعوجاجُ في الرِّجْل، أو أن يُقبِلَ إحدى إبهامَيْ رِجلَيه على الأخرى، =
وكان أحلمَ العرب.
6718 -
حدثنا بصحةِ ما ذكره مصعبٌ: الشيخُ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي ابن عبد العزيز، حدثنا حجَّاج بن مِنْهال، حدثنا حماد بن سَلَمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، أنَّ الأحنف بن قيس قال: بَيْنا أنا أطوفُ بالبيت في زمن عثمانَ بن عفان إذ أخذ رجلٌ من بني ليثٍ بيدي، فقال: ألا أبشِّرُك؟ قلتُ: بلى، فقال: هل تذكرُ إذ بعثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى قومِك بني سعد، فجعلتُ أعرِضُ عليهم الإسلامَ وأدعوهم إليه، فقلتَ أنت: إنه يدعو إلى الخير، ويأمر به، وإنه يدعو إلى الخير ويأمرُ بالخير؟ فبلَّغتُ ذلك إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"اللهمَّ اغفِرْ للأحنفِ بن قيس"، فكان الأحنفُ يقول: ما مِن عملِ شيءٍ أرجَى لي منه
(1)
.
ذكرُ الأسود بن سَريع رضي الله عنه
-
6719 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خَليفة ابن خيَّاط، قال: الأسودُ بن سَريع بن حِمْيَر بن عُبادة بن النزَّال بن مُرَّة بن عُبيد، له دارٌ بالبصرة بحضرةِ الجامع مما يلي بني تميم، توفِّي في عهد معاوية.
6720 -
حدثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا معاذ بن المثنَّى العَنْبري، حدثنا عبد الله بن سوَّار، حدثنا عبد الله بن بكر المُزَني، حدثنا الحسن قال: قال الأسود بن سَريع: يا رسولَ الله، ألا أُنشِدُك محامدَ حَمِدتُ بها ربِّي تبارك وتعالى؟ فقال: "إنَّ ربَّك
= أو أن يمشي على ظَهْر قَدَميهِ من شِقِّ الخِنصر، أو مَيلٌ في صَدْر القدم. وقد حَنِفَ كفَرِحَ وكَرُمَ، فهو أحنفُ، ورِجلٌ حَنْفاءُ. قاله صاحب "القاموس المحيط".
(1)
إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جدعان. الحسن: هو البصري.
وضعفه الحافظ ابن حجر في "الإصابة"، فقال: تفرَّدَ به علي بن زيد وفيه ضعف.
وأخرجه أحمد 38/ (23161) عن سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرج أحمد في "الزهد"(1298)، وفي "العلل"(1791) و (5199) عن أبي عبيدة الحداد عبد الواحد بن واصل، عن عبد الله بن عون، عن جبر بن حبيب: أنَّ الأحنف بلَّغه رجلان أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دعا له، فسجد. ورجاله ثقات، وجبر من صغار التابعين.
تبارك وتعالى يُحِبُّ الحمدَ"، ولم يستزِدْه
(1)
على ذلك
(2)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6721 -
أخبرنا أبو بكر بن أبي دارِم الحافظ بالكوفة، حدثنا محمد بن عبد الله ابن سليمان، حدثنا مَعمَر بن بكَّار السَّعدي، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزُّهْري، عن عبد الرحمن بن أبي بَكْرة، عن الأسود بن سَريع التميمي قال: قدمتُ على نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا نبيَّ الله، قد قلتُ شِعرًا أثنيتُ فيه على الله تبارك وتعالى ومدحتُك، فقال:"أمَّا ما أثنيتَ على الله فهاتِه، وما مدحتَني به فدَعْه"، فجعلتُ أُنشدُه، فدخل رجلٌ طُوَال أقنَى، فقال لي:"أمسِكْ"، فلما خرج، قال:"هاتِ" فجعلتُ أُنشِدُه، فلم ألبَثْ
(3)
أن عاد فقال لي: "أمسِكْ"، فلما خرج قال:"هاتِ"، فقلتُ: من هذا يا نبيَّ الله الذي إذا دخل قلتَ: "أمسِكْ" وإذا خرج قلتَ: "هاتِ"؟ قال: "هذا عمرُ بن الخطاب، وليس من الباطلِ في شيء"
(4)
.
(1)
تحرَّف في (م) و (ص) إلى: يستره، وجاء على الصواب في (ب).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن اختلف في سماع الحسن -وهو البصري- من الأسود بن سريع كما سلف بيانه برقم (2598).
وأخرجه أحمد 24/ (15586) من طريق عوف بن أبي جميلة، والنسائي (7698) من طريق يونس بن عبيد، كلاهما عن الحسن البصري، به.
وسيأتي في الرواية التالية مطولًا، وسنده ضعيف.
ويشهد لحبِّ الله المدحَ حديثُ عبد الله بن مسعود عند البخاري (4637)، ومسلم (2760)، واللفظ له:"ليس أحدٌ أحبَّ إليه المدحُ من الله، من أجل ذلك مدحَ نفسَه".
(3)
زاد في (ص): إلّا.
(4)
إسناده ضعيف، أبو بكر بن أبي دارم -وإن كان متكلمًا فيه- متابع، لكن معمر بن بكار ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 259، وسكت عنه، وذكر في ترجمة هشام بن أبي هشام الحنفي 9/ 69 عن أبيه أنه مجهول! وقال العقيلي: في حديثه وهم، ولا يتابع على أكثره، وبه أعلَّه الذهبي في "التلخيص"، فقال: فيه معمر بن بكّار السعدي وله مناكير. قلنا: وقد تفرَّد برواية الحديث من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، ولا يعرف للزهري سماع =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
ذكرُ جاريةَ
(1)
بن قُدَامة التميمي رضي الله عنه
-
6722 -
أخبرني أحمد بن يعقوب، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا شَبَاب، قال: جاريةُ بن قُدامة بن زهير بن حُصين بن رَزَاح بن أسعد بن بُجَير
(2)
بن ربيعة بن كعب، يكنى أبا أيوب
(3)
وأبا يزيد، له دارٌ بالبصرة في سِكَّة البُخاريَّة.
6723 -
أخبرنا علي بن أحمد بن قُرْقُوب التمَّار بهَمَذان، حدثنا محمد بن معاذ الحلبي دُرَّانُ، حدثنا عبد الله بن مَسْلَمة القَعْنَبي، حدثني أبي، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن جارية بن قُدَامة قال: قلتُ: يا رسولَ الله، قل لي قولًا يَنفعُني، وأقلِلْ عليَّ لعلِّي أَعِيهِ، فقال:"لا تَغضَبْ"، وأعادها عليَّ مِرارًا، يقول:"لا تَغضَبْ"
(4)
.
= منه، ثم إنَّ عبد الرحمن قد اختُلف في سماعه من الأسود بن سريع، والمعروف أنَّ هذا الحديث بصري من رواية علي بن زيد بن جُدعان -وهو ضعيف- عن عبد الرحمن بن أبي بكرة كما سيأتي.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 18، والطبراني في "الكبير"(844)، و"الأوسط"(5794) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 46، وفي "معجم الصحابة"(910)، والضياء المقدسي في "المختارة" 4 / (1453) - عن محمد بن عبد الله بن سليمان المعروف بمطيَّن، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 24/ (15585) و (15590) و (15591) من طريق حماد بن سلمة، و (16300) من طريق حماد بن زيد كلاهما عن علي بن زيد بن جدعان، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، به.
ورواية ابن زيد مختصرة.
(1)
في (ص): حارثة، خطأ.
(2)
في النسخ الخطية: رباح بن سعد بن يحيى، والمثبت من "طبقات خليفة" ص 44 و 179، وأشار محققه أنَّ الأصل في الموضع الأول كانت: رياح. قلنا: وجاءت على الصواب في الموضع الثاني.
(3)
في النسخ الخطية: الوليد، والمثبت من "طبقات خليفة" ص 44 وغيره.
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وقد اختلف فيه على هشام بن عروة كما ذكرناه مفصلًا في "مسند أحمد". =
ذكرُ عُروة بن مسعود الثَّقفي رضي الله عنه
-
6724 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا أبو عُلَاثة، حدثني أبي حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا أبو الأسود، عن عُرْوة بن الزُّبير قال: لما أنشأ الناسُ الحجَّ سنةَ تسعٍ، قَدِمَ عُرْوة بن مسعود الثقفي عمُّ المغيرةِ بن شُعبة على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم مسلمًا، فاستأذنَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن يرجعَ إلى قومِه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"إنِّي أخافُ أن يقتلوك"، قال: لو وجدوني نائمًا ما أيقظوني، فأذِنَ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فرجعَ إلى قومه مُسلمًا، فقدم عِشاءً، فجاءته ثقيفٌ، فدعاهم إلى الإسلام، فاتهموه وعَصَوه
= وأخرجه أحمد 33/ (20357) عن عبد الله بن نمير، وابن حبان (5689) من طريق عمرو ابن الحارث، كلاهما عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 38/ (23163) من طريق زهير بن معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن عم له، أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. لم يذكر اسم عمه.
وأخرجه أحمد 25/ (15964) و 33/ (20358)، وابن حبان (5690) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن عم له يقال له: جارية بن قدامة، أنَّ رجلًا قال له: يا رسول الله، قل لي قولًا، فذكره. فزاد القطانُ رجلًا بين قدامة والنبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه أحمد 33/ (20359) عن أبي معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن جارية بن قدامة، قال: وحدثني عم لي: أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، فذكره. جعله من حديث عم جارية.
وأخرجه أحمد 38/ (23137) من طريق أبي الزناد، عن عروة، عن الأحنف بن قيس قال: أخبرني ابن عم لي قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، فذكره. جعله عن ابن عمه، وأبهم اسمه.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (6116): أنَّ رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال:"لا تغضب" فردد مرارًا قال: "لا تغضب".
قوله: "لا تغضب"، قال ابنُ حبان: أراد به أن لا تعمل عملًا بعد الغضب مما نهيتُك عنه، لا أنه نهاه عن الغضب، إذ الغضبُ شيء جِبلَّة في الإنسان، ومحال أن يُنهى المرء عن جِبلَّته التي خُلق عليها، بل وقع النهي في هذا الخبر عما يتولَّد من الغضب ممّا ذكرناه.
وأسمعوه ما لم يكن يحتسِبُ، ثم خرجوا من عنده، حتى إذا أَسحروا وطلَعَ الفجرُ قام عُرْوة في داره، فأذَّن بالصلاة وتشهَّد، فرماه رجلٌ من ثقيفٍ بسهمٍ فقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَثَلُ عُرْوة مَثَلُ صاحبِ ياسين؛ دعا قومَه إلى الله تعالى فقَتَلُوه"
(1)
.
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات غير ابن لَهِيعة، ففي حفظه سوء ضُعِّف من أجله، لكن قبل العلماء رواية العبادلة عنه، وقد رواه عنه منهم عبد الله بن وهب كما سيأتي. ورواية عروة ابن الزبير هذه مرسلة، وقد ورد الخبر من طرق أخرى مرسلة يقوي بعضُها بعضًا. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي، المعروف بيتيم عروة.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 299 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. ولم يسق لفظه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (374) عن أبي علاثة محمد بن عمرو بن خالد، به.
وأخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 2/ 471 عن إبراهيم بن المنذر بن عبد الله الحزامي، عن عبد الله بن وهب، عن ابن لَهِيعة، به.
وأخرج نحوه ابن شبة 2/ 469 - 470، والطبراني في 17/ (375)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5486) من طريق محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شِهاب الزهري مرسلًا أو معضلًا.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 5/ 299 - 300 من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، به. لم يذكر فيه الزهري. وفي إسناده إسماعيل بن أبي أويس لين الحديث، ومحمد بن فليح أقوى منه.
وأخرجه أبو يعلى (1598) من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان: أنَّ عروة ابن مسعود الثقفي، فذكره مرسلًا أو معضلًا. وعلي بن زيد فيه ضعف، لكن يصلح في المتابعات والشواهد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" -كما في "تفسير ابن كثير"(سورة يس) - من طريق هشام ابن عبيد الله الرازي، عن محمد بن جابر بن سيار، عن عبد الملك بن عمير، قال: قال عروة بن مسعود الثقفي، فذكره مرسلًا أو معضلًا. وهشام وشيخه محمد متكلم فيهما.
وأخرجه عمر بن شبة 2/ 470 - 471 عن إبراهيم الحزامي، عن ابن وهب، حدثني الليث بن سعد معضلًا.
ذكرُ مُجاشِع بن مسعود الثقفي رضي الله عنه
-
6725 -
أخبرني أحمد بن يعقوب، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خَليفة بن خيَّاط قال: مُجاشِع بن مسعود بن ثعلبة بن وهب بن عائذ بن ربيعة، يُكنى أبا سليمان، وأمُّه وأمُّ أخيه مُجالِدٍ مُلَيكةُ بنت سفيان بن الحارث بنْ أَسد
(1)
بن خُزيمة، قُتل مُجاشِعٌ يوم الجمل الأصغر سنةَ ستٍّ وثلاثين، ودُفِنَ في دارِه في بني سُليم حضرةَ بني سَدُوس، وله بالبصرة غيرُ دار، فمنها دارُه بحضرة مسجدِ الجامع.
6726 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السَّري بن خُزيمة، حدثنا أبو غسان، حدثنا زُهير بن معاوية، حدثنا عاصم الأحول، عن أبي عثمان النَّهْدي، حدثنا مُجاشِع بن مسعود قال: أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بأخي مُجالِد
(2)
بعدَ الفتح، فقلتُ: يا رسولَ الله، جئتُك بأخي مُجالِد لتُبايعَه على الهجرة، فقال:"ذهبَ أهلُ الهجرة بما فيها"، فقلتُ: فعلى أيِّ شيء تُبايعُه يا رسول الله، قال:"أُبايِعُه على الإسلامِ والإيمانِ والجهاد"
(3)
.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: لبيد، وأثبتناه على الصواب من "طبقات خليفة" ص 49.
(2)
تحرَّف في النسخ إلى: خالد.
(3)
إسناده صحيح. أبو غسان: هو مالك بن إسماعيل بن درهم النهدي، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملِّ بن عمرو.
وأخرجه أحمد 25/ (15851) عن أحمد بن عبد الملك، والبخاري (4305) عن عمرو بن خالد، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. لكن قال فيه: قدمت بأخي معبد. وزادا فيه قول أبي عثمان النهدي: فلقيت معبدًا بعدُ -وكان أكبرهما- فسألته فقال: صدق مجاشع.
وأخرجه أحمد 25/ (15848)، والبخاري (2962) و (4307)، ومسلم (1863)(83) و (84) من طرق عن عاصم الأحول، به. وفي بعض الروايات أنَّ المأتي به هو معبد، وفي بعضها اسمه أبو معبد، بينما وقع في رواية مسلم الأولى وهي من طريق إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول: أنَّ مجاشعًا هو الذي جاء النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليبايعه من دون أخيه! ورجح الدارقطني في "العلل"(3388) =
ذكرُ عَمرو بن عَبَسة السُّلَمي رضي الله عنه
-
6727 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا موسى بن زكريا التُّسْتَري، حدثنا خَليفة بن خيَّاط قال: عمرُو بن عَبَسة بن عامر بن خالد بن غاضِرة
(1)
بن عتَّاب ابن امرِئ القيس، أمُّه رَمْلةُ بنت وَقِيعة
(2)
من بني حَرَام، وهو أخو أبي ذرٍّ الغِفاري لأمِّه، من ساكني الشام، يُكنى أبا نَجيح
(3)
.
6728 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مَزْيَد البَيروتي، حدثنا محمد بن شعيب بن شابُور، حدثنا عبد الله بن العلاء بن زَبْر، أنه سمع أبا سلَّام الأسود يقول: سمعتُ عمرو بن عَبَسة يقول: صلَّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى بعيرٍ من المَغنَم، فلما سلَّم أخذَ وَبَرةً من جنب البعير، فقال:"إنَّه لا يَحِلُّ لي من هذا المَغنم مثلُ هذه إلَّا الخُمسَ، والخمسُ مردودٌ عليكم"
(4)
.
= أنه أبو معبد، وجعلها ابن أبي خيثمة في السفر الثاني من "تاريخه الكبير" 2/ 661 كنية لمجالد.
وأخرجه أحمد 25/ (15850) و 34/ (20684)، والبخاري (3078) من طريق خالد الحذاء، عن أبي عثمان النهدي، به. لكن سمَّى المأتي به مجالد بن مسعود.
وأخرجه أحمد 25/ (15847) و (15849) من طريق يحيى بن إسحاق، عن مجاشع بن مسعود: أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم بابن أخ له يبايعه على الهجرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا، بل يبايع على الإسلام؛ فإنه لا هجرة بعد الفتح، ويكون من التابعين بإحسان".
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: ناصرة، وأثبتناه على الصواب من "طبقات خليفة" ص 49 وغيره.
(2)
تحرَّف في (ص) و (م) إلى: رقيقة، وفي (ب) إلى: رقيعة، والمثبت من "طبقات خليفة".
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: يحيى، والمثبت من "الطبقات".
(4)
صحيح لغيره؛ وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن اختلف فيه على أبي سلام الأسود -واسمه ممطور الحبشي- كما سبق بيانه عند الرواية السالفة برقم (4418). وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (908): سألت أبي عن حديث رواه الوليد بن مسلم عن عبد الله العلاء بن زبر أنه سمع أبا سلام الأسود قال: سمعت عمرو بن عبسة، قال: صلَّى بنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعير، الحديث. فقال أبي: =
6729 -
أخبرني أبو النَّضر الفقيه، حدثنا عثمان بن سعيد الدَّارمي، حدثنا أبو تَوبة الربيعُ بن نافع الحلَبي، حدثنا محمد بن مُهاجر، حدثنا العبّاس بن سالم، عن أبي سلَّام، عن أبي أُمامة الباهلي، عن عمرو بن عَبَسَة قال: أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أولَ ما بُعث وهو يومئذ مُستخفٍ، فقلتُ: ما أنت؟ قال: "أنا نبيٌّ"، قلتُ: وما نبيٌّ؟ قال: "رسولُ الله"، قلتُ: اللهُ أرسلَك؟ قال: "نعم"، قلتُ: بما أرسلَك؟ قال: "بأن تَعبُدوا اللهَ، وتَكسِروا الأوثانَ، وتَصِلُوا الأرحامَ"، قلتُ: نِعمَّا أرسلَك، فمن تَبِعَك على هذا؟ قال:"حرٌ وعبدٌ"؛ يعني أبا بكر وبلالًا -فكان عمرو بن عَبَسة يقول: لقد رأيتُني وأنا رُبعُ الإسلام- فأسلمتُ، ثم قلتُ: أتبعُك يا رسولَ الله؟ قال: "لا، ولكن الحَقْ بأرضِ قومِك، فإذا ظهرتُ فأتِني"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
ذكرُ جابر بن سَمُرة السُّوَائي رضي الله عنه
-
6730 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خليفة ابن خيَّاط قال: جابرُ بن سَمُرة السُّوائي، يُكنى أبا خالد، ويقال: أبو عبد الله مات في ولاية بِشر بن مروان.
6731 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا يحيى بن محمد بن بن يحيى، (ح)
وحدثنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا يوسف بن يعقوب؛ قالا: حدثنا أبو الربيع الزَّهراني، حدثنا جَرير، عن المغيرة، عن الشَّعبي، عن جابر بن سَمُرة قال: كنتُ عندَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعتُه يقول: "لا يزالُ أمرُ هذه الأمة ظاهرًا حتى يقومَ اثنا عشرَ
= ما أدري ما هذا! لم يسمع أبو سلام من عمرو بن عبسة شيئًا، إنما يروي عن أبي أمامة عنه.
وأخرجه أبو داود (2755) قال: حدثنا الوليد بن عتبة، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء، بهذا الإسناد.
(1)
إسناده صحيح. وسلف مطولًا برقم (593).
خليفةً" وقال كلمةً خفيَتْ عليَّ، وكان أَبي أدنى إليه مجلسًا منِّي، فقلتُ: ما قال؟ فقال: "كلُّهم من قريش"
(1)
.
وقد روى جابر بن سَمُرة عن أبيه حديثًا آخر:
6732 -
أخبرَناه أبو بكر محمد بن عبد الله الحَفيد، حدثنا علي بن الحسين بن الجُنيد، حدثنا سليمان بن داود الشَّاذَكوني، حدثنا إسماعيل بن عبيد الله، حدثنا عثمان بن عبد الله
(2)
بن مَوْهَب، عن جابر بن سَمُرة، عن أبيه سَمُرة بن عمرو
(3)
السُّوَائي
(1)
إسناده صحيح. يوسف بن يعقوب: هو ابن إسماعيل بن حماد بن زيد، وأبو الربيع الزهراني: هو سليمان بن داود العتكي، وجرير: هو ابن عبد الحميد، والمغيرة: هو ابن مِقسم الضبي.
وأخرجه أحمد 34/ (20814)، وعبد الله في زياداته على "المسند"(20905) و (20937) من طريق مجالد، وأحمد (20879) و (20927)، ومسلم (1821)(8)، وأبو داود (4280)، وعبد الله بن أحمد (20927) و (20937) من طريق داود بن أبي هند، وأحمد (20966)، ومسلم (1821)(9)، وعبد الله بن أحمد (20926) و (20939)، وابن حبان (6663) من طريق عبد الله بن عون، ثلاثتهم عن الشعبي، به.
وأخرجه أحمد (20872)، والبخاري (7222)، ومسلم (1821)(6)، وعبد الله بن أحمد (20924)، من طريق عبد الملك بن عمير، وأحمد (20836)، ومسلم (1821)(6) و (7)، والترمذي (2223)، وعبد الله بن أحمد 34/ (20941)، وابن حبان (6662) من طريق سماك ابن حرب، وأحمد 34/ (20805) و (20830)، ومسلم (1821)(10) من طريق عامر ابن سعد، ومسلم (1821)(5) من طريق حصين بن عبد الرحمن السلمي، وأحمد (20860)، وأبو داود (4281)، وابن حبان (6661). من طريق الأسود بن سعيد، وأحمد (21033) من طريق أبي خالد الوالبي، وأبو داود (4279) من طريق أبي خالد الأحمسي، والترمذي (2223 م) من طريق أبي بكر بن أبي موسى -وقال: غريب من حديث أبي بكر بن أبي موسى- ثمانيتهم عن جابر بن سمرة.
واستدراك الحاكم له ذهول.
وانظر ما سيأتي (6734).
(2)
تحرَّف في (م) إلى: عبيد الله، ولم يرد في (ص).
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: جابر.
قال: سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إنَّا أهلُ باديةٍ وماشية، فهل نتوضَّأُ من لحوم الإبلِ وألبانِها؟ قال:"نعم" فقلت: نتوضَّأ من لحومِ الغَنم وألبانِها؟ قال: "لا"
(1)
ذكرُ أبي جُحَيفة السُّوَائي رضي الله عنه
-
6733 -
أخبرني أحمد بن يعقوب، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خَليفة قال: مات أبو جُحيفة وهبٌ السُّوائي في ولاية بِشر بن مروان.
6734 -
حدثنا علي بن عيسى، أخبرنا أحمد بن نَجْدة القُرشي، حدثنا سعيد بن
(1)
إسناده تالف؛ سليمان بن داود الشاذكوني متهم بالكذب، وشيخه إسماعيل بن عبيد الله لم نتبينه. عثمان بن موهب: هو عثمان بن عبد الله بن موهب المدني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7106) ـ وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3571) -عن إبراهيم بن محمد بن الحارث المعروف بابن نائلة، عن سليمان الشاذكوني، بهذا الإسناد.
وقد روى هذا الحديث أحمد 34/ (20925)، ومسلم (360)، وابن حبان (1124) و (1154) من طريقين عن عثمان بن عبد الله بن موهب، عن جعفر بن أبي ثور، عن جابر بن سمرة، لا عن أبيه سمرة. وهذا هو المحفوظ. واقتصر فيه على الأمر بالوضوء من لحوم الإبل، ولم يذكر ألبانها.
قال ابن قدامة في "المغني" 1/ 254: وفي شرب لبن الإبل روايتان:
إحداهما ينقض الوضوء؛ لما روى أسيد بن حضير أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "توضَّؤوا من لحوم الإبل وألبانها" رواه الإمام أحمد في "المسند"[برقم (19097)، وسنده ضعيف] وفي لفظ [وهي رواية أحمد نفسها]: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ألبان الإبل، فقال:"توضئوا من ألبانها" وسئل عن ألبان الغنم، فقال:"لا تتوضؤوا من ألبانها". رواه ابن ماجه [برقم (496) وسنده ضعيف]، وروي نحوه عن عبد الله بن عمر [موقوفًا عند ابن ماجه (497) وسنده ضعيف أيضًا].
والثانية، لا وضوء فيه؛ لأنَّ الحديث الصحيح إنما ورد في اللحم.
ثم قال: وفيما سوى اللحم من أجزاء البعير من كبده وطحاله وسنامه ودهنه ومرقه وكرشه ومصرانه، وجهان:
أحدهما: لا ينقض؛ لأنَّ النصَّ لم يتناوله.
والثاني: ينقض؛ لأنه من جملة الجزور.
وإطلاق اللحم في الحيوان يراد به جملته؛ لأنه أكثر ما فيه، ولذلك لما حرم الله تعالى لحم الخنزير، كان تحريمًا لجملته، كذا ها هنا.
منصور، حدثنا يونس بن أبي يَعفُور
(1)
، عن عَوْن بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: كنتُ مع عمِّي
(2)
عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: "لا يزالُ أمرُ
(3)
أمتي صالحًا حتى يَمضِيَ اثنا عشرَ خَليفةً"، ثم قال كلمةً وخَفَضَ بها صوته، فقلتُ لعمِّي، وكان أمامي: ما قال يا عمِّ؟ قال: يا بنيَّ، "كلُّهم من قريش"
(4)
.
ذكرُ عثمان بن أبي العاص الثَّقفي رضي الله عنه
-
6735 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا موسى بن زكريا التُّسْتَري، حدثنا خليفة بن خيَّاط قال: عثمانُ بن أبي العاص بن بشر بن دُهْمان
(5)
بن عبد الله بن همَّام
(1)
تحرَّف في (ص) و (ب) إلى: يعقوب، والمثبت من (م).
(2)
تحرَّف في (م) و (ص) إلى: عمر، والمثبت من (ب).
(3)
قوله: "أمر" سقط من (م) و (ص)، وأثبتناه من (ب).
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد؛ يونس بن أبي يعفور مختلف فيه، والأكثر على تضعيفه، وحسنه آخرون.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (308)، وفي "الأوسط"(6211) -وعنه أبو نعيم الأصبهاني في "تسمية الرواة عن سعيد بن منصور"(7) - عن محمد بن علي الصائغ، عن سعيد ابن منصور، بهذا الإسناد. وقال الطبراني: لم يروه عن عون بن أبي جحيفة إلّا يونس بن أبي يعفور، ولا يروى عن أبي جحيفة إلا بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 410 - 411، والبزار في "مسنده"(4230)، وأبو الشيخ في "طبقات محدثي أصبهان"(140) -وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 176 - من طرق عن يونس بن أبي يعفور العبدي، به.
وأخرجه البزار (4224) من طريق محمد بن عبيد عن الأعمش، عن أبي خالد الوالبي، عن أبي جحيفة. وقال: وهذا الحديث لا نعلم أحدًا تابع محمد بن عبيد على روايته، إنما يرويه الحفاظُ عن الأعمش عن أبي خالد الوالبي عن جابر بن سمرة، وهو الصواب. قلنا: حديث جابر بن سمرة سلف قريبًا عند المصنف برقم (6731).
(5)
في النسخ الخطية: كثير بن دهمان، وهو تحريف، والتصويب من "طبقات خليفة" ص 53، وفيه: بشر بن عبد بن دهمان، وهو كذلك في كتب الأنساب والتراجم، وفي بعضها: بشر ابن عبد دهمان.
ابن أبان بن يسار بن مالك، يُكنى أبا عبد الله، مات سنة خمسين.
6736 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو همَّام الدلَّال، حدثنا سعيد بن السائب الطائفي، عن محمد بن عبد الله بن عِيَاض، عن عثمان بن أبي العاص: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرَه أن يجعلَ مسجدَ الطائف حيث كانت طاغيتُهم.
(1)
ذكرُ أبي الطُّفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه
-
6737 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله، قال: عامرُ بن واثلة بن عبد الله بن عُمير بن جُحَيش بن حُدَى
(2)
بن سعد بن ليث، وُلِد عامَ أُحد، وأدركَ من حياة النبيِّ صلى الله عليه وسلم ثمانِ سنين، نزل الكوفة، ثم أقام بمكة حتى مات، وهو آخرُ من مات من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، مات سنةَ اثنتين ومئة.
6738 -
أخبرني محمد بن المؤمَّل، حدثنا الفضل بن محمد، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا ثابت بن الوليد بن عبد الله بن جُميع، حدثني أبي، قال: قال أبو الطفيل: أدركتُ ثمانِ سنينَ من حياة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ووُلدت عامَ أُحد
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة محمد بن عبد الله بن عياض، فقد تفرد بالرواية عنه سعيد بن السائب، وذكره ابن حبان في "الثقات". أبو همام الدلال: هو محمد بن محبب بن إسحاق القرشي.
وأخرجه أبو داود (450) عن رجاء بن مرجي، وابن ماجه (743) عن محمد بن يحيى، كلاهما عن أبي همام الدلال، بهذا الإسناد.
قوله: "حيث كانت طاغيتهم": يعني مكان الصنم الذي كانوا يعبدونه.
(2)
في النسخ الخطية: عمر بن جحيش بن حيان، وهو تحريف، والتصويب من "الإكمال" لابن ماكولا 2/ 64، وعنده مكان جحيش: حميس.
(3)
إسناده حسن، ثابت بن الوليد وأبوه صدوقان، حسنا الحديث.
وهو في "مسند أحمد" 39/ (23799). وانظر فيه تتمة تخريجه.
6739 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثقفي، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا شَبَاب العُصْفري، قال: مات أبو الطُّفيل عامرُ بن واثلة سنةَ مئة
(1)
.
6740 -
أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد بن تَميم، حدثنا أبو قِلابة، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا جعفر بن يحيى، أخبرني عمِّي عُمارة بن ثَوْبان، أنَّ أبا الطُّفيل أخبره قال: كنتُ غلامًا أحمِلُ عُضوَ البعير، فرأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: يقيم لحمًا بالجِعْرانة، فجاءته امرأةٌ فبسَط لها رداءه، فقلت: مَن هذه؟ قالوا: أمُّه التي أرضعَتْه
(2)
.
(1)
اختُلف في سنة وفاته، فقال مسلم كما قال شباب: سنة مئة. وقال جرير بن حازم: مات سنة عشر ومئة، وقيل غير ذلك.
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة جعفر بن يحيى -وهو ابن ثوبان- وعمِّه عمارة بن ثوبان. أبو قلابة: هو عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي، وأبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل.
وأخرجه أبو داود (5144) عن محمد بن المثنى، وابن حبان (4232) من طريق عمرو بن الضحاك، كلاهما عن الضحاك بن مخلد، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (7481).
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 1/ 93، والحسين بن حرب في "البر والصلة"(80)، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(213) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن المنكدر، قال: استأذنت امرأةٌ على النبي صلى الله عليه وسلم كانت أرضعته، فلما دخلت عليه قال:"أُمي أُمي"، وعمد إلى رداءِه فبسطه لها، فقعدت عليه. وإسناده حسن لكنه مرسل.
وأخرج ابن سعد 1/ 93 من طريق عمر بن سعد قال: جاءت ظئر النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه وأدخل يده في ثيابها ووضعها على صدرها. وإسناده محتمل للتحسين لكنه مرسل أيضًا.
والظِّئر: هي من ترضع غير ولدها.
وأخرج الطبري في "تفسيره" 10/ 101 عن قتادة: قال: ذكر لنا أنَّ أمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أرضعته أو ظئره من بني سعد بن بكر أتته فسألته سبايا يوم حنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني لا أملكهم، وإنما لي منهم نصيبي، ولكن ائتيني غدًا فسليني والناس عندي، فإني إذا أعطيتُك نصيبي أعطاك الناس" فجاءت الغد فبسط لها ثوبًا، فقعدت عليه، ثم سألته، فأعطاها نصيبَه، فلما رأى ذلك الناسُ أعطوها أنصباءهم. ورجاله ثقات، لكنه مرسل أو معضل أيضًا. =
ذكرُ سُراقة بن مالك بن جُعْشُم رضي الله عنه
-
6741 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا موسى بن زكريا التُّستَري، حدثنا خليفة بن خيَّاط، قال: سُراقة بن مالك بن جُعْشُم من بني مُدْلِج بن مُرَّة بن عبد مَنَاة بن علي بن كِنانة.
قال محمد بن عمر: كان سُراقة بن مالك يسكن قُديدًا، مات سنةَ أربعٍ وعشرين.
6742 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصفهاني الزاهد، حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني موسى بن عُليَّ ابن رَبَاح اللَّخمي، عن أبيه، عن سُراقة بن مالك بن جُعْشُم، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:"يا سُراقةُ، ألا أُخبرُك بأهلِ الجنة وأهلِ النار؟ " فقلتُ: بلى يا رسولَ الله، فقال:" [أما] أهلُ النَّار فكلُّ جَعْظَريٍّ جوَّاظٍ مُستكبِرٍ، وأما أهلُ الجنَّة فالضعفاءُ المغلوبون"
(1)
.
6743 -
أخبرنا عبد الصمد بن علي البزَّاز ببغداد، حدثنا الحسن بن العبّاس المُقرئ الرازي، حدثنا سهل بن عثمان العسكري، حدثنا يحيى بن عبد الملك ابن أبي غَنيَّة، عن إدريس الأَودي، عن عبد الملك بن ميسرة الزرَّاد، عن طاووس، عن سُراقة بن مالك بن جُعْشُم قال: خطَبَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالبَطْحاء، وقال: "دخلتِ
= وذكر ابن عبد البر في ترجمة حليمة السعدية من "الاستيعاب" ص 883 تعليقًا عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار قال: جاءت حليمة بنت عبد الله أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فقام إليها وبسط لها رداءه، فجلست عليه.
وانظر "البداية والنهاية" لابن كثير 7/ 111 - 112، و"الإصابة" لابن حجر 7/ 584، و"المواهب اللدنية" للزرقاني 1/ 265.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد لا بأس برجاله غير عبد الله بن صالح ـ وهو المصري -فيعتبر به في المتابعات والشواهد، وقد توبع، لكن الإسناد إلى سراقة منقطع، فقد رواه عبد الله بن يزيد المقرئ -وهو ثقة متقن- عن موسى بن علي عن أبيه قال: بلغني عن سراقة بن مالك، كما سلف بيانه برقم (202). محمد بن إسماعيل: هو ابن يوسف السلمي الترمذي.
العمرةُ في الحجِّ إلى يوم القيامة"
(1)
.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع، طاووس لم يسمعه من سراقة كما جاء مصَّرحًا به في رواية شعبة عند أحمد 29/ (17590). إدريس الأودي: هو ابن يزيد بن عبد الرحمن.
وأخرجه بنحوه أحمد (17582)، وابن ماجه (2977) من طريق مسعر، وأحمد (17589) و (17590)، والنسائي (3774) من طريق شعبة، كلاهما عن عبد الملك بن ميسرة، بهذا الإسناد. لفظ رواية مسعر: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبًا في هذا الوادي، فقال:"ألا إنَّ العمرة قد دخلت في الحج إلى يوم القيامة". ولفظ رواية شعبة: قال: يا رسول الله، أرأيتَ عمرتنا هذه، ألعامنا هذا أم للأبد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بل للأبد".
وخالفهم داود بن يزيد الأودي عند أحمد (17583)، فرواه عن عبد الملك بن ميسرة الزراد، عن النزال بن سبرة، عن سراقة. فجعل مكان طاووس النزالَ بن سبرة، وداود ضعيف.
وأخرجه النسائي (3775) من طريق مالك بن دينار، عن عطاء بن رباح، قال: قال سراقة: تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمتعنا معه، فقلنا: ألنا خاصة أم للأبد؟ قال: "بل للأبد". وعطاء لم يسمع من سراقة، بينهما جابر بن عبد الله.
أخرجه كذلك أحمد 22/ (14279) و 23/ (14942)، والبخاري (1785) و (2505) و (7230)، ومسلم (1216)، وأبو داود (1787)، وابن ماجه (2980)، والنسائي (3773)، وابن حبان (3791) و (3921) من طريق عطاء، عن جابر، عن سراقة.
وتابع عطاءً عن جابر: أبو الزبير عند أحمد 22/ (14116) و 23/ (15163)، ومحمدٌ الباقر عند أحمد 22/ (14440)، وابن ماجه (3074).
وفي الباب عن ابن عبّاس عند أحمد 4/ (2115)، ومسلم (1241)، وأبي داود (1790)، والترمذي (932).
قال الترمذي: حديث ابن عباس حديث حسن. ومعنى هذا الحديث: أن لا بأس بالعمرة في أشهر الحج، وهكذا قال الشافعي وأحمد وإسحاق.
وأهل الجاهلية كانوا لا يعتمرون في أشهر الحج، فلما جاء الإسلام رخَّص النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، فقال:"دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة"، يعني: لا بأس بالعمرة في أشهر الحج.
وأشهر الحج: شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحِجة، لا ينبغي للرجل أن يُهلَّ بالحجِّ إلَّا في أشهر الحجِّ. =
سُراقة بن مالك هو أخو كعب بن مالك
(1)
:
6744 -
حدثنا بصحَّة ذلك أبو جعفر البغداديُّ، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح السَّهمي، حدثنا حسَّان بن غالب، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثني يونس بن يزيد، عن محمد ابن إسحاق، عن محمد بن مُسلم الزُّهْري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن أخيه سُراقةَ بن مالك: أنه سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الضَّالَّة تَرِدُ حوضَه: هل له أجرٌ إن أشبَعَها؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "في كلِّ ذاتِ كَبدٍ حَرَّى أجرٌ"
(2)
.
= وأشهر الحرم: رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم، هكذا قال غيرُ واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم.
(1)
اعتمد المصنف في جعل كعب بن مالك أخا سراقة على الروايتين التاليتين اللتين أخرجهما، وهاتان الروايتان وقع فيهما وهمٌ كما سيأتي بيانه، والصوابُ أنَّ أخا سراقة اسمُه: مالك بن مالك ابن جعشم، انظر تفصيل ذلك في عملنا على "مسند أحمد" 29/ (17581).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف؛ حسان بن غالب -وهو المصري- ضعيف منكر الحديث، ومع ذلك وثقه ابن يونس! وشيخه ابن لَهِيعة سيئ الحفظ، ومع ضعف هذه الرواية وقع فيها مخالفة؛ حيث سُمي فيها شيخُ الزهري: عبد الله بن كعب بن مالك، وسمَّاه أصحابُ ابن إسحاق: عبدَ الرحمن بن مالك. وابن إسحاق قد صرَّح بسماعه من الزهري عند ابن هشام في "السيرة"، لكن قد اختُلف على الزهري في إسناده كما سيأتي.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(6600) عن يحيى بن عثمان بن صالح، بهذا الإسناد.
وأما أصحاب ابن إسحاق الذين رووه على الصواب، فمنهم يزيد بن هارون عند أحمد (17584)، وعبدُ الله بن نمير عند ابن ماجه (3686)، ويعلى بنُ عبيد عند أحمد (17581)،، ويحيى بن سعيد الأموي وصدقةُ بن سابق عند أبي القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(1200) وغيرُهم، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم، عن أبيه، عن عمه سراقة بن مالك.
وأما اختلافهم على الزهري فيه:
فرواه موسى بن عقبة عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1031)، وأبي القاسم البغوي (1200)، والطبراني (6602)، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم المُدلِجي، عن أبيه مالك، عن أخيه سراقة بن مالك. روايتا البغوي والطبراني مطولتان. =
6745 -
وحدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحُسين
(1)
بن الفضل، حدثنا
= ورواه سفيان بن عيينة عند الحميدي (926) عن الزهري، عن ابن سراقة أو ابن أخي سراقة، عن سراقة، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة، فذكره. ثم قال سفيان: هذا الذي حفظت عن الزهري، واختلط علي من أوله شيء فأخبرني وائل بن داود عن الزهري بعض هذا الكلام، لا أخلص ما حفظت عن الزهري وما أخبرنيه وائل، قال سراقة: أتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكر بعض الحديث. قلنا: وابن سراقة: هو محمد بن سراقة، يروي عن أبيه، كما ذكر المزي في ترجمة سراقة بن مالك من "التهذيب" 10/ 215. قال البدر العيني في "مغاني الأخيار" 3/ 543: لم أر من ترجمه. وعليه يكون مجهولًا.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 134 من طريق عبد الرزاق، عن سفيان بن عيينة، عن وائل بن داود، عن الزهري، عن محمد بن سراقة، عن أبيه سراقة.
ورواه صالح بن كيسان عند أحمد 29/ (17587)، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن مالك، عن سراقة. ليس بينهما واسطة.
وهو كذلك في الرواية التالية (6745) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن عبد الرحمن عن سراقة، ليس بينهما أحد، ويأتي تخريجها هناك.
ورواه معمر في "جامعه"(19692) عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن سراقة. ومن طريقه أحمد (17588)، وأبو القاسم البغوي (1200)، والطبراني (6587)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3600)، والبيهقي في "الكبرى" 4/ 186. فجعل الواسطة بين الزهري وسراقة عروة، وعروة لم يسمع من سراقة.
ورواه يونس بن يزيد الأيلي عند الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(107)، وابن حبان (542)، عن الزهري، قال: حُدثت عن محمود بن ربيع: أنَّ سراقة بن جعشم فذكره. وفي رواية ابن حبان: عن محمود بن الربيع: أن سراقة بن جعشم فذكره.
ويشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (2363)، ومسلم (2244).
قوله: "كبد حرَّى" قال ابن الأثير في "النهاية": الحرَّى: فَعْلَى من الحرِّ، وهي تأنيث حرَّان، وهما للمبالغة، يريد أنها لشدة حرِّها قد عطشت ويبست من العطش. والمعنى: أنَّ في سقي كلِّ ذي كبد حرَّى أجرًا. وقيل: أراد بالكبد الحرَّى حياة صاحبها، لأنه إنما تكون كبدُه حرَّى إذا كان فيه حياة، يعني: في سقي كلِّ ذي روح من الحيوان.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: الحسن.
شَبَابة بن سوَّار، حدثنا المغيرة بن مُسلم، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزُّهْري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن عمِّه سُراقة بن مالك، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"في كلِّ كَبِدٍ حَرَّى أجرٌ"
(1)
.
ذكرُ ضِرار بن الأَزوَر رضي الله عنه
-
6746 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري، قال: ضِرارُ بن الأزوَر -واسم الأزور مالك- بن أَوس بن جَذِيمة
(2)
بن ربيعة
(3)
بن مالك بن ثعلبة بن دُوْدان بن أَسد بن خُزيمة ابن مُدرِكة بن الياس بن مُضَر، سكنَ الكوفةَ وبها تُوفِّي.
6747 -
حدثنا عبد الباقي بن قانع الحافظ، حدثنا هشام بن علي السَّدوسي ومحمد
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناده رجاله لا بأس بهم، لكن وقع في تسمية عبد الرحمن شيخ الزهري وهمٌ كأنه من عبد الرحمن بن إسحاق -وهو ابن عبد الله المدني- فليس هو بذاك المتين، فقد كان يرويه عن الزهري فيُسمِّيه مرةً: عبد الرحمن بن كعب بن مالك، ومرةً: عبدَ الرحمن ابن مالك بن جعشم، كما أنه لم يذكر الواسطة بين عبد الرحمن وسراقة كما تقدم في تخريج الرواية السابقة.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (3696/ 3) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، قال: قال سراقة بن مالك بن جعشم، فذكره.
ورواه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(3696/ 1) -ومن طريقه الطبراني (6598) - وخالدُ بن عبد الله الواسطي عند الطبراني (6599)، كلاهما عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم، عن عمّه سراقة بن مالك. فسماه عبد الرحمن ابن مالك على الصواب.
(2)
تحرَّف في النسخ إلى: خزيمة.
(3)
تحرَّف في النسخ إلى: سعد، والتصويب من "الطبقات" لخليفة بن خياط ص 35 و 128 ومن "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم ص 193، لكن ذكر ابن حزم أنه من أولاد ربيعة بن مالك ابن مالك بن ثعلبة.
ابن محمد التَّمّار، قالا: حدثنا محمد بن سعيد الأثرَم، حدثنا سلَّام أبو المنذر القارئ، حدثنا عاصم بن بَهْدلة، عن أبي وائل، عن ضِرار بن الأزور قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقلتُ له: امدُدْ يدَك أُبايِعْك على الإسلام، فبايعتُه، ثم قلتُ:
تركتُ القِداحَ وعَزْفَ القِيا
…
نِ والخمرَ تَصْليةً وابتهالا
وكَرَّ المُحبَّرِ في غَمْرةٍ
…
وحَمْلي على المسلمينَ القتالا
فيا ربِّ لا أُغبَنَنْ بَيْعتي
…
وقد بِعتُ أهلي ومالي ابتِدالا
فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما غُبِنتَ بَيْعتَك يا ضِرارُ"
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف جدًا، محمد بن سعيد الأثرم منكر الحديث ليس بشيء، واتهمه موسى بن هارون الحمّال بالكذب، انظر "لسان الميزان" 7/ 155، لكنه لم ينفرد به، فقد توبع كما سيأتي، وباقي رجال الإسناد لا بأس بهم. سلام: هو سلام بن سليمان المزني، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند" 27/ (16703) عن أبي بكر محمد بن عبد الله، والطبراني في "الكبير"(8132) -وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3892) - عن محمد بن محمد التمار، كلاهما عن محمد بن سعيد الأثرم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" ص 174 مختصرًا من طريق عثمان بن مخلد، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 29 - 30 من طريق غسان بن مالك السلمي، كلاهما عن سلام، به.
وعثمان بن مخلد روى عنه اثنان، وقال الدارقطني في "العلل" (3604): لا بأس به، وغسان بن مالك ليّنه أبو حاتم الرازي، وعليه فإسناده حسن إن صحَّ سماع أبي وائل له من ضرار.
وأخرجه أبو نعيم (3891) من طريق عبادة بن زياد، حدثنا قيس بن الربيع، عن عاصم بن بهدلة، عن أشياخ قومه، عن ضرار بن الأزور. وعبادة بن زياد مختلف فيه، قال أبو حاتم: محله الصدق، وقال موسى بن إسحاق الأنصاري: صدوق، بينما قال موسى بن هارون: تركت حديثه، وقال ابن عدي: شيعي غال، وقال محمد بن عَمْرو النيسابوري الحافظ: عبادة بن زياد مجمع على كذبه، ورد ابن حجر في "لسان الميزان" 4/ 400 قوله فيه، فقال: هذا قول مردود، وعبادة لا بأس به غير التشيع.
وأخرجه بنحوه ابن أبي الدنيا في "منازل الأشراف"(357)، والبغوي في "معجم الصحابة"(1333)، وابن الأعرابي في "المعجم"(1901)، وابن قانع 2/ 30 - 31، والطبراني في "الكبير" =
6748 -
حدثنا أبو النضر الفقيه، حدثنا معاذ بن نَجْدة القرشي، حدثنا قَبيصة ابن عُقبة، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن سِنان، عن ضِرار بن الأزوَر قال: مرَّ بي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحلُبُ، فقال:"دَعْ داعيَ اللَّبن"
(1)
.
ذكرُ وابِصة بن مَعبَد الأسَدي رضي الله عنه
-
6749 -
أخبرنا أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا شَبَابٌ قال: وابصةُ بن مَعْبَد
(2)
بن قيس بن كعب بن فَهْد
(3)
بن مُنقِذ بن الحارث بن ثعلبة
= (8133)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3890) من طريق عبد العزيز بن عمران، عن ماجد ابن مروان الأسدي، عن أبيه، عن جدِّه، عن ضرار، به. قلنا: عبد العزيز بن عمران متفق على ضعفه، وماجد بن مروان وأبوه وجدُّه لم نعرفهم.
وأخرجه أبو نعيم في "المعرفة"(3889) من طريق إبراهيم بن يوسف السعدي، عن رجل من بني أسد، عن أبي الحصين بن الزبرقان، قال: أقبل ضرار بن الأزور إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد خلّف ألف بعير برعاتها، فأخبره بما خلَّف وببُغضه الإسلامَ، ثم إنَّ الله هداه وحبَّب إليه الإسلام، وقال: يا رسول الله، إني قد قلتُ شعرًا فاسمعه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هيه"، فذكر الشِّعر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وجب البيع" مرتين أو ثلاثًا، فقُتل يوم مُسيلِمة. وفيه رجل مبهم، وابن الزبرقان لم نعرفه.
وسلف كرواية المصنف عند المصنف برقم (5116) من حديث ابن عباس بسند حسن.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم، لكن خالف فيه سفيان الثوريُّ أصحابَ الأعمش، حيث جعل شيخَ الأعمش فيه عبدَ الله بن سنان -وهو الأسدي ثقة- عن ضرار، مكانَ يعقوب بن بحير -وهو مجهول- عن ضرار. قال أبو حاتم في "العلل" لابنه (2225): خالف الثوريُّ الخلقَ في هذا الحديث، وقال غيرُ سفيان: الأعمش عن يعقوب بن بحير عن ضرار بن الأزور. وصحَّح هو وأبو زرعة روايةَ الجماعة على رواية الثوري.
وأخر -أحمد 31/ (18792) و (18982) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
(2)
في "طبقات خليفة" -وهو شباب- ص 35: ابن معبد بن عبيد بن قيس.
(3)
في "طبقات خليفة": ابن فهر وذكره ابن عساكر في "تاريخه" 62/ 338 عن خليفة، وقال: وفي نسخة: فهر. وجعله ابن ماكولا في "الإكمال" 1/ 379: بهد، أوله باء معجمة بواحدة، فهو: بهد =
ابن دُودَان بن أَسد بن خُزَيمة، نزل الكوفةَ، ثم تحوَّل إلى الجزيرة، وبها مات.
6750 -
حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ، حدثنا الحسين بن عبد الله الرَّقِّي، حدثنا علي بن مَعْبَد الرَّقِّي، حدثنا بقيّة بن الوليد، حدثنا مبشِّر بن عُبيد، عن الحجَّاج بن أَرْطاةَ، عن الفُضيل بن عمرو، عن سالم بن أبي الجعد، عن وابصةَ ابن مَعبَد قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تتَّخِذوا ظهورَ الدوابِّ منابرَ، وشرُّ هذه الدوابِّ الثَّعَلُ
(1)
"
(2)
.
= ابن سعد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة.
(1)
تصحف في النسخ الخطية إلى: البغل.
(2)
إسناده تالف؛ مبشر بن عبيد -وهو القرشي الحمصي- متهم بالكذب. وضعفه جدًا أبو القاسم البغويُّ والحافظ ابن حجر في "الإصابة"، ووهّاه الذهبي في "التلخيص".
وسالم بن أبي الجعد كذا نُسب في روايتي الحاكم والطبراني، بينما نسب في كتب "الصحابة": سالم بن وابصة، وذكروا هذا الحديثَ في ترجمته، وكلٌّ من سالم بن أبي الجعد وسالم بن وابصة يروي عن وابصة كما ذكر المزي في ترجمة وابصة من "التهذيب" 30/ 393، لكن سالم بن وابصة هو الأشهر في الرواية عن أبيه وابصة، انظر "الجرح والتعديل" 4/ 188، و"تاريخ الرقة" للحافظ أبي علي الحراني ص 28 - 29.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (389) عن المقدام بن داود المصري، عن علي بن معبد الرقي، بهذا الإسناد.
وأخرج شطره الثاني في ترجمة سالم بن وابصة: أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(1059)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 185، وابن عدي في "الكامل" 6/ 418 و 418 - 419 (في ترجمة مبشر)، وابن منده في "معرفة الصحابة" 2/ 719، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3446) من طرق عن بقية بن الوليد، عن مبشر بن عبيد، عن الحجاج، عن الفضيل، عن سالم بن وابصة قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا إنَّ شرَّ هذه السباع الأثعلُ"، وقال البغوي عقبه: ولا أحسب فضيل بن عمرو سمع من سالم بن وابصة، والذي حدَّث بهذا الحديث بقيةُ عن مبشر بن عبيد، ومبشر ضعيف جدًا، ولا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث. وقال ابنُ منده وأبو نعيم: سالم بن وابصة مجهول.
وفُسِّر "الأثعل" عند البغوي وابن قانع وأبي نعيم بالثعالب، ولم يُذكر اسمُ من فسَّره بذلك، =
ذكرُ خُرَيم بن فاتِك الأسَدي
(1)
رضي الله عنه
-
6751 -
أخبرني أحمد بن يعقوب، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا شَبَابٌ قال: خُريم بن فاتِك بن الأخرَم بن شدَّاد بن عمرو الأسدي.
6752 -
حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد السَّكُوني بالكوفة، حدثنا محمد ابن عثمان بن أبي شَيْبة، حدثنا محمد بن تَسنيم الحَضْرمي، حدثنا محمد بن خليفة الأسدي، حدثنا الحسن بن محمد بن علي، عن أبيه، قال: قال عمرُ بن الخطاب ذاتَ يومٍ لابن عبّاس: حدِّثْني بحديثٍ يُعجبني، قال: حدثني خُريم بن فاتِك الأسدي، قال: خرجتُ في إبلٍ لي فأصبتُها بأبرَقِ العزَّاف
(2)
فعَقَلتُها وتوسَّدتُ ذِراعَ بعيرٍ منها، وذلك حِدْثانَ خروجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثم قلتُ: أعوذُ بعظيمِ هذا الوادي -قال: وكذلك كانوا يصنعون في الجاهلية- فإذا هاتفٌ يَهتِفُ بي ويقول:
وَيْحَكَ عُذْ بالله ذي الجَلالِ
…
مُنزِّلِ الحرامِ والحلالِ
ووحِّدِ اللهَ ولا تُبالي
…
ما هَولُ ذي الحَزْم
(3)
من الأهوالِ
إذْ يَذكرُ اللهَ على الأميالِ
…
وفي سُهولِ الأرضِ والجبالِ
= وهذا التفسير مخالف للمعروف في كتب اللغة.
قلنا: والمقصود به: الحيوان المفترس الشديد الافتراس كالضَّبُع والذئب ونحوهما.
وفي باب النهي عن اتخاذ الدوابِّ منابرَ عن أبي هريرة عند أبي داود (2567) بلفظ: "إياي أن تتخذوا ظهورَ دوابِّكم منابر؛ فإن الله إنما سخَّرها لكم لتُبلغكم إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيه إلا بشقِّ الأنفس، وجعل لكم الأرضَ، فعليها فاقضوا حاجاتِكم"، وإسناده حسن. وانظر شرحَه والتعليقَ عليه هناك.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: الأزدي، وصوابه بالسين المفتوحة، فهو من أسد بن خزيمة ابن مدركة المضري.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: برق عراقة، والمثبت من مصادر التخريج. وسلف التعريف بأبرق العزاف عند الخبر (6620).
(3)
كذا في النسخ الخطية، وفي مصادر التخريج: الجن.
وصارَ كيدُ الجنِّ
(1)
في سَفَالِ
…
إلّا التُّقى وصالحَ الأعمالِ
قال: فقلت:
يا أيُّها الداعي بما تُحيلُ
…
رُشْدٌ تُرَى عندَك أم تضليلُ
فقال:
هذا رسولُ الله ذو الخَيراتِ
…
جاء بياسينَ وحاميماتِ
وسُوَرٍ بعدُ مُفصَّلاتِ
…
مُحرِّماتٍ ومُحلِّلاتِ
يأمُرُ بالصومِ وبالصلاةِ
…
ويَزجُرُ الناسَ عن الهَنَاتِ
قد كُنَّ في الأنام مُنكَراتِ
قال: فقلتُ: من أنت يرحمُك الله؟ قال: أنا مالكُ بن مالك
(2)
، بعثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على أرض أهل نجدٍ
(3)
، قال: فقلتُ: لو كان لي من يكفيني إبلي هذه لأتيتُه حتي أؤمِنَ به، فقال: أنا أكفِيكَها حتى أؤدِّيَها إلى أهلك سالمةً إن شاء الله تعالى. فاعتقلتُ بعيرًا منها، ثم أتيتُ المدينةَ فوافقتُ الناسَ يومَ الجمعة وهم في الصلاة، فقلتُ: يقضون صلاتَهم ثم أدخلُ، فإني لَرائثٌ
(4)
أُنيخُ راحلتي إذ خرجَ أبو ذرٍّ فقال: يقولُ لك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ادخُلْ"، فدخلتُ فلما رآني قال:"ما فعل الشيخُ الذي ضَمِنَ لك أن يؤدِّيَ إبلَك إلى أهلِكَ سالمةً، أما إنه قد أدَّاها إلى أهلك سالمةً" قلتُ: رحمه الله، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أجَلْ، رحمه الله" فقال خُريم:
(1)
تحرَّفت هذه الكلمات الثلاث في النسخ الخطية على غير وجه، والمثبت على الصواب من مصادر التخريج.
(2)
في (م) و (ص) و (ب): لملك بن ملك، والمثبت من النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان. وهو الموافق لما ترجم عليه ابن حجر في "الإصابة".
(3)
في النسخ: عن أرض أهل نجد، والمثبت من كتاب "سير السلف الصالحين" لقوام السنة الأصبهاني حيث رواه عن المصنف من كتابه، وعند الطبراني: على جن أهل نجد.
(4)
أي: متبطّئ غير متعجّل.
أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، وحَسُنَ إسلامه
(1)
.
(1)
إسناده واهٍ مظلم؛ محمد بن خليفة الأسدي ومن فوقه لم نعرفهم. وقال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 52/ 375: محمد بن أبي حيي الأذرعي حدث عن أبيه روى عنه محمد بن خليفة ابن إسحاق الأسدي؛ كذا وقع عنده، وسواء هذا أم ذاك فالإسناد لا يصح، وقال الذهبي في "التلخيص": لم يصح. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 251: فيه من لم أعرفهم.
وأخرجه قوام السنة في "سير السلف الصالحين" ص 403 - 406 من طريق أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(4166) -وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2518) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن محمد بن تسنيم الحضرمي، به. وقرن أبو نعيم بالطبراني محمد بن أحمد بن الحسن.
وأخرجه ابن عساكر 16/ 349 - 350 و 52/ 377 - 378 من طريق أبي علي الصواف، عن محمد بن عثمان، عن محمد بن تسنيم، عن أبي خليفة الأسدي، عن رجل من أهل أذرعات -قد سماه محمد بن تسنيم- بإسناد أجود من هذا عن خريم بن فاتك. قال ابن عساكر: وفيه اختلاف في الشعر.
وأخرجه ابن عساكر 16/ 348 - 349 من طريق أبي علي بن الصواف، عن محمد بن عثمان، عن المنجاب بن الحارث، عن أبي عامر الأسدي، عن ابن سمعان المديني، قال: قد أسنده. قال المنجاب: وأخبرني أيضا بعض أصحابنا -وهو خلاد الأحول- عن قيس بن الربيع الأسدي قال: قال خريم بن الفاتك الأسدي. وفي إسناده من لم نعرفه.
وأخرجه ابن عساكر أيضًا 52/ 376 - 377 من طريق جعفر بن هذيل العنزي ومحمد بن تسنيم الوراق، كلاهما عن محمد بن خليفة بن إسحاق الأسدي، عن محمد بن أبي حيي من أهل أذرعات، عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب ذات يوم أو ذات ليلة لأبن عبّاس، فذكره. وقال: هذا حديث غريب.
وفي الباب عن أبي هريرة عند الطبراني (4165)، وأبي نعيم في "المعرفة"(2517)، وابن عساكر 16/ 346 - 348، وإسناده لا يفرح به، فيه محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي متهم بالكذب.
وروي نحوه بإسناد آخر مظلم في "دلائل النبوة" لأبي نعيم الأصبهاني (61) حدثنا أبو أحمد بن محمد بن أحمد، قال: ثنا إسحاق بن عبد الله بن سلمة الكوفي، قال: ثنا أحمد بن داود الأيلي، =
6753 -
وحدثنا أبو القاسم السَّكُوني، حدثنا أبو جعفر الحَضْرمي، حدثنا يحيى ابن إبراهيم بن محمد بن أبي عُبيدة بن مَعْن المسعودي، حدثني أبي، عن أبيه، عن جدِّه، عن الأعمش، عن شِمْر بن عطية، عن خُريم بن فاتك: أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: أنا خُرَيم بن فاتك، قال: "لولا خَصْلَتينِ
(1)
فيك، لكنتَ أنت الرَّجلَ" فقال: ما هما بأبي أنت يا رسولَ الله؟ قال: "توفيرُ شعرِك، وتسبيلُ إزارِك"، فانطلق خُريم فجزَّ شعرَه وقصَّر إزارَه
(2)
.
= قال: ثنا أبو عمر اللخمي، قال: ثنا محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال خريم بن فاتك لعمر بن الخطاب: ألا أخبرك ببدء إسلامي، فذكره.
(1)
كذا في النسخ الخطية، والجادّة: خصلتان.
(2)
حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف؛ إبراهيم بن محمد المسعودي والد يحيى لم نقف له على ترجمة، والأعمش لم يسمع من شمر بن عطية فيما نقل ابنُ أبي حاتم في "المراسيل" عن أحمد، وشمر بن عطية -وهو الأسدي- لم يدرك خريم بن فاتك. وقال الذهبي في "التلخيص": إسناده مظلم. أبو جعفر الحضرمي: هو محمد بن عبد الله بن سليمان المعروف بمطيَّن.
وأخرجه الطبراني (4159) عن محمد بن عبد الله الحضرمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (4160) عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن الحسين بن منصور الرقي، عن أبي الجوّاب الأحوص بن جواب، عن عمار بن رزيق، عن الأعمش، به. والحسين بن منصور الرقي لم يرو عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
وسيأتي عند المصنف برقم (7607) من طريق أبي إسحاق السبيعي عن شمر بن عطية، ويأتي تخريجه هناك.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4161)، وفي "الأوسط"(3506)، وفي "الصغير"(415) من طريق يونس بن بكير، عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن عبد الملك بن عمير، عن أيمن بن خريم، عن أبيه خريم. ولا يعلم سماع يونس بن بكير من المسعودي أقبل الاختلاط أم بعده.
وروي هذا الحديث هشيم بن بشير، عن داود بن عمرو، عن بسر بن عبيد الله الحضرمي، فجعله عن سمرة بن فاتك بدل خريم بن فاتك، وهشيم مدلس وقد عنعنه. انظر "مسند أحمد" 29/ (17788)، و"التاريخ الكبير" للبخاري 3/ 224 =
ذكرُ أسامة بن عُمير الهُذَلي والد أبي المَلِيح رضي الله عنهما
-
6754 -
أخبرني أحمد بن يعقوب، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا شَبَاب العُصفُري، قال: أسامةُ بن عُمير بن عاصم بن عبيد الله بن حُنَيف بن يسار بن ناجية ابن عمرو بن الحارث بن طابخة بن لِحيان بن هُذيل، وهو أبو أبي المَلِيح، نزل البصرةَ.
6755 -
أخبرنا الحسن بن محمد الأزهري، حدثنا إسحاق بن داود الصوَّاف بتُستَر، حدثنا إبراهيم بن المُستمِر العُروقي، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى الواسطي، حدثنا يحيى بن أبي زكريا الغسَّاني [حدثني عبَّاد بن سعيد]
(1)
حدثني مبشِّر
(2)
بن أبي المَليح بن أسامة، عن أبيه، عن جدِّه أسامةَ بن عُمير: أنَّه صلَّى مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ركعتي الفجر، فصلَّى قريبًا منه، فصلَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم ركعتينِ خفيفتينِ، فسمعه يقول:"اللهم ربَّ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ ومحمدٍ أعوذُ بكَ من النارِ"، ثلاثَ مرات
(3)
.
= وله شاهد من حديث سهل ابن الحنظليّة، ضمن حديث طويل، وفيه: قال لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "نعم الرجل خُرَيم الأسدي لولا طول جُمّته، وإسبال إزاره"، فبلغ ذلك خريمًا، فعجَّل فأخذ شفرة، فقطع بها جمّته إلى أذنيه، ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه. أخرجه أحمد 29/ (17622)، وأبو داود (4089)، وإسناده محتمل للتحسين.
(1)
سقط من الأصول الخطية، وأثبتناه من مصادر التخريج.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: ميسرة.
(3)
إسناده ضعيف جدًا؛ إسحاق بن داود الصواف لم نعرفه -وقد توبع- ويحيى بن أبي زكريا الغساني ضعيف، وعباد بن سعيد البصري متروك فيما قاله الدارقطني في "سؤالات البرقاني" له (331).
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(520) -ومن طريقه الضياء في "المختارة" 4/ (1422) - عن إسحاق بن داود الصواف، بهذا الإسناد. وذكر فيه عباد بن سعيد بين يحيى ومبشر. وتحسين الحافظ ابن حجر له في "نتائج الأفكار" 1/ 373 فيه ما فيه!
وأخرجه البزار في "مسنده"(2336)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(103)، والضياء في "المختارة"(1423) من طرق عن عبد الوهاب بن عيسى الواسطي، به. وفيه ذكر عباد أيضًا. =
ذكرُ عبد الله بن عبد الملك آبي اللَّحْم وذكرُ مواليه الذين أسلموا معه رضي الله عنهم
-
6756 -
أخبرنا أبو محمد المُزَني، حدثنا أبو خليفة القاضي، حدثنا محمد بن سلَّام الجُمَحي
(1)
، حدثنا أبو عُبيدة مَعمَر بن المثنَّى، قال: آبي اللَّحم اسمُه عبدُ الله ابن عبد الملك بن عبد الله بن عفَّان، وكان شريفًا شاعرًا، وشهدَ فتح خيبر ومعه عُميرٌ مولاه. قال أبو عبيدة: وإنما سُمِّي آبيَ اللَّحم لأنه كان يأبى أن يأكلَ اللَّحم.
6757 -
أخبرني أحمد بن يعقوب، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا شَبَابٌ، فذكر هذا النَّسب.
وقال محمد بن عمر: كان آبي اللَّحم ينزلُ الصفراءَ
(2)
على ثلاثٍ من المدينة، وعُميرٌ مولاه كان ينزلُ معه.
6758 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا أبو مُسلم، حدثنا القَعْنَبي، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، قال: سمعتُ عميرًا مولى آبي اللَّحم يقول: أمرني مولاي أن أُقدِّدَ
(3)
له لحمًا، فجاءني مسكينٌ فأطعمتُه منه، فضربني مولاي، فأتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فذكرتُ ذلك له، فدعاه فقال:"لِمَ ضربتَه؟ " فقال: يُطعِمُ طعامي من غير أن آمرَه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"الأجرُ بينَكما"
(4)
.
= وسقط من رواية ابن السني أسامةُ والد أبي المليح.
(1)
تحرَّف في النسخ إلى: اللخمي.
(2)
تُعرف الصفراء اليوم باسم الواسطة، تبعد عن المدينة المنورة قرابة الخمسين كيلًا. انظر "معجم المعالم الجغرافية" لعاتق البلادي ص 176 - 177.
(3)
تحرَّف في (م) و (ص) إلى: اقدر، والمثبت من (ب).
(4)
إسناده صحيح. أبو مسلم: هو إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجّي، والقعنبي: هو عبد الله ابن مسلمة.
أخرجه مسلم (1025)(83)، والنسائي (2329) عن قُتَيبة بن سعيد، عن حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد. =
6759 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الرَّبيع بن سليمان، حدثنا أَسَد بن موسى، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثني محمد بن زيد بن المهاجر بن قُنفذ، عن عُمير، مولى آبي اللَّحم قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على أحجارِ الزيت يستسقي رافعًا كفَّيه
(1)
.
ذكرُ عمرو بن أُميَّة الضَّمْري رضي الله عنه
-
6760 -
حدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: عمرُو بن أُميَّة بنُ خُويلد بن عبد الله بن إياس بن عُبيد بن ناشرة بن كعب بن ضَمْرة بن بكر بن عبد مَنَاة بن كِنانة.
6761 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الرَّبيع بن سليمان، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا حاتم بن إسماعيل، حدثنا يعقوب بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن أُمية الضَّمري، عن جعفر بن عمرو بن أُمية، عن أبيه عمرو بن أُمية الضَّمري أنه قال: يا رسولَ الله، أُرسِلُ راحلتي وأتوكَّلُ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"بل قيِّدْها وتوكَّلْ"
(2)
.
= وأخرجه أحمد 39/ (24009/ 85) عن صفوان بن عيسى، عن يزيد بن أبي عبيد، به.
وأخرجه مسلم (1025)(82)، وابن ماجه (2297)، وابن حبان (3360) من طريق محمد ابن زيد بن المهاجر، عن عمير، بنحوه.
واستدراك الحاكم له ذهول منه.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لَهِيعة -وهو عبد الله- سيِّئ الحفظ، لكنه متابع. وأخرجه أحمد 39/ (24009/ 38) عن حسن بن موسى، عن ابن لَهِيعة، بهذا الإسناد.
وسلف عند المصنف برقم (1238) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله، عن عمير مولى آبي اللحم، عن آبي اللحم. فجعله من مسند آبي اللحم. وتكلمنا على إسناده هناك.
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير يعقوب بن عمرو بن عبد الله الضمري، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وقال في "صحيحه": مشهور مأمون. وقال الذهبي في "التلخيص": سنده جيد. =
ذكرُ عُمير بن سَلَمة الضَّمْري رضي الله عنه
-
6762 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خَليفة ابن خيَّاط قال: عُمَيرُ بن سَلَمة بن مُنتاب بن طلحة بن جُدَى بن ضَمْرة.
6763 -
حدثنا علي بن حَمْشاذ العَدْل، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي وزياد بن الخليل التُّستَري، قالا: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحِزامي، حدثنا عبد العزيز ابن أبي حازم، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التَّيمي، عن عيسى بن طلحة بن عُبيد الله، عن عُمير بن سَلَمة الضَّمْري قال: بينما نحن نسيرُ معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو مُحرِمٌ ببعض نواحي الرَّوحاء، إذا نحن بحمارٍ معقور، فذكرتُ ذلك للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال:"دَعُوه"، فأتاه صاحبُه الذي عقرَه، وهو رجل من بَهْز، فقال: يا رسولَ الله، شأنَكم بهذا الحمارِ، فأمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يَقسِمَه بين الرِّفاق، ثم مرَّ فلمَّا كان بالأُثاية مرَّ بظَبْي حاقفٍ في ظلِّ شجرةٍ فيه سهمٌ، فأمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إنسانًا فنادَى: أن لا يأخُذَه إنسانٌ، فنَفَذَ الناسُ وتركوه
(1)
.
= وأخرجه ابن حبان (731) من طريق هشام بن عمار، عن حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أنس بن مالك عند الترمذي (2517) وقال: غريب. ونقل عن يحيى القطان أنه قال: هذا عندي حديث منكر. قلنا: ورجاله ثقات سوى المغيرة بن أبي قُرَّة السدوسي، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات". وإنما أنكره القطان لتفرُّد المغيرة به!
وعن ابن عمر عند الخطيب البغدادي في رواة مالك كما في كنز العمال (5689)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ 279. قال الخطيب: غير محفوظ عن مالك وابن ريسان متروك. قلنا: بل متهم بالكذب، وشيخه أيضًا إسحاق بن محمد البيروتي متروك كما قال الذهبي في "الميزان"، فالحديث تالف لا يفرح به.
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلًا عند علي بن الجعد في "مسنده"(2386). ورجاله ثقات غير شريك النخعي، فحديثه حسن في المتابعات والشواهد.
وبمجموع هذه الروايات -سوى حديث ابن عمر- يرتقي الحديث إلى الحسن، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح كما قال الذهبي في "التلخيص".
وأخرجه مختصرًا النسائي (4837)، وابن حبان (5112) من طريق بكر بن مضر، عن يزيد =
ذكرُ أبي الجَعْد الضَّمْري رضي الله عنه
-
6764 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله قال: أبو الجَعْد الضَّمْري عمرُو بن بكر بن جُنادة بن مُراد بن كعب بن ضَمْرة.
6765 -
أخبرنا أحمد بن سلمان الفقيه، حدثنا الحسن بن مُكرَم، حدثنا يزيد ابن هارون، أخبرنا محمد بن عمرو بن عَلقَمة، عن عَبيدة بن سفيان الحَضْرمي، قال: سمعتُ أبا الجَعْد الضَّمْري يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من تَرَك جُمعةً ثلاثًا تهاونًا بها، طبَعَ اللهُ على قلبِه"
(1)
.
ذكرُ الصَّعْب بن جَثَّامة رضي الله عنه
-
6766 -
أخبرنا أبو محمد المُزَني، حدثنا أبو خَليفة، حدثنا محمد بن سلَّام الجُمَحي، حدثنا أبو عُبيدة قال: الصَّعْب بن جَثَّامة بن قيس بن عبد الله بن وهب بن
= ابن عبد الله بن الهاد بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه أحمد 24/ (15450) عن هشيم، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد ابن إبراهيم التيمي، به.
وخالف هشيمًا مالكٌ في "الموطأ" 1/ 351 - ومن طريقه النسائي (3786)، وابن حبان (5111) - ويزيدُ بن هارون عند أحمد 25/ (15744)، فروياه (مالك ويزيد) عن يحيى الأنصاري، به عن عمير بن سلمة، عن الرجل البَهْزي. فجعلاه من مسند البهزي، واسمه زيد بن كعب. وانظر لهذا الخلاف "علل الدارقطني"(3182) فقد استوعبها. وهذا من الاختلاف الذي لا يضرُّ، لأنَّ الصحابة كلهم ثقات عدول.
قوله: "معقور"، يقال: عَقَر البعيرَ والفرس بالسيف فانْعَقَر، أي: ضرب به قوائمه.
وقوله: "حاقف" أي: نائم قد انحنى في نومه.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة. وحسنه الذهبي في "التلخيص".
وأخرجه ابن ماجه (1125) من طريق يزيد بن هارون وغيرِه عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (1047)، وذكرنا ما يشهد له هناك.
يَعْمَر بن عوف بن كعب بن سُلْمى بن ليث، وأمُّ الصَّعب زينبُ بنت حرب بن أُميَّة ابن عبد شمس بن عبد
(1)
مَنَاف أخت أبي سفيان، واسمُها فاختة بنت حرب، وكان يَنزِلُ وَدَّانَ.
6767 -
أخبرني إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه بالرِّيِّ، حدثنا محمد ابن الفَرَج، حدثنا حجَّاج بن محمد، عن ابن جُريج، أخبرني عمرو بن دينار، أنَّ ابن شِهاب أخبره عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن ابن عبّاس، عن الصَّعْب بن جثَّامة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: إنَّ خيلًا أغارت من الليل، فأصابت من أبناء المشركين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هم مِن
(2)
آبائِهم"
(3)
.
(1)
لفظ "عبد" لم يرد في نسخنا الخطية، وهو في النسخة المحمودية. كما في طبعة الميمان.
(2)
حرف "من" سقط من (م) و (ص)، وأثبتناه من (ب).
(3)
إسناده صحيح.
وأخرجه النسائي (8569) عن يوسف بن سعيد وإبراهيم بن الحسن، عن حجاج، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 26/ (16424)، ومسلم (1745)(28) من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج، به.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند" 27/ (16657) و (16664) و (16685) من طرق عن عمرو بن دينار، به.
وأخرجه أحمد 26/ (16422) و (16424) و (16426)، وابنه عبد الله 27/ (16668) و (16669) و (16670) و (16677) و (16681) و (16682)، والبخاري (3012) و (3013)، ومسلم (1745)(26) و (27)، وأبو داود (2672)، وابن ماجه (2839)، والترمذي (1570)، والنسائي (8568) و (8570)، وابن حبان (136) و (137) و (4786) و (4787) من طرق عن الزهري، به.
ووقع في رواية محمد بن عمرو عن الزهري عند عبد الله بن أحمد (16681) وابن حبان (137) و (4787): ثم نهى عنهم يوم حنين. وفي مخطوط "المسند": خيبر، وهو خطأ قديم.
قال الحافظ ابن حجر عن هذه الزيادة في "فتح الباري" 9/ 270: وهي مُدرَجة في حديث الصَّعب، وذلك بَيِّنٌ في "سنن أبي داود" (2672) فإنَّه قال في آخره: قال سفيان: قال الزهري: ثمَّ نَهى =
ذكرُ قَبَاث
(1)
بن أَشيَم رضي الله عنه
-
6768 -
أخبرنا يحيى بن منصور القاضي، حدثنا أبو بكر بن رجاء، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحِزامي، حدثنا عمر بن أبي بكر المَوصلي، عن زكريا بن عيسى الشَّغْبي، عن ابن شِهاب قال: قَبَاث بن أشيَم بن عامر بن المُلوَّح بن يَعْمَر بن عوف ابن كعب بن عامر بن ليث الضِّبابي.
6769 -
حدثنا علي بن حَمْشاذ العَدْل، حدثنا العبّاس بن الفضل الأسفاطي، حدثنا إسماعيل بن أبي أُوَيس، حدثني الزبير بن موسى، عن أبي الحُوَيرث، قال: سمعتُ عبد الملك بن مروان يقول للقَباث بن أشيَم: يا قَبَاثُ، أنت أكبرُ أم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أكبرُ منِّي وأنا أسنُّ منه؟ وُلِد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عامَ الفِيل، وتنبَّأ على رأس الأربعينَ من الفيل
(2)
.
= رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك عن قتل النِّساء والصِّبيان. ويُؤيِّد كونَ النَّهي في غزوة حُنَين ما سيأتي في حديث رباح بن الرَّبيع الآتي [سلف عند الحاكم برقم (2597)] فقال لأحدِهم: "الحَقْ خالدًا فقُل له: لا تَقتُل ذُرّية ولا عَسيفًا"، وخالد أوَّل مشاهده مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة الفتح، وفي ذلك العام كانت غزوة حُنَين.
وأخرجه عبد الله في زوائد "المسند" 27/ (16686) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عبّاس: أنَّ الصعب بن جثامة قال: قلت: يا رسول الله، الدار من دور المشركين نصبّحها للغارة، فنصيب الولدان تحت بطون الخيل ولا نشعر؟ فقال:"إنهم منهم". فجعله من حديث ابن عباس، وإسناده ضعيف.
(1)
ضبطه ابن ماكولا في "الإكمال" 7/ 93 بالضم، وتبعه أصحابُ كتب "المشتبه"، وقال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 19/ 228، وابن ناصر الدين الدمشقي في "توضيح المشتبه" 7/ 162 - 163: قيده أبو عبد الله الصوري بخطِّه وغيرُه بفتح القاف. وقال الحافظ ابن حجر في ترجمته من "الإصابة": والمشهور فتح أوله، وقيل: بالضم. وفي "القاموس": قباث كسَحَاب، وكذا ضبطه الصاغاني.
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف؛ كذا وقع في "المستدرك": إسماعيل بن أبي أويس عن الزبير بن موسى، والمعروف أنه من رواية عبد العزيز بن أبي ثابت عن الزبير بن موسى، كما =
6770 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن زِبْرِيق
(1)
، حدثنا أصبَغ بن عبد العزيز، حدثني أبي عبد العزيز بن أصبَغ بن أبان بن سليمان، عن جدِّه أبان، عن أبيه سليمان قال: كان إسلامُ قَبَاث بن أَشيَم أنَّ رجالًا من قومِه وغيرَهم من العرب أتَوْه، فقالوا: إنَّ محمدَ بن عبد الله بن عبد المطلب قد خرَجَ يدعو إلى دينٍ غير دينِنا، فقام قَباثٌ حتى أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فلمَّا دخل عليه قال له:"اجلِسْ يا قَباثُ" فأوجَمَ قَباثٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أنت القائل: لو خرجَتْ نساءُ قريش ردَّتْ محمدًا وأصحابَه؟ " قال: قَباثُ: والذي بعثك بالحقِّ، ما تحدَّثَ به لساني، ولا تَزمزمَتْ به شفتاي، ولا سَمِعَه منِّي أحدٌ، وما هو إلَّا شيءٌ هَجَسَ في نفسي،
= رواه الناس، ولا يعرف لابن أبي أويس رواية عن الزبير بن موسى، والذي يظهر أنه لا يدركه فبين وفاتيهما قرابة مئة سنة حسب ما ذكر الذهبي في ترجمتيهما من "تاريخ الإسلام"، فالظاهر أنه سقط من رواية الحاكم عبدُ العزيز بن أبي ثابت بين إسماعيلَ والزُّبير، فرجع الحديث إلى عبد العزيز بن أبي ثابت، وهو واهي الحديث، وسلف الحديث من طريقه عند الحاكم برقم (4258)، وذكرنا هناك من أخرجه. وإسماعيل بن أبي أويس فيه لينٌ، والزبير بن موسى روى عنه جمعٌ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبو الحويرث -وهو عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث الزرقي- سيئ الحفظ.
وأخرجه الطبراني 19 / (75) -وعنه أبو نعيم في "دلائل النبوة"(84) - عن العباس الأسفاطي نفسه، فرواه كما رواه الناس عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن عبد العزيز بن أبي ثابت، به.
وأخرج أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5790)، وابن عساكر 49/ 229 من طريق زكريا بن يحيى الكسائي، عن محمد بن فضيل، عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد، عن جده، قال: دخل قباث بن أشيم أخو بني الملوَّح على مروان بن الحكم، وقباث يومئذ أكبر العرب، فقال له مروان: أنت أكبر أو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر مني، وأنا أقدم منه بعشرين سنة، قال: فما أبعدُ ذكرك؟ قال: أذكر خَثَى الفيل. قلنا: إسناده تالف، زكريا الكسائي وعبد الله بن سعيد متروكا الحديث.
وأخرج الترمذي (3619): أنَّ الذي سأل قباث عن ذلك هو عثمانُ بن عفان، وإسناده أصحُّ من حديث أبي الحويرث هذا. وانظر حديث ابن عبّاس السالف (4225).
(1)
تحرَّف في (م) و (ص) إلى: رزيق.
أشهدُ أن لا إله إلَّا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّك عبدُه ورسولُه، وأنَّ ما جئتَ به الحقُّ
(1)
.
6771 -
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن فِراس الفقيه بمكة حرسها الله، حدثنا بكر بن سهل الدِّمياطي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن يونس ابن سيف، عن عبد الرحمن بن زياد، عن قَبَاث بن أشيَم اللَّيثي، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلاةُ الرجلين يؤمُّ أحدُهما صاحبَه، أزكى عند الله من صلاةِ أربعةٍ تَتْرَى، وصلاةُ أربعةٍ يؤمُّ أحدُهم أصحابَه، أزكى عند الله من صلاةِ ثمانية تَتْرَى، وصلاةُ ثمانيةٍ يؤمُّ أحدُهم أصحابَه
(2)
، أزكى عند الله من صلاةِ مئةٍ تَتْرَى"
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف مسلسل بالمجاهيل، عمرو بن إسحاق بن زبريق لم نقف له على ترجمة لكن روى عنه ثلاثة، منهم الطبراني وقد أكثر عنه الرواية في كتبه، وأصبغ بن عبد العزيز بن أصبغ كذا سماه الحاكم، وسماه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 321: عبد العزيز بن مروان بن أبان بن سليمان بن مالك الليثي، وقال: سألت أبي عنه، فقال: هو مجهول. قلنا: ولم نعرف أباه ولا جده أيضًا، وقال الهيثمي في "المجمع" 8/ 287 بعد أن عزاه للطبراني: وفيه من لم أعرفهم.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 19/ (72)، وفي "الأوسط"(4909) -ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5789)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 49/ 232 - 233 - وابن عساكر أيضًا من طريق محمد بن عمرو بن إسحاق، كلاهما عن عمرو بن إسحاق، بهذا الإسناد. وقال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن قباث بن أشيم إلا بهذا الإسناد، تفرد به أصبغ بن عبد العزيز الحمصي.
وأخرج نحوه ابن عساكر 49/ 232 من طريق سهل بن عمار، عن عمر بن عبد الله بن رزين، عن سفيان بن حسين، عن خالد بن دريك، عن قباث. وسهل متهم بالكذب، فلا يفرح به.
قوله: "ولا تزمزمت به شفتاي" الزمزمة: صوت خفيّ لا يكاد يُفهم. قاله ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث" 2/ 313.
(2)
المثبت من نسخة المحمودية كما في طبعة الميمان، وفي (م): أحدهما صاحبه، وفي (ص): أحدهما صاحبهم.
(3)
محتمل للتحسين لغيره، بكر بن سهل الدمياطي وعبد الله بن صالح - وإن كان فيهما =
ذكرُ عُمير بن قَتَادة اللَّيثي رضي الله عنه
-
6772 -
أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مُصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: عُميرُ بن قَتَادة بن سعد بن عامر ابن لَيث.
6773 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا أبو عُلَاثة، حدثني أبي، حدثنا محمد
= ضعف -متابعان وعبد الرحمن بن زياد- وقيل: عامر بن زياد -ترجمه البخاري في "الكبير" 5/ 282، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 234، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم نقف على أحد روى عنه غير يونس بن سيف، وأورده ابن حبان في "الثقات" 5/ 83.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (73)، وفي "مسند الشاميين"(2011) عن بكر بن سهل الدمياطي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 282 عن عبد الله بن صالح، به.
وأخرجه ابن سعد 9/ 414، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 282 و 7/ 192، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(926)، والبزار (461 - كشف الأستار)، والطبراني في "الكبير" 19/ (74)، وفي "مسند الشاميين"(487) و (488)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5791)، والبيهقي 3/ 61، والخطيب في "المتفق والمفترق"(908) من طرق عن ثور بن يزيد الرَّحَبي، عن يونس بن سيف الكَلاعي، به.
ورواه الحميدي عند ابن قانع في "معرفة الصحابة" 2/ 364، والبيهقي 3/ 61، وإبراهيم بن إسحاق الطالقاني عند البيهقي 3/ 61، كلاهما عن الوليد بن مسلم، عن ثور، عن يونس، عن قباث، فأسقطا منه عبد الرحمن بن زياد، وقد خالفا الناس.
وخالف محمدُ بن الوليد الزبيدي معاويةَ بن صالح وثورًا عند البخاري 5/ 282، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 364، والطبراني في "مسند الشاميين"(1867)، فرواه عن يونس بن سيف، عن عامر بن زياد، عن قباث. فسمَّى عبدَ الرحمن عامرًا، ووقع في "مسند الشاميين": عبد الرحمن، فكأنَّ أحدهم رسمه على الصواب. فقد قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 143: سمعت محمد بن عوف الحمصي يقول: كل من روى عن يونس بن سيف فإنه يقول: عن عبد الرحمن بن زياد عن قباث، إلَّا محمد بن الوليد الزبيدي، فإنه يقول: عن عامر بن زياد عن قباث.
ويشهد له حديث أبي بن كعب السالف برقم (823)، وسنده حسن.
تترى: أي: متفرّقين.
ابن سَلَمةَ الحَرَّاني، عن بكر بن خُنيس
(1)
[عن أبي بَدر]
(2)
عن عبد الله بن عُبيد بن عُمير، عن أبيه، عن جدِّه قال: كانت في نفسي مسألةٌ قد أحزنَني أنِّي لم أسألْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عنها، ولم أسمع أحدًا يسألُه عنها، فكنتُ أتحيَّنُه، فدخلتُ عليه ذاتَ يوم وهو يتوضأ، فوافقتُه على حالتين كنتُ أحبُّ أن أوافقَه عليهما، وجدتُه فارغًا طيِّبَ النفس، فقلتُ: يا رسول الله، ائذَنْ لي فأسألَكَ؟ قال:"نعم، سَلْ عَمَّا بَدَا لك"، قلتُ: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال:"السماحةُ والصبرُ"، قلتُ: فأيُّ المؤمنين أفضلُ إيمانًا؟ قال: "أحسنهم خُلقًا"، قلتُ: فأيُّ المسلمين أفضلُ إسلامًا؟ قال: "من سَلِمَ المسلمون من لسانِه ويدِه"، قلتُ: فأيُّ الجهاد أفضلُ؟ فطأطأ رأسَه، فصمتَ طويلًا حتى خفتُ أن أكونَ قد شققتُ عليه، وتمنَّيتُ أن لم أكن سألتُه، وقد سمعتُه بالأمس يقول: "إنَّ أعظمَ المسلمين في المسلمين جُرمًا لَمَن سألَ عن شيءٍ لم يُحرَّمْ عليهم
(3)
، فحُرِّمَ عليهم من أجلِ مسألتِه"، فقلتُ: أعوذُ بالله من غضبِ الله وغضبِ رسولِه، فرفع رأسَه، فقال: "كيف قلتَ؟ " قلتُ: أيُّ الجهاد أفضلُ؟ فقال: "كلمةُ عدلٍ عندَ إمامٍ جائرٍ"
(4)
.
(1)
تحرَّف في (م) إلى: حنش، وفي (ص) إلى: حنيش.
(2)
ما بين المعقوفين سقط من النسخ الخطية، وسيشير الحاكم إلى وجوده في الإسناد عقب الحديث، وسمَّاه بشارَ بن الحكم، وكذا هو موجود في مصادر التخريج.
(3)
قوله: لم يحرم عليهم، سقط من (م) و (ص)، وأثبتناه من (ب).
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف؛ بكر بن خنيس ضعيف، وأبو بدر -وهو بشار بن الحكم- قال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال ابن حبان: ينفرد عن ثابت بأشياء ليست من حديثه، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن ثابت البناني وغيره، ثم قال: يروي عن ثابت وغيره ممّا لا يرويه غيره، وأحاديثه عن ثابت أفرادات، وأرجو أنه لا بأس به. وقال الذهبي في "التلخيص": أورد له الحاكم حديثًا ضعيفًا.
أبو علاثة: هو محمد بن عَمرو بن خالد الحَراني.
وأخرجه مختصرًا البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 25 و 6/ 530، ومطولًا الطبراني في "المعجم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الكبير" 17 / (105) -وعنه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 357 - من طريق عمرو بن خالد الحراني، عن بكير بن خنيس، عن أبي بدر، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، به. وقال أبو نعيم عقبه: غريب من حديث عبد الله بن عبيد بن عمير، لم نكتبه بهذا التمام إلَّا من هذا الوجه، وقال سليمان (يعني الطبراني): وأبو بدر هو عندي بشار بن الحكم البصري، صاحب ثابت البناني.
وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 25، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(911)، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم الصلاة"(645) و (663) و (882)، وأبو يعلى في "معجمه"(129)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق"(16)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 229، والفاكهي في "الفوائد"(198)، والطبراني في "الكبير" 17/ (103)، وفي "الأوسط"(8123)، وأبو القاسم بن بشران في "الأمالي"(601)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 357، وفي "معرفة الصحابة"(5262)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9262)، وقوام السنة في "الترغيب والترهيب"(20) من طرق عن سويد أبي حاتم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جده. وفي رواية المروزي والفاكهي وابن بشران لما سأله عن أفضل الجهاد، قال:"من أُهريق دمه وعُقر جواده"، وعند بعضهم زيادات على ما في رواية الحاكم.
وقال أبو نعيم عقبه: هذا حديث تفرَّد به سويد موصولًا عن عبد الله، ورواه صالح بن كيسان عن الزهري عن عبد الله عن أبيه، من دون جده. قلنا: وسويد -وهو ابن إبراهيم الجحدري الحناط- ضعيف.
ورواية صالح بن كيسان أخرجها البخاري في "التاريخ" 5/ 25، وابن نصر المروزي (643) من طريقين عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح، عن ابن شِهاب، عن عبد الله ابن عبيد بن عمير، عن أبيه عبيد بن عمير: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: ما الإسلام؟ قال: "إطعام الطعام وطيب الكلام" قيل: فما الإيمان؟ قال: "السماحة والصبر" قيل: فمن أفضل المسلمين إسلامًا؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده" قيل: فمن أفضل المؤمنين إيمانًا؟ قال: "أحسنهم خلقا"، قيل: فما أفضل الهجرة؟ قال: من هجر ما حرم الله عليه. ورجاله ثقات لكنه مرسل.
ورواه مرسلًا كذلك عبد الرزاق (4844)، وسعيد بن منصور (2557) مختصرًا عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: سمعت عبيد بن عمير يحدث قال: قيل: أي الجهاد أفضل؟ قال: "من عقر جواده وأهريق دمه" قيل: فأي الصلوات أفضل؟ قال: "طول القنوت" قيل: فأي الصدقة أفضل؟ قال: "جهد المقُل" قيل: فأي الهجرة أفضل؟ قال: "من هجر ما نهاه الله عنه ورسولُه" قيل: فأي الناس أحكم؟ قال: "الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه" قيل: فأي الناس =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أعلم؟ قال: "الذي يجمع علمَ الناس إلى علمه". قال: لا أعلم عبيدًا إلَّا رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ورجاله ثقات أيضًا.
ورواه عثمان بن أبي سليمان عند أحمد 24/ (15401)، وأبي داود (1449)، والنسائي (2317) عن علي بن عبد الله الأزدي، عن عبيد بن عمير، عن عبد الله بن حُبشي: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: "إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غُلول فيه، وحجة مبرورة" قيل: فأيُّ الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت" قيل: فأي الصدقة أفضل؟ قال: "جهد المقلِّ" قيل: فأي الهجرة أفضل؟ قال: "من هجر ما حرم الله عليه" قيل: فأي الجهاد أفضل؟ قال: "من جاهد المشركين بماله ونفسه" قيل: فأي القتل أشرف؟ قال: "من أهريق دمه، وعقر جواده" فجعله من حديث عبد الله بن حبشي، ورجاله لا بأس بهم.
ورواه جرير بن حازم عند ابن المبارك في "الجهاد"(51) قال: حدثني عبد الله بن عبيد بن عمير قال: قيل يا رسول الله: أي الجهاد أفضل؟ قال: "من عقر جواده وأهريق دمه"، فأعضله.
ورواه عمران بن حدير كما في "التاريخ الكبير" للبخاري 5/ 143، و"علل الحديث" لابن أبي حاتم (1941) عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن عبيد الليثي، عن أبيه -قال بديل: ولم يسمعه من أبيه- قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الإسلام طِيب الكلام". قلنا: سماعُ عبد الله بن عبيد من أبيه ثبَّته البخاري، لكن ربما هذا الحديث بعينه لم يسمعه من أبيه.
قال أبو حاتم الرازي: قد صحَّ الحديث عن عبيد بن عمير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، واختلفوا فيمن فوق عبيد بن عمير، وقصر قوم مثل جرير بن حازم وغيره؛ فقالوا: عن عبد الله بن عبيد ابن عمير، عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقولون: عبيد، وحديث عمران بن حدير أشبه؛ لأنه بيَّن عورته. فسأله ابنه: فحديث الزهري هذا؟ قال: أخاف ألا يكون محفوظًا، أخاف أن يكون: صالح بن كيسان عن عبد الله بن عبيد نفسه؛ بلا زهري.
وفي باب "الإيمانُ السماحةُ والصبر" عن عمرو بن عبسة عند أحمد 32/ (19435)، وعن عبادة ابن الصامت عنده أيضًا 37 / (22717)، وعن جابر عند ابن أبي شيبة 11/ 33، وأبي يعلى (1854)، ولا يخلو كل منها من مقال، لكن تتقوى بمجموع طرقها.
وفي باب أفضل المؤمنين أحسنهم خلقًا عن أبي هريرة سلف عند المصنف برقم (1).
وفي باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده عن أبي هريرة وجابر وفضالة بن عبيد وبلال بن الحارث، سلفت أحاديثهم عند المصنف على التوالي بالأرقام (22) و (23) و (24) و (6325).
وفي باب أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر عن طارق بن شِهاب عند أحمد 31 (18828) =
أبو بَدْرٍ
(1)
الراوي عن عبد الله بن عبيد بن عمير اسمُه بشّار بنُ الحَكَم، شيخٌ من البصرة، قد روى عن ثابت البُناني غيرَ حديث.
ذكرُ شدَّاد بن الهادِ اللَّيثي رضي الله عنه
-
6774 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا موسى بن زكريا التُّستَري، حدثنا خليفة بن خيَّاط قال: شدَّادُ بن الهاد بن عمرو بن عبد الله بن جابر بن نَمِر بن عامر بن ليث بن بكر، واسمُ الهادِ أسامةُ، وهو أبو عبد الله بن شدَّاد بن الهاد، تحوَّل إلى الكوفة.
6775 -
أخبرناه أبو محمد المُزَني، حدثنا أبو خليفة، حدثنا محمد بن سلَّام، حدثنا أبو عبيدة؛ فذكر هذا النسب، وقال: إنما سُمِّي الهاد؛ لأنه كان يَهدي الطريق.
6776 -
أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا جَرير بن حازم، قال: سمعتُ محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب يُحدِّث عن عبد الله بن شدَّاد بن الهاد، عن أبيه قال: خرجَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتَي النهار الظُّهرِ أو العصر، وهو حاملٌ الحسن أو الحسين، فتقدَّم فوضعه عند قدمه اليمنى، فسجد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سجدةً أطالها، فرفعتُ رأسي بين الناس، فإذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ساجدٌ، وإذا الغلامُ راكبٌ ظهرَه، فعُدْتُ فسجدت، فلما انصرف
= و (18830)، والنسائي (7786).
وعن أبي أمامة عند أحمد 36/ (22158)، وابن ماجه (4012).
وعن أبي سعيد الخدري عند أبي داود (4344)، وابن ماجه (4011)، والترمذي (2174)، وسيأتي عند المصنف برقم (8754) من طريق آخر.
وانظر حديث جابر السالف برقم (4945).
ويشهد لقوله: "أعظم المسلمين جرمًا
…
إلخ" حديث سعد بن أبي وقاص عند البخاري (7289)، ومسلم (2358).
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: بكر.
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قال ناسٌ: يا رسولَ الله، لقد سجدتَ في صلاتك هذه سجدةً ما كنتَ تسجدُها، أشيءٌ أُمرتَ به أو كان يُوحَى إليك؟ فقال:"كلٌّ لم يكن، ولكنَّ ابني ارتحَلَني، فكرهتُ أن أُعجِلَه حتى يقضيَ حاجتَه"
(1)
.
ذكرُ الحارث بن مالك ابنِ البَرْصاء اللَّيثي رضي الله عنه
-
6777 -
أخبرنا أبو محمد المُزَني، حدثنا أبو خليفة، حدثنا محمد بن سلَّام، حدثنا أبو عُبيدة قال: الحارثُ ابن البَرْصاء هو الحارث بن مالك بن قيس بن عُوَيذ
(2)
ابن عبد الله بن جابر بن عبد مَنَاف بن شِجْع بن عامر بن ليث، وأمُّه البَرْصاء بنتُ عبد الله بن رَبيعة الهِلاليَّة، أقام بمكةَ ثم نزل الكوفةَ.
6778 -
حدثنا أبو بكر بن إسحاق وعلي بن حَمْشاذَ، قالا: أخبرنا بشر بن موسى، حدثنا الحُميدي، حدثنا سفيان، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن الشَّعبي، عن الحارث ابن مالك ابن البَرصاء قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يومَ فتح مكةَ: "لا تُغزَى مكةُ بعدَ هذا العام أبدًا"
(3)
. قال سفيان تفسيرُه: على الكفر.
(1)
إسناده صحيح. وجوَّد إسنادَه الذهبي في "التلخيص".
وأخرجه أحمد 25/ (16033) و 45/ (27647)، والنسائي (731) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وسلف برقم (4831).
(2)
كذا في النسخ الخطية، ومثله في "معرفة الصحابة" لأبي نعيم 2/ 780، وأما في "الإكمال" لابن ماكولا 6/ 304، و"الاستيعاب" لابن عبد البر ص 146، و"أسد الغابة" لابن الأثير 1/ 413، و"الإصابة" لابن حجر 1/ 596 ففيها: عوذ.
(3)
صحيح لكن من حديث مطيع بن الأسود، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن اختلف على زكريا بن أبي زائدة في روايته عن الشعبي، وهو ممّن يدلس عنه كثيرًا، ولم نقف على تصريحه بسماعه لهذا الحديث منه، ونُرى أنَّ الأصحَّ أنه من رواية الشعبي عن عبد الله بن مطيع عن أبيه مطيع، وهذه الرواية صححها مسلم، وصرَّح فيها زكريا بسماعه من الشعبي عند أحمد 24/ (15409)، ولا سيما أنَّ عبد الله بن أبي السَّفر تابعه عليها، وكذا الشعبي صرَّح بسماعه له من عبد الله بن مطيع عند مسلم (1782) وغيره، والله تعالى أعلم، وسيأتي حديث مطيع عند المصنف برقم (7919)، لكن روايته مختصرة ببعضه. =
ذكرُ مالك بن الحُوَيرت اللَّيثي رضي الله عنه
-
6779 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خليفة ابن خيَّاط قال: مالكُ بن الحُويرث بن حَشِيش
(1)
بن عوف بن جُنْدَع، يُكنى أبا سليمان، وأخبرني بعضُ بني ليث: أنه مالك بن الحويرث بن أشيم بن زُبالة بن حَشيش ابن عبد يالِيلَ بن ناشِب بن غِيَرَة بن سعد بن ليث بن بكر.
6780 -
أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا أبو المثنى، حدثنا سُوَيد بن سعيد، حدثنا عُبيد بن عَقيل المُقرئ، حدثنا سليمان أبو محمد القَافْلاني، عن عاصم الجَحْدري، عن أبي قِلابة، عن مالك بن الحُويرث: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أقرأه: (يومَئِذٍ لا يُعذَّبُ)، (ولا يُوثَقُ)
(2)
.
= وحديث ابن البرصاء هذا في "مسند الحميدي"(582).
وأخرجه أحمد 31/ (19019) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 24/ (15404) و (15405) و 31/ (19020)، والترمذي (1611) من طرق عن زكريا بن أبي زائدة، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وقول سفيان: "على الكفر"، يعني لن تغزى مكة بعد ذلك اليوم لأجل أن أهلها كافرون، فقد روى البخاري في "صحيحه" (2118) من حديث عائشة مرفوعًا:"يغزو جيش الكعبةَ".
(1)
هكذا ذكره خليفة في "طبقاته" ص 30: حَشيش، بحاء مهملة مفتوحة، وجعله ابن البرقي: خشيش، بالخاء المعجمة، قاله ابن ماكولا 3/ 154 و 4/ 173.
(2)
إسناده ضعيف؛ وجعله سويد بن سعيد -وهو ضعيف- عن سليمان القافلاني عن عاصم الجحدري عن أبي قلابة، والمعروف أنه من رواية خالد الحذاء عن أبي قلابة كما سيأتي بيانه. وسليمان القافلاني: قال ابن معين كما في "الجرح والتعديل" 4/ 140، وأحمد كما في "العلل" (1681): ليس بشيء. أبو المثنى: هو معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 19 / (643) -وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2146) - عن معاذ بن المثنى، ثنا سويد بن سعيد، ثنا عبيد بن عقيل المقرئ بهذا الإسناد. ووقع عندهما: أقرأَ أباه. لكن تحرف في مطبوع الطبراني إلى: أقرأناه.
وقال أبو نعيم عقبه: كذا رواه سويد، فقال: عن عاصم، ورواه عبيد الله بن موسى عن سليمان =
ذكرُ فَضَالةَ بن وهب اللَّيثي رضي الله عنه
-
6781 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري، قال: فَضالةُ بن وهب بن عُرْوة
(1)
بن بُجَير بن مالك بن قيس بن عامر بن ليث، أمُّه ابنةُ كَيْسان بن عامر العُتْواري، وهو أبو عبد الله فَضالة
(2)
، تحوَّل إلى البصرة.
6782 -
أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا عمرو ابن عون الواسطي، أخبرنا خالد بن عبد الله، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن
= الخوزي عن خالد الحذاء عن أبي قلابة.
ثم أخرجه أبو نعيم (2147)، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات"(1011)، وابن منده في "معرفة الصحابة" ص 422 من طريق عبيد الله بن موسى -وهو ثقة- عن سليمان الخوزي، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق). وذهب الدارقطني في "العلل"(3424) إلى أنَّ القافلاني والخوزي واحدٌ، بينما عدَّهما كلٌّ من البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان رجلين. قلنا: فإن كان هو القافلاني فقد تقدم أنه ضعيف، وإن كان غيره فهو مجهول، فلم يرو عنه غير عبيد الله بن موسى، وقال العقيلي: في حديثه وهم، ولا يتابع على حديثه.
وقال أبو نعيم عقبه: ورواه عبيد بن عقيل عن سليمان مثله عن خالد، ولم يذكر أباه.
ثم ساقه (2148) من طريق روح بن عبد المؤمن -وهو ثقة- عن عبيد بن عقيل، عن سليمان القافلاني، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: (فيومئذٍ لا يُعذَّبُ عذابَه أَحدٌ ولا يُوثَقُ).
وقال: رواه غير واحد عن خالد عن أبي قلابة عمَّن سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر مالك بن الحويرث ولا أباه، وهو المشهور. وقال ابن منده: وهو الصواب. يعني أنَّ هذا هو المحفوظ، فعاد الحديث إلى خالد الحذاء، وقد سلفت روايته عند المصنف برقم (3046)، وتكلمنا عليها هناك.
(1)
هكذا في نسخنا الخطية: عروة، ومثله في "طبقات خليفة" ص 30 و 174، وكذا في "معجم الصحابة" لابن قانع 2/ 325، وفي "الاستيعاب" لابن عبد البر: بحرة (أو بجرة) ومشى عليه ابن الأثير في "أسد الغابة" والمزي في "التهذيب" وابن حجر في "الإصابة".
(2)
في النسخ الخطية: بن فضالة، بإقحام لفظ "بن"، ولا يصح.
أبي الأسود الدِّيلي، عن عبد الله بن فَضَالة اللَّيثي، عن أبيه قال: علَّمني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فكان فيما علَّمني قال:"حافِظْ على الصَّلوات الخمس"، فقلتُ: إنَّ هذه ساعاتٌ لي فيها أشغالٌ، فمُرْني بأمرٍ جامعٍ إذا أنا فعلته أجزأَ عنِّي، قال: فقال: "حافِظْ على العَصرَين"، قلتُ: وما العصرانِ؟ قال: "صلاةٌ
(1)
قبلَ طلوع الشمس، وصلاةٌ قبل غروبها"
(2)
.
ذكرُ مُصعَب بن عُمير العَبْدري
(3)
رضي الله عنه
-
6783 -
حدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله قال: مصعبُ الخير هو ابن عُمير بن عُبيد بن هاشم بن عبد مَناف بن عبد الدار بن قُصَي، هو المُقرئُ الذي بعثه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى الأنصار يُقرئهم القرآنَ بالمدينة قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم معه خلقٌ كثير، وشَهِدَ بدرًا
(4)
.
6784 -
أخبرنا أبو العبّاس محمد بن أحمد المحبوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: كان أولَ من قدم علينا من المهاجرين مصعبُ بن عُمير
(5)
.
(1)
لفظ "صلاة" سقط من (م)، وسقط من (ص):"صلاة قبل"، والمثبت من (ب).
(2)
إسناده حسن. وقد سلف الكلام عليه برقم (51).
وأخرجه أبو داود (428) عن عمرو بن عون، بهذا الإسناد.
(3)
في النسخ الخطية: العبدي، وإنما العبدي نسبة إلى عبد القيس من ربيعة بن نزار كما في "اللباب" لابن الأثير 2/ 314، وأثبتنا الجادة، وهي النسبة إلى عبد الدار.
(4)
انظر ما سلف برقم (4300).
(5)
إسناده صحيح. إسرائيل: هو ابن يونس بن عمرو السبيعي، وأبو إسحاق: هو جدُّه، والبراء: هو ابن عازب.
وأخرجه في آخر حديث الهجرة الطويل أحمد 1/ (3) عن عمرو بن محمد العنقزي، وابن حبان (6281) و (6870) من طريق عبد الله بن رجاء الغداني، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. =
6785 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري، حدثنا زيد بن الحُبَاب، حدثنا موسى بن عُبيدة، عن أخيه عبد الله بن عُبيدة، عن عُرْوة بن الزُّبير، عن أبيه قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جالسًا بقُباءٍ ومعه نَفَرٌ، فقام مصعب بن عُمير عليه بُرْدة ما تكادُ تواريه، فنَكَسَ القومُ، فجاء فسلَّم فردُّوا عليه، فقال فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم خيرًا وأثنى عليه، ثم قال:"لقد رأيتُ هذا عند أبَويهِ بمكة يُكرِمانِه ويُنعِّمانِه وما فتًى من فِتيان قريش مثلَه، ثم خرج من ذلك ابتغاءَ مرضاةِ الله ونُصرةِ رسولِه، أمَا إنه لا يأتي عليكم إلَّا كذا وكذا حتى يُفتحَ عليكم فارسُ والرُّومُ، فيغدو أحدُكم في حُلَّة ويروحُ في حُلَّة، ويُغدَى عليكم بقَصْعةٍ ويُراحُ عليكم بقَصْعة"، قالوا: يا رسولَ الله، نحن اليومَ خيرٌ أو ذلك اليومَ؟ قال:"بل أنتم اليومَ خيرٌ منكم ذلك اليومَ، أما لو تعلمون من الدنيا ما أعلمُ، لاستراحَتْ أنفسُكم منها"
(1)
.
ذكرُ أبي سَلَمة بن عبد الأسد المخزومي رضي الله عنه
-
6786 -
حدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله قال: أبو سَلَمةَ عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر
= وسيتكرر برقم (6814).
وسلف من طريق شعبة عن أبي إسحاق برقم (4300) بأطول ممّا هنا.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل موسى بن عبيدة، وهو الربذي، والحديث عند من أخرجه إنما هو من مرسل عروة، ليس فيه أبوه الزبير.
وأخرجه تامًا ومختصرًا المعافى بنُ عمران في "الزهد"(211)، وابن أبي الدنيا في "الزهد"(507)، وفي "ذم الدنيا"(428)، وفي "الأولياء"(78)، وابن سَمعون الواعظ في "الأمالي"(158)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9846) و (9847) من طرق عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
ويشهد له حديث علي عند الترمذي (2476) وغيره، وإسناده حسن في المتابعات والشواهد، وحسنه الترمذي.
ويشهد لقصة مصعب بن عمير حديث إبراهيم بن محمد العبدري عن أبيه مرسلًا فيما سلف برقم (4965)، وإسناده ضعيف.
وانظر حديث طلحة النصري السالف برقم (4336)، وذكرنا عنده أحاديث الباب.
ابن مَخزُوم بن يَقَظَة بن مُرَّة بن كعب بن لُؤي بن غالب بن فِهْر بن مالك، وكان من مهاجري الحبَشة، وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرًا، وكانت أمُّ سلمةَ عندَه، فتُوفِّي أبو سلمة في شوال سنةَ أربع من الهجرة.
6787 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السَّري بن خزيمة، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد بن سَلَمة، أخبرنا ثابت البُناني، حدثني عمر بن أبي سَلَمة بن عبد الأسد، عن أمِّه أمِّ سلمة، أنَّ أباه أبا سلمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أصابت أحدَكم مصيبةٌ فليقُلْ: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهمَّ عندك أحتسبُ مُصِيبتي"، وذكر الحديثَ بطوله
(1)
.
هذا حديث مخرَّج في "الصحيحين"، وإنما خرجتُه لأني لم أجد لأبي سلمة عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حديثًا مسنَدًا غيرَ هذا
(2)
.
ذكرُ سُهيل
(3)
ابن بَيضاءَ رضي الله عنه
-
6788 -
حدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: سُهيلُ ابن بيضاء هو سهيل بن وهب بن ربيعة بن هلال بن أُهَيب بن ضَبَّة بن الحارث بن فِهْر بن مالك بن النَّضر، وبيضاءُ أمُّه، وهي اسمُها دَعْدُ بنت سعيد بن سَهْم
(4)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكن سيأتي عند المصنف مطولًا برقم (6912) عن الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل عن السري بن خزيمة بزيادة ابن عمر بن أبي سلمة بين أبيه عمر وثابت البناني، ولم يذكر فيه أبا سلمة. ورواه كرواية الحسن بن يعقوب هذه أبو داود في "سننه"(3119) عن موسى بن إسماعيل.
وانظر تمام الكلام على الحديث فيما سلف برقم (2769).
(2)
من قوله: هذا حديث مخرج في "الصحيحين" إلى هنا سقط من (ص).
(3)
في العنوان وبقية أحاديث الباب في (ص) والنسخة المحمودية: سهل، والمثبت من (م) و (ب)، وسهل وسهيل أخوان.
(4)
كذا في "المستدرك"، وفي "طبقات ابن سعد" 3/ 384: وأمه البيضاء، وهي دعد بنت جحدم =
6789 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا أبو عُلاثة، حدثنا أبي، حدثنا ابن لَهِيعة، عن أبي الأسوَد، عن عُرْوة، في تسمية من هاجرَ إلى أرض الحبشة الهجرةَ الأولى قبلَ خروج جعفر بن أبي طالب: سُهيلُ ابن بيضاء، وفي تسمية من شهد بدرًا من قريش، ثم من بني الحارث بن فِهْر: سُهيل ابن بيضاءَ.
6790 -
حدثني علي بن عيسى، حدثنا أحمد بن نَجْدة، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا فُلَيح بن سليمان، عن صالح بن عَجْلان ومحمد بن عبَّاد بن عبد الله بن الزُّبير، عن عبَّاد بن عبد الله بن الزُّبير، عن عائشة قالت: ما صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سُهيل ابن بيضاءَ إلَّا في المسجد
(1)
.
6791 -
حدثنا أبو النَّضر الفقيه، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا عبد الله ابن صالح، حدثني الليث، حدثني يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم ابن الحارث، عن سعيد بن الصَّلْت، عن سهيل ابن بيضاءَ قال: بينما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
= ابن عمرو بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل فليح بن سليمان وشيخيه. وأخرجه أحمد 41/ (25014)، وأبو داود (3189) عن سعيد بن منصور بهذا الإسناد. لكن انقلب عندهما محمد بن عباد إلى: محمد بن عبد الله بن عباد.
وأخرجه أحمد (24498)، وابن ماجه (1518) من طريق يونس بن محمد، وأحمد (24499) من طريق سريج بن النعمان كلاهما عن فليح بن سليمان، به. لكن لم يقرن يونس في روايته بفليح محمدًا.
وأخرجه مسلم (973)(99) و (100)، والترمذي (1033)، والنسائي (2105) و (2106) من طريق عبد الواحد بن حمزة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، به. وقال الترمذي: حسن.
وأخرجه أحمد 42/ (25357) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن الزبير، وأحمد 43/ (26245)، وابن حبان (3065) من طريق حمزة بن عبد الله بن الزبير، ومسلم (973)(101)، وأبو داود (3190)، وابن حبان (3066)، وأبو نعيم في "المعرفة"(3306)، والبيهقي 4/ 51 من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، ثلاثتهم عن عائشة. ووقع في رواية أبي سلمة: لقد صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابني بيضاء في المسجد: سهيل وأخيه.
وسهيلُ ابن بيضاءَ رديفُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم معه على ناقته، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"يا سُهيلَ ابنَ بيضاء"، ورفع صوتَه مرتين أو ثلاثًا، كلُّ ذلك يجيبُه سهيلٌ، فسمع الناسُ صوتَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فعرفوا أنه يريدُهم، فحُبسَ من كان بين يديه، ولَحِقَه من كان خلفَه، حتى إذا اجتمعوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَن شَهِدَ أن لا إله إلَّا اللهُ، حرَّمه الله على النار، وأوجَبَ له الجنةَ"
(1)
.
ذكرُ عِيَاض بن زُهير رضي الله عنه
-
6792 -
أخبرني أحمد بن يعقوب، حدثنا موسى بن زكريا التُّستَري، حدثنا خليفة ابن خيَّاط قال: عِياضُ بن زهير بن أبي شدَّاد بن ربيعة بن هلال بن وُهيب بن ضَبَّة بن الحارث بن فِهْر الفِهْري، شهد بدرًا، ومات بالشام سنةَ ثلاثين.
ذكرُ عبد الله بن حُذافة السَّهْمي رضي الله عنه
-
6793 -
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله قال: عبد الله بن حُذافة بن قيس بن عَديّ بن سُعَيد
(1)
مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه؛ سعيد بن الصلت لم يدرك سهيل ابن بيضاء، لأنَّ سهيلًا توفي ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم حيٌّ، وقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 483، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 34، وقالا: حديثه عن سهيل ابن بيضاء مرسل، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات". وعبد الله بن صالح -وإن كان فيه كلام- متابع. وقال الذهبي: سنده جيد فيه إرسال.
وأخرجه أحمد 25/ (15738) من طريق بكر بن مضر، وأحمد (15739) و (15840)، وابن حبان (199) من طريق حيوة بن شريح، كلاهما عن يزيد بن الهاد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (15839) من طريق إبراهيم بن سعد الزهري، عن يزيد بن الهاد، عن محمد ابن إبراهيم بن الحارث، عن سهيل ابن بيضاء. ليس فيه سعيد بن الصلت.
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، منهم أنس عند البخاري (128)، ومسلم (32)، وعتبان ابن مالك عند البخاري (425) ومسلم (33)، وابن مسعود عند مسلم (92).
وانظر حديث البطاقة السالف برقم (9)، وحديث أنس السالف برقم (235)، وحديث معاذ السالف برقم (1315).
ابن سَهْم بن عمرو بن هُصَيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فِهْر بن مالك.
6794 -
حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنْبري، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي، حدثنا يحيى بن بُكير، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن عمر بن الحَكَم بن ثَوبان، عن أبي سعيد الخُدْري قال: بعثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم علقمةَ بن مُجزِّز على بعثٍ، فلما بَلَغْنا رأسَ مَغْزانا
(1)
أَذِنَ لطائفة من الجيش، وأمَّر عليهم عبدَ الله بن حُذافة بن قيس السَّهمي، وكان من أهل بدر، وكانت فيه دُعابة، فإنه كان يُرحِّلُ ناقةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفارِه ليُضحكَه بذلك، وكان الرُّومُ قد أسَروه في زمن عمرَ بن الخطاب فأرادوه على الكُفر، فعَصَمَه اللهُ عز وجل حتى أنجاه الله تبارك وتعالى منهم
(2)
.
6795 -
حدثنا أبو عبد الله الصَّفَار، حدثنا الحسن بن علي بن بحر بن بَرِّي، حدثنا سُوَيد بن سعيد، حدثنا قُرَّة بن عبد الرحمن بن حَيْوِيلَ، عن الزُّهْري، عن مسعود ابن الحَكَم، عن عبد الله بن حُذافة السَّهمي قال: أمرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن أُنادي في أهل مِنى: أن "لا يصومَنَّ هذه الأيامَ أحدٌ، فإنها أيامُ أكلٍ وشُرب"
(3)
.
(1)
تحرَّف في (م) و (ص) إلى: معرارًا، والمثبت من (ب).
(2)
إسناده حسن. يحيى بن بكير: هو ابن عبد الله بن بكير، وعبد العزيز بن محمد: هو الدراوردي.
وأخرجه مطولًا أحمد 18/ (11639)، وابن ماجه (2863)، وابن حبان (4558) من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو بن علقمة، بهذا الإسناد.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سويد بن سعيد كذا وقع في النسخ الخطية، ولا يعرف لسويد بن سعيد رواية عن قرة بن عبد الرحمن، والذي يروي عن قرة إنما هو سويد بن عبد العزيز، ويؤيده رواية غير المصنف كما سيأتي في التخريج، وعلى كلٍّ فكِلا السويدين ضعيف، وكذلك شيخه قرة بن عبد الرحمن ضعيف أيضًا، والزهري لم يسمع من مسعود بن الحكم فيما قاله النسائي في "سننه" عقب الحديث (2894)، وقال أبو زرعة كما في "العلل" لابن أبي حاتم (681): الصحيح عندي من حديث الزهري، قال: أُخبرتُ عن مسعود بن الحكم عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: =
6796 -
حدثنا علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا عُبيد بن شَريك البزَّار والفضل ابن محمد البيهقي، قالا: حدثنا نُعيم بن حماد، أخبرنا هُشيم، عن سيَّار
(1)
، عن أبي وائل، أنَّ عبد الله بن حُذافة بن قيس قال: يا رسولَ الله، من أبي؟ قال:"أبوك حُذافةُ، الولدُ للفِراش وللعاهرِ الحَجَرُ" قال: لو دعوتَني لَحَبشي لاتَّبعتُه، فقالت له أمُّه: لقد عرَّضتَني، فقال: إني أحببتُ أن أستريح
(2)
.
= أنه رأى عبد الله بن حذافة. وبنحوه قال أبو حاتم أيضًا كما في "العلل"(746). وقد اختُلف على الزهري فيه كما هو مبين في "مسند أحمد" 36/ (21950).
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(817)، والطبراني في "الأوسط"(544) و (8217)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4070) من طرق عن سويد بن عبد العزيز، عن قرة بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلَّا قرة، تفرَّد به سويد ابن عبد العزيز.
ورواه معمرٌ عند أحمد (21950)، والنسائي (2893)، وشعيبُ بن أبي حمزة عند النسائي (2894)، كلاهما عن الزهري، عن مسعود بن الحكم الأنصاري، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه محمد بن الوليد الزبيدي عند النسائي (2895) عن الزهري: أنه بلغه عن مسعود، به.
ورواه مالك في "الموطأ" 1/ 376، ومن طريقه النسائي (2897) عن الزهري: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة أيام منى يطوف، يقول: إنما هي أيام أكل وشرب وذكر الله.
وأخرجه أحمد 25/ (15735)، والنسائي (2889) من طريق سفيان الثوري، عن عبد الله بن أبي بكر وسالم أبي النضر، عن سليمان بن يسار، عن عبد الله بن حذافة: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن ينادي في أيام التشريق: إنها أيام أكل وشرب. وسليمان بن يسار لم يدرك عبد الله بن حذافة كما في "مراسيل ابن أبي حاتم"(293) و (294).
وهناك اختلافات أخرى عن مسعود بن الحكم تقدم ذكرها عند الروايتين (1604) و (3025). وصحَّ الخبر من حديث عقبة بن عامر السالف برقم (1602).
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: بن يسار.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف؛ نعيم بن حماد متكلم فيه، ورواية أبي وائل -وهو شقيق ابن سلمة- عن عبد الله بن حذافة مرسلة، قال ابن البرقى: حُفظ عنه -أي: ابن حذافة- ثلاثة أحاديث =
ذكرُ أبي بُرْدة بن نِيَار رضي الله عنه
-
6797 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيه، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: أبو بُردةَ هانئُ بن نِيَار بن عمرو بن عُبيد بن كِلاب بن دُهْمان بن غَنْم بن ذِبْيان بن هُمَيم بن كاهل بن ذُهْل بن بَلِيّ بن عمرو بن الحارث بن الحافِ بن قُضَاعة.
6798 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا أبو عُلاثة، حدثنا أبي، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا أبو الأسود، عن عُرْوة، في تسمية [من شَهِدَ العَقَبةَ من]
(1)
الأنصار ثم من بني حارثة: أبو بُرْدة بن نِيار، وهو حليفٌ لهم من بَلِيّ، وفي تسمية من شهد بدرًا: أبو بردة ابن نيار.
6799 -
حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عُقبة الشَّيباني بالكوفة، حدثنا إبراهيم
= ليست بصحيحة الاتصال. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 15: رواه الطبراني وهو مرسل، ورجاله ثقات!
ويشهد له ما رواه أحمد 19/ (12044) من طريق حميد الطويل عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تسألوني عن شيء إلى يوم القيامة إلا حدثتكم" قال: فقال عبد الله بن حذافة: يا رسول الله، من أبي؟ قال:"أبوك حذافة" فقالت أمه: ما أردتَ إلى هذا؟ قال: أردتُ أن أستريح وإسناده صحيح.
وأخرج مسلم بإثر الحديث (2359) من طريق الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قالت أم عبد الله بن حذافة لعبد الله بن حذافة: ما سمعت بابن قط أعقَّ منك؟ أأمنت أن تكون أمك قد قارفت بعض ما تقارف نساء أهل الجاهلية، فتفضحها على أعين الناس؟ قال عبد الله بن حذافة: والله لو ألحقَني بعبدٍ أسود للحقتُه.
وقصة سؤال عبد الله بن حذافة وردت في البخاري (93) و (7089)، ومسلم (2359) من غير طريق عن أنس بن مالك، وعن أبي موسى الأشعري عند البخاري (92)، ومسلم (2360).
ويشهد لقوله: "الولد للفراش وللعاهر الحجر" حديث عائشة عند البخاري (2218)، ومسلم (1457).
(1)
ما بين المعقوفين زيادة من "معجم الطبراني الكبير" 22/ (502).
ابن إسحاق الزُّهْري، حدثنا عُبيد الله
(1)
بن موسى وأبو غسان، قالا: حدثنا الحسن ابن صالح، عن السُّدِّي، عن عَدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: لقيتُ خالي ومعه رايةٌ، فقلتُ: أين تريدُ؟ فقال: أرسلني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى رجلٍ نكَحَ امرأةَ أبيه من بعدِه، أضربُ عُنقَه، وآخذُ مالَه
(2)
.
ذكرُ عُوَيم بن ساعدة رضي الله عنه
-
6800 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بُكير، عن ابن إسحاق قال في ذكر من شهد بدرًا والعقبة: عُوَيمُ بن ساعدة بن عابس بن قيس بن النُّعمان بن زيد بن أُميَّة بن زيد بن مالك، من الأنصار ثم من بني أُمية بن زيد، يُقال: إنه حليفٌ لبني عمرو بن عوف، وقيل: إنه من أنفُسِهم.
6801 -
حدثنا علي بن حَمْشاذ العَدْل، حدثنا بِشر بن موسى حدثنا الحُميدي، حدثنا محمد بن طلحة التَّيمي، حدثني عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن بن عُويم بن ساعدة، عن أبيه، عن جدِّه، عن عُويم بن ساعدة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ الله تبارك وتعالى اختارني واختارَ لي أصحابًا، فجعل لي منهم وزراءَ وأنصارًا وأصهارًا، فمَن سبَّهم فعليه لعنةُ الله والملائكةِ والناسِ أجمعين، لا يُقبَل منه يومَ القيامة صَرْفٌ ولا عدلٌ"
(3)
.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: عبد الله.
(2)
حديث صحيح، سلف الكلام عليه مفصلًا برقم (2811).
(3)
إسناده ضعيف، محمد بن طلحة -وهو ابن عبد الرحمن بن طلحة- ليس بذاك المتين، قال أبو حاتم الرازي 7/ 292: محله الصدق، يكتب حديثه ولا يحتج به، وشيخه عبد الرحمن بن سالم مختلفٌ في اسمه كما ذكر المزي في "التهذيب" 17/ 127 - 128، وهو مجهول، تفرَّد بالرواية عنه محمد بن طلحة، وأبوه مجهول أيضًا، تفرَّد بالرواية عنه ابنه عبد الرحمن.
وأخرجه أبو نعيم في "معجم الصحابة"(5324)، وفي "الحلية" 2/ 11 عن محمد بن أحمد بن الحسن، والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 2/ 361 من طريق محمد بن عبد الله بن =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
= إبراهيم، كلاهما عن بشر بن موسى، عن الحميدي، عن محمد بن طلحة، عن عبد الرحمن ابن سالم، عن أبيه، عن جدِّه عويم بن ساعدة. سُمّي جدُّه عويم بن ساعدة في روايتي أبي نعيم، ولم يذكر اسمه في رواية الخطيب.
وأخرجه ابن أبي خيثمة في السفر الثاني من "التاريخ الكبير"(1526)، والطبراني في "الكبير" 17/ (349)، والآجري في "الشريعة"(1989)، وأبو نعيم في "معجم الصحابة"(5324)، والبيهقي في "المدخل"(47)، والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 2/ 361 من طريق خلف بن عمرو، والطبراني في "الأوسط"(455) من طريق أحمد بن خليد، ثلاثتهم (ابن أبي خيثمة وخلف وابن خليد) عن الحميدي، عن محمد بن طلحة، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبيه، عن جده. وسُمّي جدُّه عويم بن ساعدة في روايتي ابن أبي خيثمة وأبي نعيم.
وقال البيهقي عقبه: تفرد به محمد بن طلحة، وفيه إرسال، لأنَّ عبد الرحمن بن عويم ليست له صحبة.
وخالفهم ابن قانع فرواه في "معجم الصحابة" 2/ 288 عن خلف بن عمرو العكبري، عن الحميدي، عن محمد بن طلحة، عن عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن بن عتبة بن عويم بن ساعدة، عن عويم بن عتبة بن عويم بن ساعدة، عن أبيه، عن جده.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1000)، وفي "الآحاد والمثاني"(1772) و (19460)، وأبو بكر الخلال في "السنة"(834)، والمحاملي في "أماليه رواية ابن مهدي"(29) -ومن طريقه الخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي"(1352)، وفي "تلخيص المتشابه" 2/ 361 - والآجري في "الشريعة"(1990)، وابن غطريف في "جزئه"(37)، وأبو نعيم في "المعرفة"(5350) من طرق عن محمد بن طلحة، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبيه، عن جده.
وخالف محمدُ بن عباد المكي أصحابَ محمد بن طلحة عند ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 142، وأبي القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(1628) -ومن طريقه أبو طاهر المخلص في "المخلصيات"(1912) و (2157)، وأبو نعيم في "المعرفة"(4424) - فرواه عن محمد بن طلحة التيمي، عن عبد الرحمن بن سالم بن عبد الله بن عويم بن ساعدة، عن أبيه، عن جده. وعليه ترجم البغوي وابن قانع وأبو نعيم في "الصحابة"، فجعلوا عبدَ الله بن عويم هو صاحبَ الحديث.
قوله: "صرف ولا عدل" فسَّره إبراهيم بن المنذر أحد رواة الحديث: الصرف: الفريضة، والعدل: النافلة.
ذكرُ أبي لُبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه
-
6802 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا أبو عُلاثة، حدثنا أبي، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا أبو الأسود، عن عُرْوة بن الزُّبير: أنَّ أبا لُبابةَ بشيرَ بن عبد المنذر والحارثَ بن حاطب خرجا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرجا معه إلى بدرٍ فرَجَعَهما، وأَمَّر أبا لُبابة على المدينة، وضرَبَ لهما بسهمينِ مع أصحاب بدرٍ
(1)
.
6803 -
أخبرنا أبو العبّاس القاسم بن القاسم السيَّاري بمَرْو، حدثنا عبد الله ابن علي الغزَّال
(2)
[حدثنا علي بن الحسن بن شقيق] حدثنا عبد الله بن المبارك، أخبرني محمد بن أبي حفصة، عن الزُّهْري، عن الحُسين بن السائب بن
(3)
أبي لُبابة، عن أبيه قال: لما تاب الله على أبي لُبابة، قال أبو لُبابة: جئتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقلتُ: يا رسولَ الله، إني أهجُرُ دارَ قومي التي أصبتُ بها الذنبَ، وأنخلعُ من مالي صدقةً الله عز وجل ولرسولِه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"يا أبا لُبابة، يُجزِئُ عنك الثُّلثُ"، قال: فتصدقتُ بالثُّلث
(4)
.
(1)
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4494) عن أبي علاثة محمد بن عمرو بن خالد الحراني، بهذا الإسناد (3).
وفي "سيرة ابن هشام" 1/ 688: قال ابن إسحاق: وزعموا أنَّ أبا لبابة بن عبد المنذر والحارث ابن حاطب خرجا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعهما، وأمّر أبا لبابة على المدينة، فضرب لهما بسهمين مع أصحاب بدر.
(2)
تحرَّف في (م) و (ص) إلى: البراء، والمثبت من (ب)، وهو كذلك في بضعةَ عشرَ موضعًا عند المصنف. ومن هذه المواضع استدركنا ما بين المعقوفين، فإنَّ الغزال هذا لا يروي عند المصنف عن ابن المبارك إلا بواسطة ابن شقيق.
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: عن.
(4)
حديث حسن إن شاء الله، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله الغزال مجهول، ومحمد بن أبي حفصة ليس بالقوي، لكنهما، متابعان، واختلف فيه أيضًا على الزهري كما هو مبين في "مسند أحمد" 25/ (15750)، لكن مجموع الروايات عن الزهري تدل على أنه حمله عن بعض أهل بيت أبي لبابة، وانظر أيضًا تعليقنا على الحديث رقم (3319) من "سنن أبي داود". =
ذكرُ أبي حَبَّة البَدْري رضي الله عنه
-
6804 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بُكير، عن ابن إسحاق، قال: وأبو حَبَّة ثابتُ بن النُّعمان بن أُميّة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، استُشهِدَ يومَ أُحد.
6805 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشَّيباني الحافظ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، حدثنا مُسدَّد، حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جُريج، عن محمد ابن يوسف مولى عثمان، أنه سمع عبدَ الله بن عمرو بن عثمان يُخبر: أنه سمع أبا حبَّة البَدْري يُفتي الناسَ: أنه لا بأسَ بما رَمَى الرجلُ في الجِمار من الحصَى، قال: عبد الله ابن عمرو بن عثمان: فذكرتُ ذلك لعبد الله بن عمر، فقال: صدَقَ أبو حبَّة. وكان أبو حَبَّة بدريًا
(1)
.
= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4509) من طريق نعيم بن حماد، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" أيضًا 2/ 386 من طريق سعيد بن يحيى بن صالح، عن ابن أبي حفصة، عن الزهري، عن الحسين بن السائب أو غيره، به.
وأخرجه أحمد 25/ (15750) و (16080) عن روح، عن ابن جريج، قال: أخبرني ابن شِهاب، أنَّ الحسين بن السائب بن أبي لبابة أخبر: أنَّ أبا لبابة بن عبد المنذر لما تاب الله عليه
…
فذكره. وانظر هناك تتمة ذكر طرقه.
(1)
إسناده صحيح، وابن جريج قد صرَّح بسماعه من محمد بن يوسف عند غير المصنف، فانتفت شبهة تدليسه. ومع تصريح عبد الله بن عمرو بن عثمان بسماعه من أبي حبة إلَّا أنَّ الحافظ ابن حجر قال في "الإصابة" 7/ 83: وسنده قوي إلَّا أنَّ عبد الله بن عَمرو بن عثمان لم يدركه. قلنا: أبو حبة راوي هذا الحديث الظاهر أنه صحابي تأخرت وفاته، وهو غير أبي حبة الذي استشهد في أحد، يدل على ذلك عدة أمور: أولها: حديث المصنف هذا حيث صرح فيه عبد الله بن عمرو بن عثمان بسماعه من أبي حبة، وعبد الله بن عمرو توفي سنة 96.
ثانيها: الحديث الذي أورده المصنف بعد هذا الحديث، وفيه تصريح أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم بسماعه من أبي حبة، وابن حزم تأخرت وفاته إلى سنة 120، لذلك أخرجه =
6806 -
أخبرنا أبو النَّضر الفقيه، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا عبد الله ابن صالح، حدثني الليث، حدثني يونس بن يزيد، عن ابن شِهاب، أخبرني ابن حَزْم، أنَّ ابن عبّاس وأبا حبَّة الأنصاري أخبراه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"عُرِجَ بي حتى مررتُ بمستوًى أسمعُ فيه صَرِيفَ الأقلام"
(1)
.
ذكرُ المطَّلب بن أبي وَدَاعة السَّهْمي رضي الله عنه
-
6807 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق، حدثنا مصعب بن عبد الله قال: المطَّلِبُ بن أبي وَدَاعة بن صَبِرة بن سعيد بن سعد
= صاحبا "الصحيحين" كما سيأتي.
ثالثها: ما رواه ابن أبي شيبة 10/ 520، وأحمد 25/ (16001) عن عفان عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمار بن أبي عمار قال: سمعت أبا حبة البدري قال: لما نزلت: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} فذكر الحديث. وعمار بن أبي عمار تأخرت وفاته إلى ما بعد 120.
فهذه الأحاديث التي صرَّح فيها هؤلاء التابعون المتأخرة وفاتهم بسماعهم من أبي حبة تدل على أنه صحابي آخر غير الذي استُشهد في أحد. وإليه ذهب الواقدي في "مغازيه" فقد نقل الحافظ ابن حجر في "التقريب" عنه: أنَّ الذي شهد بدرًا واستُشهد بأحد هو غير أبي حبة الذي روى حديث الإسراء وحديث {لَمْ يَكُنِ} ، وروى عنه ابنُ حزم وعمارُ بن أبي عمار، فإنَّ شيخ عمار بقي إلى خلافة معاوية لتصريح عمار بالسماع منه، والله أعلم.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 22/ (820) عن معاذ بن المثنى، عن مسدد بن مسرهد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" 4/ 297، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 9/ 129 - 130، وابن منده في "معرفة الصحابة" ص 836 من طرق عن ابن جريج قال: أخبرني محمد بن يوسف، به.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الله بن صالح -وهو المصري كاتب الليث- وقد توبع.
وأخرجه البخاري (349) نهاية حديث أبي ذر الطويل عن يحيى بن بكير، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك أحمد 35/ (21288)، والبخاري (3342)، ومسلم (163)، وابن حبان (7406) من طرق عن يونس بن يزيد، به.
ابن سهم بن عمرو بن هُصَيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فِهْر بن مالك، أسلمَ يومَ الفتح.
6808 -
أخبرني أحمد بن جعفر القَطِيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن عبد الله بن طاووس، عن عكرمة ابن خالد، عن المطَّلب بن أبي وَدَاعة قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يسجدُ في النَّجم، قال: فسَجَدَ الناسُ، معه، قال المطَّلب: ولم أسجُدْ يومئذٍ معهم، وهو يومئذٍ مُشركٌ، قال المطَّلب: فلا أدَعُ أن أسجدَ فيها أبدًا
(1)
.
ذكرُ عبد الله بن الحارث بن جَزْء الزُّبيدي رضي الله عنه
-
6809 -
حدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: عبدُ الله بن الحارث بن جَزْء بن مَعْدي كَرِبَ بن عمرو
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عكرمة بن خالد ـ وهو المخزومي -لم يسمع المطلب بن أبي وداعة، بينهما جعفر بن المطلب بن أبي وداعة كما سيأتي في التخريج. قال الدارقطني في "العلل" (3407): يرويه معمر، واختلف عنه؛ فرواه محمد بن ثور وعبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن عكرمة بن خالد عن المطلب، وخالفهما رباح بن زيد و محمد بن عمر الواقدي، فروياه عن معمر عن ابن طاووس عن عكرمة بن خالد عن جعفر بن المطلب عن أبيه، وهو الصحيح، انتهى. ابن طاووس: هو عبد الله.
وأخرجه أحمد 24/ (15464) و 29/ (17892) و 45/ (27246) عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد أيضًا 24/ (15465) و 29/ (17893) و 45/ (27245) -ومن طريقه النسائي (1032) - من طريق رباح بن زيد، عن معمر، عن ابن طاووس، عن عكرمة بن خالد، عن جعفر ابن المطلب بن أبي وداعة، عن أبيه. فزاد فيه جعفرًا، وجعفر روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فمثله يحتمل التحسين.
ويشهد لسجوده صلى الله عليه وسلم في سورة النجم حديث عبد الله بن مسعود عند البخاري (1067)، ومسلم (576).
وحديث ابن عبّاس عند البخاري (1071)، وسلف عند المصنف برقم (3787).
ابن عُصَيم
(1)
بن عمرو بن عُوَيج بن عمرو بن زُبيد، مات سنةَ ستٍّ وثمانين.
6810 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا حسان بن غالب، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي زُرْعة عمرو بن جابر، عن عبد الله بن الحارث بن جَزْء قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "سيكون بعدي سلاطينُ، الفتنُ على أبوابهم كمَباركِ الإبل، لا يُعطُونَ أحدًا شيئًا إلَّا أُخِذَ من دينِه مثلُه
(2)
"
(3)
.
ذكرُ عمرو ابن أمِّ مكتوم المؤذِّن رضي الله عنه، ويقال: عبد الله
6811 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا أبو عُلاثة، حدثنا أبي، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا أبو الأسود، عن عُرْوة: أنَّ اسم ابن أمِّ مكتوم رضي الله عنه عمرُو بنُ قيس.
6812 -
حدَّثَناه أبو العبّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، حدثنا خالد بن نِزار، حدثنا عمر بن قيس، عن عطاء بن أبي رباح، عن [جابر]
(4)
قال: طافَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في حجَّته على ناقته الجَدْعاء، وعبدُ الله ابن أمِّ مكتوم آخذٌ بخِطامِها يرتَجِزُ
(5)
.
(1)
كذا في النسخ الخطية، قال ابن حجر في "الإصابة" 4/ 46: عسم بمهملتين، وقيل بالصاد بدل السين.
(2)
في (ب): منزلة.
(3)
إسناده تالف، حسان بن غالب وعمرو بن جابر المصريان متروكا الحديث. وابن لَهِيعة سيئ الحفظ.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" -كما في "مجمع الزوائد" 5/ 246 - ومن طريقه الشجري في "الأمالي" 2/ 261 - 262 عن يحيى بن عثمان بن صالح، بهذا الإسناد. وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه حسان بن غالب، وهو متروك.
(4)
أثبتناه من مصادر التخريج، وفي النسخ الخطية مكانه بياض.
(5)
إسناده ضعيف جدًا، عمر بن قيس -وهو المعروف بسندل- متروك الحديث.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" -كما في "مجمع الزوائد" 3/ 244، وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4164) عن المقدام بن داود، عن خالد بن نزار، بهذا الإسناد. =
6813 -
حدثنا محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: عبدُ الله ابن أمِّ مكتوم، أمُّ مكتوم أُمُّه واسمُها عاتكةُ بنت عبد الله بن عَنْكَثة بن عامر بن مخزوم، وهو عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصمِّ بن هَرِم
(1)
بن رَوَاحة بن عبد بن مَعِيص بن عامر بن لؤي.
القولُ ما قاله مصعب، فقد أثبتَ له الاسمين جميعًا.
6814 -
أخبرنا أبو العبّاس المحبوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عُبيد الله
(2)
ابن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: أولُ من قَدِمَ من
= وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1430) من طريق إبراهيم بن سليمان بن داود البلخي، عن عمر بن قيس، به -وذكر فيه الرَّجَز، وهو:
يا حبذا مكة من وادي
…
أرضٌ بها أهلي وعُوَّادي
إني بها أمشي بلا هادي
…
إني بها ترسخ أوتادي
وأخرجه بنحوه ابن شاذان في "المشيخة الصغرى"(54)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 15/ 398 من طريق يحيى بن أبي الحجاج، عن عمر بن قيس، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله. فجعل الواسطة إلى جابر: عمرو بن دينار.
وأخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" 2/ 154 من طريق داود بن عبد الرحمن، قال: سمعت طلحة ابن عمر، يقول: قال ابن أم مكتوم، وهو آخذ بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يطوف، وذكر شعرًا. قال داود: ولا أدري يطوف بالبيت أو بين الصفا والمروة. قلنا: وطلحة بن عمرو المكي متروك لا يفرح به، وسنده معضل أيضًا.
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 2/ 131 عن عبد الوهاب بن عطاء العجلي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: ا لما كان يوم فتحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مكة كان عبد الله بن أم مكتوم بين يديه وبين الصفا والمروة وهو يقول:
يا حبذا مكة من وادي
…
أرضٌ بها أهلي وعُوَّادي
أرض بها أمشي بلا هادي
…
أرضٌ بها ترسخُ أوتادي
وهذا إسناد لا بأس به، لكنه مرسل، وليس فيه أنَّ ابن أم مكتوم مسك خطام الناقة وطاف.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: هارون.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: عبد الله.
المهاجرين مصعبُ بن عُمير، ثم قَدِمَ علينا بعدَه عمرو بن أم مَكْتوم الأعمى
(1)
.
6815 -
حدثنا جعفر بن نُصير الخُلْدي رحمه الله، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد القُدُّوس بن بكر بن خُنيس، حدثنا مِسعَر، عن أبي البِلاد، عن الشَّعبي قال: دخل
(2)
على عائشةَ وعندها ابنُ أم مكتوم وهي تُقطِّع له الأُترُجَّ فيأكلهُ بعسَلٍ، فقالت: ما زال هذا له من آل محمدٍ -صلى الله عليه وسلم منذ عاتَبَ اللهُ فيه نبيَّه صلى الله عليه وسلم. وإنما أرادت أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها نزولَ سورة {عَبَسَ وَتَوَلَّى}
(3)
.
6816 -
حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، حدثنا الحسين بن محمد القبَّاني وإبراهيم بن أبي طالب، قالا حدثنا أبو موسى، حدثنا أحمد بن بَشِير الهَمْداني، حدثنا أبو البِلاد، عن مسلم بن صُبيح [عن مسروق]
(4)
قال: دخلتُ على
(1)
إسناده صحيح. وهو مكرر (6784).
(2)
كذا في النسخ الخطية، وفي "حلية الأولياء":"دخل رجلٌ"، ونُرى أنه الصواب، وفي "شعب الإيمان":"دخلنا"، ونراه خطأ أو تحريفًا، فالشعبي روايته عن عائشة مرسلة، ويغلب على ظننا أن هذا الرجل المبهم في رواية الشعبي والذي دخل على عائشة هو مسروق بن الأجدع كما سيأتي في التعليق على الرواية التالية عند المصنف، فمسروق من شيوخ الشعبي، قال أبو حاتم الرازي كما في "المراسيل" لابنه ص 159: الشعبي عن عائشة مُرسَل، إنما يُحدِّث عن مسروق عن عائشة. ولا سيما أن كِلا الطريقين يرويهما أبو البلاد، فيكون له فيهما شيخان: الشعبي كما في هذه الرواية، ومسلم بن صبيح كما في الرواية التالية، وكلاهما يرويه عن مسروق، والله تعالى أعلم.
(3)
حسن بما بعده، وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم، لكن الشعبي لم يسمع من عائشة، بينهما فيما نُرى مسروق كما تقدم في التعليق السابق. مسعر: هو ابن كدام، وأبو البلاد: سماه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 280: يحيى بن سليمان الغطفاني، وترجمه ابن أبي حاتم 9/ 160 فسمّاه يحيى بن أبي سليمان، ونقل عن ابن معين توثيقه.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 233، وكذا البيهقي في "شعب الإيمان"(7828) من طريق أبي بكر بن إسحاق الفقيه، كلاهما (أبو نعيم وأبو بكر) عن عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده، وما سلف برقم (3940).
(4)
ما بين المعقوفين سقط من النسخ الخطية، واستدركناه من مصادر التخريج.
عائشة وعندَها رجلٌ مكفوفٌ، وهي تُقطِّع له الأُترُجَّ وتُطعِمه إيّاه بالعسَل، فقلتُ: من هذا يا أمَّ المؤمنين؟ فقالت: هذا ابنُ أمِّ مكتوم الذي عاتب الله تبارك وتعالى فيه نبيَّه صلى الله عليه وسلم، قالت: أتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم ابنُ أمِّ مكتوم وعندَه عُتبةُ وشَيْبة وأقبلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما، فنزلت:{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} ؛ ابنُ أمِّ مكتوم
(1)
.
6817 -
أخبرني عبد الرحمن بن حَمْدان الجلَّاب بهَمَذان، حدثنا إسحاق بن أحمد الخرَّاز، حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، حدثنا أبو سِنان، عن عمرو بن مُرَّة، عن أبي البَخْتري، عن ابن أمِّ مكتوم قال: خرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذاتَ غداةٍ فقال: "سُعِّرَتِ النارُ لأهل النار، وجاءتِ الفتنُ كقِطَعِ الليل المُظلِم، لو تعلمون ما أعلمُ لضحكتُم قليلًا ولبكيتُم كثيرًا"
(2)
.
(1)
إسناده حسن. أبو موسى: هو إسحاق بن موسى بن عبد الله الأنصاري، وليس هو بأبي موسى الزَّمِن كما زعم الذهبي في "التلخيص".
وأخرجه أبو نعيم في "الطب النبوي"(164) من طرق عن الحسين بن محمد القباني وحده، بهذا الإسناد. وفيه ذكر مسروق.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(9404)، وأبو نعيم (796)، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 325 من طريق الهيثم بن خلف، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7829) من طريق أبي حاتم الرازي، كلاهما عن أبي موسى إسحاق بن موسى الأنصاري، به. وفيه ذكر مسروق عندهم جميعًا.
وانظر ما قبله.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد لا بأس برجاله، لكن أبا البختري -واسمه سعيد بن فيروز- لم يدرك ابن أم مكتوم. أبو سنان: هو سعيد بن سنان البرجمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(809)، والطبراني في "الأوسط"(887) ـ ومن طريقه عبد الغني المقدسي في "ذكر النار" ص 69 - والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 490، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5021)، وفي "الحلية" 2/ 4، من طرق عن إسحاق بن سليمان الرازي، بهذا الإسناد. ووقع تحريف في "مسند ابن أبي شيبة" و"تاريخ جرجان". وقال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن ابن أم مكتوم إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به إسحاق بن سليمان!
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 2/ 459 تعليقًا من طريق حمزة بن إسماعيل بن قيس، وأبو طاهر =
6818 -
أخبرنا أبو الطيِّب محمد بن عبد الله الشَّعيري، حدثنا مَحمِش بن عصام العَدْل، حدثنا حفص بن عبد الله، حدثني إبراهيم بن طَهْمان، عن عاصم، عن زِرّ بن حُبيش، عن عمرو بن أمِّ مكتوم قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقلتُ: يا رسولَ الله، إني شيخٌ كبير ضريرُ البصر شاسعُ الدار، وليس لي قائدٌ يُلائمني، وبيني وبينَ المسجد شجرٌ وأنهارٌ، فهل لي من عُذر أن أصلِّي في بيتي؟ قال:"هل تسمعُ النِّداءَ؟ " قلت: نعم قال: "فأتِها"
(1)
.
قال الحاكم رحمه الله: لا أعلمُ أحدًا قال في هذا الإسناد: عن عاصم عن زِرّ، غير إبراهيم بن طَهْمان، وقد رواه زائدةُ وشَيبان النَّحوي وحماد بن سَلَمة وأبو عَوَانة وغيرُهم عن عاصم عن أبي رَزين عن ابن أمِّ مكتوم.
أما حديثُ زائدة:
6819 -
فحدَّثَناه أبو بكر بن بالَوَيهِ، حدثنا محمد بن أحمد بن النَّضْر، حدثنا معاوية ابن عمرو، حدثنا زائدة، عن عاصم، عن أبي رَزين
(2)
.
= المخلص في "المخلصيات"(507) من طريق يحيى بن ضُريس وحمزة بن إسماعيل معًا، كلاهما عن أبي سنان سعيد بن سنان، به.
ويشهد له حديث أنس بن مالك عند البخاري (4621) ومسلم (2359).
وحديث عائشة عند البخاري (5221)، ومسلم (901).
وحديث أبي هريرة عند البخاري (6485)، وسيأتي عند المصنف برقم (8940)، وعن أبي ذر سلف برقم (3927)، وعن أبي الدرداء سيأتي برقم (8103).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد لا بأس برجاله، لكن خالف إبراهيمُ بن طهمان أصحابَ عاصم -وهو ابن بهدلة- فرواه عن زر بن حبيش عن ابن أم مكتوم، وهو وهمٌ، والمحفوظ: عاصم عن أبي رزين عن ابن مكتوم، كما سيورد المصنف هذه الرواياتِ عقبه. وسلفت رواية أبي رزين أيضًا عند المصنف برقم (822).
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(5086)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5020) من طريق يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد، عن إبراهيم بن طهمان، بهذا الإسناد.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو رزين -وهو مسعود بن مالك الأسدي- =
وأما حديث شَيبان:
6820 -
فأخبرَناه أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا بِشر، حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، حدثنا شَيبانُ، عن عاصم، عن أبي رَزين
(1)
.
وأما حديث حماد بن سَلَمة:
6821 -
فحدَّثَناه محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السَّري بن خُزيمة، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عَوانة، وحمادُ بن سَلَمة، عن عاصم، عن أبي رَزين
(2)
.
ذكرُ العلاء بن الحَضْرمي رضي الله عنه
-
6822 -
أخبرني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله قال: الحَضْرمي أبو العلاء اسمُه عبد الله بن عبَّاد بن أكبرَ بن رَبيعة بن مالك بن عُريف بن مالك بن الخزرج بن إياد
(3)
بن الصَّدِف من حضرَموتَ
= لم يسمع من ابن أم مكتوم، كما سلف بيانه برقم (822).
وأخرجه ابن ماجه (792) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه أحمد 24/ (15490) عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن شيبان النحوي، بهذا الإسناد.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقيه.
وأخرجه ابن خزيمة (1480) من طريق محمد بن بكر، عن حماد بن سلمة وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه البغوي في "معجم الصحابة"(1548) عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن أبي عوانة، به.
(3)
كذا وقع في النسخ الخطية، ومثله في "طبقات خليفة" ص 12، والصواب: أبد، بالباء الموحدة ثم الدال. وانظر تحقيق هذا الاسم فيما كتبه الشيخ المعلِّمي رحمه الله في تعليقه على "الإكمال" لابن ماكولا 6/ 49.
ابنِ كِنْدة، مات راجعًا من البحرين سنةَ إحدى وعشرين.
6823 -
أخبرنا أبو العبّاس المحبوبي، حدثنا أحمد بن سيَّار، حدثنا عَبْدان، عن أبي حمزة، عن المغيرة الأزدي، عن محمد بن زيد، عن حيَّان الأعرج، عن العلاء ابن الحضرمي قال: بعثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الخليطَينِ يكون أحدُهما مسلم والآخرُ مشرك
(1)
، أن خُذْ
(2)
من المسلم العُشرَ، ومن المُشرك الجِزْيةَ
(3)
.
6824 -
حدثنا علي بن حَمْشاذَ، حدثنا محمد بن شاذان الجوهري، حدثنا مُعلَّى بن منصور، حدثنا هُشَيم، عن منصور بن زاذان، عن محمد بن سِيرِين، عن ابن
(4)
العلاء بن
(5)
الحضرمي، عن أبيه: أنه كتب إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فبدأَ بنفسِه
(6)
.
(1)
كذا في النسخ الخطية، وحقه نصب كلمة مسلم ومشرك، وكلمة "يكون" لم ترد في "المعجم الكبير".
(2)
في (ص): آخذ.
(3)
إسناده ضعيف، المغيرة الأزدي مجهول، قال المزي في "التهذيب" 28/ 408: أظنه المغيرة ابن مسلم القسملي، فإنَّ القسامل من الأزد. ومحمد بن زيد أيضًا مجهول، وحيان الأعرج وثقه ابن معين، لكن روايته عن العلاء منقطعة.
عبدان: هو عبد الله بن عثمان بن جبلة، وأبو حمزة: هو السكري محمد بن ميمون المروزي.
وأخرجه أحمد 34/ (20527)، وابن ماجه (1831) من طرق عن عتاب بن زياد بهذا الإسناد. لكن بلفظ: الخراج، مكان الجِزية.
ورواه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي -فيما ذكر ابن منده في "الصحابة" ص 414 - عن مروان ابن محمد الطاطري، عن بكير بن معروف، عن محمد بن زيد الخراساني، عن حيان الأعرج مرسلًا. لكن قال عقبه: وهو وهم، وصوَّب روايةَ أبي حمزة السكري، مع أنَّ إسنادها إلى محمد ابن زيد أصحُّ من طريق أبي حمزة السكري التي فيها المغيرة المجهول! إلَّا أن يقصد تخطئة من جعله صحابيًا، فنعم.
(4)
تحرَّف في (م) و (ص) إلى: أبي العلاء، والمثبت من (ب).
(5)
لفظة "بن" سقطت من (م) و (ص)، وأثبتناها من (ب).
(6)
إسناده ضعيف، فقد اضطرب هشيم -وهو ابن بشير- فيه، فوصله مرةً بذكر ابن العلاء الحضرمي -ولا يعرف من هو- ومرةً يسقطه ويرسله عن العلاء بن الحضرمي. وقد أشار الدارقطني =
ذكرُ عبد الله بن جَحْش الأَسَدي رضي الله عنه
-
6825 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد
(1)
بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بُكير، عن ابن إسحاق، قال: وعبدُ الله بن جَحْش بن رِئاب بن يَعمرَ بن صَبِرَة بن كَبير
(2)
بن غَنْم بن دُودان بن أسد بن خُزيمة، وأمُّه أُميمةُ بنت عبد المطلب عمَّةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
6826 -
حدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله قال: وعبدُ الله بن جَحْش؛ فذكر هذا النسبَ في تسمية من شَهِد
= إلى تفرُّد هشيم عن منصور بهذه الرواية كما في "أطراف الغرائب" لابن طاهر المقدسي 4/ 254.
ورواية هشيم الثانية المرسلة هي المحفوظة الموافقة لرواية شعبة وأبي عوانة من أصحاب منصور بن زاذان كما سيأتي.
وأخرجه أبو داود (5135) عن محمد بن عبد الرحيم، عن معلى بن منصور، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 31/ (18986) -وعنه أبو داود (5135) - عن هشيم، به. وقال أحمد عقبه: حدثنا به هشيم مرتين، مرة عن ابن العلاء، ومرة لم يصل.
وسيأتي برقم (7910) من طريق هشيم كروايته هنا.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5510) من طريق القاسم بن عيسى، عن هشيم، عن منصور بن زاذان، عن ابن سيرين: أنَّ العلاء بن الحضرمي
…
فذكره مرسلًا.
وأما رواية شعبة عن منصور بن زاذان، فأخرجها ابن أبي شيبة 8/ 660، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1714)، والطبراني في "الكبير" 18/ (162).
وأما رواية أبي عوانة الوضاح اليشكري عنه، فأخرجها ابن الأعرابي في "معجمه"(2140)، وأبو نعيم في "المعرفة"(5509).
وكذلك رواه خُليف بن عقبة عند ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 301، وهشام بن حسان عند البيهقي 10/ 130، كلاهما عن ابن سيرين: أنَّ العلاء
…
فذكره مرسلًا.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: محمد.
(2)
في المصادر: صبرة بن مرة بن كبير. انظر "طبقات ابن سعد" 3/ 84، و"التهذيب" للمزي 14/ 292.
بدرًا من المسلمين، وزاد أنه حَليفُ بني أُمية بن عبد شمس.
6827 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا أبو عُلاثة، حدثنا أبي، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا أبو الأسود، عن عُرْوة، في تسمية من استُشْهِدَ يومَ أُحد مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم من بني أُمية: عبدُ الله بن جَحْش حليفٌ لهم، وهو من بني أسد بن خُزيمة.
ذكرُ ابنه محمدِ بن عبد الله بن جَحْش رضي الله عنه
-
6828 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا شَباب قال: محمدُ بن عبد الله بن جَحْش بن رئاب بن يَعمَر بن صَبِرة بن كَبير بن غَنْم بن دُودان بن أسد بن خُزيمة بن مُدرِكة بن الياس بن مُضَر، حليفُ بني أمية، وجدَّتُه أمُّ أَبيه أميمةُ بنت عبد المطلب عمَّةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وعمَّته زينبُ بنت جَحْش زوجُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم:
6829 -
حدثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، أخبرني العلاء بن عبد الرحمن، أخبرني أبو كَثير مولى محمد بن عبد الله بن جَحْش، عن مولاه محمد ابن عبد الله بن جحش قال: كنتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فمرَّ على مَعمَر وهو جالسٌ عند دارِه في السُّوق وفَخِذاه مكشوفتان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"غَطِّ فَخِذَكَ، فإنَّ الفَخِذَ عَورةٌ"
(1)
.
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد لا بأس برجاله غير شيخ المصنف، لكنه متابع، أبو كثير مولى محمد بن عبد الله بن جحش نُسب مولى الأسديين، ومرةً مولى الليثيين، روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 570، فمثله حسن الحديث إن شاء الله، لكن اختلف عليه كما هو مبين في "مسند أحمد" 37/ (22494). العلاء بن عبد الرحمن: هو ابن يعقوب الحُرقي.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 306 - ومن طريقه البيهقي 2/ 228 - والطبراني في "الكبير" 19 / (550) -وعنه أبو نعيم في "الصحابة"(628) - عن يحيى بن أيوب العلاف، كلاهما (يعقوب ويحيى العلاف) عن سعيد بن أبي مريم بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم (629) من طريق خالد بن مخلد القطواني، عن محمد بن جعفر، به. =
ذكرُ يزيدَ بن عبد الله أبى
(1)
السائب رضي الله عنه
-
6830 -
حدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله قال: ويزيدُ بن عبد الله بن سعد بن الأسود بن ثُمامة بن يَقْظان
(2)
ابن الحارث بن عمرو بن معاوية بن الحارث، حليفٌ لبني مُعيقِيب، وقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أمَّره على اليمامة.
6831 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا ابن أبي ذِئب، عن عبد الله بن السائب بن يزيد، عن أبيه، عن جدِّه، أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يأخُذْ أحدُكم متاعَ صاحبه لاعبًا ولا جادًّا، وإذا وَجَدَ أحدُكم عصا صاحبِه فليردَّها إليه"
(3)
.
وابنُه السائب بن يزيد
أدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم وروى عنه حديثًا
(4)
.
6832 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الحافظ، حدثني أبي، حدثنا قُتَيبة بن سعيد، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن يوسف، عن السائب
= وأخرجه أحمد (22494) من طريق حفص بن ميسرة، عن العلاء به. وانظر تتمة تخريجه هناك.
وسيأتي برقم (7548) من طريق إسماعيل بن جعفر -وهو أخو محمد بن جعفر- عن العلاء ابن عبد الرحمن، وذكر المصنفُ هناك أحاديثَ الباب، فانظرها.
(1)
في نسخنا الخطية: أبو، والمثبت من نسخة المحمودية كما في طبعة الميمان. ويزيد هذا قد اختلف في نسبه، فقال المزي في "تهذيب الكمال" 32/ 141: يزيد بن سعيد بن ثمامة بن الأسود ابن عبد الله بن الحارث الكندي، والد السائب بن يزيد، وقيل غير ذلك في نسبه.
(2)
تحرَّفت في النسخ الخطية إلى كلمةٍ صورتُها: سيكان.
(3)
إسناده صحيح. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وأخرجه أحمد 29/ (17940 - 17942)، وأبو داود (5003)، والترمذي (2160) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلَّا من حديث ابن أبي ذئب.
(4)
قوله: حديثًا، أثبتناه من (ب)، ولم يرد في (م) و (ص).
ابن يزيد قال: حُجَّ بي مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم حجَّةَ الوداع وأنا ابنُ سبعِ سنينَ
(1)
.
6833 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا إسماعيل بن قُتَيبة، حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير قال: وفيها ماتَ السائبُ بن يزيد؛ يعني سنةَ إحدى وتسعين.
6834 -
حدثني علي بن حَمْشاذَ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني محمد بن بكَّار، حدثنا أبو مَعْشَر، عن يوسف بن يعقوب، عن السائب بن يزيد قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أخرجَ عبدَ الله بن خَطَل من بين أستارِ الكعبة، فقتله صَبْرًا، ثم قال:"لا يُقتَلُ أحدٌ من قريش بعدَ هذا صبرًا"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. محمد بن يوسف: هو ابن عبد الله بن يزيد الكندي.
وأخرجه أحمد 24/ (15718)، والترمذي (925) عن قُتَيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (1858) عن عبد الرحمن بن يونس، حدثنا حاتم بن إسماعيل، به.
وأخرج البخاري (1859) من طريق الجعيد بن عبد الرحمن، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول للسائب بن يزيد، وكان قد حُجَّ به في ثَقَل النبي صلى الله عليه وسلم.
والثَّقَل: متاع المسافر. قال القسطلاني في "إرشاد الساري" 3/ 322: لم يذكر المؤلف مقول عمر ولا جواب السائل؛ لأنَّ غرضه الإعلام بأنَّ السائب حُجَّ به وهو صغير.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو معشر -واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي- ضعيف، ويوسف بن يعقوب روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ففيه جهالة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6687) عن عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(770)، والبغوي في "معجم الصحابة"(1111)، والطبراني في "الأوسط"(4243) و (8070)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3484) من طرق عن محمد بن بكار به. وقال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن السائب بن يزيد إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به أبو معشر.
وأخرجه البغوي (1112)، والطبراني في "الأوسط"(8070)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 55 من طريق منصور بن أبي مزاحم، وابن منده في "معرفة الصحابة" ص 743 من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن أبي معشر، به. =
ذكرُ أبي هاشم بن عُتبة رضي الله عنه
-
6835 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: أبو هاشم بن عُتبة بن رَبيعة بن عبد شمس بن عبد مَنَاف، أمُّه خُناس بنت مالك بن المُضرِّب بن حُجَير بن عبد بن مَعِيص بن عامر بن لؤي، وكان أعورَ، فُقِئت عينُه يومَ اليرموك، تُوفي أبو هاشم في زمن معاوية.
6836 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مَزْيَد
(1)
، حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، حدثني خالد بن دِهْقان، عن خالدٍ سَبَلان
(2)
، عن كُهيل بن حَرمَلة قال: قَدِم أبو هريرةَ دمشقَ، فنزل على أبي كُلْثوم السَّدوسي، فأتيناه، فتذاكرنا الصلاةَ الوسطى فاختلفنا فيها، فقال أبو هريرة: اختلَفْنا فيها كما اختلفتُم فيها ونحن بفِنَاء بيتِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وفينا الرجلُ الصالح أبو هاشم بنُ عُتبة بن ربيعة، فقامَ فدخلَ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وكان جَريئًا عليه، ثم خرجَ إلينا فأخبرنا أنها العصرُ
(3)
.
= ويشهد لشطره الأول حديثُ أنس بن مالك عند البخاري (1846)، ومسلم (1357): أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاء رجلٌ فقال: إنَّ ابن خطل متعلِّق بأستار الكعبة، فقال:"اقتلوه". وانظر حديث سعد بن أبي وقاص السالف عند المصنف برقم (2384).
ويشهد لشطره الثاني حديث مطيع بن الأسود عند مسلم (1782)، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم فتح مكة: "لا يُقتل قرشي صبرًا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة". قال النووي في "شرح مسلم" 12/ 134: قال العلماء: معناه الإعلام بأنَّ قريشًا يسلمون كلُّهم، ولا يرتدُّ أحدٌ منهم كما ارتدَّ غيرُهم بعده صلى الله عليه وسلم ممّن حورب وقتل صبرًا، وليس المراد أنهم لا يقتلون ظلمًا وصبرًا، فقد جرى على قريش بعد ذلك ما هو معلوم، والله تعالى أعلم.
(1)
المثبت من (ب)، وتحرَّفت في (م) إلى يزيد، وفي (ص) إلى مرثد.
(2)
في النسخ الخطية: خالد بن سبلان، وهو خطأ، فسبلان لقبٌ لخالد، انظر "نزهة الألقاب" لابن حجر (1456).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، خالد سبلان اسمه خالد بن عبد الله بن الفرج، روى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عنه اثنان، ونقل ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ 134 توثيقه عن أبي مسهر الدمشقي، وكهيل ابن حرملة مجهول. وقال ابن كثير في "تفسيره": غريب من هذا الوجه جدًا.
وأخرجه البخاري في الكنى من "التاريخ الكبير" 9/ 79 - 80، وأبو زرعة الدمشقي في "الفوائد المعللة"(14)، والطبراني في "الكبير"(7198)، وفي "مسند الشاميين"(1315)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3704) من طريق دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم، عن محمد بن شعيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 41، وأبو زرعة الدمشقي (14)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(560)، والبزار (391 - كشف الأستار)، والطبري في "تفسيره" 2/ 559، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 174، وابن حبان في "الثقات" 5/ 341، والطبراني في "الكبير"(7198)، وفي "مسند الشاميين"(1315)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3704)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ 132 من طريق صدقة بن خالد، عن خالد بن دهقان، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 174 من طريق محمد بن أبي حميد، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة مرفوعًا:"صلاة الوسطى صلاة العصر". وسنده واهٍ من أجل محمد بن أبي حميد، فهو متفق على ضعفه منكر الحديث.
وأخرجه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(395)، وابن أبي شيبة 2/ 506، وأحمد في "العلل"(1186)، والطبري في "تفسيره" 2/ 554، والبيهقي 1/ 460 و 460 - 461 من طرق عن سليمان بن طرخان التيمي، عن أبي صالح ميزان البصري، عن أبي هريرة موقوفًا، وإسناده صحيح.
وشذَّ عبدُ الوهاب بن عطاء فخالف أصحابَ سليمان التيمي عند الطبري 2/ 559، وابن خزيمة (1338)، والبيهقي 1/ 460 فرواه عن التيمي، عن أبي صالح ميزان، عن أبي هريرة مرفوعًا.
وأخرجه عبد الرزاق (2040) و (2197)، وسعيد بن منصور (396)، والبخاري في "الكبير" 5/ 357، والطبري 2/ 554 - 555، والطحاوي 1/ 175 من طريق عبد الرحمن بن نافع الطائفي، عن أبي هريرة موقوفًا، وإسناده حسن ي المتابعات والشواهد.
وانظر حديث البراء بن عازب السالف برقم (3149).
وفي الباب عن علي عند البخاري (6396)، ومسلم (627)(205).
وعن عبد الله بن مسعود عند مسلم (628).
6837 -
حدثنا عبد الرحمن بن حمدان الجَلَّاب بهَمَذان، حدثنا عبد الله بن محمد ابن سعيد المصري بمكة حرسها الله تعالى، حدثنا محمد بن يوسف الفِرْيابي، حدثنا سفيان، عن منصور، عن أبي وائل قال: دخل معاويةُ على أبي هاشم بن عُتْبة وهو يبكي، فقال: يا خالُ ما يُبكِيك؟ أوجعٌ أم حُزنٌ على الدنيا؟ فقال: كلٌّ لا، ولكن عَهِدَ إليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عهدًا لم آخُذْ به، قال لي: "يا أبا هاشم، إنها ستُدرِكُكَ أموالٌ يُؤتاها أقوام
(1)
"
(2)
.
(1)
في (م) و (ص) و (ب): أموالًا يؤتها أقوام، لكن كلمة أموال مرفوعة في (ب)، وزاد بعدها فيها: واياه، وترك مكانها بياض في (م) و (ص)، وفي رواية الطبراني عن عبد الله بن محمد المصري عن الفريابي:"سترى أموالًا يؤتاها أقوام، وإنما يكفيك من جميع الدنيا خادمٌ ومركبٌ في سبيل الله"، فأراني اليوم قد جمعتُ.
(2)
حديث حسن كما سلف بيانه برقمي (5059) و (5060)، لكن المحفوظ في رواية منصور -وهو ابن المعتمر- ذكر سمرة بن سهم بين أبي وائل -وهو شقيق بن سلمة- وبين صحابييه، وقد انفرد سفيان -وهو الثوري- بعدم ذكره، ورواه غيرُه عن منصور بذكره. قال الدارقطني في "العلل" (1201): يرويه أبو وائل، واختلف عنه؛ فقال الأعمش عن أبي وائل: دخل معاوية على خاله أبي هاشم. وخالفه منصور، فرواه عن أبي وائل عن سمرة بن سهم عن أبي هاشم، وحديث منصور أولى بالصواب، انتهى. وعبد الله بن محمد بن سعيد -وإن كان ضعيفًا- متابع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7200) عن عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن السني في "القناعة"(40) من طريق زكريا بن الحكم، عن محمد الفريابي، به.
وأخرجه أحمد 24/ (15665)، والترمذي (2327)، والنسائي (9724)، والطبراني (7200)، وابن السني (40) من طرق عن سفيان الثوري، به. وقُرن في بعض الروايات بمنصور بن المعتمر الأعمشُ. وقال الترمذي: وقد رواه زائدة وعبيدة بن حميد عن منصور عن أبي وائل عن سمرة ابن سهم، قال: دخل معاوية على أبي هاشم، فذكر نحوه.
وسلف تخريج الطرق عن منصور عند الرواية السالفة برقم (5060)، والطرق عن الأعمش عن أبي وائل عند الرواية السالفة برقم (5059).
ذكرُ أبي العاص بن الرَّبيع رضي الله عنه
-
6838 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي قال
(1)
: أبو العاص بنُ الربيع زوجُ زينب بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنُ خالتها، أمُّه هالةُ بنت خُوَيلد أختُ خديجة، واسمُ أبي العاص مُهشِّم
(2)
، وكان يُلقَّب جِرْوَ البَطْحاء، وولَدَتْ زينب بنتُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لأبي العاص عليَّ بن أبي العاص وأُمامة بنتَ أبي العاص، وتوفِّي أبو العاص سنةَ إحدى عشرةَ في خلافة أبي بكر.
6839 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو زُرْعة الدمشقي، حدثنا أحمد بن خالد الوَهْبي، حدثنا محمد بن إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عِكرمة، عن ابن عبّاس قال: ردَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زينبَ على أبي العاص بالنِّكاح الأول، لم يُحدِثا شيئًا
(3)
.
هذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وقد رُوي أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ردَّها عليه بنكاحٍ جديد:
6840 -
حدَّثَناه أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرني حُميد بن رُوَيمان
(4)
، عن الحجَّاج بن أَرْطاة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه قال: أسلمَتْ زينبُ بنتُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قبلَ زوجِها أبي العاص بسنةٍ، ثم أسلمَ أبو العاص، فردَّها النبيُّ صلى الله عليه وسلم بنكاحٍ جديد
(5)
.
(1)
كذا جاء هنا في النسخ الخطية، والجادة أنَّ إبراهيم الحربي يرويه عن مصعب بن عبد الله الزبيري، فقد تكرر ذكر هذه السلسلة عند المصنف كثيرًا.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: مهيثم.
(3)
إسناده حسن، ومحمد بن إسحاق قد صرَّح بسماعه من داود بن الحصين، كما سلف بيانه برقم (2870)، وقد صحَّحه الإمام أحمد والدارقطني كما سيأتي نقله عنه في الحديث التالي.
(4)
وقع في النسخ الخطية: ابن أبي رومان، والمثبت من "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 3/ 222، وهو شيخٌ لعبد الرزاق روى عنه في "مصنفه" غيرَ مرة.
(5)
إسناده ضعيف، حميد بن رويمان -وإن كان مجهولًا- متابع، والحجاج بن أرطاة مدلس، =
ذكرُ عبد الله بن عامر بن كُرَيز القُرشي رضي الله عنه
-
6841 -
حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنْبري، حدثنا الحسن بن علي بن نصر، حدثنا الزُّبير بن بكَّار قال: عبدُ الله بن عامر بن كُرَيز بن رَبيعة بن حَبيب بن عبد شمس بن عبد مَناف، وأمُّه دجاجةُ بنت أسماء بن الصَّلْت بن حبيب بن حارثة ابن هِلال بن حِزام، استعمله عثمانُ بن عفّان على البصرة، وعَزَلَ أبا موسى الأشعري، فقال أبو موسى: قد أتاكم فتًى من قريش كريمُ الأمهات والعمَّات والخالات، يقول بالمال فيكم هكذا وهكذا.
وكان كثيرَ المناقب، وهو الذي افتتح خُراسانَ، وأحرمَ من نيسابور شكرًا لله تعالى، وعمل السِّقاياتِ بعرفةَ.
6842 -
حدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق، حدثنا مصعب ابن عبد الله، حدثني أبي، عن جدِّي مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزُّبير، عن حنظلةَ بن قيس، عن عبد الله بن عامر بن كُرَيز وعبد الله بن الزُّبير، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم
= وقد عنعنه، وهو لم يسمعه من عمرو بن شعيب، قال أحمد بن حنبل في "مسنده" 11/ 530: حديث حجاج: "ردَّ زينب ابنته"، قال: هذا حديث ضعيف، أو قال: واهٍ، ولم يسمعه الحجاج من عمرو بن شعيب، إنما سمعه من محمد بن عبيد الله العرزمي، والعرزمي لا يساوي حديثه شيئًا، والحديث الصحيحُ الذي رُوي: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أقرَّهما على النكاح الأول. يعني الحديث السابق. ونقل البيهقي في "سننه الكبرى" 7/ 188 عن يحيى القطان مثل ما قال الإمام أحمد. وقال الدارقطني في "سننه"(3625): هذا لا يثبت، وحجاج لا يحتجُّ به، والصواب حديث ابن عبّاس. وانظر "علل الترمذي الكبير"(289).
وقد نبَّه الذهبي في "التلخيص" إلى خطأ في متنه، فقال: هذا باطل، ولعله أراد: هاجرت قبله بسنة، وإلَّا فهي أسلمت قبل الهجرة بمدة، انتهى.
والحديث في مصنف عبد الرزاق (12648).
وأخرجه أحمد 11/ (6938) عن يزيد بن هارون، وابن ماجه (2010)، والترمذي (1142) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، كلاهما عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. وعند أحمد والترمذي: بمهر جديد، ونكاح جديد. وقال الترمذي: هذا حديث في إسناده مقال.
قال: "مَن قُتِلَ دون مالِه فهو شهيد"
(1)
.
6842 م - قال مصعب: وذكروا بهذا الإسناد: أنَّ عبد الله بن عامر بن كُريز أُتي به النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو صغير، فقال:"هذا شَبَهُنا"، وجعل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يتفُلُ عليه ويعوِّذُه، فجعل عبد الله يتسوَّغ
(2)
ريقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنه لَمَسْقيٌّ"، فكان لا يُعالج أرضًا إلَّا ظهر له الماءُ، وله النِّباج الذي يُقال: نِباجُ عامر، وله الجُحْفة، وله بستانُ ابن عامر بنخلةَ على ليلةٍ من مكة، وله آبارٌ في الأرض كثيرة، وكان معاويةُ زوَّج عبدَ الله بن عامر ابنتَه هندَ، فكانت هند بنتُ معاوية أبرَّ شيء بعبد الله ابن عامر، وإنها جاءته يومًا بالمِرآة والمُشْط، وكانت تتولَّى خدمتَه بنفسِها، فنظرَ في المرآةِ فالتقى وجهُه وجهَها، فرأى شبابَها وجمالَها ورأى الشيبَ في لحيته قد ألحقَه
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد لين، عبد الله بن مصعب بن ثابت وأبوه لينا الحديث. وعدَّ الحافظ ابن حجر في "الإصابة" رواية عبد الله بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة، وأنه لما قُبض النبي صلى الله عليه وسلم كان قد مضى من عمره أقلُّ من سنتين.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(567) و (764)، والبزار في "مسنده"(2220)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 125، والطبراني في "الأوسط"(8069)، وأبو الشيخ في "الطبقات"(21)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4385)، وفي "تاريخ أصبهان" 1/ 62، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 29/ 247 - 248 من طرق عن مصعب بن عبد الله الزبيري، بهذا الإسناد. ولم يذكر البزار في روايته عبد الله بن عامر، وقال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن عامر إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به عبد الله بن مصعب بن ثابت.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 13/ (290) من طريق إبراهيم بن حمزة الزبيري، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4384)، وفي "تاريخ أصبهان" 1/ 62 - ومن طريقه ابن عساكر 29/ 248 - من طريق عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، كلاهما عن عبد الله بن مصعب بن ثابت، به.
ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو عند البخاري (2480)، ومسلم (141).
وحديث أبي هريرة عند مسلم (140).
(2)
في النسخ الخطية: يتسرع، والمثبت من "إتحاف المهرة" 6/ 701، ومن المصادر الآتي ذكرها.
بالشيوخ، فرفع رأسَه إليها، فقال: الحَقِي بأبيك، فانطَلقَت حتى دخلت على أبيها فأخبرَتْه، فقال معاويةُ: وهل تُطلَّق الحُرَّة؟ فقالت: ما أتَى من قِبَلي، فأخبرَتْه خبرَها، فأرسلَ إليه معاويةُ، فقال: أكرمتُك بابنتي، ثم رددَتها عليَّ، فقال: أخبِركُ عن ذاك؛ إنَّ الله تبارك وتعالى مَنَّ عليَّ بفضله وجعلني كريمًا، لا أحبُّ أن يتفضَّل عليَّ أحدٌ، إنَّ ابنتَك أعجزتني بمكافأتِها لحُسن صُحبتِها، فنظرتُ فإذا أنا شيخٌ وهي شابَّة لا أزيدُها مالًا إلى مالها، ولا شَرَفًا إلى شرفها، فرأيتُ أن أردَّها إليك لتزوِّجَها فتًى من فتيانك كأنَّ وجهَه ورقةُ مُصحَف
(1)
.
ذكرُ هندٍ وهالةَ ابنَي
(2)
أبي هالة رضي الله عنهما
-
6843 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بُكير، عن ابن إسحاق قال: هندُ بن أبي هالة بن مالك أحد بني أُسيد بن عمرو ابن تميم، حليفُ بني عبد الدار، وهو ابن خَديجة.
6844 -
أخبرنا أبو محمد المُزَني، حدثنا أبو خَليفة
(3)
، حدثنا محمد بن سلَّام، حدثنا أبو عُبيدة قال: أبو هالة زوجُ خَديجة، اسمُه هند
(4)
بن النبَّاش بن زُرارة وابناه هندٌ وهالة، شَهِدَ هندٌ أحدًا.
(1)
إسناده لين كسابقه.
وأورده تامًا ومقطعًا مصعب بن عبد الله في "نسب قريش" ص 148 - 149، والبلاذري في "أنساب الأشراف" 9/ 359، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 29/ 252 - 253 و 70/ 189، وابن الجوزي في "المنتظم" 5/ 311 - 312.
(2)
في (م) و (ص): ابنا، والمثبت من (ب).
(3)
قوله: "حدثنا أبو خليفة" سقط من (م) و (ص)، وأثبتناه من (ب).
(4)
كذا وقع عند الحاكم، وفي "المعجم الكبير" للطبراني 22/ 155: قال أبو عبيد: أبو هالة كان زوج خديجة قبل النبي صلى الله عليه وسلم، واسمه النباش، وابنه هند بن النباش، من بني أسيد بن عمرو ابن تميم. قلنا: وذُكرت له أسماء أخرى ذكرها ابن عبد البر في ترجمة هند بن أبي هالة من "الاستيعاب" ص 743.
6845 -
حَدَّثَنَا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حَدَّثَنَا أبو غسان، حَدَّثَنَا جُمَيع بن عمر العِجلي، حدثني رجلٌ [بمكة، عن ابن لأبي]
(1)
هالة التميمي، عن الحسن بن علي، قال: سألتُ خالي هندَ بن أبي هالة التَّميمي - وكان وصَّافًا - عن حِلْية رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديثَ يطوله
(2)
.
(1)
في (م) و (ص): رجل، ثم بياض ثم التميمي، وفي (ب): رجل عن أبي هالة التميمي، وما بين المعقوفين أثبتناه من "المعجم الكبير" للطبراني، ومن مصادر التخريج.
(2)
إسناده واهٍ من أجل جميع بن عمر العجلي، قال أبو نعيم الملائي: كان فاسقًا، وقال أبو داود: أخشى أن يكون كذابًا. وقال العجلي: يكتب حديثه، وليس بالقوي. وذكره ابن حبان في "الثقات". وفيه أيضًا مبهمان، قال المزي في "التهذيب" 30/ 315: في إسناد حديثه بعضُ من لا يعرف. وقال البرذعي في "أسئلته لأبي زرعة" 2/ 550 - 551: سألت أبا زرعة عن حديث ابن أبي هالة في صفة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في عشر ذي الحجة فأبى أن يقرأه عليَّ، وقال لي: فيه كلام أخاف أن لا يصحَّ.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء"(1161) و (1941)، والطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 414)، وفي "الأحاديث الطوال"(29) - وعنه أبو نعيم في "دلائل النبوة"(565)، وفي "معرفة الصحابة"(6553) - عن علي بن عبد العزيز البغوي، بهذا الإسناد مطولًا، ولم يسق العقيلي لفظه.
وأخرجه مطولًا ومختصرًا ابن سعد في "الطبقات" 1/ 362 - 364، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 1/ 42 و 2/ 859، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 195 وأبو نعيم في "الدلائل"(565)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 286 - 288 وفي "شعب الإيمان"(1362) من طرق عن أبي غسان مالك بن إسماعيل، به.
وأخرجه كذلك الترمذي في "الشمائل"(8) و (226) و (337) و (352)، وابن أبي الدنيا في "الهم والحزن"(1) والحكيم الترمذي في "النوادر"(90) و (357) و (1331)، ومحمد بن هارون في "صفة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم " ص 9 - 12، وابن حبان في "الثقات" 2/ 145، والآجري في "الشريعة"(1022)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 16، وأبو الشيخ في "أخلاق النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم "(203) و (218) و (582)، وابن عساكر 3/ 343 - 345 من طريق سفيان بن وكيع، وأبو الشيخ (203) و (218) و (582) من طريق عبيد بن إسماعيل الهباري، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 286 - 288 من طريق سعيد بن حماد الأنصاري، ثلاثتهم عن جميع بن عمر، به ووقع في كل روايات أبي الشيخ: رجل من بني تميم من ولد أبي هالة عن الحسن بن علي، لم يذكر الواسطة بينهما. وقال =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن حبان: ليس له في القلب وقع.
وأخرجه ابن أبي عمر العدني كما في "إتحاف الخيرة"(2/ 6322) - ومن طريقه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"(346) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1232)، والعقيلي في "الضعفاء"(1160) و (1940)، ومحمد بن هارون ص 9 - 12 من طريق عمرو بن محمد العنقزي، عن جميع بن عمر، عن يزيد بن عمر التميمي من ولد أبي هالة، عن أبيه، عن الحسن بن علي. فسمى عمرو العنقزي الرجل المبهم يزيد بن عمر، وجعل ابن أبي هالة أباه. قال البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 207: قال عمرو بن محمد القرشي (يعني العنقزي) عن جميع بن عمر عن يزيد بن عمر عن أبيه، لا أراه يصح. وتبعه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 143. وقال ابن حجر في "لسان الميزان" 6/ 164: عمر التميمي ذكره ابن حبَّان في "الثقات"، وقال ابن عَدِي: مجهول.
وأخرجه مختصرًا أبو نعيم في "الدلائل"(552) من طريق نصر بن مزاحم المنقري، عن عمرو بن سعيد الأسدي، عن سعد بن طريف، عن أصبغ بن نباتة، عن الحسن بن علي قال: قلت لهند بن أبي هالة: صف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتَّى كأني أنظر إليه، قال: نعم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن الوجه يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر. وإسناده تالف مسلسل بالمتروكين، نصر بن مزاحم وأصبغ بن نباتة متروكا الحديث، وسعد بن طَرِيف اتهمه الدارقطني وابن حبان.
وأخرج ابن شاذان في "المشيخة الصغرى"(61) - ومن طريقه ابن عساكر 3/ 337 - 340 - والبيهقي في "الدلائل" 1/ 285 - 286 من طريق الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن، عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر، عن علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أبيه علي، عن الحسن بن علي، به وقال ابن عساكر: غريب. قلنا: الحسن بن محمد بن يحيى متهم بالكذب كما في "لسان الميزان" 3/ 116، وإسماعيل بن محمد لم نقف له على ترجمة.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/ 134 من طريق مُعتَّب مولى جعفر بن مُحمد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: قال الحسين بن علي: سألت خالي هند بن أبي هالة، ولم يسق كامل لفظه. وقال عقبه: هند بن أبي هالة يعرف بهذا الحديث في وصف النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، ويرويه عنه جعفر بن محمد عن أبيه عن الحسين بن علي عنه، ومحمد بن علي عن الحسين بن علي مرسل، ولا يكون متصلًا. قلنا: معتب مولى جعفر اتهمه أبو الفتح الأزدي، وقال ابن معين: ليس بشيء، انظر "لسان الميزان" 8/ 105.
وأخرج ابن ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1230) و (1231)، وأبو نعيم في "المعرفة" =
6846 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حَدَّثَنَا علي بن محمد بن عمرو بن تميم بن زيد بن هالة [بن أبي هالة، قال: حدثني أبي محمد، عن أبيه عمرو بن تَميم، عن أبيه تميم، عن أبيه زيد بن هالة]
(1)
عن أبيه هالة: أنه دخلَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راقدٌ، فاستيقظ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وضمَّ هالةَ إلى صدرِه، وقال:"هالةُ هالةُ هالةُ" كأنه صلى الله عليه وسلم سُرَّ به لقرابته من خديجةَ رضي الله عنها
(2)
.
ذكرُ عبد الله بن زَمْعة بن الأسود رضي الله عنه
-
6847 -
حدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: عبد الله بن زَمْعة بن الأسود بن المطَّلب بن أسد بن عبد العُزَّى بن قُصَي، وأمُّه قَريبةُ بنت أبي أُمية بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وأمُها عاتكة بنت المطَّلِب.
6848 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الجبَّار، حَدَّثَنَا يونس بن بُكير، عن ابن إسحاق، حدثني الزُّهْري، حدثني عبد الملك بن أبي بكر
= (6554)، وأبو القاسم بن بشران في "الأمالي"(1020)، وابن عساكر 3/ 336 - 337 من طرق عن إسماعيل بن مسلمة القعنبي، عن إسحاق بن صالح المخزومي، عن يعقوب التيمي، عن ابن عبّاس: أنه قال لهند بن أبي هالة التميمي، وكان ربيبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: صف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلعلك أن تكون أثبت منا له معرفة قال: كان - بأبي هو وأمي - طويل الصمت
…
إلخ. وقال ابن عساكر: هذا حديث غريب من حديث ابن عبّاس عن هند. قلنا: إسحاق بن صالح ترجمه ابن أبي حاتم، وسكت عنه، ولم يذكر عنه راويًا غير إسماعيل بن مسلمة، فهو مجهول، ويعقوب التيمي إن كان هو الماجشون فروايته عن ابن عبّاس مرسلة، وإلَّا لم نعرفه.
(1)
ما بين المعقوفين سقط من النسخ الخطية، وأثبتناه من "معجمي الطبراني".
(2)
إسناده ضعيف مسلسل بالمجاهيل من علي بن محمد إلى زيد بن هالة. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 377: في إسناده جماعة لم أعرفهم.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3794)، و"الصغير"(537) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 379 - عن علي بن محمد بن عمرو بن تميم، بهذا الإسناد. لكن سقط من "الصغير": عن أبيه هالة. وقال: لم نكتب هذا الحديثَ إلَّا عن هذا الشيخ.
ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن زَمْعة بن الأسود بن المطَّلب بن أسد قال: لما استُعِزَّ
(1)
برسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وأنا عنده في نَفَرٍ من المسلمين دعا بلالٌ إلى الصلاة، فقال:"مُرُوا مَن يُصلِّي بالناس"، فخرجتُ فإذا عمرُ في الناس، وكان أبو بكر غائبًا، فقلتُ: يا عمر، قُمْ فصلِّ بالناس، فقام فلمَّا كَبَّر سَمِعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، صوتَه، وكان عمر رجلًا جَهيرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فأين أبو بكر؟ يَأبى اللهُ والمسلمون ذلك". فبعث إلى أبي بكر، فجاء بعد أن صلَّى عمرُ تلك الصلاةَ، فصلَّى بالناس. قال عبد الله بن زَمْعة: فقال عمرُ: وَيْحَكَ ماذا صنعتَ بي يا ابنَ زَمْعة؟ واللهِ ما ظننتُ حين أمرتَني إلَّا أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أمرَكَ بذلك، ولولا ذلك ما صليتُ بالناس، قلتُ: والله ما أمرَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ولكن حين لم أرَ أبا بكرٍ، رأيتُك أحقَّ من حضرَ بالصلاة بالناس
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: استقر، والتصويب من مصادر التخريج. ومعنى "استُعزَّ" بالبناء للمفعول: اشتدَّ به المرض وأشرف على الموت. قاله ابن الأثير في "النهاية"(عزز).
(2)
ضعيف بهذا السياق، وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم، لكن الراجح أن ابن إسحاق - وهو محمد بن إسحاق بن يسار - لم يسمعه من الزهري كما هو مبيَّن في التعليق على "مسند أحمد" و"سنن أبي داود".
وأخرجه أحمد (31/ 18906) من طريق إبراهيم بن سعد، وأبو داود (4660) من طريق محمد بن سلمة، كلاهما عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4661) من طريق موسى بن يعقوب عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن ابن شِهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عبد الله بن زمعة، أخبره بهذا الخبر. وموسى بن يعقوب ضعيف.
والذي في "صحيحي" البخاري (687)، ومسلم (418) من حديث عائشة قالت: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر أن يصلي بالناس، فأتاه الرسول فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تصلي بالناس، فقال أبو بكر - وكان رجلًا رقيقًا -: يا عمرُ، صلِّ بالناس، قال: فقال عمر: أنت أحق بذلك، قالت: فصلَّى بهم أبو بكر تلك الأيام.
ذكرُ أبي أُمامة الباهلي رضي الله عنه
-
6849 -
أخبرني أحمد بن يعقوب الثقفي، حَدَّثَنَا موسى بن زكريا، حَدَّثَنَا خَليفة بن خيَّاط قال: أبو أُمامة صُدَي بن عَجْلان بن وهب بن عَرِيب بن وهب بن رَبَاح بن الحارث بن وهب بن مَعْن بن مالك بن أعصَر بن سعد بن قيس عَيْلان بن مُضَر، نزل الشام.
قال خليفة: نَسَبَه عبدُ الملك بن قُريب الأصمعي، قال: وباهلةُ هي امرأةُ مَعْن بن مالك بن أعصَر بن سعد بن قيس عَيْلان، ولدُها يُنسَبون إليها، وهي باهلة بنت سعدِ العَشيرة بن مالك بن أُدَد بن زيد بن يَشجُب بن يَعرُب بن قَحطان
(1)
.
قال شباب بن خيَّاط: ومات أبو أمامة سنةَ ستٍّ وثمانين.
6850 -
حَدَّثَنَا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حَدَّثَنَا عبد الله أحمد بن بن حنبل، حدثني عبد الله بن سَلَمة بن عيّاش العامري، حَدَّثَنَا صَدَقة بن هُرمُز
(2)
القَسمَلي، عن أبي غالب، عن أبي أُمامة قال: بعثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي أدعوهم إلى الله تبارك وتعالى، وأَعرِضُ عليهم شرائعَ الإسلام، فأتيتُهم وقد سَقَوا إبلَهم وأحلَبُوها، وشَرِبوا، فلما رأَوني قالوا مرحبًا بالصُّدَي بن عَجْلان، ثم قالوا: بَلَغَنا أنك صَبَوتَ إلى هذا الرجل، قلتُ: لا، ولكن آمنتُ بالله وبرسولِه، وبعثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إليكم أعرِضُ عليكم الإسلامَ وشرائعَه، فبينا نحن كذلك إذ جاؤوا بقَصْعة دمٍ فوضعوها واجتمعوا عليها يأكلونها، فقالوا: هَلُمَّ يا صُدَي، فقلتُ: ويَحَكم، إنما أتيتُكم من عند من يُحرِّمُ هذا عليكم بما أنزله اللهُ عليه، قالوا: وما ذاك؟ قلتُ: نزلت عليه هذه الآية: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الخِنزِيرِ} إلى قوله: {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} [المائدة: 3]، فجعلتُ أدعوهم إلى الإسلام ويأبَونَ، فقلتُ لهم: وَيحَكم ايتُوني بشيءٍ من ماء فإنِّي
(1)
هنا انتهى الخرم من نسخة (ز) الذي ابتدأ من الحديث (6449).
(2)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: هرم، وجاء على الصواب في النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان.
شديدُ العطش، قالوا: لا، ولكن ندعُكَ تموتُ عطشًا، قال: فاعتممتُ وضربتُ رأسي في العِمامة ونمتُ في الرَّمضاء في حرٍّ شديد، فأتاني آتٍ في منامي بقَدَحِ زجاجٍ لم يَرَ الناسُ أحسنَ منه، وفيه شرابٌ لم يَرَ الناسُ ألذَّ منه، فأمكنني منها، فشربتُها، فحيث فرغتُ من شرابي استيقظتُ، ولا والله ما عطشتُ ولا عرفتُ عطشًا بعد تلك الشَّربة، فسمعتُهم يقولون: أتاكم رجلٌ من سَرَاة قومِكم فلم تَمجَعُوه بمَذْقة! فأَتوني بمُذَيقَتِهم
(1)
، فقلتُ: لا حاجةَ لي فيها، إنَّ الله تبارك وتعالى أطعَمَني وسقاني، فأريتُهم بَطْني، فأسلموا عن آخرِهم
(2)
.
ذكرُ معاوية بن حَيْدة القُشيري رضي الله عنه
-
6851 -
أخبرني أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا موسى بن زكريا، حَدَّثَنَا خليفة بن خيَّاط قال: معاويةُ بن حَيْدة بن معاوية بن قُشَير بن كعب بن ربيعة بن عامر،
(1)
المثبت من (ز)، وفي بقية نسخنا: بمذقتهم. والمَذْقة: الشَّربة من اللبن الممزوج بالماء.
(2)
إسناده ليِّن، أبو غالب - وهو البصري صاحب أبي أمامة - مختلف في اسمه، وهو ليّن الحديث، وقد تفرَّد بهذا الخبر. وصدقة بن هرمز نقل ابن أبي حاتم 4/ 431 عن ابن معين تضعيفه، وقد توبع. وعبد الله بن سلمة لم يؤثر توثيقه ولا تجريحه عن أحد، لكن روى عنه جمع كما في "تلخيص المتشابه" للخطيب 1/ 17، فهو مجهول الحال، وقد توبع.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(8073) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى كما في "المطالب العالية"(4041) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 24/ 63 - والروياني في "مسنده"(1184) من طريق عبد الله بن سلمة به.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 127 - ومن طريقه ابن عساكر 24/ 63 - 64 - من طريق يونس بن محمد المؤدب، عن صدقة بن هرمز، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1234)، والطبراني في "الكبير"(8099)، والبيهقي 6/ 126، وابن عساكر 24/ 62 - 63 و 64 من طريق الحسين بن واقد، والطبراني (8074)، وابن عساكر 24/ 64 - 65 - من طريق بشير بن سريج، كلاهما عن أبي غالب، به.
قوله: "تمجعوه": من المَجْع، وهو أكل التمر باللبن وهو أن يحسوَ حسوةً من اللبن ويأكل على إثرها تمرة.
نسبَه لي عبدُ الله بن الجارود.
6852 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي دارِم الحافظ بالكوفة، حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن شَبيب، حَدَّثَنَا بِشر بن آدم، حدثني أزهر بن سعد، حَدَّثَنَا ابن عَون، عن بَهْز بن حَكيم، عن أبيه، عن جدِّه معاوية بن حَيْدة قال: قلتُ: يا رسولَ الله مَن أَبَرُّ؟ قال: "أمَّك"، وذكر الحديثَ
(1)
.
لم نكتبه من حديث ابن عَون عن بَهْز إلَّا عنه.
ذكرُ مالك بن حَيْدَة أخي
(2)
مُعاوية
6853 -
حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد، حَدَّثَنَا الحسن بن مُكرَم، حَدَّثَنَا يحيى بن حمَّاد، حَدَّثَنَا حماد بن سَلَمة، عن أبي قَزَعة، عن حَكيم بن معاوية بن حَيْدة، عن أبيه: أنه قال لأخيه مالك بن حَيْدة: انطلِقْ بنا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فإنه يعرفُك ولا يعرفُني، فقد حبَسَ ناسًا من جِيراني، فأتَيَاه وقال مالك بن حَيْدة: يا رسولَ الله، إني قد أسلمتُ، وأسلمَ جيراني، فخلِّ عنهم، فلم يُجِبْه، ثم أعاد فلم يُجِبْه، فقام متسخِّطًا، فقال: لئن فعلتَ ذاك إنهم يزعمون أنَّك تدعو إلى الأمر وتخالفُ إلى غيره، فجعلتُ أزجرُه وأنهاه، فقال:"ما تقولُ؟ " قالوا: إنه يقول: كذا وكذا، فقال:"إن فعلتُ ذاك، فإنَّ ذاك عليَّ، ما عليهم منه شيءٌ، دَعْ له جِيرانَه"
(3)
.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي دارم - وإن اتهمه الحاكم - متابع، وبشر بن آدم - وهو ابن يزيد البصري، وإن كان فيه لين - متابع أيضًا. ابن عون: هو عبد الله.
وأخرجه أحمد 33/ (20028) و (20048)، وأبو داود (5139)، والترمذي (1897) من طرق عن بهز بن حكيم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن.
وسيأتي برقمي (7428) و (7429).
ويشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (5971)، ومسلم (2548).
(2)
في النسخ الخطية: أخو، وأثبتنا الجادة.
(3)
إسناده حسن من أجل حكيم بن معاوية. أبو قزعة: هو سويد بن حجير بن بيان الباهلي.
وأخرجه أحمد 33/ (20014) عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وفي رواية =
ذكرُ مِخْمَر بن حَيْدة أخيهم
(1)
الثالث رضي الله عنه
-
6854 -
حَدَّثَنَا علي بن حَمْشاذ العَدْل، حَدَّثَنَا عُبيد بن شَريك، حَدَّثَنَا أبو الجُماهِر، حَدَّثَنَا سعيد بن بَشير، عن قَتَادة عن حَكيم بن معاوية، عن عمِّه مِخْمَر بن حَيْدة قال: قلتُ: يا رسولَ الله، إنِّي أغيبُ الشهرَ عن الماء ومعي أهلي، أفأُصيبُ منهم؟ قال:"نَعَمْ" قلتُ: يا رسول الله، إنِّي أغيبُ أشهرًا، قال:"نَعَمْ، وإِنْ غبتَ عَشْرَ سِنينَ"
(2)
.
تسميةُ أزواج رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
في الجاهلية والإسلام، الأبكارِ والثَيِّبات، وتحتَ مَنْ كُنَّ، وعددُهنَّ، ومَن ولدت منهنَّ، ومَن دخلَ بها ومَن لم يدخلْ بها منهنَّ، ومَن طَلَّق منهنَّ قبلَ أن يدخلَ بها فماتت، ومَن طلَّق بعدما دخل بها فماتت، ومَن طلَّق ثم راجعَها، ومَن ماتت عندَه، ومَن تزوَّج منهنَّ بمكة، ومن تزوَّج منهن بالمدينة وبغير ذلك من البلدان، ومَن تزوَّج من بُطون قريش، ومِن حُلفاءِ قريش، ومِن سائر قبائلِ العرب، ومِن بني
= عفان: أنَّ أخا معاويةَ مالكًا قال: يا معاويةُ، إنَّ محمدًا أخذ جيراني فانطلِقْ إليه، فإنه قد عرفك وكلَّمك. وهو الصواب. وانظر "طبقات ابن سعد" 9/ 34.
وسلف برقم (432) من طريق بهز بن حكيم عن أبيه.
(1)
في النسخ: أخوهم، والجادة ما أثبتنا.
(2)
إسناده ضعيف من أجل سعيد بن بشير: وهو الدمشقي. عبيد بن شريك: هو عُبَيْد بن عبد الواحد بن شريك، وأبو الجماهر: هو محمد بن عثمان التنوخي.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 797) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو، وفي "مسند الشاميين"(2740) عن الحسن بن جرير الصوري، كلاهما عن أبي الجماهر محمد بن عثمان، بهذا الإسناد. ووقع في "مسند الشاميين": عن أبيه، مكان: عن عمه، وهو خطأ.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1492)، والبيهقي 1/ 218 من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير، به.
وانظر حديث أبي ذر السالف برقم (637)، ففيه "الصعيد الطيب (وهو التراب) وَضوء المسلم ولو إلى عشر سنين" وسنده حسن.
إسرائيل ومن سَبَايا العرب
(1)
، ومَن خَطب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ولم يتزوَّجْها، وأوقاتُ تزويجه صلى الله عليه وسلم إياهنَّ كيف كان، ومَن بقيَت منهنَّ عنده حتَّى توفِّي صلى الله عليه وسلم، ومَن اتَّخذ من سَرَاريِّ العَجَم.
6855 -
حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا أبو أسامة
(2)
عبد الله بن [أبي] أسامة الحلَبي بحلب، حَدَّثَنَا حجَّاج بن أبي مَنيع، عن جدِّه عُبيد الله بن أبي زياد، عن الزُّهْري قال: تزوَّج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم اثنتي
(3)
عشرةَ امرأةً عربياتٍ مُحصَناتٍ
(4)
.
تابعه عبدُ الله بن محمد بن عَقيل:
6856 -
أخبرَناه أبو بكر أحمد بن سَلمان
(5)
الفقيه ببغداد، حَدَّثَنَا هِلال بن العلاء الرَّقِّي، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمرو الرقِّي، عن عبد الله بن محمد بن عَقيل قال: تزوَّج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرةَ
(6)
امرأة
(7)
.
(1)
في نسخنا الخطية: العرايب، والمثبت من النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: أمامة، وما بين المعقوفين سقط من النسخ أيضًا.
(3)
في (ز) و (م) و (ب): اثني عشر، والمثبت من (ص).
(4)
إسناده جيد إلى الزهري، وهو مرسل أو معضل.
وأخرج عبد الرزاق (13995) عن معمر، عن الزهري قال: أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: خديجة بنت خويلد، وعائشة بنت أبي بكر، وأم سلمة بنت أبي أمية، وحفصة بنت عمر، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وجويرية بنت الحارث، وميمونة بنت الحارث، وزينب بنت جحش، وسودة بنت زمعة، وصفية بنت حيي، اجتمعن عنده تسعة بعد خديجة، والكندية من بني الجَون، والعالية بنت ظَبيان من بني عامر بن كلاب، وزينب بنت خزيمة امرأة من بني هلال.
(5)
تحرّف في النسخ الخطية إلى: سليمان.
(6)
في (ز) و (م) و (ب): اثني عشر، والمثبت من (ص).
(7)
إسناده حسن إلى عبد الله بن محمد بن عقيل، وابن عقيل ليِّن، لكنه متابع.
وأخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" ص 490 عن أبي توبة الربيع بن نافع، عن عبيد الله بن عمرو، به مطولًا.
قد خالفهما في ذلك قَتَادة بن دِعامة وغيرُه من الأئمة، أما قول قَتَادة فيه:
6857 -
فحدَّثَناه أبو عبد الله محمد بن نصر الإمام المَرْوزي
(1)
، حَدَّثَنَا أبو الأشعث أحمد بن المِقدام، حَدَّثَنَا زهير بن العلاء، حَدَّثَنَا سعيد بن أبي عَروبة، عن قَتَادة قال: تزوَّج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خمسَ عشرةَ امرأةً: سِتٌّ منهنَّ من قريش، وواحدةٌ من حُلفاء قريش، وسبعةٌ من نساء العرب، وواحدةٌ من بني إسرائيل، ولم يتزوَّج في الجاهلية غيرَ واحدة
(2)
وقد خالفهم أبو عُبيدة مَعمَر بن المثنَّى، وقولُه رحمه الله فيه أقربُ إلى الصواب
(3)
:
(1)
كذا وقع الإسناد في النسخ الخطية، وهو خطأ، فالحاكم يروي عن محمد بن نصر المروزي بواسطة شيخه أبي يحيى أحمد بن محمد السمرقندي كما مرَّ في هذا الكتاب عدة مرات.
(2)
إسناده ضعيف من أجل زهير بن العلاء.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 1086)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7480)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 288 من طرق عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 7/ 288 - 289 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عروبة، بنحوه.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ 163، والضياء المقدسي في "المختارة"(7/ 2524) من طريق عمر بن سهل، حَدَّثَنَا يحيى بن أبي كثير، عن قتادة، عن أنس: أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تزوج خمس عشرة امرأة، ودخل منهن بإحدى عشرة، ومات عن تسع. وإسناده حسن.
وأخرج أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7364) و (7431) من طريق ابن إسحاق، عن حكيم بن حكيم، عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه (وهو زين العابدين)، قال: كان جميع ما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة امرأة، وكان أول امرأة تزوجها خديجة بنت خويلد من قريش، وسودة بنت زمعة من قريش
…
إلخ.
(3)
كذا ذكر المصنّف هنا أبا عبيدة معمر بن المثنى ثم ذهل رحمه الله فساق بإسناده كلام أبي عبيد القاسم بن سلّام، ومهما يكن من أمرٍ فكلامهما في هذه القضية متماثلان، فقد قال أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه "تسمية أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم " ص 245: وجملة من تزوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم =
6858 -
حدَّثَناه أبو النَّضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حَدَّثَنَا أبو عبيد القاسم بن سلّام رحمه الله قال: وقد ثبت وصحَّ عندنا أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم تزوَّج ثمانيَ عشرةَ امرأةً: سبعٌ منهنَّ من قبائل قريش، وواحدةٌ من حُلفاء قريش، وتسعٌ من سائر قبائل العرب، وواحدةٌ من بني إسرائيلَ من بني هارونَ بن عِمرانَ أخي موسى بن عِمران.
قال أبو عبيد: فأولُ من تزوَّج صلى الله عليه وسلم من نسائه في الجاهلية خديجةُ، ثم تزوَّج بعدَ خديجة سودةَ بنتَ زَمْعة بمكة في الإسلام، ثم تزوَّج عائشةَ قبل الهجرة بسنتينِ، ثم تزوّج بالمدينة بعد وَقْعة بدرٍ سنة اثنتين من التاريخ أُمَّ سلمة، ثم تزوَّج حفصةَ بنتَ عمر أيضًا سنةَ اثنتين من التاريخ، فهؤلاءِ الخمسةُ من قريش، ثم تزوَّج في سنة ثلاثٍ من التاريخ زينبَ بنتَ جَحْش، ثم تزوّج في سنة خمسٍ من التاريخ جُوَيريَة، ثم تزوّج سنةَ ستٍّ من التاريخ أُمّ حبيبةَ بنت أبي سفيان، ثم تزوَّج في سنة سبعٍ من التاريخ صفيَّةَ بنتَ حُيَي، ثم تزوَّج ميمونةَ بنت الحارث، ثم تزوَّج فاطمةَ بنت
= ثماني عشرة امرأة، منهن سبع من أفخاذ قريش، وواحدة من حلفاء قريش، وتسع من سائر قبائل العرب، وواحدة من بني إسرائيل من بني هارون بن عمران، فذلك سبع عشرة امرأة من قبائل العرب، وواحدة من بني إسرائيل، فجميع ذلك ثماني عشرة امرأة.
والذي في "الدلائل" للبيهقي عقب روايته لخبر قتادة السابق عن الحاكم نفسه، قال: قال أبو عبد الله الحافظ: وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: تزوَّج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثمانيَ عشرةَ امرأة، وزاد فيهن قتيلة بنت قيس أخت الأشعث بن قيس، فزعم بعضُهم أنه تزوَّجها قبل وفاته بشهرين. وزعم آخرون أنه تزوَّجها في مرضه، قال: ولم تكن قدمت عليه، ولا رآها، ولا دخل بها. وزعم آخرون أنه أوصى أن تُخيَّر قتيلة؛ إن شاءت يُضرَب عليها الحِجاب، وتحرُم على المؤمنين، وإن شاءت فلتنكِح مَن شاءت، فاختارت النكاح، فتزوَّجها عكرمةُ بن أبي جهل بحضرَموت، فبلغ أبا بكر، فقال: لقد هممتُ أن أحرِّق عليهما، فقال عمر بن الخطاب: ما هي من أمهات المؤمنين، ولا دخل بها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ولا ضَرَب عليها الحِجاب. قال: وزعم بعضُهم أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لم يُوصِ فيها بشيء وأنها ارتدَّت، فاحتج عمرُ على أبي بكر أنها ليست من أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بارتدادِها، فلم تلد لعكرمة إلَّا ولدًا واحدًا.
شُرَيح، ثم تزوَّج زينبَ بنت خُزيمة، ثم تزوَّج هندَ بنت يزيد، ثم تزوَّج أسماء بنت النُّعمان، ثم تزوَّج قُتيلةَ بنت قيس أختَ الأشعث، ثم تزوَّج أسماء بنت سَنة
(1)
السُلَمية.
ذكرُ الصحابيات من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرِهنَّ رضي الله تعالى عنهنَّ
فأولُ مَن
(2)
نبدأُ بهنَّ:
الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق عائشةُ بنت أبي بكر رضي الله عنهما
6859 -
حدثني أبو جعفر أحمد بن عُبيد بن إبراهيم الأسدي الحافظ بهَمَذان، حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحسين بن دِيزِيلَ، حَدَّثَنَا أبو مُسهِر عبد الأعلى بن مُسهر، حَدَّثَنَا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عمِّه يزيد بن يزيد بن جابر، عن أبيه قال: تزوَّج النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عائشةَ ولها سبعُ سنينَ، ودخلَ بها ولها تسعُ سنين، وقُبِضَ عنها ولها ثمانِ عشرةَ سنة، وتوفِّيت زمنَ معاويةَ سنة سبعٍ وخمسين
(3)
.
6860 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله الزُّبيري، حدثني عبد الله بن معاوية، عن هشام
(1)
كذا وقع في النسخ الخطية: أسماء بنت سنة، وهو خطأ، صوابه سنا بنت أسماء بن الصلت كما سيأتي ذكرها عند الحديث رقم (6978)، ويأتي هناك الكلام في تحرير اسمها.
(2)
المثبت من (ز)، وفي بقية النسخ: ما.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد لا بأس برجاله، لكنه مرسل، ويزيد بن جابر روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فمثله حسن الحديث.
ولم نقف عليه من هذا الطريق عند غير المصنّف.
وأخرج البخاري (5133)، ومسلم (1422) - واللفظ له - من حديث عائشة: أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت سبع سنين، وزُفَّت إليه وهي بنت تسع سنين، ولُعَبُها معها، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة.
وانظر الحديث التالي، وما سيأتي برقم (6879).
ابن عُرْوة: أنَّ عُرْوة كتبَ إلى الوليد بن عبد الملك بن مروان: ونكحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عند مُتوفَّى خديجةَ عائشةَ، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أُرِيَها في المَنام ثلاثَ مِرارٍ، يُقال: هذه امرأتُك عائشة
(1)
.
وكانت عائشةُ يومَ نَكَحَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بنتَ ستِّ سنين، ثم بَنَى بها يومَ قَدِمَ المدينةَ وهي بنتُ تسعِ سنين، وماتت عائشةُ أمُّ المؤمنين ليلةَ الثلاثاء بعد صلاةِ الوترِ، ودُفنت من ليلتها بالبقيع لخمسَ عشرة ليلةً خَلَتْ، وصلَّى عليها أبو هريرة، وكان مروانُ غائبًا، وكان أبو هريرة يَخْلُفه
(2)
.
(1)
من قوله: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أريها، إلى هنا سقط من (م) و (ص).
(2)
إسناده ضعيف من أجل عبد الله بن معاوية - وهو ابن عاصم الزبيري - قال البخاري: منكر الحديث، وقال النَّسَائي: ضعيف، وقال العقيلي: حدث عن هشام بمناكير لا أصل لها، وقال أبو حاتم الرازي: مستقيم الحديث، كما في "الجرح والتعديل" 5/ 178، لكن نقل عنه ابن حجر في "لسان الميزان" 5/ 17 أنه قال: منكر الحديث، فكأنه وهم والله أعلم. وقال الساجي: صدوق وفي بعض أحاديثه مناكير، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 7/ 46 فقال: ربما خالف، يُعتبر حديثه إذا بيّن السماع في روايته.
وأخرج أحمد (41/ 24867) و (43/ 26397)، والبخاري (5133) و (5134)، ومسلم (1422)(69) و (70)، والنسائي (5346) و (5347) و (5543)، وابن حبان (7097) و (7118) من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم متوفَّى خديجةَ، قبل مخرجه إلى المدينة بسنتين أو ثلاث، وأنا بنت سبع سنين، فلما قدمنا المدينة جاءتني نسوة وأنا ألعب في أُرجوحة، وأنا مجمَّمة، فذهبن بي، فهيأنني وصنعنني، ثم أتين بي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبنى بي وأنا بنت تسع سنين. وهو عند بعضهم مختصر.
وأخرج مسلم (1422)(71) من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة: أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت سبع سنين، وزفت إليه وهي بنت تسع سنين، ولعبُها معها، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة.
وأخرج أحمد (40/ 24152)، ومسلم (1422)(72)، والنسائي (5348) من طريق الأسود، والنسائي (5345) من طريق عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، كلاهما عن عائشة نحوه.
وأخرج أحمد (40/ 24142) و (42/ 25285)، والبخاري (3895) و (5078) و (5125) =
6861 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بُطَّة الأصبهاني، حَدَّثَنَا الحسن بن الجَهْم، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عمر قال: عائشةُ بنت أبي بكر رضي الله عنها أمُّها أمُّ رُومان بنت عُمير بن عامر، من بني دُهمان بن الحارث بن غَنْم بن مالك بن كِنانة، تزوَّجها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في شوال سنةَ عشرٍ من النُّبوة قبلَ الهجرة بثلاث سنين، وعرَّس بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في شوال على رأسِ ثمانية أشهرٍ من الهجرة، وكانت يومَ ابتنى بها بنتَ تسعِ سنينَ.
6862 -
قال ابن عمر: فحدثنا موسى بن محمد بن عبد الرحمن، عن رَيْطة، عن عَمْرة، عن عائشة أنها سُئلت: متى بَنَى بكِ رسولُ الله؟ فقالت: لما هاجرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة خلَّفَنا وخلَّف بناتِه، فلما قَدِمَ المدينة بعث إلينا زيدَ بن حارثة وبعث معه أبا رافعٍ مولاه، وأعطاهم بعيرَينِ وخمسَ مئة درهم أخذَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من أبي بكر يشتريان بها ما يحتاجانِ إليه من الظَّهْر، وبعث أبو بكر معهما عبدَ الله بن أُريقط الدِّيلي ببعيرين أو ثلاثةٍ، وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر يأمُرُه أن يحملَ أهلَه:
= و (7011)، ومسلم (2438)، وابن حبان (7093) من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال لها:"رأيتك في المنام، مرتين إذا رجل يحملك في سَرَقة من حرير، فيقول: هذه امرأتُك، فأكشف عنها، فإذا هي أنت، فأقول: إن يكُ هذا من عند الله يُمضه"، ووقع في رواية مسلم وحده:"أريتك في المنام ثلاث ليال".
وأخرج الترمذي (3880)، وابن حبان (7094) من طريق عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة: أنَّ جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال: "هذه زوجتك في الدنيا والآخرة".
قال الترمذي: حديث حسن غريب، لا نعرفه إلَّا من حديث عبد الله بن عمرو بن علقمة. قلنا: وعبد الله بن عمرو ثقة.
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 10/ 76 عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة: أن عبد الله بن الزبير دفن عائشة ليلًا. وسنده صحيح.
وأخرج عبد الرزاق (1593) و (6366) و (6570) عن ابن جريج، قال: أخبرني نافع قال: صلينا على عائشة وأم سلمة وسط البقيع بين القبور، قال: والإمام يوم صلينا على عائشة أبو هريرة، وحضر ذلك ابن عمر. وسنده صحيح.
أمَّ رُومان وأنا وأختي أسماءَ امرأةَ الزُّبير، فخرجوا مُصطحِبِينَ.
فلما انتهوا إلى قُديد اشترى زيدُ بن حارثة بتلك الخمسِ مئة درهم ثلاثةَ أبعرة، ثم دخلوا مكةَ جميعًا، وصادفوا طلحةَ بن عبيد الله يريدُ الهجرةَ بآلِ أبي بكر، فخرجنا جميعًا، وخرجَ زيدُ بن حارثة وأبو رافع بفاطمةَ وأمِّ كلثوم وسَوْدةَ بنت زَمْعة، وحمل زيدٌ أمَّ أيمنَ وأسامةَ بن زيد، وخرج عبدُ الله بن أبي بكر بأمِّ رُومان وأختيه، وخرج طلحةُ بن عبيد الله، واصطحبنا جميعًا، حتَّى إذا كُنَّا بالبَيْض من تمنِّي
(1)
نفَرَ بعيري وأنا في مِحَفَّة معي فيها أُمِّي، فجعلَتْ أمِّي تقول: وابِنتاهُ واعَرُوساهْ! حتَّى أُدرك بعيرنا وقد هَبطَ من لَفْت
(2)
فَسَلِمَ.
ثم إنَّا قَدِمنا المدينة فنزلتُ مع عِيالِ أبي بكر، ونزل آلُ
(3)
رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذٍ يبني المسجدَ وأبياتَنا حولَ المسجد، فأنزل فيها أهلَه، ومكثنا أيامًا في منزلِ أبي بكر.
قال أبو بكر: يا رسولَ الله، ما يمنعُك أن تَبنيَ بأهلِك؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"الصَّدَاق"، فأعطاه أبو بكر اثنتي عشرةَ
(4)
أوقيّةً ونَشًّا، فبعث [بها] رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلينا، وبَنَى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي هذا الذي أنا فيه، وهو الذي توفِّي فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ودُفِنَ فيه، وجَعَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لنفسِه بابًا في المسجد وِجاهَ باب عائشةَ. قالت:
(1)
قوله: بالبيض، قال صاحب "مراصد الاطلاع" 1/ 243: بالفتح، من منازل بني كِنانة بالحجاز.
وقال 1/ 275: "تمنِّي" بفتحتين وتشديد النون وكسرها: أرض إلى المدينة دون ثنيَّة هَرْشَى (في طريق مكة قريبة من الجُحفة، تُرى من البحر) بها جبالٌ يُقال لها: البَيض.
(2)
لفت: قال في "المراصد" 3/ 1206: هي ثنيّة بين مكّة والمدينة. ونقل عن القاضي عياض في ضبطها ثلاثة أوجه: بفتح اللَّام وسكون الفاء، وبالتحريك، وبكسر اللَّام وسكون الفاء.
(3)
في النسخ الخطية: إلى، ومثله في "ذيل المذيل" للطبري، ولم ترد في (ص)، والمثبت من "طبقات ابن سعد".
(4)
في (ز) و (ب): اثني عشر، والمثبت من (ص).
وبَنَى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسَوْدة في أحدِ تلك
(1)
البيوت التي إلى جنبي، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يكونُ عندها.
قال: وتُوفِّيَت عائشة رضي الله عنها سنةَ ثمانٍ وخمسين في شهر رمضانَ
(2)
.
6863 -
قال ابن عمر: فحدثني عبد الواحد بن ميمون مولى عُرْوة، عن حَبيب مولى عُرْوة قال: لما ماتت خديجة حَزِنَ عليها النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فأتاه [جبريل]
(3)
بعائشةَ في مهدٍ، فقال: يا رسولَ الله، هذه تذهبُ ببعض حُزنك، وإنَّ في هذه خَلَفًا من خديجةَ. ثم ردَّها، فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يختلفُ إلى بيت أبي بكر ويقول:"يا أمَّ رُومان، استوصِي بعائشةَ خيرًا، واحفظيني فيها"، فكان لعائشةَ بذلك منزلةٌ عند أهلها، ولا يشعرون بأمرِ الله فيها، فأتاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بعضِ ما كان يأتيهم، وكان لا يُخطِئُه يومٌ واحد إلَّا أن يأتيَ بيتَ أبي بكر منذ أسلمَ إلى أن هاجَر، فيجدُ عائشةَ مُتستِّرةً بباب أبي بكر، تبكي بُكاء حزينًا، فسألها فشَكَت أُمَّها وذكرت أنها تَولَع، فدمعت عينا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فدخل على أُمِّ رُومان فقال:"يا أمَّ رومان، ألم أُوصِك بعائشةَ أن تحفظيني فيها؟ " فقالت: يا رسولَ الله، إنها بلَّغتِ الصدِّيقَ عنا وأغضبته
(1)
تحرّف في النسخ الخطية إلى: ثلاث، وأثبتناه على الصواب من "طبقات ابن سعد".
(2)
إسناده ضعيف، وسبق الكلام على إسناده إلى محمد بن عمر الواقدي عند الحديث السالف برقم (4060)، وموسى بن محمد بن عبد الرحمن: هو ابن عبد الله بن حارثة بن النعمان، وأبوه المعروف بأبي الرّجال، فهو معروف النسب، لكن لم نقف له على ترجمة، وكذا ريطة لم نعرفها.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات" 10/ 62 - 6 والطبري كما في "المنتخب من ذيل المذيل" 11/ 601 - 602 من طريق الواقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (60)، وابن عبد البر في ترجمة أم رومان من "الاستيعاب" ص 951 - 952 من طريق محمد بن الحسن بن زيالة المخزومي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة بنحوه. وابن زبالة متهم.
وقصة الصداق سلفت مختصرة بسياق آخر عند المصنّف برقم (2799).
(3)
سقط من نسخنا الخطية، والمثبت من "طبقات ابن سعد".
علينا، فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"وإنْ فعلَتْ"، قالت أمُّ رُومان: لا جَرَمَ، لا سُؤْتُها أبدًا.
وكانت عائشةُ وُلدت السنةَ الرابعةَ من النُّبوة في أولها، وتزوَّجها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة في شوَّال، وهي يومئذ ابنةُ ستِّ سنينَ، وتزوَّجها بعدَ سَوْدةَ بشهر
(1)
.
6864 -
قال ابن عمر: فحدَّثني ابن أبي سَبْرة، عن موسى بن مَيْسرة، عن سالم سَبَلان قال: ماتت عائشةُ الليلةَ السابعةَ عَشرةَ من رمضان بعد الوِتر، فأمرَتْ أن تُدفَن من ليلتها، فاجتمع الأنصارُ وحضروا، فلم تُرَ ليلةٌ أكثرَ ناسًا منها، نزل أهلُ العوالي، فدُفنت بالبقيع
(2)
.
6865 -
قال ابن عمر: فحدثني ابن جُريج، عن نافع قال: شَهِدتُ أبا هريرة صلَّى على عائشةَ بالبقيع وابنُ عمر في الناس لا يُنكِره، وكان مروانُ اعتمر تلك السنةَ، فاستخلفَ أبا هريرة
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف، عبد الواحد بن ميمون ضعيف منكر الحديث، له ترجمة في "لسان الميزان"، وحبيب مولى عروة روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ، والخبر مع ضعفه مرسل.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 77 عن محمد بن عمر الواقدي، بهذا الإسناد.
تَولع: أي: تستخف بحقها فيؤذيها ذلك.
(2)
إسناده تالف، ابن أبي سبرة. وهو أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة - متهم بالوضع.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 75، والطبري كما في "المنتخب من ذيل المذيل" 11/ 602 من طريق الواقدي، بهذا الإسناد.
(3)
خبر صحيح، ومحمد بن عمر الواقدي متابع.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 75، والطبري كما في "المنتخب من ذيل المذيل" 11/ 602 من طريق الواقدي، بهذا الإسناد.
وأخرج عبد الرزاق (1593) و (6366) و (6570) عن ابن جريج، أخبرني نافع قال: صلينا على عائشة وأمِّ سلمة وسط البقيع بين القبور، قال: والإمام يوم صلينا على عائشة أبو هريرة، وحضر ذلك ابن عمر. وسنده صحيح.
6866 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا أبو البَخْتري عبدُ الله بن شاكر، حَدَّثَنَا محمد بن بشر العَبْدي، حَدَّثَنَا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: قالت عائشةُ، وكانت تُحدِّث نفسها أن تُدفَن في بيتها مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، فقالت: إني أحدَثتُ بعدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حَدَثًا، ادفِنُوني مع أزواجه، فدُفنت بالبقيع
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
6867 -
حَدَّثَنَا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مَهدي، حَدَّثَنَا أبو بكر بن عيّاش، عن أبي حَصين، عن عبد الله بن زياد الأسَدي
(2)
، قال: سمعتُ عمار بن ياسر يَحلِفُ بالله إنها زوجتُه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة
(3)
.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 73 من طريق حسن بن صالح، وابن أبي شيبة 3/ 349 و 260/ 15 عن أبي أسامة حماد بن أسامة، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وروايتا ابن أبي شيبة مختصرتان.
قال الذهبي في "السير" 2/ 193: تعني بالحَدَث مسيرها يومَ الجَمَل، فإنها ندمت ندامة كلية، وتابت من ذلك، على أنها ما فعلت ذلك إلَّا متأولةً، قاصدةً للخير، كما اجتهد طلحةُ بن عبيد الله والزُّبير بن العوام وجماعةٌ من الكِبار، رضي الله عن الجميع.
(2)
المثبت من (ز) و (ب)، وفي (م): التستري، وفي (ص): العبيدي.
(3)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي بكر بن عياش. وأبو حَصين: هو عثمان بن عاصم بن حُصين الأسدي.
وأخرجه الترمذي (3889) عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (7100) من طريق يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عيّاش، به. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرجه أحمد 30/ (18331)، والبخاري (3772) و (7101) من طريق أبي وائل شقيق بن =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه!
6868 -
أخبرنا أحمد بن سهل الفقيه ببُخارى، حَدَّثَنَا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ، حَدَّثَنَا عُبيد الله
(1)
بن عمر القوَاريري، حَدَّثَنَا حَرَمي بن عُمارة، حدثني الحَرِيشُ بن الخِرِّيت
(2)
، حَدَّثَنَا ابن أبي مُليكة، عن عائشة أنها قالت: تُوفِّي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، وفي يومي وليلتي، وبين سَحْري ونَحْري، ودخل عبدُ الرحمن بن أبي بكر ومعه سِواكٌ من أَراكٍ رَطْبٌ، فنظر إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقلتُ: يا عبد الرحمن، اقضَمُه من ذلك المكان، فدفعه إلي فناولتُه إياه، فردّه إليَّ، فَقَضِمتُه وسوَّيْتُه، فدفعتُه إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فتسوَّك به
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!
= سلمة، قال: لما بعث علي عمارًا والحسن إلى الكوفة ليستنفراهم، فخطب عمارٌ، فقال: إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة، ولكن الله عز وجل ابتلاكم لتتبعوه أو إياها.
وسيأتي مرفوعًا من حديث عائشة برقمي (6878) و (6892).
(1)
تحرّف في النسخ الخطية إلى: عبد الله، وفي نسخة على هامش (ز): عبيد الله، على الصواب.
(2)
تحرّف في النسخ الخطية إلى: الحرث.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل الحريش بن الخريت، وقد توبع. ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة.
وأخرجه تامًّا ومختصرًا أحمد 41/ (24774)، والبخاري (3100)، والنسائي (7489)، وابن حبان (6616) من طريق نافع بن عمر، عن عبد الله بن أبي مليكة بنحوه.
وأخرجه البخاري (4449) و (6510) من طريق عمر بن سعيد النوفلي، عن ابن أبي مليكة، أنَّ أبا عمرو ذكوان مولى عائشة أخبره: أن عائشة كانت تقول
…
فذكر نحوه، فزاد في الإسناد ذكوان مولى عائشة، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 12/ 768: قوله: "ابن أبي مُلَيكةَ أنَّ ذَكْوانَ أَخبَرَه أَنَّ عائشة" سيأتي بعد حديث من رواية ابن أبي مُلَيكةَ عن عائشة بلا واسطة، لكن في كلّ من الطَّريقَين ما ليس في الآخَر، فالظاهر أنَّ الطَّريقين محفوظان.
وللحديث طرق أخرى سيأتي تخريجها عند الرواية التالية.
6869 -
أخبرنا أحمد بن جعفر القَطِيعي، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا إسماعيل ابن عُليَّة، عن أيوب، عن ابن أبي مُليكة قال: قالت عائشةُ: مات رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بيتي ويومي، وبين سحْري ونَحْري، ودخل عليه عبدُ الرحمن بن أبي بكر ومعه سِواكٌ رَطْبٌ، فنظر إليه حتَّى ظننتُ أنَّ له فيه حاجةً، فأخذتُه فمضغتُه ونَفَضْتُه وطيَّبتُه ثم دفعتُه إليه، فاستنَّ كأحسنِ ما رأيتُه مستنًّا قَطُّ، ثم ذهب يرفعُه إليَّ فسقطَتْ يدُه، فأخذتُ أدعو له بدعاءٍ كان يدعو له به جبريلُ، وكان هو يدعو به إذا مَرِضَ، فلم يَدْعُ به في مرضه ذاك، فرفع بصرَه إلى السماء وقال:"الرَّفيقَ الأعلى" وفاضَتْ نفسُه صلى الله عليه وسلم، فالحمدُ لله الذي جمع بين رِيقي وريقِه في آخرِ يومٍ من الدنيا
(1)
.
(1)
إسناده صحيح. أيوب: هو السختياني. وهو في "مسند أحمد" 40/ (24216).
وأخرجه ابن حبان (7116) من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن إسماعيل ابن علية، به.
وأخرجه البخاري (4451) من طريق حماد بن زيد، وابن حبان (6617) من طريق إسحاق بن إبراهيم الثقفي، كلاهما عن أيوب السختياني، به.
وأخرجه تامًّا ومقطعًا أحمد 40/ (24354) و 41/ (24482)، والبخاري (4438) و (4446)، والنسائي (1969) و (7069) من طريق القاسم بن محمد، وأخرجه أحمد 41/ (24583) و (24905) و 42/ (25433) و (25640)، والبخاري (890) و (1389) و (4437) و (4450) و (4586) و (6348) و (6509)، ومسلم (2443)(84) و (2444)(86) و (87)، وابن ماجه (1620)، والنسائي (7065) و (7066) و (10867) و (11046)، وابن حبان (6592) من طريق عروة بن الزبير، وأحمد 43/ (25947)، والبخاري (4440) و (5674)، ومسلم (2444)(85)، والترمذي (3496)، والنسائي (7068) و (10868) من طريق عباد بن عبد الله بن الزبير، والبخاري (4463) و (6348) و (6509)، ومسلم (2444)(87) من طريق سعيد بن المسيب، وأحمد 41/ (24946)، ومسلم (2191)(46)، وابن ماجه (1619)، والنسائي (10869) من طريق مسروق، وأخرجه أحمد 41/ (24891) و (24935) من طريق الأسود، والنسائي (7067) و (10870)، وابن حبان (6591) من طريق أبي بردة الأشعري، وأحمد 40/ (24454) من طريق المطلب بن عبد الله، وأحمد 43/ (26346) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، ثمانيتهم عن عائشة.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
6870 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن عفّان، حَدَّثَنَا أبو أسامة، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كنتُ أدخل البيتَ الذي دُفِنَ معهما عمر، والله ما دخلتُ إِلَّا وأنا مشدودٌ عليَّ ثيابي حياءً من عمر
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
6871 -
أخبرنا أبو العبّاس القاسم بن القاسم السَّيَّاري بمَرْوٍ، حَدَّثَنَا أبو المُوجِّه، حَدَّثَنَا أبو عمَّار، حَدَّثَنَا محمد بن يزيد الواسطي، عن مجالد بن سعيد، عن الشَّعْبي، عن مسروق قال: قالت لي عائشةُ: لقد رأيتُ جبريلَ عليه السلام واقفًا في حُجْرتي هذه ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُناجِيه، فلما دخل قلتُ: يا رسولَ الله، مَن هذا الذي رأيتُك تناجيه؟ قال:"وهل رأَيتِه؟ " قلت: نعم، قال:"فيمن شبَّهتِه؟ " قلت
(2)
: بدِحْيةَ الكَلْبي، قال: "لقد رأيتِ خيرًا
(3)
كثيرًا، ذاكِ جبريل" فما لَبِثَ إِلَّا يسيرًا حتَّى قال:"يا عائشةُ، هذا جبريلُ يقرأُ عليك السلام"، قالت: قلتُ: وعليه السلامُ، جزاه الله من دَخيلٍ خيرًا
(4)
.
(1)
إسناده صحيح. وقد سلف برقم (4450).
(2)
المثبت من (ب)، وفي بقية النسخ: قالت.
(3)
تحرّف في النسخ الخطية كلمة "خيرًا" إلى: جبريل.
(4)
إسناده ضعيف من أجل مجالد بن سعيد، وقد اختلف عليه؛ فرواه مرة عن الشعبي عن مسروق كما في هذه الرواية، ومرة عن الشعبي عن أبي سلمة، وهو الموافق لرواية زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي. هذا، وقد جمع مجالد في روايته بين حديثين؛ حديث قصة مجيء جبريل إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي وأمره إياه بالخروج إلى بني قريظة، وبين حديث قصة إقراء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم السلام على عائشة من قبل جبريل. ولا يحفظ في قصة رؤية عائشة لجبريل على صورة دحية أنه قرأ عليها السلام. وسلفت هذه القصة عند المصنّف برقم (4379) من طريق القاسم بن محمد عن عائشة. =
6872 -
وأخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن عُبيد القرشي بالكوفة، حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن عفّان العامري، حَدَّثَنَا أسباط بن محمد القرشي، حَدَّثَنَا مُطرِّف،
= وأما قصة إقراء جبريل السلامَ على عائشة، فهذه حادثة أخرى لم تره فيها معاينةً، وإنما سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يناجيه فيها كما في الروايات الآتي تخريجُها.
أبو الموجه: هو محمد بن عمرو الفَزَاري، وأبو عمار: هو الحسين بن حريث المروزي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 67 عن محمد بن يزيد الواسطي، بهذا الإسناد.
وتابع محمدًا الواسطيَّ عبدُ الرحيم بن سليمان عند ابن أبي شيبة 12/ 130 - 131، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3013)، والطبراني في "الكبير" 23/ (95)، وأبو بكر بنُ عيّاش عند الدينوري في "المجالسة"(298)، فروياه عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، به.
وخالفهم سفيانُ بن عيينة عند الحميدي (277)، وأحمد 41/ (24462) و 42/ (25131)، والطبراني في 23/ (90)، والآجري في "الشريعة"(987) و (1893)، وأبي طاهر المخلص في "المخلصيات"(2606)، وأبي نعيم في "الحلية" 2/ 46 والخطيب في "تاريخه" 7/ 140، فرواه عن مجالد، عن الشعبي، عن أبي سلمة، عن عائشة. وفسّر سفيانُ بن عيينة الدخيلَ بالضيف.
وأخرجه أحمد 40/ (24281) و 41/ (24815) و 42/ (25746) و 43/ (25880)، والبخاري (6253)، ومسلم (2447)، وأبو داود (5232)، وابن ماجه (3696)، والترمذي (2693) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، عن أبي سلمة، أنَّ عائشة حدثته: أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال لها: "إنَّ جبريل يقرئك السلام" قالت: وعليه السلام ورحمة الله. وصرّح الشعبي عند البخاري وغيره بسماعه له من أبي سلمة.
وأخرجه كذلك أحمد 41/ (24574) و (24857)، والبخاري (3217) و (3768) و (6201) و (6249)، ومسلم (2447)، والترمذي (3881)، والنسائي (8851) و (8852) و (10136) و (10137)، وابن حبان (7098) من طريق الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائش، هذا جبريل يقرأ عليك السلام"، فقالت: وعليه السلام ورحمة الله، قالت: وهو يرى ما لا نرى.
وأخرجه أحمد 42/ (25173)، والنسائي (8850) و (10135) من طريق معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. جعل مكان أبي سلمة عروةَ بن الزبير. وقال النسائي عن هذه الرواية: خطأ.
وأخرجه أحمد 42/ (25154) و (25186) من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة مختصرًا.
عن أبي إسحاق، عن مُصعب بن سعد قال: فَرَضَ عمرُ لأمهاتِ المؤمنين عشرةَ آلاف، وزاد عائشةَ ألفينِ، وقال: إنها حبيبةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد منقطع بين مصعب بن سعد وعمر، وسيأتي موصولًا في الرواية التالية، والمرسل أصح. مطرف هو ابن طريف، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وانظر "علل الدارقطني"(226).
وأخرجه مطولًا ومختصرًا ابن سعد في "الطبقات" 10/ 66، والخرائطي في "اعتلال القلوب"(25) - ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 100 - والمحاملي في "الأمالي" رواية البيّع (242) من طرق عن أسباط بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك مطولًا ومختصرًا أبو عبيد القاسم بن سلام في "الأموال"(554)، وابن أبي شيبة 12/ 302، وابن زنجويه في "الأموال"(803) و (876) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، به.
وأخرج أبو عبيد (550) - وعنه ابن زنجويه (798) - من طريق مجالد بن سعيد، عن الشعبي، قال: لما افتتح عمر العراق والشام وجبى الخراج، جمع أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني قد رأيت أن أفرض العطاء لأهله الذين افتتحوه، فقالوا: نعم الرأي رأيت يا أمير المؤمنين، فقال: فيمن نبدأ؟ قالوا: ومن أحق بذلك منك؟ ابدأ بنفسك، قال: لا، ولكني أبدًا بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتب: عائشة أم المؤمنين في اثني عشر ألفًا، وكتب وسائر أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في عشرة آلاف. ومجالد ضعيف.
وأخرج ابن زنجويه (799) من طريق أبي بكر بن عيّاش عن عبد الله، عن ابن شِهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: لما أُتي عمر بخمس الأعاجم
…
وفيه: ثم أمر لأمهات المؤمنين بعشرة آلاف، ولعائشة باثني عشر ألفًا. وإسناده إلى سعيد حسنٌ إن شاء الله، وعبد الله: هو ابن علي الأزرق.
وأخرج أبو عبيد (601)، وابن زنجويه (874) من طريق يونس بن يزيد، عن سعيد بن المسيب: أنَّ عمر فرض لأزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في اثني عشر ألفًا اثني عشر ألفًا، غير جويرية وصفية، فرض لهما في ستة آلاف ستة آلاف. وفي إسناده عبد الله بن صالح، وهو سيئ الحفظ.
وأخرج معمر في "الجامع"(20036) عن الزهري عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، قال: لما أتي عمر بكنوز كسرى
…
وفيه وفرض لأزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لكل امرأة منهن اثني عشر ألف درهم، إلَّا صفية وجويرية، فرض لكل واحدة منهما ستة آلاف درهم. =
6873 -
أخبرَناه أبو العبّاس محمد بن أحمد المحبوبي بمَرْوٍ، حَدَّثَنَا سعيد
(1)
ابن مسعود حَدَّثَنَا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، عن سعد قال: كان عطاءُ أهلِ بدر ستةَ آلاف ستةَ آلاف، وكان عطاءُ أمهات المؤمنين عشرةَ آلاف عشرةَ آلاف لكلِّ امرأةٍ منهن، غيرَ ثلاثِ نسوةٍ: عائشةَ، فإنَّ عمر قال: أُفضِّلُها بألفينِ لحبِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، وصفيةَ وجُوَيريةَ سبعةَ آلاف سبعةَ آلاف
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه لإرسال مُطَرِّف بن طريف إياه.
= قلنا: وكان هذا من عمر باديَ الرأي، ثم نبّهته عائشة إلى أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يعدل بينهنّ، فعَدَل بينهنّ عمر، أخرج هذا الخبر أحمد 25/ (15905)، ويعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/ 463، والبيهقي 6/ 349 من طريق علي بن رباح، عن ناشرة بن سمي اليزني، عن عمر. ورجاله ثقات.
ويقوّي هذا ما رواه ابن أبي شيبة 12/ 317 وابن أبي الدنيا في "مجابي الدعوة"(45) من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أنه قدم على عمر من البحرين
…
وفيه: أنَّ عمر فرض لأزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في اثني عشر ألفًا اثني عشر ألفًا. وإسناده حسن قال ابن سعد في "الطبقات" 3/ 276: هذا المجتمَع عليه.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: سفيان.
(2)
رجاله ثقات، لكن اختلف على أبي إسحاق في وصله وإرساله، والإرسال أصحُّ وأكثر.
وأخرجه الدورقي في "مسند سعد"(68) عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(876) و (803) عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، فذكره مرسلًا كالحديث السابق عند المصنّف، ليس فيه والده سعد.
وكذلك رواه سفيان الثوري عند ابن أبي شيبة 12/ 302، والبلاذريِّ في "أنساب الأشراف"، وأبو خيثمة زهيرُ بن معاوية عند أبي عبيد القاسم بن سلام في "الأموال"(554)، وابن سعد 3/ 283، وابن المنذر في "الأوسط"(6366)، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، عن مصعب مرسلًا، وعندهم أن عطاءَ صفيةَ وجويريةَ كان ستة آلاف بدل سبعة آلاف.
6874 -
أخبرنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف العَدْل، حَدَّثَنَا يحيى بن أبي طالب، حَدَّثَنَا زيد بن الحُباب، أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي حُسين المكي، حدثني عبد الله بن أبي مُليكة، حدثني ذَكْوان أبو عمرو مولى عائشة: أنَّ دُرْجًا قَدِمَ إلى عمر من العِراق وفيه جوهرٌ، فقال لأصحابه: تدرون ما ثمنُه؟ قالوا: لا، ولم يدروا كيف يَقسِمونَه، فقال: تأذنونَ أن أبعثَ به إلى عائشةَ لحبِّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إياها؟ قالوا: نعم، فبعثَ به
(1)
إليها، ففتحته فقالت: ماذا فُتِحَ على ابن الخطاب بعدَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟! اللهم لا تُبقِني لعطيَّتِه لقابلٍ
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إذا صحَّ سماعُ ذكوان أبي عمرو، ولم يخرجاه.
6875 -
حَدَّثَنَا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حَدَّثَنَا بِشر بن موسى، حَدَّثَنَا الحُميدي، حَدَّثَنَا سفيان، عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم، عن ابن أبي مُليكة قال: جاء ابن عبّاس يستأذنُ على عائشةَ في مرضِها، فأبَتْ أن تأذنَ له، فقال لها بنو أخيها: ائذني له، فإنه من خير ولدِك، قالت: دعوني مِن تزكيتِه، فلم يزالوا بها حتَّى أذِنت له، فلما دخلَ
(1)
في نسخنا الخطية بها، والمثبت من النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان.
(2)
إسناده جيد كما قال ابن كثير في "مسند الفاروق" 2/ 324، وقد اختلف على زيد بن الحباب في وصله بذكر عائشة وإرساله بعدم ذكرها.
فرواه يحيى بن أبي طالب كما في هذه الرواية، ومحمدُ بن العلاء عند عبد الله في "فضائل الصحابة"(58)، كلاهما عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وقال الذهبي في "التلخيص": فيه إرسال.
وخالفهما أحمدُ بن حنبل في "فضائل الصحابة"(1642)، وزهيرُ بن حرب عند أبي يعلى كما في "المطالب العالية"(2075) و (4369) - ومن طريقه الضياء المقدسي في "المختارة"(1/ 147) - كلاهما (أحمد وزهير) عن زيد بن الحباب، به موصولًا بذكر عائشة. وسقط من الموضع الثاني من "المطالب" ذكر عائشة!
قوله: "دُرْجًا": هو كالسَّفط الصغير تضع فيه المرأةُ خِفَّ متاعها وطِيبَها. قاله ابن الأثير في مادة (درج) من "النهاية".
عليها قال ابن عَبَّاس: إنَّما سُمِّيتِ أُمّ المؤمنين لِتسعَدي، وإنه لاسمُك قبل أن تُولدي، إنَّكِ كنتِ من أحبِّ أزواج النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يحبُّ إلَّا طيّبًا، وما بينَكِ وبينَ أن تَلقَي الأحبةَ إلَّا أن تُفارقَ
(1)
الروحُ الجسدَ، ولقد سقطَتْ قِلادتُك ليلةَ الأبواء، فجعل الله للمسلمين خِيْرةً في ذلك، فأنزل الله تبارك وتعالى آيةَ التيمُّم، ونزلت فيكِ آياتٌ من القرآن، فليس مسجدٌ من مساجِد المسلمين إِلَّا يُتلى فيه عُذرُكِ آناءَ الليل وآناءَ النهار. فقالت: دَعْني من تزكيتِك لي يا ابنَ عبّاس، فوَدِدتُ أَنِّي كنتُ نَسيًا منسيًّا
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
(1)
في النسخ الخطية: تفارقي!
(2)
خبر صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد الله بن عثمان بن خثيم، وباقي رجاله ثقات، لكن ابن أبي مليكة - وهو عبد الله بن عبيد الله - لم يشهد هذه الحادثة، بل أخبره بها ذكوانُ مولى عائشة كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه أحمد (3/ 1905) من طريق معمر، وابن حبان (7108) من طريق يحيى بن سليم، كلاهما عن عبد الله بن عثمان بن خثيم بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (4/ 2496) من طريق زائدة بن قدامة، وأحمد (5/ 3262) من طريق معمر، وأبو يعلى (2648) من طريق بشر بن المفضل، ثلاثتهم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الله بن أبي مليكة، أنه حدَّثه ذكوانُ حاجبُ عائشة: أنه جاء عبدُ الله بن عبّاس يستأذن على عائشة
…
فذكره.
وأخرجه البخاري (4753) من طريق عمر بن سعيد بن أبي الحسين، عن ابن أبي مليكة، قال: استأذن ابن عبّاس قبل موتها على عائشة
…
فذكر نحوه.
وأخرجه مختصرًا البخاري (3771) و (4754) من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة.
وأخرج أحمد 3/ (1906) و 4/ (2497) عن سفيان بن عيينة، عن ليث بن أبي سليم، عن رجل، عن ابن عبّاس، أنه قال لها: إنما سميت أم المؤمنين لتسعدي، وإنه لاسمك قبل أن تولدي. وهذا الرجل المبهم سمَّاه زهيرُ بن معاوية عند ابن سعد في "الطبقات" 10/ 74، وزائدةُ ابن قدامة عند الخطيب في "موضح الأوهام" 1/ 462 في روايتيهما عن ليث: عبدَ الرحمن بن سابط، وهو ثقة. وليث حسن في المتابعات والشواهد.
6876 -
حدثني علي بن عيسى، حَدَّثَنَا إبراهيم بن أبي طالب، حَدَّثَنَا ابن أبي عمر، حَدَّثَنَا سفيان، عن أبي سعد سعيد بن المَرزُبان، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه قال: قالت عائشة: ما تزوَّجني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتَّى أتاه جبريلُ بصُورتي، وقال: هذه زوجتُك، وتزوَّجني وإني لجاريةٌ عليَّ حَوْف، فلمَّا تزوجني ألقى الله عليَّ حياءً وأنا صغيرةُ
(1)
.
قال سفيان: قال الزُّهْري: الحَوْف: سُيُورٌ
(2)
تكون في وَسَطِها.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6877 -
أخبرنا عبد الله بن الحسين القاضي بمَرْوٍ، حَدَّثَنَا الحارث بن أبي أسامة، حَدَّثَنَا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سَلَمة، حَدَّثَنَا هشام بن عُرْوة، عن عوف بن الحارث بن الطُّفيل، عن رُمَيثةَ أمِّ عبد الله بن محمد بن أبي عَتيق، عن أمِّ سلمة قالت: كلَّمني صواحبي أن أُكلِّمَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن يأمرَ الناسَ فيُهدُون له حيث كان،
(1)
إسناده ضعيف من أجل سعيد بن المرزبان. وقال الذهبي في "السير" 2/ 164: تفرَّد به أبو سعد البقَّال، ليِّن الحديث. ابن أبي عمر: هو محمد بن يحيى العدني.
وأخرجه الحميدي في "مسنده"(234)، والبلاذري في "أنساب الأشراف" 1/ 411، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3029)، والبزار (2660 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (4822)، والطبراني (23/ 64) و (154)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 385 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرج البزار بنحوه (2659) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن أبي سعد، به.
وأخرج أحمد (40/ 24142) و (41/ 24971)، والبخاري (3895) و (5125) و (7011) و (7012)، ومسلم (2438) من طريق عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أريتك قبل أن أتزوجك مرتين، رأيت الملك يحملك في سرقة من حرير، فقلت له: اكشف، فكشف فإذا هي أنت، فقلت: إن يكن هذا من عند الله يمضه، ثم أريتك يحملك في سرقة من حرير، فقلت: اكشف، فكشف، فإذا هي أنت، فقلت: إن يك هذا من عند الله يمضه".
وقصة إتيان الملَك بصورتها، ستأتي ضمن حديثها الآتي برقم (6879).
(2)
السُّيُور: جمع سَيْر، وهو حِزام من جِلْد.
فإنَّ الناسَ يتحرَّونَ بهداياهم يومَ عائشة، وإِنَّا نُحِبُّ الخيرَ كما تحبُّه عائشةُ، فقلتُ: يا رسولَ الله، إنَّ صواحبي كلَّمْنَني أن أكلِّمك أن تأمرَ الناسَ فيُهدون لكَ حيث كنتَ، فإنَّ الناس يتحرَون بهداياهم يومَ عائشةَ، وإنَّا نحبُّ الخيرَ كما تحبُّه عائشةُ، فسكت رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فلم يُراجِعْني، فجاءني صواحبي، فأخبرتُهن بأنَّه صلى الله عليه وسلم لم يُكلِّمني، فقُلنَ: والله لا تَدَعيهِ، وما هذا حينَ تَدَعيه، قالت: فدارَ فكلَّمتُه، فقلتُ: إِنَّ صواحبي قُلنَ لي أن أُكلِّمَك تأمرُ الناسَ فيُهدون لكَ حيث كنتَ، فقلتُ له مثلَ المقالة الأُولى مرَّتين أو ثلاثًا، كلُّ ذلك يسكتُ عنها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال:"يا أُمّ سَلَمة، لا تُؤذيني في عائشةَ، فإنِّي والله ما نزل الوحيُ عليَّ وأنا في بيتِ امرأةٍ من نسائي غيرَ عائشة" قالت: فقلتُ: أعوذُ بالله أن أسُوءَك في عائشة
(1)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عوف بن الحارث روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له البخاري حديثًا في "صحيحه"، فمثله حسن الحديث إن شاء الله، ورميثة: هي أخت عوف بن الحارث الراوي عنها، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقد توبعت عليه.
وأخرجه أحمد (44/ 26513) عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (26512)، وابن حبان (7109) من طريق حماد بن أسامة، والنسائي (8847) من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه تامًّا ومقطعًا البخاري (2580) و (3775)، والترمذي (3879)، والنسائي (8323) و (8846) من طريق حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة نحوه. وقال الترمذي: حسن غريب.
وأخرجه البخاري (2574)، ومسلم (2441)، والنسائي (8848) من طريق عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مختصرًا بلفظ: أن الناس كانوا يتحرَّونَ بهداياهم يومَ عائشةَ، يبتغون بذلك مرضاةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال النسائي: وهذان الحديثان صحيحان عن عبدة، يعني طريقيه: عن هشام عن عوف عن رميثة، وعن هشام عن أبيه عروة.
وأخرجه البخاري (2581) من طريق سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، به مطولًا، وفيه زيادات. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6878 -
حَدَّثَنَا أبو أحمد محمد بن الحسين الشَّيباني، حَدَّثَنَا أبو عبد الرحمن أحمد بن شُعيب الفقيه النَّسائي بمصر، حَدَّثَنَا سعيد بن يحيى بن سعيد الأُموي، حدثني أبي، حدثني أبو العَنْبَس، عن أبيه، حدثتنا عائشةُ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ذكر فاطمةَ، قالت: فتكلَّمتُ أنا، فقال:"أما ترضَيْنَ أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟ " قلتُ: بلى والله، قال:"فأنتِ زوجتي في الدنيا والآخرة"
(1)
.
أبو العَنْبس هذا سعيد بن كثير مدنيٌّ ثقة، والحديث صحيح ولم يُخرجاه.
6879 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا موسى بن هارون، حَدَّثَنَا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحَسَّاني، حَدَّثَنَا مالك بن سُعير، حَدَّثَنَا إسماعيل بن أبي خالد، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي
(2)
الضحاك: أنَّ عبد الله بن صفوان أتى عائشةَ وآخرُ معه، فقالت عائشةُ لأحدِهما: أسمعتَ حديثَ حفصةَ يا فلان؟ قال: نعم يا أمَّ المؤمنين، فقال لها عبد الله بن صفوان وما ذاكِ يا أمَّ المؤمنين؟ قالت: خِلالٌ لي تسعٌ لم يكنَّ لأحدٍ من النِّساء قبلي إلَّا ما أتى اللهُ عز وجل مريمَ بنتَ عِمران، والله ما أقولُ هذا أنِّي أفخَرُ
(3)
على أحدٍ من صَواحباتي، فقال لها عبد الله بن صفوان: وما
= وانظر "العلل" للدارقطني (3820)، و"فتح الباري" لابن حجر 8/ 218.
(1)
إسناده حسن، رجاله ثقات غير والد أبي العنبس - واسمه كثير بن عبيد - فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". أبو العنبس: هو سعيد بن كثير.
وأخرجه ابن حبان (7095) عن ابن خزيمة، عن سعيد بن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرج الترمذي (3880)، وابن حبان (7094) من طريق عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن عائشة قالت: جاء بي جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خرقة حرير، فقال:"هذه زوجتك في الدنيا والآخرة". وقال الترمذي: حسن غريب.
وسيأتي معناه برقم (6892)، وانظر (6867).
(2)
لفظة "أبي" سقطت من النسخ الخطية.
(3)
في (م) و (ص): أفتخر.
هُنَّ يا أمَّ المؤمنين؟ قالت: جاء المَلَكُ بصورتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتزوَّجني
(1)
رسولُ الله وأنا ابنةُ سبعِ سنينَ، وأُهديتُ إليه وأنا ابنةُ تسعِ سنينَ، وتزوَّجني بِكرًا لم يَشْرَكهُ فيَّ أحدٌ من الناس، وكان يأتيه الوحيُ وأنا وهو في لِحافٍ واحد، وكنتُ من أحبِّ الناس إليه، ونزل فيَّ آياتٌ من القرآن كادت الأمّةُ تَهْلِكُ فيها، ورأيتُ جبريلَ عليه السلام ولم يَرَه أحدٌ من نسائِه غيري، وقُبِضَ في بيتي لم يَلِهِ أحدٌ غيرُ المَلَك إلَّا أنا
(2)
(3)
.
(1)
في (ز): فزوّجني.
(2)
عبارة: لم يله أحد غير الملك إلّا أنا، لم ترد في (م) و (ص).
(3)
إسناد ضعيف، وفي بعض متنه نكارة، ووقع فيه اختلاف على إسماعيل بن أبي خالد. أما ضعفه فعبد الرحمن بن أبي الضحاك مجهول، ذكره ابن أبي حاتم 5/ 247، وسكت عنه، ولم يذكر راويًا عنه سوى إسماعيل بن أبي خالد، وذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 371، وقال: روى عنه محمد بن بشر العبدي، وهو وهمٌ؛ بينهما إسماعيل بن أبي خالد كما سيأتي في التخريج. وإسناد الحاكم مع ضعفه منقطع أيضًا كما سيأتي بيانه وضعف الحديثَ الدارقطنيُّ في "العلل"(3926).
وأما اختلافهم على إسماعيل بن أبي خالد فيه:
فرواه مالك بن سعير - كما في رواية الحاكم، عنه، عن عبد الرحمن بن أبي الضحاك، عن عبد الرحمن بن صفوان، عن عائشة. وهذا الإسناد منقطع.
وخالفه عبدُ الرحيم بن سليمان عند ابن أبي شيبة 12/ 129 - وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني (3036) - ومروانُ بن معاوية عند البخاريِّ في "التاريخ الكبير" 5/ 345، وقوامِ السُّنة في "الحجة في بيان المحجة" (368)، فروياه عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الرحمن بن أبي الضحاك، عن عبد الرحمن بن محمد بن زيد بن جدعان قال: حَدَّثَنَا أنَّ عبد الله بن صفوان وآخر معه أتيا عائشة
…
فذكرته. فزاد فيه بين ابن أبي الضحاك وابن صفوان: عبد الرحمن بن محمد بن زيد بن جدعان، وهو مجهول، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 280 - 281، وسكت عنه، ولم يذكر عنه راويًا سوى عبد الرحمن بن أبي الضحاك. وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 345، وذكر الاختلاف عليه، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 102، وزادا عنه راويًا ثانيًا. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواه محمد بن بشر العبدي عند البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 345، عن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن أبي الضحاك، عن عبد الرحمن بن محمد، عن عبد الرحمن بن صفوان. فسمى عبدَ الله بن صفوان عبدَ الرحمن.
ورواه أبو شِهاب الحناط عند الطبراني في "المعجم الكبير"(32/ 77)، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الرحمن بن أبي الضحاك، عن عبد الرحمن بن محمد بن زيد بن جدعان، عن عائشة، قالت: خِلال فيَّ سبع، فذكرته. لم يذكر فيه عبد الله بن صفوان.
ورواه عبَّاد بن عوَّام عند البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 345، عن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن أبي ضحاك، عن عبد الرحمن بن محمد بن جبير بن مطعم: أن صفوان دخل
…
فذكره.
فنسب عبدَ الرحمن بنَ جبير بن مطعم بدلٌ ابن جدعان، وليس لابن جبير ترجمة، فالظاهر أنه وهم، وجعل الداخلَ صفوانَ لا عبدَ الله بنَ صفوان!
ورواه محمد بن يزيد الواسطي عند الطبري في "تاريخه" 2/ 399، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الرحمن بن أبي الضحاك، عن رجل من قريش، عن عبد الرحمن بن محمد: أنَّ عبد الله بن صفوان وآخر معه أتيا عائشة: فزاد رجلًا مبهمًا بين ابن أبي الضحاك وعبد الرحمن بن محمد.
وأخرج ابن سعد 10/ 65، والطبراني في "الكبير"(23/ 74) من طريق أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن عائشة قالت: أعطيت خلالًا ما أعطيتها امرأة، ملكني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت سبع سنين، وأتاه الملك بصورتي في كفِّه فنظر إليها، وبنى بي لتسع سنين، ورأيت جبريل ولم تَرَه امرأة غيري وكنت أحبَّ نسائه إليه، وكان أبي أحبَّ أصحابه إليه، ومرض رسول الله في بيتي فمرَّضتُه فقُبض، ولم يشهده غيري والملائكة ورجاله ثقات غير أن عبد الملك بن عمير روايته عن عائشة مرسلة.
وأخرج أبو يعلى (4626)، والطبراني (23/ 76)، والآجري في الشريعة" (1847) و (1901) من طريق أبي حفص عمر، عن سليمان الشيباني، عن علي بن زيد بن جدعان، عن جدته، عن عائشة أنها قالت: أعطيتُ تسعًا ما أعطيتها امرأة إلَّا مريم بنت عمران؛ لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتَّى أمر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني، ولقد تزوجني بِكرًا، وما تزوج بكرًا غيري، ولقد قُبض ورأسه لفي حجري، ولقد قبرتُه في بيتي، ولقد حفت الملائكة بيتي، وإن كان الوحي لينزل عليه وهو في أهله فيتفرقون عنه، وإن كان لينزلُ عليه وإني لمعه في لحافه، وإني لابنة خليفته وصدِّيقه، ولقد نزل عذري من السماء، ولقد خُلقت طيّبة وعند طيّب، ولقد وُعدت مغفرة ورزقًا كريمًا. قلنا: أبو حفص عمر لا يُعرف، قال عنه الدارقطني في "العلل" (3926): مجهول، وعلي بن زيد بن جدعان ضعيف. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
= وخالفه شجاع بن الوليد عند اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(2758)، والرافعي في "أخبار قزوين" 3/ 468، فرواه عن حفص الحلبي، عن علي بن زيد، عن أمه، عن عائشة، وحفص الحلبي ضعيف له ترجمة في "اللسان" 3/ 232، وأم علي مجهولة.
قال الدارقطني أيضًا في "العلل": اختلف فيه على علي بن زيد: فرواه بشر بن الوليد، عن أبي حفص عمر عن الشيباني، عن علي بن زيد، عن جدته، عن عائشة.
وروى أبو بدر شجاع بن الوليد، عن حفص الحلبي، عن علي بن زيد، عن أمه، عن عائشة.
ولم يذكر الشيباني بينهما، وقال: عن أمه عن عائشة، ولم يقل عن جدته. وقال: أبو حفص هذا مجهول.
وروى هذا الحديث أبو حنيفة، واختلف عنه:
فرواه عبد الله بن بَزيع، عن أبي حنيفة، عن الشيباني عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة.
(قلنا: روايته هذه أخرجها الطبراني في "الكبير" (23/ 75). وعبد الله بن بزيع هذا ضعيف، ترجمه الحافظ ابن حجر في "اللسان"(4/ 441).
وخالفه إسحاق الأزرق، فرواه عن أبي حنيفة، عن عون بن عبد الله، عن الشعبي، عن عائشة (قلنا: رواه أبو يوسف القاضي في كتابه "الآثار"(932) عن أبي حنيفة كرواية إسحاق الأزرق)، وليس فيها شيء يصح.
وروي هذا الحديث إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الرحمن بن أبي الضحاك، عن عبد الرحمن بن محمد بن زيد بن جدعان، عن عائشة، وليس فيها شيء صحيح، انتهى.
قلنا وأخرج البخاري (3775)، والترمذي (3879) والنسائي (8323) و (8846) من طريق عروة بن الزبير، عن عائشة مرفوعًا:"يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحيُ وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها".
ولقصة مجيء الملك بصورتها، انظر الكلام على حديثها السالف برقم (6876).
ولقصة زواجها بنت سبع، انظر الكلام على الحديث السالف برقم (6860).
ولقصة رؤيتها جبريل على صورة دحية، انظر حديثها الآتي برقم (7601).
وقولها: "لم يره أحدٌ من نسائه غيري" هذا حسب علمها، وإلّا فقد صحَّ - كما عند البخاري (3634) و (4980)، ومسلم (2451) -: أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال لأم سلمة: "من هذا؟ " قالت: هذا دحية، قالت أم سلمة: ايمُ الله ما حسبته إلَّا إياه، حتَّى سمعت خطبة نبي الله صلى الله عليه وسلم بخبر جبريل.
6880 -
أخبرني أبو العبّاس محمد بن أحمد المحبوبي، حَدَّثَنَا سعيد بن مسعود، حَدَّثَنَا يزيد بن هارون، أخبرنا العوَّام بن حَوْشَب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبّاس:{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ} [النور: 23] قال: نزلت في عائشةَ خاصةً
(1)
.
(1)
رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 8/ 2556 - 2557 عن أبي سعيد الأشج، عن عبد الله بن خراش، عن العوام، بهذا الإسناد. وابن خراش ضعيف جدًّا.
وأخرجه ابن شبّة في "تاريخ المدينة" 1/ 338 - 339، والطبري في "تفسيره" 18/ 104، والطبراني في "الكبير"(23/ 234) من طريق هشيم بن بشير، عن العوام بن حوشب، عن شيخ من بني أسد، عن ابن عبّاس: أنه قرأ سورة النّور ففسَّرها، فلما أتى على هذه الآية:{وَإِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ، قال: هذه في عائشة وأزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، ولم يجعل لمن فعل ذلك توبةً، وجعل لمن رمى امرأة من المؤمنات من غير أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم التوبةَ، ثم قرأ:{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} ، فجعل لهؤلاء توبة:{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ، فجعل لمن قذف امرأة من المؤمنين التوبةَ، ولم يجعل لمن قذف امرأةً من أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم توبةً، ثم تلا هذه الآية:{لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 23] فهمَّ بعضُ القوم أن يقوم إلى ابن عبّاس ليقبِّل رأسَه بحسن ما فسَّر. فجعل الواسطة بين العوام وابن عبّاس رجلًا من بني أسد، وعند الطبراني رجلٌ من بني كاهل، وكاهل من أسد بن خزيمة.
وأخرج الطبراني (23/ 232) من طريق عطية العوفي، عن ابن عبّاس في قوله:{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ، يعني: أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رماهم أهل النفاق، فأوجب لهم اللعنة والغضب، وباؤوا بغضب من الله، فكل ذلك في أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. وفي إسناده غير واحد ضعيف.
وأخرج ابن شبة 1/ 338، والطبري 18/ 76 و 103، والطبراني (23/ 226) و (227) من طريق خُصيف قال: قلت لسعيد بن جبير: أيما أشد الزنى أو القذف قذف المحصنة؟ قال: الزنى، قلت: الله يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} ؟ قال: إنما أنزل هذا في شأن عائشة خاصة. وإسناده ضعيف من أجل خصيف، وهو بن عبد الرحمن الجزري. لكنه يتحسن بطريقه الآخَر الذي أخرجه الطبراني (23/ 228) من طريق ابن لَهِيعة، عن عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير بنحوه. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6881 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد، حَدَّثَنَا الحسن بن مُكرَم ويحيى بن جعفر بن الزِّبْرَقان قالا: حَدَّثَنَا علي بن عاصم، حَدَّثَنَا خالد الحذَّاء، عن محمد بن سِيرِين، عن الأحنَف بن قيس قال: سمعتُ خطبةَ أبي بكر الصِّدِّيق، وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب والخلفاءِ هلُمَّ جرًّا إلى يومي هذا، فما سمعتُ الكلامَ من فمِ مخلوقٍ أفخمَ ولا أحسنَ منه مِن فِي عائشةَ
(1)
.
6882 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حَدَّثَنَا أبو سعيد محمد شاذان حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عيسى بن يونس، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه قال: ما رأيتُ أحدًا أعلمَ بالحلال والحرام والعلمِ والشِّعر والطِّبِّ من عائشةَ أمِّ المؤمنين
(2)
.
6883 -
حَدَّثَنَا علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حَدَّثَنَا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا الحُميدي، حَدَّثَنَا سفيان، عن الزُّهْري قال: لو جُمِعَ علمُ الناس كلِّهم، ثم علمُ أزواجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،
= وأخرج أحمد 41/ (24720)، وعبد بن حميد، (1520)، والطبري 18/ 103 - 104، والطبراني 23/ (156) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه قال: قالت عائشة: رُميت بالذي رُميت به وأنا غافلة، بينما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عند يا جالسٌ إذ أوحي إليه. قالت: وكان إذا أوحي إليه أخذه كهيئة السُّبات، فأُوحي إليه وهو جالس عندي، ثم استوى جالسًا فمسح وجهَه ثم قال:"يا عائشة، أبشري" فقلت: بحمد الله لا بحمدك. ثم قرأ هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} إلى آخر الآيتين. وعمر بن أبي سلمة - وهو الزهري - ضعيف، والذي في الروايات الصحيحة أنَّ الآيات التي نزلت هي {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُو بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مَّنكُمْ
…
}، كما هو مبيَّن في "المسند".
(1)
حسن بما يأتي برقم (6884)، وهذا إسناد ضعيف من أجل علي بن عاصم: وهو ابن صهيب الواسطي.
وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(2767) عن الدارقطني، عن أحمد بن سلمان، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده صحيح. محمد بن شاذان: هو النيسابوري الأصم.
لكانت عائشةُ أوسعَهم عِلمًا
(1)
6884 -
حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن النَّضر، حَدَّثَنَا معاوية بن عمرو، حَدَّثَنَا زائدة، حَدَّثَنَا عبد الملك بن عُمير، عن موسى بن طلحة قال: ما رأيتُ أحدًا أفصحَ من عائشةَ
(2)
.
6885 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثني أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق: أنه قِيلَ له: هل كانت عائشةُ تُحسِنُ الفرائضَ؟ قال: إي والذي نفسي بيده، لقد رأيتُ مشيخةَ أصحابِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض
(3)
.
6886 -
حدثني أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، حَدَّثَنَا مُسَبِّح بن حاتم العُكْلي بالبصرة، حَدَّثَنَا عبيد الله بن محمد بن حفص القرشي، حدثني حماد الأرقطَ، رجلٌ صالح، عن محمد بن عبد الرحمن زوج جَبْرة، عن ابن أبي مُليكة قال: قلنا لعائشة: تقولينَ الشِّعر وأنتِ ابنةُ الصدِّيق ولا تَبْلُتينَ
(4)
، وتقولين الطِّبَّ، فما علمُك فيه؟
(1)
إسناده صحيح.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه الترمذي (3884) عن القاسم بن دينار الكوفي، عن معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وقال: حسن صحيح غريب.
(3)
إسناده صحيح أبو معاوية: هو محمد بن خازم، ومسلم هو ابن صُبيح.
وأخرجه الحسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1079)، وسعيد بن منصور في "سننه"(287)، وابن سعد في "الطبقات" 2/ 323 و 10/ 66، وابن أبي شيبة 11/ 234، والآجري في "الشريعة"(1896)، والطبراني في "الكبير"(23/ 291) من طرق عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "العلل ومعرفة الرجال"(2842)، والدارمي (2901)، ويعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/ 489، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" ص 494، والبيهقي في "المدخل إلى السنن"(110) من طرق عن الأعمش، به.
(4)
في نسخنا الخطية: تبلتي، بحذف النون، وأثبتناه على الجادة، ومعنى "لا تبلتين": أنك =
فقالت: إنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يَسقَهُ فتَفِدُ عليه وفودُ العرب، فيَصِفُون له فأحفظُ ذلك
(1)
.
6887 -
حَدَّثَنَا علي بن عيسى الحِيري، حَدَّثَنَا إبراهيم بن أبي طالب، حَدَّثَنَا ابن أبي عمر، حَدَّثَنَا سفيان، عن موسى الجُهَني، عن أبي بكر بن حفص، عن عائشةَ: أنها جاءت هي وأبواها أبو بكر وأمُّ رُومان فقالا: إنَّا نحبُّ أن تدعوَ لعائشةَ بدعوةٍ ونحن نسمعُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"اللهمَّ اغفِرْ لعائشةَ بنتِ أبي بكر الصدِّيق مغفرةً واجبةً ظاهرةً باطنة"، فعَجِبَ أبواها لحُسنِ دعاء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لها، فقال:"أتعجبان؟ هذه دعوتي لمن يشهدُ أن لا إله إلَّا اللهُ وأنِّي رسولُ الله"
(2)
.
= ذاتُ حُجَّة، لا تنقطعين عند المُحاجَّة، قال صاحب "المحكم" 9/ 498: بَلَتَ الرَّجلُ يَبلُتُ، وبَلِتَ، وأبلت: انقطع فلم يتكلَّمْ، والبَلِيتُ: الفَصِيحُ الذي يَبْلتُ الناسَ؛ أي: يَقطَعُهم.
(1)
إسناده ضعيف، مسبح بن حاتم، روى عنه جماعة من الثقات كالطبراني وأبي الشيخ وابن قانع والإسماعيلي، وقال الدارقطني: بصري أخباري، حَدَّثَنَا عنه جماعه من شيوخنا. وحماد بن الأرقط لا ذكر له في الكتب، ويغلب على ظننا أنه محرف عن خلاد بن يزيد الأرقط، لكن المصادر التي روته من طريق خلاد جعلته عن محمد بن عبد الرحمن زوج جبرة عن عروة بن الزبير عن عائشة، وليس عن ابن أبي مليكة عن عائشة. ويغلب على ظننا أن رواية الحاكم فيها وهم، والله أعلم. ومحمد بن عبد الرحمن - وهو المُليكي - ضعيف.
وأخرجه البزار (2662 - كشف الأستار)، والطبراني في "الأوسط"(6067) - وعنه أبو نعيم (59) - من طريق خلاد بن يزيد الباهلي، عن محمد بن عبد الرحمن زوج جبرة، عن عروة بن الزبير، عن عائشة. وقال الطبراني: لم يروه عن محمد بن عبد الرحمن المليكي إلَّا خلاد بن يزيد الباهلي.
والمشهور في رواية هذا الخبر أنه من طريق عروة عن عائشة كما سيأتي عند المصنّف برقم (7614)، وذكرنا هناك اللفظ الصحيح له.
وأما طريق ابن أبي مليكة - واسمه عبد الله بن عبيد الله - فيرويها عبدُ الله بن المؤمل عنه عن عائشة عند ابن سعد في "الطبقات" 1/ 348، وابن عدي في "الكامل" 4/ 137، وأبي نعيم في "الطب"(61)، وعبد الله بن المؤمل ضعيف.
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، فأبو بكر بن حفص - واسمه عبد الله بن حفص بن عمر الوقاصي - =
6888 -
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن إسحاق الثَّقفي، قال: سمعتُ محمد بن عبد الأعلى الصنعاني يقول: وجدتُ عندي في كتاب سمعتُه من المعتمر بن سليمان: عن حميد، عن أنس: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: من أحبُّ الناسِ إليك؟ قال: "عائشةُ"، فقيل: لا نعني أهلَكَ، قال:"فأبو بكر"
(1)
.
= لم يسمع عائشة كما قال أبو حاتم الرازي. وقال الذهبي في "التلخيص": منكر على جودة إسناده!
وأخرجه مختصرًا مرسلًا ابن أبي شيبة 12/ 132 عن ابن نمير، عن موسى الجهني، عن أبي بكر بن حفص، قال: جاءت أم رومان - وهي أم عائشة - وأبو بكر إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله، ادع الله لعائشة دعوة نسمعها، فقال عند ذلك:"اللهم اغفر لعائشة ابنة أبي بكر مغفرة واجبة ظاهرة وباطنة".
وأخرجه مرسلًا الإسماعيلي في "معجمه"(183) من طريق عبد الرحمن المسعودي، عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: جاء أبو بكر الصديق وأم رومان حتَّى دخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. وإسناده ضعيف؛ المسعودي كان قد اختلط، ورواية أبي داود الطيالسي عنه بعد الاختلاط، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك القصة، فهو مرسل.
وأخرجه مرسلًا أيضًا الطبراني في "الدعاء"(1458) من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن مسلم بن يسار، أنه بلغه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد، ولإرساله.
وأخرج البزار (2658 - كشف الأستار)، وابن حبان (7111)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2756) من طريق عروة بن الزبير عن عائشة قالت: لما رأيتُ من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم طِيبَ نفس قلت: يا رسول الله، ادع الله لي، فقال:"اللهم اغفِر لعائشة ما تقدّم من ذنبها وما تأخر، ما أسرَّت وما أعلَنَت"، فضحكت عائشةُ حتَّى سقط رأسها في حجرها من الضحك، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أيسرُّك دعائي؟ " فقالت: وما لي لا يسرُّني دعاؤُك؟! فقال: "والله إنها لدعائي لأمّتي في كل صلاة". وإسناده محتمل للتحسين.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات لكن حميد - وهو الطويل - ممن يدلِّس، ولم يصرح =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه، وله إسناد صحيح على شرطهما وبه يُعرَف:
6889 -
حدَّثَنيه علي بن عيسى الحِيري، حَدَّثَنَا مُسدَّد بن قَطَن، حَدَّثَنَا عثمان بن أبي شَيْبة، حَدَّثَنَا جَرير، عن مغيرة، عن الشَّعبي، عن عمرو بن العاص قال: بعثني النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على جيش فيهم أبو بكر وعمرُ، فلما رجعتُ قلتُ: يا رسولَ الله،
= بسماعه من أنس، وقد رُوي أنَّ بينهما الحسن البصري كما سيأتي. وقال الذهبي في "التلخيص": غريب جدًّا.
وقال أبو حاتم الرازي كما في "العلل"(2651): هذا حديث منكر، يمكن أن يكون: حميد عن الحسن عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. يعني مرسلًا ليس فيه ذكر أنس، بينما جزم بذلك في (2666) فقال: إنما هو عن الحسن عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وأما عن أنس؛ فليس بمحفوظ. وكذا جزم بذلك الدارقطنيُّ في "العلل"(2439)، فقال: والصحيح عن معتمر عن حميد عن الحسن مرسلًا. قلنا: ولم نقف عليه عن الحسن مرسلًا.
وأخرجه ابن ماجه (101) عن أحمد بن عبدة والحسين بن الحسن المروزي، والترمذي (3890) عن أحمد بن عبدة الضبي، كلاهما عن المعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أنس.
وخالفهما المسيبُ بن واضح عند ابن حبان (7107)، فرواه عن المعتمر، عن حميد، عن الحسن البصري، عن أنس فزاد فيه بين حميد وأنس الحسن البصري. والمسيب ضعيف، وبعضهم عدَّه متروكًا، وقال ابن عدي: له حديث كثير عن شيوخه، وعامة ما خالف فيه الناسَ هو ما ذكرتُه لا يتعمّده، بل كان يشبه عليه، وهو لا بأس به، وأورده ابن حبان في "ثقاته". انظر "لسان الميزان" 8/ 71.
قال الدارقطني في "العلل": واختلف عن المسيب أيضًا؛ فقيل: عنه عن معتمر عن حميد عن الحسن عن أنس. وقال ابن أبي داود عنه عن معتمر عن حميد عن أنس. قلنا: وهذا من ضعف المسيب، والله أعلم.
وأخرجه ابن سمعون الواعظ في "الأمالي"(62)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 30/ 136 من طريق الخليل بن زكريا الشيباني، حَدَّثَنَا محمد بن ثابت، حدثني أبي ثابتٌ البناني، عن أنس.
وإسناده تالف لا يفرح به، الخليل متهم، وابن ثابت ضعيف.
وانظر الحديثين بعده.
من أحبُّ الناس إليك؟ قال: "وما تريدُ إلى ذاكَ؟ " قلتُ: يا رسولَ الله، أريدُ أن أعلمَ ذاك، قال:"عائشةُ"، قلتُ: إنما أَعني من الرجال، قال:"أبوها"
(1)
.
6890 -
حدثناه أبو محمد المُزَني ومحمد بن جعفر الخَصِيب الصُّوفي، قالا: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحَضْرمي، حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر بن أبان، حَدَّثَنَا وكيع وأبو أسامة، قالا: حَدَّثَنَا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم: أنَّ عمرو بن العاصِ قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم حينَ رجعَ من غزوة ذاتِ السَّلاسل: يا رسول الله، من أحبُّ الناسِ إليك؟ قال:"عائشةُ" قال: إنما أقولُ من الرجال، قال:"أبوها"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع، فالشعبي - وهو عامر بن شراحيل - لم يسمع من عمرو بن العاص فيما قاله ابن معين وقد توبع جرير: هو ابن عبد الحميد، ومغيرة: هو ابن مقسم، الضبيّان.
وأخرجه الخرائطي في "اعتلال القلوب"(22) - ومن طريقه أبو القاسم بن بشران في "الأمالي"(360) - وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 332 - 333 من طريق إسحاق بن راهويه، عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. وقال أبو نعيم: غريب من حديث الشعبي عن عمرو، لم نكتبه إلَّا من حديث جرير.
وأخرجه أحمد (29/ 17811)، والبخاري (3662) و (4358)، ومسلم (2384)، والترمذي (3885)، والنسائي (8063)، وابن حبان (6885) و (6900) من طريق أبي عثمان النهدي، حدثه عمرو بن العاص به؛ وفيه زيادة: قلت: ثم من؟ قال: "ثم عمر بن الخطاب" فعدَّ رجالًا. وفي رواية البخاري الثانية زيادة أخرى فسكتُّ مخافةَ أن يجعلني في آخرهم.
وأخرجه ابن حبان (6998) من طريق عبد الله بن شقيق، عن عمرو بن العاص. وزاد فيه: قيل: ثم من؟ قال: "عمر" قيل: ثم من؟ قال: "أبو عبيدة بن الجراح".
وانظر ما قبله وما بعده.
(2)
إسناده صحيح. عبد الله بن عمر بن أبان: هو ابن عمر بن محمد بن أبان، الملقب بمُشكدانة، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه مطولًا ومختصرًا الترمذي (3886)، والنسائي (8052)، وابن حبان (4540) و (7106) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه من حديث إسماعيل عن قيس. =
6891 -
أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم العَدْل ببغداد، حَدَّثَنَا يحيى بن جعفر بن الزِّبْرقان، حَدَّثَنَا علي بن عاصم، أخبرنا بَيَان بن بِشر، قال لي عامرٌ الشَّعبي: أتاني رجلٌ فقال لي: كلُّ أُمَّهات المؤمنين أَحبُّ إليَّ من عائشةَ، قلتُ: أمّا أنت، فقد خالفتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ كانت عائشةُ أحبَّهنَّ إليه
(1)
.
6892 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا موسى بن إسحاق القاضي، حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شَيْبة ومحمد بن بكَّارٍ، قالا: حَدَّثَنَا يوسف بن يعقوب الماجِشُون، حدثني أبي، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن عائشة قالت: قلتُ: يا رسولَ الله، مَن مِن أزواجِك في الجنة؟ قال:"أَمَا إِنَّكِ منهنَّ" قالت: فخُيِّل لي أنَّ ذاك أنه لم يتزوَّجْ بِكرًا غيري
(2)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6893 -
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى ومحمد بن محمد بن يعقوب الحافظ، قالا: حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الثَّقفي، حَدَّثَنَا قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا جَرير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق قال: قالت عائشةُ: إنِّي رأيتُني على تلٍّ، وحولي بَقَرٌ تُنحَر، فقلتُ لها: لَئِن صدقَتْ رؤياك لتكونَنَّ حولَكِ
= وانظر الحديثين قبله.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل علي بن عاصم - وهو ابن صهيب - وقد توبع.
وأخرجه الخرائطي في "اعتلال القلوب"(21) من طريق خالد بن عبد الله، والطبراني في "الكبير"(23/ 293) من طريق زائدة بن قدامة، كلاهما عن بيان بن بشر، به.
وانظر الأحاديث قبله.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه ابن حبان (7096) عن حامد بن محمد بن شعيب، عن محمد بن بكار بن الريان، بهذا الإسناد.
وانظر (6878).
ملحمةٌ، قالت: أعوذُ بالله من شَرِّك، وبئسَ ما قلتَ! فقلتُ لها: فلعله إن كان أمرٌ أسيَستَحُونَكِ
(1)
؟! فقالت: والله لأن أخِرَّ من السماء أحبُّ إليَّ من أن أفعلَ ذلك، فلما كان بعدُ ذُكِرَ عندها أنَّ عليًّا قَتَلَ ذا الثُّديَّة، فقالت لي: إذا أنت قدمتَ الكوفةَ فاكتُبْ لي ناسًا ممَّن شَهِدَ ذلك، ممَّن تعرِفُ من أهلِ البلد، فلما قدمتُ وجدتُ الناسَ أشياعًا، فكتبتُ لها من كلِّ شيعةٍ
(2)
عشرةً ممَّن شَهِدَ ذاك قال: فأتيتُها بشهادتِهم، فقالت: لَعَنَ اللهُ عمرَو بن العاص؛ فإنَّه زَعَمَ لي أنه قتلَه بمصر
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
6894 -
حَدَّثَنَا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حَدَّثَنَا محمد بن يونس، حَدَّثَنَا أبو عاصم، عن هشام بن حسان، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه: أن معاويةَ بن أبي سفيان بعث إلى عائشةَ بمئةِ ألفٍ، فقَسَمتها حتَّى لم تترك منها شيئًا، فقالت بَرِيرةُ: أنتِ صائمةٌ،
(1)
كذا في (ز) و (ب)، وسقطت من (م) و (ص)، وفي نسخة المحمودية كما في طبعة الميمان: سيسوؤك.
(2)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: سبع. وجاء على الصواب في "سير أعلام النبلاء" 2/ 200.
(3)
إسناده صحيح. محمد بن إسحاق الثقفي: هو ابن إبراهيم بن مهران السراج، وجرير: هو ابن عبد الحميد الضبي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه مختصرًا الآجري في "الشريعة"(56) و (1570) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن سعيد بن جبير، عن مسروق، به. ويزيد بن أبي زياد ضعيف.
وأخرجه كذلك البيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 434 - 435 من طريق الحكم بن عتيبة وعبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن مسروق، به. وفي إسناده محمد بن أبان بن صالح، وهو ضعيف، له ترجمة في "لسان الميزان" 6/ 488.
وخالفهما مجالد بن سعيد عند ابن أبي شيبة 11/ 72، ونعيم بن حماد في "الفتن"(182)، وابن أبي الدنيا في "منازل الأشراف"(361)، فرواه عن الشعبي معضلًا بلفظ: قالت عائشة لأبي بكر: رأيتُ كأني على أكمة وبقر تُنحر جولي، قال: لئن صدقت رؤياكِ ليُقتلنَّ حولك فئامٌ من الناس. ومجالد ضعيف أيضًا.
ولخبر المُخدَج المعروف بذي الثُّدية انظر ما سلف برقم (2715).
فهلَّا ابتعتِ لنا بدرهمٍ لحمًا؟! فقالت عائشةُ: لو أني ذكرتُ لفعلتُ
(1)
.
6895 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا محمد بن سِنان القزَّاز، حَدَّثَنَا أبو عامر العَقَدي، حَدَّثَنَا زَمْعة بن صالح، عن ابن أبي مُليكة: أنَّ أم سَلَمة سمعت الصَّرخةَ على عائشة، فقالت لجاريةٍ: اذهبي فانظري، فجاءت فقالت: وَجَبَتْ، فقالت أمُّ سلمة: والذي نفسي بيده، لقد كانت أحبَّ الناسِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلَّا أباها
(2)
.
(1)
خبر صحيح، وهذا إسناد ضعيف بمرَّةٍ من أجل محمد بن يونس - وهو الكديمي - وقد توبع. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/ 47، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 59/ 192 من طريق محمد بن بكر البرساني، عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد.
وخالف أبو معاوية الضرير هشامَ بن حسان عند ابن سعد في "الطبقات" 10/ 66، وهناد في "الزهد"(619)، فرواه عن هشام بن عروة، عن محمد بن المنكدر، عن أم ذرة - وكانت تغشى عائشةَ - قالت: بعث إليها ابن الزبير بمال في غرارتين، قالت: أُراه ثمانين ومئة ألف، فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة، فجعلت تقسمه بين الناس، فأمست و ما عندها من ذلك درهم، فلما أمست قالت: يا جارية هلمّي فِطري، فجاءتها بخبز وزيت، فقالت لها أم ذرة: أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا بدرهم لحمًا نفطر عليه؟ قالت: لا تعنِّفيني، لو كنتِ ذكرتيني لفعلتُ. ورجاله ثقات، وأم ذرة هي المدنية مولاة عائشة.
وخالفهما حماد بن زيد عند أبي نعيم 2/ 49، فرواه عن هشام بن عروة فذكره مرسلًا.
(2)
صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن سنان القزاز وزمعة بن صالح فيهما ضعفٌ، وقد توبع الأول منهما. أبو عامر العقدي: هو عبد الملك بن عمرو، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.
وأخرجه الطيالسي (1718) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 2/ 44، وفي "الإمامة وترتيب الخلافة"(12) عن زمعة بن صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1234)، والطبراني في "الكبير"(23/ 718) من طريق عثمان بن طلحة بن عمر، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبيه، عن أم سلمة أنها قالت يوم ماتت عائشة: اليوم مات أحبُّ شخص كان في الدنيا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قالت: أستغفر الله، ما =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
6896 -
حدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا محمد بن بشر بن مَطَر، حَدَّثَنَا أبو مسلم المُستملي، حَدَّثَنَا سفيان بن عُيَينة، قال: قال معاويةُ: يا زيادُ؛ أيُّ الناسِ أعلم؟ قال: أنت يا أميرَ المؤمنين، قال: أعزِمُ عليك، قال: أمَا إذ عزمتَ عليَّ، فعائشة
(1)
.
6897 -
حَدَّثَنَا محمد بن صالح بن هانئ، حَدَّثَنَا محمد بن عمرو الحَرَشي، حَدَّثَنَا أحمد بن يونس، حَدَّثَنَا المُعافى بن عِمران، حَدَّثَنَا المغيرة بن زياد، عن عطاء قال: كانت عائشةُ أفقهَ الناس، وأعلمَ الناس، وأحسنَ الناس رأيًا في العامَّة
(2)
.
ذكرُ أمِّ المؤمنين حفصةَ بنت عمر بن الخطَّاب رضي الله عنهما
6898 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: حفصةُ بنت عمر بن الخطَّاب بن نُفَيل بن عبد العُزَّى بن رياح بن عبد الله بن قُرْط بن رَزَاح بن عَدي بن كعب بن لُؤي
= خلا أباها. وفي إسناده غيرُ واحد مجهول. وقال الهيثمي في المجمع 9/ 242: وفيه من لم أعرفهم.
ويشهد لقول أم سلمة ما سبق قريبًا من الأحاديث.
(1)
رجاله لا بأس بهم، لكنه معضل، والصحيح عن سفيان بلفظ: أبلغ، بدل: أعلم.
وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(2766) من طريق هارون بن معروف، وابن عساكر 19/ 196 من طريق الحميدي، كلاهما عن سفيان بن عيينة قال: سأل معاوية زيادًا: أيُّ الناس أبلغ؟ قال: أنت يا أمير المؤمنين. قال أعزم عليك. قال: أما إذا عزمتَ عليَّ فعائشة. فقال معاوية: أما إنها ما فتحت بابًا قطّ تريد أن تغلقه إلَّا أغلقته، ولا أغلقت بابًا تريد أن تفتحه إلَّا فتحته.
وانظر ما سلف برقم (6884).
(2)
إسناده حسن. أحمد بن يونس: هو أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي.
وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(2762) من طريق الحسن بن بشر البجلي، عن المعافى بن عمران، بهذا الإسناد.
ابن غالب، وأمُّها زينب بنت مظعون بن حَبيب بن وهب بن حُذافة بن جُمَح، وكانت من المهاجرات.
6899 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا أبو أسامة الحَلَبي، حَدَّثَنَا حجَّاج بن أبي مَنيع، عن جدِّه، عن الزُّهْري قال: ثم تزوَّج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حفصةَ بنتَ عمر بن الخطاب، وكانت قبله تحتَ خُنيس بن حُذافة السَّهْمي
(1)
.
6900 -
حَدَّثَنَا علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حَدَّثَنَا هشام بن علي السَّدوسي، حَدَّثَنَا موسى بن إسماعيل، حَدَّثَنَا حماد بن سَلَمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب قال: آمَتْ حفصةُ بنت عمر بن الخطاب من زوجِها، وآمَ عثمانُ من رُقيَّة، فمرَّ عمرُ بعثمان فقال: هل لك في حفصة؟ فلم يُحِرْ إليه شيئًا، فأتى عمر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال: ألم تَرَ إلى عثمانَ، عرضتُ عليه حفصةَ فأعرضَ عنّي ولم يُحِرْ إليَّ شيئًا، فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"فخيرٌ من ذلك، أتزوَّجُ أنا حفصة، وأُزوِّجُ عثمانَ أمَّ كُلثوم"، فتزوَّج النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حفصةَ، وزوج عثمانَ أُمَّ كُلثوم بنت رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
(1)
إسناده جيد إلى الزهري، وهو مرسل أو معضل.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/ 70 - 71 عن أبي عبد الله الحاكم مطولًا.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/ 70 - 71، وفي "دلائل النبوة" 7/ 282 - 284 من طريق يعقوب بن سفيان، عن حجاج بن أبي منيع، به مطولًا.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 206 من طريق محمد بن عبد الله، عن الزهري، به مطولًا.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناده ضعيف من أجل علي بن زيد: وهو ابن جُدعان.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 82 وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(2006) عن سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 82، عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن علي بن زيد بنحوه، ولم يسق لفه. وزاد قال سعيد فخار الله لهما جميعًا، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة خيرًا من عثمان، وكانت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيرًا من حفصة بنت عمر.
ويشهد له حديث عمر عند البخاري (4005) وغيره.
وانظر حديث أنس الآتي برقم (7032).
6901 -
فحدَّثني أبو عبد الله الأصبهاني، حَدَّثَنَا الحسن بن الجَهْم، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عمر، أنَّ أسامة بن زيد بن أسلم حدثه عن أبيه، عن جده، عن عمر قال: وُلدت حفصةُ وقريشٌ تبني البيتَ قبل مبعثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بخمس سنين
(1)
.
6902 -
قال ابن عمر: وحدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرة، عن حسين بن أبي حسين قال: تزوّج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حفصةَ في شعبان على رأس ثلاثين شهرًا قبلَ أُحد
(2)
.
6903 -
قال ابن عمر: حَدَّثَنَا مَعمَر، عن الزُّهْري، عن سالم، عن أبيه، قال: تُوفِّيت حفصةُ في شعبان سنةَ خمسٍ وأربعين، فصلَّى عليها مروانُ بن الحَكَم
(1)
إسناده ضعيف من أجل أسامة بن زيد، وسبق الكلام على إسناده إلى محمد بن عمر الواقدي عند الحديث السالف برقم (4060).
وأخرجه ابن سعد في الطبقات" 10/ 80، والطبري في "تاريخه" 11/ 603 من طريق محمد بن عمر الواقدي، بهذا الإسناد.
(2)
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 82 والطبري في "تاريخه" 11/ 603 من طريق محمد بن عمر الواقدي، بهذا الإسناد. وابن أبي سبرة متَّهم.
وأخرجه ابن سعد 10/ 206 عن الواقدي، عن محمد بن عبد الله، عن الزهري. وعن الواقدي، عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قالا؛ فذكراه مطولًا.
وأخرجه الزبير بن بكار في "المنتخب من كتاب أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم"، ص 39 عن محمد بن حسن، عن محمد بن موسى أبي غزية، عن سعيد بن أبي زيد، عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، عن جده قال: تزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصةَ بنت عمر في شعبان على رأس ثلاثين شهرًا من الهجرة قبل أحد بشهرين. وإسناده تالف لا يُفرح به فيه محمد بن حسن - وهو ابن زبالة - متروك متهم.
وتزوُّجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وحفصة قبل أُحد هو ما ذهب إليه الواقديُّ وصاحبه ابن سعد، وذلك بعد وفاة زوجها خُنيس بن حُذافة السَّهمي من جِراحات أصابته ببدر، وقيل: إنه قُتل بأُحد، قال ابن سيّد الناس في "عيون الأثر" 2/ 369: والأول أشهر. وانظر "فتح الباري" 15/ 351.
وهو يومئذٍ عاملُ المدينة
(1)
.
6904 -
قال ابن عمر: فحدثني علي بن مُسلم [عن]
(2)
المَقبُري، عن أبيه قال: رأيتُ مروانَ حَمَلَ بين عمودَيْ سريرِ حفصةَ من عند دار آلِ حَزْم إلى دار المغيرة بن شُعبة، وحملَها أبو هريرة من دارِ المغيرة إلى قبرها
(3)
.
6905 -
قال ابن عمر: وحدثني عبد الله بن نافع قال: نزَلَ في قبر حفصةَ عبدُ الله وعاصمٌ ابنا عمر، وسالمٌ وعبد الله وحمزة بنو عبد الله بن عمر
(4)
.
6906 -
أخبرني أبو بكر الشافعي، حَدَّثَنَا محمد بن غالب، حَدَّثَنَا موسى بن إسماعيل، حَدَّثَنَا حماد بن سَلَمة، أخبرنا أبو عمران الجَوْنِي، عن قيس بن زيد: أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم طلَّق حفصة بنت عمر، فدخل عليها خالاها قُدَامةُ وعثمانُ ابنا مَظْعون، فبكت وقالت: والله ما طلَّقني عن شَنيع، وجاء النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:"قال لي جبريل عليه السلام: راجع حفصةَ، فإنَّها صوَّامة قوَّامة، وإنَّها زوجتُك في الجنة"
(5)
.
(1)
أخرجه ابن سعد 10/ 84، والطبري في "تاريخه" 11/ 603 من طريق محمد بن عمر الواقدي، بهذا الإسناد. ومن فوق الواقدي ثقات.
(2)
ما بين المعقوفين سقط من النسخ الخطية، وأثبتناه من مصادر التخريج.
(3)
علي بن مسلم - وهو ابن خبّاب - مجهول، ذكره ابن أبي حاتم 6/ 203، وسكت عنه، ولم يذكر أيّ راو عنه، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وقال: يروي عن سعيد المقبري، روى عنه العراقيون.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 84 - وعنه البلاذري في "أنساب الأشراف" 1/ 428 - والطبري في "تاريخه" 11/ 603 من طريق محمد بن عمر الواقدي، بهذا الإسناد.
(4)
إسناده ضعيف، عبد الله بن نافع - وهو مولى ابن عمر - ضعيف.
وأخرجه ابن سعد 10/ 84، والطبري في "تاريخه" 11/ 603 من طريق محمد بن عمر الواقدي، عن عبد الله بن نافع، عن أبيه. فزادا فيه: عن أبيه.
(5)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ورجاله ثقات معروفون غير قيس بن زيد، قال أبو حاتم الرازي كما في "الجرح والتعديل" 7/ 98: روى عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا، لا أعلم له صحبة، روى عنه أبو عمران الجوني، وقال أبو نعيم في "معرفة الصحابة": مجهول، لا تصحُّ له صحبة ولا رؤية، =
6907 -
حَدَّثَنَا علي بن حَمْشاذَ، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حَدَّثَنَا مسلم بن إبراهيم، حَدَّثَنَا الحسن بن أبي جعفر، حَدَّثَنَا ثابت، عن أنس: أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم طلَّق حفصةَ تطليقةً، فأتاه جبريلُ عليه الصلاة والسلام فقال: يا محمدُ، طلَّقتَ حفصةَ وهي صوَّامة قوَّامة، وهي زوجتُك في الجنَّة؟! فراجَعَها
(1)
.
= وذكره ابن حبان في ثقات التابعين 5/ 316، وقال ابن حجر في "الإصابة" 5/ 559: قيس بن زيد تابعيّ صغير، أرسل حديثًا، فذكره جماعةٌ منهم الحارث بن أبي أسامة في الصحابة!
أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي، ويقال: الكندي.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/ 50 من طريق علي بن محمد بن أبي الشوارب، ثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 82 والبلاذري في "أنساب الأشراف" 1/ 426، والحارث في "مسنده" كما في "بغية الباحث"(1000) و (1001)، والطبراني في "الكبير" 18/ (934)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 50 وفي "معرفة الصحابة"(5720) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وله شاهد من حديث عقبة بن عمرو عند الطحاوي في "شرح المشكل"(4614)، وإسناده حسن في المتابعات والشواهد، وقال الذهبي في "السير" 2/ 228 - 229: إسناده صالح.
وآخر من حديث أنس يأتي ذكره في الحديث التالي.
وفي الباب عن عمر، سلف برقم (2856).
(1)
حسن لغيره كسابقه، وهذا إسناد ضعيف من أجل الحسن بن أبي جعفر، واختلف عليه في روايته كما سيأتي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4615) عن محمد بن إبراهيم بن يحيى، عن مسلم بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وخالف الوليدُ بن عبد الرحمن الجاروديُّ مسلمَ بن إبراهيم عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3052)، والبزار في "مسنده"(1401)، والطبراني في "الكبير" 23/ (306)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 307 وأبي نعيم في "الحلية" 2/ 50، وفي "معرفة الصحابة"(7402)، فرواه عن الحسن بن أبي جعفر، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عمار بن ياسر.
وهذا من ضعف الحسن بن أبي جعفر.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(151). ومن طريقه ابن الفاخر في "موجبات الجنة"(422)، =
ذكر أم المؤمنين أمِّ سلمةَ بنت أبي أُميّة رضي الله عنها
6908 -
حَدَّثَنَا علي بن حَمْشاذ العَدْل، حَدَّثَنَا بِشر بن موسى، حَدَّثَنَا الحُميدي، عن سفيان قال: أم سلمة أولُ مهاجرةٍ من النساء.
6909 -
أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشَّعراني، حَدَّثَنَا جدِّي، حَدَّثَنَا إبراهيم بن المنذر الحِزامي، حَدَّثَنَا محمد بن فُليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شِهاب قال: وممَّن قَدِمَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بمكة من مُهاجِرة أرض الحبشة الأُولى، ثم هاجرَ إلى المدينة، أبو سلمة بنُ عبد الأسد، وامرأتُه أمُّ سلمة بنتُ أبي أُمية.
6910 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيِه، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: كانت أمُّ سلمة اسمُها رَمَلَةُ، وهي أولُ ظَعينةٍ دخلت المدينةَ مهاجرةً، وكانت قبل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عند أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وهو أولُ من هاجر إلى أرض الحبشة، وشَهِدَ بدرًا، وتُوفِّي على عهد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فوَلَدَت لأبي سلمة: سلمةَ وعمرَ ودُرَّةَ وزينبَ، أمُّهم أمُّ سلمة زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فخَلَفَ عليها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بعد أبي سلمة، وقد روى ابنُها عمرُ بن أبي سلمة عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
= والضياء المقدسي في "المختارة" 7/ (2507) - من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنس قال: طلَّق النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حفصة، فاغتمَّ الناس من ذلك، ودخل عليها خالها عثمان بن مظعون، وأخوه قُدامة، فبينما هما عندها، وهم مغتمين، إذ دخل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم على حفصة، فقال:"يا حفصة، أتاني جبريل آنفًا، فقال: إن الله يقرئك السلام، ويقول لك: راجِعْ حفصة، فإنها صوَّامة قوَّامة، وهي زوجتك في الجنة". وقال: لم يروه عن شعبة إلَّا يحيى بن أبي بكير، تفرَّد به موسى بن أبي سهل. قلنا: وموسى بن أبي سهل المصري، لم نقف له على ترجمة.
وأخرجه البزار في "مسنده"(7091) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن أنس، مختصرًا بقصة طلاقها وإرجاعها. وجعل الدارقطني في "العلل"(2548) أنَّ الصواب في رواية ابن أبي عروبة عن قتادة أنها مرسلة.
وسلف الحديث مختصرًا عند المصنّف برقم (2855) بسند صحيح.
6911 -
فحدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن عفَّان العامري، حَدَّثَنَا أبو أسامة، عن الأعمش، عن شَقيق، عن أمِّ سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا حضرتُم الميتَ أو المريضَ فقولوا خيرًا، فإنَّ الملائكة يُؤمِّنون على ما تقولون"، فلما تُوفِّي أبو سلمة أتيتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقلتُ: كيف أقولُ؟ قال: "قولي: اللهمَّ اغفر لنا وله، وأعقِبْني منه عُقبى صالحةً"، فقلتُها، فأعقبَني الله محمدًا صلى الله عليه وسلم
(1)
.
6912 -
أخبرناه الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل، حَدَّثَنَا السَّري بن خُزيمة، حَدَّثَنَا موسى بن إسماعيل، حَدَّثَنَا حماد بن سَلَمة، أخبرنا ثابت، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أمِّ سلمة قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أصابت أحدَكم مصيبةٌ فليقُلْ: إنَّا لله وإنَا إليه راجعون، اللهمَّ عندَك أحتسب مُصيبتي، فأجُرْني فيها"، وكنتُ إذا أردتُ أن أقول: وأبدلني بها خيرًا منها، قلتُ: ومَن خيرٌ من أبي سلمة؟ فلم أزل حتَّى قلتُها، فلما انقضت عِدَّتُها خطَبَها أبو بكر فردَّته، وخطبَها عمرُ فردَّته، فبعث إليها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ليَخطِبَها فقالت: مرحبًا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبرسولِه، أقرِئْ رسول الله صلى الله عليه وسلم السلامَ، وأخبِرْه أنِّي امرأة مُصبِية غَيْرَى، وأنه ليس أحدٌ من أوليائى [شاهدًا، فبعث إليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أما قولُك: إني مُصبِيةٌ، فَإِنَّ الله سيكفيك صِبيانَك، وأما قولُك: إني غَيْرَى، فسأدعو الله أن يُذهِبَ غَيْرتَك، وأما الأولياءُ، فليس أحدٌ منهم]
(2)
شاهدٌ ولا غائبٌ إلَّا سَيَرْضاني"، فقالت لابنها: قُمْ يا عمرُ، فزوِّج
(1)
إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وشقيق: هو ابن سلمة.
وأخرجه أحمد 44/ (26497) و (26608) و (26739)، ومسلم (919)، وأبو داود (3115)، وابن ماجه (1447)، والترمذي (977)، والنسائي (1964) و (10841)، وابن حبان (3005) من طرق عن الأعمش، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وفي الباب عن شداد بن أوس سلف برقم (1302).
(2)
ما بين المعقوفين مكانه في النسخ الخطية بياض، وأثبتناه من بعض مصادر التخريج =
رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فزوَّجَها إياه، وقال لها: "لا أنقصُكِ ممّا أعطيتُ أُختَك فلانةً: جَرَّتينِ
(1)
ورَحاءَين ووِسادةً من أَدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ".
فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأتيها وهي تُرِضُع زينبَ، فكانت إذا جاء النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أخذَتْها فوضعتها في حِجْرها تُرضعُها. قالت: وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حَبِيًا كريمًا فيرجعُ، فَفَطِنَ لها لها عمارُ بن ياسر، وكان أخًا لها من الرَّضاعة، فأراد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيَها ذاتَ يوم، فجاء عمار فدخل عليها فانتشطَ زينبَ من حِجْرِها، وقال: دَعِي هذه المقبوحةَ المشقوحةَ التي قد آذيتِ بها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فدخل يُقلِّبُ بصرَه في البيت: أين زُنَابُ؟ ما لي لا أرى زُنَابَ؟ " فقالت: جاء عمَّارٌ فذهب بها، فبنَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بأهله، وقال: "إن شئت أن أسبِّعَ لك، سبَّعتُ للنِّساء"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد.
قال: ابن عمر بن أبي سلمة الذي لم يُسمِّه حماد بن سَلَمة في هذا الحديث، سمَّاه غيرُه سعيدَ
(3)
بن عمر بن أبي سلمة، ولم يُخرجاه.
6913 -
فحدَّثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيِه، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله الزُّبيري، حَدَّثَنَا عبد العزيز بن محمد، عن
= ك "مسند أحمد" و "صحيح ابن حبان".
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: حرير.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير ابن عمر بن أبي سلمة فمجهول، وانظر تمام الكلام عليه فيما سلف برقم (2793).
وأخرجه أبو داود (3119) عن موسى بن إسماعيل، بهذا الإسناد مختصرًا.
وسلف برقم (6787) محمد بن صالح بن هانئ عن السري بن خزيمة، ليس فيه ابن عمر بن أبي سلمة، وجعل قصة الدعاء فيه من حديث أم سلمة عن أبي سلمة.
(3)
كذا قال المصنّف، ولم نقف فيما بين أيدينا من المصادر التي خرجت هذا الحديث من سمَّاه، ولا يعرف لعمر بن أبي سلمة ابنٌ اسمه سعيد، ولا ذكرَ له في كتب التراجم، وربما كان سعيدٌ محرفًا عن محمد، ومحمد بن عمر هذا روى عن أبيه غير هذا الحديث، وهو مجهول الحال.
عبد الرحمن بن حُميد بن عبد الرحمن بن عَوف، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه: أنَّ أمَّ سلمة بنت أبي أمية، حين تزوَّجها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أخذت بثوبِه مانعةً للخروج من بيتها، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"إن شئتِ زدتُكِ وحاسبتُك للبِكْرِ سبعٌ، وللثيِّب ثلاثٌ"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه!
6914 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا الحسين بن الجَهْم، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عمر، قال: وأمُّ سلمة اسمُها هندُ بنت أبي أُمية، واسمُ أبي أُمية سُهَيل بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وأمُّها عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن جَذِيمة
(2)
بن علقمة بن فِراس بن غَنْم بن مالك بن كِنانة، تزوَّجها
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز بن محمد - وهو الدراوري - وقد توبع، وقد اختُلف فيه على عبد الملك بن أبي بكر وعلى أبيه أيضًا في وصله وإرساله كما هو مبين في "مسند أحمد"(44/ 26504) و (26619).
وأخرجه مسلم (1460)(42) من طريق سليمان بن بلال وأبي ضمرة أنس بن عياض، كلاهما عن عبد الرحمن بن حميد، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرجه مسلم (1460)(43) من طريق عبد الواحد بن أيمن، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أم سلمة، ذكر: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها، وذكر أشياء هذا فيها، قال:"إن شئتِ أن أسبع لك، وأسبع لنسائيّ، وإن سبعت لك سبعت لنسائي".
وأخرجه أحمد (26504)، ومسلم (1460)(41)، وأبو داود (2122)، وابن ماجه (1917)، والنسائي (8876)، وابن حبان (4210) من طريق سفيان الثوريّ، عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن أم سلمة.
وأخرجه مسلم (1460)(42) من طريق مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن أبي بكر بن عبد الرحمن: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تزوج أم سلمة. وسقط من طبعة عبد الباقي ذكر أبي بكر بن عبد الرحمن، واستدركناه من "تحفة الأشراف"(18229).
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: خزيمة، والتصويب من "طبقات ابن سعد" 10/ 85، =
أبو سلمة عبدُ الله بن عبد الأسد بن هِلال، وهاجر بها إلى أرض الحبشة في الهجرتين جميعًا، فوَلَدَت له هناك زينبَ، ووَلَدَت له بعد ذلك سلمةَ وعمر ودُرَّةَ بني أبي سَلَمة.
6915 -
قال ابن عمر: حَدَّثَنَا عمر بن عثمان، عن عبد الملك بن عُبيد، عن سعيد بن عبد الرحمن بن يَربُوع، عن عمر بن أبي سَلَمة بن عبد الأَسد، قال: خرج أبي إلى أُحد، فرماه أبو أسامة الجُشَمي في عَضُدِه بسهم، فمكث شهرًا يداوي جرحَه ثم بَرَأ الجرحُ، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي إلى قَطَنٍ
(1)
في المحرَّم على رأسِ خمسةٍ وثلاثين شهرًا، فغاب تسعًا وعشرين ليلةٌ، ثم رجعَ فدخل المدينةَ لثمانٍ خَلَونَ من صَفَر سنة أربع، والجرحُ منتقِضٌ، فمات منها لثمانٍ خلونَ من جُمادى الآخرة سنةَ أربع من الهجرة، فاعتدَّتْ أمِّي، وحلَّتْ لعشرِ ليالٍ بَقِينَ من شوال سنةَ أربع، وتزوَّجها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في ليالٍ بقينَ من شوال سنةَ أربع
(2)
.
ثم إنَّ أهل المدينة قالوا: دخلَتْ أيِّم العرب على سيِّد الإسلام والمسلمين أولَ العشاء عَروسًا، وقامت من آخر الليل تطحنُ، وهي أمُّ المؤمنين أمُّ سلمة رضي الله عنها
(3)
.
= و "جمهرة نسب قريش" للزبير بن بكار ص 482، وغيرهما.
(1)
بالتحريك كما في "مراصد الاطلاع" 3/ 1108 وقال: جبل لبني أسد، وفي "مغازي الواقديّ" 1/ 342: ماء من مياه بني أسد.
(2)
من قوله: وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى هنا سقط من (م) و (ص).
والخبر أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 221 و 10/ 85 - ومن طريقه الطبري في "تاريخه" 11/ 603 - 604 - عن الواقديّ، بهذا الإسناد. ورواية ابن سعد الأُولى فيها بعض اختلاف. وفيها: عبد الرحمن بن سعيد، بدل سعيد بن عبد الرحمن. وشيخ الواقديّ فيه - وهو عمر بن عثمان - مجهول، وكذا شيخه عبد الملك بن عبيد - وهو ابن سعيد المخزومي - مجهول الحال.
(3)
وأخرجه ابن سعد 10/ 90 - ومن طريقه الطبري في "تاريخه" 11/ 604 - عن الواقديّ، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: دخلت أيم العرب على سيّد المسلمين =
6916 -
قال ابن عمر: وحدثني عبد الله بن نافع، عن أبيه قال: أوصَتْ أمُّ سَلَمة أن لا يُصلِّيَ عليها والي المدينة، وهو الوليدُ بن عُتبة بن أبي سفيان، فماتت حين دخلَتْ سنةُ تسعٍ وخمسين، وصلَّى عليها ابن أخيها عبدُ الله بن عبد الله بن أبي أمية
(1)
.
= أول العشاء عروسًا، وقامت من آخر الليل تطحن، يعني أم سلمة.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(9955) من طريق سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله، فذكره. وإسناده حسن.
(1)
إسناده ضعيف، الواقديّ وشيخه ضعيفان.
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 11/ 604 من طريق الواقديّ، بهذا الإسناد.
ويخالفه ما أخرجه ابن سعد 10/ 93 عن الواقديّ أيضًا عن عبد الله بن نافع، عن أبيه قال: ماتت أمُّ سلمة زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في سنة تسع وخمسين، فصلَّى عليها أبو هريرة بالبقيع.
وأخرجه عن الواقديّ أيضًا 10/ 93 عن ابن جريج، عن نافع قال: صلَّى أبو هريرة على أمَّ سلمة بالبقيع.
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" 2/ 743: الواقديّ عن ابن جريج عن نافع قال: صلَّى أبو هريرة على أم سلمة. هذا من غلط الواقديّ، أبو هريرة مات قبلها.
وقال ابن حجر في "الإصابة": قال الواقديّ: ماتت في شوال سنة تسع وخمسين، وصلَّى عليها أبو هريرة، ولها أربع وثمانون سنة، كذا قال وتلقّاه عنه جماعة، وليس بجيد، فقد ثبت في "صحيح مسلم"(2882) أنَّ الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة وعبد الله بن صفوان دخلا على أمّ سلمة في ولاية يزيد بن معاوية فسألاها عن الجيش الّذي يخسف به
…
الحديث. وكانت ولاية يزيد بعد موت أبيه في سنة ستين.
وقال ابن حبان: ماتت في آخر سنة إحدى وستين بعد ما جاءها الخبر بقتل الحسين بن علي. قلت: وهذا أقرب.
قال محارب بن دثار: أوصت أمُّ سلمة أن يصلّي عليها سعيد بن زيد، وكان أمير المدينة يومئذ مروان بن الحكم، وقيل: الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.
قلت: والثّاني أقرب فإن سعيد بن زيد مات قبل تاريخ موت أمّ سلمة على الأقوال كلها، فكأنها كانت أوصت بأن يصلّي سعيد عليها في مرضة مرضتها ثم عوفيت، ومات سعيد قبلها.
قلنا: رواية محارب بن دثار التي ذكرها ابن حجر سيوردها المصنّف قريبًا برقم (6922)، وانظر تعليقنا عليها هناك.
6917 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني بمكة، حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم بن عبَّاد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن الزُّهْريّ، عن هند بنت الحارث الفِراسية قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لعائشةَ مني شُعبة ما نزلَها
(1)
أحدٌ"، قال: فلما تزوَّج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أمَّ سلمة، سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقيل: يا رسولَ الله، ما فعلت الشُعبة؟ فسكت رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فعلِمَ أَنَّ أَمَّ سلمة قد نزلت عندَه
(2)
.
6918 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد القاضي ببغداد، حَدَّثَنَا الحارث بن أبي أسامة، حدَّثني محمد بن سُهيل، عن أبي عُبيدة مَعمَر بن المثنَّى قال: تزوَّج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة قبلَ وقعة بدر في سنة اثنتين من التاريخ
(3)
أمَّ سلمة واسمُها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وأولُ من مات من أزواجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم زينبُ، وآخر من مات منهنَّ أمُّ سلمة.
6919 -
أخبرني أبو القاسم الحسن بن محمد السَّكُوني بالكوفة، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحَضْرميّ، حَدَّثَنَا أبو كُريب، حَدَّثَنَا أبو خالد الأحمر، حدَّثني رَزين، حدثتني سَلْمى
(4)
قالت: دخلتُ على أمِّ سلمة وهي تبكيّ، فقلتُ: ما يُبكيكِ؟ قالت:
(1)
في (م) و (ص): نولها، والمثبت من (ز) و (ب)، وهو الموافق لمصادر التخريج.
(2)
رجاله ثقات، وهند الفراسية من التابعيات الثقات من صواحب أمِّ سلمة، فحديثها هذا مرسل.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 92 - ومن طريقه الطبري في "تاريخه" 11/ 604 - عن الواقديّ، والبلاذري في "أنساب الأشراف" 1/ 432 من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن معمر، بهذا الإسناد. وفي رواية سفيان: فعُرف أنَّ أم سلمة قد نزلت عنده بمنزلة لطيفة. وهي توضح المقصود.
(3)
قوله: سنة اثنتين من التاريخ، قال الذهبي في "التلخيص": هو خطأ. قلنا: قد تقدم قريبًا نقل المصنّف لسنة زواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من أمّ سلمة. وقال في "السير" 2/ 210: تزوجها النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حين حلَّت في شوال سنة أربع.
(4)
تحرّف في نسخنا الخطية إلى: زريق حدَّثني سلمان قال، والتصويب من "جامع الترمذيّ" وغيره من المصادر.
رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يبكي في المنام وعلى رأسه ولحيتِه التُّرابُ، فقلتُ: ما لكَ يا رسولَ الله؟ قال: "شهدت قتلَ الحُسين آنفًا"
(1)
.
6920 -
أخبرنا أبو عبد الله
(2)
الصَّفّار، حَدَّثَنَا أحمد بن مِهران، أخبرنا عُبيد الله
(3)
ابن موسى، أخبرنا إسماعيل بن نَشيط قال: سمعتُ شَهْرَ بن حوشَب قال: أتيتُ أمُّ سلمة أُعزّيها بقتل الحسين بن علي
(4)
.
6921 -
أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدَّثني أبيّ، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جُريج، أخبرني حَبيب بن أبي ثابت، أنَّ عبد الحميد بن [أبي] عمرو والقاسم بن محمد أخبراه، أنهما سمعا أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام يُخبر، أنَّ أمَّ سلمة زوجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أخبرتهم: أنها ابنةُ أبي أُمية بن المغيرة فكذَّبوها، وقالوا: ما أكذب الغريبَ! حتَّى أنشأ ناسٌ
(1)
إسناده ليِّن، أبو خالد الأحمر - وهو سليمان بن حيان - صدوق يخطئ كما قال الحافظ ابن حجر في "التقريب"، وسلمى - وهي البكرية - مجهولة، تفرَّد بالرواية عنها رزين - وهو ابن حبيب الجهني - ولم يؤثر توثيقها عن أحد، وقال ابن حجر: لا تُعرَف. أبو كريب: هو محمد بن العلاء.
وأخرجه الترمذيّ (3771) عن أبي سعيد الأشج، عن أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد. وقال: حديث غريب.
(2)
تحرّف في النسخ الخطية إلى: عبيد الله.
(3)
تحرّف في النسخ الخطية إلى: عبد الله.
(4)
إسناده محتمل للتحسين، أحمد بن مهران - وهو ابن خالد الأصبهاني - روى عنه غير واحد، وأورده ابن حبان في "ثقاته"، وإسماعيل بن نشيط قال أبو حاتم الرازي - كما في "الجرح والتعديل" 2/ 202 - : ليس بالقوي شيخ مجهول، وقال أبو زرعة: هو صدوق.
وتعقب الذهبي الحاكم بقوله: في "صحيح مسلم"(2882): أنَّ عبد الله بن صفوان دخل على أمِّ سلمة في خلافة يزيد بن معاوية. يعني أن هذا أصحُّ من الخبر الذي أورده الحاكم للاستدلال به على تأخُّر وفاة أمِّ سلمة رضي الله عنها، وحديث مسلم هذا سيأتي عند المصنّف برقم (8526).
إلى الحجَّ، فقيل لها: تكتبينَ إلى أهلك؟ فكتبَتْ معهم، فازدادوا لها كرامةً.
قالت أمِّ سلمة: فلما وضعتُ زينب تزوَّجني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
6922 -
أخبرني أحمد بن محمد
(2)
بن بالويهِ العَفْصيّ، حَدَّثَنَا محمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، حَدَّثَنَا يحيى بن عبد الحميد، حَدَّثَنَا خالد وجَرير، عن عطاء بن السائب قال: كُنَّا قعودًا مع مُحارِب بن دِثار فقال: حدَّثني ابنٌ لسعيد بن زيد: أنَّ أمَّ سلمة أوصت أن يُصلِّيَ عليها سعيدُ بن زيد، خَشْية أن يُصلِّي عليها مروانُ بن الحَكَم
(3)
.
(1)
إسناده محتمل للتحسين، عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو والقاسم بن محمد - وهو ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي - تفرَّد بالرواية عنهما حبيب بن أبي ثابت، وذكرهما ابن حبان في "الثقات"، فيتقوى أحدهما بالآخر.
وأخرجه مطولًا بأوضح ممّا هنا أحمد (44/ 26619) و (26620)، والنسائي (8877)، وابن حبان (4065) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
(2)
انقلب اسمه في النسخ الخطية إلى: محمد بن أحمد، وقد روى عنه المصنّف في عدة مواضع من هذا الكتاب، وهو شيخ آخر له غير أبي بكر أحمد بن محمد بن بالويه.
(3)
إسناده ضعيف، يحيى بن عبد الحميد - وهو الحماني - ضعيف، لكنه متابع، وجرير - وهو ابن عبد الحميد - روايته عن عطاء بن السائب بعد اختلاطه، وقد اضطرب عطاء في اسم أمّ المؤمنين كما سيأتي، وابن سعيد مبهم، ولم نقف على من روى عن سعيد من أولاده سوى هشام، وترجمه الحافظ ابن حجر في "التعجيل"(1137)، فقال: ذكره البخاريّ ولم يذكر فيه جرحًا، وذكره ابن حبان في "الثِّقات".
وأخرجه البخاريّ في "التاريخ الأوسط" 1/ 707 من طريق أبي عوانة، عن عطاء، عن محارب بن دثار، عن ابن سعيد بن زيد بن عمرو بن نقيل: بحث معاوية مروان بالمدينة يبايع ليزيد، فقال: حتَّى يجيء سعيد سيد أهل البلد، فجاء شامي وأنا مع أبي فقال: سأجئ، ثم ماتت أمُّ المؤمنين، أظنها ميمونة، فأوصت أن يصلي سعيد بن زيد. فجعل المتوفاة ميمونة.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/ 29 من طريق أبي حمزة السكريّ، عن عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار قال: ماتت أمُّ المؤمنين أظنها ميمونة رضي الله عنها، فأوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد.
قال البيهقيّ: ورواه سفيان الثوري عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثار: أنَّ أم سلمة =
ذكر أمِّ حَبيبةَ بنتِ أبي سفيان رضي الله عنها
6923 -
حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا عبد الله بن [أبي] أسامة الحَلَبيّ، حَدَّثَنَا حجاج بن أبي مَنيع، عن جدِّه، عن الزُّهْري قال: فتزوَّج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أمَّ حبيبةَ بنت أبي سفيان، وكانت قبلَه تحت عُبيد الله بن جحش الأسَدي أسَد خزيمة، فمات عنها بأرضِ الحبشة، وكان خَرَج بها من مكةَ مهاجرًا، ثم افتُتنَ وتنصَّر، فمات وهو نصرانيّ
(1)
، وأبَتْ أمُّ حبيبة بنت أبي سفيان أن تتنصَّر، وأتمَّ الله تعالى لها الإسلامَ والهجرةَ حتَّى قَدِمَت المدينة، فخَطَبها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فزوجها إياه عثمانُ بن عفان.
= رضي الله عنها أوصت أن يصلي عليها سوى الإمام، وهذا أصحُّ.
وأخرجه البغوي في "معجم الصحابة"(963) عن وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله، عن عطاء ابن السائب، عن محارب بن دثار، عن ابن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال: كتب معاوية على مروان بالمدينة يبايع لابنه يزيد
…
قال: وماتت أمُّ المؤمنين - أظنها زينب - فأوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد. فقال الشاميّ: ما يحبسك أن تصلي على أمّ المؤمنين؟ قال: أنتظر الرجل الذي أردت أن تضرب عنقه، فإنها أوصت أن يصلي عليها، فقال الشامي: أستغفر الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 285، والبغوي في "معجم الصحابة"(964)، وابن المنذر في "الأوسط"(3065)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" ص 942، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 21/ 89 من طرق عن جرير بن عبد الحميد وحده، عن عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار قال: لما توفيت أمُّ سلمة أوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد، وكان أمير المدينة يومئذ مروان. ليس في الإسناد ابن سعيد. قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 2/ 208: وهذا منقطع، وقد كان سعيد توفي قبلها بأعوام، فلعلها أوصت في وقت، ثم عوفيت، وتقدمها هو، ورويّ: أن أبا هريرة صلَّى عليها، ولم يثبت، وقد مات قبلها. وبنحوه قال ابن حجر في "الإصابة" 8/ 152. قلنا: صلاة أبي هريرة عليها سلفت قريبًا في التعليق على الخبر (6916).
(1)
زاد هنا في (ز) و (ب): وأثبتَ الله الإسلامَ لأمِّ حبيبة والهجرةَ ثم تنصَّر زوجُها ومات وهو نصرانيّ، وهو تكرار، ولم يرد في (م) و (ص).
قال الزُّهْري: وقد زعموا: أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إلى النَّجاشي فزوَّجها إياه، وساق عنه
(1)
أربعينَ أُوقيَّة
(2)
.
(1)
في النسخ الخطية: عنها.
(2)
إسناده إلى الزهري جيد على وهم في بعض ألفاظه كما سيأتي.
وأخرجه بنحوه البيهقي 7/ 70 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد ضمن خبر طويل.
وأخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 69/ 141 من طريق يونس عن ابن إسحاق قال: وكانت أمُّ حبيبة خرجت مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى أرض الحبشة فمات بها وقد كان دخل في النصرانية وترك الإسلام فمات بها مشركًا.
وقوله: "فزوجها إياه عثمان بن عفان" وهمٌ؛ قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 3/ 50: واشتهر في السِّيَر: أنه صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن أمية إلى النجاشي فزوجه أم حبيبة، وهو محتمل أن يكون هو الوكيل في القبول أو النجاشيّ، وظاهر ما في أبي داود (2107) و (2108) والنسائي (5486) أنَّ النجاشي عقد عليها عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وولي النكاحَ خالدُ بن سعيد بن العاص كما في المغازيّ، وقيل: عثمان بن عفان، وهو وهم.
وأخرج أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7407)، والبيهقي 7/ 139، وابن عساكر 69/ 141 و 142 من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن علي بن الحسين المعروف بالباقر قال: كانت أمُّ حبيبة بالحبشة مع زوجها فمات زوجها مرتدًا، فزوّج النجاشيُّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على أربع مئة دينار ونَقَدَ الدنانير عنه، ودفعها إليه، وكان الذي ولي عقدة النكاح خالد بن سعيد بن العاص، وكان أقرب مَن هنالك منها، ثم بعث بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي عامر الأشعريّ، وكان شيخَ مَن هناك مِن المهاجرين.
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 10/ 96 عن الواقديّ، عن محمد بن صالح، عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: وحدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، قالا: كان الذي زوجها وخطب إليه النجاشي خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، وذلك سنة سبع من الهجرة، وكان لها يوم قدم بها المدينة بضع وثلاثون سنة.
قوله في هذه الرواية: "ساق عنه أربعين أوقية" وهمٌ أيضًا، فمقدارها يساوي 1600 درهم، والمحفوظ كما في الحديث السالف برقم (2800) من طريق الزهري نفسه عن عروة عن أمّ حبيبة: أنه أَمهرَها عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أربعةَ آلافٍ. وسيأتي في الروايتين (6926) و (6927): أنه أمهرها أربعَ مئة دينار، وهي تساوي تقريبًا أربعة آلاف درهم.
6924 -
حدَّثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ رحمه الله، حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله الزُّبيريّ، قال: أمُّ حبيبة بنتُ أبي سفيان بن حرب، اسمُها رَمْلةُ بنت أبي سفيان، ويقال: اسمُها هِندٌ، والمشهورُ رَمْلةُ، وأمُّها صفيّةُ بنت أبي العاص بن أمية، ويقال: آمنة بنت عبد العُزَّى بن حُرْثان بن عوف بن عُبيد بن عُوَيج بن عَدي بن كعب، وتُوفِّيت قبلَ معاوية بسنة.
6925 -
فحدثني أبو عبد الله الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا الحسن بن مَصْقلة، حَدَّثَنَا الحسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عمر قال: وأمُّ حبيبة واسمها رملةُ بنت أبي سفيان بن حرب، وأمها صفيةُ بنت أبي العاص بن أُميّة بن عبد شمس، عمَّةٌ عثمان بن عفّان، تزوَّجها عُبيد الله بن جحش بن رئاب حليفُ حرب بن أُمية، فولدت له حبيبةَ فكُنيت بها، وتزوَّج حبيبةَ داودُ بن عُرْوة بن مسعود الثقفي.
6926 -
قال ابن عمر: حَدَّثَنَا عبد الله بن عمرو بن زهير، عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص قال: قالت أمُّ حبيبة: رأيت في المنام كأنَّ عُبيد الله بن جحش زوجي بأسوأِ صورة وأشوَهِه، ففزعتُ فقلتُ: تغيَّرَتْ واللهِ حالُه، فإذا هو يقولُ حينَ أصبح: يا أمَّ حبيبة، إنِّي نظرتُ في الدَّين فلم أر دينًا خيرًا من النصرانية، وكنتُ قد دِنتُ بها، ثم دخلتُ في دين محمد، ثم رجعتُ إلى النصرانية. فقلتُ: والله ما خيرٌ لك، وأخبرتُه بالرؤيا التي رأيتُ له، فلم يَحفِلْ بها، وأكبَّ على الخمر حتَّى مات، فأَرَى في النَّوم كأنَّ آتيًا يقولُ لي: يا أمَّ المؤمنين، ففَزِعتُ وأَوَّلَتُها أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يتزوَّجني، قالت: فما هو إلَّا أن انقضت عِدَّتي فما شعرتُ إلَّا برسولِ النجاشيِّ على بابي يستأذنُ، فإذا جاريةٌ له يُقال لها: أبرهةُ، كانت تقومُ على ثيابِه ودُهْنه
(1)
، فدخلَتْ عليَّ فقالت: إنَّ الملك يقولُ لك: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليَّ أن أزوِّجَكِ، فقلتُ: بشَرِك الله بخير، وقالت: يقول لكِ الملكُ: وَكِّلي من يُزوِّجُك،
(1)
في الأصول الخطية: وذهبه، والمثبت من مصادر التخريج.
فأرسلَتْ إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكَّلتْه، وأعطَتْ أبرهةَ سِوارًا من فضَّة، وخَدَمَتينِ كانتا في رِجليها
(1)
، وخواتيمَ فِضَّة كانت في أصابعٍ رِجليها، سرورًا بما بشَّرتها به.
فلما كان العَشِيُّ أمر النجاشيُّ جعفرَ بن أبي طالب ومَن هناك من المسلمين فحضروا، فخَطَبَ النجاشيُّ، فقال: الحمدُ لله الملِك القدُّوس السلامِ المؤمن المُهيمِن العزيز الجبَّار، الحمدُ لله حقَّ حَمْدِه، أشهدُ أن لا إله إلَّا الله وأنَّ محمدًا عبدُه ورسوله، وأنه الذي بشَّر به عيسى ابن مريم عليه السلام، أما بعد: فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبَ إليَّ أن أُزوِّجَه أمَّ حبيبة بنت سفيان، فأجبتُ إلى ما دعا إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقد أصدقتُها أربعَ مئة دينار. ثم سَكَبَ الدنانيرَ بين يدي القوم، فتكلَّم خالد بن سعيد، فقال: الحمدُ الله أحمَدُه وأستعينُه وأستنصرُه، وأشهدُ أن لا إله إلَّا الله
(2)
، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، أرسلَه بالهدى ودينِ الحقِّ ليُظهرَه على الدِّين كلِّه ولو كره المشركون، أما بعد: فقد أجبتُ إلى ما دعا إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وزوَّجتُه أمُّ حبيبة بنت أبي سفيان، فبارك الله لرسوله. ودفعَ الدنانيرَ إلى خالد بن سعيد فقبَضَها، ثم أرادوا أن يقوموا، فقال: اجلِسوا، فإنَّ سُنَّة الأنبياء عليهم السلام إذا تزوَّجوا أن يُؤكلَ الطعامُ على التزويج، فدعا بطعامٍ فأكلوا، ثم تفرَّقوا.
قالت أمُّ حبيبة: فلما وصلَ إليَّ المال، أرسلتُ إلى أبرهةَ التي بشَّرتني، فقلتُ لها: إنِّي كنتُ أعطيتُكِ ما أعطيتُك يومئذٍ ولا مالَ بيدي، وهذه خمسون مِثقالًا، فخُذِيها فاستعيني بها، فأخرجَتْ إليَّ حُقَّةٌ فيها جميعُ ما أعطيتُها، فردَّته إليَّ، وقالت: عَزَمَ عليَّ الملكُ أن لا أرزَأَكِ شيئًا، وأنا التي أقومُ على ثيابه ودُهْنه
(3)
، وقد اتبعتُ دِينَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأسلمتُ الله، وقد أمرَ الملك نساءَه أن يبعثن إليك بكلِّ ما عندَهنَّ من
(1)
في النسخ عدا (ز): رجلها.
(2)
زاد في (م) وحدها: وحده.
(3)
في الأصول الخطية: وذهبه، والمثبت من مصادر التخريج.
العِطْر، فلما كان الغدُ جاءتني بعُود ووَرْسٍ وعنبر وزَبَادٍ كثير، وقدمتُ بذلك كلِّه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يراه عليَّ وعندي فلا يُنكر. ثم قالت أبرهةُ: فحاجتي إليكِ أن تُقرئي رسول الله صلى الله عليه وسلم منِّي السلامَ، وتُعلِميه أنِّي قد اتبعتُ دينَه، قالت: ثم لطفَتْ بي، وكانت هي التي جهَّزتني، وكانت كلَّما دخلت عليَّ تقول: لا تنسَيْ حاجتي إليكِ. قالت: فلمَّا قَدِمْنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرتُه كيف كانت الخِطبةُ، وما فعلت بي أبرهةُ، فتبسَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأقرأتُه منها السلامَ، فقال:"وعليها السلامُ ورَحِمَهُ اللهُ"
(1)
.
6927 -
فأخبرني مخلد بن جعفر الباقَرْحيُّ، حدّثنا محمد بن جَرير الفقيه، حدَّثني الحارث بن محمد، حدّثنا محمد بن سعد، حدّثنا محمد بن عمر، حدَّثني إسحاق بن محمد، عن جعفر بن محمد بن عليّ، عن أبيه قال: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عمرَو بن أُميّة الضَّمْري إلى النجاشي يَخطُب عليه أمَّ حبيبة بنت أبي سفيان، وكانتَ تحت عُبيد الله بن جَحْش، فزوَّجها إياه، وأصدَقَها النجاشيُّ من عنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعَ مئة دينار
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن عمرو بن زهير فلم نقف له على ترجمة، ورواية إسماعيل بن عمرو عن أم حبيبة منقطعة. وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 2/ 221 عن هذا الخبر: منكر.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 95 - ومن طريقه الطبري في "تاريخه" 11/ 605 - 606، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 69/ 142 - 144 - عن الواقديّ، بهذا الإسناد.
والحُقَّة: وعاءٌ من خشب أو نحوه.
والزَّبَاد: طِيبٌ يستخرج من حيوان يسمَّى سِنَّور الزَّباد. انظر "حياة الحيوان الكبرى" للدميري 2/ 51.
(2)
خبر صحيح، وهذا إسناد ضعيف الحارث بن محمد هو ابن أبي أسامة، وإسحاق بن محمد: هو ابن عبد الرحمن المخزومي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 96 - ومن طريقه الطبري في "تاريخه" 11/ 606، وابن عساكر 69/ 138 - عن الواقديّ، بهذا الإسناد. =
قال أبو جعفر محمد بن جرير: فما نُرَى عبد الملك بن مروان وَقَّتَ صَدَاق النِّساء أربع مئة دينار إلَّا لذلك.
6928 -
فحدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربيّ، حدّثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيريّ، حدّثنا عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أنه سألَ
(1)
عائشةَ زَوجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: كم أصدقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أزواجَه؟ قالت: كان صداقهُ لأزواجه اثنتي عشرةَ
(2)
أُوقيّةً ونَشًّا، قالت: تدري ما النَّشُّ؟ قال: قلت: لا، قالت: نصف أُوقيّة، فذلك خمسُ مئة درهم، فهذا صَدَاقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، وعليه العملُ، وإنما أصدقَ النجاشيُّ أمَّ حبيبة أربعَ مئة دينار استعمالًا لأخلاق الملوك في المبالغة في الصنائع الاستعانة النبيِّ صلى الله عليه وسلم به في ذلك.
6929 -
أخبرنا أبو عبد الله الأصبهانيّ، حدّثنا الحسن بن الجَهْم، حدّثنا الحسين بن الفَرَج، حدّثنا محمد بن عمر، حدّثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن الزُّهريّ قال: جهَّز النجاشيُّ أمُّ حبيبة إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وبعث بها معَ شُرَحْبيل بن حَسَنة
(4)
.
6930 -
قال ابن عمر: وحدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون
= وانظر ما سلف برقم (6963) وكلام الحافظ ابن حجر الذي نقلناه هناك. وانظر ما سلف برقم (2776).
(1)
في (م) و (ص): قال: سألت.
(2)
في (ز) و (م) و (ب): اثني عشر.
(3)
إسناده قوي من أجل عبد العزيز بن محمد: وهو الدَّراوردي. محمد بن إبراهيم: هو التيمي. وسلف برقم (2775).
(4)
خبر صحيح، وهذا إسناده ضعيف. وسلف بسند صحيح موصولًا برقم (2776).
قال: لما بلغ أبا سفيان بن حرب نكاح النبيّ صلى الله عليه وسلم ابنتَه، قال: ذاك الفحل لا يُقرَعُ أنفُه
(1)
.
6931 -
قال ابن عمر: وحدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرة، عن عبد المجيد بن سُهيل، عن عوف بن الحارث قال: سمعتُ عائشةَ تقول: دَعَتْني أمُّ حبيبة زَوجُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عند موتها، فقالت: قد كان بيننا ما يكونُ بين الضرائر، فغفَرَ الله ذلك كلَّه وتجاوزَ، وحلَّلتُكِ من ذلك كلِّه. فقالت عائشة: سرَرتِني سَرَّكِ الله، وأرسلَتْ إلى أمِّ سلمة، فقالت لها مثلَ ذلك.
وتُوفِّيت سنةَ أربعٍ وأربعين في إمارة معاويةَ رضي الله عنهما
(2)
.
ذكرُ زينبَ بنت جَحْش رضي الله عنها
6932 -
حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبيّ، حدّثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: كانت زينبُ بنت جحش بن رِئاب بن يَعمَر بن صَبِرة بن مُرَّة بن كَبير
(3)
بن غَنْم بن دُودان بن أسد بن خُزيمة، وأمُّها
(1)
من فوق الواقديّ ثقتان، لكنه معضل. عبد الله بن جعفر: هو ابن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 97 - ومن طريقه ابن عساكر 69/ 146 - عن الواقديّ، بهذا الإسناد.
قوله: "لا يقرع أنفه" قال الخطابي في "غريب الحديث" 1/ 297: يريد أنه الكفء الذي لا يرد ولا يرغب عنه، وأصله في الفحل الهجين إذا أراد أن يضرب في كرائم الإبل قرعوا أنفَه بعصا ليرتدَّ عنها. ويروى:"لا يُقدع أنفه"، ومعناه قريب من الأول. والقدوع: الفحل الهجين إذا قرب كرائم الإبل قُدع عنها.
(2)
إسناده تالف، ابن أبي سبرة متهم.
وأخرجه ابن سعد 10/ 98 - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 69/ 152 - عن الواقديّ، بهذا الإسناد.
(3)
في (ز) و (ب): كثير، وسقط من بقية النسخ، والتصويب من "الإكمال" لابن ماكولا 7/ 125.
أُميمة بنت عبد المطَّلب بن هاشم، واسمُه بن عمرو بن عبد مَناف، وكانت زينبُ عند زيد بن حارثة ففارقَها، فتزوَّجها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وفيها نزلت:{فَلَمَّا قَضَى زَيدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَحْتَكَهَا} [الأحزاب: 37]، قال: فكانت تفخَرُ على أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم تقولُ: زوَّجني اللهُ مِن رسولِه، وزوجَكُنُّ آباؤكنَّ وأقاربُكنَّ
(1)
.
وحَمْنةُ بنت جَحْش هي المُستَحاضة، كانت تحتَ عبد الرحمن بن عَوف، وهي أختُ زينب بنت جَحْش.
6933 -
فحدَّثنا بشرح هذه القصص أبو عبد الله الأصبهانيّ، حدّثنا الحسن بن الجَهْم، حدّثنا الحسين بن الفَرَج، حدّثنا محمد بن عمر قال: وزينبُ بنت جَحْش بن رِئاب أختُ عبد الرحمن بن جحش.
6933 م - حدَّثني عمر بن عثمان الجَحْشيّ، عن أبيه قال: قَدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينة، وكانت زينبُ بنت جحش ممَّن هاجرَ معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وكانت امرأةً جميلة، فخطبَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على زيد بن حارثة، فقالت: يا رسولَ الله، لا أَرضاه لنفسيّ، وأنا أيِّمُ قريش، قال:"فإني قد رَضِيتُه لكِ"، فتزوجها زيد بن حارثة
(2)
.
6934 -
قال ابن عمر: فحدثني عبد الله بن عامر الأسلميّ، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان قال: جاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيتَ زيد بن حارثة يطلبُه، وكان زيد إنما يُقال له: زيدُ بن محمد، فربما فَقَدَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الساعةَ، فيقول:"أينَ زيد؟ " فجاء منزلَه يطلبُه، فلم يَجِدْه، فتقوم إليه زينبُ [بنت جحش زوجته فُضُلًا، فأعرض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عنها، فقالت: ليس هو هاهنا]
(3)
يا رسولَ الله، فولَّى يُهمهِم بشيء لا يكاد يُفهَم عنه
(1)
أخرج البخاريّ معناه من حديث أنس برقم (7420). وانظر الخبر الآتي برقم (6940).
(2)
إسناده ضعيف بمرَّة، من فوق الواقديّ لم نتبيَّنهما، وهو مرسل أو معضل أيضًا.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 98 - ومن طريقه الطبري في "تاريخه" 11/ 607 - عن الواقديّ، بهذا الإسناد.
(3)
في النسخ الخطية: "فيقول لها هنا يا رسول الله"، لكن لفظة (لها) ليست في (م) و (ص)، =
إلَّا "سبحانَ الله العظيم سبحانَ الله مصرِّفِ القلوب"، فجاء زيدٌ إلى منزله، فأخبرته امرأتُه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منزلَه، فقال زيد: ألا قلتِ له: يدخُل؟ قالت: قد عرضتُ ذلك عليه وأَبى، قال: فسمعتيه يقول شيئًا؟ قالت: سمعتُه حين ولَّى تكلَّم بكلام لا أفهمُه وسمعتُه يقول: "سبحانَ الله العظيم، سبحان مصرِّفِ القلوب"، قال: فخرج زيدٌ حتى أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ الله، بلغني أنَّك جئتَ منزليّ، فهلَّا دخلتَ بأبي أنت وأمي يا رسولَ الله، لعلَّ زينب أعجبتك فأفارقها؟ فيقولُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أمسِكْ عليك زوجَك"، فما استطاع زيدٌ إليها سبيلًا بعد ذلك، ويأتي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فيخبره، فيقول:"أمسك عليك زوجَك"، فيقول: يا رسولَ الله، أفارقها؟ فيقولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"احبِسْ عليك زوجَك"، ففارقها زيدٌ واعتزلها، وحلَّت.
قالت: فبينما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ يتحدَّث مع عائشة إذ
(1)
أَخَذَت رسول الله صلى الله عليه وسلم غَمْيةٌ، ثم سُرِّيَ عنه وهو يتبسمُ وهو يقول:"مَن يذهب إلى زينب يُبشِّرُها أَنَّ الله عز وجل زوَّجَنيها من السماء؟ "، وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم:{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 37] القصةَ كلَّها، قالت عائشة: فأخذني ما قَرُب وما بَعُدَ لِما كان بلغني من جمالها، وأخرى هي أعظمُ الأمور وأشرفُها، ما صنعَ اللهُ لها، زوَّجها الله عز وجل من السماء، وقالت عائشة: هي تَفخَرُ علينا بهذا، قالت عائشة: فخرجت سلمي خادمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتدُّ فحدَّثَتها بذلك وأعطتها أَوضاحًا لها
(2)
.
= ومكانها بياض، والمثبت من "طبقات ابن سعد"، وفيه زيادة: فادخُل بأبي أنت وأمي، فأبى رسولُ الله أن يدخل، وإنما عجلت زينب أن تلبس لما قيل لها: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على الباب، فوثبت عجلي
…
(1)
تحرّفت في النسخ الخطية إلى: إن.
(2)
إسناده ضعيف، عبد الله بن عامر الأسلمي ضعيف، والخبر مرسل، وفي متنه نكارة.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 99. ومن طريقه الطبري في "تاريخه" 11/ 607 - 608. عن الواقديّ، بهذا الإسناد.
وانظر حديث أنس في "مسند أحمد" 19/ (12511) والتعليق عليه لزامًا. =
6935 -
قال ابنُ عمر: وحدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرة، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التّيمي قال: أوصَتْ زينبُ بنت جَحْش أن تُحمَلَ على سريرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ويُجعَل عليه نعشٌ. وقَبلَ ذلك حُمِل عليه أبو بكر الصدِّيق.
ومرَّ عمر بن الخطاب على حَفَّارين يَحفِرون قبرَ زينب في يومٍ صائف، فقال: لو أني ضربتُ عليهم فُسطاطًا، وكان أولَ فُسطاطٍ ضُرِب على قبرٍ بالبقيع
(1)
.
= وانظر كلام الإمام ابن العربيّ على هذا الخبر فيما نقله عنه ابن الملقن في "البدر المنير" 7/ 472 - 474.
ويغني عنه ما رواه مسلم (1428) من حديث أنس، قال: لما انقضت عدة زينب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد:"فاذكرها عليَّ"، قال: فانطلق زيد حتى أتاها وهي تخمر عجينها، قال: فلما رأيتها عظمت في صدري، حتى ما أستطيع أن أنظر إليها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها، فوليتها ظهري، ونكصت على عقبي، فقلت: يا زينب، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك، قالت: ما أنا بصانعة شيئًا حتى أُؤامرَ ربي، فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عليها بغير إذن، قال: ولقد رأيتنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا الخبز واللحم حين امتد النهار
…
إلخ.
(1)
إسناده تالف، ابن أبي سبرة متهم، لكنه متابع، والخبر مرسل أيضًا.
وأخرجه مقطعًا ابن سعد في "الطبقات" 10/ 106 و 109 عن الواقدي، بهذا الإسناد.
وأخرج قصة ضرب الفسطاط عبد الرزاق (6207) عن يحيى بن العلاء، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قال: أولُ فسطاط ضُرب على قبر أحد من المسلمين لعلى قبرِ زينب بنت جحش، وكان يومًا حارًا.
وأخرجها أيضًا ابن سعد 10/ 109 - واللفظ له - وابن أبي شيبة 3/ 336، وابن أبي الدنيا في "الإشراف في منازل الأشراف"(472) من طريق أبي معشر، عن محمد بن المنكدر قال: قام عمر بن الخطاب في المقبرة والناس يحفرون لزينب بنت جحش في يوم حار، فقال: لو أني ضربت عليهم فسطاطًا، فضرب عليهم فسطاطًا. وأبو معشر - واسمه نجيح السندي - ضعيف.
ويخالف شطرَه الأولَ - في قصة وصاة زينب بالنعش - ما رواه ابن سعد 10/ 108، وأبو عروبة الحراني في "الأوائل"(118) من طريقين عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع وغيره: أنَّ الرجال والنساء كانوا يخرجون بهم سواء فلما ماتت زينب بنت جحش أمر عمر مناديًا فنادى ألا لا يخرج =
6936 -
قال ابن عمر: وحدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرة، عن أبي موسى، عن محمد بن كعب، عن عبد الله بن أبي سَلِيط قال: رأيتُ أبا أحمد بن جَحش يحملُ سريرَ زينب وهو مكفوفٌ وهو يبكي، وأسمعُ عمرَ يقول: يا أبا أحمد، تنحَّ عن السَّرير لا يُعنِتْك الناسُ، وازدحمَ الناسُ على سريرِها، فقال أبو أحمد: هذه التي نِلنا بها كلَّ خير، وإنَّ هذا يَبْرُدُ حرَّ ما أَجِدُ، فقال عمر: الزَمْ الزَمْ
(1)
.
6937 -
قال: وحدثني عمر بن عثمان الجَحْشي، عن أبيه قال: ما تركَتْ زينبُ بنتُ جَحْش دينارًا ولا درهمًا، كانت تتصدَّقُ بكلِّ ما قَدَرَت عليه، وكانت مأوى المساكين، وتركت منزلَها، فباعوه من الوليد بن عبد الملك حين هَدَمَ المسجدَ بخمسين ألفَ درهم
(2)
.
6938 -
قال: وحدثني عمر بن عثمان الجَحْشي، عن إبراهيم بن عبد الله بن محمد الجَحْشيّ، عن أبيه قال: سُئلت أمُّ عُكاشة بن مِحصَن: كم بلغت زينبُ بنتُ جَحْش يومَ تُوفِّيت؟ فقالت: قدمنا المدينةَ للهجرة وهي بنتُ بضع وثلاثين، وتُوفِّيت سنةَ عشرين. قال عمر بن عثمان: كان أبي يقول: تُوفِّيت زينب بنت جحش وهي ابنةُ ثلاثٍ وخمسين
(3)
.
= على زينب إلَّا ذو رحم من أهلها، فقالت بنتُ عميس: يا أمير المؤمنين، ألا أريك شيئًا رأيتُ الحبشة تصنعه لنسائهم؟ فجعلَتْ نعشًا وغشَّته ثوبًا، فلما نظر إليه، قال: ما أحسن هذا! ما أستر هذا فأمر مناديًا فنادى: أن اخرجوا على أمِّكم. ورجاله ثقات. ووهم الذهبي في "السير" 2/ 212 - 213، فجعله عن نافع عن ابن عمر! والله أعلم.
(1)
إسناده تالف كسابقه. أبو موسى: هو أيوب بن موسى بن عمرو الأموي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 110 عن الواقديّ، بهذا الإسناد.
(2)
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 111 - ومن طريقه الطبري في "تاريخه" 11/ 608. عن الواقديّ، بهذا الإسناد.
(3)
إسناده ضعيف بمرَّة، من فوق الواقديّ لم نتبيَّنهم. =
6939 -
أخبرني عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الخُراساني العَدْل ببغداد، حدّثنا إبراهيم بن الهيثم البَلَديّ، حدَّثني إسماعيل بن أبي أُويس المدنيّ، حدَّثني أبي، عن يحيى بن سعيد، عن عَمْرة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه: "أسرعُكنَّ لُحوقًا بي أطولُكن يدًا"، قالت عائشة: فكُنَّا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعدَ وفاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم نمدُّ أيديَنا في الجِدار نتطاول، فلم نزل نفعلُ ذلك حتى تُوفِّيَت زينبُ بنت جحش زوجُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكانت امرأةً قصيرةً ولم تكن أطولَنا، فعرفنا حينئذٍ أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم إنما أراد بطول اليد الصدقةَ، قالت
(1)
: وكانت زينبُ امرأةً صَناعةَ اليدِ فكانت تدبُغُ وتخرُز وتصدَّقُ في سبيل الله عز وجل
(2)
.
= وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 111 - ومن طريقه الطبري في "تاريخه" 11/ 608 - عن الواقديّ، بهذا الإسناد.
(1)
تحرّف في نسخنا الخطية إلى: قال. والقائل هي عائشة.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل إسماعيل بن أبي أويس وأبيه، واسمه عبد الله بن عبد الله.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7421) عن محمد بن أحمد بن عليّ، عن إبراهيم البلدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 105، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3086)، والبزار في مسنده (18/ 276) و (311)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(210)، والطبراني في "الكبير"(24/ 133) - وعنه أبو نعيم في "الحلية" 2/ 534 - من طرق عن إسماعيل بن أبي أويس، به.
وأخرجه ابن سعد 10/ 105 عن الواقديّ، عن موسى بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان، عن أبيه، عن أمه عمرة، عن عائشة قالت: يرَحِمَهُ اللهُ زينب بنت جحش لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف: إنَّ الله زوجها نبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا ونطق به القرآن، وإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا ونحن حوله:"أسرعُكن بي لحوقًا أطولكن باعًا" فبشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرعة لحوقها به، وهي زوجته في الجنة. موسى بن محمد معروف النسب مجهول الحال؛ لم نقف له على ترجمة.
وأخرجه بنحوه مسلم (2452)، وابن حبان (3314) و (6665) من طريق عائشة بنت طلحة، عن عائشة به. =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
6940 -
حدّثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل وعبد الله بن الحسين القاضي، قالا: حدّثنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا علي بن عاصم، عن داود بن أبي هند، عن عامر
(1)
قال: كانت زينبُ بنت جَحْش تقول للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنا أعظمُ نسائِك عليك حقًّا، أنا خيرُهنَّ منْكَحًا، وأكرمُهنَّ سفيرًا
(2)
، وأقربهنَّ رَحِمًا، ثم تقول: زوَّجَنيكَ الرحمنُ عز وجل من فوقِ عرشِه، وكان جبريلُ عليه السلام هو السفيرَ بذلك، وأنا ابنةُ عمَّتِك، وليس لك من نسائك قريبةٌ غيري
(3)
.
= وأخرجه أحمد (41/ 24899)، والبخاري (1420)، والنسائي (2333)، وابن حبان (3315) من طريق الشعبيّ، عن مسروق، عن عائشة. لكن وقع في هذه الرواية مكان زينب سودة. وانظر تعليق الحافظ ابن حجر عليها في "الفتح" 5/ 56 - 60.
(1)
كذا في (ز) وضبب عليها و (ب): عامر، ومكانها بياض في (م) و (ص).
(2)
في (ز) و (ب) وألزمهن سترًا، وفي (م) و (ص): وأكرمهن سترًا، وهي محرفة عن "سفيرًا"، والتصويب من "جامع الآثار في السير" لابن ناصر الدين الدمشقي 7/ 142، فقد نقله عن "مستدرك الحاكم"، وهو الموافق لرواية قوام السنة الآتي تخريجها.
(3)
إسناده ضعيف، علي بن عاصم - وهو الواسطي - ليّن، وقد توبع، وعامر - وهو الشعبي - روايته عن زينب مرسلة كما قال ابن ناصر الدين الدمشقي 7/ 142.
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 11/ 608، وأخرجه قوام السنة في "الحجة في بيان المحجة"(451)، وابن قدامة في "إثبات صفة العلو "(17) من طريق عبد الصمد بن علي بن مكرم، كلاهما (الطبري وابن مكرم) عن الحارث بن محمد بن داهر التميمي - وهو ابن أبي أسامة - بهذا الإسناد. وسقط ابن أبي أسامة من كتاب "الحجة".
وأخرج الطبري في "تفسيره" 22/ 14 عن محمد بن حميد، عن جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة بن مقسم، عن الشعبيّ، قال: كانت زينب زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم تقول للنبي صلى الله عليه وسلم: إني لأُدِلُّ عليك بثلاث ما من نسائك امرأةٌ تُدِلُّ بهن: إنَّ جدِّي وجدَّك واحد، وإني أَنكحنَيك الله من السماء، وإنَّ السفير لجبرائيل عليه السلام.
وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاريّ (7420)، وفيه: كانت زينب تفخر على أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ تقول: زوَجكُنَّ أهاليكنَّ، وزوجني اللهُ من فوق سبعِ سماواتٍ.
قد ذكرتُ في أول الترجمة أنَّ أمّ زينب بنت جحش أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم، وهي عمة النبيّ صلى الله عليه وسلم.
ذكرُ جُويرية بنت الحارث أمِّ المؤمنين رضي الله عنها
6941 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان المَوصلي، حدّثنا علي بن حرب الموصليّ، حدّثنا سفيان بن عُيَينة، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد قال: قالت جُوَيريَةُ بنتُ الحارث لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أزواجك يَفخَرْنَ عليَّ يَقُلنَ: لم يتزوَّجْكِ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، إنما أنت مِلكُ يمينٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم أُعْظِمْ صَدَاقَكِ؟ ألم أُعتِقْ أربعين رَقَبةً
(1)
من قومِك؟ "
(2)
.
6942 -
حدّثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدّثنا أحمد بن عبد الجبار، حدّثنا يونس بن بُكير، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزُّبير، عن عُرْوة بن الزُّبير، عن عائشة قالت: لما أصابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم سَبايا بني المُصطَلِق، وقعت جويريةُ بنت الحارث بن أبي ضِرار في السَّهم لثابتِ بن قيس بن الشمَّاس، فكاتبَتْه على نفسِها، وكانت امرأةً حُلوةً مليحةً لا يكادُ يراها أحدٌ إلَّا أخذت بنفسه، قال: فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينُ به على كِتابتها
(3)
.
(1)
لفظة "رقبة" ليست في (م) و (ص).
(2)
رجاله ثقات إلَّا أنَّ مجاهدًا لم يذكر أنه تحمله من جويرية، مع احتمال سنّه للسماع منها، لكن صورته هنا صورة المرسل. ابن أبي نجيح: هو عبد الله بن يسار المكي.
وأخرجه عبد الرزاق (13119) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(24/ 155) - وسعيد بن منصور في "سننه"(909)، وابن سعد في "الطبقات" 10/ 114، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(2078) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وخالفهم يعقوبُ بن حميد عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3104)، فرواه عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عبّاس: أنَّ جويرية
…
فوصله بذكر ابن عبّاس. ويعقوب بن حميد ليس بذاك القوي.
(3)
إسناده حسن، ومحمد بن إسحاق قد صرّح بالتحديث عند غير المصنّف، فانتفت شبهة تدليسه. =
6943 -
وحدثنا أبو عبد الله الأصبهانيّ، حدّثنا الحسن بن الجَهْم، حدّثنا الحسين بن الفَرَج، حدّثنا محمد بن عمر قال: وجويريةُ بنت الحارث بن أبي ضِرار بن حَبيب بن عائذ بن مالك بن جَذِيمة هو المُصطلق
(1)
من
(2)
خُزاعة، تزوَّجها مُسافِع بن صفوان، فقُتل يومَ المُرَيسيع.
6944 -
فحدثنا عبد الله بن يزيد بن قُسيط
(3)
، عن أبيه، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن عائشةَ قالت: أصابَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نساءَ بني المُصطلق، فأخرج الخُمْسَ منه ثم قَسَمَه بين الناس، وأعطَى الفارسَ سهمينِ والراجلَ سهمًا، فوقعت جُويريةُ بنت الحارث بن أبي ضِرار في سهم ثابت بن قيس بن شمَّاس الأنصاريّ، وكانت تحتَ ابن عمٍّ لها يقال له: صفوانُ بن مالك بن جَذيمة، فقُتِلَ عنها، فكاتبها ثابتُ بن قيس على نفسِها على تسع أَواقٍ، وكانت امرأةً حُلوةً لا يكادُ يراها أحدٌ إِلَّا أخذت بنفسِه، فبَيْنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم عندي إذ دخلت جُويريةُ تسأله في كتابتها، فوالله ما هو إلَّا أن رأيتُها حتى كرهتُ دخولَها على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعَرَفتُ أن سَيرى فيها مثلَ الذي رأيتُ، فقالت: يا رسولَ الله، أنا جُويرية بنت الحارث سيِّدِ قومِه، وقد أصابني من الأمر ما قد علمتَ، فوقعتُ في سهم ثابت بن قيس، فكاتبنَي على تسع أَواقٍ فأعنِّي في فِكاكي، فقال:"أوَخيرٌ من ذلك؟ " قالت: ما هو؟ قال: "أُؤدِّي عنكِ كتابتَك
= وأخرجه مطولًا أحمد (43/ 26365)، وأبو داود (3931)، وابن حبان (4054) و (4055) من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وسيأتي بنحوه مطولًا برقم (6944) من طريق ابن ثوبان عن عائشة.
(1)
في النسخ الخطية: بن المصطلق، وأثبتناه على الصواب من "طبقات ابن سعد" 10/ 113، و "تاريخ الطبري" 11/ 608، و "جمهرة أنساب العرب" ص 239، بينما في "ثقات ابن حبان" 3/ 66: جذمة بن سعد بن عمرو، وسعد هو المصطلق.
(2)
في (م) و (ص): بن.
(3)
انقلب اسمه في النسخ الخطية إلى: يزيد بن عبد الله بن قسيط، وأثبتناه على الصواب من مصادر التخريج.
وأتزوَّجُكِ"، قالت: نعم يا رسول الله، قال: "فقد فعلتُ"، فخرج الخبرُ إلى الناس، فقالوا: أصهارُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُستَرقُّون؟! فأعتقُوا ما كان في أيديهم من سَبْي بني المُصطلِق، فبلغ عِتقُهم مئةَ أهل بيتٍ بتزويجه إياها، فلا أعلمُ امرأةً كانت أعظمَ بركةً على قومِها منها، وذلك مُنصَرَفَه عن غزوة المُريسيع
(1)
.
6945 -
قال ابن عمر: فحدثني عبدُ الله بن أبي الأبيض مولى جُويرية، عن أبيه قال: سَبَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بني المُصطلِق، فوقعت جُوَيريةُ في السَّبي، فجاء أبوها فافتداها وأنكحَها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بعدُ
(2)
.
وأما حديث محمد بن إسحاق إلى آخره قريبٌ من لفظِ الواقدي، والمعاني كلُّها واحدة.
6946 -
قال ابن عمر: وحدثني عبد الله بن أبي الأبيض، عن أبيه قال: تُوفِّيَت جُويرية بنت الحارث زوجُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول سنةَ ستٍّ وخمسين في إمارة معاوية، وصلَّى عليها مروانُ بن الحكم، وهو يومئذ والي المدينة
(3)
.
6947 -
قال ابن عمر وأخبرني محمد بن يزيد، عن جدَّته، وكانت مولاةَ جُويرية بنت الحارث، عن جُويرية قالت: تزوّجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنةُ عشرين سنة. قال: وتُوفِّيَت جويرية سنةَ خمسين، وهي يومئذ ابنةُ خمسٍ وستين سنةً،
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، وعبد الله بن يزيد فيه جهالة.
وهو في "المغازي" للواقدي 1/ 411، ومن طريقه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 113، وابن عساكر 3/ 216. ووقع في مطبوع "مغازي الواقديّ": عن ثوبان بدلًا من: محمد بن عبد الرحمن.
وسلف مختصرًا برقم (6942) من طريق عروة عن عائشة.
(2)
إسناده ضعيف بمرَّة، وعبد الله بن أبي الأبيض وأبوه لم نقف لهما على ترجمة.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 114، والطبري في "تاريخه" 11/ 609 من طريق الواقديّ، بهذا الإسناد.
(3)
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 116، والطبري في "تاريخه" 11/ 609 - 610 من طريق الواقديّ، بهذا الإسناد.
وصلَّى عليها مروان بن الحكم
(1)
.
6948 -
قال ابن عمر: وحدثني حزام بن هشام، عن أبيه قال: قالت جُويرية بنت الحارث: رأيتُ قبل قُدومِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بثلاثِ ليالٍ كأنَّ
(2)
القمر أقبلَ يسيرُ من يثربَ حتى وقع في حَجْري، فكرهتُ أن أخبرَ بها أحدًا من الناس، حتى قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فلما سُبِينا رجوتُ الرؤيا، فلما أعتقني وتزوّجني، والله ما كلَّمتُه في قومي حتى كان المسلمون هم الذين أرسَلُوهم، وما شَعَرتُ [إلَّا] بجارية من بنات عمِّي تُخبِرني الخبرَ، فَحَمِدتُ الله عز وجل
(3)
.
6949 -
حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا أحمد بن عبد الجبار، حدّثنا يونس بن بُكير، عن ابن إسحاق قال: وجُويرية بنت الحارث كان اسمُها بَرَّةَ بنت الحارث بن أبي ضِرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جَذيمة من خُزَاعة، كانت عند ابن عمٍّ لها يقال له: مُسافِع بن صفوان بن ذي الشُّفْرَينِ
(4)
.
6950 -
حدَّثني
(5)
محمد بن عمرو بن عطاء، عن زينبَ بنت أبي سلمة، عن
(1)
إسناده ضعيف، ولم نعرف محمد بن يزيد ولا جدته.
وأخرجه ابن سعد 10/ 116، والطبري 11/ 609 - 610، وابن عساكر 3/ 219 من طريق الواقديّ، بهذا الإسناد.
(2)
في النسخ الخطية: كأنه، إلَّا (ب)، ففيها: كأنهن، والمثبت من النسخة المحمودية، وهو الموافق لما في مصدري التخريج.
(3)
من فوق الواقديّ لا بأس بهم.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 50 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
(4)
كذا في النسخ الخطية: الشفرين، بالتثنية، ونراه وهمًا، والذي في "طبقات ابن سعد" 10/ 113: مسافع بن صفوان ذي الشفر بن سرح بن مالك بن جذيمة، وفي "المحبر" لمحمد بن حبيب ص 89، و "أنساب الأشراف" للبلاذري 1/ 441، و "إمتاع الأسماع" للمقريزي 6/ 83: مسافع بن صفوان بن ذي الشفر، وزاد ابن حبيب: ابن أبي سرح وعليه يكون ما في "طبقات ابن سعد" تحريفًا. وفي "نزهة الألقاب" لابن حجر: ذو الشفرة.
(5)
القائل هو محمد بن إسحاق كما في الإسناد السابق.
جُويريةَ بنت الحارث: أنَّ اسمها كان بَرَّة، وغَيَّره صلى الله عليه وسلم فسمَّاها جويريةَ، وكان يَكرَه أن يقال: خرجَ من عند بَرَّة
(1)
.
صحيح علي شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
6951 -
حدّثنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا محمد بن غالب، حدّثنا أبو حُذيفة، حدّثنا زُهير، عن إسحاقَ بن يحيى بن طلحة، عن الزُّهْري، عن مالك بن أوس، عن عمر: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ على جويريةَ الحِجابَ، وكان يُقسِمُ لها كما يقسِمُ لنسائِه
(2)
.
(1)
إسناده حسن، ولم نقف عليه من طريق ابن إسحاق بهذا اللفظ عند غير المصنّف، وتابعه عليه الواقديّ، وسيأتي في التخريج عن ابن إسحاق بلفظ آخر.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 115، والطبري في "تاريخه" 11/ 609 من طريق الواقديّ عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنّس، عن زيد بن أبي عتاب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن زينب بنت أبي سلمة، عن جويرية بنت الحارث: أنَّ اسمها كان برة فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماها جويرية، وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة. وإسناده من فوق الواقديّ لا بأس بهم.
ويشهد له بلفظه حديث ابن عبّاس عند مسلم (2140)، وهو الآتي برقم (6961)، وانظر كلامنا عليه هناك.
لكن أخرج أبو داود (4953) من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، أن زينب بنت أبي سلمة سألته: ما سمَّيتَ ابنتَك؟ قال: سميتُها بَرَّة، فقالت: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم، سُمِّيتُ برَّةَ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"لا تزكُّوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم" فقال: ما نسميها؟ قال: "سمُّوها زينب". وهو صحيح، ابن إسحاق صرّح بالسماع من شيخه عند البخاريّ في "الأدب المفرد"(821)، وقد توبع أيضًا. وليس في هذا الخبر ذكر جويرية.
وأخرجه كذلك مسلم (2142)(19) من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو، به ليس فيه محمد بن إسحاق!
وتابع ابنَ إسحاق الوليدُ بن كثير عند مسلم (2142)(18)، فرواه عن محمد بن عمرو، حدثتني زينب بنت أمُّ سلمة، قالت: كان اسمي برَّةَ، فسمَّاني رسولُ صلى الله عليه وسلم زينب، قالت: ودخلت عليه زينبُ بنت جحش، واسمها برَّة، فسمَّاها زينب.
(2)
إسناده ضعيف بمرّة من أجل إسحاق بن يحيى بن طلحة، فهو متروك الحديث. أبو حذيفة: =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
6952 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهانيّ، حدّثنا أحمد بن مَهدي بن رُستُم، حدّثنا سعيد بن كثير بن عُفير وسعيدُ بن أبي مريم وأبو صالح، قالوا: حدّثنا الليث بن سعد، عن ابن شِهاب، أنَّ عبيد بن السَّبَّاق أخبره عن جُوَيرية بنت الحارث: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها، فقال:"هل مِن طعامٍ؟ " قالت: لا والله يا رسول الله، ما عندنا طعامٌ إلَّا عظمٌ من شاةٍ أُعطيَتْه مولاتي من الصدقة، فقال:"قَرِّبيها، فقد بَلَغَت مَحِلَّها"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
ذكرُ أمِّ المؤمنين صَفيَّةَ بنت حُيَي رضي الله عنها
6953 -
حدَّثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدّثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيريّ، حدّثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، أنه سمع أنس بن مالك يقول: لما افتَتَح النبيُّ صلى الله عليه وسلم خيبَرَ اصطفى صفيَّةَ بنتَ حُيي لنفسه، خرج بها النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُردِفُها وراءَه، ثم قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
= هو موسى بن مسعود النهدي، وشيخه زهير: هو ابن محمد التميمي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 115، والطبري في "تاريخه" 11/ 609 من طريق الواقديّ، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، بهذا الإسناد.
وأخرجه معضلًا عبد الرزاق (13234) عن معمر، وابن سعد 10/ 115 عن مالك بن أنس ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، ثلاثتهم عن الزهريّ قال: ضُرب على صفيةَ وجويريةَ الحجاب، وقَسَمَ لهما النبيّ صلى الله عليه وسلم كما قسم لنسائه. ورجاله ثقات.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد 45/ (27424)، ومسلم (1073)، وابن حبان (5117) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرجه أحمد (45/ 27420)، ومسلم (1073)، وابن حبان (5118) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهريّ، به.
وفسره الحميدي في "مسنده"(319) بقوله: يعني ليس هي الآن صدقة.
يضعُ رجله حتى تقوم عليها فتركب، فلمَّا بلغ سَدَّ الصهباء عَرَّسَ بها، فَصَنَعَ حَيْسًا في نِطْع، وأمرني فدعوتُ له من حوله، فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
6953 م - قال مصعب: وهي صفيَّة بنت حيي بن أخطب بن سعية بن ثعلبة بن عبيد بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضر بن النحَّام بن ينحوم، من بني إسرائيل من سبط موسى عليه السلام، وأُمُّها بَرَّة بنت سَمَوال، هلكت في زمن معاوية.
6954 -
أخبرنا عبد الله بن إسحاق الخُراساني العَدْل، حدثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا خالد الحذاء، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفية بات أبو أيوب على باب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر، ومع أبي أيوبَ السَّيفُ، فقال: يا رسول الله، كانت جاريةً حديثة عهد بعرس، وكنت قتلت أباها وأخاها
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد جيد.
وأخرجه بأطول ممّا هنا البخاري (2235) و (2893) و (4211)، وأبو داود (2995) من طرق عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو، عن أنس بن مالك.
وأخرج البخاري أيضًا (5169)، والنسائي (6565) من طريق شعيب بن الحبحاب، عن أنس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وتزوجها، وجعل عتقها صداقها، وأولم عليها بحيس.
وأخرجه مطولًا ضمن قصة غزوة خيبر: أحمد 19/ (11992)، والبخاري (371)، ومسلم (1365)(84)، والنسائي (5549) و (6564) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس. وفيه: فأصبح النَّبيّ صلى الله عليه وسلم عروسًا، فقال:"من كان عنده شيء فليجئ به" وبسط نطعًا، فجعل الرجل يجيء بالتمر، وجعل الرجلُ يجيء بالسمن، قال: وأحسبه قد ذكر السَّويق، قال: فحاسوا حيسًا، فكانت وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وخالفهم الزهري عند أحمد (12078)، وأبي داود (3744)، وابن ماجه (1909)، والترمذي (1095) و (1096)، والنسائي (6566)، وابن حبان (4061) و (4064)، فرواه عن أنس بن مالك: أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أولم على صفية بسويق وتمر. وقال الترمذي: غريب.
قلنا: رواية جميعهم فيها الحيس: وهو طعام يُصنع من الأقط والسَّمن والتمر، بينما السَّويق طعام يصنع من دقيق الحِنطة والشعير.
وزوجها، فلم آمَنْها عليكَ، فَضَحِكَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له خيرًا
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
6955 -
أخبرنا علي بن عبد الرحمن السَّبيعي بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم الغفاري، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عيسى بن طهمان قال: سمعتُ أنس بن مالك يقول: أطعم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على صفية بنت حُيَي خبزًا ولحمًا
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
6956 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجهم بن مَصْقَلة، حدثنا الحسين بن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر، حدثني محمد بن موسى، عن عُمارة بن المهاجر، عن آمنة بنت أبي قيس الغفارية قالت: أنا إحدى النساء اللاتي زَفَفْنَ صفية إلى
(1)
إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل كثير بن زيد - وهو الأسلمي - ففيه بعض اللِّين.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 122 - ومن طريقه الطبري في "تاريخه" 11/ 610، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ 46 - عن الواقدي، عن كثير بن زيد بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن عبّاس عند ابن سعد 2/ 109، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر 16/ 45، وفي إسناده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وحديثه حسن في المتابعات والشواهد، وهذا منها.
وعن عروة بن الزبير مرسلًا عند البيهقي في "الدلائل" 4/ 231 - 233، ومن طريقه ابن عساكر 16/ 46.
(2)
رجاله ثقات، لكن لعيسى بن طهمان بعض الأوهام، ونُرى أنَّ هذا منه، فالمحفوظ أن إطعام النَّبيّ صلى الله عليه وسلم الناسَ لحمًا وخبزًا كان في وليمة زينب بن جحش، وبذلك أعله الذهبي في "التلخيص"، فقال: غلط، إنما هذي زينب. قلنا: وتقدم في أحاديث الباب أن طعام صفية كان حيسًا. ولم نقف على رواية عيسى بن طهمان هذه عند غير المصنف.
وأما خبر إطعامه صلى الله عليه وسلم في وليمة زينب اللحم والخبز، فقد رواه أحمد 19/ (11943)، والبخاري (4793)، ومسلم (1428) وغيرهم من طرق عن أنس بن مالك وهذا هو المحفوظ في حديث أنس.
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعتُها تقول: ما بلغت سبع عشرةَ، أو جَهْدي أن بلغت سبع عشرةَ سنةً ليلة دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: وتوفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في زمن معاويةَ، وقُبِرَت بالبقيع
(1)
.
6957 -
أخبرنا دَعْلَج بن أحمد السِّجزي، حدثنا عبد العزيز بن معاوية البصري
(2)
، حدثنا شاذُّ بن فَيَّاض أبو عُبيدة، حدثنا هاشم بن سعيد، عن كنانة، عن صفية قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال:"يا بنتَ حُيَي، ما يُبكيكِ؟ " قلتُ: بلغني أنَّ حفصة وعائشة تنالان منِّي وتقولان: نحن خيرٌ منها، نحن بنات عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه، قال:"ألا قلت لهم: كيف تكونان خيرًا مني وأبي هارونُ، وعمِّي موسى، وزوجي محمد؟! " صلوات الله عليهم
(3)
.
(1)
من فوق محمد بن عمر الواقدي لا بأس بهم فمحمد بن موسى: هو محمد بن موسى بن أبي عبد الله الفطري، صدوق لا بأس به، وشيخه عمارة بن المهاجر روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 261/ 7، وآمنة ذكرها الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 7/ 518 باسم: أمية بنت أبي قيس، ولم يذكر لها سوى هذا الخبر.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 125 - ومن طريقه الطبري في "تاريخه" 11/ 610، وابن عساكر 3/ 223 - عن محمد الواقدي، بهذا الإسناد.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: الصبري.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل هاشم بن سعيد الكوفي.
وأخرجه الترمذي (3892) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن هاشم بن سعيد الكوفي، بهذا الإسناد. وقال غريب لا نعرفه من حديث صفية إلا من حديث هاشم الكوفي، وليس إسناده بذاك.
ويشهد له حديث أنس بن مالك عند أحمد 19/ (12392)، والترمذي (3894)، والنسائي (8870)، وابن حبان (7211)، قال: بلغ صفيةَ أنَّ حفصة قالت: إني ابنة يهودي، فبكت، فدخل عليها النَّبيّ صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال:"ما شأنُكِ؟ " فقالت: قالت لي حفصة: إني ابنة يهودي، فقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم:"إنك ابنة نبيٍّ، وإنَّ عمك لنبيٌّ، وإنك لتحت نبيّ، ففيم تفخر عليك؟! " ثم قال: "اتقي الله يا حفصة". وإسناده صحيح.
ذكر أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها
6958 -
حدثني بكير بن أحمد بن سَهْل الصُّوفي بمكة، وكتبه لى بخطِّه، حدثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري، حدثنا أبو ثَوْر إبراهيم بن خالد الكلبي، حدثنا أبو قَطَن قال: قال لي شُعبة: قال لي مِسعَر بن كِدام: جدَّتي
(1)
زوجُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث، وما أخبرت بهذا أحدًا قبلك.
وهي ميمونة بنت الحارث بن حَزْن بن بُجَير بن الهُزم بن رُويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، وأمها هند بنت عوف بن زُهير بن الحارث بن حماطة بن جُرَش من حِمْيَر.
6959 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجهم، حدثنا الحسين بن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: ميمونة بنت الحارث بن حَماطة بن جُرَش، وهي خالة عبد الله بن عبّاس، وأختُ أمّ الفضل بنت الحارث، كانت تزوّجت في الجاهلية مسعود بن عمرو بن عُمير الثقفي، ثم فارقها فخَلَف عليها أبو رُهم بن عبد العُزَّى بن أبي قيس من بني مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي، فتُوفِّي عنها، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، زوَّجَها إياه العبّاس بن عبد المطلب، وكان يلي أمرها، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرف على عشرة أميال من مكة، وكانت آخر امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك سنة سبع في عُمرة القضية.
6959 م - قال ابن عمر: وتُوفِّيَت ميمونة رضي الله عنها سنة إحدى وستين، وهي آخرُ من مات من أزواج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكان لها يومَ تُوفِّيَت ثمانون أو إحدى
(1)
تحرّف في النسخ الخطية إلى: حدثتني، والتصويب من مصدر التخريج.
وأخرجه أبو بكر البزاز في "حديث شعبة"(103) عن عبد الله بن أحمد قال: أخبرت عن أبي قطن، بهذا الإسناد.
ومسعر يلتقي نسبه بنسب أم المؤمنين ميمونة في هلال بن عامر بن صعصعة، فهذا مراده أنها جدته.
وثمانون سنة، وكانت على كبر سِنَّها جَلْدةً.
6960 -
أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا عمرو بن مرزوق، حدثنا شُعبة، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة قال: كان اسم ميمونةَ برَّةَ، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
وقد رُوي بإسناد صحيح له شاهد:
6961 -
أخبرناه أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن محمد بن عبد الرحمن قال: سمعتُ كُريبًا أبا رِشدِين يُحدِّثُ عن ابن عباس قال: كان اسم ميمونة بَرَّةَ، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة
(2)
.
(1)
صحيح بذكر زينب لا ميمونة، وهذا إسناد رجاله ثقات، وقد اختلف على شعبة في تسمية صاحبة القصة، فرواه عمرو بن مرزوق عند البخاري في "الأدب المفرد"(832)، وابن أبي خيثمة في السفر الثالث من "تاريخه الكبير" 2/ 84، والمصنف في هذه الرواية، عن شعبة بلفظ: ميمونة. ورواه أبو داود الطيالسي (2567)، وعبد الصمد بن عبد الوارث عند ابن راهويه في "مسنده" (26) عن شعبة على الشكّ: كان اسم زينب أو ميمونة برة
…
إلخ.
وخالفهم أكثر أصحاب شعبة، فرووه عنه بذكر زينب على الصواب، أخرجه كذلك أحمد 15/ (9560) و 16 / (9914)، والبخاري (6192)، ومسلم (2141)، وابن ماجه (3732)، وابن حبان (5830) من طرق عن شعبة به.
(2)
صحيح بذكر جويرية لا ميمونة، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن تفرد إسرائيل - وهو ابن يونس السبيعي - بتسميتها ميمونة وخالفه أصحاب محمد بن عبد الرحمن - وهو ابن عبيد مولى آل طلحة - فرووه عنه بلفظ: جويرية.
وأخرجه ابن أبي خيثمة في السفر الثالث من "تاريخه الكبير" 2/ 84 - ومن طريقه ابن عبد البر في الاستيعاب ص 937 - عن عاصم بن يوسف اليربوعي، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وخالفه سفيان بن عيينة عند أحمد 4 / (2334)، ومسلم (2140)، وأبي داود (1503)، وشعبة عند ابن حبان (5829)، وعبد الرحمن المسعودي عند أحمد 5/ (2900) و (3005) =
6962 -
أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني، حدثنا جَدِّي، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من العام القابل عامَ الحديبية مُعتمِرًا في ذي القعدة سنة سبع، وهو الشهر الذي صده فيه المشركون عن المسجد الحرام، حتى إذا بلغ يأجَجَ بعث جعفر بن أبي طالب بين يديه إلى ميمونة بنت الحارث بن حَزْن العامرية، فخطبها عليه، فجعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب، وكانت أختها أم الفضل تحته، فزوجها العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقام النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بسَرِفَ حتى قدمت ميمونةُ، فبنى بها بسَرِفَ، وقدَّر الله تعالى أن يكون موتُ ميمونة بنت الحارث بسرف بعد ذلك بحين، فتوفِّيَت حيث بَنَى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
= و (3308)، فرواه الثلاثة عن محمد بن عبد الرحمن الطلحي، به بذكر جويرية مكان ميمونة.
وزاد سفيان والمسعودي في روايتهما: فخرج وهي في مصلاها ورجع وهي في مصلاها، فقال:"لم تزالي في مصلاك هذا؟ " قالت: نعم، قال:"قد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته".
وتقدم عند المصنف برقم (6950) حديثُ زينب بنت أبي سلمة، عن جويرية: أنَّ اسمها كان برَّة فغيره النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه مرسل أو معضل، وتابع الزهري عليه عروة بن الزبير.
وأخرجه البيهقي مطولًا في "دلائل النبوة" 4/ 314 - 316 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 159 - 160 من طريق أحمد بن زهير، عن إبراهيم بن المنذر به.
وأخرجه البيهقي 4/ 314 - 316 من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة به.
وأخرجه البيهقي أيضًا من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، به.
وانظر الحديثين بعده.
6963 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني ابن أبي نجيح، عن عطاء ومجاهد، عن ابن عباس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوّج ميمونة بنت الحارث وأقام بمكة ثلاثًا، فأتاه حُويطِب بن عبد العُزَّى في نَفَرٍ من قريش في اليوم الثالث، فقالوا له: إنه قد انقضي أجلك فاخرج عنا، قال:"وما عليكم لو تركتموني فأعرَستُ بين أظهركم فصنعتُ لكم طعامًا فحضرتموه"، قالوا: لا حاجة لنا في طعامك، فاخرُجْ عنَّا، فخرج بميمونة بنت الحارث حتى أعرَسَ بها بسَرِفَ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
وممّا يُتعَجَّب من قضاء الله وقدره أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بَنَى بميمونة بنت الحارث بسَرِفَ، وردَّها إلى المدينة عند مُنصَرَفه من عُمرة القضاء، وبقيت عنده إلى أن خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لفتح مكة، وقد أخرجها معه إلى أن فتح الطائف وانصرف راجعًا إلى المدينة، فماتت ميمونة بسَرِفَ في الموضع الذي بَنَى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند تزويجها.
(1)
إسناده حسن. ابن أبي نجيح: هو عبد الله.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 330 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وقرن بابن أبي نجيح أبان بن صالح.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5805)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 268 - 269، والطبراني في "الكبير"(11401) من طرق عن ابن إسحاق به. وقرنا بابن أبي نجيح أبان بن صالح أيضًا.
وأخرج أحمد 4 / (2393)، والبخاري (4259) تعليقًا، والنسائي (3190)، وابن حبان (4133) من طريقين عن ابن إسحاق به: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث في سفره وهو حرام. وقُرن عندهم - إلَّا النسائي - بابن أبي نجيح أبان بن صالح. وقال النسائي عقبه: والمشهور عن عطاء عن ابن عباس أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم.
وانظر الحديثين بعده.
6964 -
حدثنا بصحة ما ذكرتُه أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا وهب بن جرير بن حازم، حدثنا أبي، قال: سمعت أبا فَزَارة يُحدِّث عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها حلالًا، وبَنَى بها حلالًا بنى بها بسَرِفَ. وماتت بسَرِفَ في الليلة التي بَنَى بها فيها، وكانت خالتي، فنزلتُ في قبرها أنا وابن عبّاس، فلما وضعناها في اللحد مال رأسها، فأخذتُ رِدائي فجمعته فوضعته عند رأسها، فأخذه ابن عباس فرمى به، ووضع عند رأسها كَذَّانَةٌ، قال: وكانت حَلَقَت في الحج، وكان رأسُها مُجمَّمًا، وبين سَرِفَ ومكةَ اثنا عشر ميلًا
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
وقد نَطَقَ هذا الإسناد الصحيح بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها حلالًا، فأما أخبار
(1)
إسناده صحيح أبو فزارة: هو راشد بن كيسان العبسي.
وأخرجه أحمد 44/ (26828)، والترمذي (845)، وابن حبان (4134) من طرق عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد وقال الترمذي غريب، وروى غير واحد هذا الحديث عن يزيد بن الأصم مرسلًا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال.
وأخرجه مسلم (1411)، وابن ماجه (1964)، وابن حبان (4136) من طريق يحيى بن آدم عن جرير بن حازم به مختصرًا.
وأخرجه أحمد 44 / (26815) و (26841)، وأبو داود (1843)، وابن حبان (4137) و (4138) من طريق حماد بن سلمة، والنسائي (5383) من طريق الوليد بن زوران، كلاهما عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم، به.
وخالفهما سفيان بن حبيب، فرواه مرسلًا عند النسائي (3219) عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو مُحلٌّ.
وأخرجه كذلك مرسلًا النسائي (5384) من طريق شعبة عن الحكم، عن يزيد بن الأصم، قال: ما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم. وهي خالة يزيد.
وسيأتي مرسلًا أيضًا عند المصنف بعد حديث من طريق الزهري عن يزيد بن الأصم.
قوله: "كَذَّانة": هو الحجر الرّخو.
عكرمة عن ابن عبّاس فإنها ناطقةٌ أنه صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو مُحرِمٌ.
6965 -
أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه وعلي بن حَمْشَاذ العدل، قالا: أخبرنا بشر بن موسى، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، أخبرني أبو الشعثاء، عن ابن عباس: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَكَحَ وهو مُحرم.
قال عمرو: قد ذكرتُه للزهري، ثم قال: يا عمرو، مَن تُراها؟ قلتُ: يقولون: ميمونة، فقال ابن شهاب: أخبرني يزيد بن الأصم: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو حلال، فقال عمرٌو لابن شهاب: تجعل أعرابيًّا يبولُ على عَقِبه مثل ابن عبّاس؟ فقال ابن شهاب: هي خالته، فقال عمرو: هي خالة ابن عباس أيضًا
(1)
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
6966 -
أخبرنا عبد الله بن الحسين القاضي بمَرْوٍ، حدثنا الحارث بن أبي أسامة،
(1)
إسناده الأول صحيح، وإسناده الثاني لم يذكر يزيد بن الأصم من حدثه بالخبر، فهو مرسل، لكن تقدم في الرواية أنه رواه عن ميمونة صاحبة القصة، وهي خالته، وصرّح عند مسلم وغيره بتحديثها إياه. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو الشعثاء: اسمه جابر بن زيد اليحمدي.
وأخرجه بشطريه مسلم (1410)(46) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرج شطره الأول أحمد 3 / (1919)، والبخاري (5114)، وابن ماجه (1965)، والنسائي (5386) من طرق عن سفيان بن عيينة به.
وأخرجه كذلك أحمد 3 / (2014) و 4 / (2437) و 5 / (2980) و (3116)، ومسلم (1410)(47)، والترمذي (844)، والنسائي (3806) و (3807)، وابن حبان (4131) من طرق عن عمرو بن دينار به.
وأخرجه كذلك أحمد 4 / (2200) و (2273) و (2560) و (2587)، والبخاري (1837) و (4258)، وأبو داود (1844)، والترمذي (842) و (843)، والنسائي (3186) و (3189) و (3808 - 3810) و (5385) و (5389)، وابن حبان (4129) و (4133) من طرق عن ابن عباس.
وانظر للتوفيق بين هذه الأحاديث "فتح الباري" للحافظ ابن حجر عند شرحه للحديث (5114)، والتعليق على الحديث (2200) من "مسند أحمد".
حدثنا كثير بن هشام قال: جعفر بن بُرْقان: حدثنا يزيد بن الأصم ابن أخت ميمونة قال: تلقيتُ عائشة رضي الله عنها وهي مُقبلةٌ من مكة أنا وابن الطلحة بن عبيد الله، وهو ابن أختها، وقد كنَّا وَقَعْنا في حائط من حيطان المدينة، فأصبنا منه، فبلغها ذلك، فأقبلت على ابن أختها تلومُه وتَعدُلُه، وأقبلت عليّ فوعظتني موعظة بليغة، ثم قالت: أما علمت أن الله تعالى ساقك حتى جعلك في أهل بيت نبيه؟! ذهبَتْ والله ميمونةٌ ورُميَ برَسَنِكَ على غاربكَ، أما إنها كانت من أتقانا الله عز وجل وأوصلنا للرَّحِم
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.
6967 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجهم، حدثنا الحسين بن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن محمد مولى خُزاعة، عن صالح بن محمد، عن أمّ ذَرَّةَ، عن ميمونة قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من عندي، فأغلقتُ دونَه الباب، فجاء يستفتح فأبيتُ أن أفتح، فقال:"أقسمتُ إِلَّا فتحت لي"، فقلتُ له: تذهب إلى أزواجِك في ليلتي؟ فقال: "ما فعلتُ، ولكن وجدتُ حَقْنًا من بول"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح كما قال الحافظ ابن حجر في الإصابة" 8/ 128. وقال الذهبي في "التلخيص": فيه دليل على أن ميمونة ماتت قبل عائشة رضي الله عنها، فبطل قول من قال: ماتت سنة إحدى وستين.
وهو في مسند الحارث" كما في بغية الباحث"(455).
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 134، وابن أبي شيبة 6/ 88، وأبو نعيم في الحلية" 4/ 97 من طريق كثير بن هشام، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عساكر 65/ 126 من طريق محمد بن سليمان الحراني، عن جعفر بن برقان به. وأخرجه مختصرًا أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ص 495 من طريق ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم أنه سمع عائشة رضي الله عنها تقول: كانت ميمونة أتقانا الله، وأوصلنا للرحم. وقال أبو زرعة عقبه: فدلنا قول عائشة رضي الله عنها هذا: "كانت ميمونة"، أنها تقدمتها بالموت، وهي وحفصة توفيتا قبل عائشة رضي الله عنها.
(2)
إسناده ضعيف جدًّا، تفرد به الواقدي، وفيه كلام معروف، وإبراهيم مولى خزاعة لم نعرفه، =
6968 -
حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد رحمه الله، حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي، حدثنا عبد العزيز الدَّرَاوَرْدي، أخبرني إبراهيم بن عُقبة، عن كريب، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأخوات مؤمنات: ميمونة زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأختها أم الفضل بنت الحارث، وأختها سلمى بنت الحارث امرأة حمزة، وأسماء بنت عُميس أختُهنَّ لأُمِّهنَّ"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.
6969 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشَّيباني، حدثنا محمد بن عبد الوهاب العَبْدي، أخبرنا جعفر بن عون، أخبرنا ابن جُرَيج، عن عطاء قال: حضرنا مع ابن عباس جنازة ميمونة بسَرِفَ، فقال ابن عباس: هذه ميمونة، إذا رفعتم نَعْشَها فلا تُزَعزعوها ولا تُزلزِلُوها، فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عنده تسع نسوة، كان يَقسِمُ لثمانٍ، وواحدة لم يكن يَقسِمُ لها. قال عطاء: هي صفية
(2)
.
= وصالح بن محمد - وهو ابن زائدة المدني - ضعيف، وأم ذرة - وهي مولاة عائشة رضي الله عنها روى عنها ثلاثة، ووثقها العجلي في "الثقات"، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، فإن لم تكن هي، فلم نعرفها.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات" 10/ 133 عن محمد بن عمر الواقدي، بهذا الإسناد.
(1)
إسناده قوي من أجل عبد العزيز الدراوردي. ويغلب على ظننا أنه موقوف من قول ابن عباس، وهمَ الدراوردي في رفعه.
وأخرجه النسائي (8328) عن عمرو بن منصور، عن عبد الله بن عبد الوهاب، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده صحيح، وابن جريج صرَّح بالتحديث عند البخاري وغيره فانتفت شبهة تدليسه.
وقال الذهبي في "التلخيص": بل التي لم يقسم لها سودة قلنا وهذا هو الصواب كما سيأتي بيانه.
وأخرجه أحمد 3 / (2044)، والنسائي (5285) من طريق جعفر بن عون، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد 5 / (3259) و (3261)، والبخاري (5067)، ومسلم (1465)، والنسائي (8875) من طرق عن ابن جريج، به. ولم يذكر البخاري والنسائي قول عكرمة في آخره، واستدراك الحاكم لهذا الحديث ذهول منه. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه!
6970 -
حدثنا محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا أحمد
= وأخرجه النسائي (5288) من طريق سفيان - وهو ابن عيينة - عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده تسع نسوة يُصيبهنَّ إلا سودة، فإنها وهبت يومها وليلتها لعائشة.
وقال البزار في "مسنده"(5172): والذي يحفظ عن ابن عبّاس من غير هذا الوجه: أنَّ التي لم يكن يقسم لها سودة بنت زمعة، لأنها وهبت يومها لعائشة.
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 15/ 224: قال عِياض: قال الطحاويُّ: هذا وهمٌ، وصوابه سَوْدة، كما تقدَّم أنَّها وَهَبَت يومها لعائشة، وإنما غَلِطَ فيه ابن جُرَيج راويه عن عطاء. كذا قال. قال عياض: قد ذكروا في قوله تعالى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} [الأحزاب: 51] أَنَّه آوى عائشة رضي الله عنها وحفصة وزينب وأُمّ سَلَمة، فكان يستوفي لهنَّ القَسْمَ، وأرجأ سودةَ وجُويرية وأُمّ حبيبة وميمونة، وصفيّة، فكان يقيم لهنَّ ما شاء! قال: فيحتمل أن تكون رواية ابن جُريج صحيحة ويكون ذلك في آخر أمره حيثُ آوى الجميع، فكان يقسم لجميعهن إلا لصفية.
قال ابن حجر: يترجّح أن مُرادَ ابن عبّاس بالتي لا يَقسِمُ لها سَوْدة كما قاله الطحاوي، لحديث عائشة رضي الله عنها: أن سودة وَهَبَت يومها لعائشة، وكان النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يَقسم لعائشة يومها ويوم سودة، وسيأتي في باب مُفرَد، ويأتي بسط القصة هناك إن شاء الله تعالى.
لكن يحتمل أن يقال: لا يَلزَمُ من أنه كان لا يبيت عند سودة أن لا يقسم لها، بل كان يقسم لها لكن يبيت عند عائشة رضي الله عنها لما وَقَعَ من تلك الهِبَة. نعم يجوز نفي القسم عنها مجازًا، والراجح عندي ما ثبت في "الصحيح"، ولعل البخاري حذف هذه الزيادة عمدًا.
قوله: "فإذا رفعتُم نعشها" قال الحافظ ابن حجر: بعين مُهملة وشين مُعجَمة: السرير الذي يُوضع عليه الميت.
وقوله: "فلا تُزعزعوها" بزاءين معجمتين وعينينِ مُهملتين، والزّعزعة: تحريك الشيء الذي يُرفع.
وقوله: "ولا تُزلزلوها" الزلزلة: الاضطراب. ويُستفاد منه أن حُرْمة المؤمن بعد موته باقية كما كانت في حياته، وفيه حديث: كسرُ عَظم المؤمن ميِّتًا ككسره حيًّا" أخرجه أبو داود (3207) وابن ماجه (1616) وصححه ابن حبان (3167).
ابن المقدام، حدثنا زهير بن العلاء العبدي، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة ابن دِعامة قال: تزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث بن فروة - وهي أختُ أمِّ الفضل امرأةِ العبّاس بن عبد المطّلب - حين اعتمر بمكة، ووَهَبَت نفسها للنبي، وفيها نزل:{وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 50]، ثم صَدَرَت معه إلى المدينة، وكانت قبله عند فَرْوة بن عبد العُزَّى بن أسد من بني غَنْم بن دُودَان
(1)
.
ذكر أم المؤمنين زينب بنت خزيمة العامرية
6971 -
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
(2)
، حدثنا أبو أسامة الحلبي، حدثنا حجاج بن أبي منيع، عن جده، عن الزهري قال: تزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خُزيمة أحد بني هلال بن عامر: وكانت قبله عند عبد الله بن جَحْش، فقُتل عنها يومَ أحد
(3)
.
(1)
تحرّف في نسخنا الخطية إلى: تميم بن جودان والمثبت من كتب "الأنساب" والتراجم، منها "جمهرة أنساب العرب لابن حزم 1/ 191، و "الاستيعاب" ص 937، وقد غلَّط ابن عبد البر قتادة في ذكر نسب ميمونة ونسب زوجها فقال: إن زوجها من بني عامر، وميمونة إنما هي ميمونة بنت الحارث بن حزن عند جميعهم.
قلنا: والإسناد إلى قتادة ضعيف لضعف زهير بن العلاء.
(2)
سقط هذا الشيخ من "م" و (ص).
(3)
رجاله لا بأس بهم. أبو أسامة: الله أبو أسامة: هو عبد بن محمد بن أبي أسامة، وجد حجاج: هو عبيد الله بن أبي زياد.
وأخرجه ضمن خبر مطول البيهقي 7/ 70 - ومن طريقه ابن عساكر 3/ 182 - عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في الكبير" 24/ (148) عن أبي أسامة الحلبي، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3095)، والبيهقي 7/ 70 - ومن طريقه ابن عساكر 3/ 182 - من طريقين عن حجاج بن أبي منيع به. وفي هذه المصادر زيادة: توفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم تلبث معه إلا يسيرًا.
6972 -
أخبرناه أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا أبو همام، حدثني ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب قال: تُوفِّيَت زينب بنت خزيمة ورسول الله صلى الله عليه وسلم حيٌّ.
قال ابنُ شِهاب: وهي زينبُ بنت خُزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة، وهي أُمُّ المساكين، كانت تُسمَّى به في الجاهلية، تُوفِّيت بالمدينة بعد الهجرة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
6973 -
أخبرني أبو الحسين بن
(2)
يعقوب الحافظ رحمه الله، حدثنا محمد بن إسحاق الثَّقفي، حدثنا أبو الأشعث، حدثنا زهير بن العلاء، حدثنا سعيد بن أبي عَروبة، عن قَتَادة قال: ثم تزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة، وهي أم المساكين، من بني عامر بن صَعْصَعة، وكانت قبله عند الطُّفيل بن الحارث، فتوفيت عند النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولم تلبَثْ عندَه إلَّا يسيرًا
(3)
.
ذكرُ العاليَةِ
6974 -
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو أسامة الحلبي، حدثنا حجاج بن أبي منيع، عن جدِّه، عن الزُّهري قال: وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم العالية امرأة من بني بكر بن كلاب
(4)
.
(1)
رجاله ثقات. أبو همام: هو الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس السكوني. وانظر ما قبله.
(2)
لفظة "ابن" سقطت من "م" و (ص). وأبو الحسين بن يعقوب: هو محمد بن محمد بن يعقوب الحجَّاجي النيسابوري.
(3)
إسناده ضعيف من أجل زهير بن العلاء، وهو بمعنى سابقه. أبو الأشعث هو أحمد بن المقدام بن سليمان بن الأشعث.
(4)
لا بأس برجاله. أبو أسامة: هو عبد الله بن محمد بن أبي أسامة. وجدُّ حجاج: هو عبيد الله بن أبي زياد.
وأخرجه ضمن خبر مطول البيهقي 7/ 70، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" 3/ 183 - 184 =
6975 -
حدثناه أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدثنا الحسن بن علي بن شَبيب المَعْمَري، حدثنا يحيى بن يوسف الزَّمِّي
(1)
، حدثنا أبو معاوية الضَّرير
(2)
، عن جميل بن زيد
(3)
الطائي، عن زيد بن كعب بن عُجْرة، عن أبيه قال: تزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم العالية امرأةً من بني غفار، فلما دخلَتْ عليه ووَضَعَتْ ثيابها رأى بكَشْحِها بياضًا، فقال لها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: البَسِي ثيابك، والحَقِي بأهلك"، وأمرَ لها بالصَّدَاق
(4)
= عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 7/ 70 من طريق يعقوب بن سفيان، عن الحجَّاج بن أبي منيع، به.
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 3/ 168، وابن عساكر 3/ 232 من طريق عقيل بن خالد، عن الزهري، به.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى الرقي.
(2)
تحرَّف في النسخ إلى: الصوري، وضبب عليها في (ز).
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: يزيد.
(4)
إسناده واهٍ، جميل بن زيد الطائي قال عنه ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال ابن حبان في "الثقات" 6/ 147: واهٍ، وقال الدَّارَقُطْنيّ: مقلّ متروك، وقال مرة: يعتبر به وقال البخاري: لم يصح حديثه، وقال البغوي في معجمه كما في ترجمته من اللسان 2/ 488: ضعيف الحديث جدًّا، والاضطراب في حديث الغفارية منه. قلنا: وقد اضطرب فيه ألوانًا، كما هو مبين في "مسند أحمد".
تنبيه: قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قال ابن معين: زيد ليس بثقة. وتعقبه الحافظ ابن حجر في ترجمة زيد بن كعب بن عجرة من "اللسان" 3/ 561، فقال: كذا قال! وإنما قال ابنُ معين ذلك في جميل بن زيد الراوي عنه، وقد تقدم ذلك في ترجمته واختلف عليه في السند اختلافًا كثيرًا تقدم بعضه.
وأخرجه سعيد بن منصور في سننه" (829)، والطحاوي في شرح المشكل"(647) من طريق أبي معاوية الضرير، عن جميل بن زيد الطائي، عن زيد بن كعب بن عجرة، قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره. ليس فيه عن أبيه. وانظر "العلل" لابن أبي حاتم (1274).
وأخرجه أحمد 25 / (16032) عن القاسم بن مالك المزني عن جميل بن زيد، قال: صحبت =
هذه ليست بالكلابية، إنما هي أسماء بنت النُّعمان الغفارية
(1)
.
6976 -
كما حدَّثَناه أبو الحسين
(2)
بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا أبو الأشعث، حدثنا زهير بن العلاء، حدثنا سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة قال: ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل اليمن أسماء بنت النعمان الغفارية، وهي ابنة النعمان بن الحارث بن شَراحيل بن النُّعمان، فلما دخل بها دعاها، فقالت: تعال أنتَ، فطلقها
(3)
.
= شيخًا من الأنصار، ذكر أنه كانت له صحبة، يقال له: كعب بن زيد أو زيد بن كعب، فحدثني: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج امرأة من بني غفار، فلما دخل عليها فوضع ثوبه وقعد على الفراش، أبصر بكشحها بياضًا، فانحاز عن الفراش، ثم قال:"خذي عليك ثيابك"، ولم يأخذ مما آتاها شيئًا. وانظر تتمة تخريجه والكلام عليه فيه.
(1)
قال ابن عبد البر في ترجمة عمرة بنت يَزِيد بن الجون الكلابية من "الاستيعاب" ص 921: وقيل (يعني في اسمها): عمرة بنت يزيد بن عبيد بن رُواس بن كلاب الكلابية، وهذا أصح، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغه أنَّ بها برصًا، فطلقها ولم يدخل بها. وقيل: إنها التي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعوذت منه حين أدخلت عليه، فقال لها: لقد عُذتِ بمعاذ، فطلقها، وأمر أسامة ابن زيد فمتعها بثلاثة أثواب. هكذا روى عبد الله بن القاسم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.
وقال أبو عبيدة: إنما ذلك لأسماء بنت النعمان بن الجون. وقال قتادة: إنما قال ذلك في امرأة من بني سليم، فالاختلاف فيها كثير على ما ذكرناه في باب أسماء وغيره.
ونقل ابن عبد البر في ترجمة أسماء بنت النعمان ص 871، قال: ذكر ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب قال: فارق رسول الله صلى الله عليه وسلم أخت بني الجون من أجل بياض كان بها. فالله أعلم.
(2)
تحرّف في "م" و (ص) إلى الحسن.
(3)
إسناده ضعيف من أجل زهير بن العلاء، وسياق خبره هذا يخالف حديث أبي أسيد الذي في الصحيح كما سيأتي. أبو الأشعث: هو أحمد بن المقدام بن سليمان بن الأشعث.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7458) من طريق الحسين بن أبي معشر، وابن عساكر 3/ 229 من طريق محمد بن الحسين، الزعفراني، كلاهما عن أبي الأشعث =
ذكر الأنصارية من بني النجار
6977 -
أخبرنا أبو الحسين بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا أبو الأشعث، حدثنا زهير بن العلاء، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال: وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شريك الأنصارية من بني النجار، قال:"إِنِّي أحبُّ أن أتزوَّجَ في الأنصار"، ثم قال:"إنّي أكرهُ غَيْرتَهنَّ"، فلم يدخُلْ بها
(1)
.
= أحمد بن المقدام، بهذا الإسناد.
وأخرج البخاري (5255) من حديث أبي أسيد الساعدي قال: خرجنا مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حتى انطلقنا إلى حائط يقال: له الشوط، حتى انتهينا إلى حائطين، فجلسنا بينهما، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"اجلسوا هاهنا" ودخل، وقد أتي بالجونية، فأنزلت في بيت في نخل في بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل، ومعها دايتها حاضنة لها، فلما دخل عليها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قال:"هَبِي نفسك لي" قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسُّوقة؟ قال: فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن، فقالت: أعوذ بالله منك، فقال:"قد عذتِ بمَعاذٍ" ثم خرج علينا فقال: "يا أبا أسيد، اكسُها رازقيتين، وألحقها بأهلها". والرازقية: ثياب من كتان بيض طوال.
ورواه البخاري (5256) معلقًا بلفظ آخر، عن عبّاس بن سهل، عن أبيه وأبي أسيد قالا: تزوج النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أميمة بنت شراحيل، فلما أُدخلت عليه بسط يده إليها، فكأنها كرهت ذلك، فأمر أبا أسيد أن يجهزها ويكسوها ثوبين رازقيين.
وله سياق آخر من حديث سهل بن سعد عند البخاري (5637)، ومسلم (2007) قال: ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم امرأة من العرب، فأمر أبا أسيد الساعدي أن يرسل إليها، فأرسل إليها فقدمت، فنزلت في أجم بني ساعدة، فخرج النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى جاءها، فدخل عليها فإذا امرأة منكسة رأسها، فلما كلمها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قالت: أعوذ بالله منك، فقال:"قد أعذتك مني" فقالوا لها: أتدرين من هذا؟ قالت: لا، قالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ليخطبك، قالت: كنت أنا أشقى من ذلك، فأقبل النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يومئذ حتى جلس في سقيفة بني ساعدة هو وأصحابه.
(1)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 228 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7466) و (7467) من طريق الحسين بن أبي معشر، عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام به.
ذكرُ سَبَا
(1)
بنت أسماء بن الصَّلْت السلمية
6978 -
أخبرنا أبو النضر الفقيه، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو عبيد
(2)
قال: وزعم حفص بن النضر السُّلمي وعبد القاهر بن السَّرِي السلمي: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم تزوّج سَبَا بنتَ أسماء بن الصلت السلمية، فماتت قبل أن يَدخُل بها
(3)
.
(1)
كذا في النسخ الخطية: سبا. وفي "طبقات ابن سعد" 10/ 144: سبا، ويقال: سَنا بنت الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن حرام بن سماك بن عوف السلمي، ونحوه في "تاريخ الطبري" 3/ 166. وقال الدَّارَقُطْنيّ في "المؤتلف والمختلف" 3/ 1320: باب سَنا وسَبَأ: أما سنا، فهي امرأة، وهي سَنا بنت أسماء بن الصلت تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فماتت قبل أن يدخل بها. وبنحوه ذكر ابن ماكولا في "الإكمال" 4/ 379، فقال: أما سَنَا بالنون، فهي سنا بنت أسماء بن الصلت السلمية، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فماتت قبل أن يدخل بها.
قال الدَّارَقُطْنيّ: قال ابن أبي خيثمة: وخالفهما قتادة، فقال: وتزوج أنسا بنت أسماء بن الصلت والصواب: سَنَا.
(2)
هو القاسم بن سلام، وهو الذي يروي عنه علي بن عبد العزيز البغوي، وقد روى هذا الخبر كل من أبي عبيد القاسم بن سلام، وأبي عبيدة معمر بن المثنى، كما سيأتي، وذكره الذهبي في "السير" 2/ 256 عن القاسم بن سلام أبي عبيد، وذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" ص 910، وابن حجر في "الإصابة" 4/ 1865 عن أبي عبيدة معمر بن المثنى.
(3)
أخرجه الدَّارَقُطْنيّ في "المؤتلف والمختلف" 3/ 1320 من طريق ابن أبي خيثمة قال: ذكر الأثرم أبو الحسن، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى.
وأخرجه ابن منده في "معرفة الصحابة" ص 978 - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" 3/ 230 - من طريق عبد الواحد بن عبد الله المحاربي، عن حفص بن النضر، عن قتادة، قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سبا بنت أسماء بن الصلت السلمية.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7467)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 288 من طريق زهير بن العلاء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال: وتزوج أسماء بنت الصلت من بني حرام من بني سليم، فتوفيت قبل أن يدخل بها وزهير ضعيف كما سبق غير مرة. ثم قال: وقال حفص بن النضر عن قتادة: تزوج سبا بنت أسماء بن الصلت السلمية.
ذكر الكلابية أو الكندية
فقد اختلف في اسمها كما اختلف في قبيلتها، وآخر ذلك سمَّتْ نفسها الشَّقيَّة، وبذلك عُرفت إلى أن ماتت.
6979 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بُطَّة، حدثنا الحسن بن الجهم، حدثنا الحسين بن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر
(1)
قال: والكلابية قد اختلف في اسمِها، فقال بعضُهم: هي فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابي.
وقال بعضهم: هي عَمْرة بنت زيد بن عبيد بن رُوَاس بن كلاب بن عامر.
وقال بعضُهم: هي عالية بنت ظَبْيان بن عمرو بن عوف بن كعب بن عبيد بن كلاب
(2)
.
وقال بعضُهم: هي سَبَا
(3)
بنتُ سفيان بن عوف بن كعب بن عبيد بن أبي بكر بن كلاب.
فقال بعضهم: ولم تكن إلَّا كِلابيةٌ واحدة، وإنما اختلف في اسمها، وقال بعضهم: بل كُنّ جميعًا، ولكن لكل واحدةٍ منهن قصة غير قصة
(4)
صاحبتها.
6980 -
حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي [حدثنا محمد بن سعد العَوْفي]
(5)
حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد (ح).
وأخبرنا أحمد بن جعفر الزاهد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي،
(1)
تحرّف في النسخ الخطية إلى: عمير.
(2)
من قوله: وقال بعضهم: هي العالية، إلى هنا، سقط من نسخنا الخطية سوى (ز).
(3)
كذا في النسخ الخطية: سبا، وقد سلف التعليق عليه في الترجمة السابقة.
(4)
قوله: غير قصة، سقط من النسخ الخطية غير (ز).
(5)
ما بين المعقوفين سقط من نسخنا الخطية، وأحمد بن كامل القاضي لا يروي عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد - وهو الزهري - إنما يروي عنه بواسطة محمد بن سعد العوفي كما في أسانيد رواها الدَّارَقُطْنيّ في "سننه"، والبيهقي في كتبه.
حدثنا يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، عن عُزوة، عن عائشة قالت: تزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلابية، فلما دخلت عليه ودنا منها، قالت: إنِّي أعوذُ بالله منك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
: "لقد عُذْتِ بعظيم، الحَقِي بأهلك"
(2)
.
6981 -
حدَّثَناه أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغاني، حدثنا محمد بن أسد الحَوْشي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، قال: سألتُ الزُّهْري: أيُّ أزواج النَّبيّ صلى الله عليه وسلم استعاذَتْ منه؟ [فقال: حدثني عُرْوة، عن عائشة: أن ابنة الجَوْن الكِلابيّة لما أدخلت على النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: أعوذُ بالله منك، قال: "لقد عُذتِ بعظيم، الحَقِي بأهلِكِ]
(3)
"
(4)
.
6982 -
أخبرنا أحمد بن سلمان
(5)
الفقيه، حدثنا هلال بن العلاء الرقي، حدثنا أبي، حدثنا عبيد
(6)
الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: ونكح
(1)
من قوله الكلابية إلى هنا سقط من (ز) و (ب).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد ابن أخي الزهري.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 137 - ومن طريقه الطبري في "تاريخه" 11/ 612 - عن محمد بن عمر الواقدي، عن محمد بن عبد الله الزهري، بهذا الإسناد.
لكن قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 16/ 29 بعد أن عزاه للواقدي: وقوله: الكلابية غَلَطَّ، وإنَّما هي الكِنْديَّة، فكأنما الكلمة تصحفت.
(3)
ما بين المعقوفين سقط من النسخ الخطية، واستدركناه من "سنن البيهقي" 7/ 39، حيث رواه عن المصنف.
(4)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (5254)، وابن ماجه (2050)، والنسائي (5580)، وابن حبان (4266) من طرق عن الوليد بن مسلم بهذا الإسناد.
(5)
تحرَّف في "م" و (ص) إلى: سليمان.
(6)
تحرَّف في (م) و (ص) إلى: عبد الله.
رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من كندة، وهي الشَّقيَّةُ التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يردها إلى قومِها وأن يُفارقها، ففعل وردها مع رجل من الأنصار يقال له: أبو أسيد الساعدي
(1)
.
6983 -
حدثنا بشرح هذه القصة أبو عبد الله الأصبهاني
(2)
، حدثنا الحسن بن الجَهم، حدثنا الحسين بن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر، حدثنا محمد بن يعقوب بن عتبة، عن عبد الواحد بن أبي عون الدَّوْسي قال: قَدِمَ النُّعمان بن أبي الجَون الكندي وكان ينزل وبنو أبيه نجدًا ممّا يلي الشَّرَبَّة
(3)
، فَقَدِمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مُسلِمًا، فقال: يا رسول الله، ألا أزوِّجُك أجمل أيمٍ في العرب؟ كانت تحتَ ابن عَمٍّ لها فتُوفي عنها فتأيَّمت، وقد رَغِبَت فيك وحطَّت إليك
(4)
، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم على اثنتي عشرة أُوقيةً ونَشٍّ، فقال: يا رسول الله، لا تُقصِّرْ بها في المهر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أصدَقتُ أحدًا من نسائي فوق هذا، ولا أُصدِقُ أحدًا من بناتي فوق هذا، فقال النُّعمان: ففيك الأسى، فقال: فابعث يا رسولَ الله إلى أهلك من يَحمِلُهم إليك، فإني خارج مع رسولك فمرسل أهلك معه. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معه أبا أسيد الساعدي فلما قَدِمَا عليها جلست في بيتها، وأذنت له أن يدخُلَ، فقال أبو أسيد: إنَّ نساءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يراهنَّ الرجال، قال أبو أسيد - وذلك بعد أن نزلَ الحِجاب، فأرسلت إليه: فتستَّري لا تُري
(5)
، قال: حِجابٌ بينك وبين من تكلِّمين
(6)
من الرجال
(1)
عبد الله بن عقيل فيه لين.
وأخرجه أبو زرعة في "تاريخه" ص 491 عن أبي توبة الربيع بن نافع، عن عبيد الله بن عمرو، به.
(2)
تحرَّف في (ز) و (ب) إلى: الأنصاري.
(3)
تحرّف في النسخ على غير وجه، والمثبت من المصادر، وقال صاحب "مراصد الاطلاع" 2/ 789: بفتح أوله وثانيه، وتشديد الباء الموحدة: موضع بين السليلة والربذة.
(4)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: وخطبت، والمثبت من مصدري التخريج.
(5)
المثبت من (م) و (ص)، وفي (ز): فسيرني لأمري، وفي (ب): فسيري لأمري.
(6)
في (م): حجاب بيني وبينك وبين من تكلمي.
إِلَّا ذا مَحْرَم منكِ، فَفَعَلَت، فقال أبو أسيد: فأقمتُ ثلاثة أيام، ثم تحملتُ مع الظَّعينة على جَمَل في مِحَفَّة، فأقبلتُ بها حتى قدمت المدينة، فأنزلتها في بني ساعدة، فدخل عليها نساء الحي فرحَّبْنَ
(1)
بها وسهَّلَنَ، وخرَجْنَ من عندها فذكَرْنَ جمالها، وشاع ذلك بالمدينة، وتحدثوا بقدومها.
قال أبو أُسيد الساعدي: ورجعت إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو في بني عمرو بن عوف، فأخبرته، ودخل عليها داخل من النساء لما بلغهنَّ من جمالها، وكانت من أجمل النِّساء، فقالت
(2)
: إِنَّكِ من الملوك، فإن كنتِ تُريدين أن تَحظَيْ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعيذي منه، فإنك تحظين عندَه ويَرغَبُ فيك
(3)
.
6984 -
قال ابن عمر: فحدثني عبد الله بن جعفر، عن ابن أبي عون قال: تزوّج النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الكندية في شهر ربيع الأول سنة تسع من الهجرة
(4)
.
6984 م - قال: وحدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أنَّ الوليد بن عبد الملك كتب إليه يسأله: هل تزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم أختَ الأشعث بن قيس؟ فقال: ما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قَطُّ، ولا تزوّج كنديةٌ إلَّا أختَ بني الجَوْن، فمَلَكَها، فلما أتي بها وقَدِمَتِ المدينة نظر إليها فطلقها، ولم يبن بها
(5)
.
(1)
في (ز) و (ب): فرحين، وغير منقوطة في (م) و (ص).
(2)
المثبت من (ز) و (ب)، وفي (م) و (ص): فقالوا، والجادة فيما نرى: فقلْنَ.
(3)
إسناده ضعيف محمد بن يعقوب بن عتبة فيه جهالة، والخبر معضل.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 138 - 139 - ومن طريقه الطبري في "تاريخه" 11/ 613 - 614 - عن الواقدي بها الإسناد.
(4)
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 140 - ومن طريقه الطبري في "تاريخه" 11/ 614، وابن عساكر في "تاريخه" 3/ 229 - عن الواقدي بها الإسناد.
(5)
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 140 - ومن طريقه الطبري في "تاريخه" 11/ 614، وابن عساكر في "تاريخه" 3/ 228 - عن الواقدي بها الإسناد.
وانظر الخبر الآتي عن أبي عبيدة برقم (6896).
6985 -
قال: وذكر هشام بن محمد: أنَّ ابنَ الغَسِيل حدثه عن حمزة بن أبي أسيد الساعدي، عن أبيه، وكان بدريًا قال: تزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت النعمان الجونيّة، فأرسلني فجئتُ بها، فقالت حفصة لعائشة: اخضبيها أنتِ، وأنا أمشُطُها، ففعلتا، ثم قالت لها إحداهما: إن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول: أعوذُ بالله منك، فلما دخلت عليه أغلق الباب وأرخى السِّترَ مدَّ يده إليها، فقالت: أعوذُ بالله منك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بكُمِّه على وجهه، فاستَتَرَ به، وقال:"عُذتِ مَعَاذًا" ثلاث مرات.
قال أبو أسيد: ثم خرج عليَّ فقال: "يا أبا أسيد، ألحقها بأهلها، ومتِّعها برازِقِيَّين" يعني كِرباسين، فكانت تقول: ادعُونِي الشَّقيَّة
(1)
.
قال ابن عمر قال هشام بن محمد: فحدثني زهير بن معاوية الجعفي: أنها ماتت كَمَدًا.
6986 -
قال هشام: وحدثني أبي، عن أبي صالح عن ابن عباس قال: خَلَفَ على أسماء بنت النعمان المهاجرُ بن أبي أميَّة، فأراد عمرُ أن يُعاقبها، فقالت: والله ما ضُرِبَ عليَّ الحِجابُ، ولا سُمِّيتُ بأمِّ المؤمنين، فكفَّ عنها
(2)
.
ذكر قتيلة بنت قيس أختِ الأشعث بن قيس
6987 -
أخبرني مَخلَد بن جعفر الباقرحي، حدثنا محمد بن جرير، قال: قال
(1)
إسناده ضعيف واه كما قال الذهبي في "تلخيصه"، هشام بن محمد - وهو الكلبي - متروك. ابن الغسيل: هو عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 140 - ومن طريقه الطبري في "تاريخه" 11/ 614 - عن الواقدي، به.
الكرباس: ثوب من قطن أو كتان أبيض.
(2)
إسناده تالف، هشام بن محمد - وهو الكلبي - متروك، وأبوه متهم، وشيخه أبو صالح - وهو باذام - ضعيف.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 141 عن الواقدي، به.
أبو عبيدة معمر بن المثنى: ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حينَ قَدِمَ عليه وفد كِندة: قتيلة بنت قيس أخت الأشعث بن قيس في سنة عَشْرٍ، ثم اشتكى في النصف من صفر، ثم قبض يوم الاثنين ليومين مَضَيَا من شهر ربيع الأول، ولم تكن قَدِمَتْ عليه ولا دخل بها. ووَقَّتَ بعضُهم وقتَ تزويجه إياها، فزعم أنه تزوجها قبل وفاته بشهرين
(1)
.
وزعم آخرون أنه تزوجها في مرضه. وزعم آخرون أنه أوصى أن تُخيَّر قتيلة، فإن شاءت [ضُرِبَ عليها الحجابُ وتَحرُمُ على المؤمنين، وإن شاءت فلتَنكِحْ مَن شاءت]
(2)
فاختارت النكاح، فتزوجها عكرمة بن أبي جهل بحضرموت، فبلغ أبا بكر، فقال: لقد هَمَمتُ أن أُحرِّقَ عليهما، فقال عمر بن الخطاب: ما هي من أمهات المؤمنين، ولا دخَلَ بها النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، ولا ضرَبَ عليها الحِجاب. وزعم بعضُهم أنها ارتدت
(3)
.
(1)
تحرّف في النسخ الخطية إلى بشهر، والمثبت من كتاب "أزواج النَّبيّ صلى الله عليه وسلم" لأبي عبيدة ص 272، ومن "دلائل النبوة" للبيهقي 7/ 288، حيث أورده عن الحاكم نفسه عن أبي عبيدة.
(2)
ما بين المعقوفين سقط من النسخ الخطية، وأثبتناه من "الدلائل" للبيهقي، وهو بنحوه في كتاب أبي عبيدة المذكور.
(3)
وأخرج إسحاق بن راهويه (959)، والبزار (2444 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح المشكل"(653)، وابن الأعرابي في "معجمه"(1071)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7481) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج قتيلة أخت الأشعث بن قيس، فمات قبل أن يخيرها، فبرأها الله منه. ورجاله ثقات، لكن اختلف على داود في وصله وإرساله كما سيأتي.
وأخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه"ص 491، والطحاوي (654) من طريق عباد بن العوام، عن داود بن أبي هند، به بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج قتيلة، فارتدت مع قومها ولم يخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يحجبها، فبرأه الله منها.
وأخرجه مرسلًا الطحاوي (654 م) من طريق حماد بن سلمة - واللفظ له - وأبو نعيم (7482) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد، كلاهما عن داود، عن الشعبي: أنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم تزوج قتيلة بنت قيس ومات عنها، ثم تزوجها عكرمة بن أبي جهل، فأراد أبو بكر أن يقتله، فقال له =
ذكرُ سَرَارِيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأولُهنَّ ماربَةُ القِبطية أم إبراهيم
6988 -
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو أسامة الحلبي، حدثنا حجاج بن أبي منيع، عن جده، عن ابن شهاب قال: واستسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ماريَةَ القِبْطيةَ، فولدت له إبراهيم
(1)
.
6989 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: ثم وَلَدَت الرسول الله صلى الله عليه وسلم مارية بنت شمعون، وهي التي أهداها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المُقوقس صاحب الإسكندرية، وأهدى معها أختها سيرينَ وخَصِيًّا يقال له: مأبور، فوهب رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرين لحسان بن ثابت. والمقوقس من القبط وهم نصارى. وولدت مارية لرسول الله صلى الله عليه وسلم
= عمر: إن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم لم يحجبها، ولم يقسم لها، ولم يدخل بها، وارتدت مع أخيها عن الإسلام، وبرئت من الله ومن رسوله، فلم يزل به حتى تركه.
وأخرجه ابن سعد 10/ 142 من طريق وهيب، عن داود بن أبي هند، فذكره معضلًا.
(1)
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7484) من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: استسر النَّبيّ صلى الله عليه وسلم مارية، فولدت له إبراهيم، واستسرَّ ريحانة من بني قريظة، ثم أعتقها فلحقت بأهلها، واحتجبت وهي عند أهلها.
وأخرج ابن أبي خيثمة في السفر الثالث من "تاريخه"(1521)، وأبو نعيم (7486) من طريق زهير بن العلاء، عن سعيد، عن قتادة، قال: مارية القبطية كان المقوقس أهداها إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم فولدت له إبراهيم.
وأخرج ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3123)، والبزار (1935 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح المشكل"(2569) وغيرهم من طريق عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: أهدى أمير القبط لرسول الله صلى الله عليه وسلم جاريتين أختين قبطيتين وبغلة، فأما البغلة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركبها، وأما إحدى الجاريتين فتسرّاها، فولدت له إبراهيم، وأما الأخرى فأعطاها حسان بن ثابت الأنصاري.
وانظر حديث عائشة الآتي برقم (6991).
إبراهيم في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة، ومات إبراهيم عليه السلام بالمدينة وهو ابن ثمانية عشر شهرًا.
6990 -
أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى البزاز ببغداد، حدثنا محمد بن ماهان، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن عَدِي بن ثابت، عن البَرَاء بن عازب قال: لما توفّي إبراهيمُ ابن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ له مُرضِعًا في الجنَّة"
(1)
.
6991 -
حدثني علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا أحمد بن علي الأبَّار، حدثنا الحسن بن حمّادٍ سَجادةُ، حدثني يحيى بن سعيد الأموي، حدثنا أبو معاذ سليمان بن الأرقم الأنصاري، عن الزُّهْري، عن عُروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: أهديت مارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها ابن عمّ لها، قالت: فوقع عليها وقعةً فاستمرت حاملًا، قال: فعزلها عند ابن عمها، قال: فقال أهلُ الإفكِ والزُّور: من حاجته إلى الولد ادعى ولد غيره، قال: وكانت أمَةً قليلةَ اللبن فابتيعت له ضائنةُ لَبون فكان يُغذَّى بلَبَنِها فحسن عليه لحمُه، قالت عائشة: فدُخِلَ به على النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال:"كيف ترين؟ " فقلتُ: من غُذِّي بلبن الضأن ليحسُنُ لحمه، قال:"ولا الشَّبَه؟ " قالت: فحملني ما يحملُ النِّساءَ من الغَيرة أن قلتُ: ما أَرَى شَبَهًا، ثم قلت: وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يقول الناسُ، فقال لعليٍّ:"خُذ هذا السيف فانطلق فاضرِبْ عُنق ابن عمّ مارية حيث وجدته"
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد 30/ (18502) و (18664)، والبخاري (1382) و (3255)(6195)، وابن حبان (6949) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (18497) و (18551) من طريق الشعبي، وأحمد (18550) و (18624) و (18705) من طريق أبي الضحى مسلم بن صبيح، كلاهما عن البراء بن عازب. ورواية أبي الضحى لفظها: توفي إبراهيم ابن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم الله ابن ستة عشر شهرًا، فقال:"ادفنوه بالبقيع، فإنَّ له مرضعًا يتم رضاعه في الجنة".
قال: فانطلق فإذا هو في حائط على نخلة يخترِفُ رُطَبًا، قال: فلما نظر إلى عليّ ومعه السيفُ استقبلَتْه رِعدة، قال: فسقطتِ الخِرقةُ، فإذا هو لم يَخلُق اللهُ عز وجل له ما للرجال، شيء ممسوحٌ
(1)
.
6992 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجهم، حدثنا الحسين بن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر، حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال: كان أبو بكر يُنفِقُ على مارية حتى تُوفِّي، ثم صار عمرُ يُنفِقُ عليها حتى توفيت في خلافته
(2)
.
6993 -
قال ابن عمر: وتُوفِّيَت مارية أمُّ إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المحرم سنةَ ستَّ عشرة من الهجرة، فرُئي عمرُ يُحضِرُ الناسَ لشهودها، فصلى عليها عمر، وقَبَرَها بالبقيع.
6994 -
سمعت أبا العبّاس محمد بن يعقوب يقول: سمعتُ العبّاس بن محمد الدُّوري، يقول: سمعتُ يحيى بن معين يذكر حديث ثابت عن أنس: أنَّ أم إبراهيم كانت تتهم برجل، فأمر النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بِضَرْبِ عُنقه، فنظروا فإذا هو مجبوبٌ. قلت ليحيى:
(1)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل سليمان بن الأرقم. وقد سبق للحاكم أن قال عقب الرواية (638): سليمان بن أرقم ليس من شرط هذا الكتاب.
وعزاه الحافظ ابن حجر في ترجمة مأبور من "الإصابة" لابن شاهين، وضعفه بسليمان هذا.
وقد روى هذا الخبر أنسُ بن مالك بسياق آخر، وهو عند مسلم، وسيأتي قريبًا برقمي (6994) و (6995)، فانظره.
وفي الباب عن علي بإسناد حسن عند الطحاوي في "شرح المشكل"(4953)، وانظر تتمة تخريجه هناك.
وعن عبد الله بن عمرو عند الخرائطي في "اعتلال القلوب"(737)، والطبراني في "الكبير"(14729) وغيرهما، وفي إسناده ابن لهيعة، وفي متنه نكرة.
(2)
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 205 - ومن طريقه الطبري في "تاريخه" 11/ 618 - عن الواقدي، بهذا الإسناد.
مَن حدَّثك؟ قال: عفَّانُ، عن حماد بن سَلَمة
(1)
.
6995 -
حدثناه علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا الحسين بن الفضل البَجَلي ومحمد بن غالب الضبي وهشام بن علي السَّدوسي، قالوا: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت، عن أنس: أنَّ رجلًا كان يُتّهم بأم إبراهيمَ ولدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل:"اذهَبْ فاضرِبْ عُنقه" فأتاه عليٌّ فإذا هو في رَكِيٍّ يتبرَّدُ فيها، فقال له علي: اخرُجْ، فناوله يدَه، فأخرجه فإذا هو مجبوبٌ ليس له ذَكَرٌ، فكفّ عليٌّ عنه، ثم أتى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنه لمجبوبٌ ما له ذكرٌ
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه!
6996 -
أخبرنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا أحمد بن مهران الأصبهاني، حدثنا عبيد الله
(3)
بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عطاء، عن جابر، عن عبد الرحمن بن عوف قال: أخذ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بيدي، فانطلقتُ معه إلى إبراهيم ابنه وهو يَجُودُ بنفسه، فأخذه النَّبيّ صلى الله عليه وسلم في حجره حتى خرجت نفسه، قال: فوضعَه وبَكَى، قال فقلتُ: تبكي يا رسول الله وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: "إني لم أنه عن البكاء، ولكنِّي نَهَيتُ عن صوتين أحمقين فاجرين، صوتٍ عند نعمة، لهو ولعب ومَزامير الشيطان، وصوتٍ عند مُصيبة، لطم وجوهٍ وشقِّ جُيوب، وهذه رحمةٌ، ومَن لا يَرحَمْ لا يُرحَمْ، ولولا أنه وعد صادق وقول حق أن يلحق أولانا بأخرانا، لحَزِنَّا عليك حُزنًا أشدَّ من هذا، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون،
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد 21/ (13989)، ومسلم (2771) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
واستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
(2)
إسناده صحيح كسابقه.
(3)
تحرّف في النسخ الخطية إلى: عبد الله.
تبكي العينُ ويَحزَنُ القلب، ولا نقول ما يُسخط الربَّ"
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف بهذا السياق لضعف محمد بن أبي ليلى، وقد اضطرب في روايته، فمرَّة يجعله من حديث جابر، ومرة من حديث جابر عن عبد الرحمن بن عوف، ومرة من حديث ابن عمر كما قال الدَّارَقُطْنيّ في العلل" (2887). لكن لشطره الثاني شاهد صحيح بنحوه كما سيأتي، والشطر الأول بعضه له شاهد محتمل للتحسين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 293 من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 114، وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(62)، والبزار في "مسنده"(1001)، والآجري في "تحريم النرد والشطرنج"(64)، وفي "الأربعون حديثًا"(40)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9684) من طرق عن محمد بن أبي ليلى، به. وقال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد روي عن عبد الرحمن بإسناد آخر بعض هذا الكلام.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 290 و 393، وعبد بن حميد (1006)، والترمذي (1005)، والحكيم الترمذي في "المنهيات" ص 87، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 245 - 246، والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/ 69، وفي "الشعب"(9685)، والبغوي في "شرح السنة"(1530) من طرق عن ابن أبي ليلى، عن عطاء عن جابر. ليس فيه عبد الرحمن بن عوف. وقال ابن حبان عقبه: سمعت محمد بن إسحاق السعدي يقول في عقب هذا الخبر لما قرأه: لو لم يرو ابن أبي ليلى غير [هذا] الحديث، لكان يستحقُّ أن يترك حديثه.
ورواه أبان بن بشير المُكتب عند ابن الجوزي في "تلبيس إبليس" ص 208 عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عمر، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. وأبان قال ابن أبي حاتم: مجهول، فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "اللسان" 1/ 220، وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"، وعد الدَّارَقُطْنيُّ في "العلل" هذه الرواية وهمًا.
ويشهد لبعض شطره الأول ما رواه أنس مرفوعًا: "صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، وصوت ويل عند مصيبة" عند البزار (7513)، وقوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(2433)، والضياء المقدسي في "المختارة"(2200) و (2201)، وإسناده محتمل للتحسين إن شاء الله.
وروي نحوه ابن عدي في "الكامل" 6/ 130 من حديث ابن عبّاس بإسناد لا يفرح به، فيه محمد بن زياد اليشكري متهم بالوضع.=
6997 -
أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهران، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مُصفَّى، حدثنا بقيَّة، عن محمد بن زياد، عن أبي أمامة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَشَى خلف جنازة ابنه إبراهيم حافيًا
(1)
.
6998 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: بلغني أنَّ مارية أم ولد النَّبيّ صلى الله عليه وسلم تُوفِّيَت بالمدينة سنة سبع عشرة، وصلى عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ودفنت بالبقيع.
ذكرُ سَلْمى مولاةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
6999 -
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا بَحْر بن نصر، قال: قُرِئ علي بن وهب، أخبرك عبد الرحمن بن أبي المَوَال، عن فائد مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع، عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع، عن جدته سَلْمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمته قالت: قلما كان إنسانٌ يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشكو إليه وجعًا في رأسه إلا قال له: "احتجم"، ولا وَجَعًا في رجليه إلا قال له:"اخضِبُهما بالحِنَّاء"
(2)
.
= ويشهد لشطره الثاني حديث أنس أيضًا قال: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين، وكان ظئرًا لإبراهيم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبله وشمّه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف وأنت يا رسول الله! فقال:"يا ابن عوف، إنها رحمة"، ثم أتبعها بأخرى فقال صلى الله عليه وسلم:"إنَّ العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون". أخرجه البخاري (1303) - واللفظ له - ومسلم (2315).
(1)
إسناده ضعيف بمرّةٍ، بقية - وهو ابن الوليد - ليس بذاك القوي، وهو أيضًا مدلس، وقد عنعنه. محمد بن زياد هو الألهاني. ولم نقف عليه عند غير المصنف.
(2)
حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد لا بأس برجاله، غير أنه قد اختلف في إسناده على فائد مولى عبيد الله، كما سيأتي.
فرواه ابن وهب كما عند المصنف في هذه الرواية، وعند البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 411، =
ذكرُ ميمونةَ بنت سعد مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
7000 -
أخبرنا أبو عبد الله الصَّفَّار، حدثنا أحمد بن مهران، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن زيد بن جُبير، عن أبي يزيد الضِّنِّي
(1)
، عن ميمونة بنت
= والطبري في مسند ابن عبّاس من "تهذيب الآثار" 1/ 509، عن عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن فائد مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع، عن مولاه عبيد الله، عن جدته سلمى، به. غير أنه لم يذكر مولى فائد في إسناد "التاريخ الكبير". وعبيد الله بن علي لين الحديث كما قال ابن حجر، وقال الذهبي في "الميزان": صويلح الحديث فيه شيء.
قال ابن وهب: وأخبرنيه أيضًا عبد الرحمن بن أبي الموالي عن عبد الله بن حسن يمثل ذلك عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، كما في "التاريخ الكبير" 1/ 411، والطبري 1/ 509.
ورواه كرواية ابن وهب يحيى بنُ حسان عند أبي داود (3858) وغيره، عن ابن أبي الموال، عن فائد، عن عبيد الله بن علي بن رافع، عن جدته.
وتابعه زيد بن الحباب عند ابن ماجه (3502)، والترمذي بإثر (2054)، فرواه عن فائد، عن عبيد الله، عن جدته. ولفظه: كان لا يُصيب النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة، إلا وضع عليه الحناء.
ورواه أبو سعيد مولى بني هاشم عند أحمد 45/ (27618)، ويحيى الحماني عند الطبراني في "الكبير" 24/ (755)، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة"(7671)، كلاهما عن عبد الرحمن بن أبي الموال، عن فائد، عن علي بن عبيد الله بن أبي رافع عن جدته سلمى. قال أبو سعيد مولى بني هاشم في روايته: عن عمته، بدلًا من جدته. وجعلا مكانَ عبيد الله علي بن عبيد الله. قال الترمذي: وعبيد الله بن علي أصح.
وتابعهما حمادُ بن خالد عند الترمذي (2054)، فرواه عن فائد، عن علي بن عبيد الله، عن جدته.
وقال الترمذي غريب، إنما نعرفه من حديث فائد.
ورواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي فيما سيأتي عند المصنف برقم (7646)، وعند أحمد 45 / (27617)، وغسانُ بن مالك فيما سيأتي عند المصنف أيضًا (8450)، كلاهما عن عبد الرحمن بن أبي الموال، عن أيوب بن الحسن بن علي بن أبي رافع، عن جدته سلمى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسقطا فائدًا وجعلا حفيدَ سلمى أيوبَ.
وفي باب فضل الحجامة عن غير واحد من الصحابة، سيذكر المصنف بعضها فيما سيأتي برقم (7655) وما بعده.
(1)
في النسخ الخطية: الضبي، والتصويب من "الإكمال" 5/ 231 لابن ماكولا، حيث قال: =
سعد مولاة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قالت: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن ولد الزِّنى، قال:"نَعْلانِ أَجاهد بهما، أحبُّ إليَّ من أن أُعتِق ولد الزنى"
(1)
.
ذكرُ أُميمة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
7001 -
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن يزيد بن سنان أبي فَرْوة الرهاوي، حدثنا أبو يحيى الكلاعي، عن جبير بن نفير قال: دخلتُ على أميمة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: حدثيني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: كنتُ يومًا أُفرغ على يديه وهو يتوضأ، إذ دخل عليه رجلٌ، فقال: يا رسول الله، إني أريد الرجوع إلى أهلي، فأوصني بوصيةٍ أحفظها، فقال: "لا تُشركنَّ بالله شيئًا وإن قُطِّعت وحُرِّقت بالنار، ولا تَعصِيَنَّ
= وأما الضِّنِّي بكسر الضاد والنون المشددة، فهو أبو يزيد الضِّنِّي، روى عن ميمونة بنت سعد مولاة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
إسناده ضعيف، أبو يزيد الضِّنِّي مجهول، قال البخاري كما في "العلل الكبير" للترمذي (201): أبو يزيد لا أعرف اسمه، وهو رجل مجهول. وقال الدَّارَقُطْنيّ في "السنن" (2271): ليس بمعروف. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي.
وأخرجه أحمد 45/ (27624)، وابن ماجه (2531)، والنسائي (4893) من طريقين عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرج عبد الرزاق (13867)، وابن أبي شيبة (12685 - عوامة) من طريق معمر، عن الزهري قال: بلغني أن عمر بن الخطاب كان يقول: لأن أحمل على نعلين في سبيل الله، أحبّ إلي من أن أعتق ولد الزنى. وهو مع انقطاعه بين الزهري وعمر موقوفٌ.
وسلف عند المصنف برقم (2912) حديث أبي هريرة مرفوعًا: "ولد الزنى شَرُّ الثلاثة"، قال أبو هريرة: لأن أُمتِّعَ بسوطٍ في سبيل الله، أحبُّ إليَّ من أن أعتق ولدَ زِنْية. وانظر الرواية (2914) وكلام السيدة عائشة عقبها.
وأخرج عبد الرزاق (13860) من طريق عروة، عن عائشة، كانت إذا قيل لها: هو شر الثلاثة، عابت ذلك، وقالت: ما عليه من وزر أبويه، قال الله:{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} . وإسناده صحيح.
وسيأتي عند المصنف برقم (7230) مرفوعًا، ولا يصحُّ رفعه.
والديكَ، وإن أمَرَاك أن تَخَلَّى من أهلك ودنياك فتخلَّى، ولا تترك صلاة متعمدًا، فمن تركها متعمدًا برئت منه ذِمَّةُ الله عز وجل وذمَّة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا تشرين الخمر، فإنها رأسُ كل خطيئة، ولا تزداد
(1)
في تُخومٍ، فإنَّك تأتي يوم القيامة وعلى عُنقك مقدار سبع أرضين، ولا تَفِرنَّ يومَ الزَّحف، فإنه مَن فرَّ يوم الزحف فقد باء بغضب من الله، ومأواه جهنَّمُ وبئس المصير، وأنفق على أهلك من طولك، ولا تَرفَع عصاك عنهم، وأخفهم في الله عز وجل"
(2)
.
(1)
كذا في نسخنا الخطية، وفي بعض مصادر التخريج: تزدادن، وفي بعضها الآخر: تزدد.
(2)
إسناده ضعيف بمرَّة من أجل يزيد بن سنان الرهاوي، فإنَّ الجمهور على تضعيفه. أبو يحيى الكلاعي: هو سليم بن عامر الخبائري. وقال الذهبي في "التلخيص": سنده واهٍ.
وأخرجه الطبري في كما في "ذيل المذيل" من 11/ 622 عن أبي كريب، عن يونس بن بكير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3447)، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(912)، والطبراني في "المعجم الكبير" 24 / (479)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7518) من طرق عن يزيد بن سنان الرهاوي به.
وقد روي نحو هذا الخبر من طريق صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن معاذ بن جبل قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلمات
…
وذكرهن. أخرجه أحمد 36/ (22075)،
ورجاله ثقات لكنه منقطع، فعبد الرحمن بن جبير لم يدرك معاذًا.
وفي الباب عن أبي الدرداء عند البخاري في "الأدب المفرد"(18)، وابن ماجه (4034) وغيرهما، وفي إسناده ضعف.
وعن سلمة بن شريح عن عبادة بن الصامت عند محمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(920)، والطبري في مسند عمر من "تهذيب الآثار" 1/ 412 - 413، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 3/ 947 و 5/ 1414، والشاشي في "مسنده"(1309)، وسلمة مجهول.
وعن مكحول عن أم أيمن عند عبد بن حميد (1594)، والبيهقي 7/ 304، ورجاله ثقات لكنه منقطع، وهو في "مسند أحمد" 45 / (27364) مختصرًا بقصة ترك الصلاة متعمدًا. وروي هذا الخبر عن مكحول أيضًا مرسلًا عند هناد في "الزهد"(988)، وحسين المروزي في "البر والصلة"(105) وغيرهما.=
ذكر رَيْحانة مولاة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بعد التسرِّي
7002 -
حدثنا أبو العبّاس، حدثنا أبو أسامة الحلبي، حدثنا حجاج بن أبي منيع، عن جده، عن الزُّهْري قال: واستَسَرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ريحانة من بني قريظة، ثم أعتقها ولَحِقَت بأهلها
(1)
.
7003 -
قال أبو عُبيدةَ مَعمرُ بن المثنّى: وكانت من سَرَاري رسول الله صلى الله عليه وسلم ريحانة بنت زيد بن شمعون من بني النضير، قال بعضُهم: من بني قريظة، فكانت تكون في النخل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيل عندها أحيانًا، وكان سَبَاها في شوال سنة أربعٍ.
قال أبو عبيدة: وهنَّ أربعٌ: مارية القبطية، وريحانة، وجميلة أصابها في السبي فكادَها نساؤُه، خِفْنَ أَن تَغلِبَهنَّ عليه، وكانت له جاريةٌ أخرى نَفيسةُ وَهَبَتها له زينب بنت جحش، وقد كان هَجَرَها في شأن صفية بنت حُيَي ذا الحِجَّة والمحرَّم وصَفَر، فلما كان شهر ربيع الأول الذي قُبِضَ فيه النَّبيّ صلى الله عليه وسلم رَضِيَ عن زينب ودخل عليها، فقالت ما أدري ما أجزيك! فَوَهَبَتها له صلى الله عليه وسلم.
= وعن أبي ذر عند الطبراني في "الدعاء"(1649)، وفي إسناده النضر بن معبد ضعيف.
وللتولي يوم الزحف انظر حديثي أبي أيوب وعمير السالفين برقمي (60) و (197).
وفي باب الخمر رأس كل خطيئة عن ابن عبّاس، سيأتي عند المصنف برقم (7417)، وسنده حسن إن شاء الله.
(1)
إسناده جيد إلى الزهري.
وأخرجه مطولًا ابن منده في "معرفة الصحابة" ص 979 - 980، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7484) من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري، به.
وأخرجه موصولًا الطبراني في "الكبير"(5588) و 22 / (1087) - ومن طريقه أبو نعيم في "المعرفة"(7366) - من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل، عن أبيه سهل، فذكره. وفي سنده شيخ الطبراني القاسم بن عبد الله الإخميمي، اتهمه غير واحد كالدارقطني وابن عدي.
ذكر بناتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فاطمة رضي الله عنهن
ذكر زينب بنتِ خديجة رضي الله عنها، وهي أكبر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم
7004 -
حدثني محمد بن القاسم العَتَكي، حدثنا الفضل بن محمد الشَّعراني، حدثنا أبو صالح، حدثني الليث، عن عُقيل عن ابن شهاب قال: كان أكبر بناتِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم زينب بنت خديجة.
7005 -
أخبرني محمد بن يعقوب الحافظ، أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعتُ عبيد الله بن محمد بن سليمان الهاشمي يقول: ولدت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثلاثين من مولد النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، وماتت سنة ثمان من الهجرة.
7006 -
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْم قال: حُدِّثتُ عن زينب بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: بينما أنا أتجهز [للحوق]
(1)
بأبي لقيتني هند بنت عتبة بن ربيعة، فقالت: يا بنتَ محمد، ألم يبلغني أنَّك تُريدين اللحوق بأبيك؟ قالت: فقلتُ: ما أردتُ ذلك، فقالت: أي ابنة عم، لا تفعلي، إن كانت لك حاجةٌ في متاعِ ممّا يَرفُقُ بكِ في سَفَرِك، وتبلغين به إلى أبيك، فإنَّ عندي حاجتك، قالت زينب: والله ما أراها قالت ذلك
(2)
إلا لتفعل، ولكني خِفْتُها، فأنكرتُ أن أكونَ أُريد ذلك، فتجهزتُ، فلما فَرَغتُ من جَهَازي قدم حَمُويَ كِنانة بن الربيع أخو زوجي، فقدم لي بعيرًا فركبته وأخذ
(3)
قوسه وكنانته، فخرج بها
(4)
نهارًا يقودها، وهي في هَودج لها، فتحدّث بذلك رجال قريش، فخرجوا في طلبها حتى أدركوها بذي طُوًى، فكان أول من سَبَقَ إليها هبَّارُ بن الأسود بن المطلب بن
(1)
ما بين المعقوفين زيادة من مصادر التخريج.
(2)
قولها: قالت ذلك، سقط من (م) و (ص).
(3)
في النسخ الخطية: وأخذت، وهو خطأ، والتصويب من المصادر.
(4)
في النسخ: بي، والتصويب من المصادر.
أسد بن عبد العُزَّى ونافع بن عبدِ قيس الفهري -[جد] بني أبي عبيدة بإفريقية
(1)
. فروّعَها هبَّارٌ بالرُّمح وهي في هَوْدجها، وكانت المرأة حاملًا فيما يزعمون [فلما ريعَتْ طَرَحَت ذا بَطْنِها]
(2)
فنزل حَمُوها
(3)
ونَثَلَ كِنانته، ثم قال: لا يدنو مني رجلٌ إلَّا وضعتُ فيه سهمًا، فتكركر
(4)
الناسُ عنه، وأتى أبو سفيان في جلةٍ من قريش فقال: أيُّها الرجلُ، كُفَّ عَنَّا نَبْلَكَ حتى نُكلِّمك، فكفَّ، فأقبل أبو سفيان حتى وَقَفَ عليه، فقال: إنَّك لم تُصَبْ، خرجت بالمرأةِ على رؤوس الناس علانيةً وقد عرفتَ مُصيبتنا ونَكْبتنا، وما دخل علينا من محمد صلى الله عليه وسلم فيظن الناس وقد خرجت
(5)
بابنته إليه علانية على رؤوس الناس بين أظهرِنا، أنَّ ذلك عن ذُلّ أصابَنا
(6)
عن مُصيبتنا التي كانت، وأنَّ ذلك ضَعْفٌ بنا ورَهَقٌ
(7)
، ولَعَمري ما لنا بحبسها عن أبيها حاجةٌ، ولكن ارجع بالمرأة، حتى إذا هَدأ الصوتُ وتحدث الناسُ: أنا قد رددناها، فسُلَّها سرًا فألحقها بأبيها، قال: ففعل، فرجع فأقامَتْ ليالي، حتى إذا هدأَ الصوتُ، خرَجَ بها ليلًا حتى سلَّمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه، فقدما بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم
(8)
.
(1)
في (ز) و (ب) بعد كلمة الفهري: بقريه بني أبي عبيد بإفريقية، وفي (م) و (ص) بعدها: يروعها هبار، لكن تُرك فراغ بمقدار كلمة في (ص) بعد الفهري. وفي الطبراني: بقينة بني أبي عبيدة بن عتبة بن نافع الذي بإفريقية. والصواب ما أثبتنا إن شاء الله، فإنَّ نافعًا هذا هو والد عقبة بن نافع الأمير المشهور في فتوحات إفريقية والمغرب، وابنه أبو عبيدة وبنوه في إفريقية.
(2)
ما بين المعقوفين لم يرد في النسخ، وأثبتناه من المصادر.
(3)
تحرَّف في النسخ إلى: فتراجموها.
(4)
تحرّف في النسخ إلى: فتكلكل، والمثبت من المصادر، ومعناه: رجع الناس عنه.
(5)
في النسخ أخرج، والمثبت من ابن هشام والطبراني، وفي الطبري: خرج بابنته.
(6)
في النسخ: أصابتنا، والمثبت من المصادر
(7)
كذا في النسخ، وفي المصادر: ووهن.
(8)
لا بأس برجاله، لكنه معضل، وأشار المصنف عقبه إلى هذا. =
هذا حديث فيه إرسال بين عبد الله بن أبي بكر وزينب رضي الله عنهم، ولولاه لحكمتُ بصحَّته على شرط مسلم، وقد رُوي بإسناد صحيح على شرط الشيخين مختصرًا:
7007 -
أخبرناه أبو الحسين أحمد بن عثمان المقرئ ببغداد، حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي، حدثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا يحيى بن أيوب، حدثنا يزيد بن الهاد، حدثني عمر بن عبد الله بن عُروة بن الزبير، عن عُروة بن الزبير، عن عائشة زوج النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قَدِمَ المدينة خرجت ابنته زينب من مكة مع كنانة - أو ابن كنانة - فخرجوا في أثرها، فأدركها هبَّارُ بن الأسود، فلم يزل يَطعُنُ بعيرَها برمجه حتى صَرَعَها وألقَت ما في بطنها وأهراقت دمًا، فحُمِلت، فاشتَجَرَ فيها بنو هاشم وبنو أمية، فقالت بنو أمية: نحن أحقُ بها، وكانت تحتَ ابن عمهم أبي العاص، فصارت عند هند بنت عتبة بن ربيعة، وكانت تقول لها هند: هذا بسبب أبيك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة:"ألا تنطلِقُ فتجِيءَ بزينب؟ " قال: بلى يا رسول الله، قال:"فخُذُ خاتمي" فأعطاه إياه، فانطلق زيد وترك بعيره، فلم يزل يتلطَّفُ حتى لقي راعيًا، فقال: لمن ترعى؟ قال: لأبي العاص، قال فلمن هذه الغَنَم؟ قال: لزينب بنتِ محمد، فسار معه شيئًا، ثم قال له: هل لك أن أعطيك شيئًا تُعطِها إياه ولا تذكره لأحدٍ؟ قال: نعم، فأعطاه الخاتم، فانطلق الراعي فأدخلَ غنمه وأعطاها الخاتم، فعرفته، فقالت: مَن أعطاك هذا؟ قال: رجلٌ، قالت: وأين تركته؟ قال: بمكان كذا وكذا، قال: فسكتت
= وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 155 - 156 عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد مختصرًا.
وأخرجه ابن هشام في "السيرة" 1/ 653 - 655 من طريق زياد بن عبد الله، والطبري في "تاريخه" 2/ 469 من طريق سلمة بن الفضل، والطبراني في "المعجم الكبير" 22/ (1050) من طريق محمد بن سلمة، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، به.
وانظر ما بعده.
حتى إذا كان
(1)
الليل خرجَتْ إليه، فلما جاءته قال لها: اركبي، قالت: لا، ولكن اركَبْ أنتَ بين يديَّ، فرَكِبَ وركبت وراءه حتى أتت، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"هي أفضل بناتي، أُصيبت في".
فبلغ ذلك عليَّ بن الحسين، فانطلق إلى عُزوة فقال: ما حديثٌ بلغني عنك تُحدِّثُ به تَنقُصُ به حق فاطمة؟ قال: عُرْوة: والله إني لا أُحبُّ
(2)
أنَّ لي ما بينَ المشرق والمغرب وإنِّي أنتقِصُ فاطمة حقًّا هو لها، وأما بعد، فإنَّ لك أن لا أحدث به أبدًا
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
7008 -
وقد أخبرنيه أبو محمد بن زياد العدل، حدثنا الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا ابن أبي مريم، فساق الحديث.
قال الإمام أبو بكر في آخره
(4)
: هذه اللفظة: "أفضلُ بناتي" معناه: أي: من أفضل بناتي؛ لأنَّ الأخبار ثابتةٌ صحيحةٌ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أن فاطمة عليها السلام سيدة نساء هذه الأمة
(5)
، وكذلك ثابت عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:"فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إِلَّا مريمَ بنتَ عِمران"
(6)
، وقد أمليتُ من هذا الجنس أنَّ العرب قد تقول:"أفضلُ" تريد: من أفضل، وفي كتبي ما فيه الغُنية والكفاية
(7)
إن شاء الله عز وجل.
(1)
في (ز) و (ب): جاء، والمثبت من (م) و (ص).
(2)
رسمت في نسخنا الخطية: إني لأحب، سوى (م) ففيها: إني أحب!
(3)
إسناده حسن إن شاء الله من أجل يحيى بن أيوب - وهو الغافقي المصري - وأعله الذهبي به في "التلخيص" وقال: خبر منكر، ويحيى ليس بالقوي.
وقد سلف عند المصنف برقم (2848).
(4)
في (ز) و (ب): آخر. وأبو بكر هذا هو الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة.
(5)
سلف برقم (4794) من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
(6)
سلف برقم (4786) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
(7)
من ذلك قوله في "صحيحه" 4/ 174: إنَّ العرب قد تقول: إن أفضل العمل كذا، وإنما تريد:=
وقد شَفَى الإمام أبو بكر رضي الله عنه في بيان هذه اللفظة، ولا نزيد على ما يقوله، إذ هو الإمامُ المقدَّم حقًّا، لكن تحتَ هذه الكلمة حرفٌ يؤدِّي معنى آخر غير ما قاله، وهو: أنَّ العِلم محيطٌ بأنَّ زينب أكبر من فاطمة رضي الله عنهما سنًّا، ولدت قبلها، ويمكن أن يُقال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد بقوله: "أفضل" أي: أكبرُ وأقدم أولادي، والله أعلم.
7009 -
حدثني أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجهم، حدثنا الحسين بن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر، عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة، عن عبد الله بن أبي بكر بن حَزْم قال: تُوفِّيت زينب بنتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثمان من الهجرة.
7010 -
قال محمد بن عمر: وأخبرني هشام بن محمد الكَلْبي، قال: أخبرني أبي، عن أبي صالح
(1)
، عن ابن عبّاس قال: كان أسنَّ ولدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم، ثم زينبُ، فتزوّج زينب أبو العاص بن الربيع، فولدت له عليًا وأمامة، وفيها يقول أبو العاص:
ذكرتُ زينب لمَّا وَرَّكَتْ
(2)
إِرَمَا
…
فقلتُ: سَقْيًا لشخصٍ يسكنُ الحَرَما
بنتُ الأمين جزاها الله صالحة
…
وكلُّ بَعْلٍ سيُثْني بالذي عَلِما
(3)
7011 -
فحدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: كانت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسنّ بناته، وكان سبب وفاتها أنَّها لما أُخرجت من مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أدركها
= من أفضل، وخير العمل كذا، وإنما تريد من خير العمل.
(1)
في (ز) و (ب): عن صالح، وسقط من (م)، وفي (ص): قال أخبرني عن ابن عباس. والمثبت من "طبقات ابن سعد" 3/ 6.
(2)
تحرَّف في النسخ إلى: ورثت، والمثبت من "طبقات ابن سعد" 5/ 7 و 10/ 32.
(3)
إسناده تالف، مسلسل بالهلكي. أبو صالح: هو باذام مولى أم هانئ، وهو ضعيف.
هبَّارُ بن الأسود ورجلٌ آخر، فدفعها أحدهما فيما قيل، فسقطت على صخرةٍ، فأسقطت حَمْلَها إذ كانت حاملةً، فأهراقَتِ الدَّمَ، فلم يزل بها وجعُها حتى ماتت منها.
7012 -
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أساراهم بعثت زينب بنتُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بقلادة، وكانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بَنَى عليها، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رَقَّ لها رِقَّةً شديدة، وقال:"إن رأيتُم أن تُطلِقوا لها أسيرها، وتردُّوا عليها الذي لها"
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.
7013 -
حدثني علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا عُبيد بن شريك البار، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثنا عبد الله بن السَّمْح، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أنس قال: أجارت زينب بنت النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم امرأة أبي العاص زوجها أبا العاص بن الربيع، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم جوارها
(2)
.
7014 -
حدثناه أبو علي الحافظ، أخبرنا أبو محمد بن صاعد، حدثنا عبد الله
(1)
إسناده حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد بن إسحاق بن يسار. وهو مكرر (4352).
(2)
رجاله لا بأس بهم، لكن الصواب أنَّ فيه بين عبد الله بن السمح وعُقيل بن خالد رجلًا هو عباد بن كثير الثقفي كما رواه جمعٌ عن يحيى بن بكير عند الطبراني، وعباد هذا متروك.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (1048)، وفي "الأوسط"(9006) من طرق عن يحيى بن بكير، عن عبد الله بن السمح، عن عباد بن كثير، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أنس.
وأخرجه مطولًا عبد الرزاق (12649) عن ابن جريج، عن رجل، عن ابن شهاب، فذكره مرسلًا.
وفي باب إجازة جوار المسلمين على بعضهم، انظر ما سلف عند المصنف من حديث علي وأبي هريرة وعائشة بالأرقام (2680) و (2681) و (2683). وانظر حديث أم سلمة أيضًا الآتي بعد حديث.
ابن شبيب، حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال، حدثني أبو بكر بن أبي أُويس، عن سليمان، قال: قال يحيى بن سعيد وصالح بن كَيْسان، عن الزهري، عن أنس قال: لما أُسِرَ أبو العاص قالت زينب: إنّي قد أجرتُ أبا العاص، فقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم:"قد أجَرْنا من أجرتِ زينب؛ إنه يُجيرُ على المسلمين أدناهم"
(1)
.
7015 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم أخبرنا ابن وهب، أخبرنا ابن لهيعة، عن موسى بن جبير الأنصاري، عن عراك بن مالك الغفاري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أم سلمة زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّ زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إليها أبو العاص بن الربيع: أن خُذِي لي أمانًا من أبيكِ، فخرجت فأطلعت رأسها من باب حجرتها والنبي صلى الله عليه وسلم في الصبح
(2)
يُصلِّي بالناس فقالت: أيها الناسُ إِنِّي زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإني قد أجرتُ أبا العاص، فلما فَرَغَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من الصلاة، قال:"أيها الناسُ، إنَّه لا علم لي بهذا حتى سمعتموه، ألا وإنَّه يُجِيرُ على المسلمين أدناهم"
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا من أجل عبد الله بن شبيب سليمان: هو ابن بلال المدني.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(555) و (2974)، وابن المنذر في "الأوسط"(6264)، والطحاوي في "شرح المشكل"(1245)، والمحاملي في "الأمالي"(330 - رواية ابن البيع) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" 67/ 16 و 16 - 17 - من طريق عبد الله بن شبيب، بهذا الإسناد. ووقع خطأ في المطبوع من "أمالي المحاملي"، وكذا في "تاريخ دمشق"، فليصحح.
وأخرجه الدُّولابي في "الذرية الطاهرة"(59) عن النضر بن سلمة المروزي، عن أيوب بن سليمان بن بلال، عن أبي بكر، عن سليمان بن بلال، عن صالح بن كيسان وحده، به. والنضر لا يفرح به، متهم.
وانظر ما قبله وما بعده.
(2)
قوله في الصبح، ليس في (ز) و (ب).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن لهيعة، وروايته صالحة إذا روى عنه عبد الله بن وهب.=
7016 -
حدثنا أبو بكر إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه بالرّيّ، حدثنا أبو حاتم، حدثنا عبد الله بن جعفر الرَّقِّي، حدثنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي ومَعمر، عن الزُّهْري، عن أنس قال: رأيتُ على زينب بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم قميص حرير سيراء
(1)
.
= وأخرجه البيهقي 9/ 95 - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" 67/ 17 - 18 - عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 9/ 95 - ومن طريقه ابن عساكر 67/ 17 - 18 - عن أبي بكر أحمد بن الحسن، عن أبي العباس محمد بن يعقوب، به.
وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه"(162) - ومن طريقه ابن عساكر - عن يحيى بن محمد بن صاعد، عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، به.
وأخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة"(54)، والطحاوي في "شرح المشكل"(1244) كلاهما عن يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب، به.
وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(731)، والطبراني في "الكبير" 22/ (1047) و 23/ (590)، وفي "الأوسط"(4822) من طرق عن ابن لهيعة، به. وسقط من "الأموال": عراك بن مالك. وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة.
وأخرج عبد الرزاق (9444) عن ابن عيينة، عن ابن عجلان عن سعيد المقبري قال: لما صلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم الفجر، قامت زينب فقالت: إنه ذكر زوجي قد جيء به، وإني قد أجرته، فقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم:"إن هذا الأمر ما لي به من علم، وإنه ليجير على القوم أدناهم". وإسناده جيد إلى سعيد المقبري.
وأخرج نحوه أيضًا (9440) من طريق عبد الله البهي، و (9441) من طريق حسن بن محمد بن علي مرسلًا.
(1)
صحيح لكن بذكر أم كلثوم بدلًا من زينب كما قال جمعٌ من أهل العلم، وهذا إسناد رجاله ثقات. أبو حاتم: هو محمد بن إدريس الرازي الإمام، وعيسى بن يونس: هو السبيعي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(4840)، وفي "شرح المعاني" 4/ 254 من طريق أبي أمية الطرسوسي محمد بن إبراهيم، عن عبد الله بن جعفر الرقي بهذا الإسناد. ولم يسق لفظه.
وأخرجه عبد الرزاق (19945)، وابن ماجه (3598)، وابن أبي عاصم (2973)، والنسائي (9503)، وأبو يعلى (3586)، والطحاوي في "شرح المشكل"(4841)، وفي "شرح المعاني" =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
7017 -
حدثنا أبو عمرو
(1)
أحمد بن الحسن الأصبهاني، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص، حدثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان
(2)
، حدثنا سعد
(3)
بن الصلت،
= من طرق عن معمر وحده، بهذا الإسناد.
وخالف الأوزاعي ومعمرًا جمع من أصحاب الزهري، فرووه عن الزهري عن أنس: أنه رأى على أم كلثوم حلة سيراء.
رواه كذلك شعيب بن أبي حمزة عند البخاري (5842)، والنسائي (9505)، ومحمد بن الوليد الزبيدي عند أبي داود (4058)، والنسائي (9504)، والحاكم في الرواية الآتية برقم (7034)، وابن جريج عند النسائي (9506)، ويحيى بن سعيد الأنصاري عند النسائي (9507)، ومحمد بن عبد الله بن أبي عتيق عند الطبراني في "الكبير" 22 / (1064) و "الأوسط"(4610)، وعبيد الله بن أبي زياد عند الحاكم (7034)، والبيهقي 2/ 425، ستتهم عن الزهري به.
قال النسائي: وهذا أولى بالصواب من الذي قبله، يعني من رواية معمر. وكذلك قال البخاري في "التاريخ الأوسط": قال معمر، عن الزهري عن أنس: رأى على زينب بنت النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، وأم كلثوم أصح. وقال الدَّارَقُطْنيّ في "العلل" (2598): والصحيح قول من قال: أم كلثوم، وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 18/ 97: والمحفوظ ما قال الأكثر.
قوله: سِيَراء، قال ابن الأثير في مادة (سير) من "النهاية في الغريب": السيراء بكسر السين وفتح الياء والمد: نوع من البرود يُخالطه حرير كالسُّيور، فهو فِعَلاء من السير: القد. هكذا يُروى على الصفة. وقال بعض المتأخرين: إنما هو حلّة سيراء على الإضافة، واحتج بأنَّ سيبويه قال: لم يأتِ فِعَلاء صفةً، ولكن اسمًا. وشرحَ السِّيراء بالحرير الصافي، ومعناه حلّة حرير. وانظر ما قاله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 18/ 90، ففيه شيء من التفصيل.
(1)
تحرّف في نسخنا الخطية إلى: عمر. والتصويب من "تلخيص تاريخ نيسابور" للخليفة النيسابوري ص 76، ومن "تاريخ الإسلام" للذهبي 8/ 122، وهو أحمد بن الحسن بن علي بن منده الأصبهاني.
(2)
أُقحم في النسخ هنا: بن فصار ابن شاذان، وإنما شاذان لقبه كما في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 2/ 211، وانظر "نزهة الألباب في الألقاب" لابن حجر (1615).
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى سعيد، وأثبتناه على الصواب من كتب التراجم:"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 4/ 86، و "الثقات" لابن حبان 6/ 378، و"سير النبلاء" 9/ 317، وهو =
حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس بن مالك قال: تُوفِّيَت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخَرَجَ بجنازتها وخرجنا معه، فرأيناه كئيبًا حزينًا، فلما دخل النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قبرها فخرج مُلتمِعَ اللون، وسألناه عن ذلك، فقال:"إنها كانت امرأةً مِسقامةً، فذكرتُ شِدَّةَ الموت وضمَّةَ القبر، فدعوت الله أن يُخفِّفَ عنها"
(1)
.
= بجلي كوفي، وهو جد شاذان والد أمه، وأما سعيد بن الصلت فآخرُ مصري، ترجمه أيضًا ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 34، والبخاري 3/ 483.
(1)
حديث حسن إن شاء الله بطرقه، وهذا إسناد لا بأس برجاله غير شيخ الحاكم، فمجهول، وقد توبع. أبو سفيان: هو طلحة بن نافع.
وأعله الدَّارَقُطْنيّ في "العلل"(2679) بالاضطراب، فقال: يرويه الأعمش، واختلف عليه؛ فرواه سعد بن الصلت عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس. قلنا: هذه الطريق أخرجها - غيرُ المصنف - ابن أبي داود في "البعث"(8)، ومن طريقه ابن عساكر في "معجمه"(142)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(1769)، وفي "العلل المتناهية"(1517)، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" 4/ 117.
ثم قال الدَّارَقُطْنيّ: وخالفه حبيب بن خالد الأسدي، رواه عن الأعمش عن عبد الله بن المغيرة عن أنس. قلنا: أخرجه من هذه الطريق أبو عوانة في "صحيحه" كما في "اللآلئ المصنوعة" للسيوطي 2/ 361، والطبراني في "الكبير" (745) و 22/ (1054). وحبيب بن خالد الأسدي قال أبو حاتم: ليس بالقوي، وعبد الله بن المغيرة لم نعرفه.
ثم قال الدَّارَقُطْنيّ: ورواه أبو حمزة السكري عن الأعمش عن سليمان عن أنس. قلنا: أخرجه من هذه الطريق أبو طاهر المخلِّص في "المخلصيات"(249)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(1768)، وفي "المقلق" له (88)، والضياء في "المختارة" 6/ (2162) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن أبي حمزة، به. ولفظه:"ذكرتُ ضعف ابنتي وشدة عذاب القبر، فأُتِيتُ فأُخبرتُ أنه قد خُفِّف عنها، ولقد ضُغِطَت ضغطة سمع صوتها ما بين الخافقين". وسقط من بعض نسخ "الموضوعات" لابن الجوزي ذكر سليمان بين الأعمش وأنس، وجاء على الصواب في كتابه "المقلق" وسمّاه فيه: سليمان بن المغيرة وكذا سماه مسلم بن الحجَّاج في بعض كتبه فيما نقله عنه الدَّارَقُطْنيّ في "العلل". وسليمان هذا إن كان محفوظًا فيه أنه ابن المغيرة، فإنه أصغر من الأعمش ولم يدرك أنسًا، وإلا فلا نعرفه، والظاهر أنه وهم.
وله مخرج آخر فقد أخرجه أبو عوانة في "صحيحه" كما في "اللآلئ المصنوعة" للسيوطي =
7018 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشَّيباني، حدثنا إبراهيم بن عبد الله السَّعْدي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق، حدثني داود بن الحصين، عن عكرمة عن ابن عباس: أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ردَّ ابنته زينب على زوجها أبي العاص بعد سنتين بنكاحها الأول، ولم يُحدِث صَداقًا
(1)
.
ذكرُ رُقيَّةَ بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم
7019 -
أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، حدثنا أبو عُلاثة محمد بن عمرو بن خالد، حدثنا أبي، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الأسود
(2)
، عن عُرْوة، في تسمية الذين خرجوا في المرَّة الأولى إلى هجرة الحبشة قبل خروج جعفرٍ وأصحابه: عثمان بن عفان معه امرأته رقيَّةُ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
7020 -
سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، يقول: سمعت أبا العبّاس محمد بن إسحاق يقول: سمعتُ عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر بن سليمان
= 2/ 361، والطبراني في "الكبير" 22/ (1055)، وفي "الأوسط"(5810) من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، عن سعيد بن مسروق، عن أنس بن مالك، قال: لما ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهر من النَّبيّ صلى الله عليه وسلم حزن، ثم سُرّي عنه، فقلنا: يا رسول الله، رأيناك حزينًا، ثم سُرّي عنك، فقال:"رأيتُ زينب وضعفَها، ولقد هُوّن عليها، وعلي ذلك لقد ضُغطت ضغطة بلغت الخافقين". قال الطبراني: لم يروه عن سعيد بن مسروق إلا زكريا بن سلام، تفرد به إسحاق بن سليمان. قلنا: ورجاله لا بأس بهم بالجملة، لكن لا يعرف لسعيد بن مسروق سماع من أنس بن مالك، كما أن الذهبي في "تاريخ الإسلام" 3/ 865 تشكَّك في لقيِّ إسحاق بن سليمان له.
وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1770)، وفي "العلل المتناهية"(1518) من طريق معاوية العبسي، عن زاذان أبي عمر قال: لما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته جلس عند القبر فتربَّد وجهه، ثم سُرّي عنه، فسأله أصحابه عن ذلك، فقال: ذكرتُ ابنتي وضعفها وعذاب القبر، فدعوتُ الله ففرج عنها، وايمُ الله، لقد ضُمَّت ضمةً سمعها ما بين الخافقين". ومعاوية العبسي لم نعرفه.
(1)
إسناده حسن. وسلف برقم (2847) من طريق يزيد بن هارون.
(2)
قوله: "حدثنا أبو الأسود" سقط من (م) و (ص).
الهاشمي يقول: وُلدت رقيَّةُ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث وثلاثين من مولد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
7021 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجهم، حدثنا الحسين بن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر، حدثني سليط بن مسلم العامري، من بني عامر بن لؤي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبيه قال: وحدثني سعد قال: لما أراد عثمان بن عفان الخروج إلى أرض الحبشة، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اخرج برقيَّةَ معك" قال: "إخالُ واحدًا منكما يصبِرُ على صاحبه"، ثم أرسل النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أسماء بنت أبي بكر فقال:"ايتِني بخبرهما"، فرجعت أسماء إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر فقالت: يا رسول الله، أخرج حمارًا مُوكَفًا فحملها عليه، وأخذ بها نحو البحر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا أبا بكر، إنهما لأول من هاجر بعد لُوطٍ وإبراهيم" عليهما السلام
(1)
.
7022 -
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بُكَير، عن ابن إسحاق قال: عاشت رقية حتى تزوجها عثمان، ووُلِدَ
(1)
إسناده ضعيف بمرة، محمد بن عمر الواقدي وفيه كلام معروف عند أهل العلم، وشيخه سليط بن مسلم مجهول الحال، انظر "الكامل" لابن عدي 3/ 466، وعبد الرحمن بن إسحاق: هو ابن عبد الله العامري المدني، وأبوه إسحاق بن عبد الله إنما يروي عن سعد بن أبي وقاص بواسطة، وعليه يكون السند منقطعًا، والله أعلم.
ولم نقف عليه من هذا الطريق.
وفي الباب عن أنس بن مالك عند يعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/ 255، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(123) و (2978)، والطبراني في "الكبير"(143)، وفي إسناده بشار بن موسى الخفاف ضعيف، وشيخه الحسن بن زياد البرجمي لم نعرفه.
وعن ابن عباس عند ابن عدي في "الكامل" 4/ 243، وفي إسناده عبد الله بن داود التمار ضعيف.
وعن زيد بن ثابت عند الدولابي في "الكنى"(1284)، والطبراني في "الكبير"(4881)، وفيه عثمان بن خالد العثماني متروك.
من رقيّة غلامٌ يُسمَّى عبد الله، ومات وهو صغير، وكان عثمان يُكنى بعد ذلك أبا عبد الله.
7023 -
قال ابن إسحاق: وحدثني بعض أهل العلم: أنَّ فِتيةً من الحبشة رأوا رقيّةَ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي هناك مع عثمان، وكانت من أحسنِ البَشَر، وكانوا يختلفون إليها فيَنخِرُونَ
(1)
عَجَبًا من حُسْنها، إلى أن قتلهم الله في المعركة لما سار النجاشيُّ إلى عدوِّه.
قال ابن إسحاق: ويقال: إنَّ عبد الله بن عثمان مات في جمادى الأولى سنة أربعٍ، وهو ابن ست سنين.
7024 -
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السري بن خُزَيمة، حدثنا أبو سلمة، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه قال: خلف النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عثمان وأسامة بن زيد على رقيَّة في مرضها، وخَرَج إلى بدر وهي وَجِعةٌ، فجاء زيد بن حارثة على العَضْباءِ بالبشارة وقد ماتت رقيةُ فسمعنا الهَيْعةَ، فوالله ما صدَّقْنا بالبشارة حتى رأينا الأُسارى
(2)
.
(1)
في (ب): فينتخرون. وهي في النسخ كلها مهملة بلا إعجام. والنخير: مدّ الصوت والنفس في الخياشيم فيخرج صوت كأنه نغمة.
(2)
حسن لغيره، رجاله ثقات لكنه مرسل. أبو سلمة: هو موسى بن إسماعيل التبوذكي.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الأوسط"(54) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، بهذا الإسناد.
وخالفه عمرُو بنُ عاصم الكلابيُّ عند البيهقي في "السنن" 9/ 174، و"دلائل النبوة" 3/ 130 - 131، فرواه عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة، عن أسامة بن زيد. فوصله بذكر أسامة بن زيد وعاصم ليس بذاك القوي، والتبوذكي أوثق منه بكثير.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الأوسط"(57) عن عبيد بن إسماعيل الهبّاري، عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن هشام، عن أبيه عروة، عن عائشة. وقد أشار محققه إلى أنه ليس في نسختين من "التاريخ" ذكر عائشة، ونراه الصواب.
ويشهد له مرسل عبد الله بن أبي بكر بن حزم السالف برقم (5025)، ومرسل الزهري الآتي قريبًا برقم (7029).
7025 -
وحدثنا محمد بن صالح، حدثنا الحسين بن الفضل، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد سلمة، عن ثابت عن أنس قال: لما ماتت رُقيَّةُ بنتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم:"لا يدخل القبر رجلٌ قارَفَ أهله الليلة"، فلم يدخل عثمانُ القبر
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.
7026 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عُبيد الله
(2)
المُنادي، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا فليح، عن هلال بن علي بن أسامة، عن أنس بن مالك قال: شَهِدتُ ابنة
(3)
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس على القبر، ورأيتُ عينيه تدمعانِ، فقال: "هل منكم رجلٌ لم يُقارِفِ الليلة
(4)
؟ " فقال أبو طلحة: أنا يا رسول الله، قال: "فانزِل في قبرها"
(5)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه!
(1)
إسناده صحيح. الحسين بن الفضل: هو ابن عمير البجلي.
وأخرجه أحمد 21 / (13853) عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (13398) عن يونس بن محمد، به.
قلنا: وقد وقع في رواية حماد بن سلمة وهم في تسمية ابنة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم هذه، والصواب أنها أم كلثوم كما بيّناه عند الحديث (12275) من "مسند أحمد".
وقوله: "قارف أهله" أي جامَعَهم.
(2)
تحرّف في النسخ الخطية إلى: عبد الله. وهو محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي.
(3)
رسمت في النسخ: ابنتًا!
(4)
في (ز) و (ب) هنا زيادة: لمة، وضبب عليها في (ز)، ولم ترد في (م) و (ص).
(5)
إسناده حسن من أجل فليح وهو ابن سليمان بن أبي المغيرة أبو يحيى المدني - وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أحمد 21 / (13383) عن يونس بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 19/ (12275) و 21 / (13383)، والبخاري (1285) و (1342) من طرق عن فليح بن سليمان، به فاستدراك الحاكم له ذهول منه.
7027 -
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن الحسين بن الجُنيد (ح)
وحدثنا محمد بن بن أحمد بن سعيد الرازي
(1)
إملاء في الجامع، حدثنا أبو زُرْعة الرازي؛ قالا: حدثنا المعافى بن سليمان الحراني، حدثنا محمد بن سلمة، عن
(2)
أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن المطلب بن عبد الله، عن أبي هريرة قال: دخلتُ على رقيّةَ بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأةِ عثمان وبيدها مُشط، فقالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندي آنفًا، رجلتُ رأسه، فقال لي:"كيف تجدين أبا عبد الله؟ " قلتُ بخير، قال:"أكرميه؛ فإنه من أشبه أصحابي بي خُلُقًا"
(3)
.
(1)
تحرّف في (م) و (ص) إلى: الدارمي.
(2)
تحرَّف حرف الجر "عن" في النسخ إلى: بن.
(3)
إسناده ضعيف محمد بن عبد الله اختلفوا في تعيينه، فوقع في رواية المصنف ومثله في رواية "فضائل الصحابة": ابن عمرو بن عثمان، ووقع عند بقية من أخرجه: محمد بن عبد الله، غير منسوب، وعينه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" عقب الرواية (230) بأنه ابن عمرو بن عثمان. وخالفهم آخرون كالبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 129 - 130 و 138 - 139، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 301 و 309، وابن حبان في "الثقات" 7/ 375 و 417 حيث جعلوا لكل منهما ترجمةً منفصلة.
وتابعهم المزيُّ، فقال في شيوخ زيد بن أبي أنيسة من "تهذيب الكمال" 10/ 20: محمد بن عبد الله شيخ يروي عن المطلب عن أبي هريرة، فعدَّه غير محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان الذي ترجم له في "التهذيب" 25/ 516 - 517، ولم يذكر في تلامذة هذا ابن أبي أنيسة.
قلنا: فإن كان هو من عيَّنه البخاريُّ ومن تبعه فهو مجهول، لذلك قال البخاري: لا تقوم به الحجة، كما أنه لا يُعرف له سماع من المطلب فيما قاله البخاري في "تاريخه الأوسط" 1/ 292.
وإن كان هو ابن عمرو بن عثمان، فهو ليّن الحديث، وشيخه المطلب بن عبد الله - وهو ابن حنطب - لا يعرف له سماع أيضًا من أبي هريرة كما قال البخاري في "الأوسط"، وأبو حاتم الرازي كما في "المراسيل" لابنه (780)، هذا من حيث السند.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأما من حيث المتن، فقد استنكره البخاري في تاريخيه "الكبير" 1/ 130، و "الأوسط" 1/ 292، فقال: ولا أراه حفظ؛ لأنَّ رقية بنت النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ماتت أيام بدر، وأبو هريرة هاجر بعد بنحو من خمس سنين. وبنحوه قال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" 6/ 3198: وهو وهم، لأنَّ رقية تُوفيت قبل مقدّم رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر، وإسلام أبي هريرة عام خيبر، بعد وفاتها بسنين، ويُشبه أن يكون دخوله على أمِّ كلثوم لا على رقية. وكذا وهَّاه الحاكم عقبه، وقال بنحو ما قالا، قلنا وخبر مجيء أبي هريرة أيام خيبر تقدّم عند المصنف برقم (2272)، وخبر وفاة رقية أيام بدر تقدّم برقمي (5025) و (7024).
محمد بن سلمة: هو ابن عبد الله الحرَّاني، وأبو عبد الرحيم: هو خالد بن أبي يزيد، وقيل: ابن يزيد بن سماك، وقيل: ابن سمال بن رستم الحرَّاني.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 39/ 97 من طريق هلال بن العلاء الرقي، عن المعافى بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في تاريخيه "الكبير" 1/ 129 - 130، و "الأوسط" 1/ 292، ويعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/ 162، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2979)، وعبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة"(834) و (840)، والدولابي في "الذرية الطاهرة"(63) و (74)، والبغوي في "معجم الصحابة"(1782)، والطبراني في "الكبير"(99)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(230) و (4333) و (7353)، وابن عساكر 39/ 97 - 98 من طرق عن محمد بن سلمة، به. ونقل ابن عساكر 39/ 98 عن يعقوب الفسوي قوله: ورقية قد توفيت قبل أبي هريرة بسنين.
وفي الباب عن عبد الرحمن بن عثمان القرشي التيمي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال: "يا بنية، أحسني إلى أبي عبد الله؛ فإنه أشبه أصحابي بي خُلقًا"، أخرجه الطبراني في الكبير (98) من طريق عبد الملك بن عبد الله من ولد قيس بن مخرمة بن المطلب، عن عبد الرحمن بن عثمان القرشي، فذكره. وعبد الملك هذا لم نقف له على ترجمة، ومع ذلك قال الهيثمي في "المجمع" 9/ 81: رجاله ثقات!
وأخرج ابن عدي في الكامل 5/ 134 - ومن طريقه ابن عساكر 39/ 28 - من طريق خالد بن عَمْرو، عن عمرو بن الأزهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة، عن عائشة قالت: لما زوج النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ابنته أم كلثوم قال لأم أيمن: "هيئي ابنتي أم كلثوم، وزفيها إلى عثمان، وخفقي بين يديها بالدف" ففعلت ذلك، فجاءها النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بعد الثالثة فدخل عليها فقال: يا بنية كيف وجدت بعلك؟ قالت: خير بعل، فقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم:"أما إنه أشبه الناس بجدك إبراهيم وأبيك محمد". =
هذا حديث صحيح الإسناد، واهي المتن؛ فإنَّ رقيَّة ماتت سنة ثلاث من الهجرة عند فتح بدر، وأبو هريرة إنما أسلم بعد فتح خيبر، والله أعلم، وقد كتبناه بإسنادٍ آخر:
7028 -
أخبرناه الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفراييني، حدثنا محمد بن أحمد بن البَرَاء، حدثنا عبد المنعم بن إدريس، حدثني أبي، عن وهب بن منبه، عن أبي هريرة قال: دخلتُ على رُقيَّةَ بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيدها مشط، فقالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندي آنفا، فرجلتُ رأسه، فقال لي:"كيف تجدين عثمان؟ " قالت: فقلتُ: بخير
(1)
، قال:"أكرِميه؛ فإنَّه من أشبه أصحابي بي خُلقًا"
(2)
.
قال الحاكم رحمه الله تعالى: فإني
(3)
أتوهم أو لا أشكُّ أنَّ أبا هريرة رحمه الله روى هذا الحديث عن متقدِّمٍ من الصحابة: أنه دخل على رقيَّةَ رضي الله عنها، لكني قد طلبته جهدي فلم أجده في الوقت.
7029 -
أخبرني أبو بكر بن أبي نصر المُزكِّي والحسن بن حليم المَرُوزيَّانِ بِمَرُو قالا: أخبرنا أبو المُوجِّه، أخبرنا عبدانُ، أخبرنا عبد الله، أخبرني يونس بن يزيد، قال: وقال ابن شِهاب: وبَلَغَنا - والله أعلم - أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَسم يوم بدر لعثمان سهمه، وكان قد تخلَّف على امرأته رُقيَّةَ بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصابتها حَصْبة، فجاء زيدُ بن حارثة بشيرًا بفَتْح ومعه بَدَنةٌ، وعثمانُ على قَبْرِ رقيّة يَدفنُها
(4)
.
= فسماها أم كلثوم. لكن إسناده تالف، فخالد بن عمرو وشيخه عمرو بن الأزهر متهمان بالكذب، وقال ابن حجر في "لسان الميزان" 6/ 187: موضوع.
(1)
في (ز) و (م) و (ب) إلى كخير، والمثبت من (ص).
(2)
إسناده تالف، عبد المنعم بن إدريس - وهو اليماني - متهم بالكذب كما في "لسان الميزان" 5/ 279، وأبوه إدريس - وهو من رجال "التهذيب" - ضعيف، وتركه الدَّارَقُطْنيّ.
(3)
المثبت من (ز)، وفي (م) و (ص): كأني، وسقطت من (ب).
(4)
رجاله ثقات، لكنه مرسل أو معضل. أبو الموجه: هو محمد بن عمرو الفَزَاري، وعَبْدان: هو لقب عبد الله بن عثمان المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك. =
ذكرُ أُمِّ كُلثومٍ بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم
7030 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: واسم أم كلثوم بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم آمِنةُ، زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم من عثمان بعد رُقيَّةَ في شهر ربيع الأول، ودخلت عليه في جمادى الآخرة سنة ثمانٍ، وتُوفِّيَت وهي عند عثمان في شعبان سنة تسع، وكانت أم عطية الأنصارية هي التي غسلتها في نسوة من الأنصار.
7031 -
حدثنا موسى بن إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا أبي، حدثنا عبد الجبار بن سعيد المُساحِقي، حدثنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد قال: ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتزوج عثمان أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
7032 -
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبيد الله
(1)
المنادي، حدثنا داود بن مُحبَّر
(2)
، حدثنا جَسْرُ بن فَرقَد
(3)
، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك
= وأخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 103 - 104، والدولابي في "الذرية الطاهرة"(72)، والبيهقي 6/ 335 من طرق عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري.
وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(143)، والطبراني في "الكبير" 22/ (1058) من طريق موسى بن عقبة، عن الزهري.
وأخرج الدولابي (66)، والطبراني 22/ 435، والبيهقي 7/ 70 من طريق حجاج بن أبي منيع، عن جده عبيد الله بن أبي زياد الرصافي، عن الزهري قال: توفيت رقية يوم جاء زيد بن حارثة مولي رسول الله صلى الله عليه وسلم ببشرى بدر.
وانظر ما سلف قريبًا برقم (7024).
(1)
تحرّف في (م) و (ص) إلى: عبد الله.
(2)
تحرّف في (م) و (ص) إلى: محمد.
(3)
تحرّف في (ص) إلى: جبير بن واقد، وفي (م) إلى: جعفر بن فرقد، وفي (ب) إلى: حسن بن فرقد، والمثبت من (ز). وجسر، ضبطه ابن ماكولا في "الإكمال" 2/ 100 بالفتح، وقال الحافظ ابن حجر في "تبصير المنتبه" 1/ 256: قال ابن دريد: صوابه بالفتح، والمحدثون يكسرونه.
قال: لما ماتت رُقيَّةُ بنتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة عثمان، مَرَّ عمر بن الخطاب بعثمان بن عفّان، فسلَّم عليه، فرآه حزينًا، فقال: أموت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أحزنك؟ هل لك في حفصة بنت عمر؟ فلم يرد عليه شيئًا، فأتى عمر النَّبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لعل الله تعالى يا عمر أن يأتيك بصهر هو خير لك من عثمان". فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنة عمر، وزوج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أم كلثوم من عثمانَ، وقد كان قبل ذلك خطبها أبو بكر وخطبها عمرُ فلم يُزوِّجها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خيرُ الشَّفيع لعثمان، ما أنا أُزوِّجُ بناتي، ولكن الله تعالى يُزوِّجُهِنَّ"
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا؛ داود بن المحبّر ضعيف أو متروك، وشيخه جسر ضعيف أيضًا.
ولم نقف عليه عند غير المصنف.
وفي الباب عن أمِّ عيّاش عند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 307 - 308، والطبراني في "الكبير" 25/ (236)، و "الأوسط"(5269)، وابن منده في "معرفة الصحابة" ص 931، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة"(8002)، وابن عساكر في "تاريخه" 39/ 46، كلهم من طريق عبد الكريم بن روح بن عنبسة بن سعيد بن أبي عياش، حدثني أبي روح بن عنبسة، عن أبيه عنبسة، عن جدته أم أبيه أم عيّاش وكانت أمَةً لرقيَّة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: سمعت النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "ما زوجتُ عثمان أم كلثوم إلَّا بوحي من السماء". وقال الطبراني: لا يروى عن أم عيّاش إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الكريم بن روح و قال ابن منده غريب، لا يعرف عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد. قلنا: وعبد الكريم بن روح ضعيف، وأبو روح مجهول.
وعن ابن عباس عند عبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة"(837)، والآجري في "الشريعة"(1406)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 70 و 60/ 287، والطبراني في "الأوسط"(3501)، و "الصغير"(414)، وابن عساكر 41/ 390 من طريق عمير بن عمران الحنفي، عن ابن جريج عن عطاء، عن ابن عبّاس مرفوعًا:"إنَّ الله أوحى إلي أن أزوّج كريمتيَّ من عثمان". قال ابن عدي في عمير بن عمران: حدث بالبواطيل عن الثقات وخاصة عن ابن جريج.
وعن عائشة عند ابن عساكر 39/ 41، وفيه سليمان بن سلمة الخبائري متروك، لا يفرح به.
وعن أبي سعيد الخدري عن ابن عدي 1/ 305، وأبي نعيم في "الحلية" 7/ 251، وابن عساكر 69/ 149، ولفظه:"ما تزوجت شيئًا من نسائي، ولا زوجت شيئًا من بناتي، إلا بإذنٍ، جاءني به جبريل عن الله عز وجل". وإسناده فيه غير هالك وضعيف، فهو موضوع. =
7033 -
أخبرني الحسين بن الحسن بن أيوب، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا عبد الله بن صالح المِصري، حدثنا ابن لهيعة، حدثني عُقيل بن خالد، عن الزهري بن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عثمان بن عفان وهو مغموم، فقال:"ما شأنك يا عثمان؟ " قال: بأبي أنت وأُمِّي يا رسول الله
(1)
، هل دخَلَ على أحدٍ من الناس ما دخل عليَّ، تُوفِّيَت بنتُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(2)
رحمها الله، وانقطعَ الصِّهرُ فيما بيني وبينك إلى آخر الأبد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أتقول ذلك يا عثمان وهذا جبريل عليه السلام يأمُرُني عن أمر الله عز وجل أن أُزَوِّجَك أُختَها أم كلثوم على مِثل صَدَاقِها وعلى مِثلِ عُدَّتِها؟! "، فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها
(3)
.
= وأصحُّ طريق لهذا الخبر - مع ضعفه - هو الطريق التالي عند المصنف الذي يرويه ابن لهيعة، فانظره.
وانظر ما سلف برقم (6900).
(1)
في (ز) و (ب): بأبي أنت يا رسول الله وأمي.
(2)
في (م) و (ص) زيادة: عندي.
(3)
إسناده ضعيف، عبد الله بن صالح وشيخه عبد الله بن لهيعة، سيئا الحفظ، وقد اختلف عليهما فيه، فأخرجه ابن منده في "معرفة الصحابة" ص 932 - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 39/ 38 - من طريق إبراهيم بن سليمان البرلسي، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7358) من طريق جعفر بن إلياس بن صدقة، كلاهما عن عبد الله بن صالح المصري، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان بن عفان. فجعلا صحابيه عثمان بن عفان. وقال ابن منده: غريب بهذا الإسناد، تفرَّد به ابن لهيعة، وقال أبو نعيم: تفرد به ابن لهيعة عن عقيل.
وخالفهما محمد بن يحيى الذهلي عند ابن عساكر 39/ 38 فرواه عن عبد الله بن صالح، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب مرسلًا. وقال المحفوظ عن سعيد مرسل.
ورواه هانئ بن المتوكل الإسكندراني عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 159 - ومن طريقه ابن عساكر 39/ 37 - عن ابن لهيعة عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب مرسلًا. =
7034 -
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو عتبة، حدثنا بقيَّة، عن الزُّبيدي، عن الزهري (ح)
وأخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن مهدي، حدثنا حجاج بن أبي منيع، عن جدِّه، عن الزهري؛ قال عبيد الله بن أبي زياد: سألتُ الزُّهْري عن الحرير: هل تلبَسُه النِّساء أم لا؟ فزعم أن أنس بن مالك حدثه: أنَّه رأى على أم كلثوم بنتِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ثوبَ حَرير سيراء
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذا اللفظ، إنما أخرجاه من حديث ابن
= وأخرجه ابن عساكر 39/ 37 من طريق حبيب طريق حبيب كاتب مالك، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وحبيب كاتب مالك متهم بالكذب.
وأخرج ابن ماجه (110) وغيره من طريق عثمان بن خالد العثماني، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم لقي عثمان عند باب المسجد، فقال:"يا عثمان، هذا جبريل أخبرني أنَّ الله قد زوجك أم كلثوم بمثل صداق رقية، على مثل صحبتها". وإسناده ضعيف جدًّا، عثمان العثماني متروك الحديث.
(1)
حديث صحيح، ولهذا الحديث إسنادان: الأول رجاله ثقات غير أبي عتبة - واسمه أحمد بن الفرج الحجازي - وكذا شيخه بقيةُ بن الوليد ففيهما كلام، وهما حسنا الحديث في المتابعات والشواهد، وهذا منها، وقد صرّح بقيةُ بسماعه من الزُّبيدي - وهو محمد بن الوليد - وقد توبعا.
والثاني إسناده جيد.
وأخرجه أبو داود (4058)، والنسائي (9504) من طريق عمرو بن عثمان، وأبو داود (4058) عن كثير بن عبيد، كلاهما عن بقية بن الوليد بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 2/ 425 من طريق يعقوب الفسوي، عن حجاج بن أبي منيع، به. وسقط من الطبعة الهندية جدُّ حجاج.
وأخرجه البخاري (5842)، والنسائي (9505) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وأبو داود (4058)، والنسائي (9504) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، والنسائي (9506) من طريق ابن جريج، والنسائي (9507) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، أربعتهم عن الزهري به.
وسلف من طريقي الأوزاعي ومعمر عن الزهري برقم (7016)، وانظر تعليقنا عليه هناك.
جريج ويونس بن يزيد عن الزهري مختصرًا
(1)
7035 -
حدثنا أبو العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال، حدثنا
عبد الله بن أحمد بن موسى الحافظ عَبْدانُ، حدثنا أيوب بن محمد الوزان، حدثنا
الوليد بن الوليد، حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، عن بكر بن عبد الله، عن
أبيه، عن ابن عباس، عن أم كلثوم بنت النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنها قالت: يا رسول الله، زوجي
خير أو زوج فاطمة؟ قال: فسكت النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، ثم قال:"زوجُكِ ممَّن يُحبُّ الله ورسوله، ويُحبُّه الله ورسوله"، فولَّت، فقال لها:"هلُمِّي، ماذا قلتُ؟ " قالت: قلت: زوجي ممَّن يُحِبُّ الله ورسوله ويحبُّه الله ورسوله، قال:"نعم، وأزيدك: دخلت الجنة فرأيتُ منزِلَه، ولم أرَ أحدًا من أصحابي يَعلُوه في منزله"
(2)
.
ذكر بناتِ عبد المطلب عمَّاتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنات عمه وأقاربه فمنهنَّ عمَّتُهُ صَفيَّةُ بنت عبد المطلب أختُ حمزة وأُمُّ الزُّبير بن العوام رضي الله عنهم أجمعين
7036 -
أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا أبو عُلَاثة محمد بن عمرو بن خالد، حدثنا أبي، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الأسود، عن عُروة بن الزبير قال: لم يُدرك
(1)
كذا قال، والخبر ليس عند مسلم، وأما البخاري فأخرجه من طريق شعيب بن أبي حمزة كما تقدَّم في التخريج، وأما رواية ابن جريج فهي عند النسائي (9506)، وأما رواية يونس بن يزيد فلم نقف عليها.
(2)
إسناده تالف، الوليد بن الوليد - وهو العَنسي الدمشقي - متروك كما قال الدَّارَقُطْنيّ ونصر المقدسي، وقال ابن حبان: روى عن ابن ثوبان نسخة أكثرها مقلوب، وقال أبو نعيم الأصبهاني: روى عن محمد بن عبد الرحمن بن ثابت، موضوعات، وشذَّ أبو حاتم الرازي فقال: صدوق، ما بحديثه بأس!
بكر بن عبد الله: هو المزني البصري، ووالده عمرو بن هلال، له صحبة فيما قاله ابن سعد في "الطبقات" 9/ 30، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 29 وغيرهما.
ولم نقف على هذا الخبر عند غير المصنف.
أحدٌ من بنات عبد المطّلب [الإسلام] إِلَّا صفية، قال: وأسهم لها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم سهمين، وكانت أخت حمزة بن عبد المطلب لأبيه وأمه.
7037 -
حدثني محمد بن مظفّر الحافظ، أخبرنا أبو سفيان محمد بن عبد الرحمن بن معاوية العُتْبي بمصر، أخبرني أبي، حدثنا سعيد بن كثير بن عُفير، قال: تُوفِّيت صفية بنت عبد المطلب أُمُّ الزبير بن العوام سنة عشرين، وهي يومَ تُوفِّيَت بنتُ ثلاثٍ وسبعين، وصلى عليها عمر بن الخطاب، ودَفَنَها بالبقيع.
7038 -
حدثنا أبو عبد الله الأصفهاني، حدثنا الحسن بن الجهم، حدثنا الحسين بن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: وصفية بنت عبد المطلب بن هاشم وأمها هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زُهرة بن كلاب، وهي أختُ حمزة بن عبد المطلب لأمه، كان تزوَّجها في الجاهلية الحارثُ بن حرب بن أمية بن عبد شمس، فولدت له صَفيًّا
(1)
، ثم خَلَفَ عليها العوام بن خُوَيلد بن أسد، فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة، وأسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاجرت إلى المدينة، وعاشت بعده إلى خلافة عمر بن الخطاب، ورَوَت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
7039 -
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عُبيد بن إبراهيم بن محمد بن عبيد بن عبد الملك الأسدي الحافظ بهمذان، حدثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، حدثنا إسحاق بن محمد الفَرْوي
(2)
، حدثتنا أم عُرْوة
(3)
بنت جعفر بن الزبير، عن أبيها، عن جدها الزبير، عن أمه صفية بنت عبد المطلب: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمَّا خرج إلى أحد جعل نساءه في أُطُمٍ يقال له: فارع
(4)
، وجعل معهنَّ حسان بن ثابت، فجاء اليهود
(1)
الخبر في طبقات ابن سعد 10/ 41، وفيه: فولدت له صفيًا رجلًا، يعني ذكرًا. وتحرّف "صفيًا" في (ص) إلى: صبيًا.
(2)
تحرّف في (ز) و (ب) إلى: إبراهيم.
(3)
تحرّف في النسخ الخطية إلى: فروة.
(4)
تحرّف في النسخ الخطية إلى: بارع، وفارع بالفاء، قال صاحب "مراصد الاطلاع" 3/ 1013: =
إلى الأُطم يلتمسون غِرَّةَ نساء النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فترقَّى إنسانٌ من الأُطم علينا، فقلتُ له: يا حسان، قُمْ إليه فاقتله، فقال: والله ما كان ذلك في، ولو كان ذلك فيَّ كنتُ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ له: اربط هذا السيف على ذراعي، فربطه، فقمتُ إليه فضربتُ رأسه حتى قطعته، فقلتُ له: خُذ بأذنيه فارم به عليهم، فقال: والله ما ذلك فيَّ، فأخذتُ برأسه فرميتُ به عليهم، فتضعْضَعُوا وهم يقولون: قد علمنا أن محمدًا لم يكن ليترك أهله خُلوفًا ليس معهن أحدٌ.
قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدَّ على المشركين شدَّ حسانُ مع رسول الله صلى الله عليه وهو معنا في الحصْن، فإذا رجع رجع وراءه كما يرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ثَمَّ، فمرَّ بنا سعد بن معاذ وقد أخذ صُفْرةً وهو بعُرس قبل ذلك بأيام، وهو يرتجز:
مهلًا قليلًا يَلحقِ الهَيْجا حَمَلْ
…
لا بأس بالموت إذا حلَّ الأَجَلْ
قالت عائشة: فما رأيتُ رجلًا أحمل منه في ذلك اليوم
(1)
.
= اسمُ أُطم من آطام المدينة. وقال أبو عبيد البكري في "معجم ما استعجم" 3/ 1013: فارع على وزن فاعل: أطم حسّان بن ثابت. قلنا: والأطم بضم الطاء وسكونها: الحصن والبيت المرتفع، وجمعه: آطام وأُطُوم.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناده ضعيف، إسحاق بن محمد الفروي لين الحديث، وأم عروة بنت جعفر لا تُعرَف، وجعفر روى عنه جمع - كما ذكر ابن حجر في "تهذيب التهذيب" - وذكره ابن حبان في "ثقاته". وذكر أحد في هذه الرواية، وهم، والصواب أنَّ ذلك كان في غزوة الخندق كما نبه عليه الحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ 429، والذهبي في "السير" 2/ 522.
وأخرجه ابن منده في "معرفة الصحابة" ص 934، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7493) و (7720)، وابن عساكر 12/ 429 من طرق عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن إسحاق بن محمد الفروي، بهذا الإسناد. ووقع عند أبي نعيم وحده: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد أو الخندق. على الشك.
وأخرجه ابن أبي خيثمة في السفر الثاني من "تاريخه"(3348) و (3971 م) - ومن طريقه ابن عساكر 12/ 430 - والطبراني في "الكبير" 24 / (809)، وفي "الأوسط"(3754)، وابن عساكر 12/ 429 من طرق عن إسحاق الفروي، عن أم عروة، عن أبيها جعفر، عن صفية. ليس فيه ذكر =
هذا حديث كبير غريب بهذا الإسناد، وقد روي بإسناد صحيح:
7040 -
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد
(1)
بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بُكير، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن صفيَّةَ بنتِ عبد المطلب - قال عُرْوة: وسمعتها تقول: أنا أول امرأة قتلت رجلًا - كنتُ في فارع حصن حسانَ بن ثابت، وكان حسانُ معنا في النساء والصبيان حين خندق النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، قالت صفية: فمرَّ بنا رجلٌ من يهود، فجعل يُطيفُ بالحصن، فقلتُ لحسان: إنَّ هذا اليهودي بالحِصن كما تَرَى، ولا آمنه أن يدلّ على عورتنا، وقد شُغِلَ عَنَّا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقُمْ إليه فاقتله، فقال: يَغْفِرُ الله لكِ يا بنت عبد المطلب، والله لقد عرفتِ ما
= الزبير بن العوام. وقال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن صفية إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به إسحاق بن محمد الفروي.
وأخرجه البزار في "مسنده"(978) عن عبد الله بن شبيب، عن إسحاق الفروي، عن أم عروة بنت جعفر بن الزبير، عن أبيها، عن جدها الزبير بن العوام، فذكره، فجعله من مسند الزبير بن العوام. وقال: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن الزبير إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. قلنا: وعبد الله بن شبيب ذاهب الحديث لا يحتج به.
وأخرجه أبو يعلى (683)، وابن عساكر 12/ 429 - 430 من طريق محمد بن الحسن بن زبالة، عن أم عروة، عن أبيها، عن جدها الزبير، قال: لما خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه بالمدينة خلفهن في فارع، وفيهن صفية بنت عبد المطلب، وخلف فيهن حسان بن ثابت، وأقبل رجل من المشركين ليدخل عليهن، فقالت صفية لحسان: عندك الرجل، فجبن حسان وأبى عليه، فتناولت صفية السيف فضربت به المشرك حتى قتلته، فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضرب لصفية بسهم كما كان يضرب للرجال. جعله من مسند الزبير، وابن زبالة متهم بالكذب، لا يفرح به.
وأخرجه ابن هشام في "السيرة" 2/ 228، والطبري في "تاريخه" 2/ 577، والبيهقي في "الكبرى" 6/ 308، وفي "الدلائل" 3/ 442 - 443 - ومن طريقه ابن عساكر 12/ 431 - من طريق ابن إسحاق، حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد قال. فذكر القصة بطولها. وهذا إسناد لا بأس به، وعباد بن عبد الله، تابعي فهو مرسل.
(1)
تحرَّف في النسخ إلى: محمد.
أنا بصاحب هذا، قالت صفيَّةُ: فلما قال ذلك ولم أرَ عنده شيئًا، احتجزتُ وأخذتُ عمودًا من الحصن، ثم نزلتُ من الحصن إليه، فضربته بالعمود حتى قتلته، ثم رجعتُ إلى الحصن، فقلتُ: يا حسان، انزل فاستَلِبْه، فإنه لم يمنعني أن أسلُبَه
(1)
إلَّا أنه رجلٌ، فقال: ما لي بسَلَبه من حاجةٍ
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
ذكرُ أَرْوى بنتِ عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم أجد إسلامها إِلَّا في كتاب أبي عبد الله الواقدي
(3)
.
(1)
في (ز): أستلبه.
(2)
حسن لغيره، ورجاله لا بأس بهم، لكن تصريح عروة وهو ابن الزبير - بسماعه من صفية وهم، ربما كان من يونس بن بكير، فيونس فيه كلام، وقد رواه غيره فلم يذكر التصريح بالسماع، وقال الذهبي في "التلخيص": عروة لم يدرك صفية، وقال في "السير" 2/ 271: توفيت صفية في سنة عشرين. قلنا: وعروة وُلد بعد بثلاث سنين أو أكثر.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 6/ 308، وفي "الدلائل" 3/ 443 عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد. وقرن بالحاكم في "الدلائل" أحمد بن الحسن القاضي، ولم يسق لفظه. وقال: وزاد فيه: هي أول امرأة قتلت رجلًا من المشركين.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات" 10/ 41 عن أبي أسامة حماد بن أسامة، والطبراني في "الكبير" 24/ (804) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة مرسلًا. وإسناده صحيح إلى عروة.
ورواه عارم محمد بن الفضل السدوسي - عند البخاري في "الكبير" 3/ 29 - عن حماد بن زيد عن هشام بن عروة معضلًا.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ 432 من طريق الزبير بن بكار، عن علي بن صالح، عن عبد الله بن مصعب، عن أبيه قال: كان ابن الزبير حدث أنه كان في فارع أُطم حسان بن ثابت مع النساء يوم الخندق ومعهم عمر بن أبي سلمة، ثم ذكر نحوه وإسناده لين، وهو مرسل أيضًا، فمصعب - وهو ابن ثابت بن عبد الله بن الزبير - لم يدرك جده عبد الله.
(3)
كذا قال المصنف، مع أنه أسند حديثًا برقم (5121) إسناده خير من إسناد الواقدي بإسلام أروى بنت عبد المطلب.
7041 -
كما حدثناه محمد بن أحمد بن بُطَّة، حدثنا الحسن بن الجهم، حدثنا الحسين بن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر، حدثني سلمة بن بُخْت، عن عميرة
(1)
بنت عبيد الله بن كعب عن أمِّ درَّة
(2)
، عن بَرَّةَ بنتِ أبي تجراة قالت: كانت قريش لا تُنكِرُ صلاةَ الضُّحى، إنما تُنكر الوقت، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء وقت العصر تفرّقوا إلى الشِّعاب، فصلوا فُرادَى، ومَثْنى، فبينا
(3)
طليب بن عُمير وحاطب بن عبد شمس يُصلُّون بشعب أجياد، بعضُهم ينظرُ إلى بعض، إذ هَجَمَ عليهم ابن الأصداء وابنُ الغَيْطَلة
(4)
، وكانا فاحشَينِ، فرموهم بالحجارة ساعةً حتى خرجا، وانصرفا وهما يشتدَّان، وأتيا أبا جهل وأبا لهب وعُقبة بن أبي معيط، فذاكروهم الخبرَ، فتَلَطَّفوا
(5)
لهم في الصُّبح، وكانوا يَخرُجونَ في غَلَس الصُّبح فيتوضؤون ويصلون، فبينما هم في شعب إذ هَجَمَ عليهم أبو جهل وعقبة وأبو لهب وعِدَّةٌ من سفهائهم، فبَطَشوا بهم، فنالوا منهم، وأظهر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام وتكلموا به وبادَوْهم، وذبُّوا عن أنفسهم، وتعمَّد طليب بن عُمير إلى أبي جهل فضربه شجَّة،
(1)
تحرّفت في النسخ الخطية إلى: عنترة، والتصويب من ترجمة أبيها في "طبقات بن سعد" 7/ 268، وقد روى لها ابن سعد في كتابه بضع روايات.
(2)
كتبت في النسخ مهملة من غير نقط، وكذا في المطبوع من "طبقات ابن سعد". وفي هذه الطبقة: أم ذرة (بالذال المعجمة) وهي المدنية مولاة عائشة، وهي لا بأس بها، روى عنها ثلاثة، ووثقها العجلي في "الثقات"، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، ولها ترجمة في "التهذيب"، فإن لم تكن هي فلم نعرفها.
(3)
تحرف في النسخ إلى: فمشى والتصويب من "أنساب الأشراف" للبلاذري 1/ 117.
(4)
تحرف في النسخ إلى: الأصيدي وابن القبطية، والتصويب من "أنساب البلاذري"، وانظر "سيرة ابن هشام" 1/ 416، و"طبقات ابن سعد" 1/ 170 و 179، و"نسب قريش" لمصعب الزبيري ص 401.
(5)
اضطربت نسخنا الخطية في كتابتها، والمثبت من النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان، وهو الأقرب للصواب إن شاء الله؛ وجاء في "أساس البلاغة" للزمخشري 2/ 169: تلطَّفتُ بفلان: احتلت له حتى اطلعت على أسراره، ومنه:{وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا} .
فأخذوه وأوثقوه، فقام دونه أبو لهب حتى خَلَّاه، وكان ابن أخته، فقيل لأروى بنتِ عبد المطلب: ألا ترين إلى ابنك طليب قد اتَّبع محمدًا وصار غَرَضًا له؟! وكانت أروى قد أسلمت، فقالت: خيرُ أيامٍ طُليب يومُ يَذُبُّ عن ابن خاله وقد جاء بالحقِّ من عند الله تعالى، فقالوا: وقد اتبعتِ محمدًا؟ قالت: نعم، فخرج بعضهم إلى أبي لهب فأخبره، فأقبل حتى دخل عليها، فقال: عجبًا لكِ ولا تباعك محمدًا وتَركِك دين عبد المطلب! قالت: قد كان ذلك، فقُمْ دونَ ابن أخيك فاعضُده وامنعه، فإن ظهر أمره فأنت بالخيار، إن شئتَ أن تدخُل معه أو تكون على دينك، وإن لم يكن كنت قد أعذرت ابن أخيك، قال: ولنا طاقةٌ بالعرب قاطبةً؟ ثم يقولون: جاء بدينٍ محدث، قال: ثم انصرف أبو لهب
(1)
.
ذكر أم هانئ فاختةَ بنتِ أبي طالب بن عبد المطلب
ابنة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأُختِ عليٍّ، صلوات الله على محمد وآله.
7042 -
أخبرني محمد بن المؤمل بن الحسن، حدثنا الفضل بن محمد، حدثنا أحمد بن حنبل قال: أم هانئ بنت أبي طالب اسمها: هند، وأمها فاطمة بنت أسد بن هاشم.
هكذا ذكر الإمام أبو عبد الله رضي الله عنه اسم أم هانئ، وقد تواترت الأخبار بأنَّ اسمها فاختةُ
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف، عميرة بنت عبيد الله لم نقف لها على ترجمة، وقد روى ابن سعد من طريقها في "الطبقات" روايات تزيد عن الخمس عشرة. وأم ذرة تقدم الكلام عليها في الهامش السابق. وبرة بنت أبي تجراة لها رواية عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، لذلك ذكرها ابن سعد وابن حبان وأبو نعيم وغيرهم في الصحابة، وكذا المصنف فيما سيأتي برقم (7119). وسيتكرر هذا الخبر برقم (7053).
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 43 - ومن طريقه البلاذري في "أنساب الأشراف" 1/ 117، وابن عساكر في "تاريخه" 25/ 144 - 145 - عن محمد بن عمر الواقدي، بهذا الإسناد. وقرن البلاذري بابن سعد الوليد بن صالح.
(2)
علق الذهبي في "التلخيص" على المصنف، فقال: أين التواتر؟! قلنا: الأنسب أن يقال: إنَّ =
7043 -
أخبرناه أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا ابن أبي ذئب (ح)
وأخبرنا الحسن بن يعقوب العدل، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي مُرَّة، عن فاختة - وهي أم هانيءٍ - ابنة أبي طالب، قالت: رأيت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قد صلَّى يوم الفتح في ثوب واحدٍ قد خالف بين طَرَفيهِ ثمانِ رَكَعات
(1)
.
وقد روى عنها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب:
7044 -
أخبرنا عَبْدانُ بن يزيد الدقاق بهَمَذَان، حدثنا إبراهيم بن الحسين،
= الأشهر في اسمها فاختة، وقد أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 8/ 317.
(1)
إسناده صحيح ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، وأبو مرة: اسمه يزيد، واختلف في ولائه، فقيل: مولى عقيل بن أبي طالب، وقيل: مولى أم هانئ.
وأخرجه أحمد 44 / (26892) عن زيد بن الحباب، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (8631) من طريق خالد بن الحارث، عن ابن أبي ذئب، به مطولًا.
وأخرجه مطولًا ومختصرًا أحمد 44/ (26896) و (26903) و (26907) و (26908) و 45 / (27379) و (27388) و (27392)، والبخاري (357) و (3171) و (6158)، ومسلم (336)(71) و (719) و (82) و (83)، وابن ماجه (465)، والنسائي (244)، وابن حبان (1188) و (2537) من طرق عن أبي مرة به.
وأخرجه أحمد 44 / (26900) و (26904)، والبخاري (1103) و (1176) و (4292)، ومسلم (719)(80)، وأبو داود (1291)، والترمذي (474)، والنسائي (490) من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى وبنحوه أحمد 44/ (26898) من طريق باذام أبي صالح، كلاهما عن أم هانئ.
وأخرجه أبو داود (1290)، وابن ماجه (1323) من طريق كريب مولى ابن عبّاس، عن أم هانيء: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح صلَّى سبحة الضحى ثماني ركعات، ثم سلّم من كل ركعتين. وسنده لين.
وانظر "مسند أحمد" 44 / (26887).
وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (7047).
حدثنا محمد بن إسماعيل الجعفري، حدثنا عبد الله بن سلمة بن أسلم، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: سمعتُ أم هانئ فاختة بنت أبي طالب تقول: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى عام الفتح ملتحفًا في ثوبٍ واحدٍ ثمان ركعات
(1)
.
7045 -
حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجهم، حدثنا الحسين بن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: وفيما ذُكر: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خَطَب إلى عمه أبي طالب أم هانئ قبل أن يُوحَى إليه، وخطبها معه هبيرة بن أبي وهب، فزوجها هبيرة، فقال له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"يا عمِّ، زوجت هبيرة وتركتني؟! " فقال: يا ابن أخي، أنا صاهرت إليهم، والكريمُ يُكافئ الكريم، ثم أسلمَتْ ففَرَّق الإسلام بينها وبين هبيرة، فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نفسها، فقالت: والله إن كنتُ لأحبك في الجاهلية، فكيف في الإسلام؟!
(2)
7046 -
أخبرنا أبو العباس المحبوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السُّدِّي
(3)
، عن أبي صالح، عن أم هانئ قالت: خطبني
(1)
إسناده ضعيف عبد الله بن سلمة ضعفه الدَّارَقُطْنيّ، وقال أبو نعيم: متروك، كما في "اللسان" لابن حجر 4/ 488، وقال العقيلي في "الضعفاء" 3/ 236: منكر الحديث. وصنع له الحافظ في "اللسان" ترجمتين برقمي (4261) و (4262)، فوهم، وإنما هما واحد. وأبوه مجهول، ذكره الخطيب في "تلخيص المتشابه في الرسم" 1/ 89، فقال: سلمة بن أسلم الربعي، وقيل: الجهني، مدني، حدَّث عن أنس بن مالك ومعاوية بن حديج، روى عنه ابنه عبد الله.
ولم نقف على الخبر عند غير المصنف من هذا الطريق. وانظر ما قبله.
(2)
أسند هذا الخبر هشام بن محمد بن السائب الكلبي - كما في "طبقات ابن سعد" 10/ 146 - عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس، وزاد في آخره قالت: ولكني امرأة مُصبَية، وأكره أن يؤذوك، فقال رسول الله:"خير نساء ركبن المطايا نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذاتِ يده" وهشام الكلبي وأبوه متهمان، فلا يفرح بهما.
وانظر ما بعده.
(3)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: الشعبي، والتصويب من مكرريه السالفين برقمي (2789) و (3616).
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذرتُ إليه فَعَذَرَني، ثم أنزل الله عز وجل:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ} إلى قوله: {اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ} [الأحزاب: 50]، قالت: فلم أَحِلَّ له؛ لم أهاجر معه، كنتُ من الطلقاء
(1)
.
7047 -
حدَّثَناه أبو العبّاس محمد بن يعقوب وأبو الفضل بن يعقوب العَدْل، قالا: حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب بن صفوان، عن عبد الله بن الحارث: أنَّ ابن عبّاس كان لا يُصلِّي الضُّحى حتى أدخلناه على أمِّ هانئ، فقلتُ لها: أخبري ابن عباس بما أخبرتينا به، فقالت أم هانئ: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، فصلى صلاةَ الضُّحى ثمان ركعات، فخرج ابن عبّاس وهو يقول: لقد قرأتُ ما بين اللوحين، فما عرفتُ صلاة الإشراق إِلَّا الساعةَ:{يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} [ص: 18]، ثم قال ابن عباس: هذه صلاة الإشراق
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف من أجل أبي صالح، وسلف الكلام عليه عند مكرره المذكور.
(2)
قصه صلاته صلى الله عليه وسلم الضُّحى ثمان ركعات صحيحة، وهذا إسناد ضعيف، أيوب بن صفوان ويقال: ابن أبي صفوان مجهول، وذكره البخاري في "تاريخه" 1/ 418، وابن أبي حاتم 2/ 250، وسكتا عنه، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 5/ 55، وقد اختلف عليه في هذا الحديث كما ذكر البخاري في "تاريخه".
فرواه عبد الوهاب بن عطاء - كما في هذه الرواية - عن سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب بن صفوان، عن عبد الله بن الحارث، عن أم هانئ.
وخالفه عبد الأعلى بن عبد الأعلى عند البخاري في "التاريخ" 1/ 418، والطبري في "التفسير" 23/ 137، فرواه عن سعيد بن أبي عروبة، عن متوكل، عن أيوب بن صفوان، عن عبد الله بن الحارث، عن أم هانئ. فذكر بين سعيد وأيوب: متوكلًا.
ورواه صدقة بن عبد الله عند الطبري 23/ 137، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي المتوكل، عن أيوب بن صفوان، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن أم هانئ. فسماه أبا المتوكل، ومتوكل هذا أو أبو المتوكل لم نعرفه، وربما كان الوهم من سعيد بن أبي عروبة، فإنه كان قد اختلط، والله أعلم.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواه عبد الكريم بن أبي المخارق - وهو ضعيف - واختلف عليه:
فرواه عنه علي بن عبد الله بن راشد عند البخاري في "التاريخ" 1/ 418، قال: حدثني أيوب بن أبي صفوان مولى عبد الله بن الحارث: أنَّ ابن عباس كان لا يُصلّي الضحى. قال البخاري: لم يذكر في أوله عبد الله بن الحارث، وقال في آخره: قال عبد الله: فصلاهن بعد ابن عباس.
ورواه سفيان بن عيينة عند الحميدي (335)، والبخاري في "التاريخ" 1/ 418، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن عبد الله بن الحارث، به. ليس فيه أيوب بن صفوان.
وأخرجه الطبري 23/ 137 من طريق مسعر بن كدام، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن موسى بن أبي كثير، عن ابن عبّاس: أنه بلغه أنَّ أم هانئ ذكرت أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة صلَّى الضحى ثمان ركعات، فقال ابن عباس: قد ظننت أنَّ لهذه الساعة صلاة، يقول الله:{يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} .
وأخرج إسحاق بن راهويه في "مسنده"(2116) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث قال: سألت عن صلاة الضحى في إمارة عثمان وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون، فلم أجد أحدًا يخبرني إلَّا أم هانئ بنت أبي طالب، فإنها أخبرتني أنَّ رسول الله صلى الله عليه دخل عليها فصلَّى ثمان ركعات. قال: وقال ابن عباس: كنت أتي على هذه الآية: {يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} ، فأقول: أي شيء الإشراق؟ فهذه صلاة الإشراق. ويزيد بن أبي زياد حسن في المتابعات والشواهد، ولا سيما أن عبد الله الحارث مولاه. وهو عند أحمد 44/ (26901) و 45/ (27391)، وابن ماجه (1379) من هذا الطريق، لكن ليس فيه قصة ابن عباس.
وأخرج الطبراني في "الكبير" 24/ (986)، وفي "الأوسط"(4246) من طريق حجاج بن نصير، عن أبي بكر الهذلي - واسمه سلمى - عن عطاء، عن ابن عبّاس، قال: كنت أمر بهذه الآية فما أدري ما هي؟ قوله: {بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} حتى حدثتني أم هانئ بنت أبي طالب: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها، فدعا بوضوء في جفنة، فكأني أنظر إلى أثر العجين فيها، فتوضأ، ثم قام فصلى الضحى، فقال:"يا أم هانئ هذه صلاة الإشراق". فجعل الاستشهاد بالآية مرفوعًا إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عطاء عن ابن عباس إلَّا أبو بكر الهذلي، تفرد به حجاج بن نصير، قلنا: وإسناده ضعيف جدًّا، حجاج ضعيف، وشيخه أبو بكر الهذلي متروك.
وأخرج أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3694) - ومن طريقه ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال"(130) - عن أبي أحمد الزبيري، عن حنظلة بن عبد الحميد، عن الضحاك بن قيس، عن ابن عبّاس قال: لقد أتى علينا زمان ما ندري ما وجهُ هذه الآية: {يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} حتى رأينا الناس يصلون الضحى. وحنظلة بن عبد الحميد - ويقال:=
وقد روى عبد الله بن عباس عن أم هانئ حديثًا آخر:
7048 -
حدَّثَناه أبو العبّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، أخبرنا ابن وهب، أخبرني عياض بن عبد الله، عن مَخْرَمة بن سليمان، عن كريب مولي ابن عباس، عن عبد الله بن عبّاس، أنَّ أم هانئ بنت أبي طالب حدثته، أنها قالت: يا رسول الله، يزعُمُ ابن أمِّي عليٌّ أنه قاتلٌ مَن أجَرتُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قد أجرنا من أجرت"
(1)
.
= حنظلة بن عبد الرحمن القاص - نسبه ابن معين إلى الضعف والضحاك مجهول الحال.
ويخالف خبر ابن عبّاس هذا ما رواه عبد الرزاق (4871) عن ابن ابن جريج قال: أخبرني سليمان الأحول، أنه سمع عطاء الخراساني يقول لطاووس: إنَّ ابن عباس يقول: صلاة الضحى في القرآن، ولكن لا يغوص عليها إلا غائص، ثم قرأ:{يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} ، قال طاووس: والله ما صلاها ابن عباس حتى مات إلَّا أن يطوف بالبيت وإسناده صحيح.
وأما خبر أم هانئ بأنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم صلى في بيتها ثمان ركعات، فقد أخرجه أحمد 44/ (26899)، ومسلم (719)(81)، والنسائي (487) و (488)، وابن حبان (1187) و (2538) من طريقين عن ابن شهاب قال: حدثني عبد الله بن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن الحارث، عن أم هانئ.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه أحمد 44 / (26889) من طريق معمر، عن الزهري، عن عن عبد الله بن الحارث، عن أم هانئ. فأسقط منه الواسطة بين الزهري وعبد الله بن الحارث.
وأخرجه ابن ماجه (614)، والنسائي (486) من طريق الليث بن سعد، عن الزهري، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن أم هانئ. فأسقط منه عبد الله بن الحارث.
وله طرق أخرى عن أم هانئ تقدم تخريجها في الروايتين السالفتين برقمي (7043) و (7044).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عياض بن عبد الله - وهو ابن عبد الرحمن الفهري - حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وقد توبع.
وأخرجه أبو داود (2763)، والنسائى (6832) من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولًا أحمد 44 / (26892)، والبخاري (357) و (3171) و (6158)، ومسلم (719)(82)، والنسائي (8631)، وابن حبان (1188) و (2537) من طريق أبي مرة، عن أم هانئ.
حديث ثالث لعبد الله بن عباس عن أم هانئ:
7049 -
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا الحسن بن بشر الهَمْداني، حدثنا سَعْدان بن الوليد بيَّاع السَّابِري، عن عطاء، عن ابن عباس، عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل عندكِ طعامٌ آكلُه؟ " وكان جائعًا، فقلتُ: إنَّ عندي لكسرًا يابسةً، وإِنِّي لأستحيي أن أُقرِّبَها إليك، فقال:"هلُمِّيها"، فكسرتها ونشرت عليها الملح، فقال:"هل من إدام؟ " فقلتُ: يا رسول الله، ما عندي إلا شيءٌ من خَلٍّ، قال:"هلُمِّيه"، فلما جئته به صبه على طعامه فأكل منه، ثم حَمِدَ الله تعالى، ثم قال:"نِعمَ الإدام الخلُّ يا أم هانئ، لا يُقفِرُ بيتٌ فيه خل"
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف الحسن بن بشر ضعيف، وشيخه سعدان بن الوليد لم نقف له على ترجمة، فهو مجهول لا يعرف.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(5545) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وقرن بالحاكم أبا سعيد بن أبي عمرو، وجعله من مسند ابن عبّاس يحكي فيه قصة أم هانئ.
وأخرجه كذلك الطبراني في "الأوسط" بإثر (6934)، وفي "الصغير"(951) عن محمد بن الحسين بن البستنبان، عن الحسن بن بشر، به.
وأخرجه مختصرًا أبو عوانة في "صحيحه"(8381)، والطبراني في "الكبير"(11338) من طريق طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عبّاس مرفوعًا:"نعم الإدام الخل". وضعف أبو عوانة طلحة بن عمرو.
وأخرجه الترمذي في "الجامع"(1841)، وفي "العلل الكبير"(569) عن أبي حمزة ثابت الثمالي، عن الشعبي، عن أم هانئ. وقال حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه من حديث أم هانئ إلا من هذا الوجه! وأبو حمزة الثمالي اسمه ثابت بن أبي صفية، وأم هانئ ماتت بعد علي بن أبي طالب بزمان، وسألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: لا أعرفُ للشعبي سماعًا من أم هانئ، فقلت: أبو حمزة كيف هو عندك؟ فقال: أحمد بن حنبل تكلم فيه، وهو عندي مقارب الحديث. قلنا: كذا قال البخاري في الثمالي وغيره من أهل الحديث قد اتفقوا على ضعفه وبعضهم عده في المتروكين. =
وقد روى عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أمِّ هانئ:
7050 -
أخبرني محمد بن عيسى الرازي التاجر ببغداد، حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد، حدثنا المُعافى بن سليمان، حدثنا حكيم بن نافع، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم هانئ وقِرْبةٌ معلَّقةٌ، فَشَرِبَ قائمًا
(1)
.
وقد رُوي حديث لولد أم هانئ عن آبائهم عنها:
7051 -
أخبرني أبو جعفر أحمد بن عُبيدٍ الحافظ الأسدي بهمذان، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا أبو مصعب ومحمد بن عبد الله بن ردّاد، قالا: [حدثنا إبراهيم
= وقوله: "نعم الإدام الخلُّ" صحَّ من حديث عائشة ومن حديث جابر، كلاهما عند مسلم برقمي (2051) و (2052)، وفي حديث جابر أنَّ ذلك وقع عند إحدى زوجات النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، وليس عند أم هانئ.
(1)
إسناده ضعيف من أجل حكيم بن نافع.
ولم نقف عليه بهذا اللفظ عند غير المصنف.
وأخرج أحمد 8/ (4601) و (4765) و (4833)، وابن حبان (5243) من طريق يزيد بن عطارد، قال: سألت ابن عمر عن الشرب قائمًا، فقال: قد كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نشرب قيامًا، ونأكل ونحن نسعى. وإسناده ضعيف لجهالة يزيد بن عطارد.
وأخرجه أحمد 10/ (5874)، وابن ماجه (3301)، والترمذي (1880)، وابن حبان (5322) و (5325) من طريق حفص بن غياث عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: كنا نشرب ونحن قيام، ونأكل ونحن نمشي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا مع أنَّ رجاله ثقات، إلَّا أنَّ أهل العلم وهموا فيه حفص بن غياث، منهم ابن معين وابن حنبل وابن المديني والبخاري، كما هو مبين في "مسند أحمد".
وحديث الباب قد روي مثله من حديث أنس، ومن حديثه عن أمه أم سليم، وأنه دخل على أم سليم وكلاهما لا يصح، كما هو مبين في "مسند أحمد"(12188) و (27115).
وأصح ما جاء في هذا حديث كبشة بنت ثابت الأنصارية: أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم دخل عليها
…
أخرجه أحمد 45/ (27448)، وابن ماجه (3423)، والترمذي، (1892)، وصححه ابن حبان (5318).
ابن محمد]
(1)
حدثنا عثمان بن عبد الله بن أبي عتيق حدثني سعيد بن عمرو بن جَعْدة بن هبيرة، عن أبيه، عن جده
(2)
جَعْدةَ بن هبيرة قال: سمعتُ أُمِّي أم هانئ بنت أبي طالب قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله تعالى فضَّل قريشًا بسبع خصال لم يُعطَها أحدٌ قبلهم، ولا يُعطاها
(3)
أحدٌ بعدهم: فيهم النُّبوة، وفيهم الحِجابةُ، وفيهم السقايةُ، ونَصَرَهم على الفيل وهم لا يعبدون الله، وعبدوا الله عشر سنين لم يَعبُده غيرهم، ونزلت فيهم سورةٌ لم يُشرَك فيها غيرهم:{لإِيلَافِ قُرَيْشٍ} ".
وقد روي عن يحيى بن جعدة بن هبيرة عن جدته أم هانئ:
7052 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار الزاهد العدل، حدثنا أحمد بن محمد بن نصر، حدثنا أبو نعيم، حدثنا مسعر، عن أبي العلاء العبدي - وهو هلال بن خباب - عن يحيى بن جَعْدة بن هبيرة، عن جدته أم هانئ قالت: إن كنتُ لأسمعُ قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل وأنا على عريش أهلي
(4)
.
(1)
ما بين المعقوفين سقط من النسخ، وأثبتناه على الصواب من الرواية السالفة برقم (4019)، ومن مصادر التخريج.
(2)
في النسخ بعد هذا: عن أبيه، وهو غلط، ولعلَّ الغلط فيه من محمد بن عبد الله بن رداد فإنه لا يعرف، ولم نقف له على ترجمة، وقد روى هذا الخبر عن أبي مصعب - وهو أحمد بن أبي بكر الزهري - غير واحد فجعله من رواية سعيد بن عمرو عن أبيه عمرو عن جدته أم هانئ، وهي والدة جعدة بن هبيرة. وقد تقدم تخريج طريق أبي مصعب عند الرواية السالفة برقم (4019)، وهو حديث ضعيف.
(3)
رسمت في النسخ الخطية: يعطها، وأثبتنا الجادة، وهي الموافقة لروايتي الطبراني وابن عدي.
(4)
إسناده صحيح. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، ومسعر: هو ابن كِدام.
وأخرجه أحمد 44/ (26905)، وابن ماجه (1349)، والنسائي (1087) من طريق وكيع، وأحمد 45/ (27382) عن أبي معاوية محمد بن خازم، كلاهما عن أبي العلاء العبدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 44 / (26894) من طريق ثابت بن يزيد عن هلال بن خباب، به.
ومن نساء بنات عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أروى بنت عبد المطلب
وهي إحدى عمَّاتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنها.
7053 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجهم بن مَصْقَلة الأصبهاني، حدثنا الحسين بن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر قال: كانت أروى بنت عبد المطلب قد أسلمت، فحدثني سلمة بن بُخْت، عن عميرة
(1)
بنت عُبيد الله بن كعب، عن أم درَّة
(2)
، عن بَرَّةَ بنت أبي تجراة قالت: كانت قريش لا تُنكر أن تُصلِّي الضُّحى، إنما تُنكِرُ الوقت.
قلت: الحديث كما مرَّ ذكره، فإنه مُعاد هاهنا، فتأمل.
قال الحاكم: هذا حديث رواه المدنيون بهذا الإسناد، والواقدي مُقدَّم في هذا العلم قد حكم به، وقد أنكر هشام بن عُرْوة أن يكون قد أسلم من بنات عبد المطلب غيرُ صفيّة أم الزبير
(3)
، والله أعلم.
ومن نساء قريشٍ اللاتي رَوَينَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاطمة بنت قيس بن وهب
(4)
بن ثعلبة بن وائل بن عمرو بن شَيْبان بن مُحارِب بن فهر.
7054 -
حدثني بصحة هذا النسب أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحرْبي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري.
(1)
تحرّف في النسخ إلى: غيرة، والمثبت من مكرره السالف برقم (7041)، وإسناده ضعيف.
(2)
انظر التعليق عليها عند مكرره المذكور.
(3)
وصله البخاري في "تاريخه الأوسط"(225)، وسلف قريبًا برقم (7036) مسندًا لأبيه عروة بن الزبير من طريق آخر.
(4)
تحرَّف في (ز) و (م) و (ص) إلى: وهيب وأثبتناه على الصواب من (ب)، وهو الموانق لما في "طبقات ابن سعد" 10/ 259، و "الثقات" لابن حبان 3/ 336، وكما في مصادر ترجمة أخيها الضحاك بن قيس.
7055 -
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، أخبرنا ابن وهب، أخبرني ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: دخلتُ على مروان بن الحكم فقلتُ له: إنَّ امرأةً من أهلِكَ طُلِّقت فمررتُ عليها وهي تنتقِلُ فعِبتُ ذلك عليها، فقالوا: أمرتنا فاطمة ابنة قيس، وأخبرتنا: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن تنتقل حينَ طلقها زوجها إلى ابن أم مكتوم، فقال مروان: أجَلْ، هي أمرتهنَّ بذلك، قال عُزوة: فقلتُ: أما والله لقد عابت ذلك عائشة أشدَّ العيب، وقالت: إنَّ فاطمة كانت مع زوجها في مكانٍ وَحْش، فخيف على ناحيتها، ولذلك أرخص لها رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن أبي الزناد: وهو عبد الرحمن.
وأخرجه مختصرًا أبو داود (2292) عن سليمان بن داود، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (2032) من طريق عبد العزيز بن عبد الله، عن ابن أبي الزناد، به. وعلقه البخاري بإثر الحديث (5326) عن ابن أبي الزناد.
وأخرج البخاري (5321)، وأبو داود (2295) من طريق القاسم بن محمد وسليمان بن يسار: أنَّ يحيى بن سعيد بن العاص طلق بنت عبد الرحمن بن الحكم، فانتقلها عبد الرحمن، فأرسلت عائشة أم المؤمنين إلى مروان بن الحكم، وهو أمير المدينة: اتق الله وارددها إلى بينها، قال مروان في حديث سليمان: إن عبد الرحمن بن الحكم غلبني. وقال القاسم بن محمد: أوَما بلغك شأن فاطمة بنت قيس؟ قالت: لا يضرُّك أن لا تذكر حديث فاطمة، فقال مروان بن الحكم: إن كان بك شر، فحسبك ما بين هذين من الشر.
وأخرج البخاري (5325)، ومسلم (1481)(54)، وأبو داود (2293) من طريق القاسم بن محمد - واللفظ له - ومسلم (1481)(52) من طريق هشام بن عروة، والبخاري (5327) من طريق ابن شهاب الزهري ثلاثتهم عن عروة بن الزبير قال لعائشة: ألم تري إلى فلانة بنت الحكم، طلقها زوجها البتة فخرجت؟ فقالت: بئسما صنعت قال: ألم تسمعي في قول فاطمة؟ قالت: أما إنه ليس لها خير في ذكر هذا الحديث.
وأخرج البخاري (5323)، ومسلم (1481)(54) من طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت: ما لفاطمة ألا تتقي الله؟ يعني في قولها: لا سكنى ولا نفقة.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 16/ 297: قوله: "وَحْش" بفتح الواو وسكون المهملة =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة.
7056 -
أخبرني محمد بن علي الصَّنعاني بمكة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج، أخبرنا عطاء، أخبرني عبد الرحمن بن عاصم بن ثابت، أنَّ فاطمة بنت قيس أختَ الضحاك بن قيس أخبرته، وكانت عند رجل من بني مخزوم، وذكر الحديث بطوله، وقال في آخره: فلما انقضت عِدَّتُها خطبها أبو جَهْم ومعاوية بن أبي سفيان، فاستأمرت النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: "أمَّا معاوية فصُعلوكٌ لا مال له، وأما أبو جَهم فإنِّي أخافُ عليكِ شقاشقه
(1)
"،
= بعدها مُعجمة، أي: خالٍ لا أنِيسَ به، ولرواية ابن أبي الزناد هذه شاهدٌ من رواية أبي أسامة عن هشام بن عروة لكن قال: عن أبيه عن فاطمة بنت قيس، قالت: قلت: يا رسول الله، إن زوجي طلقني ثلاثًا فأخافُ أن يُقتحم علي، فأمرها فتحوَّلت.
قلنا: هذه الرواية أخرجها مسلم (1482)(53)، وابن ماجه (2033)، والنسائي (5709) من طريق حفص بن غياث (وليس من طريق أبي أسامة) عن هشام، عن أبيه، عن فاطمة بنت قيس قالت، فذكرته. قال الحافظ 16/ 296: والاقتحام: الهجوم على الشَّخص بغير إذنٍ.
فائدة: قال الحافظ في "فتح الباري" 16/ 298: طعن أبو محمد بن حزم في رواية ابن أبي الزناد المعلَّقة فقال: عبد الرحمن بن أبي الزناد ضعيف جدًّا، وحكم على روايته هذه بالبطلان، وتُعقِّبَ بأنَّه مُختلف فيه، ومَن طَعَنَ فيه لم يذكر ما يدلُّ على تركه فضلًا عن بطلان روايته، وقد جزم يحيى بن معين بأنَّه أثبتُ الناس في هشام بن عروة، وهذا من روايته عن هشام، فلله در البخاري ما أكثر استحضاره، وأحسن تصرفه في الحديث والفقه!
(1)
هكذا كتبت في النسخ الخطية، شقاشقه، والظاهر أنه تصحيف، قال ابن الأثير في مادة (سفسف) من "النهاية: 2/ 374: وفي حديث فاطمة بنت قيس: "إني أخاف عليك سفاسفه" هكذا أخرجه أبو موسى في السين والفاء، ولم يفسره. وقال: ذكره العسكري بالفاء والقاف، ولم يورده أيضًا في السين والقاف والمشهور المحفوظ في حديث فاطمة إنما هو "إني أخاف عليك قسقاسته" بقافين قبل السينين، وهي العصا، فأما سفاسفه وسقاسقه بالفاء أو القاف فلا أعرفه، إلا أن يكون من قولهم لطرائق السيف: سفاسقه، بفاء بعدها قاف، وهي التي يقال لها: الفرند، فارسية معربة. قلنا: والذي في مصادر التخريج: قسقاسته وفي رواية عند أحمد: قصقاصته، وقيل في معناها: العصا، وقيل: بل تحريكها، وانظر "النهاية" مادة (قسقس).
فتزوجت أسامة بن زيد
(1)
.
وقد روى جابر بن عبد الله عن فاطمة بنت قيس:
7057 -
حدثنا إسماعيل بن علي الخُطَبي ببغداد، حدثنا عبد الله بن بن أحمد بن جنبل ومحمد بن عَبْدوس بن كامل، قالا: حدثنا وهب بن بَقيَّة الواسطي، حدثنا جعفر بن سليمان الضُّبَعي، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، عن فاطمة بنت قيس قالت: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المستحاضة، فقال:"تقعد أيامَ أقْرائِها، ثم تغتسل وتُصلِّي عند طُهرِها"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين عبد الرحمن بن عاصم بن ثابت، وإن تفرد بالرواية عنه عطاء - وهو ابن أبي رباح - ذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو متابع. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (12021)، ومن طريقه أخرجه أحمد 45 / (27336).
وأخرجه النسائي (5708) من طريق مخلد بن يزيد الحراني، عن ابن جريج، به.
وأخرجه أحمد 45 / (27327) و (27328) و (27333)، ومسلم (1480)(36)، وأبو داود (2284)، والنسائي (5989)، وابن حبان (4049) و (4290) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأخرجه أحمد (27320) و (27321) و (27324)، ومسلم (1480)(47) و (48)، وابن ماجه (1869)، والترمذي (1135)، والنسائي، (9200)، وابن حبان (4254) من طريق أبي بكر بن الجهم، كلاهما عن فاطمة بنت قيس.
(2)
كذا رواه الحاكم، ورواه الناس بلفظ:"تغتسل عند كل طهر"، ورجاله ثقات غير جعفر بن سليمان الضُّبعي، فله أحاديثُ مناكير، وهذا منها، فقد أنكر حديثه هذا غير واحد من أهل العلم، فقد جاء في "العلل ومعرفة الرجال" (4122): سُئل أحمد عن حديث أبي الزبير عن جابر عن فاطمة بنت قيس في المُستحاضة، فقال: ليس بصحيح، أو ليس له أصل، يعني حديث جعفر بن سليمان عن ابن جريج. وقال أبو حاتم الرازي كما في "العلل" لابنه (120): ليس هذا بشيء.
والأمر الآخر أنه جعله من مسند فاطمة بنت قيس، وإنما هي فاطمة بنت أبي حبيش، فقد قال الدَّارَقُطْنيّ في "السنن": تفرد به جعفر بن سليمان، ولا يصح عن ابن جريج عن أبي الزبير، وهم فيه، وإنما هي فاطمة بنت أبي حبيش. وقال ابن عبد الهادي في "تعليقة على العلل" ص 106 - 107: إنَّ التي سألت فاطمة بنت أبي حبيش، لا بنت قيس، وهو أشبه؛ فإنَّ بنت قيس لا مدخل لها في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حديث الاستحاضة، والحديثُ في الجملة لا أصل له، والله أعلم. قلنا: وقع في "علل" ابن أبي حاتم وحده: فاطمة بنت أبي حبيش، بدل بنت قيس، وهذا يحتمل أحد أمرين: الأول عدله أحد النساخ قديمًا، أو أنَّ الإمام أبا حاتم ذكره على الصواب الذي ينبغي أن يكون، وليس كما رواه الضُّبعي، والله أعلم.
واجتهد الحافظ ابن حجر في حلِّ هذا الإشكال، فقال في "فتح الباري" 2/ 110: وقع في "سنن أبي داود"(بل النسائي 207) عن فاطمة بنت قيس، فظنّ بعضُهم أنَّها القُرشيّة الفِهْريَّة، والصواب أنَّها بنت أبي حُبَيش، واسم أبي حبيش قيس. قلنا: وعليه فلا إشكال، وقد وقع في حديثي أم سلمة وعائشة التاليين عند المصنف نسبة فاطمة ببنت قيس أيضًا، لكن يُعكر عليه أنَّ المصنف انفرد بنسبتها هكذا في حديثي أم سلمة وعائشة، وروى الحديثين غيره من الناس فنسبوها بنت أبي حبيش كما سيأتي التنبيه عليه هناك. والأمر الآخر أنه يبعد على كلِّ هؤلاء الحفاظ أن لا يتنبهوا لهذا الأمر، والله تعالى أعلم بالصواب.
والحديث أخرجه أبو العبّاس السراج في "حديثه"(431)، والطبراني في "الأوسط"(2960) و (7818)، وفي "الصغير"(235)، والبيهقي 1/ 335 من طرق عن وهب بن بقية، بهذا الإسناد. وقع عند بعضهم: عن جابر عن فاطمة بنت قيس، وعند بعضهم الآخر: عن جابر: أنَّ فاطمة سألت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، وهذا من اضطراب جعفر الضبعي، والله أعلم. وقال الطبراني: لم يروه عن ابن جريج إلَّا جعفر بن سليمان. وقال البيهقي: قال أبو بكر بن إسحاق: جعفر بن سليمان فيه نظر، ولا يُعرف هذا الحديث لابن جريج ولا لأبي الزبير من وجهٍ غير هذا، وبمثله لا تقوم حجة، واختلف عليه فيه.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 148 من طريق الحسن بن عمر بن شقيق، والدارقطني في "سننه"(848) - ومن طريقه البيهقي 1/ 355 - من طريق قَطَن بن نُسير الغبري، كلاهما عن جعفر بن سليمان به. وقال ابن عدي: وهذا الحديث لم يحدث به عن ابن جريج بهذا الإسناد غير جعفر بن سليمان، ويقال: إنه أخطأ فيه أراد به إسنادًا آخر عن ابن جريج، لعله يرويه عن الزهري عن عروة عن عائشة، فلعل جعفرًا أراد هذا الحديث فأخطأ عليه، فقال: عن أبي الزبير عن جابر. وقال البيهقي: وهكذا رواه قطن بن نسير عن جعفر بن سليمان، فقال في الحديث: إنَّ فاطمة بنت قيس سألت، ولا يعرف إلَّا من جهة جعفر بن سليمان، والله أعلم.
وانظر ما بعده.
قال الحافظ في "فتح الباري" 2/ 105: وفي الحديث دليل على أنَّ المرأة إذا مَيَّزت دم الحيض من دم الاستحاضة تَعتبِر دم الحيض وتعمل على إقباله وإدباره، فإذا انقَضَى قَدْره اغتسلت عنه ثم صار حُكْم دم الاستحاضة حُكْم الحَدَث فتتوضأ لكل صلاة، لكنها لا تصلي بذلك الوضوء=
وقد روت عائشةُ وأمُّ سَلَمة رضي الله عنهما عن فاطمة بنت قيس.
أما حديثُ أمِّ سلمة:
7058 -
فحدَّثَناه أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدَّثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدَّثنا سُريج بن النُّعمان، حدَّثنا عبد الله بن عمر، عن سالم أبي النَّضر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أمِّ سلمةَ قالت: جاءت فاطمةُ بنت قيسٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أُستحاض، قال: "ليس ذاكِ بالحيضِ، إنما هو عِرقٌ، لتَقعُدْ أَيامَ أَقْرائِها، ثم تَغتسِلْ، ثم تَستثفِرْ
(1)
بثوبٍ وتُصلِّي"
(2)
.
= أكثر من فريضة واحدة مُؤداة أو مَقْضيَّة، لظاهر قوله:"ثمَّ توضَّئي لكلِّ صلاة"، وبهذا قال الجمهور.
وعند الحنفيَّة: أنَّ الوضوء مُتعلِّق بوقت الصلاة فلها أن تُصلِّي به الفريضة الحاضرة وما شاءَت من الفوائت ما لم يَخرُج وقت الحاضرة، وعلى قولهم المراد بقوله:"وتوضَّئي لكلٍّ صلاة" أي: لوَقْت كل صلاة، ففيه مَجاز الحذف، ويحتاج إلى دليل.
وعند المالكيَّة: يُستَحب لها الوضوء لكلِّ صلاة، ولا يجبُ إِلَّا بِحَدَثٍ آخر.
وقال أحمد وإسحاق: إن اغتسلت لكلِّ فرض فهو أحوَط.
(1)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: تستثفن، والمثبت من النسخة المحمودية، وهو الموافق لرواية الإمام أحمد.
ومعنى "تستثفر": تشد فرجها بخرقة عريضة بعد أن تحتشي قطنًا، وتوثق طرفيها في شيء تشده على وسطها، فتمنع بذلك سيل الدم، وهو مأخوذ من ثَفَر الدابة الذي يجعل تحت ذنبها. قاله في مادة (ثفر) من "النهاية".
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر: وهو العمري. سالم أبو النضر: هو ابن أبي أمية التيمي المدني.
وأخرجه أحمد 44/ (26593) عن سريج بن النعمان، بهذا الإسناد. ولم ينسب فاطمة فيه.
وأخرجه أحمد (26740)، وأبو داود (278) من طريق وهيب بن خالد، عن أيوب السختياني، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة. ولم ينسب فاطمة، ورواه عن أيوبَ سفيانُ بن عيينة عند الحميدي (304) والدارقطني (793)، وعبدُ الوارث بن سعيد عند الدارقطني (794)، فنسبا فاطمة: بنت أبي حُبيش. =
وأما حديث عائشة:
7059 -
فأخبرَناه أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن سليمان التُّسْتَري، حدَّثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن بَزِيع، حدَّثنا حماد بن زيد، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عائشة: أنَّ فاطمةَ بنت قيس استفتتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني أُستحاضُ فلا أطهُرُ، أفأدَعُ الصلاة؟ قال:"إنما ذلكِ عِرقٌ ليس بالحيض، وغُسلٌ واحدٌ أتمُّ من الوضوء"
(1)
.
= وأخرجه أحمد (26510)، وابن ماجه (623)، والنسائي في "المجتبى"(354) من طريق عبيد الله بن عمر، وأحمد (26716)، وأبو داود (274)، والنسائي (208) و (355) من طريق مالك، كلاهما عن نافع مولى ابن عمر، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة. فأبهما المرأة ولم يسمياها.
وأخرجه أبو داود (275) من طريق الليث بن سعد، و (277) من طريق صخر بن جويرية، كلاهما عن نافع، عن سليمان بن يسار، أنَّ رجلًا أخبره عن أم سلمة، فذكره. وانظر "علل الدارقطني"(3957/ 8).
وانظر ما قبله وما بعده.
قولها: "أُستَحاضُ" بضم الهمزة وفتح المثنَّاة، أي: استمرَّ بها الدَّمُ بعد أيامها المُعتادة، فهي مُستحاضة، والاستحاضة: جَرَيان الدَّم من فَرْجِ المرأة في غير أوانه. قاله الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 1/ 679.
(1)
إسناده صحيح، لكن قوله:"غسل واحد أتم من الوضوء" إنما هو من كلام هشام بن عروة، وليس مرفوعًا كما بيَّنه يحيى القطان في روايته، وكلُّ من أخرج الحديث سمَّى المرأةَ فاطمةَ بنت أبي حبيش، وليس بنت قيس كما عند المصنِّف.
وأخرجه مسلم (333)(62)، وابن ماجه (621) عن عبد الله بن الجراح، والنسائي في "الكبرى"(217) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. ولم يسق مسلم وابن ماجه لفظ رواية حماد بن زيد. وقال مسلم: وفي حديث حماد بن زيد زيادة حرف تركنا ذكره. وليس في رواية النسائي قوله: "غسل واحد أتم"، ونسبت فاطمة عنده بنت أبي حبيش، وقال عقبه: لا أعلم أحدًا ذكر في هذا الحديث "وتوضئي"(يعني مكان الغسل) غير حماد بن زيد، وقد روى غيرُ واحد عن هشام ولم يذكر فيه "وتوضئي". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه أحمد 42/ (25622) عن يحيى القطان، والبخاري (306)، وابن حبان (1350) من طريق مالك، والبخاري (331)، وأبو داود (282) من طريق زهير بن معاوية، والبخاري (320) من طريق سفيان بن عيينة، وأحمد (25622)، ومسلم (333)، والترمذي (125)، والنسائي في "المجتبى"(212) و (359) من طريق وكيع، والترمذي (125)، والنسائي في "المجتبى"(212) و (359) من طريق عبدة بن سليمان، ومسلم (333)(62) من طريق عبد الله بن نمير وجرير بن عبد الحميد وعبد العزيز بن محمد، والنسائي في "الكبرى"(218) من طريق خالد بن الحارث، كلهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت: قالت فاطمة بنت أبي حبيش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إني لا أطهر - أفأدع الصلاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنما ذلك عرق وليس بالحيضة، فإذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة، فإذا ذهب قدرُها، فاغسلي عنك الدم وصلي". وفي رواية أحمد، قال يحيى القطان: قلت لهشام: أغسلٌ واحد تغتسل، وتوضَّأُ عند كل صلاة؟ قال: نعم!
وقال النسائي: حديث مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة أصح ما يأتي في المستحاضة.
وأخرجه البخاري (228)، ومسلم (333)(62)، والترمذي (125) من طريق أبي معاوية الضرير، عن هشام، به. وزاد فيه البخاري والترمذي عن هشام: أنَّ أباه عروة قال فيه: "توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت".
وأخرجه ابن حبان (1354) من طريق أبي حمزة السكري، عن هشام بن عروة، به: أنَّ فاطمة بنت أبي حبيش أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إني أستحاض الشهر والشهرين، قال:"ليس ذاك بحيض، ولكنه عرق، فإذا أقبل الحيض، فدعي الصلاة عدد أيامك التي كنت تحيضين فيه، فإذا أدبرت فاغتسلي، وتوضئي لكل صلاة".
وأخرجه ابن حبان (1355) من طريق أبي عوانة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المستحاضة، فقال:"تدع الصلاة أيامها، ثم تغتسل غسلًا واحدًا، ثم تتوضأ عند كل صلاة".
وزيادة الوضوء لكل صلاة وردت أيضًا في رواية محمد بن عجلان ويحيى بن هاشم وأبي حنيفة وحماد بن سلمة عن هشام بن عروة، انظر رواياتهم عند تخريج الحديث (25621) من "مسند أحمد".
ووردت الزيادة أيضًا في حديث عروة بن الزبير من غير طريق ابنه هشام، فأخرج أحمد 40/ (24145)، وأبو داود (298)، وابن ماجه (624) من طريق الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، عن عائشة، قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= إني امرأة أستُحاض فلا أطهر، أفادع الصلاة؟ قال:"لا، إنما ذلك عرق وليس بالحيضة، اجتنبي الصلاة أيام محيضك، ثم اغتسلي وتوضئي لكل صلاة، وإن قطر الدم على الحصير".
وأخرجه أبو داود (286)، والنسائي في "الكبرى"(215)، والحاكم (627) من طريق محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي، عن محمد بن عمرو، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن فاطمة بنت أبي حبيش: أنها كانت تستحاض، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا كان دم الحيضة، فإنه دم أسود يعرف، فإذا كان ذلك، فأمسكي عن الصلاة، فإذا كان الآخر، فتوضئي وصلِّي، فإنما هو عرق". هكذا حدث به ابن أبي عدي من كتابه كما قال أبو داود والنسائي.
ثم حدَّث به من حفظه، فقال: حدَّثنا محمد بن عمرو، عن ابن شِهاب، عن عروة، عن عائشة: أن فاطمة بنت أبي حبيش كانت تُستحاض، فذكره. فجعله من مسند عائشة. أخرجه كذلك أبو داود عقب (286)، والنسائي في "الكبرى"(216)، وابن حبان (1348).
وأخرجه البيهقي 1/ 325 من طريق الإمام أحمد، عن محمد بن أبي عدي، عن محمد بن عمرو، عن ابن شِهاب، عن عروة: أنَّ فاطمة بنت أبي حبيش، فذكره.
قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: كان ابن أبي عدي حدَّثنا به عن عائشة، ثم تركه.
وأخرجه الدارقطني (792) من طريق خلف بن سالم، عن محمد بن أبي عدي، عن محمد بن عمرو، عن ابن شِهاب، عن عروة، عن فاطمة بنت أبي حبيش: أنها كانت تستحاض، فذكره.
قال أبو حاتم فيما نقله ابنه في "العلل"(117): لم يتابع محمد بن عمرو على هذه الرواية، وهو منكر.
ورواه خالد بن عبد الله عن سهيل بن أبي صالح عند أبي داود (296) وعند المصنف فيما سلف برقم (628) واللفظ له - عن الزهري، عن عروة بن الزُّبير، عن أسماء بنت عُمَيس قالت: قلت لرسول الله: إنَّ فاطمة بنت أبي حُبَيش استُحِيضت منذُ كذا وكذا فلم تصلِّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سبحان الله، هذا من الشيطان، لتَجلِسْ في مِركَنٍ، فإذا رأت الصُّفارة فوقَ الماء فلتغتَسِلْ للظُّهر والعصر غُسلًا واحدًا، وتغتسل للمغرب والعشاء غُسلًا واحدًا، وتغتسل للفجر، وتتوضَّأ فيما بين ذلك". فجعله من مسند أسماء بن عميس.
ورواه جرير بن عبد الحميد عند أبي داود (281)، فقال في روايته: عن سهيل بن أبي صالح، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، حدثتني فاطمة بنت أبي حبيش أنها أمرت أسماء، أو أسماء حدثتني: أنها أمرتها فاطمة بنت أبي حبيش أن تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فظهر أنَّ الشك من عروة نفسه.
ذكرُ الشِّفاء بنت عبد الله القُرشية رضي الله عنها
7060 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدَّثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري، قال: ومِن نساءِ قريش اللّاتِي صَحِبْنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الشِّفاءُ بنت عبد الله، وهي أمُّ سليمان بن أبي حَثْمة القرشي، وجدَّةُ أبي بكر بن سليمان بن أبي حَثْمةَ.
7061 -
حدَّثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدَّثنا الحسن بن الجَهْم، حدَّثنا الحسين بن الفَرَج، حدَّثنا محمد بن عمر قال: والشِّفاءُ بنت عبد الله أسلمت قبلَ الفتح، وبايعت رسولَ الله.
7062 -
حدَّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدَّثنا العباس بن محمد الدُّوري، حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدَّثنا أبي، عن صالح بن كَيسان، حدَّثنا إسماعيل بن محمد بن سعد، أنَّ أبا بكر بن سليمان بن أبي حَثْمة القرشي حدَّثه: أَنَّ رجلًا من الأنصار خرجت به نَمْلَةٌ، فدُلَّ أَنَّ الشِّفاء بنت عبد الله تَرْقي من النَّملة، فجاءها فسألها أن تَرقِيَه فقالت: والله ما رَقَيتُ منذ أسلمتُ، فذهب الأنصاريُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبَره بالذي قالتِ الشفاءُ، فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الشِّفاء، فقال:"اعرِضِي عليَّ" فعَرَضَتْها عليه، فقال:"ارقِيهِ، وعلِّمِيها حفصة كما علَّمتِيها الكِتابَ"
(1)
.
(1)
رجاله ثقات، لكن اختلف في وصله وإرساله، والراجح إرساله.
فرواه إبراهيم بن سعد الزهري - كما عند المصنف هنا - عن صالح بن كيسان، عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة. وظاهره الإرسال، فإنَّ أبا بكر بن سليمان تابعيٌّ.
وخالفه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عند أحمد 45/ (27095)، وأبي داود (3887)، والنسائي (7501)، فرواه عن صالح بن كيسان، عن أبي بكر بن سليمان، عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال لي: "ألا تعلِّمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة؟ فذكره مختصرًا، وأسنده عن الشفاء، وأسقط منه إسماعيل بن محمد. وفي رواية النسائي: عن أبي بكر: أنَّ الشفاء قالت، فذكرته. =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
وقد سمعه أبو بكر بن سليمان من جدَّته:
7063 -
كما حدَّثَناه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشَّيبانيُّ، حدَّثنا حامد بن أبي حامد المُقرئ، حدَّثنا إسحاق بن سليمان الرازي، حدَّثنا الجرَّاح بن الضحَّاك الكِنْدي، عن كُريب بن سليمان
(1)
الكِنْدي، قال: أخذَ بيدي عليُّ بن الحسين بن علي حتى انطلقَ بي إلى رجلٍ من قُريشٍ أحدِ بني زُهرة، يُقال له: ابن أبي حَثْمة، وهو يُصلِّي قريبًا منه، حتى فَرَغَ ابن أبي حَثْمة من صلاتِه، ثم أقبلَ علينا بوجهه، فقال له عليُّ بن الحسين: الحديثَ الذي ذكرتَ عن أمِّكَ في شأنِ الرُّقية، فقال: نعم، حدَّثتني أمِّي: أنَّها كانت تَرقي برُقْيةٍ في الجاهلية، فلما أن جاءَ الإسلامُ قالت: لا أَرقِي حتى أستأمِرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"ارقِي ما لم يكن شِركٌ بالله عز وجل"
(2)
.
= ورواه محمد بن المنكدر عن أبي بكر بن سليمان واختلف عليه؛ فرواه بعضُهم عنه موصولًا من مسند حفصة أم المؤمنين، ورواه بعضُهم عنه عن أبي بكر بن سليمان مرسلًا، ورجح الدارقطني في "العلل"(4058) إرساله. وسيورده المصنف من طريق ابن المنكدر برقم (8480).
وأخرجه عبد الرزاق (19768) عن معمر، عن الزهري، قال: بلغني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة: "ألا تعلمين هذه رُقية النملة - يريد حفصة زوجته - كما علَّمتها الكتابة؟ ".
وفي باب الرخصة في رقية النملة عن أنس عند مسلم (2196).
وسيأتي تفسير النملة عن أبي عبيد برقم (7065): قروح تخرج في الجَنب وغيره.
(1)
كذا وقع في النسخ الخطية: ابن سليمان، والذي في "الجرح والتعديل" 7/ 169، و "ثقات ابن حبان" 5/ 339: ابن سُليم.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم غير كريب بن سليم الكندي، فهو مجهولٌ تفرَّد بالرواية عنه الجراح بن الضحاك، وذكره البخاري 7/ 231 وابن أبي حاتم 7/ 169، وسكتا عنه، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وابنُ أبي حثمة الذي يروي عنه كريب، وقع عند المصنف هنا أنه من بني زُهرة، وليست هذه العبارة عند أحد ممن أخرج الحديث، والمعروف أنه عدوي لا زهري كما في كتب التراجم، وعدَّه =
7064 -
حدَّثنا بالحديث على وجهه أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مَطَر الزَّاهد العَدْل إملاءً سنةَ سبعٍ وثلاثين وثلاث مئة، حدَّثنا محمود بن محمد الواسطي، حدَّثنا إبراهيم بن عبد الله أبو إسحاق الهَرَوي، حدثني عثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حَثْمةَ القُرشي العَدَوي، حدثني أبي، عن جدِّي عثمان بن سليمان، عن أبيه، عن أُمِّه الشَّفاء بنت عبد الله: أنها كانت تَرقِي برُقًى في الجاهلية، وأنَّها قد كانت بايَعَت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبلَ الهجرة، فقَدِمَت عليه مُهاجرةً، فقالت: يا رسول الله، إني كنتُ أَرْقي برُقًى في الجاهلية، وقد رأيتُ أن أعرِضَها عليك، فقال:"اعرِضِيها"، فعرضَتْها عليه، وكانت فيها رُقْيةُ النَّمْلة، فقال:"ارقِي بها، وعلِّميها حفصةَ"؛ باسم الله صَلَوَا صُلب جبر، تعوُّذًا
(1)
من أفواهِها، ولا تضرُّ أحدًا، اللهمَّ اكشفِ البأسَ ربَّ الناس، قالت: تَرقِي بها على عُودِ كُركُم سبعَ مرَّات، وتضعُه مكانًا
= ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 169 أبا بكر بن سليمان المذكور في الحديث السابق، وعليه فإنه أراد بأمِّه جدّتَه الشِّفاء، سمّاها أمَّه على عادة العرب في تسمية الجدة أمًا وتسمية الجد أبًا، لكن أورد هذا الحديثَ الحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 22/ 213 - 214 في ترجمة سليمان بن أبي حثمة والد أبي بكر، وهو الأقرب إلى سياق الحديث، وعليه تكون الشفاء وهي أمَّه، وليست جدَّته، والله أعلم.
وأخرجه ابن صاعد في "مجلسين من أماليه"(13) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 22/ 213 - 214 - من طريق محمد بن يزيد العجلي، وابن حبان (6092)، والطبراني في "الكبير" 24/ (796) من طريق محمد بن العلاء بن كريب، كلاهما عن إسحاق بن سليمان، بهذا الإسناد.
ويشهد لقوله: "ارقي ما لم يكن شركٌ بالله" حديثُ عوف بن مالك عند مسلم (2200).
(1)
تحرَّف في النسخ إلى: صلوت حين يعود، والمثبت من كتب الصحابة، كالاستيعاب وأسد الغابة والإصابة، وفي "معرفة الصحابة" لأبي نعيم: صلق صلب، وهو تحريف. والصلوان في الوركين، الواحد صَلًا مقصور، وهو الفرجة التي بين الجاعرة (حَرْف الورك المُشرِف على الفخِذ) وبين الذنَب عن يمين وشمال. قاله ثابت بن أبي ثابت في كتابه "خلق الإنسان" ص 303.
نظيفًا، ثم تَدلُكُه على حَجَر
(1)
، وتَطلِيه على النَّملة
(2)
(3)
.
7065 -
أخبرني محمد بن الحسن، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدَّثنا أبو عُبيدٍ قال: قال الأصمعيُّ: النَّمْلة هي قُروحٌ تخرُجُ في الجَنْب وغيره.
7066 -
أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشَّعراني، حدَّثنا جَدِّي، حدَّثنا إسماعيل بن أبي أوَيس، حدثني سليمان بن بلال، عن موسى بن عُبيدة، عن عبد المجيد بن سهيل الزُّهْري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن الشِّفاء ابنةِ عبد الله قالت: جئتُ يومًا حتى دخلتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فسألتُه وشكوتُ إليه، فجعل يعتِذرُ إليَّ، وجعلتُ ألومُه، قالت: ثم حانت الصلاةُ الأولى فدخلتُ بيت ابنتي، وهي عند شُرَحْبيل ابن حَسَنة، فوجدتُ زوجَها في البيت، فجعلتُ ألومُه، وقلت: حضرتِ الصلاةُ وأنت هاهنا؟! فقال: يا عمَّةُ، لا تَلُوميني؛ كان لي ثوبان استعار أحدَهما النبيُّ صلى الله عليه وسلم[فقلتُ]: أنا ألومُه وهذا شأنُه! فقال شُرَحبيل: إنما كان في أحدِهما دِرعٌ
(4)
فَرَقَعناه
(5)
.
(1)
زاد بعد "حجر" في "معرفة الصحابة" و "الاستيعاب" ص 915: بخلِّ خمرٍ ثَقِيفٍ (شديد الحموضة).
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: النورة، والمثبت من المصادر المذكورة.
(3)
صحيح لغيره دون ذكر لفظ الرقية؛ فقد انفرد به عثمان بن عمر الحثمي، قال ابن معين: لا أعرفه، وقال ابن عدي: مجهول.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7708) من طريق الحسن بن سفيان، عن إبراهيم بن عبد الله الهروي، عن عثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة العدوي، حدثني أبي عمرُ بن عثمان، عن أبيه، عن الشفاء. ليس فيه جده سليمان.
(4)
كذا في النسخ: كان في أحدهما، وفي "شعب الإيمان": إنما كان أحدُهما ثوبَ درعٍ، فرقعنا جَيْبَه.
(5)
إسناده ضعيف من أجل موسى بن عبيدة: وهو الرَّبَذي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(3219) من طريق أبي زرعة الدمشقي، عن إسماعيل بن أبي أويس، بهذا الإسناد. =
ذكر أمِّ عبد الله ليلى بنت أبي حَثْمة القُرشية العَدَوية رضي الله عنها
7067 -
حدَّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار، حدَّثنا يونس بن بُكير، عن ابن إسحاق قال: وممّن هاجر إلى الحبشة عامرُ بن رَبيعة، ومعه امرأتُه ليلى بنتُ أبي حَثْمَة بن غانم بن عوف بن عُبيد بن عُوَيج بن عَدِيّ بن كعب.
7068 -
حدَّثَناه أبو عبد الله الأصبهاني، حدَّثنا الحسن بن الجَهْم، حدَّثنا الحسين بن الفَرَج، حدَّثنا محمد بن عمر قال: فحدثني مَعمَر، عن الزُّهْري، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: ما قَدِمَت [ظَعينةٌ]
(1)
المدينةَ من المهاجراتِ أولَ من ليلى بنت أبي حَثْمة مع أَبي، وهو زوجُها عامر بن ربيعة.
7069 -
حدَّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار، حدَّثنا يونس بن بُكير، عن ابن إسحاق، حدثني عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عيّاش، عن عبد العزيز بن عبد الله بن عامر بن رَبيعة، عن أبيه، عن أمِّه أمِّ عبد الله بنت أبي حَثْمةَ قالت: والله إنا لَنرحلُ إلى أرض الحَبشة، وقد ذهبَ عامرٌ في بعض حاجتِنا، إذ أقبل عمرُ بن الخطاب حتى وَقَفَ عليَّ وهو على شِركِه، وكنَّا نلقَى منه البلاءَ وشدةً
(2)
علينا، فقال: إنه لَلانطِلاقُ يا أمَّ عبد الله؟ فقلتُ: نعم، والله لنَحْرُجِنَّ في أرض الله، آذيتُمونا وقهرتُمونا، حتى يجعلَ الله لنا مَخرَجًا، فقال: صَحِبَكم الله،
= وأخرجه بنحوه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(636) و (3176)، والطبراني في "الكبير" 24/ (789) و (795)، وابن السني في "القناعة"(45)، وأبوالشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (159)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3728) و (7707) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة به. وإسناده تالف، عبد الوهاب بن الضحاك متهم لا يفرح به.
(1)
سقط من النسخ، وأثبتناه من "طبقات ابن سعد" 3/ 360، و "الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم (322)، وغيرهما.
(2)
في النسخ الخطية: شد، غير (ص)، ففيها: شدا، والمثبت من "سيرة ابن هشام".
ورأيت له رِقَّةً لم أكن أراها، ثم انصرف وقد أحزنَه فيما أُرى خروجُنا، قال: فجاء عامرٌ من حاجتِه تلك، فقلتُ: يا أبا عبد الله، لو رأيتَ عمر آنفًا ورِقَّتَه وحُزْنَه علينا، قال: فيُطْمَعُ في إسلامه؟ قلتُ: نعم، قال: لا يُسلِمُ الذي رأيتِ حتى يُسلِمَ حِمارُ
(1)
الخطَّاب، قال يائسًا منه ممّا كان يَرَى من غِلظِته وقَسوتِه على الإسلام
(2)
.
ذكرُ فاطمةَ بنتِ الخطَّاب بن نُفَيل أخت عُمَرَ رضي الله عنهما
7070 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدَّثنا مصعب بن عبد الله الزُّبَيري قال: ومنهنَّ فاطمةُ بنت الخطاب بن نُفيل امرأةُ سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل، وكانت قد أسلمت قبل عمر، وكانت من أولِ المبايعات بمكة.
7071 -
حدَّثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، حدَّثنا أبو عمرو أحمد بن المبارك المُستملي، حدَّثنا علي بن خَشْرَم، حدَّثنا إسحاق بن يوسف، عن القاسم بن عثمان أبي العلاء البصري، عن أنس بن مالك: أنَّ رجلًا من بني زُهْرة لقي عمر
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: جمل، والتصويب من مصادر التخريج، ومنها البيهقي في "الدلائل" عن الحاكم.
(2)
إسناده محتمل للتحسين، عبد الرحمن بن الحارث مختلف فيه، ضعَّفه علي بن المديني وأحمد والنسائي، ووثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان، وقال ابن معين مرة: لا بأس به، ومرة: صالح، وقال أبو حاتم: شيخ. وشيخه عبد العزيز بن عبد الله ترجم البخاري 6/ 12 و 13 وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 385 و 386 لاثنين هما واحد، وسكتا عنه، وقد روى عنه اثنان أو ثلاثة، وذكره ابن حبان 7/ 110. وانظر تعليق الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" على ذلك.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 221 عن أبي عبد الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن هشام في "السيرة" 1/ 342، وعبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة"(371)، والمحاملي في "أماليه - رواية ابن البيع"(24)، والطبراني في "الكبير" 25/ (47)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7832)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 44/ 23 من طريق محمد بن إسحاق وأبهم في رواية عبد الله بن أحمد عبدُ العزيز بن عبد الله، وجُعل مكانه: عمَّن لا يُتهم.
قبلَ أن يسلمَ وهو متقلِّد بالسَّيف، فقال: إلى أين تَعمِدُ؟ قال: أريدُ أن أقتلَ محمدًا، قال: أفلا أدلُّك
(1)
على العَجَبِ يا عمرُ؟! إِنَّ خَتَنَك سعيدًا وأختَكَ قد صَبَوَا وتركا دينَهما الذي هما عليه، قال: فمشَى عمر إليهم ذامِرًا، حتى إذا دنا من الباب، قال: وكان عندَهما رجلٌ يُقال له: خبَّاب، يُقرئهما سورة (طه)، فلما سَمِعَ حَبَّابٌ بحِسٌ عمر دخلَ تحتَ سريرٍ لهما، فدخلَ عمرُ، فقال: ما هذه الهَيْنمةُ التي رأيتُها عندكم؟ قالا: ما عدا حديثًا تحدَّثناه بينَنا، قال: لعلكما صَبوتُما وتركتُما دينَكما الذي أنتما عليه، فقال له خَتَنُه سعيدُ بن زيد: يا عمرُ، أرأيتَ إن كان الحقُّ في غير دينِك؟! فأقبلَ على خَتَنِه فَوَطِئَه وطئًا شديدًا، قال: فدفعَتْه أختُه عن زوجِها، فضربَ وجهَها فأدمَى وجهَها، قالت: أرأيتَ إن كان الحقُّ في غير دينك؟! أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، وأشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، قال: فسكتَ، فقالت أختُه: قُمْ فاغتسِلْ أو توضأ
(2)
.
7072 -
أخبرَناه عبد الرحمن بن حَمْدان الجَلَاب بهَمَذان، حدَّثنا محمد بن أحمد بن بُرْد الأنطاكي، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم الحُنَيني، حدَّثنا أسامة بن زيد بن
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: أراك، والتصويب من مصادر التخريج.
(2)
إسناده ضعيف، القاسم بن عثمان قال البخاري: له أحاديث لا يتابع عليها، وقال الدارقطني عقب حديثه هذا في "السنن": ليس بقوي، وقال العقيلي في "الضعفاء" 3/ 383: لا يتابع على حديثه، حدَّث عنه إسحاقُ الأزرق أحاديث لا يتابع عليها، وأورده ابن حبان في "ثقاته" وقال: ربما أخطأ.
وأخرجه مطولًا ومختصرًا ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 248، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 2/ 657 - 659، والطبراني في "الأوسط"(1860)، والدارقطني في "السنن"(441)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 1/ 88، وفي "دلائل النبوة" 2/ 219 - 220، والضياء المقدسي في "المختارة" 7/ (2573) من طرق عن إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإسناد. وقال الطبراني: لا يروى عن أنس إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به القاسم.
قوله: "ذامرًا"، أي: متهددًا كما في "النهاية" لابن الأثير (ذمر).
أسلم، عن أبيه، عن عمر قال: لما فَتَحَتْ لي أختي قلتُ: يا عدوَّةَ نفسِها، أصَبَوتِ؟ قالت: ورفع شيئًا، فقلتُ: يا ابنَ الخطاب، ما كنتَ صانعًا فاصنَعْه، فإني قد أسلمتُ. قال: فدخلتُ فجلستُ على السَّرير، فإذا بصحيفةٍ وَسَط البيت، فقلتُ: ما هذه الصحيفةُ هاهنا؟ قالت: دَعْنا عنكَ يا ابنَ الخطاب، أنت لا تغتسِلُ من الجنابة ولا تَطهَّرُ، وهذا لا يمسُّه إلَّا المطهَّرون
(1)
.
ذكرُ أسماءَ بنتِ سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل وهي ابنةُ فاطمة بنتِ الخطاب رضي الله عنهم
7073 -
حدَّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدَّثنا عبيد الله بن سعيد بن كَثير بن عُفير، حدَّثنا أبي، حدَّثنا سليمان بن بلال، عن أبي ثِفال المُرِّي، قال: سمعتُ رَبَاح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان، يقول: حدثتني جدَّتي أسماءُ بنت سعيد بن زيد
(1)
إسناده ضعيف، إسحاق الحُنيني وأسامة بن زيد ضعيفان. وسقط من رواية المصنف أسلمُ جدُّ أسامة. وإلى ذلك أشار الذهبي في "التلخيص"، فقال: وقد سقط منه، وهو واهٍ منقطع. قلنا: وهو ثابت في مصادر التخريج.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 217 - 220 من طريق محمد بن عبد الله بن إبراهيم، عن أبي الوليد محمد بن أحمد بن برد الأنطاكي، عن إسحاق بن إبراهيم الحنيني، عن أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب فذكره مطولًا.
وأخرجه مطولًا ومختصرًا عبدُ الله بن أحمد في "فضائل الصحابة"(376) و (377)، والبزار في "مسنده"(279)، والآجري في "الشريعة"(1347)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7790)، وفي "الحلية" 1/ 41، وقوامُ السُّنة الأصبهاني في "سير السلف" ص 94 - 97، وابن عساكر في "تاريخه" 44/ 31 - 33 من طرق عن إسحاق بن إبراهيم الحنيني، عن أسامة بن زيد ابن أسلم، عن أبيه، عن جده أسلم، به وسقط من رواية عبد الله الثانية: عن جده.
وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أسامة بن زيد عن أبيه عن جده عن عمر إلَّا إسحاقُ بن إبراهيم الحنيني، ولا نعلم يُروى في قصة إسلام عمر إسنادٌ أحسن من هذا الإسناد، على أنَّ الحنيني قد ذكرنا أنه خرج عن المدينة فكُفَّ واضطرب حديثُه.
وفي الباب عن ابن عبّاس عند أبي نعيم في "المعرفة"(7789)، وإسناده ضعيف جدًّا.
ابن عمرو، أنها سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا صلاةَ لمن لا وضوءَ له، ولا وضوءَ لمن لم يَذكُرِ اسمَ الله عليه، ولا يُؤْمِنُ بالله مَن لا يُؤْمِنُ بي ولا
(1)
يُحِبُّ الأنصار"
(2)
.
ذكرُ أمِّ نُبَيهٍ بنت الحجَّاج أُمِّ عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
7074 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه ببغداد، حدَّثنا الحسن بن مُكرَم، حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا عبد الملك بن قُدَامة بن بن أوْس بن قُدامة بن مَظعون
(3)
، حدثني عمر بن شعيب - أخو عمرو بن شعيب بالشام، عن أبيه،
(1)
كذا في (ز) وضبب عليها، و (ب)، وفي (م) و (ص): ويحب الأنصار، والذي في "المسند" وغيره: "
…
ولا يؤمن بالله من لا يؤمن بي، ولا يؤمن بي من لا يحب الأنصار".
(2)
إسناده ضعيف من أجل أبي ثفال المري: واسمه ثمامة بن وائل بن حصين، وعبيد الله بن سعيد بن كثير - وإن كان ضعيفًا - متابع.
وأخرجه أحمد 45/ (27146) عن يونس بن محمد، عن أبي معشر، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن أبي ثفال المُرِّي، عن رباح بن عبد الرحمن بن حويطب، عن جدته قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، فذكرته.
وخالف أبا معشر جمعٌ من أصحاب ابن حرملة، فأخرجه أحمد 27/ (16651) و 38/ (23236) و 45/ (27145) من طريق حفص بن ميسرة، وأحمد 45/ (27147) من طريق وهيب بن خالد، والترمذي (25)، من طريق بشر بن المفضل، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن حرملة، عن أبي ثفال، عن رباح بن عبد الرحمن، عن جدته، أنها سمعت أباها سعيد بن زيد، فجعلوه من مسند أبيها سعيد بن زيد.
وأخرجه كذلك عبد الله بن أحمد 27/ (16652) من طريق يزيد بن عياض، عن أبي ثفال، به.
فجعله أيضًا من مسند سعيد بن زيد.
وانظر تتمة تخريجه والكلام عليه في "المسند".
وفي الباب عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وسهل الساعدي سلفت أحاديثهم عند المصنف بالأرقام (519) و (521) و (994)، وكلها ضعيفة.
(3)
كذا وقع في النسخ الخطية للمستدرك"، ولم يرد بهذا النسب في شيء من المصادر، وليس في الرواة من يسمى بهذا الاسم، والمعروف هو عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي، وهو الذي يروي عنه يزيد بن هارون كما في "الجرح والتعديل" و "التهذيب" =
عن جدِّه قال: كانت أمُّ نُبيهٍ بنت الحجَّاج أمُّ عبد الله بن عمرو امرأةً تُهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتُلطِفُه، فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا زائرًا، فقال:"كيف أنتِ يا أمَّ عبد الله؟ " قالت: بخيرٍ بأبي أنتَ وأمِّي يا رسولَ الله، قال:"وكيف عبدُ الله؟ " قالت: بخيرٍ بأبي أنت وأمِّي، وعبدُ الله رجلٌ قد تخلَّى من الدُّنيا، قال:"كيف؟ " قالت: حرَّمَ النومَ فلا ينامُ ولا يُفطِرُ، وحرَّمَ اللحمَ فلا يَطْعَمُ اللحمَ، ولا يُؤدِّي إلى أهلِه حقَّهم، قال:"أينَ هو؟ " قالت: خرجَ آنفًا يُوشِكُ أن يَرجِعَ يا رسولَ الله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"فإذا جاءَكِ فاحبِسيه عليَّ"، فلم يَلبَثْ عبدُ الله أن جاء، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ لنفسِكَ عليكَ حقًّا، وإنَّ لأهلِكَ عليك حقًّا"
(1)
.
= وغيرهما، وكذلك نسبه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 428، وقال: هو أخو صالح. لكن جعله في أول الترجمة من ولد قدامة بن مظعون، وهذا إشكال، فحاطب الجمحي: هو ابن الحارث بن معمر، صحابي آخر، لكن قال البخاري في ترجمة صالح أخي عبد الملك من "التاريخ الكبير" 4/ 288: وجدَّته عائشة بنت قدامة بن مظعون. فيفهم منه أن قوله: من ولد قدامة بن مظعون، هو من ناحية جدته عائشة بنت قدامة بن مظعون، والله أعلم.
(1)
إسناده ضعيف بهذا السِّياق، عبد الملك بن قدامة الجمحي ضعيف، وعمر بن شعيب يهمُ كما قال الدارقطني.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" 31/ 276 - 277 من طريق أبي العباس الأصم، عن الحسن بن مُكرَم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولًا ومختصرًا ابن سعد في "الطبقات" 7/ 413، والحارث في "مسنده" كما في "بغية الباحث"(756)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(805)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7977)، والخطيب في "تالي تخليص المتشابه" 1/ 158 - 159، وقوام السنة الأصبهاني في "سير السلف الصالحين" ص 503 - 504، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" 3/ 248 - 249 من طرق عن يزيد بن هارون به.
وخالف يزيدَ بن هارون إسماعيلُ بن أبي أويس - وهو ليس بذاك القوي - فرواه عن عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم الجمحي، أنه سمع عمرو بن شعيب، ثم حفظ عن أبيه بعد ذلك، وكنت سمعته منه أنا وأبي جميعًا، قال: حدثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن أبي جده عبد الله بن عمرو، فذكره. أخرجه كذلك ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(187)، وأبو نعيم (7978). =
ذكرُ سَهْلةَ بنتِ سُهيل امرأة أبي حذيفة بن عُتبة
7075 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدَّثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: ومن نِساءِ بني عامر بن لؤي سهلةُ بنت سُهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد وَدّ بن نصر بن مالك بن حِسْل، وكانت ممن هاجرت معَ زوجِها أبي حذيفةَ إلى أرض الحبشة، فولدت له بالحبشةِ محمدَ بن أبي حذيفة.
7076 -
حدَّثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدَّثنا بَحْر بن نَصْر، حدَّثنا عبد الله بن وهب، حدَّثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن عَمْرة بنت عبد الرحمن، عن سهلةَ امرأة أبي حذيفة: أنها ذَكَرت لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم سالمًا مولى أبي حذيفةَ ودخولَه عليها، فزعمت: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أمرَها أن تُرضِعَه، فأرضعته وهو رجلٌ بعدما شَهِدَ بدرًا
(1)
.
= وسلف بسياق آخر عند المصنف برقم (6373).
وأخرج أحمد 11/ (6867)، والبخاري (1975) و (5199) و (6134)، ومسلم (1159)(182)، والنسائي (2712) و (2935)، وابن حبان (3571) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الله، ألم أُخبَر أنك تصوم النهار، وتقوم الليل؟ " فقلت: بلى يا رسول الله، قال:"فلا تفعل، صُم وأفطِرُ، وقُم ونَمْ، فإنَّ لجسدك عليك حقًّا، وإنَّ لعينك عليك حقًّا، وإنَّ لزوجك عليك حقًّا، وإنَّ لزَورك عليك حقًّا، وإنَّ بحَسْبك أن تصوم كلَّ شهر ثلاثة أيام، فإنَّ لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإنَّ ذلك صيام الدهر كله"، فشدَّدت فشدد علي، قلت: يا رسول الله، إني أجد قوة، قال:"فصُم صيامَ نبي الله داود، ولا تزد عليه"، قلت: وما كان صيام نبي الله داود؟ قال: "نصف الدهر". فكان عبد الله يقول بعدما كبر: يا ليتني قبلتُ رخصة النبي صلى الله عليه وسلم.
وله طرق كثيرة عن عبد الله بن عمرو مطولة ومختصرة، ساقها الإمام أحمد في "مسنده"، انظر أرقامها فيه عند الحديث (6477)، ومسلم في "صحيحه"(1159).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رواته ثقات، لكن اختلف فيه على يحيى بن سعيد - وهو الأنصاري - كما تقدَّم عند الرواية السالفة برقم (2725). وعمرة بنت عبد الرحمن لا نعلم لها =
7077 -
حدَّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدَّثنا الربيع بن سليمان، حدَّثنا عبد الله بن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد وربيعةَ، عن القاسم، عن عائشة قالت: أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم سهلةَ امرأةَ أبي حذيفة أن تُرضِعَ سالمًا مولى أبي حذيفة حتى تذهبَ غَيْرةُ أبي حذيفة، فأرضعته وهو رجلٌ. قال ربيعةُ: وكان رخصةً لسالم
(1)
.
= سماعًا من سهلة بنت سهيل، فالظاهر أنَّ عمرة أرسلته عن سهلة، ولا سيما أنَّ الليثَ بن سعد خالفه اثنان: يزيدُ بن هارون وسليمانُ بن بلال، فروياه عن يحيى بن سعيد عن عمرة مرسلًا كما بيناه عند الرواية السالفة برقم (5072).
وخالف ابنَ وهب مطَّلبُ بن شعيب عند ابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 258 - 259، فرواه عن الليث، قال: حدثني ابن الهاد، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن امرأة أبي حذيفة: أنها ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سالمًا مولى أبي حذيفة ودخوله عليها، فزعمت عمرةُ: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن ترضعه، فأرضعته وهو رجلٌ بعدما شهد بدرًا. فزاد بين الليث ويحيى بن سعيد يزيدَ بنَ عبد الله بن الهاد، وجعل آخره على صورة المرسل.
(1)
إسناده صحيح. ربيعة: هو ابن أبي عبد الرحمن المدني، والقاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.
وأخرجه النسائي (5456)، وابن حبان (4213) من طريقين عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 42/ (25649)، ومسلم (1453)(27) و (28)، والنسائي (5452) و (5457) من طريق عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، وأحمد 43/ (26115) من طريق عبيد الله بن أبي زياد، كلاهما عن القاسم بن محمد، به.
ورواه عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، فاختلف عليه فيه:
فرواه سفيان بن عيينة عنه، عن أبيه القاسم، عن عائشة، كرواية ابن أبي مليكة وابن أبي زياد، عند أحمد 40/ (24108)، ومسلم (1453)(26)، وابن ماجه (1943)، والنسائي (5450).
ورواه حمادُ بن سلمة عند أحمد 44/ (27005) وغيره، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه القاسم، عن سهلة بنت سهيل، بدلًا من عائشة. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 259: الصحيحُ في حديث القاسم أنه عن عائشة لا عن سهلة كما قال ابن عيينة، لا كما قال حماد بن سلمة. =
ذكرُ أمِّ حَبيبَة، واسمُها حَمْنةُ بنت جَحْش رضي الله عنها
7078 -
حدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدَّثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: ومِن نِساءِ قُريشٍ أمُّ حبيبةَ، واسمُها حَمْنةُ بنت جَحْش أختُ زينبَ بنتِ جَحْش زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهي من أسد بن خُزيمة حليفِ بني عبد شمس.
7079 -
حدثني علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدَّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدَّثنا أبو النُّعمان عارمٌ، حدَّثنا حماد عن ثابت البُناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المسجد حَبْلًا ممدودًا بين ساريتَينِ، فقال:"ما هذا الحبلُ؟ " فقيل: يا رسول الله، حَمْنةُ بنت جحش تُصلِّي، فإذا أَعيَتْ تعلَّقت بالحبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتُصَلِّ ما أطاقَتْ
(1)
، فإذا أعيَتْ فلتقعُدْ"
(2)
.
7080 -
وحدثني عليٌّ، حدَّثنا إسماعيل، حدَّثنا أبو النعمان، حدَّثنا حماد بن سلمة، عن حُميد، عن أنس، بمثله
(3)
.
= ورواه سفيان الثوري عند النسائي (5451) عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه القاسم مرسلًا.
وانظر ما قبله، وما سلف برقم (2725).
(1)
كذا في النسخ، وفي رواية أحمد: لتصلي، على الجادة.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه مرسل، وسيأتي موصولًا في الحديث التالي.
ووهم حمادُ بن سلمة في اسم المصلِّية، والصواب أنها زينب بن جحش كما سيأتي التنبيه عليه في الحديث التالي.
وأخرجه أحمد 20/ (12915) عن عبد الرحمن بن مهدي، وبرقم 21/ (13690) عن عفان بن مسلم، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (1151)، ومسلم (785)، قالت: كانت عندي امرأة من بني أسد، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"من هذه؟ " قلت: فلانة لا تنام بالليل، فذكر من صلاتها، فقال:"مه، عليكم ما تطيقون من الأعمال، فإنَّ الله لا يملُّ حتى تملوا".
(3)
إسناده صحيح. حميد: هو الطويل. =
7081 -
أخبرنا أبو جعفر بن عُبيدٍ الحافظ وعَبْدانُ بن يزيد الدقَّاق بهَمَذان، قالا: حدَّثنا إبراهيم بن الحسين، حدَّثنا إسحاق بن محمد بن إسماعيل الفَرْوي، حدَّثنا عبد الله بن عمر، عن أخيه عبيد الله بن عمر، عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جَحْش، عن أبيه، عن حَمْنة بنت جحش: أنها قيل لها: قُتِلَ أخوك، قالت: رحمه الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، فقيل لها: قُتِلَ خالُك حمزةُ، فقالت: إنَّا لله وإنا إليه راجعون، فقيل لها: قُتِلَ زوجُك، قالت: واحَرْباهُ
(1)
، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ
= وأخرجه أحمد 20/ (12916) عن عبد الرحمن بن مهدي، وبرقم 21/ (13691) عن عفان بن مسلم، وابن حبان (2493) من طريق يزيد بن هارون، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 20/ (13121) عن معاذ بن معاذ وابن أبي عدي، وابنُ حبان (2587) من طريق إسماعيل بن جعفر، ثلاثتهم عن حميد، به. ولم يذكر أحد منهم عن حميد أنها حمنة، بل قالوا: فلانة.
وأخرجه أحمد 19/ (11986)، ومسلم (784)، وأبو داود (1312)، والنسائي (1308)، وابن حبان (2492) من طريق إسماعيل بن علية، والبخاري (1150)، ومسلم (784)، وابن ماجه (1371)، والنسائي (1308) من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن عبد العزيز بن صهيب، به. وعند جميعهم أنها زينب إلا في إحدى روايتي أبي داود، فقد شذَّ فيها هارونُ بن عبَّاد - وهو مستور الحال - من بين أصحاب ابن عُلية، فقال: حمنة بدلًا من زينب.
وحاول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 4/ 365 أن يجمع بين الروايتين بكلام غير مقنعٍ، فانظره إن شئت.
(1)
أُعجمت في النسخ: واحزناه! من الحزن، لكن قال الزبيدي في "تاج العروس" 2/ 252: هذه الكلمة (أي: واحرباه) استعملوها في مقام الحزن والتأسف مطلقًا، كما قالوا: وا أسفا، قال:
والَهْفَ قلبي وهل يُجدي تلهُّفه
…
غَوثًا ووا حَرَبا لو ينفعُ الحربُ
…
قيل: كان حرب بن أمية إذا مات لأحد ميت سألهم عن حاله ونفقته وكسوته وجميع ما يفعله، فيصنعه لأهله ويقوم به لهم، فكانوا لا يفقدون من ميتهم إلا صوته، فيخف حزنهم لذلك، فلما مات حرب بكى عليه أهلُ مكة ونواحيها، فقالوا: وا حَرْباه، بالسكون، ثم فتحوا الراء، واستمرَّ ذلك في البكاء في المصائب، فقالوه في كل ميت يعزّ عليهم. =
للزوج من المرأة لشُعبة ما هي لشيءٍ"
(1)
.
7082 -
أخبرني عبد العزيز بن عبد الرحمن الدبَّاس بمكة، حدَّثنا محمد بن علي بن زيد الصائغ، حدَّثنا إبراهيم بن المنذر الحِزامي، حدَّثنا عمر بن عثمان التَّيْمي
(2)
، عن أبيه، عن ابن شِهاب، أخبرني عُرْوة، أنَّ عائشة أخبرته: أَنَّ أَمَّ حَبيبةَ بنت جَحْش - وهي امرأةُ عبد الرحمن بن عوف، وهي أختُ زينبَ بنتِ جَحْش
= وقال الفاكهي في "أخبار مكة" 3/ 218: وأول من قيل عليه: واحرباه، حرب بن أمية، فاشتقت النوائح من ذلك، فقلنَ: يا حرباه.
وقال ابن سِيده في "المحكم" في قصة حرب بن أمية: هذا لا يعجبني؛ وذهب إلى أنه من الحَرَب: وهو أن يُسلَب الرجلُ مالَه الذي يعيش به.
(1)
إسناده ضعيف لضعف إسحاق الفروي وعبد الله بن عمر: وهو ابن حفص العُمري.
وأخرجه البيهقي 4/ 66 عن أبي عبد الله الحاكم، عن أحمد بن عبيد بن إبراهيم وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، كلاهما عن إبراهيم بن الحسين، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرًا الخطيب في "الأسماء المبهمة" 7/ 500 من طريق محمد بن إسماعيل، عن إسحاق الفروي، به.
وأخرجه ابن ماجه (1590) عن محمد بن يحيى، عن إسحاق بن محمد الفروي، عن عبد الله بن عمر، عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جحش، به. ليس فيه عبيد الله بن عمر.
وأخرجه ابن سعد 10/ 229 عن خالد بن مخلد البجلي والواقدي، كلاهما عن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن عبد الله بن جحش، قال: قمن النساء حين رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد يسألن الناس عن أهليهن، فذكر نحوه، وزاد محمد بن عمر في حديثه: وقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "كيف قلتِ على مصعب ما لم تقولي على غيره؟ " قالت: يا رسول الله، ذكرتُ يُتمَ ولدِه. فجعل عبد الله بن عمر العمري في هذه الرواية مكان أخيه عبيدِ الله بن عمر عبدَ الله بنَ إبراهيم، وهذا لم نقف له على ترجمة.
وأخرج نحوه عبد الرزاق في "تفسيره 1/ 319 عن معمر، عن الجحشي: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لحمنة بنت جحش
…
والجحشي هذا: هو سعيد بن عبد الرحمن بن جحش، وهو من صغار التابعين كما في "تقريب التهذيب"، وعليه فروايته لهذا الخبر مرسلة.
(2)
تحرَّف في النسخ إلى: اليمني، إلا (ص) فتحرَّف فيها إلى: التميمي.
زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم - جاءت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فحدَّثته: أنها استُحيضت سبعَ سنين، فاستفتَته في ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنَّ هذه ليست بالحَيْضة، لكن هذا عِرْقُ، فاغتسِلي ثم صلِّي"، فكانت تغتسلُ في مِرْكَنٍ حتى تعلوَ الماءَ حُمْرةُ الدَّم، ثم تقومُ فتُصلِّي
(1)
.
ذكرُ فاطمةَ بنت أبي حُبيش
وهي من بني أَسَد
(2)
بن عبد العُزَّى، وهي خالة عبد الله بن أبي مُلَيكة المكي، رضي الله عنها.
7083 -
أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تَميم الخيَّاط ببغداد، حدَّثنا أبو قِلابة، حدَّثنا أبو عاصم، عن عثمان بن الأسود
(3)
، عن ابن أبي مُليكة: أنَّ خالتَه فاطمة بنت أبي حُبيش أتت عائشةَ، فقالت: إنِّي أخافُ أن أكونَ من أهل النار، لم أُصلِّ منذ نحوٍ من سنتين، فسألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"لِتدَعِ الصلاةَ في كلِّ شهرٍ أيامَ قُروئها، ثم تتوضأ لكلِّ صلاة، فإنما هو عِرقٌ"
(4)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. عمر بن عثمان: هو ابن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التيمي.
وسلف برقم (625) من طريق عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزُّبير وعَمْرة، عن عائشة.
(2)
تحرَّف في النسخ إلى: أسيد.
(3)
كذا وقع في النسخ الخطية: ابن الأسود، وهو خطأ أو تحريف، فالحديث لا يعرف إلا بعثمان بن سعد، وقد جاء على الصواب عند المصنف في مكرره السالف برقم (633)، فقد رواه بالإسناد نفسه.
(4)
إسناد ضعيف من أجل عثمان بن سعد - وهو القرشي - كما سلف بيانه عند مكرره (633).
أبو قلابة: هو عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي، وأبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.
ذكرُ فاطمةَ بنت المُجَلِّل القُرشية أمِّ جَميل رضي الله عنها
7084 -
حدَّثنا أبو النَّضر الفقيه بالطَّابَران وأبو يحيى الخَتَنُ الفقيه ببُخارى، قالا: حدَّثنا صالح بن محمد بن حَبيب البغدادي، حدَّثنا سعيدٌ بن سليمان الواسطي، حدثني عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي، حدثني أبي عثمانُ، عن جدِّي محمد بن حاطب، عن أُمِّه أمِّ جميل قالت: أقبلتُ بك، حتى إذا كنتُ من المدينة بليلةٍ أو ليلتين طبختُ لك طَبيخًا، ففَنِيَ الحَطَبُ، فخرجتُ أطلُبُ الحطَبَ، فتناولتَ القِدرَ فانكفأَت على ذِراعك، فقدمتُ المدينة فأتيتُ بك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسولَ الله، هذا محمدُ بن حاطب، وهو أولُ من سُمّي بكَ، فمَسَحَ على رأسِكَ ودعا بالبَرَكة، ثم تَفَلَ في فيك، وجعلَ يَتفُلُ على يَدِك ويقول:"أذهب البأسَ ربَّ الناس، اشفِ أنت الشافي، لا شِفاءَ إلا شفاؤُك، شفاءً لا يُغَادِرُ سقمًا"
(1)
.
ذكرُ أمِّ أيمنَ مولاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وحاضنتِه
7085 -
حدَّثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدَّثنا الحسن بن الجَهْم، حدَّثنا الحسين بن الفَرَج، حدَّثنا محمد بن عمر قال: ومِنهنَّ أُمُّ أيمَنَ مولاةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وحاضنتُه،
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم ضعفه أبو حاتم الرازي، وأورده ابن حبان في "الثقات"، وأبوه عثمان قال عنه أبو حاتم: يكتب حديثه وهو شيخ، وأورده ابن حبان في "الثقات" أيضًا، وهما متابعان.
وأخرجه أحمد 24/ (15453) و 45/ (27466)، وابن حبان (2977) من طرق عن عبد الرحمن بن عثمان، بهذا الإسناد. وزادا في آخره. قالت: فما قمت بك من عنده حتى برئت يدك.
وأخرجه مختصرًا بنحوه أحمد 24/ (15452) و (15454) و 30/ (18276) و (18277) و (18281)، والنسائي (7496) و (9944) و (10796 - 10798)، وابن حبان (2976) من طرق عن سماك بن حرب، عن محمد بن حاطب، به.
وأما نصُّ دعائه صلى الله عليه وسلم، فهو صحيح، صحَّ من حديث عائشة عند البخاري (5675)، ومسلم (2191)، ومن حديث أنس بن مالك عند البخاري (5742).
واسمُها بَرَكةُ، كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وَرِثَها وخمسةَ أجمال وقطعةَ غَنَم مما ذُكِرَ، فأعتقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أمَّ أيمن حين تزوَّجَ خديجة، فتزوَّجها عبيدُ بن يزيد
(1)
من بني الحارث بن الخَزرج، فولدت له أيمن
(2)
، فقُتل يومَ حُنَين
(3)
شهيدًا.
وكان زيدُ بن حارثة لخديجةَ، فوهبته لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأعتَقه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وزوَّجه أمَّ أيمنَ بعدَ النُّبوة، فولدت له أسامةَ بن زيد.
7086 -
فحدثني يحيى بن سعيد بن دينار، عن شيخ من بني سعد بن بكر قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول لأمِّ أيمنَ: "يا أمَّهْ"، وكان إذا نظَرَ إليها قال:"هذه بقيَّةُ أهلِ بيتي"
(4)
.
7087 -
أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدَّثنا عبد الله بن رَوْح المَدائني، حدَّثنا شَبَابة، حدَّثنا أبو مالك النَّخَعي، عن الأسود بن قيس، عن نُبيحٍ العَنَزي، عن أمِّ أيمنَ قالت: قامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من الليل إلى فَخَّارٍ من جانب البيت
(5)
فبالَ فيها، فقمتُ من الليل وأنا عطشَى، فشربتُ ما في الفخَّارة وأنا لا أشعُرُ، فلما أصبحَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم قال:"يا أُمَّ أيمنَ، قُومي إلى تلك الفَخَّارةِ فأَهرِقي ما فيها"، قلت: قد والله شربتُ ما
(1)
كذا في النسخ الخطية: ابن يزيد، وفي "الطبقات" لابن سعد 5/ 368، و "الإصابة" لابن حجر: ابن زيد، وفي "معجم الصحابة" لابن قانع 1/ 54، و "معرفة الصحابة" لأبي نعيم 1/ 318: ابن عمرو.
(2)
في النسخ: أم أيمن، وهو خطأ.
(3)
تحرَّف في (ز) و (ب) خيبر، وضبب عليها في (ز)، وترك مكانها بياضًا في (م) و (ص)، والمحفوظ - كما في السير والتراجم - أنَّ أيمنَ استُشهد يوم حُنين.
(4)
إسناده ضعيف جدًّا، مسلسل بالضعفاء والمجاهيل والمبهمين.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 212 عن الواقدي، بهذا الإسناد.
وانظر ما سيأتي برقم (7089).
(5)
رسمت في (ز) و (ب): السه، بدون نقط، وضبب عليها، ومكانها بياض في (م) و (ص).
والمثبت من مصادر التخريج.
فيها، قالت: فضَحِكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى بَدَتْ نواجِذُه، ثم قال: "أَمَا إِنَّكِ لَا تَيْجَعُ
(1)
بَطنُكِ بعدَه أبدًا"
(2)
.
(1)
رسمت في النسخ: تفجع، ولا نراه يصح، والمثبت هو الموافق لمصادر التخريج، قال الجوهري في "الصحاح" 3/ 1294: وَجِعَ فلانٌ يَوجَع ويُبجَعُ وياجعُ، فهو وَجِعٌ.
(2)
إسناده واهٍ، أبو مالك النخعي - واسمه عبد الملك بن الحسين وقيل: عبادة بن الحسين - متروك الحديث، وسماع نبيح العنزي من أم أيمن، فيه نظر، قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 1/ 66: نبيح لم يلحق أم أيمن.
وقال الدارقطني في "العلل"(4106): يرويه أبو مالك النخعي - واسمه عبد الملك بن حسين - واختلف عنه:
فرواه شبابة عن أبي مالك، عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، عن أم أيمن.
وخالفه سلم بن قُتَيبة وقرة بن سليمان، فروياه عن أبي مالك، عن يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن أم أيمن. وأبو مالك ضعيف، والاضطراب فيه من جهته.
قلنا: أما رواية شبابة بن سوار التي عند المصنف، فأخرجها الطبري في "تاريخه" 11/ 621، والطبراني في "الكبير" 25/ (230)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 67، وفي "دلائل النبوة"(365) من طرق عن شبابة، بهذا الإسناد.
وأما طريق سلم بن قُتَيبة، فأخرجها أبو يعلى كما في "المطالب العالية"(3823) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 4/ 303 - عن محمد بن أبي بكر المقدمي، عن سلم بن قُتَيبة، عن الحسن (وفي "تاريخ دمشق": الحسين) عن يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن أم أيمن قالت: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فخارة يبول فيها، فذكرته لكن جُعل فيه الحسن بن حرب أو الحسين بن حريث مكان أبي مالك النخعي، وهو خطأ أو تحريف، صوابه ما أخرجه ابن السكن كما في ترجمة أم أيمن مولاة النبي صلى الله عليه وسلم من "الإصابة" لابن حجر - من طريق عبد الملك بن حسين، عن يعلى بن عطاء، به. وعبد الملك بن حسين هو أبو مالك النخعي نفسه، فرجع الحديث إليه.
وأخرج ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3342)، والطبراني في "الكبير" 24/ (477) و (527)، وابن المقرئ في "معجمه"(129)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7517)، والبيهقي 7/ 67 من طريق ابن جريج، قال: حدثتني حكيمة بنت أميمة بنت رقيقة، عن أمها أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبول في قدح عَيْدانٍ، ثم يُرفَع تحت سريره، فبال فيه، ثم جاء فأراده، =
7088 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدَّثنا مصعب بن عبد الله قال: تُوفِّيَت أمُّ أيمن مولاةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وحاضنتُه في أولِ خلافةِ عثمانَ بن عفان رضي الله عنه.
7089 -
حدثني أحمد بن محمد بن رُمَيح، حدَّثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثني أبي قال: خاصمَ ابن أبي الفُرات مولى أسامةَ بن زيدٍ الحسنَ بن أُسامة ونازعَه، فقال له ابن أبي الفُرات في كلامه: يا ابنَ بَرَكةَ، يُريدُ أمَّ أيمن، فقال الحسن: اشْهَدُوا، ورفعَه إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْم وهو يومئذٍ قاضي المدينة، وقصَّ عليه القصةَ، فقال أبو بكر لابن أبي الفُرات: ما أردتَ بقولك له: يا ابنَ بركة؟ قال: سمَّيتُها باسمِها، فقال أبو بكر: إنما
(1)
أردتَ بهذا التصغيرَ بها، وحالُها من الإسلام حالُها، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول لها:"يا أمَّهْ" و "يا أمَّ أيمن"، لا أقالَني الله عز وجل إن أقَلتُك، فضربَه سبعينَ سوطًا
(2)
.
ذكرُ أَروى بنت كُرَيز القُرشية رضي الله عنها
7090 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدَّثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: أسلمت أروى بنتُ كُريز بن ربيعة بن حَبيب بن عبد شمس، وهاجرت إلى المدينة، وماتت في خلافةِ عثمانَ رضي الله عنه.
= فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لامرأة يقال لها: بركة، كانت تخدم أم حبيبة جاءت بها من أرض الحبشة:"أين البول الذي كان في القَدَح؟ " قالت: شربتُه، فقال:"لقد احتظرتِ من النار بحِظار". وإسناده محتمل للتحسين، وقد سلف عند المصنف برقم (602) مختصرًا، وكذلك رواه مختصرًا أبو داود (25)، والنسائي (31)، وابن حبان (1426).
(1)
في (م) و (ص): لا إنما.
(2)
إسناده ضعيف لإعضاله ولجهالة حال محمد بن صاعد والد يحيى.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 215 - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" 13/ 27 - عن الواقدي، فذكره.
ذكرُ أسماءَ بنتِ أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنهما
7091 -
حدَّثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدَّثنا الحسن بن الجَهْم، حدَّثنا الحسين بن الفَرَج، حدَّثنا محمد بن عمر قال: وأسماءُ بنتُ أبي بكر، أمُّها قُتيلة بنت عبد العُزَّى بن أسعد بن جابر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي، وهي أختُ عبد الله بن أبي بكر لأبيه وأمِّه، أسلمت قديمًا بمكة، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، تزوَّجها الزُّبيرُ بن العوَّام، فولدت له عبد الله وعُرْوة وعاصمًا والمُهاجرَ وخديجةَ الكبرى وأمَّ الحسن وعائشة بنت الزُّبير، سبعةً.
7092 -
أخبرني عبد الله بن الحسين القاضي بمَرْوٍ، حدَّثنا الحارث بن أبي أسامة، حدَّثنا داود بن المُحبَّر، حدَّثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر: أنها اتخذت خَنْجرًا في زمن سعيد بن العاص في الفتنة، فوضعته تحت مِرفَقتِها، فقيل لها: ما تصنعين بهذا؟ قالت: إن دَخَلَ عليَّ لِصٌّ بَعَجِتُ بطنَه، وكانت عمياءَ
(1)
.
7093 -
أخبرني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق، حدَّثنا مصعب بن عبد الله قال: ماتت أسماءُ بنت أبي بكر بعد قتلِ ابنِها عبد الله بن الزُّبير بليالٍ، وكان قتلُه يومَ الثلاثاء لسبعَ عشرةَ ليلةً خلت من جُمادى الأولى، سنة ثلاثٍ وسبعين.
(1)
خبر صحيح، داود بن المحبر - وإن كان متروكًا - متابع.
وأخرجه الطبري في "ذيل المذيل" كما في "منتخبه" 11/ 616 عن الحارث بن أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 10/ 241 - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" 69/ 20 - عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أو عن فاطمة بنت المنذر: أنَّ أسماء بنت أبي بكر اتخذت خنجرًا زمن سعيد بن العاص للصوص، وكانوا قد استعرُّوا بالمدينة، فكانت تجعله تحت رأسها. قلنا:"واستعرُّوا" أي: كثروا وساءَت أخلاقهم.
المِرفقة: المِخدَّة والمتَّكَأ.
ذكرُ ضُبَاعَةَ بنتِ الزُّبير رضي الله عنها
7094 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدَّثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: وضُباعةُ بنتُ الزُّبير بن عبد المطلب بن هاشم زوَّجها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من المِقداد بن عمرو بن ثعلبة، فولدت له عبد الله وكَريمةَ، وقُتل عبدُ الله يومَ الجَمَل مع عائشة، فمرَّ به عليٌّ قتيلًا، فقال: بئسَ ابن الأخت.
7095 -
حدَّثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفَّار، حدَّثنا أحمد بن مَهدي بن رُسْتُم الأصبهاني، حدَّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدَّثنا همَّام بن يحيى، عن قَتَادةَ، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، عن جدَّته أمِّ الحَكَم، عن أختِها ضُباعةَ بنت الزُّبير: أنها دَفَعَت إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لحمًا، فنَهَسَ منه، ثم صلَّى ولم يتوضَّأ
(1)
.
وأما أختُها أُمُّ الحَكَم بنت الزُّبير
(2)
رضي الله عنها
7096 -
فحدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدَّثنا الحسن بن الجَهْم، حدَّثنا الحسين بن الفَرَج، حدَّثنا محمد بن عمر قال: وأمُّ الحَكَم بنت الزُّبير بن عبد المطلب بن
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن اختلف فيه على قتادة وعلى غيره ممن رواه عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث كما هم مُبيَّن في "مسند أحمد" عند الرواية (27091).
وقد ترجم المزي في "تهذيبه" لأم الحكم فقال: ويقال: أم حَكيم صفية، ويقال: عاتكة، ويقال: ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية بنت عم النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه أحمد 45/ (27357) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وقال فيه: عن جدته أم حكيم. وقرن بعبد الصمد عفان بن مسلم.
وانظر ما سيأتي برقمي (7097) و (7098).
ويشهد له حديثُ ابن عباس عند البخاري (207)، ومسلم (354): أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة، ثم صلَّى ولم يتوضأ.
وحديثُ ميمونة عند البخاري (210)، ومسلم (356).
(2)
ويقال: هي ضُباعة بنت الزبير كما في التعليق السابق.
هاشم تزوَّجها ربيعةُ بن الحارث بن عبد المطلب، فولدت له محمدًا وعبّاسًا وعبد شمس وعبدَ المطلب وأُميّة - رجلٌ
(1)
. وأروى الكبرى.
7097 -
حدَّثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السمَّاك، حدَّثنا عبد الرحمن بن محمد الحارثي، حدَّثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قَتَادةَ، عن إسحاق بن عبد الله بن نَوْفل، عن أمِّ الحَكَم بنت الزُّبير: أنها ناولت النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَتِفًا من لحم، فأكل منها ثم صلى
(2)
.
قد وَهِمَ حماد بن سَلَمة رحمه الله في هذا الاسم فقال: أم حَكِيم
(3)
.
7098 -
كما حدَّثَناه إبراهيم بن عِصمةَ العَدْل، حدَّثنا السَّري بن خُزيمة، حدَّثنا موسى بن إسماعيل، حدَّثنا حماد بن سَلَمة، عن عمار مولى بني هاشم، عن أُمِّ حَكِيم ابنة عبد المطلب قالت: أكلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عندي عظمًا، فجاء بلالٌ فآذنَه بالصلاة، فصلَّى ولم يتوضَّأ
(4)
.
(1)
لفظ "رجل" ليس في (م) و (ص).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الرحمن الحارثي، وقد توبع، واختلف فيه على قتادة وعلى غيره ممّن رواه عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث كما هو مُبيَّن في "مسند أحمد" عند الرواية (27091).
وأخرجه أحمد 45/ (27356) عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد. وقال فيه: عن أم حكيم.
وأخرجه أحمد (27091) و (27354) عن يزيد بن هارون، و (27355) عن روح بن عبادة، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن قَتادةَ، عن صالح أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن أم حكيم بنت الزبير.
وانظر الحديث التالي، وما سلف برقم (7095).
(3)
قد وقع تسميتها بأم حكيمٍ أيضًا عن إسحاق بن راهويه في "مسنده"(2169) عن عبد الأعلى، عن داود بن أبي هند، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، أنَّ أم حكيم بنت الزبير قالت؛ فذكر هذا الحديث.
(4)
صحيح لغيره، رجاله ثقات، فإن كان عمار مولى بني هاشم - وهو عمار بن أبي عمار - سمع من أم حكيم، فالإسناد صحيح، لكن لا يُعرف له رواية عنها في غير هذا الحديث، والله أعلم. =
ذكرُ أُمامةَ بنتِ حمزةَ بن عبد المطلب رضي الله عنهما
7099 -
حدَّثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدَّثنا الحسن بن الجَهْم، حدَّثنا الحسين بن الفَرَج، حدَّثنا محمد بن عمر قال: وأُمامةُ بنت حمزةَ بن عبد المطلب بن هاشم، وأمها سلمى بنت عُميس بن مَعْد بن تَيْم أختُ أسماءَ بنت عُميس، عاشت بعدَ النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روت عنه.
7100 -
حدَّثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المُزكِّي، حدَّثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدَّثنا أبو كُريب، حدَّثنا بكر بن عبد الرحمن، حدَّثنا عيسى بن المختار، عن ابن أبي ليلى، عن الحَكَم، عن عبد الله بن شدَّاد - وهو أخو أمامة بنت حمزة لأمِّها - عن أخته أُمامةَ بنت حمزة: أنَّ مولًى لها تُوفِّي ولم يترُكْ إِلَّا ابنةً واحدة، فقضَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن لابنته النِّصفَ، ولابنة حمزةَ النِّصفَ
(1)
.
= وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث"(95) - ومن طريقه أبو نعيم في "المعرفة"(7897) - عن داود بن المحبر، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3158) عن هدبة بن خالد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 65، والطبراني في "الكبير" 25/ (213) من طريق حجاج بن المنهال، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف؛ ابنُ أبي ليلى - وهو محمد بن عبد الرحمن - سيئ الحفظ، وقد أسند الخبر، وخالفه غيرُ واحد من الثقات، فرووه عن عبد الله بن شداد مرسلًا كما بيَّناه في تعليقنا على "سنن ابن ماجه"، وصحَّح إرسالَه النسائيُّ بإثر الحديث (6366)، والدارقطنيُّ في "العلل"(4099)، وانفرد عيسى بن المختار عن ابن أبي ليلى فسمّى بنت حمزة أمامة، ورواه الثقات عن ابن أبي ليلى وعن غيره، فقالوا: ابنة حمزة، ولم يسمُّوها أمامة. وقال المزي في "تهذيب الكمال" 35/ 397: قيل: اسمها أمامة، وقيل: أَمَة الله، وقيل: أم الفضل.
ونُرى أن هذا الإرسال لا يضرُّ إن شاء الله، فبنت حمزة صحابيةُ الحديث هي أختُ عبد الله بن شداد لأمه كما صحَّ من طريق شعبة عن الحكم، عند سعيد بن منصور (174)، وأبي داود في "المراسيل"(364)، وسفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عند الطحاوي في "معاني الآثار" 4/ 404، وغالب الظن أنه أخذه عنها، هذا مع ما في الباب ما يشدُّه.
أبو كريب: هو محمد بن العلاء، وبكر بن عبد الرحمن: هو ابن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن =
ذكرُ [أمِّ] رِمْثَةَ، وقيل: رُمَيْثةُ، رضي الله عنها
7101 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدَّثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: وأمُّ رِمْثةَ، ويقال: رُمَيثة بنت عمرو بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مَناف، وهي أمُّ حَكيم أبي القعقاع بن حكيم، وهو من الأزد، حليفٌ لبني عبد المطلب بن عبد مَناف
(1)
، أسلَمَت وبايَعَت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
وعاشت بعده ورَوَت عنه.
7102 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدَّثنا محمد بن عمرو بن النَّضْر الحَرَشي، حدَّثنا يحيى بن يحيى، حدَّثنا يوسف بن يعقوب الماجِشُون، أخبرني أبي،
= ابن أبي ليلى، والحكم: هو ابن عتيبة.
وأخرجه ابن ماجه (2734)، والنسائي (6365) من طريق زائدة بن قدامة، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (6366) من طريق عبد الله بن عون، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الله بن شداد بن الهاد: أن ابنة حمزة بن عبد المطلب أعتقت مملوكًا لها، فمات وترك ابنته ومولاته، فورثته ابنته النصف، وورثته ابنة حمزة النصف. قال النسائي وهذا أولى بالصواب من الذي قبله (يعني المرسل).
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 268 عن وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي مرسلًا: أنَّ مولى لابنة حمزة مات، وترك ابنته وابنة حمزة، فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنة حمزة النصف، وابنتَه النصف. وإسناده صحيح إلى الشعبي.
وأخرجه أحمد 45/ (27284) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام بن يحيى، عن قتادة، عن سلمى بنت حمزة: أن مولاها مات وترك ابنة، فورَّث النبيُّ صلى الله عليه وسلم ابنتَه النصفَ، وورَّث يعلى النصف، وكان ابن سلمى. فسمّاها قتادة سلمى وانفرد بذلك، ورجاله ثقات لكنه منقطع أو معضل بين قتادة وسلمي.
ويشهد له أيضًا مرسلُ أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عند ابن أبي شيبة 11/ 267 - 268، وأبي داود في "المراسيل"(363)، والبيهقي 6/ 241، قال: توفي رجلٌ وترك ابنته ومواليه، فقسم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المال بينهما نصفين؛ بينَ ابنتِه ومواليه. وإسناده صحيح إلى أبي بردة.
(1)
من قوله: "وهي أم حكيم" إلى هنا سقط من (ز). وانظر "طبقات ابن سعد" 10/ 216.
عن عاصم بن عمر بن قَتَادة، حدثته، رُمَيثةُ، قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أشاءُ أن أُقبِّل الخاتمَ الذي بين كتفيه مِن قُرْبي منه لفعلتُ - وهو يقول: "اهتزَّ عرشُ الرحمن "؛ يريدُ سعدَ بن معاذ يومَ تُوفِّي
(1)
.
ذكرُ أمِّ كُلْثوم بنت عُقبة رضي الله عنها
7103 -
حدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدَّثنا مصعب بن عبد الله الزُّبَيري قال: أمُّ كُلثوم بنت عُقْبة بن أبي مُعَيط، أمها أروى بنتُ كُرَيز، أسلمت أُمُّ كُلثوم بمكةَ، وبايعت قبلَ الهجرة، وهي أولُ من هاجرَ من النِّساء بعدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
7104 -
حدَّثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدَّثنا الحسن بن الجَهْم، حدَّثنا الحسين بن الفَرَج، حدَّثنا محمد بن عمر قال: لا يُعلَمُ قرشيةٌ خرجت من بين أبوَيها مُسلمةً مهاجرةً إلى الله ورسولِه إلَّا أُمَّ كُلثوم بنت عقبة، فإنها خرجت من مكة وحدها، وصاحبت رجلًا من خُزاعة حتى قَدِمَت المدينة في هُدْنة الحُديبيَةِ، فخرج في أثرِها أخواها الوليدُ وعُمارةُ ابنا عقبة، فقَدِما المدينةَ يومَ قَدِمَتْ، فقالا: يا محمدُ، فِ لنا بشَرطِنا وما عاهدتَنا عليه، وفيها نزلت:{إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} الآيةَ [الممتحنة: 10]، ولم يكُنْ لها بمكةَ زوجٌ، فلما قَدِمَت المدينةَ تزوَّجها زيدُ بن حارثة، فقُتِلَ عنها، فتزوَّجها الزُّبيرُ بن العوَّام فوَلَدت له زينب، فطلَّقها، ثم تزوَّجها عبدُ الرحمن بن عوف، فولدَت له إبراهيم وحُميدًا، ومات عنها، فتزوَّجها عمرُو بن العاص فماتت عنه.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن.
وأخرجه أحمد 45/ (26793) عن إبراهيم بن أبي العباس، و (26794) عن سليمان بن داود الهاشمي، كلاهما عن يوسف بن الماجشون، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند البخاري (3803)، ومسلم (2466)، وسلف عند المصنف برقم (4987).
ذكرُ أمِّ خالدٍ بنتِ خالد رضي الله عنهما
7105 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدَّثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: وأمُّ خالد اسمُها أَمَةُ بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أُمية، وكان خالدُ بن سعيد قد هاجرَ إلى أرض الحبشة ومعه امرأتُه هُمَينةُ بنتُ خلف، فولدت له هناك أَمةَ بنتَ خالد فلم تَزَلْ بأرضِ الحبشة حتى قَدِمُوا [في]
(1)
السَّفينتين، وقد بلغت أمَةُ وعَقَلَتْ، وتزوَّجها الزُّبير بن العوام، فولدت له عمر وخالدًا ابني الزبير، وعاشت وعُمِّرت، وروت عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
7106 -
حدَّثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدَّثنا أحمد بن مهدي، حدَّثنا أبو بدر شُجاع بن الوليد، حدَّثنا موسى بن عُقبة، قال: سمعتُ أمَّ خالدٍ بنتَ خالد بن سعيد بن العاص تقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذُ من عذاب القبر
(2)
.
ذكرُ فاطمةَ بنتِ عُتبة بن ربيعة
7107 -
أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل، حدَّثنا جدِّي، حدَّثنا إسماعيل بن أبي أُوَيس، حدثني أخي أبو بكر، عن سليمان بن بلال، عن ابن عَجْلان، عن أُمِّه
(3)
، عن فاطمة بنت عُتبة: أنَّ أبا حذيفة ذهب بها وبأختِها هندِ تُبايعانِ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا اشترطَ عليهنَّ قالت هندٌ: أَوَ تعلمُ في نساءِ قومِك من هذه الهَنَاتِ والعاهاتِ شيئًا؟ فقال
(1)
ما بين المعقوفين سقط من النسخ، واستدرك من "طبقات ابن سعد" 10/ 222.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل شجاع بن الوليد، وقد توبع.
وأخرجه أحمد 44/ (27056) و (27058)، والبخاري (1376) و (6364)، وابن حبان (1001) من طرق عن موسى بن عقبة، به.
وسلف برقم (5169) من طريق عبيد الله بن عمر عن أم خالد.
(3)
كذا وقع هنا في النسخ: عن أمه، ويغلب على ظننا أنه تحريف، وأنَّ الصواب: عن أبيه، كما سلف في الرواية (3847). وأبوه العجلان كان مولّى لفاطمة بنت عتبة، وأما أمه فلم نقف لها على ترجمة.
لها أبو حذيفة: إيهٍ فبايعيهِ، فإنه هكذا يَشترِطُ
(1)
.
ذكرُ حَمْنةَ بنت جَحْش، وليست بأختِ زينبَ، هذه غيرُها
(2)
7108 -
أخبرنا أبو عبد الله الأصفهاني، حدَّثنا الحسن بن الجَهْم، حدَّثنا الحسين بن الفَرَج، حدَّثنا محمد بن عمر قال: وحَمْنةُ بنت جَحْش كانت عند مصعب بن عُمير فولدت له ابنَه، وقُتِلَ عنها، فتزوَّجها بعد ذلك طلحةُ بن عبيد الله، فولدت له محمدَ بن طلحة السَّجَّاد، وبه كان يُكني، وعبدَ الله بن طلحة.
7109 -
حدَّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدَّثنا أبو عُتبة أحمد بن الفَرَج، حدَّثنا زيد بن يحيى بن عُبيد، حدثني الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد المَقبُري، عن حَمْنة، أنها سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا إنَّ الدُّنيا حُلُوةٌ خَضِرةٌ، فَرُبَّ متخوِّضٍ في الدنيا من
(3)
مالِ الله ورسولهِ ليس له يومَ القيامة إلَّا النَّارُ"
(4)
.
(1)
إسناده حسن إن شاء الله كما سلف برقم (3847).
(2)
كذا قال الحاكم، والمصنفون في الصحابة كابن سعد وابن عبد البر وابن الأثير وابن حجر، لم يذكروا حمنة بنت جحش غير أخت أمّ المؤمنين زينب، وجميعُهم ذكر أنها كانت زوجة مصعب بن عمير، فقتل عنها، والله تعالى أعلم.
(3)
حرف الجر "من" لم يرد في (م) و (ص)، وأثبتناه من (ز) و (ب)، وضبّب عليه في (ز)، والأصل أن يكون مجرورًا بفي، قال ابن الأثير في "النهاية" (خوض):"رب متخوض في مال الله" أصل الخوض: المشي في الماء وتحريكه، ثم استُعمل في التلبس بالأمر والتصرف فيه، أي: رب متصرف في مال الله تعالى بما لا يرضاه الله، والتخوض: تفعل منه، وقيل: هو التخليط في تحصيله من غير وجهه كيف أمكن.
(4)
إسناده ضعيف من أجل أحمد بن الفرج، وقد تفرد بروايته بهذا الإسناد، ولم نقف عليه بهذا الإسناد عند غير المصنف، ولا يعرف سماع لسعيد المقبري من حمنة، وقد رواه غيرُ واحد عن الليث بن سعد عن سعيد المقبري عن عبيد أبي الوليد قال: سمعت خولة بنت قيس تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ هذا المال خَضِرة حلوة، من أصابه بحقه بورك له فيه، وربَّ متخوّض فيما شاءت نفسُه من مال الله ورسوله ليس له يومَ القيامة إلا النارُ"، رواه أحمد 45/ (27124)، والترمذي (2374) - وصححه - وغيرُهما، وهو حديث صحيح بطريقه الآخر =
ذكرُ أمِّ قيس بنت مِحصَن رضي الله عنها
7110 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدَّثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: وأمُّ قيس بنت مِحصَن بن حُرْثانَ
(1)
أخت عُكَّاشة بن مِحصَن، أسلمت قديمًا بمكةَ، وهاجرت إلى المدينة مع أهل بيتها، وعاشت بعد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وروت عنه.
7111 -
أخبرني أبو زكريا يحيى بن محمد العَنْبري، حدَّثنا الحسين بن محمد القبَّاني، حدَّثنا محمد بن موسى الحَرَشي، حدَّثنا سَعْد
(2)
أبو عاصم مولى سليمان بن علي، حدَّثنا نافع، أنَّ أمَّ قيس حدَّثته: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خَرَجَ بها آخذًا بيدِها في سِكَّة المدينة حتى انتهى إلى البقيعِ بقيع الغَرْقد، فقال:"يا أُمَّ قيس" قلتُ: لبَّيكَ وسَعدَيكَ يا رسولَ الله، قال:"أَترَينَ هذه المَقبُرةَ؟ " قلتُ: نعم يا رسول الله، قال: "يَبعثُ الله
(3)
منها سبعين ألفًا يوم القيامة بصورةِ القمرِ ليلةَ البدر، يَدخُلُون الجنَّةَ بغير حسابٍ"، فقام عُكَّاشةُ فقال: وأنا يا رسول الله، قال: "وأنت"، فقام آخرُ فقال: وأنا، فقال: "سَبَقَكَ بها عُكَّاشةُ"
(4)
.
= عند أحمد (27318)، والبخاري (3118)، وانظر الكلام عليه في "المسند".
ورواه داود العطار عند أبي يعلى (6606)، ومختصرًا عند ابن أبي عاصم في "الزهد"(151)، عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة، فوهم فيه.
ورواه داود العطار أيضًا عند الطحاوي في "شرح المشكل"(4887) و (4888) لكن لم يذكر فيه أبا سعيد، وداود له أوهام، لذلك أعله أبو زرعة الرازي - كما في "علل الرازي" (616) - فقال: هذا خطأ، إنما هو سعيد المقبري عن عبيد سنوطا أبي الوليد عن خولة بنت قيس. وكذا وهمه الدارقطني في "علله"(2071).
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: حوثان. والتصويب من "إكمال ابن ماكولا" 2/ 436، وقال: بحاء مهملة مضمومة وبعدها راء ساكنة وثاء معجمة بثلاث، وذكر عكاشة بن محصن بن حرثان أخاها.
(2)
تحرَّف في النسخ إلى: سعيد.
(3)
لفظ الجلالة أثبتناه من (ص) وحدها.
(4)
إسناده ضعيف ومتنه منكر، سعد أبو عاصم - هو ابن زياد - قال أبو حاتم الرازي: يكتب =
ذكرُ جُدَامةَ
(1)
بنت وَهْب الأسدية رضي الله عنها
7112 -
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق
= حديثه وليس بالمتين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ونافع - هو مولى حمنة - ذكره البخاري في "الكبير" 8/ 83 - 84، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 453 - 454، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى عنه اثنان، فهو مجهول الحال.
وأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادره"(361) عن محمد بن موسى الحرشي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده"(1740)، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 91 - 92 و 92، وابن أبي خيثمة في السفر الثاني من "تاريخه الكبير" 2/ 824، والطبراني في "المعجم الكبير" 25/ (445) من طرق عن سعد أبي عاصم، بهذا الإسناد. وزاد ابن شبة في روايته الأولى: قال سعد: فقلتُ لها: ما له لم يقل للآخر؟ قالت: أراه كان منافقًا.
قلنا: والمحفوظ في هذا الحديث ما رواه البخاري (5705) ومسلم (220) من حديث ابن عباس، ومسلم (218) من حديث عمران بن حصين، وما سيأتي من حديث ابن مسعود عند الحاكم برقم (8483)، من أنَّ السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب هم الذين لا يَستَرْقون ولا يتطيّرون ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون، وليس خاصًّا بأهل بقيع الغرقد، وفي هذه الأحاديث قصة عكاشة.
(1)
اختُلف في ضبط اسمها وفي اسم أبيها، فقال الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 2/ 899: وأمَّا جُدَامة بالجيم بزيادة هاء، فهي جُدَامة بنت وهب الأسدية، رَوَت عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، روت عنها عائشةُ أم المُؤْمِنين. وهي بالجيم والدال غير معجمة، ومن ذكرها بالذال فقد صحَّف. ونقل مسلم في "صحيحه" بإثر (1442) عن خلف بن هشام إعجامَ ذالها، ثم قال: والصحيح ما قاله يحيى (يعني ابن يحيى النيسابوري) بالدال.
وقال الحافظ ابن حجر في "تبصير المنتبه" 1/ 246: جُدامة بنت وهب، صحابية، والجُدَامة السَّعَفة، وبمعجمة: خُدامة بنت جندل الأسَدية، صحابية أيضًا. فصيَّرها ثنتين، وترجم لبنت جندل ولبنت وهب في "الإصابة". ومثله صنع صاحب "القاموس"، فقال في (جدم): وجُدامَةً، كثُمامةٍ، بنتُ وهْبٍ، وبنتُ جَنْدَلٍ، وبنتُ الحارثِ: صحابيَّاتٌ. ونقل السهيلي في "الروض الأنف" 4/ 168: بسنده عن أبي عمر الزاهد المطرِّز قال: الجدَّامة بتشديد الدال، طرف السعفة، وبه سُميت المرأة، وكانت جدامة بنت وهب تحت أنيس بن قتادة الأنصاري، وأما جدامة بنت جندل فلا تعرف في آل جحش الأسديين ولا في غيرهم، ولعله وهمٌ وقع في الكتاب، وأنها بنت وهب بن محصن بنت أخي عكاشة بن محصن كما قدمنا، والله أعلم.
الحَرْبي، حدَّثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: جُدامةُ بنت جَنْدَل بن وهب الأسدية، أسلمت بمكة قديمًا، وبايعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وهاجرت إلى المدينة مع أهلها.
7113 -
حدَّثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدَّثنا الحسن بن الجَهْم، حدَّثنا الحسين بن الفَرَج، حدَّثنا محمد بن عمر، حدَّثنا عُمر
(1)
بن عثمان الجَحْشي، عن أبيه قال: أوعَبَتْ بنو غَنْم بن دُودان أنْ شدَّ في الهجرة رِجالُهم ونساؤهم حتى غُلِّقت أبوابُهم، فخَرَجَ من النساء في الهجرة زينبُ وحَبيبةُ وحَمْنةُ بناتُ جَحْش، وآمنةُ
(2)
بنت رُقَيش، وأمُّ حَبيبةَ بنت نُباتة [وجُدامةُ بنت جَنْدل]
(3)
.
وكانت جُدامة بنت جَنْدل تحتَ أُنيس بن قَتَادة بن ربيعة من الأوس، قد شَهِدَ بدرًا، وقُتل يوم أُحد شهيدًا، وعاشت جُدامةُ بعدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورَوَتْ عنه.
وقد رَوَتْ عائشة عن جُدامة:
7114 -
حدَّثَناه أبو [بكر]
(4)
محمد بن عبد الله الشافعي، حدَّثنا محمد بن إسماعيل، حدَّثنا سعيدٌ بن أبي مريم، حدَّثنا يحيى بن أيوب ومالك بن أنس، قالا: حدَّثنا أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نَوْفل، حدثني عُرْوة، عن عائشة زَوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، عن جُدامة ابنة وهب الأسدية، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَنَّه هَمَّ أَن يَنْهَى عن الغِيَال، قال:"فنظرتُ فإذا فارسُ والرومُ يُغِيلون ولا يضرُّ ذلك أولادَهم".
قالت
(5)
: وسُئِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العَزْل فقال: "هو الوَأْدُ الخفيُّ"
(6)
.
(1)
تحرَّف في النسخ إلَّا (ص) إلى: عمرو.
(2)
تحرَّف في النسخ غير: آسية.
(3)
ما بين المعقوفين استدركناه من "طبقات ابن سعد" 10/ 231.
(4)
سقط ذكر بكر من النسخ الخطية، وصوَّبناه من أسانيد المصنف، فقد روى عنه كثيرًا.
(5)
في النسخ: قال!
(6)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من جهة يحيى بن أيوب - وهو الغافقي - وصحيح من =
قد اتفق الشيخان
(1)
رضي الله عنهما على إخراج حديثِ مالك بن أنس عن أبي الأسود دونَ الزيادة، فإنها ليحيى بن أيوب.
ذكرُ صفيَّةَ بنت شَيْبة بن عثمان رضي الله عنهما
7115 -
حدَّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار، حدَّثنا يونس بن بُكير، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن جعفر بن الزُّبير، عن عُبيد الله بن عبد الله بن أبي ثَوْر، عن صفيَّةَ بنتِ شَيْبة بن عثمان قالت: والله لكأنِّي أنظُرُ إلى نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم لتلك الغداةَ حينَ دخلَ الكعبةَ، ثم خرَجَ منها ووَقَفَ على بابها، وإِنَّ في يده لحمامةٌ من عَيْدانٍ كانت في الكعبة، فكسرَها، فخرَجَ بها حتى إذا كان على باب الكعبة رَمَى بها
(2)
.
ذكرُ فاطمةَ بنت أبي حُبَيش رضي الله عنها
7116 -
حدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدَّثنا
= جهة مالك. محمد بن إسماعيل: هو السلمي الترمذي.
وأخرجه مسلم (1442)(142)، وابن ماجه (2011)، والترمذي (2076) من طريق يحيى بن إسحاق، عن يحيى بن أيوب، بهذا الإسناد. واقتصر الترمذيُّ وحدَه على شطره الأول، وقال: حسن صحيح.
وأخرج شطرَه الأول أحمد 44/ (27034) و (27035)، ومسلم (1442)(140)، وأبو داود (3882)، والترمذي (2077)، والنسائي (5461)، وابن حبان (4196) من طرق عن مالك وحده، بهذا الإسناد. وقال مالك: الغِيلة: أن يمسَّ الرجلُ امرأته وهي ترضع.
وأخرجه أحمد (27447) و (27037)، ومسلم (1442)(141) بشطريه من طريق سعيد بن أبي أيوب، وأحمد (27036) بشطره الثاني من طريق ابن لَهِيعة، كلاهما عن أبي الأسود، به.
(1)
تقدَّم في التخريج أنه عند مسلم، ولم يروه البخاري.
(2)
إسناده حسن.
وأخرجه ابن ماجه (2947) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن يونس بن بكير، بهذا الإسناد.
وزاد في أوله: لما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، طافَ على بعير يستلمُ الرُّكن بمحجن بيده.
وهذه الزيادة أخرجها وحدَها أبو داود (1878) دون بقية الحديث.
مصعب بن عبد الله الزُّبيري قال: فاطمةُ بنت أبي حُبيش بن المطَّلب بن أسد بن عبد العُزَّى، تزوَّجها عبدُ الله بن جَحْش بن رِئاب، فولدت له محمدَ بن عبد الله بن جَحْش، عاشت فاطمةُ بعدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروت عنه.
ذكرُ بُسْرةَ بنتِ صَفْوان رضي الله عنها
7117 -
حدَّثنا أبو بكر بن بالَوَيهِ، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدَّثنا مصعب بن عبد الله قال: وبُسْرةُ بنت صفوان بن نَوفل بن أسد بن عبد العُزَّى بن قُصَي، وهي أختُ عُقبةَ بن أبي مُعيط لأمِّه، وهي جَدَّةُ
(1)
عبد الملك بن مروان، وأمُّ عبد الملك عائشةُ بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أُميَّة، عاشت بُسرةُ بعدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورَوَتْ عنه الخبرَ في الوضوء مِن مسِّ الذَّكَرِ، مشهورٌ
(2)
.
ذكرُ بَرَّة بنتِ أبي تَجْراة رضي الله عنها
7118 -
حدَّثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدَّثنا الحسن بن الجهم، حدَّثنا الحسين بن الفرج، حدَّثنا محمد بن عمر قال: وبَرَّةُ بنت أبي تَجْراةَ مولى بني عبدِ الدار، يقولون: نحن من اليمن من الأَزْد، حُلفاءُ لبني عبدِ الدار، ولهم فيهم ولاداتٌ، وأبو تَجْراة بن أبي فُكَيهة، واسمُه يَسَار، وقد رَوَتْ برَّةُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
7119 -
حدثني
(3)
علي بن محمد بن عُبيد الله العُمري، حدثني منصور بن عبد الرحمن، عن أمِّه
(4)
، عن برَّةَ بنتِ أبي تَجْراة قالت: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حينَ أراد الله كرامتَه وابتداءَه بالنُّبوة، كان إذا خرجَ لحاجتِه أبعدَ حتى لا يَرَى بيتًا ويُفضي إلى الشِّعاب وبُطون الأودية، فلا يمرُّ بحَجَرٍ ولا شَجَرٍ إلَّا قالت: السلامُ عليك يا رسولَ الله،
(1)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: وهو جد.
(2)
سلف عند المصنف مسندًا برقم (477).
(3)
القائل هو محمد بن عمر الواقدي.
(4)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: أبيه. والتصويب من مصادر التخريج.
وكان يَلتفِتُ عن يمينه وعن شماله وخلفَه فلا يرى أحدًا
(1)
.
ذكرُ حَبيبة بنتِ أبي تَجْراة رضي الله عنها
7120 -
أخبرني مَخْلد بن جعفر، حدَّثنا محمد بن جَرير، حدثني محمد بن عمر بن علي المُقدَّمي، حدَّثنا الخليل بن عثمان
(2)
، قال: سمعتُ عبد الله بن نُبَيهٍ يُحدِّث عن جدَّته صفيةَ بنت شَيْبة، عن حَبيبةَ بنت أبي تَجْراة قالت: كانت لنا صُفَّةٌ في الجاهلية، قالت: فاطَّلعتُ من كُوَّةٍ بين الصَّفا والمَروةِ، فأشرفتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا هو يَسعَى ويقولُ لأصحابه:"اسْعَوا، فإِنَّ الله تعالى كَتَبَ عليكم السَّعْيَ"، قالت: رأيتُه في شِدَّة السعي يَدورُ الإزارُ حولَ بطنِه حتى رأيتُ بياضَ إبطَيْه وفَخِذيه
(3)
.
7121 -
حدَّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدَّثنا محمد بن عبيد الله المُنادي،
(1)
إسناده ضعيف، وعلي بن محمد بن عبيد الله لم نقف له على ترجمة. منصور بن عبد الرحمن: هو ابن طلحة العبدري، وأمه: هي صفية بنت شيبة. وضعفه الذهبي في "التلخيص".
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 132 و 10/ 234، ومن طريقه الطبري في "تاريخه" 2/ 295.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2902) عن عبد الله بن شبيب الربعي، عن ابن أبي أويس، عن مسلم بن خالد، عن داود بن عبد الرحمن، عن منصور بن عبد الرحمن الحجبي، به. وإسنادُه واهٍ من أجل عبد الله بن شبيب، لا يفرح به.
وفي الباب عن جابر بن سمرة عند مسلم (2277) مرفوعًا: "إني لأعرف حجرًا بمكة كان يُسلِّم عليَّ قبل أن أُبعث، إني لأعرفه الآن".
وعن علي سلف برقم (4284)، وسنده ضعيف جدًّا.
(2)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: عمر، والتصويب من مصدري التخريج، وهو الذي أثبته المزي في شيوخ محمد المقدمي من "تهذيب الكمال".
(3)
حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف، الخليل بن عثمان - وهو التميمي كما في رواية الطبراني - وعبد الله بن نُبيه لم نقف لهما على ترجمة. وضعفه الذهبي في "التلخيص".
وأخرجه ابن خزيمة (2764)، والطبراني في "الكبير" 24/ (576) من طريق محمد بن عمر المقدمي، بهذا الإسناد.
حدَّثنا يونس بن محمد المُؤدِّب، حدَّثنا عبد الله بن المُؤمَّل المكي، عن عمر بن عبد الرحمن بن مُحيصِن، حدثني عطاء بن أبي رباح، عن حَبيبةَ بنت أبي تَجْراة قالت: دخلتُ دار أبي حُسين في نِسوةٍ من قريش، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يطوفُ بين الصَّفا والمَرْوة، وهو يَسعَى يَدورُ به إزارُه من شِدَّة السَّعْي، وهو يقولُ لأصحابه:"اسْعَوا، فإنَّ الله عز وجل كتَبَ عليكم السَّعْيَ"
(1)
.
(1)
حسن بطرقه كسابقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن المؤمل، على انقطاع فيه، فقد أسقط عبد الله بن المؤمل منه الواسطة بين عطاء وحبيبة، وهي صفيةُ بنت شيبة، واضطرب فيه كثيرًا، قال ابن القطان الفاسي: وعندي أنَّ الخطأ فيه إنما هو من عبد الله بن المؤمل
…
يحتمل بسوء حفظه أن يحمل عليه، وقد ظهر اضطرابه في الحديث، فأسقط عطاء تارة، وابن محيصن أخرى، وصفية بنت شيبة أخرى، وأبدل ابن محيصن بابن أبي حسين أخرى، وجعل المرأة عبدرية تارة، ومن أهل اليمن أخرى، وفي الطواف تارة، وفي السعي بين الصفا والمروة أخرى، وهو دليل على سوء حفظه وقلة ضبطه. وانظر تفصيل القول فيه في "مسند أحمد".
وقال الدارقطني في "العلل"(4117): والصحيح قول من قال: عن ابن محيصن، عن عطاء، عن صفية، عن حبيبة بنت أبي تجراة.
وأخرجه أحمد 44/ (27367) عن يونس بن محمد، عن عبد الله بن المؤمل، عن عمر بن عبد الرحمن، عن عطاء، عن صفية بنت شيبة، عن حبيبة بنت أبي تجراة. فذكر الواسطة بين عطاء وحبيبة.
وأخرجه أحمد أيضًا (27368) عن سريج بن النعمان، عن عبد الله بن المؤمل، عن عطاء، عن صفية بنت شيبة، عن حبيبة بنت أبي تجراة. فأسقط منه ابن محيصن.
وأخرجه أحمد 45/ (27463) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن واصل مولى أبي عيينة، عن موسى بن عبيد، عن صفية بنت شيبة، أن امرأة أخبرتها: أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة يقول: "كتب عليكم السعي، فاسعوا". وموسى بن عبيد - وليس بالربذي - مستور، روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، واختلف فيه أيضًا على عبد الرزاق كما هو مبين في "المسند".
وانظر أيضًا "مسند أحمد" 45/ (27281).
ذكرُ أمِّ فَرُوةَ بنت أبي قُحافة أختِ أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنهما
7122 -
حدثني أبو بكر بن بالَوَيهِ، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، حدَّثنا مصعب بن عبد الله قال: وأمُّ فَرُوةَ بنت أبي قُحافة أخت أبي بكر الصدِّيق عمَّةُ عائشة، وأمُّها هِند بنت نُقَيد
(1)
بن بُجَير بن عَبد
(2)
بن قُصَي، زوَّجها أبو بكرٍ الأشعثَ بنَ قيس، فولدت له محمدًا وإسحاقَ وحَبَّانة
(3)
وقَريبة، وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
ذكرُ أُمَيمة بنتِ رُقَيقة رضي الله عنها
7123 -
حدَّثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار، حدَّثنا يونس بن بُكير، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن المُنكدر، عن أُميمة بنت رُقَيقة التميمية قالت: بايعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في النِّسوة من المسلمين، فقلنا له: جئناك يا رسولَ الله نبايعُك على أن لا نُشرِكَ بالله شيئًا، ولا نَسرِقَ، ولا نزنيَ، ولا نقتُلَ أولادَنا، ولا نأتيَ ببُهتانٍ نفتريه بين أيدينا وأرجلِنا، ولا نَعصيَك في معروفٍ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"فيما استطعتُنَّ وأطقتُنَّ" فقلنا: الله ورسولُه أرحمُ بنا من أنفسِنا، فقلنا: بايِعْنا يا رسولَ الله، قال:"اذهبْنَ، قد بايعتُكنَّ، إنما قولي لامرأةٍ واحدةٍ كقَولي لمئةِ امرأةٍ"، وما صافحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم منَّا أحدًا
(4)
.
(1)
تحرَّف في النسخ إلى: نفيل، والتصويب من "طبقات ابن سعد" 6/ 78 و 10/ 236، و "ثقات ابن حبان" 3/ 350، و "سير أعلام النبلاء" للذهبي 3/ 439، وغيرها.
(2)
تحرَّف في النسخ إلى: عبيد، وليس في ولد قصي بن عُبيدٌ مصغرًا، إنما هو عَبْد، انظر "جمهرة الأنساب" لابن حزم ص 14 و 128، و "الاستيعاب" لابن عبد البر ص 959.
(3)
تحرَّف في النسخ إلى: حياة، والمثبت من "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين 3/ 50 و 7/ 208، ومثله في "طبقات ابن سعد" 6/ 78.
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وابن إسحاق - وهو محمد - قد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وقد توبع.
وأخرجه أحمد 44/ (27007) من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. =
7124 -
حدَّثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدَّثنا الحسن بن الجَهْم، حدَّثنا الحسين بن الفَرَج، حدَّثنا محمد بن عمر قال: أُميمة بنت رُقَيقةَ ورُقَيقةُ أمُّها، وأبوها عبدُ الله بن بِجاد بن عُمير بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تَيْم بن مُرَّة، وأمُّها رُقَيقةُ بنتُ خُوَيلد بن أسد بن عبد العُزَّى أختُ خديجةَ بنت خُوَيلد بن أسد بن عبد العزَّى زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم، واغتَرَبتْ
(1)
أُمَيمةُ فتزوَّجها حبيبُ بن كُعَيب بن عُتير الثَّقفي، فولدت له، وعاشت أُميمةُ بنت رُقيقةً بعدَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وروَتْ عنه.
7125 -
فحدَّثنا بصحَّة ما ذكره أبو عبد الله الواقدي، أبو العباس محمد بن يعقوب، حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار، حدَّثنا يونس بن بُكير، عن عيسى بن عبد الله التميمي، عن محمد بن المنكدِر، عن أُميمة خالةِ فاطمةَ بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعتُها تقول: بايَعْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأخذَ علينا أن لا نُشرِكَ بالله شيئًا. قال: ثم ذكر نحوَ حديثِ ابن إسحاق عن ابن المنكدر
(2)
.
ذكرُ بَرِيرةَ مولاةِ عائشةَ رضي الله عنها
قد اتَّفق الشيخانِ رضي الله عنهما على حديث يزيد بن رُومان عن عُرْوة عن بَرِيرةَ رضي الله عنها أنها قالت: فيَّ ثلاثٌ من السُّنة: تُصُدِّقَ عليَّ بلحم، فأهديتُ إلى عائشة
…
الحديث، وكان عليَّ تسعُ أواقٍ، فقالت عائشةُ: إن شاء مواليكِ عَدَدتُها إليهم، في ذِكرِ الوَلاء بطوله
(3)
.
= وأخرجه تامًّا ومختصرًا أحمد (27006) و (27008) و (27009) و (27010)، وابن ماجه (2874)، والترمذي (1597)، والنسائي (7756) و (7765) و (8660) و (8672) و (9196) و (11525)، وابن حبان (4553) من طرق عن محمد بن المنكدر، به.
(1)
قال الجوهري في "الصحاح" 1/ 191: اغترب فلانٌ: إذا تزوَّج إلى غير أقاربه.
(2)
إسناده حسن في المتابعات.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 28/ 80 عن محمد بن العلاء، عن يونس بن بكير، بهذا الإسناد.
(3)
وهم المصنفُ رحمه الله في عزوه للشيخين من هذا الطريق، وهو عند النسائي (4998) عن عمرو بن علي، عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن عبيد الله بن عمر، عن يزيد =
وليلي مولاة عائشة رضي الله عنها
7126 -
أخبرني مَخلَد بن جعفر، حدَّثنا محمد بن جَرير، حدَّثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي، حدَّثنا إبراهيم بن سعد، حدَّثنا المِنْهال بن عبيد الله، عمَّن ذكرَه عن ليلى مولاةِ عائشةَ قالت: دخلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لقضاءِ حاجةٍ، فدخلتُ فلم أرَ شيئًا، ووجدتُ ريحَ المسك، فقلتُ: يا رسولَ الله، إني لم أرَ شيئًا! قال: "إِنَّ
= ابن رومان، عن عروة، عن بريرة، أنها قالت: كان فيَّ ثلاث من السنة تصدق علي بلحم، فأهديته لعائشة، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"ما هذا اللحم؟ " فقالت: لحم تُصدّق به على بريرة فأهدته لنا، فقال:"هو على بريرة صدقة ولنا هدية"، وكاتبتُ على تسع أواق، فقالت عائشة: إن شاء مواليك عددتُ لهم ثمنك عدةً واحدةً، فقالت: إنهم يقولون إلا أن تشترطي لهم الولاء، فذكرت ذلك للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"اشتريها واشترطي لهم، فإنما الولاءُ لمن أعتق" قالت: وأعتقني فكان لي الخيار. ونقل المزي في "تحفة الأشراف"(15784): أنَّ النسائي قال عقبه: حديث يزيد بن رومان خطأ. يعني أن الصواب حديث عروة عن عائشة، لا عن بريرة.
وكذلك رواه وهيبُ بن خالد على الصواب فخالف الثقفيَّ عند مسلم (1504)(13)، والنسائي (5616)، فرواه عن عبيد الله بن عمر، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة مختصرًا، فجعله من حديث عائشة. وكذلك رواه الناس من غير طريق عروة.
فأخرجه أحمد 40/ (24187)، والبخاري (2578)، ومسلم (1504)(10)، وابن حبان (4269) و (5115) من طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان في بريرة ثلاث قضيّات: أراد أهلها أن يبيعوها ويشترطوا ولاءها، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"اشتريها وأعتقيها، فإنَّ الولاء لمن أعتق" قالت: وعتقت، فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختارت نفسها، قالت: وكان الناس يتصدقون عليها وتهدي لنا، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"هو عليها صدقة، وهو لكم هدية، فكلوه".
وبنحوه أخرجه أحمد 42/ (25452) و (25468)، والبخاري (5097)، و (5279)، و (5430)، ومسلم (1504)(14)، وابن ماجه (2076)، والنسائي (5611)، وابن حبان (5116) من غير طريقٍ عن القاسم، عن عائشة.
ورواه مختصرًا الأسودُ عن عائشةَ عند أحمد (25426)، والبخاري (1493)، وغيرهما.
الأرضَ أُمِرَت أن تَكفِيه مِنَّا معاشرَ الأنبياء"
(1)
.
(1)
إسناده مظلم، المنهال بن عبيد الله لم نقف له على ترجمة، وشيخه مبهم، - يغلب على ظننا أنه أبو عبد الله المدني كما سمّي في بعض الروايات، وليلى قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" ص 936: حديثها ليس بالقائم الإسناد، روى عنها أبو عبد الله المدني وهو مجهول. وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" 8/ 296: رواه أبو نعيم من حديث أبي عبد الله المدني - وهو أحد المجاهيل - عنها.
وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 176 من طريق عبد الرحيم بن واقد، عن عبد الكريم بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله، عن ليلى مولاة عائشة وحاجبتها، عن عائشة، أنها قالت: قلت: يا رسول الله، إنك إذا خرجت من المَخرج دخلت في أثرك، فلم أرَ شيئًا، وأجد رائحة المسك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنا معاشر الأنبياء، بُنيت أجسادنا على أرواح الجنة، فما خرج منها شيء ابتلعته الأرض". فجعله من مسند عائشة. وعبد الرحيم بن واقد قال الخطيب في "تاريخه" 12/ 370: في حديثه غرائب ومناكير لأنها عن الضعفاء والمجاهيل، وعبد الكريم قال ابن حبان في "الثقات": مستقيم الحديث، وقال الأزدي: واهي الحديث، وأبو عبد الله مجهول كما تقدم.
وأخرجه كذلك ابن سعد في "الطبقات" 1/ 144، والطبراني في "الأوسط"(7835)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 211، وفي "دلائل النبوة"(364)، من طريق إسماعيل بن أبان الوراق، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، تدخل الخلاء فلا يرى منك شيء من الأذى! قال:"أوما علمتِ يا عائشة أن الأرض تبتلع ما يخرج من الأنبياء، فلا يرى منه شيءٌ؟ ". وقال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به إسماعيل بن أبان. قلنا: إسناده هالك، عنبسة وشيخه ابن زاذان متروكان.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 1/ 246 - 247، وابن عدي في "الكامل" 3/ 232، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 70، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 607 - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية (288) - من طريق الحسين بن علوان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة بنحوه.
وقال البيهقي عقبه: هذا من موضوعات الحسين بن علوان لا ينبغي ذكره، ففي الأحاديث الصحيحة والمشهورة في معجزاته صلى الله عليه وسلم كفاية عن كذب ابن علوان. قلنا: والحسين بن علوان كذَّبه ابن معين وغيره. =
قال الحاكم رحمةُ الله عليه: قد بقي عليَّ في الصحابيات رضي الله عنهن جماعةٌ لم أذكُرُهنَّ إيثارًا للتخفيف، وخشيةً لتطويل الكتاب، وأيضًا فإني ترجمتُ كتاب الصحابة للفضائل، ولستُ أجدُ الفضائل بعد أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلَّا لبعضهنَّ، فاستخرتُ الله تعالى، وجعلتُ هذا آخرَ الكتابِ؛ كتابِ مناقب الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
ذكرُ فضائل القبائل
وهي تراجم لم يذكرها الشيخان رضي الله عنهما في الكتابين.
فمنها ذكرُ فضائل قريش
7127 -
حدَّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدَّثنا العباس بن محمد الدُّوري، حدَّثنا عثمان بن عمر، حدَّثنا ابن أبي ذِئب، عن الزُّهْري، عن طلحة بن عبد الله بن
= وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية (289) - عن محمد بن سليمان الباهلي، عن محمد بن حسان الأموي، عن عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. ومحمد بن حسان أورده الحافظ ابن حجر في "اللسان" 7/ 59، ونقل عن ابن الجوزي تكذيبه، ولم يعقب عليه بشيء.
وأخرج السهمي في "تاريخ جرجان" ص 526 من طريق عبد الله بن الليث الإستراباذي، عن إسحاق بن الصلت، عن مالك بن أنس، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: رأيتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشياء لو لم يأتِ القرآنُ لآمنت به؛ تصحرنا في جبَّانة ينقطع الطريق دونها، فأخذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الوضوء، ورأينا نخلتين متفرقتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يا جابر، اذهب إليهما فقل لهما: اجتمعا لي سترًا" فاجتمعا حتى كانا أصلًا واحدًا، فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم، فبادرته بالماء وقلتُ: لعلَّ الله يُطلعني على ما خرج من جوفه فأكله، فرأيتُ الأرضَ بيضاءَ، فقلت: يا رسول الله، أما كنتَ توضأتَ؟ قال:"بلى، ولكنَّا معشرَ النبيين أُمرت الأرضُ أن تُواريَ ما خرج منا من الغائط والبول"، الحديث. قلنا: وهذا خبر مكذوب، عبد الله بن الليث الإستراباذي لم نقف له على ترجمة إِلَّا عند السهمي، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا وذكر راويين عنه، فهو مجهولٌ لا تعلم حاله، وشيخه إسحاق بن الصلت ذكر الذهبي في ترجمته من "الميزان" 1/ 192، وكذا ابن حجر في "لسان الميزان 2/ 62 أنه أتى عن مالك بخبر منكر جدًّا، والإسناد إليه مظلم.
عوف، عن عبد الرحمن بن أَزْهَر، عن جُبَير بن مُطْعِمٍ، أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"للرجل من قُريشٍ من القوَّةِ ما للرجلينِ من غير قريشٍ". قال الزُّهْري: يعني نُبْلَ الرأي
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
7128 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عُقبة الشَّيباني بالكوفة، حدَّثنا إبراهيم بن إسحاق الزُّهْري، حدَّثنا قَبيصة بن عُقبة، حدَّثنا سفيان، عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، عن إسماعيل بن عُبيد بن رِفاعة بن رافع الزُّرَقي، عن أبيه، عن جدِّه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب: "يا عمرُ، اجمَعْ لي قومَك" فجمعهم، ثم دخلَ عليه، فقال: يا رسولَ الله قد جمعتُهم، فيدخلُون عليك أم تخرُجُ إليهم؟ فقال:"بل أخرُجُ إليهم"، فسمعَتْ بذلك المهاجرون والأنصارُ، فقالوا: لقد جاء في قريش وحيٌ، فحَضَرَ الناظرُ والمستمعُ ما يُقال لهم، فقامَ بينَ أظهُرِهم فقال:"هل فيكم غيرُكم؟ " قالوا: نعم، فينا حلفاؤُنا وأبناءُ أخواتِنا ومَوالينا [فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "حلفاؤُنا منَّا، وبنو أَخواتنا منَّا، ومَوالينا]
(2)
منَّا" فقال: "أنتُم تسمعونَ: أوليائي منكم
(1)
إسناده صحيح. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وأخرجه أحمد 27/ (16742) و (16766) عن يزيد بن هارون، وابن حبان (6265) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، كلاهما عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
قال السندي في شرحه على "مسند أحمد": قوله: "نبل الرأي"، بضم فسكون، بمعنى الذكاء والنجابة، ويمكن أن يكون بفتح فسكون، أي: سهم الرامي، أي: سهام رأي القرشي تُصيب ضِعفَ ما تُصيب سهامُ رأي غيره، يريد أن رأيه أقل خطأ، وكأنه لذلك خُصُّوا بالإمامة الكبرى.
وقال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 8/ 153 - 154: تأملنا هذا، فكان معناه عندنا - والله أعلم - أنه على القرشي ذي الرأي، لا على من سواه من غير أهل الرأي وإن كان قرشيًا، وذلك أنَّ الشيء إذا وصف به رجل من قوم ذوي عدد، جاز أن تضاف الصفة إلى أولئك القوم جميعًا، وإن كان المراد به خاصًّا منهم.
(2)
ما بين المعقوفين سقط من النسخ، واستدركناه من مصادر التخريج.
المُتَّقون، فإنْ كنتُم أولئكَ فذلك، وإلَّا فأبصرُوا ثم أبصِرُوا، لا يَأْتِيَنَّ النَّاسُ بالأعمالِ وتأتونَ بالأثقالِ فيُعرَضَ عنكم"، ثم نادَى فرفعَ صوتَه فقال: "إنَّ قريشًا أهلُ أمانةٍ، مَن بَغَاهِمُ العواثِرَ كبَّه الله لمَنْخِره" قالها ثلاثًا
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة إسماعيل بن عبيد بن رفاعة. سفيان: هو الثَّوري. ولبعضه شواهد يأتي ذكرها.
وأخرجه تامًّا ومختصرًا ابن أبي شيبة 12/ 167، وأحمد 31/ (18992) و (18993)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1507)، والطبراني في "الكبير"(4547) من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وسلف مختصرًا عند المصنف برقم (3305) من طريق أبي حذيفة النهدي، عن سفيان الثوري.
وأخرجه تامًّا ومختصرًا أحمد (18994)، والبخاري في "الأدب المفرد"(75)، والبزار في "مسنده"(3725)، والبغوي في "الصحابة"(681)، والطبراني (4544) و (4545) و (4546)، والبيهقي في "معرفة السنن"(221) من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. وقال البزار عقبه: لا نعلم يرويه بهذا اللفظ إلا رفاعة بن رافع، وهذا الطريق عنه من حسان الأسانيد التي تروى في ذلك.
وأخرجه معمر في "الجامع"(19897) عن ابن خثيم، عن رجل من الأنصار، عن أبيه، فذكره.
وقوله: "بنو أخواتنا وموالينا منا" قد صحَّ من حديث أنس بن مالك بلفظ: "ابن أخت القوم منهم، أو من أنفسهم" و "مولى القوم من أنفسهم"، أخرجهما البخاري (6762) و (6761) وغيرُه.
وقوله: "أوليائي المتقون" له شاهد من حديث أبي هريرة اختلف في وصله وإرساله، قال الدارقطني في "العلل" (1769): يرويه محمد بن عمرو واختلف عنه؛ فرواه محمد بن فليح وعيسى بنُ يونس وغيرُهما، رووه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وخالفهم إسماعيلُ بن جعفر وخالدٌ الواسطي، فروياه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، مرسلًا، والمرسل أصحُّ.
وعن عبد الله بن عمر عند أحمد 10/ (6168)، وأبي داود (4242)، واختلف أيضًا في وصله وإرساله، وسيأتي عند المصنف برقم (8647) لكن دون قوله:"أوليائي المتقون"، فانظر الكلام عليه هناك.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
7129 -
حدَّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حدَّثنا الحسن بن علي بن شَبيب المَعْمَري، حدَّثنا أبو الرَّبيع الزَّهْراني، حدَّثنا حماد بن واقِد الصفَّار، حدَّثنا محمد بن ذَكْوان خالُ ولدِ حماد بن زيد، عن محمد بن المُنكِدر، عن عبد الله بن عمر قال: إِنَّا لَبِفِناءِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذا مرَّت امرأةٌ، فقال رجلٌ من القوم: هذه ابنهُ محمد، فقال أبو سفيان: إنَّ مَثَلَ محمدٍ في بني هاشم مَثَلُ الرَّيحانة في وَسَط النَّتْن
(1)
، فانطلقتِ المرأة فأخبرت النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فخرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُعرَف الغضبُ في وجهه، فقال: "ما بالُ أقوالٍ تَبلُغني عن أقوام، إنَّ الله تبارك وتعالى خلقَ السماواتِ [سبعًا]
(2)
فاختار العُليا منها فأسكَنَها مَن شاءَ من خلقِه، ثم خلَقَ الخَلْقَ، فاختارَ
(3)
بني آدمَ، واختار من بني آدمَ العربَ، واختار من العربِ مُضَرَ، واختارٍ من مُضَرَ قريشًا، واختار من قُريشٍ بني هاشمٍ، واختارني من بني هاشم، فأنا من خِيارٍ إلى خِيار، فمن أحبَّ العربَ فبحُبِّي أحبَّهم، ومن أبغضَ العربَ فببُغْضي أبغضَهم"
(4)
.
(1)
المثبت من (ز)، وهو الموافق لما في المصادر، وتحرَّف في بقية النسخ إلى: البيت.
(2)
لفظة "سبعًا" أثبتناها من مصادر التخريج، وفي (ص): السبع، ولم ترد في بقية النسخ.
(3)
في (ز) و (ب): فاختار من بني، بزيادة "من" وضبب عليها في (ز)، والمثبت من (م) و (ص).
(4)
إسناده ضعيف بمرة؛ حماد بن واقد وشيخه محمد بن ذكوان ضعيفان. ولم نقف عليه من طريقهما عن محمد بن المنكدر عند غير المصنف، ورواه غيرُ واحد عن حماد بن واقد، وغيرُ واحد عن محمد بن ذكوان عن عمرو بن دينار، لا عن محمد بن المنكدر، وقد أشار المصنفُ عقبه لروايته عن ابن دينار.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإشراف في منازل الأشراف"(343) عن هاشم بن الوليد، والطبراني في "الكبير"(13650)، وفي "الأوسط"(6182)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 248 و 6/ 200، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(18)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1330) و (1493)، وفي "دلائل النبوة" 1/ 172 من طريق أبي الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، كلاهما عن حماد بن واقد، عن محمد بن ذكوان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر. =
وقد قيل في هذا الإسناد: عن محمد بن ذَكْوان، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمر:
7130 -
حدَّثَناه محمد بن صالح بن هانئ، حدَّثنا الحسين بن الفضل البَجَلي
= وأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(391)، والعقيلي في "الضعفاء"(1945)، والحاكم فيما سيأتي برقمي (7130) و (7173)، وفي "معرفة علوم الحديث" ص 166 - وعنه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 171 - 172، وقرن بالحاكم أبا سعيد بن أبي عمرو - من طرق عن عبد الله بن بكر السهمي، عن يزيد بن عوانة، عن محمد بن ذكوان، عن عمرو بن دينار، به. ويزيد بن عوانة مجهول، وقال العقيلي: لا يتابع عليه.
وقال السهميُّ في رواية الحكيم الترمذي ورواية الحاكم الأولى: ولا أحسبُ محمدًا إلا قد حدثنيه عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمر. يعني أنه يغلب على ظنه أنه سمعه أيضًا من محمد بن ذكوان مباشرة.
وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 133 - 134 من طريق عبد الوهاب بن المندلث الضبي، والجورقاني في "الأباطيل"(162) من طريق الحسن بن مكرم، كلاهما عن عبد الله السهمي، عن محمد بن ذكوان، عن عمرو بن دينار، به. لم يذكرا أنه شكّ فيه. وقال الجورقاني عقبه: غريب.
وسيأتي الحديث مختصرًا عند المصنف برقم (7172) من طريق عمارة بن مِهْران المعولي، عن عمرو بن دينار، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر بزيادة سالم بين ابن دينار وابن عمر.
وخالفهم حماد بن زيد، فرواه عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي الباقر مرسلًا:"إنَّ الله اختار فاختار العرب، ثم اختار منهم كنانة، أو النضر بن كنانة، ثم اختار منهم قريشًا، ثم اختار منهم بني هاشم، ثم اختارني من بني هاشم"، رواه من طرق عن حماد: ابنُ سعد في "الطبقات" 1/ 4، ويعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/ 497، والبيهقي في "السنن" 7/ 134، وفي "الدلائل" 1/ 167، وهذا إسناد صحيح إلى الباقر.
وقصة اختياره صلى الله عليه وسلم صحَّت من حديث وائلة بن الأسقع عند مسلم (2276) مرفوعًا: "إن الله اصطفى كِنانةَ من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم".
وقد ورد في باب حبّ العرب أحاديث لا تصح، سيوردُ المصنفُ منها حديثَ سلمان وحديثَ أنس وحديثَ ابن عبّاس وحديثَ أبي هريرة، وأرقامها على التوالي (7171) و (7174) و (7175) و (8146).
ومحمد بن أحمد بن أنس القرشي، قالا: حدَّثنا عبد الله بن بكر السَّهْمي، حدَّثنا يزيد بن عَوَانة، عن محمد بن ذَكْوان؛ قال عبد الله بن بكر: ولا أحسبُ محمدًا إِلَّا قد حدَّثَنيه عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمر قال: بَيْنا نحن جُلوسٌ بفِناءِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرَ الحديثَ بتمامه نحوَه
(1)
.
7131 -
حدَّثنا أبو زكريا العَنْبري وأبو بكر بن جعفر المُزكَّي في آخرينَ، حدَّثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العَبْدي، حدَّثنا عُبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن مَعمَر التَّيمي، قال: سمعتُ أبي يقول: سمعتُ عمِّي عبيدَ الله
(2)
بن عمر بن موسى يقول: حدَّثنا رَبيعةُ بن أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب، عن عمرو بن عثمان بن عفان قال: قال لي أَبي: يا بُنيَّ، إن وَلِيتَ من أمر الناس شيئًا، فأكرِمْ قريشًا، فإنِّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من أهانَ قريشًا أهانَه الله عز وجل"
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف بمرةٍ كسابقه.
(2)
أقحم في النسخ الخطية هنا: ابن حفص.
(3)
محتمل للتحسين لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن حفص والد عبيد الله ترجمه البخاري 1/ 65، وابن أبي حاتم 7/ 236، وسكتا عنه، ولم يذكرا راويًا عنه غير ولده عبيد الله، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وعمُّه عبيد الله بن عمر بن موسى ترجمه أيضًا البخاري 5/ 395، وابن أبي حاتم 5/ 327، وسكتا عنه ولم يُذكر راوٍ عنه غير ابن أخيه، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وقال العقيلي في "ضعفائه" (1075): لا يتابع على حديثه، ثم روى له هذا الحديثَ، وليَّنه الذهبيُّ في "ميزانه" 3/ 14.
وأخرجه أحمد 1/ (460)، وابن حبان (6269) من طريق إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، كلاهما (أحمد والطالقاني) عن عبيد الله بن محمد بن حفص، بهذا الإسناد. وذكر في رواية أحمد قصة.
وحسَّن العراقيُّ حديث عثمان في "محجة القرب" ص 208.
ويشهد له حديث سعد بن أبي وقاص التالي عند المصنف.
وحديث أنس عند ابن أبي عاصم في "السنة"(1506)، والبزار في "مسنده"(7199)، وابن =
7132 -
أخبرني أبو بكر بن أبي نَصْر المُزكِّي بمَرْو من أصلِ كتابه، حدَّثنا الحارث بن أبي أسامة، حدَّثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدَّثنا إبراهيم بن سعد، حدثني صالح بن كَيْسان، عن ابن شِهاب، عن محمد بن أبي سفيان بن العلاء بن جاريةَ الثَّقفي، عن يوسف بن الحَكَم أبي الحجَّاج بن يوسف، عن محمد بن سعد بن أبي وقَّاص، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يُرِدْ هَوَانَ قريشٍ أهانَه الله"
(1)
.
= الأعرابي في "معجمه"(1120)، والطبراني في "الكبير"(753)، و "الأوسط"(5924)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 214، وكلا الحديثين فيه ضعف، لكن هذه الثلاثة أحاديث يشدُّ بعضها بعضًا.
وفي الباب أيضًا عن ابن عبّاس عند تَمَّام في "مسند المقلين"(9) و (10)، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 109، وأبي طاهر السلفي في الرابع عشر من "المشيخة البغدادية"(1). وإسناده واهٍ، فيه عبد الرحمن بن مسلم المشهور بأبي مسلم الخراساني، قال الذهبي في "الميزان" 5/ 590: ليس بأهلٍ أن يُحمل عنه شيءٌ، هو شرٌّ من الحجاج وأسفكُ للدماء.
وعن عمرو بن العاص عند ابن عساكر في "تاريخه" 8/ 306، وإسناده واهٍ.
(1)
محتمل للتحسين كسابقه، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن أبي سفيان روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وزعم ابن المديني أنه ليس له غير هذا الحديث، وقال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 160: لا نعلم له راويًا غير الزهري! ويوسف بن الحكم والد الحجاج روى عنه اثنان، وقال العجلي: ثقة، إنما روى حديثًا واحدًا، وذكر له هذا الحديث، وأورده ابن حبان في "ثقاته". وقد اختلف فيه على ابن شهاب الزهري، وكذلك اختلف فيه على إبراهيم بن سعد - وهو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف - وعدَّه أبو حاتم الرازي كما في "العلل" لابنه (2612) حديثًا مضطربًا.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 103، والترمذي (3905)، وأبو يعلى (775)، والشاشي (123)، وتمام في "الفوائد"(1422)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(545)، والداني في "الفتن"(127)، والخطيب في "الفصل للوصل" 2/ 904 - 905 و 905، والبغوي في "شرح السنة"(3849)، وابن عساكر في "تاريخه" 53/ 108، والضياء المقدسي في "المختارة" 3/ (1045) من طريق سليمان بن داود، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: غريب من هذا الوجه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وتابع سليمانَ بن داود يعقوبُ بن حميد عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(215)، وفي "السنة"(1503)، وتمام في "الفوائد"(1422)، والخطيب في "الفصل للوصل" 2/ 906، والضياء في "المختارة" 3/ (1044)، وإبراهيم بن حمزة عند الخطيب 2/ 905 - 906، ومصعب الزبيري عند الخطيب في 2/ 907، فرووه عن إبراهيم بن سعد، به كرواية سليمان بن داود الهاشمي.
ورواه سعدُ بن إبراهيم بن سعد عند أحمد 3/ (1473)، ويزيد بن الهاد عند ابن أبي شيبة 12/ 171، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(216)، وفي "السنة"(1504)، والشاشي في "مسنده"(125)، والحاكم في الرواية التالية (7133)، والخطيب 2/ 907، ويحيى بن عباد عند الخطيب 2/ 909، ويونس بن محمد عنده أيضًا 2/ 909 - 910، جميعهم عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن محمد بن أبي سفيان، عن يوسف بن الحكم، عن سعد بن أبي وقاص. ليس فيه محمد بن سعد.
ورواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه، مرة بذكر محمد بن سعد، ومرة من دون ذكره:
فرواه أحمد (1473)، والشاشي في "مسنده"(124)، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 159 من طريقه عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن محمد بن أبي سفيان، عن يوسف بن الحكم، عن سعد بن أبي وقاص. ليس فيه محمد بن سعد.
ورواه الترمذي (3905 م)، والبزار في "مسنده"(1175) من طريقه، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن محمد بن أبي سفيان، عن يوسف بن الحكم، عن محمد بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقاص.
وكذلك صنع أبو كامل المظفر بن مدرك عن إبراهيم بن سعد، مرة لا يذكر محمد بن سعد كما عند أحمد (1586) عن صالح بن كيسان، عن ابن شِهاب، عن محمد بن أبي سفيان، عن يوسف بن الحكم، عن سعد بن أبي وقاص.
ومرة يذكره كما عند أحمد أيضًا (1587) عن صالح بن كيسان، عن ابن شِهاب، عن محمد بن أبي سفيان، عن محمد بن سعد، عن أبيه سعد.
وكذلك صنع أبو صالح كاتب الليث، فرواه عن إبراهيم بن سعد عند الفسوي في "المعرفة والتاريخ" - ومن طريقه الخطيب 2/ 908 - عن صالح بن كيسان، عن ابن شِهاب، عن محمد بن أبي سفيان، عن يوسف بن الحكم، عن سعد ليس فيه محمد بن سعد.
ومرة يرويه عن إبراهيم بن سعد كما عند الطبراني في "الأوسط"(3200) عن صالح بن كيسان، عن ابن شِهاب، عن محمد بن أبي سفيان، عن يوسف بن الحكم، عن محمد بن سعد، عن أبيه سعد. =
وقد روى هذا الحديثَ الليثُ بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن إبراهيم بن سعد، وهو من غُرَر
(1)
الحديث فيما رواه الأكابرُ عن الأصاغر:
7133 -
أخبرَناه أبو النَّضر الفقيه وأبو إسحاق القارئ وأبو الحسن العَنَزي، قالوا: حدَّثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدَّثنا عبد الله بن صالح ويحيى بن عبد الله بن بُكَير، حدَّثنا الليث بن سعد، حدثني ابن الهاد، عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كَيْسان، عن ابن شِهاب، عن محمد بن أبي سفيان، عن يوسف بن أبي عقيل، عن سعد بن أبي وقَّاص قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من يُرِدْ هَوَانَ قريشٍ أهانَه الله عز وجل"
(2)
.
= وخالفهم يحيى بن عباد عند أبي بكر الخلال في "السنة"(708)، ويحيى الحماني عند الخطيب في "الفصل للوصل" 2/ 904، فروياه عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شِهاب، عن محمد بن أبي سفيان، عن محمد بن سعد، عن أبيه سعد. ليس فيه يوسف بن الحكم.
وأما اختلافهم على الزهري:
فرواه ابن إسحاق عند الطبراني في "الأوسط"(3808) عن مكحول، عن الزهري، عن محمد بن أبي سفيان، عن محمد بن سعد. عن أبيه سعد، ليس فيه يوسف بن الحكم.
وأخرجه معمر في "جامعه"(19905)، ومن طريقه أحمد (1521)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 746، والضياء في "المختارة" 3/ (1030) عن ابن شِهاب الزهري، عن عمر بن سعد، عن أبيه سعد. وقال أحمد في روايته: عن عمر بن سعد أو غيره، ووقع في "الكامل" مكان عمر بن سعد: عامر بن سعد، وهو خطأ. والزهري لم يسمع من عمر بن سعد فيما قال ابن معين، وقال الدارقطني في "العلل" (627): ووهم فيه معمرٌ، والصحيح حديث صالح بن كيسان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(327)، والأوسط" (3609) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن مجبر، عن ابن شِهاب الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقاص. وابن مجبر متروك، وقال الدارقطني: وهو وهم، والصحيح حديث الزهري عن محمد بن أبي سفيان.
ورواه عُقيل - فيما قال الدارقطني في "العلل" - عن الزهري عن سعد، لم يذكر بينهما أحدًا.
وقال أيضًا: قال ابن أبي ذئب: عن الزهري أنه بلغه عن سعد، وحديث صالح هو الصواب.
(1)
في (ص): عزيز.
(2)
محتمل للتحسين كسابقه.
يوسفُ بن أبي عَقيل: هو ابن الحَكَم بلا شكٍّ، وقد صحَّتِ الروايةُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنَّ الولد لا يَجْني على أبيه
(1)
.
7134 -
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى المُقرئ ببغداد، حدَّثنا أبو قلابة الرَّقَاشي، حدَّثنا أبو حُذيفة، حدَّثنا زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عَقيل، عن حمزة بن أبي سعيد الخُدْري، عن أبيه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: "ما بالُ أقوامٍ يقولون: إنَّ رَحِمي لا تنفعُ؟ بلى والله، إِنَّ رَحِمي موصولةٌ في الدنيا والآخرة.
وإنِّي أيها الناس فَرَطُكم على الحوض، فإذا جئتُ قام رجالٌ، فقال هذا: يا رسولَ الله، أنا فلانٌ، وقال هذا: يا رسولَ الله، أنا فلانٌ، وقال هذا: يا رسولَ الله، أنا فلانٌ
(2)
، فأقولُ: قد عرفتُكم، ولكنَّكم أحدَثتُم بعدي ورجعتُم القَهْقَرى"
(3)
.
(1)
حديث: "لا يجني عليك، ولا تجني عليه" سلف عند المصنف برقم (3632)، وإسناده صحيح.
(2)
المرة الثالثة من قوله: "وقال هذا .. أنا فلان" لم ترد في (م) و (ص).
(3)
إسناده ضعيف لتفرد عبد الله بن محمد بن عقيل به وهو ليس بالقوي، وقد اضطرب في روايته، فمرةً يرويه عن حمزة بن أبي سعيد، وأخرى عن سعيد بن المسيب، وثالثة عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، وحمزة بن أبي سعيد تفرَّد بالرواية عنه ابن عقيل، ولم يؤثر توثيقه عن معتبَر.
وانظر الكلام عليه في "مسند أحمد".
وأخرجه أحمد 17/ (11138) عن أبي عامر العقدي، عن زهير بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (1238) من طريق العقدي نفسه، عن زهير، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه. فجعل مكان حمزة عبد الرحمن بن أبي سعيد.
وأخرجه أحمد 17/ (11139) و 18/ (11591) من طريق عبيد الله بن عمرو، عن ابن عقيل، عن حمزة بن أبي سعيد، عن أبيه. كرواية الحاكم.
وأخرجه أحمد 17/ (11345) من طريق شريك النخعي، عن ابن عقيل، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري. وشريك سيئ الحفظ. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
7135 -
أخبرني الشيخ أبو بكر بن إسحاق، فيما قرأتُه عليه من أصلِ كتابه، أخبرنا محمد بن أحمد بن الوليد الكَرَابيسي ببغداد، حدَّثنا إسحاق بن سعيد بن الأُرْكُون الدِّمشقي، حدَّثنا خُلَيد بن دَعْلَج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمان أهلِ الأرض من الاختلافِ المُوالاة لقريشٍ، قريشٌ أهلُ الله، أهلُ آلاءِ الله، فإذا خالفَتْها قبيلةٌ من العرب صاروا
(1)
حِزبَ إبليسَ"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
7136 -
أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن دُحَيم الشَّيباني بالكوفة، حدَّثنا أحمد بن حازم الغِفاري، حدَّثنا محمد بن طَريف البَجَلي، حدَّثنا محمد بن فُضَيل، عن الأعمش، عن أبي سَبْرة النَّخَعي، عن محمد بن كعب القُرَظي، عن العباس بن عبد المطَّلب قال: كُنَّا نلقَى النَّفرَ من قريش وهم يتحدَّثون، فيَقطَعونَ حديثَهم، فذَكَرنا ذلك لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما بالُ أقوامٍ يتحدَّثون، فإذا رأَوُا الرجلَ من أهلي قَطعُوا
= ولشطره الأول انظر حديث علي بن الحسين عن عمر السالف برقم (4735).
ويشهد لشطره الثاني حديث أبي هريرة عند البخاري (6585): "يَرِدُ عليَّ يوم القيامة رهط من أصحابي، فيُحلؤون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى".
وحديثه الآخر عند مسلم (247): "ترد علي أمتي الحوض، وأنا أذود الناس عنه، كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله" قالوا: يا نبي الله، أتعرفنا؟ قال:"نعم، لكم سيما ليست لأحد غيركم؛ تردون عليَّ غرًّا محجلين من آثار الوضوء، وليُصدَّن عني طائفة منكم فلا يصلون، فأقول: يا رب، هؤلاء من أصحابي، فيُجيبني ملك، فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟ ".
ونحوه من حديث أنس عند البخاري (6582)، ومسلم (2304).
(1)
في (ز) و (ب): صار.
(2)
إسناده تالف من أجل ابن الأُركون وشيخه خليد بن دَعلج كما سلف بيانه برقم (4766).
ووهَّاه الذهبي في "التخليص" وقال: في إسناده ضعيفان.
حديثَهم؟! والله لا يدخُلُ قلبَ رجلٍ الإيمانُ حتى يُحِبَّهم لله تعالى ولِقَرابتي"
(1)
.
هذا حديث يُعرَف من حديث يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العبّاس، فإذا حصل هذا الشاهدُ من حديث ابن فُضيل عن الأعمش، حكمنا له بالصِّحة.
وأما حديثُ يزيد بن أبي زياد:
7137 -
فحدَّثَناه أبو العباس محمد بن يعقوب، حدَّثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدَّثنا يعلى بن عُبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن العبّاس بن عبد المطَّلب قال: قلتُ: يا رسولَ الله، إذا لَقِيَ قريشٌ بعضُها بعضًا لَقُوا بالبِشَارة، وإذا لَقِيناهم لَقُونا بوجوهٍ لا نعرفُها، قال: فغضِبَ غضبًا شديدًا، ثم قال:"والذي نفسُ محمدٍ بيده، لا يدخُلُ قلبَ رجلٍ الإيمانُ حتى يُحِبَّكم لله ولرسولِه"
(2)
.
7138 -
حدَّثنا أبو محمد عبد الرحمن بن حَمْدان الجَلَّاب بهَمَذان، حدَّثنا أبو حاتم الرازي، حدَّثنا الفَيْضُ بن الفضل البَجَلي، حدَّثنا مِسعَر بن كِدَام، عن سَلَمة بن كُهيل، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجِذ، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الأئمةُ من قريش، أبرارُها أمراءُ أبرارِها، وفُجَّارُها أُمراءُ فجَّارِها، ولكلٍّ حقٌّ، فآتُوا كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، وإن أمَّرتُ عليكم عبدًا حبشيًّا مُجدَّعًا فاسمعوا له وأطيعوا، ما لم يُخيِّرْ أحدَكم بين إسلامِه وضَرْبِه عُنقَه، فإن خُيِّرَ بين إسلامِه وضَرْبِه عُنقَه، فليُقدِّم عُنقَه، فإنه لا دُنيا له ولا آخرةَ بعد إسلامِه"
(3)
.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو سبرة النخعي روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن معين: لا أعرفه، وقد انفرد بهذا الطريق، ومحمد بن كعب لم يدرك العباس بن عبد المطلب.
وأخرجه ابن ماجه (140) عن محمد بن طريف، بهذا الإسناد.
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وقد سبق بيانه وتخريجه عند الرواية (5521).
(3)
إسناده ضعيف، الفيض بن الفضل روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وقد خولف =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في رفعه، واختلف فيه أيضًا على مسعر بن كدام، وعلى أبي صادق - وهو الأزدي الكوفي - كما سيأتي. والموقوف أصحُّ كما قال الدارقطني في "العلل"(359)، وربيعة بن ناجذ لم يذكروا عنه راويًا غير أبي صادق، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، وذكره ابن حبان في "ثقاته".
وقوله فيه: "اسمعوا وأطيعوا ما لم يخير
…
إلخ" منكر.
وأخرجه تامًّا ومختصرًا البزار (759)، وابن الأعرابي في "معجمه"(2320)، والطبراني في "الأوسط"(3521)، وفي "الصغير"(425)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 242، وأبو عمرو الداني في "الفتن"(203)، والبيهقي 8/ 143، والضياء في "المختارة" 2/ (450)، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" 2/ 422 من طرق عن الفيض بن الفضل البجلي، بهذا الإسناد.
وخالف الفيضَ وكيعٌ عند ابن أبي شيبة 12/ 172 و 544، وابن أبي عاصم في السنة" (1513)، وأبي بكر الخلال في "السنة" (63)، وشعيبُ بنُ إسحاق عند أبي عمرو الداني في "الفتن" (204)، فروياه عن مسعر، عن عثمان بن المغيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة، عن علي موقوفًا. جعلا شيخ مسعر عثمان، ووقفاه. ووقع في رواية ابن أبي عاصم مكان مسعر سفيان، ونظنه تحريفًا من الناسخ.
وكذلك رواه أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة موقوفًا، والموقوف أشبه بالصواب. قاله الدارقطني في "العلل".
وخالفهم داودُ بن عبد الجبار كما في "علل الدارقطني" 3/ 199، فرواه عن مسعر، عن عثمان بن المغيرة، عن أبي صادق، به مرفوعًا. وداود بن عبد الجبار تالفٌ لا يُفرح به.
ورواه قبيصة بن عقبة عن سفيان الثوري عند ابن أبي شيبة 12/ 171 - وعنه ابن أبي عاصم في السنة" (1514) - عن الحارث بن حَصيرة، عن أبي صادق، عن علي موقوفًا. ليس فيه ربيعة بن ناجذ. وقبيصة في سفيان فيه كلام، والحارث بن حصيرة ضعيف يعتبر به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 23 عن وكيع، عن إبراهيم بن مرثد، عن عمه أبي صادق، عن علي، قال: الأئمة من قريش، ومن فارق الجماعة شبرًا فقد نزع ربقة الإسلام من عنقه. وإبراهيم بن مرثد مجهول.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "المسند" 2/ (790)، والبزار (512)، والدارقطني في "العلل"(426) من طريقين عن محمد بن جابر، عن عبد الملك بن عمير، عن عمارة بن رويبة، عن علي مرفوعًا:"الناس تبع لقريش برُّهم لبرهم، وفاجرُهم تبع لفاجرهم". ومحمد بن جابر - وهو ابن سيار السحيمي - ضعيف.
وأخرجه معمر في "جامعه"(19903) عن ليث بن أبي سليم، قال: وقال علي: الأئمة من قريش، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فمؤمن الناس تبع لمؤمنهم، وكافر الناس تبع لكافرهم. وليث سيئ الحفظ، وروايته عن علي منقطعة.
وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(287) عن هشيم، عن العوام بن حوشب، عمَّن حدثه عن علي، قال: الأئمة من قريش، خيارهم على خيارهم، وشرارهم على شرارهم، ألا وليس بعد قريش إلَّا الجاهلية. وإسناده ضعيف لإبهام راويه عن علي.
وأخرج أبو يعلى (564)، والطبراني في "الدعاء"(2116) من طريق حفص بن خالد، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن عليّ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس ذات يوم فقال: "إنّ الأمراء من قريش - ثلاث مرار - ما أقاموا ثلاثًا: ما حكموا فعدلوا، وما عاهدوا فوفوا، وما استُرحموا فرحموا، فمن لم يفعل ذلك منهم، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين". وفي إسناده غيرُ واحد مجهول، لكن صحَّ معناه عن غير ما صحابيٍّ كما سيأتي ذكرهم.
وقوله: "الأئمة من قريش" قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/ 58: جمعتُ طرقه عن نحو أربعين صحابيًا.
قلنا: منها حديث أبي هريرة عند البخاري (3495)، ومسلم (1818) بلفظ:"الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم".
ومنها حديث ابن عمر عند البخاري (3501)، ومسلم (1820) بلفظ:"لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان".
وفي باب السمع والطاعة عن أنس بن مالك عند البخاري (693) وغيره بلفظ: "اسمعوا وأطيعوا وإن استُعمل حبشي كأن رأسه زبيبة".
وعن أبي ذر عند مسلم (648) بلفظ: إنَّ خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدًا مجدَّع الأطراف.
وقوله فيه: "اسمعوا وأطيعوا ما لم يُخيّر أحدكم بن إسلامه وضربه عنقه
…
إلخ" منكر، والطاعة مشروطة للحاكم المسلم وفيما لا معصية فيه، لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أم الحصين عند أحمد 45/ (27269)، ومسلم (1838): "ولو استُعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله، فاسمعوا له وأطيعوا".
ولقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أنس عند أحمد 19/ (12307)، والحاكم (8738)، وفي حديث أبي برزة عند أحمد 23/ (19777)، وفي حديث أبي موسى الأشعري عند أحمد أيضًا 32/ (19541): "الأئمة من قريش، إنَّ لهم عليكم حقًّا، ولكم عليهم حقًّا مثل ذلك، ما إن استُرحموا فرحموا، وإن عاهدوا وفوا، وإن حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم، فعليه لعنة الله والملائكة والناس =
ذكرُ فَضْل المهاجرين
7139 -
حدَّثنا علي بن حَمْشاذ العَدْل، حدَّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدَّثنا أبو النُّعمان محمد بن الفضل، حدَّثنا حماد بن زيد، حدَّثنا حجَّاج الصوَّاف، عن أبي الزُّبير، عن جابر: أنَّ الطُّفيل بن عمرو قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: هل لكَ في حِصْنٍ ومَنَعَةٍ، حِصْنِ دَوْس؟ فأبى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لِمَا ذُخِرَ للأنصار، قال: فهاجرَ الطُّفيل وهاجَرَ معه رجلٌ من قومِه، فمَرِضَ الرجلُ، قال: فضَجِرَ - أو كلمةً شبيهة - فجاء إلى قَرَنٍ فأخذَ مِشقَصًا فقطع رواجِبَه فمات، فرآه الطُّفيل في المَنام، فقال: ما فُعلَ بكَ؟ قال: غُفِرَ لي بهجرتي إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: ما شأنُ يديكَ؟ قال: قيل لي: إنَّا لن نُصلِحَ منكَ ما أفسدتَ مِن نفسِك. قال: فقَصَّها الطُّفيلُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"اللهمَّ ولِيدَيهِ فَاغفِرُ"، ورفعَ يَدَيْهِ
(1)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
7140 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، حدَّثنا أحمد بن مِهْران، حدَّثنا عبيد الله بن موسى، حدَّثنا إسرائيل، عن سِماك، عن سعيد بن جُبير،
= أجمعين". ونحوه من حديث أبي هريرة عند أحمد أيضًا 13/ (7653).
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد 23/ (14982)، ومسلم (116) من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرجه ابن حبان (3017) من طريق إسماعيل بن عليّة، عن حجاج بن أبي عثمان الصواف، به. ووقع في رواية البخاري في "الأدب المفرد" (614): فقطع وَدَجَيهِ فمات.
وسياق حديث جابر بن سمرة يؤيده: أنَّ رجلًا كانت به جراحة، فأتى قرنًا له فأخذ مشقصًا، فذبح به نفسه، فلم يصل عليه النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه مسلم (978)، وابن حبان (3095) والسياق له. وقد سلف بنحوه عند الحاكم (1363).
القَرَنُ: هو الجَعْبة، والمِشقص: هو نصلٌ طويل حاد.
والرواجب، قال في "النهاية": هي ما بين عقد الأصابع من داخل، واحدُها: راجبة، والبراجم: العقد المتشنجة في ظاهر الأصابع.
عن ابن عباس في قوله عز وجل: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110]، قال: هم الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
7141 -
أخبرني أبو محمد بن زياد العَدْل، حدَّثنا محمد بن إسحاق، حدَّثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، حدثني عمِّي، أخبرني سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخُدْري، عن أبيه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"للمهاجرينَ مَنابرُ من ذَهَبٍ يَجلِسُون عليها يومَ القيامة، قد أمنوا من الفَزَع". قال: ثم يقول أبو سعيد: والله لو حَبَوتُ بها أحدًا لحَبَوتُ بها قومي
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
ذكرُ فضائِل أهل بدر
7142 -
حدَّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدَّثنا محمد بن سِنان القزَّاز، حدَّثنا عمر بن يونس بن القاسم اليَمَامي، حدَّثنا عكرمة بن عمار، حدَّثنا أبو زُمَيل قال: قال ابن عباس: قال عمر بن الخطاب: كتَبَ حاطبُ بن أبي بَلْتعةَ إلى أهل مكةَ،
(1)
إسناده حسن. وهو مكرر (3198).
(2)
إسناده ضعيف من أجل كثير بن زيد - وهو الأسلمي - فقد تفرَّد به، وهو ممن لا يحتمل تفرده، فالأكثر على تضعيفه، كما أنه إنما يروي عن عبد الرحمن بن أبي سعيد بواسطة ابنه رُبيح بن عبد الرحمن، ولا نعرف له رواية عن والد ربيح إلا في هذا الخبر. وأحمد بن عبد الرحمن قال أبو حاتم الرازي: خلط ثم رجع، وكان صدوقًا، وبنحوه قال أبو زرعة، وأعله الذهبي في "التلخيص" بأحمد هذا، فقال: أحمد واهٍ. قلنا: لكنه متابع. وعمه: هو عبد الله بن وهب المصري، وأبو محمد بن زياد: هو عبد الله بن محمد بن علي بن زياد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(340)، والبزار (1269 - كشف الأستار)، وتمام في "الفوائد"(1607) من طريق سفيان بن حمزة، وابن حبان (7262)، والآجري في "الشريعة"(1117) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما عن كثير بن زيد، بهذا الإسناد. وقال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد.
فأطلعَ الله تعالى عليه نبيَّه صلى الله عليه وسلم، فبعثَ عليًّا والزبيرَ في أثرٍ الكتاب، فأدركا امرأةً على بعير، فاستخرجاه
(1)
من قَرْنٍ من قُرونها، فأتَيا به نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم فقُرِئَ عليه، فأرسلَ إلى حاطب، فقال: "يا حاطبُ، إِنَّكَ
(2)
كتبتَ هذا الكتابَ؟ قال: نعم يا رسولَ الله، قال:"فما حملَكَ على ذلك؟ " قال: يا رسولَ الله، إني والله لناصحٌ لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولكنِّي كنتُ غَريبًا في أهل مكةَ، وكان أهلي بين ظَهرانَيْهم، فخشيتُ عليهم، فكتبتُ كتابًا لا يضرُّ الله ورسوله شيئًا، وعسى أن يكون فيه منفعةٌ لأهلي، قال عمر: فاختَرطتُ سيفي فقلت: يا رسولَ الله، أمكِنِّي منه، فإنه قد كفَرَ، فأضربَ عُنقَه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا ابنَ الخطاب، وما يُدريك لعلَّ الله قد اطَّلعَ على أهلِ هذه العصابة من أهلِ بدرٍ، فقال: اعملُوا ما شئتُم، فإنِّي قد غفرتُ لكم؟! "
(3)
.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه هكذا، إنما اتَّفقا على حديث
(1)
في نسخنا الخطية: فاستخرجا، والمثبت من النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان.
(2)
في المصادر: أنت، وهو الأنسب.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل محمد بن سنان القزار، وقد توبع. أبو زميل: هو سماك بن الوليد الحنفي.
وأخرجه البزار (197)، وأبو يعلى كما في "المطالب العالية" لابن حجر (3756/ 1) ومن طريقه الضياء المقدسي في "المختارة" 1/ (174) - والطحاوي في "شرح المشكل"(4436) من طرق عن عمر بن يونس اليمامي، بهذا الإسناد. ورواية الضياء سقط منها ذكر عمر.
وأخرجه تامًّا ومختصرًا يعقوب بن شيبة في "مسند عمر" ص 54 - 55، والطبراني في "الأوسط"(2647)، والقطيعي في "جزء الألف دينار"(255)، والضياء المقدسي 1/ (175 - 177) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، عن عكرمة بن عمار، به.
وسلف عن ابن عبّاس في آخر حديث طويل برقم (4702).
وسلف أيضًا عن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة برقم (5393)، وذكرنا شواهده هناك.
وسيأتي مختصرًا من حديث أبي هريرة برقم (7144).
عبيد الله بن أبي رافع عن عليٍّ: بعثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنا والزُّبيرَ إلى رَوضةِ خَاخٍ، بغير هذا اللفظ
(1)
.
7143 -
أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهَمَذان، حدَّثنا إبراهيم بن الحسين، حدَّثنا آدم بن أبي إياس، حدثني محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك المَديني، حدَّثنا عبد الملك بن زيد، عن مصعب بن مصعب، عن الزُّهْري، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن بن عَوف، عن أبيه قال: كلَّمَ طلحةُ بنُ عبيد الله
(2)
عامرَ بن فُهَيرة بشيءٍ، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"مهلًا يا طلحةُ، فإنه قد شَهِدَ بدرًا كما شهدتَ، وخيرُكم خيرُكم لمَوالِيهِ"
(3)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
7144 -
أخبرني أبو العباس محمد بن أحمد المحبُوبي، حدَّثنا سعيد بن مسعود، حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حمّاد بن سلمة، عن عاصم، عن
(4)
أبي صالح، عن أبي
(1)
البخاري (3007) و (4274) و (4890)، ومسلم (2494)، بلفظ: بعثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد بن الأسود، ولم يذكر المصنف المقداد بن الأسود.
ووقع في رواية أبي عبد الرحمن السلمي عن علي عند البخاري (3983) و (6259): بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد الغنوي والزبير بن العوام، وكلنا فارس.
(2)
أقحم في النسخ هنا: ابن.
(3)
إسناده ضعيف بمرة، عبد الرحمن بن الحسن وعبد الملك بن زيد - وهو ابن سعيد بن زيد - ومصعب بن مصعب ضعفاء. انظر لترجمة الأخيرين "اللسان" لابن حجر (4914) و (7768).
وأبو سلمة بن عبد الرحمن، قال ابن معين: لم يسمع من أبيه شيئًا.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(337) عن محمد بن خلف العسقلاني، والطبراني في "الكبير"(287)، و "الأوسط"(9305)، و "الصغير"(1121) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5159) - عن هاشم بن مرثد، كلاهما عن آدم بن أبي أياس، بهذا الإسناد. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا مصعب بن مصعب، ولا عن مصعب إلا عبد الملك بن زيد، ولا عن عبد الملك إِلَّا ابن أبي فديك، تفرَّد به آدم، ولا يروى عن عبد الرحمن بن عوف إلا بهذا الإسناد.
(4)
تحرَّف حرف الجرّ "عن" في النسخ الخطية إلى: بن.
هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الله تعالى اطَّلعَ على
(1)
أهل بدرٍ، فقال: اعْمَلُوا ما شِئْتُم، فقد غَفَرتُ لكم"
(2)
.
(1)
في (م) و (ص): إلى.
(2)
إسناده حسن من أجل عاصم - وهو ابن أبي النجود - وقد انفرد بهذا اللفظ، والأخبار التي رويت في هذا إنما جاءت بعبارة الترجي: "لعلَّ الله قد اطلع
…
فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم"، وسنذكر كلام الحافظ ابن حجر في ذلك. أبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه أبو داود (4654) عن موسى بن إسماعيل، وابن حبان (4798) من طريق أبي نصر التمار عبد الملك القشيري، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. ورواية ابن حبان مطولة ذكر في أولها قصة.
وانظر ما سلف برقمي (5393) و (7142).
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 12/ 60 - 61: المراد منه هنا: الاستدلال على فضل أهل بدر بقولِه صلى الله عليه وسلم المذكور، وهي بشارة عظيمة لم تقع لغيرهم.
ووقع الخبر بألفاظٍ: منها: "فقد غَفَرت لكم"، ومنها:"فقد وَجَبَت لكم الجنَّة". وكلها بلفظ: "لعلَّ الله اطَّلَعَ، لكن قال العلماء: إنَّ الترجي في كلام الله وكلام رسوله للوقوع. وقد وقع عند أحمد (7940) وأبي داود (4654) وابن أبي شيبة (12/ 155) من حديث أبي هريرة بالجزمِ ولفظه: "إنَّ الله اطَّلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتُم، فقد غفرتُ لكم"، وعند أحمد (14484 و 15262) بإسناد على شرط مسلم من حديث جابر مرفوعًا: "لن يدخل النار أحدٌ شهدَ بدرًا [والحديبية] ".
وقد استُشكِلَ قوله: "اعملوا ما شئتُم"، فإنَّ ظاهره أنَّه للإباحة، وهو خلاف عَقْد الشَّرع، وأجيب: بأنه إخبار عن الماضي، أي: كلّ عمل كان لكم فهو مغفور، ويؤيِّده أنَّه لو كان لمَا يَستَقبلونه من العمل لم يقع بلفظ الماضي، ولقال: فسأغفرُه لكم، وتُعقِّب بأنَّه لو كان للماضي، لما حَسُن الاستدلال به في قصة حاطب لأنه صلى الله عليه وسلم خاطَبَ به عمرَ مُنكِرًا عليه ما قال في أمر حاطبٍ، وهذه القصّة كانت بعد بدر بستِّ سنين، فدَلَّ على أنَّ المراد ما سيأتي، وأورده بلفظ الماضي مبالغة في تحقيقه.
وقيل: إنَّ صيغة الأمر في قوله: "اعملوا" للتشريف والتكريم، والمراد عدم المؤاخذة بما يَصدُر منهم بعد ذلك، وأنَّهم خُصّوا بذلك لمَا حصل لهم من الحال العظيمة التي اقتضت محو ذنوبهم السابقة، وتأهَّلوا لأن يغفر الله لهم الذُّنوب اللاحقة إن وَقَعَت، أي: كلّ ما عَمِلتُموه بعد =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه بهذا اللفظ على اليقين: إنَّ الله اطَّلع عليهم فغَفَرَ لهم، إنما أخرجاه
(1)
على الظنِّ: "وما يُدريكَ لعلَّ الله اطَّلعَ على أهل بدرٍ؟! ".
ذكرُ فضائل الأنصار رضي الله عنهم
7145 -
أخبرنا أحمد بن جعفر القَطِيعي، حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدَّثنا عبد الرحمن - وهو ابن مَهْدي - حدَّثنا زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل، عن الطُّفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كانَ يومُ القيامة كنتُ إمامَ النبيِّين وخطيبَهم وصاحبَ شفاعتِهم غيرَ فَخْرٍ"
(2)
.
7145 م - ثم سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لولا الهجرةُ كنتُ امْرَأً من الأنصار، ولو سَلَكتِ الأنصارُ واديًا أو شِعبًا لكنتُ مع الأنصار"
(3)
.
= هذه الواقعة من أي عمل كان، فهو مغفور.
وقيل: إنَّ المراد ذنوبهم تقع إذا وَقَعَت مغفورة. وقيل: هي بشارة بعدم وقوع الذُّنوب منهم، وفيه نظر ظاهر، لمَا سيأتي (عند شرح حديث البخاري: 4011) في قصة قدامة بن مظعون حين شرب الخمر في أيام عمر، وحَدَّه عمر، فهاجره بسبب ذلك، فرأى عمرُ في المنام مَن يأمره بمصالحته، وكان قدامةُ بدريًّا. والذي يُفهَم من سياق القصة الاحتمالُ الثاني.
(1)
البخاري (3007)، ومسلم (2494) من حديث عليّ.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل. وسلف برقمي (241) و (242).
(3)
صحيح لغيره.
وأخرجه أحمد 35/ (21246)، والترمذي (3899) من طريق أبي عامر العقدي، وعبد الله بن أحمد (21257) من طريق أبي حذيفة موسى بن محمد، كلاهما عن زهير بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الله بن أحمد أيضًا (21253) و (21258) من طريق عبيد الله بن عمرو، عن ابن عقيل، به.
وسيأتي برقم (7148) نحوه من حديث أبي قتادة الأنصاري. وانظر التعليق الآتي على كلام المصنف.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة
(1)
.
7146 -
حدَّثنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، حدَّثنا عبد الله بن رَوْح، حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان بن حسين، عن الزُّهْري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه كعب بن مالك أنه قال: إنَّ آخرَ خُطبة خطبناها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قال: "يا معشرَ المهاجرين، إنَّكم قد أصبحتُم تَزيدُونَ، وإِنَّ الأنصارَ قد انْتَهَوا
(2)
، وإنَّهم عَيْبتي التي آوِي إليها، فأكرِمُوا مُحسِنَهم، وتجاوَزُوا عن مُسِيئِهم"
(3)
.
(1)
كذا قال، وقد أخرجه البخاري كرواية أبيِّ بن كعب من حديث أبي هريرة برقم (3779) و (7244) بلفظ:"لو أنَّ الأنصار سلكوا واديًا أو شِعبًا، لسلكتُ في وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنتُ امرأ من الأنصار".
ورواه البخاري (4333) ومسلم (1059) من حديث أنس بلفظ: "لو سلك الناس واديًا وسلكت الأنصار شعبًا، لاخترتُ شِعب الأنصار"، وفيه قصة.
ورواه البخاري (4330) و (7245) ومسلم (1061) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم، وفيه القصة أيضًا.
(2)
رسمت في (ز) و (ب): اسعوا، من دون نقط، وضبب عليها في (ز)، وفي بقية النسخ مكانها بياض، والمثبت من مصادر التخريج.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير أن سفيان بن حسين له عن الزهري أوهامٌ، وهذا منها، فقد جعلَ صحابيَّ الحديث كعبَ بن مالك، وقد خالفه من هو أوثق منه، فقالوا: عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كما سيأتي.
وأخرجه تامًّا ومقطعًا ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1712) و (1713) و (1743)، والدُّولابي في "الكنى"(1737)، والطبراني في "الكبير" 19/ (158)، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات"(1085) و (1892) من طرق عن سفيان بن حسين، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 25/ (16075) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه أحمد (21951) من طريق معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وكان أبوه أحد الثلاثة الذين تيب عليهم، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره. فجعل معمرٌ =
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
7147 -
حدَّثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدَّثنا يحيى بن محمد بن يحيى، حدَّثنا أبو الوليد الطيالسي، حدَّثنا عبدُ الرحمن بن سليمان بن الغَسِيل، حدَّثنا عِكْرمة، عن ابن عبّاس قال: خرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في مرضه وقد عَصَبَ رأسَه بخِرقةٍ، فقال:"إنَّ الناسَ يَكثُرونَ ويَقِلُّ الأنصارُ، حتى يكونوا في الناس مثلَ المِلْحِ في الطعام، فمن وَلِيَ منكم عملًا، فليَقبَلْ مِن مُحسِنِهم ويتجاوَزْ عن مُسِيئِهم"
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
7148 -
حدَّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدَّثنا بَحْر بن نَصْر، قال: قُرِئ على عبد الله بن وهب: أخبرك أبو صخر، أن يحيى بن النَّضْر الأنصاري حدثه، أنه سمع أبا قَتَادة يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ على المِنبر للأنصار: "ألا إنَّ الناس دِثَاري، وإنَّ الأنصارَ شِعاري، ولو سلك الناسُ واديًا وسلكتِ الأنصارُ شُعبة، لاتَّبعتُ شُعبة الأنصار، فمن وَلِيَ أمرَ الأنصارِ فليُحسِنَ إلى مُحسِنِهم، وليتجاوَزْ عن مُسِيئِهم،
= شيخَ الزهريِّ عبدَ الرحمن أخا عبد الله بن كعب! وهذا وهمٌ من معمر، فقد خالف سفيان وشعيبًا، ورواه أيضًا ابن سعد 2/ 220 عن الواقدي، عن معمر ومحمد بن عبد الله، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فرواه على الصواب.
ويشهد له حديثُ أنس عند البخاري (3801)، ومسلم (2510):"الأنصار كَرِشي وعَيبتي، والناس سيكثرون ويقلُّون، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم".
وحديثُ ابن عباس التالي.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد من أجل عبد الرحمن بن الغسيل.
وأخرجه أحمد 3/ (2074) و 4/ (2629)، والبخاري (927) و (3628) و (3800) من طرق عن عبد الرحمن بن الغسيل بهذا الإسناد. ورواياتُ البخاري أو في من رواية الحاكم، ورواية أحمد الأولى مختصرة بلفظ: خَطبَ الناس، وعليه عِصابة دَسِمة.
واستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
ومن أفزَعَهم فقد أفزعَ الذي
(1)
بين هذين - وأشار إلى نفسِه - لولا الهجرةُ لكنتُ امْرَأً من الأنصار"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
7149 -
أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السَّمّاك ببغداد، حدَّثنا يحيى بن جعفر بن الزِّبْرِقان، حدَّثنا أبو داود الطَّيالسي وعبدُ الصمد بن عبد الوارث، حدَّثنا محمد بن ثابت البُناني، عن أبيه، عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة: أنه دخل على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في وَجَعِه الذي مات فيه، فقال:"أقرِئْ قومَكَ السَّلامَ، فإنهم - ما عَلِمتُ - أعِفَّةٌ صُبُرٌ"
(3)
.
(1)
في النسخ: والذي
…
إلخ، بزيادة حرف الواو، وفي رواية "المسند الآتية: فقد أفزع هذا الذي بين هاتين.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي صخر: وهو حميد بن زياد المدني.
وأخرجه أحمد 37/ (22614) عن هارون بن معروف، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
ويشهد لقوله: "الناس دثاري، والأنصار شعاري" حديثُ أبي هريرة عند أحمد 15/ (9434)، والنسائي (8265).
ويشهد لباقيه ما قبله من الأحاديث.
قوله: "الأنصار شعاري"، الشعار بوزن كتاب: ما يلي الجسد من الثوب، و "دثاري": هو الثوب الذي فوق الشِّعار. والمعنى: أنَّ الأنصار هم الخاصة والبطانة، والناس هم العامة.
(3)
حديث صحيح غير أمره بإقراء السلام، وهذا إسناد ضعيف من أجل محمد بن ثابت البناني.
وأخرجه الترمذي (3903) عن عبدة بن عبد الله الخزاعي، عن أبي داود وعبد الصمد، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح، وفي نسخة: حسن غريب.
وأخرجه أحمد 19/ (12521) عن عبد الصمد وحده، به عن أنس، ليس فيه أبو طلحة.
وأخرج الروياني (985)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق"(28)، والشاشي (1056) و (1057)، والطبراني في "المعجم الكبير"(4709)، والصيداوي في "معجم شيوخه" من طريق مسلم بن إبراهيم، عن الحسن بن أبي جعفر، عن ثابت البناني، عن أنس، عن أبي طلحة مرفوعًا: جزاكم الله يا معشر الأنصار خيرًا، فإنكم ما علمت أعفَّة صُبر". والحسن بن أبي جعفر ضعيف. =
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
7150 -
حدَّثنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدَّثنا محمد بن غالب، حدَّثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدَّثنا عاصم بن سُوَيد، حدثني يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك، قال: جاءَ أُسيد بن حُضَير الأشهلي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان قَسَمَ طعامًا، فذَكَر له أهلَ بيتٍ من الأنصار من بني ظَفَرٍ فيهم حاجةٌ، قال: وجُلُّ أهل ذلك البيت نِسوةٌ، قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تركتنا يا أُسيدُ حتى ذهبَ ما في أيدينا، فإذا سمعتَ بشيء قد جاءنا، فاذكُر لي أهلَ ذلك البيتِ"، قال: فجاءه بعدَ ذلك طعامٌ من خيبرَ
(1)
شعيرٌ وتمرٌ، قال: فقَسَمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الناس، وقَسَمَ في الأنصار فأجزلَ، وقَسَمَ في أهل ذلك البيت فأجزلَ، قال: فقال له أُسيدُ بن حُضير متشكِّرًا: جزاكَ الله أيْ نبيَّ الله عنَّا أفضلَ الجَزاء، أو قال: خيرًا، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"وأنتم يا معشرَ الأنصار، فجزاكم الله أطيبَ الجزاء - أو قال: خيرًا - فإنكم - ما عَلِمتُ - أعِفَّةٌ صُبُر، وسترونَ بعدي أَثَرةً في الأمر والقَسْم، فاصبِرُوا حتى تلقوني على الحَوْض"
(2)
.
= وأخرج ابن حبان (6264) وغيره من طريق الزهري، عن يزيد بن وديعة الأنصاري، عن أبي هريرة مرفوعًا:"الأنصار أعفة صبر"، وسنده حسن في المتابعات والشواهد.
وأخرج ابن أبي شيبة 12/ 160 من طريق محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة مرسلًا، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر الأنصار قال: "أعفة صُبر".
وانظر ما بعده.
(1)
تحرَّف في (ز) و (ب) إلى: خبز.
(2)
حديث جيد، وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم غير عاصم بن سويد، قال أبو حاتم الرازي: شيخ محله الصدق، روى حديثين منكرين، وقال ابن معين: لا أعرفه. فقال ابن عدي: وإنما لا يعرفه لأنه رجلٌ قليل الرواية جدًّا، ولعلَّ جميع ما يرويه لا يبلغ خمسةَ أحاديث. وساق له ابن عدي هذا الحديثَ، وذكره ابن حبان في "ثقاته". قلنا: وقد خالفه من هو أوثق منه، وهو عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفيُّ، فرواه عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث مرسلًا.
ولبعضه شواهدُ صحيحة يأتي ذكرها.
وأخرجه النسائي (8287) عن علي بن حُجر، وابن حبان (7277) من طريق محمد بن الصباح، =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
7151 -
أخبرني الأستاذ أبو الوليد، حدَّثنا الحسن بن سفيان، حدَّثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، حدثني أبي، حدثني عبد الله بن أبي يزيد، عن موسى بن أنس، عن أنس: أنَّ الأنصار اشتدَّتْ عليهم السَّوَاني، فأتَوُا النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليدعوَ لهم، أو يَحفِرَ لهم نهرًا، فأُخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"لا تسألوني اليومَ عن شيء إِلَّا أُعطِيتُم"، فلما سمعوا ما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم قالوا: ادعُ الله لنا بالمغفرة، قال:"اللهمَّ اغفِرْ للأنصار، ولأبناءِ الأنصار، ولأبناءِ أبناءِ الأنصار"
(1)
.
= كلاهما عن عاصم بن سويد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "السنن المأثورة"(408)، والبيهقي في "معرفة السنن"(238) و (239) من طريق محمد بن إدريس الشافعي، عن عبد الوهاب الثقفي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي مرسلًا. وهذا إسناد صحيح إلى محمد التيمي.
ويشهد له حديث أسيد بن حضير نفسه عند البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 439، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1739) و (1770)، وأبي يعلى (945)، وابن حبان (7279)، والطبراني (568)، ورواية بعضهم مختصرة، وإسناده حسن.
وأخرج أحمد 31/ (19092) و (19094)، والبخاري (3792) و (7057)، ومسلم (1845)، والترمذي (2189)، والنسائي (5901) و (8286) من طريق أنس بن مالك، عن أسيد بن حضير: أنَّ رجلًا من الأنصار قال: يا رسول الله، ألا تستعملني كما استعملت فلانًا؟ قال:"ستلقَون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقَوني على الحوض".
ولقوله: "أعفة صُبُر" انظر الحديث قبله.
وسيأتي عند المصنف (7276) حديثُ جابر، وفيه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال للأنصار:"جَزَى الله الأنصار عنَّا خيرًا".
قوله: "أثَرة" قال صاحب القاموس (أثر): محركة، والأُثرة بالضم وبالكسر، وكالحُسني؛ يعني أُثْرَى، وهي الاستئثار. قال صاحب "النهاية": أراد أنه يستأثر عليكم، فيُفضل غيركم في نصيبه من الفيء.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الله بن أبي يزيد، ويقال: ابن يزيد - وهو المازني - فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وقد صحَّ من غير هذا الطريق كما سيأتي. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه أحمد 20/ (13226) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 19/ (12414)، والنسائي (10073) من طريق ثابت البناني، عن أنس.
وأخرجه بنحوه أحمد 20/ (13268) من طريق عبيد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن جده أنس، وقال في آخره:"اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار" قالوا: يا رسول الله، وأولادنا من غيرنا، قال:"وأولاد الأنصار" قالوا: يا رسول الله، وموالينا، قال:"وموالي الأنصار".
وأخرجه أيضًا بإثره (13268 م) من طريق أم الحكم بنت النعمان بن صهبان أنها سمعت أنسًا يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا، غير أنه زاد فيه:"وكنائن الأنصار".
وأخرجه من دون ذكر القصة أحمد 20/ (12651)، والنسائي (8292)، وابن حبان (7280) من طريق قتادة، وأحمد (12651 م) من طريق أبي قلابة، ومسلم (2507)(173)، وابن حبان (7282) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، والترمذي (3909) من طريق عطاء بن السائب، جميعهم عن أنس. ولفظ رواية قتادة وأبي قلابة:"اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار"، ورواية النضر:"اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأزواج الأنصار، ولذراري الأنصار"، ورواية إسحاق:"اللهم اغفر للأنصار، ولذراريِّ الأنصار، ولذراري ذراريهم، ولموالي الأنصار"، ورواية عطاء بن السائب:"اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار، ولنساء الأنصار". وقال الترمذي: غريب من هذا الوجه.
وأخرجه البخاري (4906) من طريق عبد الله بن الفضل، أنه سمع أنس بن مالك يقول: حزنت على من أصيب بالحَرَّة، فكتب إليَّ زيدُ بن أرقم - وبلغه شدة حزني - يذكر: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار". فجعله من مسند زيد بن أرقم.
وكذلك صنع حمادُ بن سلمة عند ابن حبان (7281)، فرواه عن ثابت البناني، عن أبي بكر بن أنس، قال: كتب زيد بن أرقم إلى أنس بن مالك يعزيه بولده وأهله الذين أصيبوا يوم الحرة، فكتب في كتابه: وإني مبشرك ببشرى من الله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار، ولنساء الأنصار، ولنساء أبناء الأنصار، ولنساء أبناء أبناء الأنصار".
ورواه النضر بن أنس، واختلف عليه فيه:
فرواه أحمد 20/ (12594) من طريق حرب بن ميمون، عن النضر بن أنس، عن أنس.
وخالفه قتادة عند مسلم (2506)(172)، وعليُّ بن زيد بن جدعان عند الترمذي (3902)، فروياه عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم مرفوعًا: "اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
7152 -
حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدَّثنا السَّرِي بن خُزيمة، حدَّثنا محمد بن كَثير، حدَّثنا حماد بن سَلَمة، عن ثابت، عن أنس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل
(1)
غِلمانًا من غِلمان الأنصار وإماءً وعَبيدًا، فقال:"والله إنِّي لأُحبُّكم"
(2)
.
= وأبناء أبناء الأنصار". هذا لفظ قتادة، ولفظ ابن جدعان: أنَّ زيد بن أرقم كتب إلى أنس بن مالك يُعزّيه فيمن أصيب من أهله وبني عمِّه يوم الحَرَّة، فكتب إليه: إني أبشرك ببشرى من الله، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم اغفر للأنصار، ولذراري الأنصار، ولذراري ذراريهم"، قال الترمذي عقبه: حسن صحيح.
وانظر ما سلف برقم (5875).
والسَّواني: جمع سانية، وهي الناقة التي يُستقى عليها الماء. والمعنى: اشتدَّ عليهم العمل في استخراج المياه ونقلها على السواني إلى البيوت.
(1)
في نسخنا الخطية: استعمل، والمثبت من النسخة المحمودية، وهو الموافق لما في مصادر التخريج.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل محمد بن كثير - وهو ابن أبي عطاء الثقفي - وقد توبع.
وأخرجه أحمد 21/ (14043) عن عفان، وابن حبان (4329) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 19/ (12522) من طريق محمد بن ثابت، عن أبيه ثابت بنحوه.
وأخرجه أحمد 20/ (12797)، والبخاري (3785) و (5180)، ومسلم (2508)(174) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بنحوه.
وأخرج أحمد 19/ (12305) و (12306) و 21/ (13711)، والبخاري (3786) و (5234) و (6645)، ومسلم (2509)(175)، والنسائي (8271)، وابن حبان (7270) من طريق هشام بن زيد، عن أنس: أنَّ امرأة من الأنصار أتت النبيَّ صلى الله عليه وسلم معها أولادٌ لها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده، إنكم لأحبُّ الناس إليَّ" قالها ثلاث مرار.
وأخرج أحمد أيضًا 20/ (12950) و (13137)، والنسائي (8270)، وابن حبان (7266) و (7271) من طريق حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم، فتلقَّته الأنصار بينهم، فقال: "والذي نفس محمد بيده، إني لأُحبُّكم، إنَّ الأنصار قد قَضَوا ما عليهم، وبقي الذي =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
7153 -
أخبرنا الحسن بن يعقوب العدل، حدَّثنا يحيى بن أبي طالب، حدَّثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدَّثنا سعيدٌ بن أبي عَرُوبة، عن قَتادةَ، عن أنس بن مالك قال: افتخرَ الحيَّانِ من الأنصار الأوسُ والخزرجُ، فقالتِ الأوسُ: مِنَّا مَن اهتزَّ لموته عرشُ الرحمن سعدُ بن معاذ، ومِنَّا من حَمَتْه الدَّبْرُ عاصمُ بن ثابت بن الأَقلَح، ومِنَّا مَن غسَّلته الملائكةُ حنظلةُ ابن الراهب، ومِنَّا من أُجيزت شهادتُه بشهادةِ رجلينِ خُزيمةُ بن ثابت.
وقال الخزرجيُّون: مِنَّا أربعةٌ جمعوا القرآنَ لم يجمعه غيرُهم: أُبيُّ بن كعب، ومعاذُ بن جبل، وزيدُ بن ثابت، وأبو زيد
(1)
.
= عليكم، فأحسنوا إلى محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم".
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.
وأخرجه البزار في "مسنده"(7090)، وأبو يعلى (2953)، والحكيم الترمذي في "النوادر"(65)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 10/ 374 و 14/ 222، والطبراني في "الكبير"(3488)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2226)، وفي "دلائل النبوة"(420)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" ص 140، وابن عساكر 16/ 368 و 368 - 369، والضياء في "المختارة" 7/ (2570 - 2572) من طرق عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، بهذا الإسناد.
وأخرج أحمد 21/ (13441) عن عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، عن قَتادةَ، عن أنس قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة نفر، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد.
وأخرج أحمد (13454)، وكذا مسلم (2467) عن محمد بن عبد الله الرزي، كلاهما (أحمد ومحمد) عن عبد الوهاب، عن سعيد، قال قتادة، عن أنس بن مالك: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال وجنازة سعد موضوعة: "اهتزَّ لها عرشُ الرحمن".
وسيأتي مختصرًا بقصة خُزيمة بن ثابت برقم (7233)، وهذه القصة سلفت من حديث خزيمة نفسه برقم (2218).
وأخرج ابن حبان (7032) من طريق شعبة، عن قَتادةَ عن أنس: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال وجنازةُ سعد =
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
7154 -
حدَّثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، أخبرنا ابن وهب، أخبرني سفيان الثَّوري، عن سليمان الأعمش، عن موسى بن عبد الله بن يزيد الخَطْمي، حدَّثنا عبد الرحمن بن هِلال، عن جَرير بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهاجرونَ والأنصارُ بعضُهم أولياءُ بعضٍ في الدنيا والآخرة، والطُّلقاءُ من قريشٍ والعُتَقاءُ من ثَقيفٍ، بعضُهم أولياءُ بعضٍ في الدنيا والآخرة"
(1)
.
= موضوعة: "اهتزَّ لها عرشُ الرحمن "فطفق المنافقون في جنازته، وقالوا: ما أخفَّها، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"إنما كانت تحمله الملائكةُ معهم".
وأخرج أحمد 21/ (13942)، والبخاري (3810)، ومسلم (2465)، والترمذي (3794)، والنسائي (7946) و (8228)، وابن حبان (7130) من طريق شعبة، والبخاري (5003)، ومسلم (2465) من طريق همام بن يحيى، كلاهما عن قَتادةَ، قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. سقط من مطبوع "صحيح مسلم" ذكرُ قتادة، واستدركناه من "تحفة الأشراف" 1/ 359.
وأخرج البخاري (5004) من طريق عبد الله بن المثنى، قال: حدثني ثابت البناني وثمامة، عن أنس بن مالك، قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قال: ونحن ورثناه.
ويشهد لقصة عاصم بن ثابت حديثُ أبي هريرة عند أحمد 13/ (7928)، والبخاري (3045)، والنسائي (8788).
ولقصة غسيل الملائكة حنظلة انظر ما سلف برقم (4979).
وأبو زيد المذكور، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/ 240: ذكر علي بن المديني أنَّ اسمه أوس، وعن يحيى بن معين: هو ثابت بن زيد، وقيل: هو سعد بن عبيد بن النعمان، وبذلك جزم الطبراني [في "الأوسط" (1542)] عن شيخه أبي بكر بن صدقة، قال: وهو الذي كان يقال له: القارئ، وكان على القادسية، واستشهد بها، وهو والد عمير بن سعد، وعن الواقدي: هو قيس بن السكن بن زعوراء بن حرام الأنصاري النجاري، ويرجحه قول أنس:"أحد عمومتي"، فإنه من قبيلة بني حرام.
(1)
إسناده صحيح. =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
ذكرُ فَضيلةِ أسلمَ وغِفارٍ ومُزَينةَ وغيرها
7155 -
حدَّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، أخبرنا ابن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي، عن عمرو بن عَبَسَة السُّلمي قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَعرِضُ الخيلَ وعنده عُيَينةُ بن بدر الفَزَاري، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أنا أعلمُ بالخَيْل منك"، فقال عُيينة: وأنا أعلمُ بالرِّجال منك، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"فَمَن خيرُ الرِّجال؟ " قال: رِجالٌ يَحمِلون سُيوفَهم على عواتِقهم ورماحَهم على مَناسجِ خيولهم من رجال نجدٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كذبتَ، بل خيرُ الرجال رجالُ اليمن، والإيمانُ يمانٍ إلى لَخْم وجُذَام، ومأكولُ حِميرَ خيرٌ من آكِلها، وحَضْرموتٍ خيرٌ من بني الحارث، والله ما أُبالي لو هَلَكَ الحارثانِ جميعًا، لَعَنَ الله الملوك الأربعةَ: جَمْدًا، ومِخوَسًا، ومِشرَحًا، وأَبْضَعةَ، وأختَهم العَمَرَّدة".
ثم قال: "أمرَني ربِّي أن ألعَنَ قريشًا مرَّتينِ، فلعنتُهم، وأمرني أن أُصلِّيَ عليهم مرَّتين، فصلَّيتُ عليهم مرَّتين".
ثم قال: "لعنَ الله تميمَ بن مُرٍّ وبكرَ بن وائل - سبعًا - ولعنَ الله قبيلتينِ من قبائل بني تَميم: مُقاعِسَ ومُلادِسَ".
= وأخرجه أحمد 31/ (19218) عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. لكن وقع في نُسخِه خطأ نُبِّه عليه هناك.
وخالف الثوريَّ شريكٌ النخعيُّ عند أحمد بإثر (19215)، والطبراني في "الكبير"(2456)، فرواه عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عبد الرحمن بن هلال، به. فجعل مكان موسى بن عبد الله تميمَ بن سلمة، وشريك سيئ الحفظ.
وأخرجه أحمد (19215)، وابن حبان (7260) من طريق عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن جرير.
ثم قال: "عُصِيَّةُ عصتِ الله ورسولَه غيرَ
(1)
قيسٍ وجَعْدةَ وعِصْمةً".
ثم قال: "أسلمُ وغِفارٌ ومُزَينةُ وأخلاطُهم
(2)
من جُهَينةَ خيرٌ من بني أسدٍ وتميمٍ وغَطَفانَ وهَوَازِنَ عند الله يومَ القيامة".
ثم قال: "شَرُّ قبيلتينِ في العرب نَجْرانُ وبنو تَغلِبَ، وأكثرُ القبائل في الجنَّة مَذْحِج"
(3)
.
(1)
تحرَّف في النسخ الخطية إلى: عبد، وصوّبناه من المصادر.
(2)
في (ز) و (ب): واختلافهم، وفي (م) و (ص): وأحلافهم، والمثبت من مصادر التخريج.
(3)
رجاله ثقات، وفي لعن قريش وتميم وبكر وغيرهم مِرارًا نكارةٌ، واستغرب متنَه الحاكم عقبَه، ووقع في رواية الحاكم معاوية بن صالح - وهو ابن حدير - عن عبد الرحمن بن عائذ، وخالفه عافيةُ بن أيوب المصري، فجعل بينهما شريحَ بن عبيد، كما سيأتي. وعبد الرحمن بن عائذ كان يُرسل، ولم يُصرّح بالسماع من عمرو بن عبسة، ونقل ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 34/ 454 عن أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي صاحب "تاريخ الحمصيين" الصحابةَ الذين لقيهم ابن عائذ، فلم يذكر منهم عمرَو بنَ عبسة، والله أعلم.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2040) من طريق عافية بن أيوب المصري، عن معاوية بن صالح، عن شريح بن عبيد، عن عبد الرحمن بن عائذ، عن عمرو مرفوعًا:"أكثر القبائل في الجنة مذحج". فزاد فيه شريحَ بن عبيد، ولكن إسناده ضعيف.
وأخرجه أحمد 32/ (19446)، والنسائي (8293) من طريق صفوان بن عمرو، حدثني شريح بن عبيد، عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي، به. ورواية النسائي مختصرة بذكر مذحج.
وأخرجه أحمد (19442) من طريق عثمان بن عبيد أبي دوس اليحصبي، عن عبد الرحمن بن عائذ، به مختصرًا بلفظ:"شرُّ قبيلتين في العرب نجران وبنو تغلب".
وأخرجه مختصرًا أحمد (19450) من طريق يزيد بن يزيد بن جابر، عن رجل، عن عمرو بن عبسة. وفيه رجل مبهم، هذا إن سلم من الانقطاع أيضًا.
وأخرجه تامًّا ومقطعًا البخاريُّ في "التاريخ الكبير" 4/ 248 - 249، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 12/ 548، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 327 - 329، وابي أبي خيثمة في السفر الثاني من "تاريخه"(130) و (3025) و (3162) و (3192) و (3270) و (3289)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2270) و (2283)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (804) من طرق عن جبير بن نفير، عن عمرو بن عبسة. وجبير بن نفير كان يرسل، ولم يصرِّح بسماعه من عمرو بن عبسة، ولم نقف له على رواية ذكر فيها سماعًا منه، وذكر البخاري في ترجمته من "تاريخه الكبير" 2/ 223 من سمع منهم، فلم يذكر عمرَو بنَ عبسة، والله تعالى أعلم.
وفي الباب عن معاذ بن جبل قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في دارنا يعرض الخيل، قال: فدخل عليه عيينة بن حصين، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: أنت أبصرُ بالخيل مني، وأنا أبصرُ بالرجال منك، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"فأيُّ الرجال خير؟ " فقال: رجال يحملون سيوفَهم على عواتقهم، ويعرضون رماحهم على مناسج خيولهم، ويلبسون البرود من أهل نجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"كذبتَ، خيارُ الرجال رجال ذي يمن، الإيمانُ يمان، وأكثرُ قبيلة في الجنة مذحج، ومأكولُ حمير خيرٌ من آكلها، حضرموت خيرٌ من كِندة، فلعن الله الملوكَ الأربعة: جمدًا ومشرحًا ومخوسًا وأبضعًا، وأختَهم العمرَّدة". رواه الطبراني في "الكبير" 20/ (192) من طريق خالد بن معدان، عن معاذ، وخالد لم يسمع من معاذ، فهو منقطع.
ويشهد لقوله: "الإيمان يمان" حديثُ أبي هريرة عند البخاري (3499)، ومسلم (52).
ولقوله: "عصية عصت الله ورسوله" حديثًا أنسٍ وابنِ عمر عند البخاري (2814) و (3513)، ومسلم (677)(2518). وسيأتي من حديث سلمة بن الأكوع عند المصنف برقم (7158).
ولقوله: "أسلم وغفار ومزينة وأخلاطهم من جهينة خير من بني أسد وتميم وغطفان وهوازن عند الله يوم القيامة" حديثُ أبي هريرة عند البخاري (3528)، ومسلم (2521). وانظر حديثي أبي أيوب وأبي هريرة التاليين عند المصنف.
فائدة: الملوك الأربعة الذين لُعنوا في هذا الخبر؛ ذكر ابن سعد في "الطبقات" 7/ 13 أنهم كانوا وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم مع الأشعث بن قيس، فأسلموا ورجعوا إلى بلادهم، ثم ارتدوا، فقتلوا يوم النُّجير، وإنما سُموا ملوكًا لأنه كان لكل واحد منهم واد يملكه بما فيه. وقد ذكرهم ابن حزم في "جمهرة أنساب العرب" ص 428.
والنُّجير؛ ذكر ياقوت في "معجمه": أنه حصن باليمن قرب حضرموت منيع، لجأ إليه أهل الردة مع الأشعث بن قيس في أيام أبي بكر رضي الله عنه، فحاصره زياد بن لبيد البياضي حتى افتتحه عنوة، وقتل من فيه، وأسر الأشعث بن قيس، وذلك في سنة (12) للهجرة. وفي تحديده خلاف، انظر "معجم ما استعجم" للبكري 4/ 1299.
قوله: "على مناسج خيولهم" جمع مِنسج بكسر الميم، وهو للفرس بمنزلة الكاهل للإنسان.
ولخم وجُذام: قبيلتان من اليمن. =
هذا حديث غريب المتن، صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
7156 -
أخبرنا عبد الله بن إسحاق الخُراساني العَدْل ببغداد، حدثنا يحيى بن جعفر، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا أبو مالك الأشجعي، عن موسى بن طلحة، عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسلمُ
(1)
وغِفارٌ وأشجعُ ومُزَينةُ وجُهَينةُ ومن كان من بني كَعْبٍ، مواليَّ دونَ الناس، واللهُ ورسولُه مولاهم"
(2)
.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
7157 -
أخبرنا الحسن بن حَليم المَرْوزي، حدثنا أبو المُوجِّه، حدثنا محمد بن
= ومأكول حمير، أي: أمواتهم، فإنهم أكلتهم الأرض.
خير من آكلها، أي: أحيائها.
الحارثان: ظاهره أن المراد بهما حضرموت وبنو الحارث، فكأنه أطلق عليهما الحارثان تغلبيًا، ولعل المراد ملوك كندة وحضرموت والله تعالى أعلم.
جَمْدًا: بفتح فسكون، أو بفتحتين، ففي "القاموس": جمد بن معدي كرب من ملوك كندة، أو هو بالتحريك.
ومِخْوسًا: ضبط بكسر فسكون، ولم يذكر المصنف أخاهم الرابع، وهو مِشرَح، وضبطُه كمخوس أخيه.
وأبضعة: بفتح فسكون، وأختهم العمرَّدة، بفتحات مع تشديد الراء.
(1)
قوله أسلم، سقط من نسخنا الخطية، وأثبتناه من "تلخيص الذهبي"، وهو رواية الأكثرين عن يزيد بن هارون.
(2)
إسناده صحيح. أبو مالك الأشجعي: هو سعد بن طارق.
وأخرجه أحمد (38/ (23543)، ومسلم (2519)، والترمذي (3940) من طرق عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وزاد مسلم والترمذي ذكر الأنصار بدل أسلم، وفي رواية مسلم:"ومن كان من بني عبد الله"، وفي رواية الترمذي:"ومن كان من بني عبد الدار"، وقال: حسن صحيح.
واستدراك المصنف له على الصحيح ذهول.
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (3504)، ومسلم (2520). وزادا فيه قريشًا والأنصار.
عبد العزيز بن [أبي]
(1)
رِزْمة، حدثنا الفضل بن موسى، عن خُثَيم بن عِراك، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غفارٌ غَفَرَ الله لها، وأسلمُ سالَمَها الله، أما إنِّي لم أقلْه ولكنَّ الله قالَه"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه بهذه الزيادة.
وللزيادة شاهد آخرُ بإسنادٍ صحيح:
7158 -
أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، حدثنا عبد الله بن أحمد بن أبي مَسَرَّة، حدثنا عبد الله بن الزُّبير الحُميدي، حدثنا علي بن يزيد بن أبي حَكيمةَ الأسلمي، حدثني إياس بن سَلَمة بن الأكوَع، عن أبيه: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقومُ في الصلاة فيدعو على قبائلَ من العرب، فيقول:"لعنَ الله رِعْلًا وذَكوان وعُصِيَّةَ التي عصتِ الله ورسولَه وبني لِحْيانَ"، ويقول:"غِفارٌ غفرَ اللهُ لها، وأسلمُ سالَمَها الله، لستُ أنا قلتُهنَّ ولكنَّ الله عز وجل قالها"، ثم يُكبِّر بعد أن يدعوَ على مَن دعا
(3)
.
(1)
سقط من النسخ الخطية.
(2)
إسناده صحيح. أبو الموجِّه: هو محمد بن عمرو الفزاري.
وأخرجه مسلم (2516)(185) عن حسين بن حريث، عن الفضل بن موسى، بهذا الإسناد. وفيه الزيادةُ التي نفاها المصنف:"أما إني لم أقلها ولكن قالها الله". فاستدراكه له ذهولٌ منه.
وأخرجه البخاري (3514)، ومسلم (2515) من طريق محمد بن سِيرِين، وأحمد 16/ (10064)، ومسلم (2515) من طريق محمد بن زياد، وأحمد 15/ (9414)، والبخاري بإثر الحديث (1006)، ومسلم (2515) من طريق الأعرج، ثلاثتهم عن أبي هريرة، به دون الزيادة.
وانظر ما بعده. وانظر حديث أبي ذر السالف برقم (5547).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير علي بن يزيد بن أبي حكيمة، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو مستور.
وأخرجه أحمد 27 / (16517) من طريق عمر بن راشد اليمامي، عن إياس بن سلمة، به مختصرًا بلفظ:"أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، أما والله ما أنا قلته ولكن الله قاله". وعمر بن راشد ضعيف أيضًا.=
ذكرُ فضيلةٍ أخرى للأوس والخزرج لم يُقدَّرْ ذكرها من فضائل الأنصار
7159 -
أخبرنا الحسين بن الحسن، حدثنا عبد الله بن أحمد بن أبي مَسَرَّة، حدثنا عبد الله بن الزُّبير الحُميدي، حدثنا علي بن يزيد بن أبي حَكيمة
(1)
، عن أبيه وغيرِه، عن سلمة بن الأكوع: أنَّ عامر بن الطُّفيل لم يدخلِ المدينةَ إلَّا بأمانٍ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما جاء النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال له النبيُّ:"يا عامرُ، مَن أَسلَمَ يَسلَمُ"، قال: نعم، على أنَّ ليَ الوَبَرَ ولك المَدَرَ، قال:"هذا لا يكونُ، أَسلِمْ تَسلَمْ يا عامرُ"، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"اذهَبْ حتى ننظُرَ في أمرِك إلى غدٍ"، فأرسلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى الأنصار، فقال:"ماذا تَرَون؟ إني قد دعوتُ هذا الرجلَ، فأبَى أن يُسلِمَ إلَّا أن يكون له الوَبَرُ وليَ المَدَرُ"، فقالوا: ما شاء الله، ثم شئتَ يا رسولَ الله، ما أخذُوا مِنَّا عِقالًا إلَّا أخذنا منهم عِقالَين، فالله ورسولُه أعلم، فرجع عامرٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم الغدَ، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"تُسلِمُ يا عامرُ"، قال: لا، إلّا أن يكونَ لي الوَبَرُ ولك المَدَرُ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"ليسَ إلَّا ذلك؟ "، فأبَى إلَّا أن يكونَ له الوَبرُ وللنبيِّ صلى الله عليه وسلم المَدَرُ، فأبَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال عامرٌ: أما
(2)
والله لأملأنَّها عليك خَيْلًا ورِجالًا، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"يأبَى الله ذلكَ عليكَ وابنا قَيْلَة الأوسُ والخزرجُ"، ثم ولَّى عامرٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهمَّ اكفِنيهِ"، فرماه الله بالذُّبَحَة قبل أن يأتيَ أهلَه، فقال عامرٌ حينَ أخذته الذُّبَحة: يا آل عامرٍ، هذه
(3)
غُدَّةٌ كغُدَّة البَكْر، فهلكَ ساعةَ أخذته دونَ أهلِه
(4)
.
= وانظر ما قبله.
ويشهد له حديث خُفاف بن إيماء السالف برقم (6656).
(1)
تحرَّف في (ز) و (ب) إلى: حليمة، وضبب عليها في الأولى، وفي (م) و (ص) مكانها بياض.
(2)
ليست في (م) و (ص)، وضبب عليها في (ز).
(3)
ليست في (م) و (ص).
(4)
إسناده ضعيف لجهالة علي بن يزيد وأبيه.=
7160 -
حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السمَّاك، حدثنا عبد الملك بن محمد، حدثنا أبو عامر العَقَدي، حدثنا قُرَّة بن خالد، حدثنا أبو الزُّبير، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن يَصعَدُ ثَنيَّةَ المُرَار - أو المَرَار - فإنَّه يُحَطُّ عنه ما حُطَّ عن بني إسرائيلَ"، فكان أولَ من صَعِدَها خَيْلُنا خَيْلُ بني الخَزرَج، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كلُّكم مغفورٌ لهم إلَّا صاحبَ الجَمَل الأحمر"، قال: وإذا هو أعرابيٌّ يَنشُدُ ضالَّةً له، قلنا: تعالَ يستغفِرْ لك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لأن أجِدَ ضالَّتي أحبُّ إليَّ من أن يَستغفِرَ لي صاحبُكم
(1)
.
= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 326 - 327 عن الحميدي، بهذا الإسناد.
وأخرج البخاري في "صحيحه"(4091) من حديث أنس: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث خالَه - أخ لأم سُليم - في سبعين راكبًا، وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل خيَّر بين ثلاث خصال، فقال: يكون لك أهلُ السهل، ولي أهل المَدَر، أو أكون خليفتك، أو أغزوك بأهل غطفان بألف وألف، فطُعن عامر في بيت أم فلان فقال: غُدّة كغدّة البكر في بيت امرأة من آل فلان! ائتوني بفرسي، فمات على ظهر فرسه.
فانطلق حرامٌ أخو أم سليم - وهو رجل أعرج - ورجل من بني فلان، قال: كونا قريبًا حتى آتيَهم، فإن آمنوني كنتم، وإن قتلوني أتيتم أصحابكم، فقال: أتؤمِّنوني أبلِّغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يحدّثهم، وأَومؤوا إلى رجل، فأتاه من خلفه فطعنه حتى أنفذه بالرمح، قال: الله أكبر، فزتُ وربِّ الكعبة، فلُحِق الرجل، فقُتلوا كلهم غيرَ الأعرج كان في رأس جبل، فأنزل الله علينا، ثم كان من المنسوخ:(إنا قد لَقِينا ربنا فرضيَ عنا وأرضانا). فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ثلاثين صباحًا، على رِغْلٍ وذكوانَ وبني لِحيان وعُصيةَ الذين عَصَوا الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم.
(1)
إسناده قوي. عبد الملك بن محمد: هو أبو قلابة الرقاشي، وأبو عامر العقدي: هو عبد الملك بن عمرو القيسي.
وأخرجه مسلم (2780) عن عبيد الله بن معاذ العنبري، عن أبيه، عن قرة بن خالد بهذا الإسناد.
فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
ورواه خداش بن عياش عند الترمذي (3863) عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ليدخلن الجنة من بايع تحت الشجرة إلَّا صاحبَ الجمل الأحمر"، وقال: غريب. فجعل قصة الجمل الأحمر في بيعة الرضوان بالحديبية، وخداش روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
7161 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن مِهْران، حدثنا رَوْح بن عُبادة، عن هشام بن حسَّان، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ضَرَّ امرأةً نزلت بينَ جاريتَينِ من الأنصار، أو أُنزلت بين أبوَيْها"
(1)
.
=في "الثقات"، وقال الترمذي: لا نعرفه.
ورواه الليث بن سعد عند أحمد 23 / (14778)، وأبي داود (4653)، والترمذي (3860)، والنسائي (11444)، وابن حبان (4802)، عن أبي الزبير، عن جابر بلفظ:"لا يدخل النارَ أحدٌ ممن بايع تحت الشجرة"، ليس فيه ذكر صاحب الجمل.
وروى أبو سفيان طلحةُ بن نافع عن جابر مرفوعًا بلفظ: لن يدخل النارَ رجل شهد بدرًا والحديبيةَ"، أخرجه أحمد 23/ (15262).
قوله: "المرار" قال النووي في "شرح مسلم" 17/ 126: هكذا هو في الرواية الأولى: المُرَار بضم الميم وتخفيف الراء، وفي الثانية: المُرار أو المَرار بضم الميم أو فتحها على الشك، وفي بعض النسخ بضمها أو كسرها، والله أعلم. والمرار شجر مُرٌّ، وأصل الثنيَّة: الطريقُ بين جَبَلينِ، وهذه الثنية عند الحديبية.
(1)
رجاله ثقات، وأعله أبو حاتم الرازي في "العلل" بالوقف.
وأخرجه أحمد 43 / (26207)، وكذا البزار في "مسنده"(52)، وابن حبان (7267) من طريق يحيى بن حبيب بن عربي، كلاهما (أحمد ويحيى) عن روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1817) عن يحيى بن حبيب بن عربي، عن روح بن عبادة، به موقوفًا من كلام عائشة، وبوّب عليه: قول عائشة رضي الله عنها: ما ضرَّ امرأة .. إلخ. فخالف روايتي البزار وابن حبان.
ورواه يحيى بن معين - كما في "علل الرازي"(2580) - عن السكن بن إسماعيل الأصم، عن هشام بن حسان، عن هشام بن عروة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عائشة قولها. قال أبو حاتم: هذا الحديثُ أفسدَ حديثَ روح بن عبادة، وبيَّن، علتَه، وهذا الصحيح، ولا يحتمل أن يكون: عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيُروى عن يحيى بن سعيد عن عائشة أشبهُ، ولو كان عن أبيه، كان أسهل عليه حفظًا.=
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.
ذكرُ فضيلةِ بني تَميمٍ
7162 -
أخبرني علي بن عيسى الحِيرِي، حدثنا أحمد بن نَجْدة القرشي، حدثنا [سعيد بن]
(1)
منصور، حدثنا مَسلَمة بن عَلْقمة المازني، عن داود بن أبي هند، عن عامر، عن أبي هريرة قال: ثلاثٌ سمعتُهنَّ لبني تميم من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أُبغِضُ تميمًا بعدَهنَّ أبدًا: كان على عائشةَ نذرُ محرَّرٍ من ولد إسماعيل، فسُبِيَ سَبْيٌ من بني العَنْبَر، فقال لعائشة:"إِنْ سَرَّكِ أن تَفِي بنَدْرِك، فأعتِقي محرَّرًا من هؤلاء"، فجعلَهم من ولد إسماعيلَ، وِجيءَ بنَعَمٍ من نَعَمِ صَدقةِ بني سعدٍ، فلمَّا رآها راعَهُ، فقال:"هذا نَعَمُ قومي"، فجعلَهم قومَه
(2)
، وقال:"هم أشدُّ الناسِ قتالًا في المَلاحِم"
(3)
.
= وقال الدارقطني في "العلل"(3830): يرويه هشام بن عروة، واختلف عنه، فرواه هشام بن حسان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قاله روح بن عبادة عنه.
ورواه الخليل بن مرة وسلمة بن سعيد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة موقوفًا وكلاهما غير محفوظ عن هشام.
ثم أخرجه عن محمد بن هارون أبي حامد الحضرمي، عن سليمان بن عمر الرقي، عن أبيه، عن الخليل بن مرة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قولها. ثم قال: وحدثنا الحضرمي في مواضع أُخر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(1)
ما بين المعقوفين سقط من النسخ، وهذه السلسلة معروفة، تكرَّرت كثيرًا عند المصنف.
(2)
في نسخنا الخطية: قومي، والمثبت من النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان، وهو الموافق لما في المصادر.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل مسلمة بن علقمة المازني.
وأخرجه مختصرًا مسلم (2525) عن حامد بن عمر البكراوي، عن مسلمة بن علقمة المازني، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه أحمد 15 / (9068)، والبخاري (2543) و (4366)، ومسلم (2525)، وابن حبان (6808) من طريق أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: ما زلت أحبُّ بني تميم منذ ثلاثٍ =
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه!
في ذكر فضل
(1)
هذه الأُمةِ على سائر الأُمَم
7163 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني، بمكة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبَّاد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعمَر، عن بَهْز بن حَكيم بن معاوية، عن أبيه، عن جدِّه: أنه سمع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:110] قال: "أنتم تُتِمُّون سبعينَ أمةً، أنتم خيرُها وأكرمُها على الله عز وجل"
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
وقد تابع سعيدُ بن إياس الجُرَيري بهذا في روايته عن أبيه، وأتى بزيادة في المتن:
7164 -
أخبرَناه أبو العبّاس محمد بن أحمد المحبوبي، حدثنا سعيد بن مسعود (ح)
وأخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا محمد بن مَسْلَمة؛ قالا: حدثنا يزيد بن هارون،
= سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم، سمعتُه يقول:"هم أشدُّ أمتي على الدجال"، قال: وجاءت صدقاتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هذه صدقات قومنا"، وكانت سبيّة منهم عند عائشة، فقال:"أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل".
(1)
في (ز) و (ب): فضائل.
(2)
إسناده حسن.
وأخرجه الترمذي (3001) عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن، وقد روى غير واحد هذا الحديث عن بهز بن حكيم نحو هذا، ولم يذكروا فيه:{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} .
وأخرجه أحمد 33 / (20029) و (20049)، وابن ماجه (4287) و (4288) من طرق عن بهز بن حكيم به. لم يذكر أحد منهم الآية.
وأخرجه ضمن حديث مطول أحمد (20011)، والنسائي (11367) من طريق عمرو بن دينار، عن حكيم بن معاوية، به.
وانظر ما بعده.
أخبرنا الجُرَيري، عن حَكيم بن معاوية، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنتم تُوفُونَ سبعينَ أمَّةً، أنتم أكرمُهم على الله عز وجل وأفضلهم"
(1)
.
7165 -
أخبرنا علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا أبو المثنّى ومحمد بن أيوب قالا: حدثنا محمد بن كثير، حدثنا سفيان، عن مَيسَرة الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة في قوله عز وجل:{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} : تجرُّونَهم بالسلاسِل فتُدخِلونَهم الإسلامَ
(2)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!
باب في ذِكرِ فضائل
(3)
التابعين
7166 -
أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهَمَذان، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شُعبة، عن عمرو بن مُرَّة قال: سمعتُ أبا حمزة
(1)
حديث حسن، والإسنادان رجالهما لا بأس بهم غير محمد بن مسلمة - وهو ابن الوليد الواسطي - فضعيف، لكنه متابع، ويزيد بن هارون وإن كانت روايته عن سعيد بن إياس الجريري بعد اختلاطه، تابعه حماد بن سلمة، وهو ممن روى عن الجريري قبل اختلاطه.
وأخرجه أحمد 33 / (20015) و (20025) من طريق حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، بهذا الإسناد. وزاد في الرواية الثانية:"وما بين مصراعينِ من مصاريع الجنَّة مسيرةُ أربعين عامًا، وليأتينَّ عليه يومٌ وإنه لَكَظِيظ".
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (4557) عن محمد بن يوسف، والنسائي (11005) من طريق أبي داود الحفري، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وأخرجه أحمد 13 / (8013)، والبخاري (3010)، وأبو داود (2677)، وابن حبان (134) من طريق محمد بن زياد، عن أبي هريرة مرفوعًا:"عَجِبَ اللهُ من قوم يَدخُلونَ الجنَّةَ في السَّلاسل".
قال ابن حبان شارحًا: والقصدُ في هذا الخبر السَّبيُ الذين يسبيهم المسلمون من دار الشرك مُكتَّفين في السلاسل يُقادون بها إلى دُور الإسلام حتى يُسلموا فيدخلوا الجنة.
(3)
في (م) و (ص): فضل.
يُحدِّث عن زيد بن أرقَم قال: قالتِ الأنصارُ: يا رسولَ الله، إنَّ لكل نبيٍّ أتباعًا، وإنَّا قد اتَّبعناك، فادعُ الله أن يجعلَ أتباعَنا منا، فدعا لهم أن يجعلَ أتباعَهم منهم، قال: فنَمَيتُ ذلك إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى، فقال: قد زعمَ ذلك زيدُ بن أرقم
(1)
.
صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!
7167 -
أخبرنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببُخارى، حدثنا أبو عِصمةَ سهل بن المتوكِّل، حدثنا عبد الله بن مَسْلَمة، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، حدثنا عمرو بن أبي عمرو، حدثنا سُهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أُناسًا من أُمَّتي يأتونَ بعدي، يَوَدُّ أحدُهم لو اشترى رُؤيتي بأهلِه ومالِه"
(2)
.
(1)
حديث صحيح،، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الرحمن بن الحسن شيخ المصنف، وقد وصله عن آدم بذكر زيد بن أرقم، وخالف البخاريُّ (3788)، فرواه عن آدم بن أبي إياس عن شعبة ليس فيه زيد بن أرقم من جهة أبي حمزة: واسمه طلحة بن يزيد الأنصاري، لكنه موصول من جهة عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن زيد بن أرقم، فعمرٌو هو القائل: نَميتُ ذلك
…
إلخ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 161، وأحمد 32 / (19336)، كلاهما عن محمد بن جعفر المعروف بغندر، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة مرسلًا، ليس فيه ذكر زيد بن أرقم.
وخالفهما محمدُ بن بشار عند البخاري (3787)، فرواه عن غندر عن شعبة، فوصله بذكر زيد بن أرقم، فروايته عن غندر شاذّة.
ورواه مرسلًا أيضًا أبو داود الطيالسي في مسنده (710)، وعلي بن الجعد كما في "الجعديات" لأبي القاسم البغوي (86)، كلاهما عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة مرسلًا.
وخالف أصحابَ شعبة عمرُو بنُ مرزوق عند الطبراني في "الكبير"(4977)، فرواه عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة، عن زيد بن أرقم. فوصله، وعمرو له بعضُ أوهام، والله أعلم.
واستدراك المصنف له على الصحيح ذهول.
(2)
إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد. أبو صالح: هو ذكوان السَّمّان.=
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه!
والحديثُ المُفسَّر الصحيح في هذا الباب قولُه صلى الله عليه وسلم: "خيرُ الناس قَرْني، ثم الذين يَلُونَهم"، قد اتفقا على إخراجه
(1)
.
ذكرُ فضائلِ الأُمَّة بعدَ الصحابةِ والتابعين
7168 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عَوف
(2)
بن سفيان الطائي بحِمْص، حدثنا عبد القدُوس بن الحجَّاج، حدثنا الأوزاعي، حدثنا أَسِيد بن عبد الرحمن، حدثني صالح بن محمد
(3)
، عن أبي جُمُعة قال: تغدَّينا معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
= وأخرجه أحمد 15 / (9399)، ومسلم (2832)، وابن حبان (7231) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، عن سهيل بن أبي صالح، به. فاستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
ورواه يحيى بنُ سعيد الأنصاري عند أحمد 35 / (21385) و (21494)، والمحاملي في "الأمالي"(214 - رواية الفارسي) عن أبي صالح، عن رجل من بني أسد، أنَّ أبا ذر أخبره قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشد أمتي لي حبًا قوم يكونون - أو يخرجون - بعدي، يود أحدُهم أنه أعطى أهله وماله وإنه رآني". وإسناده ضعيف لأجل الرجل المبهم.
وأما حديث أبي هريرة، فرواه عنه الأعرجُ أيضًا عند أحمد 15/ (9794)، والبخاري (3589)، وهمامُ بن منبّه عند أحمد 13/ (8141)، ومسلم (2364)، وابن حبان (6765)، بلفظ:"ليأتيَنّ على أحدكم زمان، لأن يراني أحبُّ إليه من أن يكون له مثلُ أهله وماله". وهذا اللفظ أصحُّ.
وفي الباب عن سمرة بن جندب عند البزار (4629)، والطبراني في "الكبير"(7097)، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا: "إن أحدكم سيوشك أن يحب أن ينظر إليّ نظرة بما له من أهل ومال".
وسنده ضعيف.
(1)
رواه البخاري (2652)، ومسلم (2533) من حديث ابن مسعود، وسلف عند المصنف من حديثي جَعْدة بن هُبيرة وعمران بن حصين برقمي (4932) و (6101).
(2)
تحرَّف في النسخ إلى: عفوف.
(3)
قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 23/ 318: هكذا رواه هؤلاء عن الأوزاعي، ولم يتابع على قوله:"صالح بن محمد"، وإنما هو صالح بن جبير. قلنا: وقع في بعض المصادر التي أخرجت الحديث من طريق الأوزاعي: صالح بن جبير، مصوَّبًا من قبل بعض المحققين، وعند بعضهم الآخر من دون إشارة، كما في "المعجم الكبير" للطبراني، وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة".
ومعنا أبو عُبيدةَ بن الجرَّاح قال: فقلنا: يا رسولَ الله، أحدٌ خيرٌ منَّا؟ أسلَمْنا معكَ وجاهَدْنا معك، قال:"نعم، قومٌ يكونون بعدَكم، يُؤمِنون بي ولم يَرَوني"
(1)
.
(1)
حديث حسن بلفظ: "هل من أحد أعظم منا أجرًا؟ "، وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم غير صالح بن جبير الذي سماه الأوزاعي ابنَ محمد، فهو ليس بالمشهور كما قال الذهبي في "الميزان"، وقال أبو حاتم الرازي: مجهول، ووثقه ابن معين وقد اضطرب فيه الأوزاعي، فمرة يرويه عن أسيد بن عبد الرحمن عن صالح بن جبير عن أبي جمعة، ومرة يرويه عن أبي عبيدٍ الحاجب عن صالح بن جبير عن أبي جمعة، ومرة يرويه عن أسيد عن خالد بن دريك عن عبد الله بن محيريز عن أبي جمعة.
وأخرجه أحمد 28/ (16976)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 311، والطبراني في "المعجم الكبير"(3537)، وابن منده في "الإيمان"(210)، وأبو نعيم في "معجم الصحابة"(2171)، والحافظ في "الأمالي المطلقة" ص 41 من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو مسهر عبد الأعلى في نسخته (3) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" 8/ 419 و 23/ 317 - 318 - والبخاري في "الكبير" 2/ 311، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2135) من طريق بشر بن بكر التنيسي، وأبو يعلى في "مسنده"(1559)، - ومن طريقه ابن عساكر 23/ 318 - من طريق عبد الله بن عطارد البصري، وابن عساكر 23/ 318 من طريق عبد الله بن كثير، كلهم عن الأوزاعي، به.
وخالفهم الوليد بن مسلم عند ابن أبي عاصم (2134) والطبراني (3539)، فرواه عن الأوزاعي، حدثنا أبو عبيد الحاجب، عن صالح بن جبير، عن أبي جمعة. فجعل الواسطة بين الأوزاعي وصالح أبا عبيد المذحجي حاجب سليمان بن عبد الملك.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 310، وابن قانع في "الصحابة" 1/ 187 - 188، والطبراني في "الكبير"(3541)، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" 3/ 188، والكلاباذي في "معاني الأخبار" ص 376، وأبو نعيم في "الصحابة"(2172)، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 249، وابن عساكر 23/ 318 - 319، وابن حجر في "الأمالي المطلقة" ص 40 من طريق مرزوق بن نافع، عن صالح بن جبير، عن أبي جمعة. ومرزوق مجهول، لم يرو عنه غيرُ ضمرة بن ربيعة، ولم يوثقه معتبَر.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 2/ 311، وفي "خلق أفعال العباد"(390) - ومن طريقه المزي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في "تهذيب الكمال" 13/ 25 - 26 - وابن أبي عاصم (2136)، والروياني في "مسنده"(1545)، والطبراني في "الكبير"(3540)، وفي "مسند الشاميين"(2066)، وأبو الحسن الخلعي في "الخلعيات"(1047)، وابن عساكر 23/ 319، والذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/ 291، والحافظ في "الأمالي" ص 42 - 43 من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن صالح بن جبير، عن أبي جمعة قال: قدم علينا أبو جمعة الأنصاري، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا معاذ بن جبل عاشر عشرة، فقلنا: يا رسول الله، هل من أحد أعظم منا أجرًا، آمنا بك واتبعناك؟ قال:"وما يمنعكم من ذاك ورسول الله بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء؟ بل قوم يأتون من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به ويعملون بما فيه، أولئك أعظم منكم أجرًا". فغاير فيه، إذ جعل الذي معهم معاذ بن جبل، وقال فيه: من أعظم منا أجرًا؟ بدل من خير منا؟.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 11/ 13 عن حديث أبي جُمعة: لم تَتَّفِق الرُّواة على لفظه، فقد رواه بعضُهم بلفظ الخيريَّة كما تقدَّم، ورواه بعضهم بلفظ: قلنا: يا رسولَ الله، هل من قوم أعظَمُ منّا أجرًا؟ الحديث، أخرجه الطبراني (3540)، وإسناد هذه الرِّواية أقوى من إسناد الرِّواية المتقدمة، يعني رواية: أحدٌ خيرٌ منا؟
قلنا: وهذا لعدة أمور: أولها: أنها من طريق معاوية بن صالح الحضرمي، وهو ممّن عرف برواية الحديث أكثر من أسيد بن عبد الرحمن، وهو ثقة احتجَّ به مسلم، ولا يضره أنه من رواية عبد الله بن صالح عنه، فقد قال الحافظ ابن حجر في "هُدى الساري": إنَّ ما يجيء من روايته عن أهل الحذق كيحيى بن معين والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم فهو من صحيح حديثه، وما يجيء من رواية الشيوخ عنه فيتوقف فيه.
وثانيها: أنَّ روايته هذه توافق حديثَ أبي ثعلبة الخشني الآتي عند المصنف برقم (8110): "للعامل فيهنَّ أجرُ خمسين يعملُ مثلَ عملِه"، وزيادةُ الأجر لا يقتضي الأفضلية، كما يدلُّ عليه حديثُ أبي سعيد الخدري عند البخاري (3673) ومسلم (2541):"لا تسبُّوا أصحابي، فإنَّ أحدكم لو أنفقَ مثل أُحد ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدِهم ولا نَصِيفَه".
والأمر الثالث: أنَّ كلَّ من أسلم بعد الصحابة إنما هو في ميزانهم، لأنهم هم من فتح البلدان ونشر الإسلام، فلا يُدرك المتأخرُ أجرَهم.
وأخرجه أحمد (28/ (16977)، والدارمي (2786)، والطحاوي في "شرح المشكل"(2459)، والطبراني (3538)، وأبو نعيم في "الحلية"5/ 148 - 149، وفي "معرفة الصحابة"(2170)، والخطيب في "المتفق والمفترق"(255)، وابن عساكر 9/ 99 - 100، وابن حجر في "الأمالي=
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
7169 -
أخبرنا أبو عبد الله
(1)
محمد بن عبد الله الزاهد، حدثنا أحمد بن مَهدي بن رُستُم، حدثنا أبو عامر العَقَدي، حدثنا محمد بن أبي حُميد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر قال: كنتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم جالسًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أتدرونَ أيُّ أهلِ الإيمان أفضلُ إيمانًا؟ " قالوا: يا رسولَ الله الملائكةُ، قال:"هم كذلك، ويَحِقُّ ذلك لهم، وما يَمنعُهم وقد أنزلَهم الله المنزلةَ التي أنزلَهم بها، بل غيرُهم؟ قالوا: يا رسولَ الله، فالأنبياءُ الذين أكرمَهم الله تعالى بالنُّبوة والرِّسالة، قال: "هم كذلك، وحُقَّ لهم، بل غيرهم" قال: قلنا: يا رسول الله، فمَنْ هُم؟ قال:"أقوامٌ يأتونَ من بعدي في أصلابِ الرِّجال، فيُؤمنونَ بي ولم يَرَوني، ويَجِدون الوَرَقَ المعلَّقَ فيعملونَ بما فيه، فهؤلاءِ أفضلُ أهلِ الإيمان إيمانًا"
(2)
.
= المطلقة" ص 41 من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، وابن قانع 1/ 188، وابن عساكر 9/ 100 و 23/ 321، وابن حجر ص 41 من طريق الوليد بن مزيد البيروتي، والطحاوي 3/ 175، وابن قانع 1/ 188، والطبراني (3538)، وأبو نعيم في "الحلية"5/ 148 - 149، وفي "معرفة الصحابة" (2170) و (6735)، وابن عساكر 9/ 100 و 23/ 321 - 322 من طريق يحيى بن عبد الله البَابْلُتي الحرّاني، وابن سعد 9/ 513، وابن البختري في "الأمالي" (165)، وقاضي المارستان في "مشيخته" (523)، وابن عساكر 23/ 320 - 321 من طريق محمد بن مصعب القَرْقَساني، أربعتهم عن الأوزاعي، عن أسيد بن عبد الرحمن، عن خالد بن دريك، عن عبد الله بن محيريز، قال: قلت لأبي جمعة، رجل من الصحابة: حدِّثنا حديثًا سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: نعم، أحدثكم حديثًا جيدًا، تغدَّينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، فقال: يا رسول الله، أحدٌ خيرٌ منَّا؟ أسلمنا معك، وجاهدنا معك، قال: "نعم، قومٌ يكونون من بعدكم يُؤمنون بي ولم يروني".
(1)
تحرَّف في نسخنا الخطية إلى: عبيد الله. والتصويب من المواضع الأخرى في هذا الكتاب.
(2)
إسناده ضعيف بمرَّة من أجل محمد بن أبي حميد، و به ضعَّفه الذهبي في "التلخيص"، فقال: محمد ضعفوه، وكذا ضعَّفه الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية"(1/ 2922)، وفي "الأمالي المطلقة" ص 40.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه البزار (288) عن محمد بن المثنى، عن أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق في "مسنده" كما في "المطالب العالية (1/ 2922)، والبزار (288)، وأبو يعلى (160)، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (62)، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 248، وبيبى بنت عبد الصمد في "جزئها" (104)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 58/ 255، والحافظ ابن حجر في "الأمالي المطلقة" ص 37 من طرق عن محمد بن أبي حميد المدني، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر.
وأخرجه البزار (289)، والعقيلي في "الضعفاء"(1785)، والمعافى بن زكريا في "الجليس الصالح" ص 375 من طريق المنهال بن بحر القشيري، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم، به. وقال العقيلي عن المنهال بن بحر: في حديثه نظر، وذكره ابن عدي في "الكامل" 6/ 331، وذكر له حديثًا منكرًا، ثم قال: وليس للمنهال بن بحر كثير رواية. ثم قال العقيلي: وهذا الحديث ليس بمحفوظ من حديث يحيى بن أبي كثير، إنما يعرف بمحمد بن أبي حُميد عن زيد بن أسلم، ولم يأت به عن هشام عن يحيى بن أبي كثير غيرُ المنهال بن بحر.
كذا قال، وقال البزار: إنما يرويه الحفاظُ الثقاتُ عن هشام عن يحيى عن زيد بن أسلم عن عمر مرسلًا! وإنما يُعرف هذا الحديثُ من حديث محمد بن أبي حميد، ومحمد رجل من أهل المدينة ليس بقوي، قد حدَّث عنه جماعة ثقات، واحتملوا حديثه. انتهى، فاقتضى كلامُه أنَّ ناسًا من الثقات رووه عن هشام، لكن المنهال انفرد بوصله، فالله أعلم.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، وأنس بن مالك وابن عبّاس، لكن بلفظ:"من أعجب الخلق إيمانًا؟ " والباقي بنحو حديث عمر.
فأما حديث عبد الله بن عمرو، فيرويه إسماعيل بن عيّاش، عن المغيرة بن قيس التميمي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عند الحسن بن عرفة في "جزئه"(19)، ومن طريقه أخرجه اللالكائي في "السنة"(1670) و (1671)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 538، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث"(56)، وقوام السنة في "الترغيب"(48)، وقاضي المارستان في "مشيخته"(511)، وابن حجر في "الأمالي" ص 38 - 39. قال الحافظ ابن حجر عقبه: حديث غريب، ومغيرة بن قيس بصري، قال أبو حاتم: منكر الحديث، وإسماعيل بن عيّاش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذا منها، لكنه يعتضد بالذي قبله (يعني حديث عمر).
وأما حديث أنس، فيرويه البزار في مسنده (7294) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس. وقال: غريب من حديث أنس. قلنا: وسعيد بن بشير ضعيف يعتبر به، وقتادة يدلس عن أنس، ولم يذكر سماعًا.=
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
7170 -
حدثنا أبو بكر إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بالرَّيِّ، حدثنا أبو حاتم، حدثنا يحيى بن صالح الوُحَاظي، حدثنا جَمِيع
(1)
بن ثُوَبَ، حدثنا عبد الله بن بُسْر صاحبُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم [قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طُوبَى لمن رآني، وطُوبَى لمن رأى من رآني، ولمن رأى مَن رأى مَن رآني وآمنَ بي"
(2)
.
= وأما حديث ابن عبّاس، فيرويه الطحاوي في "شرح المشكل"(2472)، والطبراني (12560) من طريق محمد بن معاوية بن يزيد بن مالج، عن خلف بن خليفة، عن عطاء بن السائب، عن الشعبي، عن ابن عبّاس. وخلف وعطاء قد اختلطا، وقال البزار: لا نعلم أسند عطاء عن الشعبي إلَّا هذا. قلنا: وغالب الظن أن روايته عنه مرسلة، والله أعلم.
وأخرج نحوه يونس بن بكير في زياداته على "سيرة ابن إسحاق"(438) - ومن طريقه البيهقي في "الدلائل"6/ 538 - عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن أبي صالح ذكوان السمان مرسلًا. وإسناده حسن إلى ذكوان.
ورواه موصولًا محمد بن جبال السلمي، عن خالد بن يزيد العمري، عن سفيان الثوري، عن مالك بن مِغْول، عن طلحة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عند الإسماعيلي في "معجمه"(168)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(1669)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 404، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 18/ 308 - 309. وخالد بن يزيد العمري متهم بالكذب والوضع، لا يفرح به كما في "لسان الميزان" لابن حجر (2910).
(1)
ضُبط كزُبير وكأَمير، قاله الزبيدي في "تاج العروس" 20/ 470. وثُوَب: بضم المثلثة وفتح الواو، بوزن زُفَر، انظر "التاج" أيضًا 2/ 112.
(2)
إسناده ضعيف جدًّا، جميع بن ثوب، قال البخاري وأبو حاتم والدارقطني: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، ثم إنه إنما يروي عن التابعين لم يدرك طبقة الصحابة، وما عند الحاكم من تصريحه بالسماع من عبد الله بن بسر إما أنَّ فيه سقطًا، أو أنه يكذب، ولم نقف على هذا الحديث من هذا الطريق عند غيره، وإنما يعرف حديث عبد الله بن بسر من طريق محمد بن عبد الرحمن اليحصبي عنه كما سيأتي. وضعفه الذهبي في "التلخيص" فقال: جميع واهٍ.
وأخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 351 - وعنه ابن أبي عاصم في "السنة"(1486)، ومن طريق ابن أبي عاصم الضياء المقدسي في "المختارة" 9/ (71) - وأبو يعلى =
7170 م - قال جَميعٌ: وحدثنا خالد بن مَعْدَان، عن أبي أُمامةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، نحوَه
(1)
]
(2)
.
= كما في "المطالب العالية" لابن حجر (4176)، والضياء (9 / (86) و (87) من طريق بقية بن الوليد، عن محمد بن عبد الرحمن اليحصبي، عن عبد الله بن بسر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "طوبى لمن رآني، وطوبى لمن آمن بي، ولم يرني، وطوبى له وحسن مآب". وبقيةُ بن الوليد حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وقد صرَّح بالسماع في جميع طبقات الإسناد، ولحديثه شواهدُ يأتي ذكرُ بعضِها.
وأخرج أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(6437) عن أبي بكر بن خلاد، عن محمد بن أحمد بن الوليد الكرابيسي، عن عبد الله بن عبد الجبار الخبائري، حدثنا جميع بن ثوب، حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن جده نفير، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"طوبى لمن رآني، ولمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني"، فجعله من مسند نفير. وجميع بن ثوب متروك كما سبق.
وفي الباب عن أبي عبد الرحمن الجهني عند أحمد 28 / (17388)، قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم طلع رَكْبانِ، فلما رآهما قال:"كِنديان مَذحِجيان" حتى أتياه، فإذا رجالٌ من مذحج، قال: فدنا إليه أحدُهما ليبايعه، قال: فلمَّا أخذ بيده، قال: يا رسول الله، أرأيتَ من رآك فآمن بك وصدَّقك واتبعك، ماذا له؟ قال:"طوبى له" قال: فمسح على يده فانصرف، ثم أقبل الآخرُ حتى أخذ بيده ليبايعه، قال: يا رسول الله، أرأيتَ من آمن بك وصدَّقك واتبعك ولم يَرَك؟ قال:"طوبي له، ثم طوبى له، ثم طوبى له" قال: فمسح على يده، فانصرف. وإسناده حسن.
وحديث أبي سعيد الخدري عند أحمد 18/ (11673)، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنَّ رجلًا قال له: يا رسول الله، طوبى لمن رآك وآمن بك، قال:"طُوبى لمن رآني وآمنَ بي، ثم طُوبى ثم طُوبى ثم طُوبى لمن آمنَ بي ولم يرني". وإسناده ضعيف.
وحديث أنس عند أحمد 20 / (12578)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طوبى لمن آمنَ بي ورآني - مرة - وطوبى لمن آمنَ بي ولم يرني - سبعَ مرار - ". وإسناده ضعيف أيضًا.
قوله: "طُوبى" قال ابن الأثير في "النهاية": طُوبَى: اسمُ الجنَّة، وقيل: هي شجرة فيها، وأصلُها: فُعْلى من الطِّيبِ، فلمَّا ضُمت الطاء انقلبت الياء واوًا.
(1)
ما بين المعقوفين لم يرد في النسخ الخطية، وأثبتناه من "تلخيص الذهبي".
(2)
إسناده ضعيف جدًّا كسابقه.=
هذا حديث
(1)
قد رُويَ بأسانيدَ قريبةٍ عن أنس بن مالك رضي الله عنه
(2)
ممَّا عَلَونا في أسانيدَ منها، وأقربُ هذه الروايات إلى الصِّحة ما ذكرناه.
فضلُ كافَّةِ العرب
7171 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، حدثنا أحمد بن مَهدي بن رُستُم، حدثنا أبو بدر شُجاع بن الوليد، حدثنا قابوسُ بن أبي ظَبْيان، عن
= وأخرجه تمام في "فوائده"(260) و (1682) من طريق أبي القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد، عن يحيى بن صالح الوحاظي، بهذا الإسناد. ولفظه:"طوبى لمن رآني، ولمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني". ولا يصح بهذا اللفظ.
وأخرجه أحمد 36/ (22138) و (22139) و (22214) و (22277)، وابن حبان (7233) من طرق عن همام بن يحيى العوذي، عن قتادة، عن أيمن، عن أبي أمامة بلفظ:"طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني؛ سبع مرار"، وقُرن عند أحمد في الرواية الثانية بهمام حمادُ بن الجعد. وأيمنُ شيخُ قتادة لم يُنسب في شيء من هذه الطرق، وقال الحافظ العراقي في "الأربعين العشارية" ص 231: لا أعرفُه. قلنا: ذكره البخاري في "تاريخه" 2/ 27 فلم ينسبه أيضًا، وذكر له هذا الحديث، ثم قال: ولم يَذكر قتادة سماعَه من أيمن، ولا أيمن من أبي أمامة. وكذا ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 319، ولم ينسبه أيضًا، وأما ابن حبان فنسبَه في "صحيحه" 16/ 216، وفي "ثقاته" 4/ 48 ابنَ مالك الأشعري، وأيمنُ هذا تفرّد بالرواية عنه قتادة، ولم يوثقه معتبر، فهو مجهول.
قلنا: ولفظ حديث أيمن عن أبي أمامة يتحسَّن بالشواهد كما تقدم في الحديث السابق.
وخالف عبدُ الملك بن عمرو أبو عامر العقديُّ همامًا، فرواه عن قتادة، عن أيمن، عن أبي هريرة، عند ابن حبان (7232)، فجعله من مسند أبي هريرة.
ورواه هشيم - فيما قال الدارقطني في "العلل"(2708) - عن منصور بن زاذان، عن قتادة، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. وقال: والمحفوظ عن أيمن عن أبي أمامة.
وأما ابن حبان فذهب إلى صحة الحديثين، فقال في "صحيحه": سمع هذا الخبرَ أيمنُ عن أبي هريرة وأبي أمامة معًا!
(1)
في (ز) وحدها: صحيح، بدل حديث.
(2)
أخرجه أحمد 20 / (12578) بإسناد ضعيف، وذكرنا لفظه في التعليق على الحديث السابق.
أبيه، عن سلمان قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا سلمان، لا تُبغِضُني فتُفارِقَ دينَك" فقلت: يا رسولَ الله، وكيف أُبغِضُك وبكَ هداني اللهُ عز وجل؟ قال: "تُبغِضُ العربَ فتُبغِضُني
(1)
.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
7172 -
أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد المِهْرجاني، حدثنا عبد العزيز بن معاوية، حدثنا أبو سفيان زياد بن سهل الحارثي، حدثنا عُمارة بن مِهْران المِعْوَلي، حدثنا عمرو بن دِينار، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لمَّا خلَقَ اللهُ الخَلْقَ اختارَ العربَ، ثم اختارَ من العرب قريشًا، ثم اختارَ من قريشٍ بني هاشم، ثم اختارَني من بني هاشم، فأنا خِيرةٌ من خِيرةٍ"
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف قابوس بن أبي ظبيان، ولانقطاعة بين أبي ظبيان - واسمه حصين بن جندب - وبين سلمان الفارسي. وقال الذهبي في "التلخيص": قابوس تُكلِّم فيه.
وأخرجه أحمد 39 / (23731)، والترمذي (3927) من طرق عن شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلَّا من حديث أبي بدر شجاع بن الوليد، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: أبو ظبيان لم يُدرك سلمان، مات سلمان قبل علي.
وانظر حديث أنس الآتي (7174).
(2)
إسناده محتمل للتحسين، زياد بن سهل الحارثي لم نقف له على ترجمة سوى ما قاله هارون بن سفيان المستملي المعروف بالدِّيك، من أنه كان ثقةً بصريًا، كما في "حديث أبي الفضل الزهري" ص 407، و تاريخ بغداد 16/ 36، وبقية رجاله ثقات غير عبد العزيز بن معاوية، فصدوق.
وأخرجه ابن المغازلي في "مناقب علي"(151) من طريق محمد بن يونس الكُديمي، عن زياد بن سهل الحارثي، بهذا الإسناد. وتحرَّف فيه ابن مهران إلى: ابن ميمون. والكديمي ضعيف جدًّا.
وانظر ما بعده.
ويشهد له حديث واثلة بن الأسقع عند مسلم (2276) مرفوعًا: "إنَّ الله اصطفى كِنانةَ من ولد إسماعيل، واصطفَى قريشًا من كِنانة، واصطفَى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم".
7173 -
حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغاني، حدثنا عبد الله بن بكر السَّهمي، حدثنا يزيد بن عَوَانة، عن محمد بن ذَكْوان خالِ ولد حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوَه
(1)
.
قد صحَّت الروايةُ عن عمرو بن دينار، فإن كان عن سالمٍ فهو غريبٌ صحيح، وإن كان عن ابن عمر فقد سمع عمرُو بن دينار من ابن عمر.
7174 -
حدثني علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله، أنَّ مَعقِل بن مالك حدثهم، قال: حدثنا الهيثم بن جِمَّاز
(2)
، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حُبُّ العربِ إيمانٌ، وبُغضُهم نِفاقٌ"
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف، ولم يسُقِ المصنفُ لفظه هنا، ولا فيما سلف برقم (7130)، وأحال في لفظه على الرواية التي قبلها (7129)، وهناك تكلمنا عليها.
وانظر ما قبله.
(2)
في النسخ الخطية: حماد، والمثبت من مصادر التخريج وكتب الرجال.
(3)
إسناده ضعيف بمرَّة، معقل بن مالك - وهو الباهلي البصري - روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وزعم الأزديُّ أنه متروك، فخطَّأه الحافظ ابن حجر في "التقريب"، وقال الذهبي في "الكاشف" (5556): ثقة، وذهل في "تلخيص المستدرك" فقال: ضعيف. قلنا: فمثلُه صدوقٌ حسن الحديث إن شاء الله، ولا سيما أنه قد توبع.
وأما شيخُه الهيثم بن جمَّاز فقد قال فيه أحمد: كان منكرَ الحديث، تُرك حديثه، وقال النسائي في "الضعفاء" (609): متروك، وضعَّفه ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني وقال العقيلي: الهيثم بن جَمّاز الحنفي حديثُه غير محفوظ. وقال الذهبي في "التلخيص": الهيثم متروك.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء"(1909)، والطبراني في "الأوسط"(2537)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 333، وابن حجر في "الغرائب الملتقطة"(1408) من طُرق عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله، عن معقل بن مالك بهذا الإسناد. بلفظ:"حبُّ قريش إيمانٌ، وبعضُهم كفرٌ، وحبُّ العرب إيمانٌ، وبعضُهم كفرٌ، فمن أحبَّ العربَ فقد أحبَّني، ومن أبغض العربَ فقد أبغضني". وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلَّا الهيثم، وقال أبو نعيم غريبٌ من حديث ثابت عن أنس، تفرد به الهيثم بن جماز.
وأخرجه البزار في "مسنده"(6997) من طريق سعيد بن عبد الله، عن الهيثم بن جماز، به. وقال: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهذا الحديث لا نعلم رواه عن ثابت إلَّا الهيثم بن جمّاز، والحسن بن أبي جعفر روى شبيها به، والحسن والهيثم فلا يحتج بحديثهما إذا انفرد الحديث.
وأخرج إسماعيل الصفار في "مجموع فيه مصنفاته"(575) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" 30/ 144 - عن إبراهيم بن الوليد الجشاش، عن يحيى الحمّاني، عن أبي إسرائيل إسماعيل بن خليفة، عن علي بن زيد، عن أنس مرفوعًا:"حبُّ أبي بكر وعمر سُنةٌ وبعضُهما كفرٌ، وحبُّ الأنصار إيمانٌ وبغضُهم كفر، وحبُّ العرب إيمانٌ وبعضهم كفرٌ"، وإسناده ضعيف جدًّا، مسلسل بالضعفاء.
وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان"(1495) من طريق ابن أبي ليلى، عن عدي بن ثابت، عن البراء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حب العرب إيمان وبغضهم نفاق". وقال عقبه: كذا جاء به، والمحفوظ عن شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء بمعناه في الأنصار [البخاري (3783) ومسلم (75)]، وإنما يُعرف هذا المتن من حديث الهيثم بن جماز عن ثابت عن أنس. قلنا: وإسنادُه مظلم، فيه غيرُ واحد مجهول وضعيف.
وفي الباب عن ابن عمر مرفوعًا عند الدارقطني في "الأفراد"كما في "الغرائب الملتقطة" لابن حجر (1407)، بلفظ:"حبُّ العرب إيمانٌ، وبعضُهم نفاق". وفي إسناده مورع بن جبير، لم نقف له على ترجمة، وقد روى حديثين غير هذا، أثرُ الوضع ظاهرٌ عليهما، أحدهما في "الترغيب" لابن شاهين (553)، وفي "الغرائب الملتقطة"(3257)، والثاني في "مشيخة أبي طاهر"(53).
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" 13/ (13831) من طريق سهل بن عامر، عن عباد بن الربيع، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر، مرفوعًا بلفظ:"لا يبغض العربَ مؤمنٌ، ولا يحبُّ ثقيف مؤمنٌ". وإسناده تالف، سهل بن عامر أتهمه أبو حاتم الرازي كما في "الجرح والتعديل" 4/ 202 بافتعال الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث.
وعن جابر مرفوعًا عند ابن عساكر في تاريخه 30/ 144، وابن حجر في "الغرائب الملتقطة"(1404)، بلفظ: "حبُّ أبي بكر وعمر من الإيمان، وبعضُهما من الكفر، وحبُّ العرب من الإيمان، وبعضُهم من الكفر
…
". وإسناده تالف، فيه علي بن الحسن الشامي وخُليد بن دعلج، الأول متروك اتهمه الدارقطني كما في "سؤالات البرقاني" (368)، والثاني ضعيف.
وعن علي بن أبي طالب عند عبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند"2/ (614) من طريق إسماعيل بن عيّاش، عن زيد بن جَبيرة عن داود بن الحُصين عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي مرفوعًا:"لا يبغض العرب إلّا منافق"، وزيد بن جبيرة مدنيٌّ متروكُ الحديث، وإسماعيل =
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
7175 -
حدثنا أبو محمد المُزَني وأبو سعيد الثَّقفي، في آخَرِينَ، قالوا: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحَضْرمي، حدثنا العلاء بن عمرو الحَنَفي، حدثنا يحيى بن بُرَيد
(1)
الأشعَري، أخبرنا ابن جُريج، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحِبُّوا العربَ لثلاث: لأنِّي عربيٌّ، والقرآنَ عربيٌّ، وكلامَ أهل الجنَّة عربيٌّ"
(2)
.
= ابن عيّاش ضعيفٌ في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها.
ورواه ابن عدي في "الكامل" 3/ 203 من هذا الطريق نفسه إلَّا أنه جعله من مسند عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم!
وعن ابن عبّاس مرفوعًا عند الطبراني في "المعجم الكبير"(11312)، ولفظه:"بغضُ بني هاشم والأنصار كفرٌ، وبغضُ العرب نفاقٌ". وإسنادُه تالف، فيه غيرُ واحد متهم.
وعن أبي هريرة عند أبي الشيخ في "طبقات محدثي أصبهان" 4/ 273 وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 340 - عن أبي زُفَر الهُذيل بن عبد الله الضبيّ، عن أحمد بن يونس، عن محمَّد بن عبد الصمد بن جابر الضبّي، عن أبيه، عن عطاء بن أبي ميمونة عنه بلفظ:"أحبُّوا العربَ وبقاءَهم وصلاحهم، فإن صلاحَهم نورٌ في الإسلام وإنَّ فناءَهم وفسادَهم ظلمةٌ في الإسلام". وإسناده مسلسل بالمجاهيل والضعفاء بلةَ الانقطاع بين عطاء وأبي هريرة.
وانظر ما بعده، وما سلف برقمي (7129) و (7171).
(1)
في النسخ الخطية: يزيد، وأُهمل في (ص) إلّا أنَّ الاسم فيها جاء مقلوبًا. وكذلك جاء في بعض مصادر التخريج: يزيد بالياء المثناة بدل الباء الموحدة، وما أثبتناه هو الصواب، انظر "المؤتلف والمختلف" للدارقطني (1/ 171)، و "الإكمال" لابن ماكولا 1/ 227.
(2)
إسناده ضعيف بمرَّة، العلاء بن عمرو الحنفي ويحيى بن بُريد الأشعري ضعيفان، انظر "لسان الميزان" (5280) و (8417). وأسند العقيليُّ في "الضعفاء" عن عبد الله بن عمر بن أبان قال: سمعت أنا والعلاء بن عمرو من رجل حديثًا عن سعيد بن مسلمة، فسألوا العلاءَ عنه بحضرتي، فقال: حدثنا سعيد بن مسلمة. يعني أنه يكذب.
وقال أبو حاتم الرازي كما في "العلل" لابنه 6/ 426: هذا حديث كذب، وقال العقيلي: منكر لا أصلَ له، وقال الذهبي في "التلخيص": يحيى ضعَّفه أحمد وغيرُه، وهو من رواية العلاء بن عمرو=
تابعه محمد بن الفضل عن ابن جُريج:
7176 -
حدَّثَناه أبو عبد الله محمد بن بُطَّة الأصبهاني، حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، حدثنا إسماعيل بن عمرو، حدثنا محمد بن الفضل، عن ابن جُرَيج، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احفَظُوني في العرب لثلاثِ خِصالٍ: لأنِّي عربيٌّ، والقرآنَ، عربيٌّ، ولسانَ أهل الجنَّة عربيٌّ
(1)
.
= الحنفي، وليس بعمدة، وأما ابن الفضل فمتهم، وأظن الحديث موضوعًا. وصرَّح الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 103 بأنه موضوع. قلنا: وابن الفضل المذكور في كلام الذهبي: هو محمد بن الفضل ابن عطية الذي تابعَ يحيى بنَ بُريد في الرواية التالية عند المصنف.
والحديث في "معرفة علوم الحديث" للمصنف ص 161 - 162 عن أبي سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء"(1327) - ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(859) - والطبراني في "الكبير"(11441)، وفي "الأوسط"(5583)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1496)، وفي "مناقب الشافعي" 1/ 32 - 33 من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، به. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلّا يحيى بن بريد، تفرد به العلاء بن عمرو.
وأخرجه محمد بن الحسين الآبري في "مناقب الشافعي"(37)، والمعافى بن زكريا في "الجليس الصالح" ص 593، وتمام في "الفوائد"(134) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" 19/ 115 - وأبو نعيم في "صفة الجنة"(268)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1364)، وابن عساكر 20/ 140 من طرق عن العلاء بن عمرو الحنفي، به.
وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعًا: "أنا عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي"، أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9147)، وقال: لم يرو هذا الحديث عن شبل إلَّا عبد العزيز بن عمران، تفرد به إبراهيم بن المنذر، ولا يُروى عن أبي هريرة إلَّا بهذا الإسناد. قلنا: وعبد العزيز بن عمران - وهو الزهري المدني - متروك، وشيخه شبل بن العلاء بن عبد الرحمن ضعَّفه ابن عدي في "الكامل"، وقال الدارقطني كما في "سؤالات البرقاني له": ليس بالقوي.
(1)
إسناده تالف، إسماعيل بن عمرو - وهو البجلي - ضعيف، ومحمد بن الفضل - وهو ابن عطية العبسي - متهم بالكذب، وقال الذهبي في "التلخيص": متهم، وأظن الحديث موضوعًا. قلنا: تقدم تخريجه والكلام عليه في الرواية السابقة.
قال الحاكم رحمه الله تعالى: حديثُ يحيى بن بُرَيد عن ابن جريج حديثٌ صحيح!
وإنما ذكرتُ حديث محمد بن الفضل متابعًا له، والمتهاونُ بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:"كلام أهل الجنَّة عربيٌّ"، مُتهاوِنٌ بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإِنَّ شواهده تُنذِرُ بالوعيد منه صلى الله عليه وسلم لمن يختارُ الفارسيةَ على العربية نُطقًا وكتابةً، وقد رُوِّينا في ذلك أحاديث:
فمنها:
7177 -
ما حدثني أبو عمرو سعيد بن القاسم بن العلاء المُطوِّعي، حدثنا أحمد بن الليث بن الخليل، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحَريري ببَلْخ، حدثنا عُمر بن هارون، حدثنا أسامة بن زيد اللَّيثي، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن أحسنَ منكم أن يتكلَّمَ بالعربية، فلا يتكلمَنَّ بالفارسيَّة، فإنه يُورِثُ النِّفاقَ"
(1)
.
(1)
إسناده تالف، أحمد بن الليث بن الخليل لم نقف له على ترجمة، وذكره ابن منده في "فتح الباب"(1131) فيمن كنيته أبو بكر، وإسحاق بن إبراهيم ذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 108، ووقع فيه: الجزيري، وإنما ينسب للجزيرة جزري كما هو معروف، وهو أيضًا بلخي لا جزري، لكن أفاد محققه أنه في نسخة: الحريزي، وقال ابن حبان: يروي عن الثوري بنسخة مستقيمة، وذكره ابن منده في "فتح الباب" (214) ووقع عنده: الحَريري بالحاء المهملة، وهو الموافق لنسخنا الخطية، وأما عمر بن هارون - وهو ابن يزيد البلخي - فمتروك الحديث، واتهمه ابن معين بالكذب وبه أعلَّه الذهبيُّ في "التلخيص"، فقال: عمر كذَّبه ابن معين، وتركه الجماعة، وقال ابن كثير في "مسند عمر": موضوع، وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 9/ 333: سنده واهٍ.
وأخرجه أبو سعيد النقاش في "ثلاثة مجالس من أماليه"(3) عن إسرائيل بن عبد الله الطرازي، عن سعيد بن القاسم بن العلاء، بهذا الإسناد. وقال عقبه: لا أعلم أحدًا رواه عن أسامة غير عمر بن هارون البلخي.
ومن طريق سعيد بن القاسم أورده ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" 1/ 523 من طريق الحافظ السلفي.
وأورده ابن تيمية أيضًا 1/ 524، وابن كثير في "مسند عمر"(677) من طريق محمد بن الحسن بن محمد المقرئ، عن أحمد بن الخليل به. ووقع عند ابن كثير زيادة: عن عمر! =
ومنها:
7178 -
ما حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله البَيرُوتي، حدثنا أبو فَرْوة، حدثني أبي، حدثني طلحة بن زيد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كَثير، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن تكلَّمَ بالفارسيّةِ زادَتْ في خِبِّه
(1)
ونَقَصَت من مُرُوءَتِه"
(2)
.
= وقال ابن تيمية عقبه: وهذا الكلام يشبه كلام عمر بن الخطاب، وأما رفعه فموضع تبيُّن. وقال ابن كثير: غريب منكر، بل موضوع مكذوب، والصحيح أنه من قول عمر.
(1)
في (ز) و (ب): خبثه، وفي (م) و (ص): حبه، ويغلب على ظننا أنَّ ما أثبتناه هو الصواب، فالخِبُّ، بكسر الخاء وتشديد الباء الموحدة: هو الخِداع والخُبث والغِشُّ كما في "القاموس"(خبب).
(2)
إسناده تالف، محمد بن يزيد بن سنان والد أبي فروة - وهو يزيد - ليس بالقوي، وشيخه طلحة بن زيد - وهو القرشي الرقي - متهم بالكذب، وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل، وقال الذهبي في "التلخيص": ليس بصحيح، إسناده واهٍ، بمرة، وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 9/ 333: إسناده واهٍ.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 109 - ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1487) - عن عبد الله بن إسحاق المدائني والحسين بن محمد بن أبي معشر، كلاهما عن أبي فروة يزيد بن محمد بهذا الإسناد.